مستخلص الاطروحة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ النهوض بتحقيق النصوص العربية الاسلامية القديمة هو أحد أهم وجوه النهوض بمجد هذه الامة، و هو صورة لتجديد ذكرى رجالها، الذين أحرزوا في علوم العربية المختلفة تفوقاً تشهد لهم به كتبهم التي ظَلَّت حتى اليوم مصدر تدريس علوم القرآن و العربية.
و كتاب الايضاح في القراءات هو واحد من تلك الكُتب التي حُبسَ علمها منذ قرون طويلة، و هو موسوعة في علوم القرآن و القراءات، و لم يعرف له ذكر أو صدى في الكتب العربية المماثلة، غير أنَّ القارئ لهُ يُدرك الثروة العلمية التي يظمها و الحيف الذي أصابه بالغفلة عنه.
و كنت قد اطلعت على نسخة الدكتور غانم قدوري حمد من المخطوطة، و كان قد نظرَ فيه، و أفاد منه، و نَبَّهَ إلى قيمته العلمية و أهمية تحقيقه، فوقع في نفسي أن أقوم بتحقيقه، و لّما رأيتُ ما فيه من غزارة العلم و جودة التصنيف إزداد أملي في إخراج الكتاب محققاً، و الكشف عن علم صاحبه، و نشر ما طُوِيَّ من خَبَرِهِما معاً.
و كانت سعة الكتاب و ضخامته عائقاً في سبيل إخراجه كاملاً مُحققاً، لكن ما لا يدرك لا يُترَكُ جُلُّه، فأشار الأساتذة الأفاضل عليَّ بتحقيق قسمه الأول المتألف من ثلاثةٍ و خمسين باياً في علوم القرآن، و قد حَوّى مادة أصيلةً مُسْتقلةً عن مادة القسم الثاني و هي القراءات القرآنية، و عسى أن يوفقني الله لإكمال العمل ونشر الكتاب كاملاً.
و قد قَسَمت العمل في هذه الرسالة إلى قسمين: جعلت الأول للدراسة و الثاني للنص المُحقق.(1/1)
و ضَمنتُ الدراسة بابين عَرَّفتُ في الأول بالمؤلف و الكتاب، و جعلت الفصل الأول للمؤلف فذكرت الموجز الذي جاء فيه، ثمَّ ذكرتُ شُيوخه الذين ذكروا في كتابه، و عَرَضتُ لِما قيل من تأليفه لأكثر من كتاب، و جعلتُ الفصل الثاني للكتاب فعرضت ما جاء في من موضوعات، و المصادر التي أفاد المؤلف منها في تأليفه، و بيَّنتُ أهمية الكتاب و قِيمته، ثمَّ وصفتُ نسخته المخطوطة، ثُمَّ بَيَّنتُ منهج التحقيق.
و في الباب الثاني عَرَّفتُ بأهم المباحث التي جاءت بها أبواب الكتاب و هي مباحث علوم القرآن ، و تشمل تدوينه، و تأليف المصحف و ما يتعلق به، ثُمَّ القراءات و روايتها، ثُمَّ المَباحث اللغوية من الأصوات و الرسم و الوقف.
ثُمَّ يَجِئ القسم الثاني من الرسالة و هو النص المُحقق.
يقع كتاب الإيضاح في قسمين :
القسم الأول :يضم ثلاثة وخمسين بابا حوت موضوعات علوم القران والقراءات كلها إلاّ ما يتعلق بالتفسير وضوابطه ومنهاج المفسرين وشروطهم بل قد ضَمَّ الكتاب أبواباً قَلَّ نضيرها في كتب علوم القران والقراءات الاخرى – كما سيأتي .
... وأبواب هذا القسم تشغل الجزء الأكبر من كتاب الإيضاح – وهو الجزء الذي قمتُ بتحقيقه في هذه الرسالة ، فالمخطوطة تتألف من 205 أوراق يشغل هذا القسم منها اكثر من 140 ورقة .
... وتظهر قيمة الكتاب العلمي في هذا القسم ، ففيه مادة أصيلة ، ونصوص مهمة ، وأبواب لا غنى لطالب علوم القرآن أو المقرئ عنها ، بل لابُدَّ لكل مسلم من الاطلاع عليها والإلمام بشيء منها .
... وقد جاءت أبواب هذا القسم حسنة الترتيب ، منتظمة وفق منهاج أدركه المؤلف فقد أبتدأ بذكر فضائل القرآن وأهله ليشوق القارئ لهذا العلم الذي يؤلف كتابه فيه وليدل على ما ينبغي لقارئ القرآن من إقامة حروفه وحقوقه ، ثم انتقل الى الحديث في كيفية نزول القران وتلقيه على سبعة أحرف ذاكراً ما في ذلك من تأويلات .(1/2)
... حتى إذا فرغ من هذا التقديم انتقل إلى جانب في تاريخ القرآن الكريم فَذَكر ما روي في أخذ القراءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جمعُه في المصحف وتَوحيدُه ومَنْ قام بذلك وما السبب الداعي إليه ، ثم أكمل الحديث عن هذا المصحف فذكر ما وقع في نُسَخِه التي بُعثت الى الأمصار من الفروق وسبب وقوع تلك الفروق ، و جَرَّهُ ذلك إلى ذكر فضل قراءة القران بالنظر في المصحف وفضل ذلك على القراءة عن ظهر قلب ، ولم يترك الحديث عن المصحف حتى ذكر ما يتعلق به من مصطلحات كالكتاب والقرآن والسورة والآية .
... ثم توجه الى دراسة ما في المصحف الشريف من السور والآيات وما يتعلق بهما ، وقد شملت ذلك تفصيلات أحاطت إحاطة شاملة بالمادة التي تخص هذه الموضوعات فقد فسّر الأسماء التي أطلِقَت على مجاميع من السور ، وذَكَر المكي والمدني منها ، وترتيب كل قسم في النزول ، وذَكَر ما وقع في السور المدنية من الآيات المكية ، وما وَقعَ في السور المكية من الآيات المدنية ، ثم ذَكَر أسماء السور ولاسيما المختلف فيها ، وذَكَر عدد وسور القران الكريم وآياته وكلماته وحروفه واختلاف القرّاء في ذلك ، و أورَدَ باباً فريداً في معرفة فواصله وذكر ما يلتبس في العدِّ من رؤوس الآي ، ثم ذكرَ أجزاء القرآن الثلاثين والستين .
وهكذا جمع ما يخص المصحف في أبواب متسلسلة استوفى فيها ما يتعلق بالموضوع .(1/3)
... ثم انتقل الى فئة اخرى من الأبواب جمع فيها ما يخصّ كيفية قراءة القرآن فأبتدأ بذكر ما جاء من الحديث والأثر في الحث على تعلم الإعراب وذم اللَّحن ، ثم ذكر صفة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما يستحب من تزيين الصوت بالقرآن ، وأنواع القراءة من حَدر وتَرتيل وتحَقيق ، وانتقل الى أمر اللحن الخفيِّ وهو باب دقيق ذكر فيه ما قد يقع للقراء من الخطأ في إخراج الحروف من مخارجها إخراجاً صحيحاً في حال الإفراد والتركيب ، ودعاه ذلك الى الحديث عن مخارج الحروف وتحديدها وذكر صفاتها وأسمائها .
ثم انتقل الى القُرّاء فَتَحدّث عمّا ينبغي لهم وما لا ينبغي فذكر في آدابهم وأخلاقهم ما جاء من الحديث و الأثر ، ثم ذكر السبب الذي من أجله اجتمعتْ الامة على القراء المعروفين ، ثم ذكر أسانيدهم والروايات والطرق التي أخذ بها القّراء.
حتى إذا فرغ من هذه الأبواب انتقل إلى ما يتعلق بأُصول القراءة ، فذكر الاستعاذة ومعانيها ، والبسملة وأحكامها ، والتأمين وما يتعلق به ، والتكبير ومواضعه ، وسجدات التلاوة ومواقعها ، وأحكام الإدغام والتبيين ، والإشمام ، وتَحقيق الهمز وتلييّنه ، و أحكام التقاء الهمزتين مع اختلاف مواضعهما ، والإمالة والتضخيم ، و السَّكت والتمكين ، والمدّات ومقاديرها ، وياء الإضافة حركتها وحكم إثباتها أو حذفها من خط المصحف ، ثم ختم بموضوع الوقف و أحكامه و كيفيته مع اختلاف الموقوف عليه .
ويلاحظ هنا أنَّ الأندرابي لم يهمل موضوعاً في أصول القراءة ، فجاء بها وافية مكتملة ، وانساقت أبوابه منتظمة وفق منهج يمكن أنْ نلخصَ ترتيبه في :
1- نزول القرآن وما يتعلق به .
2- تدوين القرآن ، وما يتعلق بالمصحف .
3- قراءة القرآن ، وما يتعلق بها .
4- القُرّاء وأسانيدهم ، وما يتعلق بذلك .
5- أصول القراءة .(1/4)
وقد نهج الأندرابي في كل باب منهج الاستقصاء والشرح والتفصيل وذكر الآراء المختلفة في المسألة الواحدة ، مستهلا بما ينبغي الاستهلال به كذكر المعنى اللغوي للمصطلح الذي يتخذه موضوعاً ، أو تقديم ما جاء من الحديث والأثر في الموضوع ، أو إجمال الأمر ثم تفصيله ، او التعريف بما ينعقد عليه الباب .
وغالباً ما يختم الأندرابي بابه بذكر الفائدة للقارئ من كلّ باب وهو ما يتميز به كتابه وصرح به في مقدمة الكتاب (1) ، كقوله في نهاية باب أجزاء القرآن الثلاثين والستين " والفائدة للقارئ في معرفة أجزاء القرآن أنه إذا عرف ذلك قدّر أو زاده في التراويح وغيرها تقديراً واحداً ، فإذا أحبَّ أنْ يختم القران في عشر قرأ كل يوم وليلة عشرا منه ، فإذا أحبَّ أنْ يختمه في عشرين قرأ كل يوم وليلة جزءاً من أجزاء العشرين ، وكذلك يفعل إذا أحب أن يختمه في ثلاثين أو اقل منها أو أكثر إن شاء الله " (2) .
أما القسم الثاني من الكتاب والذي لم يشمله التحقيق في هذه الرسالة فيضمُّ القراءات القرانية في السور المرتبة ترتيبها في المصحف ، وقد ذكر الأندرابي في هذا القسم قراءات عشر من القراء ، وهم بحسب ترتيبه لهم .
1- أبو جعفر يزيد بن القعقاع .
2-نافع بن عبد الرحمن المدني .
3-عبد الله بن كثير .
4-محمد بن عبد الرحمن بن مُحيصن .
5-عبد الله بن عامر .
6-أبو عمرو بن العلاء .
7-عاصم بن أبي النجود .
8-حمزة بن حبيب الزيّات .
9-على بن حمزة الكسائي .
10-يعقوب بن إسحاق الحضرمي .
... وألحقَ بقراءات هؤلاء اختياري أبي عُبيد القاسم بن سلاّم و أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني ، وسنرى فيما سيأتي السبب الذي دعاه الى اختيار هؤلاء القُرّاء دون سواهم .
إن كتاب الإيضاح في القراءات مصدر مهم من مصادر علوم القران والقراءات ، ولعله من أهمها ، وتعود أهميتُه إلى جملة أمور منها :(1/5)
1-ضخامة مادته وتنوعها : فقد أحاط الأندرابي في القسم الأول من الكتاب بأكثر المباحث المتعلقة بعلوم القران وأصول القراءة ثم استوفى في قسمه الثاني قراءات عشر فضلا عن اختيارين آخرين ، وهو يحيط في أثناء عرضه لموضوع الباب بما فيه من أحكام وآراء وأدلةّ وأنواع جامعاً بين الشمول وما يقتضيه من الإلمام والإحاطة بالموضوع والإيجاز وما يوجبه من اقتضاب العبارة وترك الإيغال في التفريع ، والناظر في كمية الأحاديث النبوية الشريفة والآثار القولية والفعلية يتبين له مقدار اهتمام الأندرابي بجمع كل ما ورد منهما فيما يخص الموضوعات التي وقف عندها ، مما يجعل كتاب الإيضاح في القراءات موسوعة في علوم القران والقراءات ، وهو واحد من اكبر الكتب في هذا المجال إنْ لم يكن اكبرها
2-دقة الأندرابي : فهو يسلك منهج القراء في النقل ، فيسوقُ الآيات والأحاديث والآراء والآثار المدعمة لكلِّ حُكم يَسوقه ، ويعمد إلى الإتيان بسند الحديث ولا يترك ذلك إلا قليلا ، وتعود دقته ذلك إلى دقة النقل من العلماء وقد أثبت التحقيق ذلك .
3-قدم عصر التأليف لهذا الكتاب : فقد ألَّفَ الكتاب في وقتٍ متقدمٍ نسبياً، ولذا فهو يُعَدُّ أصلاً من أُصول التأليف في علم القران و القراءات .
4-إن كتاب الإيضاح في القراءات يمثل حلقة مهمة من حلقات التأليف في بابه ، فضلا عن تقدم زمن تأليفه فانه يعطي صورة للحركة العلمية في بلاد المشرق الإسلامي ، ولا سيما في نيسابور وما جاورها في القرن الثالث الهجري ، في وقت ضاعت فيه كتب مماثلة تمثل تلك البيئة العلمية في زمنها ومكانها ذاك . والناظر في كتب علوم القران والقراءات التي بين أيدينا اليوم يلاحظ قلة كتب المشارقة مقارنة مع الكتب القادمة من الغرب الإسلامي ويجد أن كتاب الإيضاح يسد فراغا كبيرا يعانيه العصر الذي ألَّفَ فيه .(1/6)
5.حُسنُ وضعِ الكتاب وجودة ترتيبه : فتقسيم الكتاب إلى أبواب وقراءات ، ثم ترتيب الأبواب ذاتها جعل مادة الكتاب تنتظم انتظاما موضعيا واضحاً ، كما تنساق المادة داخل الباب الواحد وفق منهج جيد ومحدد
6.سهولة مأخذه ووضوح عبارته : فقد وُضِعَ الكتابُ لطلاّب العلم في علوم القرآن والقراءات ولذا فقد قام على السهولة في العبارة واليُسر في شرح الآراء المختلفة والأحكام الكثيرة التي امتلأ الكتاب بها .
7-طرافة كثير من أبوابه : ففيه اكثرُ من باب يندر أنْ ترى له نظيراً في كتب علوم القران والقراءات ، ولاسيما ما يتعلق بعدَّ آي القران ، ومعرفة الآيات المُلْبِسَة في العدد باختلاف الأمصار ، وذكر فواصل السُّور ، وما ينبغي للقارئ من الآداب وغير ذلك .
8-جودةُ كثير من آراء الأندرابي فيه ولاسيما ما يتعلق بعلم التجويد كوقوفه على أمر اللحن الخفيّ، واهتمامه بالدراسة الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن – كما سيأتي – وذكر أنواع القراءة ، وتحديد كلِّ نوع ، فضلا عن تحديد المفاهيم لكثير من المصطلحات المتعلقة بهذا العلم .
... وعلى الرغم من أهمية الكتاب فإنّنا للأسف لا نجد له صدىً في كتب علوم القران التي تلته ، بل لا نجد له ذكرا فيها، ولو حَظِيَ المؤلفون في علوم القران بما جاء فيه لجاءهم منه علم واسع ،ولم أجد فيما راجعت من كتب سوى إشارتين لكتاب الإيضاح :
الاولى : في كتاب الهجاء ، وهو مجهول المؤلف ، فقد صرح بعنوان الكتاب ومؤلفه في مواضع كثيرة ، يتعلق أكثرها برسم المصحف.
والثانية : في كتاب بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي ، و قد نقل منه نصوصا طويلة من غير تصريح باسم المؤلف ، وكانت تتعلق بالفواصل القرآنية و العدد القرآني.
يمكن أن نختم هذا الملخص بالنتائج التي توصلت اليها الرسالة :(1/7)
1- ان مكتبة المخطوطات العربية ما تزالُ عامرةً بكنوز التراث الفكري الاسلامي في مختلف المعارف ، ولاسيما فيما يخص المعارف المتعلقة بدراسة القران وكتاب الإيضاح في القراءات لاحمد بن أبي عمر واحد من تلك الكنوز التي ظلت حبيسة لما يقارب عشرة قرون ، وقد حوى مادة ضخمة في ميدان علوم القران والقراءات ، واشتمل على كم كبير من النقول والآراء والأحكام التي تجعله واحدا من أهم كتب علوم القرآن والقراءات .
2-صَوّرَ كتابُ الإيضاح الإزدهار الذي بلغته بيئة المشرق الاسلامي ولاسيما في نيسابور وما حولها ، والجهد الذي بذله علماء تلك البيئة في سبيل دراسة القرآن وعلومه ، وقد حَفظَ هذا الكتاب القيم آراء هؤلاء العلماء بعد أن فقدت كتبهم .
3-إن من أهم سمات هذا الكتاب هو الشمول والاستقصاء فكم من باب أوفاه الأندرابي حقه من البحث والشرح لا نجد في الكتب الاخرى كما هو في الإيضاح ، وإذا عرفنا تقدم هذا الكتاب في زمانه أدركنا أهميته وقيمته .
4-انفرد الأندرابي بذكر أبوابٍ لا نظير لها في كتب علوم القرآن المعروفة مثل باب معرفة الفواصل و أبواب العدد القرآني .
5-جمع الأندرابي في كتابه بين اسلوب المحدثين وعلماء القرآن و العربية ، حين اعتنى عناية فائقة بذكر الأسانيد في جل أبواب كتابه .
6-إنَّ من الغريب أنْ يغفلَ الزمان عن ذكر عالم مثل الاندرابي وعن كتابه مثل الإيضاح فقد بُنِيَ هذا الكتاب وفق منهج دقيق ، وجاءت أبوابه متناسقة بترتيب موضوعي ومنطقي متقن ، و إذا كانت كتب التراجم قد غفلت عن هذا العالم الفذ فان كتابه الإيضاح كان خير مفصح عن مكانته وسعه علمه .
7-يمكن أنْ يكون هذا الكتاب مادةَ بحث للدارسين في موضوعاته المختلفة ولاسيما ما يتعلق بجهوده في علوم القرآن ، وجهوده في مجال الدراسة الصوتية ، ومباحث الوقف والابتداء فيه .
...
شكر و تقدير(1/8)
إنَّ من واجب الوفاء و الاعتراف بالفضل أن أتقدم بوافر شكري و تقديري و إمتناني إلى أُستاذي الفاضل الدكتور غانم قدوري حمد، فقد مَدَّ يَدَ العون منذ إختيار الموضوع، و كانت خبرته الطويلة معينةً في قراءة ما استغلق من نسخة المخطوطة، و كان- كعادته- مثالاً للحرص و التدقيق، فما كان من التحقيق من الجودة، فهو من الله ثمَّ منه، و ما كان قيه من التقصير و النقص فهو مني، أسأل الله أن يجعلَ ذلك في صوالح أعماله و كتاب حسناته و أن يعينه في خدمة كتابه العزيز و طلاب العلم فيه.
ABSTRACT
Verification of Arabic manuscripts is considered one of the most important ways of reviving the glory of this Acient Arab Nation, and it is a picture of the pictures of renewing the memory of its great men who took an active part in studying the holy Koran and sciences associated with it, and made great efforts n the way of keeping the Holy book of Allah outstanding through studying it lingual, phonetically, Grammatically and Rhetoric, all over the world, are still keeping treasures of these manuscripts which are waiting for studying and verifying, and focusing to make them a source of Arabic lessons that serve the Quranic texts.
... I introduce this thesis as part of requirements of Ph. D. it is one of the scientific treasures which remind untouched and imprisoned for more than ten centuries and it also imprisoned which it a subject which is so useful in the field of sciences of the holy Quran.(1/9)
... The title of this thesis is ( Al- Iedah fil kraat wa iktiyar Abi Aubaied wa Abi Hatem). Its writer is (Mr. Ahmed bin Abi Oumar Al- Andarabi Al- Nesaburi Al- Qurasani. The books has not furnished his biography and has reproduced quotations from his book ( Al- Iedah). His death might be after the year of 500.A.H. as Ibn – Al jazari said. Ibn – Al Jazari was the only writer who mentioned (Ahmed Al-Andarabi) in his books on the biographies of men.
... The book of al- Idah consists of two part. The first part consists of 53 chapters which engage the greatest part of the book and which deals with various subjects on the sciences of the Quran and its recitations such as the vitures of the Quaran and how it descended from haven and how it was received, written and collected and its pronunciations, meanings, its parts, and divisions and its arranging and its chapters weather Meccans or Medinya and the numbers of its texts. As well as its partitions, parsing, learning and the kinds of its recitations and he errors in it recitations, and the most outstanding rectors and their references and tailors and what associate with its recitation concerning taking refuge (in istithah), and Basmalah (Saying “ In the name of Good”, and saying “ Amin” and saying “ Good is the Gratest “ and prostration, etc ... in addition to the rules of recitations, elision, start, stoppage, literature productions, and so on, and mentioning the outmoding of the letters and heir features and kinds as well as the explanation of the script of the holy Koran and the differences of the scripts in various countries.(1/10)
... These chapters takes great importance as they have original and new subject.
... The second part is mentioning the recitations of ten reciters arranged according to the arrangement of the chapters in the Holy Quran. The recitations which this part has dealt with are the recitations of the ten reciters who are arranged by the Andarabi as follows:
... Abu Ja’far, Nafie, Ibn Katheer, Ibn Muhaisen, Ibn Amer, Abu Amr Ibn Al-Alaa, Assim, Hamza, Al- Kisaee and Yacoob Al- Hadrami then the recitation of Abi- Ubaid and Abi- Hatim were attached
...
الإِيِضَاحُ في القِرَاءَاتِ
لأَحْمَدَ بنِ أَبي عُمَرَ الأَنْدَرَابِيّ
ت بعد 500 هـ
دراسة و تحقيق
أُطروحة تقدَّمت بها
منى عدنان غني
الى مجلس كلية التربية للبنات في جامعة تكريت
و هي جزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في
اللغة العربية و آدابها
بإشراف
الأُستاذ الدكتور
غانم قدُّوري حمد
ربيع الثاني 1423 هـ تموز 2002 مـ
أشهد ان إعداد هذه الاطروحة الموسومة ((الإيضاح في القراءات لأحمد بن أبي عمر الأندرابي ت بعد 500 هـ، دراسة و تحقيق)) التي تقدمت بها الطالبة منى عدنان غني قد جرى تحت إشرافي في كلية التربية للبنات في جامعة تكريت، و هي جزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية و آدابها.
الاستاذ الدكتور
غانم قدوري حمد
المشرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بناءً على التوصيات المتوفرة أُرَشح الاطروحة للمناقشة.
... ... ... ... ... ... ... ... ... د. سالم قدوري حمد
رئيس قسم اللغة العربية
رئيس لجنة الدراسات العليا
شكر و تقدير(1/11)
إنَّ من واجب الوفاء و الاعتراف بالفضل أن أتقدم بوافر شكري و تقديري و امتناني إلى أُستاذي الفاضل الدكتور غانم قدوري حمد، فقد مَدَّ يَدَ العون منذ اختيار الموضوع، و كانت خبرته الطويلة معينةً في قراءة ما استغلق من نسخة المخطوطة، و كان- كعادته- مثالاً للحرص و التدقيق، فما كان من التحقيق من الجودة، فهو من الله ثمَّ منه، و ما كان فيه من التقصير و النقص فهو مني، أسأل الله أن يجعلَ ذلك في صوالح أعماله و كتاب حسناته و أن يعينه في خدمة كتابه العزيز و طلاب العلم فيه.
إقرار لجنة المناقشة و عميد الكلية
نحن أعضاء لجنة المناقشة نشهد أننا اطلعنا على هذه الاطروحة الموسومة (الإيضاح في القراءات لأحمد بن أبي عمر الأندرابي ت بعد 500 هـ، دراسة و تحقيق)، و قد ناقشنا الطالبة (منى عدنان غني) في محتوياتها و فيما له علاقة بها و نعتقد بأنها جديرة لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية و آدابها بتقدير (امتياز ).
التوقيع: ... ... التوقيع:
الاستاذ الدكتور: الاستاذ الدكتور:
رشيد عبد الرحمن العبيدي ... ... عبد الوهاب محمد علي العدواني
رئيساً عضواً
التوقيع: التوقيع:
الاستاذ الدكتور: الاستاذ المساعد الدكتور:
جايد زيدان مخلف ... عبد المجيد محمد الدوري
عضواً عضواً
التوقيع: التوقيع:
الاستاذ المساعد الدكتور: الاستاذ الدكتور:
جمعة حسين محمد ... ... ... ... ... غانم قدوري حمد
عضواً عضواً مشرفاً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدقت من مجلس كلية التربية للبنات في جامعة تكريت
التوقيع:
الدكتورة: وداد محمود فيصل
عميدة كلية التربية للبنات
المحتويات
المقدمة ... 1
القسم الأول-الدراسة
الباب الأول-التعريف بالمؤلف و الكتاب
الفصل الأول-المؤلف
1-حياته ... 3
2-شيوخه ... 4
3-مؤلفاته ... 12
الفصل الثاني-الكتاب
موضوعات الكتاب و منهج تبويبها ... 14
مصادر الكتاب ... 17
أهمية الكتاب ... 20
نسخة الكتاب ... 22
منهج التحقيق ... 23
الباب الثاني-دراسة في موضوعات الكتاب(1/12)
الفصل الأول-مباحث علوم القرآن
تدوين القرآن ... 24
المصحف و ما يتعلق به ... 25
القراءات و رواياتها ... 27
الفصل الثاني-مباحث علوم العربية
الأصوات ... 29
الرسم ... 30
الوقف ... 31
الخاتمة ... 32
القسم الثاني-النص المحقق ... 33
الباب الأول : في ذكر بعض ما جاء في فضائل القرآن وأهله وأخلاقهم ونعوتهم وصفاتهم وما يكره لهم اذا جفوه. ... 38
الباب الثاني : في ذكر نزول القرآن على سبعة أحرف وآختلاف العلماء في تفسير ذلك . ... 51
الباب الثالث: في ذكر كيفية أخذ القرآءة والاختلاف بين القراء على عهد رسول الله صلى الله عليه. ... 83
الباب الرابع : في ذكر تأليف القرآن وجمعه في المصحف ، ومن جمعه ، وكيف جمع, وما السبب الداعي الى جمعه. ... 90
الباب الخامس : في ذكر آختلاف هجاء المصاحف واتفاقه ، وتوجيهها إلى الأمصار وسبب اختلافها بالزيادة والنقصان. ... 102
الباب السادس: في ذكر الحروف التي التي كتب بعضها على خلاف بعض في المصحف وهي في الأصل واحدة. ... 123
الباب السابع : في ذكر فضل قرآءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب. ... 145
الباب الثامن : في ذكر معنى المصحف والكتاب والقرآن والسورة والآية والكلمة والحرف وغير ذلك. ... 148
الباب التاسع : في ذكر السبع الطول والمثاني والمئين والطواسين والحواميم والمفصل والمسبحات وغير ذلك. ... 158
الباب العاشر : في تنزيل الكتاب , وترتيب نزول السور المكية والمدنية, وكم نزلت منها بمكة , وكم نزلت بالمدينة. ... 173
الباب الحادي عشر : في ذكر عدد سور القرآن والاختلاف في ذلك . ... 181
الباب الثاني عشر : في ذكر تنزيل سور القرآن كلها على التفصيل, ومواضع نزولها مع ذكر الآيات المكّيات في السور المدنية, والمدنيات في السور المكية, وآختلاف الروايات في ذلك. ... 184
الباب الثالث عشر: في ذكر ما نزل بمكة وحكمه مدني, وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وغير ذلك. ... 202
الباب الرابع عشر: في ذكر تسمية السور ومعرفة السور المختلف في أسمائها. ... 205(1/13)
الباب الخامس عشر: في ذكر عدد آي القرآن وكلامه وحروفه جملة. ... 214
الباب السادس عشر: في ذكر آختلاف القرّاء في عدد آي كل سورة. ... 219
الباب السابع عشر: في ذكر الترغيب في عقد الآي بالأصابع. ... 237
الباب الثامن عشر: في ذكر بيان فواصل السور . ... 239
الباب التاسع عشر: في ذكر ما يعّد من الاآي , وربما يلتبس على القارىء ويشكل. ... 249
الباب العشرون: في ذكر ما لا يعّد وربّما يلتبس ويشكل على القارىء. ... 256
الباب الحادي والعشرون: في ذكر أجزاء الثلاثين. ... 265
الباب الثاني والعشرون: في ذكر أجزاء الستين. ... 268
الباب الثالث والعشرون: في ذكر تفضيل اعراب القرآن, والحث على تعلمه, وذم اللحن ... 273
وكراهيته.
الباب الرابع والعشرون: في ذكر صفة قراءة رسول الله صلى الله عليه وأصحابه وتابعيهم, رضي الله عنهم أجمعين. ... 279
الباب الخامس والعشرون: في ذكر ما يستحب من تحسين اللفظ وتزيين الصوت بقراءة القرآن. ... 284
الباب السادس والعشرون: في ذكر الحدود والترتيل وغير ذلك مما يحتاج اليه القاريء. ... 289
الباب السابع والعشرون: في ذكر اللحن الخفي ومقالات أرباب الصناعة في ]ذلك ... 298
الباب الثامن والعشرون:في ذكر مخارج الحروف وهي المواضع التي تنشأ منها حروف العربية. ... 310
الباب التاسع والعشرون: في ذكر أجناس الحروف وأصنافها وصفاتها وألقابها. ... 315
الباب الثلاثون: في ذكر ما ينبغي للقارئ والمقرئ. ... 322
الباب الحادي والثلاثون: في ذكر سبب اجتماع الناس على قراءات القرّاء المعروفين وإقتدائهم بهم في أمصار المسلمين دون غيرهم. ... 326
الباب الثاني والثلاثون: في ذكر الأسانيد التي نقلت لنا قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين. ... 329
الباب الثالث والثلاثون: في ذكر ترجمة أسامي ذوي الاختيار على سبيل الاختصار. ... 393
الباب الرابع والثلاثون: في ذكر كيفية الاستعاذة ومعرفة معانيها. ... 394
الباب الخامس والثلاثون: في ذكر التسمية. ... 405(1/14)
الباب السادس والثلاثون: في ذكر تغليظ اللام من اسم الله عز وعلا والترقيق. ... 411
الباب السابع والثلاثون: في ذكر التأمين. ... 414
الباب الثامن والثلاثون: في ذكر التكبير. ... 422
الباب التاسع والثلاثون: في ذكر سجدات التلاوة. ... 426
الباب الاربعون: في ذكر إلحاق هاء الاستراحة عند الوقف على المبينات. ... 436
الباب الحادي والاربعون: فيذكر أوزان فواتح السور التي هي على حروف المعجم. ... 442
الباب الثاني والاربعون: ذكر الادغام والتبيين ... 444
الباب الثالث والاربعون: في ذكر اشمام الحرف المدغم اعرابه. ... 477
الباب الرابع والاربعون: في ذكر تحقيق الهمز والتليين. ... 480
الباب الخامس والاربعون في ذكر القاء الهمزتين من كلمة كانتا أو كلمتين متفقتي الاعراب كانتا أو مختلفتين. ... 499
الباب السادس والاربعون: في ذكر الامالة والتفخيم. ... 504
الباب السابع والأربعون: في ذكر السكت والتمكين. ... 532
الباب الثامن والاربعون: في ذكر المدات وأوزانها ومقاديرها. ... 534
الباب التاسع والاربعون: في ذكر فتح ياءات الإضافة واسكانها. ... 539
الباب الخمسون: في ذكر الياءات التي حذفت من الخط في المصحف, وأختلاف القرّاء في اثباتها واسقاطها. ... 550
الباب الحادي والخمسون: في ذكر الوقف والابتداء مجملا على ماذكره العلماء بالقرآن ... 561
الفهارس ... 588
فهرس الآيات الكريمة ... 589
فهرس الحديث ... 608
فهرس الآثار ... 619
فهرس رسم المصحف ... 628
فهرس المصادر ... 632
الخاتمة
يمكن ان نختم هذا البحث بما يلي :
1- ان مكتبة المخطوطات العربية ما تزالُ عامرةً بكنوز التراث الفكري الاسلامي في مختلف المعارف ، ولاسيما فيما يخص المعارف المتعلقة بدراسة القران وكتاب الإيضاح في القراءات لاحمد بن أبي عمر واحد من تلك الكنوز التي ظلت حبيسة لما يقارب عشرة قرون ، وقد حوى مادة ضخمة في ميدان علوم القران والقراءات ، واشتمل على كم كبير من النقول والآراء والأحكام التي تجعله واحدا من أهم كتب علوم القرآن والقراءات .(1/15)
2-صَوّرَ كتابُ الإيضاح الإزدهار الذي بلغته بيئة المشرق الاسلامي ولاسيما في نيسابور وما حولها ، والجهد الذي بذله علماء تلك البيئة في سبيل دراسة القرآن وعلومه ، وقد حَفظَ هذا الكتاب القيم آراء هؤلاء العلماء بعد أن فقدت كتبهم .
3-إن من أهم سمات هذا الكتاب هو الشمول والاستقصاء فكم من باب أوفاه الأندرابي حقه من البحث والشرح لا نجد في الكتب الاخرى كما هو في الإيضاح ، وإذا عرفنا تقدم هذا الكتاب في زمانه أدركنا أهميته وقيمته .
4-انفرد الأندرابي بذكر أبوابٍ لا نظير لها في كتب علوم القرآن المعروفة مثل باب معرفة الفواصل و أبواب العدد القرآني .
5-جمع الأندرابي في كتابه بين اسلوب المحدثين وعلماء القرآن و العربية ، حين اعتنى عناية فائقة بذكر الأسانيد في جل أبواب كتابه .
6-إنَّ من الغريب أنْ يغفلَ الزمان عن ذكر عالم مثل الاندرابي وعن كتابه مثل الإيضاح فقد بُنِيَ هذا الكتاب وفق منهج دقيق ، وجاءت أبوابه متناسقة بترتيب موضوعي ومنطقي متقن ، و إذا كانت كتب التراجم قد غفلت عن هذا العالم الفذ فان كتابه الإيضاح كان خير مفصح عن مكانته وسعه علمه .
7-يمكن أنْ يكون هذا الكتاب مادةَ بحث للدارسين في موضوعاته المختلفة ولاسيما ما يتعلق بجهوده في علوم القرآن ، وجهوده في مجال الدراسة الصوتية ، ومباحث الوقف والابتداء فيه .(1/16)
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على نبيه الصادق الامين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فقد حَظي كتاب الله العزيز بجهود كبيرة في سَبيل الحِفاظ على سَلامة نُطقه ، وكَشف أسرار إعجازه، و تعريف الناس بفضل قراءته و تعليمه، و إرشادهم إلى آدابه و معانيه، و تنظيم الدرس لمن يبغي أن يتلقى شيئاً من علومه، و ظَلَّ جزء من تلك الجهود حَبيساً في مخطوطات تحتفظ بها مكتبات العالم، و حُبِسَ معها علم غزير كثير النفع.
و لهذا فإنَّ النهوض بتحقيق النصوص العربية الاسلامية القديمة هو أحد أهم وجوه النهوض بمجد هذه الامة، و هو صورة لتجديد ذكرى رجالها، الذين أحرزوا في علوم العربية المختلفة تفوقاً تشهد لهم به كتبهم التي ظَلَّت حتى اليوم مصدر تدريس علوم القرآن و العربية.
و كتاب الايضاح في القراءات هو واحد من تلك الكُتب التي حُبسَ علمها منذ قرون طويلة، و هو موسوعة في علوم القرآن و القراءات، و لم يعرف له ذكر أو صدى في الكتب العربية المماثلة، غير أنَّ القارئ لهُ يُدرك الثروة العلمية التي يضمها و الحيف الذي أصابه بالغفلة عنه.
و كنتُ قد اطلعتُ على نُسخةِ الدكتور غانم قدوري حمد من المخطوطة، و كان قد نظرَ فيه، و أفاد منه، و نَبَّهَ إلى قيمته العلمية و أهمية تحقيقه، فوقع في نفسي أن أقوم بتحقيقه، و لّما رأيتُ ما فيه من غزارة العلم و جودة التصنيف إزداد أملي في إخراج الكتاب محققاً، و الكشف عن علم صاحبه، و نشر ما طُوِيَ من خَبَرِهِما معاً.
و كانت سعة الكتاب و ضخامته عائقاً في سبيل إخراجه كاملاً مُحققاً، لكن ما لا يدرك كُلُّه لا يُترَكُ جُلُّه، فأشار الأساتذة الأفاضل عليَّ بتحقيق قسمه الأول المتألف من ثلاثةٍ و خمسين باباً في علوم القرآن، و قد حَوى مادة أصيلةً مُسْتقلةً عن مادة القسم الثاني و هي القراءات القرآنية، و عسى أن يوفقني الله لإكمال العمل ونشر الكتاب كاملاً.(1/17)
و قد قَسَّمتُ العمل في هذه الرسالة على قسمين: جعلتُ الأول للدراسة و الثاني للنص المُحقق.
و ضَمَّنْتُ الدراسة بابينِ عَرّفتُ في الأول بالمؤلف و الكتاب، و جعلتُ الفصلَ الأول للمؤلف فذكرتُ ما جاء فيه، ثمَّ ذكرتُ شُيوخه الذين ذُكِروا في كتابه، و عَرَضتُ لِما قيل في تأليفه لأكثر من كتاب، و جعلتُ الفصل الثاني للكتاب فعرضتُ لِما فيه من موضوعات، و المصادر التي أفاد المؤلف منها في تأليفه، و بيَّنتُ أهمية الكتاب و قِيمته، ثمَّ وصفتُ نسخته المخطوطة، ثُمَّ بَيَّنتُ منهج التحقيق.
و في الباب الثاني عَرَّفتُ بأهم المباحث التي جاءت بها أبواب الكتاب و هي مباحث علوم القرآن، و تشمل تدوينه، و تأليف المصحف و ما يتعلق به، ثُمَّ القراءات و روايتها، ثُمَّ المَباحث اللغوية من الأصوات و الرسم و الوقف.
ثُمَّ يَجِيء القسم الثاني من الرسالة و هو النص المُحقق.
و قد تنوعت مصادر التحقيق بسبب تنوع موضوعات ابواب الكتاب و ان كانت ترجع كلها الى علوم القرآن، و اهم تلك المصادر كتب علوم القرآن كالاقناع لابن الباذش، و غاية الاختصار للعطار الهمداني، و جمال القراء للسخاوي، و الاتقان للسيوطي و غيرها، و كتب التفسير كتفسير الطبري، و تفسير القرطبي، و تفسير ابن كثير، و كتب الحديث و لا سيما الصحاح و السنن، و كتب القراءات كالسبعة لابن مجاهد، و التيسير للداني، و النشر للسيوطي، و كتب التجويد كالتحديد للداني، و الموضح لعبد الوهاب القرطبي، و التمهيد للعطار الهمداني، و جهد المقل للمرعشي، و كتب علوم العربية ككتاب سيبويه، و المقتضب للمبرد، و شرح المفصل لابن يعيش، و كتب الفقه كالام للشافعي، و شرح معاني الاثار للحنفي، و المغني لابن قدامة الحنبلي، و غير ذلك من معاجم اللغة و البلدان، و دواوين الشعر.(1/18)
و قد تمثلت ابرز صعوبات تحقيق هذا الكتاب في عدم العثور على بعض ما جاء فيه من الأحاديث الشريفة و الآراء و الآثار، نظراً لضخامة مادة هذا الكتاب من جهة و لنقل المؤلف جزءاً من مادته من مصادر لم تصل الينا، و قد صَعُبَت ايضاً قراءة بعض العبارات التي طمست في المخطوطة و لا سيما انه ليس لهذه المخطوطة نسخة اخرى نعرفها حتى الآن تُعين في قراءة تلك العبارات.
و أنا ألتمسُ العُذرَ سَلَفاً لِما لم أتمكن من تَخْرِيجِه من حديث أو رأي أو أثر، و لا أشك مع ذلك أنَّ هذا الكتاب مُفيدٌ لِكُلِّ طالب علمٍ في القرآن و فيه مادة عظيمة النفع له، بل لكل مسلم، و أرجو أن يكون عملي هذا خالصاً لله تعالى سائلةً النَفعَ به، و من الله الصواب، و إليه المرجع و المآب.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين(1/19)
الحمد لله الذي فطرنا على أحسن الفِطَر (1) ، وهدانا لأرشد المِلَل (2) ، وكَرَّمَنا بالقرآن العربي، وشَرَّفَنا بالنبيِّ الأُمِيِّ نحمده على النِعَم الجليلة والمواهب الجَزيلة، حمداً يَزيدُ فلا يَبِيِدُ، ويتصل فلا ينفصل، ونشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لايموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، جاء بالحق وصدق المرسلين ، صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين، وعلى أزواجه امهات المؤمنين وعلى جميع الملائكة والأنبياء والمرسلين، وعلى عباد الله الصالحين وسلم تسليما. وبعد فقد طال عليّ إلحاحكم ،معشر أصحابي ، أسعدكم الله بمرضاته – باستدعاء كتاب في القرآءات يشتمل على عظم ما يحتاج اليه القاريء والمقريء ، موضّحا مشروحا ، فاجبتكم الى ذلك توخيا لصفوكم ، والتماسا لمسارِّكم ، ورغبة الى الله –عز وعلا-في صوالح أدعيتكم ، على أن أُقْدِّمَ فيه قبل ذكر القرآءات أبوابا كثيرة ، كلّ باب في صنف من العلم الذي لايستغني عنه طالب علم القراءة ، وأذكر في آخر كل باب ما فيه من الفائدة للقارئ من غير أن أقول فيه برأي مثبتاً.
وسميتُ الكتابَ بالإيضاح في القراءات ليوافق أسمه معناه و أنا أرجو أن يكون كتابي هذا لمن ائتَمَّ به كافيا ، ولمن أستغنى به عما سواه مغنيا ، أسأل الله عزَّ اسمه إلهام الرأي لِما نَوَيْتُ والتوفيق لِما قَصَدْتُ ومنه جلّت عظمته أستمدُّ العصمة من السهو و الزلل، و الحفظ من الخَطا و المَسارِ الى الخطأ إنّه أجلّ من يُرْغَبُ إليه و يُسأل .
الباب الأول : في ذكر بعض ما جاء في فضائل القرآن وأهله وأخلاقهم ونعوتهم وصفاتهم وما يكره
__________
(1) الفِطَر: جمع الفِطْرَة و هي ما فَطَر الله عليه الخَلَّق من المعرفة بِه. ينظر: لسان العرب ، مادة (فطر) 6/362.
(2) المِلَلْ: جمع المِلَّة و هي الشريعة و الدين. ينظر: لسان العرب مادة (ملل) 14/154.(1/20)
لهم اذا جفوه.
الباب الثاني : في ذكر نزول القرآن على سبعة أحرف وآختلاف العلماء في تفسير ذلك .
الباب الثالث: في ذكر كيفية أخذ القرآءة والاختلاف بين القراء على عهد رسول الله صلى الله
عليه.
الباب الرابع : في ذكر تأليف القرآن وجمعه في المصحف ، ومَنْ جمعه ، وكيف جُمِع, وما السبب
الداعي الى جمعه.
الباب الخامس : في ذكر آختلاف هجاء المصاحف وآتفاقه ، وتوجيهها الى الامصار وسبب
اختلافها [بالزيادة والنقصان] (1) .
الباب السادس: في ذكر /2و/ الحروف التي التي كُتِبَ بعضها على خلاف بعض في المصحف
وهي في الأصل واحدة.
الباب السابع : في ذكر فضل قرآءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب.
الباب الثامن : في ذكر معنى المصحف والكتاب والقرآن والسورة والآية والكلمة والحرف وغير ذلك.
الباب التاسع : في ذكر السبع الطول والمثاني والمئين والطواسين والحواميم والمفصل والمسبحات وغير ذلك .
الباب العاشر : في تَنْزِيل الكتاب , وترتيب نزول السور المكية والمدنية, وكم نزلت منها بمكة , وكم نزلت بالمدينة.
الباب الحادي عشر : في ذكر عدد سور القرآن والاختلاف في ذلك .
الباب الثاني عشر : في ذكر تَنْزِيل سور القرآن كلها على التفصيل, ومواضع نزولها مع ذكر الآيات المكّيات في السور المدنية, والمدنيات في (2) السور المكية, وآختلاف الروايات في ذلك.
الباب الثالث عشر: في ذكر ما نزل بمكة وحكمه مدني, وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وغير ذلك.
الباب الرابع عشر: في ذكر تسمية السور ومعرفة السور المختلف في أسمائها.
الباب الخامس عشر: في ذكر عدد آي القرآن وكلامه وحروفه جملة.
الباب السادس عشر: في ذكر آختلاف القرّاء في عدد آي كل سورة.
الباب السابع عشر: في ذكر الترغيب في عقد الآي بالأصابع.
__________
(1) ما بين المعقوفين مطموس في الأصل، و أكملته من عنوان الباب في موضعه.
(2) في الأصل (سور المكيّة).(1/21)
الباب الثامن عشر: في ذكر بيان فواصل السور (1)
الباب التاسع عشر: في ذكر ما يعّد من الآي , وربما يلتبس على القارىء ويشكل.
الباب العشرون: في ذكر ما لا يعّد وربّما يلتبس ويشكل على القارىء.
الباب الحادي والعشرون: في ذكر أجزاء الثلاثين.
الباب الثاني والعشرون: في ذكر أجزاء الستين.
الباب الثالث والعشرون: في ذكر تفضيل اعراب القرآن, والحث على تعلمه, وذم اللحن وكراهيته.
الباب الرابع والعشرون: في ذكر صفة قراءة رسول الله صلى الله عليه وأصحابه وتابعيهم, رضي الله عنهم أجمعين.
الباب الخامس والعشرون: في ذكر ما يستحب من تحسين اللفظ وتزيين الصوت بقراءة القرآن.
الباب السادس والعشرون: في ذكر الحدر والترتيل وغير ذلك مما يحتاج اليه القاريء.
الباب السابع والعشرون:/2ظ/ في ذكر اللحن الخفي ومقالات أرباب الصناعة في ]ذلك[ (2) .
الباب الثامن والعشرون:في ذكر مخارج الحروف وهي المواضع التي تنشأ منها حروف العربية.
الباب التاسع والعشرون: في ذكر أجناس الحروف وأصنافها وصفاتها وألقابها.
الباب الثلاثون: في ذكر ما ينبغي للقارئ والمقرئ.
الباب الحادي والثلاثون: في ذكر سبب اجتماع الناس على قراءات القرّاء المعروفين وإقتدائهم بهم في أمصار المسلمين دون غيرهم.
الباب الثاني والثلاثون: في ذكر الأسانيد التي نقلت لنا قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين.
الباب الثالث والثلاثون: في ذكر ترجمة أسامي ذوي الاختيار على سبيل الاختصار.
الباب الرابع والثلاثون: في ذكر كيفية الاستعاذة ومعرفة معانيها.
زيادة مذكورة في الباب نفسه.
الباب الخامس والثلاثون: في ذكر التسمية.
الباب السادس والثلاثون: في ذكر تغليظ اللام من اسم الله عز وعلا والترقيق.
الباب السابع والثلاثون: في ذكر التأمين.
الباب الثامن والثلاثون: في ذكر التكبير.
__________
(1) عنوان الباب في موضعه (في ذكر معرفة الفواصل).
(2) زيادة ذُكرت في موضع الباب.(1/22)
الباب التاسع والثلاثون: في ذكر سجدات التلاوة.
الباب الاربعون: في ذكر إلحاق (1) هاء الاستراحة عند الوقف على المبينات.
الباب الحادي والاربعون: في ذكر أوزان فواتح السور التي هي على حروف المعجم.
الباب الثاني والاربعون: ذكر الادغام والتبيين.
الباب الثالث والاربعون: في ذكر اشمام الحرف (2) المدغم اعرابه.
الباب الرابع والاربعون: في ذكر تحقيق الهمز والتليين.
الباب الخامس والاربعون في ذكر التقاء الهمزتين من كلمة كانتا أو كلمتين متفقتي (3) الاعراب كانتا أو مختلفتين.
الباب السادس والاربعون: في ذكر الامالة والتفخيم.
الباب السابع والأربعون: في ذكر السكت والتمكين.
الباب الثامن والاربعون: في ذكر المدات وأوزانها ومقاديرها.
الباب التاسع والاربعون: في ذكر فتح ياءات الإضافة واسكانها.
الباب الخمسون: في ذكر الياءات التي حذفت من الخط في المصحف, وأختلاف القرّاء في اثباتها واسقاطها. /3و/
الباب الحادي والخمسون: في ذكر الوقف والابتداء مجملا على ماذكره العلماء بالقرآن.
الباب الثاني والخمسون: في ذكر كيفية الوقف على الحروف التي تختلف بالضم والكسر والفتح.
الباب الثالث والخمسون: في ذكر كيفية الوقف على هاء التأنيث التي تلحق أواخر الاسماء المفردة.
فذلك ثلاثة وخمسون بابا ، منها ما يشتمل على فصل , ومنها ما يشتمل على فصلين، ومنها ما يشتمل على ثلاثة فصول أو أربعة أو خمسة أو أكثر, ، وسيأتي شرح جميع ذلك مع ما للقاريء من الفائدة في كّل باب، ثم يأتي من بعد ذلك ذكر اختلاف القرّاء في الحروف التي اختلفوا فيها من حروف القرآن مع شرح مذاهبهم فيها واختلاف الروايات عنهم في كلّ حرف، سورة بعد سورة، من فاتحة الكتاب إلى خاتمته إن شاء الله.
__________
(1) مطموسة في الأصل.
(2) في الاصل ( الحروف).
(3) في الاصل (متفقتين).(1/23)
أسأل الله تعالى التوفيق للصّواب والعصمة من الزل في القول والعمل، و عليه تُكْلاني (1) ،واليه أُنيب
الباب الأوَّل
في ذكر بعض ما جاء في فضائل القرآن وأهله وأخلاقهم ونعوتهم وصفاتهم وما يُكره لهم إذا جَفَوه .
أخبرنا أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسين -رحمه الله ، قال:أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن ابراهيم قراءة عليه, قال حدثنا عبد الرحمن بن الحسين القاضي ، قال حدثنا اسحاق بن منصور ومحمد بن كيسان، قال اسحاق: أخبرنا اسحاق بن سليمان الرازي، عن جرّاح الكندي, عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلّمي، عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلىالله عليه وسلّم: خِيارُكم مَنْ تَعَلَّمَ القرآنَ وعَلّمَهُ (2) .
قال أبو عبد الرحمن : وذاكَ الذي أجلسني هذا المجلس (3) ، وكان يقرىء القرآن (4) ثم قال: فَضْلُ القرآنِ على سائر الكلام كفَضْلِ الله على سائر خلقه، وذلك لأنه منه (5) .
__________
(1) التُكلان مصدر مثل التوكل.
(2) المصنَّف 10/502، المعجم الكبير 8/253، و هذا حديث مشهور و لفظه في البخاري 6/236، و سنن الترمذي 5/159، و فضائل القرآن للنسائي 87-88، و ابن ماجة 1/77 (خيركم).
(3) جَلَس يقرئ القرآن اربعين سنة في مسجد الكوفة الجامع، ينظر السبعة 68، و غاية النهاية 1/413.
(4) ينظر: سنن الدارمي 2/441، سنن الترمذي 5/159، 169، الترغيب و الترهيب 2/345.
(5) ينظر: كنز العمال 1/516.(1/24)
وأخبرنا أبو عمرو قال: أخبرنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن العبّاس بن حمزة ومؤمل بن الحسين بن عيسى، قالا: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، قال: حدثنا يعقوب بن اسحاق الحضرميّ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن بديل قال: أخبرني أبي، عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى لله عليه وسلم: إنَّ للهِ أهلِيَن من الناس، قِيلَ: مَنْ هُمْ يارَسُولَ الله ؟ قال: أهلُ القرآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخاصَّتُهُ (1) .
/3ظ/ وأخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو سعيد، قال حدثنا أبو العباس محمد بن اسحاق السرّاج إملاءً، قال: حدثنا العباس بن أبي طالب، قال حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن بسّام، قال:حدثنا سعد بن سعيد الجرجاني، وذَكَر من فضائله، عن نهشل أبي عبد الله، عن الضحاك، عن ابن عباس-رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه : أشرافُ أُمتي حَمَلَةُ القرآنِ وأصحابُ الليل (2) .
__________
(1) سنن الدارمي2/433، فضائل القرآن للنسائي 83، الترغيب و الترهيب 2/354، كنز العمال5/512، فضائل القرآن لابن كثير ص 86.
(2)
(1) المعجم الكبير 12/98، كنز العمال 1/510.(1/25)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري، قراءةً عليه-رحمه الله- قال:أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن أحمد بن عبدان، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن أبان بن محمد بن أبان الشارذيني، قال: حدثنا أبو منصور نصر بن داود بن طَوْق، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلأّم، قال: حدثنا أبو اليقظان عمّار بن محمد الثوري وغيره، عن أبي اسحاق الهجري، عن الأحوص, عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إنَّ هذا القرآنَ مَأدُبَةُ الله فتعلّموا مِنْ مَأدبتِهِ ما اسْتَطعتُم ، إنَّ هذا القرآنَ حَبلُ الله، وهو النورُ المبينُ، والشِفاءُ النافعُ، عِصمةٌ لمنْ تمسكَ بِه، ونجاةٌ لمنْ تَبعَه، لايَعْوَجُّ فَيُقَوّم، ولا يَزِيغُ فيُسْتَعتَب، ولا تنقضي عَجائِبُه، ولا يَخْلَقُ عن كَثْرَة الردّ، فأتلوهُ فإنَّ اللهَ يأجرُكُم على تِلاوتِه بِكُلِ حرفٍ عشرَ حسناتٍ، أما إنّي لا أقولُ ألم، ولكن ألفٌ عَشْر، ولام عشر ، وميمٌ عَشْر (1)
أبوعبيد قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن محمد بن طلحة، عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود-رضي الله عنه-، قال: إنَّ كُلَّ مُؤدبٍ يُحِّبُ أن تُؤتى أُدُبُه وإنَّ أدب اللهِ القرآنُ (2)
__________
(1) فضائل القرآن لأبي عبيد 1/240، سنن الدارمي 2431، المعجم الكبير 9/130، الترغيب و الترهيب 2/354 فضائل القرآن لابن كثير 10-11.
(2) فضائل القرآن لأبي عبيد 1/278، سن الدارمي 2/433، كنز العمال 5/514.(1/26)
أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه, عن عقبة بن عامر الحهني، قال: خَرَجَ عَلينا رسول الله صلى الله عليه ونحن في الصُفَة فقال: أيّكم يُحِبُ أن يَغدو كُلَّ يَومٍ الى بطحانَ أو العقيق، فيأخُذَ ناقتين كوماوينِ زهراوينِ في غيِر إثم ٍ ولا قَطيعةِ رَحِم، قُلنا: كُلنا يا رسولَ الله يًحِبُ ذلك، قال: فَلأَن يَغدوَ أحدُكُم كلَّ يومٍ الى المسجدِ فيتعلمَ آيتينِ من كتابِ اللهِ -عز وجل-خيرٌ لَه من ناقتينِ، ومن ثلاثٍ، ومن أعدادِهنَّ من الإبل (1) .
أخبرنا الشيخ الحافظ أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البَجَلي-رحمه الله-قال: أخبرنا أبو النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشرمغولي، قال: أخبرنا أبو جعفر ابن عبد الجبار الراءاني ، قال: حدثنا أبو أحمد حمُيد بن زَنجَوَيه ، قال: حدثني أبو بكر /4و/بن أبي شيبة قال:حدثنا حسين بن علي, عن حمزة الزيات ،
عن المختار الطائي، عن ابن أخي المختار (2) الطائي، عن ابن أبي الحارث الأعور, عن الحارث، قال:
__________
(1) فضائل القرآن لأبي عبيد 1/236-237، و ينظر: صحيح مسلم 1/293، سنن أبي داود 2/72.
(2) الاسم مطموس في الاصل و هو هنا كما في سنن الترمذي.(1/27)
دَخلتُ المسجد فإذا الناس يخوضون في الاحاديث، فدخلتُ على عليّ فقلت: يا أمير المؤمنين, أما ترى الناسَ يخوضونَ في الاحاديث؟ فقال: أوقدْ فَعلوها ؟، قلت: نعم, قال: أما إنيّ سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه يقولُ: إنها سَتَكونُ فِتَنٌ, قلتُ: فما المَخرجَ منها يار سولَ الله ؟ قال: كِتابُ الله كتابُ الله فيه خَبر ما قبلكم, ونبأُ ما بعدكم، وحُكْمُ ما بينكم, هُو الفَصْلُ ليسَ بالَهْزلِ، هُو الذي لا تزيغُ بِه الأهواءُ، ولايشبعُ منه العلماء، ولا يَخْلَقُ عن كثرة ردٍّ، ولاتنقضي (1) عجائِبُه، هو الذي مَنُ تَركَهُ مِنْ جبارٍ قَصَمَهُ الله, ومَنْ ابتغى الهُدى في غَيرهِ أضلّهُ الله. هُو حَبلُ اللهِ المَتين، وهو الصِراطُ المستقيم، هو الذي مَنْ عَمِلَ به أُجِر، ومن حَكَمَ به عَدَل، ومن دَعا اليه دَعا إلى صراطٍ مستقيم (2) .
__________
(1) في الاصل (ينقضي).
(2) سنن الدارمي 2/435، سنن الترمذي 5/158-159، مجمع الزوائد 7/164، فضائل القرآن لابن كثير 10.(1/28)
حمُيد بن زنجويه قال: حدثنا أبو نعيم , قال: حدثنا بشير بن المهاجر الغنوي، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كُنتُ جَالسا عِند النبي صلى الله عليه، فسَمِعتُه يقولُ:تَعَلَّمُوا سورةَ البقرة، فإنَّ أخذها بَرَكة وتَركَها حَسْرة (1) ، ولا يَستطيعُها البَطَلَة، ثمُ سَكَتَ سَاعةً، ثم قال: تَعَلّموا القُرآنَ، سورةَ البقرةِ وآلَ عِمرانَ فإنهما الزَهراوانِ، وإنهما تُظِلاّنِ صَاحِبَهُما يومَ القيامة، كأنهما غَمامَتان أو غَيَايَتان أو فِرْقَان من طَيَّر صَوافَّ، وإنَّ القرآنَ يأتي صَاحبه يَومَ القيامةِ حينَ ينشقُ عنه قبرهُ كالرجلِ الشاحب فيقول له: هل تعرفني ؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صَاحِبُكَ القرآن، الذي أظمأتُك بالهَواجر، وأسهرتُ لَيلَك، وإنَّ كلَّ تاجرِ مِن وَراءِ تِجَارته، فَيُعْطَى الملكَ بِيَمِينه ، والخُلدَ بشماله، ويُوضَعُ على رَأسه تَاجُ الوقار، ويُكْسَى والداه حُلَّتَينِ لايقومُ لهما أهلُ الدُنيا، فيقولان:بِمَّ كُسِينا هذا؟ فيقال لهما: بأخْذِ وَلدِكُما القُرآن، ثم يُقالُ: إقرأ واصْعَدْ في دَرَج الجنّةِ وغُرَفِها، فَهُو في صُعودٍ ما دام يَقرأ هَذَاً كان أو ترتيلا (2) .
قال: حدثنا أبو الأسود، قال: حدثنا ابن لهيعة ، عن حُيي, عن الحُبُلِيّ، عن عبد الله بن عمرو، أنّه قال: كُلُّ آيةٍ في القُرآن دَرجةٌ في الجَنةِ ومِصباحٌ في بُيُوتكم (3) .
حُميد قال: حدثنا أبو الأسود, قال: حدثنا ابن لهيعة، عن زبّان بن فايد، عن سهل، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه /4ظ/, قال: مَنْ قَرأ القُرآنَ فأحْكَمه وعَمِلَ بما فيه ألبسَ والداه يومَ القيامة تاجا ضوؤه
__________
(1) صحيح مسلم 2/197، المعجم الكبير 11/249.
(2) سنن الدارمي 2/450-451، فضائل القرآن لأبي عبيد 1/267، كنز العمال 5/571.
(3) كَنْز العمال 5/517.(1/29)
أحسنُ مِنْ ضَوءِ الشَمس في بَيتِ من بُيوتِ الدُنيا لو كانتْ فيه, فما ظَنكُم بالذي عَمِل (1) ؟
حُميد قال:حدثنا الأصبغ بن الفرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، أخبره عن ذويد، عن مالك بن كثير, عن عبد الرحمن بن حجيرة ، قال:لأَنْ أقرِىءَ آيةً مِن القرآن أحَبُ إليَّ من أنْ أقرأ مئة آية (2) .
. أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام-رحمه الله- قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد العدل, قال: حدثنا أبو يحيى البّزار، قال: حدثنا علي بن الحسن الذهلي، قال: حدثنا عمر بن هارون، عن اسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله ابن أبي المهاجر، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنْ قرأ القرآن فرأى أحداً أُعْطي أفضل ممّا أُعطي، فقد عَظَّمَ ما حَقَّرَ الله، وحَقَّرَ ما عَظَّم الله (3) .
وأخبرنا أبو محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن، قال: حدثنا ابو بكر محمد بن عبد الله بن قريش، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو نعيم الحلبي، قال: حدثنا محمد بن اسماعيل بن أبي فُدَيك، عن عمرو بن كثير، عن أبي العلاء، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه : أفضلُ العبادةِ قِراءةُ القرآن (4)
__________
(1) سنن أبي داود 2/70، مجمع الزوائد 7/161، الترغيب و الترهيب 2/349، 355.
(2) فضائل القرآن لأبن الضريس 3/92-93.
(3) فضائل القرآن و تلاوته 120، فضائل القرآن لابن كثير 92.
(4) فضائل القرآن و تلاوته 116، مقدمة ابن عطية 256.(1/30)
وأخبرنا أبو محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد العدل، قال حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حَدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد، عن حَجّاج، عن عطية، عن ابن عباس-رضي الله عنه- في قول الله تعالى (قُلْ بِفَضلِ اللهِ و بِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ ) ]يونس58[ قال: فضل الله الاسلام، وبرحمته أن جعلكم من أهل القرآن (1) . أخبرنا الشيخ أبو القاسم عمر بن أحمد السنيّ-رحمه الله-، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف، قال: حدثنا أحمد بن الحسين، قال حدثنا محمد بن داود، قال: حدثنا عمر بن محمد المهنديّ، قال: حدثنا محمد بن حفص بن عمر الطنافسيّ، قال حدثنا أبو عمر الدوري، قال: حدثنا سَورة بن الحكم، عن حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه: يا حمَلَة القُرآن إنكم المخصوصونَ بِرَحمة اللهِ، المُعَلَّمون كلامَ الله، المقَرَبون الى الله, مَنْ وَالاهم فَقَدْ وَالى الله /5و/ , ومَنْ عَاداهم فَقَدْ عادى (2) الله (3) . يدفعُ الله عن مستمعِ القرآنِ بلوى الدنيا، ويدفعُ عن قارئ القرآنِ بلوى الآخرةِ، يا حَمَلةَ القرآنِ تحبّبوا الى الله بتوقيرِ كتابهِ يَزِدْكُم حُبّاً ويُحَبِّبْكمْ الى عِبادِهِ (4) .
__________
(1) المصنف 10/502، مقدمة ابن عطية 258، الجامع لأحكام القرآن 8/253.
(2) في الأصل (عاد).
(3) كنز العمال 5/523.
(4) المصدر نفسه 5/547.(1/31)
وأخبرنا عمر بن أحمد السني. قال: أخبرنا أبو الحسن, قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر، قال: حدثنا الخليل بن محمد بن الخليل الواسطي بواسط، قال: حدثنا تميم بن المنتصر، قال: حدثنا اسحق الأزرق، عن شريك، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه: القرآن غِنَى لا فقرَ بَعده (1) .
أخبرنا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي الخشاب -رضي الله عنه-، قال: أخبرنا محمد بن القاسم الفارسي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد، قال: حدثنا : ابو يحيى البزار، قال: حدثنا علي بن الحسن الذهليّ، قال: حدثنا عمر ابن هارون، عن اسماعيل بن رافع، عن اسماعيل بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنُ قَرَأ القرآنَ فكأنما استُدرِجَتْ النبوةُ مِنْ جَنبيهِ إلاّ أنّهُ لا يُوحى اليه (2) .
وأخبرنا محمد بن علي، قال: أخبرنا محمد بن القاسم، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد العدل، قال: حدثنا أبو يحيى البزار، قال: حدثنا محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا ابن نُمَيْر، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي امامة –رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه : مَنْ قَرأ ثُلثَ القُرآن أُعطي ثُلثَ النُبوة، ومَنْ قَرأ نِصفَ القُرآن أُعطيَ نِصفَ النُبوةِ، ومَنْ قَرأ ثُلثَي القُرآن أُعطِي ثُلثَي النُبوة، ومَنْ قَرأ القرآنَ كلٌه أُعطي النُبوةَ كلّها (3) .
__________
(1) المعجم الكبير 1/255، المصنف 10/467، التمهيد للعطار 106، كنز العمال 5/516-517، فضائل القرآن لابن كثير 86.
(2) فضائل القرآن لابن الضريس 1/و73، الترغيب و الترهيب 2/352، مجمع الزوائد 7/159، فضائل القرآن لابن كثير 92.
(3) الجامع لأحكام القرآن 1/8، كَنْز العمال 5/524، و ينظر: أخلاق حملة القرآن 46، جمال القراء 1/50.(1/32)
أخبرنا أبو محمد وأبو القاسم وأبو سعيد، قالوا: أخبرنا أبو الحسن الفارسيّ، قال: حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن ابراهيم المعدّل ، قال: حدثنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الأزديّ، قال: حدثنا موسى بن سهل الوشاء، قال :حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا الهيثم بن جماز، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أعبدُ الناسِ أكثرُهُم تِلاوةً للقرآنِ، وإنّ أفضلَ العبادةِ كلها الدعاءُ (1) .
أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين المقرىء البخاري إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عَوَانَة، عن قتادة، عن زُرَارَة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة-رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله /5ظ/ صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السَفَرَة الكرام البَرَرَة (2) ، والذي يُتَعْتِعُ فيه له أجران (3)
. وأخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا محمد بن أشرف، قال: حدثنا ابراهيم بن عَمْرَوَيْه، قال: حدثنا محمد بن نصر، قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن برد، عن مكحول، أنٌ أبا ذر جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، إني أخافُ أنْ أتعلّمَ القرآنَ ولا أعملَ به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يُعذّبُ اللهُ قَلباً أسكنَهُ القُرآن (4) .
__________
(1) كَنْز العمال 5/51.
(2) في الأصل (البرة).
(3) صحيح مسلم 1/549، سنن الترمذي 5/157-158، سنن ابي داود 2/72، سنن ابن ماجة 2/1242.
(4) كَنْز العمال 5/536، و ينظر: سنن أبي داود 2/190(1/33)
وأخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن، قال: حدثنا أبو بكر بن الانباري، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا حسين بن عبد الأول، قال: حدثنا محمد بن الحسن ، قال: حدثنا عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: مَنْ شَغَلَه قِراءةُ القرآن عن دُعائي ومَسألتي أعطيتهُ أفضلَ ثوابِ الشَاكِرين، قال: وفضلُ كلامِ الله-عزّ وجل- على سائرِ الكلامِ كفضلِ اللهِ على خلقِهِ (1) .
وأخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال حدثنا أبو بكر بن سلم، قال: حدثنا ابن عبد الخالق، قال: حدثنا قاسم, قال: حدثنا ابن نمير، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ما اجتَمَعَ قومٌ في مسجدٍ من مساجدِ الله يَتلونَ كتابَ اللهِ ويتدارسونه بينهم إلا نَزَلَت عليهم السَكِينة، وغَشيتهم الرحمة، وحَفَّت بِهم المَلائكة، وذَكَرَهُم اللهُ فيمنْ عِندَهُ, ومن أبطأ به عَمَلُهُ لم يُسرعْ به نسبُهُ (2) .
وعن زِرِّ بن حُبَيْشٍ، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: يُقالُ لصاحبِ القرآنِ إقرأ و ارْقَهْ، ورَتِّلْ، كما كُنتَ تُرَتِّلُ في الدُنيا فإنَّ مَنزلَتك عِند آخِر آيةٍ تقرؤها (3) .
وعن عقبة بن عامر الجهني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كانَ القُرآنُ في إهابٍ ما مسّتْهُ النار (4) .
__________
(1) سنن الترمذي 5/169، سنن الدارمي 2/441، فضائل القرآن و تلاوته 111، فضائل القرآن لابن كثير 86.
(2) في الأصل (علمه) و هو سهو من الناسخ.
(3) المصنف 10/498، سنن الترمذي 5/163، فضائل القرآن للنسائي 97.
(4) فضائل القرآن لأبي عبيد 1/244، المعجم الكبير 17/169-170.(1/34)
وعن قيس بن سكن، عن عبد الله بن مسعود، قال: ما مِن مُسلمٍ يَقرأ حَرفا مِن القُرآن إلا كُتبَ له به عشرُ حسناتٍ (1) .
وعن أبان، عن أنس, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عَلَّمَ آيةً من كِتابِ اللهِ –عز جل- كانَ له أجرُها ما يَلْبَثُ (2) .
وعن عطاء، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: حملةُ القرآنِ في الدنيا عُرفاءُ أهلِ الجنّةِ يومَ القيامة (3)
وعن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه، قال: إنَّ هذهِ القلوب تصدأُ كما يصدأُ الحديدُ، وإنّ جلاءَها تلاوةُ القرآن (4) .
وعن عاصم بن ضمرة، عن علي بن/6و/ أبي طالب -رضي الله عنه- 6و قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنُ قرأَ القرآنَ حتى يستظهرَهُ ويحفظَهُ أدخلَهُ اللهُ الجنة، وشفّعَهُ في عشرةٍ من أهلِ بيتِهِ كلهم قد وجبتْ له النار (5) .
وعن مُرّة، عن ابن مسعود، قال: إذا أردتُم العِلْمَ فأقرؤا القرآن فإنّ فِيه عِلْم الأولين والآخرين.
وعن سعيد، عن قتادة في قوله –عز وجلّ-: (و مَنْ يُؤتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوْتيَ خَيراً كَثِيرَاً ) ] البقرة269[، قال: هو القُرآن.وعن وائلة بن الاسقع, عن النبي صلى الله عليه، قال: أُعطِيتُ السَبْعَ الطُّولَ مَكانَ التَوراة، وأُعطيتُ المِئين مكان الانجيل، وأُعطِيتُ المثاني مَكانَ الزَبُور، وفُضِّلْتُ بالمفصّل (6) .
__________
(1) ينظر المصنف 10/461، فضائل القرآن لأبن الضريس 1/72و.
(2) الجامع الصغير 2/176.
(3) المعجم الكبير 3/132، مجمع الزوائد 7/161، كنز العمال 1/514.
(4) فضائل القرآن و تلاوته 117، كنز العمال 1/548.
(5) سنن الترمذي 5/158، فضائل القرآن لأبن الضريس 1/72و.
(6) تفسير الطبري 1/44-45، مجمع الزوائد 7/158.(1/35)
وقال عليه السلام، حَمَلَةُ القُرآن المخْصُوصُون برحمة الله الملبَسٌون نُورَ الله، المُعلَّمُونَ كَلامَ الله، مَنْ والاهمُ فَقَد وَالى الله ، ومَنْ عَاداهم فقد عَادى الله، ولَقَارِئٌ آيةً مِنْ كِتابِ الله أفضلُ ممّا دُون العرش إلى أصل التُخُوم، ويُدفَعُ عَن قَارئِ القُرآنِ بَلوى الآخِرةِ، ثُم قَال: يا حَمَلةَ القُرآنِ, إنّ أهلَ السَماءِ يُسَمُّونكم أحباءَ الله، فاستحبوا اللهَ بتوقيرِ كِتابِهِ يَزِدْكُم حُبَّاً ويُحبِّبْكم الى عِبادِه.
وعن أبي هريرة, قال: بَعَثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَريةً، فاستقرؤا القرآنَ على أسْنانِهم, فَفَضَلَهُم شابٌ بسورةِ البقرة، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه: أنتَ أميرُ القَوم، قال: فَغَضِبَ شيخٌ في القوم فقال: يا رسول الله، أتؤَمِرُهُ وأنا أكبرُ منه ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه: إنّهُ أكثرُكُم قُرآنا، قال: فقال الشيخ: فواللهِ يا رسولَ الله ، مايمنعني أن أتعلَّم القُرآنَ إلا أنْ أخشى أنّ لا أقومَ بِه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه: تَعَّلَمُوا القُرآن، فإنما مَثلُ حَاملِ القُرآنِ كَمَثَلِ حَامِل جِران مِسك, إن فَتَحَه فَتَحَه طَيِباَ، وإن وعاهُ وعاهُ طيباً (1) .
وقال عليه السلام: ليسَ أحدٌ أولى بالجِدَةِ من حاملِ القرآنِ أقَرَّ القرآنَ في جوفه (2) .
وقال عليه السلام: من قرأ ثلثَ القرآنِ أُعطيَ من ثلثِ النبوة، ومن قَرَأَ ثلثي القرآنِ أُعطيَ من ثلثي النبوةِ، ومن قرأ القرآنَ كُلّهُ أُعطيَ النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة: إقرأ وارقَ بكلِّ آيةٍ حتى يُنجِزَ ما معهُ من القرآن (3) .
__________
(1) سنن الترمذي 5/144، المعجم الكبير 7/196-201، الترغيب و الترهيب 2/352.
(2) لم أجده.
(3) فضائل القرآن و تلاوته 90، الجامع لأحكام القرآن 1/8، فضائل القرآن لابن كثير مع اختلاف في بعض الالفاظ.(1/36)
وقال عليه السلام: لا ينبغي لحاملِ القرآنِ أنْ يرى أنّ أحداً مِنْ أهل الأرض أغنى منه، لو ملكَ الدنيا برحبها (1) . وقال عليه السلام: مَنْ أدامَ النظرَ في المصحفِ مَتَّعهُ الله ببصرِهِ ما دامَ في الدنيا (2) .
وقال عليه السلام: من قرأَ القرآنَ في المصحفِ كُتِبَ له ألفا (3) ألفِ حسنة، ومنُ قرأ في غيِر المصحفِ فألفُ ألفِ حسنة (4) .
وعن رجاء بن حيوة قال: كنّا ذات يوم أنا وأبي جميعا، فقال معاذ بن جبل: مَنْ هذا يا حيوة ؟ /6ظ/ فقال: هذا أبني رجاء، فقال معاذ: هل علمتَهُ القرآن ؟ قال: قلت: لا، قال: فَعَلّمْهُ القرآنَ، فإنّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه يقولُ ما مِنْ رجلٍ علّمَ وَلَدهُ القرآنَ إلا تُوِّجَ أبواهُ يَومَ القِيامة بتَاجِ المُلك، وكُسِيا حُلّتَينِ لم يرَ الناسُ مِثلَهما، ثم ضَربَ بِيَده على كَتِفَي وقال: يا بُني، إن اسْتَطعتَ أنْ تَكْسُوَ أبويكَ يومَ القِيامة حُلّتَينِ فافعل (5) .
وعن كعب الأحبار أنه حَدَّثَ عُمَر –رضي الله عنه- أنَّ في كِتاب الله المُنَّزَل وما أُنزل على موسى: ما تعلم رجل مُسِنٌّ القرآن فأكرهَ نَفْسَه عَليه وتَفَلَّتَ عليه إلا كَتَبَ الله لَهُ بِهِ أجرين, ولا تَعَلَّمه غُلامٌ حَديثُ السنِّ إلا خَلَطَهُ اللهُ بِلَحْمِهِ ودَمِه حتى كَاتَبَه (6) اللهُ رَفِيقَ السَفَرَة. (7) .
__________
(1) لم أجده.
(2) كنز العمال 1/536.
(3) في الأصل (ألفي).
(4) المعجم الكبير 1/221، كنز العمال 1/536.
(5) كنز العمال 1/540، و ينظر مجمع الزوائد 7/160.
(6) كاتبه: كَتَبه.
(7) السَّفرة: الملائكة.(1/37)
وعن ابن عباس –رضي الله عنه، قال: افتخرت السماء على الارض فقالت: أنا أفضلُ، فِيّ العَرش، وفيّ الكُرسِيِّ، وفيّ جَنّة المأوى، وجَنَةِ عَدْنٍ، وفيّ الشمس، وفيّ القَمَر والنُجُوم، وفيّ أرزاقِ الخَلقِ، وفيّ الرحمة، فقالت الأرض: وتَرَكْتِ أن تقولي (1) فيّ الأنبياء، وفيّ بيت الله، فقالت: بلى, ولكن أليس تَتَقلب أضلاع حَمَلةِ القُرآن في بطني ؟ فقال تَعالى: صَدَقتِ يا أرضُ, فكانَ إفتخارُها أن قال لها الرب: صَدَقْتِ (2) .
وعن الأعمش، عن خيثمة، قال: مَرَّتْ بعيسى بن مريمَ إمرأةٌ فقالت: طُوبى لحَجَرٍ حَمَلك, ولِثَديٍّ رضعت منه، فقال: طُوبى لِمَنْ قَرأ القُرآنَ ثم عَمِلَ بِه. وقَد جَاء الخَبَرُ مرفوعا (3) .
وإنما حُذِفَت أسانيدُ هذه الأحاديثِ طَلبا للتخفيف، ولاشتهارها عِندَ رُواة الحديث.
فصل
... فهذه الكرامات لمن تلا القرآن حقّ تلاوته، وهو أن يتبع ما فيه. كذلك روى عكرمة، عن ابن عباس في قوله –عز وجل- : ( الذِينَ آتَينَاهُم الكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ) ]البقرة121[، قال: يتبعونه حَقَّ إتّباعِه (4) ، وعن الحسن في قوله: (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ) قال: يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، ويَكِلُونَ ما أشكَلَ عَلَيهم الى عالمه (5) .
وإنما بدأتُ بِذِكْر فَضَائل القُرآن لأنه أولُ شَيء يحتاجُ اليه القَارئ، وذلك لأنه إذا عَرَفَ فَضْلَه وما له من الثواب فيه، رَغِبَ في تَعَلُمِهِ، واجتهد في تَدَارُسِهِ (6) ، واشتغل بتَعَرُفِ وُجُوهِه ، ومَا لَه وما عليه فيه إبتغاءَ وجهِ رَبّه ورَجاءَ ثَوابه.
فصل
__________
(1) في الأصل (تقول).
(2) لم أجده.
(3) فضائل القرآن لأبي عبيد 1/245، أخلاق حملة القرآن 60، فضائل القرآن و تلاوته و في إسناده ضعف.
(4) ينظر: تفسير الطبري 1/519.
(5) ينظر: المصدر نفسه 1/520.
(6) في الأصل (تدرسه).(1/38)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز بإسناده، عن أبي عبيد القاسم بن سّلام، قال: حدثني أبو أيوب الدمشقي، عن الحسن بن يحيى الخشني، قال: حدثنا زيد بن واقد، عن بشر (1) بن عبد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء ، قال: سُئِلت عائشةُ -رضي الله عنها- عن خُلُقِ رَسول الله صلى الله عليه فقالت:/7و/ كان خُلقُه القرآن يرضى برضاه ويَسخَطُ بِسَخَطه (2) .
قال أبو عبيد: وحدثنا أحمد بن عثمان، عن ابن المبارك، بن فضالة، قال حدثنا الحسن, عن سعد بن هشام، قال: قلت لعائشة: ما كانَ خُلُقُ رسول الله صلى الله عليه ؟ قالت: قال الله عز وجل (و إنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ]القلم4[ كانَ خُلُقُهُ القرآن (3) .
أبو عبيد قال: حدثنا علي بن ثابت، عن مالك بن مِغْوَل، عن رَجُل، عن المسيّب بن رافع، قال: قال عبد الله: ينبغي لقارئ القُرآن أن يُعرفَ بلَيلِه إذا الناسُ نائمونَ ، ونَهَارِهِ إذا النَاسُ مُفْطِرُونَ، وبِبُكَائِه إذا الناسُ يَضْحَكُونَ، وبِوَرَعِهِ إذا الناسُ يَخْلُطُونَ، وبِصَمتِهِ إذا الناسُ يَخُوضُون، وبِخُشُوعِه إذا الناسُ يَخْتالون. قال أبو عبيد: وأحسَبُه قال: وبِحُزنِه إذا الناسُ يَفرَحُون (4) .
__________
(1) قال محققه ]فضائل القرآن[ بُسْر بن عبيد الله: و قد وهم من سمى بشراً بالشين المعجمة، تهذيب التهذيب 1/438.
(2) فضائل القرآن 1/287.
(3) فضائل القرآن 1/288.
(4) فضائل القرآن 1/289، و أخلاق حملة القرآن ص 71.(1/39)
قال أبو عبيد: وحدثنا عمرو بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن ثعلبة بن أبي الكنود، عن عبد الله بن عمرو، قال: من جَمَع القرآن فقد حُمِّلَ أمراً عَظِيماً، وقد اسْتُدْرِجَتِ النُبوةُ بين جَنْبَيه إلا أنّه لا يُوحى اليه، فلا ينبغي لِصَاحبِ القُرآن أن يَجِدُّ فيمن يَجِدُّ، ولا يَجْهَلَ فيمن يَجْهَل، وفي جَوفِه كَلامُ الله عَزَّ وجلَّ (1) .
قال أبو عبيد: وحدثنا عبد الله بن صالح, عن معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو، قال: مَنْ قرأ القرآنَ فقد أضطربتْ النبوةُ بين جَنبَيه، فلا يَنبغي أن يَلعبَ مع مَن يَلعَب، ولا يَرفُثَ مع مَنُ يَرْفُث، ولا يَتَبَطَّلَ مع من يَتَبَطَّل، ولا يَجْهَلَ مع مَنْ يَجْهَل (2) .
قال أبوعبيد: وحدثنا العباس بن أبي العباس – وكان من قُدَماءِ أهلِ الحَديث-، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظيّ، قال: كُنَّا نَعْرِفُ قَارِئَ القُرآن أو كَانَ يُعْرَفُ قارئُ القرآن بِصُفرة اللون (3) .
وقال الشعبي: إذا غَضِبَ حامل القُرآن قال القرآن: أما تَسْتَحي ؟ أنا معكَ في آناءِ الليلِ والنَهارِ فلا تَقْتَدِي بِي، أكْرِمْنِي في الدنيا اكْرِمكَ في الآخرة.
فصل
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز بإسناده عن أبي عبيد قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن مَنْ سَمِعَ سعد بن عبادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه، مامِنْ أحَدٍ تَعَلَّمَ /7ظ/ القُرآنَ ثم نَسِيَهُ إلا لَقِيَ الَلهَ أجْذَم (4) .
__________
(1) فضائل القرآن 1/289، و أخلاق حملة القرآن ص 45.
(2) فضائل القرآن 1/289-290.
(3) فضائل القرآن 1/288.
(4) فضائل القرآن 1/288.(1/40)
وعن مَيمُون بن مهران، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه، قال: يَأتي على النَاس زَمَانٌ يَتَعَلَّمُونَ القُرآنَ، فيَحْفَظُونَ حُروفَهُ، ويُضَيِّعُونَ حُدُودَهُ، فوَيلٌ لَهُم مِمّا جَمَعُوا، و وَيلٌ لهم مِمَا ضَيَّعُوا، إنَّ أولى النَاس بهذا القُرآن من رُؤي عَليه أثَرُه وإنْ لم يَكُن جَمَعه. وإنّ أشْقى الناسِ بهذا القُرآن من جَمَعَه فَلم يُرَ أثرهُ عَليه .
وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنُ قال في القرآن بِغِيِر عِلم فليتَبوأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَار.
وعن قتادة، عن أنس, أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكرَ حديثَ الشفاعةِ وقالَ في آخرِهِ: فأشْفَعُ فلا يَبْقَى في النارِ إلا مَنُ حَبَسَهُ القُرآنُ.
وعن ابن المبارك، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما آمن بالقرآن من اسْتَحلَّ محَاَرِمَه (1) .
وعن العباس بن عبد المطلب، قال:قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه: يَظْهَرُ الدينُ حتى يُجاوِزَ البِحارَ، وحتى يُخاضَ بالخَيلِ في سبيلِ الله، ثم يَنشأُ أقوامٌ يقولونَ: مَنْ أقرأُ مِنّا ؟ ومَنْ أعلَمُ مِنّا ؟ ومن أفْقَهُ مِنّا ؟ ثُمَّ التفَتَ الى الصَحابة فقال: فَهل في أُولئكَ مِنْ خَيرٍ ؟ قالوا: لا، قالَ: فاولئك مِنْكُم, مِنْ هذهِ الامة، واولئكَ هُمْ وَقُودُ النارِ (2) .
وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه: المِراءُ في القُرآنِ كُفْرٌ (3) .
قيل: والفائدة للقارئ في ذِكْر ما في هذا الفصل بَعدَ ذِكْرِ الفَضائل، أن يَعلم أنه يحتاج الى العَمَل بالقرآن مع قِراءتِه، وأنُ لا يَرضى لنفسِه بإقامةِ حُرُوفه وإضاعة حُدُودِه، وأنُ لا يَتَكبر على غيره بِقِراءته ومعرفة عُلومه، بل يَتَواضَعُ لوجهِ رَبِّه كي ينال ثوابه.
الباب الثاني
__________
(1) المصنف 10/537.
(2) اخلاق حملة القرآن 68-69، الترغيب و الترهيب 1/129-130.
(3) المصنف 10/529.(1/41)
في ذكر نزول القرآن على سبعة أحرف, واختلاف العلماء في تفسير ذلك.
أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد – رحمه الله، قال: أخبرنا الشيخ الامام أبو عبد الله محمد بن الهيصم بن أحمد، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد قال: حدثنا أبو سعد الأصطخري القاضي قال: حدثنا أحمد بن منصور الرّمادي، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر, عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن محزمة وعبد الرحمن بن عبدٍ القاريُّ (1) ، أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام وهو يقرأ الفرقان /8و/ في حياة رسول الله صلى الله عليه، فاستَمعتُ قِراءته فإذا هُو يَقرأ على حُروف كَثيرة لم يُقرِئنيها رسولُ الله صلى الله عليه، فكِدْتُ أُساوره في الصلاة, فنظرتُ حتى سلَّم فلمّا سَلَّمَ لَبَبْتُهُ (2) بردائه (3) ،
__________
(1) جاء في مقدمة كتاب المباني 207 انه عبد الرحمن بن القاريّ الصواب ماأورده الاندرابي و هو عبد الرحمن بنُ عبدٍ القاريُّ من جلّة تابعي المدينة و علمائها ت 81هـ. ينظر: الاستيعاب 2/839.
(2) الَّلبة وسط الصدر و المنحر و الجمع لَبَّات ... قيل لَببَّتُ فلاناً إذا جمعتُ ثيابه عند صدره و نحره ثم جررته. لسان العرب مادة (لبب) 1/229-230 ، و في فتح الباري 9/25 "(فلَّببتُه بردائه) بفتح اللام و موحدتين الاولى مشددة و الثانية ساكنة، أي جمت عليه ثيابه عند لبّتِهِ لئلا ينفلت مني".
(3) ورد في مصادر النص الاخرى ( بردائي)..(1/42)
فقلت: مَنُ أقرأكَ هذه السورة التي أسمعك تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه، فقلت له: كَذبتَ، فواللهِ إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه لَهُو أقرأني هذه السورة التي تقرؤها، قال: فانطلقتُ أقُودُه الى النبيّ صلى الله عليه، فقلتُ: يا رسولَ الله، إني سَمِعْتُ هذا يقرأ سورة الفرقان على حُروفٍ لم تُقرئنيها وأنتَ أقرأتني سورةَ الفرقان قال: فَقَال النبي عليه السلام: أرسِلْهُ يا عمر، إقرأ يا هشام، فَقَرأ عليه القِراءة التي سَمِعْت، فقال النبي عليه السلام: هكذا أُنْزِلَتْ، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني رسولُ صلى الله عليه، ثم قال: هكذا أُنزلتْ، ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إنَّ القرآنَ أُنزلَ على سَبعةِ أحْرفٍ فاقرؤا ما تَيَسّرَ (1) .
__________
(1) صحيح البخاري 9/23، سنن الترمذي 5/177-178، مقدمة كتاب المباني 207، فضائل القرآن لابن كثير 35.(1/43)
وأخبرني أبو محمد، قال: أخبرنا محمد، قال: أخبرنا أبو علي، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا الرماديّ، قال حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن قتادة قال: قال لي أُبيّ بنُ كعب: اختلفتُ أنا ورجلٌ من أصحابي في آية (1) ، فترافعنا فيها إلى النبيّ - صلى الله عليه، فقال: إقرأ يا أُبيّ، فَقَرَأتُ، ثم قال للآخر: إقرأ، فقرأ ، فقالَ النبيُّ - صلّى اللهُ عليه - كِلاكُما مُحسِنٌ مُجمِلٌ، فقلتُ: ما كلانا مُحسنٌ مجمل، قال: فدفعَ النبيُّ –صلَّى اللهُ [عليه]- (2) في صَدرِي وقال: أيْ أُبيّ، إنَّ القرآنَ أُنزِلَ عَلَيَّ فَقيل لي أعلى حَرفٍ أَمْ حَرفين أمْ على أربعةِ أحْرفٍ؟ فقلت: بلْ على أربعةِ أحْرفٍ، فلمْ يَزَلْ بي حتى انتهى إلى سَبعةِ أحْرفٍ كلُها شافٍ كافٍ، ما لمْ يَختمْ آية رحمةٍ بآيةِ عَذابٍ، أو آيةِ عذابٍ بآيةِ رحمة، فإذا كانتْ عزيزٌ حكيمٌ فقلتُ: سميعٌ عليمٌ فإنَّ الله سميعٌ عليم (3) .
__________
(1) و هو عبد الله بن مسعود كما في مصدر النص.
(2) إضافة يقتضيها الكلام.
(3) سنن النسائي 2/153، مقدمة كتاب المباني 208، المرشد الوجيز87.(1/44)
أخبرنا أبو عليّ البُخاري إجازةً -رحمه الله -و قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حمّاد، عن مَعْمَر، عن الزُهريِّ، عن عُروة بن الزبير، عن المسوَّر بن مخرمة، أنّ عمر ابن الخطّاب قال:سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان، فقرأ فيها حروفا لم يكنْ نبيُّ الله أقرأنيها، قال: فأردتُ أنْ أُساورَهُ وأنا في الصلاةِ فلمّا فَرغَ قلتُ: مَنُ أقرأكَ هذه القراءة ؟ قال: رسولُ الله صلّى الله عليه، قلت كَذَبتَ، والله ما هكذا أقرأكَ رسولُ الله – صلى الله عليه، فأخذتُ بِيده أقودُهُ فانطلقتُ الى رسولِ الله –صلى الله عليه – فقلت: يا رسولَ الله، إنَّكَ أقرأْتني سورةَ الفُرقانِ وإني سَمِعْتُ هذا يقرأُ فيها حروفاً /8ظ/ لم يكنْ أقرأنيها رسولُ الله صلّى الله عليه، إقرأْ يا هِشام، فقرأ كما كانَ يَقرأ، فقال رسول الله – صلى الله عليه: هكذا أُنزلتْ ثم قالَ لي:أقرأْ يا عُمر، فَقَرأتُ فقالَ هكذا أُنزلتْ ثم قالَ رسول الله – صلى الله عليه: إنَّ القرآنَ نَزَلَ على سبعةِ أَحرف (1) .
وأخبرنا أبو عليّ، قال: أخبرنا أبو الحسين، حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سفيان عن عبيد الله ابن أبي زيد، عن أبيه، عن أُم أيوب، أنَّ رسولَ الله –صلَّى اللهُ عليه - قال : نَزَلَ القرآن على سبعةِ أَحرف أيَّما قَرأتَ أجْزَاكَ (2) .
__________
(1) صحيح البخاري 3/160، الموطأ 201، المرشد الوجيز 77-78، فضائل القرآن لابن كثير 35.
(2) تفسير الطبري 1/14، المرشد الوجيز 84، فضائل القرآن لابن كثير 32.(1/45)
وأخبرنا أبو عليّ، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن حعفر بن سلاّم، قال: حدثنا أحمد بن محمد الوَرَّاق، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثنا السند في الطبري ابن عياض عن أبي حازم، عن أبي سلمة، قال: ما أعلمه إلا عن أبي هريرة، قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه: نَزَلَ القُرآنُ على سبعةِ أَحْرُفٍ (1) .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز –رحمه الله، بإسناده عن أبي عُبَيْد، قال: حدثنا يزيد ويحيى بن سعيد، كلاهما عن حميد، عن أنس، عن أُبيّ بن كعب، قال: ما حَكَّ في صدري شئ منذ أسلمت إلا أنّي قرأتُ آيةً و وقرأها آخر غيرَ قراءتي، فقلتُ: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتينا النبيَّ عليه السلام، فقلتُ: يا رسولَ الله أقرأتني آيةَ كذا وكذا وكذا، قالَ: نعمْ، وقال الآخر: ألم تقرِئني آيةَ كذا وكذا ؟ قال: نعم، فقال: إنَّ جبريلَ وميكائيلَ أتياني، فَقعدَ جبريلُ – صلَّى اللهُ عليه – عن يَميني، وقَعَدَ ميكائيلُ عن يَساري، فقالَ جبريلُ: اقرأْ القرآنَ على حَرفٍ، فقالَ ميكائيلُ إستَزِده، حتى بلغَ سبعةَ أحرف، وكلٌ شَافِ كافِ (2) .
__________
(1) مجمع الزوائد 7/151، منثور الفوائد 2/6.
(2) فضائل القرآن 2/164-165، مجمع الزوائد 7/150.(1/46)
أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد –رحمه الله، قال: أخبرنا عبد الله محمد بن الهيصم، قال: أخبرنا أبو منصور الحسن بن أحمد الفقيه، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمَّاد، قال: حدثنا أبو عيسى الترمذي، قال: حدثنا أحمد بن مَنِيع ، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان ، عن عاصم، عن زِرّ بن حُبَيْشٍ، عن أُبي بن كعب، قال: لَقِيَ رسول الله –صلى الله عليه - (1) جبريل، قال: يا جبريل، إنّي بُعِثْتُ إلى أُمة أُمِّيِّينَ، منهم العجوزُ والشيخُ الكبيُر والغلامُ والجاريةُ والرجلُ الذي لم يقرأْ كتاباً قَطّ، قال: يا محمدْ، إنَّ القرآنَ أُنزِلَ على سَبعةِ أحرف (2) .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز, بإسناده عن أبي عُبَيْدٍ, قال: حدثنا أبو النصر, عن شيبان, عن عاصم بن أبي النجود, عن زر بن حبيش, عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه قال: لقيتُ جبريلَ عليهِ السلام عند أحجار المِراء (3) ، فقلتُ: يا جبريلُ، إني أُرسلتُ الى امةٍ اميةٍ الرجلِ والمرأةِ والغلامِ والجاريةِ والشيخِ الفاني الذي لم يَقرأْ كتابا قط، فقال: إن القرآن نَزَل على سبعةِ أحرفِ (4) .
__________
(1) اضافة يقتضيها السياق.
(2) مقمة كتاب المباني 208، سنن الترمذي 5/178-179.
(3) احجار المراء: موضع بقُباء خارج المدينة.
(4) سنن الترمذي 5/178-179، فضائل القرآن 2/167، المرشد الوجيز 83، مجمع 7/150، فضائل القرآن لابن كثير 31.(1/47)
أخبرنا أبو علي إجازةً، قال: أخبرنا/9و/ أبو الحسن، قال حدثنا أبو بكر بن سلاّم ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن بشّار، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: عبد الله بن الجهم الرازي، قال: حدثنا عمرو بن ابي قيس ، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن أُبي بن كعب، قال: لَقي رسول الله - صلى الله عليه -جبريل عليه السلام عند أحجار المراء أحجار بالمدينة، فقال له: يا جبريلُ، إني أُرْسِلْتُ الى امةٍ أُميّينَ منهم الغلامُ والجاريةُ والعجوزُ والرجلُ القاسي القلب لم يَتَعَلَّمْ كتاباً قَطّ، فقال: إنّ القُرآنَ نَزَلَ على سَبعةِ أحرفٍ (1) .
أخبرنا أبو بكر -رحمه الله، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا عبدُ الله بن صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه قال: أَقرأَني جبريلُ على حَرفٍ، فَراجَعْتُه فلم أزلْ أستَزِيدُهُ حتى أنهى الى سَبعةِ أحرفٍ (2) .
أبو عبيدٍ قال: حدثنا عبد الله بن صالح, عن الليث، عن يزيد ابن الهاد عن محمد بن ابراهيم، عن بُسْر بن سعيد،عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، أنَّ رجلاً قَرأ آية من القرآن، فقال له عمرو بن العاص: إنمّا هي كذا وكذا بغير ما قَرأ الرَجُل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسولُ الله – صلى اللهُ عليه، فخَرجا الى رَسول الله – صلى الله عليه – حتى أتياهُ فَذَكرا ذلك له، فقال رسول اللهُ -صلى اللهُ عليه: إنَّ القُرآنَ نَزَلَ على سبعةِ أحْرفٍ، فأيَّ ذلكَ قَرأتُم أصْبتُم فلا تُماروا في القرآنِ فإنَّه فيهِ كُفْر (3) .
__________
(1) تفسير الطبري 1/16، مجمع الزوائد.
(2) صحيح البخاري 9/23، صحيح مسلم 6/101، فضائل القرآن 2/167.
(3) فضائل القرآن 2/166-167، مجمع الزوائد 7/150، فضائل القرآن 33.(1/48)
أخبرنا الشيخ أبو عمرو محمد بن يحيى -رحمه الله - قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا مكي بن عبدان، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا اسماعيل بن أبي أُويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن المَقْيريّ، عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله - صلَّى اللهُ عليه - قال: إنَّ هذا القرآنَ نَزَلَ على سبعةِ أحرفٍ، فاقرؤا و لا حَرَج، ولكن لا تَخْتِموا ذِكْر رَحْمَةٍ بعذابٍ ولا ذِكرَ عذابٍ برحمةٍ (1) .
وأخبرنا أبو عمرو، قال: أخبرنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو الوفاء مُؤمّل بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن ابراهيم القاضي ، قال: حدثنا عَفَّان، قال: حدثنا حَمَّاد بن سلمة، عن عاصم, عن زرّ بن حُبَيش، عن حذيفة، قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه: نَزَلَ القرآنُ على سبعةِ أحرفٍ (2) .
وأخبرنا أبو عمرو،قال:حدثنا أبو سعيد،قال: حدثنا مكي ابن عبدان، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن ابراهيم الحَجَرِيّ، عن عبد الله، قال: إنَّ هذا القرآن على
سبعةِ أحرفٍ لكلِّ آيةٍ منها ظهرٌ /9ظ/ وبطنٌ (3) .
أخبرنا أبو عليّ البُخاري إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا ابن سلاّم، قال: حدثنا ابراهيم ابن هشام، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز، قال: حدثنا عبد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنَيسة، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صُرَد، قال: أتى محمداً - صلَّى اللهُ عليه - مَلكان، فقال أحدُهما: إقرأْ القرآنَ على حرفٍ، فقال الآخر: زِدْهُ، فقالَ النبيُّ - صلى اللهُ عليه : زِدْ، فلمْ يَزَلْ يَستَزِيدُهُ حتى قال: إقرأْ على سَبعةِ أحْرفٍ (4) .
__________
(1) تفسير الطبري 1/19، المرشد الوجيز 103، كنز العمال 7/314.
(2) مجمع الزوائد 7/151.
(3) مقدمة كتاب المباني 209، و ينظر: تفسير الطبري 1/12.
(4) صحيح مسلم 2/223، سنن البيهقي 2/244.(1/49)
وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو الحسين، قال: أخبرني أبو الحسن العَلاَّف، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا علّي بن سُلَيم، قال:حدثنا الحسن بن عرفة، قال:حدثنا معتمر بن سليمان، عن عوف،قال: بلغني أنَّ عثمانَ بن عفّان -رضي الله عنه - قال على المنبر: أُذَكِّر اللهَ امرءاً سمِع رسولَ الله – صلَّى الله عليه - يقول: أنْزِلَ القرآنُ على سَبعةِ أَحْرفٍ، كُلُهنَّ شافِ كافِ، لمّا قامَ قاموا حتى لم يُحصوا فَشَهِدوا على ذلك، فقال عثمانُ: وأنا أشهدُ معكم (1) فقد تَواترت الأخبار بنزول القرآن على سبعة أحرف.
وتفسير السبعة الأحرف التي نَزَلَ بها القُرآن عندَ أكثر العُلماء أنها سَبعُ لُغات، من لُغات قريش، لا تختلف ولا تتضاد بل هي متفقة المعنى (2) ، وغيرُ جائز عندهم أن يَكونَ في القرآن لغة لا تعرفها قريش، لقوله –عز و علا : (و ما أرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُم ) ]ابراهيم 4[، وقوله –عز وجل-: (بِلِسانٍ عَرَبِيٍ مُبِينٍ ) ]الشعراء 195[، و إنَّما كان كذلك لأنَّ قريشا تُجاورُ البيت، وكانت أحياء العرب تأتي البيت للحج، فيسمعونَ لغاتهم, ويختارون من كل لغة أحسنها، فصَفا كلامُهم واجتمع لهم مع ذلك العلم بلغة غيرهم كذلك.
__________
(1) كنز العمال 2/598.
(2) ينظر: كتاب الهجاء 3ظ.(1/50)
يَدُلُكَ على ذلك ما رُوِيَ عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده، قال: كُنتُ عند عمر بن الخطاب فسَمعَ رَجلا ً يقرأ من سورة يوسف (لَيَسْجُنَنَّهُ عَتَّى حِينٍ ) (1) ]يوسف 35[، قال له عمر: مَنُ أقرأك هذهِ القراءةَ ؟ قال: أقرأني عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، فكَتَبَ عمرُ الى عبدِ اللهِ بن مسعود –رضي الله عنهما، أمّا بعدُ، فإنَّ الله أنزَلَ هذا القرآنَ فجَعَلَه قُرآناً عربياً وأنزَلهُ بلغة /10و/ الحيّ من قريش، فإذا جاءك كتابي هذا فأقرِئ الناسَ بلُغةِ قريش ولا تُقرِئهُم بلغة هُذيل، والسلام (2) .وممّا يَدُلُّ على أنَّ السبعةَ الأحرف هي سبعُ لغاتٍ متفقة المعنى مارُويَ عن ابن سيرين أنَّ ابن مسعود، قال: إقرؤا القُرآنَ على سبعةِ أحرف، وهي كقول أحدكم: هَلُمَّ وتَعَالَ وأقْبِلْ (3) ، وكان يقول: لو أعلمُ أحداً أعلم بالعُرضَةِ الأخيرة
مِنِّي تَنَالُهُ الإبل لرحلتُ إليه.
وروي عن الأعمش قال: قرأ أنس هذه الآية (هِيَّ أشَدُّ وَطْئاً و أصْوَبُ (4) قِيِلاً ) (5) ]المزمل 6[، قال: فقيل له هي (أقْوَمُ ) ، فقال: إنَّ أضْرَبُ وأقْوَمُ و أهيأُ سَواء (6) .
وقال بعض العلماء: معنى السبعة الأحرف أنها لغة سبع قبائل من العرب: قريش وقيس وتميم و هذيل وأسد و خزاعة و كنانة، لمجاورتهم قريشا (7) .
__________
(1) ينظر: المحتسب 1/343، البحر المحيط 5/307.
(2) ينظر: المرشد الوجيز 101، فتح الباري 10/402.
(3) مقدمة كتاب المباني 229.
(4) في الأصل (و اضرب) و الصواب ما أثبتناه.
(5) الكشاف 4/176، الجامع لأحكام القرآن 19/41.
(6) تفسير الطبري 1/22، المحتسب 2/336، مقدمة ابن عطية 267،271.
(7) ينظر: كتاب الهجاء 3ظ، فضائل القرآن لأبي عبيد 2/170، غريب الحديث له 3/150، مقدمة ابن عطية 267، ألف باء البلوي 1/210، المرشد الوجيز 91.(1/51)
وقال آخرون: معناها سبع لغات من لغات العرب من أيّ لغة كان مُتفرقةً في القرآن مختلفةَ الألفاظ متفقةَ المعاني (1) ، يَدُلُّ على ذلك ما رَوى الكلبي، عن أبي صالح, عن ابن عباس، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه -كان يُقرئ مَنْ أتاه بلغةٍ واحدةٍ، فاشتدَّ ذلك عليهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه: إنَّه قَدْ وُسِّعَ لي أنْ أقرِئَ كُلَّ قَومٍ بلُغَتِهِم (2) .
وقال آخرون: معناها أن يقول في صفات الربّ -تبارك وتعالى- مكان قوله: غفوراً رحيماً، عزيزا ً حكيماً، سميعاً بصيراً، ونحو هذا، يدلُّ على ذلك ما رَوى جويبر، عن الضحّاك، أنّ النبيَّ صلَّى الله عليه قال: إقرؤا القرآن على سبعةِ أحرفٍ ما لم تَخْتِمُوا مغفرةً بعذابٍ أو عذاباً بمغفرةٍ أو جَنَّةً بنارٍ أو ناراً بِجنّة (3) .
وقال آخرون: إنّ لفظ السبعة في هذا الخبر جاء على جِهَة التمثيل، لأنَّه لو جاء في كلمة أكثر من سبع قراءات جاز أنْ يُقرأ بها (4) كما جاء لمثل ذلك لفظ السبعين في قوله: (إنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُم سَبْعِينَ مَرَةً فَلَنْ يَغْفِرَ الله
لَهُم ) ] التوبة 80 [، ألا ترى أنّه لما قال النبيُّ –صلى الله عليه : لأزيدَن على السبعين (5) ، أنزل الله -تعالى-: (سَواءٌ عَلَيهِم أسْتَغْفَرْتَ لَهُم أمْ لَمْ تَسْتَغفِر لَهُم لَن يَغفِرَ اللهُ لَهُمْ ) ]المنافقون 6[، رُوِي هذا عن الحسن (6) .
__________
(1) ينظر: كتاب الهجاء 3ظ، الجامع لأحكام القرآن 1/42، البرهان 1/220، الاتقان 1/134.
(2) لم أجد هذا الحديث.
(3) لم أجد هذا الحديث.
(4) ينظر: المرشد الوجيز 99، النشر 1/25، فتح الباري 9/23، الاتقان 1/131.
(5) منثور الفوائد 4/264.
(6) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 8/218.(1/52)
ووجهُ ذلك أنّ السبعة والسبعين عند العرب أصل للمبالغة في العدد. قال علي بن عيسى: لأنّ التعديل في نصف العدد، وزيادة واحد لأدنى المبالغة وزيادة اثنين لأقصى المبالغة، فالسبعة وسط بين القلة والكثرة، قال: ولهذا قيل للأسد سَبْعٌ، لأنّه قد ضوعف سبع مّرات، فهو وسط من الصغير والكبير.
وقال بعضهم: هي سبع لغات في الكلمة، وهذا القول لا يصح ، لأنه لا يوجد في كتاب الله –عزّ و علا- حرف قُرِئَ على سبعةِ أوجه (1) /10ظ/ .
ورُوِيَ عن مالك بن أنس أنَّه كان يذهب في معنى السبعة الأحرف الى أنَّه كالجمع والتوحيد في مثل قوله: ( و تَمَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ ) و (كَلِمَةُ رَبِّكَ ) (2) ]الأنعام115[، و (الذِينَ هُم عَلى صَلَوتِهِمْ ) و (صَلَواتِهِم ) (3) ]المعارج23[، (الذِيِنَ هُم لِأماناتِهِم ) (4) و (أَمَانَتِهِم ) ]المؤمنون 8[، و (رِسالَةَ ) (5) و (رِسَالاتِ ) ]الجن 28[، و ( شَهَادَةُ ) (6) و (شَهَادَاتٍ ) ]النور6[ونحوها.
__________
(1) ينظر: فضائل القرآن لأبي عبيد، تأويل مشكل القرآن 34، المرشد الوجيز 100.
(2) و هي قراءة ابن عامر و ابن كثير و أبي عمرو و نافع، ينظر: التيسير 106، النشر 2/262، اتحاف فضلاء البشر 216.
(3) و هي قراءة الحسن، و ينظر: البحر المحيط 8/335.
(4) و هي قراءة ابن كثير و ابن مُحيصن و أبي عمرو و نافع. و ينظر: التيسير 158، السبعة 444، اتحاف فضلاء البشر 17.
(5) و هي قراءة أبي حيوة. ينظر: البحر المحيط 8/357.
(6) لم اجد هذه القراءة.(1/53)
والوجه الثاني: كالتذكير والتأنيث في قوله تعالى: (ولا يُقْبَلُ ) (ولاتَقْبَلْ ) (1) ]البقرة 48 [، و (لِيُحْصِنَكُمْ ) (2) (لِتُحْصِنَكُم ) ]الأنبياء80[، و (لا يَحِلُّ ) و (تَحِلُّ ) (3) ]الأحزاب52[ ، و ( يُخَيَّلُ ) و ( تُخَيَّلُ ) ] طه 66 [ ، و (يأتِهِم ) (4) و (تَأتِهِم ) ]الأعراف203[، و (يَشْهَدُ ) (5) و (تَشْهَد ) ]النور 24[ونحوها.
... والثالث:وجوه الإعراب في مثل قوله: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرَ الله ) (6) و (غَيْرُ اللهِ ) ]فاطر3[، و (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِكَ ذِي الجَلالِ ) و (ذُو الجَلالِ ) (7) ]الرحمن 78 [، و (ذُو العَرْشِ المَجِيدِ ) (8) و (المَجِيِدُ ) ]البروج15[ ، و (فِي لَوحٍ مَحْفُوُظٍ ) و (مَحْفُوظٌ ) (9) ]البروج22[، (ولا أصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ و لا أكبَرَ ) (10) (ولا أصْغَرُ و لا أكْبرُ ) ]يونس61[، ونحوها.
__________
(1) و هي قراءة ابن كثير و عاصم و أبي عمرو. ينظر: السبعة 154، التبيان 1/21، النشر 2/212.
(2) و هي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و حمزة و نافع. التيسير 155، السبعة 430، النشر 2/349.
(3) و هي قراءة أبي عمرو و يعقوب. التيسير 179، النشر 2/349، اتحاف فضلاء البشر 356.
(4) ينظر: مختصر شواذ القراءات 48.
(5) و هي قراءة حمزة و الكسائي و خلف. ينظر: السبعة 454، الحجة لابن خالويه 260، النشر 2/331.
(6) ينظر: الكشاف 3/299، الجامع لأحكام القرآن 14/321، البحر المحيط 7/300.
(7) و هي قراءة ابن عامر. ينظر: الحجة لأبن خالويه 34، السبعة 621، التيسير 207. 2/399.
(8) و هي قراءة عاصم و حمزة و الكسائي. ينظر: اعراب القرآن للنحاس 3/670، التيسير 367، النشر 2/399.
(9) و هي قراءة نافع و غيره. ينظر: السبعة 678، الحجة لأبن خالويه 368، اتحاف فضلاء البشر 436.
(10) و هي قراءة حمزة و يعقوب و خلف. ينظر: معاني القرآن 1/470، الحجة لأبن خالوية 182، النشر 2/285.(1/54)
... والرابع: وجوه التصريف في مثل قوله: (يَعْرِشُونَ ) و (يَعْرُشُونَ ) (1) ] الأعراف137[ و (يَعْكِفُونَ ) (2) و (يَعْكُفُونَ ) ]الأعراف138[، و (يَقْسِمونَ )و (يُقْسُمُونَ ) ]الزخرف 43[ (3) (لا)
و (لا تَقْنَطُوا ) (4) و ( لا تَقْنِطُوا ) ]الزمر53[ ، ونحوها.
__________
(1) و هي قراءة ابن عامر و عاصم. ينظر: السبعة 292، التيسير 113، النشر 2/271.
(2) و هي قراءة أبي عمرو و حمزة و الكسائي. ينظر: الحجة لأبن خالويه 162، التيسير 113، النشر 2/219.
(3) ذكر الداني ص 132 في التيسير.
(4) و هي قراءة أبي عمرو و الكسائي. ينظر: التيسير 136، النشر 2/302، إتحاف فضلاء البشر 376.(1/55)
والخامس: اختلاف الأدوات، في مثل قوله: (و لَكِنّ الشَيَاطِينَ ) ]البقرة102[ بالتشديد ونصب ما بعدها وبالتخفيف والرفع ما بعدها (1) ، ومثله (وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهم ) (2) ]الانفال 17[، (و لَكِّنَّ اللهَ رَمَى ) ] الأنفال 17[،(و لَكِنَّ البِرَّ ) (3) ]البقرة 177[، و (لما عَلَيّهَا ) (4) و (لَما عَلَيها ) ]الطارق4[ ،و (إنْ كُلٌ لمْا ) و (لَمَا ) (5) ]يس32[، و (لَماآتَيْتُكُمْ ) و (لِمَا آتَيتُكُمْ ) (6) ]آل عمران81[ونحوها.
__________
(1) (و لكنْ الشياطين) قراءة ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف. ينظر: السبعة 167، التيسير 75، النشر 2/219.
(2) و (4) ( ولكن الله ) قراءة ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و غيرهم. ينظر: الحجة لأبي زرعة 309، النشر 2/276 اتحاف فضلاء البشر 144.
(3) (و لكِّنَّ البر) قراءة نافع و ابن عامر. ينظر: الكشف 1/256، التيسير 79، الحجة لأبي زرعة 123.
(4) و هي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و نافع و الكسائي و خلف و يعقوب. ينظر: معاني القرآن للفراء 3/254، السبعة 678، الحجة لأبن خالويه 368.
(5) و هي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و نافع و الكسائي و غيرهم . ينظر : التيسير 126، النشر 2/291، إتحاف فضلاء البشر 364.
(6) و هي قراءة عاصم و حمزة. ينظر: السبعة 213، الحجة لابن خالويه 111، النشر 2/241.(1/56)
والسادس: إختلاف اللفظ في الحروف نحو (يعْلَمُونَ ) ]البقرة144[ ،بالياء و التاء (1) و (تُوعَدُونَ ) ]الأنعام134[ بالتاء و الياء (2) ، و (يُشْرِكُونَ ) بالياء و التاء (3) ، و (نُنْشِزُها ) ]البقرة259[ بالراء والزاي (4) ، ونحوها.
والسابع: كالتَفخِيم والإمالة، والمَدِّ والقَصْر، والهَمْز وتَركه، والإظهار والإدغام، ونحوها.
قال الشيخ الإمام أبو الحسين عبد الرحمن بن محمّد -رحمه الله- : المختار من هذه الأقاويل هو القول الأوّل، لأنَّ كل ما ذكر بعده راجع إليه ودالٌّ عليه، والعرب تسمّي الحرف المقطوع من حروف المعجم حرفاً، ولهذا قيل للقراءة حرف، وللغة حرف (5) يدل على ذلك مارُوِيَ عن زائدة قال: قلتُ لسليمان - يعني الأعمش- : أكانوا يَكرهون أنْ يقولوا على قراءة فلان وحرف فلان ؟ فقال سليمان: ما زلتُ أسمعُ الناس يقولون على حرف عبد الله (6) .
فصل
__________
(1) (تعملون) قراءة ابن عامر و حمزة و الكسائي. ينظر: الكشف 1/268، التيسير 77، اتحاف فضلاء البشر 150.
(2) (يُوعدون) قراءة ابن كثير و أبي عمرو. ينظر: السبعة 555، الحجة بن خالويه 306، الكشف 2/232.
(3) (تشركون) قراءة حمزة و الكسائي و خلف. ينظر: الحجة لابن خالويه 180، النشر 2/282، اتحاف فضلاء البشر 248.
(4) (ننشرها) قراءة ابن كثير و أبي عمرو و نافع. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/174، السبعة 189، النشر 2/231.
(5) قال ابن منظور: " و كلُّ كلمة تقرأ على الوجوه من القرآن تسمى حرفاً، تقول: هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود ... و الحرف القراءة التي تقرأ على أوجه ما جاء في الحديث من قوله - صلى الله عليه وسلم - : نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ أراد بالحرف اللغة" لسان العرب مادة ( حرف ) 10/385.
(6) ينظر: تفسير الطبري 1/22، البرهان 1/227.(1/57)
وكان جَماعة من السلف يَحمِلون السبعة الأحرف على المعاني والاحكام التي ينتظمها القرآن دون الألفاظ، واختلفت أقوالهم فيها، .
فمنهم من قال: إنَّها وعد و وعيد، وحلال وحرام، ومَواعظ و أمثال وإحتجاجٌ.
ومنهم مَنْ قال:حَلالٌ و حَرامٌ، و مواعظ و أمثال و إحتجاج.
و منهم مَنْ قال: حلال و حرام، وأمرٌ ونهي، و خبر ما كان و خبر ما يكون، و أمثال (1) .
و منهم مَنْ /11و/ قال: ناسخٌ ومنسوخ ،و مُحكَم و متشابه، و مُجْمَلٌ و مُفَصَّلٌ,و تأويل لا يَعلَمُه إلا الله –عز وجل-.
ومنهم من قال: أمرٌ و زَجْر، و ترغيب و ترهيب، و حِكَمٌ و قِصص و مُثُل (2) .
و منهم من قال: سَبْعُ آيات: آيةٌ تأمركَ، و آيةٌ تَنهاكَ، وآية تُبَشِرُكَ، و آية تنذرك، و آية فريضة، و آية قصص و أخبار و أمثال.
ورَوى القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: نَزَل القرآن على خمسة أحرف: حلال وحرام و محكم و متشابه و أمثال, فأحلّوا حلاله, و حَرِموا حَرَامه، واعملوا بمُحكَمه، وآمنوا بمتشابهه واعتبروا بأمثاله (3) .
__________
(1) ينظر: مقدمة كتاب المباني 208.
(2) ينظر: تفسير الطبري 1/24، البرهان 1/216.
(3) تفسير الطبري 1/30، مقدمة كتاب المباني 208.(1/58)
وعن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه قال: كانَ الكتابُ الأوّلُ يَنْزلُ من بابٍ واحدٍ وعلى حَرْفٍ واحدٍ، وأُنزِلَ القُرآنُ من سبعةِ أبوابٍ وعلى سبعةِ أحْرُفٍ: زاجرٌ، وآمرٌ، و حَلال، و حَرام، و مُحَكمٌ ،ومُتَشابه (1) ، و أمْثال، فأحِلّوا حَلالَه، و حَرِّموا حَرامه، وافعلوا ما أُمِرتُم، وانتهوا عَمَّا نُهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، وأعملوا بمُحكمه، وصَدِّقُوا بناسِخِه و مَنْسُوخِهِ ، وفَكِّروا في زَواجِرِه ومَواعِظِه، وحَلِّلُوا حَلاله، وحَرَّمُوا حَرَامه، ولا تَشُكُّوا في تَنْزِيله، و لا تَصْدِفُوا عن آياتِهِ، فإنّه حَبْلُ اللهِ المَتينِ، ونُورُهُ المُشرِق المُنير، و هُدىً من الضَّلالة، و بيانٌ من العَمَى، و مَوْعِظَة من الجَهْلِ، و لنْ يَقْدِرَ الجِنُّ و الإنْسُ على نَسْخِهِ وفَسْخِهِ و لا مَحْوِهِ و إطْفائِه، و لنْ يَقْدرُوا أن يَدْحَضُوا حُجَجَه وبُرهانه أو يأتوا بسورة من مثله، و ذلك أنّ الله -تعالى- قال: (و بِالحَقِّ أنْزَلنَاهُ و بالحَقِّ نَزَلَ ) ]الاسراء 105[، و (إنّا نَحْنُ نَزَّلنَا الذِكرَّ و إنَا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (2) ]الحجر 9[.
__________
(1) في الأصل (متشابهةٍ ) و هو خطأ.
(2) تفسير الطبري 1/30، المرشد الوجيز 107،فضائل القرآن لابن كثير 33،و قد نقل ابو شامة الاجماع على ضعف هذا الحديث.(1/59)
قال الشيخ الإمام الهادي أبو عبد الله محمد بن الهيصم -رضي الله عنه- : غير أنِّي أستبعدُ أنْ يكونَ المرادُ من السبعة الأحرف ما ذهبوا إليه من إعتبار المعاني من حَلال و حَرام و وَعدٍ و وعيد نحو ذلك، من قَبَلِ أنَّ الأخبار الواردة فيه من مخاصمة عمر هشام بن حكيم بن حزام، و اختلاف أُبيّ و الأنصاريّ في القراءة تَدلُّ على أنَّ اختلافهم كان في الألفاظ دون المعاني، وكذلك قال رسول اللهُ - صلى الله عليه وسلم - : فاقرؤوا ما تيسّر منه، و قال: كلُّها شافٍ كافٍ، و قال لأُبيّ فإذا كانت (عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فقلت: (سَمِيْعٌ عَلِيمٌ ) فإنّ الله /11ظ/ سميعٌ عليمٌ، فدلَّ ذلك على أنَّ الرخصةَ في تغيُّر اللفظ على وفاقٍ من المعنى.
قال: و يزيد ذلك وضوحاً ما رواه زِرٌّ، عن أُبيٍّ، عن رسول الله - صلى الله عليه، أنَّه قال: يا جبريلُ لقد بُعِثْتُ الى قَومٍ أُميّين .الى آخر الخبر، و ذلك أنَّ الأمر لا يتسعُ على الاميِّ بإختلاف المعاني ، وإنَّما يَتَّسع عليه بإختلاف الألفاظ و إبدال بعضها ببعض، حتى إنْ كان لسانه لا يطوع للفظه استبدل بها غيرها ممّا ينوب منابها في المعنى (1) .
__________
(1) مقدمة كتاب المعاني 210.(1/60)
قال: فالأقرب إذاً عندي -والله أعلم- أن يكون قوله - عليه السلام :أُنْزِلَ القرآنُ على سَبعةِ أحْرُفٍ، محمولاً على اختلاف الألفاظ و ليس ذلك على معنى اجتماعها في الكلمة، إذْ لا يكاد يصحُّ في كلمة واحدة من القرآن أنْ تكون قد قُرِئَتْ على سبعةِ أوجه إلاّ ما ذكر في قوله: (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ]الفاتحة3[. أنّه قد قُرئ (مَلِكِ ) بالجرّ و بالنصب (1) و بالرفع (2) ، وقُرِئَ سَابِعُهُ (مَلْكِ ) (3) ساكنة اللام، و كذلك قوله: (فَلا تَقُل لَهُما أفٍّ ) ]الاسراء23[ قُرِئ (أفٍّ ) بالنصب غير منَون (4) و بالجرّ (5) و بالرفع (6) ، و كذلك منوناً على الوجوه الثلاثة (7) ، و سابعتها (أُفْ ) ساكنة الفاء، و نحو ذلك أحرف يسيرة بقراءات ذكروها شاذة لا تَسوغُ القراءة بعضها إذ لم تعرف في قراءة الأُمة و إنّما معنى ذلك اختلاف الألفاظ على سبعة أوجه متفرقة في القرآن.
__________
(1) و هي قراءة أنس و غيره. ينظر: إعراب القرآن للنحاس 1/122، البحر المحيط 1/20، الجامع لأحكام القرآن 1/139.
(2) و هي قراءة سعد بن ابي وقاص و عائشة. ينظر: البحر المحيط 1/20.
(3) و قد نسبت إلى أبي عمرو و غيره. ينظر: البحر المحيط 1/20.
(4) (أُفَّ) قراءة ابن كثير و ابن عامر و غيرهما. ينظر: إعراب القرآن للنحاس 2/237، التيسير 139، الحجة لابن خالويه 215،السبعة 379.
(5) (افٍّ) قراءة أبي عمرو و حمزة و الكسائي و عاصم و غيرهم. ينظر: اتحاف فضلاء البشر 283، إعراب القرآن للنحاس 2/273، الحجة لابن خالويه 215، السبعة 379.
(6) ( افٌّ): و هي لأبي السمال. ينظر: البحر المحيط 6/27، المحتسب 2/18.
(7) (افٌّ) و لم أجد نسبتها. ينظر: البحر المحيط 6/27، الكشاف 2/444، المحتسب 2/18، (أُفّاً): قراءة زيد بن علي. ينظر البحر المحيط 6/27، معاني القرآن للأخفش 2/387، الكشاف 2/444.(1/61)
و لقد أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد -رحمه الله، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم، قال: أخبرني أبو الفتح المراغي النحوي ببغداد، إذ قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، قال: حدثني أبي في قول النبي عليه السلام: نَزَلَ القرآنُ على سَبعةِ أحْرفٍ، تأويله على سبعة أوجه متفرقة في القرآن (1) ، قال: و قد تَدبَّرتُ وجوهَ الاختلاف في القراءة فوجدتُها على سبعةِ أحرف (2) :
أوّلها: الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركات بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب و لا يغيِّرُ معناها، نحو قوله: (هُنَّ أطْهَرُ لَكُم ) ]هود78[ و (أطْهَرَ لَكُم ) (3) و (هَلْ نُجَازِي إلاّ الكَفُوُرَ ) ]سبأ 17[ و (هَلْ يجازَى إلاّ الكَفُورَ ) (4) ، و (تَأمُرُونَ النَاسَ بالبُخْلِ ) ]الحديد24[ و (بالبَخل ) (5) ، (فَنَظِرَةٌ إلى مَيسَرَةٍ ) ]البقرة 208[ و (مَيْسُرة ) (6) .
__________
(1) مقدمة كتاب المباني 215.
(2) نفسه 216-217ن و ينظر: مقدمة ابن عطية 264-265.
(3) و هي قراءة الحسن و غيره. ينظر: المحتسب 1/325، إعراب القرآن للنحاس 2/104، البحر المحيط 5/247.
(4) و هي قراءة ابن عامر و ابن كثير و عاصم و أبي عمرو و نافع. ينظر: إعراب القرآن للنحاس 2/665، التيسير 181.
(5) و هي قراءة حمزة و الكسائي و خلف و غيرهم. ينظر: التيسير 96، النشر 2/241، اتحاف فضلاء البشر 411.
(6) و هي قراءة نافع و غيره. ينظر: السبعة 192، الحجة لابن خالويه 103، التيسير 85.(1/62)
والوجه الثاني: أنْ يكون الاختلاف في إعراب الكلمة وحركات بنائها بما يغيّرُ معناها و لا يزيلها عن صورتها، نحو قوله: ( ربَّنا بَاعِدْ بَينَ أسْفَارِنَا ) ]سبأ 19[و (ربُّنا بَاعَدَ ) (1) و (إذْ تَلَقَّوْنَهُ بألسِنَتِكُم ) ]النور15[ و ( تَلَقَونَّهُ ) (2) , و (ادَكَرَ بَعْدَ أُمةَّة ) ]يوسف45[ و (بَعْدَ أ مةٍ ) (3) .
و الوجه الثالث: أنْ يكون الاختلاف في /12و/ حروف الكلمة دون إعرابها بما يُغّيِّرُ معناها و لايُزِيلُ صورتها، نحو قوله: (وانْظُرْ إلى العِظَامِ كَيفَ نُنْشِزُهَا ) ]البقرة 259[ و (نُنشِزُها ) (4) ، و قوله: ( حَتَى إذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِم ) ]سبأ 23[ و (فُزِّعَ ) (5) .
والوجه الرابع: أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يُغَيِّر صورتها في الكتاب و لا يُغَيِّر معناها (6) ، نحو قوله: (إنْ كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً ) ]يس 29[ و (زِقْيَةً واحِدَةً ) (7) ، و (كالعِهْنِ المَنْفُوشِ ) ]المعارج9[ و (كالصُوفِ ) (8) .
__________
(1) و هي قراءة يعقوب و غيره. ينظر: المحتسب 2/189، النشر 2/350، اتحاف فضلاء البشر 359.
(2) و هي قراءة عائشة و ابن عباس. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/248، المحتسب 2/104، الجامع لأحكام القرآن 12/204.
(3) و هي قراءة ابن عباس و الحسن. ينظر: المحتسب 2/344، إعراب القرآن للنحاس 2/143، إتحاف فضلاء البشر 365.
(4) ينظر ص 64.
(5) و هي قراءة الحسن و غيره. ينظر: المحتسب 2/192، إعراب القرآن للنحاس 2/671، إتحاف فضلاء البشر359.
(6) ينظر: فضائل القرآن 2/176.
(7) ينظر: معاني القرآن للفراء 2/206، المحتسب 2/275، الكشاف 3/320.
(8) و هي قراءة ابن مسعود، ينظر: معاني القرآن للفراء 3/286، إعراب القرآن للنحاس 3/758، الكشاف 4/279.(1/63)
والوجه الخامس: أنْ يكون الأختلاف بالتقديم و التأخير (1) نحو قوله: (وَ جَاءَت سَكْرَةُ المَوتِ بالحَقِّ ) ]ق19[ و (سَكْرَةُ الحَقّ بالمَوتِ ) (2) .
والوجه السادس:أنْ يكونَ الاختلاف في الكلمة بما يُزيلُ صورتها و معناها نحو قوله: (وطَلْعٍ مَنْضُودٍ ) (3) ]الواقعة 29[ في موضع (و طَلْحٍ ).
و الوجه السابع: أن يكون الاختلاف بالزيادة و النقصان، نحو قوله: ( و ما عَمِلتْ أيْدِيهِم ) (4) (ومَا عَمِلَتْهُ أيدِيهِم ) [يس 35[ و قوله في سورة الحديد: ( فإنَّ اللهَ هُوَ الغَنيُّ الحَمِيدُ ) (5) ] 24[ ( فإنَّ اللهَ الغَنِيُ الحَمِيدُ ) بنقصان هو، و قرأ بعض السلف: ( إنَّ هذا أخي لَهُ تِسْعٌ و تِسْعُونَ نَعْجَةً أُنْثى ) (6) ص 23[ ، و (إنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أكادُ أُخْفِيهَا من نَفْسِي فَكَيفَ أُظْهِرُكُم عَليهَا ) (7) ] طه 15[.
__________
(1) ينظر: فضائل القرآن 2/136-137.
(2) و هي قراءة أبي بكر و ابن مسعود. ينظر: معاني القرآن للفرّاء 3/78، المحتسب 2/283، إعراب القرآن للنحاس 3/217.
(3) و هي قراءة عليّ. ينظر: الكشاف 4/54، الجامع لأحكام القرآن 17/208، البحر المحيط 8/206.
(4) و هي قراءة عاصم و حمزة و الكسائي. ينظر: السبعة 540، الحجة لأبن خالويه 298، التيسير 184.
(5) و هي قراءة ابن عامر و نافع. ينظر: السبعة 672، التيسير 208، اتحاف فضلاء البشر 411.
(6) و هي قراءة ابن مسعود. ينظر: تفسير الطبري 23/91.
(7) و هي قراءة أُبيّ، ينظر: معاني القرآن للفرّاء 2/176، الكشاف 2/532، البحر المحيط 6/233.(1/64)
قال الشيخ الامام الهادي محمد بن الهيصم –تغمده الله برحمته- : إنَّ القُتَيبي- عفا الله عنا و عنه- قد أحسن الترتيب لهذه الوجوه، و لكنه إنْ كان قصد من ذكرها تبَيَّن اللغات السبع التي زعم أنها متفرقة في القرآن و حُمِلَ عليها قولُ النبي عليه السلام: نَزَلَ القرآن على سبعة أحرف، فإنّه لم يَضَع البيان موضعه، و ذلك أنَّ اختلاف الألفاظ التي تختلف بها المعاني لا يعتبر في اختلاف اللغات و لو كان ذلك اختلاف اللغات لكانَ الواحد إذا قال: جاءَ زيدٌ و قال آخر: ذهبَ عمروٌ، كانا قد تَكَلما بلغتين مختلفتين، و لكان في القرآن أكثر من أُلوف اللغات (1) من حيث أنَّ كلَّ لفظةٍ خالفت اللفظة الاخرى لغة مفردة، وهو مع ذلك فقد اعتبر في هذا الترتيب ما تختلفُ صورته فبي الكتاب و ما لا يختلف، و معلوم أنّه لا مدخل لصورة الكتاب في اختلاف اللغات، وإنّما تعتبر اللغة بالألفاظ دون صور الكتاب، و أيضاً فإنّه اعتبر فيما يختلف بالاعراب أو بالحروف ما يغيّر المعنى فجعله وجهاً آخر، وما لا يغيّر المعنى فجعله وجهاً آخر و لم يعتبرْ في الزيادة ما يُفِيدُ زيادة معنى و ما لا يفيدُ بمنْزِلة قولِه (2) : (فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيَامٍ ) ]المائدة89[ إذا كان على قراءة مَنْ قرأ (ثَلْثَةَ أيَامٍ مُتَتَابِعَاتٍ ) (3) أفاد زيادة معنى و هو السابع، و قوله (نَعْجَةٌ ) ]ص23[ إذا زيد فيه انثى (4) /12ظ/ لم يَفِدْ زيادته فائدة و لو أنَّه اعتبر هذا في الزيادة فجعلها وجهين كانت الوجوه تكون ثمانية، و ليس اعتبار ذلك حيث اعتبره بأولى منه حيث تركه.
__________
(1) في الأصل ألوف لغة.
(2) في الأصل (أن قوله).
(3) و هي قراءة أُبيّ و أبي مسعود و غيرهما. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/318، الجامع لأحكام القرآن 6/283، البحر المحيط 4/12.
(4) ينظر ص من هذه الرسالة(1/65)
و شيءٌ آخر و هو أنّا لم نختر فيما يختلف فيه المعنى لنقرأه كيف شئنا، و ليس في اختلاف اللغات باختلاف المعاني سِعَة على قَارئ القرآن، إذ لا بد من تحفّظ كل شيء منها و ذلك زيادة في شُغلِه (1) .
و قد قال أبو عبيد في معنى السبعة الأحرف: إنَّها سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحَرفُ مِنها بلغة قبيلة، و الثاني بلغة أُخرى سوى الاولى، و الثالث بلغة الاخُرى ثالثة سِواهما، كذلك الى السبعة، و بعض الأحياء أسعدُ بها و أكثر حَظاً فيها من بعض (2) .
و ذَكر مثله الأزهري، عن المُنذري، عن أبي العباس أحمد بن يحيى إلا أنَّهم لم يذكروا تلك الأحرف، و لم يُبَيِنُوا سَبيل ما قَصَرَهُ الخبَر على سَبعة.
قلت: و أحسنُ ما قِيلَ في تَفسير هذا الحديث و أوضَحُه ما قَاله شيخنا الإمام الهادي أبو عبد الله محمد ابن الهيصم -رحمه الله ورضوانه عليه- و ذلك أنّه قال: و الذي عِندي في هذا المعنى أنَّ الواجب فيما جاء من إنزال القرآن على سَبعة أحرُف هو أنْ نَعتبر ما هُو الفائدة مِنْ ذلك أولاً، ثم يَحْمِل الخَبَر على ما هُو أحرى بها (3) و أوفق بها، و قد دَلَّ حديث عمر بن الخطاب أنَّ الفائدة من ذلك اليُسرُ و التَوسِعَة في قِراءته، و دَلَّ حديثُ زرّ عن أُبيّ على أنَّ الفائدةَ مِنها التسهيل على مَنْ يُقرئُه، أُمياً لا يُطَوِعُ لسانه لإقامة حروفه، أو شيخاً كبيراً قد نشأ على لغة يخالف بعض حروفها ظاهر التلاوة، حتى مَرَّنَ عليها طِباعه، واستمرت بها عاداته، فتعذَّر عليها الاقلاع عنها والنقل الى غيرها.
__________
(1) مقدمة كتاب المباني 217-218.
(2) فضائل القرآن 2/168-169.
(3) في الأصل (إليها).(1/66)
فكان التيسير في الحروف السبعة عِندي على ما تَدلُُّ عليه هذه الأخبار على وجهين:وجه من ذلك أنْ يَكون القارئ في سَعة من قِراءتِه، حتى لو زَلَّ عن ظاهر لَفظِ القُرآن على سبيل السهو الى ما لا يَبعُد مَعنَاه عن ذلك اللفظِ بعَينِه أو عن سائر ما في القرآن من نحوه لم يُلزمه في ذلك إثمٌ و لم يتوجه إليه حَرج، و ذلك أنَّ وجوهاً من الزَلَل في القرآن هي بحيث إنْ زَلَّ بها قَطَعَتْ عليه صلاتَه، و عليه أنْ يَفزَعَ منها الى الصواب مُتَنَدِّماً على ما فَرَّط منه ، مُسْتَظْهِراً بالاستغفار على تَدَارُك الغَلط فيه. ووجوه منها بحيث لا تَقْطَع الصلاة وإنْ كانت بخلاف ما عليه القراءة، وهي الوجوه التي يُشاكِلُ سَبيل الخارج اليها في /13و/ مخالفته لِظاهر التَلاوة سَبيل الاختلاف الذي قد نَزَل به القرآن (1) .
__________
(1) مقدمة كتاب المباني.(1/67)
مثال ذلك أن قارئاً قرأ: ( إنّ مَثَلَ عِيِسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) ]آل عمران 59[، فغلط الى أنْ يقول بَدَل عند الله (عبدُ الله) بالباء، فإن ذلك و إنْ لم يكن مما قُرِئَ به ولا يجوزُ أنْ يتعمده فليس بالذي يقطع صلاته أو يُلزِمه إثماً لأنَّه مما قد حققّ الله معناه في آية اخرى قوله: ( لَنْ يَستَنكِفَ المَسِيحُ أن يَكُونَ عَبداً للهِ ) ]النساء 172[ ، ولأنّ الله قد انزل مثل هذا الإختلاف في قوله: (و جَعَلُوا المَلائِكَةَ الذِينَ هُم عِبادُ الرَحمَنِ إنَاثَاً ) و (الذِيِن هُم عِنْدَ الرَحمَنِ ) (1) ]الزخرف19[ فانهما قد قُرِئا جميعاً. و كذلك لو غَلَطَ في قوله: (مَلِكِ النَاسِ ) ]الناس2[ الى أن يقرأ (مالك الناس) فإنَّ ذلك و إنْ كان ممّا لا يجوز التعمُدُ به فهو من نحو الاختلاف الذي قد نَزَل به القرآنُ في قوله: (مَلِكِ يَوُمِ الدِيِنِ ) (2) و (مَالِكِ يَومِ الدِينِ ) ]الفاتحة3[ جميعا، و قد ذُكِرَ أنّ الاخفش شكَّ في قوله: ( فاستَغَاثَهُ الذِي مِنْ شِيعَتِهِ ) ]القصص15[ أنَّه فأستغاثه بالثاء أو (فاسْتَعانَهُ) (3) بالنون.
وهذا الضرب من الزلل لا يَقطع الصلاة ولا يلزم مَنْ زَلَّ اليه شِدَّة التَحَرج والتأثّم، لو زَلَّ في قوله: ( إنّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ ) ]آل عمران 59[ الى أنْ يقول: عيسى ابن الله و قال: عَدُوَّ الله حَاشا له وتعالى الله عن ذلك، فإنّ عليه أن يَفزَعَ الى الاستغفار وأفسد ذلك صلاته، وكذلك لو غلط في قوله: (مَالِكِ يَوْمِ الدِينِ ) ]الفاتحة3[ فقال: هالك، ونحو ذلك من الخطأ الفاحش الذي لم يَجُز أنْ يصحَّ له معنى، وكذلك لو جرى على لسانه في تضاعيف ما يقرأ القرآن قول لبيد:
__________
(1) و هي قراءة ابن عامر و ابن كثير و نافع. ينظر السبعة 585، التيسير 196، النشر 2/368.
(2) ينظر ص 62.
(3) و هي قراءة الحسن. ينظر: الكشاف /169، البحر المحيط 7/109، اتحاف فضلاء البشر 341.(1/68)
ألا كلُ شَيءٍ ما خَلا الله باطلُ (1)
فإنَّ ذلكَ و إنْ كان رسولُ الله -صلّى اللهُ عليه - قال إنَّهُ مِنْ أصدقِ قول قالت العرب، فإنّه يقطعُ صلاته، و يُلزمه الفزع الى الصواب لظهور مخالفته ظاهر التلاوة، فهذا وجهٌ واحدٌ من التوسعة واليُسر.
فأما الوجه الثاني: فهو ما أباحَ اللهُ - عز وجلّ- لنبيه عليه السلام و المؤمنين أن يُقرِئُوا كُلَّ مَنْ أتاهم ممّن نشأ على لغة يعتادها من لغات العرب على ما تيسّر عليه، وأنْ لا يسوموه تَكَلُّف ما يخالف لغته، فيقطعه ذلك عن الرغبة في حفظ القرآن و القيام به، و ذلك بمنزلة الهُذليّ إذا قرأ (عَتَّى حِينٍ ) (2) ]يوسف35] بدلَ حتّى إذ هي لغته، والأسَدي يقرأ: (تِعْلَمُونَ ) ]13[و ( تِسْوَدُّ وُجُوهٌ ) (3) ]آل عمران 106[، (ألَمْ إعْهَدْ إلَيكُم ) (4) ]يس60[.
__________
(1) و عجزه ((و كل نعيم لا محالة زائل)) و البيت في الديوان 203.
(2) و هي قراءة ابن مسعود. ينظر: المحتسب 1/343، الكشاف 2/319، البحر المحيط 5/307.
(3) و هي قراءة يحيى بن وثاب. ينظر: إعراب القرآن للنحاس 1/356، الكشاف 1/209، البحر المحيط 3/22.
(4) و هي قراءة طلحة. ينظر: الكشاف 3/327، البحر المحيط 7/343.(1/69)
وذكرَ أبو حاتم السَجستاني أنَّه سمع حَتْرُش بن ثِمال ،وهو عربيّ فصيح، يقول في خطبته: الحمد لله إحمدُه و إسْتَعينه و إتوكَلُ عَليه، فَيَكسِرُ الألفات كلها /13ظ/، وأكثرُ العَربِ يَجعَلُون القاف تقاربُ الكاف في السماع، ورأيتُ غيرَ واحد منهم يجعل الجيم كأنها تُقاربُ الياء ضَرباً من المقاربة، وهؤلاء لو أخذوا بما يخالف عاداتهم لتَعسَّر عليهم، فَيَسَّر الله - عز وجل- عليهم بلطفه ليقرأ كُلُّ فريق منهم بما هو من عادته، وليس لغيرهم أنْ يَسْلُكَ في القراءة مَسْلَكَهم ولكن يَلزَم التِلاوة المنقولة عن رسول الله - صلى الله عليه.وكان هذا التيسير من الله -تعالى- بأنْ أنزَلَ القرآن على سبعةِ أحرف، أي على سبعة أوجه، تتخالف بها لغات العرب وعاداتهم ليكون دليلا على أنَّ ما يجري ذلك المجرى مِمَّا يَخْرُجُ اليه الغالطُ ليس فيه إثمٌ و لا حَرج، و كذلك ما يجري مجراه ممّا تَجرُّ اليه طِباع مَنْ نَشَأ على لُغةٍ تُخالِفُ ظَاهرَ التِلاوة لم يُلزِمه فيه لائمة، ولولا ذلك كان يكون الأمر مَقصُوراً على ما نَزَل في القُرآن من الاختلاف فقط و لم يكن في ذلك كَبير يُسر، بل كان حِفْظُ تلك الوجوه زِيادة في الشُغل، لكنها لمّا صارت دليلا على اليُسر الذي ذَكرناه في وَضْعِ الحرج عَمَّا يشاكلها من الغلط و مخالفة ظاهر التلاوة عَظُمَت فائدتُها واتسعَ الأمرُ بِها وتَيَسَّرَ (1)
قال الشيخ الامام أبو عبد الله محمد بن الهيصم -رضي الله عنه-: ثُمَّ إنّي تَدَبَرتُ الوُجوه التي تَتَخالف بها لغات العرب فوَجَدتُها على سبعة أنحاءٍ لا تزيدُ و لا تَنقُص،وبجميع ذلك نَزَل القرآن (2) .
__________
(1) مقدمة كتاب المباني 219-221.
(2) انظر:هذه الوجوه بنصها في مقدمة كتاب المباني 221-28.(1/70)
فالوجه الأول منها: إبدال لفظ بلفظ، فإنَّ كثيراً من العرب يعبرون به عن معنى، و آخرون لا يعرفون ذلك اللفظ و يُعَبِرون عن ذلك المعنى بِلَفظ آخر، بمنزلة أنَّ منهم مَنْ لا يكادُ يعرفُ إلا الحُوت و منهم مَنْ يقول: سمك و لا يكاد يقول حوت، و منهم من يقول عشب، وآخر يقول: حشيش، ومِنهم مَنْ يَقُول: نامَ فلان و لا يكادُ يقولُ: رَقَدَ، وآخرون يقولون: رَقَد و يتعارفونه، و لقد قلتُ في البادية وأنا أُكلِّم بعضَ الأعراب: هذا طريقٌ وعرٌ، فقال: و ما وَعْرٌ ؟ فقلت: خَشْنٌ، ثم قلت له :أما في كلامكم وَعْرٌ ؟ قال: لا، ولسنا نعرف إلا الخَشْن.
وقد روي عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه قال: مَنْ جُعِل قاضياً فَقَد ذُبِحَ بِغَير سِكِّين، قال أبو هريرة: و ذلك أوَّلُ يومٍ سمعتُ سكين، ما كنت أعرفُ إلا المُدى.
وفي القرآن ( فَاسْعَوا إلى ذِكْرِ اللهِ ) ]الجمعة9[، و قد قرأ عمر بن الخطّاب: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللهِ ) (1) ، و قال عزّ وجل: (كالعِهْنِ المَنْفُوشِ ) ]القارعة 5[، و قد قرأ ابن مسعود (كالصُوفِ المَنْفُوشِ ) (2) ، و قال عَزَّ وجل: (إنْ كَانَتْ إلا صَيِحَةً وَاحِدَةً ) ]يس29[، وقرأ ابن مسعود (زِقْيَةً واحِدَةً ) (3) .
والوجه الثاني/14و/: إبدال حَرفٍ بِحَرفٍ بِمنزلةِ قولهم: أُعطيتُ ، ومن العرب من يقول: أنطيتُ بالنون (4) ، ويقولون: قَهَرَني فلان و منهم من يقول:كهرني (5) ، و يقولون: مَرَدْتُهُ و مَرَثْتُهُ (6) ، و هَرَقْتُ الماءَ و أرَقْتُ الماء (7) ، و سَحَقْتُ الزعفرانَ و سَهَكْتُه (8) ،
__________
(1) و قد قرأ بها جمع من الصحابة. ينظر: معاني القرآن للفراء 3/156، المحتسب 2/322، البحر المحيط 8/268.
(2) ينظر ص من الرسالة.
(3) ينظر ص 55، و ينظر: فضائل القرآن 2/176.
(4) ينظر: لسان العرب مادة (عطي).
(5) ينظر: الابدال 114.
(6) ينظر: نفسه 143.
(7) ينظر: نفسه 88.
(8) ينظر: نفسه 118.(1/71)
يقولون للقبر:جدثْ و جدف (1) ، و ثوم و فوم (2) ، ومغاثير و مغافير (3) .
وبمنزلة ما يبُدلُ بعضُهم الألف لام التعريف بألف ميم، رُوِيَ عن أبي هريرة أنّه قال يوم الدار لعثمان: طاب أَمْضَرْبُ (4) ، أي: طابَ الضَرْبُ، و رُوِيَ عنه أنّه قال: قالَ - صلى الله عليه: ليسَ منَ امْبِر أمصِيامُ في أمسفر (5) ،وذلك على لغة دَوْس.
وكذلك تميم تبدّل مكان الهمزة عيناً، و ينشدون عن ذي الرِّمة:
أعن ترسَّمتَ مِن خَرقاءَ منزلةً ماء الصَبابةِ مِنْ عَينيكَ مَسجومُ (6)
أراد: أأنْ ترسمَّتَ.
ومن ذلك ما رُوِيَ عن عمر -رضوان الله عليه - أنَّه قال: لا تَبِيعُوا الذَهبَ بالذهب إلا مِثلاً بِمثل، ولا تُتْبِعُوا الورِق بالورِق إلا مثلاً بمثل، ولا تَشُفّوا بعضَه على بعض، و لا تَبِيعُوا شَيئاً منه غائباً بناجِز إلاّ يداً بيد، فإن قال: أنظِرني حتى ألجَ بيتي فلا تُنْظِرْهُ ، فإنّي أخافُ الرِما (7) ،يعني الربا.
و قد يقال: لازِبٌ بمعنى لازِمٌ، و في القرآن: ( الصِرَاطَ ) ]الفاتحة 5[ قُرِئَ الصاد و السين جميعاً، وحدثني الغطريفي قال:أخبرني أبو بكر بن مجاهد، قال: حدثنا ابن أبي قرية، قال: حدثنا هشام بن يونس اللؤلؤي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، قال: سَمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه -يَقرأ ( و النَخْلَ بَاصِقَاتٍ ) (8) ]ق10[ قال سفيان: بالصاد.
__________
(1) ينظر: الابدال 125.
(2) ينظر: المصدر نفسه 126.
(3) ينظر: المصدر نفسه 126.
(4) في الأصل (أمْ ضَرْبُ) و الصواب الوصل لأنها كلمة واحدة.
(5) سنن النسائي 4/176-177، مجمع الزوائد 3/161، الترغيب و الترهيب 2/134.
(6) ينظر: خزانة الأدب 2/341.
(7) ينظر: الفصل للوصل المدرج 1/195.
(8) ينظر: قراءات النبي.(1/72)
و حدثنا الغطريفي قال قال: أخبرنا أبو مجاهد، قال: حدثنا الرمّادي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا إسرائيل، عن زياد بن عُلاقة، عن قطبة، قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه - يَقْرأ في الفجر: ( و النَخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضيِدٌ ) فمدَّ (نضيد) (1) و هو في هذه الرواية بالسين.
و هُذيل تُبدِّلُ الألف بدل الواو من وِلدة (2) ، قال البريق يرثي أخاه:
فأصبحتُ لا أدعو مِن النَّاسِ واحداً سِوى لْدِه في الدَّارِ غَير حكيمِ (3)
و يقولون: إجْدَان بمعنى وجْدَان، و يقولون: وِسادَة و إسادَة (4) ، و وِكاف و إكاف (5) ، و وِشاح و إِشاح (6)
و في القرآن ( وإذا الرُسُلُ أُقِتَتْ ) ]المرسلات 11[ بمعنى: وُقِتَتْ.
و هذيل أيضاً تضع متى موضع مِنْ قال أبو ذؤيب:
تَرَوَتْ بماءِ البحرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لُهنَّ نئيجُ (7)
(تروت) الفعل لحناتم سود شبَّه السحابَ بها، متى لجج: أي من لجج لهُنَّ نئيجُ، أي: مَرٌّ سَرِيعٌ ، و قوله : تروّت يرجع الى بيت قبله يقول:/14ظ/
سقى امُّ عمروٍ كُلَّ آخرِ ليلةٍ حناتِمُ سودٌ ماؤهُنَّ ثَجِيجُ (8)
و أحد الحَناتم حنتم، وهي جرار خضر يعني بها السحاب (9) .
وقد روينا أنَّ الذين كتبوا المصحف اختلفوا في التابوت والتابوه (10) .
وهذا الضرب الذي هو إبدال حرف بحرف في لغة العرب غير قليل.
__________
(1) ينظر: قراءات النبيّ.
(2) ينظر: الأبدال 138.
(3) خزانة الأدب 8/566.
(4) ينظر: الأبدال 138.
(5) ينظر: نفسه 138.
(6) ينظر: نفسه 138.
(7) الخصائص 2/85، خزانة الأدب 3/193.
(8) اللفظ في لسان العرب (حناتم سُخْمٌ). مادة (حنتم) 15/51.
(9) قال ابن منظور: (( و الحنتم سحاب و قيل سحاب سود و الحناتم سحاب سود لأنّ السواد عندهم خضرة ... .و أصل الحنتم الخضرة و الخضرة قريبة من السواد)) لسان العرب مادة (حنتم) 15/51.
(10) ينظر ص من هذه الرسالة.(1/73)
الوجه الثالث: تقديم و تأخير إمّا في الكلمة و إمّا في الحروف، فأما في الكلمة فذلك شائع في سائر العرب، تقول: سُلِبَ زيدٌ ثوبُه و سُلِبَ ثوبُ زَيدٍ، و المعنيان واحد، و ربِّما يختلف به المعنى على ضرب من التقارب لا يكاد يكون اختلافاً، كقولهم: عرضتُ الناقةَ على الحوض و عرضتُ الحوضَ على الناقة، و لعلَّ بعض العرب ألزم في هذه لتقديم لفظة، و بعضهم يقدّم أُخرى فيكون ذلك اختلاف اللغة في هذا الوجه.
وفي القرآن ( لا يَنَالُ عَهْدِيّ الظَالِمِينَ ) [ البقرة 124] و هي قراءة العامَّة، وقُرِئ أيضاً (الظَّالِمُونَ )، و قرئ ( فَتَلَقَى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ) ]البقرة37[ على أنَّ الفعل لآدم و قُرِئَ (آدمَ ) نصبٌ ( مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ ) رفعٌ على أنَّ الكلمات هي التي تلَقَّته، و قُرِئَ (فَيَقْتُلُونَ و يُقْتَلُونَ ) ]التوبة 111[ و أيضاً (فَيُقْتَلون و يَقتُلُون ) و نحو ذلك.
وأصلُ الحُروف فكقولهم: صُعِق و صُقع، و جَبَذَ و جَذَبَ، و بئر عميقة و مَعِيقَة، وأحْجَمتُ عن الأمرِ و أجحمتُ و ما أطْيَبَه و أيْطَبَه، و رجلٌ أغْرَلَ و أرْغَلَ، واعْتَاقَه الأمر و اعْتَقَاه، واعْتَام و اعْتَمَى و نحو ذلك و هذا اختلاف في اللغة بلا شكّ.
و في القرآن ( أفَلَمْ ييأس الَذِيِنَ آمَنُوا ) ]الرعد 31[،،( و كأيِّنْ مِنْ دابَةٍ ) ]العنكبوت60[و (و كأين ) بتقديم الهمز على حرف الاعتلال و تأخيره عنه، و ( بِعَذَابٍ بَئِيِسٍ ) ]الأعراف165[ بتقديم الهمز على الياء على وزن فعيل و (بَئِيِسٍ ) على مثال فَيُعل.
الوجه الرابع: زيادة حرف أو نقصانه، و ذلك بمنزلة قول مَنْ يقول من العرب: يَعْرِفْنِيَه و يُعْطِينِيه و مَالِيَهْ و دَارِيَهْ و في القرآن (ما أغْنَى عَنِّي مَالِيهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ ) ]الحاقة29-30[ ،ومنهم من يسقط بعض الحروف ترخيما، قال الله: ( فَلا تَكُ في مِريَّةٍ ) ]هود109[.(1/74)
حدثنا الغطريفي قال:أخبرنا أبو بكر بن مجاهد، قال: حدثنا موسى بن اسحاق، قال: حدثنا هرون، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن عمر بن شَمِر، عن جابر، عن أبي أراكهَ، عن عليّ قال: سمعتُ النبيّ - صلى الله
عليه - يَقرأ: (يا مَالِ لِيَقْضِ عَلَينْا ) (1) ]الزخرف77[ بغير كاف، و قد رُوِيَتْ عن النبيِّ - صلى الله عليه - بإثبات الكافِ وعليه الناسُ.
... وقد تقول العربُ:يا صاحِ أي : يا صاحبُ، و يا حارِ أي حارثُ (2) ، و يقولون: عِمْ صباحاً أي: أنعم صباحاً، و قال عنترة:
يا دارَ عبلةَ بالجواءِ تكلَّمي و عِمي صباحاً دارَ عبلةَ و اسلمي (3)
/15و/ أراد: وانعمي صباحاً.
وقد تزيد العَرَبُ حُروفاً ثمَّ لا تَعتدُّ بها، كمثل ما يزيدون (ما) و (لا) في كثير من المواضع، فيقولون: كان لي ابنماً أي إبناُ،و قد تزاد (ما) في تضعيف القول صلةً, من ذلك قوله: (و إنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَا مَتَاعُ الحَيوةِ الدُنِيا ) ]الزخرف35[، أي: لمتاع و (ما) صلة، و تكون (لا) زائدة أيضا كقوله: ( لَئِلا يَعْلَمَ أهْلُ الكِتَابِ ألاّ يَقْدِرُونَ ) (4) ]الحديد29[الآية.
و قال ساعدةُ بن جُؤَيَّة:
فَلَمِنْك لا برقٌ كأنَّ وميضَهُ غابٌ تشيمِّه ضرامٌ مُثْقَبُ
ورواه أبو عمرو: فلمنك برقٌ لا كأن وميضه.
و قد يزيدون الحرف في صيغة اللفظ كقول القائل:أقول إذْ خَرَّت على الكَلكَال (5) . يريد: الكلكل.
و كقول المفضل العبدي:
وبعضهم على بعض حنيقُ (6)
__________
(1) و هي قراءة علي و ابن مسعود. ينظر: المحتسب 2/257، إعراب القرآن للنحاس 3/102، البحر المحيط 8/28.
(2) ينظر: كتاب سيبويه 2/248،251، 256، شرح الكافية 1/153.
(3) الديوان 94.
(4) على قراءة من قرأ (لَمَا) بالتخفيف، قرأ عاصم و حمزة و هشام بخلاف عنه (لمّا متاع) بتشديد الميم، و الباقون بتخفيفها . (ينظر، التيسير ص 196).
(5) لسان العرب 14/233.
(6) لسان العرب مادة (حَنَقَ) 13/205 .(1/75)
أي:حَنِقٌ (1) .
و لكنَّ هذه الوجوه من الزيادات قد لا تدخل فيما تختلف به اللغات لشمول ذلك سائر العرب و اشتراكها فيه وإن كان ربَّما يكون بعضهم أكثر استعمالا لها من بعض، و كذلك سائر المجازات المستعملة فيهم، ليست تعتبر في اختلاف اللغات وإنْ كان قد يتعارف من ذلك كلُّ فريق بعض ما لا يتعارفه الآخرون، إذ ليس ذلك عندهم معدوداً في أصل لغتهم، فأمّا الهمز فإنَّ من العرب مَنْ يستعمله و هم تميم و مَنْ يوافقها في ذلك، و منهم مَنْ يقلُّ استعمالهم له و هم هُذَيل، و أهل الحجاز تحذف، و الهمزة حرف يزيدها بعضهم و يحذفها بعضهم (2) .
و قد يحذف بعضهم المدُّ في مواضع و يثبت ذلك آخرون، و المدُّ حرف.
و كذلك مَنْ قرأ (رُبَمَا يَوَدُ الذِينَ كَفَرُوا ) (3) ]الحجر2[ بتخفيف الباء فإنّه قد نقص حرفا و هو إحدى الباءين، و ذلك على لغة هذيل و من وافقهم فيه.
و قال أبو كبير الهذلي:
أزهيرُ إنّ يَشِبَ القذالُ فإنّه رُبَ هَيْضَل لجِبٍ لَفَفْتُ بَهَيْضَلِ (4)
أراد: يا زهيرة يعني ابنته، إنْ يَشُبِ القذال: يعني رأسه، و القَذَال ما هو خَلفَ الأُذُنَين (5) ، فإنَّه رُبَّ جماعة لها لَجَبٌ و صياحٌ خلطتهم بهيضل أي: بجماعة آخرين (6) ، والاختلاف في زيادة هذه الحروف و نقصانها اختلاف في اللغات.
الوجه الخامس: اختلاف حركات البناء، مثل قول بعض العرب في الجواب: نَعَم و بعضهم يقول: نَعْم،
__________
(1) جاءفي كتاب سيبويه 4/30، ((هذيل تقول سميج و نذيل، أي نَذْل و سَمْج))
(2) ينظر: كتاب سيبويه 3/541 و ما بعدها، شرح المفصل 9/107.
(3) و هي قراءة عاصم. ينظر: السبعة 366، التيسير 135، النشر 2/301.
(4) لسان العرب مادة (هضل) 14/222.
(5) ينظر: لسان العرب 14/71.
(6) ينظر: لسان العرب 14/222.(1/76)
و مثل البُخْل و البَخَل، والكَبِد و الكَبْد ، و مَيْسَرة و مَيْسُرة (1) ، و مثل قول بعضهم: حَسِب فلان يحسِب بكسر السين في المستقبل، و قول بعضهم: يحسَب بفتحها، و من ذلك كَسْرُ مَنْ كَسَرَ أول الفعل المضارع فقال: نِعلم و إعلم و نحو ذلك (2) ، و منه إشمام بعضهم الضمة في قوله: (و إذا قُيل لَهُم ) ]البقرة11[ ، ( و غُيِضَ المَاءُ ) ]هود44[ ونحوه.
الوجه السادس: اختلاف الإعراب، من نحو قول الهذلي: ما زيدٌ حاضرٌ، قال الله: (ما هَذا بَشَراً ) ]يوسف 31[، و قال ابن مسعود على لغة هذيل: ( ما هَذا بَشَرٌ ) (3) ، و قد ذُكر من لغة بلحارث بن كعب أنهَّم يقولون: مررتُ بالرجلان، و قبضتُ منه درهمان، و جلستُ بين يداه، و ركبت علاه (4) و أنشدوا:
فأطرقَ إطراقَ الشجاعِ و لو يَرى مَساغاً لناباهُ الشجاع لَصمَّما
وفي القرآن: ( إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) ]طه63[
الوجه السابع: هو إشباع الصوت بالتفخيم والإظهار، أو الإقصار به بالإضجاع و الإدغام، و أكثر الاضجاع في تميم، و لغة الحجاز على التفخيم (5) ، و قد روي عن زيد بن ثابت أنَّه قال: نَزَل القرآنُ بالتَفخيم، وإنما أراد عندنا بذلك في العرض الذي عرضه عليه رسول الله – صلَّى اللهُ عليه – أو على أُبيّ بن كعب، و ذلكَ أنّه لو لا أنّ رسولَ الله – صلى الله عليه – قد كان يميل في بعض الأوقات إذا قرأ لم يكن ليستعملَ الإمالةَ في القرآن جماعةٌ (6) الأئمة، و لم تكتب المصاحف بالياء في أمثال ( و الضُحَى. و اللَيلِ إذَا سَجَى ) ]الضحى1-2[ ونحو ذلك، ولكن التفخيم أعلى و أشهر في فصحاء العرب و هو الأصل و الإمالة داخلة عليه.
__________
(1) ينظر: المخصص 4/220-221
(2) ينظر: المخصص 4/216.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 9/183.
(4) ينظر: شرح الكافية 2/172، مغني اللبيب 1/38.
(5) فضائل القرآن لأبي عبيد 2/180، الموضح في الفتح و الإمالة 3ظ.
(6) مقدمة كتاب المباني 228.(1/77)
وليس التفخيم و الإمالة اختلافاً في نفس اللغة وإنما ذلك اختلاف في اللحن و تقدير الصوت وتزيينه، و قد اختار كل فريق من العرب ما رآه أوفق بطباعه و اتبعهم على إختلافهم متبعون من غيرهم .
... وكذلك الإدغام فإنَّه أمرٌشائعٌ في سائر العرب، ألا ترى أنَّك لا تجد منهم إلاّ مَنْ يدغم لام المعرفة عند الحروف التي تخرج من طرف اللسان كالثاء والتاء والدال والذال و النون ونحوها،وكذلك لا أجدُ من العرب إلاّ و هو يُدغم الطاء الساكنة قبل التاء أو التاء الساكنة قبل الطاء كقوله: ( أحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ) ]النحل22[ و قوله ( و قَالَت طَائِفَةٌ ) ]آل عمران72[ ونحو ذلك.
وليس يكاد اللسانُ يطوع بالإظهار في أمثال هذه المواضع إلا على إكراه شديد ، وكذلك اللام الساكنة قبل الراء كقوله: ( قُلْ رَبِي يَعْلَمُ القَولَ ) ] الأنبياء4[ و قوله: ( بَلْ رَآنَ ) ] المطففين14[، مع أن من أهل الحجاز مَنْ يُظْهِر اللام ها هنا (1) .
ثم تختلف مذاهب العرب في الإدغام و الإظهار في كثير من الحروف، وذلك أيضا تزيين الصوت وتحسين اللحن ليس باختلاف في أصل اللغة، ولكنهم إذ قد تباينوا فيه عُدَّ في إختلاف لغاتهم (2) .
فهذه الوجوه السبعة التي بها أختلفت لغات العرب قد أنزل الله بإختلافها القرآن متفرقاً فيه ليعلم بذلك أن مَنْ زَلَّ عن ظاهر التلاوة بمثله أو من تعذّر عليه تركُ عادته فخرج الى نحو ممّا قد نزل به فليس بملوم فيه ولا مُعاقَبٍ عليه، وكلُّ ذلك إنْ كان فيما لم تختلف/16و/ فيه المعاني فإنّه إنّما يُنسَبُ الى اختلاف اللغات إذا لم يكن بإختلاف المعاني فأمّا أنْ تَختَلف العبارة بإختلاف المعنى فذلك لا يَقتَضي الاختلاف في اللغة؛ لأن اللغات مَبنِيَة على اختلاف العبارات عن اختلاف المعاني.
__________
(1) ان عاصماً في رواية حفص عنه يظهر لام (بل) و يسكت عليها ثم يقرأ (رانَ ).
(2) مقدمة كتاب المباني 228.(1/78)
ثم لا يُقال في اللغة الواحدة : إنّها لغاتٌ مختلفة من حيث عَبَّرت عن معان مختلفة بعبارات مختلفة، لذلك قلنا إنّ التيسير الذي حصل لهذه الامة مِن إنزاله القرآن على سبعة أحرف أي: على سبع لغات إنما هو فيما لا تختلف فيه المعاني.
وعلى ذلك دَلَّ ما حدَّثنا به الغطريفي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الفرات الخوارزمي، قال: حدثنا أبو أحمد موسى بن الأسود الخوارزمي، قال:حدثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا عبد السلام بن عبد القدوس،قال:حدثني أبي،عن الحسين، قال:قال أنس بن مالك (ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ و حَلَلّنا عَنْكَ وِزْرَكَ ) (1) ]الشرح1،2[ قال الحسين: قلت: يا أبا حمزة، هذه قراءة أعرابية، قال: ولِمَ ؟ قلت: و وضعنا عنك وِزرَك، قال: و وضَعنا و حَطَطَنا و حَلَلْنا كُلاً قراءة ، إنَّ جبريلَ أتى النبيَ عليه السلام فقال: يا محمدُ إنَّ ربَّكَ ... يأمركَ أنْ تقرأَ القرآنَ على حَرفٍ قالَ: زِدْني، قالَ: اثنين، قال: زِدْني، قالَ: ثلاثة، قالَ: زِدْني، فلمْ يَزَلْ يَستَزِيدُهُ حتى عَدَّ سبعةَ أحرفٍ (2) .
قال الإمام الهادي: ألا ترى أنّه اعتبر الألفاظ المبينة عن معنى واحد دون ما يختلف به المعنى. و كذلك رُوي عن ابن مسعود أنّه قال في اختلاف القراءة: إنها بمنزلة قولهم: هَلُمَّ و تعالَ وأقبِلْ (3) .
و لقد حدثنا أبو أحمد الغطريفي، قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا الثوري، عن الأعمش، عن ابراهيم، عن همام بن الحارث أنّ أبا الدرداء كان يُعلمُ رجلاً، فقال: (طَعَامُ الأثِيمِ ) ]الدخان44 [ فقال الرجل: طعام اليتيم،فكرره عشرين مرَّة، فقال: قُل: طعامُ الفاجر (4) .
__________
(1) و قرأ بها ابن مسعود أيضاً. ينظر: معاني القرآن للفراء 3/275، المحتسب 2/367، الجامع لأحكام القرآن 20/105.
(2) مقدمة كتاب المباني 228-229.
(3) المصدر نفسه 229.
(4) مقدمة كتاب المباني 229.(1/79)
أبو عبيد الله قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن محمد الانباري قال: أخبرنا أبو سهل محمد بن محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن المُصَفَىّ، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا عبد الله مولى عثمان بن عفّان، قال: حدثنا ابن أبي، عن أبيه، عن جدَّه، عن أُبي بن كعب أنّه كان يُقرِئُ رَجُلاً فارسيا، فكان إذا قَرأ عليه ( إنّ شَجَرَةَ الزَقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ ) ]الدخان44[، قال: طعام اليتيم، فمرَّ به النبي صلى الله عليه فقال: قُلْ طعامُ الظالمِ (1) ، فَفَصُحَ لسانه، فقالَ صلى اللهُ عليه وسلَّم لأُبيّ بن كعبٍ: قَوِّمْ لِسانَهُ و عَلِّمْهُ، فإنّك مأجُورٌ، فإنَّ الذي أنزلَهُ لم يُلْحَنْ /16ظ/ و لا الذي أُنْزِلَ عليهِ، و إنَّهُ قُرآنٌ عَرَبيٌ (2) .
__________
(1) كنز العمال 5/347.
(2) مقدمة كتاب المباني 229-230.(1/80)
قال: و أخبرنا أبو العباس و غيره، عن أبي سهل،قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا سلم بن بالق الوانجردي، قال: حدثنا أبو حنيفة إمام الدين –رضي الله عنه-، قال: حدثنا حماد عن ابراهيم أنّ ابن مسعود كان يُقرِئُ رجلاً أعْجَمياً ((إنّ شَجَرَةَ الزَقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ ) ]الدخان 44[، فجعل الرجل يقول: طعامُ اليتيم، فلّما أعياه قال له عبد الله: أما تُحسِنُ أن تقول: طَعامُ الفاجر (1) ، فال -رضي الله عنه-: لقد رُوي الابتلاء بهذا العجميّ لأبي الدرداء و لأُبي بن كعب و لعبد الله بن مسعود في هذه الكلمة الواحدة (2) ، و الأقربُ أن يكون هذا الابتلاء لهم في تارات مختلفة مع أنفُسٍ مُتغايرة ، وذلك أنَّ حرف (ثاء) ممّا يَكْثُرُ تَعَذُّره على العجمي حتى يُبدِل بها حرف تاء، و سورة الدخان هي التي يرغب في حِفظها الأُمِّيون و النساء و أهلُ البلادة لما يُذكر من فضل مَنْ قرأها فلذلك كَثُرت البلوى في هذه الكلمة خاصة (3) .
فصل
قال الشيخ الإمام الهادي -رحمه الله : فإنْ قال قائل: إذا كان هذا (4) التيسير الذي هو في سبعة أحرف إنمّأ كان فيما لا يختلف المعنى فيه، فما قولكم في القراءات التي يختلف بها المعنى ؟
__________
(1) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 16/149.
(2) فضائل القرآن 2/136.
(3) ينظر مقدمة كتاب المباني 229-230.
(4) في الأصل (كان هذه).(1/81)
قلنا: إنّها صحيحة مُنَزَّلة من عند الله و لكنَّها خارجة من هذه السبعة الأحرف، و ليس يجوز أن يكون فيما أنزل الله من الألفاظ التي تختلف معانيها ما يجري اختلافها مجرى التضاد و التناقض، لكنَّ مَجرى التَغاير الذي لا تضاد فيه، ثم إنّها تتجه على وجوه، فمنها أن يختلف بها الحُكم الشرعي على المُبادلة بمنزلة، ما قُرئ قوله: (و أرْجُلِكُمْ ) (1) ا] المائدة 6 [ بالجرّ و النصب جميعاً وإحدى القرآءتين تقتضي فرض المسح (2) ، و الأُخرى فرض الغسل، و قد بيّنها رسول الله صلى الله عليه، فجَعَل المَسحَ لِلابسِ الخُفّ في وقِتِهِ و الغَسْلَ لحاسرِ الرِّجل (3) .
و قد أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن محبوز، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن معاوية السُّلمي، حدثنا مالك بن سليمان، قال: أخبرني يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك و عن علي بن أبي طالب ،و جميعاً قالا: يستقيم كلاهما، لأنهما قالا: رأينا رسول الله صلى الله عليه قال: هكذا و هكذا.و هذا الضرب هو الذي لا تجوز القراءة به إلاّ إذا تَواتر نَقله و ثَبَت من الشارع بَيانُه، و ليس يُعْذرُ من زلَّ في مثله عمّا هو المنزل/17و/ حتى يُراجع الصَواب و يَفزَعَ الى الأستغفار.
__________
(1) ينظر: السبعة 242، التيسير 98، النشر 2/254.
(2) و هي قراءة الجرّ، ينظر: الحجة لابن خالويه 104.
(3) مقدمة كتاب المباني 230.(1/82)
وقد يكون ما يختلف فيه الحكم على غير المبادلة لكنْ على الجمع بين الأمرين، بمنزلة قوله: (و لا تَقْربوهُنَّ حَتَى يَطْهُرْنَّ ) ]البقرة222[ من الطُّهر، و (حَتّى يطَّهُرْنَّ ) (1) مشددة الطاء من التَّطَهُّر، فإنَّ القراءتين ها هنا تقتضيان حكمين مختلفين يلزم الجمع بينهما، و ذلك أنّ الحائض لا يقربها زوجها حتى تطهُر بانقطاع حيضها و حتى تَتَطَهَّرَ بالاغتسال.و مثله قوله (إنْ جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَاٍ فَتَبيَّنُوا ) ]الحجرات6[،و قوله (إذا ضَرَبْتُم
فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيّنُوا ) ]النساء 94[، و قُرِئَت (2) (فَثَبِّتُوا)، و كلاهما واجبان: التبيين و التثبت جميعاً لا يجوز ترك واحد منهما، و مثله قوله: (ولا تُقَاتِلُوهُم عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرامِ ) ]البقرة191[ و قُرئ (و لاتقتلوهم ) (3) ، وكلا الأمرين كان محظوراً قَتلُهم و قِتالُهم إلاّ أنْ يَبدؤا بالقتال (4)
__________
(1) و هي قراءة حمزة و الكسائي. ينظر: السبعة 182، التيسير 80، اتحاف فضلاء البشر 157.
(2) قراءة (فتثبتوا) في الحجرات لحمزة و الكسائي و غيرهما. ينظر: التيسير 97، النشر 2/251، و في النساء لهما أيضاً. ينظر: الكشف 1/394-395، النشر 2/251، اتحاف فضلاء البشر 193.
(3) و هي قراءة حمزة و الكسائي. ينظر: الحجة لابن خالويه 94، التيسير 80، النشر 2/226.
(4) مقدمة كتاب المباني 230-231.(1/83)
و لا تَجوزُ القراءةُ في أمثالِ هذه إلاّ بالنَقل الظاهر، و من زَلَّ في مثله إلى (1) ما يقتضي أمراً قد علم بثبوته و لم يقرأ به- لم يلزمه فيه حرج، (و يكون) (2) بمنزلة أن يصحف قوله: ( و لا تَقْرَبُوا الزِنَى ) ]الإسراء 32[ فيقرؤها بالراء و الباء من الربا في المال، و هو مَنهيُّ عنه كَمِثل الزنى أو زلَّ من قوله: ( و أنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ) ]البقرة 195[الى أن يقرأ (و اتفقوا) فجعل النون تاءً من الموافقة، و معلوم أنّ الموافقة واجبة في سبيل الله كما أنّ إنفاق المال فيها واجب، فإن كان عدو لهُ عن ظاهر التلاوة على سَبيل التَعَمُّد فهو مَلومٌ على ذلك، و كذلك إنْ كان زلَلُه لتفريطه في كتاب الله وإعراضه عنه لشغله بطلب الدنبا فإنّه في حرج إذ ّ ذاك فيما يزلُّ به عن ظاهر التلاوة، وإنّما صُرِف ] الحرج [ (3) عمَّن كان ذلك منهم على سبيل السهو، أو كان شغلُه العائق له عن مراعاة التلاوة جهاداً في سبيل الله أو طلب العلم أو نحو ذلك و قد راعى منها ما لابُدَّ له منه.و قد روي عن الحسن أنّه قال: أنزل الله القرآن ليُعمل به فاتخذ الناس تِلاوته عَملاً (4) .
__________
(1) في الأصل (إلا) ، و في مقدمة كتاب المباني ص 231: إلى
(2) زيادة من كتاب المباني ص 231، يقتضيها السياق.
(3) زيادة من كتاب المباني ص 232.
(4) مقدمة كتاب المباني 231-232.(1/84)
و قد يختلف معنى القراءتين في الخَبر أو في الخبر و الأمر نحو قول الله تعالى: ( و ادَكّرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) ]يوسف 45[ معناه: بعد مُدَّة، و قرأ ابن عباس ((بَعْدَ أمَهٍ )) (1) معناه: بعد نسيان،و (كَيفَ نُنْشِزُهَا ) (2) ]البقرة259[ بالراء، و بالزاي جميعا، و الراء يقتضي الإحياء و الزاء التحريك، و قوله: ( تَلَقَوّنَهُ بِألسِنَتِكُم ) ]النور15[ من التلقي أي: يقولونه و يقبلونه، و قرأت عائشة (تَلقُونَه ) (3) من الولق و هو الكذب (4) ، و هذا اختلاف في الخبر و لكنْ المعنيان جميعاً قد ثبت صحتهما، لأنّ صاحب السجن الذي نجا ذكر أمر يوسف بعد مُدّة و ذكره بعد نسيان، و كذلك قد حرّك الله العظام و أحياها، فصحَّ المعنيان جميعاً، و الخائضون في أمر عائشة قد تلقوه بالقبول /17ظ/ و القَوَل و هو كذب فأنزل الله -عزَّ و جلّ- بالمعنيين في غرضين (5) .
و مثله قوله: (بَاعِدْ ) ]سبأ 16[على الخبر عن دعائهم و (باعَدَ) (6) على الخبر عن اخبارهم بذلك، فانهَّم دَعَوا الله أنْ يفرّقهم في البلاد فلّما فرّقَهُم و باعد بين أسفارهم قالوا: (رَبَنَا بَاعَدَ بَيّنَ أسْفَارِنَا ) وأجاب دعوتنا، فأخبر الله منهم بالمعنيين في غرضين (7) .
__________
(1) ينظر ص 72.
(2) ينظر ص 64.
(3) و قرأ بها ابن عباس. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/248، المحتسب 2/104، إعراب القرآن للنحاس 2/435.
(4) ينظر: لسان العرب مادة (ولق).
(5) مقدمة كتاب المباني 232.
(6) ينظر ص 72.
(7) مقدمة كتاب المباني 233.(1/85)
و كذلك قوله: (فُزِّعَ ) ]سبأ23[ بالزاء و العين و (فُرّع ) بالراء و العين معجمة (1) ، و قوله: (و أعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَكأً ) ]يوسف31) ، و ( مُتَكَاً ) (2) و نحو ذلك ،و من ذلك قوله: (و اتَخَذُوا مِنْ مُقَامِ إبراهِيمَ مُصَلىً ) (3) ]البقرة125[ على الخبر و قُرِئ (و اتخِذوا) على الأمر و كلاهما صحيح؛ لأنهم أُمروا بذلك و فعلوه، فأنزل الله ذلك على الوجهين جميعا في عرضين (4) . وقد يكون الاختلاف بأن يزيد أحدهما في بيان المراد على الآخر نحو قوله: (و قَضى رَبُكَّ ) ]الاسراء23[ و في قراءة ابن مسعود ( و وَصَّى رُّبك ألاّ تَعْبُدُوا إلا إيّاهُ ) (5) ، و التوصية أوضح في الدلالة على المراد من الآية، إذ القضاء مشترك بين التوصية
و غيرها (6) .
و كذلك قوله: ( فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيَامٍ ) ]البقرة196[ و في قراءة ابن مسعود (ثَلْثَةَ أيامٍ مُتَتَابِعاتٍ ) (7) و فيه زيادة البيان، و كذلك مَنْ قرأ : ( أكادُ أُخْفِيهَا من نَفْسِي فَكَيفَ أُظهرُكُم عَلَيهَا )و سَبيل من تعمّد في امثال هذه بخلاف ما نزل به من القرآن و قد عرف صحة معنى ما خرج اليه أو سَها فيه، فزلَّ على ما أعلمتكم من قبل هذا (8) .
__________
(1) ينظر ص 73.
(2) و هي قراءة ابن عباس و ابن عمر. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/42، المحتسب 1/339، املاء ما من به الرحمن 2/92.
(3) و هي قراءة ابن عامر و نافع. ينظر: السبعة 169، النشر 2/222، اتحاف فضلاء البشر 147.
(4) مقدمة كتاب المباني 233.
(5) و هي قراءة ابن عباس و غيره. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/120، الكشاف 2/444، البحر المحيط 6/25.
(6) مقدمة كتاب المباني 233.
(7) ينظر ص من الرسالة.
(8) ينظر ص من الرسالة.(1/86)
فأما تَضاد المعاني و تَنافيها فليس بموجود في كتاب الله و قراءات القرآن إلاّ ما كان من ناسخ و منسوخ، و ذلك ليس بتضاد في المعنى و إن ظنَّ به ذلك من لا يعرف حقيقة النسخ من قبل، إنَّ الأمر المنسوخ إنمّا كان في علم الله و إرادته الى أجل معلوم لم يكشف عنه مبدأ الأمر، ثمَّ لمّا أن تناهت مُدة الأمر و حَلَّ الأجل أبان عن تناهيها و كَشَف عن حكمته، و ذلك بمنزلة ان يأمر الطبيب مَريضا بلُزُوم ضَربٍ من الطعام الذي يَراه أوفق به و لم يُبَيّن له الأجل، حتى إذا تَغَّيرَّت حال المريض و علم الطبيب أنَّ غير ذلك الطعام أوفق به نَهاه عنه و أمره بغيره، و ليس في ذلك تضاد، ألا ترى أنّه عز وجل لو أبان في أول الأمر عن الأجل و الأمر المعاقب له فقال: استقبلوا بيت المقدس تُصَلُّون الى تمام ثمانية عشر شهراً ، ثم ولُّوا وجوهكم شطر المسجد الحرام، لم يكن فيه تناقض و لا تضاد، و هذا القدر كاف في هذا. وبالله التوفيق (1) .
الباب الثالث
في ذكر كيفية أخذ القراءة و الاختلاف بين القُرّاء على عهد رسول الله
صلى الله عليه
كان رسول الله صلى الله عليه يعرض القرآن على جبريل ]كل عام في شهرَ رمضان [ 18و/ فيعرّفه ما يزيد الله فيه و ينقص من الناسخ والمنسوخ و غير ذلك، و يَقِفُه على مواضع الحروف (2) .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري بإسناده، عن أبي عبيد، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، أن جبريل كان يعارض النبي صلى الله عليه بما أُنزل عليه في سائر السَّنة في شهر رمضان (3) .
__________
(1) مقدمة كتاب المباني 234.
(2) ينظر: الطبقات الكبرى لأبن سعد 2/194-195، صحيح البخاري 6/229-230.
(3) فضائل القرآن لأبي عبيد 2/188.(1/87)
أبو عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن ابراهيم، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: نُبئِّتُ أنَّ القرآن كان يُعرَض على رسول الله صلى الله عليه كلَّ عام مرّة في شهر رمضان، فلمّا كان في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه عُرض عليه مرتين، قال: قال ابن سيرين: فيرون أو فيرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءتين عهداً بالعرضة الاخيرة (1)
أخبرنا الحسن بن الحسين المُقرِئ إجازةً، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان الجوهري، قال: حدثنا أبو النَّضر، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا( يونس)، عن عبد الله بن عبد الرحمن، قال: كان رسول الله صلى الله عليه أجود الناس، و أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل - عليه السلام- و كان يلقاه كلَّ ليلة، يدارسه بالقرآن، فكان إذا لقيه جبريل أجود من الريح المرسلة (2) .
و أخبرنا أبو محمد، قال: أخبرنا أبو عبد الله، قال: أخبرنا أبو عليّ أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو العباس الماسَرْجِسي، قال: أخبرنا الحسين بن عيسى، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا معمر و يونس،
عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه أجودَ الناس ، وكان أجودُ ما يكون في شهر رمضان حين يَلقاهُ جبريل، و كان جبريل يَلقاهُ في شهر رمضان كُلُّ ليلة، فيدارسه القرآن, فلرسول الله صلى الله عليه حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة (3) .
__________
(1) فضائل القرآن 2/188، المرشد الوجيز 22.
(2) فضائل القرآن للنسائي 62.
(3) صحيح البخاري 1/61-62، فضائل القرآن للنسائي 62، فضائل القرآن لابن كثير 44.(1/88)
قال أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الانباري -رحمه الله : فتلقى رسول الله صلى الله عليه السبعة الأحرف عن جبريل –عليه السلام- في تلك العرضات، و أقرأ الصحابة بهنَّ، فوقع لهُم الأحرف، و لهذا وجه، وأقرأ الصحابةُ الناسَ على سبيل ما أقرأهم رسول الله صلى الله عليه وآله، فانتشرت الحروف و كثرت القراءات, فكلُّ قراءات الأئمة المعروفين لا تَخرُج من الأحرف السَبعة المأثورة عن رسول /18ظ/ الله صلى الله عليه؛ لأنه كان يُقرئ بها الصحابة فيأمرهم أن يَقرؤا كما عُلَِّموا ولا يبتدعوا، و كذلك كان يفعل أصحابه بمن قرأ عليهم.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمدالبَحيري –رحمه الله، قال:أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي، قال: أخبرنا أبو بكر بن مجاهد، قال: حدثنا أحمد بن الصقر و محمد بن موسى، قالا: حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثني يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله، قال: قال لنا عليّ بن أبي طالب: إنّ رسول الله صلى الله عليه يأمركم أن تَقرؤوا القرآن كما عُلِّمْتُم (1) ، أي لا تقرؤوه على مرادكم و لا تختاروا فيه شيئا برأيكم.
و أخبرنا أبو عثمان، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا ابن مجاهد، قال: حدثنا عباس الدوري، قال: حدثنا أبو يحيى الحِمَّاني، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: إنّي سَمِعْتُ القَرَأَة فرأيتهم متقاربين, فاقرؤوا كما عُلِّمْتُم و إيّاكم و التنطع (2) و الاختلاف (3) ، يدلُّ على هذا ما روى خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، قال: القراءة سُنَّة (4) .
... و عن محمد بن المنكدر قال: القراءة سُنَّة يأخذها الأُخِرُ عن الأول (5) .
__________
(1) السبعة 47.
(2) التنطع: تكلف القول و التعمق فيه. ينظر: لسان العرب مادة (نطع) 10/235.
(3) السبعة 50.
(4) المصدر نفسه 50.
(5) المصدرنفسه 52.(1/89)
و عن عروة بن الزبير، قال: إنّما قراءة القرآن سُنَّة من السُنَن فأقرؤوا كما عُلِّمْتُموه (1) . وعن الشعبي قال: القِراءة سُنة فاقرؤوا كما قرأ أوّلوكم (2) .
وممّا يدلُّ على ذلك أيضاً أنّك لا ترى أحداً من القرّاء المعروفين إلاّ و هو يسند قراءته الى غيره حتى ينتهي الى رسول الله صلى الله عليه، و يذكر أنّه لم يَقْرَأ برايه حرفا، فأما عاصم و نافع و أبي عمرو و غيرهم لم يكن له ذلك, ولو كان له ذلك لاستغنى كلُّ واحد منهم من ان يقول: قَراتُ على فُلان و قَرأ فُلان على فُلان، حتى تنتهي القراءة الى رسول الله صلى الله عليه، و أيضأً لو كان لأحد أن يقرأ بما يقرأ رسول الله صلى الله عليه لكانَ الرجلُ من الصَحابة إذا قرأ بحرف لم يقرأ به صاحبه لم يؤاخذه به، و لا أنكر ذلك عليه كما أنكر عمر على هشام بن حكيم حين قَرأ سورة الفرقان حتى قال لهما رسول الله صلى الله عليه: كلاكما محسن، إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف، فاقرؤا ما تَيَّسَر (3) .
قال علي بن عيسى: القراءات المعروفة كلُّهامُنَزلة لمجئ التواتر بها، ولأنّه لوساغ جَحَد نُزول إحداها لساغ جحد نزول الأُخرى.
فإنّ قيل: تنكر أن يكون إحدى القراءتين مَنزِلة و الاخرى مُغَيَّرة، فالجواب أنه لا يجوز ذلك لأنّه أُخِذَ على الناس أن يؤدوا لفظ القرآن كما أخذ عليهم أن يُؤَدُوا معناه، و دليل ذلك قوله: نزل القرآن على سبعة أحرف مع ما تقدم في تفسيرها.
__________
(1) السبعة 52.
(2) المصدر نفسه 51.
(3) تنظر ص من هذه الرسالة.(1/90)
فإن قال قائل: فهل يجوز لنا أنْ نقرأ كل ما يرد من /19و/ القراءات عن الصحابة و التابعين إذا اتفقت معانيها؟ قيل له: نعم:، غير أنّ المُستَحَب عِندَنا أن يقرأ ما يوافق مصحفنا، و لا يخرج من قراءات القرّاء المعروفين من غير أن يلحق ما شذّ منهاإنكاراً؛ لأن كل حرف شاذ يردُ عن رجل من الصحابة و التابعين لا يخلو من أحد أمرين: أما أن يكون أثَرُهُ من رسول الله صلى الله عليه، فواجبٌ علينا أنْ لا نردَّه، وأما أن يكون سمعه من رسول الله صلى الله عليه أو ممَّن سمع منه غير الحرف الذي قرأ به، فمضت عليه الدهور و لحقه من النسيان ما يلحق البشر، فقرا بخلاف ما سمع فلا ] كلمة مطموسة [ لنا أن لا نتهمه، و لا نلحقه إنكاراً إذا كان ما قرأ به سائغاً لأنَّ الله تعالى لا يؤاخذه بذلك إذا لم يقصد إلاّ الصواب، و على هذا السبيل كان المتقدمون فيما بلغنا.
أخبرنا الحسن بن الحسين المقرئ إجازة، قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن محمد، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا أبو سالم محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال: سمعت الكسائي يُخْبِرُ، عن زائدة، عن الأعمش، عن ابراهيم عن بعض أصحاب عبد الله، قال: جعل عبد الله يقول لرجل: (و الذِينَ آمَنُواو أتبعتهم ذُرِيَتُهُم (1) بإيمان ألحَقْنَا بِهِم ذُرِيَتَهُم (2) ]الطور21[ على واحدة، و جعل الرجل يقول: (ذُرِياتِهِم ) على الجماع، فجعل عبد الله لا يزيد على أن يقرأها واحدة حتى ذكر أنّه بلغ عشرين مرّة لا يقول له ليس هكذا (3) .
__________
(1) قرأ ابن عامر و نافع و غيرهما (ذُرِيَاتُهُم). ينظر: الحجة لأبن خالويه 333، الكشف 2/290، التيسير 203.
(2) قرأ نافع و ابن عامر و أبو عمرو (ذُرِيَاتِهِم). ينظر: معاني القرآن للفراء 3/92، إعراب القرآن للنحاس 3/252، إتحاف فضلاء البشر 400.
(3) المصنف لأبن أبي شيبة 10/514.(1/91)
... وأخبرنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن، قال: أخبرني أبو الحسين علي بن الحسين العلاف إجازة، قال: حدثنا محمد بن الحسين المقرئ، قال: حدثنا الحسين بن سفيان، قال: حدثنا ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب ،عن شعيب، قال: كان أبو العالية يُقرِئ الناس، فإذا أراد أن يَرُدَّ قِراءة الرجل لم يقرأ له(؟)، ولكنه يقول كذا و كذا، قال: فذَكرتُ ذلك لابراهيم (1) ، فقال: (صاحبكم) قد سَمِعَ أنّ مَنْ كفر بحرف من القرآن فقد كفر به (2) .
وأخبرنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن، قال: حدثنا ابن سالم، قال: حدثنا عبيد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سعدان، قال: حدثنا ابن عاصم الضرير، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عاصم ، عن زر، قال: قرأ رجل على عبد الله بن مسعود (طه ) ]طه1] بنصب الطاء و الهاء، فقال عبد الله: ((طه)) بكسر الطاء و الهاء، مُمَال فَقَرَأ طه و لم يكسر فقال عبد الله (طه) و كسر، ثم قال عبد الله: و الله، لهكذا علمنيها رسول الله صلى الله عليه، و هكذا نزل بها جبريل على محمد –عليهما السلام (3) - و لم يقل عبد الله للرجل[ ليس هكذا].
فصل
... واعلم أنَّ الإختلاف بين القُرَّاء في قراءة القُرآن كان على عَهد/19ظ/ رسول الله صلى لله عليه نوعين:
الأول: إختلاف في رُسُوم الخُطوط و إبدال كَلمة مَكانَ أُخرى هي صاحِبتها، نحو قوله –عزَّ و علا- :
__________
(1) يعني ابراهيم النخعي و هو ابراهيم بن يزيد بن الأسود فقيه أهل الكوفة في زمانه، تابعي توفي سنة 96هـ. ينظر: طبقات الحفاظ 29.
(2) تفسير الطبري 1/23، المرشد الوجيز 136، المصنف لأبن أبي شيبة 10/513.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 11/168.(1/92)
( كالعِهْنِ المَنْفُوشِ ) (1) ]المعارج9[ وهو في مصحف ابن مسعود (كالصوف المنفوش ) ، و نحو قوله: ( فاسْعَوا إلى ذِكْرِ اللهِ ) ]الجمعة9[ و في بعض القراءات (فامضوا ) (2) ، و نحو قوله: ( و لا الضَالِينَ ) ]الفاتحة 7[و في بعضها ( وغير الضالين ) (3) ، و أشباه لهذا كثيرة.
و الثاني: إختلاف في مَسموعِ الحَرف و حَركات بِنائها بإتفاق الخُطوط نحو قوله: (عَلَيهِمْ ) (4) (الفاتحة7[ و (عَلَيهُم )، و (مَلِكِ ) (5) ]الفاتحة3[ و (مالك ) ، و ( السِرَاطَ ) (6) ]الفاتحة4[ و (الصِرَاطَ )، و ( تُكَذِبُزن ) ] الشعراء 12[ و (تكْذِبُونَ )، و ( يُخَادِعُونَ ) ] البقرة 9[ و ( يَخْدَعُونَ ) (7) و ما أشبه ذلك.
__________
(1) ينظر: ص من هذه الرسالة.
(2) و هي قراءة عمر بن الخطاب و ابن عباس و ابن عمر و غيرهم. ينظر: معاني القرآن للفراء 3/156، المحتسب 2/322، البحر المحيط 8/268.
(3) و هي قراءة عمر بن الخطاب و عليّ و أُبيّ. ينظر: الكشاف 1/12، البحر المحيط 1/29.
(4) و هي قراءة حمزة و غيره. ينظر: السبعة 110، الحجة لأبن خالويه ، المحتسب 1/43-44.
(5) ينظر ص من هذه الرسالة.
(6) و هي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و الكسائي. ينظر: الحجة لأبن خالويه 62، الحجة لأبي زرعة 80، إملاء ما من به الرحمن 1/10.
(7) و هي قراءة ابن مسعود و غيره. ينظر: البحر المحيط 1/55، التفسير الكبير 1/192.(1/93)
و كانت الصحابة -رحمة الله عليهم- يَقرَؤون بهذين النوعين و يُقرِؤونَ غَيرهم بِهما في أمصار المسلمين، على سبيل ما أقرأهم رسول الله صلى الله عليه من عهده الى زمن عثمان –رضي الله عنه، فانتشرت الحُروف، وكَثُرَت القِراءات على سَبيل ما ذَكرنا، فَلَّما كان زَمن عثمان تَلاقى أهل تلك الأمصار مع قُرّائها في بعض الغزوات، فقرأ قُرَّاء أهل كُلِّ مِصْرٍ منها على سبيل ما أخذوا من الصحابة فأنكر بعضهم على بعض ذلك الاختلاف، حتى تَبرّأ بَعضهم من قِراءة بَعض، و كَفَّر بَعضهم بَعضاً، فلمّا رَأى ذلك منهم مَنْ كان فيهم من الصحابة نَهَاهُم عن ذلك، فلَّما رَجعوا كَلَّمُوا في ذلك عثمان و سألوه أن يكتب للناس مصحفاً، و يجمع جميعهم عليه، و يُبطِلَ ما سِواه من المصاحف التي كُتِبَتْ قَبلُ، و كان ممِنَّ بدأ بذلك حذيفة بن اليمان، فأجابهم عثمان الى ذلك و أخرج المصحف الذي جمعه أبو بكر و عمر –رضي الله عنهما- على العرضة الاخيرة، ونَسَخَ منه مصاحف، و فَرَّقَها في الأمصار، وأمرَ بتَحريق ما سِواهُ من المصاحف التي كُتِبَت قَبل بإجماعِ من الصحابة على صِحَتِها، ثمَّ صَار الناسُ بعد ذلك يَقرؤن على سَبيل ما أقرأهم رَسول الله صلى الله عليه و أصحابه، مِمَّا لا يخالف الإمام مصحف عثمان –رضي الله عنه- من تلك الوُجوه، و تَركوا القراءة بما يُخالف رَسم كتابة منها فارتفع أحدُ النوعين و دَرَسَ، و هو الاختلافُ الذي كان بينهم في رَسم الخُطوط و إبدال كلمة مكان أُخرى بمعنى صاحبتها نحو ما تقدم ذِكْرُه، و إنْ كان ذلك حقّاً، و بَقي النَوع الآخر، و هو الاختلاف الذي كان بينهم في مَسموع الحروف و حركات بِناء الكَلمة بإتفاق الخطوط، و استقرَّ الأمر على ذلك، و لم يَزل يأخذُ هذا النوع الآخر الأصاغر عن الأكابر، و الخَلف عن السَلَف، من وَقتهم الى وَقتنا، و هي القِراءة التي نَقرَؤها نَحن اليوم، و هي داخلة في تلك السبعة التي سَهَّلَ الله –تعالى-(1/94)
القراءة بها على خَلَّقِه و ثبَتَت بِثُبوت هذا النوع الباقي من الاختلاف عن القُراء الذي هو ثابت (1)
/20و/ واعلم أنّ ذلك مما لم يَكن لهم إلى ضَبطه السَبيل عند نَسخهم الإمام –مصحف عثمان- و المصاحف التي نُسِخَتْ مِنه، و فُرِّقَت في الأمصار، لأنهم حينَ كَتَبوها لم يُعجِمُوا الحروف المحُتاجة الى العُجْم و الشَكْل، و لم يُنَقِطُوها، و كانوا لذلك كَارهين، و يأمرون بِتَجرِيد القرآن، و يَنْهَون أنْ يَخْتَلِط به شيء غيره، فَلَمَّا كانت تلك المصاحف المُسْتَنسَخَة من الإمام –مصحف عثمان- خالية من العُجْم (2) و الشَكْل (3) و النَقْط (4) على ما وَصَفنا، انتقل الناس في كل مِصْر من أمصار المسلمين ممّا كان لهم فيه بَيانٌ أنّهم أُمروا بالانتقال عنه الى غيره، و هو الاختلاف الذي كان بينهم في رُسُوم الخُطوط، و ثَبَتُوا على ما لم يكن فيه بَيان أنّهم أُمروا بالانتقال عنه الى غيره، و هو الاختلاف الذي كان بينهم في حَركات الألْسُن و نَقْلِّ حَرف الى خِلافِه بإتِفاق الخُطوط، فَبقي هذا النوع لما ذَكَرته من السَبب، و لأنَّهم أمِنُوا عَليه ما لم ]يأمَنوا[ (5) في النوع الأوَّل من التَناكُر الذي بينهم في إختلافِ الخُطوط و لهذا السَبَب لم يُنَقِّطُوا المَصاحِف أيضاً. فاعرف ذلك.
الباب الرابع
__________
(1) غير واضح في الأصل.
(2) العجم: النقط بالسواد مثل التاء عليها نقطتان. لسان العرب مادة (عجم) 15/282.
(3) قال أبو حاتم: ((شكلت الكتاب أشكله فهو مشكول إذا قيدته بالاعراب)) لسان العرب مادة (شكل)9 13/38.
(4) النقط هو وضع النقط الحمراء التي ينسب وضعها إلى أبي الأسود الدؤلي و التي تمثل الحركات القصيرة و تسمى (نقط الاعراب) و قد يدل النقط على إعجام الحروف بالسواد لتميز الحروف المتشابهة الصورة و تسمى (نقط الاعجام). ينظر: رسم المصحف 489.
(5) غير واضحة في الأصل.(1/95)
في ذكر تأليف القرآن و جمعه في المصحف و مَنْ جَمَعَهُ ؟ و كيف جُمِع ؟ و ما السبب الداعي إلى جمعه و اجتماع الناس عليه؟
إنَّ أوَّلَ مَنْ جَمَع القُرآن في مصحفنا أبو بكر الصديق –رضوان الله عليه-، حين استَحرَّ (1) القَتْلُ في القُرَّاءِ يومَ اليَمامة، أخبرني بذلك شيخنا الإمام أبو الحسن علي بن محمد الفارسي –رحمه الله-، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن مقسم، قال: أخبرنا هارون بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن أبي عمرالعَدَني قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد بن السبّاق، عن زيد بن ثابت .
و أخبرني أبو محمد (2) -رحمه الله، قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم، قال: حدثنا أبو الحسين (3) علي بن عبد الرحمن بن أبي السريّ البكائي بالكوفة، قال: حدثني الحسين بن الطيّب بن حمزة البخاري (4) ، قال:حدثنا جمعة بن عبد الله أبو بكر السُّلمي البلخي، قال: حدثنا إبراهيم ابن سعد بن إبراهيم الزهري، قال: حدثنا مسلم بن شهاب الزهري، عن عبيد بن السّباق، عن زيد بن ثابت (5) .
و أخبرنا الحسن بن الحسين المقرِئ إجازة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك (6) ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري، قال أخبرني عبيد بن السّباق، أخبرني زيد بن ثابت (7) .
__________
(1) جاء في لسان العرب مادة (حرر) 5/252 ((استحر القتل و حَرَّ بمعنى اشتد)).
(2) هو شيخ المؤلف: حامد بن احمد بن جعفر بن بسطام.
(3) في مقدمة كتاب المباني ص 17 أبو الحسن.
(4) في مقدمة المباني ص 17 الشُّجاعي.
(5) مقدمة كتاب المباني 18، و ينظر: صحيح البخاري 6/98.
(6) في الأصل: ملك.
(7) مسند الامام أحمد 5/134.(1/96)
و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز و اللفظ/20ظ/ له، قال: أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو عبد الله، أنَّ ابن أبان قال: حدثنا أبو منصور نصر بن داود، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابراهيم (1) بن سعد، عن الزهري، عن عبيد بن السَبَّاق، أنَّ زيد بن ثابت حَدَّثه، قال: أرسل إليّ أبو بكر مَقتلَ أهلِ اليمامة و إذا عنده عمر، فقال أبو بكر: إنَّ عمر أتاني فقال: إنَّ القَتْلَ قَد استَحَرَّ بِقُرَاءِ القُرآن يَوم اليَمامة، وإني أخشى أن يَستَحِرَّ القَتل بالقُرَّاء في المَواطن
__________
(1) في الأصل 0عبد الرحمن بن ابراهيم بن سعد، و الصواب ما أثبته كما في مصدر النص.(1/97)
كُلِها، فيذهب قرآن كَثير، وإنّي أرى أن تأمرَ بِجَمع القرآن، قال: فقلت: كَيف أفعل شَيئاً لم يَفعله رسول الله صلى الله عليه ؟ فقال لي: هو –والله- خَيرٌ، فلم يَزَلْ عُمَر يُراجعني في ذلك حتى شَرحَ الله صَدري لَه، و رأيت فيه الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: إنك رَجُلٌ شَاب عَاقِل لا نتّهِمُكَ، قَدْ كُنتَ تَكتُبُ الوَحيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبَّع القرآن فاجْمَعه، قال زيد: فو اللهِ، لو كَلَّفُوني نَقلَ جَبَل من الجبال ما كان أثقل عليّ من ذلك، فقلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه؟ فقال أبو بكر: هو –واللهِ- خير، فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر و عمر حتى شَرَح الله صدري للذي شَرح له صُدورهما، فَتَتَبَعْتُ القرآن أجمعه من الرِقاع و العُسُب (1) و اللَّخاف (2) و من صُدُور الرجال، فَوَجَدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت (لَقَدْ جاْءَكُمْ رَسُوُلٌ ) ]التوبة128] ،الى آخر السورة (3) .
قال عبد الرحمن: فحدثني رجل ، عن ابراهيم بن سعد في هذا الحديث، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى مات، ثم عند عمر حتى مات، ثم كانت عند حفصة (4) .
__________
(1) العُسُب جمع العسيب و هي جريدة من النخل مستقيمة دقيقة يكشط خوصها. ينظر: لسان العرب مادة (عسب) 2/88.
(2) ((اللخاف: حجارة بيض عريضة رقاق واحدتها لَخْفَه)) لسان العرب مادة (لخف) 11/225.
(3) ينظر: مقدمة كتاب المباني 18، صحيح البخاري 6/225، المصاحف 6-9، الفهرست 24، المقنع 2-5، المعجم الكبير 5/147-148، الاتقان 1/165.
(4) فضائل القرآن 2/94.(1/98)
قال عبد الرحمن: فحدثنا ابراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أنس بن مالك، أنّ حذيفة بن اليمان كان يغازي أهل الشام مع أهل العراق في فتح أرمينية و أذربيجان، فأفزعه اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان بن عفّان: يا أمير المؤمنين، أدركْ هذه الأُمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة، أن أرسلي إليّ بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نرُّدُها عليك، فأرسلت حفصة بالصحف الى عثمان، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت و الى عبد الله بن الزبير و سعيد بن العاص و عبد الرحمن بن هشام، فأمرهم أن ينسخوا الصحف في المصاحف، ثم قال للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم فيه أنتم و زيد فاكتبوه/21و/ بلسان قريش فإنّه نزل بلسانهم قال: ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف بعث عثمان في كل أُفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوها، ثم أمر بما سوى ذلك من القرآن في كلّ صحيفة أو مصحف أن يُخَرَّق أو يُحَرَّق.
... قال: قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد، عن أبيه، زيد بن ثابت، قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه يقرؤها (مِنَّ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ ) ]23[ الى آخر الآية، قال: فالتمستها، فوجدتها مع خزيمة أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها (1)
قال: قال ابن شهاب: واختلفوا يومئذ في (التَابُوتِ ) ]البقرة248 [ فقال النفر القرشيون: (التابوت ) و قال زيد (التابوه ) (2) ،فرفع اختلافهم الى عثمان، فقال اكتبوه (التابوت ) فإنه بلسان قريش (3) .
__________
(1) فضائل القرآن لأبي عبيد 2/95-96، المصاحف 18-21، الفهرست 24، المقنع 5-6، المرشد الوجيز 49-51، الاتقان 1/169-170.
(2) و قرأ بها أُبيّ أيضاً . ينظر إملاء ما مَنَّ به الرحمن 1/61، البحر المحيط 2/261.
(3) فضائل القرآن 2/96، المصاحف 19، المقنع 4، كشف الأسرار 406.(1/99)
... قال: قال ابن شهاب: فأخبرني عبيد الله بن عقبة* أنّ عبد لله بن مسعود كره أن وُلّي زيد بن ثابت نسخ المصاحف، فقال: يا معشر المسلمين، أأُعزل عن نسخ كتاب الله ويُولاّه رجل –والله- لقد أسلمتُ و إنّه لفي صلب رجل كافر ؟ يعني زيداً، قال: و قال ابن مسعود: يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة اكتموا المصاحف التي عندكم و غُلُّوها، قال: الله يقول: (و مَنْ يَغْلُلْ يأتِ بما غَلَّ يَومَ القِيامةِ ) ]آل عمران 161[ فالقوا الله بالمصاحف (1) .
... قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنّه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم (2)
... أبو عبيد قال: حدثنا أبو اليمان،عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، عن ابن السبّاق أنّ زيد بن ثابت، قال: أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، ثم ذكر مثل حديث إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن ابن السبّاق، عن زيد، و مثل حديثه، عن ابن شهاب، عن أنس، عن حذيفة في مقالته لعثمان أو مثل حديثه عن خارجة بن زيد، عن زيد، في الآية التي في الأحزاب، و لم يذكر ما سوى ذلك من حديث إبراهيم بن سعد (3) .
قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرنا ابن السّباق، عن زيد بن ثابت، ثم ذكر مثل حديث أبي اليمان، عن شعيب، عن ابن شهاب، عن ابن السباق، عن زيد بن ثابت و مثل حديثه عن أنس، و لم يذكر ما سوى ذلك، إلاّ أنّه قال في آخره: فلّما كان مروان أمير المدينة، أرسل الى حفصة يسألها الصحف ليمزّقها، و خشي أن يخالف الكتاب بعضه بعضاً، فمنعته إياه (4) .
__________
(1) ينظر: مقدمة كتاب المباني 20، المصاحف 17.
(2) فضائل القرآن 2/97، مقدمة كتاب المباني 20، المصاحف 17.
(3) فضائل القرآن 2/97.
(4) فضائل القرآن 2/98، و ينظر: المصاحف 21و الرواية فيه ( يسألها الصحف ليحرقها).(1/100)
قال: و قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله أنّه لما توفيت حفصة، أرسل مروان الى عبد الله بن عمر ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلها، فأرسل بها ابن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك /21ظ/ خلاف لما نَسَخ عثمان (1) .
قال أبو عبيد: لم نسمع في شيء من الحديث أنّ مروان هو مزق الصحف إلاّ في هذا الحديث (2)
قال أبو عبيد: و حدثنا المطّلب بن زياد، عن السُّدي، عن عبد خير، قال: أولُّ من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر الصديق، رضي الله عنه (3) .
و قال أبو عبيد: و حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن السُديّ، عن عبد خير، عن علي، قال: رحم الله أبا بكر، كان أوّل من جمع القرآن (4) .
و روي عن عبد خير أيضاَ، قال: سمعت علياَ –رضي الله عنه- يقول: أعظم الناس أجراً في المصاحف أبو بكر، هو أوّل من جمع القرآن بين اللّوحين (5) .
__________
(1) فضائل القرآن 2/98، و ينظر : المصاحف 9-10.
(2) فضائل القرآن 2/98.
(3) المصدر نفسه 2/92، و ينظر: المصاحف 5، المقنع 2.
(4) فضائل القرآن 2/92، و ينظر المصاحف 5.
(5) المصاحف 5 ، جمال القراء 1/85.(1/101)
أخبرنا شيخنا الإمام أبو الحسين علي بن محمد الفارسي –رحمه الله، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، قال: أخبرني أبو بكر محمد بن الحسين بن مقسم، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الوهاب العطّار، قال: حدثنا الحسين بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: أخبرنا إسرائيل، بن أبي اسحاق، عن مصعب بن سعد، قال: لمّا كثر اختلاف الناس في القرآن قالوا: قراءة ابن مسعود، و قراءة أُبيّ، و قراءة سالم مولى أبي حذيفة، قال: فجمع عثمان أصحاب محمد صلى الله عليه، فقال: إنّي قد رأيت أنْ أكتبَ مصاحف على حرف زيد بن ثابت، ثم أبْعَثَ بها الى الأمصار، قالوا: نِعْمَّ ما رَأيتَ، قال: فأيُّ الناس أعرب ؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال: و أيُُّ الناسِ أكْتَبُ ؟ قالوا: زيد بن ثابت، كاتب الوحي، قالوا: فَسُرَّ-واللهِ- عثمان (1) و قال (2) : فليُمْلِل سعيد و ليكتب زيد، فَكَتب مصاحف و بَعَثَ ِبها الى الأمصار، قال: فَرأيتُ أصحابَ محمد صلى الله عليه يقولون: أحْسَنَ –والله- عثمان (3) .
__________
(1) في هامش الأصل.
(2) زيادة من مقدمة كتاب المباني.
(3) ينظر: المصاحف 24، مقدمة كتاب المباني 44-45، 51-52.(1/102)
أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين البخاري المقرئ إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا أبو بكر بن سلم، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن يعلى، قال: حدثني أبي(3)، عن أبي إسحاق، عن مصعب، قال: سَمِعَ عُثمان قِراءة أُبيَّ و عبد الله و معاذ، فَخَطَبَ الناس ثم قال: إنّما قُبض نَبيُّكم مُنذُ خَمس عَشرةَ سنة، و قد اختلفتم في القُرآن، عَزَمْتُ على من عِنْدَه من القرآن شَيءٌ سَمِعَه من رسول الله صلى الله عليه لَمَّا أتاني بِه، فَجَعَل الرَجُل يأتيه باللوحِ و الكَتِفِ و العَسيب فيه (1) الكتاب، فمن أتاه بشيء قال: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه ؟، ثم قال: أيُّ الناس أفصح ؟ قالوا: سعيد بن العاص، ثم قال: أيُّ الناس أكتب ؟ قالوا: زيد بن ثابت، قال: فليَكْتُب زيد و لِيُمْلِ سعيد، فَكَتب مصاحف فقَّسَّمَها في البلاد، فلم أرَ أحداً عَابَ في ذلك عليه (2) .
أخبرنا أبو بكر محمدبن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عُبيد، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن أبي اسحاق، عن مصعب بن /22و/ سعد، قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد (3) . قال أبو عبيد: و حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن رجل، عن سويد بن غفلة، قال: قال عليّ: لو وُلّيت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان (4)
__________
(1) في كتاب المصاحف 24: حدثني أبي، قال حدثنا غيلان، عن أبي اسحاق.
(2) في الأصل: في.
(3) المصاحف 24، المرشد الوجيز 58.
(6) فضائل القرآن لأبي عبيد 2/98، المقنع 8-9، المرشد الوجيز 53.
(4) فضائل القرآن 2/99، المصاحف 23، المقنع 8، المرشد الوجيز 53.(1/103)
أخبرنا الحسن بن الحسين المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا أبو بكر جعفر بن سالم، قال: حدّثني أحمد بن محمد، قال: حدثني أبو همام، قال:حدثني ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه قال: لمّا استَحرَّ القَتل بالقُرَّاء يَومئذ، فَرِقَ أبو بكر على القرآن أن يَضِيعَ، فقال لعمر و لزيد بن ثابت: أُقعُدا على باب المسجد، مَنْ جاءكما بشاهدين على شَيءٍ من كتاب الله –عزّ و جل- فاكتباه (1) .
... و أخبرنا الحسين، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا أبو القاسم المقرئ، قال: حدثنا عليّ بن الحسين، قال: حدثنا أبو الاشعث، عن بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: اختلف الغِلمانُ و المُعلمون على عَهْد عُثمان، فقال: عِندي تُكَذِّبون به و تُلحِنُون فِيه، فَمَن نَأى عَني أشَّدُ به تَكذيباً، و أقْبِحْ فيه لَحناً، فاجتمعوا يا أصحابَ رَسول الله، فاكتبوا للناس إماماً (2) .
فكان أول من أمر بِجَمْعِ القرآن في المصحف أبو بكر الصديق –رضي الله عنه-، مَخَافة أن يَضِيع منه شيء، غير أنّه لم يَجْمَع الناس عليه، و كان الناس يَقْرَؤن بِقِراءات مُختَلِفة على سَبِيِل ما أقرأهم رَسُو ل الله صلى الله عليه و أصحابه الى عَهْد عُثمان، ثم إنَّ عثمان جَمَعَ الناس على مصحف واحد و حرف واحد؛ و لذلك نُسب المُصحَف إليه، فَقيل مصحف عثمان، و هو المصحف الذي أمرَ بِجَمعِ القُرآن فيه أبو بكر، و أمرَ بتَحْرِيقِ ما سِواه (3) و غَسلِهِ.
و كان السببُ الذي دَعَاه الى ذلك ما ذَكَره حُذيفة بن اليمان و ما رأى من الاختلاف الواقع في القُرآن بين النَاس.
__________
(1) المصاحف 6، المرشد الوجيز 55.
(2) المصاحف 21، المقنع 6-7، الاتقان 1/170.
(3) ينظر: المرشد الوجيز70-71، 75.(1/104)
... و كان كاتب المصحف في عَهْدِ أبي بكر و عمر و عثمان –رضي الله عنهم- زيد بن ثابت، وإنَّما اختاروا زيدا لكتاب المصحف و نَسْخِه دُونَ غَيره من أصحاب رَسول الله صلى الله عليه لمعانٍ (1) : أحدها: أنّه كان يَكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه، وآخر: أنه كان قرأ القرآن على رسول الله صلى الله عليه في العَرْضَة الأخيرة من عَرَضَاتِ رسول الله صلى الله عليه على جبريل - عليه السلام- على اختلاف في ذلك من السلف، وآخر: أنّه جَمَعَ القرآن على عهد رسول الله صلى لله عليه.
__________
(1) ينظر: فتح الباري 10/387، و ينظر: مقدمة كتاب المباني 48.(1/105)
... رُوي عن حفص بن سليمان، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، قال: عَرَضَ رسول الله صلى الله عليه على جبريل، في العام الذي قَبَضَه الله فيه/22ظ/ مرتين، فقرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه في العام الذي توفّاه الله فيه مرتين، و كان زيد يكتب لرسول الله صلى الله عليه الوحي، فَلَّمَّا قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه أجلس أبو بكر زيداً مع عُمَر فَكَتَب المصحف و اسْتَشَارَ الناس في اسْمِه، فسَمَّاهُ مُصْحَفاً، و كَتَب زيد الإمام الذي أجتمع عليه المُسلمون، فَلَّمَّا توُفي عُمر قَبَضَته حفصة زوج رسول الله صلى الله عليه، فأرسل اليها عثمان فأخذهُ مِنها فَنَسَخُوا ما فيه و طَرحُوا ما سِواه من القرآن في غير هذا المصحف فَمَحَوه، و قيل لزيد: أقْرِئ الناسَ، واجْلِسْ للناسِ، واصْبِرْ نَفْسَكَ على ذلك، قال: قد كَبُرَت سِنِّي، و أنا أُريد الغَزو لَعَّلَ الله يَرزُقُني الشهادة، فقال له عثمان و أصحاب رسول الله صلى الله عليه، ذلك خَيرٌ لك و أفْضَلُ من الغَزو، فقَعَدَ للناسِ و كان يُقْرِئهم الى أن مَاتَ كما في هذا المصحف؛ و لذلك نُسِبَت القِراءة اليه، فقِيل قراءة زيد، فزيد الذي رَضِي به كُتاب المُصحف أبو بكر و عمر و أصحاب رسول الله صلى الله عليه واقتدى بهم عثمان فوَلاّهُ نُسخه دون غيره باجماع الصحابة على تَصويِبِه، و كان ابن مسعود قد كَرِه أنْ وُلّي زيد نسخ القرآن في المصحف، و قد تَقَدَّم ذِكْرُه (1) .
فصل
واعلموا -أسعدَكُم الله- أنَّ القرآن قد كان مَجمُوعاً على عهد رسول الله صلى الله عليه، فإنه ما نَزَلَتْ آية إلا و قد أمرَ رسول الله صلى لله عليه من كان يكتب له أنْ يَضَعَها في مَوضِعِ كذا من سورة كذا، مانَزَلت سورة إلا و قد أمرَ الكاتبُ أنْ يَضَعَها بِجَنْبِ سورة كذا (2) .
__________
(1) ينظر: ص من هذه الرسالة.
(2) ينظر حول كتابة القرآن في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - : رسم المصحف 95-100.(1/106)
... يَدُلُ على ذلك ما أخبرنا به أبو بكر محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال: أخبرنا مروان بن معاوية، عن عوف بن أبي جميلة، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه: إذا نزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب، فقال: ضَعُوا هذه السورة في الموضع الذي يُذْكَر فيه كذا و كذا (1) ..
... أخبرنا أبو محمد، قال: أخبرنا محمد بن الهيصم، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد السجستاني، قال: أخبرنا عبد الله بن الحسين القنطري، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حَدَّثنا سلمة بن المثنى، وهو ابن عبد الله بن المثنى، قال: أخبرني جدّي، عن ثمامة، عن أنس، قال: جمع لقرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه أربعة من الأنصار: أُبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و أبو زيد، و زيد. قلت: يعني لأنس- :مَنْ أبو زيد ؟ قال: أحد عُمُومَتي (2) .
و مِنْ مَشَاهير ما نَقَله الرُواةُ حديث عبد لله بن عمرو بن العاص، قال: قُلت لرسول الله: في كَمْ أقرأ القرآن ؟ قال: إخْتِمْه في شَهر ، قلت : إني أُطيقُ أفضَلَ من ذلك ، قال: إخْتِمْه /23و/ في عشرين، قلت: إنِّي أُطيق أفضَلَ من ذلك، قال: إخْتِمْه في خمسة عشر، قلت: إني أُطيق أفضل من ذلك، قال: إخْتِمْه في عشر، قلت إني أُطيق أفضَلَ من ذلك، فما رَخَّصَ لي (3)
و قد روي في غير هذا الحديث أنّ النبيّ صلى الله عليه قال له أول مرّة: اقرأ القرآن في أربعين (4) .
__________
(1) فضائل القرآن 2/91، و المناسب أن يقال: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا و كذا كما في لفظ مسند الامام أحمد 1/329، 376، و ينظر: صحيح البخاري 6/239، الاتقان 1/151.
(2) ينظر: صحيح البخاري 6/103، صحيح مسلم 7/149، المرشد الوجيز 37، الاتقان 1/74.
(3) سنن الترمذي 5/180. و فيه أنّه رخص له بالقراءة في خمس أيضاً.
(4) المصدر نفسه 5/180.(1/107)
و روي أنّه –أنه عليه السلام- قال: لم يَفْقَه من قَرأ القرآن في أقَلَّ من ثلاث (1)
و منها ما روى طلحة بن يزيد الأنصاري، عن حذيفة، قال: قَام رسول الله صلى الله عليه لَيلةً من رمضان في حُجْرَة من جَرائد النَخْل، فأنَضَّ عَليه دَلواً من ماء، ثم افتتح الصلاة، قال: الله أكبر ذو الملكوت و ذو الجبروت و الكبرياء و العظمة، ثم افتتح البقرة، فقلت في نفسي: يقرأ المئة ثم يركع، فختمها ثم أخذ في آل عمران، فختمها ثم ركع، فقال: سبحان ربي العظيم، يُرَدِدُها في رُكوعه نحواً من قِيَامِه، ثم رَفَعَ رأسه، فقال: سَمِعَ الله لمن حَمِدَه، اللهم ربنا لك الحمد، يُرددهُنّ نحواً من قيامه، ثم سجد فقال: سُبحان ربي الأعلى، يُرَدِدُهن نحواً من قِيامه، ثم جَلس بَينَ السجدتين، فجعل يقول: ربِّ اغفرْ لِي، يُرَدِدُهُنَّ نحواً من قِيامه، ثم سَجَد كذلك، ثم قال: فما صَلَّى إلاّ أربعَ ركعات حتى جاء بلال الى الغداة (2) .
و ليس يمكن الإتيان على ما رُويَ عن رسول الله -صلى الله عليه- أنّه قرأ سورة كذا في صلاةِ كذا، نحو ما روى أبو الأحوص، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه يقرأ في الصبح يومَالجمعة (ألم.تَنْزِيلَ..) ]السجدة1[، و (هَلْ أتَى عَلَى الإنْسَانِ ..) ]الدهر1[ (3)
وروي أنّ عمر خرج يوم عيد فقال: يا أبا واقد، ما كان النبي -عليه السلام- يَقْرأ هذا اليوم ؟ قال: (اقْتَرَبَت ) (4) ]الانشقاق1[.
__________
(1) المصدر نفسه 5/180، 182، و ينظر سنن الدارمي 1/305، سنن أبي داود 2/54، فضائل القرآن لابن كثير 79.
(2) الأسماء و الصفات 138.
(3) صحيح مسلم 6/168، الجامع لأحكام القرآن 14/84.
(4) منثور الفوائد 6/101.(1/108)
و عن النعمان بن بشير أنّ النبي –عليه السلام- كان يقرأ في العيدين و الجمعة (سَبّحْ اسْمَ رَبِكَ الأعْلَى ) ]الأعلى1[، و (هَل أتَكَ حَدِيِثُ الغَاشِيَةِ ) ]الغاشية1[، فإذا اجتمع العيدان في يوم قرأ بهما (1) .
و عن أبي هريرة، أنّ النبي صلى الله عليه قرأ (ص ) ]ص1[ فسجد فيها (2) .
و عن قتادة، عن أنس، قال: قال النبي صلى الله عليه: إنَّ لكلِّ شَيءٍ قَلْبَاً و قَلبُ القرآن يس، و مَنْ قرأ يس كَتبَ الله لَه بِقراءتها قراءة القرآنِ عشرَ مراتِ (3)
و عن ابي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي-عليه السلام- لكلِ شَيءٍ سَنامٌ، وإنَّ سَنام القُرآن سورة البقرة، و فيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي (4) .
و عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:قال رسول الله صلى الله عليه: مَنْ قَرأ (حم ) الدخان في ليلة أصْبَح يسْتَغْفِرُ له ألف مَلَك (5) .
و عن أبي الزبير،عن جابر، أنّ النبي صلى الله عليه كان لا ينام حتى يقرأ (ألم تَنْزِيِل ) ]السجدة 1-2[.، و (تَبارَكَ الذي بِيَدِهِ المُلّكُ ) (6) ]الملك1[.
... و عن البراء بن عازب قال: كان رَجل يَقْرأ سورة الكهف و الى جانبه حِصان مَربوطٌ بشَطَنَين (7) فَتَغَشَّته سحابة فجَعَلت تَدنو و تَدنو و جَعل /23ظ/ فَرَسُه يَنْفُر، فلمَّا أصبح أتى النبي صلى الله عليه، فَذَكَر ذلك له، فقال: تلك السكينة نَزَلتْ للقرآن (8) .
__________
(1) مسند أحمد 4/273، 276.
(2) مقدمة كتاب المباني 29.
(3) سنن الترمذي 5/149-150، ت 27-28.
(4) سنن الترمذي 5/145، مجمع الفوائد 7/195.
(5) سنن الترمذي 5/150، الترغيب و الترهيب 1/513.
(6) مقدمة كتاب المباني 29، تفسير ابن كثير 4/302.
(7) الشَطَن: الحبل و قيل الحبل الطويل الشديد يستقى به و تُشَّد به الخيل)) لسان العرب مادة (شطن) 17/103
(8) صحيح البخاري 6/170، مسند أحمد 4/298، ينظر: فضائل القرآن لابن كثير 50.(1/109)
و عن أُسيد بن حُضير أنه قرأ من الليل سورة البقرة، فإذا هو مثل الظُلَّة فيها أمثالُ المصابيح عَرَجَتْ الى السماء حتى ما يراها، فَلَمَّا أصبح حَدَّثَ النبي صلى الله عليه بذلك، فقال: تلكَ الملائكةَ أتَتْ لِصَوتِكَ (1) .
و إّنما حُذِفَتْ أسانيدُ هذه الأخبار لشُهرتها عِند رواة الحديث و لَئلا يَطولَ الكتاب.و من المشهور الذي لا يُجهَل أنَّ عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أقام من يُصلي التراويح بالناس في ليالي رمضان و أمره أن يَقرأ في الركعة الواحدة نَحواً من عشرين آية، فكان يَخْتِم القرآن في الشَهْر مرتين، و معلوم أنَّ ذلك لم يكن من المصحف الذي كَتَبَه زيد؛ لأنَّ المصاحف لم تنسخ منه حتى كان في خلافة عثمان فانتسخت المصاحف حينئذٍ، والناس قبل ذلك كانوا يقرؤون القرآنَ مِمَّا حَفِظُوه (2) .
... و من المعلوم الذي لا خَفاء به أنَّ النبي صلى الله عليه قد كان يؤِمُ أصحابه في الصلوات الخمس، لا يُخِل بذلك في سَفَر و لا حَضَر، يَقرأ في الرُكعتين من كل صلاة سورة سورة مع فاتحة الكتاب، و يُسْمِعُهُم ذلك بالغداة و العَشِيِّ، فماذا كان يُسْمِعُهُم -ليت شعري- إن كان (3) آيات القرآن متفرقة لم تُنْظَم السُور، حتى إنها نُظِمَت في أيام أبي بكر أو أيام عثمان ؟ بل بماذا كان يُقرِّعُ العرب حيث يقول الله: (فأتوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مثلِهِ مُفتَرياتٍ ) ]هود13[وذلك مِمَّا نزل بمكة، ثم قال: (فَأتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) ]البقرة23[، و نزل ذلك بالمدينة و لو كان القرآن غيرَ مجموع لم يكن العباس بن عبد المطلب يَهتفُ يوم حنين، حيث انهزم القوم فيقول: يا أصحاب سورة البقرة و سورة آل عمران، إنّ هذا رسول الله صلى الله عليه، يستدعيهم بذلك اليه (4) .
__________
(1) مقدمة كتاب المباني 30، دلائل النبوة 7/84،ينظر: فضائل القرآن لابن كثير 49.
(2) مقدمة كتاب المباني 31.
(3) في مقدمة كتاب المباني ص 27 (كانت).
(4) مقدمة كتاب المباني 23.(1/110)
و قد رُوي عن أُبيّ بن كعب حديث يرفعه الى رسول الله صلى الله عليه، أنَّ جبريل أتاه، فقال: يا محمد، إئت أُبياً، فأقرِئه مِنِّي السلام، و اقرأ عليه القرآن، فأتى رسول الله صلى الله عليه أُبياً، فقال: إنَّ جبريل يُقرِؤك السلام، فقال أُبيّ: عليه و عليك السلام يا رسول الله صلى الله عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه: إنّ جبريل أمرني أنْ أقرأ القرآن عليك، فَقرأه عليه في تلك السَنَة التي قُبض فيها مرتين، فقال: بأبي أنت و أُمي يا رسول الله، أما إذ كانت لك خاصّة قراءة القرآن، فخُصَّني بثواب القرآن ممّا علّمك الله، و أطلعني عليه، فقال: نعم، أفعل إنْ شاء الله (1) ، ثم ذَكر سورة من فاتحة الكتاب الى المعوذتين، على التأليف الذي تَعْرِفه العامّة، و أخبر بأجر من قرأ كل سورة على حِيالِها، لو لا ما كرهت/24و/من تطويل الكتاب لكتبتها في هذا الموضع (2) .
أخبرنا بجملة الحديث أبو محمد حامد بن أحمد، و أبو سعيد محمد بن علي، قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن القاسم الفارسي، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر، و لفظ الحديث له، قال: حدثنا إبراهيم بن شريك بن الفضل الكوفيّ الأسديّ قِراءة عليه، قال: حدثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة عن أُبيّ بن كعب.
... و أخبرني أبو محمد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم، قال: حدثني أبو أحمد محمد (3) بن أحمد بن الغطريف، قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن حماد بن فضالة بالبصرة، قال: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي،
قال: حدثنا زيد بن أسلم، عن أبي أُمامة، عن أُبي بن كعب (4) .
__________
(1) أورد ابن الجوزي حديث فضائل القرآن في الموضوعات 1/239.
(2) ينظر: مقدمة كتاب المباني 64-74 و فيه ما ذكر الاندرابي من ترتيب السور مع ذكر فضائل كلِّ منها.
(3) في الأصل (ابو أحمد) و هو خطأ.
(4) مقدمة كتاب المباني 64.(1/111)
فالقرآن قد كان بجملته منظوماً مجموعاً معلوماً على عهد رسول الله صلى الله عليه، و كانت السور معدودة لا يريب فيها منهم أحد غير انهم لم يكونوا قد جمعوها فيما بين الدفتين، و لم يُلزموا القرّاء توالي سورها، فكان الواحد منهم يقرأ سورة البقرة ثم يقرأ سورة النساء أو الاعراف أو نحو ذلك، من غير ولاءٍ للسًُور مفروض يُوقَف عليه، و ذلك أنّ الواحد منهم إذا حفظ سورة أُنزلت على رسول الله صلى الله عليه أو كتبها، ثُمَّ خرج في سريَّة فنزل في وقت مَغِيبةِ سورة، فإنّه كان إذا رجع يأخذ في حفظ ما نزل بعد رجوعه، و كتابه و تَتَبُع ما فاته على حسب ما يَتَسَّهَلُ له، فيقع في ما يكتبه تقديم و تأخير من هذا الوجه.
و قد كان منهم من يعتمد على حفظه فلا يكتب، على ما كان من عادة العرب في حفظها أنسابها و أشعار شعرائها من غير كتابة، و منهم من كان يكتبها في مواضع مختلفة من قرطاس أو عَسيب أو لخفٍ على ما رُوي في الحديث ثقة منهم بما كانوا يعهدونه من جدِّ المسلمين في حفظ القرآن و شِدَةِ تعهدهم له، فلا يرون لأكثَرِهِم حاجة الى مصحف يُنظر فيه (1) .
فلما أنْ مضى رسول الله صلى الله عليه لسبيله، و جُنّد ]المهاجرون [ (2) و الانصارُ أجناداً، فتَفَرَقُوا في أقطار الدنيا، و اسْتَحَرَّ القتل في بعضهم على ما روي في الحديث، خِيف حينئذٍ أن يَتَطَرَّقَ إليه ضَياع، فأمر أبو بكر الصديق -رضوان الله عليه- بجمع السُّور بين الدفتين على الولاء الذي كان يَحْفَظه من رسول الله صلى الله عليه، والذي حَفِظَه أُبيّ في العَرَضين الآخرين، و كان يحفظه زيد و غيره من المهاجرين و الانصار /24ظ/ الذين كانوا أحدث عهدا بأخذ القرآن و حفظه، فكتبوا المصحف حينئذ (3) .
__________
(1) ينظر: الف باء البلوي 1/212.
(2) في الأصل (المهاجرين) و لا يصح.
(3) مقدمة كتاب المباني 32.(1/112)
و المصحف: مُفعَل، من أصحفَ يُصْحِفُ، أي: جمع فيه الصحف، و الصحيقة: قطعة من جلد أو رَقٍّ يكتب فيه (1) ، و سترى شرح ذلك في باب مفرد بعدها إنْ شاء الله.، و قد طعن قوم من الملحدين في هذا المصحف، و ذكر مطاعنهم و الردَّ عليهم مِمَّا يطول ذكره.
الباب الخامس
في ذكر اختلاف هجاء المصاحف و اتفاقه و توجيهها إلى الأمصار و سبب اختلافها بالزيادة و النقصان.
إنّ عثمان –رضي الله عنه- لمّا جمع القرآن في مصحف واحد على حَرف واحد برضى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه- وسماه الإمام، نَسَخَ مِنه مَصاحِف، فأنفذَ منها مصحفاً الى مكة و نواحيها، و مصحفاً الى الكوفة و نواحيها، و مصحفاً الى البصرة و نواحيها، و مصحفا ً الى الشام و نواحيها، و احتبس مصحفا بالمدينة و نواحيها، و أمر بتحريق ما سواها بإجماع المسلمين على تصويبه (2) .
__________
(1) ينظر: لسان العرب مادة (صحف) 11/87.
(2) ينظر: المقنع 1، كتاب الهجاء 3ظ.(1/113)
أخبرنا شيخنا الإمام أبو الحسين الفارسي –رحمه الله- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن مهدي، قال: حدثني شعبة، قال: سمعت أبا اسحاق الهمداني يذكر عن موسى بن طلحة، قال: لَمَّا صنع عثمان في المصاحف ما صنع، رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه أعجبهم ذلك، فنَسَخ خمسة مصاحف على ما روي، و بعث منها واحداً الى مكّة، و واحداً الى البصرة، و واحداً الى الكوفة، و واحدا الى الشام، و احْتَبَس واحداً بالمدينة، و رُوي أنها كانت سبعة، و أنّ واحداً حُمِل الى اليمن، و واحداً الى البحرين (1) .فكانت تلك المصاحف يُوافِقُ بعضها بعضاً في الهجاء، كُلُها بخط واحد، و على نسق واحد و نظم و ترتيب واحد، متفقة غير مختلفة إلاّ (2) في أحرف يسيرة، وممّا لا يتغير به معنى و لا حُكم، فمِما اتصَّل بنا منها أنهم كتبوا في البقرة في مصحف الشام (قَالُوا اتَخَذَّ اللهُ وَلَدَاً ) ]البقرة116[ بغير واو (3) ، و في مصحف المدينة و الشام (و أوُصَى بِهَا إبرَاهِيمَ ) ]البقرة132[ بالألف (4) . و في آل عمران في مصحف المدينة و الشام (سرِعُوا إلى مَغفِرَةٍ ) ]آل عمران133[ بغير واو (5) ، و في
مصحف الشام (و بالزُبُرِ ) [آل عمران184] بزيادة باء (6)
__________
(1) ينظر: المصاحف 34، كشف الأسرار 407-408،و فيه رواية اخرى عن حمزة الزيات أنّها أربعة مصاحف.
(2) في الاصل (الى) و هو سهو.
(3) ينظر: المصاحف 44 ، الجامع 89.
(4) ينظر: المصاحف 39، 44، الجامع 89.
(5) ينظر المصاحف 39، 41، 42، 44، الجامع 90.
(6) ينظر: المصاحف 45. الجامع 90.(1/114)
و في النساء (إلاّقَلِيلاً ) ]46[ بالألف (1) ، وفي المائدة في مصحف أهل الحرمين و الشام (نادِمِينَ - و يَقُولُ الذِينَ آمَنُوا ) بغير واو (2) ، و في مصحف المدينة و الشام: ( مَنْ يَرْتَدِدْ ) ] المائدة54[ بدالين (3)
و في الأنعام في مصحف الشام (و للَدَارُ الآخِرَةِ ) ]الأنعام 32[ بلام واحدة (4) ،و فيها ( قَتلَ أولادِهِم شُرَكاؤهُم ) (5) ]الأنعام 137[، و في مصحف الكوفة ( لَئِنْ أنْجَنا ) ]يونس 22[بغير تاء (6)
و في الاعراف في مصحف الشام (قَلِيِلاً مَا يتذَكَرونَ ) (7) ]الأعراف 3[بزيادة ياء (8) ، و فيه (مَا كُنَا لِنَهْتَدِيَّ ) ]الأعراف 43[ بغير واو (9) ، و في قصة صالح (و قَالَ المَلأُ ) ]الأعراف 60[ بزيادة واو (10) ، و (إذْ أنْجَيناكُم ) ]الأعراف 141[بغير نون (11) و في التوبة في مصحف مكة /25و/ (تَجْرِي مِنْ تَحتِها الأنهارُُ) ] الأعراف 100[ بزيادة مِنْ (12) ، و في مصحف المدينة و الشام (الذِينَ اتَخَذُوا ) ]التوبة 107].
بغير واو (13) و في يونس في مصحف الشام ( هُوَ الذي يُسَيِّرُكُم ) ]يونس 22[ (14) ، منهم من عدَّ هذا الحرف في اختلاف المصاحف و اليه ذهب أبو حاتم و جماعة، و منهم من لم يعد، و هذا أكثر، و الله أعلم
__________
(1) ينظر: المصاحف 45، الجامع 91..
(2) ينظر: المصاحف 43،45، الجامع 92.
(3) ينظر المصاحف 39،45، الجامع 93.
(4) ينظر: المصاحف 45، الجامع 94.
(5) ينظر: المصاحف 44، 45، الجامع 94.
(6) ينظر :المصاحف 45، الجامع 94.
(7) في الاصل (ما تتذكرون).
(8) ينظر: المصاحف 45
(9) ينظر: المصاحف 45، الجامع 95.
(10) ينظر: المصاحف 45، الجامع 95.
(11) ينظر: المصاحف 45، الجامع 96.
(12) ينظر المصاحف 47، الجامع 97.
(13) ينظر: المصاحف 42، الجامع 97.
(14) ينظر: المصاحف 46، الجامع 98.(1/115)
و روي أنّ هشام بن عمّار كان يذكر ( هُوَ مَولاهَا ) ] الأنفال 40 [و (ينشِرُكُم ) ]التوبة 22[ في الخلاف، و أنّ ابن ذكوان كان لا يعدهما في الخلاف، لأنّ الخطّ لا يختلف في ذلك و إنّما يختلفان في اللفظ، والله أعلم.
و في يوسف (يا بُشْرَى ) ]19[ منهم من عَدَّ هذا الحرف أيضاً من الخلاف، و لم يَعُدَّهُ أكثرهم و هو الصواب، لأنَّ حذف الألف من النِداء، وإثباته في القراءة كثير.
و في (سُبْحَانَ ) ] الاسراء 1[ في مصحف مكة و الشام قال: (سُبْحانَ ربّي )، (1) ]الإسراء 93[.
و في الكهف في مصحف مكة و المدينة و الشام (خَيّرَاً مِنْهُمَا ) ]36[ بزيادة ميم (2) ، و في مصحف مكة قال: (ما مَكَنَني ) ]الكهف95[ بنونين (3) .
و في مصحف الكوفة في الانبياء( قَالَ رَبِي يَعلَمُ ) ]4[ بالألف (4) .
و ذكر أبو حاتم أيضاً أنّ فيه (قَالَ رَبِّ احْكُمْ ) (5) ]112[.
و ذكر في الأنعام أيضاً (لَئِنْ أنْجَانَا ) ]63[ بالألف (6) .
و ذكر في فاطر (و لؤلؤاً ) ]33[ بالألف في مصحف المدينة (7) ، و ذكر فيه حُرُوفاً لم تَصِح، و قال بعضهم: و هِمَ فيه أبوحاتم، كان سمع قراءتهم بذلك فظنَّ أنَّ مصاحفهم على ذلك.
و في الأنبياء في مصحف مكة (ألَمْ يَرّ الذِيِنَ كَفَرُوا ) ]30[ بغير واو (8) .
... و في المؤمنون في مصحف الكوفة (قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ ) ]112[ (قُلْ إنْ لَبِثْتُمْ ) ] 114[ بغير ألف فيهما (9) ، وافق مصحف مكة في الأول.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 40،45.
(2) ينظر: المصاحف 39، 43، 46، الجامع 105.
(3) ينظر: المصاحف 46، الجامع 105.
(4) ينظر: المصاحف 48، الجامع 109.
(5) ينظر: المصاحف 48.
(6) ينظر: المصاحف 48.
(7) ينظر: المصاحف 41، الجامع 120.
(8) الواو في (او لم ير..)، ينظر: الجامع 109.
(9) الالف في (قل كم) و (قل ان)، ينظر: المصاحف 40، الجامع 111.(1/116)
... و في مصحف البصرة (سَيَقُولُونَ الله ) ]87[ الله بالألف (1) .
و في الفرقان في مصحف مكة (و نُنَزِلُ المَلئِكَةَ ) ]25[بنونين.
و في الشعراء في مصحف المدينة و الشام (فَتَوَكَلْ على العزيزِ الرَحِيمِ ) ]217[بالفاء (2) .
... و في النمل في مصحف مكة (أو ليأتِينّني )الشام بنونين (3) ، و ذكر أبو حاتم أن في مصحف الشام (إنّنا ) [67] بنونين و ليس كذلك و إنمّا قراءتهم كذلك في مصحفهم (أئِنّا )صورته تدلّ على النون و على الياء(7) و الله أعلم.
و في القصص في مصحف مكة (قَالَ مُوسَى رَبّي أعلَمُ ) ]37[بغير واو (4) .
واختلف في الروم في مصحف المدينة قوله : ( لِيَرْبُوا ) ]39[ قيلَ بالألف و بغير الألف، فأمَّا قراءتهم فَبِضَم التاء (5) و القياس يُوجِبُ إثبات الألف.
و في يس في مصحف الكوفة (و مَا عَمِلَتْ أيِديِهِم ) (35[بغير الهاء (6)
في الزمر في مصحف الشام (تأمُرُونَني ) (64[ بنونين (7) .
و في المؤمن في مصحف الشام (كانوا هُم أشَدّ منكُم ) ] 21[ بالكاف، و في سائر المصاحف بالهاء (8) ، وفي مصحف الكوفة و البصرة ( أو أنْ ) [26] بالألف قبل الواو (9) ، وإنَّما أخذ أبو عمرو بمصحف أهل الحرمين فقرأ بغير ألف لِجَودة المعنى (10) .
__________
(1) ينظر: المصاحف 43، 46، الجامع 111.
(2) ينظر: المصاحف 43، 46، الجامع 114.
(3) ينظر: الجامع 115.
(4) ينظر: الجامع 116.
(5) قرأ نافع و أبو جعفر و يعقوب و غيره (لِتَربُوا). ينظر: التيسير 175، الكشف 2/184، 2/344.
(9) ينظر: المصاحف 40، الجامع 120.
(6)
(1) ينظر: المصاحف 40، الجامع 120.
(2) و في المصاحف 46 امها ي مصحف الشام بنون واحدة و هو وهم. ينظر الجامع 123.
(7) ينظر: المصاحف 46، الجامع 124.
(8) و هو في قوله تعالى: (أو أن يُظهِرَ في الارضِ الفَسَاد). ينظر المصاحف 46، الجامع 124.
(9) ينظر: السبعة 569، الكشف 2/243، الحجة لابن خالويه 287.
(10) ينظر: هجاء مصاحف الامصار120.(1/117)
و في عسق في مصحف المدينة و الشام (بِمّا كَسَبَتْ ) ]30) بغير فاء (1) .
و في الزخرف في مصحف الشام (قالَ أوَلَو ) ]24[، و في مصحف المدينة و الشام (مَا تَشْتَهِيهِ ) ]71[ بزيادة هاء (2) ، و فيها (يا عِبَادِي ) ]68[ بإثبات الياء1 (3) .
و في الأحقاف في مصحف الكوفة (بِوالِدَّيهِ إحْسَاناً ) ]15[/25ظ/ بالألف (4) .
و في الرحمن في مصحف الشام (و الحبّ ذا العَصْفِ ) ]12[ بالألف (5) ، و (تبارَكَ اسمُ رَبِكَ ذو الجلالِ ) ]78[ بالواو (6) . و في الحديد في مصحف الشام (و كلٌ وَعَدَ اللهُ ) ]10[ بغير ألف (7) و في مصحف المدينة و الشام في الحديد (إنَّ الله الغَنيّ الحَميدُ ) ]24[ بغير هو (8) .
و في الجن في مصحف الكوفة (قُلْ إنَّما ) ]20[ بغير ألف (9) .
و في (الشمس ) في مصحف المدينة و الشام (فَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) بالفاء (10)
فهذا ما صحّ عندنا من الاختلاف في هجاء المصاحف التي ذكرنا، كذلك سمعنا، و به قرأنا.
... و أخبرنا الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد –رحمه الله- قال: أخبرنا الشيخ الإمام محمد بن الهيصم، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البغدادي، قال: حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي في ذكر ما اختلفت المصاحف فيه من أهل الحجاز و العراق و الشام.
__________
(1) ينظر: المصاحف 47، هجاء مصاحف الامصار 120، الجامع 126.
(2) ينظر: المصاحف 47، هجاء مصاحف الامصار 120.
(3) ينظر: المصاحف 40، هجاء مصاحف الامصار 120.
(5) ينظر: المصاحف 47، هجاء مصاحف الامصار 120، الجامع 132.
(6) ينظر: المصاحف 47، هجاء مصاحف الامصار 120، الجامع 132.
(7) ينظر: المصاحف 47، هاء مصاحف الامصار 121، الجامع 132.
(8) ينظر: المصاحف 47، هجاء مصاحف الامصار 121، الجامع 134.
(9) ينظر: المصاحف 40، الجامع 139.
(10) ينظر: المصاحف 40-47، هجاء مصاحف الأمصار 121.(1/118)
فمن سورة البقرة قوله –عز وجل-، (و وَصّى بِها إبراهِيمَ َ) ]البقرة132[ قرأ أهل الحجاز و أهل الشام (و أوصى ) بألف بين الواوين، و قرأ أهل العراق و مكة (و وَصّى بِها ) بغير ألف (1) ، و هما لغتان، و العرب تقول: أوصيته و وصيته، إلاّ أنّهم يقولون: وَصَّيتُه، فيما كان مرّة بعد مرّة (2) ، و قد يكونان أيضاً في معنى، قال جرير:
وَصَّى تميم بتيم أنْ يكونَ لَهمْ سؤرَ الحِياضِ و أنْْ يُخْصَوا إذا كَبِرُوا (3)
و قال الفرزدق:
وصّى عشيةً حينَ وَدَّع قومه عند الوصية في الصحيفة دغفلُ (4)
و يروى: أوصى.
و أما قوله: (فَلا يَستَطيعونَ توصيَةً ) ]يس50[ فهو على قولهم: وصّى.و قوله: (و قالوا اتخَذَ اللهُ وَلَداً ) ]البقرة116[ قرأ أهل الحجاز و أهل العراق (و قالوا ).
و قرأ أهل الشام (قالوا ) بغير واو (5) .و المعنيان واحد، لأنَّ معنى الواو الاستئناف، فجائز حَذفها و إثبَاتها (6)
و من سورة آل عمران قوله: (و سرِعُوا إلى مَغفِرَة مِنْ رَبِكُم ) ] 133[ قرا أهل الحجاز و أهل الشام (سرِعُوا إلى )بغير واو، و قرأ أهل مكة وأهل العراق (و سارِعُوا ) بإثبات الواو (7) ، و المعنيان واحد.. و قوله: (بالبَيناتِ و الزُبُرِ ) ] آل عمران184[ قرأ أهل الحجاز و أهل العراق (بالبيناتِ و الزُبُرِ) بغير الباء، و قرا أهل الشام (بالبينات و بالزُبُرِ ) فأثبتوا الباء في الزبر (8) .
__________
(1) ينظر: مقدمة كتاب المباني 117ن 122، السبعة 171.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (وصى) 20/273.
(3) شرح ديوان جرير 287.
(4) شرح ديوان الفرزدق 328.
(5) ينظر مقدمة كتاب المباني117، السبعة 168.
(6) ينظر: نفسه 122.
(7) ينظر: مقدمة كتاب المباني 117، 122، السبعة 216.
(8) ينظر: مقدمة كتاب المباني 118، 123، السبعة 220.(1/119)
... و من سورة النساء قوله: (ما فَعَلوهُ إلاّ قَليلُ مِنْهُم ) ]النساء 66[ قرا أهل الحجاز و أهل العراق (ما فَعَلُوه إلا قليلٌ مِنْهُم )، و هو الاختيار عند أهل العربية، لأنّ] الاستثناء [ (1) إذا كان في أوله جَحْد جَرَى
على الفاعل و المفعول به (2) (قَلِيلٌ ) ها هنا فاعل فالاختيار الرفع، قال الله –عز وجل- : (و ما آمنَ مَعَهُ إلاّ قَليلٌ ) ]هود 40[، إلاّ أنَّ العرب قد تنصب على الاستثناء على كل حال (3) ،و قرأ أهل الشام (إلاّقَلِيِلاً مِنْهُم ) (4) على ذلك المذهب، و الاختيار الرفع للجحد الذي في أوله، فإذا لم يكن في أوله جحد كان منصوبا، قال: (فَشَرِبُوا مِنْهُ إلاّقَلِيِلاً مِنْهُم ) (5) ]البقرة249[، و قال الشاعر
لعمرُ ابيكِ لا تَكذبي لقَد ذَهبَ الخيرُ إلاّ قَليلا
و قد فُتِنَ الناسُ في دِينهِم و خَلَّى ابنُ عَفّانَ شرّاً دبيلا
يقال: دبلته إذا افسدته (6) .
__________
(1) الكلام بين المعقوفين مطموس من الأصل و قد أثبتُّه بما يوافق المعنى و القاعدة النحوية
(2) ينظر: شرح المفصل 2/81.
(3) ينظر: شرح الكافية 1/226-227.
(4) ينر: مقدمة كتاب المباني 118، السبعة 235.
(5) ينظر: مقدمة كتاب المباني 123ن الحجة لابن خالويه 100.
(6) ينظر: لسان العرب مادة (دبل) 13/249.(1/120)
و من سورة المائدة قرا أهل الحجاز و أهل الشام (يَقُولُ الذِينَ آمَنوا أهَؤلاءِ الذينَ أقْسَمُوا ) ]المائدة53[ بغير واو، و قرا العراقيون بإثبات الواو (1) ، و نصبها ابن أبي اسحق و أبو عمرو بن العلاء على النسق على(فَعَسى اللهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ )و قرأ القرّاء على الاستئناف (2) ، و هو أقرب الى قراءة الحجازيين، و هو على الاستئناف، و الدليل على الاستئناف حذف أهل الشام و أهل الحجاز الواو (3) .و قوله: (مَنْ يَرْتَدَّ مِنكُم عَن دِينِهِ ) ]المائدة54[، و قرأ أهل الحجاز و أهل الشام (مَنْ يَرّتَدِدْ مِنْكُم ) بدالين، و قرأ أهل العراق (مَنْ يَرتَدَّمِنْكُم ) بدال مشددة و احدة (4) ،و هو في موضع جزم، و كل حرف مشدد من هذا النحو ففيه الإدغام و التشديد، و إظهار الحرفين و الجزم، كقوله: اردده و ردّه، و امدده و مدّه ، قال زهير بن أبي سلمى (5) :
واردُدْ يَساراً و لا تَمْدُدْ علي و لا تَمعك بعِرِضِكَ إنّ الغادِرَ المَعِكُ
و قال جرير:
فغضَّ الطرفَ إنّك مِنْ نُميرٍ فلا كَعْباً بَلغْتَ و لا كِلابا (6)
و لم يقل اغضض، فهذا حجة لمن قرا بدال واحدة (7)
و من سورة الأنعام قوله تعالى (و للدارُ الآخرةُ خَيّرٌ للذينَ يَتَقُونَ أفَلا تَعْقِلُونَ ) ]الأنعام 32[، قرأ أهل
الحجاز (لَلدَارُ ) بلامين، و قرأ أهل الشام (لَدَارُ الآخِرَةِ ) على مذهب الإضافة (8) .
__________
(1) ينظر: مقدمة كتاب المباني 117ن السبعة 245.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 6/218.
(3) ينظر: مقدمة كتاب المباني 123.
(4) ينظر: المصدر نفسه 117، 118، السبعة 245.
(5) ينظر: مقدمة كتاب المباني 124، شرح المفصل 10/122.
(6) شرح ديوان جرير 75.
(7) ينظر: الحجة لابن خالويه 106-107.
(8) ينظر: مقمة كتاب المباني 118، 124، السبعة 256.(1/121)
و قوله: (و كَذَلِكَ زُيِّنَ لِكَثِيِرٍ مِنَّ المُشرِكينَ ) ]الأنعام 137[ قرأ أهل الحجاز و أهل العراق (زَيَّنَ لكَثيرٍ من المشرِكينَ قتلَ أولادِهِم شرَكاؤهُم ) ]الأنعام 137[فالمعنى و كذلك زيّن شركاء المشركين للمشركين قتل أولادهم، و قرأ أهل الشام (و كَذلكَ زُيِّنَ لكَثيرٍ منَ المشركينَ قَتْلُ أولادِهِمْ شُرَكَاؤهُم ) على معنى و كذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم (1) ، و هذا تفريق بين المضاف و المضاف اليه و ليس باختيار (2) ، و قال الشاعر:
فَزَجَجْتُها مُتَمَكّناً زَجّ القَلوصِ (3) أبي مَزادة
و قال ذو الرمة:
كأنّ أصواتَ مِن ايغالهن بنا أواخر المَيسِ إنْقاضُ الفراريج (4)
المعنى: كأن أصوات أواخر الميس انقاض الفراريج (5) .
و من سورة الأعراف قوله: (قَلِيلاً ما تَذَكّرونَ ) ]الأعراف3[ و قراها أهل الحجاز و أهل العراق ( قَلِيلاً مَا تَذْكُرُونَ )بتاء واحدة، شددها بعضهم و لم يشددها آخرون، و قرأها أهل الشام ( قَلِيلاً مَا يَتَذَكَرُونَ ) (6) و هي أولى، قال الكميت:
... ... أبكاك بالاجلال ما تتذكر نعم و بكاء الشيب مما يعبر
و قال لبيد بن ربيعة:
بل ما تذكر من نوار و قد نأت و تقطعت أسبابها و رمامها (7)
/26ظ/ و قوله: (الحَمدُ للهِ الذي هَدانا لهذا و ما كُنا لنَهتَدِيَّ ) ]الأعراف 43[، قراها أهل الحجاز و العراق (و ماكُنا لنَهتَدِيَ ) بالواو قبل ما، و قرأها اهل الشام (مَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ ) بغير واو و المعنيان واحد (8) .
__________
(1) ينظر: مقدمة كتاب المباني 118،125، السبعة 270، التيسير 107.
(2) ينظر: شرح ابن عقيل 2/67.
(3) القلوص: الفتيّة من الابل. ينظر: لسان العرب مادة (قَلَصَ) 8/349.
(4) ديوان ذي الرمة 766.
(5) ينظر: الحجة لأبن خالويه 125.
(6) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، السبعة 278.
(7) ديوان لبيد ص 103.
(8) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، السبعة 280.(1/122)
و قوله: (وإذ أنجيناكُم مِنْ آل فِرعونَ ) ]الأعراف141[قرأها أهل الحجاز (أنجيناكُم )، و قرأها أهل الكوفة (أنجاكُم ) و هي قراءة أهل الشام (1) .
و من سورة براءة قوله: (و الذينَ اتخَذُوا مَسْجِداً ) [ 107] قرأها أهل الحجاز و أهل الشام (الذين اتخذوا) بغير واو، و قرأها أهل العراق (و الذِينَ اتَخَذُوا ) بإثبات الواو (2) .
و من سورة يونس: (هُوَ الذي يُسَيّركُم ) ]يونس 22[، قرأها أهل الحجاز و أهل العراق ( هو الذي يسيركم ) و قرأها أهل الشام (هو الذي يَنشُرُ كُم ) (3) أي يجعلكم تَنْتَشِرُونَ فيه مُقْبِلِينَ و مدبرين (4) ،و من ذلك قوله: (ثُمَّ إذا أنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ) ]الروم 20[، ويقال: نشرت الريح امتدت (5) .
أحمد قال: حدثنا أبو عبد الله، قال: أخبرني اسماعيل بن اسحاق الأزدي، قال: سمعت نصر بن ]علي[ (6) يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أعرابيا يقول: لا و الذي أرسلها نشراً، و قال لله –عزّ و جلّ-: (نُشْراً بَينَ يَدَيّ رَحْمَتِهِ ) ]الأعراف57[ و القراءة الاولى من التيسبر، و قال جرير:
يا أمّ طلحةَ ما رأينا مِثلَكُم في المُنْجَدينِ و لا بغورِ الغَائرِ
نُشرَتْ عليك فذكرَّت بعد البِلى ريحٌ يمانيةٌ بيوم ٍماطرِ (7)
و قرأ أهل العراق (حَقَّتْ عليهم كَلِمَةُ رَبِكَ ) ]يونس 96[، و قرأها اهل المدينة و الشام ( كَلِماتُ رَبِّكَ ) (8) .
__________
(1) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، النشر 2/271.
(2) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، النشر2/ 271.
(3) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، 127، السبعة 325.
(4) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 8/324.
(5) ينظر: لسان العرب مادة (نشر) 6/285.
(6) الكلمة غير واضحة في الأصل.
(7) الرواية في البيت الأول (ما لقينا) و في البيت الثاني (عليك فبشَّرَت) و (رِيحٌ يمانية) و البيتان غير متعاقبين، ينظر: شرح ديوان جرير 305.
(8) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، النشر 2/287.(1/123)
و من سورة الكهف قرأ أهل الحجاز و اهل الشام ( لأجدنَّ خَيراً منهما منقَلَبَاً ) ]الكهف 36[ يعني من الجنتين، و قرأ أهل العراق ( لأجدنَّ خَيراً منها ) (1) أي من جنتي، و الجنّة: البستان (2) ، قال زهير بن ابي سلمى:
كأنّ عَينيَّ في غربي مقتلة من النواضح تستقى جنة سحقا
و الفردوس هو البستان (3) ، و من ذلك باب الفراديس أي: باب البستان، قال جرير:
فقلت للركب إذ جد الرحيل بنا مابُعْدُ يَبْرِينَ من باب الفراديس (4)
و من سورة سبحان (5) (قُلْ سُبْحانَ رَبِي هَل كُنتُ إلا بَشَراً رَسُولاً ) ]الإسراء 93[، قرأها أهل الحجاز و أهل العراق ( قُلْ سُبحانَ رَبيّ ) بالألف (6) .و قرأها أهل الشام (قالَ سُبْحانَ رَبّي ) بالألف.
__________
(1) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119-127، السبعة 390.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (جنن) 16/253.
(3) ينظر: لسان العرب مادة (فردس) 8/43.
(4) شرح ديوان جرير 322.
(5) ما بين المعقوفين مطموس في الأصل.
(6) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، السبعة 385.(1/124)
و من سورة المؤمنين (1) قول –عزّ و جلّ- :(قُلْ مَنْ رَبُّ السمواتِ السَبْعِ و رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ) ]86[، قراها أهل الحجاز و أهل الشام و أهل الكوفة (سيقولونَ للهِ ) (2) في ثلاثتهن، و قرأ أبو عمرو بن العلاء و من تابعه (سَيَقُولونَ للهِ ) (3) ، و كذلك الذي بعده، فمن قرأ (سَيَقُولونَ اللهُ ) فعلى جواب اللفظ (مَنْ رَبُ السَمَواتِ السَبْعِ و رَبّ العَرْشِ العَظِيمِ ) فجواب هذا الخطاب: الله، و من قرأ (سَيَقُولُونَ للهِ ) جَعَلَ الخِطاب على المعنى، لأنّ معنى قوله: (مَنْ ربّ السَمَوتُ السِبْعِ ) أي لمن السموات السبع فأُجيب: لله (4) .
قال الشاعر:
وأعلم أنّي سأكون رمساً إذا سار النواجع لا أستَنِيِرُ
/27و/ و قال القائلون لمن حفرتم فقال الحافرون لهم وزير
و لم يقل لوزير (5) .
و من سورة الشعراء قوله –عز وجل- : (و تَوكَلْ على العَزيزِ الرَحيمِ ) ] 17[ ، قرأ أهل الحجاز و أهل الشام (فتَوَكَّل ) بالفاء، و قرأها أهل العراق (و توكل ) بالواو (6) .
و من سورة المؤمن قرا أهل الحجاز و أهل العراق (أشَدَّ مِنْهُم قُوةَ ً) ]21[، و قرأ أهل الشام (أشَدُّ مِنْكُم قُوَةً ) (7) على الخطاب، (أو أنْ يُظْهِرَ فِي الأرضِ ) ]26[، قرأ أهل الحجاز و أهل الشام (وأن يُظهِرَ في الأرضِ الفَسادَ )، و قرا أهل العراق (أو أن يُظهِرَ ) بإثبات الألف (8) ، معناه يخاف هذا أو هذا (9) .
__________
(1) هكذا في الأصل و اسم السورة (المؤمنون).
(2) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، السبعة 447.
(3) ينظر: مقدمة كتاب المباني 119، السبعة 447.
(4) ينظر: الحجة لابن خالويه 233، الجامع لأحكام القرآن 12/145-146.
(5) ينظر: مقدمة كتاب المباني 128.
(6) ينظر: نفسه 117، 129، السبعة 473.
(7) ينظر: مقدمة كتاب المباني 120، السبعة 569.
(8) ينظر: مقدمة كتاب المباني 117، السبعة 569.
(9) ينظر: مقدمة كتاب المباني 129، الجامع لأحكام القرآن 15/305.
(5) ينظر: مقدمة كتاب المباني 117، 120، 131، السبعة 581.
(6) ينظر: مقدمة كتاب المباني 120، السبعة 619.(1/125)
و من سورة (حم.عسق )، قوله: (فممّا كسَبَت أيدِيكُمْ ) ]30[، قرأ أهل الحجاز و أهل الشام (مما كسبت ) بغير فاء، و قرا أهل العراق (فما كسبت أيديكم ) بفاء (1)
و من سورة الرحمن، قرأ أهل الجاز و أهل العراق (و الحَبُ ذُو العَصْفِ و الرَيحَانُ ) ]12[، و قرأ أهل الشام (و الحبُ ذُا العَصْفِ و الرَيحانِ ) (2) ، نسق على (والأرْضَ وَضَعَهَا لِلانَامِ - و الحبَّ ذو العصف و الريحان ) ]12[، و أما الرفع فَنُسِقَ على الفاكهة:فيها فاكهة و فيها الحَبُّ و العَصْف، و قوله (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِكَ ذِي الجَلالِ و الإ كْرَامِ ) ]78[ قرأ أهل الحجاز و أهل العراق (تبارَكَ اسمُ رَبِكَ ذي الجلالِ و الأكرامِ ) (3) فَيَجْعَلُونَ ذي نعتاً لربكَ، و قرأ أهل الشام (ذو الجلال و الاكرام ) جَعَلُوا ذو من نَعْت الاسم (4) .
و من سورة الحديد، قوله: (فإنّ اللهَ هُو الغَنِيُّ الحَمِيدُ ) ]24[، قرأ أهل الحجاز و أهل الشام (فإنّ الله هو الغنيّ الحميد ) (5) و قرأ أهل العراق (فإنَّ اللهَ هُو الغَنيُّ الحَمِيدُ ) .
و من سورة الشمس قوله –عز و جلّ- : (و لا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) ]15]، قرا أهل الحجاز و أهل الشام (فلا يخاف عقباها)، و قرأ أهل العراق (و لا يخاف عقباها ) (6) .
__________
(3) ينظر: مقدمة كتاب المباني 120، السبعة 621.
(4) ينظر: نفسة 131، الحجة لابن خالوية 313.
(5) ينظر: مقدمة كتاب المباني 118، 121، 131، السبعة 627.
(6) ينظر: مقدمة كتاب المباني 118، 121، 132، السبعة 689.(1/126)
أخبرني أبو محمد، قال: أخبرنا محمد، قال: أخبرنا أبو النصر محمد بن علي، قال: اخبرنا ابو سهل الانماريّ، قال: اخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الازهر السجري، قال: قال أبو حاتم سهل بن محمد إنَّ عثمان بن عفّان لَمَّا كتب المصاحف بَعَثَ الى البصرة بمصحف، و إلى الكوفة بآخر، و إلى اليمن بآخر، و حَبَس بالمدينة واحداً، و هي مُتَفِقَة إلاّ في حروف سأُبينها إن شاء الله.
فأول ذلك ما خالف مصحف أهل المدينة، و مصحف أهل البصرة، و هي أربعة عشر حرفا، و قال بعضهم: أحد و عشرون حرفاً، فأمّا الاربعة عشر فهن في مصحف أهل المدينة في البقرة (و أوصَى بِهَا إبرَاهِيمَ بَنِيهِ ) ]132[بزيادة ألف.
و في آل عمران (سرِعُوا ) ]133[ بغير واو، و في المائدة (نَادِمِينَ يَقُوُلُ ) ]52،53[بغير واو، و أيضاً (مَنْ يَرّتَدِدْمِنْكُم ) ]54[ بزيادة دال، و في التوبة (و اللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ - الذين اتَخَذُوا مَسْجِداً ) ]106،107[ بغير واو ، و في الكهف /27ظ/ (لأجِدَنَّ خَيراً مِنْهُما ) ]36[ بزيادة ميم، و في المؤمنين (سَيَقُولوُنَ للهِ ) ]85[بغير ألف، و في الشعراء ( فتوَكَلْ على العَزيزِ الرَحِيمِ ) ]217[ بالفاء، و في حم المؤمن (أنْ يُبَدِلَّ دِينَكُم و أن يُظهِرَ ) ]26[ بحذف الألف (1) ، و في عسق (بِمّا كَسَبَتْ أيدِيكُم ) ]30[ بغير فاء، و في الزخرف (وفِيهَا مَا تَشتَهِيهِ الأنْفُسُ ) ]71[ بزيادة هاء، و في الحديد (فإنَّ الله هُوَ الغَنِي الحَمِيدُ ) ]24[ بنقصان هو ، و في الشمس (فَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) ]15[ بالفاء. فهذا أربعة عشر حرفاً.
__________
(1) الجامع 124.(1/127)
و زعم آخرون أنّ في مصحف أهل المدينة أيضا في يو سف (و قال الملِكُ إئتُونِ ) ]50[ بنقصان ياء في الخط (1) ، و في مصحف أهل البصرة (إئتُوني بِهِ )، و في بني إسرائيل (قَالَ سُبْحَانَ رَبِي ) ]93[ بالألف، و في الكهف (مَا مَكَنَني فِيهِ ) ]95[ بنونين، و في الملائكة (مِنْ أسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ و لُؤلُؤاً ) ]33[بزيادة ألف، و في الزخرف (يا عِبادِي لا خَوفٌ عَلَيكُم ) ]68[ بالياء، و في سورة هل أتى (قواريراً.قواريراً ) ]15،16[ بزيادة ألف في الثانية، فأما الاولى ففيها ألف لأنها رأس آية، و في قل اُوحي (قُلْ إَنَمَا أدْعُو رَبِي ) ]20[ بنقصان الألف. فهذه سبعة مواطن تمام أحد و عشرين حرفاً.
ثمَّ ما بين مصحف اهل مكة و أهل البصرة، و ذلك في حرفين من مصحف اهل مكة في آخر سورة النساء (فآمِنُوا باللهِ و رَسُولِهِ و لا تَقُولوا ثَلاثَةٌ ) ]171[، و في مصحف اهل البصرة (بالله و رُسُلِه )، و في التوبة بعد المئة (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) ]100[بزيادة مِنْ.
ثم مصحف أهل الكوفة يخالف مصحف أهل البصرة في حرفين، و قال بعضهم في عشرة أحرف، فأمّا الحرفان، ففي مصحف أهل الكوفة في يس (و مَا عَمِلَتْ أيدِيِهِم ) ]35[بغير هاء، و في الأحقاف (و وَصَينَا الإنْسَانَ بِوالِدَيهِ ) ]15[.
و قال آخرون: في مصحف أهل الكوفة في الأنعام (لَئِنْ أنْجَانَا مِنْ هَذِهِ ) ]63[ و هي عندنا (لَئِنْ أنْجَيْتَنا )، و في بني إسرائيل (سَبْحَانَ رَبّي ) ]93[ بالألف، و في الأنبياء (قَالَ رَبِي يَعْلَمُ القَولَ ) ]4[ بالألف، و في آخرها (قَالَ رَبِ احْكُم بالحَقِّ ) ]112[ بالألف، و في المؤمنين (سَيَقُولُونَ للهِ ) ]85[ بحذف الألف، و في الملائكة (و لؤلؤاً ) ]33[بالألف، و في هل أتى (قَوارِيراً.قواريراً ) ]15،16[ بالألف (2) ، و في سورة الفجر (و لا تَحَاضُّونَ ) ]18[ بالألف. فتلك عشرة أحرف.
__________
(1) المصدر نفسه 100.
(2) الجامع 141.(1/128)
ثم خالف مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان الى أهل الشام هذه المصاحف في تسعة أحرف، أوله في سورة البقرة( وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ]116[بغير واو، و في آل عمران (بالبَيِنَات و بالزُبُرِ ) ]184[يزيادة باء، و في النساء (مَا فَعَلُوهُ إلا قَلِيلاً مِنْهُم ) ]66[ نصب، و في الأنعام (و للدَارُ الآخِرَةُ ) ]32[ بلامين، و في مصحف أهل البصرة بلام واحدة، و أيضاً فيها (زَيَّنَ لِكَثِيِرٍ مِنَّ المُشرِكِينَ قَتْلَ أولادِهِم شُرَكَائِهِم ) ]137[ على التقديم و التأخير، و يريد: قتل شركائهم أولادهم على الإضافة المعروفة، و ذلك قليل في العربية.
و في الأعراف (أولِياءَ قَليِلاً مَا تَتَذَكَرُونَ ) ]3[بتاء في /28و/ أولها، و فيها (تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) ]43[ وهي عندنا (مِنْ تَحْتِهِم )، و فيها (الحَمْدُ لِلهِ الذِي هَدَانَا لهذا مَا كُنَا لِنَهْتَدِيَّ ) ]43[بغير واو، و فيها (و إذ أنْجَاكُم مِنْ آلِ فِرعَونَ ) ]141[ بالألف، و فيها (ثُمَّ كِيدُونِي ) ]195[ بالياء (1) ، و في الأنفال (و اللهُ مَعَ الصَابِريِنَ. مَا كَانَ للنَبِيِّ ) ]66،67[ بلامين.
و في يونس (هو الذي ينشركم في البرّ و البَحرِ ) ]22[، و في الكهف (لِلتَخَذْتَ ) ]77[ بلامين، و هو غلط، إلاّ أنّه يدل على (لاتخذت) مثقّلة.
و في النمل (و آبَاؤُنَا أئِنَا لَمُخرَجُونَ ) ]النمل67[ بنونين.
و في المؤمن (كَانُوا هُمْ أشَدَّ مِنْكُم قُوةً ) ]21[بالكاف.
و في الرحمن (و الحبّ ذا العصف و الريحان ) ]12[ بألف منصوبة، و في آخرها (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِكَ ذَو الجَلالِ و الإكْرَامِ ) ]78[ بالواو مرفوعا.
و في الحديد (و كُلُّ وَعَدَ اللهُ ) ]10[ رفع، و في المدثر (و الليلِ إذا أدْبَرْ ) ]33[ بزيادة ألف.
قال أبو حاتم: و أهل مصر شاميوّن يقرؤون ( هُو الذي يُنشِرُكُم في البَرِّ و البَحرِ ) ]يونس 22[ ، و يقرؤون
__________
(1) المصدر نفسه 96.(1/129)
(و كُلٌ وَعَدَ الله الحُسْنى ) ]الحديد10[ بالرفع، و الله اعلم.
و قد ذكر أبو عبد الله الحسين بن أحمد الزعفراني أنّ في مصاحف أهل الشام في الأعراف في قصة صالح (و قالَ الذِينَ اسْتَكْبَرُوا ) ]88[ بواو قبل القاف، و في سائر المصاحف (قال الملأ) بغير واو، قال: و في مصاحف أهل الشام في سورة الانفال (أنْ يَكُونَ لَهُ أسَارى ) ]67[ بالف، و في سائر المصاحف (أسْرى ) بغير ألف.
قال:و كتب في مصاحف أهل الشام في سورة يونس (أمْرَكُم و شُرَكَاؤكُم ) ]71[ بواو بين الالف و الكاف الأخيرة على الرفع، و في سائر المصاحف (و شُركاءكُم ) نصبٌ.
قال: و في مصاحف أهل الشام في سورة الكهف (لَو شِئتَ لأتَخَذتَ ) ]77[ بالف بين اللام و التاء، و ظنّي أنّه غلط في حكاية الخطّ،انّما هو على ما قدمناه في مصحفهم (للتخذت ) وإن كان القراءة عندهم على ما ذكر من اتخذ يتخذ.
قال: و كتب في مصاحف أهل الشام في الزمر (تَأمُرُونَنِي ) ]64[بنونين، و اختلف عنهم فذكرت نزن واحدةو ذكرت نونان، و في مصاحفهم في سورة الزخرف (و فِيِها ما تَشتَهيهِ الأنفُسُ ) ]71[ بزيادة هاء كما هو في مصحف أهل المدينة.
قال: و في مصحف أهل الشام في سورة الزخرف ( يا عِبَادِي لا خَوفٌ عَلَيكُم ) ]68[ بإثبات الياء، و في سائر المصاحف بغير ياء، و قد قدمنا عن أبي حاتم أن اثبات الياء في مصحف أهل المدينة. قال الزعفراني: و كتب في مصاحف أهل مكةو الكوفة في سورة محمد صلى الله عليه ( إلاّ الساعَةَ إنْ تأتِهِم بَغْتَةً ) [18[ بغير ياء بعد التاء الآخرة، على الجزم (1) ، و في سائر المصاحف (أن تأتيهم بغتة ) ياء بعد التاء، على النصب.
و أما الحروف التي وافقت مصاحف أهل الشام مصاحف أهل المدينة /28ظ/ أو غيرها من سائر المصاحف، فهو على نحو ما قدمناه حكاية عن نفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي.
__________
(1) الجامع 128.(1/130)
وإنما أوردت ما ذكره أبو حاتم على وجهه، و ما ذكره الزعفراني، وإن كان فيه تكرار لكثير مما قدمناه عن ابن عرفة و غيره، لما في ذلك من زيادة حروف لم يذكرها ابن عرفة و غيره، ثم لتفصيل أبي حاتم ذكر ما في كل مصحف، و ذلك أوضح في البيان.
و ما عدا هذه الحروف فهو في كل المصاحف على هجاء واحد و مثال واحد.
فصل
فإن زعم زاعم من الملحدين ما هذه الزيادة و النقصان في الحروف التي جِئتُم بِها، و قد ذكرتم أنَّ القرآن لا يجوز أن يقع فيه زيادة و لانقصان ؟
قلنا لهم هذه الحروف المختلف فيها كلها كتبت على الصحة و الإتقان و الإيثار لحفظ قراءتين قرا بهما كلتيهما رسول الله صلى الله عليه في وقتين، أو اوقات مختلفة ما قرأ في غيرها من الحروف المختلف فيها و لم يكن ذلك الاختلاف فيها عن سهو ناقل، و لا لإسقاط ناسخ غافل، فكأنهم وجدوا كلمة عند جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه على هجاء و مثال، و وجدوا تلك الكلمة عند آخرين على هجاء و مثال، و كان ذلك كلّه من إملاء رسول الله صلى الله عليه، داخلا في الاحرف السبعة التي رخص له القراءة بها، فكتبوا في بعض المصاحف على قول جماعة و في بعضها على قول جماعة آخرين قصداً و إيثارً لحفظهما جميعاً على المسلمين.
و الذي يدلُّ على ذلك أنّ جملتها يجمعها الصحة و البيان و لكل حرف منها شاهد و برهان، أما قوله: (أوْصى ) و (وَصَّى ) ]البقرة132[ فلغتان لقريش و غيرها معروفتان، و قد جاء الكتاب بهما.(1/131)
و أما قوله: (و قالوا اتخذ اللهُ وَلَداً ) ]البقرة116[، فدخول الواو لِعَطْفِ جملة من الكلام على جملة تقدمتها و سقوط الواو صحيح على أنّ السورة تجمع من الأقاصيص ما تجمع الخطبة و القصيدة، فعمل على أن قالوا: كلام مستأنف، كما قال الله –عز وجل- : (و إذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إنَّ اللهَ يَأمُرُكُم أنْ تذبَحُوا بَقَرَةً قالوا أتَتَّخِذُنا هُزُواً ) ]البقرة67[.تَقديره: (فقالوا) فأمسك عن الفاء؛ لأنّ الكلام كالمستأنف بعد كلام الاوّل مع اتصاله بما يليه لما فيه من ضميره، و قال الشاعر:
لمّا رأيتُ نَبَطاً أنصاراً كنتُ لها مِن النَصارى جَاراً
أراد: و كنت، فلم يأت بالواو إيثاراً للاجتهاد فجرى مجرى المستأنف و إنْ كانت النيّة فيه العطف و النسق.
و كذلك القول و الحجة في هذه الحروف كلها قد ذكره العلماء بالقرآن في كتبهم..
فصل(1/132)
و أما ما روي عن عبد الأعلى بن عبد لله القرشي، قال: لمّا جمعت المصاحف و عرضت على /29و/ عثمان، فقال: قد أحسنتم و أجملتم، غير أنّا نرى فيها لحناً، و سنقيمه بألسنتنا، فإنَّ وَجْهَ ذلك عند شيخنا الامام الهادي أبي عبد الله محمد بن الهيصم –تغمده الله برحمته، على انه وجدهم قد كتبوا حروفا على خلاف ما اقتضاه اللفظ، منها ما كان على الأصل، و لو تُلُفظ به كان لحناً، و منها ما كان من طغيان القلم، بحيث علم عثمان أنه لا يعرض في مثله ريب، من نحو ما كتبوا (الرِبْوَّا ) ]البقرة 275[ في جميع القرآن، إلاّ ما في سورة الروم من قوله ( و ما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً ) [39] و هو في الأصل من رَبَا يَرْبُو و يظهر الواو في التثنية، فيقال: رَبَوَانِ، و كأنه كان في الأصل رَبوَ على وزن فَعَلَ، فكُرِهَت الحركة على الواو، و طُلِبَ منها السكون، فإذا سكنت التقت مع التنوين، و هو ساكن، فتسقط الواو لسكونها و سكون التنوين، فكانّ الكاتب (صمد) هو الأصل، فخرج عمّا يطابقه اللفظ،و كذلك الصلوة و الزكوة، كُتبتا بالواو، و هي الأصل، و الجمع يظهر ذلك إذا قيل: صلوات و زكوات، كانها كانت في الاصل صلوة و زكوة، كأنّه لمّا كرهت حركة الواو و كانت قبلها فتحة انقلبت الفأً و كذلك الحيوة كتبت بالواو، و هي الاصل، و لكن اللفظ المعروف في أهل اللسان يخالف ذلك.
و أُسقطت الألف في قوله: (يُخَادِعُوُنَ اللهَ ) ]البقرة 9[ فكتب (يَخْدَعُونَ )، و حذفت في قوله:
(و قَاتِلُوهُم حَتَى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ) ]البقرة193[ فكتب (و قَتَلُوهُم ) و لو قرئ به كان لحناً، ثم أًثبتت الألف في قوله: (و لأوضَعُوا خِلالَكُم ) ]التوبة47[فكتب (و لا أوضَعُوا ) بزيادة ألف بعد لا ، و كذلك كتب في بعض المصاحف (أو لأذبحنّه ) ]النمل21[ بزيادة ألف بعد لا (أو لا أذبحنّه ) و لو قرئ به كان لحناً فاحشاً.(1/133)
و كتبوا في سورة الكهف (و لاتَقُولَنَّ لشَيءٍ ) [23] بألف بعد الشين و الياء (لِشَاي ء) و لم يكتبوا ذلك في سائر القرآن.
و كتبوا في الانعام ( و لَقَدْ جاءَك من نبأيِ المُرْسَلِين ) [ 34] بياء بعد الألف المهموزة و في سائر القرآن بغير ياء.
و كتبوا في النحل (وإيِتاي ذِي القُرْبى ) [ 90 ] بياء بعد الالف.
و في عسق (أو مِنْ وَرَاي حِجَابٍ ) [ 51 ] بالياء.
و في الأحزاب (أو مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ) [ 53 [ بغير ياء.
و كتبوا في النور (و إيِتايِ الزَكْوَةِ ) [ 37 [.
و في يونس (مِنْ تِلقَاي نَفسِي ) [ 15[بياء بعد الألف، و ذلك كلُّه سبق القلم، أو لعلّ الكاتب قد (تفوته) الهمزة المكسورة بالياء، و ليس يحسن ذلك، لأنه يشتبه بالإضافة الى النفس.
و كتبوا (سموتٍ ) ]البقرة 29[ بغير ألف بين الواو و التاء إلاّ في موضع واحد في حم.السجدة قوله:(سَبعَ سَمواتٍ في يَومَينِ ) ]فصلت12[.
فهذه و نحوها هي اللحن الذي قال عثمان –رضي الله عنه : سنقيمُه بألسنتنا، و لا نظن أنّه رأى لحناً يُخافُ في الغلط ثم تركه في المصحف، فاعلموا ذلك /29ظ/، و لا قوة إلاّ بالله.
الباب السادس
في ذكر الحروف التي كُتِبَ بعضها على خلاف بعض في المصحف و هي في الأصل
واحدة(1/134)
فأول ذلك (بسم الله ) ]الفاتحة 1[ كُتِبَ بحذف الألف التي قبل السين و كُتِبَ (إقْرَأ بِاسمِ رَبِكَ ) ]العلق1[، و (سَبِحْ اسمَ رَبِكَ الأعلَى ) ]الأعلى1[، و (بِئسَ الأسْمُ ) ]الحجرات11[، و منه (اسْمُهُ ) ]البقرة114[ بالألف (1) ، و الأصل في ذلك كله واحدة، هو أن تكتب الألف، و إنمّا حذفت من (بسم الله) فقط لأنها ألف وصل ساقطة من اللفظ كثر استعمال الناس إياها في صدور الكتب و فواتح السور، و عند كل فعل يبتدأ فيه من مأكل أو مشرب أو ملبس أو غير ذلك، فأمِنُوا أنْ يَجهل القارئُ معناها فحذفوها إيجازاً، و لو كُتِبَ (باسم الله) بالألف لكان صوابا لأنهم لم يحذفوا ألفها لعلّة موجبة لحذفها بل تخفيفاً (2)
و كُتِبَ (في ما) موصولا كل القرآن إلا في البقرة (في مَا فَعَلْنَ فِي أنْفُسِهِنَّ ) ]243[، و فيها (فِي مَا (3) فَعَلْنَ فِي أنْفُسِهِن مِن مَعرُوفٍ ) ]240[، و في الأنعام (فِي ما أُوحِيَ إلَيَّ ) ]145[، و فيها (لِيَبلُوَكُم فِي مَا آتَاكُم ) ]165[، و في الأنفال (فِي مَا أخَذْتُم عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ]68[، و في الانبياء (فِي مَا اشْتَهَت ) ]102[، و في النور (فِي مَا أفَضْتُم فِيهِ ) ]14[، و في الشعراء (فِي مَا هَا هُنَا ) ]146[، و في الروم (فِي مَا رَزَقْناكُم ) ]28[، و في الزمر (فِي مَا هُم فِيِهِ يَخْتَلِفُونَ ) ]3[، و فيها (فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) ]46[، و في الواقعة (فِيمَالا تَعْلَمُونَ ) ]61[، فذلك اثنا عشر حرفا مقطوع و ما سوى ذلك فموصول (4) وكتب (ممّا) موصولاً كل
القرآن إلاّ ثلاثة مواضع:
في النساء (فَمِن مَا مَلَكَتْ أيمَانُكُم ) ]25[
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 116، المقنع 29، الجامع 31.
(2) ينظر: رسم المصحف 438-439.
(3) في مصحفنا ( فِيما فَعَلّنَ) موصولاً.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 85، كتاب البديع 23، المقنع 71-712، الجامع 81-82.(1/135)
و في الروم (مِن مَا مَلَكَت أيمَانُكُم ) ]28[.
و في المنافقون (مِنْ مَا رَزَقنَاكُم ) ]10[، فإنّها كتبت مقطوعة (1) .
و كتب (إنماّ) موصولاً في كلّ القرآن إلاّ في الحج (و أنّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الباطِل ) ]62[، و في لقمان (أنّ ما يَدعُوُنَ مِن دُونِهِ هُو البَاطِلُ ) ]30[ و فيها (و لو أنّ ما في الأرضِ من شَجَرَةٍ أقلاٌمٌ ) ]27[، فإنّها كانت مقطوعة (2) .
و كُتِب (إنَّما) موصولاً كلَّ القرآن إلاّ في الأنعام (إنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ ) ]134[ فإنّه مقطوع (3) .
و كُتِبَ (لكي لا) مقطوعاً كلَّ القرآن إلاّ ثلاثة مواضع، في الحج (لِكَيلا يَعْلَمَ ) ]22[، و في الأحزاب (لِكَيلا يَكُونَ عَليكَ حَرَجٌ ) ]50[، و في الحديد (لِكَيلا تَأسَوا ) ]23[ فإنها كتبت موصولة (4) .
و كُتِبَ (بِئسَ ما ) مقطوعات حيث كان إلاّ ثلاثة مواضع:
في البقرة (بِئسَمَا يَأمُرُكُم بِهِ إيمَانُكُم ) ]93[، و فيها (بِئسَما ا شتَرَوا ) (5) ]
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 82، كتاب البديع 21، المقنع 68-69، الجامع 81.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 84، كتاب البديع 20، المقنع 73-74، الجامع 80.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 84، كتاب البديع 20، المقنع 73، الجامع 80.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 83، كتاب البديع 26، المقنع 75، الجامع 82.
(5) في الاصل (و لبئسما شروا) و هي الاية 102، و قد كتبت في المصحف مقطوة، و ما أثبته من السورة نفسها هو الموضع الثالث الموصول في القرآن من (بئسما) و كذا ذكرت المصادر.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 83، كتاب البديع 22، المقنع 74، الجامع 83.
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 84، كتاب البديع 21، المقنع 72-73، الجامع 83.
(2) ينظر: المصاحف 115-116، هجاء مصاحف الامصار 81-82، كتاب البديع 28-29، المقنع 68، الجامع 79.(1/136)
90[،و في الأعراف (بِئسَما خَلَفتُموني ) ]150[فإنّها، كُتبَتْ موصولة (1) .و كُتِبَ (أين ما ) مقطوعا في جميع القرآن إلاّ أربعة مواضع، في البقرة (فَأينَمَا تُوَلُوا ) ]115[،و في النحل (أيْنَما يُوَجِهُهُ ) [76] و في الشعراء (أيْنَما كُنْتُم ) [92] و في
الأحزاب (أينَمَا ثُقِفُوا ) ]61[فإنّها كتبت موصولة (2) .
و كَتَب (أن لا) موصولا كلّ القرآن إلاّ عشرة مواضع في الأعراف (أنْ لا أقُولَ على اللهِ إلاّ الحقّ ) ]105[، و فيها (أنْ لا يَقُولُوا عَلى اللهِ إلاّ الحَقَّ ) ]169[.
و في التوبة (أنْ لا مَلجَأَ مِنَ اللهِ ) ]118[.
و في هود (أن لا تَعْبُدُوا إلا اللهَ ) ]2[، و فيها (و أنْ لا إلهَ إلا هُوَ ) ]14[.
و في الحجّ (أن لا تُشرِكَ بِي شَيئَاً) ]26[.
و في يس (أنْ لا تَعْبُدُوا الشَيطَانَ ) ]60[.
و في الدخان (و أن لا تَعلُوا عَلى اللهِ ) ]19[.
و في الممتحنة (أن لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيئاً ) ]12[.
و في القلم (أن لا يَدخُلَنَهَا اليَومَ ) ]24[.
و اختلف في قوله (ألاّ تَعبدوا إلا إياهُ ) في سورة يوسف ]40[ و ما سواهن فه (ألاّ) مدغم موصول بغير نون (3) .
وكتب (إلاّ) بإسقاط النون كل القرآن في غير أستثناء ، مثل قوله (إلاّ تَفْعَلُوهُ ) ]الأنفال 73[،و (إلاّ تَنْصُرُوهُ ) ]التوبة40[، و (إلاّ تنفروا ) ]التوبة39[، و (إلا تَغْفِر لِي ) ]هود47[، و (إلاّ تصرف عنّي ) ]يوسف33[و نحو ذلك.
و كتب (ألمّ) موصولاً حيث كان إلاّ في الأنعام (ذلك أن لم يكن ربُّك مُهْلِكَ ) ]131[، وفي البلد (أنْ لَمْ يَرَهُ ) ]7[، فإنهما مقطوعتان، و كتب في هود (فإلَّم يَستَجيبوا لَكُم ) (4) ]14[ موصولاً مُدْغَمَاً و ما سواه فهو فإنْ لم (5) .
__________
(4) في الأصل (فإن لَم يَسْتَجِيِبُوا ).
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 82، كتا البديع 27، الجامع 80.(1/137)
و كتب (أمَّن ) موصولا كل القرآن إلاّ أربعة مواضع في سورة النساء (أم مَن يَكُونُ عَلَيهِم وَكِيلاً ) ]109[، و في التوبة (أم مَن أسَسَ بُنْيَانَهُ ) ]109[.
و في الصافات (أمْ مَنْ خَلَقْنَا ) ]11[.
و في السجدة (أمْ مَنْ يأتِي آمِنَاً ) ]40[، فإنها كُتِبَتْ مقطوعة (1) .
و كتب (إمّا) و (فإما) موصولا، إلاّ في الرعد (و إنْ مانُرِيَنَّكَ ) ]40[، فإنه مقطوع (2) .
و كتب (عَمَّا ) موصولا، إلاّ في الأعراف (عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ ) ]166[ فإنه مقطوع (3) .
و كتب (أن لَنْ ) مقطوعا إلاّ ثلاثة مواضع، في الكهف (ألّنْ يَجْعَلَ لَكُم مَوعِداً ) ]48[ و في المزمل (ألَّنْ تُحْصُوهُ ) ]20[.و في القيامة (ألنّ نجمع عِظَامَهُ ) ]39 [كتبت موصولة (4) .
و كتب (كلّما ) موصولا كلّ القرآن إلاّ خمسة مواضع
في النساء (كلّ ما رُدُّوا إلى الفتنة ) ]91[.
... و في الاعراف (كُلَّ مَا دَخَلَت ) (5) ]38[.
و في سبحان (كُلَّ مَا خَبَتْ ) (6) ]97[.
و في الملك (كُلَّ ما أُلقِيَّ ) (2) ] 8 [.
و في نوح (كُلَّ مَا دَعَوتُهُم ) (3) ]7[، فإنها كتبت مقطوعة (7) .
و كتب ( يومهم ) موصولا كل القرآن، إلاّ في المؤمن (يَومَ هُم بَارِزُونَ ) ]16[، و في الذاريات (يَومَ هُم عَلى النَارِ يُفْتَنُونَ ) ]13[، فإنهما مقطوعتان (8) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 83، كتاب البديع 27، المقنع 71، الجامع 81.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 81، كتاب البديع 27، المقنع 69، الجامع 80.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 82-83، كتاب البديع 21، المقنع 69، الجامع 80.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 82ن كتاب البديع 26-27، المقنع 70، الجامع 79-80.
(5) و هي في مصحفنا موصولة.
(6) ،(2)، (3) و هي في مصحفنا موصولة.
(7) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 84-85، كتاب البديع 22، المقنع 74، الجامع 82.
(8) ينظر: كتاب البديع 25-26، المقنع 75، الجامع 83.(1/138)
و كتب كل ما في القرآن من ذكر الرحمة بالهاء، إلاّ سبعة مواضع:
في البقرة: (أولَئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللهِ ) ] 218[، و(إنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيِبٌ ) (1) ]56[، في الاعراف.
وفي هود: (رَحمَتَ اللهِ و بَرَكَاتُهُ ) ]73[.
و في مريم: (ذِكْرُ رَحمَةِ رَبّكَ )[2].
و في الروم: (إلى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ. ) [50].
و في الزخرف: (أهُم يَقسِمونَ رَحمَتَ رَبِّكَ ) ]32[ و فيها ( و رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيرٌ ) ]32[ فإنها بالتاء (2) .
و كتب كل ما في القرآن من ذكر النعمة بالهاء إلا أحد عشر موضعاً:
في البقرة (واذكُروا نِعمَتَ اللهِ عَلَيكُم ) ]231[.
و في آل عمران (و اذكروانِعمَتَ اللهِ عَلَيكُم ) ]103[.
و في المائدة (اذكروانِعمَتَ اللهِ عَلَيكُم إذ هَمَّ قَومٌ ) ]11[.
و في إبراهيم (بدّلوا نِعمَتَ اللهِ ) ]28[، و فيها /30ظ/ (و إنْ تَعُدُوا نِعمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها ) ]34[.
و في النحل (و بِنِعمَتِ اللهِ ) ]72[، و فيها (يَعرِفونَ نِعمَتَ اللهِ ) ]83[، و فيها (و اشكُروا نِعمَتَ اللهِ ) ]114[.
و في لقمان (في البَحْرِ بِنِعمَتِ اللهِ ) ]31[
و في الملائكة: (اذكُروا نِعمَتَ اللهِ ) ]3[.و في الطور (بنِعمَتِ ربّك ) ]29[ فإنهن بالتاء (3) .
و كُتِبَ (إمراة) بالهاء كل القرآن عدا سبعة مواضع.
في آل عمران: (إذْ قالتِ امرأتُ عِمرانَ ) ]35[ .
و في يوسف: (امرأتُ العزيزِ تُراودُ فَتاها ) ]30[، (امرأتُ العَزيزِ الآنَ ) ]51[.
و في القصص: (و قالَتِ امرَأَتُ فِرعَونَ ) ]9[.
__________
(1) (6 في الاصل (رحمت ربك) و هو خطأ.
(2) ينظر : هجاء مصاحف الامصار 76، كتاب البديع 31، المقنع 77، الجامع 61-62، كشف الأسرار 409.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 76، كتاب البديع 31، المقنع 77-78، الجامع 61، كشف الأسرار 409.(1/139)
و في التحريم: (امرأتَ نوحٍ وَامرَأتَ لوطٍ ) ]10[.و (امرَأَتُ فِرعَونَ ) ]11[، فإنها بالتاء (1) .
و كُتِبَ (سُنَّة) بالهاء كل القرآن إلا خمسة مواضع:
في الأنفال: (فَقَدمَضَت سُنَّتُ الأوَّلينَ ) ]38[.
و في فاطر: (إلاّ سُنَّتُ الأولين فَلَنْ تَجِدَ لسُنَّتِ اللهِ تبديلاً و لن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيِلاً ) ]43[.
و في المؤمن: (سُنَتَ الله التي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبلُ ) ]85[، فإنهنّ بالتاء (2) .
و كُتِبَ (مَعصِيَةِ ) بالهاء أيضاً حيث كان إلا موضعين، في المجادلة :(ومَعصِيَتِ الرَّسولِ ) ]8،9[فإنهما بالتاء (3) .
و كُتِبَ (لعنة) بالهاء أيضاً كلَّ القرآن إلا في آل عمران (فنَجعَل لَعنَتَ اللهِ ) ]61[، و في النور (أنَّ لَعنَتَ اللهِ عَلَيهِ ) ] 7[، فانهما بالتاء (4)
و كُتِبَ (جنّة) بالهاء كل القرآن إلاّ في الواقعة (وجَنَتُ نَعِيمٍ ) ]89[ فإنها بالتاء (5) .
و كُتِبَ (شَجَرَة) بالهاء إلاّ في الدخان (شَجَرتَ الزَقُومِ ) ]43[ فإنهاّ بالتاء (6)
و كُتِبَ (قرّة) بالهاء أيضاً إلاّ في القصص (قرَّ تُ عَينٍ لي و لَكَ ) ]9[، فإنها بالتاء (7) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 77، كتاب البديع 32، المقنع 78، الجامع 62، كشف الأسرار 410.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 77، كتاب البديع 32، المقنع 78، الجامع 62، كشف الأسرار 410.
(3) ينظر : هجاء مصاحف الامصار 77، كتاب البديع 34، المقنع 80، الجامع 63، كشف الأسرار 410.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 77، كتاب البديع 33، المقنع 80، الجامع 62، كشف الأسرار 410.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 79، كتاب البديع 34، المقنع 81، الجامع 63، كشف الأسرار 411.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 79، كتاب البديع 34، المقنع 34، الجامع 80-81، كشف الأسرار 411.
(7) ينظر: كتاب البديع 34، المقنع 81، الجامع 63، كشف الأسرار 411.(1/140)
و كُتِبَ (بقية) بالهاء أيضا إلاّ في هود (بَقِيَّتُ اللهِ ) ]86[، فإنها بالتاء (1) .
و كُتِب (ثمرة) بالهاء إلاّ في السجدة (مِنْ ثَمَرَتٍ مِنْ أكْمَامِهَا ) ]47[، من قرأها على الجمع وقف عليها بالتاء، و من قرأها على واحدة وقف عليها بالهاء و التاء (2) .
و كُتِبَ (كلمة) بالهاء أيضا إلاّ أربعة مواضع، في الأنعام (وتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ ) ]115[، و في يونس حرفان (كَلِمَتُ رَبِّكَ ) ]33[، و في المؤمن (حَقَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ ) ]6[، ، فإنهن بالتاء، فمن قرأها على الجمع وقف عليها بالتاء لا غير، و من قرأها على واحدة وقف عليها بالهاء و التاء (3) .
و كُتِبَ (غَيابَتِ الجُبِّ ) ]يوسف15[ بالتاء، فمن قرأها على الجمع و قف عليها بالتاء، و من قراها على واحدة وقف عليها بالهاء و التاء (4) .
و كُتِبَ (علىبَيِّنَتٍ مِنهُ ) ]فاطر40[، بالتاء فمن قراها على الجمع وقف علبها بالتاء، و من قرأها على واحدة وقف عليها بالهاء و التاء (5) .
و كُتِبَ كُلُّ ما في القرآن من ذكر الآية بالهاء إلاّ في العنكبوت (لو لأُنزِلَ عَلَيهِ ءايتٌ مِن رَبِّه ) ]يونس20[، فإنهّا كتبت بالتاء فمن قرأها على الجمع وقف عليها بالتاء، و من قرأها على واحد وقف عليها بالهاء و التاء (6)
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 78، كتاب البديع 34، المقنع 81، الجامع 62، كشف الأسرار 411.
(2) ينظر: هجاء مصاحف المصار 79، كتاب البديع 33، المقنع 81، الجامع 63، كشف الأسرار 411.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 77-78، كتاب البديع 32-33، المقنع 79-80، الجامع 62، 63، كشف الأسرار 410.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 79، المقنع 81-85، الجامع 63، كشف الأسرار 411.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 79، كتاب البديع 34، المقنع 81، الجامع 63، كشف الأسرار 411.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 79، كتاب البديع 34، المقنع 81، الجامع 63، كشف الأسرار 411.(1/141)
و كتب (فِطرَتَ اللهِ ) ]الروم30[ بالتاء (1) ، و (عِفريتٌ ) ]النمل39[ بالتاء (2) ، و (أفرأيتم اللاتَ ) ]النجم19[ بالتاء (3) ، و (لاتَ حِينَ ) ]ص3[ بالتاء (4) ، (ذَاتِ بَهجَت ) ]النمل 60[، بالتاء (5) ، (و مريم ابنت عمران ]آل عمران119[ بالتاء، و (هَيهَاتَ هَيْهَاتَ ) ]المؤمنون36[بالتاء (6) ، و (مَريَمَ ابنَتَ عِمْرَانَ ) (7) ]التحريم12[ و (مَرْضَاتِ ) ]207[ كلها بالتاء (8) .
و كتب (الملأ ) ]البقرة246[ بالألف كل القرآن إلاّ في أربعة مواضع،في المؤمنون (فَقالَ الذِينَ كَفَرُوا ) ]241[.
و في النمل ( يا أيُهَا المَلأ أفْتُونِي ) ]32[،31و/ و (يا أيُهَا المَلؤاْ إنّي ) ]29[،(يا أيُهَا المَلؤاْ أيُكُمْ ) ]38[، فانها كتبت بالواو و الالف (9) .
و كُتِبَ في البقرة (يَبْصُطُ ) ]245[ بالصاد و ماسواه بالسين،و كتب في البقرة (بَسْطَةً ) ]247[ بالسين.
و في الاعراف بالصاد (10) .
و كُتِبَ في آل عمران (مِنْهُم تُقَيةً ) ]28[ بالياء، و (حَقَّ تُقَاتِهِ ) ]102[ بالألف (11)
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 79، كتاب البديع 35، المقنع 76، 81-82، كشف الأسرار 411.
(2) ينظر: الجامع 63.
(3) ينظر: كتاب البديع 35، الجامع 63، كشف الأسرار 412.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 79، كتاب البديع 35، الجامع 63.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 79، كتاب البديع 35، الجامع 63 و هي في المصحف (بهجة)، ينظر: كشف الأسرار 411.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 79، كتاب البديع 35، الجامع 63.
(7) ينظر: كتاب البديع 35، الجامع 63، كشف الأسرار 412.
(8) ينظر: كتاب البديع 35، الجامع 63.
(9) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 91، كتاب البديع 37، المقنع 56-57، الجامع 77.
(1) ينظر: المقنع 84، الجامع 57.
(10) ينظر: المقنع 99.(1/142)
... و كُتِبَ في اول يوسف والزخرف (قُرْآناً عَرَبِياً ) ]2،3[ بغير الف و سائر القرآن (قرآنا ) بالألف (1) .
... و كُتِبَ في الأعراف ]112[.و يونس ]79[ (بِكُلِ سَحِرٍ عَلِيمٍ )بغير ألف.
... و في الشعراء (سَحّارٍ عَلِيمٍ ) ]37[ بالألف بعد الحاء، و كتب في و الذاريات (سَاحِرٌ أو مَجْنُونٌ ) ]39[ بالألف و ما سواه (سِحْرٍ ) بغير الف (2) .
وكُتِب في يونس (لِنَنْظُرَ (3) كَيفَ تَعْمَلُونَ ) ]14[، بنون واحدة و اختلف في قوله (لننصرُ رسُلَنا ) في المؤمن ]51[ (4) .و كُتِبَ في يونس (نُنْجِ المُؤمِنِينَ ) ]103[ بنونين و حذف الياء، و كتب في آخر يوسف (فَنُجِيَّ مَنْ نَشَاءُ ) ]110[ بنون واحدة أيضاً.
و كُتِبَ في الأنبياء (و كَذَلِكَ نُجّى المُؤمِنِينَ ) ]88[ بالياء و نون واحدة (5) .
و كُتِبَ كل ما في القرآن من ذكر (الأيد) بياء واحدة إلاّ في الذاريات (و السَمَاءَ بَنَينَاهَا بأيْيدٍ ) ]47[ فإنها كُتِبَت بيائين و الأصل فيه أن تكتب بياء واحدة (6) .
و كُتِبَ (ألن ) بغير الف كلَّ القرآن إلاّ في الجنّ (فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ ) ]9[فإنّه بالألف (7)
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 107، كتاب البديع 48.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 7، كتاب البديع 49، المقنع 20-21، الجامع 33.
(3) و هي في مصحفنا بنون واحدة.
(4) ينظر: المقنع 90، و نقل الداني قول أبي العلاء ((و رأيت أبا حاتم قد حكى عن أيوب بن المتوكل أنه رأى في مصاحف أهل المدينة (إنا لنصر رسلنا) في غافر ]51[ بنون واحدة، و لم نجد ذلك في شيء من المصاحف)) المقنع 99.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 112، كتاب البديع 51، المقنع 85.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 98، المقنع 47، 89، الجامع 55.
(7) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 107، المقنع 18-19، الجامع 35.(1/143)
و كُتِبَ في حم السجدة (سَمَواتٍ ) ]12[ بالألف، و ما سواه كتب (سموت) بغير ألف (1) .
... و كُتِبَ في أول سبأ ( عَلِمُ الغَيْبِ )] 3[ بغير ألف (2) .
و كُتِبَ في البقرة (خَطَيَكُمْ ) ] 58 [ بحرف واحد بين الطاء و الكاف، و في الأعراف (خَطِيكُم ) ] 161[ يحرفين بينهما (3) .
و كُتِبَ (رآ ) بغير ياء كل القرآن إلاّ في النجم (لَقَدْ رَاى مِنْ آيَاتِ رَبّهِ الكُبْرَى ) ]18[، و (مَا كَذَبَ الفُؤادُ مَا رَاى ) ]11[ (4) .
و كُتِبَ في يونس (و مَا تُغْنِي الآيَاتُ ) ]101[بالياء على الأصل، و في القمر (فَمَا تُغْنِ النُذُرُ ) ]5[ بغير ياء على اللفظ، و الوقف عليها على الكتاب، و لو وقف فيها على الأصل لجاز (5) ، و هو مذهب يعقوب و أبي حاتم، و قياس مذهب ابن كثير.
و كُتِبَ في البقرة (يُؤتِي الحِكْمَةَ ) ]247[ بالياء، و في النساء (و سَوفَ يُؤتِ اللهُ ) [ 146] بغير ياء، و الأصل فيها أن تكتب بالياء (6) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 105، كتاب البديع 49، المقنع 19.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 101، الجامع 33.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 104-105، المقنع 11، 15، الجامع 39.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 108، كتاب البديع 47، المقنع 25، 89، الجامع 58.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 112، كتاب البديع 51، المقنع 33، الجامع 48.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 112، كتاب البديع 51، المقنع 31، الجامع 47.(1/144)
و كُتِبَ (و يَدْعُ الإنْسَانُ ) ]الاسراء11[، و (يَدْعُ الدَاعِ ) ]القمر6[، و (سَنَدْعُ الزَبَانِيةَ ) ]العلق 18[ بغير واو (1) ، و ما سِواها بالواو، و الصواب أن يوقف على هذه الحروف كما كتبت، و لو وقف عليها كما هو في الأصل لجاز، و هو يعقوب و أبو حاتم و قياس مذهب ابن كثير، (و أكثرُ ) القراء على القول الأول (2) .
... وكُتِبَ (و يمحُ الله الباطلَ ) ]الشورى24[ بغير واو، و (يَمْحُوا اللهُ مَا يَشْاءُ ) ]الرعد39[ بالواو و الألف (3) .
و كُتِبَ (الدَاعِ ) بغير ياء حيث كان إلاّ قوله: (أجِيبُوا دَاعِي اللهِ ) ]الاحقاف31[.
... و كُتِبَ (ثمودا) بالألف في حال النصب أربعة مواضع، و هي في هود [8] و الفرقان ]38[ و العنكبوت ]38[/31ظ/ و النجم ]51[، و كتب (ثَمُودَ النَاقَةَ ) ]الاسراء59[ بغير ألف (4) .
و كُتِبَ في النمل (و مَا أنْتَ بهَدِي ) ]81[ بالياء، و في الروم (بهدِ ) ]53[ بغير ياء (5) ، و الأصل فيها واحد، و هو أنْ تُكْتَب بالياء و لو كتبنا بغير ياء لجاز، و الوقف عليهما كما في الكتاب.
و كُتِبَ في جميع القرآن (ببَيِناتٍ ) بالألف، و في فاطر ]40[ بغير الف (6) .
و كُتِبَ في الاعراف (قال ابن أُمّ ) ]150[ بالألف مقطوعا، و في طه (يَا بْنَؤُم ) ]94[بالواو موصولا (7) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 112، كتاب البديع 58، المقنع 35، الجامع 44.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/280، هجاء مصاحف الامصار 110، كتاب البديع 58، المقنع 35، الجامع 44.
(3) ينظر: كتاب البديع 58، المقنع 33،35.
(4) ينظر: كتاب البديع 71، المقنع 41.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 112، كتاب البديع 52، المقنع 32، الجامع 47.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 85، كتاب البديع 29، المقنع 76، الجامع 84.
(7) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 79، المقنع 39، الجامع 38.(1/145)
و كُتِبَ في الحجر و ق (الأيكَةِ ) ]78,14[ بالألف، و في الشعراء و ص (ليكَةِ ) ]13,17[ بغير الف (1) .
و كُتِب في يوسف (لَذُو عِلْمٍ ) ]68[، و في المؤمن (ذُو العَرشِ يُلْقِي الرُوحَ ) ]15[، و في السجدة (لَذُو مَغْفِرَةٍ و ذُو عِقَابٍ ألِيمٍ ) ]43[، و في الجمعة (ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ ) ]4[، و في البروج (ذُو العَرشِ ) ]15[ بغير ألف في هذه المواضع و ماسواها (ذو] بالألف (2) .
... و كُتِبَ (الربوا ) بواو و بعدها ألف كلّ القرآن، إلاّ قوله: (و مَا آتَيتُم مِنْ رِبَا ) ] الروم 39[ فإنّه بغير واو (3) .
... و كُتِبَ (لَدا البابِ ) ]يوسف25) بالألف، و (لَدْى الحَنَاجِرْ ) ]غافر19[ بالياء (4) .
... و كُتِبَ (و لأوضَعُوا خِلالَكُمْ ) ]التوبة47[، و (لا اْ ذْ بَحَنَّهُ ) ]النمل21[ بزيادة ألف (5) ، و في مصحف الشام (و لأمَةٌ مُؤمِنَة ) ]البقرة221] بزيادة ألف ايضا.
و كُتِبَ (أَيُّهَ المُؤمِنُونَ ) ]النور31[، و (يا أَيُّهَ السَاحِرُ ) ]الزخرف49[، و (أَيُّهَ الثَقَلانِ ) ]الرحمن31[ بغير ألف، و ما سواها (يا أيُّها) و (يا أَيَتُها)، بألف (6)
و كتب في الاحزاب (الظنونا ) ]10[، و (الرسولا ) ]66[، و (السبيلا ) ]67[بالألف (7) ، و في الفرقان (أمْ هُمْ ضلُّوا السَبِيلَ ) ]17[، و في الأحزاب (و هُوَ يَهْدي ) ]4[ و هما رأس آية (8) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 106، كتاب البديع 48-49، المقنع 21.
(2) ينظر: المقنع 28.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 87، كتاب البديع 42، المقنع 54-55، الجامع 57.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 89، كتاب البديع 42، المقنع 101، الجامع 59.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 96، كتاب البديع 46، المقنع 44-45، الجامع 54.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 108، كتاب البديع 49، المقنع 20، الجامع 41-42.
(7) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 95، المقنع 38-39، الجامع 54.
(8) ينظر: كتاب البديع 67.(1/146)
و كُتِبَ في الإنسان (قَوارِيرا ) ]4[ بالألف (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَةٍ ) ]16[ بغير الف (1) ، قال أبو عبد الله محمد بن عيسى الأصبهاني: هذا الحرف في المصاحف الأولى القديمة العتيقة البصرية و الكوفية مكتوب (قَوارِيراْ.قَوَارِيِراْ ) بالألف جميعاً (2) .
و في المصاحف المحدثة (قَوارِيرَاً - قَوارِيرَ ) الأولى بالألف و الثانية بغير ألف (3) ، و قال غيره:بل هو في المصاحف القديمة و العتيقة (قَوارِيرَاً - قَوارِيرَ ) الأولىبالألف و الثانية بغير ألف ، و في المصاحف العراقية المحدثة جميعا بالألف (4) .
... و كُتِبَ ما في البقرة من ذكر إبراهيم بغير ياء، و في سائر القرآن إبراهيم بالياء، منهم من قال: في جميع المصاحف إلاّ مصحف الشام، و منهم من قال: ذاك في بعض المصاحف دون بعض (5) .
و كُتِب فيما ذكر ابن مقسم (إنّ اللهَ لا يَخْفَى عَلَيهِ شَيئاً ) ]آل عمران50[بالألف، و ما سواه شيء بغير ألف، و قال محمد بن عيسى و غيره : هو في المصاحف العتيقة شيء بغير ألف في جميع القرآن إلاّ قوله: (و لا تقولَنَّ لِشَايٍ ) ]الكهف23[ فإنّه بالألف (6) ، و هو الصحيح إنْ شاء الله.
__________
(1) ينظر: كتاب البديع 70-71، المقنع 38.
(2) ينظر: المقنع 38.
(3) ينظر: المقنع 38.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 95-96، المقنع 39.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 106، المقنع 92، الجامع 32.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 97، كتاب البديع 47، المقنع 42، الجامع 54.(1/147)
و كُتِب في الأنعام (أئِنَكُم لَتَشْهَدُونَ ) ] 19[ في الأعراف (أئِنَكُم لَتَأتُونَ الرِجالَ ) ]81[، و في العنكبوت ( أئِنّكُم لَتَأتُونَ الرِجَالَ ) ]29[، و في /32و/ حم السجدة ( أئِنَكُم لَتَكفُرُونَ ) ]9[ بالياء، و ماسواها بغير ياء (1) ، واختلف في الأعراف فقيل كتبت هنا إنكم بغير ياء، و في النمل (ائنكم ) ]55[بالياء، و قيل في الأعراف (أئِنَكُم ) ]81[ بالياء إلاّ في مصحف المدينة.
وفي النمل ( أئِنَكُم )بالياء في جميع المصاحف، قال ابن مهران: الصواب عندي أنّه في الاعراف ( إنَكُم ) بغير ياء، و في النمل (أئِنَكُم ).
و كذلك في الأعراف (إنّ لَنَا لأجْرَ اً ) ]113[ بغير ياء.
و في الشعراء ( أئِنّ ) ]41[ بالياء (2) ، و في النمل ( أئنا لَمُخرَجُونَ ) ]67[.
و في و الصافات ( أئِنَا لَتَارِكُوا ) ]36[ بالياء فيهما و ما سواهما فهو (انّا) بغير ياء كل القرآن.
و كُتِبَ في الواقعة (أيذا ) ]47[) بالياء و ما سواه فهو (اذا) بغير ياء كل القرآن (3) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 115، كتاب البديع 44، المقنع 51، الجامع 66.
(2) ينظر: كتاب البديع 44، الجامع 66.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 115، كتاب البديع 44، المقنع 51-53، الجامع 66.(1/148)
... و كُتِبَ في هود (مَا تَشَوا ) ]87[ بالواو و الألف، و مثله في الانعام ( يَأتِيِهِم أنْبؤا ) ]5[، و فيها ( أنَهُم فِيِهِ شُرَكَو ا ) ]94[، و في عسق (أم لَهُم شُرَكَوا ) ]21[، و في الروم (شُفَعَوا ) ]13[، و في (فَقَالَ الضُعَفَوا ) ]21[، و في الشعراء (فَسَيَأتِيهِمْ أنْبَؤا ) (1) ]6[، و فيها أيضاً ( أن يَعْلَمَهُ عُلَمَوا ) ]197[، و في فاطر ( مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَوا ) ]28[، و في و الصافات (لَهُو البَلَوا ) ]106[، و في حم الاولى (و مَا دُعَوا الكَافِرِينَ ) ]50[، و في الدخان (ما فِيهِ بَلوا ) ]33[، و في الممتحنة (أنَا بُرَءؤُا ) ]4[ (2) .
و كتب (جَزَاو ) بالواو كل القرآن إلاّ في الكهف ( فَلَهُ جَزاءً الحُسْنَى ) ]88[، فانه بغير واو، قال محمد بن عيسى: كتب في مصحف المدينة ( جزا) بغير واو هنا، و في مصاحف العراق (جَزَاؤ) بالواو (3) .
__________
(1) في الاصل (يأتيهم) و هو خطأ.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 91-92، كتاب البديع 37-39، المقنع 55-59، الجامع 55-56.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 91، كتاب البديع 37، المقنع 57، الجامع 56.
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 93، كتاب البديع 40، المقنع 55-56، الجامع 53.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 97-98، كتاب البديع 45، المقنع 48، الجامع 55.(1/149)
و كُتِبَ ( إنْ إمرَؤا هَلَكَ ) ]النساء 176[، و (يَتَفَيَّؤا ظِلالَهُ ) [ النحل 48] و ( يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِي ) [ الفرقان 77] و ( أتَوَكَوا عَلَيهَا ) ]طه 18[، و ( تَفتَؤا تَذكُرُ يُوسُفَ ) ]يوسف85[، و (يَدرَؤا عَنهَا ) ]النور8[، و (نَبَؤا الذِينَ ) ]التغابن 5]، و (نَبَؤُا الخَصمِ ) ]ص21[، و (يُنَشَؤا فِي الحِليَةِ ) ]الزخرف18[، و (إنَكَ لا تَظمَؤا فِيهَا ) ]طه119[، و (يَبْدَؤُا الخَلقَ ) ]يونس 4[ و ما أشبهها بواو و ألف ليقَوُّوا بِها الهمزة لمضمومة، أو على لغة من لا يهمز، و لو كتبت كلها بالألف وحدها أو بالواو وحدها لجازت (1) .
و كُتِب في الانعام (مِنْ نَبَإي المُرسَلِينَ ) ]34[، و في يونس (مِن تِلقآي نَفسي ) ]15[، و (ايتآي ذي القُربى ) ]النحل90[، و في طه (و مِن آنإِي الَليلِ ) ]130[، و في عسق ( أومِن وَرايء حِجابٍ ) ]51[ كتبت هذه الاحرف بياء بعد الهمزة (2) .
و كُتِبَ كلُّ ما في القرآن من ذوات الواو بالألف مثل (دعا ) ]آل عمران38[، و (عَفَا )]البقرة 187[، و (تَلِيها )] الشمس2 [،و (عَلا )]المؤمنون91[، وإلاّ (دَحَيها ) ]النازعات30]،و (ضُحَيِهَا ) ]الشمس 1 [، و (طَحَيهَا ) ]الشمس6[، و (سَجَى ) ]الضحى2[، و (ما زَكَى ) ]النور21[، فانّها كتبت بالياء
و كُتِبَ في بعض المصاحف (ثُمَّ دَنَى فَتَدَلَى ) ]النجم 8[ بالياء، و في بعضها بالألف، و الأصل في هذه الحروف واحد، و هو ان تكتب بالألف فرقا بين ذوات الواو و الياء، و لو كتب كلها بالياء لجاز (3)
__________
(1) في الأصل (تلا) و لم يأت هذا الفعل في القرآن إلا متصلاً به الضمير.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 86-87، المقنع 67، الجامع 60.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 86.(1/150)
و كُتِبَ كلُّ ما في القرآن من ذوات الياء بالياء مثل (هَدَى ) ]البقرة143[، و (رَمَى ) ]الأنفال17[، و (أتى ) ]النحل1[، و (قَضى ) ]البقرة117[، إلاّ أحرفاً يسيرة كتبت بالألف، و هي (و مضامَثَلُ الأوَّلينَ ) ]الزخرف8[، و (جَنا الجَنَّتَينِ دانٍ ) ]الرحمن54[، و (طغا الماءُ ) ]الحاقة11[، و (أقصا المَدينَةِ ) ]القصص20[، و (أحيا ا لنَّاسَ ) ]المائدة32[، و كلُّ يائين اجتمعتا في كلمة مثل (الدُّنيا ) ]الاحزاب28[، و (العُليا ) ]التوبة40[ جُعِلَتْ الأخيرة ألفاً كراهةَ الجمع بين يائين، إلاّ في قوله (يحيى ) ]البقرة73[، و (أماتَ و أحْيى ) ]النجم44[ في بعض المصاحف /32ظ/ (1) و الأصل في ذوات الياء أن تكتب بالياء، و لو كُتِبَت بالألف على اللفظ لجاز (2) .
و كُتِبَ (الزكوة ) ]المجادلة13[، و (الحَيوَةَ ) ]البقرة85[، و (مَنوَةَ ) ]النجم20[، و (كَمِشْكَوةٍ ) ]النور35[، و (بالغدوة ) ]الكهف28 [بالواو (3) .
و كُتِبَ الصلوة بالواو إلاّ في الانعام (و هُم عَلى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) ]92[، و (صَلاتِي و نُسُكِي ) ]162[، و في الانفال (و مَا كَانَ صَلاتَهُم ) ]35[، و في أول المؤمنين (فِي صَلاتِهم خَاشِعُونَ ) ]2[، و في المعارج (عَلى صَلاتِهِم دَائِمُونَ ) ]23[، و فيها (عَلى صَلاتِهِم يُحَافِظُونَ ) ]34[، و في أرأيت (عَن صَلاتِهِم مُعرِضُونَ ) ]5[، و ما سوى ذلك كتب بالواو (4) .
... و كُتِبَ (فإذا لا يؤتونَ ) ]النساء53[، (و ليكونا من الصَّاغِرينَ ) ]يوسف32[، و (لَنَسفَعا ) ]العلق 5[ بالألف و يوقف عليها بالألف (5) .
... و كُتِبَ في البقرة (و اخْشَونِي و لاُتِمَّ ) ]150[ بالياء، و في المائدة (و اخشَونِ اليَومَ ) ]3[ ،
__________
(1) ينظر: المقنع 63-64.
(2) ينظر: كتاب البديع 42.
(3) ينظر: كتاب البديع 42.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 87-88، المقنع 54-55، الجامع 57.
(5) ينظر: كتاب البديع 72، المقتع 43.(1/151)
(و اخشَونِ و لا ) ]44[ بغير ياء (1) .
... و كُتِبَ في يوسف (و مَنْ اتَبَعَنِي و سُبحَنَ اللهِ ) ]108[ بالياء، و في آل عمران (و مَنْ اتَبَعَنِ و قُلْ ) ]20[بغير ياء (2) ، و في سبحان (لَئِنْ أخَرتَنِ ) ]62[ بغير ياء، و في المنافقون (لَولا أخرتَنِي ) ]10[ بالياء (3) .
... و كُتِبَ في يوسف (مَا نَبْغِي ) ]65[ بالياء، و في الكهف (نَبْغِ ) ]64[ بغير ياء (4) .
... و كُتِبَ في هود (يوم يأت لا تُكَلَمُ ) ]105[ بغير ياء، و في النحل (يومَ تأتي كُلُ نفسٍ ) ]111[ بالياء، و في الدخان (يَومَ تَأتي السَّماءُ ) (5) ]10[ بالياء
... و كُتِبَ في الأنعام (وقَد هَدَانِ ) ]80[ بغير ياء، و كتب فيها (إنني هَداني رَبِّي ) ]161[ بالياء (6) .
... و في الأعراف (ثُمَّ كِيدُونِ ) ]195[ بغير ياء، و في هود (فَكِيدُونِي جَميعاً ) ]55[ بالياء (7) .
و كتب في هود ( فلا تَسألَّن ) بغير ياء و في الكهف (فلا تَسألني عَن شَيءٍ ) ]70[ بالياء (8) .
و كُتِبَ في الكهف ( أنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي ) ]24[ بغير ياء، و في القصص (أنْ يَهدِيَني سَواءَ السَّبيلِ ) ]22[ بالياء (9) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 112، المقنع 31،45، الجامع 50.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، المقنع 30-31، 45، الجامع 50.
(3) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، المقنع 31-46، الجامع 51.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، المقنع 31،45، الجامع 51.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، كتاب البديع 51، المقنع 31،45.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، المقنع 31، 45، الجامع 50.
(7) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، المقنع 31،45، الجامع 50.
(8) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، المقنع 31،46، الجامع 50.
(9) ينظر: المقنع 31، 46، الجامع 51.(1/152)
و في طه (فاتَّبِعوني وَ أطِيِعُوا أمْرِي ) ]90[ بالياء، و في الزخرف (و اتتَّبِعونِ هذا ) ]61[ بغير ياء، و كذلك في المؤمن (1) .
و كُتِبَ في الاعراف (فَهُوَ المُهْتَدِي ) ]178[ بالياء، و في سبحان و الكهف (فَهُوَ المُهْتَدِ ) ]97،17[ بغير ياء (2) .
و كُتِبَ في إبراهيم (ُقل لِعِبادي الّذينَ ) ]31[ بالياء (3) ، و في الزمر ( فبَشِّر عِبادِ الّذينَ ) ]17[ بغير ياء مع أشباه لهذه الحروف كثيرة، و الأصل فيها كلها واحد، و هو ان تكتب بالياء، و لو كتبت كلها بغير ياء لجاز، فما كُتِبَ فيها بالياء كُتِبَ على الاصل و الوصل، و ما كُتِبَ فيها بغير ياء كُتِبَ على الحذف و الإكتفاء بالكسرة التي قبلها منها و على نِيَّة الوَقف (4) .
و كُتِبَ (الذي) و (الذين) بلام واحدة و (اللذان) و (اللذين) بلامين، و الأصل في هذه الحروف أن تكتب بلامين (5) .
و كُتِبَ (جُزْءاً ) [البقرة 260 [ بغير واو، و (هُزُواً ) ]البقرة67[، و (كُفواً ) ]الاخلاص4[ بالواو (6) ، و لو كتبت كلها بغير واو أو بالواو على لغة مَنْ أشبعَ الضمة فيها لجاز.
... و كُتِبَ (بَينَ المَر ) ] البقرة 102] ، و (جُز مَقسومٌ ) ]الحجر44[، و (يُخرِجُ الخَب ) ]النمل25[، و (مِل الأرضِ ) ]آل عمران91[، و (دِفٌ ) ]النحل5[، بإسقاط الهمزة (7) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، المقنع 32، 46. و الآية في المؤمن (اتبعونِ أهدِكُم).
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 113، المقنع 31، 45، الجامع 46.
(3) ينظر: المقنع 32.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 117، المقنع 67، الجامع 47.
(5) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 117، المقنع 67، الجامع 47.
(6) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 117، المقنع 67، الجامع 47.
(7) ينظر: المقنع 62، الجامع 75.(1/153)
... و من غرائب الهجاء و نوادره ما كُتِبَ في القرآن (وَعَتَو عُتُوَّاً كَبيراً ) ]الفرقان21[، /33و/ بغير ألف (1) ، و في سبأ (وَ الَّذينَ سَعَو ) [5 [، أيضاً بغير ألف (2) ، و في الحشر (و ا لَّذينَ تَبَوَّؤ ا لدَّارَ ) ]9[ بواوين من غير ألف، و في المُعْصرات (3) كُتِب (ترباًً) ]40[ بغير الف (4) ، و في القلم (بأييكُم المَفْتُونُ ) ]6[ بياءين (5) ، و في آل عمران (أفَأيْنْ مَاتَ ) ]144[ بالياء (6) ، و في الانبياء (أفإن مِتَّ ) ]34[ بغير ياء و اختلف فيه (7) ، و في يس (إن ذُكِّرتُم ) بغير ياء (8) .
... و كُتِبَ (اثاقلتم ) [التوبة 8] و نحوه بالألف، و كُتِبَ في البقرة (فَادَرَءتُم ) ]72[ ليس بين الدال و الراء و لا بين الراء و الياء ألف في جميع المصاحف (9) .
و كُتِبَ في الحاقّة لبيان الحركة (كِتَابِيَه ) ]19[، و (حِسَابِيَه ) ]20[، و (مَالِيَه ) ] 28[، و (سُلْطَانِيَه ) ]29[ و في القارعة (مَاهِيَه ) ]10[ بإثبات الهاء، و اختلف في قوله : (لَمْ يَتَسَنَهُ ) ]البقرة259[، و (فَبِهُدَيهُم إقْتَدِه ) ]الأنعام 90[، إن الهاء فيهما لبيان الحركة أو لغير ذلك (10)
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 100، 109، المقنع 27، 87، الجامع 52.
(2) ينظر: هجاء مصاحف الامصار109، كتاب البديع 48، المقنع 27، الجامع 52.
(3) يعني سورة النبأ.
(4) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 109،كتاب البديع 48، المقنع 27، الجامع 52.
(5) ينظر: الجامع 55.
(6) ينظر: كتاب البديع 45،الجامع 55.
(7) ينظر: كتاب البديع 45،الجامع 55.
(8) ينظر:هجاء مصاحف الأمصار 97-98، الجامع 49.
(9) ينظر: هجاء مصاحف الأمصار 108، المقنع 19.
(10) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 100، المقنع 56.(1/154)
و كُتِبَ في سورة النساء (فَمَالِ هَؤلاءِ القَومِ ) ]78[، و في الكهف (مَالِ هَذا الكِتَابِ ) ]49[، و في الفرقان (مال هذا الرسول ) ]7[، و في الواقعة (فمَالِ الذِينَ كَفَرُوا ) ]36[، كُتِبَتْ هذه الأربعة الأحرف اللام مع ما مقطوعة مما بعدها (1) ، و الوقف عند بعض القرّاء على الكتاب و عند بعضهم على الأصل إنْ اضطر قارئ الى الوقف عليها و هو الصواب، و هو مذهب الكسائي فيما ذكر ابو طاهر، و لم يأت عن غيره فيه شيء.
فصل
و اعلم أن هجاءات المصاحف و اختلاف كتابتها أكثر من أن يؤتى عليها كلها و قد ذكرنا منها ما هو أنفع للقارئ، و أكثر فائدة للناظر فيه، و ما فيه الكفاية و الاعتبار لما لم يذكر فيها إن شاء الله.
و إنمّا كتبت هذه الحروف بعضها على خلاف بعض، و هو (2) في الأصل واحدة؛ لأن الكتابة بالوجهين فيها كانت جائزة عندهم، فكتبوا بعضها على وجه و بعضها على وجه آخر، إرادة الجمع بين الوجهين الجائزين فيها (3) ، في الكتاب عندهم، على أنّهم كتبوا أكثرها على الأصل.ثم اعلمْ أنّ كل ما كتب في المصحف على غير اصل لا يقاس عليه غيره من الكلام؛ لأنّ القرآن يلزمه لكثرة الاستعمال ما لا يلزم غيره (4) .
و اتباع المصحف في هجائه واجب، و من طعن في شيء من هجائه فهو كالطاعن في تلاوته لانه بالهجاء يتلى (5) .
و الفائدة للقارئ في معرفة ما في هذه الفصولات أن يكون على يقين أنّ الذي يقرأه هو القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه بلا خلل فيه من جهة من الجهات (6) .
__________
(1) ينظر: هجاء مصاحف الامصار 85، كتاب البديع 30، المقنع 75، الجامع 82.
(2) كذا في الاصل و السياق يقتضي (هي).
(3) كتاب الهجاء 6و.
(4) المصدر نفسه 4و.
(5) المصدر نفسه 4و.
(6) المصدر نفسه 5ظ.(1/155)
و قال جماعة من الأئمة: إنّ الواجب على القرّاء و العلماء و الكتاب و الادباء أن يعرفوا هذا الرسم في خط المصحف و يتبّعوه و لا يجاوزوه، فإنّه رسم زيد بن ثابت -رضي الله عنه- و كان أمين رسول الله صلى الله عليه، و كاتب وحيه/33ظ/ و علم من هذا العلم بدعوة النبي -عليه السلام- ما لم يعلم غيره، فما كتب شيئا من ذلك إلا لعلّة لطيفة، و حكمة بليغة، و إنْ قصر عنه رأينا.
و قد روي عن الكسائي و غيره أنهم قالوا:في رؤوس الآي عجائب، و في خط المصحف عجائب و غرائب تحيّرت فيها عقول العلماء، و عجزت عنها آراء الرجال البلغاء (1) .
و ذكر عن أُبي و غيره أنّهم عللوا منها شيئاً يسيرا و أمسكوا عن أكثرها، و عن الفرّاء أنّه علل بعضها، و قال في بعضها : هذا من سوء هجاء الأولين (2) ، و أنكر عليه هذا القول جلّ العلماء , و استضعفوه وَ عَدُّوُه من الخطأ العظيم، و الغلط الفاحش القبيح.
و قال قوم منهم الفراء و أبو عبيد و ابن الأنباري و غيرهم: أما الحروف التي كتب بعضها موصولا و بعضها مقطوعا، و بعضها بالتاء و بعضا بالهاء فالأمر فيه هين، و وجه المراد منه بيّن، و هو أنّ بعضها كتب على الوصل و بعضها على القطع، و منهم من قال: ما كتب بالتاء بُني الخط فيه على الوصل، و ماكتب بالهاء بني الخط فيه على الوقف، و المعنى في القولين واحد (3) .
__________
(1) المصدر نفسه 3ظ.
(2) ينظر: معاني القرآن (له) 1/439.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/287، و كان ابن الانباري قد علق على هذا الرأي بقوله: (( و هذا المذهب لا يعجبنا لانه لو جاز خلاف المصحف في الوقف جاز خلافه في الوصل، فلما اجتمع القراء على ترك كل قراءة تخالف المصحف كان كل من تعمد خلاف المصحف في وصل أو وقف مخطئاً)) ايضاح الوقف و الابتداء 1/282.(1/156)
و قال بعضهم: لا يجوز لأحد أن يخالف ما كتب زيد، فإنّه لم يكتب شيئا من ذلك إلاّ بعلم منه فيه و حكمة (1) ، ألا ترى أنّه لو كتب (عَلى صَلوَتِهِم ) ]المؤمنون9[، و (بِصَلوَتِكَ ) ]الاسراء110[، و (إنّ صَلوَتَكَ ) ]التوبة103[ بالألف بعد الواو أو بألف من غير واو لما دلَّ ذلك إلاّ على وجه واحد و قراءة واحدة، و كذلك (إنْ هّذَانِ لَسَحْرَانِ ) ]طه63[، كتب هذن بغير ألف و لا ياء لِتَكُونَ فيه دلالة على القراءتين، و كذلك (و سَيَعلَمُ الكُفَارُ لِمَنْ عُقبِى الدَارِ ) ]الرعد42[كتب ( و سَيَعلَمُ الكُفْرُ ) بغير ألف قبل الفاء و لا بعدها؛ ليدلَّ بذلك على الوجهين و القراءتين جميعا.
و حكي عن بعض العلماء أنّ القرآن كتب بحضرة جبريل عليه السلام، و أنَّ النبي عليه السلام كان يملي على زيد من تلقين جبريل و قال بعضهم إنَّ جبريل - عليه السلام- نَزَلَ بالقرآن على هذا النظم و بهذا الهجاء و على هذا المثال، و كذلك هو مكتوب في اللوح المحفوظ، فلا سبيل الى مخالفته بحرف (2) ، و الله أعلم بجميع ذلك.
الباب السابع
في ذكر فضل قراءة القرآن من المصحف
أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد –رحمه الله-، قال: أخبرنا محمد بن القاسم، قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، قال: حدثنا يوسف بن عاصم الرازي، قال: حدثنا محمد بن بحر، قال: حدثنا سعد بن سالم المكّي، عن/34و/ أبي جريح، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، قال: رسول الله صلى الله عليه: من قرأ القرآن ظاهرا أو نظرا أُعطي شجرة في الجنَّة، لو أنّ غرابا أفرخ تحت ورقة من ورقها، ثم أدرك ذلك الفَرخَ فَنَهَض، لأدرَكه الهَرَم قبل أن يَقطَع تِلك الورقة (3) .
__________
(1) كتاب الهجاء 3ظ.
(2) المصدر نفسه 3ظ.
(3) كَنْز العمال 1/538.(1/157)
و أخبرنا ابو محمد، قال: أخبرنا ابو الحسن الفارسي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم المعدّل، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح، قال: حدثنا أبو بكر الواسطي، قال: حدثنا دحيم ابن اليتيم، قال: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا أبو سعيد بن عون المكّي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: قراءةُ الرَجُل في غَير الُمصحف ألف دَرجة، و قراءته في المصحف يضاعف ذلك إلى ألفي درجة (1) .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال:حدثنا نعيم بن حماد، عن بقية بن الوليد، عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن مسلم، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه: فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرؤه ظاهرا كفضل الفريضة على النافلة (2) .
أبو عبيد قال: حدثنا حجاج، عن حماد بن سلمة، عن حجاج بن أرطاة، عن ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر، قال: إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف فليقرأ (3) .
أبو عبيد قال: حدثنا حجاج، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، عن عمر –رضي الله عنه، أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه (4) . أبو عبيد قال: حدثنا حجاج، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البُناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-، أنّه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، و فَسَّر لهم. (5) .
أبو عبيد قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: دخلتُ على عبد لله بن عمر و هو يقرأ في المصحف، فقال: هذا جُزئي الذي أقرأ به الليلة (6) .
__________
(1) مجمع الزوائد 7/165، البرهان 1/462، اتحاف السادة المتقين 4/495.
(2) فضائل القرآن 1/282، البرهان 1/462.
(3) فضائل القرآن 1/283.
(4) فضائل القرآن 1/282، البرهان 1/462.
(5) فضائل القرآن 1/283.
(6) المصدر نفسه(1/158)
أخبرنا الشيخ الإمام أبو سعيد محمد بن علي الخشاب -رضي الله عنه، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن القاسم الفارسي، قال: حدثنا أو عبد محمد بن عبد الرحمن بن محمد، حدثنا جعفر بن سهل ، قال: حدثنا احمد بن حرب، قال: حدثنا بشر بن أبي الأزهر عن زافر، عن داود بن الوازع، عن موسى بن عبد الله، عن عبد الله بن عيسى، رفعه الى النبيّ صلى الله عليه، قال: من قرأ مئتي آية نظراً رفع عمله مثل عمل أهل الارض (1) .
و أخبرنا أبو سعيد، قال: أخبرنا أبو الحسين الفارسي، قال: حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن /34ظ/ إبراهيم، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الخليل القطّان، قال: حدثنا علي بن الحسين بن أبي عيسى الدَّرابجردي، قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي الرواد، قال: حدثنا يوسف بن أبي المتئد، عن عمرو بن قيس الملائي، يرفع الحديث إلى النبيّ صلى الله عليه، قال: من قرأ في المصحف مئتي آية كتب الله له عدد ما في الأرض من شيء حسنة، و ما عُمل بعد الفرائض أحبُّ إلى الله من قراءة في المصحف.
و عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله: أدِيمُوا النَظَر في المصحف (2) .
و عن الأعمش، عن شقيق، قال: أتى عبد الله [ ... ..]أن يذهب فقال: إن أحسن ما يُزين به المصحف تلاوة في الحق و عن الأعمش، عن ابي صالح، عن أبي هريرة يرفعه قال: النظر في المصحف عبادة، و النظر في وجه الوالدين عبادة، و النظر الى الكعبة عبادة (3) .
و عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنْ تعلّم القرآن و عَلَّمَهُ و علّق مصحفا لم
ينظر فيه، و لم يتعاهده، جاء يوم القيامة و هو متعلق به، يقول: يا رب العالمين، هذا اتخذني مهجورا، إقضِ بيني و بينه (4) .
__________
(1) لم أجده
(2) الجامع لأحكام القرآن.
(3) البرهان 2/463.
(4) الجامع لأحكام القرآن 13/27.(1/159)
... و عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، قال: اذا خرج أحدكم لحاجته، ثم رجع الى أهله، أفلا يأتي المصحف فيفتحه فيقرأ سوراً، فإنّ الله يَكتبُ لَه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول ألم، و لكن في الألف عشر، و في اللام عشر، وفي الميم عشر.
... و عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه، قال: من سَرَّه أن يحِبَّهُ الله و رسوله فليقرأ في المصحف (1) .
الباب الثامن
في ذكر معنى المصحف و الكتاب و القرآن و السورة و الآية
و الكلمة و الحرف و غير ذلك
أما المُصْحَفُ فهو مُفْعَل، من أصْحَفَ يُصْحِفُ، أي: جُمِعَ في الصحف، و الصُحُفُ واحدتها صَحِيفة كمدينة و مُدُن، و رِيحٌ بشيرة و رياحٌ بُشُرٌ، و الصحيفة قطعة من جلد أو ورق يكتب فيه (2) ، و فيه لغتان: مُصْحَف بضم الميم و هو الأصل، و مِصْحَف بكسر الميم استثقالا للضم في أول الاسم (3) ،.
و روي أنَّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- لماّ أمر بجمع القرآن و كتبوه، استشار الناس في اسمه، فسّماه مُصحفا (4) و ذلك لمعنيين: أحدهما أنّ القرآن كان في صحف متفرقة فلمّا جمعوه في موضع واحد سَمَّوه مُصحفا، أي جمع فيه الصحف، و الآخر أنّه جُمِع فيه علم الصحف الأُولى و أنّه يعدلها، أعني: التوراة والإنجيل و الزبور، يدلُّ على هذا ما روى يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر عن عبد الله أنّه قال: عُدل السبعُ الطُوَل بالتوراة، و المفصَّل بالإنجيل، و المثاني بالزبور، و سائر القرآن فضل على سائر الكتب (5) .
__________
(1) الكامل 2/855.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (صحف) 11/88.
(3) ينظر: بصائر ذوي التمييز 86-87.
(4) ينظر: البرهان 1/281، الاتقان 1/149.
(5) ينظر: أدب الكاتب 447.(1/160)
و قال أبو بكر بن دريد: معناه: جُمِعَ /35و/ بعضه الى بعض، و معنى الصحيفة: القطعة من جلد أو رَقٍّ، و جمعها صحف، فلمّا ضُمُّ بعضها الى بعض سُمِّيَ مُصْحَفاً (1)
و أما الكتاب فمعناه: ضم الحروف الدالة على معنى بعضها الى بعض؛ لأنّه مَصدَرُ كَتَبَ في الأصل، و معناه جَمَعَ (2) ، و منه كتبت السقاء إذا خَرَزْتُهُ، و كتبت البغلة إذا خرمت حياءها فجمعت بين شعريها بحَلَقَةٍ، و كتبت الناقة كتبا إذا صررتها، و منه قوله -عزّ و علا- : (كَتَبَ في قُلوبِهِمُ الإيمانَ ) ]المجادلة22[، أي: جمع حتى آمنوا بجميع ما يجب عليهم، هذا قول أبي علي الفارسي النحوي، قال: و قد جاء كَتَب بمعنى حَكَمَ كقوله تعالى: (كَتَبَ اللهُ لأغلِبَنَّ ) ]المجادلة21 [، و بمعنى فرض نحو (كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ ) (3) ]البقرة183[، قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: قد سمّى الله تعالى القرآن كتابا، و قال: (ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فيهِ ) [البقرة 2[، و قال: (كِتابٌ أنزَلناهُ إلَيكَ ) ]إبراهيم 1[.
... و الكتاب فعل الكاتب، يقول: كتب كتابا كما يقول: حجب حجاباً، و قام قياماً، و صام صياماً، و قد يسمّى الشيء بفعل الفاعل يقال: هذا درهم ضرب الأمير، و إنمّا هو مضروب الأمير، و يقال: هؤلاء خَلْقُ الله لجماعة الناس، و إنمّا هم مخلوقو الله (4) .
... قال: و معنى كتب الكتاب أي جمع حروفه، و منه كتب الخرز، و منه كتبت البغلة إذا جمعت بين شفريها بحلقة (5) .
__________
(1) جمهرة اللغة مادة (حصف) 1/540-541.
(2) ينظر: البرهان 1/276.
(3) ينظر: تأويل مشكل القرآن 462-463، الجامع لأحكام القرآن 2/260.
(4) ينظر: تفسير البيضاوي 1/16، بصائر ذوي التمييز 83.
(5) ينظر: بصائر ذوي التمييز 83، لسان العرب مادة (كتب) 2/192.(1/161)
و أما القرآن فهو اسم الكتاب الذي أنزله الله –عزّ و علا- على محمد عبده و رسوله خاتم الأنبياء و المرسلين عليه و آله السلام، خاصة لم يُسَمَّ به شيء غيره من الكتب، كما أنّ التوراة اسم الكتاب الذي أنزل على موسى، و الإنجيل اسم الكتاب الذي أنزل على عيسى، و الزّبور اسم الكتاب الذي أنزل على داود، صلوات الله عليهم أجمعين (1) .
... فالقرآن يُهْمَزُ و لا يُهْمَزُ، فمن يهمزه –و هو قراءة أكثر القرّاء فوزنه فُعلان مثل قُربان و نحوه، من قولهم: ما قرأتِ الناقة و سَلى قط، أي : ما ضمّت في رحمها ولداً، و منه عن ابن دريد القُرْءُ: الحيض لاجتماع الدم في ذلك الوقت و منه قولهم: قرأتُ الماءَ في الحوض إذا جمعته أقرأُه قرياُ (2) .
و يقال: قَرَيْتُ القرآن، و أصله الهمز بدلالة قولهم في المستقبل أقْرَأهُ، فالقرآن نزل شيئا بعد شيء و آية بعد آية، كما قال الله –عز و علا- : (وقُرآناً فَرَقْناهُ ) ]الاسراء106[ الى آخر الآية، فلمّا جمع بعضه الى بعض سُمِّيَ قُرْآنا (3) . و قال أبو عبيدة و غيره: إنمّا سميّ قرآناً لأنه جمع السور و ضمّها، قال الله –تعالى- : (إنَّ عَلَينا جَمعَهُ وَقُرآنَهُ ) ]القيامة17[، أي: تأليفه و ضم بعضه الى بعض (فإذا قَرَأناهُ فاتَّبِع قُرآنَهُ ) ]القيامة18[، أي: إذا ألَّفناه و ضممناه فخذه و اعمل به (4) ، و قال –عز و علا- : (و إذا قَرَأتَ ا لقُرآنَ ) ]الاسراء45[)، أي: إذا تلوت /35ظ/ بعضه الى بعض و في أثر بعض حتى يجتمع و ينضمّ بعضه الى بعض، أي: يصير الى معنى التأليف و الجمع و النظم (5) ، و أنشدوا لعمرو بن كلثوم التغلبي
__________
(1) ينظر: مقدمة ابن عطية 281-282، بصائر ذوي التمييز 84.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (قرأ) 1/123، البرهان 1/277.
(3) ينظر: الزاهر 1/167.
(4) مجاز القرآن 1-2، و ينظر: الزاهر 1/167، الجامع لأحكام القرآن 19/106.
(5) مجاز القرآن 3.(1/162)
ذراعي عَيطلٍ أدماء بكر هجان اللون لم تقرأ جنيناً (1)
أي: لم يَجْمَع و لم يَضُمَ في رحمها ولداً قطّ.
... قال القتيبي و غيره: يكون القرآن مصدرا كالقراءة (2) ، يقال لك قرأت قراءة حسنة و قرآناً حسناً، قال تعالى: (و قُرآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) ]الاسراء 78[ أي: قراءة الفجر (3) ، قال الشاعر في عثمان بن عفانّ -رضي الله عنه- :
ضَحُّوا بأ شمطَ عنوانَ السجودِ به يُقَطِّعُ الليلَ سُبحانا و قُرآنا (4)
أي تسبيحا و قراءة.
فمعنى القرآن على هذا القول أنّه قِراءة أخبار ما كان و ما يكون، و أصل الباب الجمع، و قولك: قَرَاتُ معناه جَمَعْتُ الحروف بَعْضها الى بَعض (5) .
و قال قطرب: سُمِّيَّ قرآنا لأنَّ القارئ يَظْهِرُهُ و يُلَقِّنُه من فيه (6) ، و قول العرب للناقة: ما قرأت سلى قط، السلى: شيء يخرج مع الولد أي ما رمت بولد (7) .
و أنشد: أراها غُلاماها الخَلا فتشذَّرتْ مِراحاً و لم تقرأ جنيناً و لا دماً (8)
أي: لم ترمِ بجنين و لا دم.
و من لم يهمز القرآن -و هو قراءة أهل مكة -فمعناه على وجهين:
أحدهما: أنه من قرأت بمنزلة الوجه الأول في المعنى إلاّ أنّه حذف همزة استخفافا لكثرة الاستعمال كما حذف من النبي و البريّة و الذريّة لهذا المعنى،و هي من: أنبأ و بَرَأ و ذَرَأ، أو لأنَّ الاسم ثَقُلَ باجتماع أحرف ثقيلة فيه: القاف و هي حرف صلب قَويُّ مانع، و الراء و هي حرف تكرير ، و الهمزة و هي أثقل الحروف لخفائها و بعد مخرجها، فخففت بحذف الهمزة منه لأنها كالتهوّع من صاحبها.
__________
(1) الديوان 147.
(2) ينظر: المفردات 400.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 10/306، تفسير البيضاوي 1/579.
(4) تفسير الطبري 1/43.
(5) ينظر: لسان العرب مادة (قرأ) 1/124.
(6) ينظر: معاني القرآن و إعرابه 1/145.
(7) ينظر: لسان العرب مادة (قرأ) 1/124.
(8) الزاهر 1/167، لسان العرب مادة (قرأ) 1/126.(1/163)
و الوجه الآخر وزنه فعال، من قرنت، النون منه لام الفعل، سمي بذلك لأنّه قرن السور و ما فيها بعضها الى بعض، قال الشاعر:
و كُنتُ أعوّذه بالقُران و أنقلُ كفي له حَيْثُ حَلّ
و قال بعضهم: القُرانُ اسمٌ موضوع مبني على وزن فُعَال غير مشتق من قرأت، أخبرني بذلك شيخي الإمام أبو الحسين، قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسين، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا الشافعي محمد بن إدريس، قال: قَرأتُ على إسماعيل بن قسطنطين فكان يقول: القران اسمٌ و ليس بِمهمُوز و لم يُؤخَذْ من قَرأت، و لو أخذ من قَرَأت لكانَ كُلُ ما قُرِئَ قُرآناً، و لكنه اسم مثل التوراة و الإنجيل (1) .
و سمي القرآن فرقاناً لانّه يُفَرِقُ بين الحق و الباطل، و المؤمن و الكافر، و الحلال و الحرام (2) ، /36و/ قال الراجز:
ما شَاءَ رَبيّ كَانا
يُنَزّلُ الفُرْقَانا
مُبيّنا تِبيَانا (3)
و أما السورة من القرآن فإنّها تُهَمَّزُ و لا تُهْمَزُ أيضاً (4) ، و تَركُ الهمزة أكثر و أشهرْ، و عليه القُراء.
قال قوم: السورة اسم لآي جمُعِت و قُرِنَت بَعْضُها الى بعض حتى تَمَّتْ و كَمُلَت و بَلَغَت في الطول المقدار الذي أراد لله –تعالى-، ثم فَصَلَّ بينها و بين سورة اخرى ببسم الله الرحمن الرحيم، و لا تكون السور إلاّ معروف المبتدأ معلوم المنتهى.
__________
(1) تاريخ بغداد 2/62، و ينظر: البرهان 1/277، بصائر ذوي التمييز 84.
(2) ينظر: مقدمة ابن عطية 282، مجاز القرآن 3، و قيل لأنه نزل منجماً مفرقَّاً و قيل غير ذلك. ينظر: بصائر ذوي التمييز 3.
(3) الزاهر 1/170.
(4) ينظر: لسان العرب 6/52.(1/164)
و منهم من قال: سُمِيت سورة لأنها مشتق من سور البناء و المدينة، و ذلك لأنّ السور يوضع بعضه فوق بعض حتى ينتهي في الارتفاع الى المنتهى الذي يراد (1) ، فالقرآن أيضاً وَضَع آية إلى جنب آية حتى بلغت السورة في عدد الآي المقدار الذي أراد الله -تبارك و تعالى (2) .
و منهم من قال: سميت سورة لانها وصفت بالعلوّ و الرفعة، و كذلك سور المدينة، سُمِّي سوراً لإرتفاعه (3) ، و أنشد قول النابغة:
ألم ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سُورةً (4) ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..
أي شرفاً و رفعة.
و منهم من قال: سميت سورة لأنّها جمعت الآيات و الكلمات و الحروف فصارت السورة محيطة بذلك كله، و كذلك سور المدينة و هو محيط بمساكنها و أبنيتها و مواضعها و جميع ما فيها (5) .
و قال الأنباري: سميت سورة لِكِبَرها و تَمَامِها على حِيالها مِن قولهم: له سُورٌ من الإبل أي: اقرام كبار(7) واحدتها سورة (6) .
و قال أبو عبيدة: من لم يَهْمِزها فَمَجَازها مَجَاز مَنْزِلة ثم يرتفع منها إلى منزلة أُخرى كمجاز سورة البناء، قال النابغة الذبياني في النعمان بن المنذر:
الم ترَ أنَّ الله أعْطاكَ سُورةً تَرى كلّ مَلْكٍ دُونَها يَتَذَبذَبُ (7)
أي: منزلة شرف ارتفعت إليها عن مَنَازِل المُلوك (8) .
و جمع سورة القرآن يخالف جمع سورة البناء، فجمع سورة القرآن سُوَرٌ بفتح الواو مثل ظُلْمَةٌ و ظُلَمٌ، و جَمْعٌ سُورة البناء سُوْرٌ ساكنة الواو مثل صوفة و صوف و بسرةٌ بُسَر (9) .
__________
(1) ينظر: تفسير البيضاوي 1/38.
(2) ينظر: لسان العرب 6/52.
(3) ينظر: المصدر نفس 6/53، البرهان 1/264، الزاهر 1/171.
(4) الديوان 56.
(5) ينظر: البرهان 1/264، بصائر ذوي التمييز 84.
(6) الزاهر 1/171.
(7) ديوان النابغة 33.
(8) مجاز القرآن 4.
(9) ينظر: مجاز القرآن 4، لسان العرب 6/52.(1/165)
و من همز سورة جعلها من أسأر في الإناء سُؤراُ، أي: أفضلت منه فضلة، و أبقيت منه بقية، و منه سُؤر الدّواب، كأنها قطعة من القرآن على حِدة (1) . و الله أعلم.
و أما الآية فقد اختلفوا في معناها، قال أبو عمرو بن العلاء و أبو عبيدة و غيرهما: معنى الآية من القرآن: كلام متصل الى انقطاعه و انقطاع معناه فصلاً فصلاً (2) .
و قال غيرهم: معنى الآية: العلامة، كقوله تعالى (رَبَّ اجْعَلْ لِي آيَةً ) ]مريم10[، أي: علامة (3) ، و لأنها سميت الآية آية كأنها علامة (4) تدل على نفسها بانفصالها عن الآية التي تقدمتها /36ظ/ أو تأخرت عنها، فكلُّ آية كأنها علامة، قال بُرج الطائي:
خرجنا من النَقْبَينِ لا حَيَّ مِثْلُنا بآياتنا نُزْجي اللقاحَ المَطَافِلا (5)
أي: بعلاماتنا.
و قال أبو عمرو إسحق بن مِرَار الشيباني: معنى الآية من القرآن: جماعة حروف، من قولهم: خرج القوم بآيتهم، أي:بجماعتهم، و لم يدعوا وراءهم شيئاً (6) .
و قال ابن الانباري: معنى الآية: العجيبة، و إنّما سميت الآية آية لأنها عجيبة لمباينتها كلام المخلوقين، من قولهم: فلان آية من الآيات، أي: عجب من العجائب (7) .
و اختلف في وزن آية من الفعل قال الفَرّاء: وزنها من الفعل فَعْلَة أصلها أيَّةٌ فاعلم، فاستثقلوا
__________
(1) ينظر: الزاهر 1/171، مقدمة ابن عطية 282، لسان العرب 6/53، البرهان 1/263.
(2) مجاز القرآن
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 6/84، تفسير البيضاوي 2/27.
(4) ينظر: مقدمة ابن عطية 283.
(5) البيت في اللسان 1867 (مادة أيا).
(6) ينظر: الزاهر 1/172-173، البرهان 1/266.
(7) الزاهر 1/173، الغريبين 1/117، البرهان 1/266، بصائر ذوي التمييز 85.(1/166)
التشديد فاتبعوه الفتحة التي قبله (1) ، و قال الخليل و أصحابه: آية وزنها فَعَلة و أصلها أيَيَهٌ، فَجُعِلتْ الياء الاولى ألفاً لتحركها و انفتاح ما قبلها (2) ، و قال الكسائي: آية وزنها من الفعل فاعلة، الأصل فيها آيية على وزن ضاربة فكان يلزم الياءين الإدغام، فيصير آية على وزن دابّة و خاصّة، فاستثقلوا هذا فحذفوا إحدى الياءين (3) .
قال ابن جني: و ذهب الكسائي في آية الى أنَّ أصلها آيية فاعلة، فحذفت اللام (4) .
و قال ابن مقسم من أهل النحو: مَنْ ذهب إلى أنّ أصل آية أأية على مثال فعلة، الفاء و العين همزتان الثانية منهما ساكنة فترك نبرها، فصارت مدّة بعد الهمزة الأولى.
و منهم من ذهب الى أن أصلها آييه على مثال فاعلة، عين لفعل و لامه ياءان، الاولى مكسورة فأُسكنت فاجتمع سكونها و سكون الألف فحذفت و قامت الأُخرى مقامها (5) .
و أما الكلمة: فهي الواحدة من جملة الكلام و جمعها كلم، كما يقال لَبِنَة و لَبِن و نَبِقَة و نَبِق و نحوذلك، و تجمع أيضاً على كلمات (6) .
و الكلام: اسم جنس يقع على القليل و الكثير من جنسه، و قد يكون الكلام مصدراً في موضع التكليم مثل السلام بمعنى التسليم، و العطاء بمعنى الإعطاء و نحو ذلك، و يقال: تكلمت كلاماً حسناً، و تكلّم فلان كلاما قبيحا، و مصدر تكلّم على صحته تكليماً، و المستعمل الفاشي كلاماً فهو في المصدر و الاسم جميعاً مشهوراً بمعناهما.
__________
(1) ينظر: لسان العرب مادة (أيا) 18/66.
(2) ينظر: العين مادة (أيا) 8/441.
(3) ينظر: الحجة في القراءات السبع 168، مقدمة ابن عطية 283-284، البرهان 1/266.
(4) ينظر: لسان العرب مادة (أيا) 18/66.
(5) ينظر: لسان العرب مادة (أيا) 18/65.
(6) ينظر: البرهان 1/268، بصائر ذوي التمييز 92.(1/167)
و قوله –عزّ وعلا- : (و قَدْ كَانَ فَرِيِقٌ مِنْهُم يَسمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِفُونَهَ ) ]البقرة 75[، قال الحسن و ابن زيد و السُّدي هو التوراة، و قال ابن عباس و الربيع و ابن انس و ابن اسحق هو تكليم الله موسى وقت المناجاة (1) .
و قوله: (يُرِيدُونَ أنْ يُبَدِلُوا كَلامَ اللهِ ) ]الفتح 15[، قراءة حمزة و الكسائي و خلف (كَلِم الله ) بكسر
اللام بغير ألف على الجمع، /37و/ و قرأ الآخرون (كَلامَ اللهِ ) بالألف (2) .
فمن قرأ (كَلامَ اللهِ ) بالألف فمعناه على وجهين: أحدهما انّه ما وَعَد الله –عزّ و علا- اهل الحديبية أن غنيمة خيبرخير لهم خاصة، عن مجاهد و قتادة و جماعة. و قيل هو قوله –عزّ و جل- : (لَنْ تَخرُجُوا مَعِي أبَدَاً ) ]التوبة83[الآية، عن ابن زيد و الزجاج و جماعة عى انه اسم يدل على ذلك، و هو اسم جنس يقع على القليل و الكثير من جنسه (3) .
و الآخر: تكليم الله بما وعد أهل الحديبية، أو بقوله ( لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أبَداً ) ]التوبة83[ على أنّه مصدر في موضع الكلم، كما تقدم ذكره.
و من قرأ (كَلَمَ اللهِ ) بغير ألف، فمعناه أنّه ما وعد أهل الحديبية، او قوله: (لن تخرجوا معيَ أبداً) ]التوبة83[ الآية، على أنّه اسم جمع يدلُّ على ذلك، و واحدته كلمة.
و قوله: (يُحَرِفُونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ ) ]النساء46[، قال الزجاج: تأويله يفسرونه على غير ما أُنزل، قال: و جائز أن يكون يلفظون به على غير ما أُنزل.
__________
(1) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 2/2، تفسير البيضاوي 1/70.
(2) ينظر: حجة القراءات 673، النشر 2/375.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 16/27.(1/168)
و أما الحرف فهو الواحد من حروف المعجم، سُمِّي حَرفاً لقِلَّته و دِقَتِّه، و لذلك قيل: حرف الشيء لطرفه لأنّه آخره و القليل منه، و الحرف أيضاُ القراءات بكمالها و القصيدة بتمامها، و الحرف أيضاً الناقة المهزولة يسمى حرفاً تشبيهاً بحرف الهجاء إذا صارت في غاية الهُزال، و يقال للسمينة أيضاً حرف، و هو من الأضداد، و الحرف الجانب و الطرف، يقال: حرف السفينة لطرفها و جانبها (1) ، قال الله –تعالى-: (و مِنَ النَاس مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ ) ]الحج11[، قيل على جانب و طرف، و قيل: على وجه، و هو وجه السَّراء دون الضَّراء، و قال ابن عرفة: معناه على غير طمأنينة على أمره، أي: لا يدخل في الدين دخول متمكن، و قيل على شك، و قيل: على انتظار و اختبار ، و قيل: على توقع و طمع إنْ أصاب ما توقع و انتظر، إلاّ انقلب و أدْبر (2) .
و الحرف أيضاً: اللغة، و مِنه قول النبي -عليه السلام-: (أُنزل القرآن على سبعة أحرف)، أي: على سَبْعِ لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن، مختلفة الألفاظ متفقة المعاني، و قيل على سبعة أوجه، و قال المحققون: حقيقة معنى الحرف في اللغة: حَد الشَيء و حِدَّته، فمن ذلك حرف الجبل و هو حدّه و ناحيته، و طعام حريف يراد به جدته، و رجل محارف أي: محدود عن الخير و الكسب، و قولهم: انحرف فلان عنّي من هذا كأنه جعل بيني و بينه حداً بالبعد و الاعتزال (3) .
... و قال أبو عبيدة في قوله –تعالى-: (و مِنَ النَاس مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ ) ]الحج11[، أي: لا يدوم، تقول: إنّما أنت /37ظ/ على حرف (4) : أي لا أقربك، و هذا راجع الى ما قدمناه، لأنّ تأويله أنّه قلق في دينه فكأنه معتمد على حرف دينه غير واسط فيه، فهو كالذي على حرف الجبل و نحوه.
__________
(1) ينظر: بصائر ذوي التمييز 82.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 12/17، تفسير البيضاوي 2/84.
(3) ينظر: لسان العرب مادة (حرف) 10/385.
(4) مجاز القرآن 169.(1/169)
و قال أحمد بن يحيى: على حرف: على شكّ، و هذا هو المعنى الأول، و من ها هنا سُمِيَّت حروف المعجم حروفاً، و ذلك أنَّ الحرف حَدٌّ مُنقَطِعُ الصَوت و غايَتُه و طَرفُه كحرف الحبل و نحوه (1) .
و يجوز أن يكون سميت حروف المعجم حروفاً لأنها جهات للكلم و نواح كحروف الشيء و جهاته المحدقة به، و من هذا قيل: فلان يقرأ بحرف أبي عمرو؛ لأنّ الحرف حد ما بين القراءتين و جهته و ناحيته، و يجوز أن يكون قولهم حرف فلان: يراد به حروفه التي تُقرأ، أي القارئ يؤديها بأعيانها من غير زيادة و لا نقص فيها، فيكون الحرف في هذا و هو واحد واقعاً موقع الحروف و هي جماعة، كقوله –تعالى-: (و المَلَكُ عَلى أرجَائِهَا ) ]الحاقة 17[، أي: و الملائكة (2) ، و قوله تعالى: (و جَاءَ رَبُكَ و المَلَكُ صَفَاً صَفَاً ) ]الفجر22[، أي: و الملائكة (3) ، و قولهم: كثر الدرهم و الدينار، أي: الدراهم و الدنانير، و لهذا سمَّى أهل اللغة ذوات المعاني حروفاً، نحو مِنْ و قَدْ و هَلْ و بلْ و نحوها؛ لأنها تأتي في أول الكلام و آخره في غالب الأمر، فصارت كالحروف و الحدود له ومنه قولهم لهذه البقلة الحادّة: الحرف، سمّي بذلك لحدَّته، و منه قولهم: ناقة حرف أي: ضامرة، و تأويله أنّه قد تحددت أعطافها بالضمر و الهزال، و قال بعضهم: هي التي انقلبت من هزال الى سمن، و تأويل هذا القول أنّها قد أنحرفت من شمال إلى يمين، و قال بعضهم: الحرف : التي كأنها حدّ السيف في مضائها و حدَّتها، و قال بعضهم: شبهت لضُمرها بحرف من حروف المعجم، و هذه كلها معان متقاربة (4) .
__________
(1) ينظر: لسان العرب مادة (حرف) 10/387.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 18/265، تفسير البيضاوي 2/251.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 20/55، تفسير البيضاوي 2/595.
(4) ينظر: لسان العرب مادة (حرف) 10/386-387.(1/170)
و من هذا قولهم لمكتَسَب الرجل و طعمته: الحِرفة؛ كأنها الجهة التي انحرف إليها عمّا سواها (1) ، و المحراف: الميل، سُمّي بذلك لجدته أو لأنه يعرف به حد الجراحة و قدرها أي يُسْبَر به، و التحريف في الكلام تغييره عن معناه، كأنه مِيلَ به الى غيره و انحرف عنه (2) ، كما قال تعالى في صفة اليهود ( يُحَرِّفُونَ الكَلِّمَ عَن مَواضِعِهِ ) ]النساء 46]، أي: يغيرون معاني التوراة بالتمويهات (3) ، و يقال: انحرف الإنسان و غيره عن الشيء و تحرَّف، و احْرَوْرَفَ.و الله أعلم بجميع ذلك.
الباب التاسع
في ذكر السبع الطوال و المثاني و المئين و الطواسيم و الحواميم و المفصل و المسبحات و غير ذلك
أخبرنا أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسين -رحمه الله، قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن يحيى بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال:/38و/ حدثنا هشام بن عمّار، قال: حدثنا سعيد بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن وائلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: أُعطيت مكان التوراة السَبْعَ الطُوَل،و أُعطيت مكان الإنجيل المئين، و أُعطيتُ مَكانَ الزبور المثاني، و أُعطيت فاتحة الكتاب و خواتيم البقرة من تحت العرش لم يُعطها نبيّ قبلي، و أعطاني ربّي المفصّل نافلة (4) .
__________
(1) ينظر: المصدرنفسه مادة (حرف) 10/388.
(2) ينظر: المصدر نفسه مادة (حرف) 10/390.
(3) ينظر: تفسير البيضاوي 1/217.
(4) مسند الامام أحمد 4/107، مجمع الزوائد 7/46، الترغيب و الترهيب 2/368.(1/171)
و أخبرنا أبو[بكر] (1) محمد بن عبد العزيز بإسناده، عن أبي عبيد، قال: حدثنا هشام بن إسماعيل الدمشقي، عن محمد بن شعيب، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي المليح، عن وائلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه، قال: أُعْطِيتُ السَبْع مَكَان التوراةِ، و أُعطِيتُ المئيَن مكانَ الإنجيلِ، و أًعْطِيتُ المثانيَ مكانَ الزَّبور، و فُضِّلْتُ بالمُفَصَّل (2) .
قال أبو عبيد: وحدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، قال: حدثني سعيد بن أبي هلال، قال: بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه، قال: أُعطيت السبع الطول مكان التوراة و ذكر مثل ذلك، قال عبد الله: لم يحفظ الليث عن سعيد إلاّ ثلاثة أحاديث، هذا أحدها (3) .
محمد بن جرير الطبري، قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: أُعْطِيتُ مَكانَ التوراةِ السَبْعَ الطُوَل، و أُعْطِيتُ المثاني مكان الزبور، و أُعطِيْت المئين مكانَ الإنجيلِ، و فُضِّلْتُ بالمُفَصَّل (4) .
أخبرنا أبو عمرو، قال: حدثا أبو سعيد، قال: حدثا أبو نعيم عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني، قال: حدثنا احمد بن أبي طيبة، قال: حدثنا إسرائيل، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله قال: الطول كالتوراة، و المثاني كالإنجيل، و المئين كالزبور، و سائر القرآن فضل على الكتب (5) .
__________
(1) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.
(2) فضائل القرآن 1/29، و ينظر: البرهان 1/244.
(3) فضائل القرآن 1/29.
(4) تفسير الطبري 1/44، و ينظر: الدر المنثور 3/8.
(5) تفسير الطبري 1/45، و ينظر: الجامع لأحكام القرآن 1/4.(1/172)
(1) اخبرنا أبو علي إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا ابن سليم، قال: حدثنا حامد بن شعيب، قال: حدثنا محمد بن رفاعة،قال: حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله، أنه قال: عُدِلَ السبع الطول بالتوراة، و المفصّل بالإنجيل، و المثاني بالزبور، و سائر القرآن فضل على سائر الكتب.
و السبع الطول هي البقرة و آل عمرن و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و الأنفال مع التوبة؛ لأنهما نزلتا جميعا في مغازي رسول الله - صلى الله عليه - و كانتا تدعيان القرينتين؛ و لذلك لم يفصلوا بينهما بسطر (بسم الله الرحمن الرحيم) (2) .
و في السابعة من السبع الطول /38ظ/ اختلاف بين العلماء، أبو عبيد قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا ابو بشر ، عن سعيد بن جبير في قوله (و لقد آتيناكَ سَبْعَاً مِنَّ المَثَانِي ) ]الحجر87[، قال:هي السبع الطول: البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و يونس، قال: و قال ابن مجاهد: هي السبع الطول (3) .
قال أبو عبيد: و حدثني أبو اليمان، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن مكحول، عن عطية بن قيس مثل قول سعيد بن جبير سوى أنّه قال: و التي يقال لها يونس، قال (4) : فهي السابعة (5) .
قال أبو عبيد: و حدثني هشام بن إسماعيل، عن محمد بن شعيب، و أخبرني يحيى بن الحارث الذماري في السبع الطول مثل ذلك، قال: وإنّ يونس تُسمى السابعة، قال: قال يحيى: ليست تعدّ الأنفال و لا براءة من السبع الطول (6) .
__________
(1) تفسير الطبري 1/45.
(2) ينظر: البرهان 1/244، الاتقان 1/179.
(3) فضائل القرآن 2/30، و ينظر: تفسير الطبري 1/45، الجامع لأحكام القرآن 1/114، البرهان 1/244.
(4) في الاصل (قال يونس) , و الصواب ما أثبته من مصدر النص.
(5) فضائل القرآن 2/30-31.
(6) فضائل القرآن 2/31، تفسير ابن كثير 1/35، الدرّ المنثور 3/8.(1/173)
و أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد -رحمة الله، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم، قال: حدثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا موسى بن هارون الهاشمي، عن أحمد بن سعيد الدمشقي، عن أبي بكر العبدي، عن قطرب أن السبع الطول من البقرة الى الأنفال.
قال أبو بكر هبة الله بن الحسن: و كذلك قال أبو عبيدة معمر بن المثنى فيما سمعناه من الحسن بن سهل الفارسي من طريق دماد عنه و أنشدنا لراجز:
نَشَدْتُكُم بمُنْزِل الفُرقانِ
أمُّ الكِتابِ السَّبْعُ و المثاني
ثُنِّينَ من آيٍّ مِنَ القُرآنِ
و السَبعُ سَبْعُ الطُوَلِ الرواني (1)
و أنشد معمرلبعض الرجّاز:
حَلَفْتُ بالسَبعِ اللواتي طوَّلَّتْ
و بالمئينَ بَعدَها قد أمئيتْ
و بالمثاني ثُنيَتْ فَكُررتْ
و بالطواسين التي قد ثُلِّثَتْ
و بالحواميم التي قَدْ سُبّعَتْ
و بالمُفَصَّلِ اللواتي فُصِّلَتْ (2)
... قال أبو بكر هذا: الرواية عن معمر في هذه الارجوزة، و أَميّتْ فيها خطأ منه أو عليه؛ لأنّ فُعّلَت من المئة لا يكون إلاّ مُوِّيِت مثل فُعِّيت، و قال غيره: إنّ الرواية فيها أُميِيَت كقوله: أُمْعِيَت من باب أفْعِلَت، و قال و هي بمعنى جعلت مئة، تقول أمْأَتُ الدراهم و أمايْتُهَا أنا، أي: صارت مئة و جعلتُها أنا مئة.
و كان أبو بكر أيضاً يُخَطّئ مَعْمَراً في روايته (بالمفصل اللواتي فصلت)، و يقول: المُفَصَّل ينعت به الواحد المذكر، فلا يرجع عليه اللواتي فصلت، و الصواب و بالمفاصل اللواتي فصلت، ليكون المفاصل جمع المفصّل، و غيره قال: المفصل اسم لما تشتمل السور عليه؛ و لذلك رجع عليه اللواتي بالمعنى دون اللفظ، كما يقال: جاءتنا تميم على معنى القبيلة لا على اللفظ.
__________
(1) مجاز القرآن 7، و ينظر: الجامع لأحكام القرآن 10/54.
(2) مجاز القرآن 47، تفسير الطبري 1/46.(1/174)
و قد غَلِط معمر و قطرب /39ظ /في جعل الأنفال و عدَّها من الطُّوَل (1) ؛ لأنّ الأنفال من المثاني لا تبلغ المئتين فكيف لها بالطول، و إنما هي في العدد الكوفي خمس و سبعون آ ية، و في الحجازي و البصري ست و سبعون آية، و في الشامي سبع و سبعون آية (2) .
و الوجه في السابعة من الطول ما ذكرنا أولاً من جعل الأنفال و التوبة معً السابعة فيها، يدلك على ذلك ما أخبرني به أبو محمد، قال: أخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثنا هبة الله بن الحسن إملاءً قال: حدثنا محمد بن علان، قال: حدثنا سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم عن عوف عن يزيد الفارسي، قال: سمعت ابن عباس يقول: قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم على أن عمدتم الى براءة و هي من القصار و إلى الأنفال و هي من المثاني فجعلتموها في السبع الطوال ، و لم تكتبوا بينهما بسطر (بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال عثمان: كان النبي صلى الله عليه مهما يَنْزِل عَليه الآية فيَدعو بَعْضَ من كانَ يَكْتب لهُ ويقول له: ضَعِ الآية في السورةِ التي يُذكرُ فِيها كذا و كذا، و يَنْزِل عليه الآيةُ و الآيتان فيقولُ مثلَ ذلك، و كانت الأنفال من أول ما أُنزِل عليه بالمدينةِ، و كانت براءة مِنْ آخرِ ما نَزَل من القرآن، و كانت قِصَتُها شَبِيهَة بقصتها، فَظَننت أنّها منها، فمن هناك وضَعْتُها في السبع الطُول، ولم أكتبْ بينهما (بسم الله الرحمن الرحيم ) (3) .
__________
(1) ينظر: مجاز القرآن 6.
(2) ينظر: البيان 158.
(3) سنن الترمذي 1/272 (جزء التفسيرن فضائل القرآن للنسائي 71، المصاحف 31، الجامع لأحكام القرآن 8/62.(1/175)
قال شيخنا الإمام الهادي أبو عبد الله محمد بن الهيصم- رضوان الله عليه- و هذا الحديث شاهد صِدْقِ على أنّ (بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول كُلِّ سورة ليست آية منها مُنزَّلةً فِيها، و إنما كُتِبَت لِتَدُلَّ على إبتداء السورة ، و لو لا ذلك لم يكن لسؤال ابن عباس و لا لما أجاب به عثمان –رضي الله عنه- معنى، و دَلَّ الحديث أيضاً على أن الأنفال و التوبة عند عثمان -رضوان الله عليه- قد كانا جميعا سورة واحدة من السبع الطول، و أنَّ ابن عباس كان يرى غير ذلك.
و السبع الطُول هي مضمومة الطاء مفتوحة الواو، واحدتها الطُولى كقولك: الأُولى و الأُوَل و الكُبرى و الكُبَّر و الصُغرى و الصُغَر، و لا يُقَال ذلك إلا بالألف و اللام للمَعنى المُشتَمل عليه من التَفضِيل و التَرجِيح.
و إنما سُمِيَت هذه السور السبع الطوَّل؛ لأنها أطولُ سُوَر القرآن.
فصل
و أما المثاني فهو اسم لسبع سُور تَتلو السَبع الطول، أولُها سورة يونس و آخرها سورة النحل (1) ، و إنما سميت مثاني لأنها ثَنَّت الطُوَّل أي: تلتها، فكأنّ السبع الطُوَّل مَبادئ ثم هن المثاني، و أحدها مَثنى، كقولك: /39ظ/ معنى و معانٍ و مغزى و مغازٍ و مَبنى و مبانٍ و نحو ذلك..، و قال الفرّاء: واحدتها مَثْنَاة ليس غيره. (2)
و قد يكون المثاني سور القرآن كلها قصارها و طوالها من قوله –عزّ و علا-:" ( كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِي ) ]الزمر23[، و قوله: (وَلَقَد آتَيناكَ سَبْعَاً مِنَ المَثَاني وَالقُرآنَ العَظِيمَ ) ]الحجر87[، و سُمِّيَ القرآن مثاني لأنّّ الأنباء و القصص تُثَنى فيه (3) .
__________
(1) ينظر: تفسير الطبري 1/45، الاتقان 1/179.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (ثني) 14/119.
(3) ينظر: تفسير الطبري 1/45-46، جمال القراء 1/35، زاد المسير 4/414-415.(1/176)
و قد قيل إنَّ المثاني في قوله: (وَلَقَد آتَتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثَاني ) ]الحجر87[ آيات سورة الحمد؛ لأنّها تثنى في كل صلاة و تُعَاد، و قيل لما فيه من الثناء على الله عز و جل (1) .
فصل
... و أما المئون فهُنَّ سَبع، أولها سُورة بني إسرائيل، و آخرها سورة المؤمنين، و إنَّما سُمِيَّت بذلك لأنَّ كُلَّ سورة منها نحَوٌ من مِئة آية بِزيادة يَسيرة أو نقصان يسير (2) ، و إن شئت قلت لأنَّ كل سورة منها تبلغ في العدد مئة آية فُويق ذلك أو دُوينَه، و قال بعضهم: السور المئون ما وَلِي السَبعَ الطُول ثم المثاني بَعدها، و هي السور التي تَقْصُر عن المئين و تَزِيدُ على المُفَصَّل، و قيل لها مثاني لأن المئين جعلت مبادئ و التي تلتها مثاني و قد قيل: إنَِّ ما بعد السَبع الطُول هُن المئون الى الحَواميم و بعد الحَواميم المُفَصَّل (3) .
فصل
و أمّا الطواسيم فإنْ شِئْتَ قُلتَ هكذا و إنْ شِئتَ قُلت الطَواسِين، كما قال الراجز:
و بالطواسين التي قد ثُلِّثَتْ (4)
__________
(1) ينظر: تفسير الطبري 1/46، احكام القرآن 1/24، البرهان 1/245، الاتقان 1/179.
(2) ينظر: تفسير الطبري 1/45.
(3) ينظر: مجاز القرآن 6، البرهان 1/244، الاتقان 1/159، زاد المسير 7/452.
(4) البيت في اللسان مادة (طسم) 12/363.(1/177)
أخبرنا أبو عمرو محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحق الزجاج، قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البَزَّار، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إعملوا بالقرآن، أَحِلُّوا حلاله، و حَرِّمُوا حَرَامَه، و اقتدوا به، و لا تَكْفُروا بشيء منه، و ما تَشابه عليكم فَرُدُوه الى الله، و إلى أُولي العلم من بعدي، و آمنوا بالتوراة و الإنجيل و الزَبور، و ما أُوتي النَبِيُّون من رَبِّهِم، و لِيَسَعَكُم القُرآن و ما فيه من البَيان، فإنّه شَافع مُشَفَّع و صَادق مُصَدَّق، ألا و إنَّ لِكُل آية منه نوراً يوم القيامة، إني أُعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، و أُعطيت طه و الطواسيم من ألواح موسى، و أُعطيت فاتحة الكتاب (1) .
فصل
و أما الحواميم التي قد سُبّعت، و إنْ شئت قلت: آل حاميم، كلاهما جائز (2) .
... أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز بإسناده عن /40و/ أبي عبيد، قال: حدثنا أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجراح بن أبي الجراح عن ابن عباس قال: إنّ لكل شيء لباباً، و إنّ لباب القرآن آل حاميم أو قال: الحواميم (3) .
قال : حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: قال عبد الله: آل حَاميم ديباج القرآن (4) .
... أبو عبيد قال: حدثنا الحجاج، عن الحجاج، عن المسعودي، عن أبي إسحق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: إذا و قعت في آل حاميم وَقَعت في رَوضات دَمِثات أتأنقُ فِيهِن (5) .
__________
(1) سنن البيهقي 10/9، مجمع الزوائد 1/169، كنز العمال 1/412.
(2) ينظر: البرهان 1/248.
(3) فضائل القرآن 1/64، و ينظر: البرهان 1/248، الاتقان 2/411.
(4) فضائل القرآن 1/65، و ينظر: الجامع لأحكام القرآن 15/288.
(5) فضائل القرآن 1/65، المصنف 1/558، البرهان 1/248.(1/178)
... أبو عبيد قال: حدثنا حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس قال: رأى رجلٌ في المنام سبع جوارٍ حسان في مكان واحد، فقال: من أنتنَّ ؟ بارك الله فيكنّ، فقلن أما إنك إن شئت كُنا لك، نحن الحواميم، أو قال: آل حاميم (1) .
... أبو عبيد قال: حدثنا أبو نوح، عن مهدي بن ميمون، عن ابن سيرين أنّه كان يكره أن يقول الحواميم،و يقول آل حاميم، قلت: انما هو كقولك (هؤلاء آل) فلان يضيفهم اليه فكأن من قال آل حاميم نسب السور كلها الى حم، و هي اسم من أسماء الله -تعالى- (2) ، و مّما يحقق قولهم في أل حاميم أنّ السورة منسوبة إليه ما روي عن النبي صلى الله عليه أنّه قال: (إن بَيَّتُم الليلةَ فقولوا: حم لا ينصروا (3) ، بغير نون، كأنّه قال: اللهم لا يُنصروا، يكون دعاءً و يكون جزاءً، قال: الكميت:
وجدنا لكم في آل حاميم آية تأولها منّا تقيّ و معربُ (4)
فصل
__________
(1) فضائل القرآن 2/65-66، و ينظر: البرهان 1/248.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 15/288، لسان العرب مادة (حمم) 15/150.
(3) فضائل القرآن لأبي عبيد 2/67، سنن أبي داود 3/73.
(4) ينظر: كتاب سيبويه 3/257.(1/179)
قلت: و تسمى الحواميم عرائس القرآن (1) ، أخبرني شيخي الإمام أبو الحسن علي بن محمد الفارسي –رحمه الله- قال: أخبرنا أبو بكر بن مهران، قال: أخبرنا حماد بن أحمد أبو الحسين المقرئ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، قال: حدثنا جعفر بن محمد العنبري صاحب العربية، عن زكريا أبي يحيى بن أبي ضُمَصَامَة، عن حسين الجعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر بن حبيش الأسديّ، قال: قرأت على علّي بن أبي طالب –رضي الله عنه- القرآن في المسجد الجامع بالكوفة، فلمّا بلغت الحواميم قال لي: يا زرّ بن حبيش، قد بلغت عرائس القرآن، فلمّا بلغت رأس العشرين من حم.عسق (وَالذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَالِحاتِ فِي رَوضاتِ الجَناتِ ) ]22[الى آخر الآية، بكى حتى ارتفع نحيبه، ثم رفع رأسه الى السماء و قال: يا زرُّ، أمنْ على دعائي، ثم قال: اللهم إني أسألك إخبات المخبتين، و إخلاص الموقنين، و مرافقة الأبرار، و استحقاق حقائق الإيمان، و الغنيمة من كل برّ، و السلامة من كلّ إثم، و وجوب رحمتك، و عزائم مغفرتك، و الفوز بالجنّة، و الخلاص من النار، يا زرّ إذا ختمت القرآن فادعُ بهؤلاء الدعوات، فإنّ حبيبي رسول الله صلى الله عليه أمرني أن أدعو بهنّ عند ختم القرآن (2) .
و أخبرنا محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا الأشجعي عن مسعر بن كدام عن مَنْ /40ظ/ حدَّثه قال: مرّ رجل بأبي الدرداء و هو يبني مسجداً له، فقال: أبني هذا المسجد لآل حاميم، قال: و قال مسعر بلغني انهُنَّ كن يُسَمْينَ العرائس (3) .
فصل
__________
(1) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 5/288، البرهان 1/248.
(2) الدر المنثور 7/344.
(3) فضائل القرآن 2/65، و ينظر: الجامع لأحكام القرآن 15/28.(1/180)
... و أما المفصّل فما بعد الحواميم من قصار السور الى آخر القرآن، سميت مفصَّلاً لكثرة الفصولات فيها بسطر (بسم الله الرحمن الرحيم ) (1) ، لأنها سور قصار يقرب تفصيل كل سورة من الاخرى فيكثر التفصيل فيها، و قال بعضهم: سميت مفصلاً لتَفصيل البيان فيها، و القول الأول أولى؛ لأنها ليست بأكثر تفصيلاً و بياناً من غيرها من السور و قال بعضهم: القرآن كلُّه مفصل على هذا المعنى؛ لأنّ الله -عز و علا- يقول: (كِتَابٌ فُصِّلَّتْ آياتُه قُرآناً عَرَبِيَاً لِقَومٍ يَعلَمُونَ ) ]فصلت 3[ (2) .
فصل
... و أما المسبِّحات فسورة الحديد و الحشر و الصفّ و الجمعة و التغابن و الأعلى، سُمِيَتْ بذلك لأنَّ فَواتِحَهُن (سَبحَ لله ) ]الحديد و الحشر و الصف1[، و (يُسَبحُ للهِ ) ]الجمعة و التغابن1[، و (سَبح اسمَ رَبكَ الأعلى ) ]الأعلى 1[.
... أخبرنا محمد بن عبد العزيز بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن بَحِير بن سعيد الكلاعي، عن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه لا يَنام حتى يَقرأ المُسبحات، و يقولَ إنَّ فيها آية كألف آية (3) .
__________
(1) ينظر: تفسير الطبري 1/46، الحجة في القراءات السبع 301. و في المفصل ثلاثة أقوال: أقواها أنه من أول سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى آخر القرآن، و الثاني: من سورة قاف إلى آخره، و الثالث أنه من الضحى إلى آخره، سوى رأي من يذهب إلى أنّ القرآن كله مفصّل. ينظر: جمال القراء 1/35، زاد المسير 7/352، الاتقان 1/180-181.
(2) ينظر: البرهان 1/245-246.
(3) فضائل القرآن 1/68، فضائل القرآن للنسائي 80، سنن الدارمي 2/329.(1/181)
... أبو عبيد قال: حدثنا ابن أبي مريم، عن أبي لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي، عن أبي تميم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إنّي نسيت أفضل المسبحات، فقال أُبيّ بن كعب: فلعلها (سَبح اسمَ رَبكَ الأعلى ) ]الاعلى1[، قال: نعم (1) .
فصل
و أما المقشقشتان فسورة الكافرون و سورة الإخلاص، سمُيِتَا بذلك لأنهما تُبْرِئان من النفاق و الشِرك كما يَبْرَأُ المَريض من عِلَّته (2) ، يقال:قشقشه إذا بَرَأهُ و تَقَشقَشَ المَريض من عِلَّتِه إذا أفاق مِنها و بَرَأ (3) .
روى أبو عبد الله الحسين بن خالويه النحوي، عن ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، قال: سورتان من القرآن يقال لهما: المُقَشقَشتَان: قل هو الله أحد و قل يا ايها الكافرون، تُقَشقَشُ الذُنُوبُ كَما يُقَشْقِشُ الهَناءُ الجَرَب (4) .
فصل
و أما المُعَوذَتان فسورة الفلق و الناس، سُمِيَتا بذلك أنهما تُعَوذِان مَنْ قَرأهُما أو قُرِئتا عليه، و قد يَضُم إليها سورة الإخلاص، فَيُسَمَيْنَ بالمعوذات (5) .
أخبرنا أبو عمرو محمد بن يحيى، قال: أخبرنا ابو سعيد، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن مالك بن أنس، عن الزهري عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها- أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه إذا اشتكى يَقْرأ على نَفسه بالمُعَوِّذات و يَنْفُثُ، فلمّا اشْتَدَّ وَجَعُه كُنتُ أنا أقرأ عليه و أمسح عَنه بِيَده رَجاءَ بَرَكَتِها (6) .
فصل
__________
(1) فضائل القرآن 1/68، جمال القراء 1/7، الدر المنثور 6/337.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 20/225.
(3) ينظر: لسان العرب مادة (قشقش) 6/337.
(4) مجاز القرآن 6.
(5) ينظر: الاتقان 1/159، الدر المنثور 8/684.
(6) سنن الدارمي 2/129.(1/182)
و أما القَرِينَتان فسورة الأنفال مع التوبة، سُمِيَتا بذلك لأنهم لم /41و/ يَفْصِلوا بينهما بسطر (بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ ) (1) و قد تَقَدَّم ذِكره في حديث ابن عباس حيث سأل عثمان عن سبب ذلك (2) .
الباب العاشر
في ذكر تنزيل الكتب و ترتيب نزول السور المكِيّة و المدنية و كم نزلت منها بمكة و كم نزلت بالمدينة
أخبرني الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام –رحمة الله-، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن صاحب الفقيه، قال:أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم القيسي الهروي، قال: حدثنا أُبيّ، قال: حدثنا مالك بن سليمان، عن إبراهيم بن طهمان، عن قتادة، قال: أُنزلت صُحُفُ إبراهيم لثلاث ليال مَضَيْنَ من رَمَضان،و أُنْزِلَتْ التَوراة لِسِتٍ مَضينَ من رمَضان، و أُنزل الزبور لإثنتي عشرةَ ليلة مَضَيْنَ من رمضان، و أُنزل الإنجيل لثماني عشرة ليلة من رمضان، و أُنزل الفرقان لأربع و عشرين من رمضان (3) .
قال إبراهيم: و سَمِعْتُ قتادة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه: أُعطيتُ السَبعَ الطُول مكان التوراة، والمئين مكان الإنجيل، و المثاني مكان الزَّبور، و فُضِّلْتُ بالمُفَصَّل (4) .
و عنهم، عن مالك، عن معمر بن الحسن، عن أبان، عن محمد بن أبي العالية، عن أبي الجلد، قال: نَزَلَتْ صُحُف إبراهيم في أول لَيلة من رمضان، و ذَكَرَ نُزُولَ التوراة و الإنجيل و القرآن على نحو ما قال قتادة (5) .
__________
(1) ينظر: جمال القراء 1/36.
(2) ينظر: ص من هذه الرسالة.
(3) مقدمة كتاب المباني 235، مسند الامام أحمد 4/107.
(4) مقدمة كتاب المباني 235.
(5) مقدمة كتاب المباني 235، الدر المنثور 1/189.(1/183)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثني نعيم، عن بقية، عن عتبة بن أبي حكيم، قال: حدثنا شيخٌ منّا، عن واثلة بن الأسقع، عن النبيّ صلى الله عليه، قال: نزلت صحف إبراهيم –صلى الله عليه- أول ليلة من شهر رمضان، و نزلت التوراة على موسى في ست من شهر رمضان، و نزل الزبور على داود في إثنتي عشرة من شهر رمضان، و نزل الإنجيل على عيسى عليه السلام في ثماني عشرة من شهر رمضان، و أنزل الله -عز وجل- الفرقان على محمد صلى الله عليه في أربع و عشرين من شهر رمضان (1) .
و عن شهاب بن طارق، عن أبي ذرٍّ الغفاريّ، عن النبيّ صلى الله عليه، قال: أُنزلت صحف إبراهيم في ثلاث ليالٍ مضين من رمضان، و أُنْزِلَتْ تَوراةُ مُوسى في سِتِ لَيالٍ مَضين من رمضان، و أُنزل إنجيل عيسى في ثلاث عشرة مضت من رمضان، و أُنزل زبور داود في ثماني عشرة ليلة من رمضان، و أُنزل الفرقان على محمد في الرابعة و العشرين لستٍ بقين بعدها و ذلك قول الله –عو و جلّ- (حم - وَالكِتَابِ المُبِينِ ) ]الدخان 1،2[، أما قوله: (حم ) فهما حرفان من اسم الله الأكبر، (وَالكِتَاب المُبينِ ) الفرقان الواضح /41ظ/، (إنا أنزَلناهُ فِي لَيلَة مُبَارَكَةٍ ) ]الدخان3[، و هي لرابعة و عشرين لست بقين بعدها، تطلع الشمس صباحها بيضاء نقيّة، كأنها تُرسٌ لا شعاع لها، فذلك علمها (2) .
__________
(1) فضائل القرآن 2/204، و ينظر: المرشد الوجيز 11-12.
(2) لم أجده.(1/184)
و عن أبي المليح الهذلي، عن جابر بن عبد الله، قال: أنزل الله تعالى صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، و أنزل التوراة على موسى لستٍ خلونَ من رمضان، و أنزل الزَّبور على داود في ثِنْتَي عشرة ليلة خلت من رمضان، و أنزل الإنجيل على عيسى في ثماني عشرة خَلَت من رمضان، و أنزل الفرقان على محمد لأربع و عشرين خَلَت من رمضان (1) .
و عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع، عن النبيّ صلى الله عليه، أنّه قال: أُنزلت صحف إبراهيم أول يوم من رمضان، و أُنزلت التوراة لست من رمضان، و أُنزل الإنجيل لثلاث عشرة خَلَّونَ من رمضان، و أُنزل الزَّبور لثماني عشرة خَلَّون من رمضان، و أُنزل القرآن لأربع و عشرين من رمضان (2) .
و قال بعضهم: بل أُنزِل لسبع عشرة خَلَونَ من شهر رمضان، و استشهد لتحقيق قوله ذلك بقول الله –عز و جلّ(وَمَا أنزَلناعَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعَا نِ ) ]الأنفال41[، و ذلك أنَّ مُلْتَقى رسول الله صلى الله عليه و المشركين كان صبيحة سبعَ عشرةَ من شَهْرِ رمضان (3) .
فصل
__________
(1) ينظر: فضائل القرآن لابن الضريس 90و، الجامع لأحكام القرآن 2/298، الدر المنثور 1/189.
(2) ينظر: مسند الامام احمد 4/107.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 8/137.(1/185)
أخبرنا أبو علي البخاري إجازة ، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سَلم، قال: حدثنا عبد الله بن حمدويه الغلابي، قال: حدثنا مطهر بن الكم الكرابسي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثنا يزيد النحويّ، عن عكرمة، و الحسن بن ]أبي[ (1) الحسن أنّ أول ما أنزل الله عز و جلّ- من القرآن على الترتيب: إقرأ باسم ربّك، و ن و القلم ، و المزمّل، و المدثّر، و تبت يدا أبي لهب، و إذا الشمس كوّرت، و سبح اسم ربك الأعلى، و الليل إذا يغشى، و الفجر، و الضحى ، و ألم نشرح، و العصر، و العاديات، و الكوثر، و الهاكم، و أرأيت، و قل يا أيها الكافرون، و أصحاب الفيل، و المعوذتان، و قل هو الله أحد، و النجم، و عبس و تولى، و إنا أنزلناه، و الشمس، و السماء ذات البروج، و التين و الزيتون، و لإيلاف قريش، و القارعة، و لا أُقسم بيوم القيامة، و الهُمزة، و المُرْسَلات،و ق (2) ،و لا أُقسم بهذا البلد، و السماء و الطارق، و اقتربت الساعة، و ص و القرآن، و الأعراف، و الجن، و يس، و الفرقان، و الملائكة (3) ، و مريم، و طه، و الواقعة، و الشعراء، و القصص و النمل (4) ، ، و بنو إسرائيل (5)
__________
(1) في الأصل الحسن بن الحسين.
(2) في الأصل (قاف) و المناسب أ، تكون ق مثل( ن و القلم) و (ص و القرآن).
(3) و هي فاطر.
(4) في بصائر ذوي التمييز 98 (النمل ثم القصص).
(5) و هي الاسراء.
(6) ينظر: البيان 135-165، دلائل النبوة 7/143، البرهان 1/194، بصائر التمييز 99-100.(1/186)
و يونس، و هود، و يوسف، و الحجر، و الأنعام، و الصافات، و لقمان، و سبأ، و الزُّمر، و المؤمن، و حم السجدة، و حم عسق، و حم الزخرف، حم الدخان، و الجاثية، و الاحقاف، و الذاريات ، /42و/ و الغاشية، و الكهف، و النحل، و نوح، و إبراهيم، و الأنبياء،و المؤمنون، و ألم السجدة ،و الطور، و تبارك الملك، و الحاقة، و سأل سائل، و عمّ يتساءلون، و النازعات، و انفطرت، و انشقت، و الروم، و العنكبوت.
و ما نَزَل بالمدينة: ويل للمطففين، و البقرة، و و الأنفال، و آل عمران، و الأحزاب، و المائدة، و الممتحنة، و النساء، و وإذا زلزلت، و الحديد، و سورة محمد، و الرعد، و الرحمن، و هل أتى على الإنسان، و ا أيها النبيُّ إذا طَلَّقْتُم، و لم يكن، و الحشر، و إذا جاء نصر الله، و النور، و الحجّ، و المنافقون، و المجادلة،و الحجرات، و التحريم، و الصفّ، و الجمعة، و التغابن، و الفتح، و براءة (1) .
قال أبو الحسين: و حدثنا الفاروق بن عبد الكبير، قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا همام عن قتادة قال: البقرة، و آل عمران، و النساء، و المائدة،و الانفال،و براءة، و الرعد، و النحل، و النور، و الحجّ، و الأحزاب،و سورة محمد، و الفتح، و الحجرات، و الرحمن، و الحديد الى يا أيها النبيّ لمَ تحرم عشراً منه، و إذا زلزلت، و إذا جاء نصر الله، مدني و سائر القرآن مكيّ(1/187)
أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم، قال: حدثنا أبو النضر محمد بن علي الطالقاني، قال: حدثنا ابو سهل محمد بن علي بن الأشعث الأنماريّ (1) ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سليم، قال: حدثنا صالح بن محمد الترمذي، قال: حدثنا محمد بن مروان الكلبي، عم محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عباس، قال: أول شيء نزل بمكة إقرأ باسم ربّك، ثم ن و القلم، ثم و الضحى، ثم يا أيهّا المزمّل، ثم يا أيها المدثّر، ثم تبّت، ثم إذا الشمس كورت، ثم سبح اسم ربك الأعلى، ثم و الليل إذا يغشى، ثم و الفجر، ثم ألم نشرح، ثم الرحمن (2) ، ثم و العصر، ثم إنا أعطيناك، ثم ألهاكم، ثم أرأيت الذي، ثم ألم تر كيف، ثم قل يا أيها الكافرون، ثم قل هو الله أحد، ثم و النجم إذا هوى، ثم عبس، ثم إنا أنزلناه، ثم الحج، ثم و الشمس و ضحاها، ثم و السماء ذات البروج، ثم و التين، ثم لإيلاف قريش، ثم القارعة، ثم لا اقسم بيوم القيامة، ثم لا ويلٌ لكل همزة، ثم و المرسلات عرفاً، ثم ق و القرآن، ثم لا اقسم بهذا البلد، ثم و السماء و الطارق، ثم اقتربت الساعة، ثم ص و القرآن، ثم الأعراف، ثم قل أوحي إليَّ، ثمَّ يس، ثم الفرقان، ثم الملائكة، ثم سورة مريم، ثم سورة موسى، ثم الشعراء، ثم النمل، ثم القصص، ثم بني إسرائيل، ثم سورة يونس، ثم سورة هود، ثم سورة يوسف، ثم الحجر، ثم الأنعام، ثم الصافات، ثم لقمان، ثم سورة سبأ، ثم (الغرف) يعني تنزيل الزمر، ثم حم المؤمن، ثم حم السجدة، ثم حم عسق، ثم الزخرف، ثم الدخان، ثم الجاثية، ثم الأحقاف، ثم الذاريات، ثم هل أتاك، ثم الكهف، ثم النحل، ثم سورة نوح، ثم إبراهيم (3) ،
__________
(1) في مقدمة كتاب المباني 8 " أبو سهل محمد بن محمد بن علي".
(2) في مقدمة كتاب المباني 8: ( ثم ألم نشرح لك صدرك ثم و العصر).
(3) في مقدمة كتاب المباني 9 جعلت سورة الرحمن بعد سورة ابراهيم..(1/188)
ثم الأنبياء، ثم المؤمنون، ثم الم السجدة، ثم الرعد، ثم الطور، ثم تبارك 42ظ/، ثم الملك، ثم الحاقة، ثم سأل سائل، ثم عمّ يتساءلون، ثم سورة النازعات، ثم إذا السماء انفطرت، ثم إذا السماء انشقت، ثم سورة الروم، ثم العنكبوت، و هي ثلاث و ثمانون ممّا نزلت بمكة على النبيّ صلى الله عليه (1) .
قال: و أول شَيء نَزَلَ بالمدينة وَيلٌ للمطففين، ثم البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت، ثمَّ الحديد، ثم سورة محمد صلى الله عليه، ثم هل أتى على الإنسان، ثم سورة الطلاق، ثم سورة لم يكن، ثم سورة الحشر، ثم سورة نصر الله، ثم سورة المنافقون، ثم سورة النور، ثم سورة المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح، ثم المائدة، ثم التوبة، و هي آخر القرآن (2) .
... و إذا كانت فاتحة سورة نزلت بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة (3) .
... و كُتِبَت بمكة (لقد جاءكم رسول) الى آخر السورة، ثم سورة إذا وقعت الواقعة، ثم و العاديات ضبحاً، ثم سورة الفلق، ثم قل أعوذ برب الناس.فذلك ثلاثون سورة نزلت بالمدينة، فجميع ما نزل بمكة و المدينة مئة سورة و ثلاث عشرة سورة، منها ثلاث و ثمانون بمكة و ثلاثون بالمدينة (4) .
__________
(1) مقدمة كتاب المباني 9-10.
(2) مقدمة كتاب المباني 110، و في الأصل (و هي آخر القرآن و سورة المائدة)).
(3) ينظر: فضائل القرآن لأبن الضريس و 66و.
(4) مقدمة كتاب المباني 10.(1/189)
قال أبو سهل: و حدثنا محمد بن حاتم الجوزجاني و غيره، قالوا: أخبرنا إبراهيم بن يوسف، قال: حدثنا عمر بن هارون، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: أول ما أُنزل بمكة و ما أُنزل منه بالمدينة الأول فالأول، فكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة، ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة، فكان أول ما نزل من القرآن إقرأ باسم ربك، ثم ن و القلم، ثم المزمل، ثم المدثر، ثم تبت، ثم إذا الشمس كورت، ثم سبح اسم ربك، ثم و الليل، ثم و الفجر، ثم و الضحى، ثم ألم نشرح، ثم و العصر، ثم و العاديات، ثم إنا أعطيناك، ثم ألهاكم، ثم أرأيت، ثم الكافرون، ثم ألم تركيف، ثم الفلق، ثم قل أعوذ برب الناس، ثم قل هو الله، ثم و النجم، ثم عبس، ثم إنا أنزلناه، ثم و الشمس، ثم البروج، ثم و التين، ثم لإيلاف، ثم القارعة، ثم القيامة، ثم همزة، ثم و المرسلات، ثم ق، ثم البلد، ثم الطارق، ثم الساعة، ثم صاد، ثم الأعراف، ثم قل أُوحي، ثم يس، ثم الفرقان، ثم الملائكة، ثم كهيعص، ثم طه، ثم إذا وقعت، ثم الشعراء، ثم النمل، ثم القصص، ثم بني إسرائيل، ثم يونس، ثم هود، ثم يوسف، ثم الحجر ثم الأنعام، ثم الصافات، ثم لقمان، ثم سبأ، ثم الزمر، ثم المؤمن، ثم السجدة، ثم عسق، ثم الزخرف، ثم الدخان، ثم الجاثية، ثم الأحقاف، ثم الذاريات، ثم الغاشية، ثم الكهف، ثم النحل، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم الأنبياء، ثم قد أفلح، ثم ألم تنزيل، ثم الطور، ثم الملك، ثم الحاقة، ثم المعارج، ثم عمّ يتساءلون، ثم النازعات، ثم انفطرت/43و/ ثم انشقت، ثم الروم، ثم العنكبوت، ثم المطففين،.فهذه ما أُنزلت بمكّة، و هي خمس و ثمانون سورة (1) .
__________
(1) فضائل القرآن لأبن الضريس 1/66و، مقدمة كتاب المباني 11-12.(1/190)
ثم أُنزل بالمدينة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت، ثم الحديد، ثم سورة محمد صلى الله عليه، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم هل أتى، ثم الطلاق، ثم لم يكن، ثم الحشر، ثم إذا جاء نصر الله، ثم النور، ثم الحجّ، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، فجميع سور القرآن مئة و ثلاث عشرة سورة (1) .
و بهذا الإسناد عن أبي جريح، عن عطاء الخرساني، عن ابن عباس مِثْلُهُ، إلا أنّه شكَّ في الضحى، قال: لا أدري، أ مكية أم مدنية (2) .
قال أبو سهل: فهذه الروايات –كما ترى- قد اتَفَقَّتْ على أن جميع سور القرآن مئة و ثلاث عشرة سورة، و لم يذكر في شيء منها فاتحة الكتاب في العدد، و لا في أنها مكية أو مدنية، و لا متى أُنزلت (3)
قال أبو سهل: و أخبرنا غير واحد منهم إسحاق بن الحسين بن صدقة الجوزحاني، عن محمد بن الأزهر، عن وكيع، بن الجراح بن مليح، قال: حدثني أبي و سفيان، عن منصور، عن مجاهد،، قال: أُنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، و هذا إسناد -كما ترى- في صِحَتِه و شُهْرَتِه (4) .
__________
(1) فضائل القرآن لأبن الضريس 1/66و-67، مقدمة كتاب المباني 12.
(2) فضائل القرآن لأبن الضريس 1/67و، مقدمة كتاب المباني 13، جمال القراء 1/7.
(3) مقدمة كتاب المباني 13.
(4) المصدر نفسه 13.(1/191)
قال أبو سهل: و قد وَقَع عِندي حديث هو أوجه من هذه الأحاديث كلها، و أقرب الى المعنى المحتمل أنّ أول ما نزل من القرآن فاتحة الكتاب، ثم اقرأ بسم ربك، و هذا عندي أشبه بالمعنى لجهتين: أحداهما: أنها سميت أمّ الكتاب؛ لأنها أقدم ما أُنزل و أوله، كما سميت مكة أُمّ القرى لأنها أقدمها، و سميت فاتحة الكتاب لأنّ الكتاب فتح بها، أي ابتدأ النزول بتلك السورة، و الاخرى: أنّه بها تفتح القراءة في الصلاة، و تثنى في كل صلاة، و ليس من السور سورة بتلك المَنزِلة، فيَحْتَمِل أن يَكونَ تَرَكَهم ذِكر نُزُولِها و عَدَّها في عدد السور لشهرتها، و لأنها لا تخفى على أحد منزلتها، يدلك على ما ذهبنا إليه طرح عبد الله بن مسعود إياها من المصحف (1) ؛ لأنَّ المصحف إنما كتب و جمع بين اللوحين مخافة الشك و النسيان، فلمّا لم يخف على فاتحة الكتاب طرحها من المصحف (2) .
__________
(1) ينظر: الفهرست 29، جمال القراء 1/33، الاتقان 1/151.
(2) مقدمة كتاب المباني 13.(1/192)
قال أبو سهل: حدثنا أبو طلحة شريح بن عبد الكريم التميمي، و محبر (1) بن محمد، و أبو يعقوب يوسف بن علّي، و محمد بن فراس الطالقانيون قالوا: حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد (2) بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشيُّ، قال: حَدَّثنا سليمان بن حرب المكي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن أبي طالب، أنه قال: سألت النبي صلى الله عليه عن ثواب القرآن، فأخبرني بثواب كلّ (3)
__________
(1) غير واضح في الأصل، و في كتاب المباني (ص 3) : محبَّر.
(2) في الأصل (جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي) و هو خطأ.
(3) في الأصل (بثواب سورة سورة) و الصواب ما أثبتناه كما في مقدمة كتاب المباني 14..(1/193)
سورة على نحو ما أُنزلت من السماء، فأول ما أُنزل عليه بمكّة فاتحة الكتاب/43ظ/، ثم اقرأ باسم ربِّك، ثم ن و القلم، ثم يا أيها المدثّر، ثم يا أيها المزمل، ثم تبت يدا، ثم إذا الشمس كُوِرَت، ثم سبح اسم ربك الأعلى، ثم و الليل، ثم و الفجر، ثم و الضحى، ثم ألم نشرح، ثم و العصر،ثم و العاديات ثم الكوثر، ثم الهاكم، ثم أرأيت، ثم الكافرون، ثم الفيل، ثم الفلق، ثم الناس، ثم الإخلاص، ثم عبس، ثم إنا أنزلناه، ثم و الشمس، ثم البروج،ثم التين، ثم لإيلاف، ثم القارعة، ثم القيامة، ثم الهمزة، ثم المرسلات، ثم قاف، ثم البلد، ثم الطارق، ثم الساعة، ثم ص، ثم الأعراف، ثم الجنّ، ثم يس، ثم الفرقان، ثم فاطر، ثم مريم، ثم طه، ثم الواقعة، ثم الشعراء، ثم النمل، ثم القصص، ثم سبحان، ثم يونس، ثم هود، ثم يوسف، ثم الحجر، ثن الأنعام، ثم و الصافات، ثم لقمان، ثم سبأ، ثم الزمر، ثم الحواميمات يتبع بعضها بعضاً، ثم و الذاريات، ثم الغاشية، ثم الكهف، ثم النحل، ثم إنا أرسلنا، ثم إبراهيم، ثم الأنبياء، ثم المؤمنون، ثم ألم السجدة، ثم و الطور، ثم الملك، ثم الحاقة، ثم سأل سائل، ثم عمَّ يتساءلون، ثم النازعات، ثن انفطرت، ثم الروم، ثم العنكبوت، ثم المطففين، ثم انشقت (1) .
__________
(1) مقدمة كتاب المباني 13-15.(1/194)
و ماأُنزل بالمدينة أول سورة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت، ثم الحديد، ثم سورة محمد – صلى الله عليه، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم هل أتى، ثم الطلاق، ثم لم يكن، ثم الحشر، ثم إذا جاء نصر الله، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصفّ، ثم الفتح، ثم المائدة، ثم التوبة، ثم و النجم (1) . فهذا ما أُنزل بالمدينة، ثم قال النبي صلى الله عليه: جميع سور القرآن مئة و أربع عشرة سورة، و جميع آيات القرآن ستة آلاف آية و مئتان (2) و ست و ثلاثون آية، و جميع حروف القرآن ثلاث مئة الف حرف و أحد و عشرون الف حرف و مئتان و خمسون حرفاً، لا يرغب في تعلم القرآن إلاّ السعيد (3) ، و لا يتعهد قراءته إلا أولياء الرحمن (4) .
قال شيخنا الإمام الهادي محمد بن الهيصم -رضي الله عنه- : إن فاتحة الكتاب تشبه أن تكون في النزول كاسمها، و أن تكون أول ما نزل من القرآن، و إن كان كثير من العلماء قالوا: إنّما نزلت سورة بالمدينة، و كذلك أكثر الروايات قد تظاهرت انّ (اِقرأ بِاسمِ رَبِّكَ ) [العلق1[ أول ما نزل من القرآن،إلاّ أنّ مَن روى أنّ فاتحة الكتاب أول القرآن نزولاً يوافق ما يقتضيه اسمها الذي شهرت به، و كذلك المصاحف فتحت بها ثم اتبعت السبع الطُّوَل لطولها و أًخرت السور القصار في المفصّل لسهولتها على المتعلم، و لم يراع في ذلمك النزول ما خلا آل حاميم السبع، فإنها كتبت على الولاء و كذلك آل طاسين، و سورة يونس و هود و يوسف، فيما اتفقت عليه الروايات كلها.
__________
(1) سقطت سورتي المسد و الصف من كتاب المباني (ص 15..)
(2) قي الأصل (مئتا).
(3) في الأصل المخطوط ايضاً (السعداء) لكنه كتب هكذا (إلا السعدا و لا ... .) بإسقاط الهمزة
(4) المصدر نفسه 15-16، لم أجد الرواية في المصادر الاخرى.(1/195)
قال -رحمه الله-: و استبعد أن تكون النجم آخر القرآن /44و/ نزولا لكثرة ما روي أنّها أول سورة أظهرها رسول الله صلى الله عليه بمكة، و لأنّ خطاباتها توافق ابتداء الحال (1) 5). و الله أعلم.
و اختلفوا في آخر ما نزل بمكة، فقال ابن عباس: العنكبوت، و قال الضحّاك و عطاء: المؤمنون، و قال مجاهد: ويل للمطففين، و اختلفوا في: ويل للمطففين، فقال ابن عباس: هي مدنية، و قال عطاء: هي آخرها (2) نزل بمكة، و قال قتادة: سورة المزمل مدنية, و قال الباقون: هي مكيّة (3) . و الله أعلم بجميع ذلك.
الباب الحادي عشر
في ذكر عدد سور القرآن و الاختلاف في ذلك
__________
(1) ينظر: مقدمة كتاب المباني 16.
(2) لعل الصواب: هي آخر ما نزل.
(3) ينظر: البرهان 1/194، 209.(1/196)
فجملة عدد سور القرآن مئة و أربع عشرة سورة بفاتحة الكتاب و المعوذتين، على النظم و التأليف الذي تضمنه الإمام مصحف عثمان بن عفّان -رضي الله عنه (1) ، و ذُكِرَ عن بعض السَلَفِ أنه قال: القرآن مئة و ثلاث عشرة سورة، و يُروى ذلك في بعض الروايات عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه- ، و كان من ذَهَب الى ذلك عَدَّ الأنفال و التوبة سورة واحدة (2) ، و على هذا قيل السَبع الطول، لأنها أطولُ سور القرآن، و هي البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و الأنفال بالتوبة؛ لأنّ الأنفال وحدها لا تَعْدِلُ الأعراف و ما قَبْلَها، و الذي يَدُلُّ على ذلك أيضا أنّهم لم يَفْصِلوا بَينهما بسطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، و الصحيح عِنْدَنا أنَّ القُرآن مئة و أربع عشرة سورة، و أنَّ الأنفال و التوبة سورتان، و الذي يدل على ذلك أنهما كانتا تدعيان في وقت رسول الله صلى الله عليه القرينتين إذ كانت قصة الأنفال بقصة التوبة شبيهة (3) ، إذ في الأنفال الدعاء الى الصلح، و في التوبة الأمر بنقضه (4) ،
__________
(1) ينظر: جمال القراء 1/128، البرهان 1/249، الاتقان 1/184.
(2) ينظر: الفهرست 30، فضائل القرآن لابن الضريس 1/67و، البرهان 1/251، الاتقان 1/184.
(3) سبق هذا في ص من هذه الرسالة.
(4) قال تعالى: في سورة الانفال 61 (و إن جنحوا للسلم فاجنح لها و توكل على الله) و نسخت الاية بقوله تعالى في التوبة 29 (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر ... ). ينظر: الناسخ و المنسوخ 176-177، جمال القراء 1/312..(1/197)
و لأنّ في السابعة من السبع الطول اختلافاً عند العلماء و هي يونس على تأليف عبد الله، و إليها يذهب بعض أهل العلم، و لأنّ الأنفال و التوبة في المصحف المنسوب الى ابن مسعود سورتان واحدتهما مقطوعة من الاخرى و بينهما سورة، و سبب ترك التسمية بينهما في المصحف لمعنيين: أحدهما: أنّهم أخذوا نظم السورة و تأليفها من رسول الله صلى الله عليه، و قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه قَبل أن يُبَيِنَ لهم أنهما سورتان، و كانت قصة أحداهما شبيهة بقصة الاخرى، و كانتا تُدْعَيَان القَرِينَتين فَكَتَبُوهما سورتين و لم يَفْصِلُوا بينهما بسطر (بسم الله الرحمن الرحيم) لذلك هو الاخر ما روي عن ابن عباس أنه قال لعلي بن أبي طالب لِمَ لَمْ يُكتب في براءة (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال بسم الله الرحمن الرحيم أمان و براءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان (1) ، ألا ترى أنهما كانتا عند علي –رضي الله عنه- سورتين إذ لم يقل لأنهما سورة واحدة.
و رُوي أنَّ ابن مسعود /44ظ/ -رضي الله عنه- كان يَكْتُب في مصحفه مئة و عشر سور، و ذلك أنّه
لم يكتب فيه فاتحة الكتاب و المعوذتين، و كتب و الضحى و ألم نشرح سورة واحدة (2) ، و قال بعضهم: ألم تر كيف و لإيلاف سورة واحدة (3) ، فقيل له: لِمَ لَمْ يكتب فيه فاتحة الكتاب، قال: إن كَتَبتُهاكتبتها قبل كلّ سورة، و إنما ترك كتابتها لأنّه أمن عليها النسيان إذا (4) الصلاة لا تتم إلاّ بقراءتها، و لأنها تُثَنى مع ما يقرأ في كل ركعة منها، و إنّما جُمِعَ القرآن بين الدفتين مخافة النسيان من الناس.
__________
(1) البرهان 1/263، الاتقان 1/184، و ينظر ص من هذه الرسالة.
(2) ينظر: الفهرست 30، و فيه ترتيب السور في مصحف عبد الله بن مسعود.
(3) ينظر: الاتقان 1/186.
(4) المناسب (إذ).(1/198)
و في ترك كتابة المعوذتين اختلاف عند العلماء، فقال بعضهم: تَرَكَ كتابتها إن صحّ ذلك عنه لأنَّه أمِنَ عليهما النسيان كم أمِنَ على فاتحة الكتاب، و قال بعضهم: إنما ترك كتابتها لأنه سمع النبي صلى الله عليه يَتَعَوذ بهما فظنَّ أنهما عُوذَتان و ليستا من القرآن، و لم يسأل عن ذلك النبي صلى الله عليه، و جرى في ذلك على ظنِّه، و روي أنّه رجع عن ذلك بعدما قرا على عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه: و قال: حسبتهما عُوذَتين، فلمّأ ثبت له أنهما قرآن قَبِلَ الحق، و رجع الى الصواب، و قال بعضهم: إنّه إنما تركها (1) لأنه لم يكن يجمع القرآن كله على عهد رسول الله صلى الله عليه، فكأن (2) لم يكتبها في ذلك الوقت، لأنّه لم يتعلمها بعد (3) .
و ذُكِر أنَّ أُبي بن كعب (4) كتب في مصحفه مئة و ست عشرة سورة زاد فيه دعاء الوِتْر، و هو قول القائل: اللهم إنا نستعينك، اللهم إنّا إياك نعبد الى قوله: (بالكفار ملحق)، و كتبها سورتين (5) ، و يصرف الأمر في ذلك إنْ صَحَّ عنه أنّه سَمِع النبيّ صلى الله عليه يُقْرِؤهما في دعاء الوِتْر، فظنَّ أنهما من القرآن، فمضى على ظنّه، و لم يسأل عن ذلك النبي صلى الله عليه أنهما منه أو لا، و قيل: كتبهما في وقت ثم رجع عن ذلك إلى الإمام المجمع عليه لعلمه بأنّ ذلك كان منه وهماً، و الصحيح ما ذكرته قبل؛ لأنّ هذا المصاحف كلها قد
__________
(1) في الأصل كأنها: تركهما لكن ذلك يقتضي ان يقول بعد لم يكتبهما ... لم يتعلمهما.
(2) يمكن أن تقرأ: فكانَ
(3) ينظر: البرهان 1/251، زاد المسير 7/352.
(4) في الأصل ((أبي كعب)).
(5) ينظر: الاتقان 1/184-185، لطائف الإشارات 19.(1/199)
حُرِّقَت و غُسِلَت حتى لا يوجد منها شيء و لم يبلغ منها الينا جزء صحيح (1) ، و القرآن ما تضمنه الإمام مصحف عثمان –رضي الله عنه- بإجماع الصحابة على ذلك، و ما عداها فإنّه لا يعدُّ قرآناً.
الباب الثاني عشر
في ذكر تنزيل سور القرآن كلِّها على التفصيل، و مواضع نزولها، مع ذكر الآيات المكّيات في السور المدنيَّة، و المدنيّات في السور المكيّة، باختلاف الروايات في ذلك.
فاتحة الكتاب مدنيّة في قول ابن عباس و عطاء، و هي رواية عمرو، عن الحسين، مكيّة في قول الحسين و قتادة و الضحاك و مقاتل و أُبيّ بن كعب في حديث رفع إليه، و روى أبو الأحوص عن منصور، عن مجاهد،عن أبي هريرة، قال: أُنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة (2) .
... البقرة و النساء و المائدة: مدنيات /45و/ لا خلافَ فيهن (3) .
... آل عمران :مدنية في قول الجماعة، مكية في قول الحسن و عكرمة (4) .
__________
(1) لم أر مصحفين أثنين يتفقان في ترتيبهما مما هو منسوب إلى عبد الله بن مسعود.
(2) ينظر: جمال القراء 1/11، البرهان 1/194، الاتقان 1/30.
(3) و قيل : النساء مكية. ينظر: البيان 140-149، الاتقان 1/31.
(4) ينظر: بصائر ذوي التمييز 102.(1/200)
... الأنعام: مكيّة في قول ابن عباس و عطاء، غير ثلاث آيات (قُل تَعَالَوا )]151[ الى قوله (لَعَلَّكُم تَتَقُونَ ) ]155[، فإنها نزلت بالمدينة و قال بعضهم: هذه (1) نزلن بين مكة و المدينة، و قال قتادة و ابن عباس في رواية أُخرى: غير آيتين (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَ قَدرِهِ )[91]، و (هُوَ الذِي أَنشَأ جَناتٍ ) ]141[، و قال عمرو عن الحسين: غير ثلاث آيات (ثُمَّ لَمْ يَكُنْ )]33[، (وَكُلُوا مِن ثَمَرِهِ ) ]141]، (وَما قَدَرُوا الله )] 91[، و قال ابن المبارك: غير خمس آيات (قُل تَعَالَوا ) ]151[ الى آخر الثلاث (وَما قَدَرُوا اللهَ ) ]91[، (وَمَن أظلَمُ مِمَنْ افْتَرَى ) ]93[ الآية (2) .
و رُوي عن أُبيّ بن كعب في حديث رُفِعَ إليه أنّها نزلت بمكة جملة واحدة، شيّعها سبعون ألف ملك لهم زجَل بالتَسبيح و التَهَجد و هو قَول جَماعة أيضاً (3) ، و روي عن الحسن و عكرمة
و قتادة أنها كلها مدنية (4) . و الله أعلم بذلك.
الأعراف: مكّية، و قال المعدل، عن ابن عباس، و قتادة: مكيّة غير خمس آيات منها نزلن بالمدينة، (و سَئِلَهُمْ عَن القَريةِ ) ]163[ الى آخرهن، و قال الحسن: إلاّ (وا سئَلْهم )..الآية (5) ، و قال بعضهم: إلاّ ثلاث آيات (وَسَلهُم ) الى آخرهن (6) .
الأنفال: مدنية، و قال المعدَّل، عن ابن عباس و قتادة: غير سبع آيات نزلن بمكّة (وَاِذ يَمكُرُ بِكَ الذينَ كَفَرُوا ) ]30[الى آخرهن، و قال بعضهم: إلاّ (و ما كان اللهُ ليُعَذِّبَهم ) ]33[ الآية (7) .
__________
(1) لعل تمام النص هذه الثلاث أو هذه الآيات.
(2) ينظر: البيان 151، الاتقان 1/24 و ينظر: بصائر ذوي التمييز 103.
(3) ينظر: البرهان 1/199، الاتقان 1/109.
(4) لم أجد هذه الرواية.
(5) ينظر: البيان 155، الاتقان 1/24.
(6) ينظر: البرهان 1/200، بصائر ذوي التمييز 103.
(7) ينظر: تفسير الطبري 9/227، البرهان 1/202، بصائر ذوي التمييز 104.(1/201)
التوبة: مدنية، و قال بعضهم: غير اثنتين (لَقَد جاءَكُم رَسُولٌ ) ]128[ الى آخر السورة (1) .
يونس: مكية في قول أكثرهم، و قال المعدل، عن ابن عباس، و قتادة: إلاّ ثلاث آيات نزلن بالمدينة (فإن كنت في شكٍ ) ]94[ الى آخرهن (2) ، و قال ابن المبارك: إلاّ (و منهم مَنْ يؤمن بهِ ) ]40[ الآية، فإنها نزلت في اليهود بالمدينة (3) ، و زعم مجاهد و قوم متأخرون أنهّا مدنية.
هود: مكيّة، و قال المعدّل، عن ابن عباس و قتادة: إلاّ (و أقِمِ الصَلوَةَ ) ]115[ الآية، فإنها نزلت بالمدينة، و قال الحسن، إلاّ (وَلاتَركَنُوا ) ]113[ الآية (4) .
يوسف: مكيّة، و قال المعدّل، عن ابن عباس: مكيّة إلاّ أربع آيات منها نزلن بالمدينة، ثلاث من أولها و الرابعة (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ و إخوَتِهِ آياتٌ للسائلينَ ) (5) ]7[.
الرعد: مكيّة في قول ابن عباس و عَطاء (6) ، و قال ابن المبارك و مُقاتل و الكلبي: مكيّة، إلاّ آخر آية منها، نزلت في عبد الله بن سلام، و قال سعيد بن جُبَير: كيف تكون هذه الآية في عبد الله بن سلام و السورة كلها مكيّة (7) و قال الحسن و عكرمة و قتادة: إنَّهَا مدنية، و رَوى عمرو عن الحسن أنّها مدنية غير آيتين (وَلايَزَالُ الذينَ كَفَروا تُصيبُهُم ) ]13[ الآية، ( و لو أنّ قرآناً ) ]31[ الآية (8) ، و قال بعضهم: قوله: (وَهُم يَكفُرونَ بِالرَحمنِ ) ]30[ إلى قوله: (و إليهِ مَتابِ ) ]30[ نَزَلَت بالحُديبية (9) .
__________
(1) ينظر: البرهان 1/202، بصائر ذوي التمييز 104.
(2) ينظر: جمال القراء 1/12، الاتقان 1/31.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 8/345.
(4) ينظر: جمال القراء 1/12، البرهان 1/30، الاتقان 1/31.
(5) لم أجد ذلك. ينظر: الاتقان 1/31.
(6) ينظر: جمال القراء 1/12، الاتقان 1/31.
(7) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 9/335.
(8) ينظر: البرهان 1/202، بصائر ذوي التمييز 104.
(9) ينظر: أسباب النزول 205.(1/202)
... إبراهيم: مكية، قال الحسن: مكيّة، إلاّ ثلاث آيات (ألَمْ تَرَ إلى الذِينَ بَدّلُوا ) ]28[ الى قوله (خِلالٌ ) ]31[، و قال ابن عباس /45ظ/ و عكرمة، إلاّ آيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين (ألم تر الى الذين بدَّلوا نعمَتَ اللهِ كُفراً ) ]28[ الى آخرهما (1) .
الحجر: مكيَّة، و قال الحسن: إلاّ آيتين، (وَلَقَد آتَيناكَ ) ]87[، و (كَمَا أنزَلنا على المُقتَسِمينَ.الذينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ ) ]90،91[ (2) .
النحل: مكية، و قال ابن عباس و عطاء و ابن المبارك: غير ثلاث آيات نَزَلنَ في إنصراف النبيِّ صلى الله عليه من أُحد (و إنْ عَاقَبْتُم فَعَاقِبُوا ) ]126[ الى آخر السورة بين مكة و المدينة (3) ، و قال الحسن: من أولها أربعون آية مكيّة، و الباقي من قوله: (وَالذينَ هاجَروا في اللهِ ) ]41[ إلى آخر السورة مدنية (4) ، و قال ابن عباس في إحدى الروايات: بعضها مكي و بعضها مدني، فالمكي من أولها الى قوله: (وَلَهُم عَذَابٌ عَظيمٌ ) ]106[، و المدني قوله: (وَلاتَشْتَرُوا بِعَهدِ اللهِ ) ]95[ الى قوله: (بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ ) ]97[، و روى همام و معمر، عن قتادة أنها مدنية، و كذلك روي في الحديث الذي رفع إلى أُبيِّ بن كعب (5) .
__________
(1) ينظر: البيان 171، الجامع لأحكام القرآن 9/364، البرهان 1/202، بصائر ذوي التمييز 103.
(2) ينظر: الاتقان 1/24.
(3) ينظر: البيان 175، اسباب النزول 213، جمال القراء 1/12، الاتقان 1/24.
(4) ينظر: تفسير الطبري 14/195-196، البرهان 1/200.
(5) ينظر: بصائر ذوي التمييز 103.(1/203)
سبحان: مكية، و قال الحسن: إلاّ خمس آيات (وَلاتَقتُلوا النَفسَ ) ]33[، ( و لا تقربوا الزِّنا ) ]32[، (أولئكَ الذينَ يَدعُونَ ) ]57[ الآية، (أقِمِ الصَلوَةَ )[78]، (وَآتِ ذا القُربى حَقّهُ ) ]26[، مُعدّل عن ابن عباس و قتادة و ابن المبارك: غير ثماني آيات (وَ إن كَادوا لَيَفتِنونكَ ) ]73 [الى قوله: ( وَقُل رَبِِّ أدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ ) ]80[، و قيل: (وَقُل رَبِّ أدخِلني ) نزلت بين مكة و المدينة (1) .
و ذكر عن أبي عمرو بن العلاء و غيره أنّ ما نزل بين مكة و المدينة فهو مدنيّ (2) .
الكهف: مكيّة، و قال الحسين: إلاّ ثلاث آيات (واصبِر نَفسَكَ ) ]28[ الآية، فإنها نزلت بالمدينة (3) ، في قصة عُيينة بن حصن الفزاري، فقال رسول الله صلى الله عليه: الحمد لله الذي جَعَلَ في أُمتي من أُمِرْتُ أنْ أُصَبِرَ نَفسي مَعه (4) .
مريم: مكيّة (5) .
طه: مكيّة، و قال الحسين مكيّة، إلاّ آيتين (وسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ ) ]130[، (وَأمُر أَهلَكَ ) (6) ]132[.
الأنبياء: مكية (7) .
الحج: مكية، و قال ابن المبارك: مكيّة إلاّ آيات منها، (وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ الله ) إلى آخر الآيتين،
وله: (أُذِنَ للذينََ يُقَا تَلونَ ) ]39[ إلى تمام الآيتين، و قوله: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا اركَعُوا واسجُدوا ) (8) ]37[.
... و قال: كل شيء في القرآن (يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا ) فهو مدني، و كلُّ شيء فيه (ياأَيُّها الناسُ ) فمنه مكيّ و منه مدني (9) .
__________
(1) ينظر: البرهان 1/30، 201، الاتقان 1/24.
(2) ينظر: بصائر ذوي التمييز.
(3) ينظر: البرهان 1/201، بصائر ذوي التمييز 104.
(4) ينظر: أسباب النزول 224-225، و الحديث في كنز العمال 12/186.
(5) ينظر: البيان 181، الاتقان 1/24.
(6) ينظر: البيان 183، الاتقان 1/24.
(7) ينظر: البيان 187، الاتقان 1/24.
(8) ينظر: جمال القراء 1/14، البرهان 1/202-203.
(9) ينظر: البرهان 1/188-189، 191.(1/204)
و قال ابن عباس و عطاء و غيرهما: مكية غير ثلاث آيات (هذانِ خَصْمَانِ ) ]19[ إلى آخرهن، فإنهن نزلن بالمدينة، في ستة نفر ثلاثة منهم مؤمنون، و ثلاثة منهم كافرون، فالمؤمنون حمزة بن عبد المطلب و عليّ بن أبي طالب و عبيدة بن الحارث –رضي الله عنه، و الكافرون عتبة و شيبة ابنا ربيعة و الوليد بن عتبة (1) ، و قال بعضهم: مدنية، إلا أربع آيات (و ما أرْسَلْنا ) ]52[إلى /46و/ قوله: (عَقيمٌ ) ]55[، و قال بعضهم: غير ست آيات (وما أَرسَلنا ) إلى آخرهن، و قال الحسن: مدنية، إلاّ أن بعضها نزل في السفر (2) .المؤمنون: مكيّة (3) ، و قال الحسن: إلا أوله إلى قوله: (فاعِلونَ ) (4) ]4[.
النور: مدنية (5) .
الفرقان:مكيّة،و قال المعدل، عن ابن عباس، و قتادة: غير ثلاث آيات فيها نزلن بالمدينة، ( واّلّذينَ لايَدعونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ ) (6) ]68[إلى آخرهن،وعن بعضهم: إنّ قوله: (ألَم تَرَ ألى رَبِّكَ كَيفَ مَدَّ الظِّلَّ ) ]45[ نزلت بالطائف (7) .
... الشعراء: مكيّة، قال ابن عباس و قتادة: غير أربع آيات (والشُعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ ) ]224[ إلى آخر السورة (8) .
النمل: مكية، و قال الحسن: إلاّ (الّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ ) ]3[ الآية (9) .
__________
(1) ينظر: تفسير الطبري 17/131، أسباب النزول 231.
(2) ينظر: تفسير الطبري 17/193ن بصائر ذوي التمييز 104.
(3) ينظر: البيان 191، الاتقان 1/24.
(4) ينظر: تفسير الطبري 18/2-3.
(5) ينظر: البيان 193، البرهان 1/194، الاتقان 1/25.
(6) الرواية عن ابن عباس بخلاف ذلك. ينظر: تفسير الطبري 19/42-43.
(7) ينظر: جمال القراء 1/14، البرهان 1/197.
(8) ينظر: البيان 196، جمال القراء 1/15، الاتقان 1/24.
(9) ينظر: جمال القراء 1/8، الاتقان 1/24.(1/205)
... القصص: مكيّة (1) ، قتادة، و إحدى الروايات عن ابن عباس مكية، إلاّ (إنَّ الذي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ ) ]85[ الآية، فإنها نزلت بين مكة و المدينة، و قال بعضهم: إنّ الآية نزلت بالجحفة (2) ، و قيل: مكية، سوى (الَذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ مِن قَبلِهِ هُم بِهِ يؤمِنونَ ) (3) ]52[.
العنكبوت: مكية، و قال الحسن: إلاّ عشر آيات من أولها، معدّل، عن ابن عباس و قتادة: مدنية (4) .
الروم: مكيّة، و قال الحسن: إلاّ (فَسُبحانَ اللهِ حينَ تُمسونَ ) ]17[الآية (5) .
لقمان:مكيّة، و قال ابن عباس:سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة، (وَلَو أَنَّ ما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أقلامٌ ) ]27[ إلى آخرهن (6) .
السجدة مكية في قول الحسن و عكرمة و قتادة، و قال ابن عباس و عطاء و الكلبي: مكية، سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة، في عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- و الوليد بن عقبة، (أفَمَن كَانَ مؤِمِناً ) (7) ]18[إلى آخرهن، و عن الحسين: مكية إلى قوله: (تتَجافَى جُنوبُهُم ) ]16[ الآية، و قيل: هي مدنية (8)
... و الأحزاب مدنية (9) .
سبأ: مكية (10) .
__________
(1) ينظر: جمال القراء 1/8، الاتقان 1/24.
(2) ينظر: البيان 201، جمال القراء 1/15، البرهان 1/197، و الجحفة قرية على طريق مكة، و سميت بذلك لأن السيل جحفها، و هي ميقات أهل مصر و الشام إن لم يمروا بالمدينة. ينظر: مراصد الاطلاع 1/315.
(3) ينظر: البرهان 1/201، بصائر ذوي التمييز 104.
(4) ينظر: البيان 203، جمال القراء 1/15.
(5) ينظر: البيان 205، الاتقان 1/24.
(6) ينظر: البيان 206، الاتقان 1/24.
(7) ينظر: البيان 207، أسباب النزول 263.
(8) ينظر: تفسير الطبري 21/107.
(9) ينظر: البيان 208، الاتقان 1/26.
(10) ينظر: البيان 209، الاتقان 1/25.(1/206)
... فاطر: مكية (1) ،و قال بعضهم: سوى آيتين (إنَّ الذِينَ يَتلونَ ) ]29[ الآية، و (ثُمَّ أورَثنا الكِتابَ )[32].
يس: مكية (2) ، و قال قوم: غير آية منها، نزلت بالمدينة، (و إذا قِيِلَ لَهُمْ أنْفِقُوا )]47[ الآية، و روى شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد أنّ هذه الآية نزلت في اليهود، و قال قوم: نزلت في مشركي قريش، فإن كانت نزلت في اليهود، فهي مدنية، و إنّ كانت في مشركي قريش فهي مكية كالسورة كلها (3) .
و الصافات: مكية (4) .
ص: مكية (5) .
الزمر: و قال ابن عباس و عطاء: سوى ثلاث آيات، نزلن في المدينة، في وحشي قاتل حمزة، (قُلْ يا عِبادِي ) (6) ]53[، و قيل: غير سبع آيات، (قُل يا عِبادِيَ الّذينَ أسرَفوا ) ]53[ إلى آخرهن (7) .
... المؤمن: مكية (8) ، معدل ، ابن عباس، و قتادة: غير آيتين فيها، نزلتا بالمدينة، (إ نَّ الّذينَ يُجادِلونَ ـفي آياتِ اللهِ ) ]56[ إلى قوله: (لا يَعْلَمُونَ ) ]57[، و قال الحسن: إلاّ (و سَبِح بِحَمدِ ربِّكَ ) ]55[.
... السجدة: مكية (9) .
__________
(1) ينظر: البيان 210، الاتقان 1/25.
(2) ينظر: البيان 211، الاتقان 1/25.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 15/36، لباب النقول 107.
(4) ينظر: البيان 212، الاتقان 1/25.
(5) ينظر: البيان 214، الاتقان 1/25.
(6) ينظر: البيان 216، جمال القراء 1/16، أسباب النزول 278.
(7) ينظر: البرهان 1/202، بصائر ذوي التمييز 104.
(8) ينظر: البيان 218، جمال القراء 1/16، الاتقان 1/26.
(9)
(1) ينظر: البيان 220، جمال القراء 1/16.(1/207)
عسق: مكيّة (1) ، و قال الحسن: مكية، إلاّ (وَالّذينَ استَجابوا ) ]38[، و (الّذينَ إذا اَصابَهُم ) ]39) إلى قوله: /46ظ/ (لا يُحِبُّ الظالِمينَ ) ]40[، و قال معدل، عن ابن عباس و قتادة: إلاّ أربع آيات منها، نزلن بالمدينة، (قُلْ أسأَلُكُم عَلَيهِ أجْراً ) ]23[، قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قال رجل من الأنصار: و الله ما أنزل الله هذه الآية قال رجل من الأنصار: و الله ما أنزل الله هذه الآية، فأنزل الله تعالى (أم يَقُولونَ افتَرى على اللهِ كَذِباً ) ]24[ الآية، ثمّ إنَّ الرجل تَابَ و نَدِمَ، فأنزل الله ( و هُوَ الذي يَقبَلُ التَوبَةَ عَن عِبادِهِ ) ]25[ إلى قوله: (عَذابٌ شَديدٌ ) ]26 (2) [.
الزخرف: مكية، و عن بعضهم: إن قوله: (وَسئَل مَن أرسَلنا ) ]45[ الآية، نَزَلَت بِبَيتِ المقدس (3) .
الدخان: مكية (4) .
الجاثية: مكية، معدل، عن ابن عباس، و قتادة: مكية، إلاّ آية منها، نزلت بالمدينة، (قُل للّذينَ آمَنوا يَغفِروا ) ]14[ الآية (5) .
... الأحقاف: مكية، معدل، عن ابن عباس و الحسن و قتادة: إلاّ آية منها، نزلت بالمدينة، (قل أَرَأَيتُم إن كانَ مِن عِند اللهِ ) ]10[الآية، نزلت في عبد الله بن سلام (6) .
__________
(1) ينظر: البيان221، جمال القراء 1/16.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 15/267، لباب النقول 188.
(3) ينظر: البيان 223، الجامع لأحكام القرآن 16/94.
(4) ينظر: البيان 225، الاتقان 1/26.
(5) ينظر: البيان 226، جمال القراء 1/17، الاتقان 1/26.
(6) ينظر: البيان 227، الجامع لأحكام القرآن 16/188، البرهان 1/202، بصائر ذوي التمييز 104.(1/208)
سورة محمد صلى الله عليه مدنية، و قال المعدل: مدنية في قول الحسن و عكرمة، قال: و قال ابن عباس و قتادة مدنية، إلا آية منها، نزلت على النبيّ صلى الله عليه ، و هو يريد التوجه من مكة إلى المدينة، وقف فنظر الى مكة، فَبَكى حُزْناً عَليها، فأنزل لله تعالى في مقامه، في قريته (و كَأيِّن مِن قَريَة ) ]13[ الآية (1) .
الفتح: مدنية (2) .
... الحجرات: مدنية (3) .
ق: مكية (4) ، قال الحسن: مكية غير (ولَقَد خَلَقنا السَّمواتِ وَالأرضَ ) ]38[ إلى (الغُروبِ )، معدل، عن ابن عباس و قتادة: غير آية منها، قوله: (ولَقَد خَلَقنا السَّمواتِ وَالأرضَ ) ]38[ الآية (5) .
الذاريات: مكيّة (6) ، و قال الحسن: إلاّ (وفي أموالِهِم ) ]39[ الآية..
الطور: مكية (7) ، و قال الحسن: مكية إلا (و مِنّ الليلِ ) [49] الآية.
النجم: مكيّة (8) ، معدل، عن ابن عباس و قتادة: غير آية منها نزلت بالمدينة (الَّذينَ يَجتَنِبونَ ) ]32[ الآية، عمرو ، عن الحسين: مدنية (9) .
القمر: مكية (10) إلا في رواية عمرو عن الحسن.
سورة الرحمن: (11) -عز و علا- مكية في قول ابن عباس و عطاء و الحسن و عكرمة، و قال المعدل، عن ابن عباس و قتادة: مكية، غير آية منها نزلت بالمدينة، (يسئلُهُ مَن في ا لسَّمواتِ وَالأرضِ ) ]29[ الآية، و قال الحسن و أبو حاتم و همام عن قتادة: مدنية.
__________
(1) ينظر: البيان 228ن الجامع لأحكام القرآن 16/235، لباب النقول 192-193.
(2) ينظر: البيان 229، الاتقان 1/26.
(3) ينظر: البيان 230، الاتقان 1/26.
(4) ينظر: البيان 231، جمال القراء 1/17.
(5) ينظر: بصائر ذوي التمييز 91.
(6) ينظر: البيان 232، الاتقان 1/25.
(7) ينظر: البيان 233، الاتقان 1/25.
(8) ينظر: البيان 234، جمال القراء 1/17.
(9) ينظر: بصائر ذوي التمييز 98.
(10) ينظر: البيان 236، الاتقان 1/25.
(11) ينظر: البيان 237، جمال القراء 1/18، الاتقان 1/25.(1/209)
... الواقعة: مكية (1) ، معدل، عن ابن عباس و قتادة: غير آية منها نَزَلتْ بالمدينة، ( و تَجعَلونَ رِزقَكُم ) ]82[ الآية..
... الحديد: مدنية (2) .
المجادلة :مدنية (3)
... الحشر: مدنية (4) .
... الممتحنة: مدنية (5) .
الصف: مكية (6) في قول ابن عباس و عطاء، و قال الحسن و عكرمة و قتادة: مدنية، و قال المعّدل: مدنية في قولهم كلهم.
... الجمعة: مدنية (7) .
المنافقون: مدنية (8) .
التغابن: مدنية، و قال ابن عباس: مكية غير ثلاث آيات من آخرها، نزلت بالمدينة، (يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا إنَّ مِن أَزواجِكُم ) ]14[ إلى آخر السورة، و قال عطاء: هي مكية غير هذه الآية (يا أيها الَّذينَ آمَنوا إنَّ مِن
أَزْواجِكُم ) ]14[، نزلت في عوف بن مالك /47و/الأشجعي (9) .
... الطلاق: مدنية (10) .
... التحريم: مدنية (11) .
... الملك: مكية (12) .
__________
(1) ينظر: البيان 239، جمال القراء 1/18، الاتقان 1/25.
(2) ينظر: البيان 241، الاتقان 1/25.
(3) ينظر: البيان 242، جمال القراء 18، الاتقان 1/26.
(4) ينظر: البيان 243، الاتقان 1/26.
(5) ينظر: البيان 244، الاتقان 1/26.
(6) ينظر: البيان 245، جمال القراء 18، الاتقان 1/25.
(7) ينظر: البيان 246، جمال القراء 1/18، الاتقان 1/26.
(8) ينظر: البيان 247، الاتقان 1/26.
(9) ينظر: البيان 248، جمال القراء 1/18، البرهان 1/29.
(10) ينظر: البيان 249، الاتقان 1/26.
(11) ينظر: البيان 250، الاتقان 1/26.
(12) ينظر: البيان 252، جمال القراء 18، الاتقان 1/25.(1/210)
... القلم مكية، و قال المعدل، عن ابن عباس و قتادة : مكية من أولها الى قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلى الخُرطومِ ) ]16[، و من قوله: (إنّا بَلَوناهُم ) ]17[ إلى قوله: (لَو كانوا يَعلَمونَ ) ]33[ مدني، من قوله ( إنَّ للمُتَّقينَ ) ]34[ إلى قوله (فَهُم يَكتُبونَ ) ]47[ مكي، و من قوله: (فاصبِر ) ]48[إلى قوله: (منَ الصالِحينَ ) ]50[ مدني، و من قوله: (وإن يَكادُ ) ]51[إلى آخر السورة مكي.
الحاقة: مكية (1) .
المعارج: مكية (2) ، و قال الحسن: إلا (فِي أمْوالِهِمْ ) ] 24[ الآية.
نوح: مكية (3) .
و الجن: مكية (4) .
المزمل:مكية (5) ، إلا في قول قتادة، و قال ابن عباس و عطاء: غير قوله: (إنّ ربَّكَ يَعلَمُ ) ]20[ الى
آخر السورة،و عن قتادة و إحدى الروايات، عن ابن عباس:غير قوله: (و اصْبِرْ على ما يَقولونَ )[10]
إلى قوله: (قَلِيلاً ) ]11[، و قال الحسن: إلاّ (واللهُ يُقَدِّرُ ) ]20[ الآية.
... المدثر: مكية (6) .
... القيامة: مكية (7) .
... الإنسان: مكية، و قيل مدنية، و قال بعضهم، (إنّا نَحْنُ نَزَّلْنا ) ]23[ إلى آخر السورة مكي، و الباقي مدني، و قال الكلبي: (و لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أو كَفُوراً ) (8) ]24[ مكي، تعني أبا جهل، و قال الحسن: مكية، إلا (و يُطْعِمُونَ ) [8] إلى آخر السورة.
__________
(1) ينظر: البيان 253، الاتقان 1/25.
(2) ينظر: البيان 254، الاتقان 1/25.
(3) ينظر: البيان 255، الاتقان 1/25.
(4) ينظر: البيان 256، الاتقان 1/25.
(5) ينظر: البيان 257، الاتقان 1/25.
(6) ينظر: البيان 258، الاتقان 1/25.
(7) ينظر: البيان 259، الاتقان 1/25.
(8) ينظر: البيان 260، الجامع لأحكام القرآن 19/149، الاتقان 1/25.(1/211)
... المرسلات: مكية، مُعَدَل عن ابن عباس و قتادة: مَكية، إلا آية منها، نَزَلَّت بالمدينة، لَمَّا قالت ثقيف: نُبَايِعُك على أن لا نَنْحَني، فأنزل الله عز و جلَّ ( و إذا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) ]48[، أي لا نَركَع (1) .
... عَمَّ يتساءلون: مكية (2) .
... النازعات: مكية (3) .
... عبس: مكية (4) .
التكوير: مكية (5) .
الانفطار: مكية (6) .
التطفيف مكية (7) ،و قال المعدّل: مدنية في قول الحسن و عكرمة، قال: و قال ابن عباس و قتادة:
إلاّ ثماني آيات منها، (إنَّ الذِينَ أجْرَمُوا ) [29] إلى آخر السورة.
الانشقاق: مكية، و عن بعضهم (بَلِ الذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ. و اللهُ أعْلَمُ بِما يُوعُونَ. فَبَشِرْهُم بِعَذَابٍ أليمٍ ) ]22-24[، نَزَلنَ بالطائف (8) .
البروج: مكية (9) .
الطارق: مكية (10) .
الأعلى: مكية (11) .
الغاشية: مكية (12) .
الفجر: مكية (13) .
البلد: مكية (14) .
الشمس: مكية (15) .
الليل: مكية (16) .
الضحى: مكية (17)
ألم نشرح: مكية (18) .
__________
(1) ينظر: البيان 261، جمال القراء 19، الجامع لأحكام القرآن 19/168.
(2) ينظر: البيان 262، الاتقان 1/25.
(3) ينظر: البيان 263، الاتقان 1/25.
(4) ينظر: البيان 264، الاتقان 1/25.
(5) ينظر: البيان 265، الاتقان 1/25.
(6) ينظر: البيان 266، الاتقان 1/25.
(7) ينظر: البيان 267، جمال القراء 19، الاتقان 1/25.
(8) ينظر: البيان 268، الاتقان 1/25.
(9) ينظر: البيان 269، الاتقان 1/25.
(10) ينظر: البيان 270، الاتقان 1/25.
(11) ينظر: البيان 271، الاتقان 1/25.
(12) ينظر: البيان 272، الاتقان 1/25.
(13) ينظر: البيان 273، الاتقان 1/25.
(14) ينظر: البيان 274، الاتقان 1/25.
(15) ينظر: البيان 275، الاتقان 1/25.
(16) ينظر: البيان 276، الاتقان 1/25.
(17) ينظر: البيان 277، الاتقان 1/25
(18) ينظر: البيان 278، الاتقان 1/25.(1/212)
و التين: مكية (1) ، معدل، عن ابن عباس و قتادة: مدنية.
العلق: مكية (2) .
القدر: مكية (3) ، و قيل: مدنية.
لم يكن: مدنية (4) ، همام ، عن قتادة: مكية.
... إذا زُلْزِلَت: مدنية (5) في خبر أُبيّ و مجاهد، عن ابن عباس و همام، عن قتادة و أبو حاتم، و قال جماعة و ابن المبارك و معمر، عن قتادة: مكية.
العاديات: مكية (6) ، معدّل، عن ابن عباس و قتادة و ابن المبارك مدنية.
... القارعة: مكية (7) .
ألهاكم: مكية (8) .
العصر: مكية (9) ، و قال المُعَدَّل، عن ابن عباس و قتادة: مدنية.
... الهمزة:مكية (10) .
الفيل: مكية (11) .
قريش: مكية (12)
الماعون: مكية (13) ، معدل، عن ابن عباس و قتادة و الحسن: مدنية، مقاتل بن سليمان: مكية،إلا قوله:
(فَوَيْلٌ للمُصَلِينَ ) ]4[ إلى آخر السورة (14) ، و قال بعضهم: بعضها مكي و بعضها مدني، نَزَل المكي في العاص بن وائل /47ظ/ و نزل المدني في المنافقين (15) .
... الكوثر: مكية في قول أكثرهم (16) ، معدل، عن ابن عباس و قتادة: مدنية.
__________
(1) ينظر: البيان 279، الاتقان 1/25.
(2) ينظر: البيان 280، الاتقان 1/25.
(3) ينظر: البيان 281، جمال القراء 19، الاتقان 1/25.
(4) ينظر: البيان 282، جمال القراء 19، الاتقان 1/25.
(5) ينظر: البيان 283، جمال القراء 19، الاتقان 1/25.
(6) يظر: البيان 284،جمال القراء 19، الاتقان 1/25.
(7) ينظر: البيان 285، الاتقان 1/25.
(8) ينظر: البيان 286، الاتقان 1/25.
(9) ينظر: البيان 287، الاتقان 1/25.
(10) ينظر: البيان 288، الاتقان 1/25.
(11) ينظر: البيان 289، الاتقان 1/25.
(12) ينظر: البيان 290، الاتقان 1/25.
(13) ينظر: البيان 291، الاتقان 1/25.
(14) ينظر: بصائر ذوي التمييز 104.
(15) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 20/210، جمال القراء 1/19، البرهان 1/203.
(16) ينظر: البيان 292، الاتقان 1/25.(1/213)
... الكافرون: مكية (1) ، معدّل، عن ابن عباس و قتادة و الحسن: مدنية.
... النصر:مدنية (2) .
... تبت: مكية (3) .
... الإخلاص: مكية في خَبَر أُبي و ابن المبارك، و همام، عن قتادة، و قال الحسن، و معدّل، عن ابن عباس و معمر، عن قتادة: مدنية.
... الفلق: مدنية في أكثر الأقاويل، و قال الحسن و عكرمة و قتادة: مكية (4) .
... الناس: مكية في خَبَر أُبيّ (5) ، و هو قول جماعة، و قال الحسن و ابن المبارك و قتادة و أبو حاتم: مكيّة. و الله أعلم.
... و كا ن الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران -رحمه الله- يعتمد في ذلك على ما رواه أبو عمرو بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس.
__________
(1) ينظر: البيان 296، الاتقان 1/25.
(2) ينظر: البيان 294، الاتقان 1/25.
(3) ينظر: البيان 295، الاتقان 1/25.
(4) ينظر: البيان 296، الاتقان 1/25
(5) ينظر: البيان 298، جمال القراء 20، الاتقان 1/27.(1/214)
... أخبرني شيخي الإمام أبو الحسن علي بن محمد الفارسي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو بكر بن مهران، قال: حدثنا أبو عمرو يحيى بن أحمد بن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله، قال: حدثنا أبو بكر يموت بن مزرع بن يموت بن موسى العبدي، قال: حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، قال: حدثني يونس بن حبيب النحوي، قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عن تلخيص الآي المدني من المكي من القرآن، فقال ابو عمرو بن العلاء: سألت مُجاهداً عَمَّا سألني عنه، فقال لي مجاهد: سألت ابن عباس عن ذلك فقال: سورة فاتحة الكتاب مدنية، نَزَلَتْ بالمدينة، البقرة مدنية، آل عمران مدنية، النساء مدنية، المائدة مدنية، الانعام مكية، نزلت جملة سوى ثلاث آيات منها، نزلن بالمدينة، (قُل تَعالَوا ) ]151[ إلى قوله (و إنَّ هَذَا سِرَاطِي مُستَقِيمَاً ) ]153[، الأعراف مكية، الأنفال مدنية، و هي أول ما نزل بالمدينة، براءة مدنية، و هي آخر ما نزل بالمدينة، قال أبن عباس: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن قرنتم بين براءة و الأنفال من المثاني، و براءة من المئين، فقال لي عثمان: إنَّ السورة و القصة و الآية كُنَّ إذا نزلن على رسول الله صلى الله عليه قال لبعض من يكتب الوحي: ضعوها في موضع كذا، و إلى جنب كذا (1) و إنّ براءة نزلت و النبي صلى الله عليه عليل لم يتَقَدَّم إلينا فيها شيء، و قصتها شبيهة بقصة الانفال و خفنا أن لا تكون منها، فمن ثمَّ قرناّ بينهما و لم نكتب (بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ ) (2) .
__________
(1) ينظر: البرهان 1/241.
(2) ينظر ص من هذه الرسالة.(1/215)
... يونس مكية، هود مكية، يوسف مكية، الرعد مكية، إبراهيم مكية، سوى آيتين منها، فإنهما نزلتا بالمدينة في قتلى بدر من المشركين، و هما (ألَمْ تَرَّ إلى الذِينَ بَدَلُوا نِعمَة اللهِ كُفرَاً ) (1) ]28[ إلى تمام الآيتين، الحِجر مكية /48و/، النحل مكية، خلا ثلاث آيات من آخرها، فإنها نزلت بين مكة و المدينة في منصرف رسول الله صلى الله عليه من أحد، و قد قتل حمزة و مَثَّل المشركون به، فقال النبي صلى الله عليه: لئن أظفرني الله –عزَّ و جل- بهم لأُمَثِلَّنَ بِجَمَاعة مِنهم (2) ، و قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه: و الله يا رسول الله، لَئن أظْفَرنا الله بهم لنمثلن بهم مثلا لم يمثل بأحد من العرب، فأنزل الله –عز و جل- بين مكة و المدينة (و إنْ عاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواا)]126[ إلى آخر السورة (3) ، و ما نزل بين مكة و المدينة فهو مدني.
... بنو إسرائيل مكيّة، الكهف مكيّة، مريم مكيّة طه مكية الأنبياء مكية، الحج مكيّة سوى ثلاث آيات منها، فإنها نزلت بالمدينة، في ستة نفر، ثلاثة منهم مؤمنون، و ثلاثة كافرون، فالمؤمنون عبيدة بن الحارث و حمزة بن عبد المطلب و علي بن أبي طالب -رضوان الله عليهم أجمعين، و أما الكافرون فعتبة و شيبة و الوليد بن عتبة، فأنزل الله -عز وجل- ثلاث آيات (هذانِ خَصمانِ اختَصَموا ) ]19[ إلى تمام ثلاث آيات (4) .
__________
(1) ينظر ص من هذه الرسالة.
(2) الأحاديث الضعيفة 548.
(3) ينظر: أسباب النزول 213.
(4) ينظر: أسباب النزول 231.(1/216)
... المؤمنون مكية، النور مدنية، الفرقان مكية، الشعراء مكية ما خلا خمس آيات من آخرها، فإنهن نزلن بالمدينة، و هو (الشُّعَراءُ يتَّبِعُهُمُ الغاوونَ ) ]224[إلى قوله: (إلاّ الّذينَ آمَنوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ وَذكَروا اللهَ كَثيراً ً) ]227[يعني حسان بن ثابت و كعب بن مالك و عبد الله بن رواحة (1) ، و هؤلاء شعراء رسول الله صلى الله عليه الى آخر السورة.
... النمل مكية، القصص مكية، العنكبوت مكية، الروم مكية، لقمان مكية، ما خلا ثلاث آيات منها، فإنها نزلت بالمدينة، و ذلك أنه لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا يا محمد، بلغنا أنك قلت: (و ما أُوتيتُم مِنَ العِلمِ إلاّ قَليلاً ) ]الاسراء85[، أفعنيتنا أم عنيت قومك؟ فقال: عنيت الجميع، فقالوا: يا محمد، أما تعلم ان الله عز و جل أنزل التوراة على موسى –عليه السلام- ، و فيها أنباء كل شيء، و خَلَّفَها موسى فينا و معنا، فقال لليهود: التوراة و ما فيها من الأنباء قليل في علم الله، فأنزل الله –عز و جل- بالمدينة (وَلَو أَ نَّ ما في الأرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ ) ]27[ إلى تمام الثلاث الآيات (2) .
... ألم السجدة مكية، ما خلا ثلاث آيات منها، فإنها نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب –رضي الله عنه -و الوليد بن عقبة بن أبي معيط، و ذلك أنه شجر بينهما كلام، فقال الوليد لعليّ: أنا أذرب منك لساناً، و أحدُّ منك سناناً، و أردُّ للكتيبة، فقال له علي –عليه السلام أُسكت، فإنك فاسق، فأنزل الله عز وجل بالمدينة (أَفَمَن كانَ مؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لايَستَوونَ ) ]18[ إلى تمام الثلاث الآيات (3) .
__________
(1) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 13/152.
(2) ينظر: أسباب النزول 260، و لم أجد الرواية في كتب الحديث.
(3) ينظر: أسباب النزول 263.(1/217)
... الأحزاب مدنية، سبأ مكية، فاطر مكية، يس مكية، الصافات مكية، /48ظ/ ص مكية، الزمر مكية، ما خلا ثلاث آيات منها، فإنها نزلت بالمدينة في وحشي قاتل حمزة -رضي الله عنه- و ذلك أنّه أسلم و دخل المدينة، فكان يثقل على رسول الله صلى الله عليه النظر إليه، حتى ساء ظنُّ وحشي و توهم أن الله -عز وجل- لا يقبل إسلامه، فأنزل الله –عز وعلا- آيات بالمدينة، (قُل يا عِبادِيَ ا لّذينَ أَسْرَفُوا ) ]53[إلى تمام الثلاث الآيات (1) .
... الحواميم سبع كلهن مكيات، سورة محمد صلى الله عليه مدنية، الفتح مدنية، الحجرات مدنية، ق مكية، الذاريات مكية، الطور، النجم، القمر، الرحمن، الواقعة، كلهن مكيات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، كلهم (2) مدنية، الصف مكية، الجمعة مدنية، المنافقون مدنية، التغابن مكية، سوى ثلاث آيات من آخرها، فإنها نزلت بالمدينة، (يَاأَيُّها الّذينَ آمَنوا إ نَّ مِن أزواجِكُم ) ]14[ إلى آخر السورة، الطلاق مدنية، التحريم مدنية، الملك مكية، القلم مكية، الحاقة مكية، سأل سائل مكية، نوح مكية، الجنّ مكية، المزمل مكية، سوى آية منها، نزلت بالمدينة، و هي (إ نَّ رَبَّكَ يَعلَمُ ) ]20[ إلى آخر السورة، ثم القرآن بعد ذلك مكي إلى سورة القدر، القدر مدنية، لم يكن مدنية، الزلزلة مكية، العاديات مكية، القارعة مكية، التكاثر مكية، العصر مكية، الهمزة مكية، الفيل مكية، لإيلاف مكية، و يقال هما سورة واحدة، أرأيت مكية، الكوثر مكية، الكافرون مكية، الفتح مدنية، تبت مكية، كلمة الإخلاص و هي نسبة الله –عز و جل- (لَم يلِد - وَلَم يولَد - وَلَم يَكُن لَهُ كُفواً أحَدٌ ) ]3،4[ مكية، الفلق مدنية، الناس مدنية.
... قال ابن مهران: هذا عندي أثبت ما روي فيه. و الله أعلم بذلك.
الباب الثالث عشر
في ذكر ما نزل بمكة و حكمه مدني، و ما نزل بالمدينة و حكمه مكّي، و غير ذلك
__________
(1) ينظر: أسباب النزول 278.
(2) كذا في الأصل و المناسب (كلهن).(1/218)
فمنها قوله عز و علا- في المائدة: (أليَومَ أكمَلتُ لَكُم دينَكُم ) ]3[ إلى قوله: (الخاسِرينَ ) ]5[، نزلت يوم الجمعة و الناس وقوف بعرفات، فبَرَكَت ناقة رسول الله صلى الله عليه من هيبة القرآن، و سورة المائدة مدنية بلا اختلاف (1)
و منها قوله –عز و جلّ- في الحجرات: (يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثى ) ]13[ الآية، نزولها بمكة يوم فتحها، و هي مدنية؛ لأنها نزلت بعد الهجرة (2) .
ما نزل بالمدينة و حكمه مكي:
... فمن ذلك قوله -جلّ ذكره- في سورة النحل: (وَالّذينَ هاجَروا في اللهِ ) ]41[ إلى آخر السورة مدنيات يخاطب بها أهل مكة (3) .
... و منها قوله –عز و جل: ( يا أيها الذِينَ آمنوا لاتَتَخِذُوا عَدُوِّي و عَدُوّكُم ) ]الممتحنة1[ إلى آخر السورة يخُاطِب بها أهل مكة (4) ، و هي قصة حاطب بن أبي بلتعة و سارة و الكتاب الذي رفعه إليها (5) .
... و قوله من أول سورة براءة إلى قوله ( إنما المُشْرِكُونَ نَجَسٌ )خطاب لمشركي مكة، و هي مدنية (6) .
و سورة الرعد مخاطبة أهل مكة، و هي مدنية (7) . /49و/ ما نَزَلَ ببَيتِ المقدس: قوله -عزَّ و علا-
في الزخرف: (و سَئلْ مَنْ أرْسَلْنَا مِنْ قَبلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ) ]45[ الآية (8) ، نزل عليه ليلة أُسري به.
__________
(1) ينظر: اسباب النزول 140، البرهان 1/195، بصائر ذوي التمييز 101.
(2) ينظر: اسباب النزول 295، البرهان 1/195، بصائر ذوي التمييز 100.
(3) ينظر: البرهان 1/195.
(4) ينظر: البرهان 1/195، بصائر ذوي التمييز 101.
(5) ينظر: اسباب النزول 314.
(6) ينظر: بصائر ذوي التمييز 101.
(7) ينظر: البرهان 1/195، بصائر ذوي التمييز 101.
(8) ينظر: البرهان 1/197، بصائر ذوي التمييز 101.(1/219)
... ما نزل بالطائف: قوله –عزّ و علا- في سورة الفرقان: (ألم ترَ إلى رَبّك كَيفَ مَدَّ الظلّ) ]45[ الآية (1) ، و قوله في إذا السماء انشقت: (الذِينَ كَفَرُوا يَكْذِبُونَ ) ]22[ إلى آخر السورة (2) .
... ما نزل بالجُحْفَة (3) : قوله –عزّ و علا- في سورة القصص: (إنّ الذي فَرَضَ عَلَيكَ القُرْآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعادٍ ) ]85[، نزل بالجحفة، و النبيّ –عليه السلام- مهاجر (4) .
... ما نزل بالحديبية: قوله –عزّ و علا- في سورة الرعد: (و هُم يَكفُرُونَ بالرَحمَنِ ) ]30[، نزلت بالحديبية، حين صالح رسول الله صلى الله عليه أهل مكة (5) ، فقال رسول الله لعلي: بسم الله الرحمن الرحيم (6) ، فقال سهيل: ما نعرف الرحمن الرحيم، و لو نعلم أنَّك رسول لتابعناك (7) ، فأنزل الله –تعالى- (و هُم يَكفُرُونَ بالرَحمَنِ ) ]30[، إلى قوله: (مَآبِ ) (8) ]36[.
__________
(1) ينظر: البرهان 1/197، بصائر ذوي التمييز 101-102.
(2) ينظر: بصائر ذوي التمييز 102.
(3) الجحفة: قرية على طريق مكة، و سميت بذلك لأنّ السيل جحفها، و هي ميقات أهل مصر و الشام إن لم يمرّوا بالمدينة. مراصد الاطلاع 1/300.
(4) ينظر: البرهان 1/197، بصائر ذوي التمييز 101.
(5) ينظر: أسباب النزول 206.
(6) مسند الامام أحمد 1/86.
(7) المصدر نفسه 1/391.
(8) ينظر: البرهان 1/197-198، بصائر ذوي التمييز 102.(1/220)
ما نزل ليلاً: قوله –عزّ و علا- في سورة المائدة: (و اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَاسِ ) ]67[الآية (1) ، نزلت في بعض غزوات رسول صلى الله عليه (2) ، و ذلك أنّ النبيّ –عليه السلام- كان يُحْرَس كلّ ليلة، قال عبد الله بن عامر بن ربيعة: قال رسول الله صلى الله عليه ذات ليلة: من يَحْرُسنا الليلة ؟ فأتاه حذيفة و سعد في آخرين معهم الجَحَفَة (3) و السيوف، و كان رسول الله صلى الله عليه في خيمة من أدم، فناموا على باب الخيمة، فلمّا كان ) بعد هزيع من الليل، أنزل الله عليه هذه الآية، فأخرج رسول الله صلى الله عليه رأسه من الخيمة و قال: يا أيها الناس، انصرفوا، عصمني الله (4) .
و قوله في أول سورة الحج: ( يا أيُهَا النَاس اتَقُوا رَبَكُم إنَّ زَلزَلَة السَاعَة شَئٌ عَظِيِمٌ ) ]1[، نزلت ليلا، في غزوة بني المصطلق و الناس يسرون (5) .
و قوله: (إنَكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ ) ]القصص 56[ الآية، قالت عائشة: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه و أنا معه في اللّحاف (6) .
__________
(1) ينظر: البرهان 1/198، بصائر ذوي التمييز 102.
(2) ينظر: أسباب النزول 150.
(3) الجحفة: ضرب من التِرسة، و قيل: هي من الجلود خاصة. ينظر: لسان العرب مادة (جحف) 10/383.
(4) سنن الترمذي 346، جامع البيان 6/308، و ينظر: لباب النقول 94.
(5) ينظر: البرهان 1/198.
(6) ينظر: البرهان 1/198، بصائر ذوي التمييز 102.(1/221)
ما نزل مُشَيَّعاً: فاتحة الكتاب نزلت و معها ثلاثون ألف ملك، و آية الكرسي نزلت و معها ثلاثون ألف ملك، و سورة الأنعام نزلت مرة واحدة، شيّعها سبعون ألف ملك قد طبقوا ما بين السماء و الأرض، لهم زجل بالتسبيح، فقال النبيّ صلى الله عليه: سبحان الله (1) ، و خرّ ساجداً، رواه أبو روق عن الضحاك، و سورة يس نزلت و معها ثلاثون الف ملك، و سل من أرسلنا نزلت و معها خمسون ألف ملك، و سائر القرآن نزل به جبريل –عليه السلام- وحده بلا تشييع، حدَّث به ابو القطان في خبر يسنده إلى ابن عباس –رضي الله عنه (2) .
الباب الرابع عشر
في ذكر تسمية السُّور، و معرفة السور المختلف في أسمائها
أُضيفت كُلُّ سورة إلى ما فيها من قصّة ليس في /49ظ/ القرآن مِثْلها، لِتُعْرَفَ بِها من غَيرها، كسورة البقرة؛ أُضيفت إليها لِما فيها من قِصتها، و أُخذ ذلك من رسول الله صلى الله عليه و هو عن جبريل، عليهما السلام (3) .
... و في تسميتها وجهان: يُقال: سورة البقرة، و يُقال: السورة التي تُذْكَر فيها البقرة، أخبرنا بذلك الحسن بن الحسين المقرئ –رحمه الله، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا ابن سلاّم، قال: حدثنا أحمد بن محمد الورّاق، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، قال: حدثنا نافع، عن ابن عمر، أنه كان إذا سَمِع الرجل يقول: سورة البقرة، يقول: ليس البقرةُ سورة، و لكن السورة التي تذكر فيها البقرة (4) .
... و قد رخّص في ذلك قوم، فقالوا: ليس بمكروه، إنّما يَرجع في ذلك إلى النِيّة.
__________
(1) سنن الدارمي 296، 316.
(2) ينظر: البرهان 1/199، بصائر ذوي التمييز 102-103، و فيهما غير ما ذُكر مما قيل أنّه نزل مشيَّعاً.
(3) ينظر: البرهان 1/270-272، بصائر ذوي التمييز 134.
(4) و كذا سمّاها ابن الانباري في كتابه ايضاح الوقف و الابتداء.(1/222)
... أخبرنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرحمن، قال: حدثنا ابن مسلم، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عليّ ابن سهيل، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا المسعودي، عن جامع بن شداد، قال: كنّا في غَزاةٍ فيها عبد الرحمن بن يزيد، فَفَشا في الناس أنّ أُناساُ يكرهون أن يقولوا: سورة البقرة، حتى يقولوا: السور التي ذُكِرَ فيها البقرة، فقال عبد الرحمن: كنتُ أنا مع عبد الله بن مسعود إذا اسْتَبْطَن الوادي، فجعَل الجَمرة على جَانبه الأيمن، فاستقبل الكعبة، فرمى سبع حُصَيّات، يُكَبِّر مع كُلِّ حَصاة، فلمّا فَرغ قال: ما ها هنا -و الذي لا إله غيره- رَمى الذي أُنزلت عليه سورة البقرة (1) ، قال: فما يُكْرَهُ بعد ذلك أن يقولَ سورة البقرة.
فصل
في السور التي اختلف في أسمائهن
فمن ذلك فاتحة الكتاب، و لها عَشرة أسماء: فاتحة الكتاب، و أُمُّ الكتاب، و أُمُّ القرآن، و سورة الحمد، و سورة الوافية بالفاء، رُويَ ذلك عن الحكم بن عيينة، و الكافية، رُويَ ذلك عن يحيى بن أكثم، و أساس القرآن، روي ذلك عن الشعبي، و الشِفاء، و الصلاة، و السبع المثاني (2) .
أما فاتحة الكتاب فإنّما سُمِيت بذلك لأنَّ القراءة و الكتابة تُفْتَحان بها، و فاتحة كل شيء ما يفتح به، و قال الشيخ ابو سَهل الأنماري: سميت بذلك لأنّ الكتاب فُتح بها أي افتتح النزول بهذه السورة.
__________
(1) ينظر: البرهان 1/264.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 1/111، البرهان 1/17، 269-270، الاتقان 1/151-154، بصائر ذوي التمييز 129.(1/223)
و أمَّا أُمَّ الكتاب فقد رَوى أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه، أنّه قال: الحمد لله أمَّ القرآن، و أُمُّ الكتاب، و السبع المثاني (1) ، و إنمّا سُمِيَّت أمُّ الكتاب لأنها مجموع فوائد الكتاب، لأن أصلها هو علم التوحيد و علمُ البِرِّ و إصلاحُ الضَمير، و قد جُمِعا في هذه السورة، و قِيلَ:سُمِّيَتْ بذلك لأنّها تَؤُمُ الكتاب أي: تَتَقَدمه في القراءة و الكتابة و الفَضْل، كما يَؤم ا لإمامُ /50و/ القومَ إذا تقدمهم، و قيل : سُمِّيَتْ بذلك لأنّها المَقْصِد من الكتاب، من قولهم: أمَّهُ، إذا قَصَدَهُ، كما يُسَمَّى الطَريق إماماً لأنّه يُقْصَدُ بالسلوك (2) ، قال الله –عزَّ و جلَّ- (و إنَهُمَا لَبِإمَامٍ مُبِيِنٍ ) ]الحجر79[ أي لَبِطَريقٍ واضح (3) ، و سُمِّيَتْ أمُّ القرآن لهذه الأوجه أيضاً (4) .
و سُمِّيَتْ سورة الحمد لأنَّ مَبدَأها و عِنْوانها (الحمد لله ربّ العالمين)، كما قيل سورة طه، و سورة يس، و سورة ص، و سورة ق، لأجل ما عُنْوِنَ به من هذه الكلمات.
و سُمِّيَتْ الوافية لأنها تامة كاملة في باب الثناء على الله، و في ذكر النوعين من العلم اللذينِ هما أصل القرآن من علم التوحيد و البِر.
و سُمِّيَتْ الكافية لأنّها تكفي في الثناء على الله، و في باب ذكر أحكام العبودية إذا استعمل العبد ما فيها. و سُمِّيَتْ شِفاء لما روي عن النبي صلى الله عليه أنّه قال: فاتحة الكتاب شفاء من كلّ داء إلا السام (5) ،
يعني الموت.
... و سُمِّيَتْ أساسَ القرآن لأنّ بناء القرآن على التوحيد و الزهد، و قد تضمنتها هذه السورة.
__________
(1) سنن الداري 3370، سنن الترمذي 3124.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (أمم) 14/29.
(3) ينظر: الجامع لحكام القرآن 10/45.
(4) ينظر: الاتقان 1/152.
(5) كنز العمال 1/557، و لذلك سميت رُقية أيضاً. ينظر: بصائر ذوي التمييز 129.(1/224)
... و أما الصلاة فقد سَمَّاها رسول الله صلى الله عليه بذلك، و هو ما روي في حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: يقول الله: قَسَّمتُ الصلاةَ بيني و بيَن عَبْدي (1) الحديث، و إنمّا سماها صلاة لملازمتها الصلاة، من حيث إنها مسنونة في قراءة الصلاة، و العرب تُسَمي الشيء باسم ما يلازمه، كقولهم لما يخرج من الإنسان: غائط، لملازمته الغائط و هو المُطمئن عن الأرض (2) ، و كقولهم: الظهر أربع ركعات، و المغرب ثلاث ركعات، يريدون: صلاة الظهر و صلاة المغرب، فيسمونها باسم الوقتين لملازمتها إياهما، كذلك سُمِّيَت هذه السورة صلاة لملازمتها الصلاة، و يجوز أن تكون سُمِّيَتْ صلاة لأنها متضمنة للثناء و الدعاء، إذ نصفها ثناء و نصفها دعاء، و الصلاة في اللغة الدعاء و الثناء (3) ، قال الله عز و جل: (و صَلِّ عَلَيهِم إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم ) ]103[، أي دعاؤك.
و أمّا السبع المثاني فقد رَوينا في حديث ابي هريرة أنَّ النبيّ -عليه السلام- قال: الحمدُ لله السبعُ المثاني (4) ، و عن أُبيّ بن كعب عن النبيّ -صلى الله عليه- أنّه قال: هي السبع المثاني (5) ، و سُمِّيَت بذلك لأنّها سبع آيات تُثَنى في كل صلاة. روي ذلك عن عليّ، و ابن عباس، و طاووس، و مجاهدو غيرهم من أئمة أهل العلم و التفسير.
و من ذلك سورة المائدة و هي المعروفة من اسمها سميت بذلك لما في آخرها من ذكر المائدة، كما قيل سورة البقرة و آل عمران لذكر البقرة و آل عمران فيها، و قد تسمى هذه السورة سورة الأحبار لما فيها من ذكر الأحبار (6) ، و أنشدوا لجرير الخطفيّ:
__________
(1) سنن النسائي 2/136، مسند الامام أحمد 2/241.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (غوط) 10/239.
(3) ينظر: لسان العرب مادة ( أثنى )
(4) لم أجده.
(5) مسند الامام أحمد 2/237.
(6) ينظر: بصائر ذوي التمييز 179.(1/225)
إنّ البعيثَ و عبدَ آلِ مُقاعسٍ لا يقرآنِ بسورةِ الأحبار (1)
يعني أنهما لا يُوفيان بالعُهود، أي لا يقرآن (أوفُوا بالعُقُودِ ) ]المائدة 1[ و من ذلك سورة التوبة، و لها ثمانية أسماء /50ظ/ براءة، و التوبة، و الفاضحة، و المبعثرة، و المقشقشة و الحافرة، و البحوث،
و سورة العذاب (2) .
فبراءة و التوبة للعامة، سُميت براءة بفاتحتها (3) ، و سميت التوبة لكثرة ما فيها من ذكر التوبة، كقوله تعالى: (و يَتُوبُ اللهُ عَلى مَن يَشَاءُ ) ]التوبة15]، (فَإن يَتُوبُوا يَكُ خَيراً لَهُم ) ]التوبة 74] (ثُمَّ تَابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا ) ]التوبة118] و نحو ذلك.
و الفاضِحَة و المُبعثرة لابن عباس، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبَير، قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة، فقال: تلك الفاضحة، ما زالت تَنَزل و منهم حتى خشينا أن لا تدع أحداً (4) ، قال: قلت فسورةُ الأنفال ؟ قال: نَزَلت في بدر، قال: قلت فسورةُ الحشر ؟ قال: نَزَلتْ في بني النضير (5) ، و سَماها المُبعثِرة لأنها تبعثر عن أسرار المنافقين، أي تبحث (6) .
__________
(1) شرح ديوان جرير 319.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 8/61، الاتقان 1/155-156. بصائر ذوي التمييز 227.
(3) في الاصل (بفاتحها).
(4) فضائل القرآن 2/48-49.
(5) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 8/61، الاتقان 1/155-156.
(6) ينظر: بصائر ذوي التمييز 227.(1/226)
و المُقشقشة لابن عمر -رضي الله عنه، سمّاها بذلك لأنّها تبرئُ من النفاق و الشرك (1) ، و في الحديث: كان يقال لسورتي (قُلْ يا أيُهّا الكافِرُوُنَ ) و ( قُلْ هُوَ الله أحَدْ ) المُقشقِشتان، سُمِّيَتا بِذلك لأنهما تُبرِئان من الشِركْ و النِفَاق كَما يَبرأ المَريض من عِلَّتِه، يقال: قَشْقَشَهُ إذا بَرَّأه، و تَقَشْقَشَ المَريضُ من عِلَّته إذا أفاق مِنْها و بَرَأ (2) .
و البَحُوث لأبي أيوب الأنصاري، سمّاها بذلك لأنها تتضمن ذكر المنافقين، و البحث عن سرائرهم (3) .
و سورة العذاب لحذيفة بن اليمان (4) -رضي الله عنه، أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن حذيفة، قال: يسمونها سورة التوبة و هي سورة العذاب، يعني براءة (5) .
و أما الحافرة فقد ذكر الزجّاج في كتاب الإعراب و المعاني: و براءة كانت تسمى الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، و ذلك أنّها لمّا فُرِضَ القتال تبين المنافق من غيره، و من يوالي المؤمنين مِمَّن يوالي أعداءهم (6) .
و من ذلك سورة سبحان، منهم من يسميها بفاتحتها، و أكثرهم يسمونها بسورة بني إسرائيل لما فيها من ذكرهم مواضع (7) .
و من ذلك سورة مريم، منهم من يسميها بفاتحتها فيقول: كهيعص، و أكثرهم يقولون: سورة مريم (8) .
و من ذلك سورة طه، أكثرهم يسمونها بفاتحتها و بعضهم يقول: سورة موسى عليه السلام (9) .
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 227.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (قشقش) 8/227-228.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 8/61،ة بصائر ذوي التمييز 228.
(4) ينظر: بصائر ذوي التمييز 228.
(5) فضائل القرآن 2/48، و ينظر: 1/156.
(6) معاني القرآن و إعرابه 2/483.
(7) ينظر: الاتقان 1/157، بصائر ذوي التمييز 288.
(8) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 11/74، بصائر ذوي التمييز 305.
(9) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 11/166، بصائر ذوي التمييز 311.(1/227)
و من ذلك سورة السجدة، أكثرهم على هذا، و بعضهم يقول: سجدة لقمان؛ لئلا يلتبس بحم السجدة (1) .
... و من ذلك سورة فاطر، أكثرهم على هذا، و منهم من يقول: سورة الملائكة (2) .
و من ذلك سورة يس، سميت بفاتحتها، و بعضهم سمّاها بسورة ( و جَاءَ رَجُلٌ من أقصْى المَدِينَةِ يَسْعى ) (3) .
... و من ذلك سورة ص، سميت بفاتحتها، و منهم من يسميها بسورة داود -عليه السلام.
... و من ذلك سورة الزمر، عامتهم على هذا، سُميت بذلك لما في آخرها من ذكر الزمر مرّتين، و بعضهم يقول: سورة الغرف لما فيها من ذكر الغرف مرتّين (4) .
رُويَ عن وهب بن منبه أنّه قال: مَنْ أراد أن يعرف قضاء الله في خلقه، فليقرأ سورة الغرف (5)
/51و/ و من ذلك سورة المؤمن، عامتهم على هذا، و منهم من يسميها بسورة الطَّوْل (6) ، و منهم من يسميها بحم الأُولى (7) .
... و من ذلك سورة عسق، سمُيت بفاتحتها، أكثرهم على هذا و بعضهم يُسميها سورة الشورى لقوله –عز و جل – (و أمْرُهُمْ شُورَى بَينَهُمْ ) (8) ]الشورى36[.
... و من ذلك سورة الجاثية، العامة على هذا، و منهم من يقول: سورة الشريعة، لقوله: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلى شَرِيعَةٍ ) (9) ] 18[ .
... و من ذلك سورة محمد صلى الله عليه، العامة على هذا، و منهم من يقول: سورة القتال (10) .
__________
(1) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 14/50، بصائر ذوي التمييز 373.
(2) ينظر: الاتقان 1/157، بصائر ذوي التمييز 386.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 15/1، بصائر ذوي التمييز 390.
(4) ينظر: الاتقان 1/157، بصائر ذوي التمييز 403.
(5) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 15/232.
(6) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 15/288، الاتقان 1/157.
(7) ينظر: بصائر ذوي التمييز 409.
(8) ينظر: المصدر نفسه 418.
(9) ينظر: الاتقان 1/157، بصائر ذي التمييز 426.
(10) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 16/223، الاتقان 1/157، بصائر ذوي التمييز 430.(1/228)
... و من ذلك سورة الممتحنة، أكثرهم على هذا، و منهم من يقول: سورة الامتحان، و منهم من يقول سورة المودة (1) .
و من ذلك سورة الصف، عامتهم على هذا، و بعضهم يقولك سورة الحواريين (2) .
و من ذلك سورة الطلاق، المشهور هو هذا، و منهم من يقول:سورة القصرى (3) ، رُوِيَ عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: ما في القرآن آية أو أكثر أو أكبر تفويضاً من آية في سورة النساء القصرى (و مَنْ يَتَوَكَلْ عَلى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إنَّ اللهَ بَالِغُ أمْرِهِ ) (4) 0) ]الطلاق3[ الآية.
و من ذلك سورة التحريم، قد أُولعت العامة بتسميتها سورة المُحَرِّم، و ذلك خطأ (5) .
... و من ذلك سورة الملك، و هو المشهور من أسمائها، و عليه العامة، و قد سمّاها رسول الله صلى الله عليه المنجّية، تُنْجي قارئها من عذاب القبر، و عن كعب الأحبار أنها في التوراة تسمى المانعة، تمنع عن صاحبها عذاب القبر (6) ، يعني أن معناها في التوراة لا لفظها ، و تسمى أيضا المجادلة و المخاصمة، تجادل و تخاصم عن قارئها (7) .
... و من ذلك سورة الحاقِّة، عامتهم على هذا، و منهم من يقول سورة السلسلة (8) .
__________
(1) ينظر: الاتقان 1/158، بصائر ذوي التمييز 460.
(2) ينظر: الاتقان 1/158، بصائر ذوي التمييز 462.
(3) ينظر: الاتقان 1/158.
(4) ينظر: بصائر ذوي التمييز 469.
(5) ينظر: بصائر ذوي التمييز 471، و تسمى سورة النبي أيضاً و سورة لِمَ تُحَرِم. و ينظر: الجامع لأحكام القرآن 18/133، الاتقان 1/158.
(6) ينظر: بصائر ذوي التمييز 473.
(7) و تسمى أيضاً الدامغة و الشافعة و المجادلة و المخلِّصة و الواقية . ينظر: الجامع لأحكام القرآن 18/205، الاتقان 1/158.
(8) ينظر: بصائر ذوي التمييز 478.(1/229)
... و من ذلك سورة سأل سائل، منهم من يسميها بفاتحتها، و منهم من يقول: سأل السائل، و منهم من يقول: سورة الواقع، و الأكثر على تسميتها بسورة المعارج (1) .
... و من ذلك سورة الإنسان، عامتهم على هذا، و منهم من يقول: سورة الدهر، و منهم من يسميها بفاتحتها (2) .
... و من ذلك سورة عمَّ يتساءلون، منهم من يسميها بفاتحتها، و منهم من يقول: سورة التساؤل
،ومنهم من يقول :سورة النبأ (3) .
... ومن ذلك سورة الأعمى ،منهم من يسميها بها،ومنهم من يقول :سورة عبس،أكثرهم على هذا (4) ،
ومنهم من يقول:سورةالسَّفَرَة.
... ومن ذلك سورة كورّت ،سميت بفاتحتها، و منهم من يقول: سورة التكوير (5) .
... و من ذلك سورة انفطرت، سميت بفاتحتها، و منهم من يقول: سورة الانفطار (6) .
... و من ذلك سورة المطففين، سميت بفاتحتها، و منهم من يقول: سورة التطفيف.
... و من ذلك سورة انشقت، سميت بفاتحتها، و منهم من يقول: سورة الانشقاق (7) .
و من ذلك سورة لم يكن، سميت بفاتحتها، و منهم من يقول: سورة القَيِّمة، و منهم من يقول: سورة البيِّنة (8) . /51ظ/
و من ذلك سورة أرأيت، سميت بفاتحتها، و منهم من يقول: سورة الدِّين، و منهم من يقول: سورة الماعون (9) .
__________
(1) ينظر: الاتقان 1/159، بصائر ذوي التمييز 480.
(2) ينظر: بصائر ذوي التمييز 493.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 19/169، الاتقان 1/159.
(4) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 19/211، بصائر ذوي التمييز 501.
(5) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 19/226، بصائر ذوي التمييز 503.
(6) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 19/244، بصائر ذوي التمييز 505.
(7) ينظر: الجامع لحكام القرآن 19/269، بصائر ذوي التمييز 508.
(8) ينظر: بصائر ذوي التمييز 533.
(9) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 20/210، الاتقان 1/159، بصائر ذوي التمييز 546.(1/230)
... و من ذلك سورة تَبَّتْ سميت بفاتحتها، و منهم من يقول: سورة أبي لهب، و منهم من يقول: سورة المسد (1) .
... و من ذلك سورة الإخلاص، فالمشهور من أسمائها، المرسوم في المصاحف سورة الإخلاص، سميت بذلك لأنّها منتظمة للتوحيد، و كلمة التوحيد تسمى كلمة الإخلاص، و قيل: بل الإخلاص في اللغة الإفراد و التفريد، و في هذه السورة تفريد الله و توحيده و وصفه بما هو به متفرد عن غيره، و قيل: سميت به لأنّ من اعتقد ما في هذه السورة من أوصاف الله –تعالى- يكون مؤمنا مخلصا، و لا يكون ذلك له إلا عن إخلاص تام، و قيل: سميت به لأن من يتمسك بما فيها إقرارا و اعتقادا أُخْلِصَ و انْفَرَد عن جميع الملل الباطلة، و قيل: لأنّ من قرأها على سبيل التعظيم أخلصه الله من النار، أي: أنجاه منها، و من أسمائها سورة الصمد، سميت به لاختصاص هذا الاسم بها من بين سائر السور (2) ، و من أسمائها أيضاً قل هو الله أحد سميت بفاتحتها، و من أسمائها أيضاً سورة نسبة الله (3) ، ورد في الأخبار: لكل شيء نسبة، و نسبة الله سورة الإخلاص (4) ،
__________
(1) ينظر: الاتقان 1/159، بصائر ذوي التمييز 552.
(2) ينظر: بصائر ذوي التمييز 553.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 20/246.
(4) اخرج الكناني هذا القول في الأحاديث الموضوعة في فضائل القرآن . ينظر: تنزيه الشريعة المرفوعة 1/296.(1/231)
قال شيخنا الإمام الهادي أبو عبد الله محمد بن الهيصم -قدّس الله روحه-: و تحاشى بعض الناس عن وصف الله بالنسبة، ظنّاً بأنّ النسبة هي اتصال في القرابة، و ليس ذلك كذلك، بل النسبة في اللغة تفيد معنى الوصف و الإضافة، كقولك: هذا رجل منسوب الى الصلاح، أي: موصوف به مضاف اليه، و لا ينتسب فلان إلى كذا، و نسب فلان إلى كذا، كل ذلك يراد به الوصف و الإضافة، ثم الاتصال في باب القرابة من جملة وصف و إضافة، فيُسمّى بها إلا أنّها لا تقتصر عليه (1) ، فلا مانع عن وصفه تعالى بالنسبة، فأما الحسب فمحال، إذ هو في باب القرابة (2) .
... و في الحديث: كان يقال لسورتي قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد المقشقشتان، سميتا بذلك لأنّهما تُبرِئان من الشرك و النفاق (3) و قد تقدم ذكره.
... و من ذلك سورة الفلق و سورة الناس، و سمّيتا بالمعوذتين (4) .
الباب الخامس عشر
في ذكر عدد آي القرآن و كلامه و حروفه جملة
و لقد عُنِيَ صَدْر هذه الامة بالقرآن عناية أكيدة، حتى عدُّوا آيَهُ و كلماتهِ و حروفَه، و قد وقع لهم في ذلك اختلاف ليس باختلاف على الحقيقة، و إن كان اختلافا في اللفظ، و ذلك أنّ أهل الكوفة عدُّوا قوله : و القُرْآنِ ذِي الذِكْرِ ) ]ص1[ آية، و عَدُّوا ( قَالَ فالحَقُ و الحَقَّ أقُولُ ) ]ص84[، و غيرهم يعدُّ تمام الآية ( بل الذين كَفَرُوا في عِزَّةِ و شِقاقٍ ) ]ص2]، و قوله: (لأملانَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ و ممّن تَبِعَكَ مِنْهم أجمَعِين ) ]ص85[.
__________
(1) في الأصل (أنها تقتصر) و الخطأ واضح.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 20/225.
(3) ينظر: المصدر نفسه 20/251.
(4) ينظر: الاتقان 1/159.(1/232)
/52و/ و عدّ أهل مكة و المدينة و الكوفة و الشام قوله: (و الشَياطِينَ كُلَّ بَناءٍ و غَواصٍ ) ]ص37[ و عدّ أهل البصرة تمام الآية إلى قوله (و آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ ) ]ص38[، فهذا و نحوه اختلاف في التسمية، و ليس اختلافا في القرآن، و على حسب ذلك يخالف قول بعضهم بعضا، حتى أنّ الواحد منهم يقول: عدد آي القرآن كذا و كذا، و آخر يقول: بل هو كذا و كذا، من غير أن يكون أحد منهم ادعى في القرآن زيادة ينكرها الآخر.
و كذلك في الكلمات و الحروف، فإنّ بعضهم عدّ ( في خَلْقِ) و ( في السَماءِ) و ( في الأرْضِ ) و ما أشبه ذلك كلمتين، و بعضهم عدَّها كلمة واحدة، فصار عدد من جَعَلها كلمتين أكثر، و بعضهم عدّ كل حرف مشدد حرفين، و بعضهم عدَّه حرفا واحدا، فصار عدد من عدَّه حرفين أكثر، فإلى مثل هذا ينصرف اختلافهم في ذلك (1) . فاعرف إن شاء الله.
فجميع عدد آي القرآن في قول أهل الكوفة ستة آلاف و مئتان و ست و ثلاثون آية، فيما ذكر أبو عبد الله محمد بن عيسى الأصبهاني، قال: حدثني بذلك -عِدَّةٌ من القرّاء، عن سليم بن عيسى الحنفي، و عن علي بن حمزة الكسائي، عن حمزة بن حبيب الزيّات و أسنده الكسائي إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، و ذكر سليم عن حمزة قال: هو عدد أبي عبد الرحمن السلمي، و لا أشك فيه أنه عن عليّ إلاّ أني أجبن عنه (2) .
__________
(1) بصائر ذوي التمييز 558-559.
(2) ينظر: البيان 69، فنون الأفنان 99، بصائر ذوي التمييز 559.(1/233)
... أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين المقرئ إجازة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا ابن سلم، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلف، وكيع قال: حدثنا إسماعيل بن سهل الخيّاط، عن عبيد بن عامر، قال: سألت الحسن الجعفي عن عدد الكوفي، فأطرق طويلاً ثم قال: أخبرني حمزة الزيات، عن عاصم عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ -رضي الله عنه- بعدد الكوفي، و روى عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أنه قال: آيات القرآن ستة آلاف آية و مئتان و ثماني عشرة آية، و حروفها ثلاثمئة ألف حرف و ستمئة حرف و سبعون حرفا بكلّ حرف منها عشر حسنات لقارئ القرآن (1) .
... أخبرني شيخي الإمام أبو الحسين، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن مهران، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ، قال: حدثنا عبد الله بن محمود بمرو ، قال: حدثنا الفضل بن عبد الجبار يقول: سمعت أبا معاذ النحوي يقول: القرآن ستة آلاف آية و مئتا آية و سبع عشرة آية، و هو ثلاث مئة ألف حرف و أحد و عشرون ألف حرف و مئتا حرف (2) .
و جميع عددها في قول المدنيّ الأول ستة آلاف و مئتان و أربع عشرة آية، و هو العدد الذي رواه أهل الكوفة عن أهل المدينة أخبرنا بذلك الحسن المقرئ، قال أخبرنا ابو الحسين قال: حدثنا ابن سلم، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا محمد بن الجهم، قال: حدثنا خلف، عن سليم، عن أهل الكوفة عن أهل المدينة، و لم يسندوه الى أحد سمّوه (3) .
قال وكيع (4) : و حدثني الحسين بن العباس، قال: حدثنا هارون بن حاتم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن أبي حفص الخزاز، عن أبي الفيل، أنّ ابن عمر كان يعد عدد المدنيّ الأول، و هو العدد المعروف عنهم.
__________
(1) بصائر ذوي التمييز 559.
(2) المصدر نفسه 560.
(3) ينظر: البيان 79.
(4) ألف وكيع بن الجراح ( ت 196) كتاباً في العدد. ينظر: الفهرست 40.(1/234)
و جمبع عددها في قول المدنيّ الأخير ستة آلاف و مئتان و سبع عشرة آية، و هو عدد شيبة بن نِصَاح، و في عدد أبي جعفر يزيد بن القعقاع ستة آلاف و مئتان و عشر آيات (1) ، و هو العدد الذي رواه إسماعيل، عن ابن جماز، عن أبي جعفر و شيبة، أخبرنا بذلك أبو عليّ الحسن بن الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا محمد بن الجهم، عن خلف، عن إسماعيل بن جعفر، عن سليمان بن مسلم بن جماز، عن شيبة و أبي جعفر (2) ، و بين أبي جعفر و شيبة اختلاف في ست آيات، ستراها في موضعها إن شاء الله.
و جميع عددها في قول أهل مكة ستة آلاف و مئتان و عشر آيات، أخبرني بذلك شيخي الإمام ابو الحسين الفارسي، قال: اخبرنا أحمد بن الحسين بن مهران، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ ببغداد إذ قال: اخبرنا أبو ربيعة بمكة قال: قال أبو الحسين بن أبي بزة: هذا عدد آي القرآن في الجملة، حساب إسماعيل المكي ستة آلاف آية و عشر آيات (3) .
و عن أبي بزة قال: أخبرني أبي، عن جنيد بن عمرو، عن حُمَيدِ بن قيس، عن مجاهد و عددهم موافق لعدد المدنيّ الأخير.
و جميع عددها في قول أهل البصرة ستة آلاف و مئتان و أربع آيات، و يروى خمس آيات (4) ، أخبرنا بذلك أبو علي إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا أبو بكر بن سلم، قال: حدثنا وكيع، قال: أخبرني أبو العباس أحمد بن إبراهيم، عن خليفة، عن عبيد بن عقيل، عن المعلى بن عيسى، عن العاصم (5) الجحدري بعدد آي أهل البصرة، و هم ينسبون عددهم أيضا إلى أيوب بن المتوكل، و هو يوافق الجحدري (إلاّ في قوله (و الحَقَّ أقُولُ) [ص84]، فإنه عدَّها الجحدري و تركها أيوب (6) .
__________
(1) ينظر: فنون الأفنان 99.
(2) ينظر: البيان 79.
(3) ينظر: البيان 79-80.
(4) ينظر: المصدر نفسه 80، فنون الأفنان 100.
(5) المشهور أنه عاصم.
(6) ينظر: البيان 80-81.(1/235)
... و جميع عددها في قول أهل الشام ستة آلاف و مئتان و ست و عشرون آية (1) ، اخبرني بذلك شيخي الإمام أبو الحسن، قال: أخبرنا ابن مهران، قال: حدثني أبو بكر محمد بن النعمان الإمام الصوري بالصور، قال: حدثنا محمد بن المعافى، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز السلمي، قال: سألت يحيى بن الحارث الذماري عن عدد آي القرآن، فأشار إلي بيده ستة آلاف و مئتان و ست و عشرون (2) .
... و أخبرنا أبو عليّ، أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا ابن سلم، قال: حدثنا وكيع، قال: أخبرني أحمد بن يوسف التغلبي، عن ابن ذكوان، عن أيوب بن /53و/ بن تميم، عن يحيى بن الحارث، عن عبد الله ابن عامر اليحصبي، و إليه يسندون قرآتهم و عددهم (3) .
... و جميع عددها في قول ابن عباس ستة آلاف و مئتان و ست عشرة آية (4) ، و جميع عددها في قول عطاء بن يسار ستة آلاف و مئة و سبع و تسعون آية، و جميع عددها في قول قتادة ستة آلاف و مئتان و تسع عشرة آية، و جميع عددها في قول ابن سيرين ستة آلاف و مئتان و ست عشرة آية (5) .
و أما عدد الكلمات و الحروف فأخبرنا بذلك الحسن بن الحسين إجازة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا ابن سلم، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الحسين بن العباس، قال: حدثنا محمد بن أيوب، قال: حَسَبُوا حروف القرآن، و فيهم حُمَيد بن قيس، فعرضوه على مجاهد و سعيد بن جبير فلم يُخَطِّؤهم، فبلغ ما عدُّوه ثلاث مئة ألف حرف و ثلاثة و عشرين ألف حرف و ست مئة حرف و احداً و سبعين حرفاً (6) ، و عدُّوا كلام القرآن بما فيه من الحروف يعني (ألم ) و (حم) فبلغ سبعاً و سبعين ألف كلمةو أربع مئة كلمة و سبعاً و ثلاثين كلمة.
__________
(1) ينظر: فنون الأفنان 100.
(2) ينظر: البيان 81-82.
(3) ينظر: البيان 69.
(4) ينظر: البيان 80.
(5) ينظر: البيان 81، بصائر ذوي التمييز 560.
(6) ينظر: البيان 73.(1/236)
و أخبرنا الحسين، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا ابن سلم، قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا إسماعيل بن مجمع، قال: حدثنا محمد ابن يحيى، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أيوب و أبو عكرمة، عن مرجّى، عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار و راشد و غيرهما، قالوا: قال لنا الحجاج: عُدُّوا لي حروف القرآن، و معنا الحسن و أبو العالية و نَصْر بن عاصم، فَحَسْبنا بالشعير، و أجمعنا على أنه ثلاثَ مئةِ ألف حرف و ستون ألف و ثلاثة و عشرون حرفاً (1) .
و في رواية عطاء بن يسار ثلاثُ مئةِ ألف حرف و ثلاثةٌ و عشرون ألف حرف و خمسة عشر حرفاً، و كلامه سبع و سبعون ألف كلمة و مئتان و سبع و سبعون كلمة (2) .
قال وكيع: قال أبو عمر حفص بن عمر: حدثني أبو عمارة حمزة ابن القاسم، عن حمزة الزيّات و أبي حفص الجزّاز، قالا: حروف القرآن ثلاثُ مئة ألف حرف و ثلاثة و سبعون ألف حرف و مئتان و خمسون حرفاً.
... قال وكيع: أخبرني الحارث بن محمد، عن محمد بن سعيد، عن محمد بن عمر، عن سويد بن عبد العزيز، عن يحيى بن الحارث الذماري، قال: عددُ حروفِ القرآن ثلاثُ مئةِ ألف حرف و أحد و عشرون ألف حرف و مئتا حرف و خمسون حرفاً.
قال وكيع: و ذكر ابنُ شمّاس، عن ابن عمر، عن سهل بن حمَّاد، عن شهاب بن شرنقة، عن راشد أبي محمد، و كان شهد الحجَّاج حين ميَّزَ القرآن، قال: القرآن ستة آلاف و مئة و سبع و سبعون آية، و أحد و عشرون ألف حرف و مئة و ثمانية و ثمانون حرفاً.
قال وكيع: ذكر أبو العباس الورّاق، قال: و حدثني عمر بن نوح، عن يزيد بن عبد الواحد الضرير، /53ظ/ قال: حروفُ القرآنِ ثلاثُ مئة ألف حرف و أحد و عشرون ألف حرف و مئتان و خمسون حرفاً، قال: و القرآن ستة و سبعون ألف كلمة (3) .
__________
(1) ينظر: المصاحف 119، البيان 74.
(2) ينظر: البيان 73.
(3) بصائر ذوي التمييز 561-562.(1/237)
و كان سببُ اختلافهم في عدد الكلمات و الحروف ما ذكرتهُ في صدر الباب، و هو يُغني عن الإعادة.
الباب السادس عشر
في ذكر اختلاف القراء في عدد آي كلّ سورة من القرآن
إعلم أنّ عدد أهل الكوفة أعلى الأعداد إسناداً، و أصحها في القياس تأويلاً، و ذلك أنَّ عددهم مأخوذ عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه، و عن أبي عبد الرحمن السلمي (1) –رضي الله عنه ،و مع ذلك موافقته الأخبار عن النبيّ -صلى الله عليه، فمن ذلك حديث يُروى عن أبي هريرة أنَّ النبي - صلى الله عليه - قال: فاتحة الكتاب سبع آيات، إحداهن (بسم الله الرحمن الرحيم ) (2) ، و من ذلك حديث يُروى عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: آخر آية نزل بها جبريل على النبيّ -صلى الله عليهما (3) -هذه الآية (و اتَقُوا يَومَاً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللهِ ) ]281[، قال: ضعها -يا محمد- في رأس الثمانين و المئتين من البقرة (4) ، إلى أخبار أُخَر رُوِيَتْ في ذلك، و نُسِبَ عددهم إلى حمزة الزيات.
و عدد أهل المدينة يُنْسَب الى أبي جعفر و شيبة، و هما المدني الأول، و إلى إسماعيل بن جعفر، و هو المدني الأخير، و قيل: المدني الأول هم الحسن بن علي بن أبي طالب و عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم، و المدني الأخير أبو جعفر و شيبة و إسماعيل (5) ، و الصحيح القول الأول، و قيل أيضاً: العدد الأول لا يُنْسَب إلى أحد بعينه، غير أنه كان عدد أهل البلد رواه أهل الكوفة عنهم (6) .
__________
(1) ينظر: فنون الأفنان 97-98.
(2) لم أجده.
(3) في الأصل (عليه عليهما).
(4) لم أجده.
(5) ينظر: فنون الأفنان 96-97.
(6) ينظر: البيان 67-68، جمال القراء 189، فنون الأفنان 96-97.(1/238)
و عدد اهل البصرة ينسب إلى أبي المَجْشَر عاصم بن أبي الصَّباح الجَحْدَري، وإلى أبي أيوب بن المتوكل، و لا خلاف بينهما إلاّ في آية واحدة في ص و هو قوله : (فالحَقُّ و الحَقَّ أقُولُ ) ]84[ عدَّها الحجازي و تركها أيوب (1) .
و عدد أهل الشام يُنسب إلى عبد الله بن عامر اليَحْصُبي (2) ، رواه يحيى بن الحارث الذِّماري عنه (3) .
و عدد أهل مكة يُنْسَب إلى مجاهد بن جُبَير، و إلى إسماعيل المكيّ، و قيل: لا يًنْسَب عددهم إلى أحد، بل كان شيئاً في مصاحفهم على رأس كلِّ آيةٍ ثلاث نُقَط (4) .
فصل
فاتحة الكتاب: سبع آيات بالإجماع لا اختلاف في جملتها، اختلافها آيتان: (بسم الله الرحمن الرحيم ) ]1[ مكي كوفي (أنْعَمْتَ عَلَيهِمْ ) ]7[ مدني بصري شامي (5) .
البقرة (6) : مئتان و ثمانون و سبع في البصري، و ست في الكوفي، و خمس في الحجازي، و أربع في الشامي، اختلافها إحدى عشرة آية: (ألم ) ]1[كوفي (عَذَابٌ أليمٌ ) ]10[ شامي، (مُصلِحُونَ ) ]11[ غير شامي، (خَائِفِينَ ) ]114[و (قَولاً مَعرُوفَاً ) ]235[بصري، (يَااُولِي الألبابِ ) ]179[ عراقي، و الأخير (مِن خَلآقٍ ) ]200[ الثاني غير الأخير و (يَسأَلونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ] ]19[ مكي و المدني الأول /54و/ (تَتَفَكَرُونَ ) ]219[ كوفي شامي، و الأخير (الحَيُّ القَيُّوم ) ]255[مكي بصري، و الأخير (مِنَ الظُلُماتِ إلى النُورِ ) ]257[ الأول، و روي عن أهل مكة ( و لا يُضارَّ كاتِبٌ و لا شَهِيدٌ ) ]282[.
__________
(1) ينظر: البيان 69، جمال القراء 190، فنون الأفنان 98.
(2) ينظر: فنون الأفنان 99.
(3) ينظر: البيان 69، جمال القراء 1/190، فنون الأفنان 99.
(4) ينظر: البيان 68، جمال القراء 1/189، فنون الأفنان 96.
(5) ينظر: البيان 139، جمال القراء 1/190، بصائر ذوي التمييز 128.
(6) ينظر: البيان 140، جمال القراء 1/200، فنون الأفنان 130، بصائر ذوي التمييز 133.(1/239)
آل عمران: مئتا آية بالإجماع، اختلافها سبع آيات (1) : (ألم ) ]1[ و (الإنجيل ) (48[ الثاني كوفي، و (أنزَلَ الفُرقانَ ) ]4[ غير الكوفي إلى (بَني إسرائيلَ ) ] 49 [ بصري، (مِمَّا تُحِبُّونَ ) ]92[ حجازي غير يزيد (2) ، (مَقامُ إبراهِيمَ ) ]97[ شامي. و يزيد و (الإنجيل ) [3[ الأول غير شامي في قول بعضهم، فتكون على قوله مئة و تسعاً و تسعين آية.
النساء: مئة و سبعون و خمس آيات حجازي بصري، و ست كوفي، و سبع شامي، اختلافها آيتان: (أن تَضِلُّوا لسَّبيلَ ) ]44[ كوفي شامي، (عَذاباً أليماً ) ]18[ شامي.
المائدة: مئة و عشرون آية كوفي، و آيتان حجازي شامي، و ثلاث بصري، اختلافها ثلاث آيات: (أوْفُوا بِالعُقودِ ) ]1[ و (يَعْفُوا عَن كَثيرٍ ) ]15[ غير الكوفي، (فإنكُم غالِبونَ ) ]23[ بصري (3) .
... الأنعام: مئة و سبع و ستون حجازي، و ست بصري شامي، و خمس كوفي، اختلافها أربع آيات: (و جَعَلَ الظُلُماتِ وَالنورَ ) ]1[ حجازي، (لَسْتُ عَلَيكُم بِوَكيلٍ ) ]66[ كوفي، (كُن فَيَكونُ ) ]73[، (إلى صِراطٍ مَستَقيمٍ ) ]87[غير الكوفي (4) .
__________
(1) ينظر: البيان 140، جمال القراء 1/200-201، فنون الأفنان 131، بصائر ذوي التمييز 158.
(2) يعني أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني و قد رُوِي عنه عدد أهل المدينة الأول. ينظر: البيان 67، جمال القراء 1/201.
(3) ينظر: البيان 149، جمال القراء 1/201، فنون الأفنان 132-133، بصائر ذوي التمييز 178.
(4) ينظر: البيان 151، جمال القراء 1/202، فنون الأفنان 133، بصائر ذوي التمييز 186.(1/240)
... الأعراف: مئتان و ست حجازي كوفي، و خمس بصري شامي، اختلافها خمس آيات: (ألمص ) [1]، (بدَأَكُم تَعُودُونَ ) ]29[ كوفي، (مُخلِصينَ لَهُ الدِّينَ ) ]29[ بصري شامي، (ضِعْفاً مِنَ النَّارِ ) ]38[، و (الحُسْنى عَلى بَني إسْرائِيلَ ) ]137[ حجازي (1) .
الأنفال سبعون و سبع شامي، و ست حجازي بصري، و خمس كوي، اختلافها ثلاث آيات: (ثُمَّ يُغلَبونَ ) (36[بصري شامي، (مَفعولاً ) ]42[ الأول غير الكوفي، (يَنصُرُهُ ) ]62[، (و بِالمُؤمِنينَ ) ]62[ غير البصري (2) .
التوبة مئة و تسع و عشرون في الكوفي، و ثلاثون في الباقين، اختلافها ثلاث آيات: (مِنَ المُشرِكينَ ) ]1[ بصري، (عَذاباً أَليماً ) ]39[ شامي، (و عادٌ وَثَمودَ ) ]70[ حجازي (3) .
يونس مئة و عشر في الشامين و تسع في الباقي، اختلافها ثلاث آيات: (مُخلِصينَ لَهُ ا لدِّينَ ) ]22[، و (شِفاءٌ لِما في ا لصُدورِ ) شامي، (مِنَ ا لشاكِرينَ ) ]22[ غير الشامي (4) .
هود: مئة و ثلاث و عشرون كوفي و آيتان شامي و الأول، و آية مكي بصري و الأخير، اختلافها سبع آيات (بَرِيٌء ممّا تُشرِكُونَ ) ]54[ كوفي، (في قَومِ لُوطٍ ) ]74[ غير البصري، (مِنْ سِجِّيلٍ ) ]82[ مكي شامي، و الأخير (مَنضودٍ ) ]82[ و (إ نّا عامِلونَ ) ]121[ عراقي شامي، و الأول (إن كُنتُم مُوقِنينَ ) حجازي، (مُختَلِفينَ ) ] 118[ عراقي شامي (5) .
__________
(1) ينظر: البيان 155، جمال القراء 1/202، فنون الأفنان 133، بصائر ذوي التمييز 203.
(2) ينظر: البيان 158، جمال القراء 1/203، فنون الأفنان 134، بصائر ذوي التمييز 222.
(3) ينظر: البيان 160، جمال القراء 1/203، فنون الأفنان 135، بصائر ذوي التمييز 227.
(4) ينظر: البيان 163، جمال القراء 1/203، فنون الأفنان 135، بصائر ذوي التمييز 238.
(5) ينظر: البيان 165، جمال القراء 1/203-204، فنون الأفنان 136، بصائر ذوي التمييز 246.(1/241)
يوسف: مئة وإحدى عشرة آية بالإجماع (1) .
الرعد: أربعون و سبع شامي، و خمس بصري، و أربع حجازي، و ثلاث كوفي، اختلافها خمس آيات: (جَديدٍ ) ]5[، و (ا لنُّورُ ) ]16[ غير الكوفي، (الأعمى وَا لبَصيرُ ) ]16[، و (سُوءَ الحِسَابِ ) ] [ شامي، (مِنْ كُلِّ بابٍ ) ] 23[ عراقي شامي (2) .
... إبراهيم: خمس و خمسون شامي، و أربع حجازي، و آيتان كوفي، و آية بصري، اختلافها سبع آيات: (إلى النُّورِ ) ]1[في الموضعين حجازي /54ظ/ شامي (و عادٍ وَثَمودَ ) ]9[ حجازي بصري، (خَلقٍ جَدِيدٍ ) [ 19[شامي كوفي و الأول ، (وفَرْعُها في السَّماءِ ) ]24[ غير الأول، (الليلَ والنَهارَ ) ]33 [ غير البصري، (عمّا يَعْمَلُ الظَّالِمونَ ) ]42[ شامي.
... الحجر: تسع و تسعون بالإجماع (3) .
... النحل: مئة و ثمان و عشرون بالإجماع (4) .
... سبحان: مئة و إحدى عشرة آية كوفي، و عشر في الباقين، اختلافها آية: (للأذقانِ سُجَداً ) ]107[ كوفي (5) .
__________
(1) ينظر: البيان 167، جمال القراء 1/204، فنون الأفنان 137، بصائر ذوي التمييز 255.
(2) ينظر: البيان 169، جمال القراء 1/204، فنون الأفنان 137، بصائر ذوي التمييز 262.
(3) ينظر: البيان 173، جمال القراء 1/205، فنون الأفنان 139، بصائر ذوي التمييز 272.
(4) ينظر: البيان 175، جمال القراء 1/205، فنون الأفنان 139، بصائر ذوي التمييز 278.
(5) ينظر: البيان 173، جمال القراء 1/205-206، فنون الأفنان 139، بصائر ذوي التمييز 288(1/242)
... الكهف: مئة و إحدى عشرة آية بصري، و عشر كوفي، و ست شامي و خمس حجازي، اختلافها إحدى عشرة آية: (وزِدْناهُم هُدَى ) ]13[ غير الشامي، (إلا قَلِيلٌ ) ]22[ مدني الأخير، (ذلك غير الأخير، (زَرعاً) ]32[ ، و (مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبَاً ) ]84[ عراقي شامي و الأخير، (هذِهِ أبَداً ) ]35[ غير الشامي و الأخير، (عِندَها قَوماً ) ]86[ غير الكوي و الأخير، (فَأَتبَعَ سَبَبَاً ) ]85[ الثلاث عراقي، (بالأخسَرينَ أعْمالاً ) ]103[ عراقي شامي (1) .
... مريم: ثمان و تسعون آية عراقي شامي و الأول، و تسع مكيّ و الأخير، اختلافها ثلاث آيات: (كهيعص ) ]1[ كوفي، (ا لرَّحمنُ مَدّاً ) ]75[ غير الكوفي، (في الكِتابِ إبراهِيمَ ) ]41[ مكي و الأخير (2) .
__________
(1) ينظر: البيان 179، جمال القراء 1/206، فنون الأفنان 139-140 و فيه انه سبع في الشامي، بصائر ذوي التمييز 297.
(2) ينظر: الييان 181، جمال القراء 1/206، فنون الأفنان 141، بصائر ذوي التمييز 305.(1/243)
... طه: مئة و أربعون آية شامي، و خمس و ثلاثون كوفي، و أربع حجازي، و اثنتان بصري، اختلافها إحدى و عشرون آية: (طه ) ]1[ ، (ما غَشِيَهُم ) [78]، (رَأيتَهُم ضَلُّوا ) ]92[ ثلاثتهن كوفي، (نُسَبِّحَكَ كَثيراً ) ]33[ ، و (نَذكُرَكَ كَثيراً ) ]34[ كلاهما غير البصري، (مَحَبَّةً مِنِّي ) ]39[ حجازي شامي، (فُتُوناً ) [40] بصري شامي، (لِنَفسي ) ]41[ كوفي شامي، و (لا تَحزَنَ ) ]40[ ، و (أهلِ مَديَنَ ) ]40[ ، و (مَعَنا بَني إسرائيلَ ) ]47[ ، (ولَقَد أوحَينا إلى مُوسى ) ]77[ أربعتهن شامي، (غَضبانَ أسِفاً ) ]86[ ، و (و إلهُ موسى ) ]88[ كلاهما مكي و الأول، (وَعْداً حَسَناً ) ]86[ ، و (ألاّ يَرجِعُ إلَيهِم قَولاً ) ]89[ كلاهما الأخير، (ألقى السَّامِرِيُّ ) ]87[ غير الأخير، (فنَسِيَ ) ]88[ عراقي شامي و الأخير (صَفصَفاً ) ]106[ عراقي شامي، (مِنِّي هُدى ) ]123[ و (زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا ) ]131[ غير الكوفي (1) .
...
الأنبياء مئة و ثنتا عشرة آية كوفي، و إحدى عشرة آية في الباقين، اتلافها آية: (و لايَضُرُّكُم ) ]66[ كوفي (2) .
... الحج: ثمان و سبعون آية كوفي، و سبع مكي غير البزي، و ست مدني و البزي، و خمس بصري، و أربع شامي، اختلافها خمس آيات: (الحَميمُ ) ]19[ ، (الجُلودُ ) ]20[ كلاهما كوفي (و عادٌ وَثَمودُ ) ]42[ غير الشامي، و (قَومُ لوطٍ ) ]43[ حجازي كوفي، (سَمَّاكُمُ المُسلِمينَ ) ]78[ مكي غير البزي (3) .
... المؤمنون: مئة و ثماني عشرة آية في الكوفي، و تسع عشرة في الباقين، اختلافها آية: (وأخاهُ هارُونَ )
]
__________
(1) ينظر: البيان 183، جمال القراء 1/207، فنون الأفنان 141، بصائر ذوي التمييز 310.
(2) ينظر: ينظر: البيان 187، جمال القراء 1/208، فنون الأفنان 144، بصائر ذوي التمييز 317.
(3) ينظر: البيان 189، جمال القراء 1/209، فنون الأفنان 144، بصائر ذوي التمييز 323.(1/244)
131[غير الكوفي. (1)
... النور: أربع و ستون آية عراقي شامي، و آيتان حجازي، اختلافها آيتان: (بالغُدُوِّ والآصالِ ) ]36[ ، و (يَذهَبُ بِالأبصارِ ) ]43[ كلاهما عراقي شامي (2) .
الفرقان سبع و سبعون آية بالإجماع (3) .
... الشعراء: مئتان و سبع و عشرون كوفي شامي و الأول، و ست في الباقين، اختلافهما أربع آيات: (طسم ) ]1[ كوفي، (فلَسَوفَ تَعلَمونَ ) ]49[ ، غير الكوفي، (أينَ ما كُنتُم تَعبُدونَ ) ]92[ غير البصري، (و ماتَنَزَّلَت بِهِ الشَّياطينُ ) ]210[ عراقي شامي و الأول (4) .
... النمل: خمس و تسعون آية حجازي، و أربع بصري /55و/ شامي، و ثلاث كوفي، اختلافها آيتان (وأُولوا بأسٍ شَديدٍ ) ]33[ حجازي، (مِن قَواريرَ ) ]44[ غير الكوفي (5) .
... القصص: ثمان و ثمانون آية بالإجماع، اختلافها آيتان: (طسم ) ]1[ كوفي، (يَسْقُونَ ) ]23[ غير الكوفي (6) .
... العنكبوت: تسع و ستون بالإجماع، اختلافها ثلاث آيات: (ألم ) ]1[ كوفي، (ويَقطَعونَ السَّبيلَ ) ]29[ حجازي، (مُخْلِصِينَ لَهُ ا لدِّينَ ) ]65[ بصري شامي (7) .
__________
(1) ينظر: البيان 191، جمال القراء 1/209، فنون الأفنان 145، بصائر ذوي التمييز 329.
(2) ينظر: البيان 193، جمال القراء 1/209، فنون الأفنان 145، بصائر ذي التمييز 334.
(3) ينظر: البيان 194، جمال القراء 1/209، فنون الأفنان 146، بصائر ذوي التمييز 340.
(4) ينظر: البيان 196، جمال القراء 1/209، فنون الأفنان 146، بصائر ذوي التمييز 344.
(5) ينظر: البيان 199، جمال القراء 1/210، فنون الأفنان 146، بصائر ذوي التمييز 348.
(6) ينظر: البيان 201، جمال القراء 1/210، بصائر ذوي التمييز 353.
(7) ينظر: البيان 203، جمال القراء 1/211، فنون الأفنان 147، بصائر ذوي التمييز 359.(1/245)
... الروم: تسع و خمسون آية مكي و الأخير، و ستون آية في الباقين، اختلافها أربع آيات: (ألم ) ]1[ كوفي، (غُلِبَتِ الرُّومُ ) ]2[ غير مكي و الأخير، (في بِضْعِ سِنينَ ) ]4[ غير الكوفي والأول، (يُقسِمُ المجرِمُونَ ) ]55[ المدني الأول (1) .
... لقمان: ثلاث و ثلاثون حجازي، و أربع في الباقين، اختلافها آيتان: (ألم ) ]1[ كوفي، (مُخلِصينَ لَهُ الدِينَ ) ]32[ بصري شامي (2) .
... السجدة: تسع و عشرون في البصري، و ثلاثون في الباقين، اختلافها آيتان: (ألم ) ]1[ كوفي، (خَلقٍ جَديدٍ) [ 32 ] حجازي شامي (3) .
... الأحزاب: ثلاث و سبعون بالإجماع (4) .
سبأ: خمس و خمسون شامي، و أربع في الباقين، اختلافها آية: (عَن يَمينٍ وشِمالٍ ) ]15[ شامي (5) .
... فاطر: ست و أربعون شامي و الأخير، و خمس في الباقين، اختلافها سبع آيات (ألذينَ كَفَرُوا لَهُم عَذَابٌ شَديدٌ) ]7[ بصري شامي، (جَدِيدٍ ) ]16[ ، و (النُور ) ]20[ ، و (البَصِير ) ]19[ ثلاثتهن غير البصري، (مَن فِي القُبُور ) ]22[ غير الشامي، (أنْ تَزُولا ) ]41[ بصري، (تَبدِيلاً) ]43] بصري
شامي و الأخير (6) .
... يس: ثلاث و ثمانون آية في الكوفي، و آيتان في الباقين، اختلافها آية: (يس ) ]1] كوفي (7) .
__________
(1) ينظر: البيان 205، جمال القراء 1/211، فنون الأفنان 148، بصائر ذوي التمييز 365.
(2) ينظر: البيان 206، جمال القراء 1/211، فنون الأفنان 148، بصائر ذوي التمييز 370.
(3) ينظر: البيان 207، جمال القراء 1/212، فنون الأفنان 149، بصائر ذوي التمييز 373.
(4) ينظر: البيان 208، جمال القراء 1/212، فنون الأفنان 149، بصائر ذوي التمييز 377.
(5) ينظر: البيان 209، جمال القراء 1/212، فنون الأفنان 149، بصائر ذوي التمييز 382.
(6) ينظر: البيان 210، جمال القراء 1/212، فنون الأفنان 150، بصائر ذوي التمييز 386.
(7) ينظر: البيان 211، جمال القراء 1/212، فنون الأفنان 150، بصائر ذوي التمييز 390.(1/246)
... و الصافات: مئة و إحدى و ثمانون آية بصري، و آيتان في الباقين، اختلافها آيتان: (وَمَا كَانوا يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ ) (1) ]22،23] غير البصري، و كلهم يعدُّ (وَأِن كَانوا لَيَقُولونَ ) ]167[ غير أبي جعفر (2) .
... ص: ثمان و ثمانون كوفي، و ست حجازي بصري شامي، و خمس في عدد أيوب بن المتوكل وحده، اختلافها ثلاث آيات: (ذِي الذِكْرِ ) ]1[ كوفي، (و غَّواصٍ ) ]37[ غير البصري، (والحَقَّ أقُولُ ) ]84[ كوفي و بصري، في رواية المُعَلَّى عن الجحدري، و تركها أيوب، و هو يوافق الجَحْدري إلاّ في هذا الحرف (3) .
... الزمر: خمس و سبعون في الكوفي، و ثلاث في الشامي، و آيتان في الباقين، اختلافها سبع آيات: (فِيمَا هُم فِيِهِ يَخْتَلِفُونَ ) ]3[ غير الكوفي، (مُخْلِصَاً لَهُ الدِيِنَ ) ]11[ الثاني، و (مُخْلِصَاً لَهُ دِيِنِي ) ]14[ ، و (مِنْ هَادٍ ) ]36[ الثاني، (فَسَوفَ تَعْلَمُونَ ) ]39[ أربعهن كوفي، (فَبَشِرْ عِبَادِ ) ]17[ عراقي شامي و الأخير، (مِنْ تَحتِها الأنهارُ ) ]20[ مكي شامي و الأول (4) .
... المؤمن :خمس و ثمانون آية كوفي شامي، و أربع حجازي، و آيتان بصري، اختلافها تسع آيات: (حم ) ]1[ كوفي، (كاظِمِينَ ) ]18[ غير الكوفي، (التَلاقِ ) ]15[ غير الشامي، (بَارِزُونَ ) ]16[ شامي، (بَنِي إسْرَائِيِلَ الكِتَابَ ) ]53[ مكي كوفي و الأول، (فِي الحَمِيِمِ ) ]72[ مكي و الأول، (و البَصِيِرُ ) ]56[
__________
(1) كذا في الأصل، و المناسب (و ماكانوا يعبدون) فقط فهو رأس الآية 22.
(2) ينظر: البين 212، جمال القراء 1/213، بصائر ذوي التمييز 393.
(3) ينظر: البيان 214، جمال القراء 1/213، فنون الأفنان 152، بصائر ذوي التمييز 399.
(4) ينظر: البيان 216، جمال القراء 1/214، فنون الأفنان 152، بصائر ذوي التمييز 403.(1/247)
شامي و الأخير، (يُسَبّحُونَ ) ] 71[كوفي شامي و الأخير، (كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ ) ]73[ كوفي شامي (1) .
... السجدة: أربع و خمسون كوفي، و ثلاث حجازي، و آيتان بصري /55ظ/ شامي، اختلافها آيتان: (حم) ]1[ كوفي، (عَادٍ و ثَمُودَ ) ]13[ حجازي كوفي (2) .
... عسق: ثلاث و خمسون في الكوفي، و خمسون في الباقين، اختلافها ثلاث آيات، (حم ) ]1[، و عسق ]2[، و (كَالأعْلامِ ) ]32[ ثلاثتهن كوفي (3) .
... الزخرف: ثمان و ثمانون شامي، و تسع في الباقين، اختلافها آيتان: (حم ) ]1[ كوفي، ]52[ حجازي بصري (4) .
... الدخان :تسع و خمسون في الكوفي، و سبع في البصري، و ست في الباقين، اختلافها أربع آيات: (حم ) ]1[، (إنَّ هَؤلاءِ لَيَقُولُونَ ) ]34[ كوفي، (شَجَرَتَ الزَقُومِ ) ]43[ عراقي شامي و الأول، (فِي البُطُونِ ) ]45[ عراقي مكي و الأخير (5) .
... الجاثية: سبع و ثلاثون في الكوفي، و ست في الباقين، اختلافها آية، (حم ) ]1[ الكوفي (6) .
... الأحقاف: خمس و ثلاثون في الكوفي، و أربع في الباقين، اختلافها آية: (حم ) ]1[ الكوفي (7) .
... القتال: أربعون في البصري، و ثمان و ثلاثون في الكوفي، و تسع و ثلاثون في الباقين، اختلافها آيتان:
__________
(1) ينظر: البيان 218، جمال القراء 1/214، بصائر ذوي التمييز 409.
(2) و هي فصلت. ينظر: البيان 220، جمال القراء 1/215، فنون الأفنان 155، بصائر ذوي التمييز 413.
(3) و هي الشورى. ينظر: البيان 221، جمال القراء 1/215، فنون الأفنان 155، بصائر ذوي التمييز 418.
(4) ينظر: البيان 223، جمال القراء 1/216، فنون الأفنان 156، بصائر ذوي التمييز 421.
(5) ينظر: البيان 225، جمال القراء 1/216، فنون الأفنان 156، بصائر ذوي التمييز 424.
(6) ينظر: البيان 226، جمال القراء 1/216، فنون الأفنان 157، بصائر ذوي التمييز 426.
(7) ينظر: البيان 227، جمال القراء 1/217، فنون الأفنان 157، بصائر ذوي التمييز 428.(1/248)
(أوُزَارَهَا ) ]4[ غير الكوفي (للشارِبِينَ ) ]15[ بصري (1) .
... الفتح: تسع و عشرون آية بالإجماع (2) .
الحجرات: ثمان عشر آية بالإجماع (3) .
... ق: خمس و أربعون آية بالإجماع (4) .
... الذاريات: ستون بالإجماع (5) .
... الطور: تسع و أربعون كوفي شامي، و ثمان بصري، و سبع حجازي، اختلافها آيتان: (و الطُورِ ) ]1[ عراقي شامي، (جَهنَّم دَعَّاً ) ]13[ كوفي شامي (6) .
... النجم: آيتان و ستون كوفي، و آية في الباقين، اختلافها ثلاث آيات: (مِنَّ الحَقِّ شَيئاً ) ]28[كوفي، (عَنْ مَنْ تَوَلَى ) ]29[ شامي، (الحَيوَةَ الدُنِيَا ) ]29[ غير الشامي (7) .
... سورة القمر: خمس و خمسون بالإجماع (8) .
__________
(1) و هي سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - . ينظر: البيان 228، جمال القراء 1/217، فنون الأفنان 157، بصائر ذوي التمييز 430.
(2) ينظر: البيان 229، جمال القراء 1/217، فنون الأفنان 158، بصائر ذوي التميز 432.
(3) ينظر: البيان 230، جمال القراء 1/217، فنون الأفنان 158، بصائر ذوي التمييز 435.
(4) ينظر: البيان 231، جمال القراء 1/217، فنون الأفنان 158، بصائر وي التمييز 437.
(5) ينظر: البيان 232، جمال القراء 1/218، فنون الأفنان 158، بصائر ذوي التمييز 239.
(6) ينظر: البيان 230، جمال القراء 1/217، فنون الأفنان 158، بصائر ذوي التمييز 435.
(7) ينظر: البيان 234، جمال القراء 1/218، فنون الأفنان 159، بصائر ذوي التمييز 443.
(8) ينظر: البيان 236، جمال القراء 1/218، فنون الأفنان 159، بصائر ذوي التمييز 445.(1/249)
... الرحمن (1) :ثمان و سبعون كوفي شامي، و سبع حجازي، و ست بصري، اختلافها خمس آيات: (الرحمن ) ]1[ كوفي شامي، (خَلَقَ الإنْسَانَ ) ]3[ الأول غير المدني ، (للآنَامَ ) ]10[ غير المكي ، (المُجْرِمُونَ ) ]43[ غير البصري، (شَواظٌ مِنْ نَارٍ ) ]35[ حجازي.
... الواقعة (2) :تسع و تسعون حجازي شامي، و سبع بصري، و ست كوفي، اختلافها أربع عشرة آية: (فأصْحابُ المَيْمَنَةِ ) ]8[، (و أصْحَابُ المَشْأمَةِ ) ]9[،، (و أصْحَابُ الشِمَالِ ) ]41[ ثلاثهن غير الكوفي، (و أصْحَابُ اليَمِينِ ) ]27[ غير الكوفي و الأخير، (إنشاء ) ]35[ غير البصري، (فِي سُمُومٍ و حَمِيمٍ ) ]42[ غير المكي، (و كَانُوا يَقُولُونَ ) ]47[ و (أبَارِيقَ ) ]18[ مكي و الأخير، (مَوضُونَةٍ ) ]15[ حجازي كوفي، (و حُورٍ عِيِنٍ ) ]22[كوفي و الأول، (تَأثِيِمَاً ) ]25[ عراقي شامي و الأخير، و( الآخرين )غير الشامي و الأخير، (لَمَجْمُوعُونَ ) ]50[ شامي و الأخير، (فَرَوّحٌ و رَيحَانٌ ) ]89[ شامي (3) .
الحديد: تسع و عشرون آية عراقي، و ثمان في الباقين، اختلافها آيتان (مِنْ قِبَلِهِ العَذَابُ ) ]13[ كوفي، و (الإنْجِيِلَ ) ]27[ بصري (4) .
... المجادلة: إحدى و عشرون آية مكي و الأخير، و آيتان في الباقي، اختلافها آية: (فِي الأذَلّينَ ) ]20[ غير المكي و الأخير (5) .
__________
(1) ينظر: البيان 237، جمال القراء 1/219، فنون الأفنان 159، بصائر ذوي التمييز 447.
(2) ينظر: البيان 239، جمال القراء 1/219، فنون الأفنان 160، بصائر ذوي التمييز 450.
(3) ينظر: البيان 239، جمال القراء 1/219، فنون الأفنان 160، بصائر ذوي التمييز 450.
(4) ينظر: البيان 241، جمال القراء 1/220، فنون الأفنان 161، بصائر ذوي التمييز 453.
(5) ينظر: البيان 242، جمال القراء 1/220، فنون الأفنان 162، بصائر ذوي التمييز 456.(1/250)
الحشر: أربع و عشرون آية بالإجماع (1) .
الممتحنة: ثلاث عشرة آية بالإجماع (2) .
الصف: أربع عشرة آية بالإجماع (3) .
الجمعة: إحدى عشرة آية بالإجماع (4) .
المنافقون: إحدى عشرة آية بالإجماع (5) .
... التغابن: ثماني عشرة آية بالإجماع (6) .
... الطلاق (7) :إحدى عشرة آية بصري، و ثنتا عشرة آية في الباقين، اختلافها ثلاث آيات: (مَخْرَجَاً ) ]2[ مكي كوفي و الأخير، (و اليَومِ الآخِرِ ) ]2[ شامي /56و/ ( يا أُولِي الألباب ) ]10[ مدني الأول.
... التحريم: ثنتا عشرة بالإجماع (8) .
... الملك: إحدى و ثلاثون آية مكي و الأخير، و ثلاثون في الباقين، اختلافها آية (قد جاءنا نَذِيرٌ ) ]9[ مكي و الأخير (9) .
... القلم: خمسون و آيتان بالإجماع (10) .
__________
(1) ينظر: البيان 243، جمال القراء 1/221، فنون الأفنان 162، بصائر ذوي التمييز 458.
(2) ينظر: البيان 244، جمال القراء 1/221، فنون الأفنان 162، بصائر ذوي التمييز 460.
(3) ينظر: البيان 245، جمال القراء 1/221، فنون الأفنان 162، بصائر ذوي التمييز 462.
(4) ينظر: البيان: 246، جمال القراء 1/221، فنون الأفنان 162، بصائر ذوي التمييز 464.
(5) ينظر: البيان 247، جمال القراء 1/221، فنون الأفنان 163، بصائر ذوي التمييز 465.
(6) ينظر: البيان 248، جمال القراء 1/221، فنون الأفنان 163، بصائر ذوي التمييز 467.
(7) ينظر: البيان 249، جمال القراء 1/221، فنون الفنان 163، بصائر ذوي التمييز 469.
(8) ينظر: البيان 150، جمال القراء 1/221، فنون الأفنان 163، بصائر ذوي التمييز 471.
(9) ينظر: البيان 251، جمال القراء 1/221، فنون الأفنان 164، بصائر ذوي التمييز 473.
(10) ينظر: البيان 252، جمال القراء 1/222، فنون الأفنان 164، بصائر ذوي التمييز 476.(1/251)
... الحاقّة: إحدى و خمسون آية في البصري و الشامي، (و آيتان في الباقين، اختلافها آيتان: (الحَاقَةُ ) ]1[ الأُولى موفي، (بِشِمَالِهِ ) ]25[ حجازي (1) .
... المعارج: أربع و أربعون غير الشامي، و ثلاث شامي، اختلافها آية، (ألْفَ سَنَةٍ ) ]4[ غير الشامي (2) .
... نوح (3) ثمان و عشرون في الكوفي، و تسع في البصري و الشامي، و ثلاثون في الباقين، اختلافها أربع آيات: (سُواعاً ) ]23[، (فَادْخِلُوا نَاراً ) ]25[ كلاهما غير الكوفي، (و نَسْرَاً ) ]23[ كوفي و الأخير، (أضَلُوا كَثِيرَاً ) ]24[ مكي و الأول.
... الجنّ: ثمان و عشرون في الأعداد كلها إلاّ في المكي، فإنها سبع و عشرون في عددهم، عَدُّوا (لَنْ يُجِيرَنِي مِنَّ اللهِ أحَدٌ ) ]22[ و أسقطوا (مُلْتَحَداً ) ]22[ في غير رواية البزي،و في رواية البزي لم يعدّ (لَنْ يُجِيرَنِي مِنَّ اللهِ أحَدٌ ) و لم يعد (مُلْتَحَدَاً ) ، فصار في روايته سبعاً و عشرين آية، و في الرواية الأُخرى ثمانياً و عشرين آية (4) . ...
المزمّل: ثماني عشرة آية في الأخير، و تسع في البصري، و عشرون في الباقين، اختلافها ثلاث آيات: (المزمل ) [1] كوفي شامي، (شَيِبَاً ) ]17[ غير الأخير، (غلَيكُم رَسُولاً ) ]15[ مكي (5) .
__________
(1) ينظر: البيان 253، جمال القراء 1/222، فنون الأفنان 164، بصائر ذوي التمييز 478.
(2) ينظر: البيان 255، جمال القراء 1/222، فنون الأفنان 165، بصائر ذوي التمييز 480.
(3) ينظر: البيان 255، جمال القراء 1/222، فنون الأفنان 165، بصائر ذوي التمييز 482.
(4) ينظر: البيان 256، جمال القراء 1/223، فنون الأفنان 166، بصائر ذوي التمييز 484.
(5) ينظر: البيان 257، جمال القراء 1/223، فنون الأفنان 166، بصائر ذوي التمييز 486.(1/252)
... المدَّثر (1) :ست و خمسون عراقي و البزيّ و الأول، و خمس و خمسون شامي، و الأخير و مكي غير البزي، اختلافها آيتان (جَنَاتٍ يَتَسَاءلُونَ ) ]40[ غير الأخير، (عَنْ المُجْرِمِينَ ) ]41[ غير الشامي و المكي إلاّ البزي.
... القيامة: أربعون في الكوفي، و تسع و ثلاثون في الباقين، اختلافها آية: (لِتَعْجَلَ بِهِ ) ]16[ كوفي (2) .
... الدهر: إحدى و ثلاثون بالإجماع (3) .
... المرسلات: خمسون بالإجماع (4) .
... النبأ: إحدى و أربعون مكي بصري، و أربعون في الباقين، اختلافها آية: (عَذَابَاً قَرِيبَاً ) ]40[ مكي بصري (5) .
... النازعات: ست و أربعون في الكوفي، و خمس في الباقين، اختلافها آيتان: (و لأنْعَامِكُم ) ]33[ حجازي كوفي، (طَغَى ) عراقي شامي (6) .
... عبس (7) :آيتان و أربعون حجازي كوفي، و إحدى و أربعون بصري، و أربعون شامي و أبو جعفر، و اختلافها ثلاث آيات: (و لأنْعَامِكُم ) ]32[ حجازي كوفي، (إلى طَعَامِهِ ) ]24[ غير يزيد، (الصَاخَّةُ ) ]33[ غير شامي.
__________
(1) ينظر: البيان 258، جمال القراء 1/224، فنون الأفنان 167، بصائر ذوي التمييز 488.
(2) ينظر: البيان 259، جمال القراء 1/224، فنون الأفنان 168، بصائر ذوي التمييز 490.
(3) ينظر: البيان 260، جمال القراء 1/224، فنون الأفنان 168، بصائر ذوي التمييز 493.
(4) ينظر: البيان 261، جمال القراء 1/224، فنون الأفنان 168، بصائر ذوي التمييز 495.
(5) ينظر: البيان 262، جمال القراء 1/224، فنون الأفنان 168، بصائر ذوي التمييز 497.
(6) ينظر: البيان 263، جمال القراء 1/224، فنون الأفنان 169، بصائر ذوي التمييز 499.
(7) ينظر: البيان 264، جمال القراء 1/225، فنون الأفنان 169، بصائر ذوي التمييز 501.(1/253)
... التكوير: تسع و عشرون في الأعداد كلها، و ثمان و عشرون في عدد أبي جعفر، أسقط أبو جعفر (فأينَ تَذْهَبُونَ ) ]26[ (1) .
الانفطار :تسع عشرة آية بالإجماع (2) .
... التطفيف: ست و ثلاثون بالإجماع (3) .
... الانشقاق: ثلاث و عشرون في البصري و الشامي، و خمس في الباقين، اختلافها آيتان: (كِتابَهُ بيمِينهِ ) ] 7[ ، (وَرَاءَ ظَهْرِهِ ) ]10[ كلاهما حجازي كوفي (4) .
... البروج: آيتان و عشرون بالإجماع (5) .
... الطارق: ست عشرة في عدد أبي جعفر و سبع عشرة في الباقين، أسقط أبو جعفر /56ظ/ (يَكِيِدُونَ كَيدَاً ) ]15[ و عَدَّها الباقون (6) .
... الأعلى: تسع عشرة بالإجماع (7) . ...
الغاشية: ست و عشرون بالإجماع (8) .
... الفجر :آيتان و ثلاثون حجازي، و ثلاثون كوفي شامي، و تسع و عشرون بصري، اختلافها أربع آيات: (نَعَّمَهُ ) ]15[، و (رِزْقَهُ ) ]16[ كلاهما حجازي، (بِجَهَنَمَ ) ]23[ حجازي شامي، (فِي عِبَادِي ) ]29[ كوفي (9) .
__________
(1) ينظر: البيان 265، جمال القراء 1/225، فنون الأفنان 170، بصائر ذوي التمييز 503.
(2) ينظر: البيان 266، جمال القراء 1/225، فنون الأفنان 170، بصائر ذوي التمييز 505.
(3) ينظر: البيان 267، جمال القراء 1/225، فنون الأفنان 170، بصائر ذوي التمييز 506.
(4) ينظر: البيان 268، جمال القراء 1/225، فنون الأفنان 170، بصائر ذوي التمييز 508.
(5) ينظر: البيان 269، جمال القراء 1/226، فنون الأفنان 171، بصائر ذوي التمييز 510.
(6) ينظر: البيان 270، جمال القراء 1/226، فنون الأفنان 171، بصائر ذوي التمييز 512.
(7) ينظر: البيان 271، جمال القراء 1/226، فنون الأفنان 171، بصائر ذوي التمييز 514.
(8) ينظر: البيان 272، جمال القراء 1/226، فنون الأفنان 171، بصائر ذوي التمييز 516.
(9) ينظر: البيان 273، جمال القراء 1/226، فنون الأفنان 172، بصائر ذوي التمييز 518.(1/254)
... البلد: عشرون آية بالإجماع (1) .
... الشمس: ست عشرة في المكي و الأول، و خمس عشرة في الباقين، اختلافها آية :(فعَقَرُوهَا ) ]14[ مكي و الأول (2)
... الليل: إحدى و عشرون بالإجماع (3) .
... و الضحى: إحدى عشرة آية بالإجماع (4) .
... الشرح: ثماني آيات بالإجماع (5) .
... التين: ثماني آيات بالإجماع (6) .
العلق: عشرون حجازي، و تسع عراقي، و ثماني عشرة شامي، اختلافها آيتان: (و الذي يَنْهى ) ]9[ غير الشامي، (لَئِنْ لم يَنْتَهِ ) ]15[ حجازي (7) .
... القدر: ست في المكي و الشاي، و خمس في الباقين، اختلافها آية: (لَيلَةُ القَدْرِ ) ]3[ الثالث مكي شامي (8)
...
لم يكن: تسع في البصري، و ثمان في الباقين، اختلافها آية: (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِينَ ) ]5[ بصري (9) .
... زلزلت: ثماني آيات في الكوفي و المدني الأول، و تسع في الباقين، اختلافها آية: (أشْتَاتَاً ) ]6[ غير الكوفي و الأول (10) .
__________
(1) ينظر: البيان 274، جمال القراء 1/227، فنون الأفنان 172، بصائر ذوي التمييز 520.
(2) ينظر: البيان 275، جمال القراء 227، بصائر ذوي التمييز 522.
(3) ينظر: البيان 276، جمال القراء 227، فنون الأفنان 173، بصائر ذوي التمييز 523.
(4) ينظر: البيان 277، جمال القراء 227، فنون الأفنان 173، بصائر ذوي التمييز 525.
(5) ينظر: البيان 278، جمال القراء 227، فنون الأفنان 173، بصائر ذوي التمييز 526.
(6) ينظر: البيان 249، جمال القراء 227، فنون الأفنان 173، بصائر ذوي التمييز 527.
(7) ينظر: البيان 280، جمال القراء 1/227، فنون الأفنان 173، بصائر ذوي التمييز 529.
(8) ينظر: البيان 281، جمال القراء 1/228، فنون الأفنان 174، بصائر ذوي التميز 531.
(9) ينظر: لبيان 282، جمال القراء 1/228، بصائر ذوي التمييز 533.
(10) ينظر: البيان 283، جمال القراء 1/228، بصائر ذوي التمييز 535.(1/255)
... العاديات: إحدى عشرة آية بالإجماع (1) .
... القارعة: إحدى عشرة آية كوفي و غير حجازي، و ثمان بصري شامي، اختلافها ثلاث آيات: (القارعة ) ]1[ الأول كوفي، (ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) ]6[، و (خَفَّت مَوازِينُهُ ) ]8[ كلاهما حجازي كوفي (2)
... التكاثر: ثماني آيات بالإجماع (3) .
... العصر: ثلاث بالإجماع، اختلافها آيتان: (و العَصْرِ ) ]1[ غير المكي و الأخير، (بالحَقِّ ) ]3[ مكي و الأخير (4) .
... الهمزة: تسع بالإجماع (5) .
... الفيل: خمس بالإجماع (6) .
... لإيلاف: خمس حجازي، و أربع غيرهم، اختلافها آية: (مِنْ جُوعٍ ) ]4[ حجازي (7) .
... الماعون: سبع عراقي، و ست في الباقين، اختلافها آية: (يُرَاؤونَ ) ]6[ عراقي (8)
... الكوثر: ثلاث بالإجماع (9) .
... الكافرون :ست بالإجماع (10) .
... النصر: ثلاث بالإجماع (11) .
__________
(1) ينظر: البيان 284، جمال القراء 1/228، فنون الأفنان 175، بصائر ذوي التمييز 537.
(2) ينظر: البيان 285، جمال القراء 1/228، بصائر ذوي التمييز 539.
(3) ينظر: البيان 286، جمال القراء 1/229، فنون الأفنان 176، بصائر ذوي التمييز 540.
(4) ينظر: البيان 287، جمال القراء 1/229، فنون الأفنان 176، بصائر ذوي التمييز 542.
(5) ينظر: البيان 288، جمال القراء 1/229، فنون الأفنان 176، بصائر ذوي التمييز 543.
(6) ينظر: البيان 289، جمال القراء 1/229، فنون الأفنان 176، بصائر ذوي التميز 544.
(7) ينظر: البيان 290، جمال القراء 1/229، فنون الأفنان 176، بصائر ذوي التمييز 545.
(8) ينظر: البيان 291، جمال القراء 1/229، فنون الأفنان 177، بصائر ذوي التمييز 546.
(9) ينظر: البيان 292، جمال القراء 1/230، فنون الأفنان 177، بصائر ذوي التمييز 547.
(10) ينظر: البيان 293، جمال القراء 1/230، فنون الأفنان 177، بصائر ذوي التمييز 548.
(11) ينظر: البيان 294، جمال القراء 1/230، فنون الأفنان 177، بصائر ذوي التمييز 550.(1/256)
... تبت: خمس بالإجماع (1) .
... الإخلاص: خمس في المكي، اختلافها آية: (لَمْ يَلِدْ ) ]3[ مكي شامي (2) .
... الفلق: خمس بالإجماع (3) .
... الناس: سبع في المكي و الشامي، و ست في الباقين، اختلافها آية: (مِنْ شَرِ الوَسْواسِ ) ]4[ مكي شامي (4) .
الباب السابع عشر
في ذكر الترغيب في عقد الآي بالأصابع
و ممّا يُرَغِّبُ في عقد الآي ما روى محمد بن بشر، عن هانئ بن عثمان، عن أُمّه، عن جدتها يُسَيْرة عن النبي-صلى الله عليه- أنّه قال: إعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات و مستنطقات (5) .
... و عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه: يقال لصاحب القرآن اقرأ و اصعد، فيقرأ و يصعد بكلّ آية درجة.
... و عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه: مَنْ قرأ في ليلة مئة آية لم يُكتَب من الغافلين، و من قرأ مئتي آية كُتِبَ من العابدين، و من /57و/ قرأ ثلاث مئة آية كتب من القانتين،
... و من قرأ أربع مئة آية أصبح و له قنطار من الأجر، و القنطار مئة مثقال، و المثقال عشرون قيراطاً، و القيراط مثل أُحد (6) .
... فلو لم يحضر الإنسان العدد لم يدرِ المئة مِن التسعين و المئتين مِن ثلاثمئة، بل لا يعقل ذلك إلاّ بأنْ يعدَّه بيده حتى ينتهي الى ما يريده.
__________
(1) ينظر: البيان 295، جمال القراء 1/230، فنون الأفنان 177، بصائر ذوي التمييز 552.
(2) ينظر: البيان 296، جمال القراء 1/230، بصائر ذوي التمييز 553.
(3) ينظر: البيان 296، جمال القراء 1/230، فنون الأفنان 178، بصائر ذوي التمييز 556.
(4) ينظر: البيان 298، جمال القراء 1/230، فنون الأفنان 178، بصائر ذوي التمييز 557.
(5) فضائل القرآن لأبي عبيد 2/ .
(6) ينظر: منثور الفوائد 2/11، كنز العمال 7/782، 798.(1/257)
... و عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أُم سلمة، أنّ النبيّ - صلى الله عليه- كان يُقطِّع قراءته آية آية (1) .
... و في حديث آخر عَقَدَ بأصابعه يقول: بسم الله الرحمن الرحيم (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ . الرَحْمَنْ الرَحِيمِ. ملِكِ يَومِ الدِينِ ) (2) ]الفاتحة1-3[، يقف على آية آية.
... و القارئ إذا عقد بأصابعه كان أكثر أجراً و ثواباً؛ لأنه قد شغل يده بقراءة القرآن مع قلبه و لسانه، و برجاء أنْ يشهد له بذلك (يَومَ تَشْهَدُ عَلَيهِم أيدِيهِم و أرْجُلُهُم ) ]النور 24[ إنْ شاء الله.
... و الفائدة للقارئ في معرفة آي القرآن و عقدها أنّه إذا عرفها و عقدها رجع عن السهو إلى اليقين، و لم يتخالجه الريب هل قرأ آية أو لم يقرأها، لأنَّ من قرأ القرآن لا يأمن على السهو و النسيان، و لا يأمن أن يغفل آية لم يكن قرأها يظنُّ أنّه قد قرأها، أو يغفل خمسا أو عشرأ، و كيف يأمن و قد قال رسول الله- صلى الله عليه: تعاهدوا (3) القرآن، فإنّه وحشي (4) .
... أخبرنا بذلك إجازة الحسين بن لحسين المقرئ -رحمه الله، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا ابن سلمان قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا زهير بن محمد، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن معمر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه و آله، أنّه قال: تعاهدوا القرآن فإنّه وحشي.
... أخبرنا الحسين بن الحسين المقرئ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثا ابن سلم، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن أبي مهران، قال: حدثنا هارون بن حاتم، قال: حدثنا سليم، قال: سمعت حمزة الزيات يقول: العدد مسامير القرآن. آخر الباب بحمد الله.
الباب الثامن عشر
__________
(1) سنن الترمذي 5/130، المعجم الكبير 23/229، المستدرك 2/231.
(2) المصنف 10/524، المعجم الكبير 23/319، المستدرك 1/232
(3) تعهد الشيء و تعاهده و اعتهده تفقه و أحدث العهد به. ينظر: لسان العرب مادة (عهد) 4/308.
(4) كنز العمال 1/617.(1/258)
في ذكر معرفة الفواصل
أعني بالفواصل رؤوس الآيات (1) .
الفاتحة: فواصلها على [من] (2) .
البقرة: فواصلها على (قم لندبّر)، لا قاف فيها إلا (خَلاقَ ) ]200[ الأخير،و لا لام إلا (سَواء السَبِيلِ ) (3) ] 108[ .
آل عمران: فواصلها على (نطق المدبر) و (لقد أطنب مر)، لا قاف فيها غير ( الحَرِيقِ ) ] 181[ ، و لا همزة غير (و لا في السَمَاءِ ) ] 5[ ، و (سَمِيِعُ الدُعَاءِ ) ] 38[ ، و (اللهُ يَفْعَلُ (4) مَا يَشَاءُ ) (5) ] 40[ .
النساء: فواصلها على (ألمن) و (ملنا)، و لا لام إلاّ (السَبِيلَ )] 44[ ، و لا نون إلا (مُهِين ) ] 14[ و خمس ميمات مرفوعات، و الباقي كلها ألف (6) .
المائدة: فواصلها على (لم ندبر)، لا لام فيها إلاّ (السَبِيلَ ) ]12،60،77[ ثلاثة أحرف (7) .
الانعام: فواصلها على (لم نظر)، (لمنظر) (8) .
الأعراف: فواصلها على /57ظ/ (من دلّ)، لا دال إلاّ (صاد ) (9) ]1[ ، و لا لام إلاّ (إسرائيل ) رأس مئة
و خمس، و مئة و أربع و ثلاثين (10) .
__________
(1) قال الزركشي: الفاصلة كلمة آخر الآية كقافية الشعر و قرينة السجع. البرهان 1/53، و المقصود بها هنا آخر حرف في تلك الكلمة.
(2) ينظر: كتاب في العدد 1ظ، بصائر ذوي التمييز 128.
(3) ينظر: كتاب في العدد 2و، بصائر ذوي التمييز 134.
(4) في الأصل (يفعل الله) و هو خطأ.
(5) ينظر: كتاب في العدد 7ظ، بصائر ذوي التمييز 159.
(6) ذكر صاحب كتاب في العدد 11ظ أنَّ الواو من فواصل السورة و ذلك في قوله تعالى (ذَلِكَ أدْنَى ألا تَعُوُلُوا) ]3[.
(7) ينظر: كتاب في العدد 15و، بصائر ذوي التمييز 178.
(8) ينظر: كتاب في العدد 18و، بصائر ذوي التمييز 186.
(9) و ذلك في قوله تعالى (ألمص) ]1[.
(10) ينظر: كتاب في العدد 21ظ، بصائر ذوي التمييز 203.(1/259)
الأنفال: فواصلها على (ندم قطرب)، و لا دال إلاّ (العَبِيدِ ) ]51[ ، ولا قاف إلاّ (الحَرِيقِ ) ]50[، و لا باء إلاّ (العِقابَ )، أربعة مواضع ]13،25،48،52[ (1) .
التوبة: فواصلها على (لم نربِّ)، لا لام غير (إلا قَلِيلٌ ) ] 38[، و لا باء إلاّ (الغُيُوبِ ) ] 78[، و لا راء إلاّ و قبلها ياء (2) .
يونس: فواصلها على (ملن)، لا لام إلا (بِوَكِيل ) ] 108[، و لا ميم إلا و قبلها باء (3) .
هود: فواصلها على (ذق ظلم بطن صردز)، و كذلك (قصد نظلم طبرزد) (4) .
يوسف: فواصلها على (لم نر)، لا لام إلا (وَكِيلٌ ) (5) ] 66[.
الرعد: فواصلها (لقد نعرب)، (نقر دعبل)، لا عين إلا (مَتاعٌ ) ] 26[، و لا نون إلا و قبلها واو، و باقي الحروف قبلها الألف إلا (القُلُوبِ ) (6) ] 28[.
إبراهيم: فواصلها على (آدم نظر، صبّ ذلّ) (7) .
الحجر: آياتها على (ملن) لا لام إلاّ (سِجِيلٍ ) ] 74[،و (الجَمِيلَ ) ] 85[. (8)
النحل: آياتها على (نمر)، و لا راء إلاّ (قَدِيرٌ ) ] 70،77[ موضعين (9) .
سبحان: آياتها على الألف إلاّ الأولى (10) .
الكهف: آياتها على الألف (11) .
__________
(1) ينظر: كتاب في العدد 25ظ و فيه ان الألف من فواصل السورة، بصائر ذوي التمييز 222.
(2) ينظر: كتاب في العدد 27و-27ظ، بصائر ذوي التمييز 227.
(3) ينظر: كتاب في العدد 30و، بصائر ذوي التمييز 238.
(4) ينظر: كتاب في العدد 32ظ، بصائر ذوي التمييز 246.
(5) ينظر: كتاب في العدد 35ظ، بصائر ذوي التمييز 255.
(6) ينظر: كتاب في العدد 37ظ، بصائر ذوي التمييز 262.
(7) ينظر: كتاب في العدد 39و، بصائر ذوي التمييز 268.
(8) ينظر: كتاب في العدد40ظ، بصائر ذوي التمييز 272.
(9) ينظر: كتاب في العدد 42ظ، بصائر ذوي التمييز 278.
(10) ينظر: كتاب في العدد 45و، بصائر ذوي التمييز 288.
(11) ينظر: كتاب في العدد 47ظ، بصائر ذوي التمييز 297.(1/260)
مريم: آياتها على (نادم)، لا دال إلا (صاد) (1) ] 1[. و ليس قبل الألف إلا حروف (زيد) (2) .
طه: آياتها على (يَوماً ) ، و لا ميم إلاّ (غَشِيَهُم ) ] 78[، و لا واو إلاّ (ضَلُّوا ) (3) ] 92[.
الأنبياء (4) ، و المؤمنون (5) و النمل (6) و يس (7) و الدخان (8) و الجاثية (9) و الأحقاف (10) و الحجرات (11) و الجمعة (12) و القلم (13) و التطفيف (14) و التين (15) على الميم و النون.
الحج: على (أنظم زبرجد قط)، لا همزة إلاّ (يَشْاء ) (16) ] 18[.
النور: على (لم نرب)، لا لام غير (الآصال ) ] 36[، و لا باء غير (حِسَاب ) ] 38[، و (الحِسابِ ) (17) ]39[.
الفرقان: آياتها على الألف إلا (أم هُم ضَلُوا السَبِيلَ ) (18) ] 17[.
__________
(1) و ذلك في قوله تعالى (كهيعص) ] 1[.
(2) ينظر: كتاب في العدد 50و، بصائر ذوي التمييز 305.
(3) ينظر: كتاب في العدد 52ظ-53و، بصائر ذوي التمييز 311.
(4) ينظر: كتاب في العدد 55ظ، بصائر ذوي التمييز 317.
(5) ينظر: كتاب في العدد 60و، بصائر ذوي التمييز 329.
(6) ينظر: كتاب في العدد 70ظ، بصائر ذوي التمييز 348.
(7) ينظر: كتاب في العدد 83ظ، بصائر ذوي التمييز 390.
(8) ينظر: كتاب في العدد 100ظ، بصائر ذوي التمييز 424.
(9) ينظر: كتاب في العدد 102و، بصائر ذوي التمييز 426.
(10) ينظر: كتاب في العدد 102ظ، بصائر ذوي التمييز 428.
(11) ينظر: كتاب في العدد 105ظ، بصائر ذوي التمييز 435.
(12) ينظر: كتاب في العدد 119ظ، بصائر ذوي التمييز 464.
(13) ينظر: كتاب في العدد 123و، بصائر ذوي التمييز 476.
(14) ينظر: كتاب في العدد 138و، بصائر ذوي التمييز 506.
(15) ينظر: كتاب في العدد 145ظ، بصائر ذوي التمييز 527.
(16) ينظر: كتاب في العدد 58ظ، بصائر ذوي التمييز 323.
(17) ينظر: كتاب في العدد 63و، بصائر ذوي التمييز 334.
(18) ينظر: كتاب في العدد 64و، بصائر ذوي التمييز 343.(1/261)
الشعراء: آياتها على (ملن)، لا لام إلا (إسْرائِيلَ ) أربعة مواضع (1) ] 17، 22، 59، 197[.
القصص: آياتها على (لم نر) (2) .
العنكبوت (3) و الروم (4) : على (نمر)، و لا راء فيها (5) إلا (قَدِيِرٌ ) ]20،54[ موضعين.
لقمان: على (ظن مرد)، لا دال إلاّ (حَمِيدٌ ) (6) ]12[، و لا ظاء إلاّ (غَلِيظٌ ) (7) ]24[.
السجدة: على (ملن) لا ميم إلاّ (ألم ) ]1[،و (الرَحِيمُ ) ]6[، و لا لام إلاّ (إسرائِيلَ ) (8) ]23[.
الأحزاب: آياتها على الألف إلاّ قوله: (يَهْدِي السَبِيلَ ) (9) ]4[.
سبأ: آياتها على (ظن لمدبر) (10) .
فاطر: آياتها على (زاد من بر) (11)
الصافات: على (قدم بنا) (12) . ...
ص: على (صد قطرب مَنْ لَجَّ) (13)
الزمر: على (من لي بدر) (14) .
المؤمن: آياتها على (من علق دبر) (15) .
السجدة: (5) آياتها على (ظن طب ضرم صد) (16) .
__________
(1) ينظر: كتاب في العدد 66و، بصائر ذوي التمييز 344.
(2) ينظر: كتاب في العدد 72ظ، بصائر ذوي التمييز 353 و فيه أن فواصلها (لم تر) و يبدو أنه تصحيف.
(3) ينظر: كتاب في العدد 74ظ، بصائر ذوي التمييز 359.
(4) ينظر: كتاب في العدد 76و، بصائر ذوي التمييز 365.
(5) أي في سورة الروم.
(6) و كذلك (الحميد) في قوله تعالى: (إنَّ الله هو الغني الحميد) ]26[.
(7) ينظر: كتاب في العدد 77ظ، بصائر ذوي التمييز 370.
(8) ينظر: كتاب في العدد 78ظ، بصائر ذوي التمييز 373.
(9) ينظر: كتاب في العدد 79ظ، بصائر ذوي التمييز 377.
(10) ينظر: كتاب في العدد 80ظ، بصائر ذوي التمييز 382.
(11) ينظر: كتاب في العدد 82ظ، بصائر ذوي التمييز 386.
(12) ينظر: كتاب في العدد 85ظ، بصائر ذوي التمييز 393.
(13) ينظر: كتاب في العدد 89ظ، بصائر ذوي التمييز 399.
(14) ينظر: كتاب في العدد 91ظ، بصائر ذوي التمييز 403.
(15) ينظر: كتاب في العدد 94و، بصائر ذوي التمييز 409.
(16) و هي فصلت.
(6) نقصت الزاي في قوله تعالى( و إنّه لكِتَبٌ عَزِيزٌ) ]41[ . ينظر: كتاب في العدد 96و، بصائر ذوي التمييز 413.(1/262)
...
عسق: آياتها على (زر لصب ندم) (1) .
الزخرف: على (ملن) (2) .
القتال: على الميم و قبلها كاف، أو هاء قبلها ضمة، إلا اثنتين (أمثَالُهَا ) ]10[، (أقْفالُها ) (3) ]24[.
الفتح (4) و الطلاق (5) و الجن (6) و الدهر (7) و الأعلى (8) و الليل (9) : كلهن على الألف.
ق: آياتها على (صر جد ظب) (10) .
الذاريات: (قفاك معن) (11)
الطور: (من رعا) (12) .
النجم: على (هاو) (13)
و القمر (14) و القدر (15) و العصر (16) و الكوثر (17) : كلهن على الراء.
سورة الرحمن:آياتها على الألف و بعدها نون، أو ميم أو راء، إلاّ (المَغْرِبَين ) ] 17[،و (المُجْرِمُونَ ) (18) ]43[.
__________
(1) ينظر: كتاب في العدد 97ظ، بصائر ذوي التمييز 418.
(2) ينظر: كتاب في العدد 98ظ، بصائر ذوي التمييز 421.
(3) ينظر: كتاب في العدد 103ظ، بصائر ذوي التمييز 430.
(4) ينظر: كتاب في العدد 104ظ، بصائر ذوي التمييز 432.
(5) ينظر: كتاب في العدد 121و، بصائر ذوي التمييز 469.
(6) ينظر: كاتاب في العدد 127ظ، بصائر ذوي التمييز 484.
(7) ينظر: كتاب في العدد 132و، بصائر ذوي التمييز 493.
(8) ينظر: كتاب في العدد 141و، بصائر ذوي التمييز 514.
(9) ينظر: كتاب في العدد 144ظ، بصائر ذوي التمييز 523.
(10) نقصت الطاء من قوله تعالى: (و عَادٌ و فِرْعَونَ و قَومُ لُوطٍ) ]13[. ينظر: كتاب في العدد 106و، بصائر ذوي التمييز 437.
(11) ينظر: كتاب في العدد 107و، بصائر ذوي التمييز 439.
(12) ينظر: كتاب في العدد 108و، بصائر ذوي التمييز 441.
(13) ينظر: كتاب في العدد 109ظ، بصائر ذوي التمييز 443.
(14) ينظر: كتاب في العدد 110ظ، بصائر ذوي التمييز 445.
(15) ينظر: كتاب في العدد 146ظ، بصائر ذوي التمييز 531.
(16) ينظر: كتاب في العدد 148ظ، بصائر ذوي التمييز 542.
(17) ينظر: كتاب في العدد 150و، بصائر ذوي التمييز 547.
(18) ينظر: كتاب في العدد 112و، بصائر ذوي التمييز 447.(1/263)
الواقعة:آياتها على (لا بد منه)، لا باء إلاّ (مَسْكُوبٍ ) (1) ]31[.
/58/ الحديد: آياتها على (من بَزّ رَدّ)، لا دال إلاّ (الحَمِيدُ ) ]24[، و لا زاي إلاّ (عَزِيزٌ ) (2) ]25[.
الحشر (3) : على (من بر)، لا باء إلاّ (العِقابِ ) ]4،7[ حرفان (4)
... الامتحان: على (لم نرد)، لا لام إلاّ السبيل] 1 [، و لا دال إلاّ (الحَمِيدُ ) (5) ]6[.
الصف: على (صمن)، لا صاد إلاّ (مَرْصُوص ) (6) ]4[.
المنافقون: آياتها على النون (7)
التغابن: على (من رد)، لا دال غير (حَمِيدٌ ) (8) ]6[.
التحريم: على (منار)، لا ألف إلاّ (و أبكاراً ) (9) ]5 [.
الملك: على (نمر)، ى ميم إلاّ (مُسْتَقِيم ) ]22[، و (ألِيمٌ ) (10) ]28[.
الحاقة: على (هل من)، لا لام غير (الأقاوِيل ) (11) ]44[.
الواقعة: على (جَعَلناهم)، لا جيم إلاّ (المَعارِج ) ]3[، و لا لام إلاّ (كالمُهْلِ ) (12) ]8[.
__________
(1) ينظر: كتاب في العدد 113و، بصائر ذوي التمييز 450.
(2) ينظر: كتاب في العدد 116و، بصائر ذوي التمييز 453.
(3) سقطت بعد سورة الحديد سورة المجادلة و مجموع فواصل آياتها (من زرد)، و على الزاي آية واحدة (عَزِيز) ]21[. ينظر: كتاب في العدد 117و، بصائر ذوي التمييز 456.
(4) ينظر: كتاب في العدد 118ظ، بصائر ذوي التمييز 458.
(5) ينظر: كتاب في العدد 118و، بصائر ذوي التمييز 460.
(6) ينظر: كتاب في العدد 119و، بصائر ذوي التمييز 462.
(7) ينظر: كتاب في العدد 120و، بصائر ذوي التمييز 465.
(8) ينظر: كتاب في العدد 120ظ، بصائر ذوي التمييز 467.
(9) ينظر: كتاب في العدد 121ظ، بصائر ذوي التمييز 471.
(10) ينظر: كتاب في العدد 122و، بصائر ذوي التمييز 473.
(11) ينظر: كتاب في العدد 124و، بصائر ذوي التمييز 478.
(12) ينظر: كتاب في العدد 126ظ، بصائر ذوي التمييز 480.(1/264)
نوح: على (منا)، لا لام إلاّ (ألِيمٌ ) (1) ]1[.
المزمل: على الألف إلاّ الأولى و الأخيرة (2) .
المدثر:على (دنها)، لا دال إلاّ (أزيد) (3) .
القيامة: على (يا هرق) (4)
المرسلات: على (عبرتم لنا)، لا لام إلاّ (الفَصْلِ ) ]13،14[ حرفان، و لا راء إلاّ (كالقَصْرِ ) ]32[،
و (صُفْرٌ ) ]33[، و لا باء إلا (شُعَبْ ) ]30[، و (الَلَهَبْ ) (5) ]31[ .
التساؤل: على (منا)، لا ميم إلاّ (العَظِيم ) (6) ]2[.
النازعات (7) و عبس (8) و إذا زلزلت (9) : على (هما)، لا ميم غير (و لأنْعامِكُم ) ]النازعات 33[، (أعْمالُهُم ) ]الزلزلة 6[.
التكوير: على (تسنَّم) (10) .
الانفطار: على (مكنه)، لا هاء إلاّ آخرها (11)
الانشقاق: على (قهرتمان)، لا راء إلاّ (يَحُورَ ) ]14[، و لا ميم إلاّ (ألِيم ) (12) ] 24[.
البروج: على (قرط ظب جد) (13)
__________
(1) ينظر: كتاب في العدد و 137، بصائر ذوي التمييز 482.
(2) الاولى باللام (المزمل) ]1[، و الأخيرة بالراء (رَحِيم) ]20[ ينظر: كتاب في العدد 128ظ، بصائر ذوي التمييز 486.
(3) ينظر: كتاب في العدد 129ظ، بصائر ذوي التمييز 488.
(4) ينظر: كتاب في العدد 131و، بصائر ذوي التمييز 490.
(5) ينظر: كتاب في العدد 132ظ، بصائر ذوي التمييز 495
(6) ينظر: كتاب في العدد 125ظ، بصائر ذوي التمييز 497.
(7) ينظر: كتاب في العدد 135و، بصائر ذوي التمييز 499.
(8) ينظر: كتاب في العدد 136و، بصائر ذوي التمييز 501.
(9) ينظر: كتاب في العدد 147و، بصائر ذوي التمييز 535.
(10) ينظر: كتاب في العدد 137و، بصائر ذوي التمييز 503.
(11) في قوله تعالى (و الأمر يومئذ لله) ]19[، ينظر: كتاب في العدد 137ظ، بصائر ذوي التمييز 505.
(12) ينظر: كتاب في العدد 139و، بصائر ذوي التمييز 508.
(13) ينظر: كتاب في العدد 140و، بصائر ذوي التمييز 510.(1/265)
الطارق: على (ظل بق عار) (1) .
الغاشية: على (مترعة) (2) .
الفجر: (ندم هارب) (3) .
البلد: (هدنا) (4)
الشمس: على الألف، قبلها هاء (5) .
الضحى: على (رثا) (6)
ألم نشرح: على (بكا) (7) .
العلق: على (بقاهم) (8) .
القدر: (9) و العصر (10) و الكوثر (11) على الراء.
لم يكن: (12) و الهمزة (13) : على الهاء.
العاديات: على (دار) (14)
القارعة: على (شثه) (15) .
التكاثر: على (نمر) (16)
الفيل: على اللام (17) .
قريش: على (شفت) (18) .
الماعون: على النون (19) .
الكافرون: على (ندم) (20)
__________
(1) ينظر: كتاب في العدد 141و، بصائر ذوي التمييز 512.
(2) ينظر: كتاب في العدد 142و، بصائر ذوي التمييز 516.
(3) ينظر: كتاب في العدد 142ظ، بصائر ذوي التمييز 518.
(4) ينظر: كتاب في العدد 143ظ، بصائر ذوي التمييز 520
(5) ينظر: كتاب في العدد 144و، بصائر ذوي التمييز 522.
(6) ينظر: كتاب في العدد 145و، بصائر ذوي التمييز 525.
(7) ينظر: كتاب في العدد 145و، بصائر ذوي التمييز 526.
(8) ينظر: كتاب في العدد 146و.
(9) ينظر: كتاب في العدد 146ظ، بصائر ذوي التمييز 531.
(10) ينظر: كتاب في العدد 148ظ، بصائر ذوي التمييز 542.
(11) ينظر: كتاب في العدد 150و، بصائر ذوي التمييز 547.
(12) ينظر: كتاب في العدد 146ظ-147و، بصائر ذوي التمييز 533.
(13) ينظر: كتاب في العدد 148ظ، بصائر ذوي التمييز 543.
(14) ينظر: كتاب في العدد 147ظ، بصائر ذوي التمييز 537.
(15) ينظر: كتاب في العدد 148و، بصائر ذوي التمييز 539.
(16) ينظر: كتاب في العدد 149و، بصائر ذوي التمييز 540.
(17) ينظر: كتاب في العدد 149و، بصائر ذوي التمييز 544.
(18) ينظر: كتاب في العدد 149ظ، بصائر ذوي التمييز 545.
(19) ينظر: كتاب في العدد 150و، بصائر ذوي التمييز 546.
(20) ينظر: كتاب في العدد 150و، بصائر ذوي التمييز 548 .(1/266)
النصر: على الحاء و الألف (1) ، و ليس في القرآن آية على الحاء إلاّ (الفَتْح ) ]1[.
تبت: على (دب) (2) .
الاخلاص: على الدال (3) .
الفلق: على (قدب) (4)
الناس: على السين (5)
آخر باب معرفة الفواصل، بحمد الله و مَنِّه.
الباب التا سع عشر
في ذكر ما يُعَدُّ من الآي، و رُبَّما يلتبس على القارئ و يُشكِل
فمن ذلك في البقرة: (و ما يُعْلِنُونَ ) ]77[، ( و هُم يَعْلَمُونَ ) ]75[، (الحَقَّ ) ]26[، (الأسْبَابِ ) ]66[، (فَمَا أصْبَرَهُم عَلى النَارِ ) ]175[، (نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ ) (6) ]214[.
في آل عمران: (الإنْجِيلَ ) ]3[ الأول، (يَسْجُدُونَ ) ]113[، ( للكَافِرِينَ ) ]131[، (و لِيَعْلَمَ المؤمِنِينَ ) ]166[، (يُرْزَقُونَ ) ]169[، (فِي البِلادِ ) (7) ]196[.
في النساء: (ألا تَعُولُوا ) ]3[، (رَفِيِقَاً ) ]69[، (جَمِيعَاً ) ]139[، (عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيرَاً ) ]160[، (طَرِيِقَاً ) (8) ]168[.
... في الأنعام: (قَومٍ آخَرِينَ ) (9) ]133[.
... في الأعراف: (فَسَوفَ تَعْلَمُونَ ) (10) ]123[.
... في الأنفال: (الأقدَامِ ) ]11[، (كُلَّ بَنَانٍ ) ]12[، (يُحْشَرُونَ ) (11) ]36[.
__________
(1) ينظر: كتاب في العدد 150ظ، بصائر ذوي التمييز 550.
(2) ينظر: كتاب في العدد 150ظ، بصائر ذوي التمييز 552.
(3) ينظر: كتاب في العدد 151و، بصائر ذوي التمييز 553.
(4) ينظر: كتاب في العدد 151و، بصائر ذوي التمييز 556.
(5) ينظر: كتاب في العدد 151ظ، بصائر ذوي التمييز 557.
(6) ينظر: كتاب في العدد 2و ، بصائر ذوي التمييز 128.
(7) ينظر: كتاب في العدد 8و، بصائر ذوي التمييز 134.
(8) ينظر: كتاب في العدد 12و ، بصائر ذوي التمييز 159.
(9) في الأصل (يفعل الله) و هو خطأ، ينظر كتاب في العدد 18و.
(10) ينظر: كتاب في العدد 31ظ، بصائر ذوي التمييز 169.
(11) ينظر: كتاب في العدد 25ظ، بصائر ذوي التمييز 178.(1/267)
... في التوبة: (قَومٍ مؤمِنِينَ ) (1) ]14[
... في يونس: (لا يُفْلِحُونَ ) ]69[، (للقَومِ الظَالِمِينَ ) ]85[، ( لا يُؤمِنُونَ ) (2) ]101[.
...
في هود: (تَسْخَرُونَ ) (3) ]38[.
... في يوسف: (يَبْكُونَ ) ]16[، (تَستَفتِيانِ ) ]41[، (فأرْسِلُونِ ) ]45[، (تُفَنِدُونَ ) (4) ]94[.
... في الرعد: (بمقدار) ]86[، (الأمْثَالُ ) ]17[، (أنابَ ) ]27[، (القلُوبُ ) (5) ]28[.
... في إبراهيم: (لَنُهْلِكَنَّ الظَالِمِينَ ) ]13[، (سَلامٌ ) ]23[، (البَوارِ ) ]28[، (الأنْهَارَ ) ]32[، (و النَهَارَ ) ]33[، (الأصنام ) (6) ] 35[.
... في الحجر: (المُجْرِمِينَ ) ]12[ /58ظ/، (المُنْظَرِينَ ) ]37[، (و عُيُونٍ ) ]45[، (ضَيفِ إبْرَاهِيمَ ) ]51[، (أجْمَعِينَ ) ]59[، (بِمَا يَقُولُونَ ) (7) ]97[.
... في النحل: (تُعْلِنُونَ ) ]19[، ، (لا يَعْلَمُونَ ) ]38[، ( لا يُفْلِحُونَ ) (8) ]116[.
... في سبحان: (أو حَدِيدَاً ) (9) ]50[.
... في الكهف: (عِوَجاً ) ]1[، (حُسناً ) ]2[، (و عمَلاً ) (7[، (عَدَداً )]11[ (كذِباً ) ]15[، (نَهْراً ) ]33[، (يُسْرأً ) (10) ]88[.
...
__________
(1) ينظر: كتاب في العدد 37ظ، بصائر ذوي التمييز .
(2) ينظر: البيان 164، كتاب في العدد 30و، سعادة الدارين 28.
(3) ينظر: البيان 166، كتاب في العدد 33و، سعادة الدارين 29.
(4) ينظر: البيان 168، كتاب في العدد 35ظ، سعادة الدارين 30،31.
(5) ينظر: البيان 170، كتاب في العدد 38و، سعادة الدارين 32.
(6) ينظر: البيان 172، كتاب في العدد 39و، سعادة الدارين 32، 33.
(7) ينظر: البيان 173، 174، كتاب في العدد 40ظ، سعادة الدارين 33،34.
(8) ينظر: البيان 175، 176، كتاب في العدد 42ظ، سعادة الدارين 34،35.
(9) ينظر: البيان 177، كتاب في العدد 45و، سعادة الدارين 36.
(10) ينظر: البيان 180، كتاب في العدد 47ظ، سعادة الدارين 37.(1/268)
في مريم: (زكريا ) ]2] الأول، (و جَعَلَنِي نَبِياً ) ]30[، (صِدِيقَاً نَبِيَاً ) ]41[، (و ولداً ) ]77[، (هُدَاً ) (1) ]90[.
طه: (يُوحِي ) ]13[ الحرفين، (لِذِكْرِي ) ]14[، (الكُبْرَى ) ]23[، (أخِي ) ]30[، (عَينِي ) ]39[، (لِنَفْسِي ) ]41[، ( فِي ذِكْرِي ) ]42)، (يا مُوسَى ) ]49[، (نَفْعَاً ) ]89[، (يا سَامِرِيُّ ) (2) ]95[.
... في الأنبياء: (إنْ كُنتُم لا تَعلمُونَ ) ]7[، (فَأعْبُدُونِ ) ]25[، (إبرَاهِيمُ ) ]60[، (و لا يَضُرّكُم ) (3) ]66[.
... في المؤمنون: (تَنْكِصُونَ ) ]66[، (يُوعَدُونَ ) ]93[، (الشَياطِينَ ) ]97[، (سِنِينَ ) (4) ]112[.
... في النور: (إنْ كُنْتُم مُؤمِنِينَ ) ]17[، (مُذعِنينَ ) (5) ]49[.
... في الفرقان: (مَعَهُ نَذِيراً ) ]76[، (هُنالِكَ ثُبُوراً ) ]13[، ( في كلَّ قَريَةٍ نَذِيراً ) (6) ]51[.
... الشعراء: (هَرُونَ ) ]13[، (إسرائيل ) ]17،22،59،197[ حيث وقع، و (عُيُونٌ ) ]57-134[ حيث جاءت، (شَهِيدَينِ ) ]62[، (نبأ إبْرَاهِيمَ ) ]69[، (إذْ تُدْعَونَ ) ]72[ ؛ (كُنْتُم تَعْبُدُونَ ) ]75،92[ موضعين، (كَذَبُونِ ) ]117[، (المُجْرِمِينَ ) ]200[، (سِنِينَ ) ]205[، (حِينَ تَقُومُ ) ]218[ (7) .
و في القصص : (أن يَقْتُلُونِ ) (8) ]33[.
__________
(1) ينظر: البيان 182، كتاب في العدد 50و، سعادة الدارين 38.
(2) ينظر: البيان 185، كتاب في العدد 53و، سعادة الدارين 39،40.
(3) ينظر: البيان 188، كتاب في العدد 55ظ، سعادة الدارين 41.
(4) ينظر: البيان 191، 192،كتاب في العدد 60ظ، سعادة الدارين 43،44.
(5) ينظر: البيان 193، كتاب في العدد 63و، سعادة الدارين 44.
(6) ينظر: البيان 195، كتاب في العدد 64و، سعادة الدارين 45.
(7) ينظر: البيان 197، 198، كتاب في العدد 66و، سعادة الدارين 46،47.
(8) ينظر: البيان 202، كتاب في العدد 72ظ، سعادة الدارين 49.(1/269)
... و في الروم: (سَيَغْلِبُونَ ) ]3[، (المُؤمِنِينَ ) ]47[، (تُصْبِحُونَ ) (1) ]17[
... في السجدة: (لا يَسْتَوونَ ) ]18[، (إسْرَائِيلَ ) (2) ]23[.
... في الأحزاب: (و ذكرَ اللهَ كثيراً ) ]21[، (و تَأسِرُونَ فَرِيقَاً ) ]26[، (ذِكْرَاً كَثِيِراً ) ]41[، (و نَذِيرَاً ) ]45[، (إلا قَليلاً ) ]60[، (قَرِيِبَاً ) (3) ]63[.
... في فاطر: (مَنْ في القُبُورِ ) ]22[، (إلا نَذِيِرٌ ) ]23[، (و غَرَابِيِبُ سُودٌ ) ]27[، (لَنْ تَبُورَ ) (4) ]29[.
... في يس: (لَمُرْسَلُونَ ) ]13[، (قَومي يَعلَمُونَ ) ]26[، (العُيُونِ ) ]34[، (المَشْحُونِ ) ]41[، (يُنْقِذُونِ ) (5) ]43[.
... في و الصافات: (جَانِبَ ) ]8[، (الزَقُومِ ) ]62[، (لإبْرَاهِيمَ ) ]83[، (سَيَهْدِينِ ) ]99[، (و هَرُونَ ) ]114[، (لَيَقولونَ ) (6) ]151[.
... في ص: (أزْوَاجٌ ) ]58[، (نَبؤٌ عَظِيمٌ ) ]67[، (الوَقْتِ المَعْلُومِ ) (7) ]81[.
... في الزمر: (لَهُ الدِيِنَ ) ]2[ الحرف الأول، (كُفَّارٌ ) ]3[، (مَنْ فِي النَارِ ) (8) ]19[.
... في المؤمن: (يُنِيِبُ ) (9) ]13[.
... في السجدة: (وَيلٌ للمُشْرِكِينَ ) ]6[ ، (ما توعَدُونَ ) ]31[، (من شَهِيدٍ ) (10) ]
__________
(1) ينظر: البيان 205، كتاب في العدد 76و، سعادة الدارين 51.
(2) ينظر: البيان 207، كتاب في العدد 78ظ، سعادة الدارين 52.
(3) ينظر: البيان 208، كتاب في العدد 79ظ، سعادة الدارين 53.
(4) ينظر: البيان 210، كتاب في العدد 82ظ، سعادة الدارين 54.
(5) ينظر: البيان 211، كتاب في العدد 83ظ، سعادة الدارين 55.
(6) ينظر: البيان 212،213، كتاب في العدد 85ظ، سعادة الدارين 56، 57.
(7) ينظر: البيان 215، كتاب في العدد 89ظ، سعادة الدارين 58،59.
(8) ينظر: البيان 217، كتاب في العدد 91ظ، سعادة الدارين 19.
(9) ينظر: البيان 219، كتاب في العدد 94و، سعادة الدارين 60.
(10) ينظر: البيان 220، كتاب في العدد 96و، سعادة الدارين 61.
(3) ينظر: البيان 221، كتاب في العدد 97ظ، سعادة الدارين 62.(1/270)
47[.
... في عسق: (لَعَّلَ الساعةَ قَرِيبٌ ) (1) ]17[.
في الزخرف: (مُقَرَّنينَ ) ]13[، (بالبَنِينِ ) ]16[، (سَيَهْدِينِ ) ]27[، ( لِبَنِي إسْرَائِيلَ ) (2) ]59[.
... في ق: (ثَمُودَ ) ]12[، (و إخْوانُ لُوطٍ ) (3) ]13[.
... في و الذاريات: (الحُبُكِ ) ]7[، (افِكَ ) (4) ]9[.
... في و الطور: (مَرْكُومٌ ) ]44[، (حين تَقُوم ) (5) ]48[.
]في و النجم[ (6) : (تَعْجَبُونَ ) ]59[، (و لا تبكونَ ) (7) ]60[.
في القمر: (فَعَقَرَ ) ]29[، (عذابٌ مُسْتَقِر ) (8) ]38[.
في الواقعة: (أبكاراً ) (9) ]36[.
في المجادلة: (و هُمْ يَعْلَمُونَ ) (10) ]14[.
في الطلاق: (ذِكْراً ) (11) ]10[.
في الملك: (تَفُورُ ) (12) ]7[.
في الحاقة: (ثَمانِيَةُ أزْواجٍ ) ]17[، (أقَاوِيلَ ) (13) ]44[.
في نوح: (و نَهَارَاً ) (14) ]5[.
في الجنّ: (أبَداً اً) (15) ]23[.
__________
(1) ينظر: البيان 223، كتاب في العدد 98ظ، سعادة الدارين 62،63.
(2) ينظر: البيان 231، كتاب في العدد 106و، سعادة الدارين 67.
(3) ينظر: البيان 232، كتاب في العدد 107و، سعادة الدارين 67.
(4) ينظر: البيان 233، كتاب في العدد 108و، سعادة الدارين 68.
(5) ما بين المعقوفين ساقط في الأصل.
(6) ينظر: البيان 235، كتاب في العدد 109ظ، سعادة الدارين 69.
(7) ينظر: البيان 236، كتاب في العدد 110ظ، سعادة الدارين 69.
(8) ينظر: البيان 240، كتاب في العدد 114و، سعادة الدارين 71.
(9) ينظر: البيان 242، كتاب في العدد 117و، سعادة الدارين 72.
(11) ينظر: البيان 249، كتاب في العدد 121و، سعادة الدارين 74.
(12) ينظر: البيان 251، كتاب في العدد 122و، سعادة الدارين 75
(13) ينظر: البيان 253، كتاب في العدد 124و، سعادة الدارين 76.
(14) ينظر: البيان 255، كتاب في العدد 127و، سعادة الدارين 77.
(15) ينظر: البيان 256، كتاب في العدد 127ظ، سعادة الدارين 78.(1/271)
في القيامة: (عِظامَهُ ) (1) ]3[.
في المرسلات: (كالقَصْرِ ) (2) ]32[.
في عبس: (ذِكْرُ ه) ]12[، (فَقَدَّرَهُ ) ]19[، (و قَضْباً ) (3) ]28[.
في انفطرت: (فَعَدَّلَك ) ]7[، (رَكَّبَك ) (4) ]8[.
في الإنشقاق: (أنْ لن يَحورَ ) (5) ]14[.
في الأعلى: (الأشْقَى ) (6) ]11[.
في الفجر: (بِعادٍ ) (7) ]6[.
في الليل: (الأشْقَى ) ]15[، (الأتْقى ) (8) ]17[.
في العلق: (نَادِيَهُ ) (9) ]17[.
في لم يكن: (مُطَهَّرةٍ ) (10) ]2[.
في الهمزة: (أخْلَدَهُ ) (11) ]3[.
الباب العشرون
في ذكر ما لا يُعَدُّ و رُبَّما يلتبس و يُشْكِل على القارئ
__________
(1) ينظر: البيان 259، كتاب في العدد 131و، سعادة الدارين 79.
(2) ينظر: البيان 261، كتاب في العدد 132ظ، سعادة الدارين 81.
(3) ينظر: البيان 264، كتاب في العدد 136و، سعادة الدارين 82.
(4) ينظر: البيان 266، كتاب في العدد 138و، سعادة الدارين 83.
(5) ينظر: البيان 268، كتاب في العدد 139ظ، سعادة الدارين 84.
(6) ينظر: البيان 271، كتاب في العدد 141ظ، سعادة الدارين 85.
(7) ينظر: البيان 273، كتاب في العدد 143و، سعادة الدارين 85.
(8) ينظر: البيان 276، كتاب في العدد 144ظ، سعادة الدارين 86.
(9) ينظر: البيان 280، كتاب في العدد 146و، سعادة الدارين 87.
(10) ينظر: البيان 282، كتاب في العدد 147و، سعادة الدارين 88.
(11) ينظر: البيان 288، كتاب في العدد 148ظ، سعادة الدارين 89.(1/272)
فمن ذلك في البقرة: (هُمُّ المُفْسِدُونَ ) ]12[، (الأنْهَارَ ) ]25[، (و لا يَعْلَمُونَ ) (1) ] 113 [، (و رَأؤُا العَذَابَ ) ]166[، (في بُطُونِهِم إلا النَارَ ) (2) ]174[، (فإني قَريبٌ ) ]186[، (يُنفِقونَ ) في جميع السورة إلاّ الحرف الأول (3) .
و اختلف فيه، (أنْ يَعْفُونَ ) ]237[، (لا يظلَمُونَ ) ]281[، (و لا شَهِيد) (4) ]282[.
و في آل عمران: (شَدِيدٌ ) (5) ]4[، (الاسلام ) (6) ]19[، (المِحْرَابَ ) ]39[، (يَبْغُونَ ) (7) ]83[، (أولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ ألِيمٌ ) (8) ]91[، (تُبوِّئُ المؤمنينَ ) ]121[، (أرَاكُمْ مَا تُحِبّونَ ) (9) ]152[، (النارَ ) ، إذا كانت مرفوعة، (خَاشِعِينَ ) ]199[.
/59و/ و في النساء: (رَسُولاً ) (10) ]79[، (حَنِيفَاً ) (11) ]125[، (كُفْرَاً ) ]137[، (سُجَّداً ) ]154[، (حَقاً ) ] 122،151[.
المائدة: (بَشِيِرٌ و نّذِيرٌ ) (12) ]19[، (جَبَارِينَ ) (13) (آخَرِينَ ) (14) ]41[، (أذِلّةً عَلى المُومِنِينَ ) ]54[، (أعِزّةً عَلى الكَافِرِينَ ) (15) ]54[، (مَسَاكِينَ ) ] 89،95[، (مَا تُطْعِمُونَ ) ]89[، (شَدِيدُ العِقَابَ ) ]98[، (قبيل المئة).
__________
(1) ينظر: البيان 140 و في الأصل (أو لا يعلمون) و هو خطأ.
(2) ينظر: المصدر نفسه 140 و في الأصل (بطونهم نار) و هو طأ.
(3) ينظر: البيان 140، سعادة الدارين 11.
(4) ينظر: البيان 140، سعادة الدارين 12.
(5) ينظر: البيان 143.
(6) ينظر: المصدر نفسه 143.
(7) ينظر: المصدر نفسه 143.
(8) ينظر: المصدر نفسه 143.
(9) ينظر: البيان 143، سعادة الدارين 15.
(10) ينظر: البيان 146.
(11) ينظر: المصدر نفسه 146
(12) ينظر: سعادة الدارين 20.
(13) ينظر: البيان 149، سعادة الدارين 20.
(14) ينظر: البيان 149، سعادة الدارين 20.
(15) ينظر: سعادة الدارين 20.(1/273)
الأنعام: (يَحْمِلُونَ ) ]31[، (يَتَقُونَ ) ]32 [ قبيل الأربعين، (يَسْمَعُونَ ) (1) ]36[، (حَيْرانَ ) ]71[، (فسوفَ تَعْلَمُونَ ) (2) (135[.
الأعراف: (يَمُوتونَ ) ]25[، (يُسْتَضْعَفُونَ ) ]137[، (يَعكِفُونَ ) [138]،(يَسْبِتُونَ ) ]163[، (يَتَقُونَ ) ]169[ بالياء، إلاّ بعد رأس مئة و أربع و ستين، (ثُمَّ كِيدُونِ ) ]195[.
الأنفال: (مُستَضعَفُونَ ) ]26[، (و هم يَصُدُّونَ ) (3) ]34[، (إلاّ المُتَّقُون ) (4) ]34[، (يَنْقُضُونَ ) ]56[.
... التوبة: (يُنفِقُونَ ) (5) ]54،91،121[،حيث جاء، إلاّ قوله: (ألاّ يَجِدُوا ما يُنفِقُونَ ) ]92[، و لا (يَعِّدُ المُؤمِنُونَ)ولا ( المُؤمِنِينَ ) (6) حيث جاء، إلاّ قوله: (فليَتَوَكَلِّ المُؤمِنُونَ ) ]51[، (و بَشِّرِّ المُؤمِنِينَ ) ]112[،
و لا يعدّ المشركين، إلاّ الحرف الأول (7) ، و (المُشْرِكُونَ ) ]33[ بعد الثلاثين.
يونس: (لِمَا فِي الصُدُورِ ) ]57[.
هود: (يَسْتَغْشُونَ ) ] 15[، (يُعْلِنُونَ ) (8) ]5[، (فَسَوفَ تعلَمُونَ ) (9) ]39[، (سَوفَ تَعْلَمُونَ ) (10) ]93[، (و لا يَزَالُونَ ) ]118[.
يوسف: (بَعِيِرٍ ) ]65[.
الرعد: (تَزْدَادُ ) ]8[، (البَاطِلَ ) ]17[، (المُتَقُّونَ ) ]35[، (الأنْهَارَ ) ]35[.
إبراهيم: (و يُضِلُ اللهُ الظَالِمِينَ ) ]27[، (الظالمون ) ]42[، (العَذابَ ) ]6[، (قَرِيِبٌ ) (11) ]44[.
الحِجر: (لا يُؤمِنُونَ ) ]13[، (المُسْتَقْدِمِينَ ) ]24[.
__________
(1) ينظر: البيان 152.
(2) ينظر: المصدر نفسه 152.
(3) ينظر: المصدر نفسه 158.
(4) ينظر: المصدر نفسه 158.
(5) ينظر: المصدر نفسه 161.
(6) ينظر: المصدر نفسه 161.
(7) ينظر: البيان161.
(8) ينظر: المصدر نفسه 165.
(9) ينظر: المصدر نفسه 165.
(10) ينظر: المصدر نفسه 165.
(11) ينظر: المصدر نفسه 171.(1/274)
النحل: (تُرِيحُونَ ) ]6[، (و مَا يَشْعُرُونَ ) (1) ]2[، (و مَا يُعْلِنُونَ ) (2) ]23[، (مَا يَشَاؤونَ ) (3) ]31[، (لما لا يَعلَمُونَ ) ]56[، (يَكرَهُونَ ) (4) ]62[، (أفَبالبَاطِلِ يُؤمِنُونَ ) (5) ]72[، (هَلْ يَسْتَوونَ ) (6) ]75)،
(لا يُؤمِنُونَ ) ]105[.
بَنِي إسْرَائِيلَ: (إحْسَانَاً ) ]23[، (سُلْطَانَاً ) ]33[، (و قَرَأ ) ]46[، (عَذَابَاً شَدِيدَاً ) (7) ]58[، (شَهِيدَاً ) ]96[.
الكهف: (قَيِماً) ]2[، (شَدِيدَاً ) (8) ]2[، (بُنْيَانَاً ) (9) ]21[، (للظَالِمِينَ نَارَاً ) ]29[، (ثِيَابَاً خُضْرَاً ) ]31[، (مِنهُ شيئاً) (10) ]33[، (صَفّاً) ]48[، (و قّرَاً ) ]57[، (جِدَارَاً ) ]77[، (صَالِحاً) ]82[، (دُونِهِمَا قَوماً) ]93[، (جَعَلَهُ ناراً) ]96[، (دَكّأً ) ]98[.
مريم: (سلاماً) ]62[، (هُدى ) (11) ]76[.
طه: (فاعْبُدْنِي ) (12) ]14[ ، (بآياتي ) (13) ]42[ (قَالَ لَهُمْ مُوسَى ) ]61[، (يَبِسَاً ) ]77[، (بِعِبَادِي ) ]77[، (غضبى ) ]81[، (أثري ) ]84[ (فاتبعوني ) ]90[، (تَتَّبِعَنِي ) ]93[، (بِرَأسِي ) (14) ]94[، (عَاكِفَاً ) ]97[، (عَرَبِيَاً ) ]113[، (فَنَسيَ ) ]115[ الثاني، (ضَنكاً ) (15) ]124[، (حَشَرتَني أعْمَى ) ]125[.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 175.
(2) ينظر: المصدر نفسه 175.
(3) ينظر: المصدر نفسه 175.
(4) ينظر: المصدر نفسه 175.
(5) ينظر: المصدر نفسه 175.
(6) ينظر: المصدر نفسه 175.
(7) ينظر: البيان 177.
(8) ينظر: المصدر نفسه 179.
(9) ينظر: المصدر نفسه 179.
(10) ينظر: المصدر نفسه 179.
(11) ينظر: المصدر نفسه 181.
(12) ينظر: المصدر نفسه 184.
(13) ينظر: المصدر نفسه 184.
(14) يينظر: المصدر نفسه 187.
(15) ينظر: المصدر نفسه 187.(1/275)
الأنبياء: (لا يَسْتَكبِرُونَ ) ]19[، (لا يَعْلَمُونَ ) (1) ] 24[، (و لا يَشْفَعُونَ ) (2) ]28[، (يَسْتَطِيعُونَ ) ]40[، (تَعبُدونَ ) ]67[.
الحج: (للكافرين ) (3) ]44[،(مُعَاجِزِينَ ) (4) ]51[،(لَهَادٍ ) ]54[.
المؤمنون: (مِمَا تأكُلُونَ ) ]33[، ،(مُسْتَكْبِرِينَ ) ]67[.
... النور: (لهم عَذابٌ أليمٌ ) (5) ]19[، (مِمَّا يَقُولُونَ ) ]26[، (عَلى نُورٍ ) ]35[، (رِجَالٌ ) ]37[،،(تَضَعُونَ ) ]58[.
الفرقان: ،(بُشْرَاً ) ]48[، (هَونَاً ) ]63[.
الشعراء: (الجَمْعانِ ) ]61[، (لا يُؤمِنُونَ ) ]201[.
النمل: (يَسْجُدُونَ ) [24].
القصص: (يا هامانُ على الطِينِ ) [28].
العنكبوت: (أفَبالباطِلِ يُؤمِنُونََ) [29].
الروم: (تُمْسُونَ ) ]17[.
لقمان: (الأرحَامِ ) ]34[.
السجدة: (مِنَ القُرُونِ ) ]26[.
الأحزاب: (مَعْرُوفاً ) (6) ]6]
سَبأ: (مُعَاجِزِينَ ) (7) ]5،38[ (و تَمَاثِيلَ ) ]13[، (لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ]14[.
فاطر: (و جاءكُم النَذِيرُ ) (8) ]37[، (جَاءهُم نَذِيرٌ ) ]42[، (الأوَلِينَ ) ]43[،
يس: ( مِنَّ القُرُونِ )[26[.
الصافات: (دُحُوراً ) (9) ]9[، (نَسَباً ) ]158[.
ص: (و ثَمُودَ و قَومَ لَوطٍ ) ]13[.
الزمر: (عَلى النَارِ ) ] 5 [، (كُنْتُم تَعْلَمُونَ ) (10) ]7[، (لا يَعْلَمُونَ ) ] 9[، (كَلِمَةُ العَذابِ ) ]19[ (11) ، (مُتَشَاكِسُونَ ) (12) ]29[ ، (حافِيِنَ ) [75].
__________
(1) ينظر: البيان 190.
(2) ينظر: المصدر نفسه 187.
(3) ينظر: المصدر نفسه 190.
(4) ينظر: المصدر نفسه 190.
(5) ينظر: المصدر نفسه 193.
(6) و هي فصلت و ينظر: البيان 208.
(7) ينظر: المصدر نفسه 209.
(8) ينظر: المصدر نفسه 210.
(9) ينظر: المصدر نفسه 212.
(10) ينظر: المصدر نفسه 217.
(11) ينظر: المصدر نفسه .
(12) ينظر: المصدر نفسه.(1/276)
المؤمن: (العِقَابِ ) ]3] الأول، (لَهُ الدِينَ ) (1) ]14،65[ موضعين.
السجدة (2) : :(تَسْتَتِرُونَ ) ]22[، (مَا كَانُوا يَدَّعُونَ ) ] 48[.
عسق: (الدِينَ ) (3) ]13[،( المُشْرِكِينَ ) (4) ]13[، (مُشفِقُو ن ) ]18[.
الزخرف: (يَقْسِمُونَ ) [ 32] ، (السَبِيلُ ) ]37[، (تَخْتَلِفُونَ ) ]63[.
الأحقاف: (تتَسْتَكبِرُونَ ) ]20[/59و/ (يستمِعُونَ ) ]29[، (يُوعَدُونَ ) ]16[.
سورة محمد صلى الله عليه: (لانْتَصَرَ مِنْهُم ) (5) ] 4[ ، (يَنْصُرُكُم ) ]7[، (فَتَعْساً ) ]8[،
(بسِيمَاهُم ) (6) [30]، (مَعَكُم أٌجُورَكُم ) [35].
الفتح: (أبداً ) ]12[، (حَسَناً ) ]16[، (سُجَدا ) ]29[.
ق: (للعِبادِ ) ]16[.
النجم: (ثُمَ دَنا ) ]8[، (عن ذِكْرِنا ) ]29[، (واسِعٌ ) ] 32[، (المَغْفِرَةِ ) ]32[، (و تَضحَكُونَ ) (7) ]60[.
القمر:(للذِكْرِ ) حيث كان (8) .
الرحمن: (رَبُّ المَشرِقَينِ ) (9) ]17[، (هَلْ جَزاءُ الإحْسَانِ ) ]60[.
الواقعة: (و السَابِقُونَ ) (10) ]10[، (إلاّ قِيلاً ) ] 14[، (لا مَقطوعَةٍ ) ]32[.
الحديد: (مُسْتَخْلِفِينَ ) ]7[، (لا تُؤمِنُونَ ) ]8[، (لَهُ بابٌ ) ]13[، (الصِدِيقُونَ ) (11) ]19[.
الحشر: (لا يخرُجونَ ) ]12[، (و أصْحَابُ النَارِ ) ]20[.
المُمْتَحَنَة:: (إبرَاهِيمَ )]4[، (و ممّا تَعبُدُونَ )]4[، (و اللهُ قَدِيرٌ )]7[، (الكُفَارُ )[10] (يُحَلّون )]10[.
الصف: (و قَدْ تَعْلَمُونَ ) ]5[، (الإسْلامَ ) ]7[ .
في المُنَافِقِينَ : (المُنَافِقُونَ ) ]1[، (يَصُدُونَ ) ]5[.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 218.
(2) و هي فُصِلَّت.
(3) ينظر: البيان 221.
(4) ينظر: المصدر نفسه 221.
(5) ينظر: البيان 228.
(6) ينظر: المصدر ننفسه 228.
(7) ينظر: المصدر ننفسه 234.
(8) الآيات (17، 22، 32،40).
(9) ينظر: البيان 237.
(10) ينظر: المصدر نفسه 239.
(11) ينظر: المصدر نفسه 241.(1/277)
في التغابن: (و ما تُعلِنُونَ ) (1) ]4[.
في الطلاق : (شَدِيداً ) (2) ]8[، (رَسُولاً ) ]11[.
في التحريم: (و صَالِحُ المُؤمِنِينَ ) ]4[، (و أهلِيكُم نَارَاً ) ]6[.
في الملك: (الشَيَاطِينَ ) (3) ]5[.
في القلم: (ن ) ]1[.
في الحاقة: (بِيَمِينِهِ ) ]19[.
في المعارج: (للكَافِرِينَ ) ]2[، (يُبَصَّرُونَهُم ) [11] ، (يَوَدُ المُجرِمُ ) ]11[.
في نوح: (مُسَمّى ) ]4[، (وَ بَنِينَ ) ]12[، (فِيهِنَّ نُورَاً ) (4) ]16[.
في المدثّر: (و المؤمِنُونَ ) (5) ]31[، (مَثَلاً ) (6) ]31[.
في الدهر: (سَلسَلاً ) (7) ]4[، (نَعِيمَاً ) (8) ]20[.
في المرسلات: (شَامِخَاتٍ ) (9) ]27[،(بِشّرّرٍ ) ]32[.
في النازعات: (يومَ يَرونهَا ) ]46[.
في عبس: (مِنْ نُطُفَةٍ ) (10) ]19[، (خَلَقَهُ ) ]19[، (و عِنَباً ) (11) ]28[.
في الإنِفطار: (فَسَويِكَ ) (12) ]7[.
في الإنشقاق: (كَدْحاً ) ]6[.
في الغاشية: (عَامِلَةٌ ) ]3[.
في الفجر: (إبْتَلِيهُ )] 16[، (يا لَيتَنِي ) ]24[.
في الليل: (أعطى ) (13) ] 5 [.
في العلق: (نَاصِيَةٍ ) ]16[، (كَاذِبَةٍ ) (14) ]16[.
في لم يكن: (الصَلوَةِ ) ]5[، (الزَكوَةَ ) ]5[، (عَنْهُ ) ]8[.
في الهمزة: (هُمَزَةٍ ) ]1[.
في الناس: (مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ ) ]4[. و اخْتُلِفَ فيه (15) .
الباب الحادي و العشرون
__________
(1) ينظر: البيان 248.
(2) ينظر: المصدر نفسه 249.
(3) ينظر: المصدر نفسه 251.
(4) ينظر: المصدر نفسه 255.
(5) ينظر: المصدر نفسه 258.
(6) ينظر: المصدر نفسه 258.
(7) في الأصل (سلاسلاً) و هو خلاف المصحف.
(8) ينظر: البيان 260.
(9) ينظر: المصدر نفسه 261.
(10) ينظر: البيان 264.
(11) ينظر: المصدر نفسه 264.
(12) ينظر: المصدر نفسه 266.
(13) ينظر: المصدر نفسه 276.
(14) ينظر: المصدر نفسه 280.
(15) قال الداني: (عدّها المكي و الشامي و لم يعدّها الباقون). البيان 298.(1/278)
في ذكر أجزاء الثلاثين (1)
الجزء الأول منها: (عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ]البقرة 141[ رأس إحدى و أربعين و مئة من البقرة.
الثاني: (و إنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ) ] البقرة 252 [.
... الثالث: رأس التسعين من آل عمران، (و مَا لَهُم مِنْ نَاصِرِينَ ).
... الرابع: بعد ثلاث العشرين من النساء (غَفُورَاً رَحِيماً ) .
... الخامس: فيها (شَاكِرَاً عَلِيمَاً ) ] 147[.
... السادس: في المائدة (مِنْهُم فَاسِقُونَ ) ] 81 [.
... السابع: في الأنعام (يَعْمَهُونَ ) ]110 [.
... الثامن: في الأعراف (خَيرُ الحَاكِمِينَ ) ] 87 [.
... التاسع: في الأنفال رأس الأربعين (و نِعْمَ النَصِيرُ ).
... العاشر: ثلث القرآن (فَهُم لا يَعلَمُونَ ) (2) ] التوبة 93[.
... الحادي عشر: في هود (عَلى كُلِ شَيءٍ وَكِيلٌ ) ] 12[، و قيل: (لفَرِحٌ فَخُورٌ ) ] 10[، و قيل: (بِذَاتِ الصُدُورِ ) [5].
... الثاني عشر: في يوسف (كَيدَ الخَائِنِينَ ) ] 52 [.
... الثالث عشر: خاتمة إبراهيم.
... الرابع عشر: خاتمة النحل.
... الخامس عشر: نصف القرآن، (شَيئاً نُكْرَاً ) ] الكهف 74 [.
... السادس عشر: خاتمة طه.
... السابع عشر: آخر الحج.
... الثامن عشر: رأس العشرين من الفرقان (و كانَ رَبُّك بَصِيراً ).
... التاسع عشر: في النمل(للهِ رَبِّ العالمَينَ ) ] 44[، و قيل: (يَجْهَلُونَ )55] [.
... العشرون: الثلثان من القرآن، في العنكبوت (ممَا تَصْنَعُونَ ) ] 45 [.
الحادي و العشرون: رأس الثلاثين من الأحزاب (و كَانَ ذَلِكَ عَلى اللهِ يَسِيرَاً ) ] 30 [.
... الثاني و العشرون: رأس عشرين من يس (و هُم مُهْتَدُونَ ) (3) ]21[ .
__________
(1) ينظر: جمال القراء 1/149 و ما قبلها ، فنون الأفنان 121.
(2) و قيل الآية 92 (ألا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) . ينظر: جمال القراء 1/144، فنون الأفنان 122.
(3) و قيل الاية 27 ( و جعلني من المُكْرَمِيِنَ ) و قيل الآية 26 ( يا لَيتَ قَومِي يَعْلَمُونَ )(1/279)
... الثالث و العشرون: رأس الثلاثين من الزمر (عِندَ رَبِكُم تَختَصِمُونَ ) ] 31[.
/60و/ الرابع و العشرون: في حم السجدة (للعَبِيِدِ ) ] 46 [.
... الخامس و العشرون: في الجاثية (بِمُسْتَيقِنِينَ ) ] 32[.
... السادس و العشرون: رأس الثلاثين من الذاريات (الحَكِيمُ العَلِيمُ ) ] 30[.
السابع و العشرون: آخر الحديد.
الثامن و العشرون: آخر التحريم، قال بعضهم: خاتمة تبارك.
التاسع و العشرون: آخر المرسلات.
الثلاثون: ما بقي.
ذِكُْر أرباعِ الأسْباع (1)
الرُّبعُ الأول من السُّبْعِ الأول قوله: (و لَعَلَهم يَهتَدُونَ ) ] البقرة 150[ ، و الثاني، (يَتَفَكَرُونَ . يا أيها الذِينَ آمَنُوا ) ] البقرة 266-267[، و الثالث في آل عمران (بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) ] 120[، و الرابع (عَنكَ صُدُوداً ) ]النساء 61[.
و الربع الأول من السبع الثاني في المائدة (مِنَ الخَاسِرِينَ ) ] 12[، و الثاني في الأنعام (لا يُؤمِنُونَ ) ]12[، و الثالث في الأعراف (غَائِبِينَ ) ]7 [، و الرابع (أجرُ المُصلِحينَ ) ] الأعراف 170[.
و الربع الأول من السبع الثالث (و هُمْ فَرِحُونَ ) ]التوبة 50[ ، و الثاني (ييَشْكُرُونَ - فَما لَهُم ) ]يونس 60[ الثالث خاتم هود، و الرابع في إبراهيم (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَرُونَ ) ] 25[.
... و الربع الأول من السبع خاتمة النحل، و الثاني في الكهف (رُشْدَاً ) ]24 [، و الثالث آخر طه، و الرابع (و بَنِينَ نُسَارِعُ ) ] المؤمنون 55 [.
... و الربع الأول من السبع الخامس خاتمة الفرقان، و الثاني في القصص (عَاقِبَةُ الظَالِمِينَ - و جَعَلْنَاهُم أئِمَةً ) ]41[ ، و الثالث خاتمة الروم، و الرابع في سبأ (صَبَّارٍ شَكُورٍ ) ] 19[.
__________
(1) و هي أجزاء ثمانية و عشرين. ينظر: المصاحف 122 و ما بعدها، البيان 308-310، جمال القراء 1/140، و التقسيمات فيها مختلفة عمّا هنا.(1/280)
... و الربع الأول من السبع السادس في الصافات (مِنَّ الصَالِحِينَ - و بَشَرناهُم ) ] 100-101[، و الثاني في المؤمن (بِغَيرِ حِسَابٍ ) ]40[، و الثالث خاتمة الزخرف، و الرابع خاتمة إنّا فتحنا.
... و الربع الأول من السبع خاتمة إذا وقعت، و الثاني خاتمة التغابن، و الثالث خاتمة هل أتى على الإنسان، و الرابع خاتمة القرآن.
أشهد أن إعداد هذه الرسالة قد جرى تحت إشرافي في كلية التربية للبنات/ جامعة تكريت، و هي جزء من متطلبات درجة الدكتوراه في اللغة العربية و آدابها.
... ... ... ... ... الاستاذ الدكتور
غانم قدوري حمد
المشرف
لأحمد بن أبي عُمَر الأنْدَرَابِيّ
ت بعد 500 هـ
دراسة و تحقيق
إلى مجلس كلية التربية للبنات في جامعة تكريت
و هي جزء من متطلبات درجة الدكتوراه في اللغة العربية و آدابها
بإشراف
الاستاذ الدكتور
غانم قدوري حمد
ربيع الثاني 1423 هـ تموز 2002م(1/281)
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على نبيه الصادق الامين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فقد حَظي كتاب الله العزيز بجهود كبيرة في سَبيل الحِفاظ على سَلامة نُطقه ، وكَشف أسرار إعجازه، و تعريف الناس بفضل قراءته و تعليمه، و إرشادهم إلى آدابه و معانيه، و تنظيم الدرس لمن يبغي أن يتلقى شيئاً من علومه، و ظَلَّ جزء من تلك الجهود حَبيساً في مخطوطات تحتفظ بها مكتبات العالم، و حُبِسَ معها علم غزير كثير النفع.
و لهذا فإنَّ النهوض بتحقيق النصوص العربية الاسلامية القديمة هو أحد أهم وجوه النهوض بمجد هذه الامة، و هو صورة لتجديد ذكرى رجالها، الذين أحرزوا في علوم العربية المختلفة تفوقاً تشهد لهم به كتبهم التي ظَلَّت حتى اليوم مصدر تدريس علوم القرآن و العربية.
و كتاب الايضاح في القراءات هو واحد من تلك الكُتب التي حُبسَ علمها منذ قرون طويلة، و هو موسوعة في علوم القرآن و القراءات، و لم يعرف له ذكر أو صدى في الكتب العربية المماثلة، غير أنَّ القارئ لهُ يُدرك الثروة العلمية التي يضمها و الحيف الذي أصابه بالغفلة عنه.
و كنتُ قد اطلعتُ على نُسخةِ الدكتور غانم قدوري حمد من المخطوطة، و كان قد نظرَ فيه، و أفاد منه، و نَبَّهَ إلى قيمته العلمية و أهمية تحقيقه، فوقع في نفسي أن أقوم بتحقيقه، و لّما رأيتُ ما فيه من غزارة العلم و جودة التصنيف إزداد أملي في إخراج الكتاب محققاً، و الكشف عن علم صاحبه، و نشر ما طُوِيَ من خَبَرِهِما معاً.
و كانت سعة الكتاب و ضخامته عائقاً في سبيل إخراجه كاملاً مُحققاً، لكن ما لا يدرك كُلُّه لا يُترَكُ جُلُّه، فأشار الأساتذة الأفاضل عليَّ بتحقيق قسمه الأول المتألف من ثلاثةٍ و خمسين باباً في علوم القرآن، و قد حَوى مادة أصيلةً مُسْتقلةً عن مادة القسم الثاني و هي القراءات القرآنية، و عسى أن يوفقني الله لإكمال العمل ونشر الكتاب كاملاً.(1/282)
و قد قَسَّمتُ العمل في هذه الرسالة على قسمين: جعلتُ الأول للدراسة و الثاني للنص المُحقق.
و ضَمَّنْتُ الدراسة بابينِ عَرّفتُ في الأول بالمؤلف و الكتاب، و جعلتُ الفصلَ الأول للمؤلف فذكرتُ ما جاء فيه، ثمَّ ذكرتُ شُيوخه الذين ذُكِروا في كتابه، و عَرَضتُ لِما قيل في تأليفه لأكثر من كتاب، و جعلتُ الفصل الثاني للكتاب فعرضتُ لِما فيه من موضوعات، و المصادر التي أفاد المؤلف منها في تأليفه، و بيَّنتُ أهمية الكتاب و قِيمته، ثمَّ وصفتُ نسخته المخطوطة، ثُمَّ بَيَّنتُ منهج التحقيق.
و في الباب الثاني عَرَّفتُ بأهم المباحث التي جاءت بها أبواب الكتاب و هي مباحث علوم القرآن، و تشمل تدوينه، و تأليف المصحف و ما يتعلق به، ثُمَّ القراءات و روايتها، ثُمَّ المَباحث اللغوية من الأصوات و الرسم و الوقف.
ثُمَّ يَجِيء القسم الثاني من الرسالة و هو النص المُحقق.
و قد تنوعت مصادر التحقيق بسبب تنوع موضوعات ابواب الكتاب و ان كانت ترجع كلها الى علوم القرآن، و اهم تلك المصادر كتب علوم القرآن كالاقناع لابن الباذش، و غاية الاختصار للعطار الهمداني، و جمال القراء للسخاوي، و الاتقان للسيوطي و غيرها، و كتب التفسير كتفسير الطبري، و تفسير القرطبي، و تفسير ابن كثير، و كتب الحديث و لا سيما الصحاح و السنن، و كتب القراءات كالسبعة لابن مجاهد، و التيسير للداني، و النشر للسيوطي، و كتب التجويد كالتحديد للداني، و الموضح لعبد الوهاب القرطبي، و التمهيد للعطار الهمداني، و جهد المقل للمرعشي، و كتب علوم العربية ككتاب سيبويه، و المقتضب للمبرد، و شرح المفصل لابن يعيش، و كتب الفقه كالام للشافعي، و شرح معاني الاثار للحنفي، و المغني لابن قدامة الحنبلي، و غير ذلك من معاجم اللغة و البلدان، و دواوين الشعر.(1/283)
و قد تمثلت ابرز صعوبات تحقيق هذا الكتاب في عدم العثور على بعض ما جاء فيه من الأحاديث الشريفة و الآراء و الآثار، نظراً لضخامة مادة هذا الكتاب من جهة و لنقل المؤلف جزءاً من مادته من مصادر لم تصل الينا، و قد صَعُبَت ايضاً قراءة بعض العبارات التي طمست في المخطوطة و لا سيما انه ليس لهذه المخطوطة نسخة اخرى نعرفها حتى الآن تُعين في قراءة تلك العبارات.
و أنا ألتمسُ العُذرَ سَلَفاً لِما لم أتمكن من تَخْرِيجِه من حديث أو رأي أو أثر، و لا أشك مع ذلك أنَّ هذا الكتاب مُفيدٌ لِكُلِّ طالب علمٍ في القرآن و فيه مادة عظيمة النفع له، بل لكل مسلم، و أرجو أن يكون عملي هذا خالصاً لله تعالى سائلةً النَفعَ به، و من الله الصواب، و إليه المرجع و المآب.
حياته(1/284)
ليس في كتب التراجم والأعلام التي بين أيدينا اليوم ترجمة او ذكر للأندرابي تفي بحقه في التعريف ، فليس فيها سوى ما ذكره ابن الجزري في قوله " أحمد بن أبي عمر ، أبو عبد الله الخراساني، صاحب كتاب الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم ، أتى بفوائد كثيرة ، روى القراءات عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله (1) الفارسي صاحب ابن مهران وعلى أبي عبد الله محمد بن الإمام أبي الحسن بن محمد الخبّازي عن أبيه وغيره ، وروى القراءات عن أبي بكر احمد بن الحسين الكرماني صاحب الكارزيني وعن الحافظ أبي بكر محمد بن عبد العزيز ، عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الحاكم ، وحدث عن جماعة ، ومات بعد خمسمئة، و لا أعلم من قرأ عليه "(2).ولا تُغني هذه الترجمة في التعريف بحياة هذا العالم الجليل وصفاته وثقافته وطلبه للعلم وذكر تلامذته ، على الرغم من أهميتها لتفردها بالترجمة من جهة ، ولتثبيت نسبة كتاب الإيضاح له – رحمه الله – من جهة اخرى .ويتضح من هذه الترجمة أن ابن الجزري أخذ معلوماته عن الأندرابي من خلال اطلاعه على كتابه الإيضاح او معرفته به ، لا من ترجمةٍ له سالفةٍ أو شيوع ذكره في البلاد ، لان كل ما جاء في هذه الترجمة يمكن تحصيله من الاطلاع على كتاب الإيضاح نفسه ، ولاسيما ما يتعلق بذكر الشيوخ الذين روى الأندرابي عنهم القراءات .
وينتسب المؤلف كما يدل لقبه (الأندرابي) – وقد ذكر في ورقة العنوان – إلى أندراب، وهي بلدة من نواحي نيسابور بخراسان ، قريبة من حد خراسان مع الهند ، تقع بين مدينتي غزنين و بلخ على طريق القوافل إلى كابل، وبمرو خراسان أيضا قرية تسمى أندرابة ٍ(3) ، وربما كان الأندرابي ينتسب إليها. ويرجح أن ينتسب الأندرابي إلى أندراب ( المدينة ) فقد خرج منها جماعة من أهل العلم، أحاطتها مدينتا غزنين و بلخ، وكلتاهما مركزان آهلان برجال العلم والدين (4) .(1/285)
وقد حقق الدكتور احمد نصيف الجنابي الباب الأول من كتاب الإيضاح وهو في فضائل القران أهله، وقال في مقدمة التحقيق: " المقرئ أحمد بن أبي عمر المتوفى سنة 470 هـ " ولا دليل على هذا القول، ثم قال في التعريف به " أما صفات صاحبنا الأخلاقية فقد وصفوه بأنه ( ثقة زاهد عابد ).
أما صفاته الخلقية فهو ( بهي المنظر ) ، أما صفاته العلمية فهو ( عالم بالقراءات ، له التصانيف الحسنة
ــــــــــــــــــــــ
(1) قال ابن الجزري (( محمد بن عبيد الله )) وهو وهم ، فقد ذكر الأندرابي اسم شيخه مرارا ، وينظر غاية النهاية 1/572.
(2) غاية النهاية 1/93 .
(3) ينظر : معجم البلدان 1/260 ، مراصد الاطلاع 1/88 .
(4) ينظر : معجم البلدان 1/479 ، 4/201 ، مراصد الاطلاع 1/172.
في القراءات ) ، كما وُصِف بأنه ( عالم نيسابور ) أي : في القراءات" (1) ، ، ولم يذكر لهذه الاقوال مصدرا ، و لاحَدَّدَ هؤلاء الذين وصفوا الاندرابي بزعمه.
شيوخه من القُرَّاء
أسند الأندرابي القراءات التي قرأها وكثيراً من الاحاديث الشريفة التي سمعها الى من تلقى عنهم من الشيوخ ، وقد اعتنى في الباب الثاني والثلاثين خاصة وهو باب ( ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا قراءات القُرَّاء المعروفين ، بروايات الرواة المشهورين ) بذكر شيوخه الذين روى عنهم القراءات عرضاً أو سماعاً أو إجازةً، ومن هنا فانه قد يُحصى شيوخ الأندرابي من خلال كتابه الإيضاح، وهم :(1/286)
1- أبو بكر احمد بن الحسن بن الحسين الكرماني : وقد أخذ عنه قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني من طريق إسماعيل بن جعفر المدني برواية عيسى بن وردان (2) ، وقراءة أبي عمرو بن العلاء من طريق محمد بن عمر القصبي برواية عبد الوارث بن سعيد التنوري (3) ، وقراءة عاصم بن أبي النجود من طريق أبي زيد الأنصاري برواية المفضَّل الضبِّي بحروف المُفَصَّل (4) ، ومن طريق بكار بن عبد الله العودي برواية أبان بن يزيد (5) ، وقراءة الكسائي من طريق محمد بن سنان برواية عيسى بن سليمان الشَيْزري (6) .
2- أبو علي الحسن بن الحسين بن الحسن البخاري : وقد نقل عنه كثيرا من الأحاديث والأخبار إجازةً (7) ، كما أجاز بقراءة الكسائي برواية نصير بن يوسف النحوي من طريق محمد بن إدريس الدنداني (8) .
3- أبو عثمان بن محمد البحيري : أخذ عنه بعض الروايات في تلقي القراءة القرآنية(9) ، وأخذ عنه قراءة نافع برواية إسماعيل بن جعفر الأنصاري (10) ، وبرواية قالون من طريق إبراهيم بن إسماعيل القاضي (11) .
ــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة المجمع العلمي العراقي ج4 ، مج 38 ، كانون الأول 1987 ، ص 194.
(2) ينظر : الإيضاح 78 و 0
(3) ينظر : المصدر نفسه 85 و 0
(4) ينظر : المصدر نفسه 87 ظ .
(5) ينظر : المصدر نفسه 87ظ.
(6) ينظر : المصدر نفسه 90و.
(7) ينظر : المصدر نفسه 5و ، 7ظ، 8ظ ، 9ظ ، 21ظ ، 38 و ، 41 ظ ، 52ظ ، 61و، 83ظ، 89 ظ ، 102ظ،136و.
(8) ينظر : المصدر نفسه 89ظ.
(9) ينظر : المصدر نفسه 18ظ.
(10) ينظر : المصدر نفسه 79ظ .
(11) ينظر : المصدر نفسه 80و .
وقراءة ابن كثير برواية احمد بن محمد القواس من طريق ابن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن قنبل(1) ، وقراءة عاصم برواية أبي بكر بن عياش من طريق إبراهيم بن أحمد الوكيعي (2) ، وطريق محمد بن يزيد الرفاعي (3) .وقد سماه الشيخ الزكي (4) .(1/287)
4- أبو القاسم عبد الرحمن بن احمد العطار : و قرأ عليه قراءة يعقوب برواية رَوْح بن عبد المؤمن من طريق محمد بن وهب (5) ، وبراوية محمد بن المتوكل الملقب برُوَيْس من طريق محمد بن الحسين بن مقسم و أبي القاسم هبة الله (6) ، ومن طريقي عبد الله بن الحسن النخاس وعلي بن عثمان بن حبشان (7) ، وبرواية الوليد بن حسان من طريق جعفر بن محمد السمري(8) .
5- ابو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الفارسي : ذكره ابن الجزري فقال امام مقرئ حاذق روى القراءات عنه عرضاً وسماعاً احمد بن أبي عمر صاحب كتاب الإيضاح (9) .
وعن أبي الحسن الفارسي أخذ الأندرابي بعض الأخبار في جمع القران (10) ، واخذ عنه اكثر القراءات التي رواها في كتابه ، فقد أخذ عنه قراءة أبي جعفر المدني برواية عيسى بن وردان من طريق الفضل بن شاذان(11) ، وقراءة نافع برواية ورش من طريق محمد بن عبد الرحيم الاصبهاني ، وطريق محمد بن أحمد البخاري ، وطريق حفص بن عمر الدوري ، وطريق عمر بن محمد الكاغدي (12) وبرواية قالون من طريق احمد بن يزيد الحلواني وطريق ابي نشيط المروزي (13) ، وقراءة ابن كثير برواية احمد بن محمد البزي من طريق النقاش وهبة الله ، وطريق محمد بن موسى الزينبي (14) ، وبرواية احمد بن محمد القواس
ــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الايضاح 81ظ.
(2) ينظر المصدر نفسه 86 ظ .
(3) ينظر: المصدر نفسه 86ظ .
(4) ينظر :المصدر نفسه 79 ظ .
(5) ينظر: المصدر نفسه 91ظ .
(6) ينظر: المصدر نفسه 91 ظ .
(7) ينظر: المصدر نفسه 91 ظ .
(8) ينظر: المصدر نفسه 91 ظ .
(9) ينظر: غاية النهاية 1/572.
(10) ينظر: الايضاح 20 و .
(11) ينظر :المصدر نفسه 77ظ.
(12) ينظر: المصدر نفسه 79و .
(13) ينظر المصدر نفسه 80 و .
(14) ينظر المصدر نفسه 81و .(1/288)
من طريق الزينبي (1) ، وبرواية عبد الوهاب بن عطاء الفليحي من طريق أبي محمد بن إسحاق الخزاعي ، و طريق النقاش وهبه الله (2) .وقرأ عليه قراءة عبد الله بن عامر برواية عبد الله بن أحمد بن ذكوان من طريق محمد بن النضر بن الأخرم(3) ، وبرواية هشام بن عمار من طريق أحمد بن يزيد الحلواني ، وطريق إبراهيم بن يوسف الرازي(4) ، وبرواية الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث الذماري (5).
وقرأ الأندرابي على أبي الحسن الفارسي قراءة أبي عمرو بن العلاء برواية يحيى بن المبارك اليزيدي من طريق سجادة بن إبراهيم بن حَمَّاد (6) ، وبرواية أُوقية عامر بن عمر من طريق بن مقسم محمد بن الحسن ، ومن طريق محمد بن إسحاق البخاري وبرواية أبي عمر الدوري من طريق أحمد بن فَرْح (7) ، وبرواية صالح بن زياد السوسي من طريق محمد بن أحمد الرِّقّي (8) ، وبرواية سليمان بن أيوب الخياط من طريق أحمد بن أحمد حرب المعدل ، وطريق الفضل بن مخلد (9) ، وبرواية أبي حمدون الزاهد من طريق بكّار بن أحمد ، وطريق أبي بكر البخاري (10) ، وبرواية شجاع البلخي من طريق بكّار بن أحمد ، وطريق احمد بن محمد الشَوْنِيزي ، وطريق أبي بكر البخاري (11) ، وبرواية عباس بن الفضل من طريق أوقية (12) .
وقرأ الأندرابي على أبي الحسن أيضاً قراءة عاصم بن أبي النّجود برواية أبي بكر أحمد بن الحسين من طريق الحسن بن داود النقار و أبي الحسن النقاش ، وطريق محمد بن عبد الله القَلاَّء ، وطريق محمد بن غالب الصَيْرفي (13) .
ــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الايضاح 81ظ .
(2) ينظر: المصدر نفسه 81 ظ .
(3) ينظر :المصدر نفسه 83 و .
(4) ينظر: المصدر نفسه 83و .
(5) ينظر: المصدر نفسه 83 و .
(6) ينظر: المصدر نفسه 84 و .
(7) ينظر: المصدر نفسه 84و.
(8) ينظر: المصدر نفسه 84و .
(9) ينظر: المصدر نفسه 84و - 84 ظ .
(10) ينظر : المصدر نفسه 84ظ .
(11) ينظر : المصدر نفسه 84ظ .(1/289)
(12) ينظر : المصدر نفسه 84ظ - 85 و .
(13) ينظر المصدر نفسه 86و .
و برواية عبد الحميد بن صالح البرجمي (1) ، وبرواية يحيى بن آدم من طريق شعيب بن أيوب الصّريفيني(2) ، وبرواية حمّاد بن أبي زياد من طريق يحيى بن محمد العليمي (3) ، وبرواية حفص بن سليمان من طريق عبد الصمد بن محمد الهمذاني ، وطريق زرعان بن أحمد الدّقاق ، وطريق أحمد بن سهل الاشناني ، وطريق ابراهيم السّمسار ، وطريق أحمد بن يزيد الحلواني ، وطريق حسنون بن الهيثم الدويري (4) .
وقرأ عليه ايضاً قراءة حمزة بن حبيب الزيات برواية عبد الرحمن بن قَلُوقا ويحيى بن علي الخَزَّاز من طريق رجاء بن عيسى ، وطريق ابراهيم بن زَرْبيّ و ترك الحَذّاء (5) ، وبرواية حمّاد بن أحمد (6) ، وبرواية خلف بن هشام (7)، وبرواية خلاّد بن خالد من طريق بكار وأبي علي الصّفّار ومحمد بن عبد الله النقَّاش (8) ، وبرواية أبي عمر الدوري من طريق أبي الزَعْراء عبد الرحمن بن عَبْدُوس(9) ، وبرواية محمد بن سعدان من طريق محمد بن سليمان المَرُوَزِيّ (10) ، وبرواية عبد الله بن صالح العِجْلي من طريق الطيب بن اسماعيل الذُهَلي (11) .
وقرا الأندرابي على أبي الحسن ايضا قراءة الكسائي برواية قتيبة بن مهران الازاذاني (12) ، وبرواية أبي الحارث الليث بن خالد من طريق أحمد بن كامل ، وطريق بكّار بن أحمد (13) ، وبرواية ابي حمدون الزاهد من طريقي بكَّار و ابن كامل (14) ، وبرواية حمدون بن ميمون من طريقي ابن كامل وبكَّار (15).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 86ظ.
(2) ينظر : المصدر نفسه 86ظ.
(3) ينظر : المصدر نفسه 86 ظ.
(4) ينظر : المصدر نفسه 87و.
(5) ينظر : المصدر نفسه 88و .
(6) ينظر : المصدر نفسه 88 و .
(7) ينظر : المصدر نفسه 88 و .
(8) ينظر : المصدر نفسه 88ظ.
(9) ينظر : المصدر نفسه 88ظ.
(10) ينظر : المصدر نفسه 88 و.
(11) ينظر : المصدر نفسه 88 ظ.(1/290)
(12) ينظر : المصدر نفسه 89 ظ.
(13) ينظر : المصدر نفسه89 ظ.
(14) ينظر : المصدر نفسه 89 ظ .
(15) ينظر: المصدر نفسه 89 ظ ، 90 ظ .
وقرأ عليه أيضا قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي برواية رَوْح بن عبد المؤمن من طريق هبة الله بن جعفر(1) ، وبرواية رُويس محمد بن المتوكل من طريقي ابن مقسم وهبة الله .
وأخذ عنه اختيار خلف بن هشام من طريق ابن مُرّة النَقَّاش (2) ،واختيار أبي حاتم السجستاني(3).
ومن عدد هذه الروايات التي نقلها الأندرابي عن شيخه أبي الحسن الفارسي يتضح أنه أكثر الشيوخ الذين تلقى عنهم وتتضح أهمية هذه التلمذة إذا عرفنا ان الفارسي هو تلميذ أحمد بن الحسين بن مهران (4) ، الذي كان إمام القُراء في نيسابور ، و لكنَّه لم يشر الى المصدر الذي كان ينقل منه ابن مهران (5) .
فمحصول الفائدة من تلمذة الأندرابي على أبي الحسن – ولاسيما في نقل القراءات القرآنية – أنه قد استوثق من رواياته بمرورها من طريق ابن مهران عالم عصره في القراءات القرآنية ، ثم بحفظ شيء من علم ابن مهران نفسه بواسطة كتاب الأندرابي ، ولكثرة ما نقل الاندرابي عن شيخه الفارسي فقد كَنَّى عنه كثيراً ، فكان إذا قال ( قرأتُ عنه ) عَناهُ.
6- أبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري : و اكثر ما أخذ عنه الاندرابي رواية الحديث، وكان جُلُّ ما نقله من حديث أبي عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن باسناد أبي بكر محمد بن عبد العزيز (6) ، وربَّما نقل عنه قراءة القرآن أيضاً ، فقد أخذ عنه قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع برواية عيسى بن وَرْدان من طريق إسماعيل بن جعفر المدني(7).(1/291)
7- أبو عبد الله محمد بن علي الخبازي : ذكره ابن الجزري فقال : " مقرئ نيسابور ومسندها ، امام كبير محقق مستحضر ، ولد سنة أثنتين وسبعين و ثلاث مئة ... تخرج على يده ألوف بنيسابور وغزنة ... وكان ذا حرمة وافرة عند الدولة لعبادته وزهده وتهجده ، ويقال : كان مجاب الدعوة ، مات سنة تسع وأربعين وأربع مئة "(8).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 91 ظ.
(2) ينظر : المصدر نفسه 93 ظ.
(3) ينظر : المصدر نفسه93 ظ.
(4)ينظر :غاية النهاية 1/5 ، 572.
(5) ينظر : معرفة القُراء الكبار 279 ، غاية النهاية 1/49-50.
(6) ينظر : الإيضاح 94و.
(7) ينظر : المصدر نفسه 94ظ .
(8) ينظر : المصدر نفسه 78 و .
وقد قرأ الأندرابي عليه قراءة أبي جعفر برواية عيسى بن وَرْدان من طريق الفضل بن شاذان ، وطريق محمد بن عبد الله العمري (1) ، وقراءة نافع برواية إسحاق بن محمد المُسَيَّبي من طريق أبنه محمد بن إسحاق(2) وكان الأندرابي إذا ذكر الخّبازي سماه الأُستاذ .
8- أبو المنصور نصر بن بكر بن أحمد بن الحسين بن مهران : وهو حفيد ابن مهران السابق الذكر ، وقد روى عن جَدِّه ٍ،وروى الأندرابي عنه قراءة حمزة برواية أبي عمر الدوري ثُمَّ طريق أحمد بن فرح (3) ، وقراءة الكسائي برواية الدوري من طريق أحمد بن هارون (4) .
إن النظر في ما تلقاه الأندرابي من شيوخه من القراءات بالطرق و الروايات الكثيرة يبين حرصه في طلب الرواية للقراءات القرآنية ، وسعة علمه فيها مما يُمَكِّنُه من تأليف كتاب كبير كالإيضاح في هذا الحقل.
شيوخه من غير القُرَّاء
أما شيوخ الأندرابي من غير القُرَّاء فقد استعان بهم في ذكر أسانيد الأحاديث الشريفة في كتابه تارة ، ونقل بوساطتهم أقوال كبار العلماء مِمَّن لم يجلس إليهم تارة اخرى، وأخذ عنهم بعض الأخبار والآراء، و أهمهم :(1/292)
1- أبو جعفر أحمد بن أبي أحمد المرو الروذي (5): روى عنه قصيدة ابن خاقان في التجويد والقُرَّاء السبعة (6) ، وبعض الأخبار عن أبي حاتم السجستاني تتعلق بأنواع الوقف و كيفيته (7) ، وقد وصفه الأندرابي بالشيخ الصالح والفاضل .
2- أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي، روى عنه بعض الأحاديث في فضائل القرآن (8).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) غاية النهاية 2/207.
(2) ينظر : الإيضاح 77ظ.
(3) ينظر : المصدر نفسه 80 و .
(4) ينظر : المصدر نفسه 88 ظ .
(5) هذه النسبة الى ( مرو الروذ ) وهي اشهر مدن خراسان. ينظر اللباب 3/198.
(6)ينظر : الإيضاح 90ظ.
(7) ينظر: المصدر نفسه 134ظ ، 135و .
(8) ينظر: المصدر نفسه 4و.
3-أبو محمد حامد بن أحمد : قال ابن الجزري " حامد بن أحمد ( بياض ) أبو محمد ، روى عن الإمام أبي عبد الله بن الهيصم، روى القراءة عنه ( بياض ) صاحب الإيضاح " (1) وقد وقف الدكتور غانم قدوري حمد متأملاً بأمر الشيخ حامد بن أحمد مع الأندرابي، ففي كتاب الإيضاح نصوص كثيرة طويلة تتطابق تماما مع ما ورد في مقدمة كتاب المباني وهو التفسير المسمى ( المباني لنظم المعاني ) وقد كان مجهول المؤلف، ونشره ارثر جفري ضمن ( مقدمتان في علوم القرآن ) و التطابق بين الكتابين لا يشمل النصوص فقط بل أسماء الأعلام الواردة في الأسانيد وتطابق عناوين بعض أبواب كتاب الإيضاح مع فصول مقدمة كتاب المباني (2) ، مما جعله الدكتور الباحث يحتمل أن الأندرابي قد نقل تلك النصوص من كتاب المباني ، ولا يبعد أيضاً أن يكون قد اخذ عن مؤلف المباني مباشرة لورود عبارات السماع في نصوص الأندرابي (3) .
... وما يهمنا هنا بعد ذلك هو الإشارة إلى أن الدكتور غانم قدوري قد اهتدى الى معرفة مؤلف تفسير (المباني لنظم المعاني )، من خلال ما نقله الأندرابي عن شيخه أبي محمد حامد بن أحمد، مؤلف التفسير .(1/293)
... ويتمثل جلُّ ما رواه الأندرابي عن الشيخ حامد في الأحاديث الشريفة المتعلقة بفضائل القران وجمعه واختلاف قراءاته ونزوله على سبعه أحرف وتأويل ذلك (4) ، وذكر روايات تتعلق بجمع القران وتوحيده في المصحف (5)، و اخرى تتعلق باختلاف هجاء مصاحف الأمصار (6) ، وروايات في تسميه بعض السور
بالطول والمثاني والمئين و الحواميم ونحو ذلك وتفسير هذه الأسماء (7) ، وذكر ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غاية النهاية 1/202.
(2) ينظر : بحث الدكتور غانم قدوري (الشيخ حامد مؤلف التفسير المسمى المباني لنظم المعاني) 11-14.
(3) ينظر مثلاً: الإيضاح 4ظ، 8ظ، 20و، 24و، 33ظ، 41و، 42ظ،61ظ، 64ظ.
(4) ينظر مثلاً: المصدر نفسه 4ظ،7ظ،8ظ،11ظ،12و.
(5) ينظر : المصدر نفسه 8و - 8ظ.
(6) ينظر: المصدر نفسه 25ظ.
(7) ينظر: المصدر نفسه38 ظ – 39 و.
وترتيب ذلك (1) ، وروايات في الحث على تعلم الإعراب والعربية (2) .
4- أبو القاسم عمر بن احمد السني : روى عنه الأندرابي أحاديث في فضائل القران(3) واخرى في إعرابه (4) ، وغيرها في تحسين الصوت في القراءة (5) .
5- أبو سعيد بن محمد بن علي الخشّاب : وقد روى الأندرابي عنه أحاديث في فضل تلاوة القران وقراءته و إعرابه وفي كم يُقْرأ (6) .
6- أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسين : روى عنه الحديث في فضائل القران ونزوله على سبعة أحرف ، وتفسير السبع الطوال و المئين والمثاني والمفصل ، وصفة قراءة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، وتزيين الصوت بقراءة القران (7) .
... ومن المؤسف إن كتب الإعلام لم تحفظ لنا تراجم لهؤلاء الشيوخ ، كما لم تحفظ ترجمة لتلميذهم الأندرابي مما يمكننا من تعرُّف مكانة هؤلاء الرجال والديار التي لَقِيهم الأندرابي فيها ويصور شيئا من الحركة العلمية في عصر المؤلف .
ـــــــــــــــــــ
(1) ينظر: الإيضاح 42 و - 42 ظ .(1/294)
(2) ينظر: المصدر نفسه 61 ظ ، 62و .
(3) ينظر: المصدر نفسه 4ظ، 5 و.
(4) ينظر: المصدر نفسه 61 ظ ، 62و .
(5) ينظر: المصدر نفسه 64ظ .
(6) ينظر: المصدر نفسه 5 و ، 34و ، 61 و ، 63و .
(7) ينظر: المصدر نفسه 3و، 3ظ، 9و، 37ظ، 39ظ، 40ظ، 47ظ، 62ظ.
مؤلفاته :
... لم تذكر المصادر أنَّ للأندرابي كتابا غير الإيضاح ، ولا ذَكر الأندرابي ذلك في كتابه ، أما الدكتور احمد نصيف الجنابي فقد جعل له خمسة كتب فقال : " ألف المقرئ أحمد بن ابي عمر :
- اختيار أبي عبيد القاسم بن سلام .
- اختيار أبي حاتم سهل بن محمد .
- الإيضاح في القراءات .
- فضائل القران و أهله و أخلاقهم و نعوتهم وصفاتهم .
- قراءات القُرَّاء المعروفين بروايات الرواة المشهورين .
أما كتابه الأول والثاني فقد ذكرهما له ابن الجزري، غير أنَّهما يُعدان بحكم الكتب المفقودة الآن ... أما كتابه ( الإيضاح في القراءات ) فقد حققتُ القسمَ الأول منه لان الكتاب في وضعه المخطوط الآن كبير ، ويحتاج الى جهود كبيرة ... اما كتابه (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين ) فقد حَقَقتُهُ ونشرته (1)، ثم جعل الكتاب الخامس – كما يرى – ( رسالة ) هي جزء من مخطوطة محفوظة بمكتبة معهد الدراسات الشرقية باستانبول (2) ، وليس هذا الكلام دقيقاً فالكتب التي جعلها الدكتور الجنابي خمسة هي كتاب واحد هو الإيضاح في القراءات.(1/295)
فقد ذكر ابن الجزري عنوان الكتاب كاملاً – كما مَرَّ في ترجمته للأندرابي –، و اختيار أبي عبيد و أبي حاتم اللذين جعلهما الدكتور الجنابي كتابين هو ما ذكره الأندرابي مع القراءات العشر – وستاتي – اهتماماً منه باختياريهما ، والناظر في القسم الذي أورد الأندرابي فيه قراءات القراء العشرة مرتبة بحسب السور القرآنية ، يجد الاختيارين مبثوثين مع تلك القراءات ، حتى أنَّ الأندرابي حين ذكر أسانيد قراءته لهذه القراءات ذكر أيضاً إسناد اختيار أبي عبيد وأبي حاتم(3) ، فاكتمل ما يتعلق بهما .
أما ( قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين ) فهو الباب الثاني والثلاثون من كتاب الإيضاح وليس كتابا مستقلا عنه وقد ذكر الدكتور الجنابي ذلك حين طبعه (4) .
ــــــــــــــــــــــ
(1) فضائل القرآن و أهله و أخلاقهم، بحث مجلة المجمع العلمي العراقي ج 4 ، مج 38، 1987، ص 199-201.
(2) ينظر: المصدر نفسه 202.
(3) ينظر: الإيضاح 92ظ، 93ظ.
(4)ينظر: قراءات القراء المعروفين 26.
و أما (رسالة) فضائل القرآن و أهله فهي الباب الأول من الكتاب نفسه و المخطوطة التي ذكر الجنابي أنَّها تتضمن هذه (الرسالة) هي مخطوطة كتاب الإيضاح أيضاً.
... و هكذا يتبين أنَّ الكتب الخمسة ليست سوى كتاب الإيضاح في القراءات العشر و اختيار أبي عبيد و أبي حاتم، و لم يعرف أنَّ الأندرابي ألفَّ سواه.
موضوعات الكتاب ومنهج تبويبها :
يقع كتاب الإيضاح في قسمين :
القسم الأول :يضم ثلاثة وخمسين باباً حوت موضوعات علوم القران والقراءات كلها إلاّ ما يتعلق بالتفسير وضوابطه ومنهاج المفسرين وشروطهم بل قد ضَمَّ الكتاب أبواباً قَلَّ نظيرها في كتب علوم القران والقراءات الاخرى – كما سيأتي .(1/296)
... وأبواب هذا القسم تشغل الجزء الأكبر من كتاب الإيضاح – وهو الجزء الذي قمت بتحقيقه في هذه الرسالة ، فالمخطوطة تتألف من مئتين و خمس أوراق يشغل هذا القسم منها اكثر من مئة و أربعين ورقة .
... وتظهر قيمة الكتاب العلمي في هذا القسم ، ففيه مادة أصيلة ، ونصوص مهمة ، وأبواب لا غنى لطالب علوم القرآن أو المقرئ عنها ، بل لابُدَّ لكل مسلم من الاطلاع عليها والإلمام بشيء منها .
... وقد جاءت أبواب هذا القسم حسنة الترتيب ، منتظمة وفق منهاج أدركه المؤلف فقد بدأ بذكر فضائل القرآن وأهله ليشوق القارئ لهذا العلم الذي يؤلف كتابه فيه وليدل على ما ينبغي لقارئ القرآن من إقامة حروفه وحقوقه ، ثم انتقل الى الحديث في كيفية نزول القران وتلقيه على سبعة أحرف ذاكراً ما في ذلك من تأويلات .
... حتى إذا فرغ من هذا التقديم انتقل إلى جانب في تاريخ القرآن الكريم فَذَكر ما رُويَ في أخذ القراءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جمعه في المصحف وتوحيدُه ومَنْ قام بذلك وما السبب الداعي إليه ، ثم أكمل الحديث عن هذا المصحف فذكر ما وقع في نُسَخِهِ التي بُعثت الى الأمصار من الفروق وسبب وقوع تلك الفروق ، و جَرَّهُ ذلك إلى ذكر فضل قراءة القران بالنظر في المصحف وفضل ذلك على القراءة عن ظهر قلب ، ولم يترك الحديث عن المصحف حتى ذكر ما يتعلق به من مصطلحات كالكتاب والقرآن والسورة والآية .(1/297)
... ثم توجه الى دراسة ما في المصحف الشريف من السور والآيات وما يتعلق بهما ، وقد شمل ذلك تفصيلات أحاطت إحاطة شاملة بالمادة التي تخص هذه الموضوعات فقد فسّر الأسماء التي أطلِقَت على مجاميع من السور ، وذكر المكي والمدني منها ، وترتيب كل قسم في النزول ، وذكر ما وقع في السور المدنية من الآيات المكية ، وما وقع في السور المكية من الآيات المدنية ، ثم ذكر أسماء السور ولاسيما المختلف فيها ، وذكر عدد سور القران الكريم وآياته وكلماته وحروفه واختلاف القرّاء في ذلك ، و أورَدَ باباً فريداً في معرفة فواصلة وذكر ما يلتبس في العدّ من رؤوس الآي ، ثم ذكر أجزاء القرآن الثلاثين والستين .
وهكذا جمع ما يخص المصحف في أبواب متسلسلة استوفى فيها ما يتعلق بالموضوع .
ثم انتقل إلى فئة اخرى من الأبواب جمع فيها ما يخصّ كيفية قراءة القرآن فأبتدأ بذكر ما جاء من الحديث والأثر في الحث على تعلم الإعراب وذم اللحن ، ثم ذكر صفة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما يستحب من تزيين الصوت بالقرآن ، وأنواع القراءة من حَدر وترتيل وتحقيق ، وانتقل الى أمر اللحن الخفيّ وهو باب دقيق ذكر فيه ما قد يقع للقراء من الخطأ في إخراج الحروف من مخارجها إخراجاً صحيحاً في حال الإفراد والتركيب ، ودعاه ذلك الى الحديث عن مخارج الحروف وتحديدها وذكر صفاتها وأسمائها .
ثم انتقل إلى القراء فَتَحدّث عمّا ينبغي لهم وما لا ينبغي فذكر في آدابهم وأخلاقهم ما جاء من الحديث و الأثر ، ثم ذكر السبب الذي من أجله اجتمعت الأُمة على القراء المعروفين ، ثم ذكر أسانيدهم والروايات والطرق التي أخذ بها القّراء.(1/298)
حتى إذا فرغ من هذه الأبواب انتقل إلى ما يتعلق باصول القراءة ، فذكر الاستعاذة ومعانيها ، والبسملة وأحكامها ، والتأمين وما يتعلق به ، والتكبير ومواضعه ، وسجدات التلاوة ومواقعها ، وأحكام الإدغام والتبيين ، والإشمام ، وتحقيق الهمز وتليينه ، و أحكام التقاء الهمزتين مع اختلاف مواضعهما ، والإمالة والتضخيم ، و السَّكت والتمكين ، والمدّات ومقاديرها ، وياء الإضافة حركتها وحكم إثباتها أو حذفها من خط المصحف ، ثم ختم بموضوع الوقف و أحكامه و كيفيته مع اختلاف الموقوف عليه .
ويلاحظ هنا أنّ الأندرابي لم يهمل موضوعاً في أصول القراءة ، فجاء بها وافية مكتملة ، وانساقت أبوابه منتظمة وفق منهج يمكن أن نلخص ترتيبه في :
1- نزول القرآن وما يتعلق به .
2- تدوين القرآن ، وما يتعلق بالمصحف .
3- قراءة القرآن ، وما يتعلق بها .
4- القُرّاء وأسانيدهم ، وما يتعلق بذلك .
5- أصول القُراءة .
و قد نهج الأندرابي في كل باب منهج الاستقصاء والشرح والتفصيل وذكر الآراء المختلفة في المسألة الواحدة ، مستهلا بما ينبغي الاستهلال به كذكر المعنى اللغوي للمصطلح الذي يتخذه موضوعاً ، أو تقديم ما جاء من الحديث والأثر في الموضوع ، أو إجمال الأمر ثم تفصيله ، او التعريف بما ينعقد عليه الباب .
وغالباً ما يختم الأندرابي بابه بذكر الفائدة للقارئ من كلّ باب وهو ما يتميز به كتابه وصرح به في مقدمة الكتاب (1) ، كقوله في نهاية باب أجزاء القرآن الثلاثين والستين " والفائدة للقارئ في معرفة أجزاء القرآن أنه إذا عرف ذلك قدَّر أوراده في التراويح وغيرها تقديراً واحداً ، فإذا أحبَّ أنْ يختم القران في عشر قرأ كل يوم وليلة عشرا منه ، فإذا أحب أن يختمه في عشرين قرأ كل يوم وليلة جزءاً من أجزاء العشرين ، وكذلك يفعل إذا أحب أن يختمه في ثلاثين أو اقل منها أو أكثر إن شاء الله " (2) .(1/299)
أما القسم الثاني من الكتاب والذي لم يشمله التحقيق في هذه الرسالة فيضم القراءات القرانية في السور المرتبة ترتيبها في المصحف ، وقد ذكر الأندرابي في هذا القسم قراءات عشرة من القراء ، وهم بحسب ترتيبه لهم .
1- أبو جعفر يزيد بن القعقاع .
2-نافع بن عبد الرحمن المدني .
3-عبد الله بن كثير .
4-محمد بن عبد الرحمن بن مُحيصن .
5-عبد الله بن عامر .
6-أبو عمرو بن العلاء .
7-عاصم بن أبي النجود .
8-حمزة بن حبيب الزيّات .
9-على بن حمزة الكسائي .
10-يعقوب بن إسحاق الحضرمي .
... وألحق بقراءات هؤلاء اختياري أبي عبيد القاسم بن سلاّم و أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني ، وسنرى فيما سيأتي السبب الذي دعاه الى اختيار هؤلاء القراء دون سواهم .
ـــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 1 ظ .
(2) ينظر : المصدر نفسه 61و .
مصادر الكتاب :
... جمع الأندرابي مادة كتابه من مصادر مختلفة أهمها :
1-السماع : ويتمثل فيما نقله الأندرابي عن شيوخه ، ولاسيما في نقل الحديث ورواية القراءات ، ويضاف إلى ذلك ما أجازه به شيوخه من رواية الحديث او القراءات أو نقل الأخبار ، والمواضع التي سبقت عند ذكر شيوخ الأندرابي من القراء وغيرهم يمكن من خلال مراجعة نصوصها أن نلاحظ حرص الأندرابي على ذكر ألفاظ السماع من شيوخه نحو ( أخبرنا ) و ( أخبرني ) و ( حدثني ) ، فلا يخلو من شيخ للأندرابي من ذكر لواحد من هذه الألفاظ .
أما في أمر القراءة القرانية على الشيوخ فالأندرابي يستهلُّ كلَّ طريق من طرق رواية القراءة بقوله " قرأتُ " ولا يكاد يخلو طريق من هذه اللفظة .
2- النقل من الكتب : لم يكن الأندرابي يصرح بأسم الكتاب الذي ينقل منه ، ولم يفعل ذلك إلا نادراً، كقوله " وقد ذكر الزجاج في كتابه الإعراب و المعاني، وبراءة كانت تسمى الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين "(1)، وهذا النص موجود في الكتاب المذكور(2) .(1/300)
... ولكن الأندرابي يُصَرّح في الغالب باسم المؤلف الذي نقل عنه وهو يجيد المحافظة عل النص المنقول، وفيما يأتي أمثلة لمن نقل عنهم :
1. أبو عبيدة ( معمر بن المثنى ) : قال الأندرابي " وقال أبو عبيدة : من لم يهمزها [ يعني السورة ] فمجازها مجاز مَنْزلة يرتفع منها الى منزلة اخرى كمجاز سورة البناء ، قال النابغة الذبياني :
ألم ترَ أنَّ الله أعطاك سُورة ترى كُلَّ مَلك دُونها يَتذبذبُ
أي : منْزلة شرف ارتفعتَ اليها عن منازل الملوك "(3) والنص طويل وهو بنصه في كتاب أبي عبيدة (4) .
ـــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 50ظ .
(2) ينظر : معاني القرآن وإعرابه 2/473
(3) ينظر : الإيضاح 36و .
(4) ينظر : مجاز القران 4 .
2.أبو عبيد القاسم بن سلام : وقد نقل عنه كثيراً ، واعتمد خاصة على كتابه (فضائل القرآن) في عقد اكثر من باب في كتابه الإيضاح ولاسيما في الباب الأول الخاص بفضائل القران فهو ملئ بالأحاديث التي اسندها أبو عبيد في فضائله ، وتتميز نصوص الأندرابي المنقولة عن أبي عبيد بالطول والتتابع (1) ، ويبدو أن المؤلف قد نقل عن كتابه القراءات لأبي عبيد ( وهو مفقود ) فقد نقل أقوالا له حول اختيار قراءته ومنهجه في ذلك (2).
3.ابن قتيبة : قد نقل عنه نصّاً طويلا في تفسير الأحرف السبعة (3) ، ونصوصاً اخرى متفرقة (4) .
4.الطبري : قال الأندرابي " محمد بن جرير الطبري ، قال : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن عليه ، عن خالد الحذّاء ، عن ابي قلابة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ، أعطيت المثاني مكان الزبور ، و أُعطيتُ المئين مكان الانجيل ، وفُضِلّتُ بالمفصل "(5) والنص بسنده في جامع البيان .(1/301)
5.الزجاج : وقد نقل عنه غير مّرة ، كقوله (( وقوله ( يُحَرَّفُونَ الكَلِّمَ عن مَواضِعِهِ ) [ النساء 46] ، قال الزجاج : تاويله يفسرونه على غير ما أُنزل ، قال :وجائز أن يكون :يلفظون به على غير ما نزل "(6) ، وقد مر ان الأندرابي صرح أنه ينقل عن كتاب معاني القران و إعرابه للزجاج .
6.ابن دريد : قال الأندرابي " وقال أبو بكر بن دريد : معناه [ يعني المصحف ] جمع بعضه الى بعض ، ومعنى الصحيفة : القطعة من جلد أو رق ، وجمعهما صُحُف فلما ضم بعضها الى بعض سمي مصحفاً "(7) .
7.ابن الأنباري ، أبو بكر محمد بن القاسم : وقد روى عنه في مسالة اللحن روايات مختلفة ، منها قوله : " ابن الانباري، قال : حدثنا إدريس ، قال حدثنا خلف ، قال : حدثنا محبوب ، عن ابي هارون الغنوي ، عن مسلم بن شداد الليثي ، عن عبيد بن عمير الليثي ، عن أُبيّ بن كعب ، قال : تعلموا اللحن في القران كما تتعلمونه "(8) ، وهذا النص في كتاب ( إيضاح الوقف و الابتداء ) وربما نقل الأندرابي من كتابه ( الأضداد ) أيضا قوله :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر: الإيضاح 3 ظ ، 7 و ، 12ظ ، 18و ، 21ظ ، 22ظ ..الخ .
(2) ينظر : المصدر نفسه 92ظ .
(3) ينظر : المصدر نفسه 11ظ .
(4) ينظر :المصدر نفسه 35و ، 35 ظ ، 123و ، 137 و .
(5) ينظر : المصدر نفسه 37 و .
(6) ينظر : المصدر نفسه 34ظ - 35 و .
(7) ينظر : المصدر نفسه 61ظ .
(8) ينظر : المصدر نفسه 62و.
" قال ابن الأنباري : وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني :
... ... ... ... ..وتَلْحَنُ أحيا ... ... نا وخير الحديث ما كان لحنا
معناه ، وتصيب أحيانا ، لان أول البيت :
منطقٌ صائبٌ وتَلْحَنُ أحيا ... ... نا وخيرُ الحديث ....
يقال :قد لَحَن الرجل يَلْحَنُ فهو لَحِنٌ إذا أصاب ، ولحَنَ يَلْحَنُ فهو لاحِنٌ إذا افسد " (1) . فالنص في كتاب إيضاح الوقف والابتداء وهو بمضمونه في الأضداد(2) .(1/302)
8. أبو علي الفارسي : وقد نقل الأندرابي من كتابه ( الحجة ) ، كقوله " قال أبو على الفارسي ،ومما يدل على ذلك تركهم إمالة واقد ونحوه ،كراهة أنْ يَصعدوا بالمستعلي بعد التَسفل بالإمالة ، لِثِقْل ذلك عليهم "(3)
... ويبدو أنَّ الأندرابي قد نقل أيضا من كتب لم تصل إلينا ففي الإيضاح ذكر أقوال ونصوص لأبي الفصل الخزاعي وأبي الفضل الرازي و أحمد بن الحسين بن مهران (4) .
ــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 62 و .
(2) ينظر: إيضاح الوقف و الابتداء 1/19، الأضداد 241.
(3) ينظر :الإيضاح 99و .
(4) ينظر : المصدر نفسه 48ظ ، 66ظ ، 67 ظ ، 68ظ ، 75و ، 99و ، 128ظ ، 135و .
أهمية الكتاب :
... إن كتاب الإيضاح في القراءات مصدر مهم من مصادر علوم القران والقراءات ، ولعله من أهمها ، وتعود أهميته الى جملة أمور منها :
1-ضخامة مادته وتنوعها : فقد أحاط الأندرابي في القسم الأول من الكتاب بأكثر المباحث المتعلقة بعلوم القران وأصول القراءة ثم استوفى في قسمه الثاني قراءات عشرة فضلا عن اختيارين آخرين ، وهو يحيط في أثناء عرضه لموضوع الباب بما فيه من أحكام وآراء وأدلة وأنواع جامعا بين الشمول وما يقتضيه من الإلمام والإحاطة بالموضوع والإيجاز وما يوجبه من اقتضاب العبارة وترك الإيغال في التفريع ، والناظر في كمية الأحاديث النبوية الشريفة والآثار القولية والفعلية يتبين له مقدار اهتمام الأندرابي بجمع كل ما ورد منهما فيما يخص الموضوعات التي وقف عندها ، مما يجعل كتاب الإيضاح في القراءات موسوعة في علوم القران والقراءات ، وهو واحد من اكبر الكتب في هذا المجال إن لم يكن اكبرها
2-دقة الأندرابي : فهو يسلك منهج القراء في النقل ، فيسوق الآيات والأحاديث والآراء والآثار المدعمة لكل حكم يذكره ، ويعمد إلى الإتيان بسند الحديث ولا يترك ذلك إلا قليلا ، وتعود دقته تلك إلى دقة النقل من العلماء وقد أثبت التحقيق ذلك .(1/303)
3-قدم عصر التأليف لهذا الكتاب : فقد أُلِّفَ الكتاب في وقت متقدم نسبيا ، ولذا يُعدُّ أصلاً من أصول التأليف في علم القران و القراءات .
4-إن كتاب الإيضاح في القراءات يمثل حلقة مهمة من حلقات التأليف في بابه ، ففضلاً عن تقدُّم زمنِ تأليفه فانه يعطي صورة للحركة العلمية في بلاد المشرق الإسلامي ، ولا سيما في نيسابور وما جاورها في القرن الخامس الهجري ، في وقت ضاعت فيه كتب مماثلة تمثل تلك البيئة العلمية في زمنها ومكانها ذاك . والناظر في كتب علوم القران والقراءات التي بين أيدينا اليوم يلاحظ قلة كتب المشارقة مقارنة مع الكتب القادمة من الغرب الإسلامي ويجد أن كتاب الإيضاح يسد فراغا كبيرا يعانيه العصر الذي أُلِّفَ فيه .
5-حُسنُ وضع الكتاب وجودة ترتيبه : فتقسيم الكتاب إلى أبواب وقراءات ، ثم ترتيب الأبواب ذاتها جعل مادة الكتاب تنتظم انتظاما موضوعياً واضحاً ، كما تنساق المادة داخل الباب الواحد وفق منهج جيد ومحدد
6.سهولة مأخذه ووضوح عبارته : فقد وضع الكتاب لطلاب العلم في علوم القرآن والقراءات ولذا قام على السهولة في العبارة واليسر في شرح الآراء المختلفة والأحكام الكثيرة التي امتلأ الكتاب بها .
7-طرافة كثير من أبوابه : ففيه اكثر من باب يندر أن ترى له نظيراً في كتب علوم القران والقراءات ، ولاسيما ما يتعلق بعد آي القران ، ومعرفة الآيات المُلْبِسَة في العدد باختلاف الأمصار ، وذكر فواصل السور ، وما ينبغي للقارئ من الآداب وغير ذلك .
8-جودة كثير من آراء الأندرابي فيه ولاسيما ما يتعلق بعلم التجويد كوقوفه على أمر اللحن الخفي ، واهتمامه بالدراسة الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن – كما سيأتي – وذكر أنواع القراءة ، وتحديد كل نوع ، فضلا عن تحديد المفاهيم لكثير من المصطلحات المتعلقة بهذا العلم .(1/304)
... وعلى الرغم من أهمية الكتاب فإننا للأسف لا نجد له صدى في كتب علوم القران التي تلته ، بل لا نجد له ذكرا فيها، ولو حظي المؤلفون في علوم القران بما جاء فيه لجاءهم منه علم واسع ،ولم أجد فيما راجعت من كتب سوى إشارتين لكتاب الإيضاح :
الأُولى : في كتاب الهجاء، وهو مجهول المؤلف ، فقد صرح بعنوان الكتاب ومؤلفه في مواضع كثيرة ، يتعلق أكثرها برسم المصحف (1) .
والثانية : في كتاب بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي ، و قد نقل منه نصوصا طويلة من غير تصريح باسم المؤلف ، وكانت تتعلق بالفواصل القرآنية و العدد القرآني(2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ينظر : كتاب الهجاء 3ظ، 5ظ،12و،16و ، 19و ، 20 و ، 25و ، 33 و ، 34ظ ، 39و ز
(2)ينظر : بصائر ذوي التميز 558-560 ، وما أخذه من فواصل كل سورة مثبوت كل في موضعه معها .
نسخة الكتاب :
... تحتفظ مكتبة معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة استنبول بنسخة من كتاب الإيضاح في القراءات برقم ( 1350 A.Y. ) ولا تعرف للكتاب نسخة اخرى سواها ، ويحتفظ معهد المخطوطات العربية بالقاهرة بنسخة مصورة عن نسخة استانبول ،وقد وصفت بأنها " رديئة التصوير "(1) ، ويحتفظ المجمع العلمي العراقي في مكتبته بنسخة جيدة التصوير منها ، وعليها اعتمدتُ في التحقيق .
... وتقع النسخة في ( 205 ) أوراق ، و في كل صفحة ( 25 ) سطراً وهي مكتوبة سنة ست و ستين و خمسمئة (566هـ) بخط محمد بن عمر بن حمزة الحموي كما يظهر من الورقة الأخيرة للنسخة ، ومن هنا تظهر قيمة هذه النسخة من حيث كونها قريبة إلى عصر المؤلف .
... ومع جودة الخط الذي كتبت به النسخة وجماله فان القراءة فيها لا تكاد تخلو من صعوبة بسبب ما لحقها من اضمحلال وطمس في مواضيع كثيرة ، وبسبب رصف الكلمات في سطورها رصفاً شديداً ولا سيما في القسم الخاص بالقراءات وما سبَقه بقليل ، ولعل ذلك يعود إلى ضخامة مادة الكتاب وسعتها .(1/305)
... وللباب السابع والعشرين من الكتاب - وهو المتعلق باللحن الخفي - نسخة مخطوطة اخرى ، فقد حقق الدكتور علي حسين البواب كتاب التمهيد في علم التجويد لابن الجزري ، و كان قد اعتمد على مخطوطة للكتاب في مكتبة تريم في اليمن ، وهي تتألف من أربع وثلاثين ورقة ( 1-34 ) وبعدها إلى ورقة ( 39 ) جزء من كتاب في التجويد(2)، وهذا الجزء هو الباب السابع والعشرون من كتاب الإيضاح، ويبدو من صورة الورقة الأخيرة لكتاب التمهيد التي نشرها المحقق حيث ظهرت الورقة الاولى للمخطوطة الاخرى ، ولكن المحقق لا يعرف هذا الكتاب ولم يشر إليه ، وكان الدكتور غانم قدوري حمد قد نبهني على ذلك .
... وفي مخطوطة الكتاب سقط مقداره ست ورقات فقد بسببه الباب الثاني والخمسون والباب الثالث والخمسون ، وقراءة سورة الفاتحة ومقدمة سورة البقرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : بحث الدكتور غانم قدوري حمد ( الشيخ حامد مؤلف التفسير المسمى ( المباني لنظم المعاني ) ص9.
(2) ينظر : التمهيد في علم التجويد 24.
منهج التحقيق
... سرت في سبيل إخراج النص المحقق صحيحا واضحا على المنهج الآتي :
1.نَسْخُ الكتاب وفق قواعد الإملاء الحديثة ، وتصحيحُ ما وقع الناسخ فيه من الخطأ .
2.ضبطُ النص في ما يُشكل في الفهم والاستعانة في ضبط الأعلام بكتب التراجم والأنساب .
3.كتابة الآيات القرانية الكريمة وفقا للرسم العثماني بقراءة حفص عن عاصم ، وضبط الآيات بما يتلاءم مع قراءة القارئ او الراوي عند ذكر القراءات و الحروف .
4.خرجت الآيات القرانية واثبت التخريج مع النص في المتن بوضعه بين معقوفين [ ]و إذا كان النص القرآني قد ورد في القرآن مكرراً اكتفيت بتخريجه من أول موضع ورد فيه .
5.خرجت القراءات القرانية من مصادرها، عادة ما يخالف رواية حفص عن عاصم قراءة.
6.خرجت الأحاديث الشريفة من كتب الحديث وعلوم القران وغير ذلك مما توجد فيه .(1/306)
7.أعرضتُ عن ترجمة للأعلام الواردة أسماؤهم في النص خشية التطويل ولأنني لم أجد تراجم لكثير منهم فاستعضت عن ذلك بصنع فهرس للأعلام ضَمنتُهُ اسمَ العلم كاملا ، ويمكن للقارئ مراجعة ترجمته من مظانِها .
8.خرّجتُ الأقوال والآراء ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا متوخيةً الاختصارَ والإيجاز
تدوين القران :
لا يخلو كتاب في علوم القران من الحديث عن تدوين القران ، وقد اعتنى الأندرابي بهذا الموضوع وذكر مراحله المختلفة وفصّل القول في كل منها ذاكرا كثيرا من الروايات التاريخية مدعمة بالأحاديث الشريفة والآثار المروية في ذلك .
... فقد إبتدأ من الباب الثالث بذكر عناية المسلمين بالحفاظ على النص القراني في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم (1) ، ما أُمِرَ به المسلمون من تجريد المصاحف ممّا سوى القران (2) ، ، وفي الباب الرابع تحدث حديثاً وافياً عن أمر جمع القران في زمن الخليفة أبي بكر الصدِّيق-رضي الله عنه- ذاكرا السبب في ذلك ، محصيا من قام بهذا العمل ، مستعينا بما ورد من الأثر في ذلك ، متحدثا عن اللغة التي كتب بها المصحف (3) ، ثم ذكر ما قام به عثمان -رضي الله عنه-من توحيد المصاحف و إرسال النسخ إلي الأمصار المختلفة وما يتعلق بذلك من الروايات ، ولا سيما ما يخص تولية زيد ين ثابت-رضي الله عنه- لأمر هذا التوحيد(4) .
... والروايات التي ذكرها الأندرابي هي من أفضل ما روي في هذا الموضوع فقد جاءت مفصلة مسندة بأسانيدها ، وقد أحاطت بما يتعلق بموضوع التدوين من حيث أسبابه وزمانه ومن قام به وما أدى إليه والوسائل المستخدمة في كل ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 18ظ - 20و .
(2) ينظر: المصدر نفسه 20و .
(3) ينظر :المصدر نفسه 20و - 21ظ .
(4) ينظر: المصدر نفسه 21ظ - 24ظ .
المصحف وما يتعلق به :(1/307)
... بعد أن انتهى الأندرابي من ذكر روايات تدوين القران وجمع المصحف وتوحيده في الأمصار شرع يذكر الأبواب التي وصفت هذا المصحف و اعتنت بما فيه .
... فبدأ في الباب الخامس بذكر اختلاف هجاء مصاحف الأمصار وما في حروفها من فروق في النقص والزيادة ، وقد برع الأندرابي في جمع هذه المادة ورتب هذه الفروق بحسب ترتيب السور في المصحف حتى استوفى ما جاء من هذه المادة في كتب الرسم القراني ، ثم ناقش ما ادُعيَ في المصحف من الخطأ والزلل وفنّد ذلك . ... وفي الباب السادس تحدث عن الكثير من ظواهر رسم المصحف التي جاءت مخالفة لقواعد الإملاء العربي ويكثر عنده أن يعلل الرسم القراني كقوله في تعليل حذف همزة الوصل من ( بسم الله ) : " وإنما حُذِفَت من ( بسم الله ) فقط لأنها ألف وصل ساقطة من اللفظ ، كثر استعمال الناس إياها في صدور الكتب وفواتح السور "(1) .
... ثم استوفى كل ما كُتِبَ في المصحف موصولا وأصله القَطْع ، وما كتب مقطوعا وأصله الفَصْل نحو : فيما ومما و إنما وبئس ما و إلا وأمَّنْ ... الخ ، ومنهجه في ذلك أن يورد الأصل في ذلك ثم يذكر المواضع التي خالفت ذلك الأصل .
... وذكر أيضاً الحروف التي كُتِبتْ في المصحف بخلاف النطق، نحو كتابة الهاء تاء في مثل ( إمْرَأتُ ) و ( سُنَّتَ ) ( لَعْنَتَ) أو كتابة الألف واوا كما في ( الملؤا ) و ( الصلوة ) ، او كتابة السين صادا كما في ( يَبْصُطُ ) ، وذكر أيضاً ما يخص الحذف في رسم المصحف من نحو ( ويمحُ ) و ( الداع ) وما يخص الزيادة نحو ( الربوا ) و ( نبإيْ ) .
... ومنهجه في ذلك قائم على الاختصار والإحصاء ، وقد يَرد عنده نادرا تعليل لبعض ظواهر الرسم ، كقوله في حذف الياء من نحو ( فَبَشِرْ عِبادِ الذِينَ ) [ ابراهيم 17 ] : " كتب على الحذف والاكتفاء بالكسرة التي قبلها منها ، وعلى نية الوقف "(2) .
...
ــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 29ظ.
(2) ينظر : المصدر نفسه 32ظ.(1/308)
وما يتعلق بدراسة الأندرابي للمصحف وقوفه عند المصطلحات المتعلقة به كالكتاب والقران والسورة و الآية والكلمة والحرف ، مستعيناً في ذلك بالمعاني اللغوية لكل اصطلاح(1) ، ووقف أيضاً على تفسير اصطلاحات سميت بها مجاميع من السور كالطول والمئين والطواسين والحواميم والمسبحات وغير ذلك ذاكرا ما جاء فيها من الأحاديث والأثر (2) .وتميز الأندرابي بوقفته المفصلة عند ترتيل السور في مكة أو المدينة فذكر روايات مفصلة في ذلك (3) ، وتوصل من خلال تلك الروايات الى عقد باب في عدد سور القران وعرض ما في ذلك من اختلاف ، وهو الباب الحادي عشر ، ثم عرض في الباب الذي يليه بالاستقصاء إلى الآيات المكيات في السور المدنية والآيات المدنية في السور المكية ، و أردف له بابا في المدني الذي حكمه مكي والمكي الذي له حكم المدني ، وسبب كل واحد من ذلك كقوله : " ومنها قوله – عز وجل – في الحجرات ( يا أيُها الناسُ إنا خَلَقْناكُم مِنْ ذَكَرٍ و أُنْثى ) [13] الآية ، نزولها بمكة يوم فتحها ، وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة" (4) ولم يغادر الأندرابي موضوع السور القرانية الشريفة حتى ذكر ما وقع في أسمائها من التنوع والاختلاف ذاكرا سبب ذلك أحياناً(5) ، ويعد إحصاؤه لهذه الأسماء وفق ترتيب السور في القران بابا فريدا من نوعه في علوم القران والقراءات ، فلم أجد من أحصى هذا الموضوع واستقصاه بترتيب السور كما فعل الأندرابي ، ولكن يمكن أن نجد في كتب علوم القران إشارات إلى تسمية بعض السور أو نجد مثل تلك الإشارات في مستهل تفسير السور في كتب التفسير .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الايضاح 35و وما بعدها .
(2) ينظر : المصدر نفسه 38و .
(3) ينظر : المصدر نفسه 41ظ.
(4) ينظر : المصدر نفسه 48ظ. وما بعدها
(5) ينظر : المصدر نفسه 49و وما بعدها(1/309)
وبعد هذه الوقفات المتميزة للأندرابي عند السور القرآنية انتقل إلى جانب آخر يتعلق بالمصحف وهو جانب علم العدد القرآني فخصص لهذا الموضوع ثمانية أبواب ذكر فيها عدد آي القرآن وكلماته وحروفه والاختلافات في ذلك(1) ، ثم عرض للخلاف في عدد آيات كل سورة من القرآن باختلاف الأمصار (2) ، ثم ذكر الترغيب من الحديث في عقد الآيات بالأصابع وفضل ذلك وأجره (3) ، ثم عقد بابين لم أجد من سبقه إليهما أو عقد مثلهما وهما يتعلقان بما يعَدُّ من رؤوس الآي وما لا يُعَد وربما يلتبس (4) ، و أخيراً اظهر أهمية العدّ لآي القرآن في تجزئته فذكر أجزاء الثلاثين والستين ونحو ذلك (5) .
وبهذه الأبواب يكون قد أحاط إحاطة وافية بما يتعلق بالمصحف وما يتعلق به من مصطلحات واختلاف في عد سوره وآياته ومواضع نزول كل منها .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 52ظ. وما بعدها
(2) ينظر : المصدر نفسه 35ظ. وما بعدها
(3) ينظر : المصدر نفسه 57و. وما بعدها
(4) ينظر : المصدر نفسه 58و. وما بعدها
(5) ينظر : المصدر نفسه 59ظ. وما بعدها
القراءات وروايتها :
اشتمل كتاب الإيضاح في القراءات على موضوعات كثيرة تخص علم القراءات وروايتها ، وكان الأندرابي قد استهل حديثه في الكتاب بباب خصصه بموضوع الأحرف السبعة واختلاف العلماء في تفسير ذلك ذاكرا الروايات المختلفة في ذلك(1) ، واهتم بالتأكيد على حرص الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم –على تلقي القراءة صحيحة من الرسول صلى الله عليه وسلم(2) .ويمكن تقسيم الموضوعات التي عرضها الأندرابي في ما يخص القراءات إلى ثلاثة أقسام :(1/310)
1.آداب القراءة وما يستحب فيها : فقد نقل الأندرابي توطئة في كراهية اللحن و أحاديث و آثاراً تحث على اجتنابه في قراءة القران وغيره والحث على تعلم الإعراب ، وجعله زينة القراءة وحليتها (3) ، ثم ذكر صفة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيه لتعرف صفة القراءة المستحبة في القران ، معززا ذلك بما يستحب من تحسين الصوت وتزيينه(4) وما ينبغي للقارئ والمقرئ أن يكون عليه من الأدب والخلق والمعرفة ، ولاسيما إذا جلس يقرأ القرآن أو يستمع من شيخه المقرئ(5) ، وهو باب طريف مفيد لطلبة العلم في هذا الباب .
2.أصول القراءة : وهو موضوع شغل أبواباً كثيرة في كتاب الإيضاح ، فقد وقف الأندرابي على كل الاصول اللغوية والفقهية والصوتية التي ينبغي لقارئ القران أن يتقنها لضبط القراءة ، فذكر أنواع القراءة وأغراض كل نوع والفارق بين كل قراءة و اخرى في الأداء(6) ، حتى إذا فرغ من ذكر أنواع القراءة دخل في موضوعات الاصول فخصص لها كل ما بقي من أبواب الكتاب(7) ، مستهلا حديثه بموضوع اللحن الخفي "وهو ترك إعطاء الحروف حقها من تجويد لفظها بلا زيادة فيها أو نقصان "(8) ، ثم دعاه ذلك إلى وصف مخارج الحروف وصفاتها ليعرف القارئ كيف يضبط النطق بها وتعدى ذلك موضوعات الإدغام و أحكامه، والإشمام ومواضعه ، والهمز وتسهيله ، والإمالة والتفخيم ، والسكت والتمكين ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر : الإيضاح 7ظ. وما بعدها
(2) ينظر : المصدر نفسه 18و. وما بعدها
(3) ينظر : المصدر نفسه 61و. وما بعدها
(4) ينظر : المصدر نفسه 64و. وما بعدها
(5) ينظر : المصدر نفسه 75و. وما بعدها
(6) ينظر : المصدر نفسه 66 و .
(7) ينظر : المصدر نفسه من 66 و إلى 140و .
(8) ينظر: المصدر نفسه 68ظ .(1/311)
... وقراءة ياء الإضافة التي حذفت من الخط في المصحف والخلاف في ذلك ، وختم بذكر الوقف والتعريف بأنواعه ومواضعه و الاصطلاحات المتعلقة به .
وكان قد عرض في أثناء ذلك لموضوعات في أصول القراءة تتعلق بما يجب على القارئ من الاستعاذة والبسملة والتأمين والتكبير وسجدات التلاوة .
... وهكذا فإننا نجد أنَّ الأندرابي لم يغفل الحديث في موضوع من موضوعات اصول القراءة بل استوفاها وعرض لكل موضوع بالشرح والتفصيل .
3.إسناد القراءة : اعتنى الأندرابي بذكر أسانيد القراء الذين أخذ قراءاتِهِم وذكرها في كتابه ، وقد أفرد لذلك بابا طويلا طبعه الدكتور أحمد نصيف الجنابي في كتاب مستقل سماه ( قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين ) ، وهو الباب الثاني والثلاثون من كتاب الإيضاح .
... وعقد الأندرابي أيضا بابا تحدث فيه عن السبب الذي من أجله اجتمع الناس على قراءة هؤلاء القراء واختاروا قراءاتهم محددة أُسس جودة القراءة وعلوها ، بقوله "سبب ذلك هو أنَّ من القراءات ما ورد عن الصحابة والتابعين ، وهو معروف لكثرة أهله، صحيح في المعنى ، جيد في العربية ، ومنها ما وَرد وهو شاذ لقلة أهله ، ضعيف في المعنى والعربية ، ومنها ما ورد وهو غلط منهم وعليهم فلما كان الأمر كذلك اجتهد كل قارئ منهم ليقرأمن تلك القراءات بأكثرها أهلاً من القراء ، لان ذلك أدل على أنه من إقراء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأفصحها لغة في كلام العرب و أجودها إعراباً ، و أحسنها معنى وانتظاما لما قبلها من الكلام أو بعده "(1) .(1/312)
... ومن أجل ذلك أيضا فقد ألحق بالقراء العشرة اختيار أبي عبيد واختيار أبي حاتم دعاه الى ذلك ما وجده من حسن هذين الوجهين فقراءة أبي عبيد عنده " قراءة أكثرها من الامة أهلاً واعربها في كلام العرب لغة،وأصحها في تأويل معنى ... واجتمع على ذلك الاختيار كثير من العوام في كثير من أمصار المسلمين "(2) ، و أما اختيار أبي حاتم فقد كان –كما يقول – " اختياراً حسنا اتبع منه الأثر والنظر ، وما صح عنده في الخبر عن النبي – صلى الله عليه –وعن أصحابه والتابعين – رحمةُ الله ورضوانُه عليهم أجمعين"(3) .
ـــــــــــــــــــــ
(1) الإيضاح 77ظ.
(2) ينظر : المصدر نفسه 92و.
(3) ينظر : المصدر نفسه 92ظ.
الأصوات :
وقف الأندرابي كثيرا عند الأصوات اللغوية وكان هدفه من ذلك أن يعرف القارئ حق كل حرف عند النطق به ، فلا يلحن في قراءة القرآن ، وقد درس الأصوات في حالتي الإفراد والتركيب .
... ففي حالة الإفراد ذكر الأندرابي مخارج الحروف بادئاً بتعريفها ثم تقسيمها متابعاً في ذلك ما عليه جمهور العلماء من كونها ستة عشر مخرجا ناقلا في ذلك أقوال العلماء في ذلك ، شارحا مواضع مخارج الحروف (1) .
... ثم وقف عند صفات هذه الحروف من الجهر والهمس والشدة ، والرخاوة ، والإطباق ، والانفتاح ، والاستعلاء ، والصفير ، والمد و اللين ، والغنة ، والتفشي ، والقلقلة ، والاستطالة ، والتكرار والانحراف (2) ، ثم شرح كل مصطلح من هذه المصطلحات وصنف الحروف عليها ، وقد كانت له مصطلحات متميزة وتعليلات مفيدة كتسمية حروف المد حروفا ذائبة إذ قال : (( والحروف الذائبة ثلاثة : الياء المكسور ما قبلها ، والواو المضموم ما قبله ، والألف ولا يجيء مفتوحا ما قبله ، وهذه الحروف حروف مد الليّن ، سميت بذلك لأنها تذوب وتلين وتمتد ، وماعداها جامد ، لأنه لا يلين و لا يذوب و لا يمتد)).(1/313)
... وفي حالة التركيب شرح الأندرابي بالتفصيل ظواهر تأثير الأصوات بعضها في بعض في حالة التركيب كالإدغام وأحوال الهمزتين إذا التقتا والتغليظ والترقيق وغير ذلك ، اما في الباب السابع والعشرين وهو باب اللحن الخفي فقد فصل الأندرابي في ما يجب على القارئ من النطق الصحيح لكل حرف إذا التقى مع غيره وحذر مما يوقع في اللحن فيه ، وذلك الباب مليء بالأمثلة على ذلك .
... وإنَّ القارئ لأبواب اصول القراءة في كتاب الإيضاح يجد درسا صوتيا عربيا واضحا يستحق الدراسة التفصيلية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ينظر : الإيضاح 72 و ،وما بعدها .
(2) ينظر : المصدر نفسه 73ظ،وما بعدها .
الرسم :
... عندما شرح الأندرابي مسالة تدوين القرآن الكريم درس رسم المصحف العثماني وظواهره التي تخالف قواعد الإملاء العربي ، ولذلك يمكن أنْ نجدَ مادة جيدة تتعلق بقواعد الرسم الإملائي وتعليلات لها ، ولاسيما في ما كتب بعضه مخالفاً لبعض ما في المصحف كقوله في تعليل الواو و الألف في نحو ( يَبْدَؤا الخَلقَ) [ يونس 4 ] ،: " ليقولوا أنها الهمزة المضمومة أو على لغة من لا يهمز ، ولو كُتب بالألف وحدها أو الواو وحدها لجازت "(1) .
... وكتعليله بناء على الوصل والوقف ، كقوله " وكتب في إبراهيم ( قل لِعِبادِي الذِينَ) [ 31 ] بالياء ، وفي الزمر ( فبشر عباد الذين ) [ 17] بغير ياء، مع أشباه لهذه الحروف كثيرة ، والأصل فيها كلها واحد ، وهو أن تُكتبَ بالياء ، ولو كُتبت كلها بغير ياء لجاز فما كُتب فيها بالياء كُتب على الأصل والوصل ، وما كتب على الحذف والاكتفاء بالكسرة التي قبلها منها، على نية الوقف "(2) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الإيضاح 32و .
(2) المصدر نفسه 32ظ.
الوقف :(1/314)
... موضوع الوقف في اللغة العربية موضوع واسع وقد جاء في كتاب الإيضاح في القراءات ليدل به المؤلف على مواضعه في القران الكريم ،وقد ذكر الأندرابي ما جاء فيه من الحديث والأثر ، وذكر أنواعه وشرح لكل نوع وذكر اختلاف العلماء في تقسيمه ومثل لكل ذلك بأمثلة كثيرة ، وقد كان للأندرابي رأي متميز في تقسيم الوقف وترتيب مراتبه فجعل أعلاها التام، ثم الكافي، ثم الحسن، ثم الصالح، ثم المفهوم .
وذكر ما يستحب للقارئ إذا أراد أنْ يقف وما يكره له فيه ، وعرض مذاهب القراء في الوقف على الآي .وذكر أن تقسيم الوقف والابتداء في القرآن الكريم قسمان :
1. قسم أنْ يعرفَ أينَ يقف ومن أينَ يبتدئ ، فهذا يتعلق بالإعراب والمعاني .
2. وقسم في أنْ يعرفَ كيف يقف وكيف يبتدئ ، وهذا يتعلق بالتجويد .وقد برع في شرح أهمية الوقف في توضيح المعنى والتفكر في طلبه القارئ من قراءته . ... ثم عقد فصولا لكل نوع من أنواع الوقف ضارباً الأمثلة الكثيرة الموضحة لذلك بل لقد أحصى كل مواضع الوقف الحسن في القران الكريم مرتبا ذلك بحسب الترتيب السوري في المصحف ، ثم عرض للوقف الكافي والقبيح ووقف البيان ولكن السقط الذي في المخطوطة أضاع ما بقي من الباب والبابين اللذين بعده وهما يتعلقان بالوقف أيضاً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ينظر : الإيضاح 135ظ.
الخاتمة
يمكن أن نختم هذه الدراسة بما يأتي :
1- أن مكتبة المخطوطات العربية ما تزالُ عامرةً بكنوز التراث العلمي الاسلامي في مختلف المعارف ، ولاسيما فيما يخص المعارف المتعلقة بدراسة القرآن. وكتاب الإيضاح في القراءات لأحمد بن أبي عمر واحد من تلك الكنوز التي ظلت حبيسة ما يقارب عشرة قرون، وقد حوى مادة ضخمة في ميدان علوم القرآن والقراءات ، واشتمل على عدد كبير من النقول والآراء والأحكام التي تجعله واحدا من أهم كتب علوم القرآن والقراءات .(1/315)
2-صَوّرَ كتابُ الإيضاح الإزدهار الذي بلغته بيئة المشرق الاسلامي ولاسيما في نيسابور وما حولها ، والجهد الذي بذله علماء تلك البيئة في سبيل دراسة القرآن وعلومه ، وقد حَفِظَ هذا الكتاب القيّم آراء هؤلاء العلماء بعد أن فُقدتْ كتبهم .
3-إنّ من أهم سمات هذا الكتاب هو الشمول والاستقصاء، فكم من باب أوفاه الأندرابي حقه من البحث والشرح لا نجده في الكتب الاخرى كما هو في الإيضاح ، وإذا عرفنا تَقَّدم هذا الكتاب في زمانه أدركنا أهميته وقيمته .
4-انفرد الأندرابي بذكر أبوابٍ لا نظير لها في كتب علوم القرآن المعروفة مثل باب معرفة الفواصل.
5-جمع الأندرابي في كتابه بين اسلوب المحدثين وعلماء القرآن و العربية ، حين اعتنى عناية فائقة بذكر الأسانيد في جلِّ أبواب كتابه .
6-إنَّ من الغريب أنْ يغفلَ الزمان عن ذكر عالم مثل الأندرابي وعن كتابه مثل الإيضاح فقد بُنِيَ هذا الكتاب وفق منهج دقيق ، وجاءت أبوابه متناسقة بترتيب موضوعي ومنطقي مُتقَن ، و إذا كانت كتب التراجم قد غفلت عن هذا العالم الفذّ فانَّ كتابه الإيضاح كان خيَر مُفصح عن مكانته وسعة علمه .
7- اتسمت أبواب هذا الكتاب بالاستقصاء في احتواء موضوعات علوم القرآن و ما يتعلق بها من جهة مع المحافظة على منهج الاختصار و عدم الإطناب في الموضوع الواحد إذ يمكن لقارئ هذا الكتاب أن يجد تلخيصاً لأكثر من كتاب في علم التجويد أو علم العدد القرآني أو كتب فضائل القرآن و غير ذلك من خلال أبواب كتاب الأنداربي.
8-يمكن أنْ يكون هذا الكتاب مادةَ بحث للدارسين في موضوعاته المختلفة ولاسيما ما يتعلق بجهوده في علوم القرآن ، وجهوده في مجال الدراسة الصوتية ، ومباحث الوقف والابتداء فيه .
الباب الحادي و العشرون
في ذكر أجزاء الثلاثين (1)
__________
(1) ينظر: جمال القراء 1/149 و ما قبلها ، فنون الأفنان 121.(1/316)
الجزء الأول منها: (عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ]البقرة 141[ رأس إحدى و أربعين و مئة من البقرة.
الثاني: (و إنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ) ] البقرة 252 [.
... الثالث: رأس التسعين من آل عمران، (و مَا لَهُم مِنْ نَاصِرِينَ ).
... الرابع: بعد ثلاث العشرين من النساء (غَفُورَاً رَحِيماً ) .
... الخامس: فيها (شَاكِرَاً عَلِيمَاً ) ] 147[.
... السادس: في المائدة (مِنْهُم فَاسِقُونَ ) ] 81 [.
... السابع: في الأنعام (يَعْمَهُونَ ) ]110 [.
... الثامن: في الأعراف (خَيرُ الحَاكِمِينَ ) ] 87 [.
... التاسع: في الأنفال رأس الأربعين (و نِعْمَ النَصِيرُ ).
... العاشر: ثلث القرآن (فَهُم لا يَعلَمُونَ ) (1) ] التوبة 93[.
... الحادي عشر: في هود (عَلى كُلِ شَيءٍ وَكِيلٌ ) ] 12[، و قيل: (لفَرِحٌ فَخُورٌ ) ] 10[، و قيل: (بِذَاتِ الصُدُورِ ) [5].
... الثاني عشر: في يوسف (كَيدَ الخَائِنِينَ ) ] 52 [.
... الثالث عشر: خاتمة إبراهيم.
... الرابع عشر: خاتمة النحل.
... الخامس عشر: نصف القرآن، (شَيئاً نُكْرَاً ) ] الكهف 74 [.
... السادس عشر: خاتمة طه.
... السابع عشر: آخر الحج.
... الثامن عشر: رأس العشرين من الفرقان (و كانَ رَبُّك بَصِيراً ).
... التاسع عشر: في النمل(للهِ رَبِّ العالمَينَ ) ] 44[، و قيل: (يَجْهَلُونَ )55] [.
... العشرون: الثلثان من القرآن، في العنكبوت (ممَا تَصْنَعُونَ ) ] 45 [.
الحادي و العشرون: رأس الثلاثين من الأحزاب (و كَانَ ذَلِكَ عَلى اللهِ يَسِيرَاً ) ] 30 [.
... الثاني و العشرون: رأس عشرين من يس (و هُم مُهْتَدُونَ ) (2) ]21[ .
... الثالث و العشرون: رأس الثلاثين من الزمر (عِندَ رَبِكُم تَختَصِمُونَ ) ] 31[.
__________
(1) و قيل الآية 92 (ألا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) . ينظر: جمال القراء 1/144، فنون الأفنان 122.
(2) و قيل الاية 27 ( و جعلني من المُكْرَمِيِنَ ) و قيل الآية 26 ( يا لَيتَ قَومِي يَعْلَمُونَ )(1/317)
/60و/ الرابع و العشرون: في حم السجدة (للعَبِيِدِ ) ] 46 [.
... الخامس و العشرون: في الجاثية (بِمُسْتَيقِنِينَ ) ] 32[.
... السادس و العشرون: رأس الثلاثين من الذاريات (الحَكِيمُ العَلِيمُ ) ] 30[.
السابع و العشرون: آخر الحديد.
الثامن و العشرون: آخر التحريم، قال بعضهم: خاتمة تبارك.
التاسع و العشرون: آخر المرسلات.
الثلاثون: ما بقي.
ذِكُْر أرباعِ الأسْباع (1)
الرُّبعُ الأول من السُّبْعِ الأول قوله: (و لَعَلَهم يَهتَدُونَ ) ] البقرة 150[ ، و الثاني، (يَتَفَكَرُونَ . يا أيها الذِينَ آمَنُوا ) ] البقرة 266-267[، و الثالث في آل عمران (بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) ] 120[، و الرابع (عَنكَ صُدُوداً ) ]النساء 61[.
و الربع الأول من السبع الثاني في المائدة (مِنَ الخَاسِرِينَ ) ] 12[، و الثاني في الأنعام (لا يُؤمِنُونَ ) ]12[، و الثالث في الأعراف (غَائِبِينَ ) ]7 [، و الرابع (أجرُ المُصلِحينَ ) ] الأعراف 170[.
و الربع الأول من السبع الثالث (و هُمْ فَرِحُونَ ) ]التوبة 50[ ، و الثاني (ييَشْكُرُونَ - فَما لَهُم ) ]يونس 60[ الثالث خاتم هود، و الرابع في إبراهيم (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَرُونَ ) ] 25[.
... و الربع الأول من السبع خاتمة النحل، و الثاني في الكهف (رُشْدَاً ) ]24 [، و الثالث آخر طه، و الرابع (و بَنِينَ نُسَارِعُ ) ] المؤمنون 55 [.
... و الربع الأول من السبع الخامس خاتمة الفرقان، و الثاني في القصص (عَاقِبَةُ الظَالِمِينَ - و جَعَلْنَاهُم أئِمَةً ) ]41[ ، و الثالث خاتمة الروم، و الرابع في سبأ (صَبَّارٍ شَكُورٍ ) ] 19[.
__________
(1) و هي أجزاء ثمانية و عشرين. ينظر: المصاحف 122 و ما بعدها، البيان 308-310، جمال القراء 1/140، و التقسيمات فيها مختلفة عمّا هنا.(1/318)
... و الربع الأول من السبع السادس في الصافات (مِنَّ الصَالِحِينَ - و بَشَرناهُم ) ] 100-101[، و الثاني في المؤمن (بِغَيرِ حِسَابٍ ) ]40[، و الثالث خاتمة الزخرف، و الرابع خاتمة إنّا فتحنا.
... و الربع الأول من السبع خاتمة إذا وقعت، و الثاني خاتمة التغابن، و الثالث خاتمة هل أتى على الإنسان، و الرابع خاتمة القرآن.
الباب الثاني و العشرون
في ذكر أجزاء الستين
الجزء الأول منها في البقرة (و و مَوعِظَةً للمُتَقِينَ - و إذ قَالَ مُوسى ) (1) ] 66-67[.
و الثاني فيها (عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ - سَيَقُولُ ) ]141-142[ .
و الثالث: فيها (و اللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ - و اذْكُرُوا اللهَ ) ] 202-203[.
و الرابع: فيها (و إنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ) ] 252 [.
و الخامس: في آل عمران (و اللهُ بَصِيرٌ بالعِبَادِ - إنّ الذين ) ]20-21].
و السادس: فيها (مِنْ نَاصِرِينَ ) (2) ] 91[ عند رأس احدى و تسعين.
السابع: فيها (بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ) (3) ] 163[رأس مئة و ثلاث و ستين.
الثامن: في النساء (إنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمَاً حَكِيمَاً - و مَنْ لَم يَسْتَطِعْ ) ] 24-25[.
التاسع: فيها (و أشَدُ تَنكِيلاً ) ]النساء 84[ .
العاشر: فيها (شَاكِرَاً عَلِيمَاً ) ] 147[.
الحادي عشر: في المائدة (عَلى القَومِ الفَاسِقِينَ - و اتلُ عَلَيهِم ) (4) ] 26- 27]
الثاني عشر: فيها (مِنْهُم فَاسِقُونَ - لَتَجِدَنَّ ) ] المائدة 81 -82[.
الثالث عشر: في الأنعام: (يكفُرونَ - قَدْ خَسِرَ ) ] 29-30] .
الرابع عشر: فيها (فِي طُغْيَانِهِم يَعْمَهُونَ ) ] 110[.
الخامس عشر: آخر السورة (و تَمَّتْ ) من الأعراف ] 137[.
__________
(1) و قيل الآية 75 ( و هم يَعْلَمُونَ )و قيل الآية 79 ( و وَيّلٌ لَهُم مِمَا يَيَكْسِبُونَ ) ينظر: جمال القراء 1/142، فنون الأفنان 225.
(2) ينظر: فنون الأفنان 225.
(3) ينظر: المصدر نفسه 225.
(4) ينظر: المصدر نفسه 126.(1/319)
السادس عشر: فيها (و هُوَ خَيرُ الحَاكِمِينَ - قَالَ المَلأ ) ] 87-88[.
السابع عشر: فيها (يُظْلَمُونَ - و إذْقِيِلَ ) (1) ] 160-161[.
/60ظ/ الثامن عشر: في الأنفال (و نِعْمَ النَصِيِرُ ) ] 40 [ .
التاسع عشر: في التوبة (و الله غَفُورٌ رَحِيمٌ - يا أيُهَا الذِينَ آمَنُوا إنَمّا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) ]27-28[.
العشرون: (فهم لا يَعلَمونَ يعتِذِرونَ ) ] التوبة 93-94[.
الحادي و العشرون: في سورة يونس (و ضَلَّ عَنْهُم مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) (2) ] 30[.
الثاني و العشرون: في هود (على كُلِ شَيءٍ وَكِيلٌ ) (3) ] 12[.
الثالث و العشرون: (إنْ كُنْتُم مُؤمِنِينَ ) ]هود 86[ .
الرابع و العشرون: في سورة يوسف (إنّ ربي غَفُورٌ رحيم - قَالَ المَلِكُ إتُونِي بِهِ ) ]53-54[ .
الخامس و العشرون: في سورة الرعد (و بئسَ المِهادُ - أفَمَن يَعْلَمُ ) [18-19].
السادس و العشرون: خاتمة إبراهيم.
السابع و العشرون: في النحل (مَثْوى المُتَكَبِرِينَ ) ] 29[.
الثامن و العشرون: خاتمة النحل.
التاسع و العشرون: في بني إسرائيل (و لَقَد صَّرَفنا للناسِ ) (4) ] 89 [
الثلاثون: في الكهف (شَيئاً نُكْراً ) ]74[.
الحادي و الثلاثون: في سورة مريم (هل تعلمُ لهُ سَمِياً ) (5) ]65 [.
الثاني و الثلاثون: خاتمة طه.
الثالث و الثلاثون: خاتمة الأنبياء.
الرابع و الثلاثون: خاتمة الحج.
__________
(1) ينظر: فنون الأفنان، 126.
(2) و قيل رأس خمس و عشرين من يونس إلى صراط مستقيم. ينظر: فنون الأفنان 126.
(3) و قيل رأس خمس آيات من هود (بذات الصدور) . ينظر: فنون الأفنان، 126.
(4) و قيل رأس ست و تسعين من سبحان (خَبِيِراً بَصِيِراً ) ينظر: فنون الأفنان 127.
(5) و قيل رأس ثمانين من مريم (فَرْداً )، و ينظر: فنون الأفنان، 127.(1/320)
الخامس و الثلاثون: في النور رأس خمس آيات (فإنّ اللهَ غفورٌ رحيمٌ ) (1) ] 5 [
السادس و الثلاثون: في الفرقان (بَصِيراً ) ]20[
السابع و الثلاثون: في الشعراء (إن أنا إلاّ نَذيرٌ مُبينٌ ) ] 115[.
الثامن و الثلاثون: في سورة النمل (تَحمِلُونَ ) ] 55 [.
التاسع و الثلاثون: في القصص (مِنّ المُؤمِنِن ) ] 47 [.
الأربعون: في العنكبوت (ما تَصْنَعُونَ ) ] 45 [.
الحادي و الأربعون: في لقمان (لَصَوتُ الحَمِيرِ ) (2) ] 19[
الثاني و الأربعون: في الأحزاب (يَسِيرَاً ) ] 30 [.
الثالث و الأربعون: في سبأ (بَلْ هُوَ اللهُ العَزِيزُ الحَكيِمُ ) (3) ] 27 [ .
الرابع و الأربعون: في يس ( يا لَيتَ قَومِي يَعلَمُونَ ) ] 26 [.
الخامس و الأربعون: في الصافات (ثَاقِبٌ. فاستَفْتِهِم ) ] 10-11[.
السادس و الأربعون: في الزمر (يَختَصِمُونَ ) ] 31 [.
السابع و الأربعون: في المؤمن (مَنْ يُضلِلْ اللهُ فَما لَهُ مِن هَادٍ ) (4) ] 33 [:
الثامن و الأربعون: في السجدة (إلَيهِ مُريِبٌ - مَنْ عَمِلَ صالحاً ) ] 45-46[ .
التاسع و الأربعون: في الزخرف (للمُتَقِينَ - و مَنْ يَعشُ ) (5) ] 35-36[.
الخمسون: في الجاثية (بِمُسْتَيقِنِينَ ) ] 32 [.
الحادي و الخمسون: في الفتح (عَزِيزَاً حَكِيمَاً - إنا أرْسَلنَاكَ ) ]7-8[ .
الثاني و الخمسون: في الذاريات (الحَكيمُ العَلِيمُ ) ] 30 [.
__________
(1) و قيل رأس عشرين من النور (رَؤُوفٌ رَحِيِمٌ ) .
(2) و قيل رأس إحدى عشرة من لقمان (فِي ضَلالٍ مُبِين ).
(3) و قيل رأس ثلاثين من سبأ (و لا يَسْتَقْدِمُونَ ) . ينظر: فنون الأفنان، 128.
(4) و قيل رأس أربعين من المؤمن (بِغَيرِ حِساب)، ينظر: فنون الأفنان 129.
(5) و قيل رأس اثنتين و ثلاثين من الزخرف (مما يجمعون)، ينظر: فنون الأفنان 129.(1/321)
الثالث و الخمسون: في الرحمن (يسألهُ مَنْ فِي السَمَواتِ و الأرضِ ) (1) ]29[ .
الرابع و الخمسون: خاتمة الحديد.
الخامس و الخمسون: في الصف (يا أيُهَا الذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُكُم ) (2) ] 10 [.
السادس و الخمسون: خاتمة التحريم.
السابع و الخمسون: في سورة نوح (فَلَم يَجِدُوا لَهُم مِنْ دُونِ اللهِ أنْصَاراً ) ] 25 [.
الثامن و الخمسون: خاتمة هل أتى (3) .
التاسع و الخمسون: في الغاشية (لا تَسمَعُ فِيِهَا لاغيَةً ) (4) ] 11[ .
الستون:خاتمة القرآن.
و الفائدة للقارئ في معرفة أجزاء القرآن أنّه إذا عرف ذلك قدراً و زاده في التراويح و غيرها تقديراً و احداً، فإذا أحبَّ أنْ يختم القرآن في عشر قرأ كل يوم و ليلة عشراً منه، فإذا أحبّ أن يختمه في عشرين قرأ كل يوم و ليلة جزءاً من أجزاء العشرين، و كذلك يفعل إذا أحبّ أن يختمه في ثلاثين او أقلَّ منها أو أكثر إن شاء الله.
الباب الثالث و العشرون
في ذكر تفضيل إعراب القرآن و الحثِّ على تَعَلُّمِهِ و ذَمِّ للَّحن و كراهته
اخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري -رحمه الله، بإسناده عن أبي عبيد بن سلام، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان بن سعيد، عن عقبة الأسدي، عن أبي العلاء، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه، قال: أعرِبوا القرآن، فإنّه عربيّ (5) .
__________
(1) و قيل إحدى عشرة من سورة الرحمن (ذَاتِ الأكْمَامِ)، ينظر: فنون الأفنان 129.
(2) و قيل رأس خمس آيات من الصف (و الله يَهْدِي القَومَ الفَاسِقِينَ) ، ينظر: فنون الأفنان 129.
(3) و قيل خاتمة المرسلات ، ينظر: فنون الأفنان 129.
(4) و قيل خاتمة الغاشية، ينظر: فنون الأفنان 129.
(5) فضائل القرآن 2/177.(1/322)
أبو عبيد قال: حدثنا عبّاد بن عبّاد، عن واصل مولى أبي عيينة، قال: قال عمر بن الخطاب –رضوان الله عليه-: تعلموا إعراب القرآن كما تَعَّلَمُون (1) حفظه (2) .
أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن [بن] مهدي (3) و حجاج بن محمد، كلاهما عن حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية، يلتمس بها حسن المنطق، و يقيم بها قراءته، قال حسن: يا ابن أخي، فتعلَّمْها، فإنَّ الرجلَ يقرأ الآية فَيعيا بوجهها فَيَهْلِك فيها (4) .
أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد -رحمه الله، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن القاسم بن أحمد الفارسي، قال: حدثنا أبو الحسين عبد الرحمن إبراهيم المعدّل، قال: حدثنا ابو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، قال: حدثنا محمد بن الوليد البغدادي عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه-: مَنْ قرأ القرآن فأعربه كتب الله له بكلّ حرف أربعين حسنة، و مَنْ قرأ القرآن فأعرب بعضه و لحن في بعض كتب الله له بكل حرف عشرين حسنة، و من قرأ القرآن فلم يُعرِب منه شيئاً كتب الله له بكل حرف عشر حسنات (5) .
__________
(1) في الأصل (تعلموا) و هو خلاف ما جاء في مصدر الأثر.
(2) فضائل القرآن 2/178.
(3) في الأصل (عبد الرحمن مهدي).
(4) فضائل القرآن 2/179.
(5) التمهيد 191، الكامل 7/2506.(1/323)
أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الخشّاب -رحمه الله، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن قريش، قال: حدثنا الحسين بن سفيان، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، قال: حدثنا ابن أبي إياس، قال: حدثنا أبو الطيب، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنْ قرأ القرآن فلم يُعرِبْهُ وُكِّل به مَلَكٌ يكتُب له كما أنزل بكل حرف عشر حسنات، و مَنْ قرأه فأعربَ بعضه و لم يعربْ بعضه وُكِّلَ به ملكان يكتبان له كما أنزل بكل حرف عشرين حسنة، و منْ قرأه كلّه وُكِّل به اربعة من الملائكة يكتبون له بكل حرف سبعين حسنة (1) .
اخبرني أبو محمد بن أحمد -رحمه الله، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم بن أحمد، قال: أخبرنا أبو سليمان الخطابي، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا محمد بن وهب الثقفي، قال: حدثنا سهل بن محمد العسكري، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن عبد الله بن سعيد المقيري، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: أعربوا القرآن، و التمِسُوا غرائِبَه (2) .
/61ظ/ أخبرنا أبو القاسم عمر بن أحمد السنّي -رحمه الله، قال: أخبرنا محمد بن القاسم الفارسي، قال: حدثنا ابو بكر محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن سفيان، قال: حدثنا ابن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن ادريس، عن المقيري، عن جده، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: أعربوا القرآن، و التمسوا غرائبه (3) .
__________
(1) التمهيد 192، كنز العمال 1/371.
(2) إيضاح الوقف و الابتداء 1/15، مجمع الزوائد 7/163.
(3) التمهيد 196، الجامع الصغير 1/39.(1/324)
أخبرني أبو محمد، قال: أخبرنا أبو عبد الله، قال: أخبرنا ابوزرعة أحمد بن الحسين الرازي، قال: أخبرنا عثمان بن عبد ربه ببغداد، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: حدثا إبراهيم بن محمد بن قنفذ، عن ابن أخي أبي شهاب، عن ابن عمر أنّ عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري أنْ مُرْ من قبلَكَ يتعلموا العربية، فإنَّها تدل على صواب الكلام، و مُرْهُم برواية الشعر، فإنَّها تدلُّ على معالي الأخلاق.
و أخبرني أبو محمد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن خُزَيمة البَكَّاء، قال: حدثنا محمد بن فضيل العابد، قال: حدثنا أصرَم بن حوشب، قال: حدثنا الخزرج بن أُشيم، عن عبد الله بن بريدة، عن أُبيّ قال: كانوا يُؤمَرُون، أو كنا نؤمر أن نتعلم القرآن، ثم السُّنَّة، ثم الفرائض، ثمَّ العربية، الحروف الثلاثة، قلنا: و ما الحروف الثلاثة ؟ قال: الجرّ و الرفع و النصب (1) .
أخبرنا أبو علي إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسين قال:حدثنا بن سلم، قال: حدثنا عبيد بن محمد، قال: أخبرنا أبن سعدان، قال: حدثنا معاوية الضرير، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يضرب ولدْ عن اللحن (2) .
... أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز –رحمه الله- بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن مُورِق العِجْلي، قال: قال عمر بن الخطاب: تَعَلَّموا اللَّحن و الفرائض و السُنَن كما تَعَلَّمون القرآن (3) .
__________
(1) التمهيد 210-211، الجامع لأخلاق الراوي 2/82.
(2) التمهيد 204-210.
(3) إيضاح الوقف و الابتداء 1/15، فضائل القرآن 2/178، التمهيد 203.(1/325)
... ابن الأنباري، قال: حدثنا إدريس، قال: حدثنا خلف، قال:حدثنا محبوب، عن أبي هارون الغَنوي، عن مسلم بن شداد الليثي، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيّ بن كعب، قال: تَعَلَّموا اللحْن في القرآن كما تتعلمونه (1) .
... قال ابن مقسم: اللحن في كلام العرب يكون الصواب في الإعراب، و يكون إزالته عن جهته، و يكون التعريض بمعنى لا يظهر في الكلام، و يكون التطريب و التحزين، فقد يكون في هذا الحديث بمعنى الصواب، و بمعنى الإزالة عن الجهة، إلاّ أنّه إذا تعلم الصواب عرف الخطأ فَتُنُكِبَ.
... و قال ابن الأنباري: اللحن في هذا الحديث من الصواب، من قول الله –عز و علا: (و لَتَعْرِفَنَّهُم في لَحنِ القَولِ ) ]محمد 30[، أي في مذهبه و وجهه (2) ، أنشد أبة عبيد معمر بن المثنى التميمي في هذا:/62و/
و لقد لَحَنْتُ لكم لكيما تفقهوا وَ وَحيتُ وحياً ليس بالمُرْتابِ (3)
قال ابن الأنباري: و أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني:
... ... ... ... ... .و تلحن أحيا ناً و خير الحديث ما كان لحنا (4)
معناه: و تصيب أحياناً؛ لأن أول البيت:
منطق صائب و تلحن أحياناً و خير الحديث ... ... ... ... ...
يقال: قد لحن الرجل يلحن فهو لَحِنٌ إذا أصاب، و لحن يلحن فهو لاحن إذا أفسد (5) .
... أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا نعيم بن حماد، عن بقية بن الوليد، عن الوليد بن محمد بن زيد، قال: سمعت أبا جعفر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه: أعربوا الكلام
كي تعربوا القرآن (6) ، قال: ثم قال أإبو جعفر: لولا القرآن و إعرابه ما باليت أن لا أعرف منه شيئاً (7) .
__________
(1) ايضاح الوقف و الابتداء 1/24، التمهيد 206.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 16/252.
(3) إيضاح الوقف و الابتداء 1/18، الأمالي 1 /14
(4) مجالس ثعلب 531.
(5) إيضاح الوقف و الابتداء 1/19.
(6) كنز العمال 1/402.
(7) فضائل القرآن 2/178-179.(1/326)
... اخبرنا أبو محمد، قال: أخبرنا أبو عبد الله،قال: أخبرنا منصور ابن العباس ، قال :أخبرنا الحسين بن سفيان،قال حدثنا أحمد بن جميل ،قال حدثنا كثير بن هشام ،عن عيسى -يعني ابن أبراهيم - عن الحكم بن عبد الله ،عن الزهري ،عن سالم ،عن أبيه ،قال مَرَّ عمر بن الخطاب بقوم قد رَمَوا رَشْقاً ، فقال:بئس ما رميتم ،فقالوا:إنا قومٌ متعلمين ،فقال: والله .،لذنبكم في لحنكم أشدُّ علي من ذنبكم في رَميِكُم ،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .يقول:رَحِمَ الله رجلاً أصلح من لسانه (1) .
ابن الأنباري قال: حدثني أبي، قال: حدثنا منصور الصاغاني، قال: حدثنا يحيى بن هاشم الغرياني، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مصعب بن سعد، قال: مَرَّ عمر بن الخطاب بقوم يَرمُون نَبْلاً، فعاب عليهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إناّ قومٌ متعلمين، فقال: لحنُكم أشدُّ عليَّ من سوءِ رَمْيِكم، سَمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: رحم الله امرءاً أصلح من لسانه (2) .
و عن جويبر، عن الضحاك قال: قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: جَرِّدُوا القرآن، و زَيِّنُوه بأحسن الأصوات، و أعربوه فإنّه عربيّ، و الله يحبُّ أن يُعرَب به (3) .
و عن الشعبي، قال: قال أبو بكر: لأنْ أقرأ و أُسقِط أحبُّ إليَّ من أقرأ و ألحن؛ لأنّي إذا أسقطت تَعَلَّمتُ، و إذا لَحَنْتُ افتَريتُ.
... و عن الشعبي أيضاً، قال: قال عمر -رضي الله عنه : مَنْ قرأ القرآن فأعرب كان له عند الله أجر شهيد (4) .
... و عن جرير بن عبد الحميد، عن إدريس، قال: قيل للحسن: إنّ لنا إماماً يلحن، قال: أخِّرُوه.
... و عن قتادة، قال: قال أبو الأسود: إنّي لأجد للَّحن غَمّزاً كغمر اللحم.
__________
(1) التمهيد 198-199، الجامع لأخلاق الراوي 2/81.
(2) ينظر: الفائق 2/214.
(3) ينظر: المصدر نفسه 2/214.
(4) أخرج العطار في التمهيد 192 نحوه.(1/327)
... و عن الخليل بن أحمد، قال: لحن أيوب السختياني في حرف، فقال: استغفر الله (1) .
... و عن ابن شبرمة، قال: ما لبس الرجال لبساً أزين من المحرمة، و لا لبس النساء النساء لبساً أزين من الشحم (2) .
... و قال المدائني أبو الحسين: كان /62ظ/ يقال: إذا أردت ان تعظم في عين من كنت في عينه صغيراً، أو تصغر من كان عندك كبيراً فتعلَّم العربيّة.
و عن حماد بن سلمة، قال: من طلب الحديث و لم يتعلّم النحو -أو قال: العربية -فهو كالحمار تعلَّق عليه مخلاة ليس فيها شعير.
... و عن عليّ بن الجعد، قال: سمعت شُعبة يقول: مَثَلُ صاحب الحديثِ الذي لا يعرف العربيّة مَثَلُ الحمارِ عليه مخلاةٌ لا علفَ فيها.
... و عن ستار أبي الحكم، عن ابن مسعود، قال: أعربوا القرآن، فإنَّه عربيّ، و إنَّه سيجيئُ قَومٌ يَثْقَفُونَّهُ، و ليسوا بِخِياركم (3) .
... قال ابن الأنباري: يُثَقِّفونه: يُقَوِّمُون حروفه كما يقوِّم المُثقِّف الرمحَ، قال عمرو بن كلثوم التغلبي:
عَشَوْزَنة إذا انقلبتْ أزنَّتْ تَشُجُّ قفا المُثقِّف و الجَبِينا
العَشَوْزَنة: الشديدة الصلة، و قوله: إذا انقلبت أزَنَّت معناه: إذا انقلبت في ثقافها صوَّت و شجَّت قفا من يُثَقِفُها أي: يُقَومها (4) ، و هذا مثل ضربهن أي قناتنا لا تستقيم لمن أراد أن يُقَوِّمها، و معنى الحديث أنهَّم يقومون ألفاظه و لا يعملون به (5) .
قلت: فمن الواجب على مَنْ قرأ القرآن أنْ يأخذوا أنفسهم بالإجهاد في طلب العربّية، و تعلُّم الإعراب؛ لورود الأخبار التي تقدم ذكرها في الباب عن النبيّ –صلى الله عليه (6) ، و عن أصحابه، و تابعيهم -رضوان الله عليهم- و غيرها مِمَّا تركت ذكره كراهية التطويل، و الله ولُّي التوفيق.
__________
(1) التمهيد 219.
(2) ينظر: المصدر نفسه 223.
(3) التمهيد 205، المعجم الكبير 9/139.
(4) ينظر: لسان العرب مادة (عشز) 7/247.
(5) إيضاح الوقف و الابتداء 1/36.
(6) إضافة يقتضيها الكلام.(1/328)
الباب الرابع و العشرون
في ذكر صفة قراءة رسول الله -صلى الله عليه- و أصحابه و تابعيهم رضي الله عنهم (1)
... أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا أحمد بن عثمان، عن ابن المبارك، عن الليث بن سعدان عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مَمَلَّك، عن أُمّ سلمة -رضي الله عنها-إنّها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه قراءة مفسرة حرفاً حرفاً (2) .
... قال أبو عبيد: و حدثني يحيى بن سعيدالأموي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أُم سلمة، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه- يُقطِّع قراءته :( بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ - الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ - الرَحْمَنِ الرَحِيمِ ) ]الفاتحة 1-4[، يعني أنه يقف عند رأس كل آية (3) .
... أخبرنا أبو عمرو محمد بن يحيى -رحمه الله، قال: اخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن قتادة، قال: سُئِل أنس عن قراءة رسول الله صلى الله عليه، فقال: كانَ يَمُدُّ بها صوته مَدّاً (4) .
__________
(1) جاء في العنوان رضي الله عنه.
(2) فضائل القرآن 2/325، فضائل القرآن للنسائي 97، التمهيد 182، فضائل القرآن لابن كثير 75..
(3) فضائل القرآن 1/325، سنن الترمذي 5/170، المعجم الكبير 23/229، فضائل القرآن لابن كثير 75.
(4) مسند الامام أحمد 3/119، التمهيد 162، فضائل القرآن لابن كثير 75.(1/329)
... و أخبرنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحق، قال: حدثنا عبد الله /63و/ بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس، قال أبو بكر: و حدثنا يحيى بن نصر، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح أنّ عبد الله بن أبي قيس حدَّثه أنهّ سأل عائشة –رضي الله عنها-، كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه من الليل ؟ أكان يجهر أم يُسِرّ ؟ قالت: كلُّ ذلك، كان ربَّما جهر و رُبَّما أسرَّ (1) .
أخبرنا أبو علي إجازةً، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو الحسين، قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن إسحق، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: حدثنا عبد الله بن أبي مليكة، عبن يعلى بن مملك، قال: سُئِلَت أمُّ سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه- بالليل و قراءته، قالت:ما لكم و صلاته و قراءته، قد كان يصلي قدر ما نام، و ينام قدر ما يصلي، و يصلي قدر ما نام، و إذا هي تنعت قراءته فإذا هي قراءة مفسرة حرفاً حرفاً (2) .
... أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد -رحمه الله- و أبو سعيد محمد بن عليّ الخشاب، و أبو القاسم عمر بن احمد السنيّ، قالوا: أخبرنا أبو الحسين الفارسي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر، قال: أخبرنا أبو بكر بن داوية، قال: حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشَّخِير، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ صلى الله عليه، قال: لنَ يفقهَ مَنْ قرأَ القرآنَ في أقلِّ مِنْ ثلاث (3) .
__________
(1) سنن النسائي 1/199، سنن ابن ماجة 1/430، سنن أبي داود 1/153، 2/139.
(2) سنن النسائي 2/181، سنن الترمذي 5/167، سنن أبي داود 2/74.
(3) ينظر: جمال القراء 1/107،108، ينظر: فضائل القرآن لابن كثير 79.(1/330)
... أخبرنا محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنَّه عَجِل، فقال عبد الله: فداك أبي و أُمي، رَتِّل، فإنّه زَيْن للقرآن، قال: و كان علقمة حسن الصوت بالقرآن (1) . ...
... أبو عبيد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي جمرة، قال: قلت لابن عباس: إني لسريع القراءة، و إنّي أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأنْ أقرأ البقرة في ليلة فَادَّبَّرها و أُرتِلها أحبُّ إليَّ من أن أقرأ كما تقول (2) .
... أبو عبيد، قال: حدثنا حجاج، عن شعبة و حماد بن سلمة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس نحو ذلكّ ،إلاّ أنّ حديث حمّاد: أحبُّ إليّ من أنْ أقرأ القرآنَ أجمع هذرمة (3) ، قلت: الهذرمة: السرعة في القراءة (4) .
... أبو عبيد، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عبيد المُكَتِّب، قال: قلت لمجاهد: رجلٌ قرأ البقرة و آل عمران، و رجل في ، قيامهما واحد، و ركوعهما واحد، و سجودهما واحد، و جلوسهما واحد، أيُّهما أفضل ؟ فقال: الذي في البقرة، ثم قرأ: (و قُرْآنَاً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأهُ علىالنَاسِ عَلى مُكْثٍ و نَزْلْنَاهُ تَنْزِيلاً ) (5) ]الإسراء 106[.
... /63ظ/ و عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-، قال: لا تهذُّوا القرآن كهذّ الشعر، و لا تنثروه كنثر الدقل، و قفوا عند عجائبه، و حرِّكوا القلوب و لا يكن هم أحدكم من السورة آخرها (6) . قلت: الهذّ سرعة القلب، أي لا تسرعوا في قراءة القرآن كما تسرعون في قراءة الشعر (7) .
__________
(1) فضائل القرآن 1/326.
(2) فضائل القرآن 1/326، اخلاق حملة القرآن 109.
(3) فضائل القرآن 1/326.
(4) ينظر: لسان العرب مادة (هذرم) 16/88.
(5) فضائل القرآن 1/327.
(6) ينظر: أخلاق حملة القرآن 110.
(7) ينظر: لسان العرب مادة (هذذ) 5/54.(1/331)
... و في حديث آخر عنه: هذّاً كهذّ الشعر و نثراً كنثر الدقل و نصبه على المصدر، أي أتَهُذَّ (1) القرآن هذّاً.
... و عن رجل من أهل المدينة أنّه سمع أباه قال: سألت زيداً بن ثابت عن قراءة القرآن، فقال: لأنْ أقرأه في شهر أحبُّ إلي من خمس عشرة، و خمس عشرة أحبُّ إليَّ من عشر، و عشر أحبُّ إليَّ من سبع، أقف عندما ينبغي أنْ أقف عنده، و أدعو، و أسأل (2) .
... و عن مجاهد أنّه قال لو أنّ رجلاً قرأ بسورة، يعني يرتّل، و آخر سورتين، يعني يسرع فيها، لكان الذي قرأ بالسورة أحبُّ إليَّ.
و عن أبي العالية أنَّ معاذاً -رضي الله عنه- كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث.
... و عن قتادة، قال: لم يبعث الله -عز و جل- نبيّاً إلاّ حسن الوجه حسن الصوت، و كان نبيكم أحسنهم وجهاً و أحسنهم صوتاً، و كان من قبله يُرَجِّعُونَ و لا يمدُّون، و كان هو يمدُّ و لا يُرَجِّع (3) .
... و عن عبد العزيز بن أبي سلمة أنّه سمع عمر بن عبد العزيز قام بالناس، فطرَّب في قراءته، فأرسل إليه سعيد بن جبير، فقال: أصلحك الله، إنّ الأئمة لا يقرؤن هكذا، فاترك التطريب.
... و عن عبد الله بن عمرو أنّه سأل النبي صلى الله عليهن إنّي أقرأ القرآن، كيف أقرأُه ؟ قال: في سبع، قال: فلم أزل أُنقِصُه، حتى قال لي: إقرأه في يوم و ليلة (4) .
... و عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث فهو راجز.
__________
(1) في الأصل (أتهذأ).
(2) ينظر: البرهان 1/213.
(3) ينظر: التمهيد 163-164.
(4) لم أجد الحديث، و ما روي عن عبد الله بن عمرو من سؤال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كم يقرأ القرآن بخلاف ذلك. ينظر: سنن ابن ماجة 1/428، سنن الدارمي 2/338، جمال القراء 1/107.(1/332)
... و عن محمد بن ذكوان، رجل من أهل الكوفة قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يقول: كان عبد الله يقرأ القرآن في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة (1) .
... و عن أبي المهلَّب، قال: كان أُبيّ بن كعب يختم القرآن في ثمان (2) .
... و عن أبي قلابة، قال: كان أُبيّ بن كعب يختم القرآن في كل ثمان، و كان تميم الداريّ يختمه في كل سبع (3) .
... و عن الأعمش، عن إبراهيم أنَّه كان يختم القرآن في كلِّ سبع (4) .
... و عن منصور، عن إبراهيم، قال: كان الأسود يختم القرآن في ست، و كان علقمة يختمه في خمس (5) .
... و عن محمد بن سيرين، قال: قالت نائلة بنت الفرافِصة الكلبية حيث دخلوا على عثمان ليقتلوه: إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يُحيِي الليل بركعة يجمع فيها القرآن (6) .
... و عن ابن سيرين أنَّ تميمَ الدارِيّ قرأ القرآن في ركعة (7) .
... و عن سعيد بن جبير أنَّه قال: قرأتُ القرآن في ركعة في البيت (8) .
__________
(1) البيان 325، جمال القراء 1/107، فضائل القرآن لابن كثير 79.
(2) جمال القراء 1/107، فضائل القرآن لابن كثير 79.
(3) جمال القراء 1/107، فضئل القرآن لابن كثير 79.
(4) ينظر: جمال القراء 1/107.
(5) ينظر: جمال القراء 1/107، فضائل القرآن لابن كثير 79.
(6) ينظر: مقدمة كتاب المباني 58، جمال القراء 1/108، فضائل القرآن لابن كثير 80.
(7) ينظر: جمال القراء 1/108، فضائل القرآن لابن كثير 80.
(8) ينظر: جمال القراء 1/108، فضائل القرآن لابن كثير 81.(1/333)
... و عن بكر /64و/ بن مضر، أن سليم بن عتر التجيبي كان يختم القرآن في ليلة ثلاث مرات و يجامع ثلاث مرّات، فلما مات قالت امرأته: رحمك الله، إنْ كُنتَ لترضي ربَّك و ترضي أهلك، قالوا: و كيف ذاك ؟ قالت: كان يقوم من الليل، فيختم القرآن، ثم يُلمُّ بأهله، ثم يغتسل و يعود فيقرأ حتى يختم، ثمَّ يُلمُّ بأهله، ثمَّ يغتسل و يعود فيقرأ حتى يختم ثمَّ يُلِمُّ بأهله، ثم يغتسل فيخرج لصلاة الصبح (1)
و إنما حذفت أسانيد هذه الأحاديث خشية التطويل.
و المستحب للقارئ من جميع ما ذكرنا ما ذكرته من صفة قراءة رسول الله صلى الله عليه و أكثر الصحابة و التابعين، و هو التوسل في القراءة لموافقته قوله -عزَّ و علا- : (و رَتِّلِ القُرآنَ تَرتِيلاً ) ]المزمل4[، و لأنه اكثر فائدة للقارئ لمعان:
أحدها: أنَّ القارئَ لا يتهيأُ له أنْ يتعهدَ حدود التحقيق و غيرها في حال قراءته، إلاّ بأنْ يترسَّل فيها.
و الثاني: أنّ الذي ينبغي أنْ يستفيده القارئ مِنْ قراءته لا يحصل له إلاّ بأنْ يترسَّل فيها، و ذلك بفهم معاني القرآن كما قال -عز و علا-: (كِتَابٌ أنْزَلنَاهُ إليكَ مُبَارَكٌ ) ]ص29[ إلى آخر الآية.
و الثالث: أنَّ القارئ لا يتهيأ له أنْ يتعهد في قراءته متشابه القرآن، و وجوه إعرابه، و حفظ آياته في مواضعها حتى يكون في قراءته أقلُّ سهواً و غلطاً، و أسلَمُ من الخطأ و اللحن، إلاّ بأنْ يترسَّل فيها.
الرابع:أنّ القارئ إذا قرأ في الدنيا و رتَّل ابتغاء وجه ربِّه - عز و جل- يقال له في الآخرة: اقرأ و ارقَ و رتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإنَّ منزلك عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤها، فإذا كان القارئ قرأ في الدنيا ترتيلاً، و قرأ في الآخرة كذلك و صعد، صار أرفع درجة ممن قرأ حدراً و صعد.
الباب الخامس و العشرون
__________
(1) ينظر: جمال القراء 1/109، و الخبر في ترجمته في الاصابة 2/198، فضائل القرآن لابن كثير 81.(1/334)
في ذكر ما يُستَحَبُّ للقارئ من تحسين اللفظ و تزيين الصوت بقراءة القرآن
أخبرنا أبو عمرو محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو العباس السَّراج، قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الأسكندراني، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه: زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم (1) .
اخبرنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو العباس، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور بن طلحة بن مُصَرِّف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه: زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم (2) .
/64ظ/ أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز الحافظ، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه ، قال: ما أذِنَ الله لشيء كأذَنِهِ لنبيٍّ يَتغنى بالقرآنِ يجهرُ به (3) .
قال أبو عبيد: حدثني يحيى بن بكير، عن يعقوب بن عبد الرحمن القارئ، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى الله عليه- قال: زَيِّنوا أصْواتَكم بالقُرآن (4) .
__________
(1) سنن النسائي 2/180.
(2) المصنف 2/485، فضائل القرآن لابن كثير 57.
(3) فضائل القرآن 1/329، أخلاق حملة القرآن 103، ينظر: فضائل القرآن لابن كثير 54.
(4) المصدر نفسه 1/329، مجمع الزوائد 7/170.(1/335)
أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو الحسين الفارسي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد المعدِّل، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه المسجد، فسمع قراءة رجل، فقال: من هذا ؟ قيل: عبد الله بن قيس، قال: لقد أُوتِيَ هذا مِنْ مَزامِيرِ آل دَاود (1) .
و أخبرنا أبو سعيد الخشاب، قال: أخبرنا أبو الحسين الفارسي، قال: حدثنا محمد بن يزيد العدل، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن مالك بن مغول، عن بريدة (2) ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: لقد أُوتي الأشعري مزماراً من مزاميرآل داود (3) .
... و أخبرنا أبو القاسم عمر بن أحمد، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أنّ أبا موسى الأشعري كان يقرأ ذات ليلة و نساء النبي صلى الله عليه يستمعن، فقيل له، فقال: لو عَلِمْتُ لحبَّرت تحبيراً أو لشوَّقْتُ تَشْوِيقاً (4) .
__________
(1) سنن النسائي 2/181.
(2) في الأصل( أبي بريدة).
(3) كنز العمال 16/304، ينظر: فضائل القرآن لابن كثير 76.
(4) فضائل القرآن لأبي عبيد 1/334، التمهيد 122، مجمع الزوائد 7/17.(1/336)
... أخبرنا أبو عمرو، قال: أخبرنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يحيى بن يوسف الذميّ، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر الرِقِّي عن اسحق بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه: ما أذِنَ اللهُ لشيء أذْنَهُ لنبيٍّ يَتَغَنَّى بالقُرآن (1) .، قال: و سمع قراءة أبي موسى ذات ليلة فقال: لَقَد أُوتِي أبو مُوسى مِنْ مَزاميرِ آلِ داود (2)
... أخبرنا محمد بن عبد العزيز، بإسناده عن أبي عبيد، قال: حدثني نعيم بن حمّاد، عن بقية بن الوليد، عن حصين بن مالك الفزاري، قال: سمعتُ شيخاً يُكنّى أبا محمد يُحدِّثُ عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: اقرؤا القُرآنَ بِلُحونِ العَرَبِ و أصواتِها، و إيّاكُم و لُحونِ أهْلِ الفِسْقِ وأهْلِ الكِتابَينِ و سَيَجئُ قَومٌ من بَعدي، يُرَجِّعون /65و/ بالقرآن تَرجِيع الغِناءِ و الرهبانِية و النَوْح، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهم، مَفْتُونةٌ قُلُوبُهم و قلوبُ الذين يُعجِبُهُم شأنهم (3) .
__________
(1) فضائل القرآن للنسائي 96، التمهيد 96، فضائل القرآن لابن كثير 54.
(2) فضائل القرآن لأبي عبيد 1/333، سنن الترمذي 5/650.
(3) فضائل القرآن 1/334، مجمع الزوائد 7/169.(1/337)
... أخبرنا الحسن بن الحسين المقرئ البخاري إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا الفاروق بن عبد الكريم، قال: حدثنا أبو مسلم، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم،قال: حدثنا إسماعيل بن رافع، عن ابن أبي مليكة الأحول، عن عبد الرحمن السائب، قال: قَدِم علينا سعد بن أبي وقاص، فأتيته مسلِّما عليه، فقال: مَرحباً يا ابن أخي، بلغَني أنَّك حسنُ الصوت بالقرآن، قلت: نعم، و الحمد لله، قال: فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه يقول: إنّ القرآنَّ نَزَلَ بالحُزنِ، فإذا قَرَأتُمُوهُ فابكُوا، فإنْ لم تَبْكُوا فَتَباكُوا، و تَغَنَّوا به، فَمَنْ لَمْ يَتَغنَّ بالقُرآنِ فَلَيسَ مِناّ (1) .
... روي عن الوليد بن مسلم أنَّه كان يقولُ في معنى تغنَّوا به أي استغنوا به، و تأويله عند أكثر العلماء أنّه تزيينُ الصوتِ و تَحسينهُ و تَحْزينُه (2) .
... و رُوِي عن محمد بن إسحق بن خزيمة أنَّه سُئل عنه، فقال: هو تحسينُ الصوت بالقرآن، قال: و سمعت محمد بن الحكم يقول: قال الشافعي -رحمه الله: أحَبُّ ما يُقرأ إليَّ حدراً و تحزيناً (3) .
... و عن الربيع، قال: سمعت الشافعي يقول في تغنوا به: معناه حدراً و تحزيناً (4) .
... و عن الليث بن سعد أنّه سُئل عنه، فقال: هو الذي يُتَحَزَّنُ به (5) .
... و عن بريدة الأسلمي مرفوعاً: اقرؤوا القرآن بالحُزن، فإنّه نزل بالحزن، يعني تحسينُ الصوت، قيل لابن أبي مليكة: يا أبا محمد، أرأيت إنْ لم يكن حسنَ الصوت، قال: يُحسِّنه ما استطاع.
__________
(1) التمهيد 91-92، و ينظر: اتحاف السادة المتقين 4/480، فضائل القرآن لابن كثير 56.
(2) ينظر: التمهيد 123 و ما قبلها.
(3) ينظر: سنن البيهقي 9/230.
(4) ينظر: التمهيد 122.
(5) ينظر: المصدر نفسه 121، حلية الأولياء 9/104.(1/338)
... و عن فُضَالة بن عُبيد مرفوعا إلى النبيّ -صلى الله عليه - قال: لله أشدُّ أذَناً إلى الرجلِ الحَسَنِ الصوتِ بالقُرآنِ مِنْ صاحِبِ القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِهِ (1) .
... و عن البراء، عن النبيّ -صلى الله عليه ، قال: زَيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكُم، فإنّ الصَّوتَ الحَسَنَ يَزِيدُ القرآنَ حُسْناً (2) .
... و عن ابن مسعود: جرِّدوا القرآن، و زَيِّنوه بأحسن الأصوات، و أعربوه فإنه عربيّ، و الله يحبُّ أن يُعرب (3) .
و عن علقمة بن قيس، قال: كنت رجلاً قد أعطاني الله حسن الصوت بالقرآن، فكان عبد الله بن مسعود يرسل إليَّ، فأقرأ عليه، فإذا فرغت من قراءتي قال: زدنا من هذا -فداك أبي و أُمي-
سمعت رسول الله -صلى الله عليه- يقول: إنّ حُسْنَ الصَوْتِ زِينةٌ للقرآنِ (4) .
... و عن أنس بن مالك، عن النبيّ -صلى الله عليه- قال: إنَّ لكلِّ شيءٍ حِلْيَة و حِلْيَة القُرآن الصوتُ الحَسَنُ.
... /65ظ/ و عن البراء، قال: قد صليتُ خلف النبيّ صلى الله عليه العِشاء، فَلَمْ أرَ أحْسَنَ صَوْتاً منه، و قرأ بالتينِ و الزَيْتُون.
... و عن صالح الناجي، قال: قرأت عند ابن جريج، فأُعجب بقراءتي، فقال: حدثني الزهري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه في قوله -عز و علا-: ( يَزِيدُ في الخَلقِ ما يشاءُ) [فاطر1]، قال: الصَوتُ الحَسَنُ (5) .
و عن أبي عثمان الهندي، قال: كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمعْ صوتَ صَنْج (6) قطّ، و لا صوت بَرْبَط (7) قطّ، و لا صوتَ شيء قط أحسن من صوته.
__________
(1) التمهيد 120، المعجم الكبير 18/252، فضائل القرآن لابن كثير 56.
(2) لم أجده.
(3) ينظر: الفائق 2/214.
(4) الكامل 3/1202، ينظر: فضائل القرآن لابن كثير 74.
(5) المصنف 2/484، مجمع الزوائد 7/171.
(6) الصنج: آلة ذات أوتار. ينظر: لسان العرب مادة (صنج) 3/135.
(7) البربط: العود. ينظر: لسان العرب مادة (بربط) 9/126.(1/339)
و قال جماعة من الأئمة: إنّ تحسينَهُ تحقيقُهُ، و تزيينَه تقويمُهُ، و هو أنْ يقرأ بلا لحن و لا خطأ، بصوت حزين، و قلب سليم.
... كما رُوي عن ابن عمر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه - قيل له: أيُّ الناسِ أحْسَنُ قِراءةً ؟ قال: مَنْ إذا سَمِعْتَ قِرِاءَتَهُ رأيتَ أنّه يخشى الله (1) .
... و ليس هو أن يقرأ بترجيع و تقطيع و تشديق على لحن الغناء، و صوت الجهالةو البطالة، بل هو أن يُتلى صحيحاً لطيفاً مُقَوَّماً مستقيماً، فإذا لحن فيه بطلت طراوته، و ذهبت طيبته و حلاوته.
... و المستحب للقارئ في تحسين لفظه و تزيين قراءته أنْ يريدَ بذلك وجه ربِّه -عز و علا، و أنْ يجهرَ بالقراءة طوراً، و يخفض طوراً، و إذا وقف مدَّ صوته قليلاً و رفعه، و إذا جهر لم يُجْهِد نفسه في الجهر، وإذا خَفَضَ لم يَخْفِض الخَفْضَ الذي لا يُسْمِعُ من يَقْرُب منه، في الصلاة التي يجهر فيها بالقرآن كان أو في غير الصلاة، فإنّه رُوِيَ عن النبي - صلى الله عليه - أنّه كان يفعل ذلك (2) .
و عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله -عز و جل : (و لا تَجْهَرْ بِصَلْوَتِكَ و لا تُخَافِتْ بِهَا و ابتَغِ بينَ ذلكَ سَبِيلاً ) ]الإسراء 110[، قال: كان النبي - صلى الله عليه - يقرأ القرآن و يرفع صوته (3) ، فإذا سمع المشركون سبُّوا القرآن و من جاء به، فأنزل الله تبارك و تعالى (و لا تَجْهَرْ بِصَلْوَتِكَ ) فيسبُّوا القرآن، (و لا تُخَافِتْ بِهَا ) عن أصحابك فلا يستطيعوا أن يأخذوا عنك.
... و عن حذيفة، قال: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه - لأُصلِّي بصَلاتِه، فافْتَتَحَ الطُّوَلَ، فَقَرَأ قِرَاءة ليستْ بالخَفِيِضَة و لا بالرَفِيعة،قِرَاءةً حَسَنةً يُرتِّل فيها (4) .
__________
(1) التمهيد 123، مجمع الزوائد 7/170، فضائل القرآن لابن كثير 58.
(2) سنة 4/29.
(3) الجامع لأخلاق الراوي 2/183.
(4) ينظر: إتحاف السادة المتقين 3/188.(1/340)
... و يُستحبُّ للقارئ أيضاً أن يجعلَ قراءته تارةً ترتيلا و تارةً حدراً، .و إذا قرأ ترتيلاً أو حدراً أن يحققَ القراءة من غير أن يجاوزَ فيها إلى الإفراط في التحقيق. و الله وَليُّ التوفيق.
الباب السادس و العشرون
في ذكر الحدر و الترتيل و غير ذلك مما يحتاج إليه القارئ
إعلم أنَّ حَدَّ ترتيل القراءة وحدرها التحقيق، و هو من الحقِّ، و الحقُّ هو النهاية التي لا مَقْصَرَ دونها، و لا متجاوز وراءها (1) .
عن شيخنا الإمام أبي عبد الله /66و/ محمد بن الهيصم -رضي الله عنه، و قال أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران رحمه الله: تحقيق القراءة هو أنْ يؤَدي كلَّ حرف حقَّه من غير أنْ يخرجه من حدِّه أو يبخسه عن حقّه.
... و القولان متقاربان في المعنى و إنْ اختلفا في اللفظ، فرواية الشموني عن الأعشى و رواية رجاء و ابن موسى، عن سليم، عن حمزة التحقيق و التقويم، و الترتيل، و الترسيل، و الهمز القويّ، و التشديد البليغ، و الإشباع التام (2) ، إلا إنَّ إشباع رجاء و ابن موسى ألطف، و إشباع الشموني أبلغ و أفخم.
... و أمّا رواية العجلي، عن حمزة، و رواية ابن غالب، عن الأعشى فالتحقيق أيضاً، إلاّ إنّهُ دون ما ذكرته.
... البرجمي، و العليمي، و خلاّد، و خلف روايةً و أخباراً و قتيبة، و حمدون، و أبو الحارث من طريق ابن كامل، يحققون تحقيقاً لطيفاً.
... ورش له تحقيق غريب و و زن عجيب، ليس في قراءته مع التحقيق سَكْت و لا قطع و لا تشديد قويّ و لا تمكين شديد، و يُشبع حروف المدّ و اللين:
... ابن سعدان و الدوري، عن سليم بين التحقيق و الحدر قراءة متوسطة، غير سريعة و لا بطيئة.
__________
(1) ينظر: التحديد 72، الموضح في التجويد 216، النشر 205.
(2) ينظر: السبعة 77-78، التحديد 93.(1/341)
... و قال الشيخ أبو الحسين رحمه الله: حدُّ ترتيل القراءة و حدرُها التحقيق، و معناه أنْ يَقْرَأَ القرآن فَيُؤَدِّيَ كلَّ حرف منه حقَّه من التشديد، و التخفيف، و المدّ، و القصر، و التسكين، و التحريك، و الوصل، و القطع، و الإشباع، و الإختلاس، و الإظهار، و الإدغام، و الإخفاء، و التفخيم، و الإضجاع (1) ، و الهمز، و ترك الهمز، لا زيادة في كلّ ذلك و لا نقصان (2) .
... فحدُّ الحرف المشدد أنْ لايكونَ مخفَفَاً، و حدّ الحرف المخفف أنْ لا يكونَ مشدداً، و حدُّ الحرف الممدود أنْ لا يكونَ مقصوراً، و حدُّ الحرف المقصور أنْ لا يكون ممدوداً، و حدُّ الحرف المسكَّن أنْ لا يكون محرَّكاً، و حدُّ الحرف المتحرك أنْ لا يكون ساكناً، و حدُّ الحرف الموصول أنْ لا يكون مقطوعاً، و حدُّ الحرف المقطوع أنْ لا يكونَ موصولاً، و حدُّ الحرف المشبع أنْ لا يكونَ مختلساً، و حدُّ الحرف المختلس أنْ لا يكونَ مشبعاً، و حدُّ الحرف المظهر أنْ لا يكونَ مدغماً و لا مخفى، و حدُّ الحرف المدغم أنْ لا يكونَ مظهراً و لا مخفى، و حدُّ الحرف المخفى أنْ لا يكونَ مظهراً و لا مدغماً، و حدُّ الحرف المهموز أنْ لا يكونَ كما ليس بمهموز.
... فهذه الأشياء التي وصفناها هي حدود التحقيق.
... رَوى سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سالم، أنّه قال: نَزَلَ القرآن بالتحقيق.
... و عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت، أنّ رسول الله صلى الله عليه /66ظ/ قال: نَزَلَ القرآنُ بالتفخيم (3) ، قال خارجة: مثل قول الله: (عُذْراً أو نُذراً ) ]المرسلات 6[ مثل هذا و ما أشبهه، و معنى التفخيم التتميم، يعني يذلك تتميم حقوق حروفه من غير زيادة و لا نقصان.
__________
(1) الإضجاع في باب الحركات مثل الإمالة، و التضجيع في الأمر التقصير فيه. ينظر: لسان العرب مادة (ضجع) 10/90.
(2) ينظر: التحديد 87، الموضح 215-216.
(3) الموضح في الفتح و الإمالة 6و.(1/342)
... و قال أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني الملقب بثعلب: التحقيقُ و الترتيلُ واحدٌ، و الخبر موافق للكتاب.
... و قال المفسِّرون في معنى قوله: (و رَتّلِ القُرآنَ تَرتِيِلاً ) ]المزمل 4[: بَيِّنهُ تَبييناً (1) ، و التَبيينُ لا يتمُّ بأنْ يعجلَ في قراءة القرآن، و إنما يتمًّ بأنْ يبين جميع حروفه، مع توفية حقوقها كما ذكرنا (2) .
... و الترتيل من قولهم: ثَغْرُ رَتَلٌ، و رَتِلُ إذا كان متفرقاً لا يركبُ بعضها بعضاً، و يقال: رتّل الرجلُ كلامَه إذا أتبع بعضه بعضاً على تمكث (3) .
... و إنما أُمروا بترتيل القرآن ليفهموا معانيه، و يتفكروا في عجائبه، و يتدبّروا آياته، فيعرفوا بذلك ما لهم و ما عليهم فيه، كما قال الله -عز و علا - (كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ مُباركٌ ) ]ص 29[ إلى آخر الآية.
... فالترتيل مأمورٌ به ومرغبٌ فيه، وهو مثل التحقيق والتفخيم،وهو المختار عندنا في قراءة القرآن؛ لأنَّ الذي بلغنا من صفة قراءة رسول الله صلى الله عليه أنّها كانت قراءة مفسَّرة حرفاً حرفاً (4) .
__________
(1) ينظر: تفسير الطبري 19/127، التمهيد 144-146.
(2) ينظر: النشر 1/208-209.
(3) ينظر: لسان العرب مادة (رتل).
(4) ينظر: سنن أبي داود 2/74، سنن الترمذي 5/167، فضائل القرآن للنسائي 2/181.(1/343)
و قال الشيخ أبو الفضل محمد بن جعفرالخزاعي –رحمه الله، : التجويد أفضلُ من الجوهر، و أعزُّ عند العلماء ]من[ (1) الكبريت الأحمر، و هو حلية التلاوة و زينة القراءة، و هو إعطاء الحروف حقوقها و ترتيبها مراتبها، و رد الحرف من الحروف المعجم إلى مخرجه، و أصله، و إلحاقه بنظيره، و شكله، و إشباع لفظه، و لفظ النطق به لأنّه متى ما كان بغير ما حَكَيتُ من وصفه زالَ عن تأليفه و رصفه، و ليس بين التجويد و تركه إلاّ رياضة مَنْ تدبره بقلبه، و قال الله - عز و جل-مؤدِّباً لنَبِيّه صلى الله عليه، و حاثّاً لأُمته على الإقتداء به: (و رَتِّلْ القُرآنَ تَرْتِيلاً ) ]المزمل 4[، يعني قطِّعه و فرِّقه تفريقاً (2) ، و قال الكلبي: إقرأه على هَيْنتِك.
فصل
... تفسير الحدر فيما ذكر ابن مهران -رحمه الله - هو أن يقرأ القارئ قراءةً سهلةً سريعةً حفيفةً، لا سكتَ فيها و لاقطع و لا مدّاً طويلاً و لا إشباعاً شديداً و لا تشديداً قوياً، من غير أنْ يُخِلَّ بحرف، بل يؤدي كلَّ حرف حقَّه من السكون و الحركة و المدّ و التشديد، و هو يمرُّ في قراءته مع هذه الشرائط مرّاً سريعاً (3) .
... قال الشيخ أبو الحسين -رحمه الله -: الحدرُ رخصةٌ، و هو سرعة القراءة.
... و لم يُحْفَظْ عن رسول الله صلى الله عليه في سرعة القراءة شيء، غير أنّ مَنْ بعده من الصحابة و التابعين رأوا ذلك واسعاً غير محظور.
__________
(1) إضافة يقتضيها الكلام.
(2) ينظر: تفسير الطبري 19/126-127.
(3) ينظر: التحديد 73، الموضح في التجويد 213-214، النشر 1/207.(1/344)
... و قال الخزاعي: إنّما يستعمل القارئ الحدر و سرعة القراءة مع /67و/ تقويم الألفاظ لتكثر حسناته، إذ كان له بكل حرف عشر حسنات (1) ، و ذلك بعد معرفتة بالمدّ، من غير تمطيط، و بالهمز من غير لكز لساكنه و متحركه، بل يأتي بها بسهولة، من غير عُنف و لا صعوبة، قال: و قيل لابن مجاهد: مَنْ أقرأ الناس ؟ قال: من حقق في الحدر.
... و قال الشيخ أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي –رحمه الله-: القراءة على ثلاثة أوجه: ترتيل، و حدر، و زمزمة، و التجويد و الإحسان مصحوباها، فالترتيل للفكرة و الإفادة و الرياضة، و الحدر(للإستكثار) و الدراسة، و الزمزمةُ القراءةُ في النفس خاصة (2) ، و هي ضرب من الحدر.
... و الترتيل ألزمُها؛ لورود الأمر به في نص الترتيل مؤكداً في قوله: (و رَتِلِ القُرآنَ تَرتيلاً ) ]المزمل 4[ فقيل معناه فرّق، و قيل: بيّن، و قيل: ترسَّل، و قيل أدّه حرفاً حرفاً، و المعاني في جميعها متدانية و إن كانت ألفاظها مختلفة، و أصلُ ذلك من الثغر المترتلة و الرَّتِلة و الرَّتْلَة، إذا كانت متفرقة متساوية يشبه بعضها بعضاً، و يقال: يرتل في السير إذا كان خطاه على مقدار واحد.
__________
(1) ينظر: سنن الترمذي 4/248، التحديد 73.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (زمم) 15/165، و في النهاية 2/313. (الزمزمة صوت خفي لا يكاد يُفهم). و ينظر: التمهيد 183.(1/345)
... و قد بيّن الله -سبحانه- تفسير الترتيل في مواضع أُخر، و ذلك قوله: (و قُرْآنَاً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأهُ علىالنَاسِ عَلى مُكْثٍ ) ]الإسراء 10[، و نهى نبّيه - صلى الله عليه - في مواضع أُخر عن ضدّه، فقال: (لا تُحَرِكْ بهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) ]القيامة 16[، و أمنه ممّا صدّه عن الترتيل، و هو خشية النسيان، فقال: (سَنُقْرِئُكَ فَلا تتَنْسَى ) ]الأعلى 6[، فكانت قراءة رسول الله صلى الله عليه مفسَّرة حَرفاً حَرفاً، كذلك رَوى ابن أبي مليكة، عن أُم سلمة أنها نعتتْ قراءته هكذا (1) .
... و روى ابنُ جريح، عن أُم سلمة، قالت: كانَ النبيُّ صلى اللهُ عليه يُقَطّع قراءتَهُ آيةً آيةً (2) .
... و سُئِل أنسُ بن مالك، كيفَ كانتْ قراءةُ النبيّ - صلى الله عليه ؟ قال: كانتْ مدّاً، ثُمَّ قَرَأ بسمِ الله الرحمن الرحيم، يمدُّ ببسم الله، و يمدُّ بالرحمن، و يمدُّ بالرحيم (3) .
... و عن عليٍّ -رضي الله عنه - أنه قالَ: كان نبيكم حسن الصوت، مادّاً، ليس برجيع (4) .
... و عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه: حَسَّنوا قراءَتَكم بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، و لا تمطُّوها مَطّاً، و اجْزِموها جَزْماً (5) .
... و عن عليّ -رضي الله عنه- أنّه تَنَوَّق رجل في بسم الله الرحمن الرحيم فغفر له (6) .
... و عن أبي الدرداء أنه كان يقول لولده: يا بنيّ، سمِّن الصاد، و نقِّ الضاد، و رقق الراء، و أسْمِعْني خريرَ الخاء، و بحوحةَ الحاء، و همهمةَ الهاء (7) .
__________
(1) ينظر: سنن أبي داود 2/74، سنن الترمذي 5/167، فضائل القرآن للنسائي 97، فضائل القرآن لابن كثير 75.
(2) ينظر: سن الترمذي 5/170، المعجم الكبير 23/229، فضائل القرآن لابن كثير 75.
(3) ينظر: فتح الباري 9/91، فضائل القرآن لابن كثير 75.
(4) ينظر: التمهيد 160، و اللفظ فيه (ليس له ترجيع).
(5) لم أجده.
(6) لم أجده.
(7) لم أجده.(1/346)
... فهذه كلها من صفات الترتيل.
... قال: و بعد الترتيل و الحَدر و الزَمزمة لا يُحَسِّنُ شيءٌ القراءةَ كالخِشْية، كذلك روى طاووس، عن
ابن عمر، قال: قيل: يا رسولَ الله، أيُّ الناسِ أحسنُ قراءةً ؟ قال: الذي إذا سَمعتَ قراءته رأيتَ أنّه /67ظ/
يخشى الله (1)
قال: و لا يَخْلُصُ للقارئ التجويد و الترتيل إلاّ بمعرفة مخارج الحروف، و إعطائِه إيّاها من المخارج حدَّها، و من الحركات حظّها، و من السكون حقّها، و فَرْقِهِ بين مَهموسها و مَجهورها، و شَديدها و رَخْوِها، و ما بين الرخوة و الشديدة، و مطبقها و منفتحها، و مستعليها و متصعدها، و مستطيلها و مستفلها، و مصفرها، و مصوتها، و أغنِّها، و متكررها، و محققها، و متفشيها، و متقلقلها، و مخففها، و مشربها، و جامدها و ذائبها. و سيأتي له باب بعد هذا، إنْ شاء الله.
و قال أبو مزاحم موسى بن عبد الله الخاقاني في قصيدته:
و حَمزةُ ايضأً و الكسائي بعدَهُ أخو الحذقِ بالقرآنِ و النحوِ و الشعرِ
فذو الحذقِ ُمعطٍ للحروفِ حقوقَها إذا رتَّل القرآنَ أو كانَ ذا حَدرِ
و تَرتيلُنا القرآنَ أفضلُ للذي أُمِرْنا به من مَكثنِا فيه و الفكرِ
و إمّا حَدَرْنا درسَنا فَمُرَخَّصٌ لنا فيه إذ دينُ العبادِ إلى اليُسرِ
ألا فاحفظوا وَصفي لَكُم ما اختصَرتُه ليَدريهِ مَنْ لم يكنْ مِنْكم يَدري (2)
فصل
__________
(1) مختصر كتاب قيام الليل 96، و ينظر: التمهيد 124، فضائل القرآن لابن كثير 58.
(2) أبحاث في علم التجويد 29.(1/347)
و يُستحبُ للقارئ التوسّط في القراءة بالترتيل، و أنْ لا يجهد نفسه في التحقيق حتى يتجاوز ما وصفنا من حدوده؛ لأنّ تجاوزه إفراط، و حَيدٌ عن سنن القرَّاء المتقدمين، و خروج عمّا يُعرف من كون العرب، و اتباعهم في القراءة واجب؛ لأنّ القراءة سُنّة، يدلُّ على ذلك ما روى الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: اتَّبعوا و لا تَبتدعوا، فقد كُفيتم (1) .
و يُكره له في ذلك التكلف و التنَطع، و ما أحدثه مَنْ لا علم له بالقراءة من الإفراط في المدّ، و التمكين، و التسكين، و الهمز، و نحو ذلك ممّا يُخْرِجُ الحرف عن حدّه، و يزيده على وزنه، حتى تصير المدّة كالمدتين و الثلاث، و التسكين و الهمزة كالوقوف و السكوت، و الهمز كالتشديد، و نحوذلك.
أخبرنا أبو عثمان الحيري -رحمه الله، قال: أخبرنا زاهر ابن أحمد قال: أخبرنا ابن مجاهد، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن مجاهد، قال: حدثنا إسحق بن نجيح، عن ابن جريح، عن عطاء، عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه: حسِّنوا بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، و لا تمطُّوها مطّاً، و اجزموها جزماً (2) .
__________
(1) السبعة 63.
(2) لم أجده.(1/348)
قال أبو بكر بن مجاهد المقرئ -رحم الله- : و لم يزل هذا الإفراط مكروها عند أهل القراءة، و كانوا يذمُّون من يستعمله، و ينهون عنه (1) ، فأمّا ما يرويه كثير من الناس عن حمزة الزيَّات من الإفراط في التحقيق (2) ، و يزعم هؤلاء /68و/ المتكلفون أنّهم سلكوا في القراءة طريقة فإنّ ذلك مكروه عند العلماء (3) ، على أنّ حمزة لم يكن مختاراً لتلك القراءة كما ذكر أبو عبد الله الحسين بن أحمد الزعفراني، قال: كان حمزة –رحمه الله- يحضره قوم من المتعلمين، لا يبلغون معرفة تحقيق القراءة إلاّ بأنْ يتجاوز لهم عند التحقيق في التشديد و الهمز و المدّ و التسكين، فكان حمزة يفعل ذلك بالمتعلم الذي لا يستدرك قدر الحاجة إلاّ بالمبالغة و الإفراط في ذلك، مجتهداً محتسباً في التعليم، ليستدرك المتعلم بإفراطهِ القدر الذي هو حدّ التحقيق، فالذي نظن بحمزة في ذلك ما ذكرناه. (4)
و الذي يَدل على أنَّ حمزة لم يكن مختاراً لتلك القراءة، و أنّه كان ينهى عن الإفراط في القراءة ما أخبرنا به أبو عثمان، قال: أخبرنا زاهر قال: أخبرنا ابن مجاهد، قال: قال العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، قال: قرأ أخٌ لي كان أكبر منّي على حمزة، فجعلّ يمدّ، فقال حمزة: لا تفعل، أما علمت أنّ ما فوق الجعودة فهو قَطَطٌ (5) .، و ما فوق البياض فهو بَرَصٌ، و ما فوق القراءة فليس بقراءة (6)
__________
(1) في الأصل (و ينهون).
(2) ينظر: التحديد 91-92.
(3) ينظر: المصدر نفسه 90.
(4) ينظر: النشر 1/327، لطائف الاشارات 263.
(5) القطط: شدة الجعودة، ينظر: لسان العرب مادة (قطط) 9/255.
(6) ينظر: السبعة 77، رسالتان في التجويد 29، النشر 1/327.(1/349)
قال أبو عبد الله الزعفراني: و من القرّاء المستأخرين نفرٌ أحدثوا قراءةً سمّوها قراءة الوزن، فأقاموا لأنفسهم بذلك سوقاً، و آذوا المتعلم إيذاءً شديداً، و تعنَّتوا تعنُّتاً كبيرأً، و أوهموه أنه ليس يستدرك ما قد استدركوه، فكان المتعلم إذا سَكَّن الحرف تسكيناً خفيفاً قالوا له: حَرَّكتَ، و إذا بالغ في التسكين قالوا: و قفت، و إذا شدد تشديداً متوسطاً قالوا له: لم تحقق، و إذا بالغ في التشديد قالوا: اتَّكأتَ عليه، و إذا بُيِّنَ الألف بياناً خفيفاً قالوا: لم تخرجْها من مخرجها، و إذا زاد في البيان قالوا: نفختَ فيها، إلى أشياء لهم يعنتون بها المتعلم و ذلك كله مهجور متروك عندنا لم يتعاطاه المتقدمون، و لم يسنُّوه، و لم يتعلموه، و لم يعلِّموه ، بل كانت قراءتهم محققة غير متجاوزة للحدّ.
قال -رحمه الله: و اتصل بي أنّ نفراً من أهل زماننا يفرقون بين الحروف بإشارات لهم بجوارحهم و تغييرات لهم بألفاظهم، و ذلك منهم جهل كبير، لأنّ هذه الحروف و الكلمات التي هي مستويات في الهجاء و البناء ليس تُفرّق بينهما الإشارات، إنما المفرِّق بينهما معانيهما و ما قبلها من الكلام أو بعدها و هي في اللفظ واحدة.
و قال أبو مزاحم الخاقاني في قصيدته
إذا ما تلا التالي أرقَّ لسانَه و أذهبَ بالإدمانِ عنه أذى الصَدْرِ
فأولُ علمِ الذِكْرِ إتقانُ حفظِهِ و معرفةٌ باللحنِ فيهِ إذا يَجري
/68ظ/ و إنْ أنتَ حققتَ القراءةَ فاحذر الزيادةَ فيه و اسألْ العونَ ذا القهر
زنِ الحَرف لا تُخْرجهُ عن حدِّوزنه فوزنُ حروفِ الذِكْرِ مِنْ أفضل البرِّ
فبيّنْ إذا ما يَنبغي أنْ تُبيْنَهُ و أدْغِمْ و أخْفِ الحرفَ من غيرِ ما عُسْرِ
وإنَّ الذي تُخفيهِ ليس بمدغَمٍ و بينهما فَرْقٌ فعرّفه بالنَشرِ
و قلْ إنَّ تسكينَ الحروفِ بجَزمها و تحريكها للرفع و النصبِ و الجرِّ
فحرّكْ و سَكِّنْ و اقطعنْ تارةً و صِلْ و مَكّنْ و ميّزْ بينَ مدِّكَ و القَصْرِ(1/350)
و منْ يُقِمْ القرآن كالقَدحِ فليكنْ مُطيعاً لأمرِ اللهِ في السرِّ و الجهرِ
الباب السابع و العشرون
في ذكر اللحن الخفي و مقالات أرباب الصناعة في ذلك
و اعلم أنَّ اللحن الخفي لا يعرفه إلاّ النحارير الماهرون من القرّاءو الحذّاق، المحققون من العلماء بالقرآن (1) .
بلغنا عن أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد -رحمه الله، أنه قال: اللحن في القرآن لحنان: جلّي و خفيّ، فالجليّ لحن الإعراب، و الخفي ترك إعطاء الحروف حقّها من تجويد لفظها بلا زيادة فيها و لا نقصان.
__________
(1) اللحن: ترك الصواب في القراءة، و ألحن في كلامه أي: أخطأ. ينظر: لسان العرب مادة (لحن) 17/262.(1/351)
... و عن أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي -رحمه الله-أنّه قال: ينبغي لقارئ القرآن أن يَعرف ما يُحدِث بعضُ الحروف في بعض من النقصان؛ لاستطالة حرف على حرف في التجاور، و يستشعر بعضها من بعض في داخل المخارج بالألفاظ البشعة، و الطباع الجافية، و ذلك أن يحترز من المدَّات الطويلة الرعشة المطيطة التي نُهِيَ عنها، و الهمزات المُلَّكَّزة (1) ، و تشريب الألفات النبرة في الوقف، و تنبير الذوائب (2) حتى توازي الجوامد (3) ، سيما الممدود من ذلك و المُمَكَن، و بعدها الواو المضموم ما قبلها اذا أتت بعدها ياء أو واو، فمنع هذه الأضرب الأربعة من الإدغام أو فصل حروفها إلاّ في الوقف و تَرْك إشباع الضمّة التي قبل الواو منها، و كذلك في سائر الواوات ممّا انضم ما قبله، و ترك إشباع الكسرة التي قبل الياء، و كذلك في سائر الياءات ممّا انكسر ما قبله، و تنحية الألف نحو الواو حتى تصير كالواو في التفخيم و الإمالة نحو الياء حتى تصير كالياء، و تقطيع الحروف من الكلم المنظومة، و التوقف على السواكن، و طول السكتة على ما قبل الهمزات، و الاتكاء على المشددات و تمضيغها (4) ، و تشديد الحروف الخفية، و تَطنين (5)
__________
(1) اللكز: الضرب بالجمع في الجسد. ينظر: لسان العرب مادة (لكز) 7/273. و قيل: ان تلكيز الهمزات هو المبالغة في الضغط على مخرجها عند النطق بها. ينظر: رسالتان في تجويد القرآن، هامش 6 ص 28.
(2) يعني المصوتات.
(3) يعني الصوامت.
(4) التمضيغ: تعرض الشدقين. ينظر: بيان العيوب 38.
(5) الطنين: صوت الأُذن و الذباب و نحو ذلك. ينظر: لسان العرب مادة (طنن) 17/139..(1/352)
الغُنَّات حتى تمتد كحروف اللين، و تشريب السواكن الحركات إلاّ /69و/ ما احتاج إليه من الرَوم و الإشمام و ذلك إذا سكنها للوقف، و تشديد الحروف الشديدة في نفسها إذا لم تكن مضاعفة، و تخفيف المشددات، وتشديد المخففات، و مدّ القصور، و قصر الممدود، وإسكان المتحرك، و تحريك الساكن، و إذهاب إطباق المطبقة، و إشباع المختلس، و اختلاس المشبع، و التسوية بين الحرف الثلاثي الأجوف و بين الثنائي، على أنه قد جاء عن بعضهم التسوية بينهما لتكون الحروف على حد واحد، و تغليظ اللاّمات (1) إلاّ في اسم الله تعالى إذا تقدمته ضمّة أو فتحة فإنّ ذلك فيها جائز و في أحرف أُخر، نحو الصلاة و الصلوات فيمن يقرأ كذلك، و تغليظ الراءات أو إذهاب تكريرها و انحرافها، و لثغة (2) اللثغ من العرب، و عجمة العُجُم من سائر الناس فيها، و إخفاء الميم في الواو و الفاء و الياء، على أنه قد جاء عن بعضهم إخفاؤها في الفاء (3) .
__________
(1) تغليظ اللامات: أي تفخيمها في موضع التفخيم. ينظر: التحديد 162، رسالتان في تجويد القرآن 62-63.
(2) اللثغة: إبدال الحرف بغيره. ينظر: الموضح في التجويد 218.
(3) و قد روي ذلك عن الكسائي. ينظر: رسالتان في تجويد القرآن 48.(1/353)
و إدغام الدال أو إخفاؤها في الراء و النون و اللام، و إخفاء الياء إذا اجتمعت ياءان و كانت الأولى مكسورة أو الثانية ساكنة و الأولى مفنوحة، و إشباع الكسرة قبل الياء المفتوحة حتى تلحقها ياء أُخرى زيادة، و إشباع الضمّة إذا كانت بعدها واو مفتوحة، و ترك إشباع الضمتين أوالكسرتين إذا اجمعتا، و ترك التكلف لفتحة إذا وقعت على واو أو ياء أو قبلهما، و ترك بيان الياء المكسورة و الواو المضمومة سيما إذا كانت بعد الياء ياء أُخرى، أو بعد الواو واو أُخرى، و إخفاء الحلقية في تلاقيها، و ترك التكلف للمهموسة في مجاورة المجهورة، و التواني في تسكين السواكن، و إضعاف الضَّاد لمجاورته الطّاء و التَّوقف على حروف مشفر لتتفشى أكثر ممّا يُستحق و خاصة إذا كانت مشددة (1) ، و إذهاب صفير الأسلية أو الزيادة على صفيرها، و إخراج الحرف بلفظ مقاربه ممّا جاء في اللغات المتعسفة، كالجيم التي كالشين و بالعكس، و الجيم التي كالكاف، و التّاء التي كالدال و بالعكس، و الضاد الضعيفة كالزاي، و القاف كالغين و بالعكس، و إخفاء الضاد الساكنة عند التاء، و إخفاء الراء الساكنة عند النون، و غير ذلك ممّا يحدث في القراءة من العبث من حيث لا يشعر.
و قال الخزاعي -رضي الله عنه: ينبغي للقارئ أن يجعل مفتوح الحروف و منصوبا لينة التعالي، خفيفة التوالي، و مضمومها و مرفوعها اشارية، و مكسورها و مخفوضها اختلاسية، إلاّ ما كان /69ظ/ من ذلك محتاجاً إلى الإشباع فإنه حينئذ يُشبع من غير تعدٍّ، فإذا همز يأتي بالهمزة سهلة في الذوق من غير لكز (2) لها و لا خروج بها عن حدِّها، ساكنة كانت أو متحركة.
__________
(1) ينظر: الموضح في التجويد 148-149.
(2) في الأصل (لكن) و الصواب ما أثبتناه.(1/354)
قال: سمعت الشذائي يقول: سمعت ابن مجاهد يقول: كما ينبغي للقارئ أنْ يتفقد في قراءته إرقاق الراء إذا كانت خفيفة، متحركة أو ساكنة، كقوله: (قُلْ أمَرَ رَبّي ) ]الأعراف 29[ و (ما أمْرُ السَاعَةِ ) ]النحل 77[، (و يَغْفِرْ لَكُمْ ) ]آل عمران 31[ و نحوه (1) ، كذلك حكم اللام في إظهار و بيان، كقوله: (و لا يَلْتَفِت ) ]هود 81[، (أمْ جَنَةُ الخُلْدِ ) ]الفرقان 15[، (بَلْدَةً مَيْتاً ) ]الفرقان 49[ و نحوها، و كذلك لام فَعَلْنَا كقوله: (جَعَلْنَا ) ]البقرة 125[، و (فَضَّلْنّا ) ]البقرة 253[، و نحوهما، لا تُدغم عند النون بإجماع إذا اجتمعتا في كلمة واحدة، و كذلك لام (أدْخِلنِي ) ]الإسراء 80]، و (اكْفِلْنِيهَا ) ]ص 23[، و (قُلْنَا ) ]البقرة 34[، و (زَيَّلنا ) ]يونس 28[، و هو كثير (2) ، فتفقد بيان ذلك تُصِبْ إنْ شاء الله.
... فإذا أتت اللام من قبل اسم الله - عز و جل- و كانت مفتوحة، خلصتها من تفخيم الاسم تخليصاً سهلاً كقوله: (مَنْ أضلَّ اللهُ ) ]النساء 88[، و (أجلَ اللهِِ) ]العنكبوت 5]، و نحوهما (3) .
و متى تحركت الواو و الياء فأشْبِعْ الحركة، كقوله: (باللغوِِ) ]البقرة225[، و (قلِ العفوَ ) ]البقرة 229[، و (تَشَاوُر ) ]البقرة 233[، و(تَفَاوُتٍ ) ]الملك 3[، و (التَنَاوُشُ ) ]سبأ 52[ على قراءة مَنْ لم يهمز، و (يَومَ وُلِدَ ) ]مريم 15[، و (وُجوهٌ ) ]آل عمران 106[، (و (يَشْوي الوُجُوهَ ) ]الكهف 69[، و (مَعَايشَ) ]الأعراف 10[، و (طَرَفي النَّهارِ ) ]هود114[، و (صَاحِبَي السِجْنَ ) ]يوسف 39[، و (ثُلُثَي اللَّيل ) ]المزمل 20[، و نحو ذلك (4) .
__________
(1) ينظر: التحديد 154، الموضح 106.
(2) ينظر: التحديد 158، رسالتان في التجويد 42.
(3) ينظر: المصدر نفسه 161، الموضح 177، النشر 1/221.
(4) ينظر: التحديد 134-136، رسالتان في التجويد 34-36.(1/355)
... و متى أتتْ الراء مُشدّدة فلا تُكررها بل شَدّدها في غير عُسرٍ، كقوله: (و خرَّ راكعاً ) ]ص 24[، 0(عَنهُ ضُرَه ) ]يونس 12[، و نحوه (1) .فإن سَكْنتَ الواو و الياء و الهاء فأشبع سكونهما ثم الفُظْ بما بعدهما مُعطياً له حقه، كقوله: (إلى مَيسرةٍ ) ]البقرة 280[، و (الميسِر ) ]البقرة 219[، و (مَيسُورَاً ) ]الإسراء 28[، (مَوئِلاً ) ]الكهف 58[، و نحو ذلك (2) .
... و إذا اجتمعت السين الساكنة مع حرف من حروف الإطباق في كلمة فتوصل إلى سكون السين في رفق و تؤدة؛ لئلا تصير صاداً بالاختلاط، كقوله: (يَسْطونَ ) ]الحج 72[، و (مَسْطُوراً ) ]الإسراء 58[، و (و بالقِسْطَاسِ ) ]الإسراء 35[، (فإن اسْتَطَعْتَ ) ]الأنعام 35[ (3) ،و نحو ذلك.
... و تَفقدِ الميم الساكنة عند لقائها الفاء و الواو و الياء، كقوله: (رِزقاً لَكُم فَلا ) ] البقرة 22[، (عَلَيهُم و لا ) ] الفاتحة 7 [، (طُغيانِهم يَعمَهُونَ ) ]البقرة 15[، و نحو ذلك، فأظْهِرها إظهاراً معتدلاً غير فاحش، وكذلك هي مُبَيَّنَةٌ عند سائر الحروف إلاّ فيما مثلهاو الأولى ساكنة،و لا تدغم عند لقائها ياءً نحو: (هُم بِرَبِهِم ) ]المؤمنون 59[، و هذا ما لا خلاف فيه على جميع القاءات إلاّ ما رواه الحلواني عن خلف و ابن أبي سريج عن الكسائي من إدغام الميم في الفاء، قالوا: و ذلك لحن غير جائز (4) .
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 153، الموضح 143.
(2) ينظر: التحديد 137.
(3) ينظر: المصدر نفسه 147، الموضح 178.
(4) ينظر: رسالتان في التجويد 47-48، التحديد 165، الموضح 164-165.(1/356)
... و إذا اجتمعت التاء مع حروف الإطباق في كلمة فَبَيِّنِ التاء تخلّصاً من لفظ الطاء و إلاّ صارت طاءً، كقوله: (فاخْتَلَطَ بِهِ ) ]الكهف 45[، (مَنِ اسْتَطَعْتَ ) ]الإسراء 64[، و نحوه .فإن سبقت الطاء تاء فأبق صوتا من الإطباق و إلاّ صارت الطاء تاءً، كقوله: (بَسَطّتَ ) ]المائدة 28[، و (أحَطّتُ ) ]النمل22[، و (فَرَّطتُ ) ]الزمر56[، و نحوهن (1) .
و أمّا قوله: /70و/ (يَصْطُونَ ) (2) ] الحج 72[، و (اصّطَنَعْتُكَ ) ]طه 41[، و (الذينَ اصْطَفى ) ]النمل 59[، و نحوه. فصفِّ الصاد فيه، و أعطها حقاً من الإطباق و إلاّ صارت سيناً (3) .
و (سكون) الزاي فأتِ بها متخلِّصاً ممّا بعده، و كذلك الدال، كقوله: (ما كَنَزّتُم ) ]النوبة35[، (تَزدَرِي ) ] هود 31 [، (ثُمَّ ازْدادُوا ) ]آل عمران 90[، و (يَدخُولونَ ) ]النساء 24[، و نحوها (4) .
... و إذا أتت الدَّال الساكنة بعدها نون فاجتهدْ في بيان الدَّال، و لا تتساهلْ في ذلك فتصير مدغمة في النون، كقوله: (قد نَرى ) ]البقرة 144[، و نحوه و الواو المضمومة فأشبع ضمَّها، كقوله: (اشتَرَوا الضَلالَةَ ) ]البقرة16[، و نحوه. و كل كسرة في كلمة بعدها ياء متحركة، أو ضمة بعدها واو متحركة نحو: (لِيَزّدادُوا) ]آل عمران 178[، و (ليَعلَمَ الذِينَ ) ]النحل 39[، و (يوادُّون ) ]المجادلة 22[، و (يُواري ) ]المائدة31 [، و (مُوهِنُ ) ]الأنفال 18[، فاختلس الكسرة و الضمّة (5) .
__________
(1) ينظر: التحديد 139-140، الموضح 185.
(2) كتبت في المصحف (يسطون).
(3) ينظر: التحديد 145، الموضح 169.
(4) ينظر: التحديد 169-170، الموضح 149.
(5) ينظر: الموضح 154.(1/357)
... و متى اجنمعتْ واوان متحركتان فاقصدْ البيان لهما و تَعمّدْه، كقوله: (وَ وُفِيّت ) ]آل عمران 25[، (وَ وُضِعَ ) ]الكهف 49[، (وَ وَرِثَهُ أبَواهُ ) ]النساء 11[، و نحوه، فإنّ انضمَّ ما قبل الواو الثانية (1) . فأشبع الواو المضمومة ليَخْلُصَ لك سكون الثانية كقوله: (ما وُوُرِيَ ) ]الأعراف 20[ و نحوه.
... و الواو و الياء المشدَّدتان إذا كان بعدهما مثلهما فعليك بإشباعهما من أجل الإدغام الذي فيهما، كقوله: (بالغُدُوّ و الآصالِ ) ]آل عمران 205[، (و العَشِيّ يُرِيدُونَ ) ]الأنعام 52[، و نحوهما، (2) و ارفق بالياء المشددة نحو: (إيّاكَ ) ]الفاتحة 4[ لئلا تشبه الجيم.
__________
(1) في الأصل(( ما قبل الواو و الثانية)).
(2) ينظر: الموضح 201.(1/358)
... و أنعِمْ بيان العين و الهاء في قراءتك، و لا تُفَرِّطْ في ذلك فَيَقبح، كقوله: (يَعْمَهُونَ ) ]البقرة 15]، (و لا تَتَّبِعْ أهواءَهُم ) ]المائدة 48]، و نحوه (1) ، و أشبِعْ في قراءتك مدّ الواو المضموم ما قبلها من غير إغراق كقوله: (وَ يَعْفُوا ) ]المائدة 15[، (و آمَنُوا ) ]المائدة 93[، و (يَغفِرُوا ) ]الجاثية 14[، و نحوها، و مثله: (آمِنُوا )، (و الذِينَ صَبَرُوا ) ]الرعد 22[، (و رابِطُوا ) ]آل عمران 200[ تُشبع ضمَّها، و احذرْ أنْ تُشدِّدَ الواو المفتوحة التي بعدها فتصير مثل (عَصَوا و كانُوا ) و نحوه، فإذا انفتح ما قبل الواو و سقط المدّ و مدّ الياء المكسور ما قبلها أيضاً كقوله: (فِي يَتَامَى ) [النساء 4]و نحوهما، و أشبِعْ في قراءتك بيان الواو في قوله: (يُوفِضُونَ ) ]المعارج 43[، و (يُؤفَكُونَ ) ]المائدة 75[، و (يُورَثُ ) ]النساء 12[، و (يُوثِقُ ) ]الفجر 26[و نحوه، و كذلك الياء المنقلبة من الواو، كقوله: (المِيزانَ ) ]الأنعام 152[، و (المِيعا دَ ) ]آل عمران 9[، و (المِيثاقَ ) ]الرعد 20[و نحوه..، فتفقد الياء و الواو الساكنتين إذا كان قبل كل واحدة منهما حركتهما عند وقفك على الكلمة، فمدَّها أدنى مدّة، كقوله: (يَسِيرٌ ) ]يوسف 65[، (مُرِيبٌ ) ]هود 62[، (يَعْمَلُونَ ) ]البقرة 96[، (يُشْرِكُونَ ) ]الأعراف 190[ و نحو ذلك..، فإذا انفتح ما قبل الواو و الياء سقط المدّ في كل الأحوال (2) ، لا خلاف في ذلك.
... قال الخزاعي: و نوع من المشدَّد أُشْبِعْ تفشِّي الشين فيه، كقوله: (فَبَشَّرْناه ُ) (3) ]الصافات 101[، و تكلف إظهار الراء لئلا تدغم، و مثله (فَغَفَرْنا لَهُ ) (4) ] ص 25[؛ لأنَّكَ إنْ لم تتكلفْ إظهار الراء عند النون صارت نونا مدغمة فيما بعدها.
__________
(1) ينظر: التحديد 123-125، الموضح 163.
(2) ينظر: الموضح 121.
(3) ينظر: المصدر نفسه 148.
(4) ينظر: المصدر نفسه 167.(1/359)
و من المشدَّد أيضأً ميم الجمع /70ظ/ تلقى ميماً على مذهب من لم يضمّ، كقوله: (و مِنْهُم مَنْ يَقُولُ ) ]البقرة 201[، في نحوه متى لم يُشبع تشديد ذلك صار في السمع كميم واحدةو من المشدَّد أيضاً (إياك ) (1) ] الفاتحة 5 [، و (إيانَا ) ]يونس 28[، و (أيَدنَاهُ ) ]الصف 14[ و نحوها، فاحذر أن يصير في لفظك جيماً و لا تَقفْ على الياء من (إيّاك ) و نحوه، و إذا شدّدت فاستمر في قراءتك.و من الحروف التي ينبغي تعاهد إظهارها و بيانها و إعطاؤها حقها قوله: (لِنُحْيِي بِهِ ) ]الفرقان 49[، (فَلَنُحْيِيَنَّهُّ) ]النحل 97[، و (مِنْ خِزيِ يَومِئِذٍ ) ]هود 66[، (البَغْيِ يَعِظُكُم ) ]النحل 90[، و (مِنَ الّلْهو و مِنَ ) ]الجمعة 11[، (العَفوَ و أمرَ ) ]الأعراف 199[، و (يا صاحِبَي السِّجْنِ ) ]يوسف 39[، و (ثُلُثَيِ الَلَيل ) ]المزمل 20[، و (بينَ يَدَي الله ) ]الحجرات 1[ و نحو ذلك (2) .
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 142.
(2) ينظر: الموضح 200-201.(1/360)
... فإذا التقى حرفان من حروف الحلق غير مثلين فتعمَّدْ لبيان أحدهما من صاحبه (1) ، كقوله: (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النارِ ِ) ]آل عمران 185[، و (اسْمَعْ غَيرَ مُسْمَعٍ ) ]النساء 46[، (لَنْ نَبرَحَ عَلِيهِ ) ]طه 91[، (الرِيحُ عاصِفَةٌ ) ]الأنبياء 81[، (أفْرِغْ عَلِيْهِ ) ]الكهف 96[، (فأصبَحَ هَشِيماً ) ]الكهف 45[ و نحوذلك، و أنعم بيان الجيم في قوله: (خَرَجْتَ ) ]البقرة 149[و نحوه، و قوله: (لا تُزِغْ قُلُوبَنا ) ]آل عمران 8 [متى لم يُتَكَلَّفْ بيان الغين الساكنة كادت تصير قافاً، و بيَّنْ الضاد عند الجيم كقوله: (و اخْفِضْ جَناحَكَ ) ]الحجر 88[ و نحوه (2) ، و قوله: (بأعيُنِنَا ) ]هود 37[ و نحوه تعمد بيان الياء فيه من وسط اللسان، و قوله: (واقْصُدْ في مَشْيِكَ ) ]لقمان 19[ بَيِّنْ كسرة الياء بعد تخليص تفشّي الشين كما تبين كسرتها في (مَعايِشَ )، و بيِّنْ الواوين في (داود ) ]البقرة 251[، و (يَلُوو نَ ) ]آل عمران 78[، و (إنْ تَلُووا ) ]النساء 135[ على مذهب من قرأه بواوين (3) ، و بيّن الياءين في قوله: (حَظِ الأُنثَيينِ ) ]النساء 11[، و (إحدى الحُسْنَيينِ ) ]التوبة 52 [و نحوهما.و قوله: (فَسَبّحهُُ) ]ق 40[، و (اصْفَحْ (4) عَنْهُم ) ]الزخرف 89[ بَيِّنْ الحاء في ذ لك (5) ، وصفَّ في قراءتك الصاد و الدال و القاف من قوله: (و مَنْ أصدَقُ ) [النساء 87[ و نحوه على قراءة من لم يُشمَّ، و ابسط و لسانك بحرف الإطباق،و بيَّنْ الزاي في قوله: (مُزْجيةٍ ) ]يوسف 88[، و ( الرَجزَ ) [المُدَثِر 5]و (يُزجي )]الإسراء 66[ ونحوه، وبَيَّن الياءين في قوله: (و تَعِيَها ) ]الحاقة 12[، و بَيَّنْ اللام في (غِلْظَةً ) (6) ]
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 202.
(2) ينظر: المصدر نفسه 162.
(3) ينظر: المصدر نفسه 200.
(4) في الأصل (اصفح) و لم تأت في القرآن إلاّ متصلة بالفاء.
(5) ينظر: الموضح 163.
(6) ينظر: الموضح 158..(1/361)
التوبة 123[، و نحوها، وأخْفِ النون في (أنتم ) [ البقرة 85]، و لا تجاوز بالممدود منزلته، و لا تقصر المقصور عن درجته، و إيّاك و التمطيط (1) و التمضيغ (2) و التشديق (3) و الاتكاء على مخارج الحرف، و احذرْ أنْ تخرج طرف لسانك بالذال و الظاء و الثاء، و اعلمْ أن الضّاد متى اجتمعت في كلمة مع التاء و لم يتكلف بيانها اندغمت في التاء أو قاربت ذلك و ذهب الإطباق، كقوله: (عَرَّضْتُم ) ]البقرة 235[و نحوه ، و كذلك حال الظاء مع التاء في (أوعَظْتَ ) [ الشعراء 136] وأشبع كسرة الياء في قوله: (تَرَيِّنّ ) ]مريم 26[ نحوه.
... قال الخزاعي سمعت الشذائي يقول: سمعت ابن مجاهد يقول في قوله /71و/ (كهيعص ) ]مريم 1[: ينبغي أن يلفظ بالكاف و العين و الصاد بلفظ واحد، هذا على قراءة من أظهر الدال من صاد عند الذال، فأمّا مَنْ أدغمها فالصاد قليلا لعلة الإدغام.
__________
(1) مطّ الشيء: مَدُّه. ينظر: لسان العرب مادة (مطط) 9/280.
(2) المضغ: اللوك. ينظر: لسان العرب مادة (مضغ) 10/334.
(3) الشدق: جانب الفم و المتشدق الذي يلوي شدقه للتفصح. ينظر: لسان العرب.(1/362)
و قال بعض المحققين من أهل الصناعة: ينبغي لقارئ القرآن أن يتوقّى الإفراط في الهمزات، و تَرعيد (1) المدّات، و تسمين اللامات، و تغليظ الراءات، و تطنين النونات، و تفخيم الضمّات و الفتحات و الكسرات، و أن يجتنب تشديد الباء إذا كانت قبلها نون ساكنة لأنها شديدة في نفسها بل تقلبها ميما عندها، كقوله: (مِنْ بَعدُ) ]البقرة 27[، و (مَنْ بَلَغَ ) ]الأنعام19[، و (إمساكٌ بِمَعرُوفٍ ) ]البقرة 229[ و نحو ذلك، و مثلها الميم عند الباء (2) في قراءة أبي عمرو في الإدغام الكبير، فلا يدغمها بل يحذف حركة الميم و يخفيها، قال سيبويه: الميم لا يدغم في الباء و ذلك في قولك: أكرم به، لأنهم قد يقلبون النون ميما في العنبر و نحوهن فلما وقع مع الباء الحرف الذي يفرّون اليه من النون تركوه و لم يعتبروه. و قال الكسائي: الميم تدغم عند الباء نحو قوله: ( لا أُقسِمُ بِيَومِ القِيامَةِ ) ]القيامة 1[ و إلى قوله ذهب ابن مهران.
... و الطاء في (الصِراطِ ) ]الفاتحة 6[و (اصْطَبِرْ ) ]مريم 65[ و شبههما تأتي بها خفيفة مطبقة لشدتها في نفسها (3) ، و بَالْغ في إبراز الصاد صافية قبلها لئلا تندغما لتجانسهما من جهة الإطباق، وكذلك إذا تقدمتها سين ساكنة نحو (بَسْطَةً )]البقرة 247[، و (القِسْط ) ]الأنبياء 47[،و (يسْطُرُون )]القلم 1[ لئلا تختلطا (4) .
__________
(1) ترعدد: أخذته الرعدة و الارتعاد و الاضطراب. مادة (رعد) 4/160.
(2) في الأصل: الياء.
(3) ينظر: الموضح 166.
(4) ينظر: المصدر نفسه 166.(1/363)
و يجتنب المبالغة في مد (الضّالِينَ ) [الفاتحة 7[ ، و (العادّيِنَ ) ]المؤمنون 113[ و نحوهما، بل تمدها مدا وسطا تعدل حركة دون المدة التي تجئ نبرة بعدها (القائِمينَ ) ]الحج 26[ و (الطائِعِينَ ) ]فصلت 11[ و (دُعَاءُُ) ]البقرة 171[ و (نِداءً ) ]البقرة 171[ و (إنشاءً ) ]الواقعة 35[، لأن المدّة للهمزة أتمُّ منها لغيرها (1) .
... و تُختلَس الكسرة التي جاءت بعدها ياء مفتوحة كقوله: (لاشِيَةَ ) ]البقرة71[ و (الغاشِيَة ) ]الغاشية 1[ و (فَدِيَةٌ ) ]النساء 92[، و نحو ذلك (2) ؛ لأنّ الشِّية و الدِّية مثل صلة و عدة، لئلا تزيد ياء ساكنة قبلها.
و تختلس ضمّة الهاء من نحو (فهو ) ]البقرة 184[ ، (لَهُو ) ] لقمان 31[ على قراءة مَنْ ضمّها لئلا يزيد واوا ساكنة قبلها، و هكذا إنْ كانت مشددة نحو: (قُوَّةٍ ) ]الأنفال 60[ و (عَدُوّاً ) ]البقرة 97[ إذ هما بمنزلة قدَّ و صدَّ.
و إن اجتمعت واوان أو ياءان متحركتان نحو: (العَفوَ و أمرْ ) ]الأعراف 199[ و (لَنُحييَنَهُُ) ]النحل 97[ فَتَرَفَّقْ في إخراجهما سليمتين لئلا تندغما (3) ، فإن سكنت الياء و انكسر ما قبلها أو سكنت الواو و انضم ماقبلها أشبعتهما من غير غنّة، نحو : (يؤمنونَ ) ]البقرة 3[، و (المُؤمِنُونَ ) ]البقرة 285[، و (المُؤمِنِين ) ]البقرة 223[، فإن انفتح ما قبلها تختلسهما نحو: (كيفَ ) ]البقرة 28[، و (أينَ ) ]الأنعام 22[، و (عَليهم ) ] الفاتحة 7[، و (خَلَوا ) ]البقرة 14[ و (يُنْفَوا ) ]المائدة33 [ و إلاّ تحركتا (4) .
ويُتَعَهّد إدغام النون و التنوين عند الميم لأنه يصير ميماً مثلها حكما (5) ، و على هذا الحكم يتصور اجتماع ثماني /71ظ/ ميمات متواليات في القرآن لفظاً فإنْ أدغمها إدغاما محضا و إلاّ كان مخلا بها.
__________
(1) ينظر: التحديد 121-122، الموضح 135.
(2) ينظر: الموضح 196.
(3) ينظر: التحديد 134، الموضح 200.
(4) ينظر: الموضح 197.
(5) ينظر: التحديد 114.(1/364)
و يُتَفَقَدُ إخراجَ الدال إذا جاءت بعدها خاء (1) ، نحو (يَدخُلونَ ) ]النساء 124[، أو سكنتها بعد جيم نحو (فَتَهَجَد ) ]الإسراء 79[ لئلا تنقلب عندهما تاء، و يجتهد في إبراز الغين و الخاء إذا سكنتا عند الشين نحو (تَخْشَى ) (2) ]طه 77[، و (يَغشى ) ]آل عمران 154[ لئلا تختلطا، و كذلك الجيم قبل التاء و السين نحو (اجْتَباهُ ) (3) ]النحل 121[ و (الرِجسَ ) ]لأنعام 125[،و مثله إذا كانت قبلها أو بعدها زاي نحو (يُزجِي ) ]الإسراء 66[ و (زَجْراً ) ]الصافات 2[، فيجتَهِد في إخراجهما من مخرجهما لئلا ينقلبا حرفين خارجين من لسان العرب. و كذلك اللام عند الجيم لئلا تندغم اللام فيها إذ (4) اللام إنّما تندغم في النصف من حروف التهجي و ليست الجيم في حيّزها. و يحفظ إبراز الذال و الجهر بها لئلا يخرجها شبيهة بالثاء.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 139.
(2) ينظر: المصدر نفسه 128.
(3) ينظر: المصدر نفسه 130.
(4) في الأصل (اذا).(1/365)
و تخليص اللامات إذا سكنت عند النونات، و تخفيف النونات بعدها لئلا تتشرب اللام غنة النون لقرب مخرجها، فيلصق طرف لسانه بما يليه من الحنك و مخرج اللام، و ينطق بالنون من غير اضطراب لئلا يؤدي الى حركة اللام قبلها، و يُرقق الراء في مثل قوله: (اغّفِر لَنا ) ]البقرة 286[، و اللام في اسم الله تعالى إذا انكسر ما قبلها لئلا يحتاج اللسان الى عملين مختلفين فيها (1) ، و يُفَخّمها إذا انضمَّ أو انفتح ما قبلها غير أنه يُتوقى التفخيم في لام أُخرى قبلها خفيفة كانت أو شديدة إذ (2) التفخيم أخصُّ بهذا الاسم تعظيماً (3) . و يُخفف التاء من باب افتعل و استفعل و القاف إذا جاءت بعد نون ساكنة لئلا تشتدّا في أنفسهما، و الهمزة إذا كانت قبلها ياء أو واوٌ مفتوح ما قبلها، فيُخرجها من الصدر إخراجا سهلاً. و قد ذكر ابو مزاحم الخاقاني في قصيدته:
و إنْ تَكُ قْبلَ الواوِ و الياءِ فَتْحَةٌ و بَعْدَهُما هَمْزٌ هَمَزْتَ على قَدْر (4)
و يُحفظ إسكان الميم الساكنة إذا أراد إظهارها عند الفاء و الواو (5) فيُطبق شفتيه بالميم، و يلحق باطن الشفة السفلى بالثنايا العليا عند انفاتحهما من غير إبطاءٍ مؤدٍ إلى حركتها. و قد ذكره أيضاً و هو:
و لا تدغِمَنَّ الميم إنْ جِئْتَ بَعدَها بحرفٍ سواها و اقبلِ العِلمَ بالشُكرِ (6)
و له أيضاً في هذا المعنى:
أدْغِمْ إذا ما قَرَأتَ اللامَ في الراءِ و بَيِّنِ الميمَ عِندَ الواوِ و الفاءِ
و قد روى إدغام ذلك أحمد بن أبي سريج النهشلي عن الكسائي، و هو ردئ عند أهل الأداء (7) ، و كأنه أراد إخفاءها عند الفاء و هو أنْ لا يطبق شفتيه للميم، بل يجعلها غُنّة في خياشيمه، و يُشبع الواو و الياء
__________
(1) ينظر: التحديد 156.
(2) في الأصل (إذا).
(3) ينظر: المصدر نفسه 152.
(4) ينظر: ابحاث في علم التجويد 32.
(5) ينظر: التحديد 167.
(6) ينظر: أبحاث في علم التجويد 33.
(7) ينظر: ص من هذه الرسالة.(1/366)
الشديدتين عند أُختيهما، نحو (و العشيّ يُريدُونَ وَجهَهُ ) ]الكهف 28[، (بالغُدُوّ و الآصالِ ) ]الأعراف 205[، و ينعم بيان الحلقية لئلا تدغم إحداهما في الأُخرى نحو (فاصْفَحْ عَنهُم ) ]الزخرف 89[، (و اسْمَعْ غَيرَ ) ]النساء 46[، (و لا تَتَبِعْ ) ]المائدة 48[، و بيان الياء /72و/ من (صَاحِبَي ) ]يوسف 39[، و (طَرَفَي ) ]هود 114[، و (ثُلُثَي ) ]المزمل 20[، و (بينَ يَدَي ) ]الأعراف 57[، لئلا تشدّدها أو تهمزها (1) ، و بيان الدال الساكنة عند النون، نحو (و لقد نَعْلَمُ ) ]الحجر 97[؛ لئلا تدغمها فيها، و قد رواه الدنداني عن الأزرق عن نُصَيْر و هو بعيد جداً، و تشديد الميم الساكنة عند أُختها إلاّ مَنْ يضمّ، و كذلك الحرفان المثلان بغير غُنَّة إذا فاز الأول بالسكون من غير الذوائب، فإنّ الياء و الواو لا تُدغمان في مثلها إلاّ إذا انفتح ما قبلهما، فأمّا إذا انكسر ما قبل الياء أو انضم ما قبل الواو خرجتا عن حيّز المثلين.
و يُلْفَظُ بحروف التهجي الثنائية كما يلفظ بحروف الف ب ت ث، فَتَحَهَا أو أمَالها، و يُشبع الثلاثية لما فيها من حروف الذوائب إلاّ أن يكون ما قبلها من غير جنسها نحو العين من (عسق ) ]الشورى 2[و عين صاد (2) .
قلت: و يختلف اللحن في الألفات عند الوقوف عليها، كقوله: (لَشَتى ) ]الليل 4[، (اليُسْرى )
] الليل 7[، و (العُسْرى ) ]الليل 10[، و (قَدِيراً ) ]النساء 133[، (عَلِيماً ) ]النساء 11[ و نحو ذلك، فمن الناس من يقف عليها و على أمثالها بنبرة الألف، و منهم من يقف عليها بالغُنّة، و منهم من يقف عليها بالهاء، و كلها لحن.
__________
(1) ينظر: التحديد 132.
(2) أي من (كهيعص).(1/367)
و قال ابن محمد جعفر بن محمد الهمذاني: تقويم القرآن كما قال الله عز و جل: (و رَتِّلِ القُرآنَ تَرتِيلاً ) ]المزمل 4[، و هو ما تَقرؤه القراءُ العلماء، و يعرفه الادباء الفصحاء، و ما سوى ذلك فهو عيب. قال:و حدُّ القراءة ستة أشياء: معرفة الساكن من المتحرك، و الممدود من المقصور، و المهموز من غير المهموز، و الإدغام و الإظهار، و الوقف و الإبتداء، و إخراج الحروف من أماكنها، فإذا عرفها و و ضعها مواضعها فقد رتّل القرآن.
الباب الثامن و العشرون
في ذكر مَخارج الحُرُوف
و هي المواضع التي تنشأ منها حروفُ العربيَّة و هي حروف المُعجم التي يُلَقَنُها المبتدئ بهذه اللُّغة .
... و اعلم ، أرشدك الله أن أصل حروف العربية عند سيبويه و غيره من النحويين تسعة و عشرون حرفاً.و ترتيبها (1) : الهمزة، و الألف، و الهاء، و العين، و الحاء، و الغين، و الخاء، و القاف، و الكاف، و الضاد، و الجيم، و الشين، و الياء، و اللام، و الراء، و النون، و الطاء، و الدال، و التاء، و الصاد، و الزاي، و السين، و الظاء، و الذال، و الثاء، و الفاء، و الباء، و الميم، و الواو.
... و تصير بفروع مستحسنة خمسة و ثلاثين حرفاً، و إنّما كانت فروعاً لامتزاجها بغيرها، و كانت مستحسنة لما يستفاد بالامتزاج من تسهيل اللفظ و تحسينه في المسموع (2) .
__________
(1) قدَّم سيبويه الضاد على الجيم و الشين و الياء حين ذكر حروف العربية الأُصول، ثم قدَّم مخرج الجيم و الشين و الياء على مخرج الضاد حين رتب مخارج الحروف و كذلك فعل الأندرابي في ترتيب المخارج. ينظر: الكتاب 4/431، 433.
(2) ينظر: شرح الشافية للجاربردي 1/339.(1/368)
... و هي النون الخفية (1) /72ظ/ و الهمزة التي بينَ بينَ، وألِفُ التفخيم و هي الألف التي يُنحى بها نحو الواو، نحو: الصلوة و الزكوة في لغة أهل الحجاز، و ألف الترخيم و هي الألف المُمالة، و الشين كالجيم، و الصاد كالزاي (2)
... و تصير بفروع مستقبحة ثلاثةً و أربعين حرفا (3) ، و هي الكاف التي بين الجيم و الكاف، و الجيم التي كالكاف،و الجيم التي كالشين، و الطاء التي كالتاء، و الضاد الضعيفة،و الصاد التي كالسين، و الظاء التي كالثاء، و الباء التي كالفاء.
و لا يحسن من هذه الأحرف الأخيرة شيء في قراءة القرآن و لا في إنشاء شعر إلا لِمَنْ لا يَطُوع لسانه، مثل الذي به لُكْنة (4) أو لَثَغ (5) أو غيرهما.
و قال ابو سعيد السيرافي: و يجئُ، على قياس ما عَدَّ سيبويه الحروف، أكثر من ثلاثة و أربعين حرفاً (6) ، و نحو : الشين التي كالزاي و الجيم التي كالزاي، و يدخل في هذا اللام المُفخَّمة التي في اسم الله خاصة، في لغة أهل الحجاز و مَنْ يليهم من العرب من ناحية العراق إلى الكوفة و بغداد. قال: و رأينا مَنْ تكلَّم بالقاف بين القاف و الكاف (7) .
فصل
__________
(1) و تسمى الخفيفة أيضاً. ينظر: الكتاب 4/432، الرعاية 107، الموضح 81.
(2) ينظر: الكتاب 4/432، سر صناعة الإعراب 1/56-57.
(3) هي عند سيبويه اثنين و أربعين حرفاً، و لعله جعل الجيم التي كالكاف و الجيم التي كالشين حرفاً واحداً. ينظر: الكتاب 4/432.
(4) الُّلكْنة: أنْ تعترضَ على الكلام اللغةَ الأعجميةَ. ينظر: بيان العيوب 56، الموضح 218.
(5) اللَّثْغُ: إبدال الحرف بحرف غيره. ينظر: بيان العيوب 56، الموضح 218.
(6) ينظر: شرح الكتاب لسيبويه 6/450-451، و فيه أنّها أكثر من اثنين و أربعن حرفاً، و ينظر: الموضح 87.
(7) شرح الكتاب للسيرافي 6/451.(1/369)
و مخارج حروف العربيَّة ستة عشر (1) ، و هي على ستة أقسام: حروف الحلق، و حروف أقصى اللسان، وحروف وسط اللسان، و حروف حافة اللسان، و حروف طرف اللسان، و حروف الشفتين.
... أما حروف الحَلْق فلها ثلاثة مخارج: أقصاها مخرجاً الهمزة و الألف و الهاء، و أوسطها العين و الحاء، و أدناها من الفم الغين و الخاء.
أما أقصى اللسان، فله حرفان: القاف و الكاف، إلاّ أنَّ القاف مستعلية و الكاف بحِذائها (2) مُستفلة.
و أما وسط اللسان، فله ثلاثة أحرف: الجيم و الشين و الياء.
و أما حافة اللسان، فلها حرفان الضاد من حافة اللسان و مايليها من الأضراس، فمن الناس مَنْ يُخرجها من الجانب الأيمن، و هو أكثرُ و أسهل، و منهم مَنْ يُخرجها من الجانب الأيسر، و مخَرجها من أحدهما كمَخرجها من الآخر (3) . و اللام من أدنى حافّة اللسان إلى طرف اللسان (4) .
__________
(1) ينظر: الكتاب 4/433، التحديد 102، و هي أربعة عشر مخرجاً على مذهب من جعل الراء و اللام و النون من مخرج واحد هو طرف اللسان. ينظر: التحديد 104، الموضح 79، و يذهب بعض العلماء إلى أنها سبعة عشر مخرجاً بإضافة مخرج للألف و الواو و الياء المدِّية. ينظر: النشر 1/198-199، و جعل ابن الحاجب و المرعشي لكل حرف مخرجاً. ينظر: شرح الشافية 3/250، جهد المقل.
(2) الحذاء: الازاء و المقابل. ينظر: لسان العرب مادة (حذا) 18/185.
(3) ينظر: الكتاب 4/434، الموضح 84-85.
(4) و كذلك النون و الراء. ينظر: الكتاب- طبعة بولاق 2/405.(1/370)
و أما حروف طرف اللسان المتواخية (1) بالثنايا فتسعة: الطاء و الدال و التاء من طرف اللسان و أُصول الثنايا، و الظاء و الذال و الثاء من طرف اللسان و أطراف الأسنان، و الصاد و الزاي و السين من طرف اللسان و ما يليها من الثنايا (2) .
و النون من طرف اللسان و ما يليها من الخياشيم، و من مَخرَج النون غير أنَّه أَدخلُ في ظهر اللسان قليلاً لانحرافه إلى اللام مخرج الراء. و مما بين الشفتين مَخرَج / 73و/ الباء و الميم و الواو، و من باطن السفلى (3) و أطراف الثنايا العلى مخرج الفاء (4) و من الخياشيم مخرج النون الخفيّة أو الخفيفة أي الساكنة، و هي نون مِنْك و عَنْك و نحوهما، فللنون مخرجان: أحدهما من الفم و الآخر من الخياشم. فهذه ستة عشر مخرجا للحروف التي ذكرنا.
... و قال الخليل بن أحمد، رضي الله عنه، أقصى الحروف كلها العين، و أرفع منها الحاء ثم الهاء فهذه الثلاثة في حيز واحد ثم الخاء و الغين في حيز واحد، ثم القاف و الكاف و هما في حيز واحد، ثم الجيم و الشين و الضاد و هي الثلاثة في حيز واحد، ثم الصاد و السين و الزاي ثلاثة في حيز واحد، ثم الطاءو الدال و التاء ثلاثة في حيز واحد، ثم الظاء و الذال و الثاء ثلاثة في حيز واحد، ثم الراء و اللام و النون ثلاثة في حيز واحد، ثم الفاءو الباءو الميم ثلاثة في حيز واحد (5) .
__________
(1) جاء في لسان العرب مادة (وخي): (( و اخاه لغة ضعيفة في آخاه يبنى على تواخى)).
(2) مخرج الصاد و الزاي و السين أدخل في الفم من مخرج الظاء و الذال و الثاء، فالأول مقدم على الثاني في الترتيب عند العلماء. ينظر: الكتاب 4/433، الرعاية 215، 220، الموضح 79.
(3) يعني الشفة السفلى.
(2) مخرج الفاء مقدم على مخرج الباء و الميم و الواو، إذ لا عمل للأسنان في الباء و الميم و الواو. ينظر: الكتاب 4/433، التحديد 104، الموضح 79.
(5) العين 1/57-58.(1/371)
... و ذكر الليث بن المظفر عنه إنَّ الحروف تسعة و عشرون حرفاً، خمسة و عشرون صحاح لها أحواز (1) ، أربعة أحرف جُوْف: الواو و الياء و الألف الليِّنة و الهمزة، لأنّها تخرج من الجوف (2) .
... قال: فالعين و الحاء و الهاء و الغين و الخاء حلقية (3) لأنَّ مبدأها من الحلق. قال: أقصاهن العين ثم الحاء و لولا بحَّةٌ في الحاء لأشبهتِ العين، و لو لا هَتَّة في الهاء و قال مرة هّهَّةٌ لأشبهت الحاء لقرب مخرجها (4) .
__________
(1) الأحواز جمع الحوز و هو الموضع. ينظر: لسان العرب مادة (حوز) 7/205.
(2) ينظر: العين 1/57.
(3) في العين 1/58: (( فالعين و الحاء و الخاء و الغين حلقية)) ، غير أن الخليل جعل الهاء متوسطة بين حروف الحلق في ترتيبه (ع ح هـ خ غ ) ثم ذكرها في وصف هذا الترتيب. ينظر: العين 1/57-58.
(4) العين 1/57.(1/372)
... قال: و القاف و الكاف لهويَّتان، لأنَّ مبدأهما من اللهاة، و الجيم و الشين و الياء شَجْرِيَّه لأن مبدأها من شَجْرِ الفم، و الشَجْران طرف اللحيين اللذان يجمعهما الذقن (1) ، و الصاد و الزاي أسَلِيَّة،لأنَّ مبدأهما من أسَلَة اللسان، و هي مُستَدَقّ طرف اللسان (2) ، و الطاء و الدال و التاء نِطَعِيَّة، لأنّ مبدأها من نِطْع الغار الأعلى، و هو سقف الفم (3) ، و الظاء و الذال و الثاء لَثَويَّة لأنَّ مبدأها من اللِّثة، و هي اللَّحم الذي فيه الأسنان مركبة (4) ، و اللام و الراء و النون ذَلَقّية، يقال: ذَلقته بالفتح و يقال ذُوْ لَقية لأنَّ مبدأها من ذَلْقَ اللسان، و هو تحديد طرفه، و ذَلْقَ كل شيء تحديد طرفه، يقال: حرف أذلق و حروف ذُلْق و ذَوْلَق اللسان كذَوْلَق السِّنان (5) ، و الفاء و الباء و الميم شفهية، و قال مرّة شفوية (6) لأنَّ مبدأها من الشفة و الواو و الياء و الألف اللينة و الهمزة هوائية في حَيِّز واحد لأنّها في الهواء لا يتعلق بها شيء، نُسِبَ كلُّ حرف منها إلى مدرجته. و كان الخليل يُسَمِّي المِيم مُطبِقَة لأنهَّا تُطبِق الشفتين في خروجها إذا لُفِظَ بها (7) .
الباب التاسع و العشرون
في ذكر أجناس الحروف و أصنافها و صفاتها و ألقابها
__________
(1) ينظر: لسان العرب مادة (شجر) 6/63.
(2) ينظر: المصدر نفسه مادة (أسل) 13/14.
(3) ينظر: لسان العرب مادة (نطع) 10/235.
(4) ينظر: المصدر نفسه مادة (لثة) 17/435.
(5) ينظر: لسان العرب مادة (ذلق) 11/399.
(6) ينظر: العين 1/58.
(7) ينظر: المصدر نفسه 1/57-58.(1/373)
اصنافُ حروف العربيّة و ما تتميزُ به بعد /73ظ/ خروجها من مواضعها ثمانية عشر صنفاً (1) ،وهي المَجْهُورَة،والمَهْمُوسَة، والشَّدِيدَة،والرِّخوة،وما بين الشديدة والرخوة،والمنُطَبِقَة،والمُنْفَتِحَة ،و المُسْتَعلِية،و المُسْتَفِلَة، و حروف الصفير، و الحروف الذائبة و هي حروف المدّ و اللين، و حروف الغنّة و حروف التفشّي و حروف القلقلة، و المستطيل، و المكرر، و المنحرف، و الهاوي.
... و الحروف المجهورة تسعة عشر حرفاً (2) يجمعها قولك:(أطلقن /ضرغم/ عجز/ ظبي/ ذواد)، سميت بذلك لأنهَّا حروف أُشبع الإعتماد في مواضعها فمنع النَفَسَ أنْ يجري معها حتى ينقضي الإعتماد فجرى النفس (3) .
__________
(1) جعلها مكي في الرعاية 115-143 أربعة و أربعين صنفاً منها ثلاثة و أربعون بحسب الصفات ثم عشرة بحسب المخارج، و جعلها الداني في التحديد 105 ستة عشر صنفاً بحسب الصفات، و عدّ القرطبي في الموضح 88-98 واحداً و ثلاثين صنفاً من الأصوات بحسب صفاتها، فضلاً عمّا ذكره فيما بعد.
(2) هذا على مذهب علماء العربية و القراء من المتقدمين، أما المحدثون فضابطهم في تمييز الصوت المجهور أنّه الصوت الذي يهتز الوتران الصوتيان عند النطق به و بعكسه الصوت المهموس و على هذا تكون الطاء المهموس وعلى هذا تكون الطاء و القاف مهموستين في النطق العربي المعاصر و تكون الهمزة صوتاً لا مهموساً و لا مجهموراً و تكون الأصوات المجهورة ستة عشر و الأصوات المهموسة اثني عشر صوتاً. ينظر: الأصوات اللغوية 22، علم اللغة العام –الأصوات 87، 112.
(3) هذا تعريف سيبويه للصوت المجهور، إلا ان سيبويه قال: ((حتى ينقضي الاعتماد عليه و يجري الصوت)) 4/434، و لم يقل: و يجري النفس لأنّ النفس لا يجري عند النطق بالصوت المجهور.(1/374)
... و الحروف المهموسة عشرة يجمعها قولك: (ستحثك خصفه)، و إنْ شئت: (شخصه حثفتسك)، و إنْ شئت قلت: (حث فسكت شخصه)، سُميت بذلك لأنَّها حروف أُضعف الاعتماد في مواضعها فجرى معها النَفَس، و بعضها أهْمَسُ و بعضها أجْهَر، و امتحان الهمس و الجهر بأنْ تقول: أذْ أتْ في نحوهما، فما جرى فيه النَفَس فمهموس، و ما منعه أنْ يجري فيه فمجهور (1) .
... و قال عليُّ بن عيسى: معنى مجهور: حرفٌ قَويَ الاعتمادُ في موضعه فقَوِيَ الصوت لقوّةِ الاعتماد، و معنى مهموس: حرف ضَعُفَ الاعتمادُ في موضعه فضَعُفَ الصوتُ لضعف الاعتماد، و أنت إذا اعتبرت ذلك وجدته، تقول: أصْ فترى الاعتماد للصاد ضعيفاً، ثمَّ تقول: أزْ فترى الاعتماد للزاي قوياً، و الصوت بالزاي أقوى من الصوت بالصاد و هما من مخرج واحد.
... و الحروف الشديدة ثمانية، يجمعها قولك:(أجدك قطبت)، و إن شئت: (أجدت طبقك)، و إنْ شئت: (أجدتك قطب)، و إنْ شئت: (أقبحتك طد)، سُميتْ بذلك لأنهَّا تمنع الصوت من أنْ يجري فيها لشدتها و صلابتها (2) .
__________
(1) و يسميها المحدثون الانفجارية.
(2) ينظر: الكتاب 4/434.(1/375)
... قال عليُّ بن عيسى: معنى الشديد حرف اشتَد لزومه لموضعه حتى منع الصوت أن يجري فيه (1) ، نحو:أج فليس يجري في الجيم صوت، و كذلك لو قلت: الحقُّ و المُشْطُ ثم رُمتَ مدَّ صوتك في القاف و الطاء لكان ممتنعاً (2) . قال: و الفرق بين المجهور و الشديد أنّ المجهور يقوى الاعتماد فيه بشدَّة الوقع، و الشديد يشتدُّ الاعتماد فيه بلزوم موضعه لا بشدَّة الموقع (3) .
... و الحروف التي بين الشديدة و الرخوة (4) ثمانية أيضاً /74و/ يجمعها قولك: (لم يروعنا)، و إن شئت (لم يرعونا)، و ما عداها رخوٌّ (5) و هي ثلاثة عشر، سميت بذلك لأنها لا تمنع الصوت أن يجري فيها لرخاوتها، ألا ترى أنك تقول: المسُّ و الرشُّ و نحو ذلك فتجد الصوت جارياً مع السين و الشين.
__________
(1) ينظر: الرعاية 117، التحديد 105.
(2) ينظر: الموضح 89.
(3) قال الرضي الاستراباذي في شرح الشافية 3/260: ((و الفرق بين الشديدة و المجهورة أنّ الشديدة لا يجري الصوت عند النطق بها، بل انك تسمع به في آن ثم ينقطع، و المجهورة لا اعتبار فيها بعدم جري الصوت، بل الاعتبار فيها بعدم جري النفس عند التصويت بها)) فقوله ((الشديدة لا يجري الصوت عند النطق بها)) تفسر عبارة الأندرابي: (الشديد يشتد الاعتماد فيه بلزوم موضعه)). و ينظر ايضاً في بيان فكرة هذا الفرق: شرح المفصل 10/129، الدراسات الصوتية 146.
(4) و تسمى المتوسطة. ينظر: الأصوات اللغوية 25.
(5) و يسميه المحدثون الصوت الاحتكاكي.(1/376)
... و إنّما صارت الثمانية الأُخر بين القَبيلَين (1) لأنّ العين يجري فيه الصوت، و تصل إلى الترديد فيه لشبهه بالحاء، و لم يمتنع امتناع غيره، و اللام يجري الصوت في حافتيه لانحراف اللسان مع الصوت، فهو و إنْ كان حرفاً شديداً منحرفاً لم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشديدة، لأنّك إنْ شئت مَدَدْت فيه الصوت من غير موضع اللام بل ناحيتي مستدق اللسان فويق ذلك (2) ، فلا هو مثل الرخوة لأنَّ طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه و لا مثل الشديدة فمنع الصوت (3) .
... و الراء يجري فيه الصوت لتكريره و انحرافه إلى اللام فهو حرف شديد مُكرَّر لكنه يتجافى للصوت كالرخوة، و لو لم يُكرَّر لم يجرِ الصوت فيه (4) .
... و النون و الميم يجريَ معها صوت، و هو غُنَّة من الأنف بعد لزوم اللسان موضع الحرف، فلو أمسكتَ بأنفك لما جرى معه الصوت و هما حرفان شديدان (5) .
... و الواو و الياء يتَّسع لهما مخرجُهما لهواء الصوت أشدُّ من اتساع غيرهما، فإنْ شئت أجريت الصوت فيها و مَدَدْتَ لأنهَّما لَيِّنان.
... و الألف يَتَّسع مخرجُه لهواء الصوت أشدُّ اتساعاً من الواو و الياء، لأنَّكَ قد تضمُّ شفتيك في الواو و ترفع لسانك قبل الحنك في الياء، و ليس الألف كذلك فهو هاوٍ و ليِّن (6) .
__________
(1) عدَّ الداني الأصوات التي بين الرخوة و الشديدة خمسة يجمعها قولك: (لم نرع) فأخرج الألف و الواو و الياء و عدَّها قسماً رابعاً. ينظر: التحديد 106، جهد المقل 117.
(2) ينظر: سر صناعة الاعراب 1/72، التحديد 106، الموضح 89.
(3) ينظر: الرعاية 132.
(4) ينظر: الكتاب 4/435، الموضح 90.
(5) ينظر: الكتاب 4/435، التحديد 109.
(6) ينظر: العين 1/57، الكتاب 4/435-436، الموضح 96.(1/377)
... و هذه الثلاثة أخفى الحروف (1) لاتساع مخارجها و أخفاها الألف لأنَّه أوسع مخرجاً ثمَّ الياء ثمَّ الواو (2) .
... و تَتفاضلُ بعض الحروف على بعض في الشدة و الرخاوة، و الحروف المنطبقة أربعة أحرف: الصاد و الضاد و الطاءو الظاء، سُميت بذلك لأنَّه ينطبقُ اللسان بها على الحنك (3) ، كقولك: قظ أظ.
... و ما عدا المنطبقة مُنْفَتِحَة، سُمِيت بذلك لأنّه لا يَنطبق اللسان بها على الحنك بعد اعتمادك على مخارجها، بل يكون الصوت محصوراً في مواضعها فقط (4) .
... و الحروف المستعلية سبعة (5) :الخاء و العين و القاف و حروف الإطباق، يجمعها قولك: (ضغط خص قط)،سُميت بذلك لتصعّد الصوت و استعلائه بعد اعتمادك على مخارجها (6)
__________
(1) و لذا سميت هذه الثلاثة مع الهاء الحروف الخفيّة. ينظر: الرعاية 127، و أضاف عبد الوهاب القرطبي النون المخفاة اليها. ينظر: الموضح 97.
(2) ينظر: الكتاب 4/436، شرح الشافية للرضي 3/261.
(3) ينظر: الموضح 90.
(4) ينظر: الرعاية 123، التحديد 106.
(5) ينظر: الكتاب 4/128-129، التحديد 108-109.
(6) ينظر: سر صناعة الاعراب 1/71، الرعاية 123.(1/378)
... و قال عليُّ بن عيسى: سُمِيَت مُستعلية لأنَّ اللسان مُسْتَعلٍ (1) بها إلى الحنك /74ظ/ إلاّ أنَّ منها ما يستعلي ثمَّ ينطبق و منها ما يستعلي و لا ينطبق (2) ، كالقاف إذا قلت: أق لم ينطبق اللسان على الحنك و إن استعلى عليه فإذا قلت: أط استعلى ثمَّ انطبق. و ما عداها مُستفلٍ على مراتب، و منهم من ألحقَ العين و الحاء بالمستعلية من القرّاء دون النحاة (3)
و كان الخليل يُسَمي الميم مُطْبِقة لأنَّها تُطْبِقُ الشفتين في خروجها (4) .
و حروف الصَّفير ثلاثة، و هي الأسَلَّية: الصاد و السين و الزاي (5) ، سميت بذلك لأنها تَصْفِر بعد اعتمادك على مواضعها أي تصوِّت (6) .
__________
(1) في الأصل (مستعلي).
(2) الاطباق صفة تميّز الصوت عمّا يشاركه في المخرج، أما الاستعلاء فليس له دور تمييزي لأنه يشير إلى حالة اللسان أثناء النطق بالصوت فحسب. ينظر: الدراسات الصوتية 292.
(3) و قد فُسّر ذلك بأنّ العين و الحاء يشاركان حروف الاستعلاء في أنهما يمنعان الإمالة لأنهما من حروف الحلق و هذه يناسبها الفتحة فلا تمال حركاتها إلى الكسرة و بناءاًُ على ذلك ألحقتا بالحروف المستعلية. ينظر لبيان ذلك: الدراسات الصوتية 291-292.
(4) ينظر: العين 1/58.
(5) ينظر: المقتضب 1/193، 225، 226.
(6) ينظر: الرعاية 124.(1/379)
و الحروف الذائبة (1) ثلاثة: الياء المكسور ما قبله و الواو المكسور ما قبله و الألف و لا يَجئُ إلاّ مفتوحاً ما قبله. و هذه الحروف حروف المدّ و اللِّين، سُميت بذلك لأنَّها تذوب و تلين و تمتدّ، و ماعداها
جامد (2) لأنه يلين و لاتذوب و لا يمتدُّ.
و الأغن حرفان: النون و الميم، سُمِيتا بذلك لأنَّ لهما غُنَّة من الخياشيم، و هي الصوت الذي يخرج من الأنف (3) (4) .
و قيل: حروف الغنّة ستة يَجمعُهنَّ قولك: (يرملون) (5) .
__________
(1) و قد تسمى (الحروف الجُوف) كما في العين 1/57، الرعاية 142، الموضح 142، أو حروف المدّ و اللين كما في الكتاب 4/176و المقتضب 1/61، التحديد 109، الأصوات اللغوية 27، أو الحروف المصوّتة كما في الخصائص 3/126، أو حروف الاعتلال أو العلة كما في سر صناعة الاعراب 1/71و الرعاية 128 و التحديد 109، أو الحركات كما في علم اللغة العام-الأصوات 73.
(2) و قد تسمى (الصحاح) كما في العين 1/57 و و سر صناعة الاعراب 1/71، الموضح 91، أو (الحروف الصامتة) كما في علم اللغة العام- الأصوات 73و و الدراسات الصوتية 162، أو (الحروف الساكنة) كما في الأصوات اللغوية 27.
(3) ينظر: الكشف 1/164، الموضح 145، جهد المقلّ 109.
(4) ينظر: الكتاب 4/452، الاقناع 1/251. و لا تتحصل الغنة في الواو و الياء و الراء و اللام إلاّ في التركيب أما النون و الميم فالغنة صفة لازمة فيهما.
(5) ينظر: الدراسات الصوتية 318-320.(1/380)
و حروف التَفشِّي أربعة يجمعها (مشفر) (1) ، سميت بذلك لما فيها من التفشّي و التّكرار، و قيل: التفشِّي هو الشين وحدها (2) ، كأنه يخرج من مُشْط إذا قلت: إش تَبيَّنتَ ذلك عند الأسنان.
و حروف القلقلة و اللقلقة (3) خمسة يجمعها (قد طَبَجَ)، و لا أدري ما هي (4) ؟ سميت بذلك لظهور نبرة (5) في اللسان في النطق بها، أي ارتفاع لأنها ضغطت من مواضعها، فإذا و قفت خرج معها من الفم صويت (6) ، سواء وقعت وسطاً أو متطرِّفة (7) .
و قيل اللام أيضاً منها (8) .
و المستطيل هو الضاد وحدها (9) ، سميت بذلك لأنها تخرج من أقصى حافة اللسان ثمَّ تستطيل إلى أدناها.
__________
(1) التفشي هو ((كثرة انتشار خروج الريح بين اللسان و الحنك و انبساطه في الخروج عند النطق بها)) الرعاية 134-135، و قد تشارك بعض الحروف الشين في هذه الصفة بدرجات متفاوتة. ينظر: التحديد 107-108.
(2) قال الخليل: (( القلقلة و التقلقل: قلة الثبوت في المكان ... و اللقلقة: شدة الصياح.. و اللقلقة: شدة اضطراب الشيء في تحركه)). العين 5/26.
(3) ((الطَبْجُ: الضرب علىالشيء الأجوف ... و الطَبْجُ: استحكام الحماقة)) لسان العرب، مادة (طبج) 3/141.
(4) في الأصل نبوة.
(5) ينظر: الكتاب 4/174.
(6) و يذهب جمهور العلماء إلى ان هذا الصويت لا يكون إلاّ في الوقف. ينظر: الكتاب 4/175، المقتضب 1/196، سر صناعة الاعراب 1/73، الموضح 93.
(7) و جعل المبرد الكاف منها أيضاً. ينظر: المقتضب 1/196، و وصف المرعشي قلقلة ما سوى (قطب جد) باللحن. ينظر: جهد المقل 123.
(8) ينظر: الرعاية 134، التحديد 108، و قد وصف سيبويه الشين بالاستطالة أيضاً. ينظر: الكتاب 4/448، المقتضب 1/211، شرح المفصل 10/134.(1/381)
و المكرر هو الراء وحدها سميت بذلك لأنها تصير بمنزلة راءين (1) .
و المنحرف هو اللام وحدها (2) ، سُميت بذلك لأنَّها تنحرف إلى ناحية طرف اللسان، و في الراء انحراف
قليل إلى ناحية اللام (3) ، و لذلك يجعلها الألثغ لاماً.
و الهاوي هو الألف وحدها (4) ، سميت بذلك لأنها تهوي إلى ناحية الحلق كأنَّها تخرج من جُبّ.
فأما حروف الزيادة و حروف الإبدال فليست ممّا نحن فيه بشيء، غير أنّي أذكرها ليكون الباب أجمع: حروف الزيادة عشرة يجمعها: (اليوم تنساه)، و إن شئت: سألتمونيها و إن شئت: هويت السمان، يُحكى أنَّ أبا العباس المبّرد سأل أبا عثمان المازني عن حروف الزيادة فأنشد أبو عثمان: /75و/
هَوِيتُ السِّمانَ فَشَيَّبْنَنِي و ماكُنْتُ قِدْماً هَوِيتُ السِّمانا (5)
فقال أبو العباس: الجواب ؟ فقال: قد أجبتُك دَفعتين، يعني قوله: هَوِيتُ السِّمان.
و حروف الأبدال أحد عشر حرفا يجمعها: (وطأنا جدبهم) (6) ، و إنْ شئتَ يجمعها: (أتومين طادجه).
__________
(1) ينظر: الرعاية 134، التحديد 108، و قد وصف سيبويه الشين بالاستطالة ايضاً. ينظر: الكتاب 4/448، المقتضب 1/211، شرح المفصل 10/134.
(2) ينظر: الكتاب 4/448، التحديد 108، الموضح 92.
(2) ينظر: الكتاب 4/435، سر صناعة الاعراب 1/72.
(3) لذا ذهب مكي في الرعاية 131، و ابن الجزري في النشر 1/204 إلى أن الانحراف صفة اللام و الراء.
(4) ينظر: الموضح 96، و قد أطلق الخليل صفة (الهاوي) على الواو و الياء و الألف و الهمزة. ينظر: العين 1/57، شرح الشافية للرضي 3/254.
(5) ينظر: شرح المفصل 9/141.
(6) نقصت هذه العبارة حرف التاء و هو من حروف الابدال. ينظر: شرح المفصل 9/8، 36.(1/382)
و إنما ذكرتُ مخارج الحروف و أصنافها لأنّ حاجة قارئ القرآن إلى معرفة ذلك في كلِّ حرف ماسَّة، ليخرجَه مِنْ مخرجه و يؤدي حقه بتمامه على اللغة التي أنزل الله تعالى القرآن بها، و لأنَّ بعدها بابَ الإدغام، و لا بدّ لمن أراد معرفة تفصيله منها، لأنَّه يحتاج إليها فيه، فيَعْلَمُ المتباعد من المتقارب، و المتشاكل من المتنافر، حنى يظهر ما يجوز أنْ يدغم ممّا لا يجوز فيه، فإنه لا يدغم في المتباعد و لا المتنافر، و يدغم مع المتقارب و المتشاكل، ألا ترى أنَّ حروف الحلق لا تُدغم في حروف الفم لتباعدها منها (1) ، فلهذا يُحْتاج إلى معرفة مخارج الحروف و أصنافها في معرفة الإدغام و وجوهه. و الله ولي التوفيق.
الباب الثلاثون
في ذكر ما ينبغي للقارئ و المقرئ
ينبغي للقارئ أنْ يوقِّرَ أُستاذه الذي قرأ عليه القرآن، أو تعلَّم منه العلم، و يحترم له، و يعرف حقَّه، و يدعو (2) له بالخير. فقد روي عن خلف بن أيوب قال: سمعت أبا يوسف القاضي، رحمه الله، يقول: ما تركتُ الدعاء لأبي حنيفة، رحمه الله ، مع أبويَّ منذ أربعين سنة، و يقول: مَنْ لم يعرف حقّاً لأُستاذه لم يُفلح (3) .
و عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي، رحمه الله، يقول: لا ينال رجلٌ من هذا العلم حالاً ينتفع حتى يُطِيلَ الإختلاف إلى العلماء، و يصبر على حقوقهم، و يحتملَ الذُلَّ في جنب الفائدة منهم (4) .
و عن أبي عمر الدوري قال: سمعت إسماعيل بن جعفر يقول: سمعت نافعاً يقول: كلُّ مَنْ قرأتُ عليه فأنا عبده (5) .
__________
(1) ينظر: الكشف 1/140.
(2) في الأصل ( و يدعوا).
(3) ينظر: مناقب الامام أبي حنيفة 2/43.
(4) ينظر: الأم 1/4، مفتاح السعادة 1/24.
(5) ينظر: إحياء علوم الدين 5/268، مفتاح السعادة 1/25.(1/383)
و عن ابن مجاهد قال: سمَعتُ ابن الجهم يقول: سمعت الفَرّاء يقول: كلُّ من أخَذَ عن أحدٍ و تعلَّم منه (فتاهُ) (1) فهو(خادمه) و إن كان أعلى سِنّاً منه.
و قرأت فيما ذكر الشيخ الإمام أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد الخزاعي -رحمه الله ، قال: ينبغي للقارئ أن لا يقرأ على أُستاذه إلا بعد إستئذانه، و إذا قطع عليه فليسكتْ و لا يستزِد خِلافاً له، و ينبغي إذا قرأ أنْ يجثوَ على ركبته اليسرى، فإنْ أعياه فليحرك اليمنى موضع اليسرى برفق و لا يَحنِ ظهره و لا يَنصبْه، و لكن بين ذلك و لْيحدَّ نظره إلى /75ظ/ وجه أُستاذه مشتغلا به نظراً فيه تملُّق (2) .
و قد رُوِيَ عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله ]عليه (3) [ : ليس من خُلُق المؤمن الحسد و المَلَق إلاّ في طلب العلم (4) .
... و عن ابن جريح عن داود بن أبي عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ليس من أخلاق المؤمن
__________
(1) الكلمة غير واضحة في الأصل.
(2) ينظر: إحياء علوم الدين 5/268-269، مفتاح السعادة 1/26.
(3) زيادة يقتضيها الكلام.
(4) ينظر: احياء علوم الدين 1/63، الكامل 2/712.(1/384)
الخديعةُ و المكرُ إلاّ في طلب العلم (1) .قال: و ينبغي للقارئ أيضاً أنْ لا يحوجَ نفسه إذا حلس بين يَدَي أُستاذه إلى التمخُّط من غير زكام، و إلى التبزُّق (2) من غير رطوبة، و لِيَجْتَنِب العبثَ بلسانه و بيديه، و الاضطراب و الالتفات في جلسته، و ليمضِ في قراءته مُضيّاً لا تفاوتَ فيه و لا وَنَى، و يقرأ بحسب صوته، و قدرَ وسعه، إلى أنْ يكمل درسه، فإنْ أحسن بقاطع فلْيدرأ نَفْسَه، فإنْ غلبه فلْيقطعْ، و إنْ غلبه تثاؤبٌ أو عطاسٌ أو سعالٌ أو فُواق (3) فليمسك على فيه بكمه، و ليكن بين القارئ و المقرئ ثلاثة أذرع فما فوق ذلك، فقد روي عن ابي العباس المعدِّل أنّه قال: كلما تأخر القارئ عن المقرئ أجود له للقراءة. قال: و ينبغي أنْ يقرأ بترتيل و ترسيل و تدُّبر (4) و تفهم و خشوع و تضرُّع و تثبُّت، و أنْ يُصغي بفهم قلبه إلى ما خاطب الله به أهل العقل و الإيمان
و الهدى، و أنْ يراعي نداء الله، عز و جل و أنْ يعرف نفسه و صفته من أيِّ المخاطبين هو، و في أيِّ المقامين مقامه، في الذاكرين أم في الغافلين، و ينبغي للقارئ إذا أتى المقرئ أنْ يُسلِّم عليه خاصَّة و على أصحابه عامَّة.
فصل
__________
(1) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 14/360.
(2) التّبزّق: من البزق و هو مثل البصق. ينظر: لسان العرب مادة (بزق) 11/301.
(3) الفُواق: ترديد الشهقة العالية ... .و كذلك الريح التي تشخص من الصدر، ينظر: لسان العرب مادة (فوق). 12/192.
(4) في الأصل: (بترتيل أو ترسيل أو تدبّر.(1/385)
... أيضاً ينبغي للقارئ إذا أتى المقرئ أنْ لا يقرعَ عليه بابه إذا وافق كونه في منزله، بل ينتظره إلى أنْ يخرج، فإذا صادفه فجلس بين يديه أو حيث يَرْسِمُ له، و لا يُشير بيديه بحضرته، و لا يَغمز بعينه، و لا يغتاب عنده أحداً، و لا يُسارر في مجلسه، و لا يُلحّ عليه في (1) مسألته، و لا يقول: قال فلان خلافاً لقوله، فلقد رُوِيَ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب-رضوان الله عليه- أنه قال: إنَّ من حق العالم على المتعلم أنْ لا يكثر عليه السؤال، و لا يُلحّ عليه إذا سأل، و لا يأخذ بثوبه، و لا يُشير في مجلسه و يَبْدَأهُ بالتحيّة، و يجلس أمامه، فإنما هو بمنزلة النخلة، ينتظر متى يسقط منها شيء، و العالم أعظم أجراً من القائم الصائم الغازي، فإذا مات عالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدُّها شيءٌ إلى يوم القيامة (2) ، و طالب العلم يُشيِّعه ألف ملك مقرَّب (3) .
قلت: فإنْ استعمل هذه الآداب، و إلاّ دخل تحت قول مخلد بن الحسين: نحنُ إلى قليل من الأدب أحوجُ منا إلى كثير من العلم.
و قال ابن المبارك: الأدب ثلثا العلم، و قال ابن مجاهد: سمعت محمد بن الجهم يقول: سمعت الفَرَّاء يقول: أدبُ النفس ثم أدبُ الدرس (4) .
فصل
__________
(1) في الأصل و لا يلح عليه عن.
(2) اسند الدارمي إلى الحسن بن علي - رضي الله عنه - قوله: )كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الاسلام لا يَسدُّها شيء، ما اختلف الليل و النهار) سنن الدارمي 1/94.
(3) ينظر: شرح نهج البلاغة 20/269.
(4) ينظر: إحياء علوم الدين 1/62، 5/264، مفتاح السعادة 1/24.(1/386)
و ينبغي للمقرئ أن يبتدئ أمره بإخلاص النية لله -–عز و جل- فيما يرتسم به لا للذكر و الاستطالة و الكِبَر، مستصحباً للتواضع، و ترك العُجْبِ و الترفع، و أنْ يحتسب في إقراء الناس، و يجتهد في تعليمهم، و يصبر نفسه عليهم متقرباً إلى الله -تعالى- بذلك، مبتغياً الثواب من عنده، و لا يلتمس بتعليمه و إقرائه شيئا من حطام الدنيا، و لا شيئا من وجوه الرئاسات و الإمارات، و صرف وجوه الناس إلى نفسه، و لا يتكبر على المتعلم، بل يخلص النيّة لله، و يتواضع لمن يُعلِّمه.
و ينبغي أنْ يكونَ عالماً بكتاب الله - عز و جل- حسنَ البيان له، صَدوقاً فيما يحكيه، متقناً في تأدية ما يرويه، غير مستنكف عن الإقرار بما لا يعلم إذا سُئل، و لكن عزيزاً فيما يؤخذ عنه، غير متملق، فقد رُوِيَ أنَّ ابن عباس -رضي الله عنه - أنّه قال: ذللتُ طالباً فعززتُ مطلوباً.
و ينبغي له أنْ يستمعَ على القارئ قرآنه، و ينصتَ له بإحضار من قلبه، لئلا يذهب عليه شيء في قراءته، لا يردّ عليه و قد جعله إماماً فينقل عنه الخطأ متوهماً الصواب فيه، و يلزم لمن يقرأ عليه أن يعد عدداً من الأعداد المشهورة، فقد رُوِيَ عن أحمد بن شاذان الطيالسي أنّه قال: كان يعقوب الحضرمي يأخذ اصحابه بعدد الآي، فإذا أخطأ أحدهم فيه أقامه (1) .
و ينبغي للمقرئ أنْ يسيَر في أصحابه - و هم طبقتان: خاصة و عامة - بانبساط و انقباض، فأما الخاصة فالاُنسُ و التودد، و أما العامة فالإنقباضُ و التحفظُ و التحرزُ غير مخلٍّ بهم كلهم من الرفق بهم، و الشفقة عليهم، و لْيَتَوَفَّرْ على من يَتَوسمُ فيه النجابة و القبول لما يُلقيه إليه، و ليحثَّه بأنواع الترغيب عليه، و ليكن ما يُفِيدُه حسب طاقة المُفاد لا على قدر سعة علم المفيد (2) .
الباب الحادي و الثلاثون
__________
(1) ينظر: غاية النهاية 1/61.
(2) ينظر: احياء علوم الدين 1/69-72.(1/387)
في ذكر سبب اجتماع الناس على قراءات القراء المعروفين و اقتدائهم بهم في أمصار المسلمين دون غيرهم
سبب ذلك شيئان فيما ذكر الشيخ الإمام ابو الحسين عبد الرحمن بن محمد –رضي الله عنه:
أحدهما: أنهم تجردوا لقراءة القرآن و تعليمه المسلمين، و تفرغوا لهم، و اشتدت بذلك عنايتهم مع كثرة علمهم و مناقبهم، و صاروا /76ظ/ بالقراءة مشهورين، و صار لهم في ذلك أصحاب و اتباع يأخذون قراءاتهم عنهم، و يجردونها لهم، لا يجاوزنها إلى قراءة غيرهم في أمصارهم، و لا من كان قبلهم، و في أزمنتهم من العلماء و القراء لم يتجرَّدوا لذلك تجردهم، و كان الغالب عليهم الفقه و الحديث و غير ذلك من العلوم، مع أنَّهم قد كَفَوا بما فعلوا مِنْ بعدهم، ألا ترى إلى قول إسحاق بن عبد الله المسيبي راوي نافع: قد كفانا نافع في القراءة بما فعل، و ذلك أنّا لو أدركنا ما أدرك ما عدونا ما فعل (1) .
... و الآخر: أنه لا بد لقارئ القرآن من معرفة وجوه قراءات المتقدمين من القراء، ليقرأه كما قرؤوا و لا يبتدع، لأنّ القراءة سنَّة (2) ، و من معرفة وجوه اللغات و الإعراب؛ لئلا يقرأ بما لا يجوز فيه من جهة العربيّة، فيكون بذلك لاحناً لأنَّ القرآن نزل بلسان عربي مبين (3) .
... و لا يتهيأ لكل قارئ من القراء أنْ يتعلم جميع ذلك، فاقتدى قراء عامة كل مصر من أمصار المسلمين برجل هو من أعلم أهل زمانهم بمعرفة ذلك كله، قرؤوا القرآن كما قرأه هو، و بما اختاره لنفسه من القراءات، و جردوا قراءته، و اجتمعوا عليها، إذ توخّى كل قارئ من القرّاء المعروفين فيما قرأ به و اختاره لنفسه من القراءات أكثرها أهلاً من القراءة، و أصحّها في التأويل معنى، و أفصحها في كلام العرب لغةً عنده، مع موافقته المصحف تخفيفاً على أنفسهم مؤونة المعرفة، و تسهيلاً عليهم تكلف التعلّم لما يحتاج إليه في قراءة القرآن.
__________
(1) ينظر: السبعة 63.
(2) ينظر: المصدر نفسه 50.
(3) ينظر: المصدر نفسه 46.(1/388)
... فإن قيل: لِمَ صار القرّاء المعروفون أولى بالاجتماع عليهم من غيرهم ؟ قلنا: إنّما صاروا بذلك أولى لشيئين:
احدهما: تجردهم لقراءة القرآن و تعليمه المسلمين و تفرغهم لهم و شدة عنايتهم بذلك مع كثرة علمهم، كما تقدم ذكره./77و/.
و الآخر: بتجريدهم قراءاتهم على وجه واحد حرفاً حرفاً من أول القرآن إلى آخره.
فإن قيل: ما سبب اختيار القرّاء بعض القراءات على بعض، و هي في المعنى واحدة ؟ قلنا: سبب ذلك هو أنّ من القراءات ما ورد عن الصحابة و التابعين، و هو معروف لكثرة أهله، صحيح في المعنى، جيد في العربية، و منها ما ورد ]و[ (1) هو شاذ لقلة أهله، ضعيف في المعنى و العربيّة، و منها ما ورد و هو غلط منهم و عليهم، فلما كان الأمر كذلك اجتهد كلُّ قارئ منهم ليقرأ من تلك القراءات بأكثرها أهلاً من القراء، لأنّ ذلك أدلُّ على أنّه من إقراءِ رسول الله – صلى الله عليه – و أفصحها لغةً في كلام العرب، و أجودها إعراباً، و أحسنها معنى و انتظاماً لما قبلها من الكلام /77و/ أو يعدلها (2) عنده، من غبر أنْ يعيبَ الوجه الآخر أو يهجره ، إلاّ أنْ يكون غلطاً منهم أو عليهم، فحينئذ يتجنبَ القراءة به، و يحتسب بذلك كثرة الأجر و الثواب؛ لأنّ أحسنها معنىً أكثرها أجراً و ثواباً، ألا ترى أنَّ من قرأ سورة الإخلاص كان أكثر أجراً ممن قرأ سورة تبّت،و كلتاهما كلام الله المعجز للخلق أجمعين.
... فإن قيل: ما سبب نسبة القراءة إليهم حين قيل: قراءة نافع و قراءة عاصم و غيرهما، و هي في الحقيقة قراءة رسول الله صلى الله عليه ؟ قلنا: سبب ذلك شيئان:
أحدهما: أنّ القراءات كلها - و إن كان مخرجها من عند رسول الله صلى الله عليه- فإن كل قارئ اختار من تلك القراءات لنفسه قراءة ]هي[ (3)
__________
(1) زيادة يقتضيها الكلام
(2) في الأصل بِعَدْلِها.
(3) زيادة يقتضيها الكلام.(1/389)
أحسنها وجهاً عنده فقرأ بها، فنسبت تلك القراءة إليه بصنيعه ذلك، إذا كان معلوماً عندهم أنَّه لا قراءة إلاّ ما قرأ به رسول الله صلى الله عليه.
و الآخر: أنّ كلّ قارئ منهم جرّد قراءته على وجه احد، إذ لم يحفظ عن رسول الله -صلى الله عليه - قراءة مجردة على وجه واحد من أوّل القرآن إلى آخره، لأنه كان يُقْرئُ و يقرأ بالوجوه كلها، مرّة على ذا الوجه و مرة على ذلك.
... و قد رُوِيَ عن النبي - صلى الله عليه - أنَّه قال: من أرادَ أن يَقْرأ القُرآنَ غَضَّاً كما أُنْزِل فَليَقْرَأهُ على
قراءة ابن أمِّ عَبْد (1) ، قال الحسين الجعفي: يَعني في الترتيل، أولا تراه صلى الله عليه قد نَسَبَ القراءة إليه لترتيله إيّاها، و هي في الحقيقة قراءته؛ لأنه – صلى الله عليه – أخذها.
... و رُوِيَ عن الأعمش أنّه قيل له: إنَّ ناساً يكرهون أنْ يقولوا: على قراءة فلان، و حرف فلان، فقال الأعمش: ما زِلْتُ أسمعُ الناسَ يقولون: على حرف عبد الله، فاعرْفه رشيداً.
فإن قيل: ما سبب اقتصار الناس على قراءات القراء المعروفين ؟ قلنا: سببُ ذلك وجودهم قراءاتهم مجردة صحيحة مسندة حرفاً حرفاً، لفظاً و سماعاً، من أوّل القرآن إلى آخره، مع ما سبق لهم من مناقبهم و كثرة علمهم بوجوه القرآن، و اجتماع أهل الأمصار على قراءاتهم.
... فإنْ قيل: و لِمَ صار القُرّاء المعروفون من البلدان الخمسة: مكة و المدينة و الكوفة و البصرة و الشام ؟ قلنا: إنّما صاروا من هذه البلدان بنزول أصحاب رسول الله صلى الله عليه – بها، و لذلك صار قراء أهل الكوفة أكثر لأنّ عليّ بن أبي طالب و ابنَ مسعود –رضي الله عنهما - نزلا بها.
__________
(1) سنن ابن ماحه 1/149، و ابن ام عبد هو عبد الله بن مسعود الهذلي و أمه ام عبد بنت عبد بن سواء. ينظر: تهذيب التهذيب 6/27ن العبر 1/24.(1/390)
... فإن قيل: ما سبب اختلاف الرواة /77ظ/ عن المختار الواحد ؟ (1) ما سبب تفرق الطرق عن الرواة ؟ قلنا: سبب ذلك هو أنَّ كل مختار نُقِلَ عنه قبل الاختيار ما لم يَخْتَر، و بعد الاختيار ما اختار، و ربما رجع عن بعض ما اختار بعد استرجاع غيره، و ربما خُيِّرَ بين الوجهين، و قد رَوَوْا ما قدّموه و ما لم يقدموا، فلذلك اختلفت الحروف بالروايات و الطرق إلى انتهائها إلينا.
الباب الثاني و الثلاثون
في ذكر الأسانيد التي نقلت الينا قراءات القُرَّاء المعروفين بروايات الرواة المشهورين
فأوَّلُ ذلكَ إسنادُ قراءةِ أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، إمام أهل المدينة، حرم رسول الله -صلى الله عليه و على آله، و دار هجرته، و مهبط وحيهن و معدنُ أهل بيته، و عشُّ الأكابر من صحابته، و أرض مَحْشَره و مَنْشَرِه ، و بها حُفِظ الآخر من أمره، و مسكن المهاجرين و الأنصار و الصالحين من عباد الله و الأبرار.
رواية عيسى بن وَرْدان (2)
طريق الفضل بن شاذان: (3)
__________
(1) في المخطوطة و ما.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/9، النشر 1/174، لطائف الاشارات 103.
(3) ينظر: تحبير التيسير 34.(1/391)
قرأتُ القرآن كلَّه مِن أوّله إلى آخره على شيخنا الإمام أبي الحسن علي بن محمد الفارسي - تغمده الله برحمته ، قال: قرأتُ على أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران -أسكنه الله الجنان- و قرأ على أبي القاسم زيد بن علي بن أحمد بن أبي بلال المقرئ الكوفي العِجْليّ، و قرأ على أبي بكر محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن سليمان الداجُوني الرَّمْلي، و دَاجُون قرية من قرى الرملة (1) ، و قرأ على أبي بكر أحمد بن عثمان بن شَبِيب الرازي بمصر، و قرأ على أبي القاسم الفضل بن شاذان بن عيسى المقرئ الرازي، و قرأ على أبي الحسين أحمد بن يزيد الصَفَّار الحُلْواني، و قرأ على أبي موسى عيسى بن مينا قالون الزُّهْريّ النحوي، و قرأ على عيسى بن وَرْدان الحذّاء، و قرأ على أبي جعفر.
و أخبرنا الأُستاذ الإمام أبو عبد الله محمد بن علي الخبازي إجازةً، قال: قرأتُ على والدي أبي الحسين علي بن محمد بن الحسين الجرجاني، قال: قرأت على أبي القاسم زيد بن علي بن أبي بلال ختمتين، و ذكر الإسناد كما ذكره ابن مهران.
طريق العُمَرِيِّ:
قرأتُ القرآنَ كلّه من أولّه إلى آخره على ألأستاذ الإمام أبي عبد الله الخبازي –رحمه الله-، و قرأ على أبيه، و قرأ على أبي جعفر محمد بن جعفر المغازلي، و قرأ على أبي الفضل جعفر بن محمد [بن] (2) كوفي بن مطيار (3) البَخْتَري، و قرأ على العُمَري، و هو أبو عبد الرحمن الزبير [بن] (4) محمد بن عبد الله بن محمد (5) بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- و يعرف بسُمْنَة، و قرأ على قالون، و قرأ على نافع، و عيسى بن وَرْدان، و هما قرآ على /78و/ أبي جعفر.
__________
(1) ينظر: مراصد الاطلاع 2/504، و الرملة بالشام.
(2) ما بين العقوفين ساقط من الأصل.
(3) (مطيار) أسقطها الجنابي.
(4) مابين المعقوفين ساقط من الأصل
(5) هو الزبير بن محمد بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر. ينظر: غاية النهاية 1/293.(1/392)
طريق إسماعيل عن ابن وَرْدان عنه: (1)
أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر محمد بن عبد العزيز –رحمه الله، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله البَيِّع الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن أيوب النَّوْقاني و أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين الكارِزِي، قالا: حدثنا عليّ بن عبد العزيز المَكِّيّ، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم البغدادي، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر المَدَني، عن عيسى بن وَرْدان، عن أبي جعفر، قال أبو عبيد: فكلُّ ما كان في كتابنا هذا من القراءات عن أهل المدينة أبي جعفر و شيبة و نافع فإنّ إسماعيل حَدَثَناها (2) عنهم غيرَ مرَّة، و أخبرنا أنَّ ما كان فيها من قراءة أبي جعفر فإنّه سمعه من عيسى بن وَرْدان عن أبي جعفر، و ما كان فيها من قراءة شيبة و نافع فإنّه أخَذ عنهما أنفسهما، و قرأ القرآن عليهما.
طريق خلف عن إسماعيل عنه:
... أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن الحسين الكَرْمَاني المقرئ –رحمه الله- بالخُلْف (3) بين أبي جعفر و نافع، قال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن الحسين الحَرَمِيِّ الكَارَزِيْنيّ، و قرأ على أبي الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم المقرئ الشَّنَبُوذِيّ، و قرأ على أبي الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصَّلت بن شَنَبُوذ، و قرأ على إدريس بن عبد الكريم، و قرأ على خلف، و قرأ على إسماعيل، و قرأ على أبي جعفر.
طريق الدوري عن إسماعيل عنه: (4)
__________
(1) ينظر: لطائف الاشارات 158.
(2) الجنابي: حدثنا بها.
(3) الخُلْف: الخلاف. ينظر لسان العرب مادة (خلف).
(4) ينظر: النشر 1/178.(1/393)
... قال أبو عبد الله الحَرَمي: و قرأت على أبي العباس الحسين بن سعيد بن جعفر بن الفضل بن شاذان المقرئ البصري المعروف بالمُطَوَّعي، رواية لا تلاوة، و قرأ المطوعي على محمد بن محمد بن بدر الباهلي على الدوري، و قرأ على إسماعيل، و قرأ على أبي جعفر، و قرأ أبو جعفر على ابن عباس و أبي هريرة و على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، و هم قرؤوا على أبي المنذر أُبي بن كعب، و قرأ على رسول الله -صلى الله عليه، و قرأ أبو جعفر أيضاً على خباب بن الأرتّ، معلم فاطمة، أُخت عمر بن الخطاب، من قبل أن يُظهر الله الإسلام، و كان خباب من المهاجرين الأولين ممَّن شهد بدراً، لكن مدار قراءة أبي جعفر على الثلاثة الآخرين (1) الذين تقدم ذكرهم.
... و قيل إنّ أبا جعفر قرأ على زيد بن ثابت (2) و سِنُّه تحتمل ذلك.
... و كان أبو جعفر -رحمه الله - أول من اختار (3) بعد التابعين بالمدينة، و تصدَّر للإقراء قبل الحَرّة (4) ،
و كان يوم الحرّة سنة ثلاث و ستين، فكان إمام المدينة لا يُنازَع (5) ، و الصحابة في الأحياء (6) ، /78ظ/و إنّما صار في الطبقة الأولى بعد التابعين لأخذه القراءة مِمَّن قرأَ على مَنْ قرأ على رسول الله -صلى الله عليه.
__________
(1) في الأصل: الأُخر.
(2) ينظر: غاية النهاية 2/382.
(3) الجنابي: (اختير) ، و ليس كذلك في الأصل.
(4) الحَرَّة: وقعة قُرب المدينة، كانت في أيام يزيد بن معاوية سنة 63هـ، و كان أمير جيوشه فيها مسلم بن عقبة، قدم المدينة فخرج إليه أهلها فكسرهم و دخل جنوده المدينة فقتلوا و نهبوا و استباحوا. ينظر: البداية و النهاية 8/217.
(5) الجنابي: (فكان إمام دار الهجرة بلا منازع) و ليس كذلك في الأصل.
(6) ينظر: معرفة القراء الكبار 59.(1/394)
... و قد كان أبو جعفر لقي (1) أُمَّ المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- و هو صغير، فمسحت رأسه، و دعت له بأنْ يعلِّمَه اللهُ القرآن (2) .
... و قد لقي أبو جعفر عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما (3) ، و لا أدري أقرأ عليه أم لا.
... و عن سليمان بن مسلم بن جَمَّاز، قال: أخبرني أبو جعفر أنّه أُتِيَ به إلى أُم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و هو صغير، فمسحت رأسه، و دَعَت له بالبركة (4) .
... و روى محمد بن سَعْدان النحوي عن يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، قال: كان إمام الناس بالمدينة أبو جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش، و كان أخذ القراءة عن عبد الله بن عباس و عن مولاه عبد الله بن عياش (5) .
... و عن الأصمعي، عن أبي الزناد، قال: لم يكن أحدٌ أقرأ للسُّنة من أبي جعفر، و كان يُقَدَّمُ في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز (6) .
... و عن الحسن بن حُباب، عن أبي الحسين البَزَّاز، قال: حضرتُ ابا عبد الله احمد بن محمد بن حَنْبل، و سأله رجل فقال له: يا أبا عبد الله، بأيِّ حرف ترى لي أنْ أقرأ ؟ قال: حرف المدنيّ الأوّل، قال: فإنْ لم أجد ؟ قال: حرف عاصم (7) .
... و عن قتيبة بن مهران، قال: سألت سليمان بن مسلم بن جَمَّاز، فقلت له: أقَرأتَ على أبي جعفر و شيبة و نافع ؟ قال: نعم، قد قَرأت على أبي جعفر و شيبة و نافع، و سألته فقلت له: أتقرأ على قراءة أبي جعفر أو نافع ؟ فقال: أُقرِئ الناسَ بقراءة نافع، و إذا كنت وحدي فأحبُّ إليّ أنْ أقرأ بقراءة أبي جعفر.
__________
(1) الجنابي: ( ممن لقي) و لبيس كذلك في الأصل.
(2) ينظر: السبعة 59.
(3) ينظر: غاية النهاية 2/382.
(4) ينظر: معرفة القراء الكبار 59، غاية النهاية 2/382.
(7) ينظر: السبعة 56-57، معرفة القراء الكبار 58، غاية النهاية 2/382.
(5) ينظر: غاية النهاية 2/383.
(6) ينظر: المصدر نفسه 2/382.(1/395)
... و عن أبي جعفر محمد بن مسعود -و كان من قرّاء أهل المدينة- قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: قراءة اهل المدينة قراءة علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
... و كان ابو جعفر يقرئ الناس بالمدينة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه- قبل الحرَّة، و كانت الحرَّة بعد ثلاث و خمسين سنة و ثلاثة (1) أشهر و أحد عشر يوماً من وفاة رسول الله صلى الله عليه (2) .
... و روي عن سليمان بن مسلم بن جماز، قال: سألت أبا جعفر، فقلت: متى أقرأت ؟ فقال: أقرأت أو قرأت ؟ قال: قلت: لا، بل أقرأت، قال: هيهات قبل الحرّة في زمن يزيد بن معاوية، و كانت الحرّة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه بثلاث و خمسين سنة.
... و روى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنّه قال: وقعت الحرّة يومَ وَقَعت و فيها ألفُ عين قد رأت النبي صلى الله عليه.
... و روى المسيبي عن نافع أنّه قال: لما غُسِّل أبو جعفر القارئ نظروا فإذا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف /79و/، فما شك أحَدٌ ممّن حضره أنَّه نورُ القرآن (3) .
... و عن سليمان بن جَمَّاز، قال: شهدت أبا جعفر حين حَضَرَتْه الوفاة و جاء أبو حازم الأعرج و مشيخة معه كانوا من جلسائه فانكبُّوا عليه يصرخون فلم يجبهم، قال شيبة –و كان ختنه على ابنته-: ألا أُريكم منه عَجَباً ؟ قالوا: بلى، قال: فكشف عن صدره و إذا دَوَارةٌ بيضاء مثل اللَّبن، فقال: أبو حازم و أصحابه: هذا –و الله- نور القرآن (4) .
... قال سليمان: قالتْ أُمُّ وَلَدهِ بعدما مات ابو جعفر: إنّ ذلك البياض حين ماتَ صارَ غُرَّةً بين عينيه (5) .
__________
(1) في الأصل (ثلاث) و هو خطأ، و صححها الجنابي على ذلك أيضاً.
(2) ينظر: السبعة 58، النشر 1/178.
(3) ينظر: السبعة 58، معرفة القراء الكبار 61-62، غاية النهاية 2/384.
(4) ينظر: غاية النهاية 2/384.
(5) ينظر: معرفة القراء الكبار 61.(1/396)
و رُوِيَ عن سليمان بن أبي سليمان العُمَري قال: رأيتُ أبا جعفر القارئ على الكعبة فقلت: أبو جعفر (1) ؟ قال: نعم، أقرئ إخواني السلام و أخبرهم أنّ الله –-تعالى- جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين، و أقرئ أبا حازم السلام، و قل له: يقولُ أخوك أبو جعفر: الكَيْسَ الكَيْسَ، فإنَّ اللهَ –تباركَ و تعالى- و ملائكته يتراؤون مجلسك بالعَشيات (2) .
... و فضائله و مناقبه كثيرة يطول بذكر جميعها الكتاب، و توفي بالمدينة في خلافة مروان سنة ثمان و عشرين و مئة، رحمه الله (3) .
إسناد قراءة نافع (4)
... و هو أبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، من أبناء فارس مولى جَعْونَةَ، و يقال: شَعُونَةَ بن شَعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب، و اختلف في كنيته، فقيل: أبو عبد الرحمن و هو الأصح، و قيل: أبو رُويم، و قيل: أبو بكر، و قيل: أبو الحسين (5) .
... و كان رحمه الله قارئَ أهل المدينة و مُقْرِئِهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه في حياة أبي جعفر و شيبة و غيرهما من التابعين، و إمامهَم الذي تمسكوا بقراءته، و اقتدوا به فيها من وقته إلى وقتنا، و كان مع علمه بقراءة القرآن و وجوه علومه يتتبعُ النقل و الأثر، و يتجنب القياس برأيه و النظر (6) .
رواية ورش (7)
... و هو أبو سعيد، و قيل أبو عمرو، و قيل أبو القاسم عثمان بن سعيد المصري، المعروف بوَرْش.
-طريق الأصبهاني عن أصحابه عن ورش: (8)
__________
(1) الجنابي: (أبا) على النداء، و الصواب ما في الأصل ، أي: هل هذا أبو جعفر.
(2) ينظر: معرفة القراء الكبار 61، غاية النهاية 2/384.
(3) ينظر: معرفة القراء الكبار 62.
(4) تحبير التيسير 20.
(5) ينظر: السبعة 53، غاية النهاية 2/330.
(6) ينظر: السبعة 62-63.
(7) تحبير التيسير 140.
(8) ينظر: السبعة 89، التيسير 4، الاقناع 1/60، النشر 1/106.(1/397)
قَرأت القرآن كلَّه من أولّه إلى آخره على الشيخ الإمام أبي الحسين الفارسي، و قرأ على أبي بكر أحمد بن الحسين، و قرأ على أبي القاسم هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم، و قرأ على [أبي] (1) بكر محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شَبِيب بن يزيد الأسدي المُقرئ الأصبهاني، و قرأ على ابي الربيع ابن أخي الرِّشْدِيني، و قرأ على ورش.
... و قرأ الأصبهاني أيضاً على أبي الأشعث عامر بن سعيد الجُرَشِيّ بالمِصِّيْصَة، و قرأ على ورش.
... و قرأ الأصبهاني أيضاً على أبي مسعود الأسود اللون، و قيل اللؤلؤي الفُسْطاطي، و قرأ /79ظ/ على أبي القاسم سليمان بن داود بن أبي طَيْبة، و قرأ على أبيه، و قرأ على ورش.
و قرأ الأصبهاني أيضاً على أبي الأشعث الجِيْزِيّ، و قرأ على داود بن أبي طَيْبة، و أبي الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، و هما قرآ على ورش.
... و قرأ الأصبهاني أيضاً على أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بمكة، و قرأ على جماعة من أصحاب ورش.
... و قرأ الأصبهاني أيضاً على غير هؤلاء، و لم يذكر هبة الله إلاّ بعض ما ذكرت.
-طريق البخاري:
قرأتُ القرآنَ كلَّه عليه، [و قرأ على أحمد بن الحسين، و قرأ على أبي بكر محمد بن أحمد بن مَرْثَد التَمِيْمي البُخَاري المقرئ،] (2) و قرأ على أبي عبد الله محمد بن إسحاق البُخَاري المفسِّر المُقرئ الأفْطَس، و قرأ على أبي المنذر، و قرأ على داود بن أبي طَيْبة و عبد الصمد، و هما قرآ على ورش.
رواية إسماعيل (3)
و هو أبو إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.
-طريق الدوري (4) :
__________
(1) زيادة يقتضيها الكلام.
(2) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.
(3) ينظر: السبعة 88، غاية الاختصار 1/69.
(4) ينظر: غاية الاختصار 1/70،88، لطائف الاشارات 1/101.(1/398)
قرأت القرآن كلّه على أبي الحسين الفارسي، و قرأ على أبي بكر و قرأ على هبة الله و زيد بن عليّ، و قرأ على أبي جعفر أحمد بن فَرْح (1) بن جبريل العسكري المفسّر، و قرأ على أبي عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزْدي الضرير الدُّورِي، من دُوْر سامراء، و قرأ على إسماعيل و قرأ على نافع.
-طريق الكَاغِدي عنه :
و قرأتُ عليه -رضي الله عنه - و قرأ على أحمد، و قرأ على هبة الله، و قرأ على أبي حَفْص عمر بن محمد (2) بن نصر الكاغِدِي، و قرأ على الدُّوري، و قرأ على إسماعيل، و قرأ على نافع، و كان إسماعيل ممن قرأ على شَيْبة بن نَصَّاح، ثم انتقل بعد موته إلى قراءة نافع.
و أخبرنا الشيخ الزكيّ أبو عثمان سعيد بن محمد البَحِيْرِي، عن زاهر بن أحمد، عن ابن مجاهد على أبي الزعراء عبد الرحمن بن عَبْدُوس، عن إسماعيل، عن نافع.
رواية قالون (3)
-طريق الحُلْواني (4) [عنه] (5) :
قرأت القرآن من أوّله إلى آخره على أبي الحسين، و قرأ علىأحمد، و قرأ على أبي بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن سَنَدُ بن هارون الشَعْراني الموصلي البغدادي، مولى أبي دُجانة، المعروف بالنقَّاش، و قرأ على أبي بكر محمد بن عبد الله بن فليح، و قرأ على مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري، و على إبراهيم بن قالون و على الحسين بن عبد الله المعلِّم، و قرؤوا على قالون، و قرأ النقَّاش أيضاً على أبي علي الحسن (6) بن العباس بن أبي مهران الرازي الجَمَّال، و قرأ على أحمد بن قالون و أحمد بن يزيد الحُلْواني، و قرآ على قالون.
__________
(1) في الأصل (فرج)، و هو خطأ. ينظر: غاية النهاية 1/95.
(2) في الأصل (ابي عمر حفص عمر بن محمد)، و هو خطأ. ينظر: غاية النهاية 1/598.
(3) ينظر: السبعة 88، التيسير 4، الاقناع 1/67.
(4) ينظر: النشر 1/102.
(5) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.
(6) في الأصل (الحسين)، و الصواب ما أثبته. ينظر: غاية النهاية 1/216.(1/399)
-طريق ابي نَشِيْط (1) :
و قَرأتُ عليه، و قرأ على /80و/ أحمد بن الحسين و قرأ على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر بن بُويان الحربي، و قرأ على أبي حسان - و قيل: أبي بكر- أحمد بن محمد بن الأشعث العَنَزِيّ، و قرأ على أبي نشيط محمد بن هارون المُرُوزِيّ، و قرأ على قالون.
-طريق القاضي:
أخبرنا الشيخ الزكيّ أبو عثمان، قال: أخبرنا زاهر بن أحمد السِرْخَسي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن عباس بن مجاهد، عن إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق بن حمّاد بن زيد القاضي، عن قالون، عن نافع.
-طريق أحمد بن صالح :
أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن الحسين المقرئ الكرماني -رحمه الله- بالخُلْف بين أحمد بن صالح و بين الحلواني، قال: قرأت على أبي عبد الله الحَرَمْي، و قرأ على أبي الفرج الشَّنَبُوذِي، و قرأ على أبي الحسين بن شَنَبوُذ، و قرأ على أبي علي الحسين بن علي بن مالك الأشناني، و قرأ على أبي جعفر أحمد بن صالح المصري، و قرأ على قالون، و قرأ على نافع، و قالون الجيّد بلغة روم، و لُقّب به لجودة قراءته فيما بلغني.
رواية المسيبي عن نافع (2)
و هو أبو محمد إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المُسَيَّب بن أبي السائب المُسَيَّبي.
طريق ابنه أبي عبد الله محمد بن إسحق (3) :
قرأت القرآن كلَّه من أوّله إلى آخره على الأُستاذ الإمام (4) أبي عبد الله محمد بن علي الخَبَّازِي، و قرأ على أبيه، و قرأ على أبي القاسم زيد بن علي، و قرأ على أبي العباس محمد بن يونس النحوي، على أبي الفرج عبد الواحد بن أحمد بن غزال الجُرْجاني على محمد بن إسحاق، على أبيه، على نافع.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 1/99، لطائف الاشارات 1/106.
(2) ينظر: السبعة 89، غاية الاختصار 1/69، 92.
(3) ينظر: غاية الاختصار 1/70.
(4) ذكر الجنابي أن الصواب إسماعيل بن إسحاق و هو إسماعيل القاضي.(1/400)
... قال أبو الحسين الخَبّازي: و قرأتُ أيضا على أبي بكر أحمد بن محمد بن بِشْر المعروف بابن الشارب، على أبي بكر محمد بن يونس المُطَرِّز ، على أبي علي إسماعيل بن يحيى المَرُوزِي، على محمد بن إسحق، على أبيه على نافع.
طريق ابن سعدان:
أخبرنا الحسن بن الحسين المقرئ البخاري إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن محمد المَروُزِي، قال: حدثني أبو بكر بن سلم، قال: حدثنا عبيد بن محمد المروزي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن سعدان الكوفي النحوين قال: أخبرنا إسحق بن محمد المسيبي عن نافع.
... و كان النافع من الطبقة الثالثة بعد التابعين، قرأ على أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، و منه تعلّم القرآن بالإسناد المتقدم، و قرأ نافع أيضاً على شيبة بن نَصَّاح، مولى أُمِّ سلمة، و قرأ على ابن عباس، و قرأ على أُبيّ، و قرأ على /80ظ/ رسول الله صلى الله عليه، و قيل: قرأ شيبة على أُمِّ سلمة -رضي الله عنها-، و الأصح انّه لقيها صغير السنّ، فمسحتْ رأسه و برّكتْ عليه (1) .
... و قرأ نافع أيضاً على يزيد بن رومان، مولى الزبير بن العوّام -رضي الله عنه - و قرأ على ابن عباس و أبي أُمامة الباهلي، و قرأ على أُبيّ بن كعب (2) .
... و قرأ نافع أيضاً على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، و قرأ على ابن عباس و أبي هريرة و قرآ على أُبيّ (3) .
... و قرأ نافع أيضاً على خارجة بن زيد بن ثابت، و قرأ على أبيه و على عثمان -رضي الله عنهما، و قرأ على رسول الله صلى الله عليه.
... و قرأ نافع أيضاً على زيد بن أسلم، و قرأ على زيد بن ثابت.
... و قرأ نافع أيضاً على صالح بن الخوات، و قرأ على ابن عمر و ابن الزبير، و قرأ على أُبيّ (4) .
__________
(1) ينظر: السبعة 59، غاية النهاية 2/330، 332.
(2) ينظر: غاية النهاية 2/330.
(3) ينظر: معرفة القراء الكبار 91، غاية النهاية 2/330.
(4) ينظر: غاية النهاية 2/330، 333.(1/401)
... و قرأ نافع أيضاً على رشد بن راشد، و قرأ على عبد الله بن مسعود، و قرأ على رسول الله- صلى الله عليه- و رضي الله عنهم أجمعين.
... و كان نافع يقول: أدركتُ سبعين رجلاً من التابعين، و قرأتُ عليهم، فما اجتمع عليه اثنان [منهم] (1) أخذتُ، و ما شذَّ فيه واحد تركتُ، حتى جمعتُ الكتاب (2) .
... و كان عثمان بن سعيد يقول: قرأتُ على نافع بعدما جمعَ القراءة.
... مات نافع بالمدينة سنة تسع و ستين و مئة، بعد أنْ أقرأ الناسَ، و صلَّى في مسجد رسول الله صلى الله عليه ستين سنة، رحمَة الله عليه (3) .
... و قد كان بالمدينة في عصره جماعة لم يجتمع أهلها على قراءاتهم كاجتماعهم على قراءته، منهم أبو الزناد، و أبو وَجْزَة السَّعْدي، و داود بن الحُصَيْن، و عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، و خُبيب بن عيد الله بن الزبير، و أُسَيْد بن أُسَيْد، و خالد بن إلياس و نحوهم؛ لأنّهم لم يتجرَّدوا للقراءة تجرُّده.
إسناد قراءة عبد الله بن كثير المكيّ (4)
الدارِيّ (5) ، مولى عمرو بن عَلْقَمة الكِنَانِي، من بني عبد الدار، و الدار بطن من لَخْم، و اختلف في كنيته، فقيل: أبو بكر، و قيل: أبو محمد، و قيل: أبو عباد، و الأصحُّ أبو مَعْبِد (6) .
... و هو قارئ أهل مكة، و مقرؤهم في مسجد الحرام، و إمامهم الذي تمسكوا بقراءته، و اقتدوا به فيها بعد التابعين، و لم يَعْدُوها من وقته إلى وقتنا، و كان يتتبع في قراءته الرواية و الأثر، و يتجنب القياس فيها برأيه و النظر (7)
... و كان في بدء أمره عطَّاراً ثم ترك ذلك، و تفرّغ لعبادة ربِّه، عزّ و جلّ.
__________
(1) هكذا في الأصل. و لم أجده في أساتذة نافع.
(2) ينظر: السبعة 62، غاية النهاية 2/330.
(3) ينظر: معرفة القراء الكبار 92، غاية النهاية 2/333.
(4) ينظر: تحبير التيسير 22.
(5) أسقطها الجنابي.
(6) ينظر: غاية النهاية 1/443.
(7) ينظر: معرفة القراء الكبار 71، غاية النهاية 1/443.(1/402)
... و كان أصله من أصبهان من أبناء فارس الذين وجههم كسرى إلى اليمن لمحاربة الأحبوش (1) .
... قال أبو حاتم: كان بمكّة بعد التابعين عبد الله بن كثير، من أبناء فارس بصنعاء و هم /81و/ الذين بعثهم كسرى في السفن إلى اليمن حتى طردوا (2) الحبشة، و أقاموا بها (3) .
... و بلغنا أنّه لما انقرض الأئمة من القرّاء بمكّة اتفقت آراء أهل مكة على أن يكون إمامهم أبا مَعْبد عبد الله بن كثير -رحمه الله-فأبى ذلك، و أنشأ يقول (4) :
بُنَيَّ كَثِير كثيرُ الذنوبِ و في الحلِّ و البلّ منْ كانَ سَبَّه
بَنِّيَّ كَثير أكولٌ نؤومٌ و ما ذاك مِنْ فِعْلِ مَنْ طاعَ ربَّه
بُنيّ كَثير رَمَتْهُ اثنتان رِياءٌ و عُجْبٌ يخالطِنَ قَْلبَهُ
بُنَيّ كَثِيرٍ يُدرِّس علماً لقد أعوزَ الصُوفَ مَنْ جَزّ كَلبتهُ
رواية البَزِّيّ عن رجاله عنه (5)
و هو ابو الحسن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بَزَّة، مولى بني مَخْزُوم، مؤذنُ المسجد الحرام (6) .
-طريق النَقَّاش و هِبَة الله عن أبي ربيعة و الحَدَّاد عنه (7) :
قرأتُ القرآن كلَّه من فاتحته إلى خاتمته على أبي الحسين الفارسي، وقرأ على أحمد بن الحسين، و قرأ على النقاش و هبة الله، و قرأ على أبي ربيعة محمد (8) بن إسحاق بن وَهَب بن أعين بن سِنَان الرَّبْعِي، و على أبي الحسن الحسين بن محمد الحَدَّاد، و قرآ على البَزِّيّ.
طريق الزينبي:
__________
(1) يعني الأحباش.
(2) الجنابي: يطردوا. و ليس كذلك في الأصل.
(3) ينظر: معرفة القراء الكبار 71.
(4) ينظر: السبعة 65-66، غاية النهاية 1/444.
(5) ينظر: تحبير التيسير 23.
(6) ينظر: التيسير 5، الاقناع 1/87، لطائف الاشارات 1/101.
(7) ينظر: تحبير التيسير 24.
(8) في الأصل 0أحمد)، و الصواب ما أثبتّه. ينظر: غاية النهاية 2/99.(1/403)
عن أبي ربيعة و الخزاعي و الحداد عنه، قرأت عليه، و قرأ على أحمد، و قرأ على أبي علي محمد بن أحمد بن حامد الصَفَّار المقرئ السَمْرقَنْدي، و قرأ على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد بن سليمان الهاشمي الزَيْنَبي، و قرأ على أبي ربيعة و الخُزَاعِي و الحَدَّاد، و قرؤوا على البَزِّيّ، و قرأ البَزِّيّ على عِكْرِمَة بن سليمان بن كثير بن عامر، مولى جُبَيْر بن شَيْبَة الَحَجبِيّ، و قرأ على شبل بن عباد، مولى عبد الله بن عامر الأموي و هو الكُرَيْزي (1) ، و على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مولى بني ميسرة، موالي العاص بن هشام المخزومي، و قرآ على ابن كثير.
... و قرأ البِّزيّ أيضاً على عبد الله بن زياد بن عبد الله بن يسار، مولى عُبَيد بن عُمير بن قَتادة الليثي، و قرأ على شبل و إسماعيل، و قرآ على ابن كثير.
... و قرأ البزيّ أيضاً على أبي الإخريط وَهَب بن واضح، مولى عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، و قرأ على إسماعيل، و قرآ على ابن كثير.
و ذكر أبو الإخريط أنّ إسماعيل قرأ على شِبْل بن عَبَّاد و معروف بن مُشْكَان، و قرآ على ابن كثير، و كذلك ذكره الشافعي، رحمه الله.
... فالحاصل أنّ إسماعيل بن عبد الله قرأ عليهما عن ابن كثير، و على ابن كثير نفسه.
... قال أبو الإخريط: قرأت على إسماعيل بن عبد الله، ثم لَقيت شِبْل بن عَبَّاد و معروف بن مُشْكَان، و قرأت عليهما، عن ابن كثير، فلم يختلف إسماعيل مع معروف و شبل لمَّا قرأت عليهما بعده إلاّ في (وَلِيَ دِينٌ ) ]الكافرون 6] في الإسكان و الحركة (2) .
... كذلك ذكره الزَيْينَبي، عن قُنْبَل،عن القَوَّاس، عن أبي الإخريط.
__________
(1) الجنابي: الكزبريّ، و الصحيح أنّه الكُرَيْزِيّ نسبة إلى كُرَيزْ بن ربيعة. ينظر: اللباب 3/96
(2) قرأ أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و ابن كثير (وليْ) بتسكين الياء و قرأ غيرهم بفتحها. ينظر: السبعة 699، التيسير 225، الكشف 2/390.(1/404)
... و قرأ /81ظ/ البزّيّ أيضاً على أبيه محمد بن عبد الله بن القاسم، و قرأ على أبي عمرو جُنَيْد بن عمرو العَدْوْاني، و قرأ على حُمَيد بن قَيْس الأعرج، مولى الزبير، و قرأ على ابن كثير، و قرأ على مجاهد.
رواية القوّاس (1)
و هو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عَوْن القَوَّاس، و قيل: النَبَّال.
طريق الزينبي عن قُنْبُل عنه
قرأتُ على الفارسي، و قرأ على المَهْراني ، و قرأ على أبي علي الصَفَّار المقرئ، و قرأ على الهاشمي الزَيْنَبي، و قرأ على أبي عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مخلد (2) بن سعيد بن جُرْجَة المكيّ المخزوميّ، قنبل، و قرأ على النبّال.
طريق ابن مجاهد عن قنبل عنه (3) :
أخبرنا الشيخ الزكي أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري -رحمه الله ، قال: أخبرنا زاهر بن أحمد، قال: أخبرنا ابن مجاهد قال: قرأت على قُنْبُل، و قرأ قبل على القّواس، و قرأ على أبي الإخريط، و قرأ على إسماعيل، و قرأ على شِبْل و معروف، و قرآ على ابن كثير.
... قال أبو الإخريط: ثمَّ لقيتُ بعدُ شِبْل بن عَبَّاد و معروف بن مُشْكَان فقرأت عليهما، فما اختلفا عليَّ في القرآن كلّه لاّ في (و لِيَ دِينٌ ) ]الكافرون 6]، قال أحدهما: (و ليَ دِينٌ ) نَصْب، و قال آخر (و لي دين ) جَزْم، قال القواس: و نحن نقرأ (و لي دين ) جَزْم.
__________
(1) ينظر: تحبير التيسير 23.
(2) في السبعة 92، و التيسير 4 و الاقناع 1/79، و النشر 1/120. و قيل مخلد بن خالد. ينظر: الاقناع 1/79. و في غاية النهاية 2/165 أنّه محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد، و هو وهم.
(3) ينظر: السبعة 92، النشر 1/117.(1/405)
... قال الزَّيْنَبِيُّ: و قرأت على أبي صالح سَعدان بن كثير الجُدِّيّ و محمد بن شُرَيْح العَلاَّف، و قرأ على القَوّاس، فلم يخالفا في شيء إلاّ ان الجُدِّيّ روى تسكين العين من ( المَعْزِ ) (1) [ الانعام 143] كابن فُليح.
رواية الفُلَيْحيَّ
و هو أبو إسحاق، عبد الوهاب بن عطاء بن فُلَيح بن رباح، مولى عبد الله بن كُرَيْز.
طريق الهاشمي عن الخزاعي عنه (2) :
قرأتُ القرآنَ كلَّه على الفارسي، و قرأ على المَهْراني، على أبي علي الصَفَّار المٌقْرِئ، على الهاشمي، على ابي محمد بن إسحاق بن أحمد بن نافع الخُزَاعي.
طريق هبة الله: (3)
... و قرأ المهراني أيضاً على هبة الله، و قرأ على الخُزَاعي، و قرأ على الفُلَيحي.
طريق النقَّاش و هبة الله عن أبي ربيعة و الحَدَّاد عن الفُلَيحي:
و قرأ المَهْراني أيضاً على النَقَّاش و هِبة الله، و قرآ على أبي ربيعة و الحَدَّاد، و قرآ على ابن فُلَيح.
طريق البخاري:
قال أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران -رحمه الله: و قرأ علينا أبو بكر البُخاري بسَمَرْقَنْد، في شهر رمضان، القرآن من أولّه إلى آخره، بقراءة ابن كثير على الروايات الثلاث فسمعتُ القرآن /82و/ كله من لَفْظِه، و أثبتُّ الحروف، و الإختلاف بينهم فيها عنه.
و قرأ على محمد بن إسحاق البخاري، و قرأ على أبي محمد الخُزَاعي، و قرأ ابن فُلَيح على جماعة، قرؤوا على أبي عصمة إسماعيل بن عبد الله بن قُسْطَنْطِين، و قرأ إسماعيل على شِبْل و مَعْروف و غيرهما، على
__________
(1) و قرأ ابن كثير بفتح العين. ينظر: السبعة 271، الحجة لابن خالويه 153، الكشف 1/456.
(2) أسقط الجنابي عنه.
(3) ينظر: تحبير التيسير 23.(1/406)
أكثر من ثمانين شيخاً و فتى من أصحاب ابن كَثير (1) ، فمنهم (2) من قرأ عليه، و منهم من سأله عن الحروف، و منهم من سَمِعه يقرأ بالناسِ في رَمضان، فمِمَن قرأ عليه ابن فليح محمد بن بَزِيع الأزرق، و محمد بن عبد الله الخالدي، و محمد بن سَبْعون، و الحسن و حمزة ابنا عُتبة الهاشميان، و أبو الرُوس (3) ابن ابنت عَفراء المخزومي، و هِشام بن سُليمان المخزومي، و عبد الملك بن عبد الله بن شَعْوة (4) ، و شُعَيب بن أبي أُمية، و داود بن شِبل بن عباد، و أبو عصمة، و غيرهم من أصحاب إسماعيل بن عبد الله و كان أقربهم عَهداً به محمد بن بزيع مات إسماعيل بن عبد الله و هو يقرأ عليه.
و قرأ ابن فُليح أيضاً على وهب بن زَمْعة، عن زَمْعة بن صالح، عن ابن كثير، عن مجاهد، و دِرْباس (5) ، ابن عباس.
... و لم يختلف زَمْعَة عن هؤلاء إلاّ في (شُرَكَائي ) (6) ]النحل 27]، فقرأ بلا هَمز و لا مدّ، و في (ألانَ و قَدْ عَصَيتَ ) (2) ]يونس 91] ، (الآنَ و قَد كُنتُم ) (7) ]يونس 51[ فقرأ استفهامية واحدة مخففة بغير مد و لا همز.
__________
(1) في الأصل (بن)
(2) جعلها الجنابي ( و منهم)، و هو خلاف الأصل.
(3) في الأصل (أبو الدوس)، و الصواب ما أثبتُّه. ينظر: غاية النهاية 1/286.
(4) في الأصل (سعوة) و هو تصحيف. ينظر: غاية النهاية 1/469.
(5) و قيل دِربَّاس، مشددة الباء. ينظر: غاية النهاية 1/280.
(6) قرأ ابن كثير (شركايَ) بغير همز و بفتح الياء و قرأ أبو عمرو و نافع و عاصم و ابن عامر و حمزة و الكسائي بهمزة و فتح الياء. ينظر: السبعة 371، التيسير 137، النشر 2/303.
(7) و (3) قرأ نافع بفتح اللام و مدّ الهمزة الاولى و لا يهمز بعد اللام و الباقون يهمزون بعد اللام. ينظر: السبعة 327، التيسير 122.(1/407)
... و يقال أنَّ ابن فُلَيح قرأ على عبد الملك بن شَعْوة و شُعَيب ابن أبي مُرَّة (1) و هما قرآ على زَمْعَة، و هو الأصح، و الله أعلم.
... و قرأ ابن كثير على أبي الحجاج مجاهد بن جبر، مولى عبد الله بن السائب المخزومي، و قرأ على ابن عباس، و قرأ على أُبيّ، و قرأ على رسول الله - صلى الله عليه (2) .
و قرأ ابن كثير أيضاً على دِرْباس، مولى ابن عباس، و قرأ على ابن عباس (3) .
و قرأ ابن كثير أيضاً (4) على عطاء ابن أبي رباح، و قرأ على ابن عباس، و يقال: إنّ عطاء قرأ على أُبيّ نفسه، ثم عرض على ابن عباس، فإنْ صَحَّ ذلك فهو من الطبقة الثانية، و إنْ لا فهو من الطبقة الثالثة.
... مات سنة عشرين و مئة، رحمة الله عليه (5) .
... و قد كان بمكة في زمانه جماعة من القرّاء الذين خلفوا التابعين، لم تجتمع العامة على قراءاتهم كاجتماعهم على قراءته، منهم أبو صَفْوان حُمَيدْ بن قَيس الأعرج /82ظ/، مَولى بني هاشم، و يقال: مولى لآل بني أسد و محمد بن عبد الرحمن بن مُحَيْصِن السَّهْمي، و الأعْسَم المكيّ، و يزيد البَرْبَريّ. ذكرها أبو حاتم معهم.
إسناد قراءة ابن مُحَيْصِن
... و هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن مُحَيْصِن، و يقال: محمد بن عبد الله بن مُحَيْصِن و يقال: عبد الرحمن بن محمد بن محَيْصِن السَّهْمي (6) .
... أخذ القراءة أيضاً عن مجاهد و دِرْباس، مولى ابن عباس، و كان عالماً بالعربية، يُروى عن مجاهد أنّه كان يقول: ابن مُحَيْصِن يبني و يُرَصِّص في العربية، يَمْدَحُهُ بذلك (7) .
__________
(1) في الأصل ابن أبي أُمية، و الصواب ما أثبته. ينظر: غاية النهاية 1/328.
(2) ينظر: غاية النهاية 1/443، 444.
(3) ينظر: السبعة 65، غاية النهاية 1/444.
(4) سقطت (أيضاً) من طبعة الجنابي.
(5) ينظر: غاية النهاية 1/444.
(6) ينظر: معرفة القراء الكبار 81، غاية النهاية 2/167.
(7) ينظر: السبعة 65، معرفة القراء الكبار 82.(1/408)
... أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن الحسين المقرئ- رحمه الله ، قال: قرأتُ على أبي عبد الله محمد بن الحسين الحَرَمي، و قرأ على أبي الفرج الشَنَبُوذي، و قرأ على ابن شَنَبُوذ، و قرأ على محمد بن عيسى الهاشمي (1) ، و قرأ على نصر بن علي، و قال نصر: حدثنا (2) أبي، عن شِبْل بن عَبَّاد، عن ابن مُحَيْصن. و قرأ أبو الفرج على ابن مجاهد، [و قرأ ابن مجاهد] (3) على محمد بن عيسى الهاشمي على بِشْر بن هلال، عن بَكَّار، عن يحيى بن سعيد، عن شِبْل و يحيى بن جُرْجَة، عن ابن مُحَيْصن، عن دِرْباس، عن مولاه عبد الله بن العباس، على أُبي بن كعب، على رسول الله صلى الله عليه و سلم.
إسناد قراءة عبد الله بن عامر اليحصبيّ الشاميّ (4)
و اختلف في كنيته، فقيل: أبو عمران، و هو الأصح، و قيل ابو عمرو، و قيل: ابو محمد، و قيل: أبو نعيم، و الله أعلم (5) .
و كان -رحمه الله - قارئ أهل الشام، و مقرئَهم في مسجد دمشق، و إمامهم الذي تمسّكوا بقراءته، و اقتدوا به فيها بعد التابعين، لم يَعْدُوها من وقتهم إلى وقتنا هذا، و كان لا يخالف ما مضى عليه السلف، و لا خالف في قراءته النقل و الخبر (6) .
و يَحْصُب بطن من بطون حِمْيَر، و هو يَحْصُب بن دهمان بن عامر ابن حمير بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطَان، و إن شئت قلت: نسبه من بني يَحْصُب، حَيٌّ من اليمن، قال ابن مهران: و سمعت بالشام أنّ يَحْصُب قرية من قرى حمص (7) ، و الله أعلم.
__________
(1) في الأصل (موسى بن عيسى) و الصحيح أنّه محمد. ينظر: غاية النهاية 2/225.
(2) الجنابي: (لقد حّدَّثنا)، و هي زيادة عمّا في الأصل.
(3) (و قرأ ابن مجاهد) أسقطها الجنابي.
(4) جعل الجنابي العنوان هكذا 0خامساً قراءةعبد الله بن عامر) و هو خلاف ما في الأصل.
(5) ينظر: غاية النهاية 1/424.
(6) ينظر: السبعة 86، عرفة القراء الكبار 67.
(7) ينظر: غاية النهاية 1/424.(1/409)
رواية ابن ذكوان (1)
-طريق ابن الأخرم: (2)
قرأتُ القرآنَ من فاتحته إلى خاتمته، على الإمام أبي الحسن الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على أبي الحسن محمد بن النَّضْر بن مُرّ بن الحُرّ الرَّبْعيِّ، من ربيعة الفَرَس، المعروف بابن الأخْرَم، و قرأ على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شُرَيك الأخفش الدمشقي، و قرأ على أبي عمر و عبد الله بن أحمد بن قيس بن بشير بن ذَكْوان، و قرأ على أيوب بن تميم التميمي الدمشقي القارئ، و قرأ على يحيى بن الحارث الذِّماري /83و/، و قرأ على ابن عامر.
-طريق التغلبي عن ابن ذَكْوان (3) :
أخبرنا أبو عثمان البَحِيْري، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا ابن مجاهد، قال: أخبرنا أحمد بن يوسف التغلبي، عن عبد الله بن أحمد بن ذَكْوان الدِمَشْقي، قال: قرأت على أيوب بن تميم القارئ التميمي، و أخبرني ايوب أنَّه قرأ على يحيى بن الحارث الذِّمَاري، و أنَّ يحيى قرأ على ابن عامر.
رواية هشام بن عمّار (4)
-طريق الحُلواني: (5)
قرأتُ على الفارسي و قرأ على الَمْهراني، و قرأ على أبي بكر البُخاري المقرئ، و قرأ على محمد بن إسحاق البُخاري، عن أحمد بن يزيد الحُلْواني، و قرأ الحُلْواني على هِشام بن عَمَّار بن نَصْر بن مَيْسَرة بن أبَّان السُّلمي، و قرأ على أيوب بن تميم، و سُوَيد بن عبد العزيز، و قرأ على يحيى بن الحارث، و قرأ يحيى على ابن عامر.
-طريق الرازي:
__________
(1) ينظر: السبعة 87، التيسير 6، الاقناع 1/106، لطائف الاشارات 1/102.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/104.
(3) ينظر: السبعة 86، التيسير 6، الاقناع 1/109.
(4) ينظر: السبعة 86، التيسير 6، الاقناع 1/109.
(5) ينظر: غاية الاختصار 1/72، لطائف الاشارات 1/133.(1/410)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد البخاري عن محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن يوسف الرازي المقرئ، عن هشام، و ذكر الإسناد.
رواية الوليد بن مسلم عن يحيى (1) عنه
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن الحسين المقرئ بحروف الوليد، قال: قرأتُ على أبي عبد الله الحَرَميّ، و قرأ على أبي بكر أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد الشَّذَائي البغدادي، و قرأ على ابي الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصَّلْت بن شَنَبُوذ، و قرأ على أبي يعقوب إسحاق ابن إبراهيم الَمرُوْزي، أخيَ وَرَّاق خَلف، و قرأ على أبي بِشْر الوليد بن مسلم، و قرأ على يحيى بن الحارث الذِّمَاريّ، و قرأ على ابن عامر.
... قال ابن شَنَبُوذ: و قرأت بهذه الرواية أيضاً على أبي الحسن أحمد بن نصر بن شاكر، و قرأ على أبي العباس الوليد بن عُتْبة، و قَرأ على الوليد بن مسلم، على يحيى، على ابن عامر.
... و أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين المقرئ البُخَاري إجازةً، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المَرُوزي، قال: حدثني ابو بكر احمد بن جعفر بن محمد بن سلم، قال: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا الحسن بن عليّ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المَرُوزي، قال:حدثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث عنه.
رواية الوليد بن عُتْبة عن أيوب (2)
__________
(1) ينظر: السبعة 86.(1/411)
... أخبرنا أحمد بن الحسن المقرئ بحروف ابن عُتْبة، قال: قرأت على محمد بن الحسين الكارَزِيني، و قرأ على الشَّذَائي، و قرأ على ابن شَنَبُوذ، و قرأ على ابن شاكر، و قرأ على أبي العباس /83ظ/ الوليد بن عُتْبة الأشْجَعي، و قرأ على أيوب، و قرأ على يحيى، و قرأ على ابن عامر، [و قرأ ابن عامر] (1) على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي (2) ، و قرأ على عثمان -رضي الله عنه، و قرأ على رسول الله -صلى الله عليه، فكان من الطبقة الثانية بعد التابعين، بقراءته على عثمان. (3)
... كذلك ذكره الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث الذِّمارِيّ، عن عبد الله بن عامر أنّه قرأ على عثمان (4) .
... و قرأ ابن عامر أيضاً على وائِلة بن الأسْقَع، و قرأ على رسول الله- صلى الله عليه (5) .
... و قد قرأ ابن عامر أيضاً على أبي الدرداء و معاوية، و قرآ على رسول الله -صلى الله عليه (6) .
... و قرأ على ابن عامر إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، بعد قراءته على أنس بن مالك -رضي الله
عنه، فكان من التابعين و من الطبقة الأولى بعد الصحابة، يقراءته على هؤلاء (7) .
... و توفي بدمشق فيما ذكر أبو عبيد القاسم بن سلاّم سنة ثماني عشرة و مئة (8) –رحمة الله عليه.
__________
(1) (و قرأ ابن عامر) أسقطها الجنابي.
(2) ينظر: معرفة القراء الكبار 68.
(3) يظر: السبعة 86، غاية النهاية 1/424.
(4) ينظر: معرفة القراء الكبار 70.
(5) ينظر: المصدر نفسه 2/425. و قد سقطت عبارة الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طبعة الجنابي.
(6) ينظر:غاية النهاية 1/424.
(7) ينظر: غاية النهاية 1/425.
(8) ينظر: معرفة القراء الكبار 70، غاية النهاية 2/425.(1/412)
... و قد كان بالشام بعد التابعين من القرّاء جماعة لم تجتمع الناس على قراءاتهم كاجتماعهم على قراءة عبد الله بن عامر، منهم إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر، و عبد ربّه بن سليمان، و يونس بن ميسرة، و عطية بن قيس، و هو أشهرهم، ثم بعدهم الحسين بن عمران، و أصحابه نبُيَج، و الجَّراح، و أبو واقد، و إبراهيم بن أبي عبلة، و يزيد بن قطيب، و أبو البُرْهَسَم، و غيرهم لأنّهم لم يتجرَّدوا للقراءة تجرَّده.
إسناد قراءة أبي عمرو بن العلاء
سيّد القرّاء، و هو أبو عمرو بن العلاء بن عمّار بن العُريان بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم [بن حجر] (1) بن خُزَاع بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن أد بن طابخة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار النحوي (2) .
... و كان قارئ أهل البصرة، و مُقْرِئَهم بها و إمامهم الذي تمسكوا بقراءته، و اقتدوا به فيها بعد التابعين إلى وقتنا هذا، و كان أعلمُ الناس في زمانه بالقرآن و العربّية و الشعر و أيام الناس، و كان كثير الرواية للحديث و العلم.
... و كان وُلِدَ بالبصرة، و نشأ بالحجاز، و قرأ على قُرّائِها، و توفي بالكوفة، و قال أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ: و هو نزيل البصرة، ينسب إليها، لكنه وُلد بمكة، و نشأ بالبصرة، و مات بالكوفة (3) ، و الله أعلم.
__________
(1) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.
(2) ينظر: السبعة 80، غاية النهاية 1/288.
(3) ينظر: معرفة القراء الكبار 85، غاية النهاية 1/289-290.(1/413)
... و اختلف في اسمه؛ لأنَّه قد كان شُهر بالكُنية، و لم يُسأل ذلك عنه لهيبته، فقيل في ذلك بأثني عشر قولاً: فقال: اليَزيدي و عبد الوارث: العُريان بن العَلاء، و قال الأصمعيّ و الحسين الجُعْفيّ: زَبَّان بن العلاء، و قيل: يحيى، و قيل: /84و/ جُنَيْد، و قيل: عُيَيْنة، و قيل الحَكَم، و قيل: هلال، و قيل: مَحْبُوب، و قيل: عُقْبة، وقيل سُكين، و قيل: فائد، و قيل: اسمه كنيته، و الأصح أنّه زَبَّان بن العلاء، كما ذكره الأصمعي و الجُعْفيّ، و عليه أكثر الناس (1) .
... و كان هَمّام بن غالب الفرزدق أبو فراس رَوى عنه القراءة و فيه يقول:
و عِشرونَ عاماً فرَّ زبَّانُ هارباً أبو عمروٍ النحويّ يأوي البَوادِيا (2)
رواية اليَزِيْدي عنه (3)
-طريق سَجَّادة:
قرأت القرآن كله على أبي الحسن الفارسي، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على ابن بَوْيان، و قرأ على موسى (4) الهاشمي الزَيْنَبي، و قرأ على إبراهيم بن حَمَّاد المعروف بغلام سجَّادة، أربعين ختمة، و قيل: غلام سجَّادة اسمه حعفر، و الله ألم، و قرأ إبراهيم على أبي محمد يحيى بن المبارك العدوي النحوي المعروف باليزيدي، و إنّما سُمي باليزيدي لأنّه كان يُؤَدِّب ولد يزيد بن منصور الحميري، خال المهدي، و لا يُقدِّم عليه أحد من أصحاب أبي عمرو في الضبط لمذاهبه في القراءات، و قال (5) أبو حاتم كان اليزيدي معلم كتاب قُبالة دار أبي عمرون رحمه الله.
رواية أُوقِيَّة عن اليزيدي
-طريق ابن مقسم:
__________
(1) ينظر: السبعة 80-81.
(2) لم أجد البيت في الديوان.
(3) ينظر: السبعة 85، 99، التيسير 5، غاية الاختصار 1/73، 108.
(4) في الأصل (عيسى)، و الصواب ما أثبتُّه كما في غاية النهاية 1/13.
(5) في الأصل (و كان)،و هو غير مناسب.(1/414)
قرأتُ على الفارسي، و قرأعلى المَهْراني، و قرأعلى أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن داود بن عبد الله بن مقسم الإمام، قرأ على أبي قُبَيْصَة حاتم بن إسحاق الضَّرير المَوْصِلي، و قرأ على أبي الفتح عامر بن عمر المعروف بأُوقِيَّة، و قرأ على اليزيدي.
-طريق البُخاري:
قرأتُ عليه، و قرأ على أحمد بن الحسين، و قرأ على أبي بكر البُخاري، و قرأ على محمد بن إسحاق البُخاري، و قرأ على أبي الصَّقْر المَوْصِلي بالإسكندرية، و قرأ على إبراهيم بن كعب الموصلي، و قرأ على أوقية، [و قرأ على اليزيدي] (1) .
رواية أبي عمر الدُّوري عن اليزيدي (2)
-طريق ابن فَرَح: (3)
قرأتُ عليه، و قرأ على ابن مهران، قال: قرأتُ على أبي الصَّقْر محمد بن جعفر بن محمد المقرئ المعروف بابن الدَّوْرَقي ببغداد، و أخبرني زيد بن علي المقرئ بالكوفة، قالا: قرأنا (4) على أبي جعفر أحمد بن فرح، و قرأ على الدُّوري، و قرأ على اليزيدي.
[رواية السوسي عن اليزيدي (5) (6)
-طريق الرقيّ: (7)
قرأت عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على ابن أبي بكر النقّاش الموصلي، و قرأ على أبي الحارث محمد بن أحمد الرقيّ بِطَرْطوس، /84ظ/ و قرأ على أبي شعيب صالح بن زِياد بن عبد الله بن الجَارُوْد السُّوسي القَوَّاس (8) ، و قرأ على اليزيدي.
__________
(1) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.
(2) ينظر: السبعة 99، التيسير 5، الاقناع 1/96، لطائف الاشارات 1/101.
(3) غاية الاختصار 1/73.
(4) الجنابي: قرأ، و هو خلاف ما في الأصل.
(5) ينظر: السبعة 100، الاقناع 1/98، لطائف الاشارات 1/101.
(6) ما بين المعقوفين ساقط من طبقة الجنابي.
(7) ينظر: لطائف الاشارات 1/130.
(8) [القواس] أسقطها الجنابي.(1/415)
... قال السُّوسي: حدثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنّه كا ن يقرأ بهذه القراءة، و كان عرف القراءات، فقرأ من كلِّ قراءة بأحسنها، و ما تختاره العرب، و ما بَلَغهُ من لغة النبيّ - صلى الله عليه - و جاء تصديقه في كتاب الله، عزَّ و جلَّ.
رواية أبي أيوب عن اليزيدي (1)
-طريق المعدّل:
قرأت على الفارسي، و قرأعلى المهراني، و قرأ على النقّاش المَوْصلي، و قرأ على أبي عبد الرحمن مَدْيَنُ بن شُعَيب المعروف بمَرْدَوَيْهِ الصائغ، و قرأ على أبي جعفر أحمد بن حَرب المُعَدَّل، و قرأ على أبي أيوب سليمان بن أيوب الخيّاط، و قرأ على اليزيدي.
-طريق فَضْلان:
قرأت على الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على محمد بن محمد بن مَرْثَد المقرئ، و قرأ على محمد بن إسحاق المُفَسِّر، و قرأ على فَضْلان ، و هو الفَضْل بن مُخَلَّد المؤدب، و قرأ على أبي أيوب، و قرأ على اليزيدي.
رواية أبي حمدون [ عن [ اليزيدي ] (2)
-طريق بَكَّار:
... قرأت عليه، و قرأ على ابن مَهْران، و قرأ على أبي عيسى بَكَّار بن أحمد بن بَكَّار بن عيسى بن بَنَانٍ المقرئ، و قرأ على أبي علي الحسن بن الحسين الصَّواف، و قرأ على أبي محمد الطيّب بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي التراب الذُّهْلِيّ المعروف بأبي حمدون الفصَّاص الزاهد، و قرأ على اليزيدي.
-طريق البُخاري:
... قرأت عليه، و قرأ على ابن مَهْران، و قرأ على أبي بكر البُخاري، و قرأ على أبي عبد الله، و قرأ على
فَضْلان، و قرأ على أبي حمدون، و أبي أيوب، و عُبِيْد الضرير (3) ، و قرؤوا على اليزيدي.
__________
(1) ينظر: السبعة 99.
(2) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.
(3) جعله الجنابي (عبيد الله) ، و الصواب ما أثبتُّه كما في الأصل، فهو أبو محمد عبيد بن عبد الله الضرير. ينظر: غاية النهاية 1/496.(1/416)
... قال أبو حمدون: قال اليزيدي: كان أبو عمرو يقرأ هذه القراءات، و كان قد عرف القراءات، فقرأ من كل قراءة بأحسنها، و بما تختاره العرب، و مِمّا بلغه من لغة النبيّ -صلى الله عليه، و جاء تصديقه في كتاب الله –عزّ و جلّ، و هكذا ذكر أبو خَلاّد سُليمان بن خَلاّد عن اليزيدي، كما ذكره أبو حمدون و السوسي عنه، و قرأ اليزيدي على أبي عمرو.
رواية شجاع عن أبي عمرو (1)
و هو أبو نعيم شُجاع بن أبي نصر الخرساني البَلْخي القارئ الزاهد، نزل الثغر (2) ، و عبد ربَّه حتى أتاه اليقين.
-طريق بَكّار:
قرأتُ على الفارسي، و قرأ على الَمْهراني، و قرأ على بكار، و قرأ على الصَوَّاف، و قرأ على أبي جعفر محمد بن غالب، على شُجاع بن أبي نَصْر البَلْخِي ساكن الثغر.
-طريق الشُّوْنِيْزِي:
... قرأتُ عليه، و قرأ على /85و/ ابن مهران، و قرأ على أبي عبد الله الحسين بن الفَضْل بن محمد النُعماني الضَّرير، و قرأ على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عَلُّويةَ الشُوْنِيْزي (3) ، و قرأ على ابن غالب، و قرأ على شجاع.
-طريق البخاري:
... قرأتُ عليه، و قرأ على ابن مَهْران، و قرأ على أبي بكر البُخاري، و قرأ على (4) أبي عبد الله البُخاري، و قرأ على أبي علي (5) الحسن بن حباب الدَّقَّاق، و على (6) أبي علي الصَّوَّاف، و على الفضل بن مَخْلَد، و قرؤوا على ابن غالب، و قرأ على شجاع، [و قرأ ابن عمرو] (7) .
__________
(1) ينظر: السبعة 100، غاية الاختصار 1/73.
(2) الجنابي: (المُقر بِذُلِّة) و ليس كذلك في الأصل.
(3) جعله الجنابي (محمد بن المُعَلّى الشُوينيزي) فهو مَنْ قرأ على ابن غالب كما في: معرفة القراء الكبار 209، غاية النهاية 1/33، 2/264.
(4) (على) أسقطها الجنابي.
(5) (علي) أسقطها الجنابي. و الصواب ما أثبته كما في الأصل، و ينظر: غاية النهاية 1/209.
(6) جعلها الجنابي (و قرأ على)، و ليس كذلك في الأصل.
(7) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.(1/417)
رواية العباس عن أبي عمرو
-طريق أُوقِيّة:
قرأت على أبي الحسن، و قرأ على أحمد بن الحسين، و قرأ على أبي بكر البخاري، و قرأ على محمد بن إسحاق البخاري، و قرأ على أبي الصَّقر المَوْصِلي بالاسكندرية، و قرأ على إبراهيم بن كعب الموصلي، و قرأ على أوقِيّة، و قرأ على أبي الفضل عباس بن الفضل الأنصار، قاضي الموصل، و قرأ على أبي عمرو.
-طريق عبد الغفار:
أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين المقرئ إجازةً، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو الحسين، قال: حدثنا ابن سَلْم، قال: حدثنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن عبد الغفار بن عبد الله (1) ، عن أبي الفضل العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن حنظلة الأوسي الأنصاري، عن أبي عمرو، و اسمه زَبَّان بن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن جُلْهُمَة ابن حِجْر بن خزاعي بن مازن بن عمرو بن تميم.
رواية عبد الوارث عن أبي عمرو (2)
-طريق القَصَبي: (3)
... أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن الحسين المقرئ الكَرْماني بحروف عبد الوارث عن أبي عمرو قال: قرأت على أبي عبد الله الحَرَمي، قال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره بترك الهمز و الإظهار و الإدغام و بالهمز و الإظهار على أبي العباس المطوعي، و قرأ على أبي بكر يَمُوت بن المُزَرَّع العَبْدي، و قرأ على محمد بن عمر القَصَبي، و قرأ على أبي عبيدة عبد الوارث بن سعيد التنوري، و قرأ على أبي عمرو.
__________
(1) في الأصل (عبد الغفار بن عبد)، و قد أكملت الاسم. ينظر: غاية النهاية 1/397.
(2) ينظر: السبعة 99.
(3) في الأصل (الفضي) و هو تحريف. ينظر: غاية النهاية 2/116، 392.(1/418)
... و قال الحرمي: و قرأت أيضاً على الشيخ الثقة أبي الحسن علي ابن محمد بن إبراهيم بن خُشْنام المالكي، بالبصرة، و قرأ على أبي بكر أحمد ابن محمد بن عيسى، بالبصرة، قالا: قرأنا على أبي العباس محمد بن يعقوب المعدّل، و قرأ على أبي جعفر أحمد بن علي الخزاز، و قرأ على القَصَبي (1) ، و قرأ على عبد الوارث، و قرأ على أبي عمرو بالهمز و الإظهار و ترك الهمز مع الإدغام و الإظهار.
... و أخبرنا أبو علي البخاري إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا ابن سَلْم، قال: حدثنا علي بن محمد بن عُبَيْد الحافظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن أبي خُثَيمْة زهير بن حَرْب، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد /85ظ/ ابن عمر القَصَبي، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أبي عمرو.
رواية المِنْقَرِيّ
أخبرنا أحمد بن الحسن المقرئ بطريق المنقري، قال: قرأت على الحرمي، و قرأ على المطوعي، و قرأ على أبي العباس أحمد بن عُثمان البصري المعروف بالأسواني (2) ، بالأسوان و هي مدينة في الصعيد الأعلى، و قرأ على أبي الحسن أحمد بن علي البصري، و قرأ على أبي مُعَمَر عبد الله بن عمرو (3) المنقري، و قرأ على أبي عبد الوارث، و قرأ على أبي عمرو بالهمز و الإظهار.
__________
(1) في الأصل (الفضّي) و هو تحريف أيضاً.
(2) نبه ابن الجزري إلى وقوع وهم في هذا الاسناد، فقال إنّ أبا العباس الأسواني قرأ على أحمد بن عبيد الله بن عبد الواحد المصري عن قراءته على أحمد بن علي البصري صاحب المنقري. ينظر: غاية النهاية 1/80-81.
(3) في الأصل 0عامر)، و الصواب أنّه (عمرو)، ينظر: غاية النهاية 1/439.(1/419)
و قد رَوى القراءة عن أبي عمرو جماعة غير مَنْ تقدَّم ذكرهم كلهم أئمة ثِقاتُ يُقتدى بهم، منهم: يونس بن حبيب النحوي، و أبو عبد الله هارون بن موسى العَتَكِي، و علي بن نصر بن علي الجَهْضَمي، و عبد الملك بن قُرَيْبٍ المعروف بالأصْمعيّ، و أبو زيد سعيد بن أوْس الأنصاري النحوي، و أبو نصر عبد الوهاب بن عطاء العِجْلِي، و عُبيد (1) بن عقيل، و الحسين (2) بن علي الجَعْفِي، و خارِجة بن مُصْعَب، و أبو جعفر أحمد بن موسى اللؤلؤي، و محمد بن الحسن الملقب محبوباً،و مُعَاذ بن مُعَاذ، و داود بن يزيد الأزدي، و خالد بن جَبْلة (3) ، و إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري صاحب نافع، و أخوه عبد الله بن جعفر المدنيان، و روى عنه أيضاً حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، و عيسى بن عمر الهَمَذَاني، لقياه بالكوفة، حروفاً يسيرة، إلاّ أنَّ هذه الروايات كلها جاءت سماعاً و روايةً لا تلاوةً و لا قراءةً.
و قرأ أبو عمرو على مجاهد، و سعيد يبن جُبَير، و عِكْرمة، و قرأوا على ابن عباس، و قرأ على أُبيّ، و قرأ على رسول الله - صلى الله عليه.
و قرأ أبو عمرو أيضاً على أبي جعفر، و شَيْبة، و يزيد بن رومان (4) ، و الحسن، و حُمَيد بن قَيْس، و غيرهم، و قرؤوا على ابن عباس، فكان من الطبقة الثالثة بعد التابعين بقراءته على هؤلاء.
__________
(1) في الأصل (عقيد)، و الصواب أنه (عبيد)، ينظر: غاية النهاية 1/496.
(2) الجنابي: الحسن، و الصواب ما أثبتُّه كما في الأصل، و ينظر: غاية النهاية 1/247.
(3) الجنابي. حبلة، و هو تصحيف. و ينظر: غاية النهاية 1/269.
(4) في الأصل و طبعه الجنابي (روحان) و هو تحريف، ينظر: غاية النهاية 2/381.(1/420)
... و قرأ أبو عمرو أيضاً على يحيى بن يَعْمُر الغَطَفَاني، و قرأ على أبي الأسود الدؤلي، و اسمه ظالم بن عمرو، ولد في الجاهلية، و قرأ على علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه، و قرأ على رسول الله صلى الله عليه (1) .
... و كان أبو عمرو من الطبقة الرابعة بقراءته على ابن كثير، كذلك [حكى حماد بن سلمة، قال: رأيت أبا عمرو يَقرأ على ابن كثير.
... مات بالكوفة، في خلافة المنصور،[سنة ست أو سبع أو أربع و خمسين و مئة (2) ، رحمه الله عليه] (3) .
... و قد كان في عصره بالبصرة بعد التابعين من القرّاء جماعة لم يبلغوا منزلته، منهم: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، و أبو المُجَشِّر عاصم بن أبي الصباح الجَحدري، و عيسى بن عمر الثقفي، و هم أهل فصاحة و علم أيضاً، غير أنّهم لم يتجردّوا للقراءة تجرُّده، و لم يُحفظ عنهم ما حفظ عنه، فلذلك لم تجتمع الناس على قراءاتهم.
إسناد قراءة عاصم (4)
و هو أبو بكر، عاصم بن أبي النَّجود الحنَّاط الكوفي /86و/ الأسدي –رحمه الله، كان قارئ أهل الكوفة و مقرئهم بعد أبي عبد الرحمن السلمي في مسجده (5) ، و إمامهم الذي تمسكوا بقراءته، و اقتدوا به فيها بعد التابعين،إلى وقتنا هذا،و كان في قراءته متبعاً آثار مَنْ قبله غير مخالف فيها لما مضى عليه السلف.
... و كان يُكَنَّى أبا بكر، و أبو (6) النجود بَهْدَلة، و هو مولى بني جُذَيْمَة ابن مالك بن النضر بن قعين بن أسد، قال ابن مهران: و قيل بهذلة اسم أُمه، كذلك سمعت بالعراق (7) ، و الله أعلم.
__________
(1) ينظر: السبعة 83، غاية النهاية 1/292.
(2) ينظر: معرفة القراء الكبار87.
(3) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.
(4) جعل الجنابي العنوان هكذا (سابعاً عاصم بن أبي النجود)، و قد أثبتُّه كما في الأصل.
(5) ينظر: معرفة القراء الكبار 73.
(6) في في الأصل (أبي).
(7) ينظر: السبعة 70، معرفة القراء الكبار 74، غاية النهاية 1/346-347.(1/421)
... و كان عاصم في بدء امره حَنّاطاً فيما ذُكِر.
رواية أبي بكر عن عاصم (1)
-طريق النقار و النقاش و حمّاد عن الحنَّاط عن الشموني عن الأعشى عنه: (2)
قرأت القرآن كله من فاتحته إلى خاتمته على الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن محمد، و قرأ على أبي بكر أحمد بن الحسين، و قرأ بالكوفة على أبي علي الحسن بن داود بن الحسن القُرَشي المعروف بالنَّقَّار، و على أبي الحسن حماد بن أحمد بن حماد الضرير المقرئ، و ببغداد على أبي بكر محمد بن الحسن النقّاش الموصلي، و هم قرؤوا على أبي محمد القاسم بن أحمد بن يزيد الخياط التميمي، و قرأ على أبي جعفر محمد بن حبيب الشَّمُوني، و قرأ على أبي يوسف يعقوب بن محمد بن خليفة بن سعد بن هلال الأعشى، مولى بني عَطَارد من بني قُثَم، و قرأ على أبي بكر بن عياش بن سالم الحَنَّاط، مولى بني كاهل من بني أسد، و قرأ أبو بكر على عاصم (3) .
و اختلف في اسم أبي بكر، فقيل في ذلك باثني عشر قولاً: قيل: اسمه شعبة و هو الأصح، و قيل: رؤبة،و قيل: محمد، و قيل: حماد، و قيل: أشعث، و قيل: مطرف (4) ، و قيل: عبد الله، و قيل: سالم، و قيل: عنترة، و قيل: يحيى، و قيل: لا اسم له، و قيل: اسمه كنيته، روي عن يزيد بن مهران أنّه قال: قلت لأبي بكر: ما اسمك ؟ قال: يوم وضَعَتني أُمي سمَّتني أبو (5) بكر.
-طريق القلاء عن الشموني: (6)
__________
(1) ينظر: السبعة 71، 94، التيسير 6، الاقناع 1/117.
(2) ينظر: لطائف الاشارات 141.
(3) ينظر: غاية النهاية 1/326.
(4) (!) الجنابي: مترّف، و الصواب ما أثبتُّه كما في الأصل. ينظر: معرفة القراء الكبار 110.
(5) لعل قوله (أبو) على الحكاية.
(6) غاية الاختصار 1/77.(1/422)
أخبرنا أبو الحسن الفارسي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين، قال: حدثني حماد بن أحمد، قال:حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، قال: أخبرني محمد بن عبد الله القلاء، قال: قرأت على محمد بن حبيب الشَّمُوني، و قرأ على الأعشى، و قرأ على أبي بكر، و قرأ على عاصم.
-طريق الغالبي عن الأعشى عنه: (1)
قرأت على الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على حمّاد بن أحمد المقرئ الكوفي، و قرأ على أبي الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحمن بن يزيد بن عمران التميمي، و قرأ على أبي جعفر محمد بن غالب الصَيْرَفي، و قرأ على الأعشى، و قرأ على أبي بكر، و قرأ على عاصم.
و كان الأعشى أضبط أصحاب أبي بكر، قال الأعشى: قال لي أبو بكر يا أبا يوسف، إنّي أُصلي خلف إمام بني أسد، و قد غيّر (2) علىقراءتي، و لم أعلم أحداً أضبط للقراءة منك، فاعرض عليَّ عرضة، فجلست في أصحاب /86ظ/ الشعير أدرس عليه و ما بي حاجة إليه.
رواية البرجمي عن أبي بكر (3)
قرأتُ عليه (4) ، و قرأ على أحمد، و قرأ على زيد بن علي بالكوفة، و قرأ على أبي القاسم عبد الله بن جعفر بن القاسم بن أحمد السَّ وَّاق الضَّرير البجلي (5) ، و قرأ على جعفر بن عَنْبَه بن يعقوب بن عمرو اليَشْكُري، و عبد الله بن علي الخياط، و غيرهما من أصحاب عبد الحميد بن صالح البُرْجُمي، و هم قرؤوا على أبي صالح عبد الحميد بن صالح البُرْجُمي، و قرأ البُرْجُمي على أبي بكر، و قرأ أبو بكر على عاصم.
رواية يحيى عن أبي بكر (6)
-طريق الصَّرِيْفِيْني: (7)
__________
(1) غاية الاختصار 1/76.
(2) الجنابي: (و قد تمرُّ علي)، و قد أثبتُّ ما في الأصل، و هو أوضح للمعنى.
(3) ينظر: غاية الاختصار 1/77.
(4) يعني أبا الحسن الفارسي.
(5) في الأصل (البلخي)، و الصواب ما أثبتُّه. ينظر: غاية النهاية 1/412.
(6) ينظر: غاية الاختصار 1/77.
(7) ينظر: تحبير التيسير 28.(1/423)
قرأتُ (1) على الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على أبي الحسن علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع القَلانِسي، و قرأ على أبي بكر يوسف بن يعقوب بن الحسن الواسطي، عن شُعيب بن أيوب بن زُرَيق الصَّرِيْفِيْني، عن أبي زكريا يحيى بن آدم الحاسب القُرَشي، عن أبي بكر، عن عاصم المقرئ البُخاري إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحسن، قال: حدثنا ابن سَلْم، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن شهريار، قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود العِجْلي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: سألت أبا بكر بن عَيّاش هذه الحروف فحدثنا بها عن عاصم أنّه أقرأها إيّاه كلها.
-طريق محمد بن المنذر عن يحيى: (2)
و أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا ابن سَلْم، قال: حدثنا عبيد بن محمد المَرُوْزِي، قال: حدثنا محمد بن سَعْدان النحوي، قال: أخبرنا محمد بن المنذر، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم.
-طريق خلف عن يحيى:
و أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو الحسين، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين المقرئ، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا إدريس بن عبد الكريم، قال: حدثنا خلف بن هشام ، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم بحروف القرآن.
-طريق الوَكِيعي: (3)
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، قال: أخبرنا زاهر بن أحمد السَّرخَسي، قال: أخبرنا أبو بكر ابن مُجاهد المقرئ، قال: أخبرني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوَكِيْعي، عن أبيه، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم.
-طريق الرِّفاعي:
__________
(1) الجنابي: (قرأت القرآن)، و ليس كذلك في الأصل.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/76 .
(3) ينظر: تحبير التيسير 28.(1/424)
أخبرنا أبو عثمان، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا ابن مجاهد، قال: حدثني موسى بن إسحاق و محمد بن عيسى الثَّقَفي، عن أبي هشام محمد بن يزيد بن كثير بن رفاعة بن سماعة (1) الرفاعي القاضي، عن يحيى، عن أبي بكر، عن عاصم.
... قال أبو بكر بن عياش: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفاً إلاّ أبو عبد الرحمن،و كان تعلّم من عثمان، و عرض على عليّ، قال عاصم: و كنتُ أرجع من عند أبي عبد الرحمن، فأعرض ما تعلمت منه على زَرّ بن حُبيش، قال أبو بكر: قلت لعاصم: لقد استوثقت يا ابا بكر (2) .
... و قرأ زرّ على عليّ و عبد الله، و قرآ على رسول الله صلى الله عليه.
رواية حماد بن عاصم (3)
من طريق العُليمي: (4)
/87و/ قرأت على أبي الحسن الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على القلانسي، و قرأ على أبي بكر يوسف الواسطي، و قرأ على أبي محمد يحيى بن محمد العليمي الأنصاري الكوفي، و قرأ على حماد بن أبي زياد، و اسم ابي زياد شعيب، و قرأ على عاصم، و قرأ حماد بعد وفاة عاصم على أبي بكر بن عياش، و قرأ العليمي أيضاً بعد وفاة حماد على أبي بكر.
رواية حفص عن عاصم (5)
... و هو أبو عُمَر (6) ، و قيل: أبو داود، و حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الغاضري، ديباج القُرّاء (7) ، يعرف بحفيص البزّاز.
طريق عبد الصمد عن عمرو بن الصباح عنه:
قرات القرآن من أوله إلى آخره على الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على النَقَّاش المَوْصلي، و قرأ على عبد الصمد بن محمد الهَمَذَاني و قرأ على أبي حفص عمرو بن الصباح، و قرأ على حفص.
__________
(1) في الأصل (سماعة بن رفاعة)، و هو وهم. ينظر: غاية النهاية 2/280.
(2) ينظر: السبعة 70.
(3) ينظر: غاية الاختتصار 1/76. ...
(4) ينظر: المصدر نفسه 1/78.
(5) ينظر: السبعة 95،97، التيسير 6، الاقناع 1/120.
(6) الجنابي: أبو عمرو، و هو خطأ. ينظر: معرفة القراء الكبار 116.
(7) الجنابي: دعَّاج، و ليس كذلك في الأصل.(1/425)
طريق زرعان الدقاق: (1)
قرأت عليه، و قرأ على المهراني، و قرأ على أبي الحسن علي بن محمد الخياط المُقرئ القَلانِسي، و قرأ على أبي الحسن زَرْعان بن أحمد بن عبد الله الدقَّاق، و قرأ على جماعة من أصحاب أبي عمر حفص، منهم أبو حفص عمرو بن الصَّباح و غيره، و قرؤوا على حفص.
طريق الأشْنَاني عن عُبَيْد عنه: (2)
قرأت على الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ النقَّاش الموصلي، و قرأ على أبي العباس أحمد بن سَهْل بن الفيروزان (3) الأشناني، و قرأ على أبي محمد عُبَيْد بن الصَّباح المُقْرِئ، و قرأ على حفص.
طريق السمسار عن القواس عنه:
قرأت عليه، و قرأ على المهراني، و قرأ على النقاش الموصلي، و قرأ على أحمد بن علي البزاز المقرئ، و قرأ على إبراهيم السمسار، و قرأ على أبي شُعيب القَوَّاس، و أبي حَفْص الضَّرير، و قرأ على حفص.
طريق الحُلواني عن القواس عنه:
قرأت عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على النقاش، و قرأ على الحسن بن العباس الرازي، و قرأ على أحمد بن يزيد الحُلْواني، و قرأ على القواس، و قرأ على حفص.
طريق الدُوَبري (4) عن هُبَيْرة عن حفص:
قرأت عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على النَقَّاش المَوصِلي، و قرأ على أبي علي حَسْنُون بن الهَيْثَم الدُوَبري، و قرأ على أبي عمر هبيرة بن محمد التَّمار الأبْرَش، و قرأ على حفص.
__________
(1) ينظر: لطائف الاشارات 1/144.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/79.
(3) في الأصل (الفيوراني)، و هو خطأ. ينظر: غاية النهاية 1/59.
(4) الجنابي: الدوري، و هو تحريف ، و قد أصلحه بعد ذلك.(1/426)
... قال ابن مهران: قال النقَّاش: قال حَسْنون: و لم يخالف هُبَيرة عمرو (1) بن الصَّباح إلاّ في خمسة أحرف: في قوله: (يَحْسِب ) بكسر السين حيث وقع، و في مريم و عسق ( يَنْفَطِّرْنَّ ) (2) بالنون [مريم 90، الشورى 5 ] ،و في طه [59] (يَومَ الزينةِ ) بالنصب، و في الأحزاب [33] (و قَرْنَّ ) بكسر القاف، و في ص [84] (قَال فالحَقُّ و الحَقَّ ) (3) بنصب القاف، قال: قال هُبَيْرة: هكذا حفظت هذه الأحرف عن حفص عن عاصم.
... قال حفص: ما خالفت عاصماً إلاّ في حرف واحد، و قال عاصم: ما خالفت ابا عبد الرحمن /87ظ/ في شيءٍ من القرآن، و قال أبو عبد الرحمن: ما خالفت علياً في شيء من القرآن .
رواية المفضل عن عاصم (4)
طريق أبي زيد الأنصاري: (5)
أخبرنا أبو بكر المقرئ الكَرْماني بحروف المُفَصَّل، عن عاصم، قال: قرأت على أبي عبد الله الحرمي، و قرأ على المطوعي، و قرأ على أبي جعفر (6) أحمد بن حرب المعدل، و قرأ على أبي حاتم سهل بن محمد بن عثمان البصري المعروف بالسَجِسْتَاني، و قرأ على أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري، و قرأ على المفضل.
و قرأ المطوعي أيضاً على أبي بكر يموت بن مزرع بن يموت البصري، و قرأ على أبي حاتم، و قرأ على أبي زيد الأنصاري، و قرأ على المفضل.
و قرأ المطوعي أيضاً على إدريس بن عبد الكريم الحداد، و قرأ على خلف بن هشام البزّار، و قرأ على أبي زيد الأنصاري، و قرأ على أبي محمد المفضل بن محمد الضبيّ، و قرأ على عاصم.
طريق جَبَلة عنه: (7)
__________
(1) في الأصل (عمر)، و هو وهم.
(2) ينظر: تحبير التيسير 142.
(3) ينظر: تحبير التيسير 171.
(4) ينظر: السبعة 96، غاية الاختصار 1/76.
(5) ينظر: غاية الاختصار 1/79.
(6) في الأصل أنه أبو بكر، و قد أثيتُّه كما في غاية النهاية 1/45.
(7) ينظر: غاية الاختصار 1/79.(1/427)
أخبرنا أبو بكر احمد بن الحسين المقرئ، قال: قرأت على الحرمي، و قرأ على أبي الفرج الشَنَبُوذي، و قرأ على أبي الحسن بن شَنَبُوذ، على عبد الله بن سليمان، على أبي بكر الكوفي، على جبلة بن مالك بن جبلة بن عبد الرحمن البصري (1) ، على المفضل، على عاصم بن أبي النجود الكلبي، و يقال: الأسدي.
... و أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين المقرئ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو الحسين، قال: حدثنا ابن سَلْم، قال: حدثنا أحمد بن فرح و أبو بكر عبد الله بن سُلَيمان بن أبي داود، قالا: حدثنا عمر بن شَبَّة بن عُبيدة النميري، قال: حدثني جَبَلة عن المُفَضَّل عن عاصم.
رواية أبان عن عاصم (2)
من طريق العُودِيَّ:
اخبرنا احمد بن الحسين المقرئ بحروف أبان عن عاصم، قال: قرأت على الحرمي، و قرأ على أبي الفتوح المقرئ البغدادي المعروف بالشَنَبُوذي، و قرأ على ابن شَنَبُوذ، و قرأ على أبي علي الحسن بن الحُبَاب بن مُخْلَد الدقَّاق، و قرأ على أبي حبيب بِشْر بن هلال الصّواف، و قرأ على أبي يونس بكار بن عبد الله بن يحيى العُوديّ، و قرأ على أبان (3) بن يزيد العطار النحوي، و قرأ على عاصم بن بهدلة أبي النجود، و قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، و قرأ على عثمان بن عفان، و علي ابن أبي طالب، و أُبيّ بن كعب، و عبد الله بن مسعود، و زيد بن ثابت –رضي الله عنهم، و هم قرؤوا على رسول الله -صلى الله عليه، و على آله (4) .
... و كان عاصم من الطبقة الثانية بالكوفة بعد التابعين، مات بها سنة عشرين و مئة، و يقال: سنة تسع و عشرين، و هو الأصح، و الله أعلم.
__________
(1) في غاية النهاية 1/190، أنه الكوفي، و كذلك جعله الجنابي، و لعله الصواب.
(2) ينظر: السبعة 96.
(3) في الأصل (أبي أبان) و هو خطأ. ينظر: غاية النهاية 1/ 4.
(4) ينظر: غاية النهاية 1/347.(1/428)
... و قد كان بالكوفة من مشاهير القرّاء بعد التابعين جماعة، منهم: يحيى بن وثّاب، و أبو محمد سُليمان بن مَهْران الأعمش، و طلحة بن مُصَرِّف، رحمة الله عليهم أجمعين.
إسناد قراءة حمزة (1)
... و هو أبو عُمَارة، حمزة بن حبيب بن عُمَارة الزيات، مولى بني عِجْل من ولد أكثم بن صَيْفيّ، و يقال: هو مولى لآل عِكْرِمة الرَّبْعي التَيْميّ (2) .
... و كان قارئ أهل /88و/ الكوفة، و مقرئهم بها بعد من ذكرته، و إمامهم الذي تمسكوا بقراءته، و اقتدوا به فيها من وقته إلى وقتنا هذا.
و كان رجلا صالحاً خيّراً فاضلا قارئاً عالماً، متّبعاً آثار من قبله من الأئمة، معروفاً بالزهد و الصلاح و الورع و العفّة و كثرة العبادة، عالماً بالفرائض، حسن اللفظ في التلاوة.
... و كان يَتَّجر و يجلب الزيت من العراق إلى الحُلوان و الجبل (3) ، و يجلب الجبن و الجوز من الحلوان إلى الكوفة، و من ثمَّ وصف بالزيّات (4) .
رواية ابن قلوقا و الخزاز5)
من طريق رجاء عنهما عن حمزة: (5)
قرأت القرآن كلّه من أوله إلى آخره تحقيقاً و حدراً على شيخنا الإمام أبي الحسن علي بن محمد الفارسي، و قرأ على ابي بكر المَهْراني، و قرأ على أبي جعفر الهاشمي عبد الله بن عبد الصمد ابن المهتدي بالله، و قرأ على أبي أيوب سليمان بن يحيى بن الوليد بن أبان الشيباني، المعروف بالضبي [من قبل الأُم] (6) ، و قرأ أبو أيوب علي أبي المستنير رجاء بن عيسى بن رجاء الجوهري، و قرأ رجاء على عبد الرحمن بن قلوقا الكوفي و حيى بن علي الخزاز و قرأ على حمزة.
طريق ابن زربيّ و تُرك عن سليم عنه: (7)
__________
(1) تحبير التيسير 30.
(2) ينظر: غاية النهاية 1/262.
(3) (و الجبل) أسقطها الجنابي.
(4) ينظر: معرفة القراء الكبار 93، غاية النهاية 1/263.
(5) ينظر: غاية الاختصار 1/79.
(6) ينظر: المصدر نفسه 1/81.
(7) ما بين المعقوفين ساقط من طبعة الجنابي.
(7) غاية الاختصار 1/80.(1/429)
و قرأ رجاء ايضاً على إبراهيم بن زربيّ و تُرك الحذّاء، و اسمه محمد بن حَرْب، و قرأ على أبي عيسى، و قيل: أبي محمد سليم بن عيسى الحنفي، و قرأ على حمزة.
رواية حماد أبي الحسن عن الخزاز عن الكاتب عن سليم عنه
... قرأتُ عليه بالتحقيق، و قرأ على ابي بكر، و قرأ على أبي الحسين حماد بن أحمد، و قرأ على ابي جعفر محمد بن الحسين بن علي بن حرب بن يحيى بن حاجب (1) الخزاز الكوفي، [و قرأ على علي بن موسى الكاتب، و قرأ على سليمان و قرأ على حمزة] (2) .
رواية خلف عن سليم (3)
من طريق إدريس: (4)
قرأت عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على ابن مقسم، و قرأ إدريس بن عبد الكريم، و قرأ على خلف بن هشام البزّار، و قرأ على سليم، و قرأ على حمزة.
رواية خلاد عن سليم (5)
من طريق بكار و الصفّار و النقاش الحربيّ:
قرأت عليه، و قرأ على أبي بكر المَهْراني، و قرأ ببغداد على أبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مرّة النقاش الحربي، و على أبي عيسى بكار بن أحمد المقرئ في جانب (6) الغربي، و على أبي علي الصفار المقرئ بسمرقند، و هم قرؤوا على الحسن (7) بن الحسين الصوّاف، و قرأ على أبي محمد القاسم بن يزيد ابن كليب الجرميّ، مولى أشجع المقرئ الوزّان، و قرأ قاسم على أبي عيسى خَلاّد بن خالد الأحول الصَّيْرفي، و على جعفر بن محمد بن سليمان الخَشْكي، و قرأ على سليم، عن حمزة.
رواية الدوري عن سليم (8)
طريق أبي الزَعْراء:
__________
(1) في الأصل (حرب بن نجم حاجب)، و هو خطأ، ينظر: غاية النهاية 2/129-130.
(2) ما بين المعقوفين ساقط من طبعة الجنابي.
(3) ينظر: السبعة 97، التيسير 7، الاقناع 1/128.
(4) ينظر: لطائف الاشارات 148-149.
(5) ينظر: السبعة 76، التيسير 7، الاقناع 1/133.
(6) جعلها الجنابي (الجانب).
(7) في الأصل (أبي الحسن)، و هو خطأ. ينظر: غاية النهاية 1/210.
(8) ينظر: غاية الاختصار 1/80.(1/430)
قرأت عليه، و قرأ على أبي بكر المَهْراني، و قرأ على بَكّار المقرئ، و النقَّاش الحربيّ، و قرأ على الإمام أبي بكر أحمد بن موسى بن عباس بن مجاهد، و قرأ على أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، و قرأ /88ظ/ على الدوري، و قرأ على سليم، على حمزة.
طريق ابن فرح: (1)
أخبرنا الاستاذ الإمام أبو منصور نصر بن بكر بن أحمد بن الحسين بن مهران، قال: أخبرنا جدي أبو بكر أحمد بن الحسين، قال: حدثنا أبو القاسم زيد بن علي بالكوفة، قال: قرأت على أحمد بن فرح المقرئ، و قرأ على أبي علي الدُّوري، و قرأ على سليم، على حمزة.
رواية ابن سعدان عن سليم عنه
طريق المَرُوزي:
قرأتُ عليه، و قرأ على أبي بكر المَهْراني، قال: قرأت على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن يحيى القَصَباني، قلت: حدثكم أبو بكر محمد بن سليمان المَرُوزي، قال: أخبرنا محمد بن سعدان أبو جعفر النحوي، قال: أخبرنا سليمان بن عيسى، قال: قرأ حمزة على محمد [بن عبد الرحمن] (2) بن أبي ليلى، قال: و سمع قراءة الأعمش، و لم يقرأ عليه، هكذا في هذه الرواية، فالصحيح أنّه قرأ على الأعمش.
رواية العجلي عن حمزة
طريق الذُّهَلي:
قرأت عليه، و قرأ [على] (3) أبي بكر المَهْراني، و قرأ على أبي الصَّفار السَمَرْقَنْدي، و على أبي الحسن محمد بن عبد الله النقَّاش الحَرْبي، و على أبي عيسى بَكَّار المقرئ، و قرؤوا على الصوَّاف، و قرأ على أبي محمد الطيب بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي التراب الذُهَلي، المعروف بأبي حَمْدون القَصْاص، و قرأ على عبد الله بن صالح العِجْلي.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 1/80.
(2) ما بين المعقوفين ساقط من الجنابي.
(3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.(1/431)
... قال العِجْلي: ختمتُ على حمزة ختمة، و بلغت (1) من الثانية إلى ثلاثين من المائدة، قال: و كان يقرأ على حمزة قبلنا الثوري و إسرائيل و حمّاد و أبو الأحوص و و كيع، حتى عدّ عدة من الفقهاء، و كان يأخذ عليهم خمسين خمسين.
[[قال العِجْلي: كان حمزة يمدُّ [فباؤوا ] (2) ] (3)
قال أبو محمد الذُّهلي: و عندي قراءة حمزة معشَّرة، و كان يطري حمزة إطراءً شديداً.
... و قرأ حمزة على أبي محمد أو أبي عبد الرحمن سليمان بن مهران الأعمش، و قرأ الأعمش على يحيى بن وثّاب، و قرأ على علقمة بن قيس، و مسروق بن الأجدع، و الأسود بن يزيد، و هؤلاء قرؤوا على ابن مسعود، و قرأ على رسول الله صلى الله عليه.
... و قد قرأ يحيى بن وَثّاب أيضاً على عبيد بن نَضْلة الخُزاعي، و قرأ عبيد عن عَلْقَمة.
... و قرأ يحيى أيضاً على أبي عبد الرحمن السلمي، و قرأ على عثمان-رضي الله عنه، و قرأ على رسول الله صلى الله عليه.
... و قرأ يحيى أيضاً على زرّ بن حُبيش و عُبيدةَ السلماني، و قرأ على ابن مسعود، رضي الله عنه.
... و قيل: إنّ حمزة قرأ على يحيى نفسه، و قرأ على عُبيد بن نضلة، و قرأ على ابن مسعود، و قيل: لم يقرأ حمزة على الأعمش القرآن، بل قرأ عليه حروف الاختلاف.
... و قرأ حمزة أيضاً على حُمْران بن أعْيَن و قرأ على عبيد بن نَضْلة. و قرأ حُمْران أيضاً على أبي الأسود الدؤلي، و قرأ على عثمان و عليّ، رضي الله عنهما.
... و قيل: إنّ حمزة قرأ أيضاً على جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه، عن أهل المدينة.
__________
(1) الجنابي: و تلقيت.
(2) ما بين المعقوفين غير واضح في الأصل.
(3) ما بين المعقوفين ساقط من طبعة الجنابي.(1/432)
... و قرأ حمزة أيضاً على محمد بن عبد الرحمن بن /89و/ أبي ليلى، و قرأ على أخيه (1) ، و قرآ على أبيهما، و قرأ على عليّ –رضي الله عنه، فاسم أبي ليلى داود بن بلال (2) ، [ ] (3) ، و قرأ ابن أبي ليلى أيضاً على المنهال بن عمرو، و قرأ على سعيد بن جُبَير، و قرأ على ابن عباس.
... قال خلف: سألت سُليم بن عيسى: على مَنْ قرأ حمزة بن حبيب ؟ فقال: على سُليمان بن مهران الأعمش، و على ابن أبي ليلى، فما كان من قراءة الأعمش فهو عن ابن مسعود –رضي الله عنه، و ما كان من قراءة ابن أبي ليلى، فهو عن عليّ، عليه السلام.
... و كان حمزة من الطبقة الرابعة بالكوفة بعد التابعين، مات بحُلْوان -و قبره بها- سنة ثمان و خمسين و مئة، و قيل: سنة ست و خمسين، و يقال: سنة خمسين (4) ، و الله أعلم.
إسناد قراءة الكسائي (5)
... و هو أبو الحسن، علي بن حمزة الأسدي الكوفي النحوي المعروف بالكسائي.
و كان قارئ اهل الكوفة و مقرئهم بها، و إمامهم الذي تمسكوا بقراءته، و اقتدوا به فيها بعد حمزة، من وقتهم إلى وقتنا (6) .
... و كان كثير الرواية للحديث و العلم، عالماً بما مضى علبه السلف من القراءة، و كانت العربية علمه و صناعته، فاختار من قراءات الماضين من الأئمة قراءة متوسطة، فقرأ بها، و لم يخالفهم في شيء برأيه فيها.
__________
(1) و هو عيسى.
(2) لم أقف في التراجم على اسم أبي ليلى.
(3) عبارة غير واضحة، و قد أسقطها الجنابي.
(4) ينظر: السبعة 74، غاية النهاية 1/263.
(5) جعل الجنابي العنوان هكذا (تاسعاً قراءة الكسائي) و هو خلاف ما في الأصل.
(6) ينظر: غاية النهاية 1/535.(1/433)
... و كان ذا صدق و دين، قد صَحِب الرشيد في آخر عمره، و كان يكرمه و يجلُّه، و يقرأ عليه، و يأتمُّ به، و يسأله، و كان قد نصب نفسه لإقراء الناس إلى أن شُغِل بالسلطان، و كَثُر عليه الناس ثم كان يقرأ عليهم، و ينقطون مصاحفهم بما يأخذون عنه (1) .
... و قيل: كان في بدء أمره خلاّءً، ثم ترك ذلك، و اشتغل بالعلم و القرآن، و إنّما سُمي كسائياً لأنّه كان يحضر مجلس حمزة مشتملاً بكساء، فصار ذلك لقباً له (2) .
... و كان بالكوفة مولده و منشؤه غير أنّه لم يستوطنها، و كان يتنقلُ في البلاد.
... و لم يزل إمام الناس في القراءة و العربية إلى أنْ توفي بخراسان، بقريةٍ من قرى الريّ: أرِنْبَوَيْهِ، سنة تسع و ثمانين و مئة (3) .
رواية قتيبة (4)
و هي أجل الروايات عنه من طريق النَهاوَنْدي: قرأت على الإمام أبي الحسن الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على أبي علي إسماعيل بن شُعَيْب النَهاوَنْدي الفقيه المقرئ، و قرأ على أبي علي أحمد بن محمد بن سَلْمَوَيْه الأصبهاني، بها، و قرأ على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن زياد (5) ، و قرأ على محمد بن إسماعيل بن زيد الخقَّاف المقرئ، المعروف محمد مَمْشَاذ و إسماعيل بسيموية، و قرأ على أحمد بن محمد بن حَوْترة الأصمّ، و قرأ على أبي عبد الرحمن قتيبة بن مهران الآزاذاني، و قرأ على الكسائي.
__________
(1) ينظر: معرفة القراء الكبار 101، غاية النهاية 1/583.
(2) ينظر: غاية النهاية 1/539.
(3) يظر: معرفة القراء الكبار 107، غاية النهاية 1/539.
(4) ينظر: غاية الاختصار 1/81.
(5) في الأصل (زيادة)، و ما أثبتُّه من غاية النهاية 1/116.(1/434)
... قال أبو علي النَهاوَنْدي: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عقيل بن يحيى الطهواني (1) يقول: سمعت /89ظ/ قتيبة يقول: قرأت على الكسائي، و قرأ عليّ الكسائي، قال: و كان جليلاً من أصحابه قديماً شاركه في عامة رجاله و روى عنهم، و صحبه خمسين سنة.
قال النَهاوَندي: و حدثني بالحروف أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني، قال: حدثني محمد بن يعقوب بن يزيد القرشي، قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن الوليد بن مِرْداس عن قتيبة عن الكسائي.
رواية أبي الحارث عنه (2)
-طريق ابن كامل:
قرأت عليه، و قرأ على المهراني، و قرأ على أبي بكر أحمد بن [كامل (3) ] بن خلف بن شجرة القاضي، و قرأ على أبي عبد الله محمد بن يحيى الكسائي الصغير، و قرأ على أبي الحارث الليث بن خالد (4) ، و قرأ على الكسائي.
طريق بكار: (5)
قرأت عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على بكار، و قرأ على أحمد بن الحسن، و أبي الليث السمسار، و قرأ على محمد بن يحيى الكسائي، و قرأ على أبي الحارث، و قرأ على الكسائي.
رواية الدوري عنه (6)
طريق ابن مقسم:
قرأت عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم الإمام البغدادي، و قرأ على أبي الحسن علي بن الحسين الفارسي، و قرأ على أبي عمر الدُّوري، و قرأ على الكسائي.
طريق ابن كامل:
__________
(1) لم أجد هذا اللقب في ترجمة عقيل بن يحيى، و لا في كتب الأنساب، و لعله الطَّهْراني.
(2) ينظر: السبعة 98، التيسير 7، الاقناع 1/142.
(3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل و ينظر: غاية النهاية 1/
(4) في الأصل (الليث بن سعد بن خالد) و ما أثبتُّه كما في السبعة 98، غاية النهاية 2/34.
(5) ينظر:لطائف الاشارات /154.
(6) ينظر: المصدر نفسه 1/103.(1/435)
قرأت عليه، و قرأ على ابن مَهْران، و قرأ على ابن كامل، و قرأ على عبد الله بن أحمد بن عيسى الفُسْطاطي، و قرأ على الدُّوري على الكسائي.
طريق ابن هارون النحوي:
أخبرنا الأُستاذ الإمام أبو منصور بن نصر (1) بن بكر بن مهران، قال: أخبرنا جدِّي أبو بكر، قال: حدثني أحمد بن كامل، قال: حدثني أحمد بن هارون النحوي، عن أبي عمر الدُّوري، عن الكسائي.
طريق بكار: (2)
قرأت عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على بكَّار بن أحمد، و قرأ على الصوَّاف، و على أبي علي الحسن الحدَّاد، و على (3) أبي الحسن علي بن سُليم بن إسحاق الصَّيْدَلاني، و على ابن عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير المؤدِّب، و هؤلاء قرؤوا على الدوري، إلاّ أنّ الصَّواف لم يختم عليه، و قرأ الدوري على الكسائي.
رواية أبي حمدون عنه (4) من طريقي بكار و ابن كامل:
قرأت عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على ابن كامل و بكّار جميعاً، و قرأ على الصوّاف، و قرأ على أبي حمدون الزاهد ختمات كثيرة، قال: قال أبو حمدون: ختم علينا الكسائي ختمتين، ما من حرف إلاّ سألناه عنه.
رواية نصير عنه (5)
-طريق ابن رستم:
قرأت عليه، و قرأت على ابن مهران، و قرأ على بكار، و قرأ على أبي جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري، و قرأ على أبي (6) المنذر نصير بن يوسف النحوي، و قرأ على الكسائي.
طريق الدنداني:
__________
(1) في الأصل (أبو منصور بن نصر ) و هو خطأ.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/82.
(3) في الأصل (و قرأ على )، و لم يقرأ الحسن الحداد على الصيدلاني بل قرأ على الدوري، و قد نبّه الجنابي إلى ذلك. ينظر: غاية النهاية 1/255-256.
(4) ينظر: غاية الاختصار 1/82.
(5) ينظر: السبعة98.
(6) (أبي) سقطت من طبعة الجنابي.(1/436)
أخبرنا أبو علي البخاري إجازة، قال: قرأت القرآن بهذه الرواية على أبي الحسين، و قرأ على أبي الحسين علي بن محمد العَلاّف على أبي /90و/ بكر محمد بن الحسين المقرئ على الحسين بن علي الأزرق، على محمد بن إدريس الدَّنْداني، على نصير، عن الكسائي.
رواية حمدون عنه
من طريقي ابن كامل و بكار معاً
... قرأت القرآن عليه، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على ابن كامل و بكار جميعاً، و قرأ على أبي العباس أحمد بن يعقوب السِّمسار، المعروف بابن أخي العِرق، و قرأ على حمدون بن ميمون الزَّجَّاج، و قرأ على الكسائي.
... قال ابن كامل حمدون بن ميمون، قال: أبو (1) عيسى بكار بن أحمد، و قرأ على أحمد بن يعقوب، و قرأ على إسماعيل بن مَدان، و قرأ على الكسائي.
رواية الشَّيْزَريّ عن الكسائي
من طريق ابن سِنان:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين المقرئ بها، قال: قرأت على أبي عبد الله الَحَرمّي، و قرأ على أبي الفرح الشَنَبُوذي، و قرأ على ابن الصلت، و قرأ على أبي جعفر محمد بن سنان بَشْيَزر (2) مراراً كثيرة، و قرأ على أبي موسى عيسى بن سليمان الحجازي ثم الشيزري، و قرأ على الكسائي.
__________
(1) في الأصل (أبي).
(2) شيزر: قلعة حصينة بالشام قريبة من حماة، خرج منها جماعة من العلماء. ينظر: معجم البلدان 3/383.(1/437)
... و قد روى القراءة و الحروف عن الكسائي خلق كثير غير من تقدم ذكرهم، منهم أبو زكريا يحيى بن زياد الفرّاء، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و حُميد بن الربيع، و أبو ذُهْل أحمد بن أبي ذُهْل، و صالح بن عاصم الناقط، و خلف بن هشام البزار، و إسماعيل بن مدان، و أحمد بن أبي سُريح، و أبو موسى هارون بن يزيد بن مَرْثَد، [و أبو يزيد] (1) الخزاز، و عبد القدوس بن عبد الصمد، و إبراهيم بن زادان، و نعيم بن ميسرة، و إسحاق بن إبراهيم المروزي، و زكريا بن وردان، و عبد الله بن أحمد بن بشير، و عمر بن بكير، و إسماعيل بن حماد المُكَتِّب، و عبد الرحمن بن واقد، و محمد بن قدامة، و أبو العباس محمد بن أحمد بن واصل، و أحمد بن حبير الإنطاكي، و خَلاَّد و أحمد بن منصور، و إسحاق بن إسرائيل، و عبد الملك بن مروان، و محمد بن جعفر بن زنبور، و غيرهم.
... و قرأ (2) الكسائي على حمزة، و قد لقي من مشايخ حمزة ابن أبي ليلى، و قرأ عليه، فقال له: على من قرأت ؟ فقال: على المِنْهال بن عمرو.
... و قرأ المنهال على سعيد بن جُبَير، و قرأ على ابن عباس، و قرأ على أُبيّ، و قرأ على رسول الله -صلى الله عليه.
... و رُوِيَ عن الكسائي أنّه قال: أدركت أشياخ الكوفة، القرّاء و الفقهاء: ابن أبي ليلى، و أبَان بن تَغْلب، و حَجَّاج بن أرْطَأة، و عيسى بن عمر الهَمْذاني، و حمزة بن حبيب الزيات، و غيرهم.
... و قرأ أيضاً على زائدة بن قدامة، و قرأ على الأعمش، عن علقمة بن قيس، و الأسود بن يزيد، عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله -صلى الله عليه.
... و رُوِيَ أنّه أدرك الأعمش، و سمع عنه.
... و مدار قراءته على حمزة بن حبيب الزيّات بالإسناد المتقدم.
... و كان من الطبقة الخامسة بالكوفة بعد التابعين.
__________
(1) ما بين المعقوفين اسقطه الجنابي.
(2) الجنابي: (و قد قرأ )، و هي زيادة.(1/438)
... مات بأرَنْبَوَيْه، و يقال: رَنْبَوَيه: قرية من قرى الريّ، سنة تسع و ثمانين و مئة (1) ، رحمة الله عليه.
... /90ظ/ و لليزيدي قصيدة يرثي فيها الكسائي، و محمد بن الحسن الشيباني (2) الفقيه، و كانا قد خرجا مع الرشيد إلى خراسان فماتا في الطريق، و هي:
تصرَّمت الدُّنيا فليس خُلُود و ما قد نَرى ِمنْ بَهجةٍ سَيَبِيدُ
لكلِّ امرئ ٍمِنّا من الموتِ مَنْهلٌ و ليسَ لَهُ إلاّ عَلَيهِ وُرُوْدُ
ألم تر شَيباً شاملاً يُنذِرُ الوَرَى و أنّ الشَّبابَ الغَضَّ ليسَ يَعُودُ
سَيَأتِيكَ ما أفنى القُرونَ التي خَلَتْ فَكُنْ مُسْتَعِداً إنَّ الفَناءُ عَتِيدُ
أرسَيْتُ على قاضي القُضَاة محمدٍ فأذريتُ دَمْعي و الفؤادُ عَمِيْدُ
و قلتُ إذا ما الخطبُ أشكل:مًنْ لنا بإيضاحِه يوماً و أنتَ فَقيدُ؟
و أقْلَقَني موتُ الكِسائيّ بَعدَهُ و كادَتْ بِيَ الأرضُ الفَضَاء تَمِيدُ
فاذهلني عن كل شيء و لذةٍ و أرَّقَ عَيني و العيونُ تَجودُ (3)
هُما عَالِمَانِ أوْدَيا و تَخَرَّما و ما لهما في العالَمِينَ نَديُد (4)
و لأبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان قصيدة قالها في مدح القرّاء السبعة، و تعليم التلاوة، و كيفية القرّاءة (5) ، يقول فيها:
فَلَلَسبعةِ القُرّاءِ حقٌُّ على الورى لإقرائهم قرآ نَ رَبِّهم الوترِ
فبالحرمينِ ابن الكَثيرِ و نافعٍ و بالبصرةٍ ابنُ العلاء أبو عمرو
و بالشام عبد الله و هو ابنُ عامرٍ و عاصمُ الكوفيُّ و هو أبو بَكرِ
و حمزةُ أيضاً و الكسائيُّ بَعدهُ أخو الحذقِ بالقرآنِ و النحوِ و الشعرِ (6)
و هذه قصيدة طويلة، فيها أحد و خمسون بيتاً، و قد يقدّم بعضها في الكتاب، يقول في آخرها:
__________
(1) ينظر: السبعة 79.
(2) اسقط الجنابي:- الشيباني.
(3) الجنابي: (و العيون وجود) و هو خلاف الأصل.
(4) غاية النهاية 1/540.
(5) ( و كيفية القراءة) أسقطها الجنابي.
(6) ينظر: أبحاث في علم التجويد 32.(1/439)
و أبياتها خمسون بيتاً و واحدٌ يُنْظَّم بيت بعد بيت على الأثر (1)
... أنشدني جملة القصيدة الشيخ أبو جعفر أحمد بن [أبي] (2) أحمد بن محمد بن مَتُّوْيَه المروالروذيّ -رضي الله عنه، قال: انشدنا أبو محمد إسماعيل بن أبي عمرو بن إسماعيل بن راشد المقرئ، قال: أنشدنا عبد الله بن الحسين بن حسنون المقرئ، قال: أنشدنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان الكاتب قصيدته في القرآن.
... و لأبي بكر البغدادي الطرازي المقرئ أيضاً قصيدة قالها في مثل ذلك و هي:
نحنُ إنْ لم نَكُنْ دَأبْنا ولم نَلْ حَقْ بمن قَدْ مَضى من ا لآباءِ
فَلِئَنا بالهُدى أئمةُ صِدْقٍ قد غَنِيْنا بِهِمْ مِنَ العُلَمَاءِ
سَبْعةٌ جَرَّدُوا لنا السبعةَ الأحـ ــْرُفِ ما في اخْتِيارِهِم من خَطاءِ
أنفعُ الناسِ نافعُ الذي قد ظَلَّ تَجريدُ حَرْفِه ذا اقتِداءِ /91و/
لم يزلْ في الجماعة ابنُ كثير لازماً للمَحَجَةِ البيضاء
و كذاك ابنُ عامر كان في الق وم سعيداً بَّراً (3) من السعداء
و لقد زادَ في العُلُوّ من الا سمِ و بِحَرفِه ابن العَلاء
و قَرأ عَاصم فَجَرد حَرفاً ما بإظهارِ حُسْنِه من خفاء
و الرضا حمزةُ الذي حذفَ الهمـ زةَ في حدّ حقّها باكتفاءِ
و كأنَّ القرآنُ يُكسى جَمالاً عند من قد قرا بحرفِ الكسائي
هؤلاء فيهُم تعبَّدَ وا للهِ به على ما رووا من الشُهداءِ
فخذِ الآن حرفَ مَنْ لستَ منهمُ لا تُغَيّبْ لواحدٍ بانتقاءِ
و للشيخ أبي بكر محمد بن عبد العزيز -رحمه الله-بيتان في مدحهم –رضي الله عنهم-و هما:
يُجَلِّي كتابَ الله في الأرض سبعةٌ مَصَابيحُ أبرارٌ كرامٌ سمادعُ
عليٌّ و عبدُ اللهِ فيهمْ و عَاصِمٌ و حَمْزةُ و ابنٌ للعلاءِو نَافِعُ
إسناد قراءة يعقوب
__________
(1) هذا البيت غير موجود في القصيدة المطبوعة.
(2) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.
(3) (بَرَّاً) أسقطها الجنابي.(1/440)
... و هو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الفَزاري، و كان مولى الحضرميين فقيل: الحضرمي (1) .
... و كان قارئ أهل الكوفة و مقرئهم، و إمامهم الذي تمسّكوا بقراءته بعد أبي (2) عمرو بن العلاء، من وقته إلى وقتنا، و كان ثقة صدوقاً، متبعاً آثار من قبله من الأئمة، غير مخالف لهم في القراءة.
رواية روح و زيد و ابن عبد الخالق (3) جميعاً
من طريق هبة الله (4) ، عن ابن يحيى و المعدل و الجلاّب و الضرير، عنهم، عن يعقوب:
قرأت القرآن كلّه من أولّه إلى آخره على الأُستاذ الإمام أبي الحسن الفارسي -رضي الله عنه، و قرأ على ابن مَهْران، و قرأ على أبي القاسم هبة الله بن جعفر، و قرأ على ابن مهران، و قرأ على أبي القاسم هبة الله بن جعفر، و قرأ على أبي العباس أحمد بن يحيى بن وكيل النَّوْشَجَاني، و قرأ على أبي الحسن رَوْح بن عبد المؤمن، و قرأ على يعقوب.
... قال هبة الله: قال أبو العباس: و قد قرأت على غير روح من أصحاب يعقوب، منهم: زيد بن أحمد بن إسحاق، و هو ابن أخي يعقوب، و أحمد بن عبد الخالق المَكْفُوف، و كعب بن إبراهيم، و جماعة غيرهم، و كان أثبتهم في نفسي رَوْح.
... قال هبة: و رَوْح أجلُّ أصحاب يعقوب، و أضبط من أخذ عنه.
... قال: و كان رويس أيضاً جليلاً من أصحابه، ضابطاً لاختياره، و كذلك زيد ابن أخيه، و كذلك أحمد بن عبد الخالق المكفوف المُعَلِّم، يروى عنه أنّه ختم على يعقوب أربعاً و عشرين ختمة، قال: قال: لي يعقوب يوماً: إلى كم يا مكفوف ؟ فقلت: إلى أنْ أموت أو تموت.
__________
(1) ينظر: معرفة القراء الكبار 130، غاية النهاية 2/386، لطائف الاشارات 1/104.
(2) في ألأصل (بن أبي عمرو).
(3) ينظر: النشر 1/182.
(4) ينظر: مصطلح الاشارات 70.(1/441)
... و قرأ هبة الله أيضاً على أبي العباس محمد بن يعقوب بن الحَجَّاج بن معاوية بن الزُبُرْقان بن صَخْر التَيْمِيّ المعروف بالمُعَدَّل، و كان يُسْنِد قراءته إلى رَوْح بن عبد المؤمن و زيد بن أحمد بن إسحاق، و يحكى الخلاف بينهما في أحرف يسيرة.
... و قرأ هبة أيضاً على أبي الحسن علي بن أحمد الجَلاَّب في بني حرام بن يَشْكُر، و قرأ على رَوْح و زيد.
... قال هبة: و كان /91ظ/ قراءتي عليه في الوقت الذي قرأتُ على أبي العباس أحمد بن يحيى، و لم يكن بينهما خلاف إلاّ أحرف.
... و قرأ هبة أيضاً على أبي علي الحسن بن مُسْلم بن سُفْيان الضَّرير البَصْري المقرئ. و قرأ أيضاً على أبيه مسلم بن سفيان، و على روح و زيد و ابن عبد الخالق و أبي بِشْر حُمَيد القَطَّان و كعب بن إبراهيم و حُمَيد بن الوزير النِّيليّ و عُمَر السرَّاج، و قرأؤا على يعقوب.
طريق ابن وهب عن رَوْح: (1)
قرأت القرآن كلَّه من أوله إلى آخره على الشيخ الجليل أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد المقرئ العطار النحوي -رحمه الله، قال: قرأت على أبي الحسين علي بن محمد بن حسين الجرجاني، المعروف بالخَبازي، و قرأ على أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن خُشْنَام المالكي، و على أبي الحسن علي بن عثمان أبن حَبْشان، و غيرهما، و قرؤوا على أبي العباس محمد بن يعقوب المُعَدَّل، و قرأ على أبي بكر محمد بن وَهَب بن يحيى المُعَلَّى بن عبد الحكم، و قيل: العلاء بن الحكم الثَّقَفِيّ، و قرأ على روح، على يعقوب.
رواية رويس (2)
من طريقي أبي الحسن بن مُقْسِم و هبة الله:
__________
(1) ينظر: مصطلح الاشارات 68.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/75، النشر 1/180، لطائف الاشارات 1/104.(1/442)
قرأت القرآن كلَّه على أبي الحسن الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن مقسم، و على أبي القاسم هبة الله، و قرأ على أبي بكر محمد بن هارون بن نافع التَمَّار، و قرأ على أبي عبد الله محمد بن المتوكل اللؤلؤي الملقبّ برُوْيس، و قرأ على يعقوب.
و من طريقي النَخّاس و ابن حَبشان: (1)
قرأت القرآن من أوله إلى آخره، على أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد النحوي المقرئ -رضي الله عنه، و قرأ على أبي الحسين الخَبَّازي المقرئ، و قرأ على ابي القاسم عبد الله بن الحسن بن سُلَيمان النَخَّاس، و على أبي الحسن علي بن عثمان بن حَبشان، و قرأ على التَمَّار، على رويس، على يعقوب.
رواية الوليد بن حسان عن يعقوب (2)
من طريق السِمَّري: (3)
قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد العطّار، و قرأ ببغداد على أبي نصر الواسطي المقرئ النحوي، و قرأ على أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى بُسرَّ مَنْ رأى، و قرأ أبي محمد جعفر بن محمد بن عبد الله السُرَّ من رائي (4) ، و قرأ على أبي محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد (5) السكري، و قرأ على أبي عبد الله محمد بن الجهم بن هارون السِمَّري الكاتب، و قرأ على أبي العباس الوليد بن حسّان التوّزي على يعقوب، و قرأ يعقوب على أبي المنذر سلاّم بن سليمان بن المنذر الطويل، و قرأ سلاّم على أبي عمرو، و قد تقدم إسناده ،و قرأ يعقوب أيضاً على سلام، و قرأ سلاّم على عاصم ، و قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلَمي، و قرأ على عثمان و علّي –رضي الله عنهما، و قرأ على رسول الله صلى الله عليه.
__________
(1) ينظر: النشر 1/180.
(2) ينظر: مصطلح الاشارات 72.
(3) ينظر: المصدر نفسه 72.
(4) جعله الجنابي 0السامري، و هو كذلك في غاية النهاية 1/195، 488.
(5) في الأصل (عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن) و هو وهم. ينظر: غاية النهاية 1/196،488(1/443)
... و قد قرأ يعقوب أيضاً على عبد الرحمن بن محيصن، و قرأ على مجاهد، و يقال: لقي يعقوب عاصماً /92و/ و أبا عمرو و قرأ عليهما، و قرأ يعقوب أيضاً على مهدي بن ميمون، و قرأ على شعيب ابن الحبحاب، عن أبي العالية رفيع بن مهران الرِّياحي، عن عمر بن الخطاب و زيد بن ثابت -رضي الله عنهما، عن النبي- صلى الله عليه.
و قرأ أبو العالية على أُبيّ بن كعب أيضاً. و قرأ يعقوب أيضاً على أبي الأشهب، و قرأ على أبي رجاء العطاردي، عمران بن تيم، و يقال: عمران بن ملحان، و قرأ على ابن عباس. على أنّ أبا رجاء لقي أبا بكر الصديق -رضي الله عنهما، و قرأ يعقوب أيضاً على يونس أبن عبيد، و قرأ على الحسن. و قرأ على حطان بن عبد الله الرقاشي، و قرأ على أبي موسى الأشعري. و قرأ على رسول الله -صلى الله عليه (1) .
و قيل ليعقوب: على مَنْ قرأت يا أبا محمد ؟ فقال: قرأت على الذي أقرأه الذي قرأ على الذي أقرأه الذي قرأ على رسول الله- صلى الله عليه.
... و كان يعقوب من الطبقة الرابعة بالبصرة، بعد التابعين، بقراءته على بعض هؤلاء، و من الخامسة على بعض.
... مات في ذي الحجة سنة خمس و مئتين (2) ، رحمة الله عليه.
... و مدحه أبو الحسين الأديب في قصيدته. أنشدنا الشيخ الإمام أبو الحسن الفارسي، قال: أنشدنا أبو بكر المَهْراني، قال: أنشدنا أبو الحسين الأديب لنفسه:
و ما كالحَضْرَمِيِّ إذا تَفَاخََر أُهْلُ بُلدَانِ
أدِيبٌ قارِئءٌ طبٌّ لَِبيبٌ حَبْرُ قُرآنِ
غَزِيرُ العِلْمِ لا سَاهٍ و لا وَاهٍ، و لا وَاني
تقيٌّ فاضلٌ بَرٌّ تَقِيٌّ الدِّيْنِ رَبَّانيْ
إختيار أبي القاسم بن سلاّم البغدادي
__________
(1) ينظر: فيمن قرأ عليهم: غاية النهاية 2/387.
(2) في الأصل (خمسين) و هو خطا . ينظر: غاية النهاية 2/389.(1/444)
كان أبو عبيد إمام المسلمين في زمانه في علم القراءات و الحديث و الفقه و العربّية، و له في كل نوع من ذلك كتب مصنفة مشهورة مرضية عند العلماء (1) ، و كان ذا دين و صدق و ورع و اتباع، قد عرف وجوه القراءات؛ فاختار منها للعامة قراءة، أكثرها من الأئمة أهلا (2) ً و أعربها في كلام العرب لغة، و أصحُّها في التأويل مذهباً عنده، من غير أن يُخالِف في شيء من ذلك الأئمة الذين تقدَّم ذكرهم في الكتاب، و اجتمع على ذلك- لإختياره- كثير من العَوَام (3) في كثير من الأمصار المسلمين من وقته إلى وقتنا.
... قرأت القرآن كله من أوله إلى آخره على الأُستاذ الإمام أبي عبد الله الخبازي، و قرأ على أبيه أبي الحسين، و قرأ على أبي العباس أحمد بن عبيد الله (4) الفقيه خرطبة، و قرأ على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن زيادة (5) ، و قرأ على أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الحقَّاف، و يعرف بممشاذ بن سيمويه، و قرأ على الحسين بن بيان، و قرأ أبو الحسين الخبازي أيضاً على أبي جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر المَغازليّ، على عبد الله بن إبراهيم بن الصَّباح، على مَمْشاذ، على الحسين، على ثابت ورّاق أبي عبيد، عليه.
__________
(1) ينظر: غاية النهاية 2/18.
(2) الجنابي أصلاً، و ليس كذلك في الأصل.
(3) الجنابي: العلوم، و ليس كذلك في الأصل.
(4) في الأصل (عبد الله)، و الصواب ما أثبتُّه. ينظر: غاية النهاية 1/79.
(5) في الأصل (زيادة)، و الصواب ما أثبتُّه. ينظر: غاية النهاية 2/116.(1/445)
... و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري، /92و/ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن أيوب النَّوقَاني، و أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسين (1) الكارِزِيّ، قالا: حدثنا علي بن عبد العزيزالفَسَويّ ثم المكيّ، قال: حدثنا أبو عبيد بقراءة أهل المدينة فقال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عيسى بن وَرْدان عن أبي جعفر بحروفه. قال: و حدثنا إسماعيل عن شَيْبة و نافع بحروفهما، قال: و حدثنا بقراءة أهل مكة حجاج بن محمد عن أبي عبد الله هارون بن موسى العَتَكي عنهم، قال: و حدثنا بقراءة أهل الكوفة علي بن حمزة الكسائي، فذكر لنا أنه سمع ما كان من قراءة يحيى بن وَثَّاب عن زائدة بن قُدَامة يحدِّث عن الأعمش عن يحيى، و ما كان من قراءة عاصم فإنّه سَمِع (2) من أبي بكر بن عيّاش عنه، و ماكان من قراءة حمزة فإنّه سمعه منه، و ما كان من قراءة الأعمش فإنّه سمع عن حمزة يُحَدِّث عنه.
... قال: و حدثنا بقراءة أهل البصرة حَجَّاج بن محمد، عن هارون بن موسى الأعْور، عن أبي عمرو و ابن إسحاق، قال: و حدثنا أبو نُعَيم شُجاع بن أبي نَصْر، عن عمرو نفسه.
... قال: و حدثنا بقراءة أهل الشام عَمَّار الدِمَشْقي عن أيوب بن تميم القارئ، عن يحيى بن الحارث، عن عبد الله بن عامر.
... قال أبو عبيد: إنّما تَوخَّيْنا في جميع ما أخترنا من القراءات أكثَرَها من القراءة أهلاً، و أعرَبَها في كلام العرب لغةً، و أصحَّها في التأويل مَذْهباً، بمبلغِ عِلْمِنا، و اجتهادِ رَأْيِنا، و الله الموفقُ للصواب.
و ذكر ما اختارَ من أوّلِ القرآنِ إلى آخِرِه.
__________
(1) في الأصل (محمد بن الحسن)، و الصواب ما أثبتُّه، ينظر: غاية النهاية 2/239.
(2) أي: سمعه.(1/446)
قال عليُّ بن محمد بن العباس: حُكِيَ عن يحيى بن حَمَّاد الكاتب، و محمد بن عيسى الكاتب، قالا: حدثنا الأمير عبد الله بن طاهر قال: علماء الناس أربعة: عبد الله بن عباس في زمانه، و الشَّعبيُّ في زمانه، و القاسم بن معن في زمانه، و القاسم بن سلام أبو عبيد في زمانه (1) .
... قال: و لمّا مات أبو عبيد رثاه عبد الله بن طاهر، فقال:
يا طالبَ العلمِ قَد أوْدى ابنُ سَلاَّم ِ قد كان فَارسَ علمٍ غيَر مِحْجَامِ
أودَى الذي كانَ فِينا رَبْعُ أربعةٍ لَمْ نَلقَ مِثْلَهُمُ أسفارَ أحْكام
خَيرُ البريةِ عَبْدُ اللهِ عَالِمُهَا و عَامِرٌ و لَنِعْمَ الشيءُ يا عَامِ
هُمَا أنافا بِعِلْمٍ في زَمَاِنهما و القَاسِمَان ابنُ مَعْنٍ و ابنُ سَلاَّّم
و رُوِيَ عن أبي عُبَيد -رحمه الله- أنّه لمّا تَمَّم كتاب الأمثال بَعَثَه إلى عبد الله بن طاهر و فيه ألف مثل أو قُرَابَتُه، فَوَجَّه إليه ألف دينار.
إسناد إختيار خلف
و هو أبو محمد، خلف بن هشام بن طالب بن غراب البّزاز البغدادي (2) .
... كان قارئ أهلِ بغدادَ، و مُقْرئهَم بها، الذي تمسَّكُوا بقراءَتِه كما تَمَسَّكوا بقراءة من كان قبلَه من الأئمة، غيَر أنّه يُعدُّ في قرّاء /93و/ الكوفة؛ لَمِدار قراءَتهِ عليهم (3) .
... قرأ على الجماعة الذين تقدَّم ذكرهم، و كان رجلاً صَدُوقاً صالحاً كثيَر العلمِ و الرواية عن السلف، عالماً بوجوه قراءات الأئمة، فاختار منها للعامة من بلده قراءةً متوسطةً، و كان أكثر اعتمادِه على قراءةِ أهلِ الكوفة في ذلك الإختيار، و له كتاب صَنَّفَه في القراءات حسن، و كان من الطبقة السادسة بعد التابعين.
... مات ببغداد، سنة تسع و عشرين و مئتين، رحمة الله عليه (4) .
__________
(1) ينظر: غاية النهاية 2/18.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/161
(3) غاية النهاية 1/272.
(4) ينظر: غاية النهاية 1/275.(1/447)
طريق بن مُرَّة النقَّاش الحَرْبيّّ، عن إسحاق المَرُوْزِي و ابن نَيْزك و غلام جُلان و محمد بن إبراهيم و أبي بكر بن أسد، كلُّهم عن خلف: (1)
قرأت القرآن من فاتحته إلى خاتمته على الإمام أبي الحسن الفارسي، و قرأ على المَهْراني، و قرأ على أبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مرّة النقّاش الحربي، و قرأ بها على جماعة، قال: فأول مَنْ قرأتُ عليه إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب المَرُوزِيّ، أخو أبي العباس، ورّاق خلف، و قرأ على خلف، و قرأ على سُليم، و قرأ على حمزة، قال: و كان لا يَقرأ و لا يُقرئ إلاّ بهذا الحرف، لا يُحْسن غيره، ثم ثَقُلَّت أُذُنُه (2) فخلفه محمد ابنه، فقرأتُ (3) عليه أيضاً، ثم توفي سنة ست و ثمانين و مئتين، فقرأت بعده على جماعة منهم أبو الحسن علي بن محمد بن نَيْزَك المقرئ، فقرأتُ عليه نحواً من مئة ختمة أو أكثر.
... قال: و قرأت أيضاً على أبي الحسن محمد بن إبراهيم، و على إبراهيم بن إسحاق المعروف بغلام جُلان، و على أبي بكر بن أسد المؤدب، كله باختيار خلف (4) .
... قال: و لم يكن يُعْرَف عندنا في الرَّبْضِ غير اختياره و لا يُقرأ إلاّ به.
أخبرنا الشيخ الزكيّ أبو عثمان سعيد بن محمد البَحيريّ، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا ابن مجاهد، قال: حدثنا أحمد بن زهير و إدريس بن عبد الكريم، قالا: حدثنا خلف بن هشام، عن إسحاق المسيبي عن نافع بن أبي نعيم، قارئ أهل المدينة، قالا: و حدثنا خلف، قال: حدثنا عُبَيد بن عَقيل، قال: سألت شِبْل بن عَبَّاد المكيّ فحدثني بقراءة أهل مكة، و هي قراءة عبد الله بن كثير.
... قال ابن مجاهد و حدثني احمد بن زهير، قال: حدثنا خلف، عن عبد الوهاب بن عطاء، عن أبي عمرو قارئ أهل البصرة.
__________
(1) ينظر: تحبير التيسير 36.
(2) (ثقلت أُذُنه) أسقطها الجنابي.
(3) في الأصل (فقرأ)، و هو وهم.
(4) الجنابي: (باختيار خلف كله)، و هو قلب.(1/448)
... [قال ابن مجاهد: و حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا خلف، قال: حدثنا أبو زيد، عن ابو عمرو بن العلاء] (1) .
... قال ابن مجاهد: و حدثني أحمد بن زُهير و إدريس بن عبد الكريم، قالا: حدثنا خلف، عن يحى بن آدم، عن أبي بكر بن عَيَّاش، عن عاصم بن أبي النجود، قارئ أهل الكوفة.
... قال ابن مجاهد: و حدثني محمد بن الجَهْم، قال: حدثني خلف، عن سليم، عن حمزة [قارئ أهل الكوفة. قال ابن مجاهد: أخبرني إدريس عن سليم عن حمزة] (2) ، قال سليم: و لم يخالف حمزة الأعمش فيما وافق قراءة زيد بن ثابت /92ظ/ (3) .
... قال ابن مجاهد: قال خلف: كنت أحضر بين يَدَيْ عليّ بن حمزة الكسائي، و هو يقرأ على الناس، و ينقُطون مصاحفَهم بقراءته. (4)
و أنشد إدريس بن عبد الكريم، أبو الحسن:
أيُها السامعُ عِلماً من خَلَف نِلتَ منْ عِلمِ الهُدى نلتَ الهَدَف
إنّما البزّارُ حَبرٌ فاضلُ فُضلُه في الشَرقِ و الغَربِ عُرِف
و اسْتَفِدْ مِن عِلْمِهِ صِدقاً فما أصبحَ العلمُ يُلْقّى كَخَلَف
ثمَّ بالقرآن قد قارنَهُ غَلَبَ الباقي طرّاً و السَّلف
مَنْ عليه قَرَأ القرآن مِنْ غامض القرآن حرفاً لم يخف
زاده الله ثناءً طالما في كتابِ اللهِ و العلمِ اختلف
إسنا د اختيار أبي حاتم
سهل بن محمد [بن عثمان البصري المعروف بالسَجِسْتاني] (5) ، و كان إمامَ أهلِ البصرةِ في زمانِه، و أعلم النّاسِ في وقتِهِ و أوانِهِ، و كان عالماً بوجُوه القراءات بَصبراً بالنَّحو و العربية و اختِلاف اللُّغات، اختار لنفسه اختياراً حسناً اتَّبع فيه الأُثر و النظر و ما صحَّ عنده في الخبر عن النبي- صلى الله عليه، و عن الصحابة و التابعين (6) ، رحمة الله عليهم أجمعين.
__________
(1) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.
(2) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.
(3) السبعة 74.
(4) المصدر نفسه 79.
(5) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.
(6) ينظر: غاية النهاية 1/320.(1/449)
... و كان أبو حاتم من الطبقة السابعة بالبصرة، بعد التابعين، فيما ذكر ابن مهران، و لا أدري تاريخ وفاته..
... قرأت القرآن من أوله إلى آخره على شيخنا الإمام أبي الحسن الفارسي، و قرأ (1) على أبي بكر المهراني، و قرأ على أبي بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني، و قرأ على عبد الله المؤدِّب بأصبهان، و قرأ على الحسين بن تميم صاحب أبي حاتم، قال (2) : و قال أبو عبد الله الحسين بن تميم: سألتُ أبا حاتم بعدما قرأتُ من القراءة عليه، فقلتُ: هذه قراءتك التي تختار، فقال: نعم و الله، قلت: فما كان فيه من حكمة و حديث فعلى ما حدثتني، فقال: نعم.
... و قال أبو عبد الله الحسين بن تميم: فهذا اختيار (3) أبي حاتم.
... و قرأ أبو حاتم على يعقوب و أيوب بن المتوكل.
... رُوِيَ عن أبي الحسن أحمد بن الخليل، قال: سمعت أبا أحمد بن عبد الصمد، قال: سمعت الشِّمر بن حَمْدَويه، قال: سمعت الأُشْنانْداني بالبصرة يقول: خرجتُ يوماً بغَلَسٍ، فإذا الهاتف يهتف، أسمع قوله و لا أرى شخصه، و يقول:
أبو حاتمٍ عالمٌ بالعُلُوم و أهلُ العُلومِ لَهُ كالخَوَلْ
عَليكمْ أبا حاتٍم إنّه له بالقراءاتِ عِلْمٌ جَلَْلْ
فإنْ تُنْقِدُوه فلن تُدرِكُوعها له ما حَيِيْتمْ بعلمٍ بَدَلْ
و مدحه يعقوب الحضرمي أُستاذه، فقال:
سامعُ القرآنِ إذ يَقرُؤه سهلٌ القارئُ زَيْنُ القَراة
و تأمل فَضْلَه و اقضِ َلُه بكمالٍ خَصَّه مَنْ بَرَاه
... فهذه أسانيد القراءات التي قرأتُ بها تلاوةً، و أخذتها لفظاً و سماعاً، اختصرتها كراهية الإطالة /94و/ [و يستوي بعدَِها ذكر الحروف و اختلافُ القُرَّاء فيها، في كل سورة من أول القرآن إلى آخره مشبعة مشروحة، بعون الله و حسن توفيقه] (4) .
__________
(1) الجنابي: و قرأتُ، و هو تحريف.
(2) قال: أسقطها الجنابي.
(3) الجنابي: (فهذا آخر اختيار)، و هو زيادة.
(4) ما بين المعقوفين أسقطه الجنابي.(1/450)
و الفائدة لقارئ القرآن في معرفة تسمية هؤلاء القرّاء الذين تقدّم ذكرهم مع ذكر مناقِبِهم و كثرةِ عنايَتهم بقراءة القرآن و شدةِ اجتهادهم في أخذِها و آدابِها و كَثرةِ عِلْمِهِم بها مع سترهم و صلاحهم- أنّه إذا عرفهم و عرف ذلك منهم رغب في التمسك بقراءاتهم، فلا يجاوزها إلى قراءة غيرهم، لأنّ قراءاتهم قراءة رسول الله -صلى الله عليه - و أصحابه و العوام في كلّ مصر من أمصار المسلمين، و ما عداها فليس كذلك، و لا فائدة في حفظه و جمعه، و لا منتهى لكثرته. فاعرف ذلك رشيداً، إن شاء الله.
الباب الثالث و الثلاثون
في ترجمة أسامي ذوي الأخبار على سبيل الاختصار
و اعلمْ بأنّي أقول في أبي جعفر و شيبة و نافع معاً مدنيّ، و في ابن كثير و ابن مُحيصِن معاً مكيّ و فيها و في مدني حجازي، و إن شئَت قلت: حَرَمي، و في ابن عامر شامي، و في أبي عمرو و يعقوب و سهل بصري، و في حمزة و الكسائي اثنان، و فيهما و في خلف ثلاثة و فيهم و في أبي عُبيد كوفي غير عاصم، و فيهم، و في عاصم كوفيّ، و في كوفي و بصري عراقي.
... و أمّا الطُرق فعلى ما تقدم في ترجمة كل رواية و طريق، و الله وليُ التوفيق.
الباب الرابع و الثلاثون
في ذكر كيفية الاستعاذة و معرفة معانيها(1/451)
... و اعلم أنَّ مذهب مكي و أبي عمرو و عاصم و يعقوب و الخبّازي لجميع القراء في الاستفادة أن يقولوا: أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم، و تصديقُ هذا المذهب و حجُّته قوله –عزّ و علا-: (فإذا قَرْأتَ القُرآنَ فاسْتَعِذْ باللهِ مِنَ الشَيْطانِ الرَجِيمِ (1) ]النحل98[،و ما رُوي عن ابن عباس أنّه قال: إنّ أول ما نزل به جبريل – - عليه السلام - على رسول الله -صلى الله عليه- فقال له: قُلْ يا محمد، أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قال له: قلْ يا محمد: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ (إقْرأ باسمِ رَبِّكَ ) إلى ]العلق 19 [إلى قوله: (ما لم يَعْلَم ) ]العلق 5[. (2)
و روي عن يعقوب الحضرمي أنّه قال: قرأت على سَلاّم أبي المنذر القارئ، فقلت: أعوذُ بالسميعِ العليم، فقال لي: قلْ أعوذُ بالله من الشيطان، ثمّ قال: قرأتُ على عاصم بن بهدلة، فقلت: أعوذُ بالسميعِ العليم، فقال لي قلْ: أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم، ثم قال: قرأتُ على زرِّ بن حُبْيش، فقلتُ: أعوذُ بالسميع العليم، فقال لي: قُلْ أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم، ثمّ قال: قرأتُ على عبد الله بن مسعود، فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قال: قرأتُ على رسول الله -صلى الله عليه فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قال: هكذا أخذتها عن جبريل، و أخذها /94ظ/ جبريل عن ميكائيل، و أخذها ميكائيل عن اللوح المحفوظ (3) .
و روي عن نافع بن جبير، عن مطعم، عن أبيه، أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبرُ كبيراً، و الحمد لله كثيراً، و سبحان الله بكرة و أصيلاً، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (4) .
__________
(1) ينظر: التيسير 16-17.
(2) ينظر: مقدمة ابن عطية 284.
(3) تنزيه الشريعة 1/309، النشر 1/244، لطائف الإشارات 1/311.
(4) ينظر: التيسير 17، لطائف الإشارات 1/310.(1/452)
و رُوِيَ عن سويد بن غفلة أنّه قال: سمعتُ ابا بكر الصديق -رضي الله عنه- على المنبر يقول أعوذُ بالله من الشيطان، ثمّ قال: إنِّي سمعت رسول- الله صلى الله عليه- يتعوذ من الشيطان الرجيم، فلا أُحبُّ أن أتركَ ذلك ما بقيت. قال: و حدثنا رسولُ الله- صلى الله عليه- أنَّ ابنَ آدم إذا تَعَوذَّ منه أدبرَ و لِطرفيه جلبةٌ فمه و دبره، فلا تغفلوا عنه، فإنّكم إنْ لم تكونوا ترونه فإنّه يراكم، و ليس بغافل عنكم.
و رُوِيَ عن أهل مكة أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم (1) ، رواه الزينَبي عنهم كذلك، و تصديق هذه الرواية قوله –عزّ و جل: (إنَّهُ كَانَ لا يُؤمِنُ باللهِ العَظِيمِ ) ]الحاقة 33[، و ما روي عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنْ قال: أعوذُ باللهِ العظيمِ من الشيطان الرجيم عشر مرّات بعث الله إليه ملكينِ يذودانِ عنهُ الشيطانَ كما يذودُ أهلُ الحوضِ عن حَوضِهِم الضالة (2) .
... و روى هبيرة عن حفص: أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم، فكأنَّه استحبَّ أن يأتي بمجموع ما في الآيات الثلاث.
__________
(1) ينظر: مصطلح الإشارات 115.
(2) الكامل 1/352، و هو ضعيف.(1/453)
... و مذهب مدني شامي و الكسائي و خلف فيها أن يقولوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنّ الله هو السميع العليم (1) ، و تصديق هذا المذهب و حجيته قوله تعالى: (و إمّا ينزغنَّك منَ الشيطانِ نزغٌ فاستعذ بالله إنَّه هُوَ السَمِيعُ العَلِيمُ ) ]فصلت 36[، و قال -عز من قائل: في موضع آخر (فاسْتَعِذْ باللهِ السَمِيعِ العَلِيمِ ) ]الأعراف 200[، يتأولون في ذلك الآيتين و كانوا يستحبون أن يأتوا بمجموع ما فيهما، و ما روي عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنْ قال حِينَ يُصْبِحُ: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، إنّ الله هو السميع العليم، بسم الله الرحمن الرحيم، و قرأ الثلاث الآيات من آخر سورة الحشر (هُوَ اللهُ الذِي لا إلهَ إلا هُوَ ) ]22[ إلى آخر السورة، مرّةً واحدةً، و كَّلَ اللهُ به سبعينَ ألفَ مَلكٍ يحفظونه حتى يُمسي، فإنْ فعل ذلك مرّة إذا أمسى كان ذلك حتى يُصبح (2) .و رَوى ثابت، عن أنس، عن عثمان –رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مرّة يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، و مرّةً يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قلت: ففي هذا الحديث حجةً لمَذْهَبَي أبي عمرو و موافقيه و أبي حاتم و موافقيه (3) .
و مذهب حمزة الزيات في ذلك أن يقول: نستعيذ بالله أو أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم إنّ الله هو السميع العليم (4) ، و تصديق هذا المذهب و حُجِيَّتُه ما ذكرنا لمذهبِ /95و/ مدني و مُوافقيه.
__________
(1) ينظر: غاية الاختصار 1/402.
(2) شعب الايمان 9/80، 10/244، النشر 1/250.
(3) ينظر: النشر 1/249.
(4) ينظر: غاية الاختصار 1/401.(1/454)
و قد رُويتْ عن جماعة من المتقدمين في الاستعاذة اختياراتٍ منها ما رُويَ عن أبي حاتم أنّه اختار أنْ يقول القارئ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، قال: أبو حاتم: هذا لفظهُ لفظ الخبر و معناه الدعاء، كأنَّك تقول يا الله، يا سميع عليم، أعذني من الشيطان الرجيم (1) ، و يؤيدُ هذا المذهب لفظ خبر أبي سعيد الخدري مرفوعاً، رواه أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (2) ، و روى أبو رَوْق عن الضحاك، عن ابن عباس -رضي الله عنه-، قال: أول ما نزل به جبريل -عليه السلام- على النبي - صلى الله عليه: قلْ يا محمد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قال: قل يا محمد، بسم الله الرحمن الرحيم (إقرأ باسم رّبّكَ ) ]العلق 1[ و هي أول سورة أنزلها جبريل عليه السلام (3) .
و رُوِيَ أنَّ أميرَ المؤمنين عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- خطب الناس يوم جمعة، ثم قال في آخرها: إنّ أحسنَ الحديث و أبلغ الموعظة كتاب الله -عزّ و جلّ- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (قُلْ هُوَ اللهُ أحَدْ ) ]الإخلاص 1] إلى آخرها.
__________
(1) ينظر: النشر 1/246-247.
(2) مسند الامام أحمد 3/50، 5/26، سنن البيهقي 2/34.
(3) مقدمة ابن عطية 284، النشر 1/247-248.(1/455)
و منها ما رُويَ عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم أنّه قال: أختار أنْ يقول القارئ: أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، و هو أيضاً اختيار محمد بن سيرين (1) ، و تصديق هذا المذهب ما رَوى داودُ بن أبي هند عن أبي العالية، رفيع بن مهران الرياحي، في حديث خولة بنت ثعلبة، حين ظاهر أوس بن الصامت، و اشتكت إلى الله -تعالى- دعاها رسولُ الله - صلى الله عليه، فلّما جاءته و جَلَستْ بين يديه قال أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (قد سمعَ اللهُ قَولَ التي تٌجَادِلُكَ فِي زَوجِهَا و تَشْتَكِي إلى اللهِ ) ]المجادلة 1[.
و رُوِيَ أيضاً عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، و عن دينار، عن مولاه أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مرّة يقول: أعوذ بالله السميع العليم، و مرّة يقول: أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، قلت: و في هذا الحديث حجةٌ لمَذْهَبَيْ أبي حاتم و أبي عُبيد جميعاً.
و منها ما رُوِيَ عن بعضهم أنَّه اختار أنْ يقولَ: ربِّ أعوذ بك من همزات الشياطين , أعوذ بك ربِّ أن يحضرون، و احتجّ لذلك بأنّ الله -تعالى- أمرنا بالاستعاذة، ثمَّ بَيَّنَ في موضع آخر كيف نستعيذ، فقال: (و قُلْ رَبِّ أعُوذُ بكَ ) ]المؤمنون 97] الآية، و روي نحوه عن مَعْمًر، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، أنّه كان إذا استفتح الصلاة قال: الله أكبر كبيراً، و الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه، ثمَّ قال: أعوذُ بك من همزات الشياطين، و أعوذُ بك ربِّ أن يحضرون /95ظ/ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (2) .
__________
(1) ينظر: النشر 1/248.
(2) ينظر: جمال القراء 1/482.(1/456)
و منها ما ذُكِرَ عن بعضهم أنّه اختار أنْ يقول: أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم من همزه و نفثه و نفخه (1) ، قال: لأنّ الله -تعالى- أمرنا بالاستعاذة فكان بيانها إلى النبي صلى الله عليه على ما ذكرنا، و قد رُوِيَ في حديث أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه أنّه كان إذا قام من الليل إلى الصلاة كبّر، ثم قال: سبحانك اللهم و بحمدك، و تبارك اسمك، و تعالى جدك (2) ، و لا إله غيرك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه و نفثه و نفخه، ثم يقرأ. إلى أخبار أُخر رُويتْ في هذا، و قد ذكر أبو عُبيد و غيره هذا الخبر في كتبهم أنّ النبي -صلى الله عليه- كان إذا استفتحَ القراءة في الصلاة قال: أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم، من همزهِ و نفثهِ و نفخهِ، قيل: يا رسول الله، ما همزه و نفثه و نفخه ؟ قال: أمّا همزهُ فالجنون، و أمّا نفثهُ فالشعر، و أمّا نفخهُ فالكِبَر، هذا تفسير رسول الله –صلى الله عليه، قال أبو عُبيد: و تفسيرهُ يفسّر، فالموته الجنون و كلَّ شيء دفعتهَ فقد همزته.
و أما الشِعر فإنّه إنما سمي نفثاً لأنّه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه مثل الرُقْية و نحوها، و ليس معناه إلاّ الشعر الذي كان المشركون يقولونه في النبي -صلى الله عليه و في أصحابه -رضي الله عنهم- لأنه قد رُوِيتْ عنه الرخصةُ في الشِعر من غير ذلك.
و أما الكبر فإنّه إنما سمي نفخاً لما يوسوس إليه الشيطان في نفسه فيُعَظِمها عندهُ، و يُحَقِرُ الناس في عينه، حتى يدخله لذلك الكِبَر و التَجَبُّر (3) .
__________
(1) ينظر: النشر 1/251.
(2) الجدّ: العظمة. ينظر: لسان العرب مادة (جدد) 4/78.
(3) ينظر: الغريبين 218، النهاية 5/273.(1/457)
و منها ما ذُكِر عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد الزعفراني الرازي أنّه اختارَ أنْ يقول القارئ: أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم إنّ الله هو السميع العليم (1) ، و احتجّ لذلك بقوله –عزّ و جلّ- في سورة المؤمن: (فاسْتَعِذْ باللهِ إنَّهُ هُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ ) ]المؤمن 56] و زعم أنَّ في القرآنِ مَنْ ذَكْرِ (إنَّ الله هُوَالسَمِيعُ البَصِيرُ ) أكثر من (أنَّ اللهَ هُوَ السَمِيِعُ العَلِيِمُ )، و ذلك منه غلط فإنّ ذِكْرَ السميع العليم في القرآن أكثر بأضعاف (2) ، حكي عن جعفر بن محمد الحرضي انّ ذِكْرَ (إنَّ اللهَ هُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ ) في القرآن في ثلاثين موضعاً، و ذكر (إنَّ اللهَ هُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ ) في ثمانية مواضع.
و منها ما ذكر أبو الطيّب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ المصري أنّ طائفة من اهل خراسان (3) و من قرب منهم يقول قارئهم: أعوذ بالله القويّ من الشيطان الغويّ (4) ، و حجتهم في القويّ قوله(إنّ الله قَوِّيّ شَدِيدُ العِقابِ ) ]الأنفال 52[ و نحوه من الايات، و حجتهم في الغوي قوله: (فَبِما أغْوَيتَنِي لأقعدنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ ) ]الأعراف 41[.
فصل
__________
(1) ينظر: مقدمة ابن عطية 285، مصطلح الإشارات115.
(2) ورد ذكر السميع العليم في القرآن 28 مرة و ورد ذكر السميع البصير 11 مرة.
(3) في الأصل (و خراسان ) و هناك فراغ صغير قبل الكلمة.
(4) ينظر: الاقناع 1/151، النشر 1/249.(1/458)
و من أدب قراءة القرآن الاستعاذة للقارئ و الإنصات للمستمع له، مع رعاية ما يَقرَؤه و تعظيمه تعظيماً لِمُنَزِّلِه؛ لقوله –عزّ و علا: (فإذا قَرَأتَ القُرْآنَ فاسْتَعِذْ باللهِ مِنَ الشَيْطانِ الرَجِيمِ ) ]النحل 98[، و لقوله -تعالى: (و إذا قُرِئ القُرآنُ /96و/ فاسْتَمِعُوا لَهُ و أنْصِتُوا لَعَلَكُم تُرحَمُونَ ) ]الأعراف 204[ و معنى الاستعاذة أنْ يقول القارئ قبل القراءة: أعوذُ باللِه من الشيطانِ الرجيم، و المعنى: أستجيرُ بالله و أمتنِعُ به دون غيره من سائر خلقه من الشيطان أنْ يضُرَّني في ديني و يصدني عن طريق الهدى (1) .
فصل
و إذا استعاذَ القارئُ باللهِ إذا أرادَ قراءةَ القرآن، فأيُّ كلامٍ استعاذَ به أجْزَاَهُ، و السببُ في الأمر بالاستعاذة أنّه لمّا ألقى الشيطان على لسان رسول الله صلى الله عليه في و النجم (2) (و النَجْمِ ) تلك الغرانِيق العلى. و إنّ شَفاعَتَهُم لَتُرْتَجى،حين قَرَأ: (و مَنوةَ الثلثةَ الأُخرى ) ]النجم 20[ جاءه جبريل -عليه السلام- و قال له صلى الله عليه: قرأتَ ما لم أُقرِئك، فأنزل الله –عزّ و جلّ- (و ما أرسلنا من قَبلِكَ من رَسُولٍ و لا نَبِيٍّ ) ]الحج 52[ إلى آخر الآية (3) ، و النَسْخُ في هذه الآية رفعُ ما ألقاهُ الشيطانُ على لسانِ النبيّ- صلى الله عليه - و أمَرَه أنْ يستعيذَ فقال: (فإذا قَرَأتَ القرآن فاسْتَعِذْ بالله مِنَ الشَّيطانِ الرَجِيمِ ) ]النحل 98[ كي لا يلقي الشيطان على لسانك ما ليس منه، رُوِيَ ذلك عن ابن عباس- رضي الله عنه.
فصل
__________
(1) ينظر: النشر 1/247، لطائف الاشارات 1/309، لسان العرب مادة (عوذ) 5/33.
(2) في الأصل: و في و اليم.
(3) ينظر: لباب النقول 150.(1/459)
و موضع الاستعاذة قبل القراءة كما تقدّم من الآثار في ذلك قبل، و هذا أمر تأديب لا أمر حتم، و لو كان حتماً لم يكنْ يجوزُ لأحد أنْ يقرأَ من القرآن شيئاً بغير الاستعاذة (1) ، يدلُّك عليه ما رَوى المختارُ بن الفلفل، قال: سمعتُ أنسَ بن مالك يقول: أغْفْى رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليهِ إغْفاءَةً ثم رَفَعَ رأسَهُ مُتْبسماً فأمّا قال لَهُم و أمّا قالوا له: يا رسولَ الله -صلى الله عليه-: لِمَ ضَحِكْتَ ؟ قال: إنّه أُنْزِلَّ عَليَّ آنِفاً سورة، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (إنّا إعْطيْناكَ الكَوثَر ) ]الكوثر 1[ حتى ختمها (2) ، فلم تأتِ في هذا الخبر الاستعاذةُ لما ذكرناه.
و قال قومٌ من أهل الظاهر: هي على الوجوب لورودِ الأمرِ بهِ و بعدَ القراءة لقوله -عزّ و علا-: (فإذا قَرَأتَ القرآنَ فاسْتَعِذْ باللهِ مِنَ الشَيطانِ الرَجِيمِ ) ]النحل 98[، و ليس الأمر على ذلك بل هي على النَدْب و الترغيب قبلَ القِراءة لورودِ الأخبارِ بها كذلك، و هي كما قال الله- تعالى-: (إذا قُمْتُمْ إلى الصلوَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُم ) [ المائدة 6] و رُوِيَ قبل ذلك عن أبي هريرة - رضي الله عنه.
فصل
... فالاستعاذةُ يُخفيها القارئُ في الصلاة، و يجْهَرُ بها في غير الصلاة إذا كان يجهر بالقراءة، (3) كذلك جاءت عنهم جميعاً، إلاّ ما روى سليم عن حمزة من إخفاء لها جملة (4) ، و عن الحسن بن مُخلَّد، قال: سألتُ أبا هشام الرفاعي فقلت له: أكُنتم تَجهرون بالاستعاذة على سليم، قال: لا و لكنّا نستعيذ في أنفسنا.
... و قرأت أنا بجهرها في هذه القراءة أيضاً كجهري بها في سائر القراءات.
فصل
في معانيها
__________
(1) ينظر: جمال القراء 1/482.
(2) مسند الإمام أحمد 3/102.
(3) ينظر: التيسير 17.
(4) ينظر: الموضح للمهدوي 98، الإقناع 1/152، جمال القراء 1/482، النشر 1/252.(1/460)
أجمعتْ الأُمةُ /96ظ/ على ترك إثبات الاستعاذة في أول المصحف و على أنّها ليست من القرآن مع ما جَرَت بِه السُّنة من الاستفتاح بها، و أجمعت على إثبات التسمية في أوَّل المصحف، و عند فاتحة كل سورة، فصار ذلك سبب الاختلاف فيها (1) .
و قول القائل: أعوذ و إنْ كان على لفظ الغابر فإنّه بمعنى الواجب (2) ، لأنَّ قائله تَحَصَّنَ به عائذاً بالله ليس أنّه سَيُوَفِّي ذلك لمستقبل الوقت، و معنى أعوذ أي: أعتصم و أمتنع بالله، و كذلِكَ إذا قال: أستعيذُ بالله، أو قال: أتعوّذّ بالله فإنّ ذلك كله بمعنى الأوّل، و كلُّ من امتنع بشيء من مكروه عَرَض له فقد عاذ به، و العوذ ما دَرَأ بِه الشيء الذي تضربه الريح من شَجَر أو أرومة، و ذلك لإمتناعه به من أنْ تُطيره الريح، و الناقة إذا وضعت ولدها فهي عائذ أياماً و جمعها عُوذ بمنزلةِ النفساء من النساء، و سمُيتْ عائذاً لأنّه ذات عوذ قد عاذ بها ولدها عوذاً، كقوله: (فهوَ في عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) ]الحاقة 21[ أي ذات رضىً يرضى بها صاحبها (3) .
و قوله: من الشيطان الرجيم فمعنى الشيطان هو المتمرد العاتي، قال الليث: و هو فيعال من شَطَنَ أي: بَعُدَ، و يقال: شطن الرجل و تشيطن أي: صار كالشيطان و فَعَلَ فِعْلَهُ، و قال غيره: الشيطان فَعلان من يشيطُ إذا هلك و احترق كما يقال: عيمان و هيمان من عَام و هَام و معناهما العطشان. كأنه على القول الأوّل سُمّي شيطاناً لبعده عن الخير، و على القول الثاني سُمّي به لما يستحقه من الاحتراق بنار جهنم و لما يؤول إليه في عاقبة أمره، (4) و الأوّل أصح، يدلُُّ على صحته قول أُميّة بن أبي الصَّلت:
إنما شاطِنٌ عَصَاهُ ثم يُلقَى في السِجْنِ و الأكْبالِ (5)
__________
(1) ينظر: التيسير 17.
(2) ينظر: مقدمة ابن عطية 284.
(3) ينظر: لسان العرب مادة (عوذ) 5/33.
(4) ينظر: لسان العرب مادة (شطن) 17/103.
(5) ديوان أُمية 64.(1/461)
و لو كان من الشطّ لقال: إنما شائط (1) .
و معنى الرجيم أنّه المرجوم الملعون المُبْعَد، و الرجم: اللعن، و الرجم أيضاً: القول بالحدس (2) ، من قوله: (رَجْماً بالغَيبِ ) ]الكهف 22[، و قيل: الرجيم بمعنى المرجوم بالنجوم، قال الله -تعالى-: (و جَعَلناها رُجُوماً للشَياطِينِ ) ]تبارك 5 [هو فَعِيِلٌ بمعنى مَفْعُول (3) ، و أصل الرجم الرمي، يقول: كان أو يَفْعَل، و قيل في معنى قوله (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكْ )]مريم 46[ أي: لأشتُمَّنك.
و قوله: (إنّ اللهَ هوَ السَميعُ العَلِيمُ ) ] الانفال 61[ فمعنى السميع أنّه –عزّ و جلّ- يسمع دعاء مَنْ دعاهُ، و يُضرِع مَنْ يَضرع إليه، و يعلم ما بالعبد من الحاجة و الضرّ، و ما فيه من الضعف و العجز لأنّه السميع العليم، و هو الذي يدرك الأصوات إذا وجدت، و كان لم يزل سميعاً بمعنى العالِم، و كان لم يزل كذلك. آخر الباب بحمد الله.
الباب الخامس و الثلاثون
في ذكر التسمية
و اعلم أنّ عامة قرّاء الأمصار و أكثرهم على التسمية بعد الاستعاذة في أوائل السور و رؤوس الآي و الأوراد (4) ، فأما في رؤوس الآي من غير أوائل السور فإلى القارئ، فليفعل بها ما يشاء من الإخفاء و الجهر و الترك، و أمّا في أثناء القراءة من أوائل السور فإنّهم أجمعوا على التسمية في أول الفاتحة جهراً أو إخفاء (5)
__________
(1) مقدمة ابن عطية 285.
(2) ينظر: لسان العرب مادة (رجم) 15/117.
(3) ينظر: مقدمة ابن عطية 285.
(4) ينظر: مصطلح الاشارات 115.
(5) ينظر: الموضح في القراءات السبع 98، الاقناع 1/155، الجامع لأحكام القرآن 1/96، جمال القراء 1/483.(1/462)
/97و/ و اختلفوا في عدِّها آية منها (1) ، و أجمعوا على تركها فيما بين القرينتين و هما الأنفال و التوبة (2) ،و أجمعوا على أنّ ما في سورة النمل بعض آية منها (3) ، و أمّا فيما عدا ما ذكرت من أوائل السور فإنّهم أجمعوا على أنّها ليست بآية (4) .
و اختلفوا في تركها ممّا بين السورتين فكان حرميّ شاميّ و عاصم و الكسائي و يعقوب و سهل و خلف يقرؤون بسم الله الرحمن الرحيم على رؤوس السور كلها (5) .
و الراءيين بين السورتين أو افتتحوا الا على رأس التوبة لأنّه لم يكتب هناك من غير أن يجعلوه من السور إلاّ من سورة الحمد، و فيه إختلاف، و هذا المذهب هو المختار.
... و قال ابن مجاهد: حدثني الحسن بن مخلد، قال: سألت أبا الهيثم بن المسيبي عن استعاذة أهل المدينة أيجهرونَ بها أم يُخفون ؟ فقال: ما كُنَّا نَجهر و لا نُخفي (6) ، و ما كُنَّا نستعيذُ كُنَّا نقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في أوَّل فاتحة الكتاب و في أوِّل سورة البقرة و بين السورتين في الصلاة و الفرض و الأوراد، هكذا كان مذهب القرّاء بالمدينة، قال: و فقهاء المدينة لا يفعلون ذلك (7) ، و كنّا إذا افتتحنّا الآية على بعض مشايخنا من بعض السُور نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم (8) .
__________
(1) ينظر: هذا الخلاف في البيان 53-57، الجامع لأحكام القرآن 1/92، احكام القرآن 1/8.
(2) يظر: الموضح في القراءات السبع 101، احكام القرآن 1/10، النشر 1/259.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 1/95، أحكام القرآن 1/8.
(4) إلا الشافعي، فقد ذهب إلى أنّها آية من كل سورة. ينظر: أحكام القرآن 1/9.
(5) ينظر: التيسير 17، غاية الاختصار 1/401، جمال القراء 1/483.
(6) لم يرد عن سائر القراء نص عن جهر و لا إخفاء. ينظر: الاقناع 1/153.
(7) ينظر: النشر 1/271.
(8) روى السُّدي عن أهل المدينة أنّهم كانوا يفتتحون القراءة بالبسملة. ينظر: الجامع لأحكام القرآن 1/87.(1/463)
... و روى المسَّيبي عن نافع أنَّه كان يُخْفي التَعوّذ و يَجْهَر ببسمِ اللهِ الرحمن الرحيمِ في رؤوس السور و أول القرآن (1) .
... و كان أبو عمرو برواية اليزيدي عنه لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا وَالى بين السورتين، و يسكت بينهما سكتة خفيفة (2) ، و بعضهم يصل آخر السورة بأوَّل الأُخرى على مذهبه، فإذا افتتح السورة قَرأهُ، و كذلك إذا افتتح سورة الحمد قرأه و ربَّما قُرىء على رؤوس الآي و الأوراد في مذهبه لأنّه عنده الاستفتاح. و في الجملة إنَّه قد جاءت فيها أربع روايات: إحداهن: الفصل بين السور بالتسمية و ذلك برواية شجاع عنه، و الثانية: الفصل بينهن بالتسمية خفّياً، و الثالثة: بلا تسمية و هي رواية اليزيدي عنه، و الرابعة: بلا تسمية إلاّ بين المدَّثر و القيامة و الفجر و البلد، فإنّه كان يأتي بها فيما بين هذه السور فقط (3) .
... و قيل أيضاً يفصل بين سورة الانفطار و الختام، و هو أيضاً مذهب كثير من السلف، يجارون الفصل بين المدّثر و القيامة و الفجر و البلد بالتسمية أو السكوت عليه كراهتهم أنْ يلتقي الإيجاب بالنفي في الوصل (4)
__________
(1) يظر: مقدمة ابن عطية 1/271.
(2) ينظر: جمال القراء 1/483، مصطلح الاشارات 116.
(3) ينظر: سراج القارئ 40.
(4) ينظر: التيسير 18، النشر 1/261.(1/464)
... و سئل ابن مجاهد عن مذهب أبي عمرو في التسمية بين كل سورتين، فقال: إنْ شئت تفصل بينهما بالتسمية، إلاّ بين الأنفال و التوبة، و إنْ شئتَ تصل آخر السورة بأوّل الاخرى و إنْ شئت تسكت سكتة، ثم تبتدئ بالتي تليها، فمذهب البغدادين عن أبي عمرو إخفاء التسمية على رؤوس السور و رؤوس الأئمة إلاّ في فاتحة الكتاب، و مذهب البصريين عنه إظهارها في الفاتحة و بين السور و رؤوس الأئمة إلاّ بين الأنفال و التوبة (1) و كان حمزة لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم على رؤوس السور كُلَّما والى بين السورتين أو افتتح السورة إلاّ في سورة الحمد، فإنه يقرأُه فيها لأنّه منها /97ظ/ عنده، و لا يصل آخر السورة بأول الأُخرى، بل يفصل بينهما بسكتة (2) .
... و روى سليم عنه وصل السورة بالسورة معربة ليعلم الحادث إعرابهن (3) .
... و عن الحسن بن مخلّد، قال: سمعت أبا هشام يقول: سمعت سليماً يقول: إنّما آمركم بأنْ لا تقرؤوا بين السور بسم الله الرحمن الرحيم لتعرفوا كيف تصلون بين السور.
... و روى الحسن بن عطية عن حمزة ،و إبراهيم بن زربي، عن سليم، عنه بإخفاء التسمية في أوائل السور و رؤوس الأئمة في جميع القرآن (4) .
و قال خلف بن هشام: كُنّا نقرأ على سليم فنخفي التعوّذ و نجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الحمد لله خاصة، و نخفي التعوّذ قبل بسم الله الرحمن الرحيم و في سائر القرآن (5) و كانوا يقرؤون على حمزة فيفعلون ذلك.
__________
(1) ينظر: سراج القارئ 38-39.
(2) 1) ينظر: التيسير 18، الشر 1/259، مصطلح الاشارات 116.
(3) ينظر: مصطلح الاشارات 115.
(4) ينظر: التيسير 17.
(5) ينظر: الاقناع 1/152، مصطلح الاشارات 115.(1/465)
و قال أبو حاتم: إذا ابتدأتَ قراءةَ القرآن فاستعذْ بالله من الشيطان، و أخفِ الاستعاذة إذا كنت في الصلاة و أظهرها إذا كنت في غير صلاة، و إنْ أخفيتها فجائز، و كذلك بسم الله الرحمن الرحيم تجهر بها في الصلاة و غير الصلاة (1) ، و إنْ أخفيتها فحسن إنْ شاء الله، إلاّ أنّه يُروى عن النبي - صلى الله عليه -و أكثر أصحابه و التابعين الجهر بها إلاّ نفراً يسيراً أخفوها (2) ، و روى أبو حاتم في ذلك أحاديث كثيرة تركت ذكرها.
و رُوي عن الكسائي أنّه كان يَصِل آخر سورة الفيل بأول سورة قريش، من غير فصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم (3) .
فمعنى قول مَنْ قرأ بسم الله الرحمن الرحيم مع كلِّ سورة كُتِبَتْ في أولها يَحتمل وجهين: أحدهما: أنَّها جُعِلتْ فصلاً بين السور من غير أنْ تجعلَ آية من كلّ سورة منها، و كُتِبَتْ في المصحف لذلك و اتبَّعه مَنْ قرأها، و ممّا يدل على ذلك ما رَوى أبو حاتم السجستاني في المصحف، عن بعض أصحابه، عن عيسى بن يونس، عن عمران بن سليمان، قال: سُئل الشعبي عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: آية من كِتاب الله جُعِلَت فصلاً بين السور، و على هذا عِظَمُ الفقهاء، و دليل ذلك إجماع القرّاء على ترك عدّها آية من كل سورة كتبت في أولها إلاّ من سورة الحمد، و فيه اختلاف.
__________
(1) ينظر: أحكام القرآن 1/15.
(2) نقل الجصّاص الإخفاء عن أبي بكر و عمر و عثمان و علي و ابن مسعود و ابن عباس.
(3) ينظر: مصطلح الاشارات 116.(1/466)
... و الوجه الآخر: أنّها آية من كلِّ سورة كُتبتْ في أوَّلها، عن جماعة من الفقهاء، و بعضهم يجعلها آية مفردة فاتحة لكل سورة كُتبتْ في أوّلها، و يقولون: مَنْ لم يقرأها فقد ترك مئة و ثلاث عشرة آيةً من كتاب الله -عز و جل- و يستدلون بإثباتهم إيَّاها في المصحف مع شدّة توقيهم أن يختلط بالقرآن غيره حتى امتنعوا لذلك من التعشير و النقط و غير ذلك فيه قديماً (1) ، و ممّا يدلُّ على ذلك ما رُوِيَ عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه سأله ابنُ عباس عن ترك كتابة بسم الله الرحمن الرحيم على رأس سورة براءة، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم أمان و براءة، نزلت بالسيف، ليس فيها أمان معناه أنّها لم تنْزل معها كذلك و نزلت مع غيرها، و إذا نزلت معها كانت منها (2) .
... و عن ابن عباس أنّه قال: ما كان يعرف رسول الله - صلى /98و/ الله عليه - (3) فصل ما بين السورتين، حتى يقول جبريل -عليه السلام- بسم الله الرحمن الرحيم.
... و معنى قول مَنْ ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم مِنْ رأس كلِّ سورة كُتبتْ فيه أنَّ القرآنَ كله عنده كالسورة الواحدة و أنّ إتيانهم إيّاها على رؤوس السُّور إنّما هو الفصل بينهما من غير جعلها آيةً من كلِّ سورة كُتِبَتْ في أوّلها فأراد أنْ يؤدي هذا المعنى لترك تلاوتها لأنّ موضع السُّور قد عرفت (4) فلا يقع به إشكال أنّ السورتين واحدة من غير أنْ ينكر أنّها من القرآن.
__________
(1) ينظر: المحكم 125.
(2) ينظر: جمال القراء 1/485، سراج القارئ 39 و ينظر ص من هذه الرسالة.
(3) تكررت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأصل فحذفت التكرار.
(4) كذا في الأصل و الصواب عُرِف.(1/467)
... و يُروى عن الحسن أنّها ليست من صلب القرآن، يعني أنّها فاتحة السور من يشاء أتى بها، و من يشاء حذفها إختصاراً إذا عُرف موضعها و لا ينقص ذلك من أجر الختمة شيئاً، و سبيل ذلك سبيل الزيادة و النقصان في مثل عليهم أو نحو ذلك ممّا اختلفوا فيه، و كذلك جاء الجهر بها و تركها الجهر، و قال علي بن عيسى: سبيلها سبيل المسافر للصلاة في أنّه مستكمل لفضلها، و مما يدلُّ على هذا المذهب أنّك لو قلت لرجل: ما أولُ البقرة لقال: (ألم .ذلكَ) و لم يقل: بسم الله الرحمن الرحيم، و كذلك يقول في غيرها.
... و علَّة أبي عمرو في قراءته بسم الله الرحمن الرحيم أوَّل سورة الحمد و على رأس كل سورة يفتتحها إلاّ التوبة أنّ البسملة عنده للاستفتاح، يدلُّ على ذلك ما رَوى نافع عن ابن عمر، قال: كان يفتتحُ الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم، فإذا وَالى بين السورتين لم يقرأها.
و عن المختار بن فلفل، قال: سمعتُ أنساً يقول: أغفى رسول الله - صلى الله عليه - إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فإمّا قال لهم و إمّا قالوا له: لم ضحكتَ يا رسولَ الله صلى الله عليك ؟ قال: إنّه أُنْزِلَ عليَّ آنفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (إنّا أعْطَينَاكَ الكَوثَرَ ) [الكوثر 1 [ حتى يَخْتمَها (1) .
... و عن ابي جعفر محمد بن علي قال: مفتاح كلّ كتاب نزل من السماء بسم الله الرحمن الرحيم.
... و علَّة حمزة في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم مع سورة الحمد وحدها أنّها عنده منها، هكذا عدَّها قُّراء الكوفة و مكَّة، و ممّا يدلُّ على ذلك ما روى أبو سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبيّ – صلى الله عليه - أنّه قال: سورةُ الحمد سبعُ آياتٍ أولها بسمِ اللهِ الرَحمنِ الرحيم (2) .
__________
(1) ينظر: مسند الامام أحمد 3/102.
(2) ينظر: البيان(1/468)
... و عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه قال: إذا قَرَأتُمْ الحَمْدُ فأقرؤوا بسمِ اللهِ الرحمنِ الرَحيِم فإنَّها إحْدَى آياتِها (1) .
... و عن أبي جريح، عن ابن أبي مليكة، عن أُمِّ سلمة -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه - يَقْرَأ فَاتِحَة الكِتابِ يَعدُّها بِيَدِهِ سَبْعاً بالعَرَبِيَّة، و يعدُّ بسم اللهِ الرَّحْمن الرحيمِ آية (2) .
... و عن ابن أبي مليكة، عن طلحة بن عبيد الله، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه: مَنْ تَرَكَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَقَدْ تَرَكَ آيةً مِنْ كِتابِ الله، و قد عَدَّ عليٌّ فيما عَدَّ مِنْ أمّ الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم إلى /98ظ/ أخبار أُخر رويت في هذا.
... و حُجَّة مَنْ قرأ بسم الله الرحمن الرحيم على رؤوس الآي ما رُوي عن موسى بن عقبة، عن نافع عن ابن عمر أنَّ رسول الله - صلى الله عليه - قال: كان جِبريلُ إذا جَاءَني بوَحْيٍ كانَ أوَّلُ ما يُلقي عليَّ بسمِ اللِه الرَّحمنِ الرَحيم (3) .
... و معنى بسم الله ابدؤوا بسم الله أو ابدأ بسم الله، أو مفتاح كلامي بسم الله، و لذلك جلبت الباء، و موضعها في الوجهين الأولين نصب لأنّها في موضع مفعول به، و في الوجه الثالث رفع لأنّها في موضع خبر الابتداء، و قال بعضهم: لا موضع لها؛ لأنّها كبعض حروف الكلمة و بعض حروف الكلمة غير معرب و كيف تصرفت الحال فهو على أمر التأديب من الله.
و ينبغي للمؤمن أنْ يفتَتح أفعاله كلَّها غير المعاصي ببسم الله الرحمن الرحيم، و هو في بعض المواضع أوكد، و في بعضها فرض كذكره عند الذبح لقوله تعالى: (و لا تَأكُلُوا مِمّا لَمْ يُذْكَر اسْمُ اللهِ عَليهِ ) ]الأنعام 121[.
__________
(1) ينظر: سنن البيهقي 1/312، منثور الفوائد 1/3.
(2) ينظر: منثور الفوائد 1/7، كنْز العمال 1/317. و هو ضعيف.
(3) ينظر: منثور الفوائد 1/7.(1/469)
و قال عليُّ بن عيسى: و قد تَضَمَّنَ بسم الله الرحمن الرحيم الأدب للدين و المدح و التعظيم، و أنّه شعار المؤمنين، و مفزع للخائف، و بركة للمُستأنِف، و إقرار بالإلهية، و اعتراف بالنعمة، و استعانه بالله، و عبادةٌ له، مع ما فيه من حسن العبارة و البيان كما يستحقه الله -عز و علا- من الأسماء و الصفات و البلاغة بالاختصار في موضعه لعلم المخاطبين به، و تقديم ما هو الأولى بذلك كذكرِ الله ثم الرحمن ثم الرحيم، و غير ذلك ممّا يطول ذكره.
الباب السادس و الثلاثون
في ذكر تغليظ اللام من أسماء الله عزّ و علا و الترقيق
بَلغنا عن الإمام أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس ابن مجاهد -رحمه الله- أنّه كان يَختار في جَميع القِراءات تَفخيم أسماء الله -عزّ و جل- وتَغليظ اللام فيه إذا تَقدمتها فتحة أو ضمّة، كقوله: (خَتَمَ اللهُ )
]البقرة 7[، (رُسُل الله ) ]الأنعام 124[، و نحو ذلك، و إذا تقدمتها كسرة اختار التَرقيق، كقوله: (أعُوُذُ باللهِ )]البقرة 67[، (بِسْمِ اللهِ ) ]الفاتحة 1[، (الحَمْدُ للهِ ) ]الأعراف 43[، و نحو ذلك، و به كان يأمر، و عليه كان يعمل (1) ، و به قَرَاتُ للعمري و المسيبي و أبي عبيد على أبي عبد الله الخبازي.
و يَدُلُُّ على صحة ذلك ما روي عن أبي بكر بن عيّاش -رضي الله عنه- أنّه قال: سألت عاصماً عن قوله -عزَّ و جلَّ: (رُسُل الله - الله أعلمُ ) ]الأنعام 124[، فَضَمَّ الأول و رَقَقَّ الثاني (2) .
و ماروى أبو عبد الله هارون بن موسى العتكي النحوي عن أبي عمرو أنَّه قال: أهل نَجْد يقولون: (مِنَّ اللهِ ) ]الأعراف 62[ بكسر النون و ترك التفخيم و غيرهم يفتحون النون و يُفَخِّمُونَ الاسم بعدها.
__________
(1) و على ذلك إجماع القراء . ينظر: التيسير 58، التحديد 160، النشر 1/221، سراج القارئ 154-155.
(2) ينظر: جمال القراء 2/464.(1/470)
... و روى محمد بن غالب، عن شجاع، عنه، أنه كان يترك التفخيم في لام الله على كل حال، و هو مذهب أهل البصرة، و إلى ذلك ذهب ابن مقسم من البغداديين (1) ، و هكذا روي عن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- و قراءته أنّه كان لا يُغَلِّظ اللام من اسم الله، و كذلك جميع اللامات التي من القرآن /99و/ و على هذا أكثر العجم (2) .
... و كان الشيخ أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران يفخِّم اسم الله -عزّ و علا- و يغلِّظ اللام منه في الأحوال الثلاث في قِراءة ابن كثير و عاصم فقط، و يَتركُ التَفخيم و التَغليظ في الأحوال كلها في قراءات الآخرين، قال ابن مهران: قَرَأتُ على أبي علي الصفَّار المُقرئ بقراءة ابن كثير قراءة مفخَّمة، فسألته عن هذا، فقال: قلت لأبي بكر الهاشمي قراءتكم كلها بالتفخيم و لست تفخم الله، و يُذكر ذلك عنكم، فقال: نُفَخِمُه، إلاّ أنّه تَفْخِيم حَسَنْ غُير مُجَاوز للحد.
قال ابن مهران: و قرأت بالكوفة على أبي علي الدقار بقراءة عاصم، قال: خذ عليّ بتغليظ بليغ و تفخيم شديد في جميع ذلك، فقلت له: إنّ بعضهم قد فرق بينهما في حال النصب و الرفع و الخفض، فقال: ممّن تسمع و ما أعلمه كان سمعه قبل ذلك.
قال: و قرأت على حماد المقرئ بالكوفة أيضاً بالتفخيم و التغليظ على كلّ حال في قراءة عاصم، و بالترقيق على كل حال في قراءة حمزة، فقال: و سألت الإمام أبا بكر بن مقسم ببغداد عن ذلك فقال: هو عن العرب معروف، و في كلامهم مشهور، فأمّا القرّاء فما سمعنا و لا بلغنا عن أحد منهم ذلك.
و قال أبو الفضل الخزاعي: الاختيار التفخيم، و عليه الأئمة من القرّاء و أهل اللغة، و إياكّ أنْ تفخِّم اللام إذا انكسر ما قبلها، فإنّه من أسمج اللفظ و أقبح اللحن إلاّ لقوم تلك لغتهم لا يقدرون على غيرها.
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/337.
(2) ذكر عن أبي عمرو بن العلاء و الكسائي أنهما كانا يرققان اللام في اسم الله-عز و جل- على كل حال. ينظر: الاقناع 1/337.(1/471)
قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: الله أصله الإ لاه، غُيرت الهمزة لكثرة ما يجري ذكره على الألسنة، و أُدغمت لام المعرفة التي لفيتها، و فُخّمت و أُشبعت حتى طبق اللسان بها الحنك لفخامة ذكره جلّ جلاله، و ليفرق أيضاً عند الإبتداء بذكره بينه و بين اللات (1) .
و قال غيره: إنَّما حسن تغليظ اللام من اسم الله -عزّ و علا- فقط و هو لغة أهل الحجاز و من يليهم من العرب من ناحية العراق إلى الكوفة و بغداد -فيما ذكر أبو سعيد السيرافي لاختصاص ذكره بذلك تعظيماً له -جلّ جلاله (2) - مع ما فيه من الفرق بين ذكره و ذكر اللات في اللفظ (3) ، و لا يفعلون ذلك بها إذا كانت قبلها كسرة كقوله: (بِسْمِ اللهِ ) ]الفاتحة 1[ و نحوه استثقالاً له، لأنّ الكسرة مستثقلة، و اللام المفخمة كالحروف المستعلية، و التصعد بعد التسَفُل، و دليل ذلك قلبهم السين صاداً إذا كان بعدها طاء في الصراط و نحوه كراهة أن يستسفلوا بالسين ثم يتصعدوا بالطاء؛ لأنّها من حروف الاستعلاء (4) .
قال أبو علي الفارسي: و مِمَّا يَدُلُّ على ذلك تَركُهم إمالة واقد و نَحوه كَراهة أن يَتَصَعدوا بالمُستعلي بعد التَسَفُل بالإمالة (5) ؛ لثَقُل ذلك عليهم، و قد خُصَّ هذا الاسم بأشياء تقربه من التفخيم كقولهم في الدعاء: يا الله بقطع ألف الوصل و نَحوه، و هذا من ذاك. و الله -عزَّ و علا- أعلم بجميع ذلك.
الباب السابع و الثلاثون
في ذكر آمين
/99ظ/ الكلام في آمين على خمسة فصول: الفصل الأول: في كيفية القول به، الثاني: في إعرابه، و الثالث: في تأويله و تفسيره، الرابع: في بيان حكمه، الخامس في الجهر به و إخفائه.
__________
(1) ينظر: رسالتان في تجويد القرآن ، لسان العرب، مادة (لاه)
(2) ينظر: الموضح 120، جمال القراء 2/540.
(3) ينظر: الموضح للمهدوي 228.
(4) ينظر: الحجة لأبي علي الفارسي 1/36-37، الرعاية 189، الموضح للمهدوي 229.
(5) الحجة (له) 1/38.(1/472)
الفصل الأول: في كيفية القول به
قال الزجّاج و غيره من أهل اللسان: فيه لغتان: إحداهما: مد الألف، و الأُخرى: قصرها، و هو في كلتا اللغتين خفيضة الميم مفتوحة النون، و أنشد الزجاج في مدّ الألف.
يا ربِّ لاتَسْلبنّي حبَّها أبدأً و يَرْحَمُ اللهُ عَبْدَاً قال آمِيِنا (1)
و أنشد غيره في ذلك:
صَلَى الإلهُ على لُوْطٍ و شِيِعَتِهِ أبا عُبَيدَةِ قُلْ باللهِ آمِيِنا
و في مثله أيضاً:
يا رَبِ إنْ رَزَقْتَنِي بَنِينه
فاجْعَلْهُمُ بَنِيِنَ صَالِحِيِنَه
آمِيِنَ قُوُلُوا كُلُكُمْ آمِينَه
و في مثله أيضاً:
و لا يَقُولُ إذا يوماً نَعَيْتَ لَنا إلاّ بآمِينَ رَبَّ الناسِ آميِنِ
و أنشدوا في قصر الألف:
تَبَاعَدَ مِنِي وِدُهُ إذا سَألْتُهُ أمِينَ فَزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا (2)
و قد يجوز إمالته فيمن قد وجَبَت إمالته (آمِنُونَ ) [النمل 89]، و (آمَنا ) ]البقرة 8[،و (أنا آتِيكَ به ) ] النمل 40[، و روي عن حمزة و الكسائي (آمين) بإمالة الألف و مدِّها و تخفيف الميم، و ليس ذلك بالمشهور عنهما.
و حكي عن الحسن البصري انّه كان يشدد مع المدّ، فربما إمالة و ربما فخمة، و قال: معناه عامدين إليك، كقوله تعالى: (و لا آمِّينَ البَيتَ ) ]المائدة 2[، أي: قاصدين البيت، و هو اختيار الحسين بن الفضل البغدادي، قال: و معناه: قصدنا إليك بهذا الدعاء فأجبنا.
فهذه أربعة أوجه في التأمين بمد الألف و قصرها مع تخفيف الميم في الوجهين، و الثالث إمالتها، و الرابع تشديد الميم، و هو أبعد الوجوه و أقلُّها.
__________
(1) ايضاح الوقف و لابتداء 1/17 و البيت في لسان العرب مادة (أمن) منسوب لعمر بن أبي ربيعة و ليس في ديوانه.
(2) ينظر: تفسير الطبري 1/416، الجامع لأحكام القرآن 1/128.(1/473)
قلت: و الاختيار فيه مدّ الألف مع تخفيف الميم لوجوه، فإن كان قصرها مشهوراً عن العرب و فيها أنّه أشهر عن القراء و كثير عند العلماء و الأُدباء و الشعراء، و منها أنّه أبعد من الالتباس بالصفة في قولك: رجلٌ أمين، و فلان ثقة امين ، و منها أنّه أبلغ في معنى الدعاء، و منها أنّه كلمة ثبتت تأكيداً للدعاء و تأييداً له، فإذا مددت الألف و طوّلتها كان أوكد لمعنى الدعاء، كما قالوا في أوه: آوه للمبالغة في الشكاية، و منها أنّ الآثار قد وردت بالمدّ دون القصر لم يروا القصر فيه أحد من رواة الحديث.
الفصل الثاني: في إعرابه
قال الزجاج: أمين و آمين حقهما من الإعراب الوقف لأنهما بمنزلة الأصوات إذ كانا غير مشتقين من فعل إلاّ أنّ النون فتحت فيهما لالتقاء الساكنين [فإن قال قائلٌ: إلا كسرت النون إلتقاء الساكنين] (1) قِيلَ: الكسرة تثَقَّل بعد الياء، ألا ترى أنّ أين و كيف فتحا لالتقاء الساكنين و لم يكسرا /100و/ لثقل الكسرة بعد الياء (2) .
و قال غيره: إنما يكسر لالتقاء الساكنين لئلا يقع اللبس بأنّه فتح للإعراب، فأمّا الاسم فإنّ الفتح فيه أخف فهو أولى.
... و قد أتى كسر النون فيه في بعض الأشعار، قال أبو جرّة مولى لأهل المدينة يهجو ابن الزبير:
فإنْ تُصِبْكَ مِنَ الأيامِ جَانِحَةٌ لمْ تَبْكِ مِنْكَ على دُنْيا و لا دِيِنِ
و لا تَقُولُ إذا يوماً نَعَيتَ لنا إلابآمين ربِّ الناسِ آمين
كسرت لالتقاء الساكنين، و قيل : بل كسرت لأنّه عله اسماً أضافه إلى ما بعده، ثم كرره مكسوراً.
__________
(1) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل بسبب انتقال النظر و قد أثبته من مصدر النص.
(2) إعراب القرآن و معانيه 1/17.(1/474)
... و قد ذكر الشيخ الإمام أبو الحسين -رضي الله عنه- معنى قول أبي إسحق الزجاج، فقال: و كان حقُّ النون أن تبنى على السكون لأنّ آمين صوت حقُّه البناء، و الأصل في البناء السكون، فإنّما بنيت النون فيه على الحركة لالتقاء الساكنين، و على الفتح لمجيئها بعد الياء لأنّه أخف الحركات، كما فُعل ذلك بأين و كيف و صالحين، و لم تكسر لثقل الكسرة بعد الياء، و إنّما وجب له البناء لأنه أشبه الحروف و الأصوات لمّا لم نعرف له [اشتقاقاً] (1) من فعل و لا تصرّف.
... و قال ابن مقسم: الاختيار أن تسكن النون من ( الضَالِّيِنَ ) ]الفاتحة 7[ قبلها لئلا يرى بعض السامعين أنّها من السورة، و كذلك يختار تسكين النون منها ليفصل منها بما بعدها.
الفصل الثالث: في تأويله و تفسيره
... قال الزجاج: أمين و آمين معناهما جميعاً: اللهم استجب، و هما موضوعان موضع اسم الاستجابة، كما أنّ صه موضوع موضع سكوتاً (2) ، يعني أنّ آمين صوت وضع موضع استجب كما وضع صه موضع اسكت، و مه موضع كفَّ.
و عن الحسن، أنّه كان إذا سئل عن تفسير آمين، قال: هو اللهم استجب (3) .
... و عن بعضهم قال: معناه اللهم اسمع و استجب
... جويبر عن الضحاك، عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه [سُئِلَ] (4) :ما معنى آمين ؟ فقال: ربِّ افعلْ (5) .
... و عن الكلبي قال: معناه كذلك يكون، و قيل: كذلك فليكن (6) .
... و قال أبو حاتم: معناه كذلك فعل الله.
... و قيل اللهم افعلْ ذلك، و قيل: فعل الله ذلك، و قيل: افعل بنا ذلك يا ربنا، و قيل: أرجو أن يكون كذلك، و هذه المعاني متقاربة، و ان اختلفت الألفاظ.
__________
(1) في الأصل (اشتقاق)،و هو خطأ.
(2) إعراب القرآن و معانيه1/17.
(2) ينظر: شرح المفصل 4/31.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 1/138.
(4) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.
(5) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 1/138.
(6) ينظر: المصدر نفسه 1/138.(1/475)
... سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه أنّه قال: آمين خاتم ربّ العالمين، يختم بها دعاء عبده المؤمن (1) .
الضحاك، عن ابن عباس، قال: آمين خاتم الربّ، يختم به برواتب أهل الجنّة و برواتب أهل النار.
و عن ابن عباس أنّه قال: هو تأييد للدعاء و استِنْزال للإجابة.
و عن مقاتل، قال: آمين قوة للدعاء و استنزال للرحمة (2) .
... ليث عن مجاهد، /100ظ/ أنّ آمين اسم من أسماء الله (3)
سفيان عن مستور عن هلال بن يساف قال: آمين اسم من أسماء الله (4) .
... أبو النضر عن أبي سهل الأنماري، قال: زعم مجاهد أنّ آمين اسم من أسماء الله -عزّ و جل- فإن كان كما قال فإنّه بمنزلة يا ربّ قد قرأت ما أمرتني بقراءته، أو قلت: ما أمرتني بقوله.
... و قال غيره: يكون تقديره: إهدنا الصراط المستقيم يا آمين بمنزلة يا رب.
و قال بعضهم كأنه قيل:يا الله استجب لي، فإن قيل: فأين حرف النداء قلنا أنّ قولك ربّ و قولك يا ربّ، سواء في النداء و الدعاء، فكذلك قولك آمين و قولك يا آمين، سواء قال أبو سهل.
... قال ابو سهل:و قال الكلبي: معناه كذلك يكون، فإنْ كان على ما وصف فليس بعربي، و إنّما هو عبراني أو سرياني.
... و نحن نقول كما أُمرنا به و إن لم نعرف تأويله.
...
الفصل الرابع: في حكمة الخلاف بين الائمة أنّ القول به بعد الفراغ من قراءة فاتحة الكتاب سُنَّة
و روى أبو إسحاق عن أبي ميسرة، قال: كما أقرأ جبريل رسول الله فاتحة الكتاب فلما قال: ( و لا الضَالِيِنَ ) ]الفاتحة 7] قال جبريل: قل: آمين، فقال: آمين.
... روى أبو إسحاق عن أبي ميسرة، قال: كلّما أقرأ جبريل رسول الله فاتحة الكتاب كلّما قال: و لا الضالين قال له جبريل: قل آمين، فقال آمين.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 1/128.
(2) ينظر: المصدر نفسه 1/128.
(4) ينظر: الخصائص 3/125.(1/476)
و رُوي عن النبي صلى الله عليه أنّه قال: لقنني (1) جبريل عليه السلام عند فراغي من فاتحة الكتاب آمين، و قال: إنّه كالطابع على الكتاب.
و رُوي عنه عليه السلام أنّه قال: إنّ اليهود لم يحسدوكم كما حسدوكم على آمين فلا تدعوها على كلّ حال (2) .
و رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أتدرين ما حسدنا عليه اليهود ؟ قلت: الله و رسوله أعلم فإنهم حسدونا على الصلاة التي هدينا لها و ضَلُّوا عنها و الجمعة التي هدينا لها و ضلُّوا عنها و على قولنا خلف الإمام: آمين، و في حديث آخر على السلام و التأمين.
و عن وائل بن حجر أنّ النبيّ صلى الله عليه قال: آمين و مدّ بها صوته (3) .
و عن عمرو بن شرحبيل، قال: أوّل ما عَلِمَ رسول الله -صلى الله عليه-من القرآن فاتحة الكتاب، أقرأه جبريل -عليه السلام- حتى إذا بلغ آخرها قال: قل: آمين، فقال: آمين.
منصور عن مجاهد، قال: مرّ يهود بأهل مسجد و هم يقولون: آمين، فقال: و الذي علمَّهم آمين إنّهم مع الحقّ.
ابن جريج، عن عطاء أنّ النبيّ -عليه السلام- قال: ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على آمين و تسليم بعضٍ على بعض.
و كذلك القول به عند فراغ الإمام من فاتحة الكتاب و أنت تسمعها منه في حال اقتدائك به سُنَّة.
و كذلك مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، و أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي
هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه قال: إذا أمَّن الإمام فإمِّنُوا، فإنّه من وافق تأمينه الملائكة غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه (4) .
قال ابن شهاب: و كان رسول الله يقول : آمين (5) ، يعني ممدودة.
الفصل الخامس: في الجهر به و الإخفاء
__________
(1) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 1/128.
(2) ينظر: الدر المنثور 1/17.
(3) ينظر: سنن النسائي 2/144.
(4) صحيح البخاري1/369، صحيح مسلم 1/128-129.
(5) ينظر: صحيح البخاري 1/270، صحيح مسلم 18/72.(1/477)
ذهب أصحاب الحديث إلى أنّ الإمام يجهر بالتأمين فيرفع بها صوته و يُسمع من خلفه أنفسهم، و مذهب /101و/ أبو حنيفة (1) ، و أصحابه -رضي الله عنهم- أنّه يخافت بها و يخافتون (2) يدلُّ على المخافتة به ما روي عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه كان يخفي في صلاته ثلاثاً و يجهر بثلاث: يخفي الاستعاذة و قراءة بسم الله الرحمن الرحيم و قول آمين، و يجهر بالافتتاح و التكبير و التسليم، و روي عن ابن مسعود أنّه كان يخفي ذلك، و كذلك روي عن علقمة و الأسود و ابراهيم النخعي و الحسن البصري و غيرهم..
و روي عن النبي صلى الله عليه أنّه قال ثلاث يخفيهن الإمام التعوُّذ و قراءة بسم الله الرحمن الرحيم و آمين، و روي عن النبي صلى الله عليه أنّه كان إذا قال : (و لا الضَالِيِنْ ) [الفاتحة 7] قال: آمين، أخفى بها صوته، و لأن آمين دعاء بدليل أنّ معناه اللهم استجب و اللهم افعل ذلك، و بدليل قوله تعالى: (قَدْ أُجِيِبَتْ دَعْوَتُكُمافاسْتَقِيما ) [يونس 89]، و روي أنّ موسى -عليه السلام- كان يدعو و هارون عليه السلام كان يؤمن فسمّاهما الله تعالى داعيين، دلّ على أنّها دعاء، و إذا كان دعاء كان سبيله الإخفاء دليله سائر الأدعية في الصلاة، و أيضاً فإنّها إذا لم تكن من القرآن فحكمها كحكم سائر ما في الصلاة من الذكر و الثناء و الاستفتاح و التسبيحات و التشهد، فالأولى فيها المخافتة.
__________
(1) في الأصل (أبي).
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 1/129-130.(1/478)
فإن قيل: قال رسول الله صلى الله عليه: إذا أمَّن الإمام فأمنِّوا، ثبت أن يسمع منه، قلنا: قد روي أنّه عليه السلام قال: إذا قال الإمام: (و لا الضَالِيِنَ ) [الفاتحة 7] فقولوا: آمين (1) ، و هذا يعارض الأول، رواه البخاري في الصحاح، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك عن سُمّي عن أبي صالح، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه قال: إذا قال الإمام: (و لا الضالِينَ ) فقولوا: آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة غُفر له ماتقدم من ذنبه (2) .
فإن قيل: قد روي عن وائل بن حجر قال: سمعت النبي عليه السلام قرأ (و لا الضالِينَ ) فقال: آمين يمدُّ بها صوته، قلنا: و قد روي عنه أنّه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه فلّما قال: (و لا الضالِينَ ) قال:آمين، و خفض بها صوته، و ذلك ما رواه شعبة عن سليمة بن كهيل عن حجر بن العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه، و روى مقاتل بن سليمان عن سلمة بن كهيل، قال: أخبرني الثقة عن وائل بن حجر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه قرأ (و لا الضالين ) فقال: آمين، فمدّ بها صوته، يريد بذلك تعليم أصحابه، ثم خافت و خافتوا.
و يمكن أن يكون المراد من مدّ الصوت بها مدّة الألف لا الجهر.
الباب الثامن و الثلاثون
في ذكر التكبير
كان أبو جعفر برواية العمري و ابن كثير برواية القوّاس و البزيّ عنه و ابن محيصن يكبِّرون من خاتمة و الضحى و ابتداء ألم نشرح إلى أول سورة الناس دون آخرها (3) ، روى البزِّي، مسنداً أنَّ ابن عباس قرأ على أُبي بن كعب فأمره بذلك (4) ، قنبل بإسناده عن مجاهد أنّه كان يكبِّر من /101ظ/ و الضحى (5) .
__________
(1) الدر المنثور 1/9.
(2) ينظر: صحيح البخاري 1/271.
(3) ينظر: التيسير 226، الاقناع 2/822، مصطلح الاشارات 572.
(4) ينظر: الاقناع 2/822، لطائف الاشارات 1/320.
(5) ينظرك التيسير 227، الاقناع 2/822، سراج القارئ 397، البرهان 1/472.(1/479)
... قال ابن جريج أرى أنْ يفعله الرجل إماماً كان أو غير إمام، و عن حنظلة بن سقيان، قال: قرأت على عكرمة بن خالد المخزومي فلّما بلغت و الضحى قال لي: هَهَا، قلت: و ما تريد بهَهَا ؟ قال: كبِّرْ، فإني رأيت مشايخنا ممن قرؤوا على ابن عباس فأمرهم أنْ يُكَبِّروا إذا بَلَغُوا و الضحى (1) .
و عن شبل بن عباد، قال: رأيت محمد بن عبد الله بن محيصن و عبد الله بن كثير الداريّ إذا بَلغا (ألَمْ نَشْرَحْ ) كَبَّرا حتى يَخْتِما، و يقولون: رأينا مجاهداً فَعل ذلك. و ذكر مجاهد أنَّ ابن عباس كان يأمر بذلك (2) .
و عن حُميد بن قيس الأعرج، عن مجاهد، قال: ختمت على ابن عباس تسع عشرة مرّة، و قيل: ختمة، فكلها يأمرني أنْ اكبِّر من ألم نشرح (3) .
و عن الرتيبي أنّه قال: اختلف أصحابنا فيه فكان القواس و البزيّ و من أدركته من أصحابها يَستَعْمِلون ذلك، و يرونه سنة من السنن القديمة، و يذهبون في ذلك إلى ما جاء فيه من الأثر و يحتجون له، و من رواة ابن كثير من يكبِّر من ابتداء و الضحى، و بذلك كان يأمر أبو بكر النقّاش (4) .
و التكبير موقوف على ابن عباس لم يرفعه أحد إلى النبيّ صلى الله عليه غير البزّي (5) ، و هو ثقة مأمون، و كان بعض المشايخ يأمر كلّ من بلغ خاتمة و الضحى بالتهليل و التكبير على أيّ حرف جَرَّدَ استدلالا برفع ابن عباس، و كان يقول: إذا ثبت ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه و السنّة أن يؤتى به على كلّ حال، و كان أبو علي بن احمد يأخذ بجميع القراء و يصل آخر السورة بالتكبير ليعلم كيف نُوصل.
__________
(1) ينظر: النشر 2/416.
(2) ينظر: مصطلح الاشارات 572، لطائف الاشارات 1/324.
(3) ينظر: لطائف الاشارات 1/321.
(4) ينظر: النشر 2/415.
(5) ينظر: الاقناع 2/822، غاية الاختصار 2/720، النشر 2/415.(1/480)
... و التكبير من خاتمة و الضحى، لأنَّ الروايات عليه أكثر، و لأنه قد روي عن بعض أهل مكة أنَّ الوحي أحتبس عن رسول الله –صلى الله عليه- أربعين صباحاً فقال المشركون أنَّ محمداً قد ودعه رَبُّه و قلاه، فأنزل الله تعالى (و الضُحَى - و الَليلِ إذا سَجى. مَا وَدّعَكَ ربكَ و ما قَلَى ) ]الضحى1-3[ إلى آخر السورة. فقال صلى الله عليه: الله أكبر، و كَبَّر المسلمون (1) ، فصار ذلك سُنَّة (2) .
... و عن أبي هبيرة، عن ابن حجيرة أن علياً -رضي الله عنه- كان يقول: إذا قرأت القرآن فبلغت المفصّل فأحمد الله و كَبِّرهُ بين السورتين (3) .
و المفصل في الأكثر من سورة ق، قال أبو زرعة: فهذا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان يأمر بالحمد و التكبير من أول المفصّل إلى آخر القرآن.
فصل
و اختلف عن ابن كثير في كيفية التكبير و لفظه، فقال عامتهم أو أكثرهم: لفظة الله أكبر، و روى الحسن بن مخلد و الحسن بن خباب الدقاق عن البزيّ أنَّ لفظه: التكبير لا إلاّ الله، و الله أكبر، و بلغني أنَّ المشايخ كانوا يَمِيلون إلى هذه الرواية سيما من يَؤُمُّ لئلا يلتبس بتكبيرة الركوع، و روى زيد بن علي بن أبي بلال، عن أبي فرح عن البزيّ أنّ لفظة لا إله إلا الله و الله أكبر (4) ، و لله الحمد، و ذلك بموجب قول علي رضي الله عنه (5) .
فصل
__________
(1) ينظر: الاقناع 2/822، غاية الاختصار 2/720، النشر 2/415.
(2) و قيل غير ذلك في سبب نزول السورة. ينظر: النشر 2/406-407، لباب النقول 230-231.
(3) ينظر: النشر 2/416-417، 431.
(4) ينظر: التيسير 227، لطائف الاشارات 1/325.
(5) تنظر: هذه الأوجه في التيسير 226، الاقناع 2/816، غاية الاختصار 2/719، لطائف الاشارات 1/326.(1/481)
و اختلفوا في صفته أيضاً فمنهم من كان يسكت آخر كلّ /102و/ سورة سكتة ثم يأتي بالتكبير موصولاً بالتسمية، و منهم من كان يصله بآخر السورة إعلاماً للحادث إعراب في أواخر السور و به قرأت للعمري، و قال أكثرهم: المنتخب للقارئ بهذه القراءة أنْ يقول: الله أكبر، و لا يصله بآخر السورة و لا بالتسمية، بل يفصل بينهما لأنّه ليس منها، كما اختار الأئمة الفصل بين (و لا الضَالِينَ ) ]الفاتحة 7[ و بين آمين؛ ليعلموا أنّها ليست من السورة (1) . قال ابن مهران: هذا هو المختار، و كذلك قرأت على أبي علي الصفّار المقرئ، على الزينبي على رجاله.
الآخرون و ابن فليح لا يكبِّرون (2) ، و هو المختار لخمسة أوجه: منها شذوذ الرواية في التكبير، و منها ترك كتابته في مصحف المسلمين، و قد روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها (3) قالت: أقرؤوا ما في مصحفكم، و منها أنّه يجوز أنْ يكون ذلك قبل نزول البسملة، ترك ذكره اكتفاءاً بها، و منها مشاكلة هذه السور غيرها من السور في ذلك لأنّه يدلُّ عليها، و منها أنّ العامة في أمصار المسلمين على ذلك لا يعرفون غيره.
و قول ابن كثير في التكبير يحتمل أمرين فيما ذكر الشيخ الإمام أبو الحسين -رضي الله عنه-: أحدهما أنّه لتوكيد أمر الفصل من هذه السور خاصة لقصرها، مع الإعلام بأنّ كل سورة منها تصلح للركوع عند تمامها مع قصرها، و قيل: إنّه يجوز أن يكون ذلك تعجباً من عظم شأنها لكبر معاني كل سورة منها و كمالها، مع قلة ألفاظها و إيجازها، و الآخر: أنّه يجوز أنْ يكون قبل نزول البسملة، فلما نزلت ذكر معها دلالة على ما ذكرنا من المعنى مع أتباعه الأثر في ذلك.
الباب التاسع و الثلاثون
في ذكر سجدات التلاوة
هذا الباب يشتمل على خمسة فصول من الكلام:
__________
(1) تنظر: هذه الأوجه في التيسير 226، الاقاع 2/816، غاية الاختصار 2/719، لطائف الاشارات 1/326.
(2) ينظر: النشر 2/424.
(3) في الأصل (أنّه).(1/482)
الأول: في معرفة مواضع سجدات التلاوة.
الثاني: في معرفة الاختلاف في بعض مواضعها.
الثالث: في معرفة فضائلها.
الرابع: في معرفة القول فيها.
الخامس: في أنّها واجبة أو هي سنة.
الفصل الأول: في معرفة مواضع سجدات التلاوة في القرآن
مواضعها تعرف بالأثر، و في عدد اختلاف بين الصحابة و التابعين و العلماء الماضين، رحمة الله عليهم أجمعين.
... أخبرنا أبو علي البخاري إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحسن، قال: حدثنا ابن سَلْم، قال: حدثنا محمد بن خلف بن وكيع، قال: حدثنا الصاغاني، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا نافع بن يزيد، قال: حدثنا الحسين بن سعيد العَتْكِي، عن عبد الله بن عَمْر، عن عمرو بن العاص أنّ النبي- صلى الله عليه- أقرأه خمس عشرة سجدة، منها ثلاث في المفصل، و سجدتان في الحج (1) ، قال وكيع: و هو قول سفيان الثوري (2) .
و أول سجود القرآن في آخر الأعراف عند قوله: (و لَهُ يَسْجُدُونَ ) ] 206 [
و الثاني: في الرعد عند قوله: ( بالغُدُوِّ و الآصَالِ ) [15]
و الثالث: في النحل عند قوله: (و يَفْعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ ) [50 ]
و الرابع: في بني إسرائيل عند قوله: (و يَفْعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ ) ] 109[
و الخامس: في مريم عند قوله: (خَرُّوا سُجَّداً و بُكِياّ ) [58]
و السادس: في الحج عند قوله: (إنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) ]18[
و السابع: فيها أيضاً عند قوله: (لعلَكُم تُفلِحُونَ ) [77]
و الثامن: في الفرقان عند قوله: (و زادَهُم نُفُوُراً ) [60]
و التاسع: في النمل عند قوله: (رَبِ العَرشِ العَظِيمِ ) [26]
و العاشر: في ألم تنزيل عند قوله: (و هُمْ لا يَستَكبِرُونَ ) ] 11] .
و الحادي عشر: في ص عند قوله :(و خرّ راكعاً و أنابَ ) ]ص 24[.
و الثاني عشر: في حم السجدة عند قوله: (و هُم لا يَسأمُونَ ) ]فصلت 38[.
__________
(1) ينظر: المغني 1/357.
(2) ينظر: الام 1/118، مغني المحتاج 1/214-215.(1/483)
و الثالث عشر: في آخر و النجم عند قوله: (و اعْبُدُوا ) ]62[.
و الرابع عشر :في إذا السماء انشقت عند قوله: (لا يَسجُدونَ ) ]الإنشقاق 21[.
و الخامس عشر:في آخر اقرأ (و اسْجُدْ و اقْتَرِبْ ) ]العلق 19[.
... و روى الأعمش عن مسروق أنّه كان يسجد في القرآن اثني عشرة سجدة.
... وكيع قال: حدثنا خطاب بن إسماعيل، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هُشَيم، عن خالد، عن أبي العُريان ، عن ابن عباس أنّه قال: في القرآن إحدى عشرة سجدة في الحج سجدة و هي الأولى، و ليس في المفصل منها شيء (1) ، قال وكيع: و هذا قول أهل الحجاز كلهم قراؤهم و فقهاؤهم، قال: و هو مذهب الشافعي أيضاً كما كتب إلينا الربيع عنه (2) ، و المعروف عن الشافعي أنّ سجود القرآن أربع عشرة سجدة سوى سجدة ص، فإنّها سجدة شكر، و في الحج عنده سجدتان، و روي عن محمد بن إسحق بن خزيمة أنّه قال: سمعت المزني يقول: قال الشافعي سجود القرآن أربع عشرة سجدة سوى ص، فإّنها سجدة شكر، و في الحج سجدتان. (3) . و روى القعيني عن مالك أنّه قال: اجتمع الناس على أنّ سجود القرآن إحدى عشرة سجدة، ليس في المفصّل منها شيء، و في الحج واحدة. (4)
... و روى نافع بن أبي نعيم عن الأعرج و أبي جعفر و شيبة، كلهم قالوا: في القرآن إحدى عشرة سجدة ليس في المفصل منها شيء، و في الحج واحدة.
... و روى الأسود عن عبد الله بن مسعود قال: سجد رسول الله -صلى الله عليه- في و النجم، فما بقي أحد إلاّ سجد معه إلاّ شيخاً أخذ كفّاً من تراب فرفعه إلى جبهته، و قال: يكفيني هذا فلقد رأيته قُتِل كافراً (5) .
__________
(1) ينظر: المغني 1/357.
(2) الام 1/120.
(3) ينظر: الام 1/121، مغني المحتاج 1/214-215، المغني 1/357-358، 363-364.
(4) ينظر: الموطأ 145.
(5) ينظر: صحيح البخاري 2/475، شرح معاني الآثار 1/353.(1/484)
... و عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة، قال: سَجَدنا مع رسول الله –صلى الله عليه- في (إذا السَماءُ انشَقَتْ ) و في ( إقْرَأ باسْمِ ربِّكَ). (1)
... و عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت، قال: قرأت عند رسول الله صلى الله عليه و النجم، فلم يسجد فيها (2) .
و عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: رأيت أبا بكر و عمر يسجدان في إذا السماء انشقت و إقرأ باسم ربك، و روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: عزائم السجود أربع: ألم تنزيل و حم تنزيل و النجم و إقرأ باسم ربك (3) ، قال الشيخ محمد بن صاحب --رضي الله عنه: و معنى العزائم أنّها مؤكدة على سائر السجود في باب السنة، و ليس منها شيء بالواجب (4) .
... يونس عن الحسن أنّه كان لا يرى بأساً إذا أتى على سورة آخرها سجدة أن يركع بها، و كان لا يسجد في الحج إلاّ واحدة. (5)
... و روي عن صفوان /103و/ بن عمرو السَكْسَكي، عن خالد بن مَعْدان أن النبي- صلى الله عليه قال: وُزِنَتْ سُوَر المثاني فرَجَحَتهن سورة الحج بأنّ فيها سجدتين.
... و عن صفوان، عن خالد، قال: سجد رسول الله -صلى الله عليه- في الحج سجدتين، و قال: إنّها فُضِّلَت على القرآن بأنّ فيها سجدتين (6) .
... و عن أبي نعيم، عن أبي خالد، قال: قلت لأبي العالية: في الحج سجدتان ؟ قال: نعم، فيها سَجْدَتان طيبتان مباركتان، جعلت الأُولى أفضل من الأُخرى.
... و روى أبو اليمان عن صفوان، قال: الحج ذات النورين لأنّ فيها سجدتان.
__________
(1) ينظر: شرح معاني الآثار 1/357.
(2) ينظر: صحيح البخاري 2/476، شرح معاني الآثار 1/352.
(3) ينظر: الام 1/116.
(4) ينظر: مغني المحتاج 1/214.
(5) ينظر: الام 1/117.
(6) ينظر: الام 1/118.(1/485)
... و أكثر أهل العراق على أنّ سجدات القرآن أربع عشرة سجدة، في الحج منها واحدة، و هي الأولى، لأنّ الأخبار قد وَرَدت و صَحَّت أنّ رسول الله صلى الله[ عليه] (1) سَجَد في (و النجم) و (إذا السَماءُ انْشَقَتْ)و (اقرأ باسم ربِّك) (2)
الفصل الثاني: في معرفة اختلافهم في بعض مواضع السجود
... اختلفوا في بعض مواضع السجود من سورة النحل و سبحان و الحج و النمل و ص و حم السجدة، و روي عن النبي -صلى الله عليه- أنّه سجد في سورة حم (3) في الآية الأولى عند قوله: (إنْ كنتم إيّاه تَعبُدُونَ) ]السجدة 37[، و روي نحو ذلك عن جماعة من الصحابة و التابعين، و هو مذهب أهل المدينة فيما ذكر عنهم.
... و عن عطاء بن السائب، قال: كان أبو عبد الرحمن يسجد في الآية الأُلى.
و عن قتادة، عن الحسن في سجدة حم، قال: في الأولى منهما، و عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان يسجد في الآية الأُولى، و عن ابن الأحوص، عن أبي إسحاق، قال: كان عبد الله و الصحابة يسجدون بالأُولى منهما (4) .
... و روي عن ابن عباس و جماعة من الصحابة و التابعين أنّهم كانوا يسجدون في آخر الآيتين عند قوله: (و هًم لا يَسْأمُونَ ) ]فصلت 38[، و كذلك مذهب أهل مكة فيما روى أبو بكر الهاشمي الزينبي عنهم، و روى المغيرة عن وائل أنّه كان يسجد في الآخرة (5) .
و عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الله، قال: كان يسجد في حم السجدة في الاخرى، و عن أبي عوانة، عن قتادة، قال: لأَنْ أسجد في الآخرة منهما أحرى أن لا يكون في نفسي منه شيء.
__________
(1) زيادة يقتضيها الكلام.
(2) وردت على اللفظ سجدَ بنا رسول الله في (إذا السماء انشقت ) و (إقرأ باسم ربك الذي خلق) سجدتين في عدِّي 4/1609.
(3) وردت على اللفظ: (سَجَدَ في صلاة الصبح فير تنزيل السجدة ) في مجمع 2/ 169.
(4) ينظر: شرح معاني الآثار 1/360.
(5) ينظر: المصدر نفسه 1/359-360.(1/486)
... و عن ابن عون، عن محمد، قال: أما أنا فأجمعهما ثم أسجد، و عن ابن أبي ليلى، عن طلحة، عن ابراهيم النخعي أنّه كان يسجد في آية الآخرة عند قوله: (و هُمْ لا يَسأمُونَ ) (1) ]فصلت 38[.
... و اختلفوا في سورة ص أيضاً، فقال بعضهم: موضع السجود عند قوله: (و خَرَّ راكِعاً و أنابَ ) ]ص 24[، و قال بعضهم: عند قوله: ( فَغَفَرْنا له ذلك ) [ ص 25] لك لأنّه جوابه، و لا يحسن الوقف دونه فكيف السجود؛ و قال بعضهم، السجود عند قوله: (و حُسنَ مآبٍ ) ]الرعد 29[ (2) ،قال ابن مهران: و رأيت العلماء من القرّاء إلى هذا يذهبون، و به يأخذون؛ لأنّه رأس آية و تمام الكلام، و الله أعلم.
... و اختلفوا في سورة النمل أيضاً، فقال بعضهم: السجدة عند قوله (و ما يُعْلِنُونَ ) ]74[، و قال أكثرهم عند قوله: (رَبِّ العَرّشِ العَظِيمِ ) ]26[؛ لأنه تمام الكلام.
... قال الزَجّاج: من قرأ (ألا يَسْجُدُوا ) ] النمل 25 ] بالتخفيف فهو موضع سجدة /103ظ/ من القرآن، و من قرأ (ألاّ يَسْجُدُوا ) بالتثقيل فهم موضع سجدة، قال: و إنّما كان لأنّه على تلك القراءة أمر بالسجود، و على القراءة الأخرى أخبار عن صد الشيطان القوم عن السجود، و لا يكون أمراً بالسجود (3) .
__________
(1) ينظر: المغني 1/359.
(2) ينظر: شرح معاني الآثار 1/361-362.
(3) قرأ ابو جعفر و الكائي (ألا يَسْجُدُوا) بتخفيف اللام و وقفوا في الابتداء (ألايا) فجَعلوا (يا) للتنبيه،و ابتدؤا (اسْجُدُوا) بتخفيف اللام و وقفوا في الابتداء (ألايا) و ابتدؤا (اسْجُدُوا) بهمزة مضمومة على الأمر على معنى ألا يا هؤلاء اسْجُدُوا، و قرأ الباقون بتشديد اللام (الاّ يَسْجُدُوا). ينظر: السبعة 480، النشر 2/337(1/487)
... و روي عن أبي العباس ثعلب أنّه كان يذهب هذا المذهب، و يختار هذا القول، و يقول: من شدد (ألاّ سَجُدُوا ) ]النمل 25] ينبغي أن لا يكون سجدة، لأنّ الشيطان زين لهم أن لا يسجدوا و لم يؤمروا بالسجود، قال ابن مهران: و هو خلاف ما عليه السلف؛ لأنّ إجماعهم على أنّ في هذه السورة سجدتين في القراءتين جميعاً.
... و روي عن أبي العباس ثعلب، قال: نَظَرني خلف بن هشام البزّار عليها، فَحَكَيت له هذا الكلام، فقال لي: زيّنَ لهم الشيطان أن لا يَسْجدوا فسجَدنا نحن خلافاً عليهم، فانقطع أبو العباس و سكت، و رجع إلى قول خلف.
... و اختلفوا أيضاً في سورة الحج في السجدة الأولى، فقال بعضهم: عند قوله: (و كَثِيرٌ مِنَّ النَاسِ ) ]الحج 18[، و قال بعضهم: عند قوله: (و كَثِيرٌ حَقّ عَليهِ العذابُ ) ]الحج 18[ لأنّه أتمّ و أحسن، المعنى: و أبى (كَثِير حقَّ عليه العَذابُ )]الحج 18] ،و قال أكثرهم: عند قوله: (إنّ اللهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ ) ]الحج 18[ لأنّه رأس آية، و روى شعبة عن أبي حمزة، قال: رأيت صفوان بن مُحْرِز يسجد في الحج عند قوله: (إنّ اللهَ يَفعَلُ ما يَشاء ) ] الحج 18[، و قال: كان ابن عباس كذلك في آخر الآية. (1)
و اختلفوا في سبحان قَبل السجدة في الآية الاولى عند قوله: (وّعْدُ رَبِنّا لَمَفْعُولا ) ]الإسراء 108[، و روي عن عبادة بن الصامت أنّه كان يسجد فيها و يقول في سجوده: سبحان ربنا أنْ كان وعد ربنا لمفعولا سبحان الله و بحمده ثلاثاً.
... حُكِيَ عن بعض العلماء أنّ السجدة عند قوله: (يخرُّون للأذقانِ سُجَّداً ) ]الإسراء 107[، و الإجماع على أنّ السجود عند قوله: (و يَزِيدُهُم خُشُوعاً ) ]الإسراء 109[.
__________
(1) ينظر: شرح معاني الآثار 1/359.(1/488)
... و روي عن بعض العلماء أنّه كان يقول في سبحان و إذا السماء انشقت: لا بأس أن تختم السورة ثم تسجد لقربهما من آخرها، قال: و إن كنت في صلاة فركعت يعني آخر السورة أجزأك عن السجود، و هو قول أبي حنيفة -رحمه الله- فيما رواه عنه الحسن بن معاذ على ما ذكره أبو الحسن الكوفي، و الله أعلم به. (1)
... و اختلفوا أيضاً في النحل، فقيل: السجود عند قوله: (و هُمْ لا يَسْتَكبِرُونَ ) ]النحل 49[، و قال أكثرهم: عند قوله: (يُؤمَرُونَ ) (2) ]النحل 50[، و هو الصواب.
... و السجود في جميع ما ذكرنا أنهّم اختلفوا فيه في الآخرة أحسن و أصوب عند العلماء، قالوا: لأنّ التالي لها يكون قد سجدها بإجماع و اتفاق، و إذا سجد في الأُولى يكون سجوداً باختلاف، ألا ترى إلى ما رواه أبو عوانة عن قتادة أنّه قال: لأن أسجد في الآخرة أحرى أن لا يكون في نفسي منه شيء يعني أنّه يكون قد سجد على حقيقة و يقين، و لا يكون في قلبه منه شك، هل سجد في موضعه أم لا، و الله أعلم به.
الفصل الثالث: في معرفة فضل السجود
رُوِيَ عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل /104و/ الشيطان يبكي، يقول: يا ويله أُمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، و أُمِرْتُ بالسجود فعَصَيت، فَلِيَ النار (3) .
... و عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: إنَّ الشيطان إذا رأى ابن آدم ساجداً صاحَ و رَنَّ، و قال: له الويل.
و عن مجاهد قال: إنّ إبليس إذا رأى ابن آدم ساجداً التَطَمَ و دعا بالويل، و قال: أُمر هذا بالسجود فأطاع، فله الجنة، و أُمر هو بالسجود فعصى، فدخل النار.
__________
(1) ينظر: شرح معاني الآثار 1/359، مغني المحتاج 1/215.
(2) ينظر: مغني المحتاج 1/216.
(3) م ايمان 133-هـ 1052.(1/489)
و رُوِيَ عن أبي هريرة، عن النبي- صلى الله عليه: إنّ أقرب ما يكون العبد من ربِّه إذا كان ساجداً (1) ، فاجتهدوا بالدعاء فَقِمنٌ (2) أن يُسْتَجاب لكم، و إذا أنام العَبد في سجوده يُباهِي الله بِهِ مَلائكَتَه، يَقُولُ: انظروا إلى عبدي يَعْبُدني و روحه عندي (3) .
... و عن عبادة بن الصامت أنّه سمع رسول الله -صلى الله عليه- يقول: ما من عبد سجد لله سجدة إلاّ كتب الله له بها حسنة، و محا عنه بها سيئة، و رفع له بها درجة.
و عن رجاء بن حيوة، عن أبي أُمامة، عن النبي -صلى الله عليه- أنّه قال: إنّكَ إنْ تسجد لله سجدة إلاّ رفع لك بها درجة، و حطّ عنك بها خطيئة.
...
و عن ضَمُرَة بن حبيب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه-: ما تَقَرَّبَ عبدٌ إلى الله -عز و جل- بِقُرْبَةٍ أحَبُّ إليه من أن يتَقَربَّ إليه بسجود خالص (4) .
و عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله- صلى الله عليه -على أهل الصُّفَّة، فقال رجل: أسألك شفاعتك، قال ذلك مراراً، قال: فأعني بكثرة السجود (5) .
و عن ابن أبي نُجَيح، عن مجاهد، قال: أقرب ما يكون العبد من ربِّه و هو ساجد، ألم تسمع إلى قوله: (و أسْجُدْ و اقْتَرِبْ ) ]العلق 19]، إلى أخبار أُخر رويت في هذا الباب.
الفصل الرابع: في معرفة القول في السجود
... روى خالد الحذّاء، عن أبي العالية، أنّ رسول الله -صلى الله عليه- كان يقول في سجود القرآن: سجد وجهي للذي خلقه، و شق سمعه و بصره بحوله و قوته (6) .
__________
(1) ينظر: صحيح مسلم 4/200.
(2) جاء في لسان العرب مادة (قمن) 17/227 ذكرٌ للحديث، و فيهى ((هو قَمَنٌ بكذا و قَمَنٌ منه و قمين أي حر و خليقٌ و جدير)).
(3) وردت على اللفظ (ان أقربَ ما يكون العبد من الله إذا كان ساجداً ) في عَدّي 6 /2381.
(4) ينظر كنز العمال:1 / 498.
(5) ينظر: الترغيب و الترهيب 1/ 249
(6) ينظر: سنن النسائي2/ 222 ،المغني 1/360.(1/490)
و روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ النبي- صلىالله عليه- يقول في سجوده: اللهم لك سجدت و بك آمنت و لك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه و شقّ سمعه و بصره، فتبارك الله أحسن الخالقين (1) .
و رُوِي عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي -صلى الله عليه و آله- كان يقول في سجوده: سَبُّوح قُدُّوس رَبُّ الملائكة و الروح، سبحانك اللهم و بحمدك، اللهم اغفر لي (2) .
... و عن عقبة عامر قال: لما أُنزلت (سَبِّح اسْمَ رَبِّك الأعلى) قال رسول الله- صلى الله عليه: إجعلوها في سجودكم ، و إنّ النبي -صلى الله عليه- كان يقول في سجوده سبحان ربّي الأعلى، ثلاثاً.
... و روي عنه- صلى الله عليه- أنّه قال في السجدة: اللهم اكتب بها لي أجراً، و اجعلها لي عندك
ذخراً، و ضع عني بها وزراً، و اقبلها مني كما قبلت من عبدك داود عليه السلام (3) .
... و روي عن النبي-صلى الله عليه- أنه قال في السجود:أُعفِّر وجهي في التراب لسيدي، و حَقَّ لوجه سيدي أنْ تُعَفَرَ الوُجُوه لوَجْهِه.
... و روي عن أبي هريرة /104ظ/ عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه ذات ليلة في الفراش، فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على باطن قدميه منتصبتان، فسمعته يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، و أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، و أعوذ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك (4) .
... و عن أبي هريرة أنّ رسول الله- صلى الله عليه- كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه، دِقُّهُ، و جُلّه، أوَّله و آخِره ، عَلانيته و سِرِّه (5) .
... و عن شَرِيك العنَزي قال: كان مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير يقول إذا سجد: سجدت لله بنعمة الله و فضل الله و طَوْل الله و أمر الله، الحمد لله الذي جَعلني مِمَّن يسجد له.
__________
(1) سنن النسائي2/221.
(2) ينظر: صحيح مسلم 4/203، سنن النسائي 2/191.
(3) ينظر: المغني 1/360.
(4) سنن النسائي 3/249.
(5) صحيح مسلم 4/201.(1/491)
... و عن الحسن أنّه كان إذا قرأ شيئاً من سجود القرآن فسجد استقبل القبلة بوجهه، و قال: اللهم لك سجدناها و إياك عمدنا لها، اللهم اجعلها كفّارة لما مضى من ذنوبنا، و زيادة خير فيما أُبْقِيَ من أعمارنا و آجالنا، و كان لا يُسَلِّم.
... و روي عن بعض التابعين أنّه كان يقول في سجدة سورة الفرقان: زادني لك خشوعاً ما زاد أعداؤك لك نفوراً، فلا تكبنَّ وجهاً خَرَّ لك ساجداً في النار.
و عن الربيع بن خُثَيْم أنّه كان إذا قرأ السجدة التي في الرعد قال: بل طوعاً يا ربّاه، يُكرره مراراً.
الفصل الخامس: في أنّها واجبة أو هي سنّة
... و سجدة التلاوة على مذهب أبي حنيفة و أصحابه -رضي الله عنهم - واجبة، تركها إثم (1) ، و عند غيره سُنة غير واجبة، و تركها ليس إثماً (2) ، و إذا قرأ الرجل السجدة أو سمعها فَلْيُكَبِرْ وَلْيَسْجُد و ليقل : سجد وجهي للذي خلقه، و شقَّ سمعه و بصره، ربّ إنّي عملت سوءاً و ظلمت نفسي، فاغفر لي إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت، أو ليقل: سبحان ربّي الأعلى، أو ما شاء من الدعاء.و ليس في سجدة التلاوة تَشَهُّد و لا تسليم.
__________
(1) ينظر: شرح معاني الآثار 1/ 352.
(2) ينظر: الام 1/119، مغني المحتاج1/214، المغني 1/361.(1/492)
و إذا قرأ الرجل السجدة أو سمعها في مكان واحد مراراً -يعني إذا كرر السجدة نفسها مراراً- فعليه أن يسجدها سجدة واحدة، و إذا قَرأها في مكان و ذهبَ ثم رَجِعَ فقرأ تلك السجدة مرة اخرى فعليه أن يسجدها مرتين (1) ، و إذا قرأها في الصلاة و لم يسجدها حتى فرغ من الصلاة و تكلّم فليس عليه شيء، و لا ينبغي للإمام أن يقرأها في صلاة لا يجهر فيها بالقرآن، فإنْ قرأها فعليه و على من معه أن يسجدها في صلاتهم، و إن قرأها و هو راكب فعليه أنْ يُومِئَ بها إيماءً، و إنْ سمعها و هو مُصَلٍّ ممن هو خارج من الصلاة فلا شيء عليه ما دام في صلاته، فإذا سلّم كان عليه أن يسجدها (2) ، فاعرف ذلك رشيداً، إن شاء الله تعالى.
الباب الأربعون
في ذكر إلحاق هاء الاستراحة (3) عند الوقف على المبنيات
__________
(1) ينظر: الجامع الكبير
(2) ينظر: مغني المحتاج 1/216.
(3) و هي هاء السكت تزاد في الوقف لبيان الحركة و حقها ان تسقط في الوصل. ينظر: الكتاب 4/161، الاقناع 1/494، شرح المفصل 9/45.(1/493)
... و اعلم أنّ يعقوب بن إسحاق الحضرمي -رضي الله عنه- كان يقف على هُوَهْ [البقرة 29]و هَيِهْ [البقرة 68]و عَمَّهْ [النبأ 1]بالهاء، و هذا ما لا خلاف عنه (1) ، و قال ابن مهران: كان يعقوب يقف بهاء الاستراحة بعد الواو و الياء و النون المشددة، فإما الواو و الياء كقوله هُوَهْ و هِيَهْ فما هِيَهْ و إيَّايَهْ و هُدَايَهْ و مْثَوايَهْ و مَحْيَايَهْ و بُشْرَايَهْ و رُؤيايَهْ و عَصَايَهْ و نِعْمَيِتَيه و قَوْمِيَهْ /105و/ و جَاءَ نِيَهْ و نحو ذلك (2) ، و حجته في ذلك قوله تعالى (كِتابِيَه ) ] الحاقة 19]، و (حِسابِيَه ) ] الحاقة 20 ]، و (مالِيَه ) ]الحاقة 28]، و ( سُلْطانِيَه ) ] الحاقة 29]، و (ما هِيَه ) ] القارعة 10]، و نحوه (3) ، و أنشدوا:
مَهْما ليَّ الليلة مهماليه أودى خليه و سرباليه
و أنشدوا أيضاً:
يا ابنَ أُمَيْ و يا بُنَيَّ أُمِّيَهْ أودعتك الله الذي هُوْ حَسْبَِيهْ
كيف اصطباري عن شقيقِ نَفْسِيَهْ يا ليتني مِتُّ و عِشْتَ بَعْدِيَهْ
... و ذكر ابن مجاهد عن أبي أُمية القرشي أنّه قال: أنكر أبو عمرو الهاء في قوله: (مالِيَه ) ]الحاقة 28] و نحوه، فقلت له: هي من لغة قريش، أما رأيت قول ابن قيس الرقيات:
إنّ الحوادث بالمدينة قد ... . عن مرو ... ... ...
و حببتني حب السنام فلم تتركن رِيشاً في مناكبيّه
__________
(1) و قد انفرد بذلك. ينظر: ارشاد المبتدئ 217، غاية الاختصار 1/338، مصطلح الاشارات 113-114.
(2) ينظر: الجمع و التوجيه لما انفرد بقراءته يعقوب بن اسحاق الحضرمي 36.
(3) و لا ثنيت يعقوب هذه الهاء في حال الوصل. ينظر: تحبير التيسير 192.(1/494)
... و أما النون المشددة فكقوله: (فأتمهنَّهْ ) [البقرة 124]، (دَخَلْتُم بهنَّهْ ) ]النساء 23]، (و قَالَتْ اخْرُجْ عَليهِنَّ ) ]يوسف 31]، (و من فِيِهِنَّ ) ]الاسراء 17]، (فامتحنوهنّه ) ]الممتحنة 10]، و نحو ذلك (1) . و يقف على أُفِّ و إنَّ: أُفِّهْ و إنَّهْ بالهاء أيضاً، و أنشد روح:
ألا حَيِّ الديارَ و مَنْ بِهِنَّه وجوهٌ بالعراق أُحبُّهنّه
... و احتج بأنَّ من العرب من يكره الوقف على حرف مشدد، و روى نصير أيضاً عن الكسائي أنّه كان يكره الوقف على الحرف المشدد (2) .
... قال أبو بكر بن مقسم: و إنّما ذلك لأنّهم لا يرون الوقف إلاّ على سكون، و الحرف المشدد لا سبيل إلى إسكانه، فيدخلون فيه هاء الوقف و الاستراحة ليكون الوقف على حرف ساكن، و الله أعلم.
... قال المالكي: أنشدنا المعدّل، قال: أنشدنا أبن وهب، قال: أنشدنا روح عن يعقوب:
ألاحَيِّ القبور و مَنْ بهنّه وجوهٌ في التُرابِ أُحِبُهُنَه
فلو أنّ القبور اجبن حَيَّاً إذن لأجبنني إذْ زرتهنّه
و لكَّنَ القُبُورَ صَمَتنَ عَنّي فأنت بكرٍبةٍ من عندهنَّه
و أنشدوا في ذلك أيضاً:
و قالوا قد كبرت و صرت شيخاً يُحبُّ الغانيات فقلتُ إنّه
أي: نعم، و قال ابن قيس الرقيّات:
بكرت عليّ عواذلي يُلْحِيِنَني و ألومُهنّه (3)
و يَقُلْنَ شَيبٌ قَدْ عَلا ك و قد كَبُرْتُ فَقُلْتُ إنّه
و قال عبد الله بن رواحة الأنصاري:
أقسمتُ يا نَفْسُ لَتَنْزِلِنَّه طائِعَةً أو لَتُكْرَهِنّه
و في لقاء الله فاجَِْتهِدنَّه
فالحقوها هاء الاستراحة بعد النون المشددة في هذه الأبيات.
فصل
__________
(1) ينظر: مصطلح الاشارات 113، النشر 2/135.
(2) ينظر: الرعاية 259-260، جهد المقل 282.
(3) ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات 66، و الرواية فيه: بَكر العواذل في الصبوح يَلُمْنَنِي و الومُهُنْه(1/495)
... زاد زيد و رُوَيس عنه إثبات الهاء في كلّ اسم يكون حركته لغير إعراب نحو (العالمينه ) ]الفاتحة 2]، (و لا الضَالِينَه ) ]الفاتحة 7]، (آمينَه )، (هُدَىً للمُتَقِيِنَه ) ]البقرة 2]، و (هُمُ المُفْلِحُونَه ) ]البقرة 5]، (يُؤمِنُونَه ) ] المؤمنون 58 ] (مُهْتَدِينَه ) ]البقرة 16]، (الفاسِقِينه ) ]البقرة 26]، (الخاسِرُوُنَه ) ]البقرة 27] و نحو ذلك.
و كذلك نون التثنية نحو اللذانه و اللذينه و الكَعْبَيْنَه، (قَالَ رَجُلانِه ) ]المائدة 23] و ما أشبه ذلك (1) .
قال أبو حاتم: و من العرب قوم فُصَّحاءُ كُثُرٌ يقفون بالهاء في كل نون /105ظ/ جمع زائدة مفتوحة لغير إعراب ليبيّنوا أنّها كانت مفتوحة في الإدراج، فيقولون: العالمينهْ، قال: و كذلك نون الأثنين، و كلّ ما كان مبنيّاً على الفتح و الكسر و الضم (2) . أنشدنا شيخنا الإمام أبو الحسين لبعضهم على ذلك:
يا ربِّ إنْ رزقتني بَنِيِنَه
فاجْعَلْهُمُ بَنِينَ صالِحِيِنه
... ... ... ... آمِيِنَ قُولوا كُلُكُم آمِينه
و أنشدوا في نون التثنية:
يَشُدُّ الله لمي القلبَيْنِهْ
يَشُدُّ شَيخاً لَمي الرجلينِهْ
لِمي رجله أي احترقت و انشقت من الحفا (3) ، فألحق الهاء بعد نون الأثنين، و قالت أمرأة من فقعس :
يا رُبّ خالٍ لك من عُرَيْنَهْ
حَجّ عَليّ فَلَيس جوينه
مَهْري وِسْعٌ و جَمادِينه (4)
فأدخلت الهاء بعد نون التثنية في شهرينه و جمادينه.
و يثْبِتانِه أيضاً في كيف و أين و فِيم و بِمَ و لِمَ و ثُمَّ و هَلمَّ و ما أشبه.
__________
(1) ينظر: غاية الاختصار 1/388، مصطلح الاشارات 113، النشر 1/136.
(2) ينظر: الكتاب 4/162-163.
(3) ينظر: لسان العرب، مادة (لمي)، 20/124.
(4) المخصص 15/114.(1/496)
و يثْبِتانِه أيضاً في إيّاك و تراك و عليك و نحو ذلك. قال قطرب: و سمعناهم يقولون: انطلقته و انطْلقْنَه، قال: و قال إعرابي من أهل العالية: هو لَكَهْ و عَلَيكَهْ و ما أحسن وَجْهَكَهْ و يثبتانا أيضاً في الندبة من يا أسفاه و يا حسرتاه و يا ويلتاه، و هو مشهور عن يعقوب عند العلماء بالقرآن.
قال قطرب: يوقف عليها الهاء لِتُبَيَّن بها الألف لأنّها خفيّة ليّنة كما قالوا: وا زيداه، فوقفوا بالهاء، قال: و قالوا: هؤلائِه، و هذاهْ و أناهْ، يريدون: أنا، و قد قالوا أنّهْ مثل عَنَهْ فيمن حذف الألف.
فصل
... زاد رُوَيس من طريق هبة الله، عن التمار، عنه (1) يعقوب إثباتها في الأفعال اللازمة كقوله: (يُوقِنُونَه ) ]البقرة 4]، (يُؤمِنُونَه ) ]البقرة 6]، (يَعْمَهُونَه ) ]البقرة 15]، (ييَهْتَدُونَه ) ]البقرة 170]، (يَرْجِعُونَه ) ]البقرة 18]، (يَحْزَنُونَه ) ]البقرة 38]، (يَنْظُرُونَه ) ]البقرة 210]، و نحو ذلك في كل القرآن، و لا يثبتها في الأفعال المتعدي، و إن كان إثباتها فيها جائز في العربية؛ لئلا يلتبس بهاء الكناية التي هي ضمير المفعول، كقوله: (يُنفِقُونَ ) ] البقرة 3]، (تَعْلَمُونَه ) ]البقرة22]، (يُنْصَرُونَ ) ]البقرة 48]، (تَعْقِلُونَ ) ]البقرة 73]، (تتَدْرُسُونَ ) ]آل عمران 79] و نحو ذلك (2) .
... و أما من طريق أبي الحسن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مقسم عن التمّار، عن رويس فإنّه لا يثبت الهاء في الأفعال الستة مثل رواية زيد. قال أبو الحسن: قال التمّار: و لم أسمع منه في الأفعال إلاّ في (تَسْتَفّتيانِ ) ]يوسف 41]فقط، قال ابن مهران: هي لغة معروفة مشهورة للعرب. يقفون على مثل هذه النونات، و كلّ ما كان مبنياً على الفتح و الكسر و الضم ،بالهاء ليبينّوا أنّها متحركة في الوصل.
__________
(1) في الأصل: (عن) و المناسب ما اثبته.
(2) ينظر: مصطلح الاشارات 113-114، النشر 1/136.(1/497)
... و روي عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يستحسن هذا المذهب و يعجبه، و يقول: لولا أنّ فيه مخالفة المصحف لأخترته و قرأت به.
و رُوِي عن الكسائي و غيره من الأئمة أنّهم كانوا يستحسنون ذلك و يروونه عن فصحاء العرب.
الباب الحادي و الأربعون
/106و/ في ذكر أوزان فواتح السور التي هي على حروف المعجم
... و هي ألم، و ألمص، و ألر، و ألمر، و كهيعص، و طه، و طسم، و طس، و يس، و ص، و حم، عسق، و ق، و نون.
... فمن هذه الحروف ما هو ثلاثي، و منها ماهو ثنائي، فالثلاثي: نحو الألف و اللام و الميم و العين و الصاد و السين و القاف و الكاف و النون، و الثنائي: نحو الطا و الها و الرا و الحا و اليا.
... و سبيلها [في] (1) قراءات القراء المعروفين من أئمة الأمصار أن تسكن أواخرها و لا تعرب، و يوقف كل حرف منها، و لا تطلق برفع و لا نصب و لا جرّ (2) .
... فالبصري يُمَكِّن هذه الحروف تمَكُّناً و يعطي حقّها و يشبع الميم و السين و الصاد و الكاف و النون قليلاً، و يلطّف الألف و اللام، و يمدُّ اللام مشبعاً، و يدغم آخرها في أول الميم التي تليها و يُشمّها، و لا يشبع في (ألم. الله ) ]آل عمران 1[ لأنّه يفتحها، و (كهيعص ) ]مريم 1[ يلفظ بالكاف و الصاد لفظاً واحداً و يشبعها لأنهما ثلاثيان في أوسطها ساكن، و الصاد أطول قليلاً إذا وصِلَ لعلّة الإدغام فإذا وقف لم يُمِدّ، و لا يشبع العين، و إن كان ثلاثياً أوسطه ساكن لأنها مفتوحة، و تختلس الهاء و الياء بَكَّار لشجاع يجعل الياء أشدّ اختلاساً من الهاء، و منهم من لا [يختلسهما] (3) بل يعطيهما حقهما، و إلى هذا الوجه كان يميل العلماء بالقراءة و العربية (4) .
__________
(1) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.
(2) ينظر: الكتاب 3/258، القطع و الائتناف 111.
(3) غير واضحة في الأصل.
(4) ينظر: مصطلح الاشارات 91-92.(1/498)
... و حجازي غير ورش و ابن عامر و الكسائي يتَوخَون القسط و يَتَوَقَون البَسْطْ، و يمدون جميعها مدّاً وسطاً، و يخرجون الثلاثي و الثنائي على وزنهما و قدرهما، فالثلاثي أشبع من الثنائي سيما إذا كان أوسطه حرف مدّ و لين، و لا يشبعون كسرة الميم في (ألم. الله) لأنهم يفتحونها إلاّ أنّ أبا جعفر يُقَطِّعُها تقطيعاً يسكت على كل حرف منها، و يبتدئ بما بعدها و يدغم آخر اللام في أول الميم التي تليها، و يأتي بشبه سكتة عليها من طريق ابن مهران و من طريق غيره، يسكت على آخر اللام و يظهرها (1) ابن كثير يفتح بالألف و يغلظ اللام و يبالغ في تفخيم الراء.
... ورش يشبعها فوق مقدارها وحدِّها، و يزيد زيادة بينة في حقِّها، و يلطّف اللام و يشبع فتحة الراء حتى كأنّه يمدها، و (عص) (2) و (عسق) يشبع فتحة العين منها حتى تخرج الياء ساكنة بعدها
... و البخاري أشبع الثنائي من الأصبهاني، و جاء عن إبراهيم بن زِرْبى و ابن موسى على سُلَيم يمدّان مدَّاً طويلاً، و لا يفخِّمان منها شيئاً و لا يغلظان الألف و اللام و يُظهران فتحة الألف، و يدغمان الميم في الميم و يشددانها مضاعفاً، و يشبعان جميع الثلاثي و الثنائي و يمدّانها إلاّ الألف و الميم من ألم من (ألم. الله ) [آل عمران 1]، بل يشبعان كسرة الميم على قدر خروج الياء تامّة، و لا يسكتان على هذه الحروف إلاّ مقدار ما يفصل بينهما و بين تاليها.
... و أبو عمر عن سُلَيم يختلس العين و الميم من (ألم. الله ) حتى كاد لا يُبَيِن الياء بعدها.
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/244-245، النشر 1/424-425.
(2) من قوله تعالى: (كهيعص ) [مريم 1](1/499)
... سائر الرواة عن حمزة يُشْبِعُون الثلاثيات و يزيدون في حَقِّها شيئاً يسيراً إذا كان وسطها ساكناً، و يأتون بالثنائيات موزونة.و أما الألف فمذهبهم فيه واحد، الشموني عن الأعشى يقطعها تقطيعاً و يحققها تحقيقاً و يفخِّم /106ظ/ الألف و اللام و يدغم الميم في الميم حتّى يعطيه ضعفي حقّه و كذلك (ألم. الله ) يسكت سكتة طويلة و يقطع الألف بعدها.
... ابن غالب عن الأعشى و البُرْجُمِيّ و العُلَيمي و قتيبة و حمدون من طريق ابن كامل دون فرط التحقيق و فوق الحدر السريع، إلاّ [ما] (1) كان وسطه ساكناً فإنّهم يأتون بها حقّها.
... حفص يبالغ في إشباع الثلاثي كالعُلَيمي، و ذكر (2) البخاري أنّه يختلس الثنائي جداً كأنّه لا يعطيه حقّه من شدة الاختلاس، قال ابن مهران: و ذلك عندنا في رواية هبيرة عنه.
... خلف في اختياره قريب من روايته عن حمزة في قراءته لا يجاوز الحدّ في القطع و المقدار في الإشباع و التحقيق و الله أعلم بجميع ذلك (3) .
الباب الثاني و الأربعون
في ذكر الإدغام و التبيين
... و اعلم أنّ الإدغام هو أن تصل حرفاً بحرف من المتماثل أو مشددة من غير إبقاء أثر من الأول منهما (4) ، إلاّ إذا كان الأول مطبقاً أو أغنَّ فإنّ فيها اختلافاً و سترى ذلك..
__________
(1) زيادة يقتضيها الكلام.
(2) (ذكرَ) مكررة في الأصل.
(3) انظر: تعليل مذاهب القراء في كيفية اللفظ بهذه الحروف في : الموضح في التجويد 136-139، التمهيد 305.
(4) ينظر: شرح المفصل 10/121، جمال القراء 2/485، شرح الشافية 3/235.(1/500)
... فالأول من الحرفين مُدْغَم فيه، يقال من ذلك: أدغمت اللجام في فيها، أي: أدخلته (1) ، فاستعير الإدغام لما نحن فيه مجازاً أو تشبيهاً بذلك، فالحروف إذا اختلفت مخارجها و بعدت، أو سكن الثاني منهما فليس فيهما إلاّ الإظهار، و إذا تماثلت و سكن الأول من الحرفين فليس فيهما إلاّ الإدغام (2) نحو (بَلْ لَهُمُ ) ]الكهف 58[، (إذ ذَهَبَ ) ]الأنبياء 87[، (قد دَخَلُوا ) ]المائدة 61[، إلاّ الواوين إذا انضم ما قبل الأول منهما، نحو (آمنوا و عَمِلوا ) ]البقرة 25[ و الياءين إذا انكسر ما قبل الأول منهما نحو (الذي يوسوسُ ) (3) ]الناس 5[، قد اجري المتجانس مجرى المتماثل في شدة لزوم الإدغام نحو (وَدَتْ طائِفَةٌ ) ]آل عمران 69[، (إذْ ظَلَمُوا ) ]النساء 64[، (فَرَّطْتُ ) ]الزمر 56] ، (طَرَدّتَهُم ) ] ]هود 30]، إلاّ ندرة و ستذكر.
... فأما (رَبِّ احكم بالحَقّ ) ]الأنبياء 112[ ففي حيز الإخفاء ثم بعد ذلك الاختلاف تردد بين المتقاربين إذا تحرّكا و بين المتجانسين و المتقاربين إذا تحركا أو سكن الأول منهما، و أجمعوا على قلب الأول مماثلاً للثاني في حال طلب الإدغام فإنّ بالقلب يتسوغ الإدغام، و الذي يدعوهم في أصل الإظهار إلى فرع الإدغام طلب الخفة من وجهين (4) : أحدهما الفرار من توالي الحركات و ذلك في المتحرك و الثاني تعكيس الصوت بالسكون ثم بالحركة من مخرج واحد أو حيّز واحد أو ما قرن من ذلك، و كلّ ذلك راجع إلى معنى مزاحمة الحروف في المخارج و الأحواز، فأكثر الإظهار في الحلقيّة و أكثر الإدغام في حروف طرف اللسان (5)
... فالإدغام يقتضي بابين: أحدهما باب الساكن، و الثاني باب إدغام المتحرك
الباب الأوّل : في إدغام الحروف السواكن
... و سمي ذلك إدغام الصغير.
__________
(1) ينظر: لسان العرب مادة (دغم)، 15/93.
(2) ينظر: الكتاب 4/445-446.
(3) ينظر: الكتاب 4/447.
(4) ينظر: شرح الشافية 3/237.
(5) ينظر: الاصول في النحو 3/413.(1/501)
و اعلم -أسعدك الله- أنّ السكون على ضربين: أحدهما سكون أصلي، و الثاني: سكون عارضيّ، فمن الأصلي دال (قد) أبو عمرو و ثلاثة و هشام و ابن /107و/ محيصن و ابن عبد الخالق و ابن حسّان عن يعقوب يدغمون دال قد في ثمانية أحرف: في الجيم كقوله: (و قَدْ جَاءَكُم ) ]البقرة 92[ و نحوه، و في الذال كقوله: (و لَقَدْ ذَرَأنا ) [الأعراف 179[ و لا ثاني له، و في الزاي كقوله: (و لقد زيّنا ) ] الملك 5[ و لا ثاني له، و في الشين كقوله: (قد شَغّفَها ) [يوسف 30[ و لا ثاني له،و في السين كقوله: (لقد سَمِعَ اللهُ ) ] آل عمران 181[ و نحوه، و في الصاد كقوله: (و لَقَدْ صَرَفْنا ) ] الإسراء 41[ و نحوه، و في الضاد كقوله: (و لَقَدْ ضَرَبْنا ) ]الروم 58[ و نحوه، و في الظاء كقوله: (فقد ظَلَمَ ) ] البقرة 231[ و نحوه.
... وافقهم ابن عتبة عن أيوب إلاّ في الجيم و الزاي، و ورش و ابن ذكوان و الأعشى و سهل و ابن مهران ليعقوب في الدال و الضاد و الطاء، و ابن فليح عن قالون و ابن مسلم عن الذماري في الضاد و الطاء، و روى ابن سعدان عن المسيبي (قَدْ ذَرَأنَا ) ]الأعراف 79[ فأظهر و لا خلاف في إدغامها عند أُختها و التاء، نحو (قّد دّخَلو ا ) و قد يبيّن و أمثالها إلاّ ما أتى عن ابن المسيبي عن أبيه عن نافع أنّه أظهرها عند التاء حيث وقع الجنازي لابن المسيبي( قد تبيّن الرشد) ] البقرة 256[ و لا يجوز إدغامها في الراء و اللام و النون كقوله: (لَقَد رأى ) [النجم 18[، (لَقَد لَبِثتم ) ]الروم 56[، (قَدْ نَرى ) ] البقرة 144[ و نحو ذلك (1) .
فصل
__________
(1) ينظر: التيسير 42، الاقناع 1/238-239، غاية الاختصار 1/163-164، سراج القارئ 117-118، النشر 2/3-4.(1/502)
... و من ذلك ذال (إذ)، أبو عمرو و هشام و ابن محيصن و ابن عبد الخالق يدغمون ذال إذ في ستة أحرف، في التاء كقوله: (إذ تَبَرأ ) ]البقرة166[و نحوه، و في الجيم كقوله: (إذ جعَلَ ) ]الفتح 26[ و نحوه، و في الدال كقوله: (إذ دَخَلوا ) ]الحجر 52[ و نحوه، و في الزاي كقوله: (إذْ زَيّنَ ) ]الأنفال 48[ و (إذْ زَاغَتْ ) ] الأحزاب 10[ و لا ثالث لهما، و في السين كقوله: (إذْ سَمِعْتُمُوهُ ) ] النور 12[ كلاهما و لا ثالث لهما، و الصاد كقوله: (و إذْ صَرَفْنَا ) ] الأحقاف 29[ و لا ثاني له وافقهم ثلاثة و ابن حسان إلاّ في الجيم، زاد العجلي و رجاء و خلف رواية و اختياراً إظهارها عند السين و الصاد و الزاي، ابن سعدان عن سليم بين الإظهار و الإدغام عند هذه الثلاثة، و أدغمها ابن عتية في الدال و التاء فقط إلاّ قوله: (إذْ تَمْشِي ) ]طه 40[ فإنّه أظهره، و أدغمها سهل في التاء كلّ القرآن، وافقه العمري (إذ تَبَرَأ ) ] البقرة 16[ فقط، و فضل عن ابن مهران بالوجهين هنا فقط، و روى ابن مجاهد عن الثعلبي عن ابن ذكوان (إذْ دَخَلْتَ ) ]الكهف 39[ مدغمة، (إذ دَخَلُوا ) مظهرة،و (إذْ زَاغَتْ ) ]الأحزاب 10[ مدغمة و (إذْ تَقُوُلُ ) ] الأحزاب 37[ مدغمة في هذا الحرف وحده، و لا خلاف في إدغامها عند أُختها و الظاء نحو (إذ ذَهَبَ ) ] الأنبياء 87[، و (إذ ظَلَمُوا ) ]النساء 64[ و (إذ ظَلَمتُم ) ] الزخرف 39[ و لا في إظهارها عند الراء، و النون نحو (إذْ رَأى ) ]طه 10[ و (إذ نَتَقْنَا ) ]الأعراف171 ] (1)
فصل
__________
(1) ينظر: التيسير 41-42، الاقناع 1/240، غاية الاختصار 1/165، سراج القارئ 116-117، النشر 2/2-3.(1/503)
... من ذلك تاء علم التأنيث في الأفعال: أبو عمرو و اثنان و هشام و ابن محيصن و ابن حسان و ابن عبد الخالق يدغمون تاء التأنيث المتصلة بالفعل في ستة أحرف كقوله: (رَحُبَتْ ثُمَّ ) ] التوبة 25[ و نحوه، و في الجيم كقوله: (نَضِجَتْ جُلُودُهُم ) ] النساء 56[ و وجبت جنوبها و لا ثالث لهما، و في الزاي كقوله: (خَبَت زِدناهُم ) ]الإسراء 97[ و لا ثاني له، و في السين كقوله: (أنْبَتَت سَبْعَ ) ] البقرة 61[ و نحوه، و في الصاد كقوله: (حَصِرَتْ صُدُورُهُم ) [النساء 90] و (هُدِمَتْ صَوامِعُ ) [ الحج 40] و لا ثالث لهما، و في الظاء كقوله: (كانَتْ ظالِمَةً ) [الأنبياء 11]، و نحوه، وافقهما خلف إلاّ في الثاء، و سهل إلاّ في الجيم و ابن سَلّم إلا في الزاي و السين و الثاء و من (كَذَّبَتْ ثَمُودُ ) [ الشمس 11] فقط فإنّه أظهره و ابن عقبة إلاّ في الزاي و الصاد، و السين من (أقلَّتْ سَحاباً ) [الأعراف 57] فقط، و أظهر ابن حسان (و جاءَتْ سَيارةٌ ) [يوسف 19] فقط، الخبازي لفضل في الختمة الأُولى (حَصِرَت صُدُرُهُم ) [النساء 90] مدغم، و أدغم ورش و الأعشى و ابن صالح و ابن ذكوان و ابن مهران ليعقوب في الطاء، زاد الأعشى و ابن ذكوان في الثاء، و زاد ابن ذكوان في الصاد، و روى ابن مُجاهد عن العليمي عن ابن ذكوان (أنبتت سَبعَ ) [البقرة 261]، و (نَضِجَتْ جُلُودُهُم ) [ النساء 56]، و (حمَلَتْ ظُهُورُهُما ) [ الأنعام 146] بالإدغام فقط، و لا خلاف في إدغامها عند أُختها و الدال و .(1/504)
كقوله: (رَبِحَت تِّجارَتُهُم ) ] البقرة 16[، (أثقَلَتْ دَعَوا اللهَ ) ] الأعراف 189[، (وَدَتْ طّائِفَةٌ ) ] آل عمران 69[ و نحوها إلاّ ما روى ابن المسيبي عن أبيه عن نافع من إظهارها في قوله: (أثقَلَتْ دَعَوُا اللهَ ) ]الأعراف 189[ و (أُجيبَت دَعوَتُكُما ) ]يونس 89[ و روى ابن شنبوذ عن سالم، و أبي نشيط، عن قالون إظهارها عند الطاء و لم أقرأ به (1) .
فصل
__________
(1) ينظر: التيسير 42-43، الاقناع 1/240-242، غاية الاختصار1/ 167-169، سراج القارئ 119-121، النشر2/4-6.(1/505)
... و من ذلك لام هل و بل أدغم الكسائي و ابن محيصن لام هل و بل في ثمانية أحرف في الثاء كقوله: (هّل ثُوِّبَ )] المطففين 36[ لا ثاني له، و في الزاي نحو (بَل زَيَّنَ ) ] الرعد 33[، (بل زَعَمْتُم ) ]الكهف 48[ و لا ثالث لهما، و في السين نحو (بَل سَوَلَت ) ] يوسف 18[ كلاهما، و لا ثالث لها أيضاً، و في الضاد نحو (بَل ضَلُّوا ) ] الأحقاف 28[ و لا ثاني له، و في الطاء (بَل طَبَعَ اللهُ ) ] النساء 155[ و لا ثاني له، و في الضاء نحو (بَل ظَنَنتُم ) ] الفتح 12[ و لا ثاني له، و في النون كقوله: (بَل نَتَبِعُ ) ] البقرة 170[، (هل نُنَبِئُكُم ) ] الكهف 103[ و نحوهما، وافقهما هشام من طريق الحلواني إلاّ في الضاد فإنّه أظهره، و حمزة في الباء و الثاء و السين، زاد الدوري عن سليم عنه في الظاء، و أدغم أبو عمرو موافقاً لهم (هَل تَرى ) ]الملك 3[، (فَهَل تَرى ) ]الحاقة 8[، و أدغم ابن عتبة (بَلْ سَوّلَت ) ]يوسف 18[ كلاهما ،و (بَل تؤثِرُونَ ) ] الأعلى 16[ و (هَل تَنقِمُونَ ) ] المائدة 59[ وافقه ابن مسلم في (بّلْ يؤثِرُونَ ) ] الأعلى 16[ فقط، و أظهر حفص و المسيبي عن نافع، و الحلواني عن قالون، عنه (بَلّ رانّ ) ] المطففين 14[، حفص يسكت على اللام سكتة خفيفة و هو مع ذلك واصلٌ ، و روي عن البرجمي أنّه أظهر لام بل عند الراء حيث وَقَعَ سوى (بَل رَانَ ) ]المطففين 14[ فإنّه أدغمه، و قرأت عنه بالإدغام (1) .
فصل
__________
(1) ينظر: التيسير 43، الاقناع 1/242-243، غاية الاختصار 1/169-170، سراج القارئ 121-122، النشر 2/6-8.(1/506)
... و من سكون العارضي أظهر ابن كثير و حفص و البرجمي و أبو عبيد في كتابه (أخَذْتُمْ )[ آل عمران 81]و (اتَخَذْتُم ) [البقرة 51]و بابهما، و أصحاب إظهار و بيان لا يرون الإدغام الاّ ما يكون في إظهاره لحلفة و مشقة و خروج من كلام العرب، وافقهم الأعشى في (اتَخَذَتْ )[العنكبوت 41] و (إتَخَذْتُم ) [البقرة 51] مما جاء على افتعلت و افتعلتم (1) .الباقون و الخبازي لأبي عبيد الباب كله.
... و أظهر ابن كثير و ورش و قالون و ابن ذكوان و عاصم و قاسم و يعقوب غير ابن عبد الخالق و ابن حسان ( عُذْتُ ) [غافر 27، الدخان 20]فيهما،و (فَنَبَذْتُها ) [ طه 96]وافقهم سهل في (عُذتُ ) و أدغمها /108و/ الآخرون (2) .
و أظهر حرمي غير ابن محيصن و يعقوب غير ابن حسان و ابن عبد الخالق و عاصم و قاسم ( يُرِّدْ ثَوابَ ) [آل عمران 146] و كذا ذال (كهيعص - ذِكْرُ )[مريم 1-2] و سكونه أصلي، و أدغمها الآخرون.
و أدغم (لَبِثْتُ )[البقرة 259] و (لَبِثْتُمْ ) [الاسراء 52]حيث وقعا كل القرآن، شامي و يزيد و أبو عمرو و اثنان و ابن محيصن و ابن عبد الخالق إلاّ في البقرة و الكهف و المؤمنون، فإنّ الوليد بن عتبة أظهرهن فقط و أدغم (أُورِثْتُمُوها )[الأعراف 43] في السورتين أبو عمرو و اثنان و هشام و الوليدان و ابن محيصن و ابن عبد الخالق، و أظهر الآخرون (3) . و أَدْغَمَ (أو يَغلِب فَسَوفَ ) ]النساء 74[ و أخواته خمسهن (4) ، أبو عمرو و حمزة غير خلف رواية و اختياراً، و الكسائي و هشام و ابن محيصن غيرَ سِجَّادة الراء في اللام كقوله: (يَغفِر لَكُم ) ]الأحقاف 31[ و نحوه حيث حلّ، و أظهر الآخرون.
__________
(1) ينظر: السبعة 113، النشر 2/15.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/167.
(3) ينظر: السبعة 113، التيسير 44.
(4) المواضع الخمسة في [النساء 74]، [ الرعد 5]، [ الاسراء 63]، [طه 97]، [ الحجرات 11]. ينظر: غاية الاختصار 1/171، النشر 2/8.(1/507)
و أدغم الكسائي وحده الفاء في الباء من (يَخْسِفْ بِكُم الأرضَ ) ]الملك 16[ و لا ثاني له (1) .
و أدغم ليث (يَفْعَلْ ذلِكَ ) سِتُهُن (2) .
و أظهر البرجمي (قُل رَبَّ ) ]الشعراء 24[ اثنا عشر موضعاً (3) .
و أخفى عياش و نصير (أوعَظتَ ) (4) ] الشعراء 136[، و أدغم ابن محيصن (أوعَظتَ ) (ثُمَّ أضْطَرُهُ ) ]البَقَرة 126[، (فَمَن اضطُرَ ) ]البقرة 173[ و (إلاّ مَا أُضطُرِرْتُم ) ]الأنعام 119[ و (ثُمَّ نَضطَرُهُم ) ]لقمان 24[.
و أظهر (يَلهَثْ ذَلِك ) ]الأعراف 176[ أبو جعفر غير ابن مهران و ابن صالح، و الحلواني عن قالون و ابن المسيبي عن أبيه و النقاش عن أبي ربيعة و ابن مجاهد عن قنبل (5) .
و أظهر البخاري لابن كثير و لورش جميعاً و ابن صالح لقالون (ألم يَخلُقكُم ) ]المرسلات 20[ بلا سَرَف يريدانه بين الإظهار و الإدغام على ما يخرج من اللفظ.
و قال ابن مهران: أدغموا (يّلهَث ذلِكَ ) و (ألم يَخلُقكُم ) إلاّ النقاش لابن كثير و قالون و حفص ثلاثتهم فإنّه يظهرهما (6) .
و أظهر (و يُعَذِبُ من يَشاءُ ) في آخر البقرة [284 ]من أصحاب الإسكان شيبة و القاضي و ابن صالح و الحلواني لقالون، و ابن سعدان للمسيبي، و ابن مسلم عن الذماري، و النقاش لابن كثير و ابن
مقسم لخلف، و الصفار لخلاد و أبو عبيد (7) .
__________
(1) ينظر: إدغام القراء ش، التيسير 44.
(2) المواضع الستة في البقرة 231، و آل عمران 28، و النساء 30،114، الفرقان 68، المنافقين 9.ينظر: غاية الاختصار: 1/170، النشر 2/13.
(3) في القرآن عشر مواضع و هي: الانعام 147، الاسراء 24، 80، الكهف 22، طه 114، المؤمنون 9،93،97،118،القصص 85.
(4) ينظر: غاية الاختصار 1/173.
(5) ينظر: النشر 2/15.
(6) ينظر: الصدر نفسه 2/20.
(7) ينظر: النشر 2/20.(1/508)
... و أظهر (اركَبْ مَعَنا ) ] هود 42[ ابن كثير غير الزينبي و عاصم و ابن ذكوان و الوليدان و إسماعيل لأبي جعفر، و شيبة و القاضي و ابن صالح و الحلواني لقالون، و ابن سعدان للمسيبي، و رجاء عن أصحابه، وبكار للدوري عن سليم، و الصفار لخلاّد و خلف رواية و اختياراً، و يعقوب غير ابن عبد الخالق و سهل و أبو عبيد (1) .
فصل
نوع آخر من الساكن ممّا يكون الساكن فيه أصلاَ و عارضاً:
أبو جعفر من طريق الفضل و الزينبي لابن كثير، و ابن مجاهد لقنبل، و البخاري لورش، و ابن صالح لقالون و ثلاثة و عبد الغفار عن عياش يُسْقطون الغنّة من النون الساكنة و التنوين عند الراء و اللام كقوله: (هُدَىً للمتقِينَ ) ]البقرة 2[ و ( و لكنْ لا يَعْلَمُونَ ) ] البقرة 13[، (مِنّ رَبِهِم ) ]البقرة 5[، (غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ]البقرة 173[ و نحو ذلك (2) .
و روي عن أبي عمرو، غير أني قرأت /108ظ/ له بالغنّة، وافقهم سهل في الراء فقط.
__________
(1) ينظر: غاية الاختصار 1/171، النشر 2/11.
(2) ينظر: غاية الاختصار 2/176، النشر 2/24.(1/509)
... قال أبو حاتم: في البقرة (يُبَيِنُ لَنا ) ] 68[ كل نون ساكنة أو تنوين قبل لام متحركة فالإدغام حسن و يجوز تركه، فإن كانت النون متحركة فترك الإدغام أحب إلينا في القراءة (1) ، و زاد البخاري و حمزة و الكسائي غير ابن مقسم و ابن كامل للدوري إسقاطها عند الياء كقوله:(من يَقُولُ ) ]لبقرة 8[ و نحوه (2) ، و زاد خلف و ابن سعدان عن سليم والباري إسقاطها عند الواو كقوله: (مِن وَليّ و لا نَصِيرٍ ) ]البقرة 107[ و نحوه إلاّ أنّ البخاري يجعل عندها أدنى شيء من الغنّة، و أظهر المسيبي من طريق ابنه النون و التنوين عند اللام كلّ القرآن، كما أظهرهما عند حروف الحلق الأربعة، و لم يختلفوا غير ابن مهران فيما جاء مدغماً في المصاحف نحو( ألاّ ) و (إلاّ )و (ألّن ) و (ألّم )، و هو مذكور في موضعه من باب هجاء المصحف.
... و أظهر حفص (مَنْ رَاق ) ]القيامة 27[ و يسكت على النون سكتة خفيفة، و هو مع ذلك واصل، كأنه أراد وقفاً للسان (3) .
__________
(1) ينظر: مصطلح الاشارات 89.
(2) ينظر: التيسير 45، النشر 2/17.
(3) ينظر: السبعة 116.(1/510)
و أظهر يزيد و حمزة النون من (طسم ) ]الشعراء 1، القصص 1] فيهما، و لا اختلاف في (طس - تِلْكَ ) ]النمل1[ على أنّ يزيد قطع الحروف على أصحابه على أصله، و أخفى يزيد و المسيبي و أبو نشيط الغنّة في الخاء و الغين كقوله: (هَل مِن خالقٍ غَيرُ اللهِ ) ]فاطر 3[ و نحوه و لم يختلفوا غير ابن مهران في إظهار (و المُنْخَنِقَةُ ) ]المائدة 3[ و (فَسَيُنْغِضُونَ )[ الاسراء 51 ] و روى إسماعيل عن أبي جعفر (إن يَكُن غَنيّاً ) ]النساء 135[ بالإظهار أيضاً، و لا خلاف بين القراء في إدغام أصل النون و التنوين في اللام و الراء و الواو و الياء و الميم، إنّما الخلاف عنهم في إظهار الغنّة و إسقاطها، و هي صوت من الخيشوم يتبع الحرف، و الخَيشوم داخل الأنف (1) ، و إنّما أجمعوا على إدغام أصل النون الساكنة في هذه الحروف لقرب مخرج بعضهن من بعض بوجه، و ذلك أنّ النون من مخرج اللام و الراء، إذ الجميع من طرف اللسان، و الياء تقارب الراء في المخرج بدليل أنّ الألثغ يجعل الراء ياءً، و الواو تخرج مع الميم من بين الشفتين، و النون تشاكل الميم في الجهر، و تشركها في الغنّة (2) .
و أعلم أنّ النون الساكنة لها ثلاث حالات فهي تدغم في الأحرف الخمسة التي ذكرنا لقربها منها، و تظهر عند حروف الحلق لتباعدها منها، و تخفى عند ما عدا ذلك؛ أنها معه في المرتبة الوسطى، و هي تبدل مع الباء ميماً نحو العنبر و (مِنّ بَعْدِِ) ]البقرة 27[، (و مَنْ بَلَغَ ) ] الأنعام 19[ باختلاف عنهم في ذلك، فاعرف ذلك رشيداً، إن شاء الله عزّ و جل (3) .
الباب الثاني: من الإدغام و هو إدغام الحروف المتحركة
__________
(1) ينظر: الرعاية 240، الاقناع 1/252.
(2) ينظر: الكتاب 4/452-453.
(3) ينظر: التحديد 111، سراج القارئ 127، المنح الفكرية 40، جهد المقل194.(1/511)
... و أعلم أنّ أصل إدغام المتحرك لأبي عمرو، فكان -رحمه الله- يستعمل إدغام الساكن في /109و/ كل الأحوال، و إدغام المتحرك في وقت دون وقت (1) . فأكثر ما كان يستعمله في التهجد أو في إدراج القراءة في كل الأحوال (2) ، و ذلك لطلب الخفّة، و يروى أنّه رجع من إدغام المتحرك جملة.
... و روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان يُكْثِر الإدغام (3) ، و حَكَى شُجاع بن أبي نصر قال: كنت أُصلي خلف أبي عمرو في شهر رمضان فكان يترك الهمزات ليلة و يحقق أُخرى، و يظهر المتحرك ليلة و يدغم أُخرى، فلأبي عمرو أُصول مطردة في الإدغام معللة، و هي المستفيضة عنه، مختلف عنه في بعضها، و له حروف أُخر خارجة من تلك الأصول غريبة عنه شاذة في الكلام.
... و قال المشايخ من أهل هذا العلم: موضوع الإدغام لمنْ دقَّ نظره في العلم، و رقَّ لفظه، و اندرب لسانه، و عرف مخارج الحروف، و تَصَرُّفَ الإعراب، فمن عدم منها خِلَّة فليس له أن يقرأ بالإدغام، و لا للمتكلف الجافي الطبع أن يقرأ و إن كان عالماً.
فصل
__________
(1) ينظر: السبعة 116، و قد كان مذهب أبي عمرو الحدر في القراءة، ينظر: غاية الاختصار 1/400، النشر 1/207
(2) ينظر: الاقناع 1{195، غاية الاختصار 1/181.
(3) و روي الادغام عن جماعة من الصحابة و التابعين. ينظر: جمال القراء 2/488.(1/512)
... أدغم أبو عمرو عند كل حرفين متحركين من كلمتين، متماثلين كانا أو متجانسين أو متقاربين، إذا لم يكن الأول منهما مضاعفاً أو شبيهاً بالمضاعف أو منوناً أو منقوصاً (1) إلاّ (و من يبتغِ غَيرَ ) ] آل عمران 85[ (و لتأتِ طائِفَةٌ ) ] النساء 102[، أو مفتوحاً قبله ساكن غير مثلين إلاّ (قَالَ رَبِّ ) ]آل عمران 38[، و (قَالَ رَجُلٌ ) ]غافر 28[، و (كادَ يُزِيغُ ) ]التوبة 117[، و (الصَلوَةَ طَرَفي النَهارَ ) ] هود 114[، و (بَعْدَ تَوكِيدِهَا ) ] النمل 91[، فالمماثلان كالباء في الباء، و المتجانسان ما كان من حيز واحد، كالتاء في الطاء، و المتقاربان ما قرب مخرجهما كالثاء في الطاء، فإن انضمّ المدغم أو انكسر بعد سكون ما قبله أدغم في الأضرب الثلاثة إلاّ الميم في الباء نحو (ابراهِيمَ بَنِيِهِ )، و النون في الراء و اللام، نحو (بإذن رُبِّهِم ) ]القدر 4[ و (لُقْمَانُ لأبنهِ ) ]لقمان 13[ و استثنى من هذا الأصل (و نَحْنُ لَهُ ) [ البقرة 138] حيث وقع فأدغم فيها، و أدغم من كلمة واحدة القاف في الكاف، و الكاف في الكاف إذا تحرك ما قبلها و اتصلت بها ميم و هي (خَلَقَكُم ) ]البقرة 21[، و (رَزَقَكُم ) ]المائدة 88[، و (وَاثَقَكُم ) ] المائدة 7[ و (نَخلُقُكُم ) ]المرسلات 20[، و (يَرزُقُكُم ) ]يونس 31[ و (مَنَاسِكَكُم ) ]البقرة 200[ و (سَلْ كَمْ )[المدثر 42] فقط، و يشمُّ المدغم إعرابه من الرفع و الخفض إلاّ الميم و الباء، وافقه حمزة في (بَيَّتَ طَائفَةٌ ) ] النساء 81[، (و الصافَّاتِ صفاً. فالزاجِراتِ زَجْراً.
__________
(1) ينظر:السبعة 116، التيسير 19، الاقناع 1/196، شرح الشافية 3/247.(1/513)
فالتالِياتِ ذِكْراً ) ]الصافات 1[، (و الذَارِياتِ ذَرْواً ) ]الذاريات 1[، و زاد خلاد عن سليم عنه (فالمُلقِياتِ ذِكْراً ) ]المرسلات 5] (فالمُغِيِراتِ صُبْحاُ ) ]العاديات 3[، و سترى شرح مذهب أبي عمرو في الإدغام مرتباً على حروف المعجم بعد هذا إن شاء الله.
فصل
و أدغم يعقوب في رواية ابن حسّان عند كلّ حرفين مثلين صحيحين متحركين ملتقيين من كلمتين منفصلتين، إذا لم يكن قبل الأول ساكن /109ظ/، و لم يلتبس بمجزوم،و لم تكن الكلمة منقوصة إلاّ (يبتغِ غَيرَ )، و يشمُّ المدغم إعرابه في الرفع، و أدغم القاف في الكاف و الكاف في القاف من كلمتين، و أدغم أيضاً القاف في الكاف من كلمة إذا تحرك ما قبلها، كقوله: (خَلَقَكَ ) ] الكهف 37[، و (خَلَقَكُم ) ]البقرة 21[ و (نَخلُقُكُم ) ]المرسلات 20[ و (نَرزُقُك ) ]طه 132[ و (نَرْزُقُكُم ) ]الأنعام 151[ و (رَزَقَكُم ) ]المائدة 88[ و (صَدَقَكُم ) ]البقرة 152[، و (وَاثَقَكُم ) ]المائدة 7[و (طَلَقَكُنَّ ) ]التحريم 5[ (1) .
... و لا يخالف هذا الأصل إلاّ في حرفين: أحدهما: (المَلَئِكَةُ طَيِبِينَ ) ]32[ في النحل، و الثاني: (تَكادُ تَمَيّزُ ) ] 8[ في الملك، وافقه النحاس و ابن حُبْشان عن رويس على إدغام (كَي نُسَبِحَكَ كَثِراً. و نَذكُرَكَ كَثِيراً. إنَكَ كُنتَ ) ]طه 33-35[ و هما مع ابن وهب عن روح في (و الصاحِبِ بالجنبِ ) ]النساء 36[، و زاد النحاس و ابن حبُشْان عن رويس (فلا أنسابَ بَينَهُم ) (2) ] المؤمنون 101[.
__________
(1) ينظر: الجمع و التوجيه لما انفرد بقراءته يعقوب بن اسحاق الحضرمي 64.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/193، مصطلح الاشارات 81.(1/514)
و روى محمد بن الجهم السمريّ، عن ابن حسان، عن يعقوب أنّه قال: مِنْ قراءتي الإدغام إذا اجتمع حرفان من حروف المعجم من جنس واحد إذا لم أجمع بين ساكنين و كانا من كلمتين منفصلتين، و لا أرى بأساً أن أدغم فيهما في كلمة واحدة و لا أعمل به، و لا أرى بأساً إذا كان قبل الحرف الأول حرف من الذوائب ساكن أن أُدغم فيهما، و الذوائب حروف المدّ و اللين (1) ، و قد استجيز إدغام القاف مع الكاف و أعمله في مواضع تخفُّ عليّ، و لا أُبالي أيُّهما كان قبل صاحبه، و أستجيز إدغام الباء مع الميم و لا أُعمله، و من قراءتي أنّي أستخفُّ أعمال النون الخفيفة في مواضع أستحسنها و لا أُبينها في القرآن كله، و قد استجيز بل أعمل إدغام الراء في الراء في اللام، و اللام في الراء، و لا أستجيز و لا أعمل به إدغام اللام في التاء، و الثاء في اللام، و قد أستجيز إدغام الذال في السين، و التاء في الصاد، و التاء في الضاء، و كل حرفين متجاورين في الفم و الحلق أن أُدغم أحدهما في الآخر، و قد أظهر الدال إذا جاورت الجيم، و أستحب إدغامها فيها أيضاً، و هو أخفُّ و أكثر و كذلك أفعل بالتاء مع الطاء و مع الظاء، و ما أشبه ذلك.
__________
(1) اذا كان هذا القول ليعقوب –و هو كذلك على ما يبدو- فانه يكون اقدم من استخدم مصطلح (الذوائب) للتعبير عن حروف المدّ و اللين.(1/515)
قال الوليد: و كان الوليد إذا أدغم حرفاً في مثله أو ما يدغم فيه أشمّ الأول حظّاً من الرفع إذا كان مرفوعاً، مثل (يَشْفَعُ عِندَهُ ) ]البقرة 255[ و كان لا يدغم في الحرفين إذا اجتمعا من جنس واحد في فعل يكون قبله فعل مجزوم، مثل: (يَعْلَمَّهُ الله و يعَلمُ ما ) ]آل عمران 29[ و (يُحَاسِبكُم ) ]البقرة 284[ لئلا يتوهم الجاهل أنّه عطف على الجزم، قال: إن كان الحرفان من جنس واحد (1) ، و كان يقرأ (مَناسِكَكُم ) ]البقرة 200[و (سَلَكَكُم ) ]المدثر 42[ و (خَلَقَكُم ) ]البقرة 21[ و (رَزَقَكُم ) ] المائدة 88[ و (خَلَقَكَ ) ] الكهف 37[ بالإدغام (2) .
... و قال لي: إن كنت بيَّنت شيئاً من القاف فقد جَزَمت القاف، فلا تُبَينها و اجعلها كأنها كاف محضة.
فهذا أصل يعقوب في الإدغام على ما ذكره الوليد بن حسان، غير أني قرأتُ على الأُستاذ الإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد /110و/ العطار -رحمه الله- كما ذكرته قبل، و الله أعلم بذلك.
فصل
... و أدغم ابن محيصن كل حرفين متماثلين إذا كان الأول منهما مرفوعاً، و يشمُّ المدغم إعرابه من الرفع، كقوله: (يَشفَعُ عِندَهُ ) ] البقرة 255[ و (ثَلِثُ ثَلثَةٍ ) ] المائدة 73[، و (العاكِفُ فِيهِ ) ]الحج 25[، و (يَذهَبَ بالأبصارِ ) ]النور 43[ و نحو ذلك كل القرآن، و أدغم أيضاً من كلمة القاف في الكاف، كقوله: (خَلَقَكُم ) ]البقرة 21[ و (رَزَقَكُم ) ]المائدة 88[، (صَدَقَكُم ) ]البقرة 152[، (واثَقَكُم ) ]المائدة 7[، (يخلُقُكم ) ]الزمر 6[، (يَرزُقُكُم ) ]يونس 31[، (بِوَرِقِكُم ) ]الكهف 19[، (طَلَقَكُنَّ ) ]التحريم 5[ و نحو ذلك. (3)
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) ينظر: النشر 1/302.
(3) ينظر: جمال القراء 2/489.(1/516)
... و أدغم النون في النون من (أتحاجُونّا في اللهِ ) ]البقرة 139[ و ذكر أبو عبيد عنه أنّه كان يدغم الحرفين يلتقيان من جنس واحد متحركين نحو (العَذابَ بالمَغفِرةِ ) و (يَعلَمُ ما ) ]البقرة 255] و (إنَّهُ هُوَ )[ الانفال 61[و (يَشفَعُ عِندَهُ ) ]البقرة 255[، و (لا أبرَحُ حَتَّى ) ]الكهف 69[ و (نُسَبِحَكَ كَثِيراً) ]طه 33[، و ما أشبه ذلك، الآخرون لا يدغمون من المتحرك شيئاً.
شرح مذهب أبي عمرو في إدغام المتحرك و هو الإدغام الكبير
و إنّما سمي المتحرك كبيراً و الساكن صغيراً لأنّ المتحرك حيٌّ لحركته و الساكن كالميت لسكونه، فللزيادة التي في المتحرك و هي الحركة سمي كبيراً، و للنقصان الذي في الساكن و هو عدم الحركة سُمّي صغيراً (1) ، و الله أعلم بذلك.
... و مذهب أبي عمرو في الإدغام صعب المرام؛ فاستصوبت إيراده مرتباً على حروف المعجم بشرط الإيجاز و الإتمام ليكون أقرب إلى النظام و الإفهام، و الله وليّ التوفيق و الإنعام.
... الألف الخفيفة لا تدغم و لا يدغم فيها البتّة؛ لأنّها لا تكون إلاّ ساكنة فلضعف الاعتماد فيها و أنّها تخرج بهواء الصوت لا يسوغ فيها الإدغام، و عليها اجريت الياء و الواو هوائية في حيز واحد، يعني أنّها في الهواء لا يتعلق بها شيء و كذلك الهمزة لا تُضَّعَفُ في القرآن و لا يُضَعَّفُ بها شيء، فهي (2) معفوة عن الإدغام (3) .
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/195، سراج القارئ 44، الاتقان 1/263.
(2) في الأصل: فهو.
(3) ينظر: السبعة 117، المقتضب 1/176، 210.(1/517)
... الباء مخرجها مما بين الشفتين، و يدغمها في مثلها تحرك ما قبلها أو سكن في تسعة و خمسين موضعاً في القرآن كقوله: (لَذَهَبَ بِسَمْعِهِم ) ]البقرة 20[، (الكِتَابَ بأيديِهِم ) ]البقرة 79[ و نحو ذلك، ولا يدغم (ربِّ بما أغويتني ) ]الحجر 39[، (رَبِّ بما أنعمتَ عَليَّ ) ]القصص 17[ و نحوه..لأنه مضاعف و لا يدغمها في الميم نحو (أن يَضرِبَ مَثَلاً ) ]البقرة 26[و (ضُرِبَ مَثَلٌ ) ]الحج 73[، و (سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا) ]آل عمران 181[، و (نَكْتُبُ مَا قَدَمُوا) ]يس 12[، و (نَكتُبُ ما يُبَيّتُونَ ) ]النساء 81[، و (و يَشرَبُ مما تَشرَبونَ ) ]المؤمنون 33[ و نحو ذلك. و إن كان التقاء الباء و الميم بشرط الإدغام إلاّ قوله: (يُعَذِبُ مَنْ يَشاءُ ) حيث وقع، و هي في خمسة مواضع: في آل عمران حرف ] 129[ و في المائدة حرفان ] 18،40[ و في العنكبوت حرف ]21[ و في الفتح حرف [ 14] و ما في آخر البقرة ] 84[ من الساكن عنده.
... و لا يدغمها أيضاً في الفاء كقوله: (مِنَّ المَغربِ فبُهِتَ ) ]البقرة 258]، (بِالغَيِبِ فَمَنِ اعتَدَى ) ]المائدة 94[، و نحو ذلك. إلاّ ما روى عياش و عبد الوارث و علي بن نصر الجهضمي و داود الأزدي /110ظ/ عنه أنه يدغم (لا رَيبَ فِيهِ ) ] البقرة 2[ حيث وقع و لغير البخاري (1) .
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/199، الاتقان 1/264.(1/518)
التاء: مخرجها من طرف اللسان و أُصول الثنايا العُلى، و يدغمها في مثلها تحرك ما قبلها أو سكن، ثلاثة عشر موضعاً كقوله : (الموت تَحْبِسُونَهُما ) ] المائدة 106[، (الموتَ تَوَفَتهُ ) ] الأنعام 61[، (الآخِرَةِ تَوَفَنِي ] يوسف 101[ و نحو ذلك. و لا يدغم تاء الخطاب و لا تاء الحكاية نحو (كُنتُ تَقيّاً ) ]مريم 18[و (كُنتُ تُراباً ) ] النبأ 40[، (أفَأنْتَ تَهْدِي ) ]يونس 43[ و ما أشبه ذلك. لأنّها شبيه المضاعف، إلاّ ما روى عبد الوارث و علي بن نصر من إدغام (كِدتَ تَرّكَنُ ) ]الإسراء 74[، و لا يدغم (جَنَاتٍ تَجْرِي ) ]البقرة 25[ و نحوه لأنّه منون.
... و يدغمها أيضاً في الثاء خمسة عشر موضعاً، كقوله: (بالبيناتِ ثُمَ ) ] البقرة 92[، و (النُبُوَةَ ثُمَّ ) ]آل عمران 79[ و نحوهما، و اختلف عنه في (الزَكْوَةَ ثُمَّ ) ] المجادلة 13 [ فأدغم بعضهم، و هو رواية العباس عنه، و أظهر أكثرهم، فمن أظهر فعلى الأصل لأنّه مفتوح، قبله ساكن غير مثلين، و من أدغم احتج برواية ابن الرومي عن اليزيدي أيضاً، و لا يدغم (التوراةَ ثُمَّ ) ]الجمعة 5[ لِمَا ذكرنا إلاّ ابن شنبوذ، و لا يدغم (كُنتَ ثاوياً ) ] القصص 45[ و (رَأيِتَ ثُمَّ ) ]الإنسان 20[ إلاّ ما روى ابن اليزيدي و ابن سعدان أنّه أدغم (رَأيِتَ ثَمَّ ).
... و يدغمها أيضاً في الجيم سبعة عشر موضعاً، كقوله: (الصَالِحَاتِ جُناٌحٌ ) ] المائدة 93[، (الثَمَرَاتِ جَعَلَ ) ] الرعد 3[، (المُؤمِنَاتِ جَنَات ) [ التوبة 72] و نحو ذلك. و لا إذا كانتا في كلمة واحدة نحو (مُتَجانِفٍ ) (المائدة 3[، و (مُتَجَاوِرَاتٍ ) ]الرعد 4[.(1/519)
... و يدغمها في الذال، تسعة مواضع، كقوله: (ذَلِكَ ) ]آل عمران 112[، (الآخِرَةِ ذَلِكَ ) ]الحج 11[، و (السَيِئَاتِ ذَلِكَ ) ]هود 114[ و نحوه، وافقه حمزة في (فَالتَالِياتِ ذِكْرَ اً ) ] الصافات 3]، (و الذَارِيَاتِ ذَروَاً ) ]الذاريات 1[، خلاد عن سليم عنه (فَالمُلقِيَاتِ ذِكرَاً ) ]المرسلات 5[، و لا يدغم (و آتِ ذَا القُربَى ) ]الإسراء 26[ لأنّه منقوص.
... يدغمها أيضاً في الزاي، ثلاثة مواضع، (بالآخرة زيّنا لَهُم ) ]النمل 4[، (فالزَاجِرَاتِ زَجْرَاً ) ]الصافات 2[، (إلى الجَنَة زُمَرَاً ) ]الزمر 73[، وافقه حمزة في (فَالزَاجِرَاتِ زَجّر اً ).
... و يدغمها أيضاً في السين أربعة عشر موضعاً كقوله: (الصَالِحَاتِ سَنُدخِلُهُم ) ] النساء 57[، (الشَجَرَةِ سَاجِدِينَ ) ]الأعراف 120[، (فِي الفِتنَةِ سَقَطُوا ) ]التوبة 49[ و نحو ذلك..و لا يدغم (أُوتِيِتَ سُؤلَكَ )]طه 36[ لما ذَكَرنا.
و يدغمها في الشين أيضاً ثلاثة مواضع في الحج (زَلزَلَةَ الساعَةِ شيءٌ ) و في النور ] 13[ (بِأربَعَةِ شُهَدَاءٍ)، و لا يدغم (جِئتَ شَيئاً إمَراً ) ]الكهف 71[ و (نُكراً ) ]74[ الآية، خلاف الأصل من وجهين: أحدهما: أنه منقوص،و الآخر أنّه مفتوح قبله ساكن غير مثلين و لا يدغم (جِئتَ شَيئاً فَرِيَاًً) ]مريم 27[ إلاّ ابن شنبوذ.
... و يدغمها أيضاً في الصاد ثلاثة مواضع: (و الصَافَاتِ صَفّاً ) ] الصافات 1[، (و المَلَئكة صَفاً ) ]النبأ 38[، (فَالمُغِيِرَاتِ صُبحاُ ) ] العاديات 3[، وافقه حمزة في (و الصَافَاتِ صَفّاً ) زاد خلاد (فالمُغِيراتِ صُبْحاً ) ]العاديات 3[ .
و يدغمها أيضاً في الضاد موضعاً (و العادِياتِ ضَبحاً ) ]العاديات 1[.(1/520)
... و يدغمها أيضاً في الطاء خمسة مواضع (بَيَّتَ طائِفَةٌ ) و (لِتأتِ طائِفَةٌ )[النساء 102[، و (الصَلوَةَ طَرَفي النَهارِ ) ]هود 114[ و (الصَالِحَات طُوبَى لَهُم ) ] الرعد 29[ و (المَلئِكَةُ طَيِبينَ ) ]النحل 32[ و لا يدغم /111و/ (خَلَقتُ طِيِنَاً ) ]الإسراء 61[ لما تقدم ذكره.
... و كان ابن مجاهد يأخذ قديماً بإدغام (و لتأتِ طائفةٌ ) ]النساء 102[، ثم رجع إلى الأخذ بالإظهار. و اختلفوا في (بَيَتَ طائفةٌ ) (أنّه من المتحرك أو من الساكن، فمن جعل التاء منه لاماً من الفعل في معنى قَدَّر جعله من المتحرك، و يشهد لذلك (و الله يَكتُب ما يُبَيِتونَ ) ]النساء 81[، و قد جاء في القرآن (و إن كانَ طائفَةٌ ) ]الأعراف 87[ بلفظ التذكير، و إلى هذا المعنى ذهب ابن مهران، و من جعل التاء منه زيادة للتأنيث على ما جاء في التأنيث و الطائفة في كل القرآن إلاّ (و إنْ كانَ طائفَةٌ مِنكُم ) فإنه جعله من قوله: بَيَّى يُبيِّي و تَبِيِّي إذا قَصَدَهُ و عمده و رجع إليه، فاللام على هذا تكون ذاهبة لألتقاء الساكنين، و أنشد:
لما تَبَيَّنْا أخا تميم أعْطَى عَطاءَ اللَّحِزِ اللِئِيِم (1)
و منه قولهم: حياك الله و بيّاك، قالوا: معناه جاءك و هو قريب من هذا المعنى، قالوا: معناه أضحكك، و هو تفسير.
و يدغمها في الظاء أيضاً موضعين (المَلَئِكَةُ ظَالِمِي ) في النساء ]97[ و النحل ]28[.
__________
(1) ينظر: لسان العرب، مادة (بيى) 8/108-109.(1/521)
الثاء: مخرجها من بين طرف اللسان و أطراف الثنايا، و يدغمها في مِثْلِها ثلاثةمواضع: (حَيثُ ثَقِفْتُمُوهم) في البقرة[191] و النساء [91]، و (ثَلِثُ ثَلَثَة )[ 73 ] في المائدة و يدغمها أيضاً في خمسة أحرف أُخر، تحرك ما قبلها أو سكن، في التاء موضعين (حَيثُ تؤمرونَ ) ]الحجر 65[ و (الحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ) ]الأعراف 14[ فقط، و في السين أربعة مواضع (و وَرِثَ سُليمانُ ) ] النمل 16]، (حَيثُ سَكَنْتُمْ ) ]الطارق 6[، (سَنَسْتَدْرِجُهُم ) [ الأعراف 183[، (مِنَ الأجداثِ سِراعاً)] المعارج 43]، و في الشين خمسة مواضع: (حَيثُ شِئتما ) ]البقرة 35[، (حَيثُ شِئتُم ) في البقرة ] 58[ و الأعراف ]161[ (ثَلَثِ شُعَبٍ ) ] المرسلات 30[، و في الضاد موضعاً (حَدِيثِ ضَيِفِ إبراهيمَ ) ]الذاريات 24[ فقط (1) .
الجيم: مخرجها من وسط اللسان، و لم يلتق جيمان في القرآن، و يدغمها في الشين موضعاً (أخْرَجَ شَطأه ) ]الفتح 29[، و اختلف عنه في (المَعارج تَعْرُجُ ) ]المعارج 4[، فأدغم بعضهم و احتج برواية ابن اليزيدي عن أبيه نصّاً، و أظهر أكثرهم لبعد ما بين مخرجهما، و لأنّها لا تدغم إذا سكنت نحو (أخرَجْتُم ) ] الحشر 11[ و إن اجتمعت فَلأَ لا تدغم إذا تحركت كان أولى.
و قد روي من طريق ابن اليزيدي و ابن سعدان (أخْرَجَ ضُحَهَا ) ]النازعات 29[، و (مُخْرَجَ صِدقٍ ) ]الإسراء 80[بالإدغام، و أهل الأداء على الإظهار فيهما، و هو الصواب (2) .
__________
(1) ينظر: السبعة 117، التيسير 25، الاقناع 1/200-201، الاتقان 1/264.
(2) ينظر: التيسير 23، الاقناع 1/201، الاتقان 1/265.(1/522)
الحاء: مخرجها من وسط الحلق، و يدغمها في مثلها موضعين: (النِكَاحَ حَتَى ) ]البقرة235]، (لا أبْرَحُ حَتَّى ) ] الكهف 60[، زاد ابن اليزيدي عن أبيه إدغامها في العين من قوله: (زُحزِحَ عَنِ النَارِ ) ]آل عمران 185[ فقط و زاد البخاري كل القرآن تحرك ما قبلها أو سكن، كقوله: (ذُبِحَ على النُصُبُ ) ]المائدة 3[، (لا جُناح عَليكُم ) ]البقرة 236[، (المَسِيحُ عِيسَى بنُ مَريّمَ ) ]آل عمران 45[، (الريحَ عاصِفَةً ) ]الأنبياء 81[، و نحو ذلك و هو ضعيف، و لو جاز لكانت و هي ساكنة أولى بالإدغام في قوله: (فاصْفَحْ عَنهُم ) (1) .
و روى الدوري عن اليزيدي قال: من العرب من يدغم الحاء في العين /111ظ/ نحو قوله: (فّمّن زُحزِحَ عَنِ النارِ ) ]آل عمران 185[، و كان أبو عمرو لا يرى ذلك.
الخاء: مخرجها من أول الحلق، لم يلتق خاءان في القرآن، و لم تدغم في شيء من الحروف (2) .
الدال: مخرجها من طرف اللسان كمخرج التاء، لم تلتق دالان في القرآن إلاّ و إحداهما ساكنة، فإن سكنت الثانية لم تدغم نحو قوله: (و مَنْ يَرْتَدِدْ مِنكُم ) ] 217[ في البقرة (3) و يدغمها في عشرة أحرف:
في التاء بخمسة مواضع (المَساجَدَ لله ) ] البقرة 187[، (الصيدِ تَنالُهُ ) ]المائدة 94[ (كَادَ تَزِيغُ ) ]التوبة117[، (بعدَ تَوكيدها ) ]النحل 91[، (تَكادُ تَمَيَزُ ) ]الملك 8[،و في الثاء موضعين (يُرِيد ثوابَ الدُنيا ) ]النساء 134[،و في الجيم موضعين (داودُ جَالُوتَ ) ]البقرة 251]، (الخُلدَ جزاءً ) ]فُصِلَت 28]، و اختلف في هذا الحرف، و الإظهار أكثر.
__________
(1) ينظر:التيسير 23، الاقناع 1/1/209، الاتقان 1/265.
(2) ينظر:الاقناع 1/211.
(3) ينظر:السبعة 118-199، التيسير 24، الاقناع 1/211، الاتقان 1/265.(1/523)
و في الذال ستة عشر موضعاً كقوله: (القَلائِدَ ذَلِكَ ) ]المائدة 97[ (مِن بَعدِ ذلك ) ] البقرة 52[، (الوَدُوُدُ ذُو العَرشِ ) ] المعارج 14-15[ و نحو ذلك، و لا يدغم (بَعدَ ذلك ) ] آل عمران 82[، (دَاوُدَ ذَا الأيدِ ) ]ص 17[ لأنّه مفتوح، قبله ساكن غير مثلين.
و يدغمها في الزاي موضعين (تُرِيدُ زِينَةَ ) ]الكهف 28[، (يَكادُ زَيتُها ) ]النور 35[، و لا يدغم (داودَ زَبوراً ) ]النساء 163[لأنه مفتوح.
و يدغمها في السين أربعة مواضع: (في الأصفادِ سرابِيلُهُم ) ]إبراهيم 49-50[ (كَيدُ ساحِرٍ ) ]طه 69[، (عَدَدَ سِنينَ ) ]المؤمنون 112[، (يَكادُ سنا بَرقِهِ ) ] النور 43[.
و يدغمها في الشين موضعين: (و شَهِدَ شاهِدٌ ) في يوسف ]26[ و الأحقاف [10[، و لا يدغم (داود شُكراً ) ]سبأ 13[لأنّه مفتوح.
... و يدغمها في الصاد أربعة مواضع: (نَفْقِدُ صُواعَ المَلِكِ ) ]يوسف 72[، (في المَهدِ صَبيّاً ) ]مريم 29[، (و مِنْ بَعدِ صَلوَة العِشَاءِ ) ]النور 58[، (في مَقْعَدِ صِدْقٍ ) ]القمر 55 [، و يدغمها في الضاد ثلاثة مواضع: (مِنْ بَعدِ ضَرَاءَ مَسَتْهُم ) في يونس ]21[ و السجدة ]50[، (مِنْ بَعدِ ضَعفٍ ) في الروم ]54[، و لا يدغم (بعد ضَرآء مَسَّتهُ ّ) [هود 10] لأنّه مفتوح، و يدغمها في الظاء ثلاثة مواضع (يُريدُ ظُلماً ) في آل عمران ] 108[ و المؤمن ]31[، (مِنْ بَعدِ ظُلمِهِ ) في المائدة [39[، و لا يدغم (بَعْدَ ظُلْمِهِ ) لأنّه مفتوح.
الذال: مخرجها من طرف اللسان و أطراف الثنايا كمخرج الثاء، لم يلتقِ ذالان نمتحركان في القرآن، و يدغمها في السين موضعين: (فاتخذ سَبيلَهُ ) كلاهما [الكهف 61،63] ، و يدغمها في الصاد موضعاً: (ما اتخذ صاحِبَةً ) ]الجن 3[ (1) .
__________
(1) ينظر: السبعة 119، التيسير 26، الاقناع 1/211، الاتقان 1/265.(1/524)
الراء: مخرجها من طرف اللسان كمخرج النون، غير أنّه أدخل في ظهر اللسان لانحرافه إلى مخرج اللام، يدغمها في مثلها، تحرك ما قبلها أو سكن، في خمسة و ثلاثين موضعاً كقوله: (شَهرُ رَمَضانَ ) ]البقرة 185[، (أمَرَ رَبِّي ) ]الأعراف 29[، (الأبرَارُ رَبَّنا ) ]آل عمران 193-194[و نحو ذلك، و لا يدغم (و خَرَّ رَاكِعَاً ) ]ص24[ لأنّه مضاعف و لا (غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ]البقرة 173[و (أنصَارُ رَبِنا ) ]آل عمران 192-193[ لأنه منون.
و يدغمها أيضاً في اللام تحرك ما قبلها أو سكن، في أربعة و ثمانين موضعاً كقوله: (سَخّرَ لَكُم ) ]إبراهيم 32]، (الأنهَارَ لَهُ ) [ابراهيم 32 [، (المَصِيرُ لا يُكَلِفُ اللهُ ) ]البقرة 285-286[ و نحو ذلك.
و لا يدغم (و الحَميرَ لِتَركَبُوها ) ]النمل 8]، (و البَحرَ لِتَأكُلُوا ) ]النحل 14[، (و الذِكْرَ لتُبَيِنَ ) ]النحل 44[، (و الخَيرَ لَعَلَكُم ) ]الحج 77[ و نحو ذلك لأنه مفتوح قبله ساكن غير مثلين (1) .
الزاي: مخرجها من طرف اللسان و فويق الثنايا، لم تلتق زايان في القرآن، و لا يدغمها في شيء من الحروف للصفير الذي فيها، كقوله: (إمراةُ العَزِيزِ تُراوِدُ ) ]يوسف 30[ و نحوه (2) .
السين: من مخرج الزاي، يُدْغِمُها في مثلها، ثلاثة مواضع: /112و/ (و تَرى النَاسَ سُكَارى ) [الحج 2]، .(للناسِ سَوَاءٌ ) ]الحج 25[، (الشَمسَ سِرَاجَاً ) ]نوح 16[، و لا يدغم (مّسَّ سَقَر ) ]القمر 48[ لانّه مضاعف، إلاّ برواية محبوب عنه، و يدغمها في الزاي موضعاً: (النُفُوسُ زُوِجَتْ ) ]التكوير 7[، و في الشين (3)
__________
(1) ينظر: السبعة 121، التيسير 27، الاقناع1/213-214، الاتقان 1/265.
(2) ينظر: السبعة 121، الاقناع 1/214.
(3) ينظر: التيسير 26، الاقناع 1/215، الاتقان 1/265.(1/525)
الشين: مخرجها من وسط اللسان كمخرج الجيم لم (1) تلتق شينان في القرآن، و لا يدغمها في شيء من الحروف لتفشيها، و التفشي: صوت الشين، إلا ما روى عباس الدوري و ابن اليزيدي عن أبيه عنه أنّه كان
يدغمها في الشين من قوله: (ذِي العَرشِ سَبِيلاً ) ]التكوير 20[ فقط (2)
الصاد: مخرجها من مخرج الزاي و السين، لم تلتق صادان في القرآن، و لا اجتمعتا إلاّ في كلمة نحو (فاقصُصِ القَصَصَ ) ]الأعراف 176[، و لا يدغمها في شيء من الحروف لأطباقها (3) .
... الضاد: مخرجها من حافة اللسان من أقصاها إلى أقصاها إلى ما يلي الأضراس، لم يلتق ضادان في القرآن إلاّ في كلمة واحدة نحو (يَغْضُضْنَ ) ]النور 31[، (و اغْضُضْ ) ]لقمان 19[، فلا تدغم إحداهما في الاخرى، و لم يدغمها أيضاً في شيء من الحروف لإطباقها و رخاوتها، إلاّ ما رواه شجاع عن أبي عمرو [و] (4) السوسي عن اليزيدي عنه أنّه كان يدغمها في الشين من قوله: (لِبَعضِ شَأنِهِم ) ]النور 62[، زاد ابن شنبوذ و ابن مجاهد (الرأسُ شَيْبَاً ) ] مريم 4 [، و ابن شنبوذ (و الأرضُ جَمِيعَاً ) ]المعارج 14[، و البخاري لشجاع (بِبَعضِ ذُنُوبِهِم ) ]المائدة 49]، و ابن اليزيدي و ابن سعدان عن اليزيدي (و الأرضُ جَمِيعَاً ) ]الزمر 67[، و (الأرضُ زِلزَالَهَا ) ]الزلزلة 1[، و (ببعضِ ذُنُوبِهِم ) ]المائدة 49[، و (الأرْضِ ذَهَبَاً ) ]آل عمران 91[، و في كتاب الصوَّاف عن شجاع (الأرضَ ذَلُولاً ) ]الملك 15[ مدغم ، و قرأت أنا بإظهارها عند هذه الحروف إلاّ عند الشين فقط (5) .
__________
(1) في الأصل: لمن.
(2) ينظر: التيسير 24، الاقناع 1/215، الاتقان 1/265.
(3) التيسير 26، الاقناع 1/216.
(4) زيادة يقتضيها النص.
(5) ينظر: السبعة 119، التيسير 23، الاقناع 1/216.(1/526)
الطاء: مخرجها من مخرج الذال و الثاء، لم تلتق ظاءان في القرآن، و لا يدغمها في شيء من الحروف لإطباقها و قوتها، فإن سكنت أدغمها في التاء، و يُبْقِي منها صوتاً لئلا تُخِلَّ بحرف الإطباق كقوله: (بَسَطتَ ) ]المائدة 28[، و (فَرَّطْتُ ) ]الزمر 56[و (أحَطتُ ) ]النمل 22[، و هذا إجماع منهم (1) .
الظاء: من مخرج الذال و التاء، لم تلتق ظاءان في القرآن، و لا يدغمها في شيء من الحروف لجهرها و إطباقها، و إن سُكِنَّت أيضاً، إلا ما رَوى عباس و عبد الوارث أنه يُدْغِمُها في التاء من (أوَعَظتَ ) ]الشعراء 136[ فقط، و يبقي أثراً من الإطباق (2) .
العين: مخرجها من وسط الحلق كالحاء، و يدغمها في مثلها ثمانية عشر موضعاً، كقوله: (يَشفَعُ عِندَهُ ) ]البقرة 255[، (يَنزِعُ عَنهُما) ]الأعراف 27[، (قد وَقَعَ عَليكم ) ]الأعراف 71[و نحو ذلك، و لا يدغمها في غيرها من الحروف، إلاّ ما روى ابن الرومي عن خالد بن جَبَلَه أنّ أبا عمرو أدغم (و اسمع غيرَ مُسمَعٍ ) ]النساء 46[، و لا يدغم (سَمِيعٌ عَلِيم ) ]التوبة98[، و نحوه لأنّه منّون (3) .
... الغين: مخرجها بين أول الحلق كالحاء، و يدغمها في مثلها موضعاً: (و من يبتَغِ غَيرَ ) ]آل عمران 85[، و هو و إنْ كان منقوصاً فإنّ الكلمة طالت و كثرت حروفها فلا يُخِّلُ به الإدغام، و كان ابن مجاهد يختار فيه الإظهار و يقول: أكره /112ظ/ أن أجمع على الحرف حّذْفاً و إدغاماً (4) .
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/217-218.
(2) ينظر: الاقناع1/218.
(3) ينظر: المصدر نفسه 1/218-219.
(4) ينظر: المصدر نفسه 1/219.(1/527)
... الفاء: مخرجها من باطن الشفة السفلى و أطراف الثنايا العليا، يدغمها في مثلها، تحرك ما قبلها أو سكن، في ثلاثة و عشرين موضعاً كقوله: (و مَا اختَلَفَ فِيِهِ ) ]البقرة 213[، (المَعرُوفِ فإذا ) ]النساء 6[، (خَلائِفَ في الأرضِ ) ]فاطر 39[ و نحو ذلك، و لا يدغم (صَوَّاف فإذا وَجَبَتْ ) [ الحج 36] لإنّه مضاعف، و روي عن اليَزيديّ أنّه قال: و فائين عن العرب قليل، يدغمون الفاء في الباء، نحو(نَقذِفُ بالحَقِّ ) ]الأنبياء 18]، و أبو عمرو لا يرى ذلك (1) .
... القاف: مخرجها من أقصى اللسان، يدغمها في مثلها تحرّك ما قبلها أو سكن خمسة مواضع، (مِنَّ الرِزقِ قُلْ هِيَّ ) ]الأعراف 32[، (فَلما أفاقَ قَالَ ) ]الأعراف 143[ (يُنفِقُ قُرباتٍ ) ]التوبة 99]، (الغَرَقِ قَالَ ) ]يونس 90[، (طَرَائِقَ قِدَد اً) ]الجن 11[، و لا يدغم (الحقَّ قَالُوا ) ]الزخرف 30[ لأنّ القاف مشدد، و روي عن أحمد بن موسى الؤلؤي أنّه قال: سمعت أبا عمرو يقول: إذا كان الحرف مضاعفاً أو منوناً أو ثقيلاً لم يدغم.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 1/219-220.(1/528)
و يدغمها أيضاً في الكاف من كلمة أو كلمتين إذا تحرك ما قبلها في ثمانية و أربعين موضعاً كقوله: (خَلَقَكم ) ]البقرة 21[، (رَزَقَكُم ) ]المائدة 64[،( يَخلُقُ كَمَن لا ) ]النحل 17[ و نحو ذلك، و لا يدغم (خَلَقَكَ ) ]الكهف 37[, (نَرزُقُك ) ]طه 132[ لأنّه قد خفّ، و إنّما يدغم الحرف ليخفّ، و لا يدغم أيضاً إذا سكن ما قبله نحو (مَا خَلْقُكُم ) ]البقرة 21[، و (فوقَكُم ) ]البقرة 63[، و (مِيثاقَكُم ) ]البقرة 63[ و (بخلاقِكُم ) ]التوبة 69[ و (بوَرِقِكُم ) ]الكهف 19[ و شبه ذلك، إلاّ برواية عباس عنه، و قد روى عباس أيضاً عن أبي عمرو إدغام (طَلَقَكُنَّ ) ]التحريم 5[و لم يروِ ذلك أحد عنه غيره، و الإدغام فيه ثقيل لأنّه إذا أدغم اجتمع فيه ثلاث تشديدات متواليات، فالإظهار فيه أخفّ، فهو أولى (1) .
الكاف: من مخرج القاف (2) يدغمها في مثلها في كلمتين، تحرك ما قبلها أو سكن، في ثملنية و ثلاثين موضعاً كقوله: (كذلك كُنتُم ) ]النساء 94[، (ذلِكَ كَفارةُ ) ]المائدة 89[، (نُسَبِحَكَ كَثِيراً) ]طه 34[، (إليكَ كما أوحَينا ) ]النساء 163[ و نحو ذلك، و لا يدغم في كلمة إلاّ (مَنَاسِكَكُم ) ]البقرة 200[ و (سَلَكَكُم ) ]المدثر 42[ فقط، و اختلف عنه في (فلا يَحزُنْكَ كُفرُهُ ) ]لقمان 23[ فأدغم بعضهم، و هو رواية العباس عنه، و أظهر أكثرهم و هو الصواب، لأنّ النون خفيت قبل الكاف فأشبه المضاعف، و لا يدغم (و إن يَكُ كاذِباً ) ]غافر 28[ لنقصانِ عين الفعل و لامه، فإذا كان لا يدغم مع [نقصان حرف فإنه ألاّ يُدغَمُ مع] (3) نقصان حرفين أولى، على أنّ ابن مهران -رضي الله عنه- قال: قرأته على واحد منهم بالإدغام.
__________
(1) ينظر: السبعة 118، الاقناع/ 220-221، الاتقان 1/265.
(2) الكاف أدنى إلى الفم من القاف، ينظر: الكتاب 4/433، المقتضب 1/192.
(3) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها المعنى.(1/529)
... و يدغمها أيضاً في القاف إذا تحرك ما قبلها في اثنتين و ثلاثين موضعاً كقوله: (و نُقَدِسُ لَكَ قالَ ) ]البقرة 30[، (فلنولينكَ قِبلَةً ) ]البقرة 144[، و نحو ذلك. فإذا سكن ما قبلها لم يدغمها لأنّها لا تجيء إلاّ مفتوحة، كقوله: (هُدنا إليكَ قالَ ) ]الأعراف 156[، (و تَرَكُوكَ قائماً) ]الجمعة 11[، (عَليكَ قَولاً) ]المزمل 5[و نحو ذلك (1) .
اللام: مخرجها من طرف اللسان ، من أدناها إلى ما يلي الثنايا و منتهى طرف اللسان بينها و بين من الحنك الأعلى، يدغمها في مثلها تحرك ما قبلها أو سكن في مئتين و ثلاثة عشر موضعاً كقوله: (قِيلَ لَهُم ) ]البقرة 11[، (جَعَلَ لَكُم ) ]البقرة 22[، /113و/ (قالَ لَهُ ) ]البقرة 131[ و نحو ذلك، و اختلف عنه في (آلَ لُوُطٍ ) أربعة مواضع: في الحجر حرفان ]59،61[ و في النمل ]56[ و في القمر ]34[ فرواه شجاع و عباس بالإدغام و اليزيدي بالإظهار.
و اختلف أيضاً في (يَخّلُ لَكُمْ ) ]يوسف 9[ فأدغم بعضهم، و أظهر أكثرهم، و هو الصواب لأنّه منقوص، و لا يُدغم (أحلّ لَكُم ) ]البقرة 187[و (يُحِلَّ لَهُم ) ]الأعراف 157[ و ( السِجِلِ للكُتُب ) [ الانبياء 104]و نحو ذلك، لأنّه مضاعف إلاّ برواية محبوب عنه.
__________
(1) ينظر: التيسير 23، الاقناع 1/222-223.(1/530)
و يدغمها أيضاً في الراء إذا تحرك ما قبلها في ثمانية و خمسين موضعاً، كقوله: (رُسُلُ رَبِنا ) ]الأعراف 43[، و (سُبُلُ ربّك ) ]النحل 69[، و (فَّعَلَ ربّك ) و نحو ذلك، فإذا سكن ما قبلها أدغم في الرفع و الخفض كقوله: (فيقولُ رَبِي ) ]الفجر 15[، (و الآصالِ رِجالٌ ) ]النور 37[ و نحوهما. و لا يدغم في النصب كقوله: (فَيَقُولُ ربِ لو لا ) ]المنافقون 10[، (فَعَصَوا رَسُولَ رَبِّهِم ) ]الحاقة 10[ و نحوهما. إلاّ (قالَ رَبِّ )حيث وقع ( و قال رَجُلٌ ) ]غافر 28[ و (قالَ رَجُلانِ ) [ آل عمران 23 ] (1) .
الميم: مخرجها من بين الشفتين كالباء، و يدغمها في مثلها تحرك ماقبلها أو سكن في مئة و أحد و أربعين موضعاً، كقوله: (الرَحِيِمِ . مَلِكِ ) ]الفاتحة 3[، (أعلَمُ ما ) ]البقرة 30[، (يَعلَمُ ما) ]البقرة77[ و نحو ذلك.
و لا يدغم (و تمَّ مِيقاتُ ربّهِ ) ]الأعراف 142[ و (إلى أُمِّ مُوسى ) ]القصص 7[و نحوهما لأنّه مضاعف، و لا يدغم أيضاً (فِي إمَامٍ مُبِينٍ ) ]يس 12[، (و أُمَمٍ مِمَن معَكَ ) ]هود 48[ و نحو ذلك لأنّه منون.
و يدغمها أيضاً في الباء إذا تحرك ما قبلها في ثمانية و سبعين موضعاً كقوله: (يَحكُمُ بَينَهُم ) ]البقرة 113)، (لِيَحكُمَ بين الناسِ ) ]البقرة 213[، (أعلمُ بِما) ]آل عمران 36[، (أعلَمُ بالمُعتَدِينَ ) ]الأنعام 119[ و نحو ذلك.
__________
(1) ينظر: الكتاب 4/447 ، السبعة 117، التيسير 27، الاقناع 1/223-227،و قال مكي في الكشف: (( و ليس من اصول كلام العرب أن يَردوا الأقوى إلى الأضعف و إنما اصولهم إذا أبْدَلُوا أن يَردّوا الأضعف إلى الأقوى(1/531)
قال النحويون: الميم لا يدغم في الباء إدغاماً محضاً البتة لأنّ الميم بالغنّة التي فيها -و هي صوت من الخيشوم- أفضل من الباء، و إدغام الأفضل في الأنقص لا يصلح؛ لأنّه يصيِّر الفاضل بذلك ناقصاً، و ذلك إخلال به، و لكن تلقى عنها الحركة و تسكن فيكون فيه ما يراد من التخفيف، و هو قول سيبويه و أصحابه، و قال الكسائي: الميم يدغم في الباء نحو (لاأُقسم بيومِ القِيامَةِ ) ]القيامة 1[، و إلى قوله ذهب ابن مهران فإذا سكن ما قبلها لم يدغم كقوله(إبراهيمَ بَنِيهِ) ]البقرة 132[ (الحراُمُ بالشَهْرِ ) ]البقرة 194[، (اليَومَ بِجالوتَ ) ]البقرة 249]، (الأحلامِ بعالمينَ ) ]يوسف 44[، (الأنعام بُيُوتاً ) ]النحل 80[ و نحو ذلك، لئلا يجمع بين ساكنين. فاعرف ذلك إن شاء الله (1) .
النون: مخرجها من طرف اللسان بينه و بين مافويق الثنايا، و يدغمها في مثلها من كلمتين، تحرك ما قبلها أو سكن في سبعين موضعاً، كقوله: (و نَحْنُ نُسَبِحُ ) ]البقرة 30[، (و يَستَحيونَ نِسَاءَكُم ) ]البقرة 49[، (و أحسَنُ نَدِياً) ]مريم 73[ و نحو ذلك؛ و لا يدغم (فإن كُنّ نِسَاءً ) ، و (صَدُقاتِهن نِحلَةً ) ]النساء 4[ و نحوه لأنّ النون مشددة.
... زاد ابن الرومي عن اليزيدي بإدغامها في كلمة (أتُحَاجُونَنَا ) ]البقرة 339[ و (أتَعِدانِني ) ]الأحقاف 17[ و عباس (بِأعيِنِنَا ) ]هود 37[ و يدغمها أيضاً في اللام بغير إسقاط الغنّة إذا تحرك ما قبلها في ثلاثة و سبعين موضعاً كقوله: (فلّما تَبينَ لَهُ ) ]البقرة 259[، (زَيَّنَّ لِلَذِينَ ) ]البقرة 212[، (لِنُبين لَكُم ) ]الحج 5[ و نحو ذلك.
__________
(1) التيسير 28، الاقناع 1/228-229، الاتقان 1/226.(1/532)
و كان ابن مجاهد يدغمها بغنّة، فإذا سكن ماقبلها لم يدغمها، كقوله: (لقد كانَ لَكُم ) ]الأحزاب 21]، (أربَعينَ لَيلَةً ) ]البقرة 51[، (مُسْلِمَينِ لَك ) ]البقرة 128[، (و تَكونَ لَكُما ) ]يونس 78[، (و الوَالِدَانِ لا يَستَطِيعُونَ ) ]النساء 98[، و نحو ذلك، إلاّ (و نَحنُ له ) [ البقرة 138] حيث وقع برواية شجاع و ابن اليزيدي /113ظ/ زاد عباس زو ابن الرومي إدغامها إذا سكن ما قبلها، و به أخذ البخاري، و لا يدغم (و لِيُبَينَ لَكُم ) ]النحل 92[ و نحوه لأنه مضاعف، و لا يدغم (و ما أنتَ بمؤمِنٍ لَنا ) ]يوسف 17[و نحوه لأنّه منون.
... و يدغمها أيضاً في الراء إذا تحرك ما قبله، ا خمسة مواضع: في الأعراف (و إذ تأذَنَ رَبُكَ ) ]167[، و في سبحان (خَزَائِنَ رحمَةِ رَبِي ) ]100[، و في ص (خَزائنُ رَحمَةِ رَبِكَ ) ]9[، و في الطور (خَزائن رَبِكَ ) ]37[، فإذا سكن ما قبلها لم يدغمها كقوله: (بإذنِ رَبِهِم ) ]إبراهيم 14[، (يَخافونَ رَبَّهم ) ]النحل 50[، (و يَرجونَ رَحمَتَه ) ]الإسراء 57[، و نحو ذلك (1) .
الواو: من مخرج الميم و الباء، في مثلها، موضعين (العفوَ و أمُر ) ]الأعراف 199[، (اللهوِ و مِنَ التِجارَةِ ) ]الجمعة 11[، زاد عباس و ابن الرومي و ابن اليزيدي عن أبيه أيضاً إدغام الواو كل القرآن و هو في ستة عشر موضعاً كقوله: (هُوَ و الذِينَ ) [ البقرة 249]، (هوَ و المَلئكةُ ) ]آل عمران 18[، (هو و يعلَمُ ) ]الأنعام 59[، (فهوَ وَلِيُهُم ) ]النحل 63[، (و هُوَ واقِعٌ بِهِم ) ]الشورى 22[ و نحو ذلك. و به أخذ ابن شَنْبُوذ، و لا يُدْغَمُ في شيء من الحروف (2) .
__________
(1) ينظر: السبعة 118، التيسير 27، الاقناع 1/229-231، الاتقان 1/266.
(2) ينظر: الاقناع 1/231-233، الاتقان ½.(1/533)
الهاء: مخرجها من أقصى الحلق كمخرج الهمزة، و يدغمها في مثلها من كلمتين، تحرك ما قبلها أو سكن في خمسة و تسعين موضعاً كقوله: (فِيِهِ هُدىً ) ]المائدة 46[، (و أنّه هُوَ ) ]النجم 43[، (مِن فَضلِهِ ) ]آل عمران 180[، و نحو ذلك. زاد ابن الرومي عن اليزيدي إذا كانتا في كلمة كقوله: (جِباهُهُم ) ]التوبة 35[، (وجوهُهُم ) ]آل عمران 106[، (وَجهَهَا ) ]المائدة 108[، (إكراهِهنَّ ) ]النور 32[ و نحو ذلك. و به أخذ البخاري (1) .
الياء: مخرجها من وسط اللسان كمخرج الجيم و الشين، و يدغمها في مثلها، تحرك ما قبلها أو سكن في سبعة مواضع: (و مِن خِزيِ يَومئذٍ ) ]هود 66[، (نُودِيَ يا مُوسى ) ]طه 11[، (البَغيَ يَعِظُكُم ) ]النحل 90[، (يأتي يَومٌ) والبقرة 254[و إبراهيم [ 31 ] و الروم [43] و عسق [47]. زاد عباس و شجاع (أنّ وَلِيّي اللهُ ) ]الأعراف 196[ بياء واحدة مشددة، و اختلف عنه في قوله (فّهِيَ يومئذٍ ) ]الحاقة 16[ فرواه ابن مجاهد بالإدغام، و رواه غيره بالإظهار، و لا يدغم (الغيَّ يَتَخِذُوهُ ) ]الأعراف 146[، (و العشيَّ يُرِيدونَ وَجهَهُ ) ]الكهف 28[، و (إليَّ يَدَكَ ) ]المائدة 28[و نحو ذلك لأنّه مضاعف، و لا يدغم أيضاً (و اللئي يَئِسنَّ ) ]الطلاق 4[لأنها همزة ملينة مخففة، و ليست بياء خالصة فيدغمها.
... و اعلم -أسعدك الله- أنّ ما رواه اليزيدي و شجاع و عباس عن أبي عمرو الإدغام فهو مأخوذ به، و ما رواه غيرهم إن صحت الرواية فهو على سبيل الجواز لا على سبيل الإختيار (2) .
فصل
... و الإظهار في الحروف كلها الأصل، و الإدغام و الإخفاء داخلان عليه لسبب، و ذلك السبب هو أن يلتقي الحرفان المتماثلان و المتقاربان في المخرج فيدغم الأوّل منهما في الثاني و يشدد، و يخفى عنده، و يُخَفَفُ طلباً للخفة.
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/233-234.
(2) ينظر: المصدر نفسه 1/235-236.(1/534)
... قال علي بن عيسى النحوي: و إنّما جاز ذلك لطلب التعديل في الحروف إذ التقارب الشديد يخرج عن التعديل لأنّه يصير بمنزلة المشي المُقَيَّد في الثقل، كما أنّ التباعد الشديد يخرج عن التعديل لأنّه يصير بمنزلة المشي بالطفر ... فهذا سبب جواز الإدغام، قال: و معنى الإدغام هو وصل حرف بحرف مثله أو مقاربة حتى يصيرا (1) حرفاً واحداً /114و/ مشدداً فيرتفع اللسان بهما رفعة واحدة، لأنّ ذلك أخفُّ عليهم (2) ، و قال الزجّاج و أبو حاتم و ابن دريد، و غيرهم من أهل اللغة معنى الإدغام هو إدخال حرف في حرف، من قولهم: أدغمت اللجام في الفرس، أي: أدخلته فيه، و قال ابن مجاهد: الإدغام تقريب الحرف من الحرف إذا قرب مخرجه من مخرجه من اللسان، كراهة أن يعمل اللسان في حرف واحد مرتين فيثقل عليه، و قال سيبويه: و ذلك لأنّه يثقل عليهم أن يستعملوا ألسنتهم من موضع واحد ثم يعودوا إليه، فلمّا صار ذلك تعباً عليهم أن يُداوِلوا في موضع واحد ثم يعودوا إليه، كرهوه و أدغموا ليكون رفعة واحدة (3) ، يعني أنه لسبب استثقال النطق بحرفين من موضع واحد، أنّ اللسان إذا ارتفع مرة واحدة بالحرف كان أخفّ عليهم من أن يرتفع مرتين، و الحرف المشدد يكون في الزنة حرفين.
... و قال الخليل: الإظهار في اللسان كخطو المُقَيَّد الذي يرفع رجله من موضع ثم يعيدها إليه، فشبهوه بخطو المُقَيَّد، و قال بعضهم: هو كإعادة الحديث مرتين و قد قيل: تكرار الحديث أثقل من نقل الحجارة (4) .
فصل
__________
(1) في الأصل: بصيرا
(2) ينظر: الموضح في تعليل وجوه القراءات السبع 170، جمال القراء 2/485، سراجالقارئ 44، جهد المقل 181.
(3) ينظر: الكتاب 4/335، 365، شرح المفصل 10/121.
(4) ينظر: شرح المفصل 10/132.(1/535)
... و الفرق بين الإدغام و الإخفاء هو أنّ الإخفاء ضرب من الإدغام، (1) و استعمالهم الإخفاء طلب الخفة كاستعمال الإدغام، غير أنه أشمل، إذ يَخْفَى ما لا يجوز إدغامه و لا يدغم إلا ما يجوز إخفاؤه، فهو مشابهة الإدغام حيث لا يظهر المخفى، و في حكم الإظهار حيث لم يقلب و لم يشدد، و هو وسيطٌ بين الأمرين، كالأختلاس من الحركة و السكون، وكالإشمام من الحركة و الروم، و كالنبر في من جعله همزة ضعيفة بين التحقيق و التخفيف فاعرف ذلك (2) .
فصل
... و الإدغام على وجهين: إدغام المتماثلين و إدغام المتقاربين، و لا يجوز إدغام المتباعدين، و كل ما كان أقرب فإدغامه أقوى، و لا يكون إدغام المتقاربين إلاّ بِقَلب أحدهما إلى الآخر حتى يصّح الإدغام (3) .
__________
(1) ينظر: شرح المفصل 10/145.
(2) (( الاخفاء: و هو ما يزول معه معتمد النون من الفم و ينتقل الى مخرج الصوت الآتي بعد النون بأن يتقدم او يتأخر حسب طبيعة الصوت مع المحافظة على الغنّة)) ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد 456، و ينظر: المنح الفكرية 40، جمال القراء 2/537.
(3) ينظر: الاقناع 1/170، الاتقان 1/264.(1/536)
... قال أصحاب اليزيدي، منهم أبو عبد الرحمن بن اليزيدي و أبو حمدون الزاهد و أبو أيوب الخياط، و أبو عمر الدوري، و أبو شُعَيب السوسي، و محمد بن عمر الرومي، و أبو موسى عيسى بن سليمان القرشي الشَيّزري، و أبو خلاد سليمان بن خلاد، و مرامر بن عمر المعروف بإُوقية، و أحمد بن واصل و غيرهم، قال أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، قال أبو عمرو: الإدغام كلام العرب يَجْري على ألسنتها، لا يحسنون غيره، فمن أنكرَّ ذلك فقد جهل كلام العرب، لأن من شأنها الإدغام في جلِّ كلامها، قالوا: و تصديق ذلك في كتاب الله –عز وجل-(فَهَل مِنْ مُدَكِرٍ ) ]القمر 15[، (إطيَّرنَا ) ]النمل 47[، و(إثَاقَلتُم ) ]التوبة 28[، و (أتُحَاجُونِي ) ]الأنعام 80[ و (تَأمُرُونِي ) ]الزمر 64[، و نحو ذلك..و قد قرأ بالإدغام غير واحد /114ظ/ من الصحابة و التابعين و الأئمة المتقدمين، منهم عبد الله بن العباس، و عبد الله بن مسعود، و أبيّ بن كعب، و أبو الدرداء، و الحسن بن أبي الحسن البصري، و طلحة بن مصرف، و سليمان بن مهران الأعمش، و عبد الرحمن بن محيصن السهمي، و عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، و عاصم بن العجاج و عيسى بن عمر الثقفي، و عيسى بن عمر الهمداني، و مسلمة بن محارب، و سلام، و يعقوب، و يحيى، و غيرهم ممن يطول ذكرهم، و هو كلام العرب الجاري على ألسنتهم لأنّه أخف على اللسان و أسهل في النطق من البيان، و لو لم يرو الإدغام عن أحد غير أبي لكان في قوله كفاية و في روايته مقنع، فكيف و قد روي ذلك عن جماعة من الصحابة و التابعين و أئمة المسلمين، رحمة الله و رضوانه عليهم أجمعين (1) .
__________
(1) ينظر: جمال القراء 2/488، الاتقان 1/263.(1/537)
... قال أبو الحسن بن كيسان: البيان مذهب أهل الحجاز، و الإدغام مذهب سائر العرب في الحروف المتقاربة المخارج، و قال غيره: في مذهب أهل الحجاز الإدغام و البيان، و في مذهب سائر العرب الإدغام أغلب و أكثر (1) .
... قال أبو الحسن: و قال سيبويه: إدغام الساكن و غير الساكن سواء، و كذلك قال جميع الأئمة، قالوا: و الإدغام لا ينقص من الكلام شيئاً، لأنّك إذا أدغمت شددت الحرف، فيكون التشديد خلفاً من الحروف المدغم، و هو الفصيح من كلام العرب، و إنّما يتوهم النقصان عند الإدغام الجاهل، و إذا امتحنت ذلك و اعتبرته في الشعر تبينته عند الإعتبار إذا صح العروض و استقام البيت (2) ، و أنشدوا على إدغام العين في مثلها من نحو قوله: (و لِتُصنَعَ على عَيني ) ]طه 39[ و عُلِمَ إدغام التاء في الطاء نحو قوله: (الملَئكةُ طَيِبِينَ ) ]النحل 32[:
كأن الدُمُوعَ على خَدِّه بقية طلٍّ على جلَّنارِ
و أنشدوا على إدغام اللام في مثلها من نحو قوله: (لا مُبَدِّلَ لكَلِماتِهِ ) ]الأنعام 115[،
و قد تَمَثَلُ لِيَ ليلى إذا برزت سبحان خالقها في حسن تمثال
و أنشدوا على إدغام الباء في مثلها من نحو قوله: (و من عاقبَ بِمِثلِ ما عُوٌقِبَ بِهِ ) ]الحج 60[،
تُكَلِمُني و تَلعَب بالبنان مِنَ البَشُورِ منقطع اللسان
و أنشدوا على إدغام الدال من نحو قوله: (بَعدَ تَوكِيدِها ) ]النحل 91[،
... ... فأجبتُها بالقَولِ بَعدَ تَسرُّرٍ حتى ثَنَّتهُ عن وِصالِكَ شاغِلُ
و أنشدوا على إدغام النون في اللام من نحو قوله: (و لا يؤذَنُ لَهُم ) ]المرسلات 36[
الذِئْبُ لا يُؤْمَنُ لكِنَّهُ عَلَيه في يُوسُفَ مَكْذُوبُ
و مثل هذا كثير من الشعر و الإدغام في جميع ذلك.
__________
(1) ينظر: شرح الشافية 3/246.
(2) ينظر: الاصول 3/405، جهد المقل 481-482.(1/538)
و الإظهار سواء، و إذ لا يكسر به الوزن، و لا يتغير به النظم و المصراع، و لا ينقص شيئاً من العروض، و هذا في المتحرك، فأمّا الساكن فلا مؤُونة فيه. فاعرف ذلك رشيداً إن شاء الله.
قال أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران -رضي الله عنه-: قرأت بالإدغام الكبير في رواية /115و/ شجاع و اليزيدي غير أُوقية و سجادة، قرأت في رواية العباس عنه، و رواية أُوقية و سجادة عن اليزيدي عنه بالإدغام الصغير دون الكبير لأنّه على ما وصف أتمهم رواية و أحسنهم تلاوة و أجود لفظاً غير أنّه لم يؤخذ به علينا.
الباب الثالث و الأربعون
في ذكر إشمام الحرف المدغم إعرابه
... أشم أبو عمرو المدغم إعرابه من الرفع و الخفض للإيذان بأنّه في حال الإظهار متحرك بتلك الحركة، و للفَرق بين المدغم المتحرك و المدغم الساكن، كما أنّ كثيراً من القراء يشيرون إلى حركة الحرف الوقوف عليه للإيذان بأنّه في الوصل متحرك بتلك الحركة، و الفرق بين ماهو متحرك في الوصل و الوقف (1) .
__________
(1) ينظر: السبعة 122.(1/539)
... و لا يُشِمُّ الباءَ و الميمَ إعراباً إذا أدغمها برواية اليزيدي و شجاع، كقوله: (يَعلَمُ مَا ) ]البقرة 255[، (و لا نُكَذِبُ بآيات رَبِنا ) ]الأنعام 27[، و (يُكَذِبُ بالدين ) ]الماعون 1[، (و يُعَذِبُ من يشاء ) ]البقرة 284[، و (أعلمُ بِما ) ]آل عمران 36[ و نحو ذلك. لأنّ مخرجهما من موضع الإشمام، و برواية العباس يشمها الرفع كما يشمُّ غيرهما من الحروف، و كذلك روى خلف عن أبي زيد عنه أنّه كان يشمُّ الرفع فيما كان مرفوعاً، مثل (و لا نُكَذِبُ بآياتِ رَبِنا ) ]الأنعام 27[، و كذلك رواه الحجاج بن محمد عن هارون عن شجاع عنه، و المأخوذ به ترك الإشمام فيهما لما ذكرنا أنّ مخرجها من موضع الإشمام، و ذلك أنّ الإشمام لما كان بالشفتين و كانت الميم و الباء من حروفهما و هما ينطبقان بهما استثقل الإشمام مع إنطباقهما و استخفَّ فيما لا تنطبق به الشفتان، و لا يُشِمُّ بجميع الروايات في الحرف المفتوح نحو (قِيلَ لَهُم ) ]البقرة 11[، و (قالَ لَهُم ) ]طه 61[، و (قالَ رَبُكَ ) ]البقرة 30[، و أشباههم (1)
__________
(1) كذا في الأصل و المناسب و أشباهها..(1/540)
لأنّ الفتحة تفتح الشفتين، و هي لخفتها في خروج بعضها خروج كلها، و لا يُشِمُّ إذا اتفقت حركة المدغم و المدغم فيه كقوله: (إنّه هُوّ ) ]الإسراء 1[، و (كَمَثَلِ رِيحٍ ) ]آل عمران 117[، و (الآخِرَةِ جِئْنا ) ] الاسراء 104[ و نحو ذلك إلاّ إذا سكن ما قبله و لم يكن الساكن من حروف المد و اللين، كقوله: (و نَحنُ نَسَبِحُ ) ]البقرة 30[، و (نَحنُ نحيي ) ]يس 12[ فإنّه يشمه، فإن كان الساكن من حروف المد و هي الواو الساكنة المضموم ما قبلها، و الياء الساكنة المكسور ما قبلها، و الألف و لا تجيْ إلى مفتوحاً ما قبلها، فإنّه لا يشمُّ كقوله: (الوَدُودُ ذُو العَرشِ ) ]البروج 14-15[، (يُرِيدُ ظُلماً ) ]آل عمران 108[، و (جَعَلناه هُدَى ) ]السجدة 23[ و نحو ذلك، و لا يشمُّ أيضاً إذا اتفقت حركة المدغم و ما قبله كقوله: (فِيِهِ هُدىً ) ]المائدة 46[، (مِن فَضلِهِ هُو خَيراً ) ]آل عمران 180[، (هُوَ خيراً لَهم ) ]آل عمران 180[، (رُسُلُ رَبِنا ) ]الأعراف 43[، (يَخلُقُ كَمَن لا يَخلُقُ ) ]النحل 17[، (بالباطِلِ لِيُدحِضوا ) ]الكهف 56[ و نحو ذلك (1) .
فصل
... و معنى الإشمام هو أن تَضُمَّ شفتيك في المضموم، و تَكْسِرَها في المكسور بعدما نَطَقْت بالحرف، فيرى ذلك الناظر إلى الشفتين، و لا يحسُّ بِهِ الأعمى لأنه لا صوت له فيدركه، و لا يكون الإشمام عند البصريين إلاّ في المضموم خاصة /115ظ/، و عند الكوفيين يكون في المكسور كما يكون في المضموم (2) و قيل إنّ أبا عمرو إذا أدغم حرفاً مضموماً أشمَّ الضم، و إذا أدغم مكسوراً رام الكسر (3) .
__________
(1) ينظر: النشر 1/296-297.
(2) ينظر: الكتاب 4/168،171، همع الهوامع 2/165.
(3) ينظر: التيسير 59.(1/541)
... و الفرق بين الروم و الإشمام هو أنّ الرَوْم دون الحركة، و ذلك في المكسور، و الإشمام دون الروم، و هو تهيئة العضو لإرادة الحركة من غير أن يأتي بما يُرى رؤية، و لا يسمع سماعاً، و من ثمَّ جعلوه للبصير خاصة دون الضرير، فحقيقة الروم تحريك الشفة بصويت طلب الحرف بحركته، و حقيقة الإشمام تحريك الشفة بلا صويت (1) .
... و النحويون لا يُجِيزُون الإشمام و الروم في حال الإدغام، ويَعْتَبِرُون ما أُشير فيه إلى الحركة بالإخفاء دون الإدغام.
الباب الرابع و الأربعون
في ذكر تحقيق الهمزة و التليين
... و اعلم أنّ تحقيق الهمز في كلام العرب كُلِه الأصل، و تحقيقه جائز إذا لم يَكُن مبتداً به لخفائه و بُعْدِ مخرجه، و تخفيفه على ثلاثة أضرب ابدال و تليين و حذف، و التليين فيه الأصل، و هو جعل الهمزة بين بين، ما لم يمنع منه مانع أذكره عند الإبدال منها، لأنه يوصل به إلى تخفيف الهمزة على اللسان من غير إخلال بها، لما يبقى فيها من أثرها بجعلها بين بين (2) ، و سترى شرح جميع ذلك في مذهب حمزة في تخفيف الهمز عند الوقف إن شاء الله.
شرح مذهب أبي جعفر و شيبة و الأعشى و البرجمي في ترك الهمز: (3)
__________
(1) ينظر: التحديد 96-97، الموضح 208-209، الاقناع 1/504-505.
(2) ينظر: شرح الشافية 3/30.
(3) ينظر: غاية الاختصار 1/216، النشر 1/397.(1/542)
أبو جعفر برواية العُمري يترك الهمزة ساكنة كانت أو متحركة، و يشير إليها كالخيال و خيال الشيء صورته دون حقيقته، قال العمري (الدين - إياكَ نَعبُدُ و إياكَ نستعين ) ]الفاتحة 4-5[ بنبرة لينة بين الكسرة و الياء، و النبرة ألين و ألطف من الهمزة، كذلك كل مافي القرآن، ينظر أبداً إلى الحرف الذي منه حركتها و بَيْن نبرة لينة مختلسة، و كل حرف ساكن صحيح بعد همز متحرك تلقى حركة الهمزة عليه. و (مُستَهزِؤنَ ) ]البقرة 14[ و (الخاطئونَ ) ]الحاقة 37[، و (فَمالِؤنَ ) ]الصافات 66[ و ما كان من هذا النحو في موضع النصب و الرفع و الجر يكسر ما قبل الهمزة و تجعل الهمزة، بين واو مضمومة أو مكسورة، و بين نبرة لينة كل القرآن.(1/543)
... فأما رواية إسماعيل و فضل عنه، و رواية الأعشى و البرجمي عن أبي بكر عن عاصم، فإنهم يتركون كل همزة ساكنة في الأسماء و الأفعال فاءً كانت أو عيناً أو لاماً سُكِنت بِعِلَّةٍ . أو كان أصلها السكون إلا في (أنبَئههُم ) ]البقرة 23[ و (نَبِئهم ) ]الحجر51، القمر 28] ثَلاثَتُهُن (و نَبِّئنا ) ]يوسف 36[ و (نَبِئ عِبادِي ) ]الحجر 49[ كلاهما فانهن بالهمز، و ينفرد أبو جعفر بتليين (نَبّئ عِبادِي ) ]الحجر 49[ قال ابن مهران: و اختلف عن أبي جعفر في (نبئنا ) فروي فيه عنه الوجهان، يعني الهمز و التليين، و ترك أبو جعفر و الشموني عن الأعشى كل همزة مفتوحة مضموم ما قبلها أو مكسور كقوله: (يُؤاخِذُ ) ]النحل 61[، /116و/ و (يُؤَخَّرْ ) ]المنافقون 11[ و (بأيِّهِم ) ، و (يُؤَيِدْ ) ]آل عمران13[ ، (فليُؤَدِ ) ]البقرة 283[، و (لا يُؤَدِه ه) ]آل عمران 75[، و (أن تؤدوا ) ]النساء 58[، و (مؤذنٌ ) ]الأعراف 44[، و (مؤجلاً ) ]آل عمران 145[، و (المؤلفة ) ]التوبة 60[ و (يُؤَلِفُ ) ]النور 43[، و (مائة ) ]البقرة 259[، و (فئة ) ]البقرة 249[ و تثنيتهما، و (ناشئة ) ]المزمل 6[، و (خاطِئة ) ]العلق 16[، و (خاسئاً ) ]الملك 4[، و (رِئاءَ الناسِ ) ]البقرة 264[، و (شانئكَ ) ]الكوثر 3[، و (لَيُبَبَطِئَنْ ) ]النساء 72[، و (لَنُبَؤِئَنَهُم ) ]النحل 41[، و (ملئت ) ]الجن 8[، (و لقد اسْتُهْزِئَ ) ]الأنعام 10[، (و إذا قرئ ) ]الأعراف 204[ و نحو ذلك، يقلبانها واواً إذا انضمَّ ما قبلها و ياءً إذا انكسر ما قبلها إلاّ (الفؤاد ) ]النجم 11[، و ( بِسُؤال ) ] ص 24] و (هُزواً ) ]البقرة 67[ (كُفْوا ) ]الإخلاص 3[، و (لؤلؤاً ) ]الطور 24[، و (السَيِئَة ) ]الأعراف 95[، و بَابُها فانهن بالهمز.(1/544)
... الخبازي لفضل يهمز (مائة ) ]البقرة 259[ و (فِئَة ) ]البقرة 249[ و تثنيتهما، زاد الشموني تليين المضمومة من (تبوؤا الدارَ ) [الحشر 9[ ، و تليين المكسورة من و (لَئِنْ ) حيث وقع مختلف عنه، و بالوجهين قرأت الحرفين عنه، وافقه الخبازي لفضل في تليين (تبوو الدارَ )، و روى النقاش عن الخياط عنه تليين المضمومة من (سَنُقْرِئُكَ ) ]الأعلى 6[.
و لَيَّنَ ابو جعفر و شيبة الهمز من (الصائِمِيِنَ ) ]البقرة 62[، و (الصابِئُونَ ) ]المائدة 69[، و (مُتَكِئِيِنَ ) ]الكهف 31[، و (مُتَكِئُونَ ) ]يس 56[ و (يَتَكِؤُنَ ) ]الزخرف 34[، و (خَاطِئِيِنَ ) ]يوسف 97[، و (الخاطئون ) ]الحاقة 37[ و (فَمالؤن ) [ الصافات 66، الواقعة 53] كلاهما، و (المُسْتَهْزِئِيِنَ ) ]الحجر 95[ و (مَسْتَهْزِؤُنَ ) ]البقرة 14[، و (يَسْتَهْزِؤن ) ]الأنعام 5[، و (تَسْتَهْزؤن ) ]التوبة 65[، و (قُلْ اسْتَهْزِؤُا ) ]التوبة 64[، و (أن يُطفِئوا ) ]التوبة 32[، (لِيُطْفِؤُوا ) ]الصف 8[ قَلْبَا جميع ذلك الواو المضموم ما قبلها أو الياء المكسور ما قبلها.(1/545)
و كذلك روى ابن مسلم عن ابن عامر فيما ذكره المروزي و زاد هو و شيبة ترك الهمز من (يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) ]البقرة 15[، و (يُستَهزَأُ بِهَا ) ]النساء 140[، و خفف أبو جعفر الهمزة من ( كَأيِنْ ) ] آل عمران 146[ و الثانية من (إسْرَائِيلَ ) ]البقرة 40[حيث وقعا يجعلها بين الهمزة و الياء، و كذا لين (رَؤوفٌ ) ]البقرة 207[ حيث وقع يجعلها بين الهمزة و الواو، و كذا (مُتَكَاً ) ]يوسف 31[بغي همز بوزن مُتْعاً، غير أنّ إسماعيل رواه جعلها بين الهمزة و الألف، زاد بن مهران عنه (المُنْشِؤنَ ) ]الواقعة 72[و (ييَسْتَنْبِؤُونَكَ ) ]يونس 53[ بالواو المضموم ما قبلها، و لئلا يقلبها ياءً و (برئ ) ]الأنعام 19[ و (رَبَّناء) ]الممتحنة 4[ و (بَرِيؤنَ ) ]يونس 41[ و ( هَنِيئاً مَريئاً ) في النساء[4] فقط و (كَهَيئَةِ الطَيرِ ) [ آل عمران 49] بالياء المشددة في جميع ذلك، و زاد غيره (و لا يَطَؤُنَ ) ]التوبة 120[، و (لَمْ تَطَؤوهَا ) ]الأحزاب 37[و (أنْ تَطَؤوُهُم ) ]الفتح 25[ بالواو المفتوح ما قبلها، وافقهما نافع و عبد الوارث في (الصَابِئُونَ ) ]البقرة 62[، و (الصابئون ) ]المائدة 69[و ابن مسلم في سماعي في (مُسْتَهْزِؤنَ ) في البقرة ]14[ و (فَمَالِؤنَ ) و (الخَاطِئونَ ) في الواقعة ]53[ و الحاقة ]37[ فقط.
شرح مذهب أبي عمرو في ذلك:(1/546)
روى شجاع و عباس و عبد الوارث عن أبي عمرو و اليزيدي من طريق أبي عمر الدوري و أبي حمدون عنه عن أبي عمرو أنّه كان إذا قرأ لم يهمز كل ما كانت الهمزة فيه مجزومة، و يحكى ذلك عن العرب الفصحاء، و روى أبو شعيب السوسي عن اليزيدي، عنه أنّه كان إذا قرأ في الصلاة لم يهمز كل ما كانت الهمزة فيه مجزومة، يعني ساكنة، و روى ابن مجاهد عن أحمد بن حرب المعدّل، عن الدوري، عن اليزيدي، عنه أنّه كان إذا قرأ فأدرج القراءة لم يهمز كل ما كانت الهمزة فيه مجزومة (1) .
... فهذه ثلاث روايات وردت عن اليزيدي مختلفة الألفاظ، فقول من /116ظ/ روى عنه أنّه كان إذا قرأ لم يهمز يدل على أنّه كان لا يهمز في جميع الحالات، و قول من روى عنه أنّه كان إذا قرأ في الصلاة لم يهمز يدلُّ على أنّه كان إذا قرأ في غير الصلاة همز، و قول من روى عنه أنّه كان إذا قرأ فأدرج القراءة لم يهمز يدلُّ على أنّه إذا قرأ و لم يسرع همز.
__________
(1) ينظر: السبعة 131، التيسير 36، الاقناع 1/ 408، النشر 1/392.(1/547)
... و أصل مذهبه في ترك الهمز أن يترك كل همزة ساكنة إذا كان سكونها لازماً في الأسماء و الأفعال نحو (يُؤمِنُونَ ) ]البقرة 3[، و (جِئتَ ) ]البقرة 71[، و (كَدَأبِ ) ]آل عمران 11[، و (أنْشَأنَا ) ]المؤمنون 31[ و ما أشبه ذلك كل القرآن، إلاّ أن تكون الهمزة علماً لمعنى يسقط بتركها ذلك العلم، كقوله: (أحْسَنُ أثَاثَاً و رِئِيَاً ) ]مريم 74[ هَمَزَه لأنه عنده من الرواء و هو النظر، و لو ترك همزة لم يعلم أهو عنده من هذا أو من الرِّي الذي ضد العطش، أو تكون فرقاً بين اللغتين كقوله: (مُوصَدَةً ) ]البلد 20[ همزها لأنها عنده من لغة من يقول: أوصدت، و هو لغة أهل الحجاز فيما ذكر الفَرَّاء، أو يكون تركها أثقل من تحقيقها كقوله: (تُئْوِي ) ]الأحزاب 51[ و (تُؤويِهِ ) ]المعارج 13[ همزها لأنّه لو ترك همزها لأجتمعت في الكلمة واوان الأولى ساكنة و الثانية مكسورة، و كان لفظه بذلك أثقل من لفظه بهمزة ساكنة بعدها واو مكسور، فلم يتركها لذلك، أو يكون سكونها عارضاً للجزم غير لازم كقوله: (أنْبَئهُم ) ]البقرة 23[، و (تُنْبِئهُم ) ]الحجر 51[، و (تَسُؤهُم ) ]آل عمران 120[، و (تَسُؤكُم ) ]المائدة 101[و (نَبَأهَا ) ]التحريم 3[، و (نَبِئْنا ) ]يوسف 36[، و هيئ و يُهَيئ، و (أم لم يُنَبَا ) ]النجم 36[، و (نَبِئْ عِبَادِي ) ]الحجر 49[و نحو ذلك. همزها كلها لأعتباره الأصل فيما دون اللفظ، لأنّ (1) العارض لا يعتد به في كلامهم، و لأنّه لو ترك همزها فأبدلها ياءً محظة أو واواً محظة أو ألفاً محضة لوجب إسقاطهن للجزم فكرة أن يحمل على الكلمة إسقاط شيئين: إسقاط الحركة و إسقاط الهمزة لئلا يخل بها و لو فعل هذا أيضاً لألتبس ما أصله الهمز بما ليس له في الأصل همز لذوات الياء و الواو. فاعرف ذلك رشيداً.
__________
(1) في الأصل (أن) و لا يستقيم.(1/548)
و اختلف عنه في أحرف يسيرة معدودة، فروى عباس عنه و ابن فرح، عن الدوري، عن اليزيدي، عنه (الضأن ) ]الأنعام 143[ و (الذِئبُ ) ]يوسف 13[و بئر بغير همز، و روى السوسي و الدوري و اوقية و سجادة، عن اليزيدي عنه (تُؤوي ) ]آل عمران 26[ و (تُؤتِهِ ) ]آل عمران 145[ بغير همز، و روى اوقية وحده عن اليزيدي (تَسُؤهُم ) ]آل عمران 120[ ]التوبة 50] و (تَسُؤكُم ) ثلاثهن ]آل عمران 12، المائدة 101،التوبة 50] و (إقْرَأ ) ]الإسراء 14،العلق 1، 3] ثلاثهن و (إن يشأ ) ]النساء 133[ و ( مَنْ يَشَأ ) ]الاسراء 54] ما انجزم من ذلك أحد عشر موضعاً بغير همز.
... و روى سَجَّادة عن اليزيدي ما كان جواباً للشرط أو نسقاً عن جوابه بالهمز، و الجواب كقوله: (أو نُنْسِها نأتِ ) ]البقرة 106[، و (أينما تَكُونوا يأتِ ) ]البقرة 148[و (أينما تُوَجِهُهُ لا يأتِ ) ]النحل 76[، و (إنّها إنْ تَك مثقالَ حَبّةٍ ... يأتِ بها الله ) ]لقمان 16[، و (فألقوه على وَجهِ أبي يأتِ بَصيراً ) ]يوسف 93[ و نحو ذلك. و النسق على الجواب كقوله: (إن يَشأ يُذهِبكُم أيها الناسُ و يأتِ بآخرينَ ) في النساء ]133[، و قوله: (إنْ يَشأ يذهِبكُم و يأتِ بِخَلقٍ جَديدٍ ) في إبراهيم ]19[ و فاطر ]16[ و لا رابع لهن.
... و هَمْزُ شُجاع من طَريق بكار (بِكَأسٍ )[ الصافات 45] و (البَأس ) ]البقرة 177[، و (الرأسُ ) ]مريم 4[، و هَمْز أُوقية و أبو حمدون عن اليزيدي و شجاع من طريق بكار (و ما ألَتْناكُم ) [ الطور 21] و لم يختلفوا عنه أنّه لم يترك /117و/ من الهمزات المتحركة شيئاً.
شرح مذهب ورش عن نافع في ذلك: (1)
__________
(1) ينظر: السبعة 130، الاقناع 1/412، غاية الاختصار 1/195، النشر 1/400.(1/549)
ورش يترك كل همزة في موضع الفاء من الفعل و يكتفي بما يخلفها، ساكنة كانت أو متحركة، في الأسماء و الأفعال نحو (يُؤمِنُونَ ) ]البقرة 3[،و (ييَاخُذُونَ ) ]الأعراف 169[، و (يَاكُلُونَ ) ]البقرة 174[، و أشباه ذلك مما يكثر تعداده جداً إلاّ (تُؤوي ) [ الاحزاب 51]، و (تُؤْوِيِه ) ]المعارج 13[فإنه يهمزها. زاد البخاري همز (فأؤُوا ) ] البقرة 226]، و (مِائة ) [ البقرة 259] و (المَأوْى ) [ السجدة 19] الأصبهاني بغير همز. فإن كانت الهمزة في محل العين من الفعل في الأسماء لم يتركها نحو (الضَآنِ ) ]الأنعام 143[، و (الشأن) و (الكأس) و (اليأس) و (الرأي) و (رَأفَةً ) ]النور 2[، و (سُؤلَكَ ) ]طه 36[، و أشباهها إلاّ (الذِئْبُ ) ]يوسف 13[، و (بِئرٌ ) ]الحج 45[، و (بِئسَ ) ]هود 99[ و ما به مما جاء على وزن فِعْل فإنّه لا يهمز.(1/550)
زاد الأصبهاني في ترك الهمز من (الرُؤيَا ) ]الإسراء 60[ و (بَادِيَّ الرَأي ) ]هود 27[، البخاري يهمزها، فإن كانت الهمزة في محل اللام من الفعل لم يتركها أيضاً نحو (فادارأتم ) ]البقرة 72[ و (أنشأتم ) ]الواقعة 72[، و (قَرَأنَاهُ ) ]القيامة 18[، و (بدأنا ) ]الأنبياء 104[ و أمثالها كل القرآن، إلاّ ما أتى عن الأصبهاني أنه يتركها من (ذَرَأنا ) ]الأعراف 179[. و (تَبَرَءْنا ) ]القصص 63[مختلف عنه، و بالوجهين قرأت الحرفين من طريقه و قرأتها من طريق البخاري بالهمز لاغير، و أمّا الهمزة المتحركة المفتوحة التي تكون في موضع الفاء من الفعل نحو قوله :( لا يُؤاخِذُكُم ) ]البقرة 225[ (لا تُؤاخِذْنا ) ]البقرة 286[، (فلْيُؤَدِ ) ]البقرة 283[، (يُؤَيِد ) [آل عمران 13[، (يُؤَدِهِ ) ]آل عمران 75[، (مُؤَجَلاً ) ]آل عمران 145[، (مُؤّذِنٌ ) ]الأعراف 44[، (المُؤَلَفَةِ ) ]التوبة 60[، (يُؤَلِفْ ) ]النور 43[ و ما أشبه ذلك. فلا يتركها إذا كانت مضمومة نحو (و لا يَؤُدُهُ ) ]البقرة 255[ و (تَؤُزُهُم ) ]مريم 83[، و هَمَز الأصبهاني (لِئَلا ) [البقرة 150[ و (إنَّمَا النَسِئُ ) ]التوبة 37[ و ترَكَهُما البخاري.
فصل(1/551)
... و تحذف كل همزة متحركة قبلها ساكن من كلمتين، و تلقى حركتها على الساكن الذي قبلها فيُحَرِك بحركتها ليدل عليها، و لئلا يجتمع (1) حرفان خفيان الساكن لأنّه ميت، و الهمزة لخفائها و بعد مخرجها، و ذلك إذا كان الساكن من الجوامد كقوله: (قَدْ أفْلَحَ مَنْ )[ المؤمنون 1] (مَنْ ء امَنْ ) [ البقرة 62] (في الأرْضِ ) [ البقرة 11] و نحو ذلك كل القرآن و هو مذهبه خاصة، فإن كان الساكن من الذوائب و هي حروف المد و اللين لم تحذف الهمزة بعده (2) كقوله: (قالوا أمتنا ) ]غافر 11[، و (في آذانِهِم ) ]البقرة 19[ و نحوهما، لتسلم المدّة لأنها كالفصلة له، و تكون الهمزة بعده أبين و إخراجها أمكن، و كذلك إذا كانا في كلمة لم تحذف الهمزة بعده كقوله: (يسألُونَكَ ) ]البقرة 189[، و (الآنَ ) ]البقرة 185[ و نحو ذلك. سوى قوله: (رِدءاً ) ]القصص 34[ فإنّه يلقي فتحها على الدال، و سوى لام التعريف فإنه يلقي عليها حركة الهمزة نحو (و بالآخرة ) ]البقرة 4] لأنّها (3) زائدة في الكلمة، زاد الأصبهاني (مِلْءُ الأرضِ ) [آل عمران 91[ يلقي ضمتها على اللام و يصلها باللام الاخرى، و زاد البخاري (مَوئِلاً ) ]الكهف 58[ يلقي كسرتها على الواو و الضمة ...
... وافقه أبو جعفر برواية إسماعيل عنه في (الآن ) ]البقرة 71[حيث وقع في الخبر، و مدني و الخزاعي، عن القلعي، عن زمعة في (آلن) من موضعين يونس ومكي غير ابن مجاهد في (الأرض ذهباً ) ]آل عمران 91[ و الشموني و رويس /117ظ/ و ابن محيصن في (مَن إستَبْرَق ) ]الرحمن 54[ و نصب ابن محيصن القاف، و النقاش للشموني في (فإنْ أُحصِرتُم ) ]البقرة 196[، و لم أقرأ له بذلك، و مدني في (رِدءاً ) ]القصص 34[و إسماعيل لأبي جعفر (مِلءُ ) (4) ]آل عمران 91[.
شرح مذهب الآخرين في ذلك:
__________
(1) في الأصل: يجتمعان.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/208.
(3) في الأصل (لأنه).
(4) النشر 1/408.(1/552)
الآخرون لا يتركون شيئاً من الهمزات الساكنة و المتحركة، إلاّ ما أتى عن مكي أنّه لا يهمز (القُرآنَ ) ]البقرة 185[، و عن قالون لا يهمز (المُؤتَفِكَة ) ]النجم 53[ و (المُؤتَفِكَاتِ ) ]التوبة 70[، و عن ابن المسيي و الفليحي أنّهما لا يهمزان ( و بِئرٍ ) ] الحج 45[، و عن الكسائي و خلف و أبي عبيد أنّهم لا يهمزون (الذِئبُ ) (1) ]يوسف 13[.
... و قد تَجِيئ حروف فيها اختلاف بينهم في الهمز و تركه سِوى الاختلاف المذكور ها هنا، نحو (أرْجِهِ ) ]الأعراف 111]و (يأجُوجَ و مَأجُوجَ ) ]الكهف 94]، و (أثَاثَاً و رِئْيا ) ]مريم 74] و (لؤلُؤَاً ) ]الرحمن 22]، و (مُؤصَدَةً ) ]البلد 20]، و (هُزوَاً ) ]البقرة 67[، و (كُفواً ) ]الإخلاص 3]، و (جزَؤا ) ]البقرة 260[، و (رِدْءاً ) ]القصص 34[، و (بَادِيَ الرَأيِ ) ]هود 27[، و (أرَأيتَ ) ]الكهف 63[، و (سَألَ سَائِلٌ ) ]المعارج 1[، (و لا تَيأسُوا ) ]يوسف 87[، و (قَالَ أتُونِي ) ]الكهف 96[، و (رَدمَاً آتُونِي ) ]الكهف 95-96[، و (لأعنَتَكُم ) ]البقرة 220[ و ما أشبه ذلك. و سترى كل حرف منها في موضعه مشروحاً إن شاء الله، عزّ و جل.
شرح مذهب حمزة في ترك الهمز عند الوقف:
__________
(1) ينظر: السبعة 130، مصطلح الاشارات 96.(1/553)
كان حمزة بجميع الروايات عنه يخفف كل همزة في الوقف، ساكنة كانت أو متحركة، ثابتة كانت في المصحف أو محذوفة، وسط الكلمة كانت أو متطرفة، و هو يريدها و يشير إليها، إذا أمكنه ذلك (1) ، زاد العجلي عنه: و جاء عن أصحابه عنه، و ابن موسى و خلف عن سليم، عنه تخفيفها إذا كانت في أول الكلمة كراهة أن يختلف حكمها، و ذلك أنه خفف الهمزة من آخر الكلمة لكثرة ما يلحقها من التغيير بالإعراب و الاعتلال و الزيادة و النقصان، ثم أتبع الأوسطَ الآخرَ، و الأولَ الأوسطَ بالتغيير، و خلاد عن سليم عنه فَيُخَفَفُ المتحركة في الوقف و يُحَقِقُ الساكنة، و رويَّ عنه أيضاً تَخِفيف الساكنة في الوقف.
... و لا بد للقارئ بقراءة حمزة من معرفة مذاهب العرب كلها في تخفيف الهمز، و هو على ثلاثة أضرب: تليين و إبدال و حذف، و التليين فيه الأصل، و هو جعل الهمزة على اللسان من غير إخلال بِها لِمَا يبقى فيها من أثرها بجعل الهمزة بينها و بين الحرف الذي منه حركتها.
-الضرب الأول و هو التليين:
الهمزة التي تلين في التخفيف تكون على وجهين:
-أحدهما: أن تكون الهمزة متحركة قبلها ألف، و تخفيفها أن تجعلها بين الهمزة و الألف إذا كانت مكسورة، و ذلك نحو قوله: (مِنَ السَماءِ ماءً ) ]البقرة 22[، و (ادعوا شُهَداءكم ) ]البقرة 23[، و (شُرَكاؤنا ) ]النحل 86[، و ( أولئك ) ]البقرة 5[، (و قَبَائِلَ ) ]الحجرات 13[، و نحو ذلك.
__________
(1) ينظر: التيسير 37، الاقناع 1/414، النشر 1/428.(1/554)
-و الثاني: أن تكون الهمزة متحركة قبلها حرف متحرك، و هي غير مفتوحة، قبلها ضمة أو كسرة، و تخفيفها أن تجعلها بين الهمزة و بين /118و/ الحرف الذي منه حركتها، و ذلك نحو قوله (كَأنهُم ) [ النازعات 46]، و (أطمَأنُوا بِهَا ) ]يونس 7[، و (أرَأيتَ ) ]الكهف 63[، (سَألَ ) ]المعارج 1[، (لأعنَتَكُم ) ]البقرة 220[، (تَؤُزُهُم ) ]مريم 83[، (يؤده ) ]آل عمران 75[، (يَومَئِذٍ ) ]آل عمران 167[، (سئَلَ ) ]البقرة 108[، (يدرأ ) ]النور 8[، (يَعبأ ) ]الفرقان 77[، (الملأ مِن ) ]البقرة 246[، (شَاطِئِ ) ]القصص 30[ (لِكُلِ أمرَئٍ ) ]النور 11[، و (إن أمْرَؤُا ) ]النساء 176[ و نحو ذلك. و منهم من يقول (مستهزؤن ) ]البقرة 14[، و (الخاطئون ) ]الحاقة 37[ و ما أشبه ذلك..فَيُبْدِلْ الهمزة ياءً أو يُسَكِنُها كَراهة الحركة عليها، ثم يُسْقِطُها لإجتماع الساكنين كما تسقطها من قولك: رامون و عادون من رمى يرمي و عدا يعدو كما ذكرنا.
و كا ن الأخفش يقلب الهمزة المضمومة بعد الكسرة ياءً فيقول في (مُسْتَهْزِؤُنَ ) و نحوه مستهزئين، بياء محضة، و ينبغي أن تقف على (شَاطِئِ ) ]القصص 30[و (لِكُلِ أمرَئٍ ) ]النور 11[بالياء الساكنة إذا خففت الهمزة، و لا تشير إلى حركتها، و على (إن امرؤٌا ) ]النساء 176[ بالواو الساكنة، و على (يَعبأ ) ]الفرقان 77[ و نحوه بالألف، و ذلك لأنّ الهمزة آخر الكلمة، و آخر الكلمة يسكن الوقف، فإذا سكنت و انفتح ما قبلها قلبت ألفاً في التخفيف، و إذا سكنت و انكسر ما قبلها قلبت ياءً، و إذا سكنت و انضمَّ ما قبلها قلبت واواً، نحو (يأكل) و (يؤمن) و (بئر) فإن أشَرْت إلى حركة الهمز في الوقف على هذه الحروف جَعَلتَها بين بين في التخفيف كما ذكرنا، و هو مذهب حمزة.
الضرب الثاني و هو الإبدال:
- الهمزة التي تبدل في التخفيف تكون على ثلاثة أوجه:(1/555)
- الأول: أن تكون الهمزة متحركة قبلها واو ساكنة مضموم ما قبلها أو ياء ساكنة مكسور ما قبلها و هما زائدتان، و هما مه الهمزة في كلمة، و تخفيفها أن تبدلها واواً إذا كان قبلها واو، و ياء إذا كان قبلها ياء و تدغم الأولى في الاخرى و تُشَدِّدُ، و ذلك نحو قوله: (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) ]البقرة 228[، (النَسِيءُ ) ]التوبة 37[، و (خَطِيئة ) ]النساء 112[، و (هَنِيئاً مَرِيئاً ) ]النساء 4[، و ما أشبه ذلك. و إنما لم يجز التليين في هذا لأنه يقرب من الساكن فيصير بمنزلة اجتماع الساكنين و ذلك متلئبٌ (1) في اللفظ به.
- و الوجه الثاني: أن تكون الهمزة مفتوحة قبلها ضمة أو كسرة و تخفيفها أن يُبدلها واواً بعد الضمة و ياء بعد الكسرة، و ذلك كقوله: (يؤخركم ) ]إبراهيم 10[، و (يؤاخذُ ) ]النحل 61[، و (رِئاءَ النَاسِ ) ]البقرة 264[، و (لَئِلا ) [ البقرة 150]،و (السفهاء ألا ) ]البقرة 13[، و (مِنَ الشُهَداء أنْ ) ] البقرة 282[ و نحو ذلك، و إنما لم تجعل الهمزة في هذا بين بين لأنك لو جعلتها بين بين لصارت بمنزلة الألف، و الألف لا يكون ما قبلها إلاّ مفتوحاً مع استخفافهم الفتحة على الياء و الواو، و كان يونس و أكثر الكوفيين يجعلونها في هذا بين بين.
__________
(1) استخدم سيبويه لفظ المتلئب للتعبير عن المستقيم المستوي و المراد المطّرد. ينظر: الكتاب 3/554.(1/556)
- و الوجه الثالث: أن تكون الهمزة ساكنة، و تخفيفها أن تقلب ألفاً إذا انفتح ما قبلها، واواً (1) إذا انضم ما قبلها، و ياءً إذا انكسر ما قبلها، و ذلك كقوله: (سؤلكَ ) ]طه 36[، و (مؤمن ) ]البقرة 221[، و (تَقُولُ إئذَن لي ) ]التوبة 49[، و (إن يَشَأ ) ]النساء 133[، و (تَسُؤهُم ) ]آل عمران 120[ و (و هَيِئْ لَنا ) ] الكهف 10[ و نحو ذلك، و الإبدال في هذا ليس بإبدال محض، إنما هو تخفيف الهمزة و هي تراد لأن الإبدال المحض أن تَقُولَ /118ظ/ في (قَرَأت ) ]النحل 98[ قريت و في (إن يَشَأ ) ]النساء 133[ إن يشي و نحو ذلك، و لا يمكن أن تَجْعَلَ الهمزة الساكنة بين بين لأنه لاحركة فيها تجعل بينها و بين الحرف الذي منه حركتها.
- الضرب الثالث: الحذف
الهمزة التي تحذف في التخفيف، كل همزة متحركة قبلها ساكن ليس بحرف مد و لين و هو زائد، و تخفيفها أن تحذفها و تلقي حركتها على الساكن الذي قبلها ليدل عليها، و ذلك نحو (مِنْ أجْلِ ) ]المائدة 32[، (الآخِرَة ) ]البقرة 94[، (يَسألونَ ) ]البقرة 273)، (القرآن ) ]البقرة 185[، (مَوئِلاً ) ]الكهف 58[، (و مَن يَعمَل سُوءاً ) ]النساء 110[، و (سِيئَ بِهِمْ ) ]هود 77[و نحو ذلك على تشبيه الواو و الياء في هذا بالواو و الياء اللتين هما زائدتان في مثل (قُرُوءٍ ) ]البقرة 228[، و (خَطِيئة ) ]النساء 112[، فإن كان الساكن حرف مد و لين، و هو الواو الساكنة المضموم ما قبلها، و الياء الساكنة المكسور ما قبلها في آخر كلمة، و الهمزة تلقاءها من أول كلمة أُخرى فإنك تحذف الهمزة أيضاً، و تلقي حركتها على تلك الواو و الياء، فتحركها بحركتها، فتقول في التخفيف (قالوا آمَنا ) ]البقرة 14[، و (في آذانِهِم ) ]البقرة 19[و نحو ذلك فراراً من اجتماع الساكنين.
__________
(1) المناسب (و واواً).(1/557)
قال سيبويه: و سمعت العرب تقول في اتبعوا أمره: اتَّبَعُو مْرَه، قال: و من العرب من يقول في أرأيتَ أرَيتَ و في أرمي إياك: أرمِيَ ياك، و في ما أشبه ذلك من الهمزة المفتوحة قال: و لا يفعلون ذلك في المكسورة و المضمومة لثقلهما (1) .
قال: و إذا اجتمعت الهمزتان من كلمتين، كقولك: إقرأ آية، فإنّ أهل الحجاز يُحَقِقُونَهُما، و من العرب من يخفف الاولى، و منهم من يخفف الثانية، و بنو تميم يحققونهما، و كذلك قولهم في: قرأ أبوك و اقرئ أباك (2) ، و في قوله: (جاءَ أحَدَهُم ) ]المؤمنون 99[، (السُفَهَاء ألا ) ]البقرة 13[و نحو ذلك.
... و كان أبو زيد يجيز إدغام إحداهما في الاخرى فإن اجتمعتا في كلمة و الاولى ليست بألف استفهام فإنّه يقلب الثانية على حركة ما قبلها للزوم الثقل بإلتقائهما في كلمة واحدة، و ذلك نحو جاءٍ من فاعل جاء يجيئ، و مثله شاءٍ من شاء يشاء. و نحو آدم و آمن و الأصل أَأْدم و أَأْمن بهمزتين الثانية ساكنة، و مثله كثير، و الساكنة و المتحركة في هذا سواء، و القلب في الساكنة أقوى و ألزم، فإن كانت الاولى منهما ألف استفهام فإنه يحوز تحقيقهما جميعاً لعلة لزوم الاولى الثانية فهما لذلك بمنزلة إلتقائهما من كلمتين، و يجوز في الدرج تخفيفهما جميعاً، و تخفيف الاولى و تحقيق الثانية، و تحقيق الاولى و تخفيف الثانية، كما ذكرنا فيهما إذا التقتا من كلمتين، و كذلك القول في (أئمةَ ) ]التوبة 12[ لأنّه لا يلزمها الجمع (3) .
... و من العرب من يُدْخِل بين الهمزتين الفاً في هذا، فيقول: أاأنت و نحوه. و كراهة لإلتقائهما، كما يدخلونها في قولهم: أضربتان يا نسوة، و /119و/ نحوه كراهة لإجتماع النونات (4) .
__________
(1) الكتاب 3/548.
(2) المصدر نفسه 3/550.
(3) ينظر: الكتاب 3/551، شرح لشافية 3/58.
(4) ينظر: شرح الشافية 3/64.(1/558)
... و لك في الكمأة و المرأة وجهان: المرة علا القياس و المَرَاة، و الكمة و الكمأة، على ترك الإعتداد بالميم لسكونها، و القراء تقيس عليهما ما يشبههما نحو النشأة و الشطأة، تجيز الوجهين في الجميع، و سيبويه لا يجيز قلب الهمزة ألفاً إلاّ في المرأة و الكمأة (1) .
الذي ذكرنا في تخفيف الهمزة هو ما رواه النحويون، و اختاروه من مذاهب العرب، يقاس عليه ما لم أذكره إن شاء الله.
... و أعلم أنّه لا يجوز تخفيف الهمزة إذا ابتدأتها فقط؛ لأنه يقربها من الساكن و الإبتداء بالساكن لا يصلح (2) .
... و قد روى خلف، عن سليم، عن حمزة أنّه كان يقف على قوله: (دِفءٌ ) ]النحل 5[ دفوٌ، و على (جُزءٌ ) ]الحجر 44[ جزوٌ و على (الخَبءَ ) ]النحل 25[ الخبأ بترك الهمز (3) ، و الإشارة إليها، قال خلف: و سمعت الكسائي يقول: الوقف على (مِنْ نَبَائ المُرسَلِينَ ) ]الأنعام 34[، و (إيتاء ذي القُربى ) ]النحل 90[، و (آناءَ اللَيِلِ ) ]آل عمران 113[، و (تِلقَاي نَفسِي ) ]يونس 15[ و نحو ذلك..بإشمام الكسرة قليلاً الألف، و كان حمزة يشم الياء في الوقف ما كان في المصحف بالياء، و قول الكسائي أحبُّ إلينا.
... و ذكر أحمد بن الحسين بن مهران أنّ ذلك لغة لبعض العرب، يكرهون الوقف مع الهمزة، و يستحبون حذفه عند السكيت، قال: و قال بعضهم: لغةُ أكثر العرب الذين هم أهل الجزالة و الفصاحة ترك الهمزة الساكنة في الدرج و المتحركة عند السكت، قال: و سمعت بعض القراء يحكي عن أصحاب حمزة أنّه إنّما اختار حذف الهمزة في الوقف لثقل الهمزة و الوقف للإستراحة، فَكَرِهَ الوقف مع الثقل، و اختار أن يكون الوصل بالتحقيق و الوقف مع التخفيف، قال: و قال بعضهم: هذا مشهور للعرب فهي تحذف الهمزة [في] السكت كما يحذف الإعراب فرقاً بين الوصل و الوقف.
شرح مذهب خلف في تخفيف الهمز عند الوقف:
__________
(1) ينظر: الكتاب 3/545، شرح المفصل 9/111.
(2) ينظر: الاقناع 1/435.
(3) ينظر: الاقناع 1/418.(1/559)
كان خلف يخفف في الوقف كل هَمْزة ساكنة و متحركة غير منونة وَقَعَتا طَرَفاً من الكلمة (1) ، فالساكنة نحو قوله: (إقرَأ ) ]الإسراء 14[، و (إن يَشَأ ) ]النساء 133[، و (مَنْ يَشَأ ) ]الأنعام 39[، (أمْ لَمْ يُنَبَأ ) ]النجم 36[، يقف عليها بألف ساكنة، و نحو قوله: (نَبِئ ) ]الحجر 49[، و (هَيَئ ) ]الكهف 10[ يقف عليها بياء ساكنة، و المتحركة نحو قوله: (فَقَرَأه ) [ الشعراء 199]، و (مِمّا ذَرّأ ) ]الأنعام 136[، (فَنَتَبَرَأ ) ]البقرة 167[، و (إذ تَبَرَأ ) ]البقرة 166[، و (أن لا مَلجَأ ) ]التوبة 118[، و (إنّ المَلأ ) ]القصص 20[، و (ما كانَ أبوكِ إمْرَأَ ) ]مريم 28[، يقف عليها أيضاً بألف ساكنة.
و نحو قوله: (و إذا قُرِئ ) ]الأعراف 204[، (و لَقَد استُهْزِئَ ) ]الأنعام 10[، (مِنْ شاطِئ الوَادي ) ]القصص 30[، (مَكرَ السَيِئ ) ]فاطر 43[، و (المَكْرُ السَيِئُ ) ]فاطر 43[، و (كَيفَ يُبدِئ اللهُ ) ]العنكبوت 19[، (ثُمَ اللهُ يُنشِئُ) ]العنكبوت 20[، (و ما أُبَرِئُ) ]يوسف 53[، يقف عليها بياء ساكنة.
و يقف على (السُفَهاء ) ]البقرة 13[، و (العُلَماء ) ]فاطر 28[، و (أنبِياء ) ]البقرة 91]، و (أولِياءَ ) ]آل عمران 28[، و (أغْنِياءَ ) ]البقرة 273[،و (ضُعَفاء ) ]البقرة 266[، (و ما كان عَطاءُ) ]الإسراء 20[، و (ما يَشاء) ]آل عمران 40[ و نحو ذلك بتليين الهمزة و الإشارة إليها.
__________
(1) ينظر: النشر 1/448.(1/560)
و يقف على قوله: (إنَهُم فِيكُم شُرَكوا ) ]الأنعام 94]، و (أم لَهُم شُرَكوا ) ]الشورى 21]، و (فَسوفَ يأتِيهِم أنبوأ ) ]الأنعام 5]، (فَقالَ الضثعَفوا ) ]إبراهيم 21]، (في أموالِنا ما نشوا ) ]هود 87]، (مِن شُرَكائهِم شُفَعوا ) ]الروم 13]، و (ذلك جَزَؤا ) ]الزمر 34]، (أن /119ظ/ يَعلَمَهُ عُلَمَؤا ) ]الشعراء 197]، (مِن عِبادِهِ العُلَمو ا ) ]فاطر 28]، (لَهُوا البَلَوا ) ]الصافات 106]، (و ما دُعَوا ) ]الرعد 14[، بتليين الهمزة، و الإشارة إلى الواو مثل حمزة، و يقف على قوله: (إنّا بَرَاءٌ ) ]الممتحنة 4[، و (رِئاءَ الناسِ ) ]البقرة 264[ حيث وقع بتحقيق الهمزة الاولى و تخفيف الثانية، و الإشارة إليهما.
... و يقف على (النِساء ) ]البقرة 222[، و (مِنَ السَماءِ ) ]البقرة 19]، و (إيِتاءِ ) ]النحل 90[، و (البأساءِ) ]البقرة 177[، و (الضَراءِ ) ]الأعراف 95[، و (بأسماءِ ) ]البقرة 31[، (هولاءِ ) ]البقرة 31[، و (هُم اولأ ) ]طه 84[، و (مِنْ أنباء ) ]آل عمران 44[، (تَقَبَلْ دعائي ) ]إبراهيم 40[ و نحوها بترك الهمزة، و الإشارة إليها بالكسرة.
... و يقف على قوله: (من نَبائ المُرسَلِينَ ) ]الأنعام 34[، و (مِنْ تِلقائ نَفسي ) ]يونس 15[، و (إيتائ ذي القُربى ) ]النحل 90[، و (مِنْ أناء الليلِ ) ]طه 130[، و (مِنْ ورائ حجابٍ ) ]الأحزاب 53[ بترك الهمز، و الإشارة إلى الياء لأنها ثانية في السواد، و مذهبه في هذا كمذهب حمزة.
... و يقف على قوله: (طَلَقتُم النِسَاءَ ) ]البقرة 231[، و (جآء ) ]النساء 43[ و (شآء ) ]البقرة 20[، و (شُهَداءَ ) ]البقرة 133[، و (الكُفَارَ أولِيَاءَ ) ]المائدة 57[، (و لمّا وَرَدَ مآء ) ]القصص 23[، و (جَعَلَهُ دكآء ) ]الكهف 98[، (و رِءياءَ ) ]البقرة 264[، و أشباه ذلك بترك الهمزة و الإشارة إليه بالفتح مثل حمزة.(1/561)
... و يقف على قوله: (تالله تفتَوا ) ]يوسف 85[، و (يَدْرَؤا ) ]النور 8]، و (ألَم يأتِهِم نَبؤا ) ]التوبة 70[، و (هل أتك نَبوا ) ]ص21[، و (قُل ما يَعبوا )، و (الملؤ ) في المؤمنون ]24، 33[، و ثلاثة مواضع في النمل، بترك الهمز و الإشارة ]29،32،38[ إلى الواو مثل حمزة.
و يقف على قوله: (اللهُ يَبدأُ ) ]يونس 34[، (أو مَنْ يُنَشَأ ) ]الزخرف 18[، و (يَتَفَيَيَؤُا ) [ النحل 48] و (يَتَبَؤا )] القيامة 13[، (نَتَبَؤَا ) ]الزمر 74[، و (أتوكأ ) ]طه 18[، و (قالَ المَلأُ ) حيث وقع غير ما تقدم ذكره، بتخفيف الهمزة و الإشارة إليه بالضم مثل حمزة.
و يقف على (جِئَ ) ]الزمر 69[، و (سِيءَ) ]هود 77[، و (حَتى تَفِيء ) ]الحجرات 9[، و (أن تَبُوُأَ ) ]المائدة 29[، و (لِيَسُؤوُا ) ] الاسراء 7 [، و (يَعمَلُوُنَ السُوءَ ) ]النساء 17[، بالمد و تخفيف الهمز، و الإشارة إليه بالفتح إشارة خفيفة مثل حمزة.
و يقف على قوله: (مَسَنِيَّ السُوُءُ ) ]الأعراف 188[، و (لأمارَةٌ بالسُوءِ ) ]يوسف 53[، و (إنّ مفاتِحَهُهُ لِتَنُوءَ ) ]القصص 76[، و (يُضِيءُ ) ]النور 35[، (و لا المُسِيءُ) ]غافر 58[ و نحوها بالمد، و تخفيف الهمز و الإشارة إليه بالضم و الكسر، و هي [في] (1) (يُضِيء ) [النور 35] و (المُسِيُْ) ]غافر 58[، و (بالسُوءِ ) ]البقرة 169[ أشبع لإختلاف الحركتين، و يجوز في جميع ذلك بتشديد الواو و الياء في قول الكسائي و غيره.
__________
(1) زيادة يقتضيها الكلام.(1/562)
... و يقف على قوله: (ظَنَّ السُوُءِ ) ]الفتح 6[، و (دائِرَةُ السَوُءِ ) ]التوبة 98[ بواو ساكنة، و إن شئت مشددة مثل حمزة، و يقف على قوله: (يُخرِجُ الخَبءَ) ]النمل 25[، و (مِلءُ ) ]آل عمران 91[، (يَنْظُرُ المَرؤُ ) ]النبأ 40[ بترك الهمزة أصلاً و يدع ما قبلها ساكناً مثله، و يقف على قوله: (إنّما النَسِيءُ ) ]التوبة 37[بترك الهمزة و الإشارة إليه بالضم مثله، و إن شئت على ياء ساكنة بترك الهمزة أصلاً، و الأول أصح، و يقف على قوله: (را الشَمْسَ ) ]الأنعام 78[، و (را القَمَرَ ) ]الأنعام 77[ و نحوهما بغير همز و لا مدّ تقول الرا، و كذلك يرويه أيضاً عن سليم لحمزة، و إنّما ذلك لأنّه يقف على نيّة الوصل، و قوله: (ترآ الجَمْعانِ ) ]الشعراء 61[ إذا وقف كسر الراء و مدها، و حذف الهمزة و الألف بعدها، و كذلك يرويه أيضاً، و روي عنه أنه يشير إلى الهمزة بصدره و يَنْتَهِ إشارةً خفيّةً، و روي عنه نحو ذلك في (رآ القَمَرَ ) ]الأنعام 77[، و أمثاله، و العلة فيهما واحدة، و أصل مذهبه في إختياره أن لا يترك الهمزة وسط الكلمة، كما لا يسكت على الساكن إذا توسط و يتركها إذا تطرفت غير منونة، و حجته في ذلك أنّ الهمزة إذا توسطت /120و/ لم تتَغَيَّر و إذا تطرفت كانت أثقل لأنها أخفى لسكونها و بعد مخرجها، و الألف و الواو و الياء التي تعوض منها في التخفيف أبين في الوقف و أخف في اللفظ، فإن كانت الهمزة منونة لم يتركها و احتجّ بأنّ الكسائي كان يترك التنوين و يقف بالهمز، قال: و قوله أحبُّ إلينا.
فصل
في ذكر حروف ربما يغلط فيها القارئ و ما يهمِزُها إلا لاحنٌ:(1/563)
فمن ذلك قوله -عزّ و جل-: (لا شِيَةَ فِيها ) ]البقرة 71[ لا يجوز أن تهمز لأنها من الوشي من وشَيْت، مثل عدة من وعدت و زنة من وزنت، حذف منها فاء الفعل، و من ذلك قوله تعالى: (لَحْماً طَرِياً ) ]النحل 14[لا يجوز أن يهمز لأنه من الطراوة، و من ذلك قوله -عزّ و جل-: (لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَها ) ]التكاثر 6-7[، لا يجوز همز الواو لأنّها واو الجمع، و تقدير الفعل (لتفون) سقطت الهمزة و هي عين الفعل، و الياء هي لام الفعل، لعِلَةٍ أوجبت سقوطهما و حركت واو الجمع بالضم لسكونها و سكون النون الاولى من النون الثقيلة التي دخلت للتوكيد، و كذلك واوات الجمع مثل (اشتَرَوا الضَلالَةَ ) ]البقرة 61[، و (وعَصَوا الرَسُولَ ) ]النساء 42[، (و لا تَنسَوا الفَضلَ ) ]البقرة 237[، و (حَتى يَرَووا العَذابَ الأليمَ ) ]يونس 88[، (و لَتُبلَوونَ ) ]آل عمران 186[، و نحو ذلك، و لا يجوز أن يهمز في شيء من القرآن و لا غيره.
... و من ذلك قوله -عز و جلّ: (فإمّا تَرَيّنَّ ) ]مريم 26[ لا يجوز أن يهمز لأنّ هذه الياء ضمير المؤنث، حُرِكَتْ بالكَسْر لِسُكُونها، و تكون النون الاولى و عين الفعل و لامه ساقطتان، العلة أوجبت ذلك، و هو الهمزة و الياء.
و من ذلك قوله تعالى: (النارَ التي تُورُونَ ) ]الواقعة 71[، و قوله: (فالمُورِياتِ قَدْحاً ) ]العاديات 2] لا يجوز أن يهمز، لأنهما من أوريت النار لا من رأيت، و من ذلك قوله: (خُطُواتِ الشَيطانِ ) ]البقرة 208[، لا يهمز لأنهما جمع خطوة، و هي غير مهموزة؛ لأنّ الفعل منها خطوت و تخطيت لا خطأت و تخطأت، و قرأ سَلاَّم (خُطُواتِ الشَيطانِ ) [ البقرة 208]بالهمز، و نحو هذه الحروف في القرآن كثير ينبغي للقارئ أن يراعي ذلك.
فصل(1/564)
... و الهمزة تتعاقب عليها الأحوال لثقل في سِنْخِها لما فيها من الجهر و الشدة و عمق المخرج، و لأنها أول الحروف من الصدر كالتهوع، و إشتقاقها من همزت الشيء إذا غمزته بشدة و دفع عنيف، و الهامز الغامز، و من ذلك همزات الشياطين أي: نزعاتها، و هي شدة أخذه للرجل حتى يصرع، و الهمز و اللمز و الغمز و النخس و الدفع تتقارب، و منه قوله -عز و علا-: (وَيْلٌ لِكُلِ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) ]الهمزة 1[، و يُقالُ: النَبر و الهمز في تحقيقه واحد، و ذلك بلغة أهل المدينة من نَبَرَتْ إذا ارتفعت أو رفعت و منه المنبر، و لذلك يأباها كثير من العرب في التحقيق جملة، و لا تضعف في التنزيل بتة، و لا في غيره من الكلام إلاّ نادراً، و من ثم لا تجتمع الهمزتان إذا كانت الثانية ساكنة، رفضوا أصولاً كثيرة فعدلوا فيها إلى حذف الهمز بغير خلف، أو إلى التخفيف بعوض لما اجتمعت /120ظ/ في بعض أمثالها همزتان بهذه الصفة، و قيل لم يجمع بينهما بتة إلاّ للرياضو، و منهم من قرأ الجمع بين المحققة و الملينة إلاّ بألف فاصلة في كثير من المواضع.
فصل
... و الهمزة الساكنة صورتها ألف إذا انفتح ما قبلها، واو إذا انضمّ، و ياء إذا انكسر (1) ، و قد حذفت صورتها في مواضع مثل (نَبِئنا ) [36] في يوسف، و من باب الرُّؤيا في مواضع، و الحذف ملازم باب آمن ففي التخفيف تنقلب حروف اللين، أُثبتت في التحقيق صورتها في الخط بمقتضى حركة همزة وصل نحو (فَليُؤدِ الذي اؤتُمِنَ ) ]البقرة 283[، و (يَقُولَ إئذَن لِي ) ]التوبة 49[، و (إئْتِ ) و كذلك لفظها في التخفيف إذا ابتدأت همزة وصل، فإن أدرجت الهمزة التي للوصل و خففت الساكنة أداراها ما قبلها من الحركة، فإن كان قبلها حرف لين سقط و كان يُدبرهاالحركة التي قبل المحذوف.
الباب الخامس و الأربعون
في ذكر إلتقاء الهمزتين من كلمة كانتا أو من كلمتين متفقتي الإعراب كانتا أو مختلفتين
__________
(1) ينظر: التيسير 34، همع العوامع 2/234.(1/565)
إختلافهم في الهمزتين المتفقتين من أول الكلمة: (1)
قرأ كوفي و ابن حسان و ابن وَهْب عن رَوْح (أأنذَرتُهُم ) ]البقرة 6[ و نحوه من دخول ألف الإستفهام على ألف مفتوحة بهمزتين محققتين من غير فصل بينهما بالمد كل القرآن، خالفهم حفص عن عاصم في (آمَنْتُمْ بِهِ ) في الأعراف ]123[ و طه ]71] و الشعراء ]49[، فقرأه بلفظ الخبر، و في (أعْجَمِيٌ و عَرَبِيٌ ) ]فصلت 44[، و (آلِهَتُنا خَيرٌ ) ]الزخرف 58[، و (أنْ كانَ ذا مالٍ ) ]القلم 14[ فإنّه قرأهن بهمزة واحدة ممدودة مطولة، زاد ابن عتبة (اأشْفَقْتُم )[ المجادلة 13] فرواه عن أيوب بالمد، هشام (أعْجَمِيٌ ) ]النحل 103[، على اخبر، و روى التغلبي عن ابن ذكوان (أذهَبْتُم ) [الأحقاف 20]، (آلِهَتُنا ) ]هود 53[، بهمزتين، و في كتاب التغلبي عنه، قال: (أأسْجُدُ ) بهمزة و مدّة.
... و قرأ مكي غير الخزاعي و ورش من طريق الأصبهاني و القاضي عن قالون و النحاس و ابن حَبْشان لرويس (أنذَرتُهُم ) ]البقرة 6[ و نحوه، بهمزة واحدة غير ممدودة، على تقدير ألفين: يهمزون الاولى و يلينون الثانية، فجعلوها بين الهمزة و الألف من غير أن يسكنوها كراهة أن يصير المتحرك ساكناً و يجتمع ساكنان في بعض ذلك، و هو مُتَلَئِب في اللفظ به، هذا مذهب الخليل و سيبويه و غيرها من نحويّ البصرة و هو الصحيح، و أنشدوا على صحته قول الأعشى:
أأن رأت رجلاً أعشى أضرَّ به ريب المنون و دهر مفسد خَبِلُ
... لأن الثانية لو لم تكن مخففة بزنتها محققة لأنكسر البيت لأنه لا يجتمع فيه ساكنان البتة، و الأعشى ليس ممن يحقق الهمزتين معاً؛ لأنّه حجازي، و نحويو الكوفة يجيزون إسكان الثانية في التخفيف، لأنّه أخف من التليين، و الهمزة مُرَادة كما هي في الأصل، و الحكم بمنزلتها في آدم و نحوه.
__________
(1) ينظر: السبعة 134، التيسير 31-32، غاية الاختصار 1/221، مصطلح الاشارات 93.(1/566)
... و قرأ مدني غير الأصبهاني لورش و القاضي، عن قالون و أبو عمرو و الخزاعي لابن كثير و الحلواني لهشام و زيد و ابن عبد الخالق /121ظ/ عن يعقوب و هبة الله لرويس و سهل (آنذَرتُهُم ) ]البقرة 6[ و نحوه بهمزة ممدودة مطولة، على تقدير ثلاث ألفات، لأنّهم يدخلون بين الهمزتين ألفاً ثم يلينون الثانية فيجعلونها بين الهمزة و الألف من غير أن يسكنوها بعد المدة في شيء من ذلك، كما ذكرنا، و روي عن ابمن المسيبي أيضاً بغير مَدٍ، غير أني قرأت عنه بالمد.
ابن مهران لابن إسماعيل و روح بالوجهين، هشام من غير طريق الحلواني بهمزتين محققتين بينهما مدة،فإذا أتى بعد الهمزتين ألف لم يدخلوا ألفاً بينهما كراهة أن يجتمع بعد الهمزة الاولى ثلاث ألفات، فيحتاجوا إلى إفراط في تطويل المدّ و لا يسلموا أيضاً من الجمع بين ساكنين حينئذٍ، و الخروج من كلام العرب و لك قوله: (آمنتم ) ]الأعراف 123[، و (آلهتنا ) ]هود 53[ (1) و سترى زيادة شرح في قوله تعالى: (آمنتم بِهِ ) ]الأعراف 123[، و (أعجَمِيٌ ) ]النحل 103[، و (أذهَبتُم ) ]الأحقاف 20[، و (أنْ كانَ ) ]القلم 14[ في موضعها، إن شاء الله.
شرح اختلافهم في إلتقاء الهمزتين المختلفتين من أول الكلمة: (2)
قرأ كوفي شامي و ابن حسان، عن يعقوب و ابن وهب، عن رَوْح (أئنَكَ ) [ يوسف 90]، (إئذا ) [ ق 3 ]، ( أئفكاً ) [ الصافات 86]،و نحو ذلك من دخول ألف الإستفهام على ألف مكسور، بهمزتين مخففتين من غير فصل بمدة، إلاّ هشاماً فإنّه يفصل بينهما بالمدّ.
... مكي و ورش و إسماعيل و القاضي، عن قالون و رويس و ابن عبد الخالق و هبة الله لروح يهمزون الاولى و يلينون الثانية فيجعلونها بين الهمزة و الياء، ويشيرون إليها بالكسر {من}* غير مد بينهما.
__________
(1) ينظر: النشر 1/368.
(2) ينظر: السبعة 136، التيسير 32، غاية الاختصار 1/226، مصطلح الاشارات 93، النشر 1/362.(1/567)
... أبو عمرو و أبو جعفر و شيبة و المسيبي و قالون و غير القاضي و زيد، عن يعقوب و سهل يمدون الاولى و يلينون الثانية فيجعلونها بين الهمزة و الياء من غير أن يسكنوها. و روي عن المسيبي بغير مد، و قرأت عنه بالمدّ، و سترى ذكر اختلافهم في قوله: (إنَّكُم لَتأتُونّ الرِجالَ ) [الأعراف 81[ ، و (إنّ لنا لأجراً ) (الأعراف 113[، و (إنّكَ لأنتَ يُوسُفُ ) (يوسف 90[، و (إنا لَمُغرَمُونَ ) (الواقعة 66[، في مواضعها إن شاء الله.
... و إما قوله (أؤنَبِئكُم ) ]آل عمران 15[، (اانزَلَ ) ]ص 8[، (األقِيَّ ) ]القمر 25[، ثلاثهن، و لم تدخل ألف الإستفهام على همزة مضمومة في القرآن إلى في هذه الأحرف الثلاثة، فقرأها كوفي شامي و ابن حسان و ابن وهب بهمزتين محققتين، هشام يفصل بينهما بمدة، مكي و ورش و إسماعيل، و القاضي عن قالون و أبو عمرو و غير عباس و عبد الوارث و أُوقية، و يعقوب غير ابن حسان و ابن وهب، يهمزون الاولى و يلينون الثانية بجعلها بين الهمزة و الواو من غر مدة بينهما، و روي عن ابن المسيبي أيضاً بغير مد، إلاّ أني قرأت عنه بالمدّ، أبو جعفر و شيبة و المسيبي و قالون غير القاضي و عبد الوارث و عباس و أوقية و سهل يمدون الاولى و يلينون الثانية، و روى ابن سعدان، و ابن اليزيدي، عن أبيه، عن أبي عمرو أنّه كان يمد (أأُنزِلَ ) ]ص 8[، (أُلْقِيَّ ) ]القمر 25[، و لا يمدّ (أؤنَبِئكُم ) ]آل عمران 15[، كأنه خصه بترك المدّ لثقل الكلمة بالتشديد و كثرة الحركات، و سترى شرح اختلافهم /121ظ/ في (اشهَدُوا خَلْقَهُم ) ]الزخرف 19[، و في الإستفهامين في موضعها إن شاء الله.
شرح اختلافهم في إلتقاء الهمزتين المتفقتي الإعراب من كلمتين الهمزتان: (1)
الهمزتان المتفقتان في الإعراب من كلمتين على ثلاثة أضرب:
مفتوحتان: كقوله: (جاءَ أحد) ]النساء 43[ و نحوه.
__________
(1) ينظر: السبعة 136، التيسير 33، غاية الاختصار 1/220، النشر 1/382.(1/568)
و مكسورتان: كقوله: (هؤلاء إنْ كُنتُم ) ]البقرة 31[ و نحوه .
و مضمومتان: كقوله: (أولياءَ اولئِكَ ) ]الأحقاف 32[، و لا ثاني له.
... قرأ شامي كوفي و أحمد بن صالح و ابن حسان و ابن وهب جميع ذلك بهمزتين محققتين، و أبو عمرو [و] (1) البزي و النخاس لرويس، يحذفون الاولى بلا عوض منها، و يهمزون الاخرى، و يمدون الكلمة التي حذفوا منها الهمزة إذا كانت ممدودة ليَدُلوا بذلك على أصلها، و أنّ إسقاط الهمزة منها عارض بسبب، و اختلف النحويون في المحذوفة منها، قال بعضهم هي الثانية لأنّها آخر الكلام، و التغيير بالإعراب و الإعتلال و الزيادة و النقصان أكثر ما يلحق الأطراف دون الأوائل و الأوساط.
... و أبو جعفر و شيبة و ورش و القواس و يعقوب غير ابن حسان و ابن وهب و سهل يهمزون الاولى و يلينون الثانية فيجعلونها بين الهمزة و الألف إذا كانت مفتوحة أو يفتحونها شبه مدة، و بين الهمزة و الياء إذا كانت مكسورة، و يكسرونها شبه الياء، و بين الهمزة و الواو إذا كانت مضمومة، و يضمونها شبه الواو.
... إسماعيل و قالون غير ابن صالح و المسيبي و الفليحي يلينون الاولى و يحققون الثانية من المكسورتين و المضمومتين فيجعلون اللينة بين الهمزة و الواو إذا كانت مضمومة، و بين الهمزة و الياء إذا كانت مكسورة، فلزمهم أن يقرؤوا (بالسُوءِ ) ]البقرة 169[، إلاّ في يوسف بواو واحدة مشددة بعدها همزة، و هي في جميه ذلك بزنة المتحركة عند البصريين و بزنة الساكنة عند الكوفيين.
... إسماعيل يخفف الثانية من المفتوحتين كورش، و قالون و المسيبي و الفليحي يحذفون الاولى منها بلا عوض كأبي عمرو، و قد أتى عنهم أربعتهم تخفيف الأُولى من المفتوحتين كتخفيفهم إياها من المكسورتين و المضمومتين، و هذا هو الصحيح عن الفليحي و به قرأت عنه، و كذا ذكره النقاش لأبن كثير في جميع المتفقتين، و روى البخاري للقواس بهمزة واحدة.
__________
(1) سقطت في الأصل(1/569)
... و للبزي تخفيف الاولى و تحقيق الثانية في جميع المتفقتين، و روى البخاري للقواس بهمزة واحدة، و للبزي بتخفيف الاولى و تحقيق الثانية في جميع المتفقتين، و هذه رواية الخزاعي، و قال الهاشمي: هذا غير مضبوط عن البزي، ابن محيصن في المفتوحتين مع أبي عمرو، و في المكسورتين مع قالون، و في المضمومتين مع القواس. شرح اختلافهم في إلتقاء الهمزتين المختلفتي الإعراب من كلمتين (1) :
الهمزتان المختلفتان في الإعراب من كلمتين على خمسة أضرب:
مضمومة و بعدها مفتوحة، كقوله: (السُفَهاءُ ألا ) ]البقرة 13[ و نحوه .
و مفتوحة بعدها مكسورة، كقوله: (شُهَداءَ إذ ) ]البقرة 133[ و نحوه .
و مكسورة بعدها مفتوحة، كقوله: (مِنَ الشُهَداء /122و/ أن ) ]البقرة 282[ و نحوه .
و مضمومة بعدها مكسورة، كقوله: (يَشاءُ إلى صِراطٍ ) ]البقرة 213[.
و مفتوحة بعدها مضمومة، كقوله: (جاءَ أمةُ ) ]المؤمنون 44[، و لا نظير و لا تأتي مكسورة بعدها مضمومة في القرآن.
... و قرأ شامي كوفي و ابن صالح و ابن حسان و ابن وهب جميع ذلك بهمزتين محققتين، و قرأ حجازي بصري غير ابن صالح و ابن حسان و ابن وهب جميع لك بتحقيق الاولى و تليين الثانية، فيجعلون المخففة إذا كانت مفتوحة قبلها ضمة واواً محضة مفتوحة، فيقولون: (السُفَهاءُ ألا ) ]البقرة 13[ ونحوه و يجعلونها إذا كانت مفتوحة فيقولون (مِنَّ الشُهَداء أن تَضِلَّ ) ]البقرة 282[ و نحوه، و يجهلونها إذا كانت مكسورة قبلها فتحة أو ضمة بين الهمزة و الياء، يكسرونها فيقولون: ( شُهِدا يِذْ )، و ( يأبَ الشُهدا يِذْ ) [البقرة 282] و نحوهما.
__________
(1) ينظر: التيسير 32، غاية الاختصار 1/240، النشر 1/368.(1/570)
و يجعلونهما إذا كانت مضمومة قبلها فتحة بين الواو و الهمزة، و يضمونها فيقولون: (جاوُمّة )[ المؤمنون 44]، و لا ثاني له، هذا مذهب نَحْوِيِّ البصرة فيها، و هو الصواب فأمّا نحويو الكوفة و بعض البصريين فيقولون الهمزة المخففة في جميع ذلك بين بين بزنة الساكنة (1) .
... و اختلفوا في تخفيف (الشُهَداءُ إذا ) ]البقرة 282[، و (يَشَاءُ ألا ) ]البقرة 142[، و نحوهما من المضمومة و المَكسورة فقيل التخفيف في ذلك بين الهمزة و الواو، و قيل بين الهمزة و الياء، غير أنّه في كتاب أبي عمرو بين الهمزة و الواو، و كذلك قرأت، و ذكر الخزاعي عن أصحابه أنهم همزوا الاولى و تركوا الثانية إذا اجتمعت الهمزتان على اختلاف، قال: و ربما تركوا الاولى و همزوا الآخرة إذا كان أسهل في اللفظ، قال: فكان ابن فليح يستحب ذلك في (السُفَهَاءُ ألا ) ]البقرة 13[ و نحوه لأنه أسهل في اللفظ (2) . و الله أعلم.
الباب السادس و الأربعون
في ذكر الإمالة و التفخيم
... إعلم أرشدك الله أنّ الإمالة على ضروب و أنواع، و لها أسباب و دواع، و من اللغات مراتب، و للقراء فيها لطائف و نوادر، و لها موانع، و هي على وجهين: تقريب الفتح من الكسر، و تقريب الألف من الياء، طلب الخفة مع إرادة الفتح و الألف على لغة غير أهل الحجاز، فأما الحجازية، فإنهم يطلبون التفخيم، و هو الأجزل (3) ، فالإمالة وسيط بين الأمرين كالإختلاس من الحركة و السكون، و كالإخفاء من الإظهار و الإدغام، و كالإشمام من تصفية الصاد و إخلاص الزاي.
__________
(1) ينظر: الكتاب 3/541، شرح المفصل 9/111.
(2) ينظر: النشر 1/387.
(3) ينظر: الكتاب 4/118، شرح الشافية 1/4.(1/571)
... و أسبابها و دواعيها تنقسم سبعة أقسام: الكسرة، و الياء، و انقلاب الألف من الياء، وشبه الألف بالألف المنقلبة من الياء، و تقدير الكسرة مع الألف في الكلمة، و إمالة لإمالة و كثرة الإستعمال، و أصل الجمع الياء و الكسرة (1) .
... و كل ألف معها سبب من هذه الأسباب فإنه يجوز إمالتها إلاّ أنّ بعض ذلك مشروط بإنتفاء الموانع، و موانعها حروف الإستعلاء و الراء /122ظ/ غير المكسورة، و حروف الإستعلاء سبعة: الطاء و الظاء و الصاد و الضاد و الغين و الخاء و القاف، فإذا كان حرف من هذه الأحرف قبل الألف أو بعدها و الألف تليه، فإنه يمنع الألف من الإمالة في الأسماء التي سبب إمالتها الكسرة في غير الراء (2) ، و بسط هذه المسألة مما يطول ذكره جداً، و فيما ذكرنا كفاية إن شاء الله.
شرح اختلافهم في إمالة الألف و الراء المجرورة: (3)
__________
(1) ينظر: الاصول 3/160، شرح المفصل 9/55.
(2) ينظر: المقتضب 3/46، شرح الشافية 3/14.
(3) ينظر: السبعة 147، التيسير 51، سراج القارئ 132. و قد خُصَّت الراء بالامالة دون باقي الحروف من اجل ثقلها و قوتها بالتكبير فلذا عُدَّتْ من حروف الامالة. ينظر: النشر 2/78.(1/572)
... أمال أبو عمرو و ابن عتبة و ثلاثة غير خلاد و رجاء (الأبْْرارَ )، و (الأشْرَارِ )،و (الفَرار ) و ( فِرارَ ) ممّا تتكرر الراء فيه حيث وقعن في الجَرِّ، و عن ابن عتبة أيضاً ... (1) التغلبي عن ابن ذكوان بالإمالة القليلة، زاد أبو عمرو و الكسائي برواية قتيبة و نصر و الدوري و الشيزري عنه، و ابن سعدان و الدوري لحمزة إمالة كل ألف بعدها راء مجرورة ملاصقة بها جر إعراب لا كسر بناء في المعرفة و النكرة و الإتصال و الإنفصال نحو (النَارِ ) ]البقرة 39[، (جَبَارٍ ) ]هود 59[، (دَراهِمَ ) ]الأعراف 78[، و ما أشبه ذلك، خالفهم أبو عمرو في (الجَارِ ) ]النساء 36 [مُفَخَّمَة إلاّ برواية سجادة و روايات البخاري فإنّه بالإمالة، و قال ابن مقسم اختلف عنه في (الجارِ ) ]النساء 36[ و (الغَارِ ) ]التوبة 40[، و فخم سجادة (النار) في قصة موسى ثلاثتهن و هي في طه ] 10[ و النمل ]8،90[ و القصص ]29، 41[، و فخّم نُصَير في المائدة، و (الكُفارَ أولِياءَ ) ]المائدة 57[ و فَخَّمَ الشيزري في براءة، (الغار ) ]التوبة 40[، و وافقهم البخاري لورش على إمالة ذلك كله إلاّ في الموانع، و هو أن يكون قبل الألف حرف من حروف الإطباق أو من حروف الحلق غير الهاء، فإنه لا يميل مع هذه الحروف، و ذلك كقوله: (بالأسْحَارِ ) ]آل عمران 17[، و (الفُجّارَ ) ]المطففين 7[، أشعارها و (الغَارِ ) ]التوبة 40[، و (بِقِنطارٍ ) ]آل عمران 75[، و (أبْصارُهُم ) ]البقرة 7[،نحو ذلك، الأصبهاني يفتح ذلك كله، و روي عن أهل المدينة بين اللفظين و إلى الفتح أقرب.
... و كذلك روى الخبازي لأبي جعفر، و به قرأت عن العُمَري و وافقهما ابن ذكوان في (حِمارِكَ ) ]البقرة 259[، و (الحِمارِ ) ]الجمعة 5[، و (جُرْفٍ هارٍ ) ]التوبة 109[، و حماد و يحيى في (هَارٍ ) (2) ]التوبة 109[.
فصل
__________
(1) هنا طمس في الأصل.
(2) ينظر: السبعة 147، التيسير 51، الاقناع 1/272، غاية الاختصار 1/283.(1/573)
و اعلم أنّ الوقف عندهم على جميع ما ذكرنا أنّه ممال بإمالة دون الإمالة التي تكون في الوصل إذا كانت الراء هي المسكوت عليها، و هم يشيرون إلى كسرة الراء في الوقف، و يجعلون الإمالة على قدر الإشارة فيما قبلها، هكذا قرأنا بقراءاتهم، و لو زالت الإشارة لزالت الإمالة؛ لأنّ كسرة الراء هي التي تجذب الألف فتميلها (1) .
... و اختلف عن أبي عمرو في ذلك، فذكر بعضهم أنّه يشبع إمالة (النَارِ ) ]البقرة 39[ و نحوه في الوصل، فإذا وقف أشار إلى المخفوض، و أمال دون إمالته في الوصل لقوة كسر الراء في الوصل و ضعفها في الوقف، و ذكر ابن مهران أنّ أبا عمرو كان يلطف إمالة (النَارِ )و نحوه فإذا وقف عليه ترك الإمالة لتَرْكِه الإشارة إلى كسرة الراء في الوقف، و من المقرئين بقراءته من يميل في الوقف كما يميل في الوصل /123و/، أشار أو لم يُشِر، ليؤذن بذلك أنّه في الوصل كذلك، و إمالة الكسائي أرجح من إمالة غيره في ذلك كله إلاّ برواية نصير عنه فإنه يلطف (2) .
نوع آخر: و هو إمالة الألف للراء المكسورة التي كسرتها للبناء لا للإعراب:
__________
(1) ينظر: الاصول 3/169.
(2) ينظر: السبعة 148.(1/574)
أمال الكسائي برواية قتيبة و نصير و الدوري و الشيرزي باء (بارِئِكُم ) [البقرة 54 ]كلاهما، و (الجَوارِ ) ]الشُورى 32، الرحمن 24، التكوير 16[، ثلاثتهن، و فخم الدنداني باء (بارِئِكُم ) [البقرة 54(2)] كلاهما، زاد الشيزري (البارِئُ المُصَوِرُ ) ]الحشر 24[، و كذلك رواه ابن مجاهد للدوري، و قتيبة و الشيزري (نُسارِعُ ) (المؤمنون 56[ و بابه و قتيبة و الشيزري و بكار للدوري، و الدنداني لنصير (مَنْ أنصاريَ ) ]آل عمران 52[ فيهما، و هي رواية أبي زيد، عن أبي عمرو أيضاً، و رواية الكاغدي و الحلواني، عن الدوري، عن اليزيدي، عنه، و قتيبة و ابن مقسم للدوري (فلا تُمارِ ) ]الكهف 22[، و قتيبة و أبو عثمان (يُوارِي ) ]المائدة 31[، (فَأوارِيَّ ) ]المائدة 31[، و قتيبة وحده (سَارِبٌ ) ]الرعد 10[، و (مارِجٍ ) ]الرحمن 15]، و (مَارِدٍ ) ]الصافات 7[، و (بَارِدٌ ) ]ص42[، و (وارِدُها ) ]مريم 71[، و (بِطارِدِ ) ]هود 29[، و (بِخارِجٍ ) ]الأنعام 122[، و (بالقارِعَة ) ]الحاقة 4[، و (الوارِثُ ) ]البقرة 223[، و (الوارِثينَ ) ]الأنبياء 79[، و (الشاربينَ ) ]النحل 66[، (فَشارِبُونَ ) ]الواقعة 54[، و (كَارِهِينَ ) ]الأعراف 79[، و (كارِهُونَ ) ]الأنفال 5[، و (سارِقِينَ ) ]يوسف 73[، و (الغارِمِينَ ) ]التوبة 60[، و (بِخارِجِينَ ) ]البقرة 167[، و (الحوارييينَ ) ]المائدة 111[، و (يُحارِبُونَ ) ]المائدة 33[، و (الذارِياتِ ) ]الذاريات 1[، و (الجَوارِح ) ]المائدة 4[، و (مآرِبُ ) ]طه 18[، و (أبارِيقَ ) ]الواقعة 18[، و (المَشارِقِ ) ]الأعراف 137[، و (المَغارِبِ ) ]المعارج 40[، و (مَحارِيبَ ) ]سبأ 13[، و (قَواريرَ ) ]النمل 44[ حيث وقعن، و روى عبد الغفار، عن عباس، عن أبي عمرو، (بِخارِجينَ ) ]البقرة 167[ بالفتح و الكسر جميعاً (1)
نوع آخر: و من ذلك:
__________
(1) ينظر: التيسير 51.(1/575)
أمال أبو عمرو و الكسائي برواية قتيبة و نصير و الدوري من طريق ابن مقسم و بكار و برواية ابن حمدون من طريق بكار و يعقوب برواية رويس (الكافِرينَ ) ]البقرة 191[، و (كَافِرِينَ ) ]آل عمران 100[ في الجرّ و النصب وصلاً و وقفاً حيث وقع ذلك في اثنتين و تسعين موضعاً من القرآن (1) .
... أبو زيد عن أبي عمرو يفخمه في الوقف، وافقهم النحاس لرويس فيما فيه الألف و اللام جراً و نصباً، و زيد عن يعقوب و ابن كامل للدوري، و أبي حمدون عن الكسائي، فيما كان من ذلك في محل الجر في خمسة و ستين موضعاً من القرآن، و ذلك نحو (بالكافِرِينَ ) ]البقرة 19 ]، (للكافِرِينَ ) ]البقرة 24[، (مِنَ الكافِرِينَ ) ]البقرة 34[، (مِنْ قَومٍ كافِرِينَ ) ]الأعراف 93[، (على الكافِرِينَ ) ]البقرة 89[، (جامِعُ المُنافِقِينَ و الكافِرِيِنَ ) ]النساء 140[، (قُلوبُ الكافِرِيِنَ ) ]الأعراف 101[، (كيدُ الكافِرِينَ ) ]الأنفال 18[، (مُخزِي الكافِرِينَ ) ]التوبة 2[، (دُعاءُ الكافِرِينَ ) ]الرعد 14[، و ما سوى ذلك فهو في محل النصب، و هي رواية الحلواني عن الدوري، و رواية التغلبي عن عباس بن محمد اليزيدي، و أحمد بن عبد الرحيم، عن الدوري تابعهم ابن وهب، عن روح في (مِنْ قومٍ كافِرِينَ ) في النمل ]43[ فقط، الآخرون و ليث و حمدون و الشيزري، عن الكسائي، بالفتح في الموضعين. و الحالتين كل القرآن، و تَفَرُد قتيبة بإمالة (أوَلَ كافِرٍ بِهِ ) ]البقرة 41[، و اتفقوا على فتحه في الرفع كقوله: (يا أيها الكافِرُونَ ) ]الكافرون 1[ و نحوه.
شرح اختلافهم في إمالة الراء التي بعدها ياء:
__________
(1) ينظر: النشر 2/62.(1/576)
أمال أبو عمرو و ثلاثة و ابن عتبة و البخاري لورش كل راء بعدها ياء إمالة محضة، نحو (يَرى ) ]البقرة 165[، و (أفتَرَى ) ]آل عمران 94[، و (اشتَرَى ) ]التوبة 111[ و ما أشبه ذلك كل القرآن. زاد عبد الوارث من طريق المنقري إمالة (نَرَى الأرض /123ظ / ) [ المائدة 52] (و تَرى الأرضَ ) ]الكهف 47[ ، (و تَرى الجِبالَ ) ]النمل 88[، (و تَرَى المَلئِكَةَ ) ]الزمر 75[ و النصارى المسيح، و نحو ذلك في الوصل، و إن سقطت الياء لساكن حذفت وافقهم ابن ذكوان في (التَوْراةِ ) في كل القرآن، و ابن مسلم عن ابن ذكوان و الثعلبي: و أبان عن عاصم في (و لا أدْرَاكُم ) ]يونس 16[، (و ما أدريكَ ) ]الحاقة 3[ كل القرآن، و حماد و مكي في ( يا بُشرى ) ]يوسف 19[، (و لا أدراكم ) (1) ]يونس 16[، و ذكر ابن مهران ليحيى في شرح اللامات (يا بُشرى ) ]يوسف 19[بالإمالة، و في الغاية و المبسوط و غيرهما بالفتح، و الله أعلم.
... و حفص في (مَجرِيهَا ) ]هود 41[، و روى الرفاعي عن يحيى (لِمَن إشترِيهِ ) ]البقرة 102[ ممالاً مدني كل ذلك بين بين (2) ، و كذلك روى إسماعيل عنهم.
شرح اختلافهم في إمالة الألف المنقلبة من اللام، و ما يجري مجراها من الواو و ألف التأنيث الثابتة و المقلوبة و غير ذلك ممّا أُمِيلَ على غير قياس:
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/284.
(2) ينظر: السبعة 148، التيسير 47، الاقناع 1/272.(1/577)
... أمال الكسائي وحده ( و قَد هَدانِ ) ]الأنعام 80[، و (مَنْ عَصاني ) ]إبراهيم 36[، و (أوصَانِي ) ]مريم 31[، (و آتني الكِتابَ ) ]مريم 30[، (فَما آتنِ اللهُ ) [ النمل 36]، و (ما أنسنِيِهِ ) ]الكهف 63[، و (حقَّ تُقتِه ) ] آل عمران 102[، و (مرضاتِ اللهِ ) ]البقرة 207[، و (مَرضاتي ) ]الممتحنة 1[، و(خَطاياكُم ) ]البقرة 58[، و (خَطاياهُم ) ]العنكبوت 12[، و (خَطايانا ) ]طه 73[، و غير قتيبة (الرُؤيا ) ]يوسف 43[، و (رُؤيَايَّ ) ]يوسف 43[ و بابه، و أمال قتيبة (للرؤيا تَعْبُرُونَ ) ]يوسف 43[ فقط، (و إياكَ ) ]الفاتحة 5[،(فأحْيا ) ]العنكبوت 63[، (فَأحياكُم ) ]البقرة 28[، (ثُمَّ أحْياهُم ) ]البقرة 243[، (مَحياهُم ) ]الجاثية 21[ حيث وقعن. و غير ليث (هُداي ) ]البقرة 38[، و (مَثوايَ ) ]يوسف 23[، و (مَحْيايَ ) ]الأنعام 162[، في الإضافة إلى الياء، و أمال من الواويات (دَحَها ) ]النازعات 30[، و (تَلَها ) ]الشمس 2[، و (طَحَها ) [ الشمس 6] (سَجَى ) [ الضحى 2]، و زاد قتيبة (ما زَكا ) ]النور 21[ من الواو، و نصير و العجلي و قتيبة (مَهما ) ]الاعراف 132[ و (هُما ) [التوبة 40]أداتان،و بعد ذلك أمال ثلاثة ذوات الياء أجمع في الأسماء على إختلاف أبنيتها، و في الأفعال على اختلاف أوزانها في الماضي و المستقبل، و ألفات التأنيث و ألفات الندبة، و ما يجري مجرى ما تقدم (1) ، و أمالوا أيضاً من الواويات و و(العُلى ) ] طه 4[، (و الضُحى ) ]الضحى1[، و (الرِبوا ) ]البقرة 275[، ثلاثتهن حيث وقعن، و كذلك أمالوا (و يُحْيي ) ]الأنفال 42[، و (و لا يَحْيَى ) ]طه 74[، (يا يحيى ) ]مريم 12[، إذا كانت قبل الفعل واوٌ أو كان اسم رجل، و (مَثْويه ) ]يوسف 21]و (هُديه ) [ البقرة 38[،و (آتاني )]هود 28[، و (بَقِيَّةٍ ) (2) ]البقرة 248[.
__________
(1) ينظر: غاية الاختصار 1/291.
(2) ينظر: النشر 2/37.(1/578)
و أما الأسماءالتالية فتجئ على ثلاثة عشر بناءً، و هي فُعَل (هُدَىً ) ]البقرة 2[، فَعَل (أذىً ) ]البقرة 196[، فِعَل (الزِنا ) ]الإسراء 32[، مُفْعِل (مُوسى ) ]البقرة 51]، أفعل (أزكَى ) ]البقرة 232[، مُفَعَّل (مُصَلى ) ]البقرة 125[، مَفْعَل (مَثنى ) ]النساء 3[، مُفْتَعَلْ (مُفتَرى ) ]القصص 36[، فُعلة (تَقِية ) ]آل عمران 28[، مَفْعلة (مَرضاة ِ) ]البقرة 207[، مُفْعَلة (مُزجِية ) ]يوسف 88[، فُعَّلْ (غُزَّىً )[ آل عمران 156] فَوْعَلَة (التورية ) ]آل عمران 3[، أو تَفْعِلَة على وزن تتفَله بفتح الفاء لغة في تَتْفُلَة، و يجوز أن يكون اسماً مستعرباً من غير أن يكون من أوزان العربية اسماً للكتاب (1) .
... و أما الأفعال التالية فتجئ على أربعة و عشرين مثالاً فَعَلَ (سَعَى ) ]البقرة 114[، أفعل (أوْحَى ) ]إبراهيم 13[، فَعَّل (سوَّى ) ]القيامة 38[، استفعل (استَغْنى ) ]التغابن 6[، تفعل (تَوَلّى ) ]البقرة 205[، تفاعل (تَعالى ) ]الأنعام 100[، (تَرَاءى ) [الشعراء 61[، فاعل (ساوى ) ]الكهف 96[ فهذه كلها من الأبنية الماضية، و من المستقبل يَفْعَل (يَخْفَى ) ]آل عمران 5[، يفعل (يَرْضَى ) ]التوبة 24[، يُفْعَلل (يَجْزِيَّ ) ]آل عمران 144[، أفعل (آسى ) ]الأعراف 93[، يُفْعَل (يُؤتي ) ]البقرة 247[، تُفعل (تُؤتي ) ]آل عمران 26[، نفعل (نؤْتى ) [ الأنعام 124]، تتفعل (تَتلى ) ] سبأ 43[، تفَّعل (تَوَّفى ) ]البقرة 281[،يتفاعل (يَتَوارَى ) ]النحل 59[، تتفاعل (تَتَجَافَى ) ]السجدة 16[، يفتعل (يُفْتَرَى ) ]النحل 105[، سيُفعل (سَيَصْلَى ) ]المسد 3[، و بعض ذلك موزون الأصل (2) .
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/281، غاية الاختصار 1/270.
(2) ينظر: الاقناع 1/69.(1/579)
و يميلون (إلى ) ]البقرة 29]، و (مَتى ) ]البقرة 214]، (بَلى ) ]البقرة 81]، و (عَسَى ) ]البقرة 216]، و (يا أسَفى) ]يوسف 84[، و (يا وَيلَتِى ) ]المائدة 31[، و (يا حَسْرَتى ) ]الزمر 56[. ... و ما جاء على فَعلى نحو (السَلوى ) ]البقرة 57[، و على فُعلى نحو (القُربى ) ]البقرة 83[، و على فِعلى نحو (إحْدَى ) ]الأنفال 7[، و يجرون على ذلك (مُوسى ) ]البقرة 51[، و (عِيسى ) ]البقرة 83[ على اختلاف فيهما من وجوه شتى، و ما جاء على فعالى نحو (اليَتَامَى ) ]البقرة 83[، و يجرون عليه (الحَوايا ) ]الأنعام 146[، و ربما كانت منه، و الأصح أنّه من فعائل، و قد قالوا من فواعل و ذلك ضعيف، و على فعالى نحو (كُسَالى ) (1) ]النساء 142[ على أنّ أبا عثمان عن الدوري أمال الألف المتوسطة من (اليَتَامَى ) ]البقرة 83[، و (النَصارى ) ]البقرة 62[، و (أُسارى ) ]البقرة 85[، و (سُكارى ) ]النساء 43[، و (كُسَالَى ) ]النساء 142[ خمسهن على التكرار، فصلت قراءته بإمالتين امالتين، وافقه قتيبة فيما فيه الراء، و اختلف على خلاد في (سِيماهُم ) ] البقرة 273] و (الحَوايا ) ]الأنعام 146]، و ( مُزْجَةٍ ) ]يوسف 88 [، و (إناهُ ) ]الأحزاب 53[، و الأصح عنه الإمالة، وافقهم حماد في (الثَرى ) [طه 6]و يجئ في رَمى، و هما و ابن عتبة عن أيوب في (أعْمَى ) و (أعْمَى ) موضعين في سبحان[72].
__________
(1) في الأصل (الكُسالى) و ليست في القرآن.(1/580)
و أمال أبو عمرو و البرجمي و نصير و رويس و أبو عبيد الأول منهما، و روى ابن مجاهد ليحيى (أعْمَى ) و (أعْمَى )بالإمالة في موضعي طه [124-125]، و روى الرفاعي عنه في كل القرآن (أعْمَى ) و (مأوِيهُم ) ]البقرة 142[،و (أن هَديكُم ) ]الحجرات 17[ بالإمالة،و روى الرفاعي و خلف عنه (مَثنى ) ]النساء 3]،و (مَجْرِيها ) ]هود 41[، و (مُرْسِيها ) ]هود 41[، بين الفتح و الكسر، و روى المنقري عن عبد الوارث (هَدنا اللهُ ) ]الأنعام 71[، و (هَدَنا ) ]الأنعام 71[ بالإمالة، و روى عبد الغفار بن عبد الله عن عباس عن أبي عمرو، (فأنَّى لَهُمْ ) ]محمد 18[ بالإمالة (1) .
... و روى إسماعيل عن أهل المدينة جميع ما أماله الكسائي بين الفتح و الكسر، و إلى الفتح أقرب، و كذلك روى الحلواني، و أبو نشيط عن قالون عن نافع، و به قرأت عن العمري و المسيبي، و روى ابن سعدان عن المسيبي أنّه كان يلفظ بهذه الحروف بين بين، فإذا سألته عنها قال: هي بالفتح.
__________
(1) ينظر: غاية الاختصار 1/289.(1/581)
... و يميل أبو عمرو و غيرَ عباسٍ و عبد الوارث و أبي حمدون و أبي أيوب، ما أتى من الأسماء المؤنثة على وزن فعلى نحو (السَلْوى ) ]البقرة 57[، و (التَقْوى ) ]البقرة 197[، و (المَرْضى ) ]المائدة 6[، و (طَغْوى ) (1) و (دَعْوى ) (2) ،و (نَجْوى ) ]الإسراء 47[، و ما أشبه ذلك، أو فعلى نحو (عِيسى ) ]البقرة 87[، و (إحْدَى ) ]الأنفال 7[،و (ضِيزَى ) ]النجم 22[، أو فعلى نحو (الدُنيا ) ]البقرة 85[ و (القُصوى ) ]الأنفال 42[، و (العُليا ) ]التوبة 40[، و (السُفلى ) ]التوبة 40[، و (الحُسْنى ) ]النساء 95[، و (طُوبى ) ]الرعد 29[، و (مُوسى ) ]البقرة 51[، و ما أشيه ذلك، فيقرؤه بين الفتح و الكسر، و إلى الفتح أقرب، و الأصح عنه أنه لا يميل (مُوسى ) ]البقرة 51[ و (عِيسى ) ]البقرة 87[، و (يَحْيى ) ]مريم 7[، من قبل أنّ (مُوسى ) اسم أعجمي أصله فيما ذكر السدي (موشى) بالشين معجمة، و معنى (مو) ماء، و معنى (شا) شجر بالقبطية، و سُمِّي بذلك لأنه وجد في التابوت عند الماء و الشجر (3) ، وجدته جواري آسية أمرأة فرعون، و قد خرجن ليغتسلن، و إن جعلته عربياً كان الأظهر أن يكون مفعلاً من أوسيت رأسه، و يحتمل أن يكون وزنه فعلى من ماس يميس إذا تخيّر، و هو قول الكسائي فيه، و هو مثل طوبى من طاب يطيب، على أنه اسم منه، لأنه لوكان صفة لكسر أوله لتفتح الياء، كما قيل في (ضِيْزى ) ]النجم 22[ كذلك، و كأنَّ الصفة أحق /124ظ/ لأنه أثقل، و لا يقع فيه، لَبْسٌ لأنه ليس في كلامهم فِعلى بكسر الفاء صفة في الأصل (4) .
__________
(1) في المصحف (طَغْواها ) [ الشمس 11].
(2) في المصحف (دَعْولهُم ) [ الأعراف 5].
(3) ينظر: السبعة 144، غاية الاختصار 1/285.
(4) ينظر: لسان العرب ماد ة .(1/582)
... و مثله عيسى في أنه أسم أعجمي، و إن جعلته عربياً على وزن فِعلى من أعيس، مثل الذكرى من الذكر- كان محتملاً (1) ، و الأصح فيه و الأولى ما ذكرته أولاً.
... فأما (يحيى) فوزنه يَفْعل إن جعلته عربياً، و ليس من أصل مذهبه أن يميل يفعل و لا اسماً أعجمياً، و يميل مدني و أبو عمرو.
و ما أتى من بنات الياء و الواو و ألفات التأنيث كلها في أواخر الآي من سورة طه و النجم و المعارج و القيامة و النازعات و عبس و الأعلى و الشمس و الليل و الضحى و إقرأ باسم ربك، فيقرؤونا بين الفتح و الكسر، و إلى الفتح أقرب، سَجّادة عن اليزيدي (مُجْرِيها و مُرسِيها ) ]هود 41[،و (أُولَهُم لأُخْرَهُم ) ]الأعراف 39[، (لأولِيِهِم ) ]الأعراف 378[ بين الفتح و الكسر أيضاً.
فصل
فإنْ سقطت الألف من الحروف التي تقدمت لساكن لقيها زالت الإمالة عنها و عمّا قبلها لذهاب داعي الإمالة في الوصل، و ذلك قوله( مُوُسى الكِتابَ ) ]البقرة 53[، و (عِيسى ابن مريمَ ) ]البقرة 87[، و (القَتلى الحُرُ ) ]البقرة 178[، و (النَصَرى المَسِيِحُ ) ]التوبة 30[، و (الكُبرى اذهب ) ]طه 23-24[، و (رأى القَمَرَ ) ]الأنعام 77[، و (جَنى الجَنَتَين ِ) ]الرحمن 54[، و (كِلتا الجَنَتَين ) ]الكهف 33[ و نحو ذلك (2) .
__________
(1) ينظر: لسان العرب ماد ة .
(2) ينظر: السبعة 144، مصطلح الاشارات 111، النشر 2/74.(1/583)
... و اختلفوا في الوقف عليها فكان ثلاثة يقفون على ذلك كله بالإمالة، لرجوع الألف بزوال الساكن عنها، زاد الكسائي إمالة (كِلتا الجَنَتِينِ ) ]الكهف 33[، و (أحيا الناسَ ) ]المائدة 32[ في الوقف، على أنّ كلتا (1) منهم من جعلها للتثنية، فلا تمال البتَّة، و الأكثر أنّ الألف فيها لام من الفعل و وزنه فعيل و إليه ذهب المازني، و منهم من جعلها ملحقة بفعلى فتُمال، و إليه ذهب الكسائي، وافقهم أبو عمرو و البخاري لورش فيما فيه الراء نحو (النَصرى المَسِيِحُ ) ]التوبة 30[، و (الكُبْرَى اذهَبْ ) ]طه 23-24[، و (تَرى الناسَ ) ]الحج 2[ و ما أشبه ذلك، و وقف أبو عمرو على (القَتلى ) ]البقرة 178[ و (مُوسى ) ]البقرة 51[ و (عِيسى ) ]البقرة 87[ بين بين (2) .
فصل
... و كذلك إن وقفوا على المنون منذلك أمالوه لرجوع الألف بزوال التنوين عنها، كقوله: (سُدىً ) ]القيامة 36[، و (ضُحَىً ) ]الأعراف 98[، (سُوى ) ]طه 58[، (طُوى ) ]طه 12[، (عَمىً ) ]فصلت 44[، (قُرىً ) ]سبأ 18[، (رِءْيا ) ]الأنعام 164]، (غُزَّىً ) [ آل عمران 156] ، (مُصَلى ) ]البقرة 125[، (مُصَفى ) ]محمد 15[، (مُسَمى ) ]البقرة 282[، (مُفتَرى ) ]القصص 36[ و نحو ذلك، وافقهم أبو عمرو و البخاري لورش فيما فيه الراء نحو (قُرىً ) ]سبأ 18[، و (مُفتَرى ) ]القصص 36[، و وقف أبو عمرو و البخاري على (تَتْرى ) ]المؤمنون 44[ بالألف هي عوض من التنوين، و من الناس من لا يميل الألف من مدة الحروف في الوقف، و يقول: الألف بدل من التنوين في الوقف، و الأول الصواب لما ذكرنا و لموافقته (3) .
فصل
__________
(1) في الأصل (كلتي) و هو خطأ.
(2) ينظر: الاقناع 1/299،350.
(3) ينظر: الاقناع 1/352، النشر 2/74.(1/584)
و أمال الكسائي برواية قتيبة و نصير و الدوري و الشيزري (في طُغيانِهِم ) ]البقرة 15] نصير و الدوري و الشيزري (في آذانِنا ) ]فصلت 5[ و (آذانِهِمْ ) ]البقرة 19[، و الشيزري و الدوري غير ابن مقسم (كَمِشكوةٍ ) ]النور 35[، و العجلي و خلف، عن سليم، و الدوري، عن الكسائي، إلاّ من طريق ابن مقسم أو كلاهما و قتيبة و ابن ذكوان و الوليدان (المِحرابَ ) ]آل عمران 37[ في الجر، و حمزة برواية رجاء و /125و/ العجلي و خلف و ابن سعدان، و خلف (لِنَفسِه ) ]يونس 108[ (ذُرِيَةً ضِعافاً ) (1) ]البقرة 266[، ذكر ابن مهران في الغاية و المبسوط لرجاء بالفتح في هذا الحرف، و في المجرد لقراءة حمزة بالإمالة، و الله أعلم بذلك.
... و حمزة برواية العجلي و الدوري و خلف و ابن سعدان، عن سليم، عنه، و أبو عثمان، عن الدوري، و خلف لنفسه، (أنا آتيكَ بِهِ )كلاهما ]النمل39، 40[ ، و أبو عمرو برواية أبي حمدون و ابن اليزيدي، و الكسائي برواية قتيبة و نصير من طريق ابن رستم (الناسِ ) ]البقرة 8[ في الجر، و عن ابن رستم أيضاً (كُلَّ أُناسٍ ) ]البقرة 60[ [ الأعراف 82] [الاسراء 71] بالإمالة ثلثتهن، و قرأت أنا بالفتح و بروايتهما (إنا للهِِ) ]البقرة 156[ بإمالتين، و (رِحلَةَ الشِتاءِ ) ]قريش 2[، و (سَائِلٌ ) [ المعارج 1]، و قتيبة (لله ) ]الفاتحة 2] كل القرآن، و حروفاً كثيرة (2) ، و سترى شرح ذلك مرتباً على حروف المعجم إن شاء الله.
__________
(1) ينظر: غاية الاختصار 1/311.
(2) ينظر: المصدر نفسه 1/308.(1/585)
و نصير (التُراثَ ) ]الفجر 19[ (1) و يميل حمزة و خلف و نصير (تَرآى الجَمْعانِ ) ]الشعراء 61[ إمالة واحدة في الوصل، فأما في الوقف، فإنَّه مختلف عن حمزة في أنّه يميل بإمالتين و إمالة واحدة، و الأصح عنه واحدة، و إمالة خلف و نصير إمالتين، و الكسائي غير نصير الإمالة الثانية في الوقف، الباقون بالتفخيم في الحالتين (2) ، و سترى شرح اختلافهم في حروف التهجي نحو (الر ) ]يونس 1[، و (كهيعص ) ]مريم 1[، و (طه ) ]طه 1[، و (طسم ) ]الشعراء 1[،و(طس ) ]النمل[،و(يس ) ]يس 1[ .،و(حم ) (غافر )،وفي(رَأى ) ]الأنعام 76[، و (نأى ) ]الإسراء 83[، و (أعمى ) ]الرعد 19[ في مواضعها إن شاء الله.
فصل
... و اتفقوا على فتح الأسماء و الأفعال الواوية و الأسماء المبهمة و حروف المعاني و ألقاب التثنية و الجمع (3) ، فأما الأسماء الواوية نحو (الصَفا ) ]البقرة 158]، و (شَفا جُرفٍ ) ]آل عمران 103[، و (سَنا بَرقِهِ ) ]النور 43[،و (عَصاني ) ]طه 18[، و (عَصاكَ ) ]الأعراف 117[، و (عَصاهُ ) ]الأعراف 107[، و (الصَلوَةَ ) ]البقرة 3[، و (الزَكوَةَ ) ]البقرة 43[، و (الحَيوَةَ ) ]البقرة 85[، و (ذات ) ]الأنفال 1[ و أشباهها مما كانت الألف منقلبة عن الواو إلاّ ما روى أبو حمدون عن الكسائي أنّه أمال (عَصاي ) ، و لم أقرأ به.
... و أما الأفعال الواوية فنحو (دَعا ) ]آل عمران 38[، و (دَنا ) ]النجم 8[، و (عَفا ) ]آل عمران 152[، و (بَدا ) ]الأنعام 28[، و (تَلا ) (4) ،و (خَلا ) ]البقرة 78[، و (عَلا ) ]القصص 4[، و أشباهها إلاّ ما أتى عن الكسائي أنه أمال (دَحها ) ]النازعات 79[، و (طَحَاها ) ] الشمس 6 [، و (تَلَها ) ]الشمس 2[، و (سَجى ) ]الضحى 2[ ،و برواية قتيبة (ما زَكا ) [النور 21] و قد مضى ذكره.
__________
(1) في الأصل تراث.
(2) ينظر: غاية الاختصار 1/303،327.
(3) ينظر: شرح المفصل 9/59، شرح الشافية 3/26.
(4) في المصحف (تَلاهَا ) [ الشمس 2](1/586)
فامتحان الأفعال بالتصريف، تقول: دعا يدعو دعوت، فإن كان مما لا يتبين فيه ذلك بِرَد الماضي إلى المستقبل أو المستقبل إلى الماضي، رددته إلى نفسك نحو سعيت، و امتحان الأسماء باختلاف الأبنية من التثنية و الجمع، نحو الصفوان و الصلوات و السنوات، فإنْ أُميل من ذلك شيء بعد أن صح لك فيه الواو، فإنما أباحَ فيه الإمالة المجاورة أو الكتابة بالياء، أو استيلاء الكسرة عليه.
... فأما الأسماء المبهمة و هي أسماء الإشارة فنحو (ذا )، و (ماذا )، و (هذا ) و ( هذه ) و (هكذا ) و (ذاك ) و (ذلِكَ ) ، و (كَذلِكَ ) ، و (أولئكَ ) ، إلاّ ما أتى عن ورش و قالون عن نافع، و أبي زيد عن أبي عمرو، و أبي حمدون عن اليزيدي عنه، أنّهم أمالوا (هذه)، و ما روى أحمد بن جبير عن نافع أنّه أمال (ماذا) و (كذلِكَ )، روى ابن الصلت عن سالم عن قالون، و هي على سبيل الجواز لا على سبيل الإختيار. /125ظ/
... و أما حروف المعاني فنحو (إلى ) ]البقرة 29[، و (على ) ]البقرة 5[، و (لَدى ) ]يوسف 25[، و (حَتى ) و (مَهما ) ، و (لكِنَّ ) ،و (لا ) ]البقرة 2]، و (ما ) ]البقرة 4[، و (أما) ، و (إلاّ ) [البقرة 9] و أشباههن، إلاّ ما أتى عن العجلي و نصير أنهما أمالا (حَتى )، و عن قتيبة أمالَ (مَهما ) و وجه إمالتها أنّه لما وقعت إلفهما رابعة أشبهتا عطشى، قال الزجاج: كتبوا حتى بالياء لأنها أشبهت عطشى.
... و أما ألِفاتُ التثنية فنحو (ذوا ) ، و (ذَواتا ) ]الرحمن 48[، و (ألقيا ) ]ق 24[،( أنْ يَتَماسا ) ]المجادلة 3[، و ما أشبه ذلك، و أما ألفات الجمع فنحو ( لِفِتْيانِهِ ) ]يوسف 62[،و (وِلدانٌ ) ]الواقعة 17[، و (غِلمانٌ ) ]الطور 24[ و أشباهها، إلاّ ما أتى عن الكسائي من إمالة (آذَانِنا ) ]فصلت 5[، و (آذانُهُم ) ]البقرة 19[ و قد تقدم ذكره.(1/587)
شرح اختلافهم في إمالة الفاء من الفعل إبانة عن ما قبلها من الياء أو الكسرة التي كانت على الواو (1) :
أمال حمزة (زَادَ ) (2) ، و (زاغَ ) ]النجم 17[، و (جاءَ) ]النساء 43[، و (شاءَ) ]البقرة 20[، و (خافَ ) ]البقرة 182[، و (خابَ ) ]إبراهيم 15[، و (طابَ ) ]النساء 3[، و (حَاقَ ) ]الأنعام 10[، و (ضاقَ ) ]هود 77[ و ما تصرف منها، فمن الماضي الثلاثي وحده كالتأنيث و التثنية و الجمع حيث وقعن نحو (جاءَت ) ]الأنعام 109[،(زادَتْهُ ) ]التوبة 124[،و (خافَتْ ) ]النساء 128[، و (ضَاقَت ) ]التوبة 25[، و (جاؤ ا ) ]آل عمران 184]، و (زادُوا ) (3) و (زَاغُو ا ) ]الصف 5[، و (خَافوا ) ]النساء 9[، و نحو ذلك كل القرآن، زاد خلاد و ابن دَرْبي (إذ زاغَتْ ) ]الأحزاب 10[، (أم زاغَتْ ) ]ص 63[ وافقه نصير في الزاي خاصة نحو (زَادَ ) (4) و (زَاغَ ) ]النجم 17[، و (زاغَت ) و بابها، و ابن ذكوان و ابن عتبة و خلف في (جَاءَ) ]النساء 43]، و (شاءَ ) ]البقرة 20]، و الوليدان و التغلبي عن ابن ذكوان في (زَادَ ) كل القرآن، و ابن الأحزم عن ألأخفش عنه في (فّزادَهُم اللهُ مَرَضاً ) ]البقرة 10] فقط، بين بين في جميع ذلك.
... أبو جعفر غير ابن مهران، و روى إسماعيل عن أهل المدينة أيضاً، جميع ذلك بين بين الفتح و الكسر و إلى الفتح أقرب، و كذلك روى أبو نشيط و الحلواني، عن قالون، عن نافع و به قرأت عن عمري، و روى القاضي عن قالون عنه، و ابن المسيبي، عن أبيه، عنه، جميع ذلك بالفتح، و روى ابن سعدان عن المسيبي أنّه كان يلفظ بهذه الحروف بين بين، فإذا قلت له إنك تُسِّرُهُ إلى الكسر، قال: لا، و يأبى إلاّ الفتح.
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/302، النشر 2/59.
(2) في المصحف مقترنة بضمائر مختلفة مثل (زَادَكُمْ ) [ الأعراف 69].
(3) في المصحف (زادُوهُم ) [هود 101].
(4) في المصحف مقترنة بضمائر مختلفة مثل (زَادَكُمْ ) [ الأعراف 69].(1/588)
... و مدار قراءة أهل المدينة على ما ذكره إسماعيل عنهم، و لم يختلفوا في غير ما ذكرنا من هذا الباب أنّه بالفتح، نحو (سارَ ) ]القصص 29[، و (كَاد ) (1) و (كالُوهُم ) ]المطففين 3[ إلاّ ما أتى عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي من إمالة (كادُوا ) ]البقرة 71[، فقط، و لا في المستقبل من ذلك نحو (يَشاء ) ]البقرة 90]، و (تَشاء) ]آل عمران 26]، و (يَشاءونَ ) ]النحل 31]، و (تَشَاؤُونَ ) ]الإنسان 30]، و (يَخَافُونَ ) ]المائدة 23]، و (تَخافُونَ ) ]النساء 34]، و (يَخافُ ) ]طه 112[، و (تَخافُ ) ]طه 77]، و (أخاف ) ]المائدة 28[، و لا في الأمر و النهي منه، نحو (فلا تَخافُوهُم و خافُونِ ) ]آل عمران 175[، و لا في اسم الفاعل منه نحو (ضائِقُ ) ] هود 12[، و (خائفاً ) ]القصص 18[، و لا في ما زاد على الثلاثي منه نحو (فأزَلَهُما ) ]البقرة 36[، و (أزاغَ اللهُ ) ]الصف 5[، و (فأجاءَها ) ]مريم 23[، إلاّ ما روى أبو عبيد عن حمزة أنّه أمال (فأزَلَّهُما ) ] البقرة 36[،و هي قراءة طلحة بن مصرف و الأعمش، قال ابن مجاهد: و هذا غلط، و سترى اختلافهم في (بَل رانَ ) ]المطففين 14[ في موضعه، إن شاء الله.
شرح اختلافهم في الوقف على ما قبل الهاء المنقلبة من تاء التأنيث (2) :
__________
(1) في المصحف مقترنة بضمائر مختلفة مثل (كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ) [ يوسف 76].
(2) سراج القارئ 146.(1/589)
يميل ثلاثة ما قبل الهاء المنقلبة إذا تحرك في الوقف خاصة، و ذلك نحو قوله: (خَلِيفَةً ) ]البقرة 30[، (رَحمَةُ ) ]البقرة 157]، (نعمَةَ ) ]البقرة 211[، (مَعصِيَةُ ) ]المجادلة 8[ و ما أشبه ذلك من هاءات التأنيث كل القرآن /126و/ إلاّ أن يكون الحرف الذي قبلها حرفاً من حروف الإستعلاء، و هي سبعة أحرف الطاء و الظاء و الصاد و الضاد و الخاء و الغين و القاف، نحو (حِطَةٌ ) ]البقرة 58[، (غِلْظَةً ) ]التوبة 123[.، (خاصةً ) ]الأنفال 25[، (فَرِيضَةً ) ]البقرة 236[، (الصاخَةْ ) ]عبس 33[، (بالِغَةٌ ) ]الحاقة 1[، و ما أشبههن حيث وقعن، فإنهم لا يميلونه، هذا هو المأخوذ به، و المعتمد عليه، و اختلف عنهم في ذلك، و كان بعضهم يميل الباب كله من غير استثناء، روي عن أبي مزاحم الخاقاني أنّه كان يميل مع حروف الإستعلاء أيضاً، و لا يخص شيئاً منه بالفتح عند الوقف، و كان ابن مجاهد يختار ترك الإمالة مع تسعة أحرف تأتي قبل هذا التأنيث سبعة منها حروف الإستعلاء، و هي ما تقدم ذكره و الحاء و العين نحو (صّيحَةٍ) ]يس 29[، و (سَاعةً ) ]الأعراف 34[، و كذلك إذا كان الحرف الذي قبل الهاء راء ليس قبلها كسرة، فإنه يختار ترك الإمالة فيها أيضاً، نحو (صُرّةٍ ) ]الذاريات 29[، (بَرَرَةٍ ) ]عبس 16[، (بَقَرَةٌ ) ]البقرة 67[، (سُورَةٌ ) ]البقرة 23[، (مَحشُورَةً ) ]ص 19[، (عُسرَةٍ ) ]البقرة 280[، (مَرّةٍ ) ]الأنعام 94[، (يَضُرَه) ]الحج 12[، (زَهرَةَ ) ]طه 131[، (جَهرَةً ) ]البقرة 55[و ما أشبه ذلك..(1/590)
... و من الكوفيين من يجعل حروف الحلق كلها من الحروف التي تمنع الإمالة (1) ، فلا يميل (القارِعةُ ) ]الرعد 31[، (الخاطِئةُ ) ]الحاقة 9]، و (آلِهَةٌ ) [الاسراء 42]و نحوها في الوقف، ذكر أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ البغدادي أنّ الكسائي لم يمل (فِطْرَ ةَ ) ]الروم 30[ لأنّ الطاء مطبقة و لا (قَسْوَ ةً ) ]البقرة 74[، لأنّ الواو في معنى الضمة، و لا (شَوكَةُ ) (2) ]الأنفال 7[، و (مُبارَكَةً ) ]النور 35[، و (التَهْلُكَةِ) ]البقرة 195[ و نحو ذلك إذا لم تكن قبل الكاف كسرة، قال: و لا يميل ايضاً (الحِجارَة )[البقرة 74] و (تِجارَةً ) ]البقرة 282[ و نحو ذلك، إذا كان قبل الراء ألف.
... و كان ابن مقسم يختار الإمالة مع حروف الإستعلاء فقط، و إلى قوله ذهب ابن مهران، وافقهم الشموني من طريق النقار في الراء المكسور ما قبلها، نحو (الآخِرَةَ ) ]البقرة 4[، و (المَغْفِرَةِ ) ]النجم 32[، و (مُسْتَنْفِرَةٌ ) ]المدثر 50[، و (كَبِيِرةٌ ) ]البقرة 45[، و (بَصِيرَةٍ ) ]يوسف 108[و أشباههن، فكان يقف عليها بالإمالة، و رُوِيَّ نحوه عن أبي عمرو، إلاّ أنّهُم يتفاضلون في الإمالة فالكسائي أشدُّ إمالة من حمزة و خلف، و إمالتهما أقل و ألطف من إمالة الكسائي.
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/317، شرح الشافية 3/24.
(2) في المصحف (الشَوكَة).(1/591)
... و ذكر أبو العباس وراق خلف عنه أنّه كان يقول: فتح هذه الحروف قليلاً أحبُّ إلينا؛لأنها في الوصل مفتوحة، و أبو عمرو إن صح عنه فَبين الفتح و الكسر، الآخرون يقفون على جميع ما ذكرنا بالفتح، و اتفقوا على فتح ما قبل الهاء المنقلبة في الوصلن و على فتح الألف المنقلبة من الواو نحو (الصَلوةَ ) ]البقرة 3[، و (الزَكْوةَ ) ]البقرة 43[، و (الحَيِوةَ ) ]البقرة 85[، و (و زادَكُم ) ]الأعراف 69] و (مَنَوةَ ) (1) ]النجم 20[،و على فتح ما قبل هاء الكناية، كقوله: (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ) ]عبس 12[، و (خَشِيَ رَبَهُ ) ]البينة 8[، و نحو ذلك، و على فتح ما قبل هاء الوقف و الإستراحة إذا كان مفتوحاً، نحو (لَمْ يَتَسَنَّهْ ) ]البقرة 259[، و (كِتابِيَه ) ]الحاقة 19[، و (حِسابِيَه ) ]الحاقة 26[، و (سُلطانِيَه ) ]الحاقة 29[، و (مالِيَه ) ]الحاقة 28[، و (ما هِيَه ) ]القارعة 10[، إلاّ ما روى أبو عبد الله محمد بن عيسى الأصبهاني عن خلاد بن سليم، عن حمزة أنه كان يقف على ما قبل هاء الوقف /126ظ/ بالإمالة (2) ، و قال أبو مزاحم الخاقاني: نقرئ يقراءة الكسائي برواية أبي الحارث.
فصل
... و إنما أمالوا ما قبل هاء التأنيث في الوقف لأنهم شبهوا هاء التأنيث بألفه لشبهها بها في الوقف بأنّها من مخرجها، و بأنها ساكنة مثلها، و بأنهم بنوا ما قبلها على الفتح كما بنوا ما قبل الألف عليه، فكما أمالوا ما قبل الألف في حبلى و نحوها لإمالتها، كذلك أمالوا ما قبل هاء التأنيث لشبهها بها في الوقف بما ذكرنا، لأنّه أخف عليهم مع ما فيه من البيان في الوقف بأنها هاء التأنيث تصير في الوصل تاء، و هي أصلها، و روي عن الكسائي أنّه قال: هذه طباع العُرْضَة، يعني لغة أهل الكوفة، و عن بعضهم أنّه قال: إذا نشأ الغلام فينا فلم يقل مكة و جنة شككنا في أصله.
__________
(1) ينظر: غاية الاختصار 1/293،سراج القارئ 148
(2) ينظر: الاقناع 1/319، غاية الاختصار 1/308.(1/592)
و من أمال ما قبل هاء التأنيث في الوقف إذا كان قبله كسرة فقط فلأنّ سبب الإمالة صار أقوى عنده حينئذ، فإذا وصلت الكلمة و صارت الهاء تاءً لم تجز إمالة ما قبلها لبعدها عن شبهة الألف، و قال أبو العباس ثعلب: و ذلك لأنّ الهاء أخت الألف، فإذا جاءت حركتها رُجِعَ إلى فتح ما قبلها (1) .
شرح الإمالات التي تفرد بها قتيبة:
و قد ذكرها ابن مهران -رحمة الله- حرقاً حرفاً في كل سورة من أول القرآن إلى آخره، غير أنّه طَوَّلَ الكلام بإعادة كل حرف منها في موضعه، فاستوفيت إيرادها في هذا الموضع مرتبة على حروف المعجم، من غير إعادة ليكون أوجز في اللفظ، و أوضح في البيان، و الله الموفق للصواب (2) .
على الألف: يميل (آمِنَاً ) ]البقرة 125[، (آمِنَةً ) ]آل عمران 154[، (آمِيِنَ ) ]المائدة 2[، و (آمِنُونَ ) ]النمل 89[، و (بآخِذِيهِ ) ]البقرة 267[، و (آخِذِيِنَ ) ]الذاريات 16[، و (الآثِمِين ) ]المائدة 106[، (الآفِلِينَ ) ]الأنعام 76[، و (للآكِلِينَ ) ]المؤمنون 20[، و (مآرِبُ ) ]طه 18[، و (آسِنٍ ) ]محمد 15[، و ( آنفاً) [ محمد 16]و (و حَمِيِمٍ آنٍ ) [الرحمن 44 ]، و ( غَيرَ إنَهُ )[الاحزاب 53].
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/314، النشر 2/82،88.
(2) تنظر: بعض هذه المواضع في غاية الاختصار 1/315.(1/593)
على الباء: يميل (بِبابِلَ ) ]البقرة 102]، و (العِبادِ ) ]البقرة 207[، و (مِنْ عِبادِهِ ) ]البقرة 90[، و (عِبادِيَّ ) ]البقرة 186[، و (يا عِبادِيَّ ) ]العنكبوت 56[ حيث وقع إذا كانت الدال مكسورة، و (عِبادَاً ) ]آل عمران 79[ إذا كان منصوباً منوناً، (عَنْ عِبادَتِهِ ) ]النساء 172[ و (عِبادَتِكُم ) ]يونس 29[، و (عَنْ عِبادَتي ) ]غافر 60[، و (عِبادَتِهِم ) ]مريم 82[، و (بِعِبادَةِ رَبّهِ ) [الكهف 110[، و (الجِبالَ ) ]هود 42[ في الخفض حيث وقع، و (البائِسَ ) ]الحج 28[، و (بَاعِدْ ) ]سبأ 19[، و (بِحُسبانٍ ) ]الرحمن 5[، و (بارِدٍ ) ]ص 42[، و (أبارِيِقَ ) ]الواقعة 18[.
على التاء: يميل (الكِتابَ ) ]البقرة 85[، و (القِتالَ ) ]البقرة 217[ في الجر، و (كِتاباً ) ]آل عمران 145[، و (قِتالاً) ]آل عمران 167[في المنصوب المنون، و (بِتابِعِ ) ]البقرة 145[، و (التابِعينَ ) ]النور 31[، و (تارِكُ ) ]هود 12[، و (بِتاركي ) ]هود 53[، و (تائباتٍ ) ]التحريم 59[، و (كِتابِيَه ) ]الحاقة 19[، و (الأوتادَ) ]ص 12[، و مع نصير من طريق ابن رستم، (الشِتاءِ ) ]قريش 2[.
علىالثاء: يميل (بالقَولِ الثابِتِ ) ]إبراهيم 27[، و (المَثانِي ) ]الحجر 87[، و (مَثانِيَ ) ]الزمر 23[، و (ثامِنُهُم ) ]الكهف 22)، و (ثانِيَّ اثنَينِ ) ]التوبة 40[، و (ثانيَ عَطْفِهِ ) ]الحج 9[، و (ثاوِياً ) ]القصص 45[، و (بِثالِثٍ ) ]يس 14[.(1/594)
على الجيم: يميل (جاعِلٌ ) ]البقرة 30[، و (جاعِلُكَ ) ]البقرة 124[، و (جاعِلُوهُ ) ]القصص 7[، و (لَجاعِلُونَ ) ]الكهف 8[، و (الجاهِلَ ) ]البقرة 273[، و (الجاهِلُونَ ) ]الفرقان 63[، و (الجاهِلِينَ ) ]البقرة 67[، و (الجاهِلِية ) ]آل عمران 154[، و (الرِجالَ ) ]النساء 34[ ]الأعراف 81] ، ]البقرة 228[ في الحركات الثلاث، و (جامِعُ ) ]آل عمران 9[، و (مُتَجانِفٍ ) ]المائدة 3[، و (جاهِدْ الكُفارَ ) ]التوبة 73[، و (جاهِدوا ) ]المائدة 35[، و (جاهِدْهُم ) ]الفرقان 52[، و (تُجاهِدُونَ ) ]الصف 11[، و /127و/ (المُجاهِدينَ ) ]النساء 95[، و (جاثِمِينَ ) ]الأعراف 78[، و (حِجابٌ ) ]الأعراف 46[، و (حِجَاباً ) ]الإسراء 45[، و (الحِجابُ ) ]الأعراف 46[ في الحركات الثلاث، و (جائِرٌ ) ] النحل 9]، و (جانِبِ ) ]الإسراء 68[، و (بِجانِبِ ) ]القصص 44[، و (جامِدَةً ) ]النمل 88[، و (جانٌ) ]يس 27[، و (يُجاوِرُونَكَ) ]الأحزاب 60[، (و هَلْ نُجازِي ) ]سبأ 17[، و (جاثِيَةً) ]الجاثية 28[، (فالجارِياتِ ) ]الذاريات 3[، و (الجارِيَة ) ]الحاقة 11[، و (عَينٌ جارِيَةٌ ) ]الغاشية 12[، و (عَلى أرجائِها ) ]الخاقة 17[، و للجيم و السين عنده حال في الإمالة ليس ذلك في سائر الحروف.(1/595)
على الخاء: يميل (في أرْحَامِهِنْ ) ]البقرة 228[، (و الأرحامَ ) ]آل عمران 6[ في الجر، و (يُحارِبُونَ ) ]المائدة 33[، و (الحاسِبِينَ ) ]الأنعام 62[، و (حاسِبِينَ ) ]الأنبياء 47[، و (الحاكِمين ) ]الأعراف 87[، و (حاشِرِينَ ) ]الأعراف 111[، و (الأحادِيثِ ) ]يوسف 6[، و (أحادِيثَ ) ]المؤمنون 44[، و (رِحالَهُم ) ]يوسف 62[، و (حامِيَةٌ ) ]القارعة 11] ]الغاشية 4[ خفضاً و رفعاً، و (بإلحادٍ ) ]الحج 25[، و (حاجِزاً ) ]النمل 61[، و (بِحامِلِينَ ) ]العنكبوت 12[، (فالحامِلاتِ ) ]الذاريات 2[، و (مَحارِيبَ ) ]سبأ 13[، و (بصِحافٍ ) ]الزخرف 71[، و (في الحافِرَةِ ) ]النازعات 10[، و (حاسِدٍ) ]الفلق 5[.
على الخاء: يميل (بِخارِجٍ ) ]الأنعام 122[، و (بِخارِجينَ ) ]البقرة 167[، و (خامِدينَ ) ]الأنبياء 15[.
على الدال: يميل (نِداءً ) ] البقرة 171[، و (بِداراً ) ]النساء 6[، و (مِدَاداً ) ]الكهف 109[، و (جِداراً ) ]الكهف 77 [، و (الداعِ ) ]البقرة 186[، و (داعِياً ) ]الأحزاب 46[، و (داعِيَّ اللهِ ) ]الأحقاف 32[، و (المَدائنَ ) ]الأعراف 111[، و (دَانٍ ) ]الرحمن 54[.
على الذال: يميل (للذاكِرِيِنَ ) ]هود 114[، و (الذارِياتِ ) ]الذاريات 1[.(1/596)
على الراء: يميل (فِراشاً) ]البقرة 22[، و (مِراءً ) ]الكهف 22[، و (سِراعاً ) ]ق 44[، و (سِراجاً ) ]الفرقان 61[، و (كِراماً ) ]الفرقان 72[، و (كِرامٌ ) ]عبس 16[، و (الإكرامِ ) ]الرحمن 27[، و (غير إخراجٍ ) ]البقرة 240[، و (بإخراجِ الرَسُولِ ) ]التوبة 13[، و (إسرافاً) ]النساء 6[، و (إجرامِي) ]هود 35[، و (إكراهِهِنَّ ) ]النور 33[، و (الراكِعِينَ ) ]البقرة 43[، و (الراحِمِينَ ) ]الأعراف 151[، و (إفتراءً ) ]الأنعام 138[، و (دِراسَتِهِم ) ]الأنعام 156[، و (أطرافِها) ]الرعد 41[، و (قَطِرانْ ) ]إبراهيم 50[، و (رابِعُهُم ) ]الكهف 22[، و (المِحرابَ ) ]آل عمران 39[ في الجرّ، تابعه ابن عتبة في (فِراشاً ) و (غَيرَ إخْراجٍ ) ]البقرة 240[، و هو و ابن مسلم و ابن ذكوان في (المِحْرابِ )، و زاد ابن عتبة (إخْراجُهُم ) ]البقرة 85[، و (إخراجُ أهلِه ) ]البقرة 217[.
على الزاي: يميل (مِنَّ الأحزابِ ) ]هود 17[ في الجرّ، و (الزاهِدِينَ ) ]يوسف 20[، و (خَزائِنِ الأرضِ ) ]يوسف 55[ في الجرّ، و (الزانِيَةُ و الزانِي ) ]النور 2[، و (إلاّ زانِيةً ) ]النور 39[، و (إلاّ زانٍ ) ]النور 3[، و (مِزاجُها ) ]الإنسان 5[، و (مِزاجُهُ ) ]المطففين 27[.(1/597)
على السين: يميل (المَسَاكِيِنَ ) ] ابراهيم 45 [، و (مَسَاكِنَ ) ]التوبة 24[ في الخفض و النصب، و (المَساجِدَ ) ]البقرة 187[،و (مَساكِنَهُم ) ] طه 128[ كله في الجر، و (للسائِلينَ ) ]يوسف 7[، و (للسائِلِ ) ]الذاريات 19[، و (الحِسابَ ) ]البقرة 202[ في الجر، و( حِساباً ) ]الطلاق 8[، و (حِسابِيَه ) ]الحاقة 20[، و (النِساءَ ) ]البقرة 235[ في الخفض، و (نِساءً ) ]النساء 1[ في المنصوب المنون، و (بإحسانٍ ) ]البقرة 178[، و (إحْساناً ) ]البقرة 83[، و (مُسافِحينَ ) ]النساء 24[، و (مُسافِحاتٍ ) ]النساء 25[، و (سائِبَة ) ] المائدة 103 [، و (الساجِدِينَ ) ]الأعراف 11[، و (سارِقِينَ ) ]يوسف 73[، و (سافِلَها ) ] هود 82[، و (الإنسانَ ) ]يوسف 5[ في الجر، و (سارِبٌ ) ]الرعد 10[، و (سادِسُهُم ) ]الكهف 22[، و (مِنْ أساوِرَ ) ]الكهف 31[ في الجر، و( بالساحِلِ ) ]طه 39[، و (السامِريُ ) ]طه 95[، و (سامِراً ) ]المؤمنون 67[، و (لِسانِيي ) ]طه 27[، و (لِسانَ ) ]المائدة 78[ في الجر، و (ساكِنَّاً ) ]الفرقان 45[،(نَحِساتٍ ) ] فصلت 16[،و (سامِدُونَ ) ]النجم 61[، و (سائِحاتٍ ) ]التحريم 66[، و (بالساهِرَةِ ) ]النازعات 14[،(نَحِساتٍ ) ]فصلت 16[، و (سافِلِينَ ) ]التين 5[، و مع الدوري و الشيزري (نُسارِعُ ) ]المؤمنون 56[، و (يُسارِعُونَ ) ]آل عمران 114[، و (سَرِعُوا ) ]آل عمران 133[، و مع أبي عثمان (أُسارى ) ]البقرة 85[ الألف المتوسطة.(1/598)
على الشين: يميل (مُتَشابِهاً ) ]البقرة 25[، و (مُتَشابِهٍ ) ]الأنعام 99[ في النصب و الجر، و (شاكر ) ]البقرة 158[، و (شاعِرٍ ) ]الأنبياء 5[ ، و (شاهِدٍ) ]هود 17[ في الحركات الثلاث، و (شاكِروُن ) ]الأنبياء 80[، و (الشاكِرينَ ) ]آل عمران 114[، و (شاهِدُونَ ) ]الصافات 150[، و (الشاهِدِينَ ) ]آل عمران 53[ في الأحوال كلها، و (عِشاءً ) ]يوسف 16[، و (العِشاءِ) ]النور 58[، و (شارِكهُم ) ]الإسراء 64[، و (شاكِلَتِهِ ) ]الإسراء 84[، و (شاطِئِ ) ]القصص 30[، و (المَشارِقِ ) ]الأعراف 137[، و (الشافِعِينَ ) ]المدثر 48[، و (الشارِبِينَ ) ]النحل 66[، (فَشارِبُونَ ) ]الواقعة 54[، و (أمشجٍ ) ]الإنسان 2[، و مع نصير طريق ابن رستم (شانِئَكَ ) ]الكوثر 3[.
على الصاد: يميل هو و أبو عثمان (النَصارى ) ]البقرة 62[ الألف المتوسطة، و هو و بكار للدوري، و الدنداني لنصير (مَنْ /127ظ / أنْصارِي ) ]آل عمران 52[ ]الصف 14] في الحرفين.
على الضاد: لا يميل (بِضارِينَ ) ]البقرة 102[، و (بِضارِهِم ) ]المجادلة 10[، و (غيرَ مُضارَّ ) ]النساء 21[ لسكون الراء المدغمة، و إن كانت إمالتها جائزة.
على الطاء: يُمِيل (فِي قِرطاسٍ ) ]الأنعام 7[، و (بِطارِدٍ ) ]هود 29[، و لايميل من الظاء شيئاً.
على العين: يُمِيل (عَمَلَ عامِلٍ ) ]آل عمران 195[، و (العامِلينَ ) ]آل عمران 136[، و (عالِمٌ ) ]التوبة 94[ في الجر، و (عالِمِينَ ) ]الأنبياء 51[، و (عابِدِيِنَ ) ]الأنبياء 53[، و (عابِداتٍ ) ]التحريم 5[، و (عابِري ) ]النساء 43[، و (عالِيها) ]هود 82[، و (عالِينَ ) ]المؤمنون 46[، و(مُعاجِزِينَ ) ]الحج 51[، و (نِعاجِهِ ) ]ص 24[، و (المَعارِجِ ) ]المعارج 3[، و (عاتِيةٍ ) ]الحاقة 6[، و (عالِيَةٍ ) ]الحاقة 22[.
على الغين: يميل (الغابِرِينَ ) ]الأعراف 83)، و (الغارِمِينَ ) ] التوبة 60[، و (المَغارِبِ ) ]المعارج 40[.(1/599)
على الفاء: يميل (بِفاحِشَةٍ ) ]النساء 19[، و (شِفاءٌ) ]يونس 57[، و (الأصفاد ) ]إبراهيم 49[، و (فاعِليِنَ ) ]يوسف 10[، و (الفاتِحيِنَ ) ]الأعراف 89[، و (فارِهِيِنَ ) ]الشعراء 149[، و (بِفاتِنِينَ ) ]الصافات 162[.
على القاف: يميل (بالقارِعَةِ ) ]الحاقة 49[ في الجر فقط.
على الكاف: يميل (كافِرَةٍ ) ]آل عمران 13[، و (كامِلَةٌ ) ]المائدة 196[ إمالتين في الوقف دون الوصل، و (أول كافِرٍ بِهِ ) ]البقرة 41[، و (كامِلَيِنِ ) ]البقرة 223[، و (النِكاحِ ) ]البقرة 235[، في الجر، و (نِكاحاً ) ]النور 33[ في المنصوب المنون، و (كاتِبٌ ) ]البقرة 282[ في الحركات الثلاث، و (كاتِبُونَ ) ]الأنبياء 94[، و (كاتِبِينَ ) ]الإنفطار 11[، و (الكاذِبِينَ ) ]آل عمران 61[، و (كارِهِينَ ) ]الأعراف 88[، و (كارِهُونَ ) ]التوبة 48[، و (ما زَكَّى ) ]النور 21[، و (لا رِكابٍ ) ] الحشر 9[، و (بِكاهِنٍ ) ]الطور 39[، و (بِقَول كاهِنٍ ) ]الحاقة 42[، و مع أبي عثمان (سُكارى ) ]النساء 43[ بالألف المتوسطة.(1/600)
على اللام: يميل (الله ) ]البقرة 7[ كل القرآن، و لا يميل (بِسمِ اللهِ ) ]الفاتحة 1[، و لا (باللهِ ) ]البقرة 8[، و (تاللهِ ) ]يوسف 73[، و يميل (مِنْ إلهٍ ) ]آل عمران 62[، و (إلهَكَ ) ]البقرة 133[ في الخفض فحسب، و (اختلافِ ) ]البقرة 164[ في الجر، و (إختلافاً ) ]النساء 82[ في المنصوب المنون، و (الإسلام ) ]آل عمران 19[، و (إسلامَهُم ) ]التوبة 14[ في الجر، و (في البِلادِ ) ]آل عمران 196[، و (لائِمٍ ) ]المائدة 54[، و (لازِبٍ ) ]الصافات 11[ ،(ثَلاثِيِنَ ) ]الأعراف 142[ و (خِلالٌ ) ]إبراهيم 31[، و (خِلالَها ) ]الإسراء 91[، و (خِلالَهُما) ]الكهف 33[، و (مِن خِلالِهِ ) ]النور 43[ في الأحوال كلها، و (مِن خِلافٍ ) ]المائدة 33[، و (خِلافَكَ ) ]الإسراء 76[ في الجر و النصب، و (اللاعِبِين ) ]الأنبياء 55[، و (لاعِبِينَ ) ]الأنبياء 16[، و (جَلابِيبِهِنَّ ) ]الأحزاب 59[، و (في ظِلالِ ) ]يس 56[، و (لابِثينَ ) ]النبأ 23[، وافقه نصير في (إنّا للهِ ) ]البقرة 156[ فقط.
على الميم: يميل (إسماعيلَ ) ]البقرة 133[، و (الماكِرِيِنَ ) ]آل عمران 54[، و (ثَمنِيَةَ ) ]الأنعام 143[، و (ثَمانِيِنَ ) ]النور 4[، و (مَهما ) ]الأعراف 132[، و (سِمانٍ ) ]يوسف 43[، و (إمامٍ ) ]يس 12[، و (لبإمامٍ ) ]الحجر 79[ في الخفض و النصب و (إمائِكُم ) ]النور 32] و (تَماثِيِلَ ) ]سبأ 13[، و (مارِدٍ ) ]الصافات 7[، و (مارِجٍ ) ]الرحمن 15[، و (أكمامِها) ]فصلت 47[، و (الإكرامِ ) ]الرحمن 11[، و (الماهِدُونَ ) ]الذاريات 48[، و (شِمالٍ ) ]سبأ 15[، و (الشِمالِ ) ]الكهف 17[ في الجر، و (ذاتِ العِمادِ ) ]الفجر 7[ و مع الدوري من طريق ابن مقسم (فلا تُمارِ فِيِهِم ) ]الكهف 22[، و زاد ابن مقسم (ملِكِ يَومِ الدِيِنِ ) ]الفاتحة 4[ و ليس ذلك في رواية النهاوندي.(1/601)
على النون: يميل (بِناءً ) ]البقرة 22[،و (مُنادِياً ) ]آل عمران 193[، (يُنادي ) ]آل عمران 193[، و (نادِمِينَ ) ]المائدة 52[، و (النادِمِينَ ) ]المائدة 31[، و (الخَنازِيرَ ) ]المائدة 60[، و (مَنازِلَ ) ]يونس 5[، و (ناجٍ ) ]يوسف 42[، و (نافِلَةً ) ]الإسراء 79[ و (نادِيِكُم ) ]العنكبوت 29[، و (لَدى الحَناجِرِ ) ]غافر 18[، و (يُنادِ المُنادِ ) ]ق 41[، و (للأنامِ ) ]الرحمن 10[، و (مَناكِبِها ) ]الملك 15[، و (ناشِئَةَ ) ]المزمل 6[ و نصير في (الناسِ ) ]البقرة 8[، و (إنّا للهِ ) ]البقرة 156[.
على الواو: يميل (الواحِدُ) ]يوسف 39[، و (واحِدَةٌ ) ]النساء 1[ في الجر، و (والِدٍ) ]البلد 3[ في الجر، و (بِوالِدَيِهِ ) ]مريم 14[، و (لِوالِدَيِكَ ) ]لقمان 14[، و (لِوالِدَيَّ ) ]إبراهيم 41[، و (عَلى والِدَتِكَ ) ]المائدة 110[، و (بِوالِدَتِي ) ]مريم 32[، و (الوالِدَيِنِ ) ]النساء 135[، و (الوارث ) ]البقرة 233[، و (الوارثين ) ]الأنبياء 89[، و (الحواريين ) ]المائدة 11[، و (الجَوارِحَ ) ]المائدة 4[، و (الخَوالِفِ ) ]التوبة 87[، و (المَوالِيَّ ) ]مريم 5[، و (الوادِ) ]القصص 30[، و (بالوادِ ) ]طه 125[، و (بوادٍ ) ]إبراهيم 37[، و (وادِياً ) ]التوبة 121[، و (وادِ النَملِ ) ]النمل 18[، و (مِنْ أصوافِها ) ]النحل 80[، و (وارِدُها ) ]مريم 71[ فقط، و (قَواريِرَ ) ]النمل 44[ حيث حلت، و مع أبي عثمان (يُواري ) ]المائدة 31[، (فأُواريَّ ) ]المائدة 31[تابعه عباس في رواية عبد الغفار في وادِ النَملِ فقط.(1/602)
على الهاء:يميل (هادِ ) ]الرعد 7[ في الوصل، و (هادِي ) ]الفرقان 31[، و (لَهادٍ الذينَ ) ]الحج 54[، و (بِهادِ العُمِيِ ) ]الروم 53[، و (فلا هادِيَ لَهُ ) ]الأعراف 186[، و (جِهادٍ ) ]التوبة 24[، و (جِهاداً ) ]الفرقان 52[ في الجر و النصب، و (بِشِهابٍ ) ]النمل 7[، و (كالدِهانِ ) ]الرحمن 37[، و (هامِدَةً ) ]الحج 5[، و (هاوِيَةٌ ) ]القارعة 9[،(الهَالِكِينَ ) ]يوسف 85[، و (المُهاجِرِيِنَ ) ]التوبة 100[ وافقه المنقري في (لَهادِ الذينَ ) ]الحج 54[فقط.
على الياء: يميل (يابِسٍ ) ]الأنعام 59[، (يابِساتٍ ) ]يوسف 43[، و (لَيالٍ ) ]مريم 10[، و (نصيباً ) ]آل عمران 23[، و (حَياتُكُم ) ]الأحقاف 20[، و (الحَيوةَ ) ]البقرة 85[ في الجر، و (في الخِيامِ ) ]الرحمن 72[، و يوافق سائر الرواة في (للرُؤيا ) ]يوسف 43[ مع لام الإضافة فقط.
و قد أتى عن ابن قتيبة من غير هذا الطريق إمالة حروف كثيرة سوى ما ذكرنا، فلم نشتغل بذكرها إذ ليست هي ممّا قرأنا به، و جميع هذه الإمالات التي تفرد بها قتيبة ليست المشبعة الفاحشة، إنما هي كسرة حسنة لطيفة، و قال الشيخ أبو الحسين : أنا أظنُّ إمالة هذه الحروف و نحوها من عادة الكوفيين في كلامهم و ألفاظهم، لا أن ابن قتيبة رواها عن الكسائي أنّه اختارها في القرآن، و إن كانت إمالتها جائزة في اللغة، و الله أعلم بذلك.
فصل
... و الإمالة و التفخيم لغتان فاشيتان على ألسنة كل العرب، و التفخيم في الكلام كله الأصل، و الإمالة داخلة عليه لسبب، و هو أن يكون في الكلمة مع الألف أو الفتحة كسرة أو ياءً (1) .
... و معنى الإمالة تقريب الألف من الياء و الفتحة من الكسرة، حتى تصير بين بين، و إذا مالت الألف مال ما قبلها، لأنّ الألف لا تُمَيَّل و قبلها فتحة (2) .
__________
(1) ينظر: شرح المفصل 9/54، همع الهوامع 2/200.
(2) ينظر: المقتضب 3/42، شرح الشافية 1 /4.(1/603)
... و معنى التفخيم هو الفتح الشديد البليغ، و قيل: هو أن يُنْحى بألف نحو الواو مثل (الصَلوةَ ) ]البقرة 3[، و (الزَكوَةَ ) ]البقرة 43[ في لغة أهل الحجاز (1) .
... و فرقٌ بين المكسور و الممال، إذ المكسور الظاهر الكسر، و الممال الذي فيه بعض الكسر، و الله أعلم بجميع ذلك
الباب السابع و الأربعون
في السَكْتْ و التَمْكِين
... حمزة و الأعشى و البرجمي و العليمي و قتيبة و حمدون و ليث من طريق ابن كامل يسكُتون (2) على ساكن بعده همزة في كلمتين نحو (قَد أفلحَ ) ]المؤمنون 1[، (مَنْ آمنْ ) ]البقرة 62[،، (قُل أتَخَذتُم ) ]البقرة 80[، (الأنهارَ ) ]البقرة 25] ( الأرضَ ) ]البقرة 61[، و ما أشبه ذلك (3) ، إلاّ أنهم يتفاضلون في السكت و التمكين، فأشبعهم سكتاً و أشدهم تمكيناً الشموني ثم الضبي عن رجاء، عن أصحابه، و ابن موسى عن سليم، ثم الآخرون يسكتون سكتة لطيفة، قال النقار: قال لي القاسم الخياط: اسكت على الساكن قبل الهمز حتى يظن المستمع أنك قد نسيت ما بعده، إلاّ أن النقار كان يكره ذلك، فربما كان يأخذ بقطع دونه (4) .
... خلف في اختياره لا يخالف سليماً في السكت إلاّ في لام التعريف، مثل (الآخِرَة ) ]البقرة 94[، (الأرْضَ ) ]البقرة 61[، (الأنهارَ ) ]البقرة 25[ و نحوها، لأنّ ذلك عنده كلمة واحدة يذهب فيه مذهب البصريين (5) .
__________
(1) ينظر: المنح الفكرية 26.
(2) السكت: قطع الصوت زمناً دون زمن الوقف، من غير تنفس. ينظر: النشر 1/240، الاتقان 1/244، جهد المقل 283.
(3) ينظر: الاقناع 1/482، غاية الاختصار 1/265.
(4) ينظر: النشر 1/240، الاتقان 1/244.
(5) ينظر: الاقناع 1/483، غاية الاختصار 1/266.(1/604)
... زاد الأعشى /128ظ/ و ابن موسى و رجاء و العُجْلي السكت على المد قبل الهمز نحو (بما أُنزِلَ ) ]البقرة 4[، (قالوا آمنا ) ]البقرة 14[، (في آذانِهِم ) ]البقرة 19[ و ما أشبه ذلك، و في الكلمة الواحدة أيضاً نحو (المَرْء ) ] البقرة 102]، و (الخبءَ ) ]النمل 25[، و (القُرآنَ ) ]البقرة 185[، و (دِفءٌ ) ]النحل 5[، و (شَيءٍ ) ]البقرة 20[ (و هُزوا ) [ البقرة 67]، و (كُفْوا ) (1) [ الاخلاص 4]، و (جاءَ ) [ النساء 43] و (شَاءَ ) [ البقرة 20] و شبيه ذلك، إلاّ أنّ سكتة العجلي و التغلبي أخف و ألطف.
... و قد روي عن البرجمي و العليمي و قتيبة و حمدون و ليث من طريق ابن كامل في الكلمة الواحدة، و مع المد أيضاً سكتة خفيفة، و كان الخياط يحكي في رواية العُلَيمي في الكلمة الواحدة و مع المد سكتة لطيفة، و زعم أنّ يوسف الواسطي أخذ عليه في هذه الرواية يَروي عنه، قال: رُدَّ هذا الحرف عَليَّ بِسَكْتَةٍ مختلسة.
... و ذكر أبو علي النهاوندي في كتابه عن قتيبة، عن الكسائي أنّه كان صاحب همز شديد و تحقيق للقراءة، فكان يسكت على جميع السواكن سكتة خفيفة (2) ، غير أني قرأت لهؤلاء القراء بغير سَكْت في الكلمة الواحدة إلاّ على (شيء ) ]البقرة 20[،(بِشِقٍ ) ]النحل 7[، و (سَوْء ) ] النحل 7 [، و (السَوْءِ ) ]التوبة 98[، و (المَر ءِ ) [ البقرة 102]و (الخَبءَ ) ]النمل 25[، و (وَطئاً ) ]المزمل 6[،و (خِطئاً ) ]النساء 92[، و (رِدْءاً ) ]القصص 34[، و (رَدِفَ ) ]النمل 72[ و نحوها مما جاء على فَعْل و فِعْل و فُعْل، و قرأت لهم أيضاً بغير سكت بين المد و الهمز إلاّ لقتيبة، فإني قرأت له بالسكت بين المد و الهمز.
__________
(1) على قراءة من قرأ (هُزُؤا و كُفُؤا ) .
(2) ينظر: السبعة 134، الاقناع 1/484، النشر 1/240.(1/605)
... و ذكر ابن مجاهد عن عبد النور المقرئ أنه قال: السكوت على المد زين للقرآن، قال ابن مجاهد،: و هو مذهبي، و روى خلف و غيره عن سليم، عن حمزة، أنه قال: إذا مددت الحرف ثم همزت فالمد يُجْزِئ من السكت قبل الهمز (1) ، يعني أن المد ينوب فيه عن السكت، و لا سكتة في الكلمة الواحدة إلاّ في ، (دِفء ) ]النحل 5[، و (شَيءٌ ) ]هود 77[، و (خِطْئاً ) ]الإسراء 3[، و (هُزْواً ) ]البقرة 67[، و (كُفْؤا ) ]الإخلاص 4[ و أشباهِها من طريق ابن مقسم عن خلف، و إحدى الروايات عن خلاد إلاّ في (شَيء) فقط، و قرأت عن رويس من طريق ابن حَبشان بالسكت على (شَيءٍ ) على أي إعراب كان.
و العلة في السكت على الساكن قبل الهمز للتمكين للهمزة و المبالغة في تحقيقها و تبيينها؛ لأنّ الهمزة تصير بتلك السكتة كالمبتدأ بها، و هي في الإبتداء بها لا تكون إلاّ محققة، و الله -عزّ و علا- أعلم بذلك.
الباب الثامن و الأربعون
في ذكر المدَّات و أوزانها و مقاديرها
... كوفي غير أبي عبيد و ورش و اب ذكوان و الوليدان و عبد الوارث من طريق المِنْقَري يمدون (2) حرفاً لحرف، كقوله: (بِمااُنْزِلَ ) ]البقرة 4[، (قالوا آمَنا ) ]البقرة 14[، (في آذانِهِم ) ]البقرة 19[، و نحو ذلك من ألف خفيفة أو واو ساكنة مضموم ما قبلها، أو ما ساكنة مكسور ما قبلها، لقيتهن همزة من أول كلمة أُخرى، فأتمهم و أطولهم مدّاً ورش ثم حمزة /129و/ ثم الأعشى، و أوسطهم مدّأً عاصم غير الأعشى، و الكسائي و خلف إلاّ أنّ لهم في اللفظ به مراتب تراها بعد.
... و أصل المد ألف ساكنة على قدر فتحة فيك فتحاً تاماً، فإذا جاءت بعدها همزة في كلمة و كلمتين أو وقع بعدها حرف مشدد زِيد عليها مثلها، ليتمكن من الهمز و الحرف المشدد، فيصير قدر ألفين.
__________
(1) ينظر: السبعة 133-134.
(2) المدّ: زيادة مط في حرف المد على المدّ الطبيعي و هو الذي لا يقوم ذات حرف المد، و القصر ضدُّه. ينظر: النشر: 1/313، الاتقان 1/271.(1/606)
... أما الكلمة الواحدة فكقوله: (جاءَ ) ]النساء 43[، و (شَاءَ ) ]البقرة 20[، و (أولئكَ ) ]البقرة 5]، و (المَلَئِكَةَ ) ]البقرة 31[ و نحو ذلك مما المدة و الهمزة في كلمة، و أما الكلمتان فكقوله: (بِما أنزَلَ ) ]البقرة 4[، و (قُوا أنفُسَكُم ) ]التحريم 6 [، و (في أنفُسِكُم ) ]البقرة 325[ و نحو ذلك ممّا المدة في آخر كلمة و الهمزة في أول اخرى، و أما الحروف المشددة فكقوله: ( الضالِينَ ) ]الفاتحة 7[، و (الدابّةِ ) ]البقرة 164[، (1) و (الصاخَّة ) ]عبس 33[، و (الحاقَة ) ]الحاقة 1[ و نحو ذلك. فمن حقق منهم القراءة ضَعَّف هذه المدة لبيان التحقيق، فيبلغ قدر أربع ألفات سواكن، على أنهم يتفاضلون في ذلك، فالبخاري لورش يمدُّ على وزن خمس ألفات، و الأصبهاني لورش و رجاء عن أصحابه و ابن موسى، عن سليم، عن حمزة يمدون على وزن أربع ألفات، و كذلك الشموني عن الأعشى، إلاّ أنّ النقار يزيد في المد، [ و كان يَقول] (2) مدُّوا إلى بيوتكم، و ربما قال: مُدُّوا إلى حوانيتكم، يريد بذلك طول المد (3) .
... العجلي و الغالبي على قدر ثلاث ألفات و نصف، و روي عن العجلي أنّه كان يمد مثل رجاء إذا كانت الهمزة مفتوحة مفتحاً ما قبلها نحو (جَاءَ ) ]النساء 43[، و (شاءَ ) ]البقرة 20[ و أشباههما.
__________
(1) وردت في المصحف (دَابَة)
(2) ما بين المعقوفي ساقط من الأصل.
(3) ينظر: الاقناع 1/471، النشر 1/317، المنح الفكرية 47، جهد المقل 216.(1/607)
... و روى خلف عن سليم أنّ حمزة كان يميز بين المدات، فقال: أطول المد عنه ما أتى من الهمز مفتوحاً نحو (جَاءَ أحَدَهُم ) ]المؤمنون 99[، (تِلقاءَ أصحابِ ) ]الأعراف 47[، (يا أيها الناسُ ) ]البقرة 21[ و أشباه ذلك، قال: و المد الذي دون ذلك ما أتى من الهمز مكسوراً مثل (خائِفِيِنَ ) ]البقرة 114[، و (المَلئِكَةُ ) ]البقرة 31[ و نحو ذلك، قال: و أقصر المد عنه (أُولئكَ ) ]البقرة 5[، و (أُولاءِ ) ]آل عمران 119[، و روى غيره عن سليم، عنه أنّ المد في الجميع واحد (1) .
... البرجمي و العليمي و قتيبة و نُصير و حمدون و ليث من طريق ابن كامل و خلاد و خلف لنفسه على وزن ثلاث ألفات، و روى ابن رستم عن نصير قال: كان مد الكسائي في القرآن وسطاً (2) ، كان تقديره بألف تتبعها ألفان ساكنتان فيصرن ثلاث ألفات متتابعات، ابن سعدان و الدوري عن سليم قريب من رواية خلاد إلاّ أنّه أقل و أخف.
... ابن ذكوان و حفص و يحيى و ليث من طريق بكار و أبو حمدون و الدوري عن الكسائي يمدون على قدر ألفين في الكلمة و الكلمتينن و به كان يأخذ أصحاب ابن مجاهد عن القراء كلهم.
... الآخرون /129ظ/ و هم حجازي غير ورش و بصري و هشام و أبو عبيد لا يمدون حرفاً لحرف، بل يمكنون حروف اللين تمكيناً من غير إتمام المد، و ذلك في الوصل كالمجمع عليه في الوقف، إلاّ ما روى الزينبي عن أبي ربيعة، عن البزي، عن ابن كثير، و ابن حبشان عن رويس عن يعقوب، أنّهما يميزان بين مدة التهليل و غيره، فيمدان في التهليل مدّاً طويلاً لمكان التعظيم، و لا خلاف بينهم في مد الكلمة الواحدة غير أنّ ورشاً و حمزة و الأعشى أطولهم مدّاً على ما تقدم من ذكر مذاهبهم في المد بين كلمتين (3) .
فصل
__________
(1) ينظر: السبعة 133-134، غاية الاختصار 1/262.
(2) ينظر: السبعة 134.
(3) ينظر: غاية الاختصار 1/260، النشر 1/260.(1/608)
... و اعلم أنّ المدات في القرآن على أحد عشر وجهاً (1) : مد الأصل و مدّ الحَجْز، و مد العدل، و مد البسط، و مد الروم، و مد الفرق، و مد التمكين، و مد المبالغة، و مد البُنْية، و مد المبدلة، و مد المجتلبة.
... و أما مد الأصل فنحو (جَاءَ ) ]النساء 43[، و (شَاءَ ) [ البقرة 20] و أشباههما، سمي بذلك لأنّ الألف في (جاءَ ) عين الفعل إذا أصله جَيَا، فلما تحركت الياء و انفتح ما قبلها صارت ألفاً، فمدت للقاءِ الهمزة إياها.
... و أما مدّ الحجز فكقوله تعالى (أأنذَرتُهُم ) ]البقرة 6[و نحوه، سمي بذلك لكونه حاجزاً بين الهمزتين استثقالاً لإجتمعاعهما (2) ، قال ذو الرمة:
آأَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرقاءَ مَنْزِلَةً مَاءُ الصَبابَةِ مِنْ عَيْنيكِ مَسْجُومُ
و قال آخر:
أيا ظَبْيَةَ الوَعْساء بَينَ جَلاجِلٍ وبَينَ النَّقا آأَنتِ أم أُمُ سا لمِ
فادخلوا بين الهمزتين ألفاً في هذاه الأبيات ليكون حاجزاً بينهما كراهة لإجتماعهما، قال ابن مقسم: قال أبو العباس ثعلب: يروى (بين حلاحل) بالحاء و (جلاجل) بالجيم.
و أما مد العدل فكقوله:-عز و علا- (ولا الضَالِيِنَ ) ]الفاتحة 7[ و نحوه، سمي بذلك لأنّه يعدل حركة، كذا قال البصريون (3) ، و قد ذكره أبو مزاحم الخاقاني في قصيدته:
و إنْ حَرْفُ لِيِنٍ كان مِنْ قِيِلٍ سَاكِنٍ كآخِر ما في الحَمْدِ فامْدُدْهُ وامْتَجِرْ
مَدَدْتَ لأن الساكِنَينِ تَلاقَيا فَصارا كَتَحْرِيكِ كذا قَالَ ذُو الخَبَر (4)
... و هو عند الكوفيين مد التمكين، سَمَّوْه بذلك، لأنّ القارئ لا يتمكن من الحرف المشدد إلاّ بالمدّ، كما لا يتمكن من الهمز إلاّ به.
__________
(1) و منهم من جعلها اربعة عشر نوعاً. ينظر: الحواشي الازهرية 37.
(2) ينظر: الاتقان 1/275.
(3) ينظر: المصدر نفسه 1/275.
(4) ينظر: ابحاث في علم التجويد 30.(1/609)
... و أما مد البسط فكقوله -تعالى-: (بِما أُنْزِلَ إليكَ ) ]البقرة4[، و (قالوا آمَنا ) ]البقرة 14[، و (فِي آذانِهِم ) ]البقرة 19[ و نحوها، سُمِّيَ بذلك لأنّه يبسط بين الكلمتين، فيفصل بينهما (1) . و الله أعلم./130و/
... و أما مَدُّ الرَوَّم فقوله (هأنْتُم ) [ النساء 109] وحده، على قراءة من يلين همزته، و كأنه على وزن ألف و نصف ألف تامة، سُمِّيَ بذلك لأنهم يرومون الهمزة في اسم، و لا يخَفِفونها لأنّ الهاء قبلها مبدلة من الهمزة، فلو خَفَفُوها لأمتد المد على وزن ألفين (2) .
... و أما مد الفرق فكقوله -تعالى-:(ءالله خَيرٌ ) ] البقرة 103[، (ءآلّذكَرَين )[ الأحزاب 35]، و نحوها، سُمِّيَ بذلك لما فيه من الفرق بين الإخبار و الإستخبار (3) .
... و أما مد التمكين فكقوله -تعالى-(أُولئكَ ) ]البقرة 5[، و (الملَئِكَةُ ) ]البقرة 31[ و نحوهما، سُمِّيَ بذلك لأنّ القارئ لا يتمكن من الهمز إلاّ بإشباع المد (4) .
و أما مد المبالغة فكقوله -تعالى: (لاإله إلا هوَ ) ]البقرة 255[ و نحوه، سُمِّيَ بذلك لما فيه من المبالغة في نفي الآلهية عمّن لا يستحقها (5) ، و روي عن النبي -صلى الله عليه و آله- أنّه قال: من قال لا إله إلا الله و مد بها صوته و ملأ بها جوفه غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، و عنه -عليه السلام-: من قال لا إله إلاّ الله و مدّ بها صوته تَحَاتَّتْ عنه ذنوبه كما تَحَاتَّ من الشجر يعني تساقطت و تناثرت.
و أما مدّ البُنْيَة فنحو (زَكَرِيا ) ]آل عمران 37[، سُمِّيَ بذلك لأنّ الكلمة بُنِيَت على هذه اللغة (6) .
__________
(1) ينظر: الاتقان 1/275.
(2) ينظر: المصدر نفسه 1/275.
(3) ينظر: المصدر نفسه 1/275.
(4) (4(ينظر: المصدر نفسه 1/275.
(5) ينظر: المصدر نفسه 1/276.
(6) ينظر: المصدر نفسه 1/276(1/610)
وأما مد المبدلة فكقوله: (قالَ فِرعَونُ آمَنتُم بِهِ ) ]الأعراف 123[، و (آلِهَتُنا خَيرٌ ) ]الزخرف 58[ سمي بذلك لأنّ المدة أُبدلت من همزة ساكنة، إذ أصله أأمنتم (1) .
و أما مد المجتلبة فقيل: هو مد الحَجر و مد العدل و مد الفرق كلها مجتلبة، و قد روى عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال المدّات دبابيج القرآن، و الهمزات مسامير القرآن، و الوقوف منازل القرآن، و الله -عز و علا - [أعلم] (2) بجميع ذلك.
الباب التاسع و الأربعون
في ذكر فتح ياءات الإضافة و إسكانِها
شرح مذهب نافع و صاحبيه في ذلك:
فتح نافع و صاحباه كل ياء إضافة ثابتة في الكتاب عند ألف الوصل (3) ، كقوله: (نِعْمَتي التي ) ]البقرة 40[، (عَهْدِيَ الظالِمِينَ ) ]البقرة 124[، (لِنَفْسِي اذهَبْ ) ]طه 41-42[ و نحوها إلاّ قوله: (إنّي اصطَفَيتُكَ ) ]الأعراف 144[، (أخي أشْدُدْ ) ]طه 31[، (يا لَيتَني اتخّذتُ ) ]الفرقان 37[، فإنهم اسكنوا الياء فيهن، و فتحوها أيضاً عند الهمزة المفتوحة في كل القرآن، كقوله: ( إني أخافُ ) ]المائدة 28[ و نحوه إلاّ أن تتصل بفعل منجزم، و ذلك في تسعة أحرف: (فاذكرُوني أذكُركُم ) ]البقرة 152[، (أرني أنظُرْ ) ]الأعراف 143[، (و لا تَفتِني ) ]التوبة 49[، (و تَرحَمَني أكُنْ ) ]هود 47[، (فاتَبِعني أهدِكَ ) ]مريم 43[، (أوزعني أن ) ]النمل 19[، (ذَرني أقْتُلْ ) ]غافر 26[، (ادعُوني أستَجِب لَكُم ) ]غافر 60[ فإنهم أسكنوا الياء فيهن.
__________
(1) و يسمى مد البدل . ينظر: المصدر نفسه 1/276.
(2) زيادة يقتضيها النص.
(3) ينظر: التيسير 68، الاقناع 1/537، غاية الاختصار 1/334، النشر 1/64.(1/611)
... و فتحوها أيضاً عند الهمزة المكسورة كل القرآن (1) كقوله: (أمري إلى اللهِ ) ]غافر 44[، و نحوه إلاّ أن تَشْتَمِل بكلمة على ستة أحرف أيضاً، في الأعراف (أنْظِرْني إلى ) ]14[، و في /130و/ يوسف (يَدعُونَني إليهِ ) ] 64] و في الحجر (أنظِرني إلى ) ]36[، و في القصص (يُصَدِّقُنِي إنْي ) ] 34 [، و في يس (فأنظِرني إلى ) ]24[، و في المؤمن (و تَدعُونَني إلى النارِ ) ]41[، و فيها (إنَما تَدعُونَني إليهِ ) ]43[ و في الأحقاف ( ذُرِيَتي إني ) ]23 [، و في المنافقين (أخرتَني إلى ) ]10]، فإنهم أسكنوا الياء فيهن.
... و فتحوها أيضاً عند الهمزة المضمومة في كل القرآن (2) ، كقوله: (إني أُعِيذُها بِكَ ) [ آل عمران 36] و نحوه، إلاّ في حرفين (بِعَهدِي أُوفِ ) ]البقرة 40[، (آتوني أُفرِغ ) ]الكهف 96[، فإنهم أسكنوا الياء فيهما، و اختلف عنهم في خمس ياءات: قوله: (أني أُوفِ الكَيلَ ) ]يوسف 59[، (إخوَتي إنَّ ) ]يوسف 100[، (أوزِعني أنْ ) ]النمل 19[، (إلى رَبي ) ]الكهف 36[ ، (مَعِي أو رَحِمَنا ) ]الملك 28] ، و أسكن أبو جعفر و شيبة و إسماعيل و المسيبي عن نافع (أني أُوفِ ) ]يوسف 59[، و أسكن العمري و المسيبي و الأصبهاني و قالون غير ابن صالح (إخوَتي إنّ ) ]يوسف 100[، و أسكن المسيبي و القاضي عن قالون (إلى رَبِي أنْ ) ]فصلت 50[، زاد ابن سعدان عن المسيبي عنه (مَعِيَ أو رَحِمَنا ) ]الملك 28[ ساكنة الياء.
__________
(1) ينظر: الاقناع 1/539، غاية الاختصار 1/338، سراج القارئ 167.
(2) ينظر: الاقناع 540، النشر 1/169.(1/612)
... و فتح البخاري لورش و ابن صالح عن قالون (أوزِعني أنْ ) ]النمل 19[ فيهما، فإذا لم تكن الياء ثابتة في الكتاب لم يفتحوها، كقوله: (و اخشَونِ اليَومَ ) ]المائدة 3[، (فَبَشِرْ عِبادِ الذينَ ) ]الزمر 17-18[، (إنْ تَرَنِ أنا ) ]الكهف 39[، و ما أشبه ذلك، إلاّ قوله: (فما أتَنِ اللهُ ) ]النمل 36[ فإنهم فتحوها، و الياء عند بعضهم غير ثابتة في الكتاب، و هي عند بعضهم ثابتة، و إنّما المحذوفة من الكلمة الألف المتوسطة، حذفوها كراهة الجمع بين أربعة أحرف متشابهة في الصورة، و اختلف عنهم في قوله: (ألا تَتَبِعَنِ أفَعَصِيتَ ) ]طه 93[ ففتحها شيبة و أبو جعفر شيبة و أبو جعفر غير العمري، و إسماعيل عن نافع، و أسكنها غيره عن نافع، فمن فتحها في الوصل يجب أن لا يحذفها في الوقف، لأنها قَرُبَتْ حينئذ و صارت كالحروف غير المعتلة، و حذفها جائز، على أنه وقف بلغة، و وصل باخرى.
... و فتحوا مع غير الألف (بَيْتِي ) في البقرة [220] و الحج [ 26 ]، و (وَجهي ) ]آل عمران 20[، الأنعام [79] حيث وقع، و (مَماتي للهِ ) ]الأنعام 162[، و (مالِي لا أعبدُ ) ]يس 22[، زاد العمري (و مَنْ دَخَلَ بَيْتي مُؤمِناً )في نوح [28]، و زاد ورش (بي لَعَلَهُم ) ]البقرة 186[، (و لِيَ فِيها مآرِبُ ) ]طه 18[، (و مَنْ مَعِيَ مِنَ المؤمِنِينَ ) ]الشعراء 118[، و (لِي فاعتَزِلُون ) ]الدخان 21[. و اختلف عنهم في (و لِيَّ دِينٌ ) ]الكافرون 6[، فرواها إسماعيل عنهم بالإسكان.
شرح مذهب ابن كثير في ذلك: (1)
__________
(1) ينظر: التيسير 68، الاقناع 1/539، غاية الاختصار 1/343، سراج القارئ 170.(1/613)
... فتح ابن كثير كل ياء إضافة ثابتة في الكتاب عند الوقف و الوصل، كل القرآن، إلاّ في قوله: (يا لَيتَني اتَخَذتُ ) ]الفرقان 27[، فإنه أسكن ياءه، و اختُلف عنه في قوله: (أخي اشدُدْ ) ]طه 30-31[، (قَومي اتَخَذوا ) ]الفرقان 30[، و (فَما آتني اللهُ ) ]النمل 36[، فروى الفُلَّيحي (أخي اشدُدْ ) بإسكان الياء، و رواه القواس و البزي تفخيماً، و روى ابن مجاهد عن قنبل، عن القواس و غيره، عن (قَوْمِي اتَخَذُوا ) ساكنة الياء، و رواه غيره /131و/ و القواس، عنه مفتوحة الياء، و روى الفليحي عنه (فَما آتانِي اللهُ ) مفتوحة الياء، و روى غيره محذوفة الياء، و فتحها أيضاً إذا اتصلت بقوله (رَبيّ ) ]البقرة 258[، و (لَعَلي ) ]يوسف 46[، و (مَعِيَ ) ]الأعراف 105[، و (إنِي )، و (إنَنِّي ) ]هود 45[ و لقيتها همزة مفتوحة، كقوله: (إنِي أخافُ ) ]المائدة 28[، (لَعَلي أعمَلُ ) ]المؤمنون 100[، (بَعدِي أعَجِلتُم ) ]الأعراف 150[، (مَعِي أبَد اً ) ]التوبة 83[، (رَبِي أعلمُ ) ]الكهف 22[، (إنَني أنا ) ]طه 14[ و نحو ذلك كل القرآن إلاّ قوله: الياء من ( إنّي ) فيهما، و فتحها أيضاً من قوله: (فاذكُرُوني أذكُركُم ) ]البقرة 152[، (إدعُوني أستَجِب لَكُم ) ]غافر 60[، (ذَرُوني أقْتُلْ ) ]غافر26 [، (شَقَاقِي أنْ ) ] يوسف 89 [، (أرَهطِي أعَزُّ ) ]هود 92[، (لِي أن أقولَ ) ]المائدة 116[، (لِي أنْ أبَدِلَهُ ) ]يونس 15[، (أرانِي أعصِرُ ) ]يوسف 36[، (أراني أحمِلُ ) ]يوسف 36[، فإنَّه أسكن الياء من (إنّي) فيهما، و فتحها أيضاً من قوله: (أبي أو يَحكُمَ اللهُ ) ]يوسف 80[، (لَيَحزُنُني أنْ ) ]يوسف 13[، (عِبادِي أنِي ) ]الحجر 49[، (حَشَرتَني أعْمَى ) ]طه 125[، (تأمرونَني أعبُدُ ) ]الزمر 64[، (مالِي أدعُوكُم ) ] غافر 41[، (أتعِدانِني أن ) ]الأحقاف 17[ زاد البزي (و لكِني أُرِيكُم ) (1) ]هود 29[ في السورتين، و (فَطَرَني أفلا ) ] هود
__________
(1) هود ] 29[(1/614)
51[، و زاد الفليحي (أرِني أنظُرْ) ]الأعراف 143[، و (عِندِي أو لَم ) ]القصص 78[ و هو و البزي (أوزِعني أنْ ) (1) فيهما (2) .
... و أسكن ابن مجاهد عن قنبل (إني أرِيكُم بِخيرٍ ) ]هود 84[ و فتحها غيره عنه، و أسكن الزَينَبي عن القواس و البزي (عِنْدِي أوَلَمْ ) ]القصص 78[ و أسكت ابن مجاهد، و النقاش للقواس ( تَحْتِي أفَلا ) ] الزخرف 25 [ أسكن ما عدا ذلك من ياءات الإضافة التي لقيتها همزة مفتوحة كل القرآن نحو (اجعَلْ لِي آيةً ) (3) ، فيهما (حَتى يأذَنَ اللهُ ) ]يوسف 80[، (قالَ أحَدُهُما إنِي ) ]يوسف 36[، (و قالً الآخرُ إنِي ) ]يوسف 36[،(ضَيفِي ألَيسَ ) ]هود 78[، (سَبِيلي أدعوا ) ]يوسف 108[، (مِنْ دُوني أولِياء ) ]الكهف 102[، (و يَسِّر لِي أمرِي ) ]طه 26[، (لِتَبلُوَني أاشكُرُ ) ]النمل 40[ و أسكنها أيضاً عند الهمزة المضمومة و المكسورة كل القرآن، إلاّ في قوله: (آبائي إبراهِيمَ ) ]يوسف 38[، و (دُعائِي إلا فِراراً ) ]نوح 6 [فإنه يفتحها، و أسكنها أيضاً إذ لم تلقها همزة إلاّ في قوله: (مِن وَرائي و كانَتِ ) ]مريم 5[، و (ما لِي لا أرى ) ]النمل 20[، و (ما لِي لأا أعبُدُ ) ]يس 22[، و (شُرَكائي قالوا ) ]فصلت 47[ فانه يفتحها، زاد شبل عنه: (وَلِيَّ دِينٌ ) ]الكافرون 6[، و لا يفتح شيئاً من هذه الياءات إذا لم تثيت في الكتاب، إلاّ قوله: (فَما آتَني اللهُ ) ]النمل 36[،برواية ابن فليح، و قد تقدم ذكره، و سترى ما أتى عن ابن محيصن من فتح الياءاتفي آخر كل سورة إن شاء الله.
شرح مذهب أبي عمرو في ذلك : (4)
__________
(1) ]النمل 19[ [ الاحقاف 15].
(2) ينظر: الاقناع 1/ 538، غاية الاختصار 1/348.
(3) [ آل عمران 41] ]مريم 10[.
(4) ينظر: التيسير 68، سراج القارئ 169.(1/615)
فَتح أبو عمرو كل ياء إضافة ثابتة في الكتاب (1) عند ألف الوَصْل، كقوله: (عَهدِيَّ الظالِمينَ ) ]البقرة 124[، (لِعِبادِي الذِينَ ) ] إبراهيم 31[، (يا ليتني اتخذتُ ) ] الفرقان 27[ و نحو ذلك كل القرآن، إلاّ حرفين في العنكبوت (يا عِبادِيَّ الذين آمَنُوا ) ]العنكبوت 56[، و في الزمر (يا عِبادِي الذينَ أسرَفُوا) ]الزمر 53[، فإنَهُ أسكنها، و فتحها أيضاً إذا اتصلت بكلمة خفيفة، و لقيتها همزة مفتوحة أو مكسورة، كقوله: (إنِي أخافُ ) ]المائدة 28[، (بَعدِي أعَجِلتُم ) ]الأعراف 150[، (تَمَنَّى ألقى ) ]الحج 52[، (أمري إلى اللهِ ) ]غافر 44]، (تَوفِيقي إلاّ ) ]هود 88]، و نحو ذلك كل القرآن، فان اتصلت هذه الياء بكلمة ثقيلة لم يفتحها عند الهمزة المفتوحة و المكسورة.
__________
(1) يعني رسم المصحف.(1/616)
... و الكلمة الثقيلة عنده ما استثقلته العرب، و هو أن يكون فعلا أو اسماً مؤنثاً غير ثلاثي، أوسطه ساكن /131ظ/ كقوله: (فَطَرَني أفلا ) ]هود 51[، (سَبِيِلي أدْعُوا ) ]يوسف 108[،، (بناتي إن كُنتُم ) ]الحجر 71[، (رُسُلِي إن اللهَ ) ]المجادلة 21[ و نحو ذلك، إلاّ قوله: (آبائي إبراهِيمَ ) ]يوسف 38[فإنه يفتح ياءها، و هي اسم مؤنث لأنه جمع تكسير، و قوله: (أرِني أعصِرُ ) ]يوسف 36[، و (أراني أحمِلُ ) ]يوسف 36[ فتح ياءها، و هما فعلان فقط، و الياء المتصلة بالكلمة الثقيلة التي لقيتها همزة مفتوحة أو مكسورة في خمسة و ثلاثين موضعاً من القرآن و هي : (فاذكُرُوني أذكُركُم ) ]البقرة 152[، (أنْصارِي إلى اللهِ )]آل عمران 52[ في السورتين، (أنظِرنِي إلى ) ]الأعراف 14[، (أرِني أنظُرْ ) ]الأعراف 143[، (و لا تَفتِني ألاّ ) ]التوبة 49[، و (تَرحَمَني أكُنْ ) ]هود 47[، (فَطَرَني أفلا ) ]هود 51[، (لَيَحزُنُني أنْ ) ]يوسف 13[، (مِما يَدعُونَني إليهِ ) ]يوسف 33[، (إخوَتي إنْ ) ]يوسف 100[ (هذِهِ سَبِيلي أدعوا ) (1) ]يوسف 108[، (فأنظِرني إلى ) (2) في السورتين، (بَناتي إن كُنتُم ) ]الحجر 71[، (سَتَجِدُني إنْ شاءَ اللهُ ) (3) في السور الثلاث، (فاتبِعني أهدِكَ ) ]مريم 43[، (حَشَرتَني أعمى ) ]طه 125[، (بِعِبادي إنَكُم ) ]الشعراء 52[، (لَيَبلُوَني أَأشكُرُ ) ]النمل 40[، (أوزِعني أنْ ) (4)
__________
(1) في الأصل (رَبّي سَبِيِلي).
(2) ]الحجر 36[[ ص 79].
(3) ] الكهف 69[ ]القصص 27، الصافات 102[.
(4) ]النمل 29[ ]الأحقاف 15[..(1/617)
في السورتين (يُصَدِّقُنِي إني ) ]القصص 34[، (لَعنَتي إلى ) ]ص 78[، (تأمرُوني أعبُدُ ) ]الزمر 64[، (ذَرُوني أقتُل ) ]غافر 26[، و (تَدعُونَني إلى النارِ ) ]غافر 41[، (إنّما يَدعُونَني إليهِ ) ]غافر 43[، (ادعوني أستَجِبْ ) ]غافر 60[، (ذُرِيَتي إني ) ] الأحقاف 15[، (أتَعِدَانِنِّي أن ) ]الأحقاف 17[، و (رُسُلي إن اللهَ ) ]المجادلة 21[، (لولا أخرتَني إلى ) ]المنافقون 10[.
... و لا يفتح هذه الياء أيضاً عند الهمزة المضمومة في طويل الكلام و قصيره، و ذلك في أحد عشر حرفاً (بِعَهدِيَّ أُوُفِ ) ]البقرة 40[، و (إني أُعِيذُها ) ] آل عمران 36[، (إني أُريِدُ أن تَبُؤا ) ]المائدة 115[، (إني أُمِرتُ ) (1) في السورتين، (عَذابِي أُصِيِبُ ) ] الأعراف 156[، (إني أُشهِدُ اللهَ ) ]هود 54[، (إنّي أوفِ ) ]يوسف 59[، (إنِي أُلقِيَّ ) ]النمل 29[، (إنِي أُرِيدُ أن أُنكِحَكَ ) ]القصص 27[ و مثله (آتوني أُفرِغْ ) ]الكهف 97[ إلاّ أنه في الفعل المنجزم.
... و لا يفتحها أيضاً إذا لم تَلْقَها همزة و تحرك ما قبلها في شيء من القرآن، إلاّ في قوله: (و ما لي لا أعبُدُ ) ]يس 22[، و أما قوله: (هُديَّ ) ]البقرة 38[و (مَحيايَّ ) ]الأنعام 162[، و (مَثويَ ) ]يوسف 23[، و (بُشْرى ) (2) [ يوسف 19]، و (رؤيايَّ ) ]يوسف 43[، و (عَصاي ) ]طه 18[، و (و على والِدَيَّ ) ]النمل 19[ و نحو ذلك، فَفَتْحُ الياء منهن واجب لئلا يلتقي ساكنان، و لا يفتحها أيضاً إذا لم تثبت في الكتاب، كقوله: (و اخْشَونِ اليَومَ ) ]المائدة 3[، (إن تَرَنِّ أنا ) ]الكهف 39[ و نحوهما، إلاّ في قوله: (فَما آتنِي اللهُ ) ]النمل 36[ فإنه فتحها، و هي عند أكثرهم ثابتة.
__________
(1) [الأنعام 14[ ]الزمر 11[.
(2) في االمصحف ( يا بُشْرَى )(1/618)
... و اختلف عنه في قوله: (فَبَشِّرْ عِبادِ الذيِنَ ) ]الزمر 17-18[ فروى شجاع و عباس عنه، و أبو حمدون و أبو شعيب و أبو أيوب، عن اليزيدي، عنه (عِبادِيَّ الذِينَ ) ]العنكبوت 56[، بفتح الياء، قال أبو حمدون: لأنّه ليس برأس آية و استقبلتها ألف خفيفة، قال: و الوقف عليه بغير ياء لأنها ليست في الكتاب و لأنّ (عِبادِ ) رأس كل آية في عدد البصري و الكوفي و المدني الأخير، و ليس من مذهبه إثبات الياء في رؤوس الآي إذا كانت محذوفة من الكتاب، و من فتح الياء في الوصل ينبغي أن لا يحذفها في الوقف؛ لأنّها قَوِيَّتْ حينئذٍ و صارت كالحروف غير المعتلة، و حذفها جائز على أنّه وقف بلغة، و وصل باخرى.
روى عبد الغفار عن عباس عن أبي عمرو (يَدَّيَ إلَيكِ )]المائدة 28] (نَفسِي أنْ /132و/أتَبِعَ ) ]يونس 15] بإسكان الياء، قال: و الفتح عربي، قال: و لا يحرك (نُصْحِي إن أرَدْتُ ) ]هود 34[، (عَدُوٌ لِي إلاّ ) ]الشعراء 77[، (أمرِي إلى اللهِ ) ]غافر 44[، (دُعائي إلاّ ) ]نوح 6[، (آبائي إبراهِيمَ ) ]يوسف 38[، (أجرِي ‘لاّ ) ]يونس 72[ حيث وقع. ]هود 29[ ]هود 51[ ]الشعراء 109،127،145،164،180[ ]سبأ 47[ .
شرح مذهب ابن عامر في ذلك (1) :
__________
(1) ينظر: التيسير 68، غاية الاختصار 1/336، النشر 1/164.(1/619)
فتح شامي (و أُميَّ إلهينِ ) ]المائدة 116[، و (صِراطي مُستَقِيماً ) ]الأنعام 153[، و (أرَهْطِي أعَزُّ ) ]هود 92[، و (تَوفِيقي إلاّ ) ]هود 88[، و (آبائي إبراهِيمَ ) ]يوسف 38[، و (حُزنِي إلى اللهِ ) ]يوسف 86[، و (أرْضِي واسِعَةٌ ) ]العنكبوت 56[، و (ما[ لِي ] (1) لا أعبُدُ ) ]يس 22[، و (رُسُلي إنّ اللهَ ) ]المجادلة 21[ ، و (دُعائي إلاّ ) ]نوح 6[، و كل القرآن (مَعِيَّ ) ]الأعراف 105[، و (لَعَلي ) ]يوسف 46[، ،(أجْري ) ]يونس 72[،بعدها ألف، زاد ابن ذكوان (وَجهي ) ]آل عمران 20[حيث وقع، و هشام (بَيْتي ) ]البقرة 125[، (مالِي لا أرَى ) ]النمل 20[، و (ما لِي أدعُوكُم ) ]غافر 41[، (و لِيَّ دِينٌ ) ]الكافرون 6[ وافقه التغلبي.
عن ابن ذكوان في (مالي أدعوكُم ) ]غافر 41[، و أسكن التغلبي (لَعَّلي ) حيث وقع إلاّ في يوسف ]46[ (لئَعَلي أرجِعُ )، و في كتابه في المؤمنين ]100[ (لَعَّلي أعمَلُ ) و في القصص ]29[ (لَعَلي آتيكُم ) بنصب الباء، و أسكن أيضاً (و مالِي لا أعبُدُ) ]يس 22[، و (أجرِي إلاّ ) في الشعراء (2) و قد روى الوليد بن مسلم عن ابن عامر فتح جماعة من هذه الياءات، و ستراها في مواضعها من آخر كل سورة، إن شاء الله.
شرح مذهب الآخرين في ذلك: (3)
__________
(1) زيادة ليست في الأصل.
(2) الشعراء ]109[، ]127]، ]145[، ]164[، ] 180[.
(3) ينظر: التييسير 68، الاقناع 1/537، غاية الاختصار 1/333، النشر 1/ 163.(1/620)
فتح عاصم و الكسائي (ما لِي لا أرْى ) ]النمل 20[، و (ما لِي لا أعبُدُ ) ]يس 22[، زاد حفص (بَيتِي ) و (وَجْهي ) ،و (مَعِي )، و (أجْرِي ) حيث وقَعْن ،و (يَدِيَ إلَيكَ ) ]المائدة 28[، و (امي إلَهَينِ ) [ المائدة 116] ، (لِيَّ عَليكُم ) ]ابراهيم 22[، و (لِي فِيها ) ]طه 18[، (و لِيَ نَعجَةٌ ) ]ص 23[، و (لِي مِنْ عِلمٍ ) ]ص 69[، (و لِيَ دِينٌ ) ]الكافرون 6[، و (فَما آتَني اللهُ ) ]النمل 36[، وافقه أبو زيد في (مَعِيَ )،و ( أجْرِيَ ) [ يونس 72]كل القرآن، و خَالَفَهُ في (مَعِيَ أبَداً ) ]التوبة 83[، و (مَعِيَ عَدُواً ) ]التوبة 83[، و (مَعِي أو رَحِمَنا ) ]الملك 28[ فقط.
... و فتح عاصم غير حفص (مِنْ بَعدي إسْمُهُ ) ]الصف 6[، و حماد و أبان و أبو بكر غير ابن غالب (يا عِبادِي لا خَوفٌ ) ]العنكبوت 56[ إلاّ حرف، زاد الأعشى و البرجمي (وَجْهِي ) ]آل عمران 20[ حيث وقع، و (صِراطِي مُستَقِيماً ) ]الأنعام 153[، و (لِيَ ساجِدِينَ ) ]يوسف 4[، (و لِيَ فِيها ) ]طه 18[، (و لِيَ نَعجَةٌ ) ]ص 23[، و (مَعِيَ أو رَحِمَنا ) ]الملك 28[، و زاد البرجمي و الشموني (قُلْ يا عِبادِيَّ الذينَ آمَنُوا ) ]العنكبوت 56[، ( فبَشِر عِبادِي الذينَ ) ]الزمر 17[.(1/621)
... و فتح يعقُوب، غير رويسٍ، و سهلٌ (قَومي اتخَذُوا ) ]الفرقان 30[، ابن حبشان (قَومِي لَيلاً ) ]نوح 5[، و سهل و ابن عبد الخالق عن يعقوب، و ابن وهب عن روح، و الضرير عن روح، و غيره من أصحاب يعقوب (بَعْدِي اسمُهُ ) ]الصف 6[، و روى ابن عبد الخالق عن يعقوب، فتح الياء من قوله: (قًل لِعِبادِي الذينَ ) ]العنكبوت 56[، (فَبَشِّر عبادِي الذِينَ ) ]الزمر 17[، (فما أتَني اللهُ ) ]النمل 36[، (إني اصْطَفَيْتُكَ ) ]الأعراف 144[، (أخي اشْدُدْ ) ]طه 31[، (لِنَفْسي ) (اذْهَبْ ) ]طه 41-42[، (في ذِكْرِي اذْهَبا ) ]طه 42-43[، (يا ليتَني اتَخَذْتُ ) ]الفرقان 37[، (آبائي إبراهِيمَ ) ]يوسف 3[، (ما لي لا أعبُدُ) ]يس 22[، (دُعائي إلاّ ) ]نوح 6[ وافقه النحاس و ابن حبشان عن رويس في (آتاني الله ُ) ]النمل 36[ فقط.
فصل
... و كلهم فتح الياء و اللام اللتين للتعريف إلاّ ابن محيصن و حمزة فإنهما أسكناها (1) من قوله: (عَهدِيَ الظالِمِينَ ) ]البقرة 124[، (رَبي الذي يُحيِي و يُمِيتُ ) ]البقرة 258[، (حَرَّمَ رَبِي الفَواحِشَ ) ]الأعراف 33[، (عَنْ آياتي الذينَ ) ]الأعراف 146[، (قُل لِعِبادِي الذيِنَ ) ]العنكبوت 56[، (يا عِبادِي الذينَ آمَنوا ) ]العنكبوت 56[، (يا عِبادِيَ الذين أسرَفُوا ) ]الزمر 53[، (مَسَنِي الضُرُّ ) (2) ]الأنبياء 83[، و (مَسَني الشَيطانُ ) ]ص 41[، (آتاني الكِتابَ ) ]مريم 30[، (عِبادِي الصالِحُون ) ]الأنبياء 105[ /132ظ/، (عِبادِي الشَكُورُ ) ]سبأ 13[، (أرادَني اللهُ ) ]الزمر 38[، (أهلَكَنِي اللهُ ) ]الملك 28[.
__________
(1) غاية الاختصار 336، النشر 1/170.
(2) في الأصل: (مَسَّني الضَرّاءُ)(1/622)
زاد ابن محيصن إسكانها من قوله: (بَلَغَنِي الكِبَرُ ) ]آل عمران 40[، (مَسَني الكِبَرُ ) ]الحجر 54[، (مَسَنِي السُوءُ ) ]الأعراف 188[، (أروني الذينَ ) ]سبأ 27[، (حَسبي اللهُ ) ]التوبة 129[،(نَبَّأنِي العَلِيمُ ) ]التحريم 3[،و كل القرآن (شُرَكائي الذيِنَ ) ]النحل 27[، وافقهما البصري و الكسائي و خَلَف و أبو عبيد في النداء، و حفص و أبان في (عَهدِيَ الظالِمِينَ ) ]البقرة 124[ و شامي في (آياتي الذِينَ ) ]الأعراف 146[ و هو و الكسائي و الأعشى و سهل و يعقوب غير ابن عبد الخالق في (لِعِبادي الذينَ ) ]إبراهيم 31[ و النحاس و ابن حبشان عن رويس في (عِبادي الشَكُورُ ) ]سبأ 13[ و فتح و أبو عمرو برواية عباس و شجاع عنه، و رواية أبي حمدون و أبي أيوب و أبي شعيب عن اليزيدي عنه، و البرجمي و الشموني (قُلْ يا عِبادِي الذينَ آمنوا ) ]العنكبوت 56[ و فتح مدني و أبو عمرو و ابن فليح و حفص، و ابن عبد الخالق عن يعقوب، و النحاس و ابن حبشان عن رويس، عنه (فما آتاني اللهُ ) ]النمل 36[و أسكن المُفَضَّل عن عاصم (نِعْمَتِي التي ) تَلِيهِنَّ ثَلاثَتُهُنَّ في البقرة فقط.
كذلك رواها العمري عن ابي جعفر، و فتحوا الياء من (هُديَ ) ]البقرة 38[، و (مَثْوايَ ) ]يوسف 23[،و (بُشْرايَ ) ]يوسف 19[،و (رُؤيايَ ) ]يوسف 43[، و أسكنوها في (مَحْيَاي ) ]الأنعام 162[، فقط. و روى أبو الأزهر عن ورش عن نافع جميع ذلك بالإسكان، و لم أقرأ بذلك.
الباب الخَمْسُون
في ذكر الياءات التي حذفت من الخط في المصحف، و اختلف القراء في إثباتها
و إسقاطها
... و اعلم أنّ جميع الياءات المحذوفة من المصحف التي لو أُثبتت فيه كان إثباتها صواباً سوى ما حذف منها للنداء أو لمقارنته التنوين مئة و خمس و ثلاثون ياء، فيما ذكر أرباب هذه الصناعة.(1/623)
... منها في البقرة: (فارهَبُونِ ) ]40[، (فاتقونِ ) ]41[، (و لا تَكفُرُونَ ) ]152[، (الداعِ إذا دَعانِ ) ]186[، (و اتَقُونِ ) ]197[.
في آل عمران: (و مَنْ اتَبَعَنِ ) ]20[، (و أطِيعُونِ ) ]50[، (و خافُونِ ) ]175[.
في النساء: (و سَوفَ يُؤتِ اللهُ ) ]146[.
و في المائدة: (و اخشَونِ اليَومَ ) ]3[، (و اخشَونِ و لا ) ]44[.
في الأنعام: (يَقثصُ الحَقَ ) (1) ]57[، (و قَد هَدانِ ) ]80[.
و في الأعراف: (ثُمَّ كِيدُونِ ) ]195[، (فَلا يُنظِرُون ) ]195[.
في يونس: (و لا تُنْظِرُونِ ) ]71[، (نُنْجِ المؤمِنِينَ ) ]103[.
في هود: (فَلا تَسألَنَّ ) ]46[ (تُنْظِرون) ]55[، (و لا تُخزُونِ ) ]78[، (يَومَ يأتِ ) ]105[.
في يوسف: (فأرسِلُونِ ) ]45[، (و لا تَقرَبُونِ ) ]60[، (حَتى تُؤتونِ مَوثِقَاً ) ]66[، (أنْ تُفَنِدُون ) ]94[.
في الرعد: (المُتَعالِ) ]9[، (و إليهِ مآبِ ) ]36[، (و إليهِ مَتابِ ) ]30[، (عِقابِ) ]32[.
في إبراهيم: (وَعِيدِ) ]14[، (أشرَكتُمُونِ ) ]22[، (دُعاءُ ) ]40[.
في الحجر: (فَلا تَفضَحُونِ ) ]68[، (و لا تُخزُونِ ) ]69[.
في النحل: (فاتَقُونِ )] 2[، (فارهَبُونِ ) ]40[.
في سبحان: (أخَرتَنِ ) ]62[، ( المُهتَدِ ) ]97[.
في الكهف (المُهتَدِ) ]17[، (أن يهدِيَنِ ) ]24[، (إنْ تَرَنِ ) ]39[، (أنْ يؤتِيَنِ ) ]40[،(تُعَلِّمَنِ ) [66] (نَبْغ ِ) ]64[.
في طه (بالوادِ ) ]12[، (أن لا تَتَبِعَنِ ) ]93[.
في الأنبياء (فاعبُدُونِ ) ]25[، (فلا تَسْتَعْجِلُونِ ) ]37[، (فاعبُدُونِ ) ]92[.
في الحج: (البادِ ) ]25[، (لَهادِ ) ]54] (نَكِيرِ ) ]44].
في المؤمِنين: (كَذَبُونِ ) ]26[، (فاتَقُونِ ) ]52[، (يَحضُرون ) ]98[، (أرجِعُون ) ]99[، (تُكَلِمُون ) ]108].
__________
(1) في قراءة (يَقْضِ الحَقَّ )(1/624)
في الشعراء: (يَكذِبُون ) ]12[، (يَقتُلون ) ]14[، (سَيَهدِينِ ) ]62[، (فَهُوَ يَهدِينِ ) ]78[، (يَسقِينِ ) ]79[، (فَهُوَ يَشفِينِ ) ]80[، (يُحيينِ ) ]81[، (كَذَبُونِ ) ]117[، و فيها ثمانية مواضع (و أطِيعُونِ ) ]108،.110،126،131،144،150،163،179 [
... في النمل: (وادِ النَملِ ) ]18[،، (أتُمِدُونَنِّ ) ]36[، (فما آتانِ اللهُ ) ]36[، (حَتى تَشْهَدُونَ ) ]32[.
في القصص: (الوادِ الأيمَنِ ) ]30[، (يَقتُلُونِ ) ]33[، (تُكَذِبُونِ ) ]34[.
في العنكبوت: (فاعبُدُونِ ) ]56[.
في الروم: (بِهادِ العُميِ ) ]53[.
في سبأ: (كالجُوابِ ) ]13[، (نَكِير ) ]45[.
في يس: (إن يُرِدنِ ) ]23[، (و لا يُنقِذُوُنِ ) ]23[، (فاسمَعُونِ) ]25[، /133و/.
في الصافات: (لِتُردِينِ ) ]56[، (سَيَهدِينِ ) ]99[، (صالٍ الجَحِيمَ ) ]163[.
في ص: (عَذابُ ) ]8[، (عِقابِ ) ]14[.
في الزمر: (فاتَقُونِ ) ]16[، (فَبَشِرْ عِبادِ) ]17[.
في المؤمن: (عِقابِ ) ]5[، (التَلاقِ ) ]15[، (التَنادِ) ]32[، (اتَبِعُونِ ) ]38[.
في عسق: (الجَوارِ ) ]32[.
في الزخرف: (سَيَهدِينِ ) ]27[، (اتَبِعُونِ ) ]61[، (و أطِيعُونِ ) ]63[.
في الدخان: (يَرجُمُوُنِ ) ]20[، (فاعتَزِلُونِ ) ]21[.
في ق: (وَعِيدِ) ]14[، (يُنادِ المُنادِ ) ]41[، (وَعِيدِ ) ]45[.
في الذاريات: (لِيَعبُدُونِ ) ]56]، (يُطعِمُونِ ) ]57]، (يَستَعجِلُونِ ) ]59].
في القمر: (فَما تُغنِ النُذُرُ ) ]5]، (يَدعُ الداعِ ) ]6]، (إلى الداعِ ) ]8[ و فيها ستة مواضع، (و نُذُر ) ]1[.
في سورة الرحمن: (و لَهُ الجَوارِ ) ]24[.
في الملك: (نَكِيرٌ ) ]17[.
في نوح: (و أطِيعُونِ ) ]3[.
في المرسلات: (فَكِيدُونِ ) ]39[.
في النازعات: (بالوادِ ) ]16[.
في التكوير: (الجَوارِ ) ]16[.
في الفجر: (يَسْرِ ) ]4[، (باوادِ ) ]19[، (أكرَمَنِ ) ]15[، (أهَنَنّ ) ]16[.(1/625)
في الكافرين: (و لِيَ دِينٌ ) ]6[. (1)
فذلك مئة و خمس و ثلاثون ياء حذفت من المصحف، و اختلفوا فيها في القراءة، فكان يعقوب الحضرمي يثبت جميع هذه الآيات المحذوفة في أوساط الآي أواخرها وصلاً و وقفاً، و لا يبالي أكانت المحذوفة ياء إضافة أو لام الفعل.
شرح مذهب أبي حاتم في ذلك:
كان أبو حاتم يثبت في الحالتين ما كانت منها أصلية وسط الآية، أعني بالأصلية لام الفعل كقوله: (دَعوَةَ الداعِي ) ]البقرة 186[، (يَومَ يأتي ) ]هود 105[، (المُهتَدي ) ]الكهف 17] (نَبْغِ ) ]الكهف 64] (المُنادِ ) ]الزخرف 41[، (كالجَوابِي ) ]سبأ 13[، (الجَوارِ ) ]الرحمن 24[، (المُنَادِي ) ]الزخرف 41[، (يَدعُ الداعي ) ]القمر 6[، (إلى الداعِ ) ]القمر 6[، (إلى الداعِ ) ]القمر 8[ و نحو ذلك.
... فإن كانت رأس آية فإنه يثبتها في الوصل فقط، و هي (المُتَعالي ) ]الرعد 9[، و (التَلاقِ ] ]المؤمن 15[، و (التَنادِي ) ]المؤمن 32[، و (يَسر ) ]الفجر 4[، الوصل و يحذفها في الوقف نحو (إذا دَعانِ ) ]آل عمران 175[ و ما أشبه ذلك ..فإن كانت رأس آية فإنه يحذفها في الحالتين، كقوله: (فارهَبُونِ ) ]البقرة 40[، (فاتَقُونِ ) ]البقرة 41[، (و لا تَكفُرُونِ ) ]البقرة 152[ و نحو ذلك.
شرح مذهب أبي عمرو و نافع و صاحبيه في ذلك:
... كان أبو عمرو و نافع و صاحباه برواية إسماعيل عنهم، و أبو جعفر من طريق الفضل أيضاً، يثبتون جميع ما وقع من هذه الياءات المحذوفات وسط الآية في الوصل فقط، و لا يبالون أكانت المحذوفة ياء إضافة أو لام الفعل، ما لم يكن حذفها للنداء أو لمقاربتها التنوين كقوله: (الداعي إذا دَعانِي ) ]البقرة 186[، (و اتَقُوني ) ]197[ و نحو ذلك كل القرآن، إلاّ قوله: (كالجُوابِ ) ]سبأ 13[ أثبتها أبو عمرو فقط (2) .
__________
(1) تنظر هذه الحروف في التيسير 69، الاقناع 1/545، غاية الاختصار 1/ 335، النشر 1/179.
(2) ينظر: التيسير 70، الاقناع 1/547.(1/626)
... و لا يثبتون ما وقع في أواخر الآي في وصل و لا وقف، إلاّ (دُعائِي ) ]إبراهيم 40[، و (يَسرِي ) ]الفجر 4[، و (أكرَمَني ) ]الفجر 15[، و (أهَانَني ) ]الفجر 16[، فإنهم يثبتونها وصلاً، و خَيَّر أبو عمرو في (أكرَمَن ) و (أهانَنِّي ) بين الإثبات و الحذف إلاّ برواية عباس و عبد الوارث، فإنهما رويا عنه الحذف من غير تخيير، زاد أبو جعفر و شيبة و عباس /133و / (التلاقِي ) ]المؤمن 15[، و (التَنادِي ) ]المؤمن 32[ في الوصل، و وصل العمري (الداعِي إذا دَعانِي ) ]البقرة 186[، (و مَنْ اتَبَعَني ) ]آل عمران 20[، و (يَومَ يأتِي ) ]هود 105[، و (المُتَعالي ) ]الرعد 9[، و (مَتابِي ) ]الرعد 30[، (و تقَبَلْ دُعَائِي ) ]إبراهيم 40[.
... و كل ما في سبحان و الكهف و طه و (البادِي ) ]الحج 25[، و (أتُمِدونَني ) ]النمل 36[، و (التَلاقي ) ]المؤمن 15[، و (التَنادِي ) ]المؤمن 32[، و (الجَوارِي ) ]الشورى 32[، و (المُنادي ) ]الزخرف 41[، و (يَدعُ الداعي ) ]القمر 6[، و (إلى الداعي ) ]القمر 8[، و (يَسري ) ]الفجر 4[، و (بالوادي ) ]النازعات 16[، و (أكرَمَني ) ]الفجر 15[، و (أهانَني ) ]الفجر 16[ بالياء (1) .
__________
(1) في المصحف (أتُمِدُنَنِ) ،(التَلاقِ )، (التَنادِ )، (الجَوارِ )، (المُنادِ )، (يَدْعُ الداعِ )، (يَسْرِ )، (بالوادِ)، 0(أكْرَمَنْ )، (أهَانَنْ)، ينظر: الاقناع 1/549.(1/627)
... و وصل نافع برواية ورش و قالون و المسيبي، عنه (و مَنْ اتَبَعَني ) ]آل عمران 20[، و (يَومَ يأتي ) ]هود 105[، و ما في سبحان و الكهف و طه و (أتُمِدُونَني ) ]النمل 36[، و (الجَواري ) ]الرحمن 24[، و (اتَبِعُوني أهدِكُم ) ]غافر 33[، و (المُنادي ) ]الزخرف 41[، و (إلى الداعِي ) ]القمر 8[، و (يَسرِي ) ]الفجر 4[، و (أكرَمَني ) ]الفجر 15[، و (أهانَني ) ]الفجر 16[ بالياء، زاد ورش إثباتها في الوصل من ]الفجر15[، و (أهانَني ) ]الفجر 16[ بالياء، زاد ورش إثباتها في الوصل من قوله: (الداعي إذا دَعاني ) ]البقرة 186[، (فَلا تَسألني ما ) ]هود 46[، (و تَقَبَل دُعائي ) ]إبراهيم 40[، و (البَلدِي ) ]الحج 25[، و (إن يُكَذِبُونِ ) في القصص ]34[، و (كالجَوابِي ) ]سبأ 13[، (و لا يُنقِذونِي ) ]يس 23[، و (لشتُردِيني ) ]الصافات 56[، و (التَلاقِي ) ]المؤمن 15[، و (التَنَادِي ) ]المؤمن 32[، و (أنْ يَرجُموني ) ]الدخان 20[، (فاعتَزِلُوني ) ]الدخان 21[، و (يَدْعُ الدَاعِي ) ]القمر 6[، و (بالوَادِي ) ]النازعات 16[، و حيث وقع (وَعِيدِي ) و (نَكِيري ) و (نُذُري )، و (نَذِيري )، و اختلف عن ورش و قالون في قوله: (اتَبِعُوني أهْدِكُم ) ]غافر 33[، فرواه الأصبهاني لورش، و أبو نشيط و القاضي عن قالون، بياء في الوصل، و رواه البخاري لورش و الحلواني و ابن صالح عن قالون بحذفها، و اختلف عن ورش أيضاً في قوله: (إنْ تَرَنِ أنا ) ]الكهف 39[ فرواه الأصبهاني بياء الوصل، و رواه البخاري بالحذف.
شرح مذهب ابن كثير في ذلك: (1)
__________
(1) ينظر: التيسير 69، النشر 1/182.(1/628)
... كان ابن كثير يثبت الياء في الحالين في قوله: (يَومَ يأتي )]هود 105[ و (حَتى تُؤتُوني ) ]يوسف 66[، و (المُتَعَالِي ) ]الرعد 9[، و (ما كُنْا نَبْغِي ) ]الكهف 64[، و (أنْ لا تَتَبِعَنِي ) ]طه 93[، و (البادِي ) ]الحج 25[، و (أتُمِدُونَني ) ]النمل 36[، و (كالجَوابِي ) ]سبأ 13[، (و مِنْ آياتِهِ الجَوارِي ) ]الرحمن 24[، و (اتَبِعُوني أهدِكُم ) ]غافر 33[، و (التَلاقِي ) ]المؤمن 15[، و (التَنادِي ) ]المؤمن 32[، و (يُنادِي المُنادِي ) ]الزخرف 41[، و (يَسرِي ) ]الفجر 4[ برواية القواس و البزي، (و تَقَبَلْ دُعائِي ) ]إبراهيم 40[، و (لَئِن أخَرتَني ) ]الإسراء 62[، و (أن يَهدِيَني ) ]الكهف 24[، و (إن تَرَني) ]الكهف 39[، و (أن يؤتِيني ) ]الكهف 40[، و (أن تُعَلِمَني ) ]لكهف 66[، و (يَدْعُ الداعِي ) ]القمر 6[، (و إلى الداعِي ) ]القمر 8[، و (الصَخْرَ بالوادِي ) ] الفجر 9[، و (أكرَمَنِي ) ]الفجر 15[، و (أهانَني ) ]الفجر 16[ و روى ابن مجاهد عن قنبل (أكرَمَن ) ]الفجر 15[ و (أهانَن ) ]الفجر 16[ بغير ياء فيهما و (فإنَّهُ من تَبَعَني ) [ إبراهيم 36] بالياء، و روى الزينبي عن قنبل (يَرْتَعِ ) (1) [ يوسف 12] بالياء، و يختار حذفها.
__________
(1) في الأصل (يَرْتَعي )(1/629)
... و قياس مذهب ابن كثير أن يقف على قوله: (و لَسَوفَ يُؤتِ اللهُ ) ]النساء 146[،و (نُنْجِ المؤمِنِينَ ) في يونس ]103[، و (بِالوادِالمُقَدَسِ ) ]طه 12[فيهما، و (الوادِ الأيمَنِ ) ]القصص 30[ و (وادِ النَملِ ) ]النمل 18[، و (بِهادِ العُمِي ) في الروم ]53[، و (يَومَ يُنادِ ) ]ق 41[، (فَما تُغنِ النُذُرُ ) ]القمر 5[، و (الجَوارِ المنشآتُ ) ]الرحمن 24[، و (الجَوارِ الكُنَّسْ ) ]التكوير 16[ بالياء في جميع ذلك على الأصل، و لم يذكر عنه أحد في ذلك شيئاً، و يحذف ما عدا ذلك من المحذوفات اتباعاً للمصحف، و سترى ما روي عن ابن ابن محيصن من إثبات هذه المحذوفات في آخر كل سورة.
شرح مذهب الآخرين في ذلك: (1)
الآخرون و هو شامي كوفي يحذفون جميع ما تقدم ذكره من هذه المحذوفات في الحالتين إتباعاً للمصحف إلاّ ما أتى عن حمزة أنّه أثبت ياءين (دُعائِي ) ]إبراهيم 40[في الوصل، و (أتُمِدونَنِّي ) ]النمل 36[ وصلاً (يَومَ يأتِي ) ]هود 105[، و (ما كُنّا نَبْغي ) ]الكهف 64[ في الوصل، و زاد قتيبة (أشرَكتُمُني ) ]إبراهيم 22[، و (يَسْرِي ) ]الفجر 4[ وصلاً، و (فَكِيدُوني ) في المرسلات ]39[ وقفاً، و عن البرجمي أنّه أثبت (دُعائِي ) ]إبراهيم 40[ وصلاً و وقفاً، و روى ابن مسلم عن ابن عامر إثبات جماعة من الياءات، ستراها في مواضعها من آخر كل سورة، إن شاء الله.
فصل
__________
(1) ينظر: التيسير 69، الاقناع 1/ 537، غاية الاختصار 1/355، سراج القارئ 177، النشر 1/182(1/630)
... و لا خلاف بين القراء في إثبات ما أُثْبِت من هذه الياءات في المصحف، أنه مثبت في الوصل و الوقف في القرآن كله، و لا في حذف ما حذف منها للنداء في المصحف، كقوله: (ربّ اغفِرّ ) ]الأعراف 151[، (رَبّ احْكُمْ ) ]الأنبياء 112[، (يا قَوُمِ اعُبُدُوا ) ]الأعراف 59[، (يا عِبادِ فاتَقُونِ ) ]الزمر 16[، و نحو ذلك، إلاّ أن تكون مثبتة، و هي في العنكبوت ]56[ (يا عِبادِي الذين آمَنُوا )، وفي الزمر ]53[ (يا عِبادِي الذيِنَ أسرَفُوا )، فإنَهُم أجمَعُوا على إثباتِهما في الحالتين، و في الزخرف ]68[ (يا عِبادِي لا خَوُفٌ عَلَيكُمْ ) أثبتها أهل المدينة و الشام في الحالتين؛ لأنهما في مصاحفهم مُثْبَتَة، فاتبعوا مصاحفهم في إثباتها، وافقهم أبو عمرو و عاصم غير حفص في الوصل، قال أبو عمرو: لأني رأيتها في مصحف المدينة و الحجاز بالياء، و اختلف فيه عن يعقوب، فرواه النحاس و ابن حبشان، عن رويس و ابن وهب، عن روح، عنه بإثبات الياء في الحالتين، و رواه غيرهم عنه بغير ياء في الحالتين، و أثبت البرجمي (قُلْ يا عِبادِي الذِينَ آمَنُوا ) ]الزمر 10[ في الوقف.
شرح اختلافهم في الياءات التي هي لامات من الفعل يقاربها التنوين فيسقط من اللفظ و الخط في الوصل ضرورة لسكونها و سكون التنوين:
... منها في البقرة قوله: (مِنْ مُوُصٍ ) ]182[، (باغٍ ) ]173[، (عَادٍ ) ]173[، (عَن تَراضٍ ) ]233[.
و في النساء (عَن تَراضٍ ) ]29[.
و في المائدة (و لا حامٍ ) ] 103 [.
و في الأنعام (بَاغٍ ) ]145[، (عَادٍ ) ]145[، (لآتٍ ) ]134[.
و في الأعراف (غَواشٍ ) ]41[، (أيدٍ ) ]195[.
و في التوبة (هارٍ) ]109[ فيمن جعله مقلوباً من هائر.
و في يونس (لَعالٍ ) ]83[.
و في يوسف (ناجٍ ) ]42[.
و في الرعد (مُستَخفٍ ) ]10[، (هادٍ ) ]7[، (وَالٍ ) ]11[، (هادٍ) ]33[، (واقٍ ) ]34[، (واقٍ) ]37[.
و في إبراهيم (بِوادٍ ) ]37[.(1/631)
و في النحل (بَاقٍ ) ]96[، (بَاغٍ ) ]115[، (عَادٍ ) ]115[، (مُفتَرٍ ) ]101[.
و في مريم (لَيالٍ ) ]10[.
و في طه (قَاضٍ ) ]72[.
و في النور (زَانٍ ) ]3[.
و في الشعراء (وادٍ ) ]225[.
و في العنكبوت (لآتٍ ) ]5[.
و في لقمان (جَازٍ ) [33].
و في الزمر (هادٍ ) ]23[، (هادٍ ) ]36[، (بِكافٍ ) ]36[.
و في المؤمن (وَاقٍ ) ]21[، (هَادٍ ) ] 33 [.
و في ق (مُعتَدٍ) ]25[.
و في سورة الرحمن (فَانٍ ) ]26[، (دَانٍ ) ]54[.
و في الحديد (مُهتَدٍ) ]26[.
و في القلم (مُعتَدٍ) ]12[.
و في الحاقة (لَيالٍ ) ]7[، (مُلاقٍ ) ]20[.
و في القيامة (رَاقٍ ) ]27[.
و في المطففين (مُعتَدٍ) ]12[.
و في الفجر (و لَيالٍ ) ]2[.
فذلك سبعة و أربعون حرفاً.
و كلهم يقف على هذه الحروف بغير ياء اتباعاً للمصحف، إلاّ يعقوب من طريق ابن مهران، فإنه يقف عليها بالياء كما يوقف على كل منصوب منون بالألف، و ذكر أنّ الياء سقطت في الوصل لسكونها و سكون التنوين، فإذا وقف زال التنوين فرجعت الياء، و روى زيد عنه (مِنْ قَطِرانٍ ) ]إبراهيم 50[ منونين على كلمتين، و يقف عليها بالياء أيضاً /134ظ/ و كان ابن كثير برواية القواس، و البزي يقف على (هَادٍ )، (والٍ )، (واقٍ ) في الرعد (1) و (باقٍ ) ]في النحل 96[، و (واقٍ ) و (هادٍ ) في المؤمن (2) بالياء فيهن فقط، و بغير ياء في غيرهن (3) .
... و حجة يعقوب في الوقف على هذه الحروف بالياء أنّه رد عليها الحرف الأصلي على مفارقة التنوين إذا لم تَدْعُهُ ضرورة إلى حذفه، و لم يطلب التخفيف، و ذكر سيبويه عن الأخفش الكبير أبي طالب و يونس النحوي أنّ من يوثق بعربيته يضع الياء في الوقف، قال: و من أجل التنوين حذفت الياء، فلما فقد في الوقف ردَّ الحرف إلى أصله، و أنشد بعضهم:
فَسَلِ الناسَ إنْ جَهِلْتَ و إنْ شِئْتَ يقضَي بَيْنَنا قاضِي
__________
(1) الرعد ]7،11،34[
(2) المؤمن 21،33[
(3) ينظر: النشر 192.(1/632)
و علة ابن كثير في إثبات الياء في الوقف على (هَادِي ) ]7،33[ ، (وَالِ )، (وَاقِي ) في الرعد و
المؤمن (1) أنّ هذه الحروف جاورت قوله: ( المُتَعالِ ) ]الرعد 9[، و (التَلاقي ) ]المؤمن 15[، و (التَنَادِي ) ]المؤمن 32[ في هاتين السورتين، و قد أثبتت الياء في هذه الأحرف وصلاً و وقفاً، و هي مثلها في أنّ الياء من الجميع لام الفعل، وقعت في أواخر الآي، و هو مع ذلك جامع بين حسن الوجهين في القراء و هو مُؤْذِنٌ بالأصل في الجميع، مع اتباعه الأثر في ذلك. و الله –عزّ و علا- أعلم بكتابه.
الباب الحادي و الخمسون
في ذكر الوقف و الإبتداء مُجْمَلاً عَلى ما ذَكَرَه العُلماء بالقُرآن
... و اعلم أنّ الوقوف أدب يستعمله الحذاق في القرآن، و ضرب من التجويد و الإحسان، و كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يسميها منازل القرآن، تختلف بها التفاسير و المعاني و الإعراب في بعض المواضع على حسب اختلاف العلماء، فالقارئ فيها بين أحوال مختلفة محمودة من إيضاح المعنى للمستمع أكثر، و تدبر القراءة، و إستنباط العلم، و إبانة الفضل، و إبتغاء مرضات الله تعالى، و استرواح النفس، و بها توجد حلاوة القرآن و لذاذته أكثر.
__________
(1) ]الرعد، المؤمن 34،21[(1/633)
... و كذلك روى محمد بن مهاجر الأنصاري، قال: حدثنا عمير بن هانئ أنّهم قالوا: يا رسول الله؛ إنا إذا سمعنا القرآن منك وجدنا له من الحلاوة و اللذاذة ما لم نجد نحن إذا قرأناه، قال: إنكم تقرؤنها لظهر، و أنا أقرؤه لبطن أقف عليه و أعرفه، فقد ثبتت سنة هذا الحديث عامّاً، و تعينت على أواخر الآي خاصة بخبر عبد الله بن أبي مليكة عن أُم سلمة –رضي الله عنها، قال: كان رسول الله –صلى الله عليه- إذا قرأ قطّع آية آية (بسم الله الرحمن الرحيم ) ]الفاتحة 1[ يقف ثم يقول: (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ ) ]2[، يقف ثم يقول: (الرَحمنِ الرَحِيمِ ) ]3[، يقف ثم يقول: (مَلِكِ يَومِ الدِينِ ) ]4[ (1) .
... و عن مجاهد، قال: عرضت القرآن على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات أوقفه عند كل آية.
__________
(1) ينظر: التمهيد 180.(1/634)
... أخبرنا الشيخ الفاضل أبو جعفر أحمد بن أبي أحمد بن محمد بن مَتَّويه المرو الروذي -رضي الله عنه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد قراءة عليه بمصر، قال: أخبرنا /135و/ أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري، قال: حدثنا أبو بكر بن يموت بن المزرع بن يموت العبدي البصري، قال: أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان البصري المعروف بالسجستاني، قال: من المقاطع الوقف التام، و الوقف المفهوم و هو الكافي، و الوقف الصالح و هو الحسن، لأنّه لا يقدر الإنسان أن يبلغ كلاماً تاماً في كل مكان، قال: و ينبغي للقارئ إذا قرأ أن يَفْهَمَ ما يقرأ، و يشغل قلبه و ذهنه به، و أن يقرأه لله -تعالى- و يتفكر في مذاهبه، و يتفقد مقاطعه و مبادئه، و أن يحرص على أن يفهم المستمعين في الصلاة و غيرها، و أن يكون وقف على كلام تام، أو مستغن حسن، و أن يكون ابتداؤه أيضاً حسناً، قال: و لا يمكن القارئ و إن كان طويل النفس أن يقف على تمام الكلام، و لا على الكافي في كل مكان، و لكن يتوخى الحسن المفهوم و تتجنب الناقص القبيح، فإن انقطع نفسه عند كلمة ناقصة أو وحشية الوقف أو المبتدأ نحو قوله: (عِندَ الرَحمنِ عَهْداً - و قَالوا ) ]مريم 78[ أعادَ فَقالَ (و قالُوا اتَخَذَ الرَحْمنُ وَلَداً ) ]مريم 88[حتى يحسن.
... و قال علي بن عيسى النحوي: الوقف على ثلاثة أوجه: تام و كافٍ و الناقص، فالتام: ما أفاد و أدّى المعنى على الصحة، و لم تتصل به زيادة في الفائدة على المعنى الأول، و الكافي: ما أفاد و أدى المعنى على الصحة إلاّ أنّه تتصل به زيادة في الفائدة على المعنى الأول، و الناقص: ما لم يفد و إن كان قد أدى المعنى على الصحة نحو (السَماءَ ) ]البقرة 19[، و نحو (إذا وَقَعَتْ ) ]الواقعة 1[.(1/635)
... و قال الشيخ الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الرازي -رحمه الله- في الوقف تمامه و حسنه و كافية أدبٌ يستعمله القارئ لمكان فإن جمع القارئ في ذلك بين عوامل مختلفة و قصص كثيرة فلا بأس به في الصلاة و غيرها، و إن قطع على كل كلمة فكذلك، بل يلزمه في ذلك أن لا يقصد تفسير المعاني التي يتضمنها الوقف و الوصل، و إن كان ممن اشتبه (1) عليه فعليه بأواخر الآي للسنة الواردة بها من حديث ام سلمة، و إليه كان يذهب ابن عباس فيما حكاه مجاهد، و ذلك أنّه قال قرأتُ على ابن عباس القرآن من أوله إلى خاتمته ثلاث عرضات، أو قال: عرضتين أوقفه عند كل آية، و إذا اجتمع وقفان أحدهما آخر الآية و الآخر قبل ذلك، فعليه بالآخر منهما و لإن تساويا في المعنى.
... و قال -رحمه الله: ثم إن اختلاف القراءة في ذلك على ثلاثة أوجه مما اختاروه، فرب حرف قرئ للوصل نحو (أنّا صَبَبنا ) ]عبس 25[، فرب حرف أحد الحالين فيه أحسن، بعد أن يكون الجميع فيه حسناً نحو (و اتَخِذوا مِنْ مَقامِ إبراهِيمَ ) ]البقرة 125[ فالإبتداء /135ظ/ به أحسن، و من فَتَحَ (و اتَخِذوا ) وصله بما قبله أحسن.
... و رب حرف لا يكون بينه و بين الوقف و الإبتداء مناسبة، و هو الأكثرنحو (يُكَذِبُونَ )[ الانشقاق 22] و (وَعَدَنا )[الأعراف 44] .
و ليس له أن يغيرحركة مجردة لإحسان الوقف و الإبتداء، مثال ذلك إن قرأ لأبي عمرو و وقف على قوله: (إلى صِراطِ العَزِيزِ الحَمِيِدِ ) ] إبراهيم 1[ ثم ابتدأ كان ابتداؤه مجروراً من غير أن يرفع لمكان الإبتداء، فإنه يكون بذلك خارجاً عن مُجَرَّده، و لا عليه أن يرجع لأنّ عامة القرآن على ذلك مما لا اختلاف فيه، فكما لا يسعه في المتفق عليه تغيير حرف لمكان الوقف، فكذلك فيما اختلف فيه لمفارقته المجرد، و إن وصل لأبي عمرو (أنّا صَبَبْنا ) ]عبس 25[ فليس عليه أن يفتح لمكان وصله.
__________
(1) في الأصل اشتبها.(1/636)
... و قال أبو محمد الحسن بن علي بن سعيد المقرئ -رحمه الله-: الوقوف على خمس درجات، فأعلاها رتبة هي التام ثم الحسن ثم الكافي ثم الصالح ثم المفهوم، و هذه ألقاب استعملها أبو حاتم في كتابه، و لم يحعل كل لقب منها مقصوراً على معنى بعينه، و لكنه قصد [في] (1) سائر الألقاب معنى واحداً، و هو أن الوقف يصلح في ذلك الموضع الذي يعبر عنه بلقب من هذه الألقاب (2) .
... قال: فأما نحن فقد ميزنا بينها و رتبنا لها مراتب، و جعلناها منازل فوسمنا أعلاها منزلة بالتمام و ما بعدها بالحسن، ثم بالكافي، ثم بالصالح، ثم بالمفهوم، ليعرف القارئ منازلها فيتخيرها على خُبْرٍ و معرفة، و هذه العبارات و إن كانت دالة على مراتب الوقوف في الحسن، فإنها على سبيل المقاربة، فالحسن و الكافي يتقاربان، و ألتمام فوقهما، و الحسن يقارب التمام، و الصالح و المفهوم قريبان أيضاً، و الجائز دونهما في الرتبة، و هو ما لم يكن منصوصاً عليه.
... قال: و المستحب للقارئ أن يقف على التمام، فإن لم يجد إليه سبيلاً فالحسن، فإن لم يكن فالكافي، و كذلك الصالح و المفهوم، و ما دام يقدر على الوقف في المواضع المنصوص عليها فلا يعدل عنها، إلاّ الجائز، و لا يعدل عن الجائز إلى المواضع التي يكره قطع النفس عندها. انتهى كلامه.
__________
(1) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.
(2) تنظر: انواع الوقف و القابه في جمال القراء 2/563و الاتقان 1/ 231-239.(1/637)
... و قال بعضهم: الوقف عند أبي عمرو حيث يتم الكلام، و عند ابن كثير حيث ينقطع نفس القارئ، و عند الآخرين حيث يحسن الوقف و الإبتداء (1) ، قال: و نص قنبل عن ابن كثير الوقف في ثلاثة مواضع من جميع القرآن في آل عمران ]7[ (و ما يَعلَمُ تَأوِيلَهَ إلاّ اللهُ )، و في الأتعام ]109[ (و ما يُشْعِرُكُم )، و في النحل ] 103[ (إنّما يَعلِّمُهُ بَشَرٌ )، و نص حفص عن عاصم الوقف على (عِوَجاً ) في الكهف ]1[ ثم يبتدئ (قَيِّماً ) ]2[، و على (مَرْقَدِنا ) ]يس 52[، و على (مَنْ راقٍ ) ]القيامة 27[، و على (بَلْ رانَ ) ]المطففين 14[ يقف على النون و اللام، ثم يبتدئ (رَاقٍ ) و (رَانَّ )، و إنّما أرادَ به الإظهار لا الوقف.
و حكى أبو الفضل الخزاعي عن بعض من قرأ عليه أنّ الوقف عند حمزة حيث ينقطع نَفَسُ القارئ، لأنّ قراءته التحقيق و المد الطويل، فلا يبلغ نفس القارئ /136و/ إلى تمام، و لا إلى كاف، و الوقف عند عاصم و الكسائي حيث يتم الكلام، و عند أبي عمرو حيث يحسن الإبتداء.
... و أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين المقرئ البخاري إجازةً، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسين عبد الرحمن بن محمد -رضي الله عنه، قال: ينبغي للقارئ أن يعرف مواضع الوقف و الإبتداء لأنّه من تمام معرفة وجوه الإعراب فيه و المعاني، و ذلك مقسّم في القرآن قسمين:
-قسم: أن يعرف أين يقف، و من أين يبتدئ.
-و قسم في أن يعرف كيف يقف و كيف يبتدئ.
__________
(1) ينظر: المكتفى 106.(1/638)
إعلم أنّ في القرآن مواضع يحسن السكت عليها و الإبتداء بما بعدها، لتمام معنى الكلام أو القصة، و يسمى مثل هذا الوقف التام، و مواضع يصلح السكت عليها و الإبتداء بما بعدها عند انقطاع النفس قبل بلوغ التمام، و هو أن يكون الكلام الموقوف عليه مفهوم المعنى إلاّ أنّ ما بعده لا يكون مستغنياً عنه لتعلقه به في المعنى، و ذلك لأنّ الإنسان لا يقدر على أن يبلغ الوقف التام إذا شاء عند تطاول الكلام أو القصة، و يسمى مثل هذا الوقف الكافي، و مواضع يقبح السكت عليها و الإبتداء بما بعدها، و هو أن يكون الموقوف عليه ناقصاً غير تام و لا مفهوم المعنى، و يسمى مثل هذا الوقف القبيح، فيجب على القارئ من أجل ذلك أن يعرف الوقف التام ليقف عليه و لا يعدوه، و الوقف الكافي ليقف عليه إذا خاف أن ينقطع نفسه قبل أن يبلغ التمام، و الوقف القبيح ليعهد أن لا يقف عليه لما في ذلك من الفائدة له، و هو أن القرآن إنّما أنزل ليقرؤوه و يتفهموا معانيه، و يتفكروا في عجائبه، و يتدبروا آياته، فيعرفوا بذلك ما لهم و عليهم فيه، كما قال الله -عز و جل-: (كِتابٌ أنزَلناهُ إلَيكَ مُبارَكٌ ) ]ص 29[ الآية، فإذا قرأه القارئ فوقف عند تمام الكلام و مفهوم المعنى حسنت بذلك قراءته، و فُهِمَ معنى ما قرأ، و سَهُلَ على المستمع له و المتفكر فيه إدراك ما طلبه من قراءته، و لعمري هذه فائدة عظيمة في تلاوة القرآن.
... و من الناس من يقول: نحن نقف حيث ينقطع النفس و لا نكلف تعهد الوقوف بمواضعها، و يحتج بأن القرآن قد صار كله مفهوم المعنى، وقفنا مواضع الوقف أو عدوناها.(1/639)
... و قال ابن مجاهد: قال لي قنبل: سمعت أحمد بن محمد القواس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس في القرآن كله إلاّ في ثلاثة مواضع يتعمد الوقوف عليهن تعمداً في آل عمران ]7[ (و ما يَعلَمُ تَأويلَهُ إلاّ اللهُ )، و في الأنعام ]109[ (و ما يُشعِرُكُم ) و يبتدئ (أنّها ) بالكسر، و في النحل ]103[ (إنّما يُعَلِمُهُ بَشَرٌ )، قلت: و المختار عند أكثر القراء، و النحويين القول الأول لما ذكرته من الفائدة في ذلك.
فصل
فالوقف التام: هو الذي يحسن الوقف عليه، و يحسن الإبتداء بما بعده، و يكون ما بعده مستغنياً عمّا قبله، /136ظ/ غير متعلق به، فمن الوقف التام ما هو واضح مفهوم المعنى غير مشكل و لا مختلف فيه، و ذلك نحو قوله –عز وجل-: (بِسمِ اللهِ الرَحمنِ الرَحِيمِ ) ]الفاتحة 1[ أن يقف ها هنا لأنه كلام تام، و ما بعده لا يتعلق به (1) ، و معناه التام أبدأ بسم الله، أو مفتاح كلامي بسم الله.
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/475، القطع و الائتناف 108. المكتفى 116.(1/640)
و نحو قوله: (مَلِكِ يَومِ الدِينِ ) [ الفاتحة 4] يتم الكلام ها هنا، لأن الذي بعده مسكن عنه، و مثله قوله: (إياكَ نَسْتَعِين )[ الفاتحة 5] (1) ، و لو قرأ قارئ فاتحة الكتاب كلها في نَفَسٍ واحد كانَ أحسن، لأنها من فاتحتها إلى خاتمتها تعليم شكر و دعاء، و نحو قوله: تعالى: (و أوُلئكَ هُمُ المُفلِحُونَ ) ]البقرة 5[، هذا وقف تام لأنّ قوله: (إنَّ الذينَ كَفَرُوا ) ]البقرة 6[ مبتدأ (2) ، و كذلك الوقف على قوله: (و لَهُم عَذابُ ألِيمٌ ) ]البقرة 10[ تام (3) ، و على قوله: (إنّ اللهَ على كلِ شيءٍ قَدِيرٌ ) ]البقرة 20[ (4) ، و على قوله –عز و علا: (و أنتُم تَعلَمُونَ ) ]البقرة 22[ (5) ، و على قوله تعالى: (ثُمَّ إليهِ تُرجَعُوُنَ ) ]البقرة 28[ (6) ، و على قوله: (و هُم فِيها خالِدُونَ ) ]البقرة 25[ (7) ، و على قوله –تعالى: (هُم الخاسِرُونَ ) ]البقرة 27[، و على قوله –تعالى : (ثُمَّ إليهِ تُرجَعُونَ ) ]البقرة 28[ (8) ، و على قوله: (و هُوَ بِكُلِ شيءٍ عَلِيمٌ ) ]البقرة 29[ (9) ،
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/475، القطع و الائتناف 108، المكتفى 116.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/493، القطع و الائتناف 115، المكتفى 119.
(3) ينظر: القطع و الائتناف 117، المكتفى 119.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/501، القطع و الائتناف 123، المكتفى 120.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/502، القطع و الائتناف 126، المكتفى 120.
(6) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/514، القطع و الائتناف 130، المكتفى 120.
(7) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/506، القطع و الائتناف 127، المكتفى 120.
(8) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/514، القطع و الائتناف 130، المكتفى 120.
(9) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/515، القطع و الائتناف 130، المكتفى 121..(1/641)
و على قوله: (و ما كُنتُم تَكتُمُونَ ) ]البقرة 33[ (1) ، و على قوله: (و لا هُم يَحزَنُونَ ) ]البقرة 38[ (2) ، و على قوله: (هُم فِيها خالِدُونَ ) ]البقرة 39[ (3) ، و على قوله: (إليهِ راجِعُونَ ) ]البقرة 46[ (4) ، و على ما أشبه ذلك من تمام الكلام أو القصة إلى آخر القرآن.
... و من ذلك ما يشكل و لا يُفْهَم إلاّ بتفكر، و لا يدرك إلاّ بسماع و علم بالتأويل و رواية التفسير، و ربما اختلفوا في مثله، و بعض الناس يسمِّي مثل هذا الوقف التام، و هو عندنا من الوقوف الحسنة المشبهة بالتامة، و ذلك نحو قوله -عز و جل: (لا رَيبَ فِيهِ ) ]البقرة 2[ يحسن الوقف عليه عند من جعل (هُدَىً ) ]البقرة 2[ في موضع رفع بإضمار (هُوَ ) على معنى (هُوَ هُدَىً ) ، و لا يتم لأنّ (هُدَىً ) مع (هُوَ ) متعلقان بالكلام الأول (5) ، و لا يحسن الوقف عليه عند من رفع (هُدَىً ) بـ (ذلك الكِتابُ ) ]البقرة 2[ أو جعله نَصّباً على القطع.
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/515، القطع و الائتناف 135، المكتفى 121.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/516، القطع و الائتناف 136، المكتفى 121.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/516، القطع و الائتناف 136، المكتفى 121.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/517، القطع و الائتناف 139، المكتفى 121.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/487، القطع و الائتناف 113، المكتفى 118.(1/642)
... و نحو قوله -تعالى-: (هُدَىً للمُتَقِينَ ) ]البقرة 2[ يتم الوقف عليه (1) إذا رفعت (الذِينَ يؤمِنُونَ ) ]البقرة 3[ بالإبتداء و جعلت (أُولئكَ على هُدَىً ) ]البقرة 5[، خبر الإبتداء، فإن رفعت (الذِينَ ) أو نصبته، على المدح على معنى هم الذين يؤمنون أو أعني الذين، حَسُنَ الوقف على (المُتَقِيِنَ ) (2) ، و لا يتم لتعلق المدح بالممدوح، و كذلك إنْ جَعَلْتَ (الذينَ ) في موضع الخفض على النعت للمتقين لأنّ النعت و المنعوت كالشيء الواحد، و نحو قوله -عز وجل: (و عَلى سَمْعِهِم ) ]البقرة 7[ يحسن الوقف عليه لأن قوله : (و عَلى أبْصارِهِم غِشاوَةٌ ) ]البقرة 7[، إبتداءٌ إذا رفعت الغشاوة بـ(عَلى ) (3) و لا (و لاهُمْ ) لتعلق الثاني بالأول بما يعود إليه من الهاء و الميم في (أبْصارُهُم ) ]البقرة 7[، و نحو قوله –عز و جل-: (لَعَلَكُم تَتَقُونَ ) ]البقرة 21[ يحسن الوقف عليه (4) ، إذا رفعت (الذي ) على معنى هو الذي، و لا يتم، و كذلك إنْ جَعَلتَه نَصباً على النعت للرب –عزّ و علا- لما ذكرته في قوله –تعالى-: (الذينَ يُؤمِنُونَ ) ]البقرة 3[.
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/491، القطع و الائتناف 113، المكتفى 118.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/491، القطع و الائتناف 114، المكتفى 119.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/495، القطع و الائتناف 116، المكتفى 119.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/502، القطع و الائتناف 124، المكتفى 120.(1/643)
... و نحو قوله -عز وجل-: (و ما يُضِلُ بِهِ إلاّ الفاسِقِينَ ) ]البقرة 26[ يتم الوقف عليه إذا رفعت (الذينَ يَنقُضُونَ ) ]البقرة 27[ بالإبتداء و جعلت (أُولِئكَ هُمْ ) ]البقرة 27[خبر الإبتداء، لإغن جعلت ( الذِينَ ) في موضع الرفع أو النصب على الذم أو جعلته نعتاً للفاسقين يحسن الوقف /137و/ على (الفاسِقِيِنَ )، و لا يتم لما ذكرته قبل (1) .
... و نحو قوله- عز وجل-: (لا فَارِضٌ و لا بِكرٌ ) ]البقرة 68[ يحسن الوقف عليه لأنّ قوله: (عَوانٌ بينَ ذلِكَ ) ]البقرة 68[ مبتدأ، على معنى هي عوان بين الصغيرة (2) و الكبيرة (3) ، و نحو قوله -عز وجل-: (و لا تَسقِي الحَرثَ ) ]البقرة 71[ يحسن الوقف عليه، لأنّ قوله (مُسَلَمَةً ) ]البقرة 71[ مبتدأ على معنى: هي مسلمة، و لا يتم لأنّه حكاية من قول الله –تعالى (4) .
... و نحو قوله: (و مِنَّ الذيِنَ أشرَكُوا ) ]البقرة 96[ يحسن الوقف عليه، لأنّ معناه: و احرص من المجوس ثم خبّر عنهم فقال: (يَوَدُ أحَدُهُم لو يُعَمَّر ألف سَنَةٍ )]البقرة 96[ (5)
و نحو قوله: (و هُوَ السَمِيعُ العَلِيمُ ) ]البقرة 137[يحسن الوقف عليه، لأنّ معنى صبغة الله: إلزموا صبغة الله، أي: دين الله (6) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/509، القطع و الائتناف 129، المكتفى 120.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/520، القطع و الائتناف 145، المكتفى 123.
(3) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/44.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/520، القطع و الائتناف 148، المكتفى 123.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/552، القطع و الائتناف 154-155، المكتفى 124.
(6) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/534، القطع و الائتناف 165، المكتفى 129.(1/644)
و نحو قوله: (و يُعَلِمُكُم ما لَم تَكُونُوا تَعلَمُونَ ) ]البقرة 151[ يحسن الوقف عليه (1) إذا لم نجعل (فاذكُرُوني ) ]البقرة 152[ جواباً لقوله: (كَما أرسَلْنا ) ]البقرة 151[ فإن جعلته جواباً له لم يحسن الوقف عليه.
... و نحو قوله: (قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ) (2) ]البقرة 217[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت قوله: (و صَدٌ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) ]البقرة 217[مبتدأ، و قوله: (أكبَرُ عِندَ اللهِ ) ]البقرة 217[، خبر، فإن جعلت قوله: (و صَدٌ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) عطفاً على ما قبله على معنى: و كبير الصد عن سبيل الله لم يحسن الوقف على (كَبِيِرٌ ).
... و نحو قوله: (و ما يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إلاّ اللهَ ) ]آل عمران 7[ يتم الوقف عليه عند من جعل (الرَاسِخِينَ ) ]آل عمران 7[ غير عالمين بتأويله، و هو قول أكثر أهل العلم (3) ، و يُقَوِّي هذا المذهب أنّه في حرف عبد الله أن تأويله: و يقول الراسخون في العلم آمنا به، و من جعل الراسخين عالمين بتأويله لم يقف على قوله: (إلاّ الله )، و هذا مذهب مجاهد، و عبد الله بن مسلم القتيبي و من تابعهما، و يكون معنى تأويله تفسير ظاهر معاني القرآن.
... و قوله -عز وجل: (لَيسُوا سَواءً ) ]آل عمران 113[ يحسن الوقف عليه و يتم الكلام عنده إذا جعلت قوله: (مِنْ أهل الكِتابِ أُمَةٌ قائِمَةٌ ) ]آل عمران 113[ مبتدأ، و رفعت الأمة بمن، فإن رفعت الامة بمعنى سواء كأنك قلت: ليست تستوي من أهل الكتاب أُمة قائمة و أُخرى غير قائمة، لم يحسن الوقفعلى سواء، لأنّ الكلام لا يتم عنده (4) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/536، القطع و الائتناف 169، المكتفى 130.
(2) ينظر: القطع و الائتناف 185، المكتفى 134.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/565، القطع و الائتناف 212، المكتفى 140.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/582، القطع و الائتناف 232، المكتفى 146.(1/645)
... و قوله: (فَيَنقَلِبُوا خائِبِينَ ) ]آل عمران 127[ يتم الوقف عليه إذا جعلت (أو يَتُبَ عَلَيهِم ) ]آل عمران 128[ على معنى: حتى تتوب عليهم، فإن نصبته على العطف على (لِيَقْطَعَ طَرَفاً ) لم يتم الكلام عنده (1) .
... و قوله: (إلاّ ما مَلَكَتْ أيمانُكُم ) ]النساء 24[ يحسن الوقف عليه إذا نصبت (كِتابَ اللهِ ) ]النساء 24[ على معنى: كتب الله كتاباً، و كذلك إذا نصبته على الإغراء في قول بعض النحويين، كأنّه قال: إلزموا كتاب الله، فحذف الفعل و اكتفى منه بـ (عَلَيكُم ) ]النساء 24[ فإن نصبته على القطع مما قبله على معنى: كتاباً من الله لم يتم الوقف على ما قبله (2) .
... و قوله: (فأصْبَحَ مِنَّ النادِمِينَ ) ]المائدة 31[ يحسن الوقف عليه (3) إذا (مِنْ أجلِ ذلِكَ ) مبتدأ، و تكون (مِنْ ) صلة لكتبنا، على معنى: من أجل قتل قابيل هابيل كتبنا على بني إسرائيل، و قال قوم: الوقف على قوله: (مِنْ أجلِ ذلِكَ ) لأنّ من أجل ذلك صلة للنادمين، و يجوز أن يكون من صلة (أصبَحَ )، و هو جائز، و الأول الإختيار لأنه رأس آية.
... و قوله -عز و جل-: (و مِنَّ الذيِنَ هادُوا ) ]المائدة 41[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت (سَمعُونَ ) ]المائدة 41[ رفعاً بالإبتداء، على معنى: هم سماعون للكذب، أي ليكذبوا، فإن جعلته رفعاً من (الذِينَ هادُو ا ) ]المائدة 41[ لم يحسن الوقف على (هادُوا ) ]المائدة 41[، و يكون الوقف على قوله: (و لَمْ تُؤمِنْ قُلُوبُهُم ) ]المائدة 41[ (4) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/583، القطع و الائتناف 233، المكتفى 147.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/596، القطع و الائتناف 249.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/617، القطع و الائتناف 286، المكتفى 165.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/619-620، القطع و الائتناف 287، المكتفى 165.(1/646)
و قوله -عز و علا: (كما بَدَأكُم تَعُودُونَ ) ]الأعراف 29[ يحسن الوقف عليه إذا نصبت (فَرِيقاً) الأول بـ (هُدَىً ) ]الأعراف 30[، و الثاني بما تضمَّن (حَقَّ عَلَيهِم الضَلالَةُ ) ]الأعراف 30[، و هو أصل فإن نصبتها بـ (تَعُودُونَ )، بتقدير تعودون فريقين على الحال لم يحسن الوقف عليه إذا جعلت ما بعده حكاية من قول فرعون للملأ و دليله، (قالُوا أرجِهِ و أخاهُ ) ]الشعراء 36[ فإن جعلته حكاية عن الملأ لم يحسن الوقف على ما قبله (1) .
... و قوله: (و مَغْفِرَةٌ و رِزقٌ كَرِيمٌ ) ]الأنفال 4[ يحسن الوقف عليه، و يتم إذا جعلت (كَما أخرَجَكَ رَبُكَ ) ]الأنفال 5[ صلة لمضمر معناه: امض لأمر الله في الغنائم كما مضيت لأمر الله في خروجك من بيتك، و كذلك إذا جعلت (كَمَا ) صلة لقوله: (يَسألُونَكَ عَنِ الأنفالِ ) ]الأنفال 1[ أي يَسألُونَكَ عن الأنفال كما جادلوك يوم بدر، لم يحسن الوقف عليه (2) .
... و قوله -عز و جل: (إنَما بَغيُكُم على أنْفُسِكُم ) ]يونس 23[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت المعنى ذلك متاع الحياة، و كذلك إذا جعلت نصب متاع الحياة على المصدر (3) .
... و قوله: (إنّ مَوعِدَهُم الصُبْحُ ) ]هود 81[ يحسن الوقف عليه على قول بعض المفسرين، لأنّ لوطاً قال: لا يؤخرهم إلى الصبح، فقال الرسل: أليس الصبح بقريب (4) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/653-654، القطع و الائتناف 331، المكتفى 183.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/678، القطع و الائتناف 348، المكتفى 192.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/705، القطع و الائتناف 374، المكتفى 204.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/717، القطع و الائتناف 394، المكتفى 212.(1/647)
... و قوله: (يُوسُفُ أعرِض عَنْ هذا ) ]يوسف 29[ يحسن الوقف عليه لما فيه من التفرقة بين خطاب يوسف و امرأة العزيز، و لا يتم لأنه و ما بعده حكايةعن محكي واحد (1) .
... و قوله: (تأكُلُ الطَيرُ مِنْ رَأسِهِ ) ]يوسف 41[ يحسن الوقف عليه، لأنّ معناه فيما ذكر المفسرون أنّه لما عبر رؤياهما قالا: كذبنا لم نر شيئاً، فقال يوسف: (قُضِيَّ الأمْرُ الذي فِيِهِ تَستَفْتِيانِ ) ]يوسف 41[ (2) .
...
و قوله: (فأرسِلُونِ ) ]يوسف 45[ يحسن الوقف عليه، لأن المعنى فأرسل فأتاهُ، فقال يوسف (3) .
... و قوله: (و إنَهُ لَمِنَ الصادِقِينَ ) ]يوسف 51[ يحسن الوقف عليه، لأنّ قوله (ذلك لِيَعْلَم ) من قول يوسف -عليه السلام- عند المفسرين (4) .
... و قوله: (و عادٍ و ثَمُودَ ) ]إبراهيم 9[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت (و الذِينَ من بَعدِهِم ) ]إبراهيم 9[ مبتدأ (5) .
... و قوله: (ما نُخْفِي و ما نُعلِنْ ) ]إبراهيم 38[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت (و ما يَخفى على اللهِ مِنْ شَيءٍ في الأرضِ و لا في السَماءِ ) ]إبراهيم 38[ اعتراضاً لتوكيد ما قبله (6) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/721، القطع و الائتناف 401، المكتفى 216.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/722، القطع و الائتناف 402، المكتفى 216.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/723، القطع و الائتناف 402، المكتفى 216.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/723، القطع و الائتناف 402، المكتفى 216.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/739-740، القطع و الائتناف 414، المكتفى 224.
(6) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/743، القطع و الائتناف 416، المكتفى 225.(1/648)
... و قوله: (مَنْ دُوني وَكِيلاً ) ]الإسراء 2[ يحسن الوقف عليه إذا نصبت (ذُرِيَةً ) ]الإسراء 3[ على معنى الوقف. فإن نصبته بقوله: (ألاّ تَتَخِذوا ) ]الإسراء 2[، لم يحسن الوقف على ما قبله (1) .
... و قوله: (خِلفَكَ إلاّ قَلِيلاً ) ]الإسراء 76[ يحسن الوقف عليه لأنّ انتصاب (سُنَةَ ) ]الإسراء 77[ على معنى: يعذبون كسُنَّة مَنْ، فلما سقطت الكاف /138و/ عمل الفعل فيها فنصبها (2) .
... و قوله: (إلاّ مُبَشِراً و نَذِيراً ) ]الإسراء 105[ يتم الوقف عليه إذا نصبت (و قُرآناً ) ]الإسراء 106[ فَرَقْنا، و هو أظهر فإنْ نصبته بـ (أرسَلْنا ) ]الإسراء 105[ و يكون معنى القرآن الرحمة لم يتم الوقف على (و نَذِيراً) ]الإسراء 105[ و الأول أحسن (3) .
... و قوله: (إنّا لا نُضِيعُ أجرَ مَنْ أحسَنَ عَمَلاً ) ]الكهف 30[ يحسن الوقوف عليه إذا جعلت (إنا لا نُضِيعُ ) (خبر المبتدأ فإن جعلته اعتراضاً على جهة التوكيد و جعلت خبر (إنّ الذِينَ آمَنُوا ) ]30[ (أُولئِكَ لَهُم جَناتُ عَدنٍ ) ]31[ يحسن الوقف عليه و يتم على معنى: لا لم يطلع و لم يتخذ، فإن جعلت (كلاَّ ) على معنى حقّاً أو بمعنى إلاّ لم يحسن الوقف عليه، إذا قرأت (سَواءٌ ) بالرفع، و يكون معنى جعلناه نصبناه (4) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/752، القطع و الائتناف 435، المكتفى 235.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/754، القطع و الائتناف 440، المكتفى 237.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/755، القطع و الائتناف 442، المكتفى 238.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/757، القطع و الائتناف 447، المكتفى 240.(1/649)
... و قوله: (في الدِينِ مِنْ حَرَجٍ ) ]الحج 78[ يحسن الوقف عليه إذا نصبت (مِلَةَ أبيكُم ) ]الحج 78[، و مثله قوله: (أبِيكُم إبراهيمَ ) ]الحج 78[ لأنّ قوله: (هُوَ سَماكُم ) ]الحج 78[ مبتدأ بمعنى: الله سَمَّاكُم المسلمين، و قال الحسن: معناه إبراهيم سماكم المسلمين لقوله: (رَبَنّا و اجعَلنا مُسالِمَينِ لَكَ و مِن ذُرِيَتِنا أُمَةً مُسلِمَةً لَكَ ) ]البقرة 128[ (1) .
... و قوله: (و اللهُ بِكُلِ شيءٍ عَلِيمٌ ) ]النور 35[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت قوله: (في بُيُوتٍ ) ]النور 36[ مبتدأ متصلاً بقوله: (يُسَبَّحُ لهُ فِيها ) ]النور 36[ فإن جَعَلتَهُ متعلقاً بقوله: (المِصْبَاحُ في زُجاجَةٍ ) ]النور 35[ بمعنى المصباح في بيوت أو بمعنى يوقد في بيوت و هي المساجد، لم يحسن الوقف على ما قبله (2) .
... و قوله –عز وجل-: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بالغُدُوِ و الآصالِ ) ]النور 36[ يحسن الوقف عليه إذا قرأت (يُسَبَّحُ ) (بفتح الباء، و يرتفع رجال بتقدير: يسبح له رجال لدلالة الفحوى عليه، فإن قراءته بكسر الباء لم يحسن الوقف عليه لأنّ الفعل حينئذ للرجال، و لا يحسن التفرقة بين الفعل و الفاعل، و قيل معنى التسبيح: القراءة هنا (3) .
... و قوله: (قُلْ لا تُقْسِمُوا ) ]النور 53[ وقف حسن، لأنّ قوله (طَاعَةٌ ) مبتدأ بمعنى: طاعة معروفة منكم أمثل من القسم، و قيل معناه: هذه طاعة معروفة بالقول دون الإعتقاد، و قيل: معناه: تقولون منا طاعة معروفة (4) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/787، القطع و الائتناف 496، المكتفى 257.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/797، القطع و الائتناف 512، المكتفى 264.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/798-799، القطع و الائتناف 212، المكتفى 140.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/801، القطع و الائتناف 515، المكتفى 265.(1/650)
... و قوله -عز و جل-: (ثُمَّ اسْتَوَى على العَرْشِ الرحمَنُ ) ]الفرقان 59[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت قوله: (الرَحْمَنُ ) فاعلاً، فإن رفعته على معنى هو الرحمن ابتدأته (1) .
... و قوله: (إلاّ لَهَا مُنْذِرُونَ ) ]الشعراء 208[ يحسن الوقف عليه إذا ابتدأت (ذِكرى ) ]209[ بمعنى: ما قصصنا من إنزال العذاب بالكفار هو ذكرى لهؤلاء، فإن نصبته بالإنذار وقفت على (ذِكرى ) ]209[ كراهة أن تفرق بين الناصب و المنصوب (2) .
... و قوله: (فَهُم لا يَهْتَدُونَ ) ]النمل 24[ يحسن الوقف عليه إذا قرأت. (ألا يَسْجُدُوا ) ]النمل 25[ بالتخفيف بمعنى ألا هؤلاء اسجدوا (3) .
... و قوله: (أعِزَةَ أهلِها أذِلَةً ) ]النمل 34[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت قوله (و كّذلِكَ يَفعَلُونَ ) ]النمل 34[ مبتدأ من قول الله -عز و جل- على جهة الإعتراض توكيد لقولها، فإن جعلته حكاية عن المرأة بمعنى: و كذلك يفعل جنود سليمان، لم يحسن الوقف على ما قبله (4) ، و قوله: (كأنَهُ هُوَ ) ]النمل 42[ يحسن الوقف عليه (5) لأنّ قوله: (و أُوتِيِنَا العِلْمَ ) ]النمل 42[ من قبلها خبر عن (سُلَيمَانَ ) مبتدأ.
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/808، القطع و الائتناف 524، المكتفى 269.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/814، القطع و الائتناف 531، المكتفى 272.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/816، القطع و الائتناف 535، المكتفى 275.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/817، القطع و الائتناف 536، المكتفى 276.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/817، القطع و الائتناف 537، المكتفى 276.(1/651)
... و قوله: (قُرَةُ عَيِنٍ لِي و لَكَ ) ]القصص 9[ يَحْسن الوقف عليه (1) إذا جعلت قوله: (لا تَقتُلُوهُ ) ]القصص 9[ /138ظ/ مبتدأ من قول فرعون لملئه، و قوله: (أو نَتَخِذَهُ وَلَداً ) ]القصص 9[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت (و هُم لا يَشْعُرُونَ ) ]القصص 11[ مبتدأ، و المعنى: و هم لا يشعرون أنّ موسى يصير عدوّاً لهم.
... و قوله: (رَبُكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ و يَختارُ ) ]القصص 68[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت (ما ) جحداً (2) .
... و قوله: (لِيَكفُرُوا بِما آتَيناهُم ) ]العنكبوت 66[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت لام قوله: (و لِيَتَمَتَعُوا ) ]العنكبوت 66[ لام التهدد و جزمته، و قد يجوز كسره على هذا المعنى (3) .
... و قوله: (و لا يأتُونَ البأسَ إلاّ قَلِيلاً ) ]الأحزاب 18[ يحسن الوقف عليه إذا نصبت (أشِحَةً ) ]الأحزاب 19[ على الذم، فإن نصبته على الحال لم يصلح الوقف عليه إلاّ من جهة أنّه رأس آية (4) .
... و قوله: (مِن مَرقَدِنا ) ]يس 52[ وقف حسن، لأنّ قوله: (هذا ما وَعَدَ الرَحمَنُ ) ]يس 52[ مبتدأ من قول الملائكة عن ابن عباس، و قال الحسن من قول المؤمنين (5) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/822، القطع و الائتناف 543، المكتفى 279.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/823، القطع و الائتناف 548، المكتفى 281.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/829-830، القطع و الائتناف 557، المكتفى 286.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/841-842، القطع و الائتناف 574، المكتفى 292.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/853، القطع و الائتناف 599، المكتفى 300.(1/652)
و قوله: (و لَهُم ما يدَّ عُونَ ) ]يس 57[ وقف حسن إذا أوقعت قوله: (سَلامٌ ) ]يس 58[ على معنى ذلك لهم سلام من الله -تعالى- يسمعونه لعلمهم بدوام السلامة مع النعمة، فإن رفعته على معنى: و لهم ما يدعون سلام أي خالص لم يحسن الوقف على (يدَّعُونَ ) و يحسن على سلام و لا يتم (1) .
... و قوله: (يَا وَيلَنَا هَذا يَومُ الدِينِ ) ]الصافات 20[ وقف حسن[ لأنّ قوله: (هذا يَومُ الديِنِ ) وقف
حسن] (2) لأن قوله: (هَذا يَومُ الفَصلِ ) ]الصافات 21[ من قول الملائكة (3) .
... و قوله: (قالوا لا تَخَفْ ) ]ص 22[ يحسن الوقف عليه، لأنّ قوله خصمان مبتدأ، على معنى: نحن خصمان، و قيل: معناه: ما يقول خصمان بغى بعضنا على بعض، و لا يتم لأنه حكاية من قول الخصم (4) .
و قوله: (فَبَشِرْ عِبادِ ) ]الزمر 17[، يحسن الوقف عليه إذا جعلت قوله: (الذِيِنَ يَسْتَمِعُونَ القَولَ ) ]الزمر 18[ مبتدأ، و تجعل (أُولئِكَ ) ]الزمر 18[ خبر المبتدأ، فان جعلت قوله: (الذِينَ يَسْتَمِعُونَ ) ]الزمر 18[ نعتاً للعباد لم يحسن الوقف عليه (5) .
... و قوله: (لِمَنِ المُلْكُ اليَومَ ) ]غافر 16[ يحسن الوقف عليه لأن المعنى -لما لم يجبه أحد- قال الله -عز وجل- (لِلهِ الوَاحِدِ القَهَارِ ) ]غافر 16[ (6) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/854، القطع و الائتناف 600، المكتفى 302.
(2) ما بين المعقوفين زيادة في الأصل.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/858، القطع و الائتناف 604، المكتفى 303.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/861، القطع و الائتناف 612، المكتفى 307.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/868، القطع و الائتناف 620، المكتفى 310.
(6) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/870، القطع و الائتناف 625، المكتفى 312.(1/653)
... و قوله: (فِي أعناقِهِم و السَلاسِلُ ) ]غافر 71[ وقف حسن إذا رفعته عطفاً على الأغلال، فإن نصبت (السَلاسِلَ ) في قراءة ابن عباس و ابن مسعود (يُسْحَبُونَ ) لأنهما قرآه بفتح الياء كان الوقف على قوله: (فِي أعْناقِهِم ) ]غاقر 71[ حسناً، و لا يحسن على (السَلاسِلَ ) ]غافر 71 (1) [.
... و قوله: (أفلا تُبصِرُونَ ) ]الزخرف 51[ وقف حسن إذا جعلت معنى (أم أنا خَيرٌ ) ]52[: بل أنا خير، مع أنه رأس آية، و لا يتم اتصاله بما قبله من جهة الحكاية فإن جعلته أم معادلة و جعلت معنى أم في موضع و هو قول سيبويه لم يحسن الوقف على (تُبصِرُونَ ) ]الزخرف 51[، فأما من وقف على (أمْ ) و قال: معناه: أم تُبصِرُونَ، فحذف، فليس بمرضي عند النحويين (2) .
... و قوله: (إلاّ سَاعَةً مِنْ نَهارٍ ) ]الأحقاف 35[ وقف حسن، لأن قوله: (بَلاغٌ ) ]35[ رفع على معنى: ذلك بلاغ (3) .
... و قوله: (فأولَى لَهُم ) ]محمد20[ وقف حسن، لأنّ قوله: (طَاعَةٌ ) ]2 [ رفع بالإبتداء، على معنى: طاعة و قول معروف أمثل، و قيل: معناه: يقولون منّا طاعة (4) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/873، القطع و الائتناف 629، المكتفى 314.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/884، القطع و الائتناف 649، المكتفى 320.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/894، القطع و الائتناف 664، المكتفى 329.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/897، القطع و الائتناف 666، المكتفى 330.(1/654)
... و قوله: (ذلِكَ مَثَلُهُم في التَورَاةِ ) ]الفتح 29[ يحسن الوقف عليه إذا جعلت (و مَثَلُهُم في الإنجيلِ ) ]29[ كلاماً مبتدأ على معنى صفة اخرى من صفاتهم، فإن /139و/ جعلته منسوقاً على ما قبله على معنى: ذلك مثلهم في التوراة و في الإنجيل أيضاً كمثلهم في القرآن، لم يحسن الوقف على (التَوراةِ ) و يحسن على (الإنجِيلِ)، لأنّ معناه حينئذٍ: هم كزَرْع (1) .
... و قوله: (و قَبائلَ لِتَعارَفُوا ) ]الحجرات 13[ وقف تام (2) إذا قرأته بالألف على معنى: ليعرف بعضكم نسب بعض، لأنّ قوله: (إن أكرَمَكُم عِندَ اللهِ ) ]13[ مبتدأ حينئذ، فإن قرأت (لِتَعْرِفُوا ) بكسر الراء و بغير ألف، و قرأت (أنّ أكرَمَكُم ) بفتح الألف كما روي عن ابن عباس، كان الوقف على (أتقَكُم ) ]13[.
... و قوله: (رَأفَةً و رَحْمَةً ) ]الحديد 27[ وقف حسن، ثم تبتدئ (و رَهبانِيَةً ابتَدَعُوها ) ]27[، أي: ابتدعوا رهبانية ابتدعوها (3) .
... و قوله تعالى: (إلَيكُمْ ذِكراً ) ]الطلاق 10[ يحسن الوقف عليه إذا نصبت (رَسُولاً ) ]11[ على معنى: (اتبعوا رَسُولاً، و قيل: و أرسل رسولاً، فإن نصبته على أنّه تابع للذكر، بتقدير: قد أنزل الله إليكم ذكراً رسولاً، و يكون الرسول جبريل، و نحوه ، أو على معنى (ذِكْراً ) أي: تذكر رَسُولاً، جاز الوقف عليه، لأنّ (ذِكْرَاً ) رأس آية، و لم يحسن كحسن الأول (4) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/901، القطع و الائتناف 671، المكتفى 333.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/903، القطع و الائتناف 674، المكتفى 334.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/926، القطع و الائتناف 712، المكتفى 347.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/939، القطع و الائتناف 731، المكتفى 356.(1/655)
... و قوله: (مِنْ كُلِ أمْرٍ ) ]القدر 4[ وقف حسن، لأنّ قوله: (سَلامٌ ) ]5[ رفع بالإبتداء، و قد روي عن ابن عباس (مِنْ كُلِ امْرَئٍ سَلامٌ ) بهمزة بعد الراء من كل امْرِئ فعلى هذه القراءة يكون الوقف على (سَلامٌ ) (1) .
و قوله: (لَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ ) ]التكاثر 5[ يحسن الوقف عليه على معنى: لو تعلمون ذلك ما ألهاكم التكاثر (2) .
و قوله: (إلاّ الذِينَ آمَنُوا و عَمِلُوا الصالِحاتِ ) ]العصر 3[ يصلح الوقف عليه إذا جعلت (و تَواصَوا ) ]3[ أمراً منقطعاً مما قبله (3) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/981، القطع و الائتناف 781، المكتفى 389.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/983، القطع و الائتناف 783، المكتفى 392.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 2/984، المكتفى 392.(1/656)
و قوله -عز و علا-: (لإيلافِ قُرَيشٍ ) ]قريش 1[ الوقف في آخر السورة (1) ، و قال قوم: اللام في قوله: (لإيلافِ قُرَشٍ ) لام التعجب، و المعنى: إعجبوا لإيلاف قريش، فعلى هذا المعنى لو وقف إنسان على قوله: (الصَيِفِ ) ]2[، حسُنَ ذلِك و لا يتم، و قال سيبويه: المعنى: فليعبدوا، و إنّما عمل ما بعد ما بعد الفاء فيما قبله لأنها زائدة في التقدير، غير عاطفة، بمنزلة قولك: زيداً فاضرب عبده، ذكر ذلك علي بن عيسى، و قد قال غيره من النحويين: إنّ الفاء عاطفة في (زَيداً فاضربه)، و تقديره: اضرب زيداً فاضربه، و إنّما هي عند علي بن عيسى على شبه الجواب الذي يجوز فيه تقديم المعمول، نحو إن تأتني زيداً أكرم، أي: أكرم زيداً، قال: و مثله في التقديم قوله: (أفَغَيرَ اللهِ تأمُرُوني أعبُدُ أيّها الجاهِلُونَ ) ]الزمر 64[، و تقديره: أفأعبد غير الله فيما قوله: (و أنّ تأمُرونِي ) اعتراض، و مثل هذا المسألة عند الخليل، و سبق به قوله: (و أنّ تأمُرُونِي ) اعتراض، و مثل هذا المسألة عند الخليل و سبق به قوله: (و أنّ المَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللهِ أحَداً ) ]الجن 18[، أي: و لأن المساجد لله، و قوله: (و أنّ هَذا صِرَاطِي مُستَقِيماً فاتَبِعُو ه ) (2) ]الأنعام 153[ (و أنّ هَذِهِ أُمَتُكُم أُمَةٌ واحِدةٌ و أنا رَبُكُم فاتَقُونِ ) ]المؤمنون 52[ و مثله كثير، فقال قوم: اللام صلة كقوله: (ألم تَرَ /139ظ/ كَيفَ فَعَلَ رَبُكَ بأصحَابِ الفِيلِ ) ]الفيل 1[، و قيل: هي صلة لقوله: (فَجَعَلَهُم كَعَصفٍ مأكُولٍ ) ]5[، أي: أهلَكَ الله أصحاب الفيل لتأليف قريش رحلة الشتاء و الصيف، و ليس هذا بمرضي لأن اللام في سورة أُخرى (3) .
__________
(1) ينظر: القطع و الائتناف 784، المكتفى 393.
(2) في الأصل (و إنَّ سِراطي هذا)
(3) ينظر: الايضاح 2/985، المكتفى 393.(1/657)
... و الوقف في سورة الكافرين آخرها، و إن وقف على قوله: (لا أعبُدُ ما تَعبُدُونَ. و لا أنتُم عابِدُونَ ما أعبُد) ]2-3[ فحسن لأنّ المعنى: لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد، يعني عبادته في الحال، و عبادة المشركين في الحال و الإستقبال (و لا أنا عَابِدٌ ما عَبَدتُم ) ]4[ مما استقبل من الزمان، و قيل: نزلت السورة في قوم بأعيانهم (1) .
... و قوله: (و امرَأتُهُ ) ]المسد 4[ يحسن الوقف عليه إذا قرأت (حَمالَةَ الحَطَبِ ) ]4[بالنصب على الذم على معنى: أعني حمالة الحطب، و بالرفع على الذم أيضاً، فالمعنى هي حمالة الحطب، و التمام آخر السورة (2) .
فصل
... و ما يشكل من هذا الباب أيضاً الوقف على (كَلاَّ)، و هو في القرآن على أربعة أوجه: منها [ما] (3) يحسن الوقف عليه و يحسن الإبتداء به، و منها ما يحسن الوقف عليه و لا يحسن الإبتداء به، و منها ما يحسن الإبتداء به و لا يحسن الوقف عليه، و منها ما لا يحسن الوقف عليه و لا يحسن الإبتداء به. و هو في القرآن في ثلاثة و ثلاثين موضعاً، و ليس في النصف الأول منه شيء.
__________
(1) ينظر: الايضاح 2/989، القطع و الائتناف 785، المكتفى 395.
(2) ينظر: الايضاح 2/990، القطع و الائتناف 787، المكتفى 398.
(3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل.(1/658)
... و أما ما يحسن الوقف عليه و يحسن الإبتداء به فقوله -عز و علا-: (أم اتّخَذَ عِنْدَ الرَحمَنِ عَهْدَاً - كَلا ) (1) ]مريم 78-79[، و قوله: (لَعَلِّي أعمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكتُ - كَلاّ ) ]المؤمنون 10[ (2) ، و قوله: (ألحَقْتُم بِهِ شُرَكاءَ - كَلا ) ]سبأ 27[ (3) ، و قوله: (ثُمَّ يُنجِيِهِ - كَلا ) ]المعارج 14-15[ (4) ، و قوله: (أن يُدخَلَ جَنَةَ نَعِيمٍ - كَلا ) ]المعارج 38-39[ (5) ، و قوله: (أن أزِيدْ - كَلا ) ]المدثر 15-16[ (6) ، و قوله: (صُحُفَاً مُنَشَرَةً - كَلا ) ]المدثر 52-53[ (7) و قوله: (رَبِي أهانَنِ - كَلا ) ]الفجر 16-17[ (8) ، و قوله: (أخْلَدَهُ - كَلا ) ]الهمزة 3-4[ (9) .
فمن جعل (كَلا) في هذه المواضع ردّاً للأول بمعنى: لا ليس الأمر كذلك وقف عليه، و من جعله بمعنى ألا التي هي للتنبيه أو بمعنى حقّاً أبتدأه، و هو يحتمل الوجهين في هذه المواضع، و الذي أستحبه الوقف على ماقبل (كَلا) فيهن، و عليه أيضاً لأنه مبتدأ، و معنى الرد الأول فيه حسن، ألا ترى أنهم اتخذوا الأوثن آله ليكون لهم بذلك عز فيما بينهم فقط، فقال الله مبتدئاً: كلا، ليس الأمر كما تظنون، و كذلك القول في سائره فافهمه، مع أنّ أكثر ما قبله في هذه المواضع رأس آية، و من شرطه أن يتم الكلام عنده.
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/426، المكتفى 403.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/427، المكتفى 403.
(3) المكتفى 403.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/427، المكتفى 403.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/428، المكتفى 403.
(6) المكتفى 403.
(7) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/428، المكتفى 403.
(8) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/431، المكتفى 404.
(9) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/432، المكتفى 404.(1/659)
... و أما ما يحسن الوقف عليه و لا يحسن الإبتداء به فقوله: (فأخافُ أنْ يَقْتُلُونِ قَالَ كَلا ) ]الشعراء 14-15[ (1) ، و قوله: (إنّا لَمُدرَكُونَ قَالَ كَلا ) ]الشعراء 61-62[ يحسن الوقف عليهما لأنهما بمعنى: لا ليس الأمر كذلك، و لا يتم لأنّ ما بعدهما حكاية، و لا يحسن الإبتداء بهما لأنّه لا يصح الوقف على (قَالَ ) لأنّ الفائدة فيما بعده (2) .
... و أما ما يحسن الإبتداء به و لا يحسن الوقف عليه فقوله: (كَلا إنّهُ تَذْكِرَةٌ ) ]المدثر 54[، و قوله: (كَلا و القَمَرِ ) ]المدثر 34[ (3) ، و قوله: (كَلا إذا بَلَغَتِ التَرَاقِي ) ]القيامة 26[ (4) ، و قوله: (كَلا لا وَزَرَ ) ]القيامة 11[ (5) ، و قوله: ( كَلا بَلْ تُحِبُونَ العَاجِلَة َ) ]القيامة 20[ (6) ، و قوله: (كَلا سَيَعْلَمُونَ ) ]النبأ 4[ (7) ، و قوله: (كَلا إنَها تَذْ كِرَةٌ ) ]المدثر 8،11[ (8) ، و قوله: (كَلا لَما يَقضِ ما أمَرَهُ ) ]عبس 23[ (9) ، و قوله: (كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بالدِيِنِ ) ]الإنفطار 9[ (10) ، و (كَلا بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِم ) ]المطففين 14[ (11) ، و قوله: ( كَلا إنّ كِتابَ
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/427، المكتفى 403.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/427، المكتفى 403.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/426.
(4) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/429.
(5) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/428.
(6) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/429.
(7) ينظر: المكتفى 403.
(8) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/429، المكتفى 403.
(9) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/430.
(10) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/430.
(11) ينظر: المكتفى 404.(1/660)
الفُجّارِ ) ]المطففين 7[ /140و/ (1) ، و قوله: (كَلا إنّ كِتابَ الأبْرَارِ ) ]المطففين 18[، و قوله: (كَلا إنّهُمْ عَن رَبِهِم ) ]المطففين 15[، و قوله: (كَلا إذا دُكَتِ الأرضُ ) ]الفجر 21[ (2) ، و قوله: (كَلا إنَّ الإنسانَ ) ]العلق 6[و قوله: (كَلا لَئِنْ لَمْ يَنتَهِ ) ]العلق 15[ (3) ، و قوله: (كَلا لا تُطِعهُ ) ]العلق 19[ (4) ، ، و قوله: (كَلا سَوفَ تَعلَمُونَ ) ]التكاثر 3[ (5) ، و قوله: (كَلا لَو تَعلَمُونَ ) ]التكاثر 5[ (6) ، يَحسُن الإبتداء بكلا في هذه المواضع، و هو المستحب لأنّه فيهن بمعنى حقّاً أو بمعنى أَلاَ، و لا يحسن الوقف عليه إذا كان بمعنى: إلاّ، و كان مقاتل يفسره على معنى الرد الأول، فعلى قوله يصلح عليه فيهذه المواضع.
... و قد قال بعض المفسرين: يحسن الوقف على (كَلا ) في جميع القرآن، لأنّه بمعنى: إنته، إلاّ في موضع واحد و هو قوله: (كَلا و القَمَرِ ) ]المدثر 34[ لأنّه صلة اليمين، بمنزلة قوله: أي و ربّي إنّه لحق (7) .
__________
(1) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/430.
(2) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/431، المكتفى 404.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/431.
(4) ينظر: المصدر نفسه 1/432.
(5) ينظر: المصدر نفسه 1/432.
(6) ينظر: المصدر نفسه 1/432.
(7) ينظر: المصدر نفسه 1/422.(1/661)
... و أما ما لا يَحْسُن الوقف عليه و لا يحسن الإبتداء به فقوله: (ثُمَّ كَلا سَيَعلَمُونَ ) ]النبأ 5[ (1) ، و قوله: (ثُمَّ كَلا سَيَعلَمُونَ ) ]النبأ 5[ (2) ، لم يحسن الوقف على (ثُمَّ ) لأنّه حرف عطف، و لا على (كَلا) لأنّ الفائدة فيما بعد في هذين الحرفين، و قال بعض النحويين في قوله: (كَلا لا وَزَرَ ) ]القيامة 11[و لا على ما قبل (كَلا) لأنه رد الأول بمعنى لا ليس الأمر كما نظن (3) ، قال: و مثله قوله: (كَلا لَمّا يَقضِ ما أمَرَهُ ) ]عبس 23[ لأنّ ما بعده متعلق بما قبله (4) .
... قد ذكرنا من مواضع التام و الشبيه بالتام ما يشكل و لا يفهم إلاّ بعلم التأويل و رواية للتفسير، و ما عدا ما ذكرنا من هذا الباب فهو واضح مفهوم يفهمه بالقياس على ما ذكرنا مَنْ فَهِمَ شَيئاً مما قدمنا ذكره، و أكثر ذلك على رؤوس الآي لأنها فواصل بمنزلة أواخر الأبيات من جهد صلاح السكوت عندها، و إنّما سميت فواصل، و عُدَت آيات لأن المعاني عندها تَتُم أو تُفْهم.
... و المستحب للقارئ أن يتعمد الوقف على أكثر رؤوس الآي، و يجعلها من الوقوف اللازمة لما ذكرنا، و لما روي عن رسول الله صلى الله عليه أنّه كان إذا قرأ قطع آية آية يقول: (بسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحِيمِ - الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. الرَحمَنُ الرَحِيمِ - مَلكِ يَومِ الدِينِ ) ]الفاتحة 1-4[، يقف على آية آية روى ذلك ابن جريح، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أُم سلمة، عن النبي صلى الله عليه.
__________
(1) ينظر: المصدر نفسه 1/429.
(2) ينظر: المصدر نفسه 1/429.
(3) ينظر: ايضاح الوقف و الابتداء 1/428.
(4) ينظر: المصدر نفسه 1/430.(1/662)
... و قد يكون من رؤوس الآي ما لا يحسن الإبتداء بما بعده لتعلقه بما قبله من جهة المعنى، فلا بأس أن تتجاوزه بل يحسن ذلك فيه إذا كان بهذه الصورة، و ذلك نحو قوله: (و يَلعَنُهُم الَلاعِنُونَ إلاّ الذِينَ تَابُو ا ) ]البقرة 159-160[ لا يتم الوقف على (الَلاعِنُونَ ) لانّ معنى إلاّ الإستثناء، و لا يتم الكلام على المستثنى منه دون الإستثناء، و نحو قوله: (لَعَلَكُم تَتَقُونَ - أياماً مَعدُوداتٍ ) ]البقرة 183-184[، لا يتم الوقف على (يَتَقُونَ ) لأنّ الأيام منصوبة كُتِبَ عند بعضهم على أنه مفعول ما لم يُسَّم فاعله الثاني، و لا يتم الكلام على الناصب دون ما نصبه، و نصبها عند آخرين على الظرف و العامل فيه الصيام، و هو بمعنى الصوم، و تقديره: كتب عليكم أن تصوموا الصوم في أيامٍ معدودات، مع أشباه لهذا كثير، و أكثر ما يقع من ذلك في السور ذوات قصار الآي كسورة طه و الصافات /140ظ/ و الطور و الذاريات و سورة الرحمن و المرسلات و ما أشبههن، فإذا قرأ القارئ مثل هذه السور فليتوخَّ الكلام التام و المفهوم فيقف عليه، وَ لْيَجْعلْ ذلك على رؤوس الآي إذا أمكنه ذلك يُصِب، إن شاء الله.
فصل
في معرفة الوقف الكافي
... الوقف الكافي هو الوقف على كلام جاوز حد النقصان، و لم يبلغ حد التمام، و هو أن يكون الكلام الذي يوقف عليه مفهوم المعنى مفيداً إلاّ أنّ ما بعده لا يحسن الإبتداء به، لتعلقه بما قبله من جهة معناه، و هو أن يكون نعتاً للأول، أو عطفاً عليه، أو حالاً له، أو حكاية عنه، أو غير ذلك مما يحتاج فيه آخر الكلام إلى أوله.(1/663)
... و إنما يصلح هذا الوقف عند تطاول الكلام أو القصة إذ (1) القارئ لا يمكنه أن يجعل وقوفه كلها على الكلام التام في القرآن، و إن كان طويل النفس، لأنّه ربَّما لا يتم الكلام إلاّ بعد عشر آيات أو عشرين آية أو أكثر، فإذا وقف عن كلام مفهوم قبل أن يبلغ التام مخافة أن ينقطع نفسه عند كلام ناقص، ثم يقف على التام إذا بلغه صلح ذلك إن شاء الله.
... و ذلك نحو قوله: (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ ) ]الفاتحة 1[ (2) يصلح الوقف عليه، لأنه كلام مفهوم، و لا يتم، لأنّ ما بعده لا يحسن الإبتداء به، لتعلقه بالأول من جهة أنّه نعته، و نحو قوله: (إهدِنا الصِرَاطَ المُسْتَقِيم ) ]الفاتحة 5[ يصلح الوقف عليه، لأنّه كلام مفهوم، و لا يتم، لأنّ ما بعده لا يحسن الإبتداء به لتعلقه بما قبله من جهة أنّه مترجم عنه أي: بدل منه (3) ، و نحو قوله: (اعبُدُوا رَبَكُم الذي خَلَقَكُم ) ]البقرة 21[ يصلح الوقف عليه، لأنه كلام مفهوم (4) ، و لا يتم، لأنه لا يحسن الإبتداء بما بعده من جهة أنّه معطوف عليه، و نحوقوله: (و آمِنُوا بِما أنزَلتَ ) ]البقرة 41[ يصلح الوقف عليه (5) ، لأنّه كلام مفهوم، و لا يتم، لأنّ ما بعده لا يحسن الإبتداء به لتعلقه بما قبله، من جهة أنّه حالٌ له، و نحو قوله -عز و عَلا-: ( ثُمَّ رَدَدنَاهُ أسفَلَ سَافِلِينَ ) ]التين 5[ يصلح الوقف عليه، لأنّه كلام مفهوم، و لا يتم، لأنّ ما بعده لا يحسن الإبتداء به، لتعلقه من جهة أنّه استثناء منه، مع أشباه لهذا كثيرة.
فصل
__________
(1) في الأصل إذا.
(2) ينظر: الايضاح 1/120، المكتفى 107.
(3) ينظر: الايضاح 1/133.
(4) ينظر: القطع و الائتناف 124.
(5) ينظر: المصدر نفسه 137.(1/664)
و قد يقع في هذا الباب ما يصلح الوقف عليه، و يصلح الإبتداء بما بعده مع تعلقه بما قبله كقوله –تعالى-: (فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ ) (1) ]البقرة 10[ وقف كاف، و مثله (فّزادَهُم اللهُ مَرَضاً ) ]البقرة 10[ (2) ، و مثله قوله: (و إذا لَقُوا الذِينَ آمَنُوا قَالوا آمَنا ) ]البقرة 14[ (3) ، و مثله قوله: (إنِي جاعِلٌ في الأرضِ خَلِيفَةً ) ]البقرة 30[ (4) ، و مثله (و نُقَدِسُ لَكَ ) ]البقرة 30[ (5) و ما أشبه ذلك مما لا أُحصيه كثرة إلاّ أني قد ذكرت منه ما يُعْرَفُ بالقياس عليه جميع ما في القرآن من الوقف الكافي الذي يصلح الوقف عليه، و يصلح الإبتداء بما بعده، إن شاء الله.
فصل
في معرفة الوقف القبيح
__________
(1) ينظر: القطع 119.
(2) ينظر: المصدر نفسه 119.
(3) ينظر: المصدر نفسه 120.
(4) ينظر: المصدر نفسه 132-133.
(5) ينظر: المصدر نفسه 134.(1/665)
... الوقف القبيح الذي ينبغي للقارئ أن يتجنبه، هو الوقف على الكلام الناقص، الذي لا يفيد معنى إلاّ ما بعده /141و/ و لا يفيد ما بعده معنى إلاّ ما قبله (1) ، و ذلك نحو الوقف على بعض حروف الكلمة دون بعضها، أو على المضاف دون المضاف إليه، أو على المنعوت دون نعته، أو على الرافع دون مرفوعه، أو على الناصب دون منصوبه، أو على المؤكد دون توكيده، أو على المعطوف عليه دون معطوفه، أو على المستثنى منه دون إستثنائه، أو على المصروف عنه دون صرفه، أو على المقطوع عنه دون قطعه، أو على المفسّر دون تفسيره، أو على المبدل عنه دون بدله، أو على الفعل دون مصدره، أو على المبتدأ دون خبره، أو على المحكي دون حكايته، أو على ما بعد (فلّما، و حتى، و إذ، و إذا) دون جواباتها، أو على الأسم الناقص دون صلته، أو على الإيمان دون جوابه، و على ظننت و أخوانها دون اسمها و خبرها، أو على إنّ و أخواتها دون اسمها و خبرها، أو على حروف الإبتداء نحو (هَلْ، و بل، و متى، و أما) و نحوها دون ما بعدها من المبتدأ و خبره أو على الحروف التي تنصب الأفعال نحو (أن، و لن، و كي) دون تلك الأفعال و فاعلها، أو على الحروف الجازمة نحو (لم) و أخواتها دون مجزوماتها، أو على الحروف الخافضة دون مخفوضها، أو على حروف العطف دون ما بعدها، مع أشباه لهذا كثيرة ما لا يتم الوقف عليه دون ما بعده (2) ، و تفسير هذه الجمل مما يطول ذكره جداً فلذلك تركته.
فصل
__________
(1) ينظر: المكتفى 111، النشر 1/229، جهد المقل 251.
(2) ينظر: الاتقان 1/232.(1/666)
... قال أبو حاتم سهل بن محمد: و من الوقف وقف البيان، كقوله –تعالى-: (و قَالَ رَجُلٌ مؤمِنٌ من آل فِرعَونَ ) ]غافر 28[ فهذا وقف البيان لا بالتمام و لا بالكافي (1) ، و من قال: إنه لم يكن من آل فرعون إنّما أراد رجل مؤمن ثم قال: (مِنْ آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ ) ]غافر28[، أي: يكتم إيمانه من آل فرعون، و هو أيضاً وقف بيان، هذا لفظ كتاب أبي حاتم، و جملته أنّه اختلفوا في قوله: ( مِنْ آلِ فِرعَونَ ) بماذا يتعلق ؟ فقال قوم: يتعلق بالأسم النكرة، كأنه وصف للنكرة، و معناه رجل من آل فرعون مؤمن، و قال آخرون: يتعلق بقوله: يكتم إيمانه، كأنه قال: يكتم إيمانه من آل فرعون، فعلى هذا الوجه الوقف عند قوله: (رَجُلٌ مُؤمِنٌ ) ]غافر28]، و تبتدئ (مِنْ آل فِرعَونَ يَكتُمُ إيمانَهُ ) ]غافر 28[، و على الوجه الآخر الوقف عند قوله: (مِنْ آل فِرعَونَ) ]غافر28]، و تبتدئ (يَكتُمُ إيمَانَهُ ) ]غافر28[، قلت: و الوقف عليها غير مستحب لأنّ القول الذي قاله الرجل المؤمن لم يأتِ بعد، و معناه: و قال رجل مؤمن: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، فلا يصلح الوقف بينهما بحال، لأنّ الوقف على الحكاية دون المحكي يقبح.
و زعم أبو حاتم أنهم أجازوه للبيان، يعني أنه يتبين قوله: (مِن آلِ فِرعَونَ ) ]غافر28[ بماذا يتعلق، و قد خفي عليه أنه يفصل بذلك بين الحكاية و المحكي، و هو غير جائز.
قال أبو حاتم: و من الوقف وقف التذكر، و هو أن يكون القارئ يقرأ فيقول: (الحَمدُ ) ]الفاتحة 1[ و لا يدري ما بعده، فيمد فيقول [ الحمدو] ... .
__________
(1) ينظر: القطع و الائتناف 625.(1/667)
الفهارس
1. فهرس الآيات الكريمة
2. فهرس الأحاديث الشريفة
3. فهرس الآثار
4. فهرس رسم المصحف
5. فهرس المصادر
فهرس الآيات
الفاتحة:- 1: 57و ،62ظ، 98و ، 99و ، 127و ، 134ظ ، 140و ، 140ظ، 141و ، 2: 57و ، 125و، 140و ،3: 57و، 112ظ، 140و، 4: 62ظ، 116و، 127ظ، 136ظ: 140و ، 5: 116و، 123ظ، 136ظ، 140ظ، 6: 71و، 7: 71و، 100و، 100ظ، 101و، 129و، 129ظ.(1/668)
البقرة:- 1: 53ظ، 2: 35و، 105و، 108و، 110و، 125ظ، 136ظ، 136ظ، 136ظ، 3: 105ظ، 116ظ، 117و، 126و، 136ظ، 4: 105ظ، 117و، 125ظ، 126و، 129ظ، 5: 105و، 108و، 117ظ، 125و، 129و، 136ظ، 6: 105ظ، 121و، 121ظ، 129ظ، 135ظ، 7: 98ظ، 122ظ، 127ظ، 136ظ، 136ظ، 136ظ، 98:98ظ، 108و، 125و، 127ظ، 128و، 9: 14ظ،125ظ، 10: 53ظ، 125ظ، 135ظ، 11: 16و، 53ظ، 112ظ، 12: 54ظ، 13: 13و، 118ظ، 121ظ، 122و، 14: 71و، 116و، 118و، 118ظ، 128ظ، 15: 69ظ، 105ظ، 116و، 124ظ، 16: 70و، 105و، 107ظ،19: 53ظ، 117و، 118ظ، 123و، 124ظ، 128ظ، 135و، 20: 110و، 119ظ، 125ظ، 128ظ، 135ظ، 21: 108ظ، 109ظ، 109ظ، 110و، 112ظ، 129و، 22: 112ظ، 117ظ، 127و 23: 23ظ،115ظ، 117ظ، 24: 14ظ، 123و، 25: 110و، 125و، 127و، 128و، 135ظ، 26: 105و، 110و، 136ظ، 112ظ، 113و، 113و، 115و، 115و، 125ظ، 126ظ، 31: 119ظ، 119ظ، 121ظ، 129ظ، 129و، 33: 136ظ، 34:69ظ، 123و،35: 111و،125و، 36: 125ظ،37: 14ظ، 38: 105ظ، 123ظ، 130ظ،132ظ، 136ظ، 39: 122ظ، 122ظ، 136ظ، 40: 116و، 129ظ، 130و، 130و، 132ظ، 41: 123و، 127ظ، 132ظ، 43: 125و، 128و، 46: 136ظ، 48: 10ظ، 10ظ، 105ظ، 49: 113و،51: 113و، 124و، 124و، 124ظ، 58: 111و، 123ظ، 125ظ، 53: 124ظ، 55: 126و، 57: 59: 135ظ، 60: 125و، 124و، 124ظ، 61: 107ظ، 120و، 128و، 128و، 62: 116و، 124و، 127و، 128و، 63: 112ظ، 112ظ، 67: 28و، 116و، 117ظ، 126و، 126ظ، 128ظ، 68: 108و، 137و، 137و، 71: 71و، 116ظ، 117و، 137و،137و،72: 117و، 73: 105و،74: 126و، 126و، 75: 36ظ، 77: 54ظ، 113و،78: 125ظ، 79 : 110و، 80: 128و، 81: 124و، 83: 124و، 124و، 124و، 127و، 85: 124و، 124ظ، 126و، 126ظ، 127و، 127و، 127و، 128و، 87: 124و، 124ظ، 124ظ، 125و، 89: 123و، 90: 116و،126ظ، 91: 119و، 92: 107و، 110و، 94: 118ظ، 128و، 96:70و، 137و، 137و، 97: 71و،102: 10ظ، 126ظ، 127ظ، : 103: 123ظ، 129ظ، 106: 116و،(1/669)
123ظ، 107: 108و، 108: 118و، 113: 113و: 114: 53ظ،59ظ،124و، 129و، 115: 117ظ، 116: 24ظ، 26و، 27ظ، 28و، 121: 6ظ، 124: 105و، 130و،130ظ، 131و،134ظ، 126ظ، 125: 17ظ،69ظ، 124و، 124و،124ظ(2)، 126و، 130ظ(2)، 135و، 126: 108و،128: 113و، 131: 113و، 132: 24ظ، 26و، 28و، 113و،133: 119ظ، 121ظ، 127ظ(2)، 137: 137و، 139: 110و(2)، 142: 122و، 122و،124ظ، 144: 107و، 107و، 144: 69ظ، 69ظ،112ظ، 145: 126ظ(2)، 148: 116و، 149: 70ظ،152: 109ظ، 110و، 130و(2)، 132ظ، 156: 125و،128و، 157: 127ظ، : 125ظ، 158: 125و، 127و، 164: 127ظ، 166: 107و،167: 119و، 123و،127و، 169 :120و، 121ظ،123و، 170: 105ظ، 171: 71و، 71و، 172: 103و، 173: 108و، 111و،174: 117و، 177: 10ظ، 116ظ، 119ظ، 178 : 124ظ(2)، 127و، 179: 53ظ، 182: 125ظ، 183: 35و، 185: 128ظ، 117و، 186: 127و، 130و، 132ظ، 133و(2)، 187: 111ظ، 127و، 189: 117و، 191: 123و،193: 28و، 195: 17و، 196: 17ظ، 185: 111و، 118ظ، 194: 113و، 196: 124و، 117ظ، 197: 124ظ، 200: 53ظ، 108ظ، 109ظ، 112ظ، 201: 70ظ، 202: 127و، 205: 124و، 207: 123ظ، 124و، 126ظ، 208: 11ظ، 120و، 210: 105ظ،211: 125ظ، 212: 113و، 213: 113و، 112ظ، 114ظ، 121ظ، 216: 124و، 217: 111ظ، 126ظ، 137و، 219: 54و، 69ظ،220: 117ظ، 118و،221: 118و، 222: 17و،119ظ، 223: 71و، 127ظ، 225: 69ظ، 228: 118و، 118ظ، 126ظ، 229: 69ظ، 71و، 231: 107و، 119ظ، 232: 124و، 233: 69ظ، 235: 53ظ، 69ظ، 111و، 127و، 127ظ، 236: 111و، 125ظ، 237: 120و، 239: 127و، 240: 127و، 243: 123ظ، 246: 26و، 118و، 247: 71و، 124و، 248: 21و،123ظ، 249: 113و، 116و، 251: 70ظ، 111ظ،252: 117و، 254:113ظ، 255: 109و، 110و(2)، 112و، 115و،117و، 129ظ، 257: 54و،258: 110و،130و، 132ظ، 259: 12و، 113و،116و(2)، 122ظ،126و، 260: 117ظ، 264: 116و، 118و،119ظ، 266: 119و، 125و، 125ظ، 267: 126ظ، 269: 6و، 273:(1/670)
118ظ، 199و، 126ظ، 275: 28و،123ظ، 280: 69ظ،282: 118ظ، 121ظ، 122و، 282: 124ظ، 126و، 127ظ، 283: 116و، 117و،120و، 284: 110و، 284: 115و، 285: 71و، 111ظ، 286: 71ظ، 111ظ، 117و، 295: 17و،.
آل عمران: 1: 54و، 106ظ(2)، 3: 54و، 54ظ، 123ظ، 4: 54و، 5: 54و، 124و، 6: 127و، 7: 135ظ، 136ظ، 137ظ،(2)، 9: 70و، 126ظ، 11: 116و، 13: 116و، 117و،13: 127ظ، 15: 120ظ، 121و، 17: 122ظ(2)، 18: 54و،113ظ، 19: 127ظ، 20: 130و، 132و(3)، 133و(3)، 23: 128و، 25: 70و،26: 116ظ(2)،124و، 125ظ، 28: 119و، 29: 109ظ، 31: 69ظ، 36: 113و، 115و،131ظ، 37: 124ظ، 130و، 38: 109و، 125و،39: 127و، 40: 119ظ،132ظ، 44: 54و، 119ظ، 45: 111و، 48: 54و،52: 123و،127ظ، 131ظ، 53: 127و،54: 127ظ، 59: 13و(2)، 60: 60و، 61: 127ظ، 62: 127ظ، 69: 106ظ، 107و، 72: 15و 75: 116و، 117و، 118و، 122ظ، 78: 70ظ، 79: 105ظ، 110و،126ظ، 81: 10ظ، 83: 60و 85: 109و،112و، 90: 54ظ،70و، 91: 60و، 117و، 117ظ،119ظ، 92: 54و، 94: 123و، 97: 54و، 100: 123و(2)، 102: 123ظ،103: 125و، 106: 13و،69ظ، 113ظ، 108: 115و، 112: 111ظ، 111و، 113: 137ظ(2)، 117: 115و، 113: 119و،114: 127و(2)، 119: 129و، 120: 116ظ(2)، 118و، 127: 137ظ، 128: 137ظ، 129: 110و، 133: 24ظ، 27و، 127و، 136:127ظ، 144: 124و، 145: 111ظ، 116و،116ظ، 117و(2)، 126ظ، 152: 125و، 154: 71و، 113و،125ظ،126ظ، 161: 21و، 163: 60و، 167: 118و،126ظ، 175: 125ظ، 133و، 178: 70و،180: 113ظ، 115و(2)، 181: 107و، 110و، 184: 24ظ، 27ظ، 125ظ، 185: 70ظ، 111و، 111ظ،186: 120و، 193: 111ظ،127ظ(2)، 194: 111ظ، 195: 127ظ، 196: 127ظ، 200: 70و، 205: 70و.(1/671)
النساء:- 1: 127و، 128و، 3: 58و، 123ظ،124و، 124ظ، 4: 113و،118و، 6: 112ظ، 127و(2)، 9: 125ظ، 11: 70و،70ظ، 72و، 12: 70و،17: 119ظ، 15: 128و، 21: 127و، 23: 59ظ، 105و، 24 : 70و،127و، 137ظ(3)، 25: 30و،34: 125ظ، 127و، 24: 26ظ، 29: 134و، 36: 109ظ،122ظ(2)،39: 127و، 42: 121ظ، 43: 119ظ، 121ظ، 124و، 124ظ،125ظ،127ظ، 128و(2)، 44: 54و، 46 : 24ظ، 37و(2)، 70ظ،71ظ، 112و، 56: 107و، 57: 110و، 58: 116و، 64: 106ظ، 107و، 66: 25ظ، 27ظ، 70: 60و،72: 116و، 74: 108و، 79: 55و، 81: 109و،110و، 82: 127ظ، 87: 70ظ، 88: 69ظ، 92: 71و، 128و، 94: 13و، 112ظ، 95: 124و، 127و، 98: 113و، 102: 108ظ،111و، 109: 30و،110: 118ظ،112: 118ظ، 124: 71ظ، 128: 124ظ، 133: 72و،116ظ(2)، 118و، 118ظ،119و، 135: 70ظ،108ظ، 140: 116و، 123و،142: 123ظ، 124ظ،146: 132ظ، 134ظ، 154: 134و، 155: 107و، 163: 112و، 113و، 171: 26ظ، 172: 13و، 176: 118و(2)، 126ظ،199: 127ظ.
المائدة:-1: 5و، 54و،2: 99ظ،126ظ، 3: 32ظ، 48ظ، 108و، 110ظ، 111و، 126ظ،127و، 129ظ،131ظ، 4: 123و،127ظ، 6: 123ظ، 7: 109و، 109ظ، 110و، 11: 30و، 15: 70و، 19: 55و، 23:105و،125ظ،28:69ظ،111ظ،113ظ،125ظ،129ظ(2)،131و،132و،31: 70و،123و(2)،123ظ، 127ظ(3)، 137و، 32: 32و،118ظ،123ظ، 33: 123و،127و، 35: 126ظ، 39: 111ظ،41: 137ظ(5)، 46: 113ظ،115و، 48: 70و،71ظ، 49: 111ظ، 52: 27و، 53: 24ظ،25ظ،27و،127ظ، 54: 24ظ، 26و،127ظ(2)، 57: 119ظ، 122ظ، 59: 107و،60:127ظ، 61: 106ظ،64: 112و، 67: 49و،69: 116و، 33:71و، 73 : 110و،75: 70و،78: 127و، 88: 109و،109ظ،110و(2)، 89: 112و، 93: 70و،110ظ، 94: 110ظ، 111ظ، 97: 111ظ، 98: 12و،101: 116ظ(3)،103: 133و، 106: 110ظ، 125و، 125ظ، 126ظ، 108: 113ظ،110: 127ظ، 111: 123و،115: 131ظ، 116: 130ظ،132و، 130: 6و، 131: 60و، 196: 127و.(1/672)
الانعام:- 1: 54و، 5: 116و،7: 128و، 10: 116و،119و، 14: 131ظ، 19: 71و،108ظ،116و، 22: 71و،27: 115و، 28: 125و، 31: 54ظ، 32: 24ظ،25ظ، 27ظ،34: 119و،119ظ، 35: 69ظ، 39: 119و، 52: 69ظ، 57: 132ظ، 59: 113ظ، 128و، 61: 110ظ، 62: 126ظ، 63: 25و،27و، 66: 54و، 71: 124و(2)، 73: 54و،76: 124ظ،126ظ، 77: 119ظ(2)،124ظ، 78: 119ظ،79: 130و، 80: 114و،123ظ، 123ظ، 87: 54و،94: 119و،126و،99: 127و، 100: 123ظ(2)، 125ظ، 109: 125ظ، 115: 114ظ، 119: 108و،113و، 121: 98ظ، 98ظ، 122: 123و،126ظ، 124: 98ظ، 98ظ، 125: 71ظ, 129: 119ظ، 131: 119ظ، 133: 54ظ،136: 119و، 137: 24ظ، 25ظ(2)،138: 126ظ، 143: 116ظ(2)،128و،145: 133و، 146: 123ظ، 124و، 151 : 109ظ، 152: 9ظ،153: 132و(2)، 156: 126ظ، 162: 123ظ(2)، 130و، 131ظ، 132ظ، 164: 124ظ.(1/673)
الاعراف:-1: 54و، 3: 24ظ(2)،26و،27ظ،10: 69ظ، 11: 127و،14: 129ظ، 131ظ، 16: 95ظ، 27: 112و، 29: 54و(2)، 69ظ، 112و ،137و، 30: 137و(2)، 33: 132و، 34: 126و، 38: 54و،39: 124ظ، 41: 26ظ،133و، 43: 24ظ، 26ظ،98ظ، 113و،115و، 44: 116و، 117و،46: 127و(2) ، 47: 128و، 57: 26ظ،72و، 59: 132ظ، 60: 24ظ، 62: 10ظ،98ظ،71: 112ظ، 78: 122ظ،124ظ،126و، 79: 108و،123و، 81: 121و،126ظ،83: 127ظ(2)، 87: 110ظ، 127و، 88: 27ظ،127ظ، 89: 127ظ، 93: 123ظ، 95: 116ظ،119ظ،98: 124ظ، 125و، 100: 25و 105: 130ظ(2)، 132و(2)، ،107: 125و، 111: 117و، 111: 127و(2)، 113: 121و، 120: 110ظ، 123: 54ظ(3)، 121و(3)، 128و، 132: 127ظ، 137: 10ظ، 54و، 123و،127و، 140: 111و، 141: 24ظ،142: 113و، 143: 112ظ،129ظ، 130ظ،131ظ، 144: 129ظ،132و، 146: 113ظ، 146: 132و، 132ظ، 150: 131و، 151: 127و، 132ظ، 156: 112ظ، 131ظ، 157: 11و، 161: 111و، 163: 45و، 165: 14ظ،167: 113ظ، 169: 10ظ،117و، 171: 108و، 172: 59و،176: 108و،112و، 179: 107ظ،117و،186: 128و، 188: 119ظ،132ظ، 189: 107و(2)، 190: 70و، 195: 132ظ، 196: 113ظ، 199: 70ظ، 71ظ،113ظ، 200، 94ظ، 204: 96و، 116و، 119و، 205: 71ظ.
الأنفال:-1: 125و، 137و، 4: 137و، 5: 123و، 137و، 7: 123ظ(2)، 126و، 11: 57و،18: 70و، 123و، 17: 10ظ(2)،25: 126و، 26: 55و، 30: 45و، 36: 54و، 40: 25و، 55و، 41:41ظ، 42: 54و،123ظ، 48: 107ظ، 52: 95ظ، 60: 71و، 62: 54و(2)، 66: 28و، 67: 28و(2)، 68: 30و.(1/674)
التوبة:- 1: 54و، 2: 123و، 12: 118ظ،13: 127و، 14: 56ظ، 128و، 15: 50ظ، 22 : 25و، 24: 123ظ، 127و،128و، 25: 46ظ، 107و، 125ظ، 28: 113و،30: 124ظ(2)،35: 113ظ،37: 117و،118و، 119ظ، 38: 113و، 40: 122ظ(2)،123ظ(2)،126ظ، 47: 29و، 48: 128و، 49: 110ظ، 118و،120ظ، 129ظ،131ظ، 50: 116(2)، 52 ::70ظ، 54:55و، 60: 117و،123و،128و، 61: 61و، 116و،64: 116و، 65: 116و، 69: 112ظ،70: 117و،119ظ،73: 126ظ، 74: 50ظ، 80: 10و، 83: 37و(2)، 132و(2)، 130و، 87: 128و، 91: 55و، 94: 127و، 98: 119ظ،128ظ، 99: 11ظ، 100: 27ظ،128و، 106: 27و، 107: 25و، 27و، 109: 122ظ(2)، 133و، 111: 14ظ، 123و، 117: 109و، 111ظ، 118: 50ظ،119و، 120: 116و، 121: 55و، 128و، 123: 126و، 128: 20ظ،45و،129: 103و، 132ظ.
يونس:-1: 125و، 4: 32و،5: 127و: 7: 117ظ، 12: 69ظ، 15: 32و، 119و(2) ، 131و، 132و، 20: 30ظ، 21: 111ظ، 22: 24ظ(2)، 25ظ(2)،28و(2)،54و(3)، 23: 137ظ، 28: 69ظ،70ظ، 29: 125ظ، 31: 31ظ، 109و، 110و، 33: 30ظ، 34: 119و، 41: 116و، 43: 110ظ، 51: 82و، 53: 116و، 57: 127و، 61: 10ظ، 69: 57و، 71: 28و،131و، 72: 132و، 79: 30ظ، 83: 133ظ، 85: 57و، 87: 119ظ، 89: 107و،90: 112ظ، 91: 82و، 96: 25ظ،101: 31و، 103: 30ظ، 133و، 108: 125و(2).(1/675)
هود:-5: 55و، 12: 125ظ، 126ظ، 13: 23ظ، 17:127و(2)، 27: 117و(2)،28: 123ظ، 29: 122ظ،127ظ،131و،132و، 30: 106ظ، 34: 132و، 35: 127و، 37: 70ظ، 113و، 38: 57و، 39: 55و، 40: 25ظ، 41: 123ظ،124و، 124ظ، 42: 108و، 126ظ، 44: 16ظ،45: 130و، 46: 132ظ،134و، 47: 129ظ،131ظ، 48: 113و،51: 131و، 131ظ(2)،132و، 53: 121و(2)،126ظ، 54: 54و،131ظ، 59:122ظ، 62: 7و، 66: 70ظ،113ظ، 77: 118ظ،119ظ، 125و،128ظ، 78: 11ظ، 81: 69ظ،137و، 84: 131و، 87: 119و، 88: 131و،132و، 92: 130و،132و، 93: 55و، 99: 117و،105: 132ظ(3)،134و(2)، 109: 14ظ،114: 69ظ،72و، 109و، 110ظ(2)، 127و، 118: 5و.
الرعد: 1: 128ظ، 3: 110ظ،4: 110ظ، 5: 54و، 7: 128و،134ظ(2)، 8: 59و، 9: 132ظ(3)،133و،134ظ، 10: 123و، 127و،134و،11: 134ظ(2)، 14: 119ظ، 123و، 16: 54و(2)،17: 58ظ،19: 125و، 20: 70و، 22: 70و، 27: 58ظ، 28: 58ظ،29: 103و، 110ظ، 124و، 30: 49و، 132ظ، 31: 126و، 33: 107و،34: 134ظ(2)، 35: 59و(2)، 41: 127و، 45: 49و، 86: 58ظ.
ابراهيم:1: 35و،54و،135ظ، 4: 119ظ، 9: 32و،54ظ، 137و، 10: 118و، 13: 54ظ، 124و، 14: 113ظ، 132ظ، 15: 124و، 19: 54ظ،116ظ،21: 118و،22: 134و، 24: 54ظ،27: 126ظ، 28: 30و، 31: 130و، 32: 111ظ،36: 124و، 37: 128و، 134و،38: 137ظ(2)، 40: 132ظ: 133و(3)، 134و(2)، 41: 128و، 42: 54ظ، 49: 11ظ،128و، 50: 111ظ، 127و،134و، 97: 54و.
الحجر:2: 15و، 9: 10ظ، 12: 58و، 13: 59و، 14: 31ظ، 18: 117ظ، 24: 59و،27: 128و،36: 130و،131ظ،44:32ظ،119و، 49: 115ظ،119و،130و، 51: 115ظ، 54: 132و، 65: 111و،68:132ظ، 71: 131ظ، 79: 49ظ،128و، 87: 38ظ، 39ظ(2)،126ظ، 88: 70ظ، 97: 72و، 126: 47ظ.(1/676)
يوسف:3: 132و، 4: 132و، 6: 126ظ، 7: 127و، 9: 45و، 10: 128و، 13: 18ظ، 116ظ، 117و(2)، 131ظ، 16: 58و،127و، 17: 113ظ، 18: 107ظ(2)،19: 123ظ(2)، 20: 127و،23: 131ظ، 25: 125ظ، 26: 112و، 29: 137ظ، 30: 107و، 112و، 31: 15و،105و،116و، 32: 132و، 33: 130و،131ظ،35: 13و،36: 115ظ، 130و(2)،131و(2)،131ظ(2)، 38: 131و، 131ظ،132و، 39: 69ظ،72و،128و، 41: 58و، 137ظ، 42: 134و، 43: 123ظ(2)،128و(2)، 131ظ، 132و، 44: 113و، 45: 11ظ، 71و، 58و،105ظ،132ظ،137ظ، 46: 130و،132و، 51: 137ظ، 53: 119و، 55: 127و،59: 130و(2)،131ظ، 62: 126ظ، 65: 58ظ،70و، 66: 133و، 72: 112و، 73: 123و،127و، 128و،80: 131و، 84: 124و،86: 132و: 87: 117ظ، 88: 70ظ،123ظ،93:116ظ، 93: 116ظ، 94: 58و،97: 116و،100: 130و(2)، 131ظ، 101: 110ظ، 108: 126و،131و، 131ظ، 131ظ.
النحل:-2: 132ظ، 5: 119و،128ظ، 6: 59و،14: 111ظ،119ظ، 17: 112و، 17: 115و، 19: 58ظ،21: 59و، 22: 15و،23: 59و(2)، 25: 119و، 27: 132و، 28: 111و، 31: 59و، 32: 109ظ، 110ظ،114ظ، 33: 59و، 38: 58ظ،39: 70و، 41: 48ظ،116و، 44: 112و، 46: 59و، 49: 103ظ، 50: 103ظ، 113ظ، 56: 59و، 58ظ، 58: 59و، 61: 115ظ،118و، 62: 59و،63: 113ظ، 66: 127و، 69: 113و، 72: 59و، 75: 59و،76: 116ظ، 77: 69ظ، 80: 113و، 128و، 86: 117ظ، 90: 70ظ،113ظ، 119و، 119ظ(2)، 91: 111ظ، 114ظ، 92: 113ظ، 96: 59و، 134و، 134ظ، 97: 70ظ، 71و، 98: 94و، 95و(2)،118ظ،103: 121و(2)،135ظ، 136ظ، 105: 59و،116: 126: 48و.(1/677)
الاسراء:-1: 25و، 115و، 2: 137ظ، 3: 127ظ، 10: 67و،14: 115و،119و، 20: 119و، 23: 17ظ، 26: 110ظ، 28: 69ظ، 32: 17و، 123ظ، 35: 69ظ، 45: 35و،127و، 41: 107و، 47: 124و، 57: 113ظ، 58: 69ظ، 60: 117و، 61: 111و،62: 129و، 64: 69ظ،127و، 66: 70ظ،71ظ، 68: 127و،71: 127ظ، 74: 110ظ، 76: 127ظ،137ظ، 77: 137ظ، 78: 35ظ،79: 71ظ،127ظ، 80: 69ظ،111و، 83: 125و، 84: 127و، 91: 127ظ، 93: 25و، 26ظ،97: 107و، 105: 138و (2)، 106: 35و، 63و،138و، 107: 103ظ، 108: 103ظ، 109: 104و، 110: 65و.
الكهف:-1: 58ظ،135ظ، 2: 58ظ،159و(2)، 7: 58ظ،8: 126ظ، 11: 58ظ، 13: 54ظ، 15: 58ظ،17: 128و،132ظ(2)، 19: 109ظ، 21: 159و، 22: 54ظ،96ظ،123و،126ظ،127و،127ظ،128و،130و، 28: 71ظ، 29: 159و، 30: 136ظ، 31: 159و،127ظ، 32: 54ظ،33: 58ظ، 159و،124ظ(2)، 35: 54ظ،36: 25و،27ظ، 130و، 37: 109ظ(2)، 39: 106و،130و،130ظ،134و، 40: 134و، 45: 69ظ،71و، 48: 159و،107و، 49: 70و، 57: 159و،58: 69ظ،106ظ،117و، 63: 117ظ،124و،64:134و،134ظ،69: 69ظ،130ظ(2)، 77: 28و(2)، 45ظ،159و، 82: 159و، 84: 54ظ، 85: 54ظ، 86: 54ظ، 88: 58ظ، 93: 159و، 94: 117ظ، 95: 25و، 27ظ، 96: 159و،70ظ،117ظ، 124ظ، 131و،97: 130ظ، 98: 159و، 119ظ، 102: 130و(2)، 103: 54ظ، 107ظ،109: 127و، 110: 126ظ، 229: 127و، 339: 127ظ.
مريم:- 1: 54ظ،71و،106و، 125و، 2: 58ظ،4: 116ظ،5: 128و، 130و، 7: 124و، 10: 36و، 128و،130و،132و، 12: 124و، 14: 127ظ،15: 69ظ،18: 110ظ، 23: 125و، 26: 119ظ، 27: 110ظ،28: 119و، 29: 111ظ، 30: 58ظ،124و، 124و،132و، 31: 124و، 32: 128و،41: 54ظ،58ظ،43: 129ظ،131ظ، 46: 96ظ، 62: 58ظ، 65: 71و، 71: 123و،128و، 73: 113ظ، 74: 116ظ،117ظ،75: 54ظ،76: 59ظ، 7: 58ظ، 78: 135و،139ظ، 79: 139ظ، 82: 126ظ، 83: 117و،88: 135و، 90: 58ظ.(1/678)
طه: 1: 54ظ، 125ظ، 10: 107ظ، 11: 113ظ، 12: 124ظ،132ظ، 134و، 13: 58ظ، 14: 58ظ،59و،130ظ،18: 32و،123و،125و،126ظ،130و،131ظ، 132و(2)، 23: 58ظ،124ظ(2)،24: 124ظ(2)،26: 131و، 30: 58ظ، 131و، 31: 125ظ،129ظ،132ظ،33: 54ظ،109ظ،110و، 34: 54ظ،109ظ،113و، 35: 109ظ،36: 110ظ،115ظ، 118و، 39: 58ظ،114ظ، 40: 54ظ(2)،107و، 41: 54ظ،70و،129 ظ،132ظ، 42: 58ظ،132ظ، 43: 132ظ، 47: 54ظ،49: 58ظ، 58: 124ظ، 59: 87و، 61: 59و، 115و، 69: 112و، 72: 134و، 73: 123ظ، 74: 123ظ، 77: 54ظ،59و(2)،125ظ، 78: 54ظ، 81: 59و، 84: 59و،119ظ، 86: 54ظ(2)،87: 54ظ، 88: 54ظ(2)، 89: 54ظ،58ظ، 90: 59و، 91: 70و، 92: 54ظ،93: 59و،130و،132ظ، 133و، 94: 31ظ، 59و، 95: 58ظ، 127و، 97: 59و، 106: 54ظ،113: 59و، 112: 59و،125ظ، 119: 32و،123: 54ظ،124: 59و،123ظ، 125: 59و،123ظ،127و،130ظ،131ظ، 128: 127و،130:32و، 45ظ، 119ظ، 131: 54ظ، 132: 45ظ،109ظ،112و.
الحج:-1: 49و، 2: 124ظ، 5: 112ظ، 128و، 9: 126ظ، 11: 37و، 110ظ، 12: 126و، 18: 103ظ(3)، 25: 11و،112و،127و،131و، 131ظ(3)، 26: 71و،132و، 28: 39: 45ظ، 45: 116و،51: 127و، 52: 6و،54: 127ظ،128و، 60: 114ظ، 72: 69ظ(2)،73: 110و، 77: 45ظ،112و، 78: 138و(4).
الأنبياء:- 4: 15ظ، 25و،27ظ، 7: 58ظ،15: 127و،16: 127ظ، 18: 112ظ، 19: 59و، 24: 59و، 25: 58ظ، 132ظ، 28: 59و، 30: 25و،34: 33و،40: 59و،47: 71و، 51: 127ظ، 53: 127ظ،55: 127ظ، 59: 127و، 60: 58ظ، 66: 54ظ،58ظ،67: 59و،79: 123و، 80: 127و، 81: 70ظ،111و،83: 132و، 87: 106ظ، 88: 30ظ،89: 127ظ، 94: 127ظ، 102: 30و، 104: 117و، 105: 132و، 112: 132ظ.
الأحزاب:-6: 58ظ،10: 125ظ، 13: 58ظ، 14: 58ظ، 19: 128و، 21: 58ظ،113و، 23: 21و،26: 58ظ، 33: 87و، 37: 107و، 107ظ،116و، 38: 58ظ، 41: 58ظ، 45: 58ظ،46: 127و، 51: 116ظ، 52: 10ظ، 53: 119ظ، 123ظ،59: 128و، 60: 58ظ،127و، 63:58ظ.(1/679)
المؤمنون:-1: 128و، 2: 117و،127و، 3: 127و،134و، 4: 46و، 6: 10ظ، 127ظ، 7: 30ظ، 8: 10ظ،32و،118و،119ظ، 10: 139ظ،11: 118و(2) 12: 107و،13: 110ظ، 14: 29و، 15: 11ظ، 17و، 17: 58ظ،19: 59و، 21: 32و،125و،127ظ، 24: 119ظ،57و،26: 59و، 31: 116ظ،30ظ،111ظ، 126ظ، 32: 113ظ، 33: 110و،119ظ، 127و،127ظ، 35: 59و،111ظ،119ظ،126و،138ظ،138و، 36: 30ظ،138ظ(2)،138و، 37: 59و،113و،39: 127ظ، 43: 110و،111ظ، 116و،117و، 44: 122و،127و، 46: 127و،49: 58ظ، 52: 139ظ،53: 138و، 56: 123و،127و،58: 111ظ،127ظ، 59: 69ظ،62: 111ظ، 66: 58ظ،67: 127و، 93: 58ظ، 97: 58ظ،99: 118ظ،129و، 100: 130و، 132و، 101: 109ظ، 112: 25و،58ظ،111ظ، 113: 71و، 241: 30ظ.
الفرقان:-13: 58ظ،15: 69ظ، 20: 60و،27: 130و،133و، 30: 132و، 31: 127و،37: 130و،132و، 45: 46و، 49و، 127ظ، 49: 69ظ، 70ظ، 51: 52: 126ظ،127و،59: 138و، 61: 127و، 58ظ، 63: 126ظ، 68: 46و،72: 127و، 76: 58ظ،77: 118و(2).
لقمان: 13: 109و،14: 127ظ، 16: 116ظ، 19: 70ظ، 112و، 23: 113و، 27: 46و، 34: 60و، 54: 108و.
سبأ:-13: 111ظ، 123و، 127و، 128و، 132ظ(5)،133و(2)، 15: 128و، 16: 17ظ، 17: 11ظ، 127و، 18: 124ظ(2)، 19: 11ظ،126ظ، 23: 11ظ،17ظ،27: 139ظ، 45: 133و، 47: 132و، 52: 69ظ.
الشعراء:-1: 54ظ،125و،12: 132ظ، 13: 57و،14: 139ظ، 15: 139ظ، 17: 27و،18: 132و، 24: 108و، 36: 137ظ، 49: 54ظ،121و،52: 131ظ، 61: 59و،119ظ،124و،139ظ، 62: 139ظ، 77: 132و، 92: 54ظ،109: 132و(2)، 118: 131و،127: 132و(2)، 136: 70ظ،108و، 111ظ،145: 132و(2)، 149: 128و،164: 132و(2)، 180: 132و، 201: 59و، 208: 138و، 210: 54ظ، 217: 25و، 27ظ، 224: 46و، 48و(2)،225: 134و، 227: 48و.(1/680)
النمل:1: 108ظ، 4: 110ظ، 7: 128و، 8: 111ظ، 16: 111و، 18: 128و،133و، 19: 129ظ، 131و،131ظ،20: 131و، 21: 29و،22: 69ظ،111ظ،24: 138و، 25: 119ظ،128ظ،138و،27:82ظ، 33: 54ظ،34: 138و(2)، 36: 131و،132و(3)،132ظ(2)،133و، 39: 124و،40: 131و،42: 138و(2)، 43: 123و، 44: 54ظ،123و،128و، 47: 114و، 56: 113و، 59: 70و،61: 126ظ، 61: 126ظ، 67: 28و(2)،72: 128ظ، 74: 103و، 88: 124و،126ظ، 89: 126ظ، 91: 109و.
القصص: -1: 55و،108ظ،4: 125و، 7: 113و، 9: 138و(2)،138ظ، 11: 138ظ، 17: 110و،18: 125ظ، 20: 119و، 23: 55و،119ظ،27: 131ظ، 29:122ظ،125ظ،132و،30:118و(2)،119و،127و، 127ظ،132ظ،134و،33: 57و،34: 117و، 117ظ(2)،128ظ،134و، 36: 124و، 124ظ(2)، 37: 25و،41: 122ظ، 45: 110ظ،126ظ، 56: 49و، 63: 117و،68: 138ظ، 76: 119ظ،78: 131و(2)، 85: 31و.
العنكبوت:-1: 55ظ، 5: 69ظ،134و، 12: 123ظ، 127و، 19: 119و، 20: 119و، 29: 31ظ، 55ظ،127ظ، 56: 126ظ، 131و، 131ظ، 132و(6)، 132ظ(2)، 133و، 60: 14ظ، 65: 55ظ، 66: 138ظ(2).
الحشر: 1: 40ظ،4: 59و(2)، 7: 59و،9: 116و، 10: 59و(2)، 11: 59و، 12: 59و، 20: 59و، 24: 123و.
الممتحنة:- 1: 48ظ،124و، 4: 116و، 119ظ، 10: 105و.
الصف: 1: 40ظ،55و، 5: 55و(2)،125ظ(2)، 6: 132و(2)، 7: 55و،11: 127و، 14: 70ظ، 127ظ، 8: 116و.
الجمعة:-1: 40ظ،5: 110ظ،123ظ، 9: 13ظ، 19ظ، 11: 70ظ،112ظ، 113ظ.
المنافقون:- 6: 10و، 10: 10و، 113و،131ظ، 11: 116و.
التغابن:- 1ك 40ظ، 4: 58ظ، 6: 124و.
الطلاق:-2: 55ظ، 3: 51و،4: 113ظ، 8: 59و، 127و، 10: 56و، 139و، 11: 59و.
التحريم:- 3: 116ظ، 4: 59و، 116و، 5: 109ظ، 110و،127ظ، 6: 59و،8: 109ظ، 111ظ، 15: 111ظ، 127ظ، 28: 130و، 59: 126ظ، 66: 127و.
الملك:- 1: 23و،3: 69ظ،107و،4: 116و، 5: 59ظ،107و، 7: 58ظ،8: 109ظ، 111ظ، 9: 56و،15: 111ظ،127ظ، 16: 108و،17: 132ظ، 134و، 28: 130و، 132و(3).(1/681)
القلم: 1: 59ظ، 71و، 4: 7و،12: 134و، 14: 121و(2)، 16: 47و، 17: 47و، 33: 47و، 34: 47و، 47: 47و، 48: 47و، 50: 47و، 51: 47و.
الحاقة:-1: 56و،126و،129و، 3: 124و، 4: 123و،6: 128و،7: 134و، 8: 107ظ، 9: 126و، 10: 113و،11:127و، 12: 70ظ،16: 113ظ، 17: 37ظ، 58ظ،19: 59ظ، 126و،126ظ، 20: 127و، 21: 96ظ،22: 128و، 26: 126و، 28: 126و، 29: 14ظ،126و، 30: 33: 94ظ،37: 115ظ، 116و(2)، 118ظ، 14ظ،42: 128و، 49: 128و، 44:58ظ.
السجدة:- 1: 23و،55و،5: 112ظ، 6: 58ظ، 16: 46و،124و، 18: 46و،58ظ، 23: 58ظ،115و، 26: 59ظ، 30: 58ظ، 40: 46و، 47: 58ظ، 74: 103و.
فاطر:- 1: 65ظ،3: 108ظ،16: 116ظ، 23: 58ظ، 22: 58ظ،27: 58ظ،28: 119ظ(2)، 29: 46و،58ظ، 33: 26و، 37: 59ظ،39: 112ظ، 42: 59ظ، 43: 59ظ،119و(2)
يس:- 1: 55و،125و، 12: 113و، 13: 58ظ،22: 130و، 131و، 131ظ، 132و(3)،23: 134و، 29: 13ظ،126و، 32: 10ظ،34: 58ظ، 35: 27ظ، 39: 12و،43: 58ظ،50: 25ظ،52: 138ظ(2)، 56: 127ظ،57: 138ظ، 26:58ظ،138ظ، 60: 13و.
ص:-1: 23و، 51ظ، 2: 51ظ، 8: 121ظ(2)، 12: 126ظ، 17: 111ظ،21: 119ظ، 22: 138ظ،23: 12و، 69ظ،132و،24: 69ظ، 102ظ، 103و،112و،128و، 29: 64و، 66ظ،136و، 32: 127و، 37: 52و، 38: 52و،41: 132و، 42: 123و،126ظ، 63: 125ظ، 78: 131ظ، 84: 51ظ،52و، 85: 51ظ.
الزمر:- 2: 58ظ، 3: 58ظ،6: 110و، 7: 59و،10: 132ظ، 11: 131ظ،16: 132ظ(2)، 17: 131و،131ظ، 132و(2)،138ظ(3)، 18: 131و،131ظ، 19: 58ظ،59و(2)، 23: 40و، 126ظ،134و، 29: 59و،34: 119و،38: 132ظ، 53: 10و،132و،132ظ،56: 69ظ، 106ظ،112و،124و، 64: 28و،114و،131و،138ظ،67: 112و،69: 119ظ، 73: 110ظ، 74: 119ظ،75: 124و.
غافر:- 11: 117و،16: 138ظ(3)، 18: 127ظ، 19: 31ظ، 21: 25و،26: 129ظ،130و، 28: 109و،141و(7)، 33: 134و(3)، 112ظ،40: 129ظ، 41: 131ظ،132و(2)، 43: 131ظ،44: 132و، 58: 119ظ(2)، 60: 126ظ،129ظ، 130و، 131ظ، 71: 138ظ(2).(1/682)
فصلت:-2: 40ظ، 5: 124ظ، 12: 29و،28: 111ظ، 36: 94ظ، 38: 102و، 103و(2)، 44: 121و، 125ظ، 47: 128و،131و، 50: 131و.
الشورى:-2: 72و،21: 119و، 22: 113ظ، 32: 123و، 38: 51و.
الزخرف:-1: 55ظ،13: 58ظ، 16: 58ظ،18: 19: 13و،58ظ،121ظ، 24: 25و،27: 58ظ، 30: 112ظ، 34: 116و، 35: 15و،39: 107ظ،41: 132ظ(2)،132ظ(3)، 45: 46ظ، 49و،51: 138ظ(2)، 52: 55ظ،58: 121و، 129ظ، 59: 58ظ، 63: 58ظ، 68: 27ظ،28و،133و، 71: 27ظ، 28و،127و، 77: 14ظ،89: 70ظ، 71ظ.
الدخان:- 1: 41و، 55ظ، 2: 41و، 3: 41ظ، 44:16و، 16ظ،20: 133و(2)، 21: 130و،133و، 34: 55ظ، 43: 55ظ، 45: 55ظ.
الجاثية:-1: 55ظ، 14: 46ظ،70و، 18: 51و، 21: 123ظ، 28: 127و.
الأحقاف:-1: 55ظ، 10: 46ظ،112و، 15: 131ظ، 16: 58ظ، 17: 113و،131و، 131ظ، 20: 58ظ،121و،127ظ، 15:25و، 27ظ، 28: 107ظ، 29: 107و، 31:31و، 108و،32: 121ظ، 127و، 35: 138ظ.
محمد:-15: 124ظ، 126ظ، 18: 123ظ،20: 138ظ، 30: 61ظ.
الفتح:-6: 119ظ، 12: 59ظ، 107ظ، 15: 36ظ، 16: 59ظ،25: 116و، 26: 107و، 29: 59ظ،111و،138ظ.
ق:- 10: 14و، 19: 12و، 40: 70ظ.
الذاريات:-1: 109و، 110ظ،123و،127و، 2: 127و، 3: 127و، 7: 58ظ، 9: 58ظ، 13: 34ظ،16: 126ظ،19: 127ظ، 24: 111و،29: 126ظ، 30: 60و،48: 127ظ، 49: 46ظ،56: 132ظ.
الطور:-1: 55ظ، 21: 19و،24: 116و، 125ظ، 37: 113ظ،39: 128و، 44: 58ظ، 48: 58ظ، 59: 58ظ، 60: 58ظ.
النجم:- 8: 59ظ، 125و، 11: 116و،17: 125ظ(2)، 18: 107ظ، 20: 96و،126ظ، 22: 124و(2)، 28: 55ظ، 29: 55ظ(2)،59ظ، 32: 59ظ،126و، 36: 116ظ، 43: 113ظ،53: 117ظ، 60: 59ظ،61: 127و، 62: 102ظ.
القمر:- 5: 124و، 15: 114و، 17: 59ظ، 22: 59ظ،25: 121و، 121ظ، 29: 58ظ،32: 59ظ، 38: 58ظ،40: 59ظ، 48ك 111ظ.
الرحمن:- 1: 56ظ،5: 126ظ،10: 128و، 11: 128و، 15: 123و،128و، 22: 117ظ،24: 132ظ، 134و(4)، 27: 127و،37: 128و، 48: 125ظ، 54: 124ظ،127و،72: 128و.(1/683)
الواقعة:1: 135و، 8: 30و، 9: 55ظ،10: 59ظ،17: 125ظ، 18: 123و،126ظ، 29: 12و،32: 59ظ، 35: 71و، 36: 58ظ، 41: 55ظ، 54: 123و،127و، 61: 30و،66: 121ظ، 71: 120و، 72: 117و.
المعارج:-1: 117ظ(2)، 2: 59ظ، 3: 128و، 4: 56و،111و، 9: 19ظ،11: 59ظ،13: 116ظ، 14: 112و،139ظ، 15: 139ظ، 20: 47و،38: 139ظ، 39: 139ظ، 40: 123و،128و، 43: 111و.
نوح:-3: 132و، 4: 59ظ، 5: 58ظ،132و، 6: 132و، 12: 59ظ، 16: 59ظ، 112و، 131و، 132و(2)، 28: 132و.
الجن:-3: 112و، 8: 116و، 139و، 9: 31و، 11: 112ظ، 22: 56و(2)، 23: 58ظ.
المزمل:-1: 56و، 4: 64و، 66ظ(2)،72و، 5: 112ظ، 6: 10ظ،116و، 127ظ، 128ظ، 15: 56و، 17: 56و، 20: 31ظ،69ظ، 70ظ، 72و.
المدثر:-15: 139ظ، 16: 139ظ، 31: 59ظ(2)، 33: 28و،34: 139ظ،140و، 40: 56و، 41: 56و،42: 109ظ، 112ظ،48: 127و، 50: 126و،52: 139ظ، 53: 139ظ، 54: 139ظ(2).
القيامة:-1: 71و، 3: 58ظ،11: 139ظ،140و، 16: 56و،67و،134و، 18: 118و،20: 139ظ، 26: 139ظ، 27: 134و، 135ظ،30: 32و، 36: 124ظ، 38: 134و.
التكوير:- 7: 112و، 16: 123و، 132ظ، 134و، 20: 112و، 26: 56و.
الإنفطار:- 7: 59ظ، 9: 139ظ،11: 128و.
المطففين:- 3: 125ظ، 7: 122ظ، 139ظ، 12: 134و، 14: 107ظ(2)، 127ظ، 135ظ، 15: 140و،18: 140و، 27: 127و، 36: 107ظ.
الإنسان:-2: 127و، 5: 127و،20: 110ظ، 23: 47و، 24: 47و، 30: 125ظ.
المرسلات:-5: 109و، 109ظ،110ظ، 6: 66ظ، 11: 14و، 20: 108و، 109و،30: 111و، 32: 58ظ، 36: 114ظ، 37: 59ظ، 39: 132ظ، 134و، 48: 20ظ.
الانسان:-2: 127و، 5: 127و، 30: 125ظ.
المرسلات:- 5: 109و، 109ظ، 110ظ، 11: 14و، 20: 108و، 109و، 30: 111و، 32: 58ظ، 36: 114ظ، 37: 59ظ، 39: 132ظ، 134و، 48: 20ظ.
النبأ:- : 139ظ، 5: 140و(2)، 23: 128و، 38: 110ظ، 40: 56و، 110ظ، 119ظ.(1/684)
عبس: 12: 57و، 126و، 16: 70ظ، 127و، 19: 57و، 59ظ، 23: 139ظ، 140و، 24: 56ظ، 25: 135و، 135ظ، 28: 59ظ، 32: 56ظ، 33: 56ظ، 129و.
البروج:- 14: 115و، 15: 10ظ، 31ظ، 115و.
الطارق:- 4: 10ظ، 6: 111و.
الأعلى:- 1: 23و، 40ظ(2)، 6: 67ظ، 116و، 16: 106ظ، 107ظ.
الغاشية:- 1: 23و، 71ظ، 3: 59ظ، 4: 127و، 12: 127و.
الفجر:-2: 135ظ، 4: 132ظ(2)،134و(3)، 6: 58ظ،132ظ، 7: 128و، 9: 134و،15:56ظ،113و،132ظ(2)،134و(4)،16:132ظ(2)،134و(4)،139ظ،17: 139ظ، 18: 27ظ،19: 132ظ، 21: 140و، 22: 37ظ،24: 59ظ، 26: 70و.
البلد:- 3: 128و، 20: 116ظ، 117ظ.
الشمس:- 2: 123ظ، 125و، 14: 56ظ، 15: 25ظ، 27و، 27ظ.
الليل:- 4: 72و، 10: 72و، 15: 58ظ، 16: 59ظ(2)، 17: 58ظ.
الضحى:- 1: 101ظ، 124و، 2: 125و، 3: 101ظ.
الشرح:- 1: 16و، 2: 16و.
التين:- 5: 127و، 140ظ.
العلق:- 1: 43ظ،95و،116ظ، 3: 116ظ، 5: 94و، 6: 140و، 15: 140و، 16: 116و، 17: 58ظ، 19: 94و، 102ظ، 104و،140و.
القدر:- 3: 56ظ(2)، 4: 109و، 139ظ.
البينة:- 8: 127و.
الزلزلة:- 1: 112و.
العاديات:- 1: 110ظ، 2: 120و، 3: 109و، 110ظ(2).
القارعة:- 1: 56ظ، 5: 13ظ، 6: 56ظ(2)، 8: 56ظ(2)، 9: 127ظ، 10: 126و، 11: 127و.
التكاثر:- 3: 140و، 5: 139و، 140و، 6: 120و، 7: 120و.
العصر:- 1: 56ظ، 3: 56ظ، 139و.
الهمزة:- 1: 59ظ، 3ك 57و.
الفيل:- 1: 140و.
قريش:- 1: 139و، 2: 125و، 136ظ.
الماعون:- 1: 115و، 6: 56ظ.
الكوثر:-1: 6و، 98و، 3: 116و، 127و.
الكافرون:-1: 123و، 3: 48ظ، 4: 48ظ، 6: 81و، 81ظ، 131و(2)، 132و(2)، 19: 48و، 52:45ظ، 55: 46و.
العصر:- 1: 56ظ، 3: 56ظ، 139ظ.
المسد: 3: 124و،4: 139ظ.
الاخلاص:- 3: 116و، 117ظ، 4: 128ظ.
الفلق:- 5: 127و.
الناس:- 2: 13و، 4: 56ظ، 59ظ، 5: 106ظ.
فهرس الحديث
أتى محمد ( - صلى الله عليه وسلم - ) ملكان ... ... ... ... ... ... ... 9ظ
أتدرين ما حسدنا عليه اليهود ... ... ... ... ... ... 100ظ(1/685)
أتيت النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) لأصلي بصلاته ... ... ... ... ... ... 65ظ
أرسله يا عمر ... ... ... ... 8و
أشراف امتي حملة القرآن 3ظ
أعبد الناس أكثرهم تلاوة 5و
أعربوا القرآن و التمسوا غرائبه 61و(2)
أعربوا الكلام 62و
أعوذ بالله السميع العليم 95و، 97ظ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم 95ظ
أعوذ بالسميع العليم 95و
الله أكبر، وكبّر المسلمون 101ظ
أن النبي ( - صلى الله عليه وسلم - )أقرأه خمس عشرة سجدة 102و
أول ما علم رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) فاتحة الكتاب 100ظ
أول ما نزل به جبريل 95و
اعطيت السبع الطول 6و
أعطيت السبع الطول مكان التوراة 38و، 41و
اعطيت السبع مكان التوراة 38و
أُعطيت مكان التوراة السبع الطول 38و
أفضل العبادة قراءة القرآن 4ظ
أقرأ القرآن في أربعين 23و
أقرأني جبريل على حرف 9و
أنت أمير القوم 6و
انزل القرآن على سبعة أحرف 9ظ، 37و
انزلت صحف ابراهيم في ثلاث 41و
انزلت صحف ابراهيم أول يوم من رمضان 41ظ
أهل القرآن هم أهل الله 3و
أيكم يحب أن يغدو 3ظ
إذا أمنَّ الإمام فأمنوا 100ظ، 101و
إذا قال الإمام و لا الضالين 101و
إذا قرأتم الحمد فأقرؤا بسم الله 98و
إعملوا بالقرآن أحلول حلاله 39ظ
إقرأ يا أبي فقرأت 8و
إقرؤا القرآن بالحزن 65و
إقرؤا القرآن بلحون العرب 64ظ
إقرؤا القرآن على سبعة أحرف 10و
إن بيتم الليلة فقولوا حم 40و
إن أول ما نزل به جبريل ( - عليه السلام - ) 94و
إن جبريل كان يعارض النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) 18و
إن جبريل ( - عليه السلام - ) نزل بالقرآن 33ظ
إن جبريل يقرؤك السلام 23ظ
إن حسن الصوت زينة للقرآن 65و
إن رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) إذا قرأ قطّع آية آية 140 و
إن رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) كان يخفي 100ظ
إن القرآن كتب بحضرة جبريل 33ظ
إن القرآن نزل بالحزن 65و
إن القرآن نزل على سبعة 9و
إن لكل شيء حلية 65و
إنَ لكل شيء قلباً 23و
إن لله أهلين 3و(1/686)
إن النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) قرأ ((ص)) فسجد 23و
إن هذا القرآن انزل على سبعة أحرف 9و
إن هذا القرآن مأدبة الله 3ظ
إن هذه القلوب تصدأ 5ظ
إن اليهود لم يحسدوكم 100ظ
(إنك لا تهدي من أحببت) قالت عائشة 49و
إنه انزل عليَّ سورة 96و
انزل القرآن على سبعة أحرف 9و
إنه انزل على ( ) سورة فقرأ 98و
إنه ( - صلى الله عليه وسلم - ) قال إذا قال الإمام 101و
إنه قد وسِّع لي أن أقرأ لكل قوم 10و
إنه من أصدق قول 13و
إنها ستكون فتن 94و
إني أقرأ القرآن 63ظ
إني نسيت أفضل المسبحات 40ظ
آمين خاتم رب العالمين 100و
آخر آية نزل بها جبريل 53ظ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله ... .. 57و
تعاهدوا القرآن 57و(2)
تعلموا سورة البقرة 4و
تلك السكينة نزلت للقرآن 23و-23ظ
تلك الملائكة أتت لصوتك 23ظ
تهليل الرسول ( - صلى الله عليه وسلم - ) عند قراءته و الضحى 101ظ
ثلاث يخفيهن الإمام 101و
جعل الرسول( - صلى الله عليه وسلم - ) المسح 16ظ
حسن صوت النبي و مده بالقراءة 67و
حسنوا بسم الله الرحمن الرحيم 67ظ
حسنوا قراءتكم بسم الله الرحمن الرحيم 67و
الحمد لله الذي جعل في امتي 45ظ
حملة القرآن المخصوصون 6و
حملة القرآن في الدنيا 5ظ
الحمد لله ام القرآن 49ظ
الحمد لله السبع المثاني 50و
خرج عمر يوم عيد فقال يا أبا واقد 23و
خياركم من تعلم القرآن 3و
دخل رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) على أهل الصفة 04و
دعوة رسل الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) 95و
الذي إذا سمعت قراءته 67و، 67ظ
رأينا رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) قال هكذا 16ظ
رحم الله رجلاً أصلح من لسانه 62و
رفع ما ألقى الشيطان 96و
روي عن النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) أنه سجد في سورة حم 103و
روي عن النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) و أكثر أصحابه 97ظ
زينوا أصواتكم بالقرآن 64 ظ، 65و
زينوا القرآن بأصواتكم 64و(2)
سألت النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) عن ثواب القرآن 43و-43ظ
سبحان الله ... و خر ساجداً 49ظ(1/687)
سجد رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) في الحج 103و
سجد وجهي للذي خلقه 104و
سَمّاها رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) المنجِّية 51و
سمعت أبا بكر يقول أعوذ بالله 94ظ
سمعت النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) قرأ و لا الضالين 101و
سمعت النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقرأ (و النخل باسقات ) 14و
سمعت النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقرأ في الفجر 14و
سعت النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقرأ ( يا مالِ ليقض علينا ) 14و
سئلت عائشة عن خلق رسول الله 6ظ
سورة الحمد سبع آيات أولها 98و
صلاة رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) بالليل و قراءته 63و
صليت خلف رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) قرأ 101و
صليت خلف النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) 65ظ
ضعوها في موضع كذا و إلى جنبه كذا 47ظ
عرض رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) على جبريل 22و-22ظ
عنيت الجميع فقالوا يا محمد 48و
فأشفع فلا يبقى في النار الا من حبسه القرآن 7ظ
فأقرؤا ما تيسر منه 11و-11ظ
فاتحة الكتاب شفاء 50و
فتلقى رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) السبعة الأحرف 18و
في كم أقرأ القرآن؟ قال أختمه 22ظ-23و
قال رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) في قوله عز وجل ( يزيد في ... ) 65ظ
قال لنا علي بن أبي طالب 18ظ
قال نعم ... فقال ميكائيل 8ظ
قال يا جبريل اني بعثت 8ظ
قام رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) ليلة من رمضان 23و
القرآن غنى لا فقر بعده 5و
قرأ أنس بن مالك (ألم نشرح لك صدرك ) ... ... ... ... ... ... 16و
قرأ رجل على عبد الله بن مسعود (طه ) 19و
قراءة الرجل في غير المصحف 34و
قراءة رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) قراءة مفسرة 62ظ، 67ظ
قراءة رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) من الليل 63و
قراءة النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) مدّاً 67و
قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم 94و-94ظ
قوله (اليوم أكملت ) نزلت يوم الجمعة 48ظ
قوله ( يا أيها الناس ) نزولها بمكة 48ظ(1/688)
قوله عز و جل في الرعد (و هم يَكفُرُونَ ) 49و
قوله عز و جل في الزخرف (سل من أرسلنا) ... ... ... ... ... ... 49و
كان ابي بن كعب يقرئ رجلاً فارسياً 16و-16ظ
كان جبريل إذا جاءني بوحي 98ظ
كان رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) أجود الناس 18و(2)
كان رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) إذا اشتكى 40ظ
كان رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) إذا قرأ قطّع آية آية 140و
كان رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) إذا نزلت عليه سورة 22ظ
كان رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقرأ في الصبح 23و
كان رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقطع قراءته 62ظ
كان رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - )يقول آمين 100ظ
كان القرآن مجموعاً على عهد رسول الله( - صلى الله عليه وسلم - ) 22ظ
كان الكتاب الأول نزل من باب واحد 11و
كان النبي( - صلى الله عليه وسلم - ) إذا قال (و لا الضالين) قال آمين 101و
كان النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) إذا نام من الليل 95ظ
كان النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) لا ينام 23و
كان النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقرأ القرآن 65ظ(2)
كان النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقطع قراءته 67و
كان النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقول في سجوده سبوح قدوس 104و
كان النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) ينزل عليه الآية 39و
كان النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) يؤم أصحابه 23ظ
كان يثقل على رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) 48ظ
كلما أقرأ جبريل رسول الله فاتحة الكتاب 100ظ
لأزيدن على السبعين 10و
لا يعذب الله قلباً أسكنه القرآن 5ظ
لا ينبغي لحامل القرآن أن يرى 6و
لئن أظفرني الله عز و جل بهم 48و
لقد أُوتي الأشعري 64ظ
لقنني جبريل ( - صلى الله عليه وسلم - ) 100ظ
لقيت جبريل عليه السلام 8ظ
لكل شيء سنام 23و
لله أشد إذناً 65و
لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث 23و
لما أقرأ جبريل رسول الله فاتحة الكتاب 100ظ
لما انزلت سبح اسم ربك الأعلى 104و(1/689)
لن يفقه من قرأ القرآن 63و
اللهم اغفر لي ذنبي 104ظ
اللهم إني أعوذ برضاك 104ظ
لو كان القرآن في اهاب 5ظ
ليس أحد أولى بالجدة 6و
ليس من أخلاق المؤمن الخديعة 75ظ
ليس من ام بر 14و
ليس من خلق المؤمن الحسد 75ظ
ما أذن الله لشيء 64ظ(2)
ما اجتمع قوم في مسجد 5ظ
ما آمن بالقرآن من استحل محارمه 7ظ
ما حسدكم اليهود على شيء 100ظ
ما معنى آمين ؟ فقال رب أفعل 100و
ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه 7و-7ظ
ما من رجل علّم ولده القرآن 6ظ
ما نزل بالجحفة قوله ( إنَّ الذي فرضَ ) ... ... ... ... ... ... ... 49و
الماهر بالقرآن مع السفرة 5ظ
ما يقرب عبداً إلى الله عز وجل 104و
المراء في القرآن كفر ... ... 3و، 7ظ
من أدام النظر في المصحف 6و
من أراد أن يقرأ القرآن 77و
من إذا سمعت قراءته رأيت 65ظ
من ترك بسم الله الرحمن الرحيم 98و
من تعلم القرآن و علمه 34ظ
من جُعِلَ قاضياً 13ظ
من سره أن يحبه الله 34ظ
من شغله قراءة القرآن 5ظ
من علّم آية 5ظ
من قال حين يصبح أعوذ بالله 94ظ
من قال في القرآن بغير علم 7ظ
من قال لا الله إلا الله 30و
من قرأ ثلث القرآن 5و
من قرأ ثلث القرآن اعطي ثلث 6و
من قرأ (حم ) الدخان 23و
من قرأ القرآن حتى استظهره 6و
من قرأ القرآن ظاهراً 34و
من قرأ القرآن فأحكمه 4ظ
من قرأ القرآن فأعربه 61و
من قرأ القرآن فرأى 4ظ
من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة 5و
من قرأ القرآن فلم يعربه 61و
من قرأ في ليلة مئة آية 56ظ
من قرأ القرآن في المصحف 6و
من قرأ في المصحف مئتي آية 34ظ
من قرأ مئتي آية نظراً 34و
من هذا إذاً 64ظ
الموصول ما كان يعرف الفصل 97ظ-98و
من يحرسنا الليلة 49و
نبئت ان القرآن كان يعرض 18و
النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) كان يقطِّع قراءته 57و
النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) يقرأ فاتحة الكتاب 98و
نزل القرآن بالتفخيم 66ظ
نزل القرآن على سبعة أحرف 8ظ
نزلت آية على النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) 46ظ
نزلت صحف ابراهيم 41و
النظر في المصحف عبادة 34ظ(1/690)
هكذا انزلت 8ظ
هي السبع المثاني 50 و
وردت الأخبار أن النبي ( - صلى الله عليه وسلم - ) سجد في و النجم 103و
يأتي على الناس زمان يتعلمون القرآن 7ظ
(يا أيها الناس اتقوا ربكم) نزلت ليلاً 49و
يا جبريل اني أرسلت 9و
يا جبريل لقد بعثت إلى قوم اميين 11ظ
يا حملة القرآن إنكم المخصصون 4ظ، 5و
يظهر الدين حتى يجاوز البحار 7ظ
يقال لصاحب القرآن 5ظ، 56ظ
يقول الله قسمت الصلاة 50و
فهرس الآثار
الاثر ... صاحبه ... الصفحة
أُتِيَ به إلى أُمِ سَلَمة ... يزيد بن القعقاع ... ظ
أحبُّ ما يُقرأ إليَّ حَدْراً ... محمد بن اسحاق ... و
أخِّروه ... الحسن البصري ... 62و
أدبُ النفسِ ثم أدب الدرس ... الفرّاء ... و
أدركت الناس حين شققَ ... مصعب بن سعد ... و
أدركتُ سبعين رجلاً ... نافع ... ظ
أديموا النظر في المصحف ... عبد الله بن عمر ... ظ
إذا خرج أحدكم لحاجته ... عبد الله بن عمر ... ظ
إذا رجع أحدكم من سوقه ... عبد الله بن عمر ... و
إذا غضبَ حامل القرآن ... الشعبي ... و
إذا وقعت في آل حميم ... ابن مسعود ... و
أرسلَ إليّ أبو بكر ... زيد بن ثابت ... ظ،21و
أعربوا القرآن ... ابن مسعود ... 61و،62ظ
أقربُ ما يكونُ العبدُ ... مجاهد بن جبير ... و
آل حميم ديباج القرآن ... ابن مسعود ... و
أن أبا الدرداء كان يُعلّمُ ... همام بن الحارث ... و
أنْ ابن مسعود كان يكتب في ... ----- ... ظ
إنْ تَقتُلوه أو تَدَعُوه ... نائلة بنت الفرامضة ... ظ
أن عمر بن الخطاب أقامَ مَنْ يُصلي ... ----- ... ظ
أنزل الله القرآن ... الحسن البصري ... و
أنزل الله تعالى صحف ... جابر بن عبد الله ... ظ
أُنزلت صحف إبراهيم لثلاث ... قتادة السدوسي ... و
أُنزلتْ فاتحة الكتاب ... مجاهد بن جبير ... 43و
إنما قراءة القرآن سُنّة ... عروة بن الزبير ... ظ
أنّ أبا موسى كان يقرأ ذاتَ ... أنس بن مالك ... ظ
إنّ إبليس إذا رأى ... مجاهد بن جبير ... و
أنَّ أُبيّ بن كعب كتبَ في مصحفه ... ----- ... ظ
إنَّ أحسَ الحديث ... علي بن أبي طالب ... و
إنَّ أول ما أنزل الله عز و جل ... عكرمة و الحسن بن أبي الحسن ... ظ
إنَّ الشيطان إذ رأى ... ابن مسعود ... و
أنَّ سليم بن عِتْر التجيبي كان يختم ... بكر بن مضر ... و(1/691)
أنّ عمرَ كتبَ إلى أبي موسى ... عبد الله بن عمر ... ظ
أنّ معاذاً كان يكرهُ ... ابن مسعود ... ظ
أنَّ مُعاذاً كان يكرهُ ... ابو العالية ... ظ
إنَّ من حق العالم ... علي بن أبي طالب ... ظ
أنّه سمع عمر بن عبد العزيز قام بالناس ... عبد العزيز بن أبي سلمة ... ظ
أنّه كان يختم القرآن ... الأعمش ... ظ
أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه ... ابن مسعود ... و
أنه كان إذا دخلَ بيته ... عمر بن الخطاب ... و
إنها في التوراة تسمى المانعة ... كعب الأحبار ... و
إني سمعتُ القراءة ... عبد الله بن عمر ... ظ
إنّي لأجدُ للحنِ غمرْاً ... أبو الأسود الدؤلي ... و
إني لسريع ... أبو جمرة ... و
أولُ من جمع القرآنَ ... عبد خير ... ظ
آيات القرآن ستة آلاف ... ابن مسعود ... و
اتبعوا و لا تبتدعوا ... ابن مسعود ... ظ
اجتمع الناس على ... مالك بن أنس ... ظ
اختلف الغلمانُ و المعلمونَ ... أبو قلابة ... و
اذا اردتم العلم ... ابن مسعود ... و
اذا غضب حامل القرآن ... الشعبي ... و
استغفروا الله ... ايوب السختياني ... 62و
افتخرت السماء على الارض ... ابن عباس ... ظ
اقرؤا القرآن على سبعة ... ابن مسعود ... 10و
اقرؤوا القرآن بالحزن ... بريدة الأسلمي ... و
اقرؤوا القرآن على سبعة ... ابن مسعود ... و
البَحُوث ... أبو أيوب الأنصاري ... 50ظ
ان الله أنزل ... عمر بن الخطاب ... ظ-10و
ان تميم الداريّ قرأ ... ابن سرين ... ظ
ان تميم الداريّ قرأ ... ابن سيرين ... ظ
ان كل مؤدب ... ابن مسعود ... ظ
ان لكل شيء لباباً ... ابن عباس ... و
ان هذا القرآن على سبعة ... أبي عبد الله ... و-9ظ
بسم الله الرحمن الرحيم ... علي بن أبي طالب ... 97ظ
تتَنَّوقَ رجل في بسم الله ... علي بن أبي طالب ... و
تعلّموا إعراب القرآن كما تَعَلَّمون ... عمر بن الخطاب ... و
تعلّموا اللحن في القرآن ... أُبيّ بن كعب ... ظ
تَعلّموا اللحن و الفرائض ... عمر بن الخطاب ... ظ
جَرّدوا القرآن ... ابن مسعود ... و
جرِّدوا القرآن ... ابن مسعود ... و
الحج ذات النورين ... صفوان ... و
حسبوا حروف القرآن ... محمد بن أيوب ... و
دخلتُ على عبد الله بن عمر ... خيثمة ... و
ذللت طالباً فعززتُ مطلوباً ... ابن عباس ... و
رأى رجلٌ في المنام سبع ... محمد بن قيس ... و
رأيتُ أبا بكر و عمر ... أبو هريرة ... ظ
رأيتُ أبا عمرو يقرأ ... حَمَّاد بن سلمة ... ظ(1/692)
رجلٌ قرأ البقرة ... عبيد المكتب ... و
رَحِمَ الله أبا بكر ... علي بن ابي طالب ... ظ
سألتُ الحسن العفيّ عن ... عبيد بن عامر ... و
سألت عائشة ... ابي الدرداء ... ظ-7و
سَمِعَ عثمانُ قراءة أُبيّ ... مصعب بن سعد ... ظ
سمع عمر بن عبد العزيز قام بالناس ... عبد العزيز بن أبي سلمة ... ظ
سمعت حمزة الزيات يقول العدد ... حمزة الزيات ... ظ
سمعت علياً رصي الله عنه يقول ... عبد خير ... ظ
سورة العذاب ... حذيفة بن اليمان ... ظ
طاب أمضربُ ... أبو هريرة لعثمان ... و
عدل السبع الطول بالتوراة ... عبد الله بن عمر ... 38و
عُدِلَ السبع الطُول بالتوراة ... ابن مسعود ... ظ
عرضت القرآنَ على ابن عباس ... مجاهد بن جبير ... ظ
عزائم السجود أربعٌ ... علي بن أبي طالب ... ظ
علي بن أبي طالب يكثر الادغام ... ---- ... و
فاضحة و المبعثرة ... ابن عباس ... ظ
فضل الله الاسلام ... ابن عباس ... ظ
فقدتُ آية من سورة ... زيد بن ثابت ... و
قال لنا الحجاج عدّوا لي حروف ... مالك بن دينار ... و
قد سَمّى الله تعالى القرآن كتاباً ... أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ... و
قَدِمَ علينا سعد بن أبي قاص ... عبد الرحمن السائب ... و
قرأ أنسٌ هذه الآية ... الأعمش ... و
قرأ علقمة على عبد الله ... إبراهيم بن علقمة ... و
قرأتُ القرآن في ركعة ... سعيد بن جبير ... ظ
قرأت على عليّ بن أبي طالب ... زر بن حبيش ... و
القراءة سُنة ... الشعبي ... ظ
القراءة سُنّة ... زيد بن ثابت ... ظ
القراءة سُنّة ... محمد بن المنكدر ... ظ
قلت لعائشة ما كان خلق رسول الله ... سعد بن هشام ... و
قلتُ للحسن يا أبا سعيد الرجلُ ... يحيى بن عتيق ... و
كان أبو موسى يصلي بنا ... أبو عثمان الهندي ... ظ
كان أُبيُّ بن كعب يختم القرآن في ثمان ... أبو المهلّب الجرميّ ... ظ
كان أُبيّ بن كعب يختم القرآن في كل ثمان ... أبو قلابة الجرميّ ... ظ
كان إذا سمعَ الرجلَ يقول ... ابن عمر ... ظ
كان إذا قرأ شيئاً ... الحسن البصري ... ظ
كان الأسود يختم القرآن ... ابراهيم بن علقمة ... ظ
كان عبد الله يقرأُ القرآن ... عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ... ظ
كان لا يرى بأساً ... الحسن البصري ... ظ
كان يختمُ القرآن ... ابراهيم بن علقمة ... ظ
كان يضربُ ولدَهُ عن اللحن ... ابن عمر ... ظ(1/693)
كان يفتتح الصلاة ... ابن عمر ... و
كان يقال إذا أردت أن تعظم ... أبو الحسين المدائني ... ظ
كانوا يؤمرون أو كنا نؤمرُ أن نتعلم ... بريدة بن الحصيب ... ظ
كل اية في القرآن درجة ... عبد الله بن عمرو ... و
كلُّ مَنْ أخذَ عن أحدٍ ... الفرّاء ... و
كُلُّ من قرأتُ عليه ... نافع ... و
كنا في غَزَاة فيها عبد الرحمن ... جامع بن شداد ... ظ
كنا نعرف قارئ القرآن ... محمد بن كعب القرظيّ ... 7و
كنتُ عندَ عَمر بن الخطاب ... كعب بن مالك ... ظ
لأن أُقرئ اية من القرآن ... عبد الرحمن بن حجيرة ... ظ
لأنْ أقرأ و أُسقط أحبُّ ... أبو بكر الصديق ... و
لأنْ أقرأه في شهر ... زيد بن ثابت ... ظ
لا تبيعوا الذهب بالذهب ... عمر بن الخطاب ... و
لا تهذُّوا القرآن ... ابن مسعود ... ظ
لا ينالُ رجلٌ من هذا ... الشافعي ... و
لمَ لَمْ يكتب في براءة ... ابن عباس ... و
لم يبعث الله عز و جلَّ نبيّاً ... قتادة السدوسي ... ظ
لما غُسِّلَ أبو جعفر ... نافع ... ظ
لما كثر اختلاف الناس في القرآن ... مصعب بن سعد ... ظ
لمّا استحرّ القتلُ ... حكيم بن خزام ... و
لو أنَّ رجلاً قَرأ بِسورةٍ ... مجاهد بن جبير ... ظ
لو وُلّيتُ لفعلتُ ... عليّ بن أبي طالب ... و
لولا القرآن و إعرابه ... يزيد بن القعقاع ... و
ما حملكم على أن عمدتم ... ابن عباس ... و
ما خالفت علياً في شيء ... أبو عبد الرحمن السُّلمي ... ظ
ما زلت أسمع الناس ... الأعمش ... ظ، 77و
ما صنع عثمان في المصاحف ... موسى بن طلحة ... ظ
ما في القرآن آيةٌ أكثر ... ابن مسعود ... و
ما لبس الرجال لبساً ... ابن شبرمة ... و
مَثَلُ صاحب الحديث ... شعبة بن الحجاج ... ظ
المَدّاتُ دَبَابِيجُ القرآنِ ... ابن مسعود ... ظ
مرت بعيسى بن مريم إمرأة ... ابن أبي خيثمة البصري ... ظ
مفتاحُ كلِّ كتاب ... محمد بن علي ... و
المقشقشة ... ابن عمر ... ظ
من أراد أنْ يعرفَ ... وهب بن منبه ... ظ
مَنْ جَمَعَ القرآن ... عبد الله بن عمرو ... و
من طلب الحديث و لم يَتَعَلَم ... حماد بن سلمة ... ظ
مَنْ قرأ (و أرجلكم) ... علي بن أبي طالب ... ظ
مَنْ قرأ القرآن ... عبد الله بن عمرو ... و
مَنْ قرأ القرآن فأعربَ ... عمر بن الخطاب ... و
من قرأ القرآن في أقَلَّ ... ابن مسعود ... ظ
نزل القرآن بالتحقيق ... سالم بن عبد الله ... و(1/694)
نزل القرآن على خمسة ... ابن مسعود ... و
نزلت صحف إبراهيم في ... أبو الجلد ... و
هو الذي يُتَحَزَّنُ به ... الليث بن سعد ... و
هو القرآن ... قتادة السدوسي ... و
هو تحسين الصوت بالقرآن ... محمد بن اسحاق ... و
هي السبع الطول ... سعيد بن جير ... ظ
هي السبع الطول ... ابن مجاهد ... ظ
يا أبا واقد ما كان النبي عليه السلام ... عمر بن الخطاب ... و
يا أصحاب سورة البقرة ... العباس بن عبد المطلب ... ظ
يا أمير المؤمنين أدْرِكْ ... حذيفة بن اليمان ... ظ
يا أهل العراق ... ابن مسعود ... و
يا بُنيَّ سَمِّنْ الصاد ... أبو الدرداء ... و
يا معشر المسلمين أأعزلُ ... ابن مسعود ... و
يتبعونه حتى اتباعه ... ابن عباس ... ظ
يحسِّنُهُ ما استطاع ... ابن أبي مليكة ... و
يعملون بحكمه ... الحسن البصري ... ظ
ينبغي لقارئ القرآن ... ابن مسعود ... و
فَهْرَس رَسْم المُصحَف
البقرة: يُخَدِعُونَ (9) 29و، أحيا (32) 32و، اخشونِ (44) 32ظ، رحمت (56) 30و، خَطَيَكُم (58) 31و، هُزواً (67) 32ظ،فادَّرتُم (72) 33و، الحَيوة (85) 32ظ ،المر (102) 32ظ،قضى (117) 32و، اخشزني (150) 32ظ ،خَطَيَكُم (161) 31و،عفا (187) 32و، عفا (187) 32و، و قَتِلُوهُم (193) 29و، أو لئك ( 218) 30و ، لأمةٌ (221) 31ظ، نعمت ( 231) 29و، في ما (243) 29ظ، يبصط (245) 31و،الملأ (246) 30ظ، يؤتي (247) 31و،بسطة ( 247) 31و، وصّى 25ظ ، ،يَتَسَنَه (259) 33و، البقرة (260) 32ظ، الربوا (275) 29و.
آل عمران: شيئاً (5) 31ظ،اتبعَنِ (20) 32ظ، تُقَة (28) 31و، امرأت (35) 30ظ، دعا (38) 32و،لعنت (61) 30 ظ،مل (91) 32ظ، تقاته (102) 31و، نعمت (103) 30و، سرعوا (133) 24ظ، أفإنْ مَاتَ (144) 33و.
النساء: يؤت(146) 31و، امرؤ (176) 32و، لا يوتون (53) 32ظ، فمال (78) 33و.
المائدة: يرتدّ (54) 26و، اخشونِ (3) 32ظ.
الانعام: أنبؤا (5) 32ظ، نبأى (34) 29و، انجنا (63) 25و، هَدن (80) 32ظ، كلمت (115) 30ظ، أئنكم (81) 31ظ، اقتده (90) 33و، صلاتهم (92) 32ظ، شُرَكَوا (94) 32ظ، صلاتي (162) 32ظ.(1/695)
الأعراف: سحر (112) 31و، خَطِيئتِكُم (161) 31و، كيدونِ (195) 32ظ.
الأنفال: سُنَّت (38) 30ظ، صلاتهم (35) 32و.
يونس: لنظُّر (14) 31و، تلقاي (15) 29و، كلمت (33، 96) 30ظ، سحر (79) 31و، ننجِّ (103) 31و، يَبْدَؤا (4) 32و.
هود: رحمت (73) 30و، بقيت (86) 30ظ، ما تَشَؤا (87) 32و، يأتِ (105) 32ظ،
يوسف: غيابت (10، 15) 30ظ، لدا (25) 31ظ، إمرأت (30) 30ظ، ليكونا (32) 32ظ، تَفْتَؤا (85) 32و،سُبحن (108) 32ظ، فنجَّي (110) 31و.
ابراهيم: الضُعَفَؤا (21) 32و، نعمت(28) 30و.
الحجر: جز (44) 32ظ.
التوبة: إثاقلتم (8) 33و، لأوضعوا (47) 31ظ.
النحل: دف (5) 32ظ، يَتَفَيَئوا (48) 32و، نعمت (83) 30ظ، إيتاى (90) 29و.
الاسراء: ثمودَ (59) 31ظ،أخرتَنِ (62) 32ظ.
الكهف: لِشايء (23) 29و، يَهْدِينِ (24) 32ظ، بالغدوة (28) 32ظ، نَبْغِ (64) 32ظ، جَزَاءً (88) 32و، المُهْتَد (97) 32ظ.
مريم: رحمت (2) 30و.
طه: أتَوَكَؤا (18) 32و، بنئوم (94) 31ظ، آنايءِ (130) 32و.
الأنبياء: نجي (103) 31و.
المؤمنون: الملؤا (24) 30ظ،هيهات (36) 30ظ .
النور: لعنت (7) 30ظ،يَدْرَؤا (8) 32و، أيه (31) 31ظ، كمشكوة (35) 32ظ، إيتاي (37) 29و.
الفرقان: يَعْبَؤا (77) 32و.
الشعراء:أنبَؤا (6) 32و، سحّار (37) 31و، أئن (41) 32و، عُلَمَؤا (197) 32و.
النمل: الخَب (25) 32ظ، عفريت (39) 30ظ، الملؤا (29،32، 38) 30ظ، بهجت (60) 30ظ، أئنا (67) 32و، بهَدي (81) 31ظ.
القصص: امرأت (9) 30ظ، قُرَّت (9) 30ظ، أقصا (20) 32و.
العنكبوت: آيَت (50) 30ظ.
الروم: شُفَعَوا (13) 32و، فطرت (30) 30ظ، رحمت (50) 30و، بِهَدِ (53) 31ظ .
لقمان: نعمت (31) 30ظ .
السجدة: أئنكم (9) 31ظ، سموات (13) 31و ، ثَمَرَت (47) 30ظ .
الأحزاب: الظنونا (10) 31ظ، الرسولا (66) 31ظ .
سبأ: عَلم (3) 31و،سعو (5) 32ظ، ترباً (40) 33و.(1/696)
فاطر: فاطر: نعمت (3) 30ظ، العُلَمَؤا (28) 32و، بينت (40) 30ظ، سنت (42) 30ظ، بيِنَتٍ (40) 31ظ .
الصافات: البلؤا (106) 32و، أئنا (36) 32و.
ص: لات (3) 30ظ، ليكة (17، 13) 31ظ، تَظْمَؤا (119) 32و.
الزمر: عبادِ (17) 32ظ.
غافر: كلمت (6) 30ظ، سُنَّت (85) 30ظ.
الشورى: شُرَكَؤا (21) 32و، يمحُ (24) 31و، دُعَؤا (50) 32و، الشورى: ورآيءِ (51) 29و.
الزخرف: و مضا (8) 32و، رحمت (32) 30و، أيُه (49) 31ظ، اتبِعُونِ (61) 32ظ.
الدخان: بَلَؤا (33) 32و، شجرت (43) 30ظ.
الأحقاف: داعيَّ (31) 31و.
الذاريات: بأيْيدٍ (47) 31و.
الطور: نعمت (29) 30ظ.
الواقعة: أيذا (47) 32و، جنت (89) 30ظ.
النجم: رأى (11، 18) 31و، اللات (19) 30ظ،مَنوة (20) 32ظ، أحيى (44) 32و.
القمر: تغنِ (5) 31و.
الرحمن: جنا (54) 32و.
المجادلة: معصيت (8، 9) 30ظ، الزَكوة (13) 32ظ .
الحشر: تبؤو (9) 32ظ.
الممتحنة: بُرءَؤُا (4) 32و.
التغابن: نَبَؤا (5) 32و.
التحريم: إمرأت (10) 30ظ، مرضات (207) 30ظ.
القلم: بأييكم (6) 33و.
الحاقة: طغا (11) 32و، كتابيه (19) 33و، حسابيه (20) 33و، ماليه (28) 33و، سلطانيه (29) 33و.
الانسان: قواريرا (15) 31ظ.
النازعات: دَحِيها (30) 32و.
الشمس: ، ضُحِيها (1) 32و، تَليهَا (2) 32و.
العلق: لنسفعا (5) 32ظ.
القارعة: ماهيه (10) 33و.
الاخلاص: كُفواً (4) 32ظ.
فهرس المصادر
1- الكتب المطبوعة
2- المخطوطات.
3- الرسائل الجامعية.
4- البحوث.
1. الكتب المطبوعة
? الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، اللكنَوِيّ (عبد الحي بن محمد ت 1304 هـ)، تحقيق: أبو هاجر محمد السعي بن بسيوني زغلول، مطبعة منير- بغداد، (د. ت).
? ابحاث في علم التجويد ، د. غانم قدوري الحمد، دار عمار، الأردن، الطبعة الاولى، 1422 هـ-2002 م.(1/697)
? إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر،البناء (احمد بن محمد 1117هـ) صححه: علي محمد الضبّاع، مطبعة عبد الحميد أحمد حنفي-مصر، 1359 هـ.
? الاتقان في علوم القرآن، السيوطي (جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر 911هـ)، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم، مكتبة و مطبعة المشهد الحسيني-القاهرة، الطبعة الاولى، 1967.
? أحكام القرآن، الجصّاص (أحمد بن علي ت 370 هـ)، دار الكتاب العربي-بيروت، الطبعة الاولى، 1986.
? إحياء علوم الدين، الغزالي (محمد بن محمد 505 هـ )، و بذيله كتاب المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، زين الدين العراقي (عبد الرحيم بن الحسين 806 هـ)، الدار المصرية اللبنانية .( د.ت).
? أخلاق حَمَلَة القُرآن، الأجري البغدادي (محمد بن الحسين ت 360 هـ )، تحقيق: د. غانم قدوري حمد، ساعدت وزار الأوقاف و الشؤون الدينية على طبعه، 1989 م.
? أدب الكاتب ، ابن قتيبة الدَّينَوَري (عبد الله بن مسلم 276هـ )، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى، مطبعة السعادة- مصر.
? إدغام القُرّاء ، السيرافي (ابو سعيد الحسن بن عبد الله ت 368 هـ)، دراسة و تحقيق: محمدعلي عبد الكريم، الجزائر-مطبعة الرازي، الطبعة الثانية، 1986.
? ارتشاف الضرب من لسان العرب، ابو حيان الاندلسي (محمد بن يوسف 745هـ)، تحقيق: مصطفى احمد النمّاس، مطبعة النسر الذهبي-القاهرة، الطبعة الاولى 1984.
? أسباب النزول ، أبو القاسم (ابن سلامة بن النضر ت 507هـ)، د.ط، د.ت.
? الأصوات اللغوية، د. إبراهيم أنيس، دار النهضة العربية- مصر، الطبعة الثالثة، 1961.
? الأصول في النحو، ابن السرَّاج (محمد بن سهل 316هـ)، تحقيق: د. عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الثانية، 1987.
? إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم، ابن خالويه (الحسين بن أحمد 370هـ )، دار التربية، مطبعة منير- بغداد، (د. ت ).(1/698)
? إعراب القرآن، النحاس (أحمد بن محمد 338 هـ )، تحقيق: د. زهير غازي زاهد، وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية- إحياء التراث الإسلامي- (34)، مطبعة العااني- بغداد 1980.
? الإقناع في القراءات السبع، ابن الباذش (أحمد بن علي 540 هـ )، تحقيق: د. عبد المجيد قطامش، دار الفكر- دمشق، الطبعة الاولى، 1982.
? الأُم، الشافعي (محمد بن إدريس 204 هـ)، الدار المصرية للتأليف و الترجمة، طبعة مصورة عن طبعة بولاق. (د.ت).
? الانتصار لنقل القرآن، أبو بكر الباقلاني (محمد بن الطيب ت 403 هـ)، دار الكتب العلمية- بيروت، (د.ت).
? أنوار التنزيل و أسرار التأويل، البيضاوي (عبد الله بن عمر 791 هـ)، دار الكتب العلمية –بيروت، الطبعة الاولى 1988.
? إيضاح الوقف و الابتداء في كتاب الله عز و جل، أبو بكر الأنباري (محمد بن القاسم 328 هـ ) ، تحقيق: محيي الدين عبد الرحمن رمضان، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1971.
? البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي ، مكتبة و مطابع النصر الحديثة- الرياض (د. ت).
? البديع في معرفة ما رسم في مصحف عثمان (رضي الله عنه)، ابن معاذ الجهني الأندلسي، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، دار عمار -الأردن، الطبعة الاولى، 2000 م.
? البرهان في علوم القرآن، الزركشي (بدر الدين محمد بن عبد الله 794 هـ ) ، تحقيق: محمد ابو الفضل إبراهيم عيسى البابي الحلبي و شركاه، الطبعة الثانية ( د.ت).
? بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، (مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي 817هـ )، تحقيق: محمد علي النجار، مطابع شركة الاعلانات الشرقية، المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية- القاهرة، 1964
? بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء، البناء(أبو علي الحسن بن أحمد)، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، دار عمار- الأردن، الطبعة الاولى، 2001 م.(1/699)
? البيان في عَدِّ آي القرآن، أبو عَمرو الداني (عثمان بن سعيد ت 444 هـ)، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، مركز المخطوطات و التراث و الوثائق- الكويت، الطبعة الاولى،–1994 م.
? تاريخ بغداد أو مدينة السلام، الخطيب البغدادي (أحمد بن علي 463 هـ)، دار الكتاب العربي- بيروت، (د.ت).
? تأويل مشكل القرآن- ابن قتيبة الدينوري (عبد الله بن مسلم 276 هـ)، تحقيق السيد أحمد صقر دار إحياء الكتب العربية- القاهرة، (د.ت).
? التبيان في إعراب القرآن، العكبري (عبد الله بن الحسين 616 هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي و شركاه، 1976.
? تحبير التيسير في قراءات الائمة العشرة، ابن الجزري(محمد بن محمد بن محمد 833هـ)، دار الكتب العلمية –بيروت، الطبعة الاولى، 1983.
? التحديد في الاتقان و التجويد، أبو عمرو الداني، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، دار عمار، الأردن، الطبعة الاولى، 2000م.
? الترغيب و الترهيب من الحديث الشريف، المنذري (عبد العظيم بن عبد القوي ت 656 هـ)، ضبطه: مصطفى محمد عماره، دار الحديث – القاهرة، دار الجيل- بيروت،1987 م.
? تفسير الطبري جامع البيان من تأويل آي القرآن، الطبري(محمد بن جرير ت 310 هـ)، مطبعة مصطفى البابي الحلبي و أولاده – مصر، الطبعة الثالثة، 1388 هـ –1968 م.
? التفسير الكبير و مفاتيح الغيب، الرازي (محمد بن عمر 604 هـ )، دار الفكر- بيروت، الطبعة الثالثة، 1985.
? تفسير ابن كثير، ابن كثير (اسماعيل بن كثير القرشي 774 هـ)، مكتبة الرياض الحديثة- الرياض، دار الفكر (د.ت).
? التمهيد في معرفة التجويد، أبو العلاء الهمذاني العطار( الحسن بن أحمد ت 569 هـ)، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، دار عمار، الأردن، الطبعة الاولى، 1420 هـ- 2000م.(1/700)
? تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، الكناني (علي بن محمد ت963 هـ)، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف و عبد الله محمد الصديِّق، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الاولى ، 1401 هـ – 1981.
? تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني (أحمد بن علي 852 هـ)، صورتها دار صادر- بيروت عن طبعة حيدر آباد الدكن- الهند، الطبعة الاولى، (د.ت).
??التيسير في القراءات السبع،أبو عمرو الداني ، صححه أُوتو برتزل، مطبعة الدولة، استانبول 1930، النشريات الاسلامية لجمعية المستشرقين الالمانية 2، أعادت طبعة بالاوفسيت مكتبة المثنى- بغداد، (د.ت).
? الجامع الكبير، ابو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني، ت 189هـ ، قابل اصوله ابو الوفا الأفغاني، دار احياء التراث العربي، بيروت-لبنان، ط2، 1399هـ .
? الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع ، الخطيب البغداي (أحمد بن علي ت 463 هـ)، تحقيق: محمد رأفت سعيد، مكتبة الفلاح – الكويت، الطبعة الاولى، 1981م.
? الجامع لما يحتاج اليه من رسم المصحف، ابن وثيق الاندلسي (ابراهيم بن محمد 654هـ)، تحقيق: د. غانم قدوري حمد، ساعدت جامعة بغداد على طبعه، مطبعة العاني-بغداد، 1988.
? جمال القراء و كمال الإقراء، علم الدين السخاوي (علي بن محمد ت 643 هـ)، تحقيق: د. علي حسين البواب، مكتبة التراث، مكة المكرمة، الطبعة الاولى، 1978 م، مطبعة المدني، القاهرة.
? جمهرة اللغة، ابن دريد (محمد بن الحسن ت 321 هـ)، حققه: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين- بيروت، الطبعة الاولى، 1987.
??جهد المُقِلّ ساجقلي زادة(محمد بن أبي بكر المرعشي ت 1105 هـ) ، دراسة و تحقيق: د. سالم قدوري الحمد، دار عمار-الأردن، الطبعة الاولى، 2001 م.(1/701)