فضل قراءة القرآن الكريم وحفظه
?? قال الله تعالى: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ لصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ? {الإسراء 9}
? وقال سبحانه :?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً? {الإسراء 82}
? وقال سبحانه : ? إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ? {فاطر 29}
? عن أَبي أُمامَةَ رضي اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : « اقْرَؤُا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ » رواه مسلم.
? وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : «يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا » رواه مسلم.
? وعن عثمانَ بن عفانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ» رواه البخاري.
? وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالتْ : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران » متفقٌ عليه.(1/1)
? وعن أَبي موسى الأشْعريِّ رضي اللَّه عنهُ قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مثَلُ المؤمنِ الَّذِي يقْرَأُ القرآنَ مثلُ الأُتْرُجَّةِ : ريحهَا طَيِّبٌ وطَعمُهَا حلْوٌ ، ومثَلُ المؤمنِ الَّذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمثَلِ التَّمرةِ : لا رِيح لهَا وطعْمُهَا حلْوٌ ، ومثَلُ المُنَافِق الذي يَقْرَأُ القرْآنَ كَمثَلِ الرِّيحانَةِ : رِيحها طَيّبٌ وطَعْمُهَا مرُّ ، ومَثَلُ المُنَافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القرآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَها رِيحٌ وَطَعمُهَا مُرٌّ » متفقٌ عليه.
? وعن عمرَ بن الخطابِ رضي اللَّه عنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين » رواه مسلم.
? وعنِ ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لا حَسَدَ إلاُّ في اثنَتَيْن : رجُلٌ آتَاهُ اللَّه القُرآنَ ، فهوَ يقومُ بِهِ آناءَ اللَّيلِ وآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرجُلٌ آتَاهُ اللَّه مالا ، فهُو يُنْفِقهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النهارِ » متفقٌ عليه.
« والآناءُ » : السَّاعاتُ.
? وعنِ البُراء بنِ عَازِبٍ رضيَ اللَّه عَنهما قال : كَانَ رَجلٌ يَقْرَأُ سورةَ الكَهْفِ ، وَعِنْدَه فَرسٌ مَربوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّته سَحَابَةٌ فَجَعَلَت تَدنو ، وجعلَ فَرسُه ينْفِر مِنها . فَلَمَّا أَصبح أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . فَذَكَرَ له ذلكَ فقال : « تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلتْ للقُرآنِ » متفقٌ عليه .
« الشَّطَنُ » بفتحِ الشينِ المعجمةِ والطاء المهملة : الْحَبْلُ.(1/2)
? وعن ابن مسعودٍ رضيَ اللَّه عنهُ قالَ : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول : الم حَرفٌ ، وَلكِن : أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ ، ومِيَمٌ حرْفٌ » رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
? وعنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللَّه عنهما قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «إنَّ الَّذي لَيس في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ » رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
? وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بن العاصِ رضي اللَّه عَنهما عنِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « يُقَالُ لِصاحبِ الْقُرَآنِ : اقْرأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ منْزِلَتَكَ عِنْد آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا » رواه أبو داود ، والترْمذي وقال : حديث حسن صحيح.
(الأحاديث مأخوذة من كتاب رياض الصالحين، كتاب الفضائل، باب فضل قراءة القرآن)
علم التجويد
تعريفه
فائدته
كيفية أخذه
حكمه
?تعريفه
لغة : التحسين والإتقان.
اصطلاحا : هو العلم الذي يبين الأحكام والقواعد التي يجب الالتزام بها عند تلاوة القرآن طبقا لما تلقاه المسلمون عن رسول الله ?، وذلك بإعطاء كل حرف حقه مخرجا وصفة وحركة، من غير تكلف ولا تعسف.
?فائدته
صون اللسان عن الخطأ واللحن في كلام الله سبحانه وتعالى.
طريقة أخذ علم التجويد
1. أن يستمع المتعلم لقراءة شيخه، وهذه طريقة المتقدمين.
2. أن يقرأ الطالب أمام شيخه وهو يصححه.
والأفضل الجمع بين الطريقتين.
ولينتبه طالب العلم أن هذا العلم لا يُتعلم من الكتب. بل لا بد من الرجوع إلى المتقنين من علماء التجويد، فثمة دقائق وأحكام لا تُدرك إلا بالسماع المباشر والمشافهة.(1/3)
كما أن على طالب هذا العلم أن يُكثر من الاستماع إلى أشرطة المتقنين من القراء المعروفين. وهذا لا يغني أبدا عن الجلوس بين يدي المشايخ بل هو مكمل له.
?حكمه
اختلف أهل العلم في حكم تعلم التجويد وحكم تطبيقه على قولين:
القول الأول : أن تجويد القرآن ومراعاة قواعده سنة وأدب من آداب التلاوة يستحسن الالتزام به عند تلاوة القرآن دون تكلف، ولكن ذلك ليس واجبا. وهذا قول الفقهاء.
القول الثاني : تعلم التجويد فرض كفاية أما القراءة به فواجب على كل مسلم ومسلمة. وهذا قول معظم علماء التجويد.
علماء التجويد
يرى أكثر علماء التجويد أن تعلم التجويد فرض كفاية على المسلمين ، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وإن لم يقم به أحد أثموا جميعا.
أما العمل به، أي تطبيق أحكام التجويد أثناء القراءة، ففرض عين على كل مكلَّف حتى وإن لم يعرف هذه الأحكام نظريا.
يقول الشيخ شمس الدين محمد بن الجزري في متنه :
وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لازِمُ
مَنْ لَمْ يُجَوِّدِ الْقُرَآنَ آثِمُ
لأَنَّهُ بِهِ الإِلَهُ أَنْزَلاَ
وَهَكَذَا مِنْهُ إِلَئئيْنَا وَصَلاَ
وَهُوَ أَيْضًا حِلَْيةُ التِّلاَوَة
وَزِيْنَةُ الأَدَاءِ وَالْقِرَاءَةِ
وَهُوَ إِعْطَاءُ الْحُرُوفِ حَقَّهَا
مِنْ صِفَةٍ لَهَا وَمُستَحَقَّهَا
وَرَدُّ كُلِّ وَاحِدٍ لأَصْلِهِ
وَاللَّفْظُ فِي نَظِيْرِهِ كَمِثْلهِ
مُكَمِّلاً مِنْ غَيْرِ مَا تَكَلُّفِ
بِاللُّطْفِ فِي النُّطْقِ بِاَ تَعَسُّفِ
وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ
إِلاَّ رِيَاضَةُ امْرِئٍ بِفَكِّهِ
تنبيه (ذكره الشيخ أبو محمد المطيري في ملتقى أهل الحديث):
البيت الأول لابن الجزري رحمه الله له رواية أخرى صحيحة وهي
َالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لازِم
مَنْ لَمْ يُصَحّحِ الْقُرَآنَ آثِمُ(1/4)
بدلا من : يجوّد . وعلى هذه الرواية – الثابتة – فلا دليل على أن ابن الجزري رحمه الله يقول بوجوب التجويد. وعلى هذه الرواية طبعت الجزرية في طبعة اعتنى بها : الشيخ محمد الزعبي أخذا من نسخة صحيحة لبعض تلاميذ المصنف الثقات.
ثم يقول : وخلاصة القول أن التجويد ليس بواجب الوجوب الشرعي ولكن منه ما قد يكون واجبا كتعلم ما يميز الحروف عن بعضها بتعلم صفات الحروف أو بتعلم النطق الصحيح بها ،لأن فن التجويد يشتمل على أحكام كثيرة ليست على مرتبة واحدة في أهمية الإتيان بها.
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
يقول الشيخ بن عثيمين :" والتَّجويدُ مِن بابِ تحسين الصَّوتِ بالقرآنِ، وليس بواجبٍ، إنْ قرأَ به الإِنسانُ لتحسينِ صوتِه فهذا حَسَنٌ، وإنْ لم يقرأْ به فلا حَرَجَ عليه ولم يفته شيءٌ يأثم بتركِهِ، بل إنَّ شيخَ الإِسلامِ ذمَّ أولئك القومَ الذين يعتنون باللَّفظِ، ورُبَّما يكرِّرونَ الكلمةَ مرَّتين أو ثلاثاً مِن أجل أن ينطِقُوا بها على قواعد التَّجويدِ، ويَغْفُلُونَ عن المعنى وتدبُّرِ القرآنِ. ".الشرح الممتع على زاد المستنقع - الجزء الرابع
وسئل فضيلته :
ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به ؟ وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم من الوقوف بالتاء في نحة ( الصلاة - الزكاة ) ؟
فأجاب قائلا : لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد ، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة ، وباب التحسين غير باب الإلزام ، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كانت مداً قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . يمد ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم .
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي .(1/5)
ولو قيل : بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم ، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى : طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث ، وكتب أهل العلم ، وتعليمك ، ومواعظك .
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب .
وقد أطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول حكم التجويد قال فيه ص 50 مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى : " ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه ، وترقيمها ، وتفخيمها ، وإمالتها ، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه ، وكذلك شغل النطق بـ " أأنذرتهم " وضم الميم من " عليهم " ووصلها بالواو وكسر الهاء ، أو وضمها ونحو ذلك ، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " .ا.هـ.
وأما ما سمعتم من أني أقف بالتاء في نحو " الصلاة - والزكاة " فغير صحيح بل أقف في هذا وأمثاله على الهاء .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
س: هل التجويد بالقرآن في الصلاة واجب أم لا مع الدليل؟
ج: أمر الله جل وعلا بترتيل القرآن الكريم وإعطاء كل حرف حقه فقال تعالى: ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً? وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن الكريم أن قراءته كانت ترتيلاً لا هذا ولا عجلة، بل قراءة مفسرة حرفاً حرفاً، وكان يقطع قراءته آية آية، وكان يمد عند حروف المد فيمد (الرحمن) ويمد (الرحيم) وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .(1/6)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
إمامة ضعيف القراءة والتجويد
س : أفيدكم أنني إمام مسجد في إحدى ضواحي الرياض ، والمشكلة أنني ضعيف التجويد في القراءة وكثير الخطأ ، وأنا أحفظ من القرآن ثلاثة أجزاء مع بعض الآيات في بعض السور ، وأنا خائف على ذمتي ، فأرجو إفادتي هل أستمر في الإمامة أم أستقيل؟
ج : عليك أن تجتهد في حفظ ما تيسر من القرآن وتجويده وأبشر بالخير والإعانة من الله عز وجل إذا صلحت نيتك وبذلت الوسع في ذلك؛ لقول الله سبحانه : ?وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا? وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» ولا ننصحك بالاستقالة بل نوصيك بالاجتهاد الدائم والصبر والمصابرة حتى تنجح في تجويد كتاب الله وفي حفظه كله أو ما تيسر منه وفقك الله ويسر أمرك .
كتاب الدعوة، الجزء الأول، ص56.
الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها(1/7)
قال ابن القيم رحمه الله: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم قال أبو الفرج بن الجوزي قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس وقال محمد بن قتيبة في مشكل القرآن وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا ورأوه(1/8)
عند قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين بل كانت سهلة رسلة وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله فما أترك من قراءته قال الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب وسأله عبدالله ابنه عنها فقال أكره الكسر الشديد والإضجاع وقال في موضع آخر إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به وسأله الحسن بن محمد بن الحارث أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة قال أكرهه أشد كراهة إنما هي قراءة محدثة وكرهها شديدا حتى غضب وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال أكرهها أشد الكراهة قيل له ما تكره منها قال هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال كرهها ابن إدريس وأراه قال وعبدالرحمن بن مهدي وقال ما أدري إيش هذه القراءة ثم قال وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب وقال عبد الرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة.
إغاثة اللهفان (1-160)
مراتب القراءة
التحقيق
الحدر
التدوير
ملاحظة
?التحقيق
تلاوة القرآن بتؤدة واطمئنان مع تدبر المعاني ومراعاة مختلف أحكام التجويد وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجا وصفة.
الحدر
الإسراع في القراءة مع مراعاة أحكام التجويد.
التدوير
التوسّط بين التحقيق والحدر.
وهذه الأساليب الثلاثة جائزة وتدخل كلها في صفة الترتيل الواردة في قول الله سبحانه وتعالى : : ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً? (المزمل 4)(1/9)
ملاحظة : بعض العلماء يجعل الترتيل مرتبة مستقلة تأتي بعد مرتبة التحقيق. وتكون القراءة في كلتيهما بتؤدة وطمأنينة مع تدبر القرآن ومعانيه ومراعاة أحكام التجويد. ويفرقون بينهما بجعل مرتبة التحقيق أثناء التعلم حيث يكون المتعلم أكثر تأنيا وأشد حرصا على تحقيق مخارج الحروف وتطبيق مختلف قواعد التجويد. أما الترتيل فهو أسلوب التلاوة الذي يستمر عليه القارئ بعد إتقانه هذا العلم.
اللحن في القراءة
تعريفه
اللحن الجلي
اللحن الخفي
?تعريفه
هو الخطأ والميل عن الصواب في القراءة. وينقسم إلى قسمين : لحن جلي ولحن خفي.
?اللحن الجلي
وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بمعاني القرآن إخلالا ظاهرا. وسمي جلياً لوضوحه وظهوره للقراء والمستمعين. وعلى هذا فإن هذا النوع من اللحن لايجوز شرعا.
قد يكون اللحن الجلي بإبدال حرف مكان آخر كإبدال الطاء دالاً أو نطق الذال زايا أو الثاء سينا.
وقد يكون بتغيير حركات الحروف، كأن يبدل الفتحة كسرة أو السكون حركة. وربما أدى هذا التبديل إلى تغيير معنى الآية، كضم تاء "لست" في قوله تعالى : "لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ" {الغاشية 22} (وهذا خطأ فادح، لتغير معنى الآية تماما).
?اللحن الخفي
وهو خطأ يطرأ على قواعد التجويد وكمال النطق دون الإخلال بالمعنى أو الإعراب. وسمي خفيا لأنه يخفى على عامة الناس ولا يدركه إلا القراء.
ومثله ترك الغنّة والإخلال بأحكام المدود، وتفخيم ما يجب ترقيقه وترقيق ما يجب تفخيمه إلى غير ذلك من الأخطاء التي تخالف عرف القراءة الصحيحة.
C
علم القراءات
رواية حفص عن عاصم
الأحرف السبعة
علم القراءات
القراءات المشهورة
القراءات الصحيحة والقراءات الشاذة
رواية حفص عن عاصم
???الأحرف السبعة
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ". متفق عليه.(1/10)
وعن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار قال فأتاه جبريل عليه السلام فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا. رواه مسلم
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلم فلببته فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله فقلت له كذبت فوالله إن رسول الله لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك فانطلقت به إلى رسول الله أقوده فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وإنك أقرأتني سورة الفرقان فقال يا هشام اقرأها فقرأها القراءة التي سمعته فقال رسول الله هكذا أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأتها التي أقرأنيها فقال رسول الله هكذا أنزلت ثم قال رسول الله إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه. متفق عليه
اختلف العلماء في تحديد معنى الأحرف السبع على عدة أقوال أشهرها :
القول الأول : أن الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات قبائل العرب الفصيحة كلغة قريش ولغة هذيل ولغة هوازن وغيرها. وذلك مراعاةً لما بين هذه اللغات من الفوارق. وهذا القول هو اختيار القاسم بن سلاَّم وابن عطية وآخرون ، قال ابن الجزري : وأكثر العلماء على أنها لغات .(1/11)
القول الثاني : أن الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من المعاني المتفقة، بألفاظ مختلفة. وإلى هذا القول ذهب أبو الفضل الرازى وابن قتيبة وابن الجزرى وغيرهم. وهذه الأوجه السبعة هي :
- اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث. ومثال ذلك قوله تعالى : ?وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ? {المؤمنون 8} حيث قرئ "لأَمَانَاتِهِمْ" بالإفراد
- اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر، ومن أمثلته: ?فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا ? {سبأ 19} بصيغة الدعاء، وقرئ أيضا "رَبَّنَا بَاعَدَ" فعلا ماضيا.
- اختلاف وجوه الإعراب ومن أمثلته قوله تعالى : ?ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ? {البروج 15} قرئ برفع "الْمَجِيدُ" وجره.
- اختلاف بالنقص والزيادة، ومثله قوله تعالى : ?وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى? {الليل 3} قرئ " الذَّكَرَ وَالْأُنثَى "
- الاختلاف بالتقديم والتأخير. مثل قوله ?فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ? {التوبة 111} قرئ أيضا "فَيُقْتَلونَ ويَقْتُلُون".
- القلب والإبدال : مثل قوله تعالى ?وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا? {البقرة 259} بالزاي قرئ " نُنشِرُُهَا " بالراء.
- اختلاف اللهجات كالفتح والإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام مثل قوله تعالى ?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى? {النازعات 15} قرئ بالفتح والإمالة في "أتى" و"موسى"
وهذان القولان هما أرجح ما قيل في بيان مدلول الأحرف السبعة.والقول الأول أقوى والله أعلم.(1/12)
تنبيه هام : تجدر الإشارة هنا أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المتواترة اليوم. وهذا الإلتباس سببه اتحاد العدد بين الأحرف والقراءات. ولم تُعرف القراءات السبع إلا في القرن الرابع على يد الإمام المقرىء ابن مجاهد الذي جمع قراءات بعض الأئمة القراء، فاتفق أن كان عددها موافقا لعدد الأحرف. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا المعنى " لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة ".
أيضا تجدر الإشارة إلى أن عثمان وبقية الصحابة رضوان الله عليهم جمعوا القرآن على حرف واحد وهو حرف قريش، وأن القراءات المتواترة المشهورة تدخل ضمن هذا الحرف. قال ابن القيم رحمه الله : ومن ذلك : جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه الأمة على حرف واحد من الأحرف السبعة لئلا يكون اختلافهم فيها ذريعة إلى اختلافهم في القرآن ووافقه على ذلك الصحابة رضي الله عنهم. (إغاثة اللهفان وورد نحوه في الطرق الحكمية)
???علم القراءات
مضى الصحابة يتلون القرآن كما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم أثناء صحبتهم له، وذكر الذهبي في كتابه طبقات القراء أن المشتهرين بإقراء القرآن من الصحابة سبعة: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وابن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وقرأ على أبي بن كعب جماعة من الصحابة، منهم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب.
وعن هؤلاء الصحابة الأجلاء وأمثالهم من حملة القرآن رواه بقراءاته التابعون ونصب أعينهم المصحف العثماني، وتقيدوا بما تلقوه شفاهة من الصحابة حرفا حرفا وحركة وسكونا، واشتهر منهم في كل مصر من الأمصار جماعة كانوا يقرئون الناس ويأخذون القراءة عنهم عرضا آية آية وكلمة كلمة وشكلة شكلة، كان منهم:(1/13)
في المدينة: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وابن شهاب الزهري، وعمر بن عبد العزيز.
وفي مكة: مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، وعكرمة.
وفي الكوفة: الأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وعمرو بن شرحبيل وكلهم من تلاميذ ابن مسعود، وأبو عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب وهو أول من أقرأ الناس بالكوفة القراءة التي جمع عثمان الناس عليها، وسعيد بن جبير، والشعبي.
وفي البصرة: الحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة، ويحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
وفي الشام: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي الذي أخذ القراءة عن عثمان، وحليد بن سعيد الذي أخذ القراءة عن أبي الدرداء.
القراءة.. علما
وتكاثر في كل مصر من هذه الأمصار خلفاء هذا الجيل الأول من التابعين، تجردوا للقرآن واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة، وجعلوها علما مثل العلوم الشرعية الأخرى، وصاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم الطلاب لتعلم القرآن وقراءاته، حيث كانت كل جماعة منهم تقرأ القرآن حسبما تلقته من الأسلاف، وتستقر على الوجه الذي تعلمته لا تكاد تتعداه، فاختلفت قراءات الأخلاف باختلاف قراءات الأسلاف من الصحابة لكن ضمن لغة قريش التي كتب بها مصحف عثمان.
وقد اشتهر من هذا الجيل أبو جعفر يزيد بن القعقاع ونافع في المدينة، ومحمد من عبد الرحمن محيص وعبد الله بن كثير في مكة، وعيسى بن عمر الثقفي والحسن البصري وعاصم الحجدري وأبو عمرو بن العلاء في البصرة، وعاصم بن أبي النجود، والأعمش سليمان من مهران، وحمزة، والكسائي في الكوفة، وعبد الله بن عامر.
وفي هذه الفترة، أي منذ القرن الثاني الهجري نهض علماء القراءات يؤلفون كتبا في قراءة كل إمام نابه أو في قراءات الأئمة المختلفين، محاولين ضبط قراءة كل إمام وتمييزها بجميع خصائصها عن غيرها من حيث الإدغام والإمالة والتسهيل والإظهار والإخفاء وغيرها من مصطلحات علم القراءات.(1/14)
وبمرور الوقت تكاثر عدد حملة القراءات القرآنية، وتعددت طرق القراءة، حتى وصلت إلى نحو خمسين قراءة، وأوشك أن يكون ذلك بابا لدخول شيء من الاضطراب على ألسنة القراء، وكان فيهم المتقن المجيد، وكان فيهم غير المتقن الذي قد يعتريه النسيان.
وكان هذا الاختلاف مدعاة إلى أن يتجرد عالم من علماء القراءات ليقابل بين القراءات الكثيرة التي شاعت في العالم الإسلامي، ويستخلص فيها للأمة القراءات الصحيحة المتواترة حتى لا يتفاقم الأمر ويلتبس الباطل بالحق، وتصبح قراءة القرآن فوضى، لكل إنسان أن يقرأ حسب معرفته بدون بصر تام بوجوه القراءة وأصولها وقد نهض بهذا العبء الكبير ابن مجاهد، فاختار بعد بحث وموازنة وترجيح سبعة من أئمة القراءات حمل الناس على اتباع طريقتهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
أحمد تمام من موقع إسلام أون لاين www.islamonline.net
أول من جمع هذا العلم في كتاب هو الإمام العظيم أبو عبيد القاسم بن سلام في القرن الثالث الهجري فقد ألف " كتاب القراءات " ، وقيل أن أول من ألف وجمع القراءات هو حفص بن عمر الدوري ، واشتهر في القرن الرابع الهجري الحافظ أبو بكر بن مجاهد البغدادي وهو أول من ألف في القراءات السبعة المشهورة ، وتوفي سنة 324 من الهجرة ، وفي القرن الخامس اشتهر الحافظ الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني مؤلف كتاب ( التيسير) في القراءات السبع والذي صار عمدة القراء وله تصانيف كثيرة في هذا الفن وغيره.
واشتهر في هذا العلم أيضاً الإمام مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني وقد ألف كتبًا لا تعد ولا تحصى في القراءات وعلوم القرآن.
وفي القرن السادس الهجري اشتهر شيخ هذا الفن الذي تسابق العلماء إلى لاميته وانكبوا عليها انكباب الفراش على النور تلك هي الشاطبية التي أسماها " حرز الأماني ووجه التهاني " نظم فيها القراءات السبعة المتواترة في ألف ومائة وثلاثة وسبعين بيتًا (1173).(1/15)
ذاك هو أبو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأندلسي ، توفي سنة 590 من الهجرة ، وبعده ما زالت العلماء في هذا الفن تترى في كل عصر وقرن حاملين لواء القرآن الكريم آخذين بزمام علومه قراءة وتطبيقاً ، صارفين الأعمار لخدمته تصنيفاً وتحقيقاً ، حتى قيض الله عز وجل له إمام المحققين وشيخ المقرئين محمد بن الجزري الشافعي فتتلمذ عليه خلق لا يحصون وألف كتباً كثيرة أشهرها (النشر في القراءات العشر) ونظم في التجويد (المقدمة فيما على قارئه أن يعلمه).
عن موقع نداء الإيمان www.al-eman.com
???القراءات المشهورة
م…أئمة القراءات…رواة القراءات
القراءات السبع المتواترة
1…نافع المدني …قالون
ورش
2…إبن كثير المكى …البَزي
قُنْبل
3…أبو عمرو بن علاء…الدوري
السوسي
4…ابن عامر الدمشقى…هشام
ابن ذكوان
5…عاصم بن أبي النجود الكوفي…شعبة
حفص
6…حمزة بن حبيب الزيات الكوفي…خَلَف
خلاّد
7…الكسائى الكوفي…أبو الحارث
حفص الدوري
القراءات الثلاث المتممة للعشر
8…ابو جعفر المدنى …ابن وردان
ابن جُمَّاز
9…يعقوب البصري…رُوَيس
رَوح
10…خلف بن هشام البزار…إسحاق
إدريس
وكل ما نُسب لإمام من هؤلاء الأئمة العشرة، يسمى (قراءة) وكل ما نُسب للراوي عن الإمام يسمى (رواية) فتقول مثلاً: قراءة عاصم براوية حفص ، وقراءة نافع برواية ورش ، وهكذا.(1/16)
وذكر ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" أن القراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع براوية قالون ، في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي ليبيا. وبرواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان. وقراءة عاصم براوية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، قال - والكلام لـ ابن عاشور -: وبلغني أن قراءة أبي عمرو البصري يُقرأ بها في السودان المجاور لمصر.
عن موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت http://www.islam.gov.kw
???القراءات الصحيحة والقراءات الشاذة
قد قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الصحيحة، والقراءة الشاذة.
أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي:
- أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية.
- أن توافق القراءة رسم مصحف عثمان رضي الله عنه.
- أن تُنقل إلينا نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور.
فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها. وهذا هو قول عامة أهل العلم.
أما القراءة الشاذة فهي كل قراءة اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة المتقدمة.
وهناك قسم من القراءات تُوقف فيه، وهو القراءة التي صح سندها، ووافقت العربية، إلا أنها خالفت الرسم العثماني. ويدخل تحت هذا القسم ما يسمى بـ "القراءات التفسيرية" وهي القراءة التي سيقت على سبيل التفسير، كقراءة سعد بن أبي وقاص قوله تعالى:?وله أخت? (النساء:176) فقد قرأها: (وله أخت من أم) وقراءة ابن عباس قوله تعالى:?وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين? (الكهف:79-80) حيث قرأها: (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً وأما الغلام فكان كافراً).(1/17)
قال العلماء: المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها؛ كقراءة عائشة و حفصة قوله تعالى:?حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى? (البقرة:238) قرأتا: (والصلاة الوسطى صلاة العصر) وقراءة ابن مسعود قوله تعالى:?فاقطعوا أيديهما?(المائدة:38) قرأها: (فاقطعوا أيمانهما) وقراءة جابر قوله تعالى:?فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم? (النور:33) قرأها: (من بعد إكراههن لهن غفور رحيم). فهذه الحروف - القراءات - وما شابهها صارت مفسِّرة للقرآن.
وقد اتفقت كلمة أهل العلم على أن ما وراء القراءات العشر التي جمعها القراء، شاذ غير متواتر، لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصح الصلاة به، والتعبد بتلاوته، إلا أنهم قالوا: يجوز تعلُّمها وتعليمها وتدونيها، وبيان وجهها من جهة اللغة والإعراب.
ملاحظة: إن نسبة القراءات السبعة إلى القراء السبعة إنما هي نسبة اختيار وشهرة، لا رأي وشهوة، بل اتباع للنقل والأثر، وإن القراءات مبنية على التلقي والرواية، لا على الرأي والاجتهاد، وإن جميع القراءات التي وصلت إلينا بطريق صحيح، متواتر أو مشهور، منزلة من عند الله تعالى، وموحى بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك وجدنا أهل العلم يحذرون من تلقي القرآن من غير طريق التلقي والسماع والمشافهة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.
عن موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت http://www.islam.gov.kw
رواية حفـ ص عن عاصم
يتناول هذا البرنامج دراسة رواية حفص عن عاصم فقط وهي أكثر الروايات انتشارا في العالم الإسلامي اليوم.
حفص : هو أبو عمرو حفص بن سليمان الأسدى الكوفي ولد سنة 90 هـ وتوفي سنة 180هـ .
عاصم : هو أبوبكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي الإمام الراوى الثقة
وأحد القراء العشرة المشهورين. توفي سنة 127 هـ.(1/18)
وقرأ عاصم الكوفي على زر بن حبيش وأبي عبدالرحمن السلمي وكلاهما على ابن مسعود وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم.
C
آداب وسنن تلاوة القرآن الكريم
1. إخلاص النية لله وحده والبعد عن الرياء والسمعة.
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه مر على قارىء يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس » رواه الترمذي وقال حديث حسن، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
2. الطهارة من الحدثين
3. طهارة ونظافة المكان والبدن والثياب
4. تنظيف الفم بالسواك
قال علي رضي الله عنه : إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك. رواه بن ماجة وصصحه الالباني
5. يستحب استقبال القبلة وتجوز القراءة ماشيا ومضطجعا وواقفا
قال تعاليى : ?الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ? (آل عمران 191)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن لكل شيء سيدا وإن سيد المجالس قبالة القبلة» رواه الطبراني بإسناد حسن، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
6. الاستعاذة من الشيطان الرجيم
لقوله تعالى : ?فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ? (النحل 98)
7. القراءة بخشوع قلب وسكون جوارح مع استشعار عظمة من يقرأ كلامه
لقوله تعالى: ?لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? (الحشر 21)
وقوله : ?وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ? (الإسراء 109)
8. التدبر والتفكر في معاني الآيات التي يقرأ.(1/19)
لقوله تعالى: ?أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا? (محمد 24)
وقوله: ?كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ? (ص 29)
قال علي رضي الله عنه: لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبر فيها.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما، أحب إليّ من أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد علم الأولين والآخرين، فليتدبر القرآن.
وقال الحسن البصري: إن من كان قبلكم رأوا أن هذا القرآن رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها في النهار.
9. ترتيل القرآن ترتيلا وعدم هذره وأن لا يختمه في أقل من ثلاث ولا يجعل همه عند القراءة بلوغ آخر السورة.
لقوله سبحانه وتعالى : ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً? (المزمل 4)
وقول رسوله صلى الله عليه وسلم : لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث. رواهأحمد وأبوداود والترمذي وقال حسن صحيح وابن ماجه وصححه الشيخ الالباني رحمه الله.
10. سؤال الله من رحمته عند المرور بآيات الرحمة والتعوذ من عذابه عند المرور بآيات العذاب.
عن عوف بن مالك الأشجعي قال : قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني.
11. التغني بالقرآن وتحسين الصوت به
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله : ليس منا من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره يجهر به. رواه البخاري
وعنه أيضا أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: زينوا القرآن بأصواتكم. رواه أحمد وأبوداود والنسائي وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني.
12. قطع القراءة آية آية(1/20)
عن أم سلمة أنها ذكرت أو كلمة غيرها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين يقطع قراءته آية آية. رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني رحمه الله. وفي رواية : كان يقطع قراءته آية آية { الحمد لله رب العالمين } ثم يقف { الرحمن الرحيم } ثم يقف. صحيح وضعيف الجامع الصغير وصفة الصلاة للألباني.
13. العمل بالقرآن والإئتمار بأوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: لقد عشنا برهة من الدهر وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة فيتعلم حلالها وحرامها، وأوامرها وزواجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، ولقد رأينا رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب الى خاتمته لا يدري ما آمره وما زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده، ينثره نثر الدّقل ـ أي رديء التمر ويابسه
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
14. الاستماع والإنصات إلى قراءة غيره وعدم الإنشغال عنها
لقوله سبحانه وتعالى : ?وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ? (الأعراف 204).
15. عدم قطع القراءة إلا لضرورة(1/21)
عن جابر قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في غزوة ذات الرقاع فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين فحلف أن لا انتهي حتى أهريق دما في أصحاب محمد فخرج يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقال كونا بفم الشعب قال فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب اضطجع المهاجري وقام الأنصاري يصلي وأتى الرجل فلما رأى شخصه عرف أنه ربيئة للقوم فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه حتى رماه بثلاثة اسهم ثم ركع وسجد ثم انتبه صاحبه فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدم قال سبحان الله ألا انبهتني أول ما رمى قال: كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها.
16. السجود عند تلاوة أو سماع آية سجدة.
عن أبي رافع قال صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت ما هذه قال سجدت بها خلف أبي القاسم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة أنه قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك. رواه مسلم
عن زيد بن ثابت قال قرأت على النبي والنجم فلم يسجد فيها. رواه البخاري
عن ربيعه بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد عمر وزاد نافع عن بن عمر رضي الله عنهما إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء. رواه البخاري.(1/22)
قال الشيخ بن باز رحمه الله : ولا تشترط له (سجود التلاوة) الطهارة في أصح قولي العلماء وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قولي أهل العلم ... وسجود التلاوة في الصلاة وخارجها سنة وليس بواجب لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث زيد بن ثابت ما يدل على ذلك وثبت عن عمر رضي الله عنه ما يدل على ذلك أيضا ، والله ولي التوفيق . مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز 11 / 406.
ملاحظة : حديث ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن فإذا مر بالسجدة كبر وسجد وسجدنا. الذي رواه أبو داود والبيهقي والحاكم ضعيف كما قاله ابن حجر في التلخيص والنووي في المجموع. وضعفه الألباني وقال في تمام المنة : وقد روى جمع من الصحابة سجوده صلى الله عليه وسلم للتلاوة في كثير من الآيات في مناسبات مختلفة فلم يذكر أحد منهم تكبيره عليه السلام للسجود ولذلك نميل إلى عدم مشروعية هذا التكبير. وهو رواية عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله. انتهى كلامه رحمه الله.
C
الاستعاذة والبسملة
الاستعاذة
البسملة
أوجه الإستعاذة والبسملة
?الاستعاذة
قال تعالى : ? فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? (النحل 98)
معناها : الالتجاء إلى الله والتحصن به من شر الشيطان الرجيم ووساوسه وهمزه ونفخه ونفثه.
صيغها : منها
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول قبل القراءة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. رواه عبد الرزاق في مصنفه وصححه الألباني في إرواء الغليل.(1/23)
عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول لا إله إلا الله ثلاثا ثم يقول الله أكبر كبيرا ثلاثا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ. رواه أبو داود والترمذي وقال الألباني صحيح.
محلها : تكون الإستعاذة قبل القراءة، وليست من القرآن.
حكمها : الندب والاستحباب عند جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها لأمر الله بها في قوله : ? فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? (النحل 98).
الجهر والإسرار بها :
يجهر بالاستعاذة في الحالات التالية :
- إذا كان يقرأ جهرا وهناك من يسمعه.
- في بداية الدرس
ويسر بها في الحالات التالية :
- إذا كان يقرأ في الصلاة.
- إذا كان يتدارس القرآن في جماعة ولم يكن المبتدئ بالقراءة
- إذا كان لوحده سواء أسر بالقراءة أو جهر بها.
ملاحظة : إذا عرض للقارئ عارض إضطراري قطع تلاوته كسعال أو عطاس أو تفسير لما يقرأ لم يعد التعوذ أما إذا كان العارض إختياريا كالتشاغل عن القراءة أو الكلام أو غير ذلك فإنه يعيد التعوذ.
? البسملة
معناها : مصدر فعل بسمل أي قال "بسم الله" وتسمى أيضا التسمية من فعل "سمى"
صيغها : صيغة واحدة : ? بسْمِ الله الرَّحمْنِ الرَّحِيمِ ?
محلها : قبل الشروع في القراءة. أما البسملة بين سور القرآن فاختلف العلماء فيها، فمنهم من يبسمل بين السور (عدا بين الأنفال والتوبة) ومنهم من يترك البسملة، وينبني هذا على اعتبار البسملة من القرآن أم لا.
أما بالنسبة لرواية حفص عن عاصم التي ندرسها فلا بد من البسملة بين كل سورتين ويستثنى من ذلك ما بين سورتي الأنفال وبراءة (التوبة).
حكمها : ينبني حكمها على اعتبارها من القرآن الكريم أم لا.(1/24)
اتفق أهل العلم على أنها جزء من الآية 30 من سورة النمل : ?إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ?. واختلفوا في البسملة الواقعة أول السور إلى عدة أقوال منها:
- أن البسملة آية من كل السور سوى التوبة وعلى هذا وجب الإتيان بها بين السور.
- أنها آية مستقلة أنزلت للتبرك والفصل بين السور. وعلى هذا فهي مستحبة.
- أنها آية من أول سورة الفاتحة دون غيرها.
- أنها ليست آية من أي سورة.
لا تبدأ سورة التوبة بالبسملة.
إذا ابتدأ القارئ وسط السورة فهو مخير بين الإتيان بها أو تركهها. وذهب الجعبري إلى منعها في سورة براءة تبعا لعدم ورودها في أولها.
? أوجه الإستعاذة والبسملة
عند بدء كل سورة ما عدا براءة أو البدء من أواسط السور مع الإتيان بالبسملة: أربعة أوجه :
1. قطع الجميع أي قطع الإستعاذة عن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة. (المثال الأول)
2. وصل الجميع أي وصل الاستعاذة بالبسملة ثم وصل البسملة بالسورة. (المثال الثاني)
3. وصل الأول والثاني وقطع الثاني عن الثالث أي وصل الإستعاذة بالبسملة والوقف عليها ثم البدء بأول السورة. (المثال الثالث)
4. قطع الأول ووصل الثاني عن الثالث أي قطع الإستعاذة عن البسملة ثم وصل البسملة بأول السورة. (المثال الرابع)
عند بدء سورة براءة أو البدء بأواسط السور مع اختيار عدم الإتيان بالبسملة: وجهان :
1. وصل الإستعاذة بما بعدها.
2. قطع الإستعاذة عما بعدها.
البسملة بين سورتين ما عدا بين الأنفال والتوبة : ثلاثة أوجه :
1. قطع الجميع : الوقف على آخر السورة الاولى ثم الوقف على البسملة ثم الإبتداء بأول السورة الثانية. (المثال الخامس)
2. قطع الأول ووصل الثاني عن الثالث أي الوقف على آخر السورة السابقة ثم وصل البسملة بأول السورة التالية. (المثال السادس)
3. وصل الجميع أي وصل آخر السورة الأولى بالبسملة ثم وصل البسملة بأول السورة الثانية. (المثال السابع)(1/25)
ولا يجوز الوجه الرابع أي وصل آخر السورة الاولى بالبسملة ثم قطع البسملة عن السورة اللاحقة لأن محل البسملة أوائل السور وليس آخرها.
البسملة بين الأنفال والتوبة : ثلاثة أوجه :
1. وصل آخر الأنفال بأول التوبة.
2. الوقف على آخر الأنفال ثم البدء بأول التوبة (دون بسملة)
3. السكت (الوقف دون تنفس) على آخر سورة الأنفال ثم البدء بالتوبة
C
تعريف المخارج وعددها
تعريف المخرج
كيفية إيجاد المخرج
عدد المخارج
???نعريف المخرج
المخرج : هو محل خروج الحرف الذي ينقطع عنده الصوت فيتميز به عن غيره، سواء كان الصوت معتمدا على مخرج محقق أو مخرج مقدر.
المخرج المحقق : هو الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين
المخرج المقدر : هو الذي ليس له حيز معين وهو مخرج حروف المد الثلاثة.
???كيفية إيجاد المخرج.
يمكنك معرفة مخرج الحرف بالنطق به ساكنا أو مشددا مع إدخال همزة الوصل عليه والبدء بها محركة بأي حركة (الفتح أو الكسر أو الضم)، فحيثما ينقطع صوت النطق بالحرف فثمّ مخرجه.
إذا قلت مثلا " أبْ " فستجد مخرج حرف الباء من الشفتين. (المثال الأول)
وإذا قلت مثلا " أَنْ " فستجد أن مخرج حرف النون من طرف اللسان من جهة ظهره مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا. (المثال الثاني)
???عدد المخرج.
اختلف علماء التجويد في تحديد عدد مخارج الحروف التفصيلية على ثلاثة مذاهب :
المذهب الأول: سبعة عشر مخرجا: وعلى هذا المذهب جمهور القراء وهو اختيار الخليل بن أحمد وابن الجزري الذي يقول في متنه:
مَخَارِجُ الحُرُوفِ سَبْعَةَ عَشَرْ عَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ
المذهب الثاني: ستة عشر مخرجا: وذلك بإسقاط مخرج الجوف، وهو مذهب سيبيويه والشاطبي.
المذهب الثالث: أربعة عشر مخرجا: وذلك بإسقاط مخرج الجوف وجعل مخرج اللام والراء والنون مخرجا واحدا عوضا عن ثلاثة. وهذا مذهب الفراء وقطرب وغيرهما.(1/26)
وبإذن الله سنقوم بتفصيل هذه المخارج في الأبواب التالية وفق المذهب الأول الذي اخترناه (سبعة عشرة مخرجا).
تفصيل المخارج
فهرس حسب ترتيب الأحرف الهجائية
فهرس حسب المخارج الرئيسية
متن الجزرية حول المخارج
فهرس حسب ترتيب الأحرف الهجائية
ء
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
هـ
و
ي
ـَا
ـُو
ـِي
الغنة
فهرس حسب المخارج الرئيسية
يمكن تقسيم المخارج التفصيلية السبعة عشر إلى خمسة مخارج رئيسية:
1. الجوف (مخرج واحد)
2. الحلق (ثلاثة مخارج)
3. اللسان (عشرة مخارج)
4. الشفتان (مخرجان)
5. الخيشوم (مخرج واحد)
المخرج الأول: الجوف
الجوف هو الخلاء أو الفراغ الممتد مما وراء الحلق إلى الفم.
وهو مخرج حروف المد الثلاثة :
- الألف الساكنة المفتوح ما قبلها (ـَا)
- الواو الساكنة المضموم ما قبلها (ـُو)
- الياء الساكنة المكسور ما قبلها (ـِي)
وهذه الحروف الثلاثة مجموعة في كلمة نُوحِيهَا في قوله تعالى : ?تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الغَيبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ?
وهذا المخرج تقديري حيث لا يمكن تحديد حيز معين تخرج منه هذه الحروف، بل تخرج من الجوف وتنتهي بانتهاء الصوت في الهواء تقديرا.
المخرج الثاني: الحلق
في الحلق أو الحلقوم ثلاثة مخارج لستة حروف :
1. أقصى الحلق: مما يلي الصدر وهو الأبعد عن الفم: ويخرج منه الهمزة والهاء (ء - هـ). ومخرج الهمزة أبعد من مخرج الهاء.
2. وسط الحلق: ويخرج منه حرفي العين والحاء (ع - ح) ومخرج العين أبعد من الحاء
3. أدنى الحلق: وهو أقربه إلى الفم ومنه يخرج حرفي الغين والخاء (غ - خ) ومخرج الخاء أقرب إلى الفم من مخرج الغين.
المخرج الثالث: الللسان
في اللسان عشرة مخارج لثمانية عشر حرفا. وهي :
1. أقصى اللسان (أبعده مما يلي الحلق) مع ما يقابله من الحنك العلوي: ويخرج منه حرف القاف (ق)(1/27)
2. أقصى اللسان قبل مخرج حرف القاف قليلا مع ما يقابله من الحنك العلوي: ويخرج منه حرف الكاف (ك) ومخرج الكاف أقرب إلى الفم من مخرج القاف.
3. وسط اللسان مع ما يحاذيه من اللثة العليا: ويخرج منه ثلاثة حروف وهي الجيم والشين والياء غير المدية. (ج – ش - ي).
والياء غير المدية هي الياء المتحركة أو الياء الساكنة التي لا يسبقها كسر.
ويكون مخرج الجيم بإلصاق وسط اللسان باللثة العليا إلصاقا معتدلا أما الياء والشين فيكون بتجاف.
4. إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيها من الأضراس العليا: ومنه يخرج أدق حروف العربية نطقا وهو حرف الضاد (ض). وخروج الضاد من حافة اللسان اليسرى أسهل وأكثر استعمالا من الحافة اليمنى.
5. إحدى حافتي اللسان (أو كلتاهما) مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا (لثة الضاحكين والنابين والرباعيتين والثنيتين): ويخرج منه حرف اللام (ل).
يرى البعض أن خروج اللام يكون من إحدى الحافتين وأن خروجها من الحافة اليمنى أيسر. ويرى البعض الآخر أن خروجها يكون من كلتي الحافتين.
للإنسان أسنان ثنايا رباعيه
وأنياب كل كالضواحك أربع
طواحن ضعف الست أربعة أخر
نواجذ فاعلمها إذ العلم أرفع
6. طرف اللسان مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا : ويخرج منه حرف النون (ن).
7. طرف اللسان مع شيء من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا: يخرج منه حرف الراء (ر). ومخرج الراء قريب من خرج النون إلا أنه أدخل إلى ظهر اللسان.
8. طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا: ومنه مخرج الطاء والدال والتاء (ط – د – ت). ومخرج الطاء أبعدها ثم تحتها الدال ثم التاء.
9. طرف اللسان وفوق الثنايا السفلى (مع إبقاء حيز ضيق بين سطح اللسان والحنك الأعلى لمرور الهواء هاربا): ويخرج منه السين والصاد والزاي (س – ص – ز).
10. طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا: ومنه يخرج الثاء والذال والظاء (ث – ذ - ظ).
المخرج الرابع: الشفتان
وفيهما مخرجان تفصيليان لأربعة حروف:(1/28)
1. ما بين الشفتين: ويخرج منهما :
- الباء والميم (ب - م) بانطباق الشفتين، والباء أقوى انطباقا.
- الواو غير المدية (و) بانفتاح الشفتين. والواو غير المدية هي الواو المتحركة والواو اللينة.
2. بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا: ويخرج منه حرف الفاء (ف).
المخرج الخامس: الخيشوم
الخيشوم هو الفتحة المتصلة من أعلى الأنف إلى الحلق. وتخرج منه الغنة.
والغنة صوت رخيم يرافق حرفي الميم (م) والنون (ن). والنون أغن من الميم.
وللغنة خمس مراتب :
1.…أن تكون الميم والنون مشددتين نحو (وأنّا) و(لمّا) و(آمَنَّا) في قوله تعالى ?وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً? (الجن 13) (المثال السابع)
2.…أن تكون النون مدغمة بغنة نحو (فَمَن يُؤْمِن) في الآية السابقة.
3.…أن تكون الميم والنون مخفاة نحو (كُنتُمْ بِهِ) في قوله تعالى: ?هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ? (الصّافات21). (المثال الثامن)
4.…أن تكونا ساكنتين مظهرتين
5.…أن تكونا متحركتين.
والغنة صفة ذاتية لازمة للنون والميم إلا أنها لا تكون ظاهرة في المرتبتين الأخريين. أما في المراتب الثلاث الأولى فيجب إظهارها بمدها مقدار حركتين كما نبين ذلك في باب المدود.
مسألة: لم يذكر الخيشوم مع مخارج الحروف إذا كان الذي يخرج منه صفة (الغنة) وليس حرفا?
الجواب: لأن الغنة هي الصفة الوحيدة من ضمن صفات الحروف التي تنفرد بمخرج مستقل عن مخرج الحرف الذي ترافقه. فبقية الصفات تخرج مع الحرف من مخرجه، أما الغنة فتخرج من الخيشوم لا من اللسان (مخرج النون) ولا من الشفتين (مخرج الميم).
ويرى بعض علماء التجويد أن الغنة إذا كانت ظاهرة في الميم والنون (حال التشديد والإدغام بغنة) انتقل مخرجاهما إلى الخيشوم. وبهذا يكون الخيشوم مخرجا للغنة ولحرفي الميم والنون إذا ما ظهرت هذه الصفة فيهما.(1/29)
متن الجزرية حول المخارج
قال ابن الجزري في متنه :
مَخَارِجُ الحُرُوفِ سَبْعَةَ عَشَرْ
لِفُ الجَوْفِ وأُخْتَاهَا وَهِي
ثمَّ لأَقْصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ
أدْنَاهُ غَيْنٌ خَاؤُها والْقَافُ
أسْفَلُ وَالْوَسْطُ فَجِيمُ الشِّينُ يَا
لاضْرَاسَ مِنْ أَيْسَرَ أَوْ يُمْنَاهَا
وَالنُّونُ مِنْ طَرْفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا
وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنْهُ وَمِنْ
مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلى
مِنْ طَرَفَيْهِمَا وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ
لِلشَّفَتَيْنِ الْوَاوُ بَاءٌ مِيْمُ… …عَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ
حُرُوفُ مَدٍّ للْهَوَاءِ تَنْتَهِي
ثُمَّ لِوَسْطِهِ فَعَيْنٌ حَاءُ
أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ ثُمَّ الْكَافُ
وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ إِذْ وَلِيَا
وَاللاَّمُ أَدْنَاها لِمُنْتَهَاهَا
وَالرَّا يُدَانِيهِ لِظَهْرٍ أَدْخلُوا
عُلْيَا الثَّنَايَا والصَّفِيْرُ مُسْتَكِنْ
وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلْعُلْيَا
فَالْفَا مَعَ اطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ
وَغُنَّةٌ مَخْرَجُهَا الخَيْشُومُ
C
ألقاب الحروف
ـَا ـُو ـِي | ء هـ ع ح غ خ | ك ق | ج ش ض ي
ل ن ر | ط ت د | ص ز س | ظ ذ ث | ف و ب م
للحروف ألقاب لقبت بها حسب المواضع التي تخرج منها أو ما يقاربها. وأول من وضع هذه الألقاب الخليل بن أحمد في كتابه العين.
1. الحروف الجوفية الهوائية المدية : وهي حروف المد الثلاثة (ـَا ـُو ـِي) ولقبت بالجوفية لخروجها من الجوف كما هو مبين في باب المخرج الأول. وتلقب بالهوائية لخروج الهواء معها حال النطق بها. وتسمى أيضا في علم الصرف بحروف العلة.
2. الحروف الحلقية: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء : (ء هـ ع ح غ خ)
3. الحروف اللَّهَوية: وهي الكاف والقاف (ك ق) وسميت كذلك نسبة إلى اللهاة وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم.(1/30)
4. الحروف الشَّجْرِية: نسبة إلى شجر الفم وهو منفتح ما بين اللحيين. واختُلف في الحروف الشجرية فقيل الجيم والشين والياء غير المدية (ج ش ي) وقيل الجيم والشين والضاد (ج ش ض) وقيل الجيم والشين والضاد والياء غير المدية (ج ش ض ي). ولعل القول الأخير أقرب الأقوال إلى الصواب.
5. الحروف الذَّلْقِية: وهي اللام والنون والراء (ل ن ر). ولقبت بذلك نسبة إلى ذَلْق اللسان أي طرفه ولخفتها وسرعة النطق بها.
6. الحروف النِّطْعية: وهي الطاء والتاء والدال (ط ت د) ولقبت كذلك لأنها تخرج من نطع الحنك أي سقفه وهو ما ظهر في داخل الفم من الغار الأعلى.
7. الحروف الأَسَلِيَّة: وهي الصاد والزاي والسين (ص ز س). ولقبت بذلك لخروجها من أسَلَة اللسان أي ما دق منه. وهذه الحروف الثلاثة تشترك في صفة الصفير وتخرج من طرف اللسان الدقيق.
8. الحروف اللِّثَوية: وهي الظاء والذال والثاء (ظ ذ ث). وتخرج من قرب اللِّثة (بكسر اللام) واللثة ما حول الأسنان من اللحم.
9. الحروف الشفوية: وهي الفاء والواو غير المدية والباء والميم (ف و ب م). وسميت كذلك لخروجها من الشفتين أو من باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا (الفاء).
C
صفات الحروف وأقسامها
تعريف الصفة
فوائد معرفة صفات الحروف
الصفات اللازمة والصفات العارضة
عدد الصفات اللازمة
أقسام الصفات اللازمة
الصفات القوية والضعيفة والمتوسطة
تعريف الصفة
الصفة هي الكيفية التي تعطى للحرف عند النطق به بحيث تميزه عن غيره.
فوائد معرفة صفات الحروف
- تمييز الحروف المشتركة في نفس المخرج بعضها عن بعض حال تأديتها. فمثلا الثاء والذال والظاء تخرج كلها من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولا يُميز بينها إلا بإعطاء كل حرف حقه من الصفات.
- تحسين النطق بالحروف وذلك بإعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجا وصفة.(1/31)
- معرفة الحروف القوية والضعيفة من حيث الصفات وما يترتب عن ذلك من معرفة ما يجوز إدغامه وما لا يجوز وما يدغم إدغاما كاملا وما يدغم إدغاما ناقصا.
الصفات اللازمة والصفات العارضة
تنقسم الصفات إلى قسمين:
1. الصفات اللازمة: وهي الصفات التي من ذات الحرف لا تنفك عنه مطلقا. كالاستعلاء والهمس وسائر الصفات التي نتعرض إليها في الأبواب التالية.
2. الصفات العارضة: هي صفات مكملة للحرف تعرض له في أحوال معينة ولا تؤثر في ذاته إذا انفكت عنه، كالتفخيم والترقيق والإدغام والمد والإخفاء وغير ذلك. ونفصل هذه الصفات العارضة في مباحث منفصلة.
عدد الصفات اللازمة
اختلف العلماء في عددها وأشهر الأقوال أنها سبعة عشر صفة لازمة.
أقسام الصفات اللازمة
تنقسم الصفات اللازمة إلى قسمين:
1. الصفات المتضادة: وهي خمس مجموعات في كل مجموعة صفتان متضادتان. فإذا وجدت صفة منهما في حرف امتنع عليه ضدها، ولا بد للحرف من أن يتصف بإحدهما. وهذه الصفات هي:
- الهمس وضده الجهر
- الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط أو البينية
- الاستعلاء وضده الاستفال
- الإطباق وضده الانفتاح
- الإصمات وضده الإذلاق
2. الصفات التي لا ضد لها: وهي سبع صفات:
- القلقلة
- الصفير
- الانحراف
- التفشي
- الاستطالة
- التكرير
وأضاف بعض العلماء صفتين أخريين لا ضد لهما وهما : الخفاء والغنة.
ولاستخراج صفات حرف ما، نقوم أولا باستعراض مجموعات الصفات المتعارضة، فنثبت للحرف أحد الصفتين. وبناء على هذا ينبغي أن يتصف كل حرف بخمس صفات من ذوات الأضداد.
ثم بعد ذلك نقوم بعرضه على بقية الصفات التي لا ضد لها، فإن كان متصفا بأحدها أثبتنا له هذه الصفة وأضفناها إلى الخمس المتقدمة.
هذا ولا يتصف الحرف بأقل من خمس صفات (المتضادة) ولا أكثر من سبع (الخمس المتضادة مع صفتين أخريين)
الصفات القوية والضعيفة والمتوسطة
يمكن تقسيم الصفات اللازمة إلى صفات قوية وأخرى ضعيفة وأخرى متوسطة.(1/32)
1. الصفات القوية: وهي الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والقلقلة والصفير والانحراف والتفشي.
2. الصفات الضعيفة: وهي الهمس والرخاوة والاستفال والانفتاح واللين والخفاء.
3. الصفات المتوسطة: التوسط (بين الشدة والرخاوة) والإصمات والذلاقة.
والبعض يقسم الصفات إلى قوي وضعيف بجعل التوسط والذلاقة من الصفات الضعيفة والإصمات من الصفات القوية.
C
الصفات اللازمة المتضادة
الهمس والجهر
الشدة والرخاوة والبينية
الاستعلاء والاستفال
الانطباق والانفتاح
الإذلاق والإصمات
متن الجزرية حول الصفات المتضادة
الهمس والجهر
الهمس
لغة: الخفاء
اصطلاحا: جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج.
حروفه: عشرة حروف مجموعة في قول ابن الجزري: فحثه شخص سكت.
الجهر
لغة: الإعلان
اصطلاحا: انحباس جريان النفس جزئيا عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج.
حروفه: باقي حروف الهجاء التسعة عشر (عدا حروف الهمس) وهي مجموعة في قولك: عَظمَ وَزْنُ قَارِي ذِي غَضِّ جِدِّ طَلَب (أي رجح ميزان قارئ ذي غض للبصر واجتهاد في طلب العلم).
الشدة والرخاوة وبينهما البينية
الشدة
لغة: القوة
اصطلاحا: عدم جريان الصوت وانحباسه عند النطق بالحرف لكمال الاعتماد على المخرج.
حروفه: ثمانية حروف مجموعة في قول ابن الجزري: أجد قط بكت
الرخاوة
لغة: اللين
اصطلاحا: جريان الصوت عند النطق بالحرف.
حروفه: ستة عشر حرفا ما عدا حروف الشدة والتوسط وهي : ث ح خ ذ ز س ش ص ض ظ غ ف هـ و ي ا (الألف)
التوسط أو البينية
اصطلاحا: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف. وهي صفة بين الشدة والرخاوة بحيث لا ينحبس معها الصوت انحباسه مع حروف الشدة ولا يجري معها جريانه مع حروف الرخاوة.
حروفه: خمسة حروف يجمعها قولك: لن عمر
الفرق بين الشدة والجهر:
في الشدة كمال اعتماد على المخرج وفي الجهر قوة اعتماد على المخرج.
في الشدة ينحبس الصوت وفي الجهر ينحبس النفس.(1/33)
الحروف تجمع بين الشدة والجهر ستة وهي قطب جد والهمزة. ويحتبس عند النطق بها الصوت والنفس.
الاستعلاء والاستفال
الاستعلاء
لغة: الارتفاع
اصطلاحا: ارتفاع أقصى اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى.
حروفه: سبعة حروف مجموعة في قول ابن الجزري: خُصَّ ضَغطٍ قِظ
الاستفال
لغة: الانخفاض
اصطلاحا: انخفاض أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
حروفه: اثنان وعشرون حرفا وهي باقي الحروف الهجائية التي لا تتصف بالاستعلاء: ء ب ت ث ج ح د ذ ر ز س ش ع ف ك ل م ن ه و ي ا
الإطباق والانفتاح
الإطباق
لغة: الالتصاق
اصطلاحا: إلصاق أكثر اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
حروفه: أربعة حروف : الصاد والضاد والطاء والظاء ص ض ط ظ
حروف الإطباق أقوى الحروف وأشدها تفخيما.
والإطباق أخص من الاستعلاء حيث يلزم من الإطباق الاستعلاء ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق. فكل حروف الإطباق تتصف بالاستعلاء وليس كل حرف مستعل يتصف بالإطباق.
الانفتاح
لغة: الافتراق
اصطلاحا: تجافي اللسان أو معظمه عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
حروفه: خمس وعشرون حرفا أي باقي حروف الهجاء وهي مجموعة في قولك : من أخذ وجد سعة فزكا حق له شرب غيث
الإذلاق والإصمات
الإذلاق
لغة: السرعة والخفة والطرف وذلاقة اللسان أي حدته وطلاقته وفصاحته.
اصطلاحا: سرعة النطق بالحرف لخروجه من طرف اللسان أو من الشفتين.
حروفه: ستة حروف : بعضها يخرج من طرف اللسان وهي اللام والنون والراء (ل – ن – ر) وبعضها يخرج من طرف الشفتين وهي الفاء والميم والباء (ف – م – ب).
وهذه الحروف الستة يجمعها قول ابن الجزري : فرّ من لُبِّ.
ونظرا لخفتها فعلى القارئ الانتباه إلى هذه الحروف أثناء التلاوة.
الإصمات
لغة: المنع
اصطلاحا: ثقل النطق بالحرف.
حروفه: ثلاثة وعشرون حرفا: ويجمعها قولك : جز غش ساخط صيد ثقة إذ وعظه يحضك. (أي: ابتعد عن غش ساخط للحق وابحث عن ثقة فإن وعظه يحثك على الخير).(1/34)
وسميت هذه الحروف بالحروف المصمتة لامتناع انفرادها بالكلمات الرباعية الأصل أو الخماسية، فلا بد من وجود حرف (أو أكثر) من الحروف المتصفة بالذلاقة في هذه الكلمات يعادل بخفته ثقل المصمت. فإن لم تجد ذلك فلك أن تحكم بأن الكلمة أعجمية دخيلة على كلام العرب. ومثال ذلك كلمة "عسجد" وهي فارسية معربة.
متن الجزرية حول الصفات المتضادة
صِفَاتُهَا جَهْرٌ وَرِخْوٌ مُسْتَفِلْ مُنْفَتِحٌ مُصْمَتَةٌ وَالضِّدَّ قُلْ
مَهْمُوسُهَا (فَحَثَّهُ شَخْصٌ سَكَتْ) شَدِيْدُهَا لَفْظُ (أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ)
وَبَيْنَ رِخْوٍ وَالشَّدِيدِ ( لِنْ عُمَرْ) وَسَبْعُ عُلْوٍ (خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ) حَصَرْ
وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطْبَقَهْ وَ (فِرَّ مِنْ لُبِّ) الحُرُوفِ المُذْلَقَهْ
C
الصفات التي لا ضد لها
الصفير
القلقلة
اللين
الانحراف
التفشي
التكرير
الاستطالة
متن الجزرية
1. الصفير
لغة: حدة الصوت، صوت الطائر
اصطلاحا: صوت يشبه صوت الطائر يصحب النطق بالحرف.
حروفه: ثلاثة حروف وهي الصاد والزاي والسين (ص – ز – س). ويكون الصفير أقوى عند السكون مثل : يوسْوس في قوله تعالى: ?الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ? (الناس 5) (المثال الأول)
2. القلقلة
لغة: الحركة
اصطلاحا: اضطراب في المخرج عند النطق بالحرف، وتظهر واضحة إذا كان الحرف ساكنا حتى تُسمع له نبرة قوية.
حروفه: خمسة حروف مجموعة في قول ابن الجزري: قطب جد.
وجميع هذه الحروف تتصف بالشدة والجهر. وحيث أن الجهر يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت كان لزاما قلقلة المخرج حتى يظهر صوت الحرف.
والقلقلة من الصفات اللازمة لحروف قطب جد سواء كانت هذه الحروف متحركة أو ساكنة، إلا أن هذه الصفة تكون واضحة أكثر عند سكون الحرف.
كيفية أدائها:(1/35)
القلقلة في الحرف الساكن صوت مستقل ليس بالفتحة ولا بالضمة ولا بالكسرة ولا يتأثر بالحركة التي قبله. وهذه الأحوال الثلاثة مجموعة في قوله تعالى: ?فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍِ? (القمر 55) (المثال الخامس)
ويتم أداء هذه الصفة بسرعة فصل اللسان أو الشفتين عن مخرج الحرف.
ملاحظة: يرى البعض أن القلقلة تتبع حركة الحرف الذي قبلها، فتقرب من الفتح إذا وقعت بعد فتح ومن الضمة إذا وقعت بعد ضم ومن الكسرة إذا وقعت بعد كسر. ويرى آخرون أن القلقة تقرب نحو الفتح مطلقا دون النظر إلى حركة الحرف الذي قبله.
والصحيح الذي نختاره هو ما أثبتناه أن القلقلة حركة مستقلة لا تتأثر بما قبلها.
أقسامها:
1. قلقلة كبرى: إذا كان حرف القلقلة مشددا في آخر الكلمة الموقوف عليها. نحو الحجّ في قوله تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ? (البقرة 189) (المثال الثاني) والحقّ في قوله تعالى: ?قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ? (البقرة 71) (المثال الثالث)
2. قلقلة وسطى: إذا كان حرف القلقة ساكنا في آخر الكلمة الموقوف عليها ولم يكن مشددا. نحو : الفلقْ في قوله تعالى: ?قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ? (الفلق 1) (المثال الرابع)، ونحو قريبْ، أحدْ، محيطْ..
3. قلقلة صغرى: إذا كان حرف القلقلة ساكنا في وسط الكلمة أو في آخر كلمة غير موقوف عليها. نحو أفتطْمعون وصدْق ومقْتدر في قوله تعالى: ?فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍِ? (القمر 55) (المثال الخامس) وكذلك مثل فاستجبْنا، ويدْعوننا، أستجبْ لكم.
3. اللين
لغة: السهولة
اصطلاحا: خروج الحرف من مخرجه بسهولة ويسر.
حروفه: حرفان وهما الواو والياء الساكنتين (غير المديتين) المفتوح ما قبلهما. نحو خوْف، هيْت، بيْت.
وزاد بعض العلماء الألف وذلك لأن الألف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
4. الانحراف
لغة: الميل(1/36)
اصطلاحا: ميل الحرف وانحرافه عن مخرجه حتى يقرب من مخرج غيره.
حروفه: حرفان وهما اللام والراء: ل - ر.
فاللام فيها انحراف إلى مخرج اللسان والراء فيها انحراف إلى ظهر اللسان وميل قليل إلى مخرج اللام.
5. التفشي
لغة: الانتشار
اصطلاحا: انتشار الهواء في الفم عند النطق بالحرف.
حروفه: حرف واحد وهو حرف الشين (ش).
6. التكرير
لغة: الإعادة والتكرار.
اصطلاحا: ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف.
حروفه: حرف واحد وهو حرف الراء (ر).
المراد من ذكر هذه الصفة اجتنابها لا فعلها وخاصة إذا كانت الراء مشددة. مثل قول الله سبحانه وتعالى: ?الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ? (الفاتحة 3) (المثال السابع)
ووصف الراء بالتكرير يعني أنها قابلة له، فكلما ارتعد اللسان مرة خرجت راء. لذا يجب على القارئ عند النطق بالراء، عدم السماح بأكثر من ارتعادة واحدة.
وطريقة إخفاء التكرير تكون بإلصاق ظهر اللسان بما يحاذيه من الحنك الأعلى لصقا محكما مرة واحدة بحيث لا يرتعد.
تدرب جيدا على المثال السادس وذلك بتسجيل صوتك ثم الاستماع إليه ومقارنة أدائك لمخرج الراء بتلاوة الشيخ.
7. الاستطالة
لغة: الامتداد
اصطلاحا: طول المخرج وامتداده من أول حافة اللسان إلى آخره بحيث يستوعب الحنك كله.
حروفه: حرف واحد وهو حرف الضاد (ض).
ومثال ذلك (المغضوب) و(الضَّالين) في قوله تعالى: ?صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ? (الفاتحة 7) (المثال الثامن).
وأيضا قوله تعالى : ?وَالضُّحَى? (الضحى 1) (المثال التاسع).
8. متن الجزرية
صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَايٌ سِينُ قَلْقَلَةٌ (قُطْبُ جَدٍّ) وَاللِّينُ
وَاوٌ وَيَاءٌ سَكَنَا وَانْفَتَحَا قَبْلَهُمَا وَالانْحِرَافُ صُحَّحَا
فِي اللاًَّمِ وَالرَّا وَبِتَكْرِيرٍ جُعِلْ وَللتَّفَشِّي الشِّيْنُ ضَادًا اسْتُطِلْ
C
تعريف الإدغام وأسبابه
تعريف الإدغام
أسباب الإدغام
تعريف الإدغام(1/37)
لغة: الإدخال.
اصطلاحا: اللفظ بحرفين حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني. أو التلفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد.
أسباب الإدغام
للإدغام ثلاثة أسباب وهي :
- التماثل: أن يتحد الحرفان اسما ورسما ومخرجا وصفة كالفاء مع الفاء في قوله تعالى: ?فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً? (الإسراء 33) (المثال الأول) أو الباء مع الباء في قوله تعالى: ?وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ? (البقرة 60) (المثال الثاني).
- التقارب: أن يتقارب الحرفان في المخرج والصفة، كالنون مع اللام في قوله تعالى: ?أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ? (البقرة 12) (المثال الثالث) أو يتقاربان في المخرج فقط كالقاف مع الكاف مثل قوله تعالى: ?أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ? (المرسلات 20) (المثال الرابع) أو يتقاربان في الصفة فقط كاللام مع الراء ومثال ذلك قوله تعالى: ?وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً? (طه 114) (المثال الخامس).
- التجانس: أن يتحد الحرفان في المخرج ويختلفا في الصفة كالتاء مع الدال في قوله تعالى: ?قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا? (يونس 89) (المثال السادس)
ملاحظة: الصفة الرابعة التي تربط الحروف هي التباعد وتعني الاختلاف في المخرج والصفة. والتباعد، عكس التماثل والتقارب والتجانس، يمنع الإدغام ويوجب الإظهار.كاللام مع الهاء في قوله تعالى: ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? (الإخلاص 1) (المثال السابع)
C
أقسام الإدغام
الإدغام الكبير والإدغام الصغير
الإدغام الكامل والإدغام الناقص
الإدغام الكبير والإدغام الصغير
الإدغام قسمان:
الإدغام الكبير: هو التقاء حرف متحرك بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا مشددا.
ليس في رواية حفص عن عاصم من هذا النوع إلا كلمات معدودة في المتماثل، مثل:(1/38)
- كلمة تَأْمَنَّا في قوله سبحانه وتعالى: ?قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ? (يوسف 11) (المثال الأول) والأصل هو تأمنُنَا ولكن أُدغم حرف النون المرفوع إعرابا في النون الذي بعده فأصبحت تَأْمَنَّا. ويتم نطق هذا الإدغام مع الإشمام أو الاختلاس وهو الإتيان ببعض الحركة بضم الشفتين كمن يريد النطق بضمة، إشارة إلا أن الحركة المحذوفة هي ضمة النون الأولى.
- كلمة أَتُحَاجُّونِّي في قوله تعالى: ? قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ? (الأنعام 80) (المثال الثاني) إذ الأصل في كلمة أَتُحَاجُّونِّي: أتحاجونَنِي.
- و ?مَا مَكَّنِّي? (الكهف 95) (المثال الثالث) الأصل فيها ما مكنَنِي.
ولا يوجد في رواية حفص أمثلة من الإدغام الكبير في المتجانس أو المتقارب.
الإدغام الصغير: هو التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني. مثل إدغام التاء في التاء في قوله تعالى: ?فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ? (البقرة 16) (المثال الرابع).
وهذا النوع هو الذي نتناوله بالدرس في الأبواب التالية بأنواعه الثلاثة: المتماثل والمتقارب والمتجانس.
الإدغام الكامل والإدغام الناقـ ص
الإدغام الكامل: هو إدغام الحرف فيما بعده ذاتا وصفة بحيث يسقط الحرف المدغم تماما فلا يبقى له أثر في اللفظ.
ومثال ذلك: ?قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا? (يونس 89) (المثال الخامس) حيث سقطت التاء من اللفظ ذاتا وصفة.
مثال آخر: ?أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ? (آل عمران 69) (المثال السادس) أدغمت النون هنا في الراء إدغاما كاملا ذاتا وصفة.
ملاحظة: يشار إلى الإدغام الكامل في رسم المصاحف بتعرية الحرف المدغم من السكون وتشديد الحرف المدغم فيه.(1/39)
الإدغام الناقص : هو إدغام الحرف فيما بعده ذاتا لا صفة بحيث يسقط الحرف المدغم مع بقاء شيء من صفاته وذلك في أربع حالات:
- النون عند الواو نحو ?وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ ? (الرعد 34) (المثال السابع) حين أدغمت النون في الواو بقيت غنتها وتقرأ مِـ ن ــوَاق
- النون عند الياء مثل ?مَن يَقُولُ? (البقرة 8) (المثال الثامن) تقرأ مـ ن ــيَقُول
- الطاء عند التاء مثل ? لَئِن بَسَطتَ? (المائدة 28) (المثال التاسع) حين أدغمت الطاء في التاء بقي إطباقها واستعلاؤها. ويلاحظ هنا أن الطاء سقطت فلا تقلقل.
- القاف عند الكاف مثل ?أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ? (المرسلات 20) (المثال العاشر) لاحظ هنا أيضا أن القاف لا تقلقل.
C
إدغام المتماثلين
سيكون كلامنا في هذا المبحث والذيْن يليانه عن الإدغام الصغير بأنواعه الثلاثة: إدغام المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين. وهو كما رأينا التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني.
أما بالنسبة لإدغام المتماثلين فإن حفصا أدغم كل مثلين التقيا وكان أولهما ساكنا، نحو:
- التاء عند التاء: ?فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ? (البقرة 16) (المثال الأول) وتقرأ فما رَبِحَتِّجَارَتُهُم
- الدال عند الدال: ?وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ? (المائدة 61) (المثال الثاني) وتقرأ وَقَدَّخَلُوا.
- الذال عند الذال: ?وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً? (الأنبياء 87) (المثال الثالث) وتقرأ إِذَّهَبَ
- الكاف عند الكاف: ?أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ? (النساء 78) (المثال الرابع) وتقرأ يُدْرِكُّم
- اللام عند اللام: ?قُل لاَّ أَشْهَدُ? (الأنعام 19) (المثال الخامس)
- الفاء عند الفاء: ?فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً? (الإسراء 33) (المثال السادس)(1/40)
- الباء عند الباء: ?اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا? (النمل 28) (المثال السابع)
- الميم عند الميم: ?قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ? (يونس 57) (المثال الثامن)
- النون عند النون: ?لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ? (البقرة 61) (المثال التاسع)
- الواو الساكنة المفتوح ما قبلها عند الواو: ?حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ? (الأعراف 95) (المثال العاشر)
ولا إدغام إذا كان أول الحرفين حرف مد مثل:
- ?الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ? (الرعد 29) (المثال الحادي عشر)
- ?هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً? (الرعد 12) (المثال الثاني عشر)
ولحفص في قوله تعالى ?مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ? (الحاقة 28، 29) وجهان عند الوصل: السكت مع الإظهار أو الإدغام.
C
إدغام المتجانسين
المتجانسين كما أسلفنا هو إتحاد الحرفين مخرجا واختلافهما صفة. ويكون إدغام المتجانسين في :
- الأحرف النطعية: التاء في الطاء والطاء في التاء والتاء في الدال والدال في التاء
- الأحرف اللثوية: الثاء في الذال والذال في الظاء
- الأحرف الشفوية: الباء في الميم
وقد أوجب حفص الإدغام في كل مواضع التقاء المتجانسين في القرآن الكريم ما عدا موضعين أجاز فيهما الإدغام والإظهار وإن كان الإدغام هو المروي من طريق الشاطبية التي نقرأ بها.
الإدغام الواجب في المتجانسين عند حفص
1. تاء التأنيث الساكنة في الطاء: ومثال ذلك:
- ?وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ? (آل عمران 69) (المثال الأول) وتُقرأ ودطّائفة وهذا من الإدغام الكامل كما رأينا.
- ?إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ? (آل عمران 122) (المثال الثاني)
2. الطاء الساكنة في التاء نحو:(1/41)
- ?لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي? (المائدة 28) (المثال الثالث) وتقرأ بسـ ط ـت وهذا من الإدغام الناقص حيث سقطت الطاء وبقي إستعلاؤها وإطباقها.
- ?وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُف? (يوسف 80) (المثال الرابع)
- ?فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ? (النمل 22) (المثال الخامس)
3. تاء التأنيث الساكنة في الدال نحو:
- ?فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا? (الأعراف 189) (المثال السادس) تقرأ فلما أَثقَلَدَّعَوا من الإدغام الكامل
- ? قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا? (يونس 89) (المثال السابع)
4. الدال الساكنة في التاء نحو:
- ?قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ? (البقرة256) (المثال الثامن) تقرأ قتّبيّن
- ?وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ? (المائدة 89) (المثال التاسع)
5. الذال الساكنة في الظاء وقد وقعت في موضعين:
- ?وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ? (الزخرف 39) (المثال العاشر) تقرأ إظّلمتم
- ? وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ? (النساء 64) (المثال الحادي عشر)
الإدغام الجائز في المتجانسين عند حفص
6. الثاء في الذال في قوله تعالى: ?يَلْهَث ذَّلِكَ ? (الأعراف 176) (المثال الثاني عشر).
7. الباء في الميم في قوله تعالى : ?يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا? (هود 42) (المثال الثالث عشر).
في هذين الموضعين يجوز عند حفص الإدغام والإظهار. والإدغام مروي من طريق الشاطبية التي نفرأ بها.
C
مقدمة
نتعرض في هذا المبحث إلى أحكام النون الساكنة والتنوين.
النون الساكنة: هي النون غير المتحركة التي تثبت لفظا ووقفا وتكون في الأسماء والأفعال والحروف وفي وسط الكلمة وآخرها.(1/42)
التنوين: هو نون ساكنة زائدة تتبع آخر الاسم لفظا في الوصل وتفارقه خطا ووقفا. ولا تكون في الأفعال والحروف. ويعبر عن التنوين خطا بضمتين أو فتحتين أوكسرتين.
أحكام النون الساكنة والتنوين: لها أربعة أحكام: الإظهار، الإدغام، الإقلاب، الإخفاء.
وهذه الأحكام الأربعة هي صفات حرف النون العارضة التي يتصف بها حال سكونه (ويدخل في ذلك التنوين).
تنبيه: قد يحرك النون منعا من التقاء ساكنين وفي هذه الحالة لا تنطبق عليه أحكام هذا الفصل. مثل قوله تعالى: ?مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ? (البقرة 212) (المثال الأول).
وقد يُكسر التنوين عند التقاء ساكنين مثل:
- ?جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي? (مريم 61) (المثال الثاني) وتقرأ (عَدْنِنِلَّتي)
- ?َقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ? (الإخلاص 1-2) (المثال الثالث) عند وصل الآيتين وتقرأ (أحَدُنِلَّه)
- ?جَزَاءً الْحُسْنَى? (الكهف 88) (المثال الرابع) وتُقرأ جزاءَنِلْحُسْنى.
- ? وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ? (الحديد 27) (المثال الخامس) وتقرأ ورهبانيّتَنِبْتَدعوها
وفي هذه الحالة أيضا لا يتصف النون بشيء من الصفات العارضة التي ذكرنا والتي يسميها علماء التجويد بأحكام النون الساكنة.
C
الإظهار
لغة: البيان
اصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير زيادة في غنة الحرف المُظهَر. وعلى هذا يجب فصل النون الساكنة أو التنوين عن الحرف الذي بعدها من غير سكت عليه.
حروفه: تظهر النون الساكنة أو التنوين إذا وقع بعدها حرف من حروف الحلق الستة: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء (ء هـ ع ح غ خ) وهذه الحروف مجموعة في أوائل هذه الكلمات: أخي هاك علما حازه غير خاسر.
ويكون إظهار النون الساكنة في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين. أما إظهار التنوين فلا يقع حتما إلا في كلمتين.
أمثلة:
- النون الساكنة مع الهمزة
?وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي? (طه 124) (المثال الأول)
- التنوين مع الهمزة(1/43)
?وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً? (النبأ 16) (المثال الثاني)
- النون الساكنة مع الهاء
?وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ? (الأعراف 168) (المثال الثالث)
?وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ? (الأنعام 26) (المثال الرابع) في هذا المثال التقاء نون ساكنة مع الهاء في كلمة يَنْهَوْنَ والتقاء أخرى مع همزة في كلمة وَيَنْأَوْنَ، وفي الحالتين يجب إظهار النون.
- التنوين مع الهاء
?وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ? (الرعد 7) (المثال الخامس)
- النون الساكنة مع العين
?مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ? (يونس 27) (المثال السادس)
- التنوين مع العين
?وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? (البقرة 29) (المثال السابع)
- النون الساكنة مع الحاء
?وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ? (الحجر 82) (المثال الثامن)
- التنوين مع الحاء
?إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? (البقرة 220) (المثال التاسع)
- النون الساكنة مع الغين
?وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ? (الحاقة 36) (المثال العاشر)
- التنوين مع الغين
?إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً? (النساء 43) (المثال الحادي عشر)
- النون الساكنة مع الخاء
?وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ? (البقرة 74) (المثال الثاني عشر)
- التنوين مع الخاء
?فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ? (الزلزلة 7) (المثال الثالث عشر)
ضبط النون الساكنة والتنوين عند الإظهار
- توضع علامة السكون على النون المظهرة مثل : أَنْعَمْتَ.
- يتم ضبط التنوين المُظهر عن طريق تركيب حركتين (ضمتين أو فتحتين أو كسرتين): (انظر رسم الآيات في الأمثلة).
C
أحكام الإدغام
الإدغام بغنة
الإدغام بلا غنة
استثناءات
تعريفه: تقدم تعريف الإدغام في الفصل السابق.
حروفه: تُدغم النون الساكنة والتنوين في ستة حروف مجموعة في كلمة (يرملون)
أقسامه: قسمان إدغام بغنة وإدغام بلا غنة.
إدغام بغنة(1/44)
يكون الإدغام بغنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف كلمة (ينمو).
وهو على قسمين: إدغام كامل بغنة وإدغام ناقص بغنة
إدغام كامل بغنة: له حرفان الميم والنون. والغنة الباقية عند إدغام النون الساكنة أو التنوين في هذين الحرفين تكون للحرف المدغم فيه ولهذا كان الإدغام كاملا. ومثال ذلك:
- النون الساكنة مع النون
?وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا? (البقرة 219) (المثال الأول)
- التنوين مع النون
?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ? (الغاشية 8) (المثال الثاني)
- النون الساكنة مع الميم
?وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ? (ابراهيم 16) (المثال الثالث)
- التنوين مع الميم
?وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ? (يوسف 32) (المثال الرابع) هذه نون التوكيد وليست تنوينا ولكنها تأخذ حكم التنوين من حيث الإدغام.
ملاحظة: عند الإدغام بغنة يجب مدها مقدار حركتين كما هو مبين في مبحث المدود.
إدغام ناقص بغنة: له حرفان الواو والياء. والإدغام ناقص هنا لأن الغنة الباقية صفة للحرف المدغم. ومثال ذلك:
- النون الساكنة و التنوين مع الواو
?وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ? (البقرة 107) (المثال الخامس) في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الواو في ?مِن وَلِيٍّ? وإدغام للتنوين في الواو ?وَلِيٍّ وَلاَ?
- النون الساكنة والتنوين مع الياء
?فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ? (الزلزلة 7) (المثال السادس) في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الياء في كلمة ?فَمَن يَعْمَلْ? وإدغام للتنوين في الياء ?خَيْراً يَرَهُ?
إدغام بلا غنة
يكون الإدغام بلا غنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين لام أو راء. وإدغام النون الساكنة والتنوين في هذين الحرفين إدغام كامل.
- النون الساكنة مع اللام
?وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً? (النساء 40) (المثال السابع)
- التنوين مع اللام(1/45)
?هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ? (البقرة 2) (المثال الثامن)
- النون الساكنة مع الراء
?أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ? (البقرة 5) (المثال التاسع)
- التنوين مع الراء
?إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? (البقرة 173) (المثال العاشر)
استثناءات
1. يُشترط في الإدغام أن يكون الحرف المدغم والحرف المدغم فيه في كلمتين مختلفتين. فإذا التقيا في كلمة واحدة وجب الإظهار ويسمى إظهارا مطلقا. وفي القرآن أربع مواضع التقت فيها النون الساكنة بأحد حروف الإدغام في وسط الكلمة وهي: دنيا، صنوان، قنوان، بنيان (المثال الحادي عشر).
2. يُستثنى من قواعد إدغام النون الساكنة والتنوين:
- قوله تعالى ?يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ? (يس 1-2) (المثال الثاني عشر) عند الوصل.
- وقوله ?ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ? (القلم 1) (المثال الثالث عشر) عند الوصل.
وفي هذين الموضعين أظهر حفص النون في هجاء حرفي السين (من يس) والنون، كما روي ذلك من طريق الشاطبية.
3. سبق الكلام في مبحث الإدغام حول هجاء فواتح سورتي الشعراء والقصص ?طسم? ورأينا أن حفصا أدغم نون السين في الميم. راجع مبحث الإدغام باب إدغام المتقاربين.
4. يستثنى أيضا من هذا،كما رأينا في باب إدغام المتقاربين، قوله تعالى: ?وَقِيلَ مَنْس رَاقٍ? (القيامة 27) بسبب السكت الواجب على نون "من".
5. عند الوقف على الميم والنون بالسكون يجب إظهارهما إظهارا مطلقا.
C
الإقلاب
لغة: تحويل الشيء عن وجهه.
اصطلاحا: تحويل النون الساكنة أو التنوين ميما مخفاة بغنة إذا وقع بعدها حرف الباء.
ويتم إخفاء الميم المنقلبة عن النون بترك فرجة خفيفة بين الشفتين وعدم الشد عليهما. كما يجب مد الغنة بعد الإقلاب مقدار حركتين.
أمثلة: قد يكون الإقلاب في كلمة واحدة وقد يكون في كلمتين.
- ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى ? (البقرة 246) (المثال الأول).(1/46)
- ?كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ? (البقرة 261) (المثال الثاني).
- ?ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ? (آل عمران 44) (المثال الثالث).
- ?وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ? (آل عمران 15) (المثال الرابع).
- ? وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ? (البقرة 246) (المثال الخامس).
- ?كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ? (العلق 15) (المثال السادس) وهذه نون التوكيد وليست تنوينا ولكنها تأخذ حكم التنوين في الإقلاب.
ضبط الإقلاب في المصاحف
يُشار إلى الإقلاب في رسم المصاحف بوضع ميم صغيرة فوق النون الساكنة التي بعدها باء إشارة إلى قلبها ميما نحو:
أما بالنسبة للتنوين فترسم حركة واحدة من الحركتين متبوعة بميم صغيرة نحو:
C
الإخفاء
لغة: الستر.
اصطلاحا: النطق بالنون اساكنة أو التنوين على صفة بين الإظهار والإدغام مع مراعاة بقاء الغنة في الحرف المخفي.
حروفه: خمسة عشر حرفا مجموعة في أوائل كلمات البيت التالي:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
أداء الإخفاء: عند إخفاء النون الساكنة أو التنوين يتحول مخرج النون من طرف اللسان (مع لثة الأسنان العليا) إلى قرب مخرج حرف الإخفاء. أي أن القارئ يجعل طرف لسانه مبتعدا قليلا عن لثة الأسنان العليا.
كما يُراعى أيضا مد الغنة مقدار حركتين، وتفخيمها –أي الغنة- إذا كان حرف الإخفاء مفخما نحو ?إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً? (الإسراء 33) (المثال الأول) وترقيقها إذا كان حرف الإخفاء مرققا مثل ?إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً? (المزمل 12) (المثال الثاني).
هذا ويجب الاحتراز من تحويل الغنة إلى حرف مد كنطق كلمة "كنتم" هكذا: "كونتم" وهذا خطأ.
أمثلة: قد تجتمع النون الساكنة مع حرف الإخفاء في كلمة واحدة وقد يكونان في كلمتين مختلفتين.(1/47)
- ? وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ? (الحاقة 6) (المثال الثالث)
- ?مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ? (البقرة 245) (المثال الرابع)
- ?وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ? (هود 9) (المثال الخامس)
- ?وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ? (الأنعام 8) (المثال السادس)
- ?هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ? (المرسلات 35) (المثال السابع)
- ?فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ? (البقرة 22) (المثال الثامن)
- ?وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ? (آل عمران 144) (المثال التاسع)
- ?وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ? (البقرة 50) (المثال العاشر)
- ?لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ? (آل عمران 92) (المثال الحادي عشر)
- ?اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً? (الروم 54) (المثال الثاني عشر)
ضبط الإخفاء في المصاحف
يراعى في ضبط المصاحف تعرية الحرف المخفي من علامة السكون بالنسبة للنون الساكنة وتتابع الحركتين بالنسبة للتنوين (انظر بعض الأمثلة بالرسم العثماني).
C
ملخص وتطبيق
ملخص
متن الجزرية
تطبيق
ملخص
الجزرية
وَحُكْمُ تَنْوِيْنٍ وَنُونٍ يُلْفَى إِظْهَارٌ ادْغَامٌ وَقَلْبٌ اخْفَا(1/48)
فَعِنْدَ حَرْفِ الحَلْقِ أَظْهِرْ وَادَّغِمْ فِي اللاَّمِ وَالرَّا لاَ بِغُنَّةٍ لَزِمْ
وَأَدْغِمَنْ بِغُنَّةٍ فِي يُومِنُ إِلاَّ بِكِلْمَةٍ كَدُنْيَا عَنْوَنُوا
وَالقَلْبُ عِنْدَ البَا بِغُنَّةٍ كَذَا لاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا
تطبيق
مثال: بيان أحكام النون الساكنة والتنوين في قوله تعالى: ?فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ? (البقرة 256) (المثال الأول)
- فَمَن يَكْفُرْ: إدغام النون الساكنة في ياء (يكفر) إدغاما ناقصا بغنة.
- وَيُؤْمِن بِاللّهِ: إقلاب النون الساكنة ميما مخفاة بغنة عند حرف الباء.
- انفِصَامَ: إخفاء للنون الساكنة عند حرف الفاء.
- سَمِيعٌ عَلِيمٌ: إظهار تنوين (سميعٌ) عند حرف العين وهو من حروف الإظهار.
تطبيق: بالنسبة لكل مثال من الأمثلة التالية:
- بين أحكام النون الساكنة والتنوين في كل موضع وردا فبه (على غرار المثال السابق).
- استمع إلى التلاوة مع الانتباه إلى مواضع النون الساكنة والتنوين.
- قم بتسجيل تلاوتك للمثال مع تطبيق ما تعلمته في هذا الفصل من أحكام.
?فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ? (الزلزلة 7-8) (المثال الثاني)
?جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ? (البينة 8) (المثال الثالث)
?وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ? (الأنعام 26) (المثال الرابع)
?وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً? (الكهف 43) (المثال الخامس)(1/49)
?فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً? (الكهف 65) (المثال السادس)
?أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا? (القصص 61) (المثال السابع)
?الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ? (البقرة 27) (المثال الثامن)
?وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? (لقمان 27) (المثال التاسع)
?إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ? (يس 53) (المثال العاشر)
?قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ? (الزمر 28) (المثال الحادي عشر)
?قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ? (فصلت 52) (المثال الثاني عشر)
?وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ? (البقرة 114) (المثال الثالث عشر)
C
مقدمة
الميم (م) حرف من الحروف الهجائية :
لقبه: حرف شفوي.
مخرجه: ما بين الشفتين بانطباقهما.
صفاته اللازمة: الجهر والبينية والاستفال والانفتاح والإذلاق وتصحبه غنة مخرجها من الخيشوم.
صفاته العارضة عند سكونه: عند سكون الميم تعرض له ثلاث صفات: الإدغام الشفوي والإخفاء الشفوي والإظهار الشفوي.
وسميت هذه الصفات بالشفوية لخروج الميم من الشفتين. واصطلح العلماء على تسميتها بأحكام الميم الساكنة.(1/50)
وقد تقدم تعريف الإدغام والإخفاء والإظهار.
C
الإدغام الشفوي
حروفه: حرف واحد وهو حرف الميم (م).
تدغم الميم الساكنة في مثلها فقط أي في حرف الميم فتصيران (الميم المدغمة والميم المدغم فيها) ميما واحدة مشددة بغنة، ويسمى هذا بإدغام المتماثلين.
وهذا الإدغام ناقص حيث تبقى الغنة صفةً للحرف المدغم.
أمثلة:
?الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ? (قريش 4) (المثال الأول)
?إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ? (الهمزة 8) (المثال الثاني)
?وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ? (البروج 20) (المثال الثالث)
?أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ? (المطففين 4) (المثال الرابع)
?أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ? (المرسلات 20) (المثال الخامس) الميم المشددة الثانية (في كلمة ماء) تدخل في باب إدغام النون الساكنة (نون من) في الميم، والميم المشددة الثالثة (مهين) ناتجة عن إدغام تنوين كلمة (ماء) في الميم. فقط الميم المشددة في كلمة (من) تتعلق بحكم إدغام الميم الساكنة الذي نحن بصدده.
?فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً? (نوح 25) (المثال السادس)
?وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً? (نوح 17) (المثال السابع)
?يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً? (نوح 11) (المثال الثامن)
?وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ? (المعارج 27) (المثال التاسع)
?أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ?(القلم 46) (المثال العاشر) إدغام الميم الساكنة ورد في موضع واحد في هذا المثال وهو (فَهُم مِّن). أما الميم المشددة الثانية (مِّن مَّغْرَمٍ) فتدخل في باب إدغام النون الساكنة في الميم والميم المشددة الثالثة (مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ) فتدخل في باب إدغام التنوين في الميم.
C
الإخفاء الشفوي
حروفه: حرف واحد وهو حرف الباء (ب).(1/51)
فإذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء جاز إخفاء الميم مع مراعاة الغنة.
ويلاحظ عند الإخفاء الشفوي تلاصق الشفتين ببعضهما تلاصقا رقيقا (أي عدم الضغط عليهما ضغطا قويا) دون انفراجهما حيث أن كلا من الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين.
ملاحظة: إذا وقع بعد الميم الساكنة باء جاز الإخفاء والإظهار وكلاهما صحيح ومأخوذ به. والإخفاء أرجح القولين وهو الذي نختاره.
أمثلة:
?سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ?( القلم 40) (المثال الأول)
?فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ? ( النازعات 14) (المثال الثاني)
?وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ? ( التكوير 22) (المثال الثالث)
?ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ? ( المطففين 17) (المثال الرابع)
?فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ? ( الانشقاق 24) (المثال الخامس)
?لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ? ( الغاشية 22) (المثال السادس)
?فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا? ( الشمس 14) (المثال السابع)
?أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى? ( العلق 14) (المثال الثامن)
?إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ? ( العاديات 11) (المثال التاسع)
?تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ? ( الفيل 4) (المثال العاشر)
ضبط الإخفاء في المصاحف:
يراعى في ضبط المصاحف تعرية الميم الساكنة المخفية من علامة السكون.
C
الإظهار الشفوي
حروفه: كل حروف الهجاء عدا الميم والباء.
إذا وقع بعد الميم الساكنة أحد الحروف عدا الميم والباء وجب إظهارها.
ويكون الإظهار أشد عند الفاء (ف) والواو (و) نظرا لتقارب هذه الحروف من حيث المخرج (الشفتين)، وذلك لتمييز الحروف بعضها عن بعض وخوفا من عدم وضوح الحرف المظهر (الميم).
أمثلة:
?أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ? ( الفيل 2) (المثال الأول)
?لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ? ( الكافرون 6) (المثال الثاني)(1/52)
?إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً? (الانسان 9) (المثال الثالث)
?الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ? (الفاتحة 2) (المثال الرابع)
?وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ? (البقرة 14) (المثال الخامس)
? اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ? (البقرة 15) (المثال السادس)
?خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ? (البقرة 7) (المثال السابع)
?مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء? (ابراهيم 43) (المثال الثامن)
?خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ? (القلم 43) (المثال التاسع)
?وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً? (الانسان 21) (المثال العاشر)
?نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً? (الانسان 28) (المثال الحادي عشر)
ضبط الإخفاء في المصاحف:
يراعى في ضبط المصاحف عند إظهار الميم الساكنة وضع رأس خاء صغيرة بدون نقطة مثل .
C
ملخص وتطبيق
ملخص
متن الجزرية
تطبيق
ملخص
الجزرية
وأَظْهِرِ الغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ مِيْمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ
الْمِيْمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
وَأظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الأَحْرُفِ وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي
تطبيق(1/53)
مثال: بيان أحكام الميم الساكنة في قوله تعالى: ?وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا? (آل عمران 103) (المثال الأول)
- عَلَيْكُمْ إِذْ: إظهار الميم الساكنة عند الهمزة.
- كُنتُمْ أَعْدَاء: إظهار الميم الساكنة عند الهمزة.
- قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم: إظهار الميم الساكنة عند الفاء.
- فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ: إخفاء الميم الساكنة عند الباء.
- وَكُنتُمْ عَلَى: إظهار الميم الساكنة عند العين.
- فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا: إدغام الميم الساكنة في ميم (منها) وهو إدغام متماثلين بغنة.
تطبيق: بالنسبة لكل مثال من الأمثلة التالية:
- بين أحكام الميم الساكنة في كل المواضع التي وردت فبها (على غرار المثال السابق).
- استمع إلى التلاوة مع الانتباه إلى مواضع الميم الساكنة.
- قم بتسجيل تلاوتك للمثال مع تطبيق ما تعلمته في هذا الفصل من أحكام.
?فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ? (آل عمران 106) (المثال الثاني)
?بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ? (آل عمران 125) (المثال الثالث)
?وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ? (آل عمران 126) (المثال الرابع)
?لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? (آل عمران 188) (المثال الخامس)(1/54)
?وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً? (نوح 12) (المثال السادس)
?وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ? (الممتحنة 11) (المثال السابع)
?إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً? (الانسان 22) (المثال الثامن)
?مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً? (نوح 25) (المثال التاسع)
?أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ? (الملك 17) (المثال العاشر)
?إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ? (الملك 12) (المثال الحادي عشر)
?هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ? (التغابن 2) المثال الثاني عشر)
?وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ? (المنافقون 5) (المثال الثالث عشر)
C
مقدمة حول التفخيم والترقيق
التفخيم
لغة: التعظيم أو التسمين.
اصطلاحا: سمن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه.
الترقيق
لغة: التنحيف وهو ضد التفخيم.
اصطلاحا: نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه .
الأحرف الهجائية بين التفخيم والترقيق
تنقسم الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام:
1. حروف تفخم دائما: وهي حروف الاستعلاء: خص ضغط قظ
2. حروف تفخم تارة وترقق أخرى: الألف، الراء، لام لفظ الجلالة، غنة الإخفاء.
3. حروف مرققة دائما: وهي باقي الحروف الهجائية.
C(1/55)
الحروف دائمة التفخيم أو الترقيق
الأحرف المفخمة دائما
الأحرف المرققة دائما
الأحرف المفخمة دائما
الحروف المفخمة دائما هي الحروف التي تتصف بصفة الاستعلاء.
وحروف الاستعلاء، كما هو موضح في مبحث المخارج والصفات، سبعة يجمعها قولك: خص ضغط قظ.
وتختص حروف الإطباق الأربعة بتفخيم أقوى: وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء.
تتفاوت درجات التفخيم في هذه الحروف حسب حركة الحرف أو حركة ما قبله.
وهي أربع درجات (من الأقوى إلى الأدنى تفخيما):
الدرجة الأولى: إذا كان حرف التفخيم مفتوحا بعده ألف. نحو:
?وَلاَ الضَّالِّينَ? (الفاتحة 7) (المثال الأول)
?حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ? (التكاثر 2) (المثال الثاني)
?وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ? (الطارق 2) (المثال الثالث)
الدرجة الثانية: إذا كان حرف التفخيم مفتوحا ليس بعده ألف. نحو:
? اللَّهُ الصَّمَدُ? (الإخلاص 2) (المثال الرابع)
? مِن شَرِّ مَا خَلَقَ? (الفلق 2) (المثال الخامس)
الدرجة الثالثة: إذا كان حرف التفخيم مضموما. نحو:
? غُلِبَتِ الرُّومُ? (الروم 2) (المثال السادس)
?فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ? (المنافقون 3) (المثال السابع)
الدرجة الرابعة: إذا كان حرف التفخيم مكسورا. نحو:
? إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ? (المرسلات 41) (المثال الثامن)
? اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ? (الفاتحة 6) (المثال التاسع)
وإذا كان حرف التفخيم ساكنا كانت درجة تفخيمه بحسب حركة الحرف الذي قبله. فإذا كان ما قبله مفتوحا كان في الدرجة الثانية، مثل:
?يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ? (البلد 15) (المثال العاشر)
وإذا كان مضموما كان في الدرجة الثالثة، نحو:
?يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ? (الفجر 27) (المثال الحادي عشر)
وإذا كان مكسورا كان في الدرجة الرابعة، نحو:
?وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجا?ً (نوح 18) (المثال الثاني عشر)
الأحرف المرققة دائما(1/56)
وهي باقي الأحرف الهجائية عدا أحرف الاستعلاء (خص ضغط قظ) والأحرف التي تفخم تارة وترقق أخرى (الراء واللام والألف).
وهذه الأحرف ترقق دائما مهما كانت حركتها أو حركة ما قبلها أو الحرف الذي بعدها : ء ب ت ث ج ح د ذ ز س ش ع ف ك م ن هـ و ي
C
أحكام تفخيم اللام
لحرف اللام حكمان: التفخيم والترقيق.
حالات تفخيم اللام
1. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها فتح أو كان مبدوء بها. مثل:
- ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? (الإخلاص 1) (المثال الأول)
- ?اللَّهُ الصَّمَدُ? (الإخلاص 2) (المثال الثاني). انتبه إلى ترقيق الهمزة في لفظ الجلالة (اللَّهُ) عند البدء بها
2. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ضم. مثل:
- ?نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ? (الهمزة 6) (المثال الثالث)
3. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله فتح. مثل:
- ?وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً? (الجن 4) (المثال الرابع)
4. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله ضم. مثل:
- ?أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ? (نوح 3) (المثال الخامس)
حالات ترقيق اللام
1. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر أصلي. مثل:
- ?قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ? (الزمر 46) (المثال السادس)
- ?وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ? (الأنفال 10) (المثال السابع)
2. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر عارض. مثل:
- ?لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمًْ? (الأعراف 164) (المثال الثامن) وتقرأ (قَوْماً اللّهُ) : (قَوْمَنِ الله)
3. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله كسر. مثل:
- ?وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ? (الزمر 61) (المثال التاسع)
4. سائر الكلام (إذ أن حرف اللام حرف استفال). مثل:
- ?وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ? (العنكبوت 46) (المثال العاشر)(1/57)
- ?هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ? (الملك 15) (المثال الحادي عشر)
C
أحكام تفخيم الألف وغنة الإخفاء
تفخيم الألف وترقيقها
الألف يتبع ما قبله تفخيما وترقيقا.
فإن كان الحرف الذي قبله مفخما فُخم نحو:
- ?وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ? (القارعة 3) (المثال الأول)
- ?وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ? (البروج 20) (المثال الثاني)
- ?وَلاَ الضَّالِّينَ? (الفاتحة 7) (المثال الثالث)
وإن كان الحرف الذي قبله مرققا رُقق. نحو:
- ?أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ? (التكاثر 1) (المثال الرابع)
- ?وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً? (النبأ 7) (المثال الخامس)
- ?وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ? (الكافرون 4) (المثال السادس)
تفخيم غنة الإخفاء وترقيقها
غنة الإخفاء تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا.
فإذا أخفي النون أو التنوين عند أحد أحرف الإخفاء المستعلية (ص ض ط ظ ق)، فخمت الغنة:
- ?فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ? (الشرح 7) (المثال السابع)
- ?هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ? (المرسلات 35) (المثال الثامن)
- ?وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ? (المطففين 31) (المثال التاسع)
وإن كان حرف الإخفاء من حروف الاستفال، رققت الغنة:
- ?وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ? (الشرح 2) (المثال العاشر)
- ?إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا? (النازعات 45) (المثال الحادي عشر)
- ?إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ? (العصر 2) (المثال الثاني عشر)
C
تنبيهات حول أحكام التفخيم والترقيق
يجب على القارئ مراعاة أحكام التفخيم والترقيق أثناء التلاوة فيفخم ما يجب تفخيمه ويرقق ما يجب ترقيقه وخاصة إذا اجتمع حرفان أحدهما مفخم والآخر مرقق.
وهذه بعض المواضع والكلمات التي يجب الانتباه لها والاهتمام بها:(1/58)
- ترقيق الهمزة في لفظ الجلالة (الله) عند البدء بها نحو ? اللَّهُ الصَّمَدُ? (الإخلاص 2) (المثال الأول)
- ترقيق اللام إذا كان بعدها حرف مفخم نحو:
?وَلاَ الضَّالِّينَ? (الفاتحة 7) (المثال الثاني)
?وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً? (الكهف 19) (المثال الثالث)
?وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ? (آل عمران 122) (المثال الرابع)
- ترقيق الميم في مثل هذه المواضع:
(مَخْمَصَةٍ) في قوله تعالى ?فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? (المائدة 3) (المثال الخامس)
(مَّرَضٌ) في قوله تعالى ?فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً? (البقرة 10) (المثال السادس)
(مَرْيَمُ) في قوله تعالى ? يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ?(آل عمران 43) (المثال السابع)
- ترقيق الباء في مثل هذه الكلمات:
(الْبَرْقُ) في قوله تعالى ?يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ? (البقرة 20) (المثال الثامن)
(بِالْبَاطِلِ) في قوله تعالى ?وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ? (البقرة 42) (المثال التاسع)
- ترقيق الحاء إذا وردت قبل حرف استعلاء ومثال ذلك:
(حَصْحَصَ) في قوله تعالى ?قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ? (يوسف 51) (المثال العاشر)
(أَحَطتُ) في قوله تعالى ?فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ? (النمل 22) (المثال الحادي عشر)
- ترقيق السين في الكلمات التالية وما شابهها:
(المُستَقِيمَ) في قوله تعالى ?اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ? (الفاتحة 6) (المثال الثاني عشر)(1/59)
(يَسْطُرُونَ) في قوله تعالى ?ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ? (القلم 1) (المثال الثالث عشر)
C
ملخص وتطبيق
ملخص
متن الجزرية
تطبيق
ملخص
الجزرية
التفخيم والترقيق
فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ…وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الأَلِفِ
كَهَمْزِ أَلْحَمْدُ أَعُوذُ إِهْدِنا…أللَّهُ ثُمَّ لاَمِ لِلَّهِ لَنَا
وَلْيَتَلَطَّفْ وَعَلَى اللَّهِ وَلاَ الضْ…وَالْمِيمِ مِنْ مَخْمَصَةٍ وَمِنْ مَرَضْ
وَبَاءِ بَرْقٍ بَاطِلٍ بِهِمْ بِذِي…وَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ وَالجَهْرِ الَّذِي
فِيهَا وَفِي الْجِيمِ كَحُبِّ الصَّبْرِ…وَرَبْوَةٍ اجْتُثَّتْ وَحَجِّ الْفئَجْرِ
وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا…وَإِنْ يَكُنْ فِي الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا
وَحَاءَ حَصْحَصَ أَحَطتُّ الْحَقُّ…وَسِينَ مُسْتَقِيمِ يَسْطُو يَسْقُو
أحكام الراء
وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ…كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ
إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ…أَوْ كَانَتِ الكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ
وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجَدُ…وَأَخْفِ تَكْرِيْرًا إِذَا تُشَدَّدُ
أحكام اللام
وَفَخِّمِ اللاَّمَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ…عَنْ فَتْحِ أوْ ضَمٍّ كَعَبْدُ اللَّهِ
وَحَرْفَ الاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا…لاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْو قَالَ وَالْعَصَا
وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطتُّ مَعْ…بَسَطتَّ وَالخُلْفُ بِنَخْلُقْكُمْ وَقَعْ
وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا…أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُورًا عَسَى…خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِمَحْظُورًا عَصَى
وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا…كَشِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا
وَأَوَّلَى مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ…أَدْغِمْ كَقُلْ رَبِّ وَبَلْ لاَ وَأَبِنْ(1/60)
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ…سَبِّحْهُ لاَ تُزِغْ قُلُوبَ فَلْتَقُمْ
تطبيق
بالنسبة لكل مثال من الأمثلة التالية:
- بين أحكام الراء واللام والألف وغنة الإخفاء من حيث التفخيم والترقيق.
- استمع إلى التلاوة مع الانتباه إلى مواضع التفخيم والترقيق.
- قم بتسجيل تلاوتك للمثال مع تطبيق ما تعلمته في هذا الفصل من أحكام.
?وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? (هود 34) (المثال الأول)
?وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ? (الفجر 1-5) (المثال الثاني)
? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ? (القمر 22) (المثال الثالث)
? فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ? (القمر 24) (المثال الرابع)
?وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ? (فاطر 11) (المثال الخامس)
?إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ? (الكوثر 1-3) (المثال السادس)
?انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ? (المرسلات 30-33) (المثال السابع)
? دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ? (يونس 10) (المثال الثامن)(1/61)
? أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً? (الشرح 1-6) (المثال التاسع)
? وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ? (الفتح 29) (المثال العاشر)
? وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? (النور 31) (المثال الحادي عشر)
?قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ? (غافر 29) (المثال الثاني عشر)
C
أحكام المد والقصر
تعريف المد
تعريف القصر
أقسام المد
تعريف المد
لغة: الزيادة
اصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد أو بأحد حرفي اللين.
حروف المد: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها
الياء الساكنة المكسور ما قبلها
الواو الساكنة المضموم ما قبلها
حروف اللين: الواو الساكنة بعد فتح نحو: خوْف
الياء الساكنة بعد فتح نحو: صيْف
تعريف القصر
لغة: ضده الطول، وقَصَر الشيء على كذا أي لم يجاوزه إلى غيره.
اصطلاحا: له معنيين:
- إثبات المد حركتين فقط عند الحديث عن مقدار المد، كقولك: يقصر البدل عند حفص أي يمد حركتين فقط.
- عدم المد أصلا عند الحديث عن وجود المد وعدمه، كأن تقول ألف (أناْ) تمد وقفا وتقصر وصلا.
أقسام المد
المد قسمان: مد أصلي (وهو الطبيعي) ومد فرعي.
1. المد الأصلي:
وهو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يوجد سبب خارجي له.
ويمكن تعريفه أيضا على أنه المد الذي ليس بعده همز ولا سكون ومقدار مده حركتان.(1/62)
ويسمى المد الطبيعي لأن صاحب الطبيعة السليمة يمده مقدار حركتين لا تزيد ولا تنقص. كما يسمى مدا أصليا لأنه أصل جميع المدود، ولأن حرف المد لا يتميز عن الحركة إلا به.
وقدر بعضهم مقدار الحركتين بالزمن الذي يستغرقه النطق بحرفين متتاليين قَ قَ.
ويمكن تقسيم المد الأصلي إلى عدة أقسام:
أ - المد الطبيعي الثابت وصلا ووقفا.
ب - المد الطبيعي الثابت في الوقف دون الوصل.
ت - المد الطبيعي الثابت في الوصل دون الوقف.
ث - المد الطبيعي الحرفي في هجاء فواتح بعض السور.
2. المد الفرعي:
وهو المد الذي يتوقف على سبب خارجي لإطالته، وتقوم ذوات الحروف بدونه.
وينقسم المد الفرعي إلى قسمين:
أ - المد الفرعي بسبب الهمزة. وهو ثلاثة أنواع:
- مد البدل.
- المد الواجب المتصل.
- المد الجائز المنفصل.
ب - المد الفرعي بسب السكون. وهو نوعان:
- المد اللازم (مد سكونه أصلي ثابت لا يتغير).
- المد العارض للسكون (مد سكونه عارض أي يثبت وقفا ويزول وصلا).
ويأتي بيان كل قسم في الأبواب التالية.
ملاحظة: الهمز والسكون سببان لفظيان للمد الفرعي. يوجد سبب آخر معنوي للمد ولكنه غير موجود في رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية. والسب المعنوي هو قصد المبالغة في النفي ومنه مد التعظيم كما في ?لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ? ومد التبرئة نحو ?لاَ رَيْبَ فِيهِ?.
C
المد الطبيعي الثابت وقفا ووصلا
إذا كان الحرف الذي يلي حرف المد متحركا دائما، وصلا ووقفا، ولم يكن همزا (تعريف المد الطبيعي)، وجب إثبات المد مقدار حركتين حال الوقف وحال الوصل. مثل:
- ?أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ? (التكاثر 1) (المثال الأول) حرف الكاف من كلمة (أَلْهَاكُمُ) مضموم دائما لذا يجب مد الألف التي تسبقه مدا طبيعيا مقدار حركتين وصلا ووقفا. كذلك ثاء كلمة (التَّكَاثُرُ) مضمومة وصلا ووقفا لذا يجب مد الألف قبلها مدا طبيعيا في كل الأحوال.(1/63)
- ?يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً? (الانسان 7) (المثال الثاني) يجب مد الواو المدية الأولى من كلمة (يُوفُونَ) مدا طبيعيا (مقدار حركتين) لأن الفاء التي بعدها متحركة دائما. أما الواو المدية الثانية من نفس الكلمة فلا تدخل في هذا النوع من المد الذي نحن بصدده (الثابت وقفا ووصلا) وذلك لأن النون التي بعدها متحركة حال الوصل وساكنة عند الوقف على الكلمة.
في كلمة (وَيَخَافُونَ): يجب مد الألف التي تسبق حرف الفاء حركتين أما الواو المدية في الكلمة فمدها الطبيعي لا يثبت إلا وصلا.
وبالنسبة لكلمة (مُسْتَطِيراً) تمد الياء المدية حركتين لأن الراء التي بعدها مفتوحة دائما.
- ?فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ? (البينة 3) (المثال الثالث) تمد ياء (فِيهَا) حركتين وصلا ووقفا.
- ?فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ? (القارعة 6-7) (المثال الرابع)
- ?وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً? (العاديات 1-3) (المثال الخامس)
C
مد البدل
مد البدل الأصلي
المد الشبيه أو الملحق بالبدل
مد البدل، كما هو مبين في المقدمة، يندرج ضمن المد الفرعي الذي سببه الهمزة. وينقسم إلى:
مد البدل الأصلي
إذا اجتمعت همزتا قطع أولاهما متحركة والثانية ساكنة في كلمة واحدة، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرف مد يناسب حركة الهمزة الأولى.
فإذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا وإذا كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا مدية وإذا كانت الأولى مكسورة أبدلت الهمزة الثانية ياء مدية.
ومقدار حرف المد المبدل عن همزة القطع الثانية حركتان عند حفص من طريق الشاطبية.
ويكون الإبدال ثابتا في الرسم، والوصل والوقف والابتداء.(1/64)
- ?فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ? (الأعراف 93) (المثال الأول) أصل (آسَى) "أَأْسى" حيث أبدلت الهمزة الساكنة ألفا لأن الهمزة الأولى مفتوحة. ومثلها (آدم) أصلها "أأدم" و(آتى) أصلها "أأتى".
- ?قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ? (يوسف 64) (المثال الثاني) (آمَنُكُمْ) أصلها "أأْمنكم" أبدلت الهمزة الساكنة ألفا مدية.
- ?إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى? (النحل 90) (المثال الثالث) أصل كلمة (وَإِيتَاء) إئْتاء ولكن للالتقاء همزتي قطع أبدلت الثانية ياء مدية لتتناسب مع كسر الهمزة الأولى. وتمد هذه الياء المدية مقدار حركتين. ومثلها (إيمان) أصلها "إئمان" و(لِإِيلَافِ) أصلها "لإئلاف"
- ?لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ? (قريش 1) (المثال الرابع)
- ?وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ? (البينة 4) (المثال الخامس) أصل (أُوتُوا) أؤتوا، بدلت الهمزة القطعية الثانية الساكنة واوا مدية مقدارها حركتين لأن الهمزة الأولى مضمومة. ومثلها (أُوذِينَا) أصلها "أؤذينا" و(أوتوا) أصلها "أؤتوا".
- ?قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا? (الأعراف 129) (المثال السادس).
المد الشبيه بالبدل أو الملحق بالبدل
ألحق العلماء بمد البدل كل حرف مد وقع بعد همز، ولم يكن بدلا لهمزة قطع. ويمكن تقسيمه إلى عدة أقسام:
- ما يثبت وصلا ووقفا: نحو (نَبِّؤُونِي) من قوله تعالى ?نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ? (الأنعام 143) (المثال السابع) فحرف المد هنا أصلي جاء بعد همز فألحق بمد البدل، ومقداره حركتان وصلا ووقفا.(1/65)
- ما يثبت في الوصل فقط: نحو (تَشَاؤُونَ) من قوله تعالى ?وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? (التكوير 29) (المثال الثامن) حرف المد في (تَشَاؤُونَ) أصلي جاء بعد همز لذا وجب مده، عند الوصل، مقدار حركتين باعتباره مدا شبيها بالبدل. أما حال الوقف فله حكم المد العارض للسكون. ومثله (مَآبٍ)، (يُرَاؤُونَ)، (لَيَؤُوسٌ).
- ما يثبت في الابتداء فقط: مثل (اِئْتُونِي) من قوله تعالى ?أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا? (الأحقاف 4) (المثال التاسع) عند الوصل تقرأ "السماواتئتوني" بدون مد أما عند الوقف على (السَّمَاوَاتِ) والابتداء بـ(اِئْتُونِي) فتقرأ "إيتوني"، وتأخذ الياء المدية حينئذ حكم مد البدل فتُمد مقدار حركتين عند حفص.
ومثال ذلك أيضا (ائْذَن) من قوله تعالى ?وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي? (التوبة 49) (المثال العاشر) تقرأ عند الابتداء بها "إيذن لي" ولا تمد عند وصلها بما قبلها.
ومثله (ائْتِنَا) في قوله تعالى ?وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا? (الأعراف 77) (المثال الحادي عشر) تقرأ عند الابتداء بكلمة (ائْتِنَا) "إيتنا" أما عند الوصل فليس هناك مد.
ومثله أيضا ?الَّذِي اؤْتُمِنَ? تُقرأ عند الابتداء بكلمة (اؤْتُمِنَ) "أوتمن".
C
المد الواجب المتصل
نوعه: المد الواجب المتصل مد فرعي سببه الهمز.
تعريفه: وهو أن يأتي حرف المد وبعده همزة في كلمة واحدة.
سبب تسميته بالواجب المتصل: سمي واجبا لإجماع القراء على مده أكثر من حركتين. وسمي متصلا لوجود المد والهمزة في كلمة واحدة.
مقدار مده: أربع أو خمس حركات عند حفص من طريق الشاطبية. والمد أربع حركات هو الأشهر.
الوقف على المد الواجب المتصل المتطرف: إذا كانت الهمزة التي تلي حرف المد متطرفة موقوفا عليها، جاز مده (أي حرف المد) أربع أو خمس أو ست حركات.
أمثلة:(1/66)
- ?وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ? (البينة 4) (المثال الأول)
- ?ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ? (الجمعة 4) (المثال الثاني) عند الوقف على الهمزة المتطرفة في (يَشَاءُ) يجوز مد الألف المدية قبلها مقدار أربع أو خمس أو ست حركات.
- ?إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ? (الممتحنة 2) (المثال الثالث)
- ?وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ? (الفجر 23) (المثال الرابع)
- ?إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ? (التوبة 37) (المثال الخامس)
- ?وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ? (غافر 58) (المثال السادس) مثال آخر من أمثلة المد الواجب المتصل المتطرف الموقوف عليه
- ?وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ? (هود 77) (المثال السابع)
- ?إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ? (هود 54) (الفجر 23) (المثال الثامن)
- ?أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ? (محمد 14) (المثال التاسع)
C
المد الجائز المنفصل
نوعه: المد الجائز المنفصل مد فرعي سببه الهمز.
تعريفه: وهو أن يأتي حرف المد في آخر الكلمة وتليه الهمزة في أول الكلمة التالية.
سبب تسميته بالجائز المنفصل: سمي بالجائز لجواز قصره ومده عند القراء. فيجوز الاقتصار فيه على المد الطبيعي (حركتين) ويجوز مده أكثر من ذلك (أربع أو ست حركات).
وسمي منفصلا لأن حرف المد في كلمة وحرف الهمز منفصل عند في كلمة أخرى.(1/67)
مقدار مده: أربع أو خمس حركات عند حفص من طريق الشاطبية، والمد أربعا هو الأشهر. ويجوز الاقتصار فيه على حركتين من طريق "طيبة النشر".
والمد الجائز المنفصل يكون عند الوصل فقط أما عند الوقف على الكلمة الأولى فإن سبب المد (الهمزة) يزول، فيعود المد مدا طبيعيا.
تنبيه: إذا كان المد الجائز المنفصل في كلمتين متصلتين رسما نحو (هَاأَنتُمْ) أو (هَؤُلاء) أو () فإنه لا يجوز الوقف على الكلمة الأولى، فلا يجوز الوقف على (ها) في (هَؤُلاء) و(هَاأَنتُمْ) أو (يا) في (يَأَيُّهَا).
ملاحظة: عند القراءة في المجلس الواحد يجب التسوية بين مختلف مواضع المد الجائز المنفصل. فيمدها كلها أربع حركات أو يمدها كلها خمس حركات أو يقتصر فيها كلها على حركتين.
أمثلة:
- ?وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ? (الكافرون 5) (المثال الأول)
- ?قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ? (الكافرون 1) (المثال الثاني)
- ?وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ? (المطففين 31) (المثال الثالث)
- ?انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ? (المرسلات 29) (المثال الرابع)
- ?الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ? (قريش 4) (المثال الخامس)
مد الصلة الكبرى: يُلحق بالمد الجائز المنفصل مد الصلة الكبرى. وهو أن تكون هاء الضمير متحركة بين متحركين وبعدها همز في أول الكلمة التالية. نحو:
- ?وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُو إِذَا تَرَدَّى? (الليل 11) (المثال السادس) توصل هاء (مَالُهُو) بواو مدية فتقرأ "مالهو إذا" وتأخذ حكم المد الجائز المنفصل فتمد أربع أو ست حركات، ويجوز مدها حركتين.
- ?أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُو أَحَدٌ? (البلد 7) (المثال السابع)
- ?وَمَا يُكَذِّبُ بِهِى إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ? (المطففين 12) (المثال الثامن) توصل هاء به المكسورة بياء مدية فتقرأ "بهي إلا" وتأخذ حكم المد الجائز المنفصل.(1/68)
راجع الباب الخاص بمد الصلة.
C
المد اللازم
نوعه: المد اللازم مد فرعي سببه سكون أصلي ثابت لا يتغير.
تعريفه: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا أو حرف مشدد في كلمة واحدة (لأن الحرف المشدد أصله حرفان متماثلان أولهما ساكن والآخر متحرك).
مقدار مده: أجمع القراء على إشباع مده إلى ست حركات.
سبب تسميته باللازم: سمي هذا المد لازما للزوم سببه أو للزوم مده ست حركات بالإجماع.
أقسامه: ينقسم المد اللازم إلى قسمين: كلِمي وحرفي.
1. المد اللازم الكلمي: إذا كان المد اللازم في كلمة فهم كلمي، ويكون:
مثقلا: إذا أتى بعد حرف المد في الكلمة حرف مشدد. نحو:
- ?وَلاَ الضَّالِّينَ? (الفاتحة 7) (المثال الأول) وقعت اللام المشددة بعد حرف المد.
- ?الْحَاقَّةُ? (الحاقة 1) (المثال الثاني)
- ?قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ? (يونس 59) (المثال الثالث)
- ?قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْن? (الأنعام 143) (المثال الرابع)
مخففا: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا وكان غير مشدد. ومثال ذلك ?ءالئن? في موضعين من سورة يونس. وليس لها نظير في القرآن:
- ?آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ? (يونس 51) (المثال الخامس) وقع بعد الألف المدية حرف ساكن أصلي غير مشدد.
- ?آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ? (يونس 91) (المثال السادس)
ملاحظة: يُطلق على المد اللازم الكلمي الذي سببه همزة استفهام اسم "مد الفرق"، ويكون ذلك في الكلمات التالية: ?ءالئن?، ?ءالله? و ?ءالذكرين?. ويسمى كذلك لأننا نفرق بين هذه الكلمات الاستفهامية ونظائرها الخبرية بالمد. فالفرق مثلا بين (ءالئن) الاستفهامية التي وردت مرتين في سورة يونس وكلمة (الآن) الخبرية هو المد.(1/69)
2. المد اللازم الحرفي: إذا كان المد اللازم في حرف من حروف الفواتح فهو حرفي. ويكون في الحروف التي يكون هجاؤها ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد أو لين وهي (نقص عسلكم).ويكون المد اللازم الحرفي:
مثقلا: إذا أتى بعد حرف المد حرف مدغم في ما بعده. نحو:
- ?الم? (البقرة 1) (المثال السابع) أتى بعد الألف المدية في هجاء حرف الـ(لام) حرف (م) أدغم في الميم التي بعده فكان المد مثقلا.
- ?طسم? (الشعراء 1) (المثال الثامن) أدغمت النون التي تلي الياء المدية في حرف (السين) في الميم التي بعدها فكان مد الياء مثقلا.
مخففا: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن غير مدغم بما بعده. نحو:
- ?ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ? (ق 1) (المثال التاسع) وقع بعد الألف المدية في حرف (قاف) حرف (ف) ساكن غير مدغم بما بعده فكان مد الألف مخففا.
- ?ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ? (ص 1) (المثال العاشر)
- ?المر? (المثال الحادي عشر) تمد ألف (لام) مدا مثقلا لإدغام حرف الميم من (لام) في أول حرفي الميم من هجاء (ميم). أما الياء المدية في حرف الـ(ميم) فتمد مدا مخففا لوجود حرف ساكن غير مدغم بعدها (الميم الثانية من (ميم)).
تنبيه: تمد حروف الفواتح المجموعة في قولك (سنقص لكم) ست حركات. أما المد في هجاء حرف العين في فاتحة سورة مريم ?كهيعص?(المثال الثاني عشر) وفاتحة سورة الشورى ?عسق? (المثال الثالث عشر) فيجوز فيه (أربع حركات على أنه ملحق بمد اللين) والإشباع (ست حركات على أنه مد لازم). ومده ست حركات أولى.
ملاحظة: إذا وصلت فاتحة سورة آل عمران ?ألم? بما بعدها فُتحت الميم. ويجوز حينئذ مد الياء عند هجائها (ميم) حركتين أو ست حركات. أما حال الوقف فتمد ست حركات ولا يجوز قصرها.
C
المد العارض للسكون
نوعه: مد فرعي سببه سكون عارض.
تعريفه: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونا عارضا بسبب الوقف.(1/70)
أقسامه ومقدار مده: يقسم المد العارض للسكون من حيث أصل حرف المد إلى عدة أقسام:
1. المد العارض للسكون الذي أصله مد طبيعي: يجوز في مده القصر (حركتان) والتوسط (أربع حركات) والطول (ست حركات) (2-4-6). كالوقف على:
- (الْأَوْتَادِ) في قوله تعالى ?وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ? (الفجر 10) (المثال الأول) عند الوقف على (الْأَوْتَادِ) تمد الألف التي تسبق حرف الدال الساكن وقفا حركتين أو أربع أو ست حركات.
- (بِالدِّينِ) في قوله تعالى ?كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ? (الانفطار 9) (المثال الثاني) تمد الياء المدية في كلمة (بِالدِّينِ) حال الوقف عليها حركتين أو أربع أو ست حركات.
- (تَفْعَلُونَ) في قوله تعالى ?يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ? (الانفطار 12) (المثال الثالث)
2. المد العارض للسكون الذي أصله اللين (مدّ اللين): ويجوز مده أيضا حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6). ومن أمثلة ذلك الوقف على:
- (وَالصَّيْفِ) في قوله تعالى ?إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ? (قريش 2) (المثال الرابع) عند الوقف على كلمة (وَالصَّيْفِ) تمد الياء الساكنة التي تسبق الحرف الساكن الموقوف عليه (ف) مقدار حركتين أو أربع أوست حركات. وهذا مد عارض للسكون أصله مد لين.
- (الْبَيْتِ) في قوله تعالى ?فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ? (قريش 3) (المثال الخامس)
- (خَوْفٍ) في قوله تعالى ?الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ? (قريش 4) (المثال السادس)
3. المد العارض للسكون الذي أصله مد البدل: ويجوز مده حال الوقف حركتان أو أربع أو ست حركات (2-4-6). ومن أمثلته الوقف على:
- (الْمَآبِ) في قوله تعالى ?وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ? (آل عمران 14) (المثال السابع)
- (خَاطِئِينَ) في قوله تعالى ?إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ? (القصص 8) (المثال الثامن)(1/71)
- (يُرَاؤُونَ) في قوله تعالى ?الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ? (الماعون 6) (المثال التاسع)
4. المد العارض للسكون الذي أصله المد الواجب المتصل إذا تطرفت همزته: ويجوز مده حال الوقف أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6). أما حال الوصل فلا يمد إلا أربع أو خمس حركات كما هو مبين في باب المد الواجب المتصل. ومن أمثلته الوقف على:
- (يَشَاءُ) في قوله تعالى ?ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ? (الجمعة 4) (المثال العاشر)
- (بِالسُّوءِ) في قوله تعالى ?إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ? (الممتحنة 2) (المثال الحادي عشر)
- (الْمُسِيءُ) في قوله تعالى ?وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ? (غافر 58) (المثال الثاني عشر)
ملاحظة: يفضل بالنسبة للمد العارض للسكون التوسط والطول (أربع أو ست حركات).
C
مد الصلة
هاء الكناية: هي هاء الضمير التي يكنى بها عن المفرد الغائب المذكر، مثل: عنده، كمثله، بعده.
حكم مدها: لهاء الكناية حالتان من حيث المد:
1. القصر (عدم المد أصلا): لا تُمد هاء الكناية ويُكتفى بتحريكها في الحالات التالية:
أن تقع بين ساكنين. وذلك نحو:
- ?وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ? (البلد 10) (المثال الأول)
- ?وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ? (البقرة 197) (المثال الثاني)
أن يكون قبلها متحرك وبعدها ساكن. نحو:
- ?فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ? (الغاشية 24) (المثال الثالث)
أن يكون قبلها ساكن وما بعدها متحرك. مثل:
- ? إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ? (القدر 1) (المثال الرابع)(1/72)
استثناء: تقصر هاء الضمير ولا تمد في جميع المواضع إذا كان ما قبلها ساكن وما بعدها متحرك، باستثناء موضع واحد من سورة الفرقان ?وَيَخْلُدْ فِيهِي مُهَاناً? (الفرقان 69) (المثال الخامس) حيث توصل هاء (فِيهِي) بياء مدية تمد مقدار حركتين فتقرأ عند حفص (فيهي مهانا).
2. مد الصلة: إذا وقعت الهاء بين متحركين وصلت الهاء بحرف مد يناسب حركتها. فإذا كانت مضمومة وصلت بواو مدية، وإذا كانت مكسورة وصلت بياء مدية. وينقسم مد الصلة إلى قسمين حسب الحرف الذي يلي هاء الكناية، فيُسمى:
مد الصلة الصغرى: إذا وقع بعد هاء الكناية حرف غير الهمزة ويمد مدا طبيعيا مقدار حركتين. نحو:
- ?وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ? (الإخلاص 4) (المثال السادس)
مد الصلة الكبرى: إذا كان بعد هاء الكناية همزة. وفي هذه الحالة يلحق بالمد الجائز المنفصل فيمد أربع أو خمس حركات (4-5). نحو:
- ?وَمَا يُكَذِّبُ بِهِي إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ? (المطففين 12) (المثال السابع)
استثناء: يستثنى من هذه القاعدة ثلاث كلمات:
- ?وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ? (الزمر 7) (المثال الثامن) تقرأ (يَرْضَهُ) بضم الهاء دون وصلها بواو مدية بالرغم من وقوعها بين متحركين. ويسمى هذا الحكم "قصر الصلة الصغرى".
- ?اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ? (النمل 28) (المثال التاسع) قرأ حفص كلمة (فَأَلْقِهْ) بتسكين الهاء.
- ?قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ? (الأعراف 111) (الشعراء 36) (المثال العاشر) قرأ حفص كلمة (أَرْجِهْ) بتسكين الهاء.
هاء (هذه): يُلحق بأحكام هاء الكناية هاء اسم الإشارة (هذه)، نحو:
- ?إِنَّ هَذِهِي تَذْكِرَةٌ? (الانسان 29) (المثال الحادي عشر) توصل هاء اسم الإشارة (هَذِهِي) بياء مدية. والمد هنا مد صلة صغرى مقداره حركتان لأن الحرف الذي يلي الهاء ليس بهمز.(1/73)
- ?وَإِنَّ هَذِهِي أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ? (المؤمنون 52) (المثال الثاني عشر) المد في هذا المثال مد صلة كبرى مقداره أربع أو خمس حركات.
- ?هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ? (الطور 14) (المثال الثالث عشر) في هذا المثال لا توصل هاء (هذه) بحرف مد لأن ما بعدها ساكن.
ضبط المصاحف: يُراعى عند ضبط المصاحف إلحاق واو صغيرة عند صلة هاء الضمير بواو مدية، وياء صغيرة عند صلتها بياء مدية .
وكان علماء الضبط يلحقون هذه الأحرف حمراء بحجم حروف الكتابة الأصلية. ولكن تعسر ذلك في المطابع فتم تصغيرها للدلالة على المقصود.
مد البدل
تعريفه: إذا اجتمعت همزتا قطع أولاهما متحركة والثانية ساكنة في كلمة واحدة، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرف مد يناسب حركة الهمزة الأولى
أمثلة: لِإِيلَافِ، وَإِيتَاء
المد الشبيه بالبدل: كل حرف مد وقع بعد همز، ولم يكن بدلا لهمزة قطع
أمثلة: تَشَاؤُونَ، نَبِّؤُونِي
C
ملخص وتطبيق
ملخص
متن الجزرية
درجات المدود
تطبيق
ملخص
الجزرية
وَالمَدُّ لاَزِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى وَجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا
فَلاَزِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدْ سَاكِنُ حَالَيْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدْ
وَوَاجِبٌ إنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَةِ
وَجَائزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاَ أَوْ عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفًا مُسْجَلاَ
درجات المدود
كلما كان عدد حركات المد في الوصل والوقف أكثر كلما كان المد أقوى. وعلى هذا فإن أقوى المدود هو اللازم لأنه لا يجوز مده أقل من ست حركات وصلا ووقفا، وأضعف المدود البدل لأنه لا يمد أكثر من حركتين.
وترتيب المدود من الأقوى لإلى الأضعف مبينة في البيت التالي:
أقوى المدود لازم فما اتصل فعارض فذو انفصال فبدل
- المد اللازم
- المد الواجب المتصل
- المد عارض للسكون
- المد الجائز المنفصل
- مد البدل(1/74)
فإذا اجتمع سببان من أسباب المد في حرف واحد فإن السبب الأقوى يستقل بالمد فيُعمل به. ومثال ذلك:
- (آمِّينَ) في قوله تعالى ?وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً (المائدة 2) (المثال الأول) اجتمع سببان للمد: الأول مد البدل لأن الألف المدية جاءت بعد همزة، والثاني مد لازم كلمي لأن بعدها حرف مشدد. وحيث أن المد اللازم أقوى من البدل فإنه يُعمل بالمد اللازم فيُمد ست حركات.
تطبيق
مثال: بيان أحكام المد في قوله تعالى: ?إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ? (الممتحنة 2) (المثال الثاني)
- (يَثْقَفُوكُمْ) (يَكُونُوا) (وَوَدُّوا) : مد طبيعي مقداره حركتان في كل هذه المواضع.
- أَعْدَاء: مد واجب متصل همزته متطرفة. يُمد حال الوصل أربع أو خمس حركات. أما حال الوقف على الكلمة فيصبح المد عارضا للسكون فيمد أربع أو خمس أو ست حركات.
- وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ: مد جائز منفصل يُمد أربع أو خمس حركات ويجوز مده حركتين.
- بِالسُّوءِ: مد واجب متصل يمد حال الوصل أربع أو خمس حركات. عند الوقف على (بِالسُّوءِ) يصبح المد عارضا للسكون فيمد أربع أو خمس أو ست حركات.
- تَكْفُرُونَ: مد عارض للسكون (حال الوقف على الآية) أصله مد طبيعي، لذا فإنه يُمد حركتين أو أربع أو ست حركات.
تطبيق: بالنسبة لكل مثال من الأمثلة التالية:
- بين أحكام المد على غرار المثال السابق.
- استمع إلى التلاوة مع الانتباه إلى مواضع المد.
- قم بتسجيل تلاوتك للمثال مع تطبيق ما تعلمته في هذا الفصل من أحكام.
?أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ? (محمد 14) (المثال الثالث)(1/75)
?الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? (النحل 28) (المثال الرابع)
?قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً? (الجن 20-21) (المثال الخامس)
?لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ? (قريش 1-4) (المثال السادس)
?إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً? (الانسان 29-30) (المثال السابع)
?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ? (المؤمنون 52) (المثال الثامن)
?وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً? (الأنعام 80) (المثال التاسع)
?وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً? (الكهف 39) (المثال العاشر)
C
مقدمة
تعتبر أحكام الوقف والابتداء من أهم المباحث في علم التجويد التي ينبغي على القارئ الاهتمام بها وإتقانها.
فبمعرفتها وتطبيقها تكون معاني الآيات واضحة بينة للقارئ والسامع.
قال علي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً? (المزمل 4) : هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف.(1/76)
وقال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحد معرفة المعنى للقرآن إلا بمعرفة الفواصل. فهذا أول دليل على وجوب تعلمه وتعليمه.
ومن المباحث التي تدخل في أحكام الوقف والابتداء والتي نتناولها في هذا الفصل:
- معرفة مواضع السكت في القرآن الكريم
- تقسيمات الوقف وأنواعه
- معرفة متى يجوز الوقف ومتى لا يجوز
- معرفة كيفية الوقف الصحيح
- متى يجوز البدء ومتى لا يجوز
- كيفية البدء الصحيح
- الابتداء بهمزة الوصل
C
السكت
تعريفه
مواضع السكت
ضبط المصاحف
تعريفه
لغة: السكت خلاف النطق
اصطلاحا: قطع الصوت زمنا ما دون الوقف من غير تنفس بنية متابعة القراءة.
مواضع السكت في القرآن
في رواية حفص عن عاصم أربعة مواضع للسكت متفق عليها وموضعان مختلف فيهما.
المواضع المتفق عليها:
1. السكت بين كلمتي (عِوَجَا) و(قَيِّماً) في قوله تعالى ?الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ? (الكهف 1-2) (المثال الأول) على القارئ أن يسكت على كلمة (عِوَجَا) سكتة خفيفة بدون تنفس إذا أراد وصلها بما بعدها، ويكون السكت على الألف من غير تنوين. ومن السنة الوقف عليها وقفا كاملا مع التنفس لأنها رأس آية.
2. السكت بين كلمتي (مَّرْقَدِنَا) و(هَذَا) في قوله تعالى ?قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ? (يس 52) (المثال الثاني) لا توصل كلمة (مَّرْقَدِنَا) بما بعدها إلا بسكتة خفيفة. كما يجوز أيضا الوقف التام عليها.(1/77)
3. السكت بين كلمتي (مَنْ) و(رَاقٍ) في قوله تعالى ?وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ? (القيامة 27) (المثال الثالث) لا يجوز الوقف على كلمة (مَنْ) لأنها ليست موضع وقف، إنما يجب وصلها بما بعدها مع السكت، دون إدغام للنون الساكنة في الراء.
4. السكت بين كلمتي (بَلْ) و(رَانَ) في قوله تعالى ?كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ? (المطففين 14) (المثال الرابع) لا يجوز أيضا الوقف على كلمة (بَلْ) وقفا تاما، بل يجب السكت عليها مع إظهارها من غير إدغام.
المواضعان المختلف فيهما:
1. ما بين سورتي الأنفال والتوبة : ?إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ? (الأنفال 75 - التوبة 1) (المثال الخامس) يجوز الوقف والسكت على آخر سورة الأنفال كما يجوز وصلها بدون سكت بأول سورة التوبة مع إقلاب التنوين في (عَلِيمٌ). والوقف التام على رأس الآية مقدم في الأداء.
2. ما بين كلمتي (مَالِيهْ) و(هَلَكَ) في قوله تعالى ?مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ? (الحاقة 28-29) (المثال السادس) يجوز في حالة وصل الآيتين السكت على حرف الهاء من كلمة (مَالِيهْ) ثم الابتداء بـ(هَلَكَ) مع إظهار حرفي الهاء، ويجوز أيضا عدم السكت وإدغام الهائين إدغام متماثلين فيصبحان هاءً واحدة مشددة. والسكت مقدم في الأداء حال الوصل. ويسن الوقف التام على (مَالِيهْ) لأنها رأس آية.
ضبط المصاحف: مصحف المدينة المنورة
وُضع، في المواضع التي لا خلاف فيها، حرف سين صغير فوق الحرف الأخير من الكلمة دلالة على السكت على ذلك الحرف حال الوصل:
ووضعت سين صغيرة على هاء (مَالِيهْ) بسورة الحاقة لأن السكت حال الوصل أرجح.
ولم توضع السين فوق ميم (عَلِيمٌ) آخر سورة الأنفال.
C
الوقف وتقسيماته
تعريف الوقف
تعريف القطع
تقسيمات الوقف
تعريف الوقف
لغة: الكف والحبس(1/78)
اصطلاحا: قطع الصوت والسكوت على آخر الكلمة زمنا يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة.
تعريف القطع
لغة: إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلا (لسان العرب)
اصطلاحا: قطع القراءة بنية الانتهاء.
تقسيمات الوقف
يمكن تقسيم الوقف إلى قسمين:
1. وقف اضطراري: وهو أن يقف القارئ مضطرا من غير إرادة لسبب عارض، كالعطاس وضيق النفس والسعال والنسيان وغير ذلك.
2. وقف اختياري: وهو أن يقف القارئ باختياره وإرادته. وينقسم إلى قسمين:
- الوقف الاختياري الجائز: وهو الوقف على ما تم معناه. وينقسم إلى:
- الوقف الاختياري الممنوع أو غير الجائز أو القبيح: وهو الوقف على ما لم يتم معناه.
ويمكن إضافة نوعين آخرين وهما :
3. الوقف الانتظاري: وهو الوقف الذي يكون حال القراءة بأكثر من رواية. حيث يقف القارئ على كلمة للإتيان بباقي أوجه القراءة التي يريد قراءتها قبل الاستمرار في التلاوة. وهذا الوقف جائز عند تعلم قراءات مختلفة.
4. الوقف الاختباري: وهو أن يقف الطالب بطلب من معلمه لامتحانه واختبار معرفته بكيفية الوقف.
C
الوقف الاضطراري
تعريفه
حكمه
الابتداء بعد وقف اضطراري
الوقف على تاء التأنيث
المقطوع والموصول
الوقف على (أيه)
الوقف على اللام المنفصلة عن الاسم المجرور
تعريفه
وهو أن يقف القارئ مضطرا من غير إرادة لسبب عارض، كالعطاس أو ضيق النفس أو السعال أو النسيان أو غير ذلك.
حكمه
يجوز مطلقا، ويفضل تخير الكلمة المناسبة للوقف ما استطاع إلى ذلك سبيلا مع مراعاة شروط الوقف الصحيح وضوابطه.
الابتداء بعد وقف اضطراري
إن كان الابتداء بالكلمة التي تلي موضع الوقف الاضطراري حسن، استأنف القارئ تلاوته منها.
وإن لم يكن كذلك أعاد ما يراه مناسب من الآية حتى يتصل اللفظ ولا يختل المعنى.
وفي ما يلي بيان كيفية الوقف على بعض الكلمات في القرآن.
الوقف على تاء التأنيث(1/79)
إذا رسمت تاء التأنيث مبسوطة وقف عليها بالتاء وإذا رسمت مربوطة كان الوقف عليها بالهاء. وفي ما يلي بيان كيفية الوقف على بعض الكلمات.
رحمت: رسمت التاء مبسوطة في سبعة مواضع:
- ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? (البقرة 218)
- ?وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ? (الأعراف 56)
- ?قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ? (هود 73)
- ?ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا? (مريم 2)
- ?فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? (الروم 50) (المثال الأول)
- ?أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ? (الزخرف 32)
يوقف على كلمة (رَحْمَت) في جميع هذه المواضع بالتاء الساكنة (رَحْمَتْ). وما سواها من كلمة (رحمة) حيث رسمت التاء مربوطة فيوقف عليه بالهاء. نحو:
- ? أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ? (البقرة 157) (المثال الثاني)
نعمت: رسمت التاء مبسوطة في أحد عشر موضعا:
- ?وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ? (البقرة 231)
- ?وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ? (آل عمران 103)(1/80)
- ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ? (المائدة 11)
- ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً? (ابراهيم 28)
- ?وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا? (ابراهيم 34)
- ?أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ? (النحل 72)
- ?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ? (النحل 83)
- ?وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ? (النحل 114)
- ?أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ? (لقمان 31)
- ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ? (فاطر 3) (المثال الثالث)
- ?فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ? (الطور 29)
يوقف على كلمة (نعمت) في هذه المواضع بالتاء (نِعْمَتْ). وما سواها من كلمة (نعمة)، حيث رسمت التاء مربوطة، فيوقف عليه بالهاء مثل:
- ?وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ? (الضحى 11) (المثال الرابع)
امرأت: رسمت التاء مبسوطة حيثما وردت مضافة إلى زوج، وذلك في المواضع التالية (سبعة):
- ?إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? (آل عمران 35) (المثال الخامس)
- ?وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ? (يوسف 30)
- ?قَالَتِ امْرَأَتُُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ? (يوسف 51)
- ?وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ? (القصص 9)
- ?ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَاِمْرَأَتَ لُوطٍ? (التحريم 10)(1/81)
- ?وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ? (التحريم 11)
يوقف على هذه المواضع بالتاء (امرأتْ). وفي المواضع الأخرى حيث رسمت بالتاء المربوطة (امرأة) فيكون الوقف عليها بالهاء، نحو:
- ?وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً? (النساء 128) (المثال السادس)
كَلِمَت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:
- ?وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? (الأنعام 115)
- ?وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ? (الأعراف 137)
- ?كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ? (يونس 33)
- ?إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ? (يونس 96)
- ?وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ? (غافر 6) (المثال السابع)
يوقف على هذه الكلمات التي رسمت بالتاء المبسوطة بالتاء (كَلِمَتْ). ويوقف عليها بالهاء الساكنة (كَلِمَهْ) في المواضع التي رسمت فيها بالتاء المربوطة مثل قوله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء? (ابراهيم 24) (المثال الثامن)
سُنَّت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:
- ?وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينِ? (الأنفال 38)
- ?اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً? (فاطر 43)(1/82)
- ?سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ? (غافر 85)
يوقف على هذه المواضع بالتاء وما سواها بالهاء
لعنت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:
- ?ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ? (آل عمران 61)
- ?وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ? (النور 7)
يكون الوقف على (لعنت) في هذين الموضعين بالتاء الساكنة وما سواهما بالهاء، نحو:
- ?فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ? (البقرة 89)
معصيت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:
- ?وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ? (المجادلة 8)
- ?فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ? (المجادلة 9)
يوقف على (معصيت) بالتاء في هذين الموضعين ولم ترد هذه الكلمة بالتاء المربوطة في القرآن.
غيابة رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى:
- ?وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ? (يوسف 10)
- ?وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ? (يوسف 15)
بَقِيَّت: رسمت التاء مبسوطة في قوله تعالى ?بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ? (هود 86) يوقف عليها بالتاء. وما سواها من كلمة (بقيّتْ) فيوقف عليه بالهاء الساكنة (بقيهْ)، نحو ?أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ? (هود 116)
قرّت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى ?وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ? (القصص 9)
فطرت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى ?فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا? (الروم 30)
جَنَّت رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى ?فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُُ نَعِيمٍ? (الواقعة 89)(1/83)
ابنت رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى ?وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا? (التحريم 12)
بَيِّنَتٍ رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى ?أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِّنْهُ? (فاطر 40)
جمالت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى ?كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ? (المرسلات 33)
شجرت: رسمت بالتاء المبسوطة في موضع واحد ?إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ? (الدخان 43)
المقطوع والموصول
من أهم قواعد الوقف الصحيح أنه لا يجوز الوقف على متحرك بحركة كاملة بل يكون بسكون محض أو روم أو إشمام. كما أنه لا يجوز أيضا الوقف في وسط الكلمة المتصلة رسما مهما كان سبب الوقف اختياريا أو اضطراريا. لذا اهتم العلماء ببيان الكلمات الموصولة والمقطوعة حتى يكون وقف القارئ صحيحا.
إذا رسمت كلمتان متصلتان وجب الوقف على الثانية منهما ولا يجوز الوقف على الأولى. نحو:
- (وَأَلَّوِ) في قوله تعالى ?وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً? (الجن 16) أصلها "وأن لو"
- (بِئْسَمَا) في قوله تعالى ?قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ? (البقرة 93) (البقرة 90) أصلها "بئس ما"
- (لِئَلاَّ) في قوله تعالى ?لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ? (النساء 165) أصلها "لأن لا"
إذا رسمت كلمتان منفصلتان يوقف على أي منهما حسب الاضطرار. نحو:
- (وَإِن مَّا) في قوله تعالى ?وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ? (الرعد 40)
- (مِن مَّا) في قوله تعالى ?وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم? (المنافقون 10)
- (أَن لَّا) في قوله تعالى ?أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ? (القلم 24)
ومثلها: (أن لم) (أم من) (وحيث ما) (في ما) (أن لو) ..(1/84)
- إذا رسمت كلمة مجزّأة وقف على الجزء الأخير منها دون الأول. وذلك في الموضع الوحيد في القرآن في قوله تعالى ?سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ? (الصافات 130) فلا يجوز الوقف (إِلْ) بل يجب الوقف على (إِلْ يَاسِينَ).
الوقف على (أيّه)
يوقف على (أَيُّهَ) بتسكين الهاء من غير ألف في ثلاثة مواضع:
- ? وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? (النور 31) (المثال التاسع)
- ?وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ? (الزخرف 49) (المثال العاشر)
- ?سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ? (الرحمن 31) (المثال الحادي عشر)
وما عدا هذه المواضع فيوقف عليها بالألف، نحو:
- ?قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ? (الكافرون 1)
- ?يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ? (الانشقاق 6) (المثال الثاني عشر)
الوقف على اللام المنفصلة عن الاسم المجرور
يمكن الوقف على اللام إذا انفصلت عن الاسم المجرور في المواضع الأربعة التالية:
- ?فَمَالِ هَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً? (النساء 78)
- ?وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا? (الكهف 49)
- ?وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ? (الفرقان 7)
- ?فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ? (المعارج 36)
C
الوقف الاختياري الجائز
تعريفه
حكمه
أقسامه
الوقف التام
الوقف الكافي
الوقف الحسن
تعريفه
وهو أن يقف القارئ باختياره على ما تم معناه.
حكمه
وهو ما يجب الحرص عليه حتى تكون معاني الآيات واضحة بينة للقارئ والمستمع.
أقسامه
ينقسم الوقف الجائز إلى ثلاثة أقسام:
- الوقف التام
- الوقف الكافي
- الوقف الحسن
الوقف التام(1/85)
تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ولم يتعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى. كالوقف أواخر السور أو عند نهاية القصص أو أواخر صفات المؤمنين أو الكافرين أو عند الانتهاء من ذكر الجنة أو النار أو غير ذلك من المواضع التي ينتهي عندها موضوع ما ويبتدئ آخر.
حكمه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده
أمثلة:
- الوقف على كلمة (الْمُفْلِحُونَ) في قوله تعالى ?أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ? (البقرة 5-6) (المثال الأول) حيث انتهى الحديث عن صفات المتقين وابتدأ بعدها الحديث عن صفات الكافرين.
- الوقف عل (لِلْكَافِرِينَ) في قوله تعالى ?فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ? (البقرة 24) (المثال الثاني) حيث تم الحديث عن النار ويبتدئ الحديث بعدها عن الجنة.
- الوقف على (الثَّوَابِ) في قوله تعالى ?وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ? (آل عمران 195-196) (المثال الثالث) هذا الوقف تام لأن ما بعد الوقف لا يتعلق بما قبله لا معنى ولا إعرابا.
وقف البيان أو الوقف اللازم: وقف البيان من أنواع الوقف التام ويسمى أيضا بالوقف اللازم. وهو الوقف على كلمة لإيضاح المعنى إذا كان الوصل يسبب التباسا في المعنى في ذهن السامع وعدم إدراك للمراد من كلام الله.
ويشار إلى الوقف اللازم في رسم المصاحف بحرف ميم صغير:
ومثال ذلك:
- الوقف اللازم على كلمة (قَوْلُهُمْ) في قوله تعالى ?وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ . إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? (يونس 65) (المثال الرابع) فعدم الوقف قد يفهم منه أن قولهم بأن العزة جميعا هو مدعاة الحزن.(1/86)
- الوقف على كلمة (عَنْهُمْ) في قوله سبحانه وتعالى ?فَتَوَلَّ عَنْهُمْ . يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ? (القمر 6) (المثال الخامس) إذا عدم الوقف قد يفهم منه أن التولي مأمور به "يوم يدع الداع إلى شيء نكر" فكان لزاما الوقف على (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) حتى يتضح المَراد ويعلم أن معنى الجزء الأول من الآية انتهى وأن المعنى الثاني بدأ.
الوقف الكافي
تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ويتعلق بما بعده معنى لا لفظا.
حكمه: يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده.
أمثلة: الوقف على (الْبَيْتِ) في قوله تعالى ?فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ? (قريش 3-4) (المثال السادس) لأن ما بعدها متعلق بما قبلها من حيث المعنى ولكنه غير متصل به من حيث اللفظ والإعراب.
الوقف الحسن
تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ويتعلق بما بعده معنى ولفظا. والمراد بالتعلق اللفظي التعلق من جهة الإعراب.
حكمه: يحسن الوقف عليه لإفادته المعنى ولا يحسن الابتداء بما بعده بل لا بد من إعادة الكلمة الموقوف عليها أو كلمة أو كلمتين قبلها حتى يتم المعنى، إلا إذا كان الوقف على رأس آية فإنه يجوز الوقف عليها والبدء بأول الآية التالية مطلقا وإن كان هناك تعلق لفظي ومعنوي. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف على رؤوس الآي.
أمثلة:
- الوقف على (الرُّومُ) ثم على (سَيَغْلِبُونَ) في قوله تعالى ?غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ? (الروم 2-4) (المثال السابع) يجوز الوقف على رؤوس هذه الآيات وإن كان هناك ارتباط في اللفظ والمعنى لسُنّية ذلك.(1/87)
- يجوز الوقف على (الْحَمْدُ للّهِ) في قوله سبحانه وتعالى ?الْحَمْدُ للّهِ ? رَبِّ الْعَالَمِينَ? (الفاتحة 2) (المثال الثامن) ولكن لا بد من إعادتها وصولها بما بعدها.
- الوقف على كلمة (الرَّسُولَ) حسن في قوله تعالى ?يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ? (الممتحنة 1) (المثال التاسع) أما الابتداء بما بعدها (وَإِيَّاكُمْ) فقبيح ولا يجوز.
C
الوقف الاختياري الممنوع (غير الجائز)
تعريفه
حكمه
درجاته
تعريفه
وهو أن يقف القارئ باختياره على ما لم يتم معناه، وذلك لتعلقه بما بعده في اللفظ والمعنى.
حكمه
لا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة كالسعال أو العطاس أو التثاؤب أو انقطاع النفس. فإذا وقف اضطرارا وجب عليه أن يعود إلى ما قبله ليتم المعنى.
درجاته
تتفاوت درجات الوقف الممنوع قبحا:
فمنه ما يجعل النص المقروء بلا معنى ولا فائدة ويترك السامع دون إدراك للمراد من النص المقروء كالوقف على الفعل دون الفاعل أو المبتدأ دون الخبر أو الشرط دون الجواب أو على الناصب دون المنصوب أو الجار دون المجرور. ومثال ذلك:
- الوقف على (وَهَلْ أَتَاكَ) في قوله تعالى ?وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى? (طه 9)
- الوقف على (اسْمَ) في قوله تعالى ?سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى? (الأعلى 1)
وأشد من هذا قبحا الوقف على ما يوهم معنى خلاف المراد، ومثال ذلك:
- الوقف على (وَالْمَوْتَى) في قوله تعالى ?إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ? وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ? (الأنعام 36) والصحيح هنا الوقف اللازم على (يَسْمَعُونَ) حتى لا يتوهم السامع أن الواو بعدها للعطف وأن الموتى مع الذين يسمعون هم الذين يستجيبون.
- الوقف على (الصَّلاَةَ) في قوله تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ? (النساء 43)(1/88)
وأشد كل هذا قبحا ما يوهم معنى مخالفا للعقيدة أو وصفا لا يليق بالله عز وجل. نحو:
- الوقف على (يَهْدِي) في قوله تعالى ?إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ? (المنافقون 6)
- الوقف على (يَسْتَحْيِي) في قوله تعالى ?وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ? (الأحزاب 53)
CC
كيفية الوقف الصحيح
للوقف الصحيح ثلاث كيفيات وهي:
الروم
الإشمام
السكون المحض
الروم
تعريفه وأحكامه:
هو الإتيان ببعض الحركة بصوت يسمعه القريب دون البعيد. وقدر الباقي من الحركة بالثلث.
ولا يكون الروم إلا في الكسرة أو الضمة سواء كان الحرف مشددا أو مخففا أو كان منونا أو غير منون ولا يكون في الفتحة. مثل ?أَهَكَذَا عَرْشُكِ? (النمل 42) (المثال الأول)
ولا بد حين الوقف بالروم من حذف التنوين من المنون. مثل قوله تعالى ?لَفِي خُسْرٍ? (العصر 2) (المثال الثاني)
أحكام المد حال الوقف بالروم:
حكم المد مع الروم هو حكمه مع الوصل، أي يمد مقدار ما يمد في حالة الوصل.
- فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة وكان قبله حرف مد فإنه يمد حينئذ مدا طبيعيا (حركتين)، نحو
?الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? (الفاتحة 3) (المثال الثالث)
?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ? (الفاتحة 5) (المثال الرابع)
- وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مد فإنه يمد حينئذ أربع أو خمس حركات كما في حالة المد الواجب المتصل، ولا يمد ست حركات. ومثال ذلك:
?مِّنَ السَّمَاءِ? (النساء 153) (المثال الخامس).
الإشمام
تعريفه وأحكامه:
هو ضم الشفتين من غير صوت بُعيد الوقف على الحرف الأخير من الكلمة ساكنا إشارة إلى الضم، بحيث يدركه المبصر دون الأعمى.
ولا يكو ن الإشمام إلا على الحرف المرفوع أو المضموم ولا يكون في الحرف المفتوح أو المكسور.
أحكام المد حال الوقف بالإشمام:(1/89)
حكم المد مع الإشمام هو حكمه مع الوقف على سكون محض، أي يمد مقدار ما يمد في حالة الوقف على السكون.
- فإذا كان الحرف الموقوف عليه بالإشمام غير الهمزة وكان قبله حرف مد فإنه يعامل معاملة المد العارض للسكون الذي أصله مد طبيعي أو مد لين أو مد بدل فيمد حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6)، نحو قوله تعالى ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ? (الفاتحة 5)
- وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مد فإنه يعامل حينئذ معاملة المد المتصل العارض للسكون فيمد أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6). ومثال ذلك الوقف على () في قوله تعالى ?كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ? (آل عمران 47)
والإشمام يدرك بالبصر ولا يُسمع.
الإشمام في كلمة (تأمنا):
أصل كلمة (تَأْمَنَّا) في قوله تعالى ?قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ? (يوسف 11) (المثال السادس) (تأمنُنَا) وقد سكنت النون الأولى للإدغام.
وعند لفظ هذه كلمة (تَأْمَنَّا) بالإشمام، تًضم الشفتين بعد إسكان النون الأولى، كمن يريد النطق بضمة دون أن يظهر لذلك أثر في النطق، إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة. فالإشمام هنا كالإشمام في الوقف على المرفوع.
السكون
تعريفه وأحكامه:
هو السكون الخالص أو المحض الذي ليس فيه حركة ولا بعض حركة.
ويكون الوقف بالسكون على الفتحة والضمة والكسرة.
أحكام المد حال الوقف بالسكون المحض:
قد تم بيان أحكام الوقف على السكون المحض في مبحث المدود باب المد العارض للسكون.
فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة وكان قبله حرف مد فإنه يمد حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6).
وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مد فإنه يمد أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6).
C
البدء بهمزة الوصل
تعريف
همزة الوصل في لام التعريف
همزة الوصل في الأسماء السماعية(1/90)
همزة الوصل في ماضي الأفعال وأمرها ومصدرها
حركة همزة الوصل
تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل
تعريف
همزة الوصل: هي همزة زائدة أول الكلمة تثبت عند الابتداء وتسقط درجا حال وصلها مع ما قبلها. وعلامة همزة الوصل في المصاحف صاد صغيرة على الألف.
همزة القطع: هي الهمزة التي تثبت حالتي الابتداء والوصل.
همزة الوصل في لام التعريف (ال)
تًقرأ لام المعرفة "ال" بإثبات الهمزة مفتوحة ابتداء وإسقاطها عند وصلها بما قبلها. ومثال ذلك قوله تعالى ?التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ? (التوبة 112) (المثال الأول). تثبت الهمزة في لام التعريف عند الابتداء بـ(التَّائِبُونَ) وتسقط في سائر الكلمات وصلا.
ملاحظة: إذا دخلت همزة الاستفهام على ألف لام التعريف بدلت همزة الوصل ألفا مثل (آللّهُ) في قوله تعالى ?قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ? (يونس 59) (المثال الثاني) أو سهلت مثل (أَأَعْجَمِيٌّ) في قوله تعالى ?أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ? (فصلت 44) (المثال الثالث).
تنبيه: عند البدء بكلمة (الاِسْمُ) في قوله تعالى ?بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ? (الحجرات 11) يجوز الابتداء بالهمزة فتقرأ (أَلِسْمُ) ويجوز الابتداء باللام فتُقرأ (لِسْمُ) (المثال الرابع).
همزة الوصل في الأسماء السماعية المحفوظة العشرة
ورد منها في القرآن سبعة أسماء وكلها يُبدأ بها بهمزة مكسورة وتسقط حال وصلها بما قبلها. وهذه الأسماء هي: ابن،ابنة، امرؤ، امرأة، اسم، اثنان (اثنين)، اثنتان (اثنتين، اثنتا). ومثال ذلك:
- ?ابْنَ مَرْيَمَ? (البقرة 87) ?ابْنَتَ عِمْرَانَ? (التحريم 12) ?امْرُؤٌ هَلَكَ? (النساء 176) ?امْرَأَةُ الْعَزِيزِ? (يوسف 30) ?اسْمَ رَبِّكَ? (الأعلى 1) ?اثْنَيْنِ? (الأنعام 144) ?اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً? (البقرة 60) (المثال الخامس)
همزة الوصل في ماضي الأفعال وأمرها ومصدرها(1/91)
الأفعال الثلاثية:
الأمر: اضرب، افتح، ادخل
الأفعال الخماسية:
الماضي: فانتقمنا، اختلف، اسودت
الأمر: اقترب، واصطبر
المصدر: اختلاق، انبعاثهم
الأفعال السداسية:
الماضي: استكبر، واستفتحوا
الأمر: استغفر، استعينوا
المصدر: استكبارا، استغفار
ولا تأتي همزة الوصل في الأفعال الرباعية.
حركة همزة الوصل
- تكون همزة الوصل مفتوحة في لام التعريف حال الابتداء بها.
- تكون الهمزة مكسورة في الأسماء السماعية العشر (منها السبع الواردة في القرآن)
- تكون الهمزة في الأفعال (الماضي أو الأمر أو المصدر) مكسورة عند البدء بها إذا كان ثالث الفعل مكسورا كسرا أصليا أو مفتوحا، نحو (اهدِنَا) في قوله تعالى ?اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ? (الفاتحة 6) (المثال السادس) و(اسْتَغْفِرْ) في قوله تعالى ?اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ? (التوبة 80) (المثال السابع)
- وتكون مضمومة إذا كان ثالث الفعل مضموما ضما أصليا، نحو (ادْخُلُواْ) في قوله تعالى ?ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ? (الأعراف 49) (المثال الثامن)
- أما إذا كانت الضمة عارضة، فيرجع فيها إلى الأصل. وقد وردت في خمس كلمات: امشوا، اقضوا، ابنوا، امضوا، ائتوا. وأصل حركة الحرف الثالث في هذه الأفعال الكسرة، لذا تكسر همزة الوصل فيها حال الابتداء. استمع إلى (المثال التاسع)
تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل
يحرك الحرف الساكن بالفتح أو الضم أو الكسر إذا وقع قبل همزة الوصل، وذلك على النحو التالي:
- إذا سبق التنوين همزة الوصل فإن نونه تحرك بالكسر. مثل (عَدْنٍ الَّتِي) في قوله تعالى ?رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ? (غافر 8) (المثال العاشر) وقوله تعالى ?فَلَهُ جَزَاءٍ الْحُسْنَى? (الكهف 88)(1/92)
- إذا سبقت (مِنَ) همزة الوصل يحرك النون بالفتح مثل ?مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (الناس? 6) (المثال الحادي عشر) أصلها (مِنْ الجنة) حركت النون الساكنة بالفتح لوقوعها قبل همزة الوصل.
- إذا سبقت ميم الجمع همزة الوصل حُركت بالضم نحو ?أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ? (التكاثر 1) (المثال الثاني عشر) أصلها (ألهاكمْ التكاثر) حركت الميم الساكنة بالضم لوقوعها قبل همزة وصل. ومثل ذلك ?عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ? (البقرة 183) و?رَبُّكُمُ الْأَعْلَى? (النازعات 24)
- في غير الحالتين السابقتين يحرك الحرف الساكن الذي يسبق همزة الوصل بالكسر نحو (أَنِ امْشُوا) في قوله تعالى ?وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ? (ص 6) (المثال الثالث عشر) ومثل ذلك ?أَنِ اضْرِب? (الأعراف 160) و?أَنِ اصْنَعِ? (المؤمنون 27) و?وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ? (يوسف 31).
C
علامات الوقف في ضبط المصاحف
م : علامة الوقف اللازم وتوضع حيث يكون المعنى قد تم ولا يتضح إلا بالوقف. وقد يؤدي عدم الوقف في هذه المواضع إلى التباس المعنى في ذهن السامع.
لا علامة الوقف الممنوع على الكلمة والابتداء بما بعدها. وتكون في وسط الآية ولا يًعتد بها إذا كانت على رأس آية لسنية الوقف عليها مهما كان تعلق الكلام بما بعده لفظا ومعنى.
صلى علامة الوقف الجائز مع أولوية الوصل.
قلى علامة الوقف الجائز مع أولوية الوقف.
ج علامة الوقف الجائز دون أولوية للوصل أو الوقف.
? ? علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يقف على الثاني. ويجوز عدم الوقف على أي الموضعين. ومثال ذلك قوله تعالى ?ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ? فِيهِ? هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ? (البقرة 2) (المثالين الأول والثاني)
C
متن الجزرية
باب معرفة الوقوف
وَبَعْدَ تَجْوِيْدِكَ لِلْحُرُوفِ…لاَبُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقوفِ(1/93)
وَالابْتِدَاءِ وَهْيَ تُقْسَمُ إِذَنْ…ثَلاَثَةً تَامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ
وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإنْ لَمْ يُوجَدِ…تَعَلُقٌ أَوْ كَانَ مَْنَىً فَابْتَدي
فَالتَّامُ فَالْكَافِي وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ…إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ
وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيْحٌ وَلَهُ…ألْوَقْفُ مُضْطَرًّا وَيُبْدَا قَبْلَهُ
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ…وَلاَ حَرَامٌ غَيْرَ مَا لَهُ سَبَبْ
باب المقطوع والموصول
وَاعْرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ وَتَا…فِي مُصْحَفِ الإِمَامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ أنْ لا…مَعْ مَلْجَإٍ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ
وَتَعْبُدُوا يَاسِينَ ثَانِي هُودَ لاَ…يُشْرِكْنَ تُشْرِكْ يَدْخُلْنَ تَعْلُوا عَلَى
أَنْ لا يَقُولُوا لاَ أَقُولَ إِنَّ مَا…بِالرَّعْدِ وَالمَفْتُوحَ صِلْ وَعَنْ مَا
نُهُوا اقْطَعُوا مِنْ مَا بِرُومٍ وَالنِّسَا…خُلْفُ المُنَافِقِينَ أَمْ مَنْ أَسَّسَا
فُصِّلَتْ النِّسَا وَذِبْحٍ حَيْثُ مَا…وَأَنْ لَمِ المَفْتُوحَ كَسْرُ إِنَّ مَا
لانْعَامِ وَالمَفْتُوحَ يَدْعُونَ مَعَا…وَخُلْفُ الانْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا
وَكُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَاخْتُلِفْ…رُدُّوا كَذَا قُلْ بِئْسَمَا وَالْوَصْلُ صِفْ
خَلَفْتُمُونِي وَاشْتَرَوْا فِي مَا اقْطَعَا…أُوحِيْ أَفَضْتُمُ اشْتَهَتْ يَبْلُوا مَعَا
ثَانِي فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُومٌ كِلاَ…تَنْزِيْلُ شُعَرَاءٍ وَغَيْرَ ذِي صِلاَ
فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ صِلْ وَ مُخْتَلِفْ…فِي الشُّعَرَا الأَحْزَابِ وَالنِّسَا وُصِفْ
وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلاَ…نَجْمَعَ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى
حَجٌّ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَطْعُهُمْ…عَنْ مَنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ
ومَالِ هَذَا وَالَّذِينَ هؤُلاَ…تَ حِينَ فِي الإمَامِ صِلْ وَوُهِّلاَ(1/94)
وَوَزَنُوهُمْ وَكَالُوهُمْ صِلِ…كَذَا منَ الْ وَهَا وَيَا لاَ تَفْصِلِ
باب التاءات
وَرَحْمَتُ الزُّخْرُفِ بِالتَّا زَبَرَهْ…لاعْرَافِ رُومٍ هُودٍ كَافِ الْبَقَرَهْ
نِعْمَتُهَا ثَلاثُ نَحْلٍ إبْرَهَمْ…مَعًا أَخَيْرَاتٌ عُقُودُ الثَّانِ هُمْ
لُقْمَانُ ثُمَّ فَاطِرٌ كَالطُّورِ…عِمْرَانَ لَعْنَتَ بِهَا وَالنُّورِ
وَامْرَأَتٌ يُوسُفَ عِمْرَانَ الْقَصَصْ…تَحْرِيْمَ مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ يُخَصْ
شَجَرَتَ الدُّخانِ سُنَّتْ فَاطِرِ…كُلاً وَالانْفَالَ وَحَرْفَ غَافِرِ
قُرَّتُ عَيْنٍ جَنَّتٌ فِي وَقَعَتْ…فِطْرَتْ بَقِيَّتْ وَابْنَتْ وَكَلِمَتْ
أَوْسَطَ اَلاعْرَافِ وَكُلُّ مَا اخْتُلِفْ…جَمْعًا وَفَرْدًا فِيْهِ بِالتَّاءِ عُرِفْ
باب همز الوصل
وَابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمْ…إنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الفِعْلِ يُضَمْ
وَاكْسِرْهُ حَالَ الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَفِي…لاسْمَاءِ غَيْرَ اللاَّمِ كَسْرَهَا وَفِي
ابْنٍ مَعَ ابْنَةِ امْرِئٍ وَاثْنَيْنِ…وَامْرَأةٍ وَاسْمٍ مَعَ اثْنَتَيْنِ
وَحَاذِرِ الْوَقْفَ بِكُلِّ الحَرَكَهْ…إِلاَّ إِذَا رُمتَ فَبَعْضُ حَرَكَهْ
إِلاَّ بِفَتْحٍ أَوْ بِنَصْبٍ وَأَشِمْ…إِشَارَةً بِالضَّمِّ فِي رَفْعٍ وَضَمْ
C
السور والآيات
عدد سور القرآن
اتفق العلماء على أن عدد سور القرآن أربع عشرة ومائة سورة أولها في ترتيب المصحف سورة الفاتحة وآخرها سورة الناس
تقسيم سور القرآن
قسم العلماء سور القرآن إلى أربع أقسام وهي:
السبع الطوال: وهي البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف والتوبة. وقيل السابعة الأنفال والتوبة معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة.
المئين: وهي السور التي يزيد عدد آياتها على المائة أو يقاربها. وقيل المئين من سورة يونس إلى الشعراء.
المثاني: وهي التي تلي المئين في عدد الآيات. وسميت كذلك لأن القارئ يثنيها في الصلاة أكثر من الطوال والمئين.(1/95)
المفصل: وهي التي يكثر الفصل بينها بالبسملة لقصرها. واختلف العلماء في أول سور المفصل فقيل من أول الحجرات وقيل من أول سورة قاف (ق) وقيل غير ذلك. وينقسم المفصل إلى:
- طوال المفصل: حتى سورة المرسلات.
- أواسط المفصل: من سورة النبأ إلى سورة الليل.
- قصار المفصل: من الضحى حتى سورة الناس.
C
ملاحظات هامة
هذه بعض الملاحظات الهامة التي يجب مراعاتها عند القراءة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
السين والصاد
قرأ حفص بالسين كلمة
- (وَيَبْسُطُ) في قوله تعالى ?وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? (البقرة 245) (المثال الأول)
- (بصطة) في قوله تعالى ?وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً? (الأعراف 69) (المثال الثاني)
- (بسطة) في قوله تعالى ?قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ? (البقرة 247) (المثال الثالث)
- وقرأ بالصاد كلمة (بمصيطر) في قوله تعالى ?لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ? (الغاشية 22) (المثال الرابع)
- وقرأ بالصاد والسين كلمة (المصيطرون) في قوله تعالى ?أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ? (الطور 37) (المثال الخامس) والنطق بالصاد أشهر.
كلمة (ضعف)
قرأ حفص كلمة (ضعف) و(ضعفا) في قوله تعالى ?اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً? (الروم 54) (المثال السادس) بوجهين: فتح الضاد وضم الضاد. وفتح الضاد هو المقدم في الأداء.
كلمة (ءأعجمي)
تُقرأ كلمة (أَأَعْجَمِيٌّ) في قوله تعالى ?أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ? (فصلت 44) (المثال السابع) بتسهيل الهمزة الثانية أي بنطقها بين الهمزة والألف.
كلمة (مجراها)(1/96)
تُقرأ كلمة (مَجْرَاهَا) في قوله تعالى ?وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا? (هود 41) (المثال الثامن) بإمالة الألف بعد الراء، ويقتضي هذا ترقيق الراء. والإمالة صوت بين الألف والياء.
كلمة (تأمنا)
تُقرأ كلمة (تَأْمَنَّا) في قوله تعالى ?قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ? (يوسف 11) (المثال التاسع) بوجهين:
- الإشمام: وهو إشارة بالفم إلى جهة الضم حال النطق بالنون المشددة.
- الاختلاس: وهو اختلاس حركة الضم عند النطق بالنون بحيث يبقى ثلثا الحركة ويذهب ثلثها.
وتقرأ بهذين الوجهين لبيان أن أصل النون المشددة نون مضمومة وأخرى مفتوحة.
كلمة (ءاتنيَ)
كلمة (ءاتنيَ) في قوله تعالى ?فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءاتنيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ? (النمل 36) (المثال العاشر) تُقرأ حال الوصل بإثبات الياء مفتوحة. أما حال الوقف فيجوز فيها وجهان:
- إثبات الياء ساكنة
- حذف الياء والوقف على النون ساكنة أو الوقف بالروم.
وإثبات الياء أولى.
أول سورة آل عمران
ثلاثة طرق لتلاوة أول سورة عمران ?الم * اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ? (آل عمران 1-2) (المثال الحادي عشر):
1. الوقف على (الم) ثم البدء بكلمة (اللّهُ). وفي هذه الحالة تمد ياء الميم مدا لازما.
2. الوصل، وفي هذه الحالة يلتقي ساكنان وهما الميم ولام لفظ الجلالة، فتحرك الميم بالفتح، وعندئذ تمد ياء الميم مدا طبيعيا لزوال سبب المد اللازم وهو السكون. وهذا قول من اعتد بالحركة العارضة.
3. الوصل مع فتح الميم ومد الياء مدا لازما مقداره ست حركات. وهذا قول من لم يعتد بالحركة العارضة.
فاتحة سورتي يس)والقلم(1/97)
عند وصل (يس) و(ن) بما بعدهما في قوله تعالى ? يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ? (يس 1-2) (المثال الثاني عشر) وقوله ? ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ? (القلم 1) (المثال الثالث عشر) لا تدغم النون في الواو بل يجب إظهارها في الموضعين.
وصل سورة الأنفال بسورة براءة
هناك ثلاثة أوجه لوصل سورة الأنفال بسورة براءة:
1. الوقف على نهاية الأنفال ثم البدء بأول براءة دون بسملة.
2. الوصل بين (عليم) و(براءة) مع الإقلاب.
3. السكت بين (عليم) و(براءة).
C
قراءة حفص من طريق المصباح
هذه بعض الأحكام التي يجب مراعاتها لمن يقرأ لحفص من طريق الحمامي عن الولي عن الفيل عن عمرو بن الصباح عن حفص من كتاب "المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر" لأبي الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري. وهذا الطريق من طرق (طيبة النشر في القراءات العشر) لابن الجزري.
1. قصر المد المنفصل مثل قوله تعالى ?لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ? (الكافرون 2) (المثال الأول). (ومن طريق الشاطبية يمد أربع أو خمس حركات والمد أربع هو الأشهر (المثال الثاني)
2. توسط المد المتصل مقدار أربع حركات (ومن طريق الشاطبية يمد أربع أو خمس حركات والمد أربع هو الأشهر)
3. قراءة (يبصط) في البقرة (المثال الثالث)، (بصطة) في الاعراف (المثال الرابع) و(بمصيطر) في الغاشية بالصاد.(من طريق الشاطبية تُقرأ (يبسط) و(بسطة) بالسين و(بمصيطر) بالصاد).
4. قراءة (المصيطرون) في الطور بالسين (المثال الخامس). (ومن طريق الشاطبية تُقرأ بالصاد)
5. قراءة (ءالله) و(ءآلذكرين) و(آلآن) بالإبدال فقط.
6. هجاء حرف العين في فاتحة الشورى ومريم بالتوسط أربع حركات فقط. (عند الشاطبية يجوز التوسط أربع حركات والإشباع ست حركات والأخير أولى)
7. الوقف على (ءاتني) في قوله تعالى (ءاتني الله) من سورة النمل بحذف الياء. (يجوز من طريق الشاطبية الوجهان إثبات الياء وحذفها حال الوقف)(1/98)
8. الوقف على (سلاسلا) في سورة الانسان بالقصر. (يجوز من طريق الشاطبية الوجهان حال الوقف، حذف الألف والوقف على اللام ساكنة وإثباتها ومدها مدا طبيعيا)
9. قراءة (ضعف) و(ضعفا) في الروم بالفتح فقط. (يجوز من طريق الشاطبية الفتح والضم)
10. قراءة (فرق) في الشعراء بتفخيم الراء فقط (المثال السادس). (يجوز من طريق الشاطبية التفخيم والترقيق)
11. قراءة (تأمنا) في يوسف بالإشمام (المثال السابع). (يجوز من طريق الشاطبية الإشمام والاختلاس)
12. جواز التكبير وعدمه من آخر سورة الضحى
وقد نظم هذه الأحكام الشيخ أبو خالد وليد بن إدريس المنيسي السلمي في أبيات سماها "بهجة الأرواح في نظم أحكام رواية حفص من طريق المصباح" فقال:
لك الحمد ياربي على النعم العلا
وأزكى صلاة للرسول مبسملا
وبعدُ فحمّاميُّ يروي عن الولي
بقصر لتعظيم عن الفيل ناقلا
وذلك مجموع بمصباح شهرزو
ر ثمت مروي بطيبة العلا
فمتصلا وسط وما انفصل اقصرن
خلافا لحرزهم بعشر مسائلا
1فيبصط صاد ثم بصطة مثلها
2 وإن شئت كبّر في أواخرها الحلا
3ولكن بسين اقرأنّ المصيطرو
ن 4 أشمم بتأمنّا وللروْم أهملا
5وألله مع ألآن ألذكرين لا
تسهل بل ابدلها بمدّ مطوّلا
6وآتان فاحذفن إذا كنت واقفا
7 سلاسل فاحذفنْ وقوفا وموصلا
8وفي عين وسط 9ثم فرق ففخمنْ
10وضعْف بفتحة ، وتمّت فهلّلا
(منقولة من منتدى أهل الحديث)
من الأخطاء الشائعة حول قصر المد المنفصل:
1. عدم التسوية بين مواضع المد المنفصل فترى البعض يقصره أحيانا ويمده أحيانا أخرى في نفس المجلس. وفي هذا خلط بين طريقين مختلفين.
2. بعض الذين يقصرون المنفصل لا يلتزمون بباقي الأحكام الواردة عن رواة القصر والتي ذكرناها آنفا كقراءة (بصطة) بالصاد و(فرق) بتفخيم الراء وغير ذلك.(1/99)
3. يقصر البعض ألف (هاؤم) في قوله تعالى ?فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ? (الحاقة 19) (المثال الثامن) ظنا منهم أنها مثل (هؤلاء) و(هأنتم) من قبيل المد المنفصل. وهذا غير صحيح حيث أنها كلمة واحدة والمد فيها مد متصل يجب مده.
C
أخطاء شائعة – الجزء الأول
سورة الفاتحة
1. يقرأ بعض الناس كلمة (مَالِكِ) في قوله تعالى ?مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ? (الفاتحة 4) (المثال الأول) بتسكين الكاف والصواب كسرها. وفي الفاتحة أيضا يسكن البعض الدال في كلمة (نَعْبُدُ) في قوله تعالى ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ? (الفاتحة 5) (المثال الأول) مكتفيا بالواو بعدها والصحيح ضمها.
سورة البقرة
2. تُقرأ كلمة (عَشْرَةَ) في قوله تعالى ?فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً? (البقرة 60) (المثال الثاني) بتسكين الشين وليس بفتحها. ومثلها في الآية 160 من سورة الأعراف تُقرأ أيضا بتسكين الشين. أمّا في الآية 196 من سورة البقرة والآية 89 من المائدة فتقرأ بفتح الشين.
3. يقرأ البعض كلمة (تَعْثَوْاْ) في قوله تعالى ?وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ? (البقرة 60) (المثال الثالث) بضم الثاء ومدها "تعثُوا"، وهذا خطأ، والصواب قراءتها بفتح الثاء وتسكين الواو (تَعْثَوْاْ).
سورة النساء
4. يقرأ بعض الناس كلمة (يُجَادِلُ) في قوله تعالى ?هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ? (النساء 109) (المثال الرابع) بكسر اللام والصواب أنها مضمومة.
سورة المائدة
5. تُقرأ كلمة (السَّبُعُ) في قوله تعالى ?وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ? (المائدة 3) (المثال الخامس) بضم حرف الباء وليس بتسكينه كما يقرأ البعض.
سورة الأنعام(1/100)
6. يقرأ البعض كلمة (الْجِنَّ) في قوله تعالى ?وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ? (الأنعام 100) (المثال السادس) بكسر النون والصواب أنها مفتوحة.
7. تُقرأ كلمة (حَمُولَةً) في قوله تعالى ?وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً? (الأنعام 142) (المثال السابع) بفتح الحاء وليس بضمها.
8. في قوله تعالى ?ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ? (الأنعام 143) (المثال الثامن) تُقرأ كلمة (الْمَعْزِ) بتسكين العين وليس بكسرها.
9. في قوله تعالى ?قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? (الأنعام 161) (المثال التاسع) تُقرأ (قِيَماً) بكسر القاف وفتح الياء بدون تشديد.
سورة الأعراف
10. كلمة (مَذْؤُوماً) في قوله تعالى ?قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً? (الأعراف 18) (المثال العاشر) يقرؤها البعض "مَذْمُومًا" بالميم. وكلمة (مذموما) وردت في سورة الإسراء في موضعين آية (18) و(22).
11. في قوله تعالى ?تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً? (الأعراف 74) (المثال الحادي عشر) يزيد بعض الناس كلمة (من) قبل كلمة (الْجِبَالَ) فيقرؤها "وتنحتون من الجبال بيوتا". وكلمة (من) لم ترد في هذه الآية من سورة الأعراف وإنما وردت في الآية 82 من سورة الحجر والآية 68 من سورة النحل والآية 149 من سورة الشعراء.
12. في قوله تعالى ?وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ? (الأعراف 170) (المثال الثاني عشر) تُقرأ كلمة (يُمَسَّكُونَ) بضم الياء وفتح الميم وكسر وتشديد السين.(1/101)
13. بعض الناس يضم الواو أو العين من كلمة (دَّعَوَا) في قوله تعالى ?فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ? (الأعراف 189) (المثال الثالث عشر)، والصحيح أن الحرفين مفتوحان.
C
أخطاء شائعة – الجزء الثاني
سورة التوبة
1. تقرأ كلمة (مُدَّخَلاً) في قوله تعالى ?لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ? (التوبة 57) (المثال الأول) بضم الميم وفتح وتشديد الدال.
2. يزيد بعض الناس (من) قبل كلمة (تَحْتَهَا) في قوله تعالى ?رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً? (التوبة 100) (المثال الثاني). وهذا غير صحيح عند حفص.
سورة يونس
3. كلمة (يَهِدِّي) (الثانية) في قوله تعالى ?أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى? (يونس 35) (المثال الثالث) قرأها حفص (أَمَّن لاَّ يَهِدِّي) بفتح الياء وكسر النون وتشديد الدال. والأصل في الكلمة (يهتدي). أدغمت التاء في الدال فالتقى ساكنان فكسرت الهاء لذلك.
سورة هود
4. وردت كلمة (لَيَقُولَنَّ) بفتح اللام الثانية في الآيتين 7 و10 من سورة هود ?وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ? (هود 7) (المثال الرابع) و?وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي? (هود 10) (المثال الخامس) ووردت بضم اللام الثانية (لَّيَقُولُنَّ) في الآية 8 من سورة هود ?وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ? (هود 8) (المثال السادس).
سورة يوسف(1/102)
5. تُقرأ كلمة (بِجَهَازِهِمْ) في قوله تعالى ?وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ? (يوسف 59) (المثال السابع) بفتح الجيم وليس بكسرها كما يقرؤها بعض الناس خطأ.
سورة الرعد
6. قرأ حفص كلمة (الْمَثُلاَتُ) في قوله تعالى ?وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ? (الرعد 6) (المثال الثامن) بفتح الميم وضم الثاء.
سورة الحجر
7. من الأخطاء الشائعة قراءة كلمة (رُبَمَا) في قوله تعالى ?رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ? (الحجر 2) (المثال التاسع) بتشديد الباء والصحيح أن حرف الباء مفتوح غير مشدد.
8. من الأخطاء الشائعة قراءة كلمة (تُؤْمَرُ) في قوله تعالى ?فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ? (الحجر 94) (المثال العاشر) بتسكين الراء عند الوصل والصحيح أنها مضمومة.
سورة الإسراء
9. تقرأ كلمة (وَرَجِلِكَ) في قوله تعالى ?وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ? (الإسراء 64) (المثال الحادي عشر) بفتح الراء وكسر الجيم واللام.
سورة الكهف
10. من الأخطاء الشائعة قراءة كلمة (نهرا) في قوله تعالى ?وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً? (الكهف 33) (المثال الثاني عشر) بسكون الهاء. والصواب أن حرفي النون والهاء مفتوحين. ومثل هذا كلمة (بِنَهَرٍ) في الآية 249 من سورة البقرة وكلمة (وَنَهَرٍ) في الآية 54 من سورة القمر تُقرأ كلها بفتح النون والهاء.(1/103)
11. يقرأ البعض كلمتي (لَنَفِدَ) و(تَنفَدَ) في قوله تعالى ?قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً? (الكهف 109) (المثال الثالث عشر) بالذال، وهذا خطأ. والصحيح أن الكلمتين تُقرآن بالدال.
C?
أخطاء شائعة – الجزء الثالث
سورة الكهف
1. تُقرأ كلمة (الْوَلَايَةُ) في قوله تعالى ?هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً? (الكهف 44) (المثال الأول) بفتح الواو.
2. في قوله تعالى ?ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً? (الكهف 82) (المثال الثاني) تقرأ كلمة (تَسْطِع) بتاء واحدة.
3. تُقرأ كلمة (اسْطَاعُوا) في قوله تعالى ?فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً? (الكهف 97) (المثال الثالث) بدون تاء.
سورة طه
4. يقرأ بعض الناس كلمة (الْأَيْمَنَ) في قوله تعالى ?يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى? (طه 80) (المثال الرابع) بكسر النون والصواب أنها مفتوحة.
5. تُقرأ كلمة (بِمَلْكِنَا) في قوله تعالى ?قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا? (طه 87) (المثال الخامس) بفتح الميم وليس بكسرها.
سورة الحج
6. يقرأ بعض الناس (لْيَقْضُوا)، (وَلْيُوفُوا) و(وَلْيَطَّوَّفُوا) في قوله تعالى ?ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ? (الحج 29) (المثال السادس) بكسر حرف اللام والصواب أن حرف اللام ساكن في الكلمات الثلاث.
سورة النور(1/104)
7. قرأ حفص كلمة (وَيَتَّقْهِ) في قوله تعالى ?وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ? (النور 52) (المثال السابع) بإسكان القاف وكسر الهاء بدون صلة.
سورة الفرقان
8. في قوله تعالى ?يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً? (الفرقان 69) (المثال الثامن) تُقرأ كملة (فِيهِ) بمد هاء الصلة مقدار حركتين خلافا للقاعدة (هاء الكناية لا تُمد إذا كان ما قبلها ساكن ويستثنى من ذلك هذا الموضع من هذه الآية).
سورة النمل
9. تُقرأ كلمة (ضَيْقٍ) في قوله تعالى ?وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ? (النمل 70) (المثال التاسع) بفتح الضاد وتسكين الياء.
سورة الروم
10. في قوله تعالى ?إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ? (الروم 22) (المثال العاشر) كلمة "العالمين" جمعٌ لـ"عالِم" لذا تقرأ بكسر اللام الأخيرة (لِّلْعَالِمِينَ). ويخطأ البعض فيقرؤها (العالَمين) بفتح اللام كما في بقية المواضع.
سورة يس
11. كلمة (يَخِصِّمُونَ) في قوله تعالى ?مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ? (يس 49) (المثال الحادي عشر) قرأها حفص (يَخِصِّمُونَ) بكسر الخاء وتشديد الصاد. وأصل الكلمة (يختصمون)، أُدغمت التاء في الصاد فالتقى ساكنان فكسرت الصاد.
سورة الصافات
12. تُقرأ كلمة (يَسَّمَّعُونَ) في قوله تعالى ?لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ? (الصافات 8) (المثال الثاني عشر) بتشديد السين والميم.
13. تقرأ كلمة (بِذِبْحٍ) في قوله تعالى ?وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ? (الصافات 107) (المثال الثالث عشر) بكسر الذال.
C
أخطاء شائعة – الجزء الرابع
سورة ص(1/105)
1. تُقرأ كلمة (الْمُصْطَفَيْنَ) في قوله تعالى ?وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ? (ص 47) (المثال الأول) بفتح الفاء وتسكين الياء.
سورة فصلت
2. تقرأ كلمة (الَّذَيْنِ) في قوله تعالى ?وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ? (فصلت 29) (المثال الثاني) بفتح الذال وتسكين الياء للتثنية.
سورة الزخرف
3. يقرأ بعض الناس كلمة (يَصِدُّونَ) في قوله تعالى ?وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ? (الزخرف 57) (المثال الثالث) بضم الصاد. والصواب أنها عند حفص بالكسر.
سورة الدخان
4. تُقرأ كلمة (وَنَعْمَةٍ) في قوله تعالى ?وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ? (الدخان 27) (المثال الرابع) بفتح العين.
سورة الأحقاف
5. من الأخطاء الشائعة قراءة كلمة (يَعْيَ) في قوله تعالى ?أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى? (الأحقاف 33) (المثال الخامس) بكسر العين. والصواب قراءتها بالسكون (يَعْيَ).
سورة الفتح
6. تُقرأ كلمة (مَحِلَّهُ) في قوله تعالى ?وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ? (الفتح 25) (المثال السادس) بكسر الحاء.
7. في قوله تعالى ?وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً? (الفتح 10) (المثال السابع) قرأ حفص (عَلَيْهُ) بضم الهاء رجوعا إلى الأصل، حيث نقول (عملهُ) للمذكر. وقرأ البعض (عليهِ) بالكسر لمجاورة الهاء الياء.
سورة القمر(1/106)
8. يقرأ البعض كلمة (نَّتَّبِعُهُ) في قوله تعالى ?فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ? (القمر 24) (المثال الثامن) بتسكين العين، والصحيح أنها مضمومة (نَّتَّبِعُهُ).
سورة الجمعة
9. قرأ حفص كلمة (وَهُوَ) في قوله تعالى ?وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? (الجمعة 3) (المثال التاسع). بضم الهاء دائما. ويخطأ كثير من الناس فيقرؤونها بسكون الهاء.
سورة المعارج
10. قرأ حفص كلمة (يومئذ) في قوله تعالى ?يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ? (المعارج 11) (المثال العاشر) بكسر الميم (يَوْمِئِذٍ). أما في سائر الآيات فتُقرأ بفتح الميم (يَوْمَئِذٍ).
سورة المزمل
11. تُقرأ كلمة (النَّعْمَةِ) في قوله تعالى ?وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً? (المزمل 11) (المثال الحادي عشر) بفتح النون وتشديدها.
سورة البروج
12. يقرأ بعض الناس كلمة (الْمَجِيدُ) في قوله تعالى ?ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ? (البروج 15) (المثال الثاني عشر) بكسر الدال عند وصل الآية بما بعدها. وهذه ليست قراءة حفص وإنما قراءة حمزة والكسائي وخلف. وتُقرأ عند حفص بضم الدال (الْمَجِيدُ).
سورة التكاثر
13. في قوله تعالى ?ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ? (التكاثر 8) (المثال الثالث عشر) يمد البعض لام التوكيد في أول (لَتُسْأَلُنَّ) (وغيرها من المواضع المشابهة) فتصير لاما نافية (لا تسألن) فيختل المعنى ويصبح عكس المراد. والصواب تحريك اللام حركة دون مد. ومثل ذلك ?لَيُنبَذَنَّ?، ?لَتَرَوُنَّهَا?، ?لَيَطْغَى?، ?لَنَسْفَعاً? ...
C
أخطاء بسبب الرسم(1/107)
كثيرا ما يقع القراء (وخاصة الذي يحفظون كتاب الله من المصحف) في أخطاء بسبب رسم بعض الكلمات، كرسم الألف المدية فوق الواو أو بعدها وغير ذلك. لذا لا بد من التنبيه على أهمية التلقي والسماع من أفواه المهرة من القراء.
وهذه بعض الأخطاء الشائعة:
1. إذا رسمت إشارة المد فوق الواو قرأت هذه الواو ألف مد في نحو ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? وغيرها. ومثال ذلك قوله تعالى في الآية 43 من سورة البقرة (المثال الأول):
2. وإذا رسمت الألف المدية بعد الواو قرأت بمد الواو مثل كلمة ? ? في قوله تعالى (البقرة 157) (المثال الثاني):
لاحظ الفرق بين رسم ? ? في المثال السابق ورسم ? ? في هذا المثال.
3. ? ? (آل عمران 78) : تقرأ بمد الواو (يَلْوُونَ) وقد لا يظهر ذلك لصغر الواو المدية. (المثال الثالث).
4. ? ? (النساء 135) تُقرأ (تَلْوُوا). (المثال الرابع).
5. ? ? (الأنعام 123) : تقرأ (أَكَابِرَ) بمد الكاف. (المثال الخامس).
6. ? ? (الأعراف 20) : تقرأ (وُورِيَ) رسمت الواو المدية واوا صغيرة. (المثال السادس).
7. ? ? (الأعراف 103) : تُقرأ (ومَلَئِهِ). (المثال السابع).
8. ? ? (الأعراف 196) : تقرأ (إِنَّ وَلِيِّيَ الله). (المثال الثامن).
9. ? ? (يونس 99) : رسمت الهمزة قبل الألف المدية فتقرأ ألفا ممدودة (لآمَنَ). (المثال التاسع).
10. ? ? (الأنبياء 88) : لاحظ رسم النون الصغيرة في كلمة (نُنجِي). تقرأ ننجي بإخفاء النون الثانية. (المثال العاشر).
11. ? ? (الأحزاب 14) : تقرأ (لآتَوْهَا) بمد الألف وليس (لأتَوهَا). لاحظ رسم الهمزة قبل الألف المدية وليس عليها. (المثال الحادي عشر).
12. ? ? (الزمر 69) : تقرأ (وَجِيءَ). (المثال الثاني عشر).
13. ? ? (الذاريات 47) : تقرأ (بِأَيْدٍ). الياء الثانية ذات الصفر المستطيل في كلمة ? ? لا تلفظ. (المثال الثالث عشر).
C
متن الجزرية
تأليف شمس الدين محمد بن الجزري
مقدمة(1/108)
يَقُولُ رَاجِي عَفْوِ رَبٍّ سَامِعِ
(مُحَمَّدُ بْنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِي)
(الْحَمْدُ للَّهِ) وَصَلَّى اللَّهُ
عَلَى نَبِيِّهِ وَمُصْطَفَاهُ
(مُحَمَّدٍ) وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
وَمُقْرِئِ الْقُرْآنِ مَعْ مُحِبِّهِ
(وَبَعْدُ) إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَهْ
فِيمَا عَلَى قَارِئِهِ أَنْ يَعْلَمَهْ
إذْ وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتَّمُ
قَبْلَ الشُّرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْلَمُوا
مَخَارِجَ الْحُرُوفِ وَالصِّفَاتِ
لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ
مُحَرِّرِي التَّجْوِيدِ وَالمَوَاقِفِ
وَمَا الَّذِي رُسِّمَ فِي المَصَاحِفِ
مِنْ كُلِّ مَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ بِهَا
وَتَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِّهَا
باب مخارج الحروف
مَخَارِجُ الحُرُوفِ سَبْعَةَ عَشَرْ
عَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ
فَأَلِفُ الجَوْفِ وأُخْتَاهَا وَهِي
حُرُوفُ مَدٍّ للْهَوَاءِ تَنْتَهِي
ثُمَّ لأَقْصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ
ثُمَّ لِوَسْطِهِ فَعَيْنٌ حَاءُ
أَدْنَاهُ غَيْنٌ خَاؤُهَا والْقَافُ
أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ ثُمَّ الْكَافُ
أَسْفَلُ وَالْوَسْطُ فَجِيمُ الشِّينُ يَا
وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ إِذْ وَلِيَا
لاضْرَاسَ مِنْ أَيْسَرَ أَوْ يُمْنَاهَا
وَاللاَّمُ أَدْنَاهَا لِمُنْتَهَاهَا
وَالنُّونُ مِنْ طَرْفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا
وَالرَّا يُدَانِيهِ لِظَهْرٍ أَدْخَلُوا
وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنْهُ وَمِنْ
عُلْيَا الثَّنَايَا والصَّفِيْرُ مُسْتَكِنْ
مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلَى
وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلْعُلْيَا
مِنْ طَرَفَيْهِمَا وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ
فَالْفَا مَعَ اطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ
لِلشَّفَتَيْنِ الْوَاوُ بَاءٌ مِيْمُ
وَغُنَّةٌ مَخْرَجُهَا الخَيْشُومُ
باب الصفات
صِفَاتُهَا جَهْرٌ وَرِخْوٌ مُسْتَفِلْ
مُنْفَتِحٌ مُصْمَتَةٌ وَالضِّدَّ قُلْ
مَهْمُوسُهَا فَحَثَّهُ (شَخْصٌ سَكَتْ)(1/109)
شَدِيْدُهَا لَفْظُ (أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ)
وَبَيْنَ رِخْوٍ وَالشَّدِيدِ (لِنْ عُمَرْ)
وَسَبْعُ عُلْوٍ (خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ) حَصَرْ
وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطْبَقَهْ
وَ (فِرَّ مِنْ لُبِّ) الحُرُوفِ المُذْلَقَهْ
صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَايٌ سِينُ
قَلْقَلَةٌ (قُطْبُ جَدٍّ) وَاللِّينُ
وَاوٌ وَيَاءٌ سَكَنَا وَانْفَتَحَا
قَبْلَهُمَا وَالانْحِرَافُ صُحَّحَا
فِي اللاًَّمِ وَالرَّا وَبِتَكْرِيرٍ جُعِلْ
وَللتَّفَشِّي الشِّيْنُ ضَادًا اسْتُطِلْ
باب التجويد
وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لازِمُ
مَنْ لَمْ يُجَوِّدِ الْقُرَآنَ آثِمُ
لأَنَّهُ بِهِ الإِلَهُ
وَهَكَذَا مِنْهُ إِلَيْنَا وَصَلاَ
وَهُوَ أَيْضًا حِلَْيةُ التِّلاَوَةِ
وَزِيْنَةُ الأَدَاءِ وَالْقِرَاءَةِ
وَهُوَ إِعْطَاءُ الْحُرُوفِ حَقَّهَا
مِنْ صِفَةٍ لَهَا وَمُستَحَقَّهَا
وَرَدُّ كُلِّ وَاحِدٍ لأَصْلِهِ
وَاللَّفْظُ فِي نَظِيْرِهِ كَمِثْلهِ
مُكَمِّلاً مِنْ غَيْرِ مَا تَكَلُّفِ
بِاللُّطْفِ فِي النُّطْقِ بِلاَ تَعَسُّفِ
وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ
إِلاَّ رِيَاضَةُ امْرِئٍ بِفَكِّهِ
باب التفخيم والترقيق
فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ
وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الأَلِفِ
كَهَمْزِ أَلْحَمْدُ أَعُوذُ إِهْدِنَا
أللَّهُ ثُمَّ لاَمِ لِلَّهِ لَنَا
وَلْيَتَلَطَّفْ وَعَلَى اللَّهِ وَلاَ الضْ
وَالْمِيمِ مِنْ مَخْمَصَةٍ وَمِنْ مَرَضْ
وَبَاءِ بَرْقٍ بَاطِلٍ بِهِمْ بِذِي
وَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ وَالجَهْرِ الَّذِي
فِيهَا وَفِي الْجِيمِ كَحُبِّ الصَّبْرِ
وَرَبْوَةٍ اجْتُثَّتْ وَحَجِّ الْفَجْرِ
وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا
وَإِنْ يَكُنْ فِي الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا
وَحَاءَ حَصْحَصَ أَحَطتُّ الْحَقُّ
وَسِينَ مُسْتَقِيمِ يَسْطُو يَسْقُو
باب الراءات
وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ
كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ(1/110)
إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ
أَوْ كَانَتِ الكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ
وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجَدُ
وَأَخْفِ تَكْرِيْرًا إِذَا تُشَدَّدُ
باب اللامات
وَفَخِّمِ اللاَّمَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ
عَنْ فَتْحِ أوْ ضَمٍّ كَعَبْدُ اللَّهِ
وَحَرْفَ الاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا
لاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوَ قَالَ وَالْعَصَا
وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطتُّ مَعْ
بَسَطتَّ وَالخُلْفُ بِنَخْلُقْكُمْ وَقَعْ
وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا
أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُورًا عَسَى
خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِمَحْظُورًا عَصَى
وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا
كَشِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا
وَأَوَّلَى مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ
أَدْغِمْ كَقُلْ رَبِّ وَبَلْ لاَ وَأَبِنْ
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ
سَبِّحْهُ لاَ تُزِغْ قُلُوبَ فَلْتَقُمْ
باب الضاد والظاء
وَالضَّادَ بِسْتِطَالَةٍ وَمَخْرَجِ
مَيِّزْ مِنَ الظَّاءِ وَكُلُّهَا تَجِي
فِي الظَّعْنِ ظِلَّ الظُهْرِ عُظْمِ الْحِفْظِ
أيْقِظْ وَأنْظُرْ عَظْمِ ظَهْرِ اللَّفْظِ
ظَاهِرْ لَظَى شُوَاظُ كَظْمٍ ظَلَمَا
اُغْلُظْ ظَلامَ ظُفُرٍ انْتَظِرْ ظَمَا
أَظْفَرَ ظَنًّا كَيْفَ جَا وَعَظْ سِوَى
عِضِينَ ظَلَّ النَّحْلُ زُخْرُفٍ سَوَى
وَظَلْتُ ظَلْتُمْ وَبِرُومٍ ظَلُّوا
كَالْحِجْرِ ظَلَّتْ شُعَرَا نَظَلُّ
يَظْلَلْنَ مَحْظُورًا مَعَ المُحْتَظِرِ
وَكُنْتَ فَظًّا وَجَمِيْعِ النَّظَرِ
إِلاَّ بِوَيْلٌ هَلْ وَأُولَى نَاضِرَهْ
وَالْغَيْظِ لاَ الرَّعْدِ وَهُودٍ قَاصِرَهْ
وَالْحَظُّ لاَ الْحَضُّ عَلَى الطَّعَامِ
وَفِي ضَنِيْنٍ الْخِلاَفُ سَامِي
باب التحذيرات
وَإِنْ تَلاَقَيَا البَيَانُ لاَزِمُ
أَنْقَضَ ظَهْرَكَ يَعَضُّ الظَّالِمُ
وَاضْطُّرَّ مَعْ وَعَظْتَ مَعْ أَفَضْتُمُ(1/111)
وَصَفِّ هَا جِبَاهُهُم عَلَيْهِمُ
باب الميم والنون المشددتين والميم الساكنة
وأَظْهِرِ الغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ
مِيْمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ
الْمِيْمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى
بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
وَأظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الأَحْرُفِ
وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي
باب حكم التنوين والنون الساكنة
وَحُكْمُ تَنْوِيْنٍ وَنُونٍ يُلْفَى
إِظْهَارٌ ادْغَامٌ وَقَلْبٌ اخْفَا
فَعِنْدَ حَرْفِ الحَلْقِ أَظْهِرْ وَادَّغِمْ
فِي اللاَّمِ وَالرَّا لاَ بِغُنَّةٍ لَزِمْ
وَأَدْغِمَنْ بِغُنَّةٍ فِي يُومِنُ
إِلاَّ بِكِلْمَةٍ كَدُنْيَا عَنْوَنُوا
وَالقَلْبُ عِنْدَ البَا بِغُنَّةٍ كَذَا
لاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا
باب المد والقصر
وَالمَدُّ لاَزِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى
وَجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا
فَلاَزِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدْ
سَاكِنُ حَالَيْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدْ
وَوَاجِبٌ إنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ
مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَةِ
وَجَائزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاَ
أَوْ عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفًا مُسْجَلاَ
باب معرفة الوقوف
وَبَعْدَ تَجْوِيْدِكَ لِلْحُرُوفِ
لاَبُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ
وَالابْتِدَاءِ وَهْيَ تُقْسَمُ إِذَنْ
ثَلاَثَةً تَامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ
وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإنْ لَمْ يُوجَدِ
تَعَلُقٌ أَوْ كَانَ مَعْنَىً فَابْتَدي
فَالتَّامُ فَالْكَافِي وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ
إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ
وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيْحٌ وَلَهُ
ألْوَقْفُ مُضْطَرًّا وَيُبْدَا قَبْلَهُ
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ
وَلاَ حَرَامٌ غَيْرَ مَا لَهُ سَبَبْ
باب المقطوع والموصول وحكم التاء
وَاعْرِفْ لِمَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ وَتَا
فِي مُصْحَفِ الإِمَامِ فِيمَا قَدْ أَتَى
فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ أنْ لا(1/112)
مَعْ مَلْجَإٍ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ
وَتَعْبُدُوا يَاسِينَ ثَانِي هُودَ لاَ
يُشْرِكْنَ تُشْرِكْ يَدْخُلْنَ تَعْلُوا عَلَى
أَنْ لا يَقُولُوا لاَ أَقُولَ إِنَّ مَا
بِالرَّعْدِ وَالمَفْتُوحَ صِلْ وَعَنْ مَا
نُهُوا اقْطَعُوا مِنْ مَا بِرُومٍ وَالنِّسَا
خُلْفُ المُنَافِقِينَ أَمْ مَنْ أَسَّسَا
فُصِّلَتْ النِّسَا وَذِبْحٍ حَيْثُ مَا
وَأَنْ لَمِ المَفْتُوحَ كَسْرُ إِنَّ مَا
لانْعَامِ وَالمَفْتُوحَ يَدْعُونَ مَعَا
وَخُلْفُ الانْفَالِ وَنَحْلٍ وَقَعَا
وَكُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَاخْتُلِفْ
رُدُّوا كَذَا قُلْ بِئْسَمَا وَالْوَصْلُ صِفْ
خَلَفْتُمُونِي وَاشْتَرَوْا فِي مَا اقْطَعَا
أُوحِيْ أَفَضْتُمُ اشْتَهَتْ يَبْلُوا مَعَا
ثَانِي فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُومٌ كِلاَ
تَنْزِيْلُ شُعَرَاءٍ وَغَيْرَ ذِي صِلاَ
فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ صِلْ وَ مُخْتَلِفْ
فِي الشُّعَرَا الأَحْزَابِ وَالنِّسَا وُصِفْ
وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلاَ
نَجْمَعَ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى
حَجٌّ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَطْعُهُمْ
عَنْ مَنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ
ومَالِ هَذَا وَالَّذِينَ هَؤُلاَ
تَ حِينَ فِي الإمَامِ صِلْ وَوُهِّلاَ
وَوَزَنُوهُمْ وَكَالُوهُمْ صِل
كَذَا مِنَ الْ وَهَا وَيَا لاَ تَفْصِلِ
باب التاءات
وَرَحْمَتُ الزُّخْرُفِ بِالتَّا زَبَرَهْ
لاعْرَافِ رُومٍ هُودٍ كَافِ الْبَقَرَهْ
نِعْمَتُهَا ثَلاثُ نَحْلٍ إبْرَهَمْ
مَعًا أَخَيْرَاتٌ عُقُودُ الثَّانِ هُمْ
لُقْمَانُ ثُمَّ فَاطِرٌ كَالطُّور
عِمْرَانَ لَعْنَتَ بِهَا وَالنُّورِ
وَامْرَأَتٌ يُوسُفَ عِمْرَانَ الْقَصَصْ
تَحْرِيْمَ مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ يُخَصْ
شَجَرَتَ الدُّخَانِ سُنَّتْ فَاطِرِ
كُلاً وَالانْفَالَ وَحَرْفَ غَافِرِ
قُرَّتُ عَيْنٍ جَنَّتٌ فِي وَقَعَتْ
فِطْرَتْ بَقِيَّتْ وَابْنَتْ وَكَلِمَتْ(1/113)
أَوْسَطَ اَلاعْرَافِ وَكُلُّ مَا اخْتُلِفْ
جَمْعًا وَفَرْدًا فِيْهِ بِالتَّاءِ عُرِفْ
باب همز الوصل
وَابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمْ
إنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الفِعْلِ يُضَمْ
وَاكْسِرْهُ حَالَ الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَفِي
لاسْمَاءِ غَيْرَ اللاَّمِ كَسْرَهَا وَفِي
ابْنٍ مَعَ ابْنَةِ امْرِئٍ وَاثْنَيْنِ
وَامْرَأةٍ وَاسْمٍ مَعَ اثْنَتَيْنِ
وَحَاذِرِ الْوَقْفَ بِكُلِّ الحَرَكَهْ
إِلاَّ إِذَا رُمْتَ فَبَعْضُ حَرَكَهْ
إِلاَّ بِفَتْحٍ أَوْ بِنَصْبٍ وَأَشِمْ
إِشَارَةً بِالضَّمِّ فِي رَفْعٍ وَضَمْ
الخاتمة
وَقَدْ تَقَضَّى نَظْمِيَ المُقَدِّمَهْ
مِنِّي لِقَارِئِ القُرْآنِ تَقْدِمَهْ
أَبْيَاتُهَا قَافٌ وَزَاىٌ فِي الْعَدَدْ
مَنْ يُحْسِنِ التَّجْوِيدَ يَظْفَرْ بِالرَّشَدْ
(وَالحَمْدُ للهِ) لَهَا خِتَامُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ بَعْدُ وَالسَّلاَمُ
عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى وَآلِهِ
وَصَحْبِهِ وتَابِعِي مِنْوَالِهِ
C
المراجع
الكتب
• الواضح في أحكام التجويد: تأليف د. محمد عصام مفلح القضاة، مراجعة ومشاركة د. أحمد خالد شكري ود. أحمد محمد القضاة. دار النفائس للنشر والتوزيع الأردن.
• المفيد في علم التجويد: تأليف الحاجة حياة علي الحُسيني
• المذكرة في التجويد: تأليف محمد نبهان بن حسين مصري. دار القبلة للثقافة الإسلامية.
• متن الجزرية: تأليف شمس الدين محمد بن الجزري.
• الأخطاء الشائعة في تلاوة القرآن: تأليف عبد الرحمن عيتاني. مؤسسة الريان
الأشرطة
• سلسلة دروس حول أحكام التلاوة للشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية. تقديم: إذاعة طريق الإسلام على شبكة الانترنت www.islamway.com.
مواقع الانترنت
• موقع إذاعة القرآن الكريم (نابلس فلسطين)
• ملتقى أهل التفسير
• ملتقى أهل الحديث
• موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت
• موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
• موقع طريق الإسلام(1/114)
• موقع الإيمان
• موقع رمش العين
• الموسوعة الإسلامية المعاصرة
• موقع إسلام أون لاين(1/115)