فيض المعز فيما انفرد به حفص من طريق الحِرز
قدم له
العلامة فضيلة الشيخ
عبد الباسط هاشم
حفظه الله
جََمَعَهُ خويدم القرآن
أبو إسحاق
سعد الدين محمد كمال رزيقه حسنين
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وأهله والمسلمين
تقريظ
للعلامة الشيخ عبد الباسط حامد الشهير بعبد الباسط هاشم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الرحيم الرحمن مُنزِلِ القرآن ومعلمُ الإنسانَ البيان سبحانه تولى بنفسه حفظ القرآن فقال " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " , ومن وسائل حفظه للقرآن أن قيد له رجالاً عرفوا حقائقه ودقائقه ، وخاصه وعامه ، ومحكمه ومتشابهه ومشكله ، ومقيده ومطلقه ، وآخرين اعتنوا بقراءاته ، وتحقيق أحكامه وكلماته فله الحمد والمنة .
ومن ذلك الصنف الآخر أناس فضلاء منهم ابني الفاضل أبو إسحاق سعد الدين فقد جمع كتيباً صغيرالحجم كبير العلم يسهل على الدارس استيعابه ، أسماه بفيض المعز فيما انفرد به حفص من طريق الحرز ، وقد اطلعت عليه فوجدته كمسماه فيض ، وقد قرأ عليَّ قراءة عاصم وقراءة نافع من طريق الحِرز ، ورواية ورش الأصبهاني من طريق الطيبة وكذلك قرأ عليَّ تحفة الأطفال والجزرية .
وظني فيه أنه جم الذكاء ، واسع الفهم ، غزير العلم ، أسأل الله أن يعمه من رحماته بالفيض ، وأن ينفع به وبتآليفه إنه على مايشاء قدير.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
أملاه
الفقير إلى ربه
عبد الباسط حامد محمد وشهرته عبد الباسط هاشم
أستاذ غريب تفسير القرآن الكريم (سابقاً )
كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون )(1)
(
__________
(1) - سورة آل عمران : 102.(1/1)
ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً )(1)
( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )(2)
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، ثم أما بعد :
فمن فضل الله تعالى على الأمة الإسلامية أن تكفل لها بحفظ كتابه القرآن ، وأتم سبحانه وتعالى ذلك الفضل بأن قيد لهذا الكتاب علماء أفذاذ مخلصون قاموا على تعليمه وتلقينه رغبة في ثواب الخيرية العظيم الذي نطق به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "(3)، وإرادة منهم لأن يكونوا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ، ويالها من مرتبة كبرى ، ومكانة عظمى .
وأردت أن أكون في ركب هؤلاء خادماً لهم ومتعلماً منهم ، ولست أهلاً لذلك أسأل الله المغفرة والقبول ، فسطرت هذه الكلمات خدمة لكتاب الله تعالى والتي هي ماانفرد به حفص بن أبي النجود عن غيره من القراء من طريق حِرز الأماني للإمام الشاطبي ، فذكرت السورة ومالحفص فيها من كلمات لم يشاركه فيها أحد من القراء ، وفي خلال رحلتي مع القراءات وقلة بضاعتي فيها لم أر من أفرد كلمات حفص في رسالة سهلة مبسطة ، وقمت بعرض ماسطرت على شيخي الحاذق العلامة الحبر في هذا المجال الشيخ عبد الباسط هاشم حفظه الله ، وقرأتها عليه في منزله في الإسكندرية المحروسة فاستحسن ماكتبت وقدم لها مشكوراً .
__________
(1) - سورة النساء : 1.
(2) - سورة الأحزاب : 70-71.
(3) - صحيح ، السلسلة الصحيحة حديث رقم1173.(1/2)
وأسأل الله تعالى أن يتقبلها مني ، وأن يجعلها علم ينتفع به ، وأن يجزل ثوابها إلى أمي رحمها الله تعالى ، وإلى أبي ختم الله لي وله بالسعادة ، وإلى كل من علمني حروف القرءان ، وكذلك زوجي وأولادي آمين . وكتبه أبو إسحاق في يوم الثلاثاء 18 ذي الحجة 1429هـ الموافق 16 ديسمبر 2008مـ
ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود صاحب القراءة
هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود " بفتح النون وضم الجيم " الكوفي ، وكنيته : أبو النجود ، واسم أُم عاصم بهدله ولذلك يقال له عاصم بن بهدله . وهو أحد القراء العشرة للقرآن الكريم. وكان شيخ الإقراء بالكوفة. غالباً ما ينتهي أي سند باسمه. قرأ على زر بن حبيش وعلى أبي عبد الرحمن السُلمي وهما أخذا القراءة عن علي بن أبي طالب وعن ابن مسعود وعن عثمان بن عفان رضي الله عنهم . وقرأ عاصم أيضاً على أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني الكوفي ، وأبو عمرو هذا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وقد أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . وقرأ السُلمي أيضاً على أُبي بن كعب وزيد بن ثابت ، وقرأ ابن مسعود وعثمان وعلي وزيد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم .
ويأتي إسناد عاصم في العلو بعد ابن كثير وابن عامر، فبين عاصم وبين النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم رجلان. وقد جمع عاصم بين الفصاحة والإتقان وكان أحسن الناس صوتاً وكان علماً بالسنة لغوياً نحوياً فقيهاً .
وكان عاصم يقرئ حفصاً بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها من طريق أبي عبد الرحمن ويقرئ أبا بكر بن عياش بقراءة ابن مسعود التي يرويها من طريق زر بن حبيش.
أما عن تلاميذه الذين رووا عنه فكثيرون عد منهم الذهبي: الأعمش والمفضل بن محمد الضبي وحماد بن شعيب وأبو بكر بن عياش (شعبة ) وحفص بن سليمان ونعيم بن ميسرة، وأبو عمرو البصري، وكل هؤلاء قرءوا عليه القرآن، واشتهر منهم حفص وشعبه.(1/3)
وقال عنه أحمد بن عبد الله البجلي: «عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة، كان رأساً في القرآن وكان من أوثق الرواة، وقال عنه أبو حاتم محله الثقة وحديثه مخرَّج في الكتب الستة ، وسئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال : رجل صالح خير ثقة .
توفي عام 127 هـ وقيل120هـ .
قال الشاطبي :
بالكوفة الغرَّاء منهم ثلاثةٌ أذاعوا فقد ضاعت شذاً وقرنفلا
فأما أبو بكر وعاصم اسمه فشعبةٌ رواية المُبرِّزُ أفضلا
وذاك ابن عياشٍ أبو بكرٍ الرضا وحفصٌ وبالإتقان كان مفضلا(1)
ترجمة حفص بن سليمان صاحب الرواية
هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ـ نسبة لبيع البز أي الثياب ـ وكنيته : أبو عمر، ولد سنة تسعين. ويعرف بحفيص.
أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه أي ابن زوجته.
قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكة فأقرأ بها ، قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان.
وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحاً على شعبة بضبط الحروف ، وقال الذهبى : هو في القراءة ثقة ثبت ضابط ، وقال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش . ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم ، وقرأ الناس بها دهراً طويلاً وكانت التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى على رضي الله عنه.
__________
(1) - وصفت الكوفة بذلك لما فيها من كثرة العلماء ، أذاعوا أي نشروا العلم بين الناس ، وضاعت : أي فاحت رائحة العلم بها ، والشذا : العود أو المسك ، والمبرز : هو الذي فاق أقرانه ، إن في الكوفة المشهورة ثلاثة من الأئمة السبعة بثوا علمهم فيها فتعطر بها ذكرهم ، ورفع من شأنها علمهم ، فالإمام الأول من الثلاثة هو عاصم بن أبي النجود .(1/4)
وقد روىَ عن حفص أنه قال : قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة ، فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السُلمي عن على رضي الله عنه ، وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زربن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قال الإمام ابن مجاهد : بين حفص وأبي بكر من الخلاف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً في المشهور عنهما وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْف } .. الآية، فقد قرأ حفص لفظي ضعف ولفظ ضعفاً في الآية بضم الضاد، وقرأ عاصم بالفتح. وروى عنه عرضاً وسماعاً أناس كثيرون ، منهم حسين ابن محمد المروزي ، وعمرو بن الصباح ، وعبيد بن الصباح ، والفضل بن يحيي الأنباري ، وأبو شعيب القواس. قال محمد بن سعد العوي، عن أبيه : حدثنا حفص بن سليمان ، لو رأيته لقرت عيناك فهماً وعلماً. واختلف أهل الحديث في تضعيفه وتوثيقه في رواية الحديث.
وتُوفى سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح(1)وله تسعون سنة.
ترجمة الإمام الشاطبي صاحب الحِرز
هو القاسم بن فِيرُّه "بكسر الفاء ، بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة ، ثم راء مشددة مضمومة ، بعدها هاء ؛ ومعناه بلغة عجم الأندلس : الحديد " ابن خلف بن أحمد أبو القاسم ، وأبو محمد الشاطبي الرعيني ، الضرير ، وليُّ الله الإمام العلاَّمة ، أحد الأعلام الكبار المشتهرين في الأقطار .
ولد في آخر سنة 538 هـ ، بشاطبة ، من الأندلس ، وقرأ ببلده القراءات ، وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي .
__________
(1) - كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/156 ، غاية النهاية 1/254 ، الأعلام للزركشي 2/291 .(1/5)
ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده ، فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على الإمام ابن هذيل ، وسمع منه الحديث ، وروى عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة ، صاحب أبي علي الحسين بن سكرة الصدفي ؛ وعن الشيخ أبي محمد عاشر بن محمد بن عاشر ، صاحب أبي محمد البطليوسي ؛ وعن أبي محمد عبد الله بن أبي جعفر المرسي ؛ وعن أبي العباس بن طرازميل ؛ وعن أبي الحسن عليم بن هاني العمري ، وأبي عبد الله محمد بن حميد ، أخذ عنه « كتاب سيبويه » و « الكامل » لابن المبرد و « أدب الكاتب » لابن قتيبة وغيرها ؛ وعن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم ، وأبي الحسن ابن النعمة صاحب كتاب : « ريّ الظمآن في تفسير القرآن » ، وعن أبي القاسم حبيش صاحب عبد الحق بن عطية ، صاحب التفسير المشهور ، ورواه عنه .(1/6)
ثم رحل للحج ؛ فسمع من أبي طاهر السِلَفي بالإسكندرية وغيره . ولما دخل مصر ، أكرمه القاضي الفاضل وعرف مقداره ، وأنزله بمدرسته التي بناها بدرب الملوخيا داخل القاهرة ، وجعله شيخها ، وعظمه تعظيماً كثيراً ، فجلس بها للإقراء ، وقصده الخلائق من الأقطار ، وبها أتم نظَم هذا المتن المبارك حرز الأماني ووجه التهاني ، ونظم أيضاً قصيدته الرائية المسماة : « عقيلة أتراب القصائد ، في أسنى المقاصد » في علم الرسم ، ويقول الإمام الذهبي في كتابه معرفة القراء الكبار عنهما " ولقد سارت الركبان بقصيدته حرز الأماني وعقيلة أتراب القصائد اللتين في القراءات والرسم وحفظهما خلق لا يحصون وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع و أوجز وسهل الصعب " وله قصيدة أخرى تسمى « ناظمة الزهر » في علم عدد الآي . وقصيدة دالية خمسمائة بيت لخَّصَ فيها « التمهيد » لابن عبد البر ، وكان إماماً كبيراً ، أعجوبة في الذكاء ، كثير الفنون ، آية من آيات الله تعالى ، غاية في القراءات ، حافظاً للحديث ، بصيراً بالعربية ، إماماً في اللغة ، رأساً في الأدب ، مع الزهد والولاية ، والعبادة ، والإنقطاع والكشف ، شافعي المذهب ، مواظباً على السُّنَّة ؛ قال ابن خلكان رحمه الله تعالى : « كان إذا قُرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ ، تُصحح النسخ من حفظه » .
ويقال إنه وُلد أعمى ، وكان لا يتكلم إلاََّ بما تدعو الضرورة إليه ،ولا يجلس للإقراء إلاَّ على طهارة ، في هيئة حسنة وخضوع واستكانة ، ويمنع جلساءه من الخوض إلاَّ في العلم والقرآن ؛ وكان يعتل العلة الشديدة ولا يشتكي ، ولا يتأوَّه ؛ وإذا سُئل عن حاله قال : العافية ؛ لا يزيد على ذلك . اهـ .(1/7)
وروي عنه أنه رأي النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقام بين يديه وسلم عليه ، وقدم القصيدة إليه وقال : يا سيدي يا رسول الله! انظر هذه القصيدة! فتناولها النبي بيده المباركة وقال : « هي مباركة ، من حفظها دخل الجنة » زاد القرطبي : بل من مات وهي في بيته دخل الجنة .
تُوفي الإمام الشاطبي يوم الأحد ، بعد صلاة العصر ، وهو اليوم الثامن والعشرون من جمادى الآخرة سنة 590 هـ ، ودفن يوم الإثنين بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني ، بالقرافة الصغرى ، بالقرب من سفح الجبل المقطم بمصر ، وقبره مشهور معروف ؛ رحمه الله تعالى .
حرز الأماني ووجه التهاني :
وهي قصيدة لامية من البحر الكبير جمع فيها الشاطبي رحمه الله القراءات السبع كما في كتاب التيسير للإمام أبي عمرو الداني وقد جمعت هذه القصيدة جُل هذا الكتاب بيسر وسهولة وعدد أبياتها ألف ومائة وثلاثة وسبعين بيتاً ولها شروح كثيرة أكثر من أربعين شرحاً مطبوع وغير مطبوع ، والقراءة بمضمونها يطلق عليها طريق الحرز أو طريق الشاطبية ، والطريق البديل هو طريق النشر أو طريق الطيبة.
فيض المعز فيما انفرد به حفص من طريق الحِرز
****************************************(1/8)
من المعروف في العالم الإسلامي لكل مسلم عامة و من له صلة بعلم القراءات خاصة أن رواية الإمام حفص في قراءة القرآن من أوسع الروايات انتشاراً قراءة وتعلماً وبحثاً ، بل وأصبحت هي الرواية الأساسية التي يبدأ بها أي قارئ للقرآن ثم بعدها يشرع في تعلم القراءات الأخرى . ولحفص طرق عديدة عن الإمام عاصم تصل إلى 58 طريق(1)متصلة ، وذلك من خلال كتاب النشر وكتاب بدائع البرهان والروض النضير وفتح القدير وكتاب تنقيح فتح الكريم . وتختلف هذه الطرق جميعاً في التكبير في نهاية سور الختم ، وفي المد ومراتبه سواء كان منفصلاً أو متصلاً أو مد تعظيم ، والسكت وعدمه في أل وشئ والساكن المفصول والسكتات الأربع ، وفي غنة اللام والرا ، وفي كلمة يبصط وبصطه والمصيطرون وبمصيطر ( بالسين أو بالصاد حسب الرواية ) ، وباب ءآلذكرين ، والإدغام أو الإظهار في يلهث ذلك أو اركب معنا أو يس والقرآن الحكيم أو ن والقلم ، وفي حكم تأمنا في سورة يوسف ، وفي عين مريم والشورى ، وفي فرق الشعراء ، والوقف على آتان بالنمل ، وفي ضاد ضعف وضعفاً بالروم ، وكلمة سلاسلا حال الوقف عليها . وهذا كله يُتعلم من أفواه المشايخ المتقنين ولايجوز لأي قارئ أن يقرأ بأي رواية إلا إذا تعلم قوانينها وطريقها ومايلزم له حين القراءة بها وإلا يكون قد وقع في الإثم لخلطه وتلفيقه ، فالتلفيق في الفقه جائز وغير جائز في القراءات .
__________
(1) - عزاها الشيخ محمود زكي في كتابه عون المعبود في عزو طرق حفص عن عاصم بن أبي النجود إلى طرقها جميعاً.(1/9)
وقد اخترت رواية حفص من طريق الشاطبية وإيضاح ماانفرد به حفص من هذا الطريق عن بقية القراء وهم ( نافع وراوييه قالون وورش ، ابن كثير وراوييه البزي وقنبل ، ابن عامر وراوييه هشام وابن ذكوان ، عاصم وراويته شعبة ، حمزة وراوييه خلف وخلاد ، الكسائي وراوييه الليث وحفص الدوري ) ، وذلك لاشتهار هذه الرواية في الأمصار والبلدان ، أما غيرها من طرق حفص فيحتاج إلى جهد أكبر لتعلمها من فم شيخ متقن مجاز .
وسأذكر اسم السورة مبتدءاً بفاتحة الكتاب وما لحفص فيها من كلمات لم يشاركه فيها غيره حتى نهاية سورة الناس ثم بعد ذلك لإتمام الفائدة أذكر باب الكلمات المختلف فيها عن حفص من طريق الشاطبية وشاركه فيها غيره .
سورة الفاتحة المباركة
*************
لم ينفرد حفص فيها بشئ .
سورة البقرة المباركة
***********
قرأ حفص هزواً بدون همز وبضم الهاء والزاي في الآيتين 67 ، 231 ( قالوا أتتخذنا هُزُواً ) ، ( ولاتتخذوا آيات الله هُزُواً )
سورة آل عمران المباركة
**************
قرأ حفص فيوفيهم بالياء في الآية 57 ( وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم )، وقرأ يُرجعون في الآية 83 ( وإليه يُرجعون ) ، وقرأ يجمعون في الآية 157 ( خيرٌ مما يَجمعون ) .
سورة النساء المباركة
*************
قرأ حفص يؤتيهم في الآية 152 ( سوف يؤتيهم أجورهم ) .
سورة المائدة المباركة
*************
قرأ حفص هزواً بدون همز وضم الهاء والزاي في الآيتين 57 ،58 (ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هُزُواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أوليآء ) ، ( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ) .
وقرأ استَحَقَّ بفتح التاء وفتح الحاء في الآية 107 ( من الذين استَحَقَّ عليهم الأوليان ) .
سورة الأنعام المباركة
**************
لم ينفرد حفص فيها بشئ .
سورة الأعراف المباركة
****************(1/10)
قرأ حفص معيَ بفتح الياء في الآية 105 ( فأرسل معيَ بني إسراءيل ) ، وقرأ تلْقَف ُ بسكون اللام وفتح القاف بدون تشديد في الآية 117 ( فإذا هي تَلْقَفُ مايأفكون ) ، وقرأ معذرةً بتنوين الفتح في الآية 164 ( معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون ) .
سورة الأنفال المباركة
***************
قرأ حفص مُوهِنُ بضم النون وكَيدِ بكسر الدال في الآية 18 ( وأن اللهَ مُوهِنُ كَيدِ الكافرين ) .
سورة التوبة المباركة
*************
قرأ حفص معيَ بفتح الياء في الآية 83 ( ولن تقاتلوا معيَ عدواً ) .
سورة يونس المباركة
**************
قرأ حفص متاعَ بفتح العين في الآية 23 ( متاعَ الحياةِ الدنيا ثم إلينا مرجعكم ) ، وقرأ يحشرهم بالياء في الآية 45 ( ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعةً من النهار يتعارفون بينهم ) .
سورة هود المباركة
************
قرأ حفص كلٍ بتنوين الكسر في الآية 40 ( قلنا احمل فيها من كلٍ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القولُ ومن آمن ) .
سورة يوسف المباركة
**************
قرأ حفص يابنيَّ بفتح الياء مشددة في الآية 5 ( قال يابنيَّ لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) ، وقرأ دأَباً بفتح الهمزة في الآية 47 ( قال تزرعون سبع سنين دَأَباً فما حصدتم فذروهُ في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون ) ، وقرأ نوحي بالنون في الآية 109 ( وماأرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى ) .
سورة الرعد المباركة
**************
لم ينفرد حفص فيها بشئ .
سورة إبراهيم عليه السلام المباركة
**********************
قرأ حفص ليَ بفتح الياء في الآية 22 ( وماكان ليَ عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) .
سورة الحجر المباركة
**************
لم ينفرد حفص فيها بشئ .
سورة النحل المباركة
*************(1/11)
قرأ حفص والشمسَ والقمرَ والنجومُ مسخراتٌ بنصب الشمس والقمر ورفع النجوم ومسخرات في الآية 12 ( والشمسَ والقمرَ والنجومُ مسخراتٌ بأمره ) ، وقرأ نوحي بالنون في الآية 43 ( وماأرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم ) .
سورة الإسراء المباركة
***************
قرأ حفص ورَجِلِكَ بكسر الجيم في الآية 64 ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورَجِلِكَ وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم ومايعدهم الشيطان إلا غروراً ) .
سورة الكهف المباركة
*************
قرأ حفص بالسكت على عوجا حالة وصلها بـ قيماً في الآية 1 ( ..... عوجا قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ) ، وقرأ هزواً بدون همز وبضم الهاء والزاي في الآيتين 56، 106 ( وماأنذروا هُزُواً ) ، ( واتخذوا آياتي ورسلي هُزُواً ) ، وقرأ لِمَهْلِكِهِم بفتح الميم وكسر اللام في الآية 59 ( وجعلنا لِمَهْلِكِهِم موعداً ) ، وقرأ أنسانيهُ بضم الهاء في الآية 63 ( وماأنسانيهُ إلا الشيطان أن أذكره ) ، وقرأ معيَ بفتح ياء الإضافة في الآيات الثلاثة 67، 72 ، 75 ( معيَ صبراً ) .
سورة مريم المباركة
**************
قرأ حفص تُسَاقِط بتاء مضمومة وسين مفتوحة مخففة وقاف مكسورة في الآية 25 ( وهزي إليك بجذع النخلة تُسَاقِط عليك رطباً جنياً ) .
سورة طه عليه الصلاة والسلام المباركة
*************************
قرأ حفص إن بسكون النون ، هاذان بألف بعد الذال ونون مكسورة في الآية 63 ( قالوا إن هاذان لساحران
يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ) ، وقرأ تَلْقَفْ بفتح التاء وسكون اللام وفتح القاف مخففة وسكون الفاء في الآية 69 ( وألق مافي يمينك تَلْقَفْ ماصنعوا ) .
سورة الأنبياء المباركة
***************(1/12)
قرأ حفص نوحي بالنون في الآية 7 ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم ) ، وقرأ معيَ بفتح ياء الإضافة في الآية 24 ( هذا ذكر من معيَ وذكر من قبلي ) ، وقرأ هزواً بدون همز وضم الهاء وضم الزاي في الآية 36 ( وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هُزُواً أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون ) ، وقرأ قال بألف مد بعد القاف في الآية 112 ( قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ماتصفون ) .
سورة الحج المباركة
*************
قرأ حفص سوآءً بتنوين الفتح في الآية 25 ( سوآءً العاكف فيه والباد ) .
سورة المؤمنون المباركة
*****************
قرأ حفص كلٍ بتنوين الكسر في الآية 27 ( فاسلك فيها من كلٍ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولاتخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) .
سورة النور المباركة
**************
قرأ حفص والخامسة بفتح التاء المربوطة ، أنَّ بفتح النون مشددة ، غَضَبَ بفتح الضاد وفتح الباء في الآية 9 ( والخامسةَ أنَّ غَضَبَ اللهِ عليها إن كان من الصادقين ) ، وقرأ ويتَقْهِ بسكون القاف وكسر هاء الصلة بدون إشباع في الآية 52 ( ويخش اللهَ ويتقْهِ فأولائك هم الفائزون ) .
سورة الفرقان المباركة
**************
قرأ حفص تستطيعون بالتاء في الآية 19 ( فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفاً ولانصراً ) ، وقرأ هزواً بضم الهاء والزاي في الآية 41 ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هُزُواً أهذا الذي بعث الله رسولاً ) .
سورة الشعراء المباركة
**************
قرأ حفص تَلْقَفُ بفتح التاء وسكون اللام وفتح القاف مخففة في الآية 45 ( فإذا هي تَلْقَفُ مايأفكون ) ، وقرأ معيَ بفتح ياء الإضافة في الآية 62 ( قال كلا إن معيَ ربي سيهدين ) ، وقرأ كِسَفَاً بفتح السين في الآية 187 ( فأسقط علينا كِسَفَاً من السماء إن كنت من الصادقين ) .
سورة النمل المباركة
*************(1/13)
قرأ حفص مَهْلِكَ بفتح الميم وكسر اللام في الآية 49 ( قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ماشهدنا مَهْلِكَ أهله وإنا لصادقون ) .
سورة القصص المباركة
**************
قرأ حفص الرَّهْب بفتح الراء مشددة وسكون الهاء في الآية 32 ( واضمم إليك جناحك من الرَّهْبِ فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملإيه ) ، وقرأ معيَ بفتح ياء الإضافة وردءاً بسكون الدال بعدها همزة بتنوين فتح في الآية 34 ( فأرسله معيَ رِدْءاً يصدقني إني أخاف أن يكذبون ) .
سورة العنكبوت المباركة
***************
لم ينفرد حفص فيها بشئ .
سورة الروم المباركة
**************
قرأ حفص للعالِمين بكسر اللام في الآية 22 ( إن في ذلك لآيات للعالِمين ) .
سورة لقمان المباركة
************
قرأ حفص هزواً بدون همز وضم الهاء والزاي في الآية 7 ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هُزُواً ) ، وقرأ يابنيَّ بفتح الياء مشددة في الآيتين 13 ،16 ( يابنيَّ لاتشرك بالله ) ، ( يابنيَّ إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله ) .
سورة السجدة المباركة
**************
لم ينفرد حفص فيها بشئ .
سورة الأحزاب المباركة
***************
قرأ حفص لامُقَامَ بضم الميم في الآية 13 ( ياأهل يثرب لامُقَامَ لكم فارجعوا ) .
سورة سبأ المباركة
************
قرأ حفص كِسَفَاً بفتح السين في الآية 9 ( إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كِسَفَاً من السماء ) .
سورة فاطر المباركة
*************
لم ينفرد حفص فيها بشئ .
سورة يس المباركة
***********
سكت حفص على ألف مرقدنا حين وصلها مع مابعدها في الآية 52 ( قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ماوعد الرحمن وصدق المرسلون ) .
سورة الصافات المباركة
***************(1/14)
قرأ حفص يابنيَّ بفتح الياء مشددة في الآية 102 ( فلما بلغ معه السعي قال يابنيَّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ) .
سورة ص المباركة
************
قرأ حفص وليَ بفتح ياء الإضافة في الآية 23 ( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة وليَ نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ) ، وقرأ ليَ بفتح ياء الإضافة في الآية 69 ( ماكان ليَ من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون ) .
سورة الزُّمَر المباركة
*************
لم ينفرد حفص فيها بشئ .
سورة غافر المباركة
*************
قرأ حفص فَأَطَلِعَ بالنصب في الآية 37 ( أسباب السماوات فَأَطَلِِعَ إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً ) .
سور فصلت والشورى والزخرف والدخان المباركات
****************************************
لم ينفرد فيهن حفص بشئ .
سورة الجاثية المباركة
**************
قرأ حفص هزواً بدون همز وضم الهاء والزاي في الآيتين 9 ،35 ( وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هُزُواً ) ، ( ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هُزُواً وغرتكم الحياة الدنيا ) .
سورة الأحقاف وسورة محمد صلى الله عليه وسلم المباركتان
*************************************
لم ينفرد حفص فيهما بشئ .
سورة الفتح المباركة
*************
قرأ حفص عليهُ بضم الهاء في الآية 10 ( ومن أوفى بما عاهدَ عليهُ اللهَ فسيؤتيه أجراً عظيماً ) .
سور الحجرات و ق والذاريات والطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن المباركات
************************************************
لم ينفرد حفص فيهن بشئ .
سورة الطلاق المباركة
**************
قرأ حفص بالغُ بالرفع بدون تنوين وأمرِه بكسر الرا في الآية 3 ( إن اللهَ بالغُ أمرِه ) .
سور التحريم والملك والقلم والحآقة المباركات
*****************************
لم ينفرد حفص فيهن بشئ .
سورة المعارج المباركة(1/15)
***************
قرأ حفص نزاعةً بتنوين فتح في الآية 16 ( نزاعةً للشوى ) .
سور نوح عليه السلام والجن والمزمل والمدثر المباركات
***************************************
لم ينفرد حفص فيهن بشئ .
سورة القيامة المباركة
**************
قرأ حفص بالسكت على النون في الآية 27 ( وقيل من راق ) .
سور الإنسان والمرسلات والنبأ والنازعات وعبس والتكوير والإنفطار المباركات
************************************************************
لم ينفرد حفص فيهن بشئ .
سورة المطففين المباركة
***************
قرأ حفص بالسكت على لام بل في الآية 14 ( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون ) .
سور الإنشقاق والبروج والأعلى والغاشية والفجر والبلد والشمس والليل والضحى والشرح والعلق والقدر والبينة والزلزلة والعاديات والقارعة والتكاثر والهمزة وقريش والماعون والكوثر والكافرون والنصر والمسد المباركات
************************************************
لم ينفرد حفص فيهن بشئ .
سورة الإخلاص المباركة
***************
قرأ حفص كُفُواً بغير همز وضم الكاف وضم الفاء في الآية 4 ( ولم يكن له كُفُواً أحد ) .
سورة الفلق وسورة الناس
*************
لم ينفرد حفص فيهما بشئ .
انتهى ما انفرد به حفص من طريق الحِرز والله المستعان ، ولتتمة الفائدة نُلحق به الكلمات التي قرأها حفص بالخُلف وشاركه فيها غيره من القراء .
الكلمات المختلف فيها لحفص من طريق الحرز
***********************************
الإختلاف عن حفص نوعان : إما اختلاف معنوي وإما اختلاف لفظي .(1/16)
فأما الاختلاف المعنوي فنحو المد أربع أوخمس حركات في المتصل والمنفصل ، ونحو الحركتان والأربع والست في المد العارض للسكون ، ونحو الإشمام والروم حين الوقف ، ونحو زيادة الغنة عند من يقرأ بالتحقيق بخلافها عند من يقرأ بالتدوير ، بخلافها عند من يقرأ بالحدر ، ونحو اختلاف الغنة في الإخفاء فإن كان بعدها مرقق رققت ، وإن كان بعدها مفخم فخمت ، ونحو الاختلاف في الإقلاب والإخفاء الشفوي فمن ناطق بتلامس الشفتين (أي الفرجة بينهما) ومن ناطق بإطباق الشفتين ، ونحو التفخيم والترقيق في الراءات ، ونحو التغليظ والترقيق في لام لفظ الجلالة .
وأما الاختلاف اللفظي فيشمل:
أولاً - الم في أول سورة آل عمران ففيها ثلاثة أوجه :الأول ويكون في حالة الوقف على الميم فيُمد كل حرف من الحروف الثلاثة مداً لازماً ست حركات ، أما الوجه الثاني والثالث فيكونا في حالة وصل حرف الميم بلفظ الجلالة فإما أن تُقصر الميم حركتين وذلك للحركة العارضة في الهمزة ، وإما أن تُمد ست حركات نظراً للأصل . والدليل قول الإمام خلف الحسيني في إتحافه:
ومُدَ إذا كان السكونُ بُعَيدَهُ وإن طرأ التحريكُ فاقصر وطولا لكلٍ وذا في آلِ عمران قد أتى وورشٌ فقط في العنكبوتِ له كِلا
ثانياً – عين مريم والشورى قرأها حفص مع غيره بالتوسط على أنها حرف لين وبالمد على أنها مد لازم ، قال الشيخ ابن الجزري وقبله الشيخ الجمزوري : وعينُ ذو وجهين والطولُ أخص وقال الإمام الشاطبي : وفي عينٍ الوجهان والطول فضلا .(1/17)
ثالثاً – التسهيل والإبدال في المواضع الست وهي : آلذكرين بموضعي الأنعام ، آلآن بموضعي يونس ، آلله أذن بيونس ، آلله خيرٌ بالنمل . قرأها حفص جميعاً مع غيره من القراء بتسهيل همزة الوصل بين بين ، وكذلك بإبدالها ألفاً خالصة تُمد مشبعاً ، وهو الأقوى والأولى ، وقُرء بهما . قال الإمام الشاطبي : وإن همزُ وصلٍ بين لامٍ مسكنٍ وهمزةِ الاستفهامِ فاقدرهُ مُبدِلا فللكل ذا أولى وتقصُرُه الذي يُسهلُ عن كلٍ كاآلان مُثِّلَ وقال ابن الجزري : وهمزُ وصلٍ منك آلله أذن أبدل لكلٍ أو فسهلْ واقصرن
رابعاً – قال الله تعالى في سورة الروم " الله الذي خلقكم من ضَعفٍ ............. " الآية 54 ، قرأ حفص ضعف الثلاثة من طريق الحِرز بوجهان فتح الضاد وضمها ، والضُعف بضمها في الصحة والجسم والبُنية ، وبفتحها العزيمة والذاكرة والعلم والإيمان وخلافه . قال الإمام الشاطبي : وضُعفاً بضم الضاد فاشيه نُفِلا وفي الروم صف عن خلف فصلٍ فرمز العين من "عن " لحفص أي قرأها حفص بالخلف (أي بالضم والفتح ) .
خامساً – المصيطرون في سورة الطور قرأها حفص بالصاد والسين من طريق الشاطبية . قال الإمام الشاطبي : والمصيطرونَ لسانٌ عاب بالخلف زُمَلا فالعين من " عاب " لحفص أي قرأها حفص بالخلف أي بالسين والصاد .
سادساً – كلمة آتانِ بسورة النمل حال الوقف عليها وقف حفص وشاركه غيره من القراء بالنون ساكنة وكذلك وقف بياء ساكنة ، قال الإمام الشاطبي : وفي النمل ءاتاني ويُفتَحُ عن أولي حِما وخلافُ الوقفِ بين حُلا علا فذكر رحمه الله أن من له الخلاف في الوقف هم قالون وأبو عمرو وحفص .
سابعاً – سلاسلا في سورة الإنسان حال الوقف عليها له فيها وجهان : الوقف على اللام أو الوقف على ألف المد بعدها ، قال الإمام الشاطبي : سلاسلا نون إذ رووا صرفَهُ لنا وبالقصر قف من عن هدىً خُلفُهُم فلا فأوضح رحمه الله أن الخلف حال الوقف يكون لابن ذكوان والبزي وحفص .(1/18)
ثامناً – الإقلاب بالميم الخالصة أو الإخفاء ، أي له في الإخفاء الشفوي إما إطباق الشفتين ، أو ترك فرجة بسيطة بينهما والوجهان مقروء بهما . قال الجمزوري : واقلبهما مع غنةٍ ميماً ببا
تاسعاً – له الخلف في كلمة فِرق بالشعراء هو وجميع القراء أي له فيها التفخيم والترقيق ، فمن فخم نظر إلى القاف بعد الراء ومن رقق نظر إلى كسر القاف فالكسر أضعف الاستعلاء فحق الترقيق . قال ابن الجزري : والخلفُ في فِرقٍ لكسرٍ يوجدُ وقال الإمام الشاطبي : وخُلفُهم بفرقٍ جرى بين المشايخ سلسلا
عاشراً – تأمنا في سورة يوسف عليه السلام له فيها الإدغام بالإشمام أو الروم فإذا رُمت فلا إدغام ولاغنة بل النطق بربع الحركة في النون المضمومة الأولى من تأمننا ، وعند من وسط المنفصل الروم أولى والوجهان صحيحان . قال الإمام خلف الحسيني في إتحافه : وإشمامُ تأمنا لكلٍ ورومُه وقد قيل بالإدغام محضاً ووهِلا .
حادي عشر – بئس الاسم في سورة الحجرات عند البدء بما بعد بئس له وجهان وللقراء جميعاً فيبدء باللام هكذا " لسم الفسوق " أو " ألسم الفسوق " والوجهان صحيحان . قال العلامة الحسيني في الإتحاف : وفي بئس الاسم ابدء بأل أو بلامه فقد صُحِحَ الوجهان في النشر للملا .
ثاني عشر – له الخلاف في راء كلمة الفجر المجرورة إذا وقفنا عليها ، فله فيها الترقيق والتفخيم ، والتفخيم أقوى .
ثالث عشر – له الخلاف في كلمة بالنذر في سورة القمر إذا وقفنا عليها ، فله التفخيم والترقيق ، والتفخيم أولى .
رابع عشر – له الخلاف في كلمة يسر في سورة الفجر إذا وقفنا عليها ، فله التفخيم والترقيق ، والترقيق أقوى لأن أصلها يسري والياء محذوفة رسماً .
خامس عشر – له الخلاف في كلمة " نذر " المجرورة فله فيها التفخيم والترقيق ، والتفخيم أولى .
سادس عشر – كلمة " مصر " له فيها التفخيم والترقيق ، والتفخيم أولى .
سابع عشر – كلمة " القِطر " وهي ككلمة مصر السابق ذكرها .(1/19)
قال شيخنا المُتَوَلِي : والراجح التفخيم في للبشرِ والفجرِ أيضاً وكذا بالنذرِ وفي إذا يسر اختيارُ الجزري ترقيقُهُ وهكذا ونذري ومصرُ فيها اختار أن يُفخما وعكس ذا في القِطرِ أيضاً فاعلما وجاز في الجميعِ قد علِمتَ تفخيمه وجاز إن رققت وذاك كُلُهُ بحال وقفنا والروم كالوصل على مابُينا
انتهت الكلمات التي قرأها حفص بالخُلف وشاركه فيها غيره من طريق الشاطبية والله المستعان وهو المقصود ، وأسأله تعالى أن ينفع به وبمن طالعه وأن يكون سبباً لي في رضوان ربي ولوالديَّ وزوجي وأولادي ومشايخي .
وقد قرأت هذا الكتاب على العلامة الشيخ عبد الباسط هاشم في الثلاثاء الثامن عشر من ذي الحجة سنة 1429 هـ الموافق سادس عشر من ديسمبر سنة 2008 مـ في بيته بحي سموحة بالأسكندرية المحروسة.
المراجع
*******
1. القرءان الكريم
2. القراءات العشر المتواترة في هامش القرءان الكريم إعداد الشيخ محمد كُريِّم راجح
3. كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري
4. عون المعبود في عزو طرق حفص الـ 58 عن عاصم بن أبي النجود
5. متن الشاطبية للإمام الشاطبي
6. متن الجزرية لابن الجزري
7. تحفة الأطفال للجمزوري
8. موقع الدرر السنية
9. العلامة الشيخ عبد الباسط هاشم
الفهرس
******
تقريظ العلامة الشيخ عبد الباسط هاشم ص 2
مقدمة الكتاب ص 3
ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود ص4
ترجمة الإمام حفص ص5
ترجمة الإمام الشاطبي ص6
من سورة الفاتحة إلى سورة المائدة ص8
من سورة الأنعام إلى سورة يونس ص9
من سورة هود إلى سورة الحجر ص10
من سورة النحل إلى سورة طه ص11
من سورة الأنبياء إلى سورة النور ص12
من سورة الفرقان إلى سورة العنكبوت ص13
من سورة الروم إلى سورة ص14
من سورة فاطر إلى سورة الزمر ص15
من سورة غافر إلى سورة الفتح ص16
من سورة الحجرات إلى سورة المدثر ص17
من سورة القيامة إلى سورة الإخلاص ص18
من سورة الفلق إلى سورة الناس ص19(1/20)
باب الكلمات المختلف فيها لحفص ص20
المراجع ص23
الفهرس ص24(1/21)