بسم الله الرحمن الرحيم
إتحاف الأنام بوقف حمزة و هشام
حمدا و شكرا لكن كتب الرحمة علي نفسه وأورث كتابه من اصطفي من عباده فاستووا بذلك علي بساط أنسه و توسلا بمحمد المجتبي لمناجاة حضرة قدسه وتوجها بأحمد المنتقي من هذا العالم جنه و إنسه صلي الله و سلم و عليه و علي آله و أصحابه الذين لم يرغبوا بأنفسهم عن نفسه صلاة الله و سلاما يتجدد بهما سروره و يتم بهما حبوره ما قام هذا الدين علي أصله و أسه
أما بعد : فلما من الله علي بإنشاء هذا النظم الذي هو توضيح المقام في الوقف علي الهمز لحمزة و هشام شرح صدري لأن أزينه بشرح لطيف مبين للمرام و سميته إتحاف الأنام و إسعاف الأفهام جعله الله خالصا سائغا للشاربين و نافعا لعباده المؤمنين و عليه أتوكل
قال الناظم
بسم الله الرحمن الرحيم
الشرح
افتتح البسملة اقتداء بالكتاب العزيز و امتثالا لما روي عن النبي صلي الله عليه و سلم( أول ما كتب القلم بسم الله الرحمن الرحيم فإذا كتبتم كتابا فاكتبوها في أوله و هي مفتاح كل كتاب أنزل و لما نزل علي بها جبريل أعادها ثلاثا و قال هي لك و لأمتك فمرهم أن لا يدعوها في شئ من أمورهم فإني لم أدعها طرفة عين منذ نزلت علي أبيك آدم عليه الصلاة و السلام و كذلك الملائكة )
قال الناظم
حمدت إلهي مع صلاتي مسلما ... علي من به فجر الهدي لاح و انجلا
الشرح(1/1)
الحمد لله هو الثناء باعتبار الكمال و الشكر باعتبار الإحسان فلا يتعارضان و أردف الصلاة و السلام علي النبي صلي الله عليه و سلم لأن الله تعالي قرن اسمه باسمه نحو ( ومن يطع الله و رسوله )و لقوله تعالي ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسلما ) و لقوله علي الصلاة و السلام ( من صلي علي في كتاب لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام اسمي في ذلك الكتاب ) و في الحديث ( يا محمد أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاة إلا صليت عليه عشرا و لا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا ) وقوله علي من به أي بسببه فجر الهدي أي نور الهدي لاح و انجلا أي طلع و انكشف و ظهر فمحي ظلمة الكفر وفيه إيماء إلى قوله تعالي ( هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله )
قال الناظم
وآل و أصحاب و بعد فذا الذي ... لحمزة يروي مع هشام و يجتلا
لدي وقف مهموز علي ما أقره ... بحرز الأماني الشاطبي و عولا
الشرح
آله صلي الله عليه و سلم في مقام الزكاة مؤمنو بني هاشم و بني المطلب و في مقام الدعاء كما هنا كل مؤمن و لو عاصيا و أصحاب جمع صاحب و هو من اجتمع بالنبي صلي الله عليه و سلم مسلما في حياته و لو لحظه(1/2)
قوله وبعد الواو نائبة عن أما و ذا الإشارة إلى الألفاظ باعتبار دلالتها علي المعاني و حمزة هي الإمام أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي شيخ الكسائي قرأ علي جعفر الصادق علي أبيه محمد الباقر علي أبيه زين العابدين علي أبيه الحسين علي أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و له أسانيد أخر وهشام هو أبو الوليد هشام بن عمار الدمشقي قرأ علي عراك المزي و أيوب بن تميم علي يحي الذماري علي ابن عامر و يجتلا أي يكشف بعد الخطبة فأقول حاصل ذا ما روي عن حمزة و هشام عند وقفهما علي الكلمة المهموزة علي ما أقره أي ذكره الإمام أبو القاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي رضي الله تعالي عنه في كتابه حرز الأماني و وجه التهاني و عولا أي اعتمد عليه
قال الناظم
فدونك توضيحا لما في كلامه ... لتعرف ما في الباب معني مفصلا
الشرح
مفاد هذا أنه صاغ هذا النظم شرحا و توضيحا لكلام الشاطبي ليتوصل به المبتدئ إلي حل باب القصيد و معرفة معانيه و مفصلا مبينا بذكر الأمثلة مع جمع الأحكام و دونك بمعني خذ و هذا أول الأخذ في المراد و الله الموفق للسداد و هو حسبنا و عليه الاعتماد
قال الناظم
يسهل عند الوقف حمزة همزه ... توسط أو قد كان طرف بلا
الشرح
التسهيل و التحقيق و التليين و التغيير ألفاظ مترادفة هنا تضاد التحقيق و إن كان حقيقة التسهيل جعل الهمزة بين بين أي يقف حمزة بتغير الهمز المتوسط أي الواقع في أثناء الكلمة و المتطرف أي الواقع آخر حروفها بما تقضيه القواعد الآتية من تسهيل بين بين أو إبدال أو نقل أو غير ذلك و هذا معني قول الشاطبي ( وحمزة عند الوقف سهل همزه ) الخ و أما الواقع في أول الكلمة فليس فيه إلا التحقيق من هذا الطريق إلا ما سيأتي في قوله و في ذي انفصال إلى آخره
قال الناظم
فأبدله مدا إن يسكن أصالة ... كنؤمن من فادارأتم الذئب مثلا(1/3)
و كالملك ائتوني و فأتوا الذي اؤتمن ... كذلك ما في الوقف سكن كالملا
الشرح
هذا شروع في بيان كيفية التسهيل أي إذا سكن الهمز سكونا أصليا أو عارضا للوقف أبدله حرف مد و لين من جنس ما قبله فإن سكن بعد فتحة أبدله ألفا أو بعد كسر فأبدله ياء ساكنة أو بعد ضمة أبدله واوا ساكنة وهذا معني قول الشاطبي (فأبدله عن حرف مد مسكنا) الخ و مثال الأصلي بعد فتحة (فادارأتم و أن أسأتم و أخطأتم وقرأناه و فأتوا و الهدي ائتنا و أقرأ ) و مثاله بعد كسر ( بئس و بئر و الذئب و نبئنا و هيئ ) و مثاله بعد ضمة ( نؤمن و المؤمنون و تأفكون و يا صالح ائتنا ) و مثال العارض بعد فتحة ( الملأ و يبدأ الخلق و أنشأكم و تفتأ و يعبأ ) و مثاله بعد كسرة ( لكل امرئ و لقد استهزئ و إذا قرئ و البارئ ) و مثاله بعد ضمة ( إن امرؤ و لؤلؤ كيف وقف مرفوعا أو مجرورا )و همزته الأولى من النوع الأول ثم ليعلم أنه لا روم و لا إشمام فيما يبدله مدا مطلقا كما يأتي التنبيه عليه في المتن
قال الناظم
و إن يتحرك عن سكون كتجئروا ... و كالمرء دفء ملء و الخبء فانقلا
و بالروم في ذي الكسر و الضم عنه قف ... و اشمم لمضموم و الإسكان أصلا
إسكان بين المرء يأتي و رومه ... ودفء به الإشمام نرويه مع كلا
الشرح(1/4)
أي إذا تحرك الهمز بعد ساكن يصح النقل إليه نقل حركة الهمز إلي الساكن وحذف الهمز و خرج بقولنا يصح النقل إليه الألف و الواو و الياء الزائدتان فإنه لا يصح النقل إليهما بل لهما حكم يأتي أما الأصليان فهما من مسائل هذا الباب و هذا معني قول الشاطبي ( و حرك به ما قبله متسكنا ) الخ و مثاله ( هزؤا و جزؤا و قرآن و الظمآن و بين المرء و يفر المرء و ملء و دفء و الخبء ) ثم إن كان الهمز متطرفا مكسورا جاز إسكان الحرف الموقوف عليه و رومه و إن كان الهمز متطرفا مضموما جاز إسكان الحرف الموقوف عليه و رومه و إشمامه فمثال الأول (بين المرء) و مثال الثاني ( دفء و يفر المرء ) فإن قيل الروم و الإشمام لا يأتيان في عارض الحركة و الحركة هنا حركة نقل فهي عارضة قيل محله في غير هذا الباب لعموم قول الشاطبي ( و اشمم و روم فيما سوي متبدل ) الخ ثم ذكر ما لا يصح النقل إليه بقوله
قال الناظم
و لكنه مهما توسط عن ألف ... فسهل و فيه المد والقصر أعملا
أولئك و اللائي أضاءت و هاؤم ... جزاء عطاء مع حدائق قبائلا
الشرح
أي إذا أتي الهمز في أثناء الكلمة بعد ألف سهل بين بين مع المد و القصر و المد أولي و هذا معني قول الشاطبي (سوي إنه من بعد ما ألف جري )الخ و (و إن حرف مد قبل همز مغير ) الخ و مثاله ( أولئك و هاؤم و دعاء و نداءا و جاءوا و باءوا )
تذييل:
يأتي له من الطيبة هذان الوجهان في المنفصل بعد ألف أبضا نحو ( بما انزل ) فيكون له فيه أربعة أوجه التحقيق بلا سكت و به و التسهيل مع المد و القصر
قال الناظم
و إن يتطرف مثله أبدل و ثلثا ... و زد ما سوي المفتوح روما مسهلا
و حينئذ فالمد و القصر جائز ... فخمس بحال الضم و الكسر تجتلا
أضاء الجلاء مع جاء شاء انفتاحه ... و ذو الضم منه الماء مكسورة أولا
الشرح(1/5)
أي إذا تطرف الهمز بعد ألف أبدله ألفا مع المد و التوسط و القصر سواء كان مفتوحا أو مضموما أو مكسورا و هذا معني قول الشاطبي ( و يبدله مهما تطرف مثله ) الخ قال شارحه و يجوز أن يكون أي المد متوسطا لقوله في باب المد و القصر ( وعند سكون الوقف وجهان أصلا ) و هذا من ذلك و يزاد في المضموم و المكسور تسهيله مراما مع المد و القصر و المد ما زال أعدلا و إذا تقرر هذا علمت أن كلا من المضموم و المكسور فيه خمسة أوجه و في المفتوح ثلاثة و لا روم و لا إشمام عند الإبدال مثال المفتوح ( أضاء و الجلاء ) و مثال المضموم منه ( الماء و سواء عليهم ) و مثال المكسور ( هم أولاء و تقبل دعاء )
قال الناظم
واو و ياء زيدتا قبل أدغمن ... و ذا بعد إبدال له متمثلا
قروء هنيئا مع مريئا خطيئة ... برئ ودريء النسيء مثقلا
قروء بإسكان رم و خذ معهما لدي ... سئ و دريء بالإشمام تحفلا
الشرح
أي إذا سكنت واو زائدة علي الفاء و العين و اللام قبل الهمز و قبلها ضمة أبدل الهمز واوا ثم أدغم الزائدة المذكورة في المبدلة فيصير النطق بوار مشددة و لم يأت منه في القرآن إلا ثلاثة (قروء ) فقط و إذا سكنت ياء زائدة علي ما ذكر قبل الهمز و قلبها كسرة أبدل الهمزة ياء ثم أدغم الزائدة في المبدلة فيصير النطق بياء واحدة مشددة و هذا معني قول الشاطبي ( ويدغم فيه الواو و اليا مبدلا ) الخ مثال الياء ( هنيئا و مريئا و النسئ ) و يأتي في ( قروء ) السكون المجرد و الروم لأنه مجرور و في ( النسئ و درئ ) الإسكان و الروم و الإشمام لأنهما مرفوعتان ثم تمم حكم الواو و الياء الأصليتين بقوله
قال الناظم
و ادغم أو انقل حيثما قد تأصلا ... كهيئة شئ سئ سيئت تفئ ألا
و جئ بيئس السوء المسئ تبو تنو ... يضئ سوءة الموءودة السوء موئلا
واسكن و رم ذا الكسر و الضم و أشمما ... بضم ففي المكسور أربعة حلا
و ست بحال الضم و الأمر ظاهر ... و ذو الفتح بعد الكسر ياء تبدلا
الشرح(1/6)
أي إذا سكنت واو أو ياء أصليتان بأن كانتا فاء أو عينا قبل الهمز و انفتح ما قبلهما أو انضم ما قبل الواو و انكسر ما قبل الياء نقل حركة الهمز إليهما و حذف الهمز لأنهما مما يصح النقل إليه كما و روي عنه بعض النقلة إدغامهما إجراء الأصلي مجري الزائد و هذا معني قول الشاطبي ( و ما واو أصلي ) الخ و ذلك (كهيئة و شيئا و بيئس و جئ و أن تبوأ) و يأتي في المجرور من ذلك حيث تطرف همزة أربعة أوجه السكون المجرد و الروم علي كل من النقل و الإدغام و في المرفوع المتطرف همزه أيضا ستة أوجه السكون المجرد و الروم و الإشمام علي كل من النقل و الإدغام
و هذا آخر الكلام علي الهمز المتحرك بعد الساكن الذي يصح النقل إليه و ما لا يصح
تذييل:
يأتي له هذان الوجهان أعني النقل و الإدغام في الأصليتين المنفصلتين أيضا من طريق الطيبة نحو ( قالوا آمنا و في آذانهم ) فيتحصل في هذا و نحوه من الطريق المذكورة أربعة أوجه التحقيق بلا سكت و به و النقل و الإدغام و رجح العلامة ابن الجرزي في الصلة الإدغام و في غير الصلة النقل قال الطيبي
و بعد حرف المد من واو و يا ... فانقل أو أدغم مطلقا إذ رويا
لكنه رجح في غير الصله ... النقل و الإدغام فيها فضله
و الضمير في رجح و فضل لابن الجرزي
ثم أخذ في بيان المتحرك بعد الحركة و فيه تسع صور لأنه إما مفتوح أو مكسور أو مضموم بعد الحركات الثلاث ذكر منها صورة منها بقوله( و ذو الفتح بعد الكسر ياء تبدلا ) أي إذا أتي الهمز مفتوحا بعد كسرة أبدله ياء مفتوحة و يأتي مثاله ثم تمم بقوله
قال الناظم
و ذو الفتح بعد الضم يبدل واوه ... كننشئكم فؤادك ذاك موجلا
الشرح
أي إذا أتي الهمز مفتوحا بعد ضم أبدله واو مفتوحة و مأخذ الصورتين من الشاطبية قوله ( و يسمع بعد الكسر و الضم همزه ) الخ مثال الأول ( و ننشئكم و ملئت ) و مثال الثاني ( فؤادك و لؤلؤا ) وهمزته الأولى من الساكن الأصلي
قال الناظم(1/7)
و منفتح من بعد فتح مسهل ... كذي الكسر بعد الكسر أو فتح اجعلا
كذي الضم بعد الضم أو بعد فتحة ... مسائل خمس كن لهن ممثلا
بأنبأهم من بعد بارئكم كذا ... بئيس و رءوس ثم يذرؤكم حلا
الشرح
أي إذا أتي الهمز مفتوحا بعد فتح أو مكسورا بعد كسر أو مكسورا بعد فتح أو مضموما بعد ضم أو مضموما بعد فتح سهله بين بين في الصور الخمس مثال الأول ( أنبأهم و ذرأكم ) و مثال الثاني ( بارئكم و متكئين ) و مثال الثالث ( ييئس و تبتئس ) و مثال الرابع ( برءوسكم ) و مثال الخامس ( يذرؤكم و يئوسا و يؤده و يبنؤم بطه )
قال الناظم
و ذو الضم بعد الكسر سهل و يا أبدلن ... و سهل أو أبدل واوا العكس تمثلا
مثالهما يستهزئون لأول وقل ... سئلوا للثاني مع سئل انجلا
الشرح
أي إذا أتي الهمز مضموما بعد كسر كان فيه وجهان تسهيله بينه و بين الواو أو إبداله ياء مضمومة و إذا أتي مكسورا بعد ضم كان فيه وجهان أيضا تسهيله بينه و بين الياء أو إبداله واو مكسورة و التسهيل فيهما علي مذهب سيبويه و الإبدال علي مذهب الأخفش مثال الأول ( يستهزئون و متكئون ) و مثال الثاني ( سئلوا و سئلت ) و تسهيل الصور السبع منطو تحت قول الشاطبي ( و في غير هذا بين بين ) و الإشارة إلى المفتوح بعد الكسر ة الضم و مأخذ الإبدال في الأخيرتين قوله ( و الأخفش بعد الكسر ذا الضم أبدلا بياء و عنه الواو في عكسه )
تذييل :(1/8)
يأتي أحكام الصور التسع المتقدمة أيضا مع التحقيق في المنفصل المتحرك بعد الحركة من طريق الطيبة ففي المفتوح بعد كسر نحو ( من كل أمر ) التحقيق و الإبدال ياء و في المفتوح بعد ضم نحو ( النبي أولي ) التحقيق و الإبدال واوا و في المفتوح بعد فتح و المكسور بعد كسر و المكسور بعد فتح و المضموم بعد ضم و المضموم بعد فتح ( نحو الذين آمنوا و للنبي إن و مع إيمانهم و الحجارة أعدت و قال ابن أم بالأعراف ) التحقيق و التسهيل بين بين و في المضموم بعد كسر نحو ( و إليه أنبينا ) التحقيق و التسهيل و الإبدال ياء و في المكسور بعد ضم نحو (أنزله إليك) التحقيق والتسهيل و الإبدال واوا
قال الناظم
و قد رسموا بالوصل يومئذ كذا ... ك حينئذ مع يا بنئوم فسهلا
الشرح
إي رسمت هذه الكلمات الثلاث متصلة فتعين تسهيلها كما يلوح من التمثيل بها آنفا
قال الناظم
ووجهان فيما كان وسطا بزائد ... فحقق و يا أبدل همز نحو لأعدلا
كذا لأبيه مع لآدم لأهله ... بأيدي بآيات بأيمانهم علا
الشرح
الهمز المتوسط علي قسمين متوسط لا يفصل من الحرف الذي قبله نحو ( الملائكة و أبناؤكم ) فوجه التسهيل علي ما تقدم بلا خلاف و الآخر متوسط بسبب ما دخل عليه من الزوائد و هو المشار إليه بقوله ( ووجهان فيما كان وسطا بزائد) الخ و إذا كان الهمز متوسطا بدخول حرف زائد عليه تفهم الكلمة بدونه كهمزة الاستفهام و السين كان فيه وجهان التحقيق و التليين بحسب القواعد الماضية و هذا معني قول الإمام الشاطبي ( و ما فيه يلفي وسطا ) الخ ثم إن الزوائد غير لام التعريف و هاء التنبيه و ياء النداء تقع مفتوحة و مكسورة و الهمز بالحركات الثلاث فيتحصل من ذلك ست صور فإن كان الهمز مفتوحا و الزائد مكسورا حقق و أبدل ياء مفتوحة مثاله ( لأعدل و لأبيه و لآدم و لأهله و لأخيه و لأقرب و بأيدي و بأيمانهم و بأيكم و بآخرين )
قال الناظم
و حقق و سهل في لأنتم أأنتم ... سآوي فأنتم مع و أنتم و أنزلا(1/9)
كأن كأي مع كألف لامه ... بإذني ءأفكا مع أئنا أؤنزلا
الشرح
أي إذا كان الهمز مفتوحا و الزائد كذلك أو كان مكسورا و الزائد مكسورا أو مفتوحا أو مضموما و الزائد مفتوحا حقق و سهل بين بين في الأقسام الأربع مثال ذلك ( لآية و ءأنتم و ءأنذرتهم و سأصرف و فسأكتبها و أنتم و بإذني و أئذا )
مسائل :
(بأسمائهم و لأبائهم ) في كل أربعة أوجه تسهيل الثانية بين بين مع المد و القصر علي كل من تحقيق الأولي و إبدالها ياء و ( أبنائنا و فأولئك ) في كل أربعة أوجه تسهيل الثانية بين بين مع المد و القصر علي كل من تحقيق الأولي و تسهيلها و ( وأحباؤه ) فيه اثنا عشر وجها تسهيل الثانية بين بين مع المد و القصر علي كل من تحقيق الأولى و تسهيلها و يأتي علي كل من هذه الأربعة إسكان الهاء و رومها و إشمامها
قال الناظم
و حقق و سهل ثم أبدل بيائه ... بنحو لأولاهم لأخراهم تلا
الشرح
أي إذا كان الهمز مضموما و الزائد مكسورا كان فيه ثلاثة أوجه التحقيق و التسهيل بين بين و الإبدال ياء مضمومة مثاله ( لأولاهم و لأتم )
قال الناظم
و في نحو هاأنتم و في نحو يا أولي ... فمد و حقق مد و اقصر مسهلا
الشرح
أي إذا وقفت علي ما كان متوسطا بهاء التنبيه من ( هاأنتم و هؤلاء ) و ياء النداء من ( يا أولي و يا أبت ) كان لك فيه ثلاثة أوجه التحقيق مع مدها و التسهيل بين بين مع مدهما و قصرهما و لا يزاد الوقف بالسكت عليهما من الطيبة إذ كل من سكت علي المد بل علي الساكن المتصل كـ(يسألونك ) سهل هذا الباب عند الوقف و قال الطيبي
و نحو قل يا أيها و هؤلا ... لا سكت في الوقف كما قد نقلا
و لا ثالث لـ( هاأنتم و هؤلاء ) و أما ( هاؤم ) بالحاقة فمسهل بلا خلاف لأن همزته متوسطة (كالملائكة ) لأنه من تتمة كلمتها بمعني خذ ثم اتصل بها ضمير الجماعة و يوقف (هاؤم) علي الرسم ثم قال
قال الناظم
و مدا و قصرا دع و عكسا مسهلا ... لكل من الهمزتين في وقف هؤلا
الشرح(1/10)
حاصله في ( هؤلاء) خمسة عشر وجها حاصلة من ضرب ثلاثة المضمومة في خمسة المكسورة يمتنع منها وجهان عند تسهيلهما بعد الأولي مع قصر الثاني و عكسه لتصادم المذهبين تبقي ثلاثة عشر وجها كلها صحيحة و قد نظمت ذلك فقلت هذه الأبيات
و في هؤلاء إن تقف لحمزة ... فأبدلن للهمزة المكسورة
و ثلث المد و سهلتها ... مع رومها و مد أو اقصر قبلها
فهذه خمس وجوه يا فتي ... تأتي علي تحقيقه المضمومة
كذا علي تسهيلها مع مدها ... وقصرها خمس و عشر كلها
من ضربة ثلاثة المضمومة ... في خمسة المكسورة المذكورة
لكنه قد انتفي وجهان ... منها إذا ما سهل الهمزان
تطويلها و القصر في أولاء ... و عكس ذا أيضا بلا خفاء
تذييل :
يمتنع هذان الوجهان أيضا من طريق الطيبة في نحو قوله تعالي ( فلما أضاءت و لا أبناء ) فيكون في الأولي ستة أوجه كلها صحيحة تحقيق الأولي بلا سكت و به و علي كل منهما تسهيل الثانية مع المد و القصر و تسهيلهما مع إشباع المدين و قصرهما و في الثانية الثلاثة عشر المتقدمة في ( هؤلاء ) يضم إليها خمسة الثانية علي السكت فتبلغ ثمانية عشر وجها كلها صحيحة
قال الناظم
و في اللام للتعريف فانقل كذا اسكتن ... لدي ساكت فيها و عن غيره انقلا
الشرح
أي إذا وقفت علي ما كان متوسطا بلام التعريف كـ( الأرض و الإنسان ) كان لك النقل و السكت علي مذهب من سكت علي اللام وصلا و النقل فقط علي مذهب من لم يسكت فإذا قرأت قوله تعالي ( و الأنثى بالأنثى ) فإن سكت علي الأولي وقفت علي الثانية بالنقل و السكت و إن تركت السكت وقفت بالنقل فقط فعلم مما تقرر أنه لا وقف بالتحقيق مع عدم السكت و هذا معني قول العلامة الطيبي
و منع التحقيق دون سكتة ... وقفا علي مقرون أل لحمزة
و إلي هنا انتهي الكلام علي الهمز المتوسط بالزوائد
فائدة :(1/11)
جملة الحروف الزوائد الداخلة علي الهمز عشرة ( هاء التنبيه و يا النداء و اللام و الباء و لام التعريف) و هذه الخمسة في قول الشاطبي ( كما ها و يا و اللام و اليا ) الخ و أشار بقوله ( ونحوها ) إلى الخمسة الباقية و هي ( الهمزة و السين و الكاف و الفاء و الواو ) و قال في كنز المعاني متمما لقول الشاطبي
كما ها و يا و اللام و البا و نحوها ... من الهمز سين كاف فا واو و انقلا
و كلها جمعت في الأمثلة المتقدمة
تنبيه :
فاء ( فأووا و فأتوا ) و (الذي اؤتمن و يا صالح ائينا ) و نحوه من كل ما وقع بعد همز الوصل فيه وجد الإبدال فقط فلا يلحق بهذا الباب كمال الطيبي
و ليس منها نحو قال ائتوني ... بل ذاك مثل قوله تأتوني
مسائل :
( علي الأرائك ) فيه أربعة أوجه تسهيل الثانية مع المد و القصر علي كل من النقل و السكت ( آدم الأسماء ) فيه ستة ثلاثة الإبدال في المتطرف علي كل من النقل و السكت ( له الأسماء) فيه عشرة خمسة المتطرف علي كل من النقل و السكت
قال الناظم
و يستمع الآن أمنعن سكوته ... و في الأرض لا تمدد مع النقل و أشملا
نعم جوزوا الوجهين في غير ذكرنا ... كبح لان منها فاسمع القول ما حلا
الشرح
هذه فائدة من تتمة مسألة لام التعريف أي إذا كان قبل لام التعريف ساكن حرك لالتقاء الساكنين كـ(يستمع الآن و أشرقت الأرض ) أو حرف مد حذف لذلك نحو ( في الأرض و قالوا الآن و لا الإيمان ) فالرواية عند من نقل إبقاء الكلمة علي ما كانت عليه قبل النقل من تحريك الساكن و حذف حرف المد اعتدادا بالأصل و هو عدم النقل نعم يجوز الإسكان و إثبات حرف المد في غير التلاوة اعتدادا بالحركة العارضة و منه قل ( فبح لان منها بالذي أنت بليح ) أنظر النشر
تتمة :(1/12)
إذا ابتدأت بنحو ( الأرض ) عند من نقل فإما أن تعتد بالأصل فتبدأ بهمزة الوصل و هو أولي و إما أن تعتد بالحركة العارض فتبدأ باللام و ما قلبه لا يختص بحمزة بل يعم باقي الناقلين و منه ( بئس الاسم) فلك فيه الابتداء بهمزة الوصل و باللام لكل القراء قال الشاطبي ( و تبدأ بهمز الوصل في النقل كله ) الخ ثم ذكر ما يخفف من الهمز المنفصل فقال
قال الناظم
و في ذي انفصال إن أتي بعد ساكن ... سوي حرف مد نحو قل إن خلوا إلي
فبالنقل ثم السكت قف عند ساكت ... و عن غيره نقل فتحقيق أعملا
الشرح
أي إذا أتي همز مفصول عن ساكن آخر كلمة ليس حرف مد و لا ميم جمع نحو ( قل إن أدري و ابني آدم ) فالوقف عليه بالنقل و السكت عند من سكت علي الساكن وصلا و يوقف عليه بالنقل و التحقيق بلا سكت عند من لم يسكت
مسائل:
(ألفوا آبائهم ) فيه ستة أوجه تسهيل الثانية مع المد و القصر علي كل من النقل و السكت و تركهما ( بل أحياء ) فيه خمسة عشر وجها خمسة المتطرفة علي كل من النقل و السكت و تركهما و بالله التوفيق
قال الناظم
و لا وقف في ميم الجميع بنقله ... بل الوقف حكم الوصل فيما تنقلا
الشرح
استثنى من قاعدة النقل ميم الجمع أي فلا ينقل حركة الهمز إليها و هذا علي الصحيح مما قيل فيها كما قال الطيبي
و انقل لكل ساكن صحيح ... لا ميم جمع ذا علي الصحيح
علي أن العلامة ابن الجزري استثناها بقوله في طيبته ( لا ميم جمع ) و حسبك و إذا تقرر هذا علمت أن الوقف حكمه حكم الوصل فيوقف بالسكت عليها عند من سكت علي الساكن المنفصل وصلا و بالتحقيق بلا سكت عند من لم يسكت و لا نقل
قال الناظم
و رئيا بإظهار و إدغامه رووا ... كذلك تؤوي ثم رؤيا فحصلا
الشرح(1/13)
أي روي في قوله تعالي (أحسن أثاثا و رئيا ) وجهان أحدهما الإظهار و هو أن تلفظ بياءين مدية و هي المبدلة من الهمز علي القياس فمتحركة و الثاني إدغام المبدلة في الأخرى فيصير اللفظ بياء واحدة مشددة علي الرسم و هذا معني قول الشاطبي ( ورئيا علي إظهاره و إدغامه ) و مثله ( تؤويه و تؤوي و رؤياك و رؤياي و الرؤيا ) ففي ( تؤوي )إما أن تلفظ بواوين مدية و هي المبدلة من الهمز فمتحركة و إما إن تدغم المبدلة في الأخرى فيصير اللفظ بوار واحدة مشددة و في (رؤياك ) و بابه إما أن تلفظ بواو مدية و هي المبدلة من الهمز فياء و إما إن تدغم الواو في الياء فيصير اللفظ بياء مشددة
قال الناظم
و أنبئهم و نبئهم اضمم لهائه ... علي الأصل أو فاكسر لها قبل مبدلا
الشرح
يعني أن الهاء من قوله تعالي ( أنبئهم ) بالبقرة و ( نبئهم ) بالحجر و اقتربت اختلف النقلة فيهما فمنهم من ضمها علي الأصل و منهم من كسرها لوقوعها بعد الياء الساكنة و هي المبدلة من الهمز و هذا معني قول الشاطبي ( و بعض بكسر الها لياء تحولا كقولك أنبئهم و نبئهم ) و الكاف في كلامه زائدة
قال الناظم
و ما بعد تحريك تحرك لا بفتـ ... ـحة طرفا فالبعض رام مسهلا
كتفتؤ لكل امرئ و لا تشممن و لا ... ترومن فيما كان مدا تبدلا
الشرح(1/14)
يعني أن الهمز المتطرف إذا كان مضموما أو مكسورا و تحرك ما قبله (كتفتؤ و لكل امرئ ) و نحوهما مما فيه وجه البدل فبعض النقلة يسهله بين بين مع الروم و هو ما روي عن سليم عن حمزة أنه كان يجعل الهمزة في جميع ذلك بين بين و لا يتأتي ذلك إلا مع الروم و مثله الهمز المتطرف بعد ألف و قد ذكرناه مع وجه إبداله استفاء لما فيه و هذا معني قول الشاطبي ( و ما قبله التحريك أو ألف ) الخ أما الهمز المفتوح نحو ( بدأ و ذرأ ) فلا روم فيه فهو باق علي إبداله مدا وجها واحدا و لا نظر إلى من شذ برومه أو منعه في الحركات الثلاث و قوله و لا تشممن الخ يعني أنه لا إشمام و لا روم في المبدل مدا مطلقا و إنما يكون كل منهما فيما تغير من المتطرف بنقل أو إدغام كما بينا أو بإبداله ياء مضمومة في المضموم بعد كسر أو واوا مكسورة في المكسور بعد ضم عند الأخفش كـ (برئ) و كأمثال ( اللؤلؤ) و يتحصل في الأول خمسة أوجه تقديرا و أربعة لفظا و هي إبدال الهمزة ياء ساكنة فمضمومة ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا ثم رومها و إشمامها ثم تسهيل الهمزة بين بين مع الروم و في الثاني أربعة أوجه تقديرا و ثلاثة لفظا و هي إبدال المتطرفة واوا ساكنة فمكسورة ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا ثم رومها و ثم تسهيل الهمزة بين بين مع الروم و كذا يكون كل منهما فيما أبدل ياء أو واوا محركتين اتباعا للرسم كما سيأتي و هذا معني قول الشاطبي ( و أشمم و رم فيما سوي متبدل ) الخ ثم ذكر التخفيف الرسمي بقوله
قال الناظم
و قد ورد التسهيل كالرسم فاحذفن ... بضم كمستهزون مالون مسجلا
و قد مر تسهيل و إبداله بيا ... ثلاث بهذا الباب صحت تنقلا
و خاطين مستهزين فاحذف و متكيـ ... ـن خاسين الصابين روس سهلا
الشرح(1/15)
بمعني أنه ورد عن حمزة اتباع رسم المصاحف العثمانية الصحيحة في الوقف علي الهمز حيث وافق العربية هذا معني قول الشاطبي ( وقد رووا أنه بالخط كان مسهلا في اليا يلي و الواو الحذف رسمه ) (فمستهزئون و مالئون ) و نحوهما من كل همز مضموم بعده واو و قبله كسرة يوقف عليه بحذف الهمز و ضم ما قبله اتباعا للرسم و هذا معني قول الشاطبي ( ومستهزئون الحذف فيه و نحوه و ضم ) و قد مر وجهان آخران و هما التسهيل بين بين و الإبدال ياء فيتحصل فيه ثلاثة أوجه لم يصح غيرها و في ( خاطئين و المستهزئين و متكئين و خاسئين و رؤوس ) يوقف عليه بحذف الهمز اتباعا للرسم و التسهيل بين بين علي القياس
قال الناظم
و من بعد شين النشأة الألف اثبتن ... و سين أتي في يسألون عن اعتلا
فبالحذف و الإثبات يوقف فيهما ... و لا بد من نقل لديه لما خلا
الشرح
أي يوقف علي قوله تعالي ( النشأة) حيث وقع و ( يسألون عن أنبائكم) بالأحزاب بإثبات الألف بعد السين و الشين اتباعا للرسم فيكون فيه وجهان إثبات الألف و حذفها كلاهما مع النقل
قال الناظم
و هزوا و كفوا قف بواو مسكنا ... لزاي و فاء أو بنقلك في كلا
الشرح
أي يوقف علي قوله تعالي ( هزؤا و كفؤا ) بإسكان الزاي و الفاء و إبدال همزتهما واوا اتباعا للرسم و بنقل حركة الهمز إلى الزاي و الفاء علي القياس
قال الناظم
و تفتؤا بعد أبدلن أو بواوه ... وأسكن ورمها اشمم و رم مسهلا
كيبدؤ و يعبؤ مع يدرؤ الملا ... ثلاث بنمل مع قد أفلح أولا
كذا يتفيؤ مع نبأ بتغابن ... و صاد و إبراهيم لا التوبة اعتلا
كذا أتوكؤ ثم تظمؤ بعده ... ينشؤ أيضا مع ينبؤ حرف لا
الشرح(1/16)
حاصله أن كل همز متطرف مضموم بعد فتح فيه وجهان إبداله مدا و تسهيله مع الروم و أخرج من ذلك قوله تعالي ( تفتؤا بيوسف و يبدؤا حيث كان و يعبؤا في الفرقان و يدرؤا في النور و الملؤا في أربعة مواضع ثلاثة في النمل و واحد في الفلاح و هو الأول و يتفيؤا في النحا و نبؤا الذين بإبراهيم و التغابن و نبؤا الخصم و نبؤا عظيم بص و أتوكؤا و تظمؤا بطه و ينشؤا بالزخرف و ينبؤا بالقيامة ) فذكر في كل من هذا المواضع خمسة أوجه إبدال الهمزة مدا فواوا علي الرسم مع السكون المجرد و الروم و الإشمام ثم تسهيل الهمزة بالروم
قال الناظم
كذاك يروي في وقوف إن امرؤ ... و في لؤلؤ ذي الرفع كيف تنزلا
و همزته الأولي بمد تبادلت ... كذي الجر لكن فيه الإشمام أهملا
الشرح
يعني أن قوله تعالي (إن امرؤا ) بالنساء فيه الأوجه التي تقدمت في ( تفتؤا ) و بابه فتبدل همزته مدا يعني واوا ساكنة فمضمومة علي الرسم ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا ثم رومها و إشمامها ثم تسهيل الهمزة مع الروم و كذا يقال في ( لؤلؤ) كيف وقف مرفوعا و همزته الأولي من الساكن الأصلي فتبدل مدا أما المجرور فلا إشمام فيه و تقدم ما فيه و الله أعلم
قال الناظم
و في أحرف وجهان مع عشرة أتت ... فخمس كما في من يشاء تأصلا
و سبع بواو ثلثا مسكنا و كذا ... مشما و رم عند قصرك خصلا
جزاؤ قبيل الظالمين و إنما ... جزاؤهما عند العقود تنزلا
و حرف بطه الحشر شوري مع الزمر ... و أنباء في الأنعام مع ظلة تلا
و مع شركا شوري الذي بعد فيكم ... كذا شفعا روم نشا هود و البلا
بذبح دخان مع دعاء بغافر ... و فيها و تحت الرعد قل ضعفا ألا
كذا علما في ظلة مع فاطر ... و قل برآ و الهمز لأول سهلا
الشرح(1/17)
تقدم أن الهمز المضموم المتطرف بعد ألف فيه ثلاثة الإبدال و التسهيل مع المد و القصر و أخرج من ذلك قوله تعالي ( و ذلك جزاؤا الظالمين فطوعت و إنما جزاؤا الذين يحابون بالعقود و جزؤا من تزكي بطه و جزاؤا الظالمين بالحشر و جزاؤا سيئة بالشورى و جزاؤا المحسنين بالزمر و أنباؤا ماكانوا بالأنعام و الشعراء و أم لهم شركاؤا بالشورى و فيكم شركاؤا بالأنعام و شفعاؤا بالروم و نشاؤا إنك بهود و البلاؤا المبين بالصافات و بلاؤا مببن بالدخان و دعاؤا الكافرين بغافر و الضعفاؤا بها و بإبراهيم و علماؤا بني الشعراء و العلماؤا بفاطر و برءاؤا بالامتحان ) فذكر في كل من هذه المواضع اثنا عشر وجها خمسة القياس المتقدمة و زاد عليها سبعة علي الرسم و هي إبدال الهمزة واوا مع المد و التوسط و القصر مع السكون المجرد و الإشمام علي الثلاثة و الروم مع القصر و الهمزة الأولى في( برءاؤا )مسهلة علي القياس
قال الناظم
و إن أولياؤه سهلن واو أبدلن ... لمضمومة و المد و القصر في كلا
و في كلها تأتي ثلاثة هائه ... و كل جري قل مع ثلاثة أولا
الشرح
يعني أن قوله تعالي (إن أولياؤه )بالأنفال فيه ستة و ثلاثون وجها تسهيل المضمومة و إبدالها واوا مع المد و القصر فيهما علي كل من هذه الأربعة إسكان الهاء و رومها و إشمامها لهذه اثنا عشر وجها تأتي علي كل من النقل و السكت و تركهما في المفصول
قال الناظم
و من نبأ الأنعام بالمد أولا ... فمكسور يا اسكن رم و بالروم سهلا
الشرح
حاصله كل همز متطرف مكسور بعد فتحة فيه وجهان إبداله مدا و تسهيله مع الروم و أخرج من ذلك قوله تعالي ( من نبائ المرسلين ) بالأنعام فذكر فيه أربعة هذان الوجهان و وجهان علي إبداله ياء مكسورة اتباعا للرسم و هما الإسكان المجرد و روم كسرتها
قال الناظم
لكل امرئ مع شاطئ الواد مثله ... و تلقاء نفسي قل بتسع تجملا
فخمس قياس ثم أربعة بيا ... بالإسكان ثلث رم مع القصر عولا(1/18)
كحرفي لقا في رومه مع من ورا ... بشوري و في آناء طه الذي علا
و مع أوجه المفصول تأتي جميعها ... بسبع تلي عشرين وجها مجملا
و إيتاء نحل عند تحقيق أول ... و تسهيله تسع و تسع تكملا
الشرح
الهاء في مثله (لنبائ المرسلين ) يعني أن قوله تعالي ( لكل امرئ و من شاطئ الواد ) يقال فيهما ما قيل فيه فيأتي إبدال همزتهما مدا يعني ياء ساكنة مكسورة ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا ثم روم كسرتها ثم تسهل الهمزة مع الروم و كذا كل همز متطرف مكسور بعد كسرة و قوله ( وتلقائ) الخ تقدم أن الهمز المتطرف المكسور بعد ألف فيه خمسة أوجه ثلاثة الإبدال و التسهيل مع المد و القصر و أخرج من ذلك قوله تعالي ( من تلقائ بيونس و لقائ ربهم و لقائ الآخرة بالروم و من ورائ حجاب بالشوري و من آنائ الليل بطه و إيتائ ذي القربي بالنحل ) فذكر في كل من هذه المواضع الستة تسعة أوجه خمسة علي القياس المتقدمة و يزاد عليها أربعة علي الرسم و هي إبدال الهمزة ياء مع المد و التوسط و القصر مع السكون المجرد في الثلاثة ثم روم كسرتها مع القصر و في قوله تعالي ( و من آنائ ) تأتي هذه التسعة علي كل من النقل و السكت و تركهما فهذه سبعة وعشرون وجها حاصلة من ضرب ثلاثة في تسعة و في قوله تعالي ( و ايتائ ) تأتي التسعة أيضا علي كل من تحقيق الأولى و تسهيلها فهذه ثمانية عشر وجها و هذا آخر الكلام علي التحقيق الرسمي
تنبيهات :(1/19)
قوله تعالي ( قل بئسما ) رسم مقطوعا و موصولا فإن وقفت علي (بئس )فالإبدال و إن وقفت علي (ما) فالتحقيق و الإبدال أما ما رسم موصولا و هو موضعان (بئسما اشتروا و بئسما خلفتموني )فالوقف فيه علي ما لكل القراء و الإبدال متعين لحمزة و ما رسم مقطوعا هو ما عدا ذلك فإن وقفت علي ( بئس ) فالإبدال و إن وقفت علي (ما) فالتحقيق و أما قوله (كأنما) فالوقف فيه علي (ما) لاتصاله و فيه لحمزة التحقيق و التسهيل لتوسطها بزائد و قوله تعالي ( فتيلا أينما ) بالنساء ورسم مقطوعا و مفصولا فإن وقف علي (أين ) أو علي ( ما) لك ثلاثة المفصول علي كلتا الحالتين و مثله (ثمنا قليلا إنما) بالنحل و قوله تعالي (و اعلموا أنما غنمتم) فيه من الطيبة التحقيق بلا سكت و به و النقل و الإدغام سواء وقفت علي (أن) أو علي (ما) لأنه رسم مقطوعا و موصولا
قال الناظم
و الآن إن تنقله مبدلا أمددا ... و قصر و عند السكت فامدد مطولا
و تسهليه يأتي بنقل و سكتة ... و ميم بحال النقل فاقصر و طولا
الشرح
يعني أن قوله تعالي ( الآن ) في موضعي يونس فيه خمسة أوجه ثلاثة مع الإبدال النقل مع المد اعتدادا بالأصل و مع القصر اعتدادا بالحركة العارضة و السكت مع المد و وجهان مع التسهيل النقل و السكت و أن قوله تعالي ( الم أحسب ) فاتحة العنكبوت فيه وجهان مع النقل و هما المد اعتدادا بالعارض بالأصل و القصر اعتداد بالحركة العارضة و لا قصر مع عدم النقل كما هو معلوم
قال الناظم
و في قل ءأنتم عند نقلك أولا ... ففي الثاني لا تحقيق و الخمس أعملا
الشرح
يعني قوله تعالي (قل ءأنتم ) فيه خمسة أوجه تحقيق الأولي بلا سكت و به مع وجهي الثانية فيهما ثم النقل في الأولي مع تسهيل الثانية فقط
قال الناظم
و بالعشر في قل أؤنبكم فقف ... لثالثه سهل و باليا فأبدلا
و هذين قل إن كنت حققت ثانيا ... كذا إن تسهله بسكت كذا بلا
و تحقيق ثان دع بوجهي أخيرة ... بنقل و في ذي الحج لا منع يا فلا(1/20)
فوجهان مع عشر به و هشامهم ... يوافقه فيما تطرف مسهلا
و عنه جزا كهف كشوري و قد مضي ... و عن حمزة فامدد و اقصر مسهلا
الشرح
يعني أن قوله تعالي ( قل أؤنبكم )بآل عمران فيه عشرة أوجه تسهيل الهمزة الثالثة بين بين و إبدالها ياء علي كل من تحقيق الثانية و تسهيلها بين بين فهذه أربعة تأتي علي كل من تحقيق الأولى بلا سكت و به بثمانية ثم النقل في الأولي مع تسهيل الثانية و الثالثة و إبدالها ياء و يمتنع تحقيق الثانية مع وجهي الثالثة علي وجه النقل و لا يمتنع في قوله تعالي ( قل أفأنبئكم )بالحج للفصل بين الأولي و الثانية بالفاء فيكون فيه اثنا عشر وجها أربعة الثانية و الثالثة علي كل من النقل و السكت و تركهما
مسألة :
(جميعا أفأنت) فيه ستة أوجه النقل و السكت و تركهما في الأولي مع وجهي الثانية و مثله ( مدحورا أفأصفاكم ) و نحوه
تذييل :
قوله تعالي (قال ءأقررتم ) و نحوه فيه من الطيبة ثلاثة أوجه تحقيق الهمزتين ثم تسهيل الثانية ثم تسهيلهما و في قوله تعالي ( فيقول ءأنتم ) فيه و نحوه ثلاثة أيضا تحقيقهما ثم تسهيل الثانية ثم إبدال الأولي واوا مع تسهيل الثانية و قوله تعالي ( ليقولوا أهؤلاء ) فيه و نحوه سبعة و أربعون وجها الثلاثة عشر في (هؤلاء )علي كل من تحقيق الأولى بلا سكت و النقل و الإدغام بتسعة و ثلاثين وجها ثم السكت مع ثمانية تسهيل المضمومة و قس علي هذا و الله و يتولي هداك(1/21)
و قوله و هشامهم الخ يعني أن هشاما يوافق حمزة في الهمز المتطرف في جميع الباب و هذا معني قول الشاطبي رضي الله عنه ( ومثله يقول هشام ) الخ فإذا وقفت علي نحو ( رئاء الناس و برءاؤا و بالبأساء ) حققت الهمز الأولي و أجريت المتطرف مجراه و يأتي له في قوله تعالي ( جزاؤا الحسني ) في الكهف اثنا عشر وجها خمسة القياس و سبعة علي رسمه بالواو و قد تقدمت في نحو (أم لهم شركاؤا و جزاؤا بالشوري ) وأما حمزة فيقف عليه بالتسهيل بين بين مع المد و القصر لأنه يقرؤه بالنصب مع التنوين و يأتي لهشام أيضا و في ( و مكر السئ) ما يأتي في نحو ( لكل امرئ ) و ليس لحمزة فيه إلا الإبدال مدا لأنه يقرأه بإسكان الهمزة
قال الناظم
و إن حرف مد قبل همز مسهل ... ففي مده كل علي أصله تلا
الشرح
أي إذا أتي حرف مد عن قبل همز مسهل بين بين في نحو ( سواء و السواء) فكل من حمزة و هشام علي مذهبه في مده فيمد حمزة مد طويلا و يمد هشام مدا متوسطا و لم يختلفوا في باقي الأوجه
و هذا ما انتهت إليه الهمة و فيه كفاية من قصير الباع و عديم الاطلاع لكنه يقول كما قال القائل ( حمدت الله ربي إذ هداني لما أدركت مع عجزي و ضعفي فمن لي بالخطأ فأرد عنه و من لي بالقبول و لو بحرف و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
قال الناظم
و تم بعون الله نظمي حسبما ... تلقيته عذبا فراتا و سلسلا
الشرح
و العذب الماء الحلو و الفرات الصادق في الحلاوة و السلسل السهل الدخول في الحلق يرد أنه ما تضمنه هذا النظم من الأوجه في غاية من التحرير و التهذيب ليس فيها شاذ و لا ضعيف و لا مقول فيه من قبل الرأي بل كل شاف كاف ثم ذكر من تلقي عنه بقوله
قال الناظم
عن الكوكب الدري التهامي شيخنا ... أستاذنا أعني الرضى أحمد الملا
الشرح(1/22)
هو خاتمة المحققين و محرر كتاب رب العالمين و محيي سنة سيد المرسلين العلم الأكبر و الكوكب الأزهر شهاب الملة و الدين السيد أحمد الدري الشهير بالتهامي المالكي مذهبا الشاذلي مشربا الأزهري مقرا أوجب الله له رضوانه الأكبر و جزاه عن المسلمين الجزاء الأوفر و حشرنا و إياه و والدينا و أحبتنا في زمرة صاحب الشفاعة و الكوثر و أدرجنا تحت لوائه المعقود مع الآمنين يوم الفزع الأكبر و تصدق علينا بدوام النظر إلي وجهه الكريم في داره بسلام بجاه سيد الأنام
قال الناظم
وأحمد ربي مع صلاتي مسلما ... علي المصطفي النور المبين و من تلا
الشرح
ختم كلامه بالحمد لله عز وجل علي تمام المقصود و لأنه آخر دعوى المؤمنين في الجنة و( و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) ثم تمم بالصلاة و السلام علي النبي صلي الله عليه و سلم إدمانا لحقه و تعظيما لشأنه و إجلال لجنابه الشريف و مقامه المنيف و لأنه الوسيلة العظمي في خيري الدنيا و الآخرة به هديت القلوب و ظهرت سرائر الغيوب و لولاه لم يظفر طالب بمطلوب و المصطفي المختار قال صلي الله عليه و سلم (إن الله اصطفي كنانة من ولد إسماعيل و اصطفي قريشا من كنانة و اصطفي من قريش بني هاشم و اصطفاني من بني هاشم فأنا خيار من خيار من خيار ) قوله النور المبين قد ورد أن ذات النبي صلي الله عليه و سلم كانت نورا حتى أنه لا يظهر له ظل في الشمس و عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( بينما أنا أخيط ثوبا في السحر فوقعت الإبرة مني و انطفأ المصباح إذ دخل رسول الله صلي الله عليه و سلم فالتقطت الإبرة من نور وجه فقلت يا رسول الله ما أبهى وجهك و ما أنور طلعتك فقال يا عائشة الويل كل الويل لمن لم يرني يوم القيامة فقلت و من ذا الذي لم يرك يوم القيامة فقال البخيل فقلت و من البخيل فقال الذي ذكرت عنده فلم يصل علي ) وقوله و من تلا أي تبع النبي صلي الله عليه و سلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين(1/23)
قال : مؤلف هذا الشرح محمد المتولي الشافعي الأزهري فرغت من تسويده يوم الأربعاء خامس صفر سنة ألف و مائتين و أربعة و سبعين من هجرة صاحب المجد و الشرف و الكرم سيدنا و نبينا محمد أشرف العرب و العجم صلي الله عليه و علي آله و أصحابه و التابعين
توضيح المقام في الوقف علي الهمز لحمزة و هشام
حمدت إلهي مع صلاتي مسلما ... علي من به فجر الهدي لاح و انجلا
وآل و أصحاب و بعد فذا الذي ... لحمزة يروي مع هشام و يجتلا
لدي وقف مهموز علي ما أقره ... بحرز الأماني الشاطبي و عولا
فدونك توضيحا لما في كلامه ... لتعرف ما في الباب معني مفصلا
يسهل عند الوقف حمزة همزه ... توسط أو قد كان طرف بلا
فأبدله مدا إن يسكن أصالة ... كنؤمن من فادارأتم الذئب مثلا
و كالملك ائتوني و فأتوا الذي اؤتمن ... كذلك ما في الوقف سكن كالملا
و إن يتحرك عن سكون كتجئروا ... و كالمرء دفء ملء و الخبء فانقلا
و بالروم في ذي الكسر و الضم عنه قف ... و اشمم لمضموم و الإسكان أصلا
إسكان بين المرء يأتي و رومه ... ودفء به الإشمام نرويه مع كلا
و لكنه مهما توسط عن ألف ... فسهل و فيه المد فالقصر أعملا
أولئك و اللائي أضاءت و هاؤم ... جزاء عطاء مع حدائق قبائلا
و إن يتطرف مثله أبدل و ثلثا ... و زد ما سوي المفتوح روما مسهلا
و حينئذ فالمد و القصر جائز ... فخمس بحال الضم و الكسر تجتلا
أضاء الجلاء مع جاء شاء انفتاحه ... و ذو الضم منه الماء مكسورة أولا
واو و ياء زيدتا قبل أدغمن ... و ذا بعد إبدال له متمثلا
قروء هنيئا مع مريئا خطيئة ... برئ ودريء النسيء مثقلا
قروء بإسكان رم و خذ معهما لدي ... سئ و دريء بالإشمام تحفلا
و ادغم أو انقل حيثما قد تأصلا ... كهيئة شئ سئ سيئت تفئ ألا
و جئ بيئس السوء المسئ تبو تنو ... يضئ سوءة الموءودة السوء موئلا
واسكن و رم ذا الكسر و الضم و اشمما ... بضم ففي المكسور أربعة حلا
و ست بحال الضم و الأمر ظاهر ... و ذو الفتح بعد الكسر ياء تبدلا
و ذو الفتح بعد الضم يبدل واوه ... كننشئكم فؤادك ذاك موجلا(1/24)
و منفتح من بعد فتح مسهل ... كذي الكسر بعد الكسر أو فتح اجعلا
كذي الضم بعد الضم أو بعد فتحة ... مسائل خمس كن لهن ممثلا
بأنبأهم من بعد بارئكم كذا ... بئيس و رءوس ثم يذرؤكم حلا
و ذو الضم بعد الكسر سهل و يا أبدلن ... و سهل أو أبدل واوا العكس تمثلا
مثالهما يستهزئون لأول وقل ... سئلوا للثاني مع سئل انجلا
و قد رسموا بالوصل يومئذ كذا ... ك حينئذ مع يا بنئوم فسهلا
ووجهان فيما كان وسطا بزائد ... فحقق و يا أبدل همز نحو لأعدلا
كذا لأبيه مع لآدم لأهله ... بأيدي بآيات بأيمانهم علا
و حقق و سهل في لأنتم أأنتم ... سآوي فأنتم مع و أنتم و أنزلا
كأن كأي مع كألف لامه ... بإذني ءأفكا مع أئنا أؤنزلا
و حقق و سهل ثم أبدل بيائه ... بنحو لأولاهم لأخراهم تلا
و في نحو هاأنتم و في نحو يا أولي ... فمد و حقق مد و اقصر مسهلا
و مدا و قصرا دع و عكسا مسهلا ... لكل من الهمزتين في وقف هؤلا
و في اللام للتعريف فانقل كذا اسكتن ... لدي ساكت فيها و عن غيره انقلا
و يستمع الآن أمنعن سكوته ... و في الأرض لا تمدد مع النقل و أشملا
نعم جوزوا الوجهين في غير ذكرنا ... كبح لان منها فاسمع القول ما حلا
و في ذي انفصال إن أتي بعد ساكن ... سوي حرف مد نحو قل إن خلوا إلي
فبالنقل ثم السكت قف عند ساكت ... و عن غيره نقل فتحقيق أعملا
و لا وقف في ميم الجميع بنقله ... بل الوقف حكم الوصل فيما تنقلا
و رئيا بإظهار و إدغامه رووا ... كذلك تؤوي ثم رؤيا فحصلا
و أنبئهم و نبئهم اضمم لهائه ... علي الأصل أو فاكسر لها قبل مبدلا
و ما بعد تحريك تحرك لا بفتـ ... ـحة طرفا فالبعض رام مسهلا
كتفتؤ لكل امرئ و لا تشممن و لا ... ترومن فيما كان مدا تبدلا
و قد ورد التسهيل كالرسم فاحذفن ... بضم كمستهزون مالون مسجلا
و قد مر تسهيل و إبداله بيا ... ثلاث بهذا الباب صحت تنقلا
و خاطين مستهزين فاحذف و متكيـ ... ـن خاسين الصابين روس سهلا
و من بعد شين النشأة الألف اثبتن ... و سين أتي في يسألون عن اعتلا
فبالحذف و الإثبات يوقف فيهما ... و لا بد من نقل لديه لما خلا(1/25)
و هزوا و كفوا بواو قف مسكنا ... لزاي و فاء أو بنقلك في كلا
و تفتؤا بعد أبدلن أو بواوه ... وأسكن ورمها اشمم و رم مسهلا
كيبدؤ و يعبؤ مع يدرؤ الملا ... ثلاث بنمل مع قد أفلح أولا
كذا يتفيؤ مع نبأ بتغابن ... و صاد و إبراهيم لا التوبة اعتلا
كذا أتوكؤ ثم تظمؤ بعده ... ينشؤ أيضا مع ينبؤ حرف لا
كذاك يروي في وقوف إن امرؤ ... و في لؤلؤ ذي الرفع كيف تنزلا
و همزته الأولي بمد تبادلت ... كذي الجر لكن فيه الإشمام أهملا
و في أحرف وجهان مع عشرة أتت ... فخمس كما في من يشاء تأصلا
و سبع بواو ثلثا مسكنا و كذا ... مشما و رم عند قصرك خصلا
جزاؤ قبيل الظالمين و إنما ... جزاؤهما عند العقود تنزلا
و حرف بطه الحشر شوري مع الزمر ... و أنباء في الأنعام مع ظلة تلا
و مع شركا شوري الذي بعد فيكم ... كذا شفعا روم نشا هود و البلا
بذبح دخان مع دعاء بغافر ... و فيها و تحت الرعد قل ضعفا ألا
كذا علما في ظلة مع فاطر ... و قل برآ و الهمز لأول سهلا
و إن أولياؤه سهلن واو أبدلن ... لمضمومة و المد و القصر في كلا
و في كلها تأتي ثلاثة هائه ... و كل جري قل مع ثلاثة أولا
و من نبأ الأنعام بالمد أولا ... فمكسور يا اسكن رم و بالروم سهلا
لكل امرئ مع شاطئ الواد مثله ... و تلقاء نفسي قل بتسع تجملا
فخمس قياس ثم أربعة بيا ... بالإسكان ثلث رم مع القصر عولا
كحرفي لقا في رومه مع من ورا ... بشوري و في آناء طه الذي علا
و مع أوجه المفصول تأتي جميعها ... بسبع تلي عشرين وجها مجملا
و إيتاء نحل عند تحقيق أول ... و تسهيله تسع و تسع تكملا
و الآن إن تنقله مبدلا أمددا ... و قصر و عند السكت فامدد مطولا
و تسهليه يأتي بنقل و سكتة ... و ميم بحال النقل فاقصر و طولا
و في قل ءأنتم عند نقلك أولا ... ففي الثاني لا تحقيق و الخمس أعملا
و بالعشر في قل أؤنبكم فقف ... لثالثه سهل و باليا فأبدلا
و هذين قل إن كنت حققت ثانيا ... كذا إن تسهله بسكت كذا بلا
و تحقيق ثان دع بوجهي أخيرة ... بنقل و في ذي الحج لا منع يا فلا
فوجهان مع عشر به و هشامهم ... يوافقه فيما تطرف مسهلا(1/26)
و عنه جزا كهف كشوري و قد مضي ... و عن حمزة فامدد و اقصر مسهلا
و إن حرف مد قبل همز مسهل ... ففي مده كل علي أصله تلا
و تم بعون الله نظمي حسبما ... تلقيته عذبا فراتا و سلسلا
عن الكوكب الدري التهامي شيخنا ... أستاذنا أعني الرضى أحمد الملا
وأحمد ربي مع صلاتي مسلما ... علي المصطفي النور المبين و من تلا(1/27)