فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)
وقوله عز وجل: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) قرأها الْأَعْمَش وعاصم والحسن وبعضُ أهل المدينة (بَرِق) بكسر الراء، وقرأها نافع الْمَدَنِيّ «فإذ «1» بَرَق البصر» بفتح الراء من البريق «2» : شخص، لمن فتح، وقوله «بَرق» : فزع، أنشدني بعض العرب:
نعانى حنانة طُوبالةً ... تُسَفُّ يَبيسًا من العِشْرِقِ
فنفسَك فَانْعَ ولا تَنْعَنِي ... وداوِ الْكُلُومَ ولا تَبْرَقِ «3»
فَتح الراءَ أي: لا تفزع من هول الجراح التي بك، كذلك يبرق البصر يوم القيامة.
ومن قَرَأَ «بَرِقَ» يَقُولُ: فتح عينيه، وبرق بصره أيضا لذلك.
وقوله عز وجل: وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) .
ذهب ضوءُه.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) .
[وفي قراءة عَبْد اللَّه «4» ] وجمع بين الشمس والقمر يريد: فِي ذهاب ضوئها أيضًا فلا ضوء لهذا ولا لهذه. فمعناه: جمع بَيْنَهُما «5» فِي ذهاب الضوء كما تَقُولُ: هَذَا يوم يستوي فِيهِ الأعمى والبصير أي: يكونان فِيهِ أعميين جميعًا. [وَيُقَال: جمعًا] «6» كالثورين العقيرين فِي النار. وإنما قَالَ: جُمِع ولم يقل: جمعت لهذا لأن المعنى: جمع بَيْنَهُما فهذا وجه، وإن شئت جعلتهما جميعًا فِي مذهب ثورين. فكأنك قلت: جمِع النوران، جُمِع الضياءان، وهو قول الكسائي: وقد كان قوم
__________
(1) فى ح، ش: نافع المدني برق. [.....]
(2) وهى أيضا قراءة أبان عن عاصم. معناه: لمع بصره من شدة شخوصه فتراه لا يطرف، قال مجاهد وغيره:
هذا عند الموت. وقال الحسن: هذا يوم القيامة. (تفسير القرطبي 19/ 95) .
(3) الشعر لطرفة- كما فى اللسان مادة برق 215.
والطوبالة: النعجة لقبه بها، ولا يقال للكبش: طوبال، ونصب طوبالة على الذم له كأنه قال:
أعنى: طوبالة ... والعشرق: شجر ينفرش على الأرض عريض الورق، ليس له شوك. وانظر ديوان الشاعرة 218
(4) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(5) كذا فى ش وفى ب، ح: بينها، تصحيف.
(6) سقط فى ش.(3/209)
يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)
يقولون: إنَّما ذكرنا فعل الشمس لأنها لا تنفرد بجُمع حتَّى يشركَها غيرها، فلما شاركها مذكر كَانَ القول فيهما جُمِعا، ولم «1» يجر جمعتا، فقيل لهم: كيف تقولون الشمس [116/ ا] جُمعَ والقمر؟
فقالوا: جُمِعت، ورجعوا عنْ ذَلِكَ القول.
وقوله عز وجل: أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) .
قرأه [الناس المفر] «2» بفتح الفاء [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ»
] وقال: حدثنا الفراء، قال: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ «4» بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: «أَيْنَ الْمَفَرُّ» وَقَالَ: إِنَّمَا الْمَفَرُّ مَفَرُّ الدَّابَّةِ حَيْثُ تَفِرُّ، وَهُمَا لُغَتَانِ: الْمَفِرُّ وَالْمَفَرُّ «5» ، وَالْمَدِبُّ وَالْمَدَبُّ. وَمَا كَانَ يَفْعِلُ فِيهِ مَكْسُورًا مِثْلَ: يَدِبُّ، وَيَفِرُّ، وَيَصِحُّ، فَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَفِرٌّ وَمِفَرٌّ، وَمَصِحٌّ وَمَصَحٌّ، وَمَدِبٌّ وَمَدَبٌّ. أنشدني بعضهم:
كأن بقَايا الأثر فوقَ متونه ... مدَب الدَّبي فوق النقا وهو سارِح «6»
ينشدونه: مَدَب، وهو أكثر من مَدِب. وَيُقَال: جاء عَلَى مَدَب السيل، [ومدِب السيل] «7» ، وما فِي قميصه مَصِح ولا مَصَحٌّ.
وقوله عزَّ وجلَّ: كَلَّا لا وَزَرَ (11) .
والوزر: الملجأ.
وقوله عز وجل: يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ
(13) .
يريد: ما أسلف من عمله، وما أخر من سنة تركها يعمل بها من بعده، فإن سن «8» سنة حسنة
__________
(1) كذا فى ش وفى ب، ح: لم يجر.
(2) سقط فى ش.
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(4) كذا فى ش، وفى ب، ح: عن، تصحيف. انظر ميزان الاعتدال: 4: 381.
(5) المفسّر: قراءة الجمهور، والمفسّر، قراءة مجاهد والحسن وقتادة (تفسير القرطبي 19/ 98) .
(6) الدّبى: الجراد قبل أن يطير، وعن أبى عبيدة: الجراد أول ما يكون سرو وهو أبيض، فإذا تحرك واسود فهو دبى قبل أن تنبت أجنحته.
والنقا: الكثيب من الرمل. ورد البيت فى تفسير الطبري 19: 98 غير منسوب، وفيه: فوق البنا مكان: فوق النقا. وهو تصحيف.
(7) سقط فى ش.
(8) فى ش: سن حسنة.(3/210)
كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20)
كَانَ لَهُ مثل أجر من يعمل بها من غير أن يُنتقصوا، وإن كانت سنة سيئة عذب عليها، ولم ينقص من عذاب من عمل بها شيئًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
(14) .
يَقُولُ: عَلَى الْإِنْسَان من نفسه رقباء يشهدون عَلَيْهِ بعمله: اليدان، والرجلان، والعينان، والذكر، قَالَ الشَّاعِر:
كأنَّ عَلَى ذي الظن عينًا بصيرةً ... بمقعده أو منظر هو ناظره
يحاذر حتى يحسب الناس كلّهم ... من الخوف لا تخفي عليهم سرائره «1»
وقوله عزَّ وجلَّ: وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
(15) .
جاء فِي التفسير: ولو أرخى ستورة، وجاء: وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره.
وقوله [116/ ب] عز وجل: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ
(16) .
كَانَ جبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نزل بالوحي على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقرآن قَرَأَ بعضه فِي نفسه قبل أن يستتمه خوفًا أن ينساه، فقيل لَهُ «لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ»
فى قلبك «وَقُرْآنَهُ»
وقراءته، أي: أن جبريل عَلَيْهِ السَّلام سيعيده عليك.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَإِذا قَرَأْناهُ [فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ]
«2» 18) .
إِذَا قرأه عليك جبريل «3» عَلَيْهِ السَّلام «فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ»
، والقراءة والقرآن مصدران، كما تَقُولُ:
راجحٌ بَين الرجحان والرجوح. والمعرفة والعرفان، والطواف والطوفان.
وقوله عزَّ وجلَّ: كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) . وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) .
رويت عنْ عليّ بْن أَبِي طَالِب، رحمه اللَّه: «بَلْ تُحِبُّونَ، وَتَذَرُونَ» بالتاء، وقرأها كَثِير:
«بل يحبون» «4» بالياء، والقرآن يأتي عَلَى أن يخاطب المنزل عليهم أحيانًا، وحينا يُجعلون كالغَيَب،
__________
(1) رواية القرطبي: العقل مكان الظن فى الشطر الأول من البيت الأول (انظر تفسير القرطبي 19/ 100) . [.....]
(2) الزيادة من ح، ش.
(3) سقط فى ح، ش.
(4) هى قراءة مجاهد والحسن وقتادة والجحدري وابن كثير وأبى عمر وبياء الغيبة فيهما (البحر المحيط/ 3887)(3/211)
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)
كقوله: «حَتَّى إِذا «1» كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ «2» » .
وقوله عزَّ وجلَّ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) .
مشرقة بالنعيم «3» . «وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ» (24) كالحة.
وقوله عزَّ وجلَّ: تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25) .
والفاقرة: الداهية، وَقَدْ جاءت أسماء القيامة، والعذاب بمعاني الدواهي وأسمائها.
وقوله عزَّ وجلَّ: كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) .
يَقُولُ: إِذَا بلغت نَفْس الرجل عند الموت تراقيه، وقال من حوله: «من راق؟» هَلْ [من «4» ] مداو؟ هَلْ «5» من راق؟ وظن الرجل «أَنَّهُ الْفِراقُ» ، علم: أَنَّهُ الفراق، وَيُقَال: هَلْ من راق إن ملَك الموت يكون معه ملائكة، فإذا أفاظ «6» [117/ ا] الميت نفسه، قَالَ بعضهم لبعض: أيكم يرقَى بها؟
من رقيت أي: صمدت.
وقوله عز وجل: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) .
أتاه أولُ شدة أمر «7» الآخرة، وأشد آخر أمر الدنيا، فذلك قوله: «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» ، وَيُقَال: التفت ساقاه، كما يُقال للمرأة إِذَا التصقت فخذاها: هِيَ لَفّاء.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَتَمَطَّى (33) .
يتبختر لأن الظهر هُوَ المَطَا، فيلوي ظهره تبخترًا وهذه خاصة فِي «8» أبي جهل.
وقوله عز وجل: مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) .
__________
(1) سقط خطأ فى ش.
(2) سورة يونس، الآية 22.
(3) فى ح، ش كالنعيم، تحريف.
(4) الزيادة. من ش
(5) فى ش: وهل.
(6) أفاظ نفسه: أخرجها ولفظ آخر أنفاسها.
(7) فى ش: آخر، تحريف.
(8) فى ش: إلى، تحريف.(3/212)
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)
بالياء والتاء «1» . من قال: يمنى، فهو للمنى، وتُمنى للنطفة. وكلٌّ صوابٌ، قرأه أصحاب عَبْد اللَّه بالتاء. وبعض أهل المدينة [أيضًا] «2» بالتاء.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40) .
تظهر الياءين، وتُكسر الأولى، وتجزم الحاء. وإن كسرت الحاء ونقلت إليها إعراب الياء الأولى التي تليها كَانَ صوابًا، كما قَالَ الشَّاعِر:
وكأنها بين النساءِ سَبيِكةٌ ... تَمْشِي بِسُدَّةِ بَيْتها فتعىّ «3»
أراد: فتعيا «4» .
ومن سورة الْإِنْسَان
قوله تبارك وتعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ (1) .
معناه: قَدْ أتى عَلَى الْإِنْسَان حين من الدهر. «وهل» قَدْ «5» تكون جحدًا، وتكون خبرًا.
فهذا من الخبر لأنك قد تقول: فهل وعظتك؟ فهل أعطيتك؟ تقرره «6» بأنك قَدْ أعطيته ووعظته.
والجحد أن تَقُولُ: وهل يقدر واحد عَلَى مثل هَذَا؟.
وقوله تبارك وتعالى: لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) .
يريد: كَانَ شيئًا، ولم يكن مذكورًا. وذلك من حين خلقه اللَّه من طين إلى أن نفخ فِيهِ الروح.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ (2) .
__________
(1) قرأ الجمهور: تمنى، وابن محيصن والجحدري وسلام ويعقوب وحفص وأبو عمرو بخلاف عنه بالياء (البحر المحيط 8/ 391) .
(2) زيادة من ح، ش.
(3) انظر الدرر اللوامع: 1: 31. السبيكة: القطعة المذوّبة من الذهب أو الفضة.
والسدّة: الفناء، جاء فى البحر المحيط: قال ابن خالويه: لا يجيز أهل البصرة: سيبويه وأصحابه- ادغام: يحيى، قالوا: لسكون الياء الثانية، ولا يعتدون بالفتحة فى الياء، لأنه حركة إعراب غير لازمة.
وأمّا الفراء فاحتج بهذا البيت: تمشى بسدة بيتها فتعىّ، يريد فتعيا (البحر المحيط 8/ 391) [.....]
(4) كذا فى النسخ والأشبه أن تكون فتعى مضارع أعيا، فتكون مطابقة: ليحيى.
(5) فى ش: وهل تكون.
(6) كذا فى ش: وفى ب، ح: تقدره، تصحيف.(3/213)
الأمشاج: الأخلاط، ماء الرجل، وماء المرأة، والدم، والعلقة، ويقال للشىء من هذا إذا [117/ ب] خلط: مشيج كقولك: خليط، وممشوج، كقولك: مخلوط.
وقوله: نَبْتَلِيهِ (2) والمعنى والله أعلم: جعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، فهذه مقدَّمة معناها التأخير.
إنَّما المعنى: خلقناه وجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه.
وقوله تبارك وتعالى: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ (3) .
وإلى السبيل، وللسبيل. كل ذَلِكَ جائز فِي كلام العرب. يَقُولُ: هديناه: عرّفناه السبيل، شكر أو كفر، و (إما) هاهنا تكون جزاء، أي: إن شكر وإن كفر، وتكون عَلَى (إما) التي مثل قوله: «إِمَّا «1» يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ «2» » فكأنه قَالَ: خلقناه شقيًا أَوْ سعيدًا.
وقوله عز وجل: سلاسلا وأغلالا (4) .
كتبت «سَلاسِلَ» بالألف، وأجراها بعض «3» القراء لمكان الألف التي فِي آخرها. ولم يجر «4» بعضهم. وقَالَ الَّذِي لم يجر «5» : العرب تثبت فيما لا يجري الألف فِي النصب، فإذا وصلوا حذفوا الألف، وكلٌّ صواب. ومثل ذَلِكَ قوله: «كانَتْ قَوارِيرَا» (15) أثبتت الألف فِي الأولى لأنها رأس آية، والأخرى ليست بآية. فكان «6» ثباتُ الألف فِي الأولى أقوى لهذه الحجة، وكذلك رأيتها فِي مصحف عَبْد اللَّه، وقرأ بها أهل البصرة، وكتبوها فِي مصاحفهم كذلك. وأهل الكوفة والمدينة يثبتون الألف فيهما جميعًا، وكأنهم استوحشوا أن يكتب حرف واحد في معنًى نصب بكتابين مختلفين. فإن شئت أجريتهما جميعًا، وإن شئت لم تجرهما «7» ، وإن شئت أجريت الأولى لمكان الألف فِي كتاب أهل البصرة. ولم تجر الثانية إذ «8» لم يكن فيها الألف.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (5) .
__________
(1) فى ش: وإما، تحريف.
(2) التوبة، الآية 106.
(3) منهم نافع والكسائي، كما فى الإتحاف.
(4) هم غير نافع والكسائي ومن وافقهما.
(5) فى ش: لم يجر تحريف.
(6) فى ش: فكأن، تصحيف.
(7) فى ش: لم يجرهما، تصحيف.
(8) كذا فى ش: وفى ب، ح: إذا، وإذا أثبت.(3/214)
يُقال: إنها عين تسمى الكافور، وَقَدْ تكون «1» كَانَ مزاجها كالكافور لطيب ريحه، فلا تكون حينئذ اسما، والعرب [118/ ا] تجعل النصب فِي أي هذين الحرفين أحبوا. قَالَ حسان:
كأنَّ خبيئَةً من بيت رأْسٍ ... يكونُ مِزاجُها عَسلٌ وماءٌ «2»
وهو أبين فِي المعنى: أن تجعل الفعل فِي المزاج، وإن كَانَ معرفة، وكل صواب. تَقُولُ: كَانَ سيدَهم أبوك، وكان سيدُهم أباك. والوجه أن تَقُولُ: كَانَ سيدَهم أبوك لأن الأب اسم ثابت والسيد صفة من الصفات.
وقوله عزَّ وجلَّ: عَيْناً (6) .
إن شئت جعلتها تابعة للكافور كالمفسَّرة، وإن شئت نصبتها عَلَى القطع من الهاء فِي «مِزاجُها» .
وقوله عز وجل: يَشْرَبُ بِها (6) ، و «يشربها» .
سواء فِي المعنى، وكأن يشرب بها: يَروَى بها. وينقَع. وأمَّا يشربونها فبّين، وَقَدْ أنشدني بعضهم «3» :
شَرِبْنَ بِمَاءِ البحرِ ثُمَّ تَرَفَّعتْ ... مَتى لُججٍ خَضْرٍ لَهُنَّ نئيجُ
ومثله: إنه ليتكلم بكلام حسن، ويتكلم كلامًا حسنًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (6) .
أيها أحب الرجل من أهل الجنة فجرها لنفسه.
وقوله عز وجل: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (7) .
__________
(1) فى ش: يكون.
(2) الخبيئة: المصونة، المضنون بها لنفاستها. وبيت رأس: موضع بالأردن مشهور بالخمر.
ويروى البيت: كان سبيئة، وهى كذلك فى ديوانه؟ والسبيئة: الخمر، سميت بذلك. لأنها تستبأ أي: تشترى لتشرب، ولا يقال ذلك إلّا فى الخمر. انظر الكتاب. 1: 23، والمحتسب: 1: 279.
(3) لأبى ذؤيب الهذلي يصف السحابات. والباء فى بماء بمعنى من، ومتى: معناها «فى» فى لغة هذيل. ونئيج أي سريع مع صوت. ديوان الشاعر: 51، و (تفسير القرطبي: 19/ 124) . [.....](3/215)
إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)
هَذِهِ من صفاتهم فِي الدنيا، كأن فيها إضمار كَانَ: كانوا يوفون بالنذر.
وقوله عزَّ وجل: وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) .
ممتد البلاء، والعرب تَقُولُ: استطار الصدع فِي القارورة وشبهها، واستطال.
وقوله عزَّ وجلَّ: عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) .
والقمطرير: الشديد، يُقال: يوم قمطرير، ويوم قماطر، أنشدني بعضهم:
بَنِي عمِّنا، هَلْ تذكُرونَ بَلاءنا ... علَيكُمْ إِذَا ما كَانَ يومٌ قُمَاطِرُ «1»
وقوله عز وجل: مُتَّكِئِينَ فِيها (13) .
منصوبة كالقطع. وإن شئت جعلته تابعًا للجنة، كأنك قلت: جزاؤهم جنة متكئين فيها.
وقوله عز وجل ذكره: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها (14) .
يكون نصبًا عَلَى ذَلِكَ: جزاؤهم جنة متكئين فيها، ودانيةً ظلالها. وإن شئت جعلت: الدانية تابعة للمتكئين عَلَى سبيل القطع الَّذِي قَدْ يكون رفعا على [118/ ب] الاستئناف. فيجوز مثل قوله:
«وَهذا بَعْلِي شَيْخاً» «2» «وشيخٌ» ، وهي فِي قراءة أبي: «ودانٍ عليهم ظلالها» فهذا مستأنف فِي موضع رفع، وفي قراءة عبد الله: «ودانيا عليهم ظلالها» «3» ، وتذكير الداني وتأنيثه كقوله:
«خاشعا أبصارهم» «4» فى موضع، وفى موضع «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» «5» . وَقَدْ تكون الدانيةُ منصوبة عَلَى مثل قول العرب: عند فلان جاريةٌ جميلةٌ، وشابةً بعد طريةً، يعترضون بالمدح اعتراضًا، فلا ينوون بِهِ النسق عَلَى ما قبله، وكأنهم يضمرون مَعَ هَذِهِ الواو فعلا تكون بِهِ النصب فِي إحدى القراءتين: «وحورًا عينًا» «6» . أنشدني بعضهم:
ويأوي إلى نسوة عاطلاتٍ ... وشُعثا مراضيعَ مثل السعاليِ «7»
__________
(1) (البيت فى تفسير الطبري: 29/ 211، والقرطبي: 19/ 133)
(2) سورة هود، الآية 72.
(3) وهى أيضا قراءة الأعمش، وهو كقوله: خاشعا أبصارهم (البحر المحيط 8/ 396)
(4) سورة القمر: 7، و (خاشعا) قراءة أبى عمرو وحمزة والكسائي ومن وافقهم، والباقون يقرءونها (خشّعا) الإتحاف 250.
(5) سورة القلم، الآية: 43.
(6) فى قراءة أبى، وعبد الله أي: يزوجون حورا عينا (المحتسب، 2/ 309 والبحر المحيط 8/ 206)
(7) البيت لأمية بن عائذ الهذلي، ويروى:
له نسوة عاطلات الصدو ... عوج مراضيع مثل السّعالى
ورواية اللسان: ويأوى إلى نسوة عطّل. والسعالى: جمع سعلاة، وهى: الغول أو سحرة الجن، تشبه بها المرأة لقبحها، ديوان الهذليين: 2: 184.(3/216)
بالنصب يعني: وشعثا، والخفض أكثر.
وقوله عزَّ وجل: وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا (14) .
يجتني أهل الجنة الثمرة قيامًا وقعودًا، وعلى «1» كل حال لا كلفة فيها.
وقوله عزَّ وجل: كانَتْ قَوارِيرَا (15) .
يَقُولُ: كانت كصفاء القوارير، وبياض الفضة، فاجتمع فيها صفاء القوارير، وبياض الفضة.
وقوله عزَّ وجل: قَدَّرُوها (16) .
قدروا الكأس عَلَى رِي أحدهم لا فضل فيه ولا عجز عن ريه، وهو ألذ الشراب.
وَقَدْ رَوى بعضهم عَنِ الشَّعْبِيّ: (قَدِّروها تَقْدِيرًا) «2» . والمعنى واحد، والله أعلم، قدّرت لهم، وقدروا لها سواء.
وقوله: كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا (17) .
إنَّما تسمى الكأس إِذَا كَانَ فيها الشراب، فإذا لم يكن فيها الخمر لم يقع عليها اسم الكأس.
وسمعت بعض العرب يَقُولُ للطبق الَّذِي يُهدى عَلَيْهِ الهدية: هُوَ المِهْدَى، ما دامت عليه الهدية، فإذا كان [119/ ا] فارغًا رجع إلى اسمه إن كَانَ طبقًا أَوْ خوانًا، أَوْ غير ذَلِكَ.
وقوله عزَّ وجل: زَنْجَبِيلًا (17) عَيْناً (18) .
ذكر أن الزنجبيل هُوَ العين، وأن الزنجبيل اسم لها، وفيها من التفسير ما فِي الكافور.
وقوله عز وجل: تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) .
ذكروا أن السلسبيل اسم للعين، وذكر أَنَّهُ صفة للماء لسلسلته وعذوبته، ونرى أَنَّهُ لو كَانَ اسمًا للعين لكان ترك الإجراء فِيهِ أكثر، ولم نر أحدا من القراء ترك إجراءها وهو جائز فِي العربية، كما كَانَ في قراءة عبد الله: «ولا تذرن ودا ولا سُوَاعًا ولا يَغُوثًا ويَعُوقًا «3» » بالألف. وكما قال:
__________
(1) فى ش: على.
(2) وهى قراءة عبيد بن عمير، وابن سيرين (تفسير القرطبي: 19/ 141) ، وكذلك، على وابن عباس والسلمى، وقتادة، وزيد بن على، والجحدري، وأبو حيوة، والأصمعى عن أبى عمرو (البحر المحيط 8/ 397) .
(3) سورة نوح، الآية: 23.(3/217)
«سلاسلا» ، و «قواريرا» بالألف، فأجروا ما لا يجرى، وليس بخطأ، لأن العرب تجرى ما لا يجرى فِي الشعر، فلو كَانَ خطأ ما أدخلوه فِي أشعارهم، قَالَ متمم بْن نويرة:
فما وجد أظآرٍ ثلاثٍ روائمٍ ... رأين مَجَرًّا من حُوارٍ ومصْرعًا «1»
فأجرى روائم، وهي مما لا يجرى «2» فيما لا أحصيه فِي أشعارهم.
وقوله عز وجل: مُخَلَّدُونَ (19) .
يَقُولُ: محلّون مُسَورون، وَيُقَال: مُقَرطون، وَيُقَال: مخلدون دائم شبابهم لا يتغيرون عنْ تلك السن، وهو أشبهها بالصواب- والله أعلم- وذلك أن العرب إِذَا كبر الرجل، وثبت سواد شعره قيل: إنه لمخلد، وكذلك يُقال إِذَا كبر ونبتت لَهُ أسنانه وأضراسه قيل: إنه لمخلد ثابت الحال.
كذلك الوُلدانُ ثابتة أسنانهم.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً (20) .
يقال «3» : إذا رأيت ما ثمّ رأيت نعيما، وصلح إضمار (ما) كما قيل: «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ «4» » . والمعنى: ما بينكم، والله أعلم. وَيُقَال: إذا رأيت [119/ ب] ثُمَّ، يريد: إِذَا نظرت، ثُمَّ إِذَا رميت ببصرك هناك رَأَيْت نعيمًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: عالِيَهُمْ «5» ثِيابُ سُندُسٍ (21) .
نصبها أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وعاصم والحسن الْبَصْرِيّ، جعلوها كالصفة فوقهم «6» . والعرب تقول:
__________
(1) فى ب: من خوار، تصحيف.
ورواية البيت فى المفضليات:
وما وجد أظآر ثلاث روائم ... أصبن مجرا من ...
إلخ والأظآر: جمع ظئر، وهى العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل، والروائم: جمع رائم، وهن المحبات اللائي يعطفن على الرضيع. الحوار: ولد الناقة، المجر والمصرع: مصدران من: الجر والصرع، انظر اللسان، مادة ظأر و (المفضليات 2/ 70) .
(2) فى ش: مما يجرى، سقط.
(3) فى ش: فقال.
(4) سورة الأنعام: الآية 94. [.....]
(5) فى ش: عليم، خطأ.
(6) عبارة القرطبي: قال الفراء: هو كقولهم فوقهم، والعرب تقول: قومك داخل الدار على الظرف لأنه محل (القرطبي 19/ 146) .(3/218)
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)
قومك داخل الدار، فينصبون داخل الدار «1» لأنَّه مَحَل، فعاليهم من ذَلِكَ. وَقَدْ قَرَأَ أهل الحجاز وحمزة: «عالِيَهُمْ» بإرسال الياء، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «عاليتُهم ثيابُ سُنْدُسٍ» بالتاء. وهي حجةٌ لمن أرسل اليَاءَ وسكنها. وَقَدِ اختلف القراء فِي: الخضر والسندس، فخفضهما يَحيى بن وثاب أراد أن يجعل الخضر من صفة السندس ويكسر «2» على الإستبرق ثياب سندس، وثياب إستبرق، وقد «3» رفع الْحَسَن الحرفين جميعًا «4» . فجعل الخضر من صفة الثياب، ورفع الاستبرق بالرد عَلَى الثياب، ورفع بعضهم الخضر، وخفض الاستبرق «5» ورفع [الاستبرق] «6» وخفض الخضر «7» ، وكل ذَلِكَ صواب. والله محمود.
وقوله عز وجل: شَراباً طَهُوراً (21) .
يَقُولُ: طهور ليس بنجس كما كَانَ «8» فِي الدنيا مذكورًا «9» بالنجاسة.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) .
(و) هاهنا بمنزلة (لا) ، وأو فى الجحد والاستفهام والجزاء تكون فِي معنى (لا) فهذا من ذَلِكَ.
وقَالَ الشَّاعِر «10» :
لا وَجْدُ ثَكْلَى كما وَجِدْتُ وَلا ... وَجْدُ عَجُولٍ أَضَلَّهَا رُبَعُ
أَوْ وَجْدُ شيخٍ أصَلَّ ناقتَهُ ... يَوْمَ توافَى الحجيجُ فاندفعُوا
__________
(1) ساقطة فى ش، وكتبت كلمة الدار بين الأسطر فى ب.
(2) سقط فى ش.
(3) سقط فى ش وكتبت بين الأسطر فى ب.
(4) وهى قراءة نافع وحفص (تفسير القرطبي 19/ 146) .
(5) قراءة ابن عامر، وأبى عمرو ويعقوب «خضر رفعا نعت للثياب، وإستبرق بالخفض نعت للسندس، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لجودة معناه، لأن الخضر أحسن ما كانت نعتا للثياب فهى مرفوعة وأحسن ما عطف الإستبرق على السندس عطف جنس على جنس، والمعنى: عاليهم ثياب خضر من سندس وإستبرق أي من هذين النوعين (تفسير القرطبي 19/ 146) .
(6) سقط فى ش.
(7) وهى قراءة ابن محيصن، وابن كثير، وأبى بكر عن عاصم: خضر بالجر على نعت السندس، وإستبرق بالرفع نسقا على الثياب، ومعناه: عاليهم ثياب سندس، وإستبرق. (تفسير القرطبي 19/ 146) .
(8) فى ب كانت، تحريف.
(9) فى ش مذكورة تحريف.
(10) هو مالك بن عمرو (انظر الكامل للمبرد: 2/ 86) والعجول من النساء والإبل: الواله التي فقدت ولدها. سميت بذلك لعجلتها فى جيئتها وذهابها جزعا. وهى هنا الناقة.
والربع كمضر: الفصيل ينتج فى الربيع.(3/219)
نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)
[أراد: ولا وجد شيخ] «1» وَقَدْ يكون فِي العربية: لا تطيعن منهم من أثم أَوْ كفر.
فيكون المعنى فى (أو) قريبا من معنى (الواو) . كقولك للرجل: لأعطينك سَألت، أَوْ سكتَّ.
معناه: لأعطينك عَلَى كل حال.
وقوله [120/ ا] عز وجل: وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ (28) .
والأسر الخَلْق. تَقُولُ: لقد»
أُسِر هَذَا الرجل أحسنُ الأسر، كقولك: خُلِقَ «3» أحْسَن الخَلْق.
وقوله عز وجل: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ (29) .
يَقُولُ: هَذِهِ السُّورة تذكرة وعظة. «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» (29) وِجهة وطريقًا إلى الخير.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَما تَشاؤُنَ (30) .
جواب لقوله: «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» .
ثُمَّ أخبرهم أن الأمر ليس إليهم، فَقَالَ: (وما «4» تشاءون) ذلك السبيل (إلا أن يشاء الله) لكم، وفي قراءة عَبْد الله (وَمَا تَشَاءُونَ إلا أن «5» يشاء الله) والمعنى «6» فِي (ما) و (أن) متقارب.
وقوله عز وجل: وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ (31) .
نصبت الظالمين «7» لأن الواو فى لها تصير كالظرف لأعدّ. ولو كانت رفعًا كَانَ صوابا، كما قال: «وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ «8» » بغير همز «9» ، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه:
__________
(1) سقط فى ش.
(2) فى ش: تقول: أسر. [.....]
(3) سقط فى ش.
(4) فى ش: فما، تحريف.
(5) كذا فى ش: وفى ب، ح إلا ما، تحريف.
(6) كذا فى ش، وفى ب، ح: المعنى.
(7) والظالمين: منصوب بفعل محذوف تقديره: ويعذب الظالمين، وفسره الفعل المذكور، وكان النصب أحسن، لأن المعطوف عليه قد عمل فيه الفعل (إعراب القرآن 147)
(8) سورة الشعراء، الآية: 224.
(9) بغير همز: أى قيل (والشعراء) على الاستفهام.(3/220)
وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)
«وللظالمين أعد لهم» فكرر «1» اللام فِي (الظالمين) وفي (لهم) ، وربما فعلت العرب ذَلِكَ. أنشدني بعضهم «2» :
أقول لها إِذَا سَأَلت طلاقًا ... إلامَ تسارعين إلى فراقي
وأنشدني بعضهم:
فأصبحْنَ لا يَسلنهُ عنْ بما بِهِ ... أصعَّد فِي غاوي الهوى أم تصوبَّا «3» ؟
فكرر الباء مرتين. فلو قَالَ: لا يسلنه عما بِهِ، كَانَ أبين وأجود. ولكن الشَّاعِر ربما زاد ونقص ليكمل الشعر. ولو وجهت قول اللَّه تبارك وتعالى: «عَمَّ يَتَساءَلُونَ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ «4» » إلى هَذَا الوجه كَانَ صوابًا فِي العربية.
وله وجه آخر يراد: عم يتساءلون يا مُحَمَّد!؟ ثُمَّ أخبر، فَقَالَ: يتساءلون عَنِ النبإ العظيم. ومثل هذا قوله فى المرسلات: «لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ «5» » تعجبا، ثم قال: «لِيَوْمِ «6» الْفَصْلِ» أي: أجلت ليوم الفصل.
ومن سورة المرسلات
[120/ ب] قوله عز وجل: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) .
يُقال: هِيَ الملائكة، وأمَّا قوله: (عرفا) فيقال: أُرْسِلَتْ بالمعروف، وَيُقَال: تتابعت كعرف الفرس، والعرب تَقُولُ: تركتُ النَّاس إلى فلان عُرفا واحدًا، إِذَا توجهوا إِلَيْه فأكثروا.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (2) .
وهى الرياح.
__________
(1) فى ش: فكر، سقط.
(2) لم أعثر على قائله.
(3) انظر الخزانة 4/ 162، والدرر اللوامع: 2: 14، 212 والرواية فى الموضعين: لا يسألنه، وعلو مكان غاوى، وعلو أبين وأولى.
(4) سورة النبأ: الآية 1، 2.
(5) الآيتان 12، 13.
(6) فى ش: اليوم، سقط وتحريف.(3/221)
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)
وقوله عز وجل: وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (3) .
وهي: الرياح التي تأتي بالمطر.
وقوله عزَّ وجل: فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (4) .
وهي: الملائكة، تنزل بالفرْق، بالوحي ما بين الحلال والحرام وبتفصيله «1» ، وهي أيضًا.
«فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً» (5) .
هى: الملائكة تلقى الذكر إلي الأنبياء.
وقوله عزَّ وجلَّ: عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) .
خففه الْأَعْمَش، وثقل «2» عاصم: (النُّذر) وحده. وَأهل الحجاز والحسن يثقلون عذرًا أَوْ نذرًا «3» . وهو مصدر مخففا كان أو مثقلا. ونصب عذرًا أَوْ نذرًا أي: أرسلت بما أرسلت بِهِ إعذارًا من اللَّه وَإنذارًا.
وقوله عز وجل: فَإِذَا «4» النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) .
ذهب ضوءها.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) .
اجتمع القراء عَلَى همزها، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «وقِّتت» «5» بالواو، وقرأها «6» أَبُو جَعْفَر الْمَدَنِيّ: «وُقِتت» بالواو خفيفة «7» ، وإنما همزتْ لأن الواو إِذَا كانت أَوَّل حرف وضمت همزت، من ذَلِكَ قولك: صَلّى القوم أُحدانا. وأنشدني بعضهم:
__________
(1) فى ش: وبتفضيله وهو تصحيف. [.....]
(2) فى ش: وثقله، تحريف.
(3) قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص «أَوْ نُذْراً» بإسكان الذال، وجميع السبعة على إسكان ذال «عُذْراً» سوى ما رواه الجعفي والأعمش عن أبى بكر عن عاصم أنه ضم الذال، وروى ذلك عن ابن عباس والحسن وغيرهما (تفسير القرطبي 19/ 156) .
(4) فى ب: وإذا وهو مخالف للمصحف.
(5) اختلف فى: «أُقِّتَتْ» فأبو عمرو بواو مضمومة مع تشديد القاف على الأصل لأنه من الوقت، والهمز بدل من الواو، وافقه اليزيدي (الاتحاف 430) .
(6) فى ش: قرأها.
(7) وهى قراءة شيبة والأعرج (انظر تفسير القرطبي 19/ 158) .(3/222)
أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)
يَحُلّ أحَيْدَه، ويُقالُ: بَعْلٌ ... ومثلُ تموُّلٍ مِنْهُ افتقارُ «1»
ويقولون: هَذِهِ أجوه حسان- بالهمز، وذلك لأن ضمة الواو ثقيلة، كما كَانَ كسر الياء ثقيلا.
وقوله عز وجل: أُقِّتَتْ (11) . جمعت لوقتها يوم القيامة [121/ ا] .
وقوله عز وجل: لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) .
يعجب العباد من ذَلِكَ اليوم ثُمَّ قَالَ: «لِيَوْمِ الْفَصْلِ» (13) .
وقوله عز وجل: أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) .
بالرفع. وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «ألم نهلك الأولين وسنتبعهم الآخرين» ، فهذا دليل عَلَى أنها مستأنفة لا مردودة عَلَى (نهلك) ، ولو جزَمت عَلَى: ألم نقدّر إهلاك الأولين، وإتباعهم الآخرين- كَانَ وجهًا جيدًا بالجزم «2» لأنّ التقدير يصلح للماضي، وللمستقبل.
وقوله عز وجل: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (23) .
ذكر عنْ عليّ بْن أَبِي طَالِب رحمه اللَّه، وعن أَبِي «3» عَبْد الرَّحْمَن السلمي: أنهما شدَّدا، وخففها الْأَعْمَش وعاصم «4» . ولا تبعدن أن يكون المعنى فِي التشديد والتخفيف واحدًا لأن العرب قَدْ تَقُولُ: قدِّر عَلَيْهِ الموتُ، وقدّر عَلَيْهِ رزقه، وقُدِر عَلَيْهِ بالتخفيف والتشديد، وَقَدِ احتج الَّذِينَ خففوا فقالوا: لو كَانَ كذلك لكانت: فنعم المقدّرون. وَقَدْ يجمع العرب بين اللغتين، قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً «5» » (4) ، وقال الأعشى:
__________
(1) فى النسخ: أحيد، والأرجح أنها تحريف (الأخيذ) ، وهو الأسير. والتمول: اقتناء المال.
(2) قرأ بالجزم الأعرج، قال ابن جنى، ويحتمل جزمه أمرين:
أحدهما: أن يكون أراد معنى قراءة الجماعة «نُتْبِعُهُمُ» بالرفع فأسكن العين استثقالا توالى الحركات.
والآخر: أن يكون جزما فيعطفه على قوله: نهلك، فيجرى مجرى قولك: ألم تزرنى ثم أعطك.. (المحتسب 2/ 346)
(3) سقطت فى ب.
(4) وقرأ نافع والكسائي وأبو جعفر بتشديد الدال من التقدير، وافقهم الحسن والباقون بالتخفيف من القدرة (الاتحاف 430) .
(5) سورة الطارق، الآية: 17.(3/223)
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25)
وأنْكرتْني، وما كَانَ الَّذِي نَكِرتْ ... من الحوادثِ إلَّا الشيبَ والصَّلَعا «1»
وقوله عزَّ وجلَّ: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (25) أَحْياءً وَأَمْواتاً (26) .
تكفتهم أحياء عَلَى ظهرها فِي بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتًا فِي بَطنها، أي: تحفظهم وتحرزهم. ونصبك الأحياءَ والأموات بوقوع الكفات عَلَيْهِ، كأنك قلت: ألم نجعل الأرض كفاتَ أحياءٍ، وأمواتٍ، فإذا نونت نصبت- كما يقرأ من قَرَأَ: «أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً» «2» ، وكما يقرأ: «فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ «3» » ، ومثله: «فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ «4» » [121/ ب] .
وقوله عزَّ وجلَّ: إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) .
يُقال: إنه يخرج لسانٌ من النار، فيحيط بهم كالسرادق ثُمَّ يتشعب مِنْهُ ثلاث شعب من دخان فيظلهم، حتَّى يفرغ من حسابهم إلى النار.
وقوله عز وجل: كَالْقَصْرِ (32) يريد: القصر من قصور مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان، قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ «5» » ، معناه: الأدبار، وكأن القرآن نزل عَلَى ما يَستحب العرب من موافقة المقاطع، ألا ترى أَنَّهُ قال: «إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ «6» » ، فثقل فى (اقتربت) لأن آياتها مثقلة، قَالَ:
«فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً «7» » . فاجتمع القراء عَلَى تثقيل الأول، وتخفيف هَذَا، ومثله: «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ «8» » ، وقال: «جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً «9» » فأجريت رءوس الآيات على هذه المجاري، وهو أكثر من أن «10» يضبطه الكتاب، ولكنك تكتفى بهذا منه إن شاء الله.
__________
(1) من قصيدة فى مدح: هوذة بن على الجعفي، الديوان: 101.
(2) الآيتان: 14، 15 من سورة البلد.
(3) سورة المائدة، الآية 95. [.....]
(4) سورة البقرة، الآية 184. وقد وردت الآية فيما بين أيدينا من النسخ «أو فدية» وهو خطأ.
(5) سورة القمر، الآية: 45.
(6) سورة القمر، الآية: 6.
(7) سورة الطلاق: الآية: 8.
(8) سورة الرحمن: الآية: 5.
(9) سورة النبأ: الآية: 36.
(10) فى ش: من يضبطه، سقط.(3/224)
هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)
وَيُقَال: كالقَصَر «1» كأصول النخل، ولست أشتهي ذَلِكَ لأنها مَعَ آيات مخففة، ومع أن «2» الجَمَلَ إنما شبه بالقصر، ألا ترى قوله جل وعز: «كأنّه جمالات صُفْرٌ» ، والصّفر:
سود الإبل، لا ترى أسوَدَ من الإبل إلّا وهو مشرب بصفرة، فلذلك سمتِ العربُ سودَ الإبل:
صفرا، كما سَمُّوا الظبَّاء: أُدْمًا لما يعلوها من الظلمة فِي بياضها، وَقَدِ اختلف «3» القراء فِي «جمالات» فقرأ عبد الله «4» بن مسعود وأصحابه: «جِمالَتٌ» «5» .
قال: [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ «6» ] حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْفَضْلِ عنْ عَطَاءٍ عنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (رَحِمَهُ اللَّهُ) أَنَّهُ قَرَأَ: «جِمَالاتٌ» وَهُوَ أَحَبُّ الْوَجْهَيْنِ إِلَيَّ لأَنَّ الْجِمَالَ أَكْثَرُ مِنَ الْجِمَالَةِ فِي كَلامِ الْعَرَبِ. وَهِيَ تَجَوُّزٌ، كَمَا يُقَالُ «7» :
حَجَرٌ وَحِجَارَةٌ، وَذَكَرٌ وَذِكَارَةٌ إِلا أَنَّ الأَوَّلَ أَكْثَرَ، فَإِذَا قُلْتَ: جِمَالاتٌ، فَوَاحِدُهَا: جِمَالٌ، مِثْلَ مَا قَالُوا: رِجَالٌ وَرِجَالاتٌ، وَبُيُوتٌ وَبُيُوتَاتٌ، فَقَدْ «8» يَجُوزُ أَنْ تَجْعَلَ وَاحِدَ الْجِمَالاتِ جِمَالَةً، [وَقَدْ حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْقُرَّاءِ: جُمَالاتٌ «9» ] ، فَقَدْ تَكُونُ «10» مِنَ الشَّيْءِ الْمُجْمَلِ، وَقَدْ تَكُونُ جُمَالاتٌ جَمْعًا مِنْ جَمْعِ الْجِمَالِ. كَمَا قَالُوا: الرَّخِلُ وَالرُّخَالُ، وَالرِّخَالُ.
وقوله عزَّ وجلَّ: هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) .
اجتمعت القراء عَلَى رفع اليوم «11» ، ولو نُصب لكان «12» جائزا على جهتين: إحداهما- أن
__________
(1) رواها أبو حاتم: كالقصر: القاف والصاد مفتوحتان- عن ابن عباس وسعيد بن جبير (المحتسب 2/ 346) .
وفى البخاري عن ابن عباس: «تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ» قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل، فترفعه للشتاء فنسميه القصر. (تفسير الطبري: 9/ 163) .
(2) فى ش: ومن أن، تحريف.
(3) فى ش: اختلفت.
(4) فى ش: فقرأ ابن مسعود.
(5) وقرأ حفص وحمزة والكسائي «جِمالَتٌ» ، وبقية السبعة «جمالات» (تفسير القرطبي: 19/ 165)
(6) ما بين الحاصرتين، زيادة فى ش.
(7) فى ش: تقول. [.....]
(8) فى ش: وقد.
(9) ما بين الحاصرتين فى هامش ب.
(10) فى ش: يكون.
(11) روى يحيى بن سلطان عن أبى بكر عن عاصم: «هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ» بالنصب، ورويت عن ابن هرمز وغيره (تفسير القرطبي: 19/ 166) .
(12) فى ش: نصبت كان.(3/225)
العرب إذا أضافت اليوم والليلة إلى فعلَ أَوْ يفعل، أَوْ كلمة مجملةٍ لا خفض فيها نصبوا اليوم فِي موضع الخفض والرفع، فهذا وجه. والآخر: أن تجعل هَذَا فِي معنى: فِعلٍ مجَملٍ من «لا يَنْطِقُونَ «1» » - وعيدُ اللَّه وثوابه- فكأنك قلت: هَذَا الشأن فِي يومِ لا ينطقون. والوجه الأول أجود، والرفع أكثر في كلام العرب. ومعنى قوله: هَذَا «2» يَوْمُ لا ينطقون «3» ولا يعتذرون فِي بعض الساعات «4» فِي ذَلِكَ اليوم. وذلك فِي هَذَا النوع بيّن. تقول فِي الكلام: آتيك يوم يقدُم أبوك، ويوم تقدَم، والمعنى ساعة يقدم «5» وليس باليوم كُلِّه ولو كَانَ يومًا كلّه فِي المعنى لما جاز فِي الكلام إضافته إلى فعل، ولا إلى يفعَل، ولا إلى كلام مجمل، مثل قولك: آتيتك حين الحجاجُ أميرٌ.
وإنما استجازت العربُ: أتيتك يوم مات فلان، وآتيك يوم يقدم فلان لأنهم يريدون: أتيتك إذ قدم، وإذا يقدَم فإذ وإذا لا تطلبان الأسماء، وإنما تطلبان الفعل. فلما كَانَ اليوم والليلة وجميع المواقيت فِي معناهما أضيفا إلى فعلَ ويفعَلُ وإلى الاسم المخبر عَنْهُ، كقول الشَّاعِر:
[122/ ب] أزمان من يرد الصنيعة يصطنع ... مِننًا، ومن يرد الزهادة يزهد «6»
وقوله عز وجل: وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) .
نويت بالفاء أن يكون «7» نسقًا عَلَى ما قبلها، واختير ذَلِكَ لأن الآيات بالنون، فلو قيل:
فيعتذروا لم يوافق الآيات. وَقَدْ قَالَ اللَّه جل وعز: «لَا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا «8» » بالنصب، وكلٌّ صواب. مثله: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ «9» » و (فيضاعفَه) ، قَالَ، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: كذا كَانَ يقرأ الكِسَائِيّ، والفراء، وحمزة، (فيضاعفهُ) «10» .
__________
(1) سقط فى ش، وهى فى هامش ب.
(2) سقط فى ش.
(3) مكررة فى ش.
(4) فى ش: ساعات ذلك اليوم، تصحيف.
(5) كذا فى ش، وفى ب،، ح: تقدم تصحيف.
(6) فى ش: فينا مكان مننا
(7) فى ش: تكون.
(8) سورة فاطر الآية: 36.
(9) سورة البقرة الآية: 245. [.....]
(10) وقرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب: «فيضاعفه» (الإتحاف 159) .(3/226)
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)
وقوله: جل وعز فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) .
إن كَانَ عندكم حيلة، فاحتالوا لأنفسكم.
وقوله تبارك وتعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) .
يَقُولُ: إِذَا أُمروا بالصلاة لم يصلوا.
ومن سورة عم يتساءلون
قوله عزَّ وجلَّ: عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ العظيم (2) يُقال: عنْ أي شيء يتساءلون؟ يعني: قريشًا، ثُمَّ قَالَ لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يتساءلون عَنِ النبأ العظيم، يعني: القرآن. ويقال: عم يتحدث «1» بِهِ قريش فِي القرآن. ثُمَّ أجابَ، فصارت: عم يتساءلون، كأنها [فِي معنى] «2» : لأي شيء يتساءلون عَنِ القرآن، ثُمَّ إنه أخبر فقال: «الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ» (3) بين مصدّق ومكذّب، فذلك «3» اختلافهم. واجتمعت القراء على الياء فى قوله:
«كَلَّا سَيَعْلَمُونَ» (4) . وقرأ الْحَسَن وحده: «كلا ستعلمون» وهو صواب. وهو مثل قوله- وإن لم يكن قبله قول-: «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ «4» » وسيغلبون «5» .
وقوله: ثَجَّاجاً كالعَزَاليِ «6» :
وقوله عزَّ وجلَّ: وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) .
مثل: «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ «7» » «وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ «8» » معناه واحد، والله أعلم. بذلك جاء التفسير.
__________
(1) فى ش: تتحدث.
(2) زيادة من ش.
(3) فى ش: فكذلك، تحريف.
(4) سورة آل عمران الآية 12.
(5) فى ش: سيغلبون وستغلبون.
(6) العزالي، جمع عزلاء، وهى: مصب الماء من الراوية.
(7) الانشقاق الآية: 1.
(8) المرسلات الآية: 9.(3/227)
لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)
[123/ ا]
وقوله عز وجل: لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) .
حدّثت عَنِ الْأَعْمَش أَنَّهُ قَالَ: بلغنا عنْ علقمة أَنَّهُ قَرَأَ «لَبِثين «1» » وهي قراءة «2» أصحاب عَبْد الله. والناس بعد يقرءون: (لابثين) ، وهو أجود الوجهين لأن (لابثين) إِذَا كانت فِي موضع تقع فتنصب كانت بالألف، مثل: الطامع، والباخل عنْ قليل. واللّبِثُ: البطيء، وهو جائز، كما يُقال: رَجُل طمِعٌ وطامع. ولو قلت: هَذَا طِمعٌ فيما قبلك كَانَ جائزًا، وقَالَ لبيد:
أوْ مِسْحَلٌ عَملٌ عضادةَ سَمْحَجٍ ... بسَرَاتِها نَدَبٌ لَهُ وكُلومُ «3»
فأوقع عمل عَلَى العضادة، ولو كانت عاملًا كَانَ أبين فِي العربية، وكذلك إِذَا قلت للرجل:
ضرّابٌ، وضروبٌ فلا توقعنهما عَلَى شيء لأنهما مدح، فإذا احتاج الشَّاعِر إلى إيقاعهما فَعَل، أنشدني بعضهم:
وبالفأسِ ضَرّابٌ رءوس الكرانفِ واحدها: كِرنافة، وهي أصول السقف. ويقال: الْحُقْبُ ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يومًا، اليوم منها ألف سنة من عدد أهل الدنيا «4» .
وقوله عزَّ وجلَّ: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) .
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ «5» ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي حِبَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لا يذقون فِيهَا بَرْدَ الشَّرَابِ وَلا الشَّرَابَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا يذقون فِيهَا بَرْدًا، يُرِيدُ: نَوْمًا، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّ النَّوْمَ لَيُبْرِدُ صَاحِبَهُ. وَإِنَّ الْعَطْشَانَ لَيَنَامَ فَيُبْرِدُ بالنوم.
__________
(1) ممن قرأ بها زيد بن على وابن وثاب وعمرو بن ميمون وعمرو بن شر حبيل وطلحة والأعمش وحمزة وقتيبة (البحر المحيط 8/ 413) .
(2) فى ش: وهى فى قراءة
(3) المسحل: الفحل من الحمر، وسحيله: صوته، عضادة: جانب. السمجح: الأتان الطويلة الظهر، سراتها: أعلى ظهرها. ندب: خدوش وآثار. وكلوم: جراحات من عضه إياها. والبيت فى ديوان لبيد: 125
وقبله: حرف أضربها السفار كأنها ... بعد الكلال مسدم محجوم
وفيه سنق مكان عمل، والسنق: الذي كره الأكل من الشبع.
والبيت من شواهد سيبويه: 1 57 وفيه شنج مكان شنق، ومعناه: ملازم. والسمحج: الطويلة على وجه الأرض
(4) أورد اللسان؟ كلام الفراء هنا، وزاد بعد قوله: من عدد أهل الدنيا ما يأتى: قول الفراء. وليس هذا مما يدل على غاية كما يظن بعض الناس وإنما يدل على الغاية التوقيت، خمسة أحقاب أو عشرة أحقاب، والمعنى: أنهم يلبثون فيها أحقابا، كلما مضى حقب تبعه حقب آخر.
(5) زيادة من ش. [.....](3/228)
جَزَاءً وِفَاقًا (26)
وقوله [عز وجل: جَزاءً وِفاقاً (36) .
وفقًا لأعمالهم] «1» .
وقوله عزَّ وجلَّ: وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) .
خففها عليّ بْن أَبِي طَالِب رحمه اللَّه: «كِذَّاباً» ، وثقلها عاصم والْأَعْمَش وأهل المدينة والحسن الْبَصْرِيّ.
وهي لغة يمانية فصيحة يقولون: كذبت به كذّابا، وخرّقت القميص خرّاقا، وكل فعّلت فمصدره فِعّال فِي لغتهم مشدد، قَالَ لى أعرابى منهم [123/ ب] : عَلَى المروة: آلحلقُ أحب إليك أم القِصَّار؟ يستفتيني «2» .
وأنشدني بعض بني كلاب:
لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَنيِ عنْ صَحابتيِ ... وعن حِوَجٍ قِضَّاؤها من شِفائيا «3»
وكان الكِسَائِيّ يخفف: «لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً» (35) لأنها ليست بمقيدة بفعل يصيرها مصدرًا. ويشدّد: «وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً» (28) لأن كذبوا يقيدّ الكِذابَ بالمصدر «4» ، والذي قَالَ حسن. ومعناه: لا يسمعون فيها لغوا. يَقُولُ: باطلًا، ولا كذابًا لا يكذب بعضهم بعضا.
وقوله عز وجل: رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (37) .
يخفض فِي لفظ الإعراب، ويرفع، وكذلك: «الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً» (37) يرفع «الرَّحْمَنُ» ويخفض فِي الإعراب. والرفع فِيهِ أكثر. قال والفراء يخفض: (ربّ) ، ويرفع «الرحمن» «5» .
__________
(1) سقط فى ش.
(2) فى اللسان: قال الفراء: قلت لأعرابى يمنى: آلتصار أحب إليك أم الحلق؟
يريد: التقصير أحب إليك أم حلق الرأس؟ اهـ وعبارة قال لى هنا تدل على أن السائل ليس الفراء.
(3) الرواية فى البحر المحيط 8/ 414: حاجة مكان: حوج.
(4) فى ش: المصدر، تحريف.
(5) قرأ عبد الله وابن أبى إسحق والأعمش وابن محيصن وابن عامر وعاصم: رب، والرحمن بالجر، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، وأبو عمرو، والحرميان برفعهما.. وقرأ: ربّ بالجر، والرحمن بالرفع الحسن وابن وثاب والأعمش وابن محيصن بخلاف عنهما فى الجر على البدل من ربك، والرحمن صفة أو بدل من رب أو عطف بيان (البحر المحيط 8/ 415) وانظر إعراب القرآن للعكبرى 2/ 149.(3/229)
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)
ومن سورة النازعات
قوله عز وجل: وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (1) إلى آخر الآيات.
ذكر أنها الملائكة، وأنّ النزع نزعُ الأنفس من صدور الكفار، وهو كقولك: والنازعات إغراقًا، كما يُغرِق النازِع فِي القوس، ومثله: «وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً» (2) . يُقال: إنها تقبض نفس المؤمن كما يُنْشطُ «1» العقال مِن البعير، والذي سمعت من العرب أن يقولوا: أنشَطتُ وكأنما أُنشِطَ من عقال، وربطها: نشطها، فإذا ربطتَ الحبلَ فِي يد البعير فأنت ناشط، وإذا حللته فقد أنشطته، وأنت منشط.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (3) .
الملائكة أيضًا، جعل نزولها من السماء كالسباحة. والعرب تقول للفرس الجواد [124/ ا] إنه لسابح «2» : إِذَا مرَّ يتمطى «3» .
وقوله عزَّ وجل: فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (4) .
وهي الملائكة تسبق الشياطين «4» بالوحي إلى الأنبياء إِذ كَانَت الشياطين تسترق السمع.
وقوله عزَّ وجل: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (5) .
هِيَ الملائكة أيضًا «5» ، تنزل بالحلال والحرام فذلك تدبيرها، وهو إلى اللَّه جل وعز، ولكن لما نزلت بِهِ سميت بذلك، كما قَالَ عزَّ وجلَّ: (نزل به الرّوح الأمين «6» ) ، وكما قال: (فإنه نزّله على قلبك «7» ) ، يعني: جبريل عَلَيْهِ السَّلام نزّله عَلَى قلب محمد صلّى الله عليهما وسلم، والله الذي
__________
(1) ينشط العقال: ينزع، من قولهم: نشط الدلو: نزعها بلا بكرة.
(2) يقال: إنه لسابح، إذا مرّ يسرع.
(3) يتمطى: يجد فى السير.
(4) فى ش: تسبق الملائكة، تكرار.
(5) فى ش: وهى أيضا الملائكة.
(6) سورة الشعراء الآية: 19.
(7) سورة البقرة الآية: 97.(3/230)
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)
أنزله، ويسأل السائل: أَيْنَ جواب القسم فِي النازعات؟ فهو مما ترك جوابهُ لمعرفة السامعين، المعنى وكأنه لو ظهر كَانَ: لتبعثُنّ، ولتحاسبُنّ ويدل عَلَى ذَلِكَ قولهم: إِذَا كُنَّا عظامًا ناخرة «1» ألا [ترى أَنَّهُ كالجواب لقوله: لتبعثن إذ قَالُوا: إِذَا كُنَّا عظامًا نخرة نبعث] «2» .
وقوله عز وجل: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) وهى: النفخة الأولى «تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ» (7) وهى: النفخة الثانية.
وقوله: أَإِذا «3» كُنَّا عِظاماً ناخرة (11) حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخطاب يقرأ: «إذا كنّا عظاما ناخرة» «4» ، حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْكِسَائي عَن مُحَمَّد بْن الْفَضْلِ عنْ عطاء عنْ أَبِي عبد الرحمن عن علي رحمه الله أنه قرأ «نَخِرَةً» ، وَزَعَمَ فِي إِسْنَادِهِ هَذَا: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قرأها «نَخِرَةً» [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ «5» ] قَالَ: وَحَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّيْمِيُّ أَبُو سَعِيدٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ شَرِيكٌ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ. «عِظَامًا نَاخِرَةً» وَقَالَ [مُحَمَّدٌ] «6» بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ [قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ.] «7» يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا بَالُ صِبْيَانٍ يَقْرَءُونَ:
(نَخِرَةً) ، وإنما هى (ناخرة) [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ «8» ] حدثنا الفراء [124/ ب] قال:
وَحَدَّثَنِي مِنْدَلٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: (نَاخِرَةً) . وَقَرَأَ أَهْلُ المدينة والحسن:
(نخرة) ، و (ناخرة) «9» أَجْوَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْقِرَاءَةِ، لأَنَّ الآيَاتِ بِالأَلِفِ. ألا ترى أن (ناخرة) مع (الحافرة) و (الساهرة) أشبه بمجىء التنزيل، و (الناخرة) و (النخرة) سواء فى المعنى بمنزلة
__________
(1) (إذا) بغير استفهام قراءة نافع وابن عامر والكسائي، كما فى الإتحاف: 267، وفى ش: نبعث، بعد ناخرة.
(2) سقط فى ش. [.....]
(3) فى ب: إذا.
(4) سقط فى ش من قوله: حدثنا الفراء إلى هنا.
(5) ما بين القوسين زيادة من ش.
(6) سقط فى ش.
(7) سقط فى ش.
(8) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(9) سقط فى ش.(3/231)
فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)
الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ، وَالْبَاخِلِ وَالْبَخِلِ. وَقَدْ فَرَّقَ بَعْضُ المفسرين بينهما، فقال: (النخرة) : البالية، و (الناخرة) : العظم المجوف الَّذِي تَمُرُّ فِيهِ الرِّيحُ فَيَنْخَرُ.
وقوله عزَّ وجل: الْحافِرَةِ (10) .
يُقال: إلى أمرنا الأول إلى الحياة، والعرب تَقُولُ: أتيت فلانًا ثُمَّ رجعت عَلَى حافرتي، أي رجعت إلى حيث جئت. ومن ذَلِكَ قول العرب: النقد عند الحافرة «1» . معناه: إِذَا قَالَ: قَدْ بعتُك رجعتُ عَلَيْهِ بالثمن، وهما فِي المعنى واحد. وبعضهم: النقد عند الحافر. قَالَ: وسألت عَنْهُ بعض العرب، فقال: النقد عند الحافر، يريد: عند حافر الفرس، وكأن هَذَا المثل جرى فِي الخيل.
وقَالَ بعضهم: الحافرة الأرض التي تحفر فيها قبورهم فسماها: الحافرة. والمعنى: المحفورة. كما قيل:
ماء دافق، يريد: مدفوق.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) .
وهو وجه الأرض، كأنها سميت بهذا الاسم، لأن فيها الحيوان: نومهم، وسهرهم [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «2» ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: (السَّاهِرَةُ) : الأَرْضُ، وَأَنْشَدَ:
فَفِيهَا لَحْمُ سَاهِرَةٍ وَبَحْرٍ ... وَمَا فَاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ «3»
وقوله عزَّ وجل: طُوىً (16) .
هُوَ واد بين المدينة ومصر «4» ، فمن أجراه قَالَ: هُوَ ذكرٌ سمينا به ذكرا، فهذا سبيل ما يُجْرى «5» ، ومن لم يجره جعله معدولا [125/ ا] عن جهته. كما قال: رأيت عمر، وذفر، ومضر لم تصرف
__________
(1) قيل: كانوا لنفاسة الفرس عندهم، ونفاستهم بها- لا يبيعونها إلّا، بالنقد، فقالوا: النقد عند الحافر، أي عند بيع ذات الحافر، ومن قال: عند الحافرة ... فاعلة من الحفر لأن الفرس بشدة دوسها تحفر الأرض (انظر اللسان مادة حفر، والأمثال للميدانى: 2: 264) .
(2) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(3) البيت لأمية بن أبى الصلت.
والرواية فى كل من: القرطبي، 19 197، والبحر المحيط 8/ 417: وفيها مكان ففيها، وصدر البيت فى الديوان: 54 وفرائد القلائد: 132 فلا لغو ولا تأثيم فيها.
(4) فى معجم البلدان: هو موضع بالشام عند الطور.
(5) كذا فى النسخ، وسياق الكلام يوجب (من) .(3/232)
فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)
لأنها معدولة عنْ جهتها، كأن عُمَر كَانَ عامرًا، وزفر زافرًا، وطوى طاوٍ، ولم نجد اسمًا من الياء والواو عدل عنْ جهته غير طوى، فالِإجراء فِيهِ أحب إليَّ: إذ لم أجد فِي المعدول نظيرًا.
وقوله عزَّ وجل: فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (25) .
إحدى الكلمتين قوله: «مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي «1» » والأخرى قوله:
«أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى» (24) .
وقوله جل وعز: فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى.
أي: أخذه اللَّه أخذًا نكالًا للآخرة والأولى.
وقوله تبارك وتعالى: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ (27) .
يعني: أهل مكَّة ثُمَّ «2» وصف صفة السماء، فَقَالَ: بناها.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَأَغْطَشَ لَيْلَها. (29) أظلم ليلها.
وقوله جل وعز: وَأَخْرَجَ ضُحاها (29) . ضوءها ونهارها.
وقوله تبارك وتعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30) .
يجوز نصب الأرض ورفعها «3» . والنصب أكثر فِي قراءة القراء، وهو مثل قوله: «وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ» «4» ، مَعَ نظائر كثيرة فِي القرآن.
وقوله عزَّ وجل: مَتاعاً لَكُمْ (33) ، خَلَقَ ذَلِكَ منفعة لكم، ومتعة لكم، ولو كانت متاع لكم كَانَ صوابًا، مثل ما قَالُوا: «لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ» «5» ، وكما قَالَ: «مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» «6» وهو عَلَى الاستئناف يُضْمَر لَهُ ما يرفعه،
__________
(1) سورة القصص الآية: 38.
(2) سقط فى ش. [.....]
(3) قرأ الجمهور: والأرض والجبال بنصبهما، وقرأ الحسن، وأبو حيوة، وعمرو بن عبيد، وابن أبى عبلة، وأبو السمال برفعهما (البحر المحيط 8/ 423) .
(4) سورة يس الآية: 38.
(5) سورة الأحقاف الآية: 35.
(6) سورة النحل الآية: 117.(3/233)
فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)
وقوله عز وجل: فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ (34) وهي القيامة تطم عَلَى كل شيء، يُقال: تَطِمُ وتطُمُّ لغتان،
وقوله تبارك وتعالى، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (39) .
مأوى «1» أهل هَذِهِ الصفة،
وكذلك قوله: «فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى» (41) .
مأوى من وصفناه بما وصفناه بِهِ من خوف ربه ونهيه [125/ ب] نفسه عنْ هواها.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَيَّانَ مُرْساها (42) .
يَقُولُ القائل: إنَّما الإرساء للسفينة والجبال، وما أشبههن، فكيف وصفت الساعةُ بالإرساءِ؟
قلت: هِيَ بمنزلة السفينة إِذَا كانت جارية فرست، ورسوّها قيامها، وليس قيامها كقيام القائم عَلَى رجلِه ونحوه، إنَّما هُوَ كقولك: قَدْ قام العدل، وقام الحق، أي: ظهر وثبت.
وقوله عزَّ وجل: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (45) .
أضاف عاصم والْأَعْمَش، ونوّن طلحة بْن مصرف وبعض أهل المدينة، فقالوا: «مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها «2» » ، وكلّ صواب و «3» هو مثل قوله: «بالِغُ أَمْرِهِ» ، و «بالِغُ أَمْرِهِ» «4» و «مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ» و «مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ» «5» مَعَ نظائر لَهُ فِي القرآن.
وقوله تبارك وتعالى: «إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها» (46) .
يقول القائل: وهل للعشى ضحا؟ إنما الضحى لصدر النهار، فهذا بيّن ظاهر من كلام العرب أن يقولوا: آتيك العشية أَوْ غداتها، وآتيك «6» الغداة أَوْ عشيتها. تكون العشية فِي معنى: آخرِ، والغداة فِي معنى: أول، أنشدني بعض بنى عقيل:
__________
(1) سقط فى ش.
(2) قرأ: منذر بالتنوين- عمر بن عبد العزيز، وأبو جعفر، وشيبة، وخالد الحذاء، وابن هرمز، وعيسى وطلحة، وابن محيصن. (البحر المحيط 8/ 424) وقرأ العامة بالإضافة غير منون (القرطبي 19/ 210) .
(3) كذا فى ش، وفى ب، ح: هو.
(4) سورة الطلاق الآية: 3.
(5) سورة الأنفال الآية: 18.
(6) فى ش: أو آتيك.(3/234)
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)
نَحْنُ صبحنا عامرًا فِي دارها ... عشية الهلال أَوْ سَرارِها
أراد عشية الهلال أَوْ عشية سَرار العشية، فهذا أسد «1» من آتيك الغداة أو عشيتها «2»
ومن سورة عبس
[126/ ا] قوله عزَّ وجلَّ: عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2) ذَلِكَ عَبْد اللَّه بْن أم مكتوم وكانت أم مكتوم أم أَبِيهِ آتى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده نفر من أشراف قريش ليسأله عنْ بعض ما ينتفع بِهِ، فكرِه رَسُول اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقطع كلامه فأنزل اللَّه تبارك وتعالى، «عَبَسَ وَتَوَلَّى» ، يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم، «أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى» ، لأن جاءه الأعمى.
ثم قال جل وعز: وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى «3» (3) بما أراد أن يتعلَّمه من عِلْمِك، فعطف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنُ أم مكتوم، وأكرمه بعد هذه الآية حتَّى استخلفه عَلَى الصلاة، وَقَدِ اجتمع القراء عَلَى: «فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى» (4) بالرفع، ولو كَانَ نصبًا «4» عَلَى جواب الفاء للعل- كَانَ صوابًا.
أنشدني بعضهم «5»
علَّ صروفَ الدَّهر أَوْ دولاتِها ... يُدلْنَنَا اللَّمَّةَ من لَمَّاتها
فتستريحَ النفسُ من زَفْراتها ... وتُنْقعَ الغلَّةُ من غلاتها
__________
(1) كذا فى ب، وفى ش: أشد، وما أثبتناها أرجح.
(2) ورد تعليق الفراء على هذه الآية فى تفسير القرطبي (19: 210) نقلا عنه، ولكن بعبارة يخالف آخرها أولها، وروى الشاهد، وبين بيتيه جردا تعادى طرفى نهارها فانظره هناك.
(3) فى ب، ش: «لعله أن يزكى» وهو خطأ.
(4) قرأ الجمهور بالرفع: فتنفعه، أو يذكر، وقرأ عاصم فى المشهور، والأعرج، وأبو حيوة، وابن أبى عبلة- بنصبهما (البحر المحيط: 8/ 427) . [.....]
(5) فى شرح شواهد المغني 1/ 454: أنشده الفراء ولم يعزه إلى أحد، ومثله فى شرح شواهد الشافية: 129.
وعل: أصله لعل، وصروف الدهر: حوادثه ونوائبه، ويدلننا الله: من أدالنا الله من عدونا إدالة، وهى: الغلبة يقال: أدلنى على فلان وانصرني عليه. واللّمة: الشدة..(3/235)
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)
و «1» قد قَرَأَ بعضهم: «أأن جاءَه الأعمى» «2» بهمزتين مفتوحتين، أي: أن جاءَه عبس، وهو «3» مثل قوله: «أأَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ «4» » .
وقوله عزَّ وجل، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) .
ولو قرأ قارئٌ: «تَصَدَّى» «5» كان صوابًا.
وقوله عز وجل: كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) .
هَذِهِ السُّورة تذكرة، وإن شئت جعلت الهاء عمادا لتأنيث التذكرة.
«فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ «6» » (12) ذكر القرآن رجع «7» التذكير إلى الوحي.
«فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ» (13) .
لأنها نزلت من اللوح «8» المحفوظ مرفوعة عند ربك هنالك مطهرة، لا يمسها إلا المطهرون، وهذا مثل قوله: «فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً «9» » .
جعل [126/ ب] الملائكة والصحف مطهرة لان الصحف يقع عليها التطهير، فجعل التطهير لمن حملها أيضًا.
وقوله عز وجل: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) .
وهم الملائكة، واحدهم سافر، والعرب تَقُولُ: سفرت بين القوم إِذَا أصلحت بينهم، فجعلت الملائكة إِذَا نزلت بوحي اللَّه تبارك وتعالى وتأديبه كالسفير الَّذِي يصلح بين القوم، قَالَ «10» الشَّاعِر
وما أدعُ السِّفارةَ بينَ قومي ... وما أمْشي يغشّ إن مشيت «11»
__________
(1، 4) ورد فى ش قبل قوله: وقد اجتمع القراء على: «فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى» والآية فى سورة القلم: 14.
(2) قرأ الجمهور «أن» بهمزة واحدة ومدة بعدها وبعض القراء بهمزتين محققتين (البحر المحيط 8/ 427) .
(3) فى ش وهل.
(5) قراءة العامة: «تَصَدَّى» بالتخفيف، على طرح التاء الثانية تخفيفا، وقرأ نافع وابن محيصن بالتشديد على الإدغام القرطبي (19/ 214)
(6) سقط فى ش.
(7) فى ش: ثم رجع.
(8) كذا فى ش.
(9) سورة النازعات الآية: 5
(10) فى ش: وقال.
(11) ورد فى القرطبي 19/ 216 ولم ينسبه، وفيه (فما) مكان (وما) - فى صدر البيت-، وفيه: (ولا) مكان، (وما) فى عجزه. وفى البحر المحيط 8/ 425: (فما) مكان (وما) فى صدر البيت، وما أسعى مكان: (وما أمشى) فى عجزه.(3/236)
والبررة: الواحد منهم فِي قياس العربية بار لأن العرب لا تَقُولُ: فَعَلة يَنْوُونَ بِهِ الجمع إلا والواحد مِنْهُ فاعل مثل: كافر وكفرة، وفاجر فجرة. فهذا الحكم عَلَى واحده بار، والذي تَقُولُ العرب:
رَجُل بَرّ، وامرأة برة، ثُمَّ جمع عَلَى تأويل فاعل، كما قَالُوا: قوم خَيَرَة بَرَرَة. سمعتها من بعض «1» العرب، وواحد الخَيرَة: خيّر، والبررة: برٌّ. ومثله: قوم سَراةٌ، واحدهم: سِرى. كَانَ ينبغي أن يكون ساريًا. والعرب إِذَا جمعت: ساريًا جمعوه بضم أوله فقالوا: سُراة وغُزاة. فكأنهم إذ قَالُوا: سُرَاة: كرهوا أن يضموا أوله. فيكون الواحد كأنه سارٍ، فأرادوا أن يفرقوا بفتحة أول سراة بين: السرىّ والساري.
وقوله عز وجل: ما أَكْفَرَهُ (17) يكون تعجبًا، ويكون: ما الَّذِي أكفره؟. وبهذا الوجه الآخر جاء التفسير، ثُمَّ عجّبه، فَقَالَ:
«مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» (18) ثم [127/ ا] فسّر فقال: «مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ» (19) أطورا نطفة، ثُمَّ علقة إلى آخر خلقِه، وشقيًا أَوْ سعيدًا، وذكرًا أَوْ أنثى.
وقوله عزَّ وجل: ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ «2» (20) معناه: ثُمَّ يسره للسبيلِ، ومثله: «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ» ، أي: أعلمناه طريق الخير، وطريق الشر.
وقوله عز وجل: ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) جعله مقبورا، ولم يجعله ممن يُلْقَى للسباع والطير، ولا ممن يلقى فِي النواويس، كأن القبر مما أكرم المسلم بِهِ، ولم يقل: فقبره لأنّ القابر هُوَ الدافن بيده، والمُقبِر: اللَّه تبارك وتعالى لأنه صيره ذا قبر، وليس فعله كفعل الآدمي. والعرب تَقُولُ: بترتُ ذنب البعير، والله أبتره.
وعضبت قرن الثور، والله أعضبه، وطردت فلانًا عني، والله أطرده «3» صيّره طريدًا، ولو قَالَ قائل:
فقبره، أَوْ قَالَ فِي الآدمي: أقبره إِذَا وجهه لجهته صلح، وكان صوابًا ألا ترى أنك تَقُولُ: قتل فلان أخاه، فيقول الآخر: اللَّه قتله. والعرب تَقُولُ: هَذِهِ كلمة مُقتلة مُخيفة إِذَا كانت من قالها قُتِل قيلت هكذا، ولو قيل فيها: قاتلة خائفة كَانَ صوابًا، كما تَقُولُ: هَذَا الداء قاتِلك.
__________
(1) كرر فى ش: بعض.
(2) سورة الإنسان الآية: 3.
(3) كذا فى ش، وفى ب، ح: وصيره، تحريف. [.....](3/237)
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)
وقوله تبارك وتعالى: كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) لم يقض بعض ما أمره.
وقوله عزَّ وجل: أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (25) قَرَأَ الْأَعْمَش وعاصم (أَنَا) «1» يجعلانها فِي موضع خفض أي: فلينظر إلى صبِّنَا الماء إلى أن صَبَبْنا، وفعلنا وفعلنا. وقرأ أهل الحجاز والحسن الْبَصْرِيّ: (إنا) «2» يخبر عنْ صفة الطعام بالاستئناف، وكلٌّ حسن، وكذلك قوله جل وعز: «فَانْظُرْ كَيْفَ [127/ ب] كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ «3» » ، و «إنا دمرناهم «4» . وَقَدْ يكون موضع «أَنَا» هاهنا فى (عبس) إِذَا فتحتْ رفعًا كأنه استأنف فَقَالَ: طعامُه، صَبُّنا الماء، وإنباتُنا كذا وكذا.
وقوله تبارك وتعالى: حَبًّا (27) .
الحب: كل الحبوب: الحنطة والشعير، وما سواهما. والقضب: الرَّطبة، وأهل مكَّة يسمون القتَّ: القضب.
والحدائق: كل بستان كَانَ عَلَيْهِ حائط فهو حديقة. وما لم يكن عَلَيْهِ حائط لم يُقَلْ:
حديقة. والغُلْب: ما غلظ من النخل. والأبّ: ما تأكله الأنعام. كذلك قَالَ ابْنُ عَبَّاس.
وقوله تبارك وتعالى: مَتاعاً لَكُمْ (32) أي: خلقناه متعةً لكم ومنفعة. ولو كَانَ رفعًا جاز عَلَى ما فسرنا.
وقوله عزَّ وجل: الصَّاخَّةُ (33) : القيامة.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) .
يفر عنْ أخيه: من، وعن فِيهِ سواء.
وقوله عزَّ وجلَّ: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) .
أي: يشغله عنْ قرابته، وَقَدْ قَرَأَ بعض القراء: «يعنيه» «5» وهى شاذة.
__________
(1) وهى قراءة الأعرج، وابن وثاب، والكوفيين، ورويس. (البحر المحيط: 8/ 429) .
(2) وهى أيضا قراءة الجمهور (البحر المحيط: 8/ 429) .
(3) سورة النمل الآية: 51.
(4) فى ش: وإنا دمرناهم.
(5) هى قراءة ابن محيصن، قال ابن جنى: وهذه قراءة حسنة إلا أن التي عليها الجماعة أقوى معنى، وذلك أن الإنسان قد يعنيه الشيء، ولا يغنيه عن غيره (المحتسب: 2/ 353) .(3/238)
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)
وقوله تبارك وتعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) .
مشرقة مضيئة، وإذا ألقت المرأة نقابها، أَوْ برقعها قيل: سفرت فهي سافرٌ، ولا يُقال:
أسفرت.
وقوله عز وجل: تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) .
ويجوز فِي الكلام: قَتْرة بجزم التاء. ولم يقرأ بها أحد «1» .
ومن سورة إذا الشمس كورت
قوله عز وجل: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) ذهب ضوءها.
وقوله تبارك وتعالى: [128/ ا] وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) .
أي: انتثرت وقعت عَلَى وجه الأرض.
وقوله جل وعز: وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (4) .
والعشار: لُقُح الإبل عطلها أهلها لاشتغالهم بأنفسهم.
وقوله عز وجل: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) .
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ] «2» حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الأحوص سلام ابن سليم عن سعيد بْن مسروق عنْ عكرمة قَالَ: حشرها: موتها.
وقوله عز وجل: وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (6) .
أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحرًا واحدًا.
وقوله جل وعز: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) .
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ] «3» حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الأحوص سلام ابن سليم عَن سَعِيد بْن مسروق أَبِي سُفْيَان عَن عكرمة فِي قوله: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قال:
__________
(1) قرأ بها ابن أبى عبلة (البحر المحيط: 8/ 430) .
(2، 3) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.(3/239)
يقرن الرجل بقرينه الصالح فِي الدنيا فِي الجنة، ويقرن الرجل الَّذِي كَانَ يعمل العمل السيّء بصاحبه الَّذِي كَانَ يعينه عَلَى ذَلِكَ فِي النار، فذلك تزويج الأنفس. قَالَ الفراء: وسمعت «1» بعض العرب يَقُولُ: زوجت إبلي، ونهى اللَّه أن يقرن بين اثنين، وذلك أن يقرن البعير بالبعير فيعتلفان معا، ويرحلان معا.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ] «2» حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي حِبَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ أبيه «3» عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عباس أنه قرأ: «وإذا الموؤدة سألت «4» » (8) «بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» (9) وقال: هى «5» التي تسأل ولا تسأل وقد يجوز أن يقرأ: «بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» ، وَالْمَعْنَى: بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلْتُ. كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلامِ:
عَبْدَ اللَّهِ بِأَيِّ ذَنْبِ ضُرِبَ، وَبِأَيِّ ذَنْبٍ ضُرِبْتُ. وَقَدْ مرّ لَهُ نظائر من الحكاية، من ذلك [128/ ب] قول عنترة:
الشاتِمي عِرضي ولم أشتمها ... والناذرين إِذَا لقيتهما دمي «6»
والمعنى: أنهما كانا يقولان: إِذَا لقينا عنترة لنقتلنه. فجرى الكلام فِي شعره عَلَى هَذَا المعنى.
واللفظ مختلف، وكذلك قوله
رَجُلانِ من ضَبَّةَ أَخبرانا ... إِنَّا رأينا رجلًا عريانًا «7»
والمعنى: أخبرانا أنهما، ولكنه جرى عَلَى مذهب القول، كما يَقُولُ «8» : قَالَ عَبْد الله: إنه إنه لذاهب «9» وإني ذاهب «10» ، والذهاب لَهُ فِي الوجهين جميعًا.
__________
(1) فى ش: سمعت.
(2) سقط فى ش.
(3) سقط فى ش.
(4) وكذلك هو فى مصحف أبى (تفسير القرطبي: 19/ 234) ، وهى أيضا قراءة ابن مسعود وعلى وجابر ابن زيد ومجاهد (البحر المحيط: 8/ 433) .
(5) فى ش: وقال التي تسأل وقد.
(6) الشاتماه: هما: ابنا ضمضم: هرم، وحصين اللذان قتل عنترة أباهما، فكانا يتوعدانه. وفى رواية: إذا لم القهما (انظر ص: 343) من مختارات الشعر الجاهلى. وص: 154 من شرح ديوان عنترة.
(7) انظر المحتسب: 1/ 109 والخصائص: 2/ 338. [.....]
(8) فى ش: تقول.
(9) فى ش: ذاهب.
(10) فى ش لذاهب(3/240)
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)
ومن قرأ: «وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ» (8) ففيه وجهان: سئلت: فقيل لها: «بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» (9) ثم يجوز قتلت. كما جاز فِي المسألة الأولى، ويكون سئلت: سئل عَنْهَا الَّذِينَ وأدُوها. كأنك قلت:
طلبتْ منهم، فقيل: أَيْنَ أولادُكم؟ وبأي ذنب قتلتموهم؟ وكل الوجوه حسن بيّن إلّا أن الأكثر (سئلت) فهو أحبُّها إلي.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) .
شدّدها يَحيى بْن وثاب، وأصحابه، وخففها آخرون من أهل المدينة «1» وغيرهم. وكلٌّ صواب، قَالَ الله جل وعز «صُحُفاً مُنَشَّرَةً «2» » ، فهذا شاهد لمن شدّد، ومنشورة عربي، والتشديد فِيهِ والتخفيف لكثرته، وأنَّه جمع كما تَقُولُ: مررت بكباش مذبّحة، ومذبوحةٍ، فإذا كَانَ واحدًا لم يجز إلا التخفيف، كما تَقُولُ: رَجُل مقتول، ولا تَقُولُ: مُقَتَّلٌ.
وقوله جل وعز وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (11) .
نزعت وطويت، وفى [129/ ا] قراءة عَبْد اللَّه: «قشطت» بالقاف، وهما لغتان، والعرب تَقُولُ:
القافور «3» والكافور، والقَفُّ والْكَفُّ- إِذَا تقارب الحرفان فِي المخرج تعاقبًا فِي اللغات: كما يقال:
جدف وجدث، تعاقبت الفاء الثاء فى كثير من الكلام، كما قيل: الأثافى والأثاثى «4» ، وثوب فُرْقبي وثُرقبي «5» ، ووقعوا فِي عاثورِ شَرّ، وعافور شر «6» .
وقوله عزَّ وجلَّ: وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) .
خففها الْأَعْمَش وأصحابه، وشددها الآخرون «7» .
وقوله تبارك وتعالى: عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (14) جواب لقوله «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» (1) ولما بعدها، «وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ» (13) قربت.
__________
(1) قرأ بالتخفيف جماعة منهم: أبو رجاء وقتادة والحسن والأعرج وشيبة وأبو جعفر ونافع وابن عامر وعاصم (البحر المحيط 8/ 434) .
(2) سورة المدثر: 52.
(3) ونقدمت قراءة عبد الله: «قافورا» فى «كافُوراً» . (البحر المحيط 8/ 434) .
(4) الأثافى: جمع أثفية، وهى الحجر الذي توضع عليه القدر.
(5) الثرقبية والفرقبية: ثياب كتان بيض وقيل: من ثياب مصر، يقال: ثوب ثرقبى وفرقبى.
(6) العاثور: ما عثر به، وقعوا فى عاثور شر، أي: فى اختلاط من شر وشدة.
(7) منهم نافع وابن ذكوان وحفص وأبو بكر (الإتحاف: 434) .(3/241)
فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15)
وقوله عز وجل: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) .
وهي النجوم الخمسة تَخنُس فِي مجراها، ترجع وتكنِس: تستتر كما تكنس الظباء فِي المغار، وهو الكنِاسُ. والخمسة: بَهرام، وزُحَل، وعُطارد، والزُّهَرة، والمشترى.
وقَالَ الكلبي: البِرْجيس: يعني المشترى.
وقوله عز وجل: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) .
اجتمع المفسرون: عَلَى أن معنى «عَسْعَسَ» : أدبر، وكان بعض أصحابنا يزعم أن عسعس: دنا من أوله وأظلم، وكان أَبُو البلاد النحوي ينشد فِيهِ «1»
عَسْعسَ حتَّى لو يشاءُ أدّنا ... كان له من ضوئه مقبس
يريد: إذ دنا، ثُمَّ يلقى همزة إذ «2» ، ويُدغم الذال فِي الدال، وكانوا يرون أن هَذَا البيت مصنوع.
وقوله: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) .
إِذَا ارتفع النهار، فهو تنفس الصبح.
وقوله عز وجل: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) .
يعني: جبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وعلى جميع الأنبياء.
وقوله: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بظنين [129/ ب] (24) .
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ «3» ] حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي قيس بن الربيع عن عاصم ابن أَبِي النجود عنْ زر بْن حبيش قَالَ: أنتم تقرءون: (بِضَنِينٍ) ببخيل، ونحن نقرأ (بظنين) «4» بِمتَهم. وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت (بِضَنِينٍ) وهو حسن، يَقُولُ: يأتيه غيب السماء، وهو منفوس «5» فيه فلا يضن به عنكم، فلو كَانَ مكان: عَلَى- عنْ- صلح أَوِ الباء
__________
(1) البيت منسوب فى تفسير القرطبي 19/ 237 إلى امرئ القيس، وقد رجعت إلى ديوانه فلم أجده هناك.
ورواية القرطبي: «كان لنا من ناره» مكان: «كان له من ضوئه» . ورواية اللسان متفقة هى ورواية الفراء.
(2) سقط فى ش.
(3) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(4) وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، والكسائي، ورويس. (الإتحاف: 434) [.....]
(5) فى النسخ منفوش، والتصويب من اللسان، نقلا عن الفراء.(3/242)
إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)
كما تقول: ما هو بضنين بالغيب. والذين قالوا: بظنين. احتجوا بأن على تقوى «1» قوهم، كما تَقُولُ:
ما أنت عَلَى فلان بمتهم، وتقول: ما هو عَلَى الغيب بظنين: بضعيف، يَقُولُ: هُوَ محتمل لَهُ، والعرب تَقُولُ للرجل الضعيف أَوِ الشيء القليل: هُوَ ظنون. سمعت بعض قضاعة يَقُولُ: ربما دلّك عَلَى الرأي الظنون، يريد: الضعيف من الرجال، فإن يكن معنى ظنين: ضعيفًا، فهو كما قيل: ماءٌ شريب، وشروب، وقرونى، وقرينى، وسمعت: قرونى وقرينى، وقرونتى وقرينتي «2» - إلا أنّ الوجه ألّا تدخِل الهاء. وناقة طعوم وطعيم، وهي التي»
بين الغثّة والسمينة.
وقوله عز وجل: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) ؟
العرب تَقُولُ: إلى أَيْنَ تذهب؟ وأينَ تذهب؟ ويقولون: ذهبت الشامَ، وذهبت السوق، وانطلقت الشام، وانطلقت السوق، وخرجت الشام- سمعناه فِي هَذِهِ الأحرف الثلاثة: خرجت، وانطلقت، وذهبت. وقَالَ الكِسَائِيّ: سمعت العرب تَقُولُ: انطُلِقَ بِهِ الفورَ، فتنصب عَلَى معنى إلقاء الصفة، وأنشدني بعض بني عُقَيل «4» :
تَصيحُ بنا حَنيفةُ إذ رأتنا ... وأيّ الأرضِ تذهبُ للصِّياح
يريد: إلى أي الأرض تذهب [130/ ا] واستجازوا فِي هَؤُلَاءِ الأحرف إلقاءَ (إلى) لكثرة استعمالهم إياها.
ومن سورة إذا السماء انفطرت
قوله عز وجل: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (1) : انشقت.
وقوله عز وجل: وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) .
خرج ما فِي بطنها من الذهب والفضة، وخرج الموتى بعد ذَلِكَ، وهو «5» من أشراط الساعة:
أن تخرج الأرضُ أفلاذَ كبدها من ذهبها وفضتها. قَالَ الفراء: الأفلاذ القِطَعُ من الكبد المشرح والمشرحة «6» ، الواحد فلذ، وفلذة.
__________
(1) فى ش: يقوى.
(2) وقرونى وقرينى، وقرونتى وقرينتى، وهى النفس والعزيمة.
(3) فى ش: وهى بين.
(4) نقل القرطبي فى تفسيره، ما حكاه الفراء عن العرب هنا، ثم أورد البيت وجعل «بالصياح» مكان «للصياح» (تفسير القرطبي: 19/ 142) .
(5) سقط فى ش.
(6) من هامش ب، وصلب ش.(3/243)
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)
وقوله تبارك وتعالى: عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ من عملها وَأَخَّرَتْ (5) .
وما أخرت: ما سنت من سنة حسنة، أَوْ سيئة فعُمل بها.
وجواب: «إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ» (1) قوله: «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ» .
وقوله جل وعز: الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) .
قرأها الْأَعْمَش وعاصم: «فَعَدَلَكَ» مخففة «1» . وقرأها أهل الحجاز: «فَعَدَلَكَ» مشددة. فمن قرأها بالتخفيف فوجهه والله أعلم: فصرفكَ إلى أيِّ صورةٍ شاءَ إما: حَسَنٌ، أَوْ قَبيحٌ، أَوْ طويل، أَوْ قصير.
قال: [حدثنا «2» الفراء قال] «3» : وحدثني بعض المشيخة عنْ ليثٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح أَنَّهُ قَالَ:
فِي صورة عمٍّ فِي صورة أبٍ، فِي صورة بعض القرابات تشبيهًا.
ومن قَرَأَ: «فَعَدَلَكَ» مشددة، فإنه أراد- والله أعلم: جعلك معتدلا معدّل الخلق، وهو أعجب الوجهين إليَّ، وأَجودُهما فِي العربية لأنك تَقُولُ: فِي أي صورة ما شاء ركبك، فتجعل- فِي- للتركيب أقوى فِي العربية من أن يكون «4» فى للعدل [130/ ب] لأنك تَقُولُ: عَدَلتك إلى كذا وكذا، وصرفتك إلى كذا وكذا، أجود من أن تَقُولُ: عدلتك فِيه، وصَرفتك فِيهِ.
وقوله جل وعز: كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) .
بالتاء، وقرأ بعض أهل المدينة بالياءِ «5» ، وبعضهم بالتاءِ، والْأَعْمَشُ وعاصمٌ بالتاء، والتاء أحسنُ الوجهين لقوله: «وَإِنَّ عَلَيْكُمْ» ولم يقل: عليهم.
وقوله جل وعز: وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (16) :
يَقُولُ: إِذَا دخلوها فليسوا بمخْرَجين منها.
اجتمع القراء عَلَى نصب «يَوْمَ لا تَمْلِكُ» (19) والرفع
__________
(1) وهى أيضا قراءة حمزة والكسائي وخلف، وافقهم الحسن والأعمش (الإتحاف 434) .
(2) فى ش: قال الفراء: وحدثنى.
(3) زيادة فى ش.
(4) فى ش: تكون.
(5) ممن قرأ بالياء: أبو جعفر والحسن.(3/244)
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)
جائز لو قرىء بِهِ «1» . زعم الكِسَائِيّ: أن العرب تُؤْثر الرفعَ إِذَا أضافوا اليوم إلى يفعل، وتفعلُ، وأفعلُ، ونفعلُ فيقولون: هَذَا يومُ نفعلُ ذاك، وأفعل ذاك، ونفعلُ ذاك. فإذا قَالُوا: هَذَا يومَ فعلتَ، فأضافوا يوم إلى فعلتُ أَوْ إلى إذْ «2» آثروا النصب، وأنشدونا:
عَلَى حينِ عاتبتُ المشيبَ عَلَى الصِّبا ... وقلتُ أَلَمَّا تَصْحُ والشَّيبُ وازِعُ؟ «3»
وتجوز «4» فِي اليَاءِ والتاء ما يجوز فِي فعلت، والأكثر ما فسّر الكِسَائِيّ.
ومن سورة المطففين
قوله عز وجل: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) .
نزلت أَوَّل قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إلى المدينة، فكان أهلها إِذَا ابْتاعوا كَيْلًا أَوْ وزنًا استوفَوْا وأفرطوا. وإذا باعوا كيلًا أو وزنا نقصوا فنزلت «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» فانتهَوْا، فهم أَوْ فِي النَّاس «5» كيْلًا إلى يومهم هَذَا.
[قَالَ] «6» قَالَ الفراء: ذُكرَ أن «وَيْلٌ» وادٍ فِي جهنم، والويل الَّذِي نعرف «7» .
وقوله عز وجل: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ [131/ ا] وَزَنُوهُمْ «8» (3) الهاء فِي موضع نصب، تَقُولُ: قَدْ كِلتك طعامًا كثيرًا، وكِلتني مثله. تريد: كِلْتَ لي،
__________
(1) قرأ بالنصب زيد بن على والحسن وأبو جعفر وشيبة والأعرج وباقى السبعة (البحر المحيط 8/ 437) بإضمار يدانون (تفسير الزمخشري 4/ 193) وقرأ بالرفع ابن أبى إسحق، وعيسى، وابن جندب وابن كثير وأبو عمرو (البحر المحيط 8/ 437) ، وأجاز الزمخشري فيه أن يكون بدلا مما قبله أو على: هو يوم لا تملك (تفسير الزمخشري 4/ 193) .
(2) فى ش: وإلى إذ. [.....]
(3) فى ش: وأنشدوا، والبيت للنابغة، ورواية الديوان: ألمّا أصح مكان ألمّا تصح وازع: زاجر.
(الكتاب: 1: 369) .
(4) فى ش: ويجوز.
(5) عبارة القرطبي التي نقلها عن الفراء: فهم من أوفى الناس (تفسير القرطبي 19/ 250) .
(6) سقط فى ش.
(7) أي: العذاب والهلاك.
(8) فى جميع النسخ ورد الكلام عن الآية 3 قبل الآية 2.(3/245)
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)
وكِلْتُ لَكَ، وسمعت أعرابية تَقُولُ: إِذَا صَدَرَ النَّاس أتينا التاجر، فيكيلنا الْمُدَّ والمُدَّين إلى الموسم المقبل، فهذا شاهد، وهو من كلام أهل الحجاز، ومن جاورهم من قيس.
وقوله عز وجل: اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ (2) .
يريد: اكتالوا من الناس، وهما تعتقبان: على ومِن- في هذا الموضع لأنه حقّ عليه فإذا قال: اكتلتُ عليك، فكأنه قال: أخذتُ ما عليك، وإذا قال: اكتلت منك، فهو كقولك:
استوفيت منك.
وقوله عز وجل: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ (6) .
هو تفسير اليوم المخفوض لمّا ألقي اللام من الثاني ردّه إلى «مَبْعُوثُونَ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ» فلو خفضت يومَ بالرَّد على اليوم الأوَّلِ كان صوابًا.
وقد تكونُ في موضع خفض «1» إلَّا أنها أضيفت إلى يفعلُ، فنصبت إذ أضيفت إلى غير محضٍ «2» ، ولو رفع على ذلك «يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ» كما قَالَ الشَّاعِر:
فَكُنْتُ كذي رِجْلين: رَجُل صحيحة ... وأخرى رمَى فيها الزَّمانُ فَشَلَّتِ «3» .
وقوله عز وجل: وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (8) .
ذكروا أنها الصخرة التي تحت الأرض، ونرى أنه صفة من صفاتها لأنه لو كان لها اسما لم يجر.
وإن قلت: أجريته لأنى ذهبت بالصخرة إلى أَنَّها الحجر الَّذِي فِيهِ الكتاب كَانَ وجهًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (14) .
يَقُولُ: كثرت المعاصي والذنوب منهم، فأَحاطت بقلوبهم فذلك الرَّين عليها. وجاء فِي الحديث: أن عمر «4» بن الخطاب رحمه الله، قال للأسيفع «5» أصبَح قدرِين بِهِ. يَقُولُ: قَدْ أحاط بماله [131/ ب] ، الدين وأنشدنى بعض العرب «6» :
__________
(1) فى الكشاف (2: 531) : وقرىء بالجر بدلا من (يوم عظيم) .
(2) فى ش: مخفوض.
(3) البيت لكثير عزة، والرفع على القطع، وهو وجه جائز مع الجر على البدل. (الكتاب 1: 215) وانظر (الخزانة 2/ 276) .
(4) هذه رواية ش، وبقية النسخ: «أن فى عن عمر» ش: أن عمر قال.
(5) أسيفع جهينة، روى أن عمر خطب فقال: ألا إن الأسيفع أسيفع جهينة قد رضى من دينه وأمانته، بأن يقال: سبق الحاج فادّان معرضا، وأصبح قدرين به (اللسان مادة: رين) .
(6) فى اللسان: أنشده ابن الأعرابى 13/ 193، والرواية فيه:
ضحيت حتّى أظهرت ورين بي ... ورين بالسّاقى الذي كان معى(3/246)
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)
لم ترو حتَّى هجرت ورين بي
يقول: حتَّى غُلبتُ من الإعياء، كذلك غلبَةُ الدَّيْنِ، وغلبةُ الذنوبِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) .
يَقُولُ القائل: كيف جمعت (عِلِّيون) بالنون، وهذا من جمع الرجال فإن «1» العرب إِذَا جمعت جمعًا لا يذهبون فِيهِ إلى أن لَهُ بناءً من واحد واثنين، فقالوه فِي المؤنث، والمذكر بالنون، فمن ذَلِكَ هَذَا، وهو شيء فوق شىء غير معروف واحده ولا أثناه.
وسمعت بعضَ العرب يَقُولُ: أَطْعَمَنَا مرقة مَرَقَيْن «2» يريد: اللحم إِذَا طبخت بمرق.
قَالَ، [وقَالَ الفراء مرة أخرى: طبخت بماء] «3» واحد. قَالَ الشَّاعِر:
قَدْ رَوِيَتْ إلا الدُّهَيْدِهِينَا ... قُليَصِّاتٍ وأُبَيْكِرينَا «4»
فجمع بالنون لأنَّه أراد: العدد الَّذِي لا يُحَدُّ، وكذلك قول الشَّاعِر:
فأصبحت المذَاهِبُ قَدْ أذاعت ... بِهَا الإعصار بعد الوابلينا «5»
أراد: المطر بعد المطر غير محدود. ونرى أن قول العرب:
عشرون، وثلاثون إذ جعل للنساء وللرجال من العدد الَّذِي يشبه هَذَا النوع، وكذلك عليّون: ارتفاعٌ بعد ارتفاع وكأنه لا غاية لَهُ.
وقوله عزَّ وجلَّ: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)
__________
(1) عبارة القرطبي فى المسألة نقلا عن الفراء هى: «والعرب إذا جمعت جمعا، ولم يكن له بناء من واحده، ولا تثنيته، قالوا فى المذكر والمؤنث بالنون» (تفسير القرطبي 19/ 263) .
(2) عبارة اللسان نقلا عن الفراء: سمعت بعض العرب يقول: أطعمنا فلان مرقة مرقين يريد: اللحم إذا طبخ، ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء. [.....]
(3) ساقط فى ش.
(4) الدهداء: صغار الإبل: جمع الدهداء بالواو والنون، وحذف الياء من الدهيديهينا للضرورة (اللسان نقلا عن ابن سيده) . وجاء فى اللسان: البكر من الإبل بمنزلة الفتى من الناس، والبكرة بمنزلة الإنسان، والقلوص بمنزلة الجارية، ويجمع البكر على أبكر، قال الجوهري: وقد صغره الراجز وجمعه بالياء والنون فقال: وأورد البيت- والبيت غير منسوب- فى اللسان- وروايته فى مادة (دهده) متفقة وما جاء هنا.. وجاء رواية فى مادة بكر: شربت مكان رويت (اللسان) وانظر (الخزانة 3/ 408) .
(5) رواه المخصص غير منسوب، وفيه: فإن شئت جعلت الوابلين: الرجال الممدوحين، وصفهم بالوبل سعة عطاياهم، وإن شئت جعلته وبلا بعد وبل، فكان جمعا لم يقصد به قصد كثرة ولا قلة (المخصص: 9: 114) .(3/247)
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)
يَقُولُ. بريق النعيم ونداه، والقراء مجتمعون عَلَى (تعرف) إلا أبا جَعْفَر الْمَدَنِيّ فإنه قَرَأَ: «تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ «1» » و «يُعْرَفُ» أيضًا يجوز لأنّ النَّضْرةَ اسمٌ مؤنثٌ مأخوذ من فعلٍ وتذكير فعله قبله [132/ ا] وتأنيثه جائزان.
مثل قوله: «وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا «2» الصَّيْحَةُ» وفى موضع آخر. «وَأَخَذَتِ «3» » .
وقوله عزَّ وجلَّ: خَاتَمة مِسْكٌ (26) .
[قرأ الحسنُ وأهل الحجاز وعاصم والأعمش «خِتامُهُ مِسْكٌ «4» » . حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا «5» مُحَمَّدٌ قال: حدثنا الفراء قال: [و] «6» حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ «7» عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيِّ أنه قرأ «خاتمه مسك» [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ] قال: «8» حدثنا الفراء قال: [و] «9» حدثنى أبو الأحوص عن أشعث بن أبى الشعناء المحاربي قال:
قرأ علقمة بن قيس «خاتَمُهُ مِسْكٌ» «10» . وقال: أما رأيت المرأة تَقُولُ للعطّار: اجْعل لي خاتمهُ مِسْكَا تريد: آخره، والخاتم والختام متقاربان فِي المعنى، إلا أن الخاتم: الاسم، والختام: المصدر، قَالَ الفرزدق:
فَبتْنَ جنابَتيَّ مُصرَّعَاتٍ ... وَبِتُّ أفضّ أغلاق الختام «11»
ومثل الخاتم، والختام قولك للرجل: هُوَ كريم الطابع، والطباع، وتفسيره: أن أحدهم إِذَا شرب وجد آخر كأسه ريح المسك.
وقوله عز وجل: وَمِزاجُهُ (27)
__________
(1) وهى أيضا قراءة يعقوب وشيبة وابن إسحاق، كما فى القرطبي: 19/ 265.
(2) سورة هود: 67، 94 على الترتيب.
(3، 4) سقط فى ش: من قرأ الحسن إلى مسك.
(5) فى ش حدثنى.
(6، 8) سقط فى ش.
(7) عطاء بن السائب: هو أبو زيد الثقفي الكوفي أحد الأعلام، أخذ القراءة عرضا عن أبى عبد الرحمن السلمى، وأدرك عليا. روى عنه شعبة بن الحجاج، وأبو بكر بن عياش، وجعفر بن سليمان، ومسح على رأسه، ودعا له بالبركة. مات سنة ست وثلاثين ومائة (طبقات الفراء: 1/ 513) .
(9) سقط فى ش.
(10) وهى أيضا قراءة الكسائي (الإتحاف: 435) ، وعلى وعلقمة وشقيق والضحاك وطاووس (القرطبي 19/ 265) .
(11) الديوان: 252، ونقل اللسان عبارة الفراء هنا (مادة ختم) ، وأورد البيت بروايته عن الفرزدق.(3/248)
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)
مزاج الرحيق «مِنْ تَسْنِيمٍ» (27) من ماء يتنزل عليهم من مَعالٍ. فَقَالَ: (من تسنيم، عينا) تتسنمهم عينا فتنصب (عينا) عَلَى جهتين: إحداهما أن تنوِي من تسنيم عينٍ، فإذا نونت نصبت.
كما قَرَأَ من قَرَأَ: «أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً «1» » ، وكما قَالَ: «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً، أَحْياءً وَأَمْواتاً «2» » ، وكما قَالَ من قَالَ: «فَجَزاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ «3» » والوجه الآخر:
أن تَنْوِيَ من ماء سُنِّم عينا.
كقولك: رفع عينا يشرب بها، وإن [لم] «4» يكن التسنيم اسمًا للماء فالعين نكرة، والتسنيم معرفة، وإن كَانَ اسمًا للماء فالعين معرفة «5» ، فخرجت أيضًا نصبًا.
وقوله جل وعز: فاكهين (31) : معجبين، وقد قرىء: «فَكِهِينَ «6» » وكلّ صواب مثل: طمع وطامع.
ومن سورة إِذَا السماء انشقت
قوله عزَّ وجلَّ: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1) .
تشقق بالغمام.
وقوله عز وجل: [132/ ب] وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (2) .
سمعت «7» وحق لها ذلك. وقال بعض المفسرين: جواب «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» قوله: «وَأَذِنَتْ» ونرى أَنَّهُ رَأَى ارتآه المفسر، وشبهه بقول الله تبارك وتعالى: «حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها «8» » لأنا لم نَسْمَع جوابًا بالواو فِي «إذ» مبتدأة، ولا قبلها كلام، ولا فِي «إِذا» إِذَا ابتدئت، وإنما تجيب العرب بالواو فِي قوله: حتَّى إِذَا كَانَ، و «فلما أن كان» لم يجاوزوا ذلك.
__________
(1) سورة البلد:: 14، 15.
(2) سورة المرسلات الآيتان: 25، 26. [.....]
(3) سورة المائدة: الآية 95.
(4) زيادة من اللسان نقلا عن الفراء، وبها يتضح المعنى.
(5) كذا فى اللسان، وفى النسخ نكرة، تحريف.
(6) هذه قراءة حفص وأبى جعفر وابن عامر فى إحدى روايتيه. (الإتحاف: 435) .
(7) سقط فى ش.
(8) سورة الزمر الآية: 73، هذا على أن واو (وفتحت) زائدة. ويجوز أن تكون أصلية والجواب محذوف، لأنه فى صفة ثواب أهل الجنة: فدل بحذفه على أنه شىء لا يحيط به الوصف. وانظر (الكشاف: 2: 307) .(3/249)
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)
قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، وَاقْتَرَبَ «1» » بالواو، ومعناه: اقترب. والله أعلم. وَقَدْ فسرناه فِي غير هَذَا الموضع.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) .
بسطت ومُدِّدت كما يمدّد «2» الأديم العكاظي «3» والجواب فى: «إِذَا «4» السَّماءُ انْشَقَّتْ» ، وفى «وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ» كالمتروك لأنَّ المعنى معروف قَدْ تردّد فِي القرآن معناه فعرف.
وإن شئت كَانَ جوابه: يا أيها الإنسان «5» . كقول القائل: إِذَا كَانَ كذا وكذا فيأيها النَّاس ترون ما عملتم من خير أَوْ شر. تجعل يا أيها الْإِنْسَان «6» هُوَ الجواب، وتضمر فِيهِ الفاء، وَقَدْ فسِّر جواب:
إِذَا السماء- فيما يلقى الْإِنْسَان من ثواب وَعقاب- وكأن المعنى: ترى الثواب والعقاب إذا انشقت السماء.
وقوله عز وجل: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (10) .
يُقال: إن إيمانهم تُغل إلى أعناقهم، وتكون شمائلهم وراءَ ظهورهم.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (11) .
الثبور «7» أن يقول: وا ثبوراه، وا ويلاه، والعرب تَقُولُ: فلان يدعو لَهفَة «8» إِذَا قَالَ: وا لهفاه.
وقوله: وَيَصْلى سَعِيراً (12) .
قَرَأَ الْأَعْمَش وعاصم: «وَيَصْلى» ، وَقَرَأَ الْحَسَن والسلمي وبعض أهل المدينة: «وَيَصْلى» «9» وقوله: «ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ «10» » .
__________
(1) سورة الأنبياء الآيتان: 96، 97.
(2) فى ش: ومدّت كما يمد.
(3) أديم عكاظى منسوب إلى عكاظ، وهو مما حمل إلى عكاظ فبيع بها.
(4) سقط فى ش.
(5، 6) فى ش: الناس.
(7) سقط فى ش.
(8) يقال: نادى لهفه، إذا قال: يا لهفى.
(9) قرأ بها الحرميان، وابن عامر والكسائي. (الإتحاف: 436) . [.....]
(10) الحاقة الآية: 31(3/250)
إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14)
يشهد للتشديد لمن قَرَأَ «وَيَصْلى» ، و «يَصْلَى» أيضًا جائز لقول اللَّه عزَّ وجلَّ:
«يَصْلَوْنَها «1» » ، و «يَصْلاها «2» » . وكل صواب واسع «3» [133/ ا] .
وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلى (15) .
أن لن يعود إلينا إلى الآخرة. بلى ليحورَنَّ، ثُمَّ استأنف فَقَالَ: «إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً» (15) .
وقوله عز وجل: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) .
والشفق: الحمرة التي فِي المغرب من الشمس [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: «4» ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ:
حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي يَحْيَى عنْ حُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن ضُمَيرة عنْ أَبِيهِ عنْ جَدّه رفعه قَالَ: «5» الشفق: الحمرة. قَالَ الفراء: وكان بعض الفقهاء يَقُولُ: الشفق: البياض لأنّ الحمرة تذهب إِذَا أظلمت، وإنما الشفق: البياض الَّذِي إِذَا ذهب صُلِّيت العشاء الآخرة، والله أعلم بصواب ذَلِكَ.
وسمعت بعض العرب يَقُولُ: عَلَيْهِ ثوبٌ مصبوغ كأنه الشفق، وكأن أحمر، فهذا شاهد للحمرة.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (17) : وما جمع.
وقوله تبارك وتعالى: وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) .
اتساقه: امتلاؤه ثلاث عشرة إلى ست عشرة فيهن اتساقه.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19) .
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: «6» ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي قيس بْن الربيع عنْ أَبِي إِسْحَاق: أن مسروقًا قَرَأَ: «لتركَبنَّ يا مُحَمَّد حالًا بعد حال» وذُكر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَرَأَ: «لَتَرْكَبُنَّ» وفسر «لَتَرْكَبُنَّ» السماء حالا بعد حال.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: «7» ] ، حدثنا الفراء قال: و «8» حدثنى سفيان بن عيينة
__________
(1) سورة إبراهيم الآية: 29، وسورة ص: الآية 56، وسورة المجادلة الآية: 8.
(2) سورة الإسراء الآية: 18، وسورة الليل الآية: 15.
(3) سقط فى ش.
(4) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(5) فى ش: فقال.
(6) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(7) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(8) فى ش: حدثنى.(3/251)
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)
عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: «لَتَرْكَبُنَّ» «1» وَفَسَّرَ: لَتَصِيرَنَّ الأُمُورُ حَالا بَعْدَ حَالٍ لِلشِّدَّةِ.
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: وَقَعَ فِي بَنَاتِ طَبَقٍ، إِذَا وَقَعَ فِي الأَمْرِ الشَّدِيدِ «2» ، فَقَدْ قَرَأَ هَؤُلاءِ: «لَتَرْكَبُنَّ» وَاخْتَلَفُوا فِي التَّفْسِيرِ. وَقَرَأَ أَهْلُ المدينة وكثير من الناس: «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً» يَعْنِي: النَّاسَ عَامَّةً! وَالتَّفْسِيرُ: الشِّدَّةُ «3» وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الأَوَّلِ: لَتَرْكَبَنَّ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ سَمَاءً بَعْدَ سَمَاءٍ، وَقُرِئَتْ:
«لَيَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ» وَمَعَانِيهِمَا مَعْرُوفَةٌ، «لَتَرْكَبُنَّ» ، كَأَنَّهُ خَاطَبَهُمْ، «وَلَيَرْكَبُنَّ» «4» أَخْبَرَ عنهم.
وقوله عز وجل: بِما يُوعُونَ (23) .
الإيعاء:، ما يجمعون فِي صدورهم من التكذيب والإثم. والوعي لو «5» قيل: وَالله أعلم بما يوعون [133/ ب] لكَان صوابًا، ولكنه لا يستقيم فِي القراءَة.
ومن سورة البروج
قوله عز وجل: وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) .
اختلفوا فى البروج، فقالوا: هِيَ النجوم، وقالوا: هِيَ البروج التي تجرى فيها الشمس والكواكب المعروفة: اثنا عشر برجًا، وَقالوا: هِيَ قصور فِي السماء، والله أعلم بصواب ذلك.
وقوله جل وعز: وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) .
ذكروا أنه القيامة، «وَشاهِدٍ» (3) يوم الجمعة، «وَمَشْهُودٍ» (3) يوم عرفة، وَيقال: الشاهد أيضًا يوم القيامة، فكأنه قَالَ: واليوْم الموعوْد وَالشاهد، فيجعلُ «6» الشاهد من صلة الموعود، يتبعه فى خفضه.
__________
(1) «لتركبن» ، وهى قراءة أبى عمرو، وأبى العالية، ومسروق، وأبى وائل، ومجاهد، والنخعي، والشعبي، وابن كثير، وحمزة، والكسائي (تفسير القرطبي: 19/ 278)
(2) بنات طبق: الدواهي، ويقال للداهية: إحدى بنات طبق، ويقال للدواهى: بنات طبق، ويروى: أن أصلها الحية، أي: أنها استدارت حتى صارت مثل الطبق.
(3) فى ش: الشديد، تحريف.
(4) التصحيح من ش، وفى ب: وليركبو.
(5) فى ش: ولو، تحريف. [.....]
(6) فى ش: فتجعل.(3/252)
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
وقوله جل وعز: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (4) .
يقال في التفسير: إن جواب القسم في قوله: «قُتِلَ» ، كما كان جواب «وَالشَّمْسِ وَضُحاها «1» » فى قوله! «قَدْ أَفْلَحَ «2» » : هذا في التفسير، ولم نجد العرب تدع القسم بغير لام يُسْتَقْبَلُ بها أو «لا» أو «إن» أو «ما» فإن يكن كذلك فكأنه مما ترك فيه الجواب: ثم استؤنف موضع الجواب بالخبر، كما قيل: يا أيها الإنسان في كثير من الكلام.
وقوله جل وعز: أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (4) .
كَانَ ملك خدّ لقوم أخاديد فِي الأرض، ثُمَّ جمع فيها الحطب، وألهب فيها النيران، فأحرق بها قومًا وقعد الَّذِينَ حفروها حولها، فرفع اللَّه النار إلى الكفرة الَّذِينَ حفروها فأحرقتهم، ونجا منها المؤمنون،
فذلك قوله عزَّ وجل: «فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ» (10) فى الآخرة «وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ» (10) فِي الدنيا. وَيُقَال: إنها أحرقت من فيها، ونجا الَّذِينَ فوقها.
واحتج قائل هَذَا بقوله: «وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ» (7) ، والقول الأول أشبه بالصواب، وذلك لقوله: «فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ، وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ» ولقوله فى صفة الذين آمنوا «ذلِكَ [134/ ا] الْفَوْزُ الْكَبِيرُ» (11) يَقُولُ: فازوا من عذاب الكفار، وعذاب الآخرة، فأكْبِر بِهِ فوزًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (4) .
يَقُولُ: قتلتهم النار، ولو قرئت: «النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ» ، بالرفع كَانَ صوابًا «3» ، وقرأ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي: «وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ «4» » رفع الشركاء بإعادة الفعل: زينه «5» لهم شركاؤهم. كذلك قوله: «قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ» قتلتهم النار ذات الوقود. ومن خفض: «النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ» وهي فِي قراءة «6» العوام- جعل النار هى الأخدود إذ كانت النار فيها كأنه قَالَ: قتل أصحاب النار ذات الوقود.
__________
(1، 2) سورة الشمس: 1، 9.
(3) قرأ بالرفع: أشهب العقيل، وأبو السّمال العدوى، وابن السميفع أي: أحرقتهم النار ذات الوقود (تفسير القرطبي 19/ 287) .
(4) سورة الأنعام الآية: 137.
(5) فى ش: زين.
(6) فى ش: وهى قراءة.(3/253)
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1)
وقوله عز وجل: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) .
خفضه يَحيى وأصحابه.
وبعضهم رفعه جعله من صفة اللَّه تبارك وتعالى. وخفْضُه من صفة العرش،
كما قال: «بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ» (21) فوصف القرآن بالمَجَادة.
وكذلك قوله: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) .
من خفض جعله من صفة اللوح «1» ، ومن رفع جعله للقرآن، وَقَدْ رفع المحفوظ شَيْبَة، وأبو جعفر المدنيان «2» .
ومن سورة الطارق
قوله عز وجل: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) .
الطارق: النجم لأنَّه يطلع بالليل، وما أتاك ليلًا فهو طارق،
ثم فسره فَقَالَ:
«النَّجْمُ الثَّاقِبُ» (3) والثاقب: المضيء، والعرب تَقُولُ: أثقب نارك- للموقِد، وَيُقَال: إن الثاقب: هُوَ «3» النجم الَّذِي يُقال لَهُ: زحل. والثاقب: الَّذِي قَدِ ارتفع عَلَى النجوم. والعرب تَقُولُ للطائر إِذَا لحق ببطن السماء ارتفاعًا: قَدْ ثقب. كل ذَلِكَ جاء «4» فِي التفسير.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَمَّا عَلَيْها (4) .
قرأها العوام «لَمَّا» ، وخففها بعضهم. الكِسَائِيّ كَانَ يخففها، ولا نعرف جهة التثقيل، ونرى أنها لغة فِي هذيل، يجعلون إلّا مَعَ إنِ المخففة (لمّا) . ولا يجاوزون «5» ذَلِكَ. كأنه قَالَ: ما كل نفس إلا عليها [134/ ب] حافظ.
__________
(1) وهى قراءة الجمهور.
(2) وقرأ أيضا «مَحْفُوظٍ» بالرفع الأعرج، وزيد بن على وابن محيصن ونافع بخلاف عنه (البحر المحيط 8/ 453)
(3) فى ش: هذا.
(4) فى ش: قد جاء.
(5) فى ش: ولا يجوزون، وهو تحريف.(3/254)
خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6)
ومن خفف قَالَ: إنَّما هِيَ لام جواب لإن، (وما) التي بعدها صلة كقوله: «فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ «1» » يَقُولُ: فلا يكون فِي (ما) وهي «2» صلة تشديد.
وقوله عز وجل: عَلَيْها حافِظٌ (4) :
الحافظ من اللَّه عزَّ وجلَّ يحفظها، حتَّى يُسلمها إلى المقادير.
وقوله عزَّ وجلَّ: مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) .
أهل الحجاز أفعل لهذا من غيرهم، أن يجعلوا المفعول فاعلًا إِذَا كَانَ فِي مذهب نعت، كقول العرب: هَذَا سرٌّ كاتم، وهمٌّ ناصبٌ، وَلَيْلٌ نائمٌ، وعيشةٌ راضيةٌ. وأعان عَلَى ذَلِكَ أنها توافق رءوس الآيات التي هنّ «3» معهن.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (7) .
يريد: من الصلب [والترائب] «4» وهو جائز أن تَقُولُ للشيئين: ليخرجن «5» من بين هذين خير كثير ومن هذين. [والصلب] «6» : صلب الرجل، والترائب: ما اكتنف لَبّاتِ المرأة مما يقع عَلَيْهِ القلائد.
وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8) .
إنه عَلَى رد الْإِنْسَان بعد الموت لقادر.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ:] «7» حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مندل عنْ ليث عنْ مجاهد قَالَ: إنه عَلَى رد الماء إلى الإِحليل لقادر.
وقوله جل وعز: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) .
تبتدئ بالمطر، ثُمَّ ترجع بِهِ فِي كل عام.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) .
تتصدع بالنبات.
__________
(1) سورة النساء الآية: 155 وسورة المائدة: 13.
(2) فى ش: وهى فى صلة، تحريف.
(3) فى ش: هى. [.....]
(4، 6) سقط فى ش.
(5) تصحيح فى هامش ش.
(7) زيادة من ش.(3/255)
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)
ومن سورة الأعلى
قوله عز وجل: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ (1) ، و «بِاسْمِ رَبِّكَ «1» » .
كل ذَلِكَ قَدْ جاء وهو من كلام العرب.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3) .
قدّر خلقْه فهدى الذكر لَمَأتى الأنثى من البهائم.
وَيُقَال: قدّر فهدى وأضل، فاكتفى من ذكر الضلال بذكر الهدى لكثرة ما يكون معه. والقراء مجتمعون عَلَى تشديد (قدّر) . وكان أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي يقرأ: قَدَر مخففة «2» ، ويرون أنها من قراءة عليّ بْن أَبِي طالب (رحمه الله) [135/ ا] والتشديد أحب إليَّ لاجتماع القراء عَلَيْهِ.
وقوله عز وجل: فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (5) .
إِذَا صار النبت يبيسًا فهو غثاء. والأحوى: الَّذِي قَدِ اسودّ عَنِ العتق «3» ويكون أيضًا:
أخرج المرعى أحوى، فجعله غثاء، فيكون مؤخَّرًا معناه التقديم.
وقوله عزَّ وجلَّ: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ (7) .
لم يشأ أن ينسى شيئًا، وهو كقوله: «خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ «4» » ولا يشاء. وأنت قائل فِي الكلام: لأعطينك كل ما سَأَلت إلَّا ما شئتُ، وإلَّا أن أشاءَ أن أمنعَك، والنية ألا تمنعه، وعلى هَذَا مجاري الْإِيمَان يستثنى فيها. ونية الحالف التمام.
وقوله تبارك وتعالى: يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى
(11) يتجنب الذكرى فلا يذكر.
وقوله جل وعز: النَّارَ الْكُبْرى (12) هى السفلى من أطباق النار.
__________
(1) فى سورة الواقعة الآيتان: 74، 96: «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» وفى سورة الحاقة: الآية: 52.
(2) وقرأ بالتخفيف أيضا الكسائي من القدرة، أو من التقدير والموازنة (البحر المحيط: 8/ 458) .
(3) عبارة اللسان مادة: حوى، نقلا عن الفراء: الأحوى: الذي قد اسود من القدم والعتق.
(4) سورة هود: الآيتان 107، 108.(3/256)
تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)
وقوله عزَّ وجلَّ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) عمِل بالخير وتصدق، وَيُقَال: قَدْ أفلح من تزكى: تصدق قبل خروجه يوم العيد.
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) شهد الصلاة مَعَ الْإِمَام.
وقوله عزَّ وجلَّ: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16) اجتمع القراء عَلَى التاء، وهي فِي قراءة أبيّ: «بَلْ أَنْتُمْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ» تحقيقًا لمن قَرَأَ بالتاءِ «1» .
وَقَدْ قَرَأَ بعض القراء: «بَلْ يُؤْثِرُونَ «2» » .
وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (18) يَقُولُ: مَن ذكر اسم ربه فصلى وعمل بالخير، فهو فِي الصحف الأولى كما هُوَ فى القرآن.
ومن سورة الغاشية
[تصلى، وتُصْلَى «3» ] (4) قراءتان.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) وهو نبت يُقال لَهُ: الشِّبْرِق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إِذَا يبس، وهو «4» سم.
وقوله عزَّ وجلَّ: لا يُسْمَعُ فِيها لاغِيَةً «5» (11) :
حالفة عَلَى كذب، وقرأ عاصم والْأَعْمَش وبعض القراء: «لا تَسْمَعُ» بالتاء، وقرأ بعض أهل
__________
(1) فى ش: على التاء.
(2) قرأ بها عبد الله وأبو رجاء والحسن والجحدري وأبو حيوة وغيرهم. (البحر المحيط: 8/ 460) .
(3) قوله: تصلى تصلى بعد سورة الأعلى، وأول سورة الغاشية.
(4) فى ش: فهو.
(5) قال فى الإتحاف (270) : «واختلف فى (لا يسمع فيها لاغية) : فنافع بالتاء من فوق مضمومة بالبناء للمفعول (لاغية) بالرفع على النيابة وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بياء من تحت مضمومة بالبناء للمفعول أيضا (لاغية) بالرفع، على ما تقدم، والباقون بفتح التاء من فوق ونصب (لاغِيَةً) على المفعولية» .(3/257)
فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13)
المدينة: «لا يُسمع فيها لاغيةٌ» : ولو قرئت: «لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً» وكأنه للقراءة موافق لأن رءوس الآيات أكثرها بالرفع «1» .
وقوله عزَّ وجل: فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) يُقال: مرفوعة مرتفعة: رفعت لهم، أشرفت، وَيُقَال: مخبوءة «2» رفعت لهم.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) بعضها إلى جنب بعض، وهي الوسائد واحدها: نُمْرُقة. قَالَ: وسمعت بعض كلب يَقُولُ: نِمْرِقة [بِكسر النون والراء] «3» .
وقوله عزَّ وجلَّ: وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) هِيَ: الطنافس التي لها خَمْل رقيق (مَبْثُوثَةٌ) : كثيرة.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) عجّبهم من حمل الإبل أنها تحمل وِقرها باركة ثُمَّ تنهض بِهِ، وليس شيء من الدواب يطيق ذَلِكَ إلّا البعير.
وقوله عزَّ وجل: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمسيطر (22) بمسلّط، والكتاب (بِمُصَيْطِرٍ) ، و (الْمُصَيْطِرُونَ «4» ) : بالصاد والقراءة بالسين «5» ، ولو قرئت بالصاد كَانَ مَعَ الكتاب وكان صوابًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) تكون مستثنيًا من الكلام الَّذِي كَانَ التذكير يقع عَلَيْهِ وإن لم يُذكَر، كما تَقُولُ فِي الكلام:
اذهب فعِظ وذكِّر، وعُمّ إلا من لا تطمع فِيهِ، ويكون أن تجعل: (من تولّى وكفر) منقطعا
__________
(1) فى ش: الرفع.
(2) فى ش: مخبوة. [.....]
(3) مزيد بين السطور فى ب، وساقط فى ش.
(4) سورة الطور الآية: 37.
(5) قرأ بالسين هشام، واختلف عن قنبل وابن ذكوان وحفص (الإتحاف: 438) .(3/258)
وَالْفَجْرِ (1)
عما قبله. كما تَقُولُ فِي الكلام: قعدنا نتحدث ونتذاكر الخبر إلّا أن كثيرًا من النَّاس لا يرغب، فهذا المنقطع.
وتعرف المنقطع من الاستثناء بِحُسْن إن فِي المستثنى فإذا كَانَ الاستثناء محضًا متصلًا لم يحسن فِيهِ إن. ألا ترى أنك تَقُولُ: عندي مائةٌ إلّا درهما، فلا تدخل إن هاهنا فهذا كاف من ذكر غيره.
وَقَدْ يَقُول بعض القراء وأهل العلم: إن (إلا) بمنزلة لكن، وذاك منهم تفسير للمعنى، فإمَّا أن تصلح (إلّا) مكان لكن فلا ألا ترى أنك تَقُولُ: ما قام عَبْد اللَّه ولكن زَيْد فَتُظْهِرُ الْوَاوَ، وتحذفها. ولا تَقُولُ: ما قام عَبْد اللَّه إلا زَيْد، إلّا أن تنويَ: ما قام إلا زَيْد لتكرير «1» أَوَّل الكلام.
سئل الفراء [136/ ا] عنْ (إيّابَهم «2» ) (25) فَقَالَ: لا يجوز عَلَى جهة من الجهات.
ومن سورة الفجر
قوله عز وجل: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) .
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ «3» ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي قيس بن الربيع عن أبى إسحق عَنِ الأسود بْن يزيد فِي قوله: «وَالْفَجْرِ» قال: هو «4» فجركم هذا. «وَلَيالٍ عَشْرٍ» قال:
عشر الأضحى. «وَالشَّفْعِ» (3) يوم الأضحى، و «الْوَتْرِ» (3) يوم عرفة.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «5» قَالَ] : حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي شيخ عن عبد الملك ابن أَبِي سليمان عنْ عطاء قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: الوتر والشفع «6» : خلقه.
__________
(1) فى ش: بتكرير.
(2) قرأ «إِيابَهُمْ» بتشديد الياء أبو جعفر. قيل مصدر أيّب على وزن فيعل كبيطر يبيطر ... والباقون بالتخفيف مصدر: آب يؤوب إيابا رجع، كقام يقوم قياما (الإتحاف: 438) .
(3) زيادة من ش.
(4) سقط فى ش.
(5) زيادة من ش.
(6) كذا فى النسخ بتقديم الوتر، كأنه لا يريد التلاوة.(3/259)
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)
قال حدثنا الفراء قال «1» : وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْوَتْرُ آدَمُ، شُفِعَ بِزَوْجَتِهِ. وقد اختلف [القراء] «2» فى الوتر: فَقَرَأَ الْأَعْمَشُ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: الْوِتْرِ مَكْسُورَةُ الْوَاوِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ «3» ، وَقَرَأَ السُّلَمِيُّ وَعَاصِمٌ [وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ] «4» «الْوَتْرِ» بِفَتْحِ الْوَاوِ، وَهِيَ لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ «5» .
وقوله عزَّ وجلَّ: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4) .
ذكروا أنها ليلة المزدلفة، وَقَدْ قَرَأَ القراءُ: «يَسرى» بإثبات الياء، و «يَسْرِ» بحذفها «6» ، وحذفها أحب إليَّ لمشاكلتها رءوس الآيات، ولأن العرب قَدْ تحذف الياء، وتكتفي بكسر ما قبلها منها، أنشدني بعضُهم.
كفاكَ كفٌّ ما تُليق دِرْهمًا ... جُودًا، وأخرى تُعطِ بالسيف الدِّما «7»
وأنشدني آخر:
ليس تخفى يسارتي قَدْر يومٍ ... ولقد تُخْفِ شِيمتي إعساري «8»
وقوله عزَّ وجلَّ: هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) .
لذي عقلِ: لذي سِتْر، وكله يرجع إلى أمر واحد من العقل، والعرب تَقُولُ: إنه لذو حجر إِذَا كَانَ قاهرًا لنفسه ضابطًا لها، كأنه أخذ من قولك: حجرت عَلَى الرجل.
وقوله جل وعز [136/ ب] إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (7) .
لم يجر القراء (إرم) لأنها فيما ذكروا اسم بلدة، وذكر الكلبي بإسناده أن (إرم) سام بن نوح، فإن كان هكذا اسما فإنما ترك إجراؤه لأنه كالعجمى. و (إرم) تابعة لعاد، و (العماد) : أنهم كانوا أهل عَمَد ينتقلون إلى الكلأ حيث كان، ثم يرجعون إلى منازلهم:
__________
(1) فى ش: قال: حدثنا الفراء وحدثنى.
(2، 4) سقط فى ش.
(3) وهى أيضا قراءة حمزة والكسائي وخلف. وافقهم الحسن والأعمش (الإتحاف: 438) .
(5) والكسر لغة تميم (لسان العرب) .
(6) قرأ الجمهور: «يَسْرِ» بحذف الياء وصلا ووقفا، وابن كثير بإثباتها فيهما، ونافع وابن عمرو بخلاف عنه بياء فى الوصل، وبحذفهما فى الوقف. (البحر المحيط 8/ 468) . [.....]
(7) أورده فى اللسان ولم ينسبه. مادة ليق. وانظر (الخصائص 3/ 90، 133، وأمالى ابن الشجري 2/ 72) .
ومعنى: ما تليق: ما تحبس وتمسك. يصفه بالكرم والشجاعة.
(8) رواه اللسان كما هنا ولم ينسبه، وفى ب: قدرتهم مكان قدر يوم، وهو تحريف.(3/260)
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)
وقوله عز وجل: جابُوا الصَّخْرَ (9) خرقوا الصخر، فاتخذوه بيوتًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (10) .
كَانَ إِذَا غضب عَلَى الرجل مدّه بين أربعة أوتاد حتَّى يموت معذبًا، وكذلك فعل بامرأته آسية ابْنَة مزاحم، فسمى بهذا لذلك.
وقوله جل وعز: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (13) .
هَذِهِ كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب، تُدخل فِيهِ السوط. جرى بِهِ الكلام والمثل.
ونرى «1» ذَلِكَ: أن السوط من عذابهم الَّذِي يعذبون بِهِ، فجرى لكل عذاب إذ كَانَ فِيهِ عندهم غاية العذاب.
وقوله تبارك وتعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14) . يَقُولُ: إِلَيْه المصير «2» .
وقوله جل وعز: فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ (16) .
خفف عاصم والْأَعْمَش وعامة القراء، وقرأ نافع [أ] وأبو جَعْفَر: (فقدّر) مشددة «3» ، يريد (فقتّر) وكلٌّ صواب.
وقوله عز وجل: كَلَّا (17) لم يكن ينبغي لَهُ أن يكون هكذا، ولكن يحمده عَلَى الأمرين: عَلَى الغنى والفقر.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (18) قَرَأَ الْأَعْمَش وعاصم بالألف وفتح التاء، وقرأ أهل المدينة: «ولا تَحُضُون» ، وقرأ الْحَسَن الْبَصْرِيّ «4» : «ويُحضون، ويأكلون «5» » ، وَقَدْ قَرَأَ بعضهم: «تَحَاضُّونَ «6» » برفع التاء، وكل صواب.
كأن «تَحَاضُّونَ» تحافظون، وكأن، «تُحضون» تأمرون بإطعامه «7» ، وكأنَّ تَحاضُّون: يحض بعضكم «8» [137/ ا] بعضا.
__________
(1) فى ش: ويرى.
(2) هكذا بالأصول. وسار أهل التفاسير على غير هذا الرأى، أنظر مثلا: «الجامع لأحكام القرآن» 20: 68 و «جامع البيان للطبرى 30: 181» .
(3) قرأ بالتشديد ابن عامر وأبو جعفر، والباقون بتخفيفها. لغتان (الإتحاف: 438) .
(4) زيادة فى ش.
(5) من قوله: (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ) وهى قراءة مجاهد وأبى رجاء وقتادة والجحدري وأبى عمرو (البحر المحيط 8/ 471) .
(6) روى عن الكسائي والسلمى، وهو تفاعلون من الحض وهو الحث (تفسير القرطبي 20/ 53) .
(7) فى ش بإطعام.
(8) فى ش: بعضهم.(3/261)
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)
وقوله عز وجل: أَكْلًا لَمًّا (19) أكلا شديدا «وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا» (20) كثيرًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَقُولُ «1» يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (24) لآخرتي التي فيها الحياة والخلود.
وقوله عزَّ وجل: فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (25) قَرَأَ عاصم والْأَعْمَش وأهل المدينة: «لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ» بالكسر جميعا.
وقرأ بذلك حَمْزَةُ [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ] «2» قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: «فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ» بِالْفَتْحِ «3» . وَقَالَ [أَبُو عَبْدِ اللَّهِ «4» ] مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ الْخَفَّافَ «5» بِهَذَا الْإِسْنَادِ مثله [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ] «6» .
قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي الرَّبِيعِ «7» عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ قَرَأَ: «لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ» بِالْكَسْرِ، فَمَنْ كَسَرَ أَرَادَ: فَيَوْمَئِذٍ لا يعذّب عذاب الله أحد، ومن قال: «يُعَذِّبُ» بالفتح فهو أيضا على ذلك الوجه: لا يعذّب أحد فى الدنيا كعذاب اللَّهِ يَوْمَئِذٍ. وَكَذَلِكَ الْوَجْهُ الأَوَّلُ، لا تَرَى أَحَدًا يُعَذِّبُ فِي الدُّنْيَا كَعَذَابِ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ. وقد وجّهه بَعْضُهُمْ عَلَى أَنَّهُ رَجُلٌ مُسَمًّى لا يُعَذَّبُ كعذابه أحد.
وقوله عز وجل: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) .
بالإيمان والمصدِّقة بالثواب والبعث «ارْجِعِي» (28) تَقُولُ لهم الملائكة إذا أعطوا كتبهم
__________
(1) زيادة فى ش.
(2، 6) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(3) قرأ الجمهور: لا يعذب ولا يوثق مبنيين للفاعل. وقرأ بهما مبنيين للمفعول ابن سيرين وابن أبى إسحق والكسائي ويعقوب وروى عن أبى عمرو (البحر 8/ 472) .
(4) فى ش: وقال محمد بن الجهم. [.....]
(5) هو عبد الوهاب بن عطاء بن مسلم أبو نصر الحفاف العجلى البصري، ثم البغدادي ثقة مشهور، روى القراءة عن أبى عمرو ... مات ببغداد سنة 204 (طبقات الفراء 1/ 479) .
(7) هو سليمان بن مسلم بن جمّاز أبو الربيع الزهري مولاهم، المدني، مقرىء جليل ضابط، عرض على أبى جعفر وشيبة، ثم عرض على نافع، وقرأ بحرف أبى جعفر ونافع. عرض عليه إسماعيل بن جعفر، وقتيبة بن مهران، مات بعد السبعين ومائة فيما أحسب (ابن الجزري فى طبقات القراء 1/ 315) .(3/262)
وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)
بأيمانهم «ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ» إلى ما أعد اللَّه لَكَ من الثواب. وقد يكون أن يقولوا لهم هَذَا القول ينوون: ارجعوا من الدنيا إلى هذا المرجع. وأنت تقول للرجل: ممن أنت؟ فيقول: مضرى.
فتقول: كن تميميا، أو قيسيا. أي: أنت من أحد هذين. فيكون «1» «كن» [صلة] «2» كذلك الرجوع [137/ ب] يكون [صلة] «3» لأنه قَدْ صار إلى القيامة، فكأن الأمر بمعنى الخبر، كأنه قَالَ:
أيتها النفس أنت راضية مرضية.
وقرأ ابْنُ عَبَّاس وحده: «فادخلي فِي عبدي «4» ، وادخلي جنتي» والعوام (فِي عِبادِي) .
ومن سورة البلد
وقوله عز وجل: أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً (6) .
اللبد: الكثير. قَالَ بعضهم واحدته: لُبدة، ولُبَد جماع. وجعله بعضهم عَلَى جهة: قُثَم، وحُطَم واحدًا، وهو فِي الوجهين جميعا الكثير. وقرأ أَبُو جَعْفَر الْمَدَنِيّ. «مالًا لُبَداً» «5» مشددة مثل رُكّع، فكأنه أراد: مال لا بِدٌ، ومالان لابدان، وأموالٌ لبَّد. والأموال والمال قَدْ يكونان معنى واحد.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) .
يقول: هُوَ حلال لَكَ أحله يوم فتح مكَّة لم يحل قبله، ولن يحل بعده.
وقوله عز وجل: وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) .
أَقسم بآدم وولده، وصلحت (ما) للناس، ومثله: «وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى «6» » وهو الخالق الذكر والأنثى ومثله «فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ «7» » ، ولم يقل: من طاب.
وكذلك: «وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ «8» » كل هَذَا جائز فِي العربية. وَقَدْ
__________
(1) فى ش: فيكون.
(2، 3) سقط فى ش.
(4) وقرأ (عبدى) أيضا: عكرمة والضحاك ومجاهد وأبو جعفر، وأبو صالح والكلبي. (البحر المحيط 8/ 472)
(5) وعنه وعن زيد بن على بسكون الباء: لبدا، ومجاهد وابن أبى الزناد بضمهما (البحر المحيط: 8/ 476) .
وقد قدم المؤلف هنا الكلام عن الآية 6 على الآية 2.
(6) سورة الليل الآية: 3.
(7) سورة النساء الآية: 3.
(8) سورة النساء الآية: 22.(3/263)
أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)
تكون: (ما) وما بعدها فِي «1» معنى مصدر، كقوله: «وَالسَّماءِ وَما بَناها «2» » ، «وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها «3» » ، كأنه قَالَ: والسماء وبنائها ونفس وتسويتها. ووالد وولادته، وخلقه الذكر والأنثى، فأينما وجّهته فصواب.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4) .
يَقُولُ: منتصبا معتدلًا، وَيُقَال: خَلَقَ فِي كبد، إنه خَلَقَ يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، [138/ ا] ونزلت فِي رَجُل من بني جمح كَانَ يكنى: أبا الأشدين، وكان يجعل «4» تحت قدميه الأديم العكاظي، ثُمَّ يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق «5» الأديم. ولم تزل قدماه. فَقَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «أَيَحْسَبُ» (5) لشدته «أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ» (5) والله قادر عَلَيْهِ.
ثُمَّ قَالَ: يَقُولُ:
أنفقت مالًا كثيرًا فِي عداوة محمد صلّى الله عليه وهو كاذب، فَقَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ» (7) فِي إنفاقه.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) .
النجدان: سبيل الخير، وسبيل الشر.
قال: [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ] «6» حَدَّثَنَا الفراء قال: [حدثنا الْكِسَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ] «7» وَحَدَّثَنِي قَيْسٌ عنْ زِيَادِ بْن عِلاقَةَ عنْ أَبِي عُمَارَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: «وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» قَالَ: الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) .
ولم يُضَم إلى قوله: [فلا أقتحم] كلام آخر فيه (لا) لان العرب لا تكاد تفرد (لا) في الكلام حتى يعيدوها عليه في كلام آخر، كما قال عز وجل: «فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى «8» » و «لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ «9» » ، وهو مما كان في آخره معناه، فاكتفى بواحدة من
__________
(1) فى ش: من معنى.
(2) سورة الشمس الآية: 5.
(3) سورة الشمس الآية: 7.
(4) فى ش: يضع.
(5) فى ش: فيمزق. [.....]
(6، 7) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(8) سورة القيامة، الآية: 31.
(9) سورة يونس، الآية: 62.(3/264)
فَكُّ رَقَبَةٍ (13)
أخرى.
ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بشيئين، فقال: «فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ» ، ثم كان [من الَّذِينَ آمنوا «1» ] ففسرها بثلاثة أشياء، فكأنه كان «2» في أول الكلام، فلا فعل ذا ولا ذا ولا ذا «3» .
وقد قرأ العوام: «فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ «4» » (14) ، وقرأ الحسن البصري: «فَكُّ رَقَبَةٍ» وكذلك علي بن أبى طالب [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «5» ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي «6» مُحَمَّد بْن الفضل المروزي عنْ عطاء عنْ أبي عبد الرحمن عن علي أنه قرأها:
«فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ «7» » وهو أشبه الوجهين بصحيح العربية لأن الإطعام: اسم، وينبغي أن يرد عَلَى الاسم «8» اسم مثله، فلو قيل: ثم إن كان أشكل للإطعام، والفك، فاخترنا: فَكَّ رقبةً لقوله: «ثُمَّ كانَ» ، والوجه الآخر جائز تضمر فيه (أن) ، وتلقى [138/ ب] فيكون مثل قول الشاعر «9» :
ألا أيها ذا الزَّاجِري أحْضُرَ الوغى ... وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أنتَ مُخْلِدِي
ألا ترى أن ظهور (أن) فِي آخر الكلام يدل: عَلَى أنها معطوفة عَلَى أخرى مثلها فِي أول الكلام وَقَدْ حذفها.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) .
ذي مجاعة، ولو كانت «ذا مسغبة» تجعلها من صفة اليتيم، كأنه قَالَ: أَوْ أطعم فِي يَوْم يتيمًا ذا مسغبة أَوْ مسكينًا [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «10» ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي «11» حبّان
__________
(1) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(2) فى ش، قال.
(3) هذه رواية: ش.
(4) وهو اختيار أبى عبيد، وأبى حاتم، لأنه تفسير لقوله تعالى: «وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ» ؟ ثم أخبره فقال:
«فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعامٌ» ، والمعنى: اقتحام العقبة: فك رقبة أو إطعام (تفسير القرطبي 20/ 70)
(5) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(6) فى ش: حدثنى.
(7) وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: أيضا (تفسير القرطبي: 20/ 70) .
(8) فى ش: على اسم مثله.
(9) لطرفة فى معلقته، وأحضر بالنصب بأن المحذوفة على مذهب الكوفيين، والبصريون يروونه بالرفع (الإنصاف: 327) وانظر (الخزانة 1/ 57 و 3/ 594، 625) .
(10) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(11) فى ش: حدثنى. [.....](3/265)
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)
عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَرَّ بِمِسْكِينٍ لاصِقٍ بِالتُّرَابِ حَاجَةً، فَقَالَ: هَذَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ»
(16) «وَالْمُوصَدَةُ» (20) : تُهْمَزُ وَلا تُهْمَزُ، وَهِيَ: الْمُطْبَقَةُ.
ومن سورة الشمس وضحاها
وقوله عز وجل: وَالشَّمْسِ وَضُحاها (1) ضحاها: نهارها، وكذلك قوله: «وَالضُّحى «1» » هُوَ النهار كُلِّه بكسرِ «2» الضحى: من ضحاها، وكل الآيات التي تشاكلها، وإن كَانَ أصل بعضها بالواو.
من ذلك: تلاها، وصحاها، ودحاها لما ابتدئت السُّورة بحروف الياء والكسر اتّبَعها ما هو من الواو، ولو كان الابتداء للواو «3» لجاز فتح ذَلِكَ كُلِّه. وكان حمزة يفتح ما كان من الواو، ويكسر ما كَانَ من الياء، وذلك من قلة البصر بمجاري كلام العرب، فإذا انفرد جنس الواو فتحته، وإذا انفرد جنس الياء، فأنت فِيهِ بالخيار إن فتحت وإن كسرت فصواب.
وقوله عز وجل: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (2) قال الفراء: أنا أكسر كلّا [139/ ا] ، يريد اتبعها يعني اتبع «4» الشمس، ويقال: إذا تلاها فأخذ من ضوئها، وأنت قائل في الكلام: اتبعت قول أبي حنيفة، وأخذت بقول أبي حنيفة، والاتباع والتلوُّ سواء.
وقوله عز وجل: وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (3) :
جلى الظلمة، فجاز الكناية عَنِ الظلمة ولم تُذْكر لأنّ معناها معروف، ألا ترى أنك تقول:
أصبَحت باردةً، وأمست باردة، وَهبت شَمالًا، فكنى عن مؤنثات لم يجر لهن ذكر لأن معناها «5» معروف.
وقوله عز وجل: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (8) عرفها سبيل الخير، وسبيل الشر، وهو مثل قوله: «وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ «6» » .
__________
(1) سورة الضحى: الآية: 1.
(2) فى ش: تكسر، والمراد تميل ألف الضحى.
(3) سقط فى ش.
(4) فى ش: يعنى: الشمس.
(5) فى ش: معناهن.
(6) سورة البلد الآية: 10.(3/266)
وقوله عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) يقول: قد أفلحت نفس زكَّاها الله، وقد خابت نفس دسّاها، ويقال: قد أفلح من زكّى نفسَه بالطاعة والصدقة، وقد خاب من دسَّى نفسه، فأخملها بترك الصدقة والطاعة، ونرى- والله أعلم- أنّ دساها من: دسّسْت، بُدّلَت بعض سيناتها ياء، كما قالوا: تظنيت من: الظن، وتقضيت يريدون:
تقضضتُ من: تقضّض [البازي،] «1» وخرجت أتلعّى: ألتمس اللّعاع أرعاه. والعرب تبدل في المشدد الحرف منه بالياء «2» والواو «3» من ذلك ما ذكرنا لك، وسمعت بعض بني عقيل ينشد:
يشبو بها نشجانه [من النشيج «4» ] هذا «5» آخر بيت، يريد: [يَشُب] «6» : يظهر، يقال: الخمار الأسود [يشب] «7» لون [البيضاء] «8» فجعلها واوا، وقد سمعته في غير ذلك، ويقال: دويّه وداويّه، ويقال: أما فلان فصالح وأيما، ومن ذلك قولهم: دينار أصله دِنّار، يدل على ذلك جمعهم إياه دنانير، ولم يقولوا: ديانير، وديوان كان أصله: دِوّان لجمعهم إياه: دواوين [139/ ب] ، وديباج: ديابيج، وقيراط: قراريط، كأنه كان قِرّاط، ونرى أن دسّاها دسسها لأن البخيل يخفي منزله وماله، وأن الآخر يبرز منزله على الأشراف والروابي، لئلا يستتر عَنِ الضيفان، ومن أراده، وكل صواب.
وقوله: بِطَغْواها (11) أراد بطغيانها إلّا أن الطغوى أشكلُ برءوس الآيات فاختير لذلك. ألا ترى أَنَّهُ قَالَ:
«وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ «9» .» ومعناه آخر دعائهم، وكذلك «دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ «10» » ودعاؤهم فيها هذا.
__________
(1) سقط فى ش، واللعاع، كغراب: نبت ناعم فى أول ما يبدو. وفى النسخ بالياء والصواب بدون باء.
(2، 3) فى ش بالواو ومن.
(4) سقط فى ش: من النشيج.
(5) فى ش: وهذا.
(6، 8) سقط فى ش.
(7) فى اللسان: وشب لون المرأة خمار أسود لبسته أي: زاد فى بياضها ولونها فحسّنها لأنّ الضدّ يزيد فى ضده ويبدى ما خفى منه (وانظر ناج العروس) .
(9، 10) سورة يونس الآية: 10.(3/267)
وقوله عز وجل: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (12) يُقال: إنهما كانا اثنين فلان ابْنُ دهر، والآخر قدار «1» ، ولم يقل: أشقياها، وذلك جائز لو أتى لأن العرب إِذَا [أضافت] «2» أفعل التي يمدحون بها وتدخل فيها (من) إلى أسماء وحدوها فِي موضع الاثنين والمؤنث والجمع، فيقولون للاثنين: هذان أفضل النَّاس، وهذان خير النَّاس، ويثنون أيضًا، أنشدني فِي تثنيته أَبُو القمقام الأسَدي:
ألا بكرَ النَّاعِي بِخيرَيْ بنى أسد ... بعمرِو بْن مسعودٍ، وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
فإِنْ تَسَلُوني بالبيانِ فإنَّه ... أَبُو مَعْقِل لا حيَّ عَنْهُ، ولَا حَدَدْ «3»
قَالَ الفراء: أي لا يكفي عَنْهُ حيٌّ، أي لا يُقال: حيَّ عَلَى فلان سواه، ولا حدد: أي لا يحد عَنْهُ لا يحرم، وأنشدني آخر فِي التوحيد، وهو يلوم ابنين لَهُ:
يا أخبثَ الناسِ كل النَّاس قَدْ علموا ... لو تستطيعانِ كُنَّا مِثْل مِعْضاد «4»
فوحَّد، ولم يقل: يا أخبثي، وكل صواب، ومن وحَّد فِي الاثنين قَالَ فِي الأنثى أيضًا:
هِيَ أشقى القوم، ومن ثنى قَالَ: هِيَ شُقْيا النسوة عَلَى فُعْلَى.
وأنشدني المفضل الضبي:
غَبَقْتُك عُظْمَاها سَنَامًا أَوِ انبرى ... برزقك براق المتون أريب «5»
وقوله عزَّ وجلَّ: فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ (13) نصبت الناقة عَلَى التحذير حذرهم إياها، وكل تحذير فهو نصب [140/ ا] ولو رفع عَلَى «6» ضمير: هَذِهِ ناقة اللَّه، فإِن العرب قَدْ ترفعه، وفيه معنى التحذير، ألا ترى أن «7» العرب تقول: هذا
__________
(1) هو قدار بن سالف. [.....]
(2) سقط فى ش.
(3) ورد البيت الأول فى الصحاح (خير) منسوبا إلى سيرة ابن عمرو الأسدى، وفى الأغانى: 19: 88 إلى نادبة بنى أسد. والمقصود بالسيد الصمد: خالد بن نضلة، وكان هو وعمرو بن مسعود نديمين للمنذر بن السماء، فراجعاه بعض القول على سكره، فغضب، فأمر بقتلهما.
(4) المعضاد من السيوف: الممتهن فى قطع الشجر ... وهو كذلك سيف يكون مع القصابين تقطع به العظام (اللسان) .
(5) حلب عظمى نوقه سناما فسقاه لبنها عشيا.
(6) سقط فى ش.
(7) فى ش: ألا ترى العرب نقول.(3/268)
العدوُّ هَذَا العدوُّ فاهربوا، وفيه تحذير، وهذا الليل فارتحلوا، فلو قَرَأَ «1» قارئ بالرفع كَانَ مصيبًا أنشدني بعضهم:
إن قومًا منهم عميرٌ وأشباهُ ... عُمَيْرٍ ومنْهُم السَّفَّاحُ
لجديرون بالوفاءِ إِذَا قا ... ل أَخو النجدة: السلاحُ السلاحُ «2»
فرفع، وفيه الأمر بلباس السلاح.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها (14) .
يَقُولُ القائل: كيف كذبوه فعقروها؟ ونرى أن الكلام أن يُقال: فعقروها فكذبوه، فيكون التكذيب بعد العقر. وقد يكون عَلَى ما ظنّ، لأنك تَقُولُ: قتلوا رسولهم فكذبوه، أي: كفى بالقتل تكذيبًا، فهذا وجه، ويكون فكذبوه كلمة مكتفى بها، ويكون قوله:
(فعقروها) جوابا لقوله: (إذ انبعث أشقاها) ، فعقروها. وكذلك جاء التفسير. ويكون مقدمًا وَمؤخرًا لأن العقر وقع بالتكذيب، وإذا وقع الفعلان معا جاز تقديم أيهما شئت. من ذَلِكَ:
أعطيتَ فأحْسنت، وإن قلت: أحسنت فأعطيت كَانَ بذلك المعنى لأن الإعطاء هُوَ الإحسان، والإحسان هُوَ الإعطاء، كذلك العقر: هُوَ التكذيب. فقدمتَ ما شئتَ وأخرت الآخر.
ويقول القائل: كيف قَالَ: فكذبوه ولم يكذبوه قبل ذَلِكَ إذ رضوا بأن يكون للناقة شِربٌ ولهم شِرب فجاء فِي التفسير: أنهم كانوا أقرُّوا بهذا غير مصدقين له:
وقوله عز وجل: فَدَمْدَمَ (14) .
أرجف بهم. «فَسَوَّاها» (14) عليهم.
ويقال: فسوّاها: سوّى الأمة، أنزل العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى سوَّى بينهم.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَلا يَخافُ عُقْباها (15) .
أهل المدينة يقرءون: «فلا يخاف عقباها «3» » بالفاء، وكذلك هى فى مصاحفهم، وأهل
__________
(1) فى ش: قرأها.
(2) ورد البيتان فى الجزء الأول من معانى القرآن 1/ 188 وفى الخصائص: لابن جنى 3/ 102، والدرر اللوامع: 1: 146، ولم ينسبا إلى قائلهما.
(3) سقط فى ش.(3/269)
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3)
الكوفة «1» والبصرة: «وَلا يَخافُ عُقْباها» بالواو «2» والواو فى التفسير أجود [140/ ب] لأنَّه جاء:
عقرها ولم يخف عاقبة عقرها، فالواو هاهنا أجود، وَيُقَال: لا يخاف عقباها. لا يخاف اللَّه أن ترجع وتعقب بعد إهلاكه، فالفاء بهذا المعنى أجود من الواو وكل صواب.
ومن سورة الليل
قوله عز وجل: وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (3) .
هِيَ فِي قراءة عَبْد اللَّه «والذكرِ والأنثى» فلو خفض خافض فِي قراءتنا «الذَّكَرَ وَالْأُنْثى «3» » يجعل «وَما خَلَقَ» كأنه قَالَ: والذي «4» خَلَقَ من الذكر والأنثى، وقرأه العوام عَلَى نصبها، يريدون:
وخلقه الذكر والأنثى.
وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) .
هَذَا جواب القسم، وقوله: «لَشَتَّى» يَقُولُ: لمختلف، نزلت فِي أَبِي بَكْر بْن أَبِي قحافة رحمه اللَّه، وفي أَبِي سُفْيَان، وذلك أن أبابكر الصديق رَضِي اللَّه عَنْهُ اشترى تسعة رجال كانوا فِي أيدي المشركين من ماله يريد بِهِ اللَّه تبارك وتعالى فانزل اللَّه جل وعز فِيهِ ذَلِكَ: «فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى» (5) «وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى» (6) أبو بكر «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى» (7) للعود إلى العمل الصالح.
وقوله عز وجل: وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (9) :
بثواب الجنة: أَنَّهُ لا ثواب.
وقوله: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (10) .
يَقُولُ: قَدْ خَلَقَ عَلَى أَنَّهُ شقي ممنوع من الخير، ويقول القائل: فكيف قَالَ: «فَسَنُيَسِّرُهُ
__________
(1) فى ش: وأهل البصرة.
(2) قرأ نافع وابن عامر: فلا بالفاء. والباقون بالواو.
روى ابن وهب، وابن القاسم عن مالك قالا: أخرج إلينا مالك مصحفا لجده، وزعم: أنه كتبه فى أيام عثمان ابن عفان حين كتب المصاحف، وفيه: «وَلا يَخافُ» بالواو، وكذا هى فى مصاحف أهل مكة والعراقيين بالواو، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اتباعا لمصاحفهم (القرطبي: 20/ 80) .
(3) قرأ الكسائي: بخفضهما على أنه بدل من محل ما خلق بمعنى: وما خلقه الله، أي: ومخلوق الله الذكر والأنثى (تفسير الزمخشري: 4/ 217) .
(4) كذا فى ش، وفى ب، ح: اللذين.(3/270)
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)
للعسرى» فهل فِي العسرى تيسير؟ فيقال فِي هَذَا فى إجازته بمنزلة قول الله تبارك الله وتعالى:
«وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ «1» » . والبشارة فِي الأصل عَلَى المفرح والسار فإذا جمعت «2» فِي كلامين: هَذَا خير، وهذا شر جاز التيسير فيهما جميعًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَسَنُيَسِّرُهُ سنهيئه. والعرب تَقُولُ: قَدْ يسّرَت الغنم إِذَا ولدت وتهيأت للولادة: وقَالَ الشَّاعِر «3» :
هما سيدانا يزعمان وإنما ... يسوداننا أن يسَّرت غنماهما
وقوله [141/ ا] عز وجل: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (12) .
يَقُولُ: من سلك الهدى فعلى اللَّه سبيله، ومثله قوله: «وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ «4» » يَقُولُ: من أراد اللَّهَ فهو عَلَى السبيل القاصد، وَيُقَال: إن علينا للهدى والِإضلال، فترك الإضلال كما قال:
«سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ «5» » ، وهي تقي الحرّ والبرد.
وقوله جل وعز: وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13) .
لثواب هَذِهِ، وثواب هَذِهِ.
وقوله تبارك وتعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14) .
معناه: تتلظى فهي فِي موضع رفع، ولو كانت عَلَى معنى فعل ماض لكانت: فأنذرتكم نارا تلظّت.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «6» ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سفيان بن عيينة «7»
__________
(1) سورة التوبة الآية 3. [.....]
(2) فى ش: اجتمع.
(3) هو أبو أسيّدة الدّبيرىّ، وقبل هذا البيت:
إنّ لنا شيخين لا ينفعاننا ... غنيّين، لا يجدى علينا غناهما
ومعنى البيت كما فى اللسان: «ليس فيهما من السيادة إلا كونهما قد يسرت غنماهما» والعرب: تَقُولُ: قَدْ يسّرَت الغنم إِذَا ولدت وتهيأت للولادة. ويسرت الغنم: كثرت وكثر لبنها ونسلها، - (اللسان مادة يسر) وانظر (تهذيب الألفاظ: 135، والحيوان: 6/ 65، 66) .
(4) سورة النحل الآية: 9.
(5) سورة النحل الآية: 81.
(6) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(7) هو سفيان بن عيينة بن أبى عمران ميمون أبو محمد الهلالي الكوفي ثم المكي الأعور الإمام المشهور، ولد سنة سبع ومائة، وعرض القرآن على حميد بن قيس الأعرج، وعبد الله بن كثير، وثقه الكسائي، توفى سنة 198، ويقال: إنه حج ثمانين حجة. (طبقات القراء 1/ 308) .(3/271)
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19)
عنْ عَمْرو بْن دينار قَالَ، «فاتت عبيدَ بْن عمير ركعةٌ من المغرب، فقام يقضيها فسمعته يقرأ:
«فَأَنْذَرْتُكُمْ نارًا تَتَلَظّى «1» » : قَالَ الفراء ورأيتُها فِي مصحف عَبْد اللَّه: «تتلظّى» بتاءين.
وقوله عزَّ وجلَّ: لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى (15) .
إلا من كَانَ شقيًا فِي علم اللَّه.
وقوله عز وجل: الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) .
لم يكن كذّب بردٍّ ظاهر، ولكنه قصّر عما أمِر بِهِ من الطاعة، فجُعل تكذيبًا، كما تَقُولُ:
لقي فلان العدو فكذب إِذَا نكَل ورجع. قَالَ الفراء: وسمعت أبا ثَرْوان يَقُولُ: إنّ بني نمير ليس لجدهم «2» مكذوبة. يَقُولُ: إِذَا لَقُوا صدقوا القتال ولم يرجعوا، وكذلك قول اللَّه تبارك وتعالى: «لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ «3» » يَقُولُ: هِيَ حق.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) أَبُو بَكْر.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (19) .
يَقُولُ: لم ينفق «4» نفقته مكافأة ليد أحد عنده، ولكن أنفقها ابتغاء وجه ربه، فإلّا فِي هَذَا الموضع بمعنى (لكن) وقد يجوز أن تجعل الفعل فِي المكافأة «5» مستقبلًا، فتقول: ولم يُرد مما «6» أنفق مكافأةً من أحد. ويكون موقع اللام التي فِي أحدٍ- فِي الهاء التي [141/ ب] خفضتها عنده، فكأنك قلت: وماله عند أحد فيما أنفق من نعمة يلتمس ثوابها، وكلا الوجهين حسن، قَالَ الفراء:
ما أدري أي الوجهين أحسن، وَقَدْ تضع العرب الحرف فِي غير موضعه إِذَا كَانَ المعنى معروفًا وَقَدْ قَالَ الشَّاعِر «7» .
لقد خفت حَتَّى ما تزيدُ مخافتي ... عَلَى وعلٍ فِي ذي المكاره عاقل
__________
(1) وكذلك قرأ ابن الزبير، وزيد بن على، وطلحة، وسفيان بن عيينة. (البحر المحيط 8/ 484) .
(2) وفى الأصول: «لحرهم» والتصويب من «القرطبى: جامع البيان 20: 87» .
(3) سورة الواقعة الآية: 2.
(4) فى ش: لم يكن ينفق.
(5) فى ش: المكافآت.
(6) فى ش: بما.
(7) البيت للنابغة الذبياني، وقد استشهد به القرطبي فى الجزء (2: 81) والجزء (20: 227) فليرجع إليه هناك.(3/272)
وَالضُّحَى (1)
والمعنى: حَتَّى ما تزيد مخافة (وعلٍ) عَلَى مخافتي، ومثله من غير المخفوض قول الراجز «1» :
إن سراجًا لكريم مفخره ... تَحْلَى بِهِ الْعَيْنُ إِذَا ما تجهره
[قَالَ] «2» الفراء: حلِيت بعيني، وحلوت [فى صدرى] «3» والمعنى: تحلى بالعين إِذَا ما تجهره، ونصبُ الابتغاء من جهتين: من أن تجعل فيها نية إنفاقه ما ينفق إلا ابتغاء وجه ربه. والآخر عَلَى اختلاف ما قَبْلَ إلّا وما بعدها والعرب تَقُولُ: ما فِي الدار أحد إلّا أكلبًا وأحمرةً، وهي لغة لأهل الحجاز، ويتبعون آخر الكلام أوله «4» فيرفعون فِي الرفع، وقَالَ الشَّاعِر «5» فِي ذَلِكَ.
وبلدةٍ ليس بها أنيس ... إلّا اليعافير وإلّا العيس
فرفع، ولو رفع (إلا ابتغاء «6» وجه ربه) رافع لم يكن خطأ لأنك لو ألقيت من: من النعمة لقلت «7» : ما لأحد عنده نعمةٌ تجزى إلا ابتغاء، فيكون الرفع عَلَى اتباع المعنى، كما تَقُولُ: ما أتاني من أحد إلّا أبوك.
ومن سورة الضحى
قوله عزَّ وجلَّ: وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) .
فأمَّا الضحى فالنهار كُلِّه، والليل إِذَا سجى: إِذَا أظلم وركد في طوله، كما تَقُولُ: بحر ساج، وليل ساج، إِذَا ركد وسكن وأظلم.
وقوله عز وجل: ما وَدَّعَكَ [142/ ا] رَبُّكَ وَما قَلى (3) .
نزلت فِي احتباس الوحي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة [ليلة] «8» ، فَقَالَ المشركون: قَدْ ودّع مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربُّه، أَوْ قلاه التابع الَّذِي يكون معه، فأنزل اللَّه جلّ وعزّ: «مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ» يا محمد، «وَما قَلى» يريد: وما قلاك، فألقيت الكاف، كما يَقُولُ «9» : قد أعطيتك وأحسنت
__________
(1) لم أعثر على القائل [.....]
(2، 3) سقط فى ش.
(4) سقط فى ش.
(5) هو عامر بن الحارث الملقب: بجران العود. شاعر نميرى. الخزانة 4/ 197. وفى ش: فيه، تحريف.
(6) قرأ ابن وثاب بالرفع على البدل فى موضع نعمة لأنه رفع، وهى لغة تميم (البحر المحيط 8/ 484) .
(7) سقط فى ش.
(8) ما بين الحاصرتين اضافة يقتضيها السياق.
(9) فى ش: تقول.(3/273)
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)
ومعناهُ: أحسنت إليك، فتكتفي بالكاف الأولى من إعادة الأخرى، ولأن رءوس الآيات بالياء، فاجتمع ذَلِكَ فِيهِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5) .
وهي «1» فِي قراءة عَبْد اللَّه: «ولسيعطيك [ربك فترضى «2» ] » والمعنى واحد، إلا أن (سوف) كثرت فِي الكلام، وعرِف موضعها، فترك منها الفاء والواو، والحرف إذا كثر فربما فعل به ذلك، كما قيل: أيش تقول، وكما قيل: قم لاباك، وقم لا بشانئك، يريدون: لا أبا لك، ولا أبا لشانئك، وَقَدْ سمعت بيتًا حذفت الفاء فِيهِ من كيف، قَالَ الشَّاعِر «3» :
من طالبين لِبُعران لنا رفضت ... كيلا يحسون من بعراننا أثرًا
أراد: كيف لا يحسون؟، وهذا لذلك.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) .
يَقُولُ: كنت فِي حجر أَبِي طَالِب، فجعل لك مأوى، وأغناك عَنْهُ، ولم يك غنى عنْ «4» كثرة مال، ولكنّ اللَّه رضّاه بما آتاه.
وقوله عز وجل: فَأَغْنى (8) و «فَآوى» يراد به (فأغناك) و (فآواك) فجرى عَلَى طرح الكاف لمشاكلة رءوس الآيات. ولأنّ المعنى معروف.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (7) .
يريد: فِي قوم ضلال فهداك «5» «وَوَجَدَكَ عائِلًا» (8) : فقيرًا، ورأيتها فِي مصاحف عَبْد اللَّه «عديما» ، و [المعنى واحد] «6» .
وقوله عزَّ وجلَّ: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) .
فتذهب بحقه لضعفه، وهي فِي مصحف عَبْد اللَّه «فلا تكهر «7» » ، وسمعتها من أعرابي من بنى أسد قرأها علىّ.
__________
(1) سقط فى ش: هى.
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(3) انظر: الخزانة: 3/ 195.
(4) فى ش: ولم يكن غنى من.
(5) فى ش: فهدى.
(6) سقط فى ش.
(7) وبها قرأ ابن مسعود، وإبراهيم التيمي. وهى لغة بمعنى قراءة الجمهور (البحر المحيط 8/ 486) . [.....](3/274)
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)
وقوله عزَّ وجلَّ: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) .
السائل على [142/ ب] الباب يَقُولُ: إمّا «1» أعطيته، وإمّا رددته ردًّا لينا.
وقوله تبارك وتعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) .
فكان القرآن أعظم نعمة اللَّه عَلَيْهِ، فكان يقرؤه ويحدث بِهِ، وبغيره من نعمه.
ومن سورة ألم نشرح
قوله عزَّ وجلَّ: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) .
نلين لك قلبك.
«وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ» (2) ، يَقُولُ: إثم الجاهلية، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «وحللنا عنك وِقْرك «2» » ، يَقُولُ: من الذنوب.
وقوله عز وجل: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4) .
لا أُذكر إلَّا ذُكِرتَ معي.
وقوله عزَّ وجل: الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) .
فِي تفسير الكلبي: الَّذِي أثقل ظهرك، يعني: الوِزر.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) .
وفي قراءة عَبْد اللَّه: مرةً واحدةً ليست بمكررة. قال حدثنا الفراء، وقال «3» : وَحَدَّثَنِي حِبَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لا يَغْلِبُ يُسْرَيْنِ عُسْرٌ وَاحِدٌ.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) .
إِذَا فرغت من صلاتك، فانصب إلى ربك «4» فِي الدعاء وارغب. قَالَ الفراء: فانصب من النّصب.
__________
(1) سقط فى ش.
(2) انظر المحتسب 2/ 367.
(3) فى ش: قال.
(4) فى ش: الله.(3/275)
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ] «1» قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: [وَحَدَّثَنِي] «2» قيس بْن الربيع عنْ أَبِي حصين، قَالَ: مرّ شريح برجلين يصطرعان، فَقَالَ: ليس بهذا أُمِرَ الفارغ «3» ، إنَّما قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ، وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ» ، فكأنه فِي قول شريح: إِذَا فرغ الفارغ من الصلاة أو غيرها.
ومن سورة التين «4»
قوله عز وجل: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) .
قَالَ ابْنُ عَبَّاس: هُوَ تينكم هَذَا وزيتونكم، وَيُقَال: إنهما جبلان بالشام، وقَالَ مرة أخرى:
مسجدان بالشام، أحدهما الَّذِي كلّم اللَّه تبارك وتعالى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ. قال الفراء:
وسمعت [143/ ا] رجلًا من أهل الشام وكان صاحب تفسير قال: التين جبال ما بين حلوان إلى همدان، والزيتون: جبال «5» الشام، «وَطُورِ سِينِينَ» (2) : جبل.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) .
مكَّة، يريد: الآمِن، والعرب تَقُولُ للآمن. الأمين، قَالَ الشَّاعِر «6» :
ألم تعْلمي يا أسْم ويْحكِ أنني ... حَلفتُ يمينًا لا أخون أميني؟
يريد آمني.
وقوله عزَّ وجلَّ: فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) .
يَقُولُ: إنا لنبلغ بالآدمي أحسن تقويمه، وهو اعتداله واستواء شبابه، وهو أحسن ما يكون، ثُمَّ نرده بعد ذَلِكَ إلى أرذل العمر، وهو وإن كَانَ واحدًا، فإنه يراد بِهِ نفعل ذا بكثير من الناس، وقد
__________
(1) سقط فى ش.
(2) فى ش: حدثنى
(3) عبارة القرطبي ج 20: 109 قال ابن العربي: «روى عن شريح أنه مر بقوم يلعبون يوم عيد فقال ما بهذا أمر الشارع»
(4) فى ش: والتين.
(5) وكذا فى معجم البلدان لياقوت.
(6) نقله القرطبي عن الفراء 20/ 113 ولم ينسبه.(3/276)
تَقُولُ العرب «1» : أنْفَق فلان ماله عَلَى فلان، وإنما أنفق بعضه، وهو كَثِير فِي التنزيل من ذَلِكَ قوله فِي أَبِي بَكْر: «الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى «2» » لم يُرد كل ماله إنَّما أراد بعضه.
ويقال: «ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ» (5) .
إلى النار ثُمَّ استثنى فَقَالَ: «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا» استثناء «3» من الْإِنْسَان: لأنّ معنى الْإِنْسَان:
الكثير. ومثله: «إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا «4» » وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه «أسفل السافلين «5» » ، ولو كانت: أسفل سافل لكان «6» صوابًا لأنّ لفظ الْإِنْسَان. واحدٌ، فقيل:
«سافِلِينَ» عَلَى الجمع لأن الْإِنْسَان فِي معنى جمع، وأنت تَقُولُ: هَذَا أفضل قائم، ولا تقول: هَذَا أفضل قائمين لأنك تضمر لواحد، فإذا كَانَ الواحد غير مقصود «7» لَهُ رجع اسمه بالتوحيد وبالجمع كقوله «وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ «8» » وقَالَ فِي عَسَقَ: «وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ «9» » فردّ الْإِنْسَان عَلَى جمع، ورد تصبهم عَلَى الإنسان للذى أنبأتك بِهِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَما يُكَذِّبُكَ [143/ ب] (7) .
يَقُولُ: فما الَّذِي يكذبك بأن النَّاس يدانون بأعمالهم، كأنه قَالَ، فمن يقدر عَلَى تكذيبك بالثواب والعقاب بعد ما تبين لَهُ من خلقنا الإنسان على ما وصفنا.
__________
(1) فى ب: العربي.
(2) سورة الليل الآية: 18.
(3) سقط فى ش.
(4) سورة العصر: 2، 3. [.....]
(5) انظر البحر المحيط: (8/ 490) .
(6) فى ش: كان.
(7) فى الأصل: «مصمود» وظاهره أنه خطأ، والتصويب من (الطبري: 30- 246)
(8) سورة الزمر الآية: 33.
(9) سورة الشورى الآية: 48.(3/277)
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)
ومن سورة اقرأ باسم ربك
قوله عزَّ وجلَّ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) .
هَذَا أول ما أنزل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه من القرآن.
وقوله عزَّ وجلَّ: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2) .
[قيل: من علق] «1» ، وإنما هِيَ علقةٌ، لأنّ الْإِنْسَان فِي معنى جمع، فذهب بالعلق إلى الجمع لمشاكلة رءوس الآيات.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (7) .
ولم يقل: أن رَأَى نفسه والعرب إِذَا أوقعت فلا يكتفي «2» باسم واحد عَلَى أنفسها، أَوْ أوقعته من غيرها عَلَى نفسه جعلوا موضع المكني نفسه، فيقولون: قتلتَ نفسك، ولا يقولون: قتلتَك قتلته «3» ، ويقولون «4» : قتل نفسَه، وقتلتُ نفسي، فإذا كَانَ الفعل يريد: اسمًا وخبرًا طرحوا النفس فقالوا: مَتَى تراك خارجًا، ومتى تظنك خارجًا؟ وقوله عز وجل: «أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى» من ذَلِكَ.
وقوله جل وعز: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى، (10) .
نزلَت فِي أَبِي جهل: كَانَ يأتي رَسُول اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مصلّاه، فيؤذيه وينهاه، فَقَالَ اللَّه تبارك وتعالى، «أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى، عَبْداً إِذا صَلَّى» ؟ يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ «5» قَالَ جل وعز: أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) .
وفيه عربية، مثله من الكلام لو قيل: أرأيت الَّذِي ينهى عبدًا إِذَا صلّى وهو كاذب متولٍّ عَنِ الذكر؟ أي: فما أعجب من «6» ذا.
__________
(1) سقط فى ش.
(2) فى ش: وقعت فعلا يكتفى، وكلا الفعلين مصحف.
(3) كذا فى ش، وفى ب، ح: قتله، تصحيف.
(4) فى ش: حتى يقولوا.
(5) سقط فى ش.
(6) فى ش: عن، تصحيف.(3/278)
ثُمَّ قَالَ: وَيْلَهُ!، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (14) .
يعني: أبا جهل، ثُمَّ قال: «كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ [144/ ا] لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ» (15) .
ناصيته: مقدم رأسه، أي: لَنَهْصرنها، لنأخذن «1» بها لنقمئنّه «2» ولنذلّنه، ويقال: لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قَالَ جلّ وعز، «فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ «3» » ، فيُلقَون فِي النار، وَيُقَال: لنسوّدَنَّ وجهه، فكفَتِ الناصية من الوجه لأنها فِي مقدّم الوجه.
وقوله عز وجل: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (17) قومه.
والعرب تَقُولُ: النادي يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون: الناديَ، والمجلس، والمشهد، والشاهد- القوم قوم الرجل، قَالَ الشَّاعِر «4» .
لهمْ مجلِسْ صُهبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ ... سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها
أي: هُمْ سواء.
وقوله عز وجل: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15) ناصِيَةٍ (16) .
عَلَى التكرير، كما قَالَ: «إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِراطِ اللَّهِ «5» » المعرفة تُرد عَلَى النكرة بالتكرير، والنكرة عَلَى المعرفة، ومن نصب (ناصيةً) جعله فعلًا للمعرفة وهي جائزة فِي القراءة «6» .
وقوله عزَّ وجلَّ: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ، (17) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (18) .
__________
(1) فى ش: ليأخذن، تصحيف.
(2) لنقمئنه: لنذلنه.
(3) سورة الرحمن الآية: 41. [.....]
(4) نسبه القرطبي فى تفسيره 20/ 127 لجرير ولم أجده فى ديوانه. وهو لذى الرمة؟ لا لجرير:. صهب: جمع أصهب. أحمر. والسبال: الشعر الذي عن يمين الشفة العليا وشمالها.
(5) سورة الشورى الآيتان: 52، 53.
(6) قرأ الجمهور: «ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ» بجر الثلاثة على أن ناصية بدل نكرة من معرفة (البحر المحيط 8/ 295) وحسن إبدال النكرة من المعرفة لما نعتت النكرة (إعراب القرآن 2/ 156) .
وقرأ أبو حيوة، وابن أبى عبلة وزيد بن على بنصب الثلاثة على الشتم، والكسائي فى رواية برفعها، أي: هى ناصية كاذبة خاطئة (البحر المحيط 8/ 495) .(3/279)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدي والأرجل، والناقة قَدْ تَزْبِن الحالب وتركضه برجلها.
وقَالَ الكِسَائِيّ: بأَخَرة واحد الزبانية زِبْنِيٌّ «1» وكان قبل ذَلِكَ يَقُولُ: لم أسمع لها بواحد، ولست أدري أقياسًا مِنْهُ أَوْ سماعًا. وفي قراءة عَبْد اللَّه: «كَلَّا لَئِن لَمْ يَنتَهِ لِأَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ» ، وفيها: «فَلْيَدْعُ إِليّ نَادِيَه فسأدعو الزّبانية» .
ومن سورة القدر
قوله عزَّ وجلَّ: وَما أَدْراكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) .
كل ما كَانَ فِي القرآن من قوله: «وَما أَدْراكَ» فقد أدراه، وما كَانَ من قوله:
«وَما يُدْرِيكَ» فلم يدره.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) .
[144/ ب] يَقُولُ: العمل فِي ليلة القدر خير من العمل فِي ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وليلة- القدر- فيما ذكر حِبَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابن عباس فِي كل شهر رمضان.
وقوله عزَّ وجلَّ: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها (4) يُقال: إن جبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينزل ومعه الملائكة، فلا يَلْقون مؤمنًا ولا مؤمنة إلا سلّموا عليه، [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «2» ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عباس أنه كان يقرأ: «من كلّ امرى (4) سَلَامٌ» ، (5) فَهَذَا مُوَافِقٌ لِتَفْسِيرِ الْكَلْبِيِّ، وَلَمْ يَقْرَأْ به أحد غير ابن عباس «3» .
وقول العوام: انقطع الكلام عند قوله: «مِنْ كُلِّ أَمْرٍ» ، ثُمَّ استأنف فَقَالَ: «سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» و (المطلِع) كسره يَحيى بْن وثاب وحدَه «4» ، وقرأه العوام بفتح اللام (مطلع) .
__________
(1) فى اللسان (زين) : وقال الزجاج: واحدهم: زبنية.
(2) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(3) هى أيضا قراءة عكرمة والكلبي (المحتسب 2/ 368) .
(4) قرأ به أيضا أبو رجاء والأعمش وابن وثاب وطلحة وابن محيصن والكسائي وأبو عمرو بخلاف عنه. فقيل:
هما مصدران فى لغة بنى تميم، وقيل: المصدر بالفتح، وموضع الطلوع بالكسر عند أهل الحجاز (البحر المحيط 8/ 497) .(3/280)
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)
وقول العوام أقوى فِي قياس العربية لأن المطلَع بالفتح هُوَ: الطلوع، والمطِلع: المشرق، والموضع الَّذِي تطلع مِنْهُ إلّا أن العرب يقولون: طلعت الشمس مطلعا فيكسرون. وهم يريدون: المصدر، كما تقول: أكرمتك كرامة، فتجتزىء بالاسم من المصدر. وكذلك قولك: أعطيتك عطاء اجتزى فيه بالاسم من المصدر.
ومن سورة لم يكن
قوله عزَّ وجلَّ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) .
يعني: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «لَمْ يَكُنِ المُشْرِكُون وَأَهْلُ الكِتابِ مُنْفَكِّين» . فقد اختَلف التفسير، فقيل: لم يكونوا منفكين منتهين حتى [145/ ا] تأتيهم البينة.
يعني: بعثه مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والقرآن. وقَالَ آخرون: لم يكونوا تاركين لصفة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى كتابهم: أَنَّهُ نبيٌ حتَّى ظهر، فلما ظهر تفرقوا واختلفوا، ويصدّق ذَلِكَ.
قوله عزَّ وجلَّ: وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَقَدْ يكون الانفكاك عَلَى جهةِ يُزال، ويكون عَلَى الانفكاك الَّذِي تعرفه، فإِذا كانت عَلَى جهة يَزال فلا بد لها من فعل، وأن يكون معها جحد، فتقول: ما انفككت أذكرك، تريد: ما زلت أذكرك، فإِذا كانت عَلَى غير معنى: يزال، قلت: قَدِ انفككت منك، وانفك الشيء من الشيء، فيكون بلا جحد، وبلا فعل، وَقَدْ قَالَ ذو الرمة:
قلائص لا تنفك إلّا مُناخة ... عَلَى الخسف أَوْ ترمي بها بلدًا قفرا «1»
فلم يدخل فيها إلا (إِلا) وهو ينوي بها التمام وخلاف: يزال، لأنك لا تَقُولُ: ما زلت إلا قائمًا.
__________
(1) روى (حراجيج) مكان (قلائص) . وحراجيج جمع: حرجوج، بضم فسكون، وهى الناقة السمينة الطويلة على وجه الأرض، أو الشديدة. ديوان الشاعر: 173، والكتاب: 1: 428، وتفسير القرطبي: 20: 141(3/281)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
وقوله عزّ وجلّ: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ (2) .
نكرة استؤنف عَلَى البينة، وهي معرفة، كما قَالَ: «ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ «1» » وهي فِي قراءة أَبِي: «رَسُولًا مِنَ اللَّهِ» بالنصب عَلَى الانقطاع من البيِّنة.
وقوله تبارك وتعالى: وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ (5) .
العرب تجعل اللام فِي موضع (أن) فِي الأمر والإرادة كثيرًا من ذَلِكَ قول اللَّهِ تبارك وتعالى:
«يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ «2» » ، و «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا «3» » . وقَالَ فِي الأمر فِي غير موضع من التنزيل، «وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ «4» » وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه، «وَمَا أُمِرُوا إلّا أن يعبدوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ» وفي قراءة عَبْد اللَّه: «ذَلِكَ الدين القيمة «5» » (5) وفي قراءتنا «وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ» وهو [145/ ب] مما يضاف إلى نفسه لاختلاف لفظيه. وَقَدْ فسر فِي غير موضع.
وقوله جل وعز: أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) .
البرية غير مهموز، إلا أن بعض أهل الحجاز همزها «6» كأنه أخذها من قول اللَّه جل وعز برأكم، وبرأ الخلق، «7» ، ومن لم يهمزها فقد تكون من هَذَا المعنى. ثُمَّ اجتمعوا عَلَى ترك همزها كما اجتمعوا عَلَى: يَرَى وتَرى ونرى «8» وإن أخذِتْ من البَرَى كانت غير مهموزة، والبرى:
التراب سمعت العرب تَقُولُ: بفيه «9» البري، وحمّى خيبري، وشرُّ ما يرى «10» [فإنه خيسرى «11» ] .
__________
(1) سورة البروج الآيتان: 15، 16.
(2) سورة النساء الآية: 26.
(3) سورة الصف الآية: 8.
(4) سورة الأنعام الآية: 71.
(5) على أن الهاء فى هذه القراءة للمبالغة، أو على أن المراد بالدين: الملة كقوله: ما هذه الصوت؟ يريد ما هذه الصيحة (البحر المحيط 8/ 499) . ورواية القرطبي ج 20: 144 وفى حرف عبد الله «وذلك الدين القيم»
(6، 7) ليس فى كتاب الله: برأكم، ولا برأ الخلق. وعبارة ش: كأنه أخذها من قول الله: برأ وبرأ الخلق.
وفى اللسان: مادة «برأ» قال الفراء: هى من برأ الله الخلق، أي: خلقهم. [.....]
(8) سقط من ش.
(9) مثلها فى اللسان، وفى ب: بفيل، وفى ش: بعتك وكل تحريف.
(10) فى اللسان: يقال: عليه الدبرى، وحمى خيبرى مادة (خبر) . وفى مادة خسر من اللسان:
وفى بعض الأسجاع: بفيه البري، وحمّى خيبري، وشرُّ ما يرى، فإنه خيسرى، والخيسرى: الخاسر.
(11) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.(3/282)
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)
ومن سورة الزلزلة
قوله عزَّ وجلَّ! إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) .
الزّلزال مصدر، قال [حدثنا الفراء قال] «1» ، وحدثني مُحَمَّد بْن مروان قَالَ: قلت: للكلبي:
أرأيت قوله: «إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها» فقال: هذا بمنزلة قوله: «وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً «2» » قَالَ الفراء، فأضيف المصدر إلى صاحبه وأنت قائل فِي الكلام: لأعطينَّك عطيتك، وأنت تريد عطية، ولكن قرّبه من الجواز موافقة رءوس الآيات التي جاءت بعدها.
والزِّلزال بالكسر: المصدر والزَّلزال بالفتح: الاسم. كذلك القَعقاع الَّذِي يقعقع- الاسم، والقِعقاع المصدر. والوَسواس «3» : الشيطان وما وسوس إليك [أو حدثك، فهو اسم] «4» والوِسواس المصدر.
وقوله عَزَّ وجَلَّ: وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2) .
لفظتْ ما فيها من ذهب أَوْ فضة أَوْ ميّت.
وقوله جل وعز: وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (3) .
الإنسان، يعنى به هاهنا: الكافر قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها» (4) .
تخبر بما عمل [146/ ا] عليها من حسن أو سيىء.
وقوله عزَّ وجلَّ: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) .
يَقُولُ: تحدِّث أخبارها بوحي اللَّه تبارك وتعالى، وإذنه لها، ثم قال: «لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ» (6) فهي- فيما جاء بِهِ التفسير- متأخرة، وهذا موضعها. اعترض بينهما
__________
(1) سقط من ش.
(2) سورة نوح الآية: 18.
(3) فى هامش ب عند قوله: والقعقاع، المصدر: «والوسواس، المصدر.
(4) سقط فى ش.(3/283)
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)
«يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً» (6) ، مقدم معناه التأخير. اجتمع القراء عَلَى (لِيُرَوْا) ، ولو قرئت: (لِيَرَوْا) كَانَ صوابًا «1» .
وفي قراءة عبد الله مكان (تحدّث) ، (تنبّىء) ، وكتابها (تنبّأ) بالألف.
«يَرَهُ» (7) تجزم الهاء وترفع «2» .
ومن سورة العاديات
قوله عز وجل: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (1) .
قَالَ ابْنُ عَبَّاس: هِيَ الخيلُ، والضبيح: أصوات أنفاسها إذا عدون. قال: حدثنا [الفراء قال] «3» : حدثني بذلك حِبَّان بإسناده عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
وقوله عز وجل: فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (2) .
أورت النار بحوافرها، فهي نار الحُباحب. قَالَ الكلبي بإسناده: وكان الحباحب من أحياء العرب، وكان من أبخل النَّاس، فبلغ بِهِ البخل، أَنَّهُ كَانَ لا يوقد نارًا إلَّا بليل، فإذا انتبه منتبه ليقتبس منها «4» أطفأها، فكذلك ما أورت الخيل من النار لا ينتفع بها، كما لا ينتفع بنار الحباحب.
وقوله عز وجل: فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (3) .
أغارت الخيل صبحا، وإنما كانت سريَّة بعثها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني كنانة، فأبطأ عَلَيْهِ خبرها، فنزل عَلَيْهِ الوحي بخبرها فِي العاديات، وكان عليّ بْن أَبِي طَالِب رحمه اللَّه يَقُولُ:
هِيَ الإبلُ، وذهب إلى وقعة بدر، وقَالَ: ما كَانَ معنا يومئذ إلا فرس عَلَيْهِ المقداد بْن الأسود.
وقوله عزَّ وجلَّ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4) .
والنقع: الغبار، ويقال: التراب.
__________
(1) قرأ: ليروا: الحسن والأعرج وقتادة وحماد بن سلمة والزهري وأبو حيوة وعيسى ونافع فى رواية (البحر 8/ 501) .
(2) قرأ (يره) معا بإسكان الهاء هشام وابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب، وقرأهما بالاختلاس يعقوب ... والباقون بالإشباع. الإتحاف: 273.
(3) سقط فى ش.
(4) فى ش: بها.(3/284)
وقوله عز وجل: بِهِ نَقْعاً «1» يريد [146/ ب] : بالوادي، ولم يذكره قبل ذَلِكَ، وهو جائز لأن الغبار لا يثار إِلّا من موضع وإن لم يذكر، وإذا عرف اسم الشيء كُني عَنْهُ وإن لم يَجْرِ لَهُ ذكر.
قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «2» » ، يعنى: القرآن، وهو مستأنف سورة، وما استئنافه فِي سورة إلّا كذكره فِي آية قَدْ جرى ذكره فيما قبلها، كقوله: «حم، وَالْكِتابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ
«3» » ، وقَالَ اللَّه تبارك وتعالى: «إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ «4» » يريد: الشمس ولم يجر لها «5» ذكر.
وقوله عز وجل: فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) .
اجتمعوا عَلَى تخفيف (فوسطن) ، ولو قرئت «فَوَسَطْنَ» كَانَ صوابًا «6» لأن العرب تَقُولُ: وسَطت الشيء، ووسّطته وتوسَّطته، بمعنى واحد.
وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) .
قَالَ الكلبي وزعم «7» أنها فِي لغة كندة وحضرموت: «لَكَنُودٌ» : لَكفور بالنعمة.
وقَالَ الْحَسَن: «إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» قَالَ: لَوّام لربه يُعد المسيئات، وينسى النعم.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (7) .
يَقُولُ: وإن اللَّه عَلَى ذَلِكَ لشهيد.
وقوله تبارك وتعالى: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) .
قَدِ اختلف فِي هَذَا قَالَ الكلبي بإسناده: لشديد: لبخيل، وقَالَ آخر: وَإِنَّهُ لحب الخير لقويٌّ، والخير: المال. ونرى والله أعلم- أن المعنى: وَإِنَّهُ لِلْخير لشديد الحب، والخير: المال،
__________
(1) سقط فى ش.
(2) سورة القدر الآية 1. [.....]
(3) سورة الدخان الآيات: 1، 2، 3.
(4) سورة ص الآية 32.
(5) كذا فى ش: وفى ب، ح: له.
(6) هى قراءة على بن أبى طالب، وابن أبى ليلى، وقتادة (المحتسب: 2/ 370) .
(7) فى ش: زعم.(3/285)
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)
وكأن الكلمة لما تقدم فيها الحب، وكان موضعه أن يضاف إِلَيْه شديد حذف الحب من آخره لمّا جرى ذكره فِي أوله، ولرءوس الآيات، ومثله فى سورة إِبْرَاهِيم: «أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ «1» » والعصُوف لا يكون للَأيام إنَّما يكون للريح [147/ ا] فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره، كأنه قيل: فِي يَوْم عاصف الريح.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (9) .
رأيتها فِي مصحف عَبْد اللَّه: «إِذَا بحث ما فِي القبور «2» » ، وسمعت بعض أعراب بني أسد، وقرأها فَقَالَ: «بحثر» «3» وهما لغتان: بحثر، وبعثر.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) بُيّن.
وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) .
وهي «4» فِي قراءة عبد اللَّه: «بأنه يومئذ بهم خبير «5» »
ومن سورة القارعة
قوله عزَّ وجلَّ: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (4) .
يريد: كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضًا، كذلك النَّاس يومئذ يجول بعضهم فِي بعض.
وقوله عز وجل: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) وفي قراءة عَبْد اللَّه: «كالصوف المنفوش» وذكِر:
أن صُوَر الجبال تسّير عَلَى الأرض، وهي فى صور الجبال كالهباء.
__________
(1) سورة إبراهيم الآية: 18.
(2) وقرأ بها أيضا الأسود بن زيد (البحر 8/ 505) .
(3) وقرأ بها عبد الله بن مسعود (البحر 8/ 505) .
(4) سقط من ش.
(5) يروى: أن الحجاج قرأ هذه السورة على المنبر يحضهم على الغزو فجرى على لسانه: «إِنَّ رَبَّهُمْ» بفتح الألف، ثم استدركها فقال: «لَخَبِيرٌ» بغير لام. (تفسير القرطبي 20/ 163) .(3/286)
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)
وقوله عز وجل: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ.
لأن ألوانها مختلفة، كألوان العهن.
وقوله عزَّ وجل: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) .
ووزنه، والعرب تَقُولُ: هَلْ لَكَ فِي درهم بميزان درهمك ووزن درهمك، ويقولون: داري بميزان دارك ووزن دارك، وقَالَ الشَّاعِر:
قَدْ كنتُ قبلَ لقائِكم ذا مِرَّةٍ ... عندي لكلٍ مخاصم ميزانه «1»
يريد: عندي وزن كلامه ونقضه.
وقوله جل وعز: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) .
صارت مأواه، كما تؤوي المرأة ابنها، فجعلها إِذ لا مأوى لَهُ غيرها أمًّا لَهُ.
ومن سورة التكاثر
قوله عز وجل: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) .
نزلت فى حيين من قريش تفاخروا: أيهم أكثر عددًا؟ وهما: بنو عَبْد مناف وبنو سهم فكثرت [147/ ب] بنو عَبْد مناف بني سهم، فَقَالَت بنو سهم: إن البغي أهلكنا فِي الجاهلية، فعادّونا بالأحياء وَالأموات فكثَرتهم بنو سهم، فأنزل اللَّه عز وجل: «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ» حتَّى ذكرتم الأموات، ثُمَّ قَالَ لهم: «كَلَّا» (3) ليس الأمر عَلَى ما أنتم [عَلَيْهِ «2» ] ، وقَالَ: [ «سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ] «3» » (4) . والكلمة قَدْ تكررها العرب عَلَى التغليظ والتخويف، فهذا من ذاك.
وقوله عزَّ وجلَّ: عِلْمَ الْيَقِينِ (5) .
مثل قوله: «إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ «4» » ، المعنى فيه: لو تعلمون علما يقينا.
__________
(1) فى تفسير القرطبي: 20/ 166: وقيل: إن الموازين الحجج والدلائل، قاله عبد العزيز بن يحيى، واستشهد بقول الشاعر: قد كنت قبل لقائكم..... البيت.
(2) زيادة فى ش.
(3) اضطربت العبارة التي بين الرقمين فى ش.
(4) سورة الواقعة: 95. [.....](3/287)
وقوله عز وجل: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) .
«ثُمَّ لَتَرَوُنَّها» (7) مرتين من التغليظ أيضًا. «لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ» (7) عينًا لستم عَنْهَا بغائبين، فهذه قراءة العوام أهل المدينة، وأهل الكوفة وأهل «1» البصرة بفتح التاء من الحرفين.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ «2» ] حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْفَضْلِ عنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَرَأَ «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّها» ، بِضَمِّ التَّاءِ الأُولَى، وَفَتْحِ الثَّانِيَةِ «3» . وَالأَوَّلُ أَشْبَهُ بِكَلامِ الْعَرَبِ، لأَنَّهُ تَغْلِيظٌ، فَلا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفَ لَفْظُهُ، أَلا تَرَى قوله: «سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ» ؟ وقوله عز وجل: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً «4» » .
ومن التغليظ قوله فى سورة: «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ «5» » مكرر، كرر فيها وهو معنى واحد، ولو رفعت التاء فِي الثَّانية، كما رفعت الأولى كَانَ وجهًا جيدًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) .
قَالَ «6» : إنه الأمن والصحة. وَذَكَرَ الْكَلْبِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا فِي أَمْرٍ فَرَجَعُوا جِيَاعًا، فَدَخَلُوا عَلَى رجل من الأنصار، فأصابوا تمرا وماءا بَارِدًا، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَتُسْأَلُونَ عَنْ هَذِهِ وَعَنْ هَذَا فَقَالُوا: فَمَا شُكْرُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولُوا: الْحَمْدُ لله [148/ ا] .
وَذُكِرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «7» (ثَلَاثٌ لَا يُسْأَلُ عَنْهُنَّ الْمُسْلِمُ: طَعَامٌ يُقِيمُ صُلْبَهُ، وَثَوْبٌ يُوَارِي عورته، وبيت يكنه من الحر والبرد) .
__________
(1) سقط من ش.
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(3) هى قراءة الكسائي وابن عامر، من أريته الشيء، أي: تحشرون إليها فترونها. (القرطبي 20/ 174) .
(4) سورة الشرح: 6، 7 وأول الآية الأولى: (فإن) بالفاء.
(5) سورة الكافرون الآيتان: 1، 2.
(6) فى ش: يقال.
(7) فى تفسير القرطبي 20/ 176: هذا الحديث بنص آخر رواه أبو نعيم الحافظ عن أبى عسيب مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وفيه الثلاث التي لا يسأل عنهن المسلم: (كسرة يسد بها جوعته، أو ثوب يستر به عورته، أو جحر يأوى فيه من الحر والقر) .(3/288)
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)
ومن سورة العصر
قوله عز وجل: وَالْعَصْرِ (1) .
هُوَ الدهر أقسم بِهِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَفِي خُسْرٍ (2) .
لفي عقوبة بذنوبه، وأن يخسر أهله، ومنزله فى الجنة.
ومن سورة الهمزة
قوله عزَّ وجلَّ: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) .
وإنما نزلت فِي رَجُل واحد كَانَ يهمز الناس، ويلمِزهم: يغتابهم ويعيبهم، وهذا جائز فِي العربية أن تذكر الشيء العام وأنت تقصد «1» قصد واحد من هذا وأنت قائل فِي الكلام عند قول الرجل:
لا أزورك أبدًا، فتقول أنت: كل من لم يزرني فلست بزائره، وأنت تريد الجواب «2» ، وتقصد قصده، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «وَيْلٌ لِلْهُمَزَةِ اللُّمَزَةِ» .
وقوله عز وجل: الَّذِي جَمَعَ مالًا (2) .
ثقّل «3» : جمّع. الْأَعْمَش وأبو جَعْفَر الْمَدَنِيّ، وخففها عاصم ونافع والحسن البصري «4» ،
__________
(1) زاد فى ش: به.
(2) فى ش: تريد به الجواب.
(3) فى ش: وثقّل الأعمش، سقط.
(4) اختلف فى «جمع» فابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بتشديد الميم على المبالغة، وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها. الإتحاف: 443.(3/289)
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)
واجتمعوا جميعا على (وعدّده) بالتشديد، يريدون: أحصاه. وقرأها الْحَسَن: «وَعَدَّدَهُ» خفيفة «1» فَقَالَ بعضهم فيمن خفف: جمَع مالًا وأحصى عدده، مخففة «2» يريد: عشيرته.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (3) يريد: يخلده وأنت «3» قائل للرجل: أتحسب أنّ مالك أنجاك من عذاب اللَّه؟ ما أنجاك من عذابه إلّا الطاعة، وأنت تعني: ما ينجيك. ومن ذَلِكَ قولك للرجل يعمل الذنب الموُبق: دخل والله النار، والمعنى: وجبت لَهُ النار.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) .
قرأها العوام: «لَيُنْبَذَنَّ» على التوحيد، وقرأها الحسن البصري وحده [148/ ب] «لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» يريد: الرجل وماله، والحطمة: اسم من أسماء النار، كقوله: جهنم، وسقر، ولظى.
فلو ألقيت منها الألف واللام إِذ كانت اسمًا لم يَجرِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) .
يَقُولُ: يبلغ ألمها الأفئدة، والاطلاع والبلوغ قَدْ يكونان بمعنى واحد. العرب تَقُولُ: مَتَى طلعتَ أرضنا، وطلعت أرضى، أي: بلغت.
وقوله جل وعز: مُؤْصَدَةٌ (8) .
وهي المطبَقة، تهمز ولا تهمز.
وقوله عزَّ وجل: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) .
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «4» ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر الْمَدَنِيّ قَالَ: كَانَ أصحابنا يقرءون: (فِي عَمَد) بالنصب، وكذلك الْحَسَن. وحدثني «5» . بِهِ الكِسَائِيّ عنْ سُلَيْمَان بْن أرقم عن الحسن: (فى عمد) .
__________
(1) قراءة الجمهور: «وَعَدَّدَهُ» بشد الدال الأولى، أي: أحصاه وحافظ عليه (البحر 8/ 510) ، «وَعَدَّدَهُ» بتخفيف الدال الأولى أي: وجمع عدد ذلك المال (الاتحاف: 443) .
(2) جاء فى هامش ب عند كلمة مخففة: خفيفة، وجمع قد يكون فى مذهب: حفظ. وقال الكلبي بإسناده:
جمع مالا وعدده.
(3) فى ش: وأنت للرجل سقط. [.....]
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(5) فى ش: حدثنى.(3/290)
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ] «1» قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي قيس بن الربيع عن أبى اسحق عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَرَأَهَا: «فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ» «2» .
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ] «3» قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْفَضْلِ عنْ عَطَاءٍ عنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُمَا قَرَآ: «فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ» .
قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعُمُدُ، وَالْعَمَدُ جَمْعَانِ لِلْعَمُودِ، مِثْلُ: الأَدِيمِ، وَالأُدُمِ، وَالأَدَمِ. وَالإِهَابِ «4» ، وَالأُهُبِ، وَالأَهَبِ، وَالْقَضِيمِ وَالْقَضَمِ وَالْقُضُمِ «5» وَيُقَالُ: إِنَّهَا عُمُدٌ من نار.
ومن سورة الفيل
قوله عزَّ وجلَّ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) .
يَقُولُ: ألم تُخبرَ عَنِ الحبشة، وكانوا غزوا البيت وأهلَ مكَّة، فلما كانوا بذي المجاز مروا براعٍ لعبد المطلب فاستاقوا إبله، فركب دابته وجاء إلى مكَّة، فصرخ بصراخ الفزع ثُمَّ أخبرهم الخبر، فجال عَبْد المطلب فِي متن فرسه ثُمَّ لحقهم، فَقَالَ لَهُ رجلان من كندة وحضرموت: ارجع [149/ 1] ، وكانا صديقين لَهُ، فَقَالَ: والله لا أبرح «6» حتَّى آخذ إبلي، أَوْ أُوخَذَ معها، فقالوا لَأصْحمة رئيس الحبشة: أرددها عَلَيْهِ فإنك آخذها غدوة، فرجع بإبله، وأخبر أهل مكَّة الخبر «7» ، فمكثوا أيامًا لا يرون شيئًا، فعاد عَبْد المطلب إلى مكانهم فإِذا هُمْ كما قال الله تبارك وتعالى: «كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ»
قَدْ بعث اللَّه تبارك وتعالى عليهم طيرًا فِي مناقيرها الحجارة كبعر الغنم، فكان الطائر يرسل الحجر فلا يخطىء رأس صاحبه، فيخرج من دبره فقتلتهم جميعًا، فأخذ عبد المطلب من
__________
(1، 3) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(2) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: «فِي عَمَدٍ» ، بضم العين والميم جمع: عمود. وكذلك عمد أيضا. (القرطبي 20/ 186) .
(4) سقط فى ب.
(5) سقط من ش، ومن معانى القضيم: العيبة.
(6) فى ش: لا أرجع.
(7) العبارة فى ش مضطربة.(3/291)
الصفراء والبيضاء يعني: الذهب والفضة ما شاء، ثُمَّ رجع إلى أهل مكَّة فأخبرهم، فخرجوا إلى عسكرهم فانتهبوا ما فيه.
ويقال: «سِجِّيلٍ» (4) كالآجر مطبوخ من طين «1» ، فَقَالَ الكلبي: حدثني أَبُو صالح قَالَ: رَأَيْت فِي بيت «2» أم هانىء بِنْت أَبِي طَالِب، نحوًا من قفيز من تلك الحجارة سودا مخططة بحمرة.
وقوله عزَّ وجل: كَعَصْفٍ (5) .
والعصف: أطراف الزرع قبل أن يدرك ويسنبل.
وقوله عز وجل: أَبابِيلَ (3) .
لا واحد لها مثل: الشماطيط «3» ، والعباديد «4» ، والشعارير «5» كل هَذَا لا يفرد لَهُ واحد، وزعم لي الرؤاسي وكان ثقة مأمونًا: أَنَّهُ سَمِعَ واحدها: إِبَّالة [لا ياء فيها] «6» . ولقد سمعت من العرب من يقول: «ضغاث عَلَى إبَّالة» «7» يريدون: خِصب عَلَى خِصب. وأمّا الإيبالة: فهي الفضلة تكون عَلَى حمل الحمار أَوِ البعير من العلف، وهو مثل الخِصبِ عَلَى الخصب، وحمل فوق حمل، فلو قَالَ قائل: واحد الأبابيل إيبالة كَانَ صوابًا «8» ، كما قَالُوا: دينار دنانير. وَقَدْ قَالَ بعض النحويين، وهو الكِسَائِيّ: كنت أسمع النحويين يقولون: أبوك مثل العجّول «9» والعجاجيل.
__________
(1) فى ش: من طين مطبوخ.
(2) سقط فى ش.
(3) الشماطيط: القطع المتفرقة، يقال: جاءت الخيل شماطيط، أي: متفرقة إرسالا، وذهب القوم شماطيط وشماليل إذا تفرقوا.. وواحد الشماطيط: شمطاط وشمطوط.
(4) العباديد، والعبابيد: الخيل المتفرقة فى ذهابها ومجيئها، ولا يقع إلّا فى جماعة، ولا يقال للواحد: عبدن.
(5) الشعارير: لعبة للصبيان لا يفرد، يقال: لعبنا الشعارير، وهذا لعب الشعارير.
(6) سقط فى ش. [.....]
(7) الإبالة: الحزمة من الحطب، والضغث: قبضة من حشيش مختلطة الرطب باليابس. وهو مثل معناه:
بلية على أخرى. (مجمع الأمثال) : 2: 283.
(8) عبارة القرطبي 20/ 198 نقلا عن الفراء: ولو قال قائل: إيبال كان صوابا مثل: دينار ودنانير.
(9) العجول، كسنور: ولد البقرة.(3/292)
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)
ومن سورة قريش
قوله عز وجل: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) .
يَقُولُ القائل: كيف ابتدئ الكلام بلام خافضة ليس بعدها شيء يرتفع «1» بها؟ فالقول فى ذلك على وجهين.
قال بعضهم: [149/ ب] كانت موصلة بألم تر كيف فعل ربك، وذلك أَنَّهُ ذكَّر أهل مكَّة عظيم النعمة عليهم فيما صنع بالحبشة، ثُمَّ قَالَ: «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ» أيضًا، كأنه قَالَ: ذَلِكَ إلى نعمته عليهم فِي رحلة الشتاء والصيف، فتقول: نعمة إلى نعمة ونعمة لنعمة سواء فِي «2» المعنى.
وَيُقَال: إنه تبارك وتعالى عجَّب نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اعجب يا مُحَمَّد لنعم اللَّه تبارك وتعالى عَلَى قريش فِي إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ثُمَّ قَالَ: فلا يتشاغلُن بذلك عنْ إتباعك وعن الْإِيمَان بالله. َلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ»
(3) «والإيلاف» قَرَأَ عاصم والْأَعْمَش بالياء بعد الهمزة، وقرأه بعض أهل المدينة «إلفهم» مقصورة فى الحرفين جميعًا، وقرأ بعض القراء: (إلْفِهم) . وكل صواب «3» . ولم يختلفوا فِي نصب الرحلة بإيقاع الإيلاف عليها، ولو خفضها خافض بجعل الرحلة هِيَ الإيلاف كقولك: العجبُ لرحلتهم شتاء وصيفًا. ولو نصب، إيلافَهم، أَوْ إلفَهم عَلَى أن تجعله مصدرًا ولا تكرُّه عَلَى أول الكلام كَانَ صوابًا كأنك قلت: العجب لدخولك دخولا دارنا.
يكون «4» الإيلاف وهو مضاف مثل هَذَا المعنى كما قال: «إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها «5» » .
__________
(1) كذا فى ش: وفى ب، ح: ترتفع تصحيف.
(2) سقط فى ش: سواء المعنى.
(3) اختلف فى «إلافهم» : فأبو جعفر بهمزة مكسورة بلا ياء كقراءة ابن عامر فى الأولى، فهو مصدر ألف ثلاثيا، والباقون بالهمزة وياء ساكنة بعدها، فكلهم على إثبات الياء فى الثاني غير أبى جعفر (الإتحاف: 444) .
وقد جمع القراءات المروية هنا من قال:
زعمتم أن إخوتكم قريش ... لهم إلف، وليس لكم آلاف
(تفسير الزمخشري 4/ 235) .
(4) فى ش: فيكون.
(5) سورة الزلزلة الآية: 1.(3/293)
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
وقوله عز وجل: أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ (4) .
بعد «1» السنين التي أصابتهم، فأكلوا الجيف والميتة، فأخصبت الشام فحملوا إلى الأبطح، فأخصبت اليمن فُحمِلت إلى جُدَّةَ. يَقُولُ: فقد أتاهم اللَّه بالرزق من جهتين وكفاهم الرحلتين، فإن اتبعوك ولزموا البيت كفاهم اللَّه الرحلتين أيضا كما كفاهم.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) .
يُقال: إنها بلدة آمنة، وَيُقَال: من الخوف: من الجذام، فكفوا ذَلِكَ، فلم يكن بها حينئذ جذام. وكانت رحلة الشتاء [150/ ا] إلى الشام، ورحلة الصيف إلى اليمن. ومن قَرَأَ: «إلفهم» فقد يكون مِن: يُؤلَفون، وأجود من ذَلِكَ أن يكون من [يألفون رحلة الشتاء ورحلة الصيف.
والإيلاف «2» ] من: يؤلِفون، أي: أنهم يهيئون ويجهزون.
ومن سورة الدين
قوله عزَّ وجلَّ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) .
وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «أرأيتك الَّذِي» ، والكاف صلة تكون ولا تكون «3» ، والمعنى واحد.
وقوله عز وجل: يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) .
من دععت وهو يُدعّ: يدفعه عنْ حقه، ويظلمه. وكذلك: «يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ «4» » .
وقوله عز وجل: وَلا يَحُضُّ (3) .
أي: لا يحافظ عَلَى إطعام المسكين ولا يأمر به.
__________
(1) فى ش: يعنى.
(2) ما بين الحاصرتين فى هامش ب لا فى الأصل.
(3) فى ش: يكون ولا يكون.
(4) سورة الطور الآية: 13.(3/294)
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)
وقوله عز وجل: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) يعني: المنافقين «الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ» يقول: لاهون كذلك فسّرها ابْنُ عَبَّاس، وكذلك رأيتها فِي قراءة عَبْد اللَّه.
فقوله «1» عزَّ وجلَّ: الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) .
إن أبصرهم النَّاس صلّوا، وإن لم يرهم أحد تركوا الصلاة. «وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ» (7) قال: وحدثنا الفراء قال: [وحدثنى] «2» حبّان بإسناده قال: «الْماعُونَ» : المعروف كُلِّه حتَّى ذكر: القصعة، والقدر، والفأس.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ] «3» قال: حدثنا الفراء قال: [وحدثنى] «4» . قيس ابن الرَّبِيعِ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ عَنْ على قال: «الْماعُونَ» : الزكاة.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ] «5» حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ خَصِيفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمِثْلِهِ قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: الْمَاعُونُ: هُوَ الْمَاءُ، وَأَنْشَدَنِي فِيهِ:
يَمُجُّ صَبِيرُهُ الْمَاعُونَ صَبًّا «6»
قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَسْتُ أَحْفَظُ أَوَّلَهُ الصَّبِيرُ: السَّحَابُ.
ومن سورة الكوثر
قوله عز وجل: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (1) .
قَالَ ابْنُ عَبَّاس: هُوَ الخير الكثير. ومنه القرآن.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ] «7» حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: [وَحَدَّثَنِي] «8» مندل بن على
__________
(1) فى ش: وقوله.
(2) سقط فى ش: وحدثنا الفراء قال حدثنى. [.....]
(3، 5، 7) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(4، 8) سقط فى ش: حدثنى.
(6) لم أعثر على قائله، وقد نقله القرطبي فى تفسيره (20/ 214) ولم ينسبه.(3/295)
العنزي بإسناد رفعه إلى عَائِشَةَ قَالَتْ «1» : «الْكَوْثَرَ» نهر فِي الجنة. فمن أحب أن يسمع صوته فليدخل أصبعيه فِي أذنيه.
وقوله عزَّ وجل: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) .
يُقال: فصل لربك يَوْم العيد، ثُمَّ انحر.
[حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمدقال] «2» حدثنا الفراء قال: وحدثنى قيس عن يزيد بن يزيد ابن جَابِرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ فِيهَا: النَّحْرُ أَخْذُكَ شِمَالَكَ بِيَمِينِكَ فِي الصَّلاةِ، وَقَالَ «3» : «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ بِنَحْرِكَ، وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: مَنَازِلُنَا تَتَنَاحَرُ [هَذَا بِنَحْرِ هَذَا] «4» أَيْ: قُبَالَتُهُ. وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ بَنِي أَسَدٍ:
أَبَا حَكَمٍ هَا أَنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أَهْلِ الأَبْطُحِ الْمُتَنَاحِرِ «5»
فَهَذَا مِنْ ذَلِكَ يَنْحَرُ بَعْضُهُ بَعْضًا.
وقوله عز وجل: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) .
كانوا يقولون: الرجل إِذَا لم يكن لَهُ ولد ذكر- أبتر-[150/ ب] أي: يموت فلا يكون لَهُ ذِكر. فقالها بعض قريش للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال الله تبارك وتعالى: «إِنَّ شانِئَكَ» مبغضك، وعدوّك هُوَ الأبتر الَّذِي لا ذكر لَهُ بعمل خير، وأمَّا أنت فقد جعلت ذكرك مَعَ ذكرى، فذلك قوله: «وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ «6» » .
__________
(1) فى ش: قال.
(2) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(3) فى ش: وقوله، وفى النسخة الأخرى من ش: ويقال.
(4) سقط فى ش.
(5) نقله اللسان (نحر) عن الفراء، ولم ينسبه إلى القائل من بنى أسد، ورواية اللسان.
(هل أنت) مكان (ها أنت) وفى تفسير القرطبي: 20/ 219 (ما أنت) مكان (ها أنت) .
(6) سورة الشرح: 4.(3/296)
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)
ومن سورة الكافرين
قوله عزَّ وجلَّ: لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) :
قَالُوا للعباس بْن عَبْد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قل لابن أخيك يستلم صنما من أصنامنا فنتبعه، فأخبره بذلك العباس، فأتاهم النبي- صلى الله عليه- وهم فِي حلقة فاقترأ عَلَيْهِم هَذِهِ السُّورة فيئسوا مِنْهُ وآذوه، وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم،
ثم قال: «لَكُمْ دِينُكُمْ» :
الكفر، «وَلِيَ دِينِ» (6) الْإِسْلَام. ولم يقل: ديني لأن الآيات بالنون فحذفت الياء، كما قَالَ:
«فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ «1» » .
ومن سورة الفتح
قوله «2» : إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) .
يعني: فتح مكَّة «وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً» (2) .
يَقُولُ: ورأيت الأحياء يسلم الحي بأسره، وقبل ذَلِكَ إنَّما يسلم الرجل بعد الرجل.
وقوله عز وجلّ: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (3) .
يَقُولُ: فصلّ. وذكروا أَنَّهُ قَالَ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين نزلت هَذِهِ السُّورة: نُعيَتْ إلىّ نفسى.
__________
(1) سورة الشعراء: الآيتان 78، 79.
(2) سقط فى ب.(3/297)
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
ومن سورة أبى لهب
قوله عزَّ وجلَّ: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ (1) .
ذكروا أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام عَلَى المروة، فقال: يا آل غالب، فاجتمعت إِلَيْه، ثُمَّ قَالَ: يا آل لؤي، فانصرف ولد غالب سوى لؤي، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ حتَّى انتهى إلى قصي.
فَقَالَ أَبُو لهب: فهذه قصي قَدْ أتتك فما لهم عندك؟ فقال: إن اللَّه تبارك وتعالى قَدْ أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فقد أبلغتكم، فَقَالَ أَبُو لهب: أما دعوتنا إلَّا لهذا؟ تبًّا لَكَ، فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ: «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» وفى قراءة عبد الله: «وقد تب» فالأول: دعاء، والثاني: خبر. قَالَ الفراء: «تَبَّ» : خسر، كما تَقُولُ للرجل: أهلكك اللَّه، وَقَدْ أهلكك، أو تقول: جعلك الله صالحا، وقد جعلك.
وقوله عز وجل: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) ، ترفع الحمّالةُ وتنصب «1» ، فمن رفعها فعلى جهتين:
يَقُولُ: سيصلى نار جهنم هُوَ وامرأته حمالةُ الحطب تجعله من نعتها، والرفع الآخر وامرأتهُ حمالةُ الحطب، تريد: وامرأته حمالة الحطب فِي النار، فيكون فى جيدها هُوَ الرافع، وإن شئت رفعتها بالحمالة، كأنك قلت: ما أغنى عَنْهُ ماله وامرأته هكذا. وأما النصب فعلى جهتين:
إحداهما [151/ ا] أن تجعل الحمالة قطعًا لأنها نكرة ألا ترى أنك تَقُولُ: وامرأته الحمالة الحطب «2» ، فإذا ألقيت الألف واللام كانت نكرة، ولم يستقم أن تنعت معرفة بنكرة.
والوجه الآخر: أن تشتمها بحملها الحطب، فيكون نصبها عَلَى الذم، كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيّد المرسلين سمعها الكِسَائِيّ من العرب. وَقَدْ ذكرنا [مثله] «3» فى غير موضع.
__________
(1) حمالة بالرفع قراءة الجمهور على أن يكون خبرا، وامرأته مبتدأ، ويكون فى جيدها حبل من مسد جملة فى موضع الحال من المضمر فى حمالة، أو خبرا ثانيا، أو يكون حمالة الحطب نعتا لامرأته، والخبر فى جيدها حبل من مسد، فيوقف على هذا- على ذات لهب. وقرأ عاصم حمالة بالنصب على الذم، كأنها اشتهرت بذلك فجاءت الصفة للذم لا للتخصيص كقوله تعالى: «مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا» (القرطبي 20/ 240) .
(2) فى ش: الحطب.
(3) زيادة من ش يطلبها الأسلوب. [.....](3/298)
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
وفي قراءة عَبْد اللَّه: «وامرأته حمالةً للحطب» نكرة منصوبة، وكانت تنمُ بين النَّاس، فذلك حملها الحطب يَقُولُ: تُحرِّش بين النَّاس، وتوقد بينهم العداوة.
وقوله جل وعز: فِي جِيدِها: فى عنقها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) .
وهي: السلسلة التي فِي النار، وَيُقَال: من مسد: هو ليف المقل «1» .
ومن سورة الإخلاص
قوله عزَّ وجلَّ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) .
سألوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما ربك؟ أيأكل أم يشرب؟ أم من ذَهب أم من فضة؟
فأنزل اللَّه جل وعز: «قُلْ هُوَ اللَّهُ» . ثُمَّ قَالُوا: فما هُوَ؟ فَقَالَ: «أَحَدٌ» . وهذا من صفاته:
أَنَّهُ واحد، وأحد «2» وإن كَانَ نكرة. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: يعني فِي اللفظ، فإنه مرفوع بالاستئناف كقوله: «هَذا بَعْلِي شَيْخٌ «3» » . وَقَدْ قَالَ الكِسَائِيّ فِيهِ قولا لا أراه شيئًا. قَالَ: هُوَ عماد. مثل قوله:
«إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ «4» » . فجعل «أَحَدٌ «5» » مرفوعًا بالله، وجعل هُوَ «6» بمنزلة الهاء فِي (أَنَّهُ) ، ولا يكون العمادُ مستأنفًا بِهِ حتَّى يكون قبله إن أَوْ بعض أخواتها، أَوْ كَانَ أَوِ الظن.
قوله عز وجل: كُفُواً أَحَدٌ (4) .
يثقل ويخفف «7» ، وإِذا كَانَ فعل النكرة بعدها أتبعها فِي كَانَ وأخواتها فتقول: [لم يكن لعبد اللَّه أحد نظير، فإذا قدمت النظير نصبوه، ولم يختلفوا فِيهِ، فقالوا] «8» : لم يكن لعبد الله نظيرا أحد. وذلك أَنَّهُ إِذَا كَانَ بعدها فقد اتبع الاسم فِي رفعه، فإذا تقدم فلم يكن قبله شىء
__________
(1) المقل: حمل الدّوم، واحدته مقلة، والدّوم شجرة تشبه النخلة فى حالاتها (اللسان) .
(2) فى ش: واحد أحدا.
(3) سورة هود الآية: 73.
(4) سورة النمل الآية: 9
(5) فى ش: أحدا.
(6) سقط فى ش.
(7) خفف (أسكن الفاء) حمزة، ويعقوب، وخلف، وثقّل (ضم الفاء) الباقون، لغتان (الإتحاف 445) .
(8) سقط فى ش.(3/299)
يتبعه رجع إلى فعل كَانَ فنصب. والذي قرأ «أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ «1» » بحذف النون من (أحد) يَقُولُ:
النون نون الإعراب إِذَا استقبلتها الألف واللام حذفت. وكذلك إِذَا استقبلها ساكن، فربما حذفت وليس بالوجه قَدْ قرأت القراء: «وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ «2» » ، و «عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ «3» » .
والتنوين أجود، وأنشدني بعضهم:
لَتجِدّني بالأميرِ بَرّا ... وَبالقناة مِدْعَسا مكرّا
إذا غطيف السُّلَميُّ فَرَّا «4» وأنشدني آخر «5» :
كيْفَ نَومي عَلَى الفراشِ ولَمَّا ... تشملِ الشامَ غارةٌ شعواءُ
تُذْهل الشيخَ عَن بَنيهِ وَتُبْدِي ... عَن خِدَامِ العَقِيلةُ العذراء
أراد عَن خدامٍ العقيلةُ العذراء، وليس قولهم عن خدام [عقيلة] «6» عذراء بشىء.
__________
(1) قرأ بحذف التنوين جماعة منهم زيد بن على، ونصر بن عاصم، وابن سيرين، والحسن، وابن أبى اسحق، والأصمعى (البحر المحيط: 8/ 528) .
(2) التوبة الآية: 30.
(3) انظر معانى القرآن 43111.
(4) المدعس: المطاعن، والمكر: الذي يكر فى الحرب ولا يفر. واقتصر فى المخصص 6: 89 على البيتين الأول والثاني ولم ينسبهما.
(5) لعبيد الله بن قيس الرقيات من قصيدة يمدح فيها مصعب بن الزبير، ويفتخر بقريش، ويريد بالغارة على الشام الغارة على عبد الملك بن مروان. والخدام: جمع واحده الخدمة، وهى الخلخال. ورواية الديوان؟ براها مكان خدام، والبرى جمع واحده البرة فى وزان كرة- الخلخال أيضا. (اللسان مادة: شعا- ومعانى القرآن 1/ 432)
(6) زيادة فى ش. [.....](3/300)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)
ومن سورة الفلق
[151/ ب]
قوله عزَّ وجلَّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) .
الفلق: الصبح، يُقال: هُوَ أبين من فلق الصبح، وفرَق الصبح. وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اشتكى شكوًا شديدًا «1» فكان يومًا بين النائم واليقظان، فأتاه ملكان فَقَالَ أحدهما:
ما علّته؟»
فَقَالَ الآخر: بِهِ طبٌّ فِي بئر تحت صخرة فيها، فانتبه النَّبِيّ صلّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث عمار بْن ياسر فِي نفر إلى البئر، فاستخرج السحر، وكان وترًا فِيهِ إحدى عشرة عقدة، فجعلوا كلما حلوا عقدة وجد راحة حتَّى حلت العقد، فكأنه أُنشِط من عقال، وأمر أن يتعوذ بهاتين السورتين، وهما إحدى عشرة آية عَلَى عدد العقد. وكان الَّذِي سحره لبيد بْن أعصم.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) .
والغاسق: الليل «إِذا وَقَبَ» إِذَا دخل فِي كل شيء وأظلم، وَيُقَال: غسق وأغسق.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4) .
وهن السواحر ينفثن سحرهن. ومِنْ شَرِّ «3» حاسدٍ إذا حسد، يعنى: الذي سحره لبيدا.
__________
(1) سقط فى ش.
(2) طب: سحر.
(3) سقط فى ش.(3/301)
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)
ومن سورة الناس
قوله «1» عز وجل: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4) .
إبليس يوسوس فِي صدر الْإِنْسَان «2» ، فإذا ذكر اللَّه عزَّ وجلَّ خنس.
وقوله عزَّ وجلَّ: يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) .
فالناس هاهنا قَدْ وقعت عَلَى الجنة «3» وعلى النَّاس كقولك: يوسوس فِي صدور النَّاس: جنتهم وناسهم، وَقَدْ قَالَ بعض العرب وهو يحدّث: جاء قوم من الجن فوقفوا، فقيل: من أنتم؟
فقالوا: أناس من الجن وَقَدْ قَالَ اللَّه جل وعز: (أنّه استمع نفر من الجن «4» ) فجعل النفر من الجن كما جعلهم من النَّاس، فَقَالَ «5» جل وعز: «وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ «6» » فسمّى الرجال من الجن والأنس والله أعلم.
[تمّ كتاب المعاني، وذاك من الله وحده لا شريك له والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على محمد وآله وسلم «7» ] [تمت هذه النسخة المباركة بحمد الله وعونه وحسن توفيقه، وصلّى الله على من لا نبى بعده محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين آمين «8» ] .
__________
(1) فى ش: وقوله.
(2) فى ش: صدور الناس.
(3) فى ش: الجن.
(4) سورة الجن الآية: 1.
(5) فى ش: وقال.
(6) سورة الجن: 6.
(7) ما بين هاتين الحاصرتين آخر النسخة ب.
(8) ما بين هاتين الحاصرتين آخر ما جاء فى النسخة ش.(3/302)
فهرس الجزء الثالث من معانى القرآن للفراء(3/303)
سورة المؤمن ص س قوله عزَّ وَجَلَّ: «غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ» / 5/ 3 قوله تعالى: «وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ» / 5/ 9 والقراءات فى «بِرَسُولِهِمْ» قوله تعالى: «وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ» / 5/ 11 والقراءات فى «جَنَّاتِ» قوله تعالى: «وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ» / 5/ 13 وإعراب «مَنْ» فى قوله: «وَمَنْ صَلَحَ» قوله تعالى: «يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ» / 6/ 1 وبيان أن اللام فى «لَمَقْتُ» بمنزلة أنّ فى كل كلام ضارع القول قوله تعالى: «يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ» / 6/ 6- تفسير «الرُّوحَ» فى هذه الآية-لماذا سمّى اليوم «يَوْمَ التَّلاقِ» قوله تعالى: «يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ» / 6/ 9 وإعراب «هُمْ» معنى «الآزفة» / 6/ 11 قوله تعالى: «كاظِمِينَ» / 6/ 13 والكلام فى إعرابها قوله تعالى: «مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ» / 6/ 19- معنى «يُطاعُ» - معنى «خائِنَةَ الْأَعْيُنِ» فى قوله تعالى: «يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ» / 7/ 1(3/305)
ص/ ص قوله تعالى: «أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ» / 7/ 5 وأوجه القراءات فيه قوله تعالى: «وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ» / 7/ 11- واختلاف القراء فى قراءة «التَّنادِ» - ومعنى «التناد» والآثار الواردة فى ذلك تفسير قوله تعالى: «كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ» / 8/ 10 مناظرته بقوله تعالى: «كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ» قوله تعالى: «عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ» / 8/ 14 والقراءات فيه قوله تعالى: «لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ» / 9/ 4- وإعراب «فَأَطَّلِعَ» .
- واختلاف القراء فيه.
قوله تعالى: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها» / 9/ 10 وجواز الرفع والنصب فى «النار» ووجه ذلك تفسير قوله تعالى: «غُدُوًّا وَعَشِيًّا» / 9/ 14 قوله تعالى: «وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ» / 9/ 16 والقراءات فى هذه الآية، وتوجيهها قوله تعالى: «إِنَّا كُلٌّ فِيها» / 10/ 4 وأوجه إعراب قوله: «كلّ» قوله تعالى: «وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ» / 10/ 7 وأوجه القراءات فى «يقوم» تفسير قوله تعالى: «إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ» / 10/ 11(3/306)
قوله تعالى: «ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً» / 10/ 14 قوله تعالى: «إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ» / 11/ 3 وتوجيه الرفع والنصب فى «والسلاسل» سورة السجدة قوله تعالى: «كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا» / 11/ 15 وتوجيه الرفع والنصب فى «قرآنا ... »
معنى «حجاب» فى قوله تعالى: «وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ» / 12/ 4 معنى الزكاة فى قوله تعالى: «لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ» / 12/ 7 قوله تعالى: «وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها» / 12/ 10 قوله تعالى: «سَواءً لِلسَّائِلِينَ» / 12/ 12 وتوجيه النصب والرفع والخفض فى كلمة «سواء» معنى «فقضاهن» من قوله تعالى: «فَقَضاهُنَّ» / 13/ 3 قوله تعالى: «قالَتا أَتَيْنا» / 13/ 5 وجعله السموات والأرضين كالثنتين قوله تعالى: «أَتَيْنا طائِعِينَ» / 13/ 8 وكلام فى الجمع فى «طائعين» قوله تعالى: «وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها» / 13/ 11 ومعنى «أمرها» قوله تعالى: «إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ» / 13/ 13 وكلام فى عود الضمير «ومن خلفهم» قوله تعالى: «رِيحاً صَرْصَراً» / 13/ 16(3/307)
ومعنى «صرصرا» قوله تعالى: «فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ» / 13/ 18 والاستشهاد للتخفيف والتثقيل فى «نحسات» قوله تعالى: «وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ» / 14/ 5- وتوجيه إعراب «ثمود» - واختلاف القراء فيه قوله تعالى: «فَهَدَيْناهُمْ» / 15/ 2 وكلام فى معنى الهدى قوله تعالى: «فَهُمْ يُوزَعُونَ» / 15/ 10 والاستشهاد لمعنى «يوزعون» قوله تعالى: «سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ» / 16/ 2 ومعنى «جلودهم» فى هذه الآية تفسير قوله تعالى: «وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ» / 16/ 6 قوله تعالى: «وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ» / 16/ 9 وتقرير أنّ الزعم والظن فى معنى واحد وقد يختلفان قوله تعالى: «وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ» / 16/ 12 وكلام فى إعراب هذه الآية.
قوله تعالى: «وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ» / 17/ 5 ومعنى «ما بين أيديهم وما خلفهم» تفسير قوله تعالى: «وَالْغَوْا فِيهِ» / 17/ 9 قوله تعالى: «ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ» وقوله «لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ» / 17/ 12(3/308)
معنى «دار الخلد» وضرب أمثلة موضحة.
قوله تعالى: «رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ» / 17/ 16 وأول من سنّ الضلالة من الإنس.
قوله تعالى: «تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا» / 18/ 3 ومتى تتنزل عليهم الملائكة.
القراءات فى «ألّا تخافوا» قوله تعالى: «وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا» / 18/ 6 وعلام يعود الضمير فى «يلقاها» ؟
تفسير قوله تعالى: «وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ» / 18/ 9 قوله تعالى: «لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ» / 18/ 11 ووجه التأنيث فى قوله: «خَلَقَهُنَّ» معنى قوله تعالى: «اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ» / 18/ 15 قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ» / 19/ 1 وسؤال عن جواب «إنّ» تفسير قوله تعالى: «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ» / 19/ 5 قوله تعالى: «مَا يُقالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ» / 19/ 7 وتسلية الله للرسول صلّى الله عليه وسلم قوله تعالى: «ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ» / 19/ 10 والقراءات بالاستفهام، وغير الاستفهام وتفسير ذلك قوله تعالى: «وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى» / 20/ 1 والقراءات فى «عمى»(3/309)
تفسير قوله تعالى: «أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» / 20/ 4 ومعنى قوله: «يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» قوله تعالى: «وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها» / 20/ 7 والقراءات فى «ثمرات» ومعنى الأكمام قوله تعالى: «قالُوا آذَنَّاكَ» / 20/ 9 وعلام يعود الضمير فى «قالُوا» قوله تعالى: «لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ» / 20/ 11 وقراءة عبد الله بن مسعود لقوله تعالى: «مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ» قوله تعالى: «فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ» / 20/ 13وماذا يراد بالدعاء العريض؟
قوله تعالى: «أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» / 21/ 1 والأوجه الإعرابية فى قوله تعالى: «أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» سورة عسق قوله تعالى: «عسق» وقراءة ابن عباس، ورسمها فى بعض المصاحف/ 21/ 7 قوله تعالى: «كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ» / 21/ 11 والقراءات فى قوله: «يُوحِي» ، ونظائره فى القرآن الكريم قوله تعالى: «لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها» / 22/ 3 والمراد بأم القرى.
قوله تعالى: «فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ» / 22/ 6 والأوجه الإعرابية الجائزة فيه(3/310)
قوله تعالى: «جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً» / 22/ 9 وبيان الحكمة فى ذلك قوله تعالى: «يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ» ومعنى فيه/ 22/ 11 قوله تعالى: «فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ» / 22/ 12 «وعلام تعود الإشارة فى قوله: «فَلِذلِكَ» قوله تعالى: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» / 22/ 15 وموقف كريم للأنصار قوله تعالى: «وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ» / 23/ 4 وإعراب قوله: «وَيَمْحُ» قوله تعالى: «وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ» / 23/ 8 والاحتجاج للقراءة بالتاء فى «تفعلون» قوله تعالى: «وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» / 24/ 1 وموضع «الذين» من الإعراب، وشرح ذلك قوله تعالى: «وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ» / 24/ 8 والمراد: ما بث فى الأرض دون السماء، وتوضيح ذلك قوله تعالى: «وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ ... » / 24/ 12
وأوجه القراءات فى «ويعلم» والاحتجاج لها قوله تعالى: «وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ» / 25/ 3 وأوجه القراءات فى «كبائر الإثم» قوله تعالى: «وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ» / 25/ 8 ونزول هذه الآية فى أبى بكر الصديق(3/311)
قوله تعالى: «وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ» / 25/ 16 ونزولها فى أبى بكر معنى قوله تعالى: «يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ» / 25/ 18 قوله تعالى: «وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ» / 26/ 3 وعود الضمير جمعا على الإنسان لأنه فى معنى جمع قوله تعالى: «يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً» / 26/ 8 وشرح معنى قول العرب: له بنون شطرة تفسير قوله تعالى: «وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ/ 26/ 12 حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ» إعراب كل من «يرسل» و «فيوحى» قوله تعالى: «مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً» / 27/ 1 سورة الزخرف قوله تعالى: «أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ» / 27/ 7 وتوجيه القراءات فى «أن» وإيراد نظائر لذلك من القرآن الكريم والشعر قوله تعالى: «لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ» / 28/ 5 والإجابة عن الاستفهام: كيف قال: على ظهور، فأضاف الظهور إلى الواحد معنى «مقرنين» فى قوله تعالى: «وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» / 28/ 14 قوله تعالى: «ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا» / 28/ 16 وكلام فى إعرابه(3/312)
قوله تعالى: «أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ» / 29/ 1 وتفسيره، وموضع «من» من الإعراب قوله تعالى: «عِبادُ الرَّحْمنِ» / 29/ 9 والقراءات فى «عباد» وتوجيهها قوله تعالى: «أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ» / 29/ 13 والقراءات فيه وتوجيهها قوله تعالى: «بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ» / 30/ 4 والقراءات فى «أمة» والاحتجاج لها قوله تعالى: «وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ» آية 22/ 30/ 10 «وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ» آية 23 وما تجيزه الصنعة الإعرابية فى كل من «مهتدون» و «مقتدون» قوله تعالى: «إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ» / 30/ 13 وكلام فى كتابة العرب الهمزة بالألف فى كل حالاتها تفسير قوله تعالى: «وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» / 31/ 1 تفسير قوله تعالى: «لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ» / 31/ 5 معنى قوله تعالى: «وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ» / 31/ 8 قوله تعالى: «لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا» والقراءات فى «سخريا» / 31/ 11 قوله تعالى: «وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً» وإعراب المصدر فيه/ 31/ 13 قوله تعالى: «لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً» / 31/ 15 ومعنى اللام فى قوله «لبيوتهم» ، والقراءات فى «سقفا» / 32/ 1 قوله تعالى: «وَزُخْرُفاً» ومعناه/ 32/ 7(3/313)
قوله تعالى: «وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ» / 32/ 11 والقراءات فى «يعش» والمعنى على كل قراءة قوله تعالى: «وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ» / 32/ 13 وبيان أن الشيطان فى معنى الجمع، وإن كان قد لفظ به واحدا قوله تعالى: «حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ» / 33/ 1- أوجه القراءات فى «جاءنا» - والمراد ب- «المشرقين» والشواهد على ذلك تفسير قوله تعالى: «وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ» / 34/ 4 وموضع «أنكم» تفسير قوله تعالى: «وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ» ومعنى الذكر/ 34/ 6 قوله تعالى: «وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ» / 34/ 8 وكيف أمر أن يسأل رسلا قد مضوا؟
قوله تعالى: «أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ» / 34/ 15 ولم يقل: تعبد، ولا تعبدون قوله تعالى: «وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها» / 35/ 1 والمراد: من أختها قوله تعالى: «أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ» / 35/ 3 ودليل على أن القراءة سنة وأثر قوله تعالى: «فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ» / 35/ 9 والقراءة فى «أسورة» قوله تعالى: «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ» ومعنى استخف/ 35/ 14(3/314)
قوله تعالى: «فَلَمَّا آسَفُونا» ومعنى «آسفونا» / 35/ 15 قوله تعالى: «فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً» والقراءة فى «سلفا» / 36/ 1 قوله تعالى: «مِنْهُ يَصِدُّونَ» والقراءة فى «يصدون» / 36/ 7 قوله تعالى: «وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ» وقراءة ابن عباس/ 37/ 3 قوله تعالى: «يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» / 37/ 5 والقراءة بحذف الياء وإثباتها فى «عباد» قوله تعالى: «وَأَكْوابٍ»
ومعنى الكوب والاستشهاد عليه/ 37/ 7 قوله تعالى: «تشتهى الأنفس» ورسم الآية فى مصاحف أهل المدينة/ 37/ 11 قوله تعالى: «لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ» وقراءة عبد الله بن مسعود/ 37/ 12 ومعنى المبلس قوله تعالى: «وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ» / 37/ 15 وإعراب الضمير: «هم» فى قوله: «كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ» تفسير قوله تعالى: «أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً» / 38/ 1 قوله تعالى: «وَقِيلِهِ يا رَبِّ» / 38/ 3 واختلاف القراء فى «قيله» ، والاحتجاج لكل قراءة قوله تعالى: «وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» / 38/ 11 إعراب «سلام» ، وما يجوز فيه من أوجه الإعراب سورة الدخان قوله عز وجل: «يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً» / 39/ 3 والناصب لقوله: «أمرا» قوله تعالى: «رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ» وإعراب: «رحمة» / 39/ 5(3/315)
قوله تعالى: «رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» / 39/ 7 واختلاف القراء فى «رب» ، وتوجيه كل قراءة قوله تعالى: «تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذابٌ» / 39/ 12 والمناسبة التي نزلت فيها هذه الآية وتفسير قوله تعالى: «يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ» / 40/ 1 قوله تعالى: «إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ» / 40/ 3 أي: إلى شرككم أو عذاب الآخرة/ 40/ 5 قوله تعالى: «يَوْمَ نَبْطِشُ» وبيان أن هذا اليوم هو يوم بدر/ 40/ 5 قوله تعالى: «رَسُولٌ كَرِيمٌ» وبيان وجه الكرامة هنا/ 40/ 7 قوله تعالى: «أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ» ومعنى أدّوا إلى/ 40/ 10 قوله تعالى: «أَنْ تَرْجُمُونِ» ومعنى الرجم هنا/ 40/ 13 قوله تعالى: «وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ» ومعنى قوله: «فاعتزلون» / 40/ 15 قوله تعالى: «فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ» ووجه فتح همزه «أنّ» وكسرها/ 40/ 17 قوله تعالى: «وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً» ومعنى «رهوا» / 41/ 1 والاستشهاد على هذا المعنى بالشعر معنى قوله تعالى: «وَمَقامٍ كَرِيمٍ» / 41/ 5 وحديث: (يبكي على المؤمن من الأرض مصلَاه، ويبكي عليه من السماء مصعد عمله) قوله تعالى: «مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ» وقراءة عبد الله/ 41/ 11 قوله تعالى: «وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ» والمراد بالبلاء/ 42/ 1 قوله تعالى: «فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» وبيان أن الخطاب/ 42/ 5 النبي صلّى الله عليه وسلّم وحده(3/316)
معنى قوله تعالى: «إِلَّا بِالْحَقِّ» / 42/ 9 قوله تعالى: «إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ» / 42/ 11 والمراد ب «أجمعين» وإعراب «ميقاتهم» وتوجيه هذا الإعراب قوله تعالى: «إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ» وموضع «من» من الإعراب/ 42/ 16 قوله تعالى: «طَعامُ الْأَثِيمِ» والمراد بالأثيم/ 43/ 1 قوله تعالى: «كالمهل تغلى» والقراءات فى «تغلى» / 43/ 4 قوله تعالى: «فَاعْتِلُوهُ» والقراءة فى «فاعتلوه» / 43/ 9 قوله تعالى: «ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ» وسبب نزول هذه الآية/ 43/ 11 قوله تعالى: «فِي مَقامٍ أَمِينٍ» والقراءات فى «مقام» / 44/ 4 قوله تعالى: «وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ» وقراءة عبد الله، ومعنى الحور/ 44/ 7 قوله تعالى: «لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى» / 44/ 9 والإجابة عن السؤال: كيف استثنى موتًا فِي الدنيا قَدْ مضى من موت فى الآخرة؟
قوله تعالى: «وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ فَضْلًا» / 44/ 18 والأوجه الجائزة فى إعراب «فضلا» سورة الجاثية قوله تعالى: «وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ» / 45/ 3 وتوجيه القراءات فى «آيات» قوله تعالى: «وفِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ» وفيه دليل على أن القراءة سنة متبعة/ 45/ 9 قوله تعالى: «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا» وكلام فى إعراب «يغفروا» / 45/ 14 قوله تعالى: «لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» والقراءات فى «ليجزى» / 46/ 5(3/317)
قوله تعالى: «عَلى شَرِيعَةٍ» ومعنى شريعة/ 46/ 10 قوله تعالى: «وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ» / 46/ 12 قوله تعالى: «وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها» / 47/ 1 والقراءات فى قوله: «والساعة» قوله تعالى: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ»
ومعنى الاجتراح/ 47/ 5 قوله تعالى: «سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ»
وتوجيه النصب والرفع فى سواء/ 47/ 7 قوله تعالى: «وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً» والقراءات فى «غشاوة» / 47/ 17 قوله تعالى: «نَمُوتُ وَنَحْيا» / 48/ 4 والإجابة عن السؤال: كيف قَالَ: نموت ونحيا وهم مكذبون بالبعث؟
قوله تعالى: «وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ» ، ومعنى الدهر، وقراءة عبد الله/ 48/ 7 قوله تعالى: «وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً» والمراد بكل أمة/ 48/ 10 قوله تعالى: «إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ» ومعنى الاستنساخ/ 48/ 14 قوله تعالى: «وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ» وإضمار القول قبل: «أفلم» / 49/ 3 قوله تعالى: «وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ» ومعنى النسيان/ 49/ 7 قوله تعالى: «فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ» / 49/ 9 والمراد بقوله: «ولا هم يستعتبون» سورة الأحقاف قوله تعالى: «أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» ثم قال: «أَرُونِي ماذا خَلَقُوا» / 49/ 13 ولم يقل: خلقت، أو خلقن، وقراءة عبد الله بن مسعود فى: «من تعبدون» وقراءته فى «أرأيتم»(3/318)
قوله تعالى: «أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ» والقراءة فى «أثارة» / 50/ 2 والمعنى على كل قراءة قوله تعالى: «وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ» / 50/ 9 والمراد بمن فى قوله تعالى: «من لا يستجيب» وقراءة عبد الله: «ما لا يستجيب» تفسير قوله تعالى: «قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ» / 50/ 12 قوله تعالى: «وَما أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ» ونزولها فى أصحاب/ 50/ 14 رسول الله لمّا شكوا ما يلقون من أهل مكة تفسير قوله تعالى: «وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ» / 51/ 7 قوله تعالى: «وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ» / 51/ 10 والمناسبة التي نزلت فيها هذه الآية قوله تعالى: «وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا» / 51/ 13 والقراءات فى «مصدق» قوله عزَّ وجلَّ: «لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ» / 51/ 17 وإعراب «وبشرى» قوله عز وجل: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً» / 52/ 3 ورسم «إحسانا» فى مصاحف أهل الكوفة، وأهل المدينة قوله تعالى: «حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» / 52/ 6 وقراءة عبد الله بن مسعود، وأقوال فى معنى الأشد قوله تعالى: «أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ» / 52/ 16 ونزول هَذِهِ الآية فِي أَبِي بَكْر الصديق (رحمه الله)(3/319)
قوله تعالى: «أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ» / 53/ 2 والقراءة فى «نتقبل» ، «ونتجاوز» قوله تعالى: «وَعْدَ الصِّدْقِ» وقاعدة: ما كَانَ من مصدر/ 53/ 7 فِي معنى «حقا» فهو نصب قوله تعالى: «وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ ... » / 53/ 10
وأنه (عبد الرحمن بن أبى بكر) الذي قال هذا القول قبل أن يسلم ومعنى «أف لكما» قوله تعالى. «وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ» / 53/ 15 القول مضمر قبل: «ويلك» وبيان أن المستغيثين هما: أبو بكر (رحمه الله) وامرأته قوله تعالى: «أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ» / 54/ 2 ومناسبة ذلك قوله تعالى: «أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ» وأوجه القراءة فى «أذهبتم» / 54/ 6 قوله تعالى: «إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ» ومعنى الأحقاف وواحدها/ 54/ 10 قوله تعالى: «وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ» / 54/ 12 معنى: من بين يديه. وقراءة عبد الله فى هذه الآية قوله تعالى: «فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ» / 54/ 14 وطمعهم فى أن يكون سحاب مطر قوله تعالى: «بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ» وقراءة عبد الله بن مسعود/ 55/ 2 قوله تعالى: «فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ» / 55/ 5 والقراءة فى «لا يرى» وبيان أن العرب إِذَا جعلت فِعل المؤنث قبل إِلا ذكروه فقالوا: لم يقم إلا جاريتك(3/320)
قوله تعالى: «وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ» / 56/ 1 وبيان أن «أنّ» بمنزلة «ما» فى الجحد معنى حاق فى قوله تعالى: «وَحاقَ بِهِمْ» / 56/ 3 قوله تعالى: «وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ» / 56/ 5 وأوجه القراءات فى «إفكهم» قوله تعالى: «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ/ 56/ 10 وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ» وبيان لدخول الباء مع الجحود والقراءات فى قوله «بقادر» قوله تعالى: «أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ» وإضمار القول فيه/ 57/ 5 سورة محمد صلّى الله عليه وسلّم قوله تعالى: «فَضَرْبَ الرِّقابِ» / 57/ 9 وبيان أن كل أمر أظهرتَ فِيهِ الأسماء، وَتركت الأفعال، فانصب فيه الأسماء قوله تعالى: «فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً» وبيان لكل من المنّ والفداء/ 57/ 12 قوله تعالى: «حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها» ومعنى أوزارها/ 57/ 12 وعلام يعود الضمير فى أوزارها قوله تعالى: «ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ» / 58/ 3 ومعنى قوله: «لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ» وقوله: «بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ» قوله تعالى: «وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» / 58/ 6 وبيان أوجه القراءة فى قوله: «قاتلوا»(3/321)
تفسير قوله تعالى: «وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ» / 58/ 10 قوله تعالى: «فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ» / 58/ 14 وبيان أن الدعاء قد يجرى مجرى الأمر والنهى قوله تعالى: «كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ» / 59/ 1 تفسير قوله تعالى: «دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها» / 59/ 2 المراد بقوله تعالى: «ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا» / 59/ 4 وقراءة عبد الله قوله تعالى: «وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ» / 59/ 7 وإعراب قوله: «النار مثوى» قوله تعالى: «مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ» / 59/ 9 والمراد منه تفسير قوله تعالى: «فَلا ناصِرَ لَهُمْ» ووجه النصب فى «ناصر» / 59/ 12 قوله تعالى: «أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ» / 59/ 15 وبيان أنّ «من» تكون فِي معنى واحد. وجميع قوله تعالى: «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ» / 60/ 1 وتفسير ابن عباس لقوله: «مثل الجنة» وقراءة على بن أبى طالب لها قوله تعالى: «مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ» ومعنى «غير آسن» / 60/ 6 تفسير قوله تعالى: «وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ» / 60/ 8 قوله تعالى: «وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ» / 60/ 10(3/322)
والأوجه الإعرابية الجائزة فى كلمة «لذة» تفسير قوله تعالى: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ» / 60/ 14 تفسير قوله تعالى: «وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ» / 61/ 1 قوله تعالى: «فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها» / 61/ 1 وحديث بين أبى جعفر الرواسي وأبى عمرو بن العلاء حول الفاء فى قوله: «فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها» معنى قوله تعالى: «فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ» / 61/ 15 وإعراب ذكراهم قوله تعالى: «فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ» وقراءة عبد الله بن مسعود/ 62/ 1 وبيان ما فى القتال من مشقة قوله تعالى: «فَأَوْلى لَهُمْ طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ» / 62/ 10 وتفسير ابن عباس لهذه الآية قوله تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ» القراءات فى «عسيتم» / 62/ 13 بفتح السين وكسرها، وبيان أن عسى فى عسى لغة نادرة.
ثم تفسير الآية قوله تعالى: «الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ» / 63/ 4 ومعنى «سوّل» وبيان القراءات فيها وفى قوله: «وأملى لهم» قوله تعالى: «إِسْرارَهُمْ» والقراءات فيه/ 63/ 9 تفسير قوله تعالى: «أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ» / 63/ 12 قوله تعالى: «وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ» ومعنى «لأريناكهم» / 63/ 14 قوله تعالى: «فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ» وبيان أن النصر/ 63/ 17(3/323)
آخر الأمر للمؤمنين. وإعراب لا تهنوا وتدعوا قوله تعالى: «وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ» ومعنى «يتركم» / 64/ 3 قوله تعالى: «إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ» / 64/ 7 ومعنى يحفكم ويخرج أضغانكم سورة الفتح قوله تعالى: «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» والمراد بالفتح/ 64/ 12 قوله تعالى: «دائِرَةُ السَّوْءِ» والسّوء لغة قليلة/ 65/ 1 قوله تعالى: «إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً» ثم قال: «لتؤمنوا» / 65/ 4 ومعناه على الخطاب والغيبة معنى قوله تعالى: «وَتُعَزِّرُوهُ» / 65/ 8 معنى قوله تعالى: «يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ» / 65/ 10 قوله تعالى: «سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ» / 65/ 11 وعن أىّ شىء تخلفوا؟
ومن هم؟
وما سبب تخلفهم؟
قوله تعالى: «إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا» والقراءات فى «ضرا» / 65/ 14 قوله تعالى: «أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً» / 65/ 16 وأوجه القراءة «فى أهليهم» قوله تعالى: «وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً» / 66/ 1 معنى البور فى لغة أزد عمان، وفى كلام العرب قوله تعالى: «سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها» / 66/ 5 والمراد: مغانم خيبر(3/324)
قوله تعالى: «يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ» / 66/ 9 وأوجه القراءة فى «كلام» وتفسير الآية قوله تعالى: «تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ» / 66/ 14 والقراءات فى «أو يسلمون» تفسير قوله تعالى: «لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ» / 66/ 17 قوله تعالى: «تَحْتَ الشَّجَرَةِ» والمراد بالشجرة/ 67/ 1 قوله تعالى: «فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ» / 67/ 2 وفيه كلام حول الرؤيا التي أريها الرسول فى منامه أنه يدخل الكعبة قوله تعالى: «وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ» / 67/ 8 يريد: خيبر قوله تعالى: «وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ» / 67/ 10 والمراد بالناس: أسد وغطفان كانوا مع أهل خيبر، ثم صالحوا النبي وكفوا تفسير قوله تعالى: «وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها» / 67/ 15 قوله تعالى: «وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ» / 67/ 16 وأنه لأهل الحديبية قوله تعالى: «أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ» والمراد بمحله/ 68/ 1 قوله تعالى: «وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ ... » / 68/ 2
والمراد «بالمعرة» و «لو تزيلوا» تفسير قوله تعالى: «إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ» / 68/ 6(3/325)
المراد بكلمة «التقوى» فى قوله تعالى: «كَلِمَةَ التَّقْوى» / 68/ 9 قوله تعالى: «كانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها» / 68/ 10 قوله تعالى: «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» / 68/ 13 وقراءة عبد الله بن مسعود قوله تعالى: «مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ» / 68/ 14 والأوجه الإعرابية الجائزة فى «محلقين، ومقصرين» معنى قوله تعالى: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» / 68/ 17 قوله تعالى: «تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً» / 69/ 1 قوله تعالى: «سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ» والمراد «بسيماهم» / 69/ 2 قوله تعالى: «ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ» / 69/ 3 قوله تعالى: «كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ» / 69/ 5 ومعنى «شطأه- آزره» وبيان أن ذلك مَثَل ضربه اللَّه عزَّ وجلَّ للنبي صَلَّى الله عليه وسلّم سورة الحجرات قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا» / 69/ 12 ودليل على أن القراءات سنة متبعة قوله تعالى: «لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ» وإشارة إلى قراءة عبد الله/ 69/ 15 تفسير قوله تعالى: «وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ» / 70/ 1 قوله تعالى: «أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ» وإشارة إلى إعرابه لو وضعت (لا) / 70/ 3 مكان (أن) وقراءة عبد الله بن مسعود(3/326)
تفسير قوله تعالى: «أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى» / 70/ 6 قوله تعالى: «مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ» وما تقوله العرب فى هذا الجمع/ 70/ 8 قوله تعالى: «أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ» وقصة هذه الآية/ 70/ 12 قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا» / 70/ 17 والقراءات فى «فتبيّنوا» . وسبب نزول هذه الآية قوله تعالى: «وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا» وقراءة عبد الله بن مسعود/ 71/ 9 تفسير قوله تعالى: «فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ» والمناسبة التي نزلت فيها/ 71/ 12 هذه الآية قوله تعالى: «فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي» ومعنى «تبغى» / 72/ 1 قوله تعالى: «لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ» والقصة التي نزلت فيها هذه الآية/ 72/ 3 قوله تعالى: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً» / 72/ 11 ومعنى الشعوب والقبائل. وتفسير إن أكرمكم عند الله أتقاكم وإشارة إلى قراءة عبد الله بن مسعود تفسير قوله تعالى: «وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ» / 72/ 15 قوله تعالى: «وَلا تَجَسَّسُوا» واجتماع القراء على الجيم/ 73/ 3 ونزول هذه الآية فى سلمان قوله تعالى: «فَكَرِهْتُمُوهُ» والفرق بين الغيبة والبهت/ 73/ 5 وأوجه القراءة فى «فكرهتموه» قوله تعالى: «قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا» / 73/ 11 وقصة هذه الآية قوله تعالى: «أَنْ هَداكُمْ» وقراءة عبد الله/ 74/ 1(3/327)
معنى قوله تعالى: «لا يَلِتْكُمْ» وأوجه القراءة فيها، والسبب فى أن الفراء/ 74/ 3 لا يشتهى قراءة بعضهم (لا يألتكم) سورة ق والقرآن المجيد قوله تعالى: «ق، وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» ومعنى ق/ 75/ 3 قوله تعالى: «أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً» وفيه إنكار للبعث وجحد له/ 75/ 13 قوله تعالى: «ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ» ومعنى «بعيد» / 76/ 1 قوله تعالى: «قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ» ومعنى/ 76/ 3 «ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ» معنى قوله تعالى: «فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ» / 76/ 4 تفسير قوله تعالى: «ما لَها مِنْ فُرُوجٍ» / 76/ 6 قوله تعالى: «وَحَبَّ الْحَصِيدِ» وهو مما أضيف إلى نفسه/ 76/ 8 فالحب هو الحصيد قوله تعالى: «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» وتفسير «حَبْلِ الْوَرِيدِ» / 76/ 10 قوله تعالى: «وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ» ومعنى «باسِقاتٍ» / 76/ 13 قوله تعالى: «لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ» ومعنى «نَضِيدٌ» / 76/ 15 تفسير قوله تعالى: «أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» / 77/ 1 قوله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ» / 77/ 4 وبيان عود الضمير فى «به» قوله تعالى: «عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ» / 77/ 7 وكلام فى «قَعِيدٌ» وأنه قد يراد به الواحد والاثنان والجمع وله نظائر(3/328)
قوله تعالى: «وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ» ، والمراد بالحق والسّكرة/ 78/ 2 قوله تعالى: «فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ» والمراد بالبصر/ 78/ 7 قوله تعالى: «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» ، وكلام فى أن العرب/ 78/ 9 تأمر الواحد والقوم بما يؤمر بِهِ الاثنان، والاستشهاد على ذلك قوله تعالى: «ما أَطْغَيْتُهُ» وتفسيره/ 79/ 7 قوله تعالى: «هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ» / 79/ 10 وموضع من فى قوله: «مَنْ خَشِيَ» قوله تعالى: «فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ» وأوجه القراءة فى «فَنَقَّبُوا» / 79/ 14 قوله تعالى: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» والمراد بالقلب/ 80/ 2 تفسير قوله تعالى: «أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ» / 80/ 5 قوله تعالى: «وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ» وفيه تكذيب لقول اليهود/ 80/ 7 وقراءة شاذة لأبى عبد الرحمن السلمى قوله تعالى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ» / 80/ 11 وبيان المعنى وأوجه القراءات فى «وَأَدْبارَ» تفسير قوله تعالى: «وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ» / 81/ 1 تفسير
قوله تعالى: «يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً» وما يجوز فى تشقق/ 81/ 4 قوله تعالى: «وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ» وتفسير الكلبي/ 81/ 6 وبيان أن العرب لا تشتقّ «فعّال» من أفعلت قوله تعالى: «هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ» وتوجيه القراءات فى «عَتِيدٌ» / 82/ 1(3/329)
سورة الذاريات معنى قوله تعالى: «وَالذَّارِياتِ ذَرْواً» / 82/ 6 معنى قوله تعالى: «فَالْحامِلاتِ وِقْراً» / 82/ 7 تفسير قوله تعالى: «فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً» / 82/ 8 معنى «الْحُبُكِ» فى قوله تعالى: «وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ» / 82/ 11 جواب القسم قوله تعالى: «إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ» ومعنى القول المختلف/ 82/ 15 قوله تعالى: «يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ» ومعنى «يُؤْفَكُ» / 83/ 2 قوله تعالى: «قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ» ومعنى الخراصون/ 83/ 5 قوله تعالى: «يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ» / 83/ 8 وسبب النصب فى «يَوْمَ هُمْ» ، وفى الآية دليل على أنّ القراءة سنّة معنى قوله تعالى: «يُفْتَنُونَ» / 83/ 14 تفسير قوله تعالى: «ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ» / 83/ 15 قوله تعالى: «آخِذِينَ» و «فاكِهِينَ» وإعرابهما/ 83/ 17 تفسير قوله تعالى: «كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ» وإعراب (ما) / 84/ 1 معنى قوله تعالى: «وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» / 84/ 5 قوله تعالى: «وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ» ومعنى كل/ 84/ 6 من السائل والمحروم قوله تعالى: «وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ» وبيان للآيات التي فى الأرض قوله تعالى: «وَفِي أَنْفُسِكُمْ» وبيان للآيات التي فى الأنفس/ 84/ 10 قوله تعالى: «فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ» وفيه جواب عن سؤال/ 84/ 13 كيف اجتمعت «ما» ، و «أنّ» فى قوله «مثل ما أنكم» وقد يكتفى بإحداهما عن الأخرى» ؟ وإيراد الشواهد على ذلك.(3/330)
إعراب «مثل» فى قوله تعالى: «مِثْلَ ما أَنَّكُمْ» والقراءات فيها.
قوله تعالى: «هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ» / 86/ 1 معنى قوله تعالى: «الْمُكْرَمِينَ» / 86/ 3 قوله تعالى: «قَوْمٌ مُنْكَرُونَ» والرافع لكلمة «قَوْمٌ» / 86/ 5 قوله تعالى: «فَراغَ إِلى أَهْلِهِ» ولطيفة فى استعمال: راغ/ 86/ 8 قوله تعالى: «وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ» واستعمال عليم وعالم/ 86/ 12 قوله تعالى: «فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ» ومعنى صرّة/ 87/ 5 قوله تعالى: «فَصَكَّتْ وَجْهَها» ومعنى صكّت/ 87/ 8 معنى قوله تعالى: «وَتَرَكْنا فِيها آيَةً» / 87/ 11 معنى قوله تعالى: َ هُوَ مُلِيمٌ»
/ 87/ 13 قوله تعالى: «فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ» والمراد بالركن/ 87/ 16 قوله عز وجل: «تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ» ومدّة التمتع/ 88/ 1 معنى الرميم فى قوله تعالى: «كَالرَّمِيمِ» / 88/ 3 قوله تعالى: «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ» والقراءات فى «الصَّاعِقَةُ» / 88/ 5 تفسير قوله تعالى: «فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ» / 88/ 9 وبيان أنّ «قِيامٍ» فى معنى إقامة قوله تعالى: «وَقَوْمَ نُوحٍ» وتوجيه النصب والخفض فى «قَوْمَ» / 88/ 13 معنى قوله: «بِأَيْدٍ» / 89/ 5 قوله تعالى: «وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ» ومعناه/ 89/ 6 قوله تعالى: «وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ» ومعنى الزوجين/ 89/ 8 فى الحيوان وما سواه(3/331)
معنى قوله تعالى: «فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ» / 89/ 11 معنى قوله تعالى: «أَتَواصَوْا بِهِ» / 89/ 13 تفسير قوله تعالى: «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» / 89/ 15 تفسير قوله تعالى: «ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ/ 89/ 18 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ» / 90/ 1 وأوجه القراءة فى «الْمَتِينُ» والاحتجاج لها/ 90/ 3 قوله تعالى: «فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً» ومعنى كلمة الذنوب فى كلام العرب سورة والطور قوله تعالى: «وَالطُّورِ» . ومعناه، ولماذا أقسم الله به/ 91/ 2 قوله تعالى: «فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ» تفسير الرّق/ 91/ 4 قوله تعالى: «وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ» ومعناه/ 91/ 6 تفسير «الْمَسْجُورِ» فى قوله تعالى: «وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ» / 91/ 10 تفسير قوله تعالى: «يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً» / 91/ 10 معنى «يُدَعُّونَ» فى قوله تعالى: «يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ» / 91/ 12 معنى «فاكِهِينَ» فى قوله تعالى: «فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ» / 91/ 15 قوله تعالى: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ» / 91/ 16 وأوجه القراءات فى «ذُرِّيَّتُهُمْ» ومعنى قوله تعالى: «وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ» / 92/ 6 قوله تعالى: «وَما أَلَتْناهُمْ» ومعنى «الألت» والاستشهاد عليه/ 92/ 8 قوله تعالى: «إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ» / 93/ 2 وتوجيه القراءات فى «إِنَّهُ» وفيه إشارة إلى توقير الفراء للكسائى(3/332)
قوله تعالى: «نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ» ومعنى «رَيْبَ الْمَنُونِ» / 93/ 7 المراد بالأحلام فى قوله تعالى: «أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا» / 93/ 9 قوله تعالى: «الْمُصَيْطِرُونَ» والقراءة فيه/ 93/ 17 قوله تعالى: «فِيهِ يُصْعَقُونَ» وأوجه القراءة فيه، واللغات فى صعق الرجل/ 94/ 1 سورة النجم قوله تعالى: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى» وقد يراد بالنجم القرآن/ 94/ 6 تفسير قوله تعالى: «إِذا هَوى» / 94/ 13 قوله تعالى: «ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ» وإنه جواب القسم تفسير قوله تعالى: «وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى» / 95/ 2 قوله تعالى: «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى» والمراد بشديد القوى/ 95/ 5 قوله تعالى: «فَاسْتَوى» وتقرير أن أكثر كلام العرب أن يقولوا: / 95/ 7 استوى هُوَ وَأبوه قوله تعالى: «ثُمَّ دَنا» والمراد به: جبريل/ 95/ 14 تفسير قوله تعالى: «فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى»
/ 95/ 16 المعنى فى قوله تعالى: «ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى» / 95/ 18 قوله تعالى: «ما كَذَبَ الْفُؤادُ» وأوجه القراءة فى «كَذَبَ» / 96/ 3 والمعنى على كل قراءة معنى قوله عز وجل: «أَفَتُمارُونَهُ» وأوجه القراءة فيه/ 96/ 10 قوله عز وجل: «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى» ومعنى «نَزْلَةً» / 96/ 19 قوله تعالى: «عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى» ومعنى «جَنَّةُ الْمَأْوى» / 97/ 2 تفسير قوله تعالى: «ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى» / 97/ 10(3/333)
قوله تعالى: «أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى» وأوجه القراءة فى «اللَّاتَ وَالْعُزَّى» / 98/ 6 ومعنى: اللات، والعزّى، ومناة وقوله تعالى: «أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى» / 98/ 12 ومعنى «قِسْمَةٌ ضِيزى» واللغات فى ضيزى، وبيان أن النعوت التي على وزن فعلى للمؤنث تأتى إمّا بالفتح وإما بالضم قوله تعالى: «أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى» وتفسير «ما تَمَنَّى» / 99/ 7 وقوله تعالى: «فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى» أي ثوابها/ 99/ 8 قوله تعالى: «وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ» ثم قال: «لا تُغْنِي/ 99/ 9 شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً» وفيه أن العرب تذْهَب بأحد وبالواحد إلى الجمع فِي المعنى والتدليل على ذلك ثم تفسير «كَمْ مِنْ مَلَكٍ» قوله تعالى: «وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً» أي من عذاب الله/ 100/ 1 فى الآخرة تفسير قوله تعالى: «ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ» / 100/ 3 معنى «كَبائِرَ الْإِثْمِ» فى قوله تعالى: «يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ» والقراءة فى «كبير» / 100/ 6 قوله تعالى: «إِلَّا اللَّمَمَ» ومعنى «اللَّمَمَ» / 100/ 8 وقولهم: «ألمّ يفعل فى كاد يفعل معنى قوله تعالى: «إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ» / 100/ 14 معنى قوله تعالى: «وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ» / 100/ 16 معنى قوله تعالى: «فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ» / 100/ 17 معنى قوله تعالى: «أَكْدى» / 101/ 1 تفسير قوله تعالى: «أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ/ 101/ 1(3/334)
مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى» قوله
تعالى: «وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى» والقراءات فى «وَأَنَّ» / 101/ 12 قوله تعالى: «وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى» وما يقوله العرب إذا عيب على أحدهم البكاء والجزع معنى قوله تعالى: «وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى» / 102/ 1 المراد بقوله تعالى: «رَبُّ الشِّعْرى» / 102/ 2 قوله تعالى: «وَأَنَّهُ أَهْلَكَ- عاداً الْأُولى» والقراءات فى «عاداً الْأُولى» / 102/ 3 قوله تعالى: «وَثَمُودَ فَما أَبْقى» ورسمها فى مصحف عبد الله/ 102/ 11 تفسير قوله تعالى: «وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى» وصلته بقوله تعالى: «فَغَشَّاها/ 103/ 1 ما غَشَّى» معنى قوله تعالى: «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى» / 103/ 5 المراد بقوله تعالى: «هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى» والإجابة عن سؤال: / 103/ 7 كيفَ قَالَ لمُحمدٍ: «مِنَ النُّذُرِ الْأُولى» وهو آخرهم؟
معنى «أَزِفَتِ الْآزِفَةُ» / 103/ 11 تفسير قوله تعالى: «لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ» / 103/ 12 معنى «سامِدُونَ» فى قوله تعالى: «وَأَنْتُمْ سامِدُونَ» / 103/ 16 سورة القمر تفسير قوله تعالى: «وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» / 104/ 4 قوله تعالى: «وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ» والمراد/ 104/ 6 بالآية. ومعنى «سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ» معنى قوله تعالى: «وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ» / 104/ 9(3/335)
معنى قوله تعالى: «مُزْدَجَرٌ» / 104/ 11 قوله تعالى: «حِكْمَةٌ بالِغَةٌ» وإعرابه/ 104/ 12 قوله تعالى: «فَما تُغْنِ النُّذُرُ» وإعراب (ما) / 104/ 16 قوله تعالى: «خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ» وأوجه القراءة فى «خاشعا» وإيراد/ 105/ 3 الشواهد على هذه الأوجه معنى قوله تعالى: «مُهْطِعِينَ» / 106/ 3 قوله تعالى: «وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ» وتصريف «وَازْدُجِرَ» / 106/ 4 تفسير قوله تعالى: «فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ» / 106/ 8 تفسير قوله تعالى: «وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ» / 106/ 10 تفسير قوله تعالى: «جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ» / 106/ 17 تفسير قوله تعالى: «وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» / 107/ 4 وتصريف مدّكر قوله تعالى: «فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ» وبيان أن النذر/ 107/ 13 هنا مصدر تفسير قوله تعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ» / 107/ 17 معنى قوله تعالى: «فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ» / 108/ 3 قوله تعالى: «كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ» ومعنى الأعجاز. والمنقعر/ 108/ 4 قوله تعالى: «إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ» والمراد بالسعر/ 108/ 5 قوله تعالى: «كَذَّابٌ أَشِرٌ» وأوجه القراءة فى «أَشِرٌ» / 108/ 6 قوله تعالى: «وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ» / 108/ 12 قوله تعالى: «كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ» ومعنى «مُحْتَضَرٌ» / 108/ 14(3/336)
قوله تعالى: «فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ» والقراءات فى «الْمُحْتَظِرِ» / 108/ 15 قوله تعالى: «نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ» وسبب صرف سحر فى كلام العرب/ 109/ 3 قوله تعالى: «فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ» وتفسيره/ 109/ 8 قوله تعالى: «وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ» وسنن العرب/ 109/ 9 فى صرف: غدوة، وبكرة معنى قوله تعالى: «عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ» / 109/ 16 تفسير قوله تعالى: «أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ» / 109/ 18 تفسير قوله تعالى: «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ» / 110/ 3 تفسير قوله تعالى: «وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ» / 110/ 7 قوله تعالى: «يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ» وقراءة عبد الله/ 110/ 9 قوله تعالى: «ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ» ومعنى «سَقَرَ» ، ثم قاعدة/ 110/ 11 صرفية فى منع الأسماء المؤنثة من الصرف تفسير قوله تعالى: «وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ» ومعنى «واحِدَةٌ» / 110/ 17 تفسير قوله تعالى: «وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ» / 111/ 1 قوله تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ» ومعنى الجنات والنهر/ 111/ 3 قوله تعالى: «وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ» والقراءات فى «واحِدَةٌ» / 111/ 8 سورة الرحمن قوله تعالى: «بِحُسْبانٍ» ومعناه/ 112/ 3 تفسير قوله تعالى: «وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ» وبيان: / 112/ 3 1- أن العرب إذا جمعت الجمعين من غير الناس جعلوا فعلهما واحدا فى أكثر كلامهم.(3/337)
2- أن النَّاس إِذَا خالطهم شيء من البهائم صار فعلهم كفعل الناس قوله تعالى: «وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ» والمقصود بالميزان، / 113/ 4 وقراءة عبد الله بن مسعود قوله تعالى: «أَلَّا تَطْغَوْا» وإعرابه/ 113/ 6 قوله تعالى: «وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ» / 113/ 11 قوله تعالى: «وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ» ومعنى الأنام/ 113/ 12 قوله تعالى: «وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ» وأوجه القراءات فى «وَالْحَبُّ/ 113/ 13 ذُو الْعَصْفِ» ومعنى كل من: العصف، والريحان فى كلام العرب، وفى كلام الفراء على هذه الآية دليل على أن القراءة سنة وإشارة إلى رسم الحروف فى الصدر الأول من الإسلام/ 114/ 6 قوله تعالى: «خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ» ومعنى الصلصال/ 114/ 14 وبيان أن العرب تردد اللام فى التضعيف قوله تعالى: «مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ» ومعنى: المارج/ 115/ 1 قوله تعالى: «رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ» واجتماع القراء على الرفع فى «رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ» ومعنى المشرقين والمغربين قوله: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ» ومعناه/ 115/ 8 قوله تعالى: «بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ» ومعناه/ 115/ 9 قوله تعالى: «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ» والفرق بين اللؤلؤ والمرجان/ 115/ 11 قوله تعالى: «وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ» واختلاف القراء فى «المنشئات» / 115/ 13 والمعنى على كل قراءة معنى قوله تعالى: «كَالْأَعْلامِ» / 115/ 17 قوله تعالى: «وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ» وأوجه القراءات فى «ذُو الْجَلالِ» / 116/ 1(3/338)
تفسير قوله تعالى: «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ» ولماذا لا يهمز الفراء/ 116/ 5 «شَأْنٍ» فى الرحمن؟
قوله تعالى: «سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ» وأوجه القراءة فى «سَنَفْرُغُ» / 116/ 9 وتفسير الآية قوله تعالى: «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ/ 116/ 15 أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ... إلى قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ» قوله: إن استطعتم، ولم يقل: إن استطعتما، كما قال: يرسل عليكما، ولم يقل: يرسل عليكم ومنى الشواظ، والنحاس والقراءة فى «شُواظٌ» قوله تعالى: «فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ» والمراد بالوردة/ 117/ 9 قوله تعالى: «فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ» ومعناه/ 117/ 13 قوله تعالى: «هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ» وقراءة عبد الله/ 117/ 16 ابن مسعود معنى قوله تعالى: «يَطُوفُونَ بَيْنَها» / 117/ 19 قوله تعالى: «وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ» والمراد بالجنتين، وبيان/ 118/ 2 أن الشعر لَهُ قواف يقيمها الزيادة والنقصان، فيحتمل ما لا يحتمله الكلام قوله تعالى: «مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ» ومعنى الإستبرق، / 118/ 10 وبطائنها. وبيان أنه قد تكون البطانة ظهارة، وقد تكون الظهارة بطانة فى كلام العرب(3/339)
وقوله تعالى: «لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ» وأوجه القراءة فى «لَمْ يَطْمِثْهُنَّ» / 118/ 17 ومعناه قوله تعالى: «مُدْهامَّتانِ» معناه/ 119/ 4 قوله تعالى: «فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ» وإجابة عن السؤال:
كيف أعيد النخل والرمان إن كانا من الفاكهة؟ وأمثلة تشبه ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: «فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ» وعود الضمير فى «فِيهِنَّ» / 119/ 15 قوله تعالى: «حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ» ومعنى «مَقْصُوراتٌ» والشواهد/ 120/ 3 على ذلك قوله تعالى: «مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ» ومعنى (الرفرف) وأوجه القراءة/ 120/ 10 فيه سورة الواقعة قوله تعالى: «لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ» ومعنى «كاذِبَةٌ» / 121/ 3 قوله تعالى: «خافِضَةٌ رافِعَةٌ» معناه، وإعرابه/ 121/ 6 تفسير قوله تعالى: «إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا» / 121/ 11 قوله تعالى: «وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا» معنى «بُسَّتِ» ، والاستشهاد عليه/ 121/ 13 قوله تعالى: «وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ/ 122/ 2 الْمَيْمَنَةِ» وتفسير الأزواج الثلاثة ومعنى (السابقون) قوله تعالى: «عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ» ومعنى «مَوْضُونَةٍ» ، والاستشهاد بما سمع/ 122/ 9 عن العرب قوله تعالى: «وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ» ومعنى «مُخَلَّدُونَ» / 122/ 13(3/340)
قوله تعالى: «بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ» ومعنى الأكواب، والأباريق/ 123/ 3 قوله تعالى: «لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ» ومعناه، وأوجه القراءة/ 123/ 5 فى «يُنْزِفُونَ» .
قوله تعالى: «وَحُورٌ عِينٌ» وأوجه القراءات فيه والشواهد على ذلك/ 123/ 9 قوله تعالى: «إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً» وإعراب «سَلاماً» / 124/ 8 قوله تعالى: «فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ» ومعنى «مَخْضُودٍ» / 124/ 15 قوله تعالى: «وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ» ومعنى الطلح/ 124/ 17 قوله تعالى: «وَظِلٍّ مَمْدُودٍ» ومعناه/ 125/ 1 قوله تعالى: «وَماءٍ مَسْكُوبٍ» ومعناه/ 125/ 3 تفسير قوله تعالى: «وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ» / 125/ 5 قوله تعالى: «وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ» ومعناه/ 125/ 7 تفسير قوله تعالى: «إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً» / 125/ 9 قوله تعالى: «عُرُباً» ومفرده، ومعناه، والأوجه الجائزة فيه/ 125/ 11 قوله تعالى: «لِأَصْحابِ الْيَمِينِ» / 125/ 17 قوله تعالى: «ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ» وإعراب «ثُلَّةٌ» / 126/ 2 قوله تعالى: «وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ» ومعنى اليحموم/ 126/ 8 قوله تعالى: «لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ» وكلام فى إعرابه واعراب نظائره/ 126/ 10 قوله تعالى: «إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ» ومعنى «مُتْرَفِينَ» / 127/ 4 قوله تعالى: «وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ» ومعنى «الْحِنْثِ الْعَظِيمِ» / 127/ 6 قوله تعالى: «لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ» وأوجه القراءة فى «لَآكِلُونَ» / 127/ 8(3/341)
قوله تعالى: «فَمالِؤُنَ مِنْهَا» وبيان أن الشجر تؤنث وتذكر/ 127/ 11 قوله تعالى: «فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ» وعلام يعود الضمير/ 127/ 14 فى «عَلَيْهِ» قوله تعالى: «فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» والقراءات فى «شُرْبَ» ومعنى «الْهِيمِ» / 127/ 16 تفسير قوله تعالى: «أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ» واللغات فى معنى: منى ومذى/ 128/ 10 قوله تعالى: «أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ» ومعنى «تَزْرَعُونَهُ» / 128/ 15 قوله تعالى: «فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ» ومعنى «تَفَكَّهُونَ» / 128/ 17 قوله تعالى: «إِنَّا لَمُغْرَمُونَ» ومعنى مغرمون/ 129/ 1 قوله تعالى: «لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً» ومعنى الأجاج/ 129/ 3 تفسير قوله تعالى: «نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ» / 129/ 5 قوله تعالى: «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ» والقراءات فى مواقع ومعناه/ 129/ 7 قوله تعالى: «وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ» / 129/ 13 قوله تعالى: «لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» ومعناه/ 129/ 15 قوله تعالى: «أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ» ومعنى «مُدْهِنُونَ» / 130/ 3 تفسير قوله تعالى: «وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ» / 130/ 4 قوله تعالى: «فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ» ومعناه/ 130/ 7 قوله تعالى: «وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» وبيان أن العرب تخاطب القوم/ 130/ 9 بالفعل كأنهم أصحابه، وإنما يراد بعضهم.
إجابة عن السؤال، أين جواب «لولا» فى قوله: «فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ» وجواب التي بعدها قوله تعالى: «غَيْرَ مَدِينِينَ» ومعناه/ 131/ 3(3/342)
قوله تعالى: «فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ» ومعناه/ 131/ 4 قوله تعالى: «فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ» وأوجه القراءات فى «فَرَوْحٌ» / 131/ 5 قوله تعالى: «فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ» ومعناه/ 131/ 10 سورة الحديد معنى قوله تعالى: «هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ» / 132/ 3 قوله تعالى: «وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ» ومعنى «مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ» / 132/ 6 قوله تعالى: «وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ» وأوجه القراءات فى «أَخَذَ مِيثاقَكُمْ» / 132/ 8 قوله تعالى: «فَيُضاعِفَهُ لَهُ» وأوجه القراءات فيه، وإشارة إلى رسم/ 132/ 9 بعض الكلمات فى بعض المصاحف تفسير قوله تعالى: «يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ» / 132/ 14 قوله تعالى: «بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ» وتوجيه الرفع والنصب فى «بُشْراكُمُ» / 132/ 16 و «جَنَّاتٌ» قوله تعالى: «ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» وإشارة إلى قراءة الفراء، وقراءة/ 133/ 6 أهل المدينة قوله تعالى: «لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا» وأوجه القراءات فى «انْظُرُونا» / 133/ 9 قوله تعالى: «قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ» وتفسيره/ 133/ 16 قوله تعالى: «لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ» / 134/ 4 والمراد بالرحمة والعذاب، وذكر قراءة عبد الله بن مسعود قوله تعالى: «يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ» وتفسيره/ 134/ 6 قوله تعالى: «فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ» والقراءات فى «لا يُؤْخَذُ» / 134/ 8 وقاعدة فى تأنيث الفعل وتذكيره(3/343)
قوله تعالى: «مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ» ومعنى «هِيَ مَوْلاكُمْ» / 134/ 12 قوله تعالى: «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ» واللغات فى «يَأْنِ» / 134/ 14 قوله تعالى: «وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ» والقراءات فى «نَزَلَ» / 134/ 16 قوله تعالى: «وَلا يَكُونُوا» وإعرابه/ 135/ 1 قوله تعالى: «إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ» والقراءات فيه/ 135/ 4 قوله تعالى: «أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ» / 135/ 8 قوله تعالى: «وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ» والمراد بالشهداء/ 135/ 9 قوله تعالى: «وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ» / 135/ 11 وتفسيره قوله تعالى: «ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ» تفسيره/ 135/ 15 قوله تعالى: «الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ» وأن المقصود بهم/ 136/ 6 اليهود قوله تعالى: «وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ»
/ 136/ 9 قوله تعالى: «وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ» وتفسيره/ 136/ 11 قوله تعالى: «النُّبُوَّةَ» وتنبيه أن الهمزة فى مصحف عبد الله بن مسعود/ 136/ 15 تثبت بالألف فى جميع حالاتها. ووزن «النُّبُوَّةَ» قوله تعالى: «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ» وأصل معنى الكفل/ 137/ 7 قوله تعالى: «لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ» وبيان أن العرب تجعل (لا) صلة/ 137/ 10- أي زائدة- فِي كل كلام دخل فِي آخره جحد أو فى أوله جحد غير مصرح وضرب أمثلة على هذا من القرآن الكريم فى:
قوله تعالى: «وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ» / 138/ 1 وقوله تعالى: «وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ» / 138/ 2(3/344)
سورة المجادلة قوله تعالى: «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها» / 138/ 7 وسبب نزول هذه الآية، وقراءة عبد الله فى «قَدْ سَمِعَ» و «تُجادِلُكَ» قوله تعالى: «الَّذِينَ يُظاهِرُونَ» والقراءات فى «يظهرون» / 138/ 15 قوله تعالى: «ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ» والإشارة إلى لغة أهل الحجاز/ 139/ 3 وأهل نجد قوله تعالى: «ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا» وما يصلح فى العربية فى قوله «لِما قالُوا» / 139/ 11 قوله تعالى: «كُبِتُوا» ومعناه/ 139/ 16 قوله تعالى: «ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى» والقراءات فى «يَكُونُ» / 140/ 1 قوله تعالى: «ثَلاثَةٍ» وأوجه القراءات فيه/ 140/ 3 قوله تعالى: «وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ» وقراءة ابن مسعود فيه/ 140/ 6 قوله تعالى: «وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ» وإعراب «أَدْنى» / 140/ 9 قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى» وفيمن نزلت/ 140/ 12 قوله تعالى: «وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ» وأوجه القراءة فى «يَتَناجَوْنَ» / 140/ 17 قوله تعالى: «وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ» والمناسبة التي قيلت/ 141/ 3 فيها هذه الآية قوله تعالى: «إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا» وأوجه القراءة فى «تَفَسَّحُوا» / 141/ 7 وله نظائر.
قوله تعالى: «وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا» وأوجه القراءة فى «انْشُزُوا» / 141/ 11 وله نظائر.(3/345)
تفسير قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ/ 142/ 1 يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً» قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً» والمناسبة التي نزلت فيها/ 142/ 6 هذه الآية قوله تعالى: «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ» ومعنى «اسْتَحْوَذَ» / 142/ 9 قوله تعالى: «كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي» وجريان الكتاب مجرى القول/ 142/ 11 قوله تعالى: «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ» والمناسبة التي نزلت فيها هذه/ 142/ 14 الآية، والقراءات فى «كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ» / 142/ 19 سورة الحشر قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ» / 143/ 3 وقصة هذه الآية قوله تعالى: «يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ» والقراءة/ 143/ 10 فى «يُخْرِبُونَ» قوله تعالى: «فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ» ومعنى «الْأَبْصارِ» / 143/ 15 قوله تعالى: «لِأَوَّلِ الْحَشْرِ» ومعناه/ 143/ 17 تفسير قوله تعالى: «ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ» / 143/ 19 قوله تعالى: «أصوله» وتذكير الضمير فيه، وتأنيثه/ 144/ 6 قوله تعالى: «فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ» وتفسيره، / 144/ 9 وقصة هذه الآية، قوله تعالى: «مَا أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى» والمراد بأهل القرى/ 144/ 14 قوله تعالى: «وَلِذِي الْقُرْبى» والمقصود بذي القربى، واليتامى، / 144/ 16 والمساكين(3/346)
قوله تعالى: «كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً» ومعناه، والقراءات فى «دُولَةً» / 145/ 1 قوله تعالى: «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ» والثناء على الأنصار/ 145/ 8 والمناسبة التي قيلت فيها هذه الآية قوله تعالى: «وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ» والمراد به. / 145/ 15
وقراءة عبد الله قوله تعالى: «لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ» وتفسيره، وبيان/ 146/ 1 أن المسلمين أهيب فى صدور اليهود من بنى النضير- من عذاب الله قوله تعالى: «أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ» والقراءات فى «جُدُرٍ» / 146/ 6 قوله تعالى: «فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ» وقراءة عبد الله/ 146/ 8 وجواز الرفع والنصب فى «خالِدَيْنِ» . والاحتجاج لذلك قوله تعالى: «لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ» وقراءة عبد الله/ 146/ 5 فى قوله تعالى «لا يَسْتَوِي» وقاعدة فى زيادة (لا) سورة الممتحنة قوله تعالى: «تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» وبيان أن دخول الباء فى «المودة» وسقوطها/ 147/ 12 سواء، والاستشهاد على ذلك من القرآن الكريم والشعر. وقصة نزول سورة الممتحنة. ونبذة من كتاب حاطب بْن أَبِي بلتعة إلى أهل مكَّة يحذرهم غزو الرسول. وإعراب «تُلْقُونَ/ 149/ 1 إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» تفسير قوله تعالى: «يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا» / 149/ 3 قوله تعالى: «إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي» وجواب (إن) / 149/ 4(3/347)
قوله تعالى: «يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ» والقراءات فى قوله تعالى/ 149/ 5 «يَفْصِلُ» قوله تعالى: «قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» وتفسيره/ 149/ 7 قوله تعالى: «إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ» واللغات فى براء، وصرفها وعدمه/ 149/ 11 قوله تعالى: «رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا» وبيانه/ 150/ 2 قوله تعالى: «لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً» وتفسيره/ 150/ 4 قوله تعالى: «عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً» / 150/ 6 وتفسيره وبيان أن المصاهرة مودّة قوله تعالى: «لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ» وفيه الأمر/ 150/ 9 ببرّ خزاعة. والوفاء لهم قوله تعالى: «إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ/ 150/ 17 مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ» والمراد به قوله تعالى: «إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ» ومعنى «فَامْتَحِنُوهُنَّ» / 150/ 14 وسبب نزول هذه الآية قوله تعالى: «وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ» وتفسيره، والقراءة فى: / 151/ 3 «وَلا تُمْسِكُوا» قوله تعالى: «وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا» وتفسيره/ 151/ 7 قوله تعالى: «وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ» وتفسيره، وقراءة عبد الله، وبيان/ 151/ 16 أن «أحد» يصلح فِي موضع شيء، وشيء يصلح فِي موضع أحد ...
قوله تعالى: «فَعاقَبْتُمْ» معناه، والقراءة فيه، وبيان أنّ فعّلت وفاعلت/ 152/ 1 تتآخيان فى بعض الكلمات(3/348)
قوله تعالى: «وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ» وأوجه القراءة فى «وَلا يَقْتُلْنَ» ، 152/ 4 وموقف لهند بنت عتبة فى مبايعة النبي (ص) قوله تعالى: «وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ»
وبيان/ 152/ 11 البهتان المفترى قوله تعالى: «لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ» / 152/ 13 وتفسيره سورة الصف قوله تعالى: «لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ» والمناسبة التي نزلت فيها هذه الآية/ 153/ 3 وتعرض لإعراب كلمة فى قوله تعالى: «كَبُرَتْ كَلِمَةً» قوله تعالى: «كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ» وفيه حث على القتال/ 153/ 11 قوله تعالى: «وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ» والقراءات فى «مُتِمُّ نُورِهِ» / 153/ 12 قوله تعالى: «هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ» / 153/ 15 وشرح للقاعدة: إذا فسرت الاسم الماضي- يريد السابق- بفعل جاز فيه أن وطرحها، وإشارة إلى قراءة عبد الله فى «تُؤْمِنُونَ» / 154/ 1 قوله تعالى: «يَغْفِرْ لَكُمْ» وسبب الجزم فى «يَغْفِرْ» / 154/ 7 قوله تعالى: «وَأُخْرى تُحِبُّونَها» وإعرابه، وتفسير «أُخْرى» / 154/ 11 قوله تعالى: «نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ» والأوجه الإعرابية الجائزة فى «نَصْرٌ» قوله تعالى: «كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ» والقراءات فى «أَنْصارَ اللَّهِ» / 154/ 15 سورة الجمعة قوله تعالى: «وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ» تفسيره، وإعراب «آخَرِينَ» / 155/ 5 قوله تعالى: «كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً» وتشبيه اليهود ومن لم يسلم إِذ لم ينتفعوا بالتوراة والإنجيل، فى قوله تعالى: «كَمَثَلِ الْحِمارِ»(3/349)
قوله تعالى: «قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ» وكلام/ 155/ 15 فى سبب دخول الفاء فى خبر إنّ قوله تعالى: «مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ» والقراءة بالتثقيل والتخفيف/ 156/ 9 فى «الْجُمُعَةِ» قوله تعالى: «فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ» والقراءات فى قوله: «فَاسْعَوْا» / 156/ 13 وهل هناك فرق بين السعى والمضي؟
قوله تعالى: «وَذَرُوا الْبَيْعَ» وتفسيره/ 157/ 1 قوله تعالى: «فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ» وتفسيره/ 157/ 4 قوله تعالى: «وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها» والمناسبة/ 157/ 6 التي نزلت فيها هذه الآية، وكلام فى عود الضمير على اسمين معطوفين أحدهما مذكر، والآخر مؤنث سورة المنافقين تفسير قوله تعالى: «وَاللَّهُ يَشْهَدُ» وإجابة عن السؤال: / 158/ 3 كيف كذبهم الله وقد شهدوا للنبى؟
قوله تعالى: «وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ» وبيان أن بعض العرب/ 158/ 8 يجزم بإذا، وأكثر الكلام فيها الرفع، وتعليل ذلك، والاستشهاد عليه قوله تعالى: «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ» والقراءات فى «خُشُبٌ» بالتخفيف/ 158/ 17 والتثقيل، والتعليل لذلك، والاستشهاد عليه قوله تعالى: «يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ» وتفسيره/ 159/ 9 قوله تعالى: «هُمُ الْعَدُوُّ» وبيان أن العدو والأعداء سواء/ 159/ 10(3/350)
قوله تعالى: «لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ» معناه، والقراءة بالتخفيف والتثقيل/ 159/ 11 فى «لَوَّوْا» قوله تعالى: «هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ» وقصة/ 158/ 13 هذه الآية، والمناسبة التي نزلت فيها، والقراءات فى قوله:
«لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» قوله تعالى: «فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ» وكيف جزم «أَكُنْ» وهى/ 160/ 7 مردودة- أي معطوفة- على فعل منصوب؟ والقراءة فى «وَأَكُنْ» وتعليلها سورة التغابن قوله تعالى: «مَا أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» ومعنى «بِإِذْنِ اللَّهِ» / 161/ 3 تفسير قوله تعالى: «وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ» / 161/ 4 قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ/ 161/ 6 فَاحْذَرُوهُمْ» وسبب نزول هذه الآية قوله تعالى: «وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا» وفيمن نزل/ 161/ 10 قوله تعالى: «وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ» وكيف يوقى المرء شح نفسه، والقراءات فى «شُحَّ» سورة النساء القصرى (سورة الطلاق) قوله تعالى: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ» / 162/ 4 وتفسيره، وبيان لكل من: طلاق العدة، وطلاق السنة قوله تعالى: «وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ» والمراد بالعدة/ 162/ 10 قوله تعالى: «لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ» وتفسيره/ 162/ 11(3/351)
قوله تعالى: «فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ» والمراد بقوله: «بِمَعْرُوفٍ» / 162/ 15 قوله تعالى: «لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً» وتفسيره/ 162/ 17 قوله تعالى: «فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ» وتفسيره/ 163/ 2 قوله تعالى: «بالِغُ أَمْرِهِ» والقراءات فيه/ 163/ 5 قوله تعالى: «وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ» / 163/ 8 وتفسيره وبيان عدة الكبيرة التي يئست، وعدة الصغيرة التي لم تحض، وعدة الحامل قوله تعالى: «مِنْ وُجْدِكُمْ» وتفسيره/ 163/ 15 قوله تعالى: «وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ» / 163/ 17 فإن أرضعن لكم فآتوهنّ أجورهنّ» وتفسيره قوله تعالى: «وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ» وتفسيره/ 164/ 3 والقراءات فى: لا تضارّ، ووجدكم، وقدر، وإشارة إلى لغة لبنى تميم/ 164/ 4 قوله تعالى: «فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً» ... وتفسيره/ 164/ 7 قوله تعالى: «فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً» وتفسيره/ 164/ 9 قوله تعالى: «قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا» وما يجوز فى إعراب/ 164/ 10 «رَسُولًا» وإيراد نظائر له فى القرآن الكريم قوله تعالى: «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ» والقراءات/ 165/ 1 فى «مِثْلَهُنَّ» والاحتجاج لها سورة التحريم قوله تعالى: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» وبيان المناسبة التي/ 165/ 7 نزلت فيها هذه الآيات(3/352)
قوله تعالى: «قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» ومعنى «تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» / 165/ 15 قوله تعالى: «عَرَّفَ بَعْضَهُ» والقراءة بالتثقيل والتخفيف فى «عَرَّفَ» / 166/ 2 والاحتجاج للتخفيف قوله تعالى: «إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ» تفسيره، وبيان المناسبة التي نزلت فيها/ 166/ 11 هذه الآية، والقراءة بالتثقيل والتخفيف فى «تَظاهَرا» قوله تعالى: «فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ/ 167/ 1 ظَهِيرٌ» وبيان أن الواحد يؤدى معنى الجمع، والاستشهاد على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: «أَنْ يُبْدِلَهُ» والقراءة فيه بالتخفيف والتثقيل. / 167/ 11
قوله تعالى: «سائِحاتٍ» والمراد به، ولم سمّى الصائم سائحا فى رأى الفراء/ 167/ 13 ولماذا تقول العرب للفَرس إِذَا كَانَ قائمًا عَلَى غير علف- صائم؟ / 168/ 1 قوله تعالى: «قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ» وتفسيره/ 168/ 3 قوله تعالى: «تَوْبَةً نَصُوحاً» والقراءات فى «نَصُوحاً» ، والتعليل لكل قراءة/ 168/ 5 قوله تعالى: «يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا»
وتفسيره/ 168/ 9 قوله تعالى: «وَيُدْخِلَكُمْ» ووجه الجزم فيه ومناظرته بنظائر من القرآن/ 168/ 13 الكريم وشواهد من الشّعر قوله تعالى: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا» وتفسيره والمراد بالمثل هنا/ 169/ 1 قوله تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ» وتفسيره/ 169/ 4 قوله تعالى: «وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ» ومعنى الفرج هنا/ 169/ 7 سورة الملك قوله تعالى: «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا» وبيان أن «أَيُّكُمْ» ليست/ 169/ 11(3/353)
معمولة «لِيَبْلُوَكُمْ» ، وإنما هى معمولة لفعل محذوف. ضرب أمثلة لتوضيح ذلك قوله تعالى: «مَا تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ» وأوجه القراءات فى/ 170/ 3 «تَفاوُتٍ» ، وبيان أن التفاوت والتفوت لغتان كالتصاعد والتصعد، والتعاهد والتعهد، ومعنى التفاوت قوله تعالى: «يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً» وتفسيره/ 170/ 12 قوله تعالى: «تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ» ومعنى تميّز/ 170/ 15 قوله تعالى: «فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ» ومعناه، وقاعدة لغوية لتوضيح ما رآه/ 170/ 16 الفراء فى هذا المعنى قوله تعالى: «فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ» والقراءات فى «سحقا» / 171/ 4 قوله تعالى: «فَامْشُوا فِي مَناكِبِها» ومعنى «مَناكِبِها» / 171/ 6 قوله تعالى: «أَأَمِنْتُمْ» وما يجوز فى الهمز هنا وإشارة إلى لغة بنى تميم/ 171/ 7 قوله تعالى: «أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ» وبيان أن الفعل كب متعد/ 171/ 9 وأكب لازم قوله تعالى: «وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ» وأوجه القراءة فى «تَدَّعُونَ» / 171/ 12 قوله تعالى: «فَسَتَعْلَمُونَ» والقراءة بالتاء والياء فيه/ 171/ 1 قوله تعالى: «إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً» وبيان أن الغور هنا لا يثنى/ 172/ 5 ولا يجمع سورة القلم قوله تعالى: «ن وَالْقَلَمِ» والقراءة بالأدغام والإظهار فى النون/ 172/ 12 قوله تعالى: «وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ» ومعنى «مَمْنُونٍ» / 172/ 16(3/354)
قوله تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» ومعنى «خُلُقٍ عَظِيمٍ» / 173/ 3 قوله تعالى: «فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ» ومعنى المفتون/ 173/ 4 قوله تعالى: «وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ» ومعنى «وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ» / 173/ 7 قوله تعالى: «وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ» ومعنى «مَهِينٍ وهَمَّازٍ» / 173/ 10 قوله تعالى: «مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ» وإشارة إلى أن بنميم ونميمة/ 173/ 11 من كلام العرب قوله تعالى: «عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ» ومعنى «عُتُلٍّ» «وزَنِيمٍ» / 173/ 14 قوله تعالى: «أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ» والقراءة بالاستفهام وغيره/ 173/ 16 قوله تعالى: «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ» والمراد منه والاستشهاد عليه/ 174/ 3 من كلام العرب قوله تعالى: «بَلَوْناهُمْ» وقصة أصحاب الجنة/ 174/ 10 قوله تعالى: «فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ» فى كلام فى وقت الطائف/ 175/ 7 والاستشهاد عليه قوله تعالى: «فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ» ومعنى الصّريم/ 175/ 13 قوله تعالى: «فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ» / 175/ 14 والقراءة فى «أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا» قوله تعالى: «وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ» ومعنى الحرد والاستشهاد/ 176/ 3 على هذا المعنى قوله تعالى: «فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ» ومعنى تلاومهم/ 176/ 8 قوله تعالى: «أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ» والقراءة فى «بالِغَةٌ» ، وإعرابها/ 176/ 11 قوله تعالى: «سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ» ومعنى (زعيم) فى كلام العرب/ 177/ 3(3/355)
قوله تعالى: «أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ» والقراءات/ 177/ 6 فى «شركائهم» قوله تعالى: «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ» والقراءات فى «يكشف» ، / 177/ 9 والمراد باليوم فى هذه الآية، مع الاستشهاد قوله تعالى: «فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ» ومعنى: «فَذَرْنِي» / 177/ 14 والمراد ب «مَنْ يُكَذِّبُ» ، وتوجيه إعراب «مَنْ» فى هذه الآية، وإعراب أساليب مشابهة قوله تعالى: «أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ» والمقصود بالغيب/ 178/ 7 قوله تعالى: «وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ» وتفسيره، وبيان صاحب/ 178/ 9 الحوت قوله تعالى: «لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ» وأوجه القراءة فى قوله: / 178/ 12 «تَدارَكَهُ» ، وتعليلها قوله تعالى: «لَنُبِذَ بِالْعَراءِ» ومعنى العراء/ 178/ 17 قوله تعالى: «وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ» وأوجه/ 179/ 1 القراءة فى «لَيُزْلِقُونَكَ» وبيان عادة العرب إذا أراد أحدهم أن يصيب المال بالعين، ومعنى «لَيُزْلِقُونَكَ» سورة الحاقة قوله تعالى: «الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ» معنى الحاقة، وبيان أن الحقّة والحاقة/ 179/ 15 بمعنى، وإعراب «الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ» ، ونظائرها.
قوله تعالى: «سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً» ومعنى/ 180/ 5 الحسوم واشتقاقه(3/356)
قوله تعالى: «فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ» وتفسيره/ 180/ 8 قوله تعالى: «وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ» وأوجه القراءات فى «قَبْلَهُ» والمعنى/ 180/ 10 على كل قراءة قوله تعالى: «وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ» ومعناه/ 180/ 16 قوله تعالى: «فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً» ومعنى «أَخْذَةً رابِيَةً» / 180/ 18 قوله تعالى: «لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً»
وتفسيره/ 181/ 3 قوله تعالى: «وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ»
ومعناه/ 181/ 4 قوله تعالى: «وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً» ولماذا/ 181/ 6 لم يقل: فدككن، ومعنى الدك قوله تعالى: «وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ» ومعنى الوهي/ 181/ 12 قوله تعالى: «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ» والمقصود/ 181/ 13 بثمانية.
قوله تعالى: «لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ» والقراءة فى «يخفى» / 181/ 15 قوله تعالى: «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ» وفيمن نزل/ 182/ 3 قوله تعالى: «وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ» وفيمن نزل/ 182/ 2 قوله تعالى: «إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ» ومعنى «ظَنَنْتُ» / 182/ 4 قوله تعالى: «فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ» وبيان أن من سنن العرب أن يجعلوا/ 182/ 6 ما هو مفعول فاعلا عند إرادة المدح أو الذم قوله تعالى: «يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ» ومعناه/ 182/ 11 قوله تعالى: «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ» ومعنى: / 182/ 13 «فَاسْلُكُوهُ»(3/357)
قوله تعالى: «وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ» ومعنى الغسلين/ 183/ 1 قوله تعالى: «وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ» وتفسيره/ 183/ 2 قوله تعالى: «لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ» ومعنى اليمين/ 183/ 3 قوله تعالى: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» وبيان أن «أَحَدٍ» / 183/ 4 يكون للجمع وللواحد والاستشهاد على ذلك سورة سأل سائل قوله تعالى: «سَأَلَ سائِلٌ» ومن السائل/ 183/ 11 قوله تعالى: «بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ» ومتعلق الجار والمجرور/ 183/ 15 فى «لِلْكافِرينَ» قوله تعالى: «ذِي الْمَعارِجِ» وبيان أنه صفة لله/ 184/ 1 قوله تعالى: «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ/ 184/ 3 سَنَةٍ» ومعناه والقراءات فى تعرج قوله تعالى: «إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً» وتفسيره/ 184/ 7 قوله تعالى: «وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً» والقراءات فى «يَسْئَلُ» ، والمعنى/ 184/ 9 على كل قراءة، وبيان أن الفراء يكره القراءة التي تخالف الإجماع قوله تعالى: «وَفَصِيلَتِهِ» ومعناه/ 184/ 13 قوله تعالى: «ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا» ومعناه/ 184/ 14 قوله تعالى: «إِنَّها لَظى» ومعنى لظى، والسبب فى منعها من الصرف/ 184/ 15 قوله تعالى: «نَزَّاعَةً لِلشَّوى» إعراب نزاعة ولظى، ومعنى الشوى/ 185/ 1 قوله تعالى: «تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى» وتفسيره/ 185/ 6(3/358)
قوله تعالى: «وَجَمَعَ فَأَوْعى» ومعنى «فَأَوْعى» / 185/ 8 قوله تعالى: «إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً» ومعنى «هَلُوعاً» ، وبيان/ 185/ 10 أن الإنسان فى معنى الجمع قوله تعالى: «حَقٌّ مَعْلُومٌ» ومعناه/ 185/ 15 قوله تعالى: «إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ» ، وهل يجوز أن تقول: مررت/ 185/ 17 بالقوم إلّا بزيد؟ وصلة هذا بأسلوب الآية قوله تعالى: «وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ» ومعنى «عِزِينَ» / 186/ 5 قوله تعالى: «أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ» وتفسيره وأوجه/ 186/ 8 القراءات فى يدخل قوله تعالى: «إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ» ومعنى «يُوفِضُونَ» والقراءات/ 186/ 11 فى نصب، والمعنى على كل قراءة سورة نوح عليه السلام قوله تعالى: «أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ» ومعناه، وإعرابه، والقراءات فيه/ 187/ 3 قوله تعالى: «وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» ومعناه/ 187/ 7 قوله تعالى: «يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ» وبيان من تكون لجميع ما وقعت/ 187/ 11 عليه ولبعضه قوله تعالى: «لَيْلًا وَنَهاراً» وتفسيره/ 187/ 16 قوله تعالى: «وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا» ومعناه/ 188/ 1 قوله تعالى: «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ» ومعناه والمناسبة التي نزل فيها/ 188/ 3 قوله تعالى: «ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً» / 188/ 6 قوله تعالى: «وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً» ومعنى الأطوار/ 188/ 7(3/359)
قوله تعالى: «سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً» وإعراب «طِباقاً» / 188/ 9 قوله تعالى: «وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً» وتفسيره/ 188/ 13 قوله تعالى: «سُبُلًا فِجاجاً» ومعناه/ 188/ 16 قوله تعالى: «مالُهُ وَوَلَدُهُ» والقراءات فى «وَلَدُهُ» / 188/ 19 قوله تعالى: «وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً» ومعناه/ 189/ 1 قوله تعالى: «وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً» ومعنى ود وسواع، والقراءات/ 189/ 4 فى كل من ود، ويغوث، ولم منع كل من «يَغُوثَ» و «يَعُوقَ» من الصرف؟ ومتى يصرف كل منهما؟
قوله تعالى: «مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ» ومعناه، وبيان أن العرب تجعل ما زائدة/ 189/ 14 فيما نوى به الجزاء، وشرح لهذه القاعدة، والتمثيل لها بهذه الآية، وإيراد نظائر لها من كتاب الله قوله تعالى: «دَيَّاراً» واشتقاقه/ 190/ 3 قوله تعالى: «إِلَّا تَباراً» ومعناه/ 190/ 6 سورة الجن قوله تعالى: «أُوحِيَ إِلَيَّ» والقراءات فى «أُوحِيَ» / 190/ 9 قوله تعالى: «اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ» وقصة استماع الجن للرسول/ 190/ 12 صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: «فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً» ومذاهب القراء فيما ورد/ 191/ 1 من لفظ «إِنَّا» فى هذه السورة قوله تعالى: «وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا» ومذاهب القراء فى «أَنَّ» / 191/ 8 والتعليل لأوجه القراءات المختلفة(3/360)
ص/ س قوله تعالى: «وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا» ومعنى «جَدُّ» / 192/ 13 قوله تعالى: «وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ» ومعنى الظن، وأوجه القراءة فى «أَنْ لَنْ تَقُولَ» / 193/ 2 قوله تعالى: «فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ» وتفسيره/ 193/ 5 قوله تعالى: «وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ» وتفسيره/ 193/ 8 قوله تعالى: «كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً» وتفسيره/ 193/ 10 قوله تعالى: «فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً» وتفسيره/ 193/ 14 قوله تعالى: «وَمِنَّا الْقاسِطُونَ» والفرق بين القاسطين، والمقسطين/ 193/ 16 قوله تعالى: «فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً» ومعنى «رَشَداً» / 193/ 17 قوله تعالى: «وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ» وتفسيره/ 193/ 19 قوله تعالى: «وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً» وفيمن/ 194/ 4 نزلت ومعنى الصعد قوله تعالى: «وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا» ومعنى «الْمَساجِدَ» / 194/ 8 قوله تعالى: «وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً» / 194 وتفسيره ومعنى «لِبَداً» ، وأوجه القراءات فيه قوله تعالى: «قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي» وأوجه القراءات فيه/ 195/ 1 قوله تعالى: «لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا» وإجماع القراء على «ضَرًّا» بالفتح. / 195/ 7
قوله تعالى: «وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً» ومعنى «مُلْتَحَداً» / 195/ 8 قوله تعالى: «إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ» وإعراب «بَلاغاً» والأوجه الجائزة فيه/ 195/ 10 قوله تعالى: «يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً» والمقام الذي تتحدث/ 196/ 1 عنه هذه الآية(3/361)
ص/ س قوله تعالى: «لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ» والقراءات/ 196/ 7 فى ليعلم والمعنى على كل قراءة سورة المزمل قوله تعالى: «الْمُزَّمِّلُ» وإجماع القراء على التشديد ومعناه/ 196/ 10 قوله تعالى: «قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا» وتفسيره/ 196/ 12 قوله تعالى: «سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا» وتفسيره/ 197/ 2 قوله تعالى: «إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً» وتفسيره، وأوجه القراءات/ 197/ 4 فى «وَطْئاً» والمعنى على كل قراءة قوله تعالى: «إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا» ومعنى «سَبْحاً» ، / 197/ 12 وأوجه القراءة فيه قوله تعالى: «وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا» وتفسيره/ 198/ 1 قوله تعالى: «رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» وإعراب «رَبُّ» / 198/ 4 قوله تعالى: «فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا» ومعنى «وَكِيلًا» / 198/ 8 قوله تعالى: «وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا» ومعنى «كَثِيباً مَهِيلًا» / 198/ 10 قوله تعالى: «فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً» وتفسيره/ 198/ 15 قوله تعالى: «السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ» وبيان أن السماء تذكر وتؤنث/ 199/ 1 قوله تعالى: «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» ومعنى «سَبِيلًا» / 199/ 4 قوله تعالى: «إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ» معناه، وأوجه القراءة فى «نِصْفَهُ وَثُلُثَهُ» / 199/ 6 قوله تعالى: «وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ» والمناسبة التي نزلت فيها/ 199/ 13 قوله تعالى: «عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ» ومعنى «لَنْ تُحْصُوهُ» / 200/ 4(3/362)
ص/ س قوله تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ» والمراد بالصلاة/ 200/ 7 سورة المدثر قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ» ومعنى «الْمُدَّثِّرُ» / 200/ 9 قوله تعالى: «قُمْ فَأَنْذِرْ» ومعناه/ 11 قوله تعالى: «وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ» والقراءات فى «الرُّجْزَ» ومعناه/ 200/ 16 قوله تعالى: «وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ» وتفسير والقراءات فى «تَسْتَكْثِرُ» / 201/ 3 قوله تعالى: «فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ» ومعناه/ 201/ 7 قوله تعالى: «ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً» ومعنى «وَحِيداً» / 201/ 9 قوله تعالى: «وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً» ومعنى المال الممدود/ 201/ 12 قوله تعالى: «وَبَنِينَ شُهُوداً» ومعناه/ 201/ 17 قوله تعالى: «إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ» وقصة تفكيره وتقديره/ 201/ 20 قوله تعالى: «فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ» ومعنى «فَقُتِلَ» / 202/ 12 قوله تعالى: «ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ» وقصة هذه الآية/ 202/ 15 قوله تعالى: «سَأُصْلِيهِ سَقَرَ» ومعنى «سَقَرَ» وعلة منعه من الصرف/ 203/ 2 قوله تعالى: «لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ» وإعراب لوّاحة ومعناها/ 203/ 4 قوله تعالى: «عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ» ومذاهب العرب فى الأعداد ما بين/ 203/ 11 أحد عشر إلى تسعة عشر، والحال التي نزلت فيها هذه الآية قوله تعالى: «وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ» والقراءات فى «إِذْ أَدْبَرَ» ، والمعنى على كل/ 204/ 6 قراءة قوله تعالى: «نَذِيراً لِلْبَشَرِ» وإعراب «نَذِيراً» / 205/ 1 قوله تعالى: «إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ» وعلام يعود الضمير فى «إِنَّها» وتفسيره، / 205/ 9(3/363)
ص/ س قوله تعالى: «إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ» وتفسيره والاستشهاد على/ 205/ 11 التفسير بقوله: «يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ» قوله تعالى: «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ» وتفسيره، والقراءات فى/ 206/ 1 «مُسْتَنْفِرَةٌ» قوله تعالى: «بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً» / 206/ 9 وتفسيره قوله تعالى: «إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ» والمراد بالتذكرة/ 206/ 13 سورة القيامة قوله تعالى: «لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ» وكلام النحاة فى «لا أُقْسِمُ» / 207/ 3 وأوجه القراءات فيه قوله تعالى: «وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» وتفسيره/ 207/ 15 قوله تعالى: «بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ» وتفسيره/ 208/ 3 وسبب نصب «قادِرِينَ» قوله تعالى: «لِيَفْجُرَ أَمامَهُ» وتفسيره/ 208/ 15 قوله تعالى: «فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ» وأوجه القراءة فى «بَرِقَ» / 209/ 1 والمعنى على كل قراءة قوله تعالى: «وَخَسَفَ» وتفسيره/ 209/ 9 قوله تعالى: «وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ» وأقوال فى تفسيره/ 209/ 11 قوله تعالى: «أَيْنَ الْمَفَرُّ» وأوجه القراءة فيه والاستشهاد على هذه الأوجه/ 210/ 4 قوله تعالى: «كَلَّا لا وَزَرَ» ومعنى الوزر/ 210/ 13(3/364)
قوله تعالى: «يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ»
وتفسيره/ 210/ 15 قوله تعالى: «بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ»
وتفسيره/ 211/ 3 قوله تعالى: «وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ»
ومعناه/ 211/ 8 قوله تعالى: «لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ»
والحال التي نزل فيها/ 211/ 10 قوله تعالى: «فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ»
ومعناه/ 211/ 14 قوله تعالى: «كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ» وأوجه القراءة/ 211/ 17 فى «تُحِبُّونَ» ، «وَتَذَرُونَ» قوله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ» والقراءة فى «ناضِرَةٌ» / 212/ 2 قوله تعالى: «وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ» ومعنى «باسِرَةٌ» / 212/ 3 قوله تعالى: «تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ» ومعنى «فاقِرَةٌ» / 212/ 4 قوله تعالى: «كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ» ومعناه/ 212/ 6 قوله تعالى: «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» ومعناه/ 212/ 11 قوله تعالى: «يَتَمَطَّى» ومعناه وفيمن
نزل/ 212/ 14 قوله تعالى: «مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى» وأوجه القراءة فى «يُمْنى» / 212/ 16 قوله عز وجل: «أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى» وما يجوز فى النطق بالفعل «يحى» / 213/ 3 سورة الإنسان قوله تعالى: «هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ» ومعناه، والمراد/ 213/ 9 من الاستفهام فيه قوله تعالى: «لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً» وتفسيره/ 213/ 13 قوله تعالى: «أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ» ومعنى الأمشاج. وبيان أن نبتليه/ 213/ 15 مقدمة من تأخير(3/365)
ص/ س قوله تعالى: «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً» وبيان أن هدى يتعدى/ 214/ 5 بنفسه وباللام وبإلى ... ومعنى كل من «هَدَيْناهُ» «وَإِمَّا» .
قوله تعالى: «سَلاسِلَ وَأَغْلالًا» وأوجه القراءة فى «سَلاسِلَ» / 214/ 9 قوله تعالى: «كانَتْ قَوارِيرَا» ورسم أهل البصرة وأهل الكوفة والمدينة/ 214/ 12 لقوارير قوله تعالى: «يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً» ومعناه والأوجه/ 215/ 18 الجائزة فى إعراب: «كانَ مِزاجُها كافُوراً» قوله تعالى: «عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ» وإعراب «عَيْناً» وبيان أن/ 215/ 7 يشرب تتعدى بنفسها وبالباء وإيراد الشواهد على ذلك قوله تعالى: «يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً» وتفسيره/ 215/ 15 قوله تعالى: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ» وبيان أن ذلك صفة من صفاتهم فى الدنيا/ 215/ 17 قوله تعالى: «وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً» ومعنى «مُسْتَطِيراً» / 216/ 2 قوله تعالى: «عَبُوساً قَمْطَرِيراً» ومعنى «قمطرير» واللغات الجائزة فيه/ 216/ 4 مع إيراد الشواهد على ذلك قوله تعالى: «مُتَّكِئِينَ فِيها» وإعرابه/ 216/ 7 قوله تعالى: «وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها» وإعراب «دانِيَةً» وقراءة عبد الله/ 216/ 8 قوله تعالى: «وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا» ومعناه/ 217/ 2 قوله تعالى: «كانَتْ قَوارِيرَا» ومعناه/ 217/ 4 قوله تعالى: «قَدَّرُوها» ومعناه/ 217/ 6 قوله تعالى: «كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا عَيْناً» ومعنى الكأس ومتى/ 217/ 10 تسمى بذلك، والمراد بالزنجبيل(3/366)
ص/ س قوله تعالى: «تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا» وإشارة إلى أن القراءة سنة متبعة، / 217/ 16 قوله تعالى: «مُخَلَّدُونَ» ومعناه/ 218/ 5 قوله تعالى: «وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً» ومعناه وبيان أن (ما) مضمرة/ 218/ 10 هنا قبل (ثمّ) قوله تعالى: «عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ» وأوجه القراءة فى «عالِيَهُمْ» / 218/ 14 واختلاف القراء فى «سُندُسٍ» و «خُضْرٌ» قوله تعالى: «شَراباً طَهُوراً» ومعنى طهور/ 219/ 8 قوله تعالى: «وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً» وبيان أن (أو) هنا بمنزلة (لا) / 219/ 10 قوله تعالى: «وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ» ومعنى الأسر/ 220/ 4 قوله تعالى: «إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ» ومعناه/ 220/ 7 قوله تعالى: «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» ومعنى «سَبِيلًا» / 220/ 8 قوله تعالى: «وَما تَشاؤُنَ» وبيان أنه جواب لقوله تعالى: «فَمَنْ شاءَ/ 220/ 10 اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» قوله تعالى: «وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ» وبيان الأوجه الإعرابية فى «الظَّالِمِينَ» / 220/ 14 وقراءة عبد الله. والاحتجاج لقراءته بما جاء فى كلام العرب قوله تعالى: «لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ» وأن المراد بالاستفهام هنا التعجب/ 221/ 9 سورة المرسلات قوله تعالى: «وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً» ومعنى كل من المرسلات، وعرفا/ 221/ 13 قوله تعالى: «فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً» ومعنى العاصفات/ 221/ 16 قوله تعالى: «وَالنَّاشِراتِ نَشْراً» ومعنى الناشرات/ 222/ 1 قوله تعالى: «فَالْفارِقاتِ فَرْقاً» ومعنى الفارقات/ 222/ 3(3/367)
ص/ س قوله تعالى: «فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً» ومعنى الملقيات/ 222/ 5 قوله تعالى: «عُذْراً أَوْ نُذْراً» إعرابه والقراءة بالتخفيف والتثقيل/ 222/ 7 قوله تعالى: «فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ» ومعنى «طُمِسَتْ» / 222/ 11 قوله تعالى: «وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ» وأوجه القراءة فى «أُقِّتَتْ» والاحتجاج لها، / 222/ 13 ومعنى: «أُقِّتَتْ» قوله تعالى: «لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ» ومعنى الاستفهام فيه/ 223/ 5 قوله تعالى: (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ» وقراءة عبد الله، / 223/ 7 والأوجه الإعرابية الجائزة فى «نُتْبِعُهُمُ» قوله تعالى: «فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ» والقراءة بالتخفيف والتشديد فى/ 223/ 11 قوله «فَقَدَرْنا» قوله تعالى: «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً» ومعنى «كِفاتاً» / 224/ 2 قوله تعالى: «إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ» تفسيره/ 224/ 7 قوله تعالى: «كَالْقَصْرِ» وبيان أن معناه الجمع، وإيراد الشواهد على ذلك/ 224/ 10 وبيان أن الفراء لا يشتهى قراءة كالقصر قوله تعالى: «كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ» وبيان معنى الصفر، وأوجه القراءة/ 225/ 2 فى جمالة وجمالات قوله تعالى: «هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ» والأوجه الإعرابية، الجائزة فى «يَوْمُ» ، / 225/ 13 ومعنى «يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ» وكلام فى إضافة «يَوْمُ» إلى ما بعده قوله تعالى: «وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ» والأوجه الإعرابية الجائزة فى/ 226/ 12 «فَيَعْتَذِرُونَ» قوله تعالى: «فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ» وتفسيره/ 227/ 1(3/368)
ص/ س قوله تعالى: «وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ» ومعناه/ 227/ 3 سورة عم يتساءلون قوله تعالى: «عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ» وتفسيره/ 227/ 7 قوله تعالى: «الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ» ومعنى الاختلاف/ 227/ 10 قوله تعالى: «كَلَّا سَيَعْلَمُونَ» وقراءة الحسن/ 227/ 12 قوله تعالى: «ثَجَّاجاً» ومعناه/ 227/ 14 قوله تعالى: «وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً» ونظير معناه فى القرآن الكريم/ 227/ 15 قوله تعالى: «لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً» وأوجه القراءة فى «لابِثِينَ» ومعناه وتفسير/ 228/ 1 الأحقاف قوله تعالى: «لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً» ومعنى البرد/ 228/ 13 قوله تعالى: «جَزاءً وِفاقاً» ومعنى «وِفاقاً» / 229/ 1 قوله تعالى: «وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً» والقراءة بالتخفيف والتثقيل/ 229/ 3 «كِذَّاباً» وإشارة إلى لغة يمانية فى التثقيل قوله تعالى: «رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» والأوجه الإعرابية الجائزة فى/ 229/ 14 «رَبِّ» وتنظيره بكلمة «الرَّحْمنِ» فى قوله تعالى:
«الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً» سورة النازعات قوله تعالى: «وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً» وتفسيره/ 230/ 3 قوله تعالى: «وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً» والمراد منه/ 230/ 5 قوله تعالى: «وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً» ومعناه/ 230/ 9 قوله تعالى: «فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً» والمراد بالسابقات/ 230/ 12(3/369)
ص/ س ومعنى التدبير فى قوله تعالى: «فَالْمُدَبِّراتِ» وجواب عن سؤال:
أين جواب القسم فى النازعات؟! قوله تعالى: «يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ» والمراد بكل/ 231/ 4 من الراجفة والرادفة قوله تعالى: «أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً» وأوجه القراءة فى «نَخِرَةً» وتفريق/ 231/ 6 بعض المفسرين بين معنى «ناخرة، ونَخِرَةً» قوله تعالى: «الْحافِرَةِ» والمراد به/ 232/ 3 قوله تعالى: «فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ» والمراد بالساهرة والاستشهاد على معناه/ 232/ 10 قوله تعالى: «طُوىً» والمراد به، ووجه صرفه أو منعه من الصرف/ 232/ 15 قوله تعالى: «نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى» وبيان كل من الآخرة، والأولى/ 233/ 3 وتفسيره قوله تعالى: «أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها» والمخاطب بهذه الآية/ 233/ 8 قوله تعالى: «وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها» ومعناه/ 233/ 10 و 11 قوله تعالى: «وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها» والأوجه الإعرابية الجائزة فى/ 233/ 12 «الْأَرْضَ» ونظائره فى القرآن الكريم قوله تعالى: «مَتاعاً لَكُمْ» وإعرابه/ 233/ 15 قوله تعالى: «فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ» ومعنى «الطَّامَّةُ» / 234/ 1 قوله تعالى: «فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى» وبيان «الْمَأْوى» / 234/ 3 قوله تعالى: «أَيَّانَ مُرْساها» ومعنى الرّسو والإجابة عن السؤال: كيف/ 234/ 6 وصفت الساعة بالإرساء؟
قوله تعالى: «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها» وأوجه القراءة فى «مُنْذِرُ» ، وإيراد/ 234/ 10 نظائر لها من القرآن الكريم(3/370)
ص/ س قوله تعالى: «إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها» وإجابة عن السؤال: / 234/ 14 هل للعشى ضحا؟
سورة عبس قوله تعالى: «عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى» وقصة نزول هذه الآية/ 235/ 5 قوله تعالى: «وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى» ومعناه/ 235/ 10 قوله تعالى: «أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى» والأوجه الإعرابية الجائزة فى/ 235/ 12 «فَتَنْفَعَهُ» قوله تعالى: «أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى» وأوجه القراءة فى «أَنْ» / 236/ 1 قوله تعالى: «فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى» وأوجه القراءة فى «تَصَدَّى» / 236/ 3 قوله تعالى: «كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ» وكلام فى الضمير فى «إِنَّها» / 236/ 5 قوله تعالى: «فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ» ومرجع الضمير فى «ذَكَرَهُ» / 236/ 7 قوله تعالى: «فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ» وسبب تكريم الصحف/ 236/ 9 قوله تعالى: «بِأَيْدِي سَفَرَةٍ» ومعنى «سَفَرَةٍ» / 236/ 13 قوله تعالى: «بَرَرَةٍ» وكلام فى جمع فعله، ومفرده/ 237/ 1 قوله تعالى: «ما أَكْفَرَهُ» وبيان أن «ما» قد تكون للتعجب، وقد تكون/ 237/ 8 للاستفهام قوله تعالى: «ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ» ومعناه/ 237/ 12 قوله تعالى: «ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ» ومعناه، والفرق فى المعنى بين/ 237/ 15 (فقبره وأقبره) قوله تعالى: «كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ» ومعناه/ 238/ 1 قوله تعالى: «أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا» وأوجه القراءة فى «أَنَّا» والمعنى على كل وجه/ 238/ 3(3/371)
ص/ س قوله تعالى: «حَبًّا» وتفسيره والمراد بكل من القضب، والغلب، والأبّ/ 238/ 9 قوله تعالى: «مَتاعاً لَكُمْ» والأوجه الإعرابية الجائزة فى «مَتاعاً» / 238/ 13 قوله تعالى: «الصَّاخَّةُ» وتفسيره/ 238/ 15 قوله تعالى: «يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ» وبيان أن من أخيه، وعن أخيه سواء/ 238/ 16 قوله تعالى: «لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ» ومعنى «يُغْنِيهِ» ، / 238/ 18 والقراءة الشاذة: يعنيه قوله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ» ومعنى «مُسْفِرَةٌ» ، والفرق بين مسفرة» / 239/ 1 وسافرة قوله تعالى: «تَرْهَقُها قَتَرَةٌ» وما يجوز فى قراءة «قَتَرَةٌ» / 239/ 4 سورة إذا الشمس كورت قوله تعالى: «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» ومعنى «كُوِّرَتْ» / 239/ 8 قوله تعالى: «وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ» ومعنى «انْكَدَرَتْ» / 239/ 9 قوله تعالى: «وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ» وتفسيره/ 239/ 11 قوله تعالى: «وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ» ومعنى «حُشِرَتْ» / 239/ 13 قوله تعالى: «وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ» ومعنى «سُجِّرَتْ» / 239/ 16 قوله تعالى: «وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ» ومعناه/ 239/ 18 قوله تعالى: «وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» وتفسيره، وأوجه القراءة فيه/ 240/ 7 قوله تعالى: «وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ» والقراءة بالتخفيف والتثقيل/ 241/ 5 فى «نُشِرَتْ» والاحتجاج لكل قراءة قوله تعالى: «وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ» واللغات فى «كُشِطَتْ» ، وبيان قاعدة/ 241/ 10 إِذَا تقارب الحرفان فِي المخرج تعاقبًا فِي اللغات(3/372)
قوله تعالى: «وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ» وأوجه القراءة فى «سُعِّرَتْ» / 241/ 15 قوله تعالى: «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ» وبيان أنه جواب للشرط فى قوله: / 241/ 18 «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» .
قوله تعالى: «وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ» ومعنى «أُزْلِفَتْ» / 241/ 19 قوله تعالى: «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ» ومعنى كل من: الخنس/ 242/ 1 والكنس قوله تعالى: «وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ» وتفسيره/ 242/ 5 قوله تعالى: «وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ» ومعنى تنفس الصبح/ 242/ 11 قوله تعالى: «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» والمقصود بالرسول الكريم/ 242/ 13 قوله تعالى: «وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ» وأوجه القراءة فى «بظنين» ، والمعنى/ 242/ 15 على كل قراءة، والاحتجاج لها قوله تعالى: «فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ» واستجازة العرب إلقاء، «إلى» فى: ذهب، وخرج/ 243/ 7 وانطلق لكثرة استعمالهم إياها سورة إذا السماء انفطرت قوله تعالى: «إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ» ومعنى «انْفَطَرَتْ» / 243/ 17 قوله تعالى: «وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ» ومعنى «بُعْثِرَتْ» ، وكلام فى علامات/ 243/ 18 الساعة قوله تعالى: «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ» وتفسيره/ 244/ 1 قوله تعالى: «الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ» والقراءة بالتخفيف والتثقيل فى/ 244/ 4 «فَعَدَلَكَ» ، وتوجيه كل قراءة، وبيان أن التثقيل أعجب الوجهين إلى الفراء وأجودهما فى العربية(3/373)
قوله تعالى: «كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ» وأوجه القراءة فى «تُكَذِّبُونَ» ، / 244/ 14 وبيان أن القراءة بالتاء فى «تُكَذِّبُونَ» أحسن الوجهين إلى الفراء قوله تعالى: «وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ» ومعناه/ 244/ 17 قوله تعالى: «يَوْمَ لا تَمْلِكُ» والقراءة بالنصب والرفع فى كلمة «يَوْمَ» ، / 244/ 18 وبيان أن العرب تُؤْثر الرفعَ إِذَا أضافوا اليوم إلى (يفعل، وتفعل، وأفعل) فإذا قالوا: هذا يوم فعلت آثروا النصب سورة المطففين قوله تعالى: «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» والمناسبة التي نزل فيها، ومعنى كلمة «وَيْلٌ» / 245/ 8 قوله تعالى: «وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ» وبيان ما يقول أهل الحجاز/ 245/ 12 وما جاورهم من قيس قوله تعالى: «اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ» ومعناه، وبيان أنّ من وعلى تعتقبان/ 246/ 3 فى هذا الموضع قوله تعالى: «يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ» والقراءات فى «يَوْمَ» وتوجيه كل قراءة، / 246/ 7 قوله تعالى: «وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ» ومعنى كلمة «سِجِّينٌ» / 246/ 13 قوله تعالى: «كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ مَا كانُوا يَكْسِبُونَ» ومعنى الرّين على/ 146/ 16 قلوبهم، ومعنى: فلان أصبح قد رين به قوله تعالى: «كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ» وبيان أن العرب إِذَا جمعت/ 247/ 1 جمعًا لا يذهبون فِيهِ إلى أن له بناء من واحد أو اثنين، فقالوه فى المؤنث والمذكر بالنون- مثل «عِلِّيِّينَ» ونظائر له قوله تعالى: «تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ» ومعنى «نَضْرَةَ النَّعِيمِ» ، / 247/ 15 والقراءة فى «تَعْرِفُ» وتوجيه كل قراءة(3/374)
قوله تعالى: «خِتامُهُ مِسْكٌ» والقراءة فيه، وتوجيه كل قراءة/ 248/ 5 قوله تعالى: «وَمِزاجُهُ» وعود الضمير فيه/ 249/ 1 قوله تعالى: «مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً» ومعنى «تَسْنِيمٍ» ، وسبب نصب «عَيْناً» / 249/ 1 قوله تعالى: «فَكِهِينَ» ومعناه، القراءة فيه/ 249/ 8 سورة إذا السماء انشقت قوله تعالى: «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» وتفسيره/ 249/ 11 قوله تعالى: «وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ» وتفسيره، وكلام فى جواب «إِذَا» / 249/ 13 قوله تعالى: «وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ» ورأى آخر فى جواب إذا فى قوله تعالى: / 250/ 3 «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» «وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ» قوله تعالى: «وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ» وتفسيره/ 250/ 10 قوله تعالى: «فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً» ومعنى الثبور، ومعنى قول العرب: «فلان/ 250/ 12 يدعو لهفة» قوله تعالى: «وَيَصْلى سَعِيراً» والقراءة فيه، والاحتجاج لها/ 250/ 15 قوله تعالى: «إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى» وتفسيره/ 251/ 3 قوله تعالى: «فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ» ومعنى الشفق/ 251/ 6 قوله تعالى: «وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ» ومعناه/ 251/ 12 قوله تعالى: «وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ» ومعنى الاتساق/ 251/ 13 قوله تعالى: «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ» والقراءات فيه، والمعنى على كل/ 251/ 19 قراءة قوله تعالى: «بِما يُوعُونَ» ومعناه/ 252/ 7(3/375)
سورة البروج قوله تعالى: «وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ» ومعنى «الْبُرُوجِ» / 252/ 12 قوله تعالى: «وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ» والمراد به/ 252/ 15 قوله تعالى: «وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ» ومعناه/ 252/ 16 قوله تعالى: «قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ» وكلام فى جواب القسم هنا، / 253/ 1 وقصة أصحاب الأخدود قوله تعالى: «النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ» والأوجه الإعرابية الجائزة فى «النَّارِ» / 253/ 16 قوله تعالى: «وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ» وبيان المعذب بالحريق/ 253/ 11 قوله تعالى: «ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ» والقراءة فى لفظ «الْمَجِيدُ» ووجه الإعراب على كل قراءة/ 254/ 1 قوله تعالى: «فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ» والقراءة فى «مَحْفُوظٍ» / 254/ 5 سورة الطارق قوله تعالى: «وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ» ومعنى «الطَّارِقِ» / 254/ 10 قوله تعالى: «النَّجْمُ الثَّاقِبُ» ومعنى «الثَّاقِبُ» ، ومعنى قول العرب للطائر/ 254/ 12 قد ثقب قوله تعالى: «لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» تفسيره وأوجه القراءة فى «لَمَّا» ، وبيان/ 254/ 15 أن التثقيل لغة هذيل قوله تعالى: «مِنْ ماءٍ دافِقٍ» وبيان أن أهل الحجاز يجعلون المفعول فاعلًا/ 254/ 5 إِذَا كَانَ فِي
مذهب نعت، تقول العرب: هذا سر كاتم، وهم ناصب ... إلخ قوله تعالى: «يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ» ومعنى كل من الصلب/ 254/ 9 والترائب(3/376)
قوله تعالى: «إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ» وتفسيره/ 254/ 13 قوله تعالى: «وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ» ومعنى «ذاتِ الْبُرُوجِ» / 254/ 17 قوله تعالى: «وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ» ومعنى قوله: «ذاتِ الصَّدْعِ»
/ 254/ 19 سورة الأعلى قوله تعالى: «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ» وبيان أن سبّح هنا يتعدى بنفسه وبالباء/ 256/ 2 قوله تعالى: «وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى» وتفسيره، وأوجه القراءة فى «قَدَّرَ» / 256/ 5 قوله تعالى: «فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى» ومعنى «غُثاءً أَحْوى» / 256/ 10 قوله تعالى: «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا مَا شاءَ اللَّهُ» وتفسيره/ 256/ 13 قوله تعالى: َ يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى»
ومعناه/ 256/ 17 قوله تعالى: «النَّارَ الْكُبْرى» وتفسيره/ 256/ 19 قوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى» وتفسيره/ 257/ 1 قوله تعالى: «وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى» وتفسيره/ 257/ 3 قوله تعالى: «بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا» وأوجه القراءة فى «تُؤْثِرُونَ» 257/ 5 قوله تعالى: «إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى» وتفسيره/ 257/ 8 سورة الغاشية قوله تعالى: «تَصْلى» والقراءة فيه/ 257/ 12 قوله تعالى: «لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ» ومعنى «ضَرِيعٍ» / 257/ 13 قوله تعالى: «لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً» ومعنى «لاغِيَةً» وأوجه القراءة/ 257/ 15 فى «لا تَسْمَعُ» قوله تعالى: «فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ» ومعناه/ 258/ 3 قوله تعالى: «وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ» ومعنى مصفوفة ونمرقه، واللغات فيه/ 258/ 5(3/377)
قوله تعالى: «وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ» ومعناه/ 258/ 8 قوله تعالى: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» وسر التعجب من خلق/ 258/ 10 الإبل قوله تعالى: «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ» والقراءة فى قوله: «بمسيطر» ، ومعناه/ 258/ 13 قوله تعالى: «إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ» وبيان أن الاستثناء هنا منقطع، وكلام/ 258/ 16 فى كيفية معرفة المنقطع من الاستثناء قوله تعالى: «إِيابَهُمْ» والقراءة فيه/ 259/ 10 سورة الفجر قوله تعالى: «وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ» ومعناه وأوجه القراءة/ 259/ 13 فى «الْوَتْرِ» قوله تعالى: «وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ» والمقصود بالليل. واختلاف القراء فى «يَسْرِ» / 260/ 5 وبيان أن العرب قد تحذف الياء فى نحو «يَسْرِ» وتكتفى بكسر ما قبلها، والشواهد على ذلك قوله تعالى: «هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ» ومعنى الحجر/ 260/ 12 قوله تعالى: «إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ» والسبب فى ترك التنوين فى «إِرَمَ» ومعنى/ 260/ 15 «ذاتِ الْعِمادِ» قوله تعالى: «جابُوا الصَّخْرَ» وتفسيره/ 261/ 1 قوله تعالى: «وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ» وتفسيره/ 261/ 2 قوله تعالى: «فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ» وبيان أن العرب تدخل/ 261/ 5 السوط لكل نوع من العذاب قوله تعالى: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» ومعناه/ 261/ 9(3/378)
قوله تعالى: «فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ» وأوجه القراءة فى «فَقَدَرَ» / 261/ 10 قوله تعالى: «كَلَّا» ومعناه/ 261/ 13 قوله تعالى: «وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ» وأوجه القراءة/ 261/ 15 فى «تَحَاضُّونَ» والمعنى على كل قراءة قوله تعالى: «أَكْلًا لَمًّا» ومعناه/ 262/ 1 قوله تعالى: «يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي» والمقصود بقوله «لِحَياتِي» / 262/ 3 قوله تعالى: «فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ» واختلاف القراء/ 262/ 5 فى: «يُعَذِّبُ، ويُوثِقُ» قوله تعالى: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ» وبما يكون اطمئنان النفس/ 262/ 16 قوله تعالى: «ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ» وبيان أن الأمر قد يكون هنا بمعنى الخبر/ 263/ 1 قوله تعالى: «فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي» وقراءة ابن عباس فيه/ 263/ 6 سورة البلد قوله تعالى: «أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً» وأوجه القراءة فى «لبد» / 263/ 9 قوله تعالى: «وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ» ومعنى «وَأَنْتَ حِلٌّ» / 263/ 14 قوله تعالى: «وَوالِدٍ وَما وَلَدَ» وبيان أن «ما» تصلح للناس وشواهد/ 263/ 16 قرآنية على ذلك، وقد تكون «ما» هنا فى معنى المصدر قوله تعالى: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ» وبيان من نزلت فيه هذه الآية/ 264/ 4 قوله تعالى: «وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» ومعنى «النَّجْدَيْنِ» / 264/ 11 قوله تعالى: «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ» وبيان أن العرب لا تكاد تفرد «لا» / 264/ 16 في الكلام، حتى يعيدوها عليه فى كلام آخر، وتأويل الآية على حسب هذه القاعدة.(3/379)
قوله تعالى: «فَكُّ رَقَبَةٍ» واختلاف القراء فيه، وترجيح الفراء قراءة/ 265/ 4 «فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ» وسبب ذلك قوله تعالى: «أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ» ومعنى مسغبة، وما يجوز/ 265/ 13 فى إعراب «ذِي مَسْغَبَةٍ» قوله تعالى: «الموصدة» ومعناه وبيان أنه يهمز ولا يهمز/ 266/ 2 سورة الشمس وضحاها قوله تعالى: «وَالشَّمْسِ وَضُحاها» ومعنى «الضُّحى» ، والقراءة بالفتح/ 266/ 5 والكسر (الإمالة) قوله تعالى: «وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها» وإعرابه/ 266/ 11 قوله تعالى: «وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها» ومعنى «جَلَّاها» / 266/ 14 قوله تعالى: «فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها» وتفسير «فَأَلْهَمَها» / 266/ 18 قوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها» وتفسيره/ 267/ 1 قوله تعالى: «وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها»
وبيان أنّ «دَسَّاها» من دسّسْت، بُدّلَت/ 267/ 3 بعض سيناتها ياء، ولذلك نظائر قوله تعالى: «بِطَغْواها» وتصريفه، ومعناه/ 267/ 14 قوله تعالى: «إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها» وكلام فى أفعل التفضيل المضاف/ 268/ 1 إلى معرفة قوله تعالى: «فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ» وإعراب «ناقَةَ اللَّهِ» وبيان ان كلّ/ 268/ 15 تحذير فهو نصب، والعرب قد ترفعه والاستشهاد على ذلك قوله تعالى: «فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها» وبيان أنه إذا وقع الفعلان معا جاز تقديم/ 269/ 5 أيهما شئت كأن يقول: أعطيت فأحسنت أو أحسنت فأعطيت(3/380)
قوله تعالى: «فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها» ومعنى كل من «فَدَمْدَمَ» / 269/ 16 و «فَسَوَّاها» قوله تعالى: «وَلا يَخافُ عُقْباها» وقراءة كل من أهل المدينة، وأهل الكوفة/ 269/ 19 والبصرة، وبيان أي القراءتين أرجح فى رأى الفراء سورة الليل قوله تعالى: «وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى» وأوجه القراءة فيه/ 270/ 6 قوله تعالى: «إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى» ومعنى «لَشَتَّى» ، وفيمن نزلت هذه الآية/ 270/ 10 قوله تعالى: «فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى» وبيان أنه أبو بكر/ 270/ 13 قوله تعالى: «وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى» وبيان أنه أبو سفيان/ 270/ 15 قوله تعالى: «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى» ومعناه، وبيان أنه قَدْ خَلَقَ عَلَى أَنَّهُ شقي/ 270/ 17 ممنوع من الخير قوله تعالى: «إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى» ومعناه/ 271/ 7 قوله تعالى: «وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى» وتفسيره/ 271/ 11 قوله تعالى: «فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى» ومعنى «تَلَظَّى» وتعريفه/ 271/ 13 قوله تعالى: «لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى» ومعناه/ 272/ 3 قوله تعالى: «الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى» ومعنى التكذيب هنا/ 272/ 5 قوله تعالى: «وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى» والمراد بالأتقى/ 272/ 10 قوله تعالى: «وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى» وتفسيره، وبيان أن العرب/ 272/ 11 قد تضع الحرف فِي غير موضعه إِذَا كَانَ المعنى معروفا، والشواهد على ذلك قوله تعالى: «إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى» والأوجه الجائزة فى إعراب «ابْتِغاءَ» / 273/ 4(3/381)
سورة الضحى قوله تعالى: «وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» ومعنى كل من «الضُّحى» / 273/ 13 و «سَجى» قوله تعالى: «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى» والمناسبة التي نزلت فيها هذه/ 273/ 17 الآية قوله تعالى: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى» وأوجه القراءة فى «وَلَسَوْفَ» / 274/ 3 يعطيك» ومعناه، وتوضيح ذلك قوله تعالى: «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى» وتفسيره/ 274/ 10 قوله تعالى: «فَأَغْنى» وبيان أن أصله: فأغناك، وسبب طرح الكاف/ 274/ 13 قوله تعالى: «وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى وَوَجَدَكَ عائِلًا» ومعنى «ضَالًّا» و «عائِلًا» / 274/ 15 قوله تعالى: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ» والقراءات فى «تَقْهَرْ» / 274/ 18 قوله تعالى: «وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ» وتفسيره/ 275/ 1 قوله تعالى: «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» وبيان أن القرآن أعظم نعمة الله/ 275/ 3 على رسوله سورة ألم نشرح قوله تعالى: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» وتفسيره/ 275/ 7 قوله تعالى: «وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ» ومعناه/ 275/ 11 قوله تعالى: «الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» وتفسير الكلبي له/ 275/ 13 قوله تعالى: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» وبيان قراءة عبد الله له/ 275/ 15 قوله تعالى: «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ» وتفسيره/ 275/ 18(3/382)
سورة التين قوله تعالى: «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ» والمراد به/ 276/ 7 قوله تعالى: «وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ» والمراد به، وبيان أن العرب تقول للآمن: / 276/ 12 الأمين.
قوله تعالى: «فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ» ومعناه/ 276/ 16 قوله تعالى: «ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا» وكلام فى استثناء/ 277/ 3 الجمع من الواحد قوله تعالى: «فَما يُكَذِّبُكَ» وتفسيره/ 277/ 12 سورة اقرأ باسم ربك قوله تعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» وبيان أنه أول ما نزل/ 278/ 3 من القرآن قوله تعالى: «خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ» والسبب فى استعمال الجمع فى «عَلَقٍ» / 278/ 5 قوله تعالى: «أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى» وبيان أن معنى «رَآهُ» رأى نفسه، وشرح/ 278/ 8 ذلك الأسلوب من كلام العرب قوله تعالى: «أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى» وفيمن نزلت هذه الآية/ 278/ 13 قوله تعالى: «أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى» وبيان ما فيه من التهديد والوعيد/ 279/ 1 قوله تعالى: «كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ» والمراد به/ 279/ 2 قوله تعالى: «فَلْيَدْعُ نادِيَهُ» ومعنى «نادِيَهُ» / 279/ 6 قوله تعالى: «لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ» وأوجه القراءة فى «ناصية» ، وإعرابها/ 279/ 11 قوله تعالى: «فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ» ومعنى زبانية وواحده/ 279/ 15 وبيان قراءة عبد الله.(3/383)
سورة القدر قوله تعالى: «وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ» والفرق بين ما أدراك، وما يدريك/ 280/ 8 قوله تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» وتفسيره/ 280/ 11 قوله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها» وتفسيره/ 280/ 14 قوله تعالى: «مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» وأوجه القراءة/ 280/ 21 فى «كُلِّ أَمْرٍ» و «مَطْلَعِ» سورة لم يكن قوله تعالى: «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ» الآية وإيراد/ 281/ 6 أكثر من وجه فى تفسيره قوله تعالى: «وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» الآية وكلام/ 281/ 14 فى استعمال مادة الانفكاك قوله تعالى: «رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ» وقراءة أبى/ 282/ 2 قوله تعالى: «وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ» الآية، وبيان أن العرب/ 282/ 4 تجعل اللام فِي موضع (أن) فِي الأمر والإرادة كثيرا، وقراءة عبد الله قوله تعالى: «أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ» وأوجه القراءة فى «الْبَرِيَّةِ» / 282/ 10 سورة الزلزلة قوله تعالى: «إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها» وبيان المصدر والاسم فى زلزال/ 283/ 3 قوله تعالى: «وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها» ومعناه/ 283/ 11 قوله تعالى: «وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها» / 283/ 14 قوله تعالى: «بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها» وتفسيره/ 283/ 16(3/384)
قوله تعالى: «لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ» وتفسيره وأوجه القراءة فى «لِيُرَوْا» / 283/ 17 قوله تعالى: «يَرَهُ» وجواز ضم الهاء وإسكانها فيه/ 284/ 3 سورة العاديات قوله تعالى: «وَالْعادِياتِ ضَبْحاً» وتفسير ابن عباس له/ 284/ 6 قوله تعالى: «فَالْمُورِياتِ قَدْحاً» وتفسيره، وكلام فى: نار الحباحب/ 284/ 9 قوله تعالى: «فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً» والمناسبة التي قيلت فيها هذه الآية/ 284/ 13 قوله تعالى: «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً» ومعنى النقع وعلام يعود الضمير/ 285/ 1 فى «بِهِ» قوله تعالى: «فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً» والقراءة فى «فَوَسَطْنَ» / 285/ 7 قوله تعالى: «إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» وبيان معنى «لَكَنُودٌ» / 285/ 10 قوله تعالى: «وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ» وعلام يعود الضمير فى «إِنَّهُ» / 285/ 13 قوله تعالى: «وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» وروايات فى معنى «لَشَدِيدٌ» / 285/ 15 قوله تعالى: «أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ» ورسم «بُعْثِرَ» / 286/ 5 فى مصحف عبد الله، واللغات فى «بُعْثِرَ» قوله تعالى: «وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ» ومعنى «حُصِّلَ» / 286/ 8 قوله تعالى: «إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» وقراءة عبد الله/ 286/ 9 سورة القارعة قوله تعالى: «يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ» والمراد منه/ 286/ 13 قوله تعالى: «كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ» ومعناه، وقراءة عبد الله بن مسعود/ 286/ 15 قوله تعالى: «فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ» والمراد بموازينه/ 287/ 3 قوله تعالى: «فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ» ومعناه/ 287/ 8(3/385)
سورة التكاثر قوله تعالى: «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ» وسبب نزولها/ 287/ 12 قوله تعالى: «كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ» ومعنى «كَلَّا» ، / 287/ 12 وبيان أن العرب قد تكرر الكلمة على التغليظ والتخويف قوله تعالى: «عِلْمَ الْيَقِينِ» والمعنى فيه/ 287/ 19 قوله تعالى: «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها» ومعناه وأوجه القراءة فيه/ 288/ 1 قوله تعالى: «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ» والمراد «بالنعيم» والاستشهاد/ 288/ 11 على المعنى بالحديث الشريف سورة العصر قوله تعالى: «وَالْعَصْرِ» والمراد به/ 289/ 3 قوله تعالى: «لَفِي خُسْرٍ» وتفسيره/ 289/ 5 سورة الهمزة قوله تعالى: «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ» ومن نزلت فيه هذه الآية، وبيان/ 289/ 9 أنه يجوز فى العربية ذكر الشيء العام ويراد به واحد، وإشارة إلى قراءة عبد الله قوله تعالى: «الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ» والقراءة بالتخفيف والتثقيل/ 289/ 15 فى جمع- وعدده قوله تعالى: «يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ» وبيان أن المراد بأخلده. / 290/ 3
يخلده قوله تعالى: «لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» وأوجه القراءة فى «لَيُنْبَذَنَّ» / 290/ 7 قوله تعالى: «تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ» وتفسيره، / 290/ 11(3/386)
قوله تعالى: «مُؤْصَدَةٌ» والمراد به، والقراءة فيه/ 290/ 14 قوله تعالى: «فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ» وأوجه القراءة فى «عَمَدٍ» / 290/ 16 سورة الفيل قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ» وتفسيره، وقصة هذه الآية/ 291/ 9 قوله تعالى: «سِجِّيلٍ» ومعناه/ 292/ 3 قوله تعالى: «كَعَصْفٍ» والمراد به/ 292/ 5 قوله تعالى: «أَبابِيلَ» وتصريفه/ 292/ 7 سورة قريش قوله تعالى: «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ» وجواب عن السؤال: كيف ابتدئ الكلام/ 293/ 3 بلام خافضة ليس بعدها شىء يرتفع بها؟ وأوجه القراءة فى «لِإِيلافِ» ، والمعنى على كل قراءة قوله تعالى: «أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ» وتفسيره/ 294/ 1 قوله تعالى: «وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» وتفسيره/ 294/ 5 سورة الدين قوله تعالى: «أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ» وقراءة عبد الله بن مسعود/ 294/ 12 قوله تعالى: «يَدُعُّ الْيَتِيمَ» ومعناه. / 294/ 16
قوله تعالى: «وَلا يَحُضُّ» وتفسيره/ 294/ 19 قوله تعالى: «فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ» والمراد بالمصلين/ 295/ 1 قوله تعالى: «الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ» وتفسير ابن عباس لقوله/ 295/ 2 «ساهُونَ» ، وقراءة عبد الله قوله تعالى: «الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ» وتفسير «يُراؤُنَ» / 295/ 4(3/387)
قوله تعالى: «وَيَمْنَعُونَ» والمراد بالماعون/ 295/ 5 سورة الكوثر قوله تعالى: «إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ» والمراد بالكوثر/ 295/ 17 قوله تعالى: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» وتفسيره/ 296/ 3 قوله تعالى: «إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» وتفسيره/ 296/ 11 سورة الكافرين قوله تعالى: «لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ» والمناسبة التي نزلت فيها هذه الآية/ 297/ 3 قوله تعالى: «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» ولماذا حذف الياء فلم يقل: دينى؟ / 297/ 7 سورة الفتح قوله تعالى: «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» والمراد بالفتح/ 297/ 10 قوله تعالى: «وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً» وتفسيره/ 297/ 12 قوله تعالى: «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» والمراد بقوله: فسبّح/ 297/ 14 سورة أبى لهب قوله تعالى: «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» وقصة هذه الآية، وقراءة عبد الله/ 298/ 3 والمعنى على كل قراءة، وتفسير القراء لقوله: «وَتَبَّ» قوله تعالى: «وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ» والأوجه الاعرابية الجائزة/ 298/ 11 فى «حَمَّالَةَ» والمعنى على كل وجه.، وقراءة عبد الله بن مسعود قوله تعالى: «فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ» ومعنى «جِيدِها» ومن «مَسَدٍ» / 299/ 3 سورة الإخلاص قوله تعالى: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وقصة هذه الآية، وكلام فى الضمير: «هُوَ» / 299/ 6 قوله تعالى: «كُفُواً أَحَدٌ» والقراءة بالتخفيف والتثقيل فى قوله: «كُفُواً» / 299/ 15(3/388)
وأوجه القراءة فيه والاستشهاد على كل وجه من القرآن الكريم والشعر سورة الفلق قوله تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» والمراد بالفلق، وقصة هذه الآية/ 301/ 3 قوله تعالى: «وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ» والمراد بكل من: الغاسق، / 301/ 9 والوقب قوله تعالى: «وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ» وتفسيره/ 301/ 11 سورة الناس قوله تعالى: «مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ» والمراد بالوسواس الخناس/ 302/ 3 قوله تعالى: «يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ» وتفسير/ 302/ 5 وقوع الناس على الجنة وعلى الناس(3/389)