آياتُ التّقوى
في القرآن الكريم
الدكتور
حسين علي خليف الجبوري
بحث متعدد الأغراض في التقوى
بمعانيها المختلفة كما وردت
في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين ألأطهار وأصحابه الغر الميامين. وبعد فقد قام بمراجعة الكتاب السيد الدكتور وميض رمزي العمري وأبدى عليه ملاحظات سديدة كانت عوناً كبيراً في إخراج الكتاب. كما راجعه وكتب له التقديم السيد الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني إمام وخطيب جامع عمر الطالب في الموصل حيث أبدى ملاحظاته القيمة وخّرج ألأحاديث وأضاف بعضها للكتاب , وفيما يلي تقديم الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني للكتاب :
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين والصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين , وبعد هذه كلمات مباركات كتبها ألأخ المبارك الدكتور حسين علي الجبوري وهي تذكر بالتقوى. وهو نشأ في طاعة الله تعالى منذ نعومة أظفاره وأحسب هكذا ولا أزكي على الله أحداً وكتبت له هذه ألأبيات :
إلزم طريق المتقين وأترك لدرب المفسدين
فالمتقون إلى الهدى ساروا بنهج المؤمنين
وحباهم الرحمن من افضاله العز المبين
وكساهم في جنة ثوباً جديداً كل حين
وسقاهم ماءً طهو راً لذةً للشاربين
وحسين شمر ساعداً فجزاه رب العالمين
خير الجزاء لعبده في مقعد الصدق ألأمين
فلقد أبان لنا التقى والنورعند المتقين
وأتى على ألآيات يشرحها بشرح مستبين
فاهنأ طبيبنا بالرضى سيريك رب المحسنين
وكما أشرت لاحقاً في المقدمة فإن هذا الكتاب موجه لعامة القراء وليس للمتخصصين والمهتمين بالدراسات القرآنية . نسأل الله التوفيق والسداد وله المنة والفضل والكمال لله وحده والحمد لله رب العالمين .
الدكتور حسين علي الجبوري
الموصل --- العراق
الخامس من أيار سنة 2006
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة(1/1)
(({وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }البقرة281
الحمد لله رب العالمين نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله شهادة تنجي صاحبها يوم القيامة , بلغ الرسالة وأدى ألأمانة ونصح ألأمة وجاهد في الله حق جهاده فأوصل كلمة ألإسلام وخبر دين ألإسلام إلى العالم المعروف آنذاك , فوصلت رسالته إلى آسيا متمثلة في دولة الفرس , وإلى أوربا متمثلة بدولة الرومان , وإلى أفريقيا متمثلة بمصر العربية والحبشة , عندما قال للجميع كلمته العظيمة التي لا تزال تدوي في أذن الزمن وستبقى إلى ماشاء الله سبحانه ( أسلم تسلم ) وعندما لم يستجيبوا لدعوته الكريمة العظيمة حقق الله سبحانه ذلك بسيوف المؤمنين حيث سقطت دولة الفرس ودولة الرومان إلى ألأبد ولن تقوم لهما دولة كما كانتا مصداقاً لرسالته } - صلى الله عليه وسلم - { إليهم حيث لم يسلموا بعد أن رفضوا ألإسلام.
الحمد لله الذي جعل التقوى خير زاد فقال سبحانه (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ .البقرة197) والقائل سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102) وقرن سبحانه التقوى بكل عمل يقوم به المسلم في حياته من عبادات ومعاملات .
يقول ألأعشى :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزود ا
ندمت على أن لاتكون كمثله
وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
أما التقوى لغة : فهي مأخوذة من الوقاية وما يحمي به ألإنسان نفسه .
والتقوى إصطلاحاً : أن تجعل ما بينك وبين ما حرم ألله حاجباً وحاجزاً(1/2)
عرف علي بن أبي طالب } - رضي الله عنه - { التقوى فقال : هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل. يقول الدكتور ناصر الحق في مقالة له بعنوان
(التقوى طريق الله في الحياة ألإنسانية) : ( التقوى هي الزاد الدائم للإنسان في الحياة وهي قمة المكارم ألأخلاقية والفضائل الحسنة ألتي يتصف بها ألإنسان , لإنه من خلالها تتشعب جميع الصفات المحمودة. فهذه الفضيلة أراد بها الله تعالى في القرآن أن تحكم علاقة ألإنسان بهذا الوجود وما فيه, وبين ألإنسان وخالقه لذلك تدور هذه الكلمة ومشتقاتها في أكثر آيات القرآن ألأخلاقية والإجتماعية والمراد بها : أن يتقي ألإنسان ما يغضب ربه , وما فيه ضرر لنفسه أو إضرار لغيره). فالتقوى هي جعل النفس في وقاية , أي أن يجدك الله في مواضع الطاعة له ويفتقدك في كل مواضع المعصية له.
فالمتقون هم أهل الفضائل كما يصفهم بذلك أمير المومنين علي بن أبي طالب } - عليه السلام - { يسعون لكسب مرضاة ألله وتجنب سخطه في الدنيا وألآخرة لما فيه مصلحة للإنسان والإنسانية .(1/3)
ولقد عني القرآن الكريم بالتقوى عناية كبرى , وأكثر من توجيه النفوس إليها . وكانت له في ذلك أساليب مختلفة فالقرآن أمر بالتقوى لله( ياأيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) آل عمران 102. وذلك يكون بالتوجه إلى الله وحده في العبادة , وإجتناب ما يأباه من الشرك والخروج عن شرائعه وأحكامه العادلة . ووصف القرآن الكريم التقوى : بأنها صيانة للنفس عن كل ما يضر ويؤذي وألإبتعاد عن كل ما يحول بين ألإنسان وبين الغايات النبيلة التي بها كماله في جسمه وروحه , ولهذا وصف الله المتقين بأنهم تحلوا بالفضائل الإنسانية الحقة , حيث يقول تعالى : ((لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة177. ولا تقتصر التقوى في القرآن الكريم على هذه الصفات بل يضاف إليها الصفات التالية : فالعدل من التقوى (اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)8 المائدة. والعفو من التقوى (وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)237 البقرة . والإستقامة مع ألأعداء من التقوى (فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)7 التوبة.(1/4)
سأل عمر بن الخطاب } - رضي الله عنه - { كعباً فقال له ما التقوى ؟ فقال كعب : يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك ؟ فقال نعم. قال فما فعلت ؟ قال عمر } - رضي الله عنه - { أشمر عن ساقي وأنظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدماً وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة. فقال كعب : تلك هي التقوى.
التقوى هي خير ضمانة تحفظ بها ولدك ومستقبل أبنائك من بعدك : قال تعالى (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدا)
(9) النساء.
كيف يتقي العبد الله :
في عقلك وفهمك : 1- ألإنقياد لشرع الله سبحانه .
2- التسليم لقضاء الله وقدره : وذلك بأن يعتقد عند المعصية أمرين لا غنى للمسلم عنهما: ألأول : أنه ملك المالك فنحن مملوكون لله تعالى .
الثاني : أن هذا المالك ( هو الله سبحانه ) حكيم في أفعاله لايصدر عنه سبحانه إلا ما هو على العلم والحكمة والخير.
3- التأمل والنظر في بديع صنع الحق سبحانه , وقد أنكر رب العزة سبحانه على الذين يمرون بآيات الله ولا يعتبرون .
وفي كل شئ له آية تدل على أنه واحد
في قلبك : فلا غل ولا حسد : عن عبد الله بن عمرو؛ قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل قال ((كل مخموم القلب، صدوق اللسان)). قالوا: صدوق اللسان، نعرفه. فما مخموم القلب؟ قال ((هو التقي النقي. لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)). في الزوائد: هذا إسناده صحيح. رجاله ثقات.(البخاري كتاب الزهد)
في تعاملك : فلا غش ولا خداع ولا كذب : لقول النبي
( صلى الله عليه وسلم ) : ( من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار ) (رواه ابو نعيم في حلية ألأولياء عن إبن مسعود).. أو أن يستخدم إسم الله العظيم لترويج بضاعته , أو أن يستخدم الرشوة لتيسير أمره في أمر لايحق له.(1/5)
في مطعمك وشربك : فلا يدخل جوفك الحرام . وإذا أكل العبد الحرام فلا تقبل منه طاعة.
في جوارحك : في لسانك : قال عقبة بن عامر : يارسول الله مالنجاة ؟ فقال أمسك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك.
في بصرك : غض البصر عن محارم الله والإبتعاد عن كل ما يغضب الله سبحانه في ذلك.
في رحمك : صلة الرحم واحدة من أبرز معالم التقوى حيث أنها ترضي الرب عن العبد ويقطع الله من يقطع رحمه وخاصة إذا كانوا في حاجة إليه وهو يملك مساعدتهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذاك). قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم).(البخاري كتاب التفسير)
في أهلك : فلا ظلم ولا سوء معاملة ولا بخل أو تقتير , بل رحمة وحسن معاشرة وإحترام وكفاية للحاجات على قدر ألإستطاعة فالرجل مسؤول عن عائلته في كل شؤونها ومن التقوى كل ذلك.
عن عبد اللّه بن عمر، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته: فالأمير الذي على الناس راعٍ عليهم وهو مسئولٌ عنهم، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئولٌ عنهم، والمرأة راعيةٌ على بيت بعلها وولده وهي مسئولةٌ عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسئولٌ عنه؛ فكلُّكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته".
( البخاري كتاب الخراج والفئ)
أما موقف المسلم من التقوى : أن تسأل الله سبحانه أن يجعلك من المتقين بل إماماً للمتقين .
عن إبن مسعود } - رضي الله عنه - { يقول رسول الله(1/6)
(- صلى الله عليه وسلم -)( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والرضى ) (رواه مسلم ) . ومغالبة النفس وردعها عن الغي ومخالفتها إلى حيث يرضى الله سبحانه. يقول رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) (إتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن . (رواه أحمد بن حنبل)
صفات المتقين :
جاءت آيات التقوى في القرآن الكريم بصفات وصفت بها المتقين لتبين للمسلم أين هو من التقوى وهل هو من المتقين لله السالكين طريق الإيمان الذي يريده المولى جل وعلا للمؤمن .
وهذه هي الصفات التي جاءت بها آيات التقوى في القرآن الكريم :
ينفقون في السراء والضراء .
يكظمون الغيظ.
يعفون عن الناس .
إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون .
يخشون ربهم بالغيب وهم من ألآخرة مشفقون.
يؤمنون بالله واليوم ألآخر والملائكة والكتاب والنبيين.
يؤتون المال على حبه لمن يحتاجه من ذوي القربى واليتامى والمساكين وإبن السبيل والسائلين المحتاجين وفي عتق رقاب العبيد .
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة .
يوفون بعهدهم إذا عاهدوا .
يصبرون في البأساء والضراء وعند لقاء العدو .
صادقون . ( أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )البقرة177. وهنا ملاحظة في هذه ألآية المباركة جديرة بالإهتمام وهي أن القرآن الكريم يساوي بين الصدق والتقوى فيؤكد أن صفات المتقين هي في الحقيقة صفات الصادقين وهذا يعني أن ألإنسان كلما توفر على الصدق بنسبة أكبر كلما إشتدت التقوى بداخله وهذا ما تدعمه ألآية 33 من سورة الزمر (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
يؤمنون بالغيب وينفقون مما رزقهم الله.
يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم . ويقال أنها صغائر الذنوب أو غير المتعمدة .
لا يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإنما يتناجون بالبر والتقوى .(1/7)
من صفات المتقين أنهم أخلاء متحابون في الدنيا والآخرة لإن محبتهم لبعضهم وعلاقاتهم كلها لله وليس لغاية دنيوية .
يعظمون شعائر الله.
17- يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
إن الصفات المذكورة أعلاه هي الصفات التي يحبها الله سبحانه ويثني عليها في ألإنسان المؤمن وكما هو واضح فهي أرقى الصفات ألإنسانية وأعلاها منزلة عند الله سبحانه وعند الناس كذلك.
جوهر التقوى وحقيقتها:
تقوم التقوى في حقيقتها وجوهرها على إستحضار القلب لعظمة الله تعالى وإستشعار هيبته وجلاله وكبريائه والخشية لمقامه والخوف من حسابه وعقابه . وإذا كان هذا معنى التقوى فإن نطاقها لا ينحصر في إجتناب الكبائر فحسب, بل إنه يمتد ليشمل كل ما فيه معنى المخالفة لإوامر الله حتى لو كان من اللمم أو الصغائر . وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقال قائلهم : لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن أنظر لمن عصيت . بل إنهم جعلوا من تمام معناها أن تتضمن الورع عن بعض ما هو طيب أو حلال , حذراً من مقاربة الحرام . وفي ذلك يقول أبو الدرداء ( رضي الله عنه ) : تمام التقوى أن يتقى العبد الله حتى يتقيه من مثقال ذرة , وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال , خشية أن يكون حراماً .
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول: سمعت رسول بالله } - صلى الله عليه وسلم - { يقول: (الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات، واستبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات، وقع في الحرام كالراعي حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه. ألا وإن لكل ملك حمى. ألا، وإن حمى الله محارمه. ألا، وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله. وإذا فسدت فسد الجسد كله. ألا، وهي القلب). ( البخاري كتاب الفتن ).
قال رسول الله } - صلى الله عليه وسلم - { : لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لابأس به حذراً مما به بأس (عن كتاب التذكرة في الوعظ لأبن الجوزي)(1/8)
وللتقوى مكانة عالية في دين الإسلام لايدانيها في المنزلة سوى ألإيمان بالله وبرسوله وهي أساس قبول ألأعمال عند الله سبحانه . (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات13
والتقوى أعلى وأهم من النسب والحسب مهما علا فلله در الشاعر الذي قال :
لعمرك ما الإنسان إلا بد ينه
فلا تترك التقوى إتكالاً على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس
وقد وضع الشرك الحسيب أبا لهب
والتقوى ليست مقصورة على الحذر والإجتناب للمعاصي والرذائل , بل إنها تتضمن كذلك جانب الفضائل والطاعات العملية ألإيجابية التي يمارسها المؤمن .
أُنظر أخي المؤمن بالله كم هي عظيمة التقوى حيث يذكرها الله سبحانه في عدد هائل من آيات القرآن الكريم (217 آية ) ويؤكد على التقوى في كل ألأحوال , تقوى في العبادة بالتزامها والدوام عليها وعدم التقصير بحقها , وتقوى في المعاملات بين الناس , تقوى في التعامل مع الزوجة , تقوى في حفظ الزوجة لزوجها وعائلتها مما يسئ إليهم , تقوى في التعامل مع ألأولاد والبنات , تقوى في الوصية , تقوى في الِسلم , تقوى في الحرب, تقوى عند النصر , تقوى عند الهزيمة في الحرب , فما أعظم التقوى عند الله سبحانه .
أنواع التقوى :
إن محافظة ألإنسان على نفسه وصيانتها من إرتكاب ألإثم هو التقوى ويمكن أن يكون على صورتين أو نوعين من التقوى :
تقوى الضعفاء: هي أن الإنسان لكي يحفظ نفسه من إرتكاب المعاصي وألأوزار يهرب من مواجهتها ويبتعد عن المحيط ألآثم فهو أشبه ما يكون بمن يريد المحافظة على صحته فيتجنب البقاء في وسط موبوء بمرض معدي .(1/9)
2- تقوى ألأقوياء: هي أن يوجد ألإنسان في نفسه قوة تورثه مناعة روحية وأخلاقية بحيث أنه إذا ما كان في محيط تتوفر فيه موجبات المعصية والإثم حالت تلك القوة الروحية بينه وبين التلوث بالإثم ومنعته من إرتكابها , بل إنه يستطيع أن يمنع آخرين في ذلك الوسط من إرتكاب المعاصي والآثام بالنصح والتوجيه والقدوة الحسنة والتخويف من غضب الله سبحانه.
والتقوى تمثل قوة للفرد والمجتمع حيث تجعل الفرد قوياً في وجه تيار الإنحراف والفساد. إن الكمال في هذا هو أن يستطيع الإنسان تجنب الإثم والمعصية وهو في وسط إجتماعي ملئ بها ولا يتأثر منها , بل يعمل على محاربتها وإصلاحها , هذا هو العمل المطلوب حالياً , وهي تمثل قوة للمجتمع تقيهِ من نشر ألأمراض الإجتماعية الفتاكة التي تعمل ليلاً ونهاراً بلا كلل على هدم المجتمع المسلم الصحيح .
وأعظم التقوى هي تقوى الله في عباد الله في أموالهم ومصالحهم وأعراضهم ودمائهم , فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه (عن أبي هربرة رضي الله عنه ابو داود وابن ماجة )
إن أحد مظاهر التقوى هو ما يتوجب على العلماء المسلمين أن يتقوا الله في المسلمين بتوجيههم إلى أُمور دينهم وسنة نبيهم } - صلى الله عليه وسلم - { كما جاءت في القرآن الكريم وصحيح السنة , وإن ما يترتب على ذلك هو أمر جلل وعظيم لإن أكثر ضلال المسلمين وتفرقهم ناتج عن عدم تقوى علماء السوء لله سبحانه في المسلمين , ولست أُريد التوسع في هذا الموضوع لإن أكثر المسلمين يعلمون هذه الحقيقة المرة وخير الكلام ما قَل ودَل .
وأحد مظاهر التقوى المهمة هي كثرة إستغفارالمؤمن لذنوبه التي يرتكبها عن قصد وعن غير قصد.(1/10)
ألإنسان في حياته الدنيا إن لم يتبع هدى ربه معرض لكثير من المخاطر , فالدنيا خضرة نضرة سمها في دسمها , فيها منزلقات ومتاهات , مالها يغري ويردي ويشقي , ونساؤها حبائل الشيطان , والأهل والولد َمشغلة َمجبنة مبخلة , الشهوات فيها مستعرة في أبهى ُحللها والفتن فيها يقظة في أجمل أثوابها. فكيف يتقي الإنسان الضياع في تلك المتاهات والضلالات وكيف يتقي الإنسان الإنجذاب إلى هذه الفتن المهلكات ؟ وكيف يتقي الإنسان خطر الإنغماس في تلك الشهوات ؟ وكيف يتقي ألإنسان حمأة المزاحمة في جمع الثروات ؟ وكيف يتقي شقاء الدنيا وعذاب الآخرة؟ للإجابة على هذه الأسئلة نقول :
حينما يبني الإنسان تصوراته عن الكون والحياة والإنسان وِفق البيان ألإلهي , وحينما ينطلق في حركته اليومية وِفق التشريع الرباني , يكون قد أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان . أما إذا ضل عقله وساء عمله فقد أسس بنيانه على شفا جُرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنم .
وعبادة الله الحقة الخالصة تقي الإنسان شقاء الدنيا وعذاب ألآخرة . قال تعالى ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21 البقرة , فعبادة الله وحده تقي شقاء الدنيا والآخرة .
والتقوى لله هي الجواب على كل ألأسئلة السابقة . وطريق التقوى ليست مفروشة بالرياحين بل هو طريق محفوف بالمكاره ,لماذا؟ لإن سلعة الله غالية ولإن عمل الجنة صعب الوصول اليه , وعمل النار سهل ومتيسر , فلابد من ألإنضباط الذاتي , ولابد من البذل والتضحية . قال تعالى :
( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)90
يوسف .(1/11)
والتقوى لا تقبل أن يعطيها الإنسان بعضه , بل لا بد أن يعطيها كله فلا يقبل من التقي بذل بعض الجهد بل لابد له من بذل كل الجهد ولذلك فحجم الإنسان عند ربه بحجم عمله الصالح وإخلاصه وصوابه,فلكل درجات مما عملوا والعمل الصالح يرفعه. قال تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) 16 التغابن . أي إستنفذوا كل الجهد .
ومن عظيم إكرام الله عز وجل أن الإنسان حينما يخطوا الخطوة ألأُولى في طريق التقوى , يكفر الله عنه سيئاته ويتجاوز عن خطاياه وذنوبه ويعظم له أجرا. قال تعالى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) 5الطلاق. ومن عظيم إكرام الله سبحانه للمتقي أن يجعل الله له من أمره يسراً فتنحل العقد وتفرج الكرب ويجعل الصعب سهلاً . قال الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)4 الطلاق. ومن عظيم إكرام الله عز وجل أنه جعل التقوى مخرجاً للإنسان من كل ضيق . قال تعالى : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً) ـ 2 الطلاق.
وإعجاز هذه ألآية الكريمة في إيجازها , وبلاغتها في إطلاقها. قال النبي } - صلى الله عليه وسلم - { : ( إني لأعلم أية لو أخذ الناس بها لكفتهم ثم تلا هذه ألآية ). فحينما تضيق الأمور وتستحكم الحلقات وتُسد المنافذ وتُنصب العقبات ويقنط ألإنسان , تأتي التقوى فيتسع بها الضيق وتحل بها العقد وتفتح بها المسالك وتذل بها الصعاب والعقبات . فمن يتقِ الله عند نزول المصيبة فيوحده ويصبر لحكمه ويرضى بقضائه ويثبت على مبدئه وإستقامته , يجعل الله له مخرجاً منها , ويبدل ضيقه فرجاً وخوفه أمناًً وعسره يسراً.(1/12)
ومن يتق الله فلا يسمح للأفكار الزائفة , أن تأخذ طريقها إلى عقله , يجعل له الله مخرجاًً من الضياع والحيرة والضلال وخيبة ألأمل . ومن يتق الله فيبرأ من حوله وقوته وعلمه , يجعل الله له مخرجاً مما كلفه به بالمعونة عليه . ومن يتقِ الله فيقف عند حدود الله فلا يقربها ولا يتعداها يجعل الله له مخرجاً من الحرام إلى الحلال ومن الضيق إلى السعة ومن النار إلى الجنة.
ومن يتق الله في كسب الرزق فيتحرى الحلال الذي يرضي الله عز وجل يجعل له مخرجاً من تقتير الرزق بالكفاية ومن إتلاف المال بحفظه ونمائه . ومن يتق الله في إتباع السنة يجعل له مخرجاً من ضلال أهل البدع ونتائج إبتداعهم . ومن يتق الله في إختيار زوجته وفي التعامل معها , يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي . ومن يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم ومن شقائه بشقائهم . ومن يتق الله في إختيار عمله وحسن أدائه يجعل الله له مخرجاً من إخفاقه فيه .
فالتقوى كما يقول الإمام الغزالي ( رحمه الله ) : ( نور يقذفه الله في القلب ) وهذا النور هو أساس الرؤية الصحيحة , أساس صحة العمل وصحة العمل أساس سعادة الدارين .
ألا يتمنى أحدنا أن يكون أكرم الناس على الله سبحانه ؟ إذن فليتق الله . قال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) 13 الحجرات . وقد ورد في الحديث الشريف :
( إذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتق الله , وإذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله , وإذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك ).(1/13)
ألا يتمنى أحدنا أن يحبه الله سبحانه إذن فليتق الله لإن الله تعالى يقول : (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) 76 آل عمران . ألا يتمنى أحدنا أن يكون رب العالمين سبحانه وليه في الدنيا والآخرة يخرجه من الظلمات إلى النور ويدافع عنه ويكون في موضع عنايته وحفظه , إذن فليتق الله , يقول سبحانه وتعالى : ( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ) 19 الجاثية . ألا يتمنى أحدنا أن يكون رب العالمين سبحانه معه؟ وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان سبحانه عليك فمن يقف معك؟ ومعية الله هذه معية خاصة تعني الحفظ والتأييد والرعاية والتكريم والتشريف . إذاً فلنتق الله سبحانه حيث يقول ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) 128 النحل.
فالفلاح كل الفلاح والنجاح كل النجاح والفوز كل الفوز والرشاد كل الرشاد والتفوق كل التفوق والغنى كل الغنى والتوفيق كل التوفيق والسعادة كل السعادة في تقوى الله عز وجل . قال تعالى : (وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) 189 البقرة. وقال تعالى : (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) 71 ألأحزاب .
إذن التقوى تنفي الكفر بالإيمان والشرك بالتوحيد والرياء بالإخلاص والكذب بالصدق والغش بالنصيحة والمعصية بالطاعة والإبتداع بالإتباع والشهية بالورع والدنيا بالزهد والغفلة بالذكر والشيطان بعداوته .
ولله در الشاعر الذي قال :
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وقد نسجت أكفانه وهو لايدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم
وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وسيدنا عمر بن عبد العزيز } - رضي الله عنه - { كان له مستشار خاص إسمه عمر بن مهاجر قال له : ياعمر بن مهاجر إذا رأيتني ضللت الطريق فخذ بمجامع ثيابي وقل لي : إتق الله ياعمر فإنك ستموت .(1/14)
وإليك بيان الفوائد المترتبة على التقوى.
أولاً: الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا :
1- إن التقوى: سبب لتيسير أمور الإنسان، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. الطلاق4، وقال تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل:5 -7.
2- إن التقوى: سبب لحماية الإنسان من ضرر الشيطان، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف:201.
3- إن التقوى: سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ [الأعراف:96.
4-إن التقوى: سببٌ في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل، ومعرفة كل منهما قال تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً... [الأنفال:29]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ [الحديد:28.
5- إن التقوى: سبب للخروج من المأزق، وحصول الرزق، والسعة للمتقي من حيث لا يحتسب، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [ الطلاق:3،2.
6- إن التقوى: سبب لنيل الولاية فأولياء الله هم المتقون كما قال تعالى: إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ [الأنفال:34]، وقال تعالى: وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ الجاثية:19.
7- إن التقوى: سبب لعدم الخوف من ضرر وكيد الكافرين، قال تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا(1/15)
آل عمران:120.
8- إنها سبب لنزول المدد من السماء عند الشدائد، ولقاء الأعداء، قال تعالى: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ آل عمران:123-125.
وبنزول المدد تكون البشرى، وتطمئن القلوب، ويحصل النصر من العزيز الحكيم، قال تعالى بعد ذلك: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ آل عمران:126.
9- إن التقوى: سبب لعدم العدوان وإيذاء عباد الله، قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ المائدة:2]، وقال تعالى في قصة مريم: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا [مريم:18،17.
10- إن التقوى: سبب لتعظيم شعائر الله، قال تعالى: وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ الحج:32.
11- إنها سبب: لصلاح الأعمال وقبولها، ومغفرة الذنوب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ الأحزاب:71،70.(1/16)
12- إن التقوى: سبب لغض الصوت عند رسول الله ، وسواء كان ذلك في حياته، أو بعد وفاته في قبره قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى الحجرات:2.
13- إن التقوى: سبب لنيل محبة الله عز وجل وهذه المحبة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة، كما قال في الحديث القدسي عن الله عز وجل : { وما تقرّب إليّ عبدٌ بشيء بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه قال تعالى: بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ آل عمران:76.
14- إن التقوى: سبب لنيل العلم وتحصيله قال تعالى
: وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ البقرة:182.
15- إن التقوى: سبب قوي تمنع صاحبها من الزيغ، والضلال بعد أن مَنّ الله عليه بالهداية، قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الأنعام:153.
16- إن التقوى: سبب لنيل رحمة الله، وهذه الرحمة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة، قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الأعراف:156.
17- إنها: سببٌ لنيل معية الله الخاصة، فمعية الله لعباده تنقسم إلى قسمين:
معيّة عامة: وهي شاملة لجميع العباد بسمعه، وبصره، وعلمه، فالله سبحانه سميع، وبصير، وعليم بأحوال عباده، قال تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ الحديد:4.(1/17)
وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا المجادلة:7.
وأما المعية الثانية: فهي المعيّة الخاصة: التي تشمل النصرة، والتأييد، والمعونة، كما قال تعالى: لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا التوبة:40 . وقال تعالى: لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى طه:46 . ولا شك أن معيّة الله الخاصة تكون للمتقين من عباده، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ النحل:6. وقال تعالى: وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ البقرة:194.
18- إن العاقبة تكون لهم، قال تعالى: وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى طه:46، وقال تعالى: وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ص:49]، وقال تعالى: إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ هود:49.
19- إنها: سببٌ لحصول البشرى في الحياة الدنيا، سواء بالرؤيا الصالحة، أو بمحبة الناس له والثناء عليه، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63 (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ يونس:64،63.
قال الامام أحمد عن أبي الدرداء عن النبي في قوله تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا قال: ( الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو تُرى له.(
وعن أبي ذر الغفاري أنه قال: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل، ويحمده الناس عليه، ويثنون عليه به فقال رسول الله : تلك عاجل بشرى المؤمن.(1/18)
20- إن التقوى: إذا أخذت النساء بأسبابها والتي من ضمنها عدم الخضوع في القول فإنها تكون سبباً في ألا يطمع فيهن الذين في قلوبهم مرض، قال تعالى: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا الأحزاب:32.
21- إن التقوى: سببٌ لعدم الجور في الوصية، قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ البقرة:180.
22- إن التقوى: سببٌ في إعطاء المطلقة متعتها الواجبة لها، قال تعالى: وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ البقرة:241.
23- إن التقوى: سببٌ في عدم ضياع الأجر في الدنيا والآخرة، قال تعالى بعد أن منّ على يوسف عليه السلام بجمع شمله مع إخوته: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ يوسف:90.
24- إن التقوى: سببٌ لحصول الهداية. قال تعالى: ألم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ البقرة:2،1.
ثانياً: الفوائد المترتبة على التقوى في الآخرة:
1- إن التقوى: سببٌ للإكرام عند الله عز وجل، قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ الحجرات:11.
2- إن التقوى: سببٌ للفوز والفلاح، قال تعالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ النور:52.(1/19)
3- إنها: سببٌ للنجاة يوم القيامة من عذاب الله، قال تعالى: وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا مريم:72،71. وقال تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الليل:17.
4- إنها: سببٌ لقبول الأعمال، قال تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ المائدة:27.
5- إن التقوى سببٌ قويٌ لأن يرثوا الجنة، قال تعالى: تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا مريم:63.
6- إن المتقين لهم في الجنة غُرفٌ مبنيةٌ من فوقها غُرف، قال تعالى: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ الزمر:20.
وفي الحديث: إن في الجنة لغرفاً يرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها فقال أعرابي: لمن هذا يا رسول الله؟ قال : لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وصلّى بالليل والناس نيام.
7- إنهم بسبب تقواهم يكونون فوق الذين كفروا يوم القيامة في محشرهم، ومنشرهم، ومسيرهم، ومأواهم، فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين، قال تعالى: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ البقرة:212.(1/20)
8- إنها: سببٌ في دخولهم الجنة، وذلك لأن الجنة أُعدت لهم، قال تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ آل عمران:133]. وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ المائدة:65.
9- إن التقوى: سببٌ لتكفير السيئات، والعفو عن الزلات قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا الطلاق:5]، وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ المائدة:65.
10 - إن التقوى: سبب لنيل ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، قال تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ النحل:31.
11- إن التقوى: سبب لعدم الخوف والحزن وعدم المساس بالسوء يوم القيامة، قال تعالى: وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الزمر:61 وقال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ يونس:63،62.
12- إنهم يحشرون يوم القيامة وفداً إليه تعالى، والوفد: هم القادمون ركباناً، وهو خير موفود، قال تعالى: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا مريم:85.(1/21)
قال ابن كثير: عن النعمان بن سعيد قال: ( كنا جلوساً عند علي فقرأ هذه الآية: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا.. قال: لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة.
13- إن الجنة: تقرب لهم، قال تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ الشعراء:90]، وقال تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ق:21.
14- إن تقواهم: سبب في عدم مساواتهم بالفجار والكفار، قال تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ص:28.
15- إن كل صحبة وصداقة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة إلا صحبة المتقين، قال تعالى: الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ الزخرف:67.
16- إن لهم مقاماً أميناً وجناتٍ وعيوناً.. إلخ - كما قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ) 53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ الدخان:51-56.
17- إنه لهم مقعد صدق عند مليك مقتدر، قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ القمر:55،54.(1/22)
18- إن التقوى: سبب في ورود الأنهار المختلفة، فهذا نهر من ماء غير آسن، وذلك نهر من لبن لم يتغير طعمه، وآخر من خمر لذة ااشاربين، قال تعالى: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ محمد:15.
وفي الحديث: أن النبي قال: إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن) رواه الطبراني في الكبير عن العرباض(رضي الله عنه ).
19- إن التقوى: سبب المسير تحت أشجار الجنة، والتنعم بظلالها، قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ المرسلات:41-43]، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : { إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ) البخاري.(
20- إن لهم البشرى في الآخرة بألا يحزنهم الفزع لأكبر، وتلقى الملائكة لهم، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ يونس:62-64.
قال ابن كثير: ( وأما بشراهم في الآخرة فكما قال تعالى: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ الأنبياء:103.
21- إن المتقين: لهم نعم الدار، قال تعالى: وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ النحل:30.(1/23)
22- إن المتقين: تضاعف أجورهم وحسناتهم، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ الحديد:28 . كفلين: أي أجرين.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ببساطة شديدة وبوضوح أقول : إن سوء أخلاقنا الذي جلب علينا الويلات والمآسي والظلم على المستوى الشخصي ومستوى المجتمع كله يرجع بالدرجة ألأساس إلى فقدان تقوى الله سبحانه وعدم الخوف منه ومن بطشه ومكره الذي يتجاهله ألأغبياء الذين لايقيمون وزناً لتقوى الله ولا للخوف منه رغم أن الشواهد على غضب الله على الناس لفقدانهم التقوى وعدم مصداقيتهم فيها هي شاخصة للعيان من مآسي الحروب والكوارث الطبيعية المزلزلة وا لمدمرة . قال تعالى: (( {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }الإسراء16 وذلك لفقدانهم لتقوى الله والخوف منه وإنغماسهم في الفساد بكافة أشكاله.
إن تقوى الله سبحانه هي الطريق للنهوض بالأمة ألإسلامية في كافة مجالات الحياة وكذلك هي الطريق لتخليص المجتمع الإسلامي من كافة آفاته وسلبياته ألإجتماعية والنفسية وألأخلاقية والتربوية وحتى ألإقتصادية والسياسية.
جاءت التقوى في القرآن الكريم على أشكال متعددة :
تبيان معنى التقوى .
بيان حال المتقين .
ألأمر بالتقوى بعد آيات ألآحكام.
أمر إستنكاري ( ألا تتقون ) ( أفلا تتقون ).
بيان جزاء المتقين .
مقارنة المتقين بغيرهم من الناس.
ألأمر بالتقوى في كافة أحوال المؤمن .
ألأمر بالتقوى في ألآيات التي فيها وعيد شديد للظالمين أو الكافرين .
ألأمر بالتقوى في آيات القتال و مجابهة ألأعداء.(1/24)
ألأمر بالتقوى في العلاقات ألإنسانية بين الزوج والزوجة وبين ألأفراد والجماعات وكافة مكونات المجتمع .
ألأمر بالتقوى في آيات الخلق المتعلقة بخلق ألإنسان وخلق السموات وألأرض .
ألأمر بالتقوى في آيات الحشر والموقف يوم القيامة.
وهناك صور كثيرة أخرى يمكن إستنباطها من خلال ألآيات الكريمة التي وردت في التقوى وما يتعلق بها.
آيات التقوى في القرآن الكريم موزعة على سوره فبعضها تحتوي آية واحدة وأخر تحتوي على آيتين أو ثلاثة . وأكثر عدد من آيات التقوى في القرآن الكريم هو في سورة البقرة وعددها واحد وثلاثون آية , وسور أخرى لا يوجد فيها أيات التقوى مثل سبأ وفاطر وغيرها .
ألألفاظ الواردة في التقوى وما يشتق من كلمة إتق وإسم التقوى:
التقوى : 9 مرات .
فإتقوا , واتقوا , إتقوا : 84 مرة .
المتقون : 6 مرات .
المتقين : 25 مرة .
تتقون : 19 مرة .
يتقون : 17 مرة .
للمتقين : 18 مرة .
فأتقون : 4 مرات .
واتقون : مرة واحدة .
إتق الله : 3 مرات .
إتقوا الله , فاتقوا الله , واتقوا الله : 54 مرة
وتتقوا : 8 مرات .
للتقوى : 4 مرات .
ليتق : مرتان .
تتقوا : 11 مرة . إتقى : 7 مرات .
ملاحظات مهمة :
1- لم أستطرد في البحث في كتب التفسير لإن ألإطناب في ذلك سيحيل البحث جافاً ومملاً وحاولت أن يكون الكلام عن ألآيات ليس تفسيراً بالمعنى المتعارف عليه وإنما تقصي المعاني المتوخاة والمعنى العام للآية وعلاقة التقوى بما ورد في ألآية وألآيات التي قبلها أو بعدها ليكتمل المعنى المراد .
2- ألآيات التي وردت فيها كلمة التقوى ولكن ليس بمعنى تقوى الله قد استبعدت . مثل قوله تعالى : (({وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ }النحل81 .(1/25)
3- هذا البحث مكتوب لعامة القراء لعل فيه فائدة لهم وليس مكتوباً للمتخصصين في العلوم ألإسلامية ومباحث القرآن الكريم.
4- نسأل الله التوفيق و السداد والكمال لله وحده .
اللهم إقبله بفضلك ومنك عملاً خالصاً لوجهك الكريم .
آيات التقوى في القرآن الكريم
سورة البقرة :
ألآية 2 : ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2}
ألآية 21 : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{21}
ألآية 24 : فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ{24}
ألابة 41 : وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ{41}
ألآية 48: وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{48}
ألآية 63: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{63}
ألآية 66 : فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ{66}
ألآية 103 :و َلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ{103}
ألآية 123 : وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{123}(1/26)
ألآية 177 : لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{177}
ألآية179 : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{179}
ألآية 180: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ{180}
ألآية 183 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
ألآية187 : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(1/27)
ألآية 189 :يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
ألآية 194 : الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
ألآية 196 : وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
ألآية 197 : الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ
ألآية 203 : وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(1/28)
ألآية 206: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
ألآية 212 : زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
ألآية 223 : نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
ألآية 224 : وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
ألآية231 : وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(1/29)
ألآية 233 : وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
ألآية 237 : وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
ألآية 241 : وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ
ألآية 278 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
ألآية 281 : وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ(1/30)
ألآية 282 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
ألآية 283 : وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
سورة آل عمران :(1/31)
ألآية 15 : قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
ألآية 50 : وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ
ألآية76: بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
ألآية102 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
ألآية 115 : وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
ألآية 120 : إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
ألآية 123 : وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
ألآية 125 : بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ
ألآية130 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
ألآية 131: وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
ألآية 133 : وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
ألآية 138 : هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ(1/32)
ألآية 172 : الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
ألآية 179 : مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
ألآية 186: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ
ألآية 198 : لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ
ألآية 200 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
سورة النساء
ألآية 1 : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
ألآية 9 : وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً(1/33)
ألآية 77 : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً
ألآية 128 : وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
ألآية 129: وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً
ألآية 131 : وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً
سورة المائدة :(1/34)
ألآية 2 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
ألآية 4 : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
ألآية 7 : وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
ألآية 8 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
ألآية 11 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(1/35)
ألآية 27 : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
ألآية 35 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
ألآية 46 : وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
ألآية 57 : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
ألآية 65 : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ
ألآية 88 : وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ
ألآية 93 : لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
ألآية 96 : أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(1/36)
ألآية 100 : قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
ألآية 108 : ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
ألآية 112 : إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين
سورة ألأنعام :
ألآية 32: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ.
ألآية 51: } وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )
ألآية 69 : } وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ).
ألآية72: ( وأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
ألآية 153: وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.
ألآية 155: } وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
سورة ألأعراف
ألآية 26: } يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ .(1/37)
ألآية 35: يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ .
ألآية 63: } أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ .
ألآية 65: } وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ.
ألآية 96: } وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {.
ألآية 128: } قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .
ألآية 156: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ .
ألآية 164: وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ .(1/38)
ألآية 169: } فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ .
ألآية171 : وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
ألآية 201: } إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ .
سورة ألأنفال :
ألآية 1 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.
ألآية 25: } وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ .ألآية 29: } يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .
ألآية34: وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ .
ألآية 56: الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ 0(1/39)
ألآية69: } فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .
سورة التوبة :
ألآية 4: إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .
ألآية 7: كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .
ألآية36: }إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ0
ألآية 44: لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ 0
ألآية108: لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ 0
ألآية 109: } أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ0(1/40)
ألآية115: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 0
ألآية 119: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ 0
ألآية 123: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ0
سورة يونس :
ألآية 6: } إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ 0
ألآية 31: } قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ 0
ألآية 63: الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ 0
سورة هود :
ألآية 49: تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ للمتقين.
ألآية 78: وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ 0
سورة يوسف :
ألآية 57: وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ0
ألآية 90: قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 0(1/41)
ألآية 109: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ0
ٍسورة الرعد :
ألآية 35: مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ0
سورة الحجر :
ألآية 45: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ 0
ألآية 69: وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ 0
سورة النحل :
ألآية2: يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ 0
ألآية 30: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ 0
ألآية 31: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ 0
ألآية 52: وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ 0
ألآية128: إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ0
سورة مريم :
ألآية 13: وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً0
ألآية18: قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً0
ألآية 63: تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً.
ألآية72: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً0(1/42)
ألآية85: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً0
ألآية97: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً0
سورة طه :
ألآية113: وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً0
ألآية132: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى0
سورة ألأنبياء :
ألآية48: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ0
سورة الحج :
ألآية1: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ0
ألآية32: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ0
ألآية37: لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ 0
سورة المؤمنون :
ألآية23: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ0
ألآية32: فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ
ألآية52: وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ0
ألآية 87: سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ .
سورة النور :
ألآية 34: وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ0(1/43)
ألآية 52: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ0
سورة الفرقان :
ألآية15: قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيراً0
ألآية 74: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً0
سورة الشعراء :
ألآية 11: قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ0
ألآية90: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ0
ألآية106 : إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ0
ألآية108: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ0
ألآية110: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ0
ألآية 124: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ0
ألآية 126: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ0
ألآية131: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ0
ألآية132: وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ0
ألآية142إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ0
ألآية144: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ0
ألآية150: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ0
ألآية161: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ0
ألأية 163: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.
ألآية 177: إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ.
ألآية 179: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ0
ألآية 184: وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ0
سورة النمل :
ألآية53 : وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ0
سورة القصص :
ألآية83 : تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ0
سورة العنكبوت :(1/44)
ألآية16: وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ0
سورة الروم :
ألآية31: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ0
سورة لقمان :
ألآية 33: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ0
سورة ألأحزاب :
ألآية 1: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً0
ألآية32: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً.
ألآية37: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً.
ألآية55: لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً0(1/45)
ألآية70: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً0
سورة ياسين :
ألآية 45: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ0
سورة الصافات :
ألآية 124: إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ0
سورة ص :
ألآية28: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ0
ألآية49: هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ0
سورة الزمر :
ألآية 10: قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ0
ألآية 16: لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ0
ألآية20: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ0
ألآية28: قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ0
ألآية33: وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ0
ألآية57: أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ0
ألآية61: وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ0
ألآية73: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ0
سورة فصلت :(1/46)
ألآية 18: وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ0
سورة الزخرف :
ألآية35: وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ0
ألآية63: وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ0
ألآية67: الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ0
سوزة الدخان :
ألآية 51: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ0
سورة الجاثية :
ألآية19: إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ0
سورة محمد } - صلى الله عليه وسلم - { :
ألآية15: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ0
ألآية17: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ0
ألآية36: إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ0
سورة الفتح :
ألآية26: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً0(1/47)
سورة الحجرات :
ألآية 1: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ0
ألآية3:إن الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ0
ألآية10: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
ألآية12: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ 0
الآية13: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ0
سورة ق :
ألآية31: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ0
سورة الذاريات :
ألآية15: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ0
سورة الطور :
ألآية 17: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ0
سورة النجم :
ألآية32: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى0
سورة القمر :
ألآية 54: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ0
سورة الحديد :(1/48)
ألآية28: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ0
سورة المجادلة :
ألآية 9: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ0
سورة الحشر :
ألآية 7: مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ0
ألآية18: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ0
سورة الممتحنه :
ألآية11: وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ0
سورة التغابن :
ألآية 16: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
سورة الطلاق :(1/49)
1: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً0
ألآية2: فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً0
ألآية4: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً0
ألآية5: ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً 0
ألآية10: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً 0
سورة القلم :
ألآية 34: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ0
سورة الحاقة :
ألآية48: وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ0
سورة نوح :
ألآية3: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ0
سورة المزمل :
ألآية17: فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً0
سورة المدثر :(1/50)
ألآية56: وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ0
سورة المرسلات :
ألآية41: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ0
سورة النبأ :
ألآية31: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً0
سورة الشمس :
ألآية 8: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا0
سورة الليل :
ألآية:5: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى
ألآية17: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى.
سورة العلق :
ألآية12: أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى0
بسم الله الرحمن الرحيم
ايات التقوى في سورة البقرة :
الأية (2) ((ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين)) .
يقول سيد قطب(رحمه الله) في كتابه القيم ( في ظلال القران): ومن اين يكون ريب او شك ؟ ودلالة الصدق و اليقين كامنة في هذا المطلع ،ظاهرة في عجزهم عن صياغة مثله (( يقصد العرب الذين نزل القران الكريم بين ظهرانيهم)) من مثل هذه الأحرف المتداولة بينهم (( الم )) المعروفة لهم من لغتهم .(1/51)
هدى للمتقين : الهدى حقيقته و الهدى طبيعته والهدى كيانه و الهدى ماهيته ولكن لمن ؟ لمن يكون ذلك الكتاب هدى ونورا و دليلا ناصحا مبينا ؟ للمتقين . فالتقوى في القلب هي التي تؤهله للأنتفاع بهذا الكتاب . هي التي تفتح مغاليق القلب له ليدخل ويؤدي دوره هناك. هي التي تهيئ لهذا القلب أن يلتقط وأن يتلقى و أن يستجيب.لابد لمن يريد ان يجد الهدى في القرأن ان يجئ اليه بقلب سليم ، بقلب خالص ثم ان يجئ اليه بقلب يخشى و يتوقى و يحذر أن يكون على ضلالة أو تستهويه ضلالة و عندئذ يتفتح القرآن عن أسراره و انواره ويسكبها في هذا القلب الذي جاء اليه متقيا خائفا حساسا مهيا للتلقي. ورد ان عمر ابن الخطاب( رضي الله عنه) سأل أبي أبن كعب عن التقوى فقال له : اما سلكت طريقا ذا شوك ؟ فقال بلى. قال فما عملت؟ قال شمرت و اجتهدت. قال فذلك التقوى.لذلك التقوى حساسية في الضمير و شفافية في الشعور و خشية مستمرة وحذر دائم وتوق لأشواك الطريق، طريق الحياة الذي تتجاذبه اشواك الرغائب والشهوات واشواك المطامع و المطامح و اشواك المخاوف و الهواجس و اشواك الرجاء الكاذب فيمن لايملك اجابة رجاء و الخوف الكاذب ممن لايملك نفعا و لاضرا، و عشرات غيرها من الأشواك.ثم ياخذ السياق بيان صفة المتقين و هي صفة السابقين من المؤمنين في المدينة المنورة كما انها صفة الخلص من مؤمني هذه الأمة في كل حين: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} البقرة)).(1/52)
يقول محمد علي الصابوني في كتابه صفوة التفاسير: أي يصدقون بما غاب عنهم و لم تدركه حواسهم من البعث و الجنة و النار و الصراط والحساب و غير ذلك من كل ما اخبر عنه القرآن الكريم أو النبي (عليه الصلاة والسلام ) . و يقيمون الصلاة : أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها و اركانها و خشوعها و آدابها .قال ابن عباس: أقامتها أتمام الركوع والسجود و التلاوة و الخشوع. ومما رزقناهم ينفقون : أي ومن الذي اعطيناهم من الأموال ينفقون و يتصدقون في وجوه البر و الأحسان ، و الأية عامة تشمل الزكاة و الصدقة و سائر النفقات. و روي عن ابن عباس ان المراد بها زكاة الأموال . قال ابن كثير : كثيرا ما يقرن تعالى بين الصلاة و الأنفاق من الأموال لأن الصلاة حق الله و هي مشتملة على توحيده و تمجيده و الثناء عليه ، والأنفاق هو الأحسان الى المخلوقين و هو حق العبد . فكل من النفقات الواجبة و الزكاة المفروضة داخل في الأية الكريمة.
و الذين يؤمنون بما انزل إليك: أي يصدقون بكل ما جئت به عن الله تعالى و ما أنزل من قبلك أي بما جاءت به الرسل من قبلك لا يفرقون بين كتب الله ولا بين رسله.(( وبالآخرة هم يوقنون )) أي و يعتقدون اعتقادا جازما لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التي تتلو الدنيا بما فيها من بعث وجزاء و جنة ونار وحساب وميزان وإنما سميت الدار الآخرة لأنها بعد الدنيا. (( أولئك على هدى من ربهم )) أن أولئك المتصفون بما تقدم من الصفات الجليلة على نور وبيان وبصيرة من الله. (( وأولئك هم المفلحون )) أي و أولئك هم الفائزون بالدرجات العالية في جنات النعيم.(1/53)
يقول سيد قطب : فالتقوى شعور في الضمير وحالة في الوجدان تنبثق منها اتجاهات و أعمال وتتوحد بها المشاعر الباطنة و التصرفات الظاهرة و تصل الإنسان بالله عز وجل في سره و جهره وتشف معها الروح فتقل الحجب بينها وبين الكلي الذي يشمل عالمي الغيب و الشهادة و يلتقي فيه المعلوم والمجهول . ويقول : ومع التقوى والأيمان بالغيب عبادة الله في الصورة التي اختارها وجعلها صلة بين العبد والرب.
ألأية (21) : (ياأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) . يقول سيد قطب : إن النداء الى الناس كلهم لعبادة ربهم الذي خلقهم و الذين من قبلهم , ربهم الذي تفرد بالخلق فوجب أن ينفرد بالعبادة ، وللعبادة هدف لعلهم ينتهون إليه و يحققونه .
(لعلكم تتقون ) : لعلكم تصيرون الى تلك الصورة المختارة من صور البشرية صورة العابدين لله المتقين لله الذين أدو حق الربوبية الخالقة فعبدوا الخالق وحده رب الحاضرين و الغابرين و خالق الناس أجمعين, ورازقهم كذلك من ألأرض والسماء بلا ند و لا شريك.
ألأية (24) :( فإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).(1/54)
بعد ان يتحدى الله سبحانه وتعالى الكفار وألمشركين ومن يدعون من شهدائهم ليأتوا بسورة من مثل هذا ألقرآن فأنه يتحداهم بعجزهم عن ذلك ويحذرهم بأن يتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة . يقول سيد قطب : وهذا التحدي ظل قائما في حياة الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) وبعدها وما يزال قائما إلى يومنا هذا وهو حجة لا سبيل للمماحكة فيها .والتحدي هنا عجيب و ألجزم بعدم امكانه أعجب ولو كان في الطاقة تكذيبه ما توانوا عنه لحظة. ومن ثم كان هذا التهديد المخيف لمن يعجزون عن هذا ألتحدي ثم لا يؤمنون بالحق الواضح. ويقول : والذين يتحداهم ألقرآن هنا فيعجزون ثم لا يستجيبون فهم إذ ن حجارة من الحجارة وان تبدوا في صورة آدمية من الوجهة الشكلية فهذا الجمع بين الحجارة من الحجر و الحجارة من الناس هو الأمر المنتظر , على أن ذكر الحجارة هنا يوحي إلى النفس بسمة أخرى في المشهد المفزع مشهد ألنار ألتي تأكل ألأحجار ومشهد ألناس الذين تزحمهم هذه ألأحجار في ألنار.
ألآية (41) :( آمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) : يدعوا الله سبحانه بني إسرائيل إلى الأيمان بالقرآن الكريم الذي انزل على محمد عليه السلام لأنه مصدقا لما معهم من الكتاب ويحذرهم أن يكونوا أول كافر بهذا القرآن وان لا يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا من متاع الدنيا او جاهها او مادياتها وفي نهاية الأيه يأمرهم بتقوى الله و الأيمان بآخر كتاب من عند الله .(1/55)
الأيه (48) : ( وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) : يحذر الله تعالى بني إسرائيل (بعد ان ذكرهم بنعمته عليهم ان فضلهم على العالمين في زمانهم الماضي ) ويخوفهم من ذلك المشهد الرهيب في يوم القيامة حيث لا شفاعة لمن لا يرضى الله ولا ناصر لهم حيث لا تجزي نفس عن غيرها فيأمرهم بإتقاء ذلك بالعودة الى دين الله الحق الذي يكفرون به و هو الإسلام.
ألأيه (63) : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) . يقول محمد علي الصابوني: ( وإذ أخذنا ميثاقكم ) أي اذكروا يا بني إسرائيل حيث أخذنا منكم العهد المؤكد على العمل بما في التوراة (ورفعنا فوقكم الطور ) أي نتقناه حتى أصبح كالظلة فوقكم وقلنا لكم ( خذوا ما أتيناكم بقوة ) أي اعملوا بما في التوراة بجد و عزيمة ( وأذكروا ما فيه ) أي احفظوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه ( لعلكم تتقون ) أي لتتقوا الهلاك في الدنيا و العذاب في الآخرة او رجاء منكم أن تكونوا من فريق المتقين . يقول سيد قطب: ولا بد من أخذ ألعهد بقوة وجد و استجماع نفس وتصميم لأن مع هذا من تذكر ما فيه و استشعار حقيقته كي لا يكون ألأمر كله مجرد حماسة و حمية وقوة ، فعهد الله منهج حياة منهج يستقر في القلب تصورا وشعورا و يستقر في الحياة وضعا و نظاما و يستقر في السلوك أدبا وخلقا وينتهي إلى التقوى والحساسية برقابة الله و خشية المصير.(1/56)
ألأيه (66) : (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) : بعد ذكر الله تعالى لمسخ بعض بني إسرائيل الذين اعتدوا في السبت إلى قردة بعد أن كانوا بشرا و إذلالهم و إهانتهم يوضح سبحانه أن ذلك (( نكالا)) و هي العقوبة الزاجرة الرادعة من (( التنكيل )) بهم وعبرة لمن يأتي بعدهم من الأمم وموعظة للذين يتقون الله سبحانه و يأتمرون بأوامره و الوقوف عند حدوده و تجنب نواهيه سبحانه .
ألأيه (103) : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) 0
ألكلام هنا عن أهل الكتاب الذين آمنوا بالسحر و ألشعوذة وتركوا كتاب الله الذي انزل إليهم (التوراة و الإنجيل ) حيث يقول سبحانه لو أنهم آمنوا بالله وأتبعوا رسله وكتبه وتجنبوا السحر والشعوذة و ما شابهها وأتقوا ألله في كل ذلك لكان لهم ثواب عظيم من عند الله وصفه سبحانه بأنه( خير) وهذا هو الثواب ألعظيم الذي لا يعلمه احد والذي أعده الله سبحانه للمؤمنين و ألمتقين ولكنهم لجهلهم وتكبرهم و خبثهم لا يعلمون ولا يريدون أن يعلموا ذلك0
ألأيه (123) : (و َاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) 0 هذه ألأيه الكريمة مشابهة في اللفظ (تقريبا ) والمعنى للأيه الكريمة (48) وتسبقها نفس ألأيه (47) و(122) والتقوى في هذه ألأيه هي أيضا بنفس المعنى الذي ورد في ألآية (48)0(1/57)
ألأيه (177) (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ0)
في هذه ألأية الكريمة يبين الله سبحانه صفات ومواصفات أخرى للمتقين اضافة الى ماذكر في ألآيات الواردة في بداية السورة الكريمة (2- 5) فهم :
مؤمنون بالله واليوم ألأخر و الملائكة والكتاب والنبيين 0
يؤتون المال على حبه لذوي القربى و اليتامى والمساكين و ابن السبيل و السائلين للمال لحاجتهم إليه و في فك رقاب العبيد تقربا إلى الله 0
يقيمون الصلاة كما وردت عن نبيهم عليه السلام 0
يؤتون الزكاة المستحقة عليهم 0
يوفون بعهودهم إذا عاهدوا سواء كان العهد مع الله سبحانه و تعالى او مع عباد الله 0
صابرين في البأساء و ألضراء و عند لقاء ألأعداء 0
صادقون مع الله و مع أنفسهم و مع الناس في عبادتهم وإيمانهم و معاملاتهم 0
ألأيه (179) ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 0(1/58)
يقول سيد قطب(رحمه الله) : وفي التعقيب على القصاص ترد إشارة إلى التقوى ( ولكم في القصاص حياة يا أولي ألألباب)0 وفي التعقيب على الوصية ترد ألإشارة إلى التقوى كذلك ( كتب عليكم اذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين و ألأقربين بالمعروف حقا على المتقين )0 وفي التعقيب على الصيام ترد ألإشارة إلى التقوى أيضا (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ثم ترد نفس ألإشارة بعد الحديث عن ألاعتكاف في نهاية الحديث عن أحكام ألصوم (تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) 0 و يقول معلقا على هذه ألآية متكلما عن القصاص انه ليس ألانتقام و ليس ارواء ألأحقاد إنما هو اجل من ذلك وأعلى. انه للحياة وفي سبيل الحياة بل هو في ذاته حياة ثم انه للتعقل و التدبر في حكمة الفريضة و لاستحياء القلوب و استجاشتها لتقوى الله0 ويقول : وفي القصاص حياة على معناها ألأشمل ألأعم0 فالاعتداء على حياة فرد اعتداء على الحياة كلها و اعتداء على كل إنسان حي يشترك مع القتيل في سمة الحياة، فإذا كف القصاص الجاني عن إزهاق حياة واحدة ، فقد كفه عن ألاعتداء على الحياة كلها 0
و يقول معلقا على ((لعلكم تتقون )) هذا هو الرباط الذي يعقل النفوس عن ألاعتداء ، ألاعتداء بالقتل ابتداء وألأعتداء في الثأر أخيرا 0 التقوى حساسية القلب و شعوره بالخوف من الله و تحرجه من غضبه و تطلبه لرضاه0 انه بغير هذا الرباط
(( التقوى )) لا تقوم شريعة ولا يفلح قانون و لا يتحرج متحرج و لا تكفي التنظيمات الخاوية من الروح و الحساسية و الخوف والطمع في قوة اكبر من قوة ألانسان0
ألآية(180 ) : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)0(1/59)
يقول سيد قطب : وحكمة الوصية لغير الورثة تتضح في الحالات التي توجب فيها صلة القرابة البر ببعض ألأقارب على حين لا تورثهم آيات الميراث لأن غيرهم يحجبهم وهي لون من ألوان ألتكافل ألعائلي العام في خارج حدود الوراثة 0 ومن ثم ذكر المعروف وذكر التقوى 0 فلا يظلم فيها الورثة ويتحرى التقوى في قصد واعتدال وفي بر و أفضال 0000 وقام ألأمر على التشريع وعلى التقوى كما هي طبيعة التنظيمات ألاجتماعية التي يحققها ألإسلام في تناسق وسلام 0
يقول محمد علي الصابوني: حقا لازما على المتقين لله و قد كان هذا واجبا قبل نزول آية المواريث ثم نسخ بآية المواريث0
ألآية (183) : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 0
في هذه ألآية الكريمة اقترن الصيام بالتقوى وكما هو معلوم ومفهوم شرعا وعقلا أن من لا يتقي الله ويؤدي فروضه لا يصوم و إن صام عن الطعام والشراب فصيامه لا يتعدى التعب و الإرهاق لإن صومه ليس عن تقوى لله وإيمانا بفرض الصيام 0 يقول سيد قطب: وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم إنها التقوى ، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة طاعة لله وإيثارا لرضاه والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية0000والمخاطبون بهذا القران يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها في ميزانه فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم وهذا الصوم أداة من أدواتها و طريق موصل إليها 0(1/60)
ألأيه(187): (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) 0
في هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه بعض إحكام الصيام وآدابه وبعض حدود الله و يقرن ذلك اخيرا بالتقوى 0 يقول سيد قطب :وكذلك تلوح التقوى غاية يبين الله آياته للناس ليبلغوها وهي غاية كبيرة يدرك قيمتها الذين آمنوا المخاطبون بهذا القرآن في كل حين 0
ألآية (189): (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 0
في هذه الآية الكريمة تبيان لبعض ألأحكام والضوابط في المجتمع ألأسلامي توضح الغاية من ألأهلة كونها مواقيت للناس والحج وآداب الدخول الى البيوت وعلاقته بالبر والتقوى0 يقول سيد قطب :في موضوع اتيان البيوت من ظهورها يجيء تعقيب يصحح معنى البر وانه ليس في الحركة الظاهرة انما هو في التقوى 0وكذلك أحد معاني ألتقوى وظواهرها هو ألإلتزام بالأدب ألإسلامي في دخول البيوت من أبوابها وهو أدب اسلامي رفيع يبين احترام ألإسلام لحرمة ألبيوت 0(1/61)
يقول سيد قطب : فالبر هو التقوى هو الشعور بالله ورقابته في السر والعلن وليس شكلية من الشكليات التي لاترمز الى شئ من حقيقة الإيمان ولا تعني أكثر من عادة جاهلية ( وهي دخول البيوت من ظهورها عند العودة من السفر والحج ) كذلك امرهم ان ياتوا البيوت من ابوابها وكرر الإشارة إلى التقوى بوصفها سبيل الفلاح 0
ألآية (194) (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) 0
تأتي هذه ألآية الكريمة ضمن آيات القتال ( 190-194 ) والتي تبدأ بقوله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين 0 أي إذا قاتلوكم في الشهر الحرام فقاتلوهم في الشهر الحرام فكما هتكوا حرمة الشهر الحرام واستحلوا دمائكم فافعلوا بهم مثله 0 ثم يقول: أي ردوا عن أنفسكم ألعدوان فمن قاتلكم في الحرم أو في ألشهر الحرام فقابلوه وجازوه بالمثل 0 ثم يقول : راقبوا الله في جميع أعمالكم وأفعالكم واعلموا أن الله مع المتقين بالنصر والتأييد في الدنيا و ألآخرة0
يؤكد القرآن الكريم على التزام التقوى في أقسى الحالات التي يواجهها ألإنسان وهي حالة الحرب ورد اعتداء المعتدين لكي لا يعتدي ألإنسان المسلم على ما حرم الله عليه في هذه الحالة0 ونذكر هنا ألآية الكريمة (190) التي وردت في أولى آيات ألقتال المذكورة (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) 0(1/62)
ألآية(196): (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) 0 في هذه ألآية الكريمة بيان لبعض أحكام الحج وفي نهايتها يأمر الله سبحانه الحجاج بتقوى الله وذلك بالتمسك بتلك الأحكام و عدم مخالفتها ثم يهدد من يفعل ذلك بأشد العقاب لما لهذه ألأحكام من حرمة عند ألله سبحانه0
ألآية (197) : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)0(1/63)
في هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه بعض آداب الحج و يأمر ألحاج بالتزود لهذه المهمة ألكبيرة بما يحتاج لإتمامها ويؤكد أن أفضل زاد يتزود به الحاج هو التقوى من ألله سبحانه بإخلاص النية و العمل لله وحده ويخاطب بذلك ذوي العقول وألأفهام التي تميز الخير من الشر والصالح الذي يرضى عنه ألله من غيره ألذي يغضب ألله ولا يحبه ألله سبحانه 0 يقول محمد علي الصابوني : (الحج أشهر معلومات) : أي وقت الحج هو تلك ألأشهر المعروفة بين ألناس وهي شوال وذو ألقعدة و ذي الحجة ( فمن فرض فيهن الحج ) أي من ألزم نفسه بالحج بالإحرام والتلبية ( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) أي لا يقرب ألنساء ولا يستمتع بهن فإنه مقبل على ألله قاصد لرضاه فعليه أن يترك ألشهوات وأن يترك المعاصي وألجدال و ألخصام مع الرفقاء (وما تفعلوا من خير يعلمه ألله ) أي وما تقدموا لأنفسكم من خير يجازيكم عليه خير الجزاء (وتزودوا فإن خير الزاد ألتقوى ) أي تزودوا لأخرتكم بالتقوى فإنها خير زاد (واتقون يا أولي ألألباب ) أي خافون واتقوا عقابي يا ذوي العقول وألأفهام 0 في موضوع الزاد يقول سيد قطب : يدعوهم إلى التزود في رحلة الحج زاد الجسد و زاد الروح 0(1/64)
ألآية ( 203) :( وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ). يتحدث القرآن الكريم في الآيتين السابقتين (204 و 205 ) عن رجل يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يأخذ لبك بألفاظه العجيبة المنمقة و يظهر بذلك إيمانه ويجعل ألله سبحانه شاهدا على ما في قلبه في حين أنه ألد ألخصام للإيمان و الأخلاق فهو مفسد مجرم لا يسلم من شره الحرث و النسل من بشر و حيوانات وتنم أفعاله عكس ما كان يتكلم به 0 وإذا قيل له إتق ألله في خلق ألله و رزق الناس و أرواحهم و تجنب الفساد أخذته العزة الكاذبة التي يتصور حاله عليها ، العزة ألآثمة البعيدة عن أخلاق المؤمن الصادق و أعتبر ذلك سبة عليه لأنه يتصور نفسه أعلى مكانا و منزلة من أن يذكر بتقوى ألله و أنه سوف يقف يوماً بين يدي ألله ليحاسبه عما جنت يداه من جرائم الفساد وإهلاك الحرث والنسل 0 إن إنسانا هذه مواصفاته يستحق أن يكون مصيره ذلك المكان الرهيب (( جهنم )) و يستحقها هو و أمثاله عن جدارة 0 أذكر أخي المؤمن دائما ولا تنسى أنك ستقف يوما أمام ألله سبحانه ليحاسبك عما عملت فلتكن ألتقوى من ألله نصب عينيك وسعيك ألأبدي 0
ألآية (212) : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)0(1/65)
يقول محمد علي الصابوني : أي زينت لهم شهوات الدنيا ونعيمها حتى نسوا ألأخرة و أشربت محبتها في قلوبهم حتى تهافتوا عليها و أعرضوا عن دار الخلود .و يسخرون من الذين آمنوا , أي وهم مع ذلك يهزؤن ويسخرون بالمؤمنين يرمونهم بقلة العقل لتركهم الدنيا و اقبالهم على الآخرة كقوله سبحانه إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون. قال تعالى ردا عليهم : و الذين أتقوا فوقهم يوم القيامة ., أي و المؤمنون المتقون لله فوق أولئك الكافرين منزلة و مكانة ، فهم في أعلى عليين و أولئك في أسفل سافلين , والمؤمنون في الآخرة في أوج العز والكرامة و الكافرون في حضيض الذل والمهانة . و الله يرزق من يشاء بغير حساب , أي و الله يرزق أوليائه رزقا واسعا رغداً لافناء له ولا إنقطاع . أو يرزق في الدنيا من شاء من خلقه و يوسع على من شاء مؤمنا ً كان أم كافراً , براً أو فاجراً على حسب الحكمة و المشيئة دون أن يكون له محاسب سبحانه .
هنا ألتقاة مقابل الكفرة . ألتقاة في مكان عظيم أعده ألله سبحانه لهم فيه من رحمته كل شئ جميل و محبوب لله سبحانه , و الكفرة في مكان مهين لهم و مذل لهم جزاءً على كفرهم بأنعم الله و إغداقه عليهم من الخير والبركة و لكنهم لا يتقون و لا يشكرون .(1/66)
الأية223 : (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ). تأتي هذه الآية الكريمة بعد ألآية الخاصة بأحكام ألحيض . ففي هذه الآية الكريمة أدب إسلامي رفيع في تنظيم هذه العلاقة الخاصة جداً بين الرجل وزوجته لكي لا يكون على المسلم حرج في تلك العلاقة حيث خوله سبحانه إتيان موضع الحرث كيف يشاء , و في هذا الموضع الخاص جداً يؤكد ألله سبحانه و تعالى على ألتقوى لأن ما بين ألأثنين من علاقة لا يعلمها إلا ألله وحده و يذكرهم كذلك أنهم ملاقوه سبحانه يوم القيامة و يعد المؤمنين بذلك و المتقين في ذلك الظرف بالبشرى ومن بشره ألله فهو ألفائز يوم ألقيامة .
(ألآية 224)(وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
يقول سيد قطب : التفسير المروي في قوله تعالى : ولا تجعلوا ألله عرضة لأيمانكم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تجعلن عرضة يمينك ألا تصنع الخير ولكن كفر عن يمينك و اصنع الخير. ويقول كذلك : و على هذا يكون معناها : لا تجعلوا الحلف بالله مانعا لكم من عمل البر و التقوى و الإصلاح بين الناس , فإذا حلفتم أن لا تفعلوا فكفروا عن أيمانكم وأتوا الخير 0 فتحقيق البر و التقوى و ألإصلاح أولى من المحافظة على أليمين 0(1/67)
(ألأية 231) : (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
يبين ألله سبحانه في هذه الأية الكريمة بعض أحكام الطلاق و يأمر المسلم بعدم ظلم نفسه باتخاذه آيات ألله و أحكامه و شريعته هزواً بل التمسك بها و العمل بها 0 ثم يذكر المسلم بما أنزل عليه سبحانه من كتابه العزيز و حكمته البالغة ، ثم يأتي ألأمر فيما لابد منه وهو تقوى ألله سبحانه حيث أن من لا يتقي لا يلتزم بأحكامه و شريعته و يصر على مخالفتها ثم يخبره أن ألله سبحانه عليم بكل أمر يصدر عن المسلم في تحكيم الشريعة و إتباعها من عدمه 0
(ألآية 233) : ((وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تضار وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )).(1/68)
هذه ألآية الكريمة في أحكام ألرضاعة للمطلقة التي لديها طفل فهي يجب أن ترضعه حولين كاملين((وقيل أن الرضاعة الواجبة سنة كاملة ومن أراد أن يتم الحولين فذلك خير )) و على والده أو وارثه أن يعطي ألأم حقها من ألنفقه بقدر طاقته وسعته الماليه ولا يجوز ألإضرار بالطفل إنتقاما من ألأب بعدم إرضاعه كذلك لا يجوز حرمان ألأم من ولدها في هذه الفترة الحرجة من حياة ألطفل 0 كذلك يجوز إرضاع الطفل من إمراة أخرى إذا تعذر أن ترضعه والدته بعد دفع حق المرضعة الجديدة 0 بعد كل هذه ألأحكام يأتي ألأمر ألعظيم بالتقوى في تلك ألأمور إذ على ألأم أن تتق الله في ولدها و كذلك ألأب عليه أن يتق ألله بولده و بأم ولده و لا يدفعها بأفعاله الى ألإنفصال وترك الرضيع وهو في أشد ألحاجة إليها 0 وبعد ألأمر بالتقوى فإن ألله سبحانه يبين لهم أنه بصير بما يفعلون في هذه الحالة ألإنسانيه الحرجة و هو تهديد مبطن لهم إن خالفوا أحكام ألله سبحانه.
ألآية (237) :(( وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ(1/69)
وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)). في هذه ألآية الكريمة حكم شرعي يخص المطلقة قبل الدخول بها و حقها في نصف المهر المقرر لها إذا أرادت ذلك أو أن تعفو هي أو وليها عن حقها من أجل الفراق 0 يقول محمد علي الصابوني : ( و إن تعفوا أقرب للتقوى) الخطاب عام للرجال و للنساء 0 قال إبن عباس : أقربهما للتقوى الذي يعفو0 ( و لا تنسوا الفضل بينكم إن ألله بما تعملون بصير ) أي لا تنسوا أيها المؤمنون الجميل و ألإحسان بينكم فقد ختم تعالى ألآيات بالتذكير بعدم نسيان ألمودة و ألإحسان و الجميل بين الزوجين فإذا كان ألطلاق قد تم لأسباب ضرورية قاهرة فلا ينبغي أن يكون قاطعاً لروابط المصاهرة و وشائج ألقربى 0 في هذه ألآية حث على ألتقوى حيث أنها هنا تحسب لله تعالى لإبقاء العلاقات طيبة و ودية بين الطرفين وأن المتقي العافي منهما سيكون هو ألأفضل عند ألله0
ألآية (241) : ( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بالمعروف حقاً على المتقين).
في هذه ألآية الكريمة يأمر ألله سبحانه المتقين الذين يخافون ألله و يطيعون شريعته أن يعطوا المطلقات كامل حقوقهن ولا يثلبوا منه شيئا0
(ألأية278) : ( يا أيها الذين آمنوا إتقوا ألله و ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) 0(1/70)
في هذه ألآية الكريمة يقرن سبحانه ألأيمان بالله تعالى و تقوى ألله سبحانه بترك واحدة من أكبر آفات المجتمع ألإنساني والتي تساعد على الفساد ألإقتصادي و ألإجتماعي وهي آفة الربا التي كانت تنخر جسم المجتمع آنذاك وحالياً0 ويؤكد سبحانه بأن ترك ذلك مقترن بالإيمان 0 يقول سيد قطب : ولم يبلغ من تفظيع أمر أراد الإسلام إبطاله من أمور ألجاهلية ما بلغ من تفظيع الربا ولا بلغ من التهديد من اللفظ و المعنى ما بلغ التهديد في أمر الربا و لله الحكمة البالغة 0
(ألآية 281) (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
يأمر الله سبحانه المؤمنون بالتقوى من ذلك اليوم الهائل المزلزل –يوم القيامة- الذي سيقفون فيه بين يدي الله يوفيهم أعمالهم بعدالته ورحمته بعيدا عن الظلم الذي هو صفة المخلوقين المنزه عنه الخالق سبحانه .
يقول سيد قطب: إن التقوى هي الحارس النابع في أعماق الضمير بقيمة الإسلام هناك لا يملك القلب فرارا منه لأنه في الأعماق هناك.(1/71)
(الآية 282) : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
في هذه الآية الكريمة تشريع إسلامي محكم في أمر أحد المعاملات في المجتمع وهو الدَين حيث يأمر سبحانه بكتابة الدَين وتوثيقه وعدم ترك هذا الأمر للذاكرة الإنسانية التي تنسى وخاصة اذاكان المتعامل به تاجراً له معاملات وديون له وعليه فالتوثيق بالحق أمر مهم لحفظ حقوق الناس في معاملاتهم. وكذلك يأمر الله سبحانه الُمدين أن يملي على كاتب العدل الدين كاملا ولا يبخس منه ويأمره بتقوى الله والخوف منه حيث أن الله سبحانه وتعالى شاهد عليم بكل تعامل يجري.(1/72)
(الآية 283 : ( وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).
في هذه ألآية الكريمة يقرن ألله سبحانه أداء ألأمانة بتقوى الله سبحانه وعدم كتمان الشهادة التي تثبت الحقوق بين الناس0 فربط أداء ألأمانة بالتقوى ترهيب عظيم وذلك لدرء المخاطر و المفاسد التي قد تعم المجتمع و تهدمه إذا لم تؤد ألأمانات إلى أهلها و إذا كتمت الشهادة0 يقول سيد قطب : و يتكئ التعبير هنا على القلب فينسب إليه ألإثم تنسيقاً بين ألإضمار للإثم و الكتمان للشهادة 0 فكلاهما عمل يتم في أعماق القلب و يعقب عليه بتهديد ملفوف فليس هناك خافٍ على ألله 0
سورة آل عمران
ألآية (15): ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).
.بعد أن يذكر ألله سبحانه في الآية السابقة مفاتن ومحاسن الدنيا التي تفتن الناس و تجعلهم يتمسكون بالدنيا و ينسون الآخرة يذكر سبحانه أن لديه خير من كل ذلك للمؤمنين المتقين , الجنات التي تجري من تحتها ألأنهار و بما فيها من خير و نعم و إغداق من ألله سبحانه من كل ما يعرف ألإنسان و ما لا يعرف من فضل ألله0 ثم ألأزواج المطهرة من الحور العين أللواتي أعدهن ألله لمن يتقيه وهن نساء لا يعرف وصفهن و صفاتهن غيره تعالى 0 وأعظم و أكبر من كل ذلك هو رضوان ألله عن المتقين وهو خير لا يدركه بشر, فإن رضي عنك أمير أو صاحب سطوة فإنك تفرح بذلك فما بالك إذا رضي عنك رب العزة بعظمته وجلاله . سبحانك ربي ما أعظمك. ا(1/73)
(ألآية 50): ( وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ).
في هذه ألآية الكريمة يدعوا عيسى عليه السلام بني إسرائيل الذين أرسل إليهم أن يتقوا ألله و يخافوه بأن يصدقوا برسالته بعد أن بين لهم أنه مصدقاً لما بين يديه من ألتوراة و بعد أن ساق لهم ألآيات و المعجزات التي تدل على نبوته عليه السلام. فتقوى ألله جاءت على لسان جميع ألأنبياء و الرسل الكرام عليهم السلام جميعاً لأنها ركن مهم وأمر عظيم في جميع الرسالات و ألأديان السماوية لأهميتها في حفظ المؤمن و ثباته على إيمانه بألله و توكله عليه وحده لأن له ألأمر من قبل ومن بعد كما يؤمن بذلك جميع المؤمنين بألرسالات السماوية .
(ألآية 76): (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).
في هذه ألآية الكريمة يربط سبحانه و تعالى الوفاء بالعهد بالتقوى لما للوفاء بالعهد من أهمية كبرى في حياة الفرد والمجتمع و ذلك بعد أن ذكر سبحانه في ألآية السابقة موضوع أمانة أهل الكتاب , فالوفاء بالعهد مرتبط بالأمانة كذلك و مرتبط بتقوى ألله . كما يبين سبحانه أنه يحب المتقين الذين يؤمنون برسالاته و الذين يؤدون أماناتهم و عهودهم ولا يأكلون أموال ألناس بالباطل بخيانة ألأمانة و نقض العهود .
(ألآية 102) : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).(1/74)
يقول محمد علي الصابوني : أي إتقوا ألله تقوى حقة أو حق تقواه .قال ابن مسعود هو أن يطاع فلا يعصى و أن يذكر فلا ينسى و أن يشكر فلا يكفر. و المراد بالآية حق تقاته أي كما يحق أن يتقى و ذلك بإجتناب جميع معاصيه. ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون : أي تمسكوا بالإسلام و عضوا عليه بالنواجذ حتى يدرككم الموت و أنتم على تلك الحالة فتموتون على الإسلام و المقصود ألإقامة على ألإسلام.
(ألآية 115) :( َمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).
تتصل هذه الآية الكريمة بالآيتين السابقتين لها واللتان تتحدثان عن طائفة مؤمنة من أهل الكتاب (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ). يقول سيد قطب (رحمه الله) : وهي صورة وضيئة للمؤمنين من أهل الكتاب فقد آمنوا إيمانا صادقاً عميقاً وكاملا شاملا وانضموا للصف المسلم وقاموا على حراسة هذا الدين . آمنوا بالله واليوم الآخر وقد نهضوا بتكاليف ألإيمان وحققوا سمة ألأمة المسلمة التي إنضموا إليها ( خير أمة أخرجت للناس ) فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقد رغبت نفوسهم بالخير جملة فجعلوه الهدف الذي يسابقون فيه فسارعوا في الخيرات ومن ثم هذه الشهادة العلوية لهم أنهم من الصالحين . وهذا الوعد الصادق لهم أنهم لن يُبخسوا حقاً ولن يكفروا أجراً مع الإشارة إلى أن الله سبحانه علم أنهم من المتقين .
(ألآية 120) : ( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).(1/75)
تتحدث ألآية الكريمة عن بعض مشاعر و أحاسيس و مواقف أعداء ألإسلام تجاه المسلمين . فإن أصاب المسلمين خير أساءهم ذلك و إن أصاب المسلمين شرُ و أذى فرحوا بها وعلاج ذلك هو الصبر و ألتقوى. يقول سيد قطب : هذا هو الطريق الصبر و التقوى . ألتماسك و ألاعتصام بحبل ألله وما استمسك المسلمون في تاريخهم كله بعروة ألله وحدها وحققوا منهج ألله في حياتهم كلها إلا عزوا وانتصروا ووقاهم ألله كيد أعدائهم وكانت كلمتهم هي العليا . فالصبر وتقوى ألله هما مفتاح عز المسلمين ولا تقوم لهم قائمة أو قوة أو دولة يخشاها ألأعداء إلا إذا تمسكوا بالصبر والتقوى في ألإعداد لحماية دينهم ووجودهم .
(ألآية 123) : ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). يقول سيد قطب : إن ألله هو ألذي نصركم لحكمة نص عليها في مجموع هذه ألآيات , وهم لا ناصر لهم من أنفسهم ولا من سواهم . فإذا إتقوا و خافوا فليتقوا وليخافوا ألله الذي يملك ألنصر والهزيمة و ألذي يملك القوة وحده والسلطان فلعل ألتقوى أن تقودهم إلى الشكر وأن تجعله شكراً وافياً لائقاً بنعمة ألله عليهم على كل حال.
(ألآية 125 ): ( بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ).
في هذه ألآية الكريمة يربط ألله سبحانه و تعالى مساعدته للمؤمنين في المعركة بشرطين إثنين هما ألصبر و ألتقوى فإن تحققا فإن نصر ألله و عون ألله ومدد ألله بالملائكة آت لا ريب فيه . فالصبر و ألتقوى هما المفتاح كما أسلفنا في ألآية (120) السابقة .
( ألآية 130):( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).(1/76)
يقول محمد علي الصابوني : هذا نهي من ألله سبحانه و تعالى لعباده المؤمنين عن تعاطي الربا مع التوبيخ بما كانوا عليه في الجاهلية من تضعيفه 0 ثم يدعوهم إلى تقوى الله بعدم تعاطي هذا المنكر الفضيع الذي الذي يدمر إقتصاد ألأفراد و الدول و لعلهم يفلحون برضا ألله وهو غاية المؤمن 0
(ألآية 131 ) : (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).
في هذه ألآية الكريمة يطلب ألله سبحانه من المؤمنين إتقاء الوقوع و النهاية في النار و ذلك بتقوى ألله بتجنب معصية ألله تعالى وعدم سلوك مسلك الكافرين و الوقوع في النار حيث أنها أعدها ألله للكافرين وليس للمؤمنين . فلا تكن أخي المسلم ممن ينطبق عليه وصف الكافرين فتهوي في النار.
(ألآية 133): (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
في هذه ألآية الكريمة يطلب ألله سبحانه من ألمؤمنين أن يسارعوا إلى المغفرة من ألله باتباع وعمل كل مايرضي ألله من العبادات و المعاملات والأخلاق التي تؤدي الى مغفرة ألله للمؤمنين و ثوابها الجنة التي أعدها ألله سبحانه للمؤمنين المتقين حيث أن من لايؤمن بالله لا يتقه و ألتقوى مرتبطة بالإيمان 0 فالجنة أعدها ألله سبحانه للمؤمنين المتقين كما أعد ألنار ( و العياذ بألله ) للكافرين ( ألآية 130 )0 وهؤلاء المتقون وصفهم ألله سبحانه بألآية التاليه ( 134 و 135 ) (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)0(1/77)
(ألآية 138 ) : (هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ).
يقول محمد علي الصابوني : أي أن هذا القرآن بيان شاف للناس عامة وهداية لطريق الرشاد و موعظة وذكرى للمتقين خاصة و إنما خص المتقين بالذكر لأنهم هم المنتفعون به من دون سائرألناس.
(لآية172) : (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
يقول محمد علي الصابوني : أي اللذين أطاعوا ألله و أطاعوا ألرسول من بعد ما نالهم الجراح يوم أحد . قال إبن كثير : وهذا كان يوم حمراء ألأسد وذلك أن المشركين لما أصابوا ما أصابوا من المسلمين كروا راجعين إلى بلادهم ثم ندموا أنهم لم يتمموا على أهل المدينة وجعلوها الفيصلة , فلما بلغ ذلك رسول ألله صلى ألله عليه وسلم ندب المسلمين إلى الذهاب ورائهم ليرعبهم و يريهم أن بهم قوة وجلداً ولم يأذن لأحد سوى من حضر أُحد فانتدب المسلمون على ما بهم من الجراح و ألإثخان طاعة لله ورسوله . بعد ذلك تبين ألآية الكريمة أن جزاء من أحسن منهم في عمله هذا وأتقى ألله هو ألأجر العظيم . هنا ملاحظة وهي أن أي شئ يصفه ألله تعالى بأنه عظيم فذلك لا يستطيع أحد من ألبشر أن يتصور ذلك ألأجر ألذي يصفه ألرب ألعظيم بأنه عظيم , وكذلك مايصفه ألله سبحانه بأنه عذاب أليم أو عذاب شديد فكذلك لا يمكن لبشر أن يتصور حقيقته أو مداه .
(ألآية 179 ) : (مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآأَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّه وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ).(1/78)
قال ابن كثير : أي لا بد أن يعقد شيئا من المحنة يظهر فيها وليه و يفضح فيها عدوه ,يعرف بها المؤمن ألصابر من المنافق الفاجر كما ميز بينهم أحد. ثم تتعرض ألآية لموضوع مهم وهو ألإطلاع على ألغيب الذي تؤكد عليه هو عدم إطلاع أحد على ألغيب في أي موضوع ولكن ألله سبحانه لحكمته يطلع بعض رسله على ما يشاء من ألغيب عن طريق الوحي من ألله أو كما حدث لنبينا محمد صلى ألله عليه وسلم في ألإسراء والمعراج . ثم تبين أن من آمن وأتقى فله أجر عظيم.
(ألآية 186 ) : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُم ْوَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ).
يبين ألله سبحانه أنه سيبتلي ألمؤمنين في أموالهم و أنفسهم بالفقر و المصائب و ألأمراض وسينالهم من أهل ألكتاب ومن ألمشركين أذىً كثيراً من تكذيب وقتال و حروب , ثم يأمرهم بالصبر على ذلك و تقوى ألله سبحانه في كل هذه ألأحوال العصيبة لأن ذلك من ألأمور ألعظيمة ألتي تضمن لهم ألنصر والغلبة في هذا ألصراع المرير الدائم والمستمر الذي لا ينتهي لأن أعداء ألإسلام يتربصون به أبداً, وقد قيل أن ألنصر مع ألصبر .
( ألآية 198) : ( لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ ) .
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه بعض جزاء المتقين وهي الجنات التي تجري من تحتها ألأنهار , سيكونون خالدين فيها أبداً إلى ما شاء ألله سبحانه الذي أنزلهم بها . ويؤكد أن ما عند ألله خير للأبرار المؤمنين المتقين وهذا ألجزاء لا يعلمه و لا يمكن أن يتصوره بشر .(1/79)
(ألآية 200) : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وصابروا وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) .
في هذه ألآية الكريمة أوامر إلهية واضحة للمؤمنين :
1- ألصبر على الطاعات والمكاره.
2- المصابره في مجابهة و مقاتلة أعداء ألله .
3- المرابطة في سبيل ألله و خوض الجهاد دفاعاً عن دين ألإسلام و بلاد ألإسلام وما يتصل بذلك .
4- تقوى ألله سبحانه في كل ما تقدم لأن تقوى ألله هي سبيل النجاح و النجاة في كل ألأمور السابقة ونيل الفلاح برضى ألله سبحانه ونيل جزاؤه العظيم.
سورة النساء
(ألآية 1) : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
الخطاب في هذه ألآية الكريمة موجه لكل الناس لأن ألله سبحانه رب الناس جميعاً يحثهم سبحانه على تقواه لأن التقوى أساس كل عمل كريم 0 يقول محمد علي الصابوني : أكد ألله تعالى ألأمر بتقوى ألله في موطنين : في أول ألآية وفي آخرها يشير إلى عظيم حق ألله على عباده. كما قرن تعالى بين ألتقوى وصلة الرحم ليدل على أهمية هذه الرابطة ألإنسانية فالناس جميعاً من أصل واحد وهم اخوة في ألإنسانية و النسب, ولو أدرك ألناس هذا لعاشوا في سعادة وأمان ولما كانت هناك حروب طاحنة و مدمرة تلتهم ألأخضر واليابس و تقضي على الكهل والوليد فافتتاح هذه السورة الكريمة العظيمة بالأمر بالتقوى في موضعين يدل على عظم و أهمية تقوى ألله سبحانه إبتداءً ولما للآيات البينات في هذه السورة من أهمية كبرى في حياة المؤمنين .
(ألآية 9 ) (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا ْ).(1/80)
يقول سيد قطب : وهكذا تمس اللمسة ألأولى شغاف القلوب , قلوب ألآباء المرهفه الحساسة تجاه ذريتهم الصغار بتصوير ذريتهم الضعاف مكسوري الجناح لا راحم لهم ولا عاصم, كي يعطفهم هذا التصوير على اليتامى اللذين وكلت اليهم أقدارهم بعد أن فقدوا ألآباء . فهم لايدرون أن تكون ذريتهم غداً موكولة إلى من بعدهم من ألأحياء كما وكلت إليهم هم أقدار هؤلاء مع توصيتهم بتقوى ألله فيمن ولاهم ألله عليهم من الصغار, لعل ألله أن يهئ لصغارهم من يتولى أمرهم بالتقوى و التحرج و الحنان . وتوصيتهم كذلك بأن يقولوا في شأن اليتامى قولاً سديداً وهم يربونهم ويرعونهم كما يرعون أموالهم ومتاعهم .
(ألآية 77) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلا).
يقول سيد قطب : فالدنيا أولاً ليست نهاية المطاف ولا نهاية الرحلة , إنها مرحلة وورائها ألآخرة والمتاع فيها هو المتاع فضلاً على أن المتاع فيها طويل كثير فهي خير ( خير لمن إتقى ) . وتذكر التقوى هنا والخشية والخوف في موضعها . التقوى لله فهو الذي يتقى وهو الذي يخشى وليس الناس . الناس الذين سبق أن قال : أنهم يخشونهم كخشية ألله أو أشد خشية . والذي يتقي ألله لا يتقي الناس , والذي يعمر قلبه الخوف من ألله لايخاف أحداً, فمن يملك له شيئاً اذا كان ألله لايريد .(1/81)
(ألآيه128 ) : ((وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )).
في هذه الآية الكريمة يؤكد ألله سبحانه على حسن معاملة الزوج لزوجته و يحثه على عدم النشوز و ألإعراض عنها كما يحث الزوج على تقوى ألله في زوجته مهما كانت هناك أسباب لذلك وعدم التقصير في حقها الذي شرعه ألله لها في العيش الكريم والمعاملة الحسنة الطيبة وألله سبحانه عليم خبير بمعاملتة لزوجته وكذلك معاملة الزوجة لزوجها ولذلك أمرهما بالإصلاح والصلح الذي هو خير من الشقاق والنشوز والفراق الذي يهدم كيان ألأُسرة التي هي لبنة بناء المجتمع ألإسلامي الصالح .
(ألآية 131): (وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ) .
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه أن التوصية بتقوى الله هي سنة ألله في خلقه فقد وصى ألله سبحانه بها أهل ألكتاب في الرسالات المتعاقبة التي أرسلها ألله سبحانه إليهم وهنا يؤكدها سبحانه على المسلمين الذين تمثل رسالتهم خاتمة رسالات السماء وذلك لإهمية ألتقوى في حياة الفرد والمجتمع في كل العصور والأزمان .
سورة المائدة(1/82)
(ألآية 2 ): ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ القلائد وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
في هذه ألآية الكريمة أمر للمؤمنين على البر والخير والعمل الصالح وإتباع أوامر ألله و اجتناب نواهيه ثم الحث على تقوى ألله سبحانه وعدم التعاون على العدوان على حقوق ألآخرين سواء كانوا أفراداً أم جماعات أم دولاً وقرن التعاون على ألبر والتقوى في صيغة بليغة مؤثرة , ثم ألتشديد في نهاية ألآية على تقوى ألله سبحانه والتحذير من عقابه الشديد للمخالفين لكل ما يرضي ألله من إتباع أوامره سبحانه .يقول سيد قطب : ثم يجعل تعاون ألأمة المؤمنة في ألبر والتقوى لا في الإثم و العدوان , و يخوفها عقاب ألله و يأمرها بتقواه لتستعين بهذه المشاعر على الكبت وعلى التسامي و التسامح , تقوى ألله , طلباً لرضاه .
(ألآية 4 )(( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )):(1/83)
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه و تعالى بعض ما أُحل للمسلمين من ألطعام وهي الطيبات من ألأكل وكل الحلال طيب ثم ما تصطاده جوارحهم وكلاب الصيد التي علموها الصيد شرط ذكر اسم ألله عليه . يقول سيد قطب : ثم يردهم في نهاية ألآية إلى تقوى ألله و يخوفهم سريع حسابه . فيربط أمر الحل و الحرمة كله بهذا الشعور الذي هو المحور لكل نية وكل عمل في حياة المؤمن و الذي يحول ألحياة كلها صلة بالله و شعوراً بجلاله و مراقبة له في السر و العلانية (و أتقوا ألله إن ألله سريع الحساب ).
(ألأية 7) : ((وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)).
يقول محمد علي الصابوني : الخطاب للمسلمين والنعمة هي ألإسلام وما صاروا إليه من إجتماع الكلمة والعزة أي اذكروا أيها المؤمنون نعمة ألله العظمى عليكم بالإسلام وعهده الذي عاهدكم عليه رسول ألله حين بايعتموه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره . أي اتقوا ألله فإنه عالم بخفايا نفوسكم فيجازيكم عليها .
في هذه ألآية الكريمة حث للمؤمنين على الوفاء بما واثقوا ألله ورسوله عليه وأمر بتقوى ألله بالوفاء بذلك لأنه يعلم ما يسرون وما يعلنون. من أسر و أعلن تمسكه بهذا الميثاق فقد فاز و اتقى ألله وإلا فإنه الخاسر إذا أعلن غير ما يسر في صدره أو أعلن وأسر عدم التمسك بهذا ألميثاق العظيم . يقول سيد قطب :والتعبير بذات الصدور تعبير مصور معبر موحٍ, تمر به كثيراً في القرآن ألكريم فيحسن أن ننبه إلى مافيه من دقة وجمال وإيحاء . وذات الصدور : أي صاحبة الصدور أللازمة لها ,اللآصقة بها وهي كناية عن المشاعر الخافية والخواطر الكامنة وألأسرار الدفينة التي لها صفة الملازمة للصدور والمصاحبة , وهي على خفائها وكتمانها مكشوفة لعلم ألله ألمطلع على ذات الصدور.(1/84)
(ألآية 8 ) : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) :
في هذه ألآية الكريمة يقرن ألله سبحانه وتعالى العدل تجاه المخالفين وألأعداء الذين يتصدون ضد منهج ألله في ألإسلام والتوحيد والعبودية لله , يقرن العدل بالتقوى وهو أمر إلهي يجب أن يتبع من قبل المسلمين كأمة وكدول وكأفراد . ثم يؤكد سبحانه على ألتقوى لله في كل شأن يتعلق بذلك كله .
(ألآية 11) : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )) :
في هذه ألآية الكريمة يُذكر ألله سبحانه ألمؤمنين بنعمته عليهم حين أراد قوم أن يغدروا بهم ويعتدوا عليهم ولكن ألله سبحانه حماهم من أولئك ( ويعتقد أن ذلك حدث في صلح الحديبية ) . ثم يأمرهم بالتقوى ثم يأمرهم أن يتوكلوا عليه في كل شأن من شؤونهم وأمر من أُمورهم . فالتقوى والتوكل على ألله يقترنان في هذه ألآية الكريمة وهما أمران عظيمان عنده سبحانه .
( ألآية 27 ) (( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ))(1/85)
في هذه ألآية الكريمة ذكر لأبني آدم عليه السلام ( هابيل و قابيل ) اللذين قربا قرباناً لله فتقبل ألله سبحانه قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل ألذي قال لأخيه لأقتلنك فكان جواب أخيه كلاماً عظيماً مؤثراً نافذا إلى القلب ( إنما يتقبل ألله من ألمتقين) . وتقوى الله شرط للقبول . وهذا أمر عظيم يجب أن يتنبه إليه كل مؤمن بالله فالتقوى شرط للقبول . يقول سيد قطب : هكذا في براءة يرد ألأمر إلى وضعه وأصله وفي إيمان يدرك أسباب ألقبول , وفي توجيه رفيق للمعتدي أن يتقي ألله و هداية له إلى الطريق ألذي يؤدي إلى ألقبول وتعريض لطيف به لا يصرح بما يخدشه أو يستثيره .
)ألآية 35)) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))(1/86)
يقول سيد قطب : فالخوف ينبغي أن يكون من ألله . فهذا هو الخوف أللائق بكرامة ألإنسان . أما الخوف من السيف والسوط فهو منزلة هابطة ولا تحتاج إ ليها إلا النفوس الهابطة. والخوف من ألله أولى وأكرم وأزكى . على أن تقوى ألله هي ألتي تصاحب ألضمير في ألسر والعلن , وهي التي تكف عن ألشر في الحالات ألتي لا يراها ألناس ولا تتناولها يد ألقانون . وما يمكن أن يقوم ألقانون وحده – مع ضرورته – بدون ألتقوى , لأن ما يفلت من يد ألقانون حينئذٍ أضعاف أضعاف ما تناله . ولا صلاح لنفس ولا صلاح لمجتمع يقوم على ألقانون وحده بلا رقابة غيبية وراءه , وبلا سلطة إلهيه يتقيها ألضمير . إتقوا ألله واطلبوا إليه الوسيلة وتلمسوا ما يصلكم من ألأسباب . وفي رواية عن إبن عباس (رضي ألله عنه ) ( أي إبتغوا إليه الحاجة ) والبشر حين يشعرون بحاجتهم إلى ألله وحين يطلبون عنده حاجتهم يكونون في الوضع الصحيح للعبودية أمام الربوبية , ويكونون بهذا في أصلح أوضاعهم وأقربها إلى الفلاح وكلا التفسيرين يصلح للعبادة ويؤدي إلى صلاح ألقلب وحياة ألضمير وينتهي إلى الفلاح المرجو.
)ألآية46) : ((وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ))(1/87)
يقول سيد قطب : فقد آتى ألله سبحانه عيسى ابن مريم ألإنجيل ليكون منهج حياة وشريعة حكم ولم يكن ألإنجيل في ذاته تشريعاً إلا تعديلات طفيفة في شريعة التوراة وقد جاء مصدقاً لما بين يديه من التوراة فاعتمد شريعتها فيما عدا هذه التعديلات الطفيفة وجعل ألله فيه هدى ً ونوراً وهدىً وموعظةً ولكن لمن؟ ((للمتقين)) . فالمتقون هم اللذين يجدون في كتاب ألله الهدى والنور والموعظة , هم اللذين تتفتح قلوبهم لما في هذه الكتب من الهدى والنور وهم اللذين تتفتح لهم هذه الكتب عما فيها من الهدى والنور , أما القلوب الجاسية الغليظة الصلدة فلا تبلغ إليها الموعظة ولا تجد في الكلمات معانيها ولا تجد في التوجيهات روحها ولا تجد في العقيدة مذاقها ولا تنتفع من هذا الهدى ومن هذا ألنور بهداية ولا معرفة ولا تستجيب . إ ن ألنور موجود ولكن لا تدركه إلا البصيرة المستشرفة و إن الموعظة موجودة ولكن لا يتلقاها إلا القلب الواعي.
(ألآية 57 ) )) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) .
في هذه ألآية الكريمة يحذر ألله سبحانه المؤمنين من إتخاذ أهل الكتاب أللذين يستهزؤن بدين ألإسلام والكفار أللذين يكفرون بكل ألأديان , يحذرهم من إتخاذهم أولياء ويقرن كل ذلك بتقوى ألله لأنه لا مساومة ولا مجاملة ولا تساهل مع من يستهزئ بالدين عقيدة وشريعة وتطبيقاً .
(ألآية 65 ) : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ).(1/88)
في هذه ألآية الكريمة دعوة لأهل ألكتاب للإيمان بما جاء به محمد } - صلى الله عليه وسلم - { من الدين المصدق لدينهم و عقيدتهم في ألتوحيد و لما جاءت به كتبهم من ألحق وأن يتقوا ألله في كل ذلك ليجعل لهم جزاءً عظيماً منه سبحانه وهو ألتكفير عن سيئاتهم وأخطائهم و جرائمهم بحق دين ألله ولإدخالهم بعد ذلك في جنات ألنعيم ألتي هي جزاء ألمؤمنين. وواضح في هذه ألآية إقتران ألإيمان بالتقوى لإن ألإيمان وحده لا يكون كاملاً إن لم تقترن به تقوى ألله سبحانه والخوف منه في كل أمر .
(ألآية088):(( وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّبًاوَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ )).
عندما تأتي التقوى في سياق آية من ألآيات فيها أمر معين فأن دعوة التقوى ترتبط بهذا ألأمر . ففي هذه ألآية الكريمة ربط سبحانه بين الطعام الحلال الطيب وتقوى ألله بمعنى أيها المسلم لا تأكل إلا حلالاً طيباً ولا تقرب الخبيث الحرام , ولتكن تقوى ألله سبحانه في ذلك أمامك دائماً ويومياً وأجتهد أن لا تقرب الخبيث الحرام . يقول محمد علي الصابوني في تفسير ألآية : إي كلوا ما حل لكم وطاب مما رزقكم ألله . قال في التسهيل : أي تمتعوا بالمآكل الحلال وبالنساء وغير ذلك وإنما خص ألأكل بالذكر لأنه أعظم حاجات ألإنسان ثم يقول : هذا إستدعاء إلى ألتقوى بألطف الوجوه كأنه يقول : لا تضيعوا إيمانكم بالتقصير في طاعة ألله عز وجل فتكون عليكم الحسرة ألعظمى ,فإن ألإيمان بالله تعالى يوجب ألمبالغة في تقوى ألله.
(ألآية 93):(( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )).(1/89)
يقول محمد علي الصابوني:قال إبن عباس : لما نزل تحريم ألخمر قال قوم كيف بمن مات منا وهو يشربها ويأكل ألميسر فنزلت وأخبر ألله تعالى إن الإثم والذم إنما يتعلق بفعل ألمعاصي والذين ماتوا قبل التحريم ليسوا بعاصين . (إذا ما إتقوا وعملوا الصالحات ) أي ليس عليهم جناح فيما تناولوه من المأكل والمشروب إذا اتقوا المحرم وثبتوا على ألإيمان و ألأعمال ألصالحة (ثم أتقوا وآمنوا ): أي إتقوا المحرم وآمنوا بتحريمه ، يعني اجتنبوا ما حرمه ألله معتقدين حرمته . (ثم إتقوا وأحسنوا ) أي ثم استمروا على تقوى ألله و اجتناب ألمحارم وعملوا ألأعمال الحسنة ألتي تقربهم من ألله . (والله يحب ألمحسنين) أي يحب المتقربين إليه بالأعمال الصالحة . قال في ألتسهيل : كرر التقوى مبالغة وقيل ألرتبة ألأولى إتقاء الشرك ,والثانية إتقاء المعاصي , والثالثة إتقاء مالا بأس به حذراً مما به بأس.
(ألآية 96): ((أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )).
في هذه ألآية الكريمة تشريع يخص الطعام فطعام البحر وصيده حلال مطلق في كل ألأحوال إلا أن صيد البر محرم في حالة الإحرام لحكمة يعلمها ألله سبحانه وقرن سبحانه وتعالى هذا بالدعوة إلى تقوى ألله سبحانه في هذه ألأحوال فمن لا يتقي ألله فإنه يقع في المحذور ويحل ما حرم ألله من الطعام والصيد وأنذرهم أنهم إلى ألله محشورون يوم ألقيامة للثواب و العقاب.
(ألآية100): ((قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))(1/90)
لا شك أن في الحياة أموراً خبيثة وأموراً طيبة ولكن الخبيث هو ألأكثر وألأعم لجهل ألناس وإتباعهم ألهوى و ابتعادهم عن شرع ألله وحكم ألله وبالتأكيد فإن الخبيث والطيب لا يستويان عند ألله ولذلك أمر ألله سبحانه المسلم على ترك الخبيث على كثرته وربما جماله وإعجاب ألناس به وتلهفهم على حيازته والتمتع به . ففي هذه ألآية الكريمة يخاطب ألله المؤمنين ذوي العقول ألكبيرة ألتي تفرق بين الصنفين ويدعوهم إلى تقوى ألله سبحانه بترك ألخبيث والتمتع بالطيب وإن كان قليلاً وربما لا يفي بمتطلبات الحياة ألاعتيادية و يعدهم بالفلاح إذا إتقوا ألله سبحانه في هذا ألأمر ومن أفلح عند ألله فهنيئاً له في الحياة الدنيا والآخرة حيث ألأجر ألعظيم ألذي لا تدركه عقولنا ألقاصرة من ألرب ألعظيم سبحانه .
(ألآية 108) : ((ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )).
في هذه ألآية ألكريمة وألآيات السابقة عليها تتحدث عن أداء ألشهادة في ألأمانة وفيها تحذير للذين يشهدون أن يأتوا بالشهادة على وجهها الصحيح و الحقيقي ولا يكتموا منها شيئاً و يقرن أداء تلك الشهادة بتقوى ألله سبحانه والخوف منه وأداء الشهادة كما هي لا يخفون ولا يكتمون منها شيئاً لإن في ذلك ضياع لحقوق ألناس و ألإضرار بهم .
(ألآية 112): (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ).(1/91)
في هذه ألآية ألكريمة يسأل خاصة سيدنا عيسى عليه السلام سؤال تثبت وإطمئنان أن ينزل ألله سبحانه مائدة من ألسماء يأكلون منها وهم بالتأكيد مؤمنون كل ألإيمان بألله و بقدرته و عظمته وأنه يقدر أن يفعل كل ِشئ على ألإطلاق وهذا شبيه بطلب سيدنا إبراهيم عليه ألسلام من ألله سبحانه أن يريه كيف يحيي ألموتى. فيدعوهم سيدنا عيسى إلى تقوى ألله إن كانوا به مؤمنون. والملاحظ في القرآن الكريم تكرار دعوة ألمؤمنين إلى تقوى ألله أكثر من توجيهها إلى بقية ألناس ، وهو درس أخلاقي عالي ألمستوى ليكون ألمؤمن على تقوى ألله سبحانه في كل أحواله وأفعاله.
سورة ألأنعام :
(ألآية 32): ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ))
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه أن هذه الحياة ألدنيا هي دار لعب ولهو وهما أمران باطلان محدودا المدة والعدة و بالتأكيد يخلفان ألحسرة و الندامة في الدار ألآخرة. وتبين ألآية أن الدار ألآخرة بما فيها من نعيم مقيم ولذة دائمة لا تنتهي و رضوان من ألله سبحانه وهو أعظم أللذات عند ألمسلم ألمؤمن وهي ثواب المتقين في هذه الحياة المبتعدون عن أللهو و أللعب ألباطل في هذه الدنيا والمتمسكون بأهداب ألإيمان والعمل بالشريعة بأقصى ما يستطيعون . وفي نهاية ألآية تنبيه للغافلين عن تقوى ألله بأن يحكموا عقولهم لعلهم يتوبون إلى ألله ويعودون إلى طريق ألصواب في حياتهم ألدنيا لينالوا ثواب ألمتقين .
(ألآية 51) ((وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )).(1/92)
يقول محمد علي الصابوني : أي خوف يا محمد بهذا ألقرآن المؤمنين المصدقين بوعد ألله ووعيده ألذين يتوقعون عذاب ألحشر وقال أبو حيان : وكأنه قيل : أنذر بالقرآن من يرجى أيمانه ، وأما الكفرة المعرضون فدعهم و رأيهم ، ليس لهم غير ألله ولي ينصرهم ولا شفيع يشفع لهم . (لعلهم يتقون ) : أي أنذرهم لكي يتقوا ألكفر و ألمعاصي. ومن الواضح في هذه ألآية ألكريمة أن ألتقوى هي منتهى ما يريده ألله سبحانه وتعالى من ألمؤمنين المصدقين بيوم ألقيامة وأنهم محشورون إلى ربهم .
(ألآية 69): ((وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )).
في ألآية الكريمة السابقة تحدث سبحانه عن إعراض المؤمنين عن الذين يخوضون في آيات ألله . في هذه ألآية الكريمة يبين سبحانه أن حساب أولئك الخائضين في آيات ألله ليس على المتقين وإنما حساب الكل على ألله سبحانه, وإنما ألإعراض عنهم هو تذكير لهم ونبذ لهم لعلهم يرجعون عن غيهم و ظلمهم ويتحولوا إلى قوم متقين يخشون ألله ولا يتكلموا ويجادلوا فيما لا يرضي ألله . يقول ألصابوني : أي ليس على المؤمنين شئ من حساب ألكفار على إستهزائهم وضلالهم إذا تجنبوهم فلم يجلسوا معهم ولكن عليهم أن يذكروهم ويمنعوهم عما هم عليه من القبائح بما أمكن من ألعظة والتذكير ويظهروا لهم الكراهة لعلهم يجتنبون الخوض في ألقرآن حياءً من ألمؤمنين إذا رأوهم قد تركوا مجالستهم. يقول إبن عطية : ينبغي للمؤمن أن يمتثل حكم هذه ألآية مع الملحدين وأهل ألجدل والخوض فيه .
(ألآية 72): ((وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )).(1/93)
في هذه ألآية الكريمة جمع سبحانه بين ألصلاة التي هي عماد الدين وبين ألتقوى التي تبين آيات كثيرة أنها منتهى ما يريده ألله سبحانه من ألمؤمن , فاجتماعهما معاً في رجل واحد من الذين يؤمنون بالحشر ويوم القيامة والوقوف بين يدي ألله سبحانه هو ألذي سوف ينجيه من عذاب ألآخرة ويدخله الجنة للتمتع بما أعد ألله سبحانه للمؤمنين.
(ألآية 153): ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)).
يقول سيد قطب : إنه صراط واحد ,صراط ألله , وسبيل واحدة تؤدي إلى ألله ...أن يفرد ألناس ألله سبحانه بالربوبية ويدينوا له وحده بالعبودية وأن يعلموا أن ألحاكمية لله وحده وأن يدينوا لهذه ألحاكمية في حياتهم الواقعية. هذا هو صراط ألله وهذا هو سبيله وليس وراء السبل التي تتفرق بمن يسلكونها عن سبيله . ثم يقول : فالتقوى هي مناط ألإعتقاد والعمل والتقوى هي ألتي تفئ بالقلوب إلى ألسبيل. يقول محمد علي الصابوني : أي وبأن هذا ديني المستقيم شرعته لكم فتمسكوا به ولا تتبعوا ألأديان المختلفة والطرق الملتوية فتفرقكم وتزيلكم عن سبيل الهدى . عن إبن مسعود قال: خط لنا رسول ألله (- صلى الله عليه وسلم -) يوماً خطاً ثم قال هذا سبيل ألله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن يساره ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه. ثم يقول: كرر الوصية على سبيل ألتوكيد أي لعلكم تتقون ألنار بامتثال أوامر ألله واجتناب نواهيه .يقول إبن عطية : والسير في الجادة المستقيمة يتضمن فعل الفضائل ولا بد لها من تقوى ألله جاءت العبارة(لعلكم تتقون ).
(ألآية 155) : ((وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ))(1/94)
يقول الصابوني:أي وهذا القران الذي أنزلناه على محمد (- صلى الله عليه وسلم -) كتاب عظيم الشأن كثير المنافع مشتمل على أنواع الفوائد الدينية والدنيوية.تمسكوا به واجعلوه إماما واحذروا أن تخالفوه لتكونوا راجين للرحمة. في هذه الآية الكريمة أمر بإتباع ما جاء في القران من عقائد وشرائع وأحكام مقرونة بتقوى الله سبحانه ليكون الجزاء هو الرحمة من الله سبحانه.انه جزاء عظيم فليتصور المؤمن أن الله سبحانه سيرحمه وبذلك يدخل الجنة ويتخلص من الجحيم والسعير الذي أعد للكافرين بكتاب الله والبعيدين عن مخافة الله وتقواه فيا ويلهم ويا خسارتهم.
سورة ألأعراف :
(ألآية26) ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يذَكَّرُونَ)).
يقول محمد علي الصابوني : أي أنزلنا عليكم لباسين ,لباساً يستر عوراتكم , ولباساً يزينكم وتتجملون به. قال الزمخشري: الريش لباس الزينه استعير من ريش الطير لإنه لباسه وزينته.(ولباس التقوى ذلك خير) أي ولباس الورع والخشية من ألله تعالى خير ما يتزين به المرء فإن طهارة الباطن أهم وأجمل من الظاهر, قال الشاعر :
وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا
(ذلك من آيات ألله) أي إنزال اللباس من ألآيات العظيمة الدالة على فضل ألله ورحمته على عباده. (لعلهم يذّّكرون) أي لعلهم يذكرون هذه النعمة فيشكرون ألله عليها.
في هذه ألآية الكريمة بيان للمؤمنين أن تقواهم لله سبحانه هي خير من جميع مظاهر الزينة والترف والتظاهر والتفاخر أللتي يغتر بها البشر وتبهرهم بمظاهرها الخادعة المغوية لضعاف النفوس والتي تغريهم بالإنغماس بها والغفلة عن تقوى ألله وطاعته.(1/95)
(ألآية35): (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ).
في هذه ألآية الكريمة نداء موجه لجميع البشر للإستجابة لأنبياء ألله سبحانه الذين أرسلهم إلى أقوامهم (فهم منهم) لتوحيد ألله وعبادته وألأخذ بدينه الواحد(ألإسلام). فمن إستجاب لذلك ورضي بدين ألله وعمل به وأتقى ألله بالعمل بمقتضيات دينه وعمل الصالح من ألأعمال وتجنب ما لايرضي ألله ويغضبه, فأولئك لهم جزاء عظيم من ألله هو أنهم لا خوف عليهم يوم يخاف العصاة من الناس ولا يحزنون يوم يحزن العصاة والخطاة من الناس يوم يجمعهم ألله سبحانه يوم المحشر لينال كلٌ جزاءه.
(ألآية63) (أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ).
هذه ألآية الكريمة ضمن آيات تتحدث عن نوح عليه السلام وقومه الذين كذبوه حيث يخاطبهم عليه السلام بهذه الكلمات البليغة ويستنكر تعجبهم من إرسال ألله سبحانه رسولاً إليهم من أنفسهم ومن بينهم يعرفهم ويعرفونه لينذرهم عاقبة عصيانهم وعدم استجابتهم لدعوته لعبادة ألله الواحد, حيث أنه يريد لهم أن يعبدوا ألله ويتقوه لتكون لهم جائزة كبرى من ألله سبحانه, تلك هي رحمة ألله لهم برضاه عنهم ورزقهم وسترهم والرضا عنهم في الدنيا والآخرة . تلك والله هي الجائزة التي لا تعدلها كل ملذات ومباهج الدنيا.
(ألآية65): (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ).
في هذه ألآية الكريمة ثلاثة أمور مهمة كلم بها هود عليه السلام قومه:(1/96)
أن يعبدوا ألله الواحد ألأحد, ليس لهم إله غير ألله فلا يشركوا أحداً بعبادة ألله من بشر أو صنم أو أي شئ آخر, ثم دعوة لهم لتقوى ألله سبحانه بعد الإقرار بالإله الواحد وعدم ألإشراك به.
(ألآية96) (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) .
في هذه ألآية الكريمة دعوة للناس جميعاً للإيمان بالله وتوحيده وتقواه ليكون جزاؤهم بركات من السماء وتلك خيرات كثيرة وجليلة لا حدود لها ولا يعلم مداها إلا ألله سبحانه وكذلك لييسر لهم كل ما في ألأرض من خيرات نباتية وحيوانية ومعدنية من ألأرض جزاءً لإيمانهم وتقواهم.ولكن جزاء ألذين كذبوا أن أخذهم ألله بما كسبوا من ألكفر وعدم ألإيمان وعدم تقوى ألله فدمر قراهم ومدنهم وأخذهم بالعذاب .
(ألآية128): (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
في هذه الآية الكريمة يحث موسى عليه السلام قومه على الإستعانة على فرعون وقومه بالله العظيم والصبر على أذى فرعون وقومه لبني إسرائيل لأن لا سبيل لهم مع فرعون وجنوده وقوته وكبريائه إلا الصبر والاستعانة بالله ووعدهم أن ألله يملك ألأرض ومن عليها ويورثها لمن يشاء من عباده ولكن العاقبة الجليلة والمشرفة والتي يرضاها ألله سبحانه هي للمتقين. في هذه ألآية إقتران ثلاثة أمور:
1-ألإستعانة بالله على البلوى والمكاره.
2-الصبر على تلك المكاره مع التمسك بالإيمان.
3-التقوى ألتي عاقبتها كل الخير من ألله سبحانه.(1/97)
(ألآية 156): (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ).
في هذه ألآية الكريمة جزء من دعاء موسى عليه السلام من ألله سبحانه حيث يطلب أن يؤتيهم في هذه الدنيا حسنة وفي ألآخرة.
فكان الجواب أن عذاب الله يصيب به من يشاء من الكافرين والضالين والمتحدين لله ولرسله.وان رحمة الله وسعت كل شيء وسيكتبها سبحانه لأناس لهم ثلاث صفات :
1-المتقين 2-المؤتون الزكاة 3-المؤمنون بآيات الله
وفي الآية التالية(157)بيان لهؤلاء الناس وهم الذين يتبعون الرسول النبي ألامي الذي يجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل وهذا النبي هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والرحمة للذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا القران الكريم الذي جاء به.
(الآية 164): ( وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).(1/98)
يقول محمد علي الصابوني : قال ابن كثير يخبر عن أهل هذه القرية (من اليهود) أنهم صاروا ثلاث فرق :1-فرقة إرتكبت المحظور واحتالوا على اصطياد السمك يوم السبت 2-وفرقة نهت عن ذلك واعتزلتهم 3-وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنه, ولكنها قالت للمنكرة (لم تعظون قوما الله مهلكهم) أي لم تنهون هؤلاء وقد علمتم أنهم قد هلكوا واستحقوا العقوبة من الله فلا فائدة من نهيكم إياهم (قالوا معذرة إلى ربكم )أي قال الناهون: إنما نعظهم لنعذر عند الله بقيامنا بواجب النصح والتذكير (ولعلهم يتقون) أي ينزعون عما هم فيه من الإجرام, قال الطبري: أي لعلهم أن يتقوا الله فينيبوا إلى طاعته ويتوبوا من معصيتهم إياه وتعديهم الاعتداء في السبت.
(ألآية169): ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ).(1/99)
يقول محمد علي الصابوني : قال إبن كثير: أي خلف من بعد ذلك الجيل الذي منهم الصالح والطالح خلف آخر لاخير فيهم ورثوا ألكتاب وهو التوراة عن آبائهم. ( يأخذون عرض هذا ألأدنى ويقولون سيغفر لنا) أي يأخذون ذلك الشئ الذي من حطام الدنيا من حلال وحرام ويقولون متبجحين : سيغفر ألله لنا ما فعلناه, وهذا إغترار منهم وكذب على ألله. (وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ): أي يرجون المغفرة وهم مصرون على الذنب كلما لاح لهم شئ من حطام الدنيا أخذوه لا يبالون من حلال كان أم من حرام. (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على ألله إلا الحق),ألإستفهام للتوبيخ والتقريع أي ألم يؤخذ عليهم العهد المؤكد من التوراة أن يقولوا الحق ولا يكذبوا على ألله؟ فكيف يزعمون أنه سيغفر لهم مع إصرارهم على المعاصي وأكل الحرام ؟ ( ودرسوا ما فيه ) في هذا أعظم توبيخ لهم أي والحال أنهم درسوا ما في الكتاب وعرفوا ما فيه المعرفة التامة من الوعيد على قول الباطل والإفتراء على ألله.(والدار ألآخرة خير للذين يتقون):أي وألآخرة خير للذين يتقون ألله بترك ألحرام.
لتكن لنا نحن المسلمون عبرة في أولئك ونترك الحرام والمعاصي ونتوجه بكليتنا الى ألله سبحانه لننال جزاء ألله ألأعظم وهو ألجنة (الدار ألآخرة) التي هي جزاء المتقين لله التاركين كل المعاصي وما يغضب ألله سبحانه.
(ألآية171): (وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
في هذه ألآية الكريمة آية عظمى من آيآت ألله سبحانه لبني إسرائيل (وللناس من بعدهم) وهي إقتلاع جبل الطور ورفعه فوق رؤوسهم ليعبدوا ألله وحده. ثم فيها أمر لهم بأخذ ما جاءهم من أحكام التوراة والتمسك بها والعمل بها بكل قوتهم لعلهم يكونون من المتقين لله لينالوا جزاءه العظيم وهو الجنة.(1/100)
(ألآية201): (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ).
في هذه ألآية الكريمة إيضاح أن المتقين لله لهم حصانة من وسوسة الشيطان وإغرائه وألاعيبه ليحرفهم عن منهجهم في طاعة ألله, ومن يؤثر فيه الشيطان شيئاً تذكر ألله سبحانه ورحمته وعذابه عندها يتخلص من وسوسة الشيطان ويعود الى منهجه القويم في طاعة ألله سبحانه وتقواه.
سورة ألأنفال
(ألآية1): (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
في هذه ألآية الكريمة حكم شرعي يخص ألأنفال وألأنفال جمع نفل وهو الزيادة وسميت الغنائم به لأنه زيادة على القيام بحماية الدين وألأوطان وتسمى صلاة التطوع نفلاٌ. يقول محمد علي الصابوني: أي قل لهم : الحكم فيها لله وللرسول وليس لكم ( فاتقوا ألله) أي اتقوا ألله بطاعته واجتناب معاصيه . كذلك في هذه ألآية بعد ألأمر بتقوى ألله أن يصلح المؤمنون ذات بينهم بالإتلاف وعدم ألإختلاف والشقاق في أمور دينهم .كذلك أمرهم بطاعته سبحانه في أمر الغنائم وطاعة رسوله الكريم إذا كانوا مؤمنين حقاً وقد كانوا كذلك ففوضوا ألأمر كله لله ولرسوله في أمر الغنائم.
(الاية29): (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )).
في هذه ألآية الكريمة دعوة الى تقوى ألله موجهة الى المؤمنين وفيها جزء من ثواب المتقين حيث وعدهم ألله سبحانه أن يجعل لهم هداية في قلوبهم يفرقون بها بين الحق والباطل والخير والشر والإنصاف والظلم وما شابهها. كذلك وعدهم(1/101)
( ووعده الحق) أن يكفر عن سيئاتهم و يغفر لهم ما يقترفون من ذنوب وهو المتفضل عليهم دوماً بفضله العظيم عليهم أن هداهم الى ألإيمان وألإسلام وبعفوه عن سيئاتهم وذنوبهم.
(الاية34): (( وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)).
يقول محمد علي الصابوني: ((وما لهم ألا يعذبهم الله) أي شئ لهم في إنتفاء العذاب عنهم ؟ وكيف لا يعذبون وهم على ما هم عليه من العتو و الضلال ؟ (وهم يصدون عن المسجد الحرام) أي وحالهم الصد عن المسجد الحرام كما صدوا رسول ألله صلى ألله عليه وسلم عام الحديبية وكم إضطروه و المؤمنون الى الهجرة من مكة.0(وما كانوا أولياؤه) : أي ما كانوا أهلاً لولاية المسجد الحرام مع إشراكهم.(إن أولياؤه إلا المتقون) أي أنما يستأهل ولايته من كان براً تقياً. ( ولكن أكثرهم لا يعلمون) أي ولكن أكثرهم جهلة سفلة فقد كانوا يقولون:نحن ولاة البيت الحرام نعيد من نشاء و ندخل من نشاء. والغرض من ألآية بيان إستحقاقهم لعذاب ألاستئصال بسبب جرائمهم الشنيعة, ولكن ألله رفعه عنهم إكراماً لرسول ألله ولإستغفار المسلمين المستضعفين. في هذه ألآية بيان أن التقوى هي المؤهل لولاية البيت الحرام وليس أي شئ آخر.
(ألأية 56) : (الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ ).(1/102)
ألآية الكريمة متصلة بألآية التي قبلها( إن شر الدواب عند ألله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) وتتحدث عن معاهدة رسول ألله لأولئك الكفار ثم نقضهم العهود والمواثيق في كل مرة يعاهدهم ويواثقهم رسول ألله(صلى الله عليه وسلم ) ( وهم اليهود) وهم لا يتقون ألله في نقض العهود والمواثيق. وهذا ديدن اليهود عبر التاريخ لا يرعون إتفاقاً أو معاهدة أو عهداً لأنهم لايقيمون وزناً للمعاهدات لأنهم يعتبرون ألآخرين أدنى منهم وأحق أن لا يوفي لهم اليهود.
(ألآية69) : (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
في هذه ألآية ألكريمة تشريع إلهي يحلل للمؤمنين الغنائم التي يستولون عليها من الكافرين الذين يحاربون ألله ورسوله ولا يؤمنون بدين ألله (ألإسلام) وجعل ذلك لهم حلالاً طيباً. ثم أمرهم سبحانه بتقوى ألله في كل ذلك( وربما يأمرهم بعدم ألأعتداء على ألأموال التي لم يشرع ألله لهم أخذها كغنائم). وفي نهاية ألآية يعدهم سبحانه المغفرة والرحمة إن إتقوا ألله سبحانه.
سورة التوبة :
(ألآية4): (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة يأمر ألله سبحانه نبٍيٍه الكريم بإتمام العهود والمواثيق بينه وبين المشركين اللذين عاهدوه ولم ينقصوه شرطاً من شروط المعاهدة ولم ينقضوا الميثاق الذي أعطوه اليه ولا يساعدوا أحداً عليه وعلى المسلمين في حرب وغير ذلك، يأمره سبحانه بإتمام العهد إلى مدته ووقته المعلوم في العهود والمواثيق ويؤكد سبحانه أنه يحب المتقين له المحافظين على عهودهم ومواثيقهم المتعلقة بها هذه ألآية الكريمة.(1/103)
(ألآية7): (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ).
هذه ألآية الكريمة بيان أن المشركين لا عهد لهم عند ألله ورسوله إلا الذين عاهدهم رسول ألله عند المسجد الحرام ولم ينقضوا عهدهم ،فاحترموا عهدهم وأقيموا على ألوفاء لهم ما داموا على ألإستقامة في الوفاء بعهدهم والمحافظة على ميثاقهم.وفي نهاية الاية الكريمة يؤكد سبحانه انه يحب المتقين له الموفون بعهدهم ومواثيقهم التي تتعلق بها هذه الاية الكريمة. (ان الله يحب المتقين) هذا امر عام شامل حيث ان الله سبحانه يحب المتقين لله في كل شأن في شؤون دينهم وحياتهم واللذين هم على تقوى وخشية من الله سبحانه في كل وقت وحين.
(ألآية36): (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
في هذه الآية الكريمة بيان شهور السنة القمرية عند الله سبحانه اثنا عشر شهرا في علمه وحكمه منذ خلق السموات قبل ملايين السنين ، من هذه الشهور اربعة حرم لايجوز فيها القتال وانتهاك الحرمات وظلم الانفس وهي ( ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ورجب).ذلك هو دين ألله القيم الواضح المبين. يأمر ألله سبحانه المؤمنين أن يقاتلوا المشركين كافة إذا إعتدوا عليهم وقاتلوهم في هذه ألأشهر المحرمة. وفي نهاية ألاية بيان أن ألله سبحانه مع المتقين له المحتكمين إلى شرعه العظيم بعدم إنتهاك حرمة ألأشهر الحرم. فالتقوى مطلوبة في كل شأن من شؤون المؤمنين.(1/104)
(ألآية44): (لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه وتعالى أن ليس من عادة المؤمنين أن يسأذنوا رسول ألله في الخروج للجهاد من عدمه ، فهم مجيبون لدعوة رسول ألله لهم بالجهاد بأموالهم و أنفسهم دون نقاش لأنهم يؤمنون أن ذلك أمر إلهي و أن التردد فيه شئ من النفاق أو الحرص على عدم الجهاد مع رسول ألله. وفي نهاية ألآية تأكيد أن ألله سبحانه عليم بالمتقين اللذين لا يرتابون ولا يترددون إذا دعاهم رسول ألله صلى ألله عليه وسلم للجهاد.
(ألآية108): (لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة أمر لرسول ألله صلى ألله عليه وسلم بأن لا يصلي في مسجد الضرارالذي وصفه ألله سبحانه بأنه بني
( ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين و إرصاداً لمن حارب ألله ورسوله) وإنما بين له (- صلى الله عليه وسلم -) أنه حقيق أن يصلي في المسجد الذي بنيت جدره وأقيمت أعمدته وأسس على ألإيمان بالله وغايته تقوى ألله ، يؤمه رجال مؤمنون متطهرون يحبهم ألله سبحانه. ولو نظرنا لواقع حال المسلمين اليوم ((القرن الحادي والعشرين)) لوجدنا المئات من المنظمات والمؤسسات والجامعات بأسماء إسلامية ومعاهد الدراسة والبحث التي تشبه مسجد الضرار وغايتها هدم دين ألإسلام وسياسة ألإسلام، يقوم بكل ذلك أناس يسمون مسلمين ( منهم المنافق ومنهم المتعصب الجاهل ومنهم ذو الغرض الشخصي ومنهم من يطلب العلم لكي يمعن في تمزيق المسلمين وتشتيت وحدتهم وهدم كيانهم). ولكن ألله سبحانه عاصم دينه وكتابه من شرهم وإن نجحوا الى حين.(1/105)
(ألآية 109): (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة بيان أنه لاينبغي أن يكون شأن المسجد الذي أسس على التقوى والإيمان وطاعة الرحمن ، كمسجد الضرار ألذي أسس على الكفر والشر والعصيان، ولا يمكن أن يكون من أسس بنيان دينه وعبادة ربه على قاعدة محكمة قوية، وهي الحق وتقوى ألله وطاعة رسوله ، كالذي أسس بنيانه على قاعدة واهية متداعية ، وهي الباطل والكفر والنفاق الذي يشبه الجرف الهاري المتهرئ الذي نهايته ألإنهيار في نار جهنم بمن فيه. وألله سبحانه لا يهدي القوم الظالمين لأنفسهم ولغيرهم بالكيد والتآمر وتفريق صف المؤمنين.
(ألآية115):(وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).
في هذه ألآية الكريمة أمر عظيم فالله سبحانه وتعالى يعلِم المؤمنين الصادقين المهديين الى دينه القويم ولذلك لن يضلهم ، وأن ألله بعد أن هدى قوماً الى ألإسلام وأنقذهم من الكفر والضلال لم يكن ليحبط أعمالهم ويصفهم بالضلال عن طريق الحق لأرتكابهم أمراً لم يعلموا أن ألله قد نهى عنه ولم يبين لهم ما يتقون وما يجتنبون من المحظورات، ولكن يؤاخذ الذين يرتكبون أموراً وهم يعلمون أن ألله نهى عن إرتكابها. كذلك يبين سبحانه أنه يحاسب ألناس بعد أن يبين لهم ما يجب عليهم أن يتقون منه ويتجنبونه مما لايرضاه ألله ، وألله سبحانه بكل شئ وبكل أمر عليم فهو يعلم المتقين ويعلم الضالين والكافرين وكذلك يعلم الذين يخطأون وهم لا يعلمون ونيتهم ليس المعصية وإنما الجهل بأنهم مخطأون.(1/106)
(ألآية119): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة دعوة واضحة للمؤمنين إلى تقوى ألله لما للتقوى من مكان عظيم عنده سبحانه. وأمرهم بعد التقوى أن يكونوا مع الصادقين اللذين صدقوا في دينهم ونيتهم وعملهم وتعاملهم. وهذا مدح كبير للمؤمن الصادق ، فطوبى للصادقين مع ألله ومع أنفسهم ومع الناس في كل أمورهم وهو أمر لا يحوزه كاملاً إلا من منّ ألله عليه بكامل ألإيمان.
(ألآية123): ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ).
ألآية الكريمة تبين حكماً من أحكام قتال الكفار ألذين عادوا ألإسلام أو إعتدوا عليه ، فأمرهم بقتال الكفار ألذين يلونهم مباشرة دفاعاً عن دينهم، وأمرهم أن يكونوا أشداء على هؤلاء الكفار ، فلا لين ولا هوادة ولا تراجع حتى يتحقق النصر عليهم ، ولا ننسى أن للقتال والنصر شروط كالأستعداد للحرب والقتال، والإيمان المطلق بالله وبنصره وتجنب الذنوب والخطايا والفساد في المجتمع وتقوى ألله العظيم ، فهي مستلزمات النصر وبدونها يكون القتال عبثاً و تدميراً للمسلمين بدل النصر . وكذلك كما قيل من قبل العلماء أن قرار الحرب والجهاد لا يتخذه إلا صفوة العلماء المسلمين وذوي الرأي منهم، ومن القادة المسلمين الصادقين في إيمانهم ومنهجهم و توجههم لقتال الكافرين.
سورة يونس :
(ألآية6): (إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ ).(1/107)
في هذه ألآية الكريمة بيان أن في تعاقب الليل والنهار على مدى العصور بنظام كامل متكامل وفي ما خلق ألله سبحانه من أفلاك وكواكب وشموس وأراضي ومجرات وعجائب فلكية وما في ألأرض التي نعيش عليها من مخلوقات حيوانية ونباتية وجبال وسهول وعيون وأنهار، كل ذلك آيات بينات لقوم يتقون ألله سبحانه ويقدرونه حق قدره ويعبدونه حق عبادته ويرهبون عقابه و عذابه. إن غير المتقين لله يرون تلك ألآيات وربما تفكروا بها ولكنهم لايرونها بنفس العين البصيرة التي ينظر بها اليها المتقون لله.
(ألآية31): (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ).
في هذه ألاية ألكريمة مخاطبة للناس تذكرهم أن ألأمر كله لله سبحانه من أمر الرزق من ألأرض والسماء ، وملكه سبحانه للسمع وألأبصار وما يتصل بهما وما يتصل بالخلق وفي تدبير ألأمر في السموات و ألأرض، حيث يسألهم "وهم يعلمون" أن ذلك لله وحده، ثم يسألهم فلماذا لا تتقون ألله سبحانه الذي له كل شئ في السموات و ألأرض.فالتقوى هنا مطلوبة منهم ليتبينوا أنهم حقاً يؤمنون بالله قولاً وعملآ.
(ألآية63) (الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ.)
هذه ألآية الكريمة تتصل بالآية السابقة(62) فهي تصف أولياء ألله سبحانه حيث تصفهم بصفتين من أهم صفات الناس ألذين يرضى عنهم ألله سبحانه ويتولاهم وهما:
1- ألإيمان. 2- ألتقوى.
فالتقوى واحدة من أهم صفات أولياء ألله سبحانه.
سورة هود
(ألآية49) : (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ).(1/108)
في هذه ألآية الكريمة تذكير للنبي (- صلى الله عليه وسلم -) أن ما جاء في ألآيات السابقة هو من أنباء الغيب التي لم يكن يعلمها صلى ألله عليه وسلم هو ولا قومه من قبل هذا الوقت، حيث فيها من أنباء ما قد سبق من الرسل الكرام والآيات البينات من ألله سبحانه، ثم دعوته إلى الصبر على المكاره التي يتعرض لها من قبل ألأعداء و المقاومين للدعوة و العاملين على إحباطها و تدميرها، حيث أن العاقبة في الدار ألآخرة للذين يتقون ألله سبحانه وتعالى ويصبرون على تحمل ألأذى في سبيل دينهم وعقيدتهم وعاقبتهم الجنة ورضوان ألله عليهم.
(ألآية78): (وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ).
في هذه ألآية ألكريمة يدعوا لوط عليه السلام قومه الضالون الفاسدون إلى تقوى ألله سبحانه وترك عادتهم السيئة الدنيئة المخزية والتي وصفها ألله سبحانه " بالسيئات". وفيها أيضاً تقريع لقومه بأسلوب بديع بارع مختصر وفي الصميم " أليس فيكم رجل رشيد" حيث يصفهم بمجانبة الرشاد في تصرفهم ألأحمق الذي تصفه ألآية الكريمة.
سورة يوسف } - عليه السلام - { :
(ألآية57): (وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ).
في هذه ألآية الكريمة بيان أن ما مكن ألله سبحانه سيدنا يوسف عليه السلام في ألأرض حيث أصبح يملك خزائن مصر بعد وضعها تحت تصرفه، أن كل ذلك خير منه أجر ألآخرة الذي أعده ألله سبحانه لعباده ألذين آمنوابه وكانوا يتقونه، وهاتان الصفتان هما من صفات ألأولياء لله كما في ألآية63 من سورة يونس. فألإيمان والتقوى لهما خير ألجزاء في ألآخرة عند ألله سبحانه، وهو طموح كل مؤمن بألله متق له سبحانه.(1/109)
(ألآية90): (قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة إقتران ألجزاء من ألله في الدنيا وألآخرة " وهو جزاء عظيم لا يعلمه إلا ألله سبحانه " بأمرين مهمين من أمور المسلم و المؤمن وهما: 1- التقوى. 2- الصبر. فتقوى سيدنا يوسف وصبره لسنوات طويلة" قيل أربعون سنة " كان جزاؤه ملك مصر في ألدنيا و جزاء ألآخرة أعظم وأكبر وأشمل، وأعظمه رضا ألله سبحانه وتعالى على ألمتقين والصابرين. ثم فيها وصف من يجمع بين ألتقوى والصبر بالمحسن.
(ألآية109): (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ).
في هذه ألآية الكريمة بيان أن ألله سبحانه أرسل رسلآً كثيرة إلى أهل القرى ويذكر الرسول بعاقبتهم في الحياة الدنيا ثم بيان أن جزاء الدار ألآخرة هو خير للذين يتقون الله سبحانه وتعالى, ثم يخاطب الناس ويذكرهم أن يستعملوا عقولهم التي أعطاهم الله إياها ليتبينوا الحق ويتبعوا الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) في ألإيمان والعمل بمقتضاه.
سورة الرعد :
(ألآية35): (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِين اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ ).(1/110)
في هذه ألآية الكريمة بعض صفات الجنة التي أعدها الله سبحانه ثواباً لعباده المتقين حيث انها تحوي القصور والمساكن التي تجري من تحتها ألأنهار وثمارها الدائمة الطيبة وظلها الظليل الدائم أبداً الذي لا يتغير بفعل تقلبات الجو أو ألليل وألنهار كما في الدنيا . وفيها أيضاً تذكير بأن عاقبة الكافرين هي النار وحسبك بأسمها لترتعد فرائص الأنسان العاقل عندما يفكر كيف سيتحمل إذا كفر بالله هذا العذاب الهائل والرهيب حيث الحرق بالنار. .
سورة الحجر :
(ألآية45): (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ).
في هذه ألآية الكريمة كما يقول محمد علي الصابوني :أي أن الذين إتقوا الفواحش والشرك لهم في ألآخرة البساتين الناضرة والعيون المتفجرة بالماء السلسبيل والخمر والعسل. وهذا جزء من جزائهم في ألآخرة.
(ألآية69): (وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ).
في هذه ألآية الكريمة يدعوا سيدنا لوط عليه السلام قومه إلى تقوى ألله في ضيفه ويتوسل اليهم أن لا يفضحوه ويخزوه بألإعتداء بالسوء على ضيوفه ، وهو يخوفهم من عذاب ألله إن تعرضوا لضيوفه بسوء.
سورة النحل :
(ألآية2)( يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ ).
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه وتعالى أنه ينزل ألملائكة الكرام بوحيه وأوامره على أنبيائه الكرلم لينذروا الناس أن لا إله إلا ألله وحده وعليهم أن يتقوه سبحانه بتوحيده بالعبودية والخضوع التام له سبحانه والتقوى هنا تشمل عدم الشرك بألله لأن الدعوة الى تقوى ألله مسبوقة بكلمة التوحيد
(( لا إله إلا أنا)).
(ألآية 30):( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ ).(1/111)
في هذه ألآية سؤال للمؤمنين المتقين عما أنزل إليهم ربهم ؟ وجوابهم أن ألله سبحانه أنزل خيراً وهو القرآن الكريم بما فيه من توحيد وعقيدة صحيحة وتشريع للحياة، وفي ألآية بيان لجزاء المتقين وهو الخير في هذه الدنيا ، وأن الجزاء ألأعظم هو في الدار ألآخرة يوم القيامة حيث أنها خير أيضاً ويمدحها ألله سبحانه حيث يقول(( ولنعم دار المتقين)) وهذا وألله شئ عظيم من الثواب حيث يمدحه الله العظيم.
(ألآية 31): (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ المُتَّقِينَ ).
هذه ألآية الكريمة متصلة بألآية السابقة(30) حيث يصف سبحانه دار المتقين حيث فيها جنات عدن التي لا يعلم ما فيها من عظمة غيره سبحانه حيث تجري تحت المؤمنين أنواع من ألأنهار وحيث لهم في جنات عدن ما يشاءون من الطيبات والخير وما لايعلم به بشر ألآن حيث أن كل ذلك جزاء للمتقين لله المؤمنون برسله حسب سياق ألآيات.
(ألآية 52): ( وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ).
يقول محمد علي الصابوني :( وله مافي السموات و ألأرض): أي ملكاً وخلقاً وعبيداً (وله الدين واصباً)أي له الطاعة والإنقياد واجباً ثابتاً فهو ألإله الحق وله الطاعة خالصة( أفغير ألله تتقون) ألهمزة للإنكار والتوبيخ أي كيف تتقون وتخافون غيره ولا نفع ولا ضر إلا بيده؟. وهي دعوة واضحة للتقوى وألإرتداع عن الغي الذي فيه الناس من التقوى والخوف والعبادة لغير الله سبحانه.
(ألآية 128): (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ).(1/112)
هذه ألآية الكريمة متصلة بألآية السابقة لها (127) حيث يأمر فيها سبحانه رسوله بالصبر الجميل لله وعدم الحزن من كفر الكافرين ومكر الماكرين. في هذه ألآية الكريمة يبين سبحانه أنه مع المؤمنين المتقين له واللذين هم محسنون في كل حالاتهم من أمور الدين والدنيا ، وضمناً فإنه سبحانه غاضب على الكافرين اللذين أعلنوا الحرب عليه وعلى رسوله وكفروا بما أنزل على رسله الكرام.
سورة مريم :
(ألآية 13): ( وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِياًّ ).
في هذه ألآية الكريمة يصف ألله سبحانه وتعالى سيدنا يحيى بن زكريا بأنه كان تقياً وهي صفة عامة لجميع ألأنبياء عليهم السلام.
(ألآية 18): ( قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياًّ ).
في هذه ألآية الكريمة تستعيذ مريم عليها السلام من رسول ربها الذي تمثل لها بشراً سوياً جميلاً حسناً بالرحمن وتذكره بالصفة التي تلازم المؤمنين والخيرين من الناس وهي التقوى, وتطالبه بعدم التعرض لها إن كان تقيا يخاف الله سبحانه.
(الآية 63): ( تِلْكَ الجَنَّةُ الَتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِياًّ ).
في هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه أن الجنة التي وصفها في الآيات السابقة (61و62)بما فيها من خير ورزق كريم , سوف يرثها ويتمتع بها من كان تقيا من عباد الله.
(الآية 72): ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ ).
في هذه الآية الكريمة بيان أن التقوى لله تنجي المتقين من الموقف الصعب الهائل المخيف يوم القيامة, من النار الرهيبة التي جعلها الله سبحانه جزاء للظالمين الذين لايتقون الله ولا يخافون عذابه.
(الآية 85): (يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً ).(1/113)
في هذه الآية الكريمة بيان أن جزاء التقوى هو دخول الجنة حيث يدخلها المتقون وفدا إلى الرحمن سبحانه حيث يتشرفون بلقاء ربهم راضيا عنهم , معدا لهم جزاء عظيما لايعلمه الا هو سبحانه. وفي الاية (86)يساق المجرمون الذين لايتقون الى جهنم ((نعوذ بالله منها ومن شرها)).
(الاية 97): (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّداًّ ).
يقول محمد علي الصابوني : أي فانما يسرنا يامحمد((- صلى الله عليه وسلم -)) هذا القران بلسانك العربي تقرأه , وجعلناه سهلا يسيرا لمن تدبره لتبشر به المتقين , وتخوف به قوما معاندين شديدي الخصومة والجدال.
وبشائر القران الكريم للمتقين كثيرة جداََ وكلها تتلخص برضى الله سبحانه عنهم وإدخالهم الجنة وتمتعهم بما أعد لهم سبحانه في الثواب العظيم الجزيل الذي أعظمه النظر إليه سبحانه (جعلنا الله وانتم في هؤلاء المتقين).
سورة طه :
( الآية 113)( وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا).
يبين ألله سبحانه أنه أنزل القرآن عربياً بلسان القوم اللذين بعث إليهم حيث أنزل فيه من الوعيد لهم عندما لم يستجيبوا لرسوله ليخوفهم من العذاب لعلهم يتقون ربهم ويصدقوا الرسول ويؤمنوا به ويتبعون أوامره ونواهيه ودينه القويم، أو لعل هذا القرآن الكريم يكون لهم ذكرى وموعظة ليؤمنوا بدينه ورسوله.
(ألآية 132): ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).(1/114)
يقول محمد علي الصابوني: أي وأمر يامحمد (- صلى الله عليه وسلم -) أهلك وأمتك بالصلاة وأصطبر أنت على أدائها بخشوعها وآدابها ولا نكلفك أن ترزق نفسك وأهلك بل نحن نتكفل برزقك وإياهم والعاقبة الحميدة لأهل التقوى. قال إبن كثير :أي حسن العاقبة وهي الجنة لمن إتقى ألله سبحانه.
سورة ألأنبياء :
(ألآية48): (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ ).
في هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه انه أعطى موسى وهارون الكتاب (عليهما السلام) الفرقان (وكتاب موسى عليه السلام التوراة ) الذي يفرق بين الحق والباطل في كل شئ وضياء ونورا وتذكيرا للمؤمنين المتقين لربهم.
سورة الحج :
(الاية 1):( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ).
يقول محمد الصابوني: خطاب لجميع البشر أي خافوا عذاب الله وأطيعوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه, القول في التقوى هو: طاعة الله واجتناب محارمه ولهذا قال بعض العلماء : التقوى أن لا يراك حيث نهاك وان لايفقدك حيث أمرك. (إن زلزلة الساعة شئ عظيم ) تعليل للأمر بالتقوى أي أن الزلزال الذي يكون بين يدي الساعة (يوم القيامة) أمر عظيم وخطب جسيم لايكاد يتصور لهوله.
(الاية32):( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ).
في هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه أن من التقوى تعظيم شعائر الله سبحانه من الحج وما يتعلق به وأخذها بصورة صحيحة حسب السنة النبوية وأخذها بالجد والتعظيم والاهتمام الذي تستحقه لكي تتحقق التقوى .
(الآية 37): (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ ).(1/115)
في هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه أن دماء الأضاحي ولحومها لن تنال الله بل هي لكم لتأكلوها ولكن ينال الله سبحانه التقوى منكم له سبحانه . انه سخر لكم الأنعام لتكبروا الله على ما هداكم من الخير والبر والإيمان وفي نهاية الآية بشارة للمحسنين بكل خير.
سورة المؤمنون :
(ألآية 23) :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ).
في هذه ألآية الكريمة بيان العلاقة العضوية القوية بين ثلاثة أمور أساسية في عقيدة المؤمنين وهي دعوة جميع الرسل عليهم السلام : 1- عبادة ألله سبحانه وحده. 2- توحيد ألله سبحانه وعدم الشرك به. 3- التقوى لله .
وفي قوة وإيجاز يربط سيدنا نوح عليه السلام بين التوحيد وعبادة ألله وحده وتقوى ألله سبحانه (( أفلا تتقون )) وفيها أيضاً تحذير ووعيد لمن لايتقي.
( ألآية 32): ( فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ.)
كما في ألآية السابقة فإن هذه ألآية الكريمة تربط بوضوح بين ألأمور الثلاثة (( التوحيد ، العبادة لله وحده والتقوى )) في كلمات متطابقة في كلا ألآيتين الكريمتين ((إعبدوا ألله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون )). وهذا يدل على أن الرسالات السماوية كلها تعتمد نفس العقيدة وأساسها توحيد ألله سبحانه .
(( ألآية 52)) :( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ.)
يقول محمد علي الصابوني : أي دينكم يا معشر ألأنبياء دين واحد وملتكم ملة واحدة وهي دين ألإسلام وأنا ربكم لا شريك لي فخافوا عذابي وعقابي . هذه ألآية الكريمة مرتبطة بألآية السابقة (( ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم). فالتقوى هي من القواسم المشتركة في دعوة جميع ألأنبياء الكرام عليهم السلام.(1/116)
( ألآية87) : (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ .)
هذه ألآية الكريمة مرتبطة بألآية السابقة ( قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم) في هاتين ألآيتين ربط بين الرب العظيم خالق السموات وألأرض وبين تقواه سبحانه. فهذا الرب العظيم هو الواجب تقواه والخوف من وعيده لمن لا يتق ألله سبحانه.
سورة النور :
(ألآية 34) :( وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ.)
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه أنه أنزل القرآن الكريم فيه آيات مبينات واضحات في تبيان توحيد ألله سبحانه وعبادته وحده سبحانه وأمثلة كثيرة عن ألأمم التي عصت ألله ولم تتقه وكيف عاقبها سبحانه بعقوبات شديدة ماحقة. وفيها كذلك موعظة للذين يتقون ألله سبحانه كي يسيروا على هذه السبيل ويتجنبوا ما وقعت فيه ألأمم السابقة من العصيان والطغيان وعدم تقوى ألله سبحانه أو ألخوف من عقابه وعذابه في الدنيا والآخرة.
( ألآية52): (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ.)
في هذه ألآية الكريمة ربط بين أمور مهمة في حياة المؤمنين بالله الواحد ومنهم المسلمون : 1- طاعة الله ورسوله في كل أوامره ونواهيه. 2- خشية ألله سبحانه والخوف منه. 3- ألتقوى لله. وفيها بيان أن المتميزين بهذه الصفات هم الفائزون عند ألله سبحانه في الدنيا وألآخرة.
سورة الفرقان :
( ألآية 15): ( قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا)(1/117)
في هذه ألآية الكريمة مقارنة بين الجنة التي هي جزاء المتقين حسب ما وعدهم ربهم العظيم سبحانه وبين عقوبة اللذين يكذبون بالساعة(( وهي يوم القيامة بما فيه من حساب ثم ثواب خير أوعقاب سئ مهين)). فاختار ياأخي المسلم بين السعير( وقانا ووقاكم ألله منها) وبين الجنة بما فيها من عيش كريم ورضا الرحمن وما أعد ألله سبحانه لعباده المتقين التي لا يعلمها إلا ألله (جعلها ألله سبحانه جزاءنا جميعاً يوم نلقاه سبحانه) .
(ألآية74): (} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَالِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.)
في هذه ألآية الكريمة صفة من صفات المؤمنين وهي الدعاء من ألله سبحانه وتعالى أن يجعل من أبنائهم وأزواجهم قرة عين يفرحون بها في الدنيا وألأخرة، وأن يجعلهم ألله سبحانه من المتقين المتميزين أللذين يكونون قدوة لبقية المتقين لله.
سورة الشعراء :
( ألآية11) :( قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ.)
هذه ألآية الكريمة مرتبطة بألأية السابقة ( وإذ نادى ربك موسى أن إيت القوم الظالمين ) وهؤلاء هم قوم فرعون اللذين وصفهم سبحانه بالظالمين ويحذرهم سبحانه باسلوب قوي رادع ((ألا يتقون)) فالتقوى لله أساس من أسس ألإيمان وعدم التقوى يعني الظلم الذي يكرهه ألله سبحانه ومن يتصف به.
(الاية 90 ): ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ).
في هذه الاية الكريمة تاكيد مرة اخرى ان جزاء المتقين لله هي الجنة بما فيها من نعيم مقيم ورحمة ورضا من الله سبحانه ومالذ وطاب من الطعام والفواكه ولحوم الطير والحور العين , كل هذا جزاء للمتقين . فاتقي الله اخي المسلم لتنال كل هذا واكثر .
(الاية 106): (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ)
في هذه الاية الكريمة بيان ان دعوة سيدنا نوح عليه السلام قائمة على التقوى لله والتحذير من عدم تقوى الله .(1/118)
((الاية 108 )):( فاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{108}
((الاية 110)):( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{110}
((الاية 126)):( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{126}
((الاية 131)):( َاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{131}
((الاية 144)):( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{144}
((الاية 150)):( َاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{150}
((الاية 179)):( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{179}
في هذه الايات الكريمة دعوة من عدد من الرسل عليهم السلام لاقوامهم الى أمرين مهمين في كل دعوة من دعوات الانبياء الكرام عليهم السلام وهما :
تقوى الله سبحانه
طاعة رسله الكرام بما جاءوا به في رسالاتهم من توحيد الله وعبادته وحده وطاعته في كل اوامره ونواهيه.
(الاية 124):( إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ).
ما يقال فيها هو نفس ما يقال في الاية 106 حيث الدعوة هنا من سيدنا هود بدل سيدنا نوح , حيث ان دعوة الرسل الكرام جميعا هي دعوة واحدة , وهي دين الاسلام.
(الاية 132):( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ).
في هذه الاية الكريمة دعوة لتقوى الله سبحانه الذي امد قوم هود بما يعلمون من الخير والقوة والبنين والانعام التي يعيشون عليها في كثير من جوانب حياتهم والزروع والبساتين التي يعشون من محاصيلها وفواكهها وعيون وانهار الماء الجاري لهم ولإنعامهم.وبيان ان الجزاء المفترض على هذه النعمة الكريمة من الله هو التقوى له والخوف منه في كل شأن من شؤون حياتهم.
(الاية 144): (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ).
في هذه الاية الكريمة بيان ان صالح عليه السلام عند ارساله الى قومه ثمود بدأ دعوته لهم بتقوى الله سبحانه حيث انهم كذبوا الرسل من قبله ( كذبت ثمود المرسلين) (141).(1/119)
كما قلنا سابقا فان التقوى لله هي القاسم المشترك لدعوات جميع الرسل الكرام عليهم السلام الى ربهم وذلك لان التقوى تعني فيما تعني "حب الله " فمن احب الله سبحانه فانه يسلك مسلك المتقين له والمحبين له.
(الاية 161):( إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ).
مرة اخرى يبدا رسول كريم هو لوط عليه السلام دعوته لقومه بتقوى الله سبحانه وعدم تكذيبه كما كذبوا من ارسل اليهم قبله من الرسل الكرام عليهم السلام.
(الاية 177):( إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ{177}
ومرة اخرى شعيب عليه السلام يبدأ دعوته لقومه في مدين (اصحاب الأيكة ) الى تقوى الله سبحانه بعد ان كذبوا من جاءهم قبله من الرسل الكرام عليهم السلام.
(الاية 184):(واتقوا الذي خلقكم والجبلة ألأولين):
في هذه ألآية الكريمة يدعوا شعيب عليه السلام قومه الى تقوى الله سبحانه والخوف منه وعبادته وحده وعدم تكذيب رسله ويذكرهم بأن ألله سبحانه هو الذي خلقهم كما خلق الخليقة كلها من قبلهم والخلق كما نعلم آية من آيات ألله سبحانه فلا خالق عظيم بحق إلا ألله سبحانه, فهو يدعوهم الى تقوى خالقهم العظيم.
سورة النمل :
(ألآية 53): ( وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )
في هذه ألآية الكريمة التي تتحدث عن نجاة صالح عليه السلام والمؤمنون المتقون من قومه بعد هلاك من كفروا وتآمروا عليه ومكروا من أجل قتله وأصحابه ليلاًً وهم لا يعلمون بل يتجاهلون مكر ألله الذي يعلم سرهم وعلانيتهم. فالتقوى والإيمان كانا السبب في نجاتهم وهلاك أعداء ألله من الكافرين.
سورة القصص :
( ألآية 83): (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )(1/120)
في هذه ألآية الكريمة بشارة عظيمة للمتقين لله وهي جنة الخلد حيث جعلها ألله سبحانه لقوم وصفهم سبحانه بأنهم لا يريدون علواً في ألأرض لأن همهم وديدنهم وهدفهم أكبر مما في ألأرض كلها التي لاتساوي شيئاً أمام وعد ألله سبحانه لهم بالجنة وما فيها. وكذلك للذين يبتعدون عن الفساد في ألأرض بل لإنهم يجهدون لمحو الفساد أو جعله أقل ما ممكن بدعوتهم دائماً للناس بتقوى ألله سبحانه.
سورة العنكبوت :
(ألآية 16): ( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )
في هذه ألآية الكريمة بيان أن دعوة إبراهيم عليه السلام لقومه كانت قائمة على أمرين هما دعوة جميع الرسل الكرام عليهم السلام وهما : 1- الدعوة لعبادة ألله وحده سبحانه . 2- الدعوة لتقوى ألله سبحانه . وبيان أن عبادة ألله سبحانه وتقواه هي خير لهم في كل شئ.
سورة الروم
(ألآية31): (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
في هذه ألآية الكريمة دعوة للناس جميعاً للتوجه إلى ألله سبحانه وإطاعته وإطاعة رسله الكرام والخوف منه والتضرع له والطلب منه وكذلك تقوى ألله سبحانه ثم إقامة الصلاة لله وهي الركن ألأهم في العبادة والتوحيد وأن لايكونوا من المشركين بالله في عباداتهم .
سورة لقمان :
(ألآية 33) : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)(1/121)
في هذه ألآية الكريمة أمور عظيمة عند ألله سبحانه وتعالى ففيها دعوة للناس كافة إلى :- 1- تقوى الله عز وجل.2- الخشية والخوف من يوم القيامة الذي لا ينفع ألإنسان فيه إلا ماقدم من عمل وعبادة وتقرب إلى ألله سبحانه ولا يجزي فيه أحد عن أحد حتى الولد عن والده ولا الوالد عن ولده. 3- إن وعد ألله بالقيامة والنشور والحساب والجزاء والعقاب هي حق وستقع عندما يشاء ألله سبحانه. 4- عدم ألإغترار بالدنيا وزخرفها وترك عبادة ألله وتقواه.5- عدم ألإغترار بما يمليه ويزينه الشيطان الرجيم للإنسان لإبعاده عن عبادة ألله سبحانه وتقواه.
سورة ألأحزاب :
( ألآية1 ) :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)
يقول محمد علي الصابوني : النداء على سبيل التشريف والتكرمة لإن لفظ النبوة مشعر بالتعظيم والتكريم. أي إثبت على تقوى ألله ودم عليها, وقال أبو السعود : في ندائه صلى ألله عليه وسلم بعنوان النبوة تنويه بشأنه وتنبيه على سمو مكانته , والمراد بالتقوى المأمور به الثبات عليه وألإزدياد منه. ثم بعد ذلك دعوة لعدم إطاعة الكافرين والمنافقين. والله سبحانه عليم بأحوال العباد حكيم في تدبير شؤونهم.
( ألآية 32): ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)(1/122)
في هذه ألآية الكريمة نداء خاص لإمهات المؤمنين نساء النبي صلى ألله عليه وسلم أنهن لسن كباقي النساء من حيث صحبتهن للرسول صلى ألله عليه وسلم وحرمتهن على المؤمنين من بعد الرسول لإنهن أمهات المؤمنين وتقواهن ليست كتقوى سائر النساء. يقول إبن عباس ( عن محمد علي الصابوني) : يريد سبحانه في هذه ألآية : ليس قدركن عندي مثل قدر غيركن من النساء الصالحات, أنتن أكرم علي وثوابكن أعظم إن إتقيتن , فشرط عليهن التقوى بياناً أن فضيلتهن إنما تكون بالتقوى.
((ألآية 37)): ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)
في هذه ألآية الكريمة بيان دعوة النبي عليه السلام لدعييه
(إبنه بالتبني) زيد بن حارثة ,الى تقوى ألله سبحانه في زوجته زينب بنت جحش إبنة عمة الرسول صلى ألله عليه وسلم التي زوجه الرسول منها بالتمسك بها وعدم تطليقها وأن يتقي ألله فيها لإن ألله سبحانه أنعم عليه بالهداية , وأنعم عليه رسول ألله بالحرية بعد أن كان عبداً وتبناه وعامله كإبنه. ثم في هذه ألآية حكم إلهي بعدم حرمة زوجات ألأدعياء إذا طلقوهن على الذين تبنوهم لإنهم ليس من أصلابهم بل أبنائهم بالتبني (الذي حرمه ألإسلام فيما بعد).(1/123)
( ألآية 55) : ( لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا).
هذه آية أخرى تدعوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلى تقوى ألله سبحانه لإن ألإنسان ينال ثواب ألآخرة ويرث الجنة بالتقوى وليس بالنسب أو الصحبة فقط لرسول ألله صلى ألله عليه وسلم. وفيها إستثناء لبعض ألأقارب للدخول على نساء النبي } - صلى الله عليه وسلم - { .
(( ألآية 70 )): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )
في هذه ألآية الكريمة دعوة أخرى للمؤمنين إلى تقوى ألله سبحانه والقول السديد الصحيح المستقيم المرضي لله سبحانه قول حق لا قول باطل.
سورة ياسين :
(ألآية45): (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه أن الكافرين لا يستجيبون لدعوة التقوى لله رغم بيان ألآيات البينات الدالة على عظمة ألله ووحدانيته في ألآيات السابقة.
سورة ألصافات :
(ألآية124): (إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ)
في هذه ألآية الكريمة يدعوا سيدنا إلياس عليه السلام قومه أن يتقوا الله سبحانه ويسلموا له وأن يتركوا عبادة إلههم بعل( إسم لصنم ) لإن ألله سبحانه هو ربهم ورب آبآئهم ألأولين كما مبين في ألآيات(125 و126).
سورة ص :
(ألآية28): ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)(1/124)
في هذه ألآية الكريمة يقارن ألله سبحانه بين المؤمنين الذين يعملون الصالحات والمفسدين وكذلك بين المتقين لله والفجار. حيث يبين سبحانه أن المؤمنين الذين يعملون الصالحات والمتقين هم أفضل وأحب إلى ألله من المفسدين في ألأرض والفجار الذين يجحدون ألله وآياته ويتمسكون بكفرهم وشركهم.
(ألآية 49): (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ)
يقول محمد علي الصابوني :أي هذا الذي قصصناه عليك يامحمد (- صلى الله عليه وسلم -) من سيرة الرسل الكرام ذكر جميل لهم في الدنيا وشرف يذكرون به أبداً (كما ورد في ألآيات السابقة ) وأن لكل متق لله مطيع لرسله محسن مرجع ومنقلب وهي جنات عدن مفتحة لهم أبوابها( كما في ألآية اللاحقة(50) وألآيات التالية لها.
سورة الزمر :
(ألآية10):( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
في هذه ألآية الكريمة دعوة اخرى للمؤمنين أن يتقوا ألله سبحانه وفيها وعد للذين يحسنون في هذه الدنيا أن الله سبحانه سيجزيهم حسنة في ألآخرة وهي الجنة . وفيها أيضاً أن أرض الله واسعة للمؤمن الذي لايستطيع إقامة دينه وتقوى ربه كي يهاجر إلى أرض أخرى يستطيع بها ذلك. ووعد سبحانه الصابرين منهم بأن جزاؤهم عند الله عظيم بغير حساب. نزلت هذه ألآية في المسلمين ألأوائل الذين هاجروا إلى الحبشة.
( ألآية16):( لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّار ِوَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ )(1/125)
في هذه ألآية الكريمة بيان عقوبة الكافرين الذين خسروا أنفسهم وأهلهم في الدنيا والآخرة حيث أن النار ستكون فوقهم تظلهم وكذلك من تحتهم ،ذلك لتخويف العباد من ذلك الجزاء المشين ثم دعوة العباد لتقوى ألله سبحانه وإلا ستكون عاقبتهم سيئة كالخاسرين الذين ذكرهم الله سبحانه.
(ألآية 20): (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ)
في هذه ألآية الكريمة بيان جزاء المتقين لله وهي الجنه الموصوفة في آيات كثيرة في القرآن الكريم.
(ألآية28): (قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )
في هذه ألآية الكريمة بيان أن القرآن الكريم نزل عربياً واضحاً لا لبس فيه كاملاً متكاملاً معجزاً لعل الذين يطلعون عليه ويقرأونه ويتدبرونه يتقون ألله سبحانه بالإيمان برسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) ويؤمنوا بهذا القرآن الذي نزل بلغة العرب الذين تشرفوا بكونهم أول من بُلغ به ودُعي للإيمان والعمل به.
( ألآية 33): ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
بعد أن بين الله سبحانه في ألآية السابقة (32) أنه لا يوجد أظلم ممن كذب على الله سبحانه وكذب بالصدق الذي هو رسالات ألأنبياء ( عليهم السلام) وأن جزائهم جهنم , بين سبحانه أن الذين جاؤا بالصدق وهم ألأنبياء والذين صدقوهم وآمنوا برسالاتهم وهم المؤمنون، أولئك الرسل والمؤمنون هم المتقون لله، ثم بين سبحانه في ألآية اللاحقة (34) أن جزائهم لا حدود له وأن لهم كل ما يطلبون ويريدون عند ربهم في الجنة.
(ألآية57): (أَوْتَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )(1/126)
في هذه ألآية الكريمة يتحسر الكافر والمضيع لدين الله ويتمنى لو أن الله سبحانه هداه الى دينه لكان من المتقين (وهو كاذب) حيث يرد عليه الله سبحانه في ألآية (59) حيث يقول له: بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين.
(ألآية61): (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
في هذه ألآية الكريمة بيان أن الله سبحانه سوف ينجي المتقين من العذاب الذي أعده للكافرين(وهو جهنم) ولن يمسهم السوء الذي يحيط بالكافرين ولا يحزنون على شئ بعد أن فازوا برضوان ألله عليهم وجزاؤه لهم بالجنة.
(ألآية73) : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )
آية أُخرى تبين جزاء المتقين لله وهي الجنة حيث تفتح لهم أبوابها ويسلم عليهم خزنتها من الملائكة الكرام وأنهم دخلوا في السلام وألأمان عند ربهم وطاب عيشهم فيها وهم فيها خالدون لا يخرجون منها أبداً . ((اللهم اجعلنا منهم برحمتك))
سورة فصلت :
(ألآية18): (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )
في هذه ألآية الكريمة بين الله سبحانه وتعالى أن من نجا من ثمود هم الناس الذين يتصفون بصفتين 1- ألإيمان. 2- التقوى. وهما ثابتان متلازمان في كل الرسالات السماوية ودعوة جميع الرسل وألأنبياء الكرام حيث أن ألإيمان بدون تقوى لله نقص في سلوك المؤمن والتقوى دائماً شرط لازم لنجاة المؤمنين من العذاب ونيل الثواب.
سورة الزخرف :
(ألآية 35): (وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)(1/127)
بعد أن يصف سبحانه في ألآيتين (33و34) أنه لولا أن يكون فيه ترغيب للكفر لجعل بيوت الكافرين بأبهى حلة من سقف الفضة وسلالم من الفضة وأبواباً وأسرة من الفضة لجلوسهم وكلها منقوشة ومزينة بالذهب والفضة لإن ذلك النعيم العاجل هو حظ الكافرين في الدنيا ومتاعها الزائل الحقير. أما المتقون فقد وعدهم ربهم نعيم ألآخرة وخيراتها التي لاتنتهي ولا تزول وبما فيها من رضا الله سبحانه عنهم وهو غاية كل متق لله. ((اللهم إجعلنا وآبائنا وأمهاتنا من المتقين الذين تثوبهم الآخرة برحمتك))
(ألآية63): (وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ )
في هذه ألآية الكريمة بيان أن سيدنا عيسى عليه السلام بعد أن بين رسالته وبيناته لبني اسرائيل وأنه جاءهم بالحكمة وليبين لهم بعض الذي إختلفوا فيه من بعد موسى عليه السلام وبقية الرسل والأنبياء إليهم طلب منهم ما طلبه ألأنبياء والرسل الكرام من أقوامهم وهو:- 1- تقوى ألله سبحانه . 2- طاعته في ما جاء به من ربه سبحانه من رسالة إليهم .
(ألآية 67): (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة موقف من مواقف القيامة حيث أن ألأخلاء و ألأصدقاء الذين لا يتصفون بصفات المتقين المبينة في ألآيات الكريمة المختلفة سيصبحون أعداء لبعضهم لإن صداقتهم لن تكن لوجه ألله ولم يكونوا يتقون ألله في بعضهم ولا يخشونه. أما المتقون فيبقون على صداقتهم ومخاللتهم لبعضهم ولإن علاقتهم وصداقتهم في الدنيا كانت لله وفي ألله ولم تكن من أجل عرض من أعراض الدنيا مهما كان.
سورة الدخان :
( ألآية 51 ): (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ).(1/128)
في هذه ألآية و ألآيات الكريمات التالية (52-57) وصف لثواب المتقين فيه الجنة وأولها أنهم في مقام كريم أمين من كل ما ينغص الحياة أو يكدرها فهم في عيش صاف بهيج آمنين في جنة ربهم التي أعدها لهم جزاءً على أعمالهم الصالحة في الدنيا وبرحمته سبحانه.
سورة الجاثية :
(ألآية19): (إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ).
في هذه ألآية الكريمة يبين سبحانه لرسوله الكريم أن لا يتبع أصحاب ألأهواء الظالمين الذين لا يعلمون الحقائق الإلهية لإنهم لن يغنوا عنه من ألله شيئاً وأن الظالمين بعضهم أولياء بعض في الدنيا وألآخرة وأن ألله سبحانه هو ولي المتقين له في الدنيا وألآخرة. طوبى لمن كان تقياً وكان ألله سبحانه وليه في الدنيا وألآخرة. أللهم إجعلنا والقراء الكرام من المتقين الذين تتولاهم في الدنيا وألآخرة.
سورة محمد } - صلى الله عليه وسلم - { :
(ألآية 15): (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ).
في هذه ألآية الكريمة يبين سبحانه بعض صفات الجنة التي وعدها للمتقين وأعدها لهم ومنهاأن فيها :(1/129)
أنهار من ماء غير آسن. 2- أنهار من لبن لم يتغير طعمه. 3-أنهار من خمر الجنة الطاهر الخلي من الغول (الكحول) كما ورد في آيات سابقة واللذيذ للشاربين. 4- أنهار من عسل مصفى. 5- من كل الثمرات.6- مغفرة من ألله وهي أعظم من كل ما سبق. ثم يقارن سبحانه ذلك بجزاء الكافرين الخالدين في النار الذين يسقون الماء الحار يقطع منهم ألأمعاء .
( ألآية 17): (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ).
في هذه ألآية الكريمة يبين سبحانه أن الذين إهتدوا الى طريق ألله وصدقوا بنبيه زادهم ربهم هدى وآتاهم التقوى التي هي مناط ألأمر كله في دين ألله.
(ألآية 36): (إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ).
في هذه ألآية الكريمة وصف للدنيا أنها مهما علت وأغدقت على ألإنسان من ملذاتها وخيراتها التي وضعها الله سبحانه وتعالى فيها فإنها كاللعب واللهو الذي ينقضي بسرعة ويزول . ثم بين سبحانه أن الذين يؤمنون بالله ويتقوه في دنياهم الزائلة هم الذين سيفوزون بالأجر العظيم من الله سبحانه .
سورة الفتح :
(ألآية 26 ): (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ).(1/130)
في هذه ألآية الكريمة وصف لموقف المشركين من أهل مكة في صلح الحد يبية حيث أخذتهم حمية االجاهلية واستكبروا على ألله ورسوله , ولكن الله سبحانه أنزل سكينته على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فلم يتصرفوا كالمشركين بل كانوا طائعين لرسول الله رغم ألإجحاف بهم في بنود الصلح. لكن رسول الله كان ذا نظر بعيد وهدف أسمى وأعظم من المواقف المؤقتة . ثم يبين سبحانه أنه ألزم المؤمنين كلمة التقوى وهي كلمة التوحيد لإنهم يستحقون ذلك لإيمانهم بالله ورسوله وهو سبحانه بكل شئ عليم.
سورة الحجرات :
( ألآية 1 ): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
النداء في هذه ألآية الكريمة للمؤمنين أن لا يقدموا أمراً بين يدي ألله ورسوله . يقول محمد علي الصابوني: قال البيضاني: المعنى لاتقطعوا أمراً قبل أن يحكم الله ورسوله يه. وقيل المراد بين يدي رسول الله وذكر الله تعظيماً له وإشعاراً بأنه من الله بمكان يوجب إجلاله. ثم يدعوهم إلى تقوى الله سبحانه فيما دعاهم إليه من أمر لإن الله يسمع أقوال العباد وهو سبحانه عليم بنياتهم وأحوالهم.
( ألآية 3): (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ).
في هذه ألآية الكريمة أمر من الله سبحانه للمؤمنين أن لا يرفعوا أصواتهم عند رسول ألله ومدح الذين لايرفعون أصواتهم بأنهم من المتقين الذين نجحت قلوبهم في امتحان التقوى فهي مطيعة مستجيبة لأمر الله ورسوله ووعدهم سبحانه بالمغفرة والأجر العظيم في ألآخرة.
( ألآية 10) : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ).(1/131)
هذه ألآية الكريمة مرتبطة بالآية السابقة (( 9)) المتعلقة بالمتقاتلين من المؤمنين ووجوب ألإصلاح بينهما وحتى مقاتلة الفئة التي تبغي على أختها خروجاً على أمر الله وسنة رسوله .يبين سبحانه أن المؤمنين أخوة وأن أخوة ألإيمان أقوى من اخوة النسب عند ألله سبحانه ثم يدعوا مرة أخرى إلى الإصلاح بين ألأخوة المتقاتلين وأن يتقي المؤمنون الله في أنفسهم وفيما بينهم وأن يكون المصلحون صادقين عادلين لايحابون إحدى الفئتين على حساب ألأخرى وأن يتقوا الله , المطلع على كل شئ , في هذا ألأمر الجلل, وذلك لعل الله سبحانه يرحمهم جميعاً في الدنيا وألآخرة .
( ألآية 12): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ).
في هذه ألآية الكريمة أوامر من ألله سبحانه للمؤمنين :
إجتناب الكثير من الظن ( وهو الظن السئ بالأخرين ) لإن بعضه إثم لا يرضاه الله.
عدم التجسس بينهم بعضهم ضد بعض لغايات سيئة لايرضاها الله سبحانه.
إجتناب الغيبة لإخوانهم المؤمنين وهي من أشد ألآفات التي تفتك بالمجتمع وتخلق الفتن والمشاحنات والفساد .
يدعوهم إلى تقوى ألله سبحانه في كل هذه ألأمور والخوف منه وتذكر مراقبته للمؤمن في كل أحواله وأعماله. ثم بعد ذلك إن الله تواب على الذين يتوبون من هذه ألأفعال المشينة. وهو رحيم بالمؤمنين سبحانه .
( ألآية 13) :(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).(1/132)
في هذه ألآية الكريمة يبين الله سبحانه أن أصل الناس رجل وإمرأة (( آدم وحواء )) خلق منهما شعوباً وقبائل متعددة يعرف بعضهم بعضاً من ناحية النسب , وأنه لا مفخرة بالنسب أمام من أكرمهم الله على خلقه وهم المتقون له سبحانه. ورد عن الرسول صلى ألله عليه وسلم أن قال (( من سره أن يكون أكرم ألناس فليتق ألله )).
كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم (( الناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله تعالى , ورجل فاجر شقي هين على الله تعالى)) . والله عليم بعباده خبير بأحوالهم فالتقوى فوق النسب عند الله سبحانه.
سورة ق :
(ألآية 31): (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ).
في هذه ألآية الكريمة وعد قاطع للمتقين أن ثوابهم الجنة .
سورة الذاريات :
(ألآية15): ( إ ِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ).
يبين الله سبحانه في هذه ألآية مرة أخرى أن ثواب المتقين هي الجنات التي لايمكن وصفها وعيون المياه التي لايعرف أوصافها ومزاياها إلا الله سبحانه.
سورة الطور :
( ألآية 17) : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ).
مرة أخرى يؤكد سبحانه أن ثواب المتقين هو الجنات بما فيها من نعيم مقيم واسع لا نهاية له لايعلم حده ولا وصفه إلا الله سبحانه جزاءً لهم على تقواهم لله في الدنيا.
سورة النجم :
(ألآية32): ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ).(1/133)
في هذه ألآية الكريمة بيان بعض صفات المحسنين :- وهو إجتنابهم لكبائر ألإثم والفواحش ألا ما كان منها بسيطاً وربما غير مقصود منه المعصية لله , وهو مالا يسلم منه إلا من عصمه الله سبحانه . ثم يبين سبحانه أنه واسع المغفرة للمؤمنين والمحسنين الذين ذكرت صفاتهم أعلاه, وهو سبحانه عليم بهم منذ أن خلقهم من ألأرض ثم وهم أجنة في بطون أمهاتهم . ثم يعلمهم أن لا يزكوا أنفسهم على الله سبحانه إذ هو أعلم بمن إتقاه في تجنب ألإثم والفواحش والإمتثال لإوامره سبحانه.
سورة القمر :
( ألآية54):( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ).
مرة أخرى ثواب المتقين هو الجنات التي تجري من تحتها ألأنهار كما وصفها سبحانه في آيات كثيرة. ثم في ألآية التالية جزاء أعظم وهو مقعد الصدق عنده سبحانه وهو ثواب لايعدله ولا يعظم عليه ثواب إلا ماشاء الله سبحانه.
سورة الحديد :
( ألآية 28) : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).
في هذه ألآية الكريمة نداء للمؤمنين:- 1- أن يتقوا الله سبحانه في كل أحوالهم. 2- ألإيمان برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. ثم يبين جزاء ذلك سبحانه :- 1- مضاعفة رحمة الله سبحانه لهم. 2- يجعل لهم نوراً في ألآخرة يمشون فيه على الصراط المستقيم . 3- يغفر لهم معاصيهم . 4- يؤكد لهم سبحانه أنه غفور واسع المغفرة ورحيم واسع الرحمة لعباده المؤمنين.
سورة المجادلة :
( ألآية 9 ): ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ).(1/134)
في هذه ألآية الكريمة يأمر سبحانه وتعالى المؤمنين أن لا يتناجوا فيما بينهم بالإثم من القول كالغيبة والنميمة وفاحش القول ولا العدوان والتآمر لإيذاء الآخرين من الناس وكذلك عدم معصية الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم إتباع سنته التي بينها لهم . كذلك يأمرهم بالتناجي والحديث بالبر بين الناس في القول والعمل والتقوى لله سبحانه يحث بعضهم بعضاً عليها, كذلك يأمرهم أن يتقوا الله سبحانه الذي إليه مصيرهم ومحشرهم حيث الثواب والعقاب .
سورة الحشر :
( ألآية 7) : ( مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ).
في هذه ألآية الكريمة حكم الفئ (( وهو ما أخذ من أمواال الكفار بدون قتال )) كما حدث في بني قريضة وبني النضير وفدك وخيبر. حيث أن حكمها للرسول صلى الله عليه وسلم يوزعها كيف يشاء لإنها أخذت بدون قتال . فوزعت على ذوي قربى رسول الله وعلى االيتامى من المسلمين والفقراء من المسلمين المهاجرين وأبناء ا لسبيل. ثم فيها أمرعظيم ألأهمية وهو( ماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فا نتهوا ) وهو أمر صريح للعمل بسنة رسول ألله صلى الله عليه وسلم . ثم الدعوة الى تقوى الله سبحانه وتحذيره بأنه شديد العقاب على من عصاه وعصى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .
( ألآية 18)(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(1/135)
في هذه ألآية الكريمة نداء للمؤمنين أن يتقوا الله سبحانه بتقديم ألأعمال الصالحة التي يرضاها الله سبحانه لإنها رصيدهم الحقيقي يوم القيامة , ثم تأكيد على االتقوى مرة ثانية لإن الله سبحانه خبير بكل شئ وبما يعمله ويقدمه المتقون ليوم القيامة حيث لا يفوز إلا من إتقى الله سبحانه وعمل صالحاً يرضاه الله ورسوله. قال بن كثير في تفسيره :انظروا ماذا إدخرتم لإنفسكم من ألأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم وسمي يوم القيامة (( غداً )) لقرب مجيئه.
سورة الممتحنة :
( ألآية 11): (وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ ).
في هذه ألآية الكريمة حكم شرعي للمؤمنين الذين ذهبت أزواجهم فراراً الى الكفار أن يعطوا من أموال الغنائم مثل ما أنفقوا على أزواجهم تعويضاً لهم ويدعوهم الله سبحانه الى تقوى الله في هذا ألأمر وإمتثالاً لأمر الله سبحانه الذي هم به مؤمنون.
سورة التغابن :
( 16): (فاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).
في هذه ألآية الكريمة أمور مهمة جداً للمؤمنين : 1- تقوى الله سبحانه بأقصى ما يستطيعون. 2- طاعة الله سبحانه في أوامره ونواهيه وفي ما حلل وحرم. 3- دعوتهم للإنفاق في سبيل ألله مما أعطاهم سبحانه إذ أن هذا هو الخير لأنفسهم.4- تحذيرهم من البخل بكل أشكاله ووصفه سبحانه بشح ألنفس وهي صفة ذميمة جداً. 5- إن من يتبعون هذه ألأوامر وينفذون هذه ألأمور هم المفلحون عند ربهم يوم القيامة.
سورة الطلاق(1/136)
( ألآية 1 ): ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً).
في سورة الطلاق اثناعشرة آية في خمس منها وردت إشارات إلى تقوى الله سبحانه وهذا دليل ربما على دعوة المؤمنين لتقوى الله سبحانه قبل ارتكاب أبغض الحلال ((وهو الطلاق)) . في هذه ألآية الكريمة حكم يخص المطلقات وهو التطليق في طهر بعد حيض دون مسهن . وأحصوا العدة كاملة ((3 أشهر)) وتقوى الله سبحانه من كل ألأطراف في هذا ألأمر لئلا تتزوج المرأة قبل إنقضاء العدة وتحمل وتخلط أنساب الناس, ثم عدم إخراجهن من بيوتهن حتى إنقضاء العدة إلا إذا أرتكبت جرم الزنا عند ذلك تخرج لإقامة الحد عليها. والغاية من إبقائهن في االبيوت لإحتمال تراجع الزوجين قبل إنقضاء العدة.
( ألآية2 ): ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً).
في هذه ألآية الكريمة دعوة لتقوى الله من قبل ألأزواج والزوجات الذين تطلقوا فإما إعادتهن حسب شريعة الله والإحسان إليهن أو مفارقتهن بالإحسان دون أذى من أحد الطرفين ثم الدعوة إلى تقوى الله في كل ذلك. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنها : (( إني لأعلم آية لو أخذ بها االناس لكفتهم وتلا هذه ألآية.(1/137)
( ألآية 4):( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ).
في هذه ألآية الكريمة بيان لعدة النساء الكبيرات في السن ألائي توقف عندهن الحيض فعدتهن 3 أشهر وعدة الحوامل هي حتى يضعن حملهن ثم الدعوة إلى تقوى الله مرة أخرى حيث من يتق الله سبحانه ييسر له الله أموره العسيرة التي يظن أنها لا تحل .
( ألآية 5) : ( ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ).
في هذه ألآية الكريمة بيان أن كل ما تقدم من ألآيات هي أوامر من الله سبحانه تجب إطاعتها ثم الدعوة إلى تقوى الله سبحانه لإن ثواب المتقين عند الله سبحانه هو تكفير السيئات ومحوها وتعظيم ألأجر والثواب للمتقين .
( ألآية10)( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً).
هذه ألآية الكريمة متصلة بالآيات االسابقة حيث يبين سبحانه ما أعده من العذاب لأي قرية أو مدينة عتت على أمر ألله سبحانه وارتكبت من المعاصي التي حرمها الله حيث أعد لها سبحانه عذاباً وصفه بأنه شديد والعياذ بالله ثم تحذير لذوي العقول أن يتقوا الله سبحانه ويتعضوا من عذاب تلك القرى العاتية وإتباع ما أنزله الله من الذكر وهو القرآن الكريم بما جاء فيه من أحكام وشرائع وعقائد .
سورة القلم :
(ألآية34): (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ).
في هذه ألآية الكريمة بيان لثواب المتقين لله سبحانه وهو جنات النعيم التي وصفها سبحانه في آيات متعددة من القرآن الكريم .
سورة الحاقة :(1/138)
( ألآية 48): (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة بيان أن القرآن الكريم هو تذكرة للمتقين الذين يأتمرون بأوامره ويتجنبون نواهيه ويطبقون ما جاء به من عقيدة وشريعة كاملة لكل حياتهم .
سورة نوح } - عليه السلام - { :
( ألآية 3) : ( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ).
في هذه ألآية الكريمة بيان أن دعوة سيدنا نوح عليه ا لسلام لقومه كانت :- 1- عبادة الله وحده لاشريك له . 2- تقوى الله سبحانه . 3- إطاعة نوح عليه السلام فيما جاءهم به من عقيدة في توحيد الله سبحانه وما أتاهم به من شريعة من الله ليطبقوها في حياتهم اليومية .
سورة المزمل :
( ألآية17) (( كَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً).
في هذه ألآية الكريمة تخويف وترهيب للمشركين والكافرين من هول يوم القيامة الذي يشيب الولدان (( وهو كناية عن فضاعته وشدته وقسوته على الكافرين )) وهو يسألهم كيف سيتقون ذلك اليوم إلا بالإيمان بالله وتوحيده والعمل بشريعته لكي يتقوا هول ذلك اليوم الذي يكون فيه المؤمنون آمنون لاخوف عليهم ولاهم يحزنون.
سورة المدثر :
(الآية 56): ( وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ).
يقول محمد علي الصابوني:أي وما يتعضون به (القران)إلا أن يشاء الله لهم الهدى فيتذكروا ويتعضوا وفيه تسلية النبي (- صلى الله عليه وسلم -) وترويح عن قلبه الشريف مما كان يخامره من إعراضهم وتكذيبهم له .(1/139)
((هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)) أي هو جل وعلا أهل لإن يتقى لشدة عقابه , وأهل ليغفر الذنوب لكرمه وسعة رحمته قال الالوسي : أي حقيق أن يتقى عذابه ويطاع وحقيق بان يغفر لمن آمن به وأطاعه. وفي الحديث عن انس أن رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) قرأ هذه الآية ((هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)) ثم قال ((قال ربكم أنا أهل أن اتقى ,فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فانا أهل أن اغفر له )).
سورة المرسلات :
(الآية 41): (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ) .
في هذه الآية الكريمة بيان لجانب من ثواب المتقين لله سبحانه وهي الظلال البهيجة التي لايعلم وصفها إلا الله سبحانه والعيون التي تجري بما يشاء الله من الشراب الطيب الحلال.
سورة النبأ :
((الآية 31))(( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازا))
في هذه الآية الكريمة بيان أن المتقين لله في الدنيا في كل أحوالهم هم الفائزون يوم القيامة برضا الله سبحانه وبنعيم الجنة وما اعد الله سبحانه من جوائز لايعلمها إلا هو لعباده المتقين.
سورة الشمس :
(الآية 8): ( َأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا))
يقول محمد علي الصابوني:أي وعرفها الفجور والتقوى , وما تميز به بين رشدها وضلالها. قال ابن عباس :يبين لها الخير والشر والطاعة والمعصية وعرفها مأتاتي وما تتقي.
إن تبيين الله سبحانه للفجور والتقوى للإنسان حتى يتجنب الفجور وكل ما يغضب الله سبحانه عليه وليؤدي حقوق الله سبحانه من عبادة خالصة له وتقواه حتى يفوز الإنسان بالجائزة الكبرى يوم القيامة وهي رضا الله سبحانه عنه وإدخاله في نعيمه المقيم.
سورة الليل :
(الآية 5) : (أَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى).
في هذه الآية الكريمة بيان لأمرين يحبهما الله لعباده ويثيبهم على ذلك خير الثواب وهما:
الإنفاق في سبيل الله في كافة وجوه الخير المشروعة.(1/140)
تقوى الله سبحانه في كافة أحوال الإنسان المسلم المؤمن المتقي له الراجي رحمته وثوابه.
(الآية 17) :( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى).
في هذه الآية الكريمة يذكر سبحانه انه سيجنب الأتقياء عذاب جهنم الذي أعده (والعياذ بالله) للأشقياء الذين كذبوا بدين الله وتولوا عن طاعته وتقواه سبحانه.
سورة العلق :
(الآية 12) :( أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى).
هذه الآية الكريمة متعلقة بالآيات (9-11) ((أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى{9} عَبْداً إِذَا صَلَّى{10} أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى)) يقول محمد علي الصابوني :وقد اجمع المفسرون على أن العبد المصلي هو محمد(- صلى الله عليه وسلم -) وان الذي نهاه هو اللعين (أبو جهل)حيث قال: لئن رأيت محمدا يصلي لأطان عنقه.((أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى)) أي اخبرني إن كان هذا العبد المصلي هو محمد(- صلى الله عليه وسلم -) الذي تنهاه عن الصلاة صالحا مهتديا على الطريقة المستقيمة في قوله وفعله. (( أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى)) أي كان آمرا بالإخلاص والتوحيد داعيا إلى الهدى والرشاد كيف تزجره وتنهاه .
((إن إخلاص العبادة لله وحده بالحب والخوف والرجاء وتوحيده سبحانه هي أعظم التقوى لله سبحانه)).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الفهرست
الصفحة ... الموضوع
2 ... تقديم
4 ... المقدمة
28 ... نصوص آيات التقوى في القرآن الكريم
50 ... شرح آيات التقوى في القرآن الكريم
المصادر
الصفحة ... المصدر
1- ... القرآن الكريم
2- ... صحيح البخاري . الإمام البخاري.
3- ... صحيح مسلم . ألإمام مسلم
4- ... في ظلال القرآن . سيد قطب
5- ... صفوة التفاسير. محمد علي الصابوني
مقالات من ألإنترنت
1- ... رسالة موجهة الى السيد علي القطان من أسد القطان في 24/6/2005
2- ... خطبة إذاعية بعنوان التقوى .الدكتور محمد راتب النابلسي
3- ... قيمة التقوى في القرآن.المهندس غريبي مراد عبدالملك(1/141)
4- ... التقوى..طريق الله في الحياة ألإنسانية .الدكتور ناصر الحق
5- ... التقوى . هاشم محمد علي المشهداني
المؤلف
الدكتور
حسين علي خليف الجبوري
1- مواليد 1951 محافظة نينوى .العراق
2- خريج كلية طب جامعة الموصل .سنة 1974
3-دبلوم مهني ( يعادل ماجستير )في علم أمراض الدم
كلية طب جامعة الموصل . سنة 1994.
4- طبيب إختصاصي في علم أمراض الدم في
مستشفى ابن سينا التعليمي
الموصل - العراق(1/142)