ـ[الجدول في إعراب القرآن]ـ
المؤلف: محمود بن عبد الرحيم الصافي
الناشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق
الطبعة: الرابعة، 1418 هـ
عدد الأجزاء: 31 (30 ومجلد فهارس) في 16 مجلدا
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة مقارنة تفاسير](/)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الجزء الأول
سورة الفاتحة
[سورة الفاتحة (1) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
الإعراب:
(بسم) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. والمبتدأ محذوف تقديره: ابتدائي»
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة. (الرحمن) نعت للفظ الجلالة تبعه في الجر. (الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة تبعه في الجر.
الصرف:
(اسم) فيه إبدال، أصله سمو، حذف حرف العلة وهو لام الكلمة وأبدل عنه همزة الوصل. ودليل الواو جمعه على أسماء وأسامي، وتصغيره سمىّ. والأصل أسماو وأسامو وسموي، فجرى فيها الإعلال بالقلب.
(الله) .. أصله الإلاه، نقلت حركة الهمزة إلى لام التعريف ثم سكنت وحذفت الألف الأولى لالتقاء الساكنين وأدغمت اللام في اللام الثانية..
وحذفت الألف بعد اللام الثانية لكثرة الاستعمال. فالإله مصدر من أله يأله إذا عبد، والمصدر في موضع المفعول أي المعبود.
__________
(1) يجوز أن يكون التعليق بفعل محذوف تقديره أبدأ على رأي الكوفيين.. وقد حذفت الألف في البسملة لكثرة الاستعمال، ولا تحذف في غيرها: باسمك اللهم أبدأ..(1/21)
(الرحمن) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، وزنه فعلان من فعل رحم يرحم باب فرح.
(الرحيم) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، أو صفة مشبهة باسم الفاعل وزنه فعيل من فعل رحم يرحم.
البلاغة
1- التكرير: لقد كرّر الله سبحانه وتعالى ذكر الرحمن الرحيم لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج وقد ذكر المنعم دون المنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال: «ربّ العالمين الرحمن» بهم أجمعين.
2- قدم سبحانه الرحمن على الرحيم مع أن الرحمن أبلغ من الرحيم، ومن عادة العرب في صفات المدح الترقي في الأدنى الى الأعلى كقولهم: فلان عالم نحرير. وذلك لأنه اسم خاص بالله تعالى كلفظ «الله» ولأنه لما قال «الرحمن» تناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها، وأردفه «الرحيم» كتتمة والرديف ليتناول ما دقّ منها ولطف. وما هو من جلائل النعم وعظائمها وأصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها وفروعها. وافراد الوصفين الشريفين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة.
فباسم الله تعالى تتم معاني الأشياء ومن مشكاة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تشرق على صفحات الأكوان أنوار البهاء.
الفوائد
البسملة:
عني العلماء ببحث البسملة من سائر وجوهها، نخص منها بالذكر:
1- اختلفوا حول كونها آية من كتاب الله أم لا، فابن مسعود ومالك والأحناف وقراء المدينة والبصرة والشام لا يرونها آية.(1/22)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
وابن عباس وابن عمر والشافعي وقراء مكة والكوفة يرون أنها آية من كل سورة.
2- نزلت البسملة مجزّأة: الجزء الأول في قوله تعالى: «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها» الثاني: في قوله: «ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ» الثالث في قوله: «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
[سورة الفاتحة (1) : آية 2]
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)
الإعراب:
(الحمد) مبتدأ مرفوع. (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ تقديره ثابت أو واجب. (ربّ) نعت «1» للفظ الجلالة تبعه في الجر وعلامة الجر الكسرة. (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
وجملة: «الحمد لله..» لا محل لها ابتدائية.
الصرف:
(الحمد) مصدر سماعي لفعل حمد يحمد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (ربّ) مصدر يرب باب نصر، ثم استعمل صفة كعدل وخصم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(العالمين) جمع العالم، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، وهو مشتق إما من العلم بكسر العين أو من العلامة، وزنه فاعل بفتح العين، وكذلك جمعه.
__________
(1) أو بدل من لفظ الجلالة.(1/23)
البلاغة
1- إن جملة الْحَمْدُ لِلَّهِ خبر، لكنها استعملت لإنشاء الحمد وفائدة الجملة الاسمية ديمومة الحمد واستمراره وثباته. وفي قوله «لله» فن الاختصاص للدلالة على أن جميع المحامد مختصة به سبحانه وتعالى.
2- لما افتتح سبحانه وتعالى كتابه بالبسملة وهي نوع من الحمد ناسب أن يردفها بالحمد الكلي الجامع لجميع أفراده البالغ أقصى درجات الكمال.
3- أما حمد الله تعالى نفسه فإنه إخبار باستحقاق الحمد وأمر به أو أنه مقول على ألسنة العباد، أو مجاز عن إظهار الصفات الكمالية الذي هو الغاية القصوى من الحمد.
وقد قدم الحمد على الاسم الجليل لاقتضاء المقام فريد اهتمام به، وإن كان ذكر الله تعالى أهم في نفسه والأهمية تقتضي التقديم.
الفوائد
الفاتحة:
لا تكاد تحصى فوائدها نختار منها:
1- نزل بها الوحي مرتين. الأولى في مكة عند ما فرضت الصلاة.
الثانية في المدينة عند ما تحولت القبلة.
2- للفاتحة أسماء عدة: فاتحة الكتاب، وأم القرآن، وأم الكتاب، وسورة الكنز، وسورة الحمد والشكر والدعاء، وسورة الصلاة وسورة الشفاء، والسبع المثاني.
3- وقع أسلوب الالتفات خلال هذه السورة فقد بدأت بالحديث عن الغائب ثم تحولت الى أسلوب الخطاب، وهذا ضرب من أضرب البلاغة الشائعة في كلام العرب.(1/24)
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
4- تشتمل الفاتحة على الكليات الأساسية في التصور الإسلامي، ولذلك فرض الله تكرارها في كل صلاة بل في كل ركعة،
وقد ورد في حديث مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله «صلّى الله عليه وسلّم» قوله: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل: إذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قال الله: أثنى عليّ عبدي.
فإذا قال: مالِكِ يَوْمِ. قال الله مجدني عبدي. وإذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» .
[سورة الفاتحة (1) : آية 3]
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3)
الإعراب:
(الرحمن) نعت للفظ الجلالة «1» . (الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة.
[سورة الفاتحة (1) : آية 4]
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
الإعراب:
(مالك) نعت للفظ الجلالة «2» مجرور مثله. (يوم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة.
(الدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة.
الصرف:
(مالك) اسم فاعل من ملك يملك على معنى الصفة المشبهة لدوام الملكية، باب ضرب وزنه فاعل جمعه ملّاك ومالكون.
(يوم) اسم بمعنى الوقت المحدد من طلوع الشمس إلى غروبها أو
__________
(1) أو بدل من لفظ الجلالة ومثله الرحيم.
(2) أو بدل من لفظ الجلالة.(1/25)
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
غير المحدد. وهنا جاء بمعنى يوم القيامة. وجمعه أيّام، وجمع الجمع أياويم.
(الدين) مصدر دان يدين باب ضرب بمعنى جزى وأطاع أو خضع، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ديانة بكسر الدال. والدين معناه الجزاء أو الطاعة، وقد يكون بمعنى الملّة أو العادة.
[سورة الفاتحة (1) : آية 5]
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
الإعراب:
(إيّاك) ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم، أو (إيّا) ضمير مبني في محل نصب مفعول به، و (الكاف) حرف خطاب. (نعبد) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن و (الواو) عاطفة. (إياك نستعين) تعرب كالسابق.
وجملة: «إياك نعبد..» لا محل لها استئنافية.
وجملة: «إياك نستعين..» لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد.
الصرف:
(نستعين) ، فيه إعلال أصله نستعون من العون، بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين وسكنت الواو- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب-.
البلاغة
1- كرّر الله سبحانه وتعالى «إيّاك» لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم وهي قطع الاشتراك بين العاملين إذ لو قال: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ ونستعين» لم يظهر أن التقدير إيّاك نعبد وإيّاك نستعين أو إيّاك نعبد ونستعينك، وإنه لم يقل(1/26)
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
نستعينك مع أنه مفيد لقطع الاشتراك بين العاملين وذلك لكي يفيد الحصر بين العاملين.
وقدم العبادة على الاستعانة مع أن الاستعانة مقدمة، لأن العبد يستعين الله على العبادة ليعينه عليها، وذلك لأن الواو لا تقتضي الترتيب، والاستعانة هي ثمرة العبادة، ولأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة إليها.
2- الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة الى الخطاب وتلوين للنظم من باب الى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام ومسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب الى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم والخطاب والغيبة الى كل واحد من الآخرين. كما في قوله تعالى «اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً» .
3- وإيثار صيغة المتكلم مع الغير في الفعلين للإيذان بقصور نفسه وعدم لياقته بالوقوف في مواقف الكبرياء منفردا وعرض العبادة واستدعاء المعونة والهداية مستقلا وأن ذلك إنما يتصور من عصابة هو من جملتهم وجماعة هو من زمرتهم كما هو ديدن الملوك، أو للإشعار باشتراك سائر الموحدين له في الحال العارضة له بناء على تعاضد الأدلة الملجئة الى ذلك.
[سورة الفاتحة (1) : آية 6]
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
الإعراب:
(اهد) فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة، و (نا) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (الصراط) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة «1» .
__________
(1) الفعل (هدى) يتعدى إلى المفعول الثاني من غير حرف جر أو بحرف الجر اللام أو بحرف الجر إلى. جاء في المحيط: هداه الله الطريق وله وإليه.(1/27)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
(المستقيم) نعت للصراط منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة.
والجملة: لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(اهدنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، أصله في المضارع المرفوع تهدينا، وزن اهدنا افعنا (الصراط) ، هو بالسين والصاد، وفي قراءة الصاد إبدال حيث قلبت السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق.
(المستقيم) ، اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.. وفيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين.
البلاغة
1- «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» والمستقيم المستوي والمراد به طريق الحق وهي الملة الحنيفية السمحة المتوسطة بين الإفراط والتفريط. فقد شبه الدين الحق بالصراط المستقيم، ووجه الشبه بينهما أن الله سبحانه وإن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات، ليكرم الوصول والموافاة وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
2- لقد كرّر سبحانه وتعالى ذكر «الصراط» لأنه المكان المهيّأ للسلوك، فذكر في الأول المكان دون السّالك فأعاده مع ذكره بقوله «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» المصرح فيه ما يخرج اليهود وهم المغضوب عليهم والنصارى وهم الضالون.
[سورة الفاتحة (1) : آية 7]
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
الإعراب:
(صراط) بدل من صراط الأول تبعه في النصب، وعلامة(1/28)
نصبه الفتحة. (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه. (أنعمت) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع، و (التاء) ضمير متصل في محل رفع فاعل. (عليهم) ، (على) حرف جر و (الهاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ب (على) متعلق ب (أنعمت) ، و (الميم) حرف لجمع الذكور (غير) بدل من اسم الموصول (الذين) تبعه في الجر «1» . (المغضوب) مضاف إليه مجرور (عليهم) كالأول في محل رفع نائب فاعل للمغضوب، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الضالّين) معطوف على (غير) مجرور مثله وعلامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة: أنعمت عليهم ... لا محل لها صلة الموصول.
الصرف:
(المغضوب) ، اسم مفعول من غضب باب فرح، وزنه مفعول.
(الضالّين) ، جمع الضال وهو اسم فاعل من ضلّ يضلّ باب ضرب وزنه فاعل، وأدغمت عين الكلمة في لامه لأنهما الحرف ذاته.
(غير) اسم مفرد مذكّر دائما، قد يكون نعتا وقد يكون أداة استثناء..
فاذا أريد به مؤنث جاز تأنيث فعله المسند إليه. تقول: قامت غير هند
__________
(1) أو بدل من الضمير في (عليهم) ، أو نعت لاسم الموصول. وهذا الأخير مردود عند المبرد لأن (غير) عنده لا يكون إلا نكرة وإن أضيفت، والاضافة فيه لفظية و (الذين) معرفة.. وقد أجيب عن هذا الاعتراض بجوابين:
الأول: أن (غير) يكون نكرة إذا لم يقع بين ضدين، فاذا وقع- كما في الآية السابقة- فقد انحصرت الغيرية، فيتعرف حينئذ بالإضافة.
الثاني: أن الموصول أشبه النكرات بالإبهام الذي فيه، فعومل معاملة النكرات.(1/29)
وتعني بذلك امرأة.. وهو ملازم للإضافة لفظا وتقديرا. فإدخال الألف واللام عليه خطأ.
البلاغة
1- التفسير بعد الإبهام: في هذه الآية الكريمة حيث وضح بأن الطريق المستقيم بيانه وتفسيره: صراط المسلمين، ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه كما تقول: هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك:
هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا أولا ومفصلا ثانيا. وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل.
2- التسجيع: في الرحيم والمستقيم، وفي نستعين والضالين. والتسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن والرّوي.
3- ولو نلاحظ ما فائدة دخول «لا» في قوله تعالى «وَلَا الضَّالِّينَ» مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود، وذلك لتأكيد النفي المفاد من «غير» .
4- الاستهلال:
لقد استهل الله سبحانه وتعالى القرآن بالفاتحة، والاستهلال فن من أرق فنون البلاغة وأرشقها، وحدّه: أن يبتدئ المتكلم كلامه بما يشير الى الغرض المقصود من غير تصريح بل بإشارة لطيفه.
5- العدول عن اسناد الغضب إليه تعالى كالإنعام. جرى على منهاج الآداب التنزيليه في نسبة النعم والخيرات إليه عز وجل دون أضدادها كما في قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ(1/30)
الم (1)
سورة البقرة
من الآية 1- إلى الآية 141
[سورة البقرة (2) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1)
الإعراب:
حروف مقطّعة لا محل لها من الإعراب. وهذا اعتمادا على أصح الأقوال وأسهلها وأبعدها عن التأويل «1» .
البلاغة
- إن هذه الأحرف في أوائل السور من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه وهي سرّ القرآن، وفائدة ذكرها طلب الإيمان بها.
وإن تسميتها حروفا مجاز، وإنما هي أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة.
__________
(1) من أوجه إعراب أخر لهذه الحروف ضربنا صفحا عنها لأنها أقرب الى التعقيد والتكلف.(1/31)
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
الفوائد
- هذه السورة من أوائل ما نزل من السور بعد الهجرة. وليس المقصود نزولها بتمامها، وإنما المقصود نزول أولها، إذ المعول في الترتيب الزمني لنزول السور بنزول أوائلها.
- تفتتح السورة بتقرير مقومات الايمان الواردة في قوله تعالى: (من الآية 1 الى 5) «الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» .
- ثمة آراء متعددة حول المقصود بهذه الأحرف الواردة في أوائل السور.
ونذكر على سبيل المثال الرأي القائل بأن ورود هذه الأحرف ضرب من الإعجاز يحمل في طياته نوعا من الجرس الموسيقي الذي يتناسق مع موسيقا آيات السورة بكاملها. ونضيف الى ذلك احتمال أن الله يذكرنا بهذه الأحرف الهجائية والتي تتكون منها الكلمات وهذه بدورها تحمل إلينا رسالة القرآن ورسالة الحرف والكلمة التي امتاز بها الإنسان عن سائر مخلوقات الله من الحيوان. قال الزمخشري الحروف في أوائل السور أربعة عشر حرفا نصف أحرف الهجاء وهي مشتملة على أصناف أجناس الحروف كالمهموسة والمجهورة إلخ فسبحان من دقّق حكمته.
[سورة البقرة (2) : آية 2]
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب. (الكتاب) بدل من (ذا) ، أو عطف بيان تبعه في الرفع «1» (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (في) حرف جر و (الهاء) ضمير متصل مبني في محل
__________
(1) يجوز أن يكون خبرا للمبتدأ (ذا) ، وجملة: لا ريب فيه.. حال.(1/32)
جر ب (في) متعلق بمحذوف خبر لا. (هدى) خبر ثان للمبتدأ (ذا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر «1» (للمتقين) جار ومجرور متعلّق ب (هدى) ، أو بمحذوف نعت له، وعلامة الجر الياء لأنّه جمع مذكّر سالم.
وجملة: «ذلك الكتاب..» لا محل لها ابتدائية.
وجملة: «لا ريب فيه..» في محل رفع خبر المبتدأ (ذا) .
الصرف:
(ذا) اسم للإشارة، والألف من أصل الاسم، وفيه حذف بعض حروفه لأن تصغيره ذيّا، فوزنه فع بفتح فسكون، وألفه منقلبة عن ياء- كما يقول ابن يعيش- قالوا: أصله ذيّ زنة حيّ، ثم حذفت لام الكلمة فبقي ذي، ساكن الياء، ثم قلبت الياء ألفا حتى لا يشابه الأدوات كي، أي.
(الكتاب) ، اسم جامد يدل على القرآن الكريم، والأصل في اللفظ أخذه من المصدر الكتابة.
(ريب) ، مصدر راب يريب باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(هدى) ، مصدر سماعي لفعل (هدى) باب ضرب. وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله هدي بياء في آخره، لأنك تقول هديت، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأعلّت في المصدر كما أعلّت في الفعل.
(المتقين) ، اسم فاعل مفرده المتّقى، من فعل اتّقى الخماسيّ، على وزن مضارعه بابدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.
__________
(1) يجوز أن يكون حالا من الضمير في (فيه) ، أي لا ريب فيه هاديا. والعامل فيه معنى الإشارة.(1/33)
وفي (المتقين) إعلال بالحذف، حذفت الياء الأولى بعد الجمع بسبب التقاء الساكنين، وزنه مفتعين. وفي (المتقين) إبدال- كما في فعله- فالفعل (اتّقى) الذي مجرّده (وقى) قلبت فيه فاء الكلمة- وهي الواو- إلى تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا مطّرد في كل من الواو والياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال حيث تقلبان تاء في الأفعال ومشتقاتها. وما جرى من إبدال في الفعل جرى في اسم الفاعل (المتقين) .
البلاغة
1- التقديم: فقد قدم (الريب) على الجار والمجرور لأنه أولى بالذكر ولم يقل سبحانه وتعالى (لا فيه ريب) على حد «لا فِيها غَوْلٌ» لأن تقديم الجار والمجرور يشعر بما يبعد عن المراد وهو أن كتابا غيره فيه الريب كما قصد في الآية تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها فليس فيها ما في غيرها من العيب.
2- وضع المصدر «هدى» موضع الوصف المشتق الذي هو هاد وذلك أوغل في التعبير عن ديمومته واستمراره.
3- فإن قلت: كيف قال «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» وفيه تحصيل حاصل، لأن المتقين مهتدون؟
قلت: إنما صاروا متقين باستفادتهم الهدى من الكتاب، أو المراد بالهدى الثبات والدوام عليه. أو أراد الفريقين واقتصر على المتقين، لأنهم الفائزون بمنافع الكتاب، وللإيجاز كما في قوله تعالى سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ أي والبرد فحذف الثاني للإيجاز.
الفوائد
- فائدة إملائية: كثير من الكلمات في القرآن الكريم احتفظت برسمها كما رسمت من أيام عثمان مثل: «الكتب، الصلوة، رزقهم، الحيوة» على حين أنها تغيرت في الكتابة المدرسية ونحن نعلم أن أبا الأسود الدؤلي بدأ في وضع(1/34)
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
علامات الإعراب، والحجاج بن يوسف الثقفي قام بتنقيط الأحرف الهجائية ولم نعلم من التاريخ متى حصل تطوير الكتابة العربية حيث أصبحت مغايرة لكتابة ورسم الكلمات في المصحف.
- الاسم الثلاثي المعتل الآخر والفعل الثلاثي المعتل الآخر مثل «هدى وغزا» إذا كان أصل الألف ياء رسمت بالياء وإن كانت واوا كتبت ألفا وهذا يقودنا الى وجوب معرفة أصل حرف العلة واوا أو ياء. ولمعرفة ذلك ثلاث وسائل:
الأولى: أن نحول الفعل الى مضارعه، الثانية: أن نسند ماضيه الى تاء الفاعل. الثالثة: أن نعيده الى مصدره. مثل رمى يرمي رميت رميا وغزا يغزو غزوت غزوا.
[سورة البقرة (2) : آية 3]
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر نعت ل (المتقين) «1» . (يؤمنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون فهو من الأفعال الخمسة و (الواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
(بالغيب) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون) «2» . (الواو) عاطفة (يقيمون) مثل يؤمنون. (الصلاة) مفعول به منصوب. (الواو) عاطفة (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر ب (من) متعلّق ب (ينفقون) «3» . (رزقنا) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
__________
(1) ويجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم. أو مبتدأ خبره جملة أولئك على هدى.
(2) هذا التعليق عائد إلى معنى الغيب على أنّه مصدر قصد به الوصف أي بما غاب عنهم من جنّة أو نار أو بعث.. إلخ. ويجوز أن يكون حالا من فاعل يؤمنون أي متلبّسين بالغيبة.
(3) ويجوز أن تكون (ما) موصوفة في محلّ جرّ، والجملة بعدها نعت لها.(1/35)
(نا) وهو ضمير متصل في محل رفع فاعل، و (الهاء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به و (الميم) حرف دال على جمع الذكور.
(ينفقون) مثل يؤمنون.
جملة: «يؤمنون بالغيب..» لا محل لها صلة الموصول.
وجملة: «يقيمون الصلاة..» لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «رزقناهم..» لا محل لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ينفقون..» لا محل لها معطوفة على جملة يؤمنون بالغيب.
الصرف:
(يؤمنون) ، فيه حذف همزة تخفيفا، وأصله يؤأمنون، وماضيه آمن، فالمدّة مكونة من همزتين: الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأمن على وزن أفعل، وفي المضارع تحذف إحدى الهمزتين لاجتماع ثلاث همزات في المتكلّم، وهذا يثقل في اللفظ ثم بقي الحذف في الغائب والمخاطب فقيل: يؤمنون زنة يفعلون بضم الياء. وهذا الحذف مطّرد في مثل هذه الأفعال وفي مشتقاتها: أسماء الفاعلين وأسماء المفعولين.
(الغيب) ، مصدر غاب يغيب باب ضرب، وهو بمعنى الغائب أي يؤمنون بالغائب عنهم، ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيّب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(يقيمون) ، جرى فيه حذف الهمزة تخفيفا مجرى يؤمنون لأن ماضيه أقام وزنه أفعل.. وفيه إعلال بقلب عين الكلمة الواو إلى ياء وأصله(1/36)
يقومون بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فسكّنت- وهو إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى القاف، فلمّا سكّنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء فقيل يقيمون وزنه يفعلون بضم الياء.
(الصلاة) ، اسم مصدر لفعل صلّى الرباعيّ، أو هو مصدر له، والألف في الصلاة منقلبة عن واو لأن جمعه صلوات، وأصله صلوة، جاءت الواو متحرّكة مفتوح ما قبلها قلبت ألفا. وقد استعمل المصدر هنا استعمال الأسماء غير المصادر لأنه يدلّ على أقوال وأفعال مخصوصة.
(ينفقون) ، ماضيه أنفق على وزن أفعل، فهناك حذف للهمزة جرى مجرى يؤمنون.
البلاغة
1- التكرار: في قوله تعالى يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ويُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وفي تكرار اسم الموصول (الذين) وإن كان الموصوف واحدا، وقد يكون الموصوف مختلفا فهو تكرار للفظ دون المعنى. وفائدته الترسيخ في الذهن، والتأثير في العاطفة.
- «وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ» إسناد الرزق الى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال الطلق الذي يستأهل أن يضاف الى الله، ويسمى رزقا منه. وأدخل «من» التبعيضيه صيانة لهم وكفا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه.
وقدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم، كأنه قال: ويخصون بعض المال الحلال بالتصدّق به.
الفوائد
1- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ «البقرة آية 3» كان الإيمان بالغيب ولم يزل هو(1/37)
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
الفارق الأول بين الإنسان والحيوان، خلافا للماديين في كل زمان الذين لا يؤمنون إلا بما يخضع للحواس.
[سورة البقرة (2) : آية 4]
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الاسم الموصول في الآية السابقة. (يؤمنون) كالأول في الآية السابقة. (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بها (يؤمنون) .
(أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إليك) ، (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ ب (إلى) متعلّق ب (أنزل) . (الواو) عاطفة (ما أنزل) يعرب كالأول معطوف عليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوقنون) ، (هم) ضمير بارز في محلّ رفع مبتدأ. (يوقنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون و (الواو) ، ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
جملة: «يؤمنون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أنزل إليك..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «أنزل من قبلك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «هم يوقنون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة يؤمنون.
وجملة: «يوقنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .(1/38)
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
الصرف:
(قبل) اسم، ظرف للزمان، معرب، يجوز بناؤه على الضمّ إذا قطع عن الاضافة لفظا، وزنه فعل بفتح فسكون.
(الآخرة) ، مؤنّث الآخر على وزن اسم الفاعل ولكن استعمل هنا استعمال الاسم الجامد لأنه يدّل على دار البقاء. والمد فيه منقلب عن همزة وألف ساكنة، والأصل (أأخرة) .
(يوقنون) ، جرى فيه حذف الهمزة كما جرى في (يؤمنون) .. وفي الفعل اعلال بالقلب فماضيه أيقن، وأصل مضارعه ييقن، جاءت الياء الثانية ساكنة بعد ضم قلبت واوا فصار يوقن، ووزن يوقنون يفعلون بضم الياء.
[سورة البقرة (2) : آية 5]
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
الإعراب:
(أولاء) ، اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، و (الكاف) حرف خطاب. (على هدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف للتّعذّر.
(من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (هدى) ، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. (الواو) عاطفة (أولئك) يعرب كالأول (هم) ضمير فصل «1» لا محلّ له.
(المفلحون) خبر المبتدأ (أولئك) مرفوع وعلامة الرفع الواو لأنه جمع مذكّر سالم.
__________
(1) يجوز أن يعرب في محلّ رفع مبتدأ خبره المفلحون.. وجملة هم المفلحون خبر المبتدأ (أولئك) .(1/39)
جملة: «أولئك على هدى ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: «أولئك هم المفلحون..» لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافية.
الصرف:
(أولى) ، اسم إشارة يأتي مقصورا وممدودا (أولاء) ، والواو في كليهما زائدة.
(المفلحون) ، جمع المفلح، اسم فاعل من أفلح الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، ولهذا حذفت منه الهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه إذ أصله يؤفلحون.
البلاغة
1- «عَلى هُدىً» إن ما في هذا القول من الإبهام المفهوم من التنكير لكمال تفخيمه كأنه قيل على أي هدى لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره.
وإيراد كلمة الاستعلاء بناء على تمثيل حالهم في ملابستهم بالهدى بحال من يعتلي الشيء ويستولي عليه بحيث يتصرف فيه كيفما يريد أو على استعارتها لتمسكهم بالهدى استعارة تبعية متفرعة على تشبيهه باعتلاء الراكب واستوائه على مركوبه أو على جعلها قرينة للاستعارة بالكناية بين الهدى والمركوب للإيذان بقوة تمكنهم منه وكمال رسوخهم فيه.
2- والذي هو أرسخ عرفا في البلاغة أن يقال إن قوله «الم» جملة برأسها، أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها و «ذلِكَ الْكِتابُ» جملة ثانية و «لا ريب فيه» ثالثة. و «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» رابعة. وقد أصيب بترتيبها مفصل البلاغة وموجب حسن النظم، حيث جيء بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق، وذلك لمجيئها متآخية آخذا بعضها بعنق بعض. فالثانية متحدة بالأولى معتنقة لها، وهلم جرا، الى الثالثة والرابعة.(1/40)
بيان ذلك أنه نبه أولا على أنه الكلام المتحدي به، ثم أشير إليه بأنه الكتاب المنعوت بغاية الكمال. فكان تقريرا لجهة التحدي، وشدّا من أعضائه. ثم نفى عنه أن يتشبث به طرف من الريب. ثم أخبر عنه بأنه هدى للمتقين، فقرر بذلك كونه يقينا لا يحوم الشك حوله، ثم لم تخل كل واحدة من الأربع من نكتة ذات جزالة. ففي الأولى الحذف والرمز الى الغرض بألطف وجه وأرشقه، وفي الثانية ما في التعريف من الفخامة، وفي الثالثة ما في تقديم الريب على الظرف وفي الرابعة الحذف. ووضع المصدر الذي هو «هدى» موضع الوصف الذي هو «هاد» وإيراده منكرا. والإيجاز في ذكر المتقين.
زادنا الله اطلاعا على أسرار كلامه، وتبيينا لنكت تنزيله، وتوفيقا للعمل بما فيه.
الفوائد
1- قوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ.
في هذه الآية نقطة بلاغية كريمة فقد أشار سبحانه الى تمكنهم من الهداية بأن جعلهم يعتلونها كما يعتلى الراكب المطية وهي استعارة تبعية لأنها جرت بالحرف بدلا من الاسم وبالجزء بدلا من الكل. وفي هذا التعبير سمة من سمات الاعجاز القرآني فبدلا من الوصف المباشر بأن يقول: «أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» فقد أخبر بأنهم على هداية اشارة الى قوة الاهتداء وتمكن المؤمن من الهداية.
2- لا بد من تقرير هذه القاعدة التي هي من البديهيات والتي يحسن بطالب المعرفة أيّا كانت درجته أن يضعها نصب عينيه وهي: «إنّ كل ضمير يتصل باسم فهو في محل جر بالاضافة» بخلاف الضمير المتصل بالفعل فقد يكون فاعلا مثل «يخادعون» فالواو فاعل وقد يكون مفعولا به كقوله تعالى: «فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً» فالضمير «هم» في محل نصب مفعول به.(1/41)
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)
ولاستيفاء الفائدة، لا بد من الاشارة الى أنه لدى اعراب الضمير لا بد من ذكر نوعه وبنائه ومحله من الاعراب.
3- اختلف سيبويه والكسائي حول مادة «الناس» فذهب سيبويه إلى أنه من مادة «أنس» من الأنس واتجه الكسائي الى أنه من مادة «نوس» من الحركة.
وبما أن الإنسان تغلب عليه صفة الأنس ويكاد ينفرد بها عن سائر الحيوان في حين أنه يشترك في صفة الحركة مع جميع الأحياء ويعجزنا وجود بعض أصناف الحيوان أكثر حركة من الإنسان، ولهذا يبدو أن الحق في جانب «سيبويه» ولا نكون مجانبين الصواب إذا أخذنا برأيه دون رأي الكسائي فرجحنا أن اسم الإنسان هو من الأنس وليس من الحركة وهي «النوسان» .
[سورة البقرة (2) : آية 6]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب اسم إنّ.
(كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ، و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (سواء) خبر مقدّم مرفوع «1» . (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ و (الميم) حرف لجمع الذكور، والجارّ والمجرور متعلقان ب (سواء) . (الهمزة) مصدريّة للتسوية (أنذر) فعل ماض مبني على السكون لاتّصاله بضمير الرفع و (التاء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (الميم) حرف لجمع الذكور (أم) حرف عطف معادل لهمزة التسوية (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تنذر) مضارع مجزوم و (هم) ضمير متّصل مفعول به.
والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخّر أي سواء عليهم إنذارك لهم أم عدم إنذارك (لا) نافية (يؤمنون) مضارع
__________
(1) أو خبر (إنّ) والمصدر المؤول (أأنذرتهم) فاعل له لأنه بمعنى مستو. أو مبتدأ والمصدر المؤول خبر. [.....](1/42)
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
مرفوع و (الواو) ضمير متصل في محلّ رفع فاعل.
وجملة: «إن الذين ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «سواء عليهم ... » لا محلّ لها اعتراضية «1» .
وجملة: «أنذرتهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «لم تنذرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «لا يؤمنون ... » في محل رفع خبر (إنّ) . «2»
الصرف:
(الذين) اسم موصول، جمع الذي- على رأي ابن يعيش- و (ال) فيه زائدة لازمة (سواء) ، مصدر واقع موقع اسم الفاعل أي مستو ... وفيه إبدال حرف العلّة بعد الألف همزة، وأصله سواي لأنه من باب طويت وشويت.. فلمّا جاءت الياء متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وزنه فعال بفتح الفاء.
[سورة البقرة (2) : آية 7]
خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7)
الإعراب:
(ختم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. (الواو) عاطفة (على سمع)
__________
(1) أو خبر (إنّ) والمصدر المؤول (أأنذرتهم) فاعل له لأنه بمعنى مستو. أو مبتدأ والمصدر المؤول خبر.
(2) يجوز أن تكون جملة «سواء عليهم» في محل رفع خبر (إنّ) أوّل، وجملة (لا يؤمنون) خبر ثان، أو لا محلّ لها استئنافية أو في محلّ نصب حال.(1/43)
جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) على حذف مضاف أي مواضع سمعهم، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (على أبصار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) في محلّ جرّ مضاف إليه (غشاوة) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (الميم) لجمع الذكور (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (عظيم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله.
جملة: «ختم الله ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «على أبصارهم غشاوة ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
الصرف:
(قلوبهم) جمع قلب، اسم جامد للعضو المعروف.
(سمعهم) مصدر سمع يسمع باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون (أبصارهم) جمع بصر مصدر بصر يبصر باب كرم وزنه فعل بفتحتين.
(غشاوة) اسم جامد لما يغطي العين وزنه فعالة بكسر الفاء، ويجوز فتحها.
(عذاب) اسم مصدر لفعل عذّب الرباعيّ، وزنه فعال بفتح الفاء.
(عظيم) صفة مشبّهة من عظم يعظم باب كرم، وزنه فعيل.
البلاغة
1- في الآية استعارة تصريحية أصلية أو تبعية إذا أوّلت الغشاوة بمشتق، أو جعلت اسم آلة على ما قيل، ويجوز أن يكون في الكلام استعارة تمثيلية بأن يقال شبهت حال قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم مع الهيئة الحادثة فيها المانعة من(1/44)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
الاستنفاع بها بحال أشياء معدة للانتفاع بها في مصالح مهمة مع المنع من ذلك الختم والتغطية ثم يستعار للمشبه اللفظ الدال على المشبه به فيكون كل واحد من طرفي المشبه مركبا والجامع عدم الانتفاع بما أعد له.
2- فإن قلت: فلم أسند الختم إلى الله تعالى وإسناده إليه يدل على المنع من قبول الحق والتوصل إليه بطرقه وهو قبيح والله يتعالى عن فعل القبيح «1» ؟ قلت:
القصد الى صفة القلوب بأنها كالمختوم عليها. وأما اسناد الختم الى الله عز وجل، فلينبه على أن هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها كالشيء الخلقي غير العرضي.
3- وحد السمع لوحدة المسموع دون القلوب والأبصار لتنوع المدركات والمرئيات.
4- وصف العذاب بقوله «عظيم» لتأكيد ما يفيده التنكير من التفخيم والتهويل والمبالغة في ذلك أي لهم من الآلام العظام نوع عظيم لا يبلغ كنهه ولا تدرك غايته.
5- التنكير: في قوله «غشاوة» وذلك للتفخيم والتهويل.
[سورة البقرة (2) : آية 8]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
الإعراب:
(الواو) عاطفة أو استئنافية (من) حرف جرّ (الناس) مجرور به وعلامة الجرّ الكسرة، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم «2» . (من) اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «3» (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
__________
(1) يشير بهذا إلى اعتقاد المعتزلة بأن الله تعالى يجب عليه فعل الأصلح لعبده وهذا باطل
(2) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور نعتا لمنعوت محذوف هو مبتدأ أي: بعض الناس من يقول ...
(3) ويجوز أن يكون (من) نكرة موصوفة في محلّ رفع مبتدأ أي: فريق يقول:
والجملة بعده نعت له.(1/45)
(بالله) جارّ ومجرور متعلّق (بآمنّا) . (الواو) عاطفة (باليوم) جارّ ومجرور معطوف على الأول متعلّق ب (آمنّا) . (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله. (الواو) حاليّة (ما) نافية تعمل عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما. (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء لأنه جمع مذكّر سالم.
جملة: من الناس من يقول ... لا محل لها معطوفة على استئنافية أو استئنافية.
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «آمنّا بالله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما هم بمؤمنين ... » في محلّ نصب حال.
الصرف:
(الناس) أصله أناس حذفت فاؤه، وجعلت الألف واللام كالعوض منها فلا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام «1» .. وعلى هذا فالألف زائدة في الناس لأنه مشتقّ من الإنس. وقال بعضهم: ليس في الكلمة حذف وزيادة. والألف منقلبة عن واو وهي عين الكلمة من ناس ينوس إذا تحرّك.
(يقول) فيه إعلال بالتسكين أصله يقول بتسكين القاف وضمّ الواو، ثمّ نقلت حركة الواو إلى القاف قبلها لثقل الحركة على حرف العلّة فأصبح يقول.
(آمنّا) ، المدّة فيه أصلها همزتان: الأولى متحرّكة والثانية ساكنة أي
__________
(1) وفي لسان العرب: أنّ الناس مخفّف من أناس، ولم يجعلوا الألف واللام عوضا من الهمزة المحذوفة لأنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوّض في قول الشاعر إنّ المنايا يطّلعن على الأناس الآمنينا(1/46)
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)
(أأمنّا) لأن مضارعه يؤمن «1» .
(الآخر) ، ذكر في الآية (4) .
(مؤمنين) ، جمع مؤمن اسم فاعل من آمن الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وجرى فيه حذف الهمزة- كما في المضارع- مجرى (المفلحون) ، انظر الآية (5) .
الفوائد
1- للنحاة في «ما» رأيان:
الأول: حجازية: استنادا الى طريقة الحجازيين الذين يعملونها عمل «ليس» فترفع المبتدأ وتنصب الخبر.
والثاني: طريقة بني تميم وهم يهملونها فالمبتدأ والخبر بعدها مرفوعان.
2- «بمؤمنين» ذهب النحاة لتسمية هذه الباء التي يمكن حذفها مع بقاء المعنى صحيحا «حرف جر زائد» ولكننا نذهب هنا لتسميتها «حرف توكيد» أدبا مع القرآن الكريم ولكون فائدتها البلاغية هي توكيد الخبر. فالقول «وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ أبعد في التوكيد من قولنا: «وما هم مؤمنون» .
[سورة البقرة (2) : آية 9]
يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (9)
الإعراب:
(يخادعون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على لفظ الجلالة. (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الواو) حاليّة (ما) نافية
__________
(1) وقد ذكر في الآية (3) .(1/47)
(يخدعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل. (إلا) أداة حصر (أنفس) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور (الواو) حاليّة أو عاطفة (ما) نافية (يشعرون) مثل يخدعون.
جملة: يخادعون ... في محلّ نصب حال من فاعل يقول أو من الضمير المستكنّ في (مؤمنين) «1» وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «ما يخدعون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخادعون «2» .
وجملة: «ما يشعرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخدعون «3»
الصرف:
(أنفسهم) جمع نفس، وهو اسم جامد بمعنى الذات أو الروح أو الجسد، وزنه فعل بفتح فسكون. ووزن أنفس أفعل بضم العين وهو من جموع القلّة.
البلاغة
1- المخادعة مفاعلة، والمعروف فيها أن يفعل كل أحد بالآخر مثل ما يفعله به فيقتضي هنا أن يصدر من كل واحد من الله ومن المؤمنين ومن المنافقين فعل يتعلق بالآخر وهذا ما يدعى بالمشاكلة لأن الله سبحانه لا يخدع ولا يخدع فهو غني عن كل نيل واصابة واستجرار منفعة لنفسه وأجلّ من أن تخفى عليه خافية.
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة استئنافية لا محلّ لها هذا وقد رفض ابن حيان كونها حالا من ضمير مؤمنين 1/ 56.
(2) أو معطوفة على الاستئنافية لا محلّ لها.
(3) أو معطوفة على الاستئنافية لا محلّ لها.(1/48)
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
2- إن قلت كيف قال «يُخادِعُونَ اللَّهَ» مع أن المخادعة إنما تتصور في حق من تخفى عليه الأمور، ليتم الخداع من حيث لا يعلم، ولا يخفى على الله شيء؟
قلت: المراد يخادعون رسول الله إذ معاملة الله معاملة رسوله كعكسه لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ أو سمّى نفاقهم خداعا لشبهه بفعل المخادع. وهذا من قبيل المجاز العقلي.
الفوائد
«يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا» البقرة آية 9.
في هذه الآية نقطة كريمة، وحقيقة يؤكدها القرآن الكريم تلك الحقيقة هي الصلة بين الله والمؤمنين فهو يجعل صفهم صفه، وأمرهم أمره، وشأنهم شأنه يجعلهم سبحانه في كنفه، إذ يجعل عدوهم عدوه ونصيرهم نصيره. وهذا التفضل يرفع مقام المؤمنين الى مستوى سامق لأن حقيقة الإيمان هي أكبر الحقائق. فتأمل هذا المعنى اللطيف الذي يكثر وروده في القرآن الكريم.
[سورة البقرة (2) : آية 10]
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (10)
الإعراب:
(في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الفاء) عاطفة (زاد) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به أوّل (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (مرضا) مفعول به ثان منصوب. (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. (الباء) حرف جرّ سببيّ (ما) حرف(1/49)
مصدري «1» . (كانوا) فعل ماض ناقص و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان (يكذبون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) ضمير فاعل.
والمصدر المؤول من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف نعت ثان ل (عذاب) أي: عذاب أليم مستحقّ بكونهم كاذبين.
جملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها استئنافية بيانية مقرّرة لمعنى قولهم: «ما هم بمؤمنين..» أو تعليليّة.
وجملة: «زادهم الله مرضا ... » لا محل لها معطوفة على جملة في قلوبهم مرض.
وجملة: «لهم عذاب أليم ... » لا محل لها معطوفة على جملة زادهم الله مرضا.
وجملة: «يكذبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا، وجملة (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
الصرف:
(مرض) ، مصدر سماعيّ لفعل مرض بمرض باب فرح وزنه فعل بفتحتين.
(زاد) ، فيه إعلال بالقلب أصله زيد مضارعه يزيد، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو إما فعل لازم مثل زاد المال أو فعل متعدّ لمفعولين مثل زادك الله جلالا.
(أليم) ، صفة مشبّهة من ألم يألم باب فرح وزنه فعيل.
(كانوا) ، فيه إعلال بالقلب أصله كون مضارعه يكون، جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا.
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف.(1/50)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)
البلاغة
1- الاستعارة التصريحية في قوله تعالى فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فقد أستعير المرض هاهنا لما في قلوبهم من الجهل وسوء العقيدة وعداوة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وغير ذلك من فنون الكفر المؤدي إلى الهلاك الروحاني والتنكير للدلالة على كونه نوعا مبهما غير ما يتعارفه الناس من الأمراض.
[سورة البقرة (2) : آية 11]
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان يتضمّن معنى الشرط مبني على السكون متعلّق بالجواب قالوا. (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (قيل) . (لا) ناهية جازمة (تفسدوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدوا) . (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل.
(إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مصلحون) خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تفسدوا ... » في محل رفع نائب فاعل «1» .
__________
(1) الجمهور يجعل هذه الجملة لا محلّ لها مفسّرة لنائب الفاعل المقدّر وهو القول الذي فسّرته الجملة، وذلك لأن الجملة لا يصحّ- على رأيهم- أن تكون نائب فاعل لأنها أصلا لا يصحّ أن تكون فاعلا.. ولكنّ الجملة من وجهة نظر أخرى هي مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم، فلمّا بني للمجهول أصبحت الجملة نائب فاعل. وهذا الرأي يميل إلى الأخذ به بعض علماء النحو القدامى كالزمخشري فيجعل الإسناد لفظيا لا معنويا والمحدثون، وسيمرّ نظير لهذه الآية في آيات كريمة كثيرة، وسنعربها كما أعربت هنا.(1/51)
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)
وجملة: «قالوا» لا محلّ لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
وجملة: «نحن مصلحون» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط، وقد يخلو من الشرط: والليل إذا يغشى. وقد يأتي للمفاجاة: خرجت فإذا رجل بالباب.
(تفسدوا) فيه حذف للهمزة تخفيفا كما جرى في (يؤمنون، ويقيمون) .
(قيل) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قول بضم أوّله وكسر ثانيه، ولكن الواو- وهو حرف علّة- لا يستطيع حمل الحركة فوجب تسكينه ونقلت حركته إلى القاف فأصبح قول بكسر فسكون، ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح الفعل قيل.
(الأرض) ، اسم جامد والهمزة فيه أصليّة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مصلحون) ، جمع مصلح اسم فاعل من أصلح، وفيه إذا حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله مؤصلحون.
[سورة البقرة (2) : آية 12]
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)
الإعراب:
(ألا) حرف تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ و (الميم) حرف لجمع الذكور (هم) ضمير منفصل «1» في محل رفع مبتدأ (المفسدون) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة أو حاليّة (لكن) حرف استدراك
__________
(1) أو ضمير فصل و (المفسدون) خبر إنّ، أو توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ فهو مستعار لمحلّ النصب.(1/52)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)
(لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون (الواو) ضمير متّصل فاعل.
جملة: إنّهم هم المفسدون لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم المفسدون» في محل رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يشعرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الضمير المستكنّ في اسم الفاعل (المفسدون) .
الصرف:
(المفسدون) ، جمع المفسد وهو اسم فاعل من أفسد، وفيه حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنّه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله المؤفسدون.
[سورة البقرة (2) : آية 13]
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)
الإعراب:
(وإذا قيل لهم) سبق إعرابها في الآية رقم (11) . (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل و (الكاف) حرف جر «1» (ما) مصدرية (آمن) فعل ماض (الناس) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي آمنوا إيمانا كإيمان الناس.
(قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (نؤمن) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (كما آمن السفهاء) تعرب مثل: كما آمن الناس. (ألا إنّهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) تعرب كالآية (12) مفردات وجملا.
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته- أو في محل نصب حال من المصدر على رأي سيبويه. [.....](1/53)
جملة «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنوا ... » في محلّ رفع نائب فاعل «1» .
وجملة: «قالوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(السفهاء) ، جمع سفيه، صفة مشبّهة من فعل سفه يسفه باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سفهاء فعلاء بضمّ ففتح.
البلاغة
1- ونلاحظ في الآية الكريمة فن التغاير..
وهو في قوله تعالى لا يَشْعُرُونَ وقوله تعالى لا يَعْلَمُونَ وتفصيل ذلك:
أن أمر الديانة والوقوف على أن المؤمنين على الحق، والمنافقون على الباطل يحتاج الى نظر واستدلال حتى يكتسب الناظر المعرفة. وأما النفاق وما فيه من البغي المؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض فأمر دنيوي مبني على العادات معلوم عند الناس، خصوصا عند العرب في جاهليتهم وما كان قائما بينهم من التناصر والتحارب والتحازب، فهو كالمحسوس المشاهد ولذلك قال «لا يَشْعُرُونَ» ولأنه ذكر السفه وهو الجهل فكان ذكر العلم معه أحسن طباقا له ولذلك قال «لا يَعْلَمُونَ» .
2- الكناية: في قوله تعالى أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ.
الشرع ينظر للظاهر والله عنده علم السرائر، ولهذا سكت المؤمنون وردّ الله سبحانه عليهم ما كانوا يسرون فالكلام كناية عن كمال إيمان المؤمنين ولكن في قلب تلك الكناية نكاية فهو على شاكلة قولهم «اسمع غير مسمع» في
__________
(1) انظر إعراب الجمل في الآية (11) فثمّة تعليل لجعل الجملة نائب فاعل.(1/54)
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
احتمال الخير والشر ولذلك نهى عنه.
3- في قوله تعالى أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ.
خروج الاستفهام من معناه الأصلي وهو طلب العلم الى أغراض أخرى تفهم من مضمون الكلام. حيث أن معنى الاستفهام هنا الإنكار.
[سورة البقرة (2) : آية 14]
وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرفيّة شرطيّة غير جازمة متعلقة بالجواب قالوا. (لقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله (قالوا) مثل آمنوا. (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الواو) عاطفة (إذا) سبق إعرابه (خلوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) فاعل. (إلى شياطين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا) و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه. (قالوا) مثل آمنوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. إنّما نحن مستهزءون سبق إعراب نظيرها في الآية (11) : إنما نحن مصلحون.
جملة: قالوا ... في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أما» في محلّ نصب مقول القول.(1/55)
وجملة: «خلوا ... » في محل جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » الثانية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّا معكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّما نحن مستهزءون» لا محلّ لها استئناف بياني.
الصرف:
(لقوا) فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، وأصله لقيوا بضمّ الياء، أسكنت الياء لثقل الحركة عليها- هو اعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، وتحرّكت القاف بالضمّ أي بحركة الياء بعد تسكينها.
(قالوا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قولوا بفتح الواو الأولى، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(خلوا) فيه إعلال بالحذف، أصله خلاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة فأصبح الفعل خلوا، وزنه فعوا بفتح العين.
(شياطين) جمع شيطان، اسم جامد على وزن فيعال سمي بذلك لمخالفة أمر الله لأن الفعل شطن يشطن باب نظر بمعنى خالفه عن نيّته ووجهه. ووزن شياطين فياعيل.
(مع) ، اسم له عدّة معان يستعمل مضافا ويكون ظرفا للمكان والمصاحبة: افعل هذا مع هذا، أو ظرفا للزمان: جئتك مع العصر..
ويأتي منوّنا من غير إضافة: جاؤوا معا.
(مستهزءون) جمع مستهزئ، اسم فاعل من استهزأ السداسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره أي وزنه مستفعلون.(1/56)
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
[سورة البقرة (2) : آية 15]
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
الإعراب:
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يستهزئ) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يستهزئ) ، (الواو) عاطفة (يمدّ) فعل مضارع مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في طغيان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمدّ) أو ب (يعمهون) ، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (يعمهون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل.
جملة: «الله يستهزئ بهم» : لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يستهزئ بهم» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يمدّهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يستهزئ.
وجملة: «يعمهون» : في محلّ نصب حال من ضمير النصب في يمدّهم.
الصرف:
(طغيان) ، مصدر سماعي لفعل طغى يطغى باب فتح، وزنه فعلان بضمّ الفاء.
البلاغة
1- الاستهزاء ضرب من العبث واللهو وهما لا يليقان بالله تعالى وهو منزه عنهما ولكنه سمى جزاءه باسمه كما سمى جزاء السيئة سيئة إما للمشاكلة في اللفظ(1/57)
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
أو المقارنة في الوجود أو يرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ بهم.
2- قوله تعالى اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ استئناف في غاية الجزالة والفخامة. وفيه أن الله عز وجل هو الذي يستهزئ بهم الاستهزاء الأبلغ، الذي ليس استهزاؤهم إليه باستهزاء ولا يؤبه له في مقابلته. وفيه أن الله هو الذي يتولى الاستهزاء بهم انتقاما للمؤمنين.
3- المخالفة: بين جملة مستهزءون وجملة يستهزئ لأن هزء الله بهم متجدد وقتا بعد وقت، وحالا بعد حال، يوقعهم في متاهات الحيرة والارتباك زيادة في التنكيل بهم.
[سورة البقرة (2) : آية 16]
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (16)
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر.
(اشتروا) فعل ماضي مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) ضمير متّصل فاعل في محل رفع. (الضلالة) مفعول به منصوب (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اشتروا بتضمينه معنى استبدلوا، وعلامة الجرّ والكسر المقدّرة على الألف للتعذّر. (الفاء) عاطفة وهي لربط السبب بالمسبّب (ما) نافية (ربح) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (تجارة) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص مع اسمه (مهتدين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما ربحت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «ما كانوا مهتدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.(1/58)
الصرف:
(اشتروا) فيه إعلال بالحذف، أصله اشتراوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه افتعوا بفتح العين.
(الضلالة) ، مصدر سماعي لفعل ضلّ يضلّ باب ضرب وضلّ يضلّ باب فتح، وزنه فعالة بفتح الفاء.
(تجارتهم) ، مصدر سماعي لفعل تجر يتجر باب نصر، وهذا المصدر يكاد يكون قياسيا لأن الفعل يدلّ على حرفة، وقد يدلّ على الاسم الذي يتّجر به وزنه فعالة بكسر الفاء.
(مهتدين) ، فيه إعلال بالحذف، أصله مهتديين، بياءين، فلمّا جاءت الأولى ساكنة قبل ياء الجمع الساكنة حذفت، وزنه مفتعين. وهو اسم فاعل من اهتدى الخماسيّ مفرده المهتدي على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخر.
البلاغة
1- الاستعارة التصريحية الترشيحية: في قوله تعالى: اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى.
فاشتراء الضلالة بالهدى مستعار لأخذها بدلا منه أخذا منوطا بالرغبة فيها والإعراض عنه. فقد شبهوا بمن اشترى فكأنهم دفعوا في الضلالة هداهم، فاستعارة الشراء للاختيار رشحت بالربح والتجارة اللذين هما من دواعي الشراء.
2- الاسناد المجازي: حيث أسند الخسران الى التجارة وهو لأصحابها.
والاسناد المجازي هو: أن يسند الفعل الى شيء يتلبس بالذي هو في الحقيقة له، كما تلبست التجارة بالمشترين.(1/59)
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)
3- فإن قلت: هب أنّ شراء الضلالة بالهدى وقع مجازا في معنى الاستبدال، فما معنى ذكر الربح والتجارة؟ كأن ثمّ مبايعة على الحقيقة.
قلت: هذا من الصنعة البديعة التي تبلغ بالمجاز الذروة العليا، وهو أن تساق كلمة مساق المجاز، ثم تقفى بأشكال لها وأخوات، إذا تلاحقن لم تر كلاما أحسن منه ديباجة وأكثر ماء ورونقا، وهو المجاز المرشح، وذلك نحو قول العرب في البليد: كأن أذني قلبه خطلا، وإن جعلوه كالحمار، ثم رشحوا ذلك لتحقيق البلادة، فادعوا لقلبه أذنين، وادعوا لهما الخطل ليمثلوا البلادة تمثيلا يلحقها ببلادة الحمار مشاهدة معاينة.
[سورة البقرة (2) : آية 17]
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)
الإعراب:
(مثل) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر «1» . (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (استوقد) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (نارا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرفية حينيّة تتضمن معنى الشرط متعلّقة بالجواب ذهب (أضاء) فعل ماض (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «2» . (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ذهب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بنور) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب) و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. و (الواو) عاطفة (ترك) فعل ماض
__________
(1) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل فهي في محل رفع خبر المبتدأ ومضافة إلى مثل بفتح الميم والثاء.
(2) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة المقدّرة المتعلق بها (حول) صفة.(1/60)
و (هم) مفعول به أوّل والفاعل هو أي الله (في ظلمات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (ترك) أي ضائعين أو تائهين (لا) نافية (يبصرون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
جملة: «مثلهم كمثل الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استوقد نارا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أضاءت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ذهب الله ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تركهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «لا يبصرون» في محلّ نصب حال من ضمير النصب في تركهم «1» .
الصرف:
(مثلهم) ، اسم بمعنى الصفة والحال: مشتقّ من المماثلة وزنه فعل بفتحتين.
(الذي) ، اسم موصول فيه (ال) زائدة لازمة: أصله (لذ) كعم وزنه فعل بفتح الفاء وكسر العين، وفيه حذف إحدى اللامين لام التعريف أو فاء الكلمة مثل التي والذين.
(نارا) ، اسم والألف فيه منقلبة عن واو لأن تصغيره نويرة وجمعه أنور بضمّ الواو. أما الياء في نيران فهي منقلبة عن واو لانكسار ما قبلها.
(أضاءت) ، الألف فيه منقلبه عن واو لأن مصدره الضوء، وأصله أضوأت بتسكين الواو وفتح الهمزة جاءت الواو ساكنة مفتوح ما قبلها قلبت
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة هي المفعول الثاني لفعل ترك، فيتعلق الجار حينئذ بفعل ترك.(1/61)
ألفا ويجوز أن ترجع إلى الماضي المجرّد فيأخذ حكم (زاد) «1» .
(نورهم) ، اسم جامد يدرك بالباصرة وزنه فعل بضمّ فسكون.
(ظلمات) ، جمع ظلمة، اسم جامد خلاف النور وزنه فعلة بضمّ فسكون.
البلاغة
1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً حيث أشبهت حالهم حال مستوقد انطفأت ناره.
2- مراعاة النظير: وهو فن يعرف عند علماء البلاغة بالتناسب والائتلاف. وحدّه أن يجمع المتكلم بين أمر وما يناسبه مع إلغاء ذكر التضادّ لتخرج المطابقة وهي هنا في ذكر الضوء والنور، والسرّ في ذكر النور مع أن السياق يقتضي أن يقول بضوئهم مقابل أضاءت هو أن الضوء في دلالة على الزيادة فلو قال: بضوئهم لأوهم الذهاب بالزيادة وبقاء ما يسمى نورا والغرض هو إزالة النور عنهم رأسا وطمسه أصلا.
الفوائد
يمضي سياق القرآن في ضرب الأمثال لتصوير شأن المنافقين ليكشف عن طبيعتهم وتقلباتهم وليزيد صفتهم جلاء ووضوحا لقد استوقدوا النار فلما أضاءت نورها لم ينتفعوا بها، ولذلك عاقبهم الله فذهب بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.
وأسلوب التمثيل وأحد الأساليب القرآنية الذي تجلت فيه بلاغة القرآن بأحسن صورها وأكثرها تأثيرا في النفوس واستقرارا في العقول والقلوب.
__________
(1) انظر الآية (10) .(1/62)
وكما نجد هذه الخاصة في القرآن الكريم نجدها في الحديث الشريف فهي من أشرف الوسائل في تقرير الحقائق وتجلية الصفات.
أولا في الآية تشبيه تمثيلي لأن وجه الشبه والصفة المشتركة بين المشبه والمشبه به فتنزعه من صفات أو أشياء متعددة.
ثانيا: إن أسلوب التشبيه هو من الخصائص البلاغية في القرآن الكريم نقدم بعض الأمثلة ولعل الجزء يغني في إيضاح المقصود عن الكل كقوله تعالى:
«رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ» وقوله: «مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً وقوله أيضا «مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ. وقوله تعالى: «وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ» .
ثالثا- في الآيات التفات من المفرد الى الجمع في قوله: «فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ» .
رابعا: عبر سبحانه وتعالى عن عمى البصيرة بعمى الأبصار وهو ضرب من أضرب المجاز اللغوي. يفسره قوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. هذا قليل من كثير ولو تتبعنا ما في هذه الآية من خصائص وفوائد لقادنا ذلك إلى كتابة سفر من الأسفار. فسبحان من هذا كلامه وهذا بيانه..
يقول صاحب الكشاف: ولأمر ما أكثر الله في كتابه المبين وفي سائر كتبه من أمثاله، وفشت في كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكلام الأنبياء والحكماء، ومن سور الإنجيل «سورة الأمثال» .
وللعرب أمثال كثيرة جرت مجرى الحكم وحيل بين لفظها والتغيير يشبهون مضربها بموردها وقد ألّف فيها المجلدات.(1/63)
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)
[سورة البقرة (2) : آية 18]
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18)
الإعراب:
(صمّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (بكم) خبر ثان مرفوع (عمي) خبر ثالث مرفوع (الفاء) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يرجعون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
جملة: «هم صمّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم لا يرجعون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية وترتبط معها برابط السببيّة.
وجملة: «لا يرجعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الثاني.
الصرف:
(صمّ) جمع أصمّ صفة مشبّهة من صمّ يصمّ باب فتح وزنه أفعل، وصمّ وزنه فعل بضمّ فسكون. وهكذا كلّ صفة على وزن أفعل جمعه القياسيّ على وزن فعل بضمّ الفاء.
(بكم) ، جمع أبكم صفة مشبّهة من بكم يبكم باب فرح وزنه أفعل، وبكم وزنه فعل بضمّ فسكون.
(عمي) ، صفة مشبّهة من عمي يعمى باب فرح وزنه أفعل، وعمي وزنه فعل بضمّ فسكون.
البلاغة
1- هل يسمى ما في الآية الكريمة استعارة؟
في الواقع مختلف فيه. والمحققون على تسميته تشبيها بليغا لا استعارة، لان المستعار له مذكور وهم المنافقون. والاستعارة إنما تطلق حيث يطوى ذكر المستعار له، ويجعل الكلام خلوا عنه صالحا لأن يراد به المنقول(1/64)
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
إليه لولا دلالة الحال أو فحوى الكلام.
[سورة البقرة (2) : آية 19]
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19)
الإعراب:
(أو) حرف عطف «1» ، (كصيّب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره مثلهم، وفي الكلام حذف مضاف أي مثلهم كأصحاب صيّب «2» . (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (صيّب) (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم. (ظلمات) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (الواو) عاطفة في الموضعين المتتابعين (رعد، برق) اسمان معطوفان على ظلمات مرفوعان مثله. (يجعلون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. (أصابع) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (في آذان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجعلون) بتضمينه معنى يضعون و (هم) مضاف إليه (من الصواعق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجعلون) و (من) سببيّة «3» . (حذر) مفعول لأجله منصوب «4» (الموت) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة أو اعتراضيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (محيط) خبر مرفوع (بالكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (محيط)
__________
(1) إما للشك وإمّا للتخيير وإمّا للاباحة وإمّا للإبهام.
(2) ويجوز ان تكون الكاف اسما بمعنى مثل فهي في محلّ رفع إمّا معطوفة على الكاف في كمثل أو خبر لمبتدأ محذوف.
(3) والجارّ والمجرور هنا في موضع المفعول لأجله.
(4) أو مفعول مطلق محذوف أي يحذرون حذرا مثل حذر الموت، والمصدر مضاف إلى المفعول.(1/65)
وعلامة الجرّ الياء و (النون) عوض من التنوين في الاسم المفرد.
جملة: « (مثلهم) كصيّب» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية 17.
وجملة: «فيه ظلمات» في محلّ جرّ نعت ثان ل (صيّب) «1» .
وجملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانية.
وجملة: «الله محيط بالكافرين» لا محلّ لها استئنافية أو اعتراضيّة «2»
الصرف:
(صيّب) ، صفة مشتقّة على وزن فيعل من صاب المطر يصوب أي انصبّ، وفي اللفظ إعلال بالقلب أصله صيوب بتسكين الياء وكسر الواو، التقى الياء والواو في الكلمة وكان الأول منهما ساكنا قلب الواو إلى ياء وأدغم مع الياء الثاني فأصبح صيّب.
(السماء) اسم جامد قلب فيه الواو إلى همزة لأنه مشتقّ من السمو، وكل واو أو ياء يأتي متطرّفا بعد ألف ساكنة يقلب همزة.
(رعد) اسم جامد بمعنى الراعد أو مصدر سماعي لفعل رعد يرعد باب نصر وباب فتح وزنه فعل بفتح فسكون.
(برق) اسم جامد بمعنى البارق أو مصدر سماعي لفعل برق يبرق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(أصابعهم) جمع إصبع اسم للعضو المعروف، ويصحّ في لفظه تسع لغات بفتح الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها، وضمّ الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها، وكسر الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها.
__________
(1) ويجوز أن تكون في محل نصب حال لأن النكرة هنا وصفت، ولكنّ العامل في الحال هو الابتداء.
(2) الاعتراض على رأي الزمخشري إذ جعل جملة يجعلون أصابعهم وجملة يكاد البرق شيئا واحدا لأنهما من قصّة واحدة.(1/66)
(آذان) جمع أذن، اسم للعضو المعروف وزنه فعل بضمّ الهمزة وسكون الذال وضمّها.
(الصواعق) ، جمع صاعقة اسم جامد من فعل صعق على وزن اسم الفاعل.
(حذر) ، مصدر سماعيّ لفعل حذر يحذر باب فرح وزنه فعل بفتحتين.
(الموت) ، مصدر سماعيّ لفعل مات يموت باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(محيط) ، اسم فاعل من أحاط الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وفي اللفظ إعلال بالتسكين والقلب، أصله محوط بكسر الواو، ثقلت الكسرة على الواو فسكنت ونقلت حركتها الى الحاء- اعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح محيط- وهو إعلال بالقلب- وفيه حذف الهمزة من أوله لأن فعله على وزن أفعل.
(الكافرين) ، جمع الكافر، اسم فاعل من كفر يكفر باب نصر على وزن فاعل.
البلاغة
1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى أَوْ كَصَيِّبٍ فهو تمثيل لحالهم أثر تمثيل ليعم البيان منها كل دقيق وجليل ويوفى حقها من التفظيع والتهويل فإن تفننهم في فنون الكفر والضلال وتنقلهم فيها من حال الى حال حقيق بأن يضرب في شأنه الأمثال ويرضى في حلبته أعنة المقال ويمد لشرحه أطناب الإطناب ويعقد لأجله فصول وأبواب لما أن كل كلام له حظ من البلاغة وقسط من الجزالة والبراعة لا بد أن يوفى فيه حق كل من مقامي الإطناب والإيجاز.(1/67)
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ.
حيث عبّر بالأصابع عن أناملها والمراد بعضها لأنهم إنما جعلوا بعض أناملها. وهو من باب اطلاق الكل وإرادة الجزء.
انه مشهد عجيب حافل بالحركة مشوب بالاضطراب فيه تيه وضلال وفيه هول ورعب، وفيه أضواء وأصداء هو مشهد حسي يرمز لحالة نفسية، ويجسم صورة شعورية كأنها مشهد محسوس.
[سورة البقرة (2) : آية 20]
يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
الإعراب:
(يكاد) فعل مضارع ناقص مرفوع (البرق) اسم يكاد مرفوع (يخطف) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي البرق (أبصار) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف اليه. (كلّما) ظرفية زمانية متضمنة معنى الشرط «1» متعلّقة ب (مشوا) . (أضاء) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جر و (هم) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّق ب (أضاء) ، (مشوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) فاعل. (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جر بحرف الجر متعلّق ب (مشوا) . (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قاموا. (أظلم) فعل ماض والفاعل
__________
(1) يجوز إعراب (كلّ) ظرف زمان متعلق ب (مشوا) ، و (ما) حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بإضافة كلّ اليه، والتقدير: كلّ وقت اضاءة ...
وهكذا يقدّر المصدر المؤوّل في مثل هذا اللفظ.(1/68)
ضمير مستتر تقديره هو أي البرق. (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (أظلم) . (قاموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (لو) حرف امتناع لامتناع شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (ذهب) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بسمع) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب) و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (الواو) عاطفة (أبصارهم) مضاف ومضاف اليه معطوف على سمعهم مجرور مثله. (إنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم انّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إن مرفوع.
جملة: «يكاد البرق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخطف ... » في محلّ نصب خبر يكاد.
وجملة: «أضاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «مشوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أظلم ... » في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها.
وجملة: «قاموا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «شاء الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ذهب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ الله..» قدير لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(يكاد) ، الألف منقلبة عن واو ففيه اعلال بالقلب، والأصل يكود بفتح الواو، نقلت حركة الواو الى الكاف قبلها- إعلال(1/69)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لسكونها وفتح ما قبلها.
(مشوا) ، فيه اعلال بالحذف، أصله مشاوا، جاءت الألف والواو ساكنتين فحذفت الألف لالتقاء الساكنين وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة.
(قاموا) ، الألف فيه أصلها واو لأن مضارعه يقوم، وجرى فيه القلب مجرى قالوا (انظر الآية 14) .
(شاء) ، فيه الألف منقلبة عن ياء لأن مصدره شيء، وجرى فيه الإعلال مجرى زاد (انظر الآية 10) ، فأصله شيأ بفتح الياء.
(شيء) ، مصدر سماعي لفعل شاء يشاء باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(قدير) ، صفة مشبّهة لفعل قدر يقدر باب نصر وباب ضرب وقدر يقدر باب فرح وزنه فعيل.
الفوائد
من سمات اللغة العربية وخصائصها الرئيسية تسهيل اللفظ ولما كان نداء المعرف بأل يتسم بصعوبة النطق لذلك يتوسّل إليه بأن تتوسط (أي) بينه وبين أداة النداء وهكذا فقد أقحمت في قوله تعالى «يا أَيُّهَا النَّاسُ» فاستساغ بواسطتها نداء «الناس» وهو معرف بأل.
[سورة البقرة (2) : آية 21]
يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ(1/70)
في محلّ نصب (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا، أو عطف بيان له (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور (الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت ل (ربّ) . (خلق) فعل ماض و (كم) ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة، (الذين) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير النصب في خلقكم (من قبل) جار ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الذين و (كم) مضاف اليه. (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ. (تتّقون) فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل.
جملة النداء: «يا أيها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء- استئنافيّة.
وجملة: «خلقكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لعلّكم تتقون» لا محلّ لها تعليلية «1» .
وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(تتّقون) فيه إبدال وفيه إعلال، أمّا الإبدال فهو قلب الواو التي هي فاء الفعل تاء، ماضيه المجرّد وقى، وماضيه المزيد اتّقى، وأصله اوتقى، قلبت الواو تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا القلب
__________
(1) موقع هذه الجملة مما قبلها موقع الجزاء من الشرط، ويجوز أن تكون حالية من فاعل اعبدوا أي حال كونكم مترجّين للتقوى طامعين بها. والمعنى الكلّي:
اعبدوا ربّكم على رجائكم للتقوى أو لكي تتّقوا أو متعرّضين للتقوى.(1/71)
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
مطرد في كلّ فعل فاؤه واو أو ياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال تقلبان تاء وتدغمان مع تاء الافتعال وفي اسمي الفاعل والمفعول منه، أمّا الإعلال فهو الإعلال بالحذف، أصله تتقيون، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الحركة الى القاف فالتقى ساكنان هما الياء والواو فحذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين فأصبح تتّقون وزنه تفتعون.
2- تأتي لعلّ في القرآن الكريم للترجّي وتأتي للتعليل، وتأتي للتعرض للشيء وكأنه يحضهم على مزاولة العبادة وبذلك يتعرضون للتقوى..
[سورة البقرة (2) : آية 22]
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
الإعراب:
(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من (الذي) في الآية السابقة «1» . (جعل) فعل ماض «2» ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) ، (الميم) حرف لجمع الذكور. (الأرض) مفعول به منصوب (فراشا) حال منصوبة «3» من الأرض (الواو) عاطفة (السماء) مفعول به لفعل محذوف أي جعل السماء «4» ، (بناء) حال منصوبة من السماء «5» . (الواو) عاطفة (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره
__________
(1) أو مفعول به لفعل تتقون، أو في محلّ نصب نعت ثان ل (ربّ) ، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. [.....]
(2) جعل هنا بمعنى خلق فهو متعدّ لمفعول واحد.
(3) الذي سوّغ جواز جعل الفراش حالا وهو اسم جامد أن الكلام يدلّ على تشبيه.
هذا ويجوز أن يكون (جعل) بمعنى صيّر فيصبح (فراشا) مفعولا به ثانيا.
(4) يجوز عطف (السماء والبناء) على (الأرض والفراش) عطف تركيب أي عطف مفردات.
(5) الملاحظة ذاتها الواردة في الحاشية رقم (3) تصحّ بالنسبة ل (بناء) . والجملة المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الجملة المذكورة جعل لكم الأرض.(1/72)
هو (من السماء) جار ومجرور متعلّق ب (أنزل) «1» . (ماء) مفعول به منصوب. (الفاء) عاطفة (أخرج) فعل ماض والفاعل هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جرّ بالباء متعلّق ب (أخرج) ، (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرج) «2» . (رزقا) مفعول به منصوب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف نعت ل (رزقا) . (الفاء) واقعة في جواب شرط مقدّر أو لربط السبب بالمسبّب (لا) ناهية جازمة (تجعلوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان- أو هو المفعول الثاني، (أندادا) مفعول به أوّل منصوب. (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (تعلمون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
جملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أخرج ... » لا محل لها معطوفة على جملة أنزل ...
وجملة: «لا تجعلوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كرّمكم الله بهذه الخيرات فلا تجعلوا لله أندادا، أو إن تعبدوه فلا تجعلوا له أندادا، أو تعليليّة.
وجملة: «أنتم تعلمون» : في محلّ نصب حال.
وجملة: «تعلمون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
__________
(1) أو بمحذوف حال من (ماء) - نعت تقدّم على المنعوت.
(2) أو بمحذوف حال من (رزقا) .(1/73)
الصرف:
(الأرض) اسم جامد للكوكب السيّار الذي نحن عليه وزنه فعل بفتح فسكون جمعه أرضون وأروض بضمّ الهمزة وأراض وآراض.
وانظر الآية (11) من هذه السورة.
(فراشا) اسم جامد لما يفرش، وهو أيضا مصدر سماعيّ لفعل فرش يفرش باب نصر وباب ضرب، وزنه فعال بكسر الفاء.
(بناء) اسم جامد بمعنى البيت، وهو أيضا مصدر بنى يبني باب ضرب. والهمزة في بناء منقلبة عن ياء، أصله بناي، جاءت الياء متطرّفة بعد الألف الساكنة فقلبت همزة، وهذه القاعدة مطّردة.
(ماء) ، أصله موه لقولهم ماهت الركية تموه، وفي الجمع أمواه، فلمّا تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ثمّ أبدلوا الهاء بهمزة وليس بقياس «1» .
(رزقا) اسم جامد لما ينتفع به وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، وهو في الآية بمعنى المرزوق به.
(أندادا) جمع ندّا، صفة مشبّهة من ندّ يندّ باب ضرب وزنه فعل بكسر فسكون.
الفوائد
زعم بعض اللغويين أن كلمة الأرض هي صفة لكوكبنا لأنها تأرض ما في بطنها بمعنى أنها تأكل كل ما يلج إليها.
3- من المقرر أن صاحب الحال معرفة يستثني من ذلك عند ما يتقدم النعت على المنعوت فيعرب حالا وفي هذه الحالة يمكن أن يكون صاحب الحال نكرة.
__________
(1) العكبري في (إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات) .(1/74)
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)
[سورة البقرة (2) : آية 23]
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (23)
الإعراب:
(الواو) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و (التاء) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان و (الميم) حرف لجمع الذكور (في ريب) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (ريب) «1» . (نزّلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (على عبد) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّلنا) ، و (نا) ضمير متّصل مضاف اليه في محلّ جرّ.
(الفاء) رابطة لجواب الشرط (ائتوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (بسورة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) . (من مثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت من سورة «2» ، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه. (الواو) عاطفة (ادعوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) فاعل. (شهداء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف اليه (من دون) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شهداء (الله) لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور (إن كنتم) تعرب كالسابق (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: «كنتم في ريب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أو بمحذوف نعت ل (ريب) .. ويجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، فالجملة بعده نعت له في محلّ جرّ.
(2) الضمير في قوله (مثله) قد يعود الى المنزّل من الله فيكون الجار والمجرور متعلّق بمحذوف صفة ل (سورة) ، و (من) قد تكون تبعيضيّة أو بيانية. وقد يعود الضمير على الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) في قوله (عبدنا) فيتعلق الجارّ والمجرور ب (ائتوا) ، و (من) لابتداء الغاية أي بسورة كائنة ممن هو على حاله من كونه بشرا أميّا.(1/75)
وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ائتوا بسورة ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ادعوا شهداءكم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة «1» ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه معنى ما قبله أي: إن كنتم صادقين في أن محمدا قاله من عند نفسه فافعلوا هذا الذي طلب منكم.
الصرف:
(كنتم) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فحذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وهما سكون حرف العلّة وسكون النون.
(فأتوا) أصله ائتيوا.. فيه إعلال بالحذف بعد الإعلال بالتسكين إذ استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى التاء قبلها ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين وزنه افعوا. وفي الفعل حذف آخر هو حذف همزة الوصل بعد مجيء الفاء وعدّلت كتابة الهمزة الثانية حيث كتبت على ألف.. وهذا التبديل مطّرد في كلّ فعل إذا كان مبدوءا بهمزة وصل وتلتها همزة ثانية أن تحذف همزة الوصل إذا سبقت بفاء أو واو ثمّ تكتب الهمزة الثانية على ألف.
(سورة) اسم جامد وزنه فعلة بضمّ فسكون، والواو إمّا أصليّة أو منقلبة عن همزة.
(مثله) صفة مشبّهة من فعل مثل يمثل باب نصر وزنه فعل بكسر فسكون.
__________
(1) يجوز أن تكون بدلا من جملة كنتم في ريب ...(1/76)
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)
(شهداء) ، جمع شهيد، صفة مشبّهة من شهد يشهد باب فرح، وزنه فعيل.
(ادعوا) ، فيه إعلال نقلا من المضارع، أصله تدعوون، حذفت الواو لالتقاء الساكنين ثم نقل إلى الأمر.
(صادقين) ، جمع صادق، اسم فاعل من صدق يصدق باب نصر وزنه فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 24]
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (24)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي وقلب وجزم، (تفعلوا) فعل مضارع مجزوم فعل الشرط «1» ، و (الواو) فاعل. (الواو) اعتراضية (لن) حرف نفي ونصب (تفعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون و (الواو) فاعل. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اتقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل (النار) مفعول به منصوب، (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت ل (النار) ، (وقود) مبتدأ مرفوع و (ها) مضاف إليه (الناس) خبر مرفوع (الحجارة) معطوف بالواو على الناس مرفوع مثله. (أعد) فعل ماض مبني للمجهول و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي النار (للكافرين) جارّ ومجرور متعلق ب (أعدّت) .
__________
(1) الجمهور يجعل الجازم (لم) لا (إن) ، لأن الأول أقوى في العمل، ولكن لا يمنع أن نجعل العامل (إن) حتى يخلص الفعل للاستقبال ويبقى كذلك، لأن الفعل إذا جزم ب (لم) قلب معناه إلى الماضي وهذا يخلّ بمفهوم الشرط.(1/77)
جملة: «لم تفعلوا» لا محلّ لها معطوفة على استئنافية سابقة.
وجملة: «لن تفعلوا» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «اتّقوا النار» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «وقودها النار» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «أعدت..» في محلّ نصب حال من النار «1» .
الصرف:
(اتّقوا) فيه إبدال كما في فعل (تتّقون) ، انظر الآية (21) .
(وقود) ، اسم جامد لما يوقد، وزنه فعول بفتح الواو.. والمصدر منه وزنه فعول بضمّ الفاء. وبعضهم قال كلّ من الفتح والضمّ يصحّ في الاسم والمصدر، فما توقد به النار يقال له وقود بالفتح والضمّ وكذلك إيقادها، ومثل ذلك يقال في الوضوء والسحور.. ولكن ما جاء في الآية أفصح.
البلاغة
1- الكناية: في قوله تعالى فَاتَّقُوا النَّارَ..
فاتقاء النار كناية عن الاحتراز من العناد إذ بذلك يتحقق تسببه عنه وترتبه عليه كأنه قيل فإذا عجزتم عن الإتيان بمثله كما هو المقرر فاحترزوا من إنكار كونه منزلا من عند الله سبحانه فإنه مستوجب للعقاب بالنار لكن أوثر عليه الكناية المذكورة المبنية على تصوير العناد بصورة النار وجعل الاتصاف به عين الملابسة بها للمبالغة في تهويل شأنه وتفظيع أمره وإظهار كمال العناية بتحذير المخاطبين منه وتنفيرهم عنه وحثهم على الجد في تحقيق المكنى عنه وفيه من الإيجاز البديع ما لا يخفى.
__________
(1) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.(1/78)
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
2- الاعتراض: في قوله تعالى وَلَنْ تَفْعَلُوا..
الجملة اعتراض بين جزأي الشرطية مقرر لمضمون مقدمها ومؤكد لإيجاب العمل بتاليها وهذه معجزة باهرة حيث أخبر بالغيب الخاص علمه به عز وجل.
الفوائد
وردت آيات عدة في القرآن الكريم تحمل روح التحدي والتعجيز للمشركين بأن يحاكوا القرآن أو يقلدوه أو يأتوا بسورة واحدة مماثلة لسوره، ولقد وقفت قريش عاجزة ومستسلمة أمام هذا التحدّي. ويحدثنا التاريخ عن أناس معدودين حاولوا تقليد القرآن الكريم فأتوا بما كان شاهدا على عجزهم ووصمة عار وسخف على لسان أولئك المتنبئين والذين منهم مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح ومنهم المتنبي في شبابه، وهناك من حكى ذلك بهتانا عن المعري في كتابه «الفصول والغايات» .
وقد نفى ذلك عن المعري سائر المحققين والمنصفين.
ومما حفظ لنا التاريخ من «قرآن» مسيلمة قوله: «يا ضفدع يا ضفدعين، نقّي كما تنقين نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين» .
وزعم قوم أن ابن المقفع حاول تقليد القرآن فلما شدهه أسلوب القرآن أحرق ما قد كان كتب. وبذلك يبقى التحدي قائما الى يوم القيامة.
[سورة البقرة (2) : آية 25]
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (25)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر(1/79)
تقديره أنت (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به. (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (عملوا) فعل وفاعل (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة فهو جمع مؤنث سالم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.
(جنات) اسم أنّ مؤخّر منصوب وعلامة نصبه الكسرة.
والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة، والجارّ والمجرور متعلّق ب (بشّر) «1» .
(تجري) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «2» و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع. (كلما) ظرفيّة شرطية غير جازمة «3» . (رزقوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (رزقوا) ، (من ثمرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من رزقا «4» - نعت تقدّم على المنعوت- (رزقا) مفعول به ثان منصوب (قالوا) فعل وفاعل، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر وهو على
__________
(1) هذا مذهب الخليل.. أو في محلّ نصب مفعول به على مذهب سيبويه، ولكن الأول أقيس.
(2) وفيه حذف مضاف أي: تجري من تحت أشجارها الأنهار. [.....]
(3) انظر وجها آخر لإعرابه في الآية (20) .
(4) أو هو بدل من المجرور السابق (منها) بدل اشتمال فهو يتعلّق بما تعلّق به المبدل.(1/80)
حذف مضاف أي مثل الذي رزقنا.. (رزقنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل- والمفعول الثاني محذوف أي رزقناه- (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (رزقنا) . (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (أتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (الواو) نائب فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جرّ متعلّق ب (أتوا) ، (متشابها) حال منصوبة من الهاء في (به) . (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (في) حرف جرّ (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف الخبر (أزواج) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مطهّرة) نعت ل (أزواج) مرفوع مثله. (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (فيها) متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «بشّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة ولا يصحّ العطف على جملة اتّقوا في الآية السابقة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت ل (جنّات) .
وجملة: «رزقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «1» وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
__________
(1) والكلام المكوّن من أداة الشرط وشرطها وجوابها في محلّ نصب حال من فاعل آمنوا أي مرزوقين على الدوام ويجوز أن يكون حالا من جنّات- لأنها وصفت- وفي الجملة ضمير يعود إليها.(1/81)
وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «رزقنا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة أو حاليّة بتقدير قد.
وجملة: «لهم فيها أزواج» لا محلّ لها مقطوعة على الاستئناف «1» .
وجملة: «هم فيها خالدون» في محل نصب حال من الضمير في (لهم) والعامل فيها الاستقرار.
الصرف:
(الصالحات) ، جمع صالحة مؤنث الصالح، اسم فاعل من صلح الثلاثي وزنه فاعل.
(جنّات) ، جمع جنّة، اسم جامد مأخوذ من فعل جنّ بمعنى ستر، وسمّيت كذلك لأنها مكان مستور أو ساتر لكثرة الأشجار، وزنه فعلة بفتح الفاء وسكون العين.
(الأنهار) ، جمع نهر اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون أو بفتحتين.
(أتوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى التاء، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا.
(متشابها) ، اسم فاعل من تشابه الخماسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
(أزواج) ، جمع زوج، وهو لفظ يستعمل للرجل والمرأة وكلّ منهما زوج الآخر، وفي الآية قصد به النساء وزوج وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) أو في محل نصب معطوفة على جملة تجري، وكذلك جملة: هم فيها خالدون.(1/82)
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)
(مطهّرة) ، والمذكّر منه مطهّر، وهو اسم مفعول من طهّر الرباعيّ، وهو على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة.
(خالدون) ، جمع خالد، اسم فاعل من خلد يخلد باب نصر وزنه فاعل.
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ والعلاقة المحلية هذا إذا كان النهر مجرى الماء أما إذا كان بمعنى الماء في المجرى فلا مجاز فيه.
2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ أي هذا مثل الذي رزقناه من قبل أي من قبل هذا في الدنيا ولكن لما استحكم الشبه بينهما جعل ذاته ذاته. وقد حذفت منه أداة التشبيه ولذلك سمي بليغا.
الفوائد
في قوله: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ.
- يطّرد سقوط الجار قبل أن المصدرية وأن المؤكدة ذات الهمزة المفتوحة «وَبَشِّرِ ... أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ» كما يجوز حذف الجار سماعا فينتصب المجرور ويعرب منصوبا على سقوط حرف الجر، وفي تعبير القدامى «على نزع الخافض» كقول جرير: تمرّون الديار ولم تعوجوا ... فقد نصب «الديار» بعد سقوط حرف الجر.
[سورة البقرة (2) : آية 26]
إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ (26)(1/83)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يستحيي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يضرب) مضارع منصوب والفاعل هو (مثلا) مفعول به منصوب (ما) زائدة للتوكيد «1» ، (بعوضة) بدل أو صفة أو عطف بيان من (مثلا) منصوب مثله (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول في محل نصب معطوف على بعوضة «2» ، (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محل جر ب (من) محذوف متعلّق ب (يستحيي) ، أي: لا يستحيي من أن يضرب مثلا.
(الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) مبتدأ في محل رفع (آمنوا) فعل وفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يعلمون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل (أنّ) كالسابق و (الهاء) ضمير في محل نصب اسم أنّ (الحقّ) خبر أنّ مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (أمّا الذين كفروا فيقولون) تعرب كنظيرها.. (ما) اسم استفهام في محل
__________
(1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به ثان أي: يضرب مثلا شيئا من الأشياء أو هي صفة ل (مثلا) أو بدل، و (بعوضة) بدل من (ما) .
(2) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب معطوفة على بعوضة.(1/84)
رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول في محل رفع خبر «1» - أي: فما الذي- (أراد) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أراد) (مثلا) تمييز لاسم الإشارة منصوب أو حال أي ممثلا به. (يضلّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يضلّ) . (كثيرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يهدي به كثيرا) تعرب كنظيرها المتقدّمة. (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (ما) نافية (يضلّ) مثل الأول، وكذلك (به) ، (إلا) أداة حصر (الفاسقين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء.
جملة: «إنّ الله لا يستحيي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يستحيي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «2» .
وجملة: «الذين كفروا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
__________
(1) يجوز إعراب (ماذا) كلمة واحدة: اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به مقدّم لفعل أراد، والتقدير: أي شيء أراد الله.
(2) في هذا التعبير، وجوب اقتران جواب (أمّا) بالفاء.. وقد تدخل الفاء على خبر المبتدأ، وذلك لأن قوله: أما الذين آمنوا فيعلمون ... أصله: مهما يكن من أمر فالذين آمنوا يعلمون.. فحين استبدل (أمّا) ب (مهما) وفعلها انتقلت الفاء الرابطة إلى الخبر حكما. وهكذا في كلّ تعبير جاء المبتدأ تاليا (أمّا) تقترن الفاء بالخبر.(1/85)
وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني «1» وجملة: «ماذا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أراد الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ذا) .
وجملة: «يضلّ به كثيرا» في محلّ نصب نعت ل (مثلا) «2» .
وجملة: «يهدي به ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: «ما يضلّ به ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال.
الصرف:
(بعوضة) ، اسم جامد مفرد للحشرة المعروفة، والجمع بعوض، وزنه فعولة بفتح الفاء.
(فوق) اسم، ظرف للمكان نقيض تحت، وقد يستعمل للزمان: أقام في المدينة فوق شهر. ويدلّ على الزيادة: هذا فوق ذاك. وزنه فعل بفتح فسكون.
(الحقّ) ، مصدر حقّ يحقّ بابا نصر وضرب.. وزنه فعل بفتح فسكون.
(أراد) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أرود بفتح الواو وزنه أفعل لأن ماضيه المجرّد راد يرود بمعنى طلب، نقلت حركة الواو الى الراء قبلها، ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل فأصبح أراد.
(يضل) ، فيه حذف همزته التي في الماضي أضل وأصله يؤضلل، وجرى فيه الحذف مجرى يؤمن ويقيم وينفق.
__________
(1) انظر الملاحظة رقم (2) في الصفحة السابقة.
(2) يجوز أن تكون في محل نصب حال من لفظ الجلالة. أو لا محلّ لها استئنافيّة لبيان ما سبق وهو رأي أبي حيّان وقد رفض كونها نعتا حتى لا تكون من كلام الكافرين.(1/86)
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
(كثيرا) ، صفة مشبّهة من كثر يكثر باب كرم وزنه فعيل.
(الفاسقين) ، جمع الفاسق، اسم فاعل من فسق يفسق باب نصر وزنه فاعل.. أو من باب ضرب لغة حكاها الأخفش.
البلاغة
1- التمثيل: في هذه الآية الكريمة مثل ضرب للدنيا وأهلها فإن البعوضة تحيا ما جاعت وإذا شبعت ماتت، كذلك أهل الدنيا إذا امتلأوا منها هلكوا. وهذا اشارة الى حسن التمثيل في الآية.
الفوائد
- أمّا: تأتي لثلاث حالات: للشرط والتفصيل والتوكيد.
وقد نجد الشرط والتفصيل واردا في الآية الكريمة: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا ...
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا.. وأما الشرط والتوكيد ففي قول سيدنا علي: أمّا بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة. وهذه سمة من سمات الخطابة وسنة متبعة لدى خطباء المنابر. وفي الرسائل التقليدية.
[سورة البقرة (2) : آية 27]
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (27)
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبني في محل نصب نعت ل (الفاسقين) «1» . (ينقضون) مضارع مرفوع، و (الواو) فاعل (عهد) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقضون) . (ميثاق) مضاف إليه مجرور و (الهاء) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو)
__________
(1) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة.(1/87)
عاطفة (يقطعون) مثل ينقضون (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به «1» ، (أمر) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أمر) . (أن) حرف مصدريّ ونصب (يوصل) مضارع منصوب مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على (ما) .
والمصدر المؤوّل من (أن) والفاعل في محلّ نصب بدل من (ما) ، أي:
يقطعون وصل ما أمر الله، أو بدل من الهاء في (به) أي يقطعون ما أمر الله بوصله.
جملة: «ينقضون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يقطعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أمر الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(الواو) عاطفة (يفسدون) مثل ينقضون (في الأرض) جار ومجرور متعلّق ب (يفسدون) - (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب. (هم) ضمير فصل «2» الخاسرون خبر المبتدأ أولاء مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «يفسدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون.
وجملة: أولئك هم الخاسرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(عهد) مصدر سماعيّ لفعل عهد يعهد باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، وجملة أمر الله.. في محلّ نصب نعت ل (ما) .
(2) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الخاسرون، وجملة: هم الخاسرون خبر المبتدأ أولئك(1/88)
(بعد) اسم، ظرف للزمان ضد قبل يلزم الإضافة، فإن قطع عنها بني على الضمّ، أو نصب منوّنا وزنه فعل بفتح فسكون.
(ميثاق) ، مصدر ميميّ على غير القياس من وثق يثق الباب السادس، وزنه مفعال بكسر الميم، وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله موثاق جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء فأصبح (ميثاق) .
(الخاسرون) ، جمع الخاسر وهو اسم فاعل من خسر الثلاثيّ، على وزن فاعل.
(يفسدون) ، فيه حذف الهمزة أصله يؤفسدون لأن ماضيه أفسد ...
البلاغة
1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ.
استعمال النقض في إبطال العهد من حيث استعارة الحبل له لما فيه من ارتباط أحد كلامي المتعاهدين بالآخر.
2- المقابلة: وهي تعدّد الطباق في الكلام، فقد طابق بين يضل ويهدي وبين يقطعون ويوصل.
الفوائد
1- كيف: من الأسماء المبنية وبناؤها على الفتح وأكثر ما تكون للاستفهام ولها أربعة أحوال من الاعراب: تأتي خبرا كما تأتي مفعولا ثانيا لأفعال «ظن وأخواتها» .
وتأتي حالا لما بعدها وتأتي مفعولا مطلقا مثل «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ...(1/89)
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
[سورة البقرة (2) : آية 28]
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
الإعراب:
(كيف) اسم استفهام للتعجّب مبنيّ في محلّ نصب حال من الواو في (تكفرون) ، وهو العامل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل (بالله) جار ومجرور متعلّق ب (تكفرون) ، (الواو) حاليّة (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان (أمواتا) خبر كان منصوب (الفاء) عاطفة (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ثمّ) حرف عطف في المواضع الثلاثة (يميت) مضارع مرفوع (كم) مفعول به والفاعل هو (يحييكم) مثل يميتكم ... (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل.
جملة: «تكفرون بالله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كنتم أمواتا» في محلّ نصب حال مع تقدير (قد) .
وجملة: «أحياكم» في محل نصب معطوفة على جملة كنتم أمواتا.
وجملة: «يميتكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة أحياكم.
وجملة: «يحييكم» في محل نصب معطوفة على جملة يميتكم.
وجملة: «ترجعون» في محل نصب معطوفة على جملة يحييكم.
الصرف:
(كيف) اسم مبهم، مبنيّ على الفتح، قد يأتي للاستفهام وقد يأتي للشرط، وزنه فعل بفتح فسكون ثم البناء على الفتح.
(أحياكم) ، الألف في (أحيا) تكتب طويلة ولو لم يتّصل به ضمير(1/90)
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
النصب أو غيره، ذلك لأن الألف سبقت بياء، ولولا الياء لرسمت قصيرة برسم الياء غير المنقوطة لأنها رابعة.
(أمواتا) ، جمع ميّت وزنه فيعل فيه إعلال بالقلب، أصله ميوت لأن ألفه واو، مصدره الموت. فلمّا اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى فأصبح (ميّت) ، جمعه أموات وزنه أفعال.
[سورة البقرة (2) : آية 29]
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
الإعراب:
(هو) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محل رفع خبر (خلق) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعا (ثمّ) حرف عطف (استوى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى عمد أو قصد. (الفاء) عاطفة (سوّى) مثل استوى، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (النون) حرف لجمع الإناث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (سبع) مفعول به ثان منصوب (سموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة أو حاليّة (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (بكلّ) جارّ ومجرور متعلق ب (عليم) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.(1/91)
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «سوّاهن ... » لا محل لها معطوفة على جملة استوى.
وجملة: «هو.. عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال والعامل فيها الأفعال المتقدّمة.
الصرف:
(جميعا) اسم بمعنى الجماعة وضدّ التفرّق وزنه فعيل، وقد يستعمل استعمال الصفة.
(استوى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استوي- بياء مفتوحة في آخره- تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء لأنها خماسيّة.
(سوّاهنّ) ، فيه إعلال مثل استوى.
(عليم) ، صفة مشتقّة مبالغة اسم الفاعل من علم المتعدّي ومنه فعيل.
[سورة البقرة (2) : آية 30]
وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (30)
الإعراب:
(الواو) استئنافية (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بفعل قالوا الآتي «1» ، (قال) فعل ماض (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) في محلّ جرّ مضاف إليه (للملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير متّصل في محلّ
__________
(1) أو هو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره قول ربّك ... [.....](1/92)
نصب اسم، (جاعل) خبر مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاعل) . (خليفة) مفعول به لاسم الفاعل جاعل، منصوب. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضم و (الواو) فاعل، (الهمزة) للاستفهام (تجعل) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تجعل) . (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يفسد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (فيها) مثل الأول متعلّق ب (يفسد) . (الواو) عاطفة (يسفك) مثل يفسد (الدماء) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (نسبّح) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بحمد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل نسبّح أي: مشتملين بحمدك و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (نقدّس) مثل نسبّح (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نقدّس) . (قال) مثل الأول (إنّي) سبق إعرابها (أعلم) مضارع مرفوع هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعا (ثمّ) حرف عطف (استوى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى عمد أو قصد. (الفاء) عاطفة (سوّى) مثل استوى، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (النون) حرف لجمع الإناث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (سبع) مفعول به ثان منصوب (سموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة أو حاليّة (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (بكلّ) جارّ ومجرور متعلق ب (عليم) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر المبتدأ مرفوع.(1/93)
وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «سوّاهن ... » لا محل لها معطوفة على جملة استوى.
وجملة: «هو.. عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال والعامل فيها الأفعال المتقدّمة.
الصرف:
(جميعا) اسم بمعنى الجماعة وضدّ التفرّق وزنه فعيل، وقد يستعمل استعمال الصفة.
(استوى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استوي- بياء مفتوحة في آخره- تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء لأنها خماسيّة.
(سوّاهنّ) ، فيه إعلال مثل استوى.
والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1» (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع، و (الواو) فاعل.
جملة: «قال ربّك ... » في محلّ جرّ بإضافة إذ إليها.
وجملة: «إنّي جاعل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «تجعل فيها ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يفسد فيها» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
__________
(1) أو نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت لها.(1/94)
وجملة: «يسفك الدماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «نحن نسبّح ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «نسبّح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ نحن.
وجملة: «نقدّس ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نسبّح.
وجملة: «قال الثانية» لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «إني أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(إذ) ظرف للزمن الماضي لا يأتي بعده إلا جملة، وقد تحذف الجملة ويستعاض منها بالتنوين، وقد تكون للمفاجاة: بينما أنا جالس إذ جاء زيد.
(ملائكة) ، قيل جمع مألك وزن مفعل مشتقّ من الألوكة وهي الرسالة، فالهمزة فاء الكلمة ثمّ أخّرت فجعلت بعد اللام فقالوا ملأك فأصبح وزنه معفل والجمع ملائكة على معافلة. وقيل أصل الكلمة لأك فعين الكلمة همزة، وأصل ملك ملأك من غير نقل، وألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت الهمزة، فلمّا جمع الاسم ردّت الهمزة فوزنه الآن مفاعلة. وقال قوم: عين الكلمة واو وهو من لاك يلوك أدار أراد الشيء في فيه، فكأن صاحب الرسالة يدير الرسالة في فيه، فيكون أصل ملك ملاك مثل معاذ، ثمّ حذفت عينه تخفيفا فيكون أصل ملائكة ملاوكة مثل مقاولة فأبدلت الواو همزة كما أبدلت واو مصائب. وقال آخرون ملك مثل من(1/95)
الملك وهي القوّة، فالميم أصل ولا حذف فيه ولكنّه جمع على فعائلة شاذّا «1» .
(جاعل) ، اسم فاعل من جعل الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(خليفة) ، فعيلة بمعنى فاعل وزيدت التاء للمبالغة، فهو صفة مشبّهة.
(الدماء) ، جمع دم، ولامه محذوفة، أصله دمي بياء في آخره لأن المثنّى دميان «2» . وفي كلمة (الدماء) قلب الياء همزة لتطرّفها بعد ألف ساكنة وأصله الدماي.
(حمد) ، مصدر سماعيّ لفعل حمد يحمد باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- الاستفهام: الوارد في قوله تعالى أَتَجْعَلُ خروج لمعناه الأصلي عن موضوعه.
فهو استكشاف عن الحكمة الخفية وعما يزيل الشبهة وليس استفهاما عن الجعل نفسه والاستخلاف لأنهم قد علموه قبل، فالمسئول عنه هو الجعل ولكن لا باعتبار ذاته بل باعتبار حكمته ومزيل شبهته، أو تعجب من أن يستخلف لعمارة الأرض وإصلاحها من يفسد فيها.
__________
(1) العكبري من كتاب (إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن) .
(2) كما جاء في القاموس المحيط.(1/96)
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)
الفوائد
1- إذ ظرف لما مضى من الزمن ويأتي بعدها جملة، وفي إعرابها خمسة أوجه:
أ- ظرف..
ب- مفعول به..
ج- بدلا من مفعول به..
د- مضاف إليه على أن يكون المضاف اسم زمان.
هـ- وتقع بعد بينا وبينما وحينئذ تكون للمفاجاة «فبينما العسر إذ دارت معاسير.
[سورة البقرة (2) : آية 31]
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (31)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (علّم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (آدم) مفعول به منصوب (الأسماء) مفعول به ثان منصوب (كلّ) توكيد معنوي منصوب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (عرض) مثل علّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (على الملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (عرضهم) (الفاء) عاطفة (قال) مثل علّم (أنبئوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به (بأسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبئوني) . (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و (تم) ضمير متّصل في(1/97)
قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)
محلّ رفع اسم كان. (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «علّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «عرضهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علّم.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عرضهم.
وجملة: «أنبئوني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط، محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم صادقين فأنبئوني بأسمائهم.
الصرف:
(آدم) ، اسم علم، والمدّة فيه منقلبة عن همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة زنة أفعل وهو مشتق من أديم الأرض أو الأدمة.
(الأسماء) ، جمع اسم ... انظر البسملة من سورة الفاتحة.
[سورة البقرة (2) : آية 32]
قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)
الإعراب:
(قالوا) فعل وفاعل (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح (الكاف) مضاف اليه (لا) نافية للجنس (علم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّق بمحذوف خبر لا (إلا) أداة استثناء (ما) حرف مصدريّ «2» (علّمت) فعل ماض مبني على السكون و (التاء) فاعل
__________
(1) يجوز أن تكون معطوفة بالواو على جملة: قال ربك للملائكة ... فتكون في محلّ جرّ.
(2) أو اسم موصول في محلّ رفع بدل من محلّ الضمير في خبر لا.(1/98)
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
و (نا) مفعول به (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) اسم إنّ (أنت) ضمير فصل «1» لا محلّ له (العليم) خبر إنّ مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (نسبّح) سبحان» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية.
وجملة: «لا علم لنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «علّمتنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة: «إنّك أنت العليم» لا محلّ لها تعليلية.
والمصدر المؤوّل (ما علّمتنا) في محلّ رفع بدل من محلّ الضمير المستكنّ في خبر لا وهو كائن أو موجود.
الصرف:
(سبحانك) مصدر سماعيّ لفعل سبح يسبح باب فتح الثلاثي وزنه فعلان بضمّ الفاء.
(علم) ، مصدر سماعيّ لفعل علم يعلم باب فرح وزنه فعل بكسر الفاء.
(الحكيم) ، صفة مشبّهة من حكم يحكم باب نصر، وزنه فعيل.
[سورة البقرة (2) : آية 33]
قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
الإعراب:
(قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ياء)
__________
(1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره العليم، والجملة خبر إنّ.(1/99)
أداة نداء (آدم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أنبئ) فعل أمر و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بأسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبئ) و (هم) مضاف اليه. (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (أنبأ) فعل ماض و (هم) مفعول به والفاعل هو، (بأسمائهم) مثل الأول متعلّق ب (أنبأ) . (قال) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (لم) حرف نفي وقلب وجزم (أقل) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أقل) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) اسم إنّ (أعلم) مضارع مرفوع والفاعل أنا (غيب) مفعول به منصوب (السموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) عاطفة (أعلم) مثل الأول (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (تبدون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (ما) موصول معطوف على ما الأول «2» (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون (تم) ضمير متّصل في محل رفع اسم كان (تكتمون) مثل تبدون.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنبئهم ... » لا محلّ لها جواب النداء وهي من نوع الاستئناف.
__________
(1) أو حرف مصدريّ.. والمصدر المسئول في محلّ نصب مفعول به.
(2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محل نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.(1/100)
وجملة: «أنبأهم ... » في محل جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال الثانية لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: «لم أقل في محلّ نصب مقول القول لفعل قال.
وجملة: «إنّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل أقل.
وجملة: «أعلم في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أعلم الثانية في محلّ رفع معطوفة على جملة أعلم الأولى.
وجملة: «تبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كنتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «تكتمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(أقل) فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وأصله (أقول) ، وزنه أفل.
(تبدون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله تبديون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة الى الدال- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت، الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة الساكنة وزنه تفعون. وفي الفعل تحذف الهمزة تخفيفا كما حذفت من يؤمنون ويقيمون (انظر الآية 3) .
البلاغة
- المقابلة: حيث طابق بين السموات وبين الأرض وبين تبدون وتكتمون.
هذا وإن الطباق من الألفاظ التي خالفت مضمونها ولذلك سماه بعضهم التضاد والتكافؤ وهو الجمع بين معنيين متضادين.(1/101)
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)
[سورة البقرة (2) : آية 34]
وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (34)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ قلنا للملائكة) سبق إعراب نظيرها «1» (اسجدوا) فعل أمر وفاعله. (لآدم) جار ومجرور متعلّق ب (اسجدوا) ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (الفاء) استئنافيّة (سجدوا) فعل ماض وفاعله (إلا) أداة استثناء (إبليس) مستثنى ب (إلا) منصوب ممتنع من التنوين للعلمية والعجمة. (أبى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي إبليس (الواو) عاطفة (استكبر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «سجدوا» لا محلّ لها استئنافية مرتبطة مع ما قبلها برابط السببيّة.
وجملة: «أبى» في محلّ نصب حال بتقدير قد، أي ترك السجود آبيا له «2» .
وجملة: «استكبر» في محلّ نصب معطوفة على جملة أبى.
__________
(1) انظر الآية (20) .
(2) يجوز إعرابها استئنافيّة جاءت لتأكيد الاستثناء في إبليس. أو هو استئناف بياني جاء جوابا عن سؤال مقدّر(1/102)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)
وجملة: «كان من الكافرين» لا محلّ لها اعتراضيّة، أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
الصرف:
(قلنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وهذا يطّرد في كلّ فعل معتلّ أجوف، وزنه فلنا بحذف عينه.
(إبليس) هو لفظ أعجمي وزنه إفعيل، وقيل هو عربيّ مشتقّ من الإبلاس وهو اليأس ومنع من الصرف للعلميّة فقط شذوذا.
(أبى) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف أصلها ياء، والفعل أصله أبي يأبى باب فتح أو أبي يأبى باب ضرب، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(كان) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو، مضارعه يكون وأصله كون بفتح الواو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة البقرة (2) : آية 35]
وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) فاعل (يا) أداة نداء (آدم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضم في محلّ نصب (اسكن) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للفاعل المستتر (الواو) عاطفة (زوج) معطوف على الضمير المستتر تبعه في الرفع «1» و (الكاف) مضاف إليه في محلّ
__________
(1) هذا الإعراب يصحّ استنادا للقاعدة التي تقول: يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل.. لأن الأصل ألا يصحّ في النثر مثلا أن يقال: اسكن زوجك- بضمّ الجيم- على أنه فاعل، بل يقال: لتسكن زوجك. وعلى هذا فإن (زوجك) في الآية الكريمة(1/103)
جرّ (الجنّة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (كلا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الألف) ضمير متّصل مبنيّ في رفع فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كلا) (رغدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي أكلا رغد «1» (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (كلا) ، (شئتما) فعل وفاعل.. (التاء) فاعل و (ما) حرف عماد دالّ على التثنية (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقرب) مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ نصب مفعول به (الشجرة) بدل من ذه «2» تبعه في الجرّ (الفاء) فاء السببيّة (تكونا) مضارع ناقص منصوب ب (أن) مضمرة بعد فاء السببيّة، و (الألف) ضمير متّصل في محل رفع اسم تكون (من الظالمين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا للملائكة في الآية السابقة.
وجملة: «يا آدم اسكن» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اسكن ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «كلا منها» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «شئتما» في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.
__________
عند ابن مالك هو فاعل لفعل محذوف تقديره لتسكن زوجك، والعطف هو من عطف الجمل لا عطف المفردات.
(1) يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي كلا مستطيبين متهنّئين.
(2) أو عطف بيان منه. [.....](1/104)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)
وجملة: «لا تقربا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
الصرف:
(كلا) ، فيه حذف فاء الكلمة وهي الهمزة، ماضيه أكل..
وزنه علا.
(رغدا) مصدر سماعيّ لفعل رغد يرغد باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
(حيث) ، ظرف للمكان مبنيّ على الضمّ، وقد يأتي للزمان أيضا وزنه فعل بفتح فسكون ثمّ البناء على الضمّ.
(شئتما) فيه إعلال بالحذف، حذفت عينه لالتحاق تاء الفاعل وبناء الفعل على السكون، وتمّ الحذف لالتقاء الساكنين وزنه فلتما بكسر الفاء.
(الظالمين) جمع الظالم، اسم فاعل من الثلاثي ظلم وزنه فاعل والجميع فاعلين.
[سورة البقرة (2) : آية 36]
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (36)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أزلّ) فعل ماض و (هما) ضمير متّصل في محل نصب مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أزلّهما) ، (الفاء) عاطفة (أخرجهما) مثل أزلّهما (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محل جرّ ب (من) «1» متعلّق ب (أخرجهما) . (كان) فعل ماض ناقص و (الألف) ضمير في محلّ رفع اسم كان (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف
__________
(1) أو هو نكرة موصوفة بمعنى نعيم أو عيش في محلّ جرّ، والجملة بعده نعت له.(1/105)
خبر كان (الواو) عاطفة (قلنا) فعل ماض وفاعله (اهبطوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بعض) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (لبعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من عدوّ- نعت تقدّم على المنعوت- (عدوّ) خبر المبتدأ بعضكم (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف الخبر (مستقرّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (متاع) معطوف بالواو على مستقرّ مرفوع مثله (الى حين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (متاع) «1» .
جملة: «أزلّهما الشيطان» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أخرجهما» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كانا فيه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «اهبطوا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «بعضكم لبعض عدو» في محلّ نصب حال أي اهبطوا متعادين «2» .
وجملة: «لكم في الأرض مستقرّ» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال أو هي مستأنفة.
الصرف:
(بعض) اسم للجزء أو الطائفة أو الفرد من الشيء، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أبعاض.
__________
(1) أو متعلّق ب (متاع) لأنه في حكم المصدر.
(2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.(1/106)
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
(عدوّ) ، اسم أشبه المصدر في وزنه، وعدّه بعضهم مصدرا وزنه فعول، وقد أدغمت الواو واللام معا لأنهما من ذات الحرف.
(مستقرّ) ، اسم مكان من فعل استقرّ السداسيّ، فهو على وزن اسم المفعول. وقد يكون مصدرا ميميا بمعنى الاستقرار.
(متاع) ، اسم لما ينتفع به، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد يكون اسم مصدر لفعل تمتّع واستمتع بكذا..
(حين) ، اسم بمعنى الوقت والمدّة، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، والجمع أحيان وجمع الجمع أحايين.
[سورة البقرة (2) : آية 37]
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (تلقّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (آدم) فاعل مرفوع (من ربّ) جار ومجرور متعلّق ب (تلقّى) و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (كلمات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة (الفاء) عاطفة (تاب) فعل ماض والفاعل هو أي الله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تاب) .
(إنّ) حرف توكيد ونصب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير فصل «1» (التوّاب) خبر إنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «تلقّى آدم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف في الآية السابقة.
وجملة: «تاب عليه» لا محلّ لها معطوفة على جملة تلقّى آدم.
وجملة: «إنّه هو التوّاب» لا محلّ لها تعليليّة.
__________
(1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره التّواب، والجملة خبر إنّ.(1/107)
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)
الصرف:
(تلقّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تلقّي بفتح الياء، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا فأصبح وزنه تفعّل.
(كلمات) ، جمع كلمة اسم لما يتلفّظ به الإنسان مفردا كان أو مركّبا وزنه فعلة بفتح فكسر ففتح أو بكسر فسكون ففتح أو بفتح فسكون ففتح.
(تاب) ، فيه إعلال بالقلب، أصله توب بفتح الواو لأن المضارع يتوب، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا قيل تاب.
(التوّاب) ، مشتقّ من تاب يتوب باب نصر فهو مبالغة اسم الفاعل، وزنه فعّال بفتح الفاء.
(الرحيم) ، انظر الفاتحة الآية (1)
[سورة البقرة (2) : آية 38]
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)
الإعراب:
(قلنا) فعل وفاعل (اهبطوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (اهبطوا) . (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعين (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (يأتينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (النون) نون التوكيد الثقيلة و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من) حرف جرّ و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتينّ) ، (هدى) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف، (الفاء) رابطة لجواب الشرط إن (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تبع) فعل ماض والفاعل هو (هدى) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف و (الياء)(1/108)
مضاف اليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني (لا) نافية مهملة «1» .
(خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اهبطوا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يأتينّكم» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «من تبع هداي» في محلّ جزم جواب الشرط إن مقترنة بالفاء.
وجملة: «تبع هداي» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ جزم جواب الشرط (من) مقترنة بالفاء.
وجملة: «هم يحزنون» في محل جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
__________
(1) أو عاملة عمل ليس، وخوف اسمها وعليهم خبرها.. هذا وإذا تكرّرت (لا) بالعطف يصحّ في المعطوف والمعطوف عليه الحالات التالية: 1- إن رفع المعطوف عليه- بإهمال لا أو بإعمالها عمل ليس- جاز في المعطوف وجهان:
آ- البناء على الفتح. ب- الرفع. 2- إن نصب المعطوف عليه، أو بني على الفتح جاز في المعطوف ثلاثة أوجه: آ- النصب. ب- البناء على الفتح- ج- الرفع.
(2) يجوز أن تكون جواب شرط مقدّر، أي إن تهبطوا منها فإني أنعم عليكم بالهداية.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(1/109)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)
وجملة: «يحزنون» في محل رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(خوف) مصدر سماعيّ لفعل خاف يخاف باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد
«فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً..
1- يكثر وقوع «ما» بعد «إن» الشرطية فتدغم فيها نطقا وكتابة كقوله تعالى «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما، أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ» وقوله تعالى: «فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ» وتسمّى في هذه الصورة «إن المؤكدة بما» .
وثمة أنواع أخرى ل «إن» منها «إن» المخفّفة من الثقيلة، و «إن» النافية الناسخة و «إن» النافية التي لا تعمل «وإن» الشرطية التي لا تجزم وهي أقلها ورودا في كلام العرب والأفضل إهمالها ...
2- إذا وقع اسم الشرط مبتدأ كقولهم «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ» ففي الخبر ثلاثة أقوال: الأول جملة فعل الشرط. والثاني جملة جواب الشرط والثالث الجملتان معا وهذا ما نرتاح اليه.
[سورة البقرة (2) : آية 39]
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (39)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (كذّبوا) مثل كفروا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب، (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف اليه مجرور (هم)(1/110)
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)
ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة رفعه الواو.
جملة: «الذين كفروا» في محلّ جزم معطوفة على جملة من تبع هداي في الآية السابقة «1» .
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كذّبوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أولئك أصحاب النار» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب أو من النار.
الصرف:
(آيات) ، جمع آية، اسم بمعنى العلامة، وأصلها أيية، فاؤها همزة وعينها ولأمها ياءان لأنها من تأيّى القوم إذا اجتمعوا.. ثم أبدلوا الياء الأولى ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، فاجتمعت الهمزة والألف الساكنة فأدغمتا ووضع فوقهما مدّة. ووزن آيات فعلات.
(أصحاب) ، جمع صاحب، وهو اسم فاعل من صحب يصحب باب فرح، وزنه فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 40]
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (بني) منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه
__________
(1) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.(1/111)
الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (نعمة) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة المناسبة و (الياء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت ل (نعمتي) ، (أنعمت) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنعمت) ، (الواو) عاطفة (أوفوا) مثل اذكروا (بعهد) جار ومجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء متعلّق ب (أوفوا) ، (الياء) مضاف إليه (أوف) فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بعهدكم) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (أوف) . (الواو) عاطفة (إيّاي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره ارهبوا (الفاء) زائدة «1» ، (ارهبوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية، وقت الفعل من الكسر باتّصاله بياء المتكلّم التي حذفت للتخفيف وهي مفعول به.
جملة: «يا بني إسرائيل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
__________
(1) جاءت لتوكيد المعنى وتزيين اللفظ- عند الفارسيّ- وهي عاطفة عند غيره، عطفت الجملة المذكورة على الجملة المقدّرة ارهبوا أو على جملة مقدّرة جديدة، أي تنبّهوا فارهبوني وهو اختيار أبي حيّان.(1/112)
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)
وجملة: «أوفوا..» لا محل لها معطوفة على جملة النداء.
وجملة: «أوف ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن توفوا أوف.
وجملة: « (ارهبوا) المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
وجملة: «ارهبون» لا محلّ لها تفسير للجملة المقدّرة.
الصرف:
(بني) ، جمع ابن، والألف في ابن عوض من لام الكلمة المحذوفة فأصلها بنو.
(إسرائيل) ، علم أعجمي، وقد يلفظ بتخفيف الهمزة إسراييل، وقد تبقى الهمزة وتحذف الياء أي إسرائل، وقد تحذف الهمزة والياء معا أي:
إسرال.
(نعمة) ، الاسم لما ينعم به لفعل نعم ينعم بابي نصر وفتح ونعم ينعم باب فرح، وزنه فعلة بكسر فسكون.
(أوفوا) ، فيه إعلال بالحذف مع الإعلال بالتسكين، أصله أوفيوا، بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها الى الفاء- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون واو الجماعة، فقيل أوفوا، وزنه أفعوا.
(أوف) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع.
[سورة البقرة (2) : آية 41]
وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (آمنوا) فعل آمر.. والواو فاعل، (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (آمنوا) ،(1/113)
والعائد محذوف (أنزلت) فعل ماض وفاعله (مصدّقا) حال من الضمير المفعول في أنزلت (اللام) لام التقوية زائدة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل «1» .
(مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم تكون (أول) خبر تكون منصوب (كافر) مضاف اليه مجرور (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (كافر) ، (الواو) عاطفة (لا تشتروا) مثل لا تكونوا ولكنّه تام بتضمينه معنى تستبدلوا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تشتروا) ، و (الياء) مضاف اليه (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (إياي فاتّقون) مثل اياي فارهبون في الآية السابقة.
جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء في الآية السابقة.
وجملة: «أنزلت» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «لا تكونوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «لا تشتروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: « (اتقوا) المقدّر» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «اتّقون» لا محلّ لها تفسيريّة للجملة المقدّرة.
__________
(1) هذا المحلّ الأبعد، أما الأقرب ففي محلّ جرّ باللام، ويجوز تعليق اللام ب (مصدّقا) .(1/114)
وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)
الصرف:
(مصدّقا) ، اسم فاعل من صدّق الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.
(أوّل) ، وزنه أفعل وفاؤه وعينه واوان، ولم يتصرّف منه فعل لاعتلال الفاء والعين، وقال بعضهم أنه من آل يؤول، فأصل الكلمة أأول ثمّ أخّرت الهمزة الثانية فجعلت بعد الواو أوأل، ثمّ خفّفت الهمزة الثانية بإبدالها واوا، ثمّ أدغمت مع الواو الأولى.. وهذا رأي بعض الكوفيين.
(تشتروا) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله تشتريوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها الى الراء وتسكينها، ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، فأصبح تشتروا وزنه تفتعوا.
(اتّقون) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف جرى فيه مجرى تشتروا، كما أنّ فيه إبدال الواو- فاء الكلمة- تاء كما جرى في تتّقون.. انظر الآية (21) .. وحذف منه ياء المتكلّم تخفيفا ليناسب اللفظ فواصل الآيات.
(قليلا) ، صفة مشبّهة من قلّ يقلّ باب ضرب، وزنه فعيل.
الفوائد
- «وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ. فضمير النصب «إيّا» منصوب على الاشتغال وبيان ذلك أن مفعول الفعل «اتقى» محذوف للتخفيف بدليل وجود نون الوقاية التي تفصل بين الفعل ومفعوله وتقديره «اتقوني» أما الضمير «إيّا» فهو منصوب بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور.
[سورة البقرة (2) : آية 42]
وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لا تلبسوا) مثل لا تكونوا في الآية السابقة(1/115)
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
ولكنّه تام (الحقّ) مفعول به منصوب (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تلبسوا) ، (الواو) عاطفة أو واو المعيّة (تكتموا) مضارع مجزوم معطوف على تلبسوا- أو منصوب ب (أن) مضمرة بعد واو المعيّة- «1» .. والواو فاعل (الحق) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (تعلمون) مضارع مرفوع.. الواو فاعل.
جملة: «لا تلبسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النهي في السابقة.
وجملة: «تكتموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تلبسوا.
وجملة: «أنتم تعلمون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الصرف:
(الباطل) ، اسم فاعل من بطل يبطل باب كرم، وهو ضدّ الحقّ، وزنه فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 43]
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
الإعراب:
(الواو) عاطفة، (أقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتوا) مثل أقيموا (الزكاة) مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (اركعوا) مثل أقيموا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اركعوا) ، (الراكعين) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «قيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تلبسوا.. في الآية السابقة.
__________
(1) والمصدر المؤوّل من (أنّ) والفعل معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي: لا يكن منكم لبس للحقّ بالباطل وكتم للحقّ.(1/116)
وجملة: «آتوا الزكاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: «اركعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
الصرف:
(أقيموا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أقوموا، جرى فيه مجرى (يقيمون) في الآية (3) .
(الصلاة) ، اسم مصدر من صلّى الرباعيّ، والألف فيه منقلبة عن واو لأنّ جمعها صلوات، جاءت الواو متحرّكة وفتح ما قبلها قلبت ألفا وزنه فعلة بتحريك الفاء والعين واللام بالفتح.. انظر الآية (3) .
(آتوا) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله آتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو الساكنة- وهو إعلال بالحذف- ثمّ حرّكت التاء بالضمّ بحركة الياء المحذوفة.
(الزكاة) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو لقولهم زكا يزكو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وزنه فعلة بتحريك الفاء والعين واللام بالفتح.
(الراكعين) ، جمع الراكع، وهو اسم فاعل من ركع يركع باب فتح، وزنه فاعل.
البلاغة
- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ، وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أي صلوا مع المصلين، فعبّر بالجزء وهو الركوع وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة هذا المجاز جزئية.(1/117)
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)
[سورة البقرة (2) : آية 44]
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تأمرون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (بالبرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمرون) ، (الواو) عاطفة (تنسون) مثل تأمرون (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تتلون) مثل تأمرون (الكتاب) مفعول به منصوب. (الهمزة) للاستفهام التوبيخي الإنكاري (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مثل تأمرون.
جملة: «تأمرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: «تنسون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
جملة: «أنتم تتلون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تنسون.
جملة: «تتلون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
جملة: «تعقلون» لا محلّ لها (معطوفة) على الاستئنافيّة» .
الصرف:
(البرّ) ، اسم لجميع أنواع الخير وفعله برّ يبرّ باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.
(تنسون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تنساون، التقى سكونان الألف والواو، فحذفت الألف تخلّصا من الساكنين وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها، وزنه تفعون.
__________
(1) الزمخشري يعطفها على جملة مقدّرة بعد الهمزة أي: أتغفلون فلا تعقلون؟(1/118)
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)
(تتلون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تتلوون، التقى ساكنان لام الكلمة وواو الجماعة، حذفت لام الكلمة تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه تفعون.
البلاغة
- قوله تعالى وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ حيث صدّر الكلام بالضمير للتبكيت وزيادة التقبيح.
[سورة البقرة (2) : آية 45]
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (45)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (استعينوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بالصبر) جارّ ومجرور متعلّق ب (استعينوا) ، (الصلاة) معطوف بالواو على الصبر مجرور مثله. (الواو) حاليّة (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) اسم إنّ و (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (كبيرة) خبر إنّ مرفوع (إلا) أداة حصر «1» . (على الخاشعين) جارّ ومجرور متعلّق ب (كبيرة) .
جملة: «استعينوا..» لا محل لها معطوفة على جملة أقيموا الإنشائية الواردة في الآية (43) ، وما بين الجملتين من نوع الاعتراض.
وجملة: «إنها لكبيرة..» في محلّ نصب حال.
الصرف:
(الصبر) ، مصدر سماعيّ لفعل صبر يصبر باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) النفي قبلها مقدّر، أي: إنّها لا تخفّ ولا تسهل إلا على الخاشعين.(1/119)
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
(كبيرة) ، مؤنّث كبير وهو صفة مشبّهة من كبر الثلاثي باب فرح وزنه فعيل.
(الخاشعين) ، جمع الخاشع اسم فاعل من خشع الثلاثي باب فتح، وزنه فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 46]
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (46)
الإعراب:
(الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ل (الخاشعين) «1» ، (يظنّون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون.. الواو فاعل (أنّ) حرف توكيد ونصب و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة رفعه الواو، وحذفت النون للإضافة.
وأنّ واسمها وخبرها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي يظنّون.
(الواو) عاطفة (أنّهم) مثل سابقه (الى) حرف جرّ (الهاء) مضاف إليه، متعلّق ب (راجعون) خبر أنّ، والمصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
جملة: «يظنون..» لا محلّ لها صلة الموصول.
الصرف:
(ملاقو) ، جمع الملاقي، اسم فاعل من لاقى الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، و (ملاقو) فيه إعلال بالحذف، أصله ملاقيو بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها الى القاف- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين.
__________
(1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة استئنافيّة. [.....](1/120)
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)
(راجعون) ، جمع راجع اسم فاعل من رجع الثلاثي باب ضرب، على وزن فاعل.
الفوائد
اللام في قوله تعالى «وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ» تدعى اللام المزحلقة لأن الأصل أن تكون في أول المبتدأ ولكن عند ما اجتمع مؤكدان أقواهما «إنّ» فقد استقلّت «إنّ» في أول المبتدأ ودفعت ب «اللام» الى أول الخبر فقيل انها تزحلقت وسميت المزحلقة.
[سورة البقرة (2) : آية 47]
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (47)
الإعراب:
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ مرّ إعرابها مفردات وجملا (الآية 40) . (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (فضّلت) فعل وفاعل و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلتكم) ، وعلامة الجرّ الياء لأنه ملحق بجمع المذّكر السالم.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ نصب معطوف على المصدر (نعمة) في قوله اذكروا نعمتي ...
[سورة البقرة (2) : آية 48]
وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر وفاعله (يوما) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي أهوال يوم (لا) نافية (تجزي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء (نفس) فاعل مرفوع (عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجزي) «1» ، (شيئا) مفعول مطلق ناب عن
__________
(1) أو بمحذوف حال من (شيئا) .(1/121)
المصدر أي لا تجزي جزاء لا قليلا ولا كثيرا أو لا تجزي شيئا من الجزاء. (الواو) عاطفة (لا) نافية (يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يقبل) ، (شفاعة) نائب فاعل مرفوع. (الواو) عاطفة (لا يؤخذ منها عدل) تعرب كنظيرتها المتقدّمة. (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة (هم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ... والواو نائب فاعل.
جملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء في الآية (47) .
وجملة: «لا تجزي نفس» في محلّ نصب نعت ل (يوما) ، والرابط محذوف تقديره فيه أي: لا تجزي فيه.
وجملة: «لا يقبل منها شفاعة في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر.
وجملة: «لا يؤخذ منها عدل» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر.
وجملة: «لا هم ينصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر «1» .
وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(نفس) ، اسم بمعنى الروح أو الجسد أو الشخص، وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) عاد الضمير مذكّرا جمعا على النفس لأنها هنا بمعنى العباد أو الأناسيّ.(1/122)
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)
(شفاعة) ، مصدر شفع يشفع باب فتح وزنه فعالة بفتح الفاء.
(عدل) ، مصدر عدل يعدل باب ضرب، بمعنى الفداء، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
- أتى بالجملة المعطوفة الأخيرة وهي «وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ» اسمية مع أن الجمل التي قبلها فعلية للمبالغة والدلالة على الثبات والدّيمومة أي أنهم غير منصورين دائما ولا عبرة بما يصادفونه من نجاح.
[سورة البقرة (2) : آية 49]
وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (نجينا) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (من آل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّينا) ، (فرعون) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (يسومون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) مفعول به (سوء) مفعول به ثان منصوب (العذاب) مضاف اليه مجرور (يذبّحون) مضارع مرفوع وفاعله (أبناء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف اليه (الواو) عاطفة (يستحيون نساءكم) مثل يذبّحون أبناءكم. (الواو) استئنافية (في) حرف جرّ (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (بلاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (بلاء) و (كم) مضاف اليه (عظيم) نعت ثان ل (بلاء) مرفوع مثله.
جملة: «نجّيناكم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.(1/123)
وجملة: «يسومونكم» في محل نصب حال من (آل فرعون) .
وجملة: «يذبّحون» في محلّ نصب بدل من جملة يسومونكم «1» .
وجملة: «يستحيون» في محلّ نصب معطوفة على جملة يذبّحون.
وجملة: «في ذلكم بلاء» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
الصرف:
(آل) ، أصل الهمزة هاء أي أهل فأبدلت الهاء بالهمزة لقربها منها في المخرج ثمّ قلبت الهمزتان مدة لأن الأولى مفتوحة والثانية ساكنة، وقيل: أصل آل أول من آل يؤول لأن الإنسان يؤول إلى أهله.
(فرعون) ، اسم أعجميّ معرفة، لقب لمن ملك مصر. قيل: ولا يعرف لفرعون تفسير بالعربيّة. وقد اشتقّ من هذا اللقب- لعتوّ صاحبه وجبروته- فعل تفرعن أي أصبح ذا دهاء ومكر.
(سوء) ، اسم لما يزعج الإنسان من أمر دنيوي أو أخروي، وهو في الأصل مصدر ويؤنّث بالألف السوءى، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(العذاب) ، اسم مصدر لفعل عذّب لأن حروفه نقصت عن حروف المصدر وهو تعذيب. وزنه فعال بفتح الفاء.. وانظر الآية (7) من هذه السورة.
(أبناء) ، جمع ابن- انظر الآية 40- (يستحيون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يستحييون بكسر الياء الأولى، وقد جرى فيه الحذف مجرى تشتروا (الآية 41) .
(نساء) ، الهمزة فيه منقلبة عن واو لظهورها في مرادفه نسوة أو
__________
(1) أو هي حال من فاعل يسومونكم.
(2) أو معترضة بين جمل الحديث عن بني إسرائيل.(1/124)
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)
نسوان، أصله نساو، فلمّا جاءت الواو متطرّفة بعد الألف قلبت همزة وهذا القلب مطّرد. وهو جمع لا مفرد له من لفظه، مفرده امرأة.
(بلاء) مصدر سماعيّ لفعل بلا يبلو باب نصر، والهمزة فيه منقلبة عن واو- كما ظهر في الفعل- وزنه فعال بفتح الفاء.
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ فقد ذبحوا بعض الأبناء فقط، لأنهم لم يذبحوا الأصاغر والأكابر فعلاقة هذا المجاز العموم.
[سورة البقرة (2) : آية 50]
وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ فرقنا) مثل إذ نجّينا في الآية السابقة (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (فرقنا) والباء للسببيّة، (البحر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أنجينا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (أغرقنا) مثل أنجينا (آل) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تنظرون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
جملة: «فرقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنجيناكم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فرقنا.
وجملة: «أغرقنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فرقنا.
وجملة: «أنتم تنظرون» في محلّ نصب حال.(1/125)
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)
وجملة: «تنظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الصرف:
(البحر) ، اسم جامد للماء الكثير والمالح، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 51]
وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (51)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ واعدنا) مثل إذ فرقنا ... أو نجّينا (موسى) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف (أربعين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (ليلة) تمييز منصوب (ثمّ) حرف عطف (اتّخذتم) فعل ماض وفاعله (العجل) مفعول به منصوب وهو المفعول الأول، أمّا الثاني فمحذوف تقديره (إلها) . (من بعد) جار ومجرور متعلّق ب (اتّخذتم) ، و (الهاء) ضمير متّصل مضاف اليه، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ (ظالمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «واعدنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اتخذتم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة واعدنا.
وجملة: «أنتم ظالمون» في محلّ نصب حال.
الصرف:
(موسى) ، اسم أعجمي علم. وقيل هو من أوسيت رأسه إذا حلقته، فهو على وزن اسم المفعول وقيل هو فعلى بضمّ الفاء من ماس يميس إذا تبختر، فالواو في موسى على هذا بدل من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها، ولكنّ هذا الكلام لا ينطبق على اسم النبيّ، بل ينطبق على الموسى الذي يقطع.(1/126)
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)
(أربعين) ، اسم من أسماء ألفاظ العقود في الأعداد، وهو ملحق بجمع المذكر.
(ليلة) ، مؤنث ليل من مغرب الشمس الى طلوع الفجر، وقيل الليلة واحدة الليل على أنّه اسم جمع، وقيل الليل والليلة بمعنى واحد، والجمع الليالي.
(العجل) ، اسم جامد للحيوان المعروف وزنه فعل بكسر فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 52]
ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف للتراخي (عفونا) فعل ماض وفاعله (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عفونا) ، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (عفونا) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) اسم لعلّ في محلّ نصب، (تشكرون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
جملة: عفونا في محلّ جرّ معطوفة على جملة اتخذتم العجل في الآية السابقة.
وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة «1» .
وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(عفونا) ، أعيدت الألف الى أصلها حين أسند الفعل الى ضمير جمع المتكلّم.
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في عنكم أي: مرتجين تقديم الشكر.(1/127)
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)
[سورة البقرة (2) : آية 53]
وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا آتينا) مثل إذ نجّيناكم «1» ، (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الفرقان) معطوف بالواو على الكتاب منصوب مثله (لعلّكم تهتدون) مثل لعلّكم تشكرون في الآية السابقة.
جملة: «آتينا ... » في محلّ جرّ بإضافة إذ إليها.
وجملة: «لعلّكم تهتدون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(آتينا) ، المدّة منقلبة عن همزتين: الأولى مفتوحة والثانية ساكنة لأن المضارع يؤتي، وقد عادت الألف لام الكلمة الى أصلها لاتّصالها بضمير المتكلّم الجمع، وزن آتينا أفعلنا.
(الفرقان) ، هو في الأصل مصدر سماعيّ لفعل فرق يفرق من بابي نصر وضرب، ثمّ جعل اسما للقرآن الكريم، وزنه فعلان بضمّ فسكون.
(تهتدون) ، فيه إعلال بالحذف، وأصله تهتديون بضمّ الياء، والحذف فيه جرى مجرى (تشتروا) ، في الآية (41) . وزنه تفتعون.
[سورة البقرة (2) : آية 54]
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) اسم دال على ما مضى من الزمن في
__________
(1) في الآية (49) من هذه السورة.(1/128)
محلّ نصب معطوف على إذ المفعول به في الآية السابقة (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه. (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (ظلمتم) فعل ماض وفاعله (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (باتّخاذ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ظلمتم) ، والباء للسببيّة و (كم) مضاف إليه (العجل) مفعول به للمصدر اتّخاذ، والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر ربط السبب بالمسبّب (توبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الى بارئ) جارّ ومجرور متعلّق ب (توبوا) و (كم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اقتلوا) مثل توبوا (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه. (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ والإشارة الى القتل و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (خير) ، (بارئ) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير في محلّ جرّ. (الفاء) عاطفة (تاب) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ (وكم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تاب) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) اسم إنّ (هو) ضمير فصل «1» ، (التوّاب) خبر انّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
__________
(1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره التّواب، والجملة خبر إنّ.(1/129)
وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّكم ظلمتم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ظلمتم ... » في محل رفع خبر إنّ.
وجملة: «توبوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم عفو الله وغفرانه فتوبوا إليه «1» .
وجملة: «اقتلوا» في محلّ جزم معطوفة على جملة توبوا.
وجملة: «ذلكم خير لكم» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تاب عليكم» معطوفة على جملة مقدّرة أي فعلتم فتاب عليكم.
وجملة: إنّه هو التوّاب لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(قوم) اسم جمع لا واحد له من لفظه، مفرده رجل، اشتقاقه من فعل قام يقوم، ويطلق على الرجال ولا يطلق على النساء وحدهنّ البتة.. وانظر الآية (60) من هذه السورة.
(اتّخاذكم) ، مصدر قياسيّ لفعل اتّخذ الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر الحرف الثالث وإضافة ألف قبل الآخر.
(عند) ، اسم للمكان وللزمان، ولا يقع إلا ظرفا أو مجرورا ب (من) .
(بارئ) ، اسم فاعل من برأ يبرأ باب فتح، وزنه فاعل.
(خير) ، اسم تفضيل حذف منه الهمزة لكثرة الاستعمال وزنه فعل بفتح الفاء.
__________
(1) يجوز أن تكون معطوفة على جملة جواب النداء ... وطلب التوبة مسبّب عن ظلم الأنفس.(1/130)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ.
روي أنه أمر من لم يعبد العجل أن يقتل من عبده، والمعنى عليه استسلموا أنفسكم للقتل، وسمى الاستسلام للقتل قتلا على سبيل المجاز.
2- الالتفات: في قوله تعالى فَتابَ عَلَيْكُمْ فهو خطاب منه سبحانه وتعالى على نهج الالتفات من التكلم الذي يقتضيه النظم الكريم وسياقه الى الغيبة إذ كان مقتضى المقام أن يقول: فوفقتكم فتبت عليكم.
[سورة البقرة (2) : آية 55]
وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) مثل إذ في الآية السابقة (قلتم) فعل وفاعل (يا) أداة نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب (لن) حرف نفي ونصب (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نؤمن) بتضمينه معنى نقرّ أو اللام للتعليل (حتّى) حرف غاية وجرّ (نرى) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف والفاعل نحن (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب به منصوب (جهرة) مصدر في موضع الحال من لفظ الجلالة أي تراه ظاهرا «1» . (الفاء) عاطفة عطفت المسبّب
__________
(1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي: جهرتم القول جهرة.. أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو يلاقي فعل الرؤية في المعنى.
والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل نرى في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نؤمن) .(1/131)
ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)
على السبب (أخذ) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (كم) مفعول به (الصاعقة) فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تنظرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
جملة: «قلتم ... » في محل جرّ مضاف إليه.
وجملة: «النداء وجوابها» في محل نصب مقول القول.
وجملة: «لن نؤمن ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أخذتكم الصاعقة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «أنتم تنظرون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تنظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الصرف:
(قلتم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت عين الفعل لمناسبة البناء على السكون، فلمّا التقى ساكنان حذفت الألف، وأصله (قالتم) ، ثمّ ضمّ الحرف الأول من الفعل دلالة على نوع الحرف المحذوف فأصل الألف واو. وزنه فلتم بضمّ الفاء.
(نرى) ، فيه حذف الهمزة- وهي عين الكلمة- تخفيفا، وأصله نرأى وزنه نفل بفتحتين (جهرة) مصدر جهر مجهر باب فتح، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر للفعل هو جهارا بكسر الجيم.
(الصاعقة) ، اسم للشرارة الكهربائية الناتجة من احتكاك الغيوم المختلفة الشحنة. وهو على وزن اسم الفاعل وبمعناه.
[سورة البقرة (2) : آية 56]
ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف للتراخي (بعثنا) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من بعد) جار ومجرور(1/132)
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
متعلّق ب (بعثنا) ، (موت) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه في محلّ جرّ. (لعلّكم تشكرون) سبق إعرابها «1» .
جملة: «بعثناكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتكم الصاعقة.
وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
[سورة البقرة (2) : آية 57]
وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
الإعراب:
(الواو) ، عاطفة (ظلّلنا) مثل بعثنا في الآية السابقة (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ظلّلنا) ، (الغمام) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أنزلنا) مثل بعثنا و (عليكم) سبق إعرابه متعلّق ب (أنزلنا) ، (المنّ) مفعول به منصوب (السلوى) معطوف بالواو على المنّ منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
(كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلق ب (كلوا) ، (ما) اسم موصول «2» ، في محلّ جرّ مضاف إليه (رزقنا) مثل بعثنا و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (ظلمونا) فعل ماض وفاعله ومفعوله (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ..
والواو اسم كان (أنفس) مفعول به مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
__________
(1) في الآية (52) .
(2) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعدها نعت لها في محلّ جرّ.(1/133)
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)
وجملة: ظلّلنا.. لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثناكم في الآية السابقة.
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلّلنا.
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره قلنا.
وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ما ظلمونا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لكن كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمونا.
وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(المنّ) ، اسم جنس من النبات أو الحلوى، جاء في المعجم: هو الذي أنزله الله بأعجوبه في البرية على بني إسرائيل، وزنه فعل بفتح فسكون.
(كلوا) ، فيه تغيير بالحذف، حذفت منه الهمزة على غير القياس، وزنه علوا.
(طيّبات) ، جمع طيّب صفة مشبّهة من فعل طاب يطيب، وزنه فيعل، وقد أدغمت الياءان معا.
(السلوى) ، اسم جنس لطير السماني، أو هو نوع منه، ووزن السلوى فعلى بفتح فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 58]
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر(1/134)
(قلنا) فعل ماض وفاعله (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ نصب مفعول به (القرية) بدل من ذه أو عطف بيان له منصوب (الفاء) عاطفة (كلوا) مثل ادخلوا.. (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كلوا) ، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ متعلّق ب (كلوا) ، (شئتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء) فاعل و (الميم) حرف لجمع الذكور (رغدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي أكلا رغدا «1» . (الواو) عاطفة (ادخلوا) سبق إعرابه (الباب) مفعول به منصوب، (سجّدا) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (الواو) عاطفة (قولوا) مثل ادخلوا (حطّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره سؤالنا أو مسألتنا. (نغفر) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نغفر) . (خطايا) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (السين) للاستقبال (نزيد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ادخلوا.
وجملة: «شئتم» في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.
__________
(1) ويجوز أن يكون حالا بتقدير هانئين.(1/135)
وجملة: «ادخلوا الثانية» في محلّ نصب معطوفة على جملة ادخلوا الأولى.
وجملة: «قولوا ... » في محل نصب معطوفة على جملة ادخلوا الثانية.
وجملة: « (مسألتنا) حطّة» في محل نصب مقول القول.
وجملة: «نغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «سنزيد المحسنين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(القرية) ، اسم جامد.. وقد يكون مأخوذا من قريت أي جمعت، لجمعها لأهلها.. وهو في الأصل اسم للمكان، ولكن قد يطلق على من يسكن فيه مجازا.
(شئتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة بناء الفعل على السكون، فالتقى سكونان فحذفت الألف المنقلبة عن ياء، وهذا مطّرد في كلّ فعل معتلّ أجوف، وكسرت فاء الفعل لدلالة الحرف المحذوف وهو الياء، وزنه فلتم.
(سجّدا) ، جمع ساجد، اسم فاعل من سجد يسجد باب نصر، وزنه فاعل.. ووزن سجّد فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة.
(حطّة) ، مصدر هيئة من فعل حطّ يحطّ باب نصر وزنه فعلة بكسر الفاء، وقيل هو لفظ أمروا به ولا يدرى معناه «1» .
(خطايا) ، جمع خطيئة، اسم بمعنى الذنب وزنه فعيلة، قيل: إنّ خطايا وزنه فعائل أصله خطايئ بياء مكسورة قبل الهمزة، ثمّ قلبت الياء
__________
(1) حاشية الجمل على الجلالين.. وقيل هي التوبة.(1/136)
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)
همزة مكسورة «1» ، فاجتمع همزتان فقلبت الثانية ياء «2» ، ثمّ تحرّكت الهمزة بالفتح للخفّة، وكذلك الياء الأخيرة، ثمّ قلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ثمّ قلبت الهمزة ياء للهرب من الثقل فأصبح خطايا.
وقيل- وهو قول سيبويه- إنّ خطايا أصله خطائئ، ثمّ أبدلت الهمزة الثانية ياء بحسب قواعد الإبدال. ثمّ أبدل من الكسرة في الهمزة فتحة فانقلبت الياء ألفا، ثمّ أبدلت الهمزة ياء «3» .
(المحسنين) ، جمع المحسن وهو اسم فاعل من أحسن الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
[سورة البقرة (2) : آية 59]
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (59)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (بدّل) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض وفاعله (قولا) مفعول به منصوب (غير) نعت ل (قولا) منصوب مثله (الذي) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) . (الفاء) عاطفة (أنزلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (ظلموا) سبق إعرابه (رجزا) مفعول به منصوب (من
__________
(1) تقلب الواو أو الياء همزة بعد ألف مفاعل أو فعائل. [.....]
(2) تبدل الهمزة المتطرفة ياء إذا جاءت بعد همزة.
(3) انظر النحو الوافي ج 4 ص 578.(1/137)
السماء) جارّ ومجرور متعلق ب (أنزلنا) «1» ، (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدري (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ و (الواو) اسم كان (يفسقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «بدّل الذين ظلموا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا في الآية السابقة.
وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قيل لهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أنزلنا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة بدّل.
وجملة: «ظلموا الثانية» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «كانوا يفسقون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة: «يفسقون» في محلّ نصب خبر كانوا.
والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالباء ... متعلّق ب (أنزلنا) .
الصرف:
(قولا) مصدر سماعي لفعل قال يقول، وزنه فعل بفتح فسكون ولم تعلّ الواو لسكونها.
(رجزا) ، اسم لكلّ قبيح أو مكروه، وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
- قوله تعالى فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا وضع الظاهر موضع المضمر للتعليل والمبالغة في الذم والتقريع وللتصريح بأنهم بما فعلوا قد ظلموا أنفسهم بتعريضها لسخط الله تعالى.
__________
(1) أو بمحذوف نعت ل (رجزا) .(1/138)
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)
[سورة البقرة (2) : آية 60]
وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ استسقى موسى لقومه) مثل إذ قال موسى لقومه «1» . (الفاء) عاطفة (قلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (اضرب) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بعصا) جارّ ومجرور متعلّق ب (اضرب) ، والباء للاستعانة وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (الكاف) مضاف اليه (الحجر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (انفجر) فعل ماض و (التاء) للتأنيث، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (انفجرت) ، (اثنتا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف فهو ملحق بالمثنّى (عشرة) جزء عدديّ مبنيّ على الفتح لا محلّ له (عينا) تمييز منصوب (قد) حرف تحقيق (علم) فعل ماض (كلّ) فاعل مرفوع (أناس) مضاف إليه مجرور (مشرب) مفعول به منصوب (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه. (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (اشربوا) مثل كلوا (من رزق) جارّ ومجرور متعلّق بالفعلين المتقدّمين من باب التنازع في إعمال الثاني (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعثوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال مؤكّدة منصوبة وعلامة النصب الياء.
جملة «استسقى موسى» في محلّ جرّ مضاف اليه.
__________
(1) في الآية (54) من هذه السورة.(1/139)
وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استسقى.
وجملة: «اضرب ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «انفجرت منه اثنتا عشرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي: فضرب فانفجرت.
وجملة: «علم كلّ أناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «كلوا» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «اشربوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
الصرف:
(استسقى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استسقي بفتح الياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(عصا) ، الألف فيه منقلبة عن واو لأن المثنّى عصوان، وتقول:
عصوت بالعصا أي ضربت، ووزن عصا فعل بفتحتين.
(الحجر) ، اسم جامد وزنه فعل لفتحتين.
(اثنتان) ، مؤنّث اثنان، وهو اسم ضعف الواحد، وفيه حذف لام الكلمة، والألف والنون مزيدتان للتثنيه، فهو ملحق بالمثنّى لأنه لا واحد له من لفظه، وحذفت النون من اثنتا عشرة لأنه شبيه بالتركيب الإضافي.
(عشرة) ، اسم لأول العقود مؤنّث العشر، وجاء مؤنّثا موافقا للمعدود لأنه مركب مع ما قبله.
__________
(1، 2) أو في محلّ نصب حال من (اثنتا عشرة عينا) ، والرابط محذوف تقديره منها.(1/140)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
(عينا) ، اسم جامد بمعنى الينبوع جمعه أعين وعيون، وزنه فعل بفتح فسكون.
(أناس) ، جمع انس، اسم جمع بمعنى البشر، واحده المنسوب إليه أي إنسيّ. وثمّة جمع آخر له هو أناسيّ بفتح الهمزة، ووزن أناس فعال بضمّ الفاء.
(مشرب) ، اسم مكان من شرب يشرب باب فرح وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عين المضارع مفتوحة وهو فعل صحيح.
(تعثوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تعثاوا، جاءت الألف ساكنة قبل الواو الساكنة فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه تفعوا. فعله عثا يعثو، وعثي يعثى من بابي نصر وفرح.
[سورة البقرة (2) : آية 61]
وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (61)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ قلتم يا موسى) سبق إعرابها في الآية (55) ، (لن) حرف ناصب وناف (نصبر) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (على طعام) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصبر) ، (واحد) نعت ل (طعام) مجرور مثله (الفاء) لربط المسبّب بالسبب، أو رابطة لجواب شرط مقدّر (ادع) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ، و (نا)(1/141)
ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع) ، (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (يخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لنا) مثل الأول متعلّق ب (يخرج) . (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ ب (من) «1» متعلّق ب (يخرج) ، ومفعول يخرج محذوف تقديره شيئا (تنبت) فعل مضارع مرفوع (الأرض) فاعل مرفوع (من بقل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول تنبت المحذوف أي: ممّا تنبته الأرض من بقل «2» . و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (وقثّائها وفومها وعدسها وبصلها) أسماء مضافة معطوفة بحروف العطف على بقلها مجرورة مثله.
جملة: «قلتم ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لن نصبر ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ادع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء لأنها في حيّز النداء.. أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنّا بحاجة الى أكثر من نوع من الطعام فادع لنا ربّك..
وجملة: «يخرج..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «تنبت الأرض» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تستبدلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
__________
(1) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعدها نعت لها.
(2) أو هو بدل من (ما) بإعادة الجارّ.(1/142)
(أدنى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الباء) حرف جرّ (الذي) موصول في محلّ جرّ متعلّق بفعل تستبدلون. (هو خير) مثل هو أدنى. (اهبطوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) فاعل (مصرا) مفعول به منصوب (الفاء) تعليلية.. أو رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللام) حرف جرّ (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر، (سألتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله. (الواو) استئنافيّة (ضرب) فعل ماض مبنيّ للمجهول بتضمينه معنى جعلت و (التاء) للتأنيث (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ضربت) ، (الذلّة) نائب فاعل مرفوع (المسكنة) معطوفة بالواو على الذلّة مرفوع مثله (الواو) عاطفة (باءوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بغضب) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الواو والباء للملابسة (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (غضب) . (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك، أي ذلك الغضب مستحقّ بكفرهم.
(بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (النبيين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من(1/143)
فاعل يقتلون، أي يقتلونهم مبطلين «1» ، (الحق) مضاف إليه مجرور.
(ذلك) سبق اعرابه (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (عصوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل، والضمّ مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.
والمصدر المؤوّل (ما عصوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ ذلك.
(الواو) عاطفة (كانوا) مثل الأول (يعتدون) مثل يكفرون.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني لسؤال مقدّر.
وجملة: «تستبدلون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هو أدنى» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الأول.
وجملة: «هو خير» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «اهبطوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «إنّ لكم ما سألتم» لا محلّ لها تعليليّة «3» .
وجملة: «سألتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ضربت» عليهم الذلّة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «باءوا ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ذلك بأنهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف من غير
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف نعت لمصدر محذوف- أي مفعول مطلق نائب عن المصدر- أي قتلا حاصلا بغير الحق.
(2) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
(3) يجوز أن تكون جوابا لشرط مقدّر أي: إن تهبطوا فإنّ لكم ما سألتم.(1/144)
تعليل.
وجملة: «كانوا يكفرون» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب خبر (كانوا) وجملة: «يقتلون» في محل نصب معطوفة على جملة يكفرون.
وجملة: «ذلك بما عصوا» لا محلّ لها بدل من جملة ذلك بأنهم كانوا ...
وجملة: «عصوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «كانوا يعتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا.
وجملة: «يعتدون» في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(طعام) ، اسم للمأكول من أي نوع، وزنه فعال بفتح الفاء.
(واحد) ، اسم يدلّ على الفرد بالمذكّر، أو صفة مشتقّة على وزن فاعل.
(ادع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين.
(بقل) ، اسم لما تنبته الأرض من النجم ممّا لا ساق له، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه بقول بضمّ الباء.
(قثّاء) ، اسم للنبات المعروف، وهو اسم جمع واحدته قثّاءة بكسر القاف وفتح الثاء المشدّدة، والهمزة أصليّة لقولهم: أقثأت الأرض أي كثر قثّاؤها.
(فوم) ، اسم جامد للنبات المعروف وهو الثوم، وقيل هو الحنطة،(1/145)
وزنه فعل بضمّ الفاء وسكون العين.
(عدس) ، اسم جامد، اسم جمع واحدته عدسة زنة فعلة بفتحتين، وكذلك عدس وزنه فعل بفتحتين.
(بصل) ، اسم جامد للنبات المعروف، وزنه فعل بفتحتين.
(أدنى) ، ألفه منقلبة عن واو لأنه من دنا يدنو، وزنه أفعل صفة مشبّهة، وقيل الألف مبدلة من همزة لأنه مأخوذ من دنؤ يدنؤ باب كرم فهو دنيء أي خسيس.
(مصرا) ، اسم بمعنى بلد أو مصر بعينها، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الذلّة) ، مصدر سماعيّ لفعل ذلّ يذلّ باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: ذلّ بضم الذال، وذلالة بفتح الذال، ومصدر ميميّ هو مذلّة.
(المسكنة) ، مصدر ميميّ من السكون لأن المسكين قليل الحركة، وزنه مفعلة، والتاء للمبالغة.
(غضب) ، مصدر سماعيّ لفعل غضب يغضب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
(النبيين) ، جمع النبيّ وهو صفة مشبّهة على وزن فعيل، وأصله النبيء، لأنه من النبأ وهو الخبر لأنه يخبر عن الله، وخفّف بقلب الهمزة ياء، ثمّ أدغمت الياءان معا. أو هو مأخوذ من النبوة أي الارتفاع لأن رتبة النبيّ ارتفعت عن رتب سائر الخلق «1» .
__________
(1) العكبري: كتاب (وجوه الإعراب والقراءات ... ) .(1/146)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
(عصوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى (تعثوا) في الآية السابقة.
(يعتدون) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى (تهتدون) في الآية (53) .
البلاغة
- الكناية: في قوله تعالى وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أي جعلتا محيطتين بهم إحاطة القبة بمن ضربت عليه أو الصقتا بهم وجعلتا ضربة لازب لا تنفكان عنهم مجازاة لهم على كفرانهم من ضرب الطين على الحائط بطريق الاستعارة بالكناية.
[سورة البقرة (2) : آية 62]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماضي مبني على الضمّ..
والواو فاعل (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول معطوف على الاسم الأول في محلّ نصب (هادوا) مثل آمنوا (والنصارى والصابئين) اسمان معطوفان بحرفي العطف على الاسم الموصول الأول، منصوبان وعلامة النصب في الأول الفتحة المقدرة على الألف وعلامة نصب الثاني الياء.
(من) اسم موصول في محلّ نصب بدل من الأسماء السابقة «1» ، (آمن)
__________
(1) يجوز أن يكون في محلّ رفع مبتدأ وهو امّا اسم شرط أو اسم موصول، خبر جملة لهم أجرهم.. والجملة الاسمية خبر إنّ(1/147)
فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (اليوم) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله، (الواو) عاطفة (عمل) مثل آمن (صالحا) مفعول به منصوب (الفاء) زائدة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخر مرفوع و (هم) متّصل مضاف اليه، (عند) ظرف متعلّق بمحذوف حال من أجر (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة «1» (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
جملة: «إنّ الذين آمنوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «هادوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم.
__________
(1) أو تعمل عمل ليس، و (خوف) اسمها و (عليهم) خبرها.. وانظر الآية (38) من هذه السورة.(1/148)
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)
وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم.
وجملة: «يحزنون» في محل رفع خبر (هم) .
الصرف:
(هادوا) ، فيه إعلال بالقلب إذ الألف منقلبة عن واو لأنه من هاد يهود إذا تاب. وبعضهم قال إن أصلها ياء من هاد يهيد إذا تحرّك.
(النصارى) ، جمع نصرانيّ نسبة الى نصران أو ناصرة.. وهي من النسبة الشاذّة في اللغة.
(الصابئين) ، جمع الصابئ، اسم فاعل من صبأ الثلاثي وزنه فاعل.
(صالحا) ، اسم فاعل من صلح الثلاثي، وزنه فاعل.
(أجر) ، في الأصل مصدر أجره الله يأجره من بابي نصر وضرب، وقد يعبّر به عن الشيء نفسه المجازي به، والآية الكريمة تحتمل المعنيين، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 63]
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) اسم مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (أخذ) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (ميثاق) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) حاليّة (رفعنا) مثل أخذنا (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (رفعنا) و (كم) مضاف إليه (الطور) مفعول به منصوب. (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آتينا) مثل(1/149)
أخذنا و (كم) مفعول به، والمفعول الثاني محذوف أي آتيناكموه (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آتيناكم أي متمتعين بقوة (الواو) عاطفة (اذكروا) مثل خذوا (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير متّصل في محل نصب اسم لعل (تتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: «رفعنا..» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
وجملة: «خذوا ... » في محل نصب مقول القول لقول محذوف «1» ، والجملة المقدّرة في موضع الحال.
وجملة: «آتيناكم» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «اذكروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوا.
وجملة: «لعلّكم تتقون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الطور) ، اسم عام يطلق على كلّ جبل أو خاص يطلق على جبل بعينه، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(خذوا) ، فيه حذف الهمزة من أوّله تخفيفا، وزنه علوا بضمّ العين.
(قوّة) ، مصدر سماعيّ لفعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وقد أدغمت عينه ولامه بعد القلب، وأصله قوية، اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو الى ياء فقيل قيّة بضمّ
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة جوابا للقسم لأن أخذ الميثاق قسم. [.....](1/150)
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)
القاف ولمجيء الياء الأولى ساكنة وقبلها مضموم قلبت واوا ولحقت بها الياء الساكنة لمناسبة التضعيف، فقيل قوّة.
[سورة البقرة (2) : آية 64]
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (64)
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف (تولّيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تولّيتم) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب.
(الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود، شرط غير جازم (فضل) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (فضل) ، (الواو) عاطفة (رحمة) معطوفة على فضل مرفوع مثله و (الهاء) مضاف إليه، (اللام) واقعة في جواب لولا (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير متّصل اسم كان (من الخاسرين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم وعلامة الجرّ الياء.
جملة: تولّيتم في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا في الآية السابقة.
وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كنتم من الخاسرين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(فضل) مصدر سماعيّ لفعل فضل يفضل باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(رحمة) ، مصدر سماعيّ لفعل رحم يرحم باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون.(1/151)
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)
[سورة البقرة (2) : آية 65]
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (65)
الإعراب:
(الواو) ، عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمتم) فعل وفاعل، وهو يقتضي مفعولا واحدا لأنه بمعنى عرف (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (اعتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل اعتدوا (في السبت) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتدوا) وفيه حذف مضاف أي في يوم السبت (الفاء) عاطفة (قلنا) فعل وفاعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قلنا) ، (كونوا) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والواو اسم كان (قردة) خبر كان منصوب (خاسئين) نعت ل (قردة) منصوب مثله «1» .
جملة: «علمتم..» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «اعتدوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علمتم.
وجملة: «كونوا قردة» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(اعتدوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله اعتداوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف، وزنه افتعوا.
(السبت) ، في الأصل هو مصدر فعل سبت يسبت من بابي نصر وضرب بمعنى استراح أو بمعنى قطع، ثمّ سمّي اليوم سبتا «2» . وزنه فعل
__________
(1) يجوز أن يكون حالا من اسم كان، وأن يكون خبرا ثانيا ل (كونوا) .
(2) حاشية الجمل على الجلالين.. ومادة سبت موجودة في لسان العرب.(1/152)
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
بفتح فسكون، فإذا قيل يوم السبت فقد استعمل مصدرا.
(قردة) ، جمع قرد وهو اسم للحيوان المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن قردة فعلة بكسر ففتح ثمّ فتح.
(خاسئين) ، جمع خاسئ، اسم فاعل من خسئ يخسأ باب فرح، وهو من اللازم بمعنى بعد وانزجر وخسأ يخسأ الكلب أي طرده من باب فتح وقد يرد هذا الباب لازما أيضا. ووزن خاسئ فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 66]
فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (جعلنا) فعل وفاعل و (ها) ضمير في محل نصب مفعول به أوّل ويعود إلى العقوبة (نكالا) مفعول به ثان منصوب (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نكالا) ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى و (ها) ضمير مضاف اليه (الواو) عاطفة (ما) موصول معطوف على الأول (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (ها) ضمير مضاف إليه (موعظة) معطوف بالواو على (نكالا) منصوب مثله (للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (موعظة) .
جملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة.
الصرف:
(نكالا) ، اسم لما نكلت به غيرك أي عاقبته، أو اسم لما يجعل عبرة للآخرين أو منعا لهم، وزنه فعال بفتح الفاء.
(بين) اسم بمعنى وسط، ظرف مكان وقد يدخله ما الحرف المصدريّ الظرفي: بينما، أو تدخله الألف عوض من ما: بينا.
(يديها) ، مثنّى يد، وفيه حذف اللام، أصله يدو لأن الواو تعود حين(1/153)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)
النسب يدوي. وانظر الآية (79) من هذه السورة.
(موعظة) ، مصدر ميميّ من وعظ يعظ باب ضرب، وزنه مفعلة بكسر العين، والتاء للمبالغة.
[سورة البقرة (2) : آية 67]
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (67)
الإعراب:
(وإذ قال موسى لقومه) سبق إعرابها «1» . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأمر) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به و (الميم) حرف لجمع الذكور، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (تذبحوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بقرة) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يأمركم) «2» أي يأمركم بذبح بقرة.
(قالوا) فعل وفاعل (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تتّخذ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير في محلّ نصب مفعول به (هزوا) مفعول به ثان منصوب (قال) فعل ماض والفاعل هو (أعوذ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعوذ) ، (أن) حرف ناصب (أكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكون وعلامة الجرّ الياء.
__________
(1) في الآية (54) من هذه السورة.
(2) يجوز نصبه على أنّه مفعول به ثان عامله يأمركم، أي: يأمركم ذبح بقرة.(1/154)
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)
والمصدر المؤوّل (أن أكون..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أعوذ) أي من أن أكون من الجاهلين.
وجملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: «إنّ الله يأمركم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يأمركم..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «أتتّخذنا هزوا» في محل نصب مقول القول.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعوذ بالله» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(بقرة) ، اسم جامد لواحد البقر، وزنه فعلة بثلاث فتحات- وقد يقع على الذكر والأنثى- وسمي هذا الجنس بقرا لأنه يبقر الأرض أي يشقّها بالحرث، ومنه بقر بطنه.
(هزوا) ، مخفّف من هزؤا وهو مصدر سماعيّ لفعل هزأ يهزأ باب فتح وهزئ يهزأ باب فرح.. وقد استعمل في الآية بمعنى المهزوء (الجاهلين) ، جمع الجاهل، اسم فاعل من جهل يجهل باب فرح، وزنه فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 68]
قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ (68)
الإعراب:
(قالوا) فعل وفاعل (ادع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا)(1/155)
ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع) ، (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) مضاف اليه (يبيّن) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لنا) مثل الأول متعلّق ب (يبيّن) ، (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع خبر، (قال) فعل ماض والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير اسم إنّ (يقول) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إنّها) مثل إنّه (بقرة) خبر إنّها مرفوع (لا) نافية مهملة (فارض) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله «1» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية واجبة (بكر) معطوفة على فارض مرفوع مثله، (عوان) نعت ثان ل (بقرة) مرفوع (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (عوان) ، (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (افعلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (تؤمرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ استئناف بياني.
وجملة: «ادع» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يبيّن» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «ما هي» في محلّ نصب مفعول به لفعل يبيّن «2» .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) يجوز جعله خبرا لمبتدأ محذوف تقديره لا هي فارض ... ومثله (لا بكر) .
(2) وقد علّق الفعل بالاستفهام (ما) .. ويجوز أن يكون المفعول محذوفا فالجملة استئناف بيانيّ لا محل لها.(1/156)
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)
وجملة: «إنّه يقول» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنها بقرة» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «افعلوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن عرفتم ذلك فافعلوا.
وجملة: «تؤمرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(فارض) ، اسم فاعل من فرض سنّه أي قطعه، وزنه فاعل من بابي ضرب وكرم.
(بكر) ، صفة مشبّهة من بكر يبكر باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون، وهو مستعمل للمذكّر والمؤنّث، جمعه أبكار.
(عوان) ، في المصباح العوان النصف في السنّ من النساء والبهائم، والجمع عون بضمّ العين وسكون الواو، والأصل بضمّ الواو لكن سكّن تخفيفا. هو صفة مشبّهة، ووزن عوان فعال بفتح الفاء.
[سورة البقرة (2) : آية 69]
قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)
الإعراب:
(قالوا ادع ... يقول إنّها بقرة) سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة مفردات وجملا.. (صفراء) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله (فاقع) نعت ثان ل (بقرة) مرفوع مثله «1» ، (لون) فاعل لاسم الفاعل فاقع مرفوع (ها) ضمير مضاف إليه (تسرّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الناظرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
__________
(1) يجوز أن يكون خبرا مقدّما و (لونها) مبتدأ مؤخّرا.. والجملة نعت ل (بقرة) .(1/157)
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)
وجملة: تسرّ الناظرين في محلّ رفع نعت ل (بقرة) .
الصرف:
(لون) اسم لحال الشيء في منظره وهيئته من حيث بياضه وسواده، وزنه فعل بفتح فسكون.
(صفراء) ، صفة مشبّهة مؤنّث أصفر، والهمزة زائدة للتأنيث، وزنه فعلاء.
(فاقع) ، اسم فاعل من فقع يفقع بابي نصر وفتح، وزنه فاعل.
(الناظرين) ، جمع الناظر وهو اسم فاعل من نظر ينظر باب نصر، وزنه فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 70]
قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)
الإعراب:
(قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي) مرّ إعرابها «1» ، (إنّ) حرف مشبه بالفعل (البقر) اسم إن منصوب (تشابه) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق به (تشابه) ، (الواو) عاطفة (إنّ) كالأول و (نا) اسم انّ، (إن) حرف شرط جازم (شاء) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (مهتدون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «إن البقر تشابه» لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ.
وجملة: «تشابه علينا» في محلّ رفع خبر (إنّ) .
وجملة: «إنّا ... لمهتدون» لا محلّ لها معطوفة على التعليلية أو استئنافيّة.
__________
(1) انظر الآية (68) مفردات وجملا.(1/158)
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)
وجملة: «إن شاء الله» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فهدايتنا حاصلة.
[سورة البقرة (2) : آية 71]
قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ (71)
الإعراب:
(قال إنّه يقول إنّها بقرة) مرّ إعرابها «1» . (لا) نافية (ذلول) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله «2» ، (تثير) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الأرض) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (تسقي) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الحرث) مفعول به منصوب (مسلّمة) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله (لا) نافية للجنس (شية) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (جئت) وهو فعل وفاعل (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئت) والباء للتعدية «3» .
(الفاء) عاطفة (ذبحوا) مثل قالوا و (ها) مفعول به (الواو) حاليّة (ما) نافية (كادوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كاد (يفعلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّه يقول» في محلّ نصب مقول القول.
__________
(1) انظر الآية (68) .
(2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.. والجملة نعت ل (بقرة) .
(3) يجوز تعليق الجار بمحذوف حال من التاء من جئت أي: جئت متلبسا بالحق.(1/159)
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّها بقرة» في محلّ نصب مقول القول لفعل يقول.
وجملة: «تثير الأرض» في محلّ رفع نعت ل (بقرة) داخلة في حكم النفي قبلها أي لا ذلول ولا تثير الأرض.
وجملة: «لا تسقي الحرث» في محلّ رفع معطوفة على جملة تثير الأرض.
وجملة: «لا شية فيها» في محلّ رفع نعت ل (بقرة) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جئت بالحقّ» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ذبحوها» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي بحثوا عنها. فوجدوها فذبحوها.
وجملة: «ما كادوا يفعلون» في محلّ نصب حال.. أي: ذبحوها في حال نصب انتفاء مقاربتهم لفعل الذبح، وكان زمن الانتفاء سابقا لزمن الذبح.
وجملة: «يفعلون» في محلّ نصب خبر كادوا.
الصرف:
(ذلول) ، صفة مشبّهة من فعل ذلّ يذل باب ضرب وزنه فعول بفتح الفاء، وهي من الصفات التي يستوي فيها التذكير والتأنيث.
(الحرث) ، اسم جامد للأرض أو المزروع، وزنه فعل بفتح فسكون، وفعله من باب نصر. واللفظ مصدر سماعيّ للفعل أيضا.
(مسلّمة) مؤنّث مسلّم، اسم مفعول من سلّم الرباعيّ بمعنى سليم، وزنه على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول، بحذف حرف المضارعة وإبداله ميما مضمومة.(1/160)
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)
(شية) ، هو في الأصل مصدر فعل وشيء من باب وعد إذا خلط لونا بلون آخر. والمراد هنا اللون نفسه. وفي الكلمة إعلال بالحذف، حذفت فاؤه كما جرى ذلك في عدة وزنه علة.
(الآن) ، الألف واللام فيه زائدة لازمة، وهو ظرف للزمان ملازم للبناء.
(جئت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، حذفت عينه لمجيئها ساكنة بعد لامه المبنيّة على السكون، فحذفت العين لالتقاء الساكنين وزنه فلت بكسر الفاء لدلالة نوع حرف العلّة المحذوف وهو الياء.
(كاد) فيه إعلال بالقلب، أصله كود بكسر الواو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح كاد. ألفه منقلبة عن واو لأن مصدره كود زنة فعل بفتح فسكون، وإنّما يكسر فاؤه مع إسناده لضمير الرفع بسبب حركة عينه المكسورة فهو من باب فرح.
البلاغة
1- في هذه الآيات المتقدمة فن التكرير وهو داخل في باب الإطناب.
2- قوله تعالى وَما كادُوا صورة مجسدة لطبائع اليهود ولجوئهم الى اللجاج والمكابرة، فقد فعلوا الذبح بعد لجاج طويل.
[سورة البقرة (2) : آية 72]
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا. (قتلتم) فعل وفاعل (نفسا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (ادّارأتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء)(1/161)
فاعل و (الميم) لجمع الذكور (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ادّارأتم) ، (الواو) اعتراضيّة (الله) مبتدأ مرفوع (مخرج) خبر مرفوع (ما) اسم موصول «1» في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل مخرج، والعائد محذوف (كنتم) فعل ماض ناقص.. و (تم) اسم كان (تكتمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قتلتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ادّارأتم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة قتلتم.
وجملة: «الله مخرج» لا محلّ لها اعتراضيّة بين المعطوف والمعطوف عليه.
وجملة: «كنتم تكتمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تكتمون: في» محلّ نصب خبر (كنتم) .
الصرف:
(ادّارأتم) ، أصله تدارأتم من الدرء وهو الدفع، اجتمعت التاء مع الدال وهما قريبتا المخرج فسهل الإدغام بينهما ولكن بقلب التاء دالا. فلمّا بدأ الفعل بالساكن بسبب الإدغام أضيفت همزة الوصل فقيل ادّارأتم وزنه أتفاعلتم المنقلب من تفاعلتم، ويجوز أن يكون افّاعلتم.
(مخرج) ، اسم فاعل من أخرج الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
البلاغة
- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
__________
(1) يجوز أن تكون (ما) مصدريّة، والمصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به.(1/162)
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)
أي: ألقى كل منكم تهمة القتل على الآخر، والقتل لم يصدر عن الجميع وإنما صدر عن واحد منهم فعبّر بالعام وأراد الخاص. فعلاقة المجاز العموم.
[سورة البقرة (2) : آية 73]
فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (قلنا) فعل وفاعل (اضربوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (اضربوه) ، و (الهاء) مضاف إليه. (الكاف) حرف جرّ «1» (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الموتى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (يري) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (آيات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه. (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قلنا..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ادّارأتم في الآية السابقة.
وجملة: «اضربوه» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يحيي..» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي: إحياء مثل ذلك.(1/163)
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الموتى) ، جمع ميّت.. انظر الآية (28) من هذه الآية.
[سورة البقرة (2) : آية 74]
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف (قست) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (التاء) للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (كم) مضاف اليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (قست) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب. (الفاء) تعليليّة (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كالحجارة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (أو) حرف عطف للإباحة (أشدّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي «1» . (قسوة) تمييز منصوب. (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (من الحجارة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدّم (اللام) للتوكيد (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر (يتفجّر) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتفجّر) (الأنهار) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (إنّ منها) مرّ إعرابهما (لما يشّقق) مثل لما يتفجّر (الفاء) عاطفة (يخرج) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في
__________
(1) يجوز عطفه على الخبر المتقدّم الذي تعلّق به الجار والمجرور (كالحجارة) . [.....](1/164)
محلّ جرّ متعلّق ب (يخرج) ، (الماء) فاعل مرفوع. (الواو) عاطفة (إنّ منها لما يهبط) سبق اعراب نظيرها (من خشية) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهبط) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق باسم الفاعل غافل والعائد محذوف أي تعملونه.
جملة: «قست قلوبكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فضربوها فحييت..
وجملة: «هي كالحجارة» لا محلّ لها تعليلية.
وجملة: « (هي) أشدّ قوّة» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: «إن من الحجارة ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال.
وجملة: «يتفجّر منه الأنهار» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «إنّ منها لما ... » معطوفة على جملة إنّ من الحجارة ...
وجملة: «يشّقّق» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «يخرج منه الماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشّقّق.
وجملة: «إنّ منها لما يهبط» معطوفة على جملة إنّ من الحجارة ...
وجملة: «يهبط» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
__________
(1) أو حرف مصدري.. و (ما) والفعل في تأويل مصدر في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق باسم الفاعل غافل.(1/165)
وجملة: «ما الله بغافل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
الصرف:
(قست) ، فيه اعلال بالحذف، أصله قسات، جاءت الألف ساكنة قبل تاء التأنيث الساكنة فحذفت تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه فعت.
(الحجارة) ، جمع الحجر (انظر الآية 60) من هذه السورة.
(أشدّ) ، اسم تفضيل من فعل شدّ، وزنه أفعل، وقد أدغمت العين من اللام.
(قسوة) ، مصدر سماعيّ لفعل قسا يقسو باب نصر، وثمة مصادر أخرى للفعل منها قسوا بفتح فسكون وقساوة بفتح القاف وقساءة بقلب الواو همزة. وزن قسوة فعلة بفتح فسكون.
(يشقق) ، أصله يتشقق، قلبت التاء شينا وأدغمت مع الشين الثانية، وزنه يفّعّل وأصله يتفعّل.
(خشية) ، مصدر سماعيّ لفعل خشي يخشى باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي خشي بفتح الخاء وكسرها وخشاة بفتح الخاء وخشيان بفتح الخاء والشين ومخشية بفتح الميم وكسر الشين ومخشاة بقلب الياء ألفا وفتح ما قبلها.
(غافل) ، اسم فاعل من غفل يغفل باب فرح ومنه. فاعل.
البلاغة
1- الاستعارة المكنية التبعية: في قوله تعالى ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ حيث استعيرت القسوة لنبو قلوبهم عن التأثر بالعظات والقوارع التي تميع منها الجبال وتلين بها الصخور.(1/166)
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
2- التشبيه المرسل: حيث شبه قلوبهم بالحجارة أو بما هو أقسى من الحجارة وقد ذكر أداة التشبيه فكان التشبيه مرسلا.
3- وإيراد الجملة أسميه مع كون ما سبق فعليه للدلالة على استمرار قساوة قلوبهم.
4- المجاز العقلي: في قوله تعالى وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فهو مجاز من الانقياد لأمره تعالى والمعنى أن الحجارة ليس منها فرد إلا وهو منقاد لأمره عز وعلا آت بما خلق له من غير استعصاء وقلوبهم ليست كذلك.
[سورة البقرة (2) : آية 75]
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة «1» ،، (تطمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.. (أن) حرف مصدري ونصب (يؤمنوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنوا) بتضمينه معنى ينقادوا.
والمصدر المؤوّل من أن والفعل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أن يؤمنوا متعلّق ب (تطمعون) .
__________
(1) يرى بعض المحقّقين ومنهم عبّاس حسن صاحب كتاب (النحو الوافي) - أن الفاء يمكن أن تكون بحسب المعنى....
استئنافيّة أو عاطفة أو غير ذلك في مثل هذا التركيب خلافا لرأي المتقدّمين من أنها للعطف ليس غير ثمّ إنّ جمهور المحقّقين القدامى يذهبون الى أن الهمزة مقدّمة من تأخير لأن لها الصدر ولا حذف في الكلام والتقدير أفتطمعون..
وذهب الزمخشري الى أنها داخلة على محذوف دلّ عليه سياق الكلام، والتقدير هنا أتسمعون أخبارهم وتعلمون أحوالهم فتطمعون.. وقد أخذنا برأي الزمخشري في الإعراب أعلاه.(1/167)
(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (كان) فعل ماض ناقص (فريق) اسم كان مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريق) ، (يسمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (كلام) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (يحرّفون) مثل يسمعون، و (الهاء) ضمير مفعول به (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحرّفون) ، (ما) حرف مصدريّ (عقلوا) فعل وفاعل (الهاء) مفعول به.
والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: تطمعون لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر، أي:
أتعلمون أخبارهم فتطمعون.
وجملة: «قد كان فريق منهم ... » في محل نصب حال.
وجملة: «يسمعون ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «يحرّفونه» في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعون.
وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(فريق) ، اسم جمع بمعنى الطائفة والجماعة، لا مفرد له من لفظه، جمعه فرقاء وأفرقة وفروق بضم الفاء.
(كلام) ، اسم بمعنى القول أو اسم مصدر للرباعيّ كلّم، وزنه فعال بفتح الفاء.(1/168)
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)
[سورة البقرة (2) : آية 76]
وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا لقوا ... قالوا آمنّا) مرّ إعرابها في الآية (14) مفردات وجملا.. (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قالوا (خلا) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف (بعض) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الى بعض) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (خلا) ، (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. وفاعله (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (تحدّثون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هم) مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تحدّثون) . (فتح) ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فتح) ، (اللام) للتعليل «1» (يحاجّوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام و (الواو) ضمير فاعل و (كم) ضمير مفعول به، (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يحاجّوكم) ، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحاجّوكم) ، (رب) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من (أن) المضمرة والفعل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تحدّثونهم) .
(الهمزة) للاستفهام التوبيخي (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مثل تحدّثون.
__________
(1) أو هي للصيرورة والمآل.(1/169)
أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)
جملة: «لقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «آمنّا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «خلا بعضهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أتحدّثونهم..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «فتح الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تعقلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة تحدثونهم لأنها في حيّز قولهم أي قالوا أتحدثونهم.. وقالوا ألا تعقلون.
الصرف:
(خلا) ، فيه إعلال بالقلب أصله خلو بفتح الواو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة البقرة (2) : آية 77]
أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (77)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريري أو التوبيخي (الواو) عاطفة «1» ، (يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (يسرّون) مثل
__________
(1) هذا على رأي الجمهور، ولكنّ الاستئناف فيها ليس ببعيد، والجملة بعدها استئنافيّة.
(2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل بعدها في محلّ نصب مفعول به ل (يعلم) ، ومثلها (ما يعلنون) .(1/170)
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)
يعلمون (الواو) عاطفة (ما يعلنون) مثل ما يسرّون.
وجملة: «يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف محذوف أي:
أيلومونهم ولا يعلمون.
جملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يسرّون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «يعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي يعلمون.
الصرف:
(يعلنون) ، فيه حذف للهمزة في أوّله جرى فيه مجرى ينفقون.. انظر الآية (3) .
(يسرون) ، فيه حذف للهمزة في أوّله جرى فيه مجرى ينفقون ...
[سورة البقرة (2) : آية 78]
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أميّون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (لا) نافية (يعلمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (إلّا) أداء استثناء (أمانيّ) منصوب على الاستثناء المنقطع (الواو) عاطفة (ان) نافية (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (يظنون) فعل مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة: «منهم أمّيون» في محلّ نصب معطوفة على جملة قد كان فريق منهم «1» .
وجملة: «لا يعلمون الكتاب» في محلّ رفع نعت ل (أميّون) .
وجملة: «إن هم إلّا يظنون» معطوفة على جملة منهم أميّون تأخذ
__________
(1) في الآية (75) .. ويجوز قطعها عن العطف وجعلها استئنافيّة فلا محلّ لها.(1/171)
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)
محلّها من الإعراب.
وجملة: «يظنّون» في محلّ رفع خبر (هم) ، ومفعولا يظنّون محذوفان اي يظنّون الأباطيل حقّا.
الصرف:
(أميّون) ، جمع أمّيّ نسبة إلى أم، وكأنّه باق على أصل الخلقة، ووزن أمّيّ فعليّ بضمّ الفاء وسكون العين.
(أمانيّ) ، جمع أمنيّة بتشديد الياء في المفرد والجمع، وقد تخفّف فيهما، وهو اسم لما يقدّره الإنسان في نفسه. وزنه أفعيلة بضمّ الهمزة، ووزن أمانيّ بتشديد الياء أفاعيل، وبدون تشديد أفاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 79]
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع «1» ،، (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (يكتبون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكتبون) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (ثمّ) حرف عطف (يقولون) مثل يكتبون (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ذا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) للتعليل (يشتروا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد
__________
(1) جاز البدء بالنكرة لأنها دعاء، وهو في مفهوم العموم الذي تصحّ به النكرة أن تكون مبتدأ.(1/172)
اللام والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق به (يشتروا) بتضمينه معنى يستبدلوا.
والمصدر المؤوّل من (أن) المضمرة والفعل في محلّ جرّ باللام ب (يقولون) .
(ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله.
(الفاء) عاطفة (ويل) مثل الأول (اللام) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول «1» في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بالخبر المحذوف (كتب) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (ويل لهم ممّا) مرّ إعرابها (يكسبون) مثل يكتبون.
جملة: ويل للذين يكتبون.. لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما سبق.
وجملة: «يكتبون.» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يقولون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هذا من عند الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ويل لهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ويل للذين.
وجملة: «كتبت أيديهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
__________
(1) أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ.. والجملة بعدها نعت لها.. أو حرف مصدري والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.(1/173)
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)
وجملة: «ويل لهم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ويل لهم (الأولى) .
وجملة: «يكسبون» لا محل لها صلة الموصول (ما) الثاني.
الصرف:
(ويل) ، مصدر لا فعل له لاعتلال فائه وعينه، وزنه فعل بفتح فسكون.. وفي التفسير اسم واد في جهنّم.
(أيدي) ، جمع يد وفيه حذف لامه أصله بدو لأن الواو تعود في النسب فيقال يدوي.. وأصل أيدي أيدو بضمّ الدال زنة أفلس، ثمّ استثقلت الضمّة على الدال فكسرت، ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فقيل أيدي، وزنه أفعل بضمّ العين أصلا.
(ثمنا) ، اسم لما كان عوض المبيع، وزنه فعل لفتحتين.
البلاغة
- الاطناب: في قوله تعالى يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ فقد ذكر اليد مع أن الكتابة لا تكون إلا بها وذلك لتحقيق مباشرتهم ما حرّفوه بأنفسهم، زيادة في تقبيح فعلهم.
[سورة البقرة (2) : آية 80]
وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (80)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (تمسّ) فعل مضارع منصوب و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (النار) فاعل مرفوع (إلا) أداة حصر والاستثناء مفرّغ (أياما) ظرف زمان منصوب (معدودة) نعت ل (أياما) منصوب مثله. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام (اتّخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (عند)(1/174)
بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)
ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اتّخذتم) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (عهدا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (لن) كالأول (يخلف) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عهد) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه، (أم) حرف عطف وهي المتّصلة «2» ، (تقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على الله) جارّ الفعل.. فهمزة الوصل دخلت على الفعل للتخلص من البدء بالساكن، فلمّا جاءت همزة الاستفهام حلّت محلّ همزة الوصل.
[سورة البقرة (2) : آية 81]
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (81)
الإعراب:
(بلى) حرف جواب إيجاب لنفي متقدّم لا محلّ له (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كسب) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سيّئة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أحاط) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحاطت) ، (خطيئة) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة «من كسب.» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) هذا إن كان الفعل بمعنى وجد المتعدّي لواحد.. ويجوز أن يتعلّق بالمفعول الثاني متقدّما لفعل اتّخذ المتعدّي لمفعولين.
(2) أو هي المنقطعة بمعنى بل.(1/175)
وجملة: «كسب سيّئة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «أحاطت به خطيئته» في محلّ رفع معطوفة على جملة كسب..
وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: هم فيها خالدون في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) «2» .
الصرف:
(سيّئة) مؤنث سيئ، فيه إعلال بالقلب، أصله سيوئ زنة فيعل، عينه واو لأنه من ساء يسوء باب نصر.. التقت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى فهو كصيّب وميّت، وسيئة صفة مشتقّة.
(خطيئة) ، اسم بمعنى الذنب وزنه فعيلة، وفعله خطئ يخطأ باب فرح.
البلاغة
- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
شبه المبالغة في اقتراف الذنوب بالشيء يحيط بالشيء، والصفة المشتركة بينهما عدم التخلص في كل منهما وهذه أبلغ استعارة، وذلك أن الإنسان إذا ارتكب ذنبا واستمر عليه، دفعه الى إتيان ما هو أعظم منه فلا يزال يرتقي حتى يطبع على قلبه، فلا يمكنه أن يخرج عن تعاطيه.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) أو في محلّ نصب حال من أصحاب والعامل فيها الإشارة.(1/176)
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)
[سورة البقرة (2) : آية 82]
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (82)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلام النصب الكسرة (أولئك أصحاب ... ) سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة.
جملة: الذين آمنوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف في السابقة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك «1» .
[سورة البقرة (2) : آية 83]
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.
و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ميثاق) مفعول به منصوب (بني) مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الياء ملحق بجمع المذكّر السالم
__________
(1) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من أصحاب.. والعامل فيها الإشارة.(1/177)
(إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من التنوين (لا) نافية (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (الله) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة، (وبالوالدين) جار ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره استوصوا (إحسانا) مفعول به للفعل المحذوف.
جاء في البحر المحيط لابن حيان ما يلي:
اختلفوا فيما تتعلق به الباء في قوله (بالوالدين) ، وفي انتصاب (إحسانا) على وجوه:
الأول: أن يكون (إحسانا) معطوفا على (لا تعبدون) أعني على المصدر المنسبك من الحرف المصدري والفعل إذ التقدير عند هذا القائل بافراد الله بالعبادة وبالوالدين أي وببر الوالدين أو بإحسان إلى الوالدين، ويكون انتصاب (إحسانا) على المصدر من ذلك المضاف المحذوف، فالعامل فيه الميثاق لأنه يتعلق به الجار والمجرور، وروائح الأفعال تعمل في الظروف والمجرورات.
الثاني: أن يكون الجار متعلقا ب (إحسانا) ، ويكون (إحسانا) مصدرا موضوعا موضع فعل الأمر كأن قال وأحسنوا بالوالدين.. قالوا والباء ترادف إلى في هذا الفعل تقول أحسنت به وإليه بمعنى واحد، وقد تكون على هذا التقدير على حذف مضاف أي وأحسنوا ببر الوالدين والمعنى وأحسنوا إلى الوالدين ببرهما.. وعلى هذين الوجهين يكون العامل في الجار والمجرور ملفوظا به.
[وقد ردّ ابن حيان قول ابن عطية بأن عامل المصدر لا يتقدم عليه، بأن ذلك في المصدر الذي يصح أن يؤول بحرف مصدري وفعل، لا المصدر النائب مناب الفعل كما جاء في الآية] .(1/178)
الثالث: أن يكون العامل محذوفا ويقدّر وأحسنوا أو ويحسنون بالوالدين، وينتصب (إحسانا) على أنه مصدر مؤكد لذلك الفعل المحذوف.
الرابع: أن يكون العامل محذوفا وتقديره واستوصوا بالوالدين، وينتصب (إحسانا) على أنه مفعول به لذلك الفعل المحذوف [وبهذا الوجه تمّ إعراب الآية الكريمة] .
الخامس: أن يكون العامل محذوفا وتقديره ووصيناهم بالوالدين، وينتصب (إحسانا) على أنه مفعول لأجله أي وصيناهم بالوالدين إحسانا منا أي لأجل إحساننا.. وقد جاء الفعل مصرحا به في قوله تعالى:
ووصّينا الإنسان بوالديه حسنا.
قال ابن حيان: والمختار الوجه الثاني لعدم الإضمار فيه ولاطّراد مجيء المصدر في معنى فعل الأمر.
(الواو) عاطفة (ذي) معطوفة على الوالدين مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (اليتامى) معطوفة بالواو على الوالدين مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (المساكين) معطوفة بالواو على الوالدين مجرور مثله. (الواو) عاطفة (قولوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قولوا) ، (حسنا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا حسنا. (الواو) عاطفة (أقيموا) مثل قولوا (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتوا) مثل قولوا (الزكاة) مفعول به منصوب. (ثمّ) حرف عطف (تولّيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (الميم) حرف لجمع الذكور (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب بالاستثناء من ضمير الرفع في(1/179)
تولّيتم (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (قليلا) ، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: أخذنا في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: لا تعبدون إلا الله لا محلّ لها جواب قسم لأن أخذ الميثاق قسم «1» .
والجملة المقدّرة: «استوصوا بالوالدين..» مقول القول لقول مقّدر أي قلنا استوصوا..
وجملة: «قولوا..» في محلّ نصب معطوفة على الجملة المقدّرة استوصوا.
وجملة: «أقيموا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قولوا.
وجملة: «آتوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قولوا.
وجملة: «تولّيتم» لا محل لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فقبلتم ذلك ثمّ تولّيتم.
وجملة: «أنتم معرضون» في محلّ نصب حال وهي حالّ مؤكّدة لأنها في معنى تولّيتم.
__________
(1) الجملة في لفظها خبرية وفي معناها إنشائية لأنها في معنى النهي فهي مقول القول لقول محذوف أي قلنا: لا تعبدوا إلا الله. أو مقول القول لحال محذوفة أي قائلين: لا تعبدون إلا الله.
وعلى رأي العكبري يجوز أن تكون الجملة حالا مصاحبة أو مقدّرة من ضمير الغائب أي أخذنا ميثاقهم موحّدين، كما يصحّ عنده ان تكون (أن) مقدّرة أمام الفعل فالمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جر: أي على ألّا تعبدوا.. أو بألا تعبدوا ولما حذفت أن رفع الفعل ولكن هذا الرأي غير قياسي. [.....](1/180)
الصرف:
(إحسانا) ، مصدر قياسيّ لفعل أحسن الرباعيّ، وزنه إفعال أي على وزن الماضي بكسر الأول وزيادة ألف قبل الآخر.
(القربى) ، مصدر قرب يقرب باب فرح وباب كرم، وزنه فعلى بضمّ الفاء.
(اليتامى) ، جمع يتيم صفة مشبّهة من باب ضرب وباب فتح وباب كرم، وزنه فعيل.. وجمع فعيل على فعالى بفتح الميم قليل.
(المساكين) ، جمع المسكين، صفة مشبّهة من سكن، فالميم زائدة وزنه مفعيل.
(حسنا) ، مصدر حسن يحسن باب نصر وباب كرم، وجمعه محاسن على غير قياس، وزنه فعل بضمّ فسكون. وقال ابن حيّان: قيل يكون أيضا صفة كالحلو والمرّ فيكون الحسن بضم فسكون والحسن بفتحتين كالحزن والحزن والعرب والعرب.
(معرضون) ، جمع معرض، اسم فاعل من أعرض الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرب المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وفيه حذف الهمزة من أوله كما حذفت من فعله في المضارع
البلاغة
1- قوله تعالى لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ إخبار في معنى النهي كقوله تعالى وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وكما تقول تذهب الى فلان وتقول كيت وكيت وهو أبلغ من صريح النهي لما فيه من إيهام أن المنهي حقه أن يسارع الى الانتهاء عما نهي عنه فكأنه انتهى عنه فيخبر به الناهي.
2- الالتفات: في قوله تعالى ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ فهذا التفات الى خطاب بني(1/181)
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)
إسرائيل جميعا بتغليب أخلافهم على أسلافهم لجريان ذكرهم كلهم حينئذ على نهج الغيبة.
3- الالتفات: من الغيبة الى الخطاب في قوله تعالى لا تَعْبُدُونَ
[سورة البقرة (2) : آية 84]
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا أخذنا ميثاقكم) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة (لا) نافية (تسفكون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (دماء) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تخرجون أنفسكم) مثل لا تسفكون دماءكم (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرجون) ، و (كم) مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أقررتم) فعل ماضي مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تشهدون) مثل تسفكون.
جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تسفكون ... » لا محلّ لها جواب قسم فأخذ الميثاق قسم «1» .
وجملة: «لا تخرجون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تسفكون.
وجملة: «أقررتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة محذوفة مستأنفة أي تفهّمتم ثمّ أقررتم.
__________
(1) انظر الحاشية (1) في اعراب الجمل للآية الآية (83) . وجعلها الجلال مقول القول لقول مقدّر تقديره قلنا.(1/182)
ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)
وجملة: «أنتم تشهدون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تشهدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
الصرف:
(دياركم) ، جمع دار، والألف في دار منقلبة عن واو فجمعها أيضا دور، وعلى هذا فالياء في ديار منقلبة عن واو، أصلها دوار بكسر الدال، جاءت الواو عينا في جمع تكسير صحيح اللام، وقبلها كسرة وهي معلّة في المفرد.
[سورة البقرة (2) : آية 85]
ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف (أنتم) ضمير مبتدأ (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع خبر على حذف مضاف أي أنتم مثل هؤلاء «1» ، (تقتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل
__________
(1) أو في محلّ نصب منادى لأداة نداء محذوفة!، وجملة تقتلون خبر (أنتم) ، وجملة النداء اعتراضيّة.
جاء في كتاب البحر المحيط لابن حيان ما يلي:
اختلف المعربون في إعراب هذه الجملة، فالمختار أن (أنتم) مبتدأ وهؤلاء خبر وتقتلون حال وقد قالت العرب: ها أنت ذا قائما.. وإنما أخبر عن الضمير باسم الإشارة في اللفظ وكأنه قال أنت حاضر، والمقصود من حيث المعنى الإخبار بالحال، ويدل على أن الجملة حال مجيئهم بالاسم المفرد منصوبا على الحال..(1/183)
(أنفس) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تخرجون) مثل تقتلون (فريقا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا) ، (من ديار) جار ومجرور متعلّق ب (تخرجون) ، و (هم) مضاف إليه (تظاهرون) مضارع مرفوع محذوف منه التاء ... والواو فاعل (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تظاهرون) ، (بالإثم) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل في (تظاهرون) أي تتظاهرون عليهم بحلفائكم وأنتم متلبسون بالإثم والعدوان (العدوان) معطوف بالواو على الإثم مجرور مثله، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يأتوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (أسارى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (تفادوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف
__________
(قال ابن عطية) هؤلاء مبتدأ خبره أنتم مقدّم عليه وجملة تقتلون حال بها تمّ المعنى وهي كانت المقصود فهي غير مستغنى عنها وإنما جاءت بعد أن تم الكلام في المسند والمسند إليه كما تقول هذا زيد منطلقا وأنت قصدت الإخبار بانطلاقه لا الإخبار بأنه زيد.. ثم يعلّق ابن حيان فيقول: لا أدري ما العلة في العدول عن جعل أنتم المبتدأ وهؤلاء الخبر إلى العكس.
وذهب بعض المعربين إلى أن (هؤلاء) منادى محذوف من حرف النداء وهذا لا يجوز عند البصريين لأن اسم الإشارة لا يجوز أن يحذف منه حرف النداء..
وعلى هذا جملة تقتلون خبر المبتدأ أنتم.
وذهب ابن كيسان وغيره إلى أن أنتم مبتدأ وجملة تقتلون خبر وهؤلاء تخصيص للمخاطبين فهو منصوب بأعني. وقد نص النحويون على أن التخصيص لا يكون بالنكرات ولا بأسماء الإشارة.
وذهب بعضهم إلى أن هؤلاء موصول بمعنى الذي وهو خبر عن أنتم والجملة بعده صلة وهو غير جائز على مذهب البصريين.(1/184)
النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به.
(الواو) حاليّة (هو) ضمير الشأن في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (محرّم) خبر مقدّم مرفوع «2» ، (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (محرم) ، (إخراج) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه.
وجملة: «أنتم هؤلاء» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقررتم في الآية السابقة.
وجملة: «تقتلون ... » في محلّ رفع خبر ثان «3» وجملة: «تخرجون ... » معطوفة على جملة تقتلون ... تتبعها في المحلّ.
وجملة: «تظاهرون» في محلّ نصب حال من فاعل تخرجون.
وجملة: «يأتوكم ... » في محلّ رفع- أو نصب- معطوفة على جملة تقتلون.
وجملة: «تفادوهم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «هو محرّم ... » في محلّ نصب حال «4» .
__________
(1) قد يكون الضمير عائدا على الإخراج المفهوم من قوله يخرجون، فهو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره محرّم و (إخراج) يصبح بدلا من الضمير في محرّم.
(2) أو هو مبتدأ، وإخراج نائب فاعل سدّ مسدّ الخبر.
(3) يجوز أن تكون حالا العامل فيها معنى التشبيه في قولنا: مثل هؤلاء.
(4) أو هي معطوفة بالواو على الجملة الحاليّة تظاهرون عليهم، وتصبح جملة الشرط اعتراضيّة لأنها بين متعاطفين.(1/185)
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري التوبيخي و (الفاء) حرف عطف- أو استئنافيّة- (تؤمنون) مثل تقتلون، (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تؤمنون) ، (الكتاب) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة (تكفرون) مثل تقتلون (ببعض) مثل الأول متعلّق ب (تكفرون) ، (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية «1» ، (جزاء) مبتدأ مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (يفعل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محل نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (من) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل يفعل (إلّا) أداة حصر (خزي) خبر مرفوع للمبتدأ جزاء (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خزي) ، (الدنيا) نعت ل (الحياة) مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يردّون) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (يردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (الى أشدّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّون) ، (العذاب) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) اسم مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول «2» مبنىّ في محلّ جرّ متعلّق ب (غافل) ، (تعملون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل.
جملة: «تؤمنون» لا محلّ لها معطوفة على مقدر تقديره أتفعلون ذلك.. أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تكفرون معطوفة» على جملة تؤمنون.
__________
(1) أو اسم استفهام مبتدأ خبره جزاء، وخزي بدل من جزاء.
(2) أو حرف مصدري، أو نكرة موصوفه.(1/186)
وجملة: «ما جزاء ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «يفعل ذلك» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يردّون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما الله بغافل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(تظاهرون) ، حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، وفي أيّ منهما وقع ذلك خلاف.
(الإثم) ، اسم لما يستحقّ به صاحبه الذمّ واللوم، أو لما تنفر منه النفس، وقد يكون الإثم مصدرا لفعل أثم يأثم باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.
(العدوان) مصدر سماعيّ لفعل عدا يعدو باب نصر، وزنه فعلان بضمّ الفاء، وقد تكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي عدو بفتح العين وضمّها وسكون الدال، وعداء بفتح العين.
(أسارى) ، جمع أسير- يحتمل أن يكون جمع أسرى الذي هو جمع أسير- وأسير فعيل بمعنى مفعول فعله أسر يأسر باب ضرب.
(تفادوهم) ، فيه إعلال أصله تفاديوهم بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء ونقلت الى الدال، فلمّا اجتمع ساكنان الياء والواو حذفت الياء فهو إعلال بالتسكين واعلال بالحذف.. وزنه تفاعوهم.
(محرّم) ، اسم مفعول لفعل حرّم الرباعيّ، على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة.
(إخراج) ، مصدر قياسيّ لفعل أخرج الرباعي، وزنه إفعال.
(الكتاب) ، اسم جامد وقصد به التوراة، وزنه فعال بكسر الفاء. انظر الآية (2) من هذه السورة.(1/187)
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)
(جزاء) ، مصدر سماعيّ لفعل جزى يجزي باب ضرب، وزنه فعال بفتح الفاء، وفيه قلب حرف العلّة همزة، أصله جزاي، جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة.
(خزي) مصدر سماعيّ لفعل خزي يخزي باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون، وثمّة مصدر آخر هو خزي وزنه فعل بفتحتين.
(الحياة) ، مصدر سماعيّ لفعل حيي يحيى باب فرح وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام، وفيه إعلال بالقلب أصله حيية، جاءت الياء الثانية متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(الدنيا) ، صفة مشتقّة وزنه فعلى بضمّ الفاء، مؤنّث اسم التفضيل أدنى، وقد جاءت لام الكلمة واوا في فعلى، وفعله دنا يدنو باب نصر «1» ، وقد رسمت الألف في دنيا برسم الطويلة لأن ما قبلها ياء، وهو هنا واجب التأنيث لأنه محلّى ب (ال) صفة ل (الحياة) .
(القيامة) ، اسم يوم الانبعاث، وهو على وزن المصدر المنتهي بتاء مربوطة أي فعالة بكسر الفاء، وفيه إعلال بالقلب، أصله قوامة، قلبت الواو ياء لأن اللفظ مصدر استعمل اسما والواو معلّة في الفعل «2» .
[سورة البقرة (2) : آية 86]
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (اشتروا) فعل ماضي مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة
__________
(1) انظر النحو الوافي ج 4 ص 588.
(2) انظر النحو الوافي ج 4 ص 586.(1/188)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)
لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (الحياة) مفعول به منصوب (الدنيا) نعت ل (الحياة) منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا (الفاء) عاطفة للربط السببي (لا) نافية (يخفّف) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يخفّف) ، (العذاب) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو نائب فاعل.
جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يخفّف عنهم العذاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لا هم ينصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يخفّف.
وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(الآخرة) ، مؤنّث الآخر، اسم ليوم القيامة. وانظر الآية (4) من هذه السورة.
البلاغة
- الاستعارة المكنية التبعية: في قوله تعالى اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ أي آثروا الحياة الدنيا واستبدلوها بالآخرة. والشراء مستعار.
[سورة البقرة (2) : آية 87]
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)(1/189)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (آتينا) فعل وفاعل (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (قفّينا) فعل وفاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (قفّينا) ، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (بالرسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قفّينا) . (الواو) عاطفة (آتينا) كالأول (عيسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (بن) بدل من عيسى أو نعت له منصوب مثله (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (البيّنات) مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الكسرة فهو جمع مؤنّث سالم (الواو) عاطفة (أيّدنا) فعل وفاعل و (الهاء) ضمير متّصل مفعول به (بروح) جارّ ومجرور متعلّق ب (أيّدناه) ، (القدس) مضاف إليه مجرور. (الهمزة) للاستفهام الإنكاري التوبيخيّ (الفاء) استئنافيّة (كلّما) ظرفية حينيّة متضمّنة معنى الشرط «1» (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (جاءكم) ، (لا) نافية (تهوى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (أنفس) فاعل مرفوع و (كم) مضاف إليه (استكبر) ماض مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل، (الفاء) عاطفة (فريقا) مفعول به مقدّم منصوب (كذّبتم) مثل استكبرتم، (الواو) عاطفة (فريقا) مثل الأول (تقتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
__________
(1) قد تعرب (كل) ظرف زمان متعلّق ب (استكبرتم) ، و (ما) حرف مصدري، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ مضاف إليه.(1/190)
جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «قفّينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.
وجملة: «آتينا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا (الأولى) .
وجملة: «أيّدناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا (الثانية) .
وجملة: «جاءكم رسول» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تهوى أنفسكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «استكبرتم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كذّبتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: «تقتلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
الصرف:
(قفّينا) ، الياء منقلبة عن واو لأن مجرّده الثلاثي قفوت إذا اتبعت قفاه، فالواو تقلب ألفا في الرباعي على وزن فعّل لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم قلبت الألف ياء- وهي رابعة- في حال بناء الفعل على السكون «1» .
(الرسل) ، جمع الرسول بمعنى المرسل، ووزن الرسول فعول، ووزن الرسل فعل بضمّتين وهو جمع غير قياسي.
(عيسى) ، قيل هو مأخوذ من العيس وهو بياض يخالطه شقرة، وقيل هو أعجميّ ليس مشتقّا من شيء.
(مريم) ، قيل هو أعجمي وهو بالسريانيّة صفة بمعنى الخادم.. وفي لسان العرب هي المرأة التي تكره مخالطة الرجال. وزنه مفعل بفتح الميم والعين إذا كان مشتقّا من رام يريم.
__________
(1) انظر النحو الوافي ج 4 ص 588.(1/191)
وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)
(البيّنات) ، جمع البيّنة مؤنّث البيّن، وزنه فيعل بكسر العين من فعل بان يبين.
(روح) ، في الأصل اسم لما به حياة الأنفس، ثمّ أستعير لجبريل عليه السلام.
(القدس) ، مصدر قدس يقدس باب كرم، وهنا استعمل استعمال الصفة بمعنى المقدّس، وزنه فعل بضمّتين، وقد تأتي الدال ساكنة.
[سورة البقرة (2) : آية 88]
وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل وفاعل (قلوب) مبتدأ مرفوع و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (غلف) خبر مرفوع. (بل) حرف إضراب وابتداء (لعن) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (لعن) والباء للسببيّة و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي يؤمنون إيمانا قليلا «1» ، (ما) زائدة لتأكيد المعنى «2» ، (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قالوا ... » لا محل لها استئنافيّة.
وجملة: «قلوبنا غلف» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لعنهم الله» لا محلّ لها استئنافيّة أو هي اعتراضيّة بين متعاطفين.
__________
(1) يجوز أن يكون ظرفا نائبا عن زمان محذوف أي يؤمنون مدّة قليلة أو زمانا قليلا.. أو حال على رأي سيبويه. [.....]
(2) لا يجوز أن تكون (ما) مصدريّة لأن (قليلا) لا يبقى له ناصب.. وقيل (ما) نافية، أي فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا، وهذا أقوى في المعنى وإنّما يضعف شيئا من جهة تقدّم معمول ما في حيّزها عليها.. (اه من العكبري) .(1/192)
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)
وجملة: «يؤمنون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية- أو الأولى-.
الصرف:
(غلف) ، جمع أغلف صفة مشبّهة من فعل غلف يغلف باب فرح، وزنه أفعل والجمع فعل بضمّ فسكون.
(كفر) ، مصدر سماعيّ لفعل كفر يكفر باب نصر، وزنه فعل بضمّ فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 89]
وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ (89)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (كتاب) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مصدّق) نعت ل (كتاب) مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مصدّق) ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) اعتراضيّة (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يستفتحون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يستفتحون) بتضمينه معنى يستنصرون (كفروا) فعل ماض وفاعله (الفاء) عاطفة (لّما جاءهم) كالسابق (ما) اسم
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف نعت ل (كتاب) .
(2) يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية، فاسم الموصول مفعول اسم الفاعل مصدّق.(1/193)
موصول في محلّ رفع فاعل (عرفوا) فعل ماض وفاعله (كفروا) مثل عرفوا (الباء) حرف جرّ (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كفروا) .
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لعنة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ.. وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «جاءهم كتاب» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب الشرط الثاني.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «يستفتحون» في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «جاءهم (الثانية) » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «عرفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كفروا به» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.. والجملة المكوّنة من الشرط وفعله وجوابه معطوفة على الجملة الأولى من الشرط وفعله وجوابه لأنها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: «لعنة الله على الكافرين» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي ان كانوا كذلك فلعنة الله على الكافرين.
الصرف:
(مصدّق) ، اسم فاعل من صدّق الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.
(لعنة) ، مصدر بمعنى اللعن لفعل لعن يلعن باب فتح، أو هو مصدر المرّة من لعن وزنه فعلة بفتح الفاء.(1/194)
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)
[سورة البقرة (2) : آية 90]
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (90)
الإعراب:
(بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذّم (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر الذي هو فاعل بئس، أي بئس الشيء شيئا اشتروا ... (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا (أنفس) مفعول به منصوب (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه، (أن) حرف مصدري ونصب (يكفروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل من أن والفعل في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة بئس.. وهو المخصوص بالذم «1» .
(الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفروا) (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بغيا) مفعول لأجله منصوب «2» ، (أن) كالأول (ينزّل) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينزل) ، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره على أن ينزّل.. متعلّق ب (بغيا) .
(على) حرف جرّ (من) اسم موصول «3» في محلّ جرّ بحرف الجرّ
__________
(1) أو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو، وجملة بئس.. استئنافيّة لا محلّ لها.
(2) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.
(3) يجوز أن يكون اسما نكرة موصوفة أي: على رجل يشاء الله نزوله عليه.(1/195)
متعلّق ب (ينزل) ، (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من عباد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المحذوف في (يشاء) أي على من يشاء نزوله عليه من عباده، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف اليه. (الفاء) عاطفة (باءوا) فعل وفاعل (بغضب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الواو في (باءوا) أي باءوا متلبسين بغضب أي مغضوبا عليهم (على غضب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (غضب) الأول. (الواو) استئنافيّة (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، وعلامة الجرّ الياء (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مهين) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله.
جملة: «بئسما ... » في محلّ رفع خبر مقدّم للمخصوص بالذم (أن يكفروا ... ) .
وجملة: «اشتروا» في محلّ نصب نعت ل (ما) «1» وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «باءوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الاسميّة أن يكفروا بما أنزل الله بئسما اشتروا به أنفسهم.
وجملة: «للكافرين عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(بغيا) ، مصدر سماعيّ لفعل بغى يبغي باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: بغاء بضمّ الباء وبغي بضمّ الباء وبغية بضمّ الباء وكسرها.
__________
(1) يجوز في (ما) أن تكون اسما معرفة في محلّ رفع فاعل بئس، والجملة بعده لا محلّ لها صلة ما.. وثمّة أوجه أخرى في إعراب ما لا ضرورة لذكرها لأن فيها تكلّفا وتأويلا كثيرا.(1/196)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)
(عباده) ، جمع عبد صفة مشبّهة للإنسان حرّا كان أم مملوكا من فعل عبد يعبد باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(غضب) ، مصدر سماعيّ لفعل غضب يغضب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين (انظر الآية 61 من هذه السورة) .
(مهين) ، اسم فاعل من أهان الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وفيه إعلال بالقلب أصله مهون لأنه مأخوذ من الهوان، استثقلت الكسرة على الواو فسكّنت، ونقلت الحركة الى الهاء- وهو الإعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فقيل مهين.
[سورة البقرة (2) : آية 91]
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنوا) ، (أنزل) فعل ماض (الله) فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض وفاعله (نؤمن) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بما) مثل الأول متعلّق ب (نؤمن) ، (أنزل) ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) حاليّة (يكفرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (بما) مثل الأول متعلّق ب (يكفرون) ، (وراء) ظرف مكان منصوب(1/197)
متعلّق بمحذوف صلة ما و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (الحق) خبر مرفوع (مصدّقا) حال مؤكدة من ضمير الحقّ (اللام) حرف جر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّقا) «1» ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) حرف جرّ (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تقتلون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنبياء) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلق ب (تقتلون) لأنه بمعنى قتلتم (إن) حرف شرط جازم «2» ، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محل جزم.. و (تم) ضمير متّصل اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.
وجملة: «آمنوا» في محلّ رفع نائب فاعل «3» .
وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «نؤمن» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزل علينا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
__________
(1) يجوز اعتبار اللام زائدة للتقوية، وحينئذ يكون (ما) في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل (مصدّقا) ، وانظر الآية (41) من هذه السورة.
(2) يجوز أن تكون أداة نفي أي: ما كنتم مؤمنين.. (قاله الجمل في حاشية الجلالين) .
(3) انظر الآية (11) من هذه السورة ففيها تعليق عن الأسباب الداعية الى اعتبار الجملة نائب فاعل خلافا لبعض علماء النحو.(1/198)
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)
وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب حال من فاعل قالوا وهو العامل أي قالوا ذلك وهم يكفرون.
وجملة: «هو الحقّ» في محلّ نصب حال من (ما) .
وجملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تقتلون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء أي أن كنتم كذلك فلم تقتلون.. وجملة الشرط المقدّرة مع جوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وهو قوله: لم تقتلون.
الصرف:
(وراء) ، الهمزة فيها قولان: الأول أنها أصل، والى هذا الرأي ذهب ابن جنّي مستدلّا ثبوتها في التصغير في قولهم وريئة. الثاني أنها منقلبة عن ياء لقولهم تواريت، ولا يجوز أن تكون منقلبة عن واو لأن ما فاؤه واو لا تكون لامه واوا إلا نادرا.
(الحقّ) مصدر سماعي لفعل حقّ يحق باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 26) .
[سورة البقرة (2) : آية 92]
وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (92)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (بالبيّنات)(1/199)
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)
جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءكم) «1» ، (ثمّ) حرف عطف (اتّخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير متّصل فاعل (العجل) مفعول به منصوب. والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها.. (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّخذ) و (الهاء) مضاف إليه (الواو) حالّية (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ظالمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو..
جملة: «جاءكم موسى» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم معطوفة على استئناف سابق.
وجملة: «اتّخذتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءكم.
وجملة: «أنتم ظالمون» في محلّ نصب حال.
الصرف:
(جاءكم) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت فيه الياء ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح، وأصله جيأ بفتح الياء ومضارعه يجيء.
(العجل) ، اسم جامد وزنه فعل بكسر فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 93]
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) اسم ظرفي للماضي مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا، (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير متّصل فاعل في محلّ رفع (ميثاق) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (رفعنا) مثل أخذنا (فوق)
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من موسى.(1/200)
ظرف مكان منصوب متعلّق ب (رفعنا) و (كم) ضمير مضاف إليه (الطور) مفعول به منصوب. (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آتينا) مثل أخذنا و (كم) ضمير مفعول به (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتينا) والباء سببية «1» ، (الواو) عاطفة (اسمعوا) مثل خذوا. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (سمعنا) مثل أخذنا، ومثله (عصينا) ، (الواو) حاليّة (أشربوا) فعل ماض مبني للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشربوا) و (هم) مضاف إليه (العجل) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي حبّ العجل (بكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشربوا) والباء سببيّة و (هم) مضاف إليه. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بئس) فعل ماض جامد الإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر «2» ، (يأمر) فعل مضارع مرفوع (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأمر) ، (إيمان) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (إن كنتم مؤمنين) مرّ إعرابها في الآية (91) .
جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «رفعنا» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
وجملة: «خذوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف أي قلنا خذوا.
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل خذوا.. أي: خذوا ما آتيناكم متلبّسين بقوّة أي متمكّنين.
(2) ثمة أوجه أخرى لإعراب (ما) قد مرّت سابقا. انظر الحاشية (4) في إعراب جمل الآية (90) .(1/201)
وجملة: «آتيناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «اسمعوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوا.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سمعنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «عصينا» في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة: «أشربوا» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
وجملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بئسما ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يأمركم به إيمانكم» في محلّ نصب نعت ل (ما) ، والمخصوص بالذم محذوف تقديره عبادة العجل.
وجملة: إن كنتم مؤمنين لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره بئس ما يأمركم.. أو فلا تقتلوا أنبياء الله ولا تكذّبوا الرسل ولا تكتموا الحقّ ...
الصرف:
(إيمان) ، مصدر قياسي لفعل آمن، وزنه إفعال، والياء منقلبة عن همزة أصله ائمان لأن المدّة في آمن أصلها همزتان الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأمن على زنة أفعل، فلمّا جاء ما قبل الهمزة الثانية مكسورا قلبت ياء للمناسبة والتخفيف.
البلاغة
التشبيه البليغ: في قوله تعالى وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ حيث جعلت قلوبهم لتمكّن حب العجل منها كأنها تشرب أي تداخلهم حبه ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شغفهم به وحرصهم على عبادته كما يتداخل الصبغ الثوب والشراب أعماق البدن.(1/202)
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94)
[سورة البقرة (2) : آية 94]
قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (94)
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (التاء) للتأنيث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» ، (الدار) اسم كانت مرفوع على حذف مضاف أي نعيم الدار (الآخرة) نعت ل (الدار) مرفوع مثله، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (خالصة) ، أو بمحذوف خبر كان (الله) لفظ الجلالة مضاف اليه (خالصة) حال منصوبة من الدار (من دون) جارّ ومجرور متعلّق ب (خالصة) ، (الناس) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تمنّوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الموت) مفعول به منصوب (إن كنتم صادقين) مثل إن كنتم مؤمنين «2» .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانت لكم الدار» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تمنّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وهي قيد للشرط الأول، وجوابها محذوف دل عليه الجواب الأول.
الصرف:
(خالصة) ، إمّا مصدر خلص جاء على وزن فاعلة
__________
(1) أو متعلّق ب (خالصة) وهو الخبر. [.....]
(2) في الآية (91) من هذه السورة.(1/203)
وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)
كالعافية، وإمّا اسم فاعل لحقته تاء التأنيث.
(تمنّوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة- لام الكلمة- لمجيئه ساكنا قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه تفعّوا بفتح العين.
البلاغة
في قوله تعالى فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ خروج الأمر عن معناه الأصلي الى معنى التعجيز لأن ذلك ليس من سماتهم ولا من ظواهرهم المألوفة وتمني الموت من شأن المقربين الأبرار لأن من أيقن بالشهادة اشتاق إليها.
[سورة البقرة (2) : آية 95]
وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لن) حرف نصب ونفي (يتمنّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتمنّوه) ، (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يتمنّوه) «1» ، (قدّم) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) وعلامة الجرّ الياء.
جملة: يتمنّوه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: قدّمت أيديهم لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
__________
(1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، أو نكرة موصوفة والجملة بعده نعت له.(1/204)
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)
وجملة: الله عليم لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يتمنّوه) ، فيه إعلال جرى فيه مجرى (تمنّوا) في الآية السابقة.
الفوائد
هاتان الآيتان تحملان الحجة الدامغة وروح التحدي لليهود لأن الله سبحانه قطع بأنهم لن يتمنوا الموت أبدا وما عهدنا عليهم في تاريخهم الطويل أنهم ألقوا بأنفسهم الى الموت طمعا بدخول الجنة.
وقد انتصر المسلمون على دولتي كسرى وقيصر لأنهم تمنوا الموت وطلبوا الشهادة مؤمنين بأنهم سينتقلون من دار الفناء الى دار البقاء وهذه سمة المؤمنين حقا في كل عصر.
ولعل في موقف خالد بن الوليد من الموت أحسن عبرة فقد بكى عند ما أدرك انه ملاق الموت فسئل ما يبكيك فقال: لقد حضرت كذا وكذا معركة، حتى لم يبق في جسمي موضع شبر إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.
[سورة البقرة (2) : آية 96]
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (96)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم محذوف (تجدنّ) فعل مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع (النون) نون التوكيد الثقيلة و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، (أحرص) مفعول به ثان منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (حياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحرص) . (الواو) عاطفة (من) حرف(1/205)
جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف دلّ عليه المذكور أي أحرص من الذين أشركوا، (أشركوا) فعل وفاعل. (يودّ) مضارع مرفوع (أحد) فاعل مرفوع و (هم) متّصل مضاف إليه (لو) حرف مصدريّ (يعمّر) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ألف) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يعمّر) ، (سنة) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (لو يعمّر..) في محلّ نصب مفعول به لفعل يودّ.
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية حجازيّة عاملة عمل ليس (هو) منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (مزحزح) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما و (الهاء) مضاف اليه، (من العذاب) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل مزحزح (أن) حرف مصدريّ (يعمّر) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (أن يعمّر ... ) في محلّ رفع فاعل اسم الفاعل مزحزح «1» . (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) (بصير) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (بصير) «2» ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: تجدنّهم لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: أشركوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: يودّ أحدهم لا محلّ لها استئناف بياني.. أو في محلّ نصب حال من الهاء في تجدنّهم.
__________
(1) أي ما هو بمزحزحه تعميره.. ويجوز أن يكون المصدر المؤوّل بدلا من الضمير (هو) إذا كان دالا على التعمير
(2) أو حرف مصدري والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.. أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ.(1/206)
وجملة: يعمّر لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: ما هو بمزحزحه.. لا محلّ لها استئنافيّة.. أو في محلّ نصب حال من أحدهم.
وجملة: يعمّر (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: الله بصير ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: يعملون لا محلّ لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) .
الصرف:
(أحرص) اسم تفضيل من فعل حرص يحرص باب ضرب وباب فرح، وزنه أفعل.
(ألف) ، اسم جامد للعدد وزنه فعل بفتح فسكون.
(سنة) ، اسم للمدّة المعروفة من الأشهر والأيام، فيه حذف لامه وهو الواو أو الهاء لأن تصغيره سنيّة وسنيهة، والنسبة إليه سنوي وسنهي. جمعه سنون بضمّ السين وكسرها وسنوات وسنهات.
(مزحزح) اسم فاعل من زحزح الرباعيّ المجرّد، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
(بصير) ، وزنه فعيل وهو إمّا صفة مشبّهة باسم الفاعل من باب كرم أو مبالغة اسم الفاعل من باب فرح.
البلاغة
1- الإيجاز: في الآية ففي تنكير «حياة» إبهام وفيه يعلم حرصهم على الحياة المتطاولة.
2- الكناية: في قوله تعالى: أَلْفَ سَنَةٍ فهي كناية عن الكثرة ليشمل من يود أن لا يموت أبدا.(1/207)
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)
[سورة البقرة (2) : آية 97]
قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقدير، أنت (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عدوا) خبر كان منصوب (لجبريل) جارّ ومجرور متعلّق بعدو «1» ، وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ (نزّل) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على قلب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّل) ، و (الكاف) ضمير مضاف اليه (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّل) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مصدّقا) حال منصوبة من الهاء في نزّله (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّقا) «2» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (هدى) معطوف على (مصدّقا) منصوب مثله وكذلك (بشرى) وعلامة النصب في كليهما الفتحة المقدّرة على الألف (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدى وبشرى) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من كان عدوّا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كان عدوّا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .. وجواب
__________
(1) أو بمحذوف نعت ل (عدوّا) .
(2) أو اللام زائدة للتقوية و (ما) مفعول به لاسم الفاعل (مصدقا) .
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(1/208)
الشرط محذوف تقديره فلا وجه لعداوته، أو فليمت غيظا ... إلخ.
وجملة: «إنّه نزّله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نزّله على قلبك» في محلّ رفع خبر (إنّ) .
الصرف:
(جبريل) اسم أعجمي لا ينصرف، وقول من قال إنّه مشتقّ من الجبروت بعيد، وكذا بعيد كونه مركّبا تركيب إضافة، وأن جبر معناه عبد وايل اسم من أسماء الله تعالى.. وفي جبريل ثلاث عشرة لغة أفصحها جبريل زنة قنديل، ومنها فتح الجيم ومنها جبرئيل كسلسبيل ...
إلخ.
(إذن) ، مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون.
(بشرى) اسم بمعنى الخبر المفرح، وقد استعمل استعمال المصدر مؤوّلا بمشتقّ أي مبشّرا، وزنه فعلى بضمّ فسكون.
الفوائد
1- يجزم فعل المضارع في ثلاث حالات. الأولى إذا سبق بإحدى الجوازم التي تجزم فعلا واحدا، الثانية أن يسبق بإحدى أدوات الشرط التي تجزم فعلين مضارعين: فعل الشرط وجوابه. الثالثة: أن يكون جوابا للطلب. ونجد ذلك مفصلا في كتب النحو المطولة.
2- جبريل: كلمتان مركبتان الأولى: جبر بمعنى عبد، وإيل بمعنى الإله، وبعد التركيب تصبح «جبرائيل» مع شيء من التصرف، وهي بمعنى «عبد الله» .(1/209)
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)
[سورة البقرة (2) : آية 98]
مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (98)
الإعراب:
(من كان عدوّا لله) سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة (وملائكته ورسله وجبريل وميكال) أسماء مجرورة معطوفة بحروف العطف على لفظ الجلالة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم انّ منصوب (عدو) خبر مرفوع (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (عدوّ) «1» .
جملة: «من كان عدوّا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان عدوّا» في محل رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «إن الله عدوّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(ميكال) ، اسم أعجمي والكلام فيه كالكلام في جبريل «3» من كونه مشتقّا من ملكوت الله أو أنّ ميك معناه عبد وايل اسم من أسماء الله، وأنّ تركيبه تركيب إضافة ... إلخ، وفيه سبع لغات أفصحها ميكال زنة مفعال وهي لغة الحجاز، أو بعد الألف همزة من غير ياء بعدها أو بياء بعدها ... إلخ.
[سورة البقرة (2) : آية 99]
وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (99)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد)
__________
(1) أو متعلّق ب (عدوّ) .
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(3) في الآية (97) .(1/210)
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)
حرف تحقيق (أنزلنا) فعل وفاعل (الى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة، (بيّنات) نعت لآيات منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (ما) نافية (يكفر) مضارع مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفر) ، (إلّا) أداة حصر (الفاسقون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «أنزلنا» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «ما يكفر بها إلا الفاسقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
الفوائد
1- إلا: تكون أداة استثناء وتكون أداة حصر، ويشترط في كونها أداة حصر أن يكون الفعل منفيا وأن يكون أسلوب الاستثناء مفرغا بمعنى أن يكون المستثنى منه محذوفا وقد تحقق الشرطان في هذه الآية ولذلك حق لنا أن نقرر أنها أداة حصر.
وأما كونها أداة استثناء فلها شروط وحالات يمكن مراجعتها في كتب النحو.
[سورة البقرة (2) : آية 100]
أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) عاطفة (كلّما) ظرفيّة حينيّة شرطيّة متعلّقة بالجواب «1» ، (عاهدوا) فعل ماض وفاعله (عهدا)
__________
(1) ويجوز إعرابها كما يلي (كل) ظرف (ما) حرف مصدريّ يؤوّل مع الفعل بعده بمصدر في محلّ جرّ مضاف إليه.(1/211)
مفعول به ثان بتضمين عاهدوا معنى أعطوا، والمفعول الأول محذوف أي عاهدوا الله عهدا «1» ، (نبذ) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريق) ، (بل) حرف إضراب وابتداء (أكثر) مبتدأ و (هم) مضاف إليه (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
جملة: «عاهدوا» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نبذه فريق» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أكثرهم» لا يؤمنون لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) .
الصرف:
(عهدا) ، اسم مصدر لفعل عاهد الرباعيّ، لأن المصدر القياسي هو معاهدة، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 27) .
(أكثر) ، صفة مشتقّة على وزن أفعل، والغالب أنّها مجرّدة من التفضيل فهي بمعنى كثير.
الفوائد
أو كلما: كلما من أدوات الشرط غير الجازمة. هي في محل نصب على الظرفية الزمانية أما الهمزة فهي للاستفهام الاستنكاري وقدمت على الفعل والواو.
لأن أحرف الاستفهام لها الصدارة.
وهي تدخل عليها ثلاثة من حروف العطف وهي «الواو والفاء وثم» .
__________
(1) يجوز أن يكون (عهدا) مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه اسم مصدر.(1/212)
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)
[سورة البقرة (2) : آية 101]
وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب نبذ (جاء) فعل ماض (وهم) ضمير متّصل مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (رسول) ، (الله) مضاف إليه مجرور (مصدّق) نعت ثان ل (رسول) مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّق) «1» ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) مضاف إليه (نبذ) فعل ماض (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريق) (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب عامله أوتوا (كتاب) مفعول به منصوب عامله نبذ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نبذ) (ظهور) مضاف إليه مجرور و (هم) مضاف إليه (كأنّ) حرف مشبّه بالفعل للتشبيه و (هم) اسم كأن (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة: «جاءهم رسول» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نبذ فريق» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أوتوا الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
__________
(1) أو اللام للتقوية زائدة و (ما) مفعول به ل (مصدّق) لأنه اسم فاعل.(1/213)
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)
وجملة: «كأنهم لا يعلمون» في محلّ نصب حال من فريق «1» وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر كأنّ.
الصرف:
(أوتوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أوتيوا، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الى التاء وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وفيه أيضا تخفيف الهمزة الثانية وجعلها واو أوصله أؤتوا.. وزنه أفعوا.
(ظهور) ، جمع ظهر اسم للعضو المعروف وهو جامد وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن ظهور فعول بضمّتين.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ.
شبه ترك الالتفات الى كتاب الله وعدم الاهتمام به واتباعه بمن ألقى شيئا وراء ظهره، فهو لا يقبل عليه، ولا يكترث به، فالنبذ في حقيقته طرح الشيء، واستعمل هنا في عدم الاتباع ليبدو في صورة محسوسة تقع أمام البصر وتتمثل رؤيته في وضوح.
[سورة البقرة (2) : آية 102]
وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (102)
__________
(1) النكرة هنا تخصّصت بالوصف. [.....](1/214)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (تتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الشياطين) فاعل مرفوع (على ملك) جارّ ومجرور متعلّق ب (تتلو) بتضمينه معنى تتقوّل (سليمان) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (كفر) فعل ماض (سليمان) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الشياطين) اسم لكنّ منصوب (كفروا) مثل اتّبعوا، (يعلّمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (السحر) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السحر (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على الملكين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى (ببابل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملكين «1» ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من التنوين للعلميّة والعجمة (هاروت) بدل من الملكين مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (ماروت) معطوف بالواو على هاروت مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف.
جملة: «اتّبعوا..» لا محلّ لها معطوفة على مجموع جملة الشرط
__________
(1) يصحّ التعليق ب (أنزل) .(1/215)
والجواب في الآية السابقة (لمّا جاءهم رسول.. نبذ فريق..) .
وجملة: «تتلو الشياطين» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ما كفر سليمان» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «لكنّ الشياطين كفروا» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
وجملة: «كفروا» في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: «يعلّمون الناس» في محلّ نصب حال من فاعل اتّبعوا «1» .
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (يعلّمان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ (يقولا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.
والمصدر المؤوّل من (أن يقولا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يعلّمان) .
(إنّما) كافّة ومكفوفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (فتنة) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكفر) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) استئنافيّة (يتعلّمون) مثل يعلّمون (من) حرف جرّ و (هما) ضمير متّصل في محلّ
__________
(1) يجوز اعتبارها استئنافيّة لا محلّ لها، هذا إذا كان الضمير في (يعلّمون) يعود إلى الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين، أما إذا كان يعود الى الشياطين فيجوز في الجملة أن تكون حالا من فاعل كفروا، أو في محلّ رفع خبر ثان ل (لكنّ) ، أو في محلّ رفع بدل من جملة كفروا.(1/216)
جرّ متعلّق ب (يتعلّمون) ، (ما) اسم موصول «1» في محلّ نصب مفعول به (يفرّقون) مثل يعلّمون (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يفرّقون) (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يفرّقون) ، (المرء) مضاف إليه مجرور (زوج) معطوف بالواو على المرء مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (ما) نافية حجازية تعمل عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (ضارّين) اسم مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما وعلامة الجرّ الياء (به) مثل السابق متعلّق بمحذوف حال من أحد أي: من أحد واقع به (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل ضارّين (الا) أداة حصر (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الهاء في به، أي مقرونا بإذن الله، أو من الضمير في ضارّين، أو من أحد «2» ، (الله) مضاف اليه مجرور.
وجملة: «يعلّمان» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّما نحن فتنة» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تكفر» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كنّا كذلك فلا تكفر.
وجملة: «يتعلّمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلّمان.
وجملة: «يفرّقون» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «ما هم بضارّين» لا محلّ لها اعتراضيّة أو في محلّ نصب حال.
__________
(1) أو نكرة موصوفة، والجملة نعت.
(2) صحّ مجيء الحال من النكرة هنا لأنها معتمدة على نفي.(1/217)
(الواو) عاطفة (يتعلّمون) مثل السابق (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (يضرّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) مفعول به. (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله (اللام) لام الابتداء علّقت علم عن العمل (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (اشترى) فعل ماض والهاء مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) نافية مهملة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خلاق- نعت تقدّم على المنعوت- «1» ، (من) حرف جرّ زائد (خلاق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «يتعلّمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتعلمون الأولى..
أو هي استئنافيّة.
وجملة: «يضرّهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، أو في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.
وجملة: «لا ينفعهم» معطوفة على جملة يضرّهم تأخذ إعرابها.
وجملة: «علموا» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «من اشتراه» سدّت مسدّ مفعولي علموا.
وجملة: «اشتراه» لا محلّ لها صلة الموصول.
__________
(1) أو متعلّق بالخبر المحذوف.(1/218)
وجملة: «ما له» في الآخرة من خلاق في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (بئس) فعل ماض جامد لانشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر «1» ، (شروا) فعل وفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شروا) بتضمينه معنى استبدلوا (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه، (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يعلمون) مثل يعلّمون.
وجملة: بئس ما شروا ... لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، والقسم وجوابه معطوفة على القسم الاول.
وجملة: «شروا ... » في محلّ نصب نعت ل (ما) .
وجملة: «كانوا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.. وجواب لو محذوف تقديره: لما فعلوا ذلك من تعلّم السحر وإيذاء الناس.. أو لما باعوا أنفسهم.
الصرف:
(ملك) اسم لما يملكه الإنسان ويتصرّف به، وقد يكون مصدرا لفعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بضم فسكون.
(سليمان) ، قيل هو علم أعجمي وهو سبب امتناعه من الصرف،
__________
(1) يجوز أن تكون (ما) معرفة فاعل بئس، والجملة بعدها صلتها، أو أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل فاعل بئس، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره الكفر أو السحر.(1/219)
وقيل الألف والنون فيه مزيدتان وأصله سليم تصغير سلم بفتح فسكون.
(السحر) ، مصدر سماعي لفعل سحر يسحر باب فتح، وزنة فعل بكسر فسكون.
(ببابل) ، اسم علم أعجمي.. وقيل سمّيت بذلك لتبلبل ألسنة الخلائق.
(هاروت وماروت) ، علمان أعجميان سريانيّان، وليس صحيحا.
(أحد) ، صفة مشتقّة وزنه فعل بفتحتين، والهمزة منقلبة عن واو أصله وحد، مؤنّثة احدى ولا تكون إلا مع غيرها.
(فتنة) ، مصدر فتن يفتن، باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون.
(المرء) ، مثلّثة الميم، اسم بمعنى الإنسان، جمعه رجال من غير لفظه، وسمع مرءون، مؤنّثة مرأة ومرة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(ضارّين) ، جمع ضارّ اسم فاعل من ضرّ الثلاثي، وزنه فاعل وقد أدغمت عينه مع لامه.
(خلاق) ، اسم لما يناله المرء من خير، وزنه فعال بفتح الفاء.
(شروا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه- حرف علّة- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة، وزنه فعوا بفتح العين.
الفوائد
هاروت وماروت: اسمان لملكين من ملائكة السماء..
وقد نسجت حول هذين الملكين قصص طريفة أكثرها ضعيف التوثيق.
وأسندت الى الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) أحاديث كثيرة في موضوع هذين الملكين، بعضها ضعيفة وأكثرها موضوعة، وقد أورد ابن كثير في تفسيره بعض هذه الروايات التي لا تخرج عن كونها من الخرافات وقد ضعّف بعضها وردّ البعض. يعلّق ابن كثير على(1/220)
وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)
ما ورد في قصتهما من روايات بقوله:
«حاصلها راجع في تفصيلها الى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الاسناد الى الصادق الصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى» .
ومن شاء المزيد فليراجع تفسير ابن كثير الجزء الأول من ص 135 وحتى الصفحة 148 ففيها حديث طويل عن السحر والسحرة ورأي الفقهاء والمحدثين فيهما..
[سورة البقرة (2) : آية 103]
وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (103)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل وفاعل.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت. (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (اللام) واقعة في جواب لو «1» ، (مثوبة) مبتدأ مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (مثوبة) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (لو) مثل الأول (كانوا) فعل ماض ناقص.. والواو اسم كان (يعلمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
__________
(1) وهو اختيار الزمخشري وعند بعض المحقّقين هي لام القسم لقسم مقدّر- أشار الى ذلك ابن هشام في المغني- وعلى هذا فجواب (لو) محذوف تقديره لأثابهم عليه الله. وعند ابن حيان هي لام الابتداء وجواب لو محذوف والجملة الاسمية لا محل لها استئنافية.(1/221)
جملة: «ثبت إيمانهم (المحذوفة) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «اتقوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «مثوبة.. خير» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كانوا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.. وجواب (لو) الثانية محذوف تقديره: ما آثروا عليه.
الصرف:
(اتقوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الفعل لالتقاء الساكنين وزنه افتعوا، وفيه إبدال.
(مثوبة) ، مصدر سماعي بمعنى الثواب، وقيل هو على وزن اسم المفعول من ثاب بحذف واو مفعول وأصله مثووبة بضمّ الواو الأولى، أو بحذف عين الكلمة وذلك بنقل ضمّة الواو الى الثاء لاستثقالها وتسكين الواو ثمّ حذف الواو الأولى لالتقاء الساكنين في الواوين. وقيل هو مصدر على وزن مفعلة بضمّ العين، وإنّما نقلت الضمّة الى الثاء.
(خير) ، صفة مشتقّة خرجت عن معنى التفضيل بمعنى فاضلة، أو هو مصدر استعمل استعمال الصفات، وزنه فعل بفتح فسكون، وقد يراد به التفضيل، وأصله أخير وقد حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال تخفيفا.
الفوائد
لو ولولا: ينظر إليهما من وجهين، الوجه الأول معناهما: فقد أطلق علماء اللغة على «لو» انها حرف امتناع لامتناع وعلى «لولا» أنها حرف امتناع للوجود أما الوجه الآخر فهو عملهما فكل منهما أداة شرط غير جازمة.(1/222)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)
[سورة البقرة (2) : آية 104]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (104)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت ل (أيّ) أو بدل منه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (لا) ناهية جازمة (تقولوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (راع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الواو) عاطفة (قولوا) أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (انظر) أمر دعائي (ونا) مفعول به والفاعل أنت، (الواو) عاطفة (اسمعوا) مثل قولوا. (الواو) استئنافيّة (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله.
جملة النداء يأيّها ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تقولوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «راعنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
وجملة: «انظرنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اسمعوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محل لها استئنافيّة.(1/223)
مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)
الصرف:
(راعنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، حذف حرف العلّة في الأمر لكونه معتلّ الاخر في المضارع، وزنه فاعنا.
الفوائد
- كان المسلمون يستعملون كلمة «راعنا» بمعنى تمهّل وترفّق بنا وكان هذا اللفظ يوافق كلمة (راعينو) العبرية التي معناها (شرير) فراح اليهود يستعلمون هذه الكلمة في حديثهم مع الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) وهم يميلون ألسنتهم لتكون قريبة من (راعينو) العبرية.
وإن دلت هذه القصة على شيء فإنما تدل على مكر اليهود وخبثهم وسوء طينتهم حيال الرسول والمسلمين منذ أن كان اليهود وكان المسلمون ...
[سورة البقرة (2) : آية 105]
ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)
الإعراب:
(ما) نافية (يودّ) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول فاعل (كفروا) فعل وفاعل (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل كفروا (الكتاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (المشركين) معطوفة على أهل مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (أن) حرف مصدري ونصب (ينزّل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل) ، (من) حرف جرّ زائد (خير) مجرور لفظا مرفوع محلّا نائب فاعل (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (خير) «1» ، و (كم) مضاف إليه.
__________
(1) أو متعلّق ب (ينزّل) .(1/224)
والمصدر المؤوّل من (أن ينزّل) في محلّ نصب مفعول به ل (يودّ) .
(الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يختصّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يختصّ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (يشاء) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله، ومفعول يشاء محذوف أي يشاء اختصاصه (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الفضل) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للفضل مجرور مثله.
جملة: «ما يودّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الله يختصّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يختص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «الله ذو الفضل» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يختصّ.
الصرف:
(أهل) ، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، جمعه أهلون وأهال وآهال وأهلات بسكون الهاء وفتحها مع فتح الهمزة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(المشركين) ، جمع المشرك وهو اسم فاعل من أشرك الرباعي على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
(خير) مصدر استعمل استعمال الاسم بمعنى وحي، وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) قد يكون الموصول فاعلا لفعل يختصّ فيتضمّن حينئذ معنى يتميّز اللازم، أي يتميّز من يشاء الله تمييزه برحمة الله.(1/225)
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ فالنفي في هذه الآية كناية عن الكراهة.
الفوائد
«ذو» هي من الأسماء الخمسة تعرب بالأحرف بدلا من الحركات بشرط أن تكون بمعنى صاحب وبشرط أن تكون مفردة، فإذا ثنيت أعربت إعراب المثنى بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا، وإذا جمعت فسوف تعرب إعراب جمع المذكر السالم وتلحق به وسوف نستوفي هذا البحث في إعراب الأسماء الخمسة.
[سورة البقرة (2) : آية 106]
ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
الإعراب:
(ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (ننسخ) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (من آية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من اسم الشرط «1» ، (أو) حرف عطف (ننس) مضارع مجزوم معطوف على ننسخ و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (نأت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل نحن للتعظيم (بخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (نأت) ، (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (أو) مثل الأول (مثل) معطوف على خير
__________
(1) ويجوز أن يكون الجار والمجرور تمييزا للشرط أي: أيّ شيء ننسخ من آية، وهذا إذا كانت (من) زائدة وأما إذا كانت تبعيضيّة فالجار والمجرور نعت ل (ما)(1/226)
مجرور مثله و (ها) مضاف إليه. (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تعلم) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر مرفوع.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي تعلم.
جملة: «ننسخ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ننسها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «نأت بخير منها» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «تعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ننسها) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله ننسيها، وزنه نفعها بضمّ النون الأولى.
(نأت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله نأتي، وزنه نفع.
(شيء) ، اسم لما يصحّ أن يعلم ويخبر عنه ... أو مصدر سماعيّ لفعل شاء (انظر الآية 20) .
الفوائد
1- نلاحظ أن فعل «نسخ» يدل على التحوّل من حال الى حال أفضل وأحسن وقيل إن كل فعل أوله نون وثانيه سين يدل على التبدل من حسن الى أحسن وهذه النظرية طرقها علماء فقه اللغة واستدلوا بها على نشوء اللغة وتطورها ومن أمثلتهم أن كل فعل مبدوء بحرف النون يدل على النشوء والظهور مثل «نبغ ونبع، ونجم، ونفذ، ونبر، ونبش، ونبت» ..(1/227)
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107)
فالنون تدل على المعنى الأولي أو الأصلي ثم يتطور المعنى الأصلي الى معان كثيرة بواسطة ما يضاف الى النون من أحرف الهجاء. ولا ندري هل هذه الخاصة وقف على اللغة العربية وحدها، أم تجر ذيلها على بعض اللغات أو سائرها. وعلى كل فإنها دليل قاطع على عبقرية لغتنا وأصالتها.
2- نأت: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب لأداة الشرط «ما» وقد جزم بحذف حرف العلة من آخره. وعلامات الجزم ثلاث السكون في الأفعال الصحيحة الآخر، وحذف النون في الأفعال الخمسة، وحذف حرف العلة في الفعل المعتل الآخر.
[سورة البقرة (2) : آية 107]
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (107)
الإعراب:
(ألم تعلم أنّ الله) مر إعرابها في الآية السابقة مفردات وجملا ومصدرا مؤوّلا (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (لكم) مثل له متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت- «1» (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف بلفظه على وليّ تبعه في الجرّ.
وجملة: له ملك السموات في محلّ رفع خبر أنّ.
__________
(1) ويجوز تعليقه بالخبر المحذوف الذي تعلّق ب (لكم) .(1/228)
أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)
وجملة: ما لكم من دون الله ... لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ملك) ، أتى بمعنى الشيء المملوك، فهو اسم، وانظر الآية (102) من هذه السورة.
(وليّ) ، صفة مشبّهة من ولي يلي باب وثق، وزنه فعيل، وقد يكون من صيغ المبالغة لأن فعله متعدّ.
(نصير) ، من صيغ المبالغة، على وزن فعيل من فعل نصر ينصر المتعدّى.
[سورة البقرة (2) : آية 108]
أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (108)
الإعراب:
(أم) حرف ابتداء وهو المنقطع بمعنى بل والهمزة والاستفهام على معنى الإنكار (تريدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (تسألوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (رسول) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ نصب مفعول به عامله تريدون.
(الكاف) حرف جرّ «1» ، (ما) حرف مصدري (سئل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (موسى) نائب فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته.(1/229)
والمصدر المؤوّل (ما سئل) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق، أي: تسألوا رسولكم سؤالا كسؤال قوم موسى نبيّهم موسى.
(من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (سئل) . (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتبدّل) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكفر) مفعول به منصوب (بالإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتبدّل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ضلّ) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سواء) مفعول به منصوب (السبيل) مضاف إليه مجرور، من إضافة الصفة الى الموصوف.
جملة: «تريدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تسألوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «سئل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «من يتبدّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتبدّل ... » في محلّ رفع خبر «1» .
وجملة: «ضلّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط.
الصرف:
(تريدون) ، فيه إعلال بالقلب أصله ترودون لأنه من راد يرود، نقلت حركة الواو إلى الراء، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وهي ساكنة، وزنه تفعلون.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(1/230)
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
(السبيل) ، اسم يذكّر ويؤنّث وزنه فعيل، جمعه سبل بضمّتين، وضمّة وسكون وأسبل بضمّ الباء وأسبله بكسر الباء وسبول بضمّ السين.
[سورة البقرة (2) : آية 109]
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
الإعراب:
(ودّ) فعل ماض (كثير) فاعل مرفوع (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكثير (الكتاب) مضاف اليه مجرور (لو) حرف مصدري (يردّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل من (لو) والفعل في محلّ نصب مفعول به عامله (يودّ) .
(من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّون) ، (إيمان) مضاف اليه مجرور و (كم) مضاف إليه (كفارا) مفعول به ثان عامله يردّون بمعنى يصيّرون «1» ، (حسدا) مفعول لأجله منصوب عامله يردّون أو ودّ، (من عند) جارّ ومجرور متعلّق ب (حسدا) ، (أنفس) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ودّ) «2» ، (ما) مصدريّة (تبيّن) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبيّن) ، (الحقّ) فاعل مرفوع.
__________
(1) أو حال من مفعول يردون، قال ذلك العكبري. [.....]
(2) أو متعلّق ب (يردّون) .(1/231)
والمصدر المؤول (ما تبيّن) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، (الواو) عاطفة (اصفحوا) مثل اعفوا (حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد حتى (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) ، و (الهاء) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ جرّ ب (حتى) متعلّق ب (اعفوا واصفحوا) .
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف اليه مجرور (قدير) خبر إنّ مرفوع.
جملة: «ودّ كثير.» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يردّونكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) .
وجملة: «تبيّن..» الحقّ لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اعفوا» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان أمرهم كذلك فاعفوا.
وجملة: «اصفحوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعفوا.
وجملة: «إن الله ... » قدير لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف من غير تعليل.
الصرف:
(كفارا) ، جمع كافر اسم فاعل من كفر يكفر باب نصر وزنه فاعل. (انظر الآية 19)(1/232)
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)
(حسدا) ، مصدر حسد يحسد من بابي نصر وضرب وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصدر آخر هو حسادة بفتح الحاء.
(اعفوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله اعفووا بضمّ الواو الأولى، فلمّا استثقلت الضمّة على الواو نقلت إلى الفاء قبلها، ثمّ حذفت الواو الأولى لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه افعوا.
(أمره) ، مصدر سماعي من أمر يأمر باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 110]
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)
الإعراب:
(الواو) استئنافية (أقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون. والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتوا) مثل أقيموا (الزكاة) مفعول به منصوب. (الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم مبني في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تقدّموا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقدّموا) و (كم) ضمير مضاف إليه (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما «1» ، (تجدوا) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تجدوا) «2» ، (الله) لفظ
__________
(1) أو تمييز ل (ما) .
(2) يجوز أن يكون حالا من المفعول به أي تجدوا ثوابه مدّخرا عند الله.(1/233)
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)
الجلالة مضاف إليه مجرور. (إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سبق إعراب نظيرها «1» .. و (ما) اسم موصول أو حرف مصدري أو نكرة موصوفة.
جملة: «أقيموا ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة: «آتوا ... » لا محل لها معطوفة على أقيموا ...
وجملة: «تقدّموا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تجدوه» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن الله بصير..» لا محلّ لها تعليلية.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) .
الفوائد
1- أقيموا فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.
وثمة قاعدة تقول: إن فعل الأمر يبنى على ما يجزم به مضارعه.
وفحوى ذلك أن فعل الأمر يبنى على السكون إذا كان صحيح الآخر، ويبنى على حذف النون إذا اتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة ويبنى على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر.
[سورة البقرة (2) : آية 111]
وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (111)
__________
(1) في الآية (96) من هذه السورة.(1/234)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (يدخل) مضارع منصوب (الجنّة) مفعول به «1» منصوب (إلا) أداة حصر (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (هودا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف للتفصيل (نصارى) معطوف على (هودا) منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. (تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (أمانيّ) خبر مرفوع و (هم) ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هاتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل «2» ، (برهان) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
وجملة: «لن يدخل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كان هودا» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «تلك أمانيّهم» لا محلّ لها اعتراضيّة.
__________
(1) هذا على السّعة، فأصله الى الجنّة.. وقد يكون مفعولا به في الأصل.
(2) والفعل على رأي ابن هشام جامد لا ماضي ولا مضارع له.. وعلى رأي الزمخشريّ هو اسم فعل وقد ردّ ذلك ابن هشام.
(3) يجوز أن تكون معطوفة بالواو على جملة ودّ كثير.. (الآية 109) وما بينهما اعتراض(1/235)
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هاتوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم.
الصرف:
(هودا) ، جمع هائد وهو اسم فاعل من هاد بمعنى تاب، وهود وزنه فعل بضمّ فسكون.
(نصارى) ، جمع نصران مؤنّثه نصرانه ولكنّه لا يستعمل إلا بياء النسب، وفي المصباح النصارى جمع نصارى. ووزن نصارى فعالى (انظر الآية 62 من هذه السورة) .
(برهان) ، اسم بمعنى الحجّة، وزنه فعلال بضمّ الفاء، وقيل وزنه فعلان فالنون فيه زائدة.
البلاغة
قد يقال: لم قيل «تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ» وقولهم «لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ» أمنية واحدة.
فنقول: في ذلك سر عجيب في صناعة البيان وهو أنه لشدة تمنيهم لهذه الأمنية وتأصلها في نفوسهم جمعت وأنها بمثابة أماني توزعت في كل قلب فلم تترك فراغا لغيرها.
الفوائد
1- تلك أمانيهم: مفردها أمنية على وزن «افعولة» وقد عبر عنها بالجمع لأنهم يتمنون أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم ويتمنون أن يردوهم كفارا، ويتمنون أن لا يدخل الجنة غيرهم. وكلها أمان باطلة.
2- في البرهان قولان: أحدهما أنه من البرة ونونه زائدة وهو بمعنى القطع ويفيد العلم القطعي، والثاني من «برهن» ومنه البرهنة والبرهان بمعنى البيان(1/236)
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)
وعلى هذا القول تكون نونه أصلية، وترتاح النفس لهذا القول والله أعلم..
[سورة البقرة (2) : آية 112]
بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)
الإعراب:
(بلى) حرف جواب لإثبات ما نفوه (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (أسلم) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (وجه) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه (الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسلم) ، (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (محسن) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجر (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة «1» ، (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «من أسلم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أسلم وجهه» في محلّ رفع خبر (من) «2» .
وجملة: «هو محسن» في محلّ نصب حال.
وجملة: «له أجره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
__________
(1) أو تعمل عمل ليس و (خوف) اسمها و (عليهم) خبرها-
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(1/237)
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)
وجملة: «لا خوف عليهم» في محل جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا خوف عليهم.
وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(وجهه) ، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون.
(محسن) ، اسم فاعل من أحسن الرباعي وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة البقرة (2) : آية 113]
وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قالت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (اليهود) فاعل مرفوع (ليس) فعل ماض ناقص.. و (التاء) للتأنيث (النصارى) اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة (على شيء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس. (الواو) عاطفة (قالت النصارى ليست اليهود على شيء) مثل نظيرتها المتقدّمة. (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب. (الكاف) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي قال الذين لا يعلمون قولا كذلك، (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل(1/238)
(لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (مثل) مفعول به عامله قال، منصوب «1» ، (قول) مضاف اليه مجرور و (هم) متّصل مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحكم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحكم) بتضمينه معنى يفصل، و (هم) متّصل مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (القيامة) مضاف اليه مجرور (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ «2» متعلّق ب (يحكم) ، (كانوا) ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (في) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ متعلّق ب (يختلفون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قالت اليهود ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على جملة قالوا لن يدخل.. «3» .
وجملة: «ليست النصارى على شيء» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قالت النصارى» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت اليهود.
وجملة: «ليست اليهود على شيء» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هم يتلون ... » في محلّ نصب حال من اليهود والنصارى.
وجملة: «يتلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أجاز العكبري أن يكون مفعولا به لفعل يعلمون.. ويجوز أن يكون (مثل) مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر إذا جعلنا الكاف اسما في محلّ رفع مبتدأ، جملة قال خبره والمفعول مقدّر أي قاله الذين ...
(2) يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.
(3) في الآية (111) .(1/239)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)
وجملة: «لا يعلمون لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الله يحكم بينهم» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانوا يختلفون فالله يحكم.
وجملة: «يحكم بينهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «كانوا فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفي.
وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(يتلون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يتلوون بضمّ الواو الأولى ثمّ نقلت حركتها الى اللام قبلها، فالتقى سكونان، فحذفت الواو الأولى للتخلّص من السكونين فأصبح يتلون وزنه يفعون (انظر الآية 44 من هذه السورة.
[سورة البقرة (2) : آية 114]
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاَّ خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (114)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أظلم) ، (منع) فعل ماض والفاعل هو وهو العائد (مساجد) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (يذكر) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (في)
__________
(1) يجوز أن يكون (من) نكرة موصوفة والجملة بعده نعت له.(1/240)
حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يذكر) ، (اسم) نائب فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يذكر ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان ل (منع) «1» ، (الواو) عاطفة (سعى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في خراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (سعى) ، و (ها) ضمير مضاف إليه. (أولاء) اسم اشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (اللام) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أن) مثل الأول (يدخلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (إلا) أداة حصر (خائفين) حال منصوبة من فاعل يدخلوها، وعلامة نصبه الياء.
والمصدر المؤوّل (أن يدخلوها) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
جملة «من أظلم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «منع مساجد» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «سعى..» لا محلّ لها معطوفة على جملة منع.. أو في محلّ جرّ.
وجملة: «أولئك ما كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما كان لهم أن يدخلوها» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
(اللام) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف
__________
(1) يجوز أن يكون مفعولا لأجله بحذف مضاف أي خشية أن يذكر.. أو بدل اشتمال من مساجد، أو مجرور بحرف جرّ محذوف تقديره من أن يذكر متعلّق ب (منع) . [.....](1/241)
خبر مقدّم (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خزي- نعت تقدّم على المنعوت- «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (خزي) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (الواو) عاطفة (لهم في الآخرة عذاب) تعرب كنظيرتها ... (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
وجملة: «لهم في الدنيا خزي» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «لهم في الآخرة عذاب» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو في محلّ نصب.
الصرف:
(أظلم) ، اسم تفضيل من ظلم، وزنه أفعل.
(مساجد) ، جمع مسجد، اسم مكان من سجد باب نصر، وقد جاء على وزن مفعل بكسر العين على غير القياس إذا القياس أن تكون عينه مفتوحة لانضمام عينه في المضارع.
(خراب) ، اسم مصدر للتخريب، نقص عن عدد حروف المصدر، وزنه فعال بفتح الفاء.
(خائفي) ، جمع خائف اسم فاعل من خاف، قلب حرف العلّة إلى همزة لمجيئه بعد ألف فاعل، وهو قلب مطّرد.
الفوائد
المسجد: اسم مكان على وزن مفعل وكان حقه أن يأتي على وزن مفعل قياسا على ما كانت عينه مضمومة وقد سمعت شذوذا على غرار مغرب ومشرق.
__________
(1) يجوز تعليقه بالخبر المحذوف.
(2) أو حال من الضمير في خائفين، فهي حال متداخلة، في محلّ نصب.(1/242)
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)
[سورة البقرة (2) : آية 115]
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (115)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المشرق) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (المغرب) معطوف على المشرق بالواو مرفوع مثله (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أينما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانية متعلّق بالجواب «1» (تولّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ثمّ) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وجه) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «لله المشرق» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تولوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ثمّ وجه الله» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الله واسع» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(المشرق) ، اسم مكان من شرق باب نصر، وزنه مفعل بكسر العين على غير القياس إذ قياسه فتح العين لأن عينه مضمومة في المضارع.
(المغرب) ، اسم مكان من غرب باب نصر، وهو مثل المشرق بخروجه عن القياس.
__________
(1) يجوز تعليقه بفعل الشرط.(1/243)
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)
(تولّوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تولاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف وبقيت الفتحة على اللام قبلها دلالة عليها فأصبح تولّوا وزنه تفعّوا بفتح العين.
(ثمّ) اسم يشار به إلى البعيد بمعنى هناك وزنه فعل بفتح فسكون وعينه ولامه من حرف واحد ومثله ثمّة.
(وجه) ، اسم للعضو المعروف، واستعمل في الآية على سبيل الاستعارة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(واسع) ، اسم فاعل من وسع يسع باب فرح، وزنه فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 116]
وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (116)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل وفاعل (اتّخذ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ولدا) مفعول به منصوب- وهو المفعول الثاني، أمّا الأول فمحذوف تقديره بعض مخلوقاته- (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب و (الهاء) مضاف إليه (بل) حرف إضراب وابتداء (اللام) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور مثله (كلّ) مبتدأ مرفوع «1» (له) مثل الأول متعلّق ب (قانتون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو.
__________
(1) الذي سوغ اعرابه مبتدأ وهو نكرة كونه دالا على عموم، وهو على حذف مضاف، أي: كلّ ما خلق الله.(1/244)
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «اتّخذ الله ولدا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «له ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كلّ له قانتون» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ولدا) ، الأصل فيه أنّه صفة مشتقّة من ولد يلد باب ضرب، ثمّ استعمل اسما لكلّ من ولد. ويطلق على الذكر والأنثى والمثنّى والجمع، وزنه فعل بفتحتين.
(قانتون) ، جمع قانت، اسم فاعل من قنت، وزنه فاعل.
الفوائد
1- لفظ «سبحانه وتعالى، وجل جلاله» وما على غرارها كلها جمل اعتراضية ويقصد بها تنزيه الله، وتعظيمه، و ...
[سورة البقرة (2) : آية 117]
بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)
الإعراب:
(بديع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله، (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أمرا)
__________
(1) بعضهم يعطفها على جملة: قالوا لن يدخل. في الآية (111) .. وفيه بعد..(1/245)
مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (يقول) مضارع مرفوع والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (يقول) ، (كن) فعل أمر تام والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) عاطفة «1» لربط المسبّب بالسبب (يكون) مضارع مرفوع تام، والفاعل هو.
جملة: « (هو) بديع السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قضى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّما يقول ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كن» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسمية معطوفة على جملة يقول أو هي استئنافيّة.
الصرف:
(بديع) صفة مشبّهة من بدع يبدع باب كرم، وزنه فعيل.
(قضى) ، فيه إعلال بالقلب أصله قضي مضارعه يقضي، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(كن) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وأصله كون بضمّ الكاف وسكون الواو. وزنه فل.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ حيث شبهت هيأة حصول المراد بعد تعلق الارادة بلا مهلة بطاعة المأمور المطيع عقيب أمر المطاع بلا توقف.
__________
(1) أو هي استئنافيّة عند بعضهم.. وابن هشام رفض ذلك.(1/246)
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)
[سورة البقرة (2) : آية 118]
وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول فاعل (لا) نافية (يعلمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (لولا) حرف تحضيض (يكلّم) مضارع مرفوع و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أو) حرف عطف (تأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (نا) مفعول به (آية) فاعل مرفوع (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (تشابه) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (بيّنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. ونا فاعل (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (بيّنا) ، (يوقنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا اتّخذ «2» .
وجملة: «لا يعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لولا يكلّمنا الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تأتينا آية» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
__________
(1) انظر الآية (113) .
(2) في الآية (116) .(1/247)
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تشابهت قلوبهم» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.
وجملة: «قد بيّنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يوقنون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
الصرف:
(يوقنون) انظر مزيد شرح عن صرفها في الآية (4) من هذه السورة.
الفوائد
لولا: حرف امتناع للوجود ومعناها الحض مثل «هلّا» ويقال لها:
حرف تحضيض..
[سورة البقرة (2) : آية 119]
إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (119)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل أو المفعول (بشيرا) حال منصوبة من المفعول (نذيرا) معطوف بالواو على (بشيرا) منصوب مثله. (الواو) عاطفة (لا) نافية (تسأل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عن أصحاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (تسأل) ، (الجحيم) مضاف إليه مجرور.
وجملة: «إنّا أرسلناك» لا محلّ لها استئنافيّة.(1/248)
وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)
وجملة: «أرسلناك» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا تسأل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلناك.
الصرف:
(بشيرا) ، صفة مشبّهة من فعل بشر يبشر باب ضرب وباب فرح، وزنه فعيل.
(نذيرا) ، مصدر غير قياسي لفعل أنذر الرباعيّ، ويستعمل استعمال الصفات كصفة مشبّهة بمعنى المنذر- بكسر الذال- وزنه فعيل.
(الجحيم) ، اسم للنار الشديدة التأجج، وهي في الأصل صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى الجاحم، فهي من أوزان المبالغة.
[سورة البقرة (2) : آية 120]
وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لن) حرف نفي ونصب (ترضى) مضارع منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (عن) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترضى) ، (اليهود) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (النصارى) معطوف على اليهود بالواو مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (حتّى) حرف غاية وجرّ (تتّبع) فعل مضارع منصوب ب (أنّ) مضمرة بعد حتّى، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ملّة) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تتّبع) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (ترضى) .(1/249)
(قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (انّ) حرف مشبّه بالفعل (هدى) اسم انّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هو) ضمير فصل «1» ، (الهدى) خبر انّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة. (الواو) استئنافيّة (اللام) موطئة للقسم (ان) حرف شرط جازم (اتّبع) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء فاعل (أهواء) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف اليه (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اتّبعت) ، الذي اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (جاء) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من العلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل جاء (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت- «2» (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على لفظ (وليّ) مجرور مثله.
جملة: «لن ترضى عنك اليهود-» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الجملة السابقة.
وجملة: «تتّبع..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنّ هدى الله هو الهدى» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّبعت..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاءك من العلم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
__________
(1) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الهدى) ، وجملة هو الهدى خبر انّ.
(2) يجوز تعليقه بالخبر المحذوف.(1/250)
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)
وجملة: «مالك من الله..» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم المذكور.
الصرف:
(ترضى) ، فيه اعلال بالقلب، أصله ترضي بضمّ الياء، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(ملّة) ، اسم بمعنى الدين أو الطريقة أو الشريعة، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.. وقد أدغمت العين واللام معا.
(أهواء) ، جمع هوى، مصدر هوي يهوى باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.. وفي أهواء قلب لام الكلمة وهي الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، وأصله أهواي.
[سورة البقرة (2) : آية 121]
الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (121)
الإعراب:
(الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (هم) ضمير متصل مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (يتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (حقّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفة المصدر في الأصل (تلاوة) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه في محلّ جرّ. (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (يؤمنون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنون) . (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم(1/251)
فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (به) مثل الأول متعلّق ب (يكفر) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) مثل الأول و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» ، (الخاسرون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آتيناهم الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يتلونه» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في آتيناهم أو من الكتاب «2» .
وجملة: «أولئك يؤمنون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يؤمنون به..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «من يكفر به..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آتيناهم الكتاب.
وجملة: «يكفر به..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «أولئك هم الخاسرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء-
الصرف:
(يتلونه) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يتلوونه بضمّ الواو الأولى، نقلت حركتها إلى اللام ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يتلونه، وزنه يفعلونه (انظر الآية 44 من هذه السورة) .
__________
(1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الخاسرون، والجملة خبر أولئك.
(2) يجوز أن تكون في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) ، وجملة أولئك يؤمنون..
استئنافيّة تعليليّة لا محلّ لها.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(1/252)
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122)
(تلاوته) ، مصدر تلا يتلو، وزنه فعالة بكسر الفاء.
الفوائد
فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ، الفاء رابطة لجواب الشرط ولدي وجود الفاء تعرب الجملة في محل جزم جواب الشرط ويجب ربط الجواب بالفاء في المواضع التالية: إذا كانت الجملة اسمية أو طلبية أو فعلها جامد أو مسبوقة بما أو من أو قد أو السين أو سوف.
[سورة البقرة (2) : آية 122]
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (122)
الإعراب:
هذه الآية الكريمة مرّت من قبل فارجع إلى إعرابها في الآية (47) .
[سورة البقرة (2) : آية 123]
وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
الواو فاعل (يوما) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي: عذاب يوم (لا) نافية (تجزي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة (نفس) فاعل مرفوع (عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجزي) ، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق(1/253)
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
ب (يقبل) ، (عدل) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية (تنفع) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به (شفاعة) فاعل مرفوع (ولا) مثل السابق (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) نائب فاعل.
جملة: «اتقوا يوما» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء في الآية السابقة وجملة: «لا تجزي نفس..» في محلّ نصب نعت ل (يوما) ، والرابط محذوف تقديره فيه.
وجملة: «لا يقبل منها عدل» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزى.
وجملة: «لا تنفعها شفاعة» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزي.
وجملة: «لا هم ينصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجزي.
وجملة: «ينصرون» في محل رفع خبر المبتدأ (هم) .
[سورة البقرة (2) : آية 124]
وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (ابتلى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (إبراهيم) مفعول به مقدّم منصوب (ربّ) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (بكلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ابتلى) ،(1/254)
(الفاء) عاطفة (أتم) فعل ماض و (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (قال) فعل ماض والفاعل هو (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) اسم إنّ (جاعل) خبر إنّ مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (إماما) «1» - نعت تقدّم على المنعوت- (إماما) مفعول به لاسم الفاعل جاعل (قال) مثل الأول (الواو) عاطفة (من ذرّيّة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره اجعل «2» ، والمفعول به محذوف تقديره إماما أي اجعل من ذرّيتي إماما (قال) مثل الأول (لا) نافية (ينال) مضارع مرفوع (عهد) فاعل مرفوع و (الياء) مضاف إليه (الظالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «ابتلى إبراهيم ربّه» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أتمّهنّ» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ابتلى.
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئناف بياني أو تفسير للابتلاء.
وجملة: «إنّي جاعلك» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال الثانية» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (اجعل) من ذرّيّتي..» في محلّ نصب مقول القول وهو معطوف بالنسق على مقول الله تعالى: إنّي جاعلك.
وجملة: «قال الثالثة» لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «لا ينال عهدي الظالمين» في محلّ نصب مقول القول.
__________
(1) يجوز تعليقه باسم الفاعل جاعل أي: لأجل الناس. [.....]
(2) يجوز تعليقه بنعت من مفعول اجعل الأول أي: اجعل فريقا من ذرّيّتي إماما.(1/255)
الصرف:
(ابتلى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ابتلي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(جاعل) ، اسم فاعل من جعل الثلاثي، وزنه فاعل (انظر الآية 30 من هذه السورة) .
(إماما) ، اسم لما يؤتمّ به يستوي فيه التذكير والتأنيث، جمعه أيمّه وأئمة، ووزن إمام فعال بكسر الفاء.
(ذرّية) ، اسم للولد والنسل، وهو في الأصل مثلّث الذال، وهنا بضمّ الذال، جمعه الذراري والذرّيات، ووزن ذرّية فعليّة بضمّ الفاء وتسكين العين وكسر اللام وتشديد الياء المفتوحة.
(ينال) ، فيه إعلال بالقلب بدءا من الماضي، أصله ينيل قلبت الياء ألفا بعد نقل حركتها إلى النون..
البلاغة
في هذه الآية فن طريف من فنون البيان يقال له: فنّ المراجعة وهو أن يحكي المتكلم مراجعة في القول جرت بينه وبين محاور في الحديث أو بين اثنين بأوجز عبارة، وأبلغ اشارة، وأرشق محاورة مع عذوبة اللفظ وجزالته، وسهولة السبك. وقد جمعت هذه الآية معاني الكلام من الخبر والاستخبار والأمر والنهي والوعد والوعيد.
الفوائد
1- لا يجوز تقدم الفاعل على فعله فإذا تقدم يعرب مبتدءا ويقدر الفاعل ضميرا. بخلاف المفعول به فإنه يجوز تقديمه على الفعل في حالات خاصة مذكورة في المطولات من كتب النحو. كقوله تعالى «وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ» .(1/256)
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)
2- إبراهيم معناه في السريانية الأب الرحيم، ولفظها في العبرية «ابراهام» .
3- جاعل اسم فاعل عمل عمل فعله فأخذ مفعولين الأول الكاف من «جاعلك» فهو من اضافة اسم الفاعل إلى مفعوله والثاني «إماما» .
4- قيل الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم هي المناسك وقد قام بها إبراهيم ولذلك قال تعالى بحقه «وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى» وقيل الكلمات هي: «الشرائع والأوامر والنواهي» .
5- في هذه الآية يتجلّى بلاغة القرآن في هذا الفن من الحوار والذي يسمونه «المراجعة» . وتستطيع أن تتملّى هذا الأسلوب لما فيه من الحوار اللطيف. والإيجاز البليغ، وفي الآداب العربية أمثلة من هذا القبيل لا يتسع لها صدد هذا الكتاب.
فليراجعها من شاء لدى البحتري وعمر بن أبي ربيعة وأضرابهما من الشعراء.
[سورة البقرة (2) : آية 125]
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) مرّ إعرابه في الآية السابقة (جعلنا) فعل ماض وفاعله (البيت) مفعول به منصوب (مثابة) مفعول به ثان منصوب «1» (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمثابة «2» ، (أمنا) معطوفة على مثابة بالواو منصوب مثله. (الواو) استئنافيّة (اتّخذوا)
__________
(1) يجوز أن يكون حالا إذا ضمّن (جعل) معنى خلق.
(2) يجوز أن يتعلق بفعل جعل.(1/257)
فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من مقام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان مقدّم (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (مصلّى) مفعول به أوّل منصوب. (الواو) استئنافيّة (عهدنا) مثل (جعلنا) (إلى إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (عهدنا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (إسماعيل) معطوف على إبراهيم بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة (أن) حرف تفسير «1» ، (طهّرا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والألف فاعل (بيت) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه، (للطائفين) جارّ ومجرور متعلّق ب (طهّرا) وعلامة الجرّ الياء (العاكفين) معطوف على الطائفين بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (الرّكّع) معطوف على الطائفين بالواو مجرور مثله (السجود) نعت للركّع مجرور مثله «2» .
وجملة: «جعلنا ... » في محل جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اتخذوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عهدنا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «طهّرا..» لا محلّ لها تفسيريّة.
الصرف:
(مثابة) ، اسم مكان من ثاب يثوب بمعنى رجع، وأصل مثابة مثوبة- بسكون الثاء وفتح الواو- ثمّ نقلت حركة الواو إلى الثاء وسكّنت الواو- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها
__________
(1) أجاز العكبري جعله حرفا مصدريّا، وجملة طهّرا صلة له، والمصدر المؤوّل مجرور بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عهد) .
(2) هذا إذا كان جمع ساجد، ويجوز أن يكون مصدرا، وحينئذ فيه حذف مضاف أي ذوي السجود.(1/258)
وتحركها في الأصل فأصبح مثابة والتاء زائدة للمبالغة وزنه مفعلة.
(أمنا) ، مصدر سماعي لفعل أمن باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مقام) ، اسم مكان من قام يقوم، والألف فيه منقلبة عن واو، أصله مقوم- بسكون القاف وفتح الواو- ثمّ سكّنت الواو وفتحت القاف- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل، وزنه مفعل بفتح العين.
(مصلّى) ، اسم مكان من صلّى يصلّي الرباعيّ، وهو على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة والألف في مصلّى أصلها واو، فلمّا انفتح ما قبلها قلبت ألفا.
(الطائفين) ، جمع الطائف، اسم فاعل من طاف يطوف، وزنه فاعل وقد قلبت الواو همزة لمجيئها بعد ألف فاعل.
(العاكفين) ، جمع العاكف، اسم فاعل من عكف الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(الركّع) ، جمع الراكع، اسم فاعل من ركع يركع باب فتح، وزنه فاعل، ووزن ركّع فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة.
(السجود) ، جمع الساجد، اسم فاعل من سجد وزنه فاعل، والسجود وزنه فعول بضمّ الفاء..
وقد يكون السجود مصدرا لفعل سجد الثلاثيّ.(1/259)
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
[سورة البقرة (2) : آية 126]
وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) مرّ إعرابه في الآية (124) ، (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الباء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة الياء المحذوفة والياء المحذوفة للتخفيف ضمير مضاف إليه (اجعل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ نصب مفعول به (بلدا) مفعول به ثان منصوب (آمنا) نعت ل (بلدا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (ارزق) مثل اجعل (أهل) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارزق) ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أهل (آمن) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل آمن (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مجرور مثله. (قال) مثل الأول والفاعل الله. (الواو) عاطفة (من) اسم موصول في محلّ نصب «1» مفعول به لفعل محذوف تقديره
__________
(1) أو في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة أمتّعه.. هذا ويجوز أن يكون (من) اسم شرط جازم مبتدأ جوابه محذوف تقديره أرزقه، وجملة أمتّعه معطوفة على جملة الجواب بتقدير أنا أمتّعه، وخبر المبتدأ جملة كفر.. أرزقه من فعل الشرط وجوابه.(1/260)
(أرزق) (كفر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) عاطفة (أمتّع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (الهاء) ضمير مفعول به (قليلا) ظرف زمان ناب عن ظرف محذوف أي زمنا قليلا، منصوب متعلّق ب (أمتّعه) «1» ، (ثمّ) حرف عطف (أضطرّ) مثل (أمتّع) و (الهاء) مفعول به (إلى عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أضطرّه) بتضمينه معنى ألجئه (النار) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل مرفوع- والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره عذاب النار- جملة: «قال إبراهيم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ربّ اجعل..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اجعل..» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ارزق..» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (أرزق) من كفر..» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول مقدّرا أي: أرزقه وأرزق من كفر.
وجملة: «كفر..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أمتّعه..» في محلّ نصب معطوفة على جملة (أرزق) المحذوفة.
وجملة: «أضطرّه..» في محلّ نصب معطوفة على جملة أمتّعه.
__________
(1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي: تمتيعا قليلا.(1/261)
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
الصرف:
(آمنا) ، اسم فاعل من أمن يأمن وزنه فاعل، وهو مستعمل بمعنى (ذا أمن) .
(أضطرّه) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الضاد، وزنه أفتعله.
(المصير) ، مصدر ميميّ لفعل صار يصير بمعنى رجع، وزنه مفعل بكسر العين، وفي الكلمة إعلال بالتسكين حيث نقلت حركة الياء إلى الصاد قبلها فسكّنت.
الفوائد
1- «ربّ» منادى مضاف حذف منه شيئان ياء النداء من أوّله وياء المتكلم من آخره، ويحسن هنا ذكر أقسام المنادي وهي خمسة اثنان مبنيان على الضم في محل نصب وهما مفرد العلم، والنكرة المقصودة وثلاثة منصوبة وهي النكرة غير المقصودة، والمضاف، والشبيه بالمضاف. وجملة هذه الأقسام منصوبة بفعل محذوف تقديره: «ادعو أو أنادي» نابت عنه أداة النداء.
[سورة البقرة (2) : آية 127]
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (يرفع) مضارع مرفوع (إبراهيم) فاعل مرفوع (القواعد) مفعول به
__________
(1) أو في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المقدّر وهو المخصوص بالذمّ أي:
عذاب النار بئس المصير.(1/262)
منصوب (من البيت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من القواعد (الواو) عاطفة (إسماعيل) معطوف على إبراهيم مرفوع مثله (ربّ) منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (تقبّل) فعل أمر دعائيّ والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جرّ و (نا) في محلّ جرّ متعلّق ب (تقبّل) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) ضمير اسم إنّ (أنت) ضمير فصل «1» (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «يرفع إبراهيم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ربّنا تقبّل..» في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره. يقولان ربنا، وجملة يقولان في محلّ نصب حال من إبراهيم وإسماعيل.
وجملة: «تقبّل منّا..» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّك أنت السميع» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(القواعد) ، جمع القاعدة، مؤنّث القاعد، وهو اسم للأساس الذي يقوم عليه البناء، ولفظه في الأصل مشتقّ على وزن فاعل ثمّ استعمل اسما.
(إسماعيل) ، اسم علم أعجمي.
(السميع) ، من مبالغات اسم الفاعل، صفة مشتقّة على وزن فعيل من سمع المتعدّي، وقد يكون صفة مشبّهة باسم الفاعل لدلالته على الدوام والاستمرار.
__________
(1) أو مبتدأ خبره السميع.. وجملة أنت السميع خبر إنّ. ويجوز أن يكون مستعارا لمحلّ النصب توكيدا لاسم إنّ.(1/263)
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)
[سورة البقرة (2) : آية 128]
رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)
الإعراب:
(ربّنا) سبق إعرابه في الآية السابقة (الواو) عاطفة (اجعل) فعل أمر دعائيّ والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (مسلمين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء فهو مثنّى (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مسلمين) أي منقادين (الواو) عاطفة (من ذرّيّة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره اجعل. و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (أمّة) مفعول به منصوب للفعل المحذوف (مسلمة) نعت لأمة منصوب مثله (لك) مثل الأول متعلّق بمسلمة (الواو) عاطفة (أرنا) مثل اجعلنا (مناسك) مفعول به ثان منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تب) مثل اجعل (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تب) ، (إنّك أنت التّواب الرحيم) مثل نظيرها في الآية السابقة.
جملة النداء «ربّنا..» لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «اجعلنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تقبّل منا في الآية. السابقة.
وجملة: « (اجعل) من ذرّيّتنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجعلنا.
وجملة: «أرنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجعلنا.
وجملة: «تب علينا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجعلنا.
وجملة: «إنّك أنت التوّاب» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(مسلمين) ، مثنّى مسلم، اسم فاعل من أسلم(1/264)
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(أمّة) ، اسم للجماعة وزنه فعلة بضمّ الفاء تماثل فيه عينه ولامه.
(أرنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، فقد حذف منه لامه وهو حرف علّة، وكذلك فيه حذف الهمزة تخفيفا وأصله أرئينا.. وزنه أفنا.
(مناسك) ، جمع منسك اسم مكان من نسك ينسك باب نصر وزنه مفعل بفتح العين.. وقد تكسر العين على غير قياس.
[سورة البقرة (2) : آية 129]
رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
الإعراب:
(ربّنا) سبق إعرابها- الآية 127- وكرّرت لتأكيد الاسترحام (وابعث) مثل واجعل- الآية 128- (في) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ابعث) ، (رسولا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (رسولا) ، (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليهم) مثل فيهم متعلّق ب (يتلو) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يعلّم) مضارع مرفوع.. والفاعل هو و (هم) متّصل مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الحكمة) معطوف على الكتاب بالواو منصوب مثله (الواو) عاطفة (يزكّيهم) مثل يعلّمهم (إنّك أنت العزيز الحكيم) مثل إنّك أنت السميع العليم «1» .
__________
(1) في الآية (127) .(1/265)
وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)
وجملة النداء «ربّنا..» لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة.
وجملة: «ابعث فيهم..» لا محل لها معطوفة على جملة اجعلنا مسلمين «1» .
وجملة: «يتلو عليهم» في محلّ نصب نعت ل (رسولا) «2» .
وجملة: «يعلّمهم..» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: «يزكّيهم..» في محل نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: «إنّك أنت العزيز» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(الحكمة) ، مصدر سماعيّ لفعل حكم يحكم باب كرم أي صار حكيما، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
(العزيز) ، صفة مشبّهة من عزّ يعزّ باب ضرب، وزنه فعيل.
[سورة البقرة (2) : آية 130]
وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ وقد تضمّن معنى النفي والإنكار (يرغب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن ملّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرغب) ، (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (إلا) أداة استثناء (من) اسم موصول «3» في محلّ رفع بدل من فاعل يرغب «4» ، (سفه) فعل
__________
(1) في الآية (128) .
(2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من (رسولا) لأنه موصوف.
(3) أو نكرة موصوفة والجملة بعده نعت له.
(4) أو في محلّ نصب على الاستثناء. [.....](1/266)
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)
ماض والفاعل هو (نفس) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (اللام) واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (اصطفينا) فعل ماض مع فاعله و (الهاء) ضمير مفعول به (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الهاء وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير اسم أنّ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بالصالحين (اللام) لام القسم تفيد التوكيد «1» (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ.
جملة: «من يرغب..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرغب عن ملّة..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «سفه..» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «اصطفيناه..» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «إنّه في الآخرة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(اصطفيناه) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الصاد، وأصله اصتفيناه، وفيه إعلال بالقلب قلبت الألف ياء- لأنها رابعة- بإسناد الفعل إلى ضمير المتكلم.
الفوائد
1- فعل «رغب» له معنيان متغايران الأول أراده وأحبه «رغب فيه ورغب به» والثاني: كره الشيء وزهد به ومثاله «رغب عنه، ورغب عن ملة إبراهيم» .
[سورة البقرة (2) : آية 131]
إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (131)
__________
(1) أو هي المزحلقة.(1/267)
الإعراب:
(إذ) ظرف للزمن الماضي قد يخلص للظرفية فيتعلّق ب (اصطفيناه) في الآية السابقة، أو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (اللام) حرف جرّ متعلّق ب (قال) و (الهاء) في محلّ جرّ باللام (ربّ) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (أسلم) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قال) مثل الأول (أسلمت) فعل ماض مع فاعله (لربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسلمت) ، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «قال له ربّه..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أسلم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أسلمت..» في محلّ نصب مقول القول.
الفوائد
1- إذ قال له ربه: «جملة قال في محل جر بالإضافة لأنها وقعت بعد الظرف «إذ» .
2- في هذه الآية نجد الأمر بالإسلام من قبل الله الى أبي الأنبياء إبراهيم، وقد استجاب لأمر ربه ثم نجد ذلك ينتقل في أنبياء بني إسرائيل فقد وصى بها إبراهيم بنيه كما وصى بها يعقوب بنيه. يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، ويقول سبحانه في هذا المقام: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.
ونحن نجد هذا المعنى يتكرر على لسان عديد من الأنبياء مما يحملنا على القول بأن الدين الحق دين واحد وان الإسلام كان دين الأنبياء جميعا ولو تجرد(1/268)
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)
الناس من أهوائهم لالتقوا على صعيد واحد الحقيقة الواحدة والحق الذي لا يتعدّد.
3- نحن نعرف أن جمع المذكر السالم يعرب بالواو رفعا وبالياء نصبا وجرا وله شروط فإذا افتقد الاسم بعض شروطه وأعرب بنفس الاعراب، أسميناه ملحقا بجمع المذكر السالم. والملحقات به معدودة وهي عالمون، وعليون ووابلون وراضون وبنون وسنون وأهلون وذوو وعضون وعشرون الى تسعين. وتعريف الملحق هو كل اسم ثلاثي استبدلت لامه بهاء التأنيث، مثل عضة عضين وعزة عزين وثبة ثبين ومائة مائتين وظبة ظبين ونحو ذلك.
4- تجنح اللغة العربية نحو التخفيف وتسهيل النطق وقد وجد علماء النحو واللغة كثيرا من الأمثلة التي تحقق هذه الغاية وتؤيد هذا الاتجاه منها تكرار الحرف الواحد فقد ينشأ عنه عسر النطق نحو توالي التاءات في أول بعض أفعال المضارعة، وقبل التقاء الساكنين وتجاور الأحرف المتقاربة في مخارج النطق ففي هذه الحالات وما شابهها يعمد لتخفيف اللفظ عن طريق الحذف أو الإبدال أو الإدغام. وهذ البحث لا يتسع له صدر هذا الكتاب فليراجعه من شاء في كتب فقه اللغة وما شاكلها.
[سورة البقرة (2) : آية 132]
وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (وصّى) فعل ماض مبنيّ على الفتحة المقدّرة على الألف (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وصّى) ، (إبراهيم) فاعل مرفوع (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يعقوب) معطوف على إبراهيم مرفوع مثله (يا) أداة نداء (بنيّ)(1/269)
منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء.. و (الياء) الثانية ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بفعل اصطفى (الدين) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «1» ، (لا) ناهية جازمة (تموتنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.. و (النون) نون التوكيد الثقيلة (إلا) أداة حصر (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «وصّى بها إبراهيم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء «وجوابها..» في محلّ نصب مقول القول لفعل قال المحذوف «2» .
وجملة: «إنّ الله اصطفى» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اصطفى لكم..» في محلّ رفع خبر (إنّ) .
وجملة: «لا تموتنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «أنتم مسلمون» في محلّ نصب حال.
الصرف:
(وصّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله وصّي لأن مصدر المجرّد منه وصاية، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل.
__________
(1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر، والجملة هي جواب الشرط أي إذا كان الأمر كذلك فلا تموتنّ إلا..
(2) هي عند بعضهم تفسيريّة لفعل الوصاية.(1/270)
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
(اصطفى) ، فيه إبدال وإعلال، كالآية السابقة- 130- (تموتنّ) ، حذف منه واو الجماعة لمجيئها ساكنة قبل نون التوكيد الثقيلة، أصله تموتونّ، والنون الأولى من نون التوكيد ساكنة لمناسبة التضعيف، ولهذا حذفت واو الجماعة.
البلاغة
في قوله تعالى فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ نكتة بلاغية رائعة.
فالموت ليس في قدرة الإنسان حتّى ينهى عنه. ولكن في الحقيقة النهي إنما هو عن عدم إسلامهم حال موتهم، كقولك، لا تصلّ إلّا وأنت خاشع، إذ النهي فيه إنما هو عن ترك الخشوع حال صلاته، لا عن الصلاة.
والنكتة في التعبير بذلك، إظهار أن موتهم لا على الإسلام موت لا خير فيه، وأن الصلاة التي لا خشوع فيها ك «لا صلاة» .
[سورة البقرة (2) : آية 133]
أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة وتفيد الابتداء «1» ، (كنتم) فعل ماض ناقص. و (تم) ضمير اسم كان (شهداء) خبر كنتم منصوب ومنع من التنوين لأنه على وزن فعلاء (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بشهداء (حضر) فعل ماض (يعقوب) مفعول
__________
(1) أجاز الزمخشري أن تكون متّصلة، وأنّ ما عطفت عليه محذوف أي أتدّعون على الأنبياء اليهوديّة أم كنتم شهداء.(1/271)
به مقدّم منصوب ومنع من التنوين للعلمية والعجمة (الموت) فاعل مرفوع (إذ) ظرف بدل من الظرف الأول في محلّ نصب (قال) فعل ماض والفاعل هو (لبني) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعبدون) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (نعبد) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (إله) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إله) معطوف على الأول بالواو منصوب مثله (آباء) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إبراهيم) بدل من آباء مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (إسماعيل وإسحاق) اسمان معطوفان على إبراهيم بحرفي العطف مجروران مثله (إلها) بدل من إله الأول منصوب مثله «1» (واحدا) نعت لإله منصوب مثله. (الواو) حاليّة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مسلمون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «كنتم شهداء..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «حضر.. الموت» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال لبنيه..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما تعبدون..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قالوا.» لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «نعبد..» في محلّ نصب مقول القول.
__________
(1) : يجوز أن يكون منصوبا على الحال وإن كان جامدا لأنه وصف.(1/272)
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)
وجملة: «نحن له مسلمون» في محلّ نصب حال «1» .
الصرف:
(شهداء) ، جمع شاهد، اسم فاعل من شهد يشهد باب فرح، وزنه فاعل، ووزن شهداء فعلاء (الآية 23) .
(آباء) ، المدّة فيه مكوّنة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أصله أأباء، ثمّ أدغمت الألفان ووضع فوقها مدّة، والهمزة الأخيرة منقلبة عن واو- آباو- فلمّا جاءت متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة فأصبح آباء، وزنه أفعال.
(يعقوب) ، قيل سمي بذلك لأنه كان توأما لشقيقه العيص، وقد تأخّر عنه في الولادة وعقبة في الخروج.. وقيل هو أعجمي ليس له اشتقاق.
(إسماعيل) ، علم أعجمي، يجمع على سماعلة وسماعيل وأساميع.
(إسحاق) ، علم أعجمي.
[سورة البقرة (2) : آية 134]
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (134)
الإعراب:
(تي) اسم إشارة مبني على السكون على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (أمّة) خبر مرفوع (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على، الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر على حذف مضاف أي جزاء
__________
(1) يجوز أن تكون الواو عاطفة، والجملة معطوفة على جملة مقول القول نعبد.(1/273)
ما كسبت «1» ، (كسبت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي والعائد محذوف أي كسبته. (الواو) عاطفة (لكم) مثل لها متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) مثل الأول «2» (كسبتم) فعل وفاعل والعائد محذوف أي كسبتموه (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (تسألون) مضارع مبني للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تسألون) «3» ، (كانوا) فعل ماض ناقص.. والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «تلك أمّة..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قد خلت..» في محلّ رفع نعت لأمّة.
وجملة: «لها ما كسبت» لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «لكم ما كسبتم» معطوفة على جملة لها ما كسبت تأخذ محلّها من الإعراب في الأوجه الثلاثة.
وجملة: «كسبتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «لا تسألون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر (كانوا) .
__________
(1، 2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا يؤوّل مع ما بعده بمصدر في محلّ رفع مبتدأ.
(3) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا أو نكرة موصوفة.
(4) يجوز أن تكون في محلّ رفع نعت ثان لأمة، أو في محلّ نصب حال من فاعل خلت.(1/274)
وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)
الصرف:
(خلت) ، فيه إعلال بالحذف، أصله خلات، جاءت الألف ساكنة قبل التاء الساكنة، فحذفت، وزنه فعت.
[سورة البقرة (2) : آية 135]
وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل وفاعله (كونوا) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والواو اسم كان (هودا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (نصارى) معطوف على (هودا) منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (تهتدوا) مضارع مجزوم جواب الطلب..
والواو فاعل. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت) (بل) حرف إضراب وابتداء (ملّة) مفعول به لفعل محذوف تقديره نتبع «1» ، (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (حنيفا) حال منصوبة من إبراهيم «2» ، (والواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كونوا هودا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تهتدوا..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تكونوا هودا تهتدوا.
__________
(1) يجوز أن يكون منصوبا على الإغراء بفعل محذوف جوازا تقديره الزموا.
(2) الذي سوّغ صحة مجيء الحال من المضاف إليه أن المضاف جزء من المضاف إليه، فالملّة وهي الدين جزء من إبراهيم.(1/275)
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (نتبع) ملّة» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما كان من المشركين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(حنيفا) صفة مشبّهة من حنف يحنف باب فرح، وحنف يحنف باب كرم، وزنه فعيل.
الفوائد
حنيفا: الحنف هو الميل ويوجد في القدمين على كثرة وفي اليدين على قلّة، ومن أسرار فقه اللغة أن الحاء والنون في أول الفعل تدلان على الميل واللين والانعطاف، مثل حنف، وحنث، وحنق وحنو «حنا» فكلها تدل على اللين والانحناء بشكل أو بآخر فتأمّل ...
[سورة البقرة (2) : آية 136]
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)
الإعراب:
(قولوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (ما أنزل) مثل الأول (إلى إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، (إسماعيل، إسحاق،(1/276)
يعقوب، الأسباط) أسماء معطوفة على لفظ إبراهيم بحروف العطف مجرورة مثله، (الواو) عاطفة (ما أوتي) مثل ما أنزل (موسى) نائب فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (عيسى) معطوف على موسى بالواو مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (ما أوتي النبيّون) مثل ما أوتي موسى.. وعلامة الرفع في نائب الفاعل الواو (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتي) الأول أو الثاني..
و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (لا) نافية (نفرّق) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نفرّق) ، (أحد) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لأحد (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مسلمون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «قولوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنّا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزل» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «أنزل (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «أوتي» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: «أوتي (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
وأملة: «لا نفرّق» في محلّ نصب حال من فاعل آمنّا.
وجملة: «نحن له مسلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا نفرّق «1» .
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من فاعل نفرّق.(1/277)
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)
الصرف:
(أحد) ، اسم في معنى الجماعة يستوي فيه المذكّر والمؤنّث والمثنّى والجمع، وهو غير أحد الذي أول العدد، وزنه فعل بفتحتين.
الفوائد
1- السبط، ورد أن السبط ولد البنت وفي الكشاف للزمخشري أن السبط هو الحافد بمعنى الحفيد. وفي لسان العرب إن ولد كل ولد من ولد إسحاق سبط وقال أيضا إن السبط هو الفرقة وأن الأسباط من ولد إسحاق بمثابة القبائل من ولد إسماعيل.
[سورة البقرة (2) : آية 137]
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط والواو فاعل (الباء) حرف جرّ «1» ، (مثل) اسم زائد لئلّا يلزم ثبوت المثل لله أو للقرآن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بالباء على المحلّ البعيد متعلّق ب (آمنوا) . (آمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (تم) ضمير فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنتم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (اهتدوا) مثل آمنوا وحركة البناء مقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الواو) عاطفة (إن تولّوا)
__________
(1) أو حرف جرّ زائد (مثل) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (ما) حرف مصدري والمصدر المؤوّل (ما آمنتم) في محلّ جرّ مضاف إليه أي: آمنوا إيمانا مثل إيمانكم به.(1/278)
مثل إن آمنوا وحركة البناء مقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في شقاق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (هم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط المقدّر (السين) حرف استقبال (يكفي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (الكاف) ضمير مفعول به أوّل و (هم) ضمير متّصل مفعول به ثان (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (السميع) خبر مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «آمنوا» لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة «1» .
وجملة: «آمنتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «قد اهتدوا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «هم في شقاق» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «سيكفيكهم الله» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرادوا الكيد لك فسيكفيكهم الله.
وجملة: «هو السميع» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(اهتدوا) فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة اللام لالتقائه ساكنا مع واو الجماعة الساكن، أصله اهتدوا. وزنه افتعوا بفتح العين للدلالة على الألف المحذوفة.
(تولّوا) ، فيه إعلال جري مجرى اهتدوا (انظر الآية 115 من هذه السورة) .
__________
(1) جملة قولوا في الآية السابقة. [.....](1/279)
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)
(شقاق) ، مصدر سماعي لفعل شاقّ الرباعيّ الذي على وزن فاعل، وزنه فعال بكسر الفاء.
[سورة البقرة (2) : آية 138]
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (138)
الإعراب:
(صبغة) مفعول مطلق لفعل محذوف أي صبغنا الله صبغة «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضية (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحسن) ، (صبغة) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عابدون) وهو خبر نحن مرفوع وعلامة الرفع الواو.
الصرف:
(صبغة) مصدر هيئة من صبغ الثلاثي، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
(أحسن) ، اسم تفضيل من حسن الثلاثيّ وزنه أفعل.
(عابدون) ، جمع عابد، اسم فاعل من عبد الثلاثيّ وزنه فاعل.
البلاغة
الاستعارة التحقيقية التصريحية: في قوله تعالى صِبْغَةَ اللَّهِ حيث عبر بها عن التطهير بالإيمان لأنه ظهر أثره عليهم ظهور- الصبغ- على المصبوغ وتداخل في قلوبهم تداخله فيه وصار حلية لهم. والقرينة الاضافة.
وقيل: للمشاكلة التقديرية فإن النصارى كانوا- يصبغون- أولادهم بماء أصفر يسمونه المعمودية يزعمون أنه الماء الذي ولد فيه عيسى عليه الصلاة
__________
(1) أو مفعول به لفعل محذوف أي: نتبع صبغة الله أي دين الله، ويجوز أن يكون منصوبا على الإغراء أي الزموا صبغة الله.(1/280)
قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)
والسلام ويعتقدون أنه تطهير للمولود كالختان لغيرهم.
[سورة البقرة (2) : آية 139]
قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تحاجّون) مضارع مرفوع والواو فاعل و (نا) ضمير مفعول به (في الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحاجّون) على حذف مضاف أي في شأن الله (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ربّ) خبر مرفوع و (نا) مضاف إليه (ربّ) الثاني معطوف على الأول بحرف العطف مرفوع مثله و (كم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محل جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أعمال) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكم أعمالكم) مثل لنا أعمالنا، (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (له) مثل لنا.. متعلّق ب (مخلصون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أتحاجّوننا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هو ربّنا» في محلّ نصب حال من الواو في تحاجّوننا.
وجملة: «لنا أعمالنا» في محل نصب معطوفة على جملة هو ربنا.
وجملة: «لكم أعمالكم» في محل نصب معطوفة على جملة لنا أعمالنا.(1/281)
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)
وجملة: «نحن له مسلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة هو ربّنا.
الصرف:
(ربّنا) ، انظر الآية (2) من سورة الفاتحة.
(أعمالنا) ، جمع عمل وهو مصدر سماعي لفعل عمل يعمل باب فرح.
(مخلصون) ، جمع مخلص، اسم فاعل من الرباعيّ أخلص وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة البقرة (2) : آية 140]
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)
الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (تقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّهة بالفعل للتوكيد (إبراهيم) اسم إنّ منصوب وقد منع من التنوين للعلميّة والعجمة (إسماعيل ... ،
الأسباط) أسماء معطوفة على إبراهيم بحروف العطف الواو منصوبة مثله (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (هودا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (نصارى) معطوف على (هودا) منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة علق الألف. (قل) فعل أمر والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (أعلم) خبر مرفوع (أم) حرف عطف هي المتصّلة (الله) لفظ(1/282)
الجلالة معطوف على الضمير المنفصل وهو مرفوع «1» . (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (أظلم) ، (كتم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (شهادة) مفعول به منصوب، وهو المفعول الثاني، والأول محذوف تقديره الناس (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت لشهادة، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ثان لشهادة، أو متعلّق ب (كتم) على حذف مضاف أي من عباد الله. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول «2» في محلّ جرّ متعلّق بغافل والعائد محذوف (تعملون) مضارع مرفوع. والواو فاعل.
جملة: «تقولون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ إبراهيم..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كانوا هودا» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أأنتم أعلم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «من أظلم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كتم شهادة» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «ما الله بغافل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
__________
(1) يجوز أن يكون لفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف تقديره أعلم، والجملة معطوفة على جملة أأنتم أعلم.
(2) أو حرف مصدري أو نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت لها.(1/283)
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)
الصرف:
(أعلم) ، اسم تفضيل من علم الثلاثيّ وزنه أفعل.
(أظلم) ، اسم تفضيل من ظلم الثلاثيّ وزنه أفعل (انظر الآية 114 من هذه السورة) .
(شهادة) ، مصدر سماعيّ لفعل شهد يشهد باب فرح، وباب كرم، وزنه فعالة بفتح الفاء.
[سورة البقرة (2) : آية 141]
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (141)
الإعراب:
مرّ اعراب هذه الآية آنفا «1» مفردات وجملا..
[تمّ الجزء الأول]-....-....-
__________
(1) انظر الآية (134) من هذه السورة.(1/284)
تمّ الجزء الأوّل ويليه الجزء الثّاني(1/285)
سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)
الجزء الثاني
بقية سورة البقرة
من الآية 142- إلى الآية 249.. ..
[سورة البقرة (2) : آية 142]
سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)
الإعراب:
(السين) حرف استقبال (يقول) مضارع مرفوع (السفهاء) فاعل مرفوع (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من السفهاء (ما) اسم استفهام في رفع مبتدأ (ولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن قبلة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ولّاهم) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (التي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت لقبلة (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف(2/287)
خبر كانوا، على حذف مضاف أي على توجّهها. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المشرق) مبتدأ مؤخّر مرفوع (المغرب) معطوف على المشرق بحرف العطف مرفوع مثله (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي الله، ومفعول يشاء محذوف تقديره «هدايته» (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله.
جملة: «سيقول السفهاء» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما ولّاهم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ولّاهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «كانوا عليها» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «لله المشرق» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يهدي» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(السفهاء) ، جمع السفيه، صفة مشبّهة من سفه يسفه باب فرح وزنه فعيل، وثمّة جمع آخر هو سفاه بكسر السين، وهذا الفعل بمعنى عدم خلقه أو جهل أو كان رديء الخلق.. ويكون السفيه من سفه يسفه باب كرم بمعنى جهل ليس غير (انظر الآية 13) .
(ولّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ولّي بياء مفتوحة، تحرّكت الياء(2/288)
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)
وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ورسمت طويلة في (ولّاهم) لأنها أصبحت متوسطة.
(قبلة) ، اسم الجهة التي يقبل عليها المصلّي وزنه فعلة بكسر الفاء على وزن مصدر الهيئة من قبل يقبل باب نصر.
[سورة البقرة (2) : آية 143]
وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (143)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (كذا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل جعلنا «1» ،، و (اللام) للبعد، و (الكاف) حرف خطاب (جعلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل و (كم) ضمير مفعول به أوّل (أمّة) مفعول به ثان منصوب (وسطا) نعت لأمّة منصوب مثله (اللام) لام التعليل (تكونوا) مضارع ناقص منصوب ب (أن) مضمرة بعد لام التعليل.. والواو اسم تكون (شهداء) خبر تكونوا منصوب ومنع التنوين لأنه على وزن فعلاء.
والمصدر المؤوّل (أن تكونوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) .
__________
(1) وإذا أعربت (الكاف) اسما بمعنى مثل كانت في محلّ نصب مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه صفته أي جعلناكم جعلا مثل هدايتنا من نشاء. والإشارة إلى الهداية المارّة في الآية السابقة وقد عبّر عنها بالجعل.(2/289)
(على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بشهداء. (الواو) عاطفة (يكون) مضارع منصوب ب (أن) مقدّرة دل عليها المذكورة (الرسول) اسم يكون مرفوع (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهيدا) وهو خبر يكون منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يكون) معطوفة على المصدر المؤوّل الأول ويتعلّق بما تعلّق به الأول.
(الواو) عاطفة (ما) نافية (جعلنا) مثل الأول (القبلة) مفعول به منصوب وهو المفعول الأول والمفعول الثاني محذوف تقديره قبلة أي قبلة لك الآن. (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لقبلة «1» ، (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (التاء) اسم كان (عليها) مثل (عليكم) متعلّق بمحذوف خبر كنت (إلا) أداة حصر (اللام) للتعليل (نعلم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (يتّبع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الرسول) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نعلم) متضمّنا معنى نميّز (ينقلب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على عقبي) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقلب) وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) مضاف إليه.
__________
(1) يجوز أن يكون الموصول مفعولا ثانيا أو نعتا للمفعول الثاني المحذوف أي جعلنا القبلة (الآن) وهي الكعبة القبلة التي كنت عليها أي الكعبة، وقبل أن يكون بيت المقدس قبلة المسلمين. ويجوز أن تكون القبلة المذكورة مفعولا ثانيا والاسم الموصول صفة للمفعول الأول المحذوف وهو الجهة أو القبلة أي صيّرنا الجهة التي كنت عليها أوّلا يعني قبل الهجرة، القبلة لك الآن.(2/290)
والمصدر المؤوّل (أن نعلم) في محلّ جرّ بلام التعليل متعلّق ب (جعلنا) .
(الواو) حاليّة أو اعتراضيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (كانت) فعل ماض ناقص و (التاء) للتأنيث، واسم كان ضمير مستتر تقديره هي أي التولية الى الكعبة (اللام) هي الفارقة بين (إن) النافية و (إن) المخفّفة وهذه اللام لازمة (كبيرة) خبر كانت منصوب (إلا) أداة حصر (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كبيرة) ، وقد اعتمد الحصر على تقدير النفي المفهوم من السياق أي: لا تسهل إلا على الذين هدى الله «1» ، (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الله) فاعل مرفوع، (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) مثل السابق (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (اللام) لام الجحود أو النكران (يضيع) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إيمان) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يضيع) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان أي: ما كان الله راضيا لضياع إيمانكم.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (بالناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (رؤف ورحيم) ، (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (رؤف) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «جعلناكم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يهدي من يشاء.
__________
(1) إذا جعل المستثنى منه محذوفا كانت (إلا) أداة استثناء، والتقدير: كانت كبيرة على الناس إلا على الذين هدى الله، فالجار بعد إلا متعلّق بمحذوف أي إلا الكبر على الذين هدى الله. وقد رفض ابن حيان أن يكون الاستثناء مفرغا.(2/291)
وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «يكون الرسول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «ما جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناكم.
وجملة: «كنت عليها» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «نعلم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «يتّبع الرسول» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «ينقلب» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «كانت لكبيرة» لا محلّ لها اعتراضيّة أو في محلّ نصب حال.
وجملة: «هدى الله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما كان الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناكم.
وجملة: «يضيع» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «إنّ الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(وسطا) ، وزنه فعل بفتحتين هو للمذكر والمؤنّث والواحد والجمع، وهو صفة مشتقّة لفعل وسط يسط باب ضرب.
(عقبيه) ، مثنّى عقب وهو اسم لمؤخر القدم وزنه فعل بفتح فكسر والتركيب على المجاز.
(كبيرة) ، مؤنّث كبير، صفة مشبّهة من كبر يكبر باب فرح، وزنه فعيل.. وانظر الآية (45) من هذه السورة (رؤف) ، صفة مشتقّة وزنها فعول، من أفعال هي من الباب الثالث(2/292)
والرابع والخامس، صفة مشبّهة من صفات الله أو مبالغة اسم الفاعل للخالق والمخلوق.
البلاغة
1- الاستعارة: في قوله تعالى «وسطا» وهو في الأصل اسم لما يستوي نسبة الجوانب إليه- كالمركز- ثم أستعير للخصال المحمودة البشرية لكونها أوساطا للخصال الذميمة المكتنفة بها في طرفي الإفراط والتفريط كالجود بين الإسراف، والبخل، والشجاعة بين الجبن والتهور.
2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ» بجامع أن المنقلب يترك ما في يديه ويدبر عنه على أسوأ أحوال الرجوع، وكذلك المرتد يرجع عن الإسلام ويترك ما في يديه من الدلائل على أسوأ حال.
3- التقديم والتأخير: فقد قدم «شهداء» على صلته وهي «عَلَى النَّاسِ» ، وأخر «شهيدا» عن صلته وهي «عليكم» لأن المنّة عليهم في الجانبين ففي الأول بثبوت كونهم شهداء، وفي الثاني بثبوت كونهم مشهودا لهم بالتزكية، والمقدم دائما هو الأهم.
الفوائد
1- أُمَّةً وَسَطاً: قيل إنها وسط في المكان في أوسط بقاعها، وقيل إنها وسط في الزمان وسط في تطور البشرية بين طفولتها ورشدها.. وقيل: ان الوسط هم الخيار والعدول، ولعل أفضل الأقوال أن الأمة الوسط هي التي تأخذ بأوساط الأمور فلا افراط ولا تفريط، وهذا يتلاقى مع تعريف الفضيلة، بأنها وسط بين رذيلتين.
2- اللام في قوله: «لكبيرة» هي اللام الفارقة وهي تفرق بين إن المخففة من إنّ وبين إن النافية وأما اللام في قوله تعالى «ليضيع» فهي لام الجحود وشرطها أن تسبق بكون منفي.(2/293)
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)
[سورة البقرة (2) : آية 144]
قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)
الإعراب:
(قد) حرف تكثير أي كثرة تقلّب وجه الرسول «1» ، (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (تقلّب) مفعول به منصوب (وجه) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقلّب) «2» . (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نولّينّ) مضار مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد و (الكاف) مفعول به أوّل والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (قبلة) مفعول به ثان منصوب (ترضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (ها) ضمير مفعول به. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ولّ) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (وجه) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (شطر) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (ولّ) «3» ، (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) عاطفة (حيثما) اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان
__________
(1) أو حرف تحقيق لأن الفعل لفظه مضارع ومعناه ماض أي قد رأينا.
(2) أو بمحذوف حال من الكاف في وجهك أي ناظرا في السماء.
(3) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا عامله ولّ منصوب وهو معرب.(2/294)
متعلّق ب (ولّوا) أو ب (كنتم) «1» وهو فعل ماض تام في محل جزم.. و (تم) ضمير فاعل كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ولوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (شطر) مثل الأول متعلّق ب (ولّوا) «2» و (الهاء) مضاف إليه.
(الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم أنّ (الحقّ) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ (هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي يعلمون.
(الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بغافل والعائد محذوف «3» ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «نرى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نولّينّ» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «ترضاها» في محلّ نصب نعت لقبلة.
__________
(1) أو بخبر كنتم إذا كان ناقصا، واسم كنتم الضمير المتّصل (تم) .
(2) يصحّ أن يكون مفعولا ثانيا ويصبح حينئذ معربا.
(3) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا أو نكرة موصوفة.(2/295)
وجملة: «ولّ وجهك» جواب شرط مقدّر.
وجملة: «كنتم معطوف» على جملة الشرط المقدّرة.
وجملة: «ولوا وجوهكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوتوا الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ما الله» بغافل لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الاخيرة.
وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) .
الصرف:
(نرى) فيه حذف الهمزة تخفيفا، ماضيه رأى، والقياس أن يقال نرأى فحذفت الهمزة ثمّ نقلت حركتها إلى الراء، وزنه نفل.. وانظر الآية (55) من هذه السورة.
(تقلّب) ، مصدر قياسي لفعل تقلّب الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين مع التشديد، وهو على وزن ماضيه بضمّ ما قبل آخره.
(ترضاها) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ترضي بياء متحركة بالفتح، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا. (انظر الآية 120 من هذه السورة) .
(ولّ) ، فيه إعلال بالحذف، حذف لام الفعل للبناء، وزنه فعّ بتضعيف العين المكسورة.
(شطر) ، لفظه لفظ المصدر من الثلاثيّ شطر يشطر باب نصر، ولكنّه(2/296)
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)
استعمل اسما دالا على الظرفية وزنه فعل بفتح فسكون.
(الحرام) ، مصدر حرم يحرم باب فرح وباب كرم، واستعمل صفة بمعنى المحرم، وزنه فعال بفتح الفاء.
الفوائد
1- فحوى تحول القبلة أن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) كان يتجه وهو بمكة الى بيت المقدس خلال صلاته وعند ما هاجر الى المدينة بقي على ذلك مدة ستة عشر شهرا.
ثم تحول أثناء الصلاة الى الكعبة وفي ذلك يقول سبحانه «قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ الى آخر الآية» .
[سورة البقرة (2) : آية 145]
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم، (أتى) فعل ماض مبنيّ على السكون في محل جزم فعل الشرط و (التاء) ضمير متصل في محل رفع فاعل (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (أوتوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتيت) ، (آية) مضاف إليه مجرور (ما) نافية (تبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (قبلة) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جر زائد (تابع)(2/297)
مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، (قبلة) مفعول به لاسم الفاعل تابع منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف اليه (الواو) عاطفة (ما بعضهم بتابع قبلة بعض) تعرف كنظيرتها المتقدمة (الواو) عاطفة (لئن اتّبعت) مثل لئن أتيت (أهواء) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتبعت) ، (ما) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (جاء) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من العلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل جاء (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محل نصب اسم إنّ (إذا) بالتنوين أو بنون حرف جواب لا محلّ له من الإعراب (اللام) هي لام القسم الرابطة لجواب القسم مع القسم المقدر (من الظالمين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء، والنون عوض من التنوين.
جملة: «إن أتيت» لا محلّ لها معطوفة على جملة قد نرى الاستئنافيّة في الجملة السابقة.
وجملة: «أوتوا» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «ما تبعوا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر في ولئن أتيت.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «ما أنت بتابع» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «ما بعضهم بتابع» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
وجملة: «إن اتبعت» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أتيت.
وجملة: «جاءك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .(2/298)
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)
وجملة: «إنّك..» من الظالمين لا محلّ لها جواب القسم المقدّر في لئن اتبعت.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الصرف:
(كل) ، اسم موضوع لاستغراق أفراد المتعدّد أو لعموم أجزاء الواحد، ولا يستعمل إلا مضافا لفظا أو تقديرا، ومعناه بحسب ما يضاف إليه تذكيرا وتأنيثا وافرادا وتثنية وجمعا.
(جاء) ، فيه إعلال بالقلب أصله جيأ، مضارعه يجيء، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا (الاية 92) .
الفوائد
وما أنت بتابع قبلتهم: الباء حرف جر زائد، لا يحتاج الى تعليق وتابع اسم فاعل قد عمل عمل فعله فنصب لفظ «القبلة» وقد اجتمع في الآية قسم وشرط وجواب القسم لا محل له من الاعراب وقد أغنى عن جواب الشرط لتقدمه عليه.
[سورة البقرة (2) : آية 146]
الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ (آتينا) فعل ماض مبني على السكون.. و (نا) ضمير فاعل و (هم) ضمير متصل مفعول به (الكاف) حرف تشبيه وجرّ «1» (ما) حرف مصدري (يعرفون) مثل الاول (أبناء) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه.
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل، في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي يعرفونه معرفة مثل معرفة أبنائهم. [.....](2/299)
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)
والمصدر المؤوّل (ما يعرفون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمفعول مطلق محذوف والتقدير: يعرفونه معرفة- أو عرفانا- كمعرفتهم أبناءهم.
(الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد (فريقا) اسم إنّ منصوب (من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا) ، (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (يكتمون) مثل يعرفون (الحقّ) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يعلمون) مثل يعرفون.
جملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: «أتيناهم الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يعرفونه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يعرفون أبناءهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «إنّ فريقا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يكتمون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال من فاعل يكتمون.
وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الفوائد
- كما يعرفون أبناءهم، كانت العرب تضرب بذلك مثلا لقوة المعرفة التي هي أعلى أنواع المعرفة، كذلك اليهود كانوا يعرفون ما يأتي به الرسول أنه الحق ولكنهم فطروا على المكابرة وطبعوا على إنكار ما جاء به الرسول.
[سورة البقرة (2) : آية 147]
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)(2/300)
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)
الإعراب:
(الحقّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الممترين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر الناقص وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «الحقّ من ربّك» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تكوننّ من الممترين» جواب شرط مقدّر.
الصرف:
(الممترين) ، جمع الممتري، اسم فاعل من امترى الخماسيّ بمعنى شكّ وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
الفوائد
1- وأما حكمة اتجاه المسلمين الى قبلة واحدة فقد وحد الله هذه الأمة وحدها في إلهها ورسولها ودينها وقبلتها. وحدها رغم اختلاف الأوطان والأجناس واللغات ثم جعل هذه الوحدة كلها تقوم على وحدة العقيدة ووحدة القبلة.
2- بما أن الامتراء هو الشك فلا يجرى ذلك بحق الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) وإنما يخرج على أسلوب العرب في الخطاب عند ما يتوجه الكلام الى المخاطب والمراد به سواه.
[سورة البقرة (2) : آية 148]
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لكلّ) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وجهة) مبتدأ مؤخّر (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
__________
(1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره ما كتموه.. أو الحقّ الذي عليه الرسول.. وحينئذ يكون الجارّ والمجرور (من ربك) متعلّقا بمحذوف حال من الحقّ.(2/301)
(مولّي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (ها) مضاف إليه (الفاء) لربط المسبّب بالسبب (استبقوا) فعل أمر مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (الخيرات) منصوب على نزع الخافض أي إلى الخيرات، وعلامة النصب الكسرة (أينما) اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (تكونوا) التام «1»
أو ب (يأت) ، (تكونوا) مضارع تامّ مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (يأت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلة (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأت) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (جميعا) حال منصوبة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم انّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إنّ مرفوع.
جملة: «لكلّ وجهة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو مولّيها» في محل رفع نعت لوجهة.
وجملة: «استبقوا» الخيرات لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» .
وجملة: «تكونوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يأت بكم الله» لا محلّ لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الله ... » قدير لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(وجهة) إمّا اسم للمكان المتوجّه إليه كالكعبة، فإثبات
__________
(1) أو متعلّق بخبر (تكونوا) محذوفا إذا كان ناقصا، والواو اسم تكونوا.
(2) وهذا جائز عند من يجيز عطف الإنشاء على الخبر أو العكس.. وهي جواب شرط مقدر عند من لا يجيز ذلك.(2/302)
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)
الواو قياسيّ لأنه ليس مصدرا، وإمّا أن يكون مصدرا من وجه يجه باب ضرب، وفي هذا فإن ثبوت الواو شاذ لأن القياس في حذفها كعدة وصلة (الآية 112) .
(مولّي) ، اسم فاعل من ولّى يولّي الرباعيّ، وهو على وزن مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(الخيرات) ، جمع الخيرة زنة فعلة بفتح فسكون، اسم بمعنى الكثيرات الخير، وقد يكون مخفّفا من تشديد ووزنه فيعلة.
(يأت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع (انظر الآية 106 من هذه السورة) .
الفوائد
- فاستبقوا الفاء هي الفاء الفصيحة لأنها تفصح عن شرط مقدر وقعت في جوابه. وقد نصبت الخيرات بعد سقوط حرف الجر وقد نصب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.
[سورة البقرة (2) : آية 149]
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ولّ) .. وإذا ضمّن معنى الشرط يجوز تعليقه ب (خرجت) ، (خرج) فعل ماض.. و (التاء) ضمير في محلّ رفع فاعل «1» (الفاء) زائدة لربط ما قبلها بما بعدها «2» ، (ول) فعل أمر مبنيّ
__________
(1) وهو في محل جزم إذا كانت (حيث) شرطيّة.
(2) أو هي رابطة لجواب الشرط إذا جعلت (حيث) شرطيّة. والجملة في محلّ جزم.(2/303)
على حذف حرف العلّة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (وجه) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (شطر) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (ولّ) «1» ، (المسجد) مضاف اليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) حالية، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (الحقّ) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (ما الله بغافل عمّا تعملون) سبق إعراب نظيرها مفردات وجملا (الآية 144 من هذه السورة) .
جملة: «خرجت» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ولّ» لا محلّ لها معطوفة بالواو على جملة استئنافيّة مقدّرة أو مذكورة «2» وجملة: «إنّه للحقّ من ربّك» في محلّ نصب حال.
الصرف:
(حيث) ، اسم ظرف للمكان، وهو ملازم للبناء على الضمّ على الأكثر، وقد يبنى على الكسر أو الفتح.
الفوائد
1- «للحقّ» هذه اللام هي لام المزحلقة انتقلت من أول المبتدأ الى أول الخبر وقد مرّ معنا تعليل ذلك.
1- جملة «خرجت» في محل جر مضاف إليه وقد مر معنا أن كل جملة تقع بعد ظرف فهي في محل جر بالاضافة.
__________
(1) أو هو مفعول به ثان منصوب خلافا للشنقيطي في الدرر اللوامع، ف (شطر) عنده من الظروف غير المتصرفة.
(2) أي: فافعل ما أمرت به وولّ وجهك.. من حيث خرجت.(2/304)
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
[سورة البقرة (2) : آية 150]
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من حيث خرجت ... المسجد الحرام) سبق إعرابها في الآية السابقة. (الواو) عاطفة (حيثما كنتم ... شطره) سبق إعرابها «1» مفردات وجملا (اللام) للتعليل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يكون) مضارع ناقص منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر يكون (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من حجّة- صفة تقدّمت على الموصوف- (حجّة) اسم يكون مرفوع مؤخّر.
والمصدر المؤوّل (أن لا يكون..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ولّوا) «2» .
(إلا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء «3» ، (ظلموا) ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل ظلموا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تخشوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل
__________
(1) في الآية (144) من هذه السورة.
(2) يجوز تعليقه بمحذوف.. والتقدير: فعلنا ذلك لئلا ...
(3) على حذف مضاف أي: إلّا كلام الذين ظلموا، ويجوز أن يكون بدلا من الناس في محلّ جرّ.. وابن هشام يجعل الاستثناء منقطعا ف (إلا) بمعنى لكن و (الذين) مبتدأ خبره محذوف أي لهم الحجّة الباطلة أو المجادلة الباطلة.(2/305)
مفعول به (الواو) عاطفة (اخشوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل و (النون) للوقاية (الياء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (أتمّ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (نعمة) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أتمّ) - أو بحال من نعمتي-.
والمصدر المؤوّل (أن أتمّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل ولّوا بالعطف على المصدر المؤوّل (لئلا يكون ... ) .
(الواو) استئنافيّة (لعل) حرف مشبّه بالفعل للترجّي (وكم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم لعلّ (تهتدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل.
جملة: «يكون للناس..» حجة لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تخشوهم» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانوا كذلك فلا تخشوهم.
وجملة: «اخشوني» لا محل لها معطوفة على جملة تخشوهم.
وجملة: «أتمّ..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: لعلّكم تهتدون لا محلّ لها استئنافيّة وهي مربوطة ربطا معنويا مع التعليل المتقدّم ...
وجملة: تهتدون في محلّ رفع خبر لعلّ.(2/306)
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
الصرف:
(حجّة) ، الاسم من حجّه يحجّه باب نصر، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(تخشوهم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف من آخر الفعل لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، ثمّ حرّك الشين بالفتح دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفعوهم.
(اخشوني) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تخشوهم.
[سورة البقرة (2) : آية 151]
كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
الإعراب:
(الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» (ما) مصدريّة (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما أرسلنا) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أتمّ. أي: أتمّ نعمتي إتماما كإرسالنا فيكم رسولا منكم.
(في) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلنا) ، (رسولا) مفعول به منصوب (منكم) مثل فيكم متعلّق بمحذوف نعت ل (رسولا) ، (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (يتلو) (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (نا) ضمير متصل مضاف إليه (الواو)
__________
(1) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق ناب عن المصدر لفعل أتمّ أي: أتمّ نعمتي إتماما مثل إرسالنا رسولا منكم.(2/307)
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
عاطفة (يزكّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل هو و (كم) مفعول به (الواو) عاطفة (يعلّمكم) مثل يزكّيكم (الكتاب) مفعول ثان به منصوب (الحكمة) معطوف بالواو على الكتاب منصوب مثله (الواو) عاطفة (يعلّمكم) مثل يزكّيكم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تكونوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم تكون، (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «أرسلنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (رسولا) «1» .
وجملة: «يزكّيكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: «يعلّمكم الأولى» في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: «يعلّمكم الثانية» في محلّ نصب معطوفة على جملة يعلمكم الأولى.
وجملة: تكونوا لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: تعلمون في محل نصب خبر تكونوا.
[سورة البقرة (2) : آية 152]
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152)
الإعراب:
(الفاء) تعليلية أو رابطة لجواب شرط مقدر (اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (اذكر) مضارع مجزوم جواب الطلب و (كم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الواو)
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من (رسولا) لأنه وصف.(2/308)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
عاطفة (اشكروا) مثل اذكروا (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشكروا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكفروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (النون) المذكورة للوقاية (الياء) المحذوفة مفعول به.. وفي الكلام حذف مضاف أي لا تكفروا نعمتي.
جملة: «اذكروني» لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة «1» .
وجملة: «أذكركم» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر من الطلب السابق غير مقترنة بالفاء أي: إن تذكروني أذكركم.
وجملة: «اشكروا» لا محل لها معطوفة على جملة اذكروني.
وجملة: «لا تكفرون» لا محل لها معطوفة على جملة اشكروا.
الفوائد
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ: أكد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) هذا المعنى
بالحديث القدسي القائل يقول الله تعالى: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه» .
[سورة البقرة (2) : آية 153]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أي أو عطف بيان (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (استعينوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بالصبر)
__________
(1) أو هي في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت أقدم لكم هذه النعم فاذكروني.(2/309)
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)
جارّ ومجرور متعلّق ب (استعينوا) ، (الصلاة) معطوفة على الصبر بالواو مجرور مثله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة «النداء يأيّها الذين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «استعينوا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّ الله مع الصابرين» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(الصابرين) ، جمع الصابر، اسم فاعل من صبر الثلاثيّ، وزنه فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 154]
وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقولوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تقولوا) «1» ، (يقتل) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقتل) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أموات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (بل) حرف إضراب للابتداء (أحياء) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (الواو) حاليّة (لكن)
__________
(1) ليس القول موجّها لمن يقتل، وإنما هو موجّه للأحياء عمن يقتل في سبيل الله. [.....](2/310)
حرف استدراك لا عمل له (لا) نافية (تشعرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «لا تقولوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة استعينوا في السابقة.
وجملة: «يقتل» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: « (هم) أموات» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: « (هم) أحياء» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي بل قولوا هم أحياء «1» .
وجملة: «لا تشعرون» في محلّ نصب حال من فاعل تقولوا.
الصرف:
(سبيل) ، اسم بمعنى الطريق يذكّر ويؤنّث، وزنه فعيل مشتقّ من سبّل الرباعيّ، جمعه سبل بضمتين أو ضمّ فسكون وأسبل بفتح الهمزة وضمّ الباء وأسبلة بفتح الهمزة وكسر الباء، وسبول بضمّ السين (الآية 108) (أحياء) ، جمع حيّ، صفة مشبّهة من حيي يحيا باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون وعينه ولامه من حرف واحد، وأحياء فيه إبدال حرف العلة- وهو لام الكلمة- همزة لمجيء الياء متطرفة بعد ألف ساكنة وأصله أحياي.
البلاغة
1- الإيجاز: في قوله تعالى «بَلْ أَحْياءٌ» وهو إيجاز بالحذف فقد حذف المبتدأ وتقديره «هم» أي بل هم أحياء وذلك لأهمية ذكر الخبر لأنهم ما كانوا
__________
(1) وجملة القول المقدّر لا محل لها استئنافية.(2/311)
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
يتصورون أنهم أحياء ففند سبحانه هذه البدائية العجيبة تصويرا رشيقا.
2- الطباق: أموات وأحياء في الآية هو طباق رشيق لا تكلف فيه.
ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات إلى آخر الآية:
هذا التوجيه الإلهي كان له الأثر الأكبر في اندفاع المسلمين الى الجهاد وطلب الشهادة حتى دانت لهم الدول وفتحت عليهم الأمصار ودخل الناس في دين الله أفواجا.. وكل أمة تحب الموت يكتب لها الحياة، وهذا ما نحتاجه اليوم حاجة ماسة لا غناء لنا عنها ... ولا بديل لها كائنا ما كان ...
[سورة البقرة (2) : آية 155]
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) رابطة لجواب قسم مقدّر (نبلونّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم و (كم) ضمير مفعول به (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبلونّ) ، (من الخوف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لشيء (الجوع) معطوف على الخوف بالواو مجرور مثله (نقص) معطوفة على شيء بالواو مجرور مثله (من الأموال) جارّ ومجرور متعلّق بنقص «1» ، (الأنفس، الثمرات) اسمان معطوفان على الأموال بحرفي العطف مجروران مثله (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الصابرين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء.
جملة: «نبلونكم» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
__________
(1) أو متعلق بمحذوف نعت لنقص.(2/312)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
وجملة: «بشّر الصابرين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الجوع) ، مصدر سماعيّ لفعل جاع الثلاثيّ وزنه فعل بضم فسكون.
(نقص) ، مصدر سماعيّ لفعل نقص ينقص باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(الأموال) ، جمع المال، اسم لما يملك من كلّ شيء، وزنه فعل بفتح فسكون، والألف فيه منقلبة عن واو.
[سورة البقرة (2) : آية 156]
الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (156)
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للصابرين «1» ، (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (أصاب) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (مصيبة) فعل مرفوع (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير اسم إنّ (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الواو) عاطفة (إنّا) مثل الأول (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (راجعون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة الشرط وفعل الشرط وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «أصابتهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم.
__________
(1) أو في محل رفع إمّا خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم على نية القطع للمدح.. أو مبتدأ خبره جملة أولئك عليهم صلوات ... ويجوز أن يكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.(2/313)
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
وجملة: «إنّا لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّا إليه راجعون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
الصرف:
(أصاب) ، فيه إعلال بالقلب أصله أصوبتهم بفتح الواو، نقلت حركة الواو إلى الصاد قبلها ثم قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحرّكها في الأصل.
(مصيبة) ، اسم لكلّ مكروه على وزن اسم الفاعل من أصاب، وفيه إعلال بالقلب لأن أصله مصوبة بضمّ الميم وكسر الواو، ثمّ نقلت حركة الواو إلى الصاد قبلها، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، جمعه مصائب ومصاوب.
(راجعون) ، جمع راجع، اسم فاعل من رجع الثلاثيّ على وزن فاعل.
[سورة البقرة (2) : آية 157]
أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (صلوات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لصلوات و (هم) مضاف إليه (رحمة) معطوف على صلوات بالواو مرفوع مثله (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ «1» (المهتدون) خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة
__________
(1) أو ضمير فصل و (المهتدون) خبر المبتدأ (أولئك) .(2/314)
الرفع الواو.
جملة: «أولئك عليهم صلوات» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «عليهم صلوات» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «أولئك هم المهتدون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» وجملة: «هم المهتدون» في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني.
الفوائد
1- لا بد من وقفة أمام هذه التعبئة للنفوس، التعبئة في مواجهة المشقة والجهد والاستشهاد والقتل والجوع والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات فماذا وعدهم الله لقاء ذلك؟ وعدهم بقوله: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.
عن خبّاب بن الأرت: قال: شكونا إلى رسول الله «صلّى الله عليه وسلّم» وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصدّه ذلك عن دينه. والله ليتمّنّ الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضر موت فلا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون.
2- أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ:
في إعراب «هم» وجهان: الأول انها مبتدأ والمهتدون خبر والجملة في محل رفع خبر ل «أولئك» الثاني انها ضمير فصل لا محل له من الاعراب وعليه يكون «المهتدون» خبرا ل «أولئك» . وعندي أن الوجه الأول أكثر استساغة من الثاني.
__________
(1) أو هي في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين إذا ... ) في الآية السابقة كما جاء في أوجه الإعراب.
(2) أو في محلّ رفع معطوفة على الاستئنافية إذا جعلت خبرا.(2/315)
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
[سورة البقرة (2) : آية 158]
إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الصفا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وفي الكلام حذف مضاف أي. إنّ سعي الصفا (المروة) معطوف على الصفا بالواو تبعه في النصب (من شعائر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الله) مضاف إليه مجرور (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (حجّ) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (البيت) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف للإباحة (اعتمر) فعل ماض والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا «1» ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يطّوّف) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يطّوّف) .
والمصدر المؤوّل (أن يطّوّف) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في التطوّف بهما، والجارّ والمجرور متعلّق بالخبر المحذوف «2» .
(الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ «3» ، (تطوّع)
__________
(1) أجاز العكبري أن يكون الخبر محذوفا تقديره في الحج، و (عليه) متعلّق بخبر مقدّم والمصدر المؤوّل مبتدأ.
(2) هذا عند الخليل، وأمّا سيبويه فالمصدر المؤوّل في محل نصب على نزع الخافض
(3) يجوز اعتباره اسم موصول مبتدأ خبره (إنّ الله.) ، على زيادة الفاء على رأي العكبري(2/316)
فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) اسم إنّ منصوب (شاكر) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «إنّ الصفا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من حجّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «حجّ البيت ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «اعتمر» في محلّ رفع معطوفة على جملة حجّ.
وجملة: «لا جناح عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من تطوّع» لا محلّ لها معطوفة على جملة من حجّ.
وجملة: إنّ الله شاكر في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(الصفا) ، الألف منقلبة عن واو بإعلال القلب لأن المثنّى صفوان بفتح الصاد والفاء، جاءت الواو في الصفو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو مع واحده صفاة.
(المروة) ، اسم للحجارة اللينة أو الصلبة، وزنه فعلة بفتح فسكون، وهنا اسم لمكان موجود في مكة.
__________
(1) جاء في اللسان تطوّع للشيء وتطوّعه: كلاهما حاوله.. ويجوز أن يكون منصوبا على نزع الخافض أي تطوّع بخير في الأصل.. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي تطوّعا خيرا.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(2/317)
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)
(شعائر) ، مفرده شعيرة وأصله شعائر، فيه قلب الياء همزة بعد الألف الساكنة.
(يطّوّف) ، أصله يتطوّف، اقترب مخرج التاء من مخرج الطاء فقلبت التاء طاء لتخفيف ثقل اللفظ، وأدغمت الطاءان بعد تسكين الأولى للإدغام فقيل يطّوّف، وزنه يتفعّل.
(جناح) ، مصدر سماعيّ من فعل جنّح الرباعيّ وزنه فعال بضمّ الفاء بمعنى الإثم.. أو هو اسم مصدر للفعل الرباعي.
(شاكر) ، اسم فاعل من شكر الثلاثيّ، وزنه فاعل.
الفوائد
1- الصفا والمروة جبلان بمكة يقعان على طرفي المسعى وفي قصص القرآن أن هاجر أمّ إسماعيل عند ما وضعت ولدها وأصابها وإياه الظمأ شرعت تعدو بين هذين الجبلين مستغيثة تبحث عن الماء وأخيرا عادت فوجدت الماء وقد تفجر بين قدمي طفلها إسماعيل. ومنذئذ أصبح السعي بين الصفا والمروة من شعائر الله ومن مناسك الحج..
2- مِنْ شَعائِرِ: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف وهذا رأي سيبويه وقد ذهب الكسائي الى أن الجار والمجرور هما الخبر وليس لنا حاجة للتقدير وهذا رأي وجيه لأنه سهل المتناول قليل التكلّف.
[سورة البقرة (2) : آية 159]
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159)(2/318)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (يكتمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أنزلنا) فعل ماض وفاعل، ومفعوله محذوف أي أنزلناه (من البيّنات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزلنا (الواو) عاطفة (الهدى) معطوف على البينات مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكتمون) ، (ما) حرف مصدري «1» (بيّنا) مثل أنزلنا و (الهاء) مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (بيّنا) .
والمصدر المؤوّل (ما بيّناه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول بيّناه..
أو ب (بيّنا) ، (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (يلعن) مضارع مرفوع و (هم) متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (يلعنهم) مثل الأول (اللاعنون) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو.
جملة: «إنّ الذين يكتمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكتمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنزلنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «بيّنّاه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أو الاسمي.
وجملة: «أولئك يلعنهم الله» في محل رفع خبر إنّ.
وجملة: «يلعنهم الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جر مضاف إليه والجملة صلة.(2/319)
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)
وجملة: «يلعنهم اللاعنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يلعنهم الله.
الصرف:
(اللاعنون) ، جمع اللاعن اسم فاعل من لعن الثلاثيّ وزنه فاعل.
البلاغة
1- «يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ» أي يطردهم ويبعدهم من رحمته والالتفات إلى الغيبة بإظهار اسم الذات الجامع للصفات لتربية المهابة وإدخال الروعة والإشعار بأن مبدأ صدور اللعن عنه سبحانه هو صفة الجلال المغايرة لمبدأ الانزال والتبيين من وصف الجمال والرحمة.
2- وقد كرر ذكر اللعن، والغاية منه التأكيد في الذم.
[سورة البقرة (2) : آية 160]
إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)
الإعراب:
(إلا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (تابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (أصلحوا) مثل تابوا (الواو) عاطفة (بيّنوا) مثل تابوا (الفاء) تعليليّة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أتوب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أتوب) ، (الواو) حاليّة أو استئنافيّة (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (التوّاب) خبر مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «تابوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أصلحوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.(2/320)
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)
وجملة: «بينو» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أولئك أتوب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.
وجملة: «أتوب عليهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «انا التوّاب» لا محل لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال «1» .
الصرف:
(تابوا) ، فيه أعلال بالقلب، الألف أصلها واو، مضارعه يتوب، وأصله توبوا بفتح الواو، تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا (انظر الآية 37 من هذه السورة) .
[سورة البقرة (2) : آية 161]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)
الإعراب:
(إن) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل وفاعل ومثله (ماتوا) ، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كفار) خبر مرفوع (أولئك) اسم إشارة مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (لعنة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الملائكة، الناس) اسمان معطوفان على لفظ الجلالة بحرفي العطف مجروران مثله (أجمعين) توكيد معنوي لما سبق مجرور مثلها وعلامة الجرّ الياء.. والنون عوض من التنوين.
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) وهي اعتراض تذييليّ محقق لمضمون ما قبله، على رأي الجمل في حاشيته على الجلالين.(2/321)
خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ماتوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هم كفّار» في محلّ نصب حال.
وجملة: «أولئك عليهم لعنة» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «عليهم لعنة الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
الصرف:
(ماتوا) ، في إعلال بالقلب مثل تابوا في الآية السابقة.
(لعنة) ، مصدر مرّة من لعن يلعن باب فتح وزنه فعلة بفتح فسكون (انظر الآية 89 من هذه السورة) .
(أجمعين) ، جمع أجمع صفة مشبّهة على وزن أفعل، من فعل جمع يجمع باب فتح.
[سورة البقرة (2) : آية 162]
خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)
الإعراب:
(خالدين) ، حال منصوبة من الضمير في (عليهم) - الآية السابقة- وعلامة نصبه الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين، والضمير يعود إلى اللعنة أو النار المدلول بها عليها (لا) نافية (يخفّف) فعل مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (عنهم) مثل فيها متعلّق ب (يخفّف) ، (العذاب) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية مكرّرة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ينظرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: يخفّف عنهم العذاب في محلّ نصب حال من الضمير في خالدين أو لا محلّ لها استئنافية.(2/322)
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)
وجملة: «هم ينظرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخفّف عنهم العذاب.. أو لا محلّ لها.
وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
[سورة البقرة (2) : آية 163]
وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (163)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إله) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إله) خبر مرفوع (واحد) نعت لإله مرفوع مثله (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب والخبر محذوف تقديره موجود أو معبود بحقّ (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر أو بدل من محلّ لا واسمها لأن محلّه الرفع (الرحمن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (الرحيم) خبر ثان للمبتدأ المحذوف.
جملة: «إلهكم إله واحد» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا إله إلا هو» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ إلهكم «2» .
وجملة: « (هو) الرحمن» في محلّ نصب حال من الضمير البدل.
الصرف:
(واحد) اسم مشتق، على وزن فاعل ولكنّه بمعنى الأحد أي المنفرد، فعله وحد بحد باب ضرب، وقد يضمّ عينه في الماضي على غير القياس (انظر الآية 61 من هذه السورة) .
__________
(1) أو هو خبر ثالث للمبتدأ (إلهكم) .. و (رحيم) خبر رابع.. وحينئذ فلا جملة. [.....]
(2) يجوز ان تكون استئنافيّة لا محلّ لها.(2/323)
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
الفوائد
1- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: اتفق العلماء على أن خبر «لا» محذوف تقديره «حق» أو «موجود» واختلفوا في بقية أجزاء الجملة «يراجع في الصفحة السابقة» وتعرب «لا» بأنها نافية للجنس و «إله» اسمها مبني على الفتح في محل نصب وقد اطرد حذف خبرها لدى الحجازيين مثل: لا بأس، ولا حول ولا قوة ومثل لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار.
[سورة البقرة (2) : آية 164]
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (في خلق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور مثله (الواو) عطفه (اختلاف) معطوف على خلق مجرور مثله (الليل) مضاف إليه مجرور (النهار) معطوف على الليل بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (الفلك) معطوف على خلق مجرور مثله (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفلك (تجري) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (في البحر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «1» (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول «2» مبنيّ في محلّ جرّ
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من فاعل تجري.
(2) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت.(2/324)
متعلّق بمحذوف حال من فاعل تجري أي متلبّسة بما ينفع الناس (ينفع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الناس) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول معطوف على خلق في محلّ جرّ (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) ، (من ماء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل أي ما أنزله الله من السماء حال كونه ماء «1» ، (الفاء) عاطفة (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي: الله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحيا) ، (الأرض) مفعول به (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحيا) ، (موت) مضاف إليه مجرور و (ها) مضاف إليه (الواو) عاطفة (بث) فعل ماض والفاعل هو (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بث) ، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمفعول بث (دابّة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (تصريف) معطوف على خلق مجرور مثله (الرياح) مضاف إليه مجرور (السحاب) معطوف على الرياح بالواو مجرور مثله (المسخّر) نعت للسحاب مجرور مثله (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (المسخّر) فهو اسم مفعول (السماء) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور مثله (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم انّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآيات أي: آيات بيّنات لقوم.. (يعقلون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
__________
(1) يجوز إعراب الجارّ والمجرور (من ماء) في محلّ جرّ بدل اشتمال من السماء على أن تكون (من) الأولى بيانية لا لابتداء الغاية، ويتعلّق المجرور الأول بحال من مفعول أنزل.(2/325)
جملة: «إن في خلق.. لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تجري» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «ينفع..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «أحيا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل الله.
وجملة: «بثّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحيا.
وجملة: «يعقلون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
الصرف:
(خلق) ، مصدر سماعي لفعل خلق يخلق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(اختلاف) ، مصدر قياسيّ لفعل اختلف الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر ثالثة وإضافة ألف قبل آخره.
(الليل) ، اسم للزمن الممتد من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر، جمعه الليالي بزيادة الياء على غير القياس، ويجمع أيضا على ليائل..
وقيل هو اسم جمع واحدته ليلة، وقيل بل الليلة مثل الليل كما يقال العشيّ والعشيّة.
(النهار) ، اسم لما بين طلوع الفجر إلى الغروب أو من شروق الشمس إلى غروبها، جمعه أنهر بضمّ الهاء ونهر بضمّ النون والهاء.
(الفلك) ، اسم جامد بمعنى المركب يكون واحدا وجمعا بلفظ واحد، أما الفلك الدالّ على الواحد ففي قوله تعالى: الفلك المشحون، والدالّ على الجمع ما جاء في هذه الآية، وزنه فعل بضمّ فسكون.(2/326)
(دابّة) ، مؤنّث دابّ، اسم فاعل من دبّ الثلاثيّ وزنه فاعل، واستعمل اسما بمعنى الحيوان.
(تصريف) ، مصدر قياسيّ من صرّف الرباعيّ وزنه تفعيل، وصياغته من ماضيه بزيادة تاء في أوّله وحذف التضعيف وإضافة ياء قبل آخره.
(الرياح) ، جمع ريح، وفيه إعلال بالقلب أصله روح- بكسر الراء وسكون الواو- لأنه من راح يروح جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء وبقيت في الجمع، وزنه في المفرد فعل بكسر الفاء وفي الجمع فعال بكسر الفاء أيضا.
(السحاب) ، اسم جمع واحدته سحابة مشتقّ من السحب أي الجرّ، وزنه فعال وجمعه سحب بضمّتين وسحائب جمع سحابة.
(المسخّر) ، اسم مفعول من سخّر الرباعيّ، وزنه مفعّل بفتح العين المشدّدة.
الفوائد
1- الفلك: تأتي مفردة وتأتي جمعا وتذكّر في حالة الإفراد وتؤنّث في حالة جمع التكسير.
2- لآيات: اسم إن ولام المزحلقة تفيد التوكيد وقد وقعت في أول الاسم لأنه مؤخر وحقها أن تتزحلق الى أول الخبر.
والجار والمجرور في أول الآية متعلقان بخبر إن المحذوف التقدير «إن آيات كائنة في خلق السماوات والأرض الى آخره ... » .
3- الريح تجمع على رياح وأرواح وأصلها واويّة وليست يائية ولذلك ورد في شعر ميسون بنت جندل.
وبيت تخفق الأرواح فيه ... أحب إلي من قصر منيف(2/327)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)
[سورة البقرة (2) : آية 165]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (165)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ مؤخّر «1» ، (يتّخذ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من دون) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتّخذ) «2» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أندادا) مفعول به منصوب (يحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (كحبّ) جار ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق (الله) مثل الأول. (الواو) اعتراضيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (أشد) خبر مرفوع (حبّا) تمييز منصوب (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (حبّا) . (الواو) عاطفة (لو) شرط غير جازم (يرى) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (ظلموا) مثل آمنوا (إذ) ظرف لما يستقبل من الزمان أستعير من المضيّ في محلّ نصب متعلّق ب (يرى) ، (يرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (القوّة) اسم أنّ منصوب (لله) مثل السابق متعلّق بمحذوف خبر أنّ (جميعا) حال منصوبة من الضمير المستكنّ في الخبر.
__________
(1) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة بعده في محلّ رفع نعت له.
(2) يجوز تعليق الجارّ والمجرور بمحذوف نعت للمفعول الثاني أي يتّخذ أصناما آلهة معدودة من غير الله، وما أثبتناه أعلاه جاء على جعل فعل (يتّخذ) متعدّيا لواحد.(2/328)
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي علموا المحذوف.. وهو جواب لو. أي: لو يرى الذين ظلموا العذاب لعلموا أنّ القوّة لله جميعا (الواو) عاطفة (أنّ الله) مثل أنّ القوة (شديد) خبر مرفوع (العذاب) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل الثاني في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
جملة: «من الناس من يتّخذ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: «يتّخذ» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يحبّونهم» في محلّ نصب نعت ل (أندادا) «1» .
وجملة: «الذين آمنوا» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يرى الذين» لا محلّ لها معطوفة على جملة «من الناس من ... »
وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يرون العذاب» في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(يتّخذ) ، ماضيه اتّخذ.. فيه إبدال الهمزة- وهي فاء الكلمة- ياء ثم قلبها تاء وإدغامها مع تاء الافتعال وأصله (ائتخذ) ، ومجرّده الثلاثيّ أخذ، وهذا قول الجوهري وهو خلاف قول ابن الأثير فالمجرد عنده تخذ فالتاء اصيلة أدغمت مع تاء الافتعال، وزنه افتعل على كل حال (الآية 80 من السورة) .
__________
(1) أو في محل نصب حال من فاعل يتّخذ وذلك حملا على معنى من.(2/329)
(أندادا) ، جمع ندّ، وزنه فعل بكسر الفاء، صفة مشتقّة من ندّ يندّ باب ضرب.
(حبّ) مصدر حبّ السماعيّ وزنه فعل بضمّ فسكون.
(يرون) ، فيه إعلال بالحذف، حذف منه لام الكلمة- الألف- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، ثمّ فتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وكانت الهمزة- عين الكلمة- قد حذفت تخفيفا قبل إسناده إلى واو الجماعة، وزنه يفون بفتح الفاء.
(جميعا) ، اسم مأخوذ من الجمع، فهو فعيل، وكأنّه اسم جمع فهو تارة يعامل معاملة المفرد كقوله تعالى: نحن جميع منتصر، وتارة يعامل معاملة الجمع كقوله تعالى: جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ. وفي إعرابه يجوز نصبه على الحال ويجوز جعله تابعا لما قبله للتوكيد بمعنى كلّ. (انظر الآية 29) .
(شديد) ، صفة مشبّهة من شدّ يشدّ باب نصر وباب ضرب ومن الثاني أظهر، وزنه فعيل.
البلاغة
1- «وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» أي لو يعلم هؤلاء «الَّذِينَ ظَلَمُوا» بالاتخاذ المذكور، ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أن ذلك- الاتخاذ- «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ» - ظلم عظيم.
2- الإيجاز: في الآية وذلك بحذف جواب لو وهو كثير شائع في كلامهم وورد في القرآن كثيرا.
الفوائد
1- أَشَدُّ حُبًّا، حبّا تعرب تمييزا إذ كل اسم منصوب بعد افعل التفضيل يعرب تمييزا.(2/330)
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166)
2- لفظ «دون» ظرف بمعنى تحت ولكنها تأتي لمعان أخرى تعرف من سياق الكلام. تأتي بمعنى أمام وخلف ورديء، وغير وأكثر وروده مجرورا ب «من» .
[سورة البقرة (2) : آية 166]
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (166)
الإعراب:
(إذ) ظرف للزمن المستقبل بدل من إذ الأول من الآية السابقة (تبرأ) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تبرّأ) ، (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (الواو) حاليّة (رأوا) فعل ماض وفاعله (العذاب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (تقطّع) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تقطّع) والباء للمجاوزة بمعنى عن أو للسببية أي بسبب (الأسباب) فاعل مرفوع.
جملة: «تبرّأ الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اتّبعوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «اتّبعوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «رأوا» في محلّ نصب حال من فاعل تبرأ بتقدير قد «1» .
وجملة: «تقطّعت بهم الأسباب» في محلّ نصب معطوفة على جملة رأوا ... أو في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبرّأ.
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة (تبرّأ) في محلّ جرّ.(2/331)
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)
الصرف:
(رأوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى يرون «1» .
(الأسباب) ، جمع سبب، اسم لما يصل حقيقيا ومجازيا وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة
- «وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ» وأصل السبب الحبل مطلقا، أو الحبل الذي يتوصل به، أو الحبل الذي أحد طرفيه متعلق بالسقف، أو الحبل الذي يرتقى به النخيل.. والمراد ب «الأسباب» هنا الصلة التي كانت بين الأتباع والمتبوعين في الدنيا من الأنساب والمحابّ، والاتفاق على الدين والاتباع والاستتباع. وهذا على سبيل المجاز المرسل.
[سورة البقرة (2) : آية 167]
وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (لو) حرف تمنّ تضمّن معنى الشرط (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللام) حرف جرّ (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر أنّ مقدّم (كرة) اسم أنّ منصوب.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت حصول الكرّة لنا.. وجواب لو محذوف تقديره لتبرّأنا.
(الفاء) فاء السببيّة (نتبرّأ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد الفاء، وقد اعتمد النصب على التمنّي المشربة به لو، والفاعل ضمير مستتر
__________
(1) انظر الآية (165) من هذه السورة.(2/332)
تقديره نحن.
والمصدر المؤوّل (أن نتبرّأ) في محلّ رفع معطوف على المصدر الأول المسبوك من الكلام السابق أي: لو ثبت حصول كرّة لنا فتبرئتنا منهم.
(من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نتبرّأ) ، (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (تبرّؤوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (منا) مثل منهم متعلّق ب (تبرّؤوا) .
والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل نتبرّأ.
(الكاف) مثل الأول (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلق بمحذوف مفعول مطلق و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب.. أي:
يريهم رؤية أو يحشرهم حشرا أو يجزيهم جزاء كذلك. (يري) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به أوّل (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أعمال) مفعول به ثان منصوب و (هم) مضاف إليه (حسرات) مفعول به ثالث منصوب وعلامة النصب الكسرة «1» ، (عليهم) مثل منهم متعلّق بمحذوف نعت لحسرات «2» ، (الواو) عاطفة أو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محل رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (خارجين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الباء (من النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خارجين) .
جملة قال الذين اتّبعوا في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبرّأ في
__________
(1) أو هو حال إذا اعتبرت الرؤية بصريّة.
(2) ويجوز تعليقه بحسرات لأنه اسم مصدر.(2/333)
السابقة.
وجملة: «اتّبعوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «نتبرّأ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) .
وجملة: «تبرّؤوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
ومقول القول هي جملة (ثبت) حصول الكرّة ...
وجملة: «يريهم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما هم بخارجين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يريهم الله.. أو في محلّ نصب حال من ضمير يريهم المفعول.
الصرف:
(كرّة) مصدر مرّة لفعل كرّ يكرّ باب ضرب وزنه فعلة بفتح فسكون.
(أعمال) ، جمع عمل وهو مصدر سماعيّ لفعل عمل يعمل الثلاثيّ باب فرح وزنه فعل لفتحتين، ووزن أعمال أفعال (انظر الآية 139 من هذه السورة) .
(حسرات) ، جمع حسرة وهو مصدر حسر يحسر باب فرح أو هو اسم مصدر لفعل تحسّر الخماسيّ وزنه فعلة بفتح فسكون.
(خارجين) ، جمع خارج اسم فاعل من الثلاثيّ خرج وزنه فاعل.
البلاغة
- في الآية فن اللفّ والنشر المشوش، وهو ذكر متعدد على وجه التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل واحد، وردّه إلى ما هو له. فتبرءوا بعضهم من بعض راجع لقوله: إِذْ تَبَرَّأَ، وإراءتهم شدة العذاب راجع لقوله: وَرَأَوُا الْعَذابَ.(2/334)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)
[سورة البقرة (2) : آية 168]
يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب بالنداء (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أي تبعه في الرفع لفظا (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كلوا) «1» ،، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (حلالا) في إعرابه أوجه: الأول: مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي أكلا حلالا.
الثاني: حال من ما أي: كلوا الذي تنتجه الأرض حلالا. الثالث: مفعول به ل (كلوا) ، وهي صفة لموصوف محذوف أي كلوا إنتاجا حلالا. (طيبا) فيه وجهان: الأول: أن يكون نعتا ل (حلالا) إذا أعرب مفعولا به أو حالا. الثاني: أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر إذا أعرب حلالا مفعول به أي: كلوا الحلال ممّا في الأرض أكلا طيّبا. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبعوا) مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ...
والواو فاعل (خطوات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الشيطان) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من عدو- نعت تقدّم على المنعوت- (عدوّ) خبر مرفوع (مبين) نعت لعدوّ مرفوع مثله.
جملة: «النداء يأيّها الناس» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كلو» لا محلّ لها جواب النداء.
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (حلالا) إذا أعربت مفعولا به عامله كلوا.(2/335)
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)
وجملة: «لا تتّبعوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «إنّه لكم عدوّ» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(حلالا) صفة مشتقّة وزنه فعال بفتح الفاء من حلّ يحلّ باب ضرب فهو صفة مشبّهة.
(خطوات) ، جمع خطوة اسم لحركة الرجل في السير وزنه فعلة بضم فسكون.
(مبين) صفة مشبهة على وزن اسم الفاعل من أبان الرباعي بمعنى بين العداوة لأنه دلّ على صفة ثابتة، على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخر. وفي الكلمة إعلال بالتسكين أصله مبين- بسكون الباء وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الباء.
[سورة البقرة (2) : آية 169]
إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (169)
الإعراب:
(إنما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (يأمر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير متّصل مفعول به (بالسوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر) ، (الفحشاء) معطوف على السوء بحرف العطف مجرور مثله (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تقولوا..) في محلّ جرّ معطوف على السوء والفحشاء أي بأن تقولوا على الله.(2/336)
(على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقولوا) بتضمينه معنى تتقوّلوا.
(ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
وجملة: «يأمركم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تقولوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لا تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(الفحشاء) ، اسم لما يشتدّ قبحه من الذنوب وزنه فعلاء بفتح الفاء، فعله فحش يفحش باب كرم، ولا مذكّر له من لفظه.
البلاغة
1- قد يرد السؤال كيف كان الشيطان آمرا مع قوله تعالى: «لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ» ؟
قلت شبه تزيينه وبعثه على الشر بأمر الآمر، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
كما تقول: أمرتني نفسي بكذا. وتحته رمز إلى أنكم منه بمنزلة المأمورين لطاعتكم له وقبولكم وساوسه، ولذلك قال: «وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ» وقال الله تعالى «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ» لما كان الإنسان يطيعها فيعطيها ما اشتهت.
2- المبالغة: في تعليق أمر الشيطان بتقولهم على الله ما لا يعلمون وقوعه منه تعالى، لا بتقولهم عليه ما يعلمون عدم وقوعه منه تعالى، مع أن حالهم ذلك، للمبالغة في الزجر، فإن التحذير من الأول مع كونه في القبح والشناعة دون الثاني تحذير عن الثاني على أبلغ وجه وآكده
__________
(1) أو نكرة، موصوفة، والجملة بعدها في محلّ نصب نعت لها.(2/337)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170)
[سورة البقرة (2) : آية 170]
وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) . (اتّبعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض وفاعله (بل) حرف إضراب وابتداء (نتّبع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (ما) مثل الأول (ألفى) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آباء) مفعول به أول منصوب و (نا) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الواو) عاطفة تقدّمت عليها الهمزة للصدارة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (آباء) اسم كان مرفوع و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا يهتدون) مثل لا يعقلون.
جملة: «قيل لهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع نائب فاعل «1» .
وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.. ومقول
__________
(1) هذا الإعراب أبعد عن التأويل من كلّ إعراب آخر لأن الجملة هي في الأصل مقول القول- انظر الآية 11-[.....](2/338)
القول مقدّر أي: قالوا لا نتّبع ما أنزل الله.
وجملة: «نتّبع» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «ألفينا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «كان آباؤهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة حاليّة مقدّرة أي: وإنّهم ليتّبعون آباءهم في كلّ حال ولو كانوا لا يعقلون «2» .
وجملة: «لا يعقلون» في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «لا يهتدون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يعقلون..
وجواب لو محذوف تقديره لاتّبعوهم.
البلاغة
- «وَإِذا قِيلَ لَهُمُ» التفات إلى الغيبة تسجيلا بكمال ضلالهم وإيذانا بإيجاب تعداد ما ذكر في جناياتهم لصرف الخطاب عنهم وتوجيهه إلى العقلاء وتفصيل مساوئ أحوالهم.
الفوائد
بل هي أداة عطف واضراب والإضراب هو الانتقال والتحول من حكم لي حكم وفي هذه الآية نوع من الالتفات الذي هو وسيلة من وسائل الحوار.
__________
(1) وهي عند بعضهم معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة لأن (بل) عندهم حرف عطف.. ولكنّها على التحقيق لا تعطف الجمل. وهذا قول ابن حيّان اي:
قالوا: لا نتبع ما أنزل الله بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا.
(2) وقال الزمخشري: الواو حاليّة أصلا، وقال العكبري: إنها عاطفة تعطف ما بعدها على جملة حاليّة مقدّرة.(2/339)
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)
[سورة البقرة (2) : آية 171]
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (مثل) مبتدأ مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) فعل ماض وفاعله (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ينعق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (ينعق) ، (لا) نافية (يسمع) مثل ينعق (إلا) أداة حصر (دعاء) مفعول به منصوب (نداء) معطوف على دعاء بالواو منصوب مثله (صمّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم مرفوع (بكم) خبر ثان مرفوع (عمي) خبر ثالث مرفوع (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع.
والواو فاعل.
جملة: «مثل الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ينعق» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «لا يسمع» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: « (هم) صم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم لا يعقلون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الاخيرة.
وجملة: «لا يعقلون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.(2/340)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)
الصرف:
(دعاء) ، مصدر دعا يدعو باب نصر، وفيه إبدال الواو همزة، أصله دعاو، جاءت الواو متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وهذا شأنها في كلّ لفظ كذلك.
(نداء) ، مصدر نادى الرباعيّ وهو مصدر سماعيّ، وفيه إبدال الياء همزة، جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وهذا شأنها أبدا في كلّ لفظ كذلك.
(صمّ، بكم، عمي) ، انظر الآية (18) من هذه السورة.
البلاغة
1- في الآية تشبيه تمثيلي: حيث مثل الذين كفروا فيما ذكر من انهماكهم فيما هم فيه وعدم التدبر فيما ألقي إليهم من الآيات كمثل بهائم الذي ينعق بها وهي لا تسمع منه إلا جرس النغمة ودوي الصوت. وقيل المراد تمثيلهم في اتباع آبائهم على ظاهر حالهم جاهلين بحقيقتها بالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفهم ما تحته. فهو تشبيه صورة بصورة.
فقد شبه الكافرين لدى دعوة الرسول لهم بالغنم المنعوق بها. وقيل إنه شبه الداعي والكافر بالناعق والمنعوق.
2- الاستعارة التصريحية: في تشبيه الكافرين بالصم والبكم والعمي وحذف المشبه وإبقاء المشبه به.
[سورة البقرة (2) : آية 172]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)(2/341)
الإعراب:
(يأيّها) سبق إعرابها «1» ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كلوا) «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) فاعل و (كم) مفعول به (الواو) عاطفة (اشكروا) مثل كلوا (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشكروا) ، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (إياه) ضمير بارز منفصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة النداء «يأيّها الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) .
وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «اشكروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: «كنتم.. تعبدون» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إن كنتم إيّاه تعبدون فاشكروا له.
البلاغة
1- «وَاشْكُرُوا لِلَّهِ» الالتفات في ضمير المتكلم إلى الغيبة لتربية المهابة.
وسياق الكلام يقضي أن يقول «اشكرونا» .
__________
(1) انظر الآية 168 من هذه السورة.
(2) أو بمحذوف حال من مفعول كلوا أي: كلوا رزقكم حال كونه بعض طيّبات ما رزقناكم.(2/342)
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)
2- التقديم: في تقديم إياه لإفادة الاختصاص. أي واشكروا له لأنكم تخصونه بالعبادة، وتخصيصكم إياه بالعبادة يدل على أنكم تريدون عبادة كاملة تليق بكبريائه.
3- اشتملت الآية على إيجازين جميلين بالحذف، وهما حذف مفعول كلوا، وحذف جواب إن الشرطية أي فاشكروه، وحذف جواب الشرط شائع في كلام العرب.
[سورة البقرة (2) : آية 173]
إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (حرّم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّم) ، (الميتة) مفعول به منصوب (الدم، لحم) اسمان معطوفان على الميتة بحرفي العطف منصوبان مثله (الخنزير) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب معطوف على الميتة (أهلّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الباء) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ والجارّ والمجرور ناب مناب الفاعل (لغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلّ) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اضطرّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (غير) حال منصوبة من نائب الفاعل (باغ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد
__________
(1) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعدها نعت لها.(2/343)
النفي (عاد) معطوفة على باغ مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليه) مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «حرّم عليكم الميتة» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: «أهلّ به» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «من اضطرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اضطرّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «لا إثم عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(الميتة) ، المخفّفة من الميّتة مؤنّث الميّت، صفة مشبّهة باسم الفاعل، والميتة- بالتخفيف- فيه إعلال بالقلب وإعلال بالحذف.
أصله الميوتة زنة فيعلة، اجتمعت الياء والواو في كلمة وجاءت الأولى ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية فأصبحت الميّتة بالتشديد، ثمّ خفّف اللفظ بحذف إحدى الياءين- عين الكلمة- لتدلّ على حصول الموت وتمامه فأصبحت الميتة وزن فيلة.
(الدم) ، اسم جامد، حذفت لامه وهي الياء أو الواو لغير علّة، ففيه إعلال بالحذف مثنّاه دمان أو دميان، وبعضهم يقول دموان جمعه دماء ودميّ بكسر الميم وضمّ الدال.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(2/344)
(الخنزير) ، النون فيه أصليّة على التحقيق، وبعضهم يراها زائدة أي مأخوذ من الخزر وهو ضيق العين، وخنزير وزنه فعليل بكسر الفاء وذلك على أنّ النون فيه أصليّة.
(اضطرّ) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء بعد الضاد وأصله اضترّ، وانظر الآية (126) من هذه السورة.
(باغ) ، اسم فاعل من بغى يبغي باب ضرب وزنه فاع، وفيه إعلال بالحذف حيث حذفت الياء لمناسبة التنوين لأنه منقوص، وأصله الباغي.
(عاد) اسم فاعل من عدا يعدو، وفيه إعلال بالقلب ثمّ إعلال بالحذف. وأصله العادو بكسر الدال، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فقيل العادي، ثمّ جرى فيه الإعلال بالحذف مجرى باغ، وزنه فاع.
(إثم) ، مصدر سماعيّ لفعل أثم يأثم باب فرح وزنه فعل بكسر.
الفاء.
(غفور) ، صفة مشتقّة وزنها فعول بفتح الفاء، هي مبالغة اسم الفاعل من غفر يغفر باب ضرب.
الفوائد
1- قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ.
قال الفقهاء إن من يضطر خوفا من الهلاك له أن يأكل من هذه المحرمات بمقدار ما يحول بينه وبين الهلاك وليس له أن يكثر منه بالأكل.
2- وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ: قال الفقهاء: إن الحرمة في تناول هذا الصنف من الطعام تنحصر في حال سماعنا أنه ذكر لدى ذبحه اسم غير اسم الله. وعليه فلا يحرم تناول الطعام إذا لم نعلم بماذا أهلّ لدى ذبحه مثلا لأن الأصل في الذبيحة أو أي طعام حلّه، ما لم نسمع أنه ذكر عليه غير اسم الله فيحرم.(2/345)
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)
[سورة البقرة (2) : آية 174]
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (174)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (يكتمون) مضارع مرفوع.. والفاعل هو الواو (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ،، (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل (الواو) عاطفة (يشترون) مثل يكتمون (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يشترون) بتضمينه معنى يستبدلون (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (ما) نافية (يأكلون) مثل يكتمون (في بطون) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأكلون) بتضمينه معنى يضعون (إلا) أداة حصر (النار) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يكلّم) مضارع مرفوع (وهم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكلّمهم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا يزكّيهم) مثل لا يكلّمهم (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة «إن الذين يكتمون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة.. والجملة بعده نعت له.(2/346)
وجملة: «يكتمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يشترون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يكتمون.
وجملة: «أولئك ما يأكلون» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ما يأكلون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «لا يكلّمهم الله في» محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون.
وجملة: «لا يزكّيهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون.
وجملة: لهم عذاب في محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون «1» .
الصرف:
(يشترون) ، في إعلال بالحذف، حذفت الياء لام الفعل بعد تسكينها لالتقاء الساكنين وزنه يفتعون.
(بطون) ، جمع بطن وهو اسم جامد لجوف كل شيء، وزنه فعل بفتح فسكون.. والأصل في اللفظ أنه مصدر سماعيّ لفعل بطن يبطن باب نصر.. ثم استعمل اسما جامدا.
البلاغة
1- «أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ» لأنهم أكلوا ما يتلبس بالنار وهو- الرشا- لكونها عقوبة لها فيكون في الآية استعارة تمثيلية بأن شبه الهيئة الحاصلة من أكلهم ما يتلبس بالنار بالهيئة المنتزعة من- أكلهم النار- من حيث ما يترتب على- أكل- كل منها من تقطع الأمعاء والألم وما يترتب على الآخر، فاستعمل لفظ المشبه به في المشبه.
2- «وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ» عبارة عن غضبه العظيم عليهم وتعريض بحرمانهم مما أتيح للمؤمنين من فنون الكرامات السنية والزلفى.
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير الغائب في (يزكّيهم) .(2/347)
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)
الفوائد
1- ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ..
هذه الصورة لا تعدّ من الاستثناء لعدم وجود المستثنى منه، ولهذا تكون «إلا» ملغاة ويعرب ما بعدها حسب موقعها من الكلام «رفعا ونصبا وجرا» على اعتبار أن «إلّا» غير موجودة وهذا هو الاستثناء المفرغ لأن ما قبل إلّا يفرغ للعمل الاعرابي فيما بعد.
ويجوز التفريغ لجميع المعمولات إلا «المفعول معه. والمصدر المؤكد العاملة. وكذا الحال المؤكد العاملة: فلا يقال: سرت إلا والأشجار إلخ..
[سورة البقرة (2) : آية 175]
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبتدأ (الذين) اسم موصول خبر (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الضلالة) مفعول به منصوب (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (العذاب) مفعول به لفعل محذوف تقديره اشتروا (بالمغفرة) مثل بالهدى ومتعلّق بالفعل المحذوف (الفاء) استئنافيّة (ما) تعجّبيّة نكرة تامّة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (أصبر) فعل ماض جامد لإنشاء التعجّب مبنيّ على الفتح و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على ما (على النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصبر) .
وجمود الفعل غير مانع من التعليق لأنه جمود طارئ.
__________
(1) هذا أوضح الأعاريب.. وثمّة آراء أخرى ذكرها الفرّاء والأخفش والعكبري فيها كثير من التأويل لا ضرورة له.. والتعجب هنا هو الاعلام بحالهم أنّها ينبغي أن يتعجّب منها..(2/348)
جملة: «أولئك الذين اشتروا ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إن) «1» .
وجملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: « (اشتروا) » المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة اشتروا المذكورة.
وجملة: «ما أصبرهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أصبرهم» في محلّ رفع خبر (ما) .
الصرف:
(المغفرة) ، مصدر ميميّ من غفر يغفر باب ضرب أو مصدر سماعيّ له، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي غفر بفتح فسكون، وغفير بفتح الغين، وغفيرة وغفران بضمّ الغين، وغفور بضمّ الغين والفاء.
البلاغة
1- «أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا» بالنسبة إلى الدنيا «الضلالة» التي ليست مما يمكن أن يشترى قطعا «بالهدى» الذي ليس من قبيل ما يبذل بمقابلة شيء وإن جل و «العذاب» أي اشتروا بالنظر إلى الآخرة العذاب الذي لا يتوهم كونه مما يشترى «بالمغفرة» التي يتنافس فيها المتنافسون. وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
2- المقابلة: في المطابقة بين الضلالة والهدى وبين العذاب والمغفرة.
والمقابلة فن دقيق المسلك لا يسلكه إلا خبير بأساليب الكلام وإلا كان تكلفا ممقوتا.
الفوائد
2- قوله تعالى: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ «اصبر على وزن افعل وهي احدى صيغتي التعجب» «ما افعله وافعل به» وقد عرف النحاة التعجب بأنه «شعور
__________
(1) في الآية السابقة.. ويجوز قطعها على الاستئناف البيانيّ فلا محلّ لها.(2/349)
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)
داخلي تنفعل به النفس حين تستعظم أمرا نادرا ولا مثيل له، مجهول الحقيقة أو خفي السبب» وإعراب الصيغة الأولى من التعجب: «ما» نكرة تامة في محل رفع مبتدأ وأصبر فعل ماض فاعله ضمير مستتر وجوبا «وهم» ضمير متصل في محل نصب مفعول به والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ «ما» . وإعراب الثانية افعل به: افعل: فعل ماض جاء على صيغة الأمر لانشاء التعجب وهو مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره السكون الذي اقتضته صيغة الأمر. والباء حرف جر زائد، والهاء فاعل وهو مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل «أي ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل» .
وللزمخشري رأي مغاير لذلك فهو يرى أن الهاء في محل نصب مفعول به، وأن الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ولك أن تختار فكلاهما حسن.
[سورة البقرة (2) : آية 176]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (176)
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والاشارة إلى أكلهم النار لكتمانهم ما أنزل الله و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جر (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (نزّل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكتاب.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذا) .
(الواو) استئنافيّة (إنّ) مثل أنّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إن (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلفوا) ، (اللام) هي المزحلقة تفيد(2/350)
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)
التوكيد (في شقاق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (بعيد) نعت لشقاق مجرور مثله.
جملة: «ذلك بأنّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نزّل ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «إنّ الذين اختلفوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
الصرف:
(بعيد) ، صفة مشبّهة من بعد يبعد باب كرم وباب فرح، وزنه فعيل جمعه بعداء بضمّ الباء وفتح العين، وبعد بضمّتين، وبعدان بضمّ الباء وسكون العين.
[سورة البقرة (2) : آية 177]
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)(2/351)
الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد (البرّ) خبر ليس مقدّم منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (تولّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تولّوا) في محلّ رفع اسم ليس مؤخّر.
(قبل) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تولّوا) ، (المشرق) مضاف إليه مجرور (المغرب) معطوف على المشرق بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (البرّ) اسم لكنّ منصوب «1» (من) اسم موصول في محلّ رفع خبر لكنّ على حذف مضاف أي إيمان من آمن «2» ، (آمن) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم، الملائكة، الكتاب، النبيّين) ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة بحروف العطف مجرورة مثله وعلامة جرّ الأخير الياء، و (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله (الواو) عاطفة (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من، (المال) مفعول به ثان منصوب «3» ، (على حبّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من المال و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ذوي) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الياء لأنه جمع المذكر السالم (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (اليتامى،
__________
(1) يجوز أن يكون على حذف مضاف أي ذا البرّ ليصحّ الإخبار بالموصول.
(2) أو من غير حذف مضاف إذا قدّر اسم لكنّ: ذا البرّ من آمن.
(3) أو هو المفعول الأول و (ذوي) المفعول الثاني، والإعراب أعلاه هو قول الجمهور لأن (ذوي) هو الآخذ فلزم تقديمه.(2/352)
المساكين، ابن ... ، السائلين) ألفاظ معطوفة على ذوي بحروف العطف منصوبة مثله وعلامة النصب في الأخير الياء و (السبيل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (في الرقاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره دفع المال.. وهو على حذف مضاف أي في فكّ الرقاب (الواو) عاطفة (أقام) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتى الزكاة) مثل وآتى المال (الموفون) معطوف على من آمن بحرف العطف مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو «1» ، (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل «الموفون» ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (الموفون) ، (عاهدوا) فعل ماض وفاعله. (الواو) عاطفة (الصابرين) مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح وعلامة النصب الياء (في البأساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في الصابرين (الضرّاء) معطوف على البأساء بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق بما تعلّق به الجارّ قبله فهو معطوف عليه بالواو (البأس) مضاف إليه مجرور. (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر (صدقوا) مثل عاهدوا (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «2» ، (المتّقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «ليس البرّ أن تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «لكنّ البرّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
__________
(1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة حالية أو اعتراضيّة. [.....]
(2) أو ضمير فصل لا محلّ له جاء للتأكيد ف (المتّقون) خبر أولئك.(2/353)
وجملة: «آمن بالله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «آتى المال..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: « (دفع) في الرقاب» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتى.
وجملة: «أقام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن بالله.
وجملة: «آتى الزكاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقام الصلاة.
جملة: «عاهدوا» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: « (أمدح) الصابرين» لا محل لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» .
وجملة: «أولئك الذين صدقوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «صدقوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أولئك» هم المتّقون لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين.
وجملة: هم المتّقون في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
الصرف:
(البرّ) ، مصدر سماعيّ لفعل برّ يبرّ باب فتح وزنه فعل بكسر فسكون.
(تولّوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله تولّيوا- بضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكنّت ونقلت حركتها إلى اللام، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح تولّوا وزنه تفعّوا (الآية 115) .
(قبل) ، اسم بمعنى الجهة وبمعنى عند وبمعنى الطاقة والقدرة، وجاء في الآية على المعنى الأول وزنه فعل بكسر ففتح.
(آتى) ، فيه إعلال بالقلب أصله آتي- بياء متحرّكة! ثمّ قلبت الياء
__________
(1) أو هي استئنافيّة أصلا لأنها مقطوعة للمدح.(2/354)
ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. ومدّة آتى منقلبة عن حرفين همزة متحرّكة وهمزة ساكنة، وزنه أفعل أي أصله أأتى لأن مضارعه يؤتي.
(المال) ، اسم جامد لما ملكته من الأشياء، والألف فيه منقلبة عن واو، جمعه أموال، جاءت الواو ساكنة بعد فتح قلبت ألفا ففيه إعلال بالقلب، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 155 من هذه السورة) .
(السائلين) ، جمع السائل، اسم فاعل من سأل يسأل الثلاثيّ باب فتح وزنه فاعل.
(الرقاب) ، جمع الرقبة، اسم للعضو المعروف، وأستعير هنا للعبد وزنه فعلة بفتحتين، ووزن الرقاب فعال بكسر الفاء.
(أقام) ، فيه إعلال بالقلب أصله أقوم زنة أفعل، مجرّده قام يقوم، جاءت الواو متحرّكة فسكنت ونقلت الحركة إلى ما قبلها فأصبح أقوم بفتح القاف وسكون الواو، ثمّ قلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها فأصبح أقام.
(الموفون) ، جمع الموفي، اسم فاعل من أوفى الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي لفظ (الموفون) إعلال بالحذف أصله الموفيون، حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل الواو الساكنة.. وكلّ منقوص تحذف ياؤّه حين يجمع جمعا سالما.
(البأساء) ، مصدر بئس يبأس باب فرح، وزنه فعلاء بفتح الفاء، ومثله البؤس.
(الضرّاء) مصدر ضرّ يضرّ باب نصر، وزنه فعلاء.
(البأس) مصدر بؤس يبؤس باب كرم، ويستعمل اسما جامدا بمعنى الحرب وكلّ أمر شديد، وزنه فعل بفتح فسكون.(2/355)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)
البلاغة
1- «وَفِي الرِّقابِ» أي آتى المال في تخليص الرقاب وفكاكها بمعاونة المكاتبين أو فك الأسارى، أو ابتياع الرقاب لعتقها، والرقبة مجاز عن الشخص فهو من قبيل المجاز المرسل.
2- في الآية فن من فنون البلاغة وهو فن الإيجاز في قوله:
«وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ» فالكلام على حذف مضاف أي- برّ من آمن- إذ لا يخبر بالجثة (من آمن) عن المعنى (البر) ويجوز أن لا يرتكب الحذف ويجعل المصدر بمعنى اسم الفاعل أو يقال بإطلاق (البر) على البار مبالغة والأول أوفق.
3- قطع التابع عن المتبوع: وضابطه أنه إذا ذكرت صفات للمدح أو الذم خولف في الإعراب تفننا في الكلام واجتلابا للانتباه بأن ما وصف به الموصوف أو ما أسند إليه من صفات جدير بأن يستوجب الاهتمام، لأن تغير المألوف المعتاد يدل على زيادة ترغيب في استماع المذكور ومزيد اهتمام، والآية مثال لقطع التابع عن المتبوع في حال المدح.
[سورة البقرة (2) : آية 178]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (178)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) متضمّنا(2/356)
معنى فرض (القصاص) نائب فاعل مرفوع (في القتلى) جارّ ومجرور متعلّق ب (كتب) وفي الجارّ معنى السببيّة أي بسبب القتلى (الحرّ) مبتدأ مرفوع (بالحرّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أي مقتول بالحرّ أو مأخوذ بالحرّ وهو كون خاص (الواو) عاطفة (العبد بالعبد) مبتدأ وخبر مثل الحرّ بالحرّ (الواو) عاطفة (الأنثى بالأنثى) مثل الحرّ بالحرّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (عفي) فعل ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عفي) ، (من أخي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت- وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة، وهو على حذف مضاف أي من دم أخيه، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (شيء) نائب فاعل مرفوع «2» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اتّباع) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وخبره محذوف متقدّم عليه أي فعليه اتّباع (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق باتّباع لأنه مصدر «3» ، (الواو) عاطفة (أداء) معطوف على اتّباع مرفوع مثله (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأداء فهو مصدر.. والضمير يعود إلى وليّ المقتول (بإحسان) جارّ ومجرور متعلّق بأداء «4» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى العفو (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (تخفيف) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق
__________
(1) يجوز- على رأي بعضهم- أن يكون اسم موصول مبتدأ خبره جملة اتّباع بالمعروف على زيادة الفاء.
(2) هو كناية عن مصدر وهو العفو.
(3) يجوز أن يكون حالا من الهاء في (عليه) أي فعليه اتّباعه عادلا.
(4) يجوز أن يكون حالا من الهاء في (عليه) أي: فعليه أداؤه محسنا.(2/357)
ب (تخفيف) و (كم) ضمير مضاف إليه (رحمة) معطوف على تخفيف بالواو مرفوع مثله (الفاء) عاطفة (من) مثل الأول (اعتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اعتدى) ، (ذا) اسم إشارة مضاف إليه والإشارة إلى العفو و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة النداء «يأيّها الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كتب عليكم القصاص» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) .
وجملة: «الحرّ بالحرّ» في محلّ رفع بدل من القصاص وهو من نوع بدل الاشتمال.
وجملة: «العبد بالعبد» في محلّ رفع معطوفة على جملة الحرّ بالحرّ.
وجملة: «الأنثى بالأنثى» في محلّ رفع معطوفة على جملة الحرّ بالحرّ.
وجملة: «من عفي..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عفي له..» شيء في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: « (عليه) اتّباع» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ذلك تخفيف» لا محلّ لها اعتراضيّة.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(2/358)
وجملة: «من اعتدى» لا محلّ لها معطوفة على جملة من عفي له ...
وجملة: «اعتدى في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: له عذاب في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «2» .
الصرف:
(القصاص) مصدر سماعيّ لفعل قاصّه يقاصّه الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء.
(القتلى) ، جمع قتيل بمعنى مقتول، ويطّرد الجمع في فعيل بمعنى مفعول على فعلى كأسير وأسرى وجريح وجرحى.
(الحرّ) ، صفة مشبّهة من فعل حرّ يحرّ باب فتح وزنه فعل بضمّ فسكون.
(العبد) ، صفة مشبّهة من فعل عبد يعبد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(الأنثى) صفة مشبهة من فعل أنث يأنث باب كرم، وزنه فعلى بضمّ الفاء، أو هو الاسم منه.
(اتّباع) ، مصدر قياسيّ لفعل اتّبع الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل آخره، (أداء) ، اسم مصدر لفعل (أدّى) يؤدّي الرباعي، والقياسي في المصدر تأدية لأن مصدر فعّل هو تفعيل، فجاء ناقصا عن عدد حروف الفعل فأصبح اسم مصدر، وفيه إبدال الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) أو هي خبر المبتدأ (من) على زيادة الفاء- إذا جعلت (من) اسم موصول، وحينئذ تكون جملة اعتدى صلة الموصول لا محلّ لها.(2/359)
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)
(المعروف) اسم لما يؤدّيه المرء من خير وإحسان، وزنه مفعول.
(تخفيف) ، مصدر قياسيّ لفعل خفّف الرباعيّ وزنه تفعيل، على وزن ماضيه بزيادة التاء في أوّله وتسكين الخاء وزيادة ياء قبل الآخر.
(اعتدى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله اعتدي بياء متحرّكة في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه افتعل.
[سورة البقرة (2) : آية 179]
وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في القصاص) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من حياة- صفة تقدّمت على الموصوف- (حياة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يا) أداة نداء (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (الألباب) مضاف إليه مجرور (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير اسم لعلّ (تتقون) مضارع مرفوع.
والواو فاعل.
جملة: «لكم في القصاص حياة» لا محل لها معطوفة على جملة كتب عليكم ... «1» .
وجملة: «يا أولي الألباب» لا محل لها اعتراضيّة.
وجملة: «لعلّكم تتّقون» لا محلّ لها تعليليّة إمّا للمذكور من جعل القصاص حياة وإمّا لمحذوف تقديره شرع لكم ذلك.
وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
__________
(1) في الآية (178) من هذه السورة.(2/360)
الصرف:
(الألباب) ، جمع اللبّ، اسم للعقل أو القلب وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن ألباب أفعال.
البلاغة
1- «وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ» هو كلام في غاية البلاغة- وكان أوجز كلام عندهم في هذا المعنى- القتل أنفى للقتل- وفضّل هذا الكلام عليه من وجوه:
الأول: قلة الحروف.
الثاني: الاطراد، وإن في كل- قصاص حياة- وليس كل قتل أنفى للقتل- فإن القتل ظلما أدعى للقتل.
الثالث: ما في تنوين «حياة» من النوعية أو التعظيم.
الرابع: صفة الطباق بين- القصاص والحياة- فإن «القصاص» تفويت الحياة- فهو مقابلها.
الخامس: النص على ما هو المطلوب بالذات- أعني الحياة- فإن نفي- القتل- إنما يطلب لها لا لذاته.
السادس: الغرابة من حيث جعل الشيء فيه حاصلا في ضده.
السابع: الخلوّ عن التكرار مع التقارب.
الثامن: عذوبة اللفظ وسلاسته. حيث لم يكن فيه ما في قولهم من توالي الأسباب الخفيفة إذ ليس في قولهم: حرفان متحركان على التوالي إلا في موضع واحد، ولا شك أنه ينقص من سلاسة اللفظ وجريانه على اللسان.
بخلاف آية القرآن.
التاسع: خلوة عما يوهمه ظاهر قولهم من كون الشيء سببا لانتفاء نفسه- وهو محال.
العاشر: تعريف «القصاص» بلام الجنس الدالة على حقيقة هذا(2/361)
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)
الحكم المشتملة على- الضرب والجرح والقتل- وغير ذلك فسبحانه من علت كلمته وبهرت آيته.
[سورة البقرة (2) : آية 180]
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)
الإعراب:
(كتب عليكم) مرّ إعرابها «1» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محل نصب متعلّق بالجواب «2» ، (حضر) فعل ماض متضمّن معنى أتى (أحد) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الموت) فاعل مرفوع على حذف مضاف أي أسباب الموت (إن) حرف موصول (ترك) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) مفعول به منصوب (الوصيّة) نائب فاعل مرفوع «3» ، (للوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الوصيّة، وعلامة الجرّ الياء (الأقربين) معطوف على الوالدين بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ثانية من الوصيّة (حقّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي إيصاء حقّا أو كتبا حقّا أو مؤكّد لمضمون الحمد، أي حق ذلك حقا (على المتّقين) جار ومجرور متعلّق ب (حقّا) أو بمحذوف نعت ل (حقّا) .
__________
(1) في الآية (178) من هذه السورة.
(2) يجوز أن تكون ظرفية محضة فتتعلّق بالوصيّة أي: أن يوصي أحدكم وقت حضور الموت.
(3) يجوز اعراب الوصيّة مبتدأ خبره للوالدين، والجملة تصبح جواب الشرط بحذف الفاء.. ونائب الفاعل هو الجار والمجرور (عليكم) .(2/362)
فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)
جملة «كتب عليكم ... » الوصيّة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: حضر أحدكم الموت في محلّ جرّ مضاف إليه وجواب إذا محذوف أي فليوص.
وجملة: «ترك خيرا» لا محلّ لها اعتراضيّة.
الصرف:
(خيرا) اسم للمال وزنه فعل بفتح فسكون.
(الوصيّة) ، الاسم من الإيصاء أو هو اسم مصدر من وصّى الرباعيّ لأنّ مصدره القياسيّ توصية..
(الأقربين) ، جمع الأقرب اسم بمعنى القريب على وزن أفعل.
[سورة البقرة (2) : آية 181]
فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بدّل) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (الهاء) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الإيصاء (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (بدّل) ، (ما) حرف مصدريّ (سمع) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، والفاعل هو.
والمصدر المؤوّل (ما سمعه) في محل جرّ مضاف إليه.
(الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (إثم) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (يبدّلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (سميع) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.(2/363)
فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)
وجملة: «من بدّله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم ...
وجملة: «بدّله» في محلّ رفع خبر المبتّدأ (من) «1» .
وجملة: «إنّما إثمه على الذين» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يبدّلونه» لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: «إنّ الله سميع» لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
- «فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» وضع الموصول في موضع الضمير الراجع إلى من لتأكيد الإيذان بعلية ما في حيز الصلة الأولى وإيثار الجمع للإشعار بتعداد المبدلين أنواعا أو كثرتهم أفرادا والإيذان بشمول الإثم لجميع الأفراد.
[سورة البقرة (2) : آية 182]
فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خاف) فعل ماض في محل جزم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من موص) جارّ ومجرور متعلّق ب (خاف) بتضمينه معنى علم «2» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص (جنفا) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (إثما) معطوف على (جنفا) منصوب مثله (الفاء) عاطفة (أصلح) مثل خاف (بين) ظرف مكان منصوب
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]
(2) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (جنفا) - نعت تقدّم على المنعوت.(2/364)
متعلّق ب (أصلح) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الفاء) رابطة للجواب (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ الله غفور رحيم) مثل إنّ الله سميع عليم «1» .
جملة: «من خاف..» لا محلّ لها معطوفة على جملة من بدّله «2» وجملة: «خاف..» في محلّ رفع خبر المبتدأ من «3» .
وجملة: «أصلح بينهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة خاف.
وجملة: «لا إثم عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(خاف) ، فيه إعلال بالقلب أصله خوف مصدره الخوف، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(موص) ، اسم فاعل من أوصى الرباعيّ، وزنه فيه إعلال بالحذف أصله الموصي، حذفت منه الياء لمناسبة التنوين بالتقاء الساكنين، وفيه حذف الهمزة من أوّله، والقياس أن يكون المؤوصي بضمّ الميم وفتح الهمزة وتسكين الواو، استثقلت الهمزة فحذفت فأصبح الموصي.
(جنفا) ، مصدر سماعيّ لفعل جنف يجنف باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة
معنى خاف توقع وعلم وهو قد يكون مظنون الوقوع وقد يكون معلومه
__________
(1) في الآية السابقة.
(2) في الآية السابقة.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(2/365)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
فاستعمل فيهما بمرتبة ثانيه ولأن الأول أكثر كان استعماله فيه أظهر، ثم أصله أن يستعمل في الظن والعلم بالمحذور، وقد يتسع في إطلاقه على المطلق وانما حمل على المجاز هنا لأنه لا معنى للخوف من الميل والإثم بعد وقوع الإيصاء.
[سورة البقرة (2) : آية 183]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) سبق إعراب نظيرها مفردات وجملا «1» ، (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدري «2» ، (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الصيام (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) .
والمصدر المؤوّل (ما كتب) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي كتابة ككتابته على من قبلكم.
(من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (كم) اسم لعلّ (تتقّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «كتب على الذين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «لعلّكم تتّقون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
__________
(1) انظر الآية (178) من هذه السورة.
(2) يجوز أن يكون (ما) اسم موصول في محل جرّ بالكاف متعلّق بحال من الصيام أي: كتب عليكم الصيام مماثلا للذي كتب على من قبلكم، أو هو نعت لمفعول مطلق أي: كتب الصيام صوما مماثلا للذي كتب على من قبلكم.(2/366)
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
الصرف:
(الصيام) ، مصدر سماعيّ لفعل صام يصوم باب نصر، وفيه اعلال بالقلب أصله الصوام، جاءت الواو عينا في المصدر وقد أعلّت في الفعل قلبت ياء فأصبح الصيام.
[سورة البقرة (2) : آية 184]
أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
الإعراب:
(أيّاما) ظرف زمان منصوب لفعل محذوف تقديره صوموا «1» ، (معدودات) ، نعت ل (أياما) منصوب مثله، وعلامة النصب الكسرة (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسم كان ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من اسم كان (مريضا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (على سفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف معطوف على خبر كان أي كان موجودا على سفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عدّة) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره: عليه عدّة. وفيه حذف مضاف أي عليه صيام عدّة (من أيّام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لعدّة (أخر) نعت لأيام مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف
__________
(1) يجوز جعله مفعولا به على السعة لأن الفعل صام وإن كان لازما هو في حكم المتعدّي لعلاقة الظرف به وملازمته إيّاه. هذا ويجوز جعل (أياما) منصوبا بالمصدر (الصيام) على الظرفية أو المفعوليّة وهو اختيار سيبويه، وردّه أبو حيّان لوجود فاصل أجنبي بين المصدر ومعموله.(2/367)
للوصفيّة والعدل. (الواو) عاطفة (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لفدية (يطيقون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (الهاء) مفعول به، وفيه حذف مضاف أي يطيقون صيامه (فدية) مبتدأ مؤخّر مرفوع (طعام) بدل من فدية مرفوع مثله «1» ، (مسكين) مضاف إليه مجرور. (الفاء) عاطفة (من) مثل الأول (تطوّع) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) منصوب على نزع الخافض «2» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لخير «3» ، (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تصوموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تصوموا) في محلّ رفع مبتدأ أي: صيامكم.
(خير) خبر مرفوع (لكم) مثل له متعلق بمحذوف نعت لخير «4» ، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (تعلمون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
وجملة: «من كان منكم مريضا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم الصيام.
وجملة: «كان منكم مريضا» في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
__________
(1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة نعت لفدية في محلّ رفع.
(2) يجوز أن يكون مفعولا به ل (تطوّع) ... انظر الآية (158) .
(3) أو يتعلّق بخير فهو اسم تفضيل.
(4) أو يتعلق بخير فهو اسم تفضيل.(2/368)
وجملة « (عليه) عدّة» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «على الذين..» فدية لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم.
وجملة: «يطيقونه» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «من تطوّع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة على الذين.. فدية.
وجملة: «تطوّع خيرا» في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: «هو خير له» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «تصوموا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
والجملة «الاسمية صيامكم» خير لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم ...
وجملة: «كنتم تعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.. وجملة الجواب دلّ عليها سياق الكلام أي: ان كنتم تعلمون أنّه خير فافعلوه.
الصرف:
(مريضا) ، صفة مشبّهة من مرض يمرض باب فرح وزنه فعيل.
(سفر) ، مصدر سماعيّ لفعل سفر يسفر باب نصر وزنه فعل بفتحتين.
(عدّة) ، اسم بمعنى العدد، وزنه فعلة بكسر الفاء وعينه ولامه متشابهان.(2/369)
(أخر) ، وزنه فعل بضمّ الفاء وفتح العين، وهو معدول عن آخر «1» ، ولهذا جرّ بالفتحة.
فإن كانت أخر- بضمّ الهمزة وفتح الخاء- جمع أخرى أنثى آخر- بكسر الخاء- فهي مصروفة. تقول مررت بأوّل وأخر بالصرف إذ لا عدل هنا «2» .
(فدية) ، اسم لما يعطى بدل المفدى، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
(طعام) ، اسم مصدر من أطعم الرباعيّ، كالعطاء بمعنى الإعطاء، ومصدره القياسي هو الإطعام ولكن نقص عدد حروف الاسم عن حروف فعله فكان اسم مصدر. وليس الطعام هو المطعوم لأنه أضافه إلى المسكين وليس الطعام للمسكين قبل تملّكه إيّاه، ولو حمل على ذلك لكان مجازا وهو غير ممتنع.
(خيرا) ، مصدر لفعل خار يخير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(خير) ، اسم تفضيل.. انظر الآية (54) من هذه السورة.
__________
(1) بفتح الهمزة والخاء وبينهما ألف لأنه جمع أخرى، وأخرى أنثى آخر- بالفتح- وقياس فعلى بضمّ الفاء مؤنّث أفعل ألّا تستعمل إلّا مضافة إلى معرفة، أو مقرونة بلام التعريف. فأمّا ما لا إضافة فيه ولا لام فقياسه أفعل كأفضل ... أي يبقى مفردا مذكّرا.
(2) ملخّص عن شذور الذهب لابن هشام ص 552 الطبعة الثالثة.(2/370)
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
[سورة البقرة (2) : آية 185]
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
الإعراب:
(شهر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره تلك الأيام «1» ، (رمضان) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة وزيادة الألف والنون (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لشهر، أو لرمضان فيكون في محلّ جرّ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (القرآن) نائب فاعل مرفوع (هدى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لهدى (بيّنات) معطوفة على هدى بالواو منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (من الهدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبيّنات وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الفرقان) معطوف على الهدى بالواو مجرور مثله (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شهد) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. والفاعل هو (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير شهد (الشهر) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي دخول
__________
(1) يجوز ان يكون مبتدأ خبره (الذي أنزل فيه القرآن) ، وأجاز العكبريّ أن يكون الخبر قوله (فمن شهد منكم ... ) على زيادة الفاء في الخبر لأن المبتدأ وصف بما يحمل معنى الشرط وهو (الذي) . [.....](2/371)
الشهر، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر الجازمة (يصم) مضارع مجزوم و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول فيه «1» ، لأنه ضمير الظرف أي ليصم أيّامه. (الواو) عاطفة (من كان مريضا ... أخر) مرّ إعرابها «2» (يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بكم) مثل منكم متعلّق ب (يريد) ، (اليسر) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يريد بكم العسر) مثل المتقدّمة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (تكملوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (العدّة) مفعول به منصوب به (الواو) عاطفة (لتكبّروا) مثل لتكملوا ومعطوف عليه (الله) لفظ الجلالة مفعول به....
والمصدر المؤوّل (أن تكملوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف معطوف على قوله يريد بكم اليسر ... أي ويعينكم لإكمال العدّة.
(على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «3» ، (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و (كم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (ما هداكم) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (تكبّروا) بتضمينه معنى تحمدوه على هدايته لكم.
__________
(1) يجوز أن يكون مفعولا به (انظر الحاشية 1 الآية 184) .
(2) الآية (184) مفردات وجملا.
(3) يجوز أن تكون موصولة في محلّ جرّ متعلّق ب (تكبّروا) ، والعائد محذوف أي:
هداكموه.(2/372)
(الواو) عاطفة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ، (تشكرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
جملة: «شهر رمضان» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنزل فيه القرآن» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «من شهد ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة.
وجملة: «شهد منكم الشهر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يصمه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يريد الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لا يريد بكم العسر» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: «تكملوا العدّة» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تكبّروا الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة ومعطوفة بالتعليل على المصادر المؤوّلة.
وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(رمضان) ، علم جنس مشتقّ من الرمض وهو الاحتراق، وزنه فعلان بفتح الفاء والعين.
(القرآن) ، في الأصل مصدر قرأ بمعنى جمع أو من القراءة، ثمّ أصبح علما للكتاب المنزل، وزنه فعلان بضمّ فسكون.(2/373)
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
(الفرقان) ، هنا مصدر فرق يفرق باب نصر وباب ضرب، وقد يطلق صفة على القرآن فيصبح صفة لعلم. وزنه فعلان بضمّ الفاء (انظر الآية 53 من هذه السورة) .
(الشهر) ، اسم للمدّة الزمنية بين هلالين أو اسم للهلال نفسه، وزنه فعل بفتح فسكون.
(يصمه) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله يصومه بتسكين الواو والميم، فلمّا التقى ساكنان حذف حرف العلّة وزنه يفله.
(اليسر) ، مصدر سماعيّ لفعل يسر ييسر باب كرم، وزنه فعل بضمّ الفاء.
(العسر) مصدر سماعيّ لفعل عسر يعسر باب فرح وباب كرم وزنه فعل بضمّ الفاء.
(هداكم) ، فيه إعلال بالقلب، أصله هدي بتحريك الياء، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا (انظر الآية 2 من هذه السورة) .
البلاغة
اللف والنشر: في قوله «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ» إلخ. فقوله «لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ» علة للأمر بمراعاة العدة، وقوله «وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ» علة للأمر بالقضاء، وقوله: «وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» للترخيص والتيسير.
[سورة البقرة (2) : آية 186]
وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان(2/374)
متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب وهو القول المقدّر أي: فقل لهم.. (سأل) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به (عباد) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه، (عن) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سأل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير اسم إنّ (قريب) خبر إنّ مرفوع (أجيب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (دعوة) مفعول به منصوب (الداع) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (إذا) مثل الأول متعلّق بمضمون الجواب المحذوف (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (يستجيبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا) ، (الواو) عاطفة (ليؤمنوا) مثل ليستجيبوا، (بي) مثل لي متعلّق ب (يؤمنوا) ، (لعلّهم يرشدون) مثل (لعلّكم تشكرون) «1» .
جملة: سألك عبادي في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: إنّي قريب في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، وجملة القول المحذوفة لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أجيب» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
وجملة: «دعان» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الجواب محذوفة
__________
(1) في الآية السابقة (185) .(2/375)
دلّ عليها ما قبل أي: إذا دعاني الداعي أجيب دعوته.
وجملة: «يستجيبوا» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كنت كذلك فليستجيبوا.
وجملة: «يؤمنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيبوا.
وجملة: «لعلّهم يرشدون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يرشدون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(قريب) ، صفة مشبّهة من قرب يقرب باب كرم وزنه فعيل.
(دعوة) ، مصدر سماعيّ لفعل دعا يدعو باب نصر وزنه فعلة على وزن مصدر المرّة بفتح الفاء.
(الداعي) ، اسم فاعل من دعا على وزن فاعل، وقد حذفت الياء من رسم المصحف لأنها تسقط وصلا في بعض القراءات فحذفت رسما للتخفيف، وكذلك الياء في (دعاني) ، والإعلال في الآية بقلب الواو ياء أصله الداعو، جاءت متطرفة بعد كسر.
(يرشدون) ، من باب نصر بفتح الياء وضمّ الشين، وقرئ يرشدون بضمّ الياء في البناء للمجهول وقرئ بضمّ الياء وكسر الشين من أرشد الرباعيّ، ومفعوله محذوف أي: يرشدون غيرهم.. وقد يأتي هذا الفعل من باب فرح ومصدره رشد بفتح الراء والشين.(2/376)
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)
[سورة البقرة (2) : آية 187]
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)
الإعراب:
(أحلّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ) (ليلة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحلّ) «1» ، (الصيام) مضاف إليه مجرور (الرفث) نائب فاعل مرفوع (إلى نساء) جارّ ومجرور متعلّق بالرفث لأنه مصدر وهو متضمّن معنى الإفضاء، إذ الرفث يتعلّق به حرف الباء و (كم) ضمير مضاف إليه (هنّ) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لباس) خبر مرفوع (لكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف نعت للباس (الواو) عاطفة (أنتم لباس لهنّ) مثل هنّ لباس لكم.
جملة: «أحلّ ... الرفث» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هنّ لباس لكم» لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنتم لباس لهنّ» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف تقديره (أن ترفثوا ليلة الصيام إلى نسائكم) . ولا يصحّ عند بعضهم تعليقه بالرفث المذكور لأنّ معمول المصدر لا يتقدّم عليه.(2/377)
(علم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون و (التاء) ضمير اسم كان والميم حرف لجمع الذكور، (تختانون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (تاب) فعل ماض ...
والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل تاب (الواو) عاطفة (عفا عنكم) مثل تاب عليكم.
والمصدر المؤول من أنّ واسمها وخبر سدّ مسدّ مفعولي علم.
(الفاء) استئنافيّة (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (باشروا) «1» وهو فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير لجمع الإناث في محلّ نصب مفعول به، (الواو) عاطفة (ابتغوا) مثل باشروا (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (كتب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل الأول متعلق ب (كتب) بتضمينه معنى يسّر (الواو) عاطفة (كلوا) مثل باشروا، ومثله (اشربوا) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يتبيّن) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (لكم) مثل الأول متعلّق ب (يتبيّن) ، (الخيط) فاعل مرفوع (الأبيض) نعت للخيط مرفوع (من الخيط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتبين) ، (الأسود) نعت للخيط مجرور مثله (من الفجر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتبين) ... «من الأولى لابتداء الغاية، ومن الثانية بيانية، لذا
__________
(1) نزّل المستقبل القريب في الأمر منزلة الحاضر فتعلّق الظرف بالأمر، ويجوز أن يحمل الكلام على معناه، أي فالآن قد أبحنا لكم مباشرتهنّ، فالتعليق بفعل محذوف وهو (أبحنا) .(2/378)
يحمل الجارّ معنى الحال- وهي عند الزمخشري تبعيضيّة، أي حال كون الخيط الأبيض بعضا من الفجر» .
والمصدر المؤوّل (أن يتبيّن ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (كلوا واشربوا) .
(ثمّ) حرف عطف (أتمّوا) مثل باشروا (الصيام) مفعول به منصوب (إلى الليل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّوا) «1» .
وجملة: «علم الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كنتم تختانون» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «تختانون» في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «تاب عليكم» لا محلّ لها معطوفة على محذوف أي فتبتم فتاب عليكم.
وجملة: «عفا عنكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب عليكم.
وجملة: «باشروهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ابتغوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة باشروهنّ.
وجملة: «كتب الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كلوا» لا محل لها معطوفة على جملة باشروهنّ.
وجملة: «اشربوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: «يتبيّن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أتمّوا الصيام» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية.
__________
(1) أو بمحذوف حال من الصيام.(2/379)
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تباشروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ...
والواو فاعل و (هنّ) ضمير متّصل مفعول به (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (عاكفون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (في المساجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (عاكفون) ، (تي) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حدود) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تقربوها) مثل تباشروهنّ.
وجملة: «لا تباشروهنّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية.
وجملة: «أنتم عاكفون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تلك حدود..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: لا تقربوها لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا شئتم الطاعة فلا تقربوها.
(الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق تقديره بيانا (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبيّن) ، (لعلّهم يتّقون) مثل لعلّكم تشكرون «2»
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف تقديره بيانا مثل هذا البيان.
(2) في الآية (185) من هذه السورة.(2/380)
وجملة: يبيّن الله لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: لعلّهم يتّقون لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: يتّقون في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الرفث) مصدر سماعيّ لفعل رفث يرفث باب نصر وزنه فعل بفتحتين أو هو من باب ضرب.
(لباس) ، اسم جامد لما يلبس من فعل لبس يلبس باب فرح، وزنه فعال بكسر الفاء جمعه لبس بضمّ فسكون وألبسة بفتح الهمزة وكسر الباء.
(تختانون) ، في الكلمة إعلال بالقلب وأصله تختونون بكسر الواو الأولى، مجرّده خان يخون، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، في الماضي والمضارع ...
(تاب) ، فيه إعلال بالقلب فالألف منقلبة عن واو مضارعه يتوب مصدره توبا وتوبة. تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، فوزنه فعل بفتحتين (انظر الآية 37 من هذه السورة) .
(عفا) ، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تاب.
(ابتغوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله ابتغيوا بضمّ الياء لام الفعل جاءت خامسة، ثم سكّنت إذ نقلت حركتها إلى ما قبلها، ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة الساكنة.
(الخيط) ، الأصل فيه هو أنه مصدر فعل خاط خيط باب ضرب، ثمّ استعمل اسما جامدا للسلك من كتان أو حرير أو قنّب أو غيره.. وفي(2/381)
الآية الكريمة جاء بمعنى بياض الصبح أو سواد الليل وزنه فعل بفتح فسكون.
(الأبيض) ، صفة مشبّهة من الثلاثي بيض يبيض باب فرح، وزنه أفعل.
(الأسود) ، صفة مشبّهة من الثلاثي سود يسود باب فرح، وزنه أفعل.
(الفجر) ، مصدر في الأصل من فجر يفجر باب نصر، ثمّ أصبح يطلق على ضوء الصباح وزنه فعل بفتح فسكون.
(عاكفون) ، جمع عاكف، اسم فاعل من عكف الثلاثيّ وزنه فاعل.
(حدود) ، جمع حدّ مصدر سماعيّ لفعل حدّ يحدّ باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد، ووزن حدود فعول بضمّ الفاء.
البلاغة
1- «هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ» .
أي هن سكن لكم وأنتم سكن لهن، ولما كان الرجل والمرأة يتعانقان ويشتمل كل منهما على صاحبه شبه كل واحد بالنظر إلى صاحبه باللباس أو لأن كل واحد منهما يستر صاحبه ويمنعه عن الفجور وهذا على سبيل الكناية.
2- وقوله «مِنَ الْفَجْرِ» بيان للخيط الأبيض، واكتفى به عن بيان الخيط الأسود. لأن بيان أحدهما بيان للثاني. فإن قلت أهذا من باب الاستعارة أم من باب التشبيه؟
قلت: قوله «مِنَ الْفَجْرِ» أخرجه من باب الاستعارة، كما أن قولك:
رأيت أسدا مجاز. فإذا زدت «من فلان» رجع تشبيها. فإن قلت فلم زيد «مِنَ الْفَجْرِ» حتى كان تشبيها؟ وهلا اقتصر به على الاستعارة التي هي أبلغ من التشبيه وأدخل في الفصاحة؟(2/382)
وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)
قلت: لأن من شرط المستعار أن يدل عليه الحال أو الكلام، ولو لم يذكر «مِنَ الْفَجْرِ» لم يعلم أن الخيطين مستعاران، فزيد «مِنَ الْفَجْرِ» فكان تشبيها بليغا وخرج من أن يكون استعارة.
3- الطباق: لأنه طابق بين الأسود والأبيض، أما ذكر بقية الألوان فيسمى تدبيجا.
4- و «الرفث» في الآية كناية عن الجماع.
[سورة البقرة (2) : آية 188]
وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تأكلوا) «1» ، (بالباطل) جار ومجرور متعلّق ب (تأكلوا) «2» ، (الواو) واو المعيّة (تدلوا) مضارع منصوب «3» ب (أن) مضمرة وجوبا بعد واو المعيّة وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تدلوا) ، (إلى الحكّام) جارّ ومجرور متعلّق ب (تدلوا) .
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (أموالكم) ، أي موجودة بينكم.
(2) أي لا تأخذوها بالسبب الباطل، ويجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف حال من (أموالكم) أي مستخلصة بالباطل، أو بمحذوف حال من فاعل تأكلوا أي مستعينين بالباطل.
(3) يجوز أن يكون مجزوما بالعطف على (تأكلوا) بتقدير (لا) ناهية محذوفة أي ولا تدلوا ...(2/383)
والمصدر المؤوّل (أن تدلوا ... ) معطوف على مصدر مسبوك من مضمون الكلام السابق أي: لا يكن أكل للأموال وإدلاء بها إلى الحكّام.
(اللام) للتعليل (تأكلوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام ...
الواو فاعل (فريقا) مفعول به منصوب (من أموال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا) ، (الناس) مضاف إليه مجرور، (بالإثم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (تأكلوا) أي متلبسين بالإثم «1» .
والمصدر المؤوّل (أن تأكلوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تدلوا) ، أو بفعل الطلب: لا تأكلوا ...
(الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ (تعلمون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
وجملة: «لا تأكلوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدلوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: «تأكلوا فريقا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «أنتم تعلمون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الصرف:
(الباطل) ، اسم فاعل من بطل يبطل على وزن فاعل، ثمّ استعمل اسما بمعنى ضدّ الحقّ.
(تدلوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله تدليوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (أموال الناس) ، أو متعلّق ب (تأكلوا) .(2/384)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)
على الياء فنقلت إلى الحرف الذي قبلها، التقى ساكنان فحذفت الياء وأصبح الفعل تدلوا وزنه تفعوا.
(الحكّام) ، جمع الحاكم، أصله اسم فاعل من حكم يحكم باب نصر ثمّ أصبح اسما يطلق على من يحكم بين الناس، وزنه فاعل.
الفوائد
1- تتقدم لام التعليل على الفعل المضارع فينصب وقد اختلف النحاة بأسباب النصب ولهم في ذلك رأيان: أحدهما انه منصوب بأن مضمرة جوازا بعد اللام وهو الرأي المعمول به اليوم وهو رأي البصريين وثانيهما وهو رأي الكوفيين وهو أن الفعل منصوب ب «كي» مضمرة جوازا بعد اللام، ويبدو أن الرأي الأول هو الراجح «لأنه من الشائع عمل «أن» ظاهرة ومضمرة وجوازا أو وجوبا» «1» .
2- من عجائب فقه اللغة دلالة الحروف منفصلة على معان خاصة بها من ذلك أن كل فعل فاؤه دال وعينه لام يدل على الحركة مقرونة بالتدلّي أو الانملاس ومن أحب الاستزادة من خصائص الحروف فعليه بالرجوع الى كتب فقه اللغة ...
[سورة البقرة (2) : آية 189]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)
الإعراب:
(يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (عن الأهلّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألون) ، (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع
__________
(1) النحو الوافي ج 4 ص 288.. [.....](2/385)
مبتدأ (مواقيت) خبر مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمواقيت (الحج) معطوف على الناس بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (البرّ) اسم ليس مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (أن) حرف مصدريّ ونصب (تأتوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (البيوت) مفعول به منصوب (من ظهور) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأتوا) بتضمينه معنى تدخلوا و (ها) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تأتوا) في محلّ جرّ بالحرف الزائد- وهو المحلّ القريب- وفي محلّ نصب خبر ليس- وهو المحلّ البعيد.
(الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (البرّ) اسم لكنّ منصوب وهو على حذف مضاف أي ذا البرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (اتّقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الواو) استئنافيّة (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (البيوت) مفعول به منصوب (من أبواب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل ائتوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لعلكم تفلحون) تقدّم إعراب نظيرها «1» .
جملة: «يسألونك..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هي مواقيت» في محل نصب مقول القول.
وجملة: «ليس البرّ بأن تأتوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة هي مواقيت «2» .
__________
(1) في الآية (185) من هذه السورة.
(2) أو معطوفة على جملة الاستئناف فلا محلّ لها.(2/386)
وجملة: «لكنّ البرّ من ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ليس البرّ.
وجملة: «اتّقى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «ائتوا البيوت» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّقوا الله لا محلّ لها معطوفة على جملة ائتوا البيوت.
وجملة: «لعلّكم تفلحون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الأهلّة) ، جمع هلال، اسم جامد وأصله أهللة- بسكون الهاء وكسر اللام الأولى وفتح الثانية- ثمّ سكّنت اللام الأولى ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها وأدغمت مع اللام الثانية، وزنه أفعلة.
(مواقيت) ، جمع ميقات، وفي الكلمة إعلال بالقلب أصله موقات بكسر الميم وسكون الواو لأنه من الوقت. جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، وفي الجمع عادت الواو إلى أصلها، وزن مواقيت مفاعيل.
(الحجّ) ، مصدر سماعيّ لفعل حجّ يحجّ باب ضرب وزنه فعل بفتح الفاء وسكون العين، وقد يرد بكسر الفاء- كما سيأتي في الآية (97) من سورة آل عمران.
(تأتوا) ، فيه إعلال بالحذف بعد إعلال التسكين، وأصله تأتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى التاء وسكنّت، التقى ساكنان فحذفت الياء وأصبح تأتوا، وزنه تفعوا.
(البيوت) ، جمع البيت، اسم جامد للمسكن من شعر أو حجر أو مدر أو غيره، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة جمع آخر هو أبيات ووزن بيوت فعول بضمّ الفاء..(2/387)
(ظهور) ، جمع ظهر اسم جامد للعضو المعروف، وهو بلفظ المصدر وزنه فعل بفتح فسكون.. ووزن ظهور فعول بضمّ الفاء، وثمّة جمعان آخران هما أظهر بضمّ الهاء، وظهران بضمّ الظاء (الآية 101) .
(اتّقى) ، فيه إبدال وإعلال، أمّا الإبدال فهو في قلب فاء الكلمة- وهي الواو- تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وأصله اوتقى. أمّا الإعلال فهو قلب لام الكلمة- وهي الياء- ألفا، أصله اتّقي بفتح الياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح اتّقى، وزنه افتعل.
(وأتوا) ، في الكلمة حذف همزة الوصل في أوّلها لتقدّم الواو عليها، أصله ائتوا، فلمّا جاءت الواو حذفت همزة الوصل ورسمت الهمزة بعد ذلك على ألف ... وفي الكلمة إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تأتوا.
البلاغة
1- «وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى» .
فإن قلت: ما وجه اتصال هذا الكلام بما قبله.
قلت: هذا من الاستطراد في كتاب الله تعالى ومثله قوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا..» إلى آخر الآية. فإنه تعالى بين عدم الاستواء بينهما إلى قوله «أجاج» وبذلك تم القصد في تمثيل عدم استواء الكافر والمسلم. ثم قوله «وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ» لا يتقرر به عدم الاستواء، بل المفاد به استواؤهما فيما ذكر، فهو من اجراء الله الكلام بطريق الاستطراد المذكور.
الفوائد
1- في هذه الآية وما تبعها من آيات يكثر تساؤل المسلمين عن أمور لها مساس في دينهم وهي من جوهر حياتهم الجديدة، يسألون رسولهم عن الأهلة ما شأنها؟ ما بال القمر يبدو هلالا، ثم يكبر حتى يستدير بدرا ثم يأخذ في(2/388)
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)
التناقص حتى يختفي، ثم يسألونه ماذا ينفقون، وعن مقدار ما ينفقون ويسألونه عن القتال في الشهر الحرام وعند المسجد الحرام. ويسألونه عن الخمر والميسر وحكمهما ويسألونه عن المحيض وعن علاقة الرجال بالنساء في تلك الفترة.
ولهذه الأسئلة دلالة على تفتح الفكر ويقظة الحس الديني كما لها دلالة تاريخية على تطور الدعوة وما يواجهها من عقبات.
2- في هذه الآية وما يليها من آيات. تلاحظ تلك التعقيبات الهادفة والتي لها علاقة ماسة بموضوع الآية، وتذكر بتقوى الله. «وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» «إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» «وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» «وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» «وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ» «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى» «وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ»
فهذه التعقيبات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالشعائر التعبدية، والمشاعر القلبية والتشريعات التنظيمية وهي خاصة مطردة من خصائص القرآن الكريم.
[سورة البقرة (2) : آية 190]
وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل قاتلوا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يقاتلون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعتدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المعتدين) مفعول به(2/389)
منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «قاتلوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقاتلونكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تعتدوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لا يحبّ المعتدين» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تعتدوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تهتدوا.. انظر الآية (137) من هذه السورة.
(المعتدين) ، جمع المعتدي، اسم فاعل من اعتدى الخماسيّ وزنه مفتعل.. وفيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى المتّقين- انظر الآية (2) من هذه السورة، الجزء الأول.
الفوائد
1- الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ، مثل من الأمثال القرآنية العديدة، وكثير من كلمات القرآن البليغة قد ذهبت مذهب الأمثال كقوله تعالى، وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ، وقوله: «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» وقوله: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» .
وهذه ثمرة من ثمرات البلاغة القرآنية، وما أكثر وجوه البلاغة في القرآن.
2- (حيث) من الظروف المكانية الملازمة للبناء برغم أنها مضافة، والأكثر أن تبنى على الضم، وتضاف للجمل الاسمية والفعلية نحو «قعدت حيث الجو معتدل، وبقيت حيث طاب المقام وقليلا ما تضاف الى المفرد ومع قلته جائز ومثله دلالتها على الزمان قالوا إن الأصل فيها للمكان وقد تكون للزمان، كقول الشاعر:
للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه
«أي حين تهدي» .(2/390)
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)
وقد ندر جرها بالباء نحو «تلاقينا بحيث صافح أحدنا الآخر» وكذلك جرها بالحرف «الى» كقول الشاعر: «الى حيث ألقت رحلها أم قشعم» وقال ابن هشام في المغني: الغالب كونها في محل نصب على الظرفية، أو خفض ب من وقد تخفض بغيرها، والأحسن الأخذ برأي ابن هشام لما فيه من تيسير..
[سورة البقرة (2) : آية 191]
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (191)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (اقتلوهم) ، (ثقفتم) فعل ماض وفاعله، و (الواو) حرف إشباع الضمّة في الميم و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الواو) عاطفة (أخرجوهم) مثل اقتلوهم (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخرجوهم) ، (أخرجوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (الواو) اعتراضيّة (الفتنة) مبتدأ مرفوع (أشدّ) خبر مرفوع (من القتل) جارّ ومجرور متعلّق بأشدّ (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقاتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تقاتلوهم) ، (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (حتّى) حرف غاية وجرّ (يقاتلوا) مضارع منصوب- (أن) مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء)(2/391)
ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يقاتلوا) .
والمصدر المؤوّل (أن يقاتلوا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تقاتلوهم) .
(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (قاتلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (كم) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اقتلوهم) مثل الأول. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «1» ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (اللام) للبعد و (الكاف) خطاب (جزاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «اقتلوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا في سبيل الله «2» .
وجملة: «ثقفتموهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أخرجوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوهم.
وجملة: «أخرجوكم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «الفتنة أشدّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «لا تقاتلوهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوهم حيث ...
وجملة: «يقاتلوكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إن قاتلوكم» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ رفع خبر مقدّم، أو مبتدأ خبره جزاء الكافرين.
(2) في الآية (190) من هذه السورة.(2/392)
فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)
وجملة: «اقتلوهم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «كذلك جزاء الكافرين» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(الفتنة) ، مصدر سماعيّ لفعل فتن يفتن باب ضرب، وزنه فعلة بكسر الفاء على وزن مصدر الهيئة.
(القتل) ، مصدر سماعيّ لفعل قتل يقتل باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- «وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ» أي شركهم في الحرم أشد قبحا، أو المحنة التي يفتتن بها الإنسان كالاخراج من الوطن المحبب للطباع السليمة أصعب من القتل لدوام تعبها وتألم النفس بها والجملة على الأول من باب التكميل والاحتراس لقوله تعالى: «وَاقْتُلُوهُمْ» إلخ عن توهم أن القتال في الحرم قبيح فكيف يؤمر به، وعلى الثاني تزييل لقوله سبحانه: «وَأَخْرِجُوهُمْ» إلخ لبيان حال الإخراج والترغيب فيه.
[سورة البقرة (2) : آية 192]
فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (انتهوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «إن انتهوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوكم في الآية السابقة.(2/393)
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)
وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف.
أي: إن انتهوا فالله يغفر لهم لأنّ الله غفور رحيم.
الصرف:
(انتهوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله انتهاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه افتعوا.
[سورة البقرة (2) : آية 193]
وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قاتلوا) سبق إعرابه «1» ، و (هم) ضمير متصل مفعول به (حتى) حرف غاية وجر (لا) نافية (تكون) مضارع تامّ منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (فتنة) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ألّا تكون فتنة) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوهم) .
(الواو) عاطفة (يكون) مضارع تامّ أو ناقص منصوب معطوف على تكون الأول (الدين) فاعل أو اسم يكون مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الدين أو بمحذوف خبر يكون (الفاء) استئنافية (إن انتهوا) سبق إعرابها في الآية السابقة (الفاء) رابطة للجواب (لا) نافية للجنس (عدوان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة حصر (على الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا وعلامة الجرّ الياء «2» .
__________
(1) في الآية (190) من هذه السورة.
(2) يجوز أن يكون الخبر محذوفا أي لا عدوان على أحد.. وحينئذ (إلا) أداة استثناء و (على الظالمين) بدل من الخبر بإعادة الجارّ.(2/394)
الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)
جملة: «قاتلوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا في سبيل الله أو جملة اقتلوهم حيث ثقفتموهم «1» .
وجملة: «لا تكون فتنة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «يكون الدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «إن انتهوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا عدوان إلا..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء..
الصرف:
(عدوان) مصدر عدا يعدو بمعنى اعتدى باب نصر وزنه فعلان بضمّ الفاء.
[سورة البقرة (2) : آية 194]
الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)
الإعراب:
(الشهر) مبتدأ مرفوع (الحرام) نعت للشهر مرفوع مثله (بالشهر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تقديره مقابل (الحرام) نعت للشهر مجرور مثله (الواو) عاطفة (الحرمات) مبتدأ مرفوع (قصاص) خبر مرفوع (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اعتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق
__________
(1) في الآية (190، 191) من هذه السورة.(2/395)
ب (اعتدى) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعتدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عليه) مثل عليكم متعلّق ب (اعتدوا) ، (بمثل) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتدوا) ، (ما) حرف مصدريّ «1» ، (اعتدى) مثل الأول (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (اعتدى) .
والمصدر المؤوّل من ما والفعل في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الواو) استئنافيّة (اتّقوا) مثل اعتدوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اعتدوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) اسم أنّ منصوب (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ (المتّقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
جملة: «الشهر الحرام بالشهر..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الحرمات قصاص» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «من اعتدى..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «اعتدى عليكم» في محلّ رفع خبر (من) «2» .
وجملة: «اعتدوا عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «اعتدى عليكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: «اعلموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله.
__________
(1) أو اسم موصول والعائد محذوف تقديره اعتدى عليكم به، والجملة صلة الموصول.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(2/396)
الصرف:
(الحرمات) ، جمع حرمة، اسم لما يجب احترامه.
وقد يكون مصدرا بمعنى المهابة والقداسة، وزنه فعلة بضمّ فسكون أو بضمّتين أو بضمّ وفتح.
(القصاص) ، انظر الآية (178) من هذه السورة.
(اعتدى) ، انظر الآية (178) من هذه السورة.
(اعتدوا) ، انظر الآية (192) من هذه السورة.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ» .
عبّر بقوله فاعتدوا عليه، وهو ليس اعتداء في الحقيقة وإنما هو عقوبة بلفظ الاعتداء لأنه سبب في العقوبة. فعلاقة هذا المجاز السببية.
الفوائد
1- فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ..
أ- في هذه الآية ورد فعل الشرط وجوابه «فعلين ماضيين» والحق أن فعل الشرط وجوابه إما أن يكونا فعلين مضارعين أو فعلين ماضيين أو فعلين مختلفين أحدهما مضارعا والثاني ماضيا. وقد وردا في هذه الآية ماضيين كل منهما في محل جزم.
ب- للنحاة رأي دونوه في باب الموصول مفاده أن «من للعاقل» وقد ترد لغيره مجازا فإن كان المجاز علاقته التشبيه كان استعاره وإن كانت علاقته غير التشبيه كان مجازا مرسلا. كقول الشاعر:
أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعليّ الى من قد هويت أطير
وقد ارتضى بعض النحاة أن يقال «من» للعالم بدلا من العاقل.
وإذا لم تتضمن «من وما» معنى الشرط فليستا بشرطيتين وإنما هما(2/397)
وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)
موصوليتان أو استفهاميتان.
ج- لقد دأب علماء الفقه والاجتهاد على شرح وبيان آيات الجهاد والهدف الذي يرمي اليه هذا الحكم من أحكام الإسلام. فقالوا: الجهاد في سبيل العقيدة لحمايتها من الحصار وحمايتها من الفتنة، وحماية منهجها وشريعتها في الحياة. وإقرار رايتها في الأرض بحيث يرهبها من يهم بالاعتداء عليها، وبحيث يلجأ إليها كل راغب فيها لا يخشى قوة ولا تمنعه فتنة. هذا هو الجهاد الذي يأمر به الإسلام ويثيب عليه ويعتبر من يقتل في سبيله شهيدا ...
ويحدده قوله تعالى: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ...
وإليكم بعض ما ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بتحديد آداب الجهاد في سبيل الله.
أورد الشيخان أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) نهى عن قتل النساء والصبيان.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أعفّ الناس قتلة أهل الإيمان أي المحاربون المؤمنون، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يوصي الغزاة بقوله «اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ... !
[سورة البقرة (2) : آية 195]
وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (أنفقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنفقوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تلقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (بأيدي) جارّ(2/398)
ومجرور متعلّق ب (تلقوا) بتضمينه معنى ترموا بأيديكم «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و (كم) ضمير مضاف إليه (إلى التهلكة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تلقوا (الواو) عاطفة (أحسنوا) مثل أنفقوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله في الآية السابقة.
وجملة: «لا تلقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا.
وجملة: «أحسنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا أو استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله يحبّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يحبّ المحسنين» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تلقوا) فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تدلوا في الآية (188) من هذه السورة.
(أيدي) ، جمع يد، اسم جامد.. وفيه حذف لام الكلمة وأصله يدو أو يدي.. فإن كان يدو فجمعه أيدو وبكسر الدال ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فقيل أيدي (انظر الآية 79 من هذه السورة) .
(التهلكة) ، مصدر سماعيّ لفعل هلك يهلك باب ضرب. والتهلكة من نوادر المصادر وليس مما يجري على القياس.
(المحسنين) ، جمع المحسن، اسم فاعل من أحسن الرباعيّ على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره (انظر الآية 112 من هذه السورة) .
__________
(1) الباء عند ابن هشام زائدة، وأيدي مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لفعل تلقوا.(2/399)
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)
البلاغة
«وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ» أي ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم، وقيل:
«بأيديكم» أي بأنفسكم على سبيل المجاز المرسل فعبّر بالأيدي وهي الجزء وأراد الأنفس وهي الكل. فالعلاقة جزئية.
الفوائد
1- للمفسرين أقوال كثيرة في معنى قوله تعالى: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» .
يطيب لي أن أقدم للقراء واحدا منها:
قال أبو أيوب الأنصاري: نحن أعلم بهذه الآية، إنما أنزلت فينا: صحبنا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنصرناه، وشهدنا معه المشاهد، وآثرناه على أهلينا وأموالنا وأولادنا، فلما وضعت الحرب أوزارها رجعنا إلى أهلينا وأولادنا وأموالنا نصلحها ونقيم فيها، فكانت التهلكة، الاقامة في الأهل والمال وترك الجهاد. «هكذا ورد النص» .
لقد أوردت هذا الرأي وهذا الحديث لما قد أمعنّا فيه وأوغلنا من الانهماك في سبيل المادة لا نتحرّى موردها، ولا مآلها، ولا مصدرها، ولا مصرفها الأمر الذي صرفنا عن أسباب المجد وطلب المعالي وأطمع فينا كل طامع ونتيجة ذلك فقد القينا بأيدينا الى التهلكة.
[سورة البقرة (2) : آية 196]
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (196)(2/400)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (أتموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الحجّ) مفعول به منصوب (العمرة) معطوف على الحج بالواو منصوب مثله (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّوا) (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أحصرتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير في محلّ رفع نائب فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره واجب عليكم «1» ، (استيسر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من الهدي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل استيسر (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تحلقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (رؤوس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (يبلغ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (الهدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة الظاهرة (محلّ) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه.
__________
(1) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الواجب ما استيسر.. ويجوز أن يكون ما في موضع نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اهدوا أو أدّوا.(2/401)
والمصدر المؤوّل (أن يبلغ ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (تحلقوا) .
جملة: «أتمّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أحصرتم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أتمّوا ...
وجملة: « (واجب عليكم) ما استيسر في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «استيسر.» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لا تحلقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة.
وجملة: «يبلغ الهدى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من اسم كان (مريضا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أذى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف من (رأس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأذى، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (فدية) مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف تقديره عليه فدية (من صيام) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفدية (أو) حرف عطف (صدقة) معطوف على صيام مجرور مثله، وكذلك (نسك) .
وجملة: «من كان منكم مريضا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تحلقوا..(2/402)
وجملة: «كان منكم مريضا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» وجملة: «به أذى» في محلّ نصب معطوفة على خبر كان.
وجملة: « (عليه) فدية» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
(الفاء) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب وهو معنى الاستقرار أي فعليه ما استيسر أي يستقرّ عليه الهدي (أمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون..
و (تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط إذا (من) اسم شرط جازم «2» في محلّ رفع مبتدأ (تمتّع) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالعمرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمتّع) ، (إلى الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تمتّع أي تمتّع مستمرّا بالتمتّع إلى الحج (الفاء) رابطة لجواب الشرط من (ما استيسر من الهدي) مثل الأولى في الآية ذاتها (الفاء) عاطفة (من) مثل الأول (لم) حرف نفي «3» ، (يجد) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط من (صيام) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره عليه صيام (ثلاثة) مضاف إليه مجرور (أيّام) مضاف إليه مجرور (في الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بصيام (الواو) عاطفة (سبعة) معطوف على ثلاثة مجرور مثله (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بصيام (رجعتم) فعل ماض وفاعله.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) يجيز أبو البقاء العكبري جعلها اسم موصول، والخبر جملة ما استيسر من الهدي على زيادة الفاء.
(3) الأولى أن يكون (لم) للنفي فقط ليبقى الاستقبال شاملا الشرط، ويكون الجزم من عمل اسم الشرط. [.....](2/403)
جملة: «إذا أمنتم ... » من الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم مريضا..
وجملة: «أمنتم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «من تمتّع..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وهو إذا.
وجملة: «تمتّع بالعمرة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: « (عليه) ما استيسر..» في محلّ جزم جواب الشرط (من) مقترنة بالفاء.
وجملة: «من لم يجد» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط فمن تمتّع وجملة: «لم يجد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: « (عليه) صيام..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «رجعتم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
(تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (عشرة) خبر مرفوع (كاملة) نعت لعشرة مرفوع مثله (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى الحكم المذكور و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذا (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يكن) مضارع ناقص مجزوم (أهل) اسم يكن مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (حاضري) خبر يكن منصوب وعلامة النصب الياء وحذفت النون للإضافة (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله.
وجملة: «تلك عشرة كاملة» لا محلّ لها اعتراضية.
__________
(1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(2/404)
وجملة: «ذلك لمن لم يكن..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لم يكن أهله..» لا محلّ لها صلة الموصول «1» .
(الواو) استئنافيّة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اتّقوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا.
وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله.
الصرف:
(العمرة) ، مصدر أو اسم لأفعال الحجّ الأصغر، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين.
(الهدي) ، جمع هدية زنة تمرة، اسم للحيوان الذي يسوقه الحاجّ أو المعتمر هديّة لأهل الحرم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(رؤوس) ، جمع رأس، اسم جامد لما يلي الرقبة من أعلاها أو مقدّمتها، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة جموع أخرى هي أرؤس وروس وآراس، ووزن رؤوس فعول بضمّ الفاء.
(محلّه) ، اسم مكان- أو زمان- من حلّ يحلّ باب ضرب أي تحلّل من الإحرام.
(أذى) ، مصدر سماعيّ لفعل أذي يأذى باب فرح، وفيه إعلال
__________
(1) أو في محلّ جرّ نعت ل (من) على أنّه نكرة موصوفة.
(2) يجوز عطفها على جملة أتموا الحجّ في مستهلّ الآية.(2/405)
بالقلب، قلبت الياء ألفا لمجيئها بعد فتح، أصله أذي بياء متحرّكة في آخره. وحذفت ألفه لفظا للتنوين لأنه اسم مقصور، وزنه فعل بفتحتين.
(صدقة) ، اسم لما يعطى قصد المثوبة، وزنه فعلة بفتحتين.
(نسك) ، مصدر سماعيّ لفعل نسك ينسك باب نصر، وزنه فعل بضمّتين، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي نسك بضمّ النون وفتحها وكسرها وسكون السين، ونسوك بضمّ النون، ونسكة بفتح فسكون، ومنسك زنة مفعل بفتح الميم والعين.
(يجد) ، فيه إعلال بالحذف حذفت فاؤه فهو معتل مثال مكسور العين في المضارع وزنه يعل بكسر العين.
(ثلاثة) ، انظر الآية (7) من سورة الواقعة.
(سبعة) ، انظر الآية (23) من سورة الكهف.
(عشرة) ، اسم عددي وهو أوّل العقود، وفتحت فيه الشين لأن معدوده مذكّر وهو الأيام، جمعه عشرات.
(كاملة) ، مؤنّث كامل، اسم فاعل من كمل يكمل باب نصر وباب كرم وباب فرح، وزنه فاعل.
(أهل) ، اسم جمع لا مفرد له من لفظه يجمع على أهلين ملحقا بجمع المذكّر السالم وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 105 من هذه السورة) .
(حاضري) ، جمع حاضر، اسم فاعل من حضر يحضر باب نصر، وزنه فاعل.
(العقاب) ، مصدر سماعيّ لفعل عاقب الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء. أما مصدره القياسيّ فهو المعاقبة.(2/406)
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)
البلاغة
1- «تلك عشرة كاملة» الإشارة إلى الثلاثة والسبعة.
لكي يعلم العدد جملة كما علم تفصيلا فيحاط به من وجهين فيتأكد العلم، ومن أمثالهم (علمان خير من علم) ولا سيما وأكثر العرب لا يحسن الحساب، فاللائق بالخطاب العاميّ الذي يفهم به الخاص والعام الذين هم من أهل الطبع، لا أهل الارتياض بالعلم، أن يكون بتكرار الكلام وزيادة الإفهام والإيذان بأن المراد- بالسبعة- العدد دون الكثرة فإنها تستعمل بهذين المعنيين.
الفوائد
للفقهاء كلام كثير حول قوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ. أحببنا أن نورده مختصرا لعل فيه فيه فائدة لمستفيد.
يقول الزمخشري: أي ائتوا بهما تامين كاملين بمناسكهما وشرائطهما لوجه الله من غير توان ولا نقصان يقع منكم فيهما.
أ- قيل إتمامهما أن تحرم بهما من دويرة أهلك.
ب- وقيل أن تفرد لكل واحد منهما سفرا.
ج- وقيل أن تخلصوهما للعبادة ولا تشوبوهما بشيء من التجارة والأغراض الدنيوية.
د- وقد دلّ الدليل على عدم وجوب العمرة ان رسول الله سئل: هل العمرة واجبة مثل الحج قال: لا ولكن أن تعتمر خير لك.
[سورة البقرة (2) : آية 197]
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (197)(2/407)
الإعراب:
(الحجّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (أشهر) خبر مرفوع «2» ، (معلومات) نعت لأشهر مرفوع مثله (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (فرض) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي فرض على نفسه (في) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (فرض) ، (الحجّ) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (رفث) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (الواو) عاطفة (لا فسوق) مثل لا رفث، وكذلك (لا جدال) ، (في الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا جدال «3» ، (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله (تفعلوا) وهو مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما و (من) هنا بيانيّة «4» ، (يعلم) مضارع مجزوم جواب الشرط و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (الواو) استئنافيّة (تزوّدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، والمفعول به محذوف تقديره: ما يبلّغكم لسفركم (الفاء) تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (خير) اسم إنّ منصوب (الزاد) مضاف إليه مجرور (التقوى) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف. (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل تزوّدوا و (النون) للوقاية و (الياء)
__________
(1) وذلك على حذف مضاف أي أشهر الحجّ أشهر معلومات.
(2) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره وقته أشهر، والجملة خبر الحجّ من غير تأويل حذف مضاف.
(3) وخبر (لا) الأولى والثانية محذوف أي فلا رفث في الحج ولا فسوق في الحجّ، واستغني عن ذلك بخبر الأخيرة.
(4) ثمّة أوجه أخرى للتعليق ذكرت بالتفصيل في إعراب الآية (106) من هذه السورة.(2/408)
المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به، أصله اتّقوني (يا) أداة نداء (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «الحجّ أشهر» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من فرض فيهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «فرض فيهنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «لا رفث.» هي الحجّ في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «2» .
وجملة: «تفعلوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة من فرض فيهنّ.
وجملة: «يعلمه الله» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «تزوّدوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ خير الزاد التقوى» محلّ لها تعليليّة.
وجملة: اتّقون لا محلّ لها معطوفة على جملة تزوّدوا.
وجملة النداء: «يا أولي الألباب» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(معلومات) ، جمع معلومة مؤنّث معلوم، اسم مفعول من علم يعلم باب فرح، وزنه مفعول.
(فسوق) ، مصدر سماعيّ لفعل فسق يفسق باب نصر وباب ضرب وباب كرم، وزنه فعول بضمّ الفاء.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) والجملتان: لا فسوق في الحجّ، ولا جدال في الحجّ معطوفتان على جملة الجواب.(2/409)
(جدال) ، مصدر سماعي لفعل جادل الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا القياسيّ فهو المجادلة.
(الزاد) ، مصدر بمعنى التزوّد، أو هو اسم مصدر لفعل تزوّد الخماسي، وزنه فعل بفتح فسكون وهو أيضا اسم لطعام السفر.
(التقوى) ، هو اسم مصدر من فعل اتّقى، وفيه إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال في الفعل اتّقى، أصله أو تقى، وبقي القلب في التقوى وأصله الوقيا ثمّ قلبت الياء واوا في الاسم للفرق بينه وبين الصفة وهي التقيّ.
(أولي) ، الواو زائدة تكتب ولا تلفظ، وهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
البلاغة
1- قوله «فِي الْحَجِّ» أي في أيامه والإظهار في مقام الإضمار لإظهار كمال الاعتناء بشأنه والإشعار بعلة الحكم فإن زيارة البيت العظيم والتقرب بها إلى الله عز وجل من موجبات ترك الأمور المذكورة، وإيثار النفي للمبالغة في النهي والدلالة على أن ذلك حقيق بأن لا يكون فإن ما كان منكرا مستقبحا في نفسه ففي تضاعيف الحج أقبح كلبس الحرير في الصلاة والتطريب بقراءة القرآن لأنه خروج عن مقتضى الطبع والعادة إلى محض العبادة.
2- «فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى» أي اتخذوا «التقوى» زادكم لمعادكم فإنها خير زاد، فقد أخرج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر للمبالغة. وهو تشبيه بليغ للتقوى.
3- «وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ» أمرهم بأن يتبرءوا من كل شيء سواه وهو مقتضى العقل المعرى عن شوائب الهوى فلذلك خص بهذا الخطاب أولو الألباب مع أن الأمر بالتقوى ليس خاصا بأولي الألباب وحدهم، لأن كل(2/410)
إنسان مأمور بالتقوى وهذا ما يسمى الإطناب وهو ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص على العام.
4- لقد استعمل القرآن «الألباب» مجموعة، فلم يأت بها مفردة لأنها من الألفاظ التي يعذب جمعها.
الفوائد
1- في هذه الآية يوجهنا تعالى الى التمسك بآداب الحج فينهانا عن التحدث بما يكون بين المرأة وزوجها ساعة الخلوة مما لا يليق ذكره أمام الناس كما ينهانا عن الفسوق وهو كل ما يخرج المرء من حظيرة الدين. ومن لطيف خصائص العربية أن الفاء والسين في أول الفعل كثيرا ما تشير الى النبوّ والاستكراه، والفسل هو الأمر المسترذل.
يقول الفرزدق:
فلا تقبلوا منهم أباعر تشترى ... بوكس ولا سودا تصحّ فسولها
2- كثيرا ما يعقّب تعالى في ختام الآيات بالتنويه عن أصحاب العقول والحض على تحرير العقل واستعماله بعيدا عن الضلالات والخرافات وعما كان عليه أعراب الجاهلية من ذلك قوله تعالى: وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، لِأُولِي النُّهى، ومثله التنديد بمن لا يستعمل فكره وعقله:
«وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها، وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ.
ولعلّ في هذا الاتجاه حيوية الدين واستجابته لضرورات التطور لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.(2/411)
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)
[سورة البقرة (2) : آية 198]
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)
الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر ليس (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تبتغوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (فضلا) مفعول به منصوب (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبتغوا) «1» ، و (كم) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أن تبتغوا.. والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف نعت لجناح.
(الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل تضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب اذكروا (أفضتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من عرفات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفضتم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اذكروا) «2» ، (المشعر) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمشعر مجرور مثله (الواو) عاطفة
__________
(1) أو بمحذوف نعت ل (فضلا) .
(2) أو بمحذوف حال من فاعل اذكروا.(2/412)
(اذكروا) مثل الأول و (الهاء) ضمير مفعول به (الكاف) حرف جرّ وتعليل «1» ، (ما) حرف مصدريّ (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (ما هداكم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (اذكروه) أي لأجل هدايته إيّاكم.
(الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة، وهي هنا مهملة وجوبا ...
(كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم كان (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف دلّ عليه لفظ الضالّين.. أو متعلّق بالضالّين المذكور، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة التي تميّز بين إن النافية والمخفّفة من الثقيلة (من الضالّين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبتغوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «أفضتم.» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اذكروا الله» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «اذكروه» لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا الله.
وجملة: «كنتم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(تبتغوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى تشتروا في الآية (41) وزنه تفتعوا.
(أفضتم) ، فيه إعلال بالحذف أصله أفاضتم- والألف فيه منقلبة عن ياء- فلمّا جاءت الألف ساكنة قبل الضاد الساكنة لمناسبة البناء حذفت، وزنه أفلتم.
__________
(1) أي بسبب هدايته إيّاكم، ويبعد أن تكون للتشبيه فلا يصحّ أن تكون بمعنى مثل.(2/413)
(عرفات) ، اسم جمع سمي به مكان بعينه كأذرعات، وإنّما صرف وفيه علّتان لأن تنوينه تنوين المقابلة لا تنوين التمكين، أي أن هذا التنوين هو نظير النون في (مسلمون) وليس دليل الصرف. وهذا الاسم من الأسماء المرتجلة إلا على القول بأن أصله جمع.
(المشعر) ، اسم جبل، سمي مشعرا زنة معبد من الشعار وهو العلامة لأنه من معالم الحج.
الفوائد
1- لفظ «عرفات» من الملحقات بجمع المؤنث السالم. فحقه أن يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة والملحقات بجمع المؤنث نوعان:
أ- الأول كلمات لها صورة جمع المؤنث ولكن ليس لها مفرد، لفظها وإنما لها مفرد من معناها، مثل «أولات» بمعنى صاحبات ومفردها «ذات» بمعنى صاحبة. وبما أن كلمة «أولات» مضافة دائما فهي تعرب اعراب جمع المؤنث بدون تنوين، ومثلها لفظ «اللات» وهي اسم موصول لجمع الإناث وتعرب إعرابه وهناك من يبنيها على الكسر فهي عندهم اسم جمع لكلمة (التي) .
ب- النوع الثاني من ملحقات جمع المؤنث السالم، هو كل ما كان من جمع المؤنث أو ملحقاته ثم انتقل فأصبح علما على رجل أو امرأة أو مكان أو غير ذلك من أمثلته «سعادات وزينبات، وعنايات، ونعمات، وعرفات، وأذرعات» . فهذه لفظها لفظ جمع المؤنث ولكنها تطلق على مفرد سواء كان مذكرا أم مؤنثا وفي إعراب هذا النوع الأخير من الأسماء ثلاثة أقوال، الأول: يعربه إعراب جمع المؤنث السالم مع التنوين، والثاني يعربه إعراب جمع المؤنث السالم ولكن بدون تنوين، والثالث: يعربه إعراب الممنوع من الصرف يرفع بالضمة، وينصبه ويجره بالفتحة ولكن بدون تنوين.
إن الآراء الثلاثة جائزة وإنما الأفضلية للرأي الأخير. ونحض على استعماله دون غيره.(2/414)
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)
2- كثيرا ما يتساءل الناس عن الحج إذا نجمت عنه منفعة كمن يتجر في الحج ومن يؤجر نفسه أثناء الحج سواء للخدمة أو ليحج عن آخر لم يستطع أن يحج. إلى آخر ما هنالك من المنافع وللاجابة على هذا التساؤل نورد هذه الأحاديث:
أ- روى البخاري عن ابن عباس: قال: كانت عكاظ والمجنة وذو المجاز اسواقا في الجاهلية فتأثم الناس أن يتجروا في الموسم فنزلت «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» في مواسم الحج.
ب-
وفي رواية عن أبي أمامه التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكرى فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت. وتأتون بالمعروف وترمون الحجار، وتحلقون رؤوسكم؟ قال: قلنا بلى: فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فسأله عن الذي سألتني: فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» .
وقد نزلت إباحة البيع والشراء والكراء في الحج وسماها القرآن ابتغاء من فضل الله. ليشعر من يزاولها أنه يبتغي من فضل الله حين يتجر وحين يعمل بأجر وحين يطلب أسباب الرزق إنما هو يطلب من فضل الله.
[سورة البقرة (2) : آية 199]
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف (أفيضوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جر (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أفيضوا) ، (أفاض) فعل ماض (الناس) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (استغفروا) مثل أفيضوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم (إنّ) منصوب (غفور) خبر إن مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.(2/415)
فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)
جملة: «أفيضوا» لا محل لها معطوفة على جملة اذكروا الله في الآية السابقة.
وجملة: «أفاض الناس» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «استغفروا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة أفيضوا.
وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(أفاض) ، فيه إعلال بالقلب أصله أفيض، نقلت حركة الياء إلى الضاد ثم قلبت ألفا لأن ما قبلها مفتوحة وهي متحركة في الأصل.
[سورة البقرة (2) : آية 200]
فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل اذكروا (قضيتم) فعل ماض وفاعله (مناسك) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (كذكر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي ذكرا كذكركم «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (آباء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (أو) حرف عطف للتخيير أو لإباحة أو بمعنى الواو (أشدّ) معطوف على ذكر مجرور مثله، وعلامة
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من الواو في اذكروا أي اذكروا مبالغين كذكركم.(2/416)
الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل «1» ، (ذكرا) تمييز منصوب والمعنى: كونوا أشدّ ذكرا لله منكم لآبائكم (الفاء) استئنافيّة (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «2» (يقول) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (ربّ) منادى مضاف منصوب (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه وقد حذفت أداة النداء (آت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آت المحذوف أي آتنا نصيبنا حاصلا في الدنيا (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خلاق (من) حرف جرّ زائد (خلاق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: «قضيتم.» في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها.
وجملة: «اذكروا الله» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
__________
(1) الإعراب أعلاه اختاره العكبري: أمّا الجلال فله توجيه آخر وافق فيه أبا حيان، فإن كلمة (أشدّ) منصوبة على الحال من لفظ (ذكرا) الآتي بعده وهو المفعول المطلق لفعل اذكروا الله، ولفظ أشد هو نعت للمصدر المذكور فلّما تقدّم عليه أعرب حالا أي اذكروا الله ذكرا مماثلا لذكركم آباءكم أو ذكرا أشدّ. وعلى هذا فالجارّ والمجرور (كذكركم) هو أيضا حال من لفظ (ذكرا) المذكور، وهو نعت تقدّم على المنعوت أيضا.. ولكلّ وجهة. [.....]
(2) هذا هو الظاهر، ولكنّ صحة المعنى وبلاغة التعبير تدعو لجعل الجارّ والمجرور نعتا لمبتدأ محذوف تقديره بعض من الناس من يقول.. و (من) قد يكون اسم موصول، أو نكرة موصوفة ويكون في محلّ رفع خبر.(2/417)
وجملة: «من الناس» من يقول لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقول..» لا محلّ لها صلة الموصول أو في محلّ رفع نعت من.
وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آتنا في الدنيا» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) .
وجملة: «ما له في الآخرة من خلاق» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة أي: فيعطى وما له.. من خلاق.
الصرف:
(ذكر) ، مصدر سماعيّ لفعل ذكر يذكر باب نصر، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين.
(آتنا) ، في الكلمة إعلال بالحذف لمناسبة البناء في الأمر، أصله في المضارع يؤتي. حذفت الياء- حرف العلّة- لبناء الفعل على حذف حرف العلّة.. وزنه أفعنا (انظر الآية 43 من هذه السورة لمعرفة تركيب المدّ) .
البلاغة
- «أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» أي اذكروا الله ذكرا كذكركم آباءكم أو كذكر أشدّ منه وأبلغ، وذلك بجعل الذكر ذاكرا على سبيل المجاز العقلي.
الفوائد
1- قوله: أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً. لقد قام النحاة وقعدوا في إعراب هذا العطف وحاولوا إيضاحه فأبهموه وأوقعوا الطالب في حيرة، إن منهم من جعل العطف على «الكاف» ومنهم من جعله على «الآباء» ومنهم من عطف «أشد» على نفس «الذكر» ومنهم من قال: إن الكلام محمول على المعنى والتقدير «أو كونوا ذكرا لله مثلكم لآبائكم» أما أبو حيان فقد استعرض هذه الآراء واستضعفها ثم قال: «طالما ساغ(2/418)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)
لنا حمل الآية على أنهم أمروا بأن يذكروا الله ذكرا يماثل ذكر آبائهم أو أشد، وقد كان حريّا بهم أن يجعلوا «أشدّ» منصوبا على الحال لأنه تقدم ولو تأخر لكان نعتا لقوله «ذكرا» كقول القائل:
لميّه موحشا طلل ... يلوح كأنه خلل.
فلو تأخر موحشا لكان نعتا للطلل، ولكن عند ما تقدم أصبح حالا فتأمّل ...
2- يحسب القارئ لأول وهلة أن الله يطلب من الحاج أن يذكره كما يذكر أباه وأمه وأقاربه ولكن ليس الأمر كذلك: فقد كانوا في أسواق الجاهلية يتفاخرون بالآباء والأجداد ويذكرون مآثرهم ومناقبهم: فأراد الله أن يغيروا هذه السنة السيئة لسنة أفضل وأقوم وهي أن يذكروا الله بدلا من انشغالهم بذكر الآباء والأجداد.
[سورة البقرة (2) : آية 201]
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ (201)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» (من يقول.. في الدنيا) سبق إعرابها مفردات وجملا «2» ، (حسنة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (في الآخرة حسنة) مثل نظيرها المتقدمة «3» ، (الواو) عاطفة (ق) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عذاب) مفعول به منصوب (النار) مضاف إليه.
جملة: «منهم من يقول» لا محلّ لها معطوفة على جملة من الناس من يقول «4» .
__________
(1) ما ذكر في الحاشية رقم (2) في الصفحة قبل السابقة.
(2) في الآية (200) السابقة.
(3، 4) في الآية (200) السابقة.(2/419)
أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)
وجملة: «قنا عذاب النار» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتنا ...
الصرف:
(قنا) ، فيه إعلال بالحذف المضاعف، حذفت فاء الفعل بدءا من المضارع لأنه معتلّ الفاء، وحذفت لام الفعل لمناسبة البناء، يعامل معاملة المثال والناقص، وزنه عنا.
(حسنة) ، اسم للشيء الحسن المطلوب، وزنه فعلة بفتحتين.
[سورة البقرة (2) : آية 202]
أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (202)
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب «1» ، (كسبوا) فعل ماض وفاعله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور، وقد أضيفت الصفة إلى فاعلها.
جملة: «أولئك لهم نصيب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لهم نصيب..» في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
وجملة: «كسبوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «الله سريع الحساب» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نصيب) ، اسم لما يقسم ويرفع، معنويا كان أو مادّيّا، فهو فعيل بمعنى مفعول.
__________
(1) يجوز أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب.(2/420)
وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)
(سريع) ، صفة مشتقّة من سرع يسرع باب فرح وباب كرم، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل وزنه فعيل.
(الحساب) ، مصدر سماعيّ لفعل حاسب الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ للفعل فهو محاسبة.
[سورة البقرة (2) : آية 203]
وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (في أيام) جارّ ومجرور متعلّق ب (اذكروا) ، (معدودات) نعت لأيام مجرور مثله (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تعجّل) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في يومين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعجّل) ، وعلامة الجرّ الياء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) عاطفة (من تأخّر فلا إثم عليه) مثل سابقتها تأخذ إعرابها مفردات وجملا (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ محذوف تقديره هو يعود إلى جواز التعجيل والتأخير (اتّقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل اذكروا(2/421)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)
(الله) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اذكروا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحشرون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: «اذكروا الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من تعجّل..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تعجّل في يومين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «لا إثم عليه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: « (هو) لمن اتّقى» لا محلّ لها اعتراضيّة أو استئناف بيانيّ.
وجملة: «اتّقى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا الله.
وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها معطوفة على إحدى جملتي الطلب.
وجملة: «تحشرون» في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الصرف:
(معدودات) ، جمع معدودة مؤنّث معدود، اسم مفعول من عدّ يعدّ باب نصر وزنه مفعول.
[سورة البقرة (2) : آية 204]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ (204)
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(2/422)
الإعراب:
(الواو) استئنافية (من الناس من يعجب) مثل من الناس من يقول «1» ، و (الكاف) ضمير مفعول به (قول) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لقوله «2» (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) حاليّة (يشهد) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يشهد) ، (في قلب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ألدّ) خبر مرفوع (الخصام) مضاف إليه مجرور.
جملة: «من الناس من..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعجبك قوله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يشهد الله» في محلّ نصب حال «3» .
وجملة: «هو ألدّ الخصام» في محلّ نصب حال.
الصرف:
(الخصام) جمع خصم ككعب وكعاب، أو هو مصدر سماعيّ لفعل خاصم الرباعيّ، وفي الكلام حينئذ حذف مضاف أي هو أشد ذوي الخصام.
(قوله) ، مصدر قال يقول، وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) في الآية (200) من هذه السورة.
(2) أو متعلّق بالمصدر (قوله) على تقدير في أمور الدنيا أو يتعلّق بفعل يعجبك.
(3) يجوز اعتبار الواو استئنافيّة والجملة بعدها مستأنفة لا محلّ لها.. ويجوز أن تكون الواو عاطفة تعطف جملة يشهد على جملة يعجبك.(2/423)
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)
(ألدّ) صفة مشتقّة بمعنى شديد الخصومة فهي صفة مشبّهة على وزن أفعل من لدّ يلدّ باب نصر.
[سورة البقرة (2) : آية 205]
وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ (205)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل سعى (تولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سعى) مثل تولّى (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل سعى أي متنقّلا أو متعلّق ب (سعى) ، (اللام) لام التعليل (يفسد) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يفسد) .
والمصدر المؤوّل (أن يفسد) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سعى) .
(الواو) عاطفة (يهلك) مثل يفسد منصوب بالعطف (الحرث) مفعول به منصوب (النسل) معطوف على الحرث بالواو منصوب مثله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفساد) مفعول به منصوب.
جملة: «تولّى» في محلّ جرّ مضاف إليه والشرط وفعله وجوابه إما مستأنف. أو معطوف على جملة يعجبك في الآية السابقة.
وجملة: «سعى» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يفسد» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .(2/424)
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)
وجملة: «يهلك.» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «الله لا يحبّ الفساد» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يحبّ الفساد» في محلّ رفع خبر المبتدأ.
الصرف:
(تولّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تولّي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه تفعّل.
(سعى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله سعي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعل بفتحتين.
(الحرث) ، هو الاسم من حرث يحرث باب نصر بمعنى الزرع وزنه فعل بفتح فسكون.
(النسل) ، هو الاسم من نسل ينسل باب ضرب وهو الولد وزنه فعل بفتح فسكون.
(الفساد) ، مصدر سماعيّ لفعل فسد يفسد باب نصر وباب ضرب وباب كرم وزنه فعال بفتح الفاء.
[سورة البقرة (2) : آية 206]
وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ (206)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل (أخذته) ، (قيل) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح ونائب الفاعل جملة اتّق الله كما سيأتي (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) ، (اتّق) فعل أمر(2/425)
مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (أخذ) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به (العزّة) فاعل مرفوع (بالإثم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال إمّا من العزّة أي متلبّسة بالإثم، أو من الهاء المفعول أي متلبسا بالإثم، وقد تكون الباء سببيّة فيتعلّق الجارّ بالفعل أخذ أي أخذته العزّة بسبب لإثم. (الفاء) استئنافيّة (حسب) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (اللام) واقعة في جواب قسم محذوف (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل بئس مرفوع. والمخصوص بالذّم محذوف وهو جهنّم.
جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه والشرط وفعله وجوابه إما مستأنف أو معطوفة على جملة الصلة يعجبك «1» وجملة: «اتق الله» في محلّ جرّ رفع نائب فاعل «2» .
وجملة: «أخذته العزّة» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «حسبه جهنّم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بئس المهاد..» لا محلّ لها جواب القسم.
الصرف:
(العزّة) مصدر عزّ يعزّ باب ضرب وزنه فعلة بكسر فسكون.
__________
(1) في الآية (204) من هذه السورة.
(2) ذلك خلافا لرأي الجمهور الذي يرى أنّ نائب الفاعل مقدّر أي القول.. ولكن لا حاجة لذلك لأن الجملة أصلا هي مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.(2/426)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)
(جهنّم) ، اسم جامد لدار العقاب وزنه فعنّل بفتح الفاء والعين وتشديد النون بزيادة النون الثانية كعلّس البعيدة القعر ولهذا سمّيت.
(المهاد) ، إمّا جمع مهد، أو هو مفرد بمعنى الفراش.
[سورة البقرة (2) : آية 207]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (207)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من الناس من يشري) مثل إعراب نظيرها المتقدّمة «1» ، (نفس) مفعول به منصوب (الهاء) ضمير مضاف إليه (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب (مرضاة) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (رؤف) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق برؤوف.
جملة: «من الناس» من يشري معطوفة على جملة من الناس من يقول «2» .
وجملة: «يشري..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «الله رؤف بالعباد» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نفس) ، اسم يدلّ على الذات أو الجسد أو الروح.
وهو مؤنّث إن أريد به الروح ومذكّر إن أريد به الشخص أو الذات، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 48 من هذه السورة) .
(ابتغاء) ، فيه إبدال الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة،
__________
(1، 2) في الآية (200) من هذه السورة.(2/427)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
أصلها ابتغاي لأن الفعل ابتغى يبتغي. وزنه افتعال لأن الإبدال لا يغيّر من الوزن شيئا.
(مرضاة) ، فيه إعلال بالقلب، أصله مرضية بفتح الياء وقبلها ضاد مفتوحة لذلك قلبت الياء ألفا لتجانس حركة ما قبلها فأصبحت مرضاة، وزنه مفعلة وهو مصدر ميمي من رضي.
[سورة البقرة (2) : آية 208]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه لا محلّ له (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (آمنوا) فعل ماض.. والواو فاعل (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. والواو فاعل (في السلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ادخلوا) ، (كافّة) حال من الضمير في (ادخلوا) ، أو حال من السلم أي من جميع وجوهه وشرائعه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبعوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (خطوات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة عوضا من الفتحة فهو جمع مؤنّث سالم (الشيطان) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من عدوّ- صفة تقدّمت على الموصوف- (عدوّ) خبر مرفوع (مبين) نعت لعدوّ مرفوع مثله.
جملة: «النداء يأيّها الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .(2/428)
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)
وجملة: «ادخلوا في السلم» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) .
وجملة: «لا تتّبعوا خطوات» لا محلّ لها معطوفة على جملة ادخلوا في السلم.
وجملة: «إنّه لكم عدو» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(السلم) ، مصدر بمعنى المسالمة أو هو اسم مصدر من فعل سالم وزنه فعل بكسر فسكون، وقد تفتح الفاء، وهو يذكّر ويؤنّث.
(كافّة) مصدر بمعنى الجماعة أو الجميع بوزن اسم الفاعل من كفّ، وهو لا يضاف ولا يدخله ال، ويستعمل مفردا فلا يثنّى ولا يجمع..
[سورة البقرة (2) : آية 209]
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (زللتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) فاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (زللتم) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما جاءتكم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.(2/429)
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)
جملة: «إن زللتم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة ادخلوا في الآية السابقة لأنها في حيّز النداء.
وجملة: «جاءتكم البيّنات» . محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اعلموا..» تعليل لجواب الشرط المقدّر يدلّ عليه مضمون قوله تعالى: إن الله عزيز حكيم. أي: إن زللتم.. فانتظروا عقابه فالله عزيز في انتقامه حكيم في نقضه وإبرامه.
البلاغة
1- «فَإِنْ زَلَلْتُمْ» أي ملتم عن الدخول «في السلم» وتنحيتم، وأصله السقوط وأريد به ما ذكر مجازا.
[سورة البقرة (2) : آية 210]
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام بمعنى النفي، فهو دالّ على الاستفهام الإنكاريّ (ينظرون) مضارع مرفوع والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتي) مضارع منصوب و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، وفي الكلام حذف مضاف أي يأتي أمر الله أو عذابه.
والمصدر المؤوّل (أن يأتي) في محلّ نصب مفعول به أي: ينتظرون إتيان العذاب من الله.
(في ظلل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) أو بمحذوف حال من الفاعل (من الغمام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لظلل أو بالفعل(2/430)
يأتي أي من جهة الغمام (الواو) عاطفة (الملائكة) معطوفة على لفظ الجلالة مرفوع مثله. (الواو) استئنافيّة أو عاطفة (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمر) نائب فاعل مرفوع، (الواو) استئنافيّة (إلى الله) جارّ ومجرور متعلق ب (ترجع) وهو فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمور) نائب فاعل مرفوع.
جملة: «ينظرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يأتيهم الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) .
وجملة: «قضي الأمر» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «ترجع الأمور» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ظلل) ، جمع ظلّة، اسم لما يستظلّ بوساطته، وزنه فعلة بضمّ الفاء جمعه فعل بضمّ وفتح.
(الغمام) ، اسم جامد لما يغمّ ويحجب أي السحاب، وزنه فعال بفتح الفاء وهو جمع غمامة.
(قضي) ، قلبت الألف ياء لانكسار ما قبلها في البناء للمجهول.
(الأمر) ، مصدر أمر يأمر باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- «إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ» الالتفات إلى الغيبة في الآية للإيذان بأن سوء صنيعهم موجب للإعراض عنهم.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ» علاقته السببية.
لأن الغمام مظنّة الرحمة أو العذاب وسببهما، فمنه تهطل الأمطار، وقد تنشأ السيول المتلفة الجارفة.
__________
(1) أو معطوفة على جملة يأتيهم الله لا محلّ لها لأنها داخلة في حيّز الانتظار.(2/431)
سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211)
[سورة البقرة (2) : آية 211]
سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (211)
الإعراب:
(سل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة (كم) اسم استفهام كناية عن كثير مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به ثان مقدّم لأن له الصدارة (آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (نا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به أول (من آية) تمييز كم، ومن زائدة «1» ، (بيّنة) نعت لآية مجرور مثله. (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في (محلّ رفع مبتدأ (يبدّل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبدّل) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (التاء) تاء التأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ما جاءته) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (شديد) خبر إنّ مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.
__________
(1) قال أبو البقاء العكبري: والأحسن إذا فصل بين كم وبين مميّزها أن يؤتي ب (من) . [.....](2/432)
جملة: «سل بني إسرائيل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آتيناهم» لا محلّ لها تفسيريّة أو استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «من يبدّل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يبدّل نعمة الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ من «2» .
وجملة: «جاءته» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «إنّ الله شديد العقاب» تعليل للجواب المقدّر أي من يبدّل.. فإنّ الله يعاقبه لأنه شديد العقاب.
الصرف:
(سل) فيه حذف الهمزة، عين الفعل، للتخفيف، وزنه فل.
(بني) ، جمع ابن، وانظر في تصريف ابن في الآية (20) من هذه السورة.
(نعمة) ، اسم لما ينعم على الإنسان من رزق وغيره، وزنه فعلة بكسر فسكون.
الفوائد
1- تأتي كم استفهامية أو خبرية. ولكل واحدة منها أحكام خاصة بها وفي هذه الآية بإمكاننا أن نعد «من زائدة» فتكون كم في محل رفع مبتدأ أو محل نصب مفعول به للفعل «آتينا» أما إذا قدّرنا «من» بيانا ل «كم» فلا يجوز أي من الإعرابين السابقين.
وقد جوّز بعضهم زيادة «من» وحصروا ذلك بعد الاستفهام ب «هل» دون
__________
(1) أو مفعول به ثان ل (سل) على الرغم من أنه ليس من أفعال القلوب، ذلك لأنه سبب للعلم، وما يصحّ للمسبب يصحّ للسبب.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(2/433)
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)
[سورة البقرة (2) : آية 212]
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (212)
الإعراب:
(زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (زيّن) ، (كفروا) فعل ماض وفاعله (الحياة) نائب فاعل مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (يسخرون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (من الذين) مثل للذين متعلّق ب (يسخرون) ، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة..
والواو فاعل (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (القيامة) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يرزق) مضارع مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمصدر يرزق اي يرزقه رزقا متلبّسا بغير حساب (حساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «زيّن ... » الحياة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يسخرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن.(2/434)
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «الذين اتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «اتّقوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «الله يرزق..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرزق من يشاء» في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) ، والعائد محذوف مع المفعول أي يشاء رزقه.
الصرف:
(الحياة) ، مصدر سماعيّ لفعل حيي يحيا كرضي وحيّ يحيّ كعضّ، والألف منقلبة عن ياء وزنه فعلة بفتحتين ... وانظر الآية (85) من هذه السورة.
(اتّقوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى اشتروا (انظر الآية 175) ، وفيه إبدال فاء الكلمة تاء كما في اتّقى (انظر الآية 189) .
البلاغة
توجد مفارقة في الجمل في هذه الآية، فقد عبر عن زينة الحياة الدنيا في نظر الذين كفروا وعن سخريتهم من المؤمنين بالفعلية إشارة إلى الحدوث، وإن ذلك أمر طارئ لا يلبث أن يزول بصوارف متعددة.
أما استعلاء الذين اتقوا عليهم فهو أمر ثابت الدّيمومة لا يطرأ عليه أي تبديل.(2/435)
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)
[سورة البقرة (2) : آية 213]
كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)
الإعراب:
(كان) ، فعل ماض ناقص (الناس) اسم كان مرفوع (أمّة) خبر كان منصوب (واحدة) نعت لأمة منصوب مثله (الفاء) عاطفة (بعث) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (النبيّين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء و (النون) عوض من التنوين (مبشّرين) حال منصوبة من النبيّين وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (منذرين) معطوف على مبشّرين منصوب مثله وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مع) ظرف مكان مفعول فيه منصوب متعلّق ب (أنزل) «1» ، (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكتاب أي متلبّسا بالحقّ (اللام) للتعليل (يحكم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو- أي الله- أو الكتاب «2» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (الناس) مضاف إليه مجرور (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يحكم) ،
__________
(1) يجوز أن يتعلّق بحال محذوفة من الكتاب، أي مبشّرا ومنذرا معهم.
(2) يجوز أن يعود على كلّ نبيّ مرسل.(2/436)
(اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلفوا) ، (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (اختلف) فعل ماض (فيه) مثل الأول ومتعلق ب (اختلف) ، (إلا) أداة حصر (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلف) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (هم) ضمير متّصل مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما جاءته البيّنات) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(بغيا) مفعول لأجله أو حال بتأويل مشتقّ أي باغين (بين) مثل الأول متعلّق بنعت ل (بغيا) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه. (الفاء) عاطفة (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الله) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) مثل اختلفوا (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (هدى) ، (اختلفوا) مثل الأول (فيه) كالسابق متعلّق ب (اختلفوا) ، (من الحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير الغائب في (فيه) ، (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الذين آمنوا أي سالكين الحقّ بإذنه «1» ، و (الهاء) مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي لفظ الجلالة (إلى
__________
(1) يجوز تعليقه ب (هدى) أي هداهم بأمره.(2/437)
صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله.
جملة: «كان الناس أمّة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بعث الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي اختلفوا فبعث.
وجملة: «أنزل..» لا محل لها معطوفة على جملة بعث.
وجملة: «يحكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) المضمر.
وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ما اختلف» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «أوتوه» لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «جاءتهم» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «هدى الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «الله يهدي..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يهدي..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(كان- هدى) ، فيهما إعلال بالقلب، الأول قلب الواو ألفا والثاني قلب الياء ألفا لمجيئهما مفتوحتين بعد فتح.
(واحدة) ، مؤنّث واحد اسم على وزن فاعل يدلّ على عدد مفرد أو يأتي معطوفا عليه في الأعداد من واحد وعشرين إلى واحد وتسعين (انظر الآية 61 من هذه السورة) .(2/438)
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)
(مبشّرين) ، جمع مبشّر، اسم فاعل من بشّر الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(منذرين) ، جمع منذر اسم فاعل من أنذر الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(أوتوا) فيه قلب الألف واوا لمناسبة الضمّة قبلها في البناء للمجهول، وفيه إعلال بالحذف.. (انظر الآية 144) .
البلاغة
في هذه الآية الكريمة فن يدعى عند علماء البلاغة بفن القلب.
فقوله «فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ» معناه:
فهدى الله الذين آمنوا للحق فيما اختلف فيه من كتاب الله الذين أوتوه.
الفوائد
عقد صاحب كتاب النحو الوافي فصلا حول المعاني التي يشتمل عليها حرف «الباء» عند ما يكون حرفا للجر. فذكر لها خمسة عشر معنى وهي:
الإلصاق، والسببية، والاستعانة، والظرفية، والتعدية، والمصاحبة، والبدلية، والعوض، والتبعيض، والمجاوزة، والاستعلاء. وبمعنى إلى والتوكيد، والدلالة على القسم. ولكل معنى من هذه المعاني أمثلة وشروح فمن شاء الاستزادة فيمكن مراجعتها في المصدر المذكور.
[سورة البقرة (2) : آية 214]
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)(2/439)
الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (حسب) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء) فاعل والميم حرف لجمع الذكور (أن) حرف مصدري ونصب (تدخلوا) مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون.. والواو فاعل (الجنّة) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن تدخلوا ... ) سدّ مسدّ مفعولي حسب «1» .
(الواو) حاليّة (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (يأت) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (مثل) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (خلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين..
والواو فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه.. (مسّ) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (البأساء) فاعل مرفوع (الضرّاء) معطوف على البأساء بالواو مرفوع مثله (الواو) عاطفة (زلزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (حتّى) حرف غاية وجرّ (يقول) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد حتّى (الرسول) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن يقول) في محلّ جرّ ب (حتّى) ، والجارّ والمجرور متعلّق ب (زلزلوا) .
(الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محل رفع معطوف على الرسول (آمنوا) فعل ماض وفاعله (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (آمنوا) «2» ، (الهاء) ضمير مضاف إليه (متى) اسم استفهام مبنيّ في
__________
(1) على رأي سيبويه، وسدّ مسدّ المفعول الأول، والمفعول الثاني محذوف- على رأي الأخفس- والتقدير أم حسبتم دخول الجنّة محقّقا.
(2) يجوز تعليقه ب (يقول) ، أي يقولون مع الرسول ...(2/440)
محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) مضاف إليه مجرور (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (نصر) اسم إنّ منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قريب) خبر إنّ مرفوع.
جملة: «حسبتم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدخلوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لمّا يأتكم مثل..» في محلّ نصب حال.
وجملة: «خلوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «مسّتهم البأساء» لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسيريّة.
وجملة: «زلزلوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة مسّتهم البأساء.
وجملة: «يقول الرسول» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) .
وجملة: «آمنوا معه» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «متى نصر الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ نصر الله قريب» لا محلّ لها استئناف بيانيّ جواب الاستفهام.
الصرف:
(الجنّة) ، اسم جامد بمعنى الحديقة، وقد دعيت كذلك لأنها من (جنّ) بمعنى ستر، فكأن المكان مستور بأشجاره وظلاله عن غيره، والمقصود باللفظ هنا جنّة الآخرة (انظر الآية 25 من هذه السورة) .
(يأتكم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، حذفت منه الياء وزنه يفعكم.(2/441)
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)
(خلوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة وهي الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وترك ما قبلها مفتوحا للدلالة على الألف المحذوفة، وزنه فعوا بفتح العين (الآية 14) .
(البأساء والضرّاء) ، الهمزة فيهما زائدة للتأنيث.. انظر الآية 177 من هذه السورة.
(نصر) ، مصدر سماعيّ لفعل نصر ينصر (الباب الأول) وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد
أشار ابن جني في كتاب «الخصائص» إلى أن قوة اللفظ تدل على قوة المعنى وقد قرر أن الكلمة إذا كانت على وزن ثم انتقلت إلى وزن أكثر من الأول في اللفظ فلا بد أن يتضمن اللفظ الجديد معنى أكثر من معنى اللفظ الأول وقد مثل لذلك بالفعل اخشوشن فإن معناه أقوى من الفعل خشن ومثله: زلزل ووسوس، وعسعس إلخ.
[سورة البقرة (2) : آية 215]
يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)
الإعراب:
(يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر «1» ، (ينفقون) مضارع
__________
(1) يجوز إعراب (ماذا) بجعله كلمة واحدة: اسم استفهام مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله ينفقون.. والجملة مفعول ثان لفعل سأل المعلّق بالاستفهام (ماذا) ، لأن السؤال سبب للعلم(2/442)
مرفوع والواو فاعل (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله (أنفقتم) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل والميم حرف لجمع الذكور والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما أو هو تمييز ما (الفاء) رابطة لجواب الشرط (للوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي مآله أو مصرفه للوالدين (الأقربين، اليتامى، المساكين، ابن) ألفاظ معطوفة على الوالدين بحروف العطف، فهي مجرورة مثله وعلامة الجرّ الياء والكسرة المقدّرة على الألف والكسرة الظاهرة على التوالي (السبيل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما تفعلوا من خير) مثل ما أنفقتم من خير، والفعل فيها مجزوم وعلامة الجزم حذف النون (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (الباء) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عليم) وهو خبر إنّ مرفوع.
جملة: «يسألونك» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ماذا..» في محلّ نصب مفعول به ثان والسؤال عن أمر في حكم العلم به.
وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (ذا) .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «ما أنفقتم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: « (مآله) للوالدين» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الله به عليم» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.(2/443)
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)
الصرف:
(اليتامى) جمع اليتيم، اسم لمن فقد أحد أبويه أو كليهما صغيرا، وزنه فعيل، ووزن الجمع فعالى بفتح الفاء (انظر الآية 83 من هذه السورة) .
الفوائد
1- يحسن بنا أن نشير إلى هذا الأسلوب المتميز الذي صدّرت به العديد من آيات هذه السورة، وهي طريقة السؤال والجواب، وهي سمة من سمات البلاغة في القرآن الكريم: فهذه جملة من الاسئلة تليها جملة من الأجوبة:
سؤال عن الإنفاق: مواضعه ومقاديره ونوع المال الذي تكون فيه النفقة وسؤال عن القتال في الشهر الحرام، وسؤال عن الخمر والميسر، وسؤال عن اليتامى ولهذه الأسئلة بواعث وأسباب يمكن لطالب المزيد أن يعود إليها في مظانها من كتب التفسير وكتب الفقه والتشريع.
2- يمكن اختصار إعراب أدوات الشرط بما يلي:
أ- من، ما، مهما: تكون في محل نصب مفعولا به في حال أن فعل الشرط يطلب مفعولا به، أما إذا كان لازما أو متعديا استوفى مفعوله أو مفعوليه فتكون في محل رفع على الابتداء.
ب- حيثما في محل نصب ظرف مكان.
ج- متى أيان أين أنى في محل نصب ظرف زمان.
د- كيفما في محل نصب حال من فاعل الشرط.
هـ- أي بحسب ما تضاف إليه.
[سورة البقرة (2) : آية 216]
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216)(2/444)
الإعراب:
(كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) بتضمينه معنى فرض (القتال) نائب فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كره) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كره) (الواو) استئنافيّة (عسى) فعل ماض تام جامد (أن) حرف مصدري ونصب (تكرهوا) مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون.. والواو فاعل (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (هو خير لكم) مثل هو كره لكم (الواو) عاطفة (عسى أن تحبّوا شيئا وهو شرّ لكم) سبق إعراب نظيرها. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «كتب عليكم القتال» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو كره لكم» في محلّ نصب حال.
وجملة: «عسى أن تكرهوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
والمصدر المؤوّل (أن تكرهوا..) في محلّ رفع فاعل عسى.
وجملة: «هو خير لكم» في محلّ نصب حال من (شيئا) ، ولا عبرة بكونه نكرة لوجود الرابط وهو الواو.
وجملة: «عسى أن تحبّوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة عسى أن تكرهوا.
والمصدر المؤوّل (أن تحبّوا ... ) في محلّ رفع فاعل عسى الثاني.(2/445)
وجملة: «هو شرّ لكم» في محلّ نصب حال من (شيئا) الثاني.
وجملة: «الله يعلم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «أنتم لا تعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم.
وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الصرف:
(القتال) ، مصدر سماعيّ لفعل قاتل الرباعيّ. وزنه فعل بكسر الفاء، أمّا مصدره القياسيّ فهو المقاتلة.
(كره) ، مصدر سماعيّ لفعل كره يكره باب فرح، وزنه فعل بضمّ فسكون، وجاء المصدر صفة بمعنى مكروه.
(عسى) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت الياء ألفا لتحركها وفتح ما قبلها، وزنه فعل بفتحتين.
(خير) ، قد يكون مصدرا للثلاثيّ خار يخير، وقد يكون اسم تفضيل حذفت منه الهمزة، كما تقدّر (من) التفضيليّة مع مجرورها.
(شرّ) ، قد يكون مصدرا للثلاثيّ، وقد يكون اسم تفضيل حذفت منه الهمزة، كما تقدّر (من) التفضيليّة مع مجرورها.
البلاغة
«وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» أي يعلم ما هو خير لكم وما هو شر لكم وحذف المفعول للإيجاز.
وفي الآية طباق بين الحب والكره وبين الخير والشر.
الفوائد
1- ثمة تساؤل حيال قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ، فالآية أخذت منحى العموم كقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ، ولكن الفقهاء فصّلوا فحوى الآية فقالوا(2/446)
«إذا دخل العدو البلاد فهو فرض عين» وإذا كان العدو لا يزال في بلاده فقتاله فرض كفاية» حسب الحاجة وما تقرره الدولة.
2- يشكل على من يعرب قوله تعالى «وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» أو «وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ» جملة حالية لمجيئها بعد الواو ومع أنها سبقت بنكرة وكان حقها أن تعرب صفة، وللتخلص من هذا الإشكال، ورد أن الواو تدخل على الجملة الحالية كما تدخل على الجملة الوصفية وقد أجاز الزمخشري ذلك من قوله تعالى: «وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ» .
3- عسى: فعل غير متصرف ومعناه المقاربة على سبيل الترجي وهي على ثلاثة أضرب:
الأول أن تكون بمنزلة كان الناقصة فتحتاج إلى اسم وخبر، ولا يكون الخبر إلا فعلا مستقبلا مشفوعا بأن الناصبة، قال تعالى: «عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ» «فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ» لفظ الجلالة اسم عسى و «أَنْ يَأْتِيَ» في تأويل المصدر خبر عسى. وفي ذلك يقول الفرزدق حين هرب من الحجاج لما توعده بالقتل:
وماذا عسى الحجاج يبلغ جهده ... إذا نحن جاوزنا حفير زياد
وقد شذ مجيء خبرها مفردا كقولهم في المثل: «عسى الغريرا بؤسا» .
الثاني: أن تكون تامة: كما هي في هذه الآية «عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» .
الثالث: يجوز به الوجهان السابقان: الأول والثاني كقولك: «عبد الله عسى أن يفلح» فيجوز لنا أن نجعلها ناقصة. كما يجوز لنا أن نجعلها تامة.
4- في هذه الآية صورة من صور المقابلة وهي من الطباق المركب نجد ذلك في قوله تعالى: «أَنْ تَكْرَهُوا ... وَهُوَ خَيْرٌ، وأَنْ تُحِبُّوا ... هُوَ شَرٌّ» .(2/447)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)
[سورة البقرة (2) : آية 217]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (217)
الإعراب:
(يسألون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون..
والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (عن الشهر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألونك) ، (الحرام) نعت للشهر مجرور مثله (قتال) بدل اشتمال من الشهر مجرور مثله «1» ، (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقتال أو متعلّق بقتال لأنه مصدر (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قتال) مبتدأ مرفوع «2» ، (فيه) مثل الأول متعلّق بقتال أو بنعت له (كبير) خبر مرفوع. (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (صدّ) مبتدأ مرفوع (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لصدّ أو متعلّق بصدّ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (كفر) معطوف على صدّ مرفوع مثله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لكفر أو بكفر (الواو) عاطفة (المسجد) معطوف على سبيل الله
__________
(1) هو بدل اشتمال لأن الشهر يشتمل القتال، والقتال ملابس الشهر لأنه واقع فيه.
(2) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها وصفت بقوله فيه.(2/448)
مجرور مثله أي صدّ عن المسجد الحرام «1» ، (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) عاطفة (إخراج) معطوف على صدّ مرفوع مثله (أهل) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (منه) مثل فيه متعلّق بإخراج (أكبر) خبر صدّ وما عطف عليه مرفوع (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أكبر) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (الفتنة) مبتدأ مرفوع (أكبر) خبر مرفوع (من القتل) جارّ ومجرور متعلّق بأكبر.
جملة: «يسألونك عن الشهر الحرام» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قتال فيه كبير» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «صدّ عن سبيل الله» في محلّ نصب معطوفة على جملة قتال فيه أو استئنافية لا محلّ لها.
وجملة: «الفتنة أكبر..» في محلّ نصب معطوفة على جملة قتال فيه كبير أو استئنافيّة لا محلّ لها.
(الواو) استئنافيّة (لا) نافية (يزالون) مضارع ناقص مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو اسم لا يزالون (يقاتلون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل و (كم) ضمير متّصل مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ بمعنى اللام (يردّوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل، و (كم) ضمير مفعول به.
__________
(1) الذي سوّغ العطف على (سبيل) أن مضمون معنى (صد عن سبيل الله، وكفر به) هو واحد.(2/449)
والمصدر المؤوّل (أن يردّوكم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يقاتلوكم) .
(عن دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّوكم) و (كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (استطاعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم.. والواو فاعل.
وجملة: لا يزالون يقاتلونكم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: يقاتلونكم في محلّ نصب خبر لا يزالون.
وجملة: يردّوكم لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) .
وجملة: استطاعوا لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وهو قوله: لا يزالون وما في حيّزه.
(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يرتدد) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل يرتدد (عن دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرتدد) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (يمت) مضارع مجزوم معطوف على يرتدد، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كافر) خبر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (حبط) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (حبطت) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) عاطفة (أولئك) مثل الأول (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في)(2/450)
حرف جرّ (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «من يرتدد» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرتدد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» وجملة: «يمت» في محلّ رفع معطوفة على جملة يرتدد.
وجملة: «هر كافر» في محلّ نصب حال.
وجملة: «أولئك حبطت أعمالهم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «حبطت أعمالهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «أولئك أصحاب..» في محلّ جزم معطوفة على جملة أولئك حبطت «2» .
وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك) «3» .
الصرف:
(قل) ، فيه إعلال بالحذف أصله قول بتسكين الواو واللام، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين وزنه فل (الآية 80) ،.
(كبير) ، صفة مشتقّة من كبر يكبر باب فرح وزنه فعيل، وهو صفة مشبّهة.
(صد) مصدر سماعيّ لفعل صدّ يصدّ باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة بعد واو الاستئناف.
(3) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها. [.....](2/451)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)
(أكبر) ، اسم تفضيل وزنه أفعل، والمفضّل عليه و (من) التفضيليّة مقدّران.
(يمت) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يموت بتسكين الواو والتاء، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين وزنه يفل.
(أعمال) ، جمع عمل وهو مصدر عمل يعمل باب فرح، وزنه فعل بفتحتين (انظر الآية 139 من هذه السورة) .
الفوائد
1- لمحة تاريخية: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عبد الله بن جحش على رأس سرية في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهر ليترصد عيرا لقريش فيها عمرو بن عبد الله الحضرمي وثلاثة معه فقتلوا وأسروا اثنين واستاقوا العير وما فيها من تجارة الطائف وكان ذلك أول يوم من رجب وهم يظنونه من جمادى الآخرة فقالت قريش قد استحل محمد الشهر الحرام، شهر يأمن فيه الخائف ويلجأ فيه الناس إلى معايشهم: فأوقف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العير وعظم ذلك على أصحاب السرية وقالوا ما نبرح حتى تنزل توبتنا، ورد رسول الله العير والأسارى فنزلت الآية: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ إلخ الآية.
[سورة البقرة (2) : آية 218]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول في محلّ نصب (هاجروا) مثل آمنوا وكذلك (جاهدوا) ، (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (أولاء) اسم إشارة(2/452)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)
مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) للخطاب (يرجون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل (رحمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «إنّ الذين آمنوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «هاجروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «جاهدوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: «أولئك يرجون» في محلّ رفع خبر (إنّ) .
وجملة: «يرجون رحمة الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «الله غفور» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يرجون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يرجوون بواوين ساكنتين، فحذفت الواو الأولى لالتقاء الساكنين، وزنه يفعون.
[سورة البقرة (2) : آية 219]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)
الإعراب:
(يسألونك عن الخمر) مثل يسألونك عن الشهر «1» ، (الميسر) معطوف على الخمر بحرف العطف مجرور مثله (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في) حرف جرّ و (هما) ضمير متّصل في
__________
(1) في الآية (217) من هذه السورة.(2/453)
محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (إثم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (كبير) نعت لاثم مرفوع مثله (الواو) عاطفة (منافع) معطوف على إثم مرفوع مثله (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمنافع (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (إثم) مبتدأ مرفوع و (هما) ضمير مضاف إليه (أكبر) خبر مرفوع (من نفع) جارّ ومجرور متعلّق بأكبر و (هما) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يسألونك) سبق إعرابه «1» ، (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» مقدّم (ينفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (قل) مثل الأول (العفو) مفعول به لفعل محذوف تقديره أنفقوا. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي تبيّنا كذلك و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن) ، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تتفكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «يسألونك» عن الخمر لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «فيهما إثم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إثمهما أكبر» في محلّ نصب حال- أولا محلّ لها اعتراضيّة.
__________
(1) في الآية (217) من هذه السورة.
(2) هذا الإعراب يوافق قراءة النصب في الفظ (العفو) الآتي.. وثمّة وجه آخر مرجوح هو أن يكون (ما) اسم استفهام مبتدأ و (ذا) اسم موصول خبر، والجملة الاسمية الاستفهاميّة تفسيريّة، والفعلية صلة الموصول.(2/454)
وجملة: «يسألونك (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسألونك الأولى.
وجملة: «ينفقون» مفعول به ل (يسألون) المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «قل (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: « (أنفقوا) العفو» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يبيّن الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم تتفكرون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تتفكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الخمر) ، اسم للمشروب المسكر، سميت بذلك لأنها تخامر العقل أي تخالطه أو تستره وتغطيه، لأن الخمر في اللغة الستر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(الميسر) مصدر ميميّ كالموعد، وهو مشتقّ إما من اليسر لأنّ فيه أخذ المال بيسر، وإمّا من اليسار لأنه سبب له.
(منافع) ، جمع منفعة، مصدر ميميّ من نفع وزنه مفعلة بفتح الميم والعين، والتاء للمبالغة ووزن منافع مفاعل.
(نفعهما) ، مصدر سماعيّ للفعل نفع باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(العفو) ، اسم لما يفضل عن الحاجة، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد
نزلت في الخمر أربع آيات كلها بمكة. كل آية ولها سبب، وقد سلك القرآن الكريم إلى تحريمها طريقة التدرج بسبب تمكنها من نفوس القوم. فكان الناس يقلعون عن شربها تدريجيا إلى أن أنشد سعد بن أبي وقاص في إحدى الولائم(2/455)
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)
شعرا بهجاء الأنصار وهو سكران فضربه أنصاري بلحى- بعظم- بعير فشجّه فشكاه سعد إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم فنزلت هذه الآية بتحريمه قطعا.
[سورة البقرة (2) : آية 220]
فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)
الإعراب:
(في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (تتفكرون) في الآية السابقة على حذف مضاف أي تتفكرون في أمر الدنيا (الآخرة) معطوف على الدنيا بالواو مجرور مثله (الواو) عاطفة (يسألونك) سبق إعرابه «1» ، (عن اليتامى) ، جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألون) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إصلاح) مبتدأ مرفوع (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جر متعلّق بمحذوف نعت لإصلاح أو بإصلاح (خير) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تخالطوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إخوان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المفسد) مفعول به منصوب (من المصلح) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من المفسد أي متميّزا من المصلح «2» (الواو) عاطفة
__________
(1) في الآية (215) من هذه السورة.
(2) أو متعلّق ب (يعلم) بتضمينه معنى يميّز.(2/456)
(لو) حرف امتناع لامتناع فيه معنى الشرط (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) رابطة لجواب الشرط (أعنت) فعل ماض و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عزيز) خبر إنّ مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة «يسألونك عن اليتامى» لا محلّ لها معطوفة على جملة يسألونك عن الخمر في الآية السابقة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إصلاح لهم خير» مفعول به ل (قل) في محلّ نصب.
وجملة: «إن تخالطوهم» في محلّ نصب معطوفة على جملة إصلاح..
وجملة: « (هم) إخوانكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «الله يعلم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «لو شاء الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم.
وجملة: «أعنتكم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(إصلاح) ، مصدر قياسيّ لفعل أصلح الرباعيّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة.
(إخوانكم) ، جمع أخ، هو اسم حذف منه لامه، أصله أخو، لأن المثنّى منه أخوان وزنه فع.
(المفسد) ، اسم فاعل من أفسد الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.(2/457)
وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)
(المصلح) اسم فاعل من أصلح الرباعيّ، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين.
[سورة البقرة (2) : آية 221]
وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)
الإعراب:
(الواو) استئنافية (لا) ناهية جازمة (تنكحوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (المشركات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (حتّى) عرف غاية وجرّ (يؤمنّ) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب ب (أن) مضمرة بعد حتّى.. والنون ضمير في محلّ رفع فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يؤمنّ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تنكحوا) .
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام الابتداء تفيد التوكيد (أمة) مبتدأ مرفوع (مؤمنة) نعت لأمة مرفوع مثله (خير) خبر مرفوع (من مشركة) جارّ ومجرور متعلّق بخير (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (أعجب) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) عاطفة (لا تنكحوا المشركين حتّى يؤمنوا) مثل إعراب نظيرتها المتقدّمة (الواو) استئنافيّة (لعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) مثل(2/458)
إعراب نظيرتها المتقدّمة (أولاء) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلى النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو.. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى الجنّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو) ، (الواو) عاطفة (المغفرة) معطوف على الجنّة مجرور مثله (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يبيّن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبيّن) ، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم لعلّ (يتذكّرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «لا تنكحوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤمنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) .
وجملة: «أمة.» خير لا محلّ لها استئنافيّة أو تعليليّة «1» .
وجملة: «أعجبتكم» في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو أعجبتكم المشركة فالمؤمنة خير.
وجملة: «عبد.. خير» لا محلّ لها استئنافيّة أو تعليليّة.
وجملة: «أعجبكم» في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو أعجبكم المشرك فالمؤمن خير.
وجملة: «لا تنكحوا المشركين» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا
__________
(1) تعليل للنهي عن زواج المشركات.(2/459)
تنكحوا المشركات.
وجملة: «يؤمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) .
وجملة: «أولئك يدعون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدعون إلى النار» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «الله يدعو..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك يدعون.
وجملة: «يدعو إلى الجنّة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يبيّن آياته» في محلّ رفع معطوفة على جملة يدعو إلى الجنّة.
وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(المشركات) ، جمع المشركة مؤنّث المشرك، اسم فاعل من أشرك الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(أمة) ، اسم للخادمة أو المملوكة، صفة مشبّهة من فعل أمت الجارية تأمو باب نصر وأميت تأمى باب فرح وأمت تأمي باب ضرب.
فيه إعلال بالحذف أصله أموة لأنّ جمعها إماء وأصلها إما وأموات، وزنه فعة.
(مؤمنة) ، مؤنّث مؤمن.. انظر الآية (8) من هذه السورة.
(مشركة) مؤنّث مشرك. انظر الآية (105) من هذه السورة.
(يدعون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يدعوون بضمّ الواو الأولى، نقلت حركة الواو إلى العين قبلها فاجتمع سكونان فحذفت الواو الأولى تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه يفعون.(2/460)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)
(إذنه) ، مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ» .
المراد بالمغفرة هنا التوبة فالعلاقة هنا المسببية، لأن المغفرة مسببة عن التوبة.
الفوائد
1- اللام: كثيرة الأقسام والمعاني وجملتها تعود إلى قسمين: عاملة وغير عاملة فالعاملة: جارة وجازمة. وغير العاملة ثمانية:
«لام الابتداء، ولام البعد، ولام التعجب، ولام الجواب، واللام الزائدة، واللام الفارقة، واللام المزحلقة، واللام الموطّئة للقسم.
واللام في هذه الآية هي لام الابتداء، وهي التي تفيد توكيد مضمون الجملة- وتخليص المضارع للحال ولا تدخل إلا على الاسم نحو «لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً» أو الفعل المضارع نحو «ليحب الله المحسنين» وتدخل على الفعل الذي لا يتصرف نحو «لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» ومن لام الابتداء «اللام المزحلقة» وقد نستوفي البحث عنها في مكان آخر من هذا الكتاب.
[سورة البقرة (2) : آية 222]
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)(2/461)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (يسألونك عن المحيض) مثل يسألونك عن الشهر «1» (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (أذى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعتزلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (النساء) مفعول به منصوب (في المحيض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من النساء «2» (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقربوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل و (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ (يطهرن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب ب (أن) مضمرة بعد حتّى.. والنون ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يطهرن) في محلّ جرّ ب (حتّى) ، متعلّق ب (تقربوهنّ) .
(الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب أي فأتوهنّ (تطهّرن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ رفع.. و (النون) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوهنّ) ، (أمر) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (التوّابين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (يحبّ المتطهرين) مثل
__________
(1) في الآية (217) من هذه السورة.
(2) أو متعلّق ب (اعتزلوا) .(2/462)
نظيرها يحبّ التوّابين.
جملة: «يسألونك عن المحيض» معطوفة على جملة يسألونك عن الشهر «1» .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو أذى» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اعتزلوا النساء» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كان كذلك فاعتزلوا.
وجملة: «لا تقربوهنّ» لا محل لها معطوفة على جملة اعتزلوا النساء.
وجملة: «يطهرن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (ان) .
وجملة: «تطهّرن» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ائتوهنّ» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أمركم الله» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّ الله يحبّ» لا محلّ لها تعليليّة «2» .
وجملة: «يحبّ التوّابين» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يحبّ المتطهّرين» في محلّ رفع معطوفة على جملة يحبّ التوّابين.
الصرف:
(المحيض) مصدر ميميّ بمعنى الحيض يصلح للحدث والزمان والمكان، فيه إعلال بالتسكين حيث نقلت كسرة الياء إلى الحاء قبلها.
(أذى) ، مصدر سماعيّ فعله أذي باب فرح، وفيه إعلال أصله أذيا
__________
(1) في الآية (217) من هذه السورة.
(2) الجملة في رأي ابن هشام وغيره معترضة بين فأتوهنّ.. ونساؤكم حرث لكم لأن الثانية تفسير للأولى.(2/463)
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)
تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(فأتوهنّ) ، فيه حذف همزة الوصل أصله ائتوهنّ، فلمّا لحقته الفاء حذفت همزة الوصل وكتبت الهمزة بعدها على ألف.
(التوّابين) ، جمع التوّاب، مبالغة اسم الفاعل وزنه فعّال (انظر الآية 37 من هذه السورة) .
(المتطهّرين) ، جمع المتطهّر، اسم فاعل من تطهّر وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
[سورة البقرة (2) : آية 223]
نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)
الإعراب:
(نساء) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (حرث) خبر مرفوع على حذف مضاف أي ذوات حرث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لحرث (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (حرث) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (أنّى) ظرف مكان مبنيّ على السكون غير متضمّن معنى الشرط متعلق ب (ائتوا) «1» ، (شئتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (قدّموا) مثل ائتوا (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّموا) و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّقوا) مثل ائتوا (الله) لفظ
__________
(1) أنّى: قد يكون بمعنى كيف، أو بمعنى أين، أو بمعنى متى فيدلّ على الظرف الزمانيّ في الآية. وأبو حيان لا يجردها من الشرط في الآية فهي متعلقة بمضمون الجواب المقدّر أي: أنّى شئتم فأتوا حرثكم.(2/464)
الجلالة مفعول به منصوب (الواو) استئنافيّة (اعلموا) مثل ائتوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (بشر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «نساؤكم حرث» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «فأتوا» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن رغبتم فيهنّ فأتوا..
وجملة: «قدّموا» في محلّ جزم معطوفة على جملة ائتوا.
وجملة: «اتّقوا الله» في محل جزم معطوفة على جملة ائتوا.
وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها استئنافيّة.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
وجملة: «بشّر المؤمنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعلموا.
الصرف:
(حرث) ، مصدر بمعنى الزرع أي زرع الولد، وقد أفرد الخبر لكونه مصدرا وهو بمعنى المفعول أي محروثات (انظر الآية 205 من هذه السورة) .
(ملاقوه) ، فيه إعلال بالحذف أصله ملاقيوه بضمّ الياء، نقلت حركتها إلى القاف للتخفيف فاجتمع ساكنان فحذفت الياء فأصبح ملاقوه، وزنه مفاعوه (انظر الآية 46 من هذه السورة) .
__________
(1) أو هي تفسيرية لجملة ائتوهن في الآية السابقة.(2/465)
وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)
البلاغة
1- «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ» أي مواضع حرث لكم شبهن بها لما بين ما يلقى في أرحامهن وبين البذور من المشابهة من حيث أن كلا منهما مادة لما يحصل منه.
وهذا التشبيه بليغ.
2- «فَأْتُوا حَرْثَكُمْ» أي ما هو كالحرث ففيه استعارة تصريحية.
الفوائد
1- (أَنَّى شِئْتُمْ» أورد المعجم لكلمة «أنّى» أربعة معان فهي تأتي بمعنى «من أين» نحو «أنّى لك هذا» أي من أين لك هذا؟ وتأتي بمعنى «كيف» نحو «أنّى شئتم» فهي بمعنى كيف شئتم ومتى شئتم وحيث شئتم.
2- اعتزل المسلمون نساءهم عملا بظاهر الآية فأخرجوهن من البيوت فلما بلغ رسول الله ذلك قال: إنما أمرتكم، أن تعتزلوا مجامعتهن، ولم تؤمروا بإخراجهن من البيوت كفعل الأعاجم.
[سورة البقرة (2) : آية 224]
وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تجعلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به (عرضة) مفعول به ثان منصوب (لأيمان) جارّ ومجرور متعلّق بعرضه (أن) حرف مصدريّ ونصب (تبرّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (تتقّوا) مثل تبرّوا «1» .
__________
(1) يجوز أن يكون الفعل على الإيجاب أي لا تكثروا الحلف بالله وإن كنتم بارّين متّقين مصلحين، ويجوز أن يكون الفعل على النفي، أي لا تحلفوا بالله ألا تبرّوا ولا تتّقوا ولا تصلحوا ...(2/466)
والمصدر المؤوّل (أن تبرّوا) في محلّ جرّ عطف بيان من (ايمان) أو بدل منه «1» ... وكذلك أن تتّقوا، وأن تصلحوا ...
(الواو) عاطفة (تصلحوا) مثل تبرّوا (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تصلحوا) ، (الناس) مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «لا تجعلوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبرّوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «تتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبرّوا.
وجملة: «تصلحوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبرّوا.
وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(عرضة) ، قد تكون بمعنى العارض أي الحاجز أو المعروض كالقبضة والغرفة بمعنى المقبوض والمغروف، وهو الشيء الذي يعرض وينصب.
(أيمان) ، جمع يمين مصدر بمعنى القسم أو اسم بمعنى القسم، وزنه فعيل جمعه أفعال.
__________
(1) لأن البرّ والتقوى والإصلاح هي موضع الأيمان ومآلها. أي الحلف على عدم القيام بالبر والتقوى. ويجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي. في أن تبرّوا.. متعلّق ب (عرضة) . [.....](2/467)
لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)
[سورة البقرة (2) : آية 225]
لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)
الإعراب:
(لا) نافية (يؤاخذ) مضارع مرفوع و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (باللغو) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤاخذ) ، (في أيمان) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من اللغو أو بالمصدر اللغو و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (يؤاخذكم) مثل الأول والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤاخذكم) «1» ، (كسب) فعل ماض (التاء) تاء التأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (كم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله غفور حليم) مثل الله سميع عليم «2» .
جملة: «لا يؤاخذكم الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤاخذكم الثانية» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كسبت قلوبكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «الله غفور» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(اللغو) مصدر لغا يلغو وزنه فعل بفتح فسكون.
(حليم) ، صفة مشبّهة من حلم يحلم باب كرم، وزنه فعيل.
__________
(1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤاخذكم) .
(2) في الآية السابقة.(2/468)
لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226)
الفوائد
ولكن: معناها الاستدراك وإنما يستدرك فيها بعد النفي، وهي من أخوات «إنّ» وأحكامها نفس أحكامها. وإذا خفّفت تهمل وجوبا. وتهمل أيضا إذا اتصلت بها «ما» الزائدة وهي الكافة كقول امرئ القيس:
ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي.
[سورة البقرة (2) : آية 226]
لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226)
الإعراب:
(اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (يؤلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل (من نساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير يؤولون أي متباعدين من نسائهم و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (تربّص) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (أربعة) مضاف إليه مجرور (أشهر) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (إنّ) حرف شرط جازم (فاءوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «يؤلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «للذين.. تربّص» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فاءوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إن الله غفور» تعليل لجواب الشرط المحذوف أي: إن فأووا(2/469)
وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)
غفر الله لهم لأن الله غفور ...
الصرف:
(يؤلون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يؤليون، بضمّ الياء الثانية، نقلت حركة الياء إلى اللام- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه يفعون، والماضي منه آلى، فالمدّة حاصلة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة وزنه أفعل.
(تربّص) ، مصدر قياسيّ لفعل تربّص الخماسيّ، وزنه تفعّل بضمّ العين المشدّدة.
(أربعة) ، اسم للعدد المعروف، وقد جاء مؤنثا لأن المعدود مذكر وهو الشهر وزنه أفعلة بفتح الهمزة والعين.
(فاءوا) ، الألف في الفعل منقلبة عن ياء من يفيء باب ضرب، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة البقرة (2) : آية 227]
وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (عزموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (الطلاق) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ الله سميع عليم) سبق إعراب نظيرها إنّ الله غفور رحيم في الآية السابقة فهي مثلها مفردات وجملا.
جملة: «عزموا الطلاق» لا محلّ لها معطوفة على جملة فاءوا في السابقة.
__________
(1) فعل عزم يتعدى إلى المفعول بنفسه أو بوساطة حرف الجرّ على، يقال عزم الأمر وعلى الأمر، فلا ضرورة لإعراب الطلاق منصوبا على نزع الخافض كما جاء في حاشية الجمل.(2/470)
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)
الصرف:
(الطلاق) ، اسم مصدر لأن فعله طلّق زنة فعّل وقياس مصدره التطليق.
[سورة البقرة (2) : آية 228]
وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (المطلّقات) مبتدأ مرفوع (يتربّصن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع.. و (النون) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (بأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتربّصن) ، (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (ثلاثة) ظرف زمان مفعول فيه متعلّق ب (يتربّصن) ، (قروء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) نافية (يحلّ) مضارع مرفوع (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ) (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكتمن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب ب (أن) و (النون) ضمير متصل في محلّ رفع فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يكتمن) في محلّ رفع فاعل يحلّ.
(ما) اسم موصول «1» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (خلق) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في أرحام) جارّ ومجرور متعلّق
__________
(1) أي يكتمن خلق الولد.. ويجوز أن يكون الخلق دم الحيض وحينئذ تكون (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها صفة لها.(2/471)
ب (خلق) ، (هنّ) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كن) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (النون) نون النسوة فاعل (يؤمنّ) فعل مضارع مبنيّ في محلّ رفع.. و (النون) فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور مثله (الواو) عاطفة (بعولة) مبتدأ مرفوع و (هنّ) ضمير مضاف إليه (أحقّ) خبر مرفوع (بردّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحقّ) ، (هن) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أحقّ) «1» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (إن) مثل الأول (أرادوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم ... والواو فاعل (إصلاحا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مثل) مبتدأ مؤخّر مرفوع «2» ، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (عليهنّ) مثل لهنّ متعلّق بصلة الموصول المحذوفة أي الذي يوجد عليهن (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمثل لأنه لا يتعرف بالإضافة لإيغاله في التنكير «3» ، (الواو) عاطفة (للرجال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (عليهنّ) مثل لهنّ متعلّق بمحذوف حال من درجة (درجة) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
__________
(1) هذا إذا كانت الإشارة إلى العدّة، أي يستحقّ رجعتها ما دامت في العدّة..
ويجوز التعليق بردّ إذا كانت الإشارة إلى النكاح.
(2) وهو نعت لمنعوت محذوف أي: ولهنّ معاشرة بالمعروف مثل الذي عليهنّ من الواجبات.
(3) أو متعلّق بالاستقرار وهو الخبر المحذوف.(2/472)
جملة «المطلّقات يتربّصن» لا محلّ لها معطوفة على جملة للذين يؤلون أو على جملة فاءوا في الآيات السابقة.
وجملة: «يتربّصن» في محلّ رفع خبر المطلّقات.
وجملة: «لا يحلّ لهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة المطلّقات يتربّصن.
وجملة: «يكتمن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «خلق الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كنّ يؤمنّ» لا محلّ لها اعتراضيّة والجواب محذوف.
وجملة: «يؤمنّ ... في محلّ نصب خبر كنّ.
وجملة: «بعولتهنّ أحقّ لا محلّ لها معطوفة على جملة المطلّقات يتربّصن.
وجملة: «أرادوا إصلاحا» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجملة الجواب محذوفة دلّ عليها ما قبلها أي إن أراد بعولتهنّ إصلاحا فهم أحقّ بردّهنّ.
وجملة: «لهنّ مثل الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة المطلّقات ...
وجملة: «للرجال عليهنّ درجة» لا محلّ لها معطوفة على جملة المطلّقات..
وجملة: «الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(المطلّقات) ، جمع المطلّقة وهو اسم مفعول لحقته التاء على وزن مفعّلة بضمّ الميم وفتح العين.
(قروء) ، جمع قرء بضمّ القاف وفتحها. وفي المصباح والقرء فيه لغتان الفتح وجمعه قروء وأقرؤ مثل فلس وفلوس وأفلس، والضمّ ويجمع على أقراء مثل قفل وأقفال.(2/473)
الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)
(أرحام) ، جمع رحم اسم لمكان تخلّق النطفة، وزنه فعل بفتح فكسر.
(بعولتهنّ) ، جمع بعل والتاء لتأنيث الجمع، ويصحّ أن يكون مصدرا على حذف مضاف أي أهل بعولتهنّ، وفي المصباح البعل الزوج يقال بعل يبعل باب قتل بعولة إذا تزوّج والمرأة بعل، وقد يقال فيها بعلة بالهاء كما يقال زوجة تحقيقا للتأنيث والجمع البعولة، وفي القاموس يجمع البعل على بعال وبعول وفيه بعل من باب منع.
(أحقّ) ، اسم تفضيل على وزن أفعل من حقّ يحقّ باب ضرب.
(درجة) ، اسم من درج يدرج باب فرح، وزنه فعلة بفتحتين.
(مثل) ، صفة مشتقة من فعل مثل يمثل فلانا باب نصر.. وزنه فعل بكسر فسكون، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل لأنه بمعنى مماثل، ويوصف به المذكّر والمؤنّث والمثنّى والجمع يقال: هو وهي وهما وهم وهنّ مثله، ويقال أيضا هم أمثالهم.
[سورة البقرة (2) : آية 229]
الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخافا أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)(2/474)
الإعراب:
(الطلاق) مبتدأ مرفوع (مرّتان) خبر مرفوع وعلامة الرفع الألف (الفاء) عاطفة (إمساك) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره واجب عليكم وهو متقدّم على المبتدأ (بمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لإمساك أو بالمصدر إمساك (أو) حرف عطف (تسريح) معطوف على إمساك مرفوع مثله (بإحسان) جرّ ومجرور متعلّق بنعت لتسريح أو بالمصدر تسريح.
جملة: «الطلاق مرتان» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (عليكم) إمساك» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(الواو) عاطفة (لا) نافية (يحلّ) مضارع مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحلّ) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تأخذوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (من) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من شيئا «1» (آتيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون..
و (التاء) فاعل والميم حرف لجمع الذكور (الواو) حرف زائد لإشباع حركة الميم (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (شيئا) مفعول به عامله تأخذوا، والمفعول الثاني لفعل آتيتموهنّ محذوف تقديره آتيتموهنّ إيّاه.
والمصدر المؤوّل (أن تأخذوا) في محلّ رفع فاعل يحلّ.
(إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يخافا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون، و (الألف) فاعل.
__________
(1) أو متعلّق ب (تأخذوا) .(2/475)
والمصدر المؤوّل (أن يخافا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف على حذف مضاف، والجارّ والمجرور بمفهومه الخاصّ المحدود مستثنى من أعمّ الأحوال قبل أداة الاستثناء «1» ، (أن) مثل الأول (لا) نافية (يقيما) مثل يخافا (حدود) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (ألّا يقيما) في محلّ نصب مفعول به عامله يخافا.
وجملة: «لا يحلّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الطلاق مرّتان.
وجملة: «تأخذوا..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «آتيتموهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يخافا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «يقيما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.
(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير فاعل (ألّا يقيما حدود الله) سبق إعرابها ...
والمصدر المؤوّل (ألّا يقيما) في محلّ نصب مفعول به عامله خفتم.
(الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليهما) مثل لكم متعلّق بمحذوف خبر لا (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف «2» ، (افتدت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على
__________
(1) تقدير المعنى: لا يحل لكم أن تأخذوا ممّا آتيتموهنّ شيئا في كلّ حال من الأحوال إلا في حال خوف الزوجين من عدم إقامة حدود الله، وحينئذ يصحّ الأخذ ويحلّ. وأبو حيّان يجعله استثناء مفرغا وهو المفعول لأجله أي لا يحلّ لكم أن تأخذوا بسبب من الأسباب إلا خوفا من عدم إقامة حدود الله فذلك هو المبيح لكم الأخذ.
(2) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة في محل جرّ، والجملة بعدها صفة لها.(2/476)
الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. و (التاء) تاء التأنيث (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (افتدت) .
وجملة: «خفتم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقيما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الرابع.
وجملة: «لا جناح عليهما» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «افتدت به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حدود) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تعتدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتعدّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (حدود) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل «1» ، (الظالمون) خبر المبتدأ أولئك، مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: تلك حدود الله لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: لا تعتدوها في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن وعيتموها فلا تعتدوها.
وجملة: من يتعدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تلك حدود الله
__________
(1) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره الظالمون والجملة خبر أولئك.(2/477)
وجملة: «يتعدّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «أولئك..» الظالمون في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(مرتان) ، مثنّى مرّة وهو اسم بمعنى الفعلة أو مصدر، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(إمساك) ، مصدر الفعل أمسك، وهو مصدر قياسي أفعل إفعال.
(تسريح) ، مصدر الفعل سرّح الرباعيّ، وهو مصدر قياسيّ فعّل تفعيل.
(حدود) ، جمع حدّ، مصدر حدّ يحدّ باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 187 من هذه السورة) .
(خفتم) ، فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة الساكن لبناء الفعل على السكون، وزنه فلتم بكسر الفاء.
(افتدت) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل تاء التأنيث، وزنه افتعت.
(تعتدوها) ، أي تتعدّوها، وكلاهما بمعنى تتجاوزوها، الأول من فعل اعتدى الحقّ وعن الحقّ وفوق الحقّ أي جاوزه، والثاني من فعل تعدّى الشيء أي جاوزه. وفي تعتدوها إعلال بالحذف أصله تعتديوها بضمّ الياء، نقلت حركة الياء إلى الدال فسكّنت، ثمّ حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه تفتعوها.
(يتعدّ) ، حذفت لامه للجزم وزنه يتفعّ.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب.(2/478)
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230)
[سورة البقرة (2) : آية 230]
فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (طلّق) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (ها) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (تحلّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحلّ) ، (من) حرف جرّ (بعد) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تحلّ) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ بمعنى إلّا (تنكح) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (زوجا) مفعول به منصوب (غيره) نعت لزوج منصوب مثله، والهاء ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تنكح) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تحلّ) .
(الفاء) عاطفة (إن طلّقها) مثل الأولى والفاعل يعود إلى الزوج الثاني (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (أن) حرف مصدريّ ونصب (يتراجعا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. و (الألف) ضمير فاعل.(2/479)
والمصدر المؤوّل (أن يتراجعا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في، والجارّ والمجرور متعلّق بخبر لا المحذوف.
(إن) حرف شرط جازم (ظنّ) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط و (الألف) ضمير فاعل (أن) مثل الأول (يقيما) مثل يتراجعا.
والمصدر المؤوّل (أن يقيما) في محلّ نصب مفعول به أول ل (ظنّ) ، والمفعول الثاني مقدّر أي إن ظنّا إقامة حدود الله حاصلة «1» ، (حدود) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (تلك حدود الله) سبق إعرابها في الآية السابقة (يبيّن) مضارع مرفوع، والفاعل هو و (ها) ضمير مفعول به (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبيّن) (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «طلقها» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تحل» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي فهي لا تحلّ له.. والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «تنكح لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي المضمر (أن) .
وجملة: «طلّقها (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة طلّقها الأولى.
وجملة: «لا جناح عليهما» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يتراجعا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ظنّا» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجملة الجواب محذوفة. دلّ عليها ما سبق أي: إن ظنّا أن يقيما حدود الله فلا جناح عليهما أن يتراجعا.
__________
(1) يجوز أن يسدّ المصدر المؤوّل مسدّ مفعولي ظنّ.(2/480)
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)
وجملة: «يقيما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تلك حدود الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يبيّنها» في محلّ نصب حال من حدود الله.
وجملة: «يعلمون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
الفوائد
1- كان الرجل يطلق المرأة ويتركها حتى يقرب انقضاء عدتها ثم يراجعها لا عن حاجة ولكن ليطوّل العدة عليها، فهو الإمساك ضرارا.
2- ثمة آراء حول النكاح المعقود بشرط التحليل. فقد ذهب سفيان والأوزاعي وأبو عبيد ومالك وغيرهم إلى أنه غير جائز
وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه لعن المحلّل والمحلّل له،
وعن عمر رضي الله عنه: لا أوتى بمحلّل ولا محلّل له إلا رجمتهما.
[سورة البقرة (2) : آية 231]
وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (طلّق) فعل ماض مبنيّ على السكون و (تم) ضمير في محلّ رفع فاعل (النساء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (بلغن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون)(2/481)
ضمير فاعل (أجل) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أمسكوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (هنّ) ضمير مفعول به (بمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل أمسكوهنّ أي متلبسين بمعروف (أو) حرف عطف للتخيير (سرّحوا) مثل أمسكوا و (هنّ) مفعول به (بمعروف) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من فاعل سرّحوهنّ (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تمسكوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، و (هنّ) مفعول به (ضرارا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (اللام) للتعليل (تعتدوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وعلامة النصب حذف النون و.. الواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تعتدوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ضرارا) .
(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ظلم) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (نفس) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (لا تتّخذوا) مثل لا تمسكوا (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هزوا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة
__________
(1) قال الجمل في حاشيته على الجلالين: لا يجوز جعله علّة ثانية- أي لا يجوز تعليقه بالفعل- لأن المفعول لأجله لا يتعدّد إلا بالعطف وهو مفقود هنا. [.....](2/482)
(اذكروا) مثل أمسكوا (نعمة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نعمة الله «1» (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوفة على نعمة «2» ، (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (أنزل) ، (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل المقدّر أي ما أنزله عليكم من الكتاب (الواو) عاطفة (الحكمة) معطوف على الكتاب مجرور مثله (يعظ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعظ) . (الواو) استئنافيّة (اتّقوا) مثل أمسكوا (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل أمسكوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر أنّ مرفوع.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
جملة: «طلّقتم النساء» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «بلغن ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة طلّقتم.
وجملة: «أمسكوهنّ» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «سرّحوهن» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهنّ.
وجملة: «لا تمسكوهنّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهنّ.
وجملة: «تعتدوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) .
__________
(1) أو متعلّق بالمصدر نعمة أي: أن أنعم الله عليكم.
(2) يجوز أن يكون (ما) مبتدأ خبره جملة يعظكم.(2/483)
وجملة: «من يفعل» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: «يفعل ذلك» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «قد ظلم نفسه» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا تتّخذوا..» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: «أنزل عليكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يعظكم به» في محلّ نصب حال من فاعل أنزل أو مفعوله.
وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اعلموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله.
الصرف:
(أجلهنّ) ، مصدر الثلاثي أجل يأجل باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
(ضرارا) ، مصدر ضارّ الذي بمعنى ضرّ.. وضارّ امرأته أيضا اتّخذ عليها ضرّة بفتح الضاد.
(هزوا) ، مخفّفة من هزؤا مصدر هزأ وهزئ، بفتح الزاي وكسرها، بفلان ومنه «3» (يعظكم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت فاء الفعل وأصله يوعظكم، لأنه مثال مكسور العين، وزنه يعلكم.
(عليم) ، صفة على وزن فعيل، جاءت على وجه الثبوت فهي صفة مشبّهة على الرغم من صياغتها من الفعل المتعدّي لأنها من صفات الله عزّ وجلّ (وانظر الآية 29) .
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) يجوز عطفها على جملة (لا تمسكوهنّ.) ، فتكون جملة (من يفعل.) اعتراضيّة.
(3) وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: هزءا، بفتح الهاء وضمّها، وهزؤا، ومهزأة.(2/484)
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)
[سورة البقرة (2) : آية 232]
وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (232)
الإعراب:
(وإذا طلّقتم النساء فبلغن أجلهنّ) مرّ إعرابها مفردات وجملا «1» ، و (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تعضلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (أن) حرف مصدري ونصب (ينكحن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. و (النون) فاعل (أزواج) مفعول به منصوب (هنّ) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن ينكحن) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من أن ينكحن، والجار والمجرور متعلّق ب (تعضلوهنّ) .
(إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب (تراضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة.. والواو فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تراضوا) و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تراضوا) «2» ، (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد
__________
(1) في الآية (231) .
(2) أو بمحذوف هو مفعول مطلق أي تراضيا بالمعروف، ويجوز تعليقه ب (ينكحن) على رأي أبي حيّان.(2/485)
و (الكاف) للخطاب (يوعظ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوعظ) ، (من) اسم موصول في محلّ رفع نائب فاعل (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (من) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل (يؤمن) وهو مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (اليوم) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور مثله (ذلكم) مثل ذلك (أزكى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لكم) مثل منكم متعلّق بأزكى (أطهر) معطوف على أزكى بالواو مرفوع مثله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل.
جملة: «لا تعضلوهنّ» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ينكحن أزواجهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «تراضوا» في محلّ جرّ مضاف إليه.. والجواب محذوف يفسّره عدم العضل «1» .
وجملة: «ذلك يوعظ..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يوعظ به من..» في محلّ رفع خبر المبتدأ ذلك.
وجملة: «كان منكم يؤمن» لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: «يؤمن بالله» في محلّ نصب خبر كان.
__________
(1) يجوز تجريد الظرف (إذا) من الشرط فيتعلّق ب (يعضلوهنّ) المذكور أو ب (ينكحن) .(2/486)
وجملة: «ذلكم أزكى» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله يعلم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: «أنتم لا تعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم.
وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
الصرف:
(تراضوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف الساكنة قبل واو الجماعة الساكنة وتركت الفتحة على ما قبل الواو دلالة على حذف الألف، وزنه تفاعوا، والألف المحذوفة أصلها واو لأن المصدر السماعيّ له: الرضوان.
(أزكى) ، الألف في الكلمة أصلها واو لأن الفعل زكا يزكو رسمت ياء غير منقوطة لأنها رابعة. ووزن أزكى أفعل إمّا لأنه اسم تفضيل على أصله والمفضّل عليه محذوف أي هو أزكى من غيره، أو أنّه وصف مجرّد عن التفضيل أي هو زاك وطاهر.
(أطهر) ، اسم تفضيل من طهر يطهر باب نصر وباب كرم وزنه أفعل، والمفضّل عليه محذوف أي أطهر من غيره.. وقد يكون وصفا مجرّدا عن التفضيل أي هو طاهر.
البلاغة
1- «وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ» أي آخر مدتهن فهو مجاز من قبيل استعمال الكل في الجزء وإن قلنا: إن الأجل حقيقة في جميع المدة.
2- «أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ» تسمية المطلقين لهن بالأزواج مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان(2/487)
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)
[سورة البقرة (2) : آية 233]
وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَها لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ فَإِنْ أَرادا فِصالاً عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الوالدات) مبتدأ مرفوع (يرضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع و (النون) فاعل (أولاد) مفعول به منصوب (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (حولين) ظرف زمان مفعول فيه منصوب وعلامة النصب الياء (كاملين) نعت لحولين منصوب مثله وعلامة النصب الياء (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره: ذلك المذكور من إرضاع الحولين. (أراد) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يتمّ) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الموصول (الرضاعة) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ نصب مفعول به.
(الواو) عاطفة (على المولود) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ والجارّ والمجرور نائب فاعل لاسم المفعول المولود (رزق) مبتدأ مؤخّر مرفوع،(2/488)
(هنّ) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (كسوتهنّ) معطوف على رزقهنّ بالواو مرفوع مثله (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الرزق والكسوة (لا) نافية (تكلّف) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (نفس) نائب فاعل مرفوع (إلا) أداة حصر (وسع) مفعول به وهو المفعول الثاني في الأصل (لا) ناهية جازمة «1» ، (تضارّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون وحرّك بالفتح لالتقاء الساكنين بسبب التضعيف، وهو مبنيّ للمجهول «2» .، (والدة) نائب فاعل مرفوع (بولد) جار ومجرور متعلّق ب (لا تضارّ) والباء سببيّة و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة «3» ، (مولود) نائب فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور قبله أي: لا يضارّ مولود. له ... (له) مثل الأول وهو نائب فاعل لاسم المفعول المولود. (بولد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يضارّ) المحذوف و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. والجملة من الفعل المقدّر ونائب الفاعل لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تضارّ والدة بولدها.. وقد ذكرت بين إعراب الجمل.
(الواو) عاطفة (على الوارث) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مثل) مبتدأ مؤخّر مرفوع (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أرادا) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط.. و (الألف) ضمير في محلّ رفع فاعل (فصالا) مفعول به منصوب (عن تراض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفصال أي فصالا صادرا عن تراض.. وعلامة الجرّ
__________
(1، 3) يجوز أن تكون نافية إذ قرئ بالرفع بالبناء للمعلوم والبناء للمجهول.
(2) يجوز أن يكون مبنيا للمعلوم فاعله (والدة) مفعوله (ولدها) على زيادة الباء أي تضرّ والدة ولدها بأن تلقي الولد إلى أبيه بعد ما ألفها.(2/489)
الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة (من) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لتراض، (تشاور) معطوف على تراض بالواو مجرور مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ و (هما) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا. (الواو) عاطفة (إن أردتم) مثل إن أرادا (أن) حرف مصدري ونصب (تسترضعوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (أولاد) مفعول به منصوب «1» ، و (كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تسترضعوا) في محلّ نصب مفعول به.
(الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا جناح عليكم) مثل الأولى.. (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (سلّمتم) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آتيتم) فعل ماض وفاعله (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل سلّمتم أو بفعل سلّمتم أو ب (آتيتم) ، (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اتّقوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق ببصير «2» ، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بصير) خبر أنّ مرفوع.
__________
(1) وهو المفعول الثاني أمّا المفعول الأول فمحذوف أي أن تسترضعوا امرأة أولادكم.. ويجوز أن يكون أولادكم منصوبا على نزع الخافض أي أن تسترضعوا امرأة لأولادكم.
(2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء.(2/490)
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمه وخبره سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا.
جملة: «الوالدات يرضعن» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرضعن.. في» محلّ رفع خبر المبتدأ (الوالدات) .
وجملة: «أرادا..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: « (ذلك) لمن أراد..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «على المولود له رزقهنّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا تكلّف نفس..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لا تضارّ والدة» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: « (لا) يضارّ مولود له» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تضارّ ...
وجملة: «على الوارث مثل ذلك» لا محلّ لها معطوفة على جملة (على المولود له رزقهنّ) .
وجملة: «إن أرادا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الوالدات يرضعن وجملة: «لا جناح عليهما» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «أردتم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أرادا.
وجملة: «فلا جناح عليكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: سلّمتم في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط.
محذوف دلّ عليه ما قبله أي إذا سلّمتم فلا جناح عليكم.
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حالا من فاعل (يرضعن) إذا أعربت (لا) نافية.(2/491)
وجملة: «أتيتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى.
وجملة: «اعلموا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «1» .
الصرف:
(الوالدات) ، جمع الوالدة مؤنّث الوالد اسم فاعل لموصوف محذوف غالبا فأصبحت الصفة كالاسم لدوام حذف الموصوف.
(حولين) ، مثنى حول، اسم جامد بمعنى العام، وزنه فعل بفتح فسكون.
(كاملين) ، مثنّى كامل اسم فاعل مشتقّ من كمل يكمل (انظر الآية 196) .
(الرضاعة) ، مصدر سماعيّ لفعل رضع يرضع باب فرح وباب ضرب وباب فتح، وزنه فعالة بفتح الفاء وقد تكسر ...
(المولود له) ، هو الأب، و (ال) في المولود وصلية و (مولود) اسم مفعول عمل عمل فعله المبنيّ للمجهول.
(رزقهنّ) ، مصدر أو بمعنى المرزوق أي الطعام.
(كسوتهنّ) ، مصدر كسا يكسو أو كسا يكسي وزنه فعلة بكسر فسكون، أو بمعنى المكسو أي الرداء، فهو اسم.
(وسعها) ، مصدر سماعيّ لفعل وسع يسع باب فرح وهو مثلّث الواو، وهنا جاءت مضمومة، وزنه فعل.
(الوارث) ، اسم فاعل من ورث يرث باب وثق وزنه فاعل.
__________
(1) أو هي صلة الموصول الحرفيّ إذا أعرب (ما) حرفا مصدريّا. [.....](2/492)
(فصالا) ، مصدر سماعيّ لفعل فاصل الرباعيّ بمعنى باين، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ فهو المفاصلة، وهنا بمعنى الفطام.
(تراض) ، مصدر تراضى، وفيه إعلال بالحذف لأنه منقوص أي التراضي، والقياس أن يضمّ ما قبل الآخر لأن الفعل مبدوء بتاء، ولثقل الضمّ قبل الياء جاء الحرف مكسورا فأصبح التراضي.
(تشاور) ، مصدر قياسيّ لفعل تشاور الخماسيّ، وزنه تفاعل بضمّ العين.
(أردتم) ، فيه إعلال بالحذف، بني الفعل على السكون لاتصاله بضمير الرفع فحذفت الألف- حرف العلّة- تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه أفلتم.
الفوائد
1- إلّا الاستثنائية: هي حرف دون غيرها من أدوات الاستثناء ولها ثلاث أحوال:
أ- وجوب نصب المستثنى بعدها.
ب- إتباعها على البدلية.
ج- إعراب ما بعدها حسب العوامل وهو الاستثناء المفرغ.
أولا: القسم الأول «وجوب نصب ما بعدها» له أحوال ثلاث:
الأولى: أن يكون المستثنى متصلا مؤخرا والكلام تاما موجبا، نحو: «فشربوا منه إلا قليلا منهم» .
الثانية أن يكون المستثنى منقطعا مثل: «ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ» فاتباع الظن ليس من جنس العلم.(2/493)
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)
الثالثة: أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه سواء كان الكلام منفيا أم موجبا.
أما التبعية على البدلية والاستثناء المفرغ فسوف يأتى بحثهما في أماكن أخرى من هذا الكتاب.
وفي قوله تعالى: «لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها» فإلا هنا أداة حصر لأن الكلام منفي والمستثنى منه محذوف وهو «شيئا» .
2- لا تضارّ: فعل مضارع مضعّف ومجزوم وحرّك بالفتح لخفته، ويصحّ كسره تشبيها له بالتقاء الساكنين.
كما يصحّ الإتباع لحركة فاء الفعل وقد روي قول جرير بالحالات الثلاث.
فغضّ الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
[سورة البقرة (2) : آية 234]
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)
الإعراب:
(الواو) عاطفة و (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ بحذف مضاف قبله»
، (يتوفّون) مضارع مبنيّ للمجهول
__________
(1) ليتم التوافق بين المبتدأ (الذين) والخبر، وهو جملة يتربّصن، كان لا بدّ من تقدير مضاف محذوف، أي: أزواج الذين يتوفّون.. يتربّصن، وقد دلّ على هذا المحذوف قوله: ويذرون أزواجا.
وبعضهم يجعل الخبر محذوفا أي: حكم الذين يتوفّون منكم كائن في ما يتلى عليكم، وتصبح جملة (يتربّصن) تفسيريّة لا محلّ لها.(2/494)
مرفوع، والواو نائب فاعل (من) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل (الواو) عاطفة (يذرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أزواجا) مفعول به منصوب (يتربّصن) مضارع مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (بأنفس) جارّ ومجرور متعلّق- (يتربّصن) «1» ، و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جر مضاف إليه (أربعة) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل يتربّصن (أشهر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (عشرا) معطوف على أربعة منصوب مثله (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (بلغن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (أجل) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا جناح عليكم) سبق إعرابها «2» ، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا «3» ، (فعلن) مثل بلغن (بأنفسهنّ) مثل الأول متعلّق- (فعلن) ، (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل فعلن «4» ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبير «5» (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (خبير) خبر المبتدأ- الله- مرفوع ...
__________
(1) أجاز الجمل في حاشيته على الجلالين أن تكون الباء زائدة، و (أنفس) مجرور لفظا مرفوع محلّا توكيد معنوي لنون النسوة في يتربّصن.
(2) في الآية 233.
(3) يجوز أن تكون نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت.
(4) أو متعلّق بمفعول مطلق محذوف أي فعلن فعلا بالمعروف.
(5) أو حرف مصدري والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق بخبير.(2/495)
جملة: الذين يتوفّون.. لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم..
وجملة: «يتوفّون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يذرون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: «يتربّصن» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «1» .
وجملة: «بلغن ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا جناح عليكم لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «فعلن» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «2» .
وجملة: «الله.. خبير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني «3» .
الصرف:
(يتوفّون) ، فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه يتفعّون بفتح عين الكلمة المشدّدة دلالة على الألف المحذوفة (يذرون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يوذرون لأن ماضيه وذر، حذفت فاؤه للاستثقال، وزنه يعلون بفتح العين، وهو من الباب الرابع فرح يفرح أو وسع يسع، وماضيه مهمل عند العرب، وكذلك مصدره واسم فاعله، فلا يقال وذر زنة شهم ولا واذر، بل ترك وتارك، ويقول: ذره تركا، ويذره تركا «4» .
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة خبرا لمبتدأ محذوف تقديره (أزواجهم) وحينئذ لا حاجة لتقدير مضاف محذوف لاسم الموصول (الذين) ، والجملة الاسمية الحاصلة خبر الموصول.
(2) أو في محلّ جرّ صفة ل (ما) النكرة الموصوفة.
(3) أو هي صلة الموصول الحرفيّ (ما) لأنه حرف مصدريّ.
(4) عن لسان العرب بتصرّف.(2/496)
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)
(عشرا) ، جاء لفظه مذكّرا لأن مميّزه مؤنّث وهو (الليالي) لأنها الأصل في حساب الأيام.
(خبير) ، حكمه في التصريف حكم بصير (انظر الآية 233) .
الفوائد
1- «الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ» .
في إعراب الآية آراء كثيرة ومتغايرة للعديد من أئمة النحو واللغة نلخص الأهم منها بما يلي:
أ- سيبويه: يرى أن «الذين في محل رفع مبتدأ» حذف خبره وتقديره «نتلو عليكم حكمهم» .
ب- الزمخشري: «الذين» مبتدأ على تقدير حذف المضاف «وأزواج الذين» .
ج- المبرد: جعل جملة يتربصن خبرا لمبتدأ محذوف التقدير «أزواجهم يتربصن»
[سورة البقرة (2) : آية 235]
وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)(2/497)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لا جناح عليكم) مرّ إعرابها «1» ، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا «2» ، (عرّضتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عرّضتم) ، (من خطبة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (به) ، (النساء) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف ويحتمل معاني كثيرة منها الإباحة أو التخيير أو التفضيل (أكننتم) مثل عرّضتم (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أكننتم) ، و (كم) ضمير متّصل مضاف إليه (علم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) اسم أنّ في محلّ نصب (السين) حرف استقبال (تذكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي علم.
(الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (لا) ناهية جازمة (تواعدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (سرّا) مفعول به ثان منصوب أي نكاحا «3» ، (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (تقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
__________
(1) في الآية 233 من هذه السورة.
(2) أو هو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل (ما عرّضتم) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بخبر لا المحذوف.
(3) أو هو مصدر في موضع الحال، ويكون المفعول محذوفا، ألا أي لا تواعدوهنّ النكاح مستخفين أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي مواعدة سرّا.(2/498)
والمصدر المؤوّل (أن تقولوا) في محل نصب على الاستثناء «1» (قولا) مفعول به منصوب (معروفا) نعت ل (قولا) منصوب مثله.
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعزموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (عقدة) مفعول به منصوب بتضمين تعزموا معنى تنووا «2» ، (النكاح) مضاف إليه مجرور (حتّى) حرف غاية وجرّ (يبلغ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (الكتاب) فاعل مرفوع (أجل) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يبلغ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تعزموا) .
(الواو) استئنافيّة (اعلموا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول
__________
(1) قيل: الاستثناء متّصل وذلك على تقدير استثناء المواعدة بالمعروف من عموم المواعدة، وهو ما قال به الزمخشريّ. وقيل: الاستثناء منقطع لأن القول المعروف هو التعريض بينما المستثنى منه هو التصريح، وهو رأي أبي حيّان ومن تبعه. قال أبو حيّان. هذا الاستثناء منقطع لأنه لا يندرج تحت (سرا) من قوله «ولكن لا تواعدوهنّ سرا» على أيّ تفسير فسّرته، والقول المعروف هو ما أبيح من التعريض.. ثمّ يقول: وهذا الاستثناء المنقطع لا يمكن أن يتوجّه عليه العامل قبل إلّا لأن إلا بمعنى لكن، والتقدير لكن التعريض سائغ.
فالمصدر المؤوّل عند أبي حيّان لا يصحّ فيه إلا النصب على الاستثناء كما تقرّره القواعد النحوية وإن قدّر (إلا) بمعنى لكن. [.....]
(2) أو معنى توجبوا أو معنى تباشروا أو معنى أي فعل يتعدّى بنفسه.. وقيل انتصب عقدة على المصدر ومعنى تعزموا تعقدوا، وقيل: انتصب على نزع الخافض والأصل ولا تعزموا على عقدة النكاح.(2/499)
في محلّ نصب مفعول به (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (احذروا) مثل اعلموا و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اعلموا أنّ الله) مثل الأولى (غفور) خبر أنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: لا جناح عليكم لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: عرّضتم لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: «أكننتم» لا محل لها معطوفة على جملة عرّضتم.
وجملة: «علم الله» لا محلّ لها استئنافيّة أو معترضة.
وجملة: «ستذكرونهنّ..» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «لا تواعدوهنّ..» معطوفة على مقدّر أي: فاذكروهنّ ولكن لا تواعدوهنّ.
وجملة: «تقولوا» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «لا تعزموا..» معطوفة على جملة لا تواعدوهنّ.
وجملة: «يبلغ الكتاب..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: احذروه لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الله مطّلعا على ما في أنفسكم فاحذروه.
وجملة: اعلموا (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعلموا (الأولى) .(2/500)
الصرف:
(خطبة) ، مصدر بمعنى خطاب المرأة في التزويج، وهنا جاء المصدر مضافا إلى المفعول والأصل: من خطبتكم النساء، وهو بكسر الخاء كالقعدة والجلسة، وهو إمّا مأخوذ من الخطب أي الشأن لكونه شأنا من الشؤون، وإمّا من الخطاب لكونه من المخاطبة تجري بين الرجل والمرأة.
(سرّا) ، اسم مصدر لفعل أسرّ الرباعيّ وزنه فعل بكسر فسكون، أمّا المصدر القياسي فهو إسرار.
(معروفا) ، اسم مفعول من عرف يعرف باب ضرب، وزنه مفعول أي ما عرف شرعا (الآية 178) .
(عقدة) ، استعمل اللفظ هنا استعمال المصدر أي عقد النكاح، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول، ووزن عقدة فعلة بضمّ فسكون، والعقدة في الأصل موضع العقد.
(النكاح) ، مصدر سماعيّ لفعل نكح ينكح المرأة باب ضرب وباب فتح، وزنه فعال بكسر الفاء.
(الكتاب) ، اسم بمعنى المكتوب أي المفروض من العدّة، وزنه فعال بكسر الفاء.
(حليم) ، من صيغ المبالغة والصفة المشبّهة، وهو هنا صفة مشبّهة فهو من باب كرم ويدلّ على الدوام والثبوت (وانظر الآية 225) .
البلاغة
«وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ» .
في الآية فن طريف هو فن التعريض وبعضهم يدخله في باب الكناية.
فإن قلت: أي فرق بين الكناية والتعريض؟ قلت: الكناية: أن(2/501)
تذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له، كقولك: طويل النجاد والحمائل لطول القامة وكثير الرماد للمضياف. والتعريض أن تذكر شيئا تدل به على شيء لم تذكره، كما يقول المحتاج للمحتاج إليه، جئتك لأسلم عليك ولأنظر إلى وجهك الكريم.
وكأنه إمالة الكلام إلى عرض يدل على الغرض ويسمى التلويح لأنه يلوح منه ما يريده.
الفوائد
1- التعريض نحو قول الرجل للمرأة: إنك جميلة أو صالحة أو نافعة أو يقول. عسى الله أن يسر لي امرأة صالحة لأنني أرغب بالزواج ونحو ذلك من الكلام الموهم أنه يريد نكاحها حتى تحبس نفسها عليه إن رغبت فيه ولا يصرح لها بالنكاح.
2- خطب المرأة يخطبها خطبا وخطبه، بالكسر، والخطيب الخاطب والخطب: الذي يخطب المرأة. وهي خطبه التي يخطبها، والجمع أخطاب. ورجل خطّاب: كثير التّصرّف في الخطبة قال: برّح بالعينين خطّاب الكثب
تقول: إني خاطب، وقد كذب ... وإنما يخطب عشا من حلب
3- فاحذروه: الفاء هي الفاء الفصيحة.
الفاء الفصيحة: هي التي يحذف فيها المعطوف عليه مع كونه سببا للمعطوف من غير تقدير حرف الشرط، وسميت فصيحة لأنها تفصح عن المحذوف وتفيد بيان سببه.
وقال بعضهم: هي الفاء الداخلة على جملة مسببة عن جملة غير مذكورة كقوله تعالى: «فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ» أي ضرب فانفجرت وقوله تعالى: «لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ» التقدير:
فجاءهم محمد بالذكر فكفروا به.(2/502)
لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236)
[سورة البقرة (2) : آية 236]
لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236)
الإعراب:
(لا جناح عليكم) سبق إعرابها «1» ، (إن) حرف شرط جازم (طلقتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم.. و (تم) ضمير فاعل (النساء) مفعول به منصوب (ما) مصدريّة ظرفيّة تتضمّن معنى الشرط- أو شبيهة بالشرط «2» ، (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تمسّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (هنّ) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ما لم تمسّوهنّ) في محلّ نصب على الظرفية الزمانيّة متعلّق بخبر لا المحذوف.
(أو) عاطفة (تفرضوا) مضارع مجزوم معطوف على (تمسّوهنّ) ..
والواو فاعل «3» ، (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تفرضوا) ، (فريضة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (متّعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) ضمير مفعول به (على الموسع) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف مقدّم (قدر) مبتدأ
__________
(1) في الآية (233) .
(2) يجوز أن تكون (ما) شرطيّة فالجملة بعدها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام السابق.
(3) يجوز أن يكون الفعل منصوب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد أو وهي هنا بمعنى إلا، وهذا رأي الزمخشري وتبعه في ذلك أبو حيّان والبيضاوي.(2/503)
مرفوع مؤخّر و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (على المقتر قدره) مثل الآية المتقدّمة (متاعا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (متاعا) ، (حقا) مفعول مطلق لفعل محذوف وهو مؤكّد لمضمون الجملة (على المحسنين) جارّ ومجرور متعلّق بالفعل المقدّر حقّ وعلامة الجرّ الباء.
جملة: «لا جناح عليكم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن طلّقتم..» لا محلّ لها استئنافية وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن طلّقتم النساء فلا جناح عليكم.
وجملة: «لم تمسّوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تفرضوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «متّعوهنّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «على الموسع قدره» في محلّ نصب حال من فاعل متّعوهنّ والرابط تقديره منكم.. أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «على المقتر قدره» في محلّ نصب أو لا محلّ لها معطوفة على جملة على الموسع قدره.
وجملة: « (حقّ) ذلك حقا» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(فريضة) ، هي اسم بمعنى الشيء المفروض، فهي فعلية بمعنى مفعولة، أو هي مصدر بمعنى الفرض.
(الموسع) ، اسم فاعل من (أوسع) اللازم أي صار ذا سعة وغنى أو(2/504)
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)
من (أوسع) المتعدي أي: أوسع النفقة: كثّرها. وفي اللفظ حذف الهمزة وأصله مؤوسع ثقلت الهمزة فحذفت للتخفيف فأصبح (موسع) ، وزنه مفعل.
(قدره) ، مصدر قدر يقدر باب نصر وباب ضرب وزنه فعل بفتحتين، وقد تسكّن عينه.
(المقتر) ، اسم فاعل من (أقتر) اللازم أي قلّ ماله، وفي اللفظ حذف الهمزة وأصله مؤقتر، ثقلت الهمزة فحذفت للتخفيف فأصبح (مقتر) وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(متاعا) اسم مصدر من فعل متّع الرباعيّ، مصدره القياسيّ تمتيع، وزنه فعال بفتح الفاء (الآية 36) .
(المحسنين) ، جمع المحسن، اسم فاعل من فعل أحسن إليه وبه أي أعطاه الحسنة، وفي اللفظ حذف الهمزة للتخفيف كما جرى في لفظ الموسع.
[سورة البقرة (2) : آية 237]
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)(2/505)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إن طلقتم) سبق إعرابها «1» ، و (الواو) حرف زائد إشباع حركة الميم و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (طلّقتموهنّ) ، (أن) حرف مصدري ونصب (تمسّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (هنّ) مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن تمسّوهنّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (فرضتم) فعل ماض وفاعله (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فرضتم) ، (فريضة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (نصف) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره عليكم أو لهنّ «2» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (فرضتم) مثل الأول (إلا) اداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعفون) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب..
و (النون) نون النسوة فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يعفون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف على حذف مضاف، وهو مستثنى من عموم حال فرض الفريضة أي: فنصف ما فرضتم في كلّ حال إلا في حال العفو.
(أو) حرف عطف (يعفو) مضارع منصوب معطوف على محلّ يعفون (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (بيد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (الهاء) ضمير مضاف إليه (عقدة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (النكاح) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة أو اعتراضيّة (أن) مثل
__________
(1) في الآية السابقة 236.
(2) يجوز أن يكون (نصف) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: الواجب أو اللازم.(2/506)
الأول (تعفوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تعفوا) في محلّ رفع مبتدأ أي عفوكم أقرب للتقوى.
(أقرب) خبر المبتدأ، المصدر المؤوّل، مرفوع (للتقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقرب) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تنسوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفضل) مفعول به منصوب (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من الفضل و (كم) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ببصير «1» ، (تعملون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل (بصير) خبر إنّ مرفوع.
جملة: «إن طلّقتموهنّ» لا محلّ لها معطوفة على استئناف سابق.
وجملة: «تمسّوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة: «فرضتم ... » في محلّ نصب حال من ضمير الفاعل أو ضمير المفعول أي: فارضين لهنّ أو مفروضات لهنّ.
وجملة: «نصف ما فرضتم» في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة: «فرضتم (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يعفون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يعفو الذي ... » لا محلّ لها معطوف على جملة يعفون.
__________
(1) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل منه ومن الفعل في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ببصير.(2/507)
وجملة: «بيده عقدة النكاح» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أن تعفوا أقرب» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.
وجملة: «تعفو» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
وجملة: «لا تنسوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله ... » بصير لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ.
الصرف:
(يعفون) ، الواو لام الكلمة، والنون نون النسوة، وزنه يفعلن بالبناء على السكون.
(تعفوا) ، فيه إعلال بالحذف، وأصله تعفووا، التقى ساكنان في كلا الواوين فحذفت واو العلّة لأنها جزء من الكلمة فأصبح تعفوا وزنه تفعوا.
(للتقوى) في الكلمة إبدال ... (انظر الآية 197) .
(تنسوا) ، في الكلمة إعلال جرى فيه مجرى اشتروا (انظر الآية 16 من هذه السورة) .
(أقرب) ، اسم تفضيل من قرب يقرب باب كرم، وزنه أفعل، والمفضّل عليه محذوف أي العفو أقرب للتقوى من أي عمل غيره.
الفوائد
في هاتين الآيتين حكم من الأحكام الهامة في شؤون الزواج: تتلخص بما يلي: المطلّقة التي لم يدخل بها زوجها. إذا سمىّ لها مهرا فلها نصف المسمّى وإذا لم يسمّ فلها المتعة وليس لها نصف مهر المثل، والمتعة تختلف باختلاف الزمان والمكان وعادات الناس ويرى أبو حنيفة في أيامه أن المتعة درع وملحفة وخمار إلا إذا كان مهر مثلها أقل من ثمن المتعة، فله اختيار الأقل.
والمتعة واجبة للمطلقة دون المساس ودون تسمية المهر، وهي مستحبة في سائر المطلقات.(2/508)
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)
- الفرق بين «الرجال يعفون والنساء يعفون» هو في الواو والنون ففي الأول الواو فاعل، والنون علامة الرفع، وفي الثاني الواو لام الفعل والنون نون النسوة وهي ضمير رفع. والفعل مبني على السكون المقدر.
[سورة البقرة (2) : آية 238]
حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (238)
الإعراب:
(حافظوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (على الصلوات) جارّ ومجرور متعلّق ب (حافظوا) ، (الصلاة) معطوف على الصلوات بالواو مجرور مثله (الوسطى) نعت للصلاة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (قوموا) مثل حافظوا (لله) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير قوموا أي متعبّدين لله «1» ، (قانتين) حال ثانية من ضمير قوموا منصوبة وعلامة النصب الياء.
جملة: «حافظوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قوموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة حافظوا.
الصرف:
(الوسطى) ، اسم تفضيل على وزن فعلى بضمّ الفاء، وهو مؤنّث الأوسط، وجاء اللفظ مؤنّثا لأنه محلّى ب (ال) نعت للصلاة وهي مؤنّث فيجب الاتباع.
[سورة البقرة (2) : آية 239]
فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)
__________
(1) يجوز تعليقه بالفعل (قوموا) ، والقيام هو قيام الصلاة، ويجوز تعليق الجارّ بقانتين أي بالحال الآتية بعده، ويدلّ على ذلك قوله: كلّ له قانتون.(2/509)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن خفتم) مثل إن طلّقتم «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (رجالا) حال منصوبة، والتقدير فصلّوا رجالا أي ماشين (أو) حرف عطف (ركبانا) معطوف على (رجالا) منصوب مثله، (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (أمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون..
و (تم) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «2» (ما) اسم موصول «3» في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي اذكروا الله ذكرا كالذي علّمكم إيّاه (علّم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير مفعول به (ما) اسم موصول في محلّ نصب بدل من العائد المحذوف في (علّمكم) أي: علّمكم إيّاه «4» ، (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم تكون (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: إن خفتم لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: « (صلّوا) رجالا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «أمنتم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
__________
(1) في الآية 236 من هذه السورة.
(2) أو اسم بمعنى مثل نعت لمصدر محذوف أي اذكروا الله ذكرا مثل الذي علّمكم إيّاه.
(3) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ و (ما) الثانية مفعول به.
(4) أو بدل من (ما) الأولى فهي في محلّ جرّ، أو مفعول به لفعل علّمكم فلا ضرورة لتقدير إيّاه.(2/510)
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240)
وجملة: «اذكروا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «علّمكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأولى «1» .
وجملة: «لم تكونوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثانية.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر تكونوا.
الصرف:
(رجالا) جمع راجل أي ماش ويجمع راجل على رجل بفتح فسكون ورجّالة بفتح الراء ورجّال بضم الراء ورجالي زنة كسالى بضمّ الراء وفتحها ورجلان بضمّ الراء.
(ركبان) ، جمع راكب اسم فاعل من ركب يركب باب فرح، ويطلق لغة على من يركب الإبل وقد يطلق على من يركب غيرها كما في الآية.
[سورة البقرة (2) : آية 240]
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجا) سبق إعرابها «2» ،، (وصيّة) مفعول به لفعل محذوف تقديره يتركون وصيّة «3» ، (لأزواج) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لوصيّة و (هم)
__________
(1) أو هي صلة الموصول الحرفيّ إذا أعربت (ما) حرفا مصدريّا.
(2) في الآية (234) من هذه السورة. [.....]
(3) يجوز أن يكون (وصيّة) مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره يوصون وصيّة، والجملة المقدّرة خبر الذين.(2/511)
ضمير متّصل مضاف إليه (متاعا) مصدر في موضع الحال أي متمتّعات «1» ، (إلى الحول) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمتاع أو ب (متاعا) ، (غير) حال منصوبة من الزوجات أو من الأزواج أي غير مخرجات أو غير مخرجين «2» ، (إخراج) مضاف إليه مجرور. (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (خرجن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط..
و (النون) نون النسوة فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا جناح عليكم) مرّ إعرابها «3» ، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (فعلن) مثل خرجن والفاعل لا محلّ له (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (فعلن) ، و (هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه (من معروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من العائد المقدّر أي فعلنه من معروف (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «الذين يتوفّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتوفّون منكم..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: « (يتركون) وصيّة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «إن خرجن» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) يجوز أن يكون (غير) صفة لمتاع أو بدلا منه أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر وقد ناب عن الفعل أي: لا إخراجا وهو قول الأخفش.
(2) يجوز أن يكون (متاعا) مفعولا به لفعل محذوف تقديره يعطونهنّ، أو بدلا من من وصيّة، أو صفة لوصيّة، أو مصدرا منصوبا لوصيّة لأن (الوصيّة) معنى يوصون وهو بمعنى يمتّعون.
(3) انظر الآية (233) من هذه السورة والآية (229) .(2/512)
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (241)
وجملة: «لا جناح عليكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «فعلن» لا محل لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يتوفون) ، (انظر الآية 234 في الصرف) .
(متاعا) ، اسم مصدر لفعل متّع، ومصدره القياسيّ تمتيع، وانظر الآية (236) .
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً.
فالمرأة التي توفي عنها زوجها لا تسمى زوجة بعد الوفاة، لأن الزوجية تنقضي بالموت والمراد اللائي كن أزواجا لهم. فعلاقة المجاز باعتبار ما كان.
الفوائد
«غَيْرَ إِخْراجٍ» ورد في الكشاف للزمخشري ثلاثة وجوه لاعرابها، الأول: مصدر مؤكد والثاني بدل من «متاعا» والثالث حال من الأزواج، والأوجه الثلاثة وجيهة ولكن الوجه الأخير أوضحها وأبسطها.
وقد نسخت هذه الوصية بآية التمتع السابقة وحددت ذلك ب «أربعة أشهر عشرا» .
[سورة البقرة (2) : آية 241]
وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (241)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (للمطلّقات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (متاع) مبتدأ مؤخّر مرفوع (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمتاع أو بمتاع (حقا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره حقّ ذلك، فهو مؤكّد لمضمون الجملة قبله (على المتّقين) جارّ ومجرور متعلّق بالفعل المقدّر حقّ.
جملة: «للمطلّقات متاع» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (حق) ذلك حقّا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.(2/513)
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242)
[سورة البقرة (2) : آية 242]
كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242)
الإعراب:
(الكاف) حرف جرّ «1» ، (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق تقديره بيانا و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن) ، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة: «يبيّن الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
[سورة البقرة (2) : آية 243]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243)
الإعراب:
(همزة) للاستفهام وتفيد التنبيه والتعجب (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محل نصب نعت لمفعول مطلق محذوف وانظر الآية (187) .(2/514)
العلّة «1» ، (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تر) (خرجوا) فعل ماض.. والواو فاعل (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خرجوا) ، و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (ألوف) خبر مرفوع (حذر) مفعول لأجله منصوب (الموت) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (موتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ثمّ) حرف عطف (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو من الأسماء الخمسة «2» ، (فضل) مضاف إليه مجرور (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفضل (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يشكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «لم تر إلى الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خرجوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «هم ألوف» في محلّ نصب حال.
وجملة: «قال لهم الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
__________
(1) الرؤية هنا قلبيّة وكان من حقها أن تتعدى إلى مفعولين ولكنّها ضمّنت معنى الانتهاء فتعدّت بحرف الجر إلى أي: ألم ينته علمك إلى كذا ... (البحر المحيط لأبي حيّان وحاشية الجمل على الجلالين) .
(2) أو الستّة إذا أضيف إليها الهن.(2/515)
وجملة: «موتوا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أحياهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فماتوا ثمّ أحياهم.
وجملة: «إن الله لذو فضل» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لكنّ أكثر الناس..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله لذو..
وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ.
الصرف:
(تر) ، فيه حذف الهمزة تخفيفا أصله (ترأى) في حالة الرفع، وفيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تف بفتح الفاء.
(أكثر) ، صفة مشتقّة على وزن أفعل بمعنى كثير، أو هو على معناه الأصليّ في التفضيل أضيف إلى معرفة. (انظر الآية 100 من هذه السورة) .
البلاغة
1- «أَلَمْ تَرَ» هذه الكلمة قد تذكر لمن تقدم علمه فتكون للتعجب والتقرير والتذكير لمن علم بما يأتي كالأحبار وأهل التواريخ، وقد تذكر لمن لا يكون كذلك فتكون لتعريفه وتعجيبه، وقد اشتهرت في ذلك حتى أجريت مجرى المثل في هذا الباب بأن شبه حال من (لم ير) الشيء بحال من رآه في أنه لا ينبغي أن يخفى عليه وأنه ينبغي أن يتعجب منه والرؤية إما بمعنى الإبصار مجازا عن النظر، أو بمعنى الإدراك القلبي متضمنا معنى الوصول والانتهاء.
2- «حَذَرَ الْمَوْتِ» والمراد مرض الطاعون الذي اجتاحهم وهذا مجاز مرسل، والعلاقة هي اعتبار ما يؤول إليه هذا المرض.
3- وفي الآية طباق بين الإماتة والإحياء.
4- «فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ» .(2/516)
أي فماتوا ثم أحياهم وإنما حذف للدلالة على الاستغناء عن ذكره لاستحالة تخلف مراده تعالى عن إرادته. وهذا ما يسمى في علم البلاغة الإيجاز بالحذف.
الفوائد
1- تبدأ هذه الآية بالاستفهام التقريري مشفوعا بالعجب والتشويق والمراد به تشويق السامع الى معرفة فحوى القصة والتملّي بمغزاها..!
2- تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي فتردّ لثمانية معان.
أ- التسوية، وهي التي تقع بعد كلمة «سواء» أو «ما أبالي» أو «ما أدري» و «ليت شعري» ونحوهن.
ب- الإنكار الابطالي: وهي تقتضي ان ما بعدها- إذا زيل الاستفهام- غير واقع وان مدعيه كاذب نحو «أشهدوا خلقهم» «أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ» أليس الله بكاف عبده» .
ج- الإنكار التوبيخي: وهذه تقضي ان ما بعدها واقع وان فاعله ملوم نحو: «أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ» «أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ» .
د- التقرير: ومعناه حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقرّ عنده ثبوته أو نفيه تقول: «أنصرت بكرا» «أبكرا نصرت» .
هـ- التهكم: نحو «قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا» .
والأمر نحو «أَأَسْلَمْتُمْ» أي أسلموا.
ز- التعجب: نحو: «أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ» ح- الاستبطاء نحو «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ» .
3- قيل هم قوم من بني إسرائيل دعاهم ملكهم الى الجهاد فهربوا حذرا من الموت فأماتهم الله ثمانية أيام ثم أحياهم..!!(2/517)
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244)
[سورة البقرة (2) : آية 244]
وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (في سبيل) جار ومجرور متعلّق ب (قاتلوا) والتعليق على المجاز «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل قاتلوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا.
الصرف:
(سميع) من أوزان المبالغة- فعيل- وهي صفة تدلّ على الثبوت والدوام، فهي صفة مشبهة باسم الفاعل (انظر الآية 127 من هذه السورة) .
(عليم) ، حكمه كحكم سميع في الوزن والصرف (انظر الآية 29 من هذه السورة) .
الإعراب
إعراب الجمل للآية 244:
جملة: «قاتلوا» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر «2» .
وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا.
__________
(1) أو يتعلّق بمحذوف حال من فاعل قاتلوا.
(2) أي: لا تفرّوا من الموت كما هرب بعضهم فلم ينفعهم ذلك، بل اثبتوا وقاتلوا.. (حاشية الجمل على الجلالين) . أو: فأطيعوا وقاتلوا.. أو فلا تحذروا الموت كما حذره من قبلكم ولم ينفعهم الحذر (العكبري) .(2/518)
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)
[سورة البقرة (2) : آية 245]
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)
الإعراب:
(من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع خبر «1» ، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من ذا أو عطف بيان (يقرض) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من أو الذي (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب على حذف مضاف أي عباد الله (قرضا) مفعول مطلق منصوب «2» ، (حسنا) نعت ل (قرضا) منصوب مثله (الفاء) فاء السببيّة (يضاعف) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد فاء السببيّة و (الهاء) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله.
والمصدر المؤوّل (أن يضاعفه) معطوف على مصدر مسبوك من مضمون الكلام قبله أي أثمة قرض لله فمضاعفة منه لكم؟
(اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يضاعف) ، (أضعافا) حال منصوبة من الهاء في يضاعفه «3» ، (كثيرة) نعت لأضعاف منصوب مثله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يقبض) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (يبسط)
__________
(1) يجوز إعراب (منذا) - كلمة واحدة- اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره الموصول- خلافا للعكبري.
(2) يجوز أن يكون القرض بمعنى المال المقروض فيكون مفعولا به.
(3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق، وأجاز أبو حيّان أن يكون مفعولا به إذا ضمن يضاعفه معنى يصيّره.(2/519)
مثل يقبض (الواو) عاطفة (إليه) مثل له متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: «من ذا الذي..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقرض..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يضاعفه» لا محلّ لها صلة الوصل الحرفيّ المضمر (أن) .
وجملة: «الله يقبض» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقبض» في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: «يبسط» في محلّ رفع معطوفة على جملة يقبض.
وجملة: «إليه ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية الثانية.
الصرف:
(قرضا) ، اسم مصدر، والفعل أقرض مصدره إقراض.
وقد يكون القرض بمعنى المال المقرض بفتح الراء.
(حسنا) صفة مشبّهة وزنه فعل بفتحتين، وهو مأخوذ من حسن يحسن باب كرم (انظر الآية 201) .
(أضعافا) ، جمع ضعف بكسر الضاد، وهو مثل الشيء في المقدار أو مثله وزيادة غير محصورة أو جمع ضعف بكسر الضاد وهو اسم مصدر للفعل ضاعف الذي مصدره مضاعفة.
(كثيرة) ، مؤنّث كثير، وهو صفة مشبّهة لا من فعل كثر يكثر باب كرم، وزنه فعيل (انظر الآية 26) .
البلاغة
1- «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ» إقراض الله تعالى مثل لتقديم العمل العاجل طلبا للثواب الآجل. والمراد هاهنا إما الجهاد الذي هو عبارة عن بذل النفس والمال في سبيل الله عز وجل ابتغاء مرضاته وإما مطلق العمل الصالح(2/520)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
المنتظم له انتظاما أوليا. وهذا على سبيل الاستعارة التصريحية فقد حذف المشبّه وهو العمل الصالح وأبقى المشبه به وهو ما يقترض من مال وغيره.
2- وفي الآية طباق بين يقبض ويبسط.
[سورة البقرة (2) : آية 246]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
الإعراب:
(ألم تر) مرّ إعرابها «1» ، (إلى الملأ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تر) ، (من بني) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملأ وعلامة الجرّ الياء فهو ملحقّ بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ثانية من الملأ «2» ، (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف حال من الملأ ولكن على حذف مضاف أي قصة الملأ أو حديث الملأ وقت قولهم ... إلخ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل
__________
(1) في الآية (243) .
(2) من هنا لابتداء الغاية ومن الأولى تبعيضيّة. [.....](2/521)
(لنبيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قالوا) ، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنبيّ (ابعث) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (لنا) مثل لهم متعلّق بمحذوف حال «1» من (ملكا) وهو مفعول به منصوب (نقاتل) مضارع مجزوم بجواب الطلب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نقاتل) «2» . (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
جملة: «ألم تر إلى الملأ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ابعث..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نقاتل..» لا محلّ لها جواب شرط مقدر غير مقترنة بالفاء (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي النبيّ (هل) حرف استفهام (عسيتم) فعل ماض جامد ناقص.. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم عسى (إن) حرف شرط جازم (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) ، (القتال) نائب فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (لا) نافية (تقاتلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ألّا تقاتلوا) في محلّ نصب خبر عسى.
(قالوا) مثل الأول (الواو) زائدة للربط «3» ، (ما) اسم استفهام مبتدأ
__________
(1) أو متعلّق بفعل (ابعث) واللام للتعليل أي لأجلنا.
(2) أو بمحذوف حال من فاعل نقاتل.
(3) أو عاطفة، عطفت جملة مالنا.. على جملة مقدّرة هي مقول القول، أي قالوا نقاتل وما لنا ألّا نقاتل(2/522)
(اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (ألّا) مثل الأول (نقاتل) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (في سبيل الله) مثل الأولى متعلّق جارّها ب (نقاتل) .
والمصدر المؤوّل (ألّا نقاتل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره (في) متعلّق بالخبر المحذوف أي: أيّ شيء ثابت لنا في ترك القتال؟
(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أخرجنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون و (نا) نائب فاعل (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجنا) و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أبنائنا) مضاف ومضاف إليه معطوف على ديارنا.
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هل عسيتم..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن كتب.. القتال» لا محلّ لها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف تقديره لا تقاتلوا ...
وجملة: «لا تقاتلوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما لنا ألّا نقاتل» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا نقاتل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «قد أخرجنا» في محلّ نصب حال.
(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرفيّة حينيّة متضمّنة معنى الشرط متعلّقة ب (تولّوا) ، (كتب) مثل الأول (عليهم القتال) مثل عليكم القتال إعرابا وتعليقا (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والواو فاعل (إلّا) أداة استثناء (قليلا) مستثنى ب (إلّا)(2/523)
منصوب و (من) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (قليلا) «1» ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «كتب عليهم القتال» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الله عليم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الملأ) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه مشتقّ من فعل ملأ لأنه معنى يدلّ على ملء القلوب مهابة، ويجمع على أملاء كسبب وأسباب، وزنه فعل بفتحتين. قال الفرّاء: الملأ الرجال في كلّ القرآن وكذلك القوم والرهط والنفر.
(ملكا) ، صفة مشبّهة من فعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بفتح فكسر.
(تولّوا) ، انظر الآية (177) .
(قليلا) ، صفة مشبّهة من فعل قلّ يقلّ باب ضرب، وزنه فعيل (انظر الآية 41 من هذه السورة) .
__________
(1) (قليلا) هو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي ألّا عددا قليلا منهم.. والجار والمجرور بعده قيد.(2/524)
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)
[سورة البقرة (2) : آية 247]
وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (247)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (نبيّ) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (قد) حرف تحقيق (بعث) مثل قال والفاعل هو (لكم) مثل لهم متعلّق ب (بعث) ، (طالوت) مفعول به منصوب وهو ممنوع من التنوين للعلميّة والعجمة (ملكا) حال منصوبة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنّى) اسم استفهام بمعنى كيف مبنيّ في محلّ نصب حال من الملك وعامله يكون إذا كان تاما والخبر إذا كان ناقصا (يكون) مضارع مرفوع تام- أو ناقص- (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) تاما، أو بمحذوف خبر يكون ناقصا (الملك) فاعل يكون مرفوع- أو اسم يكون- (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الملك «1» ، (الواو) حاليّة (نحن) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (أحقّ) خبر مرفوع (بالملك) جارّ ومجرور متعلّق بأحقّ (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ
__________
(1) أو متعلّق بالملك على معنى الاستعلاء تقول فلان ملك على بني فلان (البحر المحيط لأبي حيّان) .(2/525)
متعلّق بأحقّ (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يؤت) مضارع مبنيّ للمجهول مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سعة) مفعول به منصوب (من المال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لسعة «1» (قال) مثل الأول والفاعل هو (إنّ الله اصطفاه عليكم) مثل إنّ الله بعث لكم.. والهاء ضمير مفعول به في (اصطفاه) ، (الواو) عاطفة (زاد) مثل قال و (الهاء) مفعول به (بسطة) مفعول به ثان منصوب (في العلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبسطة (الجسم) معطوف على العلم بالواو مجرور مثله (الواو) استئنافيّة أو اعتراضيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ملك) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) عاطفة (الله واسع) مبتدأ وخبر مرفوعان (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «قال لهم نبيهم» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: «إنّ الله قد بعث» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قد بعث..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنّى يكون له الملك» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نحن أحقّ بالملك» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لم يؤت سعة» في محلّ نصب معطوفة على جملة نحن أحقّ ...
__________
(1) علّقه أبو حيان بفعل (يؤت) ليس غير.(2/526)
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله اصطفاه» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اصطفاه» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «زاده بسطة» في محلّ رفع معطوفة على جملة اصطفاه.
وجملة: «الله يؤتي..» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.
وجملة: «يؤتي ملكه» في محلّ خبر المبتدأ.
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «الله واسع» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يؤتي.
الصرف:
(طالوت) ، قيل هو لقب لشاول بن قيس من أولاد بنيامين، ولقب بذلك لطوله، وكان أطول أهل زمانه، والحقّ أنّه اسم أعجميّ وليس بمشتقّ.
(يؤت) ، فيه إعلال بالحذف بسبب الجزم، وزنه يفع بضمّ الياء وفتح العين.
(سعة) ، فيه إعلال بالحذف، حذف منه الفاء، وأصله وسعة وذلك حملا على حذفها في المضارع، وزنه علة بفتح العين وقد تكسر، وفعله من باب وثق لذلك حذفت الواو وظهرت الفتحة في عين الكلمة عوضا من الكسرة لأن لام الكلمة من أحرف الحلق وهي العين، وجاء المصدر بفتح عين الكلمة.
(اصطفاه) ، فيه إبدال التاء- وهي تاء الافتعال- طاء لمجيئها بعد الصاد (انظر الآية 132) .
(بسطة) ، مصدر بسط يبسط باب نصر، أو اسم مصدر لفعل تبّسط أو انبسط، وزنه فعلة بفتح فسكون.(2/527)
(العلم) ، مصدر علم يعلم باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون (انظر الآية 32) .
(الجسم) ، اسم جامد للبدن، وزنه فعل بكسر فسكون.
(يشاء) ، فيه إعلال بالقلب أصله يشيأ بسكون وفتح الياء، ثمّ نقلت حركة الياء إلى الشين، ثمّ قلبت الياء ألفا لمجيئها ساكنة بعد فتح.
[انتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث في المجلد الثاني](2/528)
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)
الجزء الثّالث
بقية سورة البقرة
من الآية 248- إلى الآية 286
[سورة البقرة (2) : آية 248]
وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (قال لهم نبيّهم) سبق إعرابها في الآية السابقة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (آية) اسم إنّ منصوب (ملك) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (يأتي) مضارع منصوب و (كم) ضمير مفعول به في محلّ نصب (التابوت) فاعل مرفوع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (سكينة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لسكينة و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (بقيّة) معطوف(3/5)
على سكينة مرفوع مثله (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لبقيّة (ترك) فعل ماض (آل) فاعل مرفوع (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (ال) معطوف على الأول مرفوع مثله (هارون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف مثل موسى للعلميّة والعجمة (تحمل) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدم و (الكاف) للخطاب (اللام) للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لآية (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) اسم كان في محلّ رفع (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «قال لهم نبيّهم» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: «إنّ آية ملكه ... » في محلّ نصب مقول القول.
والمصدر المؤوّل (أن يأتيكم التابوت) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يأتيكم التابوت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «فيه سكينة» في محلّ نصب حال من التابوت:
وجملة: «ترك آل موسى» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تحمله الملائكة» في محلّ نصب حال ثانية من التابوت.
وجملة: «إنّ في ذلك لآية» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافية، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فارضوا بطالوت ملكا.(3/6)
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
الصرف:
(التابوت) التاء فيه أصليّة وزنه فاعول، ولا يعرف اشتقاقه «1» .
(سكينة) ، مصدر، أو اسم مصدر لفعل تسكّن بمعنى اطمأنّ، وزنه فعلية بفتح الفاء.
(بقيّة) ، اسم لما بقي من الشيء، وزنه فعيلة بفتح الفاء.
(مؤمنين) ، جمع مؤمن، اسم فاعل من آمن، وفيه حذف الهمزة تخفيفا وأصله مؤأمن بضمّ الميم وفتح الهمزة الأولى وتسكين الثانية، وكذا شأن الحذف في المضارع (وانظر الآية 8) من هذه السورة.
(هارون) ، اسم أعجميّ ذكره المحيط بقوله: اسم ويبدو أن وزنه فاعول لأنه ذكر في مادة هرن.
[سورة البقرة (2) : آية 249]
فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة أو عاطفة (لمّا) ظرفية حينيّة تتضمن معنى الشرط متعلّقة ب (قال) ، (فصل) فعل ماض (طالوت) فاعل مرفوع
__________
(1) لقد ثبت في الصحيح أن زيد بن ثابت أراد أن يكتب (التابوت) بالهاء على لغة الأنصار فمنعه الصحابة من ذلك، ورفعوه إلى عثمان رضي الله عنه، وأمرهم أن يكتبوه بالتاء على لغة قريش (شذور الذهب) .(3/7)
(بالجنود) جار ومجرور متعلّق ب (فصل) بتضمينه معنى سار «1» ، (قال) مثل فصل والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مبتلي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مضاف إليه (بنهر) جارّ ومجرور متعلّق بمبتليكم، (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شرب) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شرب) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ليس) فعل ماض ناقص جامد واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من، (منّي) مثل منه متعلّق بمحذوف خبر ليس (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (لم) حرف نفي «2» (يطعم) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير اسم إنّ (منّي) مثل منه متعلّق بمحذوف خبر إنّ (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (اغترف) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (غرفة) مفعول به منصوب «3» (بيد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اغترف) ، أو بمحذوف نعت لغرفة، و (الهاء) ضمير مضاف إليه.. (الفاء) استئنافيّة (شربوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (منه) مثل الأول متعلّق ب (شربوا) ، (الّا) أداة استثناء (قليلا) مستثنى ب (إلّا) منصوب «4» (منهم) مثل منه متعلّق
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من طالوت أي مرفقا بالجنود.
(2) الجمهور على أنّ (لم) نافية جازمة، والفعل بعدها مجزوم بها لأنها رأس الجوازم، ولكنّ الأفضل أن يقتصر عملها على النفي، وأن يكون الفعل بعدها مجزوما ب (من) لأنه فعل الشرط (انظر النحو الوافي) .
(3) وفي قراءة (غرفة) بفتح الغين، وهو مصدر مرّة منصوب على المصدر، والمفعول محذوف تقديره ماء.
(4) وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي إلّا قسما قليلا منهم.(3/8)
بمحذوف نعت ل (قليلا) وهو قيد لقليل. (الفاء) استئنافيّة (لمّا جاوز) مثل لمّا فصل و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع تأكيد لفاعل جاوز جاء لصحّة العطف (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير الفاعل لفعل جاوز (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (مع) ظرف مكان مفعول فيه منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قالوا) مثل شربوا (لا) نافية للجنس (طاقة) اسم لا مبنيّ على الفتح الظاهر في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا «1» ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لنا (بجالوت) جرّ ومجرور متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لنا، وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة فهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وفيه حذف مضاف أي بقتال جالوت (الواو) عاطفة (جنود) معطوف على جالوت مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (يظنّون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّهم ملاقو الله) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّون.
(كم) خبريّة كناية عن العدد، اسم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من فئة) جار ومجرور تمييز كم (قليلة) نعت لفئة مجرور مثله (غلب) فعل
__________
(1) لا يجوز أن يتعلّق بطاقة وإلا لجاءت منوّنة.(3/9)
ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (فئة) مفعول به منصوب (كثيرة) نعت لفئة الثاني منصوب (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (غلبت) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (مع) مثل السابق متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «فصل طالوت» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ الله مبتليكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «من شرب» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: «شرب منه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة «ليس» منّي في محلّ جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «من لم يطعمه» في محلّ نصب معطوفة على جملة من شرب ...
وجملة: «لم يطعمه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: «إنّه منّي» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني.
وجملة: «اغترف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «شربوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاوزه» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
__________
(1) أو بمحذوف حال من فاعل غلبت.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....](3/10)
وجملة: «لا طاقة لنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال الذين يظنّون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يظنّون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «كم من فئة..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «غلبت فئة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كم) .
وجملة: «الله مع الصابرين» في محلّ نصب معطوفة على جملة كم من فئة ... أو لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(جنود) جمع جنديّ، اسم لمن عمل في الجيش، وأصله صفة مشتقّة على وزن فعليّ بضم الفاء وسكون العين.
(مبتليكم) ، اسم فاعل من فعل ابتلى الخماسيّ بمعنى اختبر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
(نهر) ، يجوز في هائه الفتح والسكون، جمعه أنهر وأنهار ونهر بضمتين- ونهور بضمّ النون.
(غرفة) ، اسم بمعنى المغروف، جمعه غراف بكسر الغين، وكذلك الغرافة بضمّ الغين بمعنى الغرفة.
(جالوت) ، على زنة طالوت، لفظ أعجميّ ليس من اشتقاقات العربيّة «1» .
(ملاقو) ، جمع ملاق، اسم فاعل من لاقى، على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخرة (انظر الآية 46 من هذه السورة) .
(فئة) ، اسم جمع بمعنى الطائفة لا واحد له من لفظه، وفيه إعلال
__________
(1) جاء في المحيط: وجالوت أعجميّ.(3/11)
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)
بالحذف، أصله فئية أو فئوة لأن مصدره فأى أو فأو، ثمّ حذفت لامه- حرف العلّة- تخفيفا، كما حذف من أخ وأب.. وأمة وزنة فعة.
(قليلة) ، صفة مشبّهة من قلّ اللازم، فهو من الباب الثاني باب ضرب (وانظر الآية 246) .
(كثيرة) ، مؤنّث كثير، صفة مشبّهة من كثر اللازم على وزن فعيل من باب كرم (انظر الآية 26) .
(الصبرين) ، جمع الصابر، اسم فاعل من صبر وزنه فاعل (وانظر الآية 153) .
[سورة البقرة (2) : آية 250]
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (250)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لمّا) سبق إعرابه في الآية السابقة (برزوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لجالوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (برزوا) «1» ، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (جنود) معطوف على جالوت مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قالوا) مثل برزوا (ربّ) منادى مضاف منصوب محذوف أداة النداء و (نا) ضمير مضاف إليه (أفرغ) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جرّ و (نا) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلق (أفرغ) ، (صبرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ثبت) مثل أفرغ (أقدام) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (انصر) مثل أفرغ و (نا) مفعول
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الضمير في (برزوا) أي مستعدّين لجالوت.(3/12)
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)
به (على القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (انصرنا) ، (الكافرين) نعت للقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «برزوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء: ربّنا..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أفرغ..» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) .
وجملة: «ثبّت أقدامنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أفرغ.
وجملة: «انصرنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أفرغ.
الصرف:
(صبرا) ، مصدر صبر يصبر باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون.
(القوم) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه جمعه أقوام وأقاوم بفتح الهمزة وأقائم وأقاويم (وانظر الآية 60) .
[سورة البقرة (2) : آية 251]
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ (251)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (هزموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (هزموهم) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة
__________
(1) أو بمحذوف حال من فاعل هزموهم.(3/13)
(قتل) فعل ماض (داود) فاعل مرفوع منع من التنوين للعلمية والعجمة (جالوت) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتاه) فعل ماض ومفعوله (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الملك) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (علّمه) مثل آتاه (من) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (علّمه) (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله. (الواو) استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود- شرط غير جازم- (دفع) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الناس) مفعول به منصوب عامله المصدر دفع (بعض) بدل من الناس منصوب مثله (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق بالمصدر دفع والباء للتعدية (اللام) واقعة في جواب لولا (فسد) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (الأرض) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (ذو) خبر لكنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو لأنه من الأسماء الخمسة- أو الستة- (فضل) مضاف إليه مجرور (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضل) المصدر، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم.
وجملة: «هزموهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فاستجاب الله لهم فهزموهم.
وجملة: «قتل داود ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هزموهم.
وجملة: «آتاه الله..» لا محلّ لها معطوفة على جملة هزموهم.
وجملة: «علّمه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة هزموهم.
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .(3/14)
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)
وجملة: «دفع الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فسدت الأرض» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لكنّ الله ذو فضل» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
الصرف:
(داود) اسم علم أعجمي.
(دفع) ، مصدر سماعي لفعل دفع وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 252]
تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)
الإعراب:
(تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (آيات) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (نتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم و (ها) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نتلوها) ، (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال إمّا من فاعل نتلو أو من مفعوله أو من المجرور في (عليك) أي: ملتبسين بالحقّ أو ملتبسة بالحقّ أو ملتبسا بالحقّ (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (من المرسلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر.
جملة: «تلك آيات الله..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نتلوها» في محلّ نصب حال من آيات الله.(3/15)
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)
وجملة: «إنّك لمن المرسلين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(المرسلين) ، جمع المرسل، اسم مفعول من الفعل أرسل المبنيّ للمجهول، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين.
[سورة البقرة (2) : آية 253]
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (253)
الإعراب:
(تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الرّسل) بدل من اسم الإشارة تبعه في الرفع أو نعت له أو خبر المبتدأ (فضّل) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) فاعل، (بعض) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه و (الميم) لجمع الذكور (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضلنا) ، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (كلّم) فعل ماض.. والعائد محذوف أي كلّمه (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (رفع) مثل كلّم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعض) مفعول به منصوب و (هم) ضمير
__________
(1) يجوز أن يتعلّق بمحذوف نعت لمبتدأ محذوف أي: بعض منهم من كلّمه الله..
فالموصول حينئذ هو الخبر.(3/16)
مضاف إليه (درجات) حال منصوبة «1» ، (الواو) عاطفة آتينا مثل فضّلنا (عيسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (بن) نعت لعيسى أو بدل منه منصوب مثله (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة لامتناعه من الصرف للعلميّة والتأنيث (البيّنات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة فهو جمع مؤنّث سالم (الواو) عاطفة (أيّدنا) مثل فضّلنا و (الهاء) مفعول به (بروح) جارّ ومجرور متعلّق بفعل أيّدنا (القدس) مضاف إليه مجرور.
جملة: «تلك الرسل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فضّلنا» في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك «2» .
وجملة: «منهم من كلّم الله» لا محلّ لها استئناف بياني «3» .
وجملة: «كلّم الله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «رفع..» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من كلّم «4» .
وجملة: «آتينا» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من كلّم.
وجملة: «أيّدناه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا عيسى ...
(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع، ومفعول شاء محذوف أي لو شاء عدم
__________
(1) أي ذوي درجات. أو هو مصدر في موضع الحال، أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأن الدرجة بمعنى الرفعة أي رفعنا بعضهم رفعات أي درجات. أو هو منصوب على نزع الخافض والخافض هو على أو في أو إلى. وعند أبي حيّان يحتمل أن يكون بدل اشتمال أي ورفع درجات بعضهم على درجات بعض.
(2) أو في محلّ نصب حال من الرسل.
(3) أو هي بدل من جملة فضّلنا في محلّ رفع أو في محلّ نصب.
(4) أو في محلّ رفع أو نصب معطوفة على الجملة المذكورة.(3/17)
اختلافهم (ما) نافية (اقتتل) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (من بعد) مثل الأول متعلّق ب (اقتتل) «1» ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث و (هم) ضمير مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما جاءتهم البيّنات) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة (منهم من آمن) مثل منهم من كلّم، وكذلك (منهم من كفر) ، (الواو) عاطفة (لو شاء الله ما اقتتلوا) مثل الأولى. (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الله) لفظ الجلالة اسم لكن (يفعل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يريد) مثل يفعل.
جملة: «لو شاء الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما اقتتل» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «جاءتهم البيّنات» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «لكن اختلفوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لو شاء.
وجملة: «منهم من آمن» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «آمن» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «منهم من كفر» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من آمن.
__________
(1) أو هو بدل من (بعدهم) الأول بإعادة العامل.(3/18)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)
وجملة: «كفر» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «لو شاء الله (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة لو شاء.. الأولى.
وجملة: «لكنّ الله يفعل» لا محلّ لها معطوفة على جملة لو شاء الثانية.
وجملة: «يفعل» في محلّ رفع خبر لكن.
وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(الرسل) ، جمع الرسول، وهو من صيغ المبالغة ولكنّه بمعنى اسم المفعول أي المرسل وزنه فعول. (وانظر الآية 87) .
(روح) ، اسم لما به حياة المخلوق يذكّر ويؤنّث، وزنه فعل بضمّ فسكون (وانظر الآية 87) .
الفوائد
1- «وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ» أي ومنهم من رفعه على سائر الأنبياء.
والظاهر أنه أراد محمدا (صلى الله عليه وسلم) لأنه هو المفضل عليهم، حيث أوتي ما لم يؤته أحد من الآيات المتكاثرة المرتقية إلى ألف آية أو أكثر. وفي هذا الإبهام من تفخيم فضله وإعلاء قدره ما لا يخفى، لما فيه من الشهادة على أنه العلم الذي لا يشتبه، والمتميز الذي لا يلتبس.
[سورة البقرة (2) : آية 254]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)(3/19)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول بدل من أيّ في محلّ نصب (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنفقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفقوا) «1» ، (رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (ونا) ضمير فاعل و (كم) ضمير متّصل مفعول به (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنفقوا) (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتي) مضارع منصوب (يوم) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن يأتي) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(لا) نافية مهملة «2» ، (بيع) مبتدأ مرفوع «3» ، (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ «4» ، (الواو) عاطفة (لا خلّة) مثل لا بيع، والخبر محذوف تقديره فيه (الواو) عاطفة (لا شفاعة) مثل لا بيع والخبر محذوف تقديره فيه. (الواو) استئنافيّة (الكافرون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (هم) ضمير فصل «5» ، (الظالمون) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف هو في الأصل نعت لمفعول أنفقوا المقدّر أي أنفقوا شيئا ممّا رزقناكم.
(2) أو هي تعمل عمل ليس.
(3) أو هو اسم لا مرفوع.
(4) أو بمحذوف خبر لا.
(5) يجوز أن يكون مبتدأ ثانيا خبره الظالمون.. وجملة: هم الظالمون خبر المبتدأ (الكافرون) . [.....](3/20)
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)
جملة: «يأيّها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنفقوا» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) .
وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يأتي يوم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لا بيع فيه» في محلّ رفع نعت ليوم.
وجملة: «لا خلّة ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا بيع فيه.
وجملة: «لا شفاعة» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا بيع فيه.
وجملة: «الكافرون.. الظالمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ممّا) ، كلمتان: من، ما. وتحذف نون (من) الجارّة) ، وكذلك (عن) إذا تلاهما (ما) ، مهما كان نوعها.
(بيع) ، مصدر سماعيّ لفعل باع يبيع باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(خلّة) ، اسم مصدر من فعل خالّه أي صادقة، فهي بمعنى الصداقة كأنّها تتخلّل الأعضاء أي تدخل خلالها، ويحتمل أن تكون بمعنى اسم الفاعل أي مصادق- بكسر الدال- أو بمعنى اسم المفعول أي مصادق- بفتح الدال- ووزن خلّة فعلة بضمّ فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 255]
اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)(3/21)
الإعراب:
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر «1» ، (الحيّ) خبر ثان مرفوع «2» ، (القيّوم) خبر ثالث مرفوع (لا) نافية (تأخذ) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به (سنة) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نوم) معطوف على سنة مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (في الأرض) مثل في السموات (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع خبر (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة أو نعت «3» ، (يشفع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يشفع) «4» ، (إلّا) أداة حصر (بإذن) جارّ
__________
(1) أو بدل من محلّ لا مع اسمها ومحلّه الرفع.
(2) أو هو نعت، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو هو مبتدأ خبره جملة لا تأخذه، أو هو بدل من هو.. ومثل ذلك القيّوم.
(3) يجوز عند أبي حيّان- بل الأولى عنده- أن يكون (منذا) في محلّ رفع مبتدأ خبره الموصول لأن به يتمّ المعنى.
(4) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير يشفع.(3/22)
ومجرور متعلّق بمحذوف حال أي لا أحد يشفع إلّا مدفوعا بإذنه أو مأذونا له «1» ، و (الهاء) مضاف إليه (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (أيدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) مثل السابق ومعطوف عليه (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (لا) نافية (يحيطون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحيطون) ، (من علم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لشيء و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بما تعلّق به الجرّ السابق- بشيء- لأنه بدل منه «2» ، (شاء) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «3» ، (وسع) فعل ماض (كرسيّ) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (السموات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب مثله (الواو) عاطفة أو حاليّة (لا) نافية (يؤود) مضارع مرفوع و (الهاء) مفعول به في محلّ نصب (حفظ) فاعل مرفوع (هما) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (العليّ) خبر مرفوع (العظيم) خبر ثان مرفوع.
__________
(1) يجوز تعليقه ب (يشفع) .
(2) أو متعلّق بمستثنى محذوف تقديره: إلّا الإحاطة بما شاء من معلومه.
(3) والأولى أن يقدّر مفعول شاء: أن يحيطوا به لدلالة قوله ولا يحيطون على ذلك.(3/23)
جملة: «الله لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا إله إلّا هو في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «لا تأخذه سنة» في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (الله) «1» .
وجملة: «له ما في السموات..» في محلّ رفع خبر خامس للمبتدأ (الله) .
وجملة: «من ذا الذي يشفع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشفع» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يعلم ما بين أيديهم» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «لا يحيطون» لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الضمير في أيديهم.
وجملة: «شاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «وسع كرسيّه» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يؤوده حفظهما» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. أو في محلّ نصب حال.
وجملة: «هو العليّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(الحيّ) ، من صفات الله، هو صفة مشبّهة من حيي يحيا الباب الرابع، وزنه فعل بسكون العين وفتح الفاء.
(القيّوم) من صيغ المبالغة وزنه فيعول، فيه إعلال بالقلب، أصله قيووم لأنه من قام بالأمر يقوم إذا دبّره.. اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (القيّوم) أي يقوم بأمر الخلق غير غافل.
(2) أو في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ (الله) .(3/24)
فأصبح القيّوم.
(سنة) ، فيه إعلال بالحذف، فهو من فعل وسن يسن باب ضرب، حذفت فاؤه من المضارع ومن المصدر سنة كما يقال عدة، وزنه علة بكسر العين.
(نوم) ، مصدر سماعيّ لفعل نام ينام باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(كرسيّ) ، اسم جامد قيل أصله من تركّب الشيء بعضه على بعض، ومنه الكرّاسة لتركّب بعض أوراقها على بعض، والكرسيّ سمي بذلك لتركّب خشبة بعضه على بعض.. وفي المصباح وتكرّس فلان احطب وغيره إذا جمعه، ومنه الكرّاسة بالتثقيل، وزنه فعليل بضمّ الفاء.
(حفظ) ، هو مصدر حفظ يحفظ باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.
(العليّ) ، صفة مشبّهة من فعل علا يعلو، فيه إعلال بالقلب لأن أصله (عليو) بسكون الياء اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى وزنه فعيل.
البلاغة
الإيجاز: فقد تضمنت آية الكرسي من الإيجاز ما لا مطمع فيه لتقليد أو محاكاة ويمكن أن نقول: إن البيان اتحد بالمبين في تصوير الملك الحقيقي الذي لا ينازع فيه بأرشق عبارة وأدق وصف، وفيها ما يسمى بالفصل في علم المعاني، وهو حذف العاطف للدلالة على أن كل صفة من صفات هذا الملك العظم مستقلة بنفسها.
وقد تضمنت إيجاز الإيجاز وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا(3/25)
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
فيها اسم الله تعالى ظاهرا في بعضها ومستكنّا في بعضها الآخر.
[سورة البقرة (2) : آية 256]
لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
الإعراب:
(لا) نافية للجنس (إكراه) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في الدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا (قد) حرف تحقيق (تبيّن) فعل ماض (الرشد) فاعل مرفوع (من الغيّ) جار ومجرور متعلّق ب (تبيّن) بتضمينه معنى تميّز (الفاء) عاطفة تفريعيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالطاغوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفر) ، (الواو) عاطفة (يؤمن) مثل يكفر ومعطوف عليه (بالله) جار ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (استمسك) مثل تبيّن والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالعروة) جارّ ومجرور متعلّق ب (استمسك) (الوثقى) نعت للعروة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (لا) نافية للجنس (انفصام) مثل إكراه (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «لا إكراه في الدين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قد تبين الرشد» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «من يكفر» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبيّن.(3/26)
وجملة: «يكفر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يؤمن» في محلّ رفع معطوفة على جملة يكفر.
وجملة: «قد استمسك» في محلّ جزم فعل الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا انفصام لها» في محلّ نصب حال من العروة.
وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(إكراه) ، مصدر الفعل أكره، وزنه إفعال.
(الرشد) ، مصدر رشد يرشد باب نصر وزنه فعل بضمّ فسكون، والرشد بفتحتين مصدر رشد يرشد باب فرح يفرح وزنه فعل بفتحتين.
(الغيّ) ، فيه إعلال بالقلب أصله الغوي بسكون الواو، جاءت الواو ساكنة وبعدها الياء، قلبت الواو إلى ياء ودغمت مع الياء الثانية، وزنه فعل بفتح فسكون وهو مصدر غوي يغوي.
(الطّاغوت) ، مصدر في الأصل مثل ملكوت، وهو من فعل طغا يطغو الواويّ، أو من طغى يطغى اليائيّ، والتاء فيه زائدة، وفيه تقديم وتأخير وإعلال بالقلب، تقدّمت لام الكلمة على عينها فصار طوغوتا أو طيغوتا، تحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله قلب ألفا فأصبح طاغوتا وزنه فلعوت.
وبعضهم يجعل التاء مبدلة من لام الكلمة- أي ليست زائدة- فلا تقديم ولا تأخير ولا إعلال وزنه حينئذ فاعول.
(العروة) ، في الأصل موضع شدّ اليد، وأصل المادّة تدلّ على التعلّق، ومنه عروته إذا ألممت به متعلّقا به، ومنه اعتراه الهمّ تعلّق به، ووزن العروة فعلة بضمّ فسكون.
(الوثقى) ، مؤنّث الأوثق، اسم تفضيل محلّى ب (ال) وجب مطابقته مع ما قبله في التأنيث وزنه فعلى بضمّ الفاء.(3/27)
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)
(انفصام) ، مصدر انفصم، خماسيّ مبدوء بهمزة وصل يأتي مصدره على وزن ماضيه بكسر الحرف الثالث وإضافة ألف قبل الأخير، وزنه انفعال.
البلاغة
في «العروة» استعارة تصريحية «استمسك» ترشيح لها أو استعارة أخرى تبعية، ويجوز أن يجعل الكلام تمثيلا مبنيا على تشبيه الهيئة العقلية المنتزعة من ملازمة الحق الذي لا يحتمل النقيض بوجه أصلا، لثبوته بالبراهين النيرة القطعية بالهيئة الحسية المنتزعة من التمسك بالحبل المحكم المأمون انقطاعه.
[سورة البقرة (2) : آية 257]
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (257)
الإعراب:
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (وليّ) خبر مرفوع (الذين) اسم موصول في محلّ جرف مضاف إليه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (يخرج) مضارع مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من الظلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، (إلى النور) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، (الواو) عاطفة (الذين) مثل الأول مبتدأ في محلّ رفع (كفروا) مثل آمنوا (أولياء) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الطاغوت) خبر مرفوع (يخرجون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به (من النور) جارّ ومجرور(3/28)
متعلّق ب (يخرج) ، (إلى الظلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج) ، (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم، مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «الله وليّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «يخرجهم» في محلّ نصب حال من الفاعل أو من المفعول.
وجملة: «الذين كفروا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «أولياؤهم الطاغوت» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يخرجونهم» في محلّ نصب حال من المبتدأ أو الخبر ...
أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أولئك أصحاب» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب النار «1» .
الصرف:
(وليّ) ، صفة مشبّهة من فعل ولي يلي باب وثق وزنه فعيل، اجتمعت ياء فعيل مع لام الكلمة فشدّدت. جمعه أولياء (انظر الآية 107 من هذه السورة) .
(الظلمات) ، جمع الظلمة، اسم بمعنى ذهاب النور، مشتقّ من
__________
(1) أو في محلّ رفع خبر ثان لاسم الإشارة المبتدأ أولئك.(3/29)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
ظلم يظلم الليل باب فرح، ووزن الظلمة فعلة بضمّ فسكون، وثمّة جمع آخر للظلمة هو ظلم بضمّ ففتح وظلمات بضمّ فسكون وظلمات بضم ففتح. (انظر الآية 17 من هذه السورة) .
(النور) ، الاسم من نار ينور الشيء باب نصر وهو الضوء، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أنوار ونيران.
البلاغة
1- إفراد النور لوحدة الحق كما أن جمع الظلمات لتعدد فنون الضلال. وهذا سرّ بلاغيّ عجيب.
2- الاستعارة التصريحية: في استعارة الظلمات والنور للضلال والهدى.
- فإن قلت كيف يخرج الكفّار من النور مع أنهم لم يكونوا في نور.
قلت: هذا فن عجيب من فنون البلاغة وهو نفي الشيء بإيجابه وفحواه أن المتكلم يثبت شيئا في كلامه وينفي ما هو من سببه مجازا، والمنفي في باطن الكلام حقيقة هو الذي أثبته.
[سورة البقرة (2) : آية 258]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التعجبيّ (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل(3/30)
ضمير مستتر تقديره أنت «1» ، (إلى) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ترى) وفي الكلام حذف مضاف أي قصّة الذي حاجّ.. (حاجّ) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو (إبراهيم) مفعول به منصوب ومنع من التنوين للعلمية والعجمة (في ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (حاجّ) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه «2» ، (أن) حرف مصدريّ (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الملك) مفعول به ثان و (الهاء) مفعول به أول.
والمصدر المؤوّل (أن آتاه الله ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأن آتاه الله.. فهو في معنى المفعول لأجله متعلّق ب (حاجّ) .. (إذ) ظرف لما مضى من الزمان في محلّ نصب متعلّق بفعل حاجّ (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (ربّ) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الباء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه (الذي) مثل الأول في محلّ رفع خبر (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الواو) عاطفة (يميت) مضارع مرفوع والفاعل هو. (قال) مثل الأول والفاعل يعود إلى المحاجج (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحيي) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الواو) عاطفة (أميت) مثل أحيي (قال إبراهيم) مثل الأولى (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر أي إن زعمت أنّك قادر فإن الله. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأتي) مضارع
__________
(1) فعل (ترى) هنا بمعنى ينتهي علمك إلى.. ولهذا تعدّى ب (إلى) .
(2) الضمير يعود إلى إبراهيم أو إلى المحاجج.(3/31)
مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالشمس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) ، (من المشرق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائت) ، فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائت) ، (من المغرب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائت) «2» ، (الفاء) عاطفة (بهت) فعل ماض بصيغة المجهول ولكنّ معناه معلوم «3» ، (الذي) اسم موصول فاعل (كفر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مثل يحيي (القوم) مفعول به منصوب (الظالمين) نعت للقوم منصوب مثله وعلامة النصب الياء.
جملة: «ألم تر..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «حاجّ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أتاه الله الملك» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: «قال إبراهيم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ربّي الذي يحيي» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يحيي» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «يميت» لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: «قال» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أنا أحيي» في محلّ نصب مقول القول.
__________
(1) أو بمحذوف حال من الشمس.
(2) أو بمحذوف حال من الضمير في (بها) . [.....]
(3) أو هو مبنيّ للمجهول والموصول نائب فاعل.. والفاعل المحذوف هو إبراهيم أو هو المصدر المفهوم من قال أي حيّره قول إبراهيم وبهته ... وهذا اختيار أبي حيّان.(3/32)
وجملة: «أحيي» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنا.
وجملة: «أميت» في محلّ رفع معطوفة على جملة أحيي.
وجملة: «قال إبراهيم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله يأتي..» جواب شرط مقدّر.
وجملة: «الشرط مقول القول.
وجملة: «يأتي بالشمس..» في محلّ رفع خبر انّ.
وجملة: «ائت بها من المغرب» في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت قادرا فأت بها.
وجملة: «بهت الذي..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: «كفر» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: «الله لا يهدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة..
وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
الصرف:
(فأت) ، حذفت همزة الوصل من الفعل لدخول الفاء عليه، أصله ائت، وفيه أيضا إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة للبناء، وزنه ففع بسكون الفاء الثانية (الآية 106 والآية 222) .
(المشرق) ، اسم مكان من الفعل شرق يشرق باب نصر، وكان القياس أن يقال مشرق بفتح الراء لأن عين المضارع مضمومة ولكنّه جاء على مفعل بكسر العين وهو من الشواذ (انظر الآية 115) .
(المغرب) ، اسم مكان من الفعل غرب يغرب باب نصر، وقد جاء شاذّا على مفعل بكسر العين وكان قياسه أن يكون على مفعل بفتح العين.. (وانظر الآية 115) .
(بهت) ، بالبناء للمجهول، وهو في معناه مبنيّ للمعلوم ويحتاج إلى(3/33)
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)
فاعل، ومثله في القرآن هرع في المضارع: «وجاءه قومه يهرعون إليه ... » [هود- 78] .
[سورة البقرة (2) : آية 259]
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)
الإعراب:
(أو) حرف عطف (الكاف) هنا اسم بمعنى مثل «1» في محلّ جرّ معطوفة على الموصول الأول في الآية السابقة والتقدير: ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم أو مثل الذي مرّ.. (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (مرّ) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (على قرية) جارّ ومجرور متعلّق ب (مرّ) ، (الواو) حاليّة (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (خاوية) خبر مرفوع (على عروش) جار ومجرور متعلّق بخاوية «2» ، (ها) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض
__________
(1) يجوز أن تكون في محلّ نصب مفعولا به لفعل محذوف تقديره أرأيت مثل الذي ... وأجاز الزمخشري زيادة الكاف، والموصول بعدها معطوف على الموصول الأول في الآية السابقة.
(2) أو متعلّق بصفة لقرية أي قرية كائنة على عروشها أو ثابتة.(3/34)
والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أنّى) بمعنى كيف في محلّ نصب حال من هذه «1» ، (يحيى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم، (الله) فاعل مرفوع (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحيي) ، (موت) مضاف إليه مجرور و (ها) ضمير مضاف إليه.. (الفاء) استئنافيّة (أمات) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) فاعل مرفوع (مائة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أمات) بتضمينه معنى ألبثه ميّتا مائة عام (عام) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (بعثه) مثل أماته والفاعل هو (قال) مثل الأول والفاعل الله (كم) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفية الزمانية متعلّق ب (لبثت) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (قال) مثل الأول والفاعل يعود إلى الذي مر (لبثت) مثل الأول (يوما) مفعول فيه منصوب متعلّق ب (لبثت) ، (أو) حرف عطف (بعض) معطوف على (يوما) منصوب مثله (يوم) مضاف إليه مجرور (قال) مثل الثاني (بل) للابتداء والإضراب (لبثت مائة عام) مثل لبثت بعض يوم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن لم تطمئنّ فانظر.. (انظر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلى الطعام) جارّ ومجرور متعلّق ب (انظر) ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (شرابك) معطوف على طعامك مجرور مثله ومضاف إليه (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يتسنّه) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «2» ، (الواو) عاطفة (انظر إلى حمارك) مثل انظر إلى طعامك
__________
(1) أجاز العكبري أن تكون بمعنى متى فهي ظرف زمان في محلّ نصب متعلّق ب (يحيي) .
(2) وجاء مفردا لأنه عائد على شيئين كالشيء الواحد وهو مفهوم الغذاء، أو هو عائد إلى الشراب وحده وضمير الطعام محذوف لدلالة الثاني عليه.(3/35)
(الواو) عاطفة (اللام) لام التعليل (نجعل) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (آية) مفعول به ثان منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية.
والمصدر المؤوّل (أن نجعلك) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فعلنا ذلك لتعلم ولنجعلك آية للناس.
(الواو) عاطفة (انظر إلى العظام) مثل انظر إلى طعامك (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (ننشز) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ثم) حرف عطف (نكسوها) مثل ننشزها (لحما) مفعول به ثان منصوب. (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرفيّة حينيّة متعلّقة ب (قال) متضمّنة معنى الشرط (تبيّن) فعل ماض، والفاعل مقدّر دلّ عليه الكلام المتقدّم أي تبيّن كيفية الإحياء «1» ، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تبيّن) (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أعلم) مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره أنا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير، (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر أنّ مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله.. قدير) سدّ مسدّ مفعولي أعلم.
جملة: «مرّ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
__________
(1) وعلى رأي الزمخشري: الفاعل هو ضمير يعود على المصدر المؤوّل (أنّ الله ... قدير) ، أي: فلمّا تبيّن قدرة الله له قال أعلم أنّ الله ... فحذف الأول لدلالة الثاني عليه فجعله من باب التنازع،(3/36)
وجملة: «هي» خاوية في محلّ نصب حال من قرية «1» .
وجملة: «قال أنّى..» في محلّ نصب حال من فاعل مرّ أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحيي» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أماته» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بعثه» لا محلّ لها معطوفة على جملة أماته.
وجملة: «قال.. (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كم لبثت؟» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال ... (الثالثة) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لبثت يوما» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال ... (الرابعة) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بل لبثت» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة مقول القول محذوفة أي: قال ما لبثت يوما أو بعض يوم بل لبثت مائة عام «2» .
وجملة «انظر إلى طعامك» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم تطمئنّ فانظر.
وجملة: «لم يتسنه» في محلّ نصب حال من الطعام والشراب معا بمعنى الغذاء أو من الشراب لأنه المتأخّر.
وجملة: «انظر إلى حمارك» في محلّ جزم معطوفة على جملة انظر إلى طعامك.
__________
(1) الذي سوّغ مجيء الحال من النكرة وجود الرابط وهو الواو.
(2) بل: حين يتلوها جملة هي حرف ابتداء لا حرف عطف على الصحيح، وحين يتلوها مفرد هي عاطفة.(3/37)
وجملة: «نجعلك» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المقدّر أن وجملة: «انظر الى العظام» في محلّ جزم معطوفة على جملة انظر إلى طعامك.
وجملة: «ننشزها» في محلّ نصب حال من العظام.
وجملة: «نكسوها» في محلّ نصب معطوفة على جملة ننشزها.
وجملة: «تبيّن» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أعلم» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(قرية) ، اسم جامد، وزنه فعلة بفتح فسكون (انظر الآية 58 من هذه السورة) .
(خاوية) ، مؤنّث خاو، اسم فاعل من خوت الدار تخوي من باب ضرب أو من خوي يخوى باب فرح.
(عروشها) ، جمع عرش وهو السقف وكلّ ما هيئ ليستظلّ به، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون.
(مائة) ، اسم للعدد المعروف، وترسم الكلمة من غير ألف أو مع الألف كلاهما جائزة، والتاء عوض من الياء وزنه فعة.
(عام) ، اسم للمدّة المعروفة، فيه إعلال بالقلب لأن الألف أصلها واو جمعه أعوام.
(طعام) ، اسم جامد لما يؤكل، وزنه فعال بفتح الفاء (انظر الآية 61 والآية 184) .
(شراب) ، اسم جامد لما يشرب وزنه فعال بفتح الفاء.
(يتسنّه) ، الهاء في الفعل أصلية، فهي ثابتة وصلا ووقفا، وقيل هي(3/38)
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)
للسكت وأنّ لام الكلمة واو، والفعل مجزوم بحذف حرف العلّة «1» .
ويجوز أن يكون الفعل مشتقّ من التسنّن الذي هو التغيّر وأصله لم يتسنّن، مأخوذ من الحمأ المسنون، فأبدلت النون الأخيرة حرف علّة، وفي هذه الحال تكون الهاء للسكت ليس غير.
(العظام) ، جمع عظم وهو اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون.
وثمّة جمع آخر هو أعظم بضمّ الظاء، وعظامة بكسر العين.
(لحما) ، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 260]
وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلمية والعجمة (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليه (أر) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (تحيي) مضارع
__________
(1) وحينئذ تثبت الهاء في الوقف لا في الوصل.(3/39)
مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الموتى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (قال) مثل الأول والفاعل الله (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تؤمن) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قال) مثل الأول (بلى) حرف جواب لإيجاب النفي (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (اللام) لام التعليل (يطمئنّ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام (قلب) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الباء لمناسبة الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يطمئنّ قلبي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أسأل، والاستدراك والفعل بعده معطوف على مقدّر أي:
بلى آمنت، وما سألت غير مؤمن ولكن سألت ليطمئنّ قلبي.
(قال) مثل الأول والفاعل الله (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (خذ) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أربعة) مفعول به منصوب (من الطير) تمييز العدد «1» (الفاء) عاطفة (صر) مثل خذ و (هنّ) ضمير متّصل مفعول به (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (صرهنّ) ، (ثمّ) حرف عطف (اجعل) مثل خذ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اجعل بتضمينه معنى ألق «2» ، (جبل) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (اجعل) «3» ،
__________
(1) إذا كان المعدود اسم جمع- كما جاء في الآية- جاز في التمييز الجرّ بمن أو الجرّ بالإضافة كقوله تعالى: تسعة رهط. ويجوز أن يكون الجارّ والمجرور متعلّقا ب (خذ) ، والتمييز محذوف أي: خذ من الطير أربعة طيور.
(2) أو متعلّق بمحذوف مفعول ثان إذا كان الفعل بمعنى صيّر.
(3) أو متعلّق بحال من (جزءا) .(3/40)
(جزءا) مفعول به منصوب (ثمّ ادع) مثل ثمّ اجعل و (هنّ) ضمير متّصل مفعول به (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم جواب الطلب ... و (النون) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (سعيا) مصدر في موضع الحال «1» ، (الواو) استئنافيّة (اعلم) مثل اجعل (أنّ الله عزيز) مثل أنّ الله قدير- في الآية السابقة- (حكيم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله عزيز) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلم.
جملة: «قال إبراهيم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «النداء وصلتها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أرني» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) .
وجملة: «تحيي..» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أر «2» .
وجملة: «قال ... (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أو لم تؤمن؟» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول. أي: أتسأل ولم تؤمن؟
وجملة: «قال.. (الثالثة) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
والجملة المقدّرة: «بلى آمنت» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يطمئنّ قلبي» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المقدر أن.
وجملة: «قال ... (الرابعة) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خذ أربعة ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر، أي: إن
__________
(1) أو مفعول مطلق ناب عن المصدر لأنه مرادفه.
(2) رأى بصريّة دخلت عليها همزة التعدية. [.....](3/41)
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)
أردت ذلك فخذ.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «صرهنّ» إليك في محلّ جزم معطوفة على جملة خذ أربعة.
وجملة: «اجعل» في محلّ جزم معطوفة على جملة صرهنّ.
وجملة: «ادعهنّ» في محلّ جزم معطوفة على جملة اجعل.
وجملة: «اعلم» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أرني) ، فيه إعلال بالحذف أصله أرئيني، حذفت الياء للبناء فصار أرئني، ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت للتخفيف فصار أرني، وزنه أفني محذوف منه عين الكلمة ولأمها الهمزة والياء (انظر الآية 128 من هذه السورة) .
(الطير) ، اسم جمع كركب، وقيل هو جمع طائر.
(صرهنّ) ، أمر من صاره يصيره أو يصوره بمعنى قطعه أو أماله، فيه إعلال بالحذف لأنه أجوف فحذفت عينه، وزنه فلهنّ.
(سعيا) ، مصدر سماعيّ لفعل سعى يسعى باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- في هذه الآية إيجاز بالحذف، إذ حكى سبحانه أوامره، وحذف تتمة القصة، ولم يعترض لامتثال إبراهيم عليه السلام لها، لأن ذلك مدرك بالبداهة.
[سورة البقرة (2) : آية 261]
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (261)(3/42)
الإعراب:
(مثل) مبتدأ مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، وهو على حذف مضاف أي مثل نفقة الذين.. أو إنفاق الذين (ينفقون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (ينفقون) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الكاف) حرف جرّ (مثل) اسم مجرور بالكاف والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ مثل (حبة) مضاف إليه مجرور (أنبت) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (سبع) مفعول به منصوب (سنابل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (سنبلة) مضاف إليه مجرور (مائة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (حبّة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يضاعف) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يضاعف) ، (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي الله (الواو) عاطفة (الله) مبتدأ مرفوع (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان.
جملة: «مثل الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنبتت» في محلّ جرّ نعت لحبة.
وجملة: «في كلّ سنبلة مائة حبّة» في محلّ نصب نعت لسبع سنابل.
وجملة: «الله يضاعف..» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من أموالهم.(3/43)
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)
وجملة: «يضاعف..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «الله واسع» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية.
الصرف:
(سنابل) ، جمع سنبلة زنة فنعلة بضمّ الفاء والعين..
وفي المصباح سنبل الزرع الواحدة سنبلة، والسبل مثل الواحدة سبلة مثل قصب وقصبة. وسنبل الزرع أخرج سنبلة وأسبل بالألف أخرج سبله.
(حبّة) ، واحدة الحبّ، اسم جامد وزنه فعلة بفتح فسكون.
البلاغة
1- «كَمَثَلِ حَبَّةٍ» مثلهم كمثل باذر حبة ولولا ذلك لم يصح التمثيل..
2- واسناد الإنبات إلى الحبة مجاز لأنها سبب للانبات- والمنبت في الحقيقة هو الله تعالى- وهذا التمثيل تصوير للإضعاف كأنها حاضرة بين يدي الناظر فهو من تشبيه المعقول بالمحسوس.
[سورة البقرة (2) : آية 262]
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)
الإعراب:
(الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (ينفقون أموالهم في سبيل الله) مرّ إعرابها في الآية السابقة (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (يتبعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ما) حرف مصدريّ (أنفقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما أنفقوا) في محلّ نصب مفعول به أوّل.
(منا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أذى) معطوف على (منّا) منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة(3/44)
على الألف (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (هم) مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجرهم (ربّ) مضاف اليه مجرور و (هم) مضاف إليه في محلّ جرّ (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة «1» (خوف) مبتدأ مرفوع (على حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ بحرف الجرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع..
جملة: «الذين ينفقون.. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينفقون أموالهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يتبعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أنفقوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(ينفقون) ، أصله يؤنفقون، حذفت الهمزة تخفيفا (انظر الآية 3 من سورة البقرة) .
(يتبعون) ، أصله يؤتبعون، حذفت الهمزة تخفيفا.
(منّا) ، مصدر سماعيّ لفعل منّ يمنّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) أو عاملة عمل ليس و (خوف) اسمها و (عليهم) خبرها.(3/45)
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
(أذى) ، مصدر سماعيّ لفعل أذي يأذى باب فرح، وزنه فعل لفتحتين (وانظر الآية 222) .
البلاغة
«ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ» ثم هنا للتفاوت بين الإنفاق وترك المنّ والأذى في الرتبة والبعد بينهما في الدرجة، وقد استعيرت من معناها الأصلي وهو تباعد الأزمنة لذلك- وهذا هو المشهور في أمثال هذه المقامات. وذكر في الانتصاف وجها آخر في ذلك، وهو الدلالة على دوام الفعل المعطوف بها وإرخاء الطول في استصحابه، وعلى هذا لا تخرج عن الإشعار ببعد الزمن ولكن معناها الأصلي تراخي زمن وقوع الفعل وحدوثه ومعناها المستعارة له دوام وجود الفعل وتراخي زمن بقائه.
[سورة البقرة (2) : آية 263]
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
الإعراب:
(قول) مبتدأ مرفوع «1» ، (معروف) نعت لقول مرفوع مثله (الواو) عاطفة (مغفرة) معطوف على قول مرفوع مثله (خير) خبر مرفوع (من صدقة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خير) (يتبع) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به (أذى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غنيّ) خبر مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع.
__________
(1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها موصوفة.(3/46)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)
جملة: «قول معروف.. خير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتبعها أذى» في محلّ جرّ نعت لصدقة.
وجملة: «الله غنيّ حليم» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(غنيّ) ، صفة مشبّهة وزنه فعيل من غني يغني باب فرح.
[سورة البقرة (2) : آية 264]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (264)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) موصول مبنيّ على الفتح في محلّ نصب بدل من أيّ (آمنوا) فعل ماض.. والواو فاعل (لا) ناهية (تبطلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (صدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و (كم) ضمير مضاف إليه (بالمنّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبطلوا) والباء سببيّة (الواو) عاطفة (الأذى) معطوف على المنّ مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الكاف) حرف جرّ «1» ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف تقديره إبطالا مثل إبطال الذي ينفق ... أو في محلّ نصب حال من الواو في تبطلوا أي: لا تبطلوا صدقاتكم مشابهين الذي ينفق ماله رئاء الناس.(3/47)
بمحذوف مفعول مطلق «1» ، (ينفق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مال) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (رئاء) مفعول لأجله منصوب «2» ، (الناس) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (يؤمن) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور مثله (الفاء) تعليليّة (مثل) مبتدأ مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (صفوان) مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (تراب) مبتدأ مؤخر مرفوع (الفاء) عاطفة (أصاب) فعل ماض و (الهاء) مفعول به (وابل) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (تركه) مثل أصابه والفاعل هو الوابل (صلدا) مفعول به ثان منصوب (لا) نافية (يقدرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على شيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقدرون) ، (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لشيء (كسبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (القوم) مفعول به منصوب (الكافرين) نعت للقوم منصوب مثله وعلامة النصب الياء.
جملة «يأيها الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من الواو في تبطلوا أي: لا تبطلوا صدقاتكم خاسرين كالذي ينفق ماله رئاء الناس..
(2) أو مصدر في موضع الحال أي مرائيا، أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه أي ينفق ماله إنفاق رئاء الناس.(3/48)
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تبطلوا» لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة) .
وجملة: «ينفق ماله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «لا يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة الثانية.
وجملة: «مثله كمثل صفوان» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «عليه تراب» في محلّ جرّ نعت لصفوان.
وجملة: «أصابه وابل» في محلّ جرّ معطوفة على جملة عليه تراب.
وجملة: «تركه صلدا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصابه وابل.
وجملة: «لا يقدرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كسبوا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «الله لا يهدي..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يهدي القوم..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
الصرف:
(رئاء) ، الهمزة الأولى عين الكلمة لأنه من رأى، والثانية مبدلة من الياء لوقوعها متطرفة بعد ألف ساكنة زائدة. وهو مصدر مضاف إلى مفعوله، وقد تخفّف الهمزة الأولى فتقلب ياء أي رياء، وزنه فعال مصدر ل (راءى) فاعل.
(صفوان) ، جمع صفوانة أو صفا، أو هو اسم جنس، وقيل هو مفرد وزنه فعلان بفتح الفاء وقد تكسر.
(وابل) ، اسم فاعل من وبل مطر السماء أي اشتدّ، وزنه فاعل.
(صلدا) ، صفة مشبّهة وزنه فعل بفتح فسكون من باب فرح أو ضرب.(3/49)
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265)
البلاغة
- التشبيه التمثيلي: فقد شبه المرائي في الإنفاق وحالته العجيبة كحجر أملس عليه شيء يسير من التراب فأصابه مطر عظيم القطر فتركه أملس ليس عليه شيء من الغبار.
[سورة البقرة (2) : آية 265]
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (مثل الذين ينفقون أموالهم) مرّ إعرابها «1» ، (ابتغاء) مفعول لأجله «2» ، منصوب (مرضاة) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (تثبيتا) معطوف على (ابتغاء) منصوب مثله (من أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت أي: تثبيتا كائنا من أنفسهم «3» و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ مثل (جنة) مضاف إليه مجرور (بربوة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لربوة (أصاب) فعل
__________
(1) في الآية (261) من هذه السورة.
(2) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغين.
(3) يجوز تعليقه بالمصدر تثبيت، ومن في ذلك للتبعيض. قال أبو حيّان: إنّ من بذل ماله لوجه الله فقد ثبّت بعض نفسه، ومن بذل ماله وروحه معا فهو الذي ثبّتها كلّها. هذا وقد فسّر العلماء التثبيت بمعان مختلفة فهو بمعنى التيقّن والاحتساب والتصديق والإقرار والعزم والإمضاء.. إلخ.(3/50)
ماض و (ها) ضمير مفعول به (وابل) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (آتت) مثل أصاب.. و (التاء) للتأنيث والفاعل هي (أكل) مفعول به منصوب (ها) ضمير مضاف إليه (ضعفين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء، والمفعول الثاني محذوف تقديره: صاحبها (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي «1» ، (يصب) مضارع مجزوم فعل الشرط و (ها) ضمير مفعول به (وابل) فاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (طلّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: مصيبها.. أو الذي يصيبها.. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (بصير) العائد محذوف «2» ، (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بصير) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: «مثل الذين ينفقون..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف سابق.
وجملة: «ينفقون أموالهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أصابها وابل» في محلّ نصب حال من جنّة فهي موصوفة أو في محلّ جرّ نعت لجنّة.
وجملة: «آتت ... » معطوفة على جملة أصابها وابل في محلّ نصب أو جرّ.
وجملة: «إن لم يصبها وابل» معطوفة على جملة أصابها في محلّ نصب أو جرّ «3» .
__________
(1) يحسن أن يكون الفعل (يصبها) معمولا ل (إنّ) لا معمولا ل (لم) .
(2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء..
متعلّق ب (بصير) .
(3) يجوز قطع الجملة على الاستئناف فهي لا محلّ لها.(3/51)
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)
وجملة: « (مصيبها) طلّ» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «الله ... بصير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) اسميّة أو مصدريّة.
الصرف:
(تثبيتا) ، مصدر ثبّت الرباعيّ فهو قياسيّ، وزنه تفعيل.
(ربوة) ، يجوز في الراء الضمّ والفتح والكسر، وهو اسم جامد وزنه هنا فعلة بفتح الفاء.
(أكل) ، اسم جامد وزنه فعل بضمتين، وقد تسكّن عينه.
(ضعفين) ، مثنّى ضعف وهو صفة مشتقّة من ضعف يضعف باب فتح، وزنه فعل بكسر الفاء (الآية 245) .
(طلّ) ، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- التشبيه التمثيلي: فقد شبه الذين ينفقون أموالهم خالصة من الرياء في سبيل مرضاة الله بالبستان الكائن بمكان مرتفع وأصابه مطر شديد فأثمر مثلي ما كان يثمر في سائر الأوقات بسبب ما أصابه من الوابل.
[سورة البقرة (2) : آية 266]
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)(3/52)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام وفيه معنى الإبعاد القريب من النفي (يودّ) مضارع مرفوع (أحد) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (تكون) مضارع ناقص منصوب (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكون مقدّما (جنّة) اسم تكون مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ.
(من نخيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لجنّة (الواو) عاطفة (أعناب) معطوف على نخيل مجرور مثله (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) و (ها) ضمير مضاف إليه، وهو على حذف مضاف أي تجري من تحت أشجارها (الأنهار) فاعل مرفوع (له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف «1» ، (من كلّ) جارّ ومجرور نعت لمبتدأ مقدّر أي: له فيها ثمر- أو رزق- من الثمرات (الثمرات) مضاف إليه مجرور (الواو) حالية بتقدير قد (أصاب) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، (الكبر) فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ذرّيّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (ضعفاء) نعت لذريّة مرفوع مثله (الفاء) عاطفة (أصابها) مثل أصابه (إعصار) فاعل مرفوع (فيه) مثل فيها متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نار) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة (احترق) فعل ماض و (التاء) للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي. (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ذا)
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من المبتدأ المقدّر- صفة تقدّمت الموصوف-(3/53)
اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يبيّن (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل له متعلّق ب (يبيّن) ، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تتفكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «يودّ أحدكم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تكون له جنّة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ نصب حال «1» من جنّة وقد وصفت.
وجملة: «له فيها من كلّ الثمرات» في محلّ نصب حال ثانية من جنّة «2» .
وجملة: «أصابه الكبر» في محلّ نصب حال من الضمير في (له) فيها..
وجملة: «له ذريّة» في محلّ نصب حال من الضمير في أصابه.
وجملة: «أصابها إعصار» في محلّ نصب معطوفة على جملة تجري.
وجملة: «فيه نار» في محلّ رفع نعت لإعصار.
وجملة: «احترقت» في محلّ نصب معطوفة على جملة أصابها إعصار وجملة: «يبيّن الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم تتفكّرون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تتفكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
__________
(1) أو في محلّ رفع نعت لجنّة. [.....]
(2) أو في محلّ رفع نعت آخر لجنّة.(3/54)
الصرف:
(نخيل) ، قد يكون اسم جنس واحده نخلة، أو هو جمع أنخل الذي هو اسم جنس، اسم جامد وزنه فعيل.
(أعناب) ، جمع عنب وهو اسم جنس واحده عنبة، ووزن أعناب أفعال.
(الكبر) ، مصدر فعل كبر يكبر باب فرح، وزنه فعل بكسر الفاء وفتح العين.
(ذرّيّة) ، جاء في لسان العرب ما يلي: «ذرّ الله الخلق في الأرض:
نشرهم، والذرّيّة فعليّة- بضمّ الفاء- منه، وهي منسوبة إلى الذرّ الذي هو النمل الصغار، وكان قياسه ذريّة- بفتح الذال- لكنه نسب شاذ لم يجيء إلّا مضموم الأول.. أجمع القرّاء على ترك الهمزة في الذريّة، وقال يونس: أهل مكّة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبيّ والبريّة والذرّيّة من ذرأ الله الخلق أي: خلقهم. وقال أبو إسحاق النحوي: الذريّة غير مهموز.. وقال بعض النحويين: أصلها ذرّورة هي فعلولة، ولكن التضعيف لمّا كثر أبدل من الراء الأخيرة ياء فصارت ذرّوية- بتشديد الراء- ثمّ أدغمت الواو في الياء فصارت ذرّيّة. قال، وقول من قال إنه فعليّة- بضمّ الفاء- أقيس وأجود عند النحويين ... الذريّة: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى وأصلها الهمز لكنّهم حذفوه فلم يستعملوها إلّا غير مهموزة، وقيل: أصلها من الذرّ بمعنى التفريق لأن الله تعالى ذرّهم في الأرض» أهـ. وقال العكبريّ ... إنّه من ذرأ بالهمز فأصله على هذا ذروءة زنة فعولة، ثمّ أبدلت الهمزة ياء، وأبدلت الواو ياء فرارا من ثقل الهمزة والواو والضمّة. (انظر الآية 124 من هذه السورة) .
(ضعفاء) ، جمع ضعيف وهو صفة مشبّهة من فعل ضعف يضعف(3/55)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)
باب نصر وباب كرم وزنه فعيل.
(إعصار) ، اسم جامد بمعنى الريح الشديدة، سميت بذلك لأنها تلتفّ كما يلتفّ الثوب المعصور، أو لأنها تعصر السحاب، والإعصار لفظ مذكّر.
البلاغة
1- «أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ» الهمزة لإنكار الوقوع كما في قولك أتضرب أباك.
على أن مناط الإنكار ليس جميع ما تعلق به الود بل إنما هو إصابة الإعصار وما يتبعها من الاحتراق.
2- «لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ» هذا من ذكر العام بعد الخاص للتتميم والتتميم فن من فنون البلاغة.
[سورة البقرة (2) : آية 267]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)
الإعراب:
(يأيها الذين آمنوا) سبق إعرابها «1» ، (أنفقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنفقوا) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «2» ، (كسب) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير في محلّ رفع فاعل
__________
(1) في الآية (264) من هذه السورة.
(2) يجوز أن تكون نكرة موصوفة في محلّ جرّ، أو هي حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ مضاف إليه أي: طيّبات كسبكم.(3/56)
(الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفقوا) ، وفي الكلام حذف مضاف أي: من طيّبات ما أخرجنا (أخرجنا) مثل كسبتم (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخرجنا) ، (من الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجنا) ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تيمّموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل (الخبيث) مفعول به منصوب.
(من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تنفقون) «1» وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (ليس) فعل ماض ناقص جامد و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم ليس (الباء) حرف جرّ زائد (آخذي) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس، وعلامة الجرّ الياء وحذفت النون للإضافة و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (تغمضوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (فيه) مثل منه متعلّق ب (تغمضوا) بتضمينه معنى تتساهلوا «2» .
والمصدر المؤول (أن تغمضوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: إلّا بأن تغمضوا فيه والجارّ والمجرور متعلّق بآخذيه «3» .
(الواو) استئنافيّة (اعلموا) مثل أنفقوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (غنيّ) خبر مرفوع (حميد) خبر ثان مرفوع.
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الخبيث، وحينئذ يقدر رابط في الجملة بعده أي تنفقونه.
(2) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الواو في (تغمضوا) .
(3) لا يجيز سيبويه انتصاب المصدر المؤول على الحال، فقول من قال بأنّ المصدر المؤوّل منصوب على الحال مردود.(3/57)
جملة النداء «أيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «امنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنفقوا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «كسبتم» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) ، أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة الموصوفة والرابط محذوف أي: طيّبات شيء كسبتموه.
وجملة: «أخرجنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «لا تيمّموا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا.
وجملة: «منه تنفقون» في محلّ نصب حال من الفاعل في (تيمّموا) ، أو من المفعول (الخبيث) أي منفقين أو منفقا منه.
وجملة: «لستم بآخذيه» لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الواو في (تنفقون) .
وجملة: «اعلموا» لا محلّ لها استئنافيّة.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله غنيّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الصرف:
(تيمّموا) ، أصله تتيمّموا، فيه حذف إحدى التاءين.
(الخبيث) ، صفة مشبّهة على وزن فعيل من خبث باب كرم.
(لستم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، فالياء ساكنة والسين بني على السكون لاتصال الفعل بضمير الرفع المتحرّك، وزنه فلتم بفتح الفاء.
(تغمضوا) ، فيه حذف الهمزة تخفيفا، وأصله تؤغمضوا.(3/58)
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)
(حميد) ، صفة مشبهة على وزن فعيل بمعنى محمود، من حمد يحمد باب فرح.
(آخذيه) ، جمع آخذ، اسم فاعل من أخذ يأخذ باب نصر وزنه فاعل، والمدّة أتت من اجتماع الهمزة والألف الساكنة.
البلاغة
«إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ» أي إلّا وقت إغماضكم فيه أو إلّا بإغماضكم فيه وهو عبارة عن المسامحة بطريق الكناية أو الاستعارة التصريحية. حيث شبه التجاوز عن الشيء الجدير بالمؤاخذة بغض العين عما يتفادى المرء رؤيته مما يكره.
[سورة البقرة (2) : آية 268]
الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (268)
الإعراب:
(الشيطان) مبتدأ مرفوع (يعد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (كم) ضمير مفعول به أول (الفقر) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (يأمركم) مثل يعدكم (بالفحشاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر) ، (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعدكم) مثل الأول (مغفرة) مفعول به ثان منصوب (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لمغفرة (الواو) عاطفة (فضلا) معطوف على مغفرة منصوب مثله (الواو) استئنافيّة (الله) مثل الأول (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «الشيطان يعدكم.» لا محلّ لها استئنافيّة.(3/59)
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)
وجملة: «يعدكم الفقر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشيطان) .
وجملة: «يأمركم» في محلّ رفع معطوفة على جملة يعدكم.
وجملة: «الله يعدكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يعدكم مغفرة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «الله واسع» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يعدكم) ، فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع حذفت فاؤه في المضارع، وزنه يعلكم.
(الفقر) ، مصدر سماعي لفعل فقر يفقر باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 269]
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (269)
الإعراب:
(يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الحكمة) مفعول به منصوب (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يؤت) مضارع مبنيّ للمجهول مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (الحكمة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (أوتي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت ل (خيرا) منصوب مثله (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (يذكّر) مضارع(3/60)
وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270)
مرفوع (إلّا) أداة حصر (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «يؤتي الحكمة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «من يؤت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤت الحكمة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «قد أوتي ... » في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «ما يذّكّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يؤت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع بضمّ الياء وفتح العين (الآية 247) .
[سورة البقرة (2) : آية 270]
وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (270)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به (أنفقتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وتم ضمير فاعل (من نفقة) جارّ ومجرور تمييز ما «2» ، ومن هنا بيانيّة (أو) عاطفة (نذرتم من نذر) مثل أنفقتم من نفقة.. وما مقدّرة فيها (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) اسم إنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع
__________
(1) يجوز أن تكون جملتا الشرط والجواب معا خبرا.
(2) أو بمحذوف حال، وانظر اعراب الآية (197) والآية (215) : وما تفعلوا من خير يعلمه الله.(3/61)
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)
والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (من) حرف جرّ زائد (أنصار) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
جملة: «أنفقتم ... » معطوفة على جملة من يؤت الحكمة في الآية السابقة.
وجملة: «نذرتم..» معطوفة على جملة أنفقتم.
وجملة: «إن الله يعلمه» في محلّ جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «يعلمه» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ما للظالمين من أنصار» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نفقة) : اسم من الإنفاق أي اسم مصدر، أو اسم جامد لما ينفق من الدراهم وغيرها، وزنه فعلة بفتحتين.
(نذر) ، مصدر لفعل نذر ينذر باب نصر وباب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة البقرة (2) : آية 271]
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)
الإعراب:
(إن) حرف شرط جازم (تبدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الصدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (نعم) فعل ماض جامد لانشاء المدح (ما) اسم معرفة بمعنى الشيء في محلّ رفع(3/62)
فاعل «1» ، (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ مؤخر خبره جملة نعمّا، وهذا الضمير على حذف مضاف والأصل ابداؤها (الواو) عاطفة (ان تخفوها) مثل إن تبدوا الصدقات (الواو) عاطفة (تؤتوا) مضارع مجزوم معطوف على (تخفوا) وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (الفقراء) مفعول به ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) أو بمحذوف نعت لخير (الواو) استئنافيّة (يكفّر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفّر) ، (من سيّئات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفّر) ، ومن تبعيضيّة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خبير) «2» ، (تعملون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل (خبير) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: «إن تبدوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نعمّا هي» في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ (هي) .
والجملة الاسميّة: «هي ... » في محلّ جزم جواب الشرط الجازم جاءت الفاء في الخبر.
وجملة: «إن تخفوها» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تبدوا..
وجملة: «تؤتوها» لا محلّ لها معطوفة على جملة تخفوها.
__________
(1) هذا الإعراب أقرب الاعرابات إلى المعنى وأبعدها عن التأويل، ويجوز أن تكون (ما) نكرة تامة تمييز للضمير المستتر فاعل نعم أي: نعم (هو) شيئا ابداؤها، وهو المخصوص بالمدح على حذف مضاف.
(2) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.(3/63)
لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)
وجملة: هو خير لكم في محلّ جزم جواب الشرط الجازم الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «يكفّر» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله ... » خبير لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(نعمّا) ، بكسر العين على الأصل لأن فعله من باب فرح، وقد يأتي بسكون العين بنقل حركتها إلى النون- وهي الكسرة- وقد تبقى النون مفتوحة على الأصل.
(تخفوها) ، فيه حذف الهمزة وإعلال بالحذف، كما في (تبدوا) .
(تؤتوها) ، فيه حذف الهمزة وإعلال بالحذف، كما في (تبدوا) .
(الفقراء) ، جمع فقير، صفة مشبهة من (فقر) الثلاثي وزنه فعيل والجمع فعلاء بضمّ الفاء.
(سيئاتكم) ، جمع سيئة، وزنه فيعلة، وفيه إعلال بالقلب أصله سيوئة من ساء يسوء، اجتمعت الواو والياء في الكلمة وجاءت الأولى ساكنة، قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية (الآية 81) .
[سورة البقرة (2) : آية 272]
لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272)(3/64)
الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (هدى) اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) استئنافيّة (ما تنفقوا من خير) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر أي هو (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (تنفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب «2» ، (وجه) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما تنفقوا من خير) مر إعراب نظيرها «3» ، (يوفّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة وهو مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل مفهوم من سياق الآية أي جزاؤه (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوفّ) ، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: «ليس عليك هداهم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لكنّ الله يهدي» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يهدي» في محلّ رفع خبر لكنّ.
__________
(1) في الآية (270) من هذه السورة.
(2) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغين.
(3) أو مصدر في موضع الحال أي مبتغين.(3/65)
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «ما تنفقوا من خير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (هو) لأنفسكم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «ما تنفقون إلّا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «ما تنفقوا من خير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يوفّ إليكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «أنتم لا تظلمون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب المجرور «1» .
وجملة: «لا تظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الصرف:
(خير) ، اسم جامد بمعنى المال، وهو مصدر خار أيضا.
(يوفّ) ، فيه إعلال بالحذف بسبب الجزم، وزنه يفعّ بضمّ الياء وفتح العين المشدّدة.
[سورة البقرة (2) : آية 273]
لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)
الإعراب:
(للفقراء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره الصدقات «2» ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت
__________
(1) يجوز أن تكون الواو استئنافيّة، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة. [.....]
(2) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره اعجبوا (العكبري) .(3/66)
للفقراء (أحصروا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (في سبيل) جار ومجرور متعلّق ب (أحصروا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يستطيعون) مضارع مرفوع.
والواو فاعل (ضربا) مفعول به منصوب (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (ضربا) »
، (يحسب) مضارع مرفوع و (هم) ضمير متّصل مفعول به أوّل (الجاهل) فاعل مرفوع (أغنياء) مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء الممدودة المؤنّثة على وزن أفعلاء (من التعفّف) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحسبهم) ، ومن سببيّة «2» ، (تعرف) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (هم) مفعول به (بسيما) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعرفهم) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (هم) مضاف إليه (لا) نافية (يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الناس) مفعول به أوّل منصوب، والمفعول الثاني مقدّر أي أموالا أو صدقة (إلحافا) مصدر في موضع الحال «3» ، (الواو) استئنافيّة (ما تنفقوا من خير) مرّ إعرابها «4» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عليم) خبر أنّ مرفوع.-
جملة: (الصدقات) للفقراء لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أو متعلّق ب (ضربا) فهو مصدر.
(2) الجارّ والمجرور في موضع المفعول لأجله، ولم يأت المفعول منصوبا لاختلاف الفاعل في الفعل والمصدر.
(3) أو مفعول مطلق ناب عن المصدر فهو مرادفه أي لا يلحّون بالسؤال إلحافا، أو هو مفعول لأجله.
(4) في الآية (272) أو في نظيرها (270) .(3/67)
وجملة: «أحصروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يستطيعون» في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا.
وجملة: «يحسبهم الجاهل..» في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا «1» .
وجملة: «تعرفهم..» في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا «2» .
وجملة: «لا يسألون الناس ... » في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا «3» .
وجملة: «ما تنفقوا من خير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله به عليم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
الصرف:
(ضربا) ، مصدر سماعيّ لفعل ضرب- الباب الثاني- وزنه فعل بفتح فسكون.
(الجاهل) ، اسم فاعل من جهل يجهل باب فرح، وزنه فاعل (انظر الآية 67 من هذه السورة) .
(التعفّف) ، مصدر قياسيّ من فعل تعفّف، وزنه تفعّل بضم العين المشدّدة.
(سيما) ، مقصور وقد يمدّ فتكون الهمزة للإلحاق لا للتأنيث، ووزن سيما عفلا بتقديم عين الكلمة على فائها لأن الأصل من الوسم، فهو من السمة أي العلامة، جاءت الواو بعد كسر قلبت ياء فقيل سيما.
(إلحافا) ، مصدر قياسيّ من فعل ألحف بمعنى ألحّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة.
__________
(1، 2، 3) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.(3/68)
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)
البلاغة
قوله تعالى لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً..
فإن قلت: هذا يفهم أنهم كانوا يسألون برفق، مع أنه قال يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف قلت: المراد نفي المقيّد والقيد جميعا كما في قوله تعالى لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ.
وهو فن من أبدع الفنون البيانية ويسميه علماء البيان «نفي الشيء بإيجابه» فالمنفي في ظاهر الكلام هو الإلحاف في السؤال، لا نفس السؤال مجازا، والمنفي في باطن الكلام حقيقة نفس السؤال، إلحافا كان أو غيره.
[سورة البقرة (2) : آية 274]
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)
الإعراب:
(الذين ينفقون أموالهم) مرّ إعرابها «1» ، (بالليل) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينفقون) ، (الواو) عاطفة (النهار) معطوفة على الليل مجرور مثله (سرّا) مصدر في موضع الحال «2» ، (الواو) عاطفة (علانية) معطوف على (سرّا) منصوب مثله (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول بالشرط (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخّر و (هم) مضاف إليه (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجرهم (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) مرّ إعرابها «3» .
__________
(1) في الآية (262) من هذه السورة.
(2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته.
(3) في الآية (262) من هذه السورة.(3/69)
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)
جملة: «الذين ينفقون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينفقون أموالهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم.
وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خوف عليهم.
وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(سرّا) ، اسم مصدر من فعل أسرّ (انظر الآية 235 من هذه السورة) .
(علانية) ، مصدر سماعيّ لفعل علن باب نصر وضرب وفرح وكرم.. وزنه فعالية.
البلاغة
وفي الآية الكريمة فن من فنون البلاغة وهو فن المقابلة، فقد تكرر الطباق بين الليل والنهار وبين السر والعلانية.
[سورة البقرة (2) : آية 275]
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (275)(3/70)
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يأكلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الربا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (لا) نافية (يقومون) مضارع مثل يأكلون (إلّا) أداة حصر (الكاف) حرف جرّ «1» ، (ما) حرف مصدريّ (يقوم) مضارع مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (يتخبّط) مثل يقوم و (الهاء) مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (من المسّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتخبّطه) أو ب (يقوم) ، ومن هنا سببيّة.
والمصدر المؤوّل (ما يقوم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمصدر محذوف مفعول مطلق- أو بحال- أي: قياما كقيام الذي- أو قائمين كقيام الذي- (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل.
والمصدر المؤول (أنّهم قالوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) .
(إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (البيع) مبتدأ مرفوع (مثل) خبر مرفوع (الربا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) استئنافيّة (أحلّ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (البيع) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (حرّم الربا) مثل أحلّ البيع (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (جاء)
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف تقديره قياما مثل قيام الذي يتخبّطه الشيطان، أو في محلّ نصب حال.(3/71)
فعل ماض في محلّ جزم و (الهاء) ضمير مفعول به (موعظة) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لموعظة و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (انتهى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (سلف) مثل أحلّ والفاعل هو وهو العائد (الواو) عاطفة (أمر) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (من عاد) مثل من جاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «الذين يأكلون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يأكلون الربا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يقومون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يقوم الذي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة: «يتخبّطه الشيطان» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ذلك بأنّهم..» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «قالوا..» في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «إنّما البيع مثل الربا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أحلّ الله البيع» لا محلّ لها استئنافيّة.(3/72)
وجملة: «حرّم الربا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحلّ الله البيع.
وجملة: «من جاءه موعظة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاءه موعظة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «انتهى» في محلّ رفع معطوفة على جملة جاءه موعظة.
وجملة: «له ما سلف» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «سلف» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أمره إلى الله» في محلّ جزم معطوفة على جملة له ما سلف.
وجملة: «من عاد» لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاءه ...
وجملة: «عاد» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «أولئك أصحاب» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك «3» .
الصرف:
(الربا) ، الألف أصلها واو لأنه من ربا يربو، ولهذا رسمت الألف طويلة، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(المسّ) ، الاسم من مسّ يمسّ باب نصر بمعنى الجنون.
(موعظة) ، مصدر ميميّ من وعظ جاءت التاء في آخره زائدة، وزنه مفعلة بكسر العين لأن فعله معتلّ الفاء، محذوفة في المضارع (انظر الآية 66 من هذه السورة) .
(قالوا) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح أصله قولوا (الآية 14) .
__________
(1، 2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(3) أو في محلّ نصب حال من أصحاب.(3/73)
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)
(عاد) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح أصله عود.
البلاغة
«إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ» .
1- التشبيه التمثيلي: حيث شبه آكلي الربا عند خروجهم من أجداثهم بقيام المتخبط المصروع الذي أصابه الجنون، كما يقال لمن يسرع بحركات مختلفة قد جن.
«قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا» .
2- أرادوا نظمهما في سلك واحد لإفضائهما إلى الربح، وقد جعلوا الربا أصلا في الحلّ، وشبهوا البيع به للمبالغة. وهذا ما يسمى في علم البلاغة بالتشبيه المقلوب.
ويجوز أن يكون التشبيه غير مقلوب بناء على ما فهموه أن البيع إنما حل لأجل الكسب والفائدة وذلك في الربا متحقق وفي غيره موهوم.
[سورة البقرة (2) : آية 276]
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)
الإعراب:
(يمحق) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الربا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (يربي) مثل يمحق وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء والفاعل هو (الصدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مثل يمحق والفاعل هو (كلّ) مفعول به منصوب (كفّار) مضاف إليه(3/74)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)
مجرور (أثيم) نعت لكفّار مجرور مثله.
جملة: «يمحق الله الربا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يربي الصدقات» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «الله لا يحب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا يحبّ كلّ كفّار» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
الصرف:
(كفّار) ، مبالغة اسم الفاعل من فعل كفر يكفر باب نصر وزنه فعّال.
(أثيم) ، صفة مشبّهة زنة فعيل من فعل أثم يأثم باب فرح.
[سورة البقرة (2) : آية 277]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (الواو) عاطفة (عملوا مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب علامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (أقاموا الصلاة- آتوا الزكاة) مثل عملوا الصالحات (لهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) مرّ إعرابها «1» .
جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) في الآية (262) من هذه السورة.(3/75)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا الصالحات» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «أقاموا الصلاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «آتوا الزكاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر إن.
وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم.
وجملة: «هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خوف عليهم.
وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(أقاموا) ، فيه إعلال بالقلب، قلبت عين الفعل الواو ألفا لمجيئها بعد فتح وأصله: أقوموا، ونقلت حركة الواو إلى القاف قبلها إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا (انظر الآية 177 من هذه السورة) .
(آتوا) ، في الكلمة إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة عليها وزنها أفعوا بفتح الهمزة والعين. والمدّ في أول الكلمة أصله همزتان الأولى متحرّكة والثانية ساكنة أي أأتوا ... (انظر الآية 43 من هذه السورة) .
[سورة البقرة (2) : آية 278]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)(3/76)
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) أداة تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ، أو عطف بيان، أو نعت (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ذروا) مثل اتّقوا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بقي) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من الربا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل بقي (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم.. و (تم) اسم كان (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «أيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ذروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «بقي» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إن كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي: اتّقوا الله وذروا ما بقي من الربا..
الصرف:
(ذروا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت منه فاء الكلمة في المضارع والأمر وهي الواو، وزنه علوا بفتح العين.
[سورة البقرة (2) : آية 279]
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)(3/77)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تفعلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «1» وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل (الفاء) رابطة للجواب (ائذنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بحرب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائذنوا) ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لحرب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن) مثل الأول (تبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم.. و (تم) فاعل (الفاء) رابطة للجواب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (رؤوس) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أموال) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (تظلمون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل (الواو) عاطفة (لا) نافية (تظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: «لم تفعلوا لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا الله في الآية السابقة.
وجملة: «ائذنوا..» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن تبتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن لم تفعلوا.
وجملة: «لكم رؤوس أموالكم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا تظلمون» في محلّ نصب حال من الضمير المجرور في لكم «2»
__________
(1) اخترنا في الإعراب أن يكون الفعل معمولا ل (إن) ، (أمّا) (لم) فعملها النفي ليس عير خلافا لرأي الجمهور وذلك ليبقى للشرط طبيعة الاستقبال. [.....]
(2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة لا محلّ لها.(3/78)
وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)
وجملة: «لا تظلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تظلمون أو لا محلّ لها.
الصرف:
(فأذنوا) ، فيه حذف همزة الوصل لدخول الفاء ولوجود همزة بعد همزة الوصل، وكذا إذا سبقت همزة الوصل بالواو فإنّها تحذف.
(بحرب) ، اسم مصدر من حارب الرباعي وزنه فعل بفتح فسكون، وقد يكون مصدرا لفعل حرب يحرب الرجل باب نصر بمعنى سلبه ماله.
(تبتم) ، فيه إعلال بالحذف، أصله توبتم بتحريك الواو ثمّ بتسكينها للتخفيف ثمّ بحذفها لالتقاء الساكنين، ثمّ بتحريك التاء بالضمّ دلالة على الحرف المحذوف.
(رؤوس) ، جمع رأس، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون، واستعمال الرأس هنا مجاز ومعناه الأصل.
[سورة البقرة (2) : آية 280]
وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض تام «1» مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (ذو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو من الأسماء الخمسة (عسرة) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (نظرة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الواجب «2» ، (إلى ميسرة) جارّ ومجرور متعلّق بنظرة على حذف مضاف
__________
(1) أو هو ناقص خبره محذوف تقديره غريما أو لكم عليه حقّ.
(2) أو هو مبتدأ خبره محذوف مقدّم أي فعليكم نظرة إلى ميسرة.(3/79)
أي إلى وقت ميسرة (الواو) استئنافيّة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تصدّقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل، وقد حذف من الفعل إحدى التاءين (خير) خبر المبتدأ المنسبك من المصدر المؤوّل (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) أو بنعت له.
والمصدر المؤوّل (أن تصدّقوا) في محلّ رفع مبتدأ أي: تصدّقكم خير لكم.
(إن كنتم) مرّ إعرابها «1» ، (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «إن كان ذو عسرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن لم تفعلوا.
وجملة: (الواجب) نظرة. في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «أن تصدّقوا خير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن كنتم تعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم تعلمون فضل التصدّق فتصدّقكم خير لكم.
الصرف:
(عسرة) مصدر عسر يعسر باب فرح وباب كرم، فيه التاء زائدة.
(نظرة) ، مصدر سماعيّ من نظر فلانا الدين- باب نصر- أي أمهله، أو هو اسم مصدر من أنظر فلانا الدين.
__________
(1) في الآية (278) من هذه السورة.(3/80)
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)
(ميسرة) ، مصدر ميميّ من فعل يسر، والتاء زائدة.
(تصدّقوا) ، فيه تاء محذوفة أصله تتصدّقوا.
[سورة البقرة (2) : آية 281]
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون- والواو فاعل (يوما) مفعول به منصوب (ترجعون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) ، (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ترجعون) ، (ثمّ) حرف عطف (توفّى) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (كلّ) نائب فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كسب) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والعائد محذوف أي كسبته (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مثل ترجعون.
جملة: «اتّقوا يوما» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «ترجعون فيه» في محلّ نصب نعت ل (يوما) .
وجملة: «توفّى كلّ نفس» في محلّ نصب معطوفة على جملة ترجعون والرابط مقدّر أي توفّى فيه.
وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
__________
(1) أو معطوفة على الاستئناف المتقدّم.(3/81)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)
وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
[سورة البقرة (2) : آية 282]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلاَّ تَرْتابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)(3/82)
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) سبق اعرابها من قريب «1» ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون معنى الجواب (تداينتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) فاعل (بدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تداينتم) ، (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تداينتم) ، (مسمى) نعت لأجل مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اكتبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (يكتب) مضارع مجزوم بلام الأمر (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يكتب) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (كاتب) فاعل مرفوع (بالعدل) جارّ ومجرور متعلّق بكاتب «2» .
جملة «النداء يأيّها الذين.» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (إذا وما في حيّزها من الشرط والجواب..) » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تداينتم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اكتبوه» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ليكتب بينكم كاتب» لا محلّ لها معطوفة على جملة اكتبوه.
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يأب) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (كاتب) فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكتب) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (أن يكتب) في محلّ نصب مفعول به عامله يأب.
__________
(1) في الآية (278) من هذه السورة.
(2) أو متعلّق بفعل يكتب.. أي يكتب بالحقّ والعدل.(3/83)
(الكاف) حرف جرّ «1» ، (ما) اسم موصول «2» في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (يكتب) «3» ، (علّم) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل، والمفعول الثاني محذوف وهو العائد أي علّمه إيّاه (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
وجملة: «لا يأب كاتب» لا محلّ لها معطوفة على جملة اكتبوه.
وجملة: «يكتب» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «علّمه الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «4» .
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ليكتب) مثل الأول (الواو) عاطفة (ليملل) ، مثل ليكتب، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الحقّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (ليتّق) مثل ليكتب وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ربّ) نعت للفظ الجلالة منصوب مثله و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا يبخس) مثل لا يأب وعلامة الجزم السكون، والفاعل يعود إلى الذي عليه الحق (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبخس) «5» ، (شيئا) مفعول به.
وجملة: «ليكتب في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمصدر محذوف، والتقدير: أن يكتب كتابة مثل ما علّمه الله.
(2) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ متعلّق بما تعلّق به الموصول، أو هو نكرة موصوفة في محلّ جرّ..
(3) أو متعلّق ب (لا يأب) ، وتكون الكاف للتعليل أي يحرم عليه الإباء من الكتابة.
(4) الاسميّ والحرفيّ.. أو هي في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.
(5) أو متعلّق بمحذوف حال من (شيئا) - نعت تقدّم على المنعوت-(3/84)
استكتب الكاتب فليكتب.
وجملة: «ليملل الذي ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ليكتب.
وجملة: «عليه الحقّ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ليتّق الله» في محلّ جزم معطوفة على جملة ليملل.
وجملة: «لا يبخس..» في محلّ جزم معطوفة على جملة ليملل.
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (الذي) اسم موصول في محلّ رفع اسم كان (عليه الحقّ) مثل الأولى السابقة (سفيها) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (ضعيفا) معطوف على (سفيها) منصوب مثله (أو) عاطفة (لا) نافية (يستطيع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الموصول (أن يملّ) مثل أن يكتب والفاعل مستتر يعود إلى الموصول (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لفاعل يملّ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ليملل) مثل الأول (وليّ) فاعل مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (بالعدل) مثل الأول متعلّق ب (يملل) .
والمصدر المؤوّل (أن يملّ) في محلّ نصب مفعول به عامله لا يستطيع.
(الواو) استئنافيّة (استشهدوا) مثل اكتبوا (شهيدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من رجال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لشهيدين و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط (لم) نافية (يكونا) مضارع مجزوم فعل الشرط «1» وعلامة الجزم حذف النون..
__________
(1) انظر إعراب الآية (279) فإن لم تفعلوا ... والحاشية رقم (1) .(3/85)
و (الألف) اسم يكون (رجلين) خبر يكون منصوب وعلامة النصب الياء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (رجل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الشهود «1» ، (الواو) عاطفة (امرأتان) معطوف على رجل مرفوع مثله وعلامة الرفع الألف (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لرجل وامرأتان (ترضون) مضارع مرفوع.
والواو فاعل (من الشهداء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المفعول المحذوف أي ترضونه من الشهداء (أن تضلّ) مثل أن يكتب، إحدى (فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هما) ضمير متّصل مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تضلّ) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن تضلّ إحداهما «2» .
(الفاء) عاطفة (تذكّر) مضارع منصوب معطوف على (تضلّ) ، (إحداهما) مثل الأول (الأخرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة، (الواو) عاطفة (لا يأب الشهداء) مثل لا يأب كاتب (إذا) مثل الأول (ما) زائدة (دعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ المقدّر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو نائب فاعل.
__________
(1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف أي: فرجل وامرأتان يشهدون، وصحّ جعله مبتدأ لأنه وصف هو والمرأتان بقوله «ممن ترضون» . [.....]
(2) أو هو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي لأن تضلّ إحداهما على تنزيل السبب وهو الإضلال منزلة المسبّب عنه وهو التذكير أي لأن تذكّر إحداهما الأخرى إن ضلّت.. وقد رفض أبو حيّان تأويل (خشية أن تضلّ) لأنّ (تذكّر) عطف على (تضلّ) فلا يستقيم المعنى.. ولكن يصحّ في الثواني ما لا يصح في الأوائل.(3/86)
وجملة: «ان كان الذي..» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «عليه الحقّ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «لا يستطيع» في محلّ نصب معطوفة على خبر كان.
وجملة: «ليملل وليّه» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «يملّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «استشهدوا» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إن لم يكونا رجلين لا محلّ لها معطوفة على جملة استشهدوا.
وجملة: «الشهود) رجل» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «ترضون» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «تضلّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تذكّر» لا محلّ لها معطوفة على جملة تضلّ.
وجملة: «لا يأب الشهداء» لا محلّ لها معطوفة على جملة استشهدوا.
وجملة: «دعوا في» محلّ جرّ مضاف إليه.. ولا جواب ل (إذا) . لأنه مجرّد من الشرط، وقد تعلّق بفعل يأب.
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تسأموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (تكتبوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (صغيرا) حال منصوب من ضمير الغائب (أو) حرف عطف (كبيرا) معطوف على (صغيرا) منصوب مثله (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير الغائب في (تكتبوه) «1» ، و (الهاء)
__________
(1) أو متعلّق بفعل تكتبوه.(3/87)
مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تكتبوه) في محلّ نصب مفعول به عامله تسأموا «1» .
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (أقسط) خبر مرفوع (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بأقسط (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أقوم) معطوف على أقسط مرفوع مثله (للشهادة) جارّ ومجرور متعلّق بأقوم (الواو) عاطفة (أدنى) معطوف على أقسط مرفوع مثله (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (ترتابوا) مثل تكتبوا.
والمصدر المؤوّل (ألا ترتابوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي:
أدنى إلى عدم ريبتكم، والجارّ والمجرور متعلّق بأدنى.
(إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (تكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هي أي المبايعة أو المعاملة (تجارة) خبر منصوب (حاضرة) نعت لتجارة منصوب مثله.
والمصدر المؤوّل (أن تكون تجارة) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «2» .
(تديرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تديرون) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جرّ و (كم)
__________
(1) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف والتقدير: من أن تكتبوه والجارّ والمجرور متعلّق ب (تسأموا) .
(2) لأن معاملة المبايعة بالتجارة غير معاملة الدين، فلا ضرورة للكتابة فيها.(3/88)
ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر ليس مقدّم (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (ألّا تكتبوا) مثل ألّا ترتابوا، و (ها) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ألّا تكتبوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، والجارّ والمجرور متعلّق بالخبر المحذوف أي: ليس عليكم جناح في عدم كتابتها.
وجملة: «لا تسأموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يأب.
وجملة: «تكتبوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ذلكم أقسط» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «ترتابوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تكون» تجارة لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تديرونها» في محلّ نصب حال من تجارة «1» .
وجملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تكتبوها» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
(الواو) استئنافيّة (أشهدوا) مثل اكتبوا (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (أشهدوا) »
، (تبايعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يضارّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون المقدّر بسبب التضعيف وهو مبنيّ للمجهول- أو مبنيّ للمعلوم- (كاتب) نائب فاعل مرفوع «3» ، (الواو)
__________
(1) لأن النكرة هنا وصفت، ويجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب نعت لتجارة.
(2) يجوز تضمين الظرف معنى الشرط فيتعلّق بفعل أشهدوا مقدّرا.
(3) والفاعل المفهوم من السياق هو صاحب الحقّ.. وقد يكون (كاتب) فاعلا للفعل معلوما، أي: لا يضارّ كاتب ولا شهيد صاحب الحقّ.(3/89)
عاطفة (لا) زائدة للتأكيد النفي، (شهيد) معطوف على كاتب مرفوع مثله.
وجملة: «أشهدوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبايعتم» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط- إن ضمّنت إذا معنى الشرط- محذوف دلّ عليه ما قبله أي إذا تبايعتم فأشهدوا.
وجملة: «لا يضارّ كاتب لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (إن) حرف شرط (تفعلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) رابطة للجواب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (فسوق) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لفسوق (الواو) استئنافيّة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) استئنافيّة (يعلّم) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (شيء) مضاف إليه مجرور و (عليم) خبر مرفوع.
وجملة: «إن تفعلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنه فسوق» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «اتّقوا الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلّمكم الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله.. عليم» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دين) ، مصدر سماعيّ لفعل دان يدين باب ضرب،(3/90)
وزنه فعل بفتح فسكون.
(مسمّى) ، اسم مفعول من فعل سمّى الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
(كاتب) ، اسم فاعل من فعل كتب، وزنه فاعل.
(العدل) ، مصدر سماعيّ لفعل عدل، وزنه فعل بفتح فسكون.
(يأب) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.
(سفيها) ، صفة مشبّهة من سفه يسفه باب فرح، وزنه فعيل.
(ترضون) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفعون بفتح التاء والعين.
(إحداهما) ، مؤنّث أحد، اسم يوصف به، ووزن إحدى فعلى بكسر فسكون.
(الأخرى) ، مؤنّث الآخر، صفة مشتقّة، وزنه فعلى بضمّ فسكون.
(دعوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله دعيوا بضمّ الياء وكسر العين، ثمّ نقلت حركة الياء إلى العين، ولسكونها وسكون واو الجماعة حذفت الياء فأصبح الفعل دعوا وزنه فعوا بضم الفاء والعين.
(صغيرا أو كبيرا) ، كلاهما صفة مشتقّة على وزن فعيل الأول من باب كرم والثاني من باب فرح وباب كرم (وانظر الآية 217) .
(أقسط) ، اسم تفضيل وزنه أفعل، وهو على غير القياس لأنه مأخوذ من الرباعيّ أقسط بمعنى عدل.
(أقوم) ، اسم تفضيل على وزن أفعل، وهو إمّا على غير القياس لأنه من الرباعيّ أقام، أو هو قياسيّ مأخوذ من الثلاثيّ قام. ولم تعلّ(3/91)
وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)
الواو فتقلب ألفا كما قلبت في الفعل لأن الأسماء أقرب للجمود من الأفعال.
(أدنى) ، اسم تفضيل على وزن أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أدنو بفتح النون، قلبت الواو ألفا لتحركها وفتح ما قبلها (انظر الآية 61 من هذه السورة) .
(حاضرة) ، اسم فاعل لحقته تاء التأنيث، وزنه فاعلة.
البلاغة
1- «بدين» ذكره لتخليص المشترك ودفع الإيهام نصا لأن تداينتم يجيء بمعنى تعاملتم بدين، وبمعنى تجازيتم، ولا يرد عليه أن السياق يرفعه لأن الكلام في النصوصية، على أن السياق قد لا يتنبه له إلا الفطن. وذكره أيضا ليرجع إليه الضمير إذ لولاه لقيل: فاكتبوا الدين.
2- «مسمى» فإن قلت لماذا قال «إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» .
قلت: ليعلم أن من حق الأجل أن يكون معلوما كالتوقيت بالسنة والأشهر والأيام، ولو قال: الى الحصاد، أو الرياس، أو رجوع الحاج، لم يجز لعدم التسمية.
3- «فليكتب» تلك الكتابة المعلمة أمر بها بعد النهي عن إبائها تأكيدا لها.
وقد تحوّط للأمر بأن أمره باتقاء الله بقوله: «وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ» .
4- كرر لفظ الجلالة في الجمل الثلاث لإدخال الروعة وتربية المهابة وللتنبيه على استقلال كل منها بمعنى على حياله، فإن الأولى حث على التقوى، والثانية وعد بالإنعام، والثالثة تعظيم لشأنه تعالى.
[سورة البقرة (2) : آية 283]
وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)(3/92)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. (وتم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (على سفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان (الواو) عاطفة «1» ، (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تجدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعل (كاتبا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (رهان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الوثيقة (مقبوضة) نعت لرهان مرفوع مثله (الفاء) عاطفة (إن) مثل الأول (أمن) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (بعض) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (بعضا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (يؤدّ) مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الذي) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (اوتمن) فعل ماضيّ مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (أمانة) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ليتّق الله ربّه) سبق إعرابها «2» ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكتموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الشهادة) مفعول به منصوب (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ (يكتم) مضارع مجزوم فعل الشرط و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ في محلّ
__________
(1) يجوز أن تكون الواو حاليّة.
(2) في الآية السابقة (282) .(3/93)
نصب «1» ، (آثم) خبر إنّ مرفوع «2» ، (قلب) فاعل اسم الفاعل آثم مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بعليم «3» (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عليم) خبر المبتدأ الله.
جملة: «إن كنتم على سفر» لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «لم تجدوا كاتبا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «5» .
وجملة: « (الوثيقة) رهان» في محلّ جزم جواب الشرط لجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن أمن بعضكم بعضا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط الأولى.
وجملة: «ليؤدّ الذي أؤتمن..» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «اؤتمن» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ليتّق الله» في محلّ جزم معطوفة على جملة ليؤدّ الذي ...
وجملة: «لا تكتموا..» في محلّ جزم معطوفة على جملة ليؤدّ الذي..
وجملة: «من يكتمها (الاسميّة) » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
__________
(1) يجوز أن يكون الضمير للشأن وهو اسم إنّ، والخبر الجملة الاسميّة: آثم قلبه.
(2) أو هو خبر مقدّم وقلبه مبتدأ مؤخّر، والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(3) أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بعليم أي:
الله بعملكم عليم.
(4) أو معطوفة على استئناف متقدّم في الآية السابقة.
(5) أو في محلّ نصب معطوفة على خبر كنتم.. أو حال من الضمير المستكنّ في خبر كنتم. [.....](3/94)
لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)
وجملة: «يكتمها» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» وجملة: «إنّه آثم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «الله ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(رهان) مصدر راهن الرباعي، وهو سماعيّ في هذا الوزن، وزنه فعال بكسر الفاء، أو هو جمع للرهن، وهو ما يوضع تأمينا للدين.
(مقبوضة) ، مؤنّث مقبوض وهو اسم مفعول من قبض وزنه مفعولة.
(يؤدّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفعّ بضمّ الياء وكسر العين المشدّدة.
(آثم) ، اسم فاعل من أثم الثلاثيّ، وزنه فاعل.
البلاغة
1- «وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ» أي مسافرين ففيه استعارة تبعية حيث شبه تمكنهم من السفر بتمكن الراكب من مركوبه.
2- «فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ» اسناد الإثم الى القلب لأن الكتمان مما اقترفه، ونظيره نسبة الزنا الى العين وو الأذن أو للمبالغة لأنه رئيس الأعضاء وأفعاله أعظم الأفعال كأنه قيل تمكن الإثم في نفسه وملك أشرف مكان فيه وفاق سائر ذنوبه. وهذا على سبيل المجاز العقلي.
[سورة البقرة (2) : آية 284]
لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)
__________
1- يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(3/95)
الإعراب:
(لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السموات، وتعطف عليها (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تبدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (تخفوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل تبدوا ويعرب مثله و (الهاء) ضمير مفعول به (يحاسب) مضارع مجزوم جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحاسب) ، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الفاء) استئنافيّة «1» ، (يغفر) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يغفر) ، (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو (الواو) عاطفة (يعذّب من يشاء) مثل يغفر لمن يشاء (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه ومجرور (قدير) خبر المبتدأ- الله- مرفوع.
جملة: «لله ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن تبدوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
__________
(1) وهي عاطفة في قراءة الفعل بالجزم لأنه معطوف على الجواب (يحاسبكم) ، وهي فاء السببيّة- عند ابن هشام- فالفعل بعدها منصوب ب (أن) مضمرة، والمصدر المؤوّل معطوف على مصدر متصيّد سابق.(3/96)
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)
وجملة: «تخفوه» لا محلّ لها معطوفة على تبدوا.
وجملة: «يحاسبكم به الله» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يغفر..» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يعذّب..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «الله.. قدير» لا محلّ لها استئنافيّة..
الصرف:
(تخفوه) ، فيه حذف الهمزة للتخفيف أصله تؤخفيوه، وفي الفعل إعلال بالحذف، حذفت الياء- بعد تسكينها- لالتقاء الساكنين: الياء وواو الجماعة.. وزنه تفعوه بضمّ التاء والعين. (الآية 271) .
[سورة البقرة (2) : آية 285]
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)
الإعراب:
(آمن) فعل ماض (الرسول) فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (آمن) ، (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة
__________
(1) الاستئناف عند بعضهم هو جملة اسمية لمبتدأ مقدّر أي فهو يغفر لمن يشاء.(3/97)
محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «1» (كسب) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي النفس (الواو) عاطفة (عليها ما اكتسبت) مثل لها ما كسبت (ربّ) منادى مضاف منصوب محذوف منه أداة النداء و (نا) ضمير مضاف إليه (لا) ناهية دعائية جازمة (تؤاخذ) مضارع مجزوم و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إن) حرف شرط جازم (نسينا) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و (نا) فاعل أو حرف عطف (أخطأنا) مثل نسينا (ربّنا) مثل الأول (الواو) عاطفة (لا تحمل) مثل لا تؤاخذ (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحمل) ، (إصرا) مفعول به منصوب (الكاف) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي حملا كالذي حملته على الذين «2» . (حمل) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء) ضمير فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حملته) ، (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف الصلة و (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ربّنا) مثل الأول (الواو) عاطفة (لا تحمّل) مثل لا تحمل (نا) مفعول به (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان «3» ، (لا) نافية للجنس (طاقة) اسم لا مبنيّ على
__________
(1) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ رفع مبتدأ أي لها كسبها.
(2) أو هو حرف مصدري، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمصدر محذوف..
(3) يجوز أن يكون نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به، والجملة بعده في محلّ نصب صفة.(3/98)
الفتح في محلّ نصب (لنا) مثل لها متعلّق بمحذوف خبر لا (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الضمير نا، أي: لا تحمّلنا أمرا لا نطيقه معذّبين به (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اعف) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة وهو للدعاء، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عن) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اعف) ، (اغفر) مثل اعف مبنيّ على السكون (لنا) مثل عنا ومتعلّق ب (اغفر) ، (ارحم) مثل اعف مبنيّ على السكون و (نا) ضمير مفعول به (أنت) ضمير بارز منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ (مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (نا) مضاف إليه (الفاء) للسببيّة المحضة «1» (انصرنا) مثل ارحمنا (على القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (انصر) (الكافرين) نعت للقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «لا يكلّف الله..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لها ما كسبت» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: «عليها ما اكتسبت» لا محلّ لها معطوفة على جملة لها ما كسبت.
وجملة: «اكتسبت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف
__________
(1) وهي عاطفة للسبيّة عند من يجيز عطف الإنشاء على الخبر أو الخبر على الإنشاء.(3/99)
(المؤمنون) معطوف على الرسول مرفوع مثله «1» وعلامة الرفع الواو (كلّ) مبتدأ مرفوع، والتنوين هو تنوين العوض أي كلّهم (آمن) مثل الأول والفاعل هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (الواو) في المواضع الثلاثة عاطفة (ملائكته، كتبه، رسله) ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة مرفوعة مثله ومضافة إلى ضميره (لا) نافية (نفرّق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بين) ظرف مكان مفعول فيه منصوب متعلّق ب (نفرّق) ، (أحد) مضاف إليه مجرور (من رسل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأحد و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (سمعنا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (أطعنا) مثل سمعنا (غفران) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب «2» ، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (ربّ) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء وهو منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المصير) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
جملة: «آمن الرسول» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنزل إليه» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «كلّ آمن بالله» لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «آمن بالله» في محلّ رفع خبر المبتدأ كلّ.
وجملة: «لا نفرّق..» في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف
__________
(1) أو هو مبتدأ خبره جملة: كلّ آمن بالله.
(2) ويقدّر الفعل إما اغفر فالجملة طلبية أو نستغفر فالجملة خبرية.. وقد يكون المصدر نائبا عن فعله الطلبي.. هذا ويجوز أن يكون المصدر مفعولا به لفعل محذوف تقديره نطلب.(3/100)
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)
تقديره يقولون.. وجملة الفعل المقدّر في محلّ نصب حال.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سمعنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أطعنا» في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة: «غفرانك» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء: «ربّنا» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «إليك المصير» لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة مقدّرة.
أي: منك المبدأ وإليك المصير.
الصرف:
(أطعنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت عين الفعل وزنه أفلنا.
(غفرانك) ، مصدر سماعيّ لفعل غفر يغفر باب ضرب، وزنه فعلان بضمّ الفاء.
[سورة البقرة (2) : آية 286]
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (286)
الإعراب:
(لا) نافية (يكلّف) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفسا) مفعول به منصوب (إلا) أداة حصر (وسع) مفعول به ثان منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في(3/101)
تقديره يقولون أو قولوا..
وجملة: «لا تؤاخذنا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إن نسينا» لا محلّ لها في حكم التعليل.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما سبق أي: إن نسينا أو أخطأنا فلا تؤاخذنا.
وجملة: «أخطأنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة نسينا.
وجملة النداء: «ربّنا» لا محلّ لها اعتراضيّة لإظهار مزيد من التضرّع.
وجملة: «لا تحمل علينا إصرا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤاخذنا.
وجملة: «حملته» لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لا تحمّلنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤاخذنا.
وجملة: «لا طاقة لنا به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «1» .
وجملة: «اعف عنّا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤاخذنا.
وجملة: «اغفر لنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعف أو لا تؤاخذ.
وجملة: «ارحمنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعف أو لا تؤاخذ.
وجملة: «أنت مولانا» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «انصرنا..» لا محلّ لها استئنافيّة مسبّبة عن سبب «2» .
الصرف:
(وسعها) ، بضمّ الواو- وقد تفتح وتكسر- الاسم من وسع، أو هو مصدر له (الآية 233) .
__________
(1) أو هي في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.
(2) يجوز أن تكون معطوفة على جملة (أنت مولانا) وإن اختلفت الجملتان خبرا وإنشاء.(3/102)
(إصرا) ، مصدر أصر يأصر باب ضرب، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الطاقة) ، مصدر طاق يطوق ومثله الطوق، وزنه فعلة بفتحتين فيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لتحركها وفتح ما قبلها.
(اعف) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين.
(مولى) ، وزنه مفعل بفتح العين، وهو في الأصل مصدر ميميّ سميّ به المتصرّف في وجوه الضرّ والنفع أو السيّد، أو الناصر أو ابن العمّ فأصبح في حكم الصفة المشبّهة، فعله ولي يلي باب وثق، وفيه إعلال الياء وقلبها ألفا لانفتاح ما قبلها وأصله مولي بفتح اللام.
البلاغة
1- «لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ» أي ينفعها ما كسبت من خير ويضرها ما اكتسبت من شر، وكما نلاحظ فقد طابق بين لها وعليها، وبين كسبت واكتسبت فالفعل الأول يختص بالخير، والفعل الثاني يختص بالشر 2- حسن الختام: من حق سورة البقرة وقد اشتملت على العديد من الأحكام، وانطوت على التشريع الجلي- ان يتناول ختامها شكر المنعم الذي منّ على الإنسان بالعقل ليفكّر، ومن حق المنعم عليه أن يعترف لمن أسدى إليه الآلاء أن يشكرها ويشهد له بالحول والطول والانفراد بالوحدانية المتجلية على قلوب المؤمنين.
[انتهت سورة البقرة ويليها سورة آل عمران](3/103)
الم (1)
سورة آل عمران:
من الآية 1- حتى الآية 92
1-
[سورة آل عمران (3) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1)
، انظر إعرابها في الآية (1) من سورة البقرة.
2-
[سورة آل عمران (3) : آية 2]
اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)
«1»
الإعراب:
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من
__________
(1) انظر الآية (163) من سورة البقرة، وكذلك سورة الكرسيّ من البقرة الآية (255) .(3/105)
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)
الضمير المستكنّ في الخبر «1» ، (الحيّ) خبر ثان مرفوع «2» ، (القيّوم) خبر ثالث مرفوع.
[سورة آل عمران (3) : آية 3]
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)
الإعراب:
(نزّل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نزّل) ، (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكتاب (مصدّقا) حال منصوبة من ضمير عليك، (اللام) زائدة للتقوية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بمحله القريب، وفي محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل بمحلّه البعيد «3» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنزل التوراة) مثل نزّل الكتاب (الإنجيل) معطوف على التوراة بالواو منصوب مثله.
جمل الآية 2:
جملة: «الله لا إله.» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
__________
(1) أو بدل من محلّ لا مع اسمها، ومحلّه الرفع.
(2) أو هو نعت، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو هو مبتدأ خبره جملة نزّل عليك الكتاب، أو هو بدل من الضمير المنفصل هو. [.....]
(3) يجوز جعل اللام حرف جرّ أصليّا وتعليق الجارّ والمجرور ب (مصدّقا) اسم الفاعل.(3/106)
مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)
جمل الآية 3:
وجملة: «نزّل عليك ... » في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (الله) .
وجملة: «أنزل التوراة» في محلّ رفع معطوفة على جملة نزل.
الصرف:
(مصدّقا) ، اسم فاعل من صدق الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين (الآية 89 من البقرة) .
(التوراة) ، قيل هو لإن ورى الزند يرى إذا ظهر منه النار، فكأنّ التوراة ضياء من الضلال وزنه فوعلة، وفيه إبدال وإعلال: الإبدال قلب الواو تاء، وأصله وورية، والإعلال قلب الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. وقيل- قاله الفرّاء- أصلها تورية زنة تفعلة ثمّ فتحت الراء وانقلبت الياء ألفا.
(الإنجيل) ، من النجل وهو الأصل الذي يتفرّع عنه غيره، وزنه إفعيل، وقيل هو من السعة من قولهم نجلت الإهاب إذا شققته، فالإنجيل تضمّن سعة لم تكن لليهود.
البلاغة
1- المجاز: في قوله «لِما بَيْنَ يَدَيْهِ» والمراد أمامه.
2- الطباق: بين «الأرض» و «السماء»
[سورة آل عمران (3) : آية 4]
مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (4)
الإعراب:
(من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) في الآية السابقة (هدى) مفعول لأجله منصوب(3/107)
إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)
وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف «1» ،، (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لهدى، أو ب (هدى) لأنه مصدر (الواو) عاطفة (أنزل الفرقان) مثل أنزل التوراة في الآية السابقة.. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (شديد) نعت لعذاب مرفوع مثله (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (انتقام) مضاف إليه مجرور.
جملة: أنزل الفرقان في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل التوراة في الآية السابقة.
وجملة: «إنّ الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «الله عزيز» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(انتقام) ، مصدر قياسيّ لفعل انتقم الخماسيّ، وزنه افتعال.
[سورة آل عمران (3) : آية 5]
إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (5)
__________
(1) أو مصدر في موضع الحال أي هاديين للناس.(3/108)
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)
الإعراب:
(إنّ الله) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لا) نافية (يخفى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخفى) ، (شيء) فاعل مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشيء (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به في الأرض لأنه معطوف عليه.
جملة: «إنّ الله لا يخفى» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يخفى» في محلّ رفع خبر إنّ.
البلاغة
1- والمراد من الأرض والسماء العالم بأسره. وجعله الكثير مجازا من إطلاق الجزء وارادة الكل.
[سورة آل عمران (3) : آية 6]
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)
الإعراب:
(هو) ضمير بارز منفصل في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (يصور) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في الأرحام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير المفعول أي: كائنين في الأرحام «1» ، (كيف) اسم شرط غير جازم مبنيّ على الفتح في محلّ نصب حال عامله يشاء (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو،
__________
(1) أو متعلّق ب (يصوّر) .(3/109)
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
ومفعوله محذوف أي يشاء تصويركم (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها «1» ، (العزيز) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «هو الذي يصوّركم» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «يصوّركم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها استئنافيّة «3» وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: كيف يشاء تصويركم يصوركم في الأرحام.
وجملة: «لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «هو العزيز» لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
1- «هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ» المفعول محذوف تقديره يشاء تصويركم وهذا على سبيل الإيجاز بالحذف وذلك للغرابة وإظهار قدرة الله تعالى.
[سورة آل عمران (3) : آية 7]
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (7)
__________
(1) في الآية (2) من هذه السورة.
(2، 3، 4) يجوز أن تكون في محلّ رفع خبر إن في الآية السابقة.(3/110)
الإعراب:
(هو الذي) مرّ إعرابها «1» ، (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الكتاب) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «2» ، (آيات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (محكمات) نعت لآيات مرفوع مثله (هن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (أمّ) خبر مرفوع «3» ، (الكتاب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أخر) معطوف على آيات مرفوع مثله «4» ، وامتنع من التنوين للوصفية والعدل (متشابهات) نعت لأخر مرفوع مثله. (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (زيغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط أمّا (يتّبعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تشابه) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (منه) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من فاعل تشابه (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب (الفتنة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ابتغاء تأويل) مثل ابتغاء الفتنة ومعطوف عليه منصوب مثله (الواو) حاليّة (ما) نافية (يعلم) مضارع مرفوع (تأويل)
__________
(1) في الآية (6) السابقة.
(2) أو متعلّق بنعت لمبتدأ محذوف والتقدير: القسم الأول منه أو الجزء الأول منه..
وآيات هو الخبر.
(3) أخبر بالمفرد عن الجمع لأنه أراد أن كلّ آية منه هي أمّ الكتاب، أو أنّ آياته بإحكامها وتماسكها كآية واحدة هي أمّ الكتاب.
(4) هو في الأصل نعت ل (آيات) مقدّرا، وقد حلّ النعت محلّ المنعوت.(3/111)
مفعول به منصوب و (الهاء) هنا وفي السابق ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (الراسخون) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع وعلامة رفعه الواو «1» ، (في العلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (الراسخون) ، (يقولون) مثل يتّبعون (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (ونا) فاعل (به) مثل منه متعلّق ب (آمنا) ، (كلّ) مبتدأ مرفوع والتنوين للعوض (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ كلّ (ربّ) مضاف إليه مجرور و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (يذكّر) مضارع مرفوع (إلّا) أداة حصر (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «هو الذي أنزل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنزل عليك الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «منه آيات» في محلّ نصب حال من الكتاب.
وجملة: «هنّ أم الكتاب» في محلّ نصب حال من آيات أو في محلّ رفع نعت لآيات.
وجملة: «الذين» في قلوبهم زيغ لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «في قلوبهم زيغ» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يتّبعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وهي جواب أمّا.
وجملة: «تشابه منه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
__________
(1) يجوز جعل الواو استئنافيّة و (الراسخون) مبتدأ خبره جملة يقولون آمنّا.. وهذه الآية عوض من تكرار (أمّا) وما بعدها، وكأنّ الأصل أن يقال: وأمّا غيرهم فيؤمنون به معناه إلى ربّهم.(3/112)
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)
وجملة: «يعلم تأويله..» في محلّ نصب حال.
وجملة: «يقولون» في محلّ نصب حال من (الراسخون) .
وجملة: «آمنّا به» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كلّ من عند ربّنا» في محلّ نصب بدل من جملة آمنّا به «1» .
وجملة: «ما يذّكّر إلّا أولو الألباب» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(محكمات) ، جمع محكمة مؤنث محكم، اسم مفعول من أحكم الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(متشابهات) ، جمع متشابه مؤنّث متشابه، اسم فاعل من تشابه الخماسيّ وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(زيغ) ، مصدر سماعيّ لفعل زاغ باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون.
(تأويل) ، مصدر قياسيّ لفعل أوّل الرباعيّ، وزنه تفعيل بزيادة التاء في أوّل الماضي والياء قبل الآخر.
(الراسخون) ، جمع الراسخ، اسم فاعل من فعل رسخ يرسخ باب نصر وزنه فاعل.
(يذكّر) ، فيه إبدال، أصله يتذكر وزنه يتفعّل، قلبت التاء ذالا لمجيئها قبل الذال- فاء الكلمة- وأدغمت بها للمجانسة.
[سورة آل عمران (3) : آية 8]
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)
__________
(1) هذه الجملة داخلة في حيّز القول فهي مقول القول معنى ولا ترتبط مع الجملة السابقة بحرف العطف.(3/113)
الإعراب:
(رب) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (لا) ناهية دعائية جازمة (تزغ) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قلوب) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (بعد) ظرف زمان منصوب (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه وهو بمعنى وقت (هديت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (نا) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (هب) فعل أمر دعائي والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (هب) ، (من) حرف جرّ (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق ب (هب) ، (والكاف) ضمير مضاف إليه (رحمة) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (الوهّاب) خبر المبتدأ أنت مرفوع.
جملة النداء: ربّنا لا تزغ في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف والتقدير قالوا أو قولوا ...
وجملة: «لا تزغ قلوبنا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «هديتنا» في محلّ جرّ مضاف إليه بإضافة (إذ) .
وجملة: «هب..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تزغ.
وجملة: «إنّك أنت الوهّاب» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «أنت الوهّاب» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تزغ) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تزيغ، حذفت
__________
(1) يجوز أن يكون الضمير فصلا و (الوهّاب) خبر إنّ، كما يجوز أن يكون في محل نصب توكيد للضمير المتّصل وأستعير هنا لمحلّ النصب.(3/114)
رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)
الياء لمجيئها ساكنة قبل الغين الساكنة لمناسبة الجزم وزنه تفل بضمّ التاء وكسر الفاء.
(هب) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الواو- فاء الكلمة- لأنه معتلّ مثال، ماضيه وهب، وزنه عل بفتح العين.
(لدن) ، ظرف لأول غاية زمان أو مكان أو ذات من الذوات مثل: من لدن زيد.. وأكثر ما تضاف إلى المفرد، وقد تضاف إلى (أن) وصلتها، وقد تضاف إلى الجملة الاسميّة والفعليّة، وزنه: فعل بفتح الفاء وضمّ العين.
(رحمة) ، مصدر سماعيّ لفعل رحم يرحم باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(الوهّاب) ، صفة مشتقّة على وزن فعّال، فهي مبالغة اسم الفاعل لفعل وهب.
[سورة آل عمران (3) : آية 9]
رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (9)
الإعراب:
(ربّنا) مرّ إعرابها- في الآية السابقة- وكذلك (إنّك) ، (جامع) خبر إنّ مرفوع (الناس) مضاف إليه مجرور (ليوم) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل جامع (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (لا) نافية (يخلف) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره(3/115)
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)
هو (الميعاد) مفعول به منصوب.
جملة: «ربّنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الاسترحام.
وجملة: «إنّك جامع الناس» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا ريب فيه» في محلّ جرّ نعت ليوم.
وجملة: «إنّ الله لا يخلف..» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «لا يخلف..» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(جامع) ، اسم فاعل من جمع يجمع باب فتح، وزنه فاعل.
(الميعاد) ، اسم زمان أو مكان على غير القياس من وعد يعد، وزنه مفعال، وفيه إعلال بالقلب أصله موعاد بكسر الميم، جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، ويجوز أن يدلّ لفظ الميعاد على المصدر بمعنى الوعد.
[سورة آل عمران (3) : آية 10]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)
الإعراب:
(إنّ) مرّ اعرابها (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب واستقبال (تغني) مضارع منصوب (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تغني) ، (أموال) فاعل مرفوع
__________
(1) أو هي بدل من جملة (انّك جامع الناس) على رأي بعضهم.. وأن في الكلام التفاتا من ضمير الخطاب إلى ذكر لفظ الجلالة.(3/116)
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)
و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أولاد) معطوف على أموال مرفوع مثله و (هم) مضاف إليه (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيئا- نعت تقدّم على المنعوت- (شيئا) مفعول به منصوب «1» ، (الواو) عاطفة (أولاء) ، اسم اشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (هم) ضمير فصل لا محلّ له «2» ، (وقود) خبر المبتدأ أولئك مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور.
جملة: «إنّ الذين كفروا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لن تغني عنهم أموالهم» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أولئك هم وقود» في محلّ رفع معطوفة على جملة لن تغني «3» .
الصرف:
(الوقود) ، الاسم من وقد يقد باب ضرب أي ما توقد به النار، وزنه فعول بفتح الفاء، قيل يجوز أن يكون الوقود بفتح الواو مصدرا كالوقود في ضمّها.
[سورة آل عمران (3) : آية 11]
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (11)
__________
(1) وإذا تعلّق الجارّ والمجرور بالفعل ف- (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر، والتقدير: لا تغني الأموال من عذاب الله بعض غناء أو شيئا من إغناء. [.....]
(2) أو ضمير منفصل مبتدأ، خبره وقود، وجملة هم وقود خبر أولئك.
(3) يجوز أن تكون استئنافيّة.. لا محلّ لها.(3/117)
الإعراب:
(كدأب) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر تقديره دأبهم «1» ، (آل) مضاف إليه مجرور (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على آل فرعون «2» ، (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (هم) ضمير مضاف إليه (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة وفيها معنى السببيّة (أخذ) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذ) وقد ضمّن معنى أهلك و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «دأبهم) كدأب آل فرعون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كذّبوا» لا محلّ لها تفسيريّة للاستئنافيّة «3» .
وجملة: «أخذهم الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا.
__________
(1) أو متعلّق بمصدر مقدّر، وفي تقديره أقوال: الأول: كفروا كفرا كعادة آل فرعون الثاني: عذّبوا عذابا كدأب آل فرعون، الثالث: بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون، الرابع: كذّبوا تكذيبا كدأب آل فرعون (ذكر ذلك أبو البقاء العكبري) .
(2) أو في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة كذّبوا بآياتنا.. والجملة لا محلّ لها معطوفة على جملة (دأبهم ... ) .
(3) أو هي استئناف بياني، أو هي خبر إذا أعرب الموصول (الذين) مبتدأ بإتمام الكلام عند قوله آل فرعون.. أو هي في محلّ نصب حال بتقدير قد أي مكذّبين.(3/118)
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)
وجملة: «لله شديد العقاب» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دأب) مصدر دأب يدأب باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(ذنوب) جمع ذنب اسم مصدر من أذنب الرباعيّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً، وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ، كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ» .
تتضمن الآية التشبيه لحال المشركين في اجتهادهم في كفرهم وتظاهرهم على النبي عليه السلام، وتكذيبهم بآيات الله التي جاء بها، بحال آل فرعون في تظاهرهم على موسى عليه السلام وتكذيبهم بآيات الله التي جاء بها، فوجه الشبه مركب من أمور مجتمعة هي: الانغماس في الكفر، وعداوتهم للنبي، والتكذيب بآيات الله، وليس من شيء واحد من هذه الأشياء. فالتشبيه تمثيلي.
[سورة آل عمران (3) : آية 12]
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (12)
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (السين) حرف استقبال (تغلبون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (الواو) عاطفة (تحشرون) مثل(3/119)
قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)
تغلبون (إلى جهنّم) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تحشرون، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والتأنيث (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذّم محذوف أي جهنّم.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ستغلبون» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تحشرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «بئس المهاد» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
الفوائد
1- بئس المهاد:
قد تتصل «ما» بنعم مثل نعمّا يعظكم به وهي على ثلاثة أقسام..
أ- مفرده غير متبوعة بشيء نحو: دققته دقّا نعمّا وهي معرفة تامة فاعل والمخصوص بالمدح محذوف أي نعم الشيء الدقّ.
ب- أن تكون متبوعة بمفرد نحو «فنعمّا هي» وفي هذه الحالة تعرب فاعلا وما بعدها هو المخصوص.
ج- أن تكون متبوعة بجملة فعلية نحو «نعمّا يعظكم به وبئسما اشتروا به أنفسهم، فتعرب «ما» نكره بموضع نصب على التمييز والمخصوص محذوف أي نعم شيئا يعظكم به ذلك القول» .
[سورة آل عمران (3) : آية 13]
قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (13)
__________
(1) أو في محلّ رفع خبر للمخصوص بالذم المحذوف.. والجملة الاسميّة استئنافيّة.(3/120)
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (كان) فعل ماض ناقص (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان مقدّم (آية) اسم كان مؤخّر مرفوع (في فئتين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية، وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى (التقت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. (والتاء) تاء التأنيث و (الألف) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (فئة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره إحداهما «1» (تقاتل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقاتل) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أخرى) مبتدأ مرفوع «2» ، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (كافرة) نعت لأخرى مرفوع مثله.. والخبر محذوف تقديره تقاتل في سبيل الطاغوت (يرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل مفعول به (مثلي) حال منصوبة وعلامة النصب الياء و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (رأي) مفعول مطلق منصوب (العين) مضاف إليه مجرور.
(الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يؤيّد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بنصر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤيّد) ،
__________
(1) يجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة تقاتل، وجاز البدء بالنكرة لأنها في موضع التفصيل.
(2) يجوز أن يكون معطوفا على لفظ فئة.. فلا ضرورة لتقدير خبر بل لتقدير نعت.(3/121)
و (الهاء) مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ) ، (اللام) للبعد و (الكاف) حرف خطاب (اللام) للابتداء تفيد التوكيد (عبرة) اسم إنّ منصوب مؤخّر (لأولي) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لعبرة، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الأبصار) مضاف إليه مجرور.
جملة: «قد كان لكم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «التقتا» في محلّ جرّ نعت لفئتين.
وجملة: «تقاتل» في محلّ رفع نعت لفئة «1» .
وجملة: «يرونهم ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أخرى «2» .
وجملة: «الله يؤيّد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤيّد بنصره» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(التقتا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، حذفت الألف- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل تاء التأنيث، وزنه افتعتا.
(رأي) ، مصدر سماعيّ لفعل رأى، وزنه فعل بفتح فسكون.
(نصر) ، مصدر سماعيّ لفعل نصر، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 214 من سورة البقرة) .
__________
(1) يجوز أن تكون خبرا إذا أعربت (فئة) مبتدأ.
(2) يجوز أن تكون الجملة في محلّ رفع نعتا لأخرى.(3/122)
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
(يشاء) ، إعلال بالقلب أصله يشيأ بياء مفتوحة، ثمّ نقلت حركتها إلى الشين وسكّنت، ثمّ قلبت الياء ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها.
(انظر الآية 247 من سورة البقرة) .
(عبرة) ، مصدر من عبر يعبر باب فتح أو اسم مصدر من فعل اعتبر الخماسيّ، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
البلاغة
1- الاحتباك: وهو الحذف من كلامين متقابلين، وكل منهما يدل على المحذوف من الآخر وهذا في قوله: «فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ» فكل منهما مبتدأ محذوف الخبر، أى فئة مؤمنة تقابل في سبيل الله، وفئة أخرى كافرة تقاتل في سبيل الشيطان.
2- الكلام الموجه لأن المعنى إما أن يفهم منه شيء واحد لا يحتمل غيره وإما أن يحتمل منه الشيء وغيره، وتلك الغيرية إمّا أن تكون ضدا أو لا، وهذه الآية احتملت معنيين متغايرين، وتلك الغيرية ضد إذا احتملت رؤية الكثرة أن تكون للمسلمين أو للمشركين في وقت واحد، وليس هناك ما يرجح واحدا على الآخر لأن كلا منهما يصح إطلاقه في الآية.
[سورة آل عمران (3) : آية 14]
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
الإعراب:
(زيّن) ، فعل ماض مبنيّ للمجهول (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (زيّن) ، (حبّ) نائب فاعل مرفوع (الشهوات) مضاف إليه مجرور (من النساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الشهوات (البنين، القناطير) اسمان معطوفان على النساء بحرفي العطف، وعلامة(3/123)
الجرّ في البنين الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (المقنطرة) نعت للقناطير مجرور مثله (من الذهب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من القناطير أو المقنطرة (الواو) عاطفة (الفضّة) معطوفة على الذهب مجرور مثله (الخيل، الأنعام، الحرث) أسماء معطوفة على النساء بحروف العطف مجرورة (المسوّمة) نعت للخيل مجرور مثله. (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (متاع) خبر مرفوع (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عند) ظرف مكان- أو زمان- منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (حسن) مبتدأ مرفوع مؤخّر (المآب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «زيّن للناس حبّ..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ذلك متاع.» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله عنده حسن..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «عنده حسن المآب» في محلّ رفع خبر.
الصرف:
(حبّ) ، مصدر سماعيّ لفعل حب يحب باب ضرب وزنه فعل بضمّ فسكون (انظر 165 من سورة البقرة) .
(الشهوات) ، جمع شهوة وهو اسم مصدر من فعل اشتهى وزنه فعلة بفتح فسكون، أو هو مصدر سماعيّ لفعل شها يشهو أو شهي يشهي باب فرح.
(البنين) ، جمع ملحق بالسالم لأن مفرده ابن حيث تغيّرت صورة المفرد في الجمع، ولكنّه عومل معاملة جمع السالم رفعا بالواو ونصبا وجرّا بالياء. والألف في ابن زائدة، وهي عوض من لام الكلمة المحذوفة(3/124)
وهي الواو، وزنه افع.
(القناطير) ، جمع القنطار، قيل النون فيه أصليّة فوزنه فعلال بكسر الفاء، وقيل هي زائدة لأنه من قطر يقطر باب نصر إذا جرى، فالفضّة والذهب يشبّهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلّب، وعلى هذا فوزنه فنعال. واختلف في وزن القنطار قديما وحديثا ولكنّ الغالب أنه مائة رطل.
(المقنطرة) ، اسم مفعول من قنطر الرباعيّ، وزنه مفعللة بضمّ الميم وفتح اللامين.
(الخيل) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، واحده فرس، وقيل واحده خائل وهو مشتقّ من الخيلاء مثل طير وطائر.
(المسوّمة) ، اسم مفعول من سوّم الرباعيّ، والتاء للتأنيث المناسب للجمع، وزنه مفعّلة، بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(الأنعام) ، جمع نعم- بفتح النون والعين- والنعم اسم جمع لا واحد له من لفظه وهو يذكّر ويؤنّث ويطلق على الإبل والبقر والغنم، والجمع أنعام باعتبار أنواعه الثلاثة.
(حسن) ، مصدر سماعيّ لفعل حسن يحسن باب نصر وباب كرم وزنه فعل بضمّ فسكون (الآية 83 البقرة) .
(المآب) ، وزنه مفعل بفتح العين، أصله مأوب لأنه من آب يئوب، ثمّ نقلت حركة الواو وهي الفتح إلى الهمزة وسكّنت، وقلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها فأصبح مآبا، وهو مصدر ميميّ بمعنى الرجوع، وقد يكون اسم مكان أو اسم زمان لفعل آب.
البلاغة
1- في الآية فن مراعاة النظير، وهو أن يجمع الشاعر أو الناثر بين أمر(3/125)
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)
وما يناسبه مع إلغاء ذكر التضاد لتخرج المقابلة والمطابقة، وقد جمع سبحانه في هذه الآية معظم وسائل النعيم الآيلة بالمرء الى الانهماك في الفتنة والانسياق مع دواعي النفوس الجموحة، وقد زينت للناس واستهوتهم بالتعاجيب والمفاتن.
الفوائد
1- مراعاة النظير: وذلك بتعداد أنعم الدنيا التي يشتهيها الإنسان، وتعدّ من المحسنات المعنوية التي جذبت إليها نفوس الشعراء حينا من الدهر. ولا يزال الشعراء الشعبيون يجيدون هذا الفن وأمثاله ويتخذونه وسيلة لمعاجزة أقرانهم من الشعراء.
2- القناطير «المقنطرة» المقصود من لفظ «المقنطرة» التوكيد كقولهم «ألف مؤلفة، وبدرة مبدرة» والمسوّمة «المعلّمة» من أسامها الله وسوّمها بمعنى رعاها.
[سورة آل عمران (3) : آية 15]
قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (15)
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الهمزة) للاستفهام (أنبّئ) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (كم) ضمير متّصل مفعول به (بخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئ) (من) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق- (خير) و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف(3/126)
حال من جنات «1» - صفة تقدّمت على الموصوف- (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه (جنّات) مبتدأ مؤخّر مرفوع «2» (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) ، و (ها) مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حل منصوبة من الموصول وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (الواو) عاطفة (أزواج) معطوف على جنّات مرفوع مثله (مطهّرة) نعت لأزواج مرفوع مثله (الواو) عاطفة (رضوان) معطوف على جنّات مرفوع مثله (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لرضوان (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق ببصير.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أأنبّئكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «للذين اتّقوا.. جنّات» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» .
وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: «الله بصير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مطهّرة) ، مؤنّث مطهّر، اسم مفعول من الرباعيّ طهّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة (الآية 25 البقرة) .
(رضوان) ، مصدر سماعيّ لفعل رضي يرضى باب فرح وزنه فعلان بضمّ الفاء، ويجوز في المصدر كسرها.
__________
(1) أو متعلّق بالخبر المقدّم المحذوف.. أو متعلّق بخير إذا علّق الموصول به وأعرب (جنّات) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي.
(2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
(3) أو في محلّ جرّ بدل من خير.(3/127)
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)
الفوائد
- المتعدي الى ثلاثة مفاعيل وهو «اعلم وأرى» وقد أجمع عليهما، وزاد سيبويه «نبأ وأنبأ» . وزاد الفراء في معانيه «خبر وأخبر» وزاد الكوفيون (حدّث)
[سورة آل عمران (3) : آية 16]
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (16)
الإعراب:
الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «1» ، (يقولون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ربّ) منادى محذوف منه أداة النداء وهو مضاف منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (نا) ضمير اسم إنّ في محلّ نصب (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (الفاء) عاطفة سببيّة «2» ، (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر) (ذنوب) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (قنا) مثل اغفر، مبنيّ على حذف حرف العلّة. و (نا) مفعول به (عذاب) مفعول به ثان منصوب (النار) مضاف إليه مجرور.
جملة: « (هم) الذين يقولون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقولون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
__________
(1) أو في محلّ جرّ: إما نعت للموصول السابق في الآية المتقدّمة، أو بدل منه..
وإمّا نعت للعباد ويجوز أن يكون في محلّ نصب بفعل محذوف على نية المدح. [.....]
(2) أو رابطة لجواب الشرط.(3/128)
الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)
وجملة: «إنّنا آمنا» لا محلّ لها جواب النّداء.
وجملة: «آمنا» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اغفر لنا» في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنا «1» .
وجملة: «قنا» معطوفة على جملة اغفر لنا تأخذ محلّها من الإعراب.
الصرف:
(عذاب) ، اسم مصدر من عذّب الرباعي، وقياس مصدره تعذيب، وزنه فعال بفتح الفاء. (البقرة 7) .
الفوائد
1- الفعل المعتل الأول هو «المثال» مثل وقى، وعد، فإذا بني منه فعل الأمر حذفت فاؤه التي هي واو أو ياء وبما أن فعل الأمر يبنى على حذف حرف العلة من آخره فسوف تكون النتيجة أن تحذف فاؤه وتحذف لامه مثل وقى تصبح ق ووعى ع إلخ..
[سورة آل عمران (3) : آية 17]
الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (17)
الإعراب:
(الصابرين) نعت ل (الذين اتّقوا) مجرور «2» ، وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الصادقين، القانتين،
__________
(1) قال عباس حسن في كتابه النحو الوافي ج 3 ص 464: (وتفيد- أي الفاء- كثيرا مع الترتيب والتعقيب، التسبّب أي الدلالة على السببيّة (بأن يكون المعطوف متسبّبا عن المعطوف عليه) ، ويغلب هذا في شيئين: عطف الجمل.. وفي المعطوف المشتق» أهـ. ويجوز أن تكون الجملة جوابا لشرط مقدّر.
(2) في الآية (15) من هذه السورة، أو ل (الذين يقولون) (في الآية السابقة) في حالتي الجرّ والنصب.(3/129)
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
المنفقين، المستغفرين) ألفاظ معطوفة على الصابرين مجرورة مثله وعلامة الجرّ الياء (بالأسحار) جارّ ومجرور متعلّق بالمستغفرين فهو اسم فاعل.
الصرف:
(المنفقين) جمع منفق، اسم فاعل من أنفق وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه حذف الهمزة تخفيفا وأصله المؤنفقين «1» .
(المستغفرين) ، جمع مستغفر، اسم فاعل من استغفر وهو على الوزن نفسه لكلمة المنفقين.
(الأسحار) ، جمع سحر بفتحتين، اسم جامد، وسمي كذلك لما فيه من الخفاء كالسحر اسم للشيء الخفي وزنة فعل بفتحتين.
البلاغة
1- توسيط الواو بين الصفات المعدودة للدلالة على استقلال كل منها وكما لهم فيها أو لتغاير الموصوفين بها.
[سورة آل عمران (3) : آية 18]
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
الإعراب:
(شهد) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها «2» .
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ جرّ بحرف جرّ
__________
(1) انظر الآية (3) من سورة البقرة كلمة (ينفقون) .
(2) الآية (2) من هذه السورة.(3/130)
محذوف، والتقدير بأنّه لا إله ... والجارّ والمجرور متعلّق ب (شهد) .
(الواو) عاطفة (الملائكة) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع مثله و (أولو) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (العلم) مضاف إليه مجرور (قائما) حال منصوبة من الضمير المنفصل بعد إلّا «1» (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (قائما) اسم الفاعل (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها، (العزيز) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة بدل من الضمير المنفصل هو «2» ، (الحكيم) خبر ثان مرفوع «3» .
جملة: «شهد الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «لا إله إلّا هو (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة كرّرت للتأكيد.
الصرف:
(قائما) ، اسم فاعل من قام- وكلّ فعل أجوف يقلب حرف العلّة فيه إلى همزة في صيغة فاعل- وأصله قاوم.
(القسط) ، مصدر سماعيّ لفعل قسط يقسط من بابيّ نصر وضرب، وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
1- في الآية رد العجز على الصدر، فقد رد العزيز الى قوله تعالى «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» أي الى تفرده بالوحدانيّة التي تقتضي العزّة، ورد «الحكيم» الى قوله تعالى «قائِماً بِالْقِسْطِ» فهو تعالى حكيم لا يتحيفه جور أو انحراف.
__________
(1) أو حال من لفظ الجلالة فاعل شهد.
(2) أو بدل من الضمير المنفصل هو.
(3) أو بدل من العزيز مرفوع مثله.(3/131)
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)
[سورة آل عمران (3) : آية 19]
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (19)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الدين) اسم إنّ منصوب (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت للدين أي: الدين الثابت أو المرضيّ عند الله.. أو بمحذوف حال من الدين والعامل فيه معنى التوكيد (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الإسلام) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية (اختلف) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلف) ، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (العلم) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما جاءهم العلم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(بغيا) مفعول لأجله منصوب «1» ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بغيا) أو بمحذوف نعت له و (هم) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفر) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ الله) مثل إنّ الدين (سريع) خبر إنّ مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور.
__________
(1) أو مصدر في موضع الحال.(3/132)
جملة: «إنّ الدين.. الإسلام» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما اختلف الذين..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أوتوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «جاءهم العلم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة: «من يكفر..» لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يكفر بآيات الله» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «إنّ الله سريع» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف أي فالله محاسبه لأنه سريع الحساب.
الصرف:
(الإسلام) ، الاسم من أسلم الرجل أي اتّخذ الإسلام مذهبا ودينا، وهو بلفظ المصدر وزنه إفعال بكسر الهمزة على القياس.
البلاغة
1- «وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» التعبير عنهم بالموصول وجعل إيتاء الكتاب صلة له لزيادة تقبيح حالهم فإن الاختلاف ممن أوتي ما يزيله ويقطع شأفته في غاية القبح والسماجة.
2- «فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ» في إظهار الاسم الجليل تربية للمهابة وإدخال الروعة، وفي ترتيب العقاب على مطلق الكفر إثر بيان حال أولئك المذكورين إيذان بشدة عقابهم.
__________
(1) يجوز أن تكون جملتا الشرط والجواب خبرا للمبتدأ (من) .(3/133)
فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)
[سورة آل عمران (3) : آية 20]
فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (20)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (حاجّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أسلمت) فعل ماض وفاعله (وجه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الهاء و (الياء) ضمير مضاف إليه (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسلمت) ، (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير في (أسلمت) «1» ، (اتبع) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من وهو العائد و (النون) نون الوقاية و (الياء) المحذوفة ضمير مفعول به. (الواو) استئنافيّة (قل) مثل الأول (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) ، (أوتوا الكتاب) مرّ
__________
(1) وجاء العطف من غير ضمير منفصل لوجود الفاصل بين المعطوف والمعطوف عليه، هذا وقد رفض أبو حيّان هذا الاعراب كما رفض جعل الواو للمعيّة و (من) مفعولا معه وقد قال بذلك الزمخشري.. ويجوز أيضا جعل (من) مبتدأ خبره محذوف أي ومن اتّبعني أسلموا وجوههم لله أو أسلم وجهه لله، وقد اختاره أبو حيّان.(3/134)
إعرابها في الآية السابقة (الأميّين) معطوف على الموصول بالواو وعلامة الجرّ الياء (الهمزة) للاستفهام الدال على الأمر (أسلمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وتم ضمير فاعل (الفاء) استئنافيّة (إن أسلموا) مثل إن حاجّوا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (اهتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين لا محلّ له.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (إن تولّوا) مثل إن حاجّوا.. والبناء في (تولّوا) كالبناء في (اهتدوا) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الواو) استئنافيّة (الله بصير بالعباد) سبق إعرابها «1» .
جملة: «إن حاجّوك» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة «2» .
وجملة: «قل..» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «أسلمت وجهي..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّبعن» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «قل (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوتوا الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أأسلمتم» في محلّ نصب مقول القول.
__________
(1) في الآية (15) من هذه السورة.
(2) يجوز أن تكون استئنافيّة من غير عطف.(3/135)
وجملة: «أسلموا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قد اهتدوا» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن تولّوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أسلموا.
وجملة: «عليك البلاغ» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «الله بصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(اتّبعن) ، تحذف ياء المتكلّم من بعض الكلمات في القرآن الكريم ولا سيّما بعد نون الوقاية إما وصلا وإمّا وصلا ووقفا. وقد قرأ نافع وأبو عمر الآية بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا.
(الأميّين) جمع الأميّ، وهو الذي لا يقرأ ولا يكتب. وجاء في المحيط: «الأميّ والأمان بتشديد الميم من لا يكتب أو من على خلقة الأمة «1» لم يتعلّم الكتاب» .
(البلاغ) ، اسم مصدر من الفعل بلّغ الرباعيّ، وقياس مصدره تبليغ، ووزن البلاغ فعال بفتح الفاء.
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله «فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ» أي أخلصت نفسي وقلبي وجملتي، وإنما عبر عنها بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة، ومظهر القوى والمشاعر ومجمع معظم ما يقع به العبادة من السجود والقراءة وبه يحصل التوجه الى كل شيء والعلاقة هنا الكلية.
2- الاستفهام: في قوله «أَأَسْلَمْتُمْ» معناه التنديد والتعيير، أي فهل أسلمتم وعملتم بما أتاكم من البينات أو أنتم على كفركم بعد، كما يقول من لخص لصاحبه المسألة ولم يدع من طرق التوضيح والبيان مسلكا إلّا سلكه: فهل
__________
(1) يقصد الأم، لأن الأمة هي الأم. [.....](3/136)
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)
فهمتها؟ على منهاج قوله تعالى «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» اثر تفصيل الصوارف عن تعاطي الخمر والميسر وفيه استقصارهم وتعبيرهم بالمعاندة وقلة الإنصاف وتوبيخهم بالبلادة.
الفوائد
1- «فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ» قدم الجار والمجرور على المبتدأ لأنه موضع الاهتمام من جهة وليأخذ التعبير جرسه الموسيقي من جهة أخرى. وكلاهما من خصائص البلاغة والاعجاز القرآني.
2- «اهتدوا وتولّوا» نلاحظ أن حرف العلة الذي هو الياء قد حذف لالتقاء الساكنين وهما حرف العلة من الفعل، واو الجماعة، وسواء أكان الفعل المعتل ماضيا أو مضارعا يحذف حرف العلة إذا التقى مع واو الجماعة، وللتفرقة بين الواو التي هي حرف علة ومن أصل الفعل وبين الواو التي هي واو الجماعة اصطلح النحاة على اضافة ألف سمّيت ألف التفريق، مثال ذلك أحمد يغزو، والمنافقون لم يغزوا. وهذا الوجه من الكتابة إحدى مزالق الإملاء إذ الكثير يخلطون بين المثالين فيضعون ألف التفريق للفعل يغزو ويعلو على خلاف القاعدة.
[سورة آل عمران (3) : آية 21]
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (21)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول اسم إن في محلّ نصب (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (النبيّين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (بغير) جارّ ومجرور حال مؤكّدة من فاعل يقتلون (حقّ) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (الذين) مثل(3/137)
الأول وهو مفعول به (يأمرون) مثل يكفرون (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمرون) ، (من الناس) جارّ ومجرور بمتعلّق بمحذوف حال من الواو في فعل يأمرون (الفاء) زائدة لتضمّن الموصول معنى الشرط (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (هم) ضمير متّصل مفعول به (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّرهم) ، (أليم) نعت لعذاب مجرور مثله.
جملة: «إنّ الذين يكفرون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكفرون بآيات الله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يقتلون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يقتلون الثانية» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يأمرون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «بشّرهم» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(النبيّين) ، جمع النبيّ، على وزن فعيل، صفة مشبّهة من فعل نبّأ الرباعيّ على غير القياس، وقد تخفّف الهمزة فتصبح ياء- كما جاء في هذه الآية-، وقد تبقى الهمزة على حالها فيلفظ النبيء.
البلاغة
1- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ» .
فاستعمال البشارة هنا مجازي قصد به التهكم، فالمعنى أنذرهم بعذاب أليم، لأن العذاب لا يبشر به، فاستعار التبشير للانذار بعد أن نزل التضاد منزلة التناسب تهكما. لذا كان التعبير بلفظ بشرهم أبلغ لأنه أشد لذعا وايلاما من لفظ أنذرهم الحقيقي.
2- كثيرا ما نجد الفاء الرابطة للجواب تأتى بعد ورود الاسم الموصول وفي مثل هذه الحالة قد يكون الاسم الموصول متضمنا معنى اسم الشرط أو يمتّ إليه(3/138)
أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)
بصلة ما كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ.. إلى قوله فبشرهم فالفاء هنا رابطة للجواب.
[سورة آل عمران (3) : آية 22]
أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (22)
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) للخطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر (حبط) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف اليه (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أعمال، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «أولئك الذين..» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) في الآية السابقة «1» .
وجملة: «حبطت أعمالهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما لهم من ناصرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(ناصرين) ، جمع ناصر، اسم فاعل من نصر وزنه فاعل.
الفوائد
- «وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ» فقد درج النحاة على اعتبار حرف الجرّ الزائد
__________
(1) أو لا محلّ لها استئنافيّة.(3/139)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)
إنما هو للتوكيد فحسب وقد غاب عن ذهنهم أنّ لهذه الحروف مدلولات أكثر من التوكيد بكثير فعند ما نقول الخبر مجردا من هذا الحرف أو ذاك فهو خبر يصح فيه الصدق والكذب كما يقول علماء البلاغة، ولكن عند ما يدخل حرف الجرّ الزائد فإن الخبر يصبح في مصاف الواقع واليقين.
[سورة آل عمران (3) : آية 23]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (تر) مضارع مجزوم ب (لم) الجازم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تر) ، (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (نصيبا) مفعول به منصوب (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نصيبا) ، (يدعون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول ونائب فاعل (إلى كتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) لام التعليل (يحكم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحكم) ، و (هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يحكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعون) .
(ثمّ) حرف عطف (يتولّى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير ل (نصيبا) ، (يدعون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول والواو نائب فاعل (إلى(3/140)
في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لفريق (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «ألم تر..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوتوا..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يدعون..» في محلّ نصب حال من الموصول الذين أوتوا.
وجملة: «يحكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن) .
وجملة: «يتولّى فريق» في محلّ نصب معطوفة على جملة يدعون.
وجملة: «هم معرضون» في محلّ نصب حال من فريق منهم.
الصرف:
(نصيبا) ، الاسم من أنصبه إذا جعل له نصيبا وحظّا، وزنه فعيل (البقرة 202) .
(يدعون) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين (انظر البقرة 221) .
الفوائد
1- لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ: اللام لام التعليل والفرق بينها وبين لام الجحود في أمرين:
الأول انها تأتي في سياق الإيجاب ولام الجحود تأتي في سياق النفي، الثاني أن كلا منهما تنصب بأن مضمرة بعدها ولكن تضمر جوازا بعد لام التعليل ووجوبا بعد لام الجحود.
2- دعا الرسول (صلى الله عليه وسلم) اليهود إلى الإسلام فسألوه عن دينه فأجابهم بأنه على ملّة إبراهيم فزعم اليهود أن إبراهيم كان يهوديا فطلب إليهم ان يحتكموا الى التوراة فرفضوا.(3/141)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)
3- وقوله تعالى «مِنَ الْكِتابِ» فمن هذه للتبعيض وقيل للبيان وفيها اشارة الى أن اليهود كانوا على نصيب وافر من التوراة.
[سورة آل عمران (3) : آية 24]
ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (24)
الإعراب:
(ذلك) ، اسم إشارة مبتدأ والإشارة الى الإعراض..
و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير اسم أنّ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قالوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) .
(لن) حرف ناصب (تمسّ) مضارع منصوب و (نا) ضمير مفعول به (النار) فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (أيّاما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تمسّنا) ، (معدودات) نعت لأيام منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (غرّ) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (في دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (غرّ) و (هم) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل- أو حرف مصدريّ- والمصدر المؤوّل فاعل، (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «ذلك بأنّهم..» لا محلّ لها استئنافيّة تعليلية.
وجملة: «قالوا..» في محلّ رفع خبر أنّ.(3/142)
فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)
وجملة: «لن تمسّنا النار» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «غرّهم.. ما كانوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كان.
الصرف:
(معدودات) ، جمع معدود، اسم مفعول من فعل عدّ على وزن مفعول (البقرة 203) .
(يفترون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يفتريون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت بنقل حركتها إلى الراء، ثمّ حذف الياء لسكونها وسكون الواو بعدها.. وزنه يفتعون.
[سورة آل عمران (3) : آية 25]
فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (25)
الإعراب
(الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محلّ رفع خبر مقدّم لمبتدأ محذوف تقديره صنعهم أو حالهم «1» ، (إذا) ظرف مجرّد عن الشرط في محلّ نصب متعلّق بالمبتدأ المقدّر لأنه بتقدير مصدر «2» ، (جمعنا) ، فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل و (هم) ضمير مفعول به، (ليوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جمعناهم) على حذف مضاف أى لجزاء يوم (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على
__________
(1) يجوز نصبه على الحال بفعل محذوف تقديره يصنعون.. والتقدير الأول أقيس.
(2) أو متعلّق الفعل المقدّر.(3/143)
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)
الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) عاطفة (وفّيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول..
و (التاء) للتأنيث (كلّ) نائب فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (كسبت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و (الواو) نائب فاعل.
جملة: «كيف (حالهم) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جمعناهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا ريب فيه» في محلّ جرّ نعت ليوم.
وجملة: «وفّيت كلّ نفس» في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا ريب فيه. وفي الجملة رابط مقدّر أي وفّيت فيه كلّ نفس.
وجملة: «كسبت» لا محلّ لها صلة الموصول والعائد محذوف أي كسبته.
وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
البلاغة
1- لقد خرج بالاستفهام عن معناه الحقيقي بقوله «فكيف» فهي رد لقولهم المذكور وإبطال لما غرهم باستعظام ما سيدهمهم وتهويل ما سيحيق بهم من الأهوال أي فكيف يكون حالهم.
[سورة آل عمران (3) : آية 26]
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)(3/144)
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل أنت (الله) لفظ الجلالة منادى مفرد علم محذوف منه أداة النداء، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (الميم) المشدّدة زائدة عوض من أداة النداء (مالك) بدل من لفظ الجلالة تبع محلّه في النصب لأنه مضاف «1» ، (الملك) مضاف إليه مجرور (تؤتي) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الملك) مفعول به أوّل منصوب (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (تشاء) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (الواو) عاطفة (تنزع الملك) مثل تؤتي الملك (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنزع) ، (تشاء) مثل الأول (الواو) عاطفة في الموضعين (تعزّ من تشاء، تذلّ من تشاء) مثل تؤتي.. من تشاء (بيد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الكاف) ضمير مضاف إليه (الخير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) ضمير اسم إنّ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إنّ مرفوع.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تؤتي الملك» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تشاء (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
__________
(1) أو منادى ثان منصوب.. والجملة بدل من جملة النداء الأولى.. وقد اختاره أبو حيّان.(3/145)
وجملة: «تنزع الملك» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي.
وجملة: «تشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «تعز» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي.
وجملة: «تشاء (الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: «تذلّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي.
وجملة: «تشاء (الرابعة) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع.
وجملة: «بيدك الخير» لا محلّ لها بدل من جملة تؤتي الملك «1» .
وجملة: «انّك.. قدير» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(مالك) ، اسم فاعل من ملك وزنه فاعل (انظر الفاتحة الآية 4) .
(الملك) ، إمّا اسم بمعنى المملوك أو مصدر سماعيّ من فعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(الخير) ، إمّا اسم بمعنى ما هو حسن أو مصدر قياسيّ من فعل خار يخير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
1- الاكتفاء: في قوله «بِيَدِكَ الْخَيْرُ» حيث خص الخير بالذّكر- وإن كان الشرّ أيضا- وقد أراد الخير والشرّ، واكتفي بأحدهما لدلالته على الآخر، كما في قوله تعالى «سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ» أي والبرد. وإنما خص الخير بالذكر لأنه هو المرغوب فيه.
2- وفي الآية «فن المقابلة» : فقد طابق بين «تؤتي» و «تنزع» وبين «تعز» و «تذل»
__________
(1) أو استئنافيّة.(3/146)
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)
الفوائد
1- قل اللهمّ: لفظ «اللهم» منادى حذفت منه ياء النداء وعوض عنها بالميم المشددة وهذا الاعتبار مختصّ بلفظ الجلالة. ويمكن أن تلحق الميم المشددة بلفظ الجلالة في حالتين أخريين غير النداء:
الأولى: أن تأتي قبل حرف الجواب تمكينا للجواب كقولك للسائل عن أمر «اللهم نعم» .
الثانية: للدلالة على قلة وقوع الأمر كقولك لمن تشك في قدرته على التجارة: انك رابح اللهم إذا درست شؤون السوق وأحسنت اختيار البضاعة.
2- لقد استغرق الطباق المركب «المقابلة» الآيتين بكاملهما وقد أشاع في جو الآيتين المذكورتين نوعا من الموسيقا القرآنية المعجزة كما أنه قرّر معاني متقابلة فزادها وضوحا وقرّب للأذهان قدرة الله المطلقة في سائر الأحوال.
[سورة آل عمران (3) : آية 27]
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (27)
الإعراب:
(تولج) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الليل) مفعول به منصوب (في النهار) جار ومجرور متعلّق ب (تولج) ، (الواو) عاطفة (تولج النهار في الليل) مثل تولج الليل في النهار (الواو) عاطفة (تخرج) مثل تولج (الحيّ) مفعول به منصوب (من الميّت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرج) ، (الواو) عاطفة (تخرج الميّت من الحيّ) مثل تخرج الحيّ من الميّت (الواو) عاطفة (ترزق) مثل تولج (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تشاء) مثل تولج (بغير)(3/147)
لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)
جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تشاء «1» ، (حساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «تولج ... (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تولج ... الثانية» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تخرج (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تخرج (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ترزق» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(تولج) ، فيه حذف الهمزة للتخفيف مثل تنفق وتكرم، وأصله تؤولج بضمّ التاء وفتح الهمزة.
(الحيّ) صفة مشبّهة من حيي يحيى باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون (انظر البقرة 255) .
البلاغة
1- الاستعارة التصريحية: إذا أراد بالحي والميت المسلم والكافر.
حيث قيل في تفسير هذه الآية: تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، فإذا أراد هذا المعنى كان في الآية استعارة تصريحية، وإذا أراد النطفة والبيضة كان الكلام جاريا على جانب الحقيقة، لا على جانب المجاز.
[سورة آل عمران (3) : آية 28]
لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)
__________
(1) أي من تشاء رزقه متكرما.. أو من المفعول أي: من تشاؤه مكرما بفتح الراء..
ويجوز أن يكون متعلّقا بمفعول مطلق والعامل فيه ترزق أي: ترزقه رزقا بغير حساب، أو ترزقه كثيرا بغير حساب..(3/148)
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (يتّخذ) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (الكافرين) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الياء (أولياء) مفعول به ثان منصوب وامتنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء المنتهية بألف التأنيث الممدودة على وزن أفعلاء (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأولياء «1» (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) اعتراضية (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ليس) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الشرط (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت- أي: ليس على شيء من دين الله ففي الكلام حذف مضاف (في شيء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس (إلا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (تتّقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتّقوا) ، (تقاة) مفعول مطلق
__________
(1) أو بمحذوف حال من المؤمنين أي متجاوزين.. ويجوز أن يتعلّق بفعل يتّخذ و (من) لابتداء الغاية.(3/149)
منصوب نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق «1» .
والمصدر المؤوّل (أن تتّقوا..) في محلّ نصب مفعول لأجله والعامل فيه لا يتّخذ أي: لا يتّخذ المؤمن الكافر وليّا لشيء من الأشياء إلّا اتقاء ظاهرا «2» ، والاستثناء في هذه الحال مفرّغ للمفعول لأجله.
(الواو) عاطفة (يحذّر) فعل مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفس) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المصير) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
جملة: «لا يتّخذ المؤمنون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يفعل (الاسميّة) » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «يفعل ذلك» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «ليس من الله» في شيء في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «تتّقوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يحذركم الله..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إلى الله المصير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أولياء) ، جمع وليّ زنة فعيل، صفة مشبّهة على غير القياس مأخوذ من الرباعيّ والى، (البقرة 107) .
__________
(1) يجوز أن يكون منصوبا على أنه مفعول به أي أن تخافوا منهم شيئا أو أمرا يجب اتقاؤه.
(2) وانظر الآية (229) من سورة البقرة، وإعراب (إلّا) فيها، وانظر الحاشية في تقدير الاستثناء.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(3/150)
قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)
(تقاة) ، فيه إبدال واعلال، الإبدال قلب الواو تاء وأصله وقية مأخوذ من الوقاية والإعلال قلب الياء ألف لتحركها لانفتاح ما قبلها، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين. وفي المختار: تقى يتقي كقضى يقضي، والتقوى والتقى واحد والتقاة التقية، يقال اتّقى تقية وتقاة. وفي القاموس:
تقيت الشيء أتّقيه من باب ضرب.
البلاغة
1- «إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا» على صيغة الخطاب بطريق الالتفات من الغيبة استثناء مفرغ من أعم الأحوال والعامل فعل النهي معتبرا فيه الخطاب كأنه قيل لا تتخذوهم أولياء ظاهرا أو باطنا في حال من الأحوال إلا حال اتقائكم.
2- «وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ» الإظهار في مقام الإضمار لتربية المهابة وإدخال الروعة.
الفوائد
1- لا يسعنا إلا أن ننوه بهذا الضرب من البلاغة وهو هذا الالتفات من الغائب إلى المخاطب وما يحدثه في نفس السامع من بليغ التأثير. وما أكثر خصائص القرآن البلاغية.
2- درس في التحذير، كان بعض الأنصار يتخذون من اليهود حلفاء وأنصارا، وكانوا يعلنون ذلك في حضرة الرسول ولا يخفونه. وكان الله ورسوله يعلمان مكر اليهود وما يكنون من عداوة للإسلام والمسلمين فنزلت هذه الآية تحذر المسلمين وتنذرهم أن يتخذوا من الكافرين أولياء.
[سورة آل عمران (3) : آية 29]
قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إن) حرف شرط جازم (تخفوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم(3/151)
حذف النون والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في صدور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (تبدوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط ويعرب مثله و (الهاء) ضمير مفعول به (يعلم) مضارع مجزوم جواب الشرط و (الهاء) مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) مثل الأول (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (في الأرض) مثل في السموات ويعطف عليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ان تخفوا..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تبدوه» في محلّ نصب معطوفة على جملة تخفوا.
وجملة: «يعلمه الله» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يعلم ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الله على كلّ شيء قدير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(تخفوا) ، فيه حذف الهمزة تخفيفا، وأصله تؤخفيوا..
وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، سكّنت الياء لاستثقال الضمّة عليها ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، سكون الياء وسكون واو الجماعة، وزنه تفعوا بضمّ التاء (انظر البقرة 271) .
(تبدوه) ، جرى فيه ما جرى في (تخفوا) من حذف الهمزة وإعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.(3/152)
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)
الفوائد
1- الواو في قوله تعالى: «وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ» واو الاستئناف. وقد جيء بالكلام مستأنفا لا معطوفا لأن علم الله تعالى غير متوقف على شرط وهو من باب ذكر العام بعد الخاص. فقد ذكر علمه بما في صدور الناس ثم أردف ذلك فذكر علمه بكل شيء.
[سورة آل عمران (3) : آية 30]
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (30)
الإعراب:
(يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (تجد) مضارع مرفوع (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (عملت) فعل ماض.. و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول عملت المقدّر (محضرا) حال منصوبة من ما، والعامل فيه تجد «2» ، (الواو) عاطفة (ما عملت من سوء) مثل ما عملت من خير «3» ، (تودّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (لو) حرف شرط غير جازم امتناع لامتناع «4» ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (بين)
__________
(1) أو متعلّق ب (تودّ) وهو ما اختاره أبو حيّان، وضعّف تعليقه ب (قدير) لأن قدرته على كلّ شيء لا تختصّ بيوم دون يوم.
(2) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لفعل تجد إذا قدّر قلبيا.
(3) لا يجوز أن تكون ما شرطيّة جوابها جملة تودّ بتقدير الفاء أي فهي تودّ.
(4) الأصل في (لو) إذا أتت بعد فعل ودّ وما في معناه أن تكون مصدريّة، ويمتنع ذلك هنا لوجود الحرف المصدريّ (أنّ) . [.....](3/153)
ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (ها) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (بين) مثل الأول ومعطوف عليه و (الهاء) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أمدا) اسم أنّ مؤخّر منصوب (بعيدا) نعت ل (أمدا) منصوب مثله.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت، أي ثبت حصول الأمد البعيد بينها وبينه.
(الواو) استئنافيّة (يحذّر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفس) مفعول به ثان منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (رؤف) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق برؤوف.
جملة: «تجد كلّ نفس» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «عملت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «عملت (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الأولى الصلة.
وجملة: «تودّ ... » في محلّ نصب حال، والعامل تجد.
وجملة: « (ثبت حصول) المقدّرة» في محلّ نصب مفعول به لفعل تودّ «1» .
وجملة: «يحذّركم الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) قال أبو حيّان في البحر: جواب لو محذوف، ومفعول تودّ محذوف والتقدير: تودّ تباعد ما بينهما لو أنّ بينها وبينه أمدا بعيدا لسرّت بذلك ... والذي يقتضيه المعنى أنّ: لو أنّ وما يليها هو معمول ل (تودّ) في موضع المفعول به.(3/154)
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
وجملة: «الله رؤف بالعباد» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(محضرا) ، فيه حذف الهمزة للتخفيف وأصله مؤحضرا، وهو اسم مفعول من فعل أحضر الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(أمدا) ، اسم لمنتهى الشيء أي غايته، وزنه فعل بفتحتين.
(بعيدا) ، صفة مشتقّة وزنها فعيل من بعد يبعد باب كرم (انظر الآية 176 من سورة البقرة) .
الفوائد
1- يمكننا اعتبار فعل «تجد» في هذه الآية على وجهين: الأول أنه متعدّ لمفعول واحد فيكون الاسم الموصول «ما» مفعولا لها و «محضرا» حالا من المفعول.
والثاني: اعتباره متعديا لمفعولين الأول الاسم الموصول والثاني «محضرا» .
2- قوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: هذا التعبير يطلق عليه المشاكلة: لأن الله يخاطب الناس بما يشابه لغتهم ونفوسهم كقوله تعالى «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» فإن الله لا يمكر ولكن التعبير مشاكل حالة الكفار ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم وهو من الخصائص العربية المألوفة.
[سورة آل عمران (3) : آية 31]
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
الإعراب:
(قل إن) مرّ إعرابهما «1» ، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ
__________
(1) في الآية (29) من هذه السورة.(3/155)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)
على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (تحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اتّبعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (يحبب) مضارع مجزوم جواب الطلب و (كم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (يغفر) مضارع مجزوم معطوف على (يحبب) ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) ، (ذنوب) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن كنتم تحبّون..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تحبّون الله» في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «اتّبعوني» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «يحببكم» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي انّ تتّبعوني يحببكم الله.
وجملة: «الله غفور..» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
البلاغة
1- «يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ» أي يرضى عنكم، فيقربكم من جناب عزه، ويبوئكم في جوار قدسه. عبر عنه بالمحبّة بطريق الاستعارة أو المشاكلة.
[سورة آل عمران (3) : آية 32]
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (32)(3/156)
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل أنت (أطيعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل «1» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكافرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن تولّوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «إنّ الله لا يحبّ..» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
جملة: «لا يحبّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ..
الفوائد
1- قوله تعالى: «فَإِنْ تَوَلَّوْا» يشكل على المرء إعراب هذا الفعل وذلك لوحدة اللفظ بين أن يكون فعلا ماضيا من فعل «تولّى» وقد أسند الى واو الجماعة وبين أن يكون فعلا مضارعا من الأفعال الخمسة «تتولون» وقد حذفت إحدى التائين لتخفيف اللفظ وجزم بحرف الشرط «إن» فحذفت نون الرفع فأصبح «تولوا» ويصح معنى الآية على كلا الاعتبارين، والفرق بينهما محصور في وجود «الالتفات أو عدمه» .
__________
(1) يجوز أن يكون مضارعا حذفت منه إحدى التاءين، مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.(3/157)
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)
2- قوله تعالى «لا يحب» فإن حب الله مغاير لحب العباد وهو من المجاز المرسل وللحب أبعاد ومدارك فهو لدى الإنسان العادي ناموس من نواميس الخلق أودعه الله في طبيعة الإنسان، لتستمر الخليقة التي اتخذها سبحانه خليفة له في أرضه، وهو لدى الفلاسفة على درجات أعلاها محبة المعبود الحق وهي التي تبعث على حب الطاعات والموافقات.
وهو لدى الصوفية سكر المشاهدة والاستغراق لدى الاشراق والفناء في الله ساعة التجلّي والاتصال. والله أعلم.
[سورة آل عمران (3) : آية 33]
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (33)
الإعراب:
(إنّ الله) مرّ إعرابها «1» ، (اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آدم) مفعول به منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (نوحا، آل، ال) أسماء معطوفة على آدم منصوبة مثله (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف ومثله (عمران) ، (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اصطفى، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
جملة: «إنّ الله اصطفى» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اصطفى» في محلّ رفع خبر إنّ.
__________
(1) في الآية السابقة.(3/158)
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)
الصرف:
(عمران) ، اسم علم قيل أعجميّ، وقيل مشتقّ من العمر والألف والنون فيه مزيدتان.
(نوحا) ، اسم أعجميّ لا اشتقاق له عند المحقّقين النحويّين، ويزعم بعضهم أنه مشتقّ من النوح والبكاء، وهو منصرف لأنه ثلاثيّ ساكن الوسط.
البلاغة
1- في الآية فن التوشيح وهو كما يقول ابن قدامة في نقد الشعر: أن يكون في أول الكلام معنى إذا علم علمت منه القافية فإن معنى اصطفاء المذكورين في الآية يعلم منه الفاصلة، لأن المذكورين صنف مندرج في العالمين.
[سورة آل عمران (3) : آية 34]
ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)
الإعراب:
(ذرّيّة) حال من آدم وما عطف عليه على تأويل مشتق «1» منصوبة (بعض) مبتدأ مرفوع و (ها) مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «بعضها من بعض» في محلّ نصب نعت لذريّة.
وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
1- قوله تعالى «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ» .
__________
(1) أي اصطفاهم حال كونهم متشعبا بعضهم من بعض.. ويجوز أن يكون بدلا من نوح أو من آلين.. وبعضهم يجعله بدلا من آدم، وذلك بحسب اختلاف العلماء في تأويل كلمة ذرّيّة.(3/159)
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)
لفظ «بعض» يضاف إلى الظاهر والمضمر وفي كلا الحالتين يجرد من أل حسب قاعدة المضاف. إذ لا يجوز تعريف المضاف بأل إذا كان مفردا فلا يصح القول «الكتاب الأستاذ ولا القلم تلميذ» ولكن يجوز دخول «أل» على المثنى كقولك «المكرما سليم» وعلى جمع المذكر السالم كقولك «المكرمو علي» «1» .
[سورة آل عمران (3) : آية 35]
إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)
الإعراب:
(إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (امرأة) فاعل مرفوع (عمران) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (ياء المتكلّم) المحذوفة ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير اسم إنّ (نذرت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل، (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نذرت) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في بطن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (محرّرا) حال منصوبة من اسم الموصول (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب- أو رابطة لجواب شرط مقدّر- (تقبّل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقبّل) ،
__________
(1) راجع جامع الدروس العربية ج 3 ص 210(3/160)
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)
(إنّك) مثل إنّي (أنت) ضمير فصل «1» ، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «قالت امرأة عمران..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي نذرت» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نذرت لك.» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تقبّل منّي» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي نذرت، أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رضيت عنّي فتقبّل منّي.
وجملة: «إنّك أنت السميع» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(امرأة) ، اسم جامد ذات مؤنّث امرئ، جمعه نساء أو نسوة من غير لفظها، وتدخل (ال) التعريف نادرا على امرأة فيقال (المرأة) وزنه افعلة بفتح العين.
(محرّرا) ، اسم مفعول من فعل حرّر الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
[سورة آل عمران (3) : آية 36]
فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (36)
__________
(1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره لسميع، والخبر خبر إنّ.(3/161)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالت) ، (وضعت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (قالت) مثل وضعت (ربّ إنّى وضعت) مثل ربّ إنّي نذرت في الآية السابقة و (ها) ضمير مفعول به (أننى) حال منصوبة من ضمير الغائبة (الواو) اعتراضيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) ، (وضعت) مثل الأول (الواو) عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (الذكر) اسم ليس مرفوع (كالأنثى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس (الواو) عاطفة إنّي سميت) مثل في نذرت و (ها) ضمير مفعول به (مريم) مفعول به ثان منصوب وامتنع لتنوين للعلميّة والتأنيث (الواو) عاطفة (إني أعيذ) مثل إنّي نذرت، (ها) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ذرّيّة) معطوف على ضمير النصب في عيذها و (ها) ضمير مضاف إليه (من الشيطان) جارّ ومجرور متعلّق بفعل أعيذ (الرجيم) نعت للشيطان مجرور مثله.
جملة: «وضعتها» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالت..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي وضعتها..» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «وضعتها أنثى» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «الله أعلم» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «وضعت لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ليس الذكر كالأنثى» لا محلّ لها معطوفة على.(3/162)
النداء «1» .
وجملة: «إنّي سمّيتها..» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء «2» .
وجملة: «سمّيتها مريم» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّي أعيذها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «أعيذها» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(أعلم) ، صفة مشتقّة على وزن أفعل وليست للتفضيل، وهي بمعنى عالم أو عليم.
(الرجيم) ، صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى مفعول أي المرجوم بمعنى المطرود من رحمة الله.
(الذكر) ، صفة مشتقّة على وزن فعل بفتحتين.
البلاغة
1- «قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى» فائدة الخبر للتحسر فليس الغرض من هذا الكلام الإخبار لأنه إما للفائدة أو للازمها، وعلم الله تعالى محيط بهما، فيكون لمجرد التحسر والتحزن.
2- المراد بالخبر في قوله تعالى «وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ» لازم الفائدة، وليس المراد الرد عليها في إخبارها بما هو سبحانه أعلم به كما يتراءى من السياق بل الجملة «اعتراضية» سيقت لتعظيم المولود الذي وضعته وتفخيم شأنه والتجهيل لها بقدرة- أي والله أعلم بالشيء الذي وضعته وما علق به من عظائم الأمور ودقائق الأسرار وواضح الآيات، وهي غافلة عن ذلك كله.
__________
(1، 2) أو معطوفة على الاعتراضيّة إذا كانت من تمام قول الله المعترض.(3/163)
3- «وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ» أتى هنا بخبر إن فعلا مضارعا دلالة على طلبها استمرار الاستفادة دون انقطاعها هذا بخلاف «وضعتها، وسميتها» حيث أتى بالخبرين ماضيين لانقطاعهما وقدم المعاذ به على المعطوف الآتي اهتماما به.
4- «وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى» اعتراض آخر مبين لما اشتمل عليه الأول من التعظيم وليس بيانا لمنطوقه حتى يلحق بعطف البيان الممتنع فيه العطف 5- الإطناب: في قوله تعالى «وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ» .
وغرضها من عرضها على علام الغيوب التقرب إليه تعالى واستدعاء العصمة لها- فإن مريم في لغتهم بمعنى العابدة وقال القرطبي: معناه خادم الرب- وإظهار أنها غير راجعة عن نيتها وإن كان ما وضعته أنثى وأنها وإن لم تكن خليقة بسدانة بيت المقدس فلتكن من العابدات فيه.
6- قوله «وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ» التفات من الخطاب إلى الغيبة إظهارا لغاية الإجلال.
الفوائد
1- اسم مريم في لغتهم آنئذ هي «العابدة» وقد سميت بنت عمران بهذا الاسم أملا وطمعا بأن تكون من العابدات. وقولها: إني سميتها مريم هذا الخبر لازم الفائدة وليس المقصود إخبار الله بالتسمية لأنه أعلم بذلك.
2- في قوله تعالى: «قالَتْ رَبِّ» ..
إذا كان المضاف الى ياء المتكلم أبا أو أما جاز فيه ثلاث لغات: إحداها:
يا أب ويا أمّ بحذف الياء، والثانية يا أبي ويا أمي، والثالثة يا أبا ويا أما. ويجوز فيهما أيضا حذف ياء المتكلم والتعويض عنها بتاء التأنيث: نحو يا أبت ويا أمت ويا أبت ويا أمت ويجوز إبدال هذه التاء بهاء الوقف نحو يا أبه ويا أمّه. وقريب من ذلك اضافة لفظ «الرب» الى ياء المتكلم فتقول: يا ربّ، ويا ربّ، ويجوز حذف ياء النداء فتقول: ربّ وربّ فالأولى على لغة من لا ينتظر والثانية على من ينتظر،(3/164)
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)
وإذا قلنا يا ربّ فهي على لغة من ينتظر اضافتها لغير ياء المتكلم. مثل «يا ربّ العباد» .
[سورة آل عمران (3) : آية 37]
فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (37)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (تقبّل) فعل ماض و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به، (ربّ) فاعل مرفوع و (ها) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ زائد «1» ، (قبول) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (حسن) نعت لقبول مجرور مثله لفظا (الواو) عاطفة (أنبتها) مثل تقبّلها (نباتا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (حسنا) نعت ل (نباتا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (كفّلها) مثل تقبّلها (زكريّا) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (كلّما) ظرف شرطيّ متعلّق بالجواب وجد «2» .. وما حرف مصدريّ (دخل) فعل ماض (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخل) ، (زكريّا) فاعل ومرفوع وعلامة الرفع
__________
(1) أو حرف جرّ أصلي، والجارّ والمجرور متعلّق ب (تقبّلها) والباء للاستعانة.. قال أبو حيّان: والقبول اسم لما يقبل به الشيء كالسعوط لما يسعط به.
(2) يجوز أن يكون الجواب قال، وجملة وجد حال.(3/165)
الضمّة المقدّرة على الألف (المحراب) مفعول به على التوسّع «1» ، (وجد) مثل دخل (عند) ظرف مكان متعلّق ب (وجد) «2» ، و (ها) مضاف إليه (رزقا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (ما دخل) في محلّ جرّ مضاف إليه أي: كلّ وقت دخول.
(قال) مثل دخل (يا) أداة نداء (مريم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أنّي) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانية متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (قالت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يرزق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يرزق (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال «3» ، (حساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: «تقبّلها ربّها» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنبتها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كفّلها» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
__________
(1) لأن (دخل) يتعدّى بالحرفين (في) أو (إلى) .
(2) يجوز تعليقه بمحذوف حال من (رزقا) .
(3) انظر الآية (27) من هذه السورة واحتمالات تعليق الجارّ والمجرور المختلفة.(3/166)
وجملة: «دخل عليها» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «وجد» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا مريم..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنّي لك هذا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هو من عند الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ الله يرزق ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «يرزق من يشاء» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(قبول) ، هو بلفظ اسم المصدر، ويصحّ فتح القاف وضمّها.. أو هو مصدر قبل الثلاثيّ، وزنه فعول بفتح الفاء.
(حسن) ، صفة مشبّهة، وزنه فعل بفتحتين، فعله حسن يحسن باب كرم (انظر البقرة- 245) .
(نباتا) ، اسم مصدر من أنبت، مصدره القياسيّ إنبات، وزن نبات فعال بفتح الفاء.
(زكريّا) ، هو مقصور زكرياء وهمزته للتأنيث.
(المحراب) ، اسم مكان على غير القياس، وزنه مفعال بكسر الميم، وفعله حارب وهو كلّ مكان يحارب فيه الشيطان خاص بالعبادة.
__________
(1) يحتمل أن تكون الجملة من تمام قول مريم، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى. [.....](3/167)
البلاغة
1- الجناس المغاير: في قوله «فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ» وفي قوله «وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً» وقوله «رزقا» . و «يرزق» .
2- «فتقبلها» أي رضي بمريم في النذر مكان الذكر.
ففيه تشبيه النذر بالهدية ورضوان الله تعالى بالقبول.
3- «وأنبتها» مجاز عن تربيتها بما يصلحها في جميع أحوالها. فهو مجاز مرسل بعلاقة اللزوم فإن الزارع يتعهد زرعه بسقيه عند الاحتياج وحمايته عن الآفات وقلع ما يخنقه من النبات.
4- الإشارة: وهو التعبير باللفظ الظاهر عن المعنى الخفي في قوله «هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» أي هو رزق لا يأتي به في ذلك الوقت إلا الله.
5- التنكير: في قوله «رزقا» لإفادة الشيوع والكثرة، وأنه ليس من جنس واحد بل من أجناس كثيرة.
الفوائد
1- «كلّما» : إذا اتصلت «ما» بلفظ «كل» تعرب «ما» مصدرية ظرفية وهذا الوصل وارد في قواعد رسم اللغة أثناء الكتابة ومنه وصل «ما الاسمية» بكلمة «سيّ» مثل «أحب أصدقائي ولا سيما زهير» إذا كسرت عينها مثل «نعمّا يعظكم به» فإذا سكنت عينها وجب الفصل مثل «نعم ما تفعل» وقد وصلوا «ما» الحرفية الزائدة أيا كان نوعها بما قبلها مثل «طالما نصحت لك» و «أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ» و «أتيت لكنما اسامة لم يأت» و «عند ما تجتهد تنجح» و «عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ» و «مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا» و «أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ» و «أينما تجلس اجلس» وإمّا تجتهد تنجح» و «إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» و «اجتهد كيما تنجح» وقد وصلوا ما المصدرية بكلمة «مثل» وكلمة «ريث» وكلمة «حين» وكلمة «كل» وهي بعد كلمة «كل» خصوصا مصدرية ظرفية.(3/168)
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)
[سورة آل عمران (3) : آية 38]
هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (38)
الإعراب:
(هنا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة خروجا على حقيقته المكانيّة متعلّق ب (دعا) وهو فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف (زكريّا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (ربّ) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة و (الياء) المحذوفة ضمير مضاف إليه (هب) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (هب) ، (من) حرف جرّ (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق ب (هب) «1» ، و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ذريّة) مفعول به منصوب (طيّبة) نعت لذريّة منصوب مثله (انّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) اسم إنّ (سميع) خبر إنّ مرفوع (الدعاء) مضاف إليه مجرور.
جملة: «دعا زكريّا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «النداء.. رب» لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «هب لي» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنك سميع» لدعاء لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من ذرّيّة.(3/169)
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)
الصرف:
(دعا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله دعو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وهو من باب نصر.
(هب) فيه إعلال بالحذف ماضيه وهب معتلّ مثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر، وزنه على بفتح العين (وانظر الآية 8 من هذه السورة) .
(سميع) ، صفة مشبّهة- من صفات الله- أو مبالغة اسم الفاعل لأنه من المتعدّيّ سمع يسمع باب فرح، وزنه فعيل (انظر الآية 127 من سورة البقرة) .
(الدعاء) ، فيه إبدال لام الكلمة، وهي الواو، همزة لتطرّفها بعد ألف زائدة ساكنة، أصله الدعا وفهو من فعل دعا يدعو، وزنه فعال بضمّ الفاء (انظر الآية 171 من سورة البقرة) .
[سورة آل عمران (3) : آية 39]
فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (نادت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (التاء) تاء التأنيث و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (قائم) خبر مرفوع (يصلّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في المحراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصلّي) أو باسم الفاعل قائم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يبشّر) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير في محلّ نصب مفعول به (بيحيى) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبشّر) بحذف مضاف أي بولادة يحيى.(3/170)
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبشّرك) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نادته) ، أي: نادته الملائكة بأنّ الله يبشّرك.
(مصدّقا) حال منصوبة من يحيى (بكلمة) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل (مصدّقا) «1» ، (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكلمة (الواو) عاطفة (سيّدا) معطوفة على (مصدّقا) منصوب مثله وكذلك (حصورا، نبيّا) معطوفان بحرفي العطف منصوبان (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نبيّا) ، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «نادته الملائكة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف الأول في الآية السابقة.
وجملة: «هو قائم..» في محلّ نصب حال إمّا من الضمير المفعول في نادته، وإمّا من الملائكة.
وجملة: «يصلّي في المحراب» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هو» .
وجملة: «يبشّرك» في محلّ رفع خبر أنّ.
الصرف:
(نادته) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت منه الألف لالتقاء الساكنين وهي المنقلبة عن ياء، وزنه فاعته.
(قائم) ، اسم فاعل من قام يقوم، وقلب حرف العلّة الواو همزة قياسا في اسم الفاعل للأجوف حيث يقلب حرف العلّة دائما إلى همزة بعد
__________
(1) الكلمة: يعني عيسى عليه السلام أي مصدّقا بعيسى، وكان يحيى أول من صدّق به.
(2) يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في قائم- وحينئذ يصحّ تعليق (في المحراب) بقائم- كما يجوز أن يكون حالا من الضمير المفعول في نادته.(3/171)
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)
ألف فاعل (انظر الآية 18 من هذه السورة) .
(يحيى) ، فيه قولان: الأول أنه منقول من المضارع يحيا لأن العرب تسمّي بالأفعال كثيرا مثل يعيش ويعمر، وقال بعضهم سمّوه يحيى لأن الله أحياه بالإيمان.. وعلى ذلك فهو ممنوع من الصرف للعلميّة ووزن الفعل. والقول الثاني أنّه أعجميّ لا اشتقاق له- وهذا هو الظاهر- فامتناعه للعلميّة والعجمة.
(كلمة) ، اسم لما ينطق به الإنسان مفردا أو مركّبا، وزنه فعلة بفتح فكسر، وقد يقرأ على وزن فعلة بكسر فسكون (انظر الآية 37 من سورة البقرة) .
(سيّدا) ، صفة مشبّهة من ساد يسود على وزن فيعل، وأصله سيود، التقت الياء والواو في الكلمة وجاءت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية.
(حصورا) صفة مشتقّة فهي مبالغة اسم الفاعل وزنه فعول بمعنى الفاعل، والحصور هو الذي لا يأتي النساء وهو القادر على ذلك.
[سورة آل عمران (3) : آية 40]
قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (40)
الإعراب:
(قال ربّ) مضى إعرابها «1» ، (أنّى) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال، أو ظرف بمعنى من أين متعلّق ب (يكون) التامّ أو بخبره إن كان ناقصا (يكون) مضارع تامّ مرفوع (اللام) حرف جرّ
__________
(1) في الآية (38) من هذه السورة.(3/172)
و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) «1» ، (غلام) فاعل يكون مرفوع «2» ، (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (بلغ) فعل ماض و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الكبر) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (امرأة) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (عاقر) خبر مرفوع (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كذا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعل «3» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يفعل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي الله.
جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول «4» .
وجملة: «أنّى يكون لي غلام» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «بلغني الكبر» في محلّ نصب حال.
وجملة: «امرأتي عاقر» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: «قال (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «الله يفعل..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يفعل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
__________
(1) أو بخبر يكون المحذوف إن كان ناقصا.
(2) أو اسم يكون الناقص و (لي) خبره.
(3) أو متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك.
(4) أو جملة النداء وحدها دعائية اعتراضيّة لا محلّ لها، وجملة: أنّى يكون هي مقول القول.(3/173)
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(عاقر) ، اسم فاعل من عقرت تعقر باب ضرب وكرم، وزنه فاعل، وهو على معنى المفعول أي المعقورة.
(غلام) ، اسم جامد ذات، وزنه فعال بضمّ الفاء.
[سورة آل عمران (3) : آية 41]
قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (41)
الإعراب:
(قال ربّ) مرّ إعرابها «1» ، (اجعل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آية) مفعول به أوّل منصوب (قال) فعل ماض والفاعل هو (آية) مبتدأ مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (لا) نافية (تكلّم) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الناس) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (ألّا تكلّم الناس) في محلّ رفع خبر المبتدأ آيتك.
(ثلاثة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم) ، (أيّام) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (رمزا) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع- الإشارة ليست كلاما- أو المتّصل- الإشارة من بعض الكلام- (الواو) عاطفة (اذكر) فعل أمر والفاعل أنت (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته
__________
(1) في الآية (37) من هذه السورة.(3/174)
(الواو) عاطفة (سبّح) مثل اذكر (بالعشيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (سبّح) ، (الواو) عاطفة (الإبكار) معطوف على العشيّ مجرور مثله.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ربّ اجعل (الندائيّة) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اجعل» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «قال (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «آيتك ألا تكلّم الناس» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اذكر» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثانية.
وجملة: «سبّح» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثانية.
الصرف:
(رمزا) ، مصدر سماعيّ لفعل رمز يرمز باب ضرب وباب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(العشيّ) ، مفرد، أو جمع مفرده عشيّة، وفيه اعلال بالقلب، أصله عشيو- لأن فعله عشا يعشو مصدر عشو، فلمّا التقت الياء والواو متطرفتين في الكلمة والأولى كانت ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية فقيل عشيّ.. وزنه فعيل.
(الإبكار) ، مصدر قياسيّ للفعل الرباعىّ أبكر، وزنه إفعال.
البلاغة
1- في قوله تعالى «رمزا» فن الإشارة، لأنه دل على ما في نفس البشر من خلجات ومعان.(3/175)
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)
الفوائد
- قوله تعالى «إِلَّا رَمْزاً» في هذا اللفظ اشارة الى فنّ الإيماء والإيحاء بواسطة الهيئة والحركة، وقد ألمح الى هذا الاتجاه شعراؤنا فيما غبر من الزمن قال أبو تمام!
توحي بأسرارنا حواجبنا ... وأعين بالوصال ترتشق
وقال أيضا:
كلّمته يجفون غير ناطقة ... فكان من رده ما قال حاجبه
وقال غيره:
إذا كلمتني بالعيون الفواتر ... رددت عليها بالدموع البوادر
ومما يجدر ذكره أنه نحا هذا النحو بعض المؤلفين من علماء الغرب فألف في فنّ الإيماء ودوره في التعبير كتبا، لها قيمتها ورواجها
[سورة آل عمران (3) : آية 42]
وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (42)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (الملائكة) فاعل مرفوع (يا) أداة نداء (مريم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) اسم إنّ منصوب(3/176)
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
(اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة في الموضعين (طهّرك) مثل اصطفاك وكذلك اصطفاك الثاني (على نساء) جارّ ومجرور متعلّق ب (اصطفاك) ، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «قالت الملائكة..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ الله اصطفاك» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اصطفاك» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «طهرك» في محلّ رفع معطوفة على جملة اصطفاك.
وجملة: «اصطفاك» في محلّ رفع معطوفة على جملة اصطفاك (الأولى) .
[سورة آل عمران (3) : آية 43]
يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
الإعراب:
(يا مريم) مرّ إعرابها في الآية السابقة (اقنتي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والياء ضمير مبنيّ في محلّ رفع فاعل (لربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (اقنتي) و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (اسجدي، اركعي) مثل اقنتي (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بفعل اركعي (الراكعين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة «النداء وما في حيّزها» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اقنتي لربّك» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اسجدي» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقنتي.(3/177)
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
وجملة: «اركعي» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقنتي.
البلاغة
1- «يا مَرْيَمُ» تكرير النداء للإيذان بأن المقصود بالخطاب ما يرد بعده وأن ما قبله من تذكير بالنعم كان تمهيدا لذكره وترغيبا في العمل بموجبه.
2- «وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ» التقديم: فقد قدم السجود على الركوع وذلك إما لكون الترتيب في شريعتهم كذلك وإما لكون السجود أفضل أركان الصلاة وأقصى مراتب الخضوع.
[سورة آل عمران (3) : آية 44]
ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب و (اللام) للبعد (من أنباء) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الغيب) مضاف إليه مجرور (نوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (الهاء) ضمير مفعول به في محلّ نصب، والفاعل ضمير مستتر تقديره. نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحيه) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (التاء) اسم كان (لدي) ظرف مكان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر كان و (هم) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالخبر المحذوف (يلقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أقلام) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه (أيّ) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (هم) مضاف إليه (يكفل) مضارع مرفوع، والفاعل(3/178)
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)
ضمير مستتر تقديره هو (مريم) مفعول به منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (الواو) عاطفة (ما كنت لديهم إذ) مثل الأولى (يختصمون) مثل يلقون.
جملة: «ذلك من أنباء الغيب» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نوحيه» في محلّ نصب حال من الغيب.
وجملة: «ما كنت لديهم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يلقون..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أيّهم يكفل..» في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف.
وجملة: «يكفل..» في محلّ رفع خبر المبتدأ أيّهم.
وجملة: «ما كنت لديهم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الأولى.
وجملة: «يختصمون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(أنباء) ، جمع نبأ وهو اسم مصدر من أنبأ أو نبّأ، والقياس في مصدر الفعلين أن يقال إنباء- بكسر الهمزة الأولى- أو تنبئ، ووزن نبأ فعل بفتحتين.
(يلقون) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تلفوا (انظر الآية 195 من سورة البقرة) .
(أقلامهم) ، جمع قلم اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة
1- «إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ» أي يرمونها ويطرحونها للاقتراع على سبيل الكناية أي كناية عن القرعة.
[سورة آل عمران (3) : آية 45]
إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)(3/179)
الإعراب:
(إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله) سبق إعرابها «1» ، (يبشّر) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بكلمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبشّر) ، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لكلمة (اسم) مبتدأ مرفوع و (الهاء) مضاف إليه، (المسيح) خبر مرفوع (عيسى) بدل من المسيح مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (ابن) نعت لعيسى أو بدل منه مرفوع مثله «2» ، (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والتأنيث (وجيها) حال منصوبة من لفظ كلمة (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (وجيها) لأنه صفة مشتقّة، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) عاطفة (من المقرّبين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال معطوفة على الحال الأولى، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «قالت الملائكة..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يا مريم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ الله يبشّرك» لا محلّ لها جواب النداء.
__________
(1) في الآية (42) من هذه السورة.
(2) قال العكبري: «ابن مريم خبر مبتدأ محذوف أي هو ابن، ولا يجوز أن يكون بدلا ممّا قبله ولا صفة، لأن ابن مريم ليس باسم ... » اه. ولكنّ المعنى في الآية قد يحتمل الإخبار وقد يحتمل الوصفيّة للفظ عيسى، وإنّ إثبات الألف في (ابن) في الرسم القرآنيّ قد يكون المقصود منه اعتبار ابن خبرا لا صفة ولكنّ المبتدأ ليس لفظ عيسى بل الضمير المستتر هو.(3/180)
وجملة: «يبشّرك» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اسمه المسيح» في محلّ جرّ نعت لكلمة.
الصرف:
(المسيح) ، قال بعضهم هو لفظ عبريّ معناه المبارك، وقال آخرون هو مبالغة اسم الفاعل وزنه فعيل على أحد قولين لأنه مسيح الأرض بالسياحة أو لأنه يمسح ذا العاهة فيبرأ، أو هو فعيل بمعنى المفعول على قول آخر لأنه مسح بالبركة، أو لأنه مسيح القدم أو مسيح وجهه بالملاحة ثمّ نقل من الصفة إلى الاسم.
(عيسى) ، قيل هو مأخوذ من العيس وهو بياض تعلوه حمرة (وانظر الآية 87 من سورة البقرة) .
(وجيها) ، صفة مشبّهة وزنه فعيل من فعل وجه يوجه باب كرم.
(المقرّبين) ، جمع المقرّب، اسم مفعول من قرّب الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
الفوائد
- إذ تكون ظرفا للزمان نحو: «جئت إذ طلعت الشمس» وقد تكون ظرفا للمستقبل كقوله تعالى: «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ» وقد تقع موقع المضاف إليه فيضاف اسم زمان كقوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهي تلزم الإضافة إلى الجمل، وقد يحذف جزء من الجملة أو كلها ويعوض عنها بتنوين العوض كقوله تعالى: «فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» أي حين بلغت الروح الحلقوم تنظرون.(3/181)
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)
وقد أضاف بعضهم أنها تكون للتعليل واستشهد بقول الفرزدق:
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
وكذلك ورد كونها للمفاجاة وهي الواقعة بعد «بينا وبينما» كقول الشاعر:
استقدر الله خيرا وأرضينّ به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير
وفي هذه الحالة يرجح كونها حرفا.
[سورة آل عمران (3) : آية 46]
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (يكلّم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (في المهد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يكلّم «1» ، (الواو) عاطفة (كهلا) معطوف على الحال المحذوفة منصوب (الواو) عاطفة (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من لفظ كلمة- في الآية السابقة- وعلامة الجرّ الياء، وهذه الحال معطوفة على (وجيها) .
جملة: «يكلّم الناس..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة اسمه المسيح «2» .
[سورة آل عمران (3) : آية 47]
قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)
__________
(1) لا يجوز تعليق الجارّ والمجرور بفعل يكلّم لبعد المعنى.
(2) في الآية السابقة، أو في محلّ نصب حال من لفظ كلمة لأنها وصفت بالجارّ والمجرور وبالجملة.(3/182)
الإعراب:
(قالت) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي مريم.. و (التاء) للتأنيث (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عاملها فعل يكون التام «1» ، (يكون) مضارع تام مرفوع (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون) «2» ، (ولد) فاعل يكون «3» مرفوع (الواو) حاليّة (لم) جازمة نافية (يمسس) مضارع مجزوم و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (بشر) فاعل مرفوع (قال) فعل ماض والفاعل هو (الكاف) حرف جرّ و (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك «4» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يخلق) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر، والفاعل هو (أمرا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (يقول) مثل يخلق (له) مثل لي متعلّق ب (يقول) ، (كن) فعل أمر تام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الفاء) عاطفة سببيّة (يكون) مثل الأول.
جملة: «قالت..» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أو هو خبر إذا كان الفعل ناقصا. [.....]
(2) أو بمحذوف حال من ولد.
(3) أو اسمه إذا كان ناقصا.
(4) أو متعلّق بمفعول مطلق محذوف عامله يخلق أي: يخلق الله ما يشاء كذلك.(3/183)
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)
وجملة النداء: «ربّ» لا محلّ لها اعتراضيّة.. أو هي وصلتها مقول القول.
وجملة: «يكون» في محلّ نصب مقول القول.. أو جواب النداء.
وجملة: «لم يمسسني بشر» في محلّ نصب حال.
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: « (الأمر) كذلك» في محل نصب مقول القول.
وجملة: «الله يخلق» في محلّ نصب بدل من جملة (الأمر) كذلك.
وجملة: «يخلق ما يشاء» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «قضى أمرا» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّما يقول..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كن» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
والجملة الاسمية لا محلّ لها معطوفة على جملة يقول.
الصرف:
(بشر) ، اسم جامد بمعنى الإنسان ذكرا أو أنثى واحدا وجمعا، وزنه فعل بفتحتين.
(قضى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قضي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة آل عمران (3) : آية 48]
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (يعلّم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان(3/184)
وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)
منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة، التوراة، الإنجيل) ألفاظ معطوفة على الكتاب منصوبة مثله.
جملة: «يعلّمه الكتاب» في محلّ جرّ معطوفة على جملة اسمه المسيح «1» .
[سورة آل عمران (3) : آية 49]
وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (رسولا) مفعول به لفعل محذوف تقديره يجعله «2» ، (إلى بني) جار ومجرور متعلّق ب (رسولا) لأنه صفة مشتقّة، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قد) حرف تحقيق (جئت) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (بآية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل أي محتجّا بآية (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية و (كم) ضمير مضاف إليه.
__________
(1) في الآية (45) من هذه السورة.
(2) يجوز أن يكون (رسولا) مصدرا في موضع الحال.. أو معطوفا على (الكتاب) في الآية السابقة أي ويعلّمه رسالة.(3/185)
والمصدر المؤوّل (أنّي قد جئتكم ... ) في محلّ جرّ بجارّ محذوف أي بأنّي قد جئتكم.. والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف حال من (رسولا) ، أي يجعله رسولا ناطقا بأنّي قد جئتكم.
(أنّي) مثل الأول (أخلق) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخلق) ، (من الطين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخلق) ، (الكاف) حرف جرّ «1» ، (هيئة) مجرور بالكاف متعلّق بمحذوف نعت للمفعول المقدّر أي: أخلق شيئا كائنا كهيئة الطير، (الطير) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّي أخلق ... ) في محلّ جرّ بدل من المصدر المؤوّل السابق أو بدل من آية «2» .
(الفاء) عاطفة (أنفخ) مثل أخلق (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفخ) ، والضمير يعود على المفعول المقدّر أو على الهيئة أي المهيّأ (الفاء) عاطفة (يكون) مضارع ناقص مرفوع (طيرا) خبر منصوب «3» ، (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (طيرا) «4» ، (الواو) عاطفة (أبرئ) مثل أخلق (الأكمه) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الأبرص) معطوف على الأكمه منصوب مثله (الواو) عاطفة (أحيي) مثل أخلق وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الموتى) مفعول به
__________
(1) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب نعت لمفعول به محذوف. أي أخلق لكم شيئا مثل هيئة الطير.
(2) أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
(3) بعضهم يجعله حالا عامله الفعل التام يكون.. وفيه بعد.
(4) من يجعل (يكون) تاما يجيز تعليق الجارّ والمجرور به.(3/186)
منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بإذن الله) مثل الأولى والجارّ والمجرور متعلّق ب (أحيي) ، (الواو) عاطفة (أنبئ) مثل أخلق و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنبّئكم) ، (تأكلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) عاطفة (ما تدّخرون) مثل ما تأكلون (في بيوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تدّخرون) ، و (كم) ضمير مضاف إليه. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (لكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف نعت لآية (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. (وتم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: « (يجعله) رسولا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يعلّمه في الآية السابقة.
وجملة: «جئتكم» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «أخلق» في محلّ رفع خبر أنّ الثاني.
وجملة: «أنفخ» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلق.
وجملة: «يكون» في محلّ رفع معطوفة على جملة أنفخ.
وجملة: «أبرئ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلق.
وجملة: «أحيي..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلق.
وجملة: «أنبّئكم» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخلق.
وجملة: «تأكلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .(3/187)
وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50)
وجملة: «تدّخرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «إنّ في ذلك لآية» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن كنتم» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فهذه الخوارق آيات لكم نافعة هادية.
الصرف:
(هيئة) ، مصدر بمعنى المهيّأ، كالخلق بمعنى المخلوق، أو هو اسم لحال الشيء وليس مصدرا.
(الطير) ، اسم جمع والطائر مفرده، أو هو اسم جنس يراد به الواحد وما فوقه (البقرة- 260) .
(الطين) ، اسم جامد ذات، وقد اشتقّ منه فعل طان يطين باب ضرب شذوذا بمعنى طلا بالطين. وزنه فعل بكسر فسكون.
(الأكمه) ، صفة مشبّهة من كمه يكمه باب فرح وعمي، وزنه أفعل.
(الأبرص) ، صفة مشبّهة من برص يبرص باب فرح وزنه أفعل.
(تدّخرون) ، فيه إبدال، أصله تذتخرون، جاءت تاء الافتعال بعد الذال قلبت دالا ثمّ قلبت الذال دالا وأدغمت مع الدال الأولى فأصبح تدّخرون، وزنه تفتعلون.
(بيوتكم) ، جمع بيت، اسم جامد ذات وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة آل عمران (3) : آية 50]
وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (مصدّقا) معطوفة على محلّ آية وهو(3/188)
النصب لأنه حال أي جئتكم بآية من ربّكم ومصدّقا (اللام) حرف جرّ زائد للتقوية (ما) اسم موصول في محلّ جرّ- وهو المحلّ القريب- وفي محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل مصدق (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يديّ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (من التوراة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الاسم الموصول، والعامل فيه (مصدّقا) ، (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (أحلّ) مضارع منصوب ب (أنّ) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ) (بعض) مفعول به منصوب (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (حرّم) ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّم) .
والمصدر المؤوّل (أن أحلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أرسلت إليكم أو جئتكم «1» ، (الواو) عاطفة (جئتكم) فعل ماض وفاعله ومفعوله (بآية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال تقديره مدعوما أو محمّلا (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «2» ، (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أطيعون) مثل اتّقوا.. والنون للوقاية، وياء المتكلّم المحذوفة مفعول به.
__________
(1) في عطف هذا المصدر المؤوّل وما تعلّق به أقوال كثيرة أسهلها وأقربها للمعنى أن نقدّر معطوفا عليه يناسب المعنى أي: لأخفّف عنكم ولأحلّ لكم..
(2) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.. والجملة بعدها جواب شرط مقدّر أي: إن صدّقتم بذلك فاتّقوا الله.(3/189)
إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)
وجملة: «أحلّ لكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «حرّم عليكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جئتكم بآية» في محلّ رفع معطوفة على جملة قد جئتكم في الآية السابقة تتبعها في المحلّ «1» .
وجملة: «اتّقوا الله» في محلّ رفع معطوفة على جملة جئتكم برابط السببيّة.
وجملة: «أطيعون» في محلّ رفع معطوفة على جملة اتّقوا الله.
الفوائد
1- قوله تعالى: «وأطيعون» نلاحظ أن الأصل «وأطيعوني» وقد حذفت ياء المتكلم بعد نون الوقاية مراعاة للفواصل بين الآيات، وتحقيقا للجرس والإيقاع الذي هو إحدى سمات القرآن وإعجازه، وهذه الخاصة يكثر ورودها في القرآن الكريم كقوله تعالى وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ.
2- حيال هذه المعجزات التي خص الله بها السيد المسيح ذهب بعض العلماء إلى أن الله يؤيد رسله بمعجزات تتناسب وما اشتهر به عصر كل نبي، فموسى أيده الله بمعجزات تكبح جماح السحرة الذين كان لهم الصول والطول في زمانه، وعيسى جاء إبّان ازدهار الطب فكانت معجزاته تحديا للأطباء. ومحمد صلى الله عليه وسلم جاء والفصاحة والبلاغة وبلوغ الشعر أوجه لدى العرب فأيّده الله بالقرآن الكريم الذي تحدّى العرب أن يأتوا بمثله أو بمثل سورة من سوره فكرا وفصاحة وإعجازا.
[سورة آل عمران (3) : آية 51]
إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (ربّ) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على
__________
(1) يجوز جعل الواو استئنافيّة والجملة لا محلّ لها على الاستئناف.(3/190)
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)
الباء لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ربّكم) معطوف على ربّي مرفوع مثله.. و (كم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (صراط) خبر مرفوع (مستقيم) نعت لصراط مرفوع مثله.
جملة: «إنّ الله ربّي» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اعبدوه» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر.. أي إذا أردتم الفوز والنجاح فاعبدوه.
وجملة: «هذا صراط» لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
[سورة آل عمران (3) : آية 52]
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قال) ، (أحسّ) فعل ماض (عيسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (الكفر) وهو مفعول به منصوب (قال) مثل أحسّ والفاعل هو (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنصار) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الراء و (الياء) مضاف إليه (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير المتكلّم في أنصاري أي: ملتجئا إلى الله (قال) مثل أحسّ (الحواريّون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (نحن) ضمير منفصل مبنيّ(3/191)
على الضمّ في محلّ رفع مبتدأ، (أنصار) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (اشهد) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّل (أنّا مسلمون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (اشهد) .
جملة: «أحسّ عيسى..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «من أنصاري..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال الحواريّون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نحن أنصار الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «آمنّا بالله» في محلّ نصب حال من أنصار «1» .
وجملة: «اشهد» في محلّ نصب معطوفة على جملة نحن أنصار.
الصرف:
(أنصار) ، جمع نصير زنة شريف، وهو صفة مشتقّة مبالغة اسم الفاعل من باب نصر ينصر المتعدّي.
(الحواريّون) ، جمع الحواريّ، والياء الأخيرة للنسبة، واشتقاق الكلمة من الحور وهو البياض وقد كان الحواريون يقصرون الثياب، وقيل هو من حار يحور أي رجع فكأنّهم الراجعون إلى الله، وقيل هو مشتقّ من بياض الوجه والقلب وصفائهما ونقائهما.
__________
(1) وذلك بتقدير قد، ويجوز أن تكون في محلّ رفع خبرا ثانيا للضمير نحن.(3/192)
رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)
البلاغة
- «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ» وأصل الإحساس الإدراك بإحدى الحواس الخمس الظاهرة وقد أستعير استعارة تبعية للعلم بلا شبهه، وقيل: إنه مجاز مرسل عن ذلك، من باب ذكر الملزوم وإرادة اللازم. والداعي لذلك أن الكفر مما لا يحس.
الفوائد
- لما الحينية: هي الظرفية وتختص بالماضي ويكون جوابها فعلا ماضيا نحو: «فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ» أو جملة اسمية مقرونة ب «إذا الفجائية» نحو «فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ» أو بالفاء نحو «فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ» وقد يحذف جوابها.
قال سيبويه: أعجب الكلمات «لما» إن دخلت على الماضي تكون ظرفا وإن دخلت على المضارع تكون حرفا وإلا فهي بمعنى «إلّا» .
[سورة آل عمران (3) : آية 53]
رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)
الإعراب:
(ربّنا) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء.. و (نا) ضمير مضاف إليه (آمنّا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنا) ، (أنزلت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل (الواو) عاطفة (اتّبعنا) مثل آمنّا (الرسول) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط المقدّر (اكتبنا) فعل أمر..
و (نا) ضمير متّصل مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اكتبنا) ، (الشاهدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.(3/193)
وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)
جملة النداء: «ربّنا» لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة.
وجملة: «آمنّا» في محل نصب بدل من جملة آمنّا في الآية السابقة تأخذ محلّها من الاعراب.
وجملة: «أنزلت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «اتّبعنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنّا بما أنزلت.
وجملة: «اكتبنا» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صدق قولنا فاكتبنا..
الصرف:
(الشاهدين) ، جمع الشاهد، اسم فاعل من شهد يشهد باب فرح وزنه فاعل.
[سورة آل عمران (3) : آية 54]
وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (54)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (مكروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) استئنافيّة (مكر) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خير) خبر مرفوع (الماكرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
الجمل الثلاث: لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الماكرين) ، جمع الماكر، اسم فاعل من مكر يمكر باب نصر، وزنه فاعل.
البلاغة
1- فن المشاكلة وهي: ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته، وقد وقعت المشاكلة في قوله تعالى وَمَكَرَ اللَّهُ والمكر من حيث إنه في الأصل حيلة يجلب بها غيره إلى مضرة فلا يمكن إسناده إليه سبحانه إلا بطريق المشاكلة.
الفوائد
1- «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ» هذه هي المشاكلة التي نوهنا عنها سابقا. وليعلم(3/194)
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)
القارئ أن الله لا يمكر وإنما جرى الأسلوب مشاكلا لما اتخذ الكفار من أسلوب.
[سورة آل عمران (3) : آية 55]
إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)
الإعراب:
(إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يا) أداة نداء (عيسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصب (انّ) حرف مشبّه بالفعل (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (متوفّي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رافعك) مثل متوفّيك بالعطف عليه (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق برافع (الواو) عاطفة (مطهّرك) مثل متوفّيك بالعطف عليه (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلق بمطهّر (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الواو) عاطفة «1» ، (جاعل) معطوف على متوفّيك مرفوع مثله (الذين) في محلّ جرّ مضاف إليه (اتّبعوا) مثل كفروا و (الكاف) ضمير مفعول به (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لجاعل (الذين) مثل السابق (كفروا) مثل الأول (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق بجاعل، (ثمّ) حرف عطف (إليّ) مثل الأول
__________
(1) يجوز أن تكون الواو استئنافيّة، والخطاب موجه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، و (جاعل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة على هذا استئنافيّة لا محلّ لها. [.....](3/195)
متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أحكم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أحكم) ، و (كم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أحكم) (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تختلفون) وهو مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون.. والواو فاعل.
جملة: «قال الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يا عيسى» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي متوفّيك» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «كفروا (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «اتّبعوك» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «كفروا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «إليّ مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي متوفّيك.
وجملة: «أحكم بينكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم.
وجملة: «كنتم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تختلفون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(متوفّي) ، اسم فاعل من توفّاه الله، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(رافع) ، اسم فاعل من رفع وزنه فاعل.(3/196)
فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56)
(مطهّر) ، اسم فاعل من طهّر الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(مرجع) ، اسم مكان أو زمان من رجع على وزن مفعل بكسر العين لأن عينه في المضارع مكسورة فهو من باب ضرب، وقد يصحّ أن يكون اللفظ مصدرا سماعيّا للفعل رجع ومستعملا في الآية على ذلك.
البلاغة
1- أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: هذا من المقدم والمؤخر أي رافعك إليّ ومتوفيك، وهذا أحد تأويلات اقتضاها مخالفة ظاهر الآية للمشهور المصرح به في الآية.
وثانيها: أن المراد مستوفي أجلك ومميتك حتف أنفك لا أسلط عليك من يقتلك فالكلام كناية عن عصمته من الأعداء.
ثالثها: أن المراد بالوفاة هنا النوم لأنهما أخوان ويطلق كل منهما على الآخر.
[سورة آل عمران (3) : آية 56]
فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (56)
الإعراب:
(الفاء) تفريعيّة عاطفة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أعذّب) مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و (هم) ضمير مفعول به (عذابا) مفعول مطلق منصوب (شديدا) نعت ل (عذابا) منصوب مثله (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعذّب) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف(3/197)
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)
(الواو) عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جر متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
جملة: «الذين كفروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحكم في السابقة.
وجملة: «أعذّبهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما لهم من ناصرين» في محلّ رفع معطوفة على جملة أعذّبهم.
[سورة آل عمران (3) : آية 57]
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (أمّا الذين آمنوا) مثل أمّا الذين كفروا في الآية السابقة (الواو) عاطفة (عملوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يوفّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجور) مفعول به ثان منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة، (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، (الظالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب(3/198)
ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)
الياء.
وجملة: «الذين آمنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا في الآية السابقة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يوفّيهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «الله لا يحبّ..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يحبّ الظالمين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
الفوائد
1- أمّا: هي حرف فيه معنى الشرط والتوكيد دائما، ثم التفصيل غالبا يدل على الأول لزوم الفاء بعدها نحو «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا» .
ويدل على الثاني: أنك إذا قصدت توكيد «زيد ذاهب» تقول: أمّا زيد فذاهب أي لا محالة ذاهب. ويدل على التفصيل استقراء مواقعها نحو «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ، وَأَمَّا الْغُلامُ.. وَأَمَّا الْجِدارُ» ومثله «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ» .
[سورة آل عمران (3) : آية 58]
ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «1» ، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب، (نتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن
__________
(1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر كذلك، وجملة نتلوه حال.(3/199)
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)
(على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نتلوه) ، (من الآيات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير الغائب في (نتلوه) «1» ، (الذكر) معطوف بالواو على الآيات مجرور مثله، (الحكيم) نعت للذكر مجرور مثله.
جملة: «ذلك نتلوه» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نتلوه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) .
الصرف:
(الذكر) مصدر ذكر يذكر باب نصر، ولكنّه استعمل هنا استعمال الاسم الجامد لأنه بمعنى القرآن الكريم.
(الحكيم) ، صفة مشتقّة وزنه فعيل بمعنى المفعول أي المحكم بفتح الكاف (انظر البقرة- 32) .
[سورة آل عمران (3) : آية 59]
إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (مثل) اسم إنّ منصوب (عيسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من مثل، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (آدم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (خلق) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من تراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (ثمّ) حرف عطف (قال)
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك، وجملة نتلوه حال.(3/200)
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)
مثل خلق (اللام) حرف جرّ، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (كن فيكون) مرّ إعرابها «1» .
جملة: «إنّ مثل عيسى..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقه..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» .
وجملة: «قال..» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقه.
وجملة: «كن» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسميّة معطوفة على جملة يقول.
الفوائد
- «إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ» :
نزلت هذه الآية في السنة التاسعة للهجرة «عام الوفود» وقد وفد عليه وفد نجران فعرض عليهم الإسلام فلم يسلموا وسألوه رأيه في المسيح فأنزل الله عليه هذه الآية. ولما جادلوا الرسول فأكثروا جداله طلبهم «للملاعنة» فتشاوروا فيما بينهم فألقى الله في قلوبهم الرعب فتهيبوا عاقبة الملاعنة، وسألوا رسول الله إعفاءهم منها، ثم عرضوا على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرسل معهم رجلا أمينا يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه فأشر أبت نفس عمر أن يكون هو الأمين ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم نادى أبا عبيدة فأرسله مع القوم ليحكم بينهم ومنذئذ أصبح أبو عبيدة أمين هذه الأمة رضي الله عنهم جميعا.
[سورة آل عمران (3) : آية 60]
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)
__________
(1) في الآية (118) من سورة البقرة، وفي الآية (47) من هذه السورة.
(2) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من آدم بتقدير قد، هذا وقد جعلها أبو حيّان تفسير لمعنى- مثل آدم-.(3/201)
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)
الإعراب:
(الحقّ) مبتدأ مرفوع «1» ، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكن) مضارع ناقص مجزوم، واسم تكن ضمير مستتر تقديره (أنت) (من الممترين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «الحقّ من ربّك» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تكن ... لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير جازم أي:
إذا كان الأمر كذلك فلا تكن من الممترين.
البلاغة
- «فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» نهيه عن الامتراء- وجلّ رسول الله (ص) أن يكون ممتريا- من باب التهييج لزيادة الثبات والطمأنينة، وأن يكون لطفا لغيره.
[سورة آل عمران (3) : آية 61]
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (61)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (حاجّ) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف
__________
(1) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي خبر عيسى أو أمر عيسى و (من ربّك) حال أو خبر ثان.(3/202)
جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حاجّ) على حذف مضاف أي في أمره (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (حاجّ) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «1» ، (جاء) فعل ماض و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من العلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المستتر في جاء (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر والفاعل أنت (تعالوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (ندع) مضارع مجزوم فهو جواب الطلب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (أبناء) مفعول به منصوب و (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (أبناءكم، نساءنا، نساءكم أنفسنا، أنفسكم) ألفاظ مركّبة من مضاف ومضاف إليه معطوفة بحروف العطف على (أبناء) منصوبة مثله (ثم) حرف عطف (نبتهل) مضارع مجزوم معطوف على ندع، والفاعل نحن (الفاء) عاطفة (نجعل) مضارع مجزوم معطوف على (نبتهل) ، والفاعل نحن (لعنة) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الكاذبين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (نجعل) .. أي نجعل لعنة الله واقعة على الكاذبين ...
جملة: «من حاجّك» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ مثل ... في الآية السابقة.
__________
(1) منع أبو البقاء العكبريّ أن يكون (ما) مصدريّا- خلافا للأخفش- لأن الحرف المصدريّ لا يعود إليه ضمير- على رأي سيبويه والجمهور. وفي (حاجّك) ضمير فاعل إذ ليس بعده ما يصحّ أن يكون فاعلا، والعلم لا يصحّ أن يكون فاعلا لأن (من) لا تزاد في الموجب.(3/203)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62)
وجملة: «حاجّك» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) » .
وجملة: «جاءك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «تعالوا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ندع» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء «2» .
وجملة: «نبتهل» معطوفة على جملة ندع.
وجملة: «نجعل» لا محلّ لها معطوفة على جملة نبتهل.
الصرف:
(تعالوا) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف الساكنة قبل واو الجماعة الساكنة تخلّصا من التقاء الساكنين، وفتح ما قبل الواو دلالة عليها «3» ، أو هو فعل جامد يأتي في الأمر بإسناد الضمائر اليه، أو من غير إسناد الضمائر (تعال) ، وعلى ذلك فليس فيه حذف ولا إعلال.
(ندع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه نفع.
(الكاذبين) ، جمع الكاذب، اسم فاعل من كذب الثلاثيّ وزنه فاعل.
[سورة آل عمران (3) : آية 62]
إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62)
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) يقول ابن هشام: في تأويل الشرط يجب أن نقول: تعالوا فإن تأتوا ندع، ولا يجوز أن نقدّر فإن تتعالوا، لأن (تعال) فعل جامد لا مضارع له ولا ماض، حتى توهّم بعضهم- وهو الزمخشريّ- أنه اسم فعل.
(3) يجوز ضمّ الواو في (تعالوا) - في غير قراءة حفص- على لغة أهل الحجاز.(3/204)
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) لام المزحلقة (هو) ضمير فصل «1» ، (القصص) خبر إنّ مرفوع (الحقّ) نعت للقصص مرفوع مثله، (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (من) حرف جرّ زائد (اله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة خبر المبتدأ مرفوع «2» ، (الواو) عاطفة (إنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لهو العزيز) مثل لهو القصص (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «إنّ هذا لهو القصص» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما من إله إلّا الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّ الله لهو العزيز» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(القصص) ، مصدر قصّ يقصّ باب نصر.. وأصله تتّبع الأثر، فالقاصّ يتتبّع خبرا بعد خبر، وزن القصص فعل بفتحتين.
[سورة آل عمران (3) : آية 63]
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط «3» .. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط
__________
(1) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا في محلّ رفع مبتدأ خبره القصص.. والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(2) يجوز أن يكون الخبر محذوفا، والتقدير: ما من إله لنا.. ف (إلّا) أداة استثناء، ولفظ الجلالة بدل من موضع إله.. واختار أبو حيّان هذا التخريج.
(3) يجوز أن يكون الفعل مضارعا حذف منه إحدى التاءين.. فهو حينئذ مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.(3/205)
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
(إنّ الله عليم) حرف مشبّه بالفعل واسمه وخبره (بالمفسدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «أن تولّوا» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة «إنّ الله عليم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء ...
ويجوز أن تكون الجملة تعليلا للجواب المقدّر أي فإن تولّوا فهم المفسدين لأن الله عليم بهم.
[سورة آل عمران (3) : آية 64]
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (يا) أداة نداء (أهل) منادى مضاف منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور (تعالوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الى كلمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعالوا) ، (سواء) نعت لكلمة مجرور مثلها (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بسواء فهو مصدر و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (بين) مثل الأول ومعطوف عليه ويتعلّق بما تعلّق به الأول و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (نعبد) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (إلّا) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (ألّا نعبد ... ) في محلّ جرّ بدل من كلمة سواء.. أي: تعالوا إلى ترك عبادة غير الله.. ويجوز أن يكون المصدر(3/206)
في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة تفسيريّة لسواء.
(الواو) عاطفة (لا) نافية (نشرك) مضارع منصوب معطوف على (نعبد) ، والفاعل نحن (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق (نشرك) ، (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (يتّخذ) مضارع منصوب معطوف على (نعبد) ، (بعض) فاعل مرفوع و (نا) ضمير متّصل مضاف إليه (بعضا) مفعول به أوّل منصوب (أربابا) مفعول به ثان منصوب (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأرباب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه. (الفاء) استئنافيّة (إن تولّوا) مرّ إعرابها في الآية السابقة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قولوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اشهدوا) مثل قولوا (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير اسم أنّ في محلّ نصب (مسلمون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّل (أنّا مسلمون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (اشهدوا) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء: «يا أهل الكتاب» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تعالوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا نعبد إلّا الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «لا نشرك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نعبد.
وجملة: «لا يتّخذ بعضنا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نعبد.
وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قولوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «اشهدوا ... » في محلّ نصب مقول القول(3/207)
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)
الفوائد
- سواء: بمعنى مستو، ويوصف بها المكان فيقال «فكانا سوى» وهو أحد الصفات التي جاءت على فعل كقولهم «ماء روى» و «قوم عدى» وتأتي بمعنى الوسط كقوله تعالى: فِي سَواءِ الْجَحِيمِ وتأتي بمعنى «التامّ» كقولهم «هذا درهم سواء» .
ويخبر ب سواء عن الواحد فأكثر نحو «ليسوا سواء» . وتكون «سواء» للتسوية وتأتى بعدها همزة التسوية ثم تليها كلمة أم نحو قوله تعالى:- «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ» أي إنذارك وعدمه سواء.
قوله تعالى: «لِمَ تُحَاجُّونَ» إذا أتت ما متصلة في معرض الاستفهام وجب حذف ألفها وذلك في «علام وإلام وحتام، وبم، وعمّ وفيم، وممّ وقالوا إن ذلك لأسباب منها التفرقة بينها وبين «ما» الحرفية، واتصالها بحرف الجر، وتخفيف اللفظ، وتدلنا الفتحة على أن المحذوف «ألف» .
[سورة آل عمران (3) : آية 65]
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (65)
الإعراب:
(يا أهل الكتاب) مرّ إعرابها في الآية السابقة (اللام) حرف جرّ (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تحاجّون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحاجّون) وعلامة الجرّ الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (الواو) حاليّة (ما) نافية (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (التاء) للتأنيث (التوراة) نائب فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (الإنجيل) معطوف على التوراة مرفوع مثله (إلّا) اداة حصر (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلت) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل.(3/208)
هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)
جملة النداء: «يا أهل الكتاب» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تحاجّون» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنزلت التوراة» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلتم فلا تعقلون.
[سورة آل عمران (3) : آية 66]
ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (66)
الإعراب:
(ها) حرف تنبيه (أنتم) ضمير بارز منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ها) مثل الأول (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الضمّ المقدّر على آخره منع من ظهوره حركة البناء الأصليّ في محلّ نصب على النداء، وقد حذف منه أداة النداء «1» ، (حاججتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير في محلّ رفع فاعل (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (حاججتم) «2» ، (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الباء) حرف
__________
(1) هذا الإعراب لا يجوز عند البصريين وسيبويه لأنه لا يجوز حذف أداة النداء من اسم الإشارة ولكنّ العكبريّ والسيوطيّ وأبو حيّان.. ثمّ الجمل في حاشية الجلالين أوردوه على مذهب الكوفيّين، وقد اخترناه لأنه لا يعارض المعنى وبعيد عن التأويل.. هذا ويجوز في اسم الإشارة أن يكون خبر المبتدأ وجملة حاججتم حاليّة.. أو مستأنفة مبيّنة للجملة الأولى، وأجازوا في اسم الإشارة أن يكون بدلا أو عطف بيان والخبر جملة حاججتم ... (وانظر الآية 85 من سورة البقرة) .
(2) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة بعدها صفة لها. [.....](3/209)
جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال محذوف من علم- وصف تقدّم على الموصوف- (علم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة (لم تحاجّون) مرّ إعرابها في الآية السابقة (في ما) مثل الأول «1» ، (ليس) فعل ماض ناقص (لكم به علم) خبر ليس واسمه وحال من اسمه كما مرّ.
(الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «أنتم ... » حاججتم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء: «هؤلاء» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «حاججتم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
وجملة: «لكم به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لم تحاجّون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ليس لكم به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «الله يعلم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «أنتم لا تعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يعلم.
وجملة: «لا تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الفوائد
1- قال أبو عمرو بن العلاء، في قوله تعالى: «ها أنتم» إن هذه الهاء منقلبة عن همزة لتسهيل اللفظ، وتخلصا من التكرار، ولأن الهاء أخت الهمزة وهو رأي حسن وقليل الكلفة والتحمّل.
__________
(1) يجوز أن تكون (ما) نكرة موصوفة والجملة بعدها صفة لها.(3/210)
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
[سورة آل عمران (3) : آية 67]
ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
الإعراب:
(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (إبراهيم) اسم كان مرفوع (يهوديّا) خبر كان منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصرانيّا) معطوف على (يهوديّا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (كان) مثل الأول واسمه ضمير تقديره هو (حنيفا) خبر كان منصوب (مسلما) خبر ثان منصوب (الواو) عاطفة (ما كان) مثل الأولى واسم كان ضمير تقديره هو (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان.
جملة: «ما كان إبراهيم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان حنيفا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ما كان من المشركين لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة آل عمران (3) : آية 68]
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (أولى) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الناس) مضاف إليه مجرور (بإبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق بأولى، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من
الصرف
(اللام) هي المزحلقة وتفيد التوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر إنّ (اتبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل(3/211)
وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69)
و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الاسم الموصول (النبيّ) بدل من اسم الإشارة أو صفة له (الواو) عاطفة (الذين) مثل الأول ومعطوف عليه في محلّ رفع (آمنوا) مثل اتّبعوا (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (وليّ) خبر مرفوع (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «إنّ أولى الناس..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتّبعوه» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «الله وليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو استئنافيّة.
الصرف:
(أولى) ، اسم تفضيل من ولي يلي باب ضرب وباب وثق، وزنه أفعل، والألف منقلبة عن الياء ففيه اعلال بالقلب.
[سورة آل عمران (3) : آية 69]
وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (69)
الإعراب:
(ودّ) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث (طائفة) فاعل مرفوع (من أهل) جارّ ومجرور نعت لطائفة (الكتاب) مضاف إليه مجرور (لو) حرف مصدريّ (يضلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (لو يضلّونكم) في محلّ نصب مفعول به عامله(3/212)
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70)
فعل ودّت.
(الواو) حاليّة (ما) نافية (يضلّون) مثل الأول (إلّا) أداة حصر (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما يشعرون) مثل ما يضلّون.
جملة: «ودّت طائفة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يضلّونكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) .
وجملة: «ما يضلّون إلّا أنفسهم» في محلّ نصب حال.
وجملة: «ما يشعرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
الصرف:
(طائفة) ، مشتقّ من طاف يطوف باب نصر، اسم جمع لا واحد له من لفظه، وزنه فاعلة، وقد قلب حرف العلّة همزة شأنه مع كلّ فعل أجوف يشتقّ منه لفظ على وزن فاعل.
(يضلّون) ، فيه حذف همزة الماضي تخفيفا جرى فيه مجرى ينفقون، والأصل يؤضللون (الآية 26 من البقرة) .
[سورة آل عمران (3) : آية 70]
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70)
الإعراب:
(يا أهل الكتاب لم تكفرون) مثل نظيرها المتقدّمة «1» ، (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تشهدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
__________
(1) في الآية (65) من هذه السورة.(3/213)
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)
جملة: «يا أهل الكتاب» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم تكفرون» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنتم تشهدون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تشهدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
[سورة آل عمران (3) : آية 71]
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)
الإعراب:
(يا أهل الكتاب لم تلبسون) مثل نظيرها المتقدّمة «1» ، (الحقّ) مفعول به منصوب (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تلبسون) بتضمين الفعل معنى تخلطون وتمزجون (الواو) عاطفة (تكتمون) مضارع مرفوع والواو فاعل (الحقّ) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (أنتم تعلمون) مثل أنتم تشهدون في الآية السابقة.
جملة: «يا أهل الكتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم تلبسون ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تكتمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «أنتم تعلمون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
[سورة آل عمران (3) : آية 72]
وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)
__________
(1) في الآية (65) من هذه السورة.(3/214)
وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قالت) فعل ماض.. (التاء) التأنيث (طائفة) فاعل مرفوع (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لطائفة (الكتاب) مضاف إليه مجرور (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنوا) ، (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (على الذين) مثل بالذي متعلّق ب (أنزل) ، (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (وجه) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، (النهار) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اكفروا آخره) مثل آمنوا وجه ... والظرف متعلّق بفعل اكفروا.. والهاء مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (هم) ضمير متّصل اسم لعلّ في محلّ نصب (يرجعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قالت طائفة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزل» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اكفروا» في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنوا الطلبيّة.
وجملة: «لعلّهم يرجعون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
[سورة آل عمران (3) : آية 73]
وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (73)(3/215)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تؤمنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إلا) أداة استثناء (اللام) حرف جرّ «1» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بدل من المستثنى منه المقدّر على اعادة الجارّ، والتقدير: لا تؤمنوا لأحد إلّا لمن تبع دينكم «2» (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الهدى) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (هدى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (يؤتى) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (أحد) نائب فاعل مرفوع (مثل) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أوتيتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و (تمّ) ضمير نائب فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يؤتى أحد) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: بأن يؤتى «3» والجارّ والمجرور متعلّق ب (تؤمنوا) بتضمينه معنى
__________
(1) اختلف المفسّرون والمعربون في هذه الآية كثيرا، وذكر منها أوجه تربو على التسعة، ولكنّ أوضحها وأقربها للمعنى الظاهر ما أشرنا إليه أعلاه.. من هذه الأوجه أن اللام في (لمن) زائدة بتضمين فعل تؤمنوا معنى تصدقوا.. والمصدر المؤوّل (أن يؤتى..) مفعول به عامله تؤمنوا.. إلخ.
(2) والمعنى الإجماليّ للآية يصبح على التقدير التالي: لا تقرّوا ولا تعترفوا لأحد بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلّا لمن تبع دينكم.
(3) جعل العكبري المصدر المؤوّل مفعولا لأجله على حذف مضاف أي: لا تؤمنوا إلّا لمن تبع دينكم خشية أن يؤتي أحد ...(3/216)
تقرّوا وتعترفوا «1» ، (أو) حرف عطف (يحاجّوا) مضارع منصوب معطوف على فعل يؤتى.. والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحاجّوكم) (ربّ) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير مضاف إليه (قل) مثل الأول (إنّ الفضل) مثل إنّ الهدى (بيد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو. (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (واسع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «لا تؤمنوا» في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنوا الطلبيّة- في الآية السابقة- لأنها تتمّة لكلام الطائفة «2» .
وجملة: «تبع دينكم» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «قل ومعموله» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «إنّ الهدى هدى الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يؤتى أحد» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أوتيتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
__________
(1) كما يجوز أن يكون المصدر المؤوّل خبرا ل (إنّ) .. وهدى الله بدل من الهدى.. و (يحاجّوكم) منصوب ب (أن) مضمرة بعد أو التي بمعنى حتى.
(2) قال أبو حيّان: من المفسّرين من ذهب إلى أن ذلك من كلام الله يثبّت به قلوب المؤمنين لئلّا يشكّو عند تزوير اليهود.. ولا خلاف ولا شكّ أن قوله: «قل إنّ الهدى هدى الله» هو من كلام الله.(3/217)
يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)
وجملة: «يحاجّوكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتى.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الفضل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يؤتيه» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «الله واسع» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
1- قوله تعالى: «إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ» اعترضت هذه الجملة بين جملتين من كلام اليهود. فهم يوصون بعضهم أن لا يأتمنوا لأحد إذا لم يكن يهوديا. هذا هو الجزء الأول وأما الجزء الثاني فهو ألا يعترفوا بأنه قد يؤتى أحد مثلما أوتى بنو إسرائيل، إذ في ذلك اعتراف بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الوصية التي يتواصون بها منتهى الجحود والكفر والحسد للرسول والمسلمين سواء بسواء.
[سورة آل عمران (3) : آية 74]
يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)
الإعراب:
(يختصّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يختصّ) و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو. (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الفضل) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للفضل مجرور مثله.
جملة: «يختصّ» في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ الوارد في الآية(3/218)
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
السابقة (الله) «1» .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «الله ذو الفضل» لا محلّ لها معطوفة على جملة (الله واسع) في الآية السابقة.
[سورة آل عمران (3) : آية 75]
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الكتاب) مضاف إليه مجرور (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخر (ان) حرف شرط جازم (تأمن) مضارع مجزوم فعل الشرط و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بقنطار) جار ومجرور متعلّق ب (تأمن) ، والباء بمعنى على (يؤدّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة من آخره و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤدّ) ، (الواو) عاطفة (منهم من.. لا
__________
(1) يجوز أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو.(3/219)
يؤدّه إليك) تعرب كصدر الآية (إلّا) أداة حصر «1» ، (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (دمت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (التاء) اسم دام في محلّ رفع (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قائما) وهو خبر دمت منصوب.
والمصدر المؤوّل (ما دمت ... ) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق ب (يؤدّه) المنفي «2» .
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير اسم أنّ في محلّ نصب (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قالوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أي: ذلك النكوص عن أداء المال بسبب اعتقادهم المعبّر عنه.
(ليس) فعل ماض ناقص (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للفعل الناقص (في الأميّين) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف «3» ، وعلامة الجرّ الياء (سبيل) اسم ليس مؤخّر مرفوع (الواو) استئنافيّة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على الله)
__________
(1) أو أداة استثناء والمستثنى منه مقدّر وهو عموم الأوقات، والمصدر المؤوّل الظرفيّ مستثنى.
(2) أجاز العكبريّ أن تكون (ما) مصدريّة فقط والمصدر المؤوّل منصوب على الحال فيكون ذلك استثناء من الأحوال لا من الأزمان أي: إلّا في حال ملازمتك له، ويكون (قائما) حالا لا خبرا لأن دام أصبح تامّا.
(3) ويجوز تعليقه بحال محذوفة من سبيل لأنه صفة تقدّمت على موصوف نكرة.(3/220)
جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكذب «1» ، (الكذب) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (يعلمون) مثل يقولون.
جملة: «من أهل الكتاب من ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تأمنه (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) «2» .
وجملة: «يؤدّه إليك» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «منهم من..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تأمنه (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني «3» .
وجملة: «لا يؤدّه إليك» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «دمت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «ذلك بأنّهم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا» في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «ليس علينا..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يقولون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الصرف:
(قنطار) ، اسم جامد وزنه فنعال (انظر الآية 14 من هذه السورة) .
__________
(1) يجوز تعليقه ب (يقولون) بتضمينه معنى يفترون.
(2، 3) أي الجملة المكونة من فعل الشرط وجوابه.. وبعضهم يكتفي بجملة الشرط وحدها. [.....](3/221)
بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)
(دينار) ، أصله دنّار بنون مشدّدة، فاستثقل اللفظ بهذه النون فأبدلت أولى النونين ياء للتخفيف، وذلك لكثرة الاستعمال، ويعود تضعيف النون في التكثير فيقال دنانير أو في التصغير فيقال دنينير.. والدينار معرّب.
(الكذب) ، مصدر سماعيّ لفعل كذب يكذب باب ضرب وزنه فعل بفتح فكسر، ويأتي مكسور الفاء ساكن العين، ويأتي على فعال بكسر الفاء وتخفيف العين وتشديدها.
الفوائد
1- قول اليهود «لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ» هذا ما كان عليه اليهود إبان بعثة الرسول وهذا ما لا يزالون عليه حيال شعوب العالم أجمع فهم يعتقدون أن المال مالهم وقد اغتصب منهم، ولهم أن يستعيدوه من أيدي الناس بمختلف الوسائل.
ويكاد يتسرب هذا المفهوم الخاطئ إلى العوام من المسلمين، على حين أن الإسلام حرّم على المسلم أن يأخذ شيئا من مال ذوي الأديان الأخرى إلّا بحقه وما لم يكن في حالة حرب مع أولئك المخالفين لدينه.
2- الفرق بين «ما دام وما زال» أن الأولى ملازمة ل «ما» ولا تأتي إلا بصيغة الماضي. وأما الثانية فيمكن أن تكون بصيغة الماضي والمضارع كما يمكن أن تسبق بأحد أحرف النفي الأخرى نحو لم يزل ولا يزال.
[سورة آل عمران (3) : آية 76]
بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)
الإعراب:
(بلى) حرف جواب، وهو إيجاب لما نفوه من قولهم (ليس علينا في الأميّين سبيل) ، (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ(3/222)
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)
جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفى) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّقى) مثل أوفي ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل هو (المتّقين) مفعول به منصوب.
جملة: من أوفى ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوفى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «اتّقى» في محلّ رفع معطوفة على جملة أوفى.
وجملة: «إنّ الله يحب» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يحبّ المتّقين» في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(أوفى) ، في الفعل إعلال بالقلب، قلبت الياء ألفا لمجيئها مفتوحة بعد فتح، أصله أوفي- كلّ فعل فاؤه واو فإنّ لامه ياء-.
الفوائد
«بلى» حرف جواب وتختص بالنفي وتفيد إبطاله، سواء أكان مجردا نحو «زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ: بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ» أم مقرونا بالاستفهام نحو «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى!» والفرق بين «بلى ونعم» أن بلى لا تأتي إلا بعد نفي، وأن نعم تأتي بعد النفي والإثبات فإذا قلت «ما قام علي» فتصديقه نعم وتكذيبه بلى ...
[سورة آل عمران (3) : آية 77]
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (77)
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(3/223)
الإعراب:
(انّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (يشترون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يشترون) ضمّن معنى يستبدلون (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (أيمان) معطوف على عهد مجرور مثله و (هم) ضمير مضاف إليه (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت له منصوب مثله (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (لا) نافية للجنس (خلاق) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا (الواو) عاطفة (لا) نافية (يكلّم) مضارع مرفوع و (هم) ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينظر) مثل يكلّم، والفاعل هو (إليهم) مثل لهم متعلّق ب (ينظر) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينظر) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ولا يزكّيهم) مثل ولا يكلّمهم والفاعل هو (الواو) عاطفة (لهم) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخر مرفوع (أليم) نعت له مرفوع (أليم) نعت له مرفوع مثله.
جملة: «إن الذين يشترون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشترون» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «أولئك» لا خلاق لهم في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا خلاق لها» في محلّ رفع خبر أولئك.
وجملة: «لا يكلّمهم الله» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق.(3/224)
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
وجملة: «لا ينظر إليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق.
وجملة: «لا يزكّيهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق.
وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق.
الصرف:
(ثمنا) ، اسم لما كان عوض البيع فعله ثمن يثمن باب كرم وزنه فعل بفتحتين (الآية 79- البقرة) .
البلاغة
1- الاستعارة المكنية: في الاشتراء، أي أنهم يستبدلون بما عاهدوا عليه وبما حلفوا به من الإيمان متاع الدنيا، ورأوا بذلك تحريفهم للتوراة وتبديل ما ورد فيها.
[سورة آل عمران (3) : آية 78]
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) لام التوكيد (فريقا) اسم إنّ مؤخّر منصوب (يلوون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ألسنة) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (بالكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يلوون) «1» ، والباء بمعنى في أي في قراءة الكتاب (اللام) لام التعليل (تحسبوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (من الكتاب) جارّ ومجرور
__________
(1) يجوز تعليقه بمحذوف حال من الألسنة.(3/225)
متعلّق بمحذوف مفعول به ثان أي معدودا من الكتاب «1» .
والمصدر المؤوّل (أن تحسبوه ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (يلوون) .
(الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (من الكتاب) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر ما (الواو) عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (هو) ضمير مثل الأول (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (وما هو من عند الله) مثل وما هو من الكتاب (الواو) عاطفة (يقولون على الله ... يعلمون) مرّ إعراب هذه الآية سابقا «2» .
جملة: «إنّ منهم لفريقا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: «يلوون» في محلّ نصب نعت ل (فريقا) .
وجملة: «تحسبوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما هو من الكتاب» في محلّ نصب حال.
وجملة: «يقولون..» في محلّ نصب معطوفة على جملة يلوون.
وجملة: «هو من عند الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما هو من عند الله» في محلّ نصب حال.
وجملة: «يقولون على الله..» في محلّ نصب معطوفة على جملة يلوون.
وجملة: «هم يعلمون» في محلّ نصب حال.
__________
(1) يجوز تعليق الجارّ بفعل حسب من غير تقدير المفعول.
(2) في الآية (75) من هذه السورة.(3/226)
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
الصرف:
(يلوون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يلويون، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الواو وحذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يلوون، وزنه يفعون.
(ألسنة) ، جمع لسان، اسم جامد وهو- على الغالب- مذكّر، وبعضهم يجعله مؤنثا إن كان جمعه ألسن.
البلاغة
1- التشبيه: في قوله «لتحسبوه» أي يعطفون ألسنتهم بشبه الكتاب لتحسبوا ذلك الشبه من الكتاب.
2- وإظهار «الاسم الجليل» و «الكتاب» في محلّ الإضمار لتهويل ما أقدموا.
عليه في القول.
الفوائد
(لوى) الحبل فتله يلويه ليّا. ولوى رأسه وألوى برأسه أماله وأعرض. وقوله تعالى: «وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا» . قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو القاضي يكون ليّه وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر، وألوى بالكلام: خالف به عن جهته. وألوى بهم الدهر: أهلكهم قال الشاعر:
أصبح الدهر وقد ألوى بهم، غير تقوالك من قيل وقال
[سورة آل عمران (3) : آية 79]
ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)(3/227)
الإعراب:
(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (لبشر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لفعل كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (يؤتي) مضارع منصوب و (الهاء) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الحكم، النبوّة) اسمان معطوفان بحرفي العطف على الكتاب منصوبان مثله.
والمصدر المؤوّل (أن يؤتيه الله) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
(ثمّ) حرف عطف (يقول) مضارع منصوب معطوف على (يؤتي) ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقول) ، (كونوا) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والواو اسم كونوا (عبادا) خبر كونوا منصوب (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (عبادا) (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الياء في (لي) «1» ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (كونوا) مثل الأول (ربّانيّين) خبر كونوا منصوب وعلامة النصب الياء (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تعلّمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تعلّمون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بربّانيّين لأن فيه معنى الفعل.
__________
(1) أي منفردا من دون الله.(3/228)
(الواو) عاطفة (بما كنتم تدرسون) مثل بما كنتم تعلّمون مفردات ومصدرا مؤوّلا.
جملة: «ما كان لبشر أن يؤتيه الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤتيه الله..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: «يقول.» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتيه الله.
وجملة: «كونوا عبادا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كونوا ربانيين» في محلّ نصب مقول القول لفعل مقدّر أي:
لكن يقول: «كونوا ربّانيّين.. والجملة المقدّرة لا محلّ لها معطوفة الاستئنافيّة.
وجملة: «كنتم تعلّمون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعلّمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «كنتم تدرسون» لا محلّ لها معطوفة على جملة كنتم تعلّمون.
وجملة: «تدرسون» في محلّ نصب خبر كنتم الثاني.
الصرف:
(الحكم) ، مصدر حكم يحكم باب كرم بمعنى فهم وصار حكيما، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(النبوة) ، اسم مصدر لفعل تنبأ الخماسيّ، وزنه فعولة بضمّ الفاء وفتح اللام.
(ربّانيّين) ، جمع ربّانيّ وهو إمّا منسوب إلى الربّ، والألف والنون(3/229)
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)
فيه زائدتان في النسب دلالة على المبالغة كرقبانيّ وشعرانيّ للغليظ الرقبة والكثير الشعر.. أو هو منسوب إلى ربّان وهو المعلّم للخير ومن يسوس الناس ويعرّفهم أمر دينهم، فالألف والنون دالّان على زيادة الوصف كعطشان وريّان. وزنه فعلانيّ.
الفوائد
- الربانيّ: نسبة إلى الرب بزيادة الألف والنون، وهذه القاعدة يمكن اطّرادها في كثير من النسب عند ما تقصد منها المبالغة، مثل «علماني، وروحاني، وديراني، وفوقاني، وتحتاني» . وهذه القاعدة مستساغة لدى العامة أكثر منها لدى الخاصة فهم يقولون دوماني وفيجاني نسبة إلى دوما والفيجة وعقلاني ونفساني إلخ.
[سورة آل عمران (3) : آية 80]
وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لا) نافية (يأمر) مضارع منصوب معطوف على فعل يؤتي- في الآية السابقة- و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (أن) حرف مصدريّ ونصب (تتّخذوا) مضارع منصوب بأن وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الملائكة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (النبيّين) معطوف على الملائكة منصوب مثله وعلامة النصب الياء (أربابا) مفعول به ثان عامله تتخذوا وهو منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن تتّخذوا ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يأمركم «1» .
(الهمزة) للاستفهام الانكاريّ (يأمر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير
__________
(1) أو مجرور بحرف جرّ محذوف أي بأن تتّخذوا.. وهو متعلّق بفعل يأمركم.(3/230)
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81)
مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمركم) ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يأمركم) ، (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «لا يأمركم» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ يؤتيه الله الكتاب..» في الآية السابقة.
وجملة: «تتّخذوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: «أيأمركم بالكفر» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنتم مسلمون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
[سورة آل عمران (3) : آية 81]
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (أخذ) فعل ماض (الله) فاعل مرفوع (ميثاق) مفعول به منصوب (النبيّين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء- والظاهر أنه على حذف مضاف- أي أتباع النبيّين أو أولاد النبيّين «1» ،
__________
(1) وهذا اختيار أبي حيّان في البحر حيث قال: «فيوافق صدر الآية ما بعدها..
ويبيّن أن الميثاق كان على الأمم قوله فمن تولّى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون، ومحال هذا الفرض في حقّ النبيّين» .(3/231)
(اللام) موطّئة للقسم (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله آتيتكم «1» ، (آتيت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعل و (كم) ضمير مفعول به أول (من كتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (ما) أو تمييز له. (ثمّ) حرف عطف (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (مصدّق) نعت لرسول مرفوع مثله (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمصدّق (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب قسم (تؤمننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون- وقد حذفت لتوالي الأمثال- والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون نون التوكيد الثقلية لا محلّ لها (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تؤمننّ) (الواو) عاطفة (لتنصرنّ) مثل لتؤمننّ.. و (الهاء) ضمير مفعول به، (قال) فعل ماض والفاعل هو أي الله (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (أقررتم) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (أخذتم) مثل أقررتم (على) حرف جرّ و (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الخطاب في قوله أخذتم و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) حرف لجمع الذكور (إصري) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.. والياء ضمير مضاف إليه
__________
(1) قال ابن كثير في تفسيره: «أي لمهما أعطيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاء رسول من بعده لتؤمننّ به ولتنصرنّه» . ويجوز أن يكون (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ وصلته جملة آتيتكم والعائد محذوف تقديره آتيتكم إيّاه، وخبر المبتدأ امّا قوله من كتاب وحكمة أو جملة قسم مقدّر جوابه لتؤمننّ به.. واللام في هذه الحال لام القسم لقسم مقدّر.. وهو اختيار أبي عليّ الفارسيّ وغيره.(3/232)
(قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أقررنا) مثل أقررتم (قال) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اشهدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الواو) حاليّة (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (معكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من الشاهدين (من الشاهدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أنا.
جملة: «أخذ الله..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آتيتكم..» لا محلّ لها تفسيريّة لأخذ الميثاق.
وجملة: «جاءكم رسول» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيتكم.
وجملة: «تؤمنن» لا محلّ لها جواب القسم. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم «1» .
وجملة: «تنصرنّه» لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمننّ.
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أقررتم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أخذتم» في محلّ نصب معطوفة على جملة أقررتم.
وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أقررنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أظهر أبو حيّان على هذا الإعراب بعض التحفّظ فقال: «وفيه- أي هذا التقدير- فيه خدش لطيف جدا لأن المقدّر يجب أن يكون من جنس المثبت ومتعلّقات هذا هي متعلّقات ذاك وهذا لا يستقيم مع جملة جاءكم رسول المعطوفة على جملة آتيتكم إذ ليس فيها ضمير يعود على اسم الشرط.. فإن كان الجواب هنا من غير جنس جواب القسم فكيف يدلّ عليه جواب القسم..
(انظر البحر ج 2 ص 511) .(3/233)
فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82)
وجملة: «اشهدوا» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء أي إن أقررتم فاشهدوا. والشرط المقدر مع جوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنا معكم من الشاهدين» في محلّ نصب حال.. أو استئنافيّة لا محلّ لها.
الفوائد
1- «لَما آتَيْتُكُمْ» اختلف القدامى في إعراب «ما» على وجوه أهمها وجهان الأول: رأي سيبويه والخليل أن «ما» بمعنى «الذي» وتقدير الكلام «الذي آتيتكموه» قد حذفت الهاء وهي العائد بقصد تخفيف اللفظ، وقد قال الأخفش بهذا الرأي. وعلى هذا تكون اللام للابتداء و «ما» في محلّ رفع مبتدأ.
والثاني: رأي الكسائي والزجاج والمبرد، ورأيهم أن «ما» شرطية واللام للتحقيق وهي موطئة للقسم لأن أخذ الميثاق بمنزلة الاستحلاف وجملة «تؤمننّ» جواب القسم وهو يغني عن جواب الشرط.
[سورة آل عمران (3) : آية 82]
فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (82)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط.. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تولّى) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ (هم) ضمير فصل «1» لتأكيد صفة الخبر في الفاسقين (الفاسقون) خبر المبتدأ
__________
(1) يجوز إعرابه ضميرا منفصلا مبتدأ ثانيا خبره الفاسقون، والجملة الاسميّة هم الفاسقون خبر أولئك.(3/234)
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)
أولئك وعلامة الرفع الواو.
جملة: «من تولّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تولّى بعد ذلك» في محلّ رفع خبر المبتدأ من «1» .
وجملة: «أولئك..» الفاسقون في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد
1- فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ «هم» ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب وضمير الفصل مثل «هو وأنا وأنت» يتوسط بين المبتدأ والخبر ليؤذن أن ما بعده خبر وليس نعتا، وهو يضفي على الكلام نوعا من التوكيد للحكم زيادة في التأكيد.
[سورة آل عمران (3) : آية 83]
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة أو استئنافيّة (غير) مفعول به مقدّم منصوب (دين) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الواو) حاليّة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أسلم) وهو فعل ماض (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (طوعا) مصدر في موضع الحال منصوب «2» ،
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) أو مفعول مطلق ناب عن المصدر لأنه مرادفه فالطوع مرادف للتسليم أو فعل أسلم بمعنى أطاع وانقاد.(3/235)
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)
(الواو) عاطفة (كرها) معطوف على (طوعا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (إليه) مثل له متعلّق ب (يرجعون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل.
جملة: «يبغون» لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على جملة مقدّرة استئنافيّة، والتقدير أيتولّون فغير دين الله يبغون ...
وجملة: «أسلم من في السموات» في محلّ نصب حال.
وجملة: «يرجعون» في محلّ نصب معطوفة على جملة أسلم.
الصرف:
(يبغون) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله بيغيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت حركتها إلى الغين، ثمّ حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة فأصبح يبغون.
(طوعا) ، مصدر سماعيّ لفعل طاع يطوع باب نصر، وطاع يطاع باب فتح.. أو هو اسم مصدر لفعل أطاع الرباعيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة آل عمران (3) : آية 84]
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (آمنّا) فعل ماض وفاعله (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة، (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو(3/236)
(على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (أنزل على) مثل الأولى (إبراهيم) اسم مجرور وعلامة الجرّ الفتحة متعلّق ب (أنزل) ، (إسماعيل، إسحاق، يعقوب، الأسباط) أسماء معطوفة على إبراهيم بحروف العطف مجرورة مثله (الواو) عاطفة (ما) اسم مثل الأول ومعطوف عليه (أوتي) مثل أنزل (موسى) نائب فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة في الموضعين (عيسى، النبيّون) اسمان معطوفان على موسى مرفوعان مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والواو على التوالي (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المقدّر في (أوتي) أي ما أوتيه موسى ... منزلا من ربّهم «1» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (نفرّق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نفرّق) ، (أحد) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لأحد (الواو) عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مسلمون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «قل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنّا بالله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزل علينا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «أنزل على إبراهيم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «أوتي موسى» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
__________
(1) أو متعلّق ب (أوتي) .(3/237)
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
وجملة: «لا نفرّق» في محلّ نصب حال.
وجملة: «نحن له مسلمون» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
الصرف:
(الأسباط) ، جمع سبط اسم لابن البنت في علاقته مع جدّه، ولكن استعمل في الآية بمعنى الأحفاد لأنهم أولاد يعقوب، فهم أحفاد إبراهيم.. ووزن سبط فعل بكسر فسكون.
[سورة آل عمران (3) : آية 85]
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (85)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يبتغ) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (غير) مفعول به منصوب «1» ، (الإسلام) مضاف إليه مجرور (دينا) تمييز لغير لأنه لفظ مبهم «2» منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يقبل) ، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بالخاسرين (من الخاسرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هو.
جملة: «من يبتغ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يبتغ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ من «3» .
__________
(1) يجوز أن يكون حالا من (دينا) - نعت تقدّم على المنعوت- و (دينا) مفعول به عامله يبتغ. [.....]
(2) يجوز أن يكون بدلا من المفعول به غير.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.(3/238)