البسيط في علم التجويد
إعداد
الشيخ/ بدر حنفي محمود
إشراف
الشيخ / أحمد همام علي
المقدمة:
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات, نحمده حمدًا يزيد على حمد الحامدين, ونشكره شكرًا يزيد على شكر الشاكرين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. إذا وقف العباد يوم القيامة, نادى الله وقال: أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ومن الذي ينبغي أن يجاورك يا رب وأنت رب العالمين؟ فيقول الله ((): جيراني هم عمَّار المساجد وقراء القرآن الكريم. وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد رسول الله (() القائل "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" صدق رسول الله (().
أما بعد ...
فإن من أجل الأعمال وأفضلها هو قراءة القرآن الكريم, ويقول ((): ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (, ويقول الرسول ((): "أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن". إذن فلا بد على كل مسلم ومسلمة تعلُّم كيف يُقرأ القرآن الكريم؛ لأن حبيبك محمد (() يقول: "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل".(1/1)
والقرآن أخي القارئ العزيز نزل من السماء مرتلاً على قلب الحبيب محمد ((). وعلى هذا, ومن منطلق الآية الكريمة ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (, فقد وفقنا الله (() نحن - جماعة تلاوة القرآن الكريم بمسجد الفرشوطي بسوهاج- في أن نقدم لك-أخي القارئ-أحكام تلاوة القرآن الكريم؛ حتى يتم الانتفاع بها في قراءة القرآن الكريم, وقد راعينا في هذا العمل عدم الإطالة والإطناب؛ حتى لا يتعذر على القارئ فهم المعلومة, وراعينا أيضًا عدم الشح والتقصير في المعلومة؛ حتى يكون لدى القارئ المعلومة الوافية الكافية له حتى يفهم معناها, ويسهل عليه العمل بها, ولقد وفقنا الله بعونه ومشيئته في كتابته وتنقيحه, ومراعاة الدقة في معلوماته, وسميناه "البسيط في علم التجويد".
ونسأل الله (() أن يغفر لنا ما ورد في هذا العمل من سهو أو خطأ أو نسيان, ونسأله أن يفيد المسلمين والمسلمات, وأن يجعله في ميزان حسناتنا وفي ميزان حسنات كل من أسهم معنا في هذا العمل الجليل سواءً بالجهد أو بالفكر أو بالمال, فنسأل الله أن يتقبله منا, وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم, وأن يجازي مشايخنا عنا خير الجزاء. ونسأل الله (() أن يجعل هذا العمل صدقةً جاريةً لنا بعد الموت - إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ/ بدر حنفي محمود
( آداب التلاوة والاستماع (
اعلم أخي القارئ أن من أجل الأعمال وأفضلها هو قراءة القرآن الكريم؛ لأن قارئ القرآن الكريم يكون في معية الله, يذكر الله فيذكره ربه, ولذلك فلا بد لقارئ القرآن أن يتأدب مع ربه وهو يتلو القرآن الكريم.
وإليك أخي في الله آداب التلاوة ثم نتبعها بآداب الاستماع والآداب مع المصحف.
أولاً: آداب التلاوة الخارجية.
1. يستحب لقارئ القرآن أن يكون على وضوء؛ لأن القراءة عبادة لله.
2. لا بد وأن تكون القراءة في مكان نظيف ليس فيه أدنى نجاسة.(1/2)
3. يستحب أن يجلس القارئ مستقبلاً القبلة بقدر ما يستطيع.
4. يسن للقارئ أن يستاك بالسواك عند القراءة تعظيمًا للقرآن.
5. لا بد أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند البدء بالقراءة استنادًا إلى قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ((1). والصفة المختارة هي: أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيطاَن الرَّجِيمِ.
6. لا بد أن يبسمل القارئ أول كل سورة إلا سورة التوبة.
7. لا بد أن يقرأ القرآن بالترتيل ولا يقرأ كقراءة الجرائد استنادًا إلى قوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً((2).
8. يسن للقارئ أن يقرأ على ترتيب المصحف.
9. يسن للقارئ إذا افتتح في سورة أن يكملها.
10. يسن للقارئ ألا يقطع قراءته لمكالمة أحد إلا إذا ألقى عليه السلام, فيقطع القراءة ويرد السلام ثمَّ يعود للقراءة, وذلك لأن الرد على السلام فرض من الله تعالى.
11. يسن للقارئ السجود عند قراءة آية سجدة.
12. يستحب للقارئ التكبير من أول الضحى إلى سورة الناس.
13. يسن للقارئ تحسين الصوت بالقراءة وتزيينه.
14. يستحب البكاء عند قراءة القرآن والتباكي.
15. يستحب التوسط في القراءة بين الجهر والإسراء, استنادًا إلى قوله تعالى: ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ((3).
الآداب القلبية:
1. يجب على القارئ أن يتلو القرآن بتدبر وتفهم استنادًا إلى قوله تعالى: ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ((4).
2. أن يبتعد القارئ عن موانع الفهم وهي ألا يفكر في الدنيا, ولكن يفكر في القرآن الكريم.
3. ولكي يصل القارئ إلى أعلى مراتب التدبر والمعية مع الله فلا بد من أن يمر بهذه المراحل الآتية:
أ. أن يقرأ القرآن وكأنما يقرأه على رسول الله (().
ب. أن يقرأ القرآن وكأنما يسمعه من رسول الله (().(1/3)
ج. أن يقرأ القرآن وكأنما يسمعه من المولى (() وهذه هي أعلى مراتب الوصول إلى الله, كما قال رسول الله ((): من أراد أن يكلمه الله فعليه بالقرآن, ومن أراد أن يكلم الله فعليه بالصلاة.
4. يسن للقارئ أنه إذا مر بآية رحمة فعليه أن يطلب الرحمة من الله في هذه الآية, وإذا مر بآية عذاب يستعيذ بالله من عذابها, وإذا مر بآية رجاء يرجو الله أن يغفر له وللمسلمين, وإذا مر بآية كونية أو آية في خلق الله وعظمته أن يفكر ويتدبر ويقول: ( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ((5).
ثانيًا: آداب الاستماع:
اعلم أخي القارئ أن الاستماع إلى القرآن الكريم من أجل الأعمال, وأن القارئ والمستمع يأخذان الأجر نفسه من الله, كما قال الرسول ((): "مثل القارئ والسامع كمثل الحالب والشارب", ويقول الله جل وعلا في محكم التنزيل: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ((6), ولذلك سوف نذكرك أخي القارئ بآداب الاستماع إلى القرآن الكريم.
1. أن يجلس المستمع في أدب دومًا.
2. أن يستمع في إنصات وسكينة.
3. ألا يشغل ظاهره أو باطنه عما سوى الله.
4. إذا سمع آية سجدة سجد.
5. أن يبكي, فإن لم يستطع فليتباكى.
6. إذا أخطأ القارئ فلا بد للمستمع أن يصحح له خطأه.
7. إذا بالغ القارئ في قراءته وتعالى فيها فلا بد للمستمع أن ينكر عليه هذه القراءة.
الآداب مع المصحف الشريف:
وللمصحف قدسية عظيمة؛ لأنه يحمل في طياته كلام المولى ((), فتعظيمك للمصحف يأتي من تعظيمك لله ((), وفي هذه السطور سوف نذكر لك آداب المصحف:
1. أن تضع المصحف في مكان عالٍ ولا تضع فوقه شيء؛ لأنه يعلو ولا يعلى عليه.
2. ألا تضع المصحف على الأرض.
3. أن تقوم للمصحف إذا جيء به إليك.
4. يستحب تطييب المصحف وجعله على حامل ما أمكن ذلك.
5. عدم توسد المصحف, أي جعله تحت الوسادة (المخدة)؛ لأن ذلك فيه إذلال ومهانة.(1/4)
6. يحرم على المحدث حدثًا أكبر أن يمس المصحف.
لا تقول مصيحف, ولكن مصحف, ولا تقول صورة صغيرة, ولكن قل سورة قصيرة لأنه لا صغير في كلام الله.
(التعريف بعلم التجويد (
اعلم - أخي القارئ- أن علم التجويد من أسمى وأشرف العلوم؛ لأنه متعلق بكتاب الله ((), فالتجويد لغةً: التحسين, جوّدت الشيء: بمعنى حسنت الشيء. واصطلاحًا: هو إعطاء كل حرف حقه ومستحقه.
وحق الحرف: هو إخراج الحرف من مخرجه مع إعطائه صفاته الذاتية الملازمة له التي لا تفارق؛ كالهمس والجهر والشدة ..... إلخ. أما مستحق الحرف: فهو الصفات العرضية التي تنشأ عن الصفات الذاتية, فمثلاً صفة الاستعلاء صفة ذاتية ينشأ عنها التفخيم. والمستحق أيضًا هو الأحكام التي تنشأ عن الحروف وصفاتها إذا تلاقت هذه الحروف بعضها مع بعض؛ كالإظهار, والإدغام, والإقلاب, والتفخيم, والترقيق .....إلخ.
حكم التجويد: هو فرض كفاية على عامة المسلمين للعلم به. وفرض عين بالنسبة للعمل به, أي أن كل من يقرأ القرآن الكريم وجب عليه العمل بالتجويد. وهذا دليله من القرآن الكريم: قال تعالى: ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ( (7). ومن السنة النبوية الشريفة, قال رسول الله ((): "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن" (8), ويتغنَّ بالقرآن معناها: يجوده ويحسنه.
ولذلك يقول الإمام الجزري- رحمه الله- في نظمه:
والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا
وهكذا منه إلينا وصلا
موضوع علم التجويد: هو كلمات القرآن الكريم, ولذلك يعتبر علم التجويد من أشرف العلوم لأنه يتصل بكلام الله (().
غاية علم التجويد: هي حماية اللسان من الخطأ واللحن في كلمات القرآن الكريم؛ حتى يفوز القارئ بالسعادة في الدنيا والآخرة. فله بكل حرف حسنة, والحسنة بعشر أمثالها.(1/5)
قال رسول الله ((): "... إن بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول: الم حرف, ولكن ألف حرف, ولام حرف, وميم حرف" (9). وقال أيضًا: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران" (10).
( تعريف الإمام عاصم وراويه حفص (
الإمام عاصم: هو عاصم بن أبي النجود بن بهدلة الأسدي, وكنيته أبو بكر, كان شيخًا للإقراء في الكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي, وقد جمع من الفصاحة والإتقان والتجويد, وكان أحس الناس صوتًا بالقرآن, وهو من التابعين.
وقد قرأ الإمام عاصم على عبد الله بن حبيب السلمي وعلى زر بن حبيش وعلى سعد الشيباني, وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبد الله بن مسعود. وقرأ السلمي وزر على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب على رسول الله ((). تُوُفِّيَ عام مائة وثمانية وعشرين من الهجرة.
الراوي حفص: هو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي الفاخري البزاز, وكنيته أبو عمر. قال فيه العلماء: إنه أعلم الناس بقراءة عاصم, ولذلك كانوا يصفونه بالضبط والإتقان, ولذلك أشار الشاطبي- رحمه الله - بقوله:
وحفص وبالإتقان كان مفضلا
وهو ابن زوجه عاصم, ولد في عام تسعين من الهجرة, وتوفي عام مائة وثمانين, عاش تسعين عامًا.
(اللحن وأقسامه (
اعلم أخي القارئ - جعلني الله وإياك من الفائزين السعداء- أن اللحن لغةً: الميل عن الصواب. واصطلاحًا: هو خطأ يطرأ على الكلمة فيخل بالمعنى تارةً, ويخل بقواعد القراءة والتجويد تارةً أخرى.
وينقسم اللحن إلى قسمين:(1/6)
أولاً- اللحن الجلي: وهو خطأ يطرأ على الكلمة فيغير اللفظ ويخل بالمعنى, وذلك بأن يخرج الحرف من غير مخرجه الطبيعي بأن يجعل الثاء مثلاً سينًا. مثال: ( وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ( (11)؛ فيتغير معنى الكلمة "فكثركم" أي من الكثرة إلى "فكسركم" من التكسير (التحطيم). أو أن يجعل التاء طاءً في مثل: "قانتون", فتصبح "قانطون", والقنوت معناه الخشوع, أما القنوط فهو الجزع واليأس. أو الصاد مثلاً سينًا مثل: الصلاة.
أو يكون اللحن بتغيير حركة إعرابية بدلاً من حركة أخرى, فمثلاً بدلاً من أن تقول: أنعمتَ, تقول: أنعمتُ. وهذا خطأ يغير المعنى. ويسمى اللحن الجلي بهذا الاسم لأنه ينجلي, أي: يظهر, ويستطيع أي شخص أن يعرفه ويدركه.
وحكمه: هو التحريم فهو حرام بإجماع العلماء ويأثم فاعله.
ثانيًا- اللحن الخفي: وهو خطأ يطرأ على الكلمة فيغير اللفظ, ولا يخل بالمعنى, وذلك يكون بمخالفة قواعد التجويد, كترك الغنة مثلاً, أو عدم تفخيم المفخم, أو ترقيق المرقق, وهذا على سبيل المثال, وحكمه هو الكراهة, أي: مكروه. وذهب بعض العلماء إلى تحريمه. هذا والله ورسوله أعلم.
(مراتب القراءة (
اعلم أخي القارئ للقرآن الكريم أن مراتب القراءة أربع:
أولاً- التحقيق: وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة, وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه, وهو أيضًا تفكيك للحروف وإشباعها دون المغالاة في ذلك, وتكون هذه المرتبة في مقام تعلم وتعليم القرآن الكريم.
ثانيًا- الترتيل: وهو القراءة بطمأنينة وعلى مكث وتدبر, وإعطاء الحروف حقها ومستحقها, وهذه المرتبة هي أفضل المراتب استنادًا إلى قوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً( (12), وقال رسول الله ((): "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل". وهذه المرتبة هي مذهب ورش وعاصم وحمزة.(1/7)
ثالثًا- الحدر: وهو القراءة بسرعة مع إعطاء كل حرف حقه ومستحقه, ومراعاة الأحكام, وهذه المرتبة هي مذهب ابن كثير المكي وأبي عمرو البصري وقالون.
رابعًا- التدوير: هو مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر مع مراعاة الأحكام, وهو مذهب ابن عامر والكسائي.
(أركان القراءة (
اعلم- أخي القارئ- أن لكل شيء أركانًا, فأركان قراءة القرآن الكريم ثلاثة:
أولاً- صحة الإسناد, وهو أن نتلقى القرآن عن شيخ قارئ للقرآن سنده متصل برسول الله (().
ثانيًا- موافقة الرسم العثماني بالمصحف الشريف بمعنى أن تكون قراءتك موافقة لما رسم بالإثبات أو الحذف, أو الوصل أو القطع, ولو احتمالاً.
ثالثًا- أن توافق قراءتك وجهًا من أوجه النحو ولو ضعيفًا.
فإذا اختل ركن من هذه الأركان تعد القراءة شاذةً وغير صحيحة, ولا يعتدُّ بها, ولذلك يقول ابن الجزري- رحمه الله:
فكل ما وافق وجه نحو
وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح إسنادًا هو القرآن
فهذه الثلاثة الأركان
(الاستعاذة (
اعلم - أخي القارئ- أن الاستعاذة واجبة عند البدء بالقراءة, وهذا هو رأي جماعة من العلماء, والرأي الآخر ذهب إلى أنها مستحبة, وخلاصة القول: أن الاستعاذة لا بد منها عند ابتدائك للقراءة, سواء كانت في أول السورة أو في أي جزء من أجزاء السورة, ودليل وجوبها من القرآن الكريم, قال تعالى: ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( (13).
وقال الإمام الشاطبي- رحمه الله:
إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ
جهارًا من الشيطان بالله مسجلا
على ما أتى في النحل يسرًا وإن
تزد لربك تنزيهًا فلست مجهلا(1/8)
صفة الاستعاذة: ورد في ذلك صيغ كثيرة, ولكن المأثور فيها هو: أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيطاَن الرَّجِيمِ, أو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. والراجح في ذلك القول الأول؛ لأنه هو المألوف والمأخوذ به, وذلك على قول الإمام الشاطبي: على ما أتى في النحل يسرًا. أي أن اللفظ الأول فيه يسر على القارئ.
حالات الاستعاذة:
للاستعاذة حالات أربع: اثنتان يجهر بها, واثنتان يُسَرُّ فيهما.
أولاً- مواضع الجهر:
أ . يجهر بالاستعاذة في مقام التعليم, أي: في حلقات التدريس للقرآن الكريم.
ب . يجهر بالاستعاذة في المحافل وقراءة القرآن على ملأ من الناس.
ثانيًا- مواضع الإسرار:
أ . الصلاة, يسر بالاستعاذة في الصلاة.
ب . عند القراءة الفردية, بمعنى إذا قرأت القرآن بمفردك مع نفسك.
أوجه الاستعاذة:
الاستعاذة لها أوجه في قراءتها مع البسملة وأول السورة, وهي كما يأتي:
1. قطع الجميع.
2. قطع الأول ووصل الثاني بالثالث.
3. وصل الأول بالثاني, وقطع الثالث.
4. وصل الجميع.
أولاً- قطع الجميع: وهو الوقف على الاستعاذة مع التنفس, ثمَّ قراءة البسملة والوقوف عليها مع التنفس, ثمَّ قراءة أول السورة.
ثانيًا- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: وهو الوقف على الاستعاذة مع التنفس, ثمَّ قراءة البسملة وأول السورة معًا في نفس واحد.
ثالثًا- وصل الأول بالثاني وقطع الثالث: وهو وصل الاستعاذة بالبسملة, ثمَّ الوقف عليها مع التنفس, ثمَّ قراءة أول السورة.
رابعًا: وصل الجميع: وهو وصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة في نفس واحد متصل.
حكم البدء بقراءة سورة التوبة:(1/9)
اعلم- أخي القارئ- أن سورة التوبة لا يوجد بأولها بسملة, وذلك لأسباب سوف نتكلم عنها عند الكلام عن البسملة. ولكن هناك الاستعاذة وصيغتها هي: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, وهذا إذا كان القارئ مبتدئًا بها. علمًا بأن الاستعاذة ليست من القرآن الكريم - بإجماع العلماء- ولكنها سنة عن رسول الله ((), عن نافع بن مطعم عن أبيه أن رسول الله (() أنه استعاذ قبل القراءة يقول: أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيطاَن الرَّجِيمِ.
(البسملة (
اعلم - أخي القارئ أعزك الله- أن البسملة سنة عن رسول الله ((), قال الإمام الشاطبي- رحمه الله:
وبسمل بين السورتين بسنة
.............................
ولكن اختلف العلماء في أنها آية من القرآن أم لا, فذهب بعضهم إلى أنها لست آية, وهذا هو قول المالكية, وذهب البعض الآخر على أنها آية, وهذا قول الشافعية, ولكن لنا أن نعرف أن حفصًا عن عاصم ذهب إلى أنها آية من الفاتحة, وسنة في كل سورة إلا سورة التوبة.
والخلاصة في ذلك أن البسملة آية من الفاتحة, وسنة في أوائل السور وبين السور للفصل بين السور, إلا في سورة التوبة, فلا يفصل بين الأنفال والتوبة بالبسملة.
ولكن هناك سؤال: لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة كباقي سور القرآن؟ وما أوجه القراءة بين الأنفال والتوبة؟
ورد أن البسملة منعت في أول سورة التوبة, وهذا بالإجماع على أن سورة التوبة نزلت أثناء قتال المسلمين بالمشركين والمنافقين, والبسملة فيها رحمة, والموقف لا يتطلب رحمةً على الكافرين. وهناك رأي آخر, هو أن رسول الله (() قال في حديث ما معناه: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال, وأعطيت مكان الزبور المئين, وأعطيت مكان الإنجيل السبع المثاني, وفضلت بالمفصل".
فالسبع الطوال هي من أول البقرة إلى سورة التوبة, ولذلك عد العلماء سورة الأنفال والتوبة سورةً واحدةً.
أوجه القراءة بين سورتي الأنفال والتوبة:(1/10)
1. الوقف: بمعنى أن تقف على آخر سورة الأنفال, وتتنفس, ثمَّ تبدأ سورة التوبة.
2. السكت: بمعنى أن تقف على آخر سورة الأنفال بدون أن تتنفس - حركتان- ثمَّ تبدأ سورة التوبة.
3. الوصل: بمعنى أن تصل آخر سورة الأنفال بأول سورة التوبة مع مراعاة أحكام التجويد.
أوجه البسملة بين السور:
لقد عرفت - أخي القارئ- أن البسملة سنة بين السور, ولكن لها أوجه لقراءتها. فما أوجه البسملة؟
البسملة لها ثلاثة أوجه:
1- قطع الجميع: بمعنى الوقف على آخر السورة مع التنفس ثمَّ قراءة البسملة والوقف عليها مع التنفس ثمَّ قراءة أول السورة.
2- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث, بمعنى الوقف على آخر السورة مع التنفس, ثمَّ وصل البسملة بأول السورة.
3- وصل الجميع: بمعنى وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة الجديدة.
ولكن هناك سؤال: لماذا لم نصل البسملة بآخر السورة ثمَّ نقف, ونبدأ السورة الجديدة؟
الإجابة هي أن البسملة جعلت لأوائل السور لا لآخرها, وحتى لا يتوهم السامع أن البسملة من آخر السورة, ولذلك قال الإمام الشاطبي- رحمه الله:
ومهما تصلها مع أواخر سورة
فلا تقفن الدهر فيها مثقلا
( أحكام النون الساكنة والتنوين (
أخي القارئ قبل أن تعرف أحكام النون الساكنة والتنوين لا بد أن تعرف ما النون الساكنة والتنوين؟
النون الساكنة: هي التي لا حركة لها, وتكون في الأسماء والأفعال والحروف وتثبت رسمًا وخطًا ووقفًا ووصلاً. بمعنى أنها النون التي عليها سكون, مثل: إنْسان, الأنْعام, منْذر وهذا مثالها في الأسماء. وفي الأفعال, مثل: أنْعمت, تنْصروا الله, تنْحتون. وفي الحروف: منْ, عنْ, إنْ.
وهذه النون كما ترى تكتب وتنطق, وتظهر عند الوقف وعند الوصل.
التنوين: هو نون ساكنة ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظًا وتفارقه خطًا ووقفًا. ويرمز له في المصحف بـ(فتحتين ـً) (كسرتين ـٍ) (ضمتين ـٌ).(1/11)
فهو عبارة عن نون ساكنة زائدة عن بنية الكلمة, وهذا التنوين لا يكون إلا في الأسماء فقط؛ لأن الأفعال لا تنون, ولكن ورد في القرآن الكريم فعلان منونان, هما: ( وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ ( (14), ( لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ( (15). والصحيح أن هذا التنوين هو نون التوكيد الخفيفة, وإنما رسمت بالتنوين لأنها تشبه التنوين من حيث الوقف عليها.
والتنوين يثبت سماعًا باللفظ ولا يكتب بالخط, ولا يثبت عند الوقف على الكلمة.
اعلم - أخي القارئ- أن أحكام النون الساكنة والتنوين مع الحروف الهجائية أربعة أحكام: (الإظهار - الإدغام - الإقلاب - الإخفاء).
أولاً: الإظهار الحلقي:
الإظهار: لغةً: البيان. واصطلاحًا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر. حروف الإظهار الحلقي ستة حروف, هي حروف الحلق الستة: الهمز, الهاء, العين, الحاء, الغين, والخاء.
وقد جمعها بعض العلماء في قول: (أخي هاك علمًا حاز غير خاسر).
ومراتب الإظهار الحلقي ثلاثة, هي:
- أقصى الحلق: الهمز والهاء.
- وسط الحلق: العين والحاء.
- أدنى الحلق: الغين والخاء:
وسبب الإظهار: هو بعد مخرج النون عن حروف الحلق الستة, فالنون من طرف اللسان فيصعب في ذلك الإدغام, فلزم لذلك إظهار النون عند حروف الحلق.
وشرط الإظهار الحلقي هو أن يقع بعد النون الساكنة حرف من حروف الحلق الستة. والإظهار الحلقي يكون من كلمة أو كلمتين, وبعد التنوين لا يكون إلا من كلمتين.
أمثلة:
من كلمة
من كلمتين
بعد التنوين
حرف الإظهار
ينْأون
منْ آمن
كفوًا أحد
الهمزة
منْهاجًا
إنْ هو
سلامٌ هي
الهاء
الأنْعام
منْ عند
أجرًا عظيمًا
العين
انْحر
فمنْ حاجك
غنيًا حميدًا
الحاء
فسينْغضون
منْ غير
عفوًا غفورًا
الغين
المنْخنقة
إنْ خفتم
نخلٍ خاوية
الخاء
حقيقة الإظهار أو كيفية الإظهار الحلقي:(1/12)
هو أن ينطق القارئ بالنون الساكنة أو التنوين على حدة, ثمَّ ينطق حرف الإظهار الحلقي من دون توقف على النون أو التنوين. فلا يسكت على النون, ولا يقطعها عن حرف الإظهار. وإليك الدليل من التحفة:
فالأول الإظهار قبل أحرف
للحلق ست رتبت فلتعرف
همز فهاء ثمَّ عين حاء
مهملتان ثمَّ غين خاء
ثانيًا: الإدغام:
الإدغام لغةً: الإدخال, بمعنى: أدغمت الشيء في الشيء أي: أدخلت الشيء في الشيء.
واصطلاحًا: هو التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشددًا يرتفع اللسان عنه ارتفاعةً واحدةً, أو هو النطق بالحرفين كالثاني مشددًا.
مثال: منْ يَقول ميَّقول
ساكن متحرك حرف مشدد
من ناصرين …… منَّاصرين
ساكن متحرك حرف مشدد
من مال الله …… ممَّال الله
ساكن متحرك حرف مشدد
من ورق……… موَّرق
ساكن متحرك حرف مشدد
حروف الإدغام مع النون الساكنة:
اعلم أخي القارئ أن حروف الإدغام ستة, مجموعة في كلمة "يرملون", (ي, ر, م, ل, و, ن). لكن هذه الحروف تنقسم إلى قسمين:
أولاً: إدغام بغنة وحروفه أربعة (ينمو)
ثانيًا: إدغام بغير غنة, وحروفه اثنان (ر ل).
أولاً- الإدغام بغنة:
لقد علمت- أخي القارئ- أن حروف الإدغام بغنة أربعة, وهي (ينمو).
أما الغنة: فهي صوت رخيم لذيذ مركب في جسم الميم والنون المشددتين, مخرجها الخيشوم, ومقدارها حركتين.
إذن أخي القارئ إذا جاء أي حرف من حروف الإدغام بغنة بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإدغام بغنة, بشرط أن يكون من كلمتين, مثال: من يقنت.
أمثلة على الإدغام بغنة:
حرف الإدغام
بعد النون الساكنة
بعد التنوين
شرط الإدغام
الياء
من يؤمن
قومٍ يؤمنون
كما ترى- أخي القارئ- أن شرط الإدغام هو أن يكون من كلمتين.
النون
من نشاء
يومئذٍ ناعمة
الميم
من مال
درجاتٍ من
الواو
من ورق
بناءً وأنزل
الإدغام بغنة يسمى إدغامًا ناقصًا وذلك لذهاب الحرف وبقاء الصفة. والحرف هو النون الساكنة أو التنوين, والصفة هي الغنة المصاحبة له.(1/13)
ولكن ماذا يحدث - أخي القارئ- إذا جاء حرف الإدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة؟
الإجابة: هي أننا لا ندغم النون الساكنة في هذا الحرف, ولكن يجب الإظهار المطلق للنون, وذلك خوفًا من أن تتشابه الكلمة مع المضاعف, فلا يتحقق معنى الكلمة. وهذا الإظهار لا يوجد إلا في أربعة كلمات في القرآن الكريم (دنْيا- صنْوان- قنْوان- بنْيان), وهذا يسمى إظهارًا مطلقًا من كلمة واحدة. ويوجد في القرآن الكريم إظهار مطلق من كلمتين في(يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ( (16),و(نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون( (17), وهذا على ما يوافق حفص من طريق الشاطبية.
ثانيًا: الإدغام بدون غنة:
اعلم - أخي القارئ- أن حروف الإدغام بغير غنة هما: اللام والراء, بمعنى إذا وقع حرف منهما بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإدغام ويسمى إدغامًا بغير غنة.
مثال: فمن لم يجد
أمثلة على الإدغام بغير غنة:
حرف الإدغام
النون الساكنة
التنوين
شرط الإدغام
اللام
فإنْ لم
سلامٌ لك
لا بد أن يكون من كلمتين
الراء
منْ رزق الله
أخذةً رابيةً
ويسمى هذا الإدغام إدغامًا كاملاً؛ لذهاب الحرف والصفة, ولا بد لك أخي القارئ أن تعرف ما سبب إدغام النون الساكنة في هذه الحروف الستة, وهو: التقارب, والتماثل, والتجانس مع هذه الحروف, وإليك أخي القارئ جدولاً موضحًا فيه سبب الإدغام:
الحرف
سبب الإدغام
الياء
سبب الإدغام في النون هو التجانس في الانفتاح والجهر.
الراء
سبب الإدغام في النون هو التقارب في المخرج.
الميم
سبب الإدغام في النون هو التجانس في الغنة والجهر والاستفال.
اللام
سبب الإدغام في النون هو التقارب في المخرج.
الواو
سبب الإدغام في النون هو التجانس في الانفتاح والجهر.
النون
سبب الإدغام في النون هو التماثل.
وإليك الدليل من التحفة:
والثاني إدغام بست أتت
في يرملون عندهم قد ثبتت
لكنها قسمان: قسم يدغما
فيه بغنة بينمو علما
إلا إذا كان بغنة فلا
تدغم كدنيا ثمَّ صنوان تلا(1/14)
والثاني إدغام بغير غنة
في اللام والراء ثمَّ كررنه
ثالثًا: الإقلاب:
الإقلاب: لغةً التحويل:
واصطلاحًا هو جعل حرف مكان آخر بمعنى أننا نجعل النون الساكنة أو التنوين ميمًا مخفاةً لفظًا مرسومةً خطًا مع مراعاة الغنة.
اعلم - أخي القارئ- أن الإقلاب له حرف واحد لا غير ألا وهو الباء, فإذا وقع الباء بعد النون الساكنة أو التنوين وجب إقلاب النون الساكنة ميمًا مع الإخفاء, مثال:
أنبئهم, منم بعد , سميعُم بصير.
ومن هذا تعلم- أخي القارئ أن الإقلاب يأتي من كلمة ومن كلمتين, أو بعد التنوين, ولا يكون إلا من كلمتين.
سؤال: لماذا اختيرت الميم في الإقلاب عن باقي الحروف؟
هذا سببه أن الميم هو الحرف الوحيد الذي يشارك النون في صفة الغنة, ويشارك الباء في المخرج. ولصعوبة إظهار النون عند الباء, وصعوبة إدغام النون في الباء, فتوصل للنطق بالنون بحكم الإخفاء, فاختيرت الميم لتحل محل النون الساكنة؛ لأنها تجانس الباء في المخرج, وتجانس النون في الصفة وهي الغنة.
وإليك الدليل من التحفة:
والثالث الإقلاب عند الباء
ميمًا بغنة مع الإخفاء
رابعًا: الإخفاء الحقيقي:
الإخفاء لغةً الستر. واصطلاحًا: هو النطق بالحرف بصفة ما بين الإظهار, والإدغام عارٍ من التشديد, بمعنى أننا نخفي النون الساكنة أو التنوين عندما يأتي بعدها حرف من حروف الإخفاء الحقيقي الخمسة عشر, فلا تظهر النون كاملة كما في الإظهار, ولا تدغم كاملةً كما في الإدغام, ولكن تكون بين بين.
معلومة: سمي الإخفاء الحقيقي بهذا الاسم؛ لأنه لم يختلف فيه أئمة القراءة, وحققوه جميعًا فسمي حقيقيًا.
حروف الإخفاء الحقيقي: خمسة عشر حرفًا مجموعةً في أوائل كلم هذا البيت:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبًا زد في تقى ضع ظالمًا
ويأتي الإخفاء الحقيقي من كلمة ومن كلمتين, وبعد التنوين, ولا يكون إلا من كلمتين.
أمثلة:
ينصرون, من صلصال, بقرة صفراء.
أمثلة الإخفاء الحقيقي:
الحرف
من كلمة
من كلمتين(1/15)
بعد التنوين
الصاد
تنصروا
من صلح
ريحًا صرصرًا
الذال
منذرين
من ذنوبكم
سراعًا ذلك
الثاء
منثورا
من ثمرة
جميعًا ثمَّ
الكاف
ينكثون
من كل
شعيبًا كانوا
الجيم
أنجيناكم
إن جاءكم
فصبرٌ جميل
الشين
أنشأتم
فمن شاء
علمٍ شيئًا
القاف
منقلب
من قبل
ثمنًا قليلاً
السين
تنسلون
ولئن سألتهم
عابدات سائحات
الدال
أندادًا
من دون
قنوانٌ دانية
الطاء
انطلقوا
من طيبات
صعيدًا طيبًا
الزاي
منزلين
من زكاها
يومئذٍ زرقًا
الفاء
منفكين
من فوقهم
متشابهاتٌ فأما
التاء
أنتم
من تحتها
جناتٍ تجري
الضاد
منضود
من ضل
مسجدًا ضرارًا
الظاء
ينظرون
من ظهير
ظلاً ظليلاً
درجات الإخفاء الحقيقي ومراتبه: ثلاث:
- أعلاها: عند الطاء والدال والتاء, بمعنى أن درجة الإخفاء للنون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف تكون أكبر درجةً, بمعنى أن الجزء الذي يذهب من النون أكبر من المتبقي.
- أدناها: عند القاف والكاف, وهو معناه أن درجة إخفاء النون الساكنة والتنوين أقل درجةً بمعنى أن الجزء المتبقي من النون الساكنة أكبر من الجزء الذي يذهب في الإخفاء.
- ما تبقى من حروف الإخفاء الحقيقية مرتبة متوسطة, وهذا معناه أن النون الساكنة والتنوين تكون في درجة متوسطة, فالذي يذهب منها يساوي المتبقي. وهذه المراتب رتبت على حسب قرب مخارج الحروف من مخرج حرف النون.
وإليك الدليل من التحفة:
والرابع الإخفاء عند الفاضل
من الحروف واجب للفاضل
في خمسة من بعد عشر رمزها
في كلم هذا البيت قد ضمنتها
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبًا زد في تقى ضع ظالما
( أحكام الميم الساكنة (
اعلم - أخي المسلم القارئ- أن الميم الساكنة هي التي لا حركة لها, وتقع في القرآن الكريم قبل حروف الهجاء إلا حروف المد الثلاثة.
أحكام الميم الساكنة ثلاثة أحكام:
1. الإخفاء الشفوي. 2. الإدغام (مثلين صغير). 3. الإظهار الشفوي.
أولاً- الإخفاء الشفوي(1/16)
فكما عرفنا في تعريف الإخفاء أنه هو الستر أو النطق بالحرف ما بين الإظهار والإدغام.
حرف الإخفاء الشفوي هو: حرف الباء.
بمعنى إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء وجب إخفاء الميم الساكنة, ويسمى هذا الحكم إخفاءً شفويًا, وسمي شفويًا بسبب خروج الميم من الشفتين, مثال:( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ ( (18), ( وَهُمْ بِالْآخِرَةِ ( (19).
والدليل من التحفة:
فالأول الإخفاء عند الباء
وسمه الشفوي للقراء
شرط الإخفاء الشفوي: أن يأتي من كلمتين فلا يأتي من كلمة واحدة أبدًا.
ثانيًا: إدغام مثلين صغير:
الحكم الثاني من أحكام الميم الساكنة هو الإدغام, وكما عرفنا مما سبق أن الإدغام هو النطق بالحرفين كالثاني مشددًا بمعنى إذا جاءت بعد الميم الساكنة ميمًا أخرى متحركة يكون الحكم إدغام مثلين صغير, فيصبحان ميمًا واحدة مشددة, مثال: ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ( (20), ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( (21).
والمثلان: هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا وصفةً, وسيأتي شرحه في موضعه.
شرط الإدغام: أن يكون من كلمتين, وإليك الدليل:
والثاني إدغام بمثلها أتى
وسمي إدغامًا صغيرًا يا فتى
ثالثًا: الإظهار الشفوي:
كما عرفت - أخي القارئ- أن الإظهار هو البيان, أو هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر. بمعنى أنه إذا وقع بعد الميم الساكنة أي حرف من حروف الإظهار الشفوي الـ (26) حرفًا كان الحكم إظهار الميم الساكنة.
ويسمى إظهارًا شفويًا والإظهار الشفوي يأتي من كلمة ومن كلمتين.
ملحوظة: عندما يأتي حرف الواو أو الفاء بعد الميم الساكنة يكون إظهار الميم أشد إظهارًا, وذلك لأن الواو تجانس الميم من مخرجها, والفاء قريبة من مخرج الميم.
أمثلة على الميم الساكنة:
( لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ( (22), ( أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ( (23), ( أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ( (24).
الحرف
مع الميم الساكنة في كلمة(1/17)
مع الميم الساكنة في كلمتين
الهمزة
الظمآن
عليكم أنفسكم
التاء
أمتا
أم تأمرهم
الثاء
أمثالكم
مرجعكم ثمَّ
الجيم
-
وما جعلناهم جسدًا
الحاء
يمحق
أم حسبت
الخاء
-
أم خلقوا
الدال
وأمددناهم
عليهم دائرة السوء
الذال
-
وابتعتهم ذريتهم
الراء
أمرا
ربكم رب السماوات والأرض
الزاي
رمزا
أم زاغت
السين
تمسون
فوقكم سبع طرائق
الشين
أمشاج
لهم شراب من حميم
الصاد
-
وهم صاغرون
الضاد
وامضوا
ألفوا آباءهم ضالين
الطاء
وأمطرنا
مسهم طائف
الظاء
-
وهم ظالمون
العين
أمعاءهم
هم عن اللغو
الغين
-
فإنهم غير ملومين
الفاء
-
وهم فرحون
القاف
-
بل هم قوم يعدلون
الكاف
يمكث
إليكم كتابًا
اللام
وأملي
أم لهم
النون
تمنى
مستهم نفحة
الهاء
يمهدون
برهانكم هذا
الواو
أموات
حسابهم وهم
الياء
عميًا
أم يريدون
الفرق بين الإقلاب والإخفاء الشفوي:
لقد علمنا مما سبق أن الإقلاب هو قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم, فكيف يتم النطق عمليًا, وذلك يكون بإضعاف مخرج الميم بأن نقلل درجة إطباق الشفتين عند النطق بالميم, وهذا ليس معناه أن يكون هناك انفراج بين الشفتين, إنما المطلوب هو نطق الميم دون كز (إطباق شديد) الشفتين عند إخراج الميم, مع مصاحبة الغنة الملازمة للميم. أما الإخفاء الشفوي للميم: فهو ليس إعدام ذاتها بالكلية, ولكن هو تقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان, وذلك بجعل انفراجة بسيطة جدًّا جدًّا قدرها العلماء بمسافة سمك ورق الشفاف الخفيف.
( أحكام النون والميم المشددتين (
أحكام الميم والنون المشددتين
اعلم- أخي القارئ- أن أي ميم مشددة أو نون مشددة واجبة الغنة.
مثال: إنَّ الله / ثمَّ أنتم
والغنة: هي صوت لذيذ مركب في جسم الميم والنون المشددتين, مخرجها الخيشوم, ومقدارها حركتان.
ولك أن تعرف أخي القارئ أن الغنة لها درجات:
1. أقواها في المشدد, أي الميم والنون المشددتين.
2. في المدغم: مثل: من يقول, من مال, لكم ما سألتم.(1/18)
3. في المخفي: مثل: أن صدوكم, من جاء.
4. في المظهر الساكن, مثل: من آمن, من عمل.
5. في المظهر المتحرك: الذين آمنوا...
ويرجع سبب ذلك إلى أن الغنة لازمة للنون والميم, ولكنها تتفاوت في الدرجات.
واعلم أيضًا أن الغنة تتبع ما بعدها من ناحية التفخيم والترقيق, وهذا في حالة المدغم والمخفي, فإن كان ما بعدها حرف مفخم تفخم, وإذا كان ما بعدها حرفًا مرققًا ترقق, وإليك الدليل من تحفة الأطفال:
وغن ميمًا ثمَّ نونًا شددًا
وسمي كل حرف غنة بدا
( المد (
اعلم أخي القارئ أن الأصل في هذا الباب هو ما نُقِلَ عن ابن مسعود (() أنه كان يُقرِئُ رجلاً القرآن. فقرأ الرجل: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ((25) وقرأها مرسلة أي مقصورة فقال ابن مسعود: "ما هكذا أقرأنيها رسول الله ((). فقال الرجل: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟. فقال: أقرأنيها رسول الله(() ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ( ومدّها. وقال: هكذا أقرأنيها رسول الله ((). رواه الطبراني.
ولهذا لك أخي القارئ أن تعلم:
أولاً- المد لغة : الزيادة, الدليل: ( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ((26) بمعنى يزدكم .
واصطلاحًا : هو إطالة الصوت بحرف من حروف المد الثلاثة عند ملاقاة همز أو سكون. وهذا معناه أننا نزيد في مدة الصوت عند ملاقاة الهمز أو السكون، وهذه الزيادة تتفاوت من موضع إلى آخر. وسيأتي قريبًا الكلام عن كل موضع بالتفصيل.
علمت أخي القارئ أن المد هو الزيادة. فما الذي يقابل المد، أو بمعنى ضده؟ ألا وهو القصر. فما هو القصر لغةً واصطلاحًا؟
القصر لغة: الحبس. الدليل: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ((27) بمعنى محبوسات. واصطلاحًا: هو إثبات حرف المد من غير زيادة.
ويبقى لك أخي القارئ أن تعرف أن هناك مرتبة أخرى بين المد والقصر، وهي التوسط.(1/19)
والتوسط لغةً : الاعتدال. الدليل: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ((28) بمعنى معتدلة.
واصطلاحًا هو: مرتبة متوسطة بين القصر والمد. فالقصر مقداره حركتان، والتوسط مقداره أربع حركات، والمد مقدار ست حركات.
ثانياً : حروف المد واللِّين
اعلم أخي القارئ أن حروف المد ثلاثة. وهي: الألف المفتوح ما قبلها, والواو المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها.
ويقول الإمام الجمزوري:
حروفها ثلاثة ففيها
من لفظ واي وهي في نوحيها
والكسر قبل الياء وقبل الواو ضم
شرطٌ وفتحٌ قبل ألف يُلْتَزَمْ
أمثلة على حروف المد الثلاثة :
"قَال" …ألف مفتوح ما قبلها
"يقُول" …واو مضموم ما قبلها…شرط حروف المد الثلاثة
"قِيل"…ياء مكسور ما قبلها
ويتبقى لك أخي القارئ أن تعلم ما حروف اللين؛ فحرفي اللين هما الياء والواو الساكنتين المفتوح ما قبلهما. ولم يأت بعدهما إلا حرف واحد. مثال : بَيْت - خَوْف - شَيْء - نَوْم
ويقول الإمام سليمان الجمزوري:
واللين منهما واو وياء مسكنًا
ً
إن انفتاح قبل كلٍ أعلنا
أقسام المد:
ينقسم المد إلى قسمان أولاً : المد الأصلي. ثانيًا : المد الفرعي
أولاً . المد الأصلي : وهو الذي لا يتوقف على سبب ولا بدونه الحروف تجتلب, بمعنى أنه لا تقوم ذات الكلمة إلا به وسُمِّيَ طبيعيًا لأن صاحب الفطرة السليمة لا يزيده ولا ينقصه عن حركتين وهما مقداره الطبيعي. والحركة هي مقدار قبض أو بسط الإصبع. ومثال ذلك يقال: يقول قيل . تمد بمقدار حركتين.
وللمد الطبيعي حالات, هي:
(1) يثبت وصلاً ووقفًا, مثل: فلا تجعلوا.
(2) يثبت وصلاً لا وقفًا, مثل: به~ بصيرا.
(3) يثبت وقفًا لا وصلاً, وهو كل تنوين منصوب موقوف عليه, مثل: عليما, حكيما. وكل حرف مد حذف لالتقاء الساكنين في الوصل فعند الوقف يثبت, مثل: كانتا اثنتين, قالا الحمد لله.
دليل الطبيعي :
المد أصلي وفرعي له
وسمِّ أولاً طبيعيًا وهو
ما لا توقف له على سبب(1/20)
ولا بدونه الحروف تُجْتَلَبْ
ثانياً : المد الفرعي : وهو الذي يتوقف على سبب, وهو المد الزائد عن المد الأصلي. وذلك لأنه يتوقف مدُّه على أسباب. والدليل:
والآخر الفرعي موقوف على
سبب كهمزِ أو سكون مسجلاً
أسباب المد الفرعي :
كما علمت أخي القارئ أن المد الفرعي له أسباب، فما هذه الأسباب؟ هي: الهمز والسكون بنوعيه.
أولاً : الهمز :
يتسبب الهمز في ثلاثة أنواع من المدود.
(1)المد المتّصل.……(2)المد المنفصل……(3)المد البدل.
أولاً : المد المتصل:
تعريفه: هو : أن يأتي حرف المد والهمز في كلمة واحدة.
مثال(1): السماء . يشاء . سوء . جيء . وهذا الهمز متطرف يعني في آخر الكلمة .
(2): الملائكة . خطيئاتكم . سوءاتكم . وهذا الهمز متوسط في الكلمة.
وعلى هذا فإن المد المتصل ينقسم إلى قسمين:
1. متطرف: وهو أن تكون الهمزة في آخر الكلمة, ويأتي على ثلاثة أنواع:
أ. المفتوح, مثل: ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ((29).
ب. المضموم, مثل: ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ((30).
ج. المكسور, مثل: ( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ((31).
2. متوسط: وهو أن تكون الهمزة في وسط الكلمة, مثل: ( الْمَلائِكَةُ ((32), ( خَطِيئَاتِكُمْ ((33), ( سَوْآتِكُمْ ((34).
حكم المد المتصل : اعلم أخي القارئ أن المد المتصل واجب المد. فلا يجوز قصره أبدًا. واعلم أيضًا أن المد المتصل متفق على مده من جميع القراء الأربعة عشر. وفي ذلك يقول الإمام سليمان الجمزوري:
فواجب إن جاء همزٌ بعد مد
في كلمة وذا بمتصل يعد
ومقدار المد المتصل من 4 إلى 5 حركات ويصل إلى 6 حركات إذا كان متطرفًا موقوفًا عليه. الدليل:
فواجب إن جاء همز بعد مد
في كلمة وذا بمتصل يعد
ثانياً : المد المنفصل:(1/21)
تعريفه : هو أن يأتي حرف المد في آخر الكلمة الأولى والهمز في أول الكلمة الثانية. مثال: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ( (35),( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ ( (36),( قَالُوا آمَنَّا( (37).
حكم المد المنفصل : اعلم أخي القارئ أن المد المنفصل حكمه الجواز. أي يجوز قصره وتوسطه ومده (وهذا لجميع القراء). الدليل:
وجائز مدٌ وقصر إن فصل
كل بكلمة وهذا المنفصل
وهذا الدليل أخي القارئ لعموم القراء فمنهم من قصر المنفصل ومنهم من توسط في المنفصل ومنهم من مد المنفصل.
والذي يهمنا في هذا المجال هو الإمام عاصم وراويه حفص. فلقد توسط حفص عن عاصم في المنفصل بمقدار 4 :5 حركات ولذلك يسمى حكم المد المنفصل جائز جواز مقيد بـ 4 :5 حركات.
سبب المد المنفصل أو وجهه أو علته هو:
سبب المد المنفصل هو الهمز, وعلته هي أن حرف المد ضعيف و الهمز قوي، فمددنا الضعيف لكي نتمكن من النطق بالهمز وهو القوي.
الفرق بين حرف المد والهمز
وجه المقارنة
الهمز
حروف المد
من ناحية المخرج
مخرج الهمز من أقصى الحلق
مخرج حروف المد من الجوف
من ناحية القوة والضعف
الهمز قوي
حروف المد ضعيفة
من ناحية الرسم
الهمز عليه حركة
حروف المد ليس عليها حركات
من ناحية الأصلي والفرعي
الهمز حرف أصلي
حروف المد حروف فرعية
ولكن لابد لك أخي القارئ أن تعرف أن المد المنفصل يجوز قصره بمقدار حركتين وذلك على رواية حفص من طريق الطيبة. ولكن بشرط أن تراعي الخلاف بين الشاطبية والطيبة. وهناك أخي القارئ طريقان لقصر المنفصل عن طريق الطيبة وهما: طريق المصباح وطريق روضة ابن المعدل.
وإليك أخي القارئ هذه الخلافات وسنكتفي في هذا الموضع بذكر طريق المصباح.
أولاً : يخالف المصباح الشاطبية مع قصر المنفصل في عشرة أحكام في القرآن الكريم وهي:
1. وجوب إشباع المتصل.
2. وجوب إبدال همز الوصل ألفًا في نحو (آلذكرين).
3. وجوب قراءة كلمة يقبض ويبصط في سورة البقرة (في الخلق بصطة) بالأعراف بالصاد.(1/22)
4. وجوب الإدغام الكامل في (يخلقكم) بالمرسلات.
5. وجوب قراءة (المصيطرون) بالسين في الطور.
6. وجوب تفخيم راء (فرق) بالشعراء.
7. وجوب حذف الياء من (آتاني) بالنمل وكذلك كلمة (سلاسلا) تحذف الألف عند الوقف في سورة الإنسان.
8. وجوب الإشمام من (تأمنا) بيوسف.
9. وجوب فتح الضاد في (ضعف ، ضعفا) في الروم.
10. جواز التكبير بين السورتين من آخر الضحى إلى آخر الناس.
ومن هذا يتضح لك أخي القارئ أنه يجب على من يريد أن يقصر المنفصل على رواية حفص أن يراعي هذه الخلافات.
ولقد ذكرت لك أخي القارئ هذه الخلافات على سبيل المعرفة ولكن يجب على أي قارئ مبتدئ ليس له أي دراية بعلم القراءات ولا يعلم عن هذه الطرق شيئاً أن يتبع الشاطبية في هذه الأحكام وذلك تيسيرًا عليه فيجب عليه التوسط في المنفصل من 4 إلى 5 حركات.
ثالثاً : مد البدل:
تعريفه . هو: أن يتقدم حرف الهمز على حرف المد
مثال : ءامنوا . إيماناً . أوتوا
وهكذا أخي القارئ ترى أن حرف الهمز جاء قبل حرف المد في كل الأمثلة السابقة.
الدليل :
أو قدِّم الهمز على حرف المد وذا
بدل كآمنوا إيمانًا خذا
ولذلك سبب نقوله لك. هو أن أصل البدل همزتان. فأُبدلت الهمز الثانية حرف مدٍ من جنس حركة الهمزة الأولى وذلك للتسهيل والتيسير. مثال:
أَأَمنوا بعد الإبدال ءامنوا . إإماناً بعد البدل إيماناً
أأتوا بعد الإبدال أوتوا
الدليل:
وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم إذا
سكنت عزم كآدم أوهلا
حكم مد البدل : حكمه الجواز بمعنى يجوز قصره وتوسطه ومده.
ولكن لك أخي القارئ أن تعلم أن المد البدل قد قصره جميع القراء بمقدار حركتين إلا ورش فله في البدل القصر (2) والتوسط (4) والمد (6) حركات.
وخلاصة ذلك هو أن البدل مقداره حركتان لجميع القراء, أما بالنسبة لورش المصري فله فيه القصر حركتان, والتوسط أربع, والمد ست حركات.
س: ما الفرق بين المد المتصل, والمنفصل, والبدل؟(1/23)
وإليك أخي القارئ في هذا الجدول التالي توضيح الفرق بين المتصل والمنفصل والبدل:
الفرق بين المتصل والمنفصل والبدل
وجه المقارنة
المتصل
المنفصل
البدل
التعريف
يكون حرف المد والهمز في كلمة واحدة (شاء)
يكون حرف المد في آخر الكلمة الأولى والهمز في أول الكلمة الثانية (يا أيها)
يتقدم حرف الهمز على حرف المد في كلمة واحدة (ءامنوا)
الحكم
واجب بمعنى : لا يجوز قصره
جائز بمعنى: فيه القصر والتوسط والمد
جائز بمعنى: في القصر والتوسط والمد.
المقدار للمد
مقداره من 4 :5 حركات وصلا ويصل إلى 6 حركات عند الوقف عليه إذا كان متطرفًا
مقداره من 4 :5 حركات ولحفص عن عاصم 4 حركات
مقداره حركتان لجميع القراء ومنهم حفص عن عاصم باستثناء ورش فله الثلاثة أوجه
السبب
سبب المد المتصل هو الهمز
سبب المد المنفصل هو الهمز
سبب المد البدل هو الهمز
وجه المد
هو أن حرف المد ضعيف والهمز قوي فمددنا الضعيف لنتمكن من النطق بالهمز وهو القوي
هو أن حرف المد ضعيف والهمز قوي فمددنا الضعيف لنتمكن من النطق بالهمز وهو القوي
هو أن أصل الكلمة همزتان إحداهما متحركة والثانية ساكنة فأُبدلت الساكنة من جنس المتحركة للتسهيل, فاجتمع حرف الهز القوي وحرف المد الضعيف, فمددنا الضعيف لنتمكن من النطق بالهمز وهو القوي.
ثانيًا : السبب الثاني من أسباب المد الفرعي وهو السكون.
اعلم أخي القارئ أن السكون ينقسم إلى قسمين:
1. سكون عارض ناتج عن الوقف على الكلمة.
2. سكون لازم أي من بنية الكلمة.
أولاً : السكون العارض :
ويتسبب هذا السكون في نوعين من المد:
1. المد العارض للسكون:(1/24)
تعريفه. هو: أن يأتي بعد حرف المد سكون عارض وقفًا لا وصلاً. بمعنى: عندما تقف على كلمة (الرحمن) أو (الرحيم) أو (تعلمون) فإنك تقف على هذه الكلمات بالسكون لأن الأصل في الوقف السكون. فيكون حرف المد في الكلمة جاء بعده سكون عارض فيُمد في حرف المد الموجود في الكلمة مثال على ذلك : (الرحيم) أو (تعلمون).
حكمه : وهو الجواز بمعنى أن يجوز للقارئ في المد العارض للسكون القصر والتوسط والمد كما في المثال السابق ولكن على شرط أن اللفظ في نظيره كمثله بمعنى أنه إذا قرأ قراءته بالقصر حركتان فعليه أن يقرأ المد العارض للسكون كله حركتين فلا يقصر في موضع ويمد في موضع آخر.
الدليل :
ومثل ذا إن عرض السكون
وقفاً كتعلمون نستعين
ملحوظة :
ومما سبق لك أخي القارئ فاعلم أن المد العارض للسكون لا يتحقق فيه المد إلا عند الوقف على الكلمة, وأما عند الوصل في القراءة فيكون مدًا طبيعيًا مقداره حركتان.
وللمد العارض للسكون ثلاثة أنواع: (مرفوع أو مضموم), (منصوب أو مفتوح) (مجرور أو مكسور), وذلك لأن المرفوع والمنصوب والمجرور للمعرب, والمضموم والمفتوح والمكسور للمبني؛ حيث إن الكلام ينقسم إلى معرب ومبني.
أولاً : المنصوب والمفتوح : مثال (العالمين) ففيه ثلاثة أوجه. وهي: القصر و التوسط والمد على سكون المحض, وهو السكون التام.
ثانيًا : المجرور أو المكسور. مثال: (مالك يوم الدينِ). ففيه أربعة أوجه. وهي: ثلاثة بسكون المحض والقصر مع الروم ، والروم هو الإتيان ببعض الحركة بصوت يسمعه القريب دون البعيد.
ثالثاً : المرفوع أو المضموم مثال: (نستعينُ). ففيه سبعة أوجه وهم: ثلاثة على سكون المحض، وثلاثة بالإشمام، والإشمام هو ضم الشفتين بعد تسكين الحرف بحيث يراه المبصر دون الكفيف ، والقصر مع الروم وهذه الأوجه إذا كان المد العارض للسكون غير مهموز بمعنى أنه لا ينتهي بهمز.(1/25)
o أما إذا كان مهموزًا فإن كان منصوبًا أو مفتوحًا, نحو (إذا جاءَ) ففيه ثلاثة أوجه هي: 4 أو 5 أو 6 حركات على سكون المحض فلا يجوز فيه القصر لأنه من قبيل المد المتصل. والمتصل واجب المد.
o أما إذا كان مجرورًا أو مكسورًا ففيه خمسة أوجه, وهي: 4, أو5, أو6 على السكون المحض, و4, أو 5 حركات مع الرَّوم, مثال من السماءِ.
o أما إذا كان مرفوعًا أو مضمومًا مثال: (يشاء) ففيه ثمانية أوجه وهي ثلاثة بالسكون المحض 4 أو 5 أو 6 وثلاثة مع الإشمام 4 أو 5 أو 6 واثنان مع الروم 4 أو 5 حركات.
ثانيًا : مد اللين :
تعريفه. هو: واو أو ياء سُكِّنا وانفتح ما قبلهما. ولم يأت بعدهما إلا حرف واحد مثال صَيْف ، خَوْف.
حكمه : جائز. بمعنى: يجوز في القصر والتوسط والمد.
وذلك عند الوقف على الكلمة، بشرط أن اللفظ في نظيره كمثله, كما تكلمنا في المد العارض للسكون. واعلم أيضاً أخي القارئ أن مد اللين قد اعتبره العلماء مدرج تحت المد العارض للسكون.
ملحوظة:
اعلم أخي القارئ أن المد العارض للسكون ومد اللين يتفقان في السبب, وهو السكون العارض, ولذلك اتفق القراء على أن مد اللين له نفس الأوجه التي للعارض في أنواعه الثلاثة, وأن اللين في نفس قوة العارض.
ثانيًا : المد اللازم :
عرفت أخي القارئ مما سبق أن السبب الثاني للمد الفرعي وهو السكون.
وعلمت أن السكون ينقسم إلى قسمين: سكون عارض ونتج عنه المد العارض للسكون. والسكون اللازم، وينتج عنه المد اللازم بأنواعه الأربعة. وسيأتي الكلام عنهم بالتفصيل إن شاء الله.
تعريف المد اللازم. هو: أن يأتي بعد حرف المد سكون ثابت وصلاً ووقفًا. مثال دآبَّة . الحآقَّة . كآفَّة الم.
حكم المد اللازم. هو: اللزوم. أي لزوم مده 6 حركات.
ويقول الإمام الجمزوري:
ولازمٌ إن السكون أصلاً
وصلاً ووقفًا بعد مد طول
ا
أقسام المد اللازم :
ينقسم المد اللازم إلى أربعة أنواع :(1/26)
1. المد اللازم الكلمي المثقَّل. 2. المد اللازم الكلمي المخفَّف.
3. المد اللازم الحرفي المثقَّل. 4. المد اللازم الحرفي المخفَّف.
وفي ذلك يقول الإمام محمد بن سليمان الجمزوري:
أقسام لازم ليديهم أربعة
وتلك كلمي وحرفي معه
كلاهما مخفَّف مثقَّل
فهذه أربعة تفصل
أولاً : المد اللازم الكلمي المثقَّل :
تعريفه. هو: أن يأت بعد حرف المد سكون ثابت وصلاً ووقفًا في الكلمة مع تشديد الحرف الذي يأتي بعد حرف المد. مثال: (الحآقّة) إذا نظرت أخي القارئ إلى هذه الكلمة فستجد أنها مكونة من الحروف الآتية (ا ل ح ا قْ قَ ـة) فحرف المد فيها هو الألف جاء بعده حرف ساكن سكون أصلي وهو القاف الأولى الساكنة وجاء بعد القاف الساكنة قاف أخرى متحركة فوجب فيهما الإدغام. والذي يرمز إليه بعلامة التشديد وهي ( ّ) ويطلق على هذا المد مد لازم كلمي مثقَّل: فهو لازم للزوم مده 6 حركات.
وكلمي لأنه يوجد في كلمة. والكلمة إما أن تكون اسم مثل (الصاخَّة) أو فعل مثل (يحآجُّون) ولذلك يقول الناظم رحمه الله "فإن بكلمة سكون اجتمع مع حرف مد فهو كلمي وقع ومثقل لأنه مدغم أو مشدد" كما في المثال السابق.
حكمه: هو لزوم مده ست حركات.
ثانياً : المد اللازم الكلمي المخفَّف :
تعريفه. هو: أن يأت بعد حرف المد سكون ثابت وصلاً ووقفا غير مدغم أو غير مشدد في كلمة.
حكمه : حكم المد اللازم الكلمي المخفف. هو لزوم مده 6 حركات.
واعلم أخي القارئ أن هذا النوع من المد لم يأت في القرآن الكريم إلا في موضعين فقط لا ثالث لهما، وهما في موضعي سورة يونس ( آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ((38), ( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ((39).
ثالثاً : المد اللازم الحرفي :(1/27)
اعلم أخي القارئ أن المد اللازم الحرفي لا يكون إلا في أوائل السور وهو في الحروف الهجائية المقطعة مثل الم ، الر ، حم. ولقد عد العلماء الحروف الهجائية التي جاءت في فواتح سور القرآن الكريم بعد حذف المكرر منها, فوجدوها أربعة عشر حرفًا مجموعة في (صله سحيرا من قطعك) أو (طرق سمعك النصيحة), أو (نص حكيم قاطع له سر).
معلومة : أي حرف من الحروف الهجائية مكون من ثلاثة حروف مثال:
م = ميم ، ن = نون ، ص = صاد.
وهكذا أخي القارئ فتح الله علينا وعليك فتوح العارفين.
فإن العلماء اشترطوا في حروف المد الهجائية أن تكون ثلاثية الحروف ويتوسطها حرف مد أو حرف لين. ولذلك يقول الناظم-رحمه الله-:
أو في ثلاثي الحروف وجد
والمد وسطه فحرفي بدا
ولهذا السبب قسّم العلماء الحروف الأربعة عشر الهجائية التي بدأت بها سور القرآن الكريم إلى ثلاثة أقسام:
أولاً : قسّم لا يمد أصلاً وهو الألف لأنه لم يتوسطه حرف مد أو حرف لين: أ ، أ ل ف وهكذا كما ترى فهو فقد شرط من شروط المد اللازم لحروف الهجاء.
ثانياً : قسم يمد 6 حركات. وهي: حرف "كم عسل نقص".
وهذه الحروف عددها 8 حروف نجد أن كل حرف منها مكون من ثلاثة حروف ويتوسطه حرف مد أو لين مثال م= م ي م ، ع= عَ يْ ن وهكذا كما ترى أن هذه الحروف قد توفر فيها شرطي المد وهي الثلاثية وأن يتوسطها حرف مد أو لين, وأن الحرف الثالث ساكن سكونًا ثابتًا وصلاً ووقفًا.
ثالثاً : قسم يمد مدًا طبيعيًا ومقداره حركتان وهى 5 حروف مجموعة في لفظ (حي طهر) وهذه الخمسة أخي القارئ نجد أنها عند نطقها تفقد شرط الثلاثية فهي لا تمد مدًا لازمًا فمثلاً عندما تقرأ حم فهي هكذا حا م ي م, وهي بهذا فقدت الحرف الثالث الساكن الذي هو سبب المد اللازم, وليس فيها إلا حرف المد فهي تمد مدًا طبيعيًا مقداره حركتان.
وإليك أخي القارئ جدولاً يبين لك حروف الهجاء المقطعة المبدوءة في أوائل السور ومقدار كل حرف منها:
حرف الهجاء
مقدار مدّه(1/28)
أولاً
الألف (ا)
لا مدّ فيه أو لا يمد أصلا
ثانياً
الكاف (ك)
يمد مد لازم ست حركات
الميم (م)
" " " " "
العين (ع)
" " " " "
السين (س)
" " " " "
اللام (ل)
" " " " "
النون (ن)
" " " " "
القاف (ق)
" " " " "
الصاد (ص)
" " " " "
ثالثاً
الحاء (ح)
تمد مداً طبيعياً مقداره حركتان
الياء (يا)
" " " " "
الطاء (طا)
" " " " "
الهاء (ها)
" " " " "
الراء (ر)
" " " " "
ولقد عرفت أخي القارئ الحروف الهجائية بأقسامها الثلاثة.
فإذا جاء حرف المد وبعده حرف مدغم كان الحكم مد لازم حرفي مثقَّل مثال "المّ" فاللام فيها مد لازم حرفي مثقَّل وذلك سببه هو إدغام الميم من حرف اللام في الميم التي تأتي بعدها من حرف الميم.
أما إذا جاء بعد حرف المد حرف مخفف غير مدغم فيكون الحكم مدًا لازمًا حرفيًا مخففًا مثال "الر" فلام في المثال لم تدغم فيما بعدها ولذلك سمي مخفف.
وإليك أخي القارئ الدليل من التحفة :
واللازم الحرفي أول السور
وجوده وفي ثمان انحصر
يجمعها حروف كم عسل نقص
وعين ذو الوجهين والطول أخص
وما سوى الحرف الثلاثي لا ألف
فمدّه مداً طبيعيًا ألف
وذاك أيضًا في فواتح السور
في لفظ حي طاهر قد انحصر
وليجمع الفواتح الأربع عشر
صله سحيرًا من قطعك ذا اشتهر
ملحوظة :
اعلم أخي القارئ أكرمك الله أن هناك أنواعًا أخرى من المدود مثل:
1. مد التعظيم. ويسمى : أيضاً المد المعنوي. وهذا المد لا يكون إلا في إثبات الألوهية لله. كقوله تعالى {الله لا إله إلا هو} {لا إله إلا أنت سبحانك}.
2. مد التمكين : وهذا المد هو: عبارة عن كل ياءين إحداهما ساكنة مكسور ما قبلها. وهي الياء الأولى والثانية ياء مديه, وهذا المد للتمكن من النطق بالكلمة. مثال: عِلِّيْين ، يُحيِّي. أو واوين أيضًا, مثل: ( وَإِنْ تَلْوُوا ((40), ( قَالُوا وَهُمْ ((41).(1/29)
3. مد العوض. وهو: عبارة عن الوقف على التنوين المنصوب بالفتح في آخر الكلمة بألف مدية مقدارها حركتين. مثل : حكيمًا ، عليمًا ، كبيرًا, ويستثنى من ذلك: تاء التأنيث المربوطة المنونة بالنصب فالوقف عليها بالهاء.
4. مد الصلة: اعلم أخي القارئ أن حفص عن عاصم أشبع هاء الضمير المفرد الغائب بياء لفظية إذا كانت مكسورة وما قبلها محرك وما بعدها محرك أو واو لفظية إذا كانت مضمومة وما قبلها متحرك وما بعدها محرك . مثال: (وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ( (42)، ( إِنَّهُ كَانَ ( (43)، ( فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَة ((44) فتمد مدًا طبيعيًا مقداره حركتان ويسمى صله صغرى. أما إذا جاء بعده الهمز فيمد مداً منفصلاً بمعنى يأخذ حكم المد المنفصل. ويقدر مقدار 4 إلى 5 حركات. مثال: ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِه ((45) ، ( عِلْمِهِ إِلَّا((46) ويسمى صلة كبرى.
فائدة : مد الصلة لا يكون إلا في حالة الوصل. أما في حالة الوقف فيكون الوقف بالسكون.
5. مد الفرق. وهذا المد أخي القارئ هو من قبيل المد اللازم الكلمي، وسمي بهذا الاسم لأنه يفرق بين الخبر والاستفهام وهذا المد لا يوجد في القرآن الكريم إلا في ستة مواضع وهي:
* موضعان في سورة الأنعام: ( قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ ((47).
* موضع في سورة يونس: ( آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ((48).
* موضع في سورة النمل: ( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ((49).
* موضعان في سورة يونس: ( آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ((50), ( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ((51).
ويمد هذا المد بمقدار 6 حركات، وفيه أيضًا وجه التسهيل في الهمزة الثانية مع القصر, وهذا الوجه من طريق الشاطبية أيضًا.
( مخارج الحروف ((1/30)
اعلم أخي القارئ أن كلمة مخارج هي جمع مخرج, والمخرج هو محل خروج الحرف, وإذا أردت أن تعرف مخرج أي حرف فعليك أن تشدد الحرف أو تسكنه, وتدخل عليه همزة الوصل بأي حركة, فحيث ما انقطع الصوت فهذا هو مخرج الحرف.
ومخارج الحروف أخي القارئ تنقسم إلى: مخارج عامة, ومخارج فرعية.
أولاً- المخارج العامة هي خمسة مخارج:
1. الجوف: هو الخلاء الداخل في الفم.
2. الحلق: هو يبدأ مملي يلي الصدر وينتهي عند لسان المزمار.
3. اللسان.
4. الشفتان.
5. الخيشوم.
وتنحصر هذه المخارج الخمسة في ثلاثة, وهي: الحلق, واللسان, والشفتان.
ثانيًا- المخارج الفرعية هي التي تتفرع من المخارج العامة, وكل مخرج يشتمل على مخرج واحد, ولقد ذهب العلماء في عدد هذه المخارج إلى ثلاثة مذاهب:
أولاً- ذهب الخليل بن أحمد الفراهيدي إلى أنها سبعة عشر مخرجًا, وعلى هذا القول ذهب الإمام محمد بن الجزري.
ثانيًا- ذهب سيبويه إلى أنها ستة عشر مخرجًا بإسقاط مخرج الجوف, وإسناد حروفه إلى مخارج الحروف المماثلة لها, فمثلاً الألف المدية مع مخرج الهمز, والياء المدية مع مخرج الياء المتحركة الأصلية من وسط اللسان, والواو المدية مع مخرج الواو المحركة الأصلية من الشفتين, وعلى هذا ذهب الإمام الشاطبي على أنها ستة عشر مخرجًا.
ثالثًا- ذهب الفراء ومن معه من النحويين إلى أن عدد مخارج الحروف هو أربعة عشر مخرجًا, وذلك بإسقاط مخرج الجوف, وإسناد حروفه كما سبق, وجعل مخرج النون والراء واللام مخرجًا واحدًا.
ولكننا- أخي القارئ- سنتكلم في هذا الموضوع - إن شاء الله- على مذهب الخليل بن أحمد والإمام الجزري على أن مخارج الحروف سبعة عشر مخرجًا, وهو المذهب المختار, وهي كالآتي:
أولاً- الجوف:
وهو الخلاء الداخل في الفم والحلق, ويخرج منه حروف المد الثلاثة: الألف المفتوح ما قبلها, والياء المكسور ما قبلها, والواو المضموم ما قبلها, وتسمى هذه الحروف بـ"الحروف المدية أو الجوفية".(1/31)
ثانيًا- الحلق:
وينقسم إلى ثلاثة مخارج فرعية, هي: أقصى الحلق - وسط الحلق- أدنى الحلق, وبذلك يكون الحلق به ثلاثة مخارج.
1. أقصى الحلق: وهو ما يلي الصدر مباشرةً, ويخرج منه الهمز والهاء.
2. وسط الحلق: ويخرج منه العين والحاء المهملتان.
3. أدنى الحلق: وهو مما يقارب لسان المزمار, ويخرج منه الغين والخاء المعجمتان, وتسمى هذه الحروف الستة بالحروف الحلقية.
ثالثًا- اللسان:
اعلم- أخي القارئ- أن اللسان به عشرة مخارج فرعية, يخرج منها ثمانية عشر حرفًا, وهي كالآتي:
1. أقصى اللسان من فوق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى, ويخرج منه القاف.
2. أقصى اللسان من أسفل تحت مخرج القاف قليلاً مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ويخرج منه الكاف, ويسمى حرفا القاف والكاف بـ"الحروف اللهوية".
3. وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ويخرج منه حروف الجيم والشين والياء الأصلية المحركة, وتسمى هذه الحروف بالحروف الشجرية؛ لأنها تخرج من شجر الفم.
4. إحدى حافتي اللسان مع ما يلي الأضراس: تخرج الضاد المعجمة, ولكن أخي القارئ خروج الضاد من الجهة اليسرى أيسر وأسهل من اليمنى, فهي من اليمنى أصعب, ومن الناحيتين اليسرى واليمنى أعز وأندر, وكان رسول الله (() يخرج الضاد من كلتا حافتيه, وكان يقول ((): "أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش", ولقد تشبه به سيدنا عمر بن الخطاب (() فكان يخرج الضاد من كلتا حافتيه.
5. أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مما يلي الأنياب بعد مخرج الضاد مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا: تخرج اللام, وهي من اليمنى أسهل وأكثر استعمالاً, ومن اليسرى أصعب وأقل, وهكذا كما ورد في كتاب "العميد", وكتاب "نهاية القول المفيد".
6. طرف اللسان تحت مخرج اللام قليلاً مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى تخرج النون المظهرة بخلاف النون المدغمة والمخفاة, فمخرجها هو الخيشوم.(1/32)
7. ظهر طرف اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى تخرج الراء, وتسمى حروف اللام والنون والراء بـ"الحروف الذلقية" أو "المذلقة".
8. طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا, تخرج الطاء والدال والتاء, وتسمى هذه الحروف بـ"الحروف النطعية"؛ لأنها تخرج من نطع الفم.
9. طرف اللسان مع ما بين الثنايا العليا والسفلى قريبًا من السفلى يخرج منه حروف الصاد والزاي والسين, وتسمى هذه الحروف الثلاثة بـ"حروف الصفير" أو "الحروف الأسلية".
10. طرف اللسان مع أطراف الثنايا, ويخرج منه الظاء والذال والثاء, وتسمى هذه الحروف بـ"الحروف اللثوية".
رابعًا- الشفتان: وفيه مخرجان, ويخرج منهما أربعة حروف, وهي كالآتي:
1. بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا يخرج حرف الفاء.
2. الشفتان معًا, ويخرج منهما الباء والميم والواو, ولكن عند خروج الواو تكون الشفتان منفرجتين أي مفتوحتين قليلاً, وعند خروج الباء والميم تكون الشفتان منطبقتين أي: منغلقتين, والباء أشد إطباقًا من الميم. وتسمى هذه الحروف الأربعة بـ"الحروف الشفوية".
خامسًا- الخيشوم:
وهو أعلى الأنف من الداخل, ويخرج منه الغنة المركبة في جسم الميم والنون المشددتين.
ملحوظة:
اعلم - أخي القارئ- أن هناك حروفًا فرعيةً غير هذه الحروف الهجائية, والفرق بين الحروف الفرعية والهجائية هو أن الحروف الهجائية لها مخارج محدودة تخرج منها, والحروف الفرعية تقديرية, وهي:
1. حروف المد الثلاثة: الألف - الواو- الياء, على اعتبار أن الجوف مخرج مقدر, أي فرعي.
2. الهمزة المسهلة: مثل كلمة "ءاعجمي" [سورة فصلت].
3. الألف الممالة: فهي مثل "مجرايها".
4. الصاد المشمة: وهي الصاد التي تنطق قريبةً من الزاي المشمة في بعض القراءات.
5. النون المخفاة.
6. الألف المفخمة.
7. اللام المغلظة.
( صفات الحروف ((1/33)
لقد علمت أخي القارئ مما سبق أن الحروف الهجائية التي تتكون منها اللغة العربية تخرج من سبعة عشر مخرجًا, فمنها ما يخرج من مخرج واحد, أي حرف يخرج من مخرج واحد, ومنها حروف تخرج من مخرج واحد, وفيما ما تقارب في مخرجه, وفيها ما تباعد في مخرجه, فما الذي يميز هذه الحروف عن بعضها البعض؟ إنها صفات الحروف.
والصفة: لغةً: ما قام بالشيء من المعاني.
واصطلاحًا: هي كيفية عارضة للحرف عند خروجه من المخرج؛ كالجهر, والشدة, والرخاوة, وما أشبه ذلك.
والصفات- أخي القارئ- اختلف العلماء في عددها, فمنهم من عدها (44) صفةً, ومن عدها (17) صفةً, ومنهم من عدها أقل من ذلك, ولكن أشهر هذه الأقوال هو أنها (17) سبعة عشر صفةً, وهو القول الذي سنتكلم عنه إن شاء الله.
اعلم أخي القارئ أن هذه الصفات السبعة عشر تنقسم إلى قسمين:
- قسم له ضد, وهو عشرة.
- وقسم لا ضد له , وهو سبعة.
وإليك - أخي القارئ- صفات الحروف مجملةً ويليها التفصيل.
أولاً- قسم له ضد:
1. الهمس.
وضده
2. الجهر.
3. الشدة.
وضده
4. الرخاوة.
5. الاستعلاء.
وضده
6. الاستفال.
7. الإطباق.
وضده
8. الانفتاح.
9. الإذلاق.
وضده
10. الإصمات.
ثانيًا: قسم لا ضد له :
1. الصفير.
2. القلقلة.
3. اللين.
4. الانحراف.
5. التكرار.
6. التفشي.
7. الاستطالة.
أولاً- الهمس:
وهو لغة الخفاء. واصطلاحًا: هو جريان النفس مع الحرف عند النطق به لضعف الاعتماد عليه في مخرجه. وحروف الهمس عشرة حروف مجموعة في [فحثه شخص سكت].
ثانيًا- الجهر:
وهو لغةً الإعلان, واصطلاحًا: هو منع جريان النفس مع الحرف عند النطق به لقوة الاعتماد عليه في مخرجه. وحروف الجهر هي ما تبقى من الحروف الهجائية بعد حروف الهمس, ومجموعة في [عظم وزن قارئ غض جد طلب].
ثالثًا- الشدة:
وهي لغةً القوة. واصطلاحًا: هي انحباس جريان الصوت عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد عليه في المخرج. وحروف الشدة ثمانية عشر حرف مجموعة في [أجد قط بكت].
التوسط:(1/34)
وهو لغةً الاعتدال, واصطلاحًا هو عدم كمال انحباس الصوت وعدم جريانه, وهو مرتبة متوسطة بين الشدة والرخاوة, وحروفه خمسة مجموعة في "لن عمر".
رابعًا- الرخاوة:
وهي لغةً الليونة أو اللين. واصطلاحًا: هي جريان الصوت مع الحروف عند النطق به لضعف الاعتماد عليه في مخرجه وحروف الرخاوة هي ما تبقى من الحروف الهجائية بعد حروف الشدة والتوسط.
خامسًا- الاستعلاء:
وهو لغةً الارتفاع. واصطلاحًا: هو ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى, وحروفه سبعة حروف مجموعة في [خص ضغط قظ].
سادسًا- الاستفال:
وهو لغةً: الانخفاض. واصطلاحًا: هو انحطاط اللسان عند النطق بالحروف. وحروف الاستفال هي ما تبقى من الحروف الهجائية بعد حروف الاستعلاء.
سابعًا- الإطباق:
وهو لغةً: الالتصاق. واصطلاحًا: هي التصاق اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى عند النطق بالحرف. وحروف الإطباق أربعة, هي: [الصاد والضاد والطاء والظاء].
ثامنًا- الانفتاح:
وهو لغةً الافتراق أو الانفراج. واصطلاحًا: هو ابتعاد اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف. وحروف الانفتاح هي ما تبقى من الحروف الهجائية بعد حروف الإطباق.
تاسعًا- الإذلاق:
لغةً: لغة الطرف أو حد اللسان وطلاقته. واصطلاحًا: هو سرعة النطق بالحرف وخفته لخروجه من طرف اللسان, أو إحدى الشفتين أو الشفتين معًا. وحروفه ستة مجموعة في [فر من لب].
عاشرًا- الإصمات:
لغةً: الإسكات أو المنع. واصطلاحًا: هو منع مجيء حروف الإصمات منفردة في أصول الكلام, بمعنى أن أي كلمة عربية تتكون من أربعة حروف أو خمسة حروف لا بد أن يكون فيها حرف على الأقل من حروف الإذلاق, فإن وجدت كلمة رباعية لا يوجد فيها حرف من حروف الإذلاق فهي كلمة أعجمية مثل كلمة "عسجد", وهي اسم من أسماء الذهب ولكنها ليست عربية, وحروف الإصمات هي ما تبقى من الحروف الهجائية بعد حروف الإذلاق.
وهناك صفات لا ضد لها, وهي سبع صفات وبيانها كالتالي:(1/35)
أولاً- الصفير:
وهو لغةً: صوت يشبه صفير الطائر. واصطلاحًا: هو خروج صوت زائد يشبه صوت الطائر عند النطق بالحرف مصاحبًا له. وحروف الصفير ثلاثة هي: الصاد والزاي والسين.
ثانيًا- القلقلة:
لغة: الاضطراب. واصطلاحًا: هو اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكنًا حتى يسمع له نبرة قوية, وحروف القلقلة خمسة, وهي [قطب جد].
وشرط القلقلة هو السكون, ومراتب القلقلة ثلاثة, وهي:
- أعلاها: المشدد الموقوف عليه. مثل ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ((52).
- أوسطها: الساكن الموقوف عليه. مثل: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ((53).
- أدناها: الساكن في وسط الكلمة. مثل: ( لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ((54).
وذهب القراء إلى أن القلقلة تميل إلى الفتح دائمًا, وقال آخرون أنها تكون مجانسةً لما قبلها في الحركة, ولكن المذهب المعمول به هو المذهب الأول, وهو أن القلقلة تميل إلى الفتح دائمًا.
ثالثًا- اللين:
لغةً: السهولة. واصطلاحًا: هو إخراج الحرف بعدم كلفة في سهولة ويسر. وحروف اللين هي: (الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما, ولم يأتِ بعدهما إلى حرف واحد, مثال: خَوْف - بَيْت.
رابعًا- الانحراف:
لغةً: الميل. واصطلاحًا: هو ميل الحرف عن مخرجه عند النطق به إلى مخرج غيره. وحروفه هي اللام والراء.
- فاللام تميل إلى طرف اللسان مع أن مخرجها هو أدنى حافة اللسان إلى منتهاها.
- والراء: تميل إلى طرف اللسان مع أن مخرجها هو ظهر طرف اللسان, بمعنى أنها تميل إلى مخرج النون.
خامسًا- التكرير:
لغةً: الإعادة. واصطلاحًا: هو ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف وخصوصًا عند التسكين أو التشديد. وحرف التكرير: هو الراء فقط, فلا يوجد حرف له صفة التكرير إلا الراء فهو صفة لازمة للراء إذا كانت ساكنةً أو مشددةً.(1/36)
ولكن احذر- أخي القارئ- من هذه الصفة, فلا تجعل الراء تتكرر على لسانك فتحدث لحنًا في الكلمة. والخلاصة أن هذه الصفة تعرفها وتتجنب أن تتكرر الراء عند القراءة.
سادسًا- التفشي:
لغةً: الانتشار. واصطلاحًا: هو انتشار الريح في الفم عند النطق بالحرف. وحرف التفشي هو حرف الشين.
سابعًا- الاستطالة:
لغةً: السعة والامتداد. واصطلاحًا: امتداد مخرج الضاد إلى مخرج اللام. وبالتالي فقد عرفت أن حرف الاستطالة هو حرف الضاد.
( باب الصفات القوية والصفات الضعيفة (
اعلم أخي القارئ أن الحروف الهجائية فيها القوي وفيها الضعيف, ولكي يتسنى لك أن تعرف ذلك لا بد لك من أن تعرف صفات القوة وصفات الضعف.
فصفات القوة اثنتا عشرة صفة وهي:
1. الجهر. 2. الشدة. 3. الاستعلاء. 4. الإطباق. 5. الإصمات. 6. الصفير.
7. الشدة. 8. الانحراف. 9. التكرير. 10. التفشي. 11. الاستطالة. 12. الغنة عند بعض المذاهب.
وصفات الضعف ست صفات, هي:
1. الهمس. 2. الرخاوة. 3. الاستفال. 4. الانفتاح. 5. الإذلاق. 6. اللين.
واعلم أخي القارئ أن أقوى الحروف على الإطلاق هو حرف الطاء؛ لأنه لا توجد فيه صفة من صفات الضعف. وأضعف الحروف على الإطلاق هو حرف الفاء؛ لأنه ليس له صفة واحدة من صفات القوة, وبعدها حرف الهاء في المرتبة الثانية من الضعف, وذلك لأن صفاتها كلها ضعيفة إلا صفة واحدة وهي الإصمات, وبعدها حروف المد الثلاثة؛ لأن حروفها بها صفتان من صفات القوة, وهي الجهر والإصمات.
ولكي تعرف أخي القارئ قوة الحرف من ضعفه, فلا بد من معرفة صفات القوة وصفات الضعف في الحرف, فإن زادت صفات القوة على صفات الضعف كان الحرف قويًا, وإن زادت صفات الضعف على صفات القوة كان الحرف ضعيفًا. وإن تساوت الصفات في القوة والضعف كان الحرف متوسطًا. وإليك أخي القارئ جدولاً مبينًا فيه صفات الحروف, ودرجة الحرف من ناحية القوة والضعف.
جدول صفات الحروف (*)
الحرف
الصفات
درجة الحرف
1
2
3
4
5
6
7(1/37)
الهمزة
جهري
شديد
مستفل
منفتح
مصمت
قوية
الباء
جهري
شديد
مستفل
منفتح
مذلق
مقلقل
متوسطة
التاء
مهموس
شديد
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
الثاء
مهموس
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
الجيم
جهري
شديد
مستفل
منفتح
مصمت
مقلقل
قوية
الحاء
مهموس
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
الخاء
مهموس
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
الدال
جهري
شديد
مستفل
منفتح
مصمت
مقلقل
قوية
الذال
جهري
رخوي
مستقل
منفتح
مصمت
ضعيفة
الراء
جهري
متوسط
مستقل
منفتح
مذلق
منحرف
مكرر
متوسطة
الزاي
جهري
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
صفيري
متوسطة
السين
مهموس
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
صفيري
ضعيفة
الشين
مهموس
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
متفشٍ
ضعيفة
الصاد
مهموس
رخوي
مستعل
مطبق
مصمت
صفيري
قوية
الضاد
جهري
رخوي
مستعل
مطبق
مصمت
مستطيل
قوية
الطاء
جهري
شديد
مستعل
مطبق
مصمت
مقلقل
قوية أقوى الحروف
الظاء
جهري
رخوي
مستعل
مطبق
مصمت
قوية
العين
جهري
متوسط
مستفل
منفتح
مصمت
متوسطة
الغين
جهري
رخوي
مستعل
منفتح
مصمت
قوية
الفاء
مهموس
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة أضعف الحروف
القاف
جهري
شديد
مستعل
منفتح
مصمت
مقلقل
قوية
الكاف
مهموس
شديد
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
اللام
جهري
متوسط
مستفل
منفتح
مذلق
منحرفة
ضعيفة
الميم
جهري
متوسط
مستفل
منفتح
مذلق
ضعيفة
النون
جهري
متوسط
مستفل
منفتح
مذلق
ضعيفة
الهاء
مهموس
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
الواو الأصلية
جهري
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
الياء الأصلية
جهري
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
حروف المد الثلاثة
جهري
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
ضعيفة
حرفا اللين الواو والياء
الساكنين
جهري
رخوي
مستفل
منفتح
مصمت
لينان
ضعيفة
( باب التفخيم والترقيق (
o التفخيم لغة التسمين واصطلاحاً هو سمنة أو غلظة تدخل على الحرف فيمتلئ الفم بصداه.
o والترقيق لغة التنحيف. واصطلاحاً هو رقة تدخل على الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه.(1/38)
اعلم أخي القارئ علمني الله وإياك من فيض علمه الواسع أن الحروف الهجائية تنقسم إلى ثلاثة أقسام من ناحية التفخيم والترقيق. أولا - قسم يفخم دائماً. ثانياً: قسم يرقق دائماً. ثالثاً: قسم يفخم تارة ويرقق تارة أخرى. وسوف نتكلم عن كل قسم منهم على حدة.
أولاً : القسم المفخم دائماً:
والحروف التي تفخم دائماً هي حروف الاستعلاء السبعة "خص ضغط قظ" (خ-ص-ض-غ-ط-ق-ظ).
وتنقسم هذه الحروف السبعة إلى قسمين من حيث قوة تفخيمها:
أولاً: حروف الإطباق الأربعة (ص, ض, ط, ظ):
فهي أقوى حروف الاستعلاء, ولكن هذه الحروف الأربعة تتفاوت فيما بينها من حيث القوة, فهي على الترتيب الآتي (ط, ض, ص, ظ).
ثانيًا: حروف الاستعلاء الباقية (ق, غ, خ):
وهذه الحروف الثلاثة الباقية تأتي في مرتبة ثانية بعد حروف الإطباق, وهذه الحروف أيضًا تتفاوت فيما بينها من حيث القوة, فهي على الترتيب الآتي (ق, غ, خ).
ويجمع الحروف السبعة من حيث مراتبها في قوتها, هذا البيت:
طب ضيفنا صدرًا ظلال قوان
غوث خفي - سبع الاستعلاء
واعلم أخي القارئ أن التفخيم له درجات من حيث الأعلى فالأدنى ومراتب التفخيم خمس مراتب:
(1) المفتوح وبعده ألف……مثال…الصَّالحين
(2) المفتوح وليس بعده ألف …مثال…صَبر
(3) المضموم………مثال…والصُّلح
(4) الساكن…………مثال …فأصْلح
(5) المكسور………مثال…صيام
الدليل : وحرف الاستعلاء فَخِّم
ثانياً: القسم الذي يرقق دائماً :
والحروف التي ترقق دائماً هي حروف الاستفال وحروف الاستفال هي ما عدا حروف الاستعلاء. بمعنى باقي الحروف الهجائية بعد حروف الاستعلاء السبعة. مثال: الفاسقين-النار-الجنة...إلخ.
ولكن يستثنى من هذه الحروف ثلاثة حروف وهي:
اللام في لفظ الجلالة ، الألف المدية ، الراء.
فهذه الحروف الثلاثة تسمى بحروف بينَ بين أي مرة يفخموا ومرة أخرى يرققوا.
ثالثاً: الحروف التي تفخم تارة وترقق تارة أخرى.(1/39)
وهم كما علمت أخي القارئ اللام في لفظ الجلالة. والألف المدية والراء.
أولاً : اللام في لفظ الجلالة: تفخم اللام في لفظ الجلالة إذا جاء قبلها بفتح أو بضم مثال: إنّ الله، لعنهُ الله، عبدُ الله، وكان الله.
والتفخيم أخي القارئ للتعظيم.
والدليل من الجذرية:
وفخم اللام من اسم الله 00 عن فتح أو ضم كعبد الله
- وترقق اللام في لفظ الجلالة إذا جاء قبلها كسر.
مثال: قلِ الله، بسمِ الله، لِله.
والترقيق أخي القارئ للتيسير والتسهيل.
ثانياً : الألف المدية، والألف المدية كما علمت أخي القارئ أنها تخرج من الجوف وتكون دائماً مسبوقة بفتح.
وتفخم الألف المدية إذا جاءت بعد حرفٍ مفخم أي تتبع ما قبلها.
مثل: خالدين، صابرين، قال.
- وترقق الألف المدية إذا جاءت بعد حرف مرقق.
مثال : النهار، شاهدين، عالمين، كان
ثالثاً : الراء :
والراء أخي القارئ تنقسم إلى قسمين: راء متحركة، وراء ساكنة.
أولاً : الراء المتحركة:
وهذه الراء تنظر إلى حركتها.
فإن كانت:
1. مكسورة فهي مرققة. مثل: رجال، صابرين،
2. مفتوحة أو مضمومة فهي مفخمة. مثال: رزقنا، مسرورا، برازقين، رحمة.
ثانياً : الراء الساكنة:
وهذه الراء ينظر إلى ما قبلها:
فإن كان ما قبلها مفتوح أو مضموم فهي مفخمة مثال: يرجعون، يُرزقون، وكذلك أيضاً إذا كانت الراء في آخر الكلمة وموقوفاً عليها إذا كان قبلها فتح أو ضم تفخم مثل القمر، النذر.
وترقق الراء الساكنة إذا جاء قبلها كسر أصلي في كلمتها. ولم يأت بعدها حرف من حروف الاستعلاء، وهذه هي شروط ترقيق الراء الساكنة مثل: فرعون، مريه. فحكم الراء الترقيق.
أما إذا فقدت الراء الساكنة شرطًا من هذان الشرطان فهي مفخمة. مثال: قرطاس، مرصاد. ففي هذه الكلمات جاء قبل الراء حرف مكسور كسر أصلي (والكسر الأصلي هو الذي يكون من بنية الكلمة) ولكنها جاء بعدها حرف من حروف الاستعلاء ففقدت شرط من شروط ترقيقها فهي مفخمة.(1/40)
مثال آخر: أم ارتبتم. أم ارتابت. وفي هذه الكلمات جاء قبل الراء كسر عارض (والكسر العارض هو الذي لا يكون من أصل الكلمة ففقدت الراء شرط من شروط ترقيقها فهي مفخمة.
وتفخم الراء أيضًا إذا وقعت بعد همزة الوصل أيًا كانت حركتها, مثل: ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ (, ( ارْكُضْ (, ( ارْتَابُوا (, ( ارْجِعِي (.
ملحوظة : ووقع الخلاف أخي القارئ من القراء في تفخيم الراء الساكنة وترقيقها في كلمة "فِرْق" في الشعراء.
فجاز فيها التفخيم والترقيق. وإليك أخي القارئ علة التفخيم و الترقيق.
أولاً : التفخيم، من ذهب من القراء على تفخيمها فقد نظر إلى حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء الساكنة وعلى هذا فهي مفخمة.
ثانياً : الترقيق ومن ذهب من القراء على ترقيقها فقد نظر إلى أن حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء الساكنة مكسور والمكسور في آخر درجات التفخيم وأن المكسور لا يُعتد به. وعلى هذا فهي مرققة.
وهناك أيضًا أخي القارئ كلمتان جاز فيهما التفخيم والترقيق, وهما:
1. كلمة "مصر": فيجوز فيهما التفخيم والترقيق, ولكن التفخيم أولى؛ نظرًا لحركتها في الوصل, فهي مفتوحة, والفتح فيها للبناء.
2. كلمة "القطر": فيجوز فيها التفخيم والترقيق, ولكن الترقيق أولى؛ نظرًا لحركتها في الوصل, فهي مكسورة.
وإليك الدليل على هاتين الكلمتين:
واختير أن يوقف مثل الوصل
في راء مصر القطر يا ذا الفضل
وإليك الدليل من الجزرية:
ورقِّق الراء إذا ما كُسِرت
كذا بعد الكسر حيث سُكِّنت
إذ لم تكن من قبل حرف استعلا
أو كانت الكسرة ليست أصلا
والخلف في فرق لكسر يوجد
وأخف تكريراً إذا ما تشدد
( المثلان والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان (
أخي القارئ الكريم بعد معرفتك لمخارج الحروف وصفاتها فلابد لك أن تعرف العلاقات التي تنشأ بين الحروف بعضها البعض.
أولاً : المثلان: وهما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا وصفةً. مثل : ب ب ل ل ت ت م م , وهذا معناه أن المثلان هما الحرفان المتشابهان.(1/41)
وينقسم المثلان إلى : صغير وكبير ومطلق
1- الصغير : وهو أن يسكن الحرف الأول ويتحرك الحرف الثاني .
مثال : اضرب بِّعصاك - قل لا أسألكم - أينما يوجّههّ
ففي هذه الأمثلة تجد أخي القارئ أن الحرف الأول ساكن ومدغم في الحرف الذي يأتي بعده. ومن هذا تعرف أن حكم المثلين الصغير هو الإدغام ويستثنى من ذلك حرفي الواو والياء المديتين؛ لئلا يذهب المد بالإدغام, ومثال ذلك ( قَالُوا وَهُمْ ((55) , ( الَّذِي يُوَسْوِس ((56).
والدليل:
وما أول المثلين فيه مسكن
فلا بد من إدغامه متمثلا
لدى الكل إلا حرف مد فأظهرن
كقالوا وهم في يوم وامدده مسجلا
2- الكبير: وهو أن يتحرك الحرفان. مثال:
العاكفُ فِيه - جَعَلَ لَكم - فيهِ هُدى.
وفي هذه الأمثلة تجد أخي القارئ أن الحرفان متحركان.
وحكم المثلين الكبير الإظهار لكل القراء ما عدا السوسي عن أبي عمرو البصري فله الإدغام.
3- المطلق : وهو أن يتحرك الحرف الأول ويسكن الحرف الثاني أمثلة: يمسَسْك - شقَقْنا - لِلْعالمين.
وفي هذه الأمثلة تجد أن الحرف الأول متحرك والحرف الثاني ساكن وحكم المثلين المطلق الإظهار. والدليل من التحفة:
إن في الصفات والمخارج اتفق
اتفق
حرفان فالمثلان فيهما أحق
ثانياً : المتقاربان:
وهما الحرفان اللذان تقاربا مخرجًاً واختلفا صفةً، أو تقاربا صفةً لا مخرجًاً، أو تقاربا صفةً ومخرجًا. وعلى هذا أخي القارئ ينقسم المتقاربان إلى ثلاثة أنواع:
1. متقاربان مخرجًا لا صفة. مثل: الدال مع السين. قدْ سَمِعَ. فالدال والسين متقاربان في المخرج ولكن يختلفا في الصفات.
2. متقاربان صفة لا مخرجًا. مثل: السين والشين. ذي العرشِ سبيلا. فالشين والسين متقاربان في الصفات ومتباعدان في المخارج.
3. متقاربان مخرجًا وصفة. مثل: اللام والراء. قل رب. فاللام والراء متقاربان في المخرج والصفة.
وينقسم المتقاربان - أخي القارئ - بأنواعه إلى ثلاث: صغير- كبير- ومطلق.(1/42)
1. الصغير: هو أن يسكن الحرف الأول ويتحرك الحرف الثاني. وحكمه الإظهار عند حفص ما عدا اللام والراء فحكمه الإدغام. مثل: قل رّب- بل رّفعه. ويستثنى من ذلك لحفص- بل ران. ففيها الإظهار وذلك بسبب السكت على لام "بل ران" والسكت يمنع الإدغام وذلك لحفص.
2. الكبير: وهو أن يتحرك الحرفان. مثال: ذي العرش سبيلا ، عدد سنين. وحكمه الإظهار.
3. المطلق : وهو أن يتحرك الحرف الأول ويسكن الحرف الثاني. مثال: عليْكَ ، لَنْ. وحكمه الإظهار.
ثالثًا: المتجانسان :
وهما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً لا صفة بمعنى أن الحروف المتجانسة مخرجها واحد ولكنها تختلف في الصفات. مثال : الدال والطاء والتاء مخرجها واحد. وهو طرف اللسان لكنها تختلف في الصفات. فمثلا الدال شديدة مطبقة والتاء مهموسة.
ينقسم المتجانسان إلى صغير وكبير ومطلق.
(1)الصغير وهو أن يسكن الأول ويتحرك الثاني.
وحكمه الإظهار إلا في خمسة مواضع ففيها الإدغام. وهي:
أ-الدال في التاء ( قَدْ تَبَيَّنَ ( (57). …ب-التاء في الطاء. ( وَقَالَتْ طَائِفَةٌ( (58).
ج-الذال في الظاء ( إِذْ ظَلَمُوا ( (59). د-الثاء في الذال. ( يَلْهَثْ ذَلِكَ( (60).
و-الباء في الميم ( ارْكَبْ مَعَنَا ( (61).
وما عدا ذلك ففيه الإظهار. مثال: ( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ ( (62).
(2)الكبير: وهو أن يتحرك الحرفان. مثال: ( الصَّالِحَاتِ طُوبَى ( (63). وحكمه الإظهار.
(3)المطلق : وهو أن يتحرك الأول ويسكن الثاني. مثال: ( مَبْعُوثُونَ ( (64). وحكمه الإظهار.
رابعًا : المتباعدان :
والمتباعدان هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجًا واختلفا صفة. وينقسم المتباعدان إلى ثلاثة: صغير وكبير ومطلق. وحكم الثلاثة الإظهار لجميع القراء.
ملحوظة : اعلم أخي القارئ أنه إذا فصل بين المخرجين مخرج فهما متباعدان. مثال: حروف أقصى الحلق مع حروف أدنى الحلق. فهي متباعدة. لأنه فصل بينها مخرج وسط الحلق.
( أنواع اللامات الساكنة ((1/43)
اعلم - أخي القارئ- أن هذا الدرس يتكلم عن أنواع اللامات الساكنة لا غير, بمعنى أننا لا نتكلم عن اللام كحرف عادي له حركات الإعراب.
أولاً- اللام الساكنة: هي اللام التي لا حركة لها, وتنقسم اللام الساكنة إلى خمسة أنواع: (لام التعريف- لام الفعل - لام الاسم - لام الحرف - لام الأمر)
أولاً- لام التعريف:
هي لام "ال" التعريف سواء أمكن الاستغناء عنها, مثل: الشمس أو القمر, أو لم يمكن الاستغناء عنها, مثل: الله, أو التي أو الذي. والذي يهمنا من ذلك هو اللام التي يمكن الاستغناء عنها, وتقوم الكلمة بدونها.
وهي تنقسم إلى قسمين:
أولاً: لام "أل" القمرية:
وهذه اللام تقع قبل أربعة عشر حرفًا من الحروف الهجائية مجموعة في قولك (أبغ حجك وخف عقيمه). وحكمها هو وجوب الإظهار, مثال على ذلك:
الحرف
المثال
الحرف
المثال
ء
الأرض
خ
الخلق
ب
البحر
ف
الفتح
غ
الغفور
ع
العاديات
ح
الحي
ق
القوي
ج
ذو الجلال
ي
اليمين
ك
الكبير
م
المؤمنون
و
الوارثون
هـ
الهدى
ثانيًا: لام "أل" الشمسية:
وهي التي تقع قبل الحروف الأربعة عشرة الآتية, مجموعة في أوائل كل كلمة من هذا البيت:
طب ثم صل رحمًا تفز ضف ذا نعم
دع سوء ظن زر شريف للكرم
وحكمها الإدغام الكامل, مثال:
الحرف
المثال
الحرف
المثال
ط
الطيب
ن
النعيم
ث
الثواب
د
الدنيا
ص
الصبر
س
السائلين
ر
الرقيب
ظ
الظالمين
ت
التائبون
ز
الزاجرات
ض
الضلال
ش
الشاكرين
ذ
الذاكرين
ل
الليل
ثانيًا: لام الفعل:
وهي اللام الساكنة التي تكون في الفعل بأنواعه الثلاثة, ماضٍ, مضارع, أمر.
الماضي, مثل: قلْنا, جعلْنا, أرسلْنا.
المضارع, مثل: يلْتقي, تلْمزوا, يلْتفت.
الأمر, مثل: قلْ, اجعلْ, فاسألْ به خبيرا.(1/44)
واعلم- أخي القارئ- أكرمك الله أن حكم لام الفعل في الماضي الإظهار مطلقًا, أما في فعل الأمر والمضارع فحكمها الإظهار, إلا إذا وقع بعدها حرف الراء أو اللام, وكانت اللام الساكنة قبلها متطرفة فيكون حكمها الإدغام, مثل: فعل الأمر في: ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ( (65), ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ( (66), وفعل المضارع في: ( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ ( (67), ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا( (68).
ولذلك يقول الناظم- رحمه الله:
وأظهرن لام فعل مطلقًا
في نحو قل نعم وقلنا والتقى
وسبب إدغام اللام في اللام هو التماثل, وسبب إدغام اللام في الراء هو التقارب.
ثالثًا: لام الاسم:
وهي اللام الساكنة التي تكون في الأسماء, مثل: سلْطان, ملْك, فلْك, ألْسنتكم, ألْوانكم. فحكمها الإظهار مطلقًا؛ لأنها لا تأتي متطرفة, أي في أواخر الكلام مثل لام الفعل.
رابعًا: لام الحرف:
اعلم أخي القارئ أن لام الحرف الساكنة لم تأتِ في القرآن الكريم إلا في كلمتي (هلْ- بلْ), مثل: هل يستطيع, بل هم.
وحكمها الإظهار المطلق إلا إذا جاء بعدها حرف اللام أو الراء, مثال:
( هَلْ لَكُمْ ( (69), ( بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا ( (70), وهذا مثال اللام.
(بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ( (71), وهذا مثال الراء.
فحكمها الإدغام, ويستثنى من هذه المواضع موضع (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ( (72), وذلك بسبب السكت على لام (بلْ) لراوية حفص عن عاصم, والسكت يمنع الإدغام.
ملحوظة: اعلم أخي القارئ أنه لم يأتِ بعد (هلْ) راء في القرآن الكريم.
خامسًا: لام الأمر:
وهي اللام الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة, ويأتي بعدها فعل مضارع, وتكون مسبوقة بالفاء, مثل: ( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً ( (73), أو ثم مثل: ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ( (74), أو الواو مثل: ( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( (75).(1/45)
حكم لام الأمر: هو الإظهار مطلقًا.
اعلم- أخي القارئ- أن الفرق بين لام الأمر ولام الفعل هو أن لام الأمر تأتي في أول الفعل المضارع. أما لام الفعل فتأتي في الماضي والمضارع والأمر, وتكون متوسطة ومتطرفة.
( باب الوقف والابتداء (
اعلم أخي القارئ أن باب الوقف من أهم الأبواب في علم التجويد فلابد لقارئ القرآن الكريم أن يكون ملماً بقواعد هذا الباب، حتى يتمكن من الوقوف في قراءته على ما يتم ويستقيم به المعنى، وألاّ يؤدي وقوفه إلى معنى غير المراد به في القرآن الكريم، ولذلك سُئل الإمام علي (() عن معنى الآية الكريمة ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً( قال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
وقد قسّم العلماء في علم التجويد الوقف إلى أربعة أقسام عامة:
1-الوقف الاضطراري.… 2-الوقف الانتظاري.
3-الوقف الاختباري.…… 4-الوقف الاختياري
أولاً : الوقف الاضطراري :
وهو التوقف عن القراءة بسبب ضرورة قصوى. مثل: ضيق في النفس أو عطاس أو نسيان ....إلخ.
فللقارئ في هذا النوع الوقوف عندما تحتاج إليه الضرورة. ثم العودة مرة أخرى من الكلمة التي وقف عليها ويكمل قراءته.
ثانيًا : الوقف الانتظاري :
وهو الوقوف على كلمة معينة بسبب الإتيان أو الجمع في أوجه القراءات المختلفة بها. وهذا الوقف لا يكون إلا في مقام التعليم.
ثالثًا : الوقف الاختباري:
وهو الوقف على أي كلمة في القرآن، وذلك للاختبار فيها من أحكام التجويد وأحكام الرسم. وهذا الوقف لا يكون إلا في مقام التعليم، وحكمه أنه يجوز الوقف عليه، ثم يعود القارئ من الكلمة التي وقف عليها ليستكمل قراءته.
رابعًا : الوقف الاختياري :
وهذا الوقف يكون باختيار القارئ دون الحاجة أو الضرورة للوقف.
وهذا النوع ينقسم إلى خمسة أنواع تتراوح بين التمام والكفاية والحسن والقبح والأقبح:(1/46)
1-الوقف التام: وهو الوقف على ما تم معناه، ولم يتعلق فيما بعده لا بالمعنى ولا باللفظ. وهذا النوع دائما ما يكون في نهايات القصص القرآني، وعلى رءوس الآيات وفي أواخر السور، مثل: الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة: (ُ وأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ((76) فهذا وقف تام لأنه تم معناه ولم يتعلق فيما بعده، لا معنى ولا لفظ، لأن الآية التي تأتي بعدها تقول: {إن الذين كفروا سواء عليهم} فلا صلة بين المفلحون والكافرون.
حكمه : يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعدها ولا خلاف في ذلك. وسُمي تام لتمام الكلام به.
2-الوقف الكافي: وهو الوقف على ما يستقيم به المعنى في ذاته، وتعلق فيما بعده معنى لا لفظا. وسُمّي كافيا للاستغناء به عما بعده، ويكون الوقف الكافي على رءوس الآيات وفي وسط الآيات، أو قريبا من أوائل الآيات. مثل الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ((77) فهو وقف كافٍ ولكن ما بعده أكفى منه، وهو: ( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ((78) وما بعدهما أكفى منهما ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ((79) ومن ذلك يتبين لك أخي القارئ أن الوقف الكافي درجات في كفايته. كافي ، وأكفى ، وأكفى منه. وحكمه يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده.
3-الوقف الحسن : وهو الوقف على ما يستقيم به الكلام، وتعلق فيما بعده معنى ولفظاً وسُمّي حسن لأنه يحسُن الوقوف عليه، مثال: الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْب((80) فيحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، لأنه متعلق به لفظا ومعنى.
وحكم الوقف الحسن هو: يحسن الوقف عليه ولا يجوز الابتداء بما بعده، إلا إذا كان هذا الوقف على رأس آية فيجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده، وذلك لأن الوقوف على رءوس الآيات سُنّة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .(1/47)
أما إذا كان التعلق شديد بين الآيتين بمعنى أنهم يكمل بعضهم بعضا، فقال العلماء في ذلك أنه يجوز للقارئ الوقف على الآية وذلك اقتداء بالسنة ثم العودة للآية ووصلها بما بعدها، وذلك إتماما للمعنى. مثال: قوله تعالى ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ((81) فيجوز للقارئ الوقف على الآية الأولى اقتداء بالسنة، ثم يرجع ويصل الآيتين إيضاحا للمعنى.
4-الوقف القبيح : وهو الوقف على ما لا يُفهم معناه دون غيره، مثل: الوقف على المضاف دون المضاف إليه أو الجار دون مجروره، أو على الموصوف دون صفته، أو على المعطوف دون المعطوف إليه، أو على المبتدأ دون خبره.
وسمي قبيحاً لعدم إفادته للمعنى. وهذا الوقف يقبِّح القراءة. وحكمه عدم جواز الوقوف عليه. إلا للضرورة. كضيق النفس أو العطاس ...إلخ.
مثال: الوقف على كلمة ( الْحَمْدُ ( دون وصلها بكلمة ( لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ((82).
5-الوقف الأقبح : وهو الوقف على ما يُفهم منه معنى شنيع يغير معنى القرآن، كالوقف على قوله تعالى: ( لا تَقْرَبُوا الصَّلاة((83) أو ( وَمَا مِنْ إِلَهٍ ((84) أو ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ((85) وحكم هذا الوقف حرام بالإجماع. ومن تعمده عالما بحكمه فقد كفر بالله. ويأتي على قبيل هذا الوقف الأقبح ، الابتداء الأقبح الذي يفهم منه معنى مخالفا لما جاء به القرآن. أو معنى شنيعا كالابتداء بقوله( إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ((86) أو ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ((87) وهذا الابتداء يحرم البدء به ومن تعمد هذا الابتداء فقد خرج من الملة.
وإليك دليل الوقف من متن الجزرية, يقول الإمام الجزري :
وبعد تجويدك للحروف
والابتداء وهي تقسم إذا
وهي لما تم فإن لم يوجد
فالتام فالكاف ولفظا فامنعن
وغير ما تم قبيح وله
وليس في القرآن من وقف وجب
00
00
00
00
00
00
لابد من معرفة الوقوف
ثلاثة تام وكاف وحسن(1/48)
تعلق أو كان معنى فابتدئ
إلا رءوس الآي جوِّز فالحسن
يوقف مضطرا ويُبدأ قبله
ولا حرام إلا ما له سبب
( همزة القطع وهمزة الوصل (
أولاً : همزة القطع:
تعريفها: وهي التي تثبت في الابتداء وفي الوصل, وتقع همزة القطع في أول الكلمة مثل "أرسلنا" وتأتي في وسط الكلمة مثل "شنئان" وتأتي في آخر الكلمة مثل"جاء ـ سماء". وتأتي همزة القطع في الأسماء والأفعال والحروف
ثانيًا همزة الوصل:
تعريفها: وهي التي تثبت عند الابتداء وتسقط بالدرج أي "بالوصل" 0وسميت همزة الوصل بهذا الاسم لأنه يتوصل بها إلي النطق بالساكن, لأنه في اللغة العربية لا يبدأ بساكن ولا يوقف علي متحرك فإذا جاء الساكن في أول الكلمة فلابد من همزة الوصل حتى نتمكن من النطق بالساكن, وتأتي همزة الوصل في الأفعال وفي الأسماء.
أولاً حكم همزة الوصل في الأفعال :
أما في الأفعال فينظر إلى ثالث الفعل فإن كان:
1: "ثالث الفعل مضمومًا" تبدأ بهمزة الوصل مضمومة مثل
"اتلُ عليهم" " ادعُ إلى سبيل ربك" "انظُر كيف نبينُ لهم".
واعلم أخي القارئ أن هذا الحكم للضمة الأصلية. أما الضم العارض فيُبدأ بهمزة الفعل فيه مكسورة وجاء الضم العارض في هذه الأفعال الآتية: (امشوا ، اقضوا ، ابنوا ، ائتوا).
ولكي تعرف أخي القارئ أن هذا الضم عارض أو أصلي فعليك أن تخاطب المفرد بهذه الأفعال فتقول: امش ، اقض ، ابن ، ائت. أو المثنى فتقول: امشيا ، اقضيا، ابنيا، ائتيا. ويظهر لنا من الأمثلة أن ثالث الفعل فيها مكسور فعند البدء بها تُبدأ مكسورة، وهذه الأفعال مستثناة من قاعدة الضم.
2 : إذا كان ثالث الفعل مكسورًا أو مفتوحًا تبدأ بهمزة الوصل مكسورة, مثال: اذهَب ، اسمَع ، اضرِب ، ارجِع، استَكَانوا ، اغفِر لنا.(1/49)
وهنا يسأل سائل ويقول: عندما كان ثالث الفعل مضموم بدأنا بهمزة الوصل مضمومة وعندما كان ثالث الفعل مكسور بدأنا بهمزة الوصل مكسورة. فلماذا لا نبدأ بهمزة الوصل مفتوحة إذا كان ثالث الفعل مفتوح، نقول: أننا إذا بدأنا بالهمزة مفتوحة يلتبس الخبر مع الاستفهام أي تصبح الكلمة الخبرية استفهامية، أو يلتبس المضارع مع الأمر, بمعنى أن يصبح الأمر مضارعًا, أمثلة: (استكانوا) نبدأ فيها بالهمزة مكسورًا, ولو أننا بدأنا بها مفتوحة لأصبحت الكلمة استفهامية لا خبرية. وأيضًا (اذهب) نبدأ فيها بالهمزة مكسورة, ولو أننا بدأنا بها مفتوحة لتغير الفعل من الأمر إلى المضارع.
وهناك رأي آخر يقول: إن الفعل الذي يكون ثالثه مفتوحًا نبدأ فيه بهمزة الوصل مكسورةً, وذلك لحمله على نظيره المكسور في إعراب المثنى والجمع, بمعنى أنه عند تثنية هذه الأفعال أو جمعها يصبح أولها مكسورًا, ولذلك بدئ بالمفرد مكسورًا لحمله على إعراب المثنى والجمع.
ثانيًا : حكم همزة الوصل في الأسماء :
اعلم-أخي القارئ- أن همزة الوصل في الأسماء جاءت على صنفين:
أولاً : إذا اقترنت بـ(ال) التعريفية، فيُبدأ بالهمزة مفتوحة، مثال: الجنّة ، السماء، الذين، التي.
ثانيًا : يُبدأ بالهمزة مكسورة في عشر أسماء في اللغة العربية، جاء منها سبعة في القرآن العظيم:
1.
(ابن)
( عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ( (88).
2.
(ابنة)
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ( (89).
3.
(امرؤ)
( إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ( (90).
4.
(امرأة)
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَت( (91).
5.
(اثنين)
( ثَانِيَ اثْنَيْنِ ( (92).
6.
(اثنتين)
( نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ( (93).
7.
(اسم)
( وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ( (94).
أما الثلاثة المتممين للعشرة فهم :
1-(است)……بمعنى الدبر…
2-(ابنم)……وهي: ابن بزيادة الميم.
3-ايم الله……وهي: من القسم.
وهذه الثلاثة، لم تأتِ في القرآن.
معلومات مهمة :(1/50)
أولاً : إذا وقعت همزة الوصل بعد همزة الاستفهام، وجب حذف همزة الوصل إذا لم يكن بعدها لام تعريف. مثال:
( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً ((95) فكلمة اتَّخذتم أصلها أأتخذتم،فالهمزة الأولى استفهامية، والثانية همزة وصل، فحُذفت همزة الوصل وأصبحت الكلمة أتَّخذتم.
وقد جاء هذا النوع في القرآن الكريم في سبع كلمات، وهي:
1- ( أَتَّخَذْتُمْ ((96) …2-(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ ((97)…3-( أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ((98)
4-( أَصْطَفَى ( (99)…5-( أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً ((100)…6-( أَسْتَكْبَرْتَ ( (101)
7-( أَسْتَغْفَرْتَ ((102).
ثانياً: إذا وقعت همزة الوصل بعد همزة الاستفهام وجاء بعد همزة الوصل لام تعريف، فلا تُحذف همزة الوصل، وتُبدل ألف مد، وتمد مداً طويلاً مقدار ست حركات، ويكون هذا المد من قبيل المد اللازم، وذلك حتى لا يلتبس الخبر بالاستفهام. وقد جاء هذا النوع في القرآن الكريم في ست مواضع بالاتفاق عليها بين القُرّاء، وهي:
1
( آلذَّكَرَيْنِ (
آية رقم (143)
سورة الأنعام
2
( آلذَّكَرَيْنِ (
آية رقم (144)
سورة الأنعام
3
( آلآنَ (
آية رقم (51)
سورة يونس
4
( آلآنَ (
آية رقم (91)
سورة يونس
5
(آللَّهُ (
آية رقم (59)
سورة يونس
6
( آللَّهُ (
آية رقم (59)
سورة النمل
وهنالك موضع في سورة يونس لقراءة أبو عمرو وأبو جعفر، وهو ءآلسحر (81 يونس), ويجوز أيضًا في هذه الكلمات السابق ذكرها تسهيل الهمزة الثانية, وهي همزة الوصل الواقعة بين همزة الاستفهام ولام التعريف مع القصر, والتسهيل معناه بين بين, أي بين الهمزة والألف, وهذا الوجه أيضًا من طريق الشاطبية.
وفي ذلك يقول الشاطبي:
وإن همز وصل بين لام مسكَّن
وهمزة الاستفهام فامدده مُبدلا
فللكل ذا أولى ويقصره الذي
يُسهِّل عن كل كالآن مُثِّلا(1/51)
ثالثاً : كلمة (الاسم) في الآية التي جاءت في سورة الحجرات ونصها: ( بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ ((103) فيجوز في همزة الوصل عند البدء بهذه الكلمة وجهان وهما:
1-أن تبدأ بهمز الوصل مفتوحة مع كسر اللام وحذف الهمزة الثانية, وهي الهمزة المتوسطة في الكلمة.
2-أن تبدأ باللام مكسورة مع حذف الهمزة الثانية.
رابعًا : كلمة ( ءَأَعْجَمِيٌّ ( (104)التي جاءت في سورة فصلت، ورد عنها في رواية حفص تسهيل الهمزة الثانية بين بين -أي بين الهمزة والألف.
وإليك الدليل:
وابدأ بهمز الوصل من فعل بضم
إن كان ثالث من الفعل يضم
واكسره حال الكسر والفتح وفي
الاسماء غير اللام كسرها وفي
ابن مع ابنت امرئ واثنين
وامرأة واسم مع اثنتين
( باب التقاء الساكنين (
اعلم أخي القارئ أن اللغة العربية لا يبدأ فيها بساكن, ولا يوقف على متحرك؛ لأن الساكن يصعب البدء به, والبدء يحتاج إلى الخفة والحركة. أما في الوقف فلا بد من تسكين الحرف الأخير؛ لأن الوقف يحتاج إلى السكون, وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله تعالى: والإسكان أصل الوقف وهو اشتقاقه
والساكنان إما أن يلتقيان في كلمة أو في كلمتين.
أولاً: التقاء الساكنين في كلمة واحدة:
وهو إما أن يكون في حالة الوقف أو في حالة الوصل والوقف.
أ. في حالة الوقف:
وفي هذه الحالة يكون الساكن الثاني ساكنًا سكونًا عارضًا, أما الساكن الأول فإما أن يكون:
1. حرف مد
2. حرف لين
3. ساكنًا صحيحًا
أمثلة
الأبرار
بيت
عنه
العالمين
خوف
منه
المفلحون
عين
الأمر
وحكم هذا النوع هو جواز التقاء الساكنين عند الوقف عليهما, أما عند الوصل فإن الساكن الثاني يتحرك بحركته الأصلية.
ب. في حالتي الوصل والوقف:(1/52)
وفي هذه الحالة يكون الساكن الثاني ساكنًا سكونًا ثابتًا [لازمًا], والساكن الأول هو حرف من حروف المد الثلاثة, وفي هذه الحالة لا بد من التخلص من التقاء الساكنين, والتخلص هنا يكون بإشباع حرف المد بمقدار ثلاث ألفات حتى نتمكن من النطق بالساكن الثاني (وهذا ما يسمى بالمد اللازم).
أمثلة: الصاخة , ءالآن , ءالذكرين , أتحاجوني.
ثانيًا: التقاء الساكنين في كلمتين:
وهذا النوع لا يكون إلا في حالة الوصل, ولذلك لا يجوز التقاء الساكنين في هذه الحالة, ولكن لا بد من التخلص من الساكن الأول؛ حتى يتم النطق في خفة وسهولة. والتخلص - أخي القارئ- في هذا النوع يكون بطريقتين: الحذف أو التحريك.
أ. الحذف:
ويكون الحذف في الساكن الأول من التقاء الساكنين إذا كان الساكن الأول حرفًا من حروف المد الثلاثة.
أمثلة: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ((105), ( قَالُوا اللَّهُمّ ((106), (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ( (107) [وهذا عند الوصل].
ب. التحريك:
إذا كان الحرف الساكن الأول غير حروف المد, يكون التخلص منه بالتحريك, أي بإعطائه حركةً من حركات الإعراب الأصلية. وغالبًا ما يكون التحريك بالكسر, وهذه هي القاعدة التي تقول: إذا التقى ساكنان حرك الأول بالكسر.
أمثلة: ( وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنّ ((108),( أَنِ امْشُوا ((109),( جَزَاءً الْحُسْنَى ((110), ( قُلِ اللَّهُ ((111).
ولكن هناك بعض الأنواع والحالات التي تخرج عن هذه القاعدة, ويكون التحريك فيها إما بالفتح أو بالضم.
1- التحريك بالفتح: ويكون في ثلاث حالات:
أ. في كلمة "مِنْ" الجارة ساكنة النون, إذا وقع بعدها ساكن تحركت النون الساكنة في كلمة "مِنْ" بالفتح. مثال: ( مِنَ الشَّاهِدِينَ ((112), والفتح هنا أسهل في النطق من الكسر.(1/53)
ب. في "تاء التأنيث", وهذا إذا اتصلت تاء التأنيث مع ألف المثنى في كلمة واحدة تحرك تاء التأنيث بالفتح. مثال: ( كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْن ِ((113), والفتح هنا مناسب للألف بعده؛ لأن الألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا.
ج. في "ميم آل عمران", تحرك الميم في أول سورة آل عمران ( الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ((114) بالفتح, وهذا التحريك يجوز فيه وجه القصر مع الوصل, والمد مع الوصل. والفتح هنا هو المناسب؛ لأنه يترتب عليه تفخيم لفظ الجلالة وهو الأفضل في الأداء.
2- التحريك بالضم: وهذا التحريك لا يكون إلا في حالتين:
أ. في ميم الجمع (الدالة على الجمع) إذا جاء بعدها ساكن, فتُحرك بالضم؛ لأن الضم هو أصل حركتها. مثل ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام ((115), ( إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ ((116).
ب. في "الواو" اللينة المفتوح ما قبلها الدالة على الجمع, فإذا جاء بعدها ساكن حركت الواو بالضم, مثل: ( فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ((117), ( وَآتَوُا الزَّكَاةَ ((118).
( المقطوع والموصول (
اعلم أخي القارئ أن هذا الباب من أهم الأبواب التي تساعد القارئ على القراءة الصحيحة من حيث إنه عندما يقف مثلا ما على كلمة فلابد أن يعرف إن كانت هذه الكلمة رُسمت مقطوعة أو موصولة؛ فالمقطوعة يجوز له الوقف عليها عند الاضطرار للوقف ثم يصلها بما بعدها أما الموصولة فلا يجوز الوقف عليها. وإليك أخي القارئ بيان بهذه الكلمات التي رُسمت بالقطع، والتي رُسمت بالوصل.
أولاً : "أن لا" :
قُطعت "أَنْ" مفتوحة الهمزة ساكنة النون عن "لا" النافية في عشرة مواضع اتفاقاً في القرآن الكريم, هي:
1. (حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ((119).
2. ( أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّه ((120).
3. ( أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ((121).
4. ( وَأَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ((122).
5. (أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ((123).(1/54)
6. ( أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ((124).
7. (َ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ((125).
8. (وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ ((126).
9. (عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئا ((127).
10. (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ ((128).
واختلف الرُّسام في موضع واحد في سورة الأنبياء وهو: (أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ( (129). في أنه موصول أو مقطوع، والراجح في القول أنه مقطوع، وما عدا هذه المواضع العشرة السابقة فهو موصول اتفاقاً، مثل: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى( (130).
ثانياً : إنْ ما:
تُقطع "إنْ" مكسورة الهمزة ساكنة النون عن "ما" الموصولة في موضع واحد في القرآن الكريم في سورة الرعد: (وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ ( (131). وما عدا ذلك الموضع فهي موصولة، مثل: (وَإِمَّا تَخَافَنَ ( (132). وأمّا المفتوحة فهي موصولة مثل: ( أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ ( (133).
ثالثاً : "عن ما":
تُقطع "عن" الجارة عن "ما" الموصولة في موضع واحد في سورة الأعراف، وهو: ( عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ ( (134), وما عدا ذلك الموضع فهو موصول، مثل: ( عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ( (135).
رابعًا : "من ما":
تُقطع "مِنْ" الجارة عن "ما" الموصولة في موضعين اتفاقاً، وهما:
1. (فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ((136).
2. (هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم((137).
واختلف الرُّسام في موضع واحد في سورة "المنافقون"، (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ ( (138), بين الوصل والقطع والراجح هو القطع. وما عدا هذه المواضع فهو موصول مثل: ( وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ( (139).
خامسًا : "أم من" :
تُقطع "أمْ" ساكنة الميم مفتوحة الهمزة عن "منْ" الموصولة في أربعة مواضع في القرآن الكريم، وهم:
1. (ِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً((140).
2. ( أَمْ مَنْ أَسَّسَ ((141).(1/55)
3. ( أَمْ مَنْ خَلَقْنَا ((142).
4. (أَمْ مَنْ يَأْتِي ((143).
وما عدا هذه المواضع فهي موصولة مثل: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ ( (144).
سادساً : "أنْ لم":
تُقطع "أنْ" ساكنة النون مفتوحة الهمزة عن "لم" في موضعين في القرآن:
1. (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ((145).
2. (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ((146).
ولا يوجد غير هذين الموضعين في القرآن الكريم. ولا ثالث لهما.
وأما مكسورة الهمزة "إنْ لم" فهي موصولة في موضع واحد اتفاقاً، وهو: (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ ( . وأما غير هذا الموضع فهو مقطوع اتفاقًا.
مثل: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا( (147).
سابعاً : "إنَّ ما":
تُقطع "إنَّ" مكسورة الهمزة مشددة النون المفتوحة عن "ما" الموصولة في موضع واحد. (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ( (148).
أما موضع النحل: ( إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ( (149). فقد اختلف الرُّسام في وصله وقطعه. والمعمول به والراجح هو الوصل. وما غير هذه المواضع فهو موصول اتفاقاً.
مثال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ( (150).
ثامناً : "أَنَّ مَا":
تُقطع "أنَّ" مفتوحة الهمزة مشددة النون المفتوحة عن "ما" الموصولة، في موضعين اتفاقاً:
1. ( وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِل((151).
2. ( وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ((152).
وقد اختلف الرُّسام في موضع واحد بين الوصل والقطع، والعمل فيه على الوصل. وهو: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ ( (153). وما عدا هذه المواضع فهي موصولة. (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ ( (154).
تاسعاً: "حيثُ ما":
تُقطَع "حيث" الظرفية عن "ما" في موضعين في سورة البقرة، ولا يوجد غيرهما في القرآن، وهم: ( وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ( (155).
عاشراً : "كُلَّ مَا":(1/56)
تُقْطَع "كل" عن "ما" في موضع واحدٍ اتفاقاً، وهو: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ((156).
واختلف الرُّسام في أربعة مواضع بين الوصل والقطع. والراجح فيهم هو الوصل. وهي بالترتيب:
1. (كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا((157).
2. (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا((158).
3. ( كُلَّمَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ((159).
4. ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْج((160).
وغير هذه المواضع فهي موصولة اتفاقاً، مثال: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ ( (161).
الحادي عشر: "بِئْسَ مَا":
تُوصل "بِئْسَ" بـ "مَا" في موضعين اتفاقاً، وهما:
1. (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ((162).
2. ( بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي((163).
واختُلِفَ في موضعين بين الوصل والقطع، وهما:
1. ( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ((164). والراجح في هذا الموضع هو القطع.
2. ( قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ((165). والراجح فيه الوصل.
وغير هذه المواضع مقطوع اتفاقاً، مثال: (فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ( (166).
الثاني عشر : "في ما":
تقطع "في" الجارة عن "ما" الموصولة في موضع واحد اتفاقاً، وهو: (أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا ( (167). واختلف الرُسام بين الوصل والقطع في عشرة مواضع، والراجح فيها هو القطع، وهي بالترتيب:
1. ( فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ((168).
2. ( لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ((169).
3. (فِي مَا أُوحِيَ إِلَي((170).
4. ( لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ((171).
5. ( وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ((172).
6. ( لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ((173).
7. ( فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ ((174).
8. ( فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُون((175).(1/57)
9. ( فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ((176).
10. ( وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ((177).
وما عدا هذه المواضع فهو موصول اتفاقاً، مثال: ( فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ( (178).
الثالث عشر : "أين ما":
توصل "أين" بـ "ما" في موضعين اتفاقاً وهما:
1. ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه((179).
2. (أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ((180).
واختلف الرسام بين القطع والوصل في ثلاثة مواضع، والراجح فيهم هو القطع:
1. (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ((181).
2. (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُون ((182).
3. (مَلْعُونِينَ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ((183).
وما عدا هذه المواضع فهو مقطوع اتفاقاً، مثال: (ْ أَيْنَ مَا كَانُوا ( (184).
الرابع عشر : "أن لن":
تقطع "أن" المفتوحة الهمزة ساكنة النون عن "لن" في كل المواضع في القرآن الكريم نحو: ( أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ ( (185). وتوصل في موضعين، هما:
1. (ْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً((186).
2. ( أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ((187).
الخامس عشر : "أن لو":
تقطع "أن" مفتوحة الهمزة ساكنة النون عن "لو" في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم:
1. ( أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ ((188).
2. ( أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ((189).
3. ( أَنْ لَوْ كَانُوا ((190).
واختلف الرسام في القطع والوصل في موضع واحد، والراجح فيه هو القطع، وهو: (وَأَن لوِ اسْتَقَامُوا( (191).
ملحوظة : ولا يوجد في القرآن الكريم غير هذه المواضع التي ذكرناها.
السادس عشر :
"كي لا" توصل "كي" ساكنة الياء بـ "لا" النافية في أربعة مواضع في القرآن الكريم وهم:
1. ( لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ((192).
2. ( لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ((193).
3. ( لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ((194).(1/58)
4. (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ((195).
وتقطع في باقي المواضع، مثال: ( لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً( (196).
السابع عشر : "عن من":
تقطع "عن" ساكنة النون عن "من" الموصولة في موضعين اتفاقاً:
1. (وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ((197).
2. (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى((198).
ملحوظة : ولا يوجد في القرآن الكريم غير هذين الموضعين.
الثامن عشر :"يوم هم":
تقطع "يوم" الظرفية عن "هم" الضمير في موضعين، هما:
1. (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ((199).
2. (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ((200).
وتوصل فيما عدا هذه المواضع مثال: ( يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ( (201).
التاسع عشر: "مال":
تقطع لام الجر عن مجرورها في أربعة مواضع:
1. ( فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً((202).
2. ( مَالِ هَذَا الْكِتَابِ((203).
3. ( مَالِ هَذَا الرَّسُولِ((204).
4. (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ((205).
وما عدا هذه المواضع فهو موصول، مثال: (وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ( (206).
العشرون : "لات حين":
تقطع التاء في كلمة "لات" عن "حين" الظرفية في قوله تعالى: ( وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ( (207). وهناك رأي بأنها موصولة، والراجح في ذلك هو القطع.
ملحوظة مهمة :
اتفق الرُّسام على وصل الكلمات الآتية:
1. (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ((208). وهذا الوصل في الواو مع الهاء وحذف الألف من كلمة "كالوا", وكلمة "وزنوا"
2-"أل" التعريفية.اتفق الرسام على وصلها بما بعدها، مثل: الأرض، القمر، الجنة.
3-هاء التنبيه. اتفق الرسام على وصل هاء التنبيه بما بعدها مثل: "هأنتم هؤلاء".
4-ياء النداء: اتفق الرسام على وصل ياء النداء بما بعدها، مثال: "يأيها".(1/59)
5- "إل ياسين". اتفق الرسام على كتابتها مقطوعةً في المصحف, ولكن لا يجوز الوقف على "إل" دون كلمة ياسين, وذلك بالنسبة لحفص وما يوافقه من القراء.
وإليك الدليل:
واعرف لمقطوع وموصول وتا
في مصحف الإمام فيما قد أتى
فاقطع بعشر كلمات أن لا
مع ملجإ ولا إله إلا
وتعبدوا يس ثاني هود لا
يشركن تشرك يدخلن تعلو على
>
أن لا يقولوا لا أقول إن ما
بالرعد والمفتوح صل وعن ما
نهوا اقطعوا من يروم والنسا
خلف المنافقين أمن أسسا
فصلت والنسا وذبح حيث ما
وأن لم المفتوح كسر أن ما
الانعام والمفتوح يدعون معا
وخلف الأنفال ونحل وقعا
وكل ما سألتموه واختلف
ردوا كذا قل بئسما والوصل صف
خلفتموني واشتروا في ما اقطعا
أوحي أفضتم اشتهت يبلوا معا
ثاني فعلن وقعت روم كلا
تنزيل شعراء وغير ذي صلا
فأينما كالنحل صل ومختلف
في الشعرا والأحزاب والنسا وصف
وصل فإلم هود ألن نجعلا
نجمع كيلا تحزنوا تأسوا على
حج عليك حرج وقطعهم
عن من يشاء من تولى يوم هم
ومال هذا والذين هؤلا
ت حين في الامام صل ووهلا
ووزنوهم وكالوهم صل
كذا من ال وهاويًا لا تفصل
( باب هاء التأنيث الموقوف عليها بالتاء المجرورة (
اعلم أخي القارئ أن هاء التأنيث قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام:
قسم اتفقوا على جمعه, وقسم اتفقوا على إفراده, وقسم اختلفوا فيه بين الجمع والإفراد.
أولا- القسم الذي اتفق القراء على قراءته بالجمع, ولا يكون إلا في جمع التكسير, مثل: خزنة, أولئك هم الكفرة الفجرة. والقراءة وقفوا على هذا النوع بالهاء, وعند وصله يكون تاءً.
ثانيًا- القسم الذي اتفق القراء على قراءته بالإفراد. فالأصل فيه هو الوقف بالهاء, ويستثنى من هذا النوع لحفص ثلاث عشرة كلمة في القرآن في واحد وأربعين موضعًا, وذلك تبعًا لرسمها في المصحف تاء, وهي:
أولاً : "رحمت" :
رسمت كلمة "رحمت" بالتاء المجرورة في سبعة مواضع في القرآن يوقف عليها لحفص بالتاء، وهي:(1/60)
1. ( أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ((209).
2. (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ((210).
3. ( رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ((211).
4. (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ((212).
5. (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ((213).
6. (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّك((214).
7. ( وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ((215).
وما عدا هذه المواضع فهو مرسوم بالتاء المربوطة والوقف عليها بالهاء، مثال: (َبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ( (216).
ثانياً : "نعمت":
رُسمت بالتاء المجرورة في أحد عشر موضعًا، والوقف فيها بالتاء بما يوافق رواية حفص، وهي:
1. (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ((217).
2. ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ((218).
3. (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَم((219).
4. ( بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرا ((220).
5. (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا((221).
6. ( وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ((222).
7. (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ((223).
8. ( وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ((224).
9. ( بِنِعْمَتِ اللَّهِ ((225).
10. ( اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ((226).
11. (فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ ((227).
ثالثا : "امرأت":
رُسمت كلمة "امرأت" بالتاء المجرورة في سبعة مواضع في القرآن الكريم إذا كانت مضافة إلى زوجها، وهم:
1. (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ ((228).
2. (امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا((229).
3. ( قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ ((230).
4. (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ ((231).
5. ( امْرَأَتَ نُوحٍ ((232).
6. ( وَامْرَأَتَ لُوط((233).
7. ( امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ((234).(1/61)
وما عدا هذه المواضع، فهو مرسوم بالتاء المربوطة والوقف فيها بالهاء، مثال: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ ( (235). "إن امرأة خافت"النساء (128).
رابعاً : "سنت":
رُسمت كلمة "سنت" بالتاء المجرورة في القرآن الكريم في خمسة مواضع والوقف فيها بالتاء:
1. ( فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ((236).
2. ( إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ((237).
3. ( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً((238).
4. ( وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ((239).
5. ( سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ((240).
وما عدا هذه المواضع رسمت بالتاء المربوطة والوقف عليها بالهاء، مثال: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْل( (241).
خامسا : "لَعْنَت":
رُسمت كلمة "لعنت" بالتاء المجرورة في موضعين، وهما:
1. ( فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ((242).
2. (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ((243).
وما عدا هذه المواضع فهو مرسوم بالتاء المربوطة والوقف عليه بالهاء، مثال: (ْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ( (244).
سادسًا : "معصيت":
رُسمت كلمة "معصيت" بالتاء المجرورة في موضعين في القرآن، في سورة المجادلة وهما:
1. ( وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ ((245).
2. ( وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا((246).
ولا ثالث لهما في القرآن.
سابعاً : "كلمت"
رُسمت هذه الكلمة "كلمت" بالتاء المجرورة في موضع واحد في القرآن، وهو: ( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى ( (247).
ثامناً : "بقيت":
رُسمت كلمة "بقيت" بالتاء المجرورة في القرآن الكريم في موضع واحد، وهو: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ( (248). وما عدا ذلك فهو مرسوم بالتاء المربوطة، والوقف عليه بالهاء، مثال: ( وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ( (249).(1/62)
تاسعاً : "قُرَّت":
رُسمت هذه الكلمة "قرت" بالتاء المجرورة في موضع واحد وهو: ( قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَك ( (250). وما عدا ذلك فهو مرسوم بالتاء المربوطة والوقف عليه بالهاء، مثال: (هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ( (251).
عاشراً : "فِطْرَت":
رُسمت كلمة "فِطْرَت" بالتاء المجرورة في موضع واحد: ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا( (252).
حادي عشر : "شجرت":
رُسمت كلمة "شجرت" بالتاء المجرورة في موضع واحد في القرآن والوقف عليها بالتاء لحفص وهو: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّوم ( (253). وما عدا ذلك فهو موقوف عليه بالهاء، نحو: ( أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ( (254).
ثاني عشر : "جَنَّت":
رُسمت كلمة "جنت" بالتاء المجرورة في موضع واحد وهو: (فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ( (255). وما عدا ذلك فكُتِبَ بالتاء المربوطة والوقف عليه بالهاء، مثال: (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ( (256).
ثالث عشر : "ابْنَتَ":
رُسمت كلمة "ابْنَتَ" في القرآن الكريم بالتاء المجرورة في موضع واحد، ولا يوجد غيره وهو: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ( (257).
ملحوظة مهمة :
نحيط علمك-أيها القارئ العزيز-جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتنا وحسناتك- أن هناك كلمات رُسمت بالتاء المفتوحة، وقد أُلحِقَت بهذا الباب. وسنواليك بها إن شاء الله.
أولا : "ياأبت":
رُسمت بالتاء المجرورة في ثمان مواضع، والوقف فيها بالتاء.
1. ( يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ((258).
2. ( يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْل((259).
3. (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً((260).
4. (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ((261).
5. (يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ((262).(1/63)
6. (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ((263).
7. ( يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ((264).
8. ( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ((265).
ثانياً : "مرضات":
رُسمت هذه الكلمة بالتاء المجرورة في أربعة مواضع، وهي:
1. ( مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ((266).
2. ( يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ((267).
3. ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً((268).
4. ( تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِك((269).
ثالثاً : "هيهات"
وجاءت هذه الكلمة مكتوبة بتاء مجرورة في كلمتين في آية واحدة، وهي في سورة المؤمنون (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ( (270).
رابعًا : "ذات":
وهذه الكلمة "ذات" اختُلِفَ في الوقف عليها بين التاء والهاء، والوقف عليها لحفص بالتاء، وهي في موضع: ( ذَاتَ بَهْجَةٍ( (271). وما عدا ذلك الموضع فالوقف فيه بالتاء لجميع القُرّاء.
خامسًا : "ولات":
رُسمت هذه الكلمة بالتاء المجرورة في موضع واحد في سورة ص، والوقف عليه بالتاء لحفص، وهو: (وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ( (272).
سادسًا : "اللات"
كُتبت هذه الكلمة بالتاء المجرورة في موضع واحد، والوقف عليها لحفص بالتاء في موضع: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ( (273).
ثالثًا- القسم الذي اختلف القراء فيه في الإفراد والجمع, وهو سبع كلمات في القرآن لها اثنا عشر موضعًا, وهي:
1. كلمت: اختلف القراء فيها بين الإفراد والجمع في أربع مواضع, وهي:
(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً( (274).
(كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا( (275).
(إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ( (276).
(وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ( (277).
يقف عليها حفص بالتاء, وله فيها الإفراد.(1/64)
2. غيابت: اختلف القراء فيها بين الإفراد والجمع, يقف حفص عليها بالتاء المجرورة, وله فيها الإفراد. وهي موضعان في سورة يوسف:
(وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبّ( (278).
( أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبّ( (279).
3. بينت: اختلف القراء فيها بين الإفراد والجمع, وهي في موضع واحد, وهو (فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ ( (280), موقوف عليها لحفص بالإفراد, والتاء المجرورة.
4. جمالات: اختلف القراء فيها بين الإفراد والجمع , وهي في موضع واحد في القرآن, وهو (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ( (281), يقف عليها حفص بالتاء المجرورة مع الإفراد.
5. آيات: اختلف القراء فيها بين الإفراد والجمع, وهي في موضعين:
( آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ( (282).
( آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ ( (283).
موقوف عليها لحفص بالتاء المجرورة مع الجمع.
6. غرفات: اختلف القراء فيها بين الإفراد والجمع, وهي في موضع واحد, وهو (وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ( (284). ولحفص فيها الوقف بالتاء المجرورة مع الجمع.
7. ثمرات: اختلف القراء فيها بين الإفراد والجمع, وهي في موضع واحد, وهو ( وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا( (285). ولحفص الوقف عليها بالتاء المجرورة مع الجمع.
وإليك الدليل:
ورحمتا الزخرف بالتازبره
الاعراف روم هود كاف البقرة
نعمتها ثلاث نحل إبرهم
معًا أخيرات عقود الثان هم
لقمان ثمَّ فاطر كالطور
عمران لعنت بها والنور
وإمرأت يوسف عمران القصص
تحريم معصيت بقد سمع يخص
شجرت الدخان سنت فاطر
كلا والأنفال وحرف غافر
قرت عين جنت في وقعت
فطرت بقيت وابنت وكلمت
أوسط الاعراف وكل ما اختلف
جمعًا وفردًا فيه بالتاء عرف
( باب الحذف والإثبات ((1/65)
اعلم أخي القارئ العزيز أن هذا الباب من أهم أبواب علم التجويد, ولا بد من معرفة ما رسم بالحذف والإثبات من حروف المد الثلاثة (الألف, الواو, الياء) حتى يتمكن القارئ من القراءة الصحيحة للقرآن الكريم. وهذا الباب أخي القارئ يتكلم عن حروف المد الثلاثة (الألف, الواو, الياء) من حيث الرسم العثماني الذي هو ركن من أركان القراءة الصحيحة, فلا بد من معرفة ما رسم حذفًا وما رسم بالإثبات؛ حتى تتعرف على كيفية الوقف على هذه الحروف, وكيفية الوصل بما بعدها, وسوف نوضح لك أخي القارئ فيما يلي حالات الحذف والإثبات, وحكم كل حالة منها.
أولاً: الحرف الثابت في الرسم والوصل, مثل: ( قَالا رَبَّنَا ((286), ( إِنِّي مَعَكُمْ((287), ( قَالُوا خَيْراً ((288), فالحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالإثبات؛ لأنها ثبتت رسمًا ووصلاً.
ثانيًا: الحرف المحذوف في الرسم والوصل, مثل: ( وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ((289), ( وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ ((290), ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ((291). فالحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالحذف لأنها رسمت بالحذف, واتباع الرسم سنة في القراءة. والكلمات في الأمثلة الثلاثة السابقة هي (يخش, الجوار, ادع).
ثالثًا: الحرف الثابت في الرسم والمحذوف في الوصل, مثل: ( كَانَتَا اثْنَتَيْنِ ((292), ( نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ((293), ( مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ ((294). والحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالإثبات؛ لأن هذه الحروف رسمت خطًا في المصحف, واتباع الرسم سنةً كما أشرنا سابقًا.
رابعًا: الحرف المحذوف في الرسم والثابت في الوصل, مثل: ( إِنَّهُ هُوَ ((295), ( بِهِ بَصِيراً((296). فحكم الوقف في هذه الحالة هو الحذف؛ لأن هذه الحروف لم تثبت رسمًا في المصحف, وإنما هي إشباع الصلة لها, ففي المثالين تثبت وصلاً وتحذف وقفًا.(1/66)
ومما سبق يتضح لك أخي القارئ أن حكم الوقف في هذه الحالات الأربع السابقة إنما هو تابع للرسم لا للوصل, أي أننا لا نقف على الحرف من حيث حذفه وإثباته في الرسم, فإن كان الحرف ثابتًا رسمًا كان الوقف عليه بالإثبات, وإن كان الحرف محذوفًا رسمًا كان الوقف عليه بالحذف.
ويستثنى من هذه القاعدة الكلمات الآتية:
1. كلمة "سلاسلا" في سورة الإنسان. فالألف الثانية فيها رسمت بالإثبات مع أنه يجوز فيها الوقف بإثبات الألف وبحذفه.
2. كلمة "ءاتان" في سورة النمل, فالياء فيها محذوفة رسمًا مع أنه يجوز الوقف عليها بإثبات الياء وبحذفها أيضًا.
3. كلمة "ثمودا" في مواضعها الأربعة: ( أَلا إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُمْ( (297),(وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ ( (298) (وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ( (299), (وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ( (300). وهذه المواضع الأربعة رسمت في الألف بالإثبات لكنها محذوفة وصلاً ووقفًا. والحكمة من رسمها في المصحف هو احتمال قراءة من ينون كلمة (ثمودا) من القراء العشرة, فإذا وقف عليها وقف بالألف.
وفيما يلي أخي القارئ سوف نبين حالات حروف المد الثلاثة, كل على حدة من حيث الإثبات والحذف.
أولاً- الألف:
أ. أحوال إثبات الألف في الوقف دون الوصل وجوبًا كرسمها:
1. تثبت الألف في كل ما رسم بالإثبات وحذف وصلاً للتخلص من التقاء الساكنين, مثل: ( وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ ( (301).
2. تثبت الألف في لفظ "أيها" عند الوقف عليها في جميع ما وقع في القرآن إلا في ثلاثة مواضع يجب الوقوف عليها بالحذف, وهي: ( أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ( (302), و ( يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ( (303), و ( أَيُّهَ الثَّقَلانِ( (304). وما عدا هذه المواضع فالوقف عليها بالألف مثل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((305).(1/67)
3. تثبت الألف وقفًا فيما يثبت رسمًا لا وصلاً من رءوس الآيات, مثل: (الظنونا- الرسولا- السبيلا) في الأحزاب, (قواريرا) الموضع الأول في سورة الإنسان, أما الموضع الثاني فالألف فيها محذوفة رسمًا ووقفًا ووصلاً.
4. تثبت الألف وقفًا فيما رسم بالإثبات على هيئة التنوين بدلاً من نون التوكيد الخفيفة, وهذا جاء في موضعين في القرآن: ( وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ ( (306), و( لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ( (307).
5. تثبت الألف وقفًا فيما رسم بالتنوين المنصوب, وهذا ما يسمى بـ"مد العوض" مثل: شيئًا, خيرًا.
6. تثبت الألف وقفًا في كلمة (إذًا) المنونة, في نحو: ( إِذاً لَابْتَغَوْا((308).
7. تثبت الألف وقفًا في كلمة (أنا) "ضمير المتكلم", مثال: ( أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ ((309).
8. تثبت الألف وقفًا في كلمة (لكنا) في قوله تعالى: (لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ( (310).
ب. حالات حذف الألف في الوقف على خلاف رسمها:
وتحذف الألف وقفًا بخلاف أنها مرسومة خطًا, وذلك وقع في كلمة (ثمودًا) في مواضعها الأربعة السابق ذكرها في أول الباب.
ج. جواز الإثبات والحذف في الألف:
وهذه الحالة - أخي القارئ- جاءت في موضع واحد وهو كلمة (سلاسلا) في سورة الإنسان, فيجوز فيها الوقف بالإثبات والحذف.
ثانيًا- الياء:
أ. أحوال إثبات الياء وقفًا دون الوصل وجوبًا كرسمها:
تثبت الياء وقفًا دون الوصل وجوبًا كرسمها في حالتين:
1. تثبت الياء عند الوقف فيما حذفت منه بسبب التقاء الساكنين, وكانت مرسومةً خطًا مثل: ( حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ( (311), ( مُحِلِّي الصَّيْدِ( (312), ( وَالْمُقِيمِي الصَّلاة( (313), ( غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ( (314), ( إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً( (315), ( مُهْلِكِي الْقُرَى( (316).
2. تثبت الياء وقفًا في كلمة (الأيدي) من ( أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ( (317).
ب. أحوال حذف الياء وقفًا كرسمها وجوبًا:(1/68)
تحذف الياء وقفًا كرسمها في حالتين:
1. تحذف الياء وقفًا فيما حذفت رسمًا ووصلاً تبعًا للراوية, مثل: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْر ِ( (318), وما شابهها في ذلك من ياءات الزوائد لحفص.
2. تحذف الياء وقفًا إذا كانت محذوفة رسمًا ووصلاً للتخلص من التقاء الساكنين دون الالتفات إلى كونها من أصل الكلمة أم لا, مثل: ( فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ( (319), (عَلَى وَادِ النَّمْلِ ( (320), ( فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ( (321), وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
ج. جواز إثبات الياء وحذفها في الوقف:
وهذه الحالة أخي القارئ جاءت في كلمة ( آتَانِيَ اللَّهُ( (322). فجاز فيها الوجهان: إثبات الياء وحذفها.
ثالثًا: الواو:
أ . تثبت الواو وقفًا وجوبًا في كل ما ثبت رسمًا وحذف لعدم التقاء الساكنين, مثل: (يَمْحُوا اللَّهُ ( (323), ( جَابُوا الصَّخْرَ ( (324).
ب . وتحذف الواو وقفًا فيما حذفت منه رسمًا ووصلاً, وذلك مثل: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ ( (325), (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ( (326), ( يَدْعُ الدَّاعِ ( (327).
( باب هاء الكناية (
وهاء الكناية هي كل ضمير هاء مفرد غائب زائدة عن بنية الكلمة. القاعدة هي أن حفص عن عاصم أشبع كل هاء ضمير مفرد غائب بياء لفظية إذا كانت مكسورة أو اوو لفظية إذا كانت مضمومة بشرط أن يتحرك ما قبل الضمير وما بعده, مثال: ( بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً ((328), وذلك في حالة الوصل فقط, وتكون من قبيل المد الطبيعي إذا لم يأت بعدها همز. أما إذا جاء بعدها همز فهي تكون من قبيل المد المنفصل, فتمد لحفص بمقدار 4, 5 حركات. واستثنى حفص من هذه القاعدة ما يأتي:
1. الهاء من لفظ ( يَرْضَهُ لَكُم ((329) في سورة الزمر قرأها حفص بالضم دون الصلة.
2. الهاء من لفظ ( أَرْجِهْ وَأَخَاهُ((330) في سورة الأعراف - الشعراء, قرأها حفص بالإسكان في الهاء.(1/69)
3. الهاء من لفظ ( فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ((331) في سورة النمل قرأها حفص بالإسكان.
4. الهاء من لفظ ( فِيهِ مُهَاناً((332) في سورة الفرقان قرأها حفص بكسر الهاء مع صلتها, وهذا اللفظ هو اللفظ الوحيد الذي يشبع فيه حفص الهاء المسبوقة بساكن.
أما إذا جاء بعد هاء الكناية ساكن فهي لا توصل لجميع القراء, وذلك لعدم التقاء الساكنين. مثل: ( لَهُ الْمُلْكُ ((333), ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ ((334).
( على هامش التلاوة (
في هذا الباب نحيطك علمًا أخي القارئ العزيز ببعض الكلمات التي اختص بها حفص في القراءة عن دون القراء:
(1) قرأ حفص كلمة (وَيَبْصُطُ((335) في سورة البقرة, وكلمة ( بَسْطَةً ((336) في سورة الأعراف بالسين بدلاً من الصاد. أما في كلمتي ( الْمُصَيْطِرُونَ ((337) في سورة الطور, و( بِمُصَيْطِرٍ ((338) في الغاشية فهي تقرأ بالصاد على الأشهر في القراءة, وهذا من طريق الشاطبية.
(2) قرأ حفص كلمة ( مَجْرَيهَا ((339) في سورة هود بالإمالة في الألف والراء.
(3) قرأ حفص كلمة ( تَأْمَنَّا ((340) في سورة يوسف بالإشمام, وهو ضم الشفتين بعد نطق الميم كمن يريد أن ينطق بالضم مشيرًا إلى الحرف المحذوف وهو النون الأولى؛ لأن هذه الكلمة مكونة من (تأمننا), وأجمع كتاب المصاحف على كتابتها بحذف النون الأولى, ولذلك فلحفص فيها الإشمام كما ذكرنا.
(4) قرأ حفص كلمة ( ءاعْجَمِيٌّ ((341) في سورة فصلت بالتسهيل في الهمزة الثانية بين بين, أي بين الهمزة والألف.
(5) قرأ حفص كلمة ( فَمَا آتَانِيَ ((342) في سورة النمل عند الوقف عليها بإثبات الياء ساكنة, أو حذف الياء والوقف على النون ساكنة, والوجهان صحيحان ومقروء بهما.
(6) قرأ حفص كلمة ( سَلاسِلا ((343) في سورة الإنسان عند الوقف عليها بإثبات الألف أو حذف الألف مع الوقف على اللام ساكنة, والوجهان صحيحان ومقروء بهما.(1/70)
(7) قرأ حفص كلمة ( ضَعْفٍ ((344) في سورة الروم في مواضعها الثلاثة ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ((345), فقد قرأها حفص بفتح الضاد أو ضمها, والوجهان صحيحان مقروء بهما, ولكن الفتح مقدم في الأداء عن الضم.
(8) قرأ حفص الكلمات الآتية بإثبات الألف فيها وقفًا وحذفها وصلاً:
أ. ( لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ((346). ب. ( الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُون (347)(.
ج. ( وَأَطَعْنَا الرَّسُولا ((348). د. ( فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا ((349). ه. ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ((350)
و. ( قَوَارِيرَا قَوَارِيرَا ((351).
( باب في بيان الأمور المحرم فعلها في القراءة (
اعلم أخي القارئ العزيز, أن هناك أمورًا قد ابتدعها قراء هذا الزمان, ولا بد لك أن تعلم هذه الأمور المبتدعة؛ حتى تتجنبها ولا تقع فيها, وتحافظ على قراءتك سليمةً محسنةً كما أرادها الله جل في علاه.
وإليك أخي القارئ بعض هذه الأمور:
1. عدم التحري في الابتداء والوقف.
2. التعسف في الوقف وفي خروج الصوت.
3. الميوعة في قراءة القرآن الكريم؛ مما يؤدي إلى خروج الحرف من غير مخرجه, وعدم اتصافه بالصفات اللازمة له.
4. الاهتمام بالنغم والتطريب, دون الاهتمام باللفظ والمعنى.
5. نقل بعض الأنغام الخليعة الموسيقية إلى كلمات القرآن الكريم, مما يتنافى مع جلال وهيبة القرآن؛ لأن القرآن هو كلام الله (().
6. التظاهر بالخشوع أمام الناس بقصد الرياء أو مدح الناس له (أعاذنا الله وإياكم من الرياء والعجب).
7. ترقيص حروف المد والغن, والتلاعب فيها, مما يؤدي إلى الزيادة المفرطة فيها, والتقصير في مقادير المدود والغن.(1/71)
8. ادعاء العلم بروايات غير حفص, وذلك ليوهم الناس بأنه على علم, وهو لا يعلم منها شيئًا؛ مما يؤدي به إلى قراءة القرآن قراءة خاطئة.
9. التنفس أثناء القراءة, وهذا الفعل حذر منه العلماء المتقون الصالحون؛ لأنه يؤدي بصاحبه إلى أن يُحرم الشهادة عند الموت (والله أعلم).
10. قراءة القرآن بصوت جماعي عند المقابر, وهو من الأمور المحرمة.
( علامات الوقف في القرآن الكريم (
م
العلامة
مدلولها
1
م
وهذه تسمى الميم الخنجرية وهي تعني الوقف اللازم.
2
قلى
وهي تعني علامة الوقف الواجب [الكافي أو التام].
3
ج
وهي علامة الوقف الجائز [الكافي].
4
صلى
وهي تعني علامة الوقف الحسن, ولكن الوصل فيها أولى من الوقف.
5
لا
وهي تعني علامة الوقف الممنوع, أي لا تقف وصل الآيات ببعضها البعض.
6
:. :.
وهي تعني علامة المراقبة أو التعانق, وهو أنك إذا وقفت على الموضع الأول فلا تقف على الثاني, ولكن صل الثاني بما بعده, مثال ذلك في قوله تعالى: ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ((352).
7
~
وهذه العلامة تعني علامة المد.
الخاتمة
لقد تم بحمد لله وبعونه إتمام هذا العمل الذي نرجو من الله (() أن يقبله منا, ويجعله خالصًا لوجهه الكريم.
وهكذا كما رأيت أخي القارئ أن هذا العمل قد ابتعد عن التطويل والإطناب في شرح العبارات,ولم يقتصر على القليل الذي لا يقي صاحبه, وإنما كان في مرتبة متوسطة حتى يكون عونًا لجميع المستويات من المتعلمين والمبتدئين في القراءة فيأخذ بأيديهم إلى الصواب - إن شاء الله تعالى, وكما قال الحبيب المصطفى ((): "خير الأمور الوسط".
وأخيرًا ...
نسأل الله العلي القدير أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا. فكن - أخي القارئ- متبعًا لما ورد من الأحكام في هذا العمل المتواضع؛ حتى تستفيد وتفيد, ولا تنسانا من دعائك بأن يرحمنا الله, ويتجاوز عن سيئاتنا, وأن يجعلنا وإياك من المقبولين.
فهرس الموضوعات
الموضوع(1/72)
الصفحة
المقدمة:................................................................................................................................................
3
1. آداب التلاوة والاستماع..............................................................................................
5
2. التعريف بعلم التجويد.................................................................................................
8
3. تعريف الإمام عاصم وراويه حفص.................................................................
9
4. اللحن وأقسامه................................................................................................................
10
5. مراتب القراءة................................................................................................................
11
6. أركان القراءة..................................................................................................................
11
7. الاستعاذة. .........................................................................................................................
12
8. البسملة................................................................................................................................
14
9. أحكام النون الساكنة والتنوين:...............................................................................
16
أولاً- الإظهار الحلقي..........................................................................
17
ثانيًا- الإدغام...........................................................................................
18(1/73)
ثالثًا- الإقلاب...........................................................................................
21
رابعًا الإخفاء الحقيقي..........................................................................
21
10. أحكام الميم الساكنة:.................................................................................................
24
أولاً- الإخفاء الشفوي..........................................................................
24
ثانيًا- إدغام مثلين صغير..................................................................
24
ثالثًا- الإظهار الشفوي.......................................................................
25
11. أحكام النون والميم المشددتين..........................................................................
27
12. المد...................................................................................................................................
28
13. مخارج الحروف.........................................................................................................
45
14. صفات الحروف..........................................................................................................
50
15. باب الصفات القوية والصفات الضعيفة.......................................................
55
16. باب التفخيم والترقيق..............................................................................................
58
17. المثلان والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان...........................................
62
18. أنواع اللامات الساكنة.............................................................................................
65(1/74)
19. باب الوقف والابتداء................................................................................................
69
20. همزة القطع وهمزة الوصل................................................................................
73
21. باب التقاء الساكنين..................................................................................................
77
22. المقطوع والموصول..............................................................................................
80
23. باب هاء التأنيث الموقوف عليها بالتاء المفتوحة.....................................
93
24. باب الحذف والإثبات..............................................................................................
104
25. باب هاء الكناية...........................................................................................................
110
26. على هامش التلاوة....................................................................................................
111
27. باب في بيان الأمور المحرم فعلها في القراءة........................................
113
28. علامات الوقف في القرآن الكريم.....................................................................
114
الخاتمة.................................................................................................................................................
115
دُعَاءُ خَتْمِ القُرْآنِ
اللهم ارحمني بالقرآن, واجعله لي إمامًا ونورًا وهدًى ورحمةً.
اللهم ذكرني منه ما نسيت, وعلمني منه ما جهلت, وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار, واجعله لي حجةً يا رب العالمين.(1/75)
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري, وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي, وأصلح آخرتي التي فيها معادي, واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير, واجعل الموت راحةً لي من كل شر.
اللهم اجعل خير عمري آخره, وخير عملي خواتمه, وخير أيامي يوم ألقاك فيه.
اللهم إني أسألك عيشةً هنيةً, وميتةً سويةً, ومردًا غير مخزٍ ولا فاضح.
اللهم إني أسألك خير المسألة, وخير الدعاء, وخير النجاح, وخير العلم, وخير العمل, وخير الثواب, وخير الحياة, وخير الممات, وثبتني وثقل موازيني, وحقق إيماني, وارفع درجتي, وتقبل صلاتي, واغفر خطيئاتي, وأسألك العلا من الجنة.
اللهم إني أسألك موجبات رحمتك, وعزائم مغفرتك, والسلامة من كل إثم, والغنيمة من كل بر, والفوز بالجنة, والنجاة من النار.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها, وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا, ومتعنا بأسماعنا, وأبصارنا, وقوتنا ما أحييتنا, واجعله الوارث منا, واجعل ثأرنا على من ظلمنا, وانصرنا على من عادانا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل الدنيا أكبر همنا, ولا مبلغ علمنا, ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.
اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته, ولا همًا إلا فرجته, ولا دينًا إلا قضيته, ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (.
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه الأخيار
وسلم تسليمًا كثيرًا.
(1) سورة النحل, الآية (98).
(2) سورة المزمل, من الآية (4).
(3) سورة الإسراء, من الآية (110).
(4) سورة محمد, الآية (24).
(5) سورة آل عمران, من الآية (191).
(6) سورة الأعراف, الآية (204).
(7) سورة المزمل, الآية (4).
(8) رواه البخاري, ح (7527)(1/76)
(9) رواه الترمذي, ح (3158)
(10) رواه مسلم, ح (1898)
(11) سورة الأعراف, من الآية (86).
(12) سورة المزمل, من الآية (4).
(13) سورة النحل, الآية (98).
(14) سورة يوسف, من الآية (32).
(15) سورة العلق, من الآية (15).
(16) سورة يس, الآيتان (1, 2).
(17) سورة القلم, الآية (1).
(18) سورة آل عمران, من الآية (101).
(19) سورة آل الأعراف, من الآية (45).
(20) سورة الزمر, من الآية (34).
(21) سورة الحديد, من الآية (8).
(22) سورة فصلت, من الآية (28).
(23) سورة النجم, من الآية (23).
(24) سورة الصافات, الآية (156).
(25) سورة التوبة, من الآية (60).
(26) سورة نوح, من الآية (12).
(27) سورة الرحمن, الآية (72).
(28) سورة البقرة, من الآية (143).
(29) سورة الذاريات, الآية (47).
(30) سورة النازعات, الآية (27).
(31) سورة ق, من الآية (6).
(32) سورة القدر, من الآية (4).
(33) سورة الأعراف, من الآية (161).
(34) سورة الأعراف, من الآية (26).
(35) سورة القدر, من الآية (1).
(36) سورة البقرة, من الآية (30).
(37) سورة البقرة, من الآية (14).
(38) سورة يونس, من الآية (51).
(39) سورة يونس, من الآية (91).
(40) سورة النساء, من الآية (135).
(41) سورة الشعراء, من الآية (96).
(42) سورة النحل, من الآية (52).
(43) سورة النصر, من الآية (3).
(44) سورة الإسراء, من الآية (79).
(45) سورة البقرة, من الآية (255).
(46) سورة البقرة, من الآية (255).
(47) سورة الأنعام, من الآية (143).
(48) سورة يونس, من الآية (59).
(49) سورة النمل, من الآية (59).
(50) سورة يونس, من الآية (51).
(51) سورة يونس, من الآية (91).
(52) سورة آل عمران, من الآية (62).
(53) سورة الأعراف, من الآية (32).
(54) سورة آل عمران, من الآية (127).
(*) هذا الجدول مرتب حسب ترتيب الحروف الأبجدية.
(55) سورة الشعراء, من الآية (96).
(56) سورة الناس, من الآية (5).(1/77)
(57) سورة البقرة, من الآية (256).
(58) سورة آل عمران, من الآية (72).
(59) سورة النساء, من الآية (64).
(60) سورة الأعراف, من الآية (176).
(61) سورة هود, من الآية (42).
(62) سورة الزخرف, من الآية (89).
(63) سورة الرعد, من الآية (29).
(64) سورة المطففين, من الآية (4).
(65) سورة طه, من الآية (114).
(66) سورة الشورى, من الآية (23).
(67) سورة البقرة, من الآية (33).
(68) سورة الكهف, من الآية (1).
(69) سورة الروم, من الآية (28).
(70) سورة ص, من الآية (8).
(71) سورة النساء, من الآية (158).
(72) سورة المطففين, من الآية (14).
(73) سورة التوبة, من الآية (82).
(74) سورة الحج, من الآية (29).
(75) سورة الحج, من الآية (29).
(76) سورة البقرة, من الآية (5).
(77) سورة البقرة, من الآية (10).
(78) سورة البقرة, من الآية (10).
(79) سورة البقرة, من الآية (10).
(80) سورة البقرة, من الآية (3).
(81) سورة الماعون, الآيتان (4, 5).
(82) سورة الفاتحة, الآية (2).
(83) سورة النساء, من الآية (43).
(84) سورة آل عمران, من الآية (62).
(85) سورة النساء, من الآية (48).
(86) سورة آل عمران, من الآية (181).
(87) سورة المائدة, من الآية (17).
(88) سورة البقرة, من الآية (87).
(89) سورة التحريم, من الآية (12).
(90) سورة النساء, من الآية (176).
(91) سورة النساء, من الآية (128).
(92) سورة التوبة, من الآية (40).
(93) سورة النساء, من الآية (11).
(94) سورة المائدة, من الآية (4).
(95) سورة البقرة, من الآية (80).
(96) سورة البقرة, من الآية (80).
(97) سورة مريم, من الآية (78).
(98) سورة سبأ, من الآية (8).
(99) سورة الصافات, من الآية (153).
(100) سورة ص, من الآية (63).
(101) سورة ص, من الآية (75).
(102) سورة المنافقون, من الآية (6).
(103) سورة الحجرات, من الآية (11).
(104) سورة فصلت, من الآية (44).(1/78)
(105) سورة التكوير, الآية (1).
(106) سورة الأنفال, من الآية (32).
(107) سورة الذاريات, من الآية (22).
(108) سورة يوسف, من الآية (31).
(109) سورة ص, من الآية (6).
(110) سورة الكهف, من الآية (88).
(111) سورة النساء, من الآية (127).
(112) سورة آل عمران, من الآية (81).
(113) سورة التحريم, من الآية (10).
(114) سورة آل عمران, الآيتان (1, 2).
(115) سورة البقرة, من الآية (183).
(116) سورة يس, من الآية (14).
(117) سورة البقرة, من الآية (94).
(118) سورة التوبة, من الآية (11).
(119) سورة الأعراف, من الآية (105).
(120) سورة الأعراف, من الآية (169).
(121) سورة التوبة, من الآية (118).
(122) سورة هود, من الآية (14).
(123) سورة هود, من الآية (26).
(124) سورة الحج, من الآية (26).
(125) سورة يس, من الآية (60).
(126) سورة الدخان, من الآية (19).
(127) سورة الممتحنة, من الآية (12).
(128) سورة القلم, من الآية (24).
(129) سورة الأنبياء, من الآية (87).
(130) سورة النجم, الآية (38).
(131) سورة الرعد, من الآية (40).
(132) سورة الأنفال, من الآية (58).
(133) سورة الأنعام, من الآية (143).
(134) سورة الأعراف, من الآية (166).
(135) سورة البقرة, من الآية (134).
(136) سورة النساء, من الآية (25).
(137) سورة الروم, من الآية (28).
(138) سورة المنافقون, من الآية (10).
(139) سورة يس, من الآية (36).
(140) سورة النساء, من الآية (109).
(141) سورة التوبة, من الآية (109).
(142) سورة الصافات, من الآية (11).
(143) سورة فصلت, من الآية (40).
(144) سورة الملك, من الآية (20).
(145) سورة الأنعام, من الآية (131).
(146) سورة البلد, من الآية (7).
(147) سورة البقرة, من الآية (24).
(148) سورة الأنعام, من الآية (134).
(149) سورة النحل, من الآية (95).
(150) سورة الحجرات, من الآية (10).
(151) سورة الحج, من الآية (62).(1/79)
(152) سورة لقمان, من الآية (30).
(153) سورة الأنفال, من الآية (2).
(154) سورة الحديد, من الآية (20).
(155) سورة البقرة, من الآية (144).
(156) سورة إبراهيم, من الآية (34).
(157) سورة النساء, من الآية (91).
(158) سورة الأعراف, من الآية (38).
(159) سورة المؤمنون, من الآية (44).
(160) سورة الملك, من الآية (8).
(161) سورة آل عمران, من الآية (37).
(162) سورة البقرة, من الآية (90).
(163) سورة الأعراف, من الآية (150).
(164) سورة البقرة, من الآية (102).
(165) سورة البقرة, من الآية (93).
(166) سورة آل عمران, من الآية (187).
(167) سورة الشعراء, من الآية (146).
(168) سورة البقرة, من الآية (240).
(169) سورة المائدة, من الآية (48).
(170) سورة الأنعام, من الآية 145).
(171) سورة الأنعام, من الآية (165).
(172) سورة الأنبياء, من الآية (102).
(173) سورة النور, من الآية (14).
(174) سورة الروم, من الآية (28).
(175) سورة الزمر, من الآية (3).
(176) سورة الزمر, من الآية (46).
(177) سورة الواقعة, من الآية (61).
(178) سورة النحل, من الآية (124).
(179) سورة البقرة, من الآية (115).
(180) سورة النحل, من الآية (76).
(181) سورة النساء, من الآية (78).
(182) سورة الشعراء, من الآية (92).
(183) سورة الأحزاب, من الآية (61).
(184) سورة المجادلة, من الآية (7).
(185) سورة الفتح, من الآية (12).
(186) سورة الكهف, من الآية (48).
(187) سورة القيامة, من الآية (3).
(188) سورة الأعراف, من الآية (100).
(189) سورة الرعد, من الآية (31).
(190) سورة سبأ, من الآية (14).
(191) سورة الجن, من الآية (16).
(192) سورة آل عمران, من الآية (153).
(193) سورة الحج, من الآية (5).
(194) سورة الأحزاب, من الآية (50).
(195) سورة الحديد, من الآية (23).
(196) سورة النحل, من الآية (70).
(197) سورة النور, من الآية (43).(1/80)
(198) سورة النجم, من الآية (29).
(199) سورة غافر, من الآية (16).
(200) سورة الذاريات, الآية (13).
(201) سورة المعارج, من الآية (42).
(202) سورة النساء, من الآية (78).
(203) سورة الكهف, من الآية (49).
(204) سورة الفرقان, من الآية (7).
(205) سورة المعارج, من الآية (36).
(206) سورة الليل, الآية (19).
(207) سورة ص, من الآية (3).
(208) سورة المطففين, (3).
(209) سورة البقرة, من الآية (218).
(210) سورة الأعراف, من الآية (56).
(211) سورة هود, من الآية (73).
(212) سورة مريم, الآية (2).
(213) سورة الروم, من الآية (50).
(214) سورة الزخرف, من الآية (32).
(215) سورة الزخرف, من الآية (32).
(216) سورة آل عمران, من الآية (159).
(217) سورة البقرة, من الآية (231).
(218) سورة آل عمران, من الآية (103).
(219) سورة المائدة, من الآية (11).
(220) سورة إبراهيم, من الآية (28).
(221) سورة إبراهيم, من الآية (34).
(222) سورة النحل, من الآية (72).
(223) سورة النحل, من الآية (83).
(224) سورة النحل, من الآية (114).
(225) سورة لقمان, من الآية (31).
(226) سورة فاطر, من الآية (3).
(227) سورة الطور, من الآية (29).
(228) سورة آل عمران, من الآية (35).
(229) سورة يوسف, من الآية (30).
(230) سورة يوسف, من الآية (51).
(231) سورة القصص, من الآية (9).
(232) سورة التحريم, من الآية (10).
(233) سورة التحريم, من الآية (10).
(234) سورة التحريم, من الآية (11).
(235) سورة النساء, من الآية (128).
(236) سورة الأنفال, من الآية (38).
(237) سورة فاطر, من الآية (43).
(238) سورة فاطر, من الآية (43).
(239) سورة فاطر, من الآية (43).
(240) سورة غافر, من الآية (85).
(241) سورة الأحزاب, من الآية (38).
(242) سورة آل عمران, من الآية (61).
(243) سورة النور, الآية (7).
(244) سورة هود, من الآية (4).
(245) سورة المجادلة, من الآية (8).(1/81)
(246) سورة المجادلة, من الآية (9).
(247) سورة الأعراف, من الآية (137).
(248) سورة هود, من الآية (1).
(249) سورة البقرة, من الآية (248).
(250) سورة القصص, من الآية (9).
(251) سورة الفرقان, من الآية (74).
(252) سورة الروم, من الآية (30).
(253) سورة الدخان, الآية (43).
(254) سورة طه, من الآية (120).
(255) سورة الواقعة, الآية (89).
(256) سورة المعارج, الآية (38).
(257) سورة التحريم, من الآية (12).
(258) سورة يوسف, من الآية (4).
(259) سورة يوسف, من الآية (100).
(260) سورة مريم, من الآية (42).
(261) سورة مريم, من الآية (43).
(262) سورة مريم, من الآية (44).
(263) سورة مريم, من الآية (45).
(264) سورة القصص, من الآية (26).
(265) سورة الصافات, من الآية (102).
(266) سورة البقرة, من الآية (207).
(267) سورة البقرة, من الآية (265).
(268) سورة النساء, من الآية (114).
(269) سورة التحريم, من الآية (1).
(270) سورة المؤمنون, الآية (36).
(271) سورة النمل, من الآية (60).
(272) سورة ص, من الآية (3).
(273) سورة النجم, من الآية (19).
(274) سورة الأنعام من الآية (115).
(275) سورة يونس من الآية (33).
(276) سورة يونس من الآية (96).
(277) سورة غافر من الآية (6).
(278) سورة يوسف من الآية (10).
(279) سورة يوسف من الآية (15).
(280) سورة فاطر من الآية (40).
(281) سورة المرسلات الآية (33).
(282) سورة يوسف من الآية (7).
(283) سورة العنكبوت, من الآية (50).
(284) سورة سبأ من الآية (37).
(285) سورة فصلت من الآية (47).
(286) سورة طه, من الآية (45).
(287) سورة المائدة, من الآية (12).
(288) سورة النحل, من الآية (30).
(289) سورة التوبة, من الآية (18).
(290) سورة الشورى, من الآية (32).
(291) سورة النحل, من الآية (125).
(292) سورة النساء, من الآية (11).
(293) سورة الأنبياء, من الآية (88).(1/82)
(294) سورة القمر, من الآية (27).
(295) سورة البقرة, من الآية (37).
(296) سورة الانشقاق, من الآية (15).
(297) سورة هود, من الآية (68).
(298) سورة الفرقان, من الآية (38).
(299) سورة العنكبوت, من الآية (38).
(300) سورة النجم, من الآية (51).
(301) سورة النمل, من الآية (15).
(302) سورة النور, من الآية (31).
(303) سورة الزخرف, من الآية (49).
(304) سورة الرحمن, من الآية (31).
(305) سورة التحريم, من الآية (8).
(306) سورة يوسف, من الآية (32).
(307) سورة العلق, من الآية (15).
(308) سورة الإسراء, من الآية (42).
(309) سورة الكهف, من الآية (34).
(310) سورة الكهف, من الآية (38).
(311) سورة البقرة, من الآية (196).
(312) سورة المائدة, من الآية (1).
(313) سورة الحج, من الآية (35).
(314) سورة التوبة, من الآية (2).
(315) سورة مريم, من الآية (93).
(316) سورة القصص, من الآية (59).
(317) سورة ص, من الآية (45).
(318) سورة الفجر, الآية (4).
(319) سورة المائدة, من الآية (3).
(320) سورة النمل, من الآية (18).
(321) سورة القمر, من الآية (5).
(322) سورة النمل, من الآية (36).
(323) سورة الرعد, من الآية (39).
(324) سورة الفجر, من الآية (9).
(325) سورة الإسراء, من الآية (11).
(326) سورة العلق, من الآية (18).
(327) سورة القمر, من الآية (6).
(328) سورة الانشقاق, الآية (15).
(329) سورة الزمر, من الآية (7).
(330) سورة الأعراف, من الآية (111). سورة الشعراء, من الآية (36).
(331) سورة النمل, من الآية (28).
(332) سورة الفرقان, من الآية (69).
(333) سورة التغابن, من الآية (1).
(334) سورة يس, من الآية (69).
(335) سورة البقرة, من الآية (245).
(336) سورة الأعراف, من الآية (69).
(337) سورة الطور, من الآية (37).
(338) سورة الغاشية, من الآية (22).
(339) سورة هود, من الآية (41).
(340) سورة يوسف, من الآية (11).(1/83)
(341) سورة فصلت, من الآية (44).
(342) سورة النمل, من الآية (36).
(343) سورة الإنسان, من الآية (4).
(344) سورة الروم, من الآية (54).
(345) سورة الروم, الآية (54).
(346) سورة الكهف, من الآية (38).
(347) سورة الأحزاب, من الآية (11).
(348) سورة الأحزاب, من الآية (66).
(349) سورة الأحزاب, من الآية (67).
(350) سورة ص, من الآية (76).
(351) سورة الإنسان, من الآيتين (15, 16).
(352) سورة البقرة, الآية (2).
??
??
??
??
…(1/84)