(أول مؤلَّف نجدي في علم التجويد)
للشيخ: عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين
مفتي الديار النجديَّة
المتوفى عام: 1282هـ
رحمه الله
عناية:
محمد بن حسن المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة المؤلف
هو الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز آل أبا بطين، ولد المترجم له في بلدة روضة سدير في ذى الحجة من عام 1194هـ، ونشأ بها، فقرأ على والده وكان عالمًا، ثم قرأ على قاضي بلدته وفقيهها الشيخ محمد بن طراد الدوسرى، فأدرك إدراكًا جيدًا، لما وهبه الله من ذكاء وفهم وقوة ذاكرة، ثم ارتحل إلى شقراء فقرأ على قاضيها الشيخ عبد العزيز الحصين، ثم رحل إلى الدرعية فقرأ على علمائها حتى صار من كبار العلماء رحمه الله.
مشايخه:
أخذ الشيخ عبدالله رحمه الله عن كثير من كبار العلماء، منهم:
1- والده الشيخ عبدالرحمن أبابطين قرأ عليه في روضة سدير.
2- الشيخ محمد بن عبد الله بن طراد الدوسري قرأ عليه في روضة سدير حتى تفقَّه.
3- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين قاضي شقراء قرأ عليه في شقراء، وكان يعينه على القضاء
4- الشيخ العالم عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
5- الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر التميمي.
6 - الشيخ العالم أحمد بن حسن بن رُشَيد الإحسائى والذي أجازه بسنده المتصل إلى الشيخ عبد الله بن سالم البصري في ثبته الشهير: "الإمداد بعلو الإسناد"، وهؤلاء العلماء الثلاثة قرأ عليهم في الدرعية.
7- السيد حسين الجفري قرأ عليه النحو في الطائف حينما كان المترجَم له قاضيًا هنالك.
أعماله:
- عيَّنه الإمام سعود بن عبد العزيز -رحمه الله- عيَّنه قاضيًا على الطائف وملحقاته عام 1220هـ.
- وفي ولاية الإمام عبد الله بن سعود صار قاضيًا على عمان.
- ثم ولاَّه الإمام تركي بن عبدالله قضاء مقاطعة الوشم.
- وفي عام 1239هـ جمع له الإمام تركي مع قضاء الوشم قضاء سدير.(1/1)
- وفي عام 1248هـ نقله الإمام تركي إلى قضاء القصيم وصار مقره في مدينة عنيزة.
مكانته العلمية:
أثنى على المترجَم له كثيرٌ من معاصريه ومن بعدهم في سعة الاطلاع، فقد نبغَ في كثيرٍ من الفنون والعلوم حتى صار مرجعًا من مراجع المسلمين في بلدان نجد، و"مفتيًا للديار النجدية" في زمنه.
قال الشيخ إبراهيم بن عيسى: (الإمام والحبر الهمام العالم العلامة والقدوة الفهامة الشيخ عبد الله أبابطين مهر في الفقه وفاق أهل عصره في أبان شبيبته)، وقال المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر عنه أنَّه: (إمامٌ في كلِّ العلوم)، وقال تلميذه الشيخ محمد بن حميد في السحب الوابلة: (وأما اطِّلاعه على خلاف الأئمة الأربعة بل على غيرهم من السلف والروايات والأقوال المذهبية فأمر عجيب، ما أعلم أني رأيت من يضاهيه بل ولا من يقاربه).
مكانته عند أهل عصره:
كانت للمترجَم له كلمة مسموعة وإشارة نافذة لدى الكبير والصغير والخاص والعام، فقد كان موضع التقدير والإجلال من ملوك آل سعود في دولتيهم الأولى والثانية، لما يرون فيه من العفاف والتقى، ولما يعلمونه عنه من الكفاءة والمقدرة في أعماله ومناصبه التي تقلَّدها، كما كان موضع الثقة من علماء الدعوة السلفية، حيثُ عاصر شيخها في وقته الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-، والذي كان يُجِلُّه ويُقَدِّرُه، كما كان محبوبًا لدى العامة وعمدةً لهم في مكاتباتهم وفتاويهم ومشاوراتهم، لما هو عليه من الثقة والكفاءة وسداد الرأى.
بذله للعلم:
كان رحمه الله باذلاً للعلم، قد عمَر أوقاته وشغلها بالتدريس والوعظ والإرشاد والإفتاء، لا يَمَلُّ ولا يضجَرُ من الدرس والإفادة، فدرَّس التوحيد وعقائد السلف والتفسير والحديث والفقه وأصولها والعلوم العربية في جميع المناطق التي أقام بها قاضيًا، في الطائف وشقراء وسدير وعمان والقصيم ونفع الله به نفعًا عظيمًا، حتى تخرَّج على يديه خلقٌ من كبارِ علماء نجد.(1/2)
وبعد وفاة الإمام تركي عاد إلى شقراء وتفرغ للتدريس والتعليم والإفتاء إلى أن توفي رحمه الله.
تلامذته:
1- الشيخ الفقيه على بن محمد آل راشد وكان ينيبه في القضاء في عنيزة إذا سافر.
2- الشيخ محمد بن إبراهيم السناني، وليَ القضاء بعده في عنيزة ست أشهر ثم توفي رحمه الله.
3- الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع، وكان منزوجًا من ابنة المترجم له فأنجبت له أبناء علماء.
4- الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مانع ابن الذي قبله وسبط المترجم له، وقد ولي قضاء الإحساء الإمام فيصل.
5- الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد صاحب السحب الوابلة.
6- الشيخ صالح بن عيسى، وكان ينوب عنه في الإمامة والخطابة في المسجد الجامع عند غيابه.
7 - الشيخ عبد الله بن عائض قاضي عنيزة.
8 - الشيخ سليمان بن على بن مقبل، قاضي بريدة.
9 - الشيخ محمد بن عمر بن سليم، قاضي بريدة.
10- الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، قاضي بريدة.
11- الشيخ إبراهيم بن حمد بن محمد بن عيسى، قاضي شقراء.
12- الشيخ أحمد بن إبراهيم بن حمد بن محمد بن عيسى، قاضي شقراء، وهو ابن الذي قبله.
13- الشيخ الفقيه علي بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى، قاضي شقراء.
14- الشيخ صالح بن حمد بن نصر الله قاضي القطيف للإمام تركي.
وغير هؤلاء كثيرٌ من أهل العلم ممن أدرك في العلم وبلغ فيه شأوًا كبيرًا رحمهم الله.
مؤلفاته:
1- تأسيس التقديس في الرد على ابن جرجيس، مطبوع.
2- الانتصار في الرد على ابن جرجيس أيضا.
3- التفصيل والبيان في تنزيه الرحمن ـ مخطوط، في مكتبة الشيخ عبدالله البسام رحمه الله.
4- " الرد على البردة " مطبوع.
5- "حاشية على الروض المربع" مطبوعة.
6- "حاشية نفيسة على شرح المنتهى"، جردها من نسخته تلميذه وسبطه الشيخ عبد الرحمن بن محمد المانع.
7- "مختصر بدائع الفوائد" لابن القيم، مخطوط.
8- مختصر إغاثة اللهفان لابن القيم، مطبوع.
9- رسالة في تجويد القرآن الكريم، وهي رسالتنا هذه.(1/3)
10- له فتاوى وتحريرات سديدة، بعضها طُبع في مجاميع رسائل علماء نجد وبعضها لم يطبع، ولو جُمعت وحدها لجاءت مجلدا حافلا بالفوائد وغرائب المسائل.
11- مجموع فتاويه، بجمع وترتيب إبراهيم الحازمي، مطبوع.
وفاته:
بعد اعتزاله قضاء عنيزة عام 1270هـ استقر في شقراء لنشر العلم ونفع المسلمين ولم يزل على سيرته الحميدة حتى توفي في جمادى الأولى عام 1282هـ بعد أن أمضى في خدمة العلم ونفع المسلمين قرابة تسعين سنة، فعَظُم ذلك على الناس، وحزنوا لفقده، رحمه الله.
انظر في ترجمته:
الأعلام - لخير الدين الزركلي - دار العلم للملايين - ج4 - ص 97.
علماء نجد خلال ثمانية قرون - للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام رحمه الله - ج 4 - ص 225 - 244.
روضة الناظرين في مآثر علماء نجد - محمد بن عثمان القاضي - ط الحلبي - الطبعة الثانية - ص 366 - 370.
تراجم لمتأخري الحنابلة - سليمان بن حمدان - تحقيق «بكر أبو زيد» - دار ابن الجوزي - ص 88 - 91
توثيق الرسالة
بالنسبة لهذه الرسالة، فالذي أراه أن الشك لا يتطرق لكونها من تصنيف الشيخ عبدالله، وذلك لعدة أسباب:
1- أنها ضمن مجموع رسائل للشيخ أبا بطين.
2- كتب في طرة الرسالة بخط ناسخها -وليس بخط
مغاير-: (قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين رحمه الله تعالى)، وهو خط مميز متقن.
3- المجموع كله بخط واحد.
4- أن المجموع المخطوط منسوخ قديمًا، وذلك عام 1319هـ، وهذا مما يقوي نسبته للشيخ عبدالله أبا بطين رحمه الله.
5- المجموع عليه تملك سبط الشيخ وتلميذه الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله بن مانع، إذ يقول: (الحمد لله وحده، في نوبة الفقير إلى الله تعالى عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله بن مانع عفا الله عنهم آمين).
6 - هذا المخطوط موجود عند أسرة آل أبا بطين، وقد صورته عن النسخة الأصل الموجودة لديهم.(1/4)
- ولمَّا كانت هذه الرسالة لم يسمِّها الشيخ فقد رأيت تسميتها بـ "الإقليد من أحكام التجويد"، والله أعلم، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الإقليد
من
أحكام التجويد
للشيخ: عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين
مفتي الديار النجديَّة
المتوفى عام: 1282هـ
رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم(1)
وبه نستعين، فهذه رسالةٌ تتعلَّق بتجويد القرآن.
فصلٌ في الإظهار
اعلم أنَّ النون الساكنة والتنوين إذا لقِيتا حرفًا من حروف الحلق تُظهَران، وحروف الحلق ستةٌ، وهي:
الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء.
نحو: { وَيَنْأَوْنَ } ، { مَنْ آمَنَ } ، { رَسُولٌ أَمِينٌ } ، { الْأَنْهَارُ } ، { مِنْ هَادٍ } ، { جُرُفٍ هَارٍ } ، { أَنْعَمْتَ } ، { مِنْ عِلْمٍ } ، { سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ، { وَانْحَرْ } ، { مِنْ حَيْثُ } ، { غَفُورٌ حَلِيمٌ } ، { فَسَيُنْغِضُونَ } { مِنْ غِلٍّ } ، { عَزِيزٌ غَفُورٌ } ، { وَالْمُنْخَنِقَةُ } ، { مِنْ خَيْرٍ } ، { عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ، وما أشبه ذلك.
فصلٌ في الإخفاء
وتُخفى النون الساكنة والتنوين مع غُنَّةٍ عند هذه الحروف، وهي خمسة عشر حرفًا، أحدها:
ت، ث، ج، د، ذ، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ف، ق، ك.
__________
(1) قبل البسملة كتب الناسخ: (قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله تعالى).(1/5)
نحو: { كُنْتُمْ } ، { لَنْ تَنَالُوا } ، { جَنَّاتٍ تَجْرِي } ، { مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ } ، { مَاءً ثَجَّاجًا } ، { أَنْجَانَا } ، { مَنْ جَاءَ } ، { غَسَّاقًا * جَزَاءً } ، { عِنْدَ رَبِّهِمْ } ، { مِنْ دُونِهِ } ، { دَكًّا دَكًّا } ، { وَأَنْذِرْهُمْ } ، { صَوَابًا * ذَلِكَ } ، { أَفَمَنْ زُيِّنَ } ، { يَوْمَئِذٍ زُرْقًا } ، { نُنْسِهَا } ، { مِنْ سُوءٍ } ، { عَنْ سَوَاءِ } ، { بَشَرًا سَوِيًّا } ، { أَنْشَأَكُمْ } ، { لِنَفْسٍ شَيْئًا } ، { أَنْصَارُ اللَّهِ } ، { رِجَالٌ صَدَقُوا } ، { مَنْضُودٍ } ، { قَوْمًا ضَالِّينَ } ، { أَنْطَقَنَا اللَّهُ } ، { قَوْمًا طَاغِينَ } ، { مِنْ ظَهِيرٍ } ، { مِنْ فِئَةٍ } ، { خَالِدًا فِيهَا } ، { مِنْ قَرَارٍ } ، { شَاعِرٍ قَلِيلاً } ، { مَنْ كَانَ } ، { يَوْمٍ كَانَ } وما أشبه ذلك.
- وقد نظم [بعضهم](1) الخمسة عشر حرفًا فجعَلَها في أوائل كلم بيتٍ، وهو:
تلا ثمَّ جاء ذُكا دِلا زاد سا شذا
صفا ضوء ظل طاع في قرب كاملِ
فصلٌ في الإقلاب
وإذا لقيت النونَ الساكنةَ والتنوينَ "باءٌ" يُقْلَبان ميمًا مخفاةً مع غُنَّة، نحو: { أَنْبِئْهُمْ } ، { مِنْ بَعْدِ } ، { عَلِيمٌ بِمَا } ، ونحو ذلك.
فصلٌ
- وإذا لقِيَت الميمَ الساكنةَ باءٌ فيجوزُ إخفاؤُها، وإظهارُها أيضًا، والإخفاءُ أولى، نحو: { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ } .
- وإذا لقِيَت غيرَ الباء والميم أظهِرت مطلقًا، وعند الواو والفاء أقوى، نحو:
{ أَمْوَالَهُمْ } ، { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } ، { لَهُمْ فِيهَا } . وما أشبه ذلك.
فصلٌ
في الإدغام مع الغُنَّة
__________
(1) ما بين المعقوفين ليس في المخطوط، وقد أدرجتُها لاقتضاء السياق ذلك، إذ لعلها ساقطة منه، وهناك من نظَم حروف الإخفاء في أوائل قوله :
صف ذا ثنا كم جاد شخصٌ قد سما *** دم طيِّبًا زد في تُقى ضع ظالمًا(1/6)
- وإذا لقيت النونَ الساكنةَ والتنوينَ أحد حروف (يُومِن)، فإنَّهما يدغمان فيه مع الغُنَّة، نحو: { فَمَنْ يَعْمَلْ } ، { خَيْرًا يَرَهُ } ، { مِنْ وَالٍ } ، { مَالاً وَعَدَّدَهُ } ، { مِنْ مَاءٍ } ، { حَمِيدٌ مَجِيدٌ } ، { مِنْ نَخِيلٍ } ، { يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ } وما أشبه ذلك.
[الإظهار المطلق]:
- إلاَّ في: { صِنْوَانٌ } ، و { قِنْوَانٌ } ، و { بُنْيَانٌ } ، و { دُنْيَا } .
فإنَّه لا يجوز فيه الإدغام لمشابهته بالضعف، ولاتصاله بحروف الإدغام.
فصلٌ
- وتجِبُ الغُنَّة في الميم والنون المشدَّدتين بأحوالهما الثلاثة، نحو: { عَمَّ } ، { مِمَّ } ، { مِمَّا } ، { أُمِّيَ } ، { هَمُّوا } ، { وَإِنَّ } ، { وَإِنِّي } ، { وَظَنُّوا } ، وما أشبه ذلك.
فصلٌ
في الإدغام بلا غُنَّة
- وإذا لقيت النونَ الساكنةَ والتنوينَ اللام والراء فإنَّهما يُدغمان بلا غُنَّة، نحو: { مِنْ لَدُنْكَ } ، { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } ، { مِنْ رَبِّكَ } ، { غَفُورٌ رَحِيمٌ } ، وما أشبه ذلك.
فصلٌ
في إدغام المثلين بلا غُنَّة
- يُدغَمُ الحرفُ الساكِنُ في مثلِه، نحو:
{ رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ } ، { بَلْ لَجُّوا } ، { بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا } ، { مَالِيَهْ * هَلَكَ } ، { أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ } ، { يُدْرِكُكُمُ } ، { وَاذْكُرْ رَبَّكَ } .
- إلاَّ في نحو: { آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ، { فَانْطَلَقُوا وَهُمْ } ، { فِي يَوْمٍ } ، لئلاَّ يزولُ المدُّ الطبيعي، فإنَّ الإدغام يمتنع لزوال حرفِ المدِّ.
فصلٌ
في إدغام المتقاربين
أ - تدغم التاء في الطاء إدغامًا كاملاً، نحو: { وَدَّتْ طَائِفَةٌ } ، { وَقَالَتْ طَائِفَةٌ } .
ب- وبالعكس: لا تدغم إدغامًا كاملاً، نحو: { بَسَطْتَ } ، و { أَحَطتُ } .
ج- وتدغم التاء في الدال، نحو: { أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا } ، { أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ } .(1/7)
د- وبالعكس، نحو: { كِدْتَ } ، { عَبَّدْتَ } .
هـ- وكذلك الذال في الظاء، نحو: { إِذْ ظَلَمُوا } .
و- وتدغمُ اللام في الراء، نحو: { قُلْ رَبِّ } ، { بَلْ رَفَعَهُ } ، { بَلْ رَانَ } .
فصل
- ويسكتُ حفصٌ على أربع كلمات، وهي: { مَنْ رَاقٍ } ، و { مَرْقَدِنَا } ، و { بَلْ رَانَ } ، و { عِوَجَا * قَيِّمًا } .
و المشهور عنه أنَّه يسكت سكتةً لطيفةً دون تنفُّسٍ على اللام والنون.
فصل
أ- وتدغم الباء في الميم، نحو: { يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا } .
ب- وكذلك الثاء في الذال، نحو: { يَلْهَثْ ذَلِكَ } .
ج- وتُدغَمُ القاف في الكاف إدغامًا كاملاً، نحو: { يَرْزُقُكُمْ } ، والعمل عليه لا على الإظهار.
- وتظهر أيضًا إظهارًا تامًّا، نحو: { أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ } .
فصلٌ
في تفخيم الراء وترقيقها
1- اعلم أنَّ الراء تفخَّم إذا كانت مفتوحةً أو مضمومةً، نحو: { رَبِّيَ } ، و { صِرَاطَ } ، و { رُزِقُوا } ، و { قَادِرُونَ } .
2- وإذا كانت مكسورةً رقِّقت:
نحو: { رِجَالاً } ، و { رِزْقًا } ، و { الْغَارِمِينَ } ، هذا إذا كانتْ متحرِّكةً بنفسها.
3- وإذا كانت ساكنةً:
- فإن كان ما قبلها مضمومًا أو مفتوحًا فُخِّمت:
نحو: { قَرْيَةٍ } ، و { مَرْيَمَ } ، و { قُرْآنًا } .
- وإن كان ما قبلها مكسورًا رقِّقت:
نحو: { فِرْعَوْنَ } ، و { مِرْيَةٍ } ، و { اسْتَغْفِرْهُ } .
- إلاَّ إذا كانت الكسرة عارضةً فإنَّها تُفخَّم:
نحو: { إِنِ ارْتَبْتُمْ } ، و { أَمِ ارْتَابُوا } .
4- وإن وقعت الراء قبل حرف من حروف الاستعلاء -
وهي: خ ص ض غ ط قِ ظ
فإنَّها تفخَّمُ كذلك، نحو:
{ قِرْطَاسٍ } ، و { مِرْصَادًا } ، و { إِرْصَادًا } ، و { فِرْقَةٍ } .
- واختلفوا في راء { فِرْقٍ } في قوله تعالى: { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ } فمن رقَّقَها نظر إلى المكسورَين، ومن فخَّمَها نظر إلى الاستعلاء.(1/8)
5- وإنْ كانَ ما قبلها ياءٌ ساكنةٌ فإنَّها تُرقَّق في الوقف، نحو: { خَبِيرٌ } ، و { بَصِيرٌ } ، ونحو ذلك.
6- وإن لم يكنْ قبلها ياءٌ ساكنةٌ، بل سكونٌ آخَر:
- فإن كان ما قبل الساكن مفتوحًا أو مضمومًا فُخِّمت، نحو: { وَمَا } ، و { الْفَجْرِ } .
- وإن كان ما قبل الساكن مكسورًا نحو: { الذَّكَرُ } ، و { السِّحْرَ } ، فإنَّها تُرقَّق.
فصلٌ في اللام
1- ترقَّق اللام في جميع المواضع إلاَّ لفظ: (الله)، فإنَّها تفخَّم إذا كان ما قبلها مفتوحًا أو مضمومًا، نحو:
{ وَاللَّهُ } ، و { تَاللَّهِ } ، و { عَبْدُ اللَّهِ } ، وما أشبه ذلك.
2- وإن كان ما قبلها مكسورًا رُقِّقَت، سواءًا كانت الكسرة:
- من نفسِ الكلمة، نحو: { لِلَّهِ } .
- أو غيرها نحو: { بِسْمِ اللَّهِ } ، و { آيَاتِ اللَّهِ } ، و { بِاللَّهِ } ،
وما أشبه ذلك.
فصلٌ
في هاء الضمير
اعلم أنَّ القُرَّاءَ يصِلون الهاءَ إذا كان ما قبلها:
1- متحرِّكًا، نحو:
{ لَهُ } ، و { بِهِ } ، { بِهَا } .
وحقيقة الصلة: زيادةُ واوٍ أو ياءٍ أو ألِفٍ.
2- وإن كان ما قبلها ساكنًا لا يوصَلُ، نحو:
{ عَلَيْهِ } ، و { فِيهِ } ، و { مِنْهُ } ، وما أشبه ذلمك.
- إلاَّ ابن كثير، فإنَّه يصل في ذلك كلِّه.
- ويوافقُه حفصٌ في سورة الفرقان في قوله تعالى: { وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا } فقط.
- ولا يصلُ حفصٌ في: { يَرْضَهُ لَكُمْ } ، و { يَتَّقْهِ } .
- وأمَّا: { نُوَلِّهِ } ، و { يُؤَدِّهِ } ، و { نُؤْتِهِ } ، و { نُصْلِهِ } ، فإنَّ حفصًا يصِلُها جميعًا.
فصلٌ
في حروف القَلقَلة
وهي:
خمسة أحرف يجمعها قولك: (قُطْبُ جَدٍ)، يجِبُ بيانُها إذا:
1- كانت ساكنةً سكونًا لازمًا بعد حرفٍ صحيحٍ متحَرِّك، نحو: { يَقْطَعُونَ } ، و { قِطْمِيرٍ } ، و { يَبْخَلُونَ } ، و { يَجْعَلُونَ } ، و { يَدْخُلُونَ } .
2- أو سكونًا غير لازمٍ، نحو:(1/9)
{ مِنْ } ، و { لَا تُشْطِطْ } ، و { إِذَا وَقَبَ } ، و { حَرَجٍ } ، و { إِذَا حَسَدَ } .
3- وإن كان:
- ساكنًا في الوقف.
- أو جاء بعد حَرفٍ عِلَّةٍ.
- أو بعد حرفٍ صحيحٍ بساكنٍ.
نحو: { يَبْدَأُ الْخَلْقَ } ، و { الْخَلَّاقُ } ، و { خَمْطٍ } ، و { صِرَاطَ } ، و { الذِّئْبُ } ، و { الْعَذَابِ } ، و { الْخُرُوجَ } ، و { بَهِيجٍ } ، و { قَدِّرْ فِي السَّرْدِ } ، و { شَهِيدٌ } ، و { بَهِيجٍ } ، و { سَحِيقٍ } ، و { مُحِيطٌ } ، و { مَجِيدٌ } ، فإنَّه يجِبُ بيانُها أكثر من الأوَّل.
فصلٌ
[في حروف الاستعلاء]
1- وتفخَّم حروف الاستعلاء السبعة وهي (خُصَّ ضغطٍ قِظْ)، ومنها أربعةٌ مطبقة، فإنَّها أخصُّ بالتفخيم، وهي: ص، ض، ط، ظ
2- فإذا اتصل حرف الاستعلاء بالألف كان تفخيمُه أبلغ،
نحو: { قَالَ } .
3- وإذا اتصل بالواو -مثل: { قُولُوا } - كان دون الأول في التفخيم.
4- وإذا اتصل بالياء - نحو: { قِيلَ } - كان أقلَّ من الثاني والله أعلم.
فصلٌ في المد
وحروفُه ثلاثة:
أ- الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، نحو: { مَاءً } .
ب- والواو الساكنة المضموم ما قبلها، نحو: { قُولُوا }
جـ- والياء الساكنةُ [المكسورُ] ما قبلها، نحو: { فِي } ، وشِبْهُ ذلك، وتُمَدُّ مقصورًا بقدر ألف مداًّ طبيعياًّ، وتُمدُّ لسببٍ: وهو الهمزة.
1- [المدُّ المتَّصل]:
فإن اتصل المدُّ والهمزة في كلمةٍ واحدة، سواءًا كان:
- متوسطًا نحو: { الْمَلَائِكَةِ } ، و { أُولَئِكَ } .
- أو كان متطرِّفًا، نحو: { السَّمَاءِ } ، و { الْمَاءُ } ، و { السُّوءُ } ، و { جِيءَ } ، ونحو ذلك.
2- الثاني: [المدُّ المنفصل]:
إذا كان حرف المدِّ في كلمة والهمزة في كلمةٍ أُخرى، نحو: { بِمَا أُنْزِلَ } ، و { قُولُوا آمَنَّا } ، و { رَبِّي أَعْلَمُ } ، وَشِبْهُ ذلك، فإنَّه يسمَّى منفَصلاً، وجائزٌ، فيجوزُ قصرُهُ ومَدُّه.
3- الثالث: [المدُّ اللازم الكلمي]:(1/10)
إذا كان حرف المدِّ لقِيَ حرفًا مشدَّدًا، نحو:
{ وَلَا الضَّالِّينَ } ، و { مَا مِنْ دَابَّةٍ } ، و { شَاقُّوا الرَّسُولَ } ، و { تُحَاجُّونِّي } ، و { لَا تُضَارَّ } ، ونحو ذلك، ويسمَّى ضروريًّا ولازمًا مدغمًا مثقَّلاً.
4- الرابع: [المدُّ اللازم الحرفي]:
حروف الترتيب على ثلاثة أوجه في أوائل السُوَر، نحو اللام والميم والصاد والكاف والعين والسين والقاف والنون فإنَّها تُمدُّ، ويُسمَّى ذلك لازمًا ساكنًا خفيفًا مظهرًا.
- وكذلك في نحو:
{ الْآنَ } : حرفين في "يونس"، و { آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } في "يونس"، وفي النمل { اللَّهِ خَيْرٌ } ، وقل { آلذَّكَرَيْنِ } في الحرفين في "الأنعام".
فهذه ستَّة كلماتٍ فيها المد كالحروف المقطَّعات على وجه الإبدال، وفيها تسهيل الهمزة الثانية على الاستفهام وسببه: لأنَّ السكون لا ينفكُّ عنه وقفًا ولا وصلاً.
5- الخامس: إذا كان حرف المد لقِي حرفًا ساكنًا وقفًا لا وصلاً، وتقَدَّمَهُ حرفا لين، ويسمَّى سكونًا عارضًا:
أ- فإن كان آخره مفتوحًا نحو: { الْعَالَمِينَ } جاز فيه المدُّ والقصر والتوسُّط.
ب- وإن كان مكسورًا نحو: { يَوْمِ الدِّينِ } :
جازَ فيه الثلاثة المذكورة، ويلحق بوجهٍ رابعٍ: وهو القصر مع الرَّوم -وتعريف "الرَّوم": أن ينطقَ القارئ بثلاث حركاتٍ إلى جِهةِ الكسر- إن كان مكسورًا.
ج- وإن كان مضمومًا نحو: { نَسْتَعِينُ } جاز فيه الأربعة المذكورة في المكسور، وثلاثةٌ أُخَر، وهو: الطول والتوسُّط والقصر مع إشمام.
د- وإن كان مفتوحًا، مثل: { حَسَدَ } فالإسكان فقط.
6- وبقي نوعٌ آخر، وهو: "مَدُّ البدل":
نحو: { آمَنُوا } ، و { آمَنَ } ، و { أُوتُوا } ، و { إِيمَانًا } .
فإنَّه يُمَدُّ بمذهبِ "ورش" بثلاثة أوجُه.
7- وكذلك "مَدُّ التمكين":
وهو أيضًا نوعٌ من [المَدِّ] الطبيعي، نحو:
{ نُوحِيهَا } ، فالمرفوع في "النون" والمخفوض في "الحاء"، والفتح في "الهاء".(1/11)
8- وأمَّا "مَدُّ اللين":
وهو إذا سُكِّنت "الواو" أو "الياء"، وكان ما قبلها مفتوحًا، نحو: { يَوْمِ } ، و { الصَّيْفِ } ، فيُجْزي فيِ ما ذُكِر في المَدِّ العارضِ للسكون:
- ففي المفتوح - نحو: { يَوْمِ } -: ثلاثة [أوجُه].
- وفي المخفوض - مثل: { الصَّيْفِ } - أربعة أوجُه:
الطول، والتوسط، والقصر، والقصر مع " الرَّوم".
-وفي المرفوع - مثل: { لَا خَوْفٌ } - سبعة أوجُهٍ كما تقدَّم وبالله التوفيق، والله أعلم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبه والتابعين، إلى يوم الدين وسلَّم (1).
الفهرس
ترجمة المؤلف…4
مشايخه:…4
أعماله:…5
مكانته العلمية:…5
مكانته عند أهل عصره:…6
بذله للعلم:…6
تلامذته:…7
مؤلفاته:…8
وفاته:…9
انظر في ترجمته:…9
توثيق الرسالة…10
الإقليد من أحكام التجويد…12
فصلٌ في الإظهار…14
فصلٌ في الإخفاء…14
فصلٌ في الإقلاب…15
فصلٌ…16
فصلٌ في الإدغام مع الغُنَّة…16
[الإظهار المطلق]:…16
فصلٌ…16
فصلٌ: في الإدغام بلا غُنَّة…17
فصلٌ: في إدغام المثلين بلا غُنَّة…17
فصلٌ: في إدغام المتقاربين…17
فصل…18
فصل…18
فصلٌ: في تفخيم الراء وترقيقها…19
فصلٌ في اللام…20
فصلٌ: في هاء الضمير…21
فصلٌ: في حروف القَلقَلة…21
فصلٌ: [في حروف الاستعلاء]…22
فصلٌ في المد…23
1- [المدُّ المتَّصل]:…23
2- الثاني: [المدُّ المنفصل]:…23
3- الثالث: [المدُّ اللازم الكلمي]:…23
4- الرابع: [المدُّ اللازم الحرفي]:…24
5- الخامس: إذا كان حرف المد لقِي حرفًا ساكنًا وقفًا لا وصلاً، وتقَدَّمَهُ حرفا لين، ويسمَّى سكونًا عارضًا:…24
6- وبقي نوعٌ آخر، وهو: "مَدُّ البدل":…25
7- وكذلك "مَدُّ التمكين":…25
8- وأمَّا "مَدُّ اللين":…25
__________
(1) وبعد ذلك يقول ناسخها: (فرغتُ من رقمِها عشيَّة السبت من 22 من ذا في سنة 1309هـ تمَّت).(1/12)