المناسبات بين الآيات والسور
فوائدها .. وأنواعها.. وموقف العلماء منها
د. سامي عطا حسن
جامعة آل البيت
ملخص
تهدف هذه الدراسة بصفة أساسية ، إلى التعريف بأهمية المناسبات بين الآيات والسور ، وأنها لون من ألوان إعجاز القرآن الكريم ، الذي بلغ من ترابط سوره ، وأجزائه ، وتماسك كلماته ، وجمله ، وآياته ، مبلغا لا يدانيه فيه كلام آخر ، الأمر الذي دفع فصحاء العرب حين سمعوا القرآن ، وبعد أن تحداهم لمعارضته ، إلى تأمل القرآن سورة سورة ، وآية آية ، فلم يجدوا في الجميع كلمة ينبوا بها مكانها، بل وجدوا اتساقا بهر العقول ، ونظاما والتئاما ، وإتقانا وإحكاما، لم يدع في نفس أي بليغ منهم ، موضع طمع ، حتى خرست الألسن عن أن تدعي وتقول . ومع أن القرآن لم ينزل دفعة واحدة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بل نزل نجوما وآحادا ، على حسب الوقائع والأحوال ، في أكثر من عشرين سنة ، إلا أنه كان محكم السرد ، دقيق السبك ، متين الأسلوب ، قوي الإتصال، آخذ بعضه بأعناق بعض ، في سوره وآياته ، وجمله وعباراته .. فكيف اتسق للقرآن هذا التآلف المعجز ..؟ وكيف استقام له هذا التناسق المدهش ..؟ أليس هذا سرا من أسرار الإعجاز ..؟ يشهد بحق وصدق ، ويدل أبلغ دلالة على مصدر القرآن ، وأنه كلام الله .
المقدمة
نهج القرآن الكريم منهجا فريدا في عرضه للقضايا التي عرض لها ، خالف به سائر المناهج السابقة واللاحقة ، التي اصطلحت في مناهجها أن تبنى على مقدمات ، ومباحث متسلسلة ، أو أبواب ، وفصول ، إلى غير ذلك من تقسيمات ، في إطار مقاصد محدودة ، ونتائج مرسومة .(1/1)
فتراه يذكر طرفا من الشيء ، ثم يتركه ، ثم يعود إلى إتمامه ، بطريقة لا تسأم النفوس هديه ، ولا تستثقل حديثه ، مراعيا في تسلسل نصوصه أن يقارب بين أفرادها ، فتجد الآية متسقة في كلماتها ، متآزرة مع أخواتها من الآي ، وتلتقي السورة بالتي بعدها ، والتي قبلها ، برابط لا يجعل منها جنسا غريبا عنها ، بل تبدو فيه كعقد نظمت حباته ، ورتبت أبدع ترتيب ، فكان بذلك معجزا بنظمه ، بديعا في اتساقه ، متناسبا في آياته ، وسوره ، وأجزائه .
هذا المنهج الفريد استرعى قلة من العلماء والمفسرين – قديما وحديثا – ، فانكبوا على دراسته ، وأفردوا له علما مستقلا ، يدرس خصائصه ، ويحدد معالمه ، أطلقوا عليه اسم : ( علم المناسبة ) . فما المناسبة ..؟وما أنواعها ..؟ وما فوائدها ..؟ وما موقف العلماء منها ..؟ وما المصنفات التي تكلمت عنها .. ؟ ومن اهتم بذكرها من المفسرين ..؟ هذا ما سأقوم بالإجابة عنه في هذا البحث. ، الذي نحوت فيه منحى نظريا ، على أن يتبعه بحث تطبيقي بإذن الله .
وقد جعلته في مقدمة ، وفصلين ، وخاتمة ، على النحو التالي :
كان الفصل الأول تحت عنوان : ترتيب آيات القرآن ، وسوره . وضمنته مبحثين :
تحدثت في المبحث الأول : عن تعريف الآية لغة واصطلاحا . وآراء العلماء في ترتيب الآيات .
وضمنت المبحث الثاني :تعريف السورة لغة ،واصطلاحا ، وآراء العلماء في ترتيب السور .
وجعلت الفصل الثاني في أربعة مباحث ، على النحو التالي :
تحدثت في المبحث الأول : عن معنى المناسبة في اللغة ،والاصطلاح .
وتحدثت في الثاني : عن فوائد معرفتها .
وفي المبحث الثالث : عن أنواع المناسبات .
وفي المبحث الرابع : عن موقف العلماء من المناسبة ، مع ذكر مصنفاتهم فيها ،
وذكرت بعض من اهتم بها من المفسرين .
ثم ختمت البحث بخاتمة بينت فيها أهم نتائج هذا البحث ، سائلا المولى - عز وجل - التوفيق والسداد .
الفصل الأول
ترتيب آيات القرآن الكريم .. وسوره(1/2)
نزل القرآن منجما في ثلاثة وعشرين عاما تقريبا ، وكان نزوله ملائما للوقائع والأحوال التي مرت فيها الدعوة الاسلامية ، ومراعيا ما يتطلبه الزمن الذي نزل فيه . لذا يختلف ترتيب القرآن الكريم في النزول ، عن ترتيبه في المصحف اختلافا كبيرا ، ومنشأ هذا الاختلاف هو اختلاف الهدف المقصود من كلا الترتيبين .( فهو في تريبه النزولي منهج لتأسيس دعوة ، وأسلوب إقناع بعقيدة ، وطريقة تبشير وإنذار ، ودحض كامل لمنطق الإلحاد المريض ، وهو في ترتيبه المصحفي أسلوب حياة ، وبناء حضارة ، ودستور للعالم كله ، محيط بكل صغيرة وكبيرة من حاجاته ومطالبه ، أحكم ترتيبه من هذه الوجهة ، ليكون هداية للمؤمنين .)1. ثم إن التسلسل الزماني وإن ضم موضوعات متقاربة أحيانا ، فإنه كثيرا ما يحمل ما اختلف من الموضوعات التي يصعب أن يربطها ناظم ، لذا راعى القرآن في تسلسل نصوصه أن يقارب بين أفرادها ، فحصل فيه التناسب من أصغر وحداته إلى أكبرها . ولو أنه جمع ورتب على حسب ترتيب نزوله ، ( لفهم بعض الناس أن آياته خاصة بحوادثها ، أو أنه حلول وقتية للمشكلات التي كانت على عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم - فحسب ، والله تعالى يريد كتابه عاما خالدا لا يختص بعصر دون عصر ، ولا بقوم دون قوم ، لذلك اقتضت الحكمة أن يرتب ترتيبا يحقق هذا العموم ، وهذاالخلود ، ويبتعد عن الترتيب الزمني الذي نزل به ، لحكمة كانت مناسبة حين نزوله ).2(1/3)
فالقرآن كان معنيا بتأسيس دين جديد ، بين قوم لا يدينون بالدين الحق ، وآية ذلك أن الفترة المكية على طولها ، كانت الدعوة فيها متجهة إلى بناء العقيدة ، وترسيخها في أعماق الوجدان ، وما ذاك إلا لأنها هي قوة الدفع للإنسان المؤمن ، نحو الطاعة المطلقة لله – عز وجل – ، في الأمر والنهي . وهذا التفريق في النزول ، يدل دلالة واضحة على أن القرآن الكريم كلام الله العزبز الحكيم ، وليس كلام بشر على الإطلاق ، وأن عقلا بشريا مهما أوتي من القوة والحفظ والإحكام ، لا يستطيع أن يذكر موضع فقرة من كلام سابق مضى عليه سنوات ، فيضعها في مكانها، بحيث تلتحم وتتواءم مع سابقاتها ، ولاحقاتهافي اللفظ ، والمعنى ، والسياق ، ولا يتأتى ذلك لو لم يكن ترتيب السور توقيفيا ، كما هو الحال في ترتيب الآيات
المبحث الأول : تعريف الآية ، وآراء العلماء في ترتيب الآيات :
أ - تعريف الآية لغة واصطلاحا : تطلق الآية في اللغة على معان متعددة منها : ( المعجزة ، والعلامة ، والعبرة ، والأمر العجيب ، والجماعة ، والدليل)3 .
وأما حد الآية القرآنية في الإصطلاح أوفي عرف القرآن : ( فهو قرآن مركب من جمل ولو تقديرا ، ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة .) 4 .
ومن الواضح البين مناسبة المعنى اللغوي للمعنى الاصطلاحي للآية القرآنية ، فهي القرآن المعجز ، وهي علامة على صدق الآتي بها – صلى الله عليه وسلم - ، وفيها عبرة لمن أراد أن يعتبر ، وهي من الأمور العجيبة ، لسمو أسلوبها ومعناها ، وفيها معنى الجماعة ، لأنها مؤلفة من الحروف والكلمات ، وفيها معنى الدليل ، لأنها برهان على ما تضمنته من هداية وعلم .
ب - آراء العلماء في ترتيب الآيات :(1/4)
ترتيب الآيات في سورها توقيفي ثابت بالوحي ، وبأمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وكانت الآيات تتنزل عليه ، ويأمر كتاب الوحي بوضعها في مكانها من السور بتبليغ من جبريل - عليه السلام - . وقد ترادفت النصوص على كون ترتيب الآيات توقيفيا 5 ، ونقل الإجماع على ذلك غير واحد من العلماء منهم : الزركشي ، حيث قال : ( فأما الآيات في كل سورة ، ووضع البسملة في أوائلها ، فترتيبها توقيفي بلا شك ، ولا خلاف فيه . وقال مكي : ترتيب الآيات في السور ، ووضع البسملة في الأوائل ، هو من النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ولما لم يأمر بذلك في أول براءة ، تركت بلا بسملة . وقال القاضي أبو بكر الباقلاني :- ترتيب الآيات أمر واجب ، وحكم لازم ، فقد كان جبريل يقول : ضعوا آية كذا في موضع كذا .) 6
المبحث الثاني : تعريف السورة لغة واصطلاحا ، وآراء العلماء في ترتيبها .
أ - تعريف السورة لغة ، واصطلاحا :
اختلف العلماء في تحديد المعنى الذي اخذت منه السورة بمعناها القرآني، وأقرب الآراء إلى الصواب ، ( أن تكون السورة مأخوذة من سورة البناء ، أي القطعة منه ، فكما أن البناء يقوم سورة بعد سورة ، كذلك القرآن ، فالله عز وجل نزله على رسوله – صلى الله عليه وسلم – ، مفرقا في ثلاثة وعشرين عاما ، حتى اكتمل بناؤه ) 7
والسورة في الاصطلاح : ( طائفة من القرآن مستقلة ، تشمل على آي ذي فاتحة وخاتمة ، وأقلها ثلاث آيات . أو هي : الطائفة من القرآن المسماة باسم خاص ، بتوقيف من النبي – صلى الله عليه وسلم – ) 8
ب : - ترتيب السور القرآنية ، وآراء العلماء في ذلك :
إذا كان الإجماع قد تحقق حول ترتيب الآيات ، فهو لم يتحقق حول ترتيب سور القرآن على ما هي عليه في المصحف الآن ، واختلفت أقوال العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال هي :-(1/5)
القول الأول :- إن ترتيب السور على ما هو عليه الآن في المصحف ،كان باجتهاد من الصحابة . وهو قول جمهور العلماء ، ومنهم الإمام مالك ، والقاضي أبو بكر بن الطيب في أحد قوليه ، ، ويستدلون على مذهبهم هذا بترتيب مصاحف بعض الصحابة ، على خلاف ترتيب مصحف عثمان – رضي الله عنه وأرضاه - ، كمصحف الإمام علي ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ،- رضي الله عنهم أجمعين - 9
القول الثاني : - إن ترتيب السور كان بعضه بالتوقيف ، وبعضه الآخر باجتهاد من الصحابة . قال أبو الحسين أحمد بن فارس: ( جمع القرآن على ضربين : أحدهما : تأليف السور ، كتقديم السبع الطوال ، وتعقيبها بالمئين ،فهذا الضرب هو الذي تولاه الصحابة – رضوان الله عليهم - ، وأما الجمع الآخر : فضم الآي بعضها إلى بعض ، وتعقيب القصة بالقصة ، فذلك شيء تولاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ،كما أخبر به جبريل عن أمر ربه – عز وجل- ) 10.
ومال ابن عطية إلى هذا الرأي11.(1/6)
وذهب البيهقي في المدخل 12، إلى أن القرآن كان على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – توقيفي إلا الأنفال ، وبراءة ، فإن ترتيبهما باجتهاد من عثمان – رضي الله عنه - ، ووافقه عليه الصحابة ، وقد استدل على استثناء هاتين السورتين بما أخرجه أحمد ، وغيره ، عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : ( قلت لعثمان بن عفان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني ، وإلىبراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر – بسم الله الرحمن الرحيم – ووضعتموها في السبع الطوال ..؟ ما حملكم على ذلك ..؟ قال عثمان : إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان مما يأتي عليه من الزمان ، ينزل عليه من السور ذوات العدد ، وكان إذا أنزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده ويقول : ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وتنزل عليه الآية فيقول : ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة ، وبراءة من آخر القرآن ، فكانت قصتها شبيهة بقصتها ، فقبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يبين لنا أنها منها ، وظننت أنها منها ، فمن أجل قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر- بسم الله الرحمن الرحيم – ووضعتهما في السبع الطوال .) 13
وتابعه السيوطي على ذلك فقال : ( والذي ينشرح إليه الصدر ، ما ذهب إليه البيهقي ، وهو : أن كل السور توقيفية سوى الأنفال وبراءة ..) 14
القول الثالث : - وذهب إليه غير الجمهور : وهو أن ترتيب السور توقيفي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وأن الصحابة حينما خافوا ذهاب بعض القرآن باستشهاد حفظته ، جمعوه ، وكتبوه ، كما سمعوه من النبي – صلى الله عليه وسلم – ، ولم يقدموا أو يؤخروا شيئا ، واقتصر عملهم على جمع القرآن في موضع واحد ، دون التعرض لترتيب سوره ، إلا وفق ما سمعوه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، على هذا النسق والترتيب15(1/7)
وروى الإمام القرطبي ، عن ابن وهب ، قال : ( سمعت سليمان بن بلال ،يقول : سمعت ربيعة يسأل : لم قدمت البقرة وآل عمران ، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة ،وإنما نزلتا بالمدينة ..؟ فقال ربيعة : قد قدمتا ، وألف القرآن على علم مما ألفه .) 16
وبمثل ذلك قال أبو جعفر النحاس ، ومحمد بن حمزة بن نصر الكرماني . 17
والمختار من هذه الأقوال : أن تأليف السور على هذا الترتيب الذي عليه المصحف توقيفي ، لا مجال للاجتهاد فيه ، وذلك للأمور التالية :
1- إن استدلال أصحاب القول الأول باختلاف مصاحف الصحابة ، يمكن رده : بأن مصحف عثمان – رضي الله عنه وأرضاه – لو كان اجتهاديا لما وافقوه على ذلك ، لأنه ليس لمجتهد أن يقلد مجتهدا آخر ، كما هو مقرر عند الأصوليين . ثم إن مصاحف الصحابة كانت خاصة بهم ، جمعت إلى القرآن بعض مسائل العلم ، وبعض المأثورات ، فهي إلى كتب العلم أقرب منها إلى المصاحف المجردة ، ومن هنا وجدنا الذين استنسخوا المصاحف العثمانية ، لم يعتمدوا عليها ، بل اعتمدوا على جمع أبي بكر ، الذي اعتمد على ما جمع بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ومن هنا فقد عدلوا جميعا عن هذه المصاحف ، وساروا على ما سار عليه الصحابة جميعا ، ووافقوا على مصاحف عثمان ، وما فيها من لفظ وترتيب ، وترك ما سواها ، فلو كان الترتيب بالاجتهاد لظلوا على اجتهادهم ، وبهذا ظهر بطلان هذا القول ، ويؤكد الألوسي ذلك بقوله : ( وبالجملة بعد إجماع الأمة على هذا المصحف ، لا ينبغي أن يصاخ إلى آحاد الأخبار ، ولا يشرأب إلى تطلع غرائب الآثار ) 18
أما ما ذهب إليه البيهقي ، والسيوطي ، بأن ترتيب السور توقيفي ، باستثناء سورتي الأنفال ، وبراءة ، فيرد عليه من وجهين : -
أولا : - إن هذا الحديث غير صحيح ، لقول الترمذي فيه : (حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد الفارسي،عن ابن عباس، ويزيد هذا مجهول الحال ) 19(1/8)
وقال الذهبي : ( عوف الأعرابي : قيل : كان يتشيع ، وقد وثقه جماعة ، وجرحه جماعة ، وكان داود بن أبي هند يضربه ويقول : ويلك ياقدري .وقال بندار : والله لقد كان عوف قدريا ، رافضيا ، شيطانا .
وأما يزيد فقد اختلفوا فيه ، هل هو ابن هرمز أو غيره ..؟ وقد ذكره البخاري في كتاب الضعفاء ، باسم : يزيد الفارسي ، لاشتباهه فيه ، وحيث أنه قد انفرد بهذا الحديث ، فلا يحتج به في شأن القرآن ، الذي يطلب فيه التواتر
وقال الذهبي : - قال فيه النسائي وغيره : متروك ، وقال الدارقطني ، وغيره : ضعيف ، وقال أحمد : كان منكر الحديث ..
فإذا كان الحديث بهذه المكانة من الضعف ، ولم يرتضيه إلا القليل الذين قوموه ، ولم يخرجوه عن أقل درجات القبول ، فكيف نقبله وأمر القرآن الذي هو في أعلى درجات القمة نقلا ، ونظما ، وترتيبا ..؟ ) 20
وثانيا :- على فرض صحة هذه الرواية ، [ فقوله في الحديث : ( إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان مما يأتي عليه من الزمان ) يدل في الجملة على التوقيف .
وقوله : ( فقبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يبين لنا أنها منها ) بعيد ، إذ الأنفال نزلت في السنة الثانية عقب غزوة بدر ، والتوبة نزلت في أواخر السنة التاسعة بعد غزوة تبوك ، وبعد خروج أبي بكر للحج على رأس المسلمين ، فكيف يعقل أن يظل الرسول – صلى الله عليه وسلم – زهاء خمسة عشر شهرا ولا يبين للناس أنها منها ، أو من غيرها ..؟ إنه يكون بذلك قد تأخر عن البيان وقت الحاجة إليه ، بل انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل البيان ، وحاشاه – صلى الله عليه وسلم –أن يفعل ذلك ، مع ورود الأحاديث الصحاح بأنه كان يعرض القرآن كله في رمضان من كل عام على حبريل ، وعرضه في العام الذي توفي فيه مرتين ، وحينئذ فأين كان يضع هاتين السورتين في قراءته حينما كان يعرضهما على حبريل ..؟ ] 21(1/9)
ثم ( إن إطلاق الاسم على كل منهما ، واختلافه فيهما ، مما يعين أن هذه غير تلك ، وقد سمى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كلا منهما ) 22
أما قوله ( فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر : بسم الله الرحمن الرحيم ) فإن البسملة لا تخضع لهوى الكتاب إثباتا وحذفا ، أخرج أبو داود والحاكم ، وصححاه عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : [ ( كان النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يعلم ختم السورة حتى ينزل : بسم الله الرحمن الرحيم ) .وفي رواية : ( فإذا نزلت :بسم الله الرحمن الرحيم ، علم أن السورة قد انقضت ) . قال الحافظ أبو شامة : هذا حديث حسن .] 23
وأما ما قاله المفسرون في أسباب عدم ذكر البسملة في أول سورة براءة ، فهو التماس للحكمة ، ومن ذلك ما ذكره ابن عربي ، عن سر حذف البسملة من بداية سورة التوبة ، حيث يقول : ( وأما سورة التوبة عند من لم يجعلها من سورة الأنفال ، فيجعل لها اسم التوبة ، وهي الرجعة الإلهية على العباد بالرحمة ، والعطف ، فقام اسم التوبة مقام البسملة ، فإن الرجعة على عباده تعالى لا تكون إلا بالرحمة ..والله أعلم ) 24
هذا وقد قام الإجماع على أن سورة الأنفال سورة برأسها غير سورة التوبة ، ولذا قال الزركشي : ( إن سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة بإجماع أهل الحل والعقد ) 25
فالقرآن الكريم كله آية آية ، وسورة سورة ، مرتب من الله تعالى ، وقد بلغه عنه رسوله الأمين – صلى الله عليه وسلم – ، لصحابته الكرام ، فرتبوه كما سمعوه .(1/10)
2- إن هناك سورا متحدة في المطلع رتبت ولاء ، كالحواميم و الطواسين ، ولم ترتب المسبحات تباعا ،بل فصل بينهما بالمجادلة ،والممتحنة ،والمنافقون ، وأفردت الاسراء في النصف الأول ، وفصل بين الشعراء والقصص ، وهما يبدءان ب(طسم )، و ب (طس النمل )مع أنها أقصر منهما ، ولو كان الترتيب اجتهاديا لذكرت المسبحات ولاء ، وأخرت ( طس) عن القصص ، أما وأنه قد حصل الفصل بين المتماثلات والمتقاربات من السور ، مع عدم مراعاة التناسب في الطول والقصر ، فهذا يدل على أن الترتيب توقيفي26
3- إن الذي قام بمهمة النسخ للمصاحف، مع النفر القرشيين في عهد عثمان – رضي الله عنه وأرضاه - ، هو زيد بن ثابت ، وهو نفسه أشرف على جمع القرآن في الصحف التي نسخت منها المصاحف ، على عهد أبي بكر – رضي الله عنه - ، وهو كذلك أحد كتاب الوحي ، وشهد العرضة الأخيرة للقرآن ، وسمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرأ القرآن على هذا الترتيب ، وإلا على أي ترتيب كان الرسول – صلى الله عليه وسلم - يقرأ القرآن ..؟
وقد جعل ابن الزبير الغرناطي هذا الخلاف بين العلماء لفظيا ، فقال : ( إن كان بتوقيف منه
– صلى الله عليه وسلم – فلا مجال للخصم ، وإن كان مما فوض فيه الأمر إلى الأمة بعده ، فقد أعمل الكل من الصحابة جهده ، وهم الأعلياء بعلمه ، والمسلم لهم في وعيه وفهمه .) 27
وإذا كانت العلماء قد تباينت آراؤهم ظاهريا ، فإن الرأي الراجح أن ترتيبها كان توقيفيا ، وذلك لتظافر النصوص على أن الأغلب من سور القرآن معلومة الترتيب وقت نزول الوحي ، وأن جبريل – عليه السلام – كان يعرضه على النبي - صلى الله عليه وسلم - في العام مرة ، وعرضه عليه في العام الذي قبض فيه مرتين .(1/11)
كما ( أن هذا الترتيب يقوي الوحدة المعنوية بين سور الكتاب المبين ، ويقطع الطريق أمام المشككين والطاعنين . أضف إلى ذلك : إجماع الأمة بدءا من عصر الصحابة على هذا الترتيب ، فصار الإلتزام به أمر لا بد منه ). 28
وقد زعم بعض المستشرقين أن القرآن لم يكن مرتبا ، وأنه كان مختلطا في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وقد رتبه أبو بكر – رضي الله عنه - ، لذا استحلوا لأنفسهم أن يجعلوا له ترتيبا خاصا ، يختلف عن ترتيب المصحف الحالي في كثير من السور ، معتمدين على الأسلوب ، ومحتويات السورة . والذي ينظر فيما حاوله المستشرقون بترتيبهم غير المسبوق ، يجده عبثا لا يليق بقدسية القرآن الكريم .وقد ظهرت أصوات متأثرة بالدراسات الإستشراقية ، تنادي بإعادة ترتيب سور القرآن حسب نزولها ، ثم أخفت الله هذه الأصوات ، واطمأن المسلمون على ما أجمع عليه الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين - . 29
الفصل الثاني
المناسبات : معناها ، أنواعها ، وموقف العلماء منها
المبحث الأول : معنى المناسبة لغة ، واصطلاحا :
المناسبة لغة : قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة : ( النون ، والسين ، والباء ، كلمة واحدة ، قياسها اتصال شيئ بشيئ ، منه النسب ، سمي لاتصاله ، وللاتصال به تقول : نسبت أنسب . وهو نسيب فلان. والنسيب : الطريق المستقيم ، لاتصال بعضه من بعض .) 30
وقال في لسان العرب : ( وتقول : ليس بينهما مناسبة ، أي : مشاكلة ) 31
والمشاكلة بمعنى : المماثلة . ثقول : هذا شكل هذا ، أي : مثله .
فالمناسبة لغة تعني : الإتصال ، والمقاربة ، والمماثلة .
والمناسبة في الإصطلاح : هي بيان : ( وجه الإرتباط بين الجملة والجملة في الآية الواحدة ، أو بين الآية والآية في الآيات المتعددة ، أو بين السورة والسورة ) . 32
أو كما يقول البقاعي : ( علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن ) 33(1/12)
ويبدو توافق المعنى اللغوي للمعنى الإصطلاحي للمناسبة . فكلاهما يعني : أن الآية وجارتها شقيقتان ، يربط بينهما رباط من نوع ما ، كما يربط النسب بين المتناسبين ، غير أن ذلك لا يعني أن تكون الآيتان أو الآيات متماثلة كل التماثل ، بل ربما يكون بينها تضاد ، أو تباعد في المعنى ، المهم أن هناك صلة ، أو رابط ما يربط بين الآيتين ، أو يقارب بينهما ،سواء توصل إليها العلماء أم لا ، فقد تظهر أحيانا ، وتختفي أحيانا أخرى ، وفي هذا مجال لتسابق الأفهام .
المبحث الثاني : فوائد معرفتها :
إذا كان لمعرفة سبب النزول أثر في فهم المعنى ، وتفسيرالآية ، فمعرفة المناسبة بين الآيات تساعد كذلك على حسن التأويل ، ودقة الفهم ، وإدراك اتساق المعاني بين الآيات ، وترابط أفكارها ، وتلاؤم ألفاظها ، فالقرآن الكريم فيه كثير من فنون العقائد ، والأحكام ، والأخلاق ، والوعظ ، والقصص ، وغيرها من مقاصد القرآن التي جعلها الله سبحانه هداية للبشر ، والتي تدور جميعها على الدعوة إلى الله ، والقرآن يبث هذا المعنى من خلال المقاصد ، والأغراض الموزعة على كافة الآيات والسور ، فلو جمع كل نوع على حدة ، لفقد القرآن بذلك أعظم مزايا هدايته المقصودة .
قال محمد رشيد رضا : ( وقد خطر لى وجه ، وهو الذي يطرد في أسلوب القرآن الخاص ، في مزج مقاصد القرآن بعضها ببعض ، من عقائد ، وحكم ، ومواعظ ، وأحكام تعبدية ومدنية ، وغيرها ، وهو نفي السآمة عن القارئ والسامع من طول النوع الواحد منها ، وتجديد نشاطها ومنهجها .) 34
فمن عادة القرآن أن يجمع بين الفنون المختلفة في سورة واحدة ، في تنسيق بديع ، يصل بها إلى الذروة في الإعجاز البلاغي، والإحكام البياني ،وروعة الأسلوب ، ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) 35(1/13)
وقال الإمام الزركشي : ( واعلم أن المناسبة علم شريف ، تحرز بهاالعقول ، ويعرف به قدر القائل فيما يقول ... ثم يقول : وفائدته : جعل أجزاء الكلام بعضهاآخذ بأعناق بعض ، فيقوى بذلك الارتباط ، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم ، المتلائم الأجزاء .) 36
وقال الشيخ أبو بكر النيسابوري : ( إن إعجاز القرآن البلاغي لم يرجع إلا إلى هذه المناسبات الخفية ، والقوية بين آياته وسوره ،حتى كأن القرآن كله كالكلمة الواحدة ، ترتيبا وتماسكا ) 37
ويقول الزمخشري في كشافه : ( وهذا الإحتجاج ، وأساليبه العجيبة التي ورد عليها ، مناد على نفسه بلسان ذلق ، أنه ليس من كلام البشر ، لمن عرف ، وأنصف من نفسه .
وقال في موضع آخر : فانظر إلى بلاغة هذا الكلام ، وحسن نظمه ، ومكانة أضماده ، ورصافة تفسيره ، وأخذ بعضه بحجز بعض ، كأنما أفرغ إفراغا واحدا ، ولأمر ما أعجز القوى ، وأخرس الشقاشق .) 38
وقال فخر الدين الرازي في ختام تفسيره لسورة البقرة : ( ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة ، وفي بدائع ترتيبها ، علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب ألفاظه وشرف معانيه ، فهو ايضا بسبب ترتيبه ونظم آياته ، ولعل الذين قالوا : إنه معجز بسبب اسلوبه أرادوا ذلك . ) 39
المبحث الثالث : أنواع المناسبات :
أولا : - المناسبة بين أجزاء الآية الواحدة :
إذا تدبرنا سورة من سور القرآن الكريم ، أخذتنا روعة ألفاظها في سهولتها نطقا ، وقرب مأخذها معنى ، ومجيئها على قدر المعنى الذي صيغت له . والمتأمل لألفاظ القرآن الكريم ، يجدها وضعت في موضعها من النظم الكريم ، فهي مفردات مختارة منتقاة ، واللفظ في موضعه متناسب من حيث اللفظ أو المعنى ، وجاء على قدر المعنى الذي صيغ له ، بحيث لو رفعت اللفظ من الآية ، أو استبدلته بآخر ، لاختل نظامها ، وضاع المراد منها .(1/14)
يقول ابن عطية : ( وكتاب الله لو نزعت منه لفظة ، ثم أدير لسان العرب على لفظة غيرها لم يوجد ،ونحن يتبين لنا البراعة في أكثره ، ويخفى علينا وجهها في مواضع ، لقصورنا عن مرتبة العرب –يومئذ – في سلامة الذوق ، وجودة القريحة ) 40
والتناسب بين أجزاء الآية ، يكون من حيث اللفظ أو المعنى :
أما من حيث اللفظ : ونعني به مناسبة اللفظ لألفاظ الآية : وذلك مثل قوله تعالى : ( قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين . ) 41
فقد جاءت الألفاظ بحيث يلائم بعضها بعضا ، وذلك بأنه أتى في الآية بألفاظ متناسبة في الغرابة .
فالتاء : أغرب ألفاظ القسم ، وذلك لأنها أقل استعمالا من الواو ، والباء.
وأتى بـ( تفتؤا) ، وفتئ : أغرب صيغ الأفعال التي تفيد الاستمرار من أخوات(كان).
وأتى بلفظ ( حرضا ) : وهو أغرب ألفاظ الهلاك . فاقتضى حسن الوضع في النظم ، أن تجاور كل لفظة بلفظة من جنسها توخيا في حسن الجوار ، ورعاية في ائتلاف المعنى بالألفاظ ، ولتتعادل الألفاظ في الوضع ، وتتناسب في النظم . وجاءت هذه الألفاظ غريبة لتتوافق مع حال يعقوب – عليه السلام - التي وصل إليها، وإشفاق أبنائه على حاله ، وخشيتهم عليه من الهلاك .
وأما تناسب اللفظ من حيث المعنى :
ففي مثل قوله تعالى : - ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ..) 42. فإنه تعالى لما نهى عن الركون إلى الظالمين وهو الميل إليهم ، والإعتماد عليهم ، وكان ذلك دون مشاركتهم في الظلم ، أخبر أن العقاب علىذلك ، دون العقاب على الظلم .
ومن ذلك قوله تعالى:-(ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) 43(1/15)
وقوله سبحانه : - ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ..) 44.فقدم رزق الآباء في آية الأنعام على الأبناء ، وفي آية الإسراء قدم رزق الأبناء على الآباء ، وذلك أن الكلام في الآية الأولى ، موجه إلى الفقراء دون الأغنياء ، فهم يقتلون أولادهم من الفقر الواقع بهم ، لا أنهم يخشونه ، فأوجبت البلاغة تقديم عدتهم بالرزق ، وتكميل العدة برزق الأولاد .
وفي الآية الثانية ( آية الإسراء ) ، الخطاب لغير الفقراء ، وهم الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر ، لا أنهم مفتقرون في الحال ، وذلك أنهم يخافون أن تسلبهم كلف الأولاد ما بأيديهم من الغنى،فوجب تقديم العدة برزق الأولاد،فيأمنوا ما خافوه من الفقر ، فقال :لا تقتلوهم فإنا نرزقهم وإياكم ، أي أن الله جعل معهم رزقهم ،فهم لا يشاركونكم في رزقكم ، فلا تخشوا الفقر . 45
ومن المناسبات بين أجزاء الآية :
مراعاة ما يقتضيه التعبير والمعنى والسياق ، مع مراعاة الإنسجام في فواصل الآيات ، لما لذلك من تأثير كبير على السمع ، ووقع مؤثر في النفس . من ذلك قوله تعالى : - ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) . 46
وقوله سبحانه : - ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ) 47. ولا شك أن خاتمة كل من الآيتين تنسجم مع الآيات فيهما ، ولكن السياق أيضا يقتضي الفاصلة التي ختمت فيها كل آية من الآيتين ، ذلك أن الآية في سورة إبراهيم ، في سياق وصف الإنسان وذكر صفاته ، فختم الآية بصفة الإنسان . وأن الآية الثانية في سورة النحل : في سياق صفات الله تعالى ، فذكر صفاته . 48
ومن ذلك قوله تعالى : - ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ) 49 ففي الآية أن جزاء السارق والسارقة قطع أيديهما ، والتنكيل بهما جزاء سرقتهما وخيانتهما . قال الأصمعي : [ كنت أقرأ سورة المائدة ، ومعي أعرابي ، فقرأت هذه الآية :
((1/16)
والسارق والسارقة ..) فقلت : (والله غفور رحيم ) سهوا ، فقال الأعرابي: كلام من هذا ..؟ فقلت : كلام الله ، قال : أعد ، فأعدت ( والله غفور رحيم ) ثم تنبهت ، فقلت : ( والله عزيز حكيم ) ، فقال : الآن أصبت ، فقلت : كيف عرفت ..؟ قال : يا هذا ، عز ، فحكم ، فأمر بالقطع ، فلو غفر ورحم ، لما أمر بالقطع . ] 50.
ومن بديع اختيار الفاصلة :
قوله تعالى : ( فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون ) 51.
وقوله سبحانه : ( وخسر هنالك الكافرون ) 52. فقد ختم الآية الأولى بقوله : ( المبطلون ) ، وختم الآية الثانية بقوله ( الكافرون )، وذلك لأن كل كلمة مناسبة للسياق الذي وردت فيه ، فالأولى وردت في سياق الحق ، ونقيض الحق الباطل. والثانية في سياق الإيمان ، ونقيض الإيمان الكفر . فما أجله من كلام ، وما أعظمه من تعبير . 53
ثانيا : - المناسبة بين الآيات :
أما ارتباط الآية بالآية ، فينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : - أن يظهر الإرتباط بين الآية الثانية والآية الأولى ، بأن كانت الآية الثانية سببا للأولى ، أو مفسرة لها ، أو مؤكدة ، أو بدلا ، أو جاءت معترضة ، إلى غير ذلك من وسائل الإرتباط . وهذا النوع لا يتطلب كثير جهد في استخراج المناسبة ، ما دام الطالب لمعرفتها ، واستخراجها ، مستوفيا للشروط التي يجب توافرها في المفسر ، لأن الترابط واضح .
ومن أمثلة هذا القسم :
أ - أن تكون الآية الثانية سببا للأولى : وذلك مثل قوله تعالى : - ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون . ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوايفترون ) 54
ووجه النظم : أنه تعالى لما قال في الآية الأولى : ( ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ) ،(1/17)
قال في الآية الثانية : ( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ) أي : ذلك التولي والإعراض إنما حصل بسبب أنهم قالوا : ( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ) 55
ب - أن تكون الآية الثانية تفسيرا للأولى : - وذلك مثل قوله تعالى : - ( وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبل الرشاد . ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار ) 56
قال الآلوسي : ( وترك العطف في النداء الثاني وهو : (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع ..) لأنه تفسير لما أجمل في النداء قبله من الهداية إلى سبيل الرشاد ، فإنها التحذير من الإخلاد إلى الدنيا ، والترغيب في إيثار الآخرة على الأولى ، وقد أدى ذلك فيه على أتم وجه وأحسنه . ) 57
ومثله قوله تعالى :( إن الإنسان خلق هلوعا . إذا مسه الشر جزوعا .وإذا مسه الخير منوعا .) 58
[ فقوله : ( إذا مسه الشر ... الآيات ) تفسير لقوله : هلوعا . ويؤتى بالتفسير إذا كان في الكلام خفاء يحتاج إلى ما يكشفه ويبينه . 59
ث - أن تكون الآية الثانية تأكيدا للأولى :
مثل قوله تعالى : - ( ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجوة وتدعونني إلى النار . تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار . ) 60
فقوله : ( ويا قوم ما لي أدعوكم ..) تأكيد لما قبله ، فقد كرر نداءهم إيقاظا لهم عن سنة الغفلة، واهتماما بالمنادى له ، ومبالغة في توبيخهم على ما تقابلون به دعوته . 61
ج - أن تكون الآية الثانية بدلا من الأولى : مثل قوله تعالى : ( إهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم .) 62
وقوله تعالى :(وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض .) 63 .فإن لفظ ( الصراط ) الثانية في الآيتين بدل من الأولى فيهما ، والبدل موضح ، ومبين للمبدل منه . 64
ح - أن تكون الآية معترضة : -(1/18)
فبالاضافة إلى أن الإعتراض يقع مؤكدا لمفهوم الكلام الذي وقع فيه ، ومقررا له في نفوس السامعين ، فإنه يأتي لأغراض بلاغية ، . منها :
أنه يأتي لتعظيم المقسم به ، وتفخيمه ، وذلك كما في قوله تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم . وإنه لقسم لو تعلمون عظيم . إنه لقرآن كريم . ) 65
ففي هذا الكلام اعتراضان : أحدهما قوله : ( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) ، لأنه اعتراض بين القسم الذي هو : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) ، وبين جوابه : ( إنه لقرآن كريم ) .
والثاني : قوله : ( لو تعلمون ) ، وهو اعتراض بين الموصوف الذي هو :( قسم )، وبين صفته ، الذي هو :( عظيم )
وفائدة الاعتراض : هو تعظيم شأن المقسم به في نفس القارئ ، أو السامع ، أي : أنه من عظم الشأن وفخامة الأمر ، بحيث لو علم ذلك لوفى حقه من التعظيم . 66
فالإعتراض ليس وسيلة للتحسين فحسب ، وليس حشوا يمكن الإستغناء عنه ، بل إنه إذا وقع موقعه المناسب ، كان من مقتضيات النظم ، ومن مقتضيات المقام ، ولو أسقط من السياق سقط معه جزء أصيل من المعنى ، فهو يحمل بجانب كونه جزءا من المعنى الأصلي ، معاني فرعية أخرى ، تلتحم جميعا في تكوين معنى كلي . .
القسم الثاني : - وهو ما لا يظهر الإرتباط فيه بين الآيتين :
لقد جرت عادة القرآن إذا ذكر أحكاما ، أن يذكر بعدها وعدا أووعيدا ، ليكون باعثا على العمل ، ثم يذكر آيات توحيد ، وتنزيه ، ليعلم عظم الآمر والناهي . فتبدو - في الظاهر - كل آية مستقلة عن الأخرى ، وأنها خلاف النوع المبدوء به .
وينقسم هذا القسم إلى قسمين : -
أ – أن تكون الآية الثانية معطوفة على ما قبلها بحرف من حروف العطف ، فتشاركها في الحكم ، ولا بد أن تكون بينهما جهة جامعة ، إذ لا بد منها عند العطف ، كقوله تعالى : ( والله يقبض ويبصط ) 67 فالجهة الجامعة هي :
التضاد . وأمثلة هذا القسم تظهر في : الطباق68 ، والمقابلة 69.(1/19)
أما الطباق : - فهو أن يجمع بين متضادين مع مراعاة التقابل ، مثل : البياض ، والسواد ، والليل ، والنهار. وهو قسمان : لفظي ، ومعنوي .
فاللفظي ، مثل قوله تعالى : - ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ) 70.
وكقوله تعالى : - ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) 71.
وأما الطباق المعنوي ، فمثل قوله تعالى : - ( قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيئ إن أنتم إلا تكذبون . قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون . ) 72
ومعناه : ربنا يعلم إنا لصادقون . 73
وأما المقابلة : - وهي ذكر الشيء مع ما يوازيه في بعض صفاته ، ويخالفه في بعضها . وهي قريبة من الطباق ، ويفرق بينهما من وجهين : أحدهما : أن الطباق لا يكون إلا بين الضدين غالبا .
والمقابلة : تكون لأكثر من ذلك غالبا .
ثانيهما : الطباق لا يكون إلا بالأضداد . والمقابلة تكون بالأضداد وغيرها . فالمقابلة أعم من الطباق ، وعليه فكل طباق مقابلة ، وليس العكس .
مثال المقابلة : قوله تعالى : ( فلا صدق ولا صلى . ولكن كذب وتولى ) 74 فقابل بين : صدق ، وكذب . وبين صلى : الذي هو الإقبال على الله تعالى ، وتولى : الذي هو الإعراض عنه . 75
ب : - ألا تكون الآية الثانية معطوفة على الأولى : -
إذا لم يكن هناك عطف بين الجملتين ، فلا بد إذن من دعامة يعتمد عليها في الربط ، وتؤذن بارتباط الكلام ، وهي قرينة معنوية يدركها المسستنبط ببصيرته النفاذة ، كإلحاق النظير بالنظير ، كما في قوله تعالى من سورة الأنفال : ( يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) 76 ثم بين أوصافهم ، وختم ذلك بقوله : ( أولئك هم المؤمنون حقا ) 77. وذكر جزاءهم فقال : ( لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) 78.(1/20)
والنظير هنا : في أن الغنائم لما انتزعت من أيدي المجاهدين في أول الأمر ، وجعلت لله والرسول - صلى الله عليه وسلم - ، تألم بعضهم لحرمانه منها ، فألحق الله ذلك بكراهيتهم للخروج إلى الجهاد في أول الأمر ، وتبينهم بعد ذلك أن في الخروج الغنيمة والنصر ، وعز الإسلام ، وهلاك الأعداء ، كأنه يقول : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) 79
ومن الروابط : الإستطراد 80 :-
ومثاله : قصة آدم في سورة الأعراف ، وفيها بدو السوأة ، واستطرادا في هذا الباب قال : ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ، ولباس التقوى ذلك خير ، ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ) . 81 ، إظهارا للمنة فيما خلق من اللباس ، ولما في العري وكشف العورة من المهانة والفضيحة ، وإشعارا بأن الستر باب عظيم من أبواب التقى . ثم رجع إلى تكملة القصة فقال : ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة .. ) . 82
ومن أوجه الربط : الانتفال من حديث إلى حديث تنشيطا للسامع ، والربط بين الحديثين باسم الإشارة . ومثاله : أنه – سبحانه – لما تحدث عن بعض الأنبياء في سورة ( صّ ) ، ختم هذا الحديث بقوله : ( واذكر اسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار . هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب ).83 فقوله : هذا ذكر : يشير إلى ذكر الأنبياء ، ثم يشرع في ذكر الجنة ، وبعد ذلك يشرع في ذكر النار ، فيقول : ( هذا وإن للطاغين لشر مآب. جهنم يصلونها فبئس المهاد . ) 84
ومن الروابط : حسن التخلص :(1/21)
كأن يصل إلى غرضه أثناء الحديث عن شيء ، إلى شيء آخر ، كالحديث عن موسى - عليه السلام - في سورة الأعراف في أكثر من أربعين آية ، ثم يصل إلى الحديث عن محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وبعد ذلك يعود لإتمام الحديث عن موسى - عليه السلام - ، قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون . الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .. الآيات ) 85 وبعد ذلك يعود فيقول : ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) 86
المبحث الثالث : : - أنواع المناسبات :
إن التآلف والترابط والتناسب كما هو حاصل بين آيات القرآن الكريم في السورة الواحدة ، حاصل بين سور القرآن ، فأنت لا تقرأ سورة من سور القرآن بإمعان ، إلا وتجد بينها وبين سابقتها مناسبة ورابطة ، تظهر سر الإعجاز في ترتيب سوره .
وهو على ثلاثة أقسام :-
القسم الأول : مناسبة فواتح السور لخواتمها : - من ذلك ما في سورة القصص ، فقد بدأت بقصة موسى عليه السلام ، والوعد برده إلىأمه ، ودعائه ألا يكون ظهيرا للمجرمين . ثم ختم الله السورة بتسلية رسولنا – صلى الله عليه وسلم - بخروجهمن مكة ، ووعده بالرجوع إليها ، ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) 87 وقد عاد إليها فاتحا منتصرا ، وقيل له : ( فلا تكونن ظهيرا للكافرين ) 88.
وسورة ( المؤمنون ) افتتحت بقوله تعالى :(قد أفلح المؤمنون ) 89، وورد قبل آخرها بآية : ( إنه لا يفلح الكافرون ) 90.
وسورة ( صّ ) بدأها بالذكر في قوله تعالى : ( صّ والقرآن ذي الذكر ) 91.وقال قبل آخرها بآية : ( إن هو إلا ذكر للعالمين ) 92
وفي سورة ( القلم ) نفى في أولها ما رمي به – صلى الله عليه وسلم - من الجنون ، فقال : ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) 93. وفي آخرها حكى قول المشركين ، فقال :
( ويقولون إنه لمجنون ) 94. فسبحان من نفى عن رسوله التهمة قبل حكايتها .(1/22)
القسم الثاني : مناسبة افتتاح السورة لخاتمة ما قبلها :
قال الزركشي : ( إذا اعتبرت افتتاح كل سورة ، وجدته في غاية المناسبة لما ختمت به السورة قبله ، ثم هو يخفى تارة ويظهر أخرى ) 95. كقوله سبحانه في آخر سورة ( الطور ) : ( ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ) 96. ثم قال في السورة التي تليها :( والنجم إذا هوى ) 97.
وافتتاح سورة الحديد بالتسبيح بقوله تعالى : ( سبح لله ما في السموات والأرض ) 98 ، فإنه في غاية المناسبة لختام سورة الواقعة التي قبلها ، والتي أمرت به بقوله ( فسبح باسم ربك العظيم . ) 99
القسم الثالث : مناسبة افتتاح السورة لمقاصدها :
فسورة الإسراء افتتحت بالتسبيح بقوله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ..) . 100
وسورة الكهف وهي تالية لها في الترتيب افتتحت بالحمد ، بقوله تعالى : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ) 101.قال ابن الزملكاني : ( إن سورة ( سبحان ) لما اشتملت على الإسراء الذي كذب المشركون به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتكذيبه تكذيب لله سبحانه وتعالى ، أتى بـ ( سبحان ) لتنزيه الله تعالى عما نسب إلى نبيه من الكذب . وسورة الكهف لما أنزلت بعد سؤال المشركين عن قصة أصحاب الكهف ، وتأخر الوحي ، نزلت مبينة أن الله لم يقطع نعمته عن نبيه ، ولا عن المؤمنين ، بل أتم عليهم النعمة بإنزال الكتاب ، فناسب افتتاحها بالحمد على هذه النعمة . ) 102.و هذا باب واسع ، يحتاج إلى بحث مستقل ، أكتفي منه بهذا القدر. 103
المبحث الرابع : - موقف العلماء من التناسب ، ومصنفاتهم في هذا العلم :
أ - المؤيدون لوجود التناسب بين الآيات والسور :(1/23)
تعد مناسبة الآيات والسور ، وارتباط مبانيها ، من وجوه إعجاز القرآن الكريم ، وهو علم لم يكتب له الظهور إلا في أوائل القرن الرابع الهجري ، ويعد أبو بكر النيسابوري أول من سبق إلى هذا العلم ، وكان متفقها في الشريعة والأدب ، وكان يقول على الكرسي : ( لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه ..؟ وما الحكمة في جعل هذه السورة ملاصقة للأخرى .؟ وكان يلقي باللائمة على علماء بغداد لإهمالهم علم المناسبات ) 104.
والمتدبر لكتاب الله يجد أنه بالرغم من نزوله مفرقا منجما ، لكنه تم مترابطا محكما ،
قال أبو بكر بن العربي في كتابه ( سراج المريدين ) : ( ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة ، متسقة المعاني ، منتظمة المباني ، علم عظيم ، لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة ، ثم فتح الله عز وجل لنا فيه ، فلما لم نجد له حملة ، ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه ، وجعلناه بيننا وبين الله ، ورددناه إليه . ) 105
وقد حظي هذا العلم باهتمام الإمام فخر الدين الرازي( توفي سنة 606 هـ ) ، الذي وصفه بقوله : ( إن أكثر لطائف القرآن مودعة فيه .) 106(1/24)
وقال محيي الدين ابن عربي ( لا بد من مناسبة بين آي القرآن ، وإن كان بينهما بعد ظاهر ، ولكن لا بد من وجه جامع بين الآيتين مناسب ، هو الذي أعطى أن تكون هذه الآية مناسبة لما جاورها من الآيات ، لأنه نظم إلهي ، وما رأينا أحدا ذهب إلى النظر في هذا إلا الرماني ( توفي سنة 386هـ) من النحويين ، فإن له تفسيرا للقرآن ، أخبرني من وقف عليه أنه نحا في القرآن هذا المنحى .. ثم يقول : إن مسمى الآية إذا لزمتها أمور من قبل أو بعد ، يظهر من قوة الكلام أن الآية تطلب تلك اللوازم ، فلا تكمل الآية إلا بها ،وهو نظر الكامل من الرجال ، فمن ينظر في كلام الله علىهذا النمط ، فإنه يفوز بعلم كبير ، وخير كثير ، فإن الحق سبحانه ، لا يعين لفظا ، ولا يقيد أمرا ، إلا وقد أراد من عباده أن ينظروا فيه ، من حيث ما خصصه وأفرده لتلك الحالة ، أو عينه بتلك العبارة ، ومتى لم ينظر الناظر في هذه الأمور بهذه العين ، فقد غاب عن الصواب المطلوب . ) 107
وقال الإمام برهان الدين ابراهيم بن عمر البقاعي : ( علم مناسبات القرآن : علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه ، وهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه الحال ،وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها ، ويفيد ذلك معرفة المقصود من جميع جملها ، فلذلك كان هذا العلم في غاية النفاسة ، وكانت نسبته من علم التفسير ، نسبة علم البيان من النحو .) 108
ويرى الشيخ سعيد حوى في مقدمة تفسيره : ( أن علماءنا دندنوا حول ضرورة البحث عن الصلة والمناسبة بين الآيات في السورة الواحدة ، وعن الصلة والمناسبة بين سور القرآن عامة ، ثم يقول : ولكن وإن عرج بعض المفسرين على هذا الموضوع ، فإن أحدا لم يستوعب القرآن كله بذكر الربط والمناسبة بين الآيات في السورة الواحدة ، وبين سور القرآن بعضها مع بعض على ضوء نظرية شاملة .) 109
ب - المعارضون لوجود التناسب بين الآيات والسور :(1/25)
ورد عن بعض العلماء إنكار لهذ الفن ، بزعم أنه تكلف محض ، وكان من أبرزهم : سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام ، والإمام المفسر محمد بن علي الشوكاني .
قال سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام : ( واعلم أن من الفوائد أن من محاسن الكلام أن يرتبط بعضه ببعص ، ويتشبث بعضه ببعض ، لئلا يكون مقطعا متبرا ، وهذا بشرط أن يقع الكلام في أمر متحد ، فيرتبط أوله بآخره ، فإن وقع على أسباب مختلفة ، لم يشترط فيه ارتباط أحد الكلامين بالآخر، ومن ربط ذلك فهو متكلف ، لما لم يقدر عليه إلا بربط ركيك ، يصان عن مثله حسن الحديث ، فضلا عن أحسنه ، فإن القرآن نزل على الرسول – صلى الله عليه وسلم - في نيف وعشرين سنة ، في أحكام مختلفة ، شرعت لأسباب مختلفة غير مؤتلفة ، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض ، إذ ليس يحسن أن يرتبط تصرف الإله في خلقه وأحكامه بعضه ببعض ، مع اختلاف العلل والأسباب .. ثم أخذ يضرب أمثلة لذلك ) 110
فسلطان العلماء : - كما يظهر من كلامه - ، لم يعارض وجود المناسبة والترابط بين الكلام ، لكنه اشترط أن يقع الكلام في أمر متحد ، وما عدا ذلك فهو يراه أمر متكلفا .
أما الإمام محمد بن علي الشوكاني : - فقد أنحى باللوم ، بل بالتقريع على أئمة التفسير القائلين بالتناسب في القرآن الكريم ، وأطال في الإستدلال لرأيه ، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة - : ( يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ..) 111(1/26)
وقال : ( اعلم أن كثيرا من المفسرين جاءوا بعلم متكلف ، وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته ، واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة ، بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه ، في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه ، وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية ،المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف ، فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ، ويتنزه عنها كلام البلغاء ، فضلا عن كلام الرب سبحانه .) 112
ونرد عليه بأن للمناسبة فائدة وأي فائدة ، إذ أنها تساعد في ترجيح رأي على آخر إذا تساويا في القوة ، وكان أحدهما أليق بارتباط أجزاء الآية ، أو الآيات ، فإن العقل يتوجه بداهة لترجيح ما هو الأولى بنظم الكلام .
أما قوله بأن فن المناسبة ( كلام بمحض الرأي المنهي عنه ) فغير مقبول ، لأن الرأي المنهي عنه هو الرأي الناشئ عن الهوى ، أو غير الملتزم بضوابط التفسير .
قال الإمام الشاطبي : ( إن إعمال الرأي في القرآن جاء ذمه ، وجاء أيضا ما يقتضي إعماله ، فما كان موافقا كلام العرب ، والكتاب والسنة ، فهذا لا يمكن إهمال مثله لعالم بهما ، أماالرأي غير الجاري على موافقة العربية ، أو غير الجاري على الأدلة الشرعية ، فهذا هو الرأي المذموم ، المنهي عنه .) 113
كما أن ذكر المناسبة بين الآيات والسور : ليس تكلما بمحض الرأي ، بل هو يبرز الوحدة المعنوية بين آيات وسور الكتاب العزيز ، ويرسخ الإعتقاد بإعجاز القرآن الكريم ، لما يبديه هذا العلم من لطائف القرآن وأسراره ، كما أنه يعزز رأي العلماء الذين يرون أن ترتيب السور توقيفي ، لا اجتهاد فيه . أما قوله : ( فقد جاءوا بتكلفات وتعسفات ..الخ ) : ففيه حيف على المفسرين ،(1/27)
فما أكثر المناسبات الذكية التي يقبلها العقل ، ويطرب لها الذوق ، وإذا قمنا برفض أي علم لأخطاء وقعت فيه ، لما بقي لنا علم ، ولا تفسير الشوكاني نفسه ، لما فيه من روايات ضعيفة ، وموضوعة ، يوردها دون أن ينبه عليها . 114
وتابعهما في هذا الرأي ( من المحدثين ) الدكتور : صبحي الصالح ، حيث قال : -
( فإن وقع – أي التناسب – في أمور متحدة ، مرتبطة أوائلها بآخرها ، فهذا تناسب معقول مقبول ، وإن وقع على أسباب مختلفة ، وأمور متنافرة ، فما هذا من التناسب في شيء .) 115
وقد خالف جمهور الأمة أصحاب هذا الرأي ، ووهموا قائليه ، وأكدوا وجود التناسب بين الآيات والسور . ومن هؤلاء : الشيخ ولي الله محمد بن أحمد الملوي المنفلوطي الشافعي ، حيث قال :
( قد وهم من قال : لا يطلب للآي الكريمة مناسبة ، لأنها على حسب الوقائع المفرقة ، وفصل الخطاب : أنها على حسب الوقائع تنزيلا ، وعلى حسب الحكمة ترتيبا وتأصيلا ، مرتبة سوره كلها ، وآياته بالتوقيف . إلى أن يقول : . والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول كل شيئ عن كونها مكملة لما قبلها ، أو مستقلة ، ثم المستقلة : ما وجه مناسبتها لما قبلها ، ففي ذلك علم جم ، وهكذا في السور ، يطلب وجه اتصالها بما قبلها ، وما سيقت له .) 116(1/28)
وأشار الإمام الشاطبي إلى تعدد القضايا في السورة الواحدة ، وأكد أن هذا التعدد لا يمنع من وجود الترابط والتناسب بين الآيات ، فقال : ( غيرأن الكلام المنظور فيه ، تارة يكون واحدا بكل اعتبار ، بمعنى : أنه أنزل في قضية واحدة ، طالت أو قصرت ، وعليه أكثر سور المفصل . وتارة يكون متعددا في الاعتبار ، بمعنى : أنه أنزل في قضايا متعددة ، كسورة البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، واقرأ باسم ربك وأشباهها ، ولا علينا أنزلت السورة بكمالها دفعة واحدة ، أم نزلت شيئا بعد شيء . ويقول : فسورة البقرة مثلا كلام واحد باعتبار النظم ، واحتوت على أنواع من الكلام بحسب ما بث فيها ، منها ما هو كالمقدمات والتمهيدات بين يدي الأمر المطلوب ، ومنها ما هو كالمؤكد والمتمم ، ومنها ما هو المقصود في الانزال ... ثم يقول : وسورة المؤمنين نازلة في قضية واحدة ، وإن اشتملت على معان كثيرة ، فإنها من المكيات ، وغالب المكي أنه مقرر لثلاثة معان ، أصلها معنى واحد ، وهو : الدعاء إلى عبادة الله تعالى ... إلى أن يقول : فالقرآن كله كلام واحد بهذا الإعتبار .) 117
وإضافة لما سبق يمكنني القول : بأن التعدد والتنوع في القضايا والأغراض ، هو نفسه الدافع إلى تلمس وجه المناسبة بين الآية وجارتها ، أما إذا كان المعنى واحدا في آيات السورة ، فلماذا نلتمس المناسبة ..؟ وهل تعقد مناسبة بين الشيء ونفسه ..؟
ثم إن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم ، وتحداهم أن يأتوا بمثله ، وتدرج معهم في التحدي ، إلى أن اقتصر التحدي على سورة واحدة : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ..) 118 ، لم يقولوا إنه مختلف القضايا والأغراض ، لا رابطة تربطها ، ولا سياق يجمعها . ولو كان في وسعهم – و هم أرباب الفصاحة ، وفرسان البيان – ، أن يجدوا ثغرة للنفاذ منها لقول مثل ذلك لما ترددوا .(1/29)
كما أن من الواضح ، أن كل من ألف كتابا مشتملا على مطالب متفرقة ، وقضايا مختلفة ، يلاحظ في ترتيبها مناسبة وارتباطا ، فكيف بالحكيم المتعال ..؟
ت - المفسرون وعلم المناسبات :
اعتنى كثير من المفسرين بعلم مناسبات القرآن الكريم في تفاسيرهم ، على اختلاف مشاربهم ،وكما دندنوا حول المناسبة بين الآيات ، بحثواعن الصلة ، والمناسبة ، بين سور القرآن عامة ، وكانوا بين مقل ومكثر . وكان أبو بكر النيسابوري :أول من سبق إلى هذا العلم ، وكان يلقي باللائمة على علماء بغداد لإهمالهم علم المناسبات ، والكلام في هذا الشأن .
وتعرض أحمد بن عمار المهدوي للوحدة المعنوية بين آيات القرآن الكريم ، وساق بعض الشواهد على التناسب بين آيات القرآن ، منها :
قوله عند تفسيره لقوله تعالى : ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) 119 وما بعدها ، وهو قوله : ( ولله ما في السماوات والأرض ) 120ووجه التناسب : ( إنما اتخذ إبراهيم خليلا لحسن طاعته ، لا لحاجته إليه ، لأن له ما في السموات والأرض ) 121.
وعرض الزمخشري في تفسيره الكشاف ، لإعجاز وأسرار الجمال القرآني ، وفيه يقول ( وهذه الأسرار والنكت ، لا يبرزها إلا علم النظم ، وإلا بقيت محتجبة في أكمامها ) 122وكان للمناسبة في كتابه حظ أوفى ممن سبقه من المفسرين .
وصنف ابن عطية كتابه في التفسير : ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) ، وتعرض فيه للوحدة المعنوية بين آيات القرآن الكريم ، التي يرى أكثر البلاغيين والمفسرين أنها مظهر من مظاهر الإعجاز البياني في كتاب الله . فهو يقول في الإنتظام الوارد بين قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) 123، وبين الآية التي قبلها124: ( هذه الآية منتظمة في معنى التي قبلها ، أي : لا يمنعكم تخريب مسجد من أداء العبادات ، فإن المسجد المخصوص للصلاة إن خرب ، فثم وجه الله موجود حيث توليتم ) 125.(1/30)
وكان فخر الدين الرازي أكثر المفسرين اعتناء بعلم المناسبات ، قال الزركشي : ( وقد قل إعتناء المفسرين بهذا العلم ، وممن أكثر منه الإمام فخر الدين الرازي ، وقال في تفسيره : أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط .) 126 ، والشواهد في تفسيره : ( التفسير الكبير) كثيرة .
واهتم ابن جزي الكلبي اهتماما بالغا بعلم المناسبة بين الآيات والسور في تفسيره : ( التسهيل لعلوم التنزيل ) ، اقتداء بشيخه : ابن الزبير الغرناطي . وعند تعرضه لتفسير آية مصارف الزكاة : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ..) 127، يطرح سؤالا عن سبب ذكر مصارف الزكاة في تضاعيف ذكر المنافقين ، ويجيب عنه بقوله : ( إنه حصر مصارف الزكاة في تلك الأصناف ، ليقطع طمع المنافقين فيها ، فاتصلت هذه الآية في المعنى بالآية التي سبقتها ، وهي قوله تعالى : ( ومنهم من يلمزك في الصدقات . ) 128
ويعد أبو حيان الأندلسي ، من المفسرين القلائل الذين أولوا عناية للتناسب بين آيات وسور القرآن الكريم ، وتفسيره ( البحر المحيط ) حافل بالشواهد على ذلك . فهو قد درج على ذكر مناسبة أول كل سورة ، إلى آخر ما قبلها .
ومن أمثلة ذلك : ما ذكره عند تفسير قوله تعالى من أول سورة الأنبياء : ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون . )129 فقد ذكر التناسب بين أول هذه السورة ، وآخر سورة طه ، وقال :[ مناسبة هذه السورة لما قبلها : أنه لما ذكر قوله : ( قل كل متربص فتربصوا ..) 130 ، قال مشركوا مكة : محمد يهددنا بالمعاد ، والجزاء على الأعمال ، وليس بصحيح ، وإن صح ففيه بعد ، فأنزل الله تعالى : ( اقترب للناس حسابهم )] 131(1/31)
وذكر مناسبة أول سورة عبس ، وهو قوله تعالى : ( عبس وتولى . أن جاءه الأعمى . ) 132 للسورة التي قبلها – وهي سورة النازعات – فقال : مناسبتها لما قبلها أنه لما ذكر قوله : ( إنما أنت منذر من يخشاها . ) 133 ، ذكر في هذه من ينفعه الإنذار ، ومن لم ينفعه الإنذار ، وهم الذين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يناجيهم في أمر الإسلام ، كعتبة بن ربيعة ، وأبي جهل ، وأمية بن خلف، وأبي 134
وقد أورد أبو حيان شواهد كثيرة على التناسب المعنوي بين آيات القرآن الكريم ، من ذلك قوله : وهو يفسر آية التحدي في سورة البقرة عند قوله تعالى : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا .. الآية ) 135 قال : ( مناسبة هذه الآية لما قبلها : أنه لم يحتج عليهم بما يثبت الوحدانية ، ويبطل الشرك ، وعرفهم أن من جعل لله شريكا فهو بمعزل من العلم والتمييز ، ويحتج على من شك في النبوة بما يزيل شبهته ، وهو كون القرآن معجزة ، ويبين لهم كيف يعلمون أنه من عند الله ، أم من عنده ، أن يأتوا هم ، ومن يستعينون به بسورة ) 136
وعند تفسيره لقوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم .. الآية ) 137يبرز التناسب بين هذه الآية وما قبلها فيقول : ( مناسبة هذه الآية لما قبلها هي : أنه تعالى لما ذكر ثواب من أقدم على الجهاد ، أتبعه بعقاب من قعد عن الجهاد ، وسكن في بلاد الكفار ) 138 . ويظهر الثواب الذي ذكره في قوله تعالى قبل هذه الآية : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما . درجات منه ومغفرة ورحمة ..) 139. ولا يتوقف في هذه السورة عند ذكر تناسب آياتها ، بل يورد التناسب بين أول السورة وآخرها ، فيقول : ( ختمت هذه السورة (يعني سورة النساء ) بهذه الآية ، ( يعني آية الكلالة ) ، كما بدئت أولا بأحكام الأموال في الإرث وغيره ، ليشاكل المبدأ المقطع ، وكثيرا ما وقع ذلك في السور . ) 140(1/32)
واهتم بها كذلك عدد من المفسرين ، منهم : الشهاب الخفاجي ، في حاشيته على تفسير البيضاوي . والإمام نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري ، في تفسيره : غرائب القرآن ، ورغائب الفرقان . والعلامة أبو السعود ، محمد بن محمد العمادي ، في تفسيره : إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم . والآلوسي ، شهاب الدين محمود في تفسيره روح المعاني . وغيرهم الكثير . وتفاسيرهم حافلة بالشواهد والأمثلة ، التي لا يتسع لها هذا البحث .
كما حاول بعض العلماء والمفسرين من القدامى والمعاصرين ، أن يحددوا للسورة القرآنية أهدافا ومقاصد عامة تعنى بها السورة ، وقد أعانت هذه الأهداف والمقاصد على تبين أوجه الربط بين آيات السورة القرآنية .
ومن العلماء الذين لهم إسهامات في هذا المجال كل من : شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسيره لسورتي الفاتحة ، والإخلاص 141 ، وتلميذه : ابن القيم في تفسيره لسورتي الفاتحة والمعوذتين142.
وحاول الدكتور محمد أحمد السنباطي أن يجعل من : الإمام ابن القيم رائدا لهذا الاتجاه143 ، وتابعه في ذلك الدكتور : زاهر بن عوض الألمعي ، في كتابه ( دراسات في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ) 144 .
وتعرض ( الفيروزآبادي ) لبيان الأهداف والمقاصد لسور القرآن الكريم ، في كتابه ( بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ) 145
واهتم صاحب تفسير المنار ببيان أهداف السورة القرآنية ، حيث كان يضع في خاتمة تفسير كل سورة ، ملخصا لأهم موضوعاتها ، وقضاياها . 146
وألف الدكتور : عبد الله شحاتة ، كتابا متخصصا في هذا الموضوع تحت عنوان : أهداف كل سورة ، ومقاصدها في القرآن الكريم . 147(1/33)
كما حاول بعض العلماء إبراز الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية ، مثل : نابغة الأزهر : الدكتور محمد عبد الله دراز ، وتحدث عن ذلك في كتابه العظيم : ( النبأ العظيم ) فقال : ( واعلم أنه ليس من همنا الآن أن نكشف لك عن جملة الوشائج اللفظية والمعنوية التي تربط أجزاء هذه السورة الكريمة بعضها ببعض ، فتلك دراسة تفصيلية لها محلها من كتب التفسير ، وإنما نريد أن نعرض عليك السورة عرضا واحدا ، نرسم به خط سيرها إلى غايتها ، ونبرز به وحدة نظامها المعنوي في جملتها ، لكي ترى في ضوء هذا البيان كيف وقعت كل حلقة في موقعها من تلك السلسلة العظمى ... . ثم يبين أهمية تحديد عمود السورة قبل الخوض في بيان المناسبات بين أجزائها فيقول : بيد أننا قبل أن نأخذ فيما قصدنا إليه ، نحب أن نقول كلمة ساق الحديث إليها ، وهي : أن السياسة الرشيدة في دراسة النسق القرآني ، تقضي بأن يكون هذا النحو من الدرس هو الخطوة الأولى فيه فلا يتقدم الناظر إلى البحث في الصلات الموضعية بين جزء جزء منه - وهي تلك الصلات المبثوثة في مثاني الآيات ومطالعها ومقاطعها - إلا بعد أن يحكم النظر في السورة كلها ، بإحصاء أجزائها ، وضبط مقاصدها ، على وجه يكون معوانا له على السير في تلك التفاصيل عن بينة ... ... إلى أن يقول : وبهذا تعرف مبلغ الخطأ الذي يتعرض له الناظرون في المناسبات بين الآيات ، حين يعكفون على بحث تلك الصلات الجزئية بينها بنظر قريب إلى القضيتين أو القضايا المتجاورة ، غاضين أبصارهم عن هذا النظام الكلي الذي وضعت عليه السورة في جملتها : فكم يجلب هذا النظر القاصر لصاحبه من جور عن القصد .؟ وكم ينأى به عن أروع نواحي الجمال في النظم .)148
ومن المهتمين والمبرزين في هذا الجانب : الشهيد سيد قطب ، في تفسيره ( في ظلال القرآن ) 149 فقد استوعب جميع سور القرآن الكريم ، في بيان وحدتها الموضوعية ، والجرس الموسيقي المتناسب مع الآيات والمعاني .(1/34)
وقد اهنم الشيخ محمود شلتوت – شيخ الجامع الأزهر – ببيان مقاصد السورة ، ووحدتها الموضوعية ، من خلال تفسيره الذي فسر فيه عشر سور من القرآن الكريم ، يقول في تفسيره لسورة آل عمران : ( ونحن إذ نقرأ السورة ، نجدها قد برزت فيها العناية بأمرين عظيمين ، لهما خطرهما في سعادة الأمم وشقائها :
الأول : تقرير الحق في قضية العالم الكبرى ، وهي مسألة الألوهية ، وإنزال الكتب ، وما يتعلق بها من أمر الدين ، والوحي ،والرسالة .
والثاني : تقرير العلة التي من أجلها ينصرف الناس في كل زمان ومكان ، عن التوجه إلى معرفة الحق ، والعمل على إدراكه ، والتمسك به ) 150 ثم يشرع في تفصيل الأمرين .
كما اهتم بها الشيخ عبد العزيز جاويش ، ودعا إلى تلمس الوحدة الموضوعية في السورة القرآنية ، التي تبين بصورة جلية ارتباط الآي بعضها ببعض ، فتتناسق آياتها ، وتتلاحم ، حتى تكون كالسبيكة الواحدة ، فقال : ( قد يغفل المفسر عما بين آيات القرآن من الارتباط ، والتناسب ، وما قد يفيد بعضها بعضا من البيان ، أو التقييد ، فيأخذها بالتأويل ، مفككة العرى ، مبددة النظم ، حتى إذا استعصى عليه أمرها ، ونبا عقله عن فهمها ، لا يزال يركب في تأويلها صعاب المراكب ، ويلتمس بلوغ معانيها بتسنم الجبال ، وقطع السباسب ، وقلما سلمت أقدامهم من العثار ، أو استطاعوا إبراز ما فيها من الآثار ) 151
كما كانت للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس ، نظرات ثاقبة في تبيين الوحدة الموضوعية في السور القرآنية ، من خلال استعراضه للقصص القرآني في كتابه : القصص القرآني ، إيحاؤه ، ونفحاته ،152
ث - المصنفات في علم المناسبات :(1/35)
لم يظهر التصنيف في هذا العلم - على عظيم فوائده - ، إلا في أواخر القرن الثامن الهجري ، حينما ألف ابن الزبير الغرناطي مصنفه ( البرهان في ترتيب سور القرآن ) 153. وقد رأى أنه لم يسبق إليه ، فقال : ( ولم أر في هذا الضرب شيئا لمن تقدم وغبر ، وإنما ندر لبعضهم توجيه ارتباط آيات في مواضع متفرقات .)154وهو يعني بذلك أن هناك محاولات قبله في معرفة أسرار ترتيب الآيات ، أما ترتيب السور ، فيرى أنه : (لم يقرع أحد هذا الباب قبله ، ممن تأخر أو تقدم .) 155
وبعد ابن الزبير ألف الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفى كتابه :
( نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ) 156، وكتابه مشهور في هذا الفن ، اعتنى فيه بأوجه المناسبات . وكان من أوائل الكتب التي استوعبت آيات القرآن وسوره ، ببيان وتطبيق المناسبة عليها ، بل إنه كان نقطة التحول التي لفتت الانتباه إلى وحدة السورة القرآنية ، بعد أن كان الحديث عن المناسبات مجرد إشارات لبعض المفسرين . ، فكان مرجعا ضخما ، عول عليه كل من جاء بعده .
وصنف جلال الدين السيوطي ، ثلاثة كتب في هذا الفن :
الأول : أسرار التنزيل ، وقال عنه : إنه جامع لمناسبة السور والآيات157
الثاني : - تناسق الدرر في تناسب السور ، لخصه من كتابه ( أسرار التنزيل ) 158
الثالث : مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع . وهو يتناول التناسب بين فواتح السور القرآنية وخواتمها159 .
وممن أفرد هذا العلم بالتصنيف : - من المحدثين - : عبد الله الصديق الغماري ، فوضع كتابه : (جواهر البيان في تناسب سور القرآن ).160
وكتب الدكتور محمد أحمد يوسف القاسم سالته العالمية ( الدكتوراه ) في ( المناسبات في ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره ) ونوقشت في كلية أصول الدين بالأزهر الشريف .161(1/36)
ونوقشت رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بمكة المكرمة ، للباحث : محمد مصطفى آيدين ، تحت عنوان : (المناسبات بين الأسماء الحسنى والآيات التي ختمت بها )، وقد أشرف عليها الدكتور سمير عبد العزيز شيلوة 162.
الخاتمة
بعد هذه الدراسة النظرية المختصرة لعلم المناسبات تبينت لي الحقائق التالية :
1- بمعرفة التناسب نتمكن من معرفة كيف اتسق للقرآن الكريم هذا التآلف ، وكيف استقام له هذا التناسق الذي يشهد بحق وصدق على إعجاز القرآن ، ويدل أبلغ دلالة على مصدر القرآن ، وأنه كلام الله ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) .163
2- يبين علم المناسبات الكثيرمن أسرار التعبير القرآني في التقديم والتأخير ، والإيجاز والاطناب ، ويبرز الحكمة من ضرب الأمثال ، وقص القصص ، حسب مقتضيات الأحوال.
3- إن المتأمل لتركيب آيات القرآن ، ونظم كلماته ، في الوجوه المختلفة التي يتصرف فيها ، وأسلوبه في التوفيق بين القضايا ، والأغراض المتنوعة ، مع حسن ربط ، وبراعة مسلك ، كأنه سبيكة واحدة ، أو عقد نظيم ، يترجح لديه الرأي القائل بأن ترتيبه توقيفي .
4- إن موضوع التناسب بين آيات القرآن وسوره ، والوحدة الموضوعية للسورة القرآنية ، هو من الموضوعات التي ينبغي أن تتفرغ لها جهود العلماء ، والمهتمين بالدراسات القرآنية ، فهو يعين على الفهم الصحيح لكتاب الله تعالى ، وعلى تحقيق مقاصد هذا الكتاب العظيم في نفوس المؤمنين .
و الله أسأل أن تكون هذه الدراسة على خير ما أرجو لها من الوفاء بالغرض ، والوضوح في القصد ، مع علمي بأن بينها وبين الكمال بونا شاسعا ، غير أنني لم أدخر إليه سعيا ، ولم أحتبس دونه وسعا ، ولكنه جهد المقل ، ونتاج المبتدئ ، فإن كنت قد عجزت ، ووعدت بأكثر مما أنجزت ، فحسبي أنني لم أخطئ القصد ، ولم أبخل بالجهد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الهوامش(1/37)
1- السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن ( ت911هـ) : تناسق الدرر في تناسب السور ،دراسة وتحقيق : د. عبد القادر أحمد عطا ( مقدمة التحقيق) ،دار الكتب العلمية ، بيروت . ص13-14 .
2- المدني ، محمد محمد : المجتمع المثالي كما تنظمه سورة النساء ، المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ، القاهرة ، ص 20 .
3- انظر : البلخي : مقاتل بن سليمان ( ت 150هـ) : الأشباه والنظائر في القرآن الكريم ، تحقيق ، د. عبد الله محمود شحاتة الهيئة المصرية العامة للكتاب ،: ص 300 ، والراغب الأصفهان ، الحسين بن محمد : ( ت502هـ) مفردات ألفاظ القرآن ،تحقيق : صفوان عدنان داوودي ، دار القلم ، دمشق ، ص 102. وابن منظور ، جمال الدين محمد بن مكرم الانصاري (ت 711هـ) : لسان العرب دار إحياء التراث العربي ، ط2 ، بيروت . مادة ( آية ) ج1/ ص 282.
4- غزلان ، عبد الوهاب : البيان في مباحث من علوم القرآن ،المكتبة الأزهرية ، القاهرة ص 219- 220 . والزرقاني ، محمد عبد العظيم : مناهل العرفان ،دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ج1/ ص 339 .و الكومي ، د. أحمد السيد وزميله : فصل الخطاب في سلامة القرآن الكريم ، ط2، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، ص 11-12.
5- انظر : ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي( ت852هـ) : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، المطبعة السلفية ومكتبتها ، القاهرة ج8/ ص125 . و ج9 / ص 32 . وانظر السيوطي : الإتقان في علوم القرآن تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ، مكتبة دار التراث ، القاهرة ج1/ ص 173.
6- الزركشي ، محمد بن عبد الله ( ت794هـ): البرهان في علوم القرآن ،علق عليه :د. مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت ج1/ ص323 . وانظر السيوطي : : الإتقان ( مرجع سابق ) ج1/ ص 172 . و د. عباس ، د. فضل حسن : إتقان البرهان في علوم القرآن ، دار الفرقان ، ط1 ، عمان . ج1/ ص429-455.(1/38)
7- أبو عودة ، د . عودة خليل: التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن ، ط1، مكتبة المنار ، الزرقاء ، ص 496.
8- الكومي ، أحمد السيد : فصل الخطاب ( مرجع سابق )، ص 14 .
وانظر : الخازن ، علاء الدين ابراهيم البغدادي : تفسير الخازن ( لباب التأويل في معاني التنزيل) المكتبة التجارية الكبرى ، القاهرة : ج1/ ص 33 .
9- الزركشي : البرهان في علوم القرآن ( مرجع سابق )، ج1/ ص324-325 .
10- نقلا عن الزركشي : البرهان ، ( مرجع سابق ) ج1/ ص327 .
11- نقلا عن الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) ، ج1/ ص325 .
12- انظر : السيوطي : الاتقان ( مرجع سابق ) ، ج1 / ص 177 .
13- أخرجه ابن حنبل ، أحمد بن محمد ( ت241هـ) : المسند ،شرح أحمد محمد شاكر ، ط دار المعارف ، القاهرة ج1/ ص 69 . والحاكم النيسابوري ، محمد بن عبد الله( ت 405هـ) : المستدرك علىالصحيحين ، دار الفكر ، بيروت ج2/ ص 230 البنا ، أحمد عبد الرحمن : الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ، ط1، 1377هـ: ج8/ ص154-155.
14- السيوطي : الإ تقان في علوم القرآن ( مرجع سابق ) ج1/ ص 179 .
15- انظر الزركشي : البرهان في علوم القرآن ( مرجع سابق ) ، ج1 ص326-327 .
16- القرطبي ، محمد بن أحمد الانصاري (ت 671هـ): الجامع لأحكام القرآن ،كتاب الشعب ، القاهرة ج1/ ص59، 60
17- نقلا عن الزركشي : البرهان في علوم القرآن ( مرجع سابق ) ، ج1 / ص 326 - 327 .
18- الآلوسي ، شهاب الدين السيد محمود ( 1270هـ): روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني ، دار الفكر ، بيروت ، ج1 / ص 27 .
19- المباركفوري : محمد بن عبد الرحمن ( ت1283هـ) : تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، مراجعة عبد الوهاب عبد اللطيف ، ط2 ، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة ، ج8/ ص480 .
20- سلامة ، محمد علي: منهج الفرقان في علوم القرآن ، مطبعة شبرا ، 1937م ، ص 136 ،(1/39)
وأبو شهبة ،محمد بن محمد: المدخل لدراسة القرآن الكريم ط1، مكتبة السنة بالقاهرة ، ص 37 . وانظر : الذهبي ، محمد بن أحمد ( ت 748هـ) : ميزان الاعتدال ، تحقيق على محمد البجاوي ، دار إحياء الكتب العربية ، ط1 ، القاهرة : ج3/ ص308 - 309 . والفتح الرباني ( مرجع سابق ) : 8 / ص 154-156 .
21- رضا ، محمد رشيد( ت1354هـ) : تفسيرالقرآن الحكيم ( الشهير بالمنار ) ط2، دار المعرفة ، بيروت ، ج9/ ص585
22- الآلوسي : روح المعاني ( مرجع سابق ) ، ج10/ ص40-41 .
23- انظر : العسقلاني ، ابن حجر: فتح الباري ( مرجع سابق ) ، ج10/ ص 410 .
24- الشعراني، عبد الوهاب : اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة ( انظر الكبريت الأحمر لابن عربي ) ، بهامش ص 27 .
25- الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) ، ج1/ ص317 .
26- انظر : السيوطي : الإتقان ( مرجع سابق ) ، ج1/ ص 179.
27- الغرناطي ابن الزبير: البرهان في ترتيب سور القرآن ، ص 183 .
28- الطوير ، حسن مسعود: المنهج البلاغي لتفسير القرآن الكريم ،ط1، بيروت . ص 142 .
29- انظر : ابن إبراهيم ، عمر : آراء المستشرقين حول القرآن وتفسيره ، دار طيبة للنشر ، الرياض . ج2 / ص 492 - 507 ، . وصاحب هذه الدعوة هو ( يوسف راشد ) الذي قدم بحثا بعنوان ( رتبوا القرآن كما أنزله الله) ، وقد كتب الشيخ عبد الله دراز تقريرا عن هذا البحث ، ورفعه إلى إدارة الأزهر ، ونشر في مجلة ( كنوز القرآن ) عدد اكتوبرونوفمبر 1951م.
30- ابن فارس ، أحمد ( ت395هـ) : معجم مقاييس اللغة ، دار الجيل ، بيروت ، ج5/ ص 423، 424
31- ابن منظور : لسان العرب ( مرجع سابق ) ، ج14 / ص 119 .
32- القطان ، مناع : مباحث في علوم القرآن مؤسسة الرسالة ،بيروت ، ط 22، ص 97 .
33- البقاعي :ابراهيم بن عمر ( 885هـ) : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، ط2 ، دار الكتاب الاسلامي ، القاهرة : ج1/ ص 6.(1/40)
34- رضا ،محمد رشيد : تفسير النار ( مرجع سابق ) ، ج2/ ص445 .
35- سورة هود : آية/ 1.
36- الزركشي : البرهان في علوم القرآن ( مرجع سابق ) ، ج1/ ص61 ، 62 . ( باختصار )
وانظر السيوطي : الإتقان ( مرجع سابق ) ، ج3/ ص322.
37- نقلا عن : رضوان ، د. بسيوني عرفة : الفصل والوصل ، مكتبة الرسالة ، القاهرة . ص 39 .
38- الزمخشري ، محمود بن عمر ( ت528هـ): الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، مطبعة مصطفى محمد ،القاهرة . ج1/ ص 497 ، و ج2/ ص 153 .
39- السيوطي : الإتقان ( مرجع سابق ) ج3/ ص323 .
40- الحمصي ، د. نعيم: فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر ، مؤسسة الرسالة ،بيروت ص 95 . وانظر حسن عباس ، د . فضل ، وابنته : إعجاز القرآن ص 170 .
41- سورة يوسف : آية / 85 .
42- سورة هود : آية / 113 .
43- سورة الأنعام : آية / 151.
44- سورة الإسراء : آية / 31 .
45- انظر : السامرائي ،د. فاضل صالح : التعبير القرآني ، ساعدت جامعة بغداد على نشره ، 1989م ، ص 60-61
46- سورة إبراهيم : آية / 34 .
47- سورة النحل : آية / 18 .
48- انظر : السامرائي، د. فاضل صالح : التعبير القرآني ( مرجع سابق ) : ص 197 .
49- سورة المائدة : آية / 38 .
50- الرازي ، فخر الدين محمد بن عمر ( ت 606هـ) : مفاتيح الغيب ، ( الشهير بالتفسير الكبير ) دار الفكر ، بيروت ، ط3 ، ج6 / ص 236 .
51- سورة غافر آية / 78 .
52- سورة غافر : آية / 85 .
53- انظر : السامرائي ، د . فاضل صالح : التعبير القرآني ( مرجع سابق ) ص 201 . :
54- سورة آل عمران : الآيتان/ 23 . 24 .
55- الرازي، فخر الدين محمد بن عمر ( مرجع سابق ) ، ج4 / ص234 .
و عبد العزيز ، د. سمير: الإيضاح والتبيين في علوم القرآن الكريم ، مطبعة الفجر الجديد ، القاهرة . ص 110 .
56- سورة غافر : الآيتان / 38، 39 .(1/41)
57- الآلوسي : روح المعاني( مرجع سابق ): ج24/ ص 70 ، 71 . وانظر : عبد العزيز ، سمير: الإيضاح والتبيين ( مرجع سابق ) ص 110 .
58- سورة المعارج : الآيات : 19 ، 20 ، 21 .
59- انظر : الجمل، سليمان بن عمر( ت 1204هـ) : الفتوحات الالهية (حاشية الجمل على الجلالين ) دار إحياء التراث العربي ، بيروت : ج4 / ص 406 .
60- سورة غافر : الآيتان : 41 ، 42 .
61- انظر : الآلوسي : روح المعاني ( مرجع سابق ) : ج24 / ص 71 .
62- سورة الفاتحة : الآيتان : 6، 7 .
63- سورة الشورى : الآيتان ، 52، 53 .
64- انظر : عبد العزيز ، سمير : الإيضاح والتبيين ( مرجع سلبق ) ص 111.
65- سورة الواقعة : الآيات : 78 ، 79 ، 80 .
66- انظر : ابن القيم ، محمد بن أبي بكر ( ت751هـ) : الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ، دار الكتب العلمية ، بيروت : ص 95.
67- سورة البقرة : آية / 245 .
68- الطباق : - هو الجمع بين الشيئ وضده في جزء من أجزاء الرسالة أ الخطبة أو البيت من بيوت القصيد انظر : العسكري، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل : الصناعتين، الكتابة والشعر ، ط1، الآستانة ، 1319هـ. ص238 ، والزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) ج3/ ص512 .
69- المقابلة : إيراد الكلام ثم مقابلته بمثله في المعنى واللفظ على جهة الموافقة أو المخالفة . انظر العسكري ، أبو هلال : الصناعتين ( مرجع سابق ) : ص 264 . والزركشي : البرهان ( مرجع سابق) ، ج3/ ص515.
70- سورة التوبة: آية / 82 .
71- سورة آل عمران : آية / 26 .
72- سورة يس : الآيتان : 15، 16 .
73- انظر : عبد العزيز ، سمير : الإيضاح والتبيين ( مرجع سابق ) ، ص 113 .
74- سورة القيامة : الآيتان : 31، 32 .
75- انظر : الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) ، ج3/ ص 515 - 516.
76- سورة الأ نفال : آية / 1 .
77- سورة الأنفال : آية / 4.
78- سورة الأنفال : آية / 4(1/42)
79- سورة البقرة : آية / 216 . وانظر الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) : ج1/ ص 75 .
80- الإستطرد هو: أن يأخذ المتكلم في معنى ، فبينا يمر فيه يأخذ في معنى آخر .. العسكري ، ابو هلال : الصناعتين ( مرجع سابق ) : ص 316 . وانظر السيوطي : الإتقان ( مرجع سابق ) : ج3/ ص 325 .
81- سورة الأعراف : آية / 26 .
82- سورة الأعراف : آية / 27
83- سورة صّ : الآيتان : 48 ، 49 .
84- سورة صّ : الآيتان : 55، 56 .
85- سورة الأعراف : الآيات / 156-158 .
86- سورة الأعراف : آية / 159 . وانظر : القيعي ، د . محمد عبد المنعم : الأصلان في علوم القرآن ، ط4 ، 1996م ، القاهرة . ص 62 .
87- سورة القصص : آية / 85 .
88- سورة القصص : آية / 86 .
89- سورة المؤمنون : آية / 1 .
90- سورة المؤمنون : آية / 117 .
91- سورة ص : آية/ 1 .
92- سورة ص : آية / 87 .
93- سورة القلم : آية / 2 .
94- سورة القلم : آية / 51 . وانظرالقيعي : الأصلان في علوم القرآن ( مرجع سابق ) ، ص 63 .
95- الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) ، ج1/ ص64 .
96- سورة الطور : آية / 49 .
97- سورة النجم : آية / 1 .
98- سورة الحديد : آية / 1. وانظر الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) ، ج1/ ص64 .
99- سورة الواقعة : آية / 99 .
100- سورة الإسراء : آية / 1 .
101- سورة الكهف : آية / 1 .
102- انظر السيوطي : الإتقان ( مرجع سابق ) : ج3/ ص 337 .
103- انظر السيوطي : تناسق الدرر في تناسب السور (مرجع سابق ) ، والغماري ، عبد الله الصديق: جواهر البيان في تناسب سور القرآن ، عالم الكتب ، بيروت . .
104- الزركشي : البرهان ( مرجع سلبق ) : ج1/ ص 62-63 .
105- نقلا عن : الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) : ج1/ ص62 .
106- الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) : ج1/ ص62 .(1/43)
107- ابن عربي ، محيي الدين ( ت 638هـ): رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ، جمعه: محمود الغراب ، مطبعة نصر ، دمشق ، ج1/ ص 13- 14. (باختصار)
108- البقاعي : نظم الدرر ( مرجع سابق ) : ج1/ ص 15-16 .
109- حوى ، سعيد: الأساس في التفسير ، ط3 ، دار السلام للطباعة والنشر ، القاهرة : ج1/ ص 21-28 .
110- ابن عبد السلام ، عز الدين عبد العزيز ( ت 660هـ): الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز : ط1 ، المطبعة العامرة ، الآستانة ، 1313هـ. ص 221 .
111- سورة البقرة : آية / 40 .
112- الشوكاني ، محمد بن علي ( ت1200هـ): فتح القدير ، الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر : ج1/ ص 85- 87 .
113- انظر : الشاطبي ، ابراهيم بن موسى ( ت 790هـ): الموافقات ، دار المعرفة ، بيروت ، ح3/ ص421 .
114- انظر : الذهبي ، د.محمد حسين : التفسير والمفسرون ، مطابع دار الكتاب العربي ، القاهرة ، ج2 / ص 288- 289 . وانظر بحث العتر ، نور الدين : علم المناسبات( مرجع سابق )..
115- الصالح ،د. صبحي: مباحث في علوم القرآن ،ط 17 ، دار العلم للملايين ، بيروت . ص 152 .
116- البقاعي : نظم الدرر ( مرجع سابق ) ، ج1/ ص 15-16 .
117- الشاطبي ، الموافقات ( مرجع سابق). ج3/ 414-420 .
118- سورة البقرة : آية / 22 .
119- سورة النساء : آية / 125 .
120- سورة النساء : آية / 126 .
121- سعيد الفلاح : المهدوي وجهوده في التفسير والقراءات : ص/ 313 . نقلا عن :الطوير ، حسن مسعود : المنهج البلاغي لتفسير القرآن ( مرجع سابق ) : ص46 .
122- الزمخشري : الكشاف ( مرجع سابق): ح2/ ص302.
123- سورة البقرة : آية / 115.
124- الطوير ، حسن مسعود : المنهج البلاغي لتفسير القرآن الكريم ( مرجع سابق ) .، ص 71 .
125- الزركشي : البرهان ( مرجع سابق ) ، ج1/ ص62.
126- سورة التوبة : آية/ 60 .(1/44)
127- الكلبي ، محمد بن أحمد بن جزي ( ت741هـ) : التسهيل لعوم التنزيل ،المكتبة التجارية الكبرى ، ط1، القاهرة ، 1355هـ ، ص 256 .
128- سورة الأنبياء : آية / 1.
129- سورة طه : آية / 135.
130- أبو حيان محمد بن يوسف ( ت 745هـ): البحر المحيط ،ط2 ، دار الفكر ، بيروت . ج6/ ص295 .
131- سورة عبس : الآيتان / 1، 2.
132- سورة النازعات : آية / 45 .
133- أبو حيان ،: البحر المحيط ،( مرجع سابق ) ، ج8 / ص427 .
134- وهي قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله ... الآية ) . سورة البقرة : آية / 114 .
135- سورة البقرة : آية / 23.
136- أبو حيان الأندلسي : البحر المحيط ( مرجع سابق ) : ج1/ ص 102 .
137- سورة النساء : آية / 97 .
138- أبو حيان : البحر المحيط ( البحر المحيط ) : ج3/ ص 333.
139- سورة النساء : الآيتان / 95، 96 .
140- أبو حيان : البحر المحيط ( مرجع سابق ) : ج3/ ص 406 .
141- انظر : ابن تيمية : أحمد بن عبد الحليم ( ت 728هـ ): دقائق التفسير ، جمع وتحقيق د. محمد السيد الجليند . دار الأنصار ، القاهرة .
142- ابن القيم ، محمد ابن أبي بكر ( ت 751هـ) : التفسير القيم : جمعه محمد أويس الندوي . لجنة التراث العربي ، بيروت
143- انظر : السنباطي ، د . محمد أحمد : منهج ابن القيم في التفسير، ط، مجمع البحوث الإسلامية ، القاهرة ، 1973.
144- انظر : الألمعي ، د. زاهر بن عوض : دراسات في التفسير الموضوعي ، مطبعة الفرزدق ، 1405هـ ، جدة .
145- الفيروز أبادي ، محمد بن يعقوب ( ت 817هـ)بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز : بتحقيق الاستاذ محمد على النجار ، مطابع شركة الاعلانات الشرقية ، القاهرة .
146- رضا ، محمد رشيد ، تفسير القرآن الحكيم ( تفسير المنار )( مرجع سابق ) . انظر : تفسير المنار : ج1 / ص 416-417 ،و ج2/ ص 11، وص 56 . و ج3/ ص 293- 294. ، وج7/ 288-289 .(1/45)
147- شحاته، د. عبد الله محمود : أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم ، ط / الهيئة المصرية العامة للكتاب ، مصر 1986م.
148- دراز ، د. محمد عبد الله : النبأ العظيم ، ص 158-159 . ط3 ، دار القلم ، الكويت 1988م .
149- قطب بن ابراهيم ، سيد ( ت 1387هـ): في ظلال القرآن ، دار إحياء التراث العربي ، ط7 ، 1971م .
150- شلتوت ، الشيخ محمود : تفسير القرآن الكريم ،الأجزاء العشرة الأولى ، ط 4، 1966م ، دار القلم ، القاهرة . انظر ص : 51-53 ،
151- جاويش : الشيخ عبد العزيز : تفسير أسرار القرآن ، مطبعة الهداية الإسلامية ، الآستانة ، 1331هـ ، ص : 117 .
152- عباس ، د. فضل حسن : القصص القرآني ، إيحاؤه ونفحاته ، ط1، 1987م، دار الفرقان ، عمان
153- قامت وزارة الأوقاف المغربية بطبع الكتاب ،تحقيق محمد شعبان ، سنة 1990م .
154- ابن الزبير ، محمد بن عبدوس الغرناطي : البرهان في ترتيب سور القرآن : ص 181 .
155- المرجع السابق نفسه: ص / 181 . وانظر : الطوير : د. حسن مسعود : المنهج البلاغي لتفسير القرآن الكريم ( مرجع سابق ) ص 137 .
156- البقاعي : نظم الدرر ( مرجع سابق ) ، طبع في دار الكتاب الاسلامي بالقاهرة .
157- السيوطي : الإتقان ( مرجع سابق ) ، ج3/ ص322 .
158- انظر السيوطي : الإتقان ( مرجع سابق) ، ج3/ ص322 . وقد حققه( أي : تناسق الدرر ) عبد القادر أحمد عطا ، ونشرته دار الكتب العلمية ، ببيروت .
159- أشار إليه السيوطي في كتابه الإتقان ( مرجع سابق ) :ج3/ ص330 .
160- عبد الله الصديق الغماري : جواهر البيان في تناسب سور القرآن ، ط2 ، 1986م ، عالم الكتب ، بيروت
161- القاسم ، د. محمد أحمد يوسف : المناسبات في ترتيب آيات القرآن وسوره ، ( رسالة دكتوراة ) مكتبة كلية أصول الدين ، جامعة الأزهر .
162- عبد العزيز ، د.سمير: الإيضاح والتبيين ( مرجع سابق ) ، ص 98 . .
163- سورة النساء : آية / 82 .
ثبت المصادر والمراجع(1/46)
1- : الألمعي ، د. زاهر بن عوض : دراسات في التفسير الموضوعي ، مطبعة الفرزدق ، 1405هـ ، جدة .
2- الآلوسي ، شهاب الدين السيد محمود ( 1270هـ): روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني ، دار الفكر ، بيروت .
3- ابن إبراهيم ، د. عمر : آراء المستشرقين حول القرآن وتفسيره ، دار طيبة للنشر ، الرياض .
4- ابن تيمية : أحمد بن عبد الحليم ( ت 728هـ ): دقائق التفسير ، جمع وتحقيق د. محمد السيد الجليند . دار الأنصار ، القاهرة
5- أبو حيان ، محمد بن يوسف ( ت 745هـ): البحر المحيط ،ط2 ، دار الفكر ، بيروت .
6- ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي( ت852هـ) : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، المطبعة السلفية ومكتبتها ، القاهرة .
7- ابن الزبير ، محمد بن عبدوس ( ت708هـ) : البرهان في ترتيب سور القرآن ، ص 183 . قامت وزارة الأوقاف المغربية بطبع الكتاب ،تحقيق محمد شعبان ، سنة 1990م .
8- ابن عبد السلام ، عز الدين عبد العزيز ( ت 660هـ): الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز : ط1 ، المطبعة العامرة ، الآستانة ، 1313هـ.
9- ابن عربي ، محيي الدين ( ت 638هـ): رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ، جمعه: محمود الغراب ، مطبعة نصر ، دمشق .
10- ابن فارس ، أحمد ( ت395هـ) : معجم مقاييس اللغة ، دار الجيل ، بيروت .
11- ابن القيم ، محمد بن أبي بكر ( ت751هـ) : أ- الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ، دار الكتب العلمية ، بيروت . ب -: التفسير القيم : جمعه محمد أويس الندوي . لجنة التراث العربي ، بيروت
12- ابن منظور ، جمال الدين محمد بن مكرم الانصاري (ت 711هـ) : لسان العرب دار إحياء التراث العربي ، ط2 ، بيروت .
13- أبو عودة ، د . عودة خليل: التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن ، ط1، مكتبة المنار ، الزرقاء .
14- ابن حنبل ، الامام أحمد بن محمد ( ت241هـ) : المسند ،شرح أحمد محمد شاكر ، ط دار المعارف ، القاهرة .(1/47)
15- البقاعي :ابراهيم بن عمر ( 885هـ) : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، ط2 ، دار الكتاب الاسلامي ، القاهرة .
16- البلخي : مقاتل بن سليمان ( ت 150هـ) : الأشباه والنظائر في القرآن الكريم ، تحقيق ، د. عبد الله محمود شحاتة الهيئة المصرية العامة للكتاب ،:
17- البنا ، أحمد عبد الرحمن : الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني . ط1، 1377هـ
18- جاويش ، الشيخ عبد العزيز : تفسير أسرار القرآن ، مطبعة الهداية الإسلامية ، بالآستانة ، سنة 1331هـ.
19- الجمل، سليمان بن عمر( ت 1204هـ) : الفتوحات الالهية (حاشية الجمل على الجلالين ) دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
20- الحاكم النيسابوري ، محمد بن عبد الله( ت 405هـ) : المستدرك علىالصحيحين ، دار الفكر ، بيروت
21- الحمصي ، د. نعيم: فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر ، مؤسسة الرسالة ،بيروت
22- حوى ، سعيد: الأساس في التفسير ، ط3 ، دار السلام للطباعة والنشر ، القاهرة
23- الخازن ، علاء الدين ابراهيم البغدادي : تفسير الخازن ( لباب التأويل في معاني التنزيل) المكتبة التجارية الكبرى ، القاهرة .
24- دراز ، د. محمد عبد الله : النبأ العظيم ، ص 158-159 . ط3 ، دار القلم ، الكويت 1988م .
25- الذهبي ، محمد بن أحمد ( ت 748هـ) : ميزان الاعتدال ، تحقيق على محمد البجاوي ، دار إحياء الكتب العربية ، ط1 ، القاهرة
26- الذهبي ، د.محمد حسين : التفسير والمفسرون ، مطابع دار الكتاب العربي ، القاهرة
27- الرازي ، فخر الدين محمد بن عمر ( ت 606هـ) : مفاتيح الغيب ، ( الشهير بالتفسير الكبير ) دار الفكر ، بيروت ، ط3
28- الراغب الأصفهان ، الحسين بن محمد : ( ت502هـ) مفردات ألفاظ القرآن ،تحقيق : صفوان عدنان داوودي ، دار القلم ، دمشق
29- رضا ، محمد رشيد( ت1354هـ) : تفسيرالقرآن الحكيم ( الشهير بالمنار ) ط2، دار المعرفة ، بيروت(1/48)
30- : رضوان ، د. بسيوني عرفة : الفصل والوصل ، مكتبة الرسالة ، القاهرة .
31- الزرقاني ، محمد عبد العظيم : مناهل العرفان ،دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة
32- الزركشي ، محمد بن عبد الله ( ت794هـ): البرهان في علوم القرآن ،علق عليه :د. مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت
33- الزمخشري ، محمود بن عمر ( ت528هـ): الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، مطبعة مصطفى محمد ،القاهرة
34- السامرائي ،د. فاضل صالح : التعبير القرآني ، ساعدت جامعة بغداد على نشره ، 1989م .
35- سعيد الفلاح : المهدوي وجهوده في التفسير والقراءات . الكلية الزيتونية ، تونس .
36- سلامة ، محمد علي: منهج الفرقان في علوم القرآن ، مطبعة شبرا ، 1937م
37- السنباطي ، د . محمد أحمد : منهج ابن القيم في التفسير، ط، مجمع البحوث الإسلامية ، القاهرة .
38- . السيوطي : جمال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ( ت911هـ)
أ- الإتقان في علوم القرآن تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ، مكتبة دار التراث ، القاهرة
ب - تناسق الدرر في تناسب السور ،دراسة وتحقيق : د. عبد القادر أحمد عطا ( مقدمة التحقيق) ،دار الكتب العلمية ، بيروت
39- الشاطبي ، ابراهيم بن موسى ( ت 790هـ): الموافقات ، دار المعرفة ، بيروت .
40- شحاته ، د. عبد الله محمود : أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم ، ط / الهيئة المصرية العامة للكتاب ، مصر 1986م.
41- الشعراني، عبد الوهاب : اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة .
42- شلتوت ، الشيخ محمود ( شيخ الجامع الأزهر سابقا ) : تفسير القرآن الكريم ،الأجزاء العشرة الأولى ، ط 4، 1966م ، دار القلم ، القاهرة .
43- الشوكاني ، محمد بن علي ( ت1200هـ): فتح القدير ، الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة .(1/49)
44- الطوير ، حسن مسعود: المنهج البلاغي لتفسير القرآن الكريم ،ط1، بيروت .
45- عباس ، د. فضل حسن :
أ - إتقان البرهان في علوم القرآن ، دار الفرقان ، ط1 ، عمان
ب- القصص القرآني ، إيحاؤه ونفحاته ، ط1، 1987م، دار الفرقان ، عمان . ت- إعجاز القرآن القرآن الكريم ، بالاشتراك مع ابنته ، ط1 ، 1991م.
46- عبد العزيز ، د. سمير: الإيضاح والتبيين في علوم القرآن الكريم ، مطبعة الفجر الجديد ، القاهرة .
47- العسكري ، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل : الصناعتين، الكتابة والشعر ، ط1، الآستانة ،
48- غزلان ، عبد الوهاب : البيان في مباحث من علوم القرآن ،المكتبة الأزهرية ، القاهرة .
49- الغماري ، عبد الله الصديق : جواهر البيان في تناسب سور القرآن ، ط2 ، 1986م ، عالم الكتب ، بيروت
50- الفيروز أبادي ، محمد بن يعقوب ( ت 817هـ)بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز : بتحقيق الاستاذ محمد على النجار ، مطابع شركة الاعلانات الشرقية ، القاهرة
51- القاسم ، د. محمد أحمد يوسف : المناسبات في ترتيب آيات القرآن وسوره ، مكتبة كلية أصول الدين ، جامعة الأزهر .
52- القرطبي ، محمد بن أحمد الانصاري (ت 671هـ): الجامع لأحكام القرآن ،كتاب الشعب ، القاهرة .
53- القطان ، مناع : مباحث في علوم القرآن مؤسسة الرسالة ،بيروت .
54- قطب بن ابراهيم ، الشهيد سيد ( ت 1387هـ): في ظلال القرآن ، دار إحياء التراث العربي ، ط7 ، 1971م
55- القيعي ، د . محمد عبد المنعم : الأصلان في علوم القرآن ، ط4 ، 1996م ، القاهرة .
56- الكومي ، د. أحمد السيد وزميله : فصل الخطاب في سلامة القرآن الكريم ، ط2، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة .
57- الكلبي ، محمد بن أحمد بن جزي ( ت741هـ) : التسهيل لعوم التنزيل ،المكتبة التجارية الكبرى ، ط1، القاهرة ، 1355هـ .(1/50)
58- المدني ، محمد محمد : المجتمع المثالي كما تنظمه سورة النساء ، المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ، القاهرة .
59- المباركفوري : محمد بن عبد الرحمن ( ت1283هـ) : تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، مراجعة عبد الوهاب عبد اللطيف ، ط2 ، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة .(1/51)