بسم الله الرحمن الرحيم
شكر وتقدير
الحمد لله وحده حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، وعلى آله وصحبه ومن تمسك برشده.
أما بعد،
فيقول الله تعالى في محكم تنزيله: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}(1).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"(2).
فبناء على هذين المبدأين العظيمين يطيب لي أن أتقدم بجزيل الشكر وفائق الاحترام إلى فضيلة الشيخ عبد المحسن حمد العباد نائب رئيس الجامعة الإسلامية سابقاً، الذي أشرف على بحثي حوالي ثمانية أشهر، فتعاون معي في اختيار الموضوع والحصول على النسخ المخطوطة من الكتاب، وأرشدني إلى القيام برحلة علمية إلى بعض البلدان العربية كي أتزود لبحثي، فجزاه الله وتقبل منه، وشكر سعيه.
كما أتقدم بخالص شكري وامتناني وعظيم تقديري وثنائي إلى فضيلة العلامة الدكتور أحمد إبراهيم مهنا، حفظه الله، المشرف المباشر على رسالتي إلى نهاية المطاف، فأعطاني من علمه الجزيل، وخلقه النبيل، وتوجيهاته الدقيقة وإرشاداته القيّمة الشيء الكثير ووهبني أوقاته النفيسة بدون تقييد زمان ومكان، فبذل قصارى جهده بكل إخلاص بإعادة النظر في كل ما أكتب لكي تخرج هذه الرسالة على أكمل وجه سليمة قيّمة يعم نفعها على الباحثين والدارسين، فجزاه الله أحسن ما يجزي به عباده المخلصين وتقبل منه جهده وإخلاصه ووهب له مزيداً من التوفيق، وأطال عمره في خدمة دينه.
كذلك أتوجه بالشكر الجزيل والثناء الحسن للشيخ العلامة حماد بن محمّد الأنصاري الذي كان يفيض عليّ من كنوز معلوماته ومن نوادر كتبه ومخطوطاته ما أسد به ثغوراً كثيرةً من ثنايا بحثي. فتقبل الله منه وشكر الله سعيه و إخلاصه.
__________
(1) الآية (40) من سورة النمل.
(2) رواه أبو داود من حديث أبي هريرة. انظر: سنن أبي داود مع عون المعبود 13/165 من كتاب الأدب.(1/1)
كما أتوجه بالدعاء الخالص لسماحة الشيخ الدكتور مصطفى زيد رحمه الله المدرّس بالدراسات العليا سابقاً، وصاحب كتاب (النسخ في القرآن الكريم) الذي شجعني إلى اختيار هذا الموضوع وأفادني كثيراً خلال تدريسه، فغفر الله له وجعل جهده الخالص صديق خير له في مرقده ومأواه إلى يوم الدين.
وأخيراً أتوجه بالشكر وفائق الاحترام والتقدير إلى جميع الإخوة الذين ساعدوني وتعاونوا معي على إنجاز بحثي وأداء مهمتي بخدماتهم الخالصة من موظفي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورّة، وبخاصة موظفوا الدارسات العليا.
والله أسأل أن يتقبل من الجميع خدماتهم وتعاونهم وأن يوفقهم للعمل الدائب المستمر في التعاون على البرّ والتقوى، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
محمّد أشرف عليّ المليباري
مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. والصلاة والسلام على رسوله المبيّن للناس ما نزل إليهم، وعلى آله وصحبه الذين اتخذوا سبيله شرعة ومنهاجاً.
أما بعد،(1/2)
فإن القرآن الكريم هو أعظم رسالة سماوية وأعلاها مكانة، وأجلّها معجزة، وأكملها نظاماً و منهجاً، وقد تولى الله سبحانه وتعالى حفظه بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(1). وكان هذا الوعد الإلهي مزيّة للقرآن الكريم من بين الكتب السماوية، حيث بدلت تلك وحرفت، والقرآن ما زال ولم يزل أهله يحفظونه في صدورهم ومصاحفهم، ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار وينفذونه جيلاً بعد جيل، في حياتهم الفردية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، بل وفي جميع جوانب الحياة البشرية، ويتفرغ عبر القرون ثلة من خيارهم لدراسته وتفسيره واستنباط أحكامه، ومعرفة ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه، والاعتبار بدعوته وقصصه، ووعظه وإرشاداته، بل ولأجل هذا الكلام المعجز يتوسعون في العلوم والفنون الأخرى كي يتمتعوا ببلاغته وفصاحته، وإعجازه، ولكي يظهروا الفرق الشاسع بين كلام الخالق والخلق، فما من سورة من سوره ولا آية من آياته ولا كلمة من كلماته إلا ويدور حولها بحث بألسنة الباحثين والمؤلفين وأقلامهم.
وقد شرف الله بهذا الكلام المعجز للعالم محمّداً خاتم النبيين وجعله مبيّناً لما أجمل فيه وشارحاً ما يحتاج إلى الشرح بقوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}(2) وجعل عبء مسؤوليته وثقل رسالته من بعده على عاتق أمته وكاهل علمائها، وهم الوارثون رسالته حيث يقول: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}(3).
__________
(1) الآية (9) من سورة الحجر.
(2) الآية (44) من سورة النحل.
(3) الآية (108) من سورة يوسف.(1/3)
فكان كل فرد من مخلصي هذه الأمة وعلمائها يتنافس مع غيره في أخذ نصيبه من الميراث، ويسابق الآخرين للاشتراك في أداء الرسالة، وكان العلامة المحقق والفهامة المدقق فريد عصره ووحيد دهره جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن الجوزي القرشي، رحمه الله رحمة واسعة، واحداً منهم، فقد جاهد في سبيل الله بلسانه وقلمه وألّف في شتى الفنون حوالي (380) كتاباً حسب ما وصل إليه العلم، ومعظم مؤلفاته كانت مهملة تأكلها الأرضة والتراب. وكان من بينها كتاب لطيف فريد في نوعه (نواسخ القرآن) وها هو اليوم بعون الله وتوفيقه يظهر من عالم المخطوطات ليكون في متناول الدارسين والباحثين، وذلك لأوّل مرة بعد غيابه حوالي ثمانية قرون عرضة للعث والأرضة، فلله الحمد والمنة.
أهمية الموضوع:
إن موضوع هذا الكتاب الذي بين يديك، وهو (نواسخ القرآن)، أو (الناسخ والمنسوخ في القرآن) من أهم الموضوعات وأجلّها قدراً في شريعتنا الغراء، لأن مدار الدين كتاب الله سبحانه وتعالى، فما ثبت فيه محكماً غير منسوخ نفذناه، وعملنا به، وما كان منسوخاً منه لم نعمل به ومعرفة ذلك مهمة كبيرة ومسؤولية عظيمة، وهي في نفس الوقت شاقة جداً لا يستطيع الإنسان الحكم فيها بعقله وتفكيره مهما كان ولا يمكن ذلك إلا بنقل صحيح ثابت عن صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، ولا مجال للعقل أو الاجتهاد فيها، كما لا يجوز للإنسان أن يتصرف في مثل هذا الموضوع الحساس، بآرائه البحتة غير مستند إلى كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أقوال الصحابة المحكية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسند صحيح ثابت خال من الجرح والعلة.(1/4)
لذا، كان السلف الصالح يرى معرفة الناسخ والمنسوخ شرطاً في أهلية المفسر للتفسير والمحدث للحديث، وقد كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، رضي الله عنهم، لا يرضون لأحد أن يتحدث في الدين إلا إذا كان عارفاً بالناسخ والمنسوخ من القرآن(1). وقد جاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما بأنه كان يفسر قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً}(2) بأن الحكمة معرفة ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله(3).
يقول يحيى بن أكثم التميمي رحمه الله، وهو أحد عظماء السلف المتوفى سنة: 242هـ: "ليس من العلوم كلّها علم هو أوجب على العلماء وعلى المتعلمين، وعلى كافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه، لأن الأخذ بناسخه واجب فرضاً والعمل به واجب لازم ديانة، والمنسوخ لا يعمل به ولا ينتهى إليه، فالواجب على كلّ عالم، علم ذلك لئلا يوجب على نفسه وعلى عباد الله أمراً لم يوجبه الله، أو يضع عنهم فرضاً أوجبه الله"(4).
__________
(1) أخرج نحوه النحاس في ناسخه (5) من طرق متعددة عن عليّ رضي الله عنه كما ذكره هبة الله بن سلامة في ناسخه 4 عن عليّ وابن عمر وابن عباس، رضي الله عنهم. وأورد نحوه الهيثمي أيضاً في مجمع الزوائد1/154، ثم عزاه إلى الطبراني في الكبير عن ابن عباس، رضي الله عنهما.
(2) الآية (269) من سورة البقرة.
(3) أخرج نحوه الطبري في جامع البيان3/60، وابن أبي حاتم في تفسيره المخطوط الجزء الأوّل ورقة (210) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(4) انظر: جامع بيان العلم وفضله للحافظ يوسف بن عبد البر القرطبي 2/35.(1/5)
ويقول الإمام ابن حزم الظاهري المتوفى سنة: 556هـ: "لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء من القرآن والسنة: هذا منسوخ إلا بيقين، لأن الله عزوجل، يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}(1). وقال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}(2). فكل ما أنزل الله في القرآن، وعلى لسان نبيّه صلى الله عليه وسلم فرض اتباعه. فمن قال في شيء من ذلك إنه منسوخ، فقد أوجب أن لا يطاع ذلك الأمر وأسقط لزوم اتباعه، وهذه معصية لله تعالى مجردة، وخلاف مكشوف إلى أن يقوم برهان على صحة قوله، وإلا فهو مفتر مبطل…"(3).
ويقول ابن الحصار عليّ بن محمّد الأنصاري المتوفى سنة: (611هـ)(4): "إنما يرجع في النسخ إلى نقل صريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن صحابي يقول آية كذا نسخت كذا.
قال: وقد يحكم به عند وجود التعارض المقطوع به مع علم التاريخ ليعرف المتقدم والمتأخر، قال: ولا يعتمد في النسخ قول عوام المفسرين، بل ولا اجتهاد المجتهدين، من غير نقل صحيح ولا معارضة بيّنة، لأن النسخ يتضمن رفع الحكم، وإثبات حكم تقرر في عهده صلى الله عليه وسلم، والمعتمد فيه النقل والتاريخ، دون الرأي والاجتهاد. قال: والناس في هذا بين طرفي نقيض فمن قائل: لا يقبل في النسخ أخبار الآحاد العدول، ومن متساهل: يكتفى فيه بقول مفسر أو مجتهد، والصواب خلاف قولهما)(5).
ولعلنا بهذا نكون قد اطلعنا على سورة صادقة عن خطورة هذا الموضوع وعلى مدى اهتمام العلماء به سلفاً وخلفاً.
__________
(1) الآية (64) من سورة النساء.
(2) الآية (3) من سورة الأعراف.
(3) انظر: الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم4/458.
(4) انظر ترجمة ابن الحصار في التكملة لوفيات النقلة للمنذري رقم: (1359) وفيه أن زكي الدين ابن المنذري سمع منه كتابه في ناسخ القرآن ومنسوخه.
(5) انظر: كلام ابن الحصار في الإتقان للسيوطي2/24.(1/6)
ويأتي من بعدهم عالم معاصر وهو الشيخ عبد العظيم الزرقاني فيلخص ما ذكره العلماء في أهمية هذا الموضوع في كتابه مناهل العرفان، فيقول:
أوّلاً - هذا الموضوع كثير التعاريج متشعب المسالك طويل الذيل.
ثانياً - هو مثار خلاف شديد بين العلماء الأصوليين القدامى والمحدثين.
ثالثا - أن أعداء الإسلام كالملاحدة والمستشرقين والمبشرين قد اتخذوا من النسخ أسلحة مسمومة طعنوا بها في صدر الدين الحنيف، ونالوا من قدسية القرآن واجتهدوا في إقامة الحجج البراقة ونشروا شبهاتهم ونالوا من مطاعنهم حتى سحروا عقول بعض المنتسبين إلى العلم من المسلمين فجحدوا وقوع النسخ.
رابعاً - أن إثبات النسخ يكشف النقاب عن سير التشريع الإسلامي، ويطلع الإنسان على حكمة الله تعالى في تربية الخلق وسياسته للبشر وابتلائه للناس بتحديد الأحكام مما يدلّ بوضوح على أن محمّد صلى الله عليه وسلم النبيّ الأميّ، لا يمكن أن يكون مصدراً لمثل هذا القرآن، إنما هو تنزيل من حكيم حميد.
خامساً - بمعرفة ذلك يهتدي الإنسان إلى صحيح الأحكام وينجو عن نسخ ما ليس بمنسوخ حين لا يجد التعارض بين الآيتين، لذا اعتنى السلف بهذه الناحية يحذقونها ويلفتون أنظار الناس إليها ويحملونهم عليها. انتهى بتصرف(1).
المؤلفون في هذا العلم قديماً وحديثاً:
سبق أن قلنا، إن علماءنا الأجلاء قد أعطوا اهتماماً بارزاً لموضوع النسخ، ويظهر ذلك من خلال مؤلفاتهم حيث لا نكاد نرى معظم مفسري القرآن إلا وقد اهتموا بموضوع النسخ وألفوا فيه.
يقول الزركشي في البرهان عن علم النسخ: "والعلم به عظيم الشأن وقد صنف فيه جماعة كثيرون منهم: قتادة بن دعامة السدوسي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو داود السجستاني، وأبو جعفر النحاس، وهبة الله بن سلامة الضرير، وابن العربي، وابن الجوزي، وابن الأنباري، ومكي وغيرهم"(2).
__________
(1) انظر: مناهل العرفان2/69-71.
(2) انظر: البرهان للزركشي2/28.(1/7)
ويورد الداودي في طبقات المفسرين أسماء أربعة وثلاثين كتاباً ألف في علم النسخ(1) بيد أن معظم تلك الكتب مفقودة اليوم أو لم تظهر بعد من عالم المخطوطات. وأما المطبوعة منها فقليلة تعد بالأصابع.
وقبل أن نتعرف عليها وعلى مؤلفيها علينا أن نقدر اشتراك الإمام الشافعيّ في هذا العلم حيث يعتبر هو (من أوّل من تكلم في موضوع النسخ، وهو وإن لم يؤلف كتاباً مستقلاً في الموضوع لكنه ناقش نسخ القرآن ضمن رسالته على منهج علمي وأثبت وقوعه وبيّن مدلوله مستدلاً من الكتاب والسنة)(2).
الكتب المطبوعة:
- معرفة الناسخ والمنسوخ، للإمام محمّد ابن حزم (ليس هو ابن حزم الظاهري المعروف) إنما هو شخص آخر توفي قبله بمائة وست وثلاثين سنة(3). وهو أنصاري أندلسي محدث، لكنه مع جلالة قدره لدى المحدثين فقد وجدناه في كتابه يسرف في القول بالنسخ من غير أن يستند إلى أي دليل نقلي أو عقلي، وقد بلغ عدد الآيات المنسوخة عنده، بآية السيف فقط مائة وأربع عشرة آية في ثمان وأربعين سورة(4). وكتابه هذا مطبوع بمصر على هامش تفسير (تنوير المقباس) المنسوب إلى ابن عباس سنة: (1380هـ) كما طبع أيضاً على هامش (تفسير الجلالين) ولم يؤرخ.
__________
(1) انظر: طبقات المفسرين للداودي2/569-570.
(2) انظر مناقشة الإمام الشافعي لموضوع النسخ في رسالته بتحقيق أحمد شاكر2/569-570.
(3) وهو: محمّد بن أحمد بن حزم بن تمتام بن مصعب، ابن عمرو بن عمير بن محمّد بن مسلمة الأنصاري يكنى أبا عبد الله، مات قريباً من سنة: 320هـ. (ذكر ذلك عبد الرحمن بن أحمد الصيرفي) انظر: جذوة المقتبس للحميدي ص: 39.
(4) انظر: معرفة الناسخ والمنسوخ في هامش تفسير ابن عباس ص: 316.(1/8)
2- كتاب الناسخ والمنسوخ، للإمام أبي جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس المرادي النحوي المتوفى سنة: (338هـ)(1) هذا الكتاب يعتبر من أفضل ما وصل إلينا من الكتب المتقدمة في علم النسخ وقد أجاد مؤلفه، رحمه الله، في عرض الآيات الناسخة والمنسوخة حيث أثبت ما ادعى فيه النسخ وعكسه بذكر الأسانيد غالياً، ويقوم بترجيح دعوى النسخ أو الإحكام حينًا، وهو كثير ويقف موقف المحايد حينًا آخر. وذلك إذا وجد ما يرجح إحدى الطرفين أو يؤيد كليهما. ويورد ابن الجوزي في هذا الكتاب نقولاً كثيرة من كلام النحاس يعضد بها رأيه ويؤكد بها أحكام الآية، طبع هذا الكتاب بمصر سنة: 1323هـ.
3- الناسخ والمنسوخ، للإمام هبة الله بن سلامة الضرير المتوفى سنة: (410هـ)(2)، وهو مع شهرته لدى المفسرين ومكانته في أوساط العلماء، نراه يسلك مسلك ابن حزم في معالجة قضايا النسخ حيث أورد في كتابه مائة وأربع عشرة آية منسوخة بآية السيف، كما ذكر من الآيات التي ادعى فيها النسخ مائتين وأربعًا وثلاثين آية في خمس وستين سورة ولم يورد الأدلة والآثار إلا نادرًا، ولو أورد لا يذكر لها إسنادًا ولكنه ذكر في آخر كتابه أهم مصادره، بأسانيدها ومعظم تلك الأسانيد لا يخلو من المطاعن، وهو مطبوع بمصر سنة: (1387هـ).
__________
(1) ستأتي ترجمته بالتفصيل عند أوّل ذكر له في الكتاب إن شاء الله.
(2) ستأتي ترجمته عند أوّل ذكر له في مقدمة المؤلف، إن شاء الله.(1/9)
4- الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، للإمام أبي محمّد مكي ابن أبي طالب القيسي رحمه الله، المتوفى سنة: (437هـ)(1) وكتابه المذكور جليل القدر لا ينقص في الفضل عن كتاب النحاس، إلا أنه مع قيامه بمعالجة وقائع النسخ معالجة جدّيّة، لا يتعارض إلى ذكر الأسانيد بل يكتفي بعزو الآراء إلى القائلين بها، ويرجح حينًا ما يرتضيه من الآراء مؤيدًا وجهة نظره. وقد حقّق هذا الكتاب فضيلة الدكتور أحمد حسن فرحات، وطبع بجامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلامية سنة: 1396هـ.
5- الموجز في الناسخ والمنسوخ، للحافظ المظفر بن الحسين بن زيد بن عليّ بن خزيمة الفارسي رحمه الله، هذا الكتاب مطبوع في آخر كتاب النحاس سنة: 1323هـ بمصر.
ولا نرى فيه إلا سردًا للآيات الناسخة وعدًا للآيات المنسوخة بغض النظر عن الأدلة. فهو إذاً كنسخة أخرى لكتابي ابن حزم وابن سلامة لا يغني من جوع، مع أن مؤلّفه مجهول لم أجد له ترجمة إلا في غلاف الكتاب، ويقول في آخر كتابه: "أنه استخرج هذا الكتاب من خمسة وسبعين كتابًا من كتب الأئمة المقرئين، رحمة الله عليهم، المنقول عنهم بالأسانيد الصحيحة"(2).
__________
(1) اسم أبي طالب (أبيه) محمّد، ويقال له: حموش بن محمّد بن مختار أبو محمّد القيسي القيرواني الأصل النحوي اللغوي المقرئ كان إمامًا عالمًا بوجوه القراءات متبحرًا في علوم القرآن فقيهًا أديبًا متفننًا وكان راسخًا في علم القرآن ألّف في ذلك كتبًا كثيرةً، منها: الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه. انظر معجم الأدباء19/167-171.
(2) انظر: الصفحة الأخيرة 276، من الكتاب المطبوع مع الناسخ والمنسوخ للنحاس.(1/10)
6- الناسخ والمنسوخ، للإمام أبي عبد الله محمّد بن عبد الله الإسفرائيني العامري الشفعوي، رحمه الله، طبع هذا الكتاب في الأستانة، سنة: (1290هـ) وألحق مع لباب النقول للسيوطي، ومؤلفه لم أعثر على ترجمته بعد فيما راجعت من كتب التراجم ويوجد اسمه المذكور على غلاف الكتاب، وهو أيضًا يورد أقوال النسخ عن العلماء بدون إسناد ربما يذكر آثارًا ولم يسند(1).
هذه الكتب المتقدمة هي التي عثرت عليها مطبوعة حتى اليوم في علم النسخ في القرآن الكريم، وقد صدرت في الآونة الأخيرة عدة كتب في الموضوع، منها:
- النسخ في القرآن الكريم، للدكتور مصطفى زيد، رحمه الله، الأستاذ في قسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقًا، وهو كتاب جدير بالذكر والاهتمام، وقد تصدى فيه المؤلف لعرض الآيات المدعى عليها النسخ، وناقشها مناقشة جدية مفيدة مع ذكر الأدلة بالأسانيد، وقام برد وقائع النسخ التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تنقل عن الصحابة بسند صحيح، وأبدى إثر كلّ آية وجهة نظره في دعوى النسخ حتى وصل إلى نهاية المطاف فعيّن بابًا خاصًا في وقائع النسخ في القرآن الثابتة بالأدلة الصحيحة وحصرها في ست آيات فقط(2). ومنها:
- تاب فتح المنان في نسخ القرآن، للشيخ عليّ حسن العريض مفتش الوعظ في الأزهر، وهو وإن لم يعالج الموضوع بشكل واسع وشامل إلا أنه عرض موضوع النسخ عرضًا تأريخيًا نقديًا ثم أورد في نهاية البحث بعض الآيات المدعى عليها النسخ فنقض معظمها لما يدعم رأيه مشيرًا بذلك إلى معظم ما ادعي فيه النسخ في القرآن دعوى بلا دليل(3).
__________
(1) انظر: فهرس مكتبة الأزهر1/195؛ والنسخ في القرآن الكريم فقرة (549).
(2) انظر: النسخ في القرآن الكريم من فقرة 1208-1262، وهو مطبوع في مجلدين ببيروت سنة: 1383هـ/1963م.
(3) طبع هذا الكتاب في مجلد واحد بمصر (1373م).(1/11)
ومنها كتاب (نظرية النسخ في الشرائع السماوية) لفضيلة الدكتور شعبان محمّد إسماعيل المدرس بجامعة الأزهر(1).
وقد عالج موضوع النسخ في كتابه كنظرية فقط، ولم يتعرض لمناقشة قضايا النسخ في آية أو حديث من حيث الوقوع أو عدمه بل اكتفى بعرض أقسام سور القرآن باعتبار وجود النسخ فيها ثم نقل عن الإمام السيوطي الآيات التي يراها منسوخة في الإتقان. وجاء في نهاية المطاف فعقد بابًا تحت عنوان: (الآيات التي نسختها آية السيف) فأورد فيه خمسين آية ادعى فيها النسخ ابن خزيمة الفارسي في كتابه الموجز في الناسخ والمنسوخ، السالف ذكره(2) ولم يقم الدكتور شبعان بالمناقشة أو الاعتراض عليها بل تركها كقضية مسلمة لديه(3).
ومنها: كتاب النسخ بين الإثبات والنفي، للدكتور محمّد محمود فرغلي، وهو يقع في مبحثين في مجلد واحد، يعالج فيه قضية النسخ من حيث الخلاف الحاصل بين المثبتين والنافين له ذاكرًا ما يثبت رأي كل مرجحًا ما يرجحه الدليل، بيد أنه لا يناقش وقائع النسخ من حيث وقوعه في آية ما أو عدم وقوعه(4).
ومنها: (النسخ في الشريعة الإسلامية كما أفهمه) للشيخ عبد المتعال الجبري، وقد تصدى فيه مؤلّفه - هداه الله - إلى إنكار جميع وقائع النسخ في الإسلام، وهو رسالة صغيرة الحجم، ومن أبرز عناوينه:
1- لا منسوخ في القرآن، ولا نسخ في السنة المنزلة.
2- أبدع تشريع قيل إنه منسوخ.
__________
(1) طبع هذا الكتاب في مطابع النجوى - عابدين - القاهرة، ولم يؤرخ.
(2) انظر فيما سبق ص: 20.
(3) انظر: من كتاب (نظرية النسخ في الشرائع السماوية) ص: 170-200.
(4) طبع هذا الكتاب بمجلد واحد بمصر سنة: 1396هـ/1976م.(1/12)
يناقش فيه بعض وقائع النسخ فينقض وينكر وقوعه في القرآن زاعمًا: أن فيه نسبة للجهل لله سبحانه وتعالى هو منزه عن ذلك(1) كأنه في ذلك أراد أ، يتبع مسلك أبي مسلم الأصفهاني(2) - إن صح عنه ذلك - حيث قيل: إنه كان يرى جواز النسخ عقلاً وينكر وقوعه سمعًا، وقد أورد جماعة خلاف أبي مسلم بأنه كان خلافًا لفظيًا فقط، فقال ابن دقيق العيد: "نقل عن بعض المسلمين إنكار النسخ، لا بمعنى أن الحكم الثابت لا يرفع، بل بمعنى أنه ينتهي بنص دلّ على انتهائه، فلا يكون نسخاً"(3).
وقد قام برد كل ما اقترحه الجبري في كتابه لإنكار النسخ، صاحب كتاب: (النسخ بين الإثبات والنفي) في خلال اثنتي عشرة صفحة وأجاد في ذلك فليرجع إليه من شاء(4).
وهناك بعض العلماء عالجوا وقائع النسخ بلا إفراط ولا تفريط، وذلك ضمن كتبهم المؤلَّفة في علوم القرآن.
فمنهم: عالم القرن العاشر الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله، حيث اختصر الآيات المدعى عليها النسخ في كتابه الإتقان في علوم القرآن إلى ما يقارب عشرين آية، وأنشد:
قد أكثر الناس في المنسوخ من عدد ... وأدخلوا فيه آيًا ليس تنحصر
وهاك تحرير آي لا مزيد لها ... عشرين حررها الحذاق والكبر
فذكر تلك الآيات مع خلاف في بعضها(5).
__________
(1) طبع هذا الكتاب في مجلد واحد بمطبعة دار الجهاد بمصر سنة: (1380هـ).
(2) وهو: أبو مسلم الأصفهاني المفسر اسمه: محمّد بن بحر المتوفى سنة: (322هـ) وقد جمع الشيخ سعيد الأنصاري عالم من علماء الهند في كتابه: (ملتقط جامع التأويل لمحكم التنزيل) المطبوع بكلكتا سنة: 1330هـ، الآيات التي أوّلها أبو مسلم لينفي أنها منسوخة.
(3) انظر ما قاله الشوكاني عن رأي أبي مسلم في النسخ والرد عليه في إرشاد الفحول ص: 162.
(4) انظر: كتاب النسخ يبن الإثبات والنفي، في الرد على كتاب عبد المتعال محمّد من ص: 112-114، في القسم الأوّل منه.
(5) انظر: الإتقان في علوم القرآن2/23، المطبوع ببيروت ولم يؤرخ.(1/13)
ومنهم الشيخ أحمد شاه ولي الله الدهلوي شيخ الحديث في الهند في زمانه، وصاحب كتاب حجة الله البالغة، المتوفى سنة: 1179هـ فقد ألف كتابًا في علوم القرآن باسم (الفوز الكبير) وأنكر فيه على كل من يسرف بالقول في النسخ، ثم اختصر وقائع النسخ في القرآن في خمس آيات فقط مبينًا الأدلة ووجهة نظره، بعد أن أورد الآيات التي ذكرها السيوطي في الإتقان ضمن المنسوخة، ونقض منها ما يرى فيه النقض(1).
ومنهم محمّد عبد العظيم الزرقاني، صاحب كتاب (مناهل العرفان) حيث أورد في كتابه بعض وقائع النسخ التي اشتهرت أنها منسوخة، وهي حوالي اثنتين وعشرين واقعة، وقام بالترجيح منها حوالي تسع آيات فقط(2).
تلك هي الكتب المطبوعة المعروفة لدينا حتى اليوم في علم النسخ في القرآن، وهناك رسائل أخرى صدرت حديثًا تناقش موضوع النسخ ولا داعي لذكرها هنا؛ لأنها - كما يبدو حسب اطلاعي - لم تأت بشيء جديد في الموضوع إنما هي إعادة لما كتب وذكر مسبقًا. والله أعلم.
الكتب المخطوطة:
أما الكتب المخطوطة في موضوع النسخ في القرآن فهي كثيرة، سأذكر منها ما عثرت عليها ووفقني الله للاطلاع عليها خلال رحلتي العلمية إلى بعض البلدان العربية، أو ما تأكدت من وجودها في المكتبات العالمية، بغية أن ينتفع بها الباحثون الذين يعملون لإحياء التراث الإسلامي.
__________
(1) طبع هذا الكتاب في مقدمة كتاب (إرشاد الراغبين) بدمشق سنة: 1346هـ.
(2) انظر: مناهل العرفان2/152-161، المطبوع بمصر سنة: 1362هـ بمطبعة عيسى الحلبي.(1/14)
1- الناسخ والمنسوخ في كتاب الله، للإمام قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة: 117هـ(1). سبق أن ذكرنا عن الزركشي بأن قتادة في مقدمة الذين ألفوا في الناسخ والمنسوخ في القرآن، و قد ذكر هبة الله بن سلامة أن كتاب قتادة من المصادر التي استمد منها كتابه وأن راوي كتاب قتادة عنه هو سعيد - يقصد سعيد بن أبي عروبة(2) -. يوجد جزء من الكتاب المذكور في المكتبة الظاهرية تحت رقم: (7899) ورقة: (67)(3).
2 - الناسخ والمنسوخ،لعبد القاهر البغدادي المتوفى سنة: (429هـ)(4) وهو يقع في ثمانية وسبعين ورقة، يوجد له نسخة في ميكروفيلم في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية تحت رقم: (265)، عمومية: (445)، كتب سنة: (612هـ)(5).
3- الرسوخ في علم الناسخ والمنسوخ، لعبد القاهر بن طاهر بن محمّد البغدادي. يوجد منه نسخة بالجامع الكبير بصنعاء تحت رقم: (43 تفسير) ورقة: (28) ولعله مختصر لكتابه السابق ذكره(6).
__________
(1) ستأتي ترجمته عند أوّل ذكر له في الكتاب، إن شاء الله.
(2) انظر: الناسخ والمنسوخ لهبة الله (106).
(3) انظر: تأريخ التراث العربي لفؤاد سسكين1/52، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية1/404.
(4) وهو: أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمّد البغدادي الفقيه الأصولي الشافعي الأديب، كان ذا مال وثروة وأنفقه على أهل العلم والحديث، ولم يكتسب بعلمه مالاً، درس في سبعة عشر فنًا وكان ماهرًا في علم الحاسب. توفي سنة: (429هـ) بمدينة اسفراين. انظر: وفيات الأعيان2 رقم الترجمة: (365).
(5) انظر: فهرس جامعة الدول العربية ص: 48، رقم: (265).
(6) انظر: فهرس مخطوطات المكتبة العربية بالجامع الكبير بصنعاء ص: 21، في قسم علوم القرآن.(1/15)
4- الإيجاز في ناسخ القرآن ومنسوخه، لأبي عبد الله محمّد بن بركات بن هلال السعيدي المتوفى سنة: (520هـ)(1) وقد ذكر فيه أنه روى هذا الكتاب عنه أبو القاسم هبة الله بن عليّ بن مسعود المتوفى سنة: (598هـ) وجدت هذا الكتاب في الخزانة التيمورية التابعة لدار الكتب المصرية في ميكروفيلم يبلغ عدد أوراقها (25) وقد صورت منه نسخة لنفسي عام: 1398هـ وهو يقع في الخزانة تحت رقم: (1015 تفسير)(2).
5-كتاب ناسخ القرآن، لشرف الدين عبد الرحيم الحموي المعروف بابن البازي المتوفى سنة: 738هـ يقول في مقدمة كتابه إنه جمع فيه جميع الآيات الناسخة والمنسوخة في القرآن - ويوجد له نسخة في المكتبة الظاهرية تحت رقم: 5881) مكتوبة بالحبر الأحمر(3).
6- ناسخ القرآن ومنسوخه، لعليّ بن شهاب الدين حسن بن محمّد الحسيني الهمداني المتوفى سنة: (789هـ) هو رسالة مقتصرة تقع في المكتبة الظاهرية تحت: (4425) كتبت سنة: (907هـ) بقلم تاج الدين محمّد بن زهرة الحلبي(4).
7- جواب الناجي عن الناسخ والمنسوخ، للشيخ برهان الدين الناجي، المتوفى سنة: (900هـ) يوجد منه نسخة في الخزانة التيمورية التابعة لدار الكتب المصرية تحت رقم مجامع (207) كتبت سنة: (1316هـ)(5).
8- قلائد المرجان في الناسخ والمنسوخ في القرآن، للشيخ مرعى ابن يوسف بن قدامة المتوفى سنة: (1033هـ) وله عدة نسخ:
__________
(1) هو: أبو عبد الله محمّد بن بركات بن هلال بن عبد الواحد بن عبد الله السعيدي الصوفي المصري نحوي لغوي، عمر مائة عام وثلاثة أشهر. له مؤلفات في النحو واللغة. توفي سنة: (520هـ). يقول في مقدمة كتابه إنه ألف للملك الأفضل أمير الجيوش. انظر: إنباء الرواة، رقم الترجمة: (607).
(2) انظر فهرس مكتبة الظاهرية1/404.
(3) انظر: فهرس المخطوطات، جامعة الدول العربي ص: 32.
(4) المصدر نفسه1/403.
(5) فهرس الخزانة التيمورية1/239.(1/16)
(أ) بخزانة دار الكتب في القاهرة تحت رقم: (13051ب)، أوراقها (139)(1).
(ب) الخزانة العامة للكتب والوثائق في المغرب تحت رقم: (1882د)(2).
(ج) مكتبة جامع الأزهر تحت رقم: (58) كتبت سنة: (1022هـ)(3).
(د) في الخزانة التيمورية تحت رقم: (586)(4).
9- فوائد قلائد المرجان وموارد منسوخ القرآن، للشيخ مرعى ابن يوسف الكرمي، أيضًا يوجد منه نسخة في الخزانة التيمورية تحت رقم: (المجامع 106) عدد صفحاتها: (205)(5).
10- إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه من القرآن، للشيخ عطية الله البرهاني الشافعي، فقيه فاضل من أهل أجهور، تعلم وتوفي بالقاهرة سنة: (1190هـ)، يوجد لكتابه نسخة مخطوطة في الخزانة التيمورية تحت رقم: (42) تفسير(6).
11- الناسخ والمنسوخ، للإمام القاضي أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن عليّ العامري، منه نسخة في المكتبة الأزهرية تحت رقم: (المجامع 736) ورقة (27)(7).
12- الناسخ والمنسوخ في القرآن عن ابن شهاب الزهري، تأليف أبي عبد الرحمن الحسين بن محمّد، منه نسخة كتبت في القرن السابع تقريبًا، بمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية تحت رقم: (264) وفي دار الكتب المصرية تحت رقم: (1084) تفسير(8).
__________
(1) انظر: فهرس المخطوطات بدار الكتب3/148.
(2) انظر: فهرس المخطوطات العربية في الخزانة العامة بالمغرب ص: 31.
(3) فهرس المكتبة الأزهرية1/195.
(4) فهرس الخزانة التيمورية1/240. وأما مؤلف هذا الكتاب فهو المعروف بالكرمي صاحب مؤلفات عديدة، مؤرخ أديب من كبار الفقهاء الحنابلة. ولد بطول الكرم بفلسطين، وتوفي في القاهر سنة: 1033هـ.
(5) انظر: فهرس الخزانة التيمورية1/222.
(6) المصدر نفسه ص: 240.
(7) فهرس المكتبة الأزهريبة1/195.
(8) فهرس المخطوطات المصورة بجامعة الدول العربية1/48.(1/17)
13- التبيان للناسخ والمنسوخ، لعبد الله بن حمزة بن النجم الصعدي منه نسخة بالجامع الكبير بصنعاء، كتبت سنة: (1350هـ) عدد أوراقها: (19) يقع تحت رقم: (4) أصول الفقه(1).
14- صفوة الراسخ في علم المنسوخ، للشيخ شمس الدين محمّد ابن أحمد بن أحمد الحسين الموصلي يوجد منه نسخة في الخزانة التيمورية ضمن مجموعة رقم: (737/225 تفسير)، عدد صفحاتها: (129)(2).
15- عمدة البيان في زبدة نواسخ القرآن، للشيخ محمّد الرشيدي، يوجد منه نسخة في الخزانة التيمورية تحت رقم: (127) كتب بخط مؤلِّفه سنة: (1291هـ)(3).
16- البيان في الناسخ، للشيخ محمّد بن عبد الله بن أبي النجم، توجد نسخة منه بالجامع الكبير بصنعاء كتبت سنة: (1048هـ) عدد أوراقها: (20) يقع تحت رقم: (76)(4).
17- وقد عثرت على كتاب صغير الحجم كبير الفائدة باسم مختصر عمدة الراسخ، وهو لمؤلفنا العلامة ابن الجوزي، سوف أذكره إن شاء الله عند ذكر أوصاف النسخ المخطوطة لغلبة ظني أنه مختصر لكتابنا هذا.
__________
(1) فهرس المخطوطات المكتبة العربية بالجامع الكبير بصنعاء (6).
(2) فهرس الخزانة التيمورية1/240.
(3) المصدر نفسه.
(4) فهرس المخطوطات المكتبة العربية بالجامع الكبير بصنعاء (6).(1/18)
وهناك رسائل أخرى مخطوطة في النسخ لم يعلم مؤلفوها، فعلى الرغم من وجود هذه الكتب العديدة، فأنا لا أريد أن أقف عندها وقفة الدارسين، لأن معظم هذه الكتب التي وفقني الله للاطلاع عليها، امتداد للاتجاه الذي بدأه ابن حزم الأنصاري وهبة الله بن سلامة في كتابيهما. وأما كتاب قتادة - وهو الأقدم منها إطلاقًا - فلم يصل إلينا منه إلا جزء قليل، كما صرح بذلك فهرس المكتبة الظاهرية، إلا أن كتاب عبد القاهر البغدادي، امتاز كثيرًا عن غيره، حيث يعالج موضوع النسخ على منهاج جديد ومفيد، غير أنه مثل مكيّ بن أبي طالب لا يذكر إسنادًا عند ذكر أقوال السلف، بل يكتفي بذكر أسمائهم وعزو الأقوال إليهم، وهو كتاب جدير بالدراسة في موضوعنا، وقد رشحه الدكتور مصطفى زيد لتحقيقه ونشره كما رشح كتابنا هذا لميزتهما على الكتب الأخرى(1).
سبب اختياري لهذا الموضوع:
في مستهلّ السنة الدراسية المنهجية للدراسات العليا كنت أبحث هنا وهناك كي أحصل على موضوع لرسالتي يكون له البروز اللامع في الأوساط العلمية وقد تم اختياري في أوّل الأمر على تحقيق كتاب (فضائل القرآن) لابن الضريس، ولكني رغم صدور موافقة المجلس على هذا الموضوع اضطررت بعد أن عملت فيه أكثر من سبعة أشهر إلى تغييره. وذلك لوجود نقص كبير في النسخة الموجودة لدى الجامعة الإسلامية، ولعدم الحصول على نسخة أخرى لها. وقد وقع اختياري بعد ذلك - بحمد الله - على تحقيق هذا الكتاب لما قدمنا من أهمية موضوع النسخ في القرآن الكريم وخطورته.
__________
(1) انظر: ما ذكره مصطفى زيد رحمه الله بعد إيراد أسماء بعض الكتب المخطوطة في النسخ وما لها وما عليها في كتاب النسخ في القرآن الكريم1، من فقرة 460-550.(1/19)
وكان من أهم العوامل التي ساعدتني للتوصل إلى معرفة أهمية هذا الموضوع اختيار الجامعة الإسلامية موضوع النسخ كمادة مستقلة في منهج الدارسات العليا بقسم التفسير، فأتيحت لي بذلك فرصة ثمينة للاطلاع على كتب مفيدة في علم النسخ، والتوسع فيه فلم أر موضوعًا متشعب المسالك مترامي الأطراف تراكمت الاختلافات حوله من شتى الأديان كهذا الموضوع، حتى المسلمون أنفسهم قديمًا وحديثًا يختلفون فيه، فمن منكر مفرط ومن مثبت مسرف ومن مقتصد بينهما.
ومن هنا، وقع في ذهني أن يكون لي شأن مذكور في هذا الموضوع، وكنت أذكر دائمًا ثناء شيخنا الفاضل الدكتور مصطفى زيد على كتابي عبد القادر البغدادي وابن الجوزي - كما ذكرت آنفًا - وكان يشجعنا على العمل والبحث فيهما لميزتهما على كتب النسخ الأخرى في الصناعة والمنهج فتم اختياري بفضل الله على هذا الكتاب بغية أن يعم النفع وتكثر الفائدة في مجال العلم، إن شاء الله.
علاوة على ذلك، فلم أجد أحدًا سبقني من خريجي الكلية إلى تحقيق كتاب من كتب النسخ في القرآن المتقدمة المخطوطة لنيل شهادة الماجستير، وأيضًا فإن هذا العلم مع كثرة تناول المؤلفين له جيلاً بعد جيل ما رأيت أحدًا سلك مسلك العلامة ابن الجوزي في الصناعة والردّ على المقدمين على كتاب الله بآرائهم الخالية عن الأدلة النقلية الصحيحة.
ولقد نرى المؤلِّف ابن الجوزي رحمه الله، في هذا الكتاب برأ ذمّته، وأدّى مسؤوليته بإيراد الأسانيد على كل ما يقول وينقل، مؤدّيًا للعلم أمانته.
فتمنيت أن ينشر هذا الكتاب النفيس ويظهر من وراء القرون إلى أيدي الطلبة والباحثين وينجو من الضياع تحت التراب.(1/20)
ثم إن إحياء التراث الإسلامي له دور كبير في نهضة العلم والعلماء في كل عصر، حيث نستطيع بذلك الوصول إلى الحقائق العلمية التي لم يعثر عليها جيلنا الحاضر بعد، كما نستطيع الاطلاع على النهضة العلمية والثقافية التي كان المسلمون القدامى يتمتعون بها عبر الأجيال، فيكون ذلك نبراسًا لمستقبلنا الزاهر، لنصمد في العمل الدائب المستمر كما صمد أسلافنا.
من أجل هذا كلِّه، أحببت أن يكون موضوع بحثي من أنفع الموضوعات وأشرفها وأحببت أن أتفرغ له تفرغًا كاملاً وأنقطع له عدة سنين. وبعد بحث دقيق لم يظهر لي شيء أنفع للمفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين من علم النسخ من حيث إنه يعتبر جزءًا أساسيًا لديهم، لكونه مدارًا لمعرفة الحلال والحرام والمحكم من المنسوخ، فهو كما أنه من أنفع الموضوعات فهو كذلك من أفضلها وأشرفها؛ لأن مادة (نواسخ القرآن) هي الآيات القرآن المنزلة على الصادق الوعد الأمين صلوات الله وسلامه عليه.
ترجمة الإمام ابن الجوزي - رحمه الله -
هو: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن عليّ ابن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمّد بن جعفر بن عبدالله ابن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمّد بن عبد الله بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه القرشي التميمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الحافظ المفسر الواعظ المؤرخ الأديب المعروف بابن الجوزي رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته(1).
مولده:
ولد العلامة ابن الجوزي "بدرب حبيب" الواقعة في بغداد، واختلف في تأريخ ودلاته:
__________
(1) الذيل لابن رجب 1/399.(1/21)
قيل: سنة: 508، وقيل: سنة: 509، وقيل: سنة: 510 هجرية. والأرجح أنه ولد بعد العشرة كما يظهر ذلك في بعض مؤلَّفاته في الوعظ، حيث يقول: إنه بدأ التصنيف سنة: 528هـ، وله من العمر 17 سنة(1). ولما قيل عنه أيضًا في ذيل تاريخ بغداد لابن النجار "أنه كان يقول: "لا أتحقق مولدي غير أنه مات والدي في سنة: 514هـ، وقالت الوالدة كان لك من العمر ثلاث سنين"(2).
وعلى هذا تكون ولادته سنة: 511هـ، 1117م(3).
وكان أهله تجارًا في النحاس، ولهذا يوجد في بعض سماعاته القديمة: عبد الرحمن بن عليّ الجوزي الصفار(4).
نشأته:
توفي والده عليّ بن محمّد وله من العمر ثلاث سنين، ولكن ذلك لم يؤثّر في نشأته نشأة صالحة، حيث أبدله الله عمته مربية مخلصة تعطيه كلّ عطفها وعنايتها وتسهر على خدمته وتعليمه، فهي حملته إلى مسجد أبي الفضل بن ناصر، فتلقى منه الرعاية التامة والتربية الحسنة حتى أسمعه الحديث(5).
وعلى الرغم من فراق والده في طفولته فقد ساعده في توجهه إلى طلب العلم وتفرغه لذلك ثروة أبيه الموسر، فقد ترك من الأموال الشيء الكثير، ولهذا نراه - رحمه الله - يكثر الكلام عن نفسه في أكثر من كتاب، فيبين أنه نشأ في النعيم، ويقول في صيد الخاطر:
__________
(1) المصدر نفسه ص: 400.
(2) وفيات الأعيان 2/321, رقم الترجمة: 323.
(3) هذا الاختلاف في تأريخ ميلاده حكاه الدين ترجموا له, منهم تلميذه الحافظ المنذري في التكملة لوفيات النقلة 2/291-292.
(4) تذكرة الحفاظ للذهبي رقم الترجمة: (1343).
(5) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 13 أحداث 597.(1/22)
"فمن ألف الترف فينبغي أن يتلطف بنفسه إذا أمكنه، وقد عرفت هذا من نفسي، فإني ربيت في ترف، فلما ابتدأت في التقلل وهجر المشتهى أثر معي مرضًا قطعني عن كثير من التعبد، حتى إني قرأت في أيام كل يوم خمسة أجزاء من القرآن، فتناولت يومًا ما لا يصلح فلم أقدر في ذلك اليوم على قراءتها، فقلت: إن لقمة تؤثر قراءة خمسة أجزاء بكل حرف عشر حسنات، إن تناوله لطاعة عظيمة، وإن مطعمًا يؤذي البدن فيفوّته فعل خير ينبغي أن يهجر، فالعاقل يعطي بدنه من الغذاء ما يوافقه"(1).
فلما بلغ ابن الجوزي رشده شعر بنفسه وبال الترف في طلب العلم، فقنع باليسير واستسهل الصعاب متحملاً كلّ الشدائد والمحن فهمته في طلب العلم أنسته كل الترف فانكب على طلب العلم - وهو ألذ من كلّ لذيذ - فيقول عن نفسه: "ولقد كنت في مرحلة طلبي العلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل، لأجل ما أطلب وأرجو. كنت في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث، وأقعد على نهر عيسى، فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها شربة، وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم"(2).
قد عاش ابن الجوزي منذ طفولته ورعًا تقيًا زاهدًا، لا يحب مخالطة الناس خوفًا من ضياع الوقت، ووقوع الهفوات، فصان بذلك نفسه وروحه ووقته: يقول الإمام ابن كثير عند ترجمته له: "وكان - وهو صبي - ديّنًا منجمعاً على نفسه لا يخالط أحدًا ولا يأكل ما فيه شبهة، ولا يخرج من بيته إلاّ للجمعة، وكان لا يلعب مع الصبيان"(3).
حبه للعزلة:
__________
(1) انظر: صيد الخاطر في فصل الرفق بالبدن ص: 446.
(2) انظر: صيد الخاطر (153).
(3) البداية والنهاية لابن كثير 13 الأحداث (597).(1/23)
وكان يحب العزلة تقديرًا لقيمة الوقت وابتعادًا عن الوقوع في اللهو. يقول في صيد الخاطر: "فليس في الدنيا أطيب عيشًا من منفرد عن العالم بالعلم، فهو أنيسه وجليسه، قد قنع بما سلم به دينه من المباحات الحاصلة، لا عن تكلف ولا تضييع دين، وارتدى بالعز عن الذل للدنيا وأهلها، والتحف القناعة باليسير، إذا لم يقدر على الكثير بهذا الاستعفاف يسلم دينه ودنياه، واشتغاله بالعلم يدلّه على الفضائل ويفرجه عن البساتين، فهو يسلم من الشيطان والسلطان والعوام بالعزلة، ولكن لا يصلح هذا إلا للعالم، فإنه إذا اعتزل الجاهل فاته العلم فتحبط"(1).
ردّه على المتزهدين والمتصوفين:
في موضع آخر من صيد الخاطر عين فصولاً للرد على العزلة العمياء والمتزهدين فيقول: "فكم فوتت العزلة علمًا يصلح به أصل الدين، وكم أوقعت في بليته هلك بها الدين، وإنما عزلة العالم عن الشر فحسب"(2).
ويقول في ذم المتزهدين والصوفية العمياء: "وإني أرى أكثر الناس قد حادوا عن الشريعة، وصار كلام المتزهدين كأنه شريعة لهم، فيقال: قال أبو طالب المكي: كان من السلف من يزن قوته بكربة فينقص كل يوم. وهذا شيء ما عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه وإنما كانوا يأكلون دون الشبع. وما كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على ما المتزهدون عليه اليوم.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يضحك ويمزح ويختار المستحسنات ويسابق عائشة رضي الله عنها، وكان يأكل اللحم ويحب الحلوى ويستعذب الماء وعلى هذا كانت طريقة أصحابه، فأظهر المتزهدون طرائق كأنها ابتداء شريعة، وكلها على غير الجادة"(3).
مكانته وثناء العلماء عليه:
__________
(1) صيد الخاطر (373).
(2) صيد الخاطر (132).
(3) صيد الخاطر (471-472). انظر أيضاً في فصل (حماقة الصوفية في كراهية الدنيا) ص: 25-35, في صيد الخاطر.(1/24)
لقد أعجب بشخصيته وجهده الجبار علماء أجلاء من بعده فمدحوه وأثنوا عليه. يقول ابن خلكان: "إنه كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث وفي صناعة الوعظ صنف في فنون كثير" فعد بعض مؤلَّفاته، ثم قال: "وبالجملة فكتبه تكاد لا تعد، وكتب بخطه شيئًا كثيرًا، والناس يغالون في ذلك حتى يقولوا إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره، وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خصّ كل يوم تسع كراريس"(1).
وكان ابن الجوزي كثير الاطلاع ومشغوفًا بالقراءة فقد حكى عن نفسه أنه طالع عشرين ألف مجلد أو أكثر، وهو ما يزال طالبًا(2).
يقول في صيد الخاطر: "سبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب التي تخلفت من المصنفات فليكثر من المطالعة فإنه يرى من علوم القوم وعلوّ هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرك عزيمته للجد، وما يخلو كتاب من فائدة، وأعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم، لا ترى فيهم ذا همة عالية فيقتدي به المقتدي ولا صحاب ورع فيستفيد منه الزاهد، فالله الله، وعليكم بملاحظة سير السلف ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، والاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم"(3) .
فقد استطاع بهذا الاطلاع الواسع أن يتفوق على كثير من معاصريه في المشاركة في عديد من العلوم والفنون، فألف في التفسير والحديث والطب والوعظ وغيرها الشيء الكثير ويبدو أن ابن الجوزي كان ماهرًا في التفسير وفي التأريخ والوعظ ومتوسطًا في الفقه، وأما بالنسبة إلى متون الحديث فهو واسع الاطلاع فيها لكنه غير مصيب في الحكم على الصحيح والسقيم.
يقول الذهبي عند ترجمة ابن الجوزي: "كان مبرزًا في التفسير والوعظ والتأريخ ومتوسطًا في المذهب وله في الحديث اطلاع تام على متونه، وأما الكلام على صحيحه وسقيمه فما له ذوق المحدثين ولا نقد الحفاظ المبرزين"(4).
__________
(1) انظر وفيات الأعيان 2/321 رقم: 343.
(2) انظر: صيد الخاطر (441).
(3) صيد الخاطر (441).
(4) انظر: تذكرة الحفاظ رقم الترجمة: (1067).(1/25)
وقال الذهبي في التأريخ الكبير: "لا يوصف ابن الجوزي بالحفظ عندنا باعتبار الصنعة بل باعتبار كثرة اطلاعه وجمعه"(1).
مدرسة ابن الجوزي:
كان له دور كبير ومشاركة فعالة في الخدمات الاجتماعية، وقد بنى مدرسة بدرب دينار وأسس فيها مكتبة كبيرة ووقف عليها كتبه وكان يدرس أيضًا بعده مدارس بغداد(2).
قال الحافظ ابن الدبيثي عن ابن الجوزي: "كان من أحسن الناس كلامًا وأتمهم نظامًا وأعذبهم لسانًا، وأجودهم دينًا، وبورك في عمره وعمله، فروى الكثير، وسمع الناس منه أكثر من أربعين سنة وحدث بمصنفاته مرارًا"(3).
منزلة في الوعظ:
لم يكن جهاده محصورًا في القلم والتأليف إنما كان له شأن عظيم وشهرة كبيرة في الوعظ والخطب والدعوة والإرشاد بين الخواص والعوام.
يقول ابن كثير رحمه الله: "تفرد ابن الجوزي بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه ولا يلحق شأوه فيه، وفي طريقته وشكله وفي فصاحته وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه، ونفوذ وعظه، وغوصه في المعاني البديعة، وتقريبه الأشياء الغريبة بما يشهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم والإدراك بحيث يجمع المعاني الكثير في الكلمة اليسيرة"(4).
شجاعته في إظهار الحقّ:
كان لا يخاف في الله لومة اللائم، وكان يحضر في وعظة الرؤساء والخلفاء، وقد التفت مرة إلى ناحية الخليفة المستضيء العبّاس، وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين إن تكلمت، خفت منك وإن سكتّ خفت عليك، وإن قول القائل لك: اتق الله، خير لك من قوله: لكم أنتم أهل البيت مغفور لكم… وأضاف قائلاً: لقد كان عمر بن الخطاب يقول: إذا بلغني من عامل ظلم فلم أغيره فأنا الظالم(5).
__________
(1) انظر طبقات الحفاظ للسيوطي ص: 478.
(2) الذيل لابن رجب 1/413.
(3) المصدر نفسه 1/411-412.
(4) البداية والنهاية 13 أحداث (597).
(5) الذيل لابن رجب 1/409, وتذكرة الحفاظ للذهبي, رقم الترجمة: (1097).(1/26)
وهكذا دافع ابن الجوزي عن الحقّ بدون خوف لومة لائم وحارب البدع والمنكرات والتعصب في المذاهب والتقليد الأعمى، وقد كان يعترف بنجاحه في هذا المجال فيقول: "وظهر أقوام يتكلمون بالبدع ويتعصبون في المذاهب، فأعانني الله عزوجل عليهم وكانت كلمتنا هي العليا"(1).
محنته في سبيل الحقّ:
وقد امتحن ابن الجوزي رحمه الله، في آخر عمره، وذلك أن الوزير ابن يونس الحنبلي كان في ولايته قد عقد مجلسًا للركن عبد السلام ابن عبد الوهّاب بن عبد القادر الجيلي، وأحرقت كتبه. وكان فيها من الزندقة وعبادة النجوم ورأي الأوائل شيء كثير، وذلك بمحضر ابن الجوزي وغيره من العلماء، وانتزع الوزير منه مدرسة جدّه وسلمها إلى ابن الجوزي.
فلما ولى الوزارة ابن القصاب - وكان رافضيًا خبيثًا - سعى في القبض على ابن يونس وتتبع أصحابه، فقال الركن: أين أنت عن ابن الجوزي، فإنه ناصبي، ومن أولاد أبي بكر، فهو أكبر أصحاب ابن يونس، وأعطاه مدرسة جدي، وأحرقت كتبه في مشورته؟ فكتب ابن القصاب إلى الخليفة الناصر - وكان الناصر له ميل إلى الشيعة - وكان يقصد إيذاء ابن الجوزي فأمر بتسليمه إلى الركن عبد السلام، فجاء إلى دار الشيخ وشتمه وأهانه وختم على داره وشتت عياله، ثم أخذه في سفينة إلى واسط فحبس بها في بيت وبقي يغسل ثوبه ويطبخ، ودام على ذلك خمس سنين وما دخل فيها حمامًا(2). فالمحنة بشتى أنواعها والصبر عليها والاستمرار على الوقوف في وجه الباطل والظلم والطاغوت من دأب العلماء العاملين والمجاهدين المخلصين. وقد رسم لنا العلامة ابن الجوزي من خلال حياته سلسة متصلة من الكفاح والجهل الطويل والربط بين العلم والعمل ربطًا وثيقًا.
__________
(1) الذيل لابن رجب 1/403.
(2) الذيل لابن رجب 1/425-426, وتذكرة الحفاظ, رقم الترجمة: (1098).(1/27)
وقد عقد فصلاً مستقلاً في كتابه صيد الخاطر تحت عنوان: (العلماء العاملون) فمدح فيه من يستحق المدح من أقرانه، وذمّ من يستحق ذلك ثم قال: "فالله الله في العلم بالعمل فإنه الأصل الأكبر. والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاتته لذات الدنيا وخيرات الآخرة فقدم مفلسًا مع قوّة الحجة عليه"(1).
ما أخذ عليه:
رغم وصوله إلى قمة العلم والمعرفة فقد أخذ العلماء عليه مآخذ هامة:
أوّلاً- كان يميل إلى التأويل في بعض كلامه. يقول ابن رجب في الذيل: "اشتد إنكار العلماء عليه في ذلك، وكان مضطربًا في قضية التأويل رغم سعة اطلاعه على الأحاديث في هذا الباب فلم يكن خبيرًا بحل شبه المتكلمين، ويقول: كان أبو الفرج تابعًا لشيخه أبي الوفاء ابن عقيل في ذلك، وكان ابن عقيل بارعًا في علم الكلام ولكنه قليل الخبرة في الأحاديث والآثار لذا نراه مضطربًا في هذا الباب"(2).
نعم، قد نجد ما يثبت ميله إلى التأويل من ثنايا كتبه حيث ألّف كتابًا مستقلاً يناقش هذا الموضوع باسم (دفع شبه التشبيه) وهو مطبوع أورد فيه بعض آيات قرآنية، وستين حديثًا ورد فيها الكلام عن ذات الله وصفاته صلى الله عليه وسلم، كالوجه، واليد، والنفس، والساق، والاستواء، فيؤوّلها بما يحتمل التأويل بخلاف ما ذهب إليه السلف من إمرارها كما وردت بدون تأويل ولا تشبيه، ولا تعطيل(3).
__________
(1) صيد الخاطر ص: 143-144.
(2) الذيل على طبقات الحنابلة 1/414, أما ابن عقيل فليس هو شيخه المباشر إنما كان يتبعه بوساطة مؤلفاته, وكانت ولادة ابن الجوزي قبل وفاة ابن عقيل بسنة, وسوف تأتي ترجمته عند أول ذكر له في الكتاب إن شاء الله.
(3) طبع هذا الكتاب بمصر, ولم يؤرخ, بتحقيق محمد زاهد الكوثري وهو في (96) صفحة.(1/28)
ونجد أيضًا في صيد الخاطر، ينقد نهج السلف فيقول: "… ولا أقوامًا قصرت علومهم فرأت أن حمل الكلام على غير ظاهره نوع تعليل، ولو فهموا سعة اللغة لم يظنوا هذا"(1).
وقد قام بالردّ على ما كتبه ابن الجوزي مائلاً إلى التأويل عالم معاصر له، وهو الشيخ إسحاق بن أحمد بن غانم العلثي(2) حيث كتب رسالة يردّ فيها على ابن الجوزي ردًّا عنيفًا طالبًا فيها العودة إلى الحقّ وإلى العقيدة السلفية وعلى ما كان عليه إمامه أحمد بن حنبل رحمه الله، حيث يقول فيها: "وإذا تأولت الصفات على اللغة وسوغته لنفسك وأبيت النصيحة، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدس روحه، فلا يمكنك الانتساب بهذا، فاختر لنفسك مذهبًا حتى قال: فلقد استراح من خاف مقام ربّه وأحجم عن الخوض فيما لا يعلم، لئلا يندم. فانتبه قبل الممات، وحسن القول العمل، فقد قرب الأجل لله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم".
ثانيًا - كثرة أغلاطه في تصانيفه، وعذره في هذا واضح وهو أنه كان مكثرًا من التصانيف، فيصنف الكتاب ولا يعتبره، بل يشتعل بغيره وربما كتب في الوقت الواحد تصانيف عديدة ولولا ذلك لم تجتمع له هذه المصنفات الكثيرة.
سيجد القارئ مثالاً لذلك من ثنايا هذا الكتاب، حيث يذكر المؤلف في المقدمة أنه سيناقش وقائع النسخ ببيان صحة الصحيح وفساد الفاسد، ثم يأتي إلى قضايا النسخ فيوردها ببيان الخطأ أو الصواب تارة - وهو كثير - وتركه أخرى. وأمثال ذلك كثيرة، سأبيّنه في الخاتمة إن شاء الله.
__________
(1) انظر: كتاب اعتقاد أهل السنة والجماعة ص: 14, للشيخ عدي بن مسافرالأموي الشامي المتوفى سنة: 557هـ.
(2) صيد الخاطر ص: 83-84.(1/29)
ثالثًا - ما يوجد في كلامه من الثناء على نفسه والترفع والتعاظم، وكثرة الدعاوى، ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف، والله يسامحه) كقوله في صيد الخاطر: "… ونظرت إلى علوّ همتي فرأيتها عجبًا" ويقول في موضع آخر: "خلقت لي همة عالية تطلب الغايات" وأمثال ذلك كثيرة. ولعل ما قدم للأمة من القدوة الصالحة والخدمة الخالصة التي لا مثيل لها، تغطي مساوئه، وترفع درجاته. لأن الحسنات يذهبن السيئات. والله واسع المغفرة والكرم وهو عليم بذات الصدور.
وفاته:
بعد أن عاش رحمه الله داعيًا مرشدًا كاتبًا بارعًا زاهدًا مخلصًا، قرابة تسعين عامًا، انتقل إلى جوار ربّه ببغداد. وكانت وفاته ليلة الجمعة (12 رمضان 597هـ) بين العشائين، فغسل وقت السحر، واجتمع أهل بغداد وحملت جنازته على رؤوس الناس، وكان الجمع كثيرًا جدًّا، وما وصل إلى حفرته إلا وقت صلاة الجمعة، والمؤذن يقول: "الله أكبر"، ودفن بباب حرب، بالقرب من مدفن الإمام أحمد بن حنبل وكان ينشد حال احتضاره يخاطب ربّه:
يا كثير العفو عمن ... كثر الذنب لديه
جاءك المذنب يرجو ... الصفح عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء ... الضيف إحسان إليه
شيوخه:
وقد ألّف في مشيخته كتابًا خاصًا، ذكر فيه حوالي تسعة وثمانين شيخًا ونرى فيه حسن اختياره للمشايخ حيث تتلمذ على طائفة من خيرة أعلام عصره، ويذكر اهتمامه في اختيار أبرع وأفهم المشايخ في بداية كتابه المذكور، حيث قال: "حملني شيخنا ابن ناصر إلى الأشياخ في الصغر وأسمعني العوالي، وأثبت سماعاتي كلّها بخطّه، وأخذ لي إجازات منهم، فلما فهمت الطلب كنت ألازم من الشيوخ أعلمهم وأوثر من أرباب النقل أفهمهم، فكانت همتي تجويد المدد لا تكثير العدد". فمن مشايخه:(1/30)
1- أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الربيع بن ثابت، وتنتهي نسبته إلى كعب بن مالك الأنصاري أحد الثلاثة الذين خلفوا. يقول المؤلِّف: قرأ عليه، وكان ثقة فهمًا حجّة متفننًا في علوم كثيرة، منفردًا في علم الفرائض، وقع في أيدي الروم أسيرًا فأجبروه على أن ينطق كلمة الكفر فلم يفعل. توفي رحمه الله سنة: (535هـ).
2- أبو بكر محمّد بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم المعروف بالمزرعي، قال ابن الجوزي إنه سمع منه وكان ثقة ثبتًا، عالمًا، حسن العقيدة، وسمع الحديث الكثير من ابن المهتدي، والصيريفيني وغيرهما. توفي رحمه الله سنة: (527هـ).
3- أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد الدينوري، يقول المؤلِّف: إنه سمع منه الفقه والحديث، والجدل، والخلاف، والأصول، وهو من أقدم شيوخه وكان يسكن باب البصرة من غربي بغداد. وتوفي في جمادى الآخرة سنة: (521هـ).
4- أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، قال ابن الجوزي: إنه سمع منه بقراءة شيخه الأوّل أبي الفضل بن ناصر عليه، وكان عبد الملك صالحًا صدوقًا، سمع جماعة كثيرة وخرج إلى مكة فجاورها. وتوفي في ذي الحجّة بعد رحيل الحجّ بثلاثة أيام سنة: (548هـ).
5- أبو سعد أحمد بن محمّد بن الحسن بن عليّ البغدادي، يقول ابن الجوزي: إنه سمع منه بقراءة أبي الفضل بن ناصر عليه، وكان خيراً ثقة وأملى بمكة والمدينة وكان على طريقة السلف صحيح العقيدة حلو الشمائل مطرح التكلف. ولد بأصبهان ونشأ بها وتوفي بنهاوند سنة: (540هـ).
تلاميذه:
كما اختار ابن الجوزي ثلة من خيرة أساطين علماء عصره، كذلك اختاره هو شيخًا، وأخذ العلم والحكمة على يده نخبة من الأفذاذ فورثوا بعده مقتدين بخطواته في التأليف والنصح والإخلاص، فمنهم:(1/31)
1- الحافظ عبد الغني عبد الواحد بن عليّ بن سرور. ولد في أرض نابلس سنة: (541هـ) سمع الحديث والعلوم من دمشق والموصل وهمدان، والإسكندرية، وكان حافظًا تقيًا ورعًا، وسمع من ابن الجوزي ببغداد، وألّف كتبًا عديدة، قال يوسف بن خليل: كان ثقة ثبتًا ديّنًا مأمونًا حسن التصنيف دائم الصيام. توفي بمصر سنة: (600هـ).
2- يوسف بن فرغلي بن عبد الله، أبو المظفر الواعظ، سبط الإمام ابن الجوزي، روى عن جدّه ببغداد، وسمع أبا الفرج بن كليب وغيره، وسمع بالموصل ودمشق، وحدّث بها وبمصر وأعطى القبول، وصنف الكتب العديدة منها: كتاب مرآة الزمان في التأريخ، وشرح الجامع الكبير، واللوامع في أحاديث المختصر، وغيرها. أخذ العلم من ابن الجوزي في بغداد. وتوفي ليلة الثلاثاء الحادي عشر من ذي الحجّة سنة: (654هـ).
3- أحمد بن عبد الدائم بن نعمة الكاتب المحدّث.ولد سنة: (575هـ) في نابلس، ودخل بغداد، وسمع بها ابن الجوزي وغيره، وسمع بدمشق وحران، وكان حسن الخلق والخلق، ديّنًا متواضعًا، وحدّث بالكثير بضعًا وخمسين سنة، وكتب ما لا يوصف كثرة من الكتب الكبار، متأثرًا بشيخه ابن الجوزي حتى صار هو شيخًا للأئمة الكبار، والحفاظ والمحدّثين، والفقهاء كالشيخ محي الدين النووي، وشيخ شمس الدين بن عمر، وشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، والشيخ تقي الدين بن تيمية، وأمثالهم، رحمهم الله جميعًا. توفي أحمد بن عبد الدائم سنة: (668هـ).
مؤلَّفاته:
لقد فارقنا جسمًا وروحًا ولكن ذكراه وثمرات جهده الجبار المرسومة على صفحات التاريخ لم تزل ولا تزال تحيي حياة طيبة، كما قال الشاعر:
الجاهلون فماتوا قبل موتهم ... والعاملون وإن ماتوا فأحياء(1/32)
وقد أورد المؤرخون من بعده بكل غرابة وإعجاب مؤلّفاته الضخمة في كتبهم فيقول الإمام ابن تيمية رحمه الله في (أجوبته المصرية): "كان الشيخ أبو الفرج مفتيًا كثير التصنيف والتأليف وله مصنفات في أمور كثيرة، حتى عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف، ورأيت بعد ذلك ما لم أره".
ويقول الحافظ الذهبي: "ما علمت أن أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل".
ويصفه صاحب البداية والنهاية بأنه: "أحد أفراد العلماء برز في علوم كثيرة وانفرد بها عن غيره، و مجموع المصنفات الكبار والصغار نحوًا من ثلاثمائة مصنف وكتب بيده نحوًا من مائتي مجلد. وله في العلوم كلّها اليد الطولى، والمشاركات في جميع أنواعها؛ من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنجوم والطب والفقه. وغير ذلك من اللغة والنحو، وله من المصنفات في ذلك كلّه ما يضيق هذا المكان عن تعدادها، وحصر أفرادها، منها: كتابه في التفسير المشهور بـ (زاد المسير) وله تفسير أبسط منه - أي أوسع - لكنه ليس بمشهور. وله جامع المسانيد استوعب غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي، وله كتاب (المنتظم في تاريخ الأمم من العرب والعجم) في عشرين مجلدًا، (ويقول ابن كثير) ولم يزل يؤرخ أخبار العالم حتى صار هو تاريخًا:
ما زلت تدأب في التاريخ مجتهدًا ... حتى رأيتك في التاريخ مكتوبًا(1/33)
وقد أورد ابن رجب عن القطيعي في تأريخه، ثبت التصانيف التي كتبها ابن الجوزي بخطّه فذكر فيه حوالي 199 كتابًا. ولا يتسع هذا المقام لذكر أ سماء تلكم الكتب مفصلة، إنما أختار ما ألّفه في علم التفسير، وأكتفي في الباقي بالإحالة إلى كتاب الأستاذ عبد الحميد العلوجي العراقي الذي صدر قريبًا باسم (مؤلَّفات ابن الجوزي) وقد جمع فيه أسماء مؤلَّفات ابن الجوزي في شتى الفنون، ورتبها على حروف المعجم مع ذكر ما طبع منها وأماكن وجود المخطوطة منها، وقد وصل عدد تلك الكتب عنده بأساميها المختلفة حوالي (376) كتابًا ما بين مطبوع ومخطوط.
الكتب التي ألَّفها ابن الجوزي في علم التفسير:
1- الأريب في تفسير الغريب، سيأتي ذكره في مقدمة المؤلِّف إن شاء الله.
2- أسباب النزول، ذكره في كشف الظنون، وهدية العارفين.
3- الإشارة إلى القراءة المختارة، ذكره ابن رجب.
4- تذكرة المنتبه في عيون المشتبه، ذكره ابن رجب وحاجي خليفة. وقال إنه في القراءات. وقد أورد فيه المؤلِّف متشابه القرآن.
5- تفسير الفاتحة. قال العلوجي: ذكر بروكلمان أنه يوجد منه نسخة في مكتبة داماد زادة، قاضي عسكر محمّد مراد بإستامبول تحت رقم: (63).
6- التلخيص. قال العلوجي: "ذكره سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان مرتين. وقال: إنه في مجلد واحد. وأنه في علم التفسير".
7- تيسير البيان في تفسير القرآن. وسيأتي ذكره في مقدمة المؤلّف باسم تيسير التبيان في علم القرآن.
8- الرسوخ في علم الناسخ والمنسوخ. قال العلوجي: "يوجد قطعة منه ضمن مجموعة في الأمبروزيانا تحت رقم: (304د)".
9- زاد المسير في علم التفسير. سيأتي ذكره في مقدمة المؤلّف.
10- غريب الغريب. ذكره ابن رجب، وفي هدية العارفين غريب العزيز.(1/34)
11- فنون الأفنان في علوم القرآن. ذكره ابن رجب بعنوان فنون الأفنان في عيون علوم القرآن. يوجد له نسخة في مكتبة الأوقاف ببغداد. تحت رقم: (2412) ونسخة أخرى في الخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية تحت رقم: (222).
12- كتاب السبعة في قراءات السبع. قال العلوجي: ذكره سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان. وقال: إنه أجزاء.
13- كتاب في عجائب علوم القرآن. ذكر بروكلمان أن له نسخة مخطوطة في مكتبة غوطلبر، تحت رقم: (544).
14- المجتبى في علوم القرآن. قال بروكلمان: "يوجد منه نسخة مخطوطة في دار الكتب الخديوية تحت رقم: 7/530، ودار الكتب المصرية تحت رقم: 5/325".
15- المجتبى من المجتبي. وهو مختصر للمجتبى يوجد منه نسخ مخطوطة في دار الكتب المصرية مصوّرة من إستانبول تحت رقم: 5/325، و6، 188.
16- مختصر فنون الأفنان في علوم القرآن. ذكر بروكلمان أن له نسخة في دار الكتب الخديوية تحت رقم: 7/530، ودار الكتب المصرية تحت رقم: 1/61، ونسخة أخرى في مكتبة (الغازي خروبك بسراجيفوا) في يوغوسلافيا ضمن مجموعة تحت رقم: (300).
17- مختصر قرة العيون النواظر في الوجوه والنظائر. يوجد له نسخة في دار الكتب المصرية تحت رقم: 2/36، (في مجموعة الجامع الأحمدي بطنطا) ونسخة أخرى (في مجموعة مكتبة طلعة) تحت رقم: 471 تفسير.
28- المغني في تفسير القرآن. سيأتي ذكره في مقدمة المؤلّف.
19- المنعش. ذكره حاجي خليفة وإسماعيل البغدادي.
20- المنقبة في عيون المنبه. ذكره سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان. وقال: إنه أجزاء.(1/35)
21- المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ. ذكره ابن رجب ضمن ثبت المؤلّفات في علوم القرآن لابن الجوزي. يوجد له نسختان في مكتبة الأوقاف ببغداد (2397ز، و 2410)، وله نسخة أخرى في الخزانة التيمورية التابعة لدار الكتب المصرية، تحت عنوان مختصر عمدة الراسخ. وقد صوّرت منه نسخة لنفسي وتأكدت بالمقارنة بأنه كتاب المصفى، الموجود بمكتبة الأوقاف ببغداد. وهو يقع في الخزانة التيمورية تحت رقم: (148) تفسير.
22- نواسخ القرآن، أو الناسخ والمنسوخ بالقرآن. وهو الكتاب الذي نحن بصدده. سيأتي ذكره مفصلاً عند ذكر وصف النسخ إن شاء الله.
23- نزهة العيون النواظر في الوجوه والنظائر. ذكره ابن رجب وقال: إنه مجلد واحد. وذكره بروكلمان. وقال: يوجد منه نسخة في المكتبة العمومية بإستانبول تحت رقم: 498/9.
24- ورد الأغصان في فنون الأفنان. وهو جزء.
25- الوجوه النواضر في الوجوه والنظائر. ذكره ابن رجب. وقال إنه مجلد ومختصر لكتاب نزهة العيون النواظر المذكور سابقاً. وجعله ضمن ثبت مؤلّفات ابن الجوزي في علوم القرآن. وذكره حاجي خليفة. وقال: فيه وجوه الآيات المفسرة في مجلس الوعظ ونظائرها وفيه غنى عن كلّ كتاب صنف في ذلك.
فهذه هي بعض مؤلّفاته وثمرات جهده الجبار. وتلك هي بعض ملامح ذلك الرجل الفذ الذي له ثقله ووزنه في ميزان العلم والعلماء حتى اليوم. وليس من الممكن أن أعطي لذلك البطل حقّه في هذه العجالة بعد أن أعجب به المؤرخون والباحثون، حتى ألّف عن شخصيته مؤلّفات عديدة. وقد ذكر لي الشيخ عبد الرحيم طحان الشامي أنه: يعد رسالة لنيل شهادة الدكتوراة بجامعة الأزهر، في موضوع (ابن الجوزي ومنهجه في التفسير).
وهكذا ما زالت بقايا آثاره ومصنفاته ميدانًا خصبًا للباحثين والدارسين يعبق أريجها ويعمّ نفعها على المسلمين.
نسبة الكتاب إلى ابن الجوزي:(1/36)
لقد ورد ذكر هذا الكتاب، في معظم كتب التراجم بأسماء مختلفة. فيذكر سبط ابن الجوزي، أبو الظفر الواعظ شمس الدين فرغلي في كتابه مرآة الزمان ضمن ثبت مصنفات جده ابن الجوزي، كتابًا، باسم (ناسخ القرآن ومنسوخه)، وكتابًا آخر باسم: (مختصر ناسخ القرآن ومنسوخه).
وأما الذهبي، فيذكره في تأريخ الإسلام بعنوان: (الناسخ والمنسوخ) وبه قال الزركلي أيضًا في الإعلام.
وأما ابن رجب فيورد في الذيل عن ابن القطيعي تلميذ ابن الجوزي، في تأريخه. قال: (ناولني ابن الجوزي كتابًا بخطّه…) فذكر له (199) كتابًا، من ضمنها (عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ) و(كتاب المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ).
ومن ناحية أخرى، فقد وجدت في غلاف النسخة المدينة، اسم (نواسخ القرآن)، بينهما وجدت في غلاف النسخة الهندية، اسم: (الناسخ والمنسوخ) ويذكره بروكلمان وعبد الحميد العلوجي، بهذين الاسمين، وأشار إلى حيث وجدتهما.
فالكتاب إذن من حيث نسبته إلى المؤلِّف لا شبهة في ذلك، إنما الشبهة هل للمؤلّف ثلاثة كتب، ومختصران في الموضوع، أم هي أسماء استعملها النساخ لكتاب واحد ومختصره؟
والذي يظهر لي بعدما اطلعت على النسختين المدنية والهندية، وبعدما قارنت بينهما، أنهما كتاب واحد، كما تبين لي أيضًا أن مختصر عمدة الراسخ الذي صورّته من الخزانة التيمورية، وكتاب (المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ) الموجود في مكتبة الأوقاف ببغداد، أيضًا كتاب واحد.(1/37)
علاوة على ذلك، غلب على ظني، بعدما قارنت هذا المختصر مع نواسخ القرآن أن (عمدة الراسخ) هو اسم آخر لكتابنا هذا بدليل أنهما يتفقان مع نواسخ القرآن في التعبير والأسلوب والترتيب والمناقشة، وقد صرح المؤلِّف نفسه في مقدمته أنه مختصر لعمدة الراسخ، كما سبق ويؤكد هذا أيضًا ثبت مؤلّفات المؤلّف الذي كتبه بخطّه السابق ذكره، حيث لم نجد إلاّ عمدة الراسخ، ومختصره، والمصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ، فالخلاصة كأنهم اختلفوا في عنوان الكتاب على أربعة أسماء:
1- عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ.
2- نواسخ القرآن.
3- ناسخ القرآن ومنسوخه.
4- الناسخ والمنسوخ.
كما اختلفوا في عنوان مختصره على ثلاثة أسماء:
1- المصفى بأكف أهل الرسوخ في علم الناسخ والمنسوخ.
2- مختصر عمدة الراسخ.
3- مختصر ناسخ القرآن ومنسوخه.
أما القطعة الصغيرة الموجودة في مكتبة أنبروزيانا، السالف ذكرها باسم الرسوخ في (علم الناسخ والمنسوخ). فقد جعله العلوجي في علوم القرآن، ولم يتبين لي بعدما إذا كانت هي نفس كتاب (المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ)، أم هي في (علم الحديث) والله أعلم.
ومما يؤكد ما قلته أيضًا، أن المؤلّف يعد الكتب التي ألّفها في علم التفسير في مقدمة هذا الكتاب، فلو كان له في النسخ غير هذا لأشار إليه. كما أن المؤلّف يحيل بعض القضايا إلى تفسيره زاد المسير لمن يريد التفصيل الأمر الذي يؤكد أيضًا نسبة هذا الكتاب إليه، حيث ثبتت نسبة زاد المسير إليه بأسانيد وطرق متعددة. وسوف ترى مناقشات عديدة يذكرها المؤلف بنصّها في هذا الكتاب من زاد المسير.(1/38)
زيادة على هذه الشواهد الظاهرة لقد وجدت العلامة الشوكاني يروي هذا الكتاب بسند متصل إلى ابن الجوزي، في كتابه (إتحاف الأكابر)، فيقول الشيخ المفسر الشهير محمّد بن عليّ بن محمّد الشوكاني: (روى لنا كتاب (الناسخ والمنسوخ) السيد سليمان بن يحيى الأهدل عن السيد أحمد بن محمّد الأهدل عن السيد يحيى بن عمر الأهدل عن السيد العلامة أبي بكر بن عليّ البطاح الأهدل عن الحافظ الديبج عن زين الدين الشرجي عن نفيس الدين العلوي عن أبيه عن أحمد بن أبي الخير الشماخي عن شيخه الشراجي عن محمّد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليمني عن عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد المعروف بابن الجوزي رحمه الله).
فالكتاب إذن معروف لدى العلماء قديمًا وحديثًا، ولكنه لم يكن متداولاً بينهم إلا في الآونة الأخيرة حيث نقل عنه محققو كتاب (زاد المسير)، والدكتور مصطفى زيد في (النسخ في القرآن الكريم)، والدكتور شعبان محمّد في (نظرية النسخ في الشرائع السماوية)، وغيرهم من المعاصرين.
P79
وصف النسخ المخطوطة:
يوجد لدينا من كتاب (نواسخ القرآن) نسختان مخطوطتان فقط فيما وصل إليه العلم:
النسخة الأولى:
في مكتبة (مدينة) الملحقة بمكتبة طبقبوسراي بتركيا، تحت عنوان: (نواسخ القرآن) برقم: (182/1)، قياس: 14 x 19، في 136 ورقة. في كلّ صفحة خمسة عشر سطرًا. يوجد على غلافها، أنها مكتوبة في القرن التاسع الهجري بقلم معتاد. وقد تبيّن لي بعد تكبير الفيلم، وبعد مقارنتها مع النسخة الثانية، سقوط ورقة من مقدمة الكتاب وورقة أخرى من وسط الكتاب، ووجود بياض في أربع صفحات. كما ظهر لي تكرار الصفحة الأولى بخط مختلف عن الخط الذي يستمر به الكتاب إلى النهاية، وسوف أشير إلى ذلك كلّه في الهوامش إن شاء الله.(1/39)
والجدير بالذكر، أنه يوجد في الورقة الأولى منها ختم للمكتبة المحمودية بالمدينة المنوّرة الأمر الذي يوحي بأنها أصلاً من المدينة المنورّة، ويؤكد هذا ما وجدته في مجلة (المجمع العلمي العربي) الصادرة بدمشق سنة: (1928م) في جزئها الثامن ص: 758، أن كتاب (نواسخ القرآن لابن الجوزي) يوجد في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورّة ضمن نوادر مخطوطاتها. وينقل ذلك أيضًا صاحب كتاب مؤلّفات ابن الجوزي عن بروكلمان (199) عند ذكر هذا الكتاب.
وقد قمت بتصوير هذه النسخة من معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بمصر خلال رحلتي العلمية عام: 1398هـ، وتجد هذه النسخة مكبرة اليوم في مكتبة قسم الدارسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورّة.
P82
النسخة الثانية:
وأما النسخة الثانية للكتاب فقد وجدناها في مكتبة خدابخش ببنكبور، الواقعة في ولاية يتنا، شمال شرق الهند وذلك تحت عنوان (الناسخ والمنسوخ) وتقع برقم: 18/1481، عدد أوراقها حسب ما كتب في فهرس المكتبة المذكورة (145) ثم بدا لي بعد تكبيرها وبعد المقارنة بينها وبين النسخة الأولى وجود نقص كبير في وسط الكتاب، حيث لم أجد في الميكروفيلم إلا (91) ورقة فقط وإنما كان هذا النقص من النساخ، لا من المصورين، بدليل أن بداية النقص كانت في وسط الصفحة حيث توجد العبارات التي لا صلة بينها متلاصقة في سطر واحد. وسوف أشير إلى أماكن النقص في الهوامش إن شاء اللّه.
وذكر في فهرس مكتبة خدابخش أن هذه النسخة مكتوبة في القرن الثاني عشر من الهجرة تقريباً وقياسها 4x 6.05 سم و 5 x 8.05 سم في كل صفحة 19 سطراً وكتابتها جيدة، ولكن الفيلم كان رديئاً جداً لذا تجد معظم أوراقها إما مسودة أو ساقطة العبارات أو ممسوحة غير واضحة.(1/40)
وتجد هذه النسخة مكبرة اليوم في قسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة. وقد قامت الجامعة بتصويرها، من نسختها الأصلية بالهند عام 1397. ويقول عبد الحميد العلوجي نقلاً عن بروكلمان (199) أن هناك نسخة أخرى لهذا الكتاب في خزانة المرحوم مصطفى بن محمود العمري بالموصل ببغداد، ولكن مع الأسف بعد جهد طويل وبحث شاق في جميع المكتبات ببغداد، بل وبعد الوصول إلى عقر دار الوارثين لمكتبة مصطفى محمود العمري، لم أتمكن من الحصول عليها كما لم أتمكن من التأكد من وجودها أو عدمها، من إجاباتهم ا لمترددة.
وقد أغناني الله بفضله بالنسختين الموجودتين، حيث كانت تغطي كل منهما نقص الأخرى ومساوئها غالباً.
وأما مختصر عمدة الراسخ الذي تكرر ذكره سابقاً، فهو يقع في حجم صغير تبلغ أوراقه (14) فقط، وقد سقطت من الفيلم الورقة الرابعة وفي كل ورقة (33) سطراً ما عدا الورقة الأخيرة ففيها (19) سطراً. وكان من حسن الحظ الحصول على هذا الكتاب القيم الذي يغلب على ظني أنه مختصر لكتابنا هذا.
يقول المؤلف في مقدمته:
"أما بعد: حمداً للّه ذي العز الرفيع الشامخ، والصلاة على رسوله محمد ذي القدر المنيع الباذغ، فهذا حاصل التحقيق في علم المنسوخ والناسخ، وقد بالغت في اختصار لفظه لأحثّ الراغبين على حفظه، فالتفت أيها الطالب لهذا العلم إليه وأعرض عن جنسه تعويلاً عليه، فإن أنكرت زيادة بسط واخترت الاستظهار بقوة احتجاج أو ملت إلى إسناد فعليك بالكتاب الذي اختصر هذا منه وهو كتاب عمدة الراسخ".
وقد استعنت بهذا الكتاب المختصر كثيراً في تصحيح الكلمات وتقويم العبارات وتحديد موقف المؤلف من دعوى النسخ في كل آية وردت فيه فلله الحمد.
الأصل في التحقيق ورمز النسختين:(1/41)
وقد تبيّن لنا مما ذكر في أوصاف النسختين: أن أقدم وأوضح وأكمل النسختين الموجودتين لدينا هي النسخة الأولى المكتوب عليها (نواسخ القرآن) كما تبيّن لنا أيضاً أنها أصلاً وابتداء كانت في المدينة المنورّة، فبناء على هذا وذاك جعلتها أصلاً وأساساً في التحقيق، كما اخترت ما عليها عنواناً للكتاب، لما فيه من التصريح بكلمة القرآن فيؤمن من الالتباس بين الناسخ والمنسوخ في الحديث، والناسخ والمنسوخ في القرآن.
وكذلك جعلت رمز هذه النسخة (م) مشيرًا إلى أنها مدنية، ورمز النسخة الثانية (هـ) مشيرًا إلى أنها هندية.
منهج المؤلِّف وأسلوبه:
ابن الجوزي رحمه الله يسلك في هذا الكتاب مسلكًا جديدًا لمعالجة قضايا النسخ. وهو وإن كان موافقًا لأسلافه في عرض الآيات حسب ترتيب القرآن كابن حزم وابن سلامة، إلا أنّه يمتاز عنهم كثيرًا في سوق الآراء وعزوها إليهم حيث لا يكتفي بذكر القيل والقال ولا بعزو الأقوال، إنما ينقل كلّ ما أثر عن السلف بسند متصل منه إليهم، حتى كاد أن يكون كتابه موسوعة لكلّ كتاب صنف قبله في موضوعه. فيروي عن معظم المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعن شيوخ المذاهب الفقهية، وأئمتها وعن كبار المحدّثين، والمفسرين بالمأثور. فقد وصل هذا الكتاب إلى درجة أنه يمكن الاستغناء به عن كثير مما صنف في موضوعه.
وقد بدأ المؤلِّف بمقدمة رائعة يقرر فيها أن العلم عبارة عن التحقيق والتدقيق بالاجتهاد والاستنباط من الأدلة الصحيحة الثابتة، وليس مجرد نقول بتقليد السابقين تقليدًا أعمى، ولا عزو الآراء إلى كلّ من قال وروى.
وبعد ذلك يهاجم المؤلِّفين في علم النسخ الذين لم يعنوا في معالجة قضايا النسخ بالأدلة الصحيحة الثابتة، فملؤوا كتبهم بالآراء الفاسدة.
ثم يصف ما جاء بالكتاب بأنه إنقاذ لكلام الله من أباطيل هؤلاء الجهلة ويأتي بعده بفصل كبيان لمنهجه في الكتاب، فيقول:(1/42)
"وقد قدمت أبوابًا قبل الشروع في بيان الآيات وهي كالقواعد والأصول للكتاب" فذكر ثمانية أبواب، وفي الباب الأوّل خمسة فصول، وفي الباب الخامس فصلان.
ويذكر ضمن منهجه أنه أعرض عن ذكر الآيات التي ادُّعِيَ عليها النسخ بدون أي دليل عقلي أو نقلي، فذكر لذلك أمثلة من الآيات، لكن التزامه بعدم إيراد أمثال هذه الآية ليس على إطلاقه، بدليل أنه يقول في نهاية بيان منهجه "فقد ذكرت مما يقاربه طرفاً لأنبه بمذكوره عن مغفله" ولو أردت أن أمثل لذلك لطال الكلام أكثر من اللازم، والأمثلة كثيرة سيجدها القارئ مبثوثة في ثنايا الكتاب، إن شاء اللّه.
وقد عقد المؤلِّف فصلاً ثالثاً قبل أن يشرع في الأبواب الثمانية يعيد فيه سبب تأليفه للكتاب، فيقول: "ولما رأيت المصنفين في هذا العلم قد تباينوا فمنهم من أطال بما لا حاجة لمثل هذا التصنيف إليه، ومنهم من قلد القائلين ولم يحكم على الاختلاف ببيان الصواب، ومنهم من نقص بحذف ما يحتاج إليه، أنبئك بهذا الكتاب متوسطاً"، ويختم المقدمة بالباب الثامن، يورد فيه السور التي تضمنت الناسخ والمنسوخ مبدياً فيه موقفه الشديد ضد كل من يدعي النسخ في آية محكمة بدون بصيرة وعلم وبدون استناد إلى أدلة ثابتة حيث يقول: "زعم بعض المفسرين..." فعد تلك السورة المزعومة عليها النسخ، ويقول: "إن بيان التحقيق في الناسخ والمنسوخ يظهر أن هذا الحصر تخريف من الذين حصروه،واللّه الموفق".
بعد هذه المقدمة المفيدة يستعرض ابن الجوزي حوالي مائتين وسبع وأربعين واقعة من الوقائع التي ادعى فيها النسخ، في اثنتين وستين سورة، ويعقد لكل سورة باباً مستقلاً، ما عدا سورة الكهف وعبس والتكوير فلم يبوب لها، لكون دعوى النسخ في سورة الكهف في غاية الضعف، ولكون ما ادعى عليه النسخ في سورتي عبس والتكوير مُشابهاً لما في سورة الدهر السابقة.(1/43)
أما قضايا النسخ في هذا الكتاب، فهي وإن كانت كثيرة -لم يصح عند ابن الجوزي منها إلا ما يعد بالأصابع وبقية الوقائع إما أن يردها بالحجج ويثبت الإحكام - وهي كثيرة - وإما أن يقف موقف المحايد مكتفياً بما أورده من أقوال وأدلة تشهد لكل قول. ونحصر ذلك كله في الخاتمة التي تلي الكتاب إن شاء اللّه.
شدته في الرد على خصمه:
نرى المؤلف ابن الجوزي رحمه اللّه، قويًّا شديداً في الرد على خصمه حين يخطئ ويذكر من المنسوخ ما ليس منه، فيقول: مثلاً - في سورة مريم عند ذكر آية {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ}(39) "زعم بعض المغفلين من ناقلي التفسير أن الإنذار منسوخ بآية السيف"، ثم يأتي في النهاية ويقول: "وهذا تلاعب من هؤلاء بالقرآن" ويقول في الآية التالية: "زعم ذلك الجاهل" ثم يقنعهم بالأدلة لعدم صلاحية أمثال هذه الآية للنسخ ويقول: "فسبحان من قدر وجود قوم جهال يتلاعبون بالكلام في القرآن ويدعون نسخ ما ليس بمنسوخ كل ذلك سوء فهم، نعوذ باللّه منه".
وأمثال ذلك كثير جداً في الوقائع التي لا يقول بنسخها.
ما التزمه المؤلِّف في مقدمة الكتاب:
وقد التزم في مقدمة الكتاب بأنه يرتب كلّ آية حسب ترتيب القرآن، كما التزم أيضاً تصحيح وقائع النسخ إن كانت صحيحة، وتبين الباطل إن كانت باطلة واختصار الأسانيد خوفاً من الملل. ولكن هل أخذ نفسه بما التزمه في كتابه كلّه؟ أم التزمه حيناً وانحرف عنه حيناً آخر؟
سوف يظهر لنا ذلك في نتائج البحث وتقويم الكتاب في نهاية البحث إن شاء الله.
ما استخدم من الرموز:
نجد ابن الجوزي في النسختين يختصر في الكتابة على: ثنا، وهو قليل، وأبنا، وبنا، وهما كثيران. وبنى، لم أجده إلا في مكان واحد.
فالأول - رمز لحدثنا مقبول متبع لدى المحدثين قديمًا وحديثًا.(1/44)
والثاني - رمز لأخبرنا، بحذف الخاء والراء، وقد فعله البيهقي وطائفة من المحدثين، قال عنه ابن الصلاح: "وليس هذا بحسن". وقال السخاوي عن كلام ابن الصلاح: "وكأنه فيما يظهر للخوف من أشباهها بأنبأنا، وإن لم يصطلحوا على اختصار أنبأنا كما نشاهده من كثيرين".
وأما الثالث والرابع - بتقديم الباء ثم النون فلم أقف على أحد من المحدثين المتقدمين رمزوا بذلك ولو جعلناها اختصاراً لأنبأنا، أو نبأنا، أو أنبأني أو نبأني فهو شاذ غير متبع لدى أهل الحديث.
ويمكن القول أن هذه الرموز لم يستخدمها ابن الجوزي، إنما كان ذلك من النساخ بدليل أننا نجد الناسخين يختلفان في استخدامها أثناء الكتابة. فهذا يقول: أبنا، وهذا يقول بنا، ولم أشر إلى ذلك في الهامش لكثرتها، وإنما التزمت فيها ما يكتبه الناسخ للمدنية.
عملي في التحقيق:
1 - قارنت بين نسختي الكتاب مشيراً إلى ما في كلّ نسخة من الزيادات أو النقص ولم أكتف في إخراج النص كاملاً غير ناقص، بالنسختين فحسب، إنما بذلت أقصى جهدي في كلّ قضية بل في كلّ سطر وكلمة في المراجعة في كتابي المؤلِّف: (زاد المسير) و(مختصر عمدة الراسخ المخطوط)، لما فيهما من توافق في العبارات والكلمات غالبًا مع كتابنا هذا.
فالأوّل مصنف قبل هذا الكتاب كما أشار إليه المؤلِّف في مقدمة هذا الكتاب، والثاني مصنف بعده، كما هو ظاهر. فإذا لم تغط النقص كتبه رجعت إلى مصادر أخرى من كتب التفسير أو الحديث أو النسخ أو الأصول، وفي مقدمتها: تفسير الإمام الجليل ابن جرير الطبري رحمه الله، لما فيه من كثرة الطرق في الآثار الواردة في موضوع النسخ.
2- قد وجدت في (م) عبارات عديدة كان قد تركها الناسخ سهوًا ثم تذكر وأضافها في الهامش مشيرًا إلى أماكن سقوطها، فكتبتها في متن الكتاب بعد تأكد مكان السقوط بالمقارنة أو السياق، وذلك بدون أدنى إشارة في الهامش.
3- عزوت الآيات القرآنية الواردة في الكتاب.(1/45)
4- إذا وجدت المؤلِّف يكتب بقراءة غير مشهورة بينت قارئها.
5- رقمت كلّ سورة حسب ترتيب المؤلِّف لكي يسهل على الباحث الوصول إليها.
6- رقمت الأبواب الواردة في المقدمة.
7- خرجت الأحاديث الواردة في الكتاب من الكتب المعتمدة في السنة مع ذكر ما يراه العلماء من الصحة والضعف متى أمكن، مشيرًا إلى الكتاب والجزء والصفحة. فإذا كان الحديث مخرجًا في الصحيحين وعند غيرهما اكتفيت بذكر الجزء والصفحات فيهما فقط.
8- خرجت الآثار الواردة في الكتاب عن الصحابة أو التابعين أو المفسرين، من كتب السنة متى أمكن، أو من كتب التفسير المعتبرة كتفسير جامع البيان، وتفسير أبي حاتم، وتفسير ابن كثير، وتفسير الدر المنثور، وغيرها، أو من كتب النسخ المعتمدة المتقدمة ككتاب الناسخ والمنسوخ للنحاس، وكتاب الإيضاح لمكي بن أبي طالب، وكتاب الناسخ والمنسوخ لعبد القاهر البغدادي وغيرها.
9- التزمت في معظم الآيات تحديد رأي المؤلِّف عن النسخ بالمقارنة بين كتابيه التفسير ومختصر عمدة الراسخ، إذا وجدت ذلك مع بيان موقف علماء النسخ والتفسير في القضية نسخًا وإحكامًا.
10- حررت عزو أقوال العلماء من المصادر الموثوقة.
11- ترجمت كلّ صحابي وصحابية، وكلّ من برز في علم التفسير، وكلّ من يقدم المؤلِّف له رأيًا في الكتاب وقت تقديمه، سواء في علم التفسير أو غيره، كما قمت بترجمة كلّ شيخ مباشر للمؤلِّف عند ورود أسمائهم مشيرًا إلى مصادر ترجمتهم كتابًا وجزءًا وصفحة أو رقم الترجمة إذا رقمت.
12- قومت العبارات المخالفة لقواعد النحو بطريقة صحيحة متمشية معها.
13- شرحت المفردات الغريبة من كتب اللغة.
14- صححت الأخطاء الإملائية التي وجدتها في النسختين: حيث كان يكتب الناسخ المدني مثلاً:
صواب ... خطأ
ادعى ... ادعاء
استثنى ... استثناء
طايفة ... طائفة، وأمثال ذلك كثير
وكان يكتب الناسخ الهندي مثلاً:
بينها ولاء ... يبن هؤلاء
سما ... سماء
جز ... جزاء، وأمثال ذلك كثير(1/46)
15- الرموز والمصطلحات المستعملة في التحقيق: سبق أن أشرنا إلى أن (م) إشارة إلى النسخة المدنية و(هـ) إشارة إلى النسخة الهندية، وهناك أقواس واصطلاحات أخرى استخدمتها خلال التحقيق، وهي كالتالي:
أ- (): للقرآن الكريم والأحاديث النّبويّة.
ب- [ ]: للسقوط في إحدى النسختين إما لوجود سواد أو بياض أولم أجد للعبارة الساقطة فراغاً أصلاً.
جـ- = =: اخترت هذين الخطين المزدوجين إذا أضفت عبارة - كانت ساقطة من النساخ- حسبما أجد من المصادر الموثوقة الأخرى سواء للمؤلِّف أو لغيره، أو أضفتها من عندي نظراً لما يتطلبه المعنى الصحيح، أو أضفت التسليم على الأنبياء، أو الترضية على الصحابة حين لم أجدهما في كلتا النسختين.
د- (): لعدم الوضوح في إحدى النسختين أوكليهما، أو لتكرار العبارة.
هـ- اقتصرت عند عدم الالتباس في ذكر أسماء الكتب كالتالي:
في ناسخه: لكلّ من ألف في النسخ وتكرر ذكر كتابه وأمن اللبس.
الإيضاح: للإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكيّ بن أبي طالب.
المنتظم: للمنتظم في تأريخ الملوك والأمم لابن الجوزي.
الفتح: فتح الباري شرح البخاري للحافظ ابن حجر.
التهذيب: لتهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر.
التقريب: لتقريب التهذيب للحافظ ابن حجر.
الذيل: للذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب.
الإتقان: للإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
16- ختمت الكتاب بخاتمة وجيزة تتضمن ما يلي:
(أ) نتائج البحث وثماره.
(ب) وقائع النسخ عند ابن الجوزي.
(ج) تقويم الكتاب.
17- وضعت فهارس علمية تساعد الباحث على الاستفادة من الكتاب، وهي تشمل:
أ- فهرس الآيات القرآنية: روعي فيه أن يكون جامعاً لجميع الآيات المدعى عليها النسخ الواردة في الكتاب، موافقًا لترتيبها في المصحف مع وضع رقم الصفحة أمام كل آية.
ب- فهرس الموضوعات الواردة في مقدمة التحقيق وفي مقدمة المؤلف.(1/47)
جـ- فهرس الأعلام المترجمة في الهامش وفي مقدمة التحقيق: روعي فيه أن يكون مرتباً حسب الحروف الهجائية مع وضع رقم الصفحة أمام كل اسم.
د- قائمة المراجع: روعي فيها ذكر جميع المصادر والمراجع التي استفدت خلال بحثي ونقلت منها، مطبوعاً ومخطوطاً، على ترتيب حروف الهجاء، مع الإشارة إلى أماكن طبعها، وتاريخ الطبع إذا وجد، أو الإشارة إلى أماكن وجودها إذا كانت مخطوطة.
وبهذا، نأتي إلى كتاب إمامنا الجليل، نتمتع بعلومه وننتفع بجهوده حيث أفرغ جهده كله طيلة حياته ذوداً عن الدين وحماية لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من مكر الطغاة وجهل الجاهلين.
وسوف نذكر إن شاء الله في نهاية الكتاب نتائج التحقيق وثمرة جهدي المتواضع لكي يستغني القارئ والباحث عن كثير من الكتب في الموضوع بهذا الكتاب القيم والتراث الثمين، والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به نفسي وأناساً أخلصوا قلوبهم لله، فما أصبت في عملي فمن الله وحده، وما أخطأت فأسأل الله العفو والمغفرة، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
تحقيق كتاب نواسخ القرآن
مقدّمة المؤلِّف
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا(1) الشيخ الإمام العالم الأوحد شيخ الإسلام وحبر الأمة قدوة الأئمة سيد العلماء، جمال الدين أبوالفرج، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي(2) قدس الله روحه، ونور ضريحه.
__________
(1) روى هذا الكتاب عن مؤلفه ابن الجوزي رحمه الله، الشيخ محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليمني، ذكر ذلك العلامة محمّد بن علي الشوكاني في كتابه إتحاف الأكابر ص: 113، بسنده المتصل إليه. راجع المقدمة عند ذكر نسبة الكتاب إلى ابن الجوزي.
(2) في (هـ): ابن جوزي، بدون أل. ولعله سقط من الناسخ.(1/48)
قال: الحمد لله على التوفيق، والشكر للّه على التحقيق، وأشهد أن لا إله إلا هو شهادة سالك من الدليل أوضح طريق، ومنزه له عما لا يجوز ولا يليق. وصلى الله على أشرف فصيح، وأطرف(1) منطيق، محمّد أرفق نبي بأمته وألطف شفيق(2)، وعلى أصحابه، وأزواجه وأتباعه إلى يوم الجمع والتفريق، وسلم تسليمًا كثيراً.
أما بعد:
فإن نفع العلم بدرايته لا بوراثته(3) وبمعرفة أغواره(4) لا بروايته(5) وأصل الفساد الداخل على عموم العلماء تقليد سابقيهم، وتسليم الأمر إلى معظميهم، من غير بحث عما صنفوه ولا طلب للدليل عما ألفوه. وإني رأيت كثيراً من المتقدمين على كتاب الله عزوجل بآرائهم الفاسدة، وقد دسوا في تصانيفهم للتفسير أحاديث باطلة وتبعهم على ذلك مقلدوهم، فشاع ذلك وانتشر، فرأيت العناية بتهذيب علم التفسير عن الأغاليط من اللازم.
وقد ألفت كتاباً كبيراً سميته بـ: (المغني في التفسير)(6)
__________
(1) أطرف: أي: جاء بطرفة، أي: الحديث الجديد المستحسن. انظر: المصباح المنير 2/18.
(2) في (هـ): سعي، ولعله تصحيف عما أثبت.
(3) في (هـ): لا بدراشته بالدال والشين المعجمة، وهوتصحيف.
(4) الأغوار، جمع غور بالفتح، من كل شيء قعره، يقال: عارف بالأمور وغار في الأمر، إذا دقق النظر فيه. انظر: المصباح المنير 2/ 115.
(5) في (هـ): لا بزاويته، وهو تصحيف.
(6) ذكره ابن رجب في الذيل1/416، بعنوان: (كتاب المغني في التفسير) وقال: إنه (81) جزءاً، وذكره كحالة في معجم المؤلفين5/157 بعنوان: (المغني في علم القرآن). وعده العلوجي في مؤلفات ابن الجوزي 219) من الآثار الضائعة أو التي يحتمل ضياعها، وقال: ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام بعنوان: (المغني في علم القرآن).
وأمّا ما ذكره العلوجي كتاباً آخر باسم (المعين في علم التفسير) وأنه يقع 81) جزءاً معزياً ذلك إلى سبط ابن الجوزي، فيغلب ظني أنه الكتاب الذي ذكره المؤلّف هنا. ولعله تحريف من المغني بدليل أن سبط ابن الجوزي لم يذكر كتاباً آخر باسم المغني مع أنه في مقدمة كتب التفسير لجدّه، وبدليل أنالم نجد في ثبت مؤلفات ابن الجوزي الذي كتبه هو بخطه، والذي رواه عنه تلميذه القطيعي، كتاباً بهذا الاسم، إنما وجدنا اسم هذا الكتاب الذي ذكره المؤلِّف هنا، وهو (المغني في التفسير) انظر: الذيل لابن رجب1/416.(1/49)
يكفي عن جنسه، وألفت كتاباً متوسط الحجم مقنعاً في ذلك العلم سميته (زاد المسير)(1) وجمعت كتاباً دونه سميته بـ: (تيسير التبيان في علم القرآن)(2) واخترت فيه الأصوب من الأقوال ليصلح للحفظ، واختصرته بتذكرة الأريب في تفسير الغريب(3)، وأرجو أن تغني هذه المجموعات عن كتب التفسير مع كونها مهذبة عن خللها سليمة من زللها.
__________
(1) وهو كتاب محقّق ومطبوع على تسعة أجزاء، بدمشق سنة: 1384هـ/1964م بالمكتب الإسلامي للطباعة والنشر.
(2) ذكره ابن رجب في الذيل1/416،وذكره العلوجي في مؤلفات ابن الجوزي 213، ضمن الآثار الضائعة لابن الجوزي، وقال: ذكره سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان.
(3) ذكره حاجي خليفة بعنوان: (تذكرة الأديب في التفسير)، وذكر ابن رجب بعنوان (تذكرة الأريب في تفسير الغريب)، ويوجد في بولندا نسخة مخطوطة باسم (تفسير غريب القرآن) لابن الجوزي، وفي الجامعة الإسلامية نسختان مصورتان إحداهما من الكلية (الباقيات الصالحات) بجنوب الهند، بعنوان: (الأديب في تفسير الغريب)، والثانية مصورة من الكلية (دار العلوم ندوة العلماء) بشمال الهند، بعنوان: (تذكرة الأديب) وهو الآن تحت التحقيق يحقّقه الشيخ عبد القادر منصور السوري. انظر: مؤلفات ابن الجوزي (68).(1/50)
(1)فصل: [ثم إني رأيت الذين وقع منهم التفسير صحيحاً قد صدر عنهم ما هو أفظع فآلمني](2) وهو الكلام في الناسخ والمنسوخ، فإنهم أقدموا)(3) على هذا العلم فتكلموا فيه، وصنفوه، وقالوا بنسخ [ما ليس] بمنسوخ، ومعلوم أن نسخ الشيء، رفع حكمه وإطلاق القول [برفع حكم آية]لم يرفع جرأة عظيمة.
ومن نظر في كتاب الناسخ والمنسوخ للسدي(4)
__________
(1) من هنا تبدأ النسخة المدنية، وفي بدايتها (بسم الله الرحمن الرحيم: قال الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن الجوزي رحمه الله، جمع كتاباً لطيفاً في علم القرآن).
(2) العبارة التي بين معقوفين، فيها سقط وقلق في النسختين، فقد جاء في (م): "ثم إني رأيت الذين [ ] قد تصدر ما هو أقطع فما [ ] عنهم وهو الكلام..." وجاء في (هـ): "ثم إن رأيت الذين وقع في التفسير صححي منهم قد صدر ما هو أقطع مما لمسي عنهم فهو الكلام" ولعل ما أثبت أقرب إلى الصواب.
(3) في (م): أقلاد.
(4) أما السدي؛ فهو: إسماعيل بن عبد الرحمن المتوفى سنة: (281هـ) صاحب التفسير والمغازي، والسير، وهو ثقة عند مسلم وأصحاب السنن الأربعة، بدليل أنهم أخرجوا له، وكذلك ابن حبان فقد ذكره من الثقات، وقال حسين بن واقد: "سمعت السدي فأقمت حتى سمعته يتناول أبا بكر وعمر فلم أعد إليه".
وحكي عن أحمد: "أنه ليحسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذي يأتي به قد جعل له اسناداً واستكلفه". وقال الطبري: "إنه لا يحتج بحديثه". وأما كتاب السدي المذكور، فلم أعثر عليه بعد. انظر: التهذيب1/313؛ والجرح والتعديل2/184-185.(1/51)
رأى من (التخلط) العجائب، ومن قرأ في كتاب هبة الله المفسر(1) رأى العظائم.
وقد تداوله(2) الناس لاختصاره، ولم (يفهموا) دقائق أسراره فرأيت كشف هذه الغمة عن الأمة ببيان إيضاح الصحيح، وهتك ستر(3) القبيح، متعيناً على من أنعم الله عليه بالرسوخ في العلم وأطلعه على أسرار النقل، واستلب زمامه من أيدي التقليد فسلمه إلى يد(4) الدليل فلا يهوله قول معظم، فكيف بكلام جاهل مبرسم(5).
فصل: و[قد] قدمت أبواباً قبل الشروع في بيان الآيات هي كالقواعد والأصول للكتاب ثم أتيت بالآيات المدعى عليها النسخ [على ترتيب القرآن إلا أني أعرضت عن ذكر آيات أدعي عليها النسخ] [من] حكاية لا تحصل إلا تضييع الزمان أفحش تضييع كقول السدي: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} (6) نسخها {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} (7) وقوله: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ} (8) نسخها {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً} (9)وقوله: {إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ} (10).
__________
(1) هو: هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي أبو القاسم الضرير، مفسر من أهل بغداد وكان له حلقة في جامع المنصور، وله مؤلفات عديدة منها: الناسخ والمنسوخ في القرآن الذي أشار إليه المؤلّف. وطيع بمصر سنة: 1387هـ. توفي رحمه الله سنة: (410هـ). انظر: تأريخ بغداد14/170؛ وشذرات الذهب3/192، والأعلام 9/ 59.
(2) في (هـ): تداولوه.
(3) في (هـ): سر، بدل ستر، وهو تصحيف.
(4) في (هـ): أيدي.
(5) يقال: برسم الرجل وهو مبرسم، البرسم داء معروف يعرض للحجاب الذي بين الكبد والقلب. انظر: المصباح المنير1/48.
(6) الآية الثانية من سورة النساء.
(7) الآية الخامسة من سورة النساء.
(8) الآية (38) من سورة النساء.
(9) الآية (53) من سورة التوبة.
(10) الآية (106) من سورة المائدة.(1/52)
[نسخها {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ}](1) وقوله: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} (2) نسخها {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ ]مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا[}(3) وقوله: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (4) نسخها {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (5) في نظائر كثيرة لهذه الآيات"(6).
لا أدري أي الأخلاط الغالبة حملته على هذا التخليط. فلما كان مثل هذا ظاهر الفساد، وريت(7) (عنه غيرةً) (8) على الزمان أن يضيع، وإن كنت قد ذكرت مما يقاربه طرفاً، لأنبه. بمذكوره على (مغفله)(9).
فصل: ولما رأيت المصنفين في هذا العلم، قد تباينوا، فمنهم من أطال بما لا حاجة بمثل هذا التصنيف إليه، ومنهمِ من قلد [القائلين] ولم يحكم على الاختلاف ببيان [الصواب، منهم] من نقص بحذف ما يحتاج إليه أتيتك بهذا الكتاب متوسطاً، وحذفت كثيراً من الأسانيد الطرق خوف الملل والله ولي التوفيق(10).
الباب الأوّل باب [بيان] جواز النسخ والفرق بينه وبين البداء(11)
__________
(1) الآية (106) من سورة المائدة. وما بين معقوفتين ساطقة من (هـ).
(2) الآية (63) من سورة الأنعام.
(3) الآية (11) من سورة محمّد. وما بين معقوفتين ساقطة من (هـ).
(4) الآية (45) من سورة العنكبوت.
(5) الآية (152) من سورة البقرة.
(6) في النسختين هنا قلق في العبارة.وقد جاء في (م): (في نظائره كثير الآيات). وفي (هـ): (في نظائر كثيرة لهذه الآيات). والفقرة الأخيرة في (هـ) مكررة أيضاً. ولعل ما أثبت أقرب إلى المعنى المطلوب.
(7) ورّى الشيء تورية عن كذا، أي: أراده وأظهر غيره.انظر: أقرب المورد 2/1447.
(8) في (م): عبر، وفي (هـ): عند غيره. كلاهما تصحيف ولعل الصواب ما سجلت.
(9) في (هـ): معقله، وهو تصحيف.
(10) من هنا يوجد في (م) صفحتان مكررتان بخطين مختلفين. فبالخط الثاني يستمر الكتاب إلى النهاية.
(11) قال الفيومي في المصباح المنير1/46: "وبدا له في الأمر، أي: ظهر له ما لم يظهر أوّلاً والاسم البداء".
وقد جاء في القرآن كلمة البداء على معنين:
أوّلاً: الظهور بعد الخفاء كقوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} سورة الزمر (48).
ثانياً: نشأة رأي جديد لم يكن، كقوله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} يوسف (35) و الله سبحانه وتعالى منزه عن أن يتصف بالبداء بكلا المعنين.(1/53)
اتفق جمهور علماء الأمم على جواز النسخ عقلاً وشرعاً وانقسم اليهود في ذلك ثلاثة أقسام:
فالقسم الأوّل: قالوا: لا يجوز عقلاً ولا شرعاً، وزعموا أن النسخ هو عين البداء(1).
والقسم الثاني: (2) قالوا: يجوز عقلاً وإنما منع الشرع من ذلك زعموا أن موسى عليه السلام، (قال)(3) إن شريعته لا تنسخ من بعده، وإن(4) ذلك في التوراة ومن هؤلاء من قال: لا يجوز النسخ إلا في موضع واحد، وهو(أنه)(5) يجوز نسخ عبادة أمر اللّه بها بما هو أثقل على سبيل العقوبة لا غير.
__________
(1) وهم الشمعونية؛ نسبة إلى شمعون بن يعقوب. انظر: النسخ في القرآن الكريم1/27.
(2) أما أصحاب القسم الثاني: فقد اشتهروا باسم العنانية، نسبة إلى عنان بن داود وهو رأس الجالوت تخالف فرقته سائر اليهود في السبت والأعياد، وينهون عن أكل الطير والظباء، والسمك، ويذبحون الحيوان على القفا، ويصدقون عيسى عليه السلام في مواعظه وإرشاداته، ويقولون إنه لم يخالف التوراة البتة بل قررها ودعا الناس إليها، وهو من بني إسرائيل المتعبدين بالتوراة والمستجيبين لموسى عليه السلام غير أنه لا يعترف بنبوته، ولا برسالته. انظر: الملل والنحل للشهرستاني2/54.
(3) في (هـ): أخبر، بدل (قال).
(4) في (هـ): وأن من ذلك.
(5) في (هـ): وهو الله، ولعله تحريف عما أثبت.(1/54)
والقسم الثالث: (1) قالوا: يجوز شرعاً لا عقلاً، واختلف هؤلاء في عيسى ومحمد، صلى الله عليهما، فمنهم من قال: لم يكونا نبيين لأنهما (لم يأتيا بمعجزة، وإنما أتيا بما)(2) هو من جنس (الشعوذة)(3). ومنهم من قال: كانا نبيين صادقين، غير أنهما لم يبعثا بنسخ شريعة موسى ولا بعثا إلى بني إسرائيل إنما بعثا إلى العرب والأميين(4).
فصل: وأما الدليل على جواز النسخ عقلاً، فهو أن التكليف (لا يخلو) أن يكون موقوفاً على مشيئة المكلف أو على مصلحة المكلف، فإن كان الأول، فلا [يمتنع أن يريد] تكليف العباد عبادة في مدة معلومة ثم يرفعها ويأمر بغيرها.
__________
(1) أما أصحاب القسم الثالث: هم العيسوية نسبة إلى أبي عيسى، إسحق بن يعقوب الأصفهاني، وقيل اسمه عويفيل الوهيم أي عابد لله وهو يدعي بأن عيسى نبي وأفضل ولد آدم وأعلى من منزلة الأنبياء الماضين، وخالفوا اليهود في كثير من أحكام الشريعة. انظر: الملل والنحل2/55-56.
(2) هكذا في النسختين، ونحن نرى أن المذهب الثالث الذي حكاه ابن الجوزي لا يستقيم مع ما قاله العلماء السابقون عليه كأبي الحسين صاحب كتاب المعتمد إذ إنهم حكوا المذهب الثالث بجوازه عقلاً وشرعاً فلعل ابن الجوزي قد وقع في كتابه خطأ فبدل اللام الواو، ويمكن أن يعزا ذلك إلى النساخ، وإلا لكان ابن الجرزي نبه على ذلك بقوله مثلاً "وما نقل عن هذه الفرقة غير صحيح إذ إنه يجوز شرعاً لا عقلاً وحيث لم يذكر ذلك دلّ على أنه مع الأصوليين، فثبت ما قلناه من أن ذلك خطأ من النساخ". انظر: كتاب المعتمد1/401.
(3) في (هـ): شعبذة. والشعوذة مثل الشعبذة وزناً ومعناً، لعب يرى الإنسان منه ما ليس له حقيقة كالسحر. انظر: المصباح المنير 1/337.
(4) تجد آراء الفرق اليهودية الثلاثة في النسخ، في معظم كتب الأصول. انظر مثلاً: الأحكام في أصول الأحكام للآمدي3/103؛ وشرح الأسنوي2/146؛ وكشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام 3/153.(1/55)
وإن كان [الثاني] فجائز أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمان دون زمان [ويوضح هذا أنه قد جاز] في العقل تكليف عبادة متناهية كصوم يوم، وهذا تكليف انقضى بانقضاء زمان، ثم قد ثبت أن الله تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى ومن الصحة إلى السقم [ثم] قد رتب الحر والبرد والليل والنهار وهو أعلم بالمصالح [وله] الحكم(1).
فصل: والدليل على جواز النسخ شرعاً، أنه قد ثبت أن من دين آدم [عليه السلام] وطائفة من أولاده، جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم(2) والعمل في يوم السبت ثم نسخ ذلك في شريعة موسى(3)
__________
(1) تجد نحو هذا الدليل والتوجيهات على جواز النسخ عقلاً، في كشف الأسرار3/161-162؛ نقلاً عن الأصوليين.
(2) وقد جاء في سفر التكوين في الأصحاح الرابع: (أن آدم أمر بتزويج بناته من بنيه، تنزيلاً لاختلاف البطون منزلة اختلاف الأنساب، لتكثير الأفراد الذين يعمرون الأرض ويسكنونها في بدء الخليقة لضرورة عمارة الدنيا وكثرة النسل) وقد جاء في الآية (17) من الباب عشرين من سفر الأحبار "أي رجل تزوج أخته ابنة أبيه أو أخته ابنة أمه، ورأى عورتها ورأت عورته، فهذا عار شديد، فيقتلان أمام شعبهما وذلك لأنه كشف عورة أخته فيكون إثمهما في رأسهما" هذا كان في شريعة موسى.
(3) وأما العمل يوم السبت فقد كان محرماً في شريعة موسى، ونسخ التحريم في شريعة يحيى وشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فقد جاء في سفر الخروج؛ الإصحاح (16): "أن الله حرم على اليهود العمل الدنيوي، ومنه الاصطياد يوم السبت في كل أسبوع".
ووقع في باب (31) من سفر الخروج هكذا (13): "كلم بني إسرائيل وقل لهم أن يحفظوا يوم السبت من أجل أنه علاقة بيني وبينكم في أجيالكم، لتعلموا أني أنا الرب أطهركم".
(14) فاحفظوا يومي يوم السبت فإنه طهر لكم، ومن لا يحفظه فليقتل قتلاً فيه فتهلك تلك النفس من شعبها. انظر في ذلك كله: الكتاب المقدس المطبوعة بالمطبعة الأميركانية ببيروت 1969م؛ وكتاب فتح المنان ص: 158-160.
قلت: ذكر الأمثلة من كتب اليهود للاحتجاج عليهم من باب الإلزام فقط لأن ما فيها بعد التحريف والتبديل لا يصلح لإثبات حقّ إلا ما ورد منه في القرآن أو ثبت في السنة ا لمطهرة.(1/56)
وكذلك (الشحوم)(1) كانت مباحة ثم حرمت في دين موسى، فإن ادعوا أن هذا ليس بنسخ فقد خالفوا في اللفظ دون المعنى.
فصل: وأما قول من قال: لا يجوز النسخ إلا على وجه العقوبة(2) فليس بشيء، لأنه إذا أجاز النسخ في الجملة جاز أن يكون للرفق بالمكلف، كما جاز للتشديد عليه.
فصل: وأما (دعوى من ادعى)(3) أن موسى عليه السلام أخبر أن شريعته لا تنسخ فمحال. ويقال: إن ابن الراوندي(4) علمهم أن يقولوا: إن موسى قال: لا نبي بعدي. ويدل على ما قلنا: إنه لو صح قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السلام، لأن الله تعالى [لا يصدق] بالمعجزة من كذب موسى فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته، لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السلام (لأنه قال: لا نبي بعدي [ومما] يدل على كذبهم فيما ادعوا أن اليهود ما كانوا يحتجون على نبينا محمّد صلى الله عليه وسلم بكل شيء.
__________
(1) في (هـ) سحوم، وهو تصحيف. وأما حرمتها لليهود فقد قال الله تعالى في سورة الأنعام (146) {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}.
(2) القائلون بذلك بعض العنانية، كما تقدم آنفاً.
(3) في (هـ): وأما دعى من ادعى وهو تحريف عما سجلت.
(4) في (م) و (هـ): ابن الريوندي، وهو تحريف عما أثبت، وهو أبن الراوندي المشهور بالإلحاد والزندقة اسمه أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين الراوندي ابن الراوندي البغدادي، من علماء الفلاسفة. له من الكتب المؤلفة مائة وأربعة عشر كتاباً. توفي سنة (298هـ) انظر: وفيات الأعيان 1/78؛ والبداية والنهاية11/112؛ وشذرات الذهب2/235..(1/57)
وكان نبينا صلى الله عليه وسلم مصدقاً لموسى عليه السلام، وحكم عليهم بالرجم عملاً بما في شريعة موسى(1) [صلى الله عليه وسلم] فهلا احتجوا عليه بذلك، ولو احتجوا لشاع نقل ذلك، فدل على أنه قول أبتدع بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فصل: وأما قول من قال: [إن عيسى و] محمداً = عليهما السلام = كانا نبيين لكنهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل فتغفيل من قائله، لأنه إذا أقر بنبوة نبي فقد أقر بصدقه، لأن النبي لا يكذب، وقد كان عيسى عليه السلام يخاطب بني إسرائيل، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "بعثت إلى الناس كافة"(2) ويكاتب ملوك الأعاجم(3).
فصل: فأما الفرق بين النسخ والبداء، فذلك من وجهين:
أحدهما: أن النسخ (تغيير)(4) عبادة أمر بها المكلف، وقد علم الآمر حين الأمر أن (لتكليف)(5) المكلف بها غاية ينتهي الإِيجاب (إليها)(6) ثم يرتفع بنسخها. والبداء (أن ينتقل الأمر عن ما أمر به)(7) وأراده دائمًا بأمر حادث لا بعلم سابق(8).
__________
(1) رواه مسلم في كتاب الحدود في باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا. انظر: صحيح مسلم بشرحه للنووي2/54.
(2) رواه البخاري في باب التيمم، بلفظ: "بعثت إلى الناس عامة". انظر: صحيح البخاري مع فتح الباري1/455.
(3) جاء ذلك في الحديث السادس من صحيح البخاري.
(4) في (م): تعين،ولعله تحريف عما سجلت عن (هـ).
(5) في النسختين: (التكليف) بال، وهو خطأ.
(6) غير واضحة من (م).
(7) في العبارة قلق في (هـ) وقد جاء فيه: (أن الأمر على ما أمر به)، وفي (م) كما أثبت إلا أن فيه: "على" بدل "عن" صححتها كي يستقيم المعنى.
(8) قال بن حزم الظاهري في الفرق بين النسخ والبداء: (وهو أن البداء أن يأمر بالأمر والآمر لا يدري ما يؤول إليه الحال، والنسخ: هو: أن يأمر بالأمر والآمر يدري أنه سيحيله في وقت كذا ولا بد، قد سبق ذلك في علمه وحتمه من قضائه. انظر: الأحكام في أصول الأحكام4/446.(1/58)
والثاني: أن (سبب)(1) النسخ لا يوجب إفساد الموجب لصحة الخطاب الأوّل، والبداء يكون (سببه)(2) دالاً على إفساد الموجب، لصحة الأمر الأوّل، مثل أن يأمره بعمل يقصد به مطلوباً فيتبين أن المطلوب لا يحصل بذلك الفعل (فيبدو)(3) له ما يوجب الرجوع عنه، وكلا الأمرين يدل على قصور في العلم والحق عزوجل منزه عن ذلك.
الباب الثاني:
باب [إثبات](4) أن في القرآن منسوخاً
انعقد إجماع العلماء [على](5) هذا إلا أنه قد شذ من لا يلتفت إليه فحكى أبو جعفر النحاس(6) أن قوماً قالوا: ليس في القرآن ناسخ ولا منسوخ.وهؤلاء قوم لا يقرون، لأنهم خالفوا نص الكتاب، وإجماع الأمة قال الله عزوجل: {مَا نَنْسَخْ [(7) مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}(8).
__________
(1) في (هـ): تسبب، وهو تصحيف.
(2) في (هـ): شبه، وهو تصحيف.
(3) في (هـ): فسدوا، وهو تصحيف.
(4) ساقطة من"م".
(5) ساقطة من"هـ".
(6) هو: أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي، النحاس النحوي المصري المتوفى سنة: 338هـ كان مفسراً أديباً صاحب مؤلفات عديدة في التفسير والنحو والأدب، وله كتاب في الناسخ والمنسوخ في القرآن الذي يعتبر من أجود ما عثرنا عليه مطبوعاً،كما قدمنا.انظر في ترجمته وفيات الأعيان1/82؛ والبداية والنهاية11/222؛ والأعلام1/199.
(7) من هنا صفحتان بيضاوان في النسخة المدنية.
(8) الآية 106 من سورة البقرة.
روى ابن أبي داود في المصاحف3/96، عن سعد بن أبي وقاص أو ننسأها وذكر النحاس في ناسخه قولين عن أبن عباس: "قال: ما ننسخ من آية نرفع حكمها أوننسها، نتركها فلا ننسخها، وقيل، ننساها: نبيح لكم تركها، وعلى قراءة البصريين ننسأها، أحسن ما قيل في معناه: أو نتركها ونؤخرها فلا ننسخها".
وقال ابن كثير: "معنى ننسأها: نؤخرها، وفي قراءة ننسها". انظر: الناسخ والمنسوخ 8؛ وتفسير القرآن العظيم1/208.(1/59)
وأخبرنا المبارك بن عليّ(1) قال أخبرنا أحمد بن قريش، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، قال: بنا: عبد الله بن أبي داود، وقال: حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم عن أبيه، عن نشهل بن سعيد عن الضحاك(2)
__________
(1) المبارك بن علي الصيرفي أبو طالب بن صغير، وهو من مشايخ ابن الجوزي، ذكره في مشيخته ص: 187،وقال إنه قرأ عليه، وكان ثقة صحيح السماع توفي سنة: 564هـ. انظر: شذرات الذهب4/206؛ والنجوم الزاهرة 5/376.
(2) الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم الخراساني مفسر صدوق له كتاب في التفسير أخرج له أصحاب السنن، ولكن الحافظ بن حجر يقول: "إنه كثير الإرسال"، وقال ابن عدي: الضحاك بن مزاحم إنما عرف بالتفسير، فأما رواياته عن ابن عباس، وأبي هريرة، وجميع من روى عنه ففي ذلك كله نظر، وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول: الضحاك بن مزاحم ثقة مأمون.
مات سنة خمس ومائة أو ست ومائة. انظر: التهذيب4/453؛ وميزان الاعتدال1/471؛ والتاريخ الكبير للإمام البخاري4/332-333.(1/60)
عن ابن عباس رضي الله عنهما(1) في قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}(2) قال: في الناسخ والمنسوخ(3) قال ابن ]أبي[(4) داود: وحد]ثنا[(5) يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن =(6)
__________
(1) ابن عباس: هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المفسرين، دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على ناصيته وقال: "اللهم علّمه الحكمة وتأويل الكتاب". يقال له الحبر والبحر لكثرة علمه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الخلفاء الأربعة وعن أبيه وأمه وأخيه الفضل وغيرهم من الصحابة، قال أبو نعيم في آخرين: توفي سنة: 68هـ بالطائف. انظر: التهذيب5/278؛ أسد الغابة3/193؛ الإصابة2/331.
(2) الآية 39 من سورة الرعد.
(3) أخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس وعن قتادة وابن زيد وابن جريج عند ذكر هذه الآية في جامع البيان13/112-113.
(4) كلمة "أبي" غير موجودة في "هـ" وهي-كما أثبت- مفهوم السياق، حيث عطف قوله على الأثر السابق المذكور من طريق ابن أبي داود، وهو الحافظ العلامة أبو بكر عبد الله بن الحافظ الكبير أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني صاحب التصانيف منها: الناسخ والمنسوخ، كان فقيهاً عالماً حافظاً ثبتاً، وقد أكثر ابن الجوزي في هذا الكتاب الرواية عنه مات سنة310هـ. انظر: تذكرة الحفاظ1/767-773؛ وتاريخ بغداد9/464.
(5) ساقطة من"هـ". كملتها نظراً للسياق.
(6) ساقطة من"هـ"، كملتها حسب سند ابن جرير في جامع البيان، وهو علي بن أبي طلحة الهاشمي اسمه مخارق، مولى آل عباس بن عبد المطلب، صدوق قد يخطئ روى عن ابن عباس ولم يسمع منه إنما أخذ عن طريق مجاهد، وسعيد بن جبير وقد أخرج له مسلم حديثاً واحداً في ذكر العزل، وقد أكثر المؤلف الرواية من طريقه عن ابن عباس، وصححه في هذا الكتاب، يقول السيوطي في الإتقان عن رواية علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما"إنها طريقة جيدة: قال أحمد ابن حنبل بمصر صحيفة في التفسير رواها علي ابن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً ما كان كثيراً. انظر: صحيح مسلم مع شرح النووي10/12؛ والتهذيب7/339-341؛ والإتقان2/188؛ والتفسير والمفسرون1/77-78.(1/61)
ابن عباس= رضي الله عنهما: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}(1) ويقول: يبدل الله ما يشاء من القرآن ] فينسخه ويثبت[(2) ما يشاء فلا يبدله، ]وما يبدل[(3) وما يثبت وكل ذلك في كتاب(4).
__________
(1) الآية 39 من سورة الرعد.
(2) ساقطة من"هـ"كملتها حسب لفظ الطبري في الأثر الآتي.
(3) ساقطة من"هـ"كملتها كما في رواية الطبري الآتية.
(4) أخرج ابن جرير عن المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما يمحو الله ما يشاء قال: من القرآن: يقول يبدل الله ما يشاء فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله وعنده أم الكتاب، يقول: وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يبدل، وما يثبت كل ذلك في كتاب. انظر: جامع البيان 13/113. وأورده السيوطي في الدر المنثور4/67 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم، والبيهقي في المدخل، من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما.(1/62)
قال ابن أبي داود: وحدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود، وقال: حدثنا همام، عن قتادة(1) عن عكرمة(2) في قوله: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}(3) قال: ينسخ الآية بالآية فترفع، وعنده أم الكتاب، أصل الكتاب(4) قال: وحدثنا عليّ بن حرب، ومصعب بن محمّد ويعقوب بن سفيان، قالوا: حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن محمّد ابن كعب(5)
__________
(1) قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز أبو الخطاب السدوس الحافظ العلامة المفسر الضرير الأكمه، بصري من رأس الطبقة الرابعة ومن أوّل من ألف في الناسخ والمنسوخ في القرآن كما تقدم في مقدمة التحقيق. قال أحمد بن حنبل: قتادة أعلم بالتفسير وأحفظ الناس. قال الحافظ بن حجر عنه: ثقة ثبت. توفي سنة 117، أو 118، في مدينة واسطة. انظر: التهذيب8/351-356؛ والتقريب ص: 381؛ والناسخ والمنسوخ لهبة الله ص: 106؛ وصفوة الصفوة3/259.
(2) عكرمة مولى عبد الله بن عباس أبو عبد الله البربري، كان من أعلم تلامذة ابن عباس بالتفسير روى عن عائشة وأبي هريرة وغيرهما، واتفق بحديثه عامة أهل العلم منهم أحمد بن حنبل. وتوفي سنة 107هـ في المدينة المنورّة. انظر: التهذيب7/263؛ صفوة الصفوة2/103-104؛ تذكرة الحفاظ1/89.
(3) الآية 39 من سورة الرعد.
(4) أخرج ابن جرير بسند صحيح عن قتادة بلفظ: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} هي مثل قوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} وقوله: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} أي: جملة الكتاب وأصله. انظر: جامع البيان13/112-113.
(5) محمد بن كعب بن سليم بن أسد القرضي أبو حمزة من حلفاء الأوس سكن الكوفة ثم المدينة، روى عن ابن عباس، وعلي وابن مسعود وغيرهم من الصحابة، قال عنه عون ابن عبد الله: ما رأيت أحداً أعلم بتأويل القرآن منه، مات سنة 118هـ بسقوط سقف المسجد عليه وهو يدرس. ثقة عالم من الثالثة، وكان قد نزل الكوفة مدة. انظر: تهذيب التهذيب9/422؛ والتأريخ الصغير للبخاري، وفيه مات سنة 108.(1/63)
في قوله عزوجل: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} قال: نزلت في الناسخ والمنسوخ(1) قال: وحدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبي، قالت: بنا يونس بن عبيد، وهشام بن حسان جميعاً، عن محمّد بن سيرين(2) {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}(3) يرفعه، ويثبت ما يشاء فيدعه مقراً له قال: وحدثنا موسى بن هرون، قال حدثنا الحسين قال: بنا شيبان عن قتادة {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ}(4) قال: المحكمات الناسخ الذي يعمل به(5) قال وحدثنا محمّد بن معمر: قال: بنا روح، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن عفان (6) عن عامر بن الفرات عن أسباط(7) عن السدي {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}(8) ما يشاء من المنسوخ ويثبت من الناسخ، قال: وحدثنا... {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ}(9)
__________
(1) سبق مثله عن ابن عباس.
(2) محمد بن سيرين الأنصاري مولاهم أبو بكر بن أبي عمرة البصري روى عن الصحابة وعن كبار التابعين، قال أحمد وعلي بن المديني ويحيى بن معين، لم يسمع ابن سيرين من ابن عباس، رضي الله عنهما، وهو تابعي فاضل عالم ثقة كان كاتب أنس بن مالك بفارس مات سنة 115هـ وهو ابن 75. انظر: التهذيب9/214-217.
(3) الآية 39 من سورة الرعد.
(4) الآية السابعة من آل عمران.
(5) أخرج الطبري نحوه عن قتادة في جامع البيان3/172.
(6) غير واضحة من"هـ"وهو: الحسن بن علي بن عفان العامري أبو محمد الكوفي صدوق من الحادية عشرة مات سنة 270هـ. انظر: التهذيب 70-71.
(7) أما أسباط فهو ابن نصر الهمداني، وقد اختلف الثقاة في الحكم عليه فضعفه أحمد وأبو نعيم والنسائي، والساجي فيما رواه عن السماك بن حرب، وأما البخاري فقد وصفه في التاريخ الأوسط بأنه صدوق، قال الحافظ بن حجر: علق له البخاري حديثاً في الاستسقاء وهو حديث منكر أوضحته في التعليق، وهو صدوق كثير الخطأ يغرب من الثامنة. انظر: التهذيب1/211-212؛ والتقريب26- 27.
(8) الآية 39 من سورة الرعد.
(9) الآية السابعة من آل عمران.(1/64)
قال: ... لم تنسخ(1) ورواه سفيان عن سلمة(2) عن الضحاك، قال: المحكمات الناسخ(3).
أخبرنا إسماعيل ]ابن[(4) أحمد قال: أخبرنا إسحاق بن أحمد الكاذي(5)
__________
(1) يظهر كأن في هذه الرواية سقط ولو لم يكن في"م"سقط للحقنا الصواب.
(2) قي"م": وعن سلمة، ولعل الواو زيادة من النساخ كما يظهر من كتاب سفيان الثوري الآتي ذكره.
(3) رواه سفيان في تفسيره: عن سلمة بن نبيط، أوجويبير، عن الضحاك في قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} قال: الناسخ، وأخر متشابهات، قال: المنسوخ. انظر: تفسير سفيان الثوري الآية 7 من سورة آل عمران والصفحة 34.
= وقد جاء في تفسير الطبري3/172، من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المحكمات الناسخ الذي يدان به ويعمل به، والمتشابهات المنسوخات التي لا يدان بهن وفي تفسير تنوير المقياس- المنسوب إلى ابن عباس- ص: 34 آيات محكمات أي: مبينات بالحلال والحرام، لم تنسخ يعمل بها.
(4) ساقطة من"هـ"، والصواب ما أثبت كما يظهر من ترجمته.
(5) يبدو أن هنا سقطاً، لأن إسماعيل بن أحمد لم يسمع من إسحاق بن أحمد ولم يدركه، كما أنه لم يرو المؤلّف إلى نهاية الكتاب في هذا السند إلا بواسطة أبي الفضل البقال عن ابن بشران عن إسحاق بن أحمد الكاذي، وليس هذا أيضاً من جملة حذف الأسانيد للاختصار، المشار إليه في مقدمة المؤلّف، لأنه لم يتعود الحذف إلا من بداية السند لا من وسطه. فظهر لنا أن الصواب في السند: أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا أبو الفضل البقال، قال: أخبرنا ابن بشران، قال: أخبرنا إسحاق ابن أحمد الكاذي. والله أعلم.
أما إسماعيل بن أحمد فهو: من مشايخ المؤلّف وممن كثر عنه الرواية في هذا الكتاب يقول ابن الجوزي في مشيخته عنه: هو إسماعيل بن أحمد بن الأشعث السمرقندي، كان ثقة ذا يقظة ومعرفة بالحديث، وحسن إصغاء إلى من يقرأ عليه الحديث، وأملى بجامع المنصور زيادة من ثلاثمائة مجلس. وقرأت عليه الحديث. توفي رحمه الله سنة: 536 هـ. انظر: مشيخة ابن الجوزي ص: 89- 92؛ والمنتظم10/98؛ والشذرات4/112.(1/65)
قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، رضي الله عنه(1) قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن سلمة بن نبيط (2) عن الصحابة](3) قال: المتشابه ما قد نسخ، والمحكمات ما لم ينسخ(4).
__________
(1) عبد الله بن محمد بن حنبل الشيباني ثقة ثبت مفسر محدث سمع من أبيه المسند، هو ثلاثون ألفاً، والتفسير و هو مائة وعشرون ألفاً، سمع منه ثمانين ألفاً والباقي وجادة، وسمع الناسخ والمنسوخ والتاريخ وجوابات القرآن وغيرهما من أبيه، ولد سنة 213هـ وتوفي سنة 290هـ. انظر: التهذيب5/141-143.
(2) غير واضحة من "هـ" صححتها عن التهذيب وهو: سلمة بن نبيط بن شريط من مشايخ الوكيع ثقة، يقال: اختلط في آخره. انظر: التهذيب4/158.
(3) انتهى البياض من "م".
(4) أخرج الطبري من طريق السدي عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس رصي الله عنهما وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة المحكمات: الناسخات التي يعمل بهن والمتشابهات المنسوخات. انظر: جامع البيان 3/104.
وقد ذكر المؤلّف في زاد المسير ص: 350 ثمانية آراء للمحكمات ومنها أن معناها: الناسخ والمنسوخ، وعزاه إلى ابن عباس وابن مسعود والسدي وقتادة.(1/66)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (1) "أبيّ(2) أعلمنا بالمنسوخ"(3).
الباب الثالث
باب بيان حقيقة النسخ
النسخ في اللغة على معنيين:
أحدهما: الرفع والإزالة، يقال: نسخت الشمس الظل إذا رفعت ظل الغداة بطلوعها وخلفه ضوؤها. ومنه قوله تعالى: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ}(4).
والثاني: تصوير مثل المكتوب في محل آخر، (يقولون)(5) نسخت الكتاب، ومنه قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(6).
وإذا أطلق النسخ في الشريعة أريد به المعنى الأول، لأنه رفع الحكم الذي ثبت تكليفه للعباد إما بإسقاطه إلى غير بدل أو إلى بدل.
__________
(1) عمر بن الخطاب بن فضيل القرشي العدوي، أبو حفص، ثاني الخلفاء الراشدين وأوّل من لقب بأمير المؤمنين، صاحب الفتوحات، يضرب المثل بشجاعته كان في الجاهلية من أشراف قريش، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين فصلوا بالكعبة جهاراً، استشهد أمير المؤمنين في أواخر ذي الحجة سنة 23هـ بعد أن عاش نحواً من ستين سنة. انظر: تذكرة الحفاظ5/1-8.
(2) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار المدني سيد القراء روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شهد بدراً والعقبة الثانية. قال عمر رضي الله عنه: سيد المسلمين أبي بن كعب. قال الأكثرون: توفي في خلافة عمر رضي الله عنه. انظر: التهذيب1/187-188؛ وتذكرة الحفاظ1/16-17.
(3) رواه الإمام أحمد في مسنده من طريق ابن عباس عن عمر رضي الله عنه في باب جواز نسخ القرآن والدليل على ذلك. انظر: مسند الإمام أحمد مع الفتح الرباني18/57-58.
(4) الآية (52) من سورة الحج.
(5) في (هـ) يقول، بالإفراد.
(6) الآية (29) من سورة الجاثية.(1/67)
وقال شيخنا علي بن عبيد الله(1): الخطاب في التكليف على ضربين: أمر، ونهي، فالأمر استدعاء الفعل، والنهي استدعاء الترك، واستدعاء الفعل يقع على ثلاثة أضرب:
أحدهما: (2) ما يكون على سبيل(3) الإلزام والانحتام إما بكونه فرضاً أو واجباً ونسخ ذلك يقع على ثلاثة أوجه:
أحدها: (4) أن يخرج من الوجوب إلى المنع، مثل ما كان(5) التوجه إلى بيت المقدس واجباً ثم نسخ [بالمنع منه.
والثاني: أن ينسخ من الوجوب إلى الاستحباب مثل نسخ](6) وجوب الوضوء (لكل صلاة إلى أن)(7) جعل مستحباً.
والثالث: (8) أن ينسخ [من](9) الوجوب إلى الإباحة مثل نسخ وجوب الوضوء مما غيرت النار إلى الجواز فصار الوضوء منه جائزاً.
والضرب الثاني: استدعاء على سبيل الاستحباب، فهذا ينتقل إلى ثلاثة أوجه أيضاً:
أحدها: أن ينتقل من الاستحباب إلى الوجوب، وذلك مثل الصوم في رمضان كان مستحباً فإن تركه (وافتدى)(10) جاز ثم نسخ ذلك بانحتامه في حق الصحيح المقيم.
__________
(1) علي بن عبيد الله بن نصر السري أبو الحسن المعروف بابن الزاغوني، تتلمذ عليه ابن الجوزي وكان فقيهاً مؤرخاً من أعيان الحنابلة يتفنن في شتى العلوم، من الأصول والفروع والحديث والوعظ وصنف في ذلك كله، قال المؤلف في مشيخته: توفي يوم الأحد سابع عشر محرم سنة سبع وعشرين وخمسمائة، انظر: الذيل لابن رجب 1/182؛ والنجوم الزاهرة5/250؛ ومشيخة ابن الجوزي ص: 86-88؛ ومعجم المؤلفين7/144. ولم أعثر على كلامه من كتبه لأنها معدومة اليوم.
(2) في (هـ): (حدهما) ولعله خطأ من النساخ.
(3) في (هـ): ما سبيل الإلزام و(ما) زياد من الناسخ.
(4) في (هـ): أحدهما، وهو خطأ.
(5) في (هـ): ما يكون، بصيغة المضارع.
(6) ما بين معقوفتين ساقطة من (هـ).
(7) غير واضحة من (م).
(8) في (هـ): كلمة (والضرب) زيادة بعد والثالث، ولعلها من الناسخ.
(9) ساقطة من (هـ).
(10) غير واضحة من (م).(1/68)
والثاني: أن ينسخ من الاستحباب إلى التحريم، مثل نسخ (اللطف)(1) بالمشركين وقول الحسنى لهم فإنه نسخ بالأمر بقتالهم.
والثالث: أن ينسخ من الاستحباب إلى الإباحة، مثل(2) نسخ استحباب الوصية للوالدين بالإباحة.
والضرب الثالث: (3) المباح وقد اختلف العلماء هل هو(4) [مأمور به والصحيح أنه مأذون فيه ]غير [(5) مأمور به، ويجوز أن يدخله النسخ عن وجه واحد وهو النسخ إلى التحريم. مثاله: أن الخمر مباحة ثم حرمت. وأما نسخ الإباحة إلى الكراهة، فلا يوجد، لأنه لا تناقض، فأما انتقال المباح إلى كونه واجباً فليس بنسخ، لأن (إيجاب)(6) المباح إبقاء تكليف لا نسخ.
وأما القسم الثاني من الخطاب: وهو النهي فهو يقع على ضربين:
أحدهما: على سبيل التحريم، فهذا قد ينسخ بالإباحة، مثل تحريم الأكل على الصائم في الليل بعد النوم والجماع(7).
والثاني: على سبيل الكراهة، لم يذكر له مثال.
فصل: فأما (الأخبار)(8) فهي على ضربين:
أحدهما: ما كان لفظه لفظ الخبر،ومعناه معنى الأمر كقوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلاّ الْمُطَهَّرُونَ} (9)، فهذا لاحق بخطاب التكليف في جواز النسخ عليه.
والثاني: الخبر الخالص، فلا يجوز عليه، لأنه يؤدي إلى الكذب وذلك محال. وقد حكى جواز ذلك عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم(10)
__________
(1) غير واضحة من (هـ).
(2) في (م): مثل ما نسخ، ولعل (ما) زيادة من الناسخ.
(3) في (هـ): فصل: والثالث.
(4) من هنا صفحتان بيضاوان في المدنية.
(5) كلمة (غير) غير موجودة في (هـ) أيضاً، أضفتها، حسب ما يفهم من سياق كتب الأصول. انظر: مثلاً الموافقات في كتاب الأحكام1/(109).
(6) في (هـ): إيجاز، وهو تحريف.
(7) كلمة والجماع عطف على الأكل لا على النوم كما هو ظاهر.
(8) في (هـ): الاجبار، وهو تصحيف.
(9) الآية (79) من سورة الواقعة.
(10) ذكر هذا القول ابن خزيمة الفارسي في ناسخه المطبوع مع الناسخ والمنسوخ للنحاس ص: 263، عن ابن زيد وجماعة، ثم قال: ولا حجة لهم في ذلك من الرواية.
وأما عبد الرحمن، فهو: ابن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني، قال ابن حبان: كان يقلب الأخبار، وهو لا يعلم حتى كثر ذلك قي روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك. وقال أبو داود. أنا لا أحدث عن عبد الرحمن. وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه. قال البخاري: قال لي إبراهيم بن حمزة مات سنة (82 1) هـ. انظر: التهذيب6/178.(1/69)
والسدي وليس بشيء يعول عليه. وقال أبو جعفر النحاس: وهذا القول عظيم جداً يؤول إلى الكفر، لأن قائلاً لو قال: قام فلان ثم قال: لم يقم، فقال: نسخته لكان كاذباً(1).
وقال ابن عقيل(2): الأخبار لا يدخلها النسخ، لأن نسخ الأخبار كذب وحوشى القرآن من ذلك.
فصل: وقد زعم قوم: أن المستثنى ناسخ لما استثني منه، وليس هذا بكلام من يعرف ما يقول، لأن ]الاستثناء إخراج بعض ما شمله[(3) اللفظ، وليس ذلك بنسخ، وكذلك التخصيص، وقد يجوزه بعض السلف فيقول "هذه الآية نسخت هذه الآية. أي: نزلت بنسختها"(4)
__________
(1) انظر نص كلام النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ ص: 3.
يقول ابن جرير الطبري وهو يفسر آية {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} 106 البقرة: "يعني جل ثناؤه بقوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} ما ننسخ من حكم آية إلى غيره فنبدله ونغيره وذلك أن يحول الحلال حراماً، والحرام حلالاً، والمباح محظوراً، والمحظور مباحاً، ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي، والحظر والإطلاق، والمنع والإباحة فأما الأخبار، فلا يكون فيها ناسخ، ولا منسوخ" انظر: جامع البيان1/378.
(2) أما ابن عقيل: فهو: علي بن عقيل بن أحمد البغدادي، أبو الوفاء المعروف بابن عقيل عالم العراق شيخ الحنابلة ببغداد في وقته ولد سنة: 431هـ - كما قال المؤلِّف نقلاً عن خطّه - وله عدة تصانيف أعظمها كتاب الفنون وهو أربعمائة جزء. قال الذهبي: ما صنف في الدنيا أكبر من كتاب الفنون. توفي رحمه الله سنة: 513هـ. انظر: معجم المؤلفين7/152؛ ولسان الميزان4/243؛وشذرات الذهب4/35؛ والأعلام5/121.
(3) هذه العبارة غير واضحة من (هـ) كملتها من كتاب المؤلّف المخطوط سماه: بمختصر عمدة الراسخ، في الورقة الثالثة منه.
(4) هذه العبارة أيضاً غير واضحة من (هـ) صححتها من كتب النسخ الأخرى. انظر: مثلاً الناسخ والمنسوخ للنحاس (112)، وسوف يأتي في أماكن كثيرة، نقل المؤلف هذا القول عن النحاس.
قلت: كان الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون من بعدهم يرون أن النسخ هو مطلق التغيير الذي يطرأ على بعض الأحكام، فيرفعها ليحل غيرها محلها، أو يخصص ما فيها من عموم، أو يقيد ما فيها من إطلاق. انظر ما قاله الشاطبي: "الذي يظهر من كلام المتقدمين - أن النسخ عندهم في الإطلاق أعم منه في كلام الأصوليين، فقد كانوا يطلقون على تقييد المطلق نسخاً، وعلى تخصيص العموم بدليل متصل أو منفصل نسخاً، وعلى بيان المبهم والمجمل نسخاً- كما يطلقون على رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر نسخاً؛ لأن جميع ذلك مشترك في معنى واحد، وهو مطلق التغيير.
أما النسخ في اصطلاح المتأخرين فهو يقتضي أن الأمر المتقدم غير مراد في التكليف، وإنما المراد ما جيء به آخراً فالأوّل غير معمول به والثاني معمول به وهذا تغيير خاص"
قلت: وهذه النظرية قد سبق إليها إمام المفسرين ابن جرير الطبري حيث يشير في تفسيره إلى كتاب له باسم (البيان عن أصول الأحكام) وأخبر أنه دلل فيه (بما أغنى عن تكريره في هذه الموضع)- (على أن لا ناسخ من آي القرآن وأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما نفى حكماً ثابتاً ألزم العباد فرضه، غير محتمل بظاهره وباطنه غير ذلك. فأما إذا احتمل غير ذلك من أن يكون بمعنى الاستثناء أو الخصوص والعموم، أو المجمل والمفسر- في الناسخ والمنسوخ بمعزل... ولا منسوخ إلا الحكم الذي قد كان ثبت حكمه وفرضه".
وأما الإمام ابن حزم الظاهري فيقول: "وقد تشكل قوم في معاني النسخ والتخصيص، والاستثناء فقوم جعلوها كلها نوعاً واحداً، قال أبو محمد وهذا خطأ..." ثم بيّن الفرق بين الاستثناء والنسخ وقال: "فإن كان هذا لمخالف يريد أن يقول: إن النسخ نوع من أنواع الاستثناء، لأنه استثناء زمان وتخصيصه بالعمل دون سائر الأزمان، لم نأب عليه ذلك، ويكون حينئذٍ صواب القول إن كل نسخ استثناء، وليس كل استثناء نسخاً، وهذا صحيح. انظر في ذلك كله: الموافقات للشاطبي3/108؛ وجامع البيان عند ذكر آية(115) {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} 1/402؛ والأحكام في أصول الأحكام لابن حزم 4/444.(1/70)
.
الباب الرابع
باب شروط النسخ
الشروط المعتبرة في ثبوت النسخ خمسة:
أحدها: أن يكون الحكم في الناسخ والمنسوخ متناقضاً. بحيث لا يمكن العمل بهما جميعاً، فإن كان ممكناً لم يكن أحدهما ناسخاً للآخر، وذلك قد يكون على وجهين:
أحدهما: أن يكون أحد الحكمين متناولاً لما تناوله [الثاني[(1) بدليل العموم، والآخر متناولاً لما تناوله [الأوّل[(2) بدليل الخصوص، فالدليل الخاص لا يوجب نسخ دليل العموم، بل، يبين أنه إنما تناوله التخصيص لم يدخل تحت دليل العموم.
والوجه الثاني: أن يكون كل واحد من الحكمين ثابتاً في حال (غير)(3) الحالة التي ثبت فيها (الحكم)(4) الآخر مثل تحريم المطلّقة ثلاثاً فإنها محرّمة على مطلِّقها في حال، وهي ما دامت خالية عن زوج وإصابة فإذا أصابها زوج ثانٍ ارتفعت الحالة الأولى، وانقضت بارتفاعها مدة التحريم فشرعت في حالة أخرى حصل فيها حكم الإباحة للزوج المطلِّق ثلاثاً، فلا يكون هذا ناسخاً، لاختلاف حالة التحريم والتحليل.
والشرط الثاني: أن يكون الحكم المنسوخ ثابتاً قبل ثبوت حكم الناسخ فذلك يقع بطريقين:
__________
(1) العبارة قلق في (هـ) فيها: متناولاً لاماً متناوله بدليل العموم صححتها حسب السياق، ونظراً إلى أن المعنى المطلوب لا يفهم إلا به.
(2) كلمة الأوّل غير موجودة في (هـ) أضفتها حسب السياق.
(3) في (هـ): عن، وهو تحريف عما أثبت.
(4) في (هـ): من الحكم، ولعل من زائدة من الناسخ.(1/71)
أحدهما: من جهة النطق كقوله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً} (1) وقوله: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ}(2) ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها"(3).
والثاني: أن يعلم بطريق التاريخ، وهو أن ينقل (بالرواية)(4) بأن يكون [الحكم الأول ثبوته[ (5) متقدماً على الآخر فمتى ورد الحكمان مختلفين على وجه [لا يمكن العمل(6)[ بأحدهما إلا بترك الآخر، ولم يثبت تقديم أحدهما على صاحبه بأحد الطريقين امتنع ادعاء النسخ في أحدهما.
والشرط الثالث: (أن يكون الحكم المنسوخ مشروعاً)(7) أعني أنه ثبت بخطاب الشرع، فأما إن كان ثابتاً بالعادة والتعارف لم يكن رافعه ناسخاً، بل يكون ابتداء شرع وهذا شيء (ذكر عند)(8) المفسرين، فإنهم قالوا: كان الطلاق في الجاهلية لا إلى غاية فنسخه قوله: (الطلاق [مرتان[ (9) وهذا لا يصدر ممن (يفقه)(10)، لأن الفقيه يفهم أن هذا ابتداء (شرع)(11) لا نسخ.
__________
(1) الآية 66 من سورة الأنفال.
(2) الآية 187 من سورة البقرة.
(3) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن بريدة في باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث في أوّل الإسلام، وفي رواية أخرى عنه، تبدأ نهيتكم. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي13/134-135.
(4) غير واضحة من (هـ).
(5) ساقطة من (هـ) كملتها حسب السياق ولوجود بياض في المخطوطة.
(6) ساقطة من (هـ) كملتها نظراً للسياق ولوجود بياض في المخطوطة.
(7) غير واضحة من (هـ) أحسبها كما صححت.
(8) غير واضحة من (هـ) كملتها نظراً للسياق.
(9) الآية 229 من سورة البقرة، مرتان ساقطة من (هـ).
(10) غير واضحة من (هـ).
(11) في (هـ): ابتداء شرعاً، بالنصب، والذي سجلت أقوم.(1/72)
والشرط الرابع: أن يكون ثبوت الحكم الناسخ مشروعاً كثبوت المنسوخ، فأما ما ليس بمشروع بطريق النقل، فلا يجوز أن يكون ناسخاً للمنقول، ولهذا إذا ثبت حكم منقول لم يجز نسخه بإجماع ولا بقياس.
والشرط الخامس: أن يكون الطريق الذي ثبت به الناسخ مثل الطريق الذي ثبت به المنسوخ أو أقوى منه، فأما إن كان](1) دونه فلا يجوز أن يكون الأضعف ناسخاً للأقوى.
نواسخ القرآن)تابع(
لابن الجوزي
الباب الخامس:
باب ذكر ما اختلف [فيه](2)
هل هو شرط في النسخ أم لا؟
اتفق العلماء على جواز نسخ القرآن بالقرآن والسنة بالسنة، فأما نسخ القرآن بالسنة، فالسنة تنقسم قسمين:
__________
(1) انتهى البياض في م.
(2) ساقطة من (هـ) .(1/73)
أحدهما: ما ثبت بنقل متواتر، كنقل القرآن، فهل يجوز أن ينسخ القرآن هذا حكى فيه شيخنا علي بن عبيد الله روايتين عن أحمد(1) قال: والمشهور لا يجوز، وهو مذهب الثوري(2) والشافعي(3)
__________
(1) وهو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الوائلي إمام المذهب الحنبلي أصله من مرو وكان أبوه والي سرخس، ولد ببغداد سنة: 164هـ، وسافر لطلب العلم إلى البلدان النائية العديدة، وصنف المسند الذي يحتوي على ثلاثين ألف حديث، وله مؤلفات قيمة منها الناسخ والمنسوخ، رواه عنه ولده عبد الله. وتوفي رحمه الله سنة: 241هـ. انظر: تهذيب التهذيب1/72-76؛ وتاريخ بغداد4/412؛ ووفيات الأعيان 1/87؛ ودائرة المعارف الإسلامية491، 496؛ والبداية والنهاية1/32.
(2) أما الثوري؛ فهو: سفيان بن سعيد بن مرزوق الثوري، أبو هبة الله الكوفي، إمام شهير ورع، قال الخطيب: كان إماماً من أئمة المسلمين، وعلماً من أعلام الدين مجمع على إمامته معروف بالحفظ والضبط والمعرفة والزهد، ولد سنة: 97هـ وتوفي سنة: 161هـ بالبصرة. انظر: التهذيب4/111- 115؛ وتذكرة الحفاظ 203- 204.
(3) انظر ما قاله الإمام الشافعي في رسالته 106- 110، بتحقيق أحمد شاكر. وقد روى ابن حازم عن الشافعي وأحمد رحمهما الله بسند متصل إليهما عدم جواز نسخ القرآن بالسنة، في كتابه: الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار 28- 29.
وأمّا الشافعي؛ فهو: الإمام الكبير المجتهد النحرير صاحب المذهب المعروف باسمه محمد ابن إدريس المطلبي الشافعي القرشي المكي أبو عبد الله نزيل مصر ولد سنة: 150 للهجرة، يوم وفاة الإمام الأعظم أبي حنيفة الكوفي. قال أحمد: إن الله يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب، فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي المائتين الشافعي وهو من أوّل من تكلم في النسخ ضمن مؤلفاته، توفي سنة 204هـ. انظر: التهذيب 9/25-31، وطبقات الشافعية1/175؛ وكتاب الشافعي حياته وعصرهللأستاذ أبي زهرة.(1/74)
، والرواية الثانية يجوز: وهو قول أبي حنيفة(1)، ومالك(2) قال: ووجه الأولى: قوله تعالى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (3) والسنة ليست مثلاً للقرآن، وروى الدارقطني(4) من حديث جابر بن عبد الله(5) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلامي لا ينسخ القرآن، والقرآن ينسخ بعضه بعضاً"(6)
__________
(1) أبو حنيفة: هو الإمام الأعظم النعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي صاحب المذهب المعروف باسمه فقيه جتهد، ولد سنة 70 هـ في الكوفة ونشأ بها وكان قوي الحجة من أحسن الناس منطقاً، قال الإمام الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة توفي رحمه الله سنة 150 هـ. انظر: التهذيب 10/449-452؛ وتاريخ بغداد 13/323-423؛ وفيات الأعيان2/163.
(2) مالك: هو الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر أبو عبد الله المدني، إمام دار الهجرة أحد أعلام الإسلام، صاحب المذهب المعروف باسمه، كان صلباً في دينه بعيداً عن الأمراء والملوك، وكان ثقة ورعاً مأموناً فقيهاً حجة قال الإمام الشافعي: إذا جاء الأثر فمالك النجم، ومالك وابن عيينة قرينان ولد سنة 93هـ وتوفي سنة 179 هـ، ودفن بالبقيع. انظر: التهذيب10/5؛ وصفوة الصفوة2/177-180؛ وتذكرة الحفاظ1/207.
(3) الآية 106 من سورة البقرة.
(4) الدارقطني؛ هو: عليّ بن عمر بن أحمد بن مهدي، أبو الحسن الدارقطني الشافعي الحافظ، إمام عصره في الحديث، ولد بدارقطنى 306هـ من أحياء بغداد فتوفي فيها سنة 385هـ وله عدة تصانيف منها السنن. انظر: تاريخ بغداد12/34؛ وطبقات الشافعية؛ وسير أعلام النبلاء الطبقة الحادية والعشرون مخطوط.
(5) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي، صحابي جليل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن كبار الصحابة، اختلف في تأريخ وفاته، قيل 78هـ وقيل غير ذلك. انظر: التهذيب 2/42-43؛ وأسد الغابة1/ 256؛ والإصابة1/213.
(6) رواه الدارقطني في النوادر من سنة5/145، بلفظ: كلامي لا ينسخ كلام الله وكلام الله ينسخ كلامي، وكلام الله ينسخ بعضه بعضاً وفي إسناده جبرون بن واقد، قال الذهبي عنه: إنه ليس بثقة، روى هذا الحديث عن سفيان عن الزبير بقلة حياء. انظر: المغنى في الضعفاء1/127.وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي العلاء بن الشخير، حديثاً بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسخ حديثه بعضه بعضاً، كما ينسخ القرآن بعضه بعضًا وذكر نحوه ابن حازم في الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه، وابن الجوزي في كتاب أعلام العالم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخه. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي4/37.(1/75)
.
ومن جهة المعنى، فإن السنة تنقص عن درجة القرآن فلا تقدم عليه، ووجه الرواية الثانية، قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (1) والنسخ في الحقيقة بيان مدة المنسوخ، فاقتضت هذه الآية قبول هذا البيان، قال: وقد نسخت الوصية للوالدين والأقربين(2) بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا وصية لوارث"(3) ونسخ قوله تعالى: {وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} (4) بأمره عليه السلام، أن يقتل ابن خطل، وهو متعلق بأستار الكعبة(5) ومن جهة المعنى، أن السنة مفسرة للقرآن وكاشفة لما يغمض من معناه فجاز أن ينسخ بها.
__________
(1) الآية 44 من سورة النحل.
(2) جاء ذكر الوصية في القرآن الآية 180 من سورة البقرة.
(3) رواه البخاري معلقاً والدارقطتي وابن ماجه، وقال العلامة أحمد بن أبي بكر البصيري في زوائد بن ماجه: إسناده صحيح، وفيه محمّد بن شعيب وثقه رحيم وأبو داود وباقي رجال الإسناد على شرط البخاري. انظر: سنن ابن ماجه بتحقيق فؤاد عبد الباقي2/905.
(4) الآية 119 من سورة البقرة.
(5) ما رواه البخاري عن أنس بن مالك في باب أين وكز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يرم الفتح، واسم ابن خطل: عبد الله، هو رجل من بني تميم بن غالب، قاله ابن إسحاق. انظر: صحيح البخاري مع الفتح9/76؛ وسيرة بن هشام3/410؛ والسيرة النبوية لابن كثير3/564.(1/76)
والقول الأول هو الصحيح، لأن هذه الأشياء تجري مجرى البيان للقرآن، (لا النسخ)(1) وقد روى أبو داود السجستاني(2) قال: سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول: السنة تفسر القرآن، ولا ينسخ القرآن إلا القرآن. وكذلك قال الشافعي: "إنما ينسخ الكتاب الكتاب والسنة ليست ناسخة له"(3).
والقسم الثاني: الأخبار المنقولة بنقل الآحاد فهذه لا يجوز بها نسخ القرآن، لأنها لا توجب العلم، بل تفيد الظن، والقرآن يوجب العلم، فلا يجوز ترك المقطوع به لأجل مظنون، وقد احتج من رأى جواز نسخ التواتر بخبر الواحد بقصة أهل قباء لما استداروا بقول واحد(4).
__________
(1) في (م) و(هـ): لا للنسخ، ولعل اللام الثاني زيادة من الناسخ.
(2) وهو سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي أبو داود إمام أهل الحديث في عصره توفي بالبصرة 266هـ وقد روى عنه أبو بكر أحمد بن سليمان النجار كتاب الناسخ والمنسوخ وله عدة مؤلفات، منها: السنن. انظر: تذكرة الحفاظ2/591-593؛ وتاريخ بغداد9/55.
(3) يقول الإمام الشافعي في رسالته: "…وأبان الله لهم أنه إنما نسخ ما نسخ من الكتاب بالكتاب، وأن السنة لا ناسخة للكتاب وإنما هي تبع للكتاب بمثل ما نزل نصاً ومفسرة معنى ما أنزل الله منه مجملاً". انظر. الرسالة ص: 106، بتحقيق أحمد شاكر.
= ويرى الإمام ابن حزم الظاهري وغيره جواز نسخ القرآن بالسنة والسنة بالقرآن، لأن كل ذلك سواء في أنه وحي، وساق ابن حزم أدلة كثيرة على ذلك في باب الأخبار من كتابه: الإحكام في أصول الأحكام، وفند أدلة المعارضين في باب الكلام في النسخ منه. انظر. الكتاب المذكور4/477-483.
(4) رواه البخاري في كتاب التفسير في باب ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب الآية، ورواه مسلم في باب تحويل القبلة إلى الكعبة.
انظر: صحيح البخاري مع الفتح9/240؛ وصحيح مسلم مع شرح النووي5/10.(1/77)
فأجيب بأن قبلة بيت المقدس لم تثبت بالقرآن فجاز أن (تنسخ)(1) بخبر الواحد.
فصل: واتفق (العلماء)(2) على جواز نسخ نطق الخطاب، واختلفوا في نسخ ما (ثبت)(3) بدليل الخطاب و(تنبيهه)(4) و(فحواه)(5) (فذهب)(6) عامة العلماء إلى جواز ذلك، واستدلوا بشيئين:
أحدهما: أن دليل الخطاب دليل شرعي يجري مجرى النطق في وجوب العمل به (فجرى مجراه)(7) في النسخ.
والثاني: أنه قد وجد ذلك، فروى جماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "الماء من الماء"(8) وعملوا بدليل خطابه، فكانوا (لا يغتسلون)(9) من التقاء الختانين، ثم نسخ ذلك بقوله عليه السلام: "إذا التقى الختان بالختان وجب الغسل أنزل أو (لم ينزل"(10)
__________
(1) في (م) و(هـ): ينسخ بالياء التحتانية، وهو خطأ.
(2) غير واضحة من (هـ).
(3) في (هـ): يثبت.
(4) في (هـ): تنبه، وهو خطأ من الناسخ.
(5) في (هـ): فجواه بالجيم وهو تصحيف.
أما دليل الخطاب عند الأصوليين فهو مفهوم المخالفة، وهو إثبات نقيض حكم المنطوق به للمسكوت عنه.
وأما تنبيه الخطاب فهو نوع من مفهوم المخالفة، وهو مفهوم الموافقة عند القاضي عبد الوهاب، أو المخالفة عند غيره، وكلاهما فحوى الخطاب عند الباجي. فترادف تنبيه الخطاب وفحواه ومفهوم الموافقة لمعنى واحد، وهو: إثبات حكم المنطوق به للمسكوت عنه بطريق الأولى كما ترادف مفهوم المخالفة، ودليل الخطاب وتنبيهه. انظر: شرح تنقيح الفصول ص: 53.
(6) في (هـ): وذهب بالواو.
(7) غير واضحة من (هـ).
(8) أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري، في باب بيان أن الغسل لا يوجب إلا أن ينزل المني، والترمذي عن أبي بن كعب في باب ما جاء أن الماء من الماء. انظر: صحيح مسلم 4/37؛ والترمذي1/183؛ وفيه: إنما كان الماء من الماء رخصة في أوّل الإسلام ثم نهي عنها.
(9) غير واضحة من (هـ).
(10) في (هـ): "إذ التقى الختان الختان وجب الغسل نزل أو لم ينزل".
أخرج هذا الحديث مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في باب بيان أن الغسل يجب بالجماع، وفي رواية له عن مطر "وإن لم ينزل"، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده، وفيه "أنزل أو لم ينزل" وأخرجه الترمذي عن عائشة وغيرها في باب: إذ التقى الختانان وجب الغسل .
وناقش قضية النسخ في هذا الحديث ابن حازم في الاعتبار. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي4/40-41؛ ومسند الإمام أحمد مع فتح الرباني2/114؛ والجامع الصحيح للترمذي1/180-181؛ والاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ص: 30- 32.(1/78)
وقد حكى عن جماعة من أهل الظاهر أنه لا يجوز نسخ ما ثبت بدليل الخطاب وفحواه (قالوا)(1): لأن ذلك معلوم بطريق القياس، والقياس لا يكون ناسخاً ولا منسوخاً وليس الأمر على ما ذكر، بل هو مفهوم من معنى النطق وتنبيهه(2).
فصل: واتفق العلماء على أن الحكم المأمور به إذا عمل به ثم نسخ بعد ذلك أن النسخ يقع صحيحاً جائزاً. واختلفوا هل يجوز نسخ الحكم قبل العمل به فظاهر كلام أحمد: جواز ذلك وهو اختيار عامة أصحابنا وكان أبو الحسن التميمي(3) يقول: لا يجوز ذلك وهو قول أصحاب أبي حنيفة (4).
__________
(1) في (هـ): وقالوا.
(2) قال الإمام أبو إسحق الشيرازي في كتابه اللمع في أصول الفقه ص: 33: "يجوز النسخ بدليل الخطاب لأنه معنى النطق على المذهب الصحيح، ومن أصحابنا من جعله كالقياس، فعلى هذا لا يجوز النسخ به والأوّل أظهر. وأما النسخ بفحوى الخطاب وهو التنبيه فلا يجوز لأنه قياس، ومن أصحابنا من قال: يجوز النسخ به لأنه كالنطق".
(3) هو: أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هرون التميمي الكوفي النحوي المعروف بابن النجار، علم مؤلف مشهور، ولد بالكوفة سنة 303هـ وتوفي فيها 402هـ. انظر: شذرات الذهب 2/164؛ والمنتظم 6/12؛ والأعلام 6/ 298- 299.
(4) يذكر الأصوليون في كتبهم الاختلاف بين العلماء في جواز نسخ الحكم قبل العمل به فقالوا: ذهب الأشاعرة وأكثر أصحاب الشافعي وأكثر الفقهاء إلى جوازه وخالفهم المعتزلة ومعظم الحنفية... وأبو بكر الصيرفي من أصحاب الشافعي، وبعض أصحاب أحمد. انظر: الإحكام في أصول الأحكام للآمدي 3/126؛ والتقرير والتحبير شرح التحرير3/49-53؛ وكتاب المعتمد 1/406-413.(1/79)
واحتج الأولون بأن الله تعالى أمر إبراهيم بذبح ولده ثم نسخ ذلك بالفداء قبل فعله(1) وأن النبي صلى الله عليه وسلم فرض عليه وعلى أمته ليلة المعراج خمسون صلاة ثم نسخ ذلك بخمس صلوات(2) ومن جهة المعنى: فإن الأمر بالشيء يقع فيه تكليف الإيمان [به] والاعتقاد له، ثم تكليف العزم على فعله في الزمان الذي عين له ثم إذا فعله على الوجه المأمور به، فجاز أن ينسخ قبل الأداء، لأنه لم يفقد من لوازمه غير الفعل، والنية نائبة عنه.
__________
(1) كما جاء ذلك في سورةالصافات الآيات 100-108، يقول المؤلّف في كتابه فنون الأفنان في عجائب القرآن، المخطوط -وهو يثبت جواز نسخ الحكم قبل العمل به-: "إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام، والمنام أوفى درك الوحي . انظر: البرهان للزركثي2/37.
(2) رواه الشيخان وأصحاب السنن. انظر: صحيح البخاري مع الفتح في باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء2/4-9؛ وصحيح مسلم بشرح النووي2/209-216؛ في باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض الصلاة، كلاهما من حديث أنس.(1/80)
واحتج من منع من ذلك، بأن الله تعالى إنما يأمر عباده بالعبادة، لكونها (حسنة) (فإذا)(1) أسقطها قبل فعلها، خرجت عن كونها حسنة وخروجها قبل الفعل يؤدي إلى البداء(2) وهذا كلام مردود بما بينا من الإيمان والامتثال. والعزم يكفي في تحصيل المقصود، من (التكليف)(3) بالعبادة.
الباب السادس
باب فضيلة علم الناسخ والمنسوخ والأمر بتعلمه
__________
(1) في (هـ): فان.
(2) قال الإمام أبن حزم الظاهري، بعد أن جوز النسخ قبل العمل به وبعده،ومن جعل هذا بداء قد جعل النسخ بداء ولا فرق. وكل ما أدخلوه في نسخ الشيء قبل أن يعمل به راجع عليهم في نسخه بعد أن يعمل به ولا فرق. والله تعالى يفعل ما يشاء. والذي نقدر أن الذي حداهم إلى الكلام في هذه المسألة مذهبهم الفاسد في المصالح، ونحن لا نقول بها، بل نفوض الأمور إلى الله عزوجل يفعل ما يشاء . انظر: الإحكام في أصول الأحكام4/472.
(3) في (هـ): الركب وهو تحريف ظاهر.(1/81)
أخبرنا عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي(1) قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد (الصريفيني)(2) قال: أخبرنا عمر بن إبراهيم (الكتاني)(3) قال: حدثنا عبد الله بن محمّد البغوي، قال: بنا زهير بن حرب، قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حصين [عن أبي] عبد الرحمن أن علياً عليه السلام(4) مرّ بقاص، فقال: "أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال:
__________
(1) وهو الحافظ المحدث أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك البغدادي الأنماطي سمع عبد الله به محمّد الصريفيني وغيره، قال السمعاني كان حافظاً ثقة متقناً، وقال ابن الجوزي: وكنت أقرأ الحديث عليه وهو يبكي فاستفدت من بكائه أكثر من استفادتي بروايته، وكان صحيح السماع ثقة ثبتاً، وتوفي رحمه الله سنة 538هـ. انظر: مشيخة ابن الجوزي ص: 92-93؛ والمنتظم10/108؛ وتذكرة الحفاظ للذهبي 4 رقم 1076؛ والذيل لابن رجب1/201-203.
(2) غير واضحة من النسختين صححتها من كتب التراجم. وهو بفتح الصاد، وكسر الراء والفاء نسبة إلى صريفين ببغداد، أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني خطيبها، توفي سنة 469هـ- انظر: تاريخ بغداد 10/146؛ ومعجم البلدان 5/354؛ المنتظم8/314.
(3) في النسختين الكمالي وهو خطأ، والصواب الكتاني، كما يظهر من ترجمته وهو: أبو حفص المقرئ عمر بن إبراهيم الكتاني سمع من عبد الله البغوي وغيره مات سنة 539هـ. انظر: تذكرة الحفاظ 1/738، و2/1011.
(4) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو الحسن والحسين من أوّل الناس إسلاماً ورابع الخلفاء الراشدين ومن المبشرين بالجنة شهد المشاهد كلها ماعدا غزوة تبوك، ولد رضي الله عنه قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح وتربى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، قتل في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة 40 هـ، وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق". انظر: التهذيب 7/334- 339؛ وأسد الغابة4/16-40؛ والإصابة 2/507-510.(1/82)
هلكت وأهلكت"(1).
أخبرنا محمد بن ناصر(2) قال: أخبرنا عليّ بن الحسين بن أيوب، قال: أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد، قال: حدثنا أبو داود(3) السجستاني، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: مر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه على قاص يقص (فقال(4): تعلمت الناسخ والمنسوخ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت(5) أخبرنا عبد الله بن علي المقري(6)
__________
(1) أخرج هذا الأثر النحاس عن علي رضي الله عنه من طريق سفيان الثوري عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي، وذكره ابن حزم الأنصاري في ناسخه بدون إسناد، عن أبي عبد الرحمن، كما ذكره الخطيب البغدادي عنه، بإسناد. انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (5)، ومعرفة الناسخ والمنسوخ المطبوع على هامش تفسير ابن عباس 305؛ والفقيه والمتفقه 1/80.
(2) محمّد بن ناصر بن محمّد بن عليّ بن عمر السلامي الفارسي الأصل ثم البغدادي، متقن ثبت أديب لغوي حافظ من أوّل مشايخ ابن الجوزي، قال: السمعاني كان ديناً خيراً كثير الصلاة دائم التلاوة للقرآن مواظباً على صلاة الضحى، وقال ابن الجوزي: كان حافظاً ثقة ضابطاً من أهل السنة لا مغمز فيه. تولى تسميعي، وسمعت بقراءته مسند أحمد والكتب الكبار، وعنه أخذت علم الحديث. انظر: الذيل 1/225-227؛ وتذكرة الحفاظ رقم 1079.
(3) في هـ: والسجستاني، والواو زيادة من الناسخ.
(4) في هـ: قال، بدون الفاء ولعلها سقطت من الناسخ.
(5) أخرجه النحاس في ناسخه 5 من طريق شعبه… عن أبي حصين. عن عبد الرحمن السلمي وذكر نحوه ابن حازم في الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ص: 6 عن عبد الرحمن.
(6) في م: المقبري وهو تصحيف، والصواب: المقري كما يظهر من ترجمته، وهو: أبو محمّد عبد الله بن علي المقري من مشايخ المؤلّف ولد سنة: 414هـ وقرأ القراءات على جده أبي منصور الخياط وغيره وقرأ الأدب والحديث وكان حسن الصوت والأداء في القراءة، توفي سنة: 541هـ. انظر: ترجمته في مشيخة ابن الجرزي ص: 137-139؛ والذيل 1/209-212.(1/83)
قال: أخبرنا أحمد بن بندار البقال، قال: أخبرنا محمد ابن عمر بن بكير النجار، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: بنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الضريرة قال: أبنا حماد بن سلمة أن عطاء بن السائب أخبرهم عن أبي البختري (الطائي)(1)، قال: أتى عليّ عليه السلام على رجل في مسجد الكوفة وهو يقص. فقال: من هذا؟ قالوا: رجل يحدث، ثم أتى عليه يوماً آخر [فإذا هو يقص] فقال: من هذا؟ قالوا: رجل يحدث(2) فقال: اسألوه، يعرف الناسخ من المنسوخ فسألوه، فقال: لا. فقال: إن هذا يقول: اعرفوني اعرفوني، أنا فلان ثم قال: لا تحدث(3).
__________
(1) في هـ: الطاسي، وهو تحريف عما سجلت عن م . وهو: سعيد بن فيروز أبو البختري بفتح الموحدة والمثناة بينهما معجمة ابن أبي عمران الطائي، مولاهم الكوفي ثقة ثبت فيه تشيع قليل، كثير الإرسال من الثالثة، مات سنة 183هـ، التقريب 125.
(2) في م: زيادة في الهامش.ولا داعي لها، وهي: ثم أتى عليه يوم آخر فقال: هل.
(3) أخرجه النحاس من طريق عطاء بن السائب عن أبي البختري. انظر: الناسخ والمنسوخ ص: 4.(1/84)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله البقال قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قال: أخبرنا إسحاق بن أحمد الكاذي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا يزيد يعني ابن إبراهيم بن العلاء الغنوي، أن سعيد بن أبي الحسن لقي ( أبا يحيى)(1) فقال: يا أبا يحيى: من الذي قال له علي عليه السلام اعرفوني اعرفوني؟ فقال إني أظنك عرفت أني أنا هو، قال: قال: ما عرفت أنك هو، قال: فإني أنا هو، مر بي وأنا أقص بالكوفة، فقال: من أنت فقلت أنا أبو يحيى، قال: لست بأبي يحيى ولكنك إعرفوني، هل عرفت الناسخ من المنسوخ؟ قلت: لا. قال: هلكت وأهلكت، قال: فلم أعد بعد ذلك أقص على أحد(2).
__________
(1) أما أبو يحيى: فهو: مصدع الأعرج المعرقب مولى عبد الله بن عمرو، ويقال: مولى معاذ بن عفراء، روى عن علي والحسن، وابن عباس، وغيرهم من الصحابة، وروى عنه أبو الحسن البصري وآخرون. قال علي بن المديني وهو الذي مر به ابن سعيد بن أبي طالب وهو يقص فقال: تعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت. وقال ابن حبان في الضعفاء، وجاء في التقريب مصدع بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه مقبول من الثالثة. انظر: التهذيب10/157؛ والتقريب 338.
(2) ذكر ابن حزم نحوه عن سعيد بن أبي الحسن بدون إسناد، وذكر هبة الله في ناسخه أنه روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، أنه دخل يوماً مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلاً يعرف بعبد الرحمن بن دأب وكان صاحباً لأبي موسى الأشعري وقد تحلق عليه الناس، يسألونه ويخلط الأمر بالنهي والإباحة بالحظر. فقال له علي رضي الله عنه: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت، أبو من أنت؟ فقال: أبو يحيى، فقال له علي رضي الله عنه أنت أبو إعرفوني، وأخذ أذنه ففتلها، فقال: لا تقصن في مسجدنا بعد. انظر: معرفة الناسخ والمنسوخ 308؛ والناسخ والمنسوخ لهبة الله 4.(1/85)
قال أحمد: وبنا عبد الصمد، قال: أخبرنا القاسم بن الفضل، قال حدثنا علي بن زيد، عن أبي يحيى قال: أتاني علي عليه السلام وأنا أقص، قال: فذهبت أوسع له فقال: إني لم آتك لأجلس إليك، هل تعلم الناسخ من المنسوخ؟ قلت: لا. قال: هلكت وأهلكت، ما اسمك، قلت: أبو يحيى. قال: أنت أبو اعرفوني.
أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الوراق قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، قال: حدثنا حجاج، قال حدثنا (يزيد)(1) بن إبراهيم، قال: (بنا)(2) إبراهيم بن العلاء الغنوي أبو هرون عن سعيد بن [أبي](3) الحسن أنه لقي أبا يحيى (المعرقب)(4) فقال له: من الذي قال له: اعرفوني اعرفوني. قال: يا سعيد. إني أنا هو. قال: ما عرفت أنك هو، قال: فإني أنا هو، مر بي علي رضي الله عنه وأنا أقص بالكوفة فقال لي: من أنت فقلت: أنا أبو يحيى. فقال: لست بأبي يحيى، ولكنك إعرفوني إعرفوني، ثم قال: هل علمت الناسخ من المنسوخ؟ قلت: لا. قال: هلكت وأهلكت. قال: فما عدت بعدها أقص على أحد(5)
__________
(1) في هـ: بريد، وهو تصحيف.
(2) في هـ: حدثنا.
(3) ساقطة من هـ والصواب ما أثبت. وهو: سعيد بن أبي الحسن وهو بصري ثقة من الثالثة. مات سنة مائة. انظر: التقريب 120.
(4) مصحفة قي النسختين، وهو معرقب كما سبق في ترجمته آنفاً، وقد جاء في كتاب معرفة الناسخ والمنسوخ لابن حزم لقي أبا يحيى المعروف وهو خطأ لأن الحافظ بن حجر يقول: إنما قيل له معرقب، لأن الحجاج أو بشر بن مروان عرض عليه سب علي، فأبى فقطع عرقوبه. انظر: معرفة الناسخ والمنسوخ 309؛ والتهذيب10/158.
(5) هذه الآثار التي أوردها المؤلف بأسانيد وعبارات مختلفة قد ذكرها معظم من ألف في النسخ في مقدمة كتبهم، كما ذكرها أيضاً السيوطي ني الإتقان2/20؛ والهيثمي في مجمع الزوائد1/154.(1/86)
.
قال ابن أبي داود وحدثنا محمد بن عثمان العجلي، قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن محمّد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: قالت: حذيفة(1) [إنما يفتي] الناس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه، وأمير ( لا يجد من ذلك بداً)(2) أو أحمق متكلف(3).
__________
(1) أما حذيفة فهو: حذيفة ابن اليمان اسمه حسيل مصغراً، ويقال حسل بكسر ثم سكون، العبسي بالموحدة حليف الأنصار صحابي جليل من السابقين، وقد صح في مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه بما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة، وأبوه صحابي أيضاً، استشهد بأحد، مات حذيفة سنة: 36هـ، في أول خلافة علي رضي الله عنه. انظر: التهذيب 2/219-220.
(2) العبارة غير مفهومة من النسختين، ففي م: لا عدا معي بداً بلا نقاط. وفي هـ: لا يجد معنى بداً صححتها، من لفظ ابن حزم.
(3) رواه الدارمي في باب الفتيا، عن حذيفة، وفيه: وأمير لا يخاف وذكره ابن حزم عنه في ناسخه، وفيه: قالوا: ومن يعرف ذلك؟ قال: عمر. ورواه أيصاً النحاس بإسناده عن حذيفة وفيه: ورجل قاض لا يجد من القضاء بداً ورجل متكلف فلست من الرجلين الأوّلين وأكره أن أكون الثالث. انظر: سنن الدارمي1/62؛ ومعرفة الناسخ والمنسوخ 309؛ والناسخ والمنسوخ 5.(1/87)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال أخبرنا علي بن محمد بن بشران، قال: أبنا إسحاق بن (أحمد)(1) الكازي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع عن سلمة بن ( نبيط)(2) عن الضحاك قال: مر ابن عباس على قاص، قال: تعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت(3) قال: أحمد: وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: أخبرني سليم عن ابن عون، عن محمد(4) قال: جهدت أن أعلم الناسخ من المنسوخ فلم أعلمه. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً} (5) قال: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه، ومحكمه، ومتشابهه، ومقدمه، ومؤخره وحرامه وحلاله، وأمثاله(6).
نواسخ القرآن (تابع(
لابن الجوزي
الباب السابع: باب أقسام المنسوخ
المنسوخ(7) من القرآن على ثلاثة أقسام:
__________
(1) في م: حمزة، وهو خطأ وتحريف عما نقلت عن هـ وعن كتب التراجم، وهو: إسحاق بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسين الكاذي كان محدثاً روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، توفي سنة 346هـ. انظر: تاريخ بغداد6/399-400.
(2) في هـ: سبط وهو تصحيف.
(3) قال هبة الله في ناسخه بعد إيراد قصة عليّ مع أبي يحيى: يروى في معنى الحديث عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما، قالا لرجل آخر مثل قول عليّ رضي الله عنه وورد الهيثمي أيضاً عن ابن عباس وعزاه إلى الطبراني في الكبير. انظر: الناسخ والمنسوخ 4؛ ومجمع الزوائد1/154.
(4) وهو: محمّد بن سيرين، تقدمت ترجمته في ص: 123 .
(5) الآية 269 من سورة البقرة.
(6) أخرجه الطبري والنحاس وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق عليّ بن أبي طلحة. انظر: جامع البيان3/60؛ والناسخ والمنسوخ 5؛ وتفسير ابن أبي حاتم المخطوط 1 ورقة 210.
(7) في (هـ): كلمة الأوّل، ولعلها زيادة من الناسخ.(1/88)
فالقسم الأوّل: ما نسخ رسمه وحكمه، أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قال: أخبرنا إسحاق بن أحمد الكاذي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب عن الزهري، (قال)(1) أخبرني أبو أمامة ابن سهل بن حنيف(2) أن رهطاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أخبروه، أنه (قام)(3) رجل منهم من جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر منها على شيء إلا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}(4) فأتى باب النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، جاء آخر وآخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضاً ما جمعهم، فأخبر بعضهم بعضاً بشأن تلك السورة ثم أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه خبرهم، وسألوه عن السورة فسكت ساعة، لا يرجع إليهم شيئاً، ثم قال: "نسخت البارحة", فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه"(5).
__________
(1) مكررة في (هـ).
(2) أما أبو أمامة بن سهل بن حنيف فاسمه أسعد، صحابي جليل ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو معروف بكنيته، له روايات كثيرة ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة (100هـ) انظر: التهذيب1/263-265؛ والتقريب ص 3.
(3) في (هـ): قال، وهو تحريف ظاهر.
(4) الآية (30) من سورة النمل.
(5) أخرج نحوه الطحاوي في مشكل الآثار، في باب مشكل قول الله تعالى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}، عن أبي أمامة من طريق الزهري 3/418.(1/89)
[أخبرنا المبارك بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال] أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أبنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، قال: حدثنا [سليمان بن داود بن حماد](1) قال: أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس بن يزيد عن (ابن شهاب)(2) قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف "أن رجلاً كانت معه سورة فقام من الليل يقرؤها، فلم يقدر عليها قال: (فأصبحوا)(3) فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا عنده، فقال بعضهم: يا رسول الله: قمت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر عليها، وقال الآخر: ما جئت يا رسول الله إلا لذلك [وقال الآخر وأنا يا رسول الله](4) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها نسخت البارحة"(5)
__________
(1) ساقطة من (هـ). وهو: سليمان بن داود بن حماد المهري. ثقة. من الحادية عشرة. مات سنة: 253هـ. انظر: التهذيب4/186؛ والتقريب133.
(2) غير واضحة من (هـ). وهو: ابن شهاب الزهري. ستأتي ترجمته ص: 140.
(3) في (هـ): اصبحوا، بدون الفاء.
(4) هذه العبارة، كانت مضافة في (الهامش) في (م) وهي غير موجودة في رواية الطحاوي كما أنها ساقطة من (هـ).
(5) أخرج نحوه الطحاوي في المصدر السابق. عن أبي أمامة بن سهل. انظر: مشكل الآثار2/417.(1/90)
قال أبو بكر بن أبي داود، وحدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، قال: أنبأنا عفان، قال: بنا حماد، قالت بنا علي [بن] زيد عن أبي حرب (ابن)(1) أبي الأسود عن أبيه عن أبي موسى(2) قال: نزلت سورة مثل براءة ثم رفعت فحفظ منها: "إن الله يؤيد الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"(3) قال بن أبي داود: وحدثنا محمد بن عثمان العجلي قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سيف عن مجاهد(4) قال: (إن الأحزاب كانت مثل البقرة أو أطول).
__________
(1) في (هـ): عن، بدل من، وهو تحريف.
(2) أما أبو مرسى؛ فهو: عبد الله بن قيس بن سليم المشهور بأبي موسى الأشعري صحابي جليل ذو صوت جميل، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة أمره الرسول على زبيد، وعدن، وأمره عمر على البصرة، وعثمان على الكوفة مات سنة (50هـ) وقيل بعدها. انظر: التهذيب5/362-363.
(3) أخرج الطحاوي نحوه عن أبي موسى الأشعري، وذكر السيوطي نحوه في الإتقان وعزاه إلى أبي عبيدة بإسناده عن أبي موسى. انظر: مشكل الآثار2/419؛ في باب بيان مشكل آيه (ما ننسخ من آية) والإتقان2/25.
(4) أما مجاهد؛ فهو ابن جبر أبو الحجاج المخزومي المكي إمام في التفسير والعلم ثقة ورع من الطبقة الثالثة، روى عن علي والعبادلة الأربعة وغيرهم من الصحابة، قال مجاهد: قرأت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت؟ مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة. انظر: التهذيب 10/42-44؛ والتقريب (328)؛ وتذكرة الحفاظ1/92.(1/91)
قال ابن أبي داود: وحدثنا عباد بن [يعقوب](1) قال أخبرنا شريك عن عاصم عن زر، قال: قال أبي بن كعب: كيف تقرأ [سورة الأحزاب] قلت سبعين أو إحدى وسبعين آية (قال) والذي (أحلف به) لقد نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، وإنها لتعادل البقرة أو [تزيد] عليها(2).
وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (آية)(3) فكتبتها [في] مصحفي فأصبحت ليلة فإذا الورقة بيضاء، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: (أما علمت أن تلك رفعت البارحة)(4).
__________
(1) وهو: عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد صدوق رافضي بالغ فيه ابن حبان فقال: يستحق الترك، من العاشرة، مات 250هـ. انظر: التقريب (164).
(2) ذكر هذا الحديث بالاختصار وبدون إسناد، مكي بن أبي طالب في ناسخه (59) عن عاصم بن بهدلة عن زر، عن أبي بن كعب رضي الله عنه، ثم قال مكي عن عاصم أنه كان ثقة مأموناً، وذكر نحوه مطولاً السيوطي في الإتقان، وعزاه إلى أبي عبيدة بإسناده عن عاصم ابن أبي النجود، عن زر عن أبي، وفيه: (قلت: اثنين وسبعين أو ثلاث وسبعين آية) وذكر الهيثمي أيضاً، مطولاً بالإسناد المذكور، ثم قال: عن عاصم بن أبي النجود: وقد ضعف، ويقول الحافظ ابن حجر في التقريب عنه صدوق له أوهام حجة في القراءات من السادسة مات: 128هـ. انظر: الإتقان 2/25؛ وموارد الظمآن على زوائد ابن حبان (435)؛ والتقريب (159).
(3) في (هـ): (أنه). وهو تحريف.
(4) ذكره هبة الله في ناسخه (5)، وابن خزيمة في ناسخه (261) عن ابن مسعود بدون إسناد.(1/92)
القسم الثاني: ما نسخ رسمه وبقي حكمه: أخبرنا (ابن)(1) الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إسحاق بن عيسى الطباع، قال: حدثنا مالك بن أنس، قال حدثني (ابن)(2) شهاب عن عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس أخبره، قال: جلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذن قام، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد: أيها الناس فإني قائل مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن وعاها (وعقلها)(3) فليحدث بها حيث (انتهت)(4) به راحلته، ومن لم يعها، فلا أحل له أن يكذب على أن الله عزوجل: بعث محمّداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب (فكان)(5) فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها وعقلناها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله، فالرجم في كتاب الله حق، على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة أو (الحبل)(6) أو الاعتراف، ألا: وإنا قد كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم [أن ترغبوا] عن آبائكم". أخرجاه في الصحيحين(7)
__________
(1) في (هـ) أبو، وهو خطأ، وهو: هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد الشيباني أبو القاسم ابن الحصين، من مشايخ المؤلّف، راوي مسند الإمام أحمد عن أحمد بن علي بن المذهب، قال المؤلّف: سمعت منه جميع مسند الإمام أحمد وغيره وهو صحيح السماع، وأملى بجامع القصر مجالس كثيرة خرجها له شيخنا أبو الفضل بن ناصر واستملاها عليه، وكنت أحضر الإملاء وأكتب. توفي رحمه الله سنة 525هـ. انظر: مشيخة ابن الجوزي60-61؛ والمنتظم 10/24؛ والنجوم الزاهرة 5/247.
(2) مكررة في (هـ).
(3) في (هـ): علقها، وهو تحريف.
(4) في (هـ): انتهب، وهو تصحيف.
(5) في (هـ): فكأنما، وهو تحريف.
(6) في (هـ): الجبل، وهو تصحيف.
(7) رواه البخاري ومسلم من طريق ابن عباس بألفاظ مختلفة، كما رواه أصحاب السنن مختصراً ومطولاً، ورواه أيضاً الإمام أحمد من طريقين عن ابن عباس عن عمر. انظر: صحيح البخاري بالفتح 11/191-192؛ في باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت، وصحيح مسلم15/158؛ في باب حد الزنا؛ ومسند الإمام أحمد مع فتح الرباني في باب دليل رجم الزاني المحصن من كتاب الله16/81-82.(1/93)
وفي رواية ابن عيينة عن الزهري [وأيم الله] لولا أن يقول قائل: زاد عمر في كتاب الله لكتبتها في القرآن(1).
أخبرنا المبارك بن علي [قال أخبرنا] أبو العباس بن قريش قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل الوراق، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا [عيسى بن حماد قال أخبرنا](2) الليث عن يحيى بن سعيد (عن سعيد)(3) (بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال: "أيها الناس، قد سننت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتكم على الواضحة، أن لا تضلوا بالناس يميناً وشمالاً، وآية الرجم لا تضلوا عنها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا، وأنها قد أنزلت، وقرأناها (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" ولولا أن يقال: زاد عمر في كتاب الله (لكتبتها) (4) بيدي(5).
__________
(1) هذه الزيادة رواها أبو داود عن عمر بن الخطاب في باب الرجم، كما رواها الطحاوي عنه من طريق ابن عباس في باب (مشكل ما روى أن الرجم مما أنزل الله في كتابه). انظر: سنن أبي داود مع عون المعود12/98؛ ومشكل الآثار3/2-3.
(2) ساقطة من (هـ) وهو: عيسى بن حماد بن مسلم التجيبي الأنصاري، ثقة من العاشرة. مات سنة: 248هـ. انظر: التقريب (370).
(3) في (هـ): ابن شعيب، بدل عن سعيد، وهو تحريف ظاهر. والصواب ما أثبت عن (م).
(4) في (هـ): كتبتها، بدون لام، ولعلها سقطت من الناسخ.
(5) روى الإمام مالك نحوه في الموطأ من طريق سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه. انظر: الموطأ في كتاب الحدود مع شرح التنوير الحوالك 3/42.(1/94)
قال ابن أبي داود: وحدثنا موسى بن سفيان، قال: حدثنا عبد الله يعني ابن الجهم، قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس (عن عاصم) بن أبي النجود عن زر أن أبي بن كعب سأله: كم تقرأ هذه السورة؟ يعني الأحزاب، قال: إما ثلاثاً وسبعين وإما أربعاً وسبعين، قال: (إن كنا لنقرأها كما نقرأ سورة البقرة، وإن كنا)(1) لنقرأ فيها، إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم(2) قال ابن أبي داود: وحدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا سعيد ابن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن عمر، قال: حدثني أن ابن أبي مليكة (عن المسور بن مخرمة)(3) قال: قال عمر بن الخطاب: لعبد الرحمن بن عوف(4) ألم تجد فيما أنزله الله علينا (أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة) فإنا لا نجدها قال: سقطت فيما أسقط من القرآن(5). قال: (6)
__________
(1) في (هـ): (إنا كنا نقرأها كما تقرأ سورة البقرة وإنا كنا نقرأ فيها).
(2) سبق تخريجه آنفاً، وقلنا إن من رواته من تكلم فيه، وهو: عاصم بن أبي النجود، ولكن الفقرة الأخيرة من الحديث قد وردت في خطبة عمر بن الخطاب صحيحة كما سبق تخريجه عند الإمام مالك، وكما روى النحاس في ناسخه (8) من طريق الزهري عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وقال: إسناد الحديث صحيح إلا أنه ليس حكمه حكم القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة ولكنه سنة ثابتة.
(3) غير واضحة من (هـ) وهو: المسور بن مخرمة بن نوفل بن وهيب بن عبد مناف ابن زهرة الزهري أبو عبد الرحمن، له ولأبيه صحبة، مات سنة: 64هـ. انظر: التقريب (337).
(4) عبد الرحمن بن عوف القرشي صحابي جليل من العشرة المبشرين بالجنة أسلم قبل أن يدخل الرسول دار الأرقم، هاجر الهجرتين وشهد المشاهد، مات سنة 32هـ، وقيل غير ذلك. انظر: التقريب 208؛ وأسد الغابة3/313-317؛ وتجريد أسماء الصحابة 353.
(5) أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار2/418، عن عمر بن الخطاب من طريق المسور ابن مخرمة.
(6) يعني: ابن أبي داود كما يعرف من السياق.(1/95)
وحدثنا محمّد بن معمر، قال: حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج، قال: حدثني ابن أبي حميد قالت: (1) أخبرتني حميدة، قال أوصت لنا عائشة رضي الله عنها(2) بمتاعها فكان في مصحفها: "إن الله وملائكته يصلون على النبي والذين يصلون الصفوف الأولى"(3) أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: وأخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي قال: بنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام قال: حدثنا إسحاق عن أنس رضي الله عنه (4) "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعث)(5) حراماً(6) خاله في
__________
(1) في (هـ): كلمة أخبرني، زيادة. ولعلها من الناسخ.
(2) عائشة بنت أبي بكر الصديق أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة محدثات عصرها ونابغته في الذكاء والفصاحة، والبلاغة، فكانت عاملاً كبيراً ذا تأثير عميق في نشر تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أفضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها. ولدت قبل الهجرة بتسع سنين أو نحوها، وتوفيت سنة 57هـ على الصحيح. انظر: الاستيعاب4/1881؛ والتاريخ الصغير 1/99-100؛ وأعلام النساء3/9-131؛ والتقريب 470.
(3) ذكره السيوطي في الدر المنثور 220؛ وعزاه إلى أبي داود في المصاحف بإسناده عن حميدة عن عائشة، وإسناد المؤلف كإسناد أبي داود، ضعيف، لأن ابن أبي حميد هو محمّد ابن إبراهيم الزرقي أبو إبراهيم المدني ضعيف من السابعة، وكذلك حميدة، قال الحافظ ابن حجر عنها أنها مقبولة من الخامسة. انظر: تقريب التهذيب 295 و 467.
(4) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، خدمه عشر سنين، صحابي مشهور، مات سنة 2 وقيل 3 و 90، وقد جاوز المائة. انظر: التقريب ص 39.
(5) في (هـ): بعد، وهو تحريف.
(6) في م حزاماً، وهو تصحيف، والصواب ما أثبت وهو حرام بن ملحان الأنصاري من بني عدي بن النجار بن مالك، بدري قتل ببير معونة. انظر: تجريد أسماء الصحابة1/126.(1/96)
سبعين رجلاً فقتلوا يوم (بير معونة)(1) قال: فأنزل علينا فكان مما نقرأ، فنسخ، أن بلغوا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا". انفرد بإخراجه البخاري(2).
فصل: ومما نسخ رسمه واختلف في بقاء حكمه، أخبرنا المبارك بن عليّ قال: أخبرنا أبو العباس بن قريش، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل الوراق قال أبنا ابن أبي داود، قال: حدثنا عبد الله بن سعد قال: حدثني عمر، قال: حدثني أبي، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن (عمر ]و[، عن عمرة)(3)
__________
(1) غير واضحة من (هـ) وفي (م): بير معاوية، وهو تحريف.
(2) تجد هذا الحديث مروياً عند البخاري في باب من ينكب أو يطحن في سبيل الله كما تجده أيضاً في كتاب المغازي من صحيح البخاري في باب غزوة الرجيع، وذكوان، وبير معونة، رواه بطرق عديدة وبألفاظ مختلفة عن أنس رضي الله عنه. قال الحافظ في الفتح (والضمير في (خاله) لأنس) واستبعد تجويز الكرماني بإعادة الضمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى أن حراماً كان خاله من الرضاعة أو أن يكون من جهة النسب. انظر: صحيح البخاري مع الفتح6/358-359، و8/388-392.
أما البخاري فهو: محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي أبو عبد الله البخاري جبل الحفظ وإمام الدنيا في ثقة الحديث صاحب أصح كتب بعد كتاب الله. قال ابن خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري ولد سنة: 194هـ، وتوفي سنة: 256هـ وله 62 سنة. انظر: التقريب (295)؛ وتذكرة الحفاظ1/555- 557.
(3) العبارة قلقة في النسختين وقد جاء فيهما محمّد بن عمر عن عمرة وعن غمرة، والصواب ما أثبت عن كتب التراجم.
وهو: (عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري ثقة من الخامسة، مات سنة: 135هـ. انظر التهذيب5/164؛ والتقريب 169.
وأما عمرة فهي بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية أكثرت عن عائشة، ثقة من الثالثة ماتت قبل المائة ويقال بعدها. انظر: التقريب 471.(1/97)
وعن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة ] رضي الله عنها[ قالت: (لقد نزلت)(1) آية الرجم ورضعات الكبير عشراً وكانت في ورقة تحت سرير في بيتي فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بأمره ربيبة لنا فأكلتها، تعني الشاة(2).
__________
(1) في (هـ): أنزلت.
(2) رواه ابن ماجه في كتاب النكاح عن عائشة رضي الله عنها وفيه: و(دخل داجن فأكلها) انظر رقم الحديث: 1944 من سنن ابن ماجه.
وجاء في أقرب المورد 1/320، يقال: الداجن للشاة والحمام إذا ألفت البيوت واستأنست.
يقول الإمام ابن حزم الظاهري عن هذا الحديث: "وقد غلط قوم غلطاً شديداً وأتوا بأخبار ولدها الكاذبون والملحدون، منها: أن الداجن أكل صحيفة فيها آية متلوة فذهبت البتة. ثم قال: وقد أساء الثناء على أمهات المؤمنين ووصفهن بتضييع ما يتلى في بيوتهن حتى تأكله الشاة فيتلف، مع أن هذا كذب ظاهر ومحال ممتنع، لأن الذي أكل الداجن لا يخلو من أحد وجهين:
إما أن يكون سول الله صلى الله عليه وسلم حافظاً له، أو كان قد أنسيه، فإن كان في حفظه فسواء أكل الداجن الصحيفة أو تركها، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنسيه، فسواء أكله الداجن أو تركه فقد رفع من القرآن، فلا يحل إثباته فيه كما قال تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} فنص تعالى على أنه لا ينسى أصلاً شيئاً من القرآن إلا ما أراد الله تعالى رفعه بإنسائه، فصح أن حديث الداجن إفك وكذب وفرية، ولعن الله من جوز هذا أو صدق به بل كان ما رفعه الله تعالى من القرآن فإنما رفعه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، قاصداً إلى رفعه، ناهياً عن تلاوته إن كان غير منسي أو ممحواً في الصدور كلها، ولا سبيل إلى كون شيء من ذلك بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجيز هذا مسلم، لأنه تكذيب لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}" انظر: كتابه الإحكام في أصول الأحكام 4/453-454.(1/98)
قال ابن أبي داود: حدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا بن وهب، قال: (أخبرني)(1) مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت: "كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخت بخمس رضعات معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي مما يقرأ من القرآن"(2).
قلت: (أما مقدار) ما يحرم من الرضاع فعن أحمد بن حنبل- رحمه ا لله [فيه ثلاث] روايات:
إحداهن: رضعة واحدة، وبه قال أبو حنيفة ومالك أخذاً بظاهر القرآن في قوله: {وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} (3)، وتركا لذلك الحديث.
والثانية: ثلاث، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تحرم المصة و [المصتان]"(4).
والثالثة: خمس(5) لما روينا في حديث عائشة، وتأولوا قولها: "وهي [مما يقرأ من القرآن] أن الإشارة إلى قوله: {وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} وقالوا: لو كان يقرأ (بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم)، لنقل إلينا نقل المصحف، ولو كان بقي [من القرآن شيء لم] ينقل لجاز أن يكون ما لم ينقل ناسخاً لما نقل، فذلك محال.
__________
(1) في (هـ): أخبرنا.
(2) رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها في كتاب الرضاع وفيه: "وهن مما يقرأ من القرآن" وقال الإمام النووي في معنى قولها: "وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقر القرآن" أي: النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جداً حتى إنه صلى الله عليه وسلم توفي وبعض الناس يقرأ عشر رضعات، ويجعلها قرآناً متلواً لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده". انظر: صحيح مسلم بشرح النووي10/29.
(3) الآية (23) من سورة النساء.
(4) ساقطة من (هـ). والحديث أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها في كتاب الرضاع. انظر: صحيح مسلم10/27؛ بشرح النووي.
(5) هذه الأقوال الثلاثة للإمام أحمد، ذكرها ابن قدامة في المغني9/192.(1/99)
ومما نسخ خطه واختلف في حكمه ما روى مسلم(1) في أفراده عن عائشة رضي الله عنها أنها أملت على كاتبها: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين" وقالت: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
وقد اختلف الناس في الصلاة الوسطى على خمسة أقوال بعدد الصلوات الخمس وقد شرحنا ذلك في التفسير(3).
القسم الثالث: ما نسخ حكمه وبقي رسمه: وله وضعنا هذا الكتاب ونحن نذكره على ترتيب الآيات والسور (ونذكر)(4) ما قيل ونبين صحة الصحيح وفساد الفاسد، إن شاء الله تعالى وهو الموفق بفضله.
الباب الثامن: باب ذكر السور التي تضمنت الناسخ والمنسوخ، أو أحدهما، أو خلت عنهما.
__________
(1) مسلم: هو: الإمام الكبير مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري حافظ من أئمة المحدثين صاحب أحد الصحيحين المعول عليهما عند أهل السنة في الحديث. ولد بنيسابور سنة 204هـ، وتوفي فيها سنة: 261هـ. انظر: تهذيب التهذيب10/121؛ وتاريخ بغداد13/100؛ والبداية والنهاية11/33؛ وتذكرة الحفاظ2/155.
(2) رواه مسلم في صحيحه عن عائشة في باب: الدليل لمن قال: (الصلاة الوسطى هي صلاة العصر) كما رواه مالك في موطّئه في باب الصلاة الوسطى. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي5/129-130؛ والموطّأ بشرح الزرقاني.
(3) أورد المؤلّف في تفسيره زاد المسير1/282-283؛ خمسة أقوال مفصلاً، معزياً كل قوله إلى قائليه:
فالقول الأوّل: أنها صلاة العصر، وعزاه إلى علي، وابن مسعود، وأبي رضي الله عنهم.
والثاني: أنها الفجر، وعزاه إلى عمر، وعلي في رواية، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم.
والثالث: أنها الظهر، وعزاه إلى ابن عمرو، وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد رضي الله عنهم.
والرابع: أنها المغرب، وعزاه إلى ابن عباس وقبيصة بن ذؤيب رضي الله عنهما.
والخامس: أنها العشاء الأخيرة، وعزاه إلى علي بن أحمد النيسابوري في تفسيره.
(4) في (م): بذكر، بالباء وما أثبت عن (هـ) أنسب.(1/100)
زعم جماعة من المفسرين أن السور التي تضمنت الناسخ والمنسوخ خمس وعشرون: سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، وإبراهيم، والنحل، ومريم، والأنبياء، والحج، والنور، والفرقان، والشعراء، والأحزاب، وسبأ، والمؤمن، والشورى، والذاريات، والطور، والواقعة، والمجادلة، والمزمل، والتكوير، والعصر.
(وقالوا: والسور التي دخلها المنسوخ دون الناسخ أربعون): الأنعام، والأعراف، ويونس، وهود، والرعد، والحجر، وسبحان، والكهف، وطه، والمؤمنون، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والملائكة، والصافات، وص، والزمر، (والمصابيح)(1) والزخرف، والدخان، والجاثية، (والأحقاف)(2)، وسورة محمد، وق، والنجم، والقمر، والممتحنة، ون، والمعارج، والمدثر، والقيامة، والإنسان، وعبس، والطارق، والغاشية، والتين، والكافرون.
وقالوا: والسور التي اشتملت على الناسخ دون المنسوخ ست: الفتح، والحشر، والمنافقون، والتغا بن، والطلاق، والأعلى.
والسور الخاليات عن ناسخ ومنسوخ ثلاث وأربعون: (3) سورة الفاتحة، ويوسف، ويس، والحجرات، والرحمن، والحديد، والصف، والجمعة، والتحريم، والملك، والحاقة، ونوح، والجن، والمرسلات، والنبأ، والنازعات، والانفطار، والمطففين، والانشقاق، والبروج، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، وألم نشرح، والقلم، والقدر، (والانفطار)، (والزلزلة)(4)، والعاديات، والقارعة، (والتكاثر) والهمزة، والفيل، وقر يش، والدين، (والكوثر)، والنصر، وتبت، والإخلاص، والفلق، والناس.
قلت: واضح بأن التحقيق في الناسخ والمنسوخ يظهر أن هذا الحصر تخريف من الذين حصروه، والله الموفق.
__________
(1) وهي: السورة المعروفة بفصلت.
(2) في هـ: ا لغافر، بدل الأحقاف. وهو خطأ. لأن سورة الغافر هي سورة المؤمن التي سبق ذكرها فيما تضمن الناسخ والمنسوخ.
(3) في هـ: وأربعين. وهو خطأ من الناسخ.
(4) في هـ: والزلة، وهو خطأ من الناسخ.(1/101)
مناقشة (247) قضيّةمن (62) سورة قرآنيّة
باب ذكر الآيات اللواتي ادعي عليهن النسخ في سورة البقرة
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} .
اختلف المفسرون في المراد بهذه النفقة على أربعة أقوال:
أحدها: أنها النفقة على الأهل والعيال، قاله ابن مسعود وحذيفة .
والثاني: الزكاة المفروضة، قاله ابن عباس، وقتادة .
والثالث: الصدقات النوافل، قاله مجاهد والضحاك .
والرابع: أن الإشارة بها إلى نفقة كانت واجبة قبل الزكاة.
ذكره بعض ناقلي التفسير، وزعموا: أنه كان فرض على الإنسان أن يمسك مما في يده قدر كفايته (يومه) وليلته ويفرق باقيه على (الفقراء) ثم نسخ ذلك بآية الزكاة وهذا قول ليس (بصحيح) لأن لفظ الآية لا يتضمن ما ذكروا وإنما يتضمن مدح المنفق، والظاهر، أنها تشير إلى الزكاة لأنها قرنت مع الإيمان بالصلاة.
وعلى هذا، لا وجه للنسخ (وإن كانت) تشير إلى الصدقات النوافل والحثّ عليها باق، والذي أرى، ما بها مدح لهم على جميع نفقاتهم في الواجب والنفل وقد قال أبو جعفر يزيد بن القعقاع : نسخت آية الزكاة كل صدقة (كانت) قبلها ونسخ صوم رمضان كل صوم كان قبله والمراد بهذا كل صدقة وجبت بوجود المال مرسلاً كهذه الآية .
ذكر الآية الثانية: (قوله) تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} الآية. .
اختلف المفسرون في معنى هذه الآية على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المعنى: إن الذين آمنوا من هذه الأمة، والذين هادوا، وهم أتباع موسى، (والنصارى، وهم) أتباع عيسى، والصابؤون: الخارجون من الكفر إلى الإسلام من آمن، أي: من دام منهم على الإيمان .
والثاني: إن الذين آمنوا بألسنتهم وهم، المنافقون والذين هادوا: وهم اليهود، والنصارى والصابؤن: وهم كفار أيضاً،: من آمن أي من دخل في الإيمان بنية صادقة.(2/1)
والثالث: إن المعنى (إن الذين آمنوا) ومن آمن من الذين هادوا، فيكون قوله: بعد هذا: من آمن راجعاً إلى المذكورين مع الذين آمنوا، ومعناه: من يؤمن [منهم] وعلى هذه الأقوال الثلاثة لا وجه لادعاء نسخ هذه الآية. وقد قيل: إنها منسوخة بقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} .
فأخبرنا المبارك بن علي (الصيرفي) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن قريش، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل الوراق، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} الآية. قال: فأنزل الله تعالى بعد هذه الآية {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
قلت: فكأنه أشار بهذا إلى النسخ وهذا القول لا يصح لوجهين:
أحدهما: أنه إن أشير بقوله: {وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى} إلى من كان تابعاً لنبيه قبل أن يبعث النبي الآخر فأولئك على الصواب وإن أشير إلى من كان في زمن نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن من ضرورة من لم يبدل دينه ولم يحرف أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ويتبعه.
والثاني: أن هذه الآية خبر والأخبار لا يدخلها النسخ .
ذكر الآية الثالثة: قوله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} .(2/2)
جمهور المفسرين على أن المراد بالسيئة الشرك فلا يتوجه على هذا القول نسخ (أصلاً) وقد روى السدي عن أشياخه: أن المراد بالسيئة الذنب من الذنوب التي وعد الله تعالى عليها النار فعلى هذا يتوجه النسخ بقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} على أنه يجوز أن يحمل ذلك، على من أتى السيئة مستحلاً فلا يكون نسخاً .
ذكر الآية الرابعة: قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} .
اختلف المفسرون في المخاطبين بهذا على قولين:
أحدهما: أنهم اليهود، والتقدير من سألكم عن شأن محمد صلى الله عليه وسلم فاصدقوه وبينوا له صفته ولا تكتموا أمره، قاله ابن عباس، وا بن جبير وابن جريج ومقاتل .
والثاني: أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم اختلف أرباب هذا القول، فقال الحسن : "مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر" وقال أبو العالية : "وقولوا للناس معروفاً" وقال محمد بن علي بن الحسين : "كلموهم بما تحبون أن يقولوا لكم" فعلى هذا الآية محكمة.
وذهب قوم إلى أن المراد بذلك: مساهلة المشركين في دعائهم إلى الإسلام، فالآية عند هؤلاء منسوخة بآية السيف وهذا قول بعيد، لأن لفظ الناس عام فتخصيصه بالكفار يفتقر إلى دليل ولا دليل ها هنا، ثم إن (إنذار) الكفار من الحسنى .
ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا} .
قال المفسرون: كانت هذه الكلمة لغة في الأنصار، وهي من راعيت الرجل إذا تأملته وتعرفت أحواله ومنه قولهم: أرعني (سمعك) وكانت الأنصار تقولها لرسول صلى الله عليه وسلم وهي بلغة اليهود سب بالرعونة وكانوا يقولونها له وينوون بها السب فنهى الله سبحانه المؤمنين عن قولها لئلا يقولها اليهود وأمرهم أن يجعلوا مكانها (أنظرنا) وقرأ الحسن والأعمش وابن المحيصن (راعنا) بالتنوين فجعلوه مصدراً، أي: لا تقولوا رعونة .(2/3)
وقرأ ابن مسعود: (لا تقولوا راعونا) على الأمر بالجماعة كأنه نهاهم أن يقولوا ذلك فيما بينهم، والنهي في مخاطبة النبي بذلك أولى، وهذه الآية قد ذكروها في المنسوخ، ولا وجه لذلك بحال، ولولا إيثاري ذكر ما ادعى عليه النسخ لم أذكرها. قال أبوجعفر النحاس: "هي ناسخة لما كان مباحاً قوله" .
قلت: وهذا تحريف في القول، لأنه إذا نهي عن شيء لم تكن الشريعة أتت به لم يسم النهي نسخاً .
ذكر الآية السادسة: قوله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} .
قال المفسرون: أمر الله بالعفو والصفح عن أهل الكتاب قبل أن يؤمر بقتالهم، ثم نسخ العفو والصفح بقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} الآية ، هذا مروي عن ابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما .
أخبرنا أبوبكر بن حبيب الله العامري قال: أخبرنا علي بن الفضل، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: أخبرنا (ابن) حموية، قال: أخبرنا إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قال: بنا مسلم بن إبراهيم، وأخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا أبو الفضل البقال، قال أبنا ابن بشران قال أخبرنا إسحاق الكاذي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الصمد، كلاهما عن همام بن يحيى عن قتادة قال: أمر الله نبيه أن يعفو عنهم ويصفح، حتى يأتي الله بأمره، فأنزل في براءة {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [الآية] فنسخها بهذه الآية، وأمره فيها بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا، ]أو يقروا[ بالجزية .(2/4)
قال أحمد:وحدثنا عبد الرزاق، قال:حدثنا معمر عن قتادة {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} نسختها {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} . أخبرنا ابن ناصر، قال: أخبرنا علي بن أيوب قال: أخبرنا ابن شاذان، قال: أخبرنا أبو بكر النجاد، قال: أخبرنا أبو داود السجستاني، قال: بنا أحمد ابن محمد المروزي، قال أخبرنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} قال: نسخ بقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ} الآية .
فصل: واعلم أن تحقيق الكلام دون التحريف فيه أن يقال: إن هذه الآية ليست بمنسوخة، لأنه لم يأمر بالعفو مطلقاً، وإنما أمر به إلى غاية وبين الغاية بقوله: {حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} وما بعد الغاية يكون حكمه مخالفاً لما قبلها، وما هذا سبيله لا يكون أحدهما ناسخاً للآخر، بل يكون الأوّل قد انقضت مدته بغايته والآخر محتاجاً إلى حكم آخر، وقد ذهب إلى ما قلته جماعة من فقهاء المفسرين وهو الصحيح وهذا إذا قلنا: إن المراد العفو عن قتالهم (وقد قال) الحسن: هذا فيما بينكم وبينهم دون ترك حق الله تعالى حتى يأتي الله بالقيامة.
وقال غيره: بالعقوبة، فعلى هذا يكون الأمر بالعفو محكماً لا منسوخاً.
ذكر الآية السابعة: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} .
اختلف المفسرون في المراد بهذه الآية على ثمانية أقوال:(2/5)
أحدها: أنها نزلت في اشتباه القبلة. أخبرنا أبو بكر بن حبيب قال: أخبرنا علي بن الفضل، قال: أخبرنا محمد بن عبد الصمد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن خريم قال: حدثنا عبد الحميد، قال أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أشعث بن سعيد قال: حدثنا عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بنا (عامر) بن ربيعة عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة في ليلة سوداء مظلمة فلم نعرف القبلة فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .
وروى جابر بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة: القبلة هاهنا فصلوا وخطوا خطاً، وقال بعضهم هاهنا فصلوا وخطوا خطاً، فلما أصبحنا أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فلما قفلنا من سفرنا سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فسكت، فأنزل الله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} .
قلت: وهذا الحكم باقٍ عندنا وإن من اشتبهت عليه القبلة فصلى بالاجتهاد فصلاته صحيحة مجزية وهو قول سعيد بن المسيب ومجاهد و]عطاء[ والشعبي ، والنخعي وأبي حنيفة، وللشافعي قولان:
أحدهما: كمذهبنا .
والثاني: ]يجب[ الإعادة، وقال الحسن، والزهري ، وربيعة يعيد في الوقت، فإذا فات الوقت لم يعد، وهو قول مالك.
القول الثاني: أن المراد بالآية صلاة التطوع.(2/6)
أخبرنا أبو بكر بن حبيب، قال: بنا علي بن الفضل، قال: أخبرنا ابن عبد الصمد، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حموية قال: أبنا إبراهيم ابن خريم، قال: حدثنا عبد الحميد، قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته تطوعاً أينما توجهت به، وهو جاء من مكة إلى المدينة ثم قرأ ابن عمر {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فقال ابن عمر رضي الله عنه: في هذا أنزلت الآية .
القول الثالث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلى على النجاشي، قال أصحاب رسوله الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي على رجل مات وهو يصلي على غير قبلتنا؟ وكان يصلي إلى بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة إلى الكعبة فنزلت هذه الآية رواه عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما .
القول الرابع: أن المراد بالآية: أينما كنتم من شرق أو غرب فاستقبلوا الكعبة، قاله مجاهد .
القول الخامس: أن اليهود لما تكلموا ]حين[ صرفت القبلة إلى الكعبة نزلت هذه الآية، ومعناها: لا تلتفتن إلى اعتراض اليهود بالجهل وإن المشرق والمغرب لله يتعبدكم بالصلاة إلى مكان ثم يصرفكم عنه كما يشاء. ذكره أبو بكر بن الأنباري ، وقد روى معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والقول السادس: إنه ليس المراد بالصلاة وحدها وإنما معنى الآية من أي وجه قصدتم الله، وعلى أي حال عبدتموه علم ذلك وأثابكم عليه.
والعرب تجعل الوجه بمعنى القصد، قال الشاعر:
أستغفر الله ذنباً لست محصيه
رب العباد إليه الوجه والعمل
معناه: إليه القصد والتقدم. ذكره محمد بن القاسم أيضاً .
والقول السابع: أن معنى الآية أينما كنتم [من] الأرض فعلم الله بكم محيط لا يخفي عليه شيء من أعمالكم ذكره ابن القاسم أيضاً وعلى هذه الأقوال الآية محكمة.(2/7)
القول الثامن: ذكر أربابه أنها منسوخة، فروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة، قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته صخرة بيت المقدس (فصلى) إليها، وكانت قبلة اليهود، ليؤمنوا به وليتبعوه وليدعوا بذلك الأميين من العرب فنسخ ذلك {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} .
أخبرنا ]إسماعيل[ بن أحمد السمرقندي قال: أبنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله البقال قال أبنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أبنا أبو الحسين إسحاق ابن أحمد الكاذي، قال: بنا عبد الله بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: حدثني حجاج بن محمد، قال: أنبا بن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوّل ما نسخ من القرآن - فيما ذكر لنا والله أعلم - شأن القبلة، قال: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس،وترك البيت العتيق ثم صرفه الله إلى البيت العتيق فقال: {سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} يعنون بيت المقدس، فنسخها وصرف إلى البيت العتيق فقال: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} .(2/8)
قال أحمد بن حنبل: وحدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} قال: كانوا يصلون نحو بيت المقدس ونبي الله بمكة وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً ثم وجهه الله تعالى بعد ذلك نحو الكعبة البيت الحرام، قال أحمد، وبنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: بنا همام قال، بنا قتادة {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} قال: وكانوا يصلون نحو بيت المقدس ثم وجهه الله نحو الكعبة .
وقال عزوجل: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من قبلة. أخبرنا محمّد بن عبد الله العامري، قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا محمد بن عبد الصمد، قال: أبنا عبد الله بن أحمد، قال: أبنا إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قال: بنا يونس، عن شيبان عن قتادة {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} قال: نسخ هذا بعد ذلك، فقال الله عزوجل {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} .
قلت: وهذا قول أبي العالية والسدي .
فصل: واعلم: أن قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ليس فيه أمر بالتوجه إلى بيت المقدس ولا إلى غيره بل هو دال على أن الجهات كلّها سواء في جواز التوجه إليها.
فأما التوجه إلى بيت المقدس فاختلف العلماء، هل كان برأي النبي، صلى الله عليه وسلم واجتهاده، أوكان عن وحي؟ فروي عن ابن عباس وابن جريج أنه كان عن أمر الله تعالى لقوله عزوجل: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} .(2/9)
وأخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس، قال: أبنا أبو بكربن أبي داود، قال: أبنا محمد بن الحسين قال بنا كثير بن يحيى قال: بنا أبي، قال: بنا أبو بكر الهدبي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت اليهود أن محمداً مخالف لنا في كل شيء فلو تابعنا على قبلتنا، أو على شيء لتابعناه، فظن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا منهم جدّ، وعلم الله منهم الكذب، وأنهم لا يفعلون فأراد الله أن يبين ذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم .
فقال: إذا قدمت المدينة فصل قبل بيت المقدس، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت اليهود: قد تابعنا على قبلتنا ويوشك أن يتابعنا على ديننا، فأنزل الله عزوجل {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} فقد علمنا أنهم لايفعلون، ولكن أردنا أن نبين ذلك لك .
وقال الحسن وعكرمة وأبو العالية، والربيع بل كان برأيه واجتهاده وقال قتادة: كان الناس يتوجهون إلى أي جهة شاؤوا، بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} ثم أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم باستقبال بيت المقدس وقال ابن زيد: "كانوا ينحون أن يصلوا إلى أي قبلة" شاؤوا، لأن المشارق والمغارب لله، وأنزل الله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هؤلاء يهود قد استقبلوا بيتاً من بيوت الله - يعني بيت المقدس- فصلوا إليه" فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضعة عشر شهراً، فقالت اليهود: ما اهتدى لقبلته حتى هديناه، فكره النبي صلى الله عليه وسلم قولهم ورفع طرفه إلى السماء فأنزل الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} .(2/10)
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا أبو إسحق البرمكي، قال: أبنا محمّد بن إسماعيل الوراق، قال: بنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا محمد بن أيوب قال: بنا أحمد بن عبد الرحمن، قال بنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع، قال: حدثني أبو العالية: أن نبي الله خير بين أن يوجه حيث يشاء، فاختار بيت المقدس، لكي يتألف أهل الكتاب ثم وجهه الله إلى البيت [الحرام] .
واختلف العلماء في سبب اختياره بيت المقدس على قولين:
أحدهما: أن العرب لما كانت تحج ولم تألف بيت المقدس، أحب الله امتحانهم بغير ما ألفوه ليظهر من يتبع الرسول ممن لا يتبعه، كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} وهذا قول الزجاج .
والثاني: أنه (اختاره) ليتألف أهل الكتاب، قاله: أبو جعفر ابن جرير الطبري .
قلت: فإذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختار بيت المقدس فقد وجب استقباله بالسنة، ثم نسخ ذلك بالقرآن.
والتحقيق في هذه الآية أنها أخبرت أن الإنسان أين تولى بوجهه فثم وجه الله، فيحتاج مدعي نسخها أن يقول: فيها إضمار. تقديره: (فولوا وجوهكم) في الصلاة أين شئتم ثم نسخ ذلك المقدر، وفي هذا بعد، والصحيح إحكامها .
ذكر الآية الثامنة: قوله تعالى: {وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} .
قد ذهب بعض المفسرين إلى أن هذا الكلام اقتضى نوع مساهلة للكفار ثم نسخ بآية السيف، ولا أرى هذا القول صحيحاً، لأربعة أوجه:(2/11)
أحدها: أن معنى الآية: أتخاصموننا في دين الله وكانوا يقولون: نحن أولى بالله منكم، لأننا أبناء الله وأحباؤه ومنا كانت الأنبياء وهو ربنا وربكم أي: نحن كلنا في حكم العبودية سواء فكيف يكونون أحق به؟ {وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} أي (لا اختصاص لأحد به) إلا من جهة الطاعة والعمل، وإنما يجازي كلّ منا بعمله. ولا تنفع الدعاوى وعلى هذا البيان لا وجه للنسخ.
والثاني: أنه خبر خارج مخرج الوعيد والتهديد.
والثالث: إنا قد علمنا أعمال أهل الكتاب وعليها أقررناهم.
والرابع: أن المنسوخ ما لا يبقى له حكم، وحكم هذا الكلام لا يتغير فإن كل عامل له (جزاء) عمله فلو ورد الأمر بقتالهم لم يبطل تعلق أعمالهم بهم .
ذكر الآية التاسعة: قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية .
قد ذكر عن بعض المفسرين أنه قال: معنى الآية فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما. قال: ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} والسعي بينهما من ملة إبراهيم .
قلت: وهذا قول مرذول: لا يصلح الالتفات إليه، لأنه يوجب إضماراً في الآية ولا يحتاج إليه. وإن كان قد قرئ به فإنه مروي عن ابن مسعود، وأبي بن كعب، وأنس، وابن جبير، وابن سيرين، وميمون بن مهران أنهم قرأوا (فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما) ، ولهذه القراءة وجهان:
أحدهما: أن تكون دالة على أن السعي بينهما لا يجب .
والثاني: أن يكون (لا) صلة. كقوله: ما (منعك) أن لا تسجد فيكون معناه معنى القراءة المشهورة، وقد ذهب مالك والشافعي وأحمد إلى أن السعي من أركان الحج وقال أبو حنيفة وأصحابه: هو واجب (يجزي) عنه الدم .(2/12)
والصحيح في سبب نزول هذه الآية، ما أخبرنا به أبوبكر بن حبيب، قال: أبنا علي الفضل، قال: أبنا محمد بن عبد الصمد، قال: أبنا ابن حموية، قال: أبنا: إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قال: أبنا عبد الوهاب بن عطاء عن داود، عن عامر، قال: كان على الصفا [وثن] يدعى (إساف) ووثن على المروة يدعى نائلة، وكان أهل الجاهلية يسعون بينهما ويمسحون الوثنين فلما جاء الإسلام أمسك المسلمون عن السعي بينهما فنزلت هذه الآية .
قلت: فقد بان بهذا أن المسلمين إنما امتنعوا عن الطواف لأجل الصنمين فرفع الله عزوجل الجناح عمن طاف بينهما، لأنه إنما يقصد تعظيم الله تعالى بطوافه دون الأصنام .
ذكر الآية العاشرة: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إلى قوله: {اللاّعِنُونَ} .
قد زعم قوم من القراء (الذين) قل حظهم من علم العربية والفقه أن هذه الآية منسوخة بالاستثناء بعدها ولوكان لهم نصيب من ذلك، لعلموا أن الاستثناء ليس بنسخ وإنما هو إخراج بعض ما شمله اللفظ، وينكشف هذا من وجهين.
أحدهما: أن الناسخ والمنسوخ لا يمكن العمل بأحدهما إلا بترك العمل بالآخر، وههنا يمكن العمل بالمستثنى والمستثنى منه.
والثاني: أن الجمل إذا دخلها الاستثناء يثبت أن المستثنى لم يكن مراداً دخوله في الجملة الباقية وما لا يكون مراداً باللفظ الأوّل لا يدخل عليه النسخ .
ذكر الآية الحادية عشرة: قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ} الآية .(2/13)
ذهب جماعة من مفسري القرآن إلى أن أول هذه الآية منسوخ بقوله [تعالى] {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ} وزعم بعضهم أنه إنما نسخ منها حكم الميتة والدم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحلت لنا ميتتان ودمان، السمك والجراد، والكبد والطحال" وكلا القولين باطل، لأن الله تعالى: استثنى من التحريم حال الضرورة والنبي صلى الله عليه وسلم استثنى بالتخصيص ما ذكره في الحديث ولا وجه للنسخ بحال .
ذكر الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأْثَى} .
ذهب بعض المفسرين إلى أن دليل خطاب هذه الآية منسوخ، لأنه لما قال: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ} اقتضى أن لا يقتل العبد بالحر،وكذا لما قال: {وَالأُنْثَى بِالأْثَى} اقتضى، أن لا يقتل الذكر بالأنثى من جهة دليل الخطاب، وذلك منسوخ بقوله تعالى {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} وإلى هذا أشار ابن عباس فيما رواه عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس قال: نسختها الآية التي في المائدة {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} وإلى نحو هذا ذهب سعيد بن جبير ومقاتل.(2/14)
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال أبنا أبو إسحق البرمكي، قال: أبنا أبو بكر محمد بن إسماعيل إذنا قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: أبنا يعقوب بن سفيان، قال: بنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني عبد الله بن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، أن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل، فكان بينهم قتل وجراحات، حتى قتلوا (العبيد والنساء) فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا وكان أحد الحيين يتطاولون على الآخر في العدة والأموال فحلفوا أن لا نرضى حتى نقتل بالعبد منا الحر منهم، وبالمرأة منا الرجل منهم فنزل فيهم {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأْثَى} فرضوا بذلك فصارت آية {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأْثَى} منسوخة نسخها {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} .
قلت: وهذا (القول) ليس بشيء لوجهين:
أحدهما: أنه إنما ذكر في آية المائدة ما كتبه على أهل التوراة وذلك لا يلزمنا وإنما نقول في إحدى الروايتين عن أحمد: أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يثبت نسخه، وبخطابنا بعد خطابهم قد ثبت النسخ، فتلك الآية أولى أن تكون منسوخة بهذه من هذه بتلك.
والثاني: أن دليل الخطاب عند الفقهاء حجة ما لم يعارضة دليل أقوى منه، وقد ثبت بلفظ الآية أن الحر يوازي الحر فلأن يوازي العبد أولى، ثم إن أول الآية يعم، وهو قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} وإنما الآية نزلت فيمن كان يقتل حراً بعبد وذكراً بأنثى فأمروا بالنظر في التكافؤ.(2/15)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن حبيب قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا محمد بن عبد الصمد، قال: أبنا عبد الله بن أحمد السرخسي، قال: أبنا إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قال: بنا يونس عن شيبان، عن قتادة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأْثَى} .
قال: كان أهل الجاهلية فيهم بغي وطاعة (للشيطان) فكان الحي منهم إذا كان فيهم عدد وعدة، فقتل لهم عبد قتله عبد قوم آخرين. قالوا: لن نقتل به إلا حراً تعززاً وتفضلاً على غيرهم في أنفسهم. وإذا قتلت لهم أنثى قتلتها امرأة. قالوا: (لن نقتل) بها إلا رجلاً فأنزل الله هذه الآية يخبرهم أن الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى، وينهاهم عن البغي ثم أنزل في سورة المائدة {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} إلى قوله: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} .
ذكر الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} .
اختلف المفسرون في هذه الوصية، هل كانت واجبة أم لا على قولين:
أحدهما: أنها كانت ندباً لا واجبة، وهذا مذهب جماعة منهم الشعبي والنخعي واستدلوا بقوله (بالمعروف) قالوا: المعروف لا يقتضي الإيجاب وبقوله: (على المتقين) والواجب لا يختص به المتقون.
والثاني: (أنها كانت فرضاً ثم نسخت، وهو قول جمهور المفسرين، واستدلوا بقوله: (كتب) وهوبمعنى فرض كقونه تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} وقد نص أحمد في رواية الفضل بن زياد، على نسخ هذه الآية، فقال: الوصية للوالدين، منسوخة .(2/16)
وأجاب أرباب هذا القول أهل القول الأول، فقالوا: ذكر المعروف لا يمنع الوجوب، لأن المعروف بمعنى العدل الذي لاشطط فيه ولاتقصيركقوله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ولا خلاف في وجوب هذا [الرزق والكسوة، فذكر المعروف في الوصية لا يمنع وجوبها بل يؤكده، وكذلك تخصيص الأمر بالمتقين دليل على توكيده لأنها إذا وجبت على المتقين كان وجوبها على غيرهم أولى، وإنما خصهم بالذكر، لأن فعل ذلك من تقوى الله تعالى، والتقوى لازمة لجميع الخلق.
فصل: ثم اختلف القائلون، بإيجاب الوصية ونسخها بعد ذلك، في
المنسوخ من الآية على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن جميع ما في الآية من إيجاب الوصية منسوخ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما. أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أبنا أبو الفضل ابن خيرون، وأبو طاهر الباقلاوي، قالا: أخبرنا بن شاذان، قال: أبنا أحمد ابن كامل، قال: أبنا محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية قال: حدثني أبي عن جدي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما {إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}. قال: "نسخت الفريضة التي للوالدين والأقربين (الوصية)" .
أخبرنا ابن ناصر، قال: أبنا ابن أيوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا أبو بكر النجاد، قال: بنا أبو داود السجستاني، قال: بنا الحسن بن محمد. وأخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا علي بن محمد بن بشران، قال: أبنا إسحاق بن أحمد الكاذي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال بنا حجاج قال: بنا ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عبابس رضي الله عنهما {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ} نسختها {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ} الآية .(2/17)
أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أبنا محمد بن مرزوق، قال: أبنا أبو بكر الخطيب، قال: أبنا ابن رزق، قال: أبنا أحمد ابن سلمان، قال: بنا أبو داود، قال: بنا أحمد بن محمد، هو المروزي، قال: حدثني علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما {إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} فكانت الوصية كذلك حتى نسختها آية الميراث .
أخبرنا أبو بكر العامري، قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا ابن عبد الصمد، قال: أبنا ابن حموية، قال: بنا إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قال: أبنا النضر بن شميل، قال: أبنا ابن عون عن ابن سيرين، قال: كان ابن عباس يخطب، فقرأ هذه الآية {إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} فقال: هذه نسخت .
قال عبد الحميد: وحدثنا يحيى بن آدم عن ابن حماد الحنفي عن جهضم عن عبد الله بن بدر الحنفي، قال: سمعت ابن عمر يسأل عن هذه الآية {الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} قال: نسختها آية المواريث .
قال عبد الحميد: وحدثنا يحيى بن آدم عن محمد بن الفضيل، عن أشعث عن الحسن {إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} قال: نسختها آية الفرائض .
قال عبد الحميد وأخبرني شبابة عن ورقاء عن (ابن أبي نجيح) عن مجاهد قال: كان الميراث للولد، والوصية للوالدين والأقربين، فهي منسوخة، وكذلك قال: سعيدبن جبير: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ} قال: نسخت) .
القول الثاني: إنه نسخ منها الوصية للوالدين.(2/18)
أخبرنا عبد الوهاب، قال: أبنا أبو ظاهر الباقلاوي، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا عبد الرحمن بن الحسن، قال: بنا إبراهيم بن الحسين، قال:بنا آدم عن الورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ} قال: كان الميراث للولد، والوصية للوالدين والأقربين ثم نسخ منه الوالدين .
أخبرنا إسماعيل، قال: أبنا أبو الفضل البقال قال: أبنا بن بشران، قال: أبنا إسحاق الكاذي، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: بنا أسود بن عامر، قال: بنا إسرائيل، عن مغيرة عن إبراهيم، قال: "كانت الوصية للوالدين فنسختها آية الميراث، وصارت الوصية للأقربين" .
قال أحمد: وحدثنا أبو داود عن زمعة عن ابن طاؤس عن أبيه قال: "نسخت الوصية عن الوالدين، وجعلت للأقربين" .
قال أبوداود: وحدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن أبي ميمونة، قال: سألت العلاء بن زياد ومسلم بن يسار عن الوصية، فقالا: "هي للقرابة".
القول الثالث: إن الذي نسخ من الآية الوصية (لمن) يرث ولم ينسخ الأقربون الذين لا يرثون. رواه عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول الحسن والضحاك وأبي العالية .
أخبرنا أبو بكر العامري، قال: أبنا علي بن الفضل، قالت: أبنا ابن عبد الصمد، قال: أبنا عبد الله بن أحمد، قال: أبنا إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قال: بنا مسلم بن إبراهيم عن همام بن يحيى، عن قتادة قال: أمر أن يوصي لوالديه، وأقربيه ثم نسخ الوالدين وألحق لكل ذي ميراث نصيبه منها، وليست لهم منه وصية فصارت الوصية لمن لا يرث من قريب أو غير قريب .(2/19)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: ابنا أبو الفضل البقال، قال: بنا أبو الحسن بن بشران قال: أبنا إسحاق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم، قال: أبنا يونس عن الحسن، قال: كانت الوصية للوالدين والأقربين فنسخ ذلك، وأثبتت لهما نصيبهما في سورة النساء وصارت الوصية للأقربين الذين لا يرثون، ونسخ من الأقربين كل وارث .
قال أحمد: وحدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} قال: "أمر الله أن يوصي لوالديه وأقربائه ثم نسخ ذلك في سورة النساء فألحق لهم نصيباً معلوماً، وألحق لكل ذي ميراث نصيبه منه وليست لهم وصية، فصارت الوصية لمن لا يرث من قريب أو بعيد" .
أخبرنا أبو بكر العامري، قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا ابن عبد الصمد قال: أبنا ابن حموية، قال: أبنا إبراهيم، قال: بنا عبد الحميد، قال: بنا يحيى بن آدم، قال: بنا إسماعيل بن عياش، قال: بنا شرحبيل بن مسلم، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث"
ذكر الآية الرابعة عشرة: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} .
أما قوله كتب، فمعناه: فرض .
والذين من قبلنا، هم أهل الكتاب وفي كاف التشبيه في قوله: (كما) ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها ترجع إلى حكم الصوم وصفته لا إلى عدده.
أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق، قال: أبنا محمد بن مرزوق، قال: أبنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أبنا عبد الله بن يحيى السكري، قال: أبنا جعفر الخلدي، وقال: أبنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد، قال: بنا أبي قال: بنا يونس بن راشد، عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما.(2/20)
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد، وقال: بنا أبو الفضل البقال، قال: أبنا أبو الحسين بن بشران قال: بنا إسحاق الكاذي قال: بنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال: بنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ولم يذكر عكرمة.
قال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} يعني بذلك: أهل الكتاب، وكان كتابه على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أن الرجل كان يأكل ويشرب، وينكح، ما بينه وبين أن يصلي العتمة، أو يرقد وإذا صلى العتمة أو رقد منع ذلك إلى مثلها، فنسختها هذه الآية {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} .
أخبرنا محمد بن أبي منصور قال: أبنا علي بن أبي أيوب، قال: أبنا أبو علي بن شاذان، قال: أخبرنا أبو بكر النجاد، قال: بنا أبو داود السجستاني، قال: أبنا نصر بن علي، قال: بنا أبو أحمد، قال: بنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء ، قال: كان الرجل إذا صام فنام لم يأكل إلى مثلها من القابلة، وأن قيس بن صرمة ، أتى امرأته، وكان صائماً فقال: عندك شيء قالت: لعلي أذهب فأطلب لك، فذهبت وغلبته عينه فجاءت فقالت: خيبة لك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله {مِنَ الْفَجْرِ} .
وقال سعيد بن جبير: "كتب عليهم إذا نام أحدهم قبل أن يطعم لم يحل له أن يطعم إلى القابلة، والنساء عليهم حرام ليلة الصيام، وهو عليهم ثابت وقد أرخص لكم" . فعلى هذا القول تكون الآية منسوخة بقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} الآية.
وقد روى أن قيس بن صرمة أكل بعدما نام، وأن عمربن الخطاب جامع زوجته بعد أن نامت، فنزل فيهما قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} الآية .(2/21)
القول الثاني: أنها ترجع إلى عدد الصوم لا إلى صفته، ولأرباب هذا القول في ذلك ثلاثة أقواله:
أما الأوّل: فأخبرنا أبو بكر بن حبيب، قالت: أبنا علي بن الفضل العامري قال: أبنا ابن عبد الصمد، قال: أبنا ابن حموية، قال: أبنا إبراهيم ابن خريم قال: حدثنا عبد الحميد، قال: بنا هاشم بن القاسم، قال بنا محمد بن طلحة عن الأعمش، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما كتب على النصارى الصيام كما كتب عليكم، فكان أول أمر النصارى أن قدموا يوماً قالوا: حتى لا نخطىء.
قال: ثم آخر أمرهم صار إلى أن قالوا: نقدمه عشراً ونؤخر عشراً حتى لا نخطىء. فضلوا، وقال دغفل بن حنظلة كان على النصارى صوم رمضان فمرض ملكهم (فقالوا) إن شفاه الله تعالى لنزيدن عشرة، ثم كان بعده ملك آخر فأكل اللحم فوجع فوه فقال: إن شفاه ليزيدن سبعة أيام ثم ملك بعده ملك، فقال: ما ندع من هذه الثلاثة الأيام أن نتمها، ونجعل صومنا في الربيع، ففعل فصارت خمسين يوماً .
وروى السدي عن أشياخه، قال: اشتد على النصارى صيام رمضان، وجعل يتقلب عليهم في الشتاء والصيف، فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صياماً في الفصل بين الشتاء والصيف، وقالوا نزيد عشرين يوماً نكفر بها ما صنعنا فجعلوا صيامهم خمسين يوماً فعلى هذا البيان الآية محكمة غير منسوخة.
وأما الثاني: فأخبرنا عبد الوهاب، قال: أبنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو طاهر الباقلاوي، قالا. أخبرنا أبو علي بن شاذان، قال: أبنا أحمد بن كامل، قال: أبنا محمد بن سعد، قال: حدثنا أبي قال حدثني عمي الحسين ابن الحسن بن عطية، قال: حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس رضي الله عنهما {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} فكان ثلاثة أيام في كل شهر، ثم نسخ ذلك ما أنزل من صيام رمضان وقال قتادة: كتب الله عزوجل على الناس قبل نزول شهر رمضان ثلاثة أيام من كل شهر .(2/22)
وأما الثالث: فقد روى (النزال) بن سبرة عن ابن مسعود، أنه قال: ثلاثة أيام من كل شهر، ويوم (عاشوراء) وقد زعم أرباب هذا القول، أن الآية منسوخة بقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ} وفي هذا بعد كثير، لأن قوله {شَهْرُ رَمَضَانَ} جاء عقيب قوله {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} فهو كالتفسير للصيام والبيان له.
القول الثالث: أن التشبيه راجع إلى نفس الصوم لا إلى صفته ولا إلى عدده، وبيان ذلك، أن قوله تعالى: {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} لا يدل على عدد ولا صفة، ولا وقت، وإنما يشير إلى نفس الصيام كيف وقد عقبه الله بقوله تعالى {أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ} فتلك يقع على يسير الأيام وكثيرها.
فلما قال تعالى: في نسق التلاوة شهر رمضان، بين عدد الأيام المعدودات ووقتها، وأمر بصومها فكان التشبيه الواقع في نفس الصوم. والمعنى كتب عليكم أن تصوموا كما كتب عليهم، وأما صفة الصوم وعدده فمعلوم من وجوه أخر لا من نفس الآية.
وهذا المعنى مروي عن ابن أبي ليلى وقد أشار إليه السدي والزجاج، والقاضي أبو يعلي ، وما رأيت مفسراً يميل إلى التحقيق إلا وقد أومأ إليه، وهو الصحيح. وما ذكره المفسرون فإنه شرح حال صوم المتقدمين، وكيف كتب عليهم لا أنه تفسير للآية وعلى هذا البيان لا تكون الآية منسوخة أصلاً .
ذكر الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} .
اختلف المفسرون في معنى الآية على قولين:
أحدهما: أنه يقتضي التخيير بين الصوم وبين الإفطار مع الإطعام، لأن معنى الكلام: وعلى الذين يطيقونه ولا يصومونه فدية، فعلى هذا يكون الكلام منسوخاً بقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} .(2/23)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا أبو الفضل البقال، قال: أبنا بن بشران، قال: بنا الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي أحمد بن حنبل، قال: بنا عبد الرازق قال: بنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} قالت: نسختها {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} .
قال أحمد: وحدثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} وكانت الإطاقة أن الرجل والمرأة يصبح صائماً، ثم إن شاء أفطر وأطعم لذلك مسكيناً فنسختها {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} .
قال أحمد: وحدثنا عبد الله بن إدريس، قال: بنا الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} قال: نسختها {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} .
قال أحمد: وحدثنا وكيع، قال: بنا محمد بن سليم عن ابن سيرين عن عبيدة {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} قال: نسختها التي بعدها والتي تليها .
أخبرنا أبو بكر بن حبيب، قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا ابن عبد الصمد، قال. بنا عبد الله بن أحمد، قال: بنا إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قالت أبنا عبيد الله موسى عن إسرائيل عن منصور، عن إبراهيم عن علقمة قال: كانوا إذا أراد الرجل أن يفطر يوماً من رمضان من غير مرض أفطر وأطعم نصف صاع حتى نسختها {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ} فلم يكن إلا لهما .
قال عبد الحميد: وحدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: بنا وهيب بن خالد، عن ابن شبرمة عن الشعبي، قال لما نزلت {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}. أفطر الأغنياء وأطعموا وحصل الصوم على الفقراء فأنزل الله تعالى {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} فصام الناس جميعاً .(2/24)
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أبنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أبنا أبوعمرو بن مهدي، قال: أبنا محمد بن مخلد، قال: بنا القاسم بن عياد، قال: بنا بشر بن عمر، قال: بنا حماد بن زيد عن سلمة ابن علقمة عن ابن سيرين أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} قال: هذه منسوخة .
وروى عطية، وابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان في الصوم الأوّل فدية طعام مسكين فمن شاء من مسافر أو مقيم أن يطعم مسكيناً ويفطر، كان ذلك رخصة له، ثم نسخ ذلك .
أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أبنا علي بن أيوب، قال: أبنا أبو علي ابن شاذان، قال: بنا أبو بكر النجاد، قال: بنا أبو داود السجستاني قال: بنا قتيبة. وأبنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري، قال: أبنا أبو الحسين بن الفضل القطان، قال: بنا أبو محمد بن درستويه قال: بنا يعقوب بن سفيان، قال بنا أبو صالح، قال: بنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يزيد مولى أم سلمة عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي، فعل حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها .
وقال أنس رضي الله عنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام وكانوا قوماً لم يتعودوا الصيام وكان الصوم عليهم شديداً وكان من لم يصم أطعم مسكيناً. وقد روى هذا المعنى: أنه كان من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى لقوله: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} إلى أن نزل قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} فنسخ ذلك بهذه، عن جماعة منهم معاذبن جبل وابن مسعود، وا بن عمر، وا لحسن، وعكرمة، وقتادة، والضحاك، والنخعي، والزهري رضي الله عنهم .(2/25)
والقول الثاني: أنه محكم غير منسوخ وأن فيه إضماراً تقديره: وعلى الذين كانوا يطيقونه أو لا يطيقونه فدية، وأشير بذلك إلى الشيخ الفاني الذي يعجز عن الصوم، والحامل التي تتأذى بالصوم والمرضع.
أخبرنا عبد الوهاب قال: أبنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو ظاهر الباقلاوي، قالا: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا أحمد بن كامل، قال: أبنا محمّد ابن سعد العوفي، قال: حدثني أبي قال: بنا عمي الحسين بن الحسن بن عطية، قال: حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} وهو الشيخ الكبير كان يطيق صيام رمضان وهو شاب فكبر وهو عليه لا يستطيع صومه فليتصدق على مسكين واحد لكل يوم أقط .
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا ابن بشران قال: أبنا إسحاق الكاذي، قال بنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، قال: بنا روح قال: بنا زكريا بن إسحق، قال: بنا عمرو ابن دينار عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} قال: ليست بمنسوخة وهو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لايستطيعان أن يصوما فيطعما مكان كل يوم مسكيناً .
أخبرنا أبو بكر العامري، قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا بن عبد الصمد، قال: أبنا عبد الله بن أحمد، قال: أبنا إبراهيم بن خريم، قال: أبنا عبد الحميد، قال: أبنا عبد الرازق عن معمر عن أيوب عن عكرمة، قال: كان ابن عباس يقول: لم ينسخ .
قال عبد الحميد: وأخبرنا النضر بن شميل، قال: بنا حمادبن سلمة عن عمروبن دينار عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} قال: هم الذي يكلفونه ولا يطيقونه هو الشيخ والشيخة .
قال عبد الحميد وأخبرنا إبراهيم عن أبيه عن عكرمة {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} قال: هو الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام يطعم عنه لكل يوم مسكين .(2/26)
وقد روى قتادة عن عكرمة قال: نزلت في الحامل والمرضع وقد أخبرنا ابن الحصين، قال: أبنا أبو طالب بن غيلان، قال: أبنا أبو بكر الشافعي، قال: أبنا إسحق بن إبراهيم بن الحسن، قال: بنا موسى بن مسعود النهدي، قال: بنا سفيان الثوري، عن منصور عن مجاهد، قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما يقرؤها (وعلى الذين]يطوقونه[ فدية) . قال: الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام يطعم عنه وبالإسناد حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب (وعلى الذين ]يطوقونه[ فدية) قال: الشيخ الكبير الذي يصوم فيعجز والحامل إن اشتد عليها الصوم يطعمان لكل يوم مسكيناً .
قلت: هذه القراءة لا يلتفت إليها لوجوه:
أحدها: أنها شاذة خارجة عما اجتمع عليه المشاهير فلا يعارض ما تثبت الحجة بنقله.
والثائي: أنها تخالف ظاهر الآية، لأن الآية تقتضي إثبات الإطاقة لقوله: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} وهذا القراءة تقتضي نفيها.
والثالث: إن الذين يطيقون الصوم ويعجزون عنه ينقسمون إلى قسمين:
أحدهما: من يعجز لمرض أو لسفر، أو لشدة جوع أو عطش فهذا يجوز له الفطر ويلزمه القضاء من غيركفارة.
والثاني: من يعجز لكبر السن (فهذا يلزمه الكفارة من غير قضاء، وقد يجوز الإفطار للعذر لا للعجز ثم يلزمه القضاء والكفارة) ، كما نقول في الحامل والمرضع إذا خافتا على الولد، وهذا كله ليس بمستفاد من الآية إنما المعتمد فيه على السنة وأقوال الصحابة. فعلى هذا البيان يكون النسخ أولى بالآية من الإحكام، يدل على ما قلنا قوله تعالى: في تمام الآية {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} .
وغير جائز أن يعود هذا الكلام إلى المرضى والمسافرين ولا إلى الشيخ الكبير ولا إلى الحامل والمرضع إذا خافتا على الولد، لأن الفطر في حق هؤلاء أفضل من الصوم من جهة أنهم قد نهوا أن يعرضوا أنفسهم للتلف، وإنما عاد الكلام إلى الأصحاء المقيمين خيروا بين الصوم والإطعام فانكشف بما أوضحنا أن الآية منسوخة.(2/27)
قال أبو عبيد القاسم بن سلام لا تكون الآية على القراءة الثانية، وهي: {يُطِيقُونَهُ} إلا منسوخة .
ذكر الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} .
اختلف المفسرون في هذه الآية هل هي منسوخة أو محكمة على قولين:
أحدهما: أنها منسوخة ثم اختلف أرباب هذا القول في المنسوخ منها على قولين:
أحدهما: أنه أولها، وهو قوله: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}، قالوا: وهذا يقتضي أن القتال إنما يباح في حق من قاتل من الكفار فأما من لم يقاتل فإنه لا يقاتل ولا يقتل .
ثم اختلف هؤلاء في ناسخ ذلك على أربعة أقوال:
أحدهما:أنه قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} .
والثاني: أنه قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} .
والثالث: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ} .
والرابع: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} .
قلت: وهذا القول الذي قالوا إنما أخذوه من دليل الخطاب (إنما هو) حجة ما لم يعارضه دليل أقوى منه وقد عارضه ما هو أقوى منه كآية السيف وغيرها مما يقتضي إطلاق قتل الكفار، قاتلوا أو لم يقاتلوا.
فأما الآية الأولى التي زعموا أنها ناسخة فإنها تشبه المنسوخة وتوافقها في حكمها، لأنها إنما تضمنت قتال من قاتل.
وأما الآية الثانية فإنها إنما تضمنت قتال الذين أمروا بقتالهم؛ لأن قوله (واقتلوهم) عطف على المأمور بقتالهم.
وأما الآية الثالثة: فإنها تتضمن قتال أهل الكتاب والآية التي ادعى نسخها مطلقة في كل من يقاتل.
وأما الرابعة تصلح ناسخة لو وجدت ما تنسخه وليس ههنا إلا دليل الخطاب، وليس بحجة ههنا على ما بيّنا.(2/28)
القول الثاني: إن المنسوخ منها قوله: {وَلا تَعْتَدُوا} للمفسرين في معنى هذا الاعتداء خمسة أقوال:
أحدها: لا تعتدوا بقتل النساء والولدان، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وابن أبي نجيح عن مجاهد .
الثاني: بقتال من لم يقاتلكم، قاله أبو العالية، وسعيد بن جبير، وابن زيد وهؤلاء إن عنوا من لم يقاتل، لأنه لم يعد نفسه للقتال كالنساء والولدان، والرهبان فالآية محكمة؛ لأن هذا الحكم ثابت . وإن عنوا من لم يقاتل من الرجال المستعدين للقتال توجه النسخ.
والثالث: أن الاعتداء إتيان ما نهى الله عنه، قاله الحسن .
والرابع: أنه ابتداء المشركين بالقتال في الشهر الحرام في الحرم قاله مقاتل .
والخامس: لا تعتدوا بقتال من وادعكم وعاقدكم. قاله ابن قتيبة والظاهر إحكام الآية كلها ويبعد ادعاء النسخ فيها .
ذكر الآية السابعة عشرة: قوله تعالى: {وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} .
اختلف العلماء هل هذه الآية منسوخة أو محكمة على قولين:
أحدهما: أنها منسوخة واختلفوا في ناسخها على ثلاثة أقواله:
أحدها: أنه قوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} فأمر بقتلهم في الحل والحرم قاله قتادة.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا أبو الفضل البقال، قال: أبنا ابن بشران قال: أبنا إسحق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: بنا عبد الوهاب عن همام عن قتادة {وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ}، فأمر أن لا يبدؤوا بقتال، ثم قال: {قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} ثم نسخت الآيتان في براءة فقال: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} .(2/29)
قال أحمد: وحدثنا حسين عن شيبان عن قتادة {وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}. قال: كانوا لا يقاتلون فيه حتى يقاتلوهم ثم نسخ ذلك فقال: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} فأمر الله بقتالهم في الحل والحرم وعلى كل حال .
والثاني: قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} قاله الربيع ابن أنس وابن زيد .
والثالث: قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} قاله مقاتل .
والقول الثاني: أنها محكمة وأنه لا يجوز أن يقاتل أحد في المسجد الحرام حتى يقاتل، وهذا قول مجاهد والمحققين ويدل عليه ما روى في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: في مكة (إنها لا تحل لأحد من بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار) وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض أنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولا يحل إلا ساعة من نهار" .
وقد ادعى بعض من لا علم له أن هذه الآية نسخت بحديث أنس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر فأمر بقتل ابن خطل وهومتعلق بأستار الكعبة) .
وهذا باطل من وجهين:
أحدهما: أن القرآن لا ينسخ إلا القرآن، ولو أجزنا نسخه بالسنة لاحتجنا إلى أن نعتبر في نقل ذلك الناسخ ما اعتبرنا في نقل المنسوخ، وطريق الرواية لا يثبت ثبوت القرآن.
والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين أنه إنما خص بالإباحة في ساعة من نهار، والتخصيص ليس بنسخ، لأن النسخ ما رفع الحكم على الدوام كما كان ثبوت حكم المنسوخ على الدوام.(2/30)
فالحديث دال على التخصيص لا على النسخ، ثم إنما يكون النسخ مع تضاد اجتماع الناسخ والمنسوخ، وقد أمكن الجمع بين ما ادعوه ناسخاً ومنسوخاً وصح العمل بهما فيكون قوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} وقوله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} في غير الحرم بدليل قوله: {وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} وكذلك قوله: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} أي: في غير الحرم بدليل قوله عقب ذلك {وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ}.ولوجاز قتلهم في الحرم لم يحتج إلى ذكر الإخراج، فقد بان مما أوضحنا إحكام الآية وانتفى النسخ عنها .
ذكر الآية الثامنة عشرة: قوله تعالى: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
اختلف المفسرون في المراد بهذا الانتهاء على قولين:
أحدهما: أنه الانتهاء عن الكفر .
والثاني: عن قتال المسلمين لا عن الكفر فعلى القول الأوّل الآية محكمة والثاني يختلف في المعنى فمن المفسرين من يقول: {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} إذ لم يأمركم بقتالهم في الحرم بل يخرجون منه على ما ذكرنا في الآية التي قبلها فلا يكون نسخ أيضاً.
ومنهم من يقول: المعنى اعفوا عنهم وارحموهم، فيكون لفظ الآية لفظ خبر ومعناه: الأمر بالرحمة لهم والعفو عنهم، وهذا منسوخ بآية السيف .
ذكر الآية التاسعة عشرة: قوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} .
اختلف العلماء هل في هذه الآية منسوخ أم لا على قولين:
أحدهما: أن فيها منسوخاً. واختلف أرباب هذا القول فيه على قولين:(2/31)
أحدهما: أنه قوله: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ} قالوا: وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر في ذي القعدة فصده المشركون عن أداء عمرته فقضاها في السنة الثانية في ذي القعدة فاقتضى هذا، أن من فاته أداء ما وجب عليه بالإحرام الذي عقده في الأشهر الحرم أن يجب عليه قضاؤه في مثل ذلك الشهر الحرام، ثم نسخ ذلك وجعل له قضاؤه أي وقت شاء، إما في مثل ذلك الشهر أو غيره. قال شيخنا علي بن عبيد الله: وممن حكي ذلك عنه عطاء.
قلت: وهذا القول لا يعرف عن عطاء ولا يشترط أحد من الفقهاء المشهورين على من منع من عمرته أو أفسدها أن يقضيها في مثل ذلك الشهر.
والثاني: أنه قوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} .
ثم اختلف أرباب هذا القول في معنى الكلام ووجه نسخه على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن هذا نزل بمكة، والمسلمون قليل ليس لهم سلطان يقهرون به المشركين، وكان المشركون يتعاطونهم بالشتم والأذى فأمر الله تعالى المسلمين أن يأتوا إليهم مثل ما أتوا إليهم أو يعفوا ويصبروا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأعز الله سلطانه نسخ ما كان تقدم من ذلك، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما .
والثاني: أنه كان في أوّل الأمر إذا اعتدى على الإنسان فله أن يقتص لنفسه بنفسه من غير مرافعة إلى سلطان المسلمين ثم نسخ ذلك بوجوب الرجوع إلى السلطان في إقامة الحدود والقصاص. قال شيخنا وممن حكي ذلك عنه ابن عباس رضي الله عنهما.
قلت: وهذا لا يثبت عن ابن عباس ولا يعرف له صحة، فإن الناس ما زالوا يرجعون إلى رؤسائهم وسلاطينهم في الجاهلية والإسلام إلا أنه لو أن إنساناً استوفى حق نفسه من خصيمه من غير سلطان أجزأ ذلك ، وهل يجوز له ذلك؟ فيه روايتان عن أحمد.(2/32)
والثالث: أن معنى الآية فمن اعتدى عليكم في الشهر الحرام فاعتدوا عليه فيه ثم نسخ ذلك، وهذا مذكور عن مجاهد، ولا يثبت ولو ثبت كان مردوداً، بأن دفع الاعتداء جائز في جميع الأزمنة عند جميع العلماء، وهذا حكم غير منسوخ، والصحيح في هذه الآية أنها محكمة غير منسوخة . فأما أولها فإن المشركين لما منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخول مكة في شهر حرام اقتصر لنبيه عليه السلام بإدخاله مكة في شهر حرام.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، قال: أبنا أحمد بن الحسن بن خيرون وأبو ظاهر الباقلاوي، قال: أبنا أبو علي بن شاذان، قال: أبنا أحمد بن كامل القاضي، قال: أبنا محمد بن سعد العوفي، قال: حدثني أبي قال. حدثني عمي الحسين بن حسن بن عطية، قال: حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون حبسوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة عن البيت ففخروا عليه بذلك فرجعه الله في ذي القعدة فأدخله البيت الحرام فاقتص له منهم .
فأما قوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} فقال سعيد بن جبير: كان المشركون قد عاهدوه يوم الحديبية أن يخلوا له مكة ولأصحابه العام المقبل ثلاثة أيام، فلما جاء العام الذي كان الشرط بينهما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه محرمين بعمرة فخافوا، أن لا (يوف) لهم المشركون بما شرطوا وأن يقتلوهم عند المسجد الحرام، وكره المسلمون القتال في شهر حرام وبلد حرام فنزلت {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} أي: من قاتلكم من المشركين في الحرم فقاتلوه .
فإن قال قائل: فكيف يسمى الجزاء اعتداء؟
فالجواب: أن صورة الفعلين واحدة وإن اختلف حكماهما.
قال الزجاج: والعرب تقول: ظلمني فلا]ن فظلمته: أي: جازيته بظلمه، وجهل علي فجهلت عليه، أي جازيته بجهله.
قلت: فقد بان بماذكرنا أن الآية محكمة ولا وجه لدخولها في المنسوخ أصلاً .(2/33)
ذكر الآية العشرين: قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} .
اختلف المفسرون في المراد بإتمامها على خمسة أقوال:
(أحدها): أن يحرم بهما من دويرة أهله، قاله علي وسعيد ابن جبير وطاوس .
والثاني: الإتيان بما أمر الله به فيهما. قاله مجاهد .
والثالث: إفراد كل واحد عن الآخر. قاله الحسن وعطاء .
والرابع: أن لا يفسخهما بعد الشروع فيهما، رواه عطاء عن
ابن عباس .
والخامس: أن يخرج قاصداً لهما لا يقصد شيئاً آخر من تجارة أوغيرها وهذا القول فيه بعد. وقد ادعى بعض العلماء على قائله أنه يزعم أن الآية نسخت بقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} .
والصحيح في تفسير الآية ما قاله ابن عباس، وهو محمول على النهي عن فسخهما لغير عذر أو قصد صحيح، وليست هذه الآية بداخلة في المنسوخ أصلاً .
ذكر الآية الحادية والعشرين: قوله تعالى: {وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}
ذكر بعض المفسرين أن هذا الكلام اقتضى تحريم حلق الشعر، سواء وجد به أذى أو لم يوجد ولم يزل الأمر على ذلك حتى رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم (كعب ابن عجرة) .والقمل يتناثر على وجهه، فقال: ( أتجد) شاة فقال. لا. فنزلت: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} والمعنى: فحلق ففدية. فاقتضى هذا الكلام إباحة حلق الشعر عند الأذى مع الفدية وصار ناسخاً لتحريمه المتقدم.
قلت: وفي هذا بعد من وجهين:
أحدهما: أنه يحتاج أن يثبت أن نزول قوله: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً} تأخر عن نزول أول الآية ولا يثبت هذا. والظاهر نزول الآية في مرة، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم "أتجد شاة" والشاة هي النسك المذكور في قوله: {أَوْ نُسُكٍ}.(2/34)
والثاني: إنا لو قدرنا نزوله متأخراً فلا يكون نسخاً، [لأنه قد بان بذكر العذر أن الكلام] الأول لمن لا عذر له، فصار التقدير: ولا تحلقوا رؤسكم إلا أن يكون منكم مريض أو من يؤذيه هوامه فلا ناسخ ولا منسوخ .
ذكر الآية الثانية والعشرين: قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} .
اختلفوا: هل هذه منسوخة أم محكمة؟
روى السدي عن أشياخه أنه يوم نزلت هذه لم تكن زكاة، وإنما هي نفقة الرجل على أهله، والصدقة يتصدقون بها فنسختها الزكاة وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نسخت هذه بآية الصدقات في براءة .
وروى أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نسخ منها الصدقة على الوالدين وصارت الصدقة لغيرهم الذين لا يرثون من الفقراء والمساكين والأقربين وقد قال الحسن البصري، والمراد بها التطوع على من لا يجوز إعطاؤه الزكاة، كالوالدين والمولودين وهي غير منسوخة، وقال ابن زيد هي في النوافل وهم أحق بفضلك .
قلت: من قال بنسخها ادعى أنه وجب عليهم أن ينفقوا فسألوا عن وجوه الإنفاق فدلوا على ذلك وهذا يحتاج إلى نقل، والتحقيق أن الآية عامة في الفرض والتطوع فحكمها ثابت غير منسوخ، لأن ما يجب من النفقة على الوالدين والأقربين إذا كانوا فقراء لم ينسخ بالزكاة، وما يتطوع به لم ينسخ بالزكاة وقد قامت الدلالة على أن الزكاة لا تصرف إلى الوالدين والولد، وهذه الآية بالتطوع أشبه، لأن ظاهرها أنهم طلبوا بيان الفضل في إخراج الفضل (فبينت) لهم وجوه الفضل .
ذكر الآية الثالثة والعشرين: قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} .
اختلفوا في هذه الآية هل هي منسوخة أومحكمة؟
فقال قوم: هي منسوخة لأنها تقتضي وجوب القتال على الكل؛ لأن الكل خوطبوا بها، وكتب بمعنى فرض .
قال ابن جريج سألت عطاء، أواجب الغزو على الناس من أجل هذه الآية؟ فقال: لا، إنما كتب على أولئك حينئذٍ .(2/35)
وقال ابن أبي نجيح سألت مجاهداً (هل الغزو واجب على الناس؟) فقال: لا. إنما كتب عليهم يومئذٍ .
وقد اختلف أرباب هذا القول في ناسخها على قولين:
أحدهما: أنه قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} قاله عكرمة .
والثاني: قوله: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} وقد زعم بعضهم أنها ناسخة من وجه، ومنسوخة من وجه، وذلك أن الجهاد كان على ئلاث طبقات:
الأولى: المنع من القتال، وذلك مفهوم من قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} فنسخت بهذ الآية ووجب بها التعين على الكل، وساعدها قوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} ثم استقر الأمر على أنه إذا قام بالجهاد قوم سقط على الباقين بقوله تعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} .
والصحيح أن قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} محكم وأن فرض الجهاد لازم للكل، إلا أنه من فروض الكفايات، إذا قام به قوم سقط عن الباقين فلا وجه للنسخ) .
ذكر الآية الرابعة والعشرين: قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}
سبب سؤالهم عن هذا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فقتلوا عمرو ابن الحضرمي في أول ليلة من رجب فعيرهم المشركون بذلك فنزلت هذه الآية وهي تقتضي تحريم القتال في الشهر الحرام، لقوله: {قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما لا يحل .
وفي رواية أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما عظم العقوبة وهذا إقرار لهم على ما كانوا عليه في الجاهلية فإنهم كانوا يحرمون القتال في الأشهر الحرم.(2/36)
أخبرنا أبو الحسن الأنصاري ، قال: أبنا عبد الله بن علي الأبنوسي، قال: أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، قال: أبنا بن شاهين، قال: بنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: بنا محمد بن توبة العنبري، قال: أبنا أزهر بن سعد، قال: بنا ابن عون، قال: قال: أبو رجاء العطاردي : كان إذا دخل شهر رجب قالوا: قد جاء منصل الأسنة فيعمد أحدهم إلى سنان رمحه فيخلعه ويدفعه إلى النساء، فيقول: أشدُن هذا في عكومكن فلو مر أحدنا على قاتل أبيه لم يوقظه .
قلت: واختلف العلماء هل هذا التحريم باق أم نسخ؟
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا ابن بشران، قالت بنا الكاذي قال: بنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال (بنا) حجاج عن ابن جريج،قال:قلت لعطاء: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} ما لهم إذ ذاك لا يحل لهم أن يغزو أهل الشرك في الشهر الحرام ثم غزوهم فيه بعد فحلف لي بالله، ما يحل للناس الآن أن يغزو في الحرم ولا في الشهر الحرام إلا أن يقاتلوا فيه (أو يغزو) وما نسخت .
وروى (عبد خير) عن علي عليه السلام في قوله: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} قال: نسختها {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} .
وقال سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار وسائر علماء الأمصار أن القتال في الشهر الحرام جائز فإدن هذه الآية منسوخة بقوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} وقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخر} .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا أبو الفضل البقال قال: أبنا ابن بشران قال: أبنا إسحاق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: بنا عبد الرازق عن معمر قال: قال الزهري: كان النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام ثم أحل له بعد .(2/37)
ذكر الآية الخامسة والعشرين: قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} .
اختلف العلماء في هذه الآية: فقال قوم: إنها تضمنت ذم الخمر (لا تحريمها) وهو مذهب ابن عباس وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة .
وقال آخرون: بل تضمنت تحريمها، وهو مذهب الحسن وعطاء .
فأمّا قوله تعالى: {وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} فيتجاذبه أرباب القولين، فأما أصحاب القول الأوّل فإنهم قالوا إثمهما بعد التحريم أكبر من نفعهما قبله .
وقال أصحاب القول الثاني: إثمهما قبل التحريم أكبر من نفعهما حينئذٍ أيضاً لأن الإثم الحادث عن شربها من ترك الصلاة والإفساد الواقع عن السكر لا يوازي منفعتها الحاصلة من لذة أو بيع ولما كان الأمر محتملاً للتأويل، قال عمربن الخطاب بعد نزول هذه الآية: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، وعلى القول الأول يتوجه النسخ بقوله تعالى فا [جتبوه] .
ذكر الآية السادسة والعشرين: قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}
فالمراد بهذا الإنفاق ثلاثة أ أقوال:
أحدها: أنه الصدقة والعفو ما يفضل عن الإنسان.
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أبنا أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر الباقلاوي، قالا: أبنا أبو علي بن شاذان، قال: أبنا أحمد بن كامل قال: أبنا محمد بن (إسماعيل بن) سعد قال حدثني أبي، قال حدثني عمي، قال: حدثني أبي عن جدي، عن ابن عباس رضي الله عنهما (قل العفوا) قال ما أتوك به من شيء قليل أو كثير فاقبله منهم لم يفرض فيه فريضة معلومة، ثم نزلت بعد ذلك الفرائض مسماة ، وقد قيل: إن المراد بهذه الصدقة الزكاة.(2/38)
أخبرنا محمد بن عبد الله بن حبيب، قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا عبد الصمد، قال: أبنا عبد الله بن حموية، قال: أبنا إبراهيم بن خريم، قال: أبنا عبد الحميد، قال: بنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: العفو: الصدقة المفروضة .
والقول الثاني: [ أنه كان فرض عليهم قبل الزكاة أن ينفقوا ما يفضل عنهم، فكان أهل (المكاسب) يأخذون قدر ما يكفيهم من نصيبهم، ويتصدقون بالباقي، وأهل الذهب والفضة يأخذون قدر ما يكفيهم في تجار = تهم ويتصدقون = بالباقي، ذكره بعض المفسرين.
والثالث: أنها نفقة التطوع، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حثهم على الصدقة (ورغبهم بها قالوا: ماذا ننفق؟ وعلى من ننفق؟ فنزلت هذه الآية) .
قال مقاتل بن حيان في قوله: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} قال: هي النفقة في التطوع، فكان الرجل يمسك من ماله ما يكفيه سنة ويتصدق بسائره، وإن كان ممن يعمل بيديه أمسك ما يكفيه يوماً ويتصدق بسائره وإن كان من أصحاب الحقل والزرع أمسك ما يكفيه سنة وتصدق (بسائره) فاشتد ذلك على المسلمين فنسختها آية الزكاة.
قلت: فعلى هذا القول، معنى قوله: اشتد ذلك على المسلمين، أي: صعب ما ألزموا نفوسهم به، فإن قلنا إن هذه النفقة نافلة أو هي الزكاة فالآية محكمة، وإن قلنا إنها نفقة فرضت قبل الزكاة فهي منسوخة بآية الزكاة والأظهر أنها في الإنفاق في المندوب إليه .
ذكر الآية السابعة والعشرين: قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنّ} .
اختلف المفسرون في المراد بالمشركات هاهنا على قولين:
أحدهما: أنهن الوثنيات.(2/39)
أخبرنا أبو بكر بن حبيب العامري قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا محمد بن عبد الصمد، قال: أبنا عبد الله بن أحمد، قال: أبنا إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قال: بنا قبيصة عن سفيان عن حماد، قال: سألت إبراهيم عن تزويج اليهودية والنصرانية، قال: لا بأس به فقلت: أليس الله تعالى يقول: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنّ}؟ قال: إنما ذلك المجوسيات وأهل الأوثان .
قال عبد الحميد: حدثنا يونس عن سفيان عن قتادة {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنّ} قال: المشركات العرب اللاتي ليس لهن كتاب يقرأنه قال سعيدبن جبير: هن المجوسيات وعابدات الأوثان .
والثاني: أنه عام في الكتابيات وغيرهن من الكافرات، فالكل مشركات، وافترق أرباب هذا القول على قولين:
[أحدهما] (إن هذا القدر من الآية نسخ بقوله تعالى:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} .
فأخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا ابن بشران، قال: أبنا إسحق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: أبنا إبراهيم بن إسحق الطالقاني، قال بنا ابن مبارك عن يونس عن الزهري {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنّ} ثم أحل نكاح المحصنات من أهل الكتاب فلم ينسخ من هذه الآية غير ذلك فنكاح كل مشرك سوى نساء أهل الكتاب حرام .
والثاني: أن قوله: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ} لفظ عام خص منه الكتابيات بآية المائدة وهذا تخصيص لا نسخ . وعلى هذا الفقهاء وهو الصحيح.
وقد زعم قوم أن أهل الكتاب ليسوا مشركين، وهذا فاسد، لأنهم قالوا عزير بن الله) والمسيح بن الله فهم بذلك مشركون .
ذكر الآية الثامنة والعشرين: قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً} .(2/40)
توهم قوم قل علمهم أن هذه الآية منسوخة، فقالوا: هي تقتضي مجانبة الحائض على الإطلاق كما يفعله اليهود، ثم نسخت بالسنة، وهو ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أباح الاستمتاع بالحائض إلا النكاح، وكان صلى الله عليه وسلم (يستمتع) من الحائض بما دون الإزار . وهذا ظن منهم فاسد، لأنه لا خلاف بين الآية والأحاديث.
قال أحمد بن حنبل: المحيض موضع الدم ويوضح هذا التعليل للنهي بأنه أذى فخص المنع مكان الأذى ثم لو كانت الأحاديث تضاد الآية قدمت الآية، لما بينا في أول الكتاب من أن الناسخ ينبغي من أن يشابه المنسوخ في قوته والقرآن أقوى من السنة .
ذكر الآية التاسعة والعشرين: قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} .
قد ذهب جماعة من القدماء إلى أن في هذه الآية منسوخاً ثم اختلفوا في المنسوخ منها على قولين:
أحدهما: أنه قوله: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}.
قالوا: فكان يجب على كل مطلقة أن تعتد ثلاثة قروء فنسخ من ذلك حكم الحامل بقوله: {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} . ونسخ حكم (الآيسة) والصغيرة من ذلك بقوله: {وَاللاّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاّئِي لَمْ يَحِضْنَ} ونسخ حكم المطلقة قبل الدخول بقوله: {إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} .
وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة إلا أن ابن عباس استثنى ولفظ قتادة [نسخ] .(2/41)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا أبو الفضل البقال، قال: أبنا أبو الحسين بن بشران، قال: أبنا إسحاق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: بنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة، {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} قال: فجعل عدة المطلقة ثلاث حيض، ثم نسخ منها التي لم يدخل بها فقال: {إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} فهذه ليس لها عدة، وقد نسخ من الثلاثة قروء، امرأتان، فقال: {وَاللاّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} فهذه العجوز التي لا تحيض عدتها ثلاثة أشهر، ونسخ من الثلاثة قروء الحامل فقال: {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} .
والقول الثاني:إن أوّل الآية محكم وإنما المنسوخ منها قوله: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} .
قالوا: فكان الرجل إذا طلق ارتجع،، سواء كان الطلاق ثلاثاً أو دون ذلك فنسخ هذا بقوله {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} .
واعلم: أن القول الصحيح المعتمد عليه أن هذه الآية كلها محكمة، لأن أولها عام في المطلقات، وما ورد في الحامل والآيسة والصغيرة فهو مخصوص من جملة العموم وليس على سبيل النسخ. وأما الارتجاع فإن الرجعية زوجة، ولهذا قال: {وَبُعُولَتُهُنَّ} ثم بيّن الطلاق الذي يجوز منه الرجعة،فقال:{الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} إلى قوله{فَإِنْ طَلَّقَهَا} يعني:الثلاثة{فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} .
ذكر الآية الثلاثين: قوله تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} .
قد زعم قوم: أن هذه الآية نسخت ما كانوا عليه، من أن أحدهم كان يطلق ما شاء.(2/42)
أخبرنا ابن ناصر، قال: بنا علي بن أيوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال: بنا أبو بكر النجاد، قال: بنا أبو داود السجستاني، قال: بنا أحمد بن محمّد، قال: بنا علي بن الحسين عن أبيه عن (يزيد) النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الرجل إذا طلق امرأته، فهو أحق برجعتها وإن طلقها ثلاثاً فنسخ الله ذلك،فقال:{الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} الآية .
وروى سعيد عن قتادة في قوله تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} قال: فنسخ هذا ما كان قبله وجعل الله حد الطلاق ثلاثاً .
قلت: وهذا يجوز في الكلام يريدون به تغيير تلك الحال وإلا فالتحقيق أن هذا لا يقال فيه ناسخ ولا منسوخ وإنما هو ابتداء شرع وإبطال لحكم العادة.
وزعم آخرون: أن هذه الآية لما اقتضت إباحة الطلاق على الإطلاق من غير تعيين زمان، نزل قوله: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنّ} أي: من قبل عدتهن وذلك أن تطلق المرأة في زمان طهرها لتستقبل الاعتداد بالحيض .
وهذا قول من لا يفهم الناسخ والمنسوخ، وإنما أطلق الطلاق في هذه الآية وبين في الأخرى كيف ينبغي أن يوقع. ثم إن الطلاق واقع، وإن طلقها في زمان الحيض، فعلم أنه تعليم أدب والصحيح أن الآية محكمة .
ذكر الآية الحادية والثلاثين: قوله تعالى: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} .
هذه الآية مبينة لحكم الخلع ولا تكاد تقع الفرقة بين الزوجين إلا بعد فساد الحال، ولذلك علق القرآن جوازه مخافة تركهما القيام بالحدود، وهذا أمر ثابت والآية محكمة عند عامة العلماء.(2/43)
إلا أنه قد أخبرنا إسماعيل ابن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال قال: أبنا أبو الحسين بن بشران، قال: أبنا إسحاق ابن أحمد الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: بنا حماد بن خالد الخياط، قال: بنا عقبة بن أبي الصهباء ، (قال: سألت بكر بن عبد الله) عن رجل سألته (امرأته) الخلع؟ فقال: لا يحل له أن يأخذ منها شيئاً، قلت له: يقول الله عزوجل: {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} الآية؟ قال: نسخت، قلت: فأين جعلت؟ قال: في سورة النساء {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً} .
قلت: وهذا قول (بعيد) من وجهين:
أحدهما: أن المفسرين قالوا في قوله تعالى {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ} نزلت في الرجل يريد أن يفارق امرأته ويكره أن يصل إليها ما فرض لها من المهر فلا يزال يتبعها بالأذى حتى ترد عليه ما أعطاها لتخلص منه. فنهى الله تعالى عن ذلك، فأما آية الخلع فلا تعلق لها بشيء من ذلك.
والثاني: أن قوله: {فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً} إذا كان النشوز من قبله، وأراد استبدال غيرها، وقوله: {فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} إذا كان النشوز من قبلها فلا وجه للنسخ.
وقد ذكر السدي في هذه الآية نسخاً من وجه آخر فقال:قوله{وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً} منسوخ بالاستثناء وهوقوله: {إِلاّ أَنْ يَخَافَا} .
قلت: وهذا من أرذل الأقوال، لأن الاستثناء إخراج بعض ما شمله اللفظ وليس بنسخ .
ذكر الآية الثانية والثلاثين: قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} .(2/44)
عامة أهل العلم على أن هذا الكلام محكم، والمقصود منه بيان (مدة) الرضاع، ويتعلق بهذه (المدة) أحكام الرضاع . وذهب قوم من القراء إلى أنه منسوخ بقوله: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً} قالوا فنسخ تمام الحولين باتفاقهما على ما دون ذلك وهذا ليس بشيء، لأن الله تعالى قال: {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}، فلما قال: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً} خير بين الإرادتين (فلا تعارض) .
وفي الآية موضع آخروهو قوله تعالى:{وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} .
اختلفوا في الوارث:
فقال بعضهم: هو وارث المولود .
وقال بعضهم: هو وارث الوالد .
وقال بعضهم: المراد بالوارث، الباقي من والدي الولد بعد وفاة
الآخر .
وقيل: المراد بالوارث الصبي نفسه، عليه لأمه مثل ما كان على أبيه لها من (الكسوة) والنفقة .
وقيل: بل على الوارث أن لا يضار .
واعلم: أن قول من قال: الوارث الصبي والنفقة عليه لا ينافي قول من قال: المراد بالوارث وارث الصبي لأن النفقة إنما تجب على الوارث إذا ثبت إعسار المنفق عليه ، وقال مالك بن أنس: لا يلزم الرجل نفقة أخ ولا ذي قرابة، ولا ذي رحم منه. (قال) وقول الله عزوجل: {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} منسوخ ولم يبين مالك ما الناسخ .
قال أبو جعفر النحاس ويشبه أن يكون الناسخ عنده أنه لما أوجب الله عزوجل للمتوفى عنها زوجها من مال المتوفى نفقة حول والسكنى ثم نسخ ذلك ورفعه نسخ ذلك أيضاً عن الوا رث .
ذكر الآية الثالثة والثلاثين: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} .(2/45)
قال المفسرون: كان أهل الجاهلية إذا مات أحدهم مكثت زوجته في بيته حولاً ينفق عليها من ميراثه فإذا تم الحول خرجت إلى باب بيتها ومعها بعرة فرمت بها كلباً، وخرجت بذلك من عدتها وكان معنى رميها بالبعرة: أنها تقول مكثي بعد وفاة زوجي أهون عندي من هذه البعرة . ثم جاء الإسلام فأقرهم على ماكانوا عليه من مكث الحول بهذه الآية ثم نسخ ذلك بالآية المتقدمة في نظم القرآن على هذه الآية. وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} ونسخ الأمر بالوصية لها بما فرض لها من ميراثه وهذا مجموع (قول) الجماعة.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله البقال: قال، أبنا أبو الحسين بن بشران، قال: أبنا إسحاق بن أحمد الكاذي، فال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال: بنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} فكان للمتوفي زوجها نفقتها وسكناها في الدار سنة فنسخها آية الميراث فجعل لهن الربع والثمن مما ترك الزوج .
وقال أحمد: وحدثنا عبد الصمد عن همام عن قتادة {مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ} فنسختها {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} فنسخت ما كان قبلها من أمر النفقة في الحول ونسخت الفريضة الثمن والربع ما كان قبلها من نققة (في الحول) .(2/46)
قال أحمد: وحدثنا محمد بن [ جعفر ] الوركاني، قال بنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ} قال: نسختها {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} .
قال أحمد: وحدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء (وصية لأزواجهم) قال: كانت المرأة في الجاهلية تعطى سكنى سنة من يوم توفي زوجها [فنسختها (أربعة أشهر وعشراً]) .
وعن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت إبراهيم قال: هي منسوخة .
قال أحمد: وحدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة {وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ} قال: كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها كان لها السكنى والنفقة حولاً من ماله مالم تخرج من بيته ثم نسخ ذلك بقوله: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} .
ذكر الآية الرابعة والثلاثين: قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} .
اختلف العلماء هل هذا القدر من الآية محكم أومنسوخ.
فذهب قوم إلى أنه محكم، ثم اختلفوا في وجه إحكامه على قولين:
أحدهما: أنه من العام المخصوص وأنه خص منه أهل الكتاب فإنهم لا يكرهون على الإسلام بل يخيرون بينه وبين أداء الجزية وهذا المعنى مروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة.(2/47)
وكان السبب في نزول هذه الآية ما أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا ابن بشران، قال: أبنا إسحق الكاذي، قال: أبنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي، قال: بنا علي بن عاصم قال: بنا داود بن أبي هند عن عامر، قال: كانت المرأة في الأنصار إذا كانت لا يعيش لها ولد تدعى المقلاة، فكانت المرأة إذا كانت كذلك نذرت إن هي أعاشت ولداً تصبغه يهودياً، فأدرك الإسلام طوائف من أولاد الأنصار - وهم كذلك - فقالوا إنما صبغناهم يهوداً ونحن نرى أن اليهود خير من (عباد) الأوثان. فإما إذ جاء الله بالإسلام فإنا نكرههم على الإسلام، فأنزل الله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}.
قال أحمد، وحدثنا حسن، قال: بنا أبو هلال، قال بنا داود، قال: قال (عامر) {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} كانت تكون المرأة مقلاة في الجاهلية لا يعيش لها ولد فكانت تنذر الله عليها، إن عاش لها ولد لتسلمنه في خير دين تعلمه، ولم يكن في الجاهلية دين أفضل من اليهودية فتسلمه في اليهودية فلما جاء الله بالإسلام قالوا: يانبي الله كنا لا نعلم أو لا نرى أن ديناً أفضل من اليهودية، فلما جاء الله بالإسلام نرتجعهم،فأنزل الله عزوجل {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} لا تكرهوهم ولا ترتجعوهم .
قال أحمد: (وبنا) وكيع، قال: بنا سفيان، عن خصيف عن مجاهد، قال: كان ناس مسترضعون في بني قريظة فأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام فنزلت: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} .
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أبنا ابن جبرون، وأبو ظاهر الباقلاوي، قالا: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا ابن كامل (قال) بنا محمد ابن (سعد) قال: أخبرني أبي، قال: حدثني عمي عن أبيه عن جده عن ابن عباس رضي الله عنهما {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: وذلك لما دخل الناس في الإسلام وأعطى أهل الكتاب الجزية .(2/48)
والثاني: (أن المراد به) ليس الدين ما يدين به في الظاهر على جهة الإكراه عليه ولم يشهد به القلب وينطوي عليه الضمائر، إنما الدين هو المعتقد بالقلب، وهذا قول أبي بكر بن الأنباري .
والقول الثاني: أنه منسوخ، (لأن هذه الآية) نزلت قبل الأمر بالقتال ثم نسخت بآية السيف، وهذا قول الضحاك والسدي وابن زيد.
أخبرنا ابن ناصر، قال: أبنا ابن أيوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا أبو بكر النجاد، قال: أبنا أبو داود قال: بنا جعفر بن محمد قال: بنا عمرو بن طلحة (القناد) قال: بنا أسباط بن نصر عن إسماعيل السدي فأسنده إلى من فوقه {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال نسخ وأمر بقتال أهل الكتاب في براءة.
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسن بن قريش، قال: أبنا أبو إسحاق البرمكي قال: أبنا محمد بن إسماعيل بن العباس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا حمر بن نوح، قال بنا أبو معاذ قال: بنا أبو مصلح، عن الضحاك {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: نزلت هذه الآية قبل أن يؤمر بالقتال قال أبو بكر: وذكر المسيب [بن واضح عن بقية] بن الوليد عن عتبة بن أبي حكيم عن سليمان بن موسى قال: هذه الآية منسوخة {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} نسختها: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} .
ذكر الآية الخامسة والثلاثين: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} .
هذه الآية تتضمن الأمر بإثبات الدين في كتاب وإثبات الشهادة في البيع والدين.
واختلف العلماء هل هذا أمر وجوب أم استحباب، فذهب الجمهور إلى أنه أمر ندب واستحباب.(2/49)
أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر، قال: أبنا أبو محمد الجوهري، قال: أبنا محمد بن المظفر، قال: أبنا علي بن إسماعيل، قال: أبنا أبو حفص عمر وابن علي قال: بنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يقول: سألت الحسن عن الرجل يبيع ولا يشهد فقال: أليس قد قال الله عزوجل: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} .
قال أبو حفص: وحدثنا يزيد بن (زريع) قال: بنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال: "إن شاء أشهد".
وأخبرنا ابن الحصين، قال: أبنا أبو طالب بن غيلان، قال: أبنا أبو بكر الشافعي، قال: أبنا إسحاق بن ميمون، قال: بنا موسى بن مسعود، قال: بنا الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: إن شاء أشهد وإن شاء لم يشهد ثم قرأ {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} فعلى هذا القول (الآية محكمة).
وذهب آخرون) إلى أن الكتابة والإشهاد واجبان وهو مروي عن ابن عمر وأبي موسى ومجاهد وعطاء وابن سيرين والضحاك وأبي قلابة والحكم وابن زيد في آخرين .
ثم اختلف أرباب هذا القول هل نسخ أم لا؟
فذهب قوم منهم عطاء وإبراهيم إلى أنه لم ينسخ.
وذهب آخرون منهم أبو سعيد الخدري والشعبي وابن زيد إلى أنه نسخ بقوله: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً}.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزاز قال: أبنا أبو محمد الجوهري، قال: أبنا محمد بن المظفر، قال: بنا علي بن إسماعيل بن حماد، قال: أبنا أبو حفص عمرو بن علي قال: بنا محمد بن مروان، قال: بنا عبد الملك بن أبي (نضرة) عن أبيه عن أبي سعيد، أنه قرأ هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} حتى بلغ {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} قال: "هذه نسخت ما قبلها" .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا ابن بشران، قال: أبنا إسحاق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: بنا عفان، قال: بنا عبد الوارث.(2/50)
وأخبرنا محمد بن أبي القاسم، قال: بنا أحمد بن أحمد، قال: بنا أبو نعيم الحافظ، قال: أبنا أحمد بن إسحاق قال: بنا أبو يحيى الرازي، قال: بنا عبد الرحمن بن عمر، قال: بنا عبد الرحمن بن مهدي قال بنا محمد بن دينار كلاهما عن يؤنس عن الحسن {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} قال: نسختها {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} .
قلت: وهذا ليس بنسخ، لأن الناسخ (ينافي) المنسوخ ولم يقل ههنا فلا تكتبوا، ولا تشهدوا، وإنما بين التسهيل في ذلك ولوكان مثل هذا ناسخاً لكان قوله: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} ناسخاً للوضوء بالماء، وقوله: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ} ناسخاً قوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} والصحيح أنه ليس ههنا نسخ وأنه أمر ندب.
وقد اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرس الذي شهد فيه خزيمة (بلا) إشهاد .
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا أبو إسحق البرمكي، قال: أبنا محمد بن إسماعيل بن العباس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا محمد بن بشار، قال: بنا محمد، قال: بنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة عن أبي موسى. قال: "ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم..."
أحدهم: رجل كان له على رجل دين فلم يشهد عليه .
ذكر الآية السادسة والثلاثين: قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ} .
أما إبداء ما في النفس فإنه العمل بما أضمره العبد أو نطق به، وهذا مما يحاسب عليه العبد، ويؤاخذ به.
فأما ما يخفيه في نفسه فاختلف العلماء في المراد بالمخفي في هذه الآية على قولهم:
أحدهما: أنه عام في جميع المخفيات. وهو قول الأكثرين.
ثم اختلفوا هل هذا الحكم ثابت في المؤاخذة أم منسوخ؟ على قولين:
أحدهما: أنه منسوخ بقوله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} . هذا قول علي وابن مسعود في آخرين.(2/51)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله، قال: أبنا ابن بشران، قال: أبنا إسحق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال: بنا عبد العزيز يعني: ابن إبان، قال: بنا إسرائيل عن السدي، عمن سمع علياً رضي الله عنه، قال: نزلت {لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} أحزنتنا وهمتنا فقلنا: يحدث أحدنا نفسه فيحاسب به فلم ندر ما يغفر منه وما لم يغفر، فنزلت بعدها فنسختها {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} .
أخبرنا المبارك بن علي قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا أبو إسحق البرمكي قال: أبنا: محمد بن إسماعيل بن عباس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود قال: بنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، قال: بنا حجاج قال: بنا هشيم عن (سيار) أبي الحكم عن الشعبي عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود، في قوله: {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال نسختها الآية التي تليها: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} .(2/52)
أخبرنا أبو بكر العامري، قال: أبنا أبو عبد الله الطوسي، قال: أبنا علي بن أحمد النيسابوري قال: أبنا عبد القاهر بن ظاهر، قال: أبنا محمّد بن عبد الله بن علي قال: أبنا محمد بن إبراهيم اليوشنجي، قال: أبنا أمية بن بسطام، قال: بنا يزيد بن زريع، قال: بنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لما أنزل الله عزوجل {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} اشتد ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: لوكلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد، والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتريدون) أن تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم - أراه (قال) سمعنا وعصينا - قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (فلما اقترأها) القوم (ذلت) بها ألسنتهم فأنزل الله عزوجل في إثرها {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} الآية كلها، ونسخها الله تعالى فأنزل الله {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} الآية إلى آخرها .
أخبرنا عبد الوهاب، قال: أبنا أبو طاهر الباقلاوي، قال: أبنا ابن شاذان، قال: بنا عبد الرحمن بن الحسن، قال: بنا إبراهيم بن الحسين، قال: بنا آدم. قال: بنا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال:لما نزلت: {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} نسختها الآية التي بعدها {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا}.(2/53)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال قال: أبنا ابن بشران، قال: بنا إسحاق الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، قال بنا علي بن حفص، قال بنا ورقاء عن عطاء ابن السائب عن ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} قال نسخت هذه الآية {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} .
قال أحمد: وحدثنا محمد بن حميد عن سفيان عن آدم عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} شق ذلك على المسلمين، قال: فنزلت: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} فنسختها .
أخبرنا بن ناصر، قال: بنا علي ابن أيوب، قال: أبنا أبو علي بن شاذان، قال: أبنا أبو بكر النجاد، قال: بنا أبو داود السجستاني، قال: بنا أحمد بن محمد بن ثابت، قال: حدثني أبو علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال: نسخت، فقال لله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا}.
أخبرنا المبارك بن علي، قال: بنا أحمد بن الحسين، قال: أبنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أبنا محمد بن إسماعيل بن عباس، قال: بنا أبو بكر ابن أبي داود، قال: بنا علي بن سهل بن المغيرة، قال: بنا عفان، قال: بنا أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نسختها الآية التي بعدها {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} .(2/54)
أخبرنا عبد الوهاب، قال: أبنا عاصم بن الحسن، قال: أبنا أبو عمر بن مهدي، قال: بنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: بنا يعقوب الدورقي، قال: بنا يزيد بن هارون، قال: أبنا سفيان عن الزهري، عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه تلا هذه الآية: {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} فدمعت عيناه فبلغ صنيعه ابن عباس رضي الله عنهما فقال: "يرحم الله أبا عبد الرحمن لقد صنع ما صنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت فنسختها: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} ".
أخبرنا بن الحصين، قال: أبنا ابن المذهب، قال: أبنا أحمد بن جعفر، قال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثتي أبي، قال: بنا عبد الرزاق، قال: بنا معمر عن حميد الأعرج، عن مجاهد، قال: دخلت على ابن عباس، فقلت: "يا ابن عباس كنت عند ابن عمر، فقرأ هذه الآية، فبكى قال: "أية آية؟"
قلت: {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال ابن عباس إن هذه الآية حين أنزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غماً شديداً، وغاظتهم غيظاً شديداً يعني وقالوا: يا رسول الله هلكنا إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا به وبما نعمل به فأما قلوبنا فليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا سمعنا وأطعنا. قالوا: سمعنا وأطعنا، قال: فنسختها هذه الآية {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} إلى {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فتجوز لهم عن حديث النفس وأخذوا بالأعمال .(2/55)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا ابن بشران، قال: بنا إسحاق بن أحمد الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي: قال بنا وكيع، قال: بنا سفيان عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جبير، وعن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم، وعن جابر عن مجاهد، قال: ونسخت هذه الآية {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} نسخت {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} .
قال أحمد: وحدثنا معاوية بن عمرو، قال: بنا زايدة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير، قال: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}، نسخت {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ } .
قال أحمد: وحدثنا يونس قال: بنا حماد يعني: ابن سلمة عن حميد عن الحسن {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال: نسختها {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا}.
قال أحمد: وحدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة قال: نزلت هذه الآية فكبرت عليهم فأنزل الله تعالى بعدها آية فيها تيسير وعافية وتخفيف {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} .
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا أبو إسحق البرمكي قال: أبنا محمد بن إسماعيل الوراق، قال: بنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا زياد بن أيوب، قال: بنا هشيم عن يسار عن الشعبي قال: لما نزلت: {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} كان فيها شدة حتى نزلت الآية التي بعدها {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فنسخت ما قبلها.(2/56)
قال أبو بكر: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال بنا الأسود عن حماد عن يونس عن الحسن {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ } قال: نسختها {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} . وإلى هذا القول ذهبت عائشة رضي الله عنها، وعلي بن الحسين، وابن سيرين وعطاء الخراساني والسدي، وا بن زيد، ومقاتل .
والقول الثاني: أنه لم تنسخ، ثم اختلف أرباب هذا القول على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه ثابت في المؤاخذة على العموم فيؤاخذ به من يشاء ويغفر لمن يشاء. وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً وابن عمر، والحسن واختاره أبو سليمان الدمشقي ، والقاضي أبو يعلى.
والثاني: أن المؤاخذة به واقعة، لكن معناها إطلاع العبد على فعله السيئ.
أخبرنا المبارك بن محلي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا أبو إسحاق البرمكي، قال. أبنا محمد بن إسماعيل بن عباس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا يعقوب بن سفيان، قال: بنا أبو صالح قال: بنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عبهما {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال: هذه الآية (لم تنسخ) ولكن الله عزوجل إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول لهم: إني أخبركم بما أخفيتم في أنفسكم مما (لم يطلع) عليه ملائكتي فأما المؤمنون فيخبرهم ويغفر لهم ما حدثوا به أنفسهم، وهو قوله: {يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} يقول: يخبركم به الله.
وفي رواية أخرى: وأما أهل الشرك والريب فيخبرهم بما أخفوا من التكذيب وهو قوله: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} .
وقال أبو بكر: وحدثنا محمد بن أيوب، قال: بنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: بنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس، قال: هي محكمة لم ينسخها شيء. (يقول) {يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} يقول: يعرفه يوم القيامة أنك أخفيت في صدرك كذا وكذا فلا يؤاخذه .(2/57)
والثالث: أن محاسبة العبد به نزول الغم والحزن والعقوبة والأذى
به في الدنيا، وهذا قول عائشة رضي الله عنها .
والقول الثاني: أنه أمر به خاص في نوع من المخفيات ثم لأرباب هذا القول فيه قولان:
أحدهما: (أنه) في الشهادة والمعنى إن تبدوا بها (الشهود) ما في أنفسكم من كتمان الشهادة أو تخفوه.
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا إسحاق البرمكي، قال: أبنا محمد بن إسماعيل، قال: بنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا زياد بن أيوب.
وأخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أبنا عاصم بن الحسن، قال: أبنا أبو عمر بن مهدي، قال: أبنا أبو عبد الله المحاملي، قال: بنا يعقوب الدورقي.
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد، ابن بشران، قال: بنا الكاذي، قال: قال: أبنا عمربن عبيد الله، قال: أبنا بنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: بنا هشيم، قال: أبنا يزيد بن أبي زيادة، عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ } قال: نزلت في كتمان الشهادة، وإقامتها .
قال أحمد: وحدثنا يونس، قال: بنا حماد عن حميد عن عكرمة، قال: هذه في الشهادة {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} وبهذا قال الشعبي .
والثاني: أنه الشك واليقين.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: (أبنا) عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا ابن بشران قال: بنا إسحاق الكاذي، فال: بنا عبد الله ابن أحمد ابن حنبل، قال: حدثني أبي.
وأخبرنا المبارك بن علي قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا أبو إسحق البرمكي قال: أبنا محمد بن إسماعيل بن عباس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا المؤمل بن هشام (قال) بنا إسماعيل بن علية.(2/58)
وأخبرنا عبد الوهاب، قال: أبنا أبو طاهر الباقلاوي، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا عبد الرحمن بن الحسن، قال: بنا إبرإهيم بن الحسين، قال: بنا آدم، قال: بنا ورقاء كلاهما عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ} من الشك واليقين فعلى هذا الآية محكمة.
قال: ابن الأنباري والذي نختاره أن تكون الآية محكمة لأن النسخ إنما يدخل على الأمر والنهي .
وقال أبو جعفر النحاس: "لا يجوز أن يقع (في) مثل هذه الآية نسخ؛ لأنها خبر، وإنما التأويل أنه لما أنزل الله تعالى: {إن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} اشتد عليهم ووقع في قلوبهم منه شيء عظيم، فنسخ ذلك قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} أي: نسخ ماوقع بقلوبهم، أي: أزاله ورفعه" .
ذكر الآية السابعة والثلاثين: قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} .
اختلفوا في هذه الآية هل هي محكمة أو منسوخة على قولين:
أحدهما: أنها محكمة، وأن الله تعالى إنما يكلف العباد قدر طاقتهم فحسب وهذا مذهب الأكثرين.
والثاني: أنها اقتضت التكليف بمقدار الوسع بحيث لا ينقص منه، فنزل قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} وذلك ينقص عن مقدار الوسع فنسختها .
والقول الأول أصح .
باب ذكر الآيات اللواتي ادّعي عليهن النسخ في سورة آل عمران
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ} .
قد ذهب بعض المفسرين إلى أن هذا الكلام اقتضى الاقتصار على التبليغ دون القتال ثم نسخ بآية السيف وقال بعضهم لما كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على إيمانهم مزعجاً نفسه في الاجتهاد في ذلك سكن جأشه بقوله: {إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ} و{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ} والمعنى: لا تقدر على سوق قلوبهم إلى الصلاح فعلى هذا لا نسخ .(2/59)
ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: {إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} .
قد ذهب قوم إلى أن المراد بالآية اتقاء المشركين أن يوقعوا فتنة أو ما يوجب القتل والفرقة ثم نسخ ذلك بآية السيف .
وليس هذا بشيء، وإنما المراد من الآية جواز اتقائهم إذا أكرهوا المؤمن على الكفر بالقول الذي لا يعتقده وهذا الحكم باقٍ غير منسوخ، وهو المراد بقوله تعالى: {إِلاَّّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإٍِيمَانِ} .
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ قال: أبنا بن خيرون وأبو طاهر الباقلاوي، قالا: أبنا بن شاذان قال: أبنا أحمد بن كامل قال حدثني محمد ابن سعد العوفي قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي، عن أبيه عن جده عن ابن عباس {إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}. والتقية باللسان: من حمل على أمر يتكلم به وهو معصية الله فتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان فإن ذلك لا يضره .
وأخبرنا عبد الوهاب، قال: أبنا أبو طاهر الباقلاوي قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا عبد الرحمن بن الحسن، قال: أبنا إبراهيم بن الحسين، قال: بنا آدم، قال: بنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، {إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} قال: إلا مصانعة في الدين وقد زعم إسماعيل السدي، أن قوله: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} منسوخة بقوله: {إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}.
ومثل هذا ينبغي تنزيه الكتب عن ذكره فضلاً عن ردّه فإنه قول من لا يفهم ما يقول .
ذكر الآية الثالثة والرابعة والخامسة: قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إلى قوله: {يُنْظَرُونَ} .
اختلف المفسرون فيمن نزلت هذه الآيات على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها نزلت في الحارث بن سويد كان قد أسلم ثم ارتد ولحق بقومه. فنزلت فيه هذه الآيات فحملها إليه رجل من قومه فقرأهن عليه فرجع وأسلم، قاله مجاهد .(2/60)
والثاني: أنها نزلت في عشرة آمنوا ثم ارتدوا، ومنهم طعمة ووحوح والحارث بن سويد، فندم منهم الحارث وعاد إلى الإسلام. رواه أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما .
والثالث: أنها نزلت في أهل الكتاب آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ثم كفروا به. رواه عطية عن ابن عباس، وبه قال الحسن .
وقوله: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا} استفهام في معنى الجحد، أي: لا يهديهم الله. وفيه طرف من التوبيخ، كما يقول الرجل لعبده: كيف أحسن إلى من لا يطيعني. أي: لست أفعل ذلك والمعنى: أنه (لا يهدي) من عاند بعد أن بان له الصواب. وهذا محكم لا وجه لدخول النسخ عليه وقد زعم قوم منهم السدي أن هذه الآيات منسوخات بقوله: {إِلاّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}.
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أبنا محمد بن إسماعيل بن العباس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا محمد بن الحسين، قال: بنا أحمد بن المفضل، قال: بنا أسباط عن السدي، {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا} قال: نزلت في الحارث ثم أسلم فنسخها الله عزوجل فقال: {إِلاّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا} .
قلت: وقد بينا فيما تقدم أن الاستثناء ليس بنسخ وإنما هو مبين، أن اللفظ الأول لم يرد به العموم وإنما المراد به من عاند ولم يرجع إلى الحق بعد وضوحه، ويؤكد هذا أن الآيات خبر، والنسخ لا يدخل في الأخبار بحال .
ذكر الآية السادسة: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} .
قال السدي: "هذا الكلام تضمن وجوب الحج على جميع الخلق الغني والفقير والقادر والعاجز، ثم نسخ في حق عادم الاستطاعة بقوله: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}(2/61)
قلت: وهذا قوله قبيح، وإقدام بالرأي الذي لا يستند إلى معرفة اللغة العربية التي نزل بها القرآن على الحكم بنسخ القرآن، وإنما الصحيح ما قاله النحويون كافة في هذه الآية، فإنهم قالوا: (من) بدل من (الناس) وهذا بدل البعض كما يقول ضربت زيداً برأسه، فيصير تقدير الآية: ولله على من استطاع من الناس الحج أن يحج .
ذكر الآية السابعة: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} .
اختلف العلماء هل هذا محكم أو منسوخ على قولين:
أحدهما: أنه منسوب.
أخبرنا أبو بكر بن حبيب العامري، قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا ابن عبد الصمد، قال: أبنا عبد الله بن حموية، قال: أبنا إبراهيم بن خريم، قال: أبنا عبد الحميد، قال: بنا إبراهيم عن أبيه عن عكرمة {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال ابن عباس: فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله عزوجل بعد ذلك {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} .
قال عبد الحميد: وأبنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال: نسختها {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله، قال: أبنا ابن بشران، قال: أبنا إسحاق بن أحمد الكاذي، قال: بنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: بنا عبد الرزاق قال: بنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال:أن يطاع فلا يعصى،ثم نسخها قوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} .(2/62)
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا أبو إسحاق البرمكي، قال: (أبنا محمد) بن إسماعيل بن العباس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا يعقوب بن سفيان، قال: بنا ابن بكير، قال: بنا ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفاً عن المسلمين {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} فنسخت الآية الأولى .
وعن ابن لهيعة عن أبي صخر عن محمد بن كعب {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال: نسختها {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.
قال: أبو بكر: وحدثنا محمد بن الحسين بن أبي حنيف، قال: أبنا أحمد بن المفضل، قال: أبنا أسباط عن السدي قال: "أما حق تقاته: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر فلم (يطق) الناس هذا فنسخها الله عنهم فقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}".
وإلى هنا ذهب الربيع بن أنس، وابن زيد، ومقاتل بن سليمان .
ومن نص هذا القول قال: حق تقاته: هو القيام له بجميع ما يستحقه من طاعة واجتناب معصية، قالوا: هذا أمر تعجز الخلائق عنه، فكيف بالواحد منهم فوجب أن تكون منسوخة وأن تعلق الأمر بالاستطاعة.
ويوضح هذا ما أخبرنا به يحيى بن علي المدير قال: أبنا أبو الحسين بن المنصور قال: أبنا أحمد بن محمد الحرزي، قال: أبنا البغوي، قال: بنا محمد بن بكار، قال: بنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود رضي الله عنه {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال: "أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر" .
والقول الثاني: أنها محكمة.(2/63)
أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش، قال: أبنا إسحاق البرمكي، قال: أبنا محمد بن إسماعيل بن العباس، قال: بنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا يعقوب بن سفيان، قال: بنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال: "لم تنسخ, ولكن حق تقاته: أن تجاهدوا في الله حق جهاده. ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويقوموا لله بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم".
وهذا مذهب طاوس وهو الصحيح .
لأن التقوى: هو اجتناب ما نهى الله عنه، ولم ينه عن شيء ولا أمر به إلا وهو داخل تحت (الطاقة) كما قال عزوجل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} .
فالآيتان متوافقتان، والتقدير: "اتقوا الله حق تقاته ما استطعتم".
فقد فهم الأولون من الآية تكليف ما لا يستطاع فحكموا بالنسخ وقد ردّ عليهم ذلك قوله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا} وإنما قوله حق تقاته، كقوله: حق جهاده، الحق ها هنا بمعنى الحقيقة. ثم إن هفوة المذنب لا تنافي أن يكون مكلفاً للتحفظ، وإنما شرع الاستغفار والتوبة بوقوع الهفوات.
وقال أبو جعفر النحاس: "معنى قول الأولين نسخت هذه الآية أي: أنزلت الأخرى بنسختها وهما واحد، وإلا فهذا لا يجوز أن ينسخ، لأن الناسخ هو المخالف للمنسوخ من جميع جهاته الرافع له المزيل حكمه" .
وقال ابن عقيل: ليست منسوخة، لأن قوله: {مَا اسْتَطَعْتُمْ} بيان لحق تقاته وأنه تحت الطاقة فمن سمى بيان القرآن نسخاً فقد أخطأ.
وهذا في تحقيق الفقهاء يسمى: تفسير مجمل أو بيان مشكل، وذلك أن القوم ظنوا أن ذلك تكليف (ما لا يطاق) فأزال الله إشكالهم. فلو قال: لا تتقوه حق تقاته كان نسخاً، وإنما بيّن أني لم أرد بحق التقاة، ما ليس في الطاقة .
ذكر الآية الثامنة: قوله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاّ أَذىً} .(2/64)
قال جمهور المفسرين: معنى الكلام: لن يضروكم ضراً باقياً في جسد (أو مال) إنما هو شيء يسير سريع الزوال، وتثابون عليه. وهذا لا ينافي الأمر بقتالهم فالآية محكمة على هذا، ويؤكده أنها خبر، والأخبار لا تنسخ.
وقال السدي: الإشارة إلى أهل الكتاب وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم فنسخت بقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ} والأول أصح.
ذكر الآية التاسعة: قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا} .
جمهور العلماء على أن هذا الكلام محكم واستدلوا عليه (بشيئين) :
أحدهما: أنه خبر والخبر لا يدخله النسخ.
والثاني: أنهم قالوا: ما أحد إلا وله من الدنيا نصيب مقدر، ولا يفوته ما قسم له. فمن كانت همته ثواب الدنيا أعطاه الله منها ما قدر له وذلك هو الذي يشاؤه الله، وهو المراد بقوله: {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} ولم يقل يؤته منها ما يشاء هو.
ويمكن أن يكون المعنى: (لمن يريد) أن يفتنه أو يعاقبه.
وذهب السدي إلى أنه منسوخ بقوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} وليس هذا بقول من يفهم الناسخ والمنسوخ، فلا يعول عليه.
ذكر الآية العاشرة: قوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ} .
الجمهور على إحكام هذه الآية، لأنها تضمنت الأمر بالصبر والتقوى ولا بد للمؤمن من ذلك.
وقد ذهب قوم إلى أن الصبر المذكور ها هنا منسوخ بآية السيف .(2/65)
129- وفوائد ابن أبي ثابت(1)، رواية: ابن أبي نَصْر(2) عنه.
ومادته من الأحاديث فقط(3).
130- وفوائد أبي جعفر محمَّد بن عمرو بن البختريّ، الرزّاز(4) عن شيوخه، رواية: أبي الحسين بن بِشْران(5) عنه، وانتخاب: عمر البصريّ(6) له.
ومادّته من الأحاديث والآثار(7)
__________
(1) هو الشّيخ، المحدّث، المعمّر: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد العبسيّ العراقيّ... ثقة، كثير الفضائل، عالي الرواية.
مات في ربيع الآخر، سنة: ثمان وثلاثين وثلاثمائة، عن نيف وتسعين عاماً.
انظر: تأريخ بغداد (6/165) ت/3213، والسّير (15/460).
(2) هو: أبو محمّد عبدالرّحمن بن عثمان التّميميّ.
انظر ترجمته في: السّير (17/366).
(3) توجد منه نسخة تامّة في جزأين بالجامعة الإسلاميّة: 3825 (121- 144) مصوّرة عن الظّاهريّة، في اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ لوحة تسعة عشر سطراً، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عليّ بن المسلم السّلميّ، سنة: ثمان عشرة وخمسمائة.
والنّسخة قيّمة، مقابلة، وعليها تصحيحات، وقراءات، وسماعات كثيرة من قرون متفاوتة، وعليها خطوط عدد من العلماء الأجلاّء.
ولعلّ هذا الكتاب هو المقصود من قول الذّهبيّ في السّير- أثناء ترجمة ابن أبي ثابت-: (... صاحب ذلك الجزء العالي عند كريمة).
(4) بفتح الرّاء، وتشديد الزّاي المفتوحة،والألف بين الزّايين المعجمتين وهو: أبو جعفر محمَّد بن عمرو البغداديّ... ثقة، ثبت. مات سنة: تسع وثلاثين وثلاثمائة. انظر:تأريخ بغداد (3/132) ت/1152، والأنساب (3/58).
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/62.
(6) انظر: الأنساب (3/58). وانظر ترجمته في: السّير (16/172).
(7) يوجد منه الجزء الحادي عشر بمكتبة الأسد: 3800 (93- 106)، وعنه صورة بجامعة الإمام: 1681 ف (71 ب- 87 أ) في سبع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمّد.. بن يوسف الصّوري الدّمشقي، سنة: سبع وعشرين وأربعمائة.
والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات في آخرها، وأكثر آثاره في الفقه.(3/1)
.
131- وفوائد خيثمة بن سليمان(1)، رواية: عبد الرّحمن بن أبي نصر(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(3).
132- والفوائد المنتقاة لابن السّمّاك(4)، رواية: أبي الحسن الحمّاميّ(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(6).
133- والفوائد له أيضا من رواية:أبي عليّ بن شاذان(7) عنه.
__________
(1) ابن حيدرة القرشيّ، أبو الحسن، الشّاميّ... ثقة، مصنّف.
مات سنة: ثلاث وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ دمشق (5/697)، ولسان الميزان (2/411) ت/1696.
(2) انظر ترجمته في: السّير (17/366).
(3) يوجد منتخب من الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 2743 (187- 194)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 486 (114ب- 121أ)، (4576 ف)، وجامعة أمّ القرى: 716 ف (187- 194) في سبع لوحات، في كلّ صحيفة ستّة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: مظفّر بن الحسين الإسكندرانيّ، سنة: عشر وستمائة.
وهي نسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وطبع هذا المنتخب بتحقيق الدكتور: عمر تدمري، صدرت طبعته الأولى عن دار الكتاب العربي (بيروت) سنة: 1400ه، ضمن مجموعة من مؤلّفات خيثمة بن سليمان- رحمه الله-.
(4) هو: أبو عمرو عثمان بن أحمد الدّقّاق... ثقة ثبت. مات سنة: أربع وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (11/302) ت/6092، والسّير (15/444).
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/148.
(6) يوجد من الكتاب الجزء الثّاني بمكتبة الأسد: 3812 (92- 114)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1518 (72أ- 94ب)، وجامعة أمّ القرى: 685 ف (94- 116)، وجامعة الإمام: 1105 ف (94- 116)، (1111 ف) في اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(7) هو: الحسن بن أحمد... انظر ترجمته في: - المنتظم (15/250) ت/1389، والشّذرات (3/1075).(3/2)
ومادّته من الأحاديث، والآثار أيضا(1).
134- وفوائد القاضي مكرّم بن أحمد(2)، رواية: أبي عليّ بن شاذان(3) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4).
135- والفوائد المنتقاة لأبي العبّاس الأصمّ(5)، رواية: أبي بكر محمَّد بن عليّ النّيسابوريّ(6) عنه.
__________
(1) يوجد من هذه الرّواية الجزء التّاسع بمكتبة الأسد: 3771 (198-218)، وعنه صورة بجامعة أمّ القرى: 644 ف (198- 218)، في تسع عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها خمسة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة مقابلة، وعليها سماعات كثيرة، وأثر رطوبة.
(2) ابن محمَّد بن مكرّم، أبو بكر البغداديّ... ثقة. مات سنة: خمس وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (13/221) ت/7190،والسّير(15/517).
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/198.
(4) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3799 (24- 44)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1495 (24ب- 43ب)، وجامعة أمّ القرى: 672 ف (24- 44) في عشرين لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات قليلة.
ويوجد الجزء الثّاني بمكتبة الأسد أيضا: 3781 (66- 83)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 786 (22ب- 39ب)، وجامعة أمّ القرى: 654 ف (66- 84) في سبع عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ستّة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات،وسماعات.
(5) هو الإمام، المحدّث، مسند عصره: محمَّد بن يعقوب بن يوسف الأمويّ، مولاهم، النّيسابوريّ... مات سنة: ستّ وأربعين وثلاثمائة.
انظر: الأنساب (1/178)، وتأريخ دمشق (16/132).
(6) انظر ترجمته في: - السّير (17/388).(3/3)
ومادّته من الأحاديث فقط(1).
136- وفوائد ابن معروف(2)، رواية: أبي محمّد بن القاسِم(3) عنه...
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
137- وفوائد أبي محمَّد جعفر بن محمَّد الخُلْديّ(5)، رواية: ابن شاذان(6)أيضا عنه، وانتقاء: أبي حفص بن أبي السّريّ(7) له.
__________
(1) توجد نسخة تامّة منه بمكتبة الأسد: 3765 (47- 55)، وعنها نسخة بالجامعة الإسلاميّة: 971 (45ب- 53ب)، وجامعة أمّ القرى: 638 ف (48- 56) في سبع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الله بن محمَّد. وهي نسخة جيّدة، بعض كلماتها مشكولة، ومقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(2) هو: أبو عليّ محمّد بن القاسم بن معروف الدمشقيّ... شيخ، محدّث، حدّث عن أحمد بن عليّ المروزيّ بأكثر كتبه، واتُّهِم في ذلك.
مات سنة: سبع وأربعين وثلاثمائة - وقيل: سنة تسع -.
انظر: ذيل تأريخ مولد العلماء للكتّاني (ص/80) ت/16 والسّير (15/572).
(3) هو: عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم...
انظر ترجمته في: العبر (2/240).
(4) منه نسخة تامّة بجامعة الإمام: 3495 ف (110- 116) مصوّرة عن مكتبة تشستربيتي (3495- 11) في خمس لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا، بخط مشرقيّ، كتبه: محمّد بن محمّد بن نباته المصريّ، سنة: تسع وتسعين وستمائة. والنّسخة جيّدة، معارضة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وسماعات عدّة.
(5) هو الشّيخ، المحدّث: الخوّاص، الزّاهد... ثقة. مات سنة: ثمان وأربعين وثلاثمائة. انظر: حلية الأولياء (10/381)، وتأريخ بغداد (7/226) ت/3715.
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/198.
(7) انظر ترجمته في: لسان الميزان(4/287) ت/328،
ويذكر عنه- رحمه الله- أنّه كان لا يعي ما ينتخب، فيُصحّف، ويسقط من الإسناد.
انظر: تأريخ بغداد (11/244) ت/5996، والسّير (16/172 173).(3/4)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
138- وفوائد الحاج من حديث أبي بكر النّجّاد(2)، رواية: أبي عليّ بن شاذان أيضا عنه، انتقاء: محمَّد بن أحمد الحيريّ، المعروف بالحاج(3).
ومادّته من الأحاديث فقط(4).
__________
(1) يوجد من الكتاب الجزء الأوّل والثّاني بمكتبة الأسد: 3781 (32- 63)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 541 (83أ- 113أ)، (3664 ف)، وجامعة أمّ القرى: 654 ف (32- 64) في اثنتين وثلاثين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين سبعة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ واضح.
وعلى النّسخة سماع واحد لعبد الغنيّ بن عبد الواحد المقدسيّ- رحمه الله-.
والجزء الرّابع بدار الكتب المصريّة: 1558 حديث (25618ب)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة (2988 ف)، والمكتبة الصّدّيقيّة (ضمن مكتبة الحرم المكّيّ): 1144 (132ب- 139أ)، وجامعة الملك سعود (319 ف) في ستّ لوحات ونصف اللّوحة، بخطّ مشرقيّ، وطُبع هذا الجزء من الكتاب بتحقيق: مجدي إبراهيم، ونشرته: دار الصّحابة (طنطا) 1/1409ه.
(2) هو: أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الحنبليّ، البغداديّ... صدوق، فقيه. مات سنة: ثمان وأربعين وثلاثمائة.
انظر: طبقات الحنابلة (2/7)، والميزان (1/101) ت/396.
(3) انظر ترجمته في:- السير (16/193).
(4) يوجد من الكتاب الجزء الأوّل من الثّاني بمكتبة الأسد: 1025 (11- 18)، 3847 (182- 189)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 482 (117أ- 124أ)، وجامعة أمّ القرى: 720 (182- 189) في سبع لوحات، في كلّ صحيفة منها ثمانية عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن قدامة المقدسيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات.
وله نسخة أخرى بجامعة الإمام: 1311 ف (63- 71) في تسع لوحات.
والجزء الرّابعأيضا بمكتبة الأسد: 1024 (11- 18)، في سبع لوحات.(3/5)
139- والفوائد له أيضا من رواية: أبي عمرو بن دوست العلاّف(1) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(2).
140- وفوائد القاضي ابن قانع(3) عن شيوخه، رواية: أبي عليّ ابن شاذان أيضا عنه، وانتقاء: أبي الحسين بن المظفّر الحافظ(4) له.
ومادّته من الأحاديث فقط(5).
141- وفوائد ابن أبي العقب(6)، رواية: تمّام الرّازيّ(7) عنه.
__________
(1) انظر ترجمته في: - تأريخ بغداد (11/314) ت/6116، والسّير (17/471).
(2) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 2461 (169ب- 176أ) مصوّرة عن الظّاهريّة في تسع لوحات، في كلّ صحيفة منها خمسة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة جيّدة، وعليها سماعات، وجاء في بعضها أنّ النّجّاد أملى كتابه هذا في ثلاثة مجالس.. ولا أثر لهذا الكتاب بفهرس مكتبة الأسدأيضا.
(3) هو الشّيخ، الإمام: أبو الحسن عبد الباقي بن قانع الأمويّ، مولاهم، البغداديّ، صاحب (معجم الصّحابة). مات سنة: إحدى وخمسين وثلاثمائة.
انظر: السّير (15/526)، ولسان الميزان (3/383) ت/1536.
(4) هو: محمَّد بن المظفّر البغداديّ...
انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (3/262) ت/1355.
(5) منه نسخة تامّة بالجامعة الإسلاميّة: 559 (64ب- 81أ)، (5007 ف، 8907 ف)، وجامعة الإمام: 10931 ف (151- 169) مصوّر عن الظّاهريّة في سبع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها واحد وعشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات.
ولا أثر لها في فهرس مكتبة الأسد أيضا؟
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/247.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/226.(3/6)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
142- وفوائد أبي محمّد الفاكهيّ(2)، عن أبي يحيى بن أبي مَسَرَّة(3) عن شيوخه، رواية: أبي القاسم بن بِشْران(4) عن الفاكهيّ.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(5).
__________
(1) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3803 (193- 208)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: (4574 ف)، وجامعة أمّ القرى: 676 ف (193- 208) في خمس عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ستّة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: فضائل بن فضائل المقدسيّ. وهي نسخة جيّدة، مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات، ويظهر عليها أثر رطوبة في أعلاها.
(2) هو: عبد الله بن محمّد بن إسحاق المكّيّ، ابن صاحب: "أخبار مكّة"... إمام، مسند، آخر من حدّث عن ابن أبي مسرّة- رحمه الله-.
انظر: السّير (16/44)، والشذرات (13/13).
(3) هو: عبد الله بن أحمد بن زكريّا المكّيّ...
انظر ترجمته في: الجرح والتّعديل (5/6)ت/28،والسّير (12/632).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/ 62.
(5) توجد نسخة تامّة من الكتاب في جزأين في الجامعة الإسلاميّة: (546) مصوّرة عن الظّاهريّة، بعنوان: (حديث أبي محمّد الفاكهيّ عن ابن أبي مسرّة) في أربع وخمسين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين سبعة عشر إلى عشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
ونصّ على أنّ الكتاب كتاب فوائد: الحافظ ابن حجر في: الفتح (5/300، 354، 13/198)، وَالنّكت الظّراف (7/324، 8/90)، والتغليق (انظر: 1/259)؛ وابن قطلوبغا في: من روى عن أبيه عن جدّه (ص/353)، وغيرهم.
والكتاب حقّقه الشّيخ: محمّد بن عبد الله بن عائض في رسالة مقدّمة لنيل الشّهادة العالميّة: (الماجستير) من الجامعة الإسلاميّة، بإشراف فضيلة الشّيخ الدّكتور: عبد العزيز بن راجي الصّاعدي، سنة: 1414ه.
وبلغ عدد أحاديث الكتاب، وآثاره- حسب ترقيم المحقّق-: تسعة وسبعين ومئتين.(3/7)
143- وفوائد أبي بكر الشافعيّ(1)، من رواية: أبي طالب بن غيلان(2) عنه، وتخريج: الدّارقطنيّ(3).
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4)
__________
(1) هو الإمام، المحدّث، المتقن، الحجّة: محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم البغداديّ، الشّافعيّ... مات سنة: أربع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/456) ت/2995، والمنتظم(14/172) ت/2646.
(2) هو: محمَّد بن محمَّد بن إبراهيم بن غيلان...
تقدّمت ترجمته... انظر ص/137.
(3) نصّ على ذلك ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/413)، وفي المنتظم (15/318)، وابن كثير في: البداية والنّهاية (12/85)، وابن الأثير في: الكامل (9/522)، والزّبيديّ في: تاج العروس (باب: اللاّم، فصل: الغين) 8/54.
(4) الكتاب يقع في أحد عشر جزءًا، وله عدّة نسخ تامّة، هذه أماكن وجودها، وأرقام حفظها:
مكتبة الأسد: 3785، 11266.
دار الكتب المصريّة: 1932 حديث، (21856ب).
الجامعة الإسلاميّة: (359، 1228، 931 ف).
مكتبة الحرم المكّيّ: 579 حديث.
مكتبة المسجد النّبويّ: (11/8).
مكتبة توبنجن بألمانيا: (96)- نقلاً عن مقدّمة الدّكتور: فاروق بن مُرسي لطبعته لهذا الكتاب ص/23-.
وتوجد بعض أجزائه مفرّقة في الجامعة الإسلاميّة: 537، 781، 931 ف، 3664 ف، 4884 ف)، وجامعة أمّ القرى: 658 ف (2- 143)، وجامعة الإمام: (1596 ف، 1608 ف، 4804 ف)، ودار الكتب المصرية: (21856)- وهذه الأخيرة نقلاً عن مقدّمة الدّكتور: فاروق أيضا.
والكتاب حقّقه الدّكتور: حلمي كامل أسعد عبد الهادي في رسالة مقدّمة لنيل الشّهادة العالميّة العالية الدّكتوراة من قسم الكتاب والسنّة بجامعة أمّ القرى، تحت إشراف فضيلة الدّكتور: إسماعيل الدّفتار، سنة: ثلاث وأربعمائة وألف للهجرة.
وحقّق فضيلة الشّيخ الدّكتور: مرزوق بن هيّاس الزّهرانيّ خمسة أجزاء منها، في رسالة علمية، مقدّمة لنيل الشهادة العالميّة العاليّة الدّكتوراة أيضا من الجامعة الإسلاميّة بالمدينة النبويّة، إشراف د.:أكرم العمريّ، سنة: ثلاث وأربعمائة بعد الألف.
وبلغت أحاديث هذه الأجزاء الخمسة - حسب ترقيم المحقّق -: ثلاثة وثلاثين وخمسمائة.
ثمّ أتمّ العمل فيه، وطُبع الكتاب على نفقة صاحب السّمو الملكيّ الأمير: عبد العزيز بن فهد- وفقه الله- صدرت طبعته الأولى عن دار المأمون للتراث، سنة: 1417ه.
وبلغت الأحاديث فيه- حسب التّرقيم -: ثلاثة وثلاثين ومائة وألف حديث.
وللدّكتور: فاروق بن عبد العليم بن مُرسي طبعة لهذا الكتاب، مرقّمة الأحاديث ألحق بآخرها جزء عوالي الغيلانيّات، صدرت الطبعة الأولى سنة: ستّ عشرة وأربعمائة وألف عن مكتبة أضواء السّلف (الرياض) في أربع وخمسمائة صحيفة، وبلغ عدد أحاديثه وآثاره - حسب التّرقيم -: أربعة أحاديث ومائة وألف حديث!(3/8)
.
144- والفوائد له أيضا من رواية: أبي الحسن، وأبي القاسم عليّ(1)، وعبد الله(2) ابني: أحمد بن محمَّد بن داود الرّزَّازيين وأبي عليّ بن شاذان عنه(3)، وانتقاء: أبي جعفر عمر بن حفص البصريّ(4).
145- والفوائد له أيضا، من رواية: أبي بكر محمَّد بن عمر النّرسيّ(5) عنه، وانتقاء: الدّارقطنيّ أيضا.
ومادّتهما من الأحاديث، والآثار.
146- وفوائد أبي عليّ الرّفّاء(6)، رواية: ابن شاذان أيضا عنه، وانتخاب: الدارقطني(7) له.
__________
(1) انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (11/330) ت/6159، والسّير (17/369).
(2) لم أقف على ترجمة له.
(3) هكذا في لوحة العنوان... ومتن الكتاب من رواية الرّزّازيين فقط!
فلعلّ هذه النّسخة وقعت لمن رواها من طريق الرّزازيين، ولم تقع له من طريق ابن شاذان- والله أعلم-.
(4) لم أقف على ترجمة لهأيضا.
يوجد من هذه الرّواية الجزء الثّالث عشر بمكتبة الأسد: 3826 (77-97)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 5022 ف (77ب- 97أ)، وجامعة أمّ القرى: 699 ف (77- 97) في عشرين لوحة، في كلّ لوحة أربعة وعشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ. وهي نسخة قديمة جدًّا، ناقصة من آخرها، مقابلة، وعليها عدّة سماعات.
(5) انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (3/37) ت/969.
ويوجد من روايته هذه الجزء الثّالث والسبعون بالجامعة الإسلاميّة: 1532 (78ب- 100أ) مصوّر عن الظّاهريّة في اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلةأيضا وعليها سماعات.
والرّابع والثّمانون بمكتبة الأسد: 1150 (92- 110) في ثمان عشرة لوحة. وهي نسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وعدة سماعات.
(6) - بفتح الرّاء، وتشديد الفاء- هو الإمام، المحدّث، الصادق: حامد بن محمَّد ابن عبد الله الهرويّ، البغداديّ... انتهى إليه علّو الإسناد بهراة. ومات سنة: ستّ وخمسين وثلاثمائة. انظر: الأنساب (3/78)، والمنتظم (14/184) ت/2654.
(7) وانظر: - السّير (16/16).(3/9)
ومادّته من الأحاديث فقط(1).
147- وفوائد ابن خلاّد(2)، رواية: أبي نعيم الأصبهانيّ عنه، وانتقاء: الدّارقطنيّ له.
ومادّته من الأحاديث فقط(3).
148- وفوائد أبي علي الصّوّاف(4)، رواية: أبي نعيم الأصبهانيّ عنه، وانتقاء: الدارقطنيّ له أيضا.
__________
(1) يوجد من الكتاب الجزء الثّاني من الأوّل بجامعة أمّ القرى: 654 ف (2- 23) مصوّر عن الظّاهريّة، في اثنتين وعشرين لوحة، ناقص من آخره.
والجزء الأوّل من الثّاني بمكتبة الأسد: 3781 (23- 31)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 786 (6ب- 20أ)، وجامعة أمّ القرى: 654 ف (5- 20) في أربع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الكريم بن عتيق الرّبعيّ، سنة: تسع وستّين وخمسمائة.
والجزء الثّاني من الثّاني: 3781 (23- 30) وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 541 (75ب- 82)، (3664 ف) في سبع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بالخطّ الّذي كتب به الجزء الّذي قبله نفسه. وكلّ هذه الأجزاء مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات قليلة.
(2) هو مسند العراق في وقته، الشّيخ، الصّدوق: أبو بكر أحمد بن يوسف النَّصيبيّ، البغداديّ، العطّار. مات سنة: تسع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/220) ت/2996، والسّير (16/69).
(3) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3792 (212- 226)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 544 (8أ- 22أ)، (3665 ف)، وجامعة أمّ القرى: 665 ف (212- 226) في أربع عشرة لوحة، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمَّد بن عمر الأمويّ، سنة: خمس وتسعين وخمسمائة.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وله نسخة أخرى بمكتبة الأسد: 1088 (32- 40) في ثمان لوحات.
(4) هو: محمَّد بن أحمد بن الحسن البغداديّ... ثقة حجّة.
مات سنة: تسع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (1/289) ت/140، والتّقييد (ص/45) ت/19.(3/10)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
149- وفوائد ابن المُفسِّر(2)، رواية: أبي القاسم الفارسيّ(3) عنه، وانتخاب: الدّارقطنيّ(4).
ومادّته من الأحاديث، والآثار(5).
__________
(1) يوجد من الكتاب الجزء الثّالث بمكتبة الأسد: 3841 (154-173)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 486 (13أ- 30أ)، (4576 ف، 5025 ف)، وجامعة أمّ القرى: 714 ف (156- 173) في سبع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين تسعة عشر إلى أحد وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كُتب سنة: تسع وعشرين وأربعمائة.
وهذه نسخة جيّدة، وقيّمة، منقولة عن الأصل، ومعارضة به، وعليها تصحيحات، وسماعات نفيسة من القرون الخامس، والسّادس، والسّابع، والثّامن.
وله نسخة أخرى بجامعة الإمام (117 ف) مصوّرة عن مكتبة الشّيخ: سليمان ابن صالح بن بسّام بعنيزة، في ستّ لوحات.
وطبع هذا الجزء بتحقيق: الحدّاد، اعتمادًا على نسخة جامعة الإمام فقط... صدرت طبعته الأولى عن دار العاصمة، سنة: ثمان وأربعمائة وألف للهجرة، في ستّ وتسعين صحيفة من القطع المتوسّط، وبلغ عدد الأحاديث، والآثار فيه- حسب ترقيم المحقّق-: خمسة وثلاثين.
(2) هو الإمام، المسند، الفقيه: أبو أحمد عبد الله بن محمَّد الشّافعيّ، الدّمشقيّ، المعروف بابن النّاصح أيضا. مات سنة: خمس وستّين وثلاثمائة. انظر: طبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (3/314)، وطبقات المفسرين للدّاووديّ (1/250).
(3) هو: عليّ بن محمّد... انظر ترجمته في: - السّير (17/613).
(4) انظر:- طبقات السّبكيّ (3/315)، والسّير (16/282).
(5) توجد نسخة تامّة للكتاب بمكتبة الأسد: 3821 (208 - 215)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1524 (71أ- 78أ)، (4575 ف، 5023 ف)، وجامعة أمّ القرى: 694 ف (208- 215) في سبع لوحات، في كلّ صحيفة منها ستّة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمَّد بن عبد المنعم ابن عمّار.
وهي نسخة جيّدة، مقابلة، وعليها تصحيحات، وعدّة سماعات.(3/11)
150- وفوائد أبي الشّيخ الأصبهانيّ، من رواية: أبي عبد الله أحمد ابن محمَّد بن الحسين(1) عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط(2).
151- والفوائد المنتقاة من حديث ابن مَاسي(3)، رواية: أبي إسحاق البرمكيّ(4) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(5)
__________
(1) انظر ترجمته في: - الإكمال (1/235)،ومعجم البلدان(5/195).
(2) توجد من هذه الرّواية نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 1148 (78- 82)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 546 (55أ- 59أ)، (5052 ف) في أربع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الملك بن محمَّد الكردبوسيّ التّوزريّ، سنة: أربع وسبعين وخمسمائة.
والنّسخة جيّدة، مقابلة، عليها تصحيحات قليلة، وسماعات.
والكتاب مطبوع بتحقيق: عليّ بن حسن بن عبد الحميد، صدرت طبعته الأولى عن: دار الصّميعيّ للنشر والتّوزيع (الرّياض) سنة: اثنتي عشرة وأربعمائة وألف، في سبع وثمانين صحيفة من القطع المتوسّط. بلغت الأحاديث فيه- حسب التّرقيم -: ثمانية وعشرين حديثا.
(3) هو: أبو محمَّد عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب البزّاز، البغداديّ... ثقة، متقن. مات سنة: تسع وستّين وثلاثمائة.
انظر: المنتظم (14/273) ت/2755، والسّير(16/252).
(4) انظر ترجمته في: - طبقات الحنابلة (2/190)،والأنساب(1/329).
(5) توجد نسخة تامّة للكتاب ملحقة بآخر حديث محمّد بن عبدالله الأنصاريّ - رواية: ابن ماسي عن أبي مسلم الكجيّ عنه- بمكتبة الأسد: 3756 (21- 29)، 4566 (9- 17)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1495 (132ب- 140أ)، (2988 ف، 4574 ف)،وجامعة أمّ القرى: 672 ف (247255)، وجامعة الإمام (306 ف) في ثمان لوحات، في كلّ صحيفة منها ستّة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة معارضة بالأصل، وعليها سماعات، وفي بعض لوحاتها تآكل ذهب بكثير من الألفاظ.
وخرّج ابن الطّاهريّ حديثا واحدًا منها، وأودعه جزءًا بعنوان: (خمسة عشر حديثا من العوالي) كما تقدّم (ص/131)، وانظر: المجمع المؤسّس (1/173).
وحقّق مسعد السّعدني هذا الكتاب عن نسخة غير ما تقدّم محفوظة بدار الكتب المصريّة [حديث 1558، 26073ف]، والكتاب فيه من [8/ب] إلى [24/أ] بسقوط الصّحيفة الأولى من الورقة التاسعة- كما ذكر- !!
وصدَر الكتاب في طبعته الأولى عن مكتبة أضواء السّلف، في ثمان ومائة صحيفة من القطع المتوسط، سنة: 1418ه.(3/12)
.
152- وفوائد أبي بكر بن المقرئ(1)، رواية: أبي طاهر الثّقفيّ(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط(3).
153- وفوائد أبي حفص بن شاهين(4)، رواية: أبي الحسين المهتدي بالله(5)...
__________
(1) هو: أبو بكر محمَّد بن إبراهيم بن عليّ الأصبهانيّ... ثقة، مأمون، واسع الرّحلة. مات سنة: إحدى وثمانين وثلاثمائة. انظر: ذكر أخبار أصبهان (2/267) ت/1660، وتذكرة الحفّاظ (3/973).
(2) هو: أحمد بن محمود... انظر ترجمته في: السّير (18/123).
(3) الكتاب يقع في نيّف وعشرين جزءًا (كما في : المنتخب من معجم شيوخ السّمعانيّ [115ب- 116أ])، أفاده طلال الدّعجانيّ في: (موارد ابن عساكر في تأريخ دمشق) ص/845.
يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3824 (98- 118)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1526 (90ب- 110أ)، (5022 ف)، وجامعة أمّ القرى: 714 ف (174- 194) في عشرين لوحة، في كلّ صحيفة ما بين ستّة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وبعض كلماتها مشكولة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
والجزء الثّالث عشر بمكتبة الأسدأيضا: 3841 (174- 193)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 486 (31ب-51أ)، 1191- 1192 (327- 348)، (4576 ف، 5025 ف)، وجامعة أمّ القرى: 967 ف (98- 119) في إحدى وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات.
(4) هو الشّيخ، العالم، الصّدوق:عمر بن أحمد بن عثمان البغداديّ، الواعظ...
مات سنة: خمس وثمانين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (11/265) ت/6028، والسّير(16/431).
(5) هو: ابن الغريق، تقدّمت ترجمته... انظر ص/240.(3/13)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
154- والفوائد المنتقاة من حديث أبي طاهر المخلّص(2)، من رواية: أبي الحسن جابر بن ياسين العطّار(3) عنه، وانتقاء: ابن أبي الفوارس(4).
ومادّته من الأحاديث، والآثار(5).
155- والفوائد له أيضًا من رواية: أبي الحسين بن النّقّور(6)، وأبي القاسم البُسريّ(7) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار أيضا(8).
__________
(1) توجد نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3754 (112- 116)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 546 (55- 59) في خمس لوحات تقريبا في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة وعشرين إلى سبعة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عليّ بن مسعود الموصليّ، سنة: ثلاث وستّين وستّمائة.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وطُبع الكتاب ضمن مجموعة من مصنّفات ابن شاهين بتحقيق: بدر بن عبد الله البدر، صدرت طبعته الأولى عن مكتبة: دار ابن الأثير (الكويت) سنة: خمس عشرة وأربعمائة وألف للهجرة، وبلغت أحاديثه، وآثاره- حسب التّرقيم -: تسعة وعشرين.
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/188.
(3) انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (7/239) ت/3734.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/57.
(5) يوجد من هذه الرّواية عن المخلّص الجزء التّاسع بمكتبة الأسد: (3758)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1538 (186ب- 216أ)، (4672 ف) في ثلاثين لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(6) تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/187.
(7) انظر ترجمته في: السّير (18/402).
(8) يوجد من هذه الرّواية عن المخلّص الجزء العاشر بالجامعة الإسلاميّة (1060 ف، 4672 ف) مصوّر عن مكتبة برلين بألمانيا، في ثلاث وأربعين لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ لوحة ما بين ستّة عشر إلى ثمانية عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.(3/14)
156- وفوائد أبي الحسين الكلابيّ(1) عن شيوخه، رواية: أبي عليّ القيروانيّ(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(3).
157- والفوائد، والأخبار، والحكايات عن الشّافعيّ، وحاتم الأصمّ(4)، ومعروف الكرخيّ(5)، وغيرهم لأبي عليّ بن حمكان(6) عن شيوخه، رواية: أبي بكر بن عليّ الخيّاط(7) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(8)
__________
(1) هو: عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الدمشقيّ... ثقة، نبيل. مات سنة: ستّ وتسعين وثلاثمائة. انظر: العبر (2/188)، والسّير (16/557).
(2) هو:الحسن بن عليّ الخفّاف- كما في النّسخة- ولم أعثر على ترجمة له.
(3) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 497 (78ب- 80أ) مصورّة عن الظّاهريّة في لوحتين، في كلّ صحيفة منها ثمانية وثلاثون سطرًا، بخطّ مشرقيّ دقيق، كتب سنة: خمس وثمانين وأربعمائة.
والنّسخة قديمة، مقابلة، وعليها سماعات، وبها أثر رطوبة في أوّلها.
ولا أثر لهذه النّسخة في فهرس مكتبة الأسدأيضا.
(4) انظر ترجمته في: الجرح والتّعديل (3/260) ت/1161، وحلية الأولياء (8/73)، والسّير (11/484).
(5) انظر ترجمته في: الحلية لأبي نعيم (8/360)، وطبقات الحنابلة (1/381)، وطبقات الأولياء لابن الملقّن (ص/280).
(6) هو: الحسن بن الحسين، الهمذانيّ... ضعيف، على فقه فيه.
مات سنة: خمس وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (7/299) ت/3810، والمنتظم(15/106) ت/3052.
(7) انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة (2/232)، وغاية النّهاية (2/208) ت/3279.
(8) توجد نسخة تامّة للكتاب بالجامعة الإسلاميّة: 545 (1ب-15ب)، (4575 ف، 5009 ف)، وجامعة أمّ القرى: 703 ف (156171) مصوّرة عن الظّاهريّة في أربع عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين سبعة عشر إلى أحد وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمَّد بن عبد المنعم المقدسيّ، سنة: اثنتين وخمسين وستّمائة.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات. وغالب مادّة الكتاب من الآثار. ولا أثر له في فِهْرس مكتبة الأسد أيضا.(3/15)
.
158- وفوائد أبي القاسم الشّيبانيّ(1)، رواية: أبي الحسن عليّ بن الحسين(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(3).
159- وفوائد أبي عبد الله الفلاّكيّ(4)، رواية: أبي بكر الزّنجانيّ(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط(6).
160- وفوائد أبي الحسين بن بشران(7)، رواية: أبي عبد الله الثّقفيّ(8) عنه، وانتقاء: الّلالكائيّ له.
__________
(1) هو: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدّمشقيّ... اتّهم في دينه، وروايته. هلك سنة: عشر وأربعمائة.
انظر: السّير (17/262)، ولسان الميزان (3/424) ت/1664.
(2) المعروف بابن صَصْرَى... انظر ترجمته في:- الشذرات (3/329).
(3) توجد نسخة تامّة من الكتاب في ثلاثة أجزاء بمكتبة الأسد: 1150 (90- 112) وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 546 (68أ- 79ب)، 2202 (393- 416)، (5054 ف- الجزء الأوّل فقط-)، في اثنتي عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين تسعة عشر إلى ثلاثة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتب سنة: سبع وخمسين وأربعمائة.
والنّسخة معارضة بالأصل المنقولة عنه، وعليها سماعات.
(4) هو أبو عبد الله الحسين بن محمَّد بن الحسين الثّقفيّ، الدّينوريّ... ثقة، كثير الرّواية للمناكير. مات سنة: أربع عشرة وأربعمائة.
انظر: التّقييد (ص/247) ت/298،والسّير (17/383).
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) توجد نسخة تامّة للكتاب بمكتبة الأسد: 3849 (86- 94)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1546 (87أ- 95أ)، وجامعة أمّ القرى: 722 ف (87 96) في ثمان لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات قليلة.
(7) هو: أبو الحسين عليّ بن محمَّد بن عبد الله الأمويّ، البغداديّ... ثبت، ديّن. مات سنة: خمس عشرة وأربعمائة.
انظر: تأريخ بغداد (12/98) ت/6527، والمنتظم(15/167) ت/3129.
(8) هو: القاسم بن الفضل، تقدّمت ترجمته... انظر ص/135.(3/16)
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(1) .
161- وفوائد معمر بن أحمد بن زياد(2)، رواية: أبي طالب القرشيّ(3) عنه، وانتقاء: أبي طاهر السّلفيّ(4).
ومادّته من الأحاديث فقط(5).
162- وفوائد أبي الحسين بن العالي(6)
__________
(1) توجد نسخة تامّة للكتاب في جزأين بدار الكتب المصريّة: (1558 حديث)، وعنها صورة تحت الرّقم: (25567ب)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: (2988 ف)، وجامعة الملك سعود: (319 ف) في عشرين لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ثمانية عشر إلى خمسة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات.
وله نسخة أخرى بدار الكتب المصريّة أيضا: (2024 حديث)، وعنه صورة تحت الرّقم: (25619ب) في اثنتين وأربعين ورقة.
وأخرى بمكتبة الأسد: 3755 (271- 290)، وعنها صورة في جامعة الإمام: 2121 (264- 282) في تسع عشرة لوحة، في كلّ لوحة خمسة عشر سطراً تقريبا بخطٍّ مشرقيّ، وعليها عدّة سماعات بعضها سنة: ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وأخرى بدار الكتب المصريّة: (1259 حديث) فيها الجزء الأوّل فقط.
وجميع هذه النّسخ مقابلة، وعليها تصحيحات، وعدّة سماعات.
(2) أبو منصور، الأصبهانيّ، الزّاهد... مات سنة: ثمان عشرة وأربعمائة.
انظر: الشّذرات (3/211).
(3) هو: أحمد بن محمَّد الكندلانيّ- بضمّ الكاف، وسكون النّون، وضمّ الدّال المهملة- فيه لين. انظر ترجمته في: الأنساب (5/103).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/199.
(5) توجد نسخة تامّة للكتاب بمكتبة الأسد: 1148 (82- 86)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 546 (50ب- 63أ)، (5052 ف) في أربع لوحات، في كلّ صحيفة منها ثمانية عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الرّحمن ابن مروان الطّبيب، سنة: أربع وتسعين وخمسمائة. والنّسخة قديمة، وخطّها جيّد، مسموعة على السّلفيّ، ومقابلة، وعليها تصحيحات قليلة، وسماعات.
(6) هو الشّيخ، الإمام، أحمد بن محمَّد بن منصور الخراسانيّ... ثقة.
مات سنة: تسع عشرة وأربعمائة.
انظر: الأنساب (4/113)، والسّير (17/381).(3/17)
، رواية: أبي إسماعيل الأنصاريّ(1) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(2).
163- وفوائد أبي عبدالله الجمال(3)، رواية: أبي بكر الخبّازيّ(4) عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط(5).
__________
(1) هو شيخ الإسلام عبد الله بن محمَّد الهرويّ...
انظر ترجمته في:- السّير (18/503).
(2) توجد نسخة تامّة له في الجامعة الإسلاميّة: 1584 (41ب-47 ب)، (3911 ف)، وجامعة الإمام: 7476 ف (41ب- 47ب) مصوّرة عن الظّاهريّة في ستّ لوحات،في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد المؤمن بن عبد الحق، سنة: سبع وثلاثين وسبعمائة.
والنّسخة مقابلة بالأصل المنقولة عنه، وعليها عدّة سماعات.
ولا أثر لهذه النّسخة بفِهْرس مكتبة الأسد أيضا !
(3) هو الشّيخ المعمَّر: الحسين بن إبراهيم بن محمَّد الأصبهانيّ...
مات سنة: إحدى وعشرين وأربعمائة.
انظر: السّير (17/377)، والشّذرات (3/219).
(4) هو: محمّد بن عليّ...
انظر ترجمته في: - التّقييد (ص/90) ت/90، وغاية النّهاية (2/207) ت/3274.
(5) منه نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3830، 3777 (80- 84)، وعنها صورة في الجامعة الإسلاميّة: 985 (73ب- 76أ)، (5009 ف)، وجامعة أمّ القرى: 650 ف (298- 301) في ثلاث لوحات، في كلّ صحيفة منها ما بين ستّة وعشرين إلى ثلاثين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، دقيق، كتبه: سالم بن عليّ بن حبّان الزّرعيّ. والنّسخة معارضة، وعليها سماع من القرن السّادس.
وله نسخة أخرى بالجامعة الإسلاميّة: 1536 (48ب- 53أ) مصوّرة عن الظّاهريّة، في ستّ لوحات تقريبا كل لوحة تحوي خمسة عشر سطرًا تقريبا مسموعة على السّلفيّ راويها عن الخبّاز.
وأخرى بجامعة أمّ القرى: 703 ف (80- 85) مصورّة عن الظّاهريّة أيضا (رقم المجموع: 94) في خمس لوحات، وهي نسخة لا بأس بها، مقابلة، وعليها سماعات.(3/18)
164- والفوائد، و...(1)، والنّوادر لابن أبي عليّ(2)، رواية: أبي الحسن النّعميّ، الحافظ(3).
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4).
165- وفوائد أبي نعيم الأصبهانيّ، رواية: أبي المكارم اللّبّان(5) عنه، وانتقاء: أبي عليّ الوخشيّ(6) له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(7).
166- وفوائد ابن نظيفٍ الفرّاء(8).
__________
(1) كلمة غير مقروءة في النّسخة المصوّرة، ولعلّها: (والحكايات)، - والله أعلم-.
(2) هو: محمَّد بن الحسن بن أحمد بن محمَّد الأهوازيّ، الأصبهانيّ... شيخ لم يكن يحسن شيئا من صناعة الحديث، اتّهمه بعضهم.
مات سنة: ثمان وعشرين وأربعمائة.
انظر: تأريخ بغداد (2/218) ت/660.
(3) لم أقف على ترجمة له.
(4) منه نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3775 (139- 150)، وعنها صورة بجامعة أمّ القرى: 648 ف (139- 148) في إحدى عشرة لوحة ونصف اللّوحة، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الوهّاب بن معالي بن وشاح، سنة: ثمان وسبعين وخمسمائة. والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات، وعليها آثار تآكل ذهب بشيء من اللّوحة الأولى.
(5) هو: أحمد بن عيسى... انظر ترجمته في: - السّير (21/362).
(6) هو: الحسن بن عليّ... انظر ترجمته في: المنتخب من السّياق لتأريخ نيسابور (ص/182 ت/498)، والمستفاد (ص/102).
(7) الكتاب يقع في خمسة أجزاء (كما وجد في آخر الخامس منه، وكما في السّير 18/366) يوجد منه الجزء الثّاني بالجامعة الإسلاميّة: 486 (2ب- 12أ)، (4576 ف)، وجامعة أمّ القرى: (714 ف) مصوّر عن الظّاهريّة، في عشر لوحات، في كلّ صحيفة منها ما بين ثمانية عشر إلى اثنين وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والجزء الخامس بجامعة أمّ القرى: 714 ف (210- 219) مصوّر عن الظّاهريّة (رقم المجموع: 105) في تسع لوحات.
والنّسختان مقابلتان، وبعض كلماتهما مشكولة، وعليهما سماعات.
(8) هو العالم، المسند، المعمَّر: أبو عبد الله، محمَّد بن الفضل المصريّ...
مات سنة: إحدى وثلاثين وأربعمائة.
انظر: السّير (17/476).(3/19)
ومادّته من الأحاديث فقط(1).
167- وفوائد أبي ذرّ الهرويّ(2)، رواية: ابن خلف المقرئ(3) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
168- وفوائد الخلاّل(5)، تخريج: أبي طاهر السّلفيّ(6) عن شيوخه عن الخلاّل.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار أيضا(7)
__________
(1) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3856 (90- 112)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 543 (29أ- 49أ)، 1547 (92أ- 112أ)، (4576 ف)، وجامعة أمّ القرى: 729 ف (92- 113) في عشرين لوحة، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات نفيسة من القرن الخامس، والسّادس، والسّابع، والثّامن.
(2) هو: عبد بن أحمد، راوي صحيح البخاريّ عن: المُسْتمليّ، والحَمُوْيّ، والكُشْمِيهنيّ... إمام، مجوّد، مصنّف. مات سنة: أربع وثلاثين وأربعمائة.
انظر: ترتيب المدارك (4/696)، والتّقييد (ص/391) ت/510.
(3) هو: إسماعيل بن خلف الأنصاريّ...
انظر ترجمته في: - غاية النّهاية (1/164) ت/763.
(4) للكتاب نسخة تامّة بالجامعة الإسلاميّة: (2802، 1117 ف) مصوّرة عن الظاهريّة، في ثلاث عشرة لوحة، في كلّ صحفية منها ما بين ستّة عشر إلى عشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة جيّدة، وبعض كلماتها مشكلولة، وعليها سماعات. ثمّ رأيت الكتاب مطبوعاً سنة: 1418ه، بتحقيق: سمير بن حسين، صدرت طبعته الأولى عن مكتبة الرّشد، وشركة الرّياض.
(5) هو: أبو محمَّد الحسن بن أبي طالب البغداديّ..ثقة، مصنّف. مات سنة: تسع وثلاثين وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (7/425) ت/3997، والسّير(17/593).
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/199.
(7) منه نسخة تامّة بالجامعة الإسلاميّة: 536 (152أ- 156أ) مصورّة عن الظّاهريّة في أربع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها واحد وعشرون سطرًا تقريبا بخط مشرقيّ.
والنّسخة جيّدة، معارضة بأصل السّلفيّ، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وهذه الفوائد أودعها السّلفي كتابه: (المشيخة البغداديّة) في الجزء الثّاني عشر منه.(3/20)
.
169- والفوائد المخرّجة من أصول مسموعات أبي عثمان البحيريّ(1)، رواية: زاهر بن طاهر(2) عنه، وتخريج: أبي سعد سعيد ابن محمَّد التُّجِيبيّ(3).
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
170- وفوائد أبي بكر الصّيرفيّ(5)، رواية، وانتقاء: أبي القاسم زاهر بن طاهر(6) عنه.
__________
(1) - بفتح الباء الموحدة، وكسر الحاء، بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الرّاء - وهو: سعيد بن محمَّد بن أحمد... ثقة، جليل. مات سنة: إحدى وخمسين وأربعمائة. انظر: الأنساب (1/291)، والمنتخب من السّياق (ص/232).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/249.
(3) - بضمّ التّاء المعجمة بنقطتين من فوق، وكسر الجيم، وسكون الياء المثنّاة التّحتيّة، وفي آخرها الباء الموحدة- لم أقف على ترجمة له.
(4) يقع الكتاب في تسعة أجزاء (كما في: آخر التّاسع منه)، يوجد من الثّاني إلى التّاسع بسقوط الرّابع، ومع الكتاب قطعة لعلّها من الرّابع (وفي فهرس المخطوطات بجامعة أمّ القرى: لعلّها من الخامس أو السّادس) بمكتبة الأسد: 3810 (1- 63)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 533 (1ب-63أ)، (4574 ف)، وجامعة أمّ القرى: 683 ف (1- 63) في ثلاث وستّين لوحة، في كلّ صحيفة منها واحد وعشرون سطرًا، بخطّ مغربي.
ويظهر على النّسخة أثر تآكل وبلل، وهي مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(5) هو: يعقوب بن أحمد بن محمَّد النّيسابوريّ... ثقة. مات سنة: ستّ وستّين وأربعمائة. انظر: التّقييد (ص/495) ت/675، والسّير (18/245).
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/249.(3/21)
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار أيضا(1).
171- وفوائد ابن عَلِيَّك(2) عن شيوخه، رواية: أبي نصر المقرئ(3) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4).
172- وفوائد أبي عمرو بن منده(5)، رواية: أحمد بن محمَّد بن الفيج(6)
__________
(1) يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء (كما هو مثبت على المنتقى منه) ويوجد المنتقى منه بمكتبة الملك عبد العزيز (ضمن مجموعة المكتبة المحموديّة): 2704 مجاميع (251أ- 257ب)، وعنه صورة بجامعة الإمام: (327 ف) في ثمان لوحات، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا كُتبت بخطٍّ دقيق. والنّسخة مقابلة، عليها بلاغات، وقراءات، وعدّة سماعات.
ولعلّ المنتقي لهذا الجزء هو: ابن الأخوة (انظر ترجمته في: السّير 21/484)؛ فهو الراوي عن زاهر بن طاهر- والله أعلم-.
(2) - بفتح العين، وكسر اللاّم، وتشديد الياء المعجمة من تحتها باثنتين، وآخره كاف، وقيل: إنّه باختلاس كسرة اللاّم، وفتح الياء، وتخفيفها، تصغير عليّ، وصحّحه ابن نقطة في تكملة الإكمال- وهو: أبو القاسم عليّ بن عبد الرّحمن النّيسابوريّ... صدوق. مات سنة: ثمان وستّين وأربعمائة.
انظر: تأريخ بغداد (12/33) ت/6402، وتكملة الإكمال (4/191) ت/4204، وتبصير المنتبه (3/966).
(3) هو: أحمد بن عمر.... انظر ترجمته في:- المنتخب من السّياق (ص/112).
(4) للكتاب نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3823 (236- 244)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1525 (149أ- 156أ)، وجامعة أمّ القرى: 696 ف (237- 245) في ثمان لوحات، في كل صحيفة منها أربعة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: أحمد بن عبد الرّحمن الشّيبانيّ، سنة: ثلاث وخمسمائة. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(5) هو: عبد الوهّاب بن أبي عبد الله محمَّد بن إسحاق الأصبهانيّ... ثبت، فاضل. مات سنة: خمس وسبعين وأربعمائة.
انظر: المنتظم (16/225) ت/3524، والسّير (18/440).
(6) - بالفاء في أوّله، ثمّ ياء مثنّاة تحتيّة، فجيم-.
انظر: حاشية الإكمال (1/236)، وتبصير المنتبه (3/1066).(3/22)
عنه، وتخريج أخيه: أبي القاسم بن منده(1) له عن أبيه(2) عن شيوخه، ومادّته من الأحاديث، والآثار أيضا(3).
173- وفوائد القاضي الخلعيّ(4)، رواية: أبي محمَّد بن رفاعة السّعديّ(5)، وتخريج: أحمد بن الحسن الشّيرازيّ(6).
__________
(1) هو: عبدالرحمن بن الحافظ محمّد بن إسحاق بن منده.
انظر ترجمته في: - السّير (18/349).
(2) هو الحافظ: محمَّد بن إسحاق، صاحب كتاب الإيمان، وغيره.
(3) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بدار الكتب المصريّة: (1558 حديث) وله نسخة أخرى منقولة عنها تحت الرّقم (25555ب، 24587ف)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 2988 ف (157ب- 164ب)، والمكتبة الصّدّيقيّة (ضمن مكتبة الحرم المكّيّ): 1144 (160- 171) في عشر لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين أربعة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمود عبد اللّطيف.
وطبع هذا الجزء بتحقيق: مُسْعِد عبد الحميد، صدرت طبعته الأولى عن دار الصّحابة للتّراث (مصر) سنة: اثنتي عشرة وأربعمائة وألف للهجرة، في تسع ومائة صحيفة من القطع المتوسّط، وبلغ عدد أحاديثه، وآثاره- حسب ترقيم المحقّق-: ثمانية وستّين. وانتخب أبو عمرو بنُ منده أحاديث لنفسه من هذه الفوائد- كما تقدّم ص/142-.
(4) هو مسند الدّيار المصريّة في وقته: أبو الحسن عليّ بن الحسن الشّافعيّ... إمام، فقيه. مات سنة: اثنتين وتسعين وأربعمائة. انظر: وفيّات الأعيان (3/317)، وطبقات الشّافعيّة للسبكيّ (5/253).
(5) انظر ترجمته في: - ذيل التّقييد (2/37) ت/1118.
(6) لم أقف على ترجمة له.(3/23)
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(1).
174- وفوائد الحافظ أبي محمَّد عبد الغنيّ بن عبد الواحد المقدسيّ(2).
وهي من تخريج الحافظ عبد الغني رحمه الله لنفسه كما في طبقة السّماع عليه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(3)
__________
(1) الكتاب يقع في عشرين جزءًا (كما في الأخير منه، وكما في: ذيل التّقييد 2/37، والسّير 19/74)، له نسخة تامّة بالمكتبة الأزهريّة: [659]، 5712، وعنها صورة بدار الكتب المصريّة (1343 ف) في اثنتين وعشرين ومئتيّ لوحة، والجزء الثّاني بالجامعة الإسلاميّة: 1065 (55أ- 62أ) في ثمان لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين أربعة وعشرين إلى سبعة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات، إلاّ أنّها ناقصة في أوّلها بمقدار لوحة تقريبا.
والجزء الثّامن عشر، والعشرون بمكتبة الأسد: 3789 (45- 67) في اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ثمانية عشر إلى اثنين وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: جعفر بن مهلهل الحنبليّ.
وقطعة منه بمكتبة الأسد أيضا: 3839 (101- 114) في ثلاث عشرة لوحة. والنّسختان مقابلتان، وعليهما سماعات.
وانتخب من هذا الكتاب ما رواه الخلعيّ بسنده عن سفيان بن عيينة في عدّة أجزاء. وانتخب أيضا من الجزء العشرين بعض الأحاديث... انظر ص/136.
(2) أبو محمَّد الدّمشقيّ... إمام، جليل، مصنّف. مات سنة: ستّمائة. انظر: السيّر (21/443). ولم يُذكر على النّسخة اسم الرّاوي عنه.
(3) يوجد من الكتاب الجزء الخامس عشر بمكتبة الأسد: 3824 (40- 50)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميَة: 1526 (37ب- 46ب)، (4574 ف، 5022 ف)، وجامعة أمّ القرى: 697 ف (40- 50) في تسع لوحات ونصف اللّوحة،في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: أبو الفضل بن اللّحية الكلبيّ، سنة: ثمان وستّمائة.
والجزء السّادس والخمسون بمكتبة الأسد أيضا: 3380 (140- 150)، وعنه صورة بجامعة أمّ القرى: 697 ف (74- 84) في عشر لوحات.
والجزآن مقابلان، وعليهما سماعات.(3/24)
.
175- وفوائد عبد العزيز بن جماعة(1)، رواية: أبي زرعة بن العراقيّ(2) عنه،وهي من تخريج: ابن جماعة رحمه الله لنفسه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(3).
176- وفوائد أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن المرزبان(4) عن شيوخه، رواية: القاسم بن الفضل(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(6).
177- وفوائد أبي عليّ عبد الرّحمن بن محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن فضالة النّيسابوريّ(7)، رواية: أبي بكر بن علي المقرئ(8) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(9)
__________
(1) هو: ابن القاضي بدر الدّين ابن جماعة الكنانيّ- بنون بعد الكاف-... إمام، مصنّف. مات سنة: سبع وستّين وسبعمائة. انظر: معجم الشّيوخ للذّهبيّ (1/401) ت/456، والدّرر الكامنة (2/378) ت/2443.
(2) تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/209.
(3) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 13536 (152- 164) في اثنتي عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها خمسة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: يونس ابن ملاج الحسينيّ.
والنّسخة قديمة، ومقابلة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(4) لم أقف على ترجمة له.
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/210.
(6) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 1816 (133- 137)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 545 (118ب- 122أ)، وجامعة أمّ القرى: 689 ف (135- 139) في أربع لوحات، في كلّ صحيفة منها ما بين تسعة عشر إلى واحد وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة جيّدة، بعض كلماتها مشكولة، ومقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(7) لم أقف على ترجمة له.
(8) هو: محمَّد بن عليّ الهمذانيّ، كما على النّسخة،ولم أقف على ترجمة له.
(9) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3763 (66- 75)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 968 (62ب- 73ب)، (9332) وجامعة أمّ القرى: 636 ف (66- 75) في ثمان لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها خمسة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ،كتبه: علي بن حسن بن داود، سنة: ثلاث وثلاثين وستّمائة.
والنّسخة مقابلة، وبعض كلماتها مشكولة، وعليها تصحيحات، وسماعات.(3/25)
.
178- وفوائد القاضي أبي محمَّد عبد الله بن عليّ بن عبد الله السُّفنيّ الأَرْدُبيليّ(1) عن شيوخه، رواية: أبي الحسن عليّ بن أحمد الزنجانيّ(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(3).
الثّاني (من القسم السّادس): منسوبة إلى بلد:
179- كفوائد العراقيّين لأبي سعيد النّقّاش(4)، رواية: أبي العبّاس ابن أُشْته(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، الأشعار(6).
__________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(3) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3764 (182- 197)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 481 (1ب- 6 أ)، (3667 ف)، وجامعة أمّ القرى: 637 ف (182- 197) في خمس عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عليّ بن حسن الجزريّ، سنة: ثلاث وثلاثين وستّمائة.
وغالب مادّة الكتاب من الآثار، ونسخته معارضة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وسماعات، وأجازات.
(4) هو الحافظ: محمَّد بن عليّ بن عمرو الحنبليّ، الأصبهانيّ... ثبت، مصنّف. مات سنة: أربع عشرة وأربعمائة. انظر: ذكر أخبار أصبهان (2/280) ت/1724، والسّير (17/308).
(5) انظر ترجمته في: - التّقييد (ص/148) ت/170.
(6) له نسخة تامّة بدار الكتب المصريّة: (1558 حديث)، (25556ب)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: (2988 ف)، وجامعة الملك سعود (319 ف) في إحدى عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين أربعة وعشرين إلى ستّة وعشرين سطرًا، بخط مشرقيّ. والنسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وطُبع الكتاب بتحقيق: مجدي السّيّد إبراهيم، صدرت طبعته الأولى عن مكتبة: القرآن (بالقاهرة) في أربع وأربعين ومائة صحيفة من القطع المتوسّط.
وبلغت أحاديث الكتاب وآثاره - حسب ترقيم المحقق -: أحد عشر ومائة.(3/26)
180- والفوائد المدنيّة (أو: فوائد المدينة، كما وجد في بعض طباق السّماعات) لابن الجُمّيزيّ(1)، رواية: أبي عبد الله السّعديّ(2) عنه، وانتقاء: أبي بكر المسديّ(3).
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
* وَمنها: فوائد خراسان للعثمانيّ ... وتقدّمت(5).
القِسْم السَّابع: كتب الفَوائد من الآثار:
181- كفوائد أبي عبد الله محمَّد بن يعقوب بن عبد الله الدّيباجيّ(6) عن شيوخه، رواية: أبي الحسن الخطيب(7) عنه.
ورتّبه مؤلّفه على الشّيوخ، إلاّ أنّه لم يُراع في ترتيبهم تسلسل الحروف(8).
المَبْحَث السَّادس: كتب الفوائد الحديثيّة الّتي وقفت على أسمائها، وأسماء مؤلّفيها، ولم أقف على مخطوطاتها
وَفيه مطلبان:
أوّلهما: ما وصل إلينا تاما، أو بعضٌ منه، ولم يتيسّر لي الوقوف عليه.
والثاني: ما لم يصل إلينا فيما أعلم.
المطلب الأوّل: مَا وصَل إلينا تاما، أو بعض مِنه، ولم يتيسر لي الوقوف عليه
وهي:
__________
(1) هو: أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة الشّافعيّ... إمام، فقيه.
مات سنة: تسع وأربعين وستّمائة. انظر: السّير (23/253).
(2) هو: محمَّد بن محمَّد بن عبد الحكيم بن شريف، ولم أقف على ترجمة له.
(3) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(4) يوجد من الكتاب المجلس الثّاني بمكتبة الأسد: 3856 (180-185)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1547 (180أ- 185ب)، وجامعة أمّ القرى: 729 ف (180- 185) في خمس لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتب سنة: ثلاث وثلاثين وسبعمائة. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(5) ص/ورقمها/5.
(6) لم أقف على ترجمة له.
(7) لم أقف على ترجمة لهأيضا.
(8) منه نسخة تامّة بالجامعة الإسلاميّة: 966 (7أ- 8ب)، وجامعة أمّ القرى: 634 ف (18- 19) مصوّر عن الظّاهريّة، في لوحة واحدة تقريبا مجموع أسطرها: اثنان وثلاثون، بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة مقابلة، وعليها سماعات، وأجازة لابن عبد الهادي- يرحمه الله-.(3/27)
182/ 1- الفوائد من حديث حنبل بن إسحاق(1)... توجد نسخة منه في مكتبة: (فيض الله أفندي(2) في تركيا(3)، وهو من موارد الحافظ ابن حجر رحمه الله في: (الإصابة)(4).
2- الفوائد المنتقاة الغرائب عن الشيوخ العوالي لأبي عبد الله الصّوفيّ(5)... يوجد الجزء الثالث منها في الخزانة التّيموريّة(6).
3- والفوائد لابن عُبَيْد(7)... منه نسخة في ألمانيا(8).
4- وفوائد عمر البصريّ(9)... منه نسخة في دار الكتب المصريّة(10).
5- وفوائد العراقيّين لأبي الشَّيخ الأصبهاني، في اثني عشر مجلّدًا... منه قطعة في الظّاهريّة(11)
__________
(1) ابن حنبل الشّيبانيّ، ابن عمّ الإمام أحمد، وتلميذه... ثقة، ثبت.مات سنة: ثلاث وسبعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (3/320)ت/1434،والسّير (13/51).
(2) تحت الرّقم: 2169 (126أ- 135ب).
(3) انظر:- نوادر المخطوطات العربيّة في تركيّا (ص/441).
(4) 1/583).
(5) هو: أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار البغداديّ... ثقة، متقن.
مات في رجب، من سنة: ستّ وثلاثين وثلاثمائة. انظر: طبقات الحنابلة (1/36)، ولسان الميزان (1/151) ت/485.
(6) تحت الرقم: (351 مجاميع). انظر: فهرس الخزانة التّيموريّة (2/308).
ولعلّ هذا الكتاب هو الذي يقصده الذّهبيّ في ترجمة المذكور في: (السّير 15/152) بقوله: (روى عن يحيى بن معين نسخة وقعت لنا بعلوّ باهر) اه.
(7) هو: عبد الرّحمن بن الحسن بن أحمد الأسديّ، الهمدانيّ... ضعيف، كذّبه بعضهم. مات في شعبان، من سنة: اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (10/292) ت/5428، والسّير (16/15).
(8) انظر: - فهرس مكتبات ألمانيا (ص/256).
(9) تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/253.
(10) 1583 حديث]، وعنها صورة تحت الرّقم: [1260 حديث]... ولم يتيسّر لي الوقوف عليه، وعلى غيره- ممّا سيأتي- بدار الكتب المصريّة لعدم تصويرها على الميكرو فيلم ! ؟
(11) تحت الرّقم (456) مجموع (38)، وحديث (357) (ق 57-65).
أفاده مشهور بن حسن في: (معجم المصنّفات الواردة في فتح الباري) ص/321. ولا أثر لهذه القطعة في فِهْرِس مكتبة الأسد !(3/28)
.
ومن مسموعات السمعانيّ كما في:(التّحبير)(1)، والحافظ ابن حجر كما في: (المعجم المفهرس)(2)، ومن موارده في: (الفتح)(3).
6- وفوائد أبي بكر بن الشّخّير(4)، رواية: الحسن الجوهريّ(5) عنه... توجد نسخة منه في مكتبة: (تشستربيتي) في إيرلندا(6)، ومن مرويّات الحافظ ابن حجر كما في: (ترتيب أسامي مرويّاته على حروف المعجم)(7)، والرّودانيّ كما في: (الصّلة)(8)، وذكرها حاجي خليفة في: (كشف الظّنون)(9).
7- والفوائد المنتقاة لعليّ بن عبد العزيز بن مردك(10)... منها نسخة في دار الكتب المصريّة(11)، ومن موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(12).
8- وفوائد نصر المَرْجيّ(13)
__________
(1) 1/161، 190).
(2) 56/ب].
(3) 1/583).
(4) - بكسر المعجمتين، الثانية ثقيلة- محمَّد بن عبد الله بن محمَّد الصّيرفيّ... ثقة. مات سنة: ثمان وسبعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (2/333) ت/828.
(5) تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/192.
(6) وتقع في أربع وعشرين صحيفة، كما في: فهرس تشستربيتي (ص/رقم/3413).
(7) 10/ب].
(8) ص/329).
(9) 2/1294).
(10) البردعيّ- بفتح الباء الموحدة، وسكون الرّاء، وفتح الدّال المهملة، وفي آخرها العين المهملة- البزّار، البغداديّ... ثقة، صالح.
مات سنة: سبع وثمانين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (12/30) ت/6397، والشّذرات (3/124).
(11) 1260 حديث]، وعنها صورة تحت الرّقم: (38220 ف)أيضا.
(12) 10/407)، السّيرة النّبويّة- القسم الأوّل- ص/111، عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد ص/560) كما أفاده الفاضل: طلال الدّعجانيّ في موارد ابن عساكر في: تأريخ مدينة دمشق (ص/878).
(13) - بفتح الميم، وسكون الرّاء، والجيم في آخرها- أبو القاسم، الموصلي... قال الذّهبيّ في: (السّير 17/16- 17): "ما علمت فيه جرحا".
مات في حدود سنة: تسعين وثلاثمائة.
انظر: مشيخة ابن الحطّاب (ص/166)، والأنساب (5/255).(3/29)
... منها نسخة في دار الكتب المصريّة(1) أيضا ومن مرويّات ابن الحطّاب كما في:(مشيخته)(2).
9- الفوائد المنتقاة عن الشّيوخ الثّقات من حديث الإخميميّ(3)، انتقاء: عبد الغنيّ بن سعيد(4)... منه نسخة في مكتبة الأوقاف ببغداد، وفي مكتبة الأزهر(5).
من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(6)، وذكرها الذّهبيّ في: (السّير)(7)، ومن مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(8)، و (المعجم المفهرس)(9).
10- والفوائد المنتقاة الحسان الغرائب لابن رزقويه(10)، رواية: نصر ابن أحمد بن البطر(11) عنه... توجد نسخة منه في الظّاهريّة(12).
من مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(13)، وموارده في: (تغليق التغليق)(14).
__________
(1) 2024 حديث]، وعنها صورة تحت الرّقم: (25612 ب)أيضا.
(2) ص/166).
(3) هو: أبو الحسن محمَّد بن أحمد المصريّ... ثقة، مُسْنِد. مات سنة: خمس وتسعين وثلاثمائة. انظر: ترتيب المدارك (4/615)، والسّير (17/85).
(4) هو: الأزديّ الحافظ.
(5) أمّا في مكتبة الأوقاف فتحت الرّقم: (2886/4)، وأمّا في مكتبة الأزهر فتحت الرّقم: (مج 305 [27- 55]).
انظر: تأريخ التّراث العربيّ (1/1/462).
(6) انظر: موارد ابن عساكر في تأريخ دمشق (ص/919).
(7) 5/321).
(8) 1/323).
(9) 96/أ]، وانظر:- ترتيب أسامي مرويّاته على حروف المعجم [10/ب].
ولعلّها هي التي يقصدها الذّهبيّ بقوله في: (السّير 17/85):
(روى عنه: أبو الحسين محمَّد بن مكّيّ ثلاثة أجزاء عالية عند أبي القاسم بن الحرستاني).
(10) هو: محمّد بن أحمد البزّار، تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(11) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/172.
(12) ضمن مجموع رقم: (83/9) في ست ورقات.
انظر: المجمع المؤسّس (2/289) الحاشية رقم/905.
(13) 2/289) رقم/905.
(14) انظر: (1/258).(3/30)
11- وفوائد أبي الحسن النِّعاليّ(1)... منها نسخة في مكتبة المدرسة العُمَريّة(2).
12- والفوائد الصّحاح للاّلكائِيِّ... من مصادر الألبانيّ في: (السلسة الصحيحة)(3)، وَحمدي السّلفيّ في تحقيقه: (لفتح الوهّاب بتخريج أحاديث الشهاب)(4) للغُماريّ.
13- والفوائد المنتقاة لأبي جعفر السّلميّ(5)... يوجد الجزء العاشر منها في مكتبة: (برلين)(6).
14- وفوائد أبي الحسن الصَّقليّ(7)...منها نسخة في دار الكتب المصريّة(8)، وذكرها حاجّي خليفة في: (كشف الظّنون)(9).
__________
(1) - بكسر النّون، وفتح العين المهملة، وفي آخرها اللاّم- محمَّد بن طلحة البغداديّ... شيخ رافضي، يتتبّع الغرائب، والمناكير. هلك سنة: ثلاث عشرة وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (5/383) ت/2908، والأنساب (5/508).
(2) وتقع في ستّ عشرة ورقة، تحت الرّقم: 3758 (120- 135)...
انظر: فِهرس مخطوطات مكتبة المدرسة العُمريّة (ص/102).
وضُمّت مخطوطات هذه المدرسة إلى مكتبة الأسد، ولم يتيسّر لي الوقوف على الكتاب لعدم وجود بطاقة له في فِهْرس المكتبة ؟!
(3) 3/108، 6/43).
(4) 2/347) رقم الحاشية/2.
إلاّ أنّ نِسبة اللاّلكائيّ تحرّفت فيه من الطّبريّ إلى: الطّبرانيّ- بالنّون في آخره -.
(5) هو: محمَّد بن أحمد بن عمر البغداديّ... ثقة، صالح، كثير السّماع.
مات سنة: خمس وستّين وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (1/356) ت/288، والمنتظم (16/151) ت/3428.
(6) تحت الرّقم: (1557).
انظر: أقدم المخطوطات العربيّة في العالم (ص/180) رقم/524.
(7) - بفتح الصّاد، والقاف، وفي آخرها اللاّم- عليّ بن المفرج. مات سنة: سبعين وأربعمائة. انظر: الأنساب (3/549)، ومعجم السّفر (ص/250) ت/821، ومعجم البلدان (2/192).
(8) 1260 حديث].
(9) 2/1298).(3/31)
15- والفوائد المنتقاة الغرائب لأبي الفوارس محمَّد بن عليّ الهاشميّ، البغداديّ(1)... منها: الأوّل، والسّادس - إلاّ أنه ناقص من آخره - في المكتبة الظّاهريّة(2).
16- والفوائد الحسان المنتقاة على شرط الشّيخين لأبي عليّ البردانيّ(3)... منها الأوّل في المكتبة الظّاهريّة(4).
17- وفوائد أبي الفتح الحدّاد(5)... منه نسخة في مكتبة فيض الله أفندي بتركيا(6).
ومن موارد الحافظ في: (الفتح)(7)، و(جزء فيه تخريج حديث: "لا تسبّوا أصحابي")(8)، و(التّغليق)(9).
18- والفوائد المنتقاة العوالي الحسان للشّحّام(10)... منها نسخة في بعض مكتبات ألمانيا(11)
__________
(1) ذكر الألبانيّ في: (المنتخب من مخطوطات الحديث في الظّاهريّة ص/342) أنّ أبا الفوارس هذا مات سنة: إحدى وتسعين وأربعمائة. ولم أقف على ترجمة له.
(2) تحت الرّقم: 37 (94- 114)، 72 (63- 82) كما في كتاب الألباني المتقدّم ذكره آنفا... وهذه المكتبة مِمَّا ضُمّ إلى مكتبة الأسدأيضا إلاّ أنّه لا أثر لهذا الكتاب في فهارس المكتبة- والله تعالى أعلم-.
(3) - بفتح الباء الموحدة، والرّاء، والدّال المهملة، وفي آخرها النّون- أحمد بن محمَّد ابن أحمد الحنبليّ... ثقة، حافظ. مات سنة: ثمان وتسعين وأربعمائة.
انظر: الأنساب (1/313)، والسّير (19/219).
(4) تحت الرّقم: 111 (125- 140).
انظر: المنتخب من مخطوطات الظاهريّة (ص/179).
(5) هو: أحمد بن محمّد بن سعيد، سبط الحافظ أبي عبد الله بن منده. مات سنة: خمسمائة. انظر: المنتظم (17/102) ت/3763، والسّير(19/216).
(6) تحت الرّقم: 2169 (202أ- 125أ).
انظر: نوادر المخطوطات العربيّة في مكتبات تركيّا (ص/267).
(7) 7/42).
(8) ص/59، 64).
(9) انظر: (1/258).
(10) هو الشَّيخ، الصّالح: أبو محمَّد سلمان بن مسعود البغداديّ... من أهل الصّدق. مات سنة: إحدى وخمسين وخمسمائة. انظر: السّير (20/323).
(11) انظر:- فِهْرس مخطوطات مكتبات ألمانيا (ص/256- 257).
ولعلّ هذا الكتاب هو الذي يقصده الذّهبيّ بقوله في: (السّير 20/232):
(خرّج له اليونارتيّ الحافظ خمسة أجزاء من سماعه على ثابت بن بندار، وجعفر السّرّاج، وأبي الحسين بن الطّيوريّ، وغيرهم).(3/32)
.
19- والفوائد العوالي الصّحاح لأبي ياسر بن أبي حَبَّة(1)... منها الجزء الأوّل في الظّاهريّة(2).
20- والفوائد عن الشّيوخ المجيزين للإسْعِرْدِيّ(3)... منها نسخة في مكتبة: (كوبريلّلي)(4).
21- والفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي لسبط أبي مسلم(5)... منها نسخة في مكتبة تشستربيتي(6).
المَطْلَبُ الثَّانِي: ما لم يصل إلينا - فيما أعلم - وَهي:
203/22/1- فوائد داود بن عمرو الضّبيّ(7)... من موارد الحافظ ابن حجر العسقلانيّ يرحمه الله في (الإصابة)(8).
23/2- فوائد الإمام أحمد بن حنبل... ذكرها الخطيب في: (تأريخه)(9)، وابن الجوزيّ في: (مناقب الإمام أحمد)(10).
24/3- وفوائد قتيبة بن سعيد(11)، رواية: أبي عثمان العيّار(12)
__________
(1) هو: عبد الوهّاب بن هبة الله بن أبي ياسر البغداديّ... لا بأس به.
مات سنة: ثمان وثمانين وخمسمائة. انظر: التقييد (ص/372) ت/477، والمختصر المحتاج إليه (ص/262) ت/947.
(2) انظر:- المنتخب من مخطوطات الظّاهريّة للألبانيّ (ص/217).
ولا أثر لهذا الكتاب في فِهْرس مكتبة الأسد !
(3) هو: أبو القاسم عُبَيْد بن عبّاس... محدِّث، حافظ.
مات سنة: اثنتين وتسعين وستّمائة.
انظر: الأعلام للزّركليّ (4/190)، ومعجم المؤلّفين لكحّالة (6/235).
(4) انظر: - فهرسها (1/208- 209).
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) تحت الرّقم: 3452 (3).
انظر: فهرس المخطوطات العربيّة في مكتبة تشستربيتي (3/1399).
(7) أبو سليمان البغداديّ... ثقة. مات سنة: ثمان وعشرين ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/349)، وتأريخ بغداد (8/363) ت/4462.
(8) 3/484).
(9) 4/373).
(10) ص/246).
(11) ابن جميل الثّقفيّ (ت: 240 ه).
(12) هو: سعيد بن أبي سعيد، تقدّمت ترجمته... انظر ص/233.
والّذي يظهر أنّ العيّار جمع فوائد قتيبة من مرويّاته بأسانيده إليه ثمّ حدّث بها، ورويت عنه؛ للتّباعد البيّن بين وفاة الرَّجُلَيْن.(3/33)
، في أكثر من عشرة أجزاء...من مسموعات الضّياء المقدسيّ كما في: (ثبَته)(1).
25/4- وفوائد هنّاد بن السَّريّ الصّغير(2)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(3)، و(تغليق التّعليق)(4).
26/5- وفوائد هشام بن عمّار(5)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(6)، و(الإصابة)(7)، وابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(8).
27/6- وفوائد محمَّد بن مُصَفَّى القرشيّ(9)... ذكرها ابن ناصر الدّين في: (توضيح المشتبه)(10).
28/7- وفوائد سليمان بن داود المهريّ(11)، من رواية: عليّ بن الحسين بن قديد(12) عنه... من موارد أبي طاهر السِّلفيّ فيما انتقاه من مشيخة ابن الحطّاب، وثبت مسموعاته(13).
29/8- وفوائد أبي يعقوب الرَّمليّ(14)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(15).
30/9- وفوائد أبي عبدا لله البخاريّ... ذكرها التّرمذيّ في: (جامعه)(16)، وابن حجر في: (هدي السّاري)(17).
__________
(1) 64/ب].
(2) الدّارميّ، أبو السَّريّ الكوفيّ... ثقة. مات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين.
انظر: تهذيب الكمال (30/311) ت/6603، والسّير (11/466).
(3) 9/302).
(4) انظر: (1/259).
(5) أبو الوليد السُّلميّ... عالم أهل الشّأم في زمنه، صدوق.
مات سنة: خمس وأربعين ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/473)، وتهذيب الكمال (30/242) ت/6586.
(6) 6/112).
(7) 1/59، 320، 2/184، 419، 4/145).
(8) 10/156).
(9) الحمصيّ، أبو عبد الله... صدوق. مات سنة: ستّ وأربعين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (8/104) ت/446، والتّهذيب (9/460).
(10) 5/164).
(11) أبو الرّبيع المِصْريّ... ثقة. مات سنة: ثلاث وخمسين ومئتين.
انظر: التّقريب (ص/251) ت/2551.
(12) انظر ترجمته في: السّير (14/435).
(13) انظر: (ص/151).
(14) إسحاق بن إبراهيم البَلويّ... ثقة. مات سنة: أربع وخمسين ومئتين.
انظر: التّقريب (ص/99) ت/327.
(15) 1/154).
(16) 5/603)
(17) ص/511).(3/34)
31/10- والفوائد لمحمد بن عاصم بن عبدالله(1)، رواية: عبد الله بن جعفر(2) عنه... من مرويّات السّمعاني كما في: (التّحبير)(3).
32/11- وفوائد عليّ بن حَرْب الطّائيّ(4)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(5)، و(الإصابة)(6)، و(تغليق التّعليق)(7).
33/12- وفوائد المخرّميّ(8)... من موارد الحافظ في: (تغليق التّعليق)(9).
34/13- وفوائد سعيد بن نصر البزّار(10)... من مرويّات الحافظ كما في: (المعجم المفهرس)(11)، و(ترتيب مرويّاته)(12)، ومن موارده في: (الإصابة)(13).
35/14- وفوائد أبي جَعْفر الدّقيقيّ(14)
__________
(1) أبو جعفر الثّقفيّ، مولاهم، الأصبهانيّ... صدوق، عابد. مات سنة: اثنتين وستّين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (8/46) ت/212، وطبقات المحدّثين بأصبهان (2/265)، والتّقريب (ص/485) ت/5986.
(2) ابن أحمد بن فارس... انظر ترجمته في: السّير (15/553).
(3) 1/187).
(4) أبو الحسن الموصليّ... صدوق. مات سنة: خمس وستّين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (6/183) ت/1006، وتهذيب الكمال (20/361) ت/4037، والتّقريب (ص/399) ت/4701.
(5) 6/174، 10/82).
(6) 2/417، 3/597).
(7) انظر: (1/258).
(8) - بفتح الميم، وسكون الخاء المنقوطة، وفتح الرّاء المهملة المخفّفة- عبدالله ابن محمَّد بن أيّوب البغداديّ... صدوق، إمام. مات سنة: خمس وستّين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (10/81) ت/5195، والأنساب للسّمعاتيّ (5/225).
(9) انظر: (1/258).
ولعلّه هو الذي يقصده الذّهبيّ بقوله في ترجمة المذكور في السير (12/359): (وإليه ينسب جزء المخرّميّ...).
(10) أبو عثمان الثّقفي، المعروف بسعدان... ثقة، مأمون.
مات في ذي القعدة، سنة: خمس وستين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (4/290) ت/1256، تأريخ بغداد (9/205) ت/4783.
(11) 128/ب].
(12) 10/ب].
(13) 3/327).
(14) محمّدبن عبدالملك بن مروان الواسطيّ... ثقة. مات في شوّال، سنة: ستّ وستّين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (2/346) ت/849، وتهذيب الكمال (26/24) ت/5427.(3/35)
... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(1).
36/15- وفوائد شَاذان(2)... من موارد ابن قطلوبغا في: (من روى عنه أبيه عن جدّه)(3).
37/16- وفوائد ابن مُنِيْب(4)، من رواية: ابن يرحم الطُّوسيّ(5) عنه... من مرويّات التَّجيبيّ كما في: (برنامجه)(6).
38/17- وفوائد ابن ملاَّس(7)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(8)، ومن مسموعات الذّهبيّ كما في: (السّير)(9).
39/18- وفوائد ابن وارة(10)... من موارد الحافظ ابن حجر في: (الإصابة)(11).
40/19- وفوائد الدّوريّ(12)، رواية: الحسين بن الحسن ابن حليم(13)... ذكرها الذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام)(14).
__________
(1) 2/440).
(2) لعلّه: أبو بكر إسحاق بن إبراهيم النّهشليّ... إمام، محدّث، صدوق.
مات سنة: سبع وستّين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (2/211) ت/721، والسّير (12/382).
(3) ص/87).
(4) الإمام، الحافظ، أبو الدّرداء- وأبو عمر- عبد العزيز بن منيب المروزيّ صدوق. مات- على الأَشْهَر- سنة: سبع وستّين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (3/450) ت/5608، والتّقريب (ص/359) ت/4127.
(5) لم أقف على ترجمه له.
(6) انظر: (ص/218- 219).
(7) محمَّد بن هشام النّميريّ، الدمشقيّ... صدوق. مات سنة: سبعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (8/116) ت/519، والسّير (12/353).
(8) 8/28).
(9) انظره: (12/354).
(10) محمَّد بن مسلم، أبو عبد الله الرَّازيّ... ثقة، حافظ، مُبَجَّل.
مات سنة: سبعين ومئتين- في رمضان-.
انظر: الجرح والتّعديل (8/79) ت/332، وتهذيب الكمال (26/444) ت/5607.
(11) 1/451).
(12) العبّاس بن محمد، أبو الفضل، البغداديّ... ثقة حافظ. مات سنة: إحدى وسبعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (12/144) ت/6599،وتهذيب الكمال (14/245) ت/3141، والتّقريب (ص/294) ت/3189.
(13) انظر ترجمته في: - تأريخ الإسلام (حوادث: 331- 350ه) ص/75.
(14) انظره: (ص/75).(3/36)
41/20- وفوائد يعقوب بن سُفيان الفسويّ... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(1)، وابن ناصر الدّين في: (منهاج السلامة)(2).
42/21- وفوائد الدّيرعاقوليّ(3)، في عشرة أجزاء... من مسموعات الضياء المقدسيّ كما في: (ثبته)(4)، ومن موارد الحافظ في: (الفتح)(5)، و(الإصابة)(6).
وذكرها إسماعيل باشَا في: (كشف الظّنون)(7)، و(هديّة العارفين)(8).
43/22- وفوائد ابن طرخان(9)... ذكرها أبو يعلى في: (الإرشاد)(10).
44/23- والفوائد لابن أبي الدُّنيا، رواية: أبي الحسن اللّنبانيّ(11) عنه... من مسموعات أبي موسى المقدسيّ كما في: (ثبته)(12)، وعدَّها له الذّهبيّ في: (السّير)(13).
45/24- وفوائد أبي يزيد القراطيسيّ(14)
__________
(1) 1/138، 156، 317، 328، 330) تحقيق العمرويّ.
(2) ص/81، 97، 114).
(3) هو: عبد الكريم بن الهيثم، أبو يحيى، البغداديّ... ثقة مأمون.
مات سنة: ثمان وسبعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (11/78) ت/5753، وطبقات الحنابلة (1/216).
(4) 60/أ ].
(5) 11/480).
(6) 2/3) إلاّ أنّ نسبه صاحب الكتاب تحرّفت فيه إلى: الزّين عاقوليّ.
(7) 2/1297).
(8) 2/205).
(9) هو: محمَّد بن عليّ البلخيّ... حافظ، عالم، مصنِّف.
مات سنة: نيّف وسبعين ومئتين - على الأَشْهَر -. انظر: الإرشاد للخليليّ (ص/368- 369)، والسّير (13/559- 560).
(10) ص/369).
(11) - بضمّ اللاّم، وسكون النّون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النّون- أحمد بن محمَّد العبديّ...
انظر ترجمته في: - الأنساب (5/142) - وكنيته فيه: أبو بكر- والسّير (15/311).
(12) 164/أ].
(13) 13/403).
(14) يوسف بن يزيد- مولى: عبد العزيز بن مروان الأمويّ-... إمام،ثقة.
مات في ربيع الأوّل، سنة: سبع وثمانين ومئتين.
انظر: تهذيب الكمال (32/476) ت/7164، والتّقريب (ص/612) ت/7893.(3/37)
، رواية: الحسين بن جعفر الزّيّات(1) عنه، وتقع في أحد عشر جزءًا... من مرويّات الإشبيليّ كما في: (فهرسه)(2).
46/25- وفوائد أبي بكر بن أبي عاصم(3)... من موارد ابن القيّم في: (تهذيب مختصر سنن أبي داود)(4).
47/26- والفوائد لأبي العبّاس الأبّار(5)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(6).
48/27- وفوائد الجكانيّ(7) عن أبي اليمان(8)... من موارد الحافظ في: (تغليق التّعليق)(9).
49/28- وفوائد أبي بكر المروزيّ(10)... سمع ابنُ الحطّاب من الجزء الأوّل منها إلى آخر الثّالث على شيخه أبي القاسم الفارسيّ(11).
50/29- وفوائد أبي محمَّد العُكْبَريّ(12)... من مصادر الزّبيديّ في: (إتحاف السّادة المتّقين)(13).
__________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) انظره: (ص/158- 159).
(3) صاحب كتاب: (السّنّة)، وغيره.
مات في ربيع الآخر، سنة: سبع وثمانين ومئتين.
(4) 6/21).
(5) - بفتح الألف، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرهاالرّاء - نسبة إلى عمل الإبر الّتي يُخاط بها.
وهو: أحمد بن عليّ بن مسلم البغداديّ... ثقة، متقن.
مات في شعبان، سنة: تسعين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (4/306) ت/2093، وطبقات الحنابلة (1/52).
(6) 1/265).
(7) - بالفتح، ثمّ التّشديد- أبو الحسن عليّ بن محمَّد بن عيسى الهرويّ... وثّق.
مات سنة: اثنتين وتسعين ومئتين.
انظر: معجم البلدان (2/148)، والسّير (13/454)- إلاّ أنّ النّسبة تصحّفت فيه إلى: الحكانيّ بالحاء المهملة-.
(8) هو: الحكم بن نافع البهرانيّ...
انظر: التّقريب (ص/176) ت/1464.
(9) انظر: (1/259).
(10) أحمد بن عليّ بن سعيد الأمويّ، القاضي... ثقة، مصنِّف.
مات سنة: اثنتين وتسعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (4/304) ت/2088، وتهذيب الكمال (1/407) ت/82.
(11) انظر: مشيخة ابن الحطّاب بانتقاء السِّلفيّ (ص/119).
(12) هو: خلف بن عمرو البغداديّ... ثقة، جليل. مات سنة: ستّ وتسعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (8/331) ت/4423،والسّير(13/577).
(13) 1/83).(3/38)
51/30- وفوائد أبي بكر البرديجيّ(1)... ذكرها أبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان)(2).
52/31- وفوائد يموت بن المُزَرِّع(3) عن شيوخه... من مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسَّس)(4).
53/32- وفوائد عبدان(5)، رواية: عثمان بن حمدان الزّاهد(6) عنه... من مسموعات ابن الحطّاب كما في: (مشيخته)(7)، ومرويّات الحافظ كما في (المجمع المؤسس)(8)، و (المعجم المفهرس)(9)، والرّودانيّ كما في:(الصِّلة)(10)، وذكرها الكتّانيّ في: (الرّسالة المستطرفة)(11).
54/33- وفوائد الحسن بن الطيّب البلخيّ(12) ... ذكرها ابن عديّ في: (الكامل)(13)، وأبي بكر الخطيب في: (التأريخ)(14).
__________
(1) - بفتح الباء الموحدة، وسكون الرّاء- أحمد بن هارون... إمام، ثقة، حافظ.
مات سنة: إحدى وثلاثمائة. انظر: طبقات المحدّثين بأصبهان (2/164)، وتأريخ بغداد (5/194) ت/2661.
(2) انظره: (2/164).
(3) أبو بكر العبديّ، البصريّ- واسمه: محمَّد-... ليس به بأس.
مات سنة: أربع وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (14/358) ت/7685،والسّير(14/247).
(4) انظره: (2/332) رقم/961.
(5) هو: أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقيّ، الشّيرازيّ... حافظ، حُجَّة. مات في آخر سنة: ستّ وثلاثمائة.
انظر: السّير (14/168)، وتذكرة الحُفّاظ (2/688).
(6) لم أقف على ترجمة له.
(7) ص/166).
(8) 1/275) رقم/187.
(9) 139/أ].
(10) ص/334).
(11) ص/96).
(12) أبو عليّ، المعروف بالشّحامي... ضعيف.
مات في جمادى الآخرة، سنة: سبع وثلاثمائة. انظر: الكامل (2/344)، ولسان الميزان (2/215) ت/951.
(13) 2/344).
(14) 7/335).(3/39)
55/34- وفوائد الفوائد لأبي بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، رواية حفيده: محمَّد بن الفضل(1) عنه...من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(2)، ومرويّات أبي موسى المقدسيّ كما في: (ثبته)(3)، وموارد ابن ناصر الدّين في: (منهاج السّلامة)(4)، ومرويّات الحافظ كما في: (ترتيب أسامي مرويّاته)(5)، والرودانيّ كما في: (الصِّلة)(6) له.
56/35- وفوائد الإصبهانيّين له أيضا... من مرويّات أبي موسى المقدسيّ كما في: (ثبته)(7)أيضا.
57/36- وفوائد أبي لبيد السَّرْخَسيّ(8)، رواية: محمَّد بن بشر بن العبّاس(9) عنه... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(10)، ومن مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسَّس)(11)، و (المعجم المفهرس)(12)، والرّودانيّ كما في: (الصّلة)(13).
58/37- وفوائد الكوكبيّ(14)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(15).
__________
(1) انظر ترجمته في: - السّير (16/490).
(2) 1/112).
(3) 138/أ]
(4) ص/59).
(5) 10/ب].
(6) ص/331).
(7) 138/أ].
(8) هو: محمَّد بن إدريس السَّامي- بالسّين المهملة-... إمام، محدّث، صادق.
مات سنة: ثلاث عشرة وثلاثمائة.
انظر: السّير (14/464)، والنّجوم الزّاهرة (3/241).
(9) انظر ترجمته في: - السّير (16/415).
(10) السّيرة النّبويّة- القسم الأوّل- ص/30، 316،- القسم الثّاني- ص/222، 353، عبد الله بن مسعود- عبد الحميد بن بكّار ص/44، 48، عبد الله بن عمران- عبد الله بن قيس ص/62، تراجم النّساء ص/383).
(11) انظره: (2/381) رقم/1019.
(12) 151/ب].
(13) ص/333).
(14) - بفتح الكافين، بينهما الواو السّاكنة، وفي آخرها الباء الموحدة- لعلّه: أبو الطّيّب محمَّد بن القاسم بن محمَّد؛ فإنّه معروف بهذا اللّقب، وهو ثقة.
مات سنة: سبع عشرة وثلاثمائة. - انظر: - الأنساب (5/110).
(15) 1/395).(3/40)
59/38- وفوائد أبي عليّ الباشانيّ(1)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(2).
60/39- وفوائد الزّيادات (أو: الفوائد الزّياديّات) لأبي بكر ابن زياد(3)، رواية: إبراهيم بن عبد الله بن خَرَشيذ(4)... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(5)، ومن مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسًّس)(6)، (المعجم المفهرس)(7)، والرّودانيّ كما في: (الصّلة)(8).
61/40- وفوائد صاحب أبي صخرة(9)... من مرويّات ابن الحطّاب كما في: (مشيخته)(10).
62/41- وفوائد أهل الّريّ لابن أبي حاتم... ذكرها الذّهبيّ في: (السّير)(11).
63/42- والفوائد الكثيرة(12) - أو: الكبير(13)، أو:الكبرى(14) - لابن أبي حاتم- أيضا.
__________
(1) - بفتح الباء الموحدة، والشّين المعجمة بين الألفين، وفي آخرها النّون- نسبة إلى باشان- قرية من قرى هراة- وهو: أحمد بن محمّد بن عليّ الهرويّ... وثّق. مات سنة: إحدى وعشرين وثلاثمائة.
انظر: الأنساب (1/258)، والسّير (14/523).
(2) 1/439).
(3) هو عبد الله بن محمَّد النّيسابوريّ... حافظ، مجوّد، مصنّف. مات سنة: أربع وعشرين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (10/120) ت/5248.
(4) - بفتح أوله، وثانيه- قال الذّهبيّ في: (السّير 17/69): (هكذا وجدتّه مضبوطا، وإنّما على أفواه الطّلبة بالضّمّ، والتّثقيل).
وترجمته في: - السّير - الموضع المتقدّم نفسه-.
(5) 12/634، 14/42، 15/564، 949، 16/59، 681 وغيرها).
(6) انظره: (1/535) رقم/451.
(7) 128/أ ]، وانظر: ترتيب أسامي مرويّاته على حروف المعجم [10/ب].
(8) انظره: (ص/333).
(9) هو: أحمد بن عبد الله النحّاس، البغداديّ... وثّق. مات سنة: خمس وعشرين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (4/229) ت/1936.
(10) انظرها: (ص/266).
(11) 13/265).
(12) كذلك سمّاها الذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام- حوادث:321-330 ه- ص/207).
(13) كما في: السّير للذّهبيّ (13/265)، وفوات الوفيّات (2/288).
(14) كما في: إيضاح المكنون (2/209).(3/41)
64/43- وفوائد الرَّازيّين له أيضا... ذكرها أبو يعلى في: (الإرشاد)(1)، والذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام)(2)، والكتبيّ في: (فوات الوفيّات)(3).
65/44- وفوائد أبي الدَّحداح(4)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(5)، والعراقيّ في: (المغنيّ)(6).
66/45- وفوائد يعقوب الجصاص(7)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(8)، و (الإصابة)(9).
67/46- وفوائد أبي محمَّد الجوهريّ(10)، رواية: أبي عمر بن مهديّ(11) عنه... من مسموعات أبي موسى المقدسي كما في: (ثبته)(12)، ومن موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(13).
68/47- وفوائد أبي رَوْق الهِزَّانيّ(14)
__________
(1) ص/289).
(2) حوادث (321- 330ه) ص/207.
(3) 2/288).
(4) هو: أحمد بن محمَّد بن إسماعيل التّميميّ، الدمشقيّ... إمام، ثقة.
مات سنة: ثمان وعشرين وثلاثمائة. انظر: السّير (15/268).
(5) 3/597).
(6) انظره: (1/673) رقم/2490.
(7) ابن عبد الرّحمن بن أحمد، أبو يوسف، البغداديّ... في حديثه وهم كثير.
مات سنة: إحدى وثلاثين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (14/294) ت/7598، ولسان الميزان (6/308) ت/1106.
(8) 2/416).
(9) 2/496).
(10) هو: عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصريّ... ثقة.
ترجم له الخطيب في: (تأريخه 9/388 ت/4976) وقال: (مات سنة: اثنتين وثلاثين وثلاثمائة).
(11) هو: عبد الواحد بن محمَّد... تقدّمت ترجمته، انظر ص/54.
(12) 152/ب].
(13) 10/662).
(14) - بكسر الهاء، والزّاي المشدّدة المفتوحة، بعدهما الألف، وفي آخرها النّون- أحمد بن محمَّد بن بكر البصريّ... ثقة. مات بعد سنة: اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
انظر: الأنساب (5/640)،ولسان الميزان (1/256) ت/802.(3/42)
، رواية: أحمد بن محمَّد بن الجُنديّ(1) عنه... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(2)، ومرويّات الحافظ كما في: (المعجم المفهرس)(3)، و(ترتيب أسامي مرويّاته)(4)، والرّودانيّ كما في: (الصِّلة)(5).
69/48- وفوائد الصوليّ(6)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(7).
70/49- وفوائد حاجب الطُّوسيّ(8)، رواية: أبي بكر أحمد بن الحسن الجيريّ(9) عنه... من مرويّات الحافظ في: (المجمع المؤسّس)(10)، و (المعجم المفهرس)(11)، ومن موارده في: (الإصابة)(12)، ومن مرويّات الرّودانيّ أيضا كما في: (الصّلة)(13).
71/50- وفوائد أبي إسحاق بن أبي ثابت(14)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(15).
__________
(1) انظر ترجمته في:- تأريخ بغداد (5/77) ت/2464.
(2) ترجمة عثمان بن عفّان- رضي الله عنه- (ص/496).
(3) 126/أ ].
(4) 10/ب].
(5) انظره: (ص/329).
(6) - بضمّ الصّاد المهملة، وفي آخرها الّلام- أبو بكر محمَّد بن يحيى البغداديّ...
قال الخطيب في: (تأريخه 3/427): (كان أحد العلماء... واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب... مقبول القول). مات سنة: خمس وثلاثين وثلاثمائة.
وانظر: الأنساب (3/567)، وإنباه الرّواة للقفطيّ (3/233)، ولسان الميزان (5/427) ت/1398.
(7) 4/87).
(8) ابن محمَّد النّيسابوريّ... وثّقه ابن منده، واتّهمه الحاكم فقال: (لم يسمع شيئا، وهذه كُتُب عمّه). مات سنة: ستّ وثلاثين وثلاثمائة. انظر: الأنساب (4/81)، والسّير (15/336337)، ولسان الميزان (2/146) ت/651.
(9) وفي المعجم المفهرس: (الحربيّ)،لم أقف على ترجمة له.
(10) انظره: (1/128) رقم/36، (2/379، 406، 536).
(11) 111/ب]، وانظر: ترتيب أسامي مرويّاته [10/ب].
(12) 3/436).
(13) ص/329).
(14) إبراهيم بن محمّد بن أحمد العراقيّ السّامريّ... ثقة، نبيل،كثير الفضائل.
مات في ربيع الآخر، سنة: ثمان وثلاثين وثلاثمائة، عن نيّف وتسعين عاماً.
انظر: - تأريخ بغداد (6/165) ت/3213، والسّير (15/460).
(15) 3/598).(3/43)
253/72/51- وفوائد قاسم بن أصبغ(1)، رواية: أبي طاهر السِّلفيّ(2) عنه، كما في: (معجم السَّفر)(3).
73/52- وفوائد محمّد بن أيّوب بن الصّموت(4)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(5).
74/53- وفوائد أبي بكر النّيسابوريّ(6) ... ذكرها أبو يعلى في: (الإرشاد)(7)، وأثنى عليها، فقال: (.. وكتبت في الرّيّ فوائده... فبيّن علمه، وحفظه في فوائده، كانت تُستفاد كلّها).
75/54- وفوائد ابن نجيح الحافظ(8) ... من موارد الحافظ في: (الفتح)(9)، وَ (الإصابة)(10)، وَ (تغليق التّعليق)(11)، و(النّكت الظِّراف)(12).
76/55- وفوائد الطَّستيّ(13) ... من مصادر الزّبيديّ في: (إتحاف السّادة المتّقين)(14).
77/56- وفوائد أبي جعفر السِّمْسَار(15)
__________
(1) أبو الأصبغ الأندلسيّ... حافظ، متقن، جليل، مصنّف.
مات سنة: أربعين وثلاثمائة.
انظر: السّير (15/472).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/119.
(3) ص/141) رقم/431.
(4) المِصريّ، الرّقيّ... ضعيف، مات سنة: إحدى وأربعين وثلاثمائة.
انظر: السّير (15/441)، والمغني للذّهبيّ (ص/558) ت/5320.
(5) 3/226).
(6) محمَّد بن داود بن سليمان الزّاهد... ثقة، فاضل.
مات سنة: اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/265) ت/2757، والسّير (15/420).
(7) ص/327).
(8) أبو بكر محمَّد بن العبّاس البغداديّ، البزّار. مات سنة: خمس وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (3/118) ت/1135، والسّير (15/513).
(9) 3/445، 10/137، 8/17).
(10) 4/153).
(11) انظر: (1/257).
(12) 1/419).
(13) أبو الحسين عبد الصّمد بن عليّ بن محمَّد البغداديّ، الوكيل...ثقة، مسند.
مات في شعبان، سنة: ستّ وأربعين وثلاثمائة.
انظر: الأنساب (4/66)، والمنتظم (16/111) ت/2573 - إلاّ أنّ النّسبة تصحّفت فيه إلى: الطّشتيّ- بالشّين المعجمة-.
(14) 1/69).
(15) أحمد بن جعفر... إمام، محدّث، شيخ صدق.
مات في رمضان، سنة: ستّ وأربعين وثلاثمائة.
انظر: ذكر أخبار أصبهان (1/186) ت/212،والسّير(15/519).(3/44)
، رواية: أبي بكر محمَّد بن عليّ الزّاهد(1) عنه... من مرويّات الحافظ كما في: (المعجم المفهرس)(2)، و(ترتيب أسامي مرويّاته)(3)، والرّودانيّ كما في: (الصِّلة)(4).
78/57- وفوائد أبي عليّ أحمد بن الفضل بن خزيمة(5)، رواية: عبد الملك بن بشران(6) عنه... من مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(7)، ومن موارده في: (الفتح)(8)، و(تغليق التّعليق)(9)، ومن مرويّات الرّودانيّ أيضا كما في: (الصّلة)(10).
والكتاب مؤلّف من عدّة أجزاء، وقع للذّهبيّ الثّالث منها (كما في: السّير)(11).
79/58- والفوائد له أيضاً من رواية: أبي عليّ بن شاذان(12) عنه... من مرويّات الحافظ كما في: (المعجم المفهرس)(13) .
80/59- وفوائد أبي الحسين الرّازيّ(14)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(15).
81/60- وفوائد العَقَبيِّ(16) ... ذكرها إسماعيل باشا في: (كشف الظّنون(17).
__________
(1) لعلّه: ابن مردويه؛ فإنّه من الرّواة عنه.
(2) 132/أ].
(3) 10/ب].
(4) انظر: (ص/327).
(5) البغداديّ... ثقة، محدّث، فاضل.
مات في صفر، سنة: سبع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (4/347) ت/2184،والسّير (15/515).
(6) انظر ترجمته في: - السّير (17/450).
(7) انظر: (1/225) رقم/129، 2/380 ،
وانظر: ترتيب أسامي مرويّاته [10/ب].
(8) 3/405).
(9) انظر: (1/258).
(10) انظر: (ص/327).
(11) انظر: (15/515- 516).
(12) تقدمت ترجمته... انظر: ص/198.
(13) 119/ب].
(14) محمّد بن عبدالله بن جعفر- والد تمّام صاحب الفوائد المشهورة-... ثقة، نبيل، مات سنة: سبع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: ذيل تأريخ مولد العلماء (ص/81) ت/17، والسّير(16/17).
(15) 3/618).
(16) - بفتح العين المهلة، والقاف، وفي آخرها الباء الموحدة- أبو أحمد حمزة ابن محمَّد الدّهقان... مُوثّق. مات سنة: سبع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (8/183) ت/4306، والأنساب (4/213)، والسّير (15/516).
(17) 2/1294).(3/45)
82/61- وفوائد أبي الميمون بن راشد(1) ... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(2).
83/62- وفوائد عبد الله بن إسحاق الخراسانيّ(3) ... من مرويّات الحافظ كما في: (ترتيب أسامي مرويّاته)(4)، ومن موارده في: (الفتح)(5)، ومرويّات الرّوداني كما في: (الصِّلة)(6).
84/63- وفوائد أبي الحسين الأدميّ(7)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(8).
85/64- وفوائد دَعْلَج(9) ... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(10).
86/65- وفوائد الأخبار لأبي بكر الإسكاف(11) ... من موارد الحافظ في: (الفتح)(12).
87/66- وفوائد أبي زرعة(13)
__________
(1) هو: عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر الدمشقيّ... ثقة مأمون.مات سنة: سبع وأربعين وثلاثمائةأيضا. انظر: السّير (15/533).
(2) 1/74).
(3) أبو محمَّد البغويّ، ثمّ البغداديّ... فيه لين. مات سنة: تسع وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (9/414) ت/5026، ولسان الميزان (3/258) ت/1113.
(4) 10/ب].
(5) 4/72، 7/392).
(6) انظر: (ص/328).
(7) - بفتح الألف، والدّال المهملة، وفي آخرها الميم- العَطشَيّ- بفتح العين، والطّاء، المهملتين، وفي آخرها الشّين المعجمة- البغداديّ... ثقة.
مات سنة: تسع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: تاريخ بغداد (4/299) ت/2073، والأنساب (4/209)، وتأريخ دمشق (2/3).
(8) 4/289).
(9) ابن أحمد بن دعلج السّجستانيّ، ثمّ البغداديّّ... إمام، ثقة، حُجَّة.
مات سنة: إحدى وخمسين وثلاثمائة. انظر: معجم الشّيوخ لابن جُميع (ص/274) ت/234، وطبقات الشّافعيّة الكبرى للسّبكيّ (3/291).
(10) 4/473).
(11) محمَّد بن محمَّد بن أحمد البغداديّ... ثقة. مات في ذي القعدة من سنة: اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (3/219) ت/1276، والأنساب (1/149).
(12) 7/171).
(13) الدّمشقيّ الصّغير، الإمام، المحدّث: محمَّد بن عبد الله النّصريّ- ابن أخي الحافظ أبي زرعة الدّمشقيّ الكبير-. مات قبل سنة: ستّين وثلاثمائة.
انظر: السّير (17/50)، وتذكرة الحفّاظ (3/1001).(3/46)
، وأبي بكر(1) ابني: أبي دجانة، رواية: تمّام الرّازيّ(2) عنهما، وتخريج: عبد الله بن منده(3) لهما... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(4)، ومرويّات الحافظ ابن حجر كما في: (المعجم المفهرس)(5)، والرّوداني كما في: (الصّلة)(6).
88/67- وفوائد أبي بكر بن الهيثم(7)، رواية: أبي نعيم الأصبهانيّ عنه، وانتقاء: عمر البصريّ(8) له أيضا...
من مرويّات الحافظ كما في: (ترتيب أسامي مرويّاته)(9)، ومن موارده في: (الفتح)(10)، و (الإصابة)(11)، وابن قطلوبغا في: (من روى عن أبيه عن جدّه)(12)، ومن مرويّات الإشبيليّ كما في: (فهرسه)(13).
89/68- وفوائد عمر بن عليّ العتكيّ(14)... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(15)، وذكرها الذّهبيّ في: (السِّير)(16).
__________
(1) أحمد بن عبد الله الشّاهد... مات سنة: ستّ وخمسين وثلاثمائة.
انظر: مختصر تأريخ دمشق لابن منظور (3/135).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/226.
(3) هكذا في المطبوع، ولعلّه أبو عبد الله بن منده، صاحب التّصانيف؛ فإنه من طبقتهما (انظر ترجمته في: السّير 17/28).
(4) السّيرة النّبويّة- القسم الأوّل- ص/223)، (عاصم- عائذ ص/27).
(5) 122أ- ب].
(6) انظر: (ص/333- 334).
(7) محمَّد بن جعفر الأنباري، البغداديّ... شيخ مُعمَّر، صحيح السّماع.
مات سنة: ستّين وثلاثمائةأيضا. انظر: تأريخ بغداد (2/150) ت/571، والمنتظم(14/208) ت/2697، والسّير (16/63).
(8) كما في: السّير (16/63).
(9) 10/ب].
(10) 1/154)، وذكر مشهور بن حسن أن الحافظ أفاد منه في (8/175)...
انظر: معجم المصنّفات الواردة في فتح الباري (ص/312) رقم/953.
(11) 2/64).
(12) انظر: (ص/352).
(13) ص/326).
(14) - بفتح العين المهملة،والتّاء المنقوطة باثنتين من فوق، وكسر الكاف- أبو حفص الأنطاكيّ... مات سنة: ستّين وثلاثمائة.
انظر: العبر (2/110)، والشّذرات (3/38).
(15) 7/577، 12/599، 14/251، 16/411).
(16) 14/527).(3/47)
90/69- وفوائد أبي بحر البَرْبَهَاريّ(1)، انتخاب: الدّارقطنيّ(2) له... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(3)، ومن مرويّات الحافظ، كما في: (المجمع المؤسّس)(4) ومن مصادره في: (تغليق التّعليق)(5)، ومن مرويّات الرّودانيّ كما في: (الصِّلة)(6).
91/70- وفوائد ابن حَيَّويه المِصْريّ(7) عن شيوخه، رواية: أبي الحسن بن الطّفّال النّيسابوريّ(8) عنه... سمع ابن الحطّاب (كما في: مشيخته)(9) الأوّل، والتّاسع منها على ابن الطّفّال.
__________
(1) محمَّد بن الحسن بن كوثر البغداديّ... فيه نظر. مات سنة: اثنتين وستّين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (2/209) ت/642، والسير (16/141).
(2) في جزأين (كما في: تأريخ بغداد 2/209)، وكان يقول - أي: الدّارقطنيّ-: (اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حَسْب).
(3) 10/27)، (16/48) تحقيق: العمرويّ.
(4) 1/341) رقم/267، وانظر: ترتيب أسامي مرويّاته [10/ب].
(5) انظر: (1/259).
(6) انظر: (ص/326).
(7) أبو الحسن محمَّد بن عبد الله... ثقة، نبيل.
مات سنة: ستّ وستّين وثلاثمائة. انظر: السّير (16/160).
(8) انظر ترجمته في: - مشيخة ابن الحطّاب (ص/135).
(9) ص/136).(3/48)
129- وفوائد ابن أبي ثابت(1)، رواية: ابن أبي نَصْر(2) عنه.
ومادته من الأحاديث فقط(3).
130- وفوائد أبي جعفر محمَّد بن عمرو بن البختريّ، الرزّاز(4) عن شيوخه، رواية: أبي الحسين بن بِشْران(5) عنه، وانتخاب: عمر البصريّ(6) له.
ومادّته من الأحاديث والآثار(7)
__________
(1) هو الشّيخ، المحدّث، المعمّر: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد العبسيّ العراقيّ... ثقة، كثير الفضائل، عالي الرواية.
مات في ربيع الآخر، سنة: ثمان وثلاثين وثلاثمائة، عن نيف وتسعين عاماً.
انظر: تأريخ بغداد (6/165) ت/3213، والسّير (15/460).
(2) هو: أبو محمّد عبدالرّحمن بن عثمان التّميميّ.
انظر ترجمته في: السّير (17/366).
(3) توجد منه نسخة تامّة في جزأين بالجامعة الإسلاميّة: 3825 (121- 144) مصوّرة عن الظّاهريّة، في اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ لوحة تسعة عشر سطراً، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عليّ بن المسلم السّلميّ، سنة: ثمان عشرة وخمسمائة.
والنّسخة قيّمة، مقابلة، وعليها تصحيحات، وقراءات، وسماعات كثيرة من قرون متفاوتة، وعليها خطوط عدد من العلماء الأجلاّء.
ولعلّ هذا الكتاب هو المقصود من قول الذّهبيّ في السّير- أثناء ترجمة ابن أبي ثابت-: (... صاحب ذلك الجزء العالي عند كريمة).
(4) بفتح الرّاء، وتشديد الزّاي المفتوحة،والألف بين الزّايين المعجمتين وهو: أبو جعفر محمَّد بن عمرو البغداديّ... ثقة، ثبت. مات سنة: تسع وثلاثين وثلاثمائة. انظر:تأريخ بغداد (3/132) ت/1152، والأنساب (3/58).
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/62.
(6) انظر: الأنساب (3/58). وانظر ترجمته في: السّير (16/172).
(7) يوجد منه الجزء الحادي عشر بمكتبة الأسد: 3800 (93- 106)، وعنه صورة بجامعة الإمام: 1681 ف (71 ب- 87 أ) في سبع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمّد.. بن يوسف الصّوري الدّمشقي، سنة: سبع وعشرين وأربعمائة.
والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات في آخرها، وأكثر آثاره في الفقه.(4/1)
.
131- وفوائد خيثمة بن سليمان(1)، رواية: عبد الرّحمن بن أبي نصر(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(3).
132- والفوائد المنتقاة لابن السّمّاك(4)، رواية: أبي الحسن الحمّاميّ(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(6).
133- والفوائد له أيضا من رواية:أبي عليّ بن شاذان(7) عنه.
__________
(1) ابن حيدرة القرشيّ، أبو الحسن، الشّاميّ... ثقة، مصنّف.
مات سنة: ثلاث وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ دمشق (5/697)، ولسان الميزان (2/411) ت/1696.
(2) انظر ترجمته في: السّير (17/366).
(3) يوجد منتخب من الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 2743 (187- 194)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 486 (114ب- 121أ)، (4576 ف)، وجامعة أمّ القرى: 716 ف (187- 194) في سبع لوحات، في كلّ صحيفة ستّة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: مظفّر بن الحسين الإسكندرانيّ، سنة: عشر وستمائة.
وهي نسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وطبع هذا المنتخب بتحقيق الدكتور: عمر تدمري، صدرت طبعته الأولى عن دار الكتاب العربي (بيروت) سنة: 1400ه، ضمن مجموعة من مؤلّفات خيثمة بن سليمان- رحمه الله-.
(4) هو: أبو عمرو عثمان بن أحمد الدّقّاق... ثقة ثبت. مات سنة: أربع وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (11/302) ت/6092، والسّير (15/444).
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/148.
(6) يوجد من الكتاب الجزء الثّاني بمكتبة الأسد: 3812 (92- 114)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1518 (72أ- 94ب)، وجامعة أمّ القرى: 685 ف (94- 116)، وجامعة الإمام: 1105 ف (94- 116)، (1111 ف) في اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(7) هو: الحسن بن أحمد... انظر ترجمته في: - المنتظم (15/250) ت/1389، والشّذرات (3/1075).(4/2)
ومادّته من الأحاديث، والآثار أيضا(1).
134- وفوائد القاضي مكرّم بن أحمد(2)، رواية: أبي عليّ بن شاذان(3) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4).
135- والفوائد المنتقاة لأبي العبّاس الأصمّ(5)، رواية: أبي بكر محمَّد بن عليّ النّيسابوريّ(6) عنه.
__________
(1) يوجد من هذه الرّواية الجزء التّاسع بمكتبة الأسد: 3771 (198-218)، وعنه صورة بجامعة أمّ القرى: 644 ف (198- 218)، في تسع عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها خمسة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة مقابلة، وعليها سماعات كثيرة، وأثر رطوبة.
(2) ابن محمَّد بن مكرّم، أبو بكر البغداديّ... ثقة. مات سنة: خمس وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (13/221) ت/7190،والسّير(15/517).
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/198.
(4) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3799 (24- 44)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1495 (24ب- 43ب)، وجامعة أمّ القرى: 672 ف (24- 44) في عشرين لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات قليلة.
ويوجد الجزء الثّاني بمكتبة الأسد أيضا: 3781 (66- 83)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 786 (22ب- 39ب)، وجامعة أمّ القرى: 654 ف (66- 84) في سبع عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ستّة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات،وسماعات.
(5) هو الإمام، المحدّث، مسند عصره: محمَّد بن يعقوب بن يوسف الأمويّ، مولاهم، النّيسابوريّ... مات سنة: ستّ وأربعين وثلاثمائة.
انظر: الأنساب (1/178)، وتأريخ دمشق (16/132).
(6) انظر ترجمته في: - السّير (17/388).(4/3)
ومادّته من الأحاديث فقط(1).
136- وفوائد ابن معروف(2)، رواية: أبي محمّد بن القاسِم(3) عنه...
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
137- وفوائد أبي محمَّد جعفر بن محمَّد الخُلْديّ(5)، رواية: ابن شاذان(6)أيضا عنه، وانتقاء: أبي حفص بن أبي السّريّ(7) له.
__________
(1) توجد نسخة تامّة منه بمكتبة الأسد: 3765 (47- 55)، وعنها نسخة بالجامعة الإسلاميّة: 971 (45ب- 53ب)، وجامعة أمّ القرى: 638 ف (48- 56) في سبع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الله بن محمَّد. وهي نسخة جيّدة، بعض كلماتها مشكولة، ومقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(2) هو: أبو عليّ محمّد بن القاسم بن معروف الدمشقيّ... شيخ، محدّث، حدّث عن أحمد بن عليّ المروزيّ بأكثر كتبه، واتُّهِم في ذلك.
مات سنة: سبع وأربعين وثلاثمائة - وقيل: سنة تسع -.
انظر: ذيل تأريخ مولد العلماء للكتّاني (ص/80) ت/16 والسّير (15/572).
(3) هو: عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم...
انظر ترجمته في: العبر (2/240).
(4) منه نسخة تامّة بجامعة الإمام: 3495 ف (110- 116) مصوّرة عن مكتبة تشستربيتي (3495- 11) في خمس لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا، بخط مشرقيّ، كتبه: محمّد بن محمّد بن نباته المصريّ، سنة: تسع وتسعين وستمائة. والنّسخة جيّدة، معارضة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وسماعات عدّة.
(5) هو الشّيخ، المحدّث: الخوّاص، الزّاهد... ثقة. مات سنة: ثمان وأربعين وثلاثمائة. انظر: حلية الأولياء (10/381)، وتأريخ بغداد (7/226) ت/3715.
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/198.
(7) انظر ترجمته في: لسان الميزان(4/287) ت/328،
ويذكر عنه- رحمه الله- أنّه كان لا يعي ما ينتخب، فيُصحّف، ويسقط من الإسناد.
انظر: تأريخ بغداد (11/244) ت/5996، والسّير (16/172 173).(4/4)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
138- وفوائد الحاج من حديث أبي بكر النّجّاد(2)، رواية: أبي عليّ بن شاذان أيضا عنه، انتقاء: محمَّد بن أحمد الحيريّ، المعروف بالحاج(3).
ومادّته من الأحاديث فقط(4).
__________
(1) يوجد من الكتاب الجزء الأوّل والثّاني بمكتبة الأسد: 3781 (32- 63)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 541 (83أ- 113أ)، (3664 ف)، وجامعة أمّ القرى: 654 ف (32- 64) في اثنتين وثلاثين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين سبعة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ واضح.
وعلى النّسخة سماع واحد لعبد الغنيّ بن عبد الواحد المقدسيّ- رحمه الله-.
والجزء الرّابع بدار الكتب المصريّة: 1558 حديث (25618ب)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة (2988 ف)، والمكتبة الصّدّيقيّة (ضمن مكتبة الحرم المكّيّ): 1144 (132ب- 139أ)، وجامعة الملك سعود (319 ف) في ستّ لوحات ونصف اللّوحة، بخطّ مشرقيّ، وطُبع هذا الجزء من الكتاب بتحقيق: مجدي إبراهيم، ونشرته: دار الصّحابة (طنطا) 1/1409ه.
(2) هو: أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الحنبليّ، البغداديّ... صدوق، فقيه. مات سنة: ثمان وأربعين وثلاثمائة.
انظر: طبقات الحنابلة (2/7)، والميزان (1/101) ت/396.
(3) انظر ترجمته في:- السير (16/193).
(4) يوجد من الكتاب الجزء الأوّل من الثّاني بمكتبة الأسد: 1025 (11- 18)، 3847 (182- 189)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 482 (117أ- 124أ)، وجامعة أمّ القرى: 720 (182- 189) في سبع لوحات، في كلّ صحيفة منها ثمانية عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن قدامة المقدسيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات.
وله نسخة أخرى بجامعة الإمام: 1311 ف (63- 71) في تسع لوحات.
والجزء الرّابعأيضا بمكتبة الأسد: 1024 (11- 18)، في سبع لوحات.(4/5)
139- والفوائد له أيضا من رواية: أبي عمرو بن دوست العلاّف(1) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(2).
140- وفوائد القاضي ابن قانع(3) عن شيوخه، رواية: أبي عليّ ابن شاذان أيضا عنه، وانتقاء: أبي الحسين بن المظفّر الحافظ(4) له.
ومادّته من الأحاديث فقط(5).
141- وفوائد ابن أبي العقب(6)، رواية: تمّام الرّازيّ(7) عنه.
__________
(1) انظر ترجمته في: - تأريخ بغداد (11/314) ت/6116، والسّير (17/471).
(2) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 2461 (169ب- 176أ) مصوّرة عن الظّاهريّة في تسع لوحات، في كلّ صحيفة منها خمسة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة جيّدة، وعليها سماعات، وجاء في بعضها أنّ النّجّاد أملى كتابه هذا في ثلاثة مجالس.. ولا أثر لهذا الكتاب بفهرس مكتبة الأسدأيضا.
(3) هو الشّيخ، الإمام: أبو الحسن عبد الباقي بن قانع الأمويّ، مولاهم، البغداديّ، صاحب (معجم الصّحابة). مات سنة: إحدى وخمسين وثلاثمائة.
انظر: السّير (15/526)، ولسان الميزان (3/383) ت/1536.
(4) هو: محمَّد بن المظفّر البغداديّ...
انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (3/262) ت/1355.
(5) منه نسخة تامّة بالجامعة الإسلاميّة: 559 (64ب- 81أ)، (5007 ف، 8907 ف)، وجامعة الإمام: 10931 ف (151- 169) مصوّر عن الظّاهريّة في سبع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها واحد وعشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات.
ولا أثر لها في فهرس مكتبة الأسد أيضا؟
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/247.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/226.(4/6)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
142- وفوائد أبي محمّد الفاكهيّ(2)، عن أبي يحيى بن أبي مَسَرَّة(3) عن شيوخه، رواية: أبي القاسم بن بِشْران(4) عن الفاكهيّ.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(5).
__________
(1) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3803 (193- 208)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: (4574 ف)، وجامعة أمّ القرى: 676 ف (193- 208) في خمس عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ستّة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: فضائل بن فضائل المقدسيّ. وهي نسخة جيّدة، مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات، ويظهر عليها أثر رطوبة في أعلاها.
(2) هو: عبد الله بن محمّد بن إسحاق المكّيّ، ابن صاحب: "أخبار مكّة"... إمام، مسند، آخر من حدّث عن ابن أبي مسرّة- رحمه الله-.
انظر: السّير (16/44)، والشذرات (13/13).
(3) هو: عبد الله بن أحمد بن زكريّا المكّيّ...
انظر ترجمته في: الجرح والتّعديل (5/6)ت/28،والسّير (12/632).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/ 62.
(5) توجد نسخة تامّة من الكتاب في جزأين في الجامعة الإسلاميّة: (546) مصوّرة عن الظّاهريّة، بعنوان: (حديث أبي محمّد الفاكهيّ عن ابن أبي مسرّة) في أربع وخمسين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين سبعة عشر إلى عشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
ونصّ على أنّ الكتاب كتاب فوائد: الحافظ ابن حجر في: الفتح (5/300، 354، 13/198)، وَالنّكت الظّراف (7/324، 8/90)، والتغليق (انظر: 1/259)؛ وابن قطلوبغا في: من روى عن أبيه عن جدّه (ص/353)، وغيرهم.
والكتاب حقّقه الشّيخ: محمّد بن عبد الله بن عائض في رسالة مقدّمة لنيل الشّهادة العالميّة: (الماجستير) من الجامعة الإسلاميّة، بإشراف فضيلة الشّيخ الدّكتور: عبد العزيز بن راجي الصّاعدي، سنة: 1414ه.
وبلغ عدد أحاديث الكتاب، وآثاره- حسب ترقيم المحقّق-: تسعة وسبعين ومئتين.(4/7)
143- وفوائد أبي بكر الشافعيّ(1)، من رواية: أبي طالب بن غيلان(2) عنه، وتخريج: الدّارقطنيّ(3).
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4)
__________
(1) هو الإمام، المحدّث، المتقن، الحجّة: محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم البغداديّ، الشّافعيّ... مات سنة: أربع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/456) ت/2995، والمنتظم(14/172) ت/2646.
(2) هو: محمَّد بن محمَّد بن إبراهيم بن غيلان...
تقدّمت ترجمته... انظر ص/137.
(3) نصّ على ذلك ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/413)، وفي المنتظم (15/318)، وابن كثير في: البداية والنّهاية (12/85)، وابن الأثير في: الكامل (9/522)، والزّبيديّ في: تاج العروس (باب: اللاّم، فصل: الغين) 8/54.
(4) الكتاب يقع في أحد عشر جزءًا، وله عدّة نسخ تامّة، هذه أماكن وجودها، وأرقام حفظها:
مكتبة الأسد: 3785، 11266.
دار الكتب المصريّة: 1932 حديث، (21856ب).
الجامعة الإسلاميّة: (359، 1228، 931 ف).
مكتبة الحرم المكّيّ: 579 حديث.
مكتبة المسجد النّبويّ: (11/8).
مكتبة توبنجن بألمانيا: (96)- نقلاً عن مقدّمة الدّكتور: فاروق بن مُرسي لطبعته لهذا الكتاب ص/23-.
وتوجد بعض أجزائه مفرّقة في الجامعة الإسلاميّة: 537، 781، 931 ف، 3664 ف، 4884 ف)، وجامعة أمّ القرى: 658 ف (2- 143)، وجامعة الإمام: (1596 ف، 1608 ف، 4804 ف)، ودار الكتب المصرية: (21856)- وهذه الأخيرة نقلاً عن مقدّمة الدّكتور: فاروق أيضا.
والكتاب حقّقه الدّكتور: حلمي كامل أسعد عبد الهادي في رسالة مقدّمة لنيل الشّهادة العالميّة العالية الدّكتوراة من قسم الكتاب والسنّة بجامعة أمّ القرى، تحت إشراف فضيلة الدّكتور: إسماعيل الدّفتار، سنة: ثلاث وأربعمائة وألف للهجرة.
وحقّق فضيلة الشّيخ الدّكتور: مرزوق بن هيّاس الزّهرانيّ خمسة أجزاء منها، في رسالة علمية، مقدّمة لنيل الشهادة العالميّة العاليّة الدّكتوراة أيضا من الجامعة الإسلاميّة بالمدينة النبويّة، إشراف د.:أكرم العمريّ، سنة: ثلاث وأربعمائة بعد الألف.
وبلغت أحاديث هذه الأجزاء الخمسة - حسب ترقيم المحقّق -: ثلاثة وثلاثين وخمسمائة.
ثمّ أتمّ العمل فيه، وطُبع الكتاب على نفقة صاحب السّمو الملكيّ الأمير: عبد العزيز بن فهد- وفقه الله- صدرت طبعته الأولى عن دار المأمون للتراث، سنة: 1417ه.
وبلغت الأحاديث فيه- حسب التّرقيم -: ثلاثة وثلاثين ومائة وألف حديث.
وللدّكتور: فاروق بن عبد العليم بن مُرسي طبعة لهذا الكتاب، مرقّمة الأحاديث ألحق بآخرها جزء عوالي الغيلانيّات، صدرت الطبعة الأولى سنة: ستّ عشرة وأربعمائة وألف عن مكتبة أضواء السّلف (الرياض) في أربع وخمسمائة صحيفة، وبلغ عدد أحاديثه وآثاره - حسب التّرقيم -: أربعة أحاديث ومائة وألف حديث!(4/8)
.
144- والفوائد له أيضا من رواية: أبي الحسن، وأبي القاسم عليّ(1)، وعبد الله(2) ابني: أحمد بن محمَّد بن داود الرّزَّازيين وأبي عليّ بن شاذان عنه(3)، وانتقاء: أبي جعفر عمر بن حفص البصريّ(4).
145- والفوائد له أيضا، من رواية: أبي بكر محمَّد بن عمر النّرسيّ(5) عنه، وانتقاء: الدّارقطنيّ أيضا.
ومادّتهما من الأحاديث، والآثار.
146- وفوائد أبي عليّ الرّفّاء(6)، رواية: ابن شاذان أيضا عنه، وانتخاب: الدارقطني(7) له.
__________
(1) انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (11/330) ت/6159، والسّير (17/369).
(2) لم أقف على ترجمة له.
(3) هكذا في لوحة العنوان... ومتن الكتاب من رواية الرّزّازيين فقط!
فلعلّ هذه النّسخة وقعت لمن رواها من طريق الرّزازيين، ولم تقع له من طريق ابن شاذان- والله أعلم-.
(4) لم أقف على ترجمة لهأيضا.
يوجد من هذه الرّواية الجزء الثّالث عشر بمكتبة الأسد: 3826 (77-97)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 5022 ف (77ب- 97أ)، وجامعة أمّ القرى: 699 ف (77- 97) في عشرين لوحة، في كلّ لوحة أربعة وعشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ. وهي نسخة قديمة جدًّا، ناقصة من آخرها، مقابلة، وعليها عدّة سماعات.
(5) انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (3/37) ت/969.
ويوجد من روايته هذه الجزء الثّالث والسبعون بالجامعة الإسلاميّة: 1532 (78ب- 100أ) مصوّر عن الظّاهريّة في اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلةأيضا وعليها سماعات.
والرّابع والثّمانون بمكتبة الأسد: 1150 (92- 110) في ثمان عشرة لوحة. وهي نسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وعدة سماعات.
(6) - بفتح الرّاء، وتشديد الفاء- هو الإمام، المحدّث، الصادق: حامد بن محمَّد ابن عبد الله الهرويّ، البغداديّ... انتهى إليه علّو الإسناد بهراة. ومات سنة: ستّ وخمسين وثلاثمائة. انظر: الأنساب (3/78)، والمنتظم (14/184) ت/2654.
(7) وانظر: - السّير (16/16).(4/9)
ومادّته من الأحاديث فقط(1).
147- وفوائد ابن خلاّد(2)، رواية: أبي نعيم الأصبهانيّ عنه، وانتقاء: الدّارقطنيّ له.
ومادّته من الأحاديث فقط(3).
148- وفوائد أبي علي الصّوّاف(4)، رواية: أبي نعيم الأصبهانيّ عنه، وانتقاء: الدارقطنيّ له أيضا.
__________
(1) يوجد من الكتاب الجزء الثّاني من الأوّل بجامعة أمّ القرى: 654 ف (2- 23) مصوّر عن الظّاهريّة، في اثنتين وعشرين لوحة، ناقص من آخره.
والجزء الأوّل من الثّاني بمكتبة الأسد: 3781 (23- 31)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 786 (6ب- 20أ)، وجامعة أمّ القرى: 654 ف (5- 20) في أربع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الكريم بن عتيق الرّبعيّ، سنة: تسع وستّين وخمسمائة.
والجزء الثّاني من الثّاني: 3781 (23- 30) وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 541 (75ب- 82)، (3664 ف) في سبع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بالخطّ الّذي كتب به الجزء الّذي قبله نفسه. وكلّ هذه الأجزاء مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات قليلة.
(2) هو مسند العراق في وقته، الشّيخ، الصّدوق: أبو بكر أحمد بن يوسف النَّصيبيّ، البغداديّ، العطّار. مات سنة: تسع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/220) ت/2996، والسّير (16/69).
(3) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3792 (212- 226)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 544 (8أ- 22أ)، (3665 ف)، وجامعة أمّ القرى: 665 ف (212- 226) في أربع عشرة لوحة، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمَّد بن عمر الأمويّ، سنة: خمس وتسعين وخمسمائة.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وله نسخة أخرى بمكتبة الأسد: 1088 (32- 40) في ثمان لوحات.
(4) هو: محمَّد بن أحمد بن الحسن البغداديّ... ثقة حجّة.
مات سنة: تسع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (1/289) ت/140، والتّقييد (ص/45) ت/19.(4/10)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
149- وفوائد ابن المُفسِّر(2)، رواية: أبي القاسم الفارسيّ(3) عنه، وانتخاب: الدّارقطنيّ(4).
ومادّته من الأحاديث، والآثار(5).
__________
(1) يوجد من الكتاب الجزء الثّالث بمكتبة الأسد: 3841 (154-173)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 486 (13أ- 30أ)، (4576 ف، 5025 ف)، وجامعة أمّ القرى: 714 ف (156- 173) في سبع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين تسعة عشر إلى أحد وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كُتب سنة: تسع وعشرين وأربعمائة.
وهذه نسخة جيّدة، وقيّمة، منقولة عن الأصل، ومعارضة به، وعليها تصحيحات، وسماعات نفيسة من القرون الخامس، والسّادس، والسّابع، والثّامن.
وله نسخة أخرى بجامعة الإمام (117 ف) مصوّرة عن مكتبة الشّيخ: سليمان ابن صالح بن بسّام بعنيزة، في ستّ لوحات.
وطبع هذا الجزء بتحقيق: الحدّاد، اعتمادًا على نسخة جامعة الإمام فقط... صدرت طبعته الأولى عن دار العاصمة، سنة: ثمان وأربعمائة وألف للهجرة، في ستّ وتسعين صحيفة من القطع المتوسّط، وبلغ عدد الأحاديث، والآثار فيه- حسب ترقيم المحقّق-: خمسة وثلاثين.
(2) هو الإمام، المسند، الفقيه: أبو أحمد عبد الله بن محمَّد الشّافعيّ، الدّمشقيّ، المعروف بابن النّاصح أيضا. مات سنة: خمس وستّين وثلاثمائة. انظر: طبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (3/314)، وطبقات المفسرين للدّاووديّ (1/250).
(3) هو: عليّ بن محمّد... انظر ترجمته في: - السّير (17/613).
(4) انظر:- طبقات السّبكيّ (3/315)، والسّير (16/282).
(5) توجد نسخة تامّة للكتاب بمكتبة الأسد: 3821 (208 - 215)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1524 (71أ- 78أ)، (4575 ف، 5023 ف)، وجامعة أمّ القرى: 694 ف (208- 215) في سبع لوحات، في كلّ صحيفة منها ستّة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمَّد بن عبد المنعم ابن عمّار.
وهي نسخة جيّدة، مقابلة، وعليها تصحيحات، وعدّة سماعات.(4/11)
150- وفوائد أبي الشّيخ الأصبهانيّ، من رواية: أبي عبد الله أحمد ابن محمَّد بن الحسين(1) عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط(2).
151- والفوائد المنتقاة من حديث ابن مَاسي(3)، رواية: أبي إسحاق البرمكيّ(4) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(5)
__________
(1) انظر ترجمته في: - الإكمال (1/235)،ومعجم البلدان(5/195).
(2) توجد من هذه الرّواية نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 1148 (78- 82)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 546 (55أ- 59أ)، (5052 ف) في أربع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الملك بن محمَّد الكردبوسيّ التّوزريّ، سنة: أربع وسبعين وخمسمائة.
والنّسخة جيّدة، مقابلة، عليها تصحيحات قليلة، وسماعات.
والكتاب مطبوع بتحقيق: عليّ بن حسن بن عبد الحميد، صدرت طبعته الأولى عن: دار الصّميعيّ للنشر والتّوزيع (الرّياض) سنة: اثنتي عشرة وأربعمائة وألف، في سبع وثمانين صحيفة من القطع المتوسّط. بلغت الأحاديث فيه- حسب التّرقيم -: ثمانية وعشرين حديثا.
(3) هو: أبو محمَّد عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب البزّاز، البغداديّ... ثقة، متقن. مات سنة: تسع وستّين وثلاثمائة.
انظر: المنتظم (14/273) ت/2755، والسّير(16/252).
(4) انظر ترجمته في: - طبقات الحنابلة (2/190)،والأنساب(1/329).
(5) توجد نسخة تامّة للكتاب ملحقة بآخر حديث محمّد بن عبدالله الأنصاريّ - رواية: ابن ماسي عن أبي مسلم الكجيّ عنه- بمكتبة الأسد: 3756 (21- 29)، 4566 (9- 17)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1495 (132ب- 140أ)، (2988 ف، 4574 ف)،وجامعة أمّ القرى: 672 ف (247255)، وجامعة الإمام (306 ف) في ثمان لوحات، في كلّ صحيفة منها ستّة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة معارضة بالأصل، وعليها سماعات، وفي بعض لوحاتها تآكل ذهب بكثير من الألفاظ.
وخرّج ابن الطّاهريّ حديثا واحدًا منها، وأودعه جزءًا بعنوان: (خمسة عشر حديثا من العوالي) كما تقدّم (ص/131)، وانظر: المجمع المؤسّس (1/173).
وحقّق مسعد السّعدني هذا الكتاب عن نسخة غير ما تقدّم محفوظة بدار الكتب المصريّة [حديث 1558، 26073ف]، والكتاب فيه من [8/ب] إلى [24/أ] بسقوط الصّحيفة الأولى من الورقة التاسعة- كما ذكر- !!
وصدَر الكتاب في طبعته الأولى عن مكتبة أضواء السّلف، في ثمان ومائة صحيفة من القطع المتوسط، سنة: 1418ه.(4/12)
.
152- وفوائد أبي بكر بن المقرئ(1)، رواية: أبي طاهر الثّقفيّ(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط(3).
153- وفوائد أبي حفص بن شاهين(4)، رواية: أبي الحسين المهتدي بالله(5)...
__________
(1) هو: أبو بكر محمَّد بن إبراهيم بن عليّ الأصبهانيّ... ثقة، مأمون، واسع الرّحلة. مات سنة: إحدى وثمانين وثلاثمائة. انظر: ذكر أخبار أصبهان (2/267) ت/1660، وتذكرة الحفّاظ (3/973).
(2) هو: أحمد بن محمود... انظر ترجمته في: السّير (18/123).
(3) الكتاب يقع في نيّف وعشرين جزءًا (كما في : المنتخب من معجم شيوخ السّمعانيّ [115ب- 116أ])، أفاده طلال الدّعجانيّ في: (موارد ابن عساكر في تأريخ دمشق) ص/845.
يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3824 (98- 118)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1526 (90ب- 110أ)، (5022 ف)، وجامعة أمّ القرى: 714 ف (174- 194) في عشرين لوحة، في كلّ صحيفة ما بين ستّة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وبعض كلماتها مشكولة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
والجزء الثّالث عشر بمكتبة الأسدأيضا: 3841 (174- 193)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 486 (31ب-51أ)، 1191- 1192 (327- 348)، (4576 ف، 5025 ف)، وجامعة أمّ القرى: 967 ف (98- 119) في إحدى وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات.
(4) هو الشّيخ، العالم، الصّدوق:عمر بن أحمد بن عثمان البغداديّ، الواعظ...
مات سنة: خمس وثمانين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (11/265) ت/6028، والسّير(16/431).
(5) هو: ابن الغريق، تقدّمت ترجمته... انظر ص/240.(4/13)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
154- والفوائد المنتقاة من حديث أبي طاهر المخلّص(2)، من رواية: أبي الحسن جابر بن ياسين العطّار(3) عنه، وانتقاء: ابن أبي الفوارس(4).
ومادّته من الأحاديث، والآثار(5).
155- والفوائد له أيضًا من رواية: أبي الحسين بن النّقّور(6)، وأبي القاسم البُسريّ(7) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار أيضا(8).
__________
(1) توجد نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3754 (112- 116)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 546 (55- 59) في خمس لوحات تقريبا في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة وعشرين إلى سبعة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عليّ بن مسعود الموصليّ، سنة: ثلاث وستّين وستّمائة.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وطُبع الكتاب ضمن مجموعة من مصنّفات ابن شاهين بتحقيق: بدر بن عبد الله البدر، صدرت طبعته الأولى عن مكتبة: دار ابن الأثير (الكويت) سنة: خمس عشرة وأربعمائة وألف للهجرة، وبلغت أحاديثه، وآثاره- حسب التّرقيم -: تسعة وعشرين.
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/188.
(3) انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (7/239) ت/3734.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/57.
(5) يوجد من هذه الرّواية عن المخلّص الجزء التّاسع بمكتبة الأسد: (3758)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1538 (186ب- 216أ)، (4672 ف) في ثلاثين لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(6) تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/187.
(7) انظر ترجمته في: السّير (18/402).
(8) يوجد من هذه الرّواية عن المخلّص الجزء العاشر بالجامعة الإسلاميّة (1060 ف، 4672 ف) مصوّر عن مكتبة برلين بألمانيا، في ثلاث وأربعين لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ لوحة ما بين ستّة عشر إلى ثمانية عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.(4/14)
156- وفوائد أبي الحسين الكلابيّ(1) عن شيوخه، رواية: أبي عليّ القيروانيّ(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(3).
157- والفوائد، والأخبار، والحكايات عن الشّافعيّ، وحاتم الأصمّ(4)، ومعروف الكرخيّ(5)، وغيرهم لأبي عليّ بن حمكان(6) عن شيوخه، رواية: أبي بكر بن عليّ الخيّاط(7) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(8)
__________
(1) هو: عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الدمشقيّ... ثقة، نبيل. مات سنة: ستّ وتسعين وثلاثمائة. انظر: العبر (2/188)، والسّير (16/557).
(2) هو:الحسن بن عليّ الخفّاف- كما في النّسخة- ولم أعثر على ترجمة له.
(3) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 497 (78ب- 80أ) مصورّة عن الظّاهريّة في لوحتين، في كلّ صحيفة منها ثمانية وثلاثون سطرًا، بخطّ مشرقيّ دقيق، كتب سنة: خمس وثمانين وأربعمائة.
والنّسخة قديمة، مقابلة، وعليها سماعات، وبها أثر رطوبة في أوّلها.
ولا أثر لهذه النّسخة في فهرس مكتبة الأسدأيضا.
(4) انظر ترجمته في: الجرح والتّعديل (3/260) ت/1161، وحلية الأولياء (8/73)، والسّير (11/484).
(5) انظر ترجمته في: الحلية لأبي نعيم (8/360)، وطبقات الحنابلة (1/381)، وطبقات الأولياء لابن الملقّن (ص/280).
(6) هو: الحسن بن الحسين، الهمذانيّ... ضعيف، على فقه فيه.
مات سنة: خمس وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (7/299) ت/3810، والمنتظم(15/106) ت/3052.
(7) انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة (2/232)، وغاية النّهاية (2/208) ت/3279.
(8) توجد نسخة تامّة للكتاب بالجامعة الإسلاميّة: 545 (1ب-15ب)، (4575 ف، 5009 ف)، وجامعة أمّ القرى: 703 ف (156171) مصوّرة عن الظّاهريّة في أربع عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين سبعة عشر إلى أحد وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمَّد بن عبد المنعم المقدسيّ، سنة: اثنتين وخمسين وستّمائة.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات. وغالب مادّة الكتاب من الآثار. ولا أثر له في فِهْرس مكتبة الأسد أيضا.(4/15)
.
158- وفوائد أبي القاسم الشّيبانيّ(1)، رواية: أبي الحسن عليّ بن الحسين(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(3).
159- وفوائد أبي عبد الله الفلاّكيّ(4)، رواية: أبي بكر الزّنجانيّ(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط(6).
160- وفوائد أبي الحسين بن بشران(7)، رواية: أبي عبد الله الثّقفيّ(8) عنه، وانتقاء: الّلالكائيّ له.
__________
(1) هو: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدّمشقيّ... اتّهم في دينه، وروايته. هلك سنة: عشر وأربعمائة.
انظر: السّير (17/262)، ولسان الميزان (3/424) ت/1664.
(2) المعروف بابن صَصْرَى... انظر ترجمته في:- الشذرات (3/329).
(3) توجد نسخة تامّة من الكتاب في ثلاثة أجزاء بمكتبة الأسد: 1150 (90- 112) وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 546 (68أ- 79ب)، 2202 (393- 416)، (5054 ف- الجزء الأوّل فقط-)، في اثنتي عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين تسعة عشر إلى ثلاثة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتب سنة: سبع وخمسين وأربعمائة.
والنّسخة معارضة بالأصل المنقولة عنه، وعليها سماعات.
(4) هو أبو عبد الله الحسين بن محمَّد بن الحسين الثّقفيّ، الدّينوريّ... ثقة، كثير الرّواية للمناكير. مات سنة: أربع عشرة وأربعمائة.
انظر: التّقييد (ص/247) ت/298،والسّير (17/383).
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) توجد نسخة تامّة للكتاب بمكتبة الأسد: 3849 (86- 94)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1546 (87أ- 95أ)، وجامعة أمّ القرى: 722 ف (87 96) في ثمان لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات قليلة.
(7) هو: أبو الحسين عليّ بن محمَّد بن عبد الله الأمويّ، البغداديّ... ثبت، ديّن. مات سنة: خمس عشرة وأربعمائة.
انظر: تأريخ بغداد (12/98) ت/6527، والمنتظم(15/167) ت/3129.
(8) هو: القاسم بن الفضل، تقدّمت ترجمته... انظر ص/135.(4/16)
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(1) .
161- وفوائد معمر بن أحمد بن زياد(2)، رواية: أبي طالب القرشيّ(3) عنه، وانتقاء: أبي طاهر السّلفيّ(4).
ومادّته من الأحاديث فقط(5).
162- وفوائد أبي الحسين بن العالي(6)
__________
(1) توجد نسخة تامّة للكتاب في جزأين بدار الكتب المصريّة: (1558 حديث)، وعنها صورة تحت الرّقم: (25567ب)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: (2988 ف)، وجامعة الملك سعود: (319 ف) في عشرين لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ثمانية عشر إلى خمسة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات.
وله نسخة أخرى بدار الكتب المصريّة أيضا: (2024 حديث)، وعنه صورة تحت الرّقم: (25619ب) في اثنتين وأربعين ورقة.
وأخرى بمكتبة الأسد: 3755 (271- 290)، وعنها صورة في جامعة الإمام: 2121 (264- 282) في تسع عشرة لوحة، في كلّ لوحة خمسة عشر سطراً تقريبا بخطٍّ مشرقيّ، وعليها عدّة سماعات بعضها سنة: ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وأخرى بدار الكتب المصريّة: (1259 حديث) فيها الجزء الأوّل فقط.
وجميع هذه النّسخ مقابلة، وعليها تصحيحات، وعدّة سماعات.
(2) أبو منصور، الأصبهانيّ، الزّاهد... مات سنة: ثمان عشرة وأربعمائة.
انظر: الشّذرات (3/211).
(3) هو: أحمد بن محمَّد الكندلانيّ- بضمّ الكاف، وسكون النّون، وضمّ الدّال المهملة- فيه لين. انظر ترجمته في: الأنساب (5/103).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/199.
(5) توجد نسخة تامّة للكتاب بمكتبة الأسد: 1148 (82- 86)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 546 (50ب- 63أ)، (5052 ف) في أربع لوحات، في كلّ صحيفة منها ثمانية عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الرّحمن ابن مروان الطّبيب، سنة: أربع وتسعين وخمسمائة. والنّسخة قديمة، وخطّها جيّد، مسموعة على السّلفيّ، ومقابلة، وعليها تصحيحات قليلة، وسماعات.
(6) هو الشّيخ، الإمام، أحمد بن محمَّد بن منصور الخراسانيّ... ثقة.
مات سنة: تسع عشرة وأربعمائة.
انظر: الأنساب (4/113)، والسّير (17/381).(4/17)
، رواية: أبي إسماعيل الأنصاريّ(1) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(2).
163- وفوائد أبي عبدالله الجمال(3)، رواية: أبي بكر الخبّازيّ(4) عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط(5).
__________
(1) هو شيخ الإسلام عبد الله بن محمَّد الهرويّ...
انظر ترجمته في:- السّير (18/503).
(2) توجد نسخة تامّة له في الجامعة الإسلاميّة: 1584 (41ب-47 ب)، (3911 ف)، وجامعة الإمام: 7476 ف (41ب- 47ب) مصوّرة عن الظّاهريّة في ستّ لوحات،في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد المؤمن بن عبد الحق، سنة: سبع وثلاثين وسبعمائة.
والنّسخة مقابلة بالأصل المنقولة عنه، وعليها عدّة سماعات.
ولا أثر لهذه النّسخة بفِهْرس مكتبة الأسد أيضا !
(3) هو الشّيخ المعمَّر: الحسين بن إبراهيم بن محمَّد الأصبهانيّ...
مات سنة: إحدى وعشرين وأربعمائة.
انظر: السّير (17/377)، والشّذرات (3/219).
(4) هو: محمّد بن عليّ...
انظر ترجمته في: - التّقييد (ص/90) ت/90، وغاية النّهاية (2/207) ت/3274.
(5) منه نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3830، 3777 (80- 84)، وعنها صورة في الجامعة الإسلاميّة: 985 (73ب- 76أ)، (5009 ف)، وجامعة أمّ القرى: 650 ف (298- 301) في ثلاث لوحات، في كلّ صحيفة منها ما بين ستّة وعشرين إلى ثلاثين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، دقيق، كتبه: سالم بن عليّ بن حبّان الزّرعيّ. والنّسخة معارضة، وعليها سماع من القرن السّادس.
وله نسخة أخرى بالجامعة الإسلاميّة: 1536 (48ب- 53أ) مصوّرة عن الظّاهريّة، في ستّ لوحات تقريبا كل لوحة تحوي خمسة عشر سطرًا تقريبا مسموعة على السّلفيّ راويها عن الخبّاز.
وأخرى بجامعة أمّ القرى: 703 ف (80- 85) مصورّة عن الظّاهريّة أيضا (رقم المجموع: 94) في خمس لوحات، وهي نسخة لا بأس بها، مقابلة، وعليها سماعات.(4/18)
164- والفوائد، و...(1)، والنّوادر لابن أبي عليّ(2)، رواية: أبي الحسن النّعميّ، الحافظ(3).
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4).
165- وفوائد أبي نعيم الأصبهانيّ، رواية: أبي المكارم اللّبّان(5) عنه، وانتقاء: أبي عليّ الوخشيّ(6) له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(7).
166- وفوائد ابن نظيفٍ الفرّاء(8).
__________
(1) كلمة غير مقروءة في النّسخة المصوّرة، ولعلّها: (والحكايات)، - والله أعلم-.
(2) هو: محمَّد بن الحسن بن أحمد بن محمَّد الأهوازيّ، الأصبهانيّ... شيخ لم يكن يحسن شيئا من صناعة الحديث، اتّهمه بعضهم.
مات سنة: ثمان وعشرين وأربعمائة.
انظر: تأريخ بغداد (2/218) ت/660.
(3) لم أقف على ترجمة له.
(4) منه نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3775 (139- 150)، وعنها صورة بجامعة أمّ القرى: 648 ف (139- 148) في إحدى عشرة لوحة ونصف اللّوحة، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الوهّاب بن معالي بن وشاح، سنة: ثمان وسبعين وخمسمائة. والنّسخة مقابلة، وعليها سماعات، وعليها آثار تآكل ذهب بشيء من اللّوحة الأولى.
(5) هو: أحمد بن عيسى... انظر ترجمته في: - السّير (21/362).
(6) هو: الحسن بن عليّ... انظر ترجمته في: المنتخب من السّياق لتأريخ نيسابور (ص/182 ت/498)، والمستفاد (ص/102).
(7) الكتاب يقع في خمسة أجزاء (كما وجد في آخر الخامس منه، وكما في السّير 18/366) يوجد منه الجزء الثّاني بالجامعة الإسلاميّة: 486 (2ب- 12أ)، (4576 ف)، وجامعة أمّ القرى: (714 ف) مصوّر عن الظّاهريّة، في عشر لوحات، في كلّ صحيفة منها ما بين ثمانية عشر إلى اثنين وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والجزء الخامس بجامعة أمّ القرى: 714 ف (210- 219) مصوّر عن الظّاهريّة (رقم المجموع: 105) في تسع لوحات.
والنّسختان مقابلتان، وبعض كلماتهما مشكولة، وعليهما سماعات.
(8) هو العالم، المسند، المعمَّر: أبو عبد الله، محمَّد بن الفضل المصريّ...
مات سنة: إحدى وثلاثين وأربعمائة.
انظر: السّير (17/476).(4/19)
ومادّته من الأحاديث فقط(1).
167- وفوائد أبي ذرّ الهرويّ(2)، رواية: ابن خلف المقرئ(3) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
168- وفوائد الخلاّل(5)، تخريج: أبي طاهر السّلفيّ(6) عن شيوخه عن الخلاّل.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار أيضا(7)
__________
(1) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3856 (90- 112)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 543 (29أ- 49أ)، 1547 (92أ- 112أ)، (4576 ف)، وجامعة أمّ القرى: 729 ف (92- 113) في عشرين لوحة، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات نفيسة من القرن الخامس، والسّادس، والسّابع، والثّامن.
(2) هو: عبد بن أحمد، راوي صحيح البخاريّ عن: المُسْتمليّ، والحَمُوْيّ، والكُشْمِيهنيّ... إمام، مجوّد، مصنّف. مات سنة: أربع وثلاثين وأربعمائة.
انظر: ترتيب المدارك (4/696)، والتّقييد (ص/391) ت/510.
(3) هو: إسماعيل بن خلف الأنصاريّ...
انظر ترجمته في: - غاية النّهاية (1/164) ت/763.
(4) للكتاب نسخة تامّة بالجامعة الإسلاميّة: (2802، 1117 ف) مصوّرة عن الظاهريّة، في ثلاث عشرة لوحة، في كلّ صحفية منها ما بين ستّة عشر إلى عشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة جيّدة، وبعض كلماتها مشكلولة، وعليها سماعات. ثمّ رأيت الكتاب مطبوعاً سنة: 1418ه، بتحقيق: سمير بن حسين، صدرت طبعته الأولى عن مكتبة الرّشد، وشركة الرّياض.
(5) هو: أبو محمَّد الحسن بن أبي طالب البغداديّ..ثقة، مصنّف. مات سنة: تسع وثلاثين وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (7/425) ت/3997، والسّير(17/593).
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/199.
(7) منه نسخة تامّة بالجامعة الإسلاميّة: 536 (152أ- 156أ) مصورّة عن الظّاهريّة في أربع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها واحد وعشرون سطرًا تقريبا بخط مشرقيّ.
والنّسخة جيّدة، معارضة بأصل السّلفيّ، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وهذه الفوائد أودعها السّلفي كتابه: (المشيخة البغداديّة) في الجزء الثّاني عشر منه.(4/20)
.
169- والفوائد المخرّجة من أصول مسموعات أبي عثمان البحيريّ(1)، رواية: زاهر بن طاهر(2) عنه، وتخريج: أبي سعد سعيد ابن محمَّد التُّجِيبيّ(3).
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
170- وفوائد أبي بكر الصّيرفيّ(5)، رواية، وانتقاء: أبي القاسم زاهر بن طاهر(6) عنه.
__________
(1) - بفتح الباء الموحدة، وكسر الحاء، بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الرّاء - وهو: سعيد بن محمَّد بن أحمد... ثقة، جليل. مات سنة: إحدى وخمسين وأربعمائة. انظر: الأنساب (1/291)، والمنتخب من السّياق (ص/232).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/249.
(3) - بضمّ التّاء المعجمة بنقطتين من فوق، وكسر الجيم، وسكون الياء المثنّاة التّحتيّة، وفي آخرها الباء الموحدة- لم أقف على ترجمة له.
(4) يقع الكتاب في تسعة أجزاء (كما في: آخر التّاسع منه)، يوجد من الثّاني إلى التّاسع بسقوط الرّابع، ومع الكتاب قطعة لعلّها من الرّابع (وفي فهرس المخطوطات بجامعة أمّ القرى: لعلّها من الخامس أو السّادس) بمكتبة الأسد: 3810 (1- 63)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 533 (1ب-63أ)، (4574 ف)، وجامعة أمّ القرى: 683 ف (1- 63) في ثلاث وستّين لوحة، في كلّ صحيفة منها واحد وعشرون سطرًا، بخطّ مغربي.
ويظهر على النّسخة أثر تآكل وبلل، وهي مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(5) هو: يعقوب بن أحمد بن محمَّد النّيسابوريّ... ثقة. مات سنة: ستّ وستّين وأربعمائة. انظر: التّقييد (ص/495) ت/675، والسّير (18/245).
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/249.(4/21)
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار أيضا(1).
171- وفوائد ابن عَلِيَّك(2) عن شيوخه، رواية: أبي نصر المقرئ(3) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4).
172- وفوائد أبي عمرو بن منده(5)، رواية: أحمد بن محمَّد بن الفيج(6)
__________
(1) يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء (كما هو مثبت على المنتقى منه) ويوجد المنتقى منه بمكتبة الملك عبد العزيز (ضمن مجموعة المكتبة المحموديّة): 2704 مجاميع (251أ- 257ب)، وعنه صورة بجامعة الإمام: (327 ف) في ثمان لوحات، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا كُتبت بخطٍّ دقيق. والنّسخة مقابلة، عليها بلاغات، وقراءات، وعدّة سماعات.
ولعلّ المنتقي لهذا الجزء هو: ابن الأخوة (انظر ترجمته في: السّير 21/484)؛ فهو الراوي عن زاهر بن طاهر- والله أعلم-.
(2) - بفتح العين، وكسر اللاّم، وتشديد الياء المعجمة من تحتها باثنتين، وآخره كاف، وقيل: إنّه باختلاس كسرة اللاّم، وفتح الياء، وتخفيفها، تصغير عليّ، وصحّحه ابن نقطة في تكملة الإكمال- وهو: أبو القاسم عليّ بن عبد الرّحمن النّيسابوريّ... صدوق. مات سنة: ثمان وستّين وأربعمائة.
انظر: تأريخ بغداد (12/33) ت/6402، وتكملة الإكمال (4/191) ت/4204، وتبصير المنتبه (3/966).
(3) هو: أحمد بن عمر.... انظر ترجمته في:- المنتخب من السّياق (ص/112).
(4) للكتاب نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3823 (236- 244)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1525 (149أ- 156أ)، وجامعة أمّ القرى: 696 ف (237- 245) في ثمان لوحات، في كل صحيفة منها أربعة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: أحمد بن عبد الرّحمن الشّيبانيّ، سنة: ثلاث وخمسمائة. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(5) هو: عبد الوهّاب بن أبي عبد الله محمَّد بن إسحاق الأصبهانيّ... ثبت، فاضل. مات سنة: خمس وسبعين وأربعمائة.
انظر: المنتظم (16/225) ت/3524، والسّير (18/440).
(6) - بالفاء في أوّله، ثمّ ياء مثنّاة تحتيّة، فجيم-.
انظر: حاشية الإكمال (1/236)، وتبصير المنتبه (3/1066).(4/22)
عنه، وتخريج أخيه: أبي القاسم بن منده(1) له عن أبيه(2) عن شيوخه، ومادّته من الأحاديث، والآثار أيضا(3).
173- وفوائد القاضي الخلعيّ(4)، رواية: أبي محمَّد بن رفاعة السّعديّ(5)، وتخريج: أحمد بن الحسن الشّيرازيّ(6).
__________
(1) هو: عبدالرحمن بن الحافظ محمّد بن إسحاق بن منده.
انظر ترجمته في: - السّير (18/349).
(2) هو الحافظ: محمَّد بن إسحاق، صاحب كتاب الإيمان، وغيره.
(3) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بدار الكتب المصريّة: (1558 حديث) وله نسخة أخرى منقولة عنها تحت الرّقم (25555ب، 24587ف)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 2988 ف (157ب- 164ب)، والمكتبة الصّدّيقيّة (ضمن مكتبة الحرم المكّيّ): 1144 (160- 171) في عشر لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين أربعة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمود عبد اللّطيف.
وطبع هذا الجزء بتحقيق: مُسْعِد عبد الحميد، صدرت طبعته الأولى عن دار الصّحابة للتّراث (مصر) سنة: اثنتي عشرة وأربعمائة وألف للهجرة، في تسع ومائة صحيفة من القطع المتوسّط، وبلغ عدد أحاديثه، وآثاره- حسب ترقيم المحقّق-: ثمانية وستّين. وانتخب أبو عمرو بنُ منده أحاديث لنفسه من هذه الفوائد- كما تقدّم ص/142-.
(4) هو مسند الدّيار المصريّة في وقته: أبو الحسن عليّ بن الحسن الشّافعيّ... إمام، فقيه. مات سنة: اثنتين وتسعين وأربعمائة. انظر: وفيّات الأعيان (3/317)، وطبقات الشّافعيّة للسبكيّ (5/253).
(5) انظر ترجمته في: - ذيل التّقييد (2/37) ت/1118.
(6) لم أقف على ترجمة له.(4/23)
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(1).
174- وفوائد الحافظ أبي محمَّد عبد الغنيّ بن عبد الواحد المقدسيّ(2).
وهي من تخريج الحافظ عبد الغني رحمه الله لنفسه كما في طبقة السّماع عليه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(3)
__________
(1) الكتاب يقع في عشرين جزءًا (كما في الأخير منه، وكما في: ذيل التّقييد 2/37، والسّير 19/74)، له نسخة تامّة بالمكتبة الأزهريّة: [659]، 5712، وعنها صورة بدار الكتب المصريّة (1343 ف) في اثنتين وعشرين ومئتيّ لوحة، والجزء الثّاني بالجامعة الإسلاميّة: 1065 (55أ- 62أ) في ثمان لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين أربعة وعشرين إلى سبعة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات، إلاّ أنّها ناقصة في أوّلها بمقدار لوحة تقريبا.
والجزء الثّامن عشر، والعشرون بمكتبة الأسد: 3789 (45- 67) في اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ثمانية عشر إلى اثنين وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: جعفر بن مهلهل الحنبليّ.
وقطعة منه بمكتبة الأسد أيضا: 3839 (101- 114) في ثلاث عشرة لوحة. والنّسختان مقابلتان، وعليهما سماعات.
وانتخب من هذا الكتاب ما رواه الخلعيّ بسنده عن سفيان بن عيينة في عدّة أجزاء. وانتخب أيضا من الجزء العشرين بعض الأحاديث... انظر ص/136.
(2) أبو محمَّد الدّمشقيّ... إمام، جليل، مصنّف. مات سنة: ستّمائة. انظر: السيّر (21/443). ولم يُذكر على النّسخة اسم الرّاوي عنه.
(3) يوجد من الكتاب الجزء الخامس عشر بمكتبة الأسد: 3824 (40- 50)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميَة: 1526 (37ب- 46ب)، (4574 ف، 5022 ف)، وجامعة أمّ القرى: 697 ف (40- 50) في تسع لوحات ونصف اللّوحة،في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: أبو الفضل بن اللّحية الكلبيّ، سنة: ثمان وستّمائة.
والجزء السّادس والخمسون بمكتبة الأسد أيضا: 3380 (140- 150)، وعنه صورة بجامعة أمّ القرى: 697 ف (74- 84) في عشر لوحات.
والجزآن مقابلان، وعليهما سماعات.(4/24)
.
175- وفوائد عبد العزيز بن جماعة(1)، رواية: أبي زرعة بن العراقيّ(2) عنه،وهي من تخريج: ابن جماعة رحمه الله لنفسه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(3).
176- وفوائد أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن المرزبان(4) عن شيوخه، رواية: القاسم بن الفضل(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(6).
177- وفوائد أبي عليّ عبد الرّحمن بن محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن فضالة النّيسابوريّ(7)، رواية: أبي بكر بن علي المقرئ(8) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(9)
__________
(1) هو: ابن القاضي بدر الدّين ابن جماعة الكنانيّ- بنون بعد الكاف-... إمام، مصنّف. مات سنة: سبع وستّين وسبعمائة. انظر: معجم الشّيوخ للذّهبيّ (1/401) ت/456، والدّرر الكامنة (2/378) ت/2443.
(2) تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/209.
(3) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 13536 (152- 164) في اثنتي عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها خمسة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: يونس ابن ملاج الحسينيّ.
والنّسخة قديمة، ومقابلة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(4) لم أقف على ترجمة له.
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/210.
(6) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 1816 (133- 137)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 545 (118ب- 122أ)، وجامعة أمّ القرى: 689 ف (135- 139) في أربع لوحات، في كلّ صحيفة منها ما بين تسعة عشر إلى واحد وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة جيّدة، بعض كلماتها مشكولة، ومقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(7) لم أقف على ترجمة له.
(8) هو: محمَّد بن عليّ الهمذانيّ، كما على النّسخة،ولم أقف على ترجمة له.
(9) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3763 (66- 75)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 968 (62ب- 73ب)، (9332) وجامعة أمّ القرى: 636 ف (66- 75) في ثمان لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها خمسة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ،كتبه: علي بن حسن بن داود، سنة: ثلاث وثلاثين وستّمائة.
والنّسخة مقابلة، وبعض كلماتها مشكولة، وعليها تصحيحات، وسماعات.(4/25)
.
178- وفوائد القاضي أبي محمَّد عبد الله بن عليّ بن عبد الله السُّفنيّ الأَرْدُبيليّ(1) عن شيوخه، رواية: أبي الحسن عليّ بن أحمد الزنجانيّ(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(3).
الثّاني (من القسم السّادس): منسوبة إلى بلد:
179- كفوائد العراقيّين لأبي سعيد النّقّاش(4)، رواية: أبي العبّاس ابن أُشْته(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، الأشعار(6).
__________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(3) له نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3764 (182- 197)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 481 (1ب- 6 أ)، (3667 ف)، وجامعة أمّ القرى: 637 ف (182- 197) في خمس عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عليّ بن حسن الجزريّ، سنة: ثلاث وثلاثين وستّمائة.
وغالب مادّة الكتاب من الآثار، ونسخته معارضة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وسماعات، وأجازات.
(4) هو الحافظ: محمَّد بن عليّ بن عمرو الحنبليّ، الأصبهانيّ... ثبت، مصنّف. مات سنة: أربع عشرة وأربعمائة. انظر: ذكر أخبار أصبهان (2/280) ت/1724، والسّير (17/308).
(5) انظر ترجمته في: - التّقييد (ص/148) ت/170.
(6) له نسخة تامّة بدار الكتب المصريّة: (1558 حديث)، (25556ب)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: (2988 ف)، وجامعة الملك سعود (319 ف) في إحدى عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين أربعة وعشرين إلى ستّة وعشرين سطرًا، بخط مشرقيّ. والنسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وطُبع الكتاب بتحقيق: مجدي السّيّد إبراهيم، صدرت طبعته الأولى عن مكتبة: القرآن (بالقاهرة) في أربع وأربعين ومائة صحيفة من القطع المتوسّط.
وبلغت أحاديث الكتاب وآثاره - حسب ترقيم المحقق -: أحد عشر ومائة.(4/26)
180- والفوائد المدنيّة (أو: فوائد المدينة، كما وجد في بعض طباق السّماعات) لابن الجُمّيزيّ(1)، رواية: أبي عبد الله السّعديّ(2) عنه، وانتقاء: أبي بكر المسديّ(3).
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
* وَمنها: فوائد خراسان للعثمانيّ ... وتقدّمت(5).
القِسْم السَّابع: كتب الفَوائد من الآثار:
181- كفوائد أبي عبد الله محمَّد بن يعقوب بن عبد الله الدّيباجيّ(6) عن شيوخه، رواية: أبي الحسن الخطيب(7) عنه.
ورتّبه مؤلّفه على الشّيوخ، إلاّ أنّه لم يُراع في ترتيبهم تسلسل الحروف(8).
المَبْحَث السَّادس: كتب الفوائد الحديثيّة الّتي وقفت على أسمائها، وأسماء مؤلّفيها، ولم أقف على مخطوطاتها
وَفيه مطلبان:
أوّلهما: ما وصل إلينا تاما، أو بعضٌ منه، ولم يتيسّر لي الوقوف عليه.
والثاني: ما لم يصل إلينا فيما أعلم.
المطلب الأوّل: مَا وصَل إلينا تاما، أو بعض مِنه، ولم يتيسر لي الوقوف عليه
وهي:
__________
(1) هو: أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة الشّافعيّ... إمام، فقيه.
مات سنة: تسع وأربعين وستّمائة. انظر: السّير (23/253).
(2) هو: محمَّد بن محمَّد بن عبد الحكيم بن شريف، ولم أقف على ترجمة له.
(3) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(4) يوجد من الكتاب المجلس الثّاني بمكتبة الأسد: 3856 (180-185)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1547 (180أ- 185ب)، وجامعة أمّ القرى: 729 ف (180- 185) في خمس لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتب سنة: ثلاث وثلاثين وسبعمائة. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(5) ص/ورقمها/5.
(6) لم أقف على ترجمة له.
(7) لم أقف على ترجمة لهأيضا.
(8) منه نسخة تامّة بالجامعة الإسلاميّة: 966 (7أ- 8ب)، وجامعة أمّ القرى: 634 ف (18- 19) مصوّر عن الظّاهريّة، في لوحة واحدة تقريبا مجموع أسطرها: اثنان وثلاثون، بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة مقابلة، وعليها سماعات، وأجازة لابن عبد الهادي- يرحمه الله-.(4/27)
182/ 1- الفوائد من حديث حنبل بن إسحاق(1)... توجد نسخة منه في مكتبة: (فيض الله أفندي(2) في تركيا(3)، وهو من موارد الحافظ ابن حجر رحمه الله في: (الإصابة)(4).
2- الفوائد المنتقاة الغرائب عن الشيوخ العوالي لأبي عبد الله الصّوفيّ(5)... يوجد الجزء الثالث منها في الخزانة التّيموريّة(6).
3- والفوائد لابن عُبَيْد(7)... منه نسخة في ألمانيا(8).
4- وفوائد عمر البصريّ(9)... منه نسخة في دار الكتب المصريّة(10).
5- وفوائد العراقيّين لأبي الشَّيخ الأصبهاني، في اثني عشر مجلّدًا... منه قطعة في الظّاهريّة(11)
__________
(1) ابن حنبل الشّيبانيّ، ابن عمّ الإمام أحمد، وتلميذه... ثقة، ثبت.مات سنة: ثلاث وسبعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (3/320)ت/1434،والسّير (13/51).
(2) تحت الرّقم: 2169 (126أ- 135ب).
(3) انظر:- نوادر المخطوطات العربيّة في تركيّا (ص/441).
(4) 1/583).
(5) هو: أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار البغداديّ... ثقة، متقن.
مات في رجب، من سنة: ستّ وثلاثين وثلاثمائة. انظر: طبقات الحنابلة (1/36)، ولسان الميزان (1/151) ت/485.
(6) تحت الرقم: (351 مجاميع). انظر: فهرس الخزانة التّيموريّة (2/308).
ولعلّ هذا الكتاب هو الذي يقصده الذّهبيّ في ترجمة المذكور في: (السّير 15/152) بقوله: (روى عن يحيى بن معين نسخة وقعت لنا بعلوّ باهر) اه.
(7) هو: عبد الرّحمن بن الحسن بن أحمد الأسديّ، الهمدانيّ... ضعيف، كذّبه بعضهم. مات في شعبان، من سنة: اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (10/292) ت/5428، والسّير (16/15).
(8) انظر: - فهرس مكتبات ألمانيا (ص/256).
(9) تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/253.
(10) 1583 حديث]، وعنها صورة تحت الرّقم: [1260 حديث]... ولم يتيسّر لي الوقوف عليه، وعلى غيره- ممّا سيأتي- بدار الكتب المصريّة لعدم تصويرها على الميكرو فيلم ! ؟
(11) تحت الرّقم (456) مجموع (38)، وحديث (357) (ق 57-65).
أفاده مشهور بن حسن في: (معجم المصنّفات الواردة في فتح الباري) ص/321. ولا أثر لهذه القطعة في فِهْرِس مكتبة الأسد !(4/28)
.
ومن مسموعات السمعانيّ كما في:(التّحبير)(1)، والحافظ ابن حجر كما في: (المعجم المفهرس)(2)، ومن موارده في: (الفتح)(3).
6- وفوائد أبي بكر بن الشّخّير(4)، رواية: الحسن الجوهريّ(5) عنه... توجد نسخة منه في مكتبة: (تشستربيتي) في إيرلندا(6)، ومن مرويّات الحافظ ابن حجر كما في: (ترتيب أسامي مرويّاته على حروف المعجم)(7)، والرّودانيّ كما في: (الصّلة)(8)، وذكرها حاجي خليفة في: (كشف الظّنون)(9).
7- والفوائد المنتقاة لعليّ بن عبد العزيز بن مردك(10)... منها نسخة في دار الكتب المصريّة(11)، ومن موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(12).
8- وفوائد نصر المَرْجيّ(13)
__________
(1) 1/161، 190).
(2) 56/ب].
(3) 1/583).
(4) - بكسر المعجمتين، الثانية ثقيلة- محمَّد بن عبد الله بن محمَّد الصّيرفيّ... ثقة. مات سنة: ثمان وسبعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (2/333) ت/828.
(5) تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/192.
(6) وتقع في أربع وعشرين صحيفة، كما في: فهرس تشستربيتي (ص/رقم/3413).
(7) 10/ب].
(8) ص/329).
(9) 2/1294).
(10) البردعيّ- بفتح الباء الموحدة، وسكون الرّاء، وفتح الدّال المهملة، وفي آخرها العين المهملة- البزّار، البغداديّ... ثقة، صالح.
مات سنة: سبع وثمانين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (12/30) ت/6397، والشّذرات (3/124).
(11) 1260 حديث]، وعنها صورة تحت الرّقم: (38220 ف)أيضا.
(12) 10/407)، السّيرة النّبويّة- القسم الأوّل- ص/111، عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد ص/560) كما أفاده الفاضل: طلال الدّعجانيّ في موارد ابن عساكر في: تأريخ مدينة دمشق (ص/878).
(13) - بفتح الميم، وسكون الرّاء، والجيم في آخرها- أبو القاسم، الموصلي... قال الذّهبيّ في: (السّير 17/16- 17): "ما علمت فيه جرحا".
مات في حدود سنة: تسعين وثلاثمائة.
انظر: مشيخة ابن الحطّاب (ص/166)، والأنساب (5/255).(4/29)
... منها نسخة في دار الكتب المصريّة(1) أيضا ومن مرويّات ابن الحطّاب كما في:(مشيخته)(2).
9- الفوائد المنتقاة عن الشّيوخ الثّقات من حديث الإخميميّ(3)، انتقاء: عبد الغنيّ بن سعيد(4)... منه نسخة في مكتبة الأوقاف ببغداد، وفي مكتبة الأزهر(5).
من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(6)، وذكرها الذّهبيّ في: (السّير)(7)، ومن مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(8)، و (المعجم المفهرس)(9).
10- والفوائد المنتقاة الحسان الغرائب لابن رزقويه(10)، رواية: نصر ابن أحمد بن البطر(11) عنه... توجد نسخة منه في الظّاهريّة(12).
من مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(13)، وموارده في: (تغليق التغليق)(14).
__________
(1) 2024 حديث]، وعنها صورة تحت الرّقم: (25612 ب)أيضا.
(2) ص/166).
(3) هو: أبو الحسن محمَّد بن أحمد المصريّ... ثقة، مُسْنِد. مات سنة: خمس وتسعين وثلاثمائة. انظر: ترتيب المدارك (4/615)، والسّير (17/85).
(4) هو: الأزديّ الحافظ.
(5) أمّا في مكتبة الأوقاف فتحت الرّقم: (2886/4)، وأمّا في مكتبة الأزهر فتحت الرّقم: (مج 305 [27- 55]).
انظر: تأريخ التّراث العربيّ (1/1/462).
(6) انظر: موارد ابن عساكر في تأريخ دمشق (ص/919).
(7) 5/321).
(8) 1/323).
(9) 96/أ]، وانظر:- ترتيب أسامي مرويّاته على حروف المعجم [10/ب].
ولعلّها هي التي يقصدها الذّهبيّ بقوله في: (السّير 17/85):
(روى عنه: أبو الحسين محمَّد بن مكّيّ ثلاثة أجزاء عالية عند أبي القاسم بن الحرستاني).
(10) هو: محمّد بن أحمد البزّار، تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(11) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/172.
(12) ضمن مجموع رقم: (83/9) في ست ورقات.
انظر: المجمع المؤسّس (2/289) الحاشية رقم/905.
(13) 2/289) رقم/905.
(14) انظر: (1/258).(4/30)
11- وفوائد أبي الحسن النِّعاليّ(1)... منها نسخة في مكتبة المدرسة العُمَريّة(2).
12- والفوائد الصّحاح للاّلكائِيِّ... من مصادر الألبانيّ في: (السلسة الصحيحة)(3)، وَحمدي السّلفيّ في تحقيقه: (لفتح الوهّاب بتخريج أحاديث الشهاب)(4) للغُماريّ.
13- والفوائد المنتقاة لأبي جعفر السّلميّ(5)... يوجد الجزء العاشر منها في مكتبة: (برلين)(6).
14- وفوائد أبي الحسن الصَّقليّ(7)...منها نسخة في دار الكتب المصريّة(8)، وذكرها حاجّي خليفة في: (كشف الظّنون)(9).
__________
(1) - بكسر النّون، وفتح العين المهملة، وفي آخرها اللاّم- محمَّد بن طلحة البغداديّ... شيخ رافضي، يتتبّع الغرائب، والمناكير. هلك سنة: ثلاث عشرة وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (5/383) ت/2908، والأنساب (5/508).
(2) وتقع في ستّ عشرة ورقة، تحت الرّقم: 3758 (120- 135)...
انظر: فِهرس مخطوطات مكتبة المدرسة العُمريّة (ص/102).
وضُمّت مخطوطات هذه المدرسة إلى مكتبة الأسد، ولم يتيسّر لي الوقوف على الكتاب لعدم وجود بطاقة له في فِهْرس المكتبة ؟!
(3) 3/108، 6/43).
(4) 2/347) رقم الحاشية/2.
إلاّ أنّ نِسبة اللاّلكائيّ تحرّفت فيه من الطّبريّ إلى: الطّبرانيّ- بالنّون في آخره -.
(5) هو: محمَّد بن أحمد بن عمر البغداديّ... ثقة، صالح، كثير السّماع.
مات سنة: خمس وستّين وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (1/356) ت/288، والمنتظم (16/151) ت/3428.
(6) تحت الرّقم: (1557).
انظر: أقدم المخطوطات العربيّة في العالم (ص/180) رقم/524.
(7) - بفتح الصّاد، والقاف، وفي آخرها اللاّم- عليّ بن المفرج. مات سنة: سبعين وأربعمائة. انظر: الأنساب (3/549)، ومعجم السّفر (ص/250) ت/821، ومعجم البلدان (2/192).
(8) 1260 حديث].
(9) 2/1298).(4/31)
15- والفوائد المنتقاة الغرائب لأبي الفوارس محمَّد بن عليّ الهاشميّ، البغداديّ(1)... منها: الأوّل، والسّادس - إلاّ أنه ناقص من آخره - في المكتبة الظّاهريّة(2).
16- والفوائد الحسان المنتقاة على شرط الشّيخين لأبي عليّ البردانيّ(3)... منها الأوّل في المكتبة الظّاهريّة(4).
17- وفوائد أبي الفتح الحدّاد(5)... منه نسخة في مكتبة فيض الله أفندي بتركيا(6).
ومن موارد الحافظ في: (الفتح)(7)، و(جزء فيه تخريج حديث: "لا تسبّوا أصحابي")(8)، و(التّغليق)(9).
18- والفوائد المنتقاة العوالي الحسان للشّحّام(10)... منها نسخة في بعض مكتبات ألمانيا(11)
__________
(1) ذكر الألبانيّ في: (المنتخب من مخطوطات الحديث في الظّاهريّة ص/342) أنّ أبا الفوارس هذا مات سنة: إحدى وتسعين وأربعمائة. ولم أقف على ترجمة له.
(2) تحت الرّقم: 37 (94- 114)، 72 (63- 82) كما في كتاب الألباني المتقدّم ذكره آنفا... وهذه المكتبة مِمَّا ضُمّ إلى مكتبة الأسدأيضا إلاّ أنّه لا أثر لهذا الكتاب في فهارس المكتبة- والله تعالى أعلم-.
(3) - بفتح الباء الموحدة، والرّاء، والدّال المهملة، وفي آخرها النّون- أحمد بن محمَّد ابن أحمد الحنبليّ... ثقة، حافظ. مات سنة: ثمان وتسعين وأربعمائة.
انظر: الأنساب (1/313)، والسّير (19/219).
(4) تحت الرّقم: 111 (125- 140).
انظر: المنتخب من مخطوطات الظاهريّة (ص/179).
(5) هو: أحمد بن محمّد بن سعيد، سبط الحافظ أبي عبد الله بن منده. مات سنة: خمسمائة. انظر: المنتظم (17/102) ت/3763، والسّير(19/216).
(6) تحت الرّقم: 2169 (202أ- 125أ).
انظر: نوادر المخطوطات العربيّة في مكتبات تركيّا (ص/267).
(7) 7/42).
(8) ص/59، 64).
(9) انظر: (1/258).
(10) هو الشَّيخ، الصّالح: أبو محمَّد سلمان بن مسعود البغداديّ... من أهل الصّدق. مات سنة: إحدى وخمسين وخمسمائة. انظر: السّير (20/323).
(11) انظر:- فِهْرس مخطوطات مكتبات ألمانيا (ص/256- 257).
ولعلّ هذا الكتاب هو الذي يقصده الذّهبيّ بقوله في: (السّير 20/232):
(خرّج له اليونارتيّ الحافظ خمسة أجزاء من سماعه على ثابت بن بندار، وجعفر السّرّاج، وأبي الحسين بن الطّيوريّ، وغيرهم).(4/32)
.
19- والفوائد العوالي الصّحاح لأبي ياسر بن أبي حَبَّة(1)... منها الجزء الأوّل في الظّاهريّة(2).
20- والفوائد عن الشّيوخ المجيزين للإسْعِرْدِيّ(3)... منها نسخة في مكتبة: (كوبريلّلي)(4).
21- والفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي لسبط أبي مسلم(5)... منها نسخة في مكتبة تشستربيتي(6).
المَطْلَبُ الثَّانِي: ما لم يصل إلينا - فيما أعلم - وَهي:
203/22/1- فوائد داود بن عمرو الضّبيّ(7)... من موارد الحافظ ابن حجر العسقلانيّ يرحمه الله في (الإصابة)(8).
23/2- فوائد الإمام أحمد بن حنبل... ذكرها الخطيب في: (تأريخه)(9)، وابن الجوزيّ في: (مناقب الإمام أحمد)(10).
24/3- وفوائد قتيبة بن سعيد(11)، رواية: أبي عثمان العيّار(12)
__________
(1) هو: عبد الوهّاب بن هبة الله بن أبي ياسر البغداديّ... لا بأس به.
مات سنة: ثمان وثمانين وخمسمائة. انظر: التقييد (ص/372) ت/477، والمختصر المحتاج إليه (ص/262) ت/947.
(2) انظر:- المنتخب من مخطوطات الظّاهريّة للألبانيّ (ص/217).
ولا أثر لهذا الكتاب في فِهْرس مكتبة الأسد !
(3) هو: أبو القاسم عُبَيْد بن عبّاس... محدِّث، حافظ.
مات سنة: اثنتين وتسعين وستّمائة.
انظر: الأعلام للزّركليّ (4/190)، ومعجم المؤلّفين لكحّالة (6/235).
(4) انظر: - فهرسها (1/208- 209).
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) تحت الرّقم: 3452 (3).
انظر: فهرس المخطوطات العربيّة في مكتبة تشستربيتي (3/1399).
(7) أبو سليمان البغداديّ... ثقة. مات سنة: ثمان وعشرين ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/349)، وتأريخ بغداد (8/363) ت/4462.
(8) 3/484).
(9) 4/373).
(10) ص/246).
(11) ابن جميل الثّقفيّ (ت: 240 ه).
(12) هو: سعيد بن أبي سعيد، تقدّمت ترجمته... انظر ص/233.
والّذي يظهر أنّ العيّار جمع فوائد قتيبة من مرويّاته بأسانيده إليه ثمّ حدّث بها، ورويت عنه؛ للتّباعد البيّن بين وفاة الرَّجُلَيْن.(4/33)
، في أكثر من عشرة أجزاء...من مسموعات الضّياء المقدسيّ كما في: (ثبَته)(1).
25/4- وفوائد هنّاد بن السَّريّ الصّغير(2)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(3)، و(تغليق التّعليق)(4).
26/5- وفوائد هشام بن عمّار(5)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(6)، و(الإصابة)(7)، وابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(8).
27/6- وفوائد محمَّد بن مُصَفَّى القرشيّ(9)... ذكرها ابن ناصر الدّين في: (توضيح المشتبه)(10).
28/7- وفوائد سليمان بن داود المهريّ(11)، من رواية: عليّ بن الحسين بن قديد(12) عنه... من موارد أبي طاهر السِّلفيّ فيما انتقاه من مشيخة ابن الحطّاب، وثبت مسموعاته(13).
29/8- وفوائد أبي يعقوب الرَّمليّ(14)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(15).
30/9- وفوائد أبي عبدا لله البخاريّ... ذكرها التّرمذيّ في: (جامعه)(16)، وابن حجر في: (هدي السّاري)(17).
__________
(1) 64/ب].
(2) الدّارميّ، أبو السَّريّ الكوفيّ... ثقة. مات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين.
انظر: تهذيب الكمال (30/311) ت/6603، والسّير (11/466).
(3) 9/302).
(4) انظر: (1/259).
(5) أبو الوليد السُّلميّ... عالم أهل الشّأم في زمنه، صدوق.
مات سنة: خمس وأربعين ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/473)، وتهذيب الكمال (30/242) ت/6586.
(6) 6/112).
(7) 1/59، 320، 2/184، 419، 4/145).
(8) 10/156).
(9) الحمصيّ، أبو عبد الله... صدوق. مات سنة: ستّ وأربعين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (8/104) ت/446، والتّهذيب (9/460).
(10) 5/164).
(11) أبو الرّبيع المِصْريّ... ثقة. مات سنة: ثلاث وخمسين ومئتين.
انظر: التّقريب (ص/251) ت/2551.
(12) انظر ترجمته في: السّير (14/435).
(13) انظر: (ص/151).
(14) إسحاق بن إبراهيم البَلويّ... ثقة. مات سنة: أربع وخمسين ومئتين.
انظر: التّقريب (ص/99) ت/327.
(15) 1/154).
(16) 5/603)
(17) ص/511).(4/34)
31/10- والفوائد لمحمد بن عاصم بن عبدالله(1)، رواية: عبد الله بن جعفر(2) عنه... من مرويّات السّمعاني كما في: (التّحبير)(3).
32/11- وفوائد عليّ بن حَرْب الطّائيّ(4)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(5)، و(الإصابة)(6)، و(تغليق التّعليق)(7).
33/12- وفوائد المخرّميّ(8)... من موارد الحافظ في: (تغليق التّعليق)(9).
34/13- وفوائد سعيد بن نصر البزّار(10)... من مرويّات الحافظ كما في: (المعجم المفهرس)(11)، و(ترتيب مرويّاته)(12)، ومن موارده في: (الإصابة)(13).
35/14- وفوائد أبي جَعْفر الدّقيقيّ(14)
__________
(1) أبو جعفر الثّقفيّ، مولاهم، الأصبهانيّ... صدوق، عابد. مات سنة: اثنتين وستّين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (8/46) ت/212، وطبقات المحدّثين بأصبهان (2/265)، والتّقريب (ص/485) ت/5986.
(2) ابن أحمد بن فارس... انظر ترجمته في: السّير (15/553).
(3) 1/187).
(4) أبو الحسن الموصليّ... صدوق. مات سنة: خمس وستّين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (6/183) ت/1006، وتهذيب الكمال (20/361) ت/4037، والتّقريب (ص/399) ت/4701.
(5) 6/174، 10/82).
(6) 2/417، 3/597).
(7) انظر: (1/258).
(8) - بفتح الميم، وسكون الخاء المنقوطة، وفتح الرّاء المهملة المخفّفة- عبدالله ابن محمَّد بن أيّوب البغداديّ... صدوق، إمام. مات سنة: خمس وستّين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (10/81) ت/5195، والأنساب للسّمعاتيّ (5/225).
(9) انظر: (1/258).
ولعلّه هو الذي يقصده الذّهبيّ بقوله في ترجمة المذكور في السير (12/359): (وإليه ينسب جزء المخرّميّ...).
(10) أبو عثمان الثّقفي، المعروف بسعدان... ثقة، مأمون.
مات في ذي القعدة، سنة: خمس وستين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (4/290) ت/1256، تأريخ بغداد (9/205) ت/4783.
(11) 128/ب].
(12) 10/ب].
(13) 3/327).
(14) محمّدبن عبدالملك بن مروان الواسطيّ... ثقة. مات في شوّال، سنة: ستّ وستّين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (2/346) ت/849، وتهذيب الكمال (26/24) ت/5427.(4/35)
... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(1).
36/15- وفوائد شَاذان(2)... من موارد ابن قطلوبغا في: (من روى عنه أبيه عن جدّه)(3).
37/16- وفوائد ابن مُنِيْب(4)، من رواية: ابن يرحم الطُّوسيّ(5) عنه... من مرويّات التَّجيبيّ كما في: (برنامجه)(6).
38/17- وفوائد ابن ملاَّس(7)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(8)، ومن مسموعات الذّهبيّ كما في: (السّير)(9).
39/18- وفوائد ابن وارة(10)... من موارد الحافظ ابن حجر في: (الإصابة)(11).
40/19- وفوائد الدّوريّ(12)، رواية: الحسين بن الحسن ابن حليم(13)... ذكرها الذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام)(14).
__________
(1) 2/440).
(2) لعلّه: أبو بكر إسحاق بن إبراهيم النّهشليّ... إمام، محدّث، صدوق.
مات سنة: سبع وستّين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (2/211) ت/721، والسّير (12/382).
(3) ص/87).
(4) الإمام، الحافظ، أبو الدّرداء- وأبو عمر- عبد العزيز بن منيب المروزيّ صدوق. مات- على الأَشْهَر- سنة: سبع وستّين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (3/450) ت/5608، والتّقريب (ص/359) ت/4127.
(5) لم أقف على ترجمه له.
(6) انظر: (ص/218- 219).
(7) محمَّد بن هشام النّميريّ، الدمشقيّ... صدوق. مات سنة: سبعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (8/116) ت/519، والسّير (12/353).
(8) 8/28).
(9) انظره: (12/354).
(10) محمَّد بن مسلم، أبو عبد الله الرَّازيّ... ثقة، حافظ، مُبَجَّل.
مات سنة: سبعين ومئتين- في رمضان-.
انظر: الجرح والتّعديل (8/79) ت/332، وتهذيب الكمال (26/444) ت/5607.
(11) 1/451).
(12) العبّاس بن محمد، أبو الفضل، البغداديّ... ثقة حافظ. مات سنة: إحدى وسبعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (12/144) ت/6599،وتهذيب الكمال (14/245) ت/3141، والتّقريب (ص/294) ت/3189.
(13) انظر ترجمته في: - تأريخ الإسلام (حوادث: 331- 350ه) ص/75.
(14) انظره: (ص/75).(4/36)
41/20- وفوائد يعقوب بن سُفيان الفسويّ... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(1)، وابن ناصر الدّين في: (منهاج السلامة)(2).
42/21- وفوائد الدّيرعاقوليّ(3)، في عشرة أجزاء... من مسموعات الضياء المقدسيّ كما في: (ثبته)(4)، ومن موارد الحافظ في: (الفتح)(5)، و(الإصابة)(6).
وذكرها إسماعيل باشَا في: (كشف الظّنون)(7)، و(هديّة العارفين)(8).
43/22- وفوائد ابن طرخان(9)... ذكرها أبو يعلى في: (الإرشاد)(10).
44/23- والفوائد لابن أبي الدُّنيا، رواية: أبي الحسن اللّنبانيّ(11) عنه... من مسموعات أبي موسى المقدسيّ كما في: (ثبته)(12)، وعدَّها له الذّهبيّ في: (السّير)(13).
45/24- وفوائد أبي يزيد القراطيسيّ(14)
__________
(1) 1/138، 156، 317، 328، 330) تحقيق العمرويّ.
(2) ص/81، 97، 114).
(3) هو: عبد الكريم بن الهيثم، أبو يحيى، البغداديّ... ثقة مأمون.
مات سنة: ثمان وسبعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (11/78) ت/5753، وطبقات الحنابلة (1/216).
(4) 60/أ ].
(5) 11/480).
(6) 2/3) إلاّ أنّ نسبه صاحب الكتاب تحرّفت فيه إلى: الزّين عاقوليّ.
(7) 2/1297).
(8) 2/205).
(9) هو: محمَّد بن عليّ البلخيّ... حافظ، عالم، مصنِّف.
مات سنة: نيّف وسبعين ومئتين - على الأَشْهَر -. انظر: الإرشاد للخليليّ (ص/368- 369)، والسّير (13/559- 560).
(10) ص/369).
(11) - بضمّ اللاّم، وسكون النّون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النّون- أحمد بن محمَّد العبديّ...
انظر ترجمته في: - الأنساب (5/142) - وكنيته فيه: أبو بكر- والسّير (15/311).
(12) 164/أ].
(13) 13/403).
(14) يوسف بن يزيد- مولى: عبد العزيز بن مروان الأمويّ-... إمام،ثقة.
مات في ربيع الأوّل، سنة: سبع وثمانين ومئتين.
انظر: تهذيب الكمال (32/476) ت/7164، والتّقريب (ص/612) ت/7893.(4/37)
، رواية: الحسين بن جعفر الزّيّات(1) عنه، وتقع في أحد عشر جزءًا... من مرويّات الإشبيليّ كما في: (فهرسه)(2).
46/25- وفوائد أبي بكر بن أبي عاصم(3)... من موارد ابن القيّم في: (تهذيب مختصر سنن أبي داود)(4).
47/26- والفوائد لأبي العبّاس الأبّار(5)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(6).
48/27- وفوائد الجكانيّ(7) عن أبي اليمان(8)... من موارد الحافظ في: (تغليق التّعليق)(9).
49/28- وفوائد أبي بكر المروزيّ(10)... سمع ابنُ الحطّاب من الجزء الأوّل منها إلى آخر الثّالث على شيخه أبي القاسم الفارسيّ(11).
50/29- وفوائد أبي محمَّد العُكْبَريّ(12)... من مصادر الزّبيديّ في: (إتحاف السّادة المتّقين)(13).
__________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) انظره: (ص/158- 159).
(3) صاحب كتاب: (السّنّة)، وغيره.
مات في ربيع الآخر، سنة: سبع وثمانين ومئتين.
(4) 6/21).
(5) - بفتح الألف، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرهاالرّاء - نسبة إلى عمل الإبر الّتي يُخاط بها.
وهو: أحمد بن عليّ بن مسلم البغداديّ... ثقة، متقن.
مات في شعبان، سنة: تسعين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (4/306) ت/2093، وطبقات الحنابلة (1/52).
(6) 1/265).
(7) - بالفتح، ثمّ التّشديد- أبو الحسن عليّ بن محمَّد بن عيسى الهرويّ... وثّق.
مات سنة: اثنتين وتسعين ومئتين.
انظر: معجم البلدان (2/148)، والسّير (13/454)- إلاّ أنّ النّسبة تصحّفت فيه إلى: الحكانيّ بالحاء المهملة-.
(8) هو: الحكم بن نافع البهرانيّ...
انظر: التّقريب (ص/176) ت/1464.
(9) انظر: (1/259).
(10) أحمد بن عليّ بن سعيد الأمويّ، القاضي... ثقة، مصنِّف.
مات سنة: اثنتين وتسعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (4/304) ت/2088، وتهذيب الكمال (1/407) ت/82.
(11) انظر: مشيخة ابن الحطّاب بانتقاء السِّلفيّ (ص/119).
(12) هو: خلف بن عمرو البغداديّ... ثقة، جليل. مات سنة: ستّ وتسعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (8/331) ت/4423،والسّير(13/577).
(13) 1/83).(4/38)
51/30- وفوائد أبي بكر البرديجيّ(1)... ذكرها أبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان)(2).
52/31- وفوائد يموت بن المُزَرِّع(3) عن شيوخه... من مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسَّس)(4).
53/32- وفوائد عبدان(5)، رواية: عثمان بن حمدان الزّاهد(6) عنه... من مسموعات ابن الحطّاب كما في: (مشيخته)(7)، ومرويّات الحافظ كما في (المجمع المؤسس)(8)، و (المعجم المفهرس)(9)، والرّودانيّ كما في:(الصِّلة)(10)، وذكرها الكتّانيّ في: (الرّسالة المستطرفة)(11).
54/33- وفوائد الحسن بن الطيّب البلخيّ(12) ... ذكرها ابن عديّ في: (الكامل)(13)، وأبي بكر الخطيب في: (التأريخ)(14).
__________
(1) - بفتح الباء الموحدة، وسكون الرّاء- أحمد بن هارون... إمام، ثقة، حافظ.
مات سنة: إحدى وثلاثمائة. انظر: طبقات المحدّثين بأصبهان (2/164)، وتأريخ بغداد (5/194) ت/2661.
(2) انظره: (2/164).
(3) أبو بكر العبديّ، البصريّ- واسمه: محمَّد-... ليس به بأس.
مات سنة: أربع وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (14/358) ت/7685،والسّير(14/247).
(4) انظره: (2/332) رقم/961.
(5) هو: أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقيّ، الشّيرازيّ... حافظ، حُجَّة. مات في آخر سنة: ستّ وثلاثمائة.
انظر: السّير (14/168)، وتذكرة الحُفّاظ (2/688).
(6) لم أقف على ترجمة له.
(7) ص/166).
(8) 1/275) رقم/187.
(9) 139/أ].
(10) ص/334).
(11) ص/96).
(12) أبو عليّ، المعروف بالشّحامي... ضعيف.
مات في جمادى الآخرة، سنة: سبع وثلاثمائة. انظر: الكامل (2/344)، ولسان الميزان (2/215) ت/951.
(13) 2/344).
(14) 7/335).(4/39)
55/34- وفوائد الفوائد لأبي بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، رواية حفيده: محمَّد بن الفضل(1) عنه...من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(2)، ومرويّات أبي موسى المقدسيّ كما في: (ثبته)(3)، وموارد ابن ناصر الدّين في: (منهاج السّلامة)(4)، ومرويّات الحافظ كما في: (ترتيب أسامي مرويّاته)(5)، والرودانيّ كما في: (الصِّلة)(6) له.
56/35- وفوائد الإصبهانيّين له أيضا... من مرويّات أبي موسى المقدسيّ كما في: (ثبته)(7)أيضا.
57/36- وفوائد أبي لبيد السَّرْخَسيّ(8)، رواية: محمَّد بن بشر بن العبّاس(9) عنه... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(10)، ومن مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسَّس)(11)، و (المعجم المفهرس)(12)، والرّودانيّ كما في: (الصّلة)(13).
58/37- وفوائد الكوكبيّ(14)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(15).
__________
(1) انظر ترجمته في: - السّير (16/490).
(2) 1/112).
(3) 138/أ]
(4) ص/59).
(5) 10/ب].
(6) ص/331).
(7) 138/أ].
(8) هو: محمَّد بن إدريس السَّامي- بالسّين المهملة-... إمام، محدّث، صادق.
مات سنة: ثلاث عشرة وثلاثمائة.
انظر: السّير (14/464)، والنّجوم الزّاهرة (3/241).
(9) انظر ترجمته في: - السّير (16/415).
(10) السّيرة النّبويّة- القسم الأوّل- ص/30، 316،- القسم الثّاني- ص/222، 353، عبد الله بن مسعود- عبد الحميد بن بكّار ص/44، 48، عبد الله بن عمران- عبد الله بن قيس ص/62، تراجم النّساء ص/383).
(11) انظره: (2/381) رقم/1019.
(12) 151/ب].
(13) ص/333).
(14) - بفتح الكافين، بينهما الواو السّاكنة، وفي آخرها الباء الموحدة- لعلّه: أبو الطّيّب محمَّد بن القاسم بن محمَّد؛ فإنّه معروف بهذا اللّقب، وهو ثقة.
مات سنة: سبع عشرة وثلاثمائة. - انظر: - الأنساب (5/110).
(15) 1/395).(4/40)
59/38- وفوائد أبي عليّ الباشانيّ(1)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(2).
60/39- وفوائد الزّيادات (أو: الفوائد الزّياديّات) لأبي بكر ابن زياد(3)، رواية: إبراهيم بن عبد الله بن خَرَشيذ(4)... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(5)، ومن مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسًّس)(6)، (المعجم المفهرس)(7)، والرّودانيّ كما في: (الصّلة)(8).
61/40- وفوائد صاحب أبي صخرة(9)... من مرويّات ابن الحطّاب كما في: (مشيخته)(10).
62/41- وفوائد أهل الّريّ لابن أبي حاتم... ذكرها الذّهبيّ في: (السّير)(11).
63/42- والفوائد الكثيرة(12) - أو: الكبير(13)، أو:الكبرى(14) - لابن أبي حاتم- أيضا.
__________
(1) - بفتح الباء الموحدة، والشّين المعجمة بين الألفين، وفي آخرها النّون- نسبة إلى باشان- قرية من قرى هراة- وهو: أحمد بن محمّد بن عليّ الهرويّ... وثّق. مات سنة: إحدى وعشرين وثلاثمائة.
انظر: الأنساب (1/258)، والسّير (14/523).
(2) 1/439).
(3) هو عبد الله بن محمَّد النّيسابوريّ... حافظ، مجوّد، مصنّف. مات سنة: أربع وعشرين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (10/120) ت/5248.
(4) - بفتح أوله، وثانيه- قال الذّهبيّ في: (السّير 17/69): (هكذا وجدتّه مضبوطا، وإنّما على أفواه الطّلبة بالضّمّ، والتّثقيل).
وترجمته في: - السّير - الموضع المتقدّم نفسه-.
(5) 12/634، 14/42، 15/564، 949، 16/59، 681 وغيرها).
(6) انظره: (1/535) رقم/451.
(7) 128/أ ]، وانظر: ترتيب أسامي مرويّاته على حروف المعجم [10/ب].
(8) انظره: (ص/333).
(9) هو: أحمد بن عبد الله النحّاس، البغداديّ... وثّق. مات سنة: خمس وعشرين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (4/229) ت/1936.
(10) انظرها: (ص/266).
(11) 13/265).
(12) كذلك سمّاها الذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام- حوادث:321-330 ه- ص/207).
(13) كما في: السّير للذّهبيّ (13/265)، وفوات الوفيّات (2/288).
(14) كما في: إيضاح المكنون (2/209).(4/41)
64/43- وفوائد الرَّازيّين له أيضا... ذكرها أبو يعلى في: (الإرشاد)(1)، والذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام)(2)، والكتبيّ في: (فوات الوفيّات)(3).
65/44- وفوائد أبي الدَّحداح(4)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(5)، والعراقيّ في: (المغنيّ)(6).
66/45- وفوائد يعقوب الجصاص(7)... من موارد الحافظ في: (الفتح)(8)، و (الإصابة)(9).
67/46- وفوائد أبي محمَّد الجوهريّ(10)، رواية: أبي عمر بن مهديّ(11) عنه... من مسموعات أبي موسى المقدسي كما في: (ثبته)(12)، ومن موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(13).
68/47- وفوائد أبي رَوْق الهِزَّانيّ(14)
__________
(1) ص/289).
(2) حوادث (321- 330ه) ص/207.
(3) 2/288).
(4) هو: أحمد بن محمَّد بن إسماعيل التّميميّ، الدمشقيّ... إمام، ثقة.
مات سنة: ثمان وعشرين وثلاثمائة. انظر: السّير (15/268).
(5) 3/597).
(6) انظره: (1/673) رقم/2490.
(7) ابن عبد الرّحمن بن أحمد، أبو يوسف، البغداديّ... في حديثه وهم كثير.
مات سنة: إحدى وثلاثين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (14/294) ت/7598، ولسان الميزان (6/308) ت/1106.
(8) 2/416).
(9) 2/496).
(10) هو: عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصريّ... ثقة.
ترجم له الخطيب في: (تأريخه 9/388 ت/4976) وقال: (مات سنة: اثنتين وثلاثين وثلاثمائة).
(11) هو: عبد الواحد بن محمَّد... تقدّمت ترجمته، انظر ص/54.
(12) 152/ب].
(13) 10/662).
(14) - بكسر الهاء، والزّاي المشدّدة المفتوحة، بعدهما الألف، وفي آخرها النّون- أحمد بن محمَّد بن بكر البصريّ... ثقة. مات بعد سنة: اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
انظر: الأنساب (5/640)،ولسان الميزان (1/256) ت/802.(4/42)
، رواية: أحمد بن محمَّد بن الجُنديّ(1) عنه... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(2)، ومرويّات الحافظ كما في: (المعجم المفهرس)(3)، و(ترتيب أسامي مرويّاته)(4)، والرّودانيّ كما في: (الصِّلة)(5).
69/48- وفوائد الصوليّ(6)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(7).
70/49- وفوائد حاجب الطُّوسيّ(8)، رواية: أبي بكر أحمد بن الحسن الجيريّ(9) عنه... من مرويّات الحافظ في: (المجمع المؤسّس)(10)، و (المعجم المفهرس)(11)، ومن موارده في: (الإصابة)(12)، ومن مرويّات الرّودانيّ أيضا كما في: (الصّلة)(13).
71/50- وفوائد أبي إسحاق بن أبي ثابت(14)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(15).
__________
(1) انظر ترجمته في:- تأريخ بغداد (5/77) ت/2464.
(2) ترجمة عثمان بن عفّان- رضي الله عنه- (ص/496).
(3) 126/أ ].
(4) 10/ب].
(5) انظره: (ص/329).
(6) - بضمّ الصّاد المهملة، وفي آخرها الّلام- أبو بكر محمَّد بن يحيى البغداديّ...
قال الخطيب في: (تأريخه 3/427): (كان أحد العلماء... واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب... مقبول القول). مات سنة: خمس وثلاثين وثلاثمائة.
وانظر: الأنساب (3/567)، وإنباه الرّواة للقفطيّ (3/233)، ولسان الميزان (5/427) ت/1398.
(7) 4/87).
(8) ابن محمَّد النّيسابوريّ... وثّقه ابن منده، واتّهمه الحاكم فقال: (لم يسمع شيئا، وهذه كُتُب عمّه). مات سنة: ستّ وثلاثين وثلاثمائة. انظر: الأنساب (4/81)، والسّير (15/336337)، ولسان الميزان (2/146) ت/651.
(9) وفي المعجم المفهرس: (الحربيّ)،لم أقف على ترجمة له.
(10) انظره: (1/128) رقم/36، (2/379، 406، 536).
(11) 111/ب]، وانظر: ترتيب أسامي مرويّاته [10/ب].
(12) 3/436).
(13) ص/329).
(14) إبراهيم بن محمّد بن أحمد العراقيّ السّامريّ... ثقة، نبيل،كثير الفضائل.
مات في ربيع الآخر، سنة: ثمان وثلاثين وثلاثمائة، عن نيّف وتسعين عاماً.
انظر: - تأريخ بغداد (6/165) ت/3213، والسّير (15/460).
(15) 3/598).(4/43)
253/72/51- وفوائد قاسم بن أصبغ(1)، رواية: أبي طاهر السِّلفيّ(2) عنه، كما في: (معجم السَّفر)(3).
73/52- وفوائد محمّد بن أيّوب بن الصّموت(4)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(5).
74/53- وفوائد أبي بكر النّيسابوريّ(6) ... ذكرها أبو يعلى في: (الإرشاد)(7)، وأثنى عليها، فقال: (.. وكتبت في الرّيّ فوائده... فبيّن علمه، وحفظه في فوائده، كانت تُستفاد كلّها).
75/54- وفوائد ابن نجيح الحافظ(8) ... من موارد الحافظ في: (الفتح)(9)، وَ (الإصابة)(10)، وَ (تغليق التّعليق)(11)، و(النّكت الظِّراف)(12).
76/55- وفوائد الطَّستيّ(13) ... من مصادر الزّبيديّ في: (إتحاف السّادة المتّقين)(14).
77/56- وفوائد أبي جعفر السِّمْسَار(15)
__________
(1) أبو الأصبغ الأندلسيّ... حافظ، متقن، جليل، مصنّف.
مات سنة: أربعين وثلاثمائة.
انظر: السّير (15/472).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/119.
(3) ص/141) رقم/431.
(4) المِصريّ، الرّقيّ... ضعيف، مات سنة: إحدى وأربعين وثلاثمائة.
انظر: السّير (15/441)، والمغني للذّهبيّ (ص/558) ت/5320.
(5) 3/226).
(6) محمَّد بن داود بن سليمان الزّاهد... ثقة، فاضل.
مات سنة: اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/265) ت/2757، والسّير (15/420).
(7) ص/327).
(8) أبو بكر محمَّد بن العبّاس البغداديّ، البزّار. مات سنة: خمس وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (3/118) ت/1135، والسّير (15/513).
(9) 3/445، 10/137، 8/17).
(10) 4/153).
(11) انظر: (1/257).
(12) 1/419).
(13) أبو الحسين عبد الصّمد بن عليّ بن محمَّد البغداديّ، الوكيل...ثقة، مسند.
مات في شعبان، سنة: ستّ وأربعين وثلاثمائة.
انظر: الأنساب (4/66)، والمنتظم (16/111) ت/2573 - إلاّ أنّ النّسبة تصحّفت فيه إلى: الطّشتيّ- بالشّين المعجمة-.
(14) 1/69).
(15) أحمد بن جعفر... إمام، محدّث، شيخ صدق.
مات في رمضان، سنة: ستّ وأربعين وثلاثمائة.
انظر: ذكر أخبار أصبهان (1/186) ت/212،والسّير(15/519).(4/44)
، رواية: أبي بكر محمَّد بن عليّ الزّاهد(1) عنه... من مرويّات الحافظ كما في: (المعجم المفهرس)(2)، و(ترتيب أسامي مرويّاته)(3)، والرّودانيّ كما في: (الصِّلة)(4).
78/57- وفوائد أبي عليّ أحمد بن الفضل بن خزيمة(5)، رواية: عبد الملك بن بشران(6) عنه... من مرويّات الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(7)، ومن موارده في: (الفتح)(8)، و(تغليق التّعليق)(9)، ومن مرويّات الرّودانيّ أيضا كما في: (الصّلة)(10).
والكتاب مؤلّف من عدّة أجزاء، وقع للذّهبيّ الثّالث منها (كما في: السّير)(11).
79/58- والفوائد له أيضاً من رواية: أبي عليّ بن شاذان(12) عنه... من مرويّات الحافظ كما في: (المعجم المفهرس)(13) .
80/59- وفوائد أبي الحسين الرّازيّ(14)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(15).
81/60- وفوائد العَقَبيِّ(16) ... ذكرها إسماعيل باشا في: (كشف الظّنون(17).
__________
(1) لعلّه: ابن مردويه؛ فإنّه من الرّواة عنه.
(2) 132/أ].
(3) 10/ب].
(4) انظر: (ص/327).
(5) البغداديّ... ثقة، محدّث، فاضل.
مات في صفر، سنة: سبع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (4/347) ت/2184،والسّير (15/515).
(6) انظر ترجمته في: - السّير (17/450).
(7) انظر: (1/225) رقم/129، 2/380 ،
وانظر: ترتيب أسامي مرويّاته [10/ب].
(8) 3/405).
(9) انظر: (1/258).
(10) انظر: (ص/327).
(11) انظر: (15/515- 516).
(12) تقدمت ترجمته... انظر: ص/198.
(13) 119/ب].
(14) محمّد بن عبدالله بن جعفر- والد تمّام صاحب الفوائد المشهورة-... ثقة، نبيل، مات سنة: سبع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: ذيل تأريخ مولد العلماء (ص/81) ت/17، والسّير(16/17).
(15) 3/618).
(16) - بفتح العين المهلة، والقاف، وفي آخرها الباء الموحدة- أبو أحمد حمزة ابن محمَّد الدّهقان... مُوثّق. مات سنة: سبع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (8/183) ت/4306، والأنساب (4/213)، والسّير (15/516).
(17) 2/1294).(4/45)
82/61- وفوائد أبي الميمون بن راشد(1) ... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(2).
83/62- وفوائد عبد الله بن إسحاق الخراسانيّ(3) ... من مرويّات الحافظ كما في: (ترتيب أسامي مرويّاته)(4)، ومن موارده في: (الفتح)(5)، ومرويّات الرّوداني كما في: (الصِّلة)(6).
84/63- وفوائد أبي الحسين الأدميّ(7)... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(8).
85/64- وفوائد دَعْلَج(9) ... من موارد الحافظ في: (الإصابة)(10).
86/65- وفوائد الأخبار لأبي بكر الإسكاف(11) ... من موارد الحافظ في: (الفتح)(12).
87/66- وفوائد أبي زرعة(13)
__________
(1) هو: عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر الدمشقيّ... ثقة مأمون.مات سنة: سبع وأربعين وثلاثمائةأيضا. انظر: السّير (15/533).
(2) 1/74).
(3) أبو محمَّد البغويّ، ثمّ البغداديّ... فيه لين. مات سنة: تسع وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (9/414) ت/5026، ولسان الميزان (3/258) ت/1113.
(4) 10/ب].
(5) 4/72، 7/392).
(6) انظر: (ص/328).
(7) - بفتح الألف، والدّال المهملة، وفي آخرها الميم- العَطشَيّ- بفتح العين، والطّاء، المهملتين، وفي آخرها الشّين المعجمة- البغداديّ... ثقة.
مات سنة: تسع وأربعين وثلاثمائة.
انظر: تاريخ بغداد (4/299) ت/2073، والأنساب (4/209)، وتأريخ دمشق (2/3).
(8) 4/289).
(9) ابن أحمد بن دعلج السّجستانيّ، ثمّ البغداديّّ... إمام، ثقة، حُجَّة.
مات سنة: إحدى وخمسين وثلاثمائة. انظر: معجم الشّيوخ لابن جُميع (ص/274) ت/234، وطبقات الشّافعيّة الكبرى للسّبكيّ (3/291).
(10) 4/473).
(11) محمَّد بن محمَّد بن أحمد البغداديّ... ثقة. مات في ذي القعدة من سنة: اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (3/219) ت/1276، والأنساب (1/149).
(12) 7/171).
(13) الدّمشقيّ الصّغير، الإمام، المحدّث: محمَّد بن عبد الله النّصريّ- ابن أخي الحافظ أبي زرعة الدّمشقيّ الكبير-. مات قبل سنة: ستّين وثلاثمائة.
انظر: السّير (17/50)، وتذكرة الحفّاظ (3/1001).(4/46)
، وأبي بكر(1) ابني: أبي دجانة، رواية: تمّام الرّازيّ(2) عنهما، وتخريج: عبد الله بن منده(3) لهما... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(4)، ومرويّات الحافظ ابن حجر كما في: (المعجم المفهرس)(5)، والرّوداني كما في: (الصّلة)(6).
88/67- وفوائد أبي بكر بن الهيثم(7)، رواية: أبي نعيم الأصبهانيّ عنه، وانتقاء: عمر البصريّ(8) له أيضا...
من مرويّات الحافظ كما في: (ترتيب أسامي مرويّاته)(9)، ومن موارده في: (الفتح)(10)، و (الإصابة)(11)، وابن قطلوبغا في: (من روى عن أبيه عن جدّه)(12)، ومن مرويّات الإشبيليّ كما في: (فهرسه)(13).
89/68- وفوائد عمر بن عليّ العتكيّ(14)... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(15)، وذكرها الذّهبيّ في: (السِّير)(16).
__________
(1) أحمد بن عبد الله الشّاهد... مات سنة: ستّ وخمسين وثلاثمائة.
انظر: مختصر تأريخ دمشق لابن منظور (3/135).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/226.
(3) هكذا في المطبوع، ولعلّه أبو عبد الله بن منده، صاحب التّصانيف؛ فإنه من طبقتهما (انظر ترجمته في: السّير 17/28).
(4) السّيرة النّبويّة- القسم الأوّل- ص/223)، (عاصم- عائذ ص/27).
(5) 122أ- ب].
(6) انظر: (ص/333- 334).
(7) محمَّد بن جعفر الأنباري، البغداديّ... شيخ مُعمَّر، صحيح السّماع.
مات سنة: ستّين وثلاثمائةأيضا. انظر: تأريخ بغداد (2/150) ت/571، والمنتظم(14/208) ت/2697، والسّير (16/63).
(8) كما في: السّير (16/63).
(9) 10/ب].
(10) 1/154)، وذكر مشهور بن حسن أن الحافظ أفاد منه في (8/175)...
انظر: معجم المصنّفات الواردة في فتح الباري (ص/312) رقم/953.
(11) 2/64).
(12) انظر: (ص/352).
(13) ص/326).
(14) - بفتح العين المهملة،والتّاء المنقوطة باثنتين من فوق، وكسر الكاف- أبو حفص الأنطاكيّ... مات سنة: ستّين وثلاثمائة.
انظر: العبر (2/110)، والشّذرات (3/38).
(15) 7/577، 12/599، 14/251، 16/411).
(16) 14/527).(4/47)
90/69- وفوائد أبي بحر البَرْبَهَاريّ(1)، انتخاب: الدّارقطنيّ(2) له... من موارد ابن عساكر في: (تأريخ دمشق)(3)، ومن مرويّات الحافظ، كما في: (المجمع المؤسّس)(4) ومن مصادره في: (تغليق التّعليق)(5)، ومن مرويّات الرّودانيّ كما في: (الصِّلة)(6).
91/70- وفوائد ابن حَيَّويه المِصْريّ(7) عن شيوخه، رواية: أبي الحسن بن الطّفّال النّيسابوريّ(8) عنه... سمع ابن الحطّاب (كما في: مشيخته)(9) الأوّل، والتّاسع منها على ابن الطّفّال.
__________
(1) محمَّد بن الحسن بن كوثر البغداديّ... فيه نظر. مات سنة: اثنتين وستّين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (2/209) ت/642، والسير (16/141).
(2) في جزأين (كما في: تأريخ بغداد 2/209)، وكان يقول - أي: الدّارقطنيّ-: (اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حَسْب).
(3) 10/27)، (16/48) تحقيق: العمرويّ.
(4) 1/341) رقم/267، وانظر: ترتيب أسامي مرويّاته [10/ب].
(5) انظر: (1/259).
(6) انظر: (ص/326).
(7) أبو الحسن محمَّد بن عبد الله... ثقة، نبيل.
مات سنة: ستّ وستّين وثلاثمائة. انظر: السّير (16/160).
(8) انظر ترجمته في: - مشيخة ابن الحطّاب (ص/135).
(9) ص/136).(4/48)
33- كالفوائد العوالي والأحاديث الغرائب لابن خيرون ، رواية: محمَّد بن عبد الباقي بن سلمان عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
3) ما لم تخرّج أحاديثها:
34- كالفوائد المنتقاة العوالي الحسان والغرائب من حديث أبي سهل القطّان عن شيوخه، رواية: أبي القاسم بن بشران عنه، وانتقاء: الدّارقطنيّ.
ومادّته من الأحاديث، والآثار .
35- والفوائد المنتقاة الغرائب الحسان عن الشّيوخ العوالي لأبي بكر الصّيرفيّ عن شيوخه، رواية: أبي محمَّد الجوهريّ عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
36- والفوائد المنتقاة الغرائب الحسان العوالي لأبي الحسين بن المظفّر، الحافظ ، رواية: أبي القاسم الخفّاف عنه.
ومادّته أحاديث، وآثار، ولم يُراع في ترتيب الشّيوخ تسلسل الحروف .
37- والفوائد المنتقاة الغرائب الحسان عن الشّيوخ العوالي لأبي الحسن الحربيّ ، رواية: أبي الحسين بن النّقّور عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار .
38- والفوائد المنتقاة الغرائب الحسان عن الشّيوخ العوالي لأبي طاهر المخلِّص ، برواية: أبي الحسين بن النّقّور عنه، وانتقاء: أبي الفتح ابن أبي الفوارس .
ومادّته من الأحاديث فقط .
39- والفوائد له أيضا من رواية: أبي القاسم الأنماطيّ عنه، وانتقاء: أبي بكر بن البقّال .
ومادّته من الأحاديث، والآثار .
40- والفوائد له أيضا من رواية: أبي القاسم البسريّ ، وانتقاء: ابن أبي الفوارس .
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
41- والفوائد المنتقاة الغرائب الحسان عن الشّيوخ العوالي لأبي الفضل بن المأمون عن شيوخه، رواية: أبي بكر بن محمويه عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط .
42- والفوائد المنتقاة العوالي الحسان والغرائب لأبي عليّ بن شاذان ، رواية: الحسن بن محمَّد عنه، وانتخاب: أبي القاسم الأزجيّ .
ومادّته من الأحاديث، والآثار .
ج- غرائب عن ثقات:(5/1)
43- كالفوائد المنتقاة الأفراد عن الشّيوخ الثّقات لأبي الحسن الحلبيّ ، رواية: أبي الحسين الأزديّ عنه، وتخريج: خلف بن محمَّد الواسطيّ له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، وأحاديثه غير مخرّجة .
د- غرائب أهل بلد خاص:
44- كالفوائد المنتقاة الغرائب الحسان عن الشّيوخ الكوفيّين، تخريج الشّيخ أبي الغنائم النّرسيّ من حديثه، رواية: أبي طاهر السّلفيّ عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
القسم الرّابع: الفَوائد من الأحَاديث الحسَان دون تَقييد بكونهَا من الصّحَاح، أو الغرائب، أونحوهمَا .. . وتنقسم إلى نوعين أيضا:
الأوّل: حِسَان مطلقة:
45- كالفوائد الحسان من حديث أبي حامد محمَّد بن هارون بن عبد الله الحضرميّ ، رواية: أبي طاهر المخلّص عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
46- والفوائد الحسان ومقتل عثمان رضي الله عنه لابن كامل ، رواية: أبي عليّ البزّاز عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار .
47- والفوائد المنتقاة الحسان لابن معروف ، من رواية: أبي محمَّد الجوهريّ عنه، وانتقاء: الدّارقطنيّ.
ومادّته من الأحاديث، والآثار أيضا .
48- والفوائد الحسان لأبي طاهر السِّلفيّ ، انتقاء: أبي محمَّد الرُّهاويّ .
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
الثّاني: حسان مقيّدة... وهذا النّوع على ثلاثة أضرب:
أ- حسان عوالي عن ثقات:
49- كالفوائد العوالي الحسان المنتقاة عن الشّيوخ الثّقات للنّجّاد ، من رواية: أبي القاسم الحُرْفيّ عنه.
ومادّته من الأحاديث فقط .
ب- حسان عوالي... وهذا على قسمين:
أوّلهما: ما رتّب على الشّيوخ... وهذا على نوعين:
1) ما خُرِّج الكثير من أحاديثها:
50- كفوائد الإخوان من الأحاديث الموافقات والأبدال والعوالي الحسان لأبي الفرج المقدسيّ ، رواية: عماد الدّين المقدسيّ عنه، وتخريج: عليّ بن بلبان .
2) ما لم تخرّج أحاديثها:(5/2)
51- كالفوائد المنتقاة الحسان العوالي لأبي عمرو السّمرقنديّ عن شيوخه، رواية: أبي طاهر الأنباريّ عنه.
ومادّتهما من الأحاديث، والآثار، ولم يراع في ترتيب الشّيوخ فيهما تسلسل الحروف.
2) ما لم يرتّب على ترتيب معيّن:
52- كالفوائد المنتقاة الحسان العوالي للمخلّص ، من رواية: أبي جعفر بن المُسْلمة عنه، وانتقاء: ابن أبي الفوارس .
53- والفوائد له أيضا من رواية: أبي الحسن جابر بن ياسين عنه، وانتقاء: ابن أبي الفوارس أيضا.
ومادتهما من الأحاديث، والآثار .
54- والفوائد العوالي المخرّجة من حديث نجم الدّين الدّمشقيّ ، رواية: أبي عثمان الأندلسيّ الحميريّ عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار .
ج- حسان عن ثقات:
55- كالفوائد الحسان عن الشّيوخ الثقات لأبي بكر بن النّقّور ، رواية: أبي عبد الله الإرْبِلِيّ عنه، والكلام على أحاديثها لأبي محمَّد بن الأخضر .
ومادّته من الأحاديث، والآثار، ومرتّب على الشّيوخ، ولم يُرَاع في ترتيبهم تسلسل الحروف .
القسم الخَامس: الفَوائد من الأحَاديث العَوالي...
وتنقسم إلى نوعين أيضا:
الأوّل: عوالي مطلقة... وتنقسم إلى أربعة أضرب:
أ- ما خرّج أحاديثها:
56- نهر الخاطر، ونزهة الخاطر من الفوائد المنتقاة الأحاديث العوالي، الموافقات، والأبدال التّساعيّات، والمصافحات لابن الصّيرفيّ .
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
ب- ما خرّج الكثير من أحاديثها... وهذا على قسمين:
أوّلهما: ما رتّب على الشّيوخ:
57- كالفوائد العوالي المخرّجة من مسموعات الشّيخ أبي الحسن الوانيّ ، تخريج: أبي الحسن الدّمياطيّ له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
والثّاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن:
58- كالفوائد والأحاديث العوالي المنتقاة من سماعات ابن الشّحنة ، تخريج: أبي زرعة بن عبد الرّحيم العراقيّ له، ورواية: أبي العبّاس بن السّمسار عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار أيضا .(5/3)
ج- ما خُرِّج القليل من أحاديثها... وهذا على قسمين:
أوّلهما: ما رتّب على الشّيوخ:
59- كالفوائد العوالي المنتقاة من أصول سماعات أبي صالح أحمد ابن بهرام الحرميّ، الهمذانيّ .
ومادّته من الأحاديث فقط، ولم يراع في ترتيب الشّيوخ تسلسل الحروف .
والثّاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن:
60- كالفوائد العوالي المنتقاة لأبي عبد الله الرّئيس الثّقفيّ ، رواية: أبي طاهر السّلفيّ عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار .
61- والفوائد العوالي المنتقاة عن مشايخ الشيخ شرف الدين محمَّد بن عبد الرّحيم بن عبّاس القرشيّ، المعروف بابن النّشو ، انتقاء: عبد الرّحمن بن محمَّد بن عبد الرّحمن البعلي، الحنبليّ .
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(1).
د- ما لم تخرّج أحاديثها:
62- كالفوائد المنتقاة العوالي من أمالي الشّيخ أبي القاسم بن الجرّاح(2)، رواية: أبي الحسين بن النّقّور(3) عنه.
__________
(1) يوجد منه بعض الثّاني بالظّاهريّة والثّالث بالجامعة الإسلاميّة: 566 (39ب- 45أ)، (4574 ف) مصوّر عن الظّاهريّة في: ستّ لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ستّة عشر سطرًا تقريبا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: حسن بن عليّ الأسعرديّ، سنة: سبع عشرة وسبعمائة.
والنّسخة قيّمة، كتبت في عصر المؤلّف، وعليها آثار تآكل في أسفلها، وحدث خلط بين بعض لوحاتها، ولا أثر لهذه النّسخة في فهرس مكتبة الأسد.
(2) هو: عيسى بن عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح البغداديّ... ثبْت السّماع، صحيح الكتاب، كان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة، ولم يصحّ عنه. مات سنة: إحدى وتسعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (11/179) ت/5891، والميزان (4/238) ت/6588.
(3) هو: أحمد بن محمّد، تقدّمت الإشارة إلى ترجمته... انظر ص/187.(5/4)
ومادّته من الأحاديث، والآثار(1).
63- والفوائد المنتقاة عن الشّيوخ العوالي لإبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم الجلاّب(2)، رواية: أبي الحسن الجمّال(3) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(4).
الثّاني: عوالي مقيّدة... وهذا النّوع على ثلاثة أضرُب:
أ- ما رتّب على الأطراف:
64- كالفوائد العوالي المنتقاة من حديث إمام دار الهجرة مالك بن أنس لأبي اليُمن الكِنديّ(5)، رواية: أبي بكر بن نقطة عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار. ولم يراع في ترتيبه تسلسل الحروف(6).
ب- مارتّب على الشّيوخ:
__________
(1) يوجد منه المجالس: السّابع، والثّامن، والتّاسع من الجزء الثّاني بمكتبة الأسد: 1178 (10- 19)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 5052 (10ب- 19ب) في: تسع لوحات، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ. وهي نسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(2) لم أقف على ترجمة له.
(3) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(4) يوجد الجزء الثّاني من الكتاب بجامعة الإمام (3452 ف) مصوّر عن تشستربيتي، في: تسع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها أحد وعشرون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمَّد بن أحمد بن العبّاس، سنة: أربع وتسعين وخمسمائة. وهي نسخة معارضة، وعليها سماعات، وفي آخرها لوحتان لعلّهما من بعض أجزاء الكتاب الأخرى والله أعلم.
(5) هو شيخ الحديث، والقراءات، والعربيّة: تاج الدّين زيد بن الحسن البغداديّ... مسند الشّأم في وقته. مات سنة: ثلاث عشرة وستّمائة. انظر: التّقييد (ص/275) ت/341، والسّير (22/34).
(6) توجد نسخة تامّة منه بمكتبة الأسد: 3767 (89- 101) في ثلاث عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه إسماعيل بن عبد الله، سنة: ثلاث عشرة وستّمائة. وهي نسخة نفيسة، مقابلة، وعليها سماعات، وقراءات.(5/5)
فهرس الموضوعات:
مقدمة معالي مدير الجامعة.
شكر وتقدير.
مقدمة التحقيق.
- أهمية هذا الموضوع.
- موقف السلف من علم النسخ.
- موقف المتأخرين من علم النسخ.
- المؤلفون في علم النسخ قديماً وحديثاً.
- الكتب المطبوعة.
- الكتب المخطوطة.
- سبب اختيار الموضوع.
ترجمة الإمام ابن الجوزي:
- مولده.
- نشأته.
- حبه للعزلة.
- رده على المتزهدين والمتصوفين.
- مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
- مدرسة ابن الجوزي.
- منزلته في الوعظ.
- شجاعته في إظهار الحق.
- محنته في سبيل الحق.
- ما أخذ عليه.
- وفاته.
- شيوخه.
- تلاميذه.
مؤلفاته:
- الكتب التي ألفها ابن الجوزي في علم التفسير.
- نسبة الكتاب إلى ابن الجوزي.
- وصف النسخ المخطوطة.
- النسخة الهندية.
- النسخة المدنية.
مختصر هذا الكتاب:
- الأصل في التحقيق ورمز النسختين.
- منهج المؤلف وأسلوبه.
- شدته في الرد على خصمه.
- ما التزمه المؤلف في مقدمة الكتاب.
- ما استخدم من الرموز.
- عملي في التحقيق.
- الرموز والمصطلحات المستعملة في التحقيق.
مقدمة المؤلف:
- فصل في سبب تأليف الكتاب.
- فصل في نموذج المنهج في الكتاب.
- فصل في السبب المباشر لتأليف الكتاب.
الباب الأوّل:في بيان جواز النسخ والفرق بينه وبين البداء:
- موقف اليهود من النسخ.
- فصل في بيان الأدلة على جواز النسخ عقلاً.
- فصل في بيان الدليل على جواز النسخ شرعاً.
- فصل فيمن قال: (لا يجوز النسخ إلا على وجه العقوبة).
- فصل فيمن ادعى (أن شريعة موسى لا تنسخ).
فصل فيمن قال: إن عيسى ومحمّداً عليهما السلام كانا نبيين ولكنهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل.
- فصل في الفرق بين النسخ والبداء.
الباب الثاني: في إثبات أن في القرآن منسوخاً.
- إجماع العلماء على وقوع النسخ.
- الاستدلال بآية (ما ننسخ من آية أو ننسها).
- الاستدلال بآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت).
- الاستدلال بآية (منه آيات محكمات).
الباب الثالث: في بيان حقيقة النسخ.(6/1)
- تعريف النسخ.
- كلام الشيخ علي بن عبيد الله في وجوه الخطاب في التكليف.
- فصل في الأخبار.
- كلام ابن عقيل في أن الأخبار لا يدخل فيها النسخ.
- فصل: هل المستثنى ناسخ لما استثني منه.
-الباب الرابع في شروط النسخ.
- الشرط الأوّل.
- الشرط الثاني.
- الشرط الثالث.
- الشرط الرابع.
- الشرط الخامس.
-الباب الخامس في ذكر ما اختلف فيه هل هو شرط في النسخ أم لا؟
- جواز نسخ القرآن بالقرآن والسنة بالسنة.
- هل ينسخ القرآن بالسنة المتواترة.
- أقوال العلماء في ذلك.
- هل ينسخ القرآن بخبر الواحد.
- من جوز ذلك وأدلتهم.
- فصل: هل يجوز نسخ ما ثبت بدليل الخطاب؟
- فصل: هل يجوز نسخ الحكم قبل العمل به؟
- أدلة المجوزين لذلك.
- أدلة المانعين.
- الباب السادس في بيان فضيلة علم الناسخ والمنسوخ والأمر بتعليمه.
- ما ورد في ذلك عن السلف.
-الباب السابع في أقسام النسخ.
- القسم الأول ما نسخ رسمه وحكمه.
الأدلة على ذلك.
- القسم الثاني ما نسخ رسمه واختلف في بقاء حكمه.
ما ورد في ذلك من الأدلة.
- القسم الثالث ما نسخ حكمه وبقي رسمه.
الباب الثامن في بيان السور التي تضمنت الناسخ والمنسوخ أو أحدهما أو خلت عنهما.
خاتمة التحقيق.
جدول الآيات المنسوخة والناسخة.(6/2)
فهرس المراجع
(أ)
1- إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر، للشوكاني (محمد بن علي بن محمد)، من أئمة الزيدية المجتهدين، المتوفى سنة1200هـ، المطبوع بحيدرأباد، دكن، الهند، بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية،1328هـ.
2- الإتقان في علوم القرآن، لجلال الدين السيوطي (عبد الرحمن بن أبي بكر) المتوفى سنة 911هـ، من توزيع دار الفكر ببيروت، لبنان، ولم يؤرخ، يقع في جزئين.
3- أحكام القرآن، للإمام الشافعي المتوفى سنة 204هـ، طبع بدار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1395هـ/1975م.
4- أحكام القرآن، لأحمد بن علي الجصاص الحنفي المتوفى سنة 370هـ، طبع بمطبعة الأوقاف الإسلامية، بيروت، لبنان سنة 1335هـ، في ثلاثة أجزاء.
5– أحكام القرآن لابن العربي (محمّد بن عبد الله القرطبي المتوفى سنة 543هـ)، طبع بمطبعة عيسى البابي حلبي سنة 1387هـ/1967.
6- الإحكام في أصول الأحكام، لابن حزم الأندلسي الظاهري المتوفى سنة 456هـ، طبع بمطبعة الإمام في (8) أجزاء ولم يؤرخ.
7– الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (علي بن أبي علي بن محمّد الشافعي المتوفى سنة 631هـ)، في أربعة أجزاء، مع تعليق عبد الرزاق عفيفي طبع بتاريخ: 7/8/1387هـ، مؤسسة النور.
8– إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، للشوكاني، مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1356هـ/1937م.
9– الأريب في تفسير الغريب، للعلامة ابن الجوزي، وهو مخطوط مصور من الهند، يوجد منه نسختان بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وقد تم تحقيقه فيها في جمادى الثاني من سنة 1400هـ.
10– أسباب النزول، للواحدي (علي بن أحمد النيسابوري)، المتوفى سنة 468هـ، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت لبنان،1395هـ/1975م.
11– الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر، المتوفى سنة 463هـ، المطبوع على هامش الإصابة، بمصر سنة 1328هـ، الطبعة الأولى.(7/1)
12- أسد الغابة في معرفة الصحابة، لعز الدين أبي الحسن المعروف بابن الأثير المتوفى سنة 630هـ طبع بالمطبعة الإسلامية، بالأوفست، سنة1966م، في خمسة أجزاء.
13- الأسماء والكنى، للحاكم النيسابوري (محمد بن عبد الله بن حمدويه، المتوفى سنة 405هـ)، نسخة مصورة مخطوطة بمكتبة بالدراسات العليا، بالجامعة الإسلامية.
14- الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ بن حجر العسقلاني، المتوفى سنة 852هـ، المطبوع بمصر، في أربعة أجزاء سنة 1328هـ.
15- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، للعلامة محمد بن موسى بن حازم الهمذاني،المتوفى سنة584هـ.طبع بحمص، بمطبعة الأندلس 1386هـ/ 1966م.
16– اعتقاد أهل السنة والجماعة، للشيخ عدي بن مسافر، المتوفى سنة 557هـ، طبع بمصر، ولم يؤرخ.
17– أعلام العالم بعد رسوخه في حقائق ناسخ الحديث ومنسوخه، للعلامة ابن الجوزي، حقق وطبع بجامعة الملك بجدة سنة 1399هـ.
18– الأعلام، لخير الدين الزركلي، طبع على آلة الأوفست سنة 1389هـ في بيروت، في عشرة أجزاء.
19– أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، لعمر رضا كحالة، طبع سنة 1397هـ1977م، مؤسسة الرسالة.
20– أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد، لسعيد الخوري اللبناني، طبع بمطبعة مرسلي اليسوعية ببيروت سنة 1889م.
21- الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتعدد السماع، للقاضي عياض بن موسى المتوفى سنة 544هـ، تحقيق أحمد صقر، الناشر دار التراث بالقاهرة، سنة 1379هـ/1978م.
22– الأم، للإمام محمد بن إدريس الشافعي، المطبوع بالهند على سبعة أجزاء، بمطبعة أبناء مولوي (بومباي) ولم يؤرخ.
23- إنباه الرواة على أنباه النحاة، للشيخ جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف،بتحقيق محمد أبي الفضل، طبع بمطبعة دار الكتب المصرية 1369هـ/ 1950م.(7/2)
24– الإيجاز في الناسخ والمنسوخ، المخطوط، لمحمد بن بركات بن هلال، المتوفى سنة 525هـ، صورت نسخة من دار الكتب المصرية، لنفسي، وهو يقع في الدار تحت رقم 1085 تفسير.
25- الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، لمكي بن أبي طالب، المتوفى سنة 437هـ، طبع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1396هـ/1976م، بتحقيق الأستاذ بالجامعة الدكتور أحمد حسن فرحات.
(ب)
26- البداية والنهاية، لابن كثير (أبو الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى سنة 774هـ). في 14 جزء، مطبعة السعادة، الطبعة الأولى، سنة 1351هـ/1932م.
27- البرهان في علوم القرآن، للزركشي (محمد بن بهادر بن عبد الله المتوفى سنة 794هـ)، بتحقيق محمّد أبي الفضل. في أربعة أجزاء، بمطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر، الطبعة الأولى 1376هـ/1957م.
(ت)
28- تاج التراجم في طبقات الحنفية، لشيخ أبي العدل زين الدين المتوفى 879هـ، المطبوع ببغداد سنة 1962م، بمطبعة العاني.
29– تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد مرتضى الزبيدي في عشرة أجزاء طبع بمطبعة الخيرية بمصر سنة 1306هـ.
30– تأريخ ابن الوردي (عمر بن مطفر بن عمر المتوفى سنة 749هـ)، اسم الكتاب تتمة المختصر في أخبار البشر مطبوع بمصر في مجلدين سنة 1375هـ.
31– تأريخ الإسلام وطبقات المشاهير الأعلام، للحافظ الذهبي (الحافظ شمس الدين محمّد بن أحمد الدمشقي المتوفى سنة 748هـ)، يقع على خمسة أجزاء من منشورات مكتبة ((القيسي)) القاهرة، بدون تأريخ.
32- تأريخ الأمم والملوك، لابن جرير الطبري (محمد بن جرير المتوفى سنة 310هـ) في عشرة أجزاء، مطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1358هـ.
33– تأريخ بغداد، للخطيب البغدادي (أبو بكر أحمد به عاب المتوفى سنة 463هـ)، طبع بمطبعة السعادة بمصر في أربعة عشر مجلداً سنة 1349هـ.(7/3)
34– تأريخ التراث الإسلامي، لفؤاد سزكين، نقله إلى العربية الدكتور فهمي أبو الفضل، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، سنة 1971م، طبع منه جزءان.
35- التأريخ الصغير، للإمام البخاري (الإمام محمد بن إسماعيل المتوفى سنة 256هـ)، طبع بالهند سنة 1325هـ.
36- التأريخ الكبير، للإمام البخاري، انتهى طبع الجزء الرابع من القسم الثامن سنة 1361هـ، وهو في ثمانية مجلدات من منشورات دار الكتب العلمية ببيروت.
37- التبصرة والتذكرة في شرح الألفية للعراقي، لزين الدين بن عبد الرحيم المتوفى سنة 806هـ، المطبوع بمطبعة فاس بالمغرب سنة 1354هـ، ويقع في جزئين.
38- تبيين العجب بما ورد في فضل رجب، لابن حجر، المطبوع بمصر، القاهرة، بمطبعة المعاهد سنة 1351هـ.
39– تجريد أسماء الصحابة، للحافظ شمس الدين الذهبي، طبع في بومباي بالهند، سنة 1389هـ، 1969م في جزئين.
40- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي مطبعة السعادة بمصر سنة 1385هـ 1966م، في جزئين.
41- تذكرة الحفاظ، للذهبي، المطبوع في أربع أجزاء والذيل نشر: دار أحياء التراث العربي.
42- تقريب التهذيب، للحافظ بن حجر، طبعة لاهور بباكستان سنة 1393هـ/1973م، بمطبعة نفيس.
43- التقرير والتحبير شرح التحرير (للعلامة بن أمير الحاج المتوفى سنة 879هـ)، المطبوع بالمطبعة الأميرية بمصر، سنة 1317هـ، الطبعة الأولى.
44- تفسير إرشاد العقل السليم، لأبي السعود، طبعة مصرية 1347هـ.
45- تفسير تنوير المقياس في تفسير ابن عباس، لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزابادي صاحب القاموس، المطبوع في مطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1380هـ/1967م.
46- تفسير جامع البيان في تفسير القرآن، للإمام محمد بن جرير الطبري في ثلاثين مجلداً، نشر دار المعرفة ببييروت، الطبعة الأولى بالمطبعة الأميرية بمصر سنة 1329هـ.(7/4)
47- تفسير الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (محمد بن أحمد الأنصاري، المتوفى سنة 671هـ)، في عشر مجلدات، المكتبة العربية، القاهرة 1387هـ/1967م.
48- تفسير الدر المنثور للسيوطي، في ستة أجزاء، من نشر دار المعرفة للطباعة والنشر ببيروت.
49- تفسير روح المعاني للألوسي (السيد محمود بن عبد الله الحسيني البغدادي المتوفى سنة 1270هـ)، في ثلاثين جزء، نشر دار التراث العربي، بيروت.
50- تفسير فتح القدير، للشوكاني، في خمسة أجزاء، الطبعة الثانية في مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1383هـ/1964م.
51- تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم (الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس بن المنذر الرازي، المتوفى سنة 327هـ،) نسخة مخطوطة مصورة، من سورة البقرة إلى سورة يوسف تحت رقم 180 و 212 يقع بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
52- تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، طبعة عيسى البابلي الحلبي وشركاه بمصر، في أربعة أجزاء، ولم يؤرخ.
53- تفسير القرآن، لسفيان الثوري (الإمام المجتهد المتوفى سنة 161هـ) رواية أبي جعفر محمد عن أبي حذيفة النهدي عنه، المطبوع في رامبور، الهند، سنة 1915م.
54- تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للزمخشري (جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الخوارزمي، المتوفى سنة 538هـ)، نشر دار المعرفة، بيروت، في أربعة أجزاء.
55- تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل، لعلي بن محمد البغدادي المعروف بالخازن المتوفى سنة 741هـ دار المعرفة للطباعة والنشر، ببيروت.
56- تفسير مفاتيح الغيب، لفخر الدين الرازي (محمد بن عمر بن الحسن البكري، المتوفى سنة 606هـ) في ثمانية أجزاء مطبعة بولاق بمصر، سنة 1289هـ.
57- تفسير معالم التنزيل،للبغوي (الحسن بن مسعود،المتوفى سنة 516هـ)، مطبوع مع ابن كثير في تسعة أجزاء بمطبعة المنار في مصر سنة 1343هـ.(7/5)
58- التفسير والمفسرون، للدكتور محمد حسين الذهبي، في جزئين، طبع بمطبعة السعادة، سنة 1396هـ/1976م.
59- التكملة لوفيات النقلة، للمنذري (زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المتوفى سنة 656هـ) بتحقيق بشار عواد معروف، مطبوع بمطبعة الآداب في النجف الأشرف سنة 1389هـ/1969م.
60- توضيح الأفكار، للشوكاني طبع في جزئين بمطبعة السعادة بمصر سنة 1366هـ.
61- تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر، المطبوع في 12 مجلداً بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، حيدرأباد، الهند، سنة 1325هـ.
(ج)
62- جامع بيان العلم وفضله، للحافظ يوسف بن عبد البر القرطبي، المطبوع بالمطبعة العاصمة بالقاهرة.
63- جامع الترمذي لابن عيسى محمد بن عيسى بن سورة، المتوفى سنة 279هـ، مطبوع في مطبعة مصطفى البابلي الحلبي، بمصر سنة 1356هـ/1937م، بتحقيق أحمد شاكر، في خمسة أجزاء.
64- جذوة المقتبس، تأليف الحميدي (محمد بن أبي نصر المتوفى سنة 488هـ) طبع بالدار المصرية للتأليف والترجمة 1966م.
65- الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم، الطبعة الأولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرأباد الدكن، الهند سنة 1371هـ/1952م في تسعة أجزاء.
(ح)
66- حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصفهاني، المتوفى سنة 430هـ الناشر: مكتبة الخانجي بمصر، في عشرة أجزاء سنة 375هـ.
(خ)
67- الخلاصة تهذيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للإمام صفي الدين أحمد الخزرجي المتوفى بعد سنة 923هـ، الناشر: مكتبة المطبوعات الإسلامية بيروت، الطبعة الثانية 1391هـ.
(د)
68- دائرة المعارف الإسلامية، النسخة العربية، نقلها إلى العربية محمد ثابت الفندي، وآخرون، طبع بمصر 1933م.
69- دفع شبه التشبيه، للعلامة ابن الجوزي، طبع بمصر بتحقيق محمد زاهد الكوثري، ولم يؤرخ.
70- دول الإسلام، للحافظ الذهبي، المطبوع بالهيئة المصرية العامة سنة 1974م، بتحقيق فهيم شلتوت، ومحمد مصطفى إبراهيم في جزئين.
(ذ)(7/6)
71- الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي، المتوفى سنة 795هـ)، طبع بمطبعة السنة المحمدية سنة 1372هـ/1952م، في جزأين.
72- الذيل على مرآة الزمان، للشيخ قطب الدين موسى المتوفى سنة 726هـ، المطبوع بحيدرأباد، دكن- بالهند - بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية سنة 1380هـ 1960م، في أربعة أجزاء.
(ر)
73- الرسالة، للإمام محمد بن إدريس الشافعي، طبع مصطفى البابلي الحلبي، بمصر سنة 1358هـ، 1954م، بتحقيق وشرح المرحوم أحمد شاكر.
74- روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، للإمام محمد باقي الموسى المتوفى سنة 1313هـ، طبع حجر بطهران، سنة 1307هـ
(ز)
75- زاد المسير في علم التفسير، للعلامة ابن الجوزي، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، دمشق، الطبعة الأولى، سنة 1385هـ/1965م.
(س)
76- سنن أبي داود، للإمام سليمان بن الأشعث السجستاني، من كبار العلماء، المتوفى سنة 275هـ، في أربعة عشر مجلداً الطبعة الثانية 1388هـ/1968م، مع شرحه عون المعبود.
77- سنن الدارقطني، للإمام الكبير علي بن عمر الدارقطني المتوفى385هـ، طبع بمطبعة دار المحاسن، القاهرة، بتحقيق السيد عبد الله هاشم في أربعة أجزاء.
78- سنن الدارمي، للإمام الكبير أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن المتوفى سنة 255هـ، في جزأين نشرته دار إحياء السنة النبوية.
79- السنن الكبرى، للبيهقي (الحافظ أحمد بن الحسين علي البيهقي المتوفى سنة 458هـ)، الطبعة الأول في الهند بمطبعة مجلس دائرة المعارف سنة 1244هـ.
80- سنن ابن ماجه، للحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني، المتوفى سنة 275هـ، في جزأين، بتحقيق محمد عبد الباقي، نشرته دار إحياء التراث العربي، بيروت.
81- سنن النسائي، للحافظ أبي عبد الرحمن بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303هـ، طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر، الطبعة الأولى 1384هـ/1965م، في ثمانية أجزاء.(7/7)
82- سير أعلام النبلاء، للذهبي، نسخة مصورة توجد في المكتبة العامة بالجامعة الإسلامية (930 ق) وطبع منه الجزء الأول والثاني والثالث بمصر، دار المعارف، سنة 1962م.
83- السيرة النبوية، لابن كثير، في أربعة أجزاء، طبع بمطبعة دار المعرفة 1395هـ/1976م، بيروت، لبنان.
84- سيرة بن هشام، في أربعة أجزاء، طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر، سنة 1375هـ/1955م.
(ش)
85- الشافعي، حياته، وعصره، آرائه، وفقهه - للشيخ محمد أبي زهرة، التزم بالطبع دار الفكر العربي بمصر، ولم يؤرخ.
86- شرح الأسنوي، لجمال الدين المتوفى سنة 772هـ المسمى نهاية السول في شرح منهاج الأصول إلى علم الأصول للقاضي البيضاوي، مطبعة التوفيق الأدبية بمصر في ثلاثة أجزاء، ولم يؤرخ.
87- شرح تنقيح الفصول، لشهاب الدين أحمد بن إدريس المتوفى سنة 684هـ، بتحقيق عبد الرؤوف، شركة الطباعة الفنية بالقاهرة، 1393هـ.
88– شرح مسلم، للنووي (يحيى بن شرف النووي الشافعي أبو زكريا، المتوفى 676هـ)، في 18 مجلداً، طبع بمصر.
89- شذرات الذهب، لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد المتوفى سنة 1089هـ، نشر المكتبة التجارية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.
(ص)
90- صحيح البخاري، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل المتوفى سنة 256هـ، المطبوع مع شرحه فتح الباري في (7) أجزاء بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1378هـ/1959م.
91- صحيح مسلم، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، المتوفى سنة 261هـ، المطبوع مع شرحه للنووي المذكور في حرف الشين آنفاً.
92- صفوة الصفوة، للعلامة ابن الجوزي، دار الشعب، بالقاهرة سنة 1393هـ، في أربعة أجزاء.
93- صيد الخاطر، للعلامة ابن الجوزي، من منشورات المكتبة العلمية، بيروت، لبنان، يقع في جزء واحد.
(ط)
94- طبقات الحنابلة، للقاضي أبي الحسين محمد، في جزئين طبع بمطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1371هـ/1952م.(7/8)
95- طبقات الشافعية، لتاج الدين عبد الوهاب المتوفى سنة: 771هـ، تحقيق عبد الفتاح، ومحمد الطناحي، مطبعة عيسى البابي الحلبي، في عشر مجلدات.
96- الطبقات الكبرى، لابن سعد (محمد بن سعد بن منيع الهاشمي، كاتب الواقد وأحد الحفاظ، توفي سنة 230هـ)، في ثمانية أجزاء، نشرته دار صادر بيروت.
97- طبقات القراء، لابن الجزري (محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي الشافعي، شيخ القراء في زمانه، توفي سنة 833هـ) اسم الكتاب: غاية النهاية في طبقات القراء، طبع بمطبعة السعادة، مصر 1352هـ، في جزأين.
98- طبقات المفسرين، للسيوطي، بتحقيق علي محمد عمر، مطبعة الحضارة بمصر، سنة 1396هـ.
99- طبقات المفسرين، للداودي (محمد بن علي بن أحمد المالكي شيخ أهل الحديث في عصره من تلاميذ السيوطي، توفي سنة 945هـ) في جزأين، مطبعة الاستقلال الكبرى 1392هـ.
(ع)
100- العبر في خبر من غبر، للحافظ الذهبي، تحقيق صلاح الدين المنجد، وفؤاد سيد، طبع الكويت في خمسة أجزاء، سنة 1965-1966م.
101- العسجد المسبوك (للملك الأشرف القسامي المتوفى سنة 853هـ) مطبوع بدار التراث الإسلامية ببيروت سنة 1395هـ/1975م.
102- عقود الجوهر لجميل بك الأعظم، طبع بالمطبعة الأهلية ببيروت سنة 1362هـ.
103- علوم الحديث، لابن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن المتوفى سنة 643هـ، مطبعة الأصيل، حلب 1386هـ/1966م.
104- عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعلامة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، ومعه شرح الحافظ ابن قيم الجوزية، مطبوع في 14 مجلداً، مذكور في حرف السين آنفاً.
(ف)
105- فتح الباري شرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر، انظر حرف الصاد.
106- فتح الباقي على ألفية العراقي، للشيخ زكريا الأنصاري المتوفى سنة 925هـ، طبع بمطبعة فاس بالمغرب سنة 1354هـ.
157 – فتح المغيث شرح ألفية الحديث، للسخاوي (محمد بن عبد الرحمن، المتوفى سنة 902هـ) مطبعة العاصمة بالقاهرة في ثلاثة أجزاء، سنة 1969م.(7/9)
108- فتح المنان في نسخ القرآن، لعلي حسن العريص، طبع بمصر سنة 1973م.
109- فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد للبخاري، تأليف فضل الله الجيلاني الأستاذ بجامعة حيدرأباد. توزيع ونشر مطابع الإرشاد، حمص، سورية في جزأين، سنة 1388هـ.
110- فقه سعيد بن المسيب (أحد علماء الإثبات الفقهاء المتوفى بعد التسعين من الهجرة)، أعده دكتور هاشم جميل عبد الله، وطبع بالعراق مطبعة الإرشاد ببغداد في 4 أجزاء سنة: 1394هـ.
111- الفقيه والمتفقه، للخطيب البغدادي، تحقيق صلاح الدين المنجد، نشر دار إحياء السنة المحمدية.
112- الفوز الكبير في أصول التفسير، للشيخ أحمد المعروف بشاه ولي الله الدهلوي الهندي المتوفى سنة 1179هـ. المطبوع في مقدمة إرشاد الراغبين، نشرتها إدارة الطباعة المنيرية بدمشق سنة 1346هـ.
113- فهرس خزانة التيمورية، مطبعة دار الكتب المصرية 1367هـ،/1948م.
114- فهرس مخطوطات جامعة الدول العربية، لفؤاد سيد، القاهرة، دار الرياض للطبع، 1954م.
115- فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية، علوم القرآن، للدكتور عزة حسن، دمشق، مطبوعات المجمع العلمي العربي 1391هـ/1962م.
116- فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية، لفؤاد سيد، مطبعة دار الكتب 1380هـ/1961م.
117- فهرس المخطوطات العربية، بمكتبة الأوقاف ببغداد، كتبه عبد الله الجبور، طبع بمطبعة الإرشاد ببغداد 1393هـ/1973م.
118- فهرس مكتبة الأزهر، مطبعة الأزهر 1366هـ/1947م.
119- فهرس مكتبة خدابخش، تحت عنوان: مفتاح الكنوز الخفية في مجلدين طبع بالهند سنة 1918م.
120- فهرس مخطوطات المكتبة الغربية، بالجامع الكبير بصنعاء إعداد محمد سعيد المليح، وأحمد محمد عيسوي، مكتبة الأطلس بالقاهرة.
(ق)
121- القرآن الكريم، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان وبهامشه كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن لأبي بكر السجستاني،المتوفى سنة330هـ.
(ك)(7/10)
122- الكامل، لابن الأثير (علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المتوفى سنة 630هـ)، في اثني عشر جزء، طبع بيروت، دار صادر للطباعة والنشر سنة 1385هـ.
123- كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، لابن حبان، المتوفى سنة 354هـ، بتحقيق محمود إبراهيم زايد، دار الوعي بحلب 1395هـ، في ثلاثة أجزاء.
124- الكتاب المقدس، طبع بالمطبعة الأميركانية، ببيروت، سنة 1969م.
125- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لحاجي خليفة (مصطفى ابن عبد الله كاتب شلبي، المتوفى سنة 1066هـ، طبع بمطبعة البهية في جزأين 1941م/1360هـ
126- كنز الأصول، للبزدوي (علي بن محمد بن الحسن عبد الكريم من كبار الحنفية، توفى سنة 483هـ)، وهو مطبوع في جزأين بشرح عبد العزيز البخاري المسمى بكشف الأسرار طبعة جديدة بالأوفست 1394هـ/1974م، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان.
(ل)
127- اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير الجزري، دار صادر، بيروت.
128- لباب النقول، للسيوطي المطبوع على هامش تفسير تنوير المقياس، السابق ذكره في حرف التاء.
129- لسان الميزان، للحافظ بن حجر، في سبعة أجزاء، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت 1971م/1390هـ.
130– اللمع في أصول الفقه، لأبي إسحاق الشيرازي، طبعة مصطمى البابي الحلبي بمصر سنة 1377هـ/1957م.
(م)
131- مؤلفات ابن الجوزي، لعبد الحميد العلوجي، شركة دار الجمهورية للنشر والطبع، بغداد 1385هـ/1965م.
132– المجددون في الإسلام من القرن الأول إلى الرابع عشر، لعبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب ومطبعتها بالقاهرة.
133- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة: 807هـ في عشرة أجزاء، مكتبة القدسي، القاهرة، 1353هـ.
134- مختصر عمدة الراسخ، مخطوط في أربعة عشر أوراق، لابن الجوزي، يوجد منه نسخة في الخزانة التيمورية بالقاهرة تحت رقم (148) تفنير (3).(7/11)
135- مرآة الجنان وعبرة اليقظان، لليافعي (عبد الله بن أسعد المتوفى سنة 768هـ) في أربعة أجزاء،طبع بحيدرأباد، دكن – الهند 1337ـ1339هـ.
136– المستدرك على الصحيحين في الحديث، للحافظ محمد بن عبد الله المعروف بالحاكم المتوفى 405هـ، في أربعة أجزاء الناشر مكتبة ومطابع النصر الحديثة، الرياض.
137- مختار الصحاح، لمحمد بن عبد القادر الرازي المتوفى سنة 666هـ، نشر دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان سنة 1967م.
138– المختصر المحتاج إليه من تأريخ أبي عبد الله الدبيش المتوفى سنة 639هـ مطابع الزمان، بغداد 1963م.
139– مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، مع شرحه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني في 23 جزء، مطبعة الأخوان المسلمين بالقاهرة، الطبعة الأولى 1353هـ.
140- مسند الإمام الشافعي، المطبوع مع الأم السابق ذكره في حرف الألف.
مشكل الآثار، للطحاوي، في أربع مجلدات، ولم يكمل دار صادر، بيروت.
141- مشيخة ابن الجوزي، تحقيق محمد محفوظ، طبع الشركة التونسية 1977م.
142- المشيخة للنعال (صائف الدين محمد المتوفى سنة 679هـ) مطبعة المجمع العلمي ببغداد سنة 1395هـ/1975م.
144- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، للرافعي، تأليف أحمد بن محمد الفيومي المتوفى سنة 770هـ، بتصحيح مصطفى السقا، طبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي، بمصر، في سنة 1369هـ، في جزأين.
145- المصنف، للحافظ عبد الرزاق الصنعاني المتوفى 211هـ في إحدى عشر مجلداً، حققه حبيب الأعظمي، من منشورات المجلس العلمي.
146- معالم السنن للخطابي (أبي سليمان محمد بن محمد المتوفى سنة 388هـ طبع في أربعة أجزاء بالمطبعة العلية بحلب سنة 1353هـ/1932م.
147- المعتمد في أصول الفقه لأبي الحسين محمد بن علي بن الطيب المتوفى سنة: 436هـ، بتحقيق محمد حميد الله، المعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية لدمشق.(7/12)
148- معرفة القراء الكبار، للحافظ الذهبي، تحقيق محمد سيد جاد الحق في جزأين. دار الكتب الحديثة بالقاهرة.
149- معرفة الناسخ والمنسوخ، المطبوع على هامش تنوير المقياس، انظر حرف التاء فيما سبق.
150- معجم الأدباء، لياقوت الحموي، في عشرين جزء، مطبعة دار المأمون بالقاهرة، 1357هـ/1938م.
151- معجم البلدان، لياقوت الحموي، في ثمانية أجزاء، طبع بمصر 1323هـ/1325م.
152- المعجم الكبير: للطبراني، المتوفى سنة 365هـ، بتحقيق عبد المجيد السلفي الدار العربية للطباعة، بغداد سنة 1979م.
153- معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة في (15) جزء، دار أحياء التراث العربي، بيروت.
154- المغنى في الضعفاء، للحافظ شمس الدين الذهبي، في جزأين بتحقيق نور الدين عن، دار المعارف، حلب، سوريا 1391هـ/971ام.
155- المغنى، لابن قدامة (موفق الدين أبي محمد بن قدامة المتوفى سنة630هـ) في اثني عشر جزء، مطبعة المنار بمصر سنة 1348هـ.
156- مقدمة أصول التفسير لابن تيمية (تقي الدين أحمد بن عبد الحليم المتوفى سنة 738هـ)، تحقيق الدكتور عدنان زرزور طبع ببيروت، بدار القاع سنة 1391هـ/1971م.
157– مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الصلاح، بتحقيق بنت الشاطىء مطبعة دار الكتب 1974م، القاهرة.
158- مفتاح السعادة ومصباح السيادة، لطاش كبرى زادة (أحمد مصطفى، المتوفى سنة 968هـ) في ثلاثة أجزاء مطبوع بالهند سنة 1329هـ.
159– المفردات، للراغب أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، المتوفى سنة 502هـ، بتحقيق محمد السيد كيلاني، طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1381هـ/1961م.
160- ملتقط جامع التأويل لمحكم التنزيل، للشيخ سعيد الأنصاري الهندي المطبوع بالهند، كلكتا سنة 1330هـ.
161- الملل والنحل، للشهرستاني (محمد بن عبد الكريم بن أحمد المتوفى 548هـ) المطبوع بهامش الملل والنحل لابن حزم الظاهري، مطبعة الأدبية القاهرة 1320هـ، في خمسة أجزاء.(7/13)
162- مناقب الإمام أحمد، لابن الجوزي، طبع بمصر سنة 1349هـ.
163- المنتظم، لابن الجوزي المطبوع من 5 إلى 10 مجلدات، حيدرأباد، دكن - الهند 1359هـ.
164- مناهل العرفان في علوم القرآن، لمحمد عبد العظيم الزرقاني في جزأين، طبعة عيسى البابي الحلبي مصر 1392هـ.
165- موارد الظمآن إلى زوائد بن حبان، للحافظ الهيثمي بتحقيق محمد عبد الرزاق حمزة، طبع بمطبعة السلفية بشارع الفتح بالروضة.
166- الموافقات للشاطبي (أبي إسحاق إبراهيم بن موسى المتوفى 790هـ، في أربعة أجزاء، نشر دار المعرفة للطباعة والنشر- بيروت.
167- الموجز في الناسخ والمنسوخ، لابن خزيمة، المطبوع مع الناسخ والمنسوخ للنحاس سنة 1322هـ بمطبعة السعادة.
168- موسوعة فقه إبراهيم النخعي، بقلم الدكتور محمد رواس، في جزأين نشرته جامعة الملك عبد العزيز، بمكة المكرمة 1399هـ/199م.
169- الموطأ للإمام مالك بن أنس المتوفى سنة 179هـ مع شرحه تنوير الحوالك للسيوطي طبعة عيسى البابي الحلبي، في ثلاثة أجزاء.
170- ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للحافظ الذهبي، في ثلاثة أجزاء، مطبعة السعادة بمصر سنة 1325هـ.
(ن)
171- الناسخ والمنسوخ، لأبي جعفر النحاس المتوفى سنة 328هـ، طبع بمطبعة السعادة 1323هـ.
172- الناسخ والمنسوخ، لعبد القاهر البغدادي المتوفى سنة 429هـ له نسخة في ميكروفيلم بمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية رقم 265، عمومية 445 كتب سنة 612هـ.
173- الناسخ والمنسوخ، لهبة الله بن سلامة المتوفى سنة 490هـ طبع بمصر (1387هـ).
174- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ليوسف بن تغري بردى (12) مجلد دار الكتب المصرية 1348- 1375هـ.
175- النسخ بين الإثبات والنفي، للدكتور محمد محمود فرغلي، طبع بمصر 1391هـ/1971م.
176- نظرية النسخ في الشرائع السماوية، للدكتور شعبان محمد مطابع النجوي بالقاهرة، بدون تاريخ.(7/14)
177- النسخ في الشريعة الإسلامية، لعبد المتعال الجبري، مطبعة دار الجهاد بمصر 1380هـ.
178- النسخ في القرآن الكريم، للدكتور مصطفى زيد في مجلدين، دار الفكر 1383هـ/1963م.
(و)
179- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان، بتحقيق محمد محيي الدين في ستة أجزاء مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة 1367هـ/1948م.(7/15)