...
موسوعة
الإعجاز الرقمي
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
موسوعة
الإعجاز الرقمي
تتضمن هذه الموسوعة
مئات الحقائق الرقمية الثابتة حول
أسرار البناء الرقمي لآيات القرآن الكريم
المهندس
عبد الدائم الكحيل
جميع الحقوق محفوظة
1426 هـ - 2005 م
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى عن القرآن الكريم :
ونَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ
[النحل : 16/89]
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عن القرآن الكريم :
وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ
[رواه الترمذي]
بسم الله الرحمن الرحيم
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
مقد مة
الحمد لله الذي أودع في كل آية من آيات كتابه أسراراً لا تُحصى وعجائبَ لا تنقضي ومعجزاتٍ لا تنفد . . . ، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلّم . اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم . . . ونعوذ بك من علم لاينفع ، ومن قلبٍ لا يخشع ، ومن دعوة لا يُستجاب لها .
فهذا هو كتاب الله عزّ وجلّ يتحدَّى أرباب البلاغة والبيان في زمن نزوله فيعترفون بعجزهم عن الإتيان بمثله ، ويدركون أن هذه البلاغة لايمكن لبشر أن يأتي بمثلها . لذلك تجلّت معجزة القرآن في ذلك العصر بشكلها البلاغي لتناسب عصر البلاغة والشعر والأدب . وليكون لها الأثر الكبير في هداية الناس إلى الإسلام .(1/1)
فكلّنا يذكر قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما سمع آياتٍ من سورة ?طه? فأثّرت فيه بلاغة معانيها ، وأدرك من خلال هذه البلاغة أن القرآن هو كلام الله عز وجل ، فانقلب من الشِّرك والضلال إلى التوحيد والإيمان ! هذا هو تأثير المعجزة البلاغية على من فهمها وأدركها . فالقرآن أعجز بلغاء العرب وفصحاءهم وخضع له أرباب الشعر والبيان واعترفوا بضعفهم أمام أسلوبه وبلاغته وبيانه في عصر البلاغة .
وعندما جاء عصر المكتشفات العلميّة تمكّن العلماء حديثاً من كشف الكثير من أسرار هذا الكون ، وكان للقرآن السّبْقُ في الحديث عن حقائق علميَّة وكونيَّة لم يكن لأحدٍ علم بها وقت نزول القرآن ، وهنا تتجلّى معجزة القرآن بشكلها العلمي لتناسب التطور العلمي في العصر الحديث . وربما نسمع من وقت لآخر قصة إسلام أحد الغربيّين بسبب إدراكه لآية من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله عزَّ وجلَّ .
ومن هؤلاء أحد أكبر علماء الأجنّة في العالم : (كيث مولر) ، عندما أمضى عشرات السنين في اكتشاف مراحل تطور الجنين في بطن أمّه ، فإذا به يفاجَأ بأن القرآن الكريم قد تحدث عن هذه المراحل بدقة تامة قبل أربعة عشر قرناً ! ! فأدرك عندها بلغة العلم أن القرآن ليس من عند بشر بل هو كلام ربّ البشر سبحانه وتعالى ! وهذا هو تأثير الإعجاز العلمي على من يدركه ويفهمه ويراه .
واليوم ونحن نعيش عصراً جديداً يمكن تسميته بعصر التكنولوجيا الرقمية نتساءل : بما أن الله تعالى قد نظّم كلّ شيء في هذا الكون بنظام مُحكم ، فهل نظّم كلّ شيء في كتابه بنظام مُحكم ؟
سوف نرى من خلال مباحث هذه الموسوعة أن آيات القرآن وسوره وكلماته وحروفه قد نظّمها الله تعالى بنظام يقوم على الرقم سبعة ، كدليل على أن هذا القرآن صادر من ربّ السَّماوات السَّبع !(1/2)
ويجب أن نؤكّد وبقوّة أن معجزات القرآن البلاغيّة والعلميّة والكونية والطبية والتشريعيّة والغيْبيّة . . . .وغير ذلك من وجوه الإعجاز ، لازالت مستمرة ومتجدّدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وما البناء الرقمي الذي نراه اليوم ، إلا قطرة من بحرٍ زاخرٍ بالمعجزات والعجائب والأسرار- إنه بحر القرآن العظيم الذي قال عنه حبيبنا وسيدنا محمّد صلوات الله عليه وسلامه : (ولا تَنقَضِي عَجَائِبُهُ) [رواه الترمذي] .
يتميّز كتاب الله تعالى بأنه كتاب مُحكَم ، فكلّ آية من آياته تتميّز ببلاغة كلماتها ودقّة معانيها وقوّة أسلوبها ، بالإضافة إلى ذلك هنالك إحكام مذهل في تكرار الكلمات والحروف ! إذن نستطيع القول بأن الإعجاز الرقمي القرآني هو العلاقات الرقمية بين حروف وكلمات وآيات وسور القرآن الحكيم ، والتي وضعها الله في كتابه لتكون برهاناً ماديّا ملموساً لأولئك الماديين ، على أن القرآن كتاب الله تعالى .
وينبغي علينا أن ندرك بأن القرآن وإن كان كتاب هداية فإن الهداية تتخذ أسباباً ، ومثل هذا البحث هو نوع من أنواع التثبيت والهداية ، فقد تكون لغة الأرقام أحياناً أشد تأثيراً وأكثر إفصاحاً من لغة الكلام !!
يعدّ الإعجاز الرقمي أسلوباً جديداً للدعوة إلى الله تعالى بلغة يفهمها جميع البشر على اختلاف لغاتهم ، والمؤمن هو من سيقوم بإيصال هذه المعجزة لغير المؤمن ، لذلك لاينبغي له أن يقول إن القرآن ليس بحاجة إلى براهين رقمية أو علمية أو لغوية ، لأن المؤمن الحريص على كتاب ربه لايكتفي بما لديه من العلم ، بل هو في شوق دائم لزيادة علمه بالكتاب الذي سيكون شفيعاً له أمام ربه يوم القيامة .(1/3)
وهذا هو سيدنا إبراهيم عليه السلام يطلب من ربه أن يُرِيَه معجزة يرى من خلالها كيف يحيي الله الموتى فقال تعالى : ?أََوَلَمْ تُؤْمِنْ ؟? ، فأجابه سيدنا إبراهيم بقوله : ?بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي . . .? [البقرة : 2/260] . وسبحان الله ! يريد مزيداً من الاطمئنان واليقين بالله تعالى ! فإذا كان هذا حال خليل الرحمن عليه السلام ، فكيف بنا نحن اليوم ؟ ألسنا بأمسِّ الحاجة لمعجزات تثبّتنا على الحق والإيمان واليقين ؟
وتأمَّل معي هذه الدعوة : ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً? [النساء : 4/82] ، فإننا نلمس فيها إشارة واضحة ودعوة صريحة لتأمُّل التناسق والنظام في كلام الله تعالى ، وتمييزه عن العشوائية والاختلاف في كلام البشر ، لنستيقن بأن هذا القرآن كتاب الله عزّ وجلّ ؟
في هذه المجموعة من الأبحاث العلمية القرآنية سوف نعيش مع رحلة ممتعة في رحاب حروف وكلمات وآيات وسُور القرآن الكريم . وسوف نكتشف بأن القرآن أكبر وأعظم مما نتصور ، كيف لا وهو كتاب رب العالمين تبارك وتعالى ؟
وسوف يكون منهجنا في الموسوعة منهجاً ثابتاً وعلمياً من أول صفحة وحتى آخر صفحة ، وسوف نرى بأن جميع أرقام القرآن مُحكمة وتنضبط بحساب رقمي دقيق ، وأنه لا مجال للمصادفة في نتائج هذه الأبحاث ، بل هنالك معجزات مذهلة في كتاب الله تعالى .
إن لغة الأرقام هي لغة التوثيق ، فعندما ندرك أن كل حرف في كتاب الله تعالى قد وُضِع بميزان دقيق ومحسوب ، فإن نقصان أو زيادة أي حرف سيُخِلّ بهذا الميزان . إذن لغة الأرقام هي اللغة التي نستدل بها على أن الله تعالى قد حفظ كل حرفٍ في كتابه إلى يوم القيامة ، وقال في ذلك : ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر : 15/9] .(1/4)
عدد سكان العالم اليوم هو ستة آلاف مليون ، وهؤلاء في معظهم لا يفقهون اللغة العربية . والقرآن لم يَنْزِل للعرب فقط بل نزل للناس كافة ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم هو رسول الله للعالمين ليبلِّغهم رسالة الله تعالى القائل : ?تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً? [الفرقان : 25/1] . والسؤال : أليست اللغة التي يفهمها اليوم كل البشر هي لغة الأرقام ؟
إن الله تعالى قد أنزل القرآن وبيَّن فيه كل شيء وقال : ?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل : 16/89] . هذه الآية تؤكد أن القرآن يحوي كل العلوم بل يحوي كل شيء : ?تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ? ، ووجود علم الرياضيات في القرآن هو دليل على صدق كلام الله تعالى وأن القرآن كتاب عالميّ .
إن هذه المعجزة جاءت لتؤكد أن القرآن هو بناء عظيم يقوم على الرقم سبعة . وإن وجود هذا الرقم بالذات هو دليل على وحدانية الله . فإذا علمنا أن كل ذرة من ذرات هذا الكون عدد طبقاتها سبع ، وعلمنا أن كل حرف في كتاب الله تكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة ، فلا بدَّ عندها أن ندرك أن خالق الكون سبحانه هو نفسُه الذي أنزل القرآن !
ويمكن القول بأن المهمة الأصعب للإعجاز الرقمي هي إثبات أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن أو بمثل سورة منه . وحيث تعجز وسائل اللغة عن تقديم براهين مادية على ذلك ، فإن النظام الرقمي الذي نكتشفه اليوم هو برهان ملموس على صدق كلام الحقّ سبحانه وتعالى : ?قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً? [الإسراء : 17/88] .(1/5)
فمن خلال المباحث القادمة سوف تتراءى أمامنا عَظَمة هذا النظام البديع ، وسوف نتبع المنهج العلمي والشرعي في استخراج الحقائق الرقمية من داخل القرآن دون أن نقحم أي رقم من خارجه .
وسوف نبدأ مباشرة برؤية بعض أسرار الرقم سبعة في القرآن والكون والحياة وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ، وذلك من خلال البحث الأول في هذه الموسوعة : إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم . في هذا البحث سوف نرى بعض التناسقات المذهلة لعبارات وكلمات قرآنية مع الرقم سبعة . هذا التناسق لم يأت عن طريق المصادفة أبداً . ولكن السؤال كيف يمكن للقلب أن يطمئن لنتائج هذه الأبحاث وغيرها ؟
والإجابة عن هذا التساؤل هي عنوان البحث الثاني في هذه الموسوعة وهو ضوابط الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم . والذي تناولنا من خلاله الأسئلة والانتقادات التي تواجهها أبحاث الإعجاز العددي اليوم ، وأجبنا عنها بكل وضوح وصراحة . وبينَّا ما لهذا العلم الناشئ من حق علينا ، وكذلك بينّا الأشياء الواجب الالتزام بها من قِبل من يبحث بهذا العلم ليكون بحثه مقبولاً ويمثل معجزة وليس مصادفة .
وقد حدَّدنا في هذا البحث منهج العمل في الموسوعة ، والأساس الرياضي الذي استندنا إليه في استنباط المعجزة القرآنية الجديدة . ونذكِّر دائماً بأن أي بحث قرآني يجب أن يقوم على أساس شرعي وعلمي ، وأن الأخطاء والهفوات التي نراها من بعض الباحثين في الإعجاز الرقمي اليوم سببها الرئيسي هو عدم التزامهم بالمنهج العلمي الصحيح للبحث .
ثم بدأنا بما بدأ الله به كتابه بأول آية من القرآن الكريم : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? من خلال المبحث الثالث : في رحاب أول آية من القرآن الكريم . وفي هذا البحث سوف نرى معجزة حقيقية تتجلّى في أربع كلمات ! فقد جاءت حروف وكلمات هذه الآية العظيمة بتناسق مبهر مع الرقم سبعة أكثر من سبعين مرة !(1/6)
في البحث الرابع نرى أسرار وعجائب : أجمل كلمة في القرآن الكريم ! وهي كلمة ?الله? تبارك وتعالى . وتتجلَّى في حروف هذه الكلمة توافقات تذهل العقول لدقة إحكامها وروعة بنائها وجمال توزّعها وترتيبها عبر آيات وكلمات وسور كتاب الله تعالى . إن وجود نظام محكم لاسم ?الله? جلَّ وعلا في كتاب الله هو بمثابة توقيع من الله على صدق كلامه وصدق رسالته !
ونبقى من خلال البحث الخامس في هذه الموسوعة : رحلة مع أعظم سورة في القرآن الكريم ، نبقى في أول القرآن في رحاب فاتحة الكتاب ، لنكتشف بناءً مُعجزاً يقوم على الرقم سبعة ومكرّراته في السورة التي سمَّاها الله تعالى بالسَّبع المثاني ، وجاء فيها تكرار حروف اسم ?الله? ليساوي بالتمام والكمال سبعة في سبعة ! !
وفي البحث السادس من هذه الموسوعة التي أسأل الله تعالى أن يجعل فيها العلم النافع ، لم نذهب بعيداً عن أول القرآن بل ركَّزنا هذا البحث في أول حروف مميزة في القرآن : ?الم? وأسرار الحروف المميزة في القرآن الكريم . وفي هذا البحث محاولة لكشف سرّ هذه الحروف التي وضعها الله تعالى في أوائل بعض سور القرآن ، لتشكل بناءً محكماً يقوم على الرقم سبعة . خصوصاً أن عدد هذه الحروف عدا المكرر هو أربعة عشر حرفاً ، أي سبعة في اثنان ، والافتتاحيات المتشكلة منها عدا المكرر تساوي نفس العدد أي أربعة عشر ، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة .
أما أسماء الله الحسنى فقد تبيَّن أنها تتجلَّى في العديد من سور القرآن ، وفي البحث السابع نرى عجائبَ لا تنتهي في السورة التي أقسَمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها تعدِل ثُلُث القرآن ، إنها سورة الإخلاص والتوحيد وتنْزيه الله تعالى عن الولد والشريك ، لذلك تتجلَّى في هذه السورة العظيمة صفات الله ووحدانيته وحروف أسمائه الحسنى .(1/7)
البحث الثامن خصصناه لدراسة إعجاز حروف القرآن والرقم سبعة ، وتناولنا العديد من الآيات ومقاطع الآيات والنصوص القرآنية والتي جاءت حروفها بالتناسب مع الرقم سبعة . وهذا البحث يؤكد أن الإعجاز لايقتصر على سورة أو مجموعة آيات فقط ، بل كل ما في القرآن هو مُعجز ومُبهر . وقد أثبتنا بلغة الرقم وجود إعجاز لرسم حروف القرآن وأن هذا الرسم من عند الله تعالى ولا يجوز تغييره أبداً .
ولكن ماذا عن أرقام الآيات وتسلسلها ؟ هذا هو عنوان البحث التاسع : إعجاز آيات القرآن والترتيب المحكم لأرقام الآيات . وفيه نكتشف أسرار تكرار كلمات القرآن وأن كل كلمة تتكرَّر في القرآن بنظام سباعي مُحكم وأنه لا وجود للمصادفة في كلام الله تعالى.
وحتى تسلسل السور وترتيبها نجد فيه إعجازاً واضحاً ، وهذا ما قمنا ببحثه من خلال أمثلة غزيرة في البحث العاشر : إعجاز سور القرآن والنظام المُحكم لترتيب سور القرآن . وسوف نكتشف في فقرات هذا البحث أن الكلمة القرآنية تتكرر بنظام بياني وعددي !
ثم نعيش مع بعض أسرار القصة القرآنية : تكرار أم إعجاز ؟ من خلال البحث الأخير ، والذي نرى في أمثلته التي اخترناها من قَصَص القرآن إجابة عن سؤال طالما حاول المشككون بالقرآن إثارته : لماذا تتكرر القصة ذاتها في العديد من سور القرآن ؟ وفي هذا البحث يتبين لقارئه الحكمة من تكرار قصص القرآن ، وأن هذا التكرار يخفي وراءه معجزة ربما نرى جزءاً منها في أبحاث قادمة بإذن الله تعالى .(1/8)
بقي أن نشير إلى أن الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم لايقتصر على الرقم سبعة ، بل هنالك إعجاز مذهل يقوم على الأرقام الأولية مثل الرقم 11 والرقم 13 وغيرها من الأرقام التي لا تنقسم إلا على نفسها وعلى الواحد كدليل على وحدانية منظِّم هذه الأرقام ! وهذا ما سنراه في أبحاث أخرى إن شاء الله تعالى ، وحسبنا أننا سنعيش في هذه الموسوعة مع أكثر من 700 حقيقة رقمية جاءت جميع الأعداد فيها من مضاعفات الرقم سبعة !
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
حمص في 23 ربيع الأول لعام 1426 هـ
والموافق لـ 2 أيار (مايو) لعام 2005 م
المهندس عبد الدائم الكحيل
Kaheel7@yahoo .com
البحث الأول
إشراقات الرقم سبعة
في القرآن الكريم
في هذا المبحث نتعرف على بعض أسرار الرقم سبعة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام . ولماذا اختار الله تعالى هذا الرقم بالذات للمعجزة الجديدة وفضَّله على سائر الأرقام .
سوف نعيش مع بعض عجائب الرقم سبعة في كتاب الله تعالى ، وكيف تأتي حروف وآيات وكلمات القرآن بتناسق عجيب مع هذا الرقم . وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن القرآن منَزّل من خالق السماوات السبع .
كذلك سوف نتدبَّر بعض كلمات وآيات القرآن من الناحية الرقمية ونكتشف علاقات وتناسقات مذهلة مع الرقم سبعة . هذه التناسقات تثبت بشكل قاطع وجود بناء مُحكم في كتاب الله عزَّ وجلَّ .
مقدمة
كما أن الخالق سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض ، وقال في ذلك : ?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ? [البقرة : 2/253] .(1/9)
وكما أن الله تعالى فضَّل بعض الليالي على بعض فقال في ليلة القدر : ?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ - لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ - تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ - سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ? [القدر :97/1-5] .
وكذلك فضَّل بعض الشهور من السنة مثل شهر رمضان فقال : ?شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ? [البقرة : 2/185] . وفضَّل بعض المساجد مثل المسجد الحرام والمسجد الأقصى : ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? [الإسراء : 17/1] .
وكما فضَّل بعض البقاع على بعض مثل مكة المكرمة : ?إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ? [آل عمران :2/96] . وكما أن الله قد فضَّل بعض السور فكانت أعظم سورة في القرآن هي فاتحة الكتاب ، وكانت آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله . وكانت سورة الإخلاص تعدل ثُلُثَ القرآن ، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والآن لو تساءلنا عن لغة الأرقام في القرآن العظيم ، وتدبَّرنا الأرقام الواردة فيه ، ودرسنا دلالات كل رقم ، فهل فضَّل الله تعالى رقماً عن سائر الأرقام ؟ بلاشك إن الرقم الأكثر تميّزاً في كتاب الله تعالى بعد الرقم واحد هو الرقم سبعة ! فهذا الرقم له خصوصية في عبادات المؤمن وفي أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وفي الكون والتاريخ وغير ذلك .(1/10)
ولكن ماهي أسرار هذا الرقم ؟ ولماذا تكرر ذكره في العديد من المناسبات القرآنية ؟ لنبدأ بهذه المقارنة بين الكون والقرآن .
البناء الكوني والبناء القرآني والرقم سبعة
هذا الكون الواسع من حولنا بكل أجزائه ومجرّاته وكواكبه . . كيف تترابط وتتماسك أجزاؤُه ؟ من حكمة الله تعالى أنه اختار القوانين الرياضية المناسبة لتماسك هذا الكون, ومن هذه القوانين قانون التجاذب الكوني على سبيل المثال, هذا القانون يفسر بشكل علمي لماذا تدور الأرض حول الشمس ويدور القمر حول الأرض . . . , هذا بالنسبة لخلق الله تعالى فماذا عن كلام الله ؟
حتى نتخيل عظمة كلمات الله التي لا تحدها حدود يجب أن ننظر إلى كتاب الله على أنه بناء مُحكَم من الكلمات والأحرف والآيات والسور, وقد نظّم الله تعالى هذا البناء العظيم بأنظمة مُعجِزة .
إذن خالق الكون هو مُنَزِّل القرآن, والذي بنى السماوات السبع هو الذي بنى القرآن , وكما نرى من حولنا للرقم سبعة دلالات كثيرة في الكون والحياة نرى نظاماً متكاملاً في هذا القرآن يقوم على الرقم سبعة, وهذا يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن القرآن هو كتاب الله عزَّ وجلَّ .
لماذا اقتضت مشيئة الله عزَّ وجلَّ اختيار الرقم 7
هذا الرقم يملك دلالات كثيرة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم . حتى تكرار هذا الرقم في كتاب الله جاء بنظام محكم . وهذا البحث يقدم البراهين على ذلك ، فلا يوجد كتاب واحد في العالم يتكرر فيه الرقم سبعة بنظام مشابه للنظام القرآني . وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم وأنه رقم يشهد على وحدانية الله تعالى .
فعندما ندرك أن النظام الكوني قائم على الرقم سبعة ، ونكتشف الرقم ذاته يتكرر بنظام في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً ، فإن هذا التشابه يدل على أن خالق الكون هو منَزِّل القرآن سبحانه وتعالى .
الرقم سبعة في الكون(1/11)
عندما بدأ الله خلق هذا الكون اختار الرقم سبعة ليجعل عدد السماوات سبعة وعدد الأراضين سبعة . يقول عزَّ وجلَّ : ?اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً? [الطلاق : 65/12] .
حتى الذرة التي تعد الوحدة الأساسية للبناء الكوني تتألف من سبع طبقات إلكترونية ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك . كما أن عدد أيام الأسبوع سبعة وعدد العلامات الموسيقية سبعة وعدد ألوان الطيف الضوئي المرئي هوسبعة . ويجب ألا يغيب عنا أن علماء الأرض اكتشفوا حديثاً أن الكرة الأرضية تتكون من سبع طبقات !
الرقم سبعة في السُّنَّة النبوية
كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي نطق بها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم . وقد كان للرقم سبعة حظ وافر في هذه الأحاديث وهذا يدل على أهمية هذا الرقم وكثرة دلالاته وأسراره .
فعندما تحدث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الموبقات حدد سبعة أنواع فقال : (اجتنبوا السبع الموبقات ....) [البخاري ومسلم] .
وعندما تحدث عن الذين يظلُّهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة حدد سبعة أصناف ، فقال : (سبعة يُظلّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه . . .) [البخاري ومسلم] .
وعندما يتحدث عن الظلم وأخْذِ شيءٍ من الأرض بغير حقِّه فإنما يجعل من الرقم سبعة رمزاً للعذاب يوم القيامة ، يقول عليه الصلاة والسلام : (مَنْ ظَلَمَ قَيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأرضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أراضين) [البخاري ومسلم] .
وعندما أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن أعظم سورة في كتاب الله قال : (الحمدُ لله ربِّ العالمين هي السَّبْعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه) [رواه البخاري] .(1/12)
وفي السجود يخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الأمر الإلهي بالسجود على سبعة أعضاء فيقول : (أُمرت أن أسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُم) [البخاري ومسلم] . أما إذا ولغ الكلب في الإناء فإن طهوره يتحدد بغسله سبع مرات إحداهن بالتراب .
وعندما تحدث عن القرآن جعل للرقم سبعة علاقة وثيقة بهذا الكتاب العظيم فقال : (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم] . وهذا الحديث يدل على أن حروف القرآن تسير بنظام سباعي مُحكَم ، والله تعالى أعلم .
وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن جهنَّم يوم القيامة فقال : (يُؤتَى بِجَهَنَّم يومئذٍ لَها سبعون ألفَ زمام) [رواه مسلم] . كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستجير بالله من عذاب جهنَّم سبع مرات فيقول : (اللهمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ) [رواه النَّسَائي] .
وفي أسباب الشفاء أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن نقول سبع مرات : (أعوذُ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر) [رواه مسلم] .
حتى عندما يكون الحديث عن الطعام نجد للرقم سبعة حضوراً ، يقول صلى الله عليه وسلم : (من تصبَّح كلَّ يوم بسبع تَمرات عجوة لم يضرَّه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سِحْرٌ) [البخاري ومسلم] .
أما الحديث عن الصيام في سبيل الله نجد من الأجر الشيء الكثير الذي أعده الله للصائم . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من عبدٍ يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعَدَ الله بذلك اليوم وجهَهُ عن النار سبعين خريفاً) [البخاري ومسلم] .
وعندما قدم أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يخبره عن المدة التي يختم فيها القرآن فقال عليه الصلاة والسلام : (فاقرأه في سَبْعٍ ولا تَزِدْ على ذلك) [البخاري ومسلم] .
كما كان عليه الصلاة والسلام يستغفر الله سبعين مرة . وكان يقول عن مضاعفة الأجر : (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف) [رواه مسلم] .(1/13)
وفي اللجوء إلى الله تعالى لإزالة الهموم كان النبي عليه صلوات الله تعالى عليه وسلامه يردد سبعاً هذه الآية : ?حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ? [التوبة : 9/129] .
وهكذا نرى بأن الرقم سبعة هو الرقم الأكثر تميزاً في أحاديث المصطفى عليه صلوات الله وسلامه . هذه الأحاديث الشريفة وغيرها كثير تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصَّ هذا الرقم بالذكر دون سائر الأرقام بسبب أهميته ، فهو الرقم الأكثر تكراراً في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وهو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن (بعد الرقم واحد) وهو الرقم الأكثر تكراراً في الكون .
الرقم سبعة والحج
نعلم جميعاً أن عبادة الحج تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام . في هذه العبادة يطوف المؤمن حول بيت الله الحرام سبعة أشواط . ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً .
وعندما يرمي الجمرات فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد رمى سبع جمرات أيضاً . وقد ورد ذكر هذا الرقم في الآية التي تحدثت عن الحج والعمرة ، يقول الله تعالى : ? فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ? [البقرة : 2/196] .
الرقم سبعة في القصة القرآنية
تكرر ذكر الرقم سبعة في القَصَص القرآني ، فهذا نبَِيُّ الله نوح عليه السلام يدعو قومه للتفكر في خالق السماوات السبع فيقول لهم : ?أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً? [نوح : 71/15] .(1/14)
أما سيدنا يوسف عليه السلام فقد فسَّر رؤيا الملك القائمة على هذا الرقم ، وقد تكرر ذكر هذا الرقم في سياق سورة يوسف مرات عديدة . يقول تعالى : ?وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ? [يوسف : 12/43] .
وقال تعالى : ?يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ - قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ - ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ? [يوسف : 12/46ـ48] .
وقد ورد ذكر الرقم سبعة في عذاب قوم سيدنا هود الذي أرسله الله إلى قبيلة عاد فأرسل عليهم الله الريح العاتية ، يقول تعالى : ?وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ - سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً? [الحافة : 69/6 – 7] .
وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام وورد ذكر الرقم سبعين وهومن مضاعفات الرقم سبعة ، يقول تعالى : ?وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا ? [الأعراف : 7/155] .
وقد ورد هذا الرقم في قصة أصحاب الكهف ، يقول عزَّ وجلَّ : ?سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ? [الكهف : 18/22] .(1/15)
إذن هناك علاقة بين تكرار القصة القرآنية والرقم سبعة . والذي يتابع تاريخ الشعوب القديم يلاحظ بأن الرقم سبعة يتكرر كثيراً ، خصوصاً في تاريخ الفراعنة بمصر القديمة .
الرقم سبعة ويوم القيامة
هذا في الدنيا فماذا عن الآخرة ؟ وهل هنالك تكرار لهذا لرقم يوم القيامة ؟ لا يقتصر ذكر الرقم سبعة على الحياة الدنيا ، بل إننا نجد له حضوراً في الآخرة . إن كلمة ?القيامة? تكررت في القرآن الكريم سبعين مرة أي عدداً من مضاعفات السبعة ، فالعدد سبعين هوحاصل ضرب سبعة في عشرة :
70 = 7 × 10
وكلمة ?جهنَّم? تكررت في القرآن كله سبعاً وسبعين مرة ، أي عدداً من مضاعفات السبعة :
77 = 7 × 11
وعن أبواب جهنم السبعة يقول سبحانه وتعالى : ?لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ? [الحجر : 15/44] .
أما عن عذاب الله في ذلك اليوم فنجد حضوراً لمضاعفات الرقم سبعة ، يقول عزَّ وجلَّ : ?خُذُوهُ فَغُلُّوهُ - ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ - ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ? [الحاقة : 69/30 - 32] .
ولا ننسى بأن الله تعالى قد ذكر الرقم سبعة عند الحديث عن كلماته : ?وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? [لقمان : 31/27] .
الرقم سبعة والصدقات
ورد ذكر هذا الرقم في مضاعفة الأجر من الله تعالى لمن أنفق أمواله في سبيل الله .يقول تعالى : ?مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ? [البقرة : 2/261] .(1/16)
ورد ذكر الرقم ?سبعين? وهومن مضاعفات السبعة في سورة التوبة في استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى : ?اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ? [التوبة : 9/80] .
الرقم سبعة والتسبيح
وفي القرآن الكريم سبع سور بدأت بالتسبيح لله تعالى ، وهي : ?الإسراء ـ الحديد ـ الحشر ـ الصف ـ الجمعة ـ التغابن ـ الأعلى? :
1ـ ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? [الإسراء : 17/1] .
2ـ ?سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [الحديد : 57/1] .
3ـ ?سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [الحشر : 59/1] .
4ـ ?سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [الصف : 61/1] .
5ـ ?يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ? [الجمعة : 62/1] .
6ـ ?يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [التغابن : 64/1] .
7ـ ?سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى? [الأعلى : 87/1] .(1/17)
إذن هنالك علاقة بين تسبيح الله والرقم سبعة ، ولذلك فقد ارتبط هذا الرقم مع ذكر التسبيح وذكر السماوات في قوله تعالى : ?تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ? [الإسراء : 17/44] .
الرقم سبعة وحروف القرآن
لقد اقتضت حكمة البارئ سبحانه وتعالى أن يُنَزِّل هذا القرآن باللغة العربية ، وجعل عدد حروف هذه اللغة ثمانية وعشرين حرفاً ، أي :
28 = 7 × 4
ونجد في أول سورة من القرآن هذا الرقم في آيات سورة الفاتحة التي افتتح الله تعالى بها هذا القرآن وجعلها سبع آيات . وقد خاطب الله سبحانه وتعالى سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام فقال له : ?وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ? [الحجر : 15/87] .
والسبع المثاني هي سورة الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن الكريم وهي سبع آيات ، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه السورة هو 21 حرفاً أي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة .
في القرآن الكريم هنالك سور مميزة ميزها الله تعالى عن غيرها فوضع في أوائلها حروفاً مميزة مثل : ?الم ـ الر ـ حم ـ يس ـ ق .....? . إن عدد هذه الافتتاحيات المميزة عدا المكرر أربعة عشر ، أي من مضاعفات السبعة . وإذا أحصينا الحروف التي تركبت منها هذه الافتتاحيات عدا المكرر ، أي عددنا الحروف الأبجدية التي تركبت منها الافتتاحيات المميزة الأربعة عشر ، وجدنا أيضاً أربعة عشر حرفاً .
هذه الحروف موجودة كلها في سورة الفاتحة . وإذا عددنا الحروف المميزة في سورة السبع المثاني عدا المكرر نجد 14 حرفاً ، وإذا عددنا هذه الحروف مع المكرر نجد 119 حرفاً ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة .
خَلْقُ السَّماوات(1/18)
هنالك عبارات تتحدث عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، فلو بحثنا في كتاب الله تعالى عن هذه الحقيقة ، أي حقيقة خلق السماوات والأرض في ستة أيام نجدها تتكرر في سبع آيات بالضبط وهي :
1ـ ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? [الأعراف : 7/54] .
2ـ ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ? [يونس : 10/3] .
3ـ ?وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ? [هود : 11/7] .
4ـ ?الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً? [الفرقان : 25/59] .
5ـ ?اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ? [السجدة : 32/4] .
6ـ ?وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ? [ق : 50/38] .(1/19)
7ـ ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ? [الحديد : 57/4] .
حقيقة السَّماوات السبع
ولو بحثنا في كتاب الله تعالى عن حقيقة السماوات السبع نجد أن الرقم سبعة ارتبط بالسماوات السبع بالتمام والكمال سبع مرات وذلك في القرآن كلِّه . وهذه هي الآيات السبع :
1ـ ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? [البقرة : 2/29] .
2ـ ?تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً? [الإسراء : 17/44] .
3ـ ?قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ? [المؤمنون : 23/86] .
4ـ ?فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ? [فصلت : 41/12] .
5ـ ?اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً? [الطلاق : 65/12] .
6ـ ?الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ? [الملك : 67/3] .(1/20)
7ـ ?أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً? [نوح : 71/15] .
إذن عدد السماوات التي خلقها الله سبعاً وجاء ذكرها في القرآن الكريم سبعاً فتأمل هذا التناسق ، هل جاء بالمصادفة ؟ !
الرقم سبعة (أول مرة وآخر مرة)
لقد ورد ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم لأول مرة في سورة البقرة في قوله تعالى : ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? [البقرة : 2/29] . وآخر مرة ورد ذكر هذا الرقم في القرآن في سورة النبأ من قوله تعالى : ?وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً? [النبأ : 78/12] .
والآن إلى الحقائق السباعية التالية حول هاتين الآيتين :
الحقيقة الأولى
عدد السور من سورة البقرة حيث ورد الرقم سبعة لأول مرة وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم سبعة لآخر مرة هو 77 سورة :
77 = 7 × 11
إن عدد الآيات من الآية الأولى حيث ورد الرقم 7 أول مرة وحتى الآية الأخيرة حيث ورد الرقم سبعة لآخر مرة ، أي من الآية [29 البقرة] وحتى الآية [12 النبأ] هو 5649 آية ، من مضاعفات السبعة أيضاً :
5649 = 7 × 807
الحقيقة الثانية
من بداية سورة البقرة وحتى نهاية سورة النبأ يوجد بالضبط 5705 آية وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً :
5705 = 7 × 815
إذن عدد السور جاء من مضاعفات السبعة ، وعدد الآيات جاء من مضاعفات السبعة أيضاً ، والحديث في الآيتين عن الرقم سبعة ! ! !
الحقيقة الثالثة
إن عدد الآيات التي تسبق الآية الأولى حيث ذكر الرقم سبعة لأول مرة يساوي 35 آية من مضاعفات السبعة . كذلك عدد الآيات التي تسبق الآية الأخيرة هو 5684 آية ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة لمرتين !
الحقيقة الرابعة
إن عدد الآيات من بداية سورة البقرة وحتى الآية التي تسبق الآية الأولى حيث ورد الرقم سبعة لأول مرة هو 28 آية أي :
28 = 7 × 4(1/21)
أما آخر مرة ورد هذا الرقم كما رأينا في سورة النبأ ، يوجد بعد هذه الآية لنهاية سورة النبأ 28 آية بالضبط أي 7 × 4 .
الحقيقة الخامسة
ما هوعدد الآيات من بداية القرآن وحتى نهاية سورة النبأ ؟ يوجد من بداية القرآن وحتى نهاية سورة النبأ حيث ذكر الرقم سبعة آخر مرة ، عدد الآيات هو 5712 وهذا العدد من مضاعفات السبعة :
5712 = 7 × 816
كما تجدر الإشارة إلى أن عدد حروف كلمة (البقرة) هو 6 حروف وعدد حروف كلمة (النبأ) هو 5 حروف وبصفِّ هذين الرقمين يتشكل العدد 56 من مضاعفات السبعة :
56 = 7 × 8
نلخص هذه الحقائق المذهلة :
الرقم 7 أول مرة . . . . . . . . . . . . الرقم 7 آخر مرة
عدد السور من السورة الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية القرآن وحتى أول آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية القرآن وحتى آخر آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية السورة الأولى وحتى أول آية من مضاعفات 7
عدد الآيات من بداية السورة الأولى لنهاية الأخيرة من مضاعفات 7
وتأمل عزيزي القارئ : هل جاءت جميع التوافقات هذه مع الرقم سبعة بالمصادفة العمياء ؟ وهذا الإحكام نراه في كلمة من كلمات القرآن ، فكيف بنا لو أردنا أن نتدبَّر كلمات القرآن بكامله ؟
هل هذه مصادفات ؟ !
... المنطق العلمي يفرض بأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دائماً في كتاب واحد إلا إذا كان مؤلِّف هذا الكتاب قد رتّب كتابه بطريقة محددة . والتناسقات التي سنراها الآن مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تبارك وتعالى قد رتّب كتابه بشكل يناسب هذا الرقم ، ليدلنا على أن هذا القرآن مُنزّل من خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى .(1/22)
وللرقم سبعة حضور في حياتنا وعباداتنا بشكل يضع هذا الرقم على قمة الأرقام بعد الرقم واحد الذي يعبِّر عن وحدانية الله تعالى ، فهو الواحد الأحد . وقد نعجب إذا علمنا بأن الرقم 1 هو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن ويأتي بعده مباشرة الرقم 7 .
أجمل كلمة . . .
إنها كلمة ?الله? . . . . جلَّ جلاله ! رتّبها ربّ العزة سبحانه في كتابه بشكل مُحكَم يقوم على الرقم سبعة أيضاً ، كدليل على أنه ربّ السماوات السبع .
فلوبحثنا عن أول آية ذُكر فيها اسم ?الله? جلّ وعلا نجدها في أول آية من القرآن وهي : ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? [الفاتحة : 1/1] ، أما آخر آية ذُكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى : ?اللَّهُ الصَّمَدُ? [الإخلاص : 112/2] .
وإلى هذه التوافقات مع الرقم سبعة :
عدد السور
إذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة ?الله? أول مرة ، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة ?الله? لآخر مرة ، لوجدنا 112 سورة ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة :
112 = 7 × 16
عدد الآيات
ولوعددنا الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة لوجدنا 6223 آية ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً ولمرتين للتأكيد على صدق هذا النظام المُحكم :
6223 = 7 × 7 × 127
عدد الحروف
ولوقمنا بعدّ حروف هاتين الآيتين مجتمعتين لوجدنا 28 حرفاً : من مضاعفات السبعة ! ! فعدد حروف : ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? هو 19 حرفاً ، وعدد حروف : ?اللَّهُ الصَّمَدُ? هو 9 أحرف ، والمجموع :
19 + 9 = 28 = 7 × 4
عدد حروف اسم ?الله?
ولوقمنا بعدّ حروف اسم ?الله? في الآيتين أي الألف واللام والهاء لوجدنا 14 حرفاً : من مضاعفات السبعة كذلك ! ! !
فعدد حروف الألف اللام والهاء في : ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? هو 8 أحرف ، وعدد حروف الألف واللام والهاء في : ?اللَّهُ الصَّمَدُ? هو 6 أحرف ، والمجموع :
8 + 6 = 14 = 7 × 2(1/23)
والسؤال : هل يمكن للمصادفة أن تصنع مثل هذا النظام المحكم لاسم ?الله? في أول آية وآخر آية تتحدث عن الله ؟ أم أن الله تعالى بعلمه وحكمته أراد لهذا الكتاب العظيم أن يكون متناسقاً في كل شيء ؟
ولوذهبنا نتتبع دلالات هذا الرقم نكاد لا نحصيها ، وسوف نرى تفاصيل هذه المعجزة في الفصول التالية . ويكفي أن نقول : إن وجود معجزة قرآنية تقوم على الرقم 7 هودليل كبير على أن هذا القرآن هوكلام خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى .
ما هو النظام الرقمي ؟
كل شيء في هذا الكون يسير بنظام مُحكَم, وأفضل ما يعبّر عن حقيقة هذا النظام هي لغة الأرقام, لذلك استطاع العلم الحديث أن يعبِّر عن حركة الشمس والقمر والمسافات بين المجرات وغيرها باستخدام الأرقام . وهكذا نستطيع أن نعرف اليوم بدقة متناهية متى سيحدث كسوف الشمس مثلاً بعد مئات السنوات ! إذن الشمس والقمر يسبحان في هذا الكون وفق نظام محكم يمكن للغة الأرقام أن تصِفَ هذا النظام سواءً في الماضي أو في المستقبل .
والآن نأتي إلى كلام الله سبحانه وتعالى ونسأل : كيف انتظمت أحرف هذا القرآن ؟ إن كلام الله لا يشبه كلام البشر , لذلك لغة الأرقام سوف نستخدمها في هذا البحث لنعبر بها عن دقَّة نَظْم كلمات القرآن لنستنتج أن كل شيء في هذا القرآن يسير بنظام دقيق . إذن :
كلمات القرآن رتّبها الله بنظام رقمي مُعجز ليؤكد لنا أننا إذا تدبرنا هذا القرآن سوف نكتشف أنه كتابٌ مُحكَم , وأننا سوف نجد البراهين الثابتة على أنه لو كان هذا القرآن قولَ بشرٍ لرأينا فيه التناقضات والاختلافات .
بعدما رأينا بعضاً من دلالات الرقم سبعة في الكون والحياة والقرآن يمكن القول : إن الله عزَّ وجلَّ كما نظم الكون على الرقم سبعة ، كذلك نظم القرآن على الرقم سبعة ، وهذا ما سنجده بالفعل من خلال الفقرات القادمة .
معجزة البناء القرآني(1/24)
إن الله تعالى الذي بنى السماوات السبع على أسس محكمة, هوالذي بنى القرآن على أنظمة محكمة أساسها الرقم 7 أيضًا . وسوف نكتشف العلاقات الرقمية المذهلة بين سور القرآن وآياته وسنوات نزوله , وترتيب سوره وكلماته , وسوف تتراءى أمامنا عظمة هذا البناء المُحكم لأعظم كتاب على وجه الأرض ـ كتاب الله تعالى .
أول سورة وآخر سورة
أرقام ثابتة في كتاب الله عزَّ وجلَّ لا يمكن لأحدٍ أن ينكرها, فعدد سور القرآن هو114 سورة , أول سورة فيه هي فاتحة الكتاب رقمها 1 , آخر سورة في القرآن هي سورة الناس ورقمها 114 . إن هذين العددين يرتبطان مع الرقم 7 :
رقم أول سورة رقم آخر سورة
1 114
فعندما نَصُفُّ هذين العددين : 1 و 114, ينتج عدد جديد هو : 1141 من مضاعفات الرقم 7 ومجموع أرقامه 7 :
1141 = 7 × 163 1+4+1+1= 7
هنالك أرقام تميز كتاب الله الذي بين أيدينا وهي : عدد آياته وعدد سوره وعدد سنوات نزوله . فإذا قمنا بإحصاء عدد آيات القرآن نجدها بالضبط 6236 آية . أما عدد سور القرآن فكما نعلم هو114 سورة ، ونعلم أيضاً أنه نزل على 23 سنة .
يجب دائماً أن نتذكر بأن هذه الأرقام موجودة في كتاب الله وليس في كتاب بشر ، لذلك هي أرقام خاصة بالله تعالى ، لأن البارئ سبحانه وتعالى لا يسمح لأحد من خلقه أن يضيف أويحذف شيئاً من كتابه إلا بما يشاء هو ! لأن الله تعالى يقول : ?لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ? [يونس : 10/64] . لذلك سوف نرى الآن أن هذه الأرقام تحقق معادلات رياضية لا يمكن لأحدٍ أن يأتي بمثلها مهما حاول !
إن إعجاز هذه الأرقام يأتي من خلال اجتماعها وصفِّها بترتيب معيَّن الأكبر فالأصغر وبالتالي يكون لدينا ثلاثة احتمالات :
1ـ آيات القرآن 6236 آية مع سور القرآن 114 سورة والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو 6236 114 .
2ـ آيات القرآن 6236 آية مع سنوات نزول القرآن 23 سنة ، والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله هو 6236 23 .(1/25)
3ـ سور القرآن 114 سورة مع سنوات نزوله 23 سنة ، والعدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو 114 23 .
جميع هذه الأعداد ترتبط مع الرقم 7 بشكل مذهل ، ويتكرر النظام ذاته دائماً .
آيات القرآن وسورالقرآن
إن العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو : 6236 114 يتألف من سبع مراتب . وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة :
1146236 = 7 × 163748
كا أن مقلوب أو معكوس هذا العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة ، وهو6326411 :
6326411 = 7 × 903773
كذلك مجموع أرقام العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو :
6+3+2+6+4+1+1 = 23
والعدد 23 يمثل عدد سنوات نزول القرآن ! والنتيجة هي أن العدد الناتج من ضمّ آيات القرآن وسوره يتألف من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة هو ومقلوبه ، ومجموع أرقامه هو بالضبط سنوات نزول القرآن !
آيات القرآن وسنوات نزول القرآن
العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزول القرآن هو : 6236 23 من مضاعفات الرقم سبعة :
236236 = 7 × 33748
كذلك هنا نجد أن مقلوب أو معكوس العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله وهو : 632632 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
632632 = 7 × 90376
إذن العدد ينقسم على سبعة بالاتجاهين هوومقلوبه . ويستمر هذا النظام ليشمل سور القرآن وسنوات نزوله أيضاً .
سور القرآن وسنوات نزول القرآن
العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن هو : 23114 ، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة :
23114 = 7 × 3302
ومقلوب العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو : 41132 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
41132 = 7 × 5876(1/26)
إذن العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن يقبل القسمة على سبعة هوومقلوبه . وكما نلاحظ جميع الأعداد السابقة جاءت الأكبر فالأصغر دائماً . أي أننا نصف العدد الأكبر على اليمين ثم يليه الرقم الأصغر على يساره . والعجيب فعلاً أن هذه الأعداد الثلاثة جاءت مراتبها متدرجة 7ـ6ـ5 ، أي :
العدد 1146236 يتألف من 7 مراتب
العدد 236236 يتألف من 6 مراتب
العدد 23114 يتألف من 5 مراتب
وبالتالي تكون مراتب هذه الأعداد 7ـ6ـ5 تشكل عدداً هو 567 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
567 = 7 × 81
إن هذا الترابط المذهل مع الرقم 7 لسور القرآن وآياته وسنوات نزوله يدلّ دلالة قطعيَّة أن في القرآن نظامًا رقميًا مُحكمًا , لا يستطيع البشر ولواجتمعوا أن يأتوا بمثل هذا النظام .
والآن لندخل إلى كلمات القرآن , لندرك أن كلماته تسير وفق نظام مُحكَم , ويكفي أن نتدبَّر أول كلمة وآخر كلمة في القرآن من حيث الترتيب, ومن حيث النُّزول لندرك شيئًا من هذا النظام .
القرآن مُحكَم ترتيبًا ونزولاً
كما نعلم جميعًا ترتيب سور القرآن الذي بين أيدينا يختلف عن ترتيب نزول هذه السور, ولكن هل يبقى النظام قائمًا ؟
إن أول كلمة بدأ بها القرآن هي ?بسم? في قول الحقّ عزَّ وجلَّ في الآية الأولى من الكتاب : ? بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? [الفاتحة : 1/1], أما آخر كلمة خُتم بها كتاب الله فهي ?الناس? , في قوله تعالى : ?من الجِنّة والناس? [الناس : 114/6] , وهي آخر آية في القرآن .
أول كلمة وآخر كلمة ترتيباً
والحقيقة الثابتة أن كلمة ?بسم? نجدها مكررة في القرآن 22 مرة, وكلمة ?الناس? نجدها قد تكررت في كتاب الله 241 مرة . لنكتب هذه الأرقام ونرى النظام السباعي فيها :
أول كلمة في القرآن آخر كلمة في القرآن
22 241
عندما نَصُفُّ هذين العددين نحصل على عدد جديد هو 21422 من مضاعفات الرقم سبعة :
24122 = 7 × 3446(1/27)
إذن ترتبط أول كلمة وآخر كلمة في القرآن برباط وثيق يعتمد على الرقم 7 ولكن ما هي أول كلمة وآخر كلمة نزولاً ؟
أول كلمة وآخر كلمة نزولاً
إن أول كلمة نزلت من القرآن هي ?اقرأ? , في قوله تعالى : ?اقرأ باسم ربك الذي خلق? [العلق : 96/1] , وهذا دليل على أن الإسلام هودين العلم . أما آخر كلمة نزلت فهي ?لا يُظْلَمُونَ? في قول الحق تبارك وتعالى : ?وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? [البقرة : 2/281] .
نطبق النظام السابق ذاته, ولكن مع مراعاة تسلسل كلمات القرآن, فكلمة ?اقرأ? نجدها في القرآن بعد كلمة ?يُظْلَمُونَ? وسرّ هذا التسلسل هولبقاء النظام الرقمي قائمًا وشاهدًا على قدرة الله تعالى, وأن كل كلمة في هذا القرآن هي من عند الواحد الأحد الذي نظّم كل شيء في القرآن كما نظّم كل شيء في الكون .
كلمة ?يُظْلَمُونَ? تكررت في القرآن 15 مرة , والعجيب أنها دائمًا مسبوقة بـ ?لا? , أي ?لا يُظْلَمُونَ? وهذا دليل على أن الإسلام دين العدل , وقد وضع الله تعالى هذه الآية قبل آية ?اقرأ? ليدلنا على مدى حرص الحقّ تعالى على العدل , وأن الله لا يظلم الناس شيئًا , فقد حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرمًا , لذلك كل كلمة من كلمات القرآن نجدها موضوعة بدقة شديدة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها لغويًا ورقميًا .
إذن أول كلمة نزلت من القرآن هي ?اقرأ? وفي هذه الكلمة إشارة إلى العلم ، وآخر كلمة نزلت من القرآن هي ?لا يُظْلَمُونَ? وفي هذه الكلمة إشارة إلى العدل ، ونحن نعلم أن أي حضارة لا تستمر إلا إذا تحقق العلم والعدل فيها ، وهذا ما جاء به كتاب الله تعالى !
كلمة ?اقرأ? نجدها قد تكررت في القرآن كله 3 مرات . والآن نكتب تكرار هاتين الكلمتين في القرآن حسب تسلسلهما حيث نجد أن آخر كلمة نزلت من القرآن موجودة قبل أول كلمة نزلت من القرآن :(1/28)
آخر كلمة نزلت من القرآن أول كلمة نزلت من القرآن
15 3
والمذهل أن العدد 315 من مضاعفات الرقم 7 :
315 = 7 × 45
نظام لنواتج القسمة على 7
ليس هذا فحسب بل هنالك علاقة بين هذه الكلمات ترتيبًا ونزولاً, فكما رأينا ناتج القسمة لتكرار أول كلمة وآخر كلمة ترتيبًا هو : 3446 , وناتج القسمة لتكرار أول كلمة وآخر كلمة نزولاً هو : 45 , والعجيب أن هذين العددين كيفما صففناهما نجد عددًا من مضاعفات الرقم 7 :
3446 45 = 7 × 64778
45 3446 = 7 × 49235
وكأن البارئ عزَّ وجلَّ يريد أن يخاطب البشر جميعًا : عندما تدرك أيها الإنسان النظام المحكم الذي تسير وفقه هذه الآيات والسور والكلمات والأحرف, وعندما ترى الحقائق الرقمية وأساسها الرقم 7 , يجب عليك أن تدرك عندها أن هذا النظام مُنَزّل من خالق السماوات والأراضين السبع, وأنّ هذا القرآن هوحقّ من عند الله تعالى, وأن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل هذا النظام المُعجز, فهل يخشع قلبك لله تعالى أمام عظمة هذا البناء المُحكَم ؟
وإنا له لحافظون
إن دراسة آيات القرآن الـ 6236 مهمَّة صعبة وطويلة وتحتاج لمئات الأبحاث العلمية ، ولكن يكفي أن ندرك شيئاً من إعجاز الله في آياته من خلال بعض الآيات ذات الدلالة العظيمة مثل آية حفظ القرآن ، والتي تعهد فيها الله تعالى بحفظ كتابه الذي سماه بالذكر وقال : ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ? [الحجر : 15/9] .
وسوف نرى في كل آية من هذه الآيات معجزة رقمية مبهرة ، ونؤكد بأن جميع آيات القرآن معجزة من الناحية اللغوية والعلمية والرقمية ، وهنالك من وجوه الإعجاز ما لا يعلمه إلا الله تعالى . في هذه الآية تناسقات مذهلة مع الرقم سبعة الذي يمثل أساس بناء القرآن الكريم . وسوف نرى توافقات عجيبة وعجيبة جداً مع هذا الرقم ، إن هذه الأنظمة الرقمية سوف تختل وتنهار لو تغير حرف واحد في الآية ، حتى في طريقة كتابتها .(1/29)
فمثلاً كلمة (لحافظون) كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا ?لحفظون? وهذه الألف لو أُضيفت لاختل البناء الرقمي للآية ، فتأمل دقة كلام الله تعالى ودقة كل حرف من حروف كتابه !
قبل أن ندخل في رحاب هذه الآية نود أن نشير إلى أن واو العطف تعتبر كلمة مستقلة عما قبلها وما بعدها في أبحاث الإعجاز الرقمي ، وذلك لأنها تكتب بشكل منفصل عما قبلها وما بعدها .
ارتباط أول كلمة وآخر كلمة
في هذه الآية الكريمة أول كلمة هي ?إِنَّا? وآخر كلمة هي ?لَحَفِظُونَ? لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 6
إن العدد الذي يمثل حروف أول كلمة وحروف آخر كلمة هو 63 من مضاعفات الرقم سبعة ، فهو يساوي سبعة في تسعة:
63 = 7 × 9
والرقم 9 الناتج هو رقم هذه الآية في القرآن الكريم ! فتأمل هذا التوافق مع الرقمين 9 و 7 وجداءهما 63 وهو عمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
توزع أول حرف
أول حرف في هذه الآية هو الألف وآخر حرف فيها هو النون ، وسوف نرى كيف تتوزع الكلمات التي تحتوي على هذين الحرفين بنظام بديع يقوم على الرقم سبعة .
نكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة التالية :
الرقم 1 للكلمة التي تحوي حرف الألف .
الرقم 0 للكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف .
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
1 0 1 1 0 1 0 0
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حرف الألف هو : 00101101 من مضاعفات الرقم سبعة :
101101 = 7 × 14443
توزع آخر حرف
ننتقل الآن إلى حرف النون ونكتب الآية من جديد وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة السابقة ذاتها ولكن مع حرف النون :
الرقم 1 للكلمة التي تحوي حرف النون .
الرقم 0 للكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف .
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
1 1 1 0 0 1 0 1(1/30)
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حرف النون هو 10100111 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
10100111 = 7 × 1442873
والنتيجة أن أول حرف في الآية يتوزع على كلمات الآية بنظام يتناسب مع الرقم سبعة ، وكذلك آخر حرف في الآية يتوزع على كلمات الآية بنظام يقوم على الرقم سبعة ! هل هذه مصادفة ؟
حروف الآية
إن عدد أحرف هذه الآية كما رُسمت في القرآن هو 28 حرفاً بعدد الحروف الأبجدية التي هي لغة القرآن وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي 28= 7 × 4 . والعجيب حقاً هو الطريقة التي توزعت بها هذه الحروف في كلمات الآية . لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 3 5 5 1 3 2 6
إن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية مصفوفاً هو : 62315533من مضاعفات الرقم سبعة :
62315533 = 7 × 8902219
وسبحان الله . . . آية تتحدث عن حفظ القرآن ، ويأتي مجموع حروفها 28 مساوياً لعدد حروف الهجاء في القرآن والذي هو من مضاعفات السبعة ، ويأتي مصفوف حروفها متناسباً مع الرقم سبعة ! ! ! فهل هذه مصادفة ؟
في هذه الآية ارتباط مذهل مع أول آية من كتاب الله تعالى ، وإلى بعض هذه التوافقات مع الرقم سبعة .
ارتباط مع أول آية من القرآن
سوف نرى ترتيباً مذهلاً لأرقام وكلمات هذه الآية وكيف ترتبط بشكل سباعي مع أول آية: ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? [الفاتحة : 1/1] .
ارتباط أرقام الآيتين
يرتبط رقم أول آية في القرآن وهو 1 مع رقم هذه الآية 9 :
أول آية من القرآن آية حفظ القرآن
رقمها 1 رقمها 9
إذا قمنا بصفّ هذين الرقمين فسوف نحصل على الرقم 91 من مضاعفات السبعة :
91 = 7 × 13
ارتباط الكلمات
عدد كلمات آية البسملة 4 وعدد كلمات آية حفظ القرآن هو 8 :
أول آية من القرآن آية حفظ القرآن
كلماتها 4 كلماتها 8(1/31)
والعدد الناتج من صفّ هذين الرقمين والذي يمثل كلمات أول آية من القرآن وكلمات آية حفظ القرآن هو 84 ةهذا العدد من مضاعفات الرقم السبعة :
84 = 7 × 12
ارتباط رقم السورة ورقم الآية
رقم سورة الفاتحة هو 1 ورقم البسملة فيها 1 أيضاً ، ورقم سورة الحِجر حيث وردت آية حفظ القرآن هو 15 ورقم الآية 9 :
أول آية من القرآن آية حفظ القرآن
رقم السورة رقم الآية رقم السورة رقم الآية
1 1 15 9
لدى صفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا عدد من مضاعفات السبعة :
91511 = 7 × 13073
ارتباط مع آيات القرآن
عدد آيات القرآن الكريم 6236 آية ورقم هذه الآية 9 ، لنكتب هذين الرقمين :
عدد آيات القرآن رقم آية حفظ القرآن
6236 9
وعند صف الرقمين يتشكل العدد 96236 من مضاعفات السبعة مرتين:
96236 = 7 × 7 × 1964
والهدف من القسمة على سبعة مرتين هو للتأكيد من الله تعالى على حفظ كتابه المجيد .ولكي نبعد أي احتمال للمصادفة ندرس التناسب مع سور القرآن ، إذ أن المصادفة لا يمكن أن تتكرر بتمامها مع آيات القرآن ثم مع سور القرآن ويأتي العدد متناسباً مع العدد سبعة مرتين .
ارتباط مع سور القرآن
فعدد سور القرآن الكريم هو 114 ورقم هذه الآية هو 9 :
عدد سور القرآن رقم آية حفظ القرآن
114 9
وبصفّ الرقمين نجد العدد 9114 من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً :
9114 = 7 × 7 × 186
وتأمل معي كيف جاءت الأعداد لتقبل القسمة على سبعة مرتين متتاليتين وهكذا لو تغير رقم هذه الآية أو عدد السور أو الآيات لانهار هذا النظام الرقمي بالكامل ، وهذا دليل على أن ترقيم آيات القرآن هو أمر إلهي لا يجوز المساس به ولا يجوز تغييره .
إن هذه المعادلات تدل على أن الله تعالى قد اختار لهذه الآية الرقم 9 ليدلنا على أنه قد حفظ كل سورة وكل آية في القرآن ، لذلك جاء رقم الآية مع آيات القرآن وسوره متناسباً مع الرقم !
مع الحروف المميزة(1/32)
الحروف المميزة في القرآن 14 حرفاً وهي في أوائل بعض السور ، والعجيب أن هذه الآية تحتوي على نصف هذا العدد أي سبعة أحرف مميزة وهي : (ا ، ن ، ح ، ل ، ك ، ر ، هـ) . العجيب أن هذه الحروف السبعة تتوزع بشكل يقوم على الرقم سبعة .
توزع الكلمات المميزة في الآية
في هذه الآية سبع كلمات تحتوي على أحرف مميزة ، لنكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة الآتية :
الرقم 1 للكلمة التي تحوي حروفاً مميزة .
الرقم 0 للكلمة التي لا تحتوي على هذه الحروف .
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
1 1 1 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حروفاً مميزة في الآية هو : 11101111 وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة ومجموع أرقامه هو سبعة :
11101111 = 7 × 1585873
وسبحان الله ! آية تتحدث عن حفظ القرآن فيها سبع كلمات مميزة ، وتحتوي على سبعة أحرف مميزة ، وقد توزعت هذه الكلمات السبع بنظام يقوم على الرقم سبعة ، وتوزعت الحروف المميزة السبعة بنظام يقوم على الرقم سبعة ، هل هذا العمل بمقدور البشر ؟
مزيد من العجائب
عندما نقوم بعد حروف الآية تراكمياً ، أي باستمرار نجد عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً . لنكتب الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها :
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 6 11 16 17 20 22 28
العدد الذي يمثل حروف الآية تراكمياً هو : 28222017161163 ، يتألف هذا العدد من 14 مرتبة ، أي 7 × 2 ، ومجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة :
3+6+1+1+6+1+7+1+0+2+2+2+8+2= 42=7×6
ومصفوف أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة :
28222017161163 = 7 × 4031716737309
وهكذا رحلة الإعجاز الرقمي في كتاب الله لا نهاية لها ، فالقرآن العظيم هو عبارة عن 6236 آية ، ويمكن القول وبثقة تامة:(1/33)
إن كل آية من آياته تشكل بناء معجزاً للبشر ، فهو كتاب مُعجز كجملة واحدة ، ومعجزٌ بسُوَرِهِ ومُعجز بآياته ، ومُعجز بكلماته وحروفه .
والآن وبعدما رأينا بعضاً من ملامح البناء العددي لآيات القرآن الكريم ، وقبل رؤية المزيد من عجائب هذا القرآن ، لابدَّ من الاجابة عن سؤال مهم وهو : كيف يمكن للقلب أن يطمئن إلى نتائج أبحاث الإعجاز العددي في القرآن الكريم ؟
من خلال البحث الآتي سوف نحاول وضع الأسس والقواعد السليمة علمياً وشرعياً للبحث في هذا اللون من ألوان الإعجاز القرآني . هذه الأسس والقواعد هي بمثابة ضوابط لهذا العلم يجب على من يبحث فيه أن يلتزم بها ، وكذلك هي ضوابط يستطيع من خلالها القارئ أن يميز بين البحث الصحيح وغير الصحيح ، وهذه الضوابط تمكِّن القارئ من الحكم بنفسه على أي بحث في الإعجاز العددي بالقبول أو الرفض .
ويجب أن نتذكر دائماً بأن المؤمن الحريص على كتاب ربه يجب عليه أن يتحرى الحق أينما وُجد ، وألا يتسرَّع في قبول أي بحث قرآني تحت اسم (الإعجاز) قبل أن يتثبَّت ويتأكد من مصداقية النتائج الواردة فيه ، ليبنيَ عقيدتَه على أُسُس متينة ، وليكونَ إيمانُه قوياً وثقتُه بهذا القرآن كبيرة .
البحث الثاني
ضوابط الإعجاز الرقمي
في القرآن الكريم
لنبدأ بطرح كل التساؤلات والإنتقادات التي أُثيرت مؤخراً حول موضوع الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم ، ونجيب عنها بكل صراحة ووضوح .
ومن هذه التساؤلات : ماهي الفوائد من دراسة الإعجاز الرقمي ؟ وهل هنالك علاقة بين الأرقام وعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ؟ وما هي قصة رشاد خليفة وانحرافاته ؟ وماذا عن حساب الجُمَّل ؟ وماذا عن قراءات القرآن العشر وهل فيها إعجاز رقمي ؟
سوف نحاول أيضاً من خلال الصفحات الآتية وضع ضوابط لهذا العلم الناشئ ، هذه الضوابط هي الأساس العلمي والشرعي الذي اعتمدنا عليه في استنباط الحقائق الرقمية الثابتة في كتاب الله عزَّ وجلَّ .
مقدمة(1/34)
بيّنت الدراسة والبحث المنهجي لآيات القرآن الكريم أن التناسق والإحكام لايقتصر على معاني ودلالات الكلمات فحسب ، إنما هنالك تناسق في أعداد هذه الكلمات وتكرار حروفها . فإذا ما نظرنا إلى هذا الكتاب العظيم على أنه بناء مُحكَم من الحروف ، سوف نستنتج أن الله جل وعلا كما رتَّب كل ذرة في هذا الكون بنظام مُحكَم ودقيق ، كذلك رتَّب كل حرف في هذا القرآن بتناسق مُحكَم ودقيق .
وهذا هو موضوع بحثنا في رحاب حروف وكلمات كتاب الله تعالى ، واستخراج العلاقات الرقمية والتناسقات العددية ، لهذه الكلمات والحروف ، والتي أثبت البحث الطويل أنها تقوم على الرقم سبعة . وأن التناسق مع الرقم سبعة له مدلول كبير ، وهو أن هذا القرآن صادر من ربّ السماوات السبع سبحانه ، وأن الله تعالى قد حفظ كتابه من التحريف ، وأنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن ، بمثل ألفاظه ومعانيه أو بمثل أعداد كلماته وحروفه .
ولكن قبل أن نبدأ رحلتنا في رحاب الرقم سبعة نودُّ أن نجيب عن الأسئلة التي قد تخطر ببال من يقرأ هذه الموسوعة في الإعجاز الرقمي ، لا سيما أن هذا العلم الناشئ قد تعرَّض في بداياته إلى شيءٍ من الخطأ والمبالغة والغلوّ . وقد شاهدنا بعض الانحرافات من بعض من استغلّ الأرقام لأهداف شيطانية ، فأساء لهذا العلم البريء من أمثال هؤلاء .
شبهات وانحرافات
شُبهات كثيرة أُثيرت ولا تزال حول موضوع الإعجاز العددي في القرآن الكريم ، فبعضهم يعتقد أن لا فائدة من دراسة الأرقام القرآنية ، باعتبار أن القرآن الكريم كتاب هداية وتشريع وأحكام ، وليس كتاب رياضيات وأرقام !(1/35)
ومن العلماء من يعتقد أن إعجاز القرآن إنما يكون ببلاغته ولغته وبيانه ، وليس بأرقامه ! ويتساءل بعض السادة القرّاء حول مصداقية كتب الإعجازالرقمي ، ومدى صِدق النتائج التي تقدمها أبحاث هذا النوع من الإعجاز . والعجيب أن الأمر قد تطور لدى بعض المعارضين إلى إنكار الإعجاز العددي برمّته بسبب عدم اقتناعهم بوجود علاقات رقمية في كتاب الله تعالى .
ولكن لماذا ينأى علماء المسلمين بأنفسهم عن علم الرياضيات في القرآن ؟ وهل هنالك أحكام مسبقة تجاه هذا العلم بسبب بعض الانحرافات والأخطاء التي وقع بها (رشاد خليفة) أول من تناول هذا الموضوع منذ ربع قرن وغيره ممن بحثوا في هذا المجال ؟
حول هذه التساؤلات سيكون لنا وقفات في هذا المبحث نجيب من خلالها عن بعض الانتقادات التي يواجهها الإعجاز الرقمي اليوم ، ونبيّن فيها ما لهذا العلم الناشئ من حقّ علينا ، ونبيّن كذلك الأشياء الواجب على من يبحث في هذا الجانب الإعجازي أن يلتزم بها أو يبتعد عنها .
وسوف نطرح جميع الانتقادات بتجرّد ، ونجيب عنها بإذن الله بكل صراحة . وسيكون الدافع من وراء ذلك هو الحرص على كتاب الله سبحانه تعالى ، وإظهار الحقّ والحقيقة ، ونسأل الله أن يلهمنا الإخلاص والصواب . ونبدأ بهذا السؤال :
ماهي قصة رشاد خليفة ؟
منذ أكثر من ألف سنة بحث كثير من علماء المسلمين في الجانب الرقمي للقرآن الكريم ، فعدُّوا آياته وسورَه وأجزاءَه وكلماته وحروفَه . وغالباً ما كانت الإحصاءات تتعرض لشيء من عدم الدقة بسبب صعوبة البحث . وإذا تتبعنا الكتابات الصادرة حول هذا العلم منذ زمن ابن عربي وحساب الجُمَّل ، وحتى زمن رشاد خليفة ونظريته في الرقم 19 ، لوجدنا الكثير من الأخطاء والتأويلات البعيدة عن المنطق العلمي .(1/36)
لقد استغلّ الدكتور رشاد بعض الحقائق الرقمية الصحيحة والواردة في كتاب الله تعالى ، والمتعلقة بالرقم 19 ، واعتبر أن القرآن كلَّه منظَّم على هذا الرقم . ولكن اتّضح فيما بعد زَيْف ادعائه وكَذِب نتائجه ، وتبيّن بأن معظم الأرقام التي ساقها في كتابه (معجزة القرآن الكريم) بعيدة عن الصواب .
ومن أهم الأمثلة التي ذكرها في بحثه وبنى عليها دراسته ، أن أول آية في القرآن : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ، تتكرّر كلماتُها في القرآن عدداً من المرّات من مضاعفات الرقم 19 . وقد ثَبُت أن هذا الكلام غير دقيق .
فهو يقول بأن كلمة : ?بِسْمِ? وأصلها ?اسم? قد وردت في القرآن كله 19 مرة ، والصواب أنها وردت 22 مرة ، وهذا العدد ليس من مضاعفات الرقم 19 .
ويقول بأن كلمة ?الله? وردت في القرآن 2698 مرة ، أي 19×142 ، وهذا العدد غير دقيق أيضاً ! والصواب أن كلمة ?الله? عزّ وجلّ تكررت في القرآن كلّه 2699 مرة ، وهذا العدد لاينقسم على 19 .
أما قوله بأن كلمة ?الرَّحْمنِ? وردت في القرآن 57 مرة ، أي 19×3 فهذا صحيح .
وقوله بأن كلمة ?الرَّحِيمِ? وردت 114 مرة ، أي 19×6 ، فهذا غير صحيح ، والحقيقة أن هذه الكلمة تكررت في القرآن كله 115 مرة . إذن ، قدّم رشاد رقماً واحداً صحيحاً من أصل أربعة أرقام ، وهكذا يفعل مع بقية الأرقام التي قدّمها ، فتجد أنه يسوق رقماً صحيحاً ويخلط به عدة أرقام ليجعلها جميعاً من مضاعفات الرقم 19 . وبالتالي يمكن اعتبار النظرية غير صحيحة .
لقد حصل رشاد خليفة على نتائج مهمة في إعجاز الرقم 19 . فقد اكتشف ملامح لبناء يقوم على هذا الرقم ، فعدد سور القرآن هو 114 سورة وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 . وكذلك عدد حروف أول آية في القرآن هو 19 حرفاً .
وعدد حروف القاف في سورة (ق) هو 57 حرفاً ، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 أي يساوي 19×3 . وكذلك عدد حروف الياء والسين في سورة (يس) هو 285 حرفاً أي 19×15 .(1/37)
ولكنه تسرَّع ونسي بقية الأعداد القرآنية وعلى رأسها الرقم سبعة ، وقدَّم إحصائيات عن الحروف المقطعة أو المميزة في أوائل السور ، ونتيجة هذه الإحصائيات أن جميع هذه الحروف تتكرر بشكل يتناسب مع الرقم 19 ، وتبين فيما بعد أن هذه الإحصائيات غير صحيحة ، بل قدَّم أرقاماً بعيدة كثيراً عن الحقيقة ، وهدفه من وراء ذلك ليبهر الناس باكتشافاته .
كما أنه تجاوز الحدود بمحاولة حسابه لموعد قيام الساعة الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ! وقام بحساب كل حرف من الحروف الواردة في أوائل بعض السور وهي الحروف المميزة (أو المقطعة كما يسميها البعض) ، وفقاً لحساب الجُمَّل ، هذا الحساب الذي لا يستند إلى أي أساس علمي ، وجمع ثم طرح على طريقته ليخرج من ذلك بتحديد موعد يوم القيامة عام 1710 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 !!!
ماذا عن بقية الباحثين ؟
إن معظم الباحثين الذين اعتمدوا الرقم 19 أساساً لأبحاثهم ، قد وقعوا في خطاٍ غير مقصود ، إما في عدّ الحروف ، وإما في منهج الحساب . وهذا لايعني بأن التناسقات العددية القائمة على العدد 19 ليست موجودة ، بل إننا نجد إعجازاً مذهلاً لهذا الرقم الذي ذكره الله تعالى في قوله : ?عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ? [المدثر : 74/30] .
كما أن هنالك أرقاماً أخرى جاء فيها التناسق مثل الرقم 11 الذي يشير إلى وحدانية الله تعالى . لأنه عدد أولي لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد وهو يتألف من 1 و 1 .
ومن عجائب أرقام القرآن أن كلمة ?الشهر? قد تكررت في القرآن كله 12 مرة بعدد أشهر السنة ؟ أما كلمة ?اليوم? فقد تكررت في كتاب الله تعالى 365 مرة بعدد أيام السنة ؟
وقد جاء عدد مرات ذكر كلمة ?الدنيا? في القرآن كلّه مساوياً لعدد مرات ذكر كلمة ?الآخرة? ، وقد تكررت كل كلمة من هاتين الكلمتين 115 مرة بالتمام والكمال !(1/38)
ويمكن القول بأن معظم الباحثين الموجودين حالياً في العالم الإسلامي يتمتعون بالإخلاص إن شاء الله تعالى ، وإن صدرت منهم بعض الهفوات أو الأخطاء الحسابية فذلك بسبب صعوبة البحث في هذا الوجه الإعجازي الحديث . وبسبب عدم وجود مراجع أو ضوابط في هذا العلم . ونأمل منهم أن يتحرّوا المنهج العلمي الثابت والمدعوم بآلاف النتائج الرقمية التي تُثبت نتائجهم بشكل قاطع .
هذا . وإن الذي يطلع على ما كُتب في الإعجاز العددي يلاحظ عدداً ضخماً من النتائج التي وصل إليها الباحثون في هذا العلم . ولكن نرى أن هذه النتائج قد خُلطت بنتائج أخرى تعتمد على المصادفة والاحتمالات . ومن الصعب جداً على القارئ العادي التمييز بينها ، وهنا تكمن المشكلة .
فنجد أن القارئ العادي يأخذ جميع هذه النتائج على أنها معجزات ! بينما القارئ الحذر غالباً ما يعتبر أن هذه النتائج هي محض مصادفات . ونحن لسنا مع كلا الطرفين .
بل يجب على المؤمن أن يتحرى الحقَّ أينما وُجد ويأخذ به ، وفي الوقت نفسه يبحث عن الأخطاء ويتجنّبها .
وقد يكون من أهم الأخطاء التي يقع فيها من يبحث في هذا العلم ، ما يُسمّى بالترميزات العددية ، أي إبدال كل حرف من حروف القرآن الكريم برقم ، وجمع الأرقام الناتجة بهدف الحصول على توافق مع رقم ما ، أو للحصول على تاريخ لحدث ما . وقد يكون من أكثر أنواع التراميز شيوعاً ما سُمّي بحساب الجُمّل .
ماذا عن حساب الجُمّل ؟
دأب كثير من الباحثين على إقحام حساب الجُمّل في كتاب الله تعالى ، فما هي حقيقة هذا النوع من الحساب ؟ وهل قدّم حساب الجُمَّل نتائج علمية صحيحة ؟
يُعتبر هذا النوع من الحساب الأقدم بين ما هو معروف في الإعجاز العددي . ويعتمد على إبدال كل حرف برقم ، فحرف الألف يأخذ الرقم 1 ، وحرف الباء 2 ، وحرف الجيم 3 ، وهكذا وفق قاعدة أبجد هوّز .(1/39)
وإنني أوجه سؤالاً لكل من يبحث في هذه الطريقة : ما هو الأساس العلمي لهذا الترقيم ؟ وأظن بأنه لا يوجد جواب منطقي وعلمي عن سبب إعطاء حرف الألف الرقم 1 ، وحرف الباء الرقم 2 ، . . . لماذا لايكون الباء 3 أو 4 مثلاً ؟
فتجد أحدهم يقول إن جُمَّل كلمة (البيِّنة) هو 98 ، أي لو أعطينا لكل حرف من حروف هذه الكلمة رقماً يساوي قيمته في حساب الجمل وجمعنا الأرقام نجد العدد 98 وهذا هو رقم سورة البيِّنة في المصحف . وينطبق هذا الحساب على كلمة الحديد التي مجموع حروفها في حساب الجمَّل هو 57 وهذا هو رقم سورة (الحديد) في القرآن .
ولو أن الحال استمر على هذا المنهج لكانت النتائج مقبولة وليس هنالك أي احتمال للمصادفة ، ولكن لدينا في المصحف 114 سورة ، ووجود توافق ما لسورتين فقط هو أمر تتدخل فيه المصادفة بشكل كبير .
وعندما حاول بعضهم دراسة بقية السور لم تنضبط حساباته مع أرقام السور ، لذلك فقد لجأ إلى تغيير المنهج وذلك مع سورة (النمل) التي رقمها في المصحف هو 27 . ولكن هذه الكلمة في حساب الجمَّل تساوي 151 وهذا الرقم بعيد جداً عن رقم السورة . فلجأ هذا الباحث إلى عدد الآيات لسورة النمل وهو 93 وكان هذا الرقم بعيداً أيضاً عن جُمَّل الكلمة ، فجمع رقم السورة مع عدد آياتها ليحصل على العدد 27+93 = 120 وهذا الأخير أيضاً بعيد عن قيمة الكلمة .
فحذف من كلمة (النمل) التعريف لتصبح غير معرفة هكذا (نمل) ، وكانت المفاجأة بالنسبة له وجود تطابق بين جُمَّل كلمة (نمل) وهو 120 وبين مجموع رقم سورة النمل وعدد آياتها وهو 120 أيضاً .
والسؤال هنا : هل يُسمح للباحث بسلوك مناهج متعددة أو حذف حروف من أسماء السور للحصول على توافقات معينة ؟ وهل يُسمح له أثناء تعامله مع كتاب الله تعالى أن يجمع عدد الآيات مع رقم السورة مرة ، ثم يكتفي برقم السورة مرة ثم يأخذ اسم السورة كما هو مرة وفي الأخرى يحذف حروفاً من هذا الاسم ؟؟(1/40)
إن هذا الحساب لم يقدّم أية نتائج إعجازية ، وإن كنا نلاحظ أحياناً بعض التوافقات العددية الناتجة عن هذا الحساب عن طريق المصادفة . ولكن إقحام حساب الجمّل في كتاب الله تعالى ، قد يكون أمراً غير شرعي ، وقد لا يُرضي الله تعالى .
لذلك فالأسلم أن نبتعد عن هذا النوع وما يشبهه من ترميزات عددية للأحرف القرآنية ، والتي لا تقوم على أساس علمي أوشرعي ، حتى يثبُت صِدْقُها يقيناً . وينبغي علينا أن نعلم بأننا نتعامل مع أعظم وأقدس كتاب على وجه الأرض .
ما فائدة الإعجاز العددي ؟
قد يقول بعضهم ما الفائدة من دراسة لغة الأرقام في القرآن الكريم لاسيما أن هناك علوماً قرآنية كالفقه والعبادات والأحكام والقصص والتفسير جديرة بالاهتمام أكثر ؟
أولاً وقبل كل شيء يجب أن نبحث عن منشأ الاتجاه السائد لدى شريحة من الناس ، ومنهم علماء وباحثون ، للتقليل من شأن المعجزة الرقمية في القرآن الكريم . فنحن نعلم جميعاً الأهمية الفائقة للغة الأرقام في العصر الحديث ، حتى يمكن تسمية هذا العصر بعصر التكنولوجيا الرقمية ، فقد سيطرت لغة الرقم على معظم الأشياء التي نراها من حولنا . وبما أن القرآن هو كتاب صالح لكل زمان ومكان فلابدّ أن نجد فيه إعجازاً رقمياً يتحدّى كل علماء البشر في القرن الواحد والعشرين .
فالذين يظنون بأنه لا فائدة من الإعجاز الرقمي ، إنما هم بعيدون عن تطورات العصر ، وغالباً ليس لديهم اختصاص في الرياضيات . والغريب : كيف يمكن لإنسان لم يدرس الرياضيات أن ينتقد معجزة رياضية في كتاب الله تعالى أو ينكر هذه المعجزة الثابتة ؟ ! !
الإعجاز العددي هو أسلوب جديد في كتاب الله يناسب عصرنا هذا ، الهدف منه هو زيادة إيمان المؤمن كما قال تعالى : ?وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً? [المدثر : 74/31] .(1/41)
هذه المعجزة هي وسيلة أيضاً لتثبيت المؤمن وزيادة يقينه بكتاب ربه لكي لا يرتاب ولا يشك بشيء من هذه الرسالة الإلهية الخاتمة ، كما قال تعالى :?وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ? .
ولكن الذي لا يؤمن بهذا القرآن ولا يقيم وزناً لهذه المعجزة ما هو ردّ فعل شخص كهذا ؟ يخبرنا البيان الإلهي عن أمثال هؤلاء وردّ فعلهم : ?وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً? . هذا هو حال الكافر يبقى على ضلاله حتى يلقى الله تعالى وهو على هذه الحال .
مبالغات يجب الابتعاد عنها
يُلاحظ على معظم الباحثين في الإعجاز العددي أنهم يركزون بحثهم في الأرقام ، ويضخّمون حجم النتائج التي وصلوا إليها ، ويُغفلون بقية جوانب الإعجاز القرآني ، كالإعجاز البلاغي والتشريعي ، أليس في ذلك مبالغة ينبغي الابتعاد عنها ؟
إن هذه الملاحظة موجودة فعلاً ، ولها ما يبرِّرها ! فالبحث عن معجزة رقمية في كتابٍ هو القرآن لا يحوي أية معادلات أو أرقام باستثناء أرقام السور والآيات ، هذه المهمة صعبة للغاية ، وتتطلب من الباحث أن يكرِّس كل وقته وجهده وعمله لهذا البحث الشائك .
وتزداد المهمة صعوبة إذا علمنا أنه لا توجد مراجع لهذا العلم الناشئ . ومع ذلك فإنني على يقين بأن معجزات القرآن لا تنفصل عن بعضها . فالإعجاز العددي تابع للإعجاز البلاغي ، وكلاهما يقوم على الحروف والكلمات . وقد تقودنا معاني الآيات إلى اكتشاف معجزة عددية !
وعلى كل حال ينبغي على من يبحث في الإعجاز العددي أن يهتم ويستفيد من بقية وجوه الإعجاز القرآني ، ويدرك بأن المعجزة الرقمية ماهي إلا جزء يسير من بحر إعجاز كتاب الله تعالى .
الإعجاز العددي : هل يصرف المؤمن عن معاني ودلالات الآيات ؟(1/42)
ولكن بعض علماء المسلمين يرون أن الاهتمام بعدّ كلمات وحروف القرآن قد يصرف المؤمن عن دلالات ومعاني الآيات ليهتدي بها إلى طريق الله تعالى !
هذا فهم خاطىء أيضاً ! فكيف يمكن للخالق العظيم جلّ جلاله أن يضع شيئاً في كتابه ليصرف الناس عن فهم آيات هذا الكتاب ؟ ! ! إن كل حرف من حروف القرآن فيه معجزة لغوية وعددية تستحق التدبُّر والتفكُّر والتأمل .
وبما أن هذا القرآن صادر من عند الله تعالى فإن كل شيء فيه هو من عند الله ، ولا ينبغي لمؤمن حقيقي راسخ في العلم أن يقول إن هذه المعجزة لا تعنيني لأنني مؤمن أصلاً ، بل لسان حال المؤمن يقول دائما : ?آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا? [آل عمران : 3/7] .
إن تأمُّل كلمات القرآن وآياته وحروفَه من الناحية العددية يجعل المؤمن أكثر حفظاً واستحضاراً لهذه الآيات ، وهذا الكلام عن تجربة طويلة تتجاوز عشر سنوات مع الإعجاز الرقمي .
وبالرغم من أنني أنفق وقتاً طويلاً على دراسة وتأمُّل الإعجازات الرقمية ، إلا أنني لم أنصرف عن دلالات الآيات ، بل على العكس اكتسبتُ شيئاً جديداً وهو الدقة في تلاوة هذه الآيات ، والحرص على كل حرف من حروف القرآن ، وأن كتاب الله تعالى أعظم وأكبر مما كنت أتصور !
هذا وإن المؤمن الذي أحبَّ الله ورسوله وأصبح القرآن منهجاً له في حياته لا ينبغي له أن ينأى بنفسه عن علوم العصر وتطوراته . وحال المؤمن دائماً في لهفةٍ لجديد هذا القرآن وجديد إعجازه ، وما يُعلي شأن كلام الله وشأن هذا الدين . أما عن الأخطاء وبعض الانحرافات التي وقع بها بعض من بحثوا في لغة الأرقام القرآنية فيجب ألا تُثنيَنا عن دراسة هذا العلم الناشىء ، بل يجب أن تكون حافزاً لنا لمعرفة الأخطاء لينمكّن من تجنّبها .
هل يمكن للبشر أن يأتوابمثل هذه الإعجازات ؟(1/43)
وقد يسأل من ليس لديهم الخبرة والتجربة بعدّ الحروف وإحصاء الكلمات القرآنية ، أليس من السهل على أي إنسان أن يركّب جُمَلاً يراعي فيها تكرار الحروف ، إذن أين الإعجاز ؟
في كتاب الله عزّ وجلّ نحن أمام مقياسين : مقياس لغوي ومقياس رقمي . فلا نجد أي نقص أو خلل أو اختلاف في لغة القرآن وبلاغته من أوله وحتى آخره ، وفي الوقت نفسه مهما بحثنا في هذا الكتاب العظيم لا نجد أي اختلاف من الناحية الرقمية ، فهو كتاب مُحكم لغوياً ورقمياً .
إن محاولة تقليد القرآن رقمياً سيُخل بالجانب اللغوي ، فلا يستطيع أحد مهما حاول أن يأتي بكلام بليغ ومتوازن وبالوقت نفسه منظَّم من الناحية الرقمية ، سيبقى النقص والاختلاف في كلام البشر ، وهذا قانون إلهي لن يستطيع أحد تجاوزه ، وهذا مانجد تصديقاً له في قول الحقّ تبارك وتعالى : ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً? [النساء : 4/82] . أليس في هذه الآية دعوة لتأمّل التناسق في كلام الله تعالى ، وتمييزه عن الاضطراب والاختلاف الموجود في كلام البشر ؟ أليست هذه إشارة غير مباشرة لتدبُّر التناسق الموجود في كتاب الله تعالى من الناحية البيانيّة والعددية ؟
هل ينطبق الإعجاز العددي على قراءات القرآن العشر ؟
إن الأرقام في القرآن الكريم هي مثار خلاف عند كثير من العلماء والباحثين ، وعدد قراءات القرآن عشر ، وهذه قد تختلف من حيث عدد الآيات لكل سورة ، فكيف نسمي هذه الأرقام حقائق يقينيّة ، وهي قد تختلف من مصحف إلى آخر ؟(1/44)
والجواب عن هذه الشبهة نجده في قول الله عز وجل عن القرآن الكريم : ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً? [النساء : 4/82] . إذن في كتاب الله ليس هناك اختلاف ، بل تعدّد القراءات وتعدّد الأرقام ، وهذا يعني تعدّد المعجزات وزيادة في الإعجاز . ويمكنني أن أقول بأن الإعجاز الرقمي يشمل جميع قراءات القرآن ، ويشمل جميع كلماته وحروفَه وآياته وسورَه ، حتى النقطة في كتاب الله تعالى لها نظام مُعْجِزْ !
ولكن أبحاث الإعجاز العددي تقتصر حالياً على قراءة حفص عن عاصم وهو المصحف الإمام ، فهذه القراءة هي الأوسع انتشاراً في العالم الإسلامي وهي الموجودة بين أيدينا اليوم . وحتى نكتشف معجزة جديدة يجب علينا إجراء دراسة مقارنة لهذه القراءات من الناحية الرقمية ، والنتيجة المؤكدة لهذه الدراسة أن كل قراءة فيها معجزة خاصة بها . وأن وجود عدد من القراءات هدفه زيادة عجز البشر عن الإتيان بمثل هذا القرآن الذي قال الله عنه : ?قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً? [الإسراء : 17/88] .
ولكن يجب أن نعلم بأن هذه القراءات متشابهة تماماً باستثناء حروف معدودة ، ولكن طريقة اللفظ تتنوع من قراءة لأخرى تيسيراً من الله تعالى عالى عباده .
لذلك يمكن اعتبار أن النتائج العددية الصحيحة تنطبق بنسبة كبيرة على جميع روايات القرآن الكريم .
وينبغي على كل مؤمن أن يعلم بأن القرآن بجميع رواياته متناسق في ألفاظه ومعانيه ، وفي آياته وسوره ، وفي بيانه ودلالاته ، وفي عدد كلماته وحروفه . وقد يُخفي هذا التعدّد لقراءات القرآن معجزة عظيمة ، بيانيّة وعددية ، ولكن عدم رؤية المعجزة ، لا يعني أبداً أنها غير موجودة ، إنما يعني أن رؤيتنا نحن البشر محدودة .(1/45)
هل يوجد إعجاز عددي في لفظ كلمات القرآن ؟
وهنالك سؤال مهمّ : إلى أي حد تراعي أبحاث الإعجاز الرقمي لفظ كلمات القرآن ، إذ كما نعلم أن القرآن نزل مقروءاً وليس مكتوباً ؟
إن الذي يقرأ كتاب الله يرى أن عدد الحروف المرسومة لا يساوي عدد الحروف الملفوظة غالباً ، أي أن هناك تعدّداً في الأرقام ، وتتعدد هذه الأرقام أكثر إذا لفظنا كلمات الآية باستمرار أو كل كلمة بمفردها . وأن هنالك حروفاً تُكتب ولا تُلفظ ، وحروفاً أخرى تُلفظ ولا تُكتب .
ومن هنا يمكن استنتاج الحقيقة المهمة وهي أن المعجزة تشمل رسم الكلمات ولفظها معاً ! وهذا يزيد في الإعجاز . بل يجب أن نتساءل :
هل يوجد كتاب واحد في العالم يُقرأ على عشرة أوجه مثل القرآن ؟ ؟ فكيف إذا علمنا بأن كل قراءة من هذه القراءات تحوي معجزة رقمية مذهلة ؟ !
هل يمكن معرفة الغيب باستخدام الأرقام القرآنية ؟
وهنالك من يبالغ في مسألة الإعجازالعددي فيربط بعض الأرقام القرآنية بأحداث سياسية أو تاريخية كزوال إسرائيل وأحداث الحادي عشر من أيلول والتنبؤ بقيام الساعة ، ألا يُعتبر هذا أحد منْزلقات الإعجاز العددي ؟
إن المبالغات موجودة في كل العلوم ، حتى في تفاسير القرآن ! فقد تتعدد أراء العلماء حول تفسير بعض الآيات ، وقد نجد تفسيرات متناقضة لبعض آيات القرآن ، وقد نجد تفسيرات خاطئة أيضاً .
إن لغة الرقم هي اللغة التي نعبر بها عن الماضي والمستقبل ، فنحن نعبر عن التواريخ بالأرقام كما نعبر عن الأعمال التي سنقوم بها مثل السفر أو الاستعداد لموسم الحج أو لشهر رمضان بالأرقام أيضا . وقد قال تعالى : ?وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً? [الإسراء : 17/12] .(1/46)
واليوم يتنبَّأ علماء الفلك بموعد حدوث كسوف الشمس أو القمر بدقة تامَّة ، وهذا لا يُعدُّ أمراً محرّماً . نعم الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ، ولكن هنالك أشياء يمكن معرفتها بواسطة الحسابات ، مثل الثقوب السوداء التي لا يمكن رؤيتها مطلقاً ، ولكن يمكن حساب وتحديد بُعْدها عنا ، ومقدار جاذبيتها ، وسرعةحركتها بواسطة لغة الأرقام .
إذن المشكلة ليست في لغة الأرقام ، بل في استعمال هذه اللغة بشكل علمي صحيح ، فإذا جاء من يدّعي أنه استخرج من القرآن تاريخاً معيّناً أو حدثاً مستقبلياً ، فإن عليه أن يأتي بالبرهان العلمي اليقيني الذي لا يعارضُه أحد فيه .
ومن الأفضل تجنب الحديث بغير علم وبرهان عن الغيب ، وأن نتذكر قوله تعالى : ?وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ? [الأنعام : 6/59] .
لذلك ودرءاً للتأويلات البعيدة عن المنطق العلمي ، نحاول من خلال الفقرة الآتية وضع ضوابط خاصة بأبحاث الإعجاز الرقمي ، مع التذكير بأن هذه الضوابط ليست كل شيء بل باب الاجتهاد مفتوح أمام الباحثين والعلماء لتطوير هذا البحث وإغنائه . وبما أن معجزة القرآن متجددة كذلك الضوابط الخاصة بهذه المعجزة متجدّدة حسب المكان والزمان .
ضوابط الإعجاز الرقمي
يتألف البحث العلمي من ثلاثة عناصر ، وهي المعطيات والمنهج والنتائج . فالمعطيات هي الأساس الذي يقوم عليه البحث القرآني ، فإذا كانت هذه المعطيات صحيحة وكان المنهج المتبع في التعامل معها صحيحاً فلابدّ عندها أن تكون النتائج التي سيقدمها البحث صحيحة أيضاً .
أما إذا كانت المعطيات غير دقيقة أو غير صحيحة وكان المنهج المتبع في التعامل معها أيضاً متناقضاً ولا يقوم على أساس علمي ، فإن النتائج بلا شكّ ستكون ضعيفة وغير مقنعة ، وربما تكون خاطئة .
وحتى يكون البحث مقبولاً ويطمئن القلب إليه ، يجب أن يوافق العلم والشرع ، أي يجب أن يحقق الضوابط التالية لكل عنصر من عناصره :(1/47)
1- ضوابط خاصة بمعطيات البحث .
2- ضوابط خاصة بمنهج البحث .
3- ضوابط خاصة بنتائج البحث .
ضوابط خاصة بمعطيات البحث
بالنسبة لمعطيات البحث يجب أن تأتي من القرآن نفسه ، ولا يجوز أبداً أن نُقحِم في كتاب الله عزّ وجلّ مالا يرضاه الله تعالى . وهذا ما جعل الكثير من الأبحاث تفقد مصداقيتها بسبب اعتماد الباحث على أرقام من خارج القرآن الكريم ، كما حدث في حساب الجُمَّل . فعندما نبدّل حروف اسم ?الله? جلّ وعلا بأرقام ، فنبدّل الألف بالواحد ، واللام بثلاثين ، واللام الثانية بثلاثين ، والهاء بخمسة ، وهذه هي قيم الحروف في حساب الجُمّل ، ونَخْرُج بعد ذلك بعدد يمثل مجموع هذه الأرقام هو : 1 + 30 + 30 + 5 = 66، والسؤال : ماذا يعبّر هذا العدد 66 ؟ ! وهل يمكن القول بأن اسم ?الله? يساوي 66 ؟ ؟ ؟ بل ما علاقة هذا الرقم باسم?الله? تبارك وتعالى ؟
إن كتاب الله تعالى غزير بالعجائب والأسرار فلا حاجة للجوء إلى غيره ، فنحن نستطيع أن نستنبط من كتاب الله تعالى آلاف الأرقام . ففي آية واحدة نستطيع أن نستخرج الكثير والكثير من المعطيات أو البيانات الرقمية الثابتة ، مثلاً :
1- عدد كلمات هذه الآية .
2- عدد حروف الآية .
3- تكرار كل حرف من حروف الآية .
4- تكرار كل كلمة من كلمات الآية في القرآن .
5- أرقام السور التي وردت فيها كلمة ما من هذه الآية .
6- أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة أو عبارة من القرآن .
7- توزع كل حرف من حروف الآية على كلماتها .
8- رقم هذه الآية في السورة .
9- رقم السورة حيث توجد هذه الآية .
10- أعداد حروف محددة في الآية مثل حروف الألف واللام والميم ?الم? ، أو حروف اسم ?الله? ، أي الألف واللام والهاء . أو حروف أسماء الله الحسنى . . . . وغير ذلك مما لا يُحصى .(1/48)
11- عدد حروف كلمات محددة من الآية ، مثل حروف أول كلمة وآخر كلمة . وهكذا أرقام لا تكاد تنتهي ، كلها من آية واحدة ، فتأمل كم نستطيع استخراج أرقام من القرآن كلِّه ؟
والسؤال : إذا كان لدينا هذا الكمّ الهائل من المعطيات والبيانات القرآنية الثابتة واليقينية ، فلماذا نلجأ لأرقام أخرى من اصطلاحات البشر ؟ وهل يُعقل أن الله تعالى عندما أنزل القرآن رتَّبه على حساب الجُمَّل ؟ ؟ !
لذلك يمكن القول بأن المعطيات التي سنتعامل معها في موسوعتنا هذه جميعها وبلا استثناء تم استخراجها من القرآن نفسه ، ولم نقحم أي رقم من خارج كتاب الله تعالى . لذلك يمكن تسمية النتائج التي توصلنا إليها بالحقائق اليقينية والثابتة .
كما ينبغي أن تكون طريقة استخراج المعطيات القرآنية ثابتة وغير متناقضة أبداً . فقد دأب كثير من الباحثين على استخراج أية أرقام تصادفه أو تتفق مع حساباته ، فتجده تارة يعدّ الحروف كما تُكتب وفق الرسم القرآني ، وتارة يعدُّ حروفاً أخرى كما تُلفظ ، وتارة يخالف رسم القرآن بهدف الحصول على أرقام محددة تتفق مع حساباته ، وغير ذلك مما لا يقوم على أساس علمي أو شرعي .
وفي أبحاثنا هذه نتبع دائماً عدّ حروف الكلمات كما كُتبت في القرآن الكريم ، ولا نخالف هذه القاعدة أبداً ، وهذا ثابت في جميع الأبحاث التي سنقدمها للقارئ الكريم من خلال هذه الموسوعة بإذن الله تعالى .
ففي تدبُّرنا لأول آية من كتاب الله تبارك وتعالى ، وهي : ?بسم الله الرحمن الرحيم? ، استخرجنا أرقاماً ثابتة من داخل هذه الآية العظيمة . فعدد كلمات الآية هو 4 وعدد حروف كل كلمة من كلماتها هو : ?بسم? عدد حروفها 3 ، وكلمة ?الله? عدد حروفها 4 ، وكلمة ?الرحمن? عدد حروفها 6 . . . . . وهكذا .(1/49)
يتكرر حرف الألف في هذه البسملة 3 مرات ، ويتكرر حرف اللام 4 مرات ، ويتكرر حرف الهاء مرة واحدة . . . . وهكذا . رقم آية البسملة في القرآن هو 1 ، ورقم السورة حيث توجد هذه البسملة وهي سورة الفاتحة رقمها 1 ، وكل كلمة من كلمات البسملة تتكرر في القرآن عدداً محدداً من المرات ، فكلمة ?الله? تتكرر في كتاب الله 2699 مرة .
إن هذه الأرقام تتشابك وتترابط عند صفِّها لتشكل نسيجاً مُحكماً من الأعداد ، والعجيب أن هذه الأعداد جميعاً من مضاعفات الرقم سبعة !
ضوابط خاصة بمنهج البحث
أما الطريقة التي نعالج بها هذه المعطيات القرآنية فيجب أن تكون مبنيّة على أساس علمي وشرعي . فلا يجوز استخدام طرق غير علمية ، لأن القرآن كتاب الله تعالى ، وكما أن الله بنى وأحكم هذا الكون بقوانين علمية محكمة ، كذلك أنزل القرآن ورتبه وأحكمه بقوانين علمية محكمة ، وقال عنه : ?كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ? [هود : 11/1] ، وقال عنه أيضاً : ?لكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً ? [النساء : 4/166] .
وقد نرى من بعض الباحثين اتباع منهج غير علمي ، فهو يجمع الحروف تارةً ، ثم يطرح أرقام الآيات ، وقد يضرب مرةً وأحياناً يقسّم وأخرى يحذف أو يضيف ، حتى تنضبط حساباته لتوافق رقماً محدداً مسبقاً في ذاكرته . وبعضهم يسوق القارئ سوقاً باتجاه نتيجة وضعها سلفاً في ذهنه ويحاول أن يثبتها . ومثل هذه الأساليب غير المنهجية مرفوضة ، إلا إذا قدّم صاحبها برهاناً مؤكداً على مصداقيتها .
إذن يجب أن يكون المنهج المتبع في معالجة البيانات القرآنية منهجاً علمياً وثابتاً ، وعدم ثبات المنهج قد يكون من أهم الأخطاء التي يقع بها من يبحث في هذا العلم .(1/50)
كما يجب ألا يكون هنالك تناقض بين طريقة معالجة المعطيات القرآنية وبين الطرائق العلمية الثابتة . أما في هذه الأبحاث التي سيعيش معها القارئ فسوف يكون منهجنا ثابتاً وفق طريقة صفّ الأرقام حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى . فمن خلال الدراسة العلمية الطويلة والمركزة لآيات القرآن تبيّن أن طريقة صفّ الأرقام تحافظ على تسلسل كلمات القرآن ، بينما طريقة جمع الأرقام لا تراعي ذلك .
وفكرة هذه الطريقة بسيطة للغاية ، فهي تقوم على عدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية ، وقراءة العدد الناتج كما هو دون جمعه أو طرحه أوضربه ، وسوف تكون الأعداد الناتجة من مضاعفات الرقم سبعة دائماً وأبداً .
إن هذه الطريقة في صف الأرقام لم تكن موجودة على زمن الرسول الكريم ، وهذا يعني أن التفسير الوحيد لوجود نظام كهذا في القرآن أنه كتاب الله ورسالته إلى البشر جميعاً .
وسوف تكون طريقتنا في استنباط المعجزة هي وضع المعطيات القرآنية الرقمية ومعالجتها حتى نحصل على توافق هذه الأرقام مع رقم محدد وهو الرقم سبعة ، وهذا الرقم المميَّز في القرآن لم نقم باختياره بل إن الله تعالى هو الذي اختاره لكتابه ، والعلاقات الرقمية المبهرة التي سنراها يمكن تسميتها بالحقائق الثابتة في كتاب الله تعالى .
فعلى سبيل المثال نذكر إحدى الحقائق الرقمية المهمة في كتاب الله تعالى ، فعندما نقوم بعدّ حروف اسم ?الله? في أول سورة من كتاب الله أي حروف الألف واللام والهاء نجد 49 حرفاً أي 7 × 7 ، فهذه حقيقة ثابتة لا ريب فيها ، فهذا التوافق لإسم السورة وهو : ?السبع المثاني? ، مع عدد حروف ?الله? فيها ، وهو : (سبعة في سبعة) لم يأت عن طريق المصادفة ، ولا يمكن أن ينكره عالم أو جاهل .(1/51)
والسؤال : مَن الذي جعل عدد حروف اسم ?الله? في أول سورة من كتاب الله يساوي تماماً (سبعة في سبعة) ؟ ومن الذي سمَّى هذه السورة بالسبع المثاني ؟ ومن الذي جعل عدد آيات هذه السورة العظيمة سبع آيات ؟ أليس هو الله تعالى خالق السماوات السبع ؟
ضوابط خاصة بنتائج البحث
أما نتائج البحث القرآني فيجب أن تمثّل معجزة حقيقيّة لا مجال للمصادفة فيها . وينبغي على الباحث في هذا المجال إثبات أن نتائجه لم تأت عن طريق المصادفة ، وذلك باستخدام قانون الاحتمالات الرياضي .
كما يجب أن يتنبه من يبحث في الإعجاز العددي إلى أن الأرقام هي وسيلة لرؤية البناء العددي القرآني ، وليست هي الهدف ! ويجب أن يبقى بعيداً عن منْزلقات التنبُّؤ بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى . وأن يبتعد عن الاستدلال بهبه الأرقام على تواريخ أو أحداث سياسية .
ونحن لا ننكر أن القرآن يحوي كل العلوم ويحوي الماضي والمستقبل ، ولكن يجب التثبُّت والتأنِّي والانتظار طويلاً قبل أن نستنبط شيئاً من كتاب الله له علاقة بعلم الغيب ، فقد يثبُت خطأ هذا الاستنباط مستقبلاً ، فنكون بذلك قد وضعنا حجّة في يد أعداء الإسلام للطعن في هذا الدين .
في هذه الموسوعة سوف نعيش مع أكثر من 700 حقيقة رقمية جميعها جاءت فيها الأعداد من مضاعفات الرقم سبعة ! ! وبما أن المنهج ثابت والمعطيات ثابتة ومن داخل القرآن ، فإن هذه الحقائق تمثل معجزة لا مجال للمصادفة فيها أبداً إن شاء الله تعالى .
منهج البحث في هذه الموسوعة
لقد قمنا بسلوك طريق محددة في الأبحاث التي بين أيدينا في هذه الموسوعة ، وهي استخراج الأرقام من القرآن والبحث عن العلاقات الرقمية التي أودعها الله تعالى في هذه الأرقام .
ويمكن للقارئ أن يتوقع رؤية التناسقات العجيبة مع الرقم سبعة ، وذلك في المجالات الآتية :(1/52)
1- العلاقات التي تربط بين عدد حروف كل كلمة من كلمات الآية ، وعدد حروف أول كلمة وآخر كلمة في الآية ، وذلك بهدف رؤية أسرار حروف القرآن وأن الطريقة التي كُتبت بها كلمات القرآن هي طريقة معجزة .
2- توزع حروف محددة داخل كلمات الآية ، مثل توزع حروف الألف واللام والهاء المكونة لاسم ?الله? تعالى وغيره من أسماء الله الحسنى ، وتوزع الحروف المميزة مثل ?الم? وغيرها من الحروف ، لنرى من خلال هذا التوزع إعجاز هذه الحروف وأنه لا يمكن لبشر أن يركب جملاً بليغة ويجعل كل حرف يتوزع بنظام يقوم على الرقم سبعة .
3- العلاقة التي تربط أرقام الآيات والسور التي وردت فيها كلمة ما ، وذلك من خلال دراسة تكرار هذه الكلمة في القرآن كلِّه . وهذا يؤكد أن الله تعالى قد وضع كل كلمة من كلمات القرآن بدقَّة متناهية ، ولو تغير ترتيب الآيات والسور لاختل هذا البناء المحكم .
4- العلاقات الرقمية التي تربط بين رقم السورة ورقم الآية وعدد الكلمات وعدد الحروف ، وذلك من أجل رؤية الإحكام والترابط والتماسك في بناء آيات وسور القرآن الكريم ، وإثبات أنه كتاب محكم ومترابط ومتكامل ، ولو كان من صنع بشر لما رأينا فيه هذا التماسك والترابط المعجز .
5- البحث عن العلاقات الرقمية التي تربط سور القرآن ، ورؤية البناء المذهل لارتباط أول آية في القرآن مع بعض آيات القرآن برباط سباعي ، وكذلك ارتباط أول سورة من القرآن مع بعض سور القرآن . وارتباطات أخرى وتناسقات مذهلة جميعها تقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته.
الأساس العلمي والشرعي لعدّ الكلمات القرآنية
سوف نعتبر واو العطف كلمة مستقلة عما قبلها وما بعدها ، والسبب في ذلك هو أن النظام الرقمي الذي سنراه ونلمسه والقائم على الرقم 7 لا ينضبط إلا على هذا الأساس .(1/53)
إن اعتبار واو العطف كلمة مستقلة له أساس شرعي ، وهو أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، عندما كُتب القرآن بين يديه ، كانت واو العطف تُكتب منفصلة ومستقلة عن الكلمة التي قبلها والكلمة التي بعدها .
وهذا مانراه يقيناً في المخطوطات التي تعود لزمن سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه . والصورة التالية توضح نموذجاً للمصاحف التي كُتبت في ذلك الزمن ، و تُظهر عدم وجود ارتباط بين واو العطف والكلمة التي بعدها .
أما الدليل العلمي فنجده في القرآن نفسه ، وتحديداً في قصة أصحاب الكهف . فجميعنا يعلم بأن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 309 سنوات . وهذا بنص القرآن الكريم, يقول تعالى : ?وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً? [الكهف : 18/25] .
فالقصة تبدأ بقوله تعالى : ?أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً - إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً - فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً - ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً - ...? [الكهف : 18/9-13] .
وتنتهي عند قوله تعالى : ?وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً - قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً? [الكهف : 18/25-26] .
والسؤال : هل هنالك علاقة بين عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف وبين عدد كلمات النص القرآني ؟ وبما أننا نستدلّ على الزمن بالكلمة فلابدَّ أن نبدأ وننتهي بكلمة تدلّ على زمن . وبما أننا نريد أن نعرف مدة ما ?لبثوا? إذن فالسرّ يكمن في هذه الكلمة .(1/54)
فلو تأملنا النص القرآني الكريم منذ بداية القصة وحتى نهايتها ، فإننا نجد أن الإشارة القرآنية الزمنية تبدأ بكلمة ?لبثوا? وتنتهي بالكلمة ذاتها ، أي كلمة ?لبثوا? .
والعجيب جداً أننا إذا قمنا بعدّ الكلمات مع عد واو العطف كلمة مستقلة وذلك بدءاً من كلمة ?لبثوا? الأولى وحتى كلمة ?لبثوا? الأخيرة ، فسوف نجد بالتمام والكمال 309 كلمات بعدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف !!!!!
تطابق مذهل ! !
وهذا هو النص القرآني لمن أحب التأكد من صدق هذه الحقيقة ، ولاحظ عزيزي القارئ كيف بدأنا العدّ من كلمة ?لبثوا? الأولى ، وتوقفنا عند كلمة ?لبثوا? الأخيرة وعدد الكلمات بينهما يتطابق مع مدلول هذه الكلمة الزمني :
?إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً - فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً - ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا
لَبِثُوا*أَمَداً*نَحْنُ*نَقُصُّ*عَلَيْكَ*نَبَأَهُم*بِالْحَقِّ*إِنَّهُمْ*فِتْيَةٌ*آمَنُوا*10
بِرَبِّهِمْ*وَ*زِدْنَاهُمْ*هُدًى*و*رَبَطْنَا*عَلَى*قُلُوبِهِمْ*إِذْ*قَامُوا*20
فَقَالُوا*رَبُّنَا*رَبُّ*السَّمَاوَاتِ*وَ*الْأَرْضِ*لَن*نَّدْعُوَ*مِن*دُونِهِ*30
إِلَهاً*لَقَدْ*قُلْنَا*إِذاً*شَطَطاً*هَؤُلَاء*قَوْمُنَا*اتَّخَذُوا*مِن*دُونِهِ*40
آلِهَةً*لَّوْلَا*يَأْتُونَ*عَلَيْهِم*بِسُلْطَانٍ*بَيِّنٍ*فَمَنْ*أَظْلَمُ*مِمَّنِ*افْتَرَى*50
عَلَى*اللَّهِ*كَذِباً*وَ*إِذِ*اعْتَزَلْتُمُوهُمْ*وَ*مَا*يَعْبُدُونَ*إِلَّا*60
اللَّهَ*فَأْوُوا*إِلَى*الْكَهْفِ*يَنشُرْ*لَكُمْ*رَبُّكُم*مِّن*رَّحمته*و*70
يُهَيِّئْ*لَكُم*مِّنْ*أَمْرِكُم*مِّرْفَقاً*وَ*تَرَى*الشَّمْسَ*إِذَا*طَلَعَت*80
تَّزَاوَرُ*عَن*كَهْفِهِمْ*ذَاتَ*الْيَمِينِ*وَ*إِذَا*غَرَبَت*تَّقْرِضُهُمْ*ذَاتَ*90(1/55)
الشِّمَالِ*وَ*هُمْ*فِي*فَجْوَةٍ*مِّنْهُ*ذَلِكَ*مِنْ*آيَاتِ*اللَّهِ*100
مَن*يَهْدِ*اللَّهُ*فَهُوَ*الْمُهْتَدِ*وَ*مَن*يُضْلِلْ*فَلَن*تَجِدَ*110
لَهُ*وَلِيّاً*مُّرْشِداً*وَ*تَحْسَبُهُمْ*أَيْقَاظاً*وَ*هُمْ*رُقُودٌ*وَ*120
نُقَلِّبُهُمْ*ذَاتَ*الْيَمِينِ*وَ*ذَاتَ*الشِّمَالِ*وَ*كَلْبُهُم*بَاسِطٌ*ذِرَاعَيْهِ*130
بِالْوَصِيدِ*لَوِ*اطَّلَعْتَ*عَلَيْهِمْ*لَوَلَّيْتَ*مِنْهُمْ*فِرَاراً*وَ*لَمُلِئْتَ*مِنْهُمْ*140
رُعْباً*وَ*كَذَلِكَ*بَعَثْنَاهُمْ*لِيَتَسَاءلُوا*بَيْنَهُمْ*قَالَ*قَائِلٌ*مِّنْهُمْ*كَمْ*150
لَبِثْتُمْ*قَالُوا*لَبِثْنَا*يَوْماً*أَوْ*بَعْضَ*يَوْمٍ*قَالُوا*رَبُّكُمْ*أَعْلَمُ*160
بِمَا*لَبِثْتُمْ*فَابْعَثُوا*أَحَدَكُم*بِوَرِقِكُمْ*هَذِهِ*إِلَى*الْمَدِينَةِ*فَلْيَنظُرْ*أَيُّهَا*170
أَزْكَى*طَعَاماً*فَلْيَأْتِكُم*بِرِزْقٍ*مِّنْهُ*وَ*لْيَتَلَطَّفْ*وَ*لا*يُشْعِرَنَّ*180
بِكُمْ*أَحَداً*إِنَّهُمْ*إِن*يَظْهَرُوا*عَلَيْكُمْ*يَرْجُمُوكُمْ*أَوْ*يُعِيدُوكُمْ*فِي*190
مِلَّتِهِمْ*وَ*لَن*تُفْلِحُوا*إِذاً*أَبَداً*وَ*كَذَلِكَ*أَعْثَرْنَا*عَلَيْهِمْ*200
لِيَعْلَمُوا*أَنَّ*وَعْدَ*اللَّهِ*حَقٌّ*وَ*أَنَّ*السَّاعَةَ*لَا*رَيْبَ*210
فِيهَا*إِذْ*يَتَنَازَعُونَ*بَيْنَهُمْ*أَمْرَهُمْ*فَقَالُوا*ابْنُوا*عَلَيْهِم*بُنْيَاناً*رَّبُّهُمْ*220
أَعْلَمُ*بِهِمْ*قَالَ*الَّذِينَ*غَلَبُوا*عَلَى*أَمْرِهِمْ*لَنَتَّخِذَنَّ*عَلَيْهِم*مَّسْجِداً*230
سَيَقُولُونَ*ثَلاثَةٌ*رَّابِعُهُمْ*كَلْبُهُمْ*وَ*يَقُولُونَ*خَمْسَةٌ*سَادِسُهُمْ*كَلْبُهُمْ*رَجْماً*240
بِالْغَيْبِ*وَ*يَقُولُونَ*سَبْعَةٌ*وَ*ثَامِنُهُمْ*كَلْبُهُمْ*قُل*رَّبِّي*أَعْلَمُ*250
بِعِدَّتِهِم*مَّا*يَعْلَمُهُمْ*إِلَّا*قَلِيلٌ*فَلَا*تُمَارِ*فِيهِمْ*إِلَّا*مِرَاء*260
ظَاهِراً*وَ*لَا*تَسْتَفْتِ*فِيهِم*مِّنْهُمْ*أَحَداً*وَ*لَا*تَقُولَنَّ*270(1/56)
لِشَيْءٍ*إِنِّي*فَاعِلٌ*ذَلِكَ*غَداً*إِلَّا*أَن*يَشَاءَ*اللَّهُ*وَ*280
اذْكُر*رَّبَّكَ*إِذَا*نَسِيتَ*وَ*قُلْ*عَسَى*أَن*يَهْدِيَنِ*رَبِّي*290
لِأَقْرَبَ*مِنْ*هَذَا*رَشَداً*وَ*لَبِثُوا*فِي*كَهْفِهِمْ*ثَلاثَ*مِئَةٍ*300
سِنِينَ*وَ*ازْدَادُوا*تِسْعاً*قُلِ*اللَّهُ*أَعْلَمُ*بِمَا*لَبِثُوا*309
إذن البعد الزمني للكلمات القرآنية بدأ بكلمة ?لبثوا? وانتهى بكلمة ?لبثوا? ، وجاء عدد الكلمات من الكلمة الأولى وحتى الأخيرة مساوياً ومطابقاً للزمن الذي تعبِّر عنه هذه الكلمة أي الزمن الذي لبثه أصحاب الكهف والذي حدده البيان الإلهي بالرقم 309 . أليست هذه معجزة قرآنية ينبغي على كل محبٍّ للقرآن أن يتدبَّرها ؟
والعجيب أيضاً أن عبارة ?ثلاث مئة? في هذه القصة جاء رقمها 300 ، وهذا يدلّ على التوافق والتطابق بين المعنى اللغوي للكلمة وبين الأرقام التي تعبر عن هذه الكلمة .
ويجب أن نؤكد بأن علماء اللغة لا يعدون واو العطف كلمة مستقلة ، بل يتبعونها ويُلحقونها بالكلمة التي بعدها ، وقد بيَّنت البحوث التي نراها في الإعجاز العددي من قبل الكثير من الباحثين أن هذا الأساس في عدم عدّ واو العطف كلمة ، هو صحيح ويعطي نتائج إعجازية . وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على وجود أكثر من طريقة لعدّ الكلمات في القرآن . ولكننا في هذه الموسوعة نفضّل الالتزام بمنهج ثابت ولا نخالفه أبداً.
إن وجود أكثر من طريقة للعد والإحصاء في القرآن يزيد في حجم المعجزة القرآنية وتعقيدها ، وأنها صادرة من الله العزيز العليم . فهل يوجد كتاب واحد في العالم تبقى حروفه وكلماته منضبطة كيفما عددنا الكلمات ومهما اتبعنا من طرق للعدّ والإحصاء ؟
الأساس القرآني والرياضي لطريقة صفّ الأرقام
ما هي الطريقة الرياضية الأنسب التي اختارها الله تعالى ليحفظ بها القرآن من التحريف ؟ هذه الطريقة ستكون بمثابة برهان وتوقيع إلهي على صدق كلامه عز وجل .(1/57)
إنها طريقة صفّ الأرقام ، وأساس هذه الطريقة معروف في علم الرياضيات فيما يُسمّى بالسلاسل الحسابية العشرية . فنحن عندما نكتب أي عدد يتألف من مراتب أومنازل ، فإن كل مرتبة فيه تتضاعف عشر مرات عما يسبقها : آحاد ثم عشرات ثم مئات ثم ألوف . . . وهكذا . وهذا النظام له أساس قرآني في قوله تعالى عن مضاعفة الأجر : ?مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا? [الأنعام : 6/160] .
نحن جميعاً نعلم العمليات الحسابية الأربعة : الجمع والضرب والقسمة والطرح . إن عملية الجمع يمكن أن تضبط العدد الإجمالي للحروف أو الآيات أو السور ، ولكن لا تستطيع ضبط التفاصيل داخلها !
إن الله عزّ وجلّ قد رتّب كلمات كتابه بتسلسل محدّد ، ولا يجوز أبداً تغيير هذا التسلسل ، لذلك ينبغي دراسة الأرقام التي تعبّر عن هذه الكلمات بحيث نحافظ على تسلسلها . فكما أنه لكل كلمة من كلمات القرآن مَنْزِلة ، يجب أن يكون لكل رقم مَنْزِلة أيضاً .
أما سبب صفّ الأرقام فإن لهذه الطريقة ميزات لا تتوفر في غيرها ، فعندما نصفّ أرقام الآيات مثلاً ، أو عدد حروف كل كلمة صفًّا نحافظ على تسلسل هذه الآيات وهذه الكلمات وترتيبها بينما إذا جمعنا هذه الأرقام جمعاً اختفى هذا التسلسل وهذا الترتيب .
وعندما نصّف عدد حروف كل كلمة صفّاً فإن العدد الناتج نرى فيه جميع هذه الأرقام رؤية مباشرة ، بينما إذا جمعنا هذه الأرقام اختلطت ولم نعد نميِّز بينها . كما أن عملية صفّ الأرقام بحيث نعطي لكل رقم مَنْزلة ومرتبة يؤدي إلى إنتاج أعداد ضخمة جداً وهذا يزيد من تعقيد المعجزة الرقمية .
ولكي نرى تفاصيل ودقائق ونتائج هذه الطريقة نبدأ بما بدأ الله به كتابه ، وهي أول آية من القرآن الكريم : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? وسوف نرى فيها ترتيباً معجزاً في حروفها وكلماتها ، والسؤال الذي ينبغي على القارئ تذكّره :(1/58)
كيف جاءت هذه التوافقات الغزيرة مع الرقم سبعة ؟ وهل يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها ؟ وهل ندرك من خلال هذه الأرقام عظمة وروعة القرآن ؟
البحث الثالث
في رحاب أول آية
من القرآن الكريم
في هذه الفقرات تتجلّى معجزة حقيقية في أربع كلمات : إنها الآية الأكثر تكرارًا في حياة المؤمن . في قراءته لكتاب الله يبدأ بها, في مختلف شؤونه يبدأ بها, في مَطعَمِه ومَشْرَبِه ومَلْبَسِه . . . يبدأ بها .
إنها أول آية في القرآن ، إنها : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? .
ونتساءل : هل يوجد كتاب واحد في العالم أول جملة فيه تحقق هذه الأنظمة الرقمية المذهلة ؟ بل هل يستطيع البشر أن يأتوا بجملة واحدة تتوفر فيها مئات التناسقات مع الرقم سبعة مثل هذه الآية الكريمة ؟
سوف نعيش في رحاب هذه الآية الكريمة لنرى في معجزاتها ردّاً على كل ملحد يدّعي أن القرآن صنع بشر ، وأن باستطاعته أن يأتي بمثل هذا القرآن . وسوف تكون لغتنا في الإقناع هي لغة الأرقام .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أرقام ثابتة حول أول آية من القرآن الكريم
1 ـ رقم سورة الفاتحة حيث توجد هذه الآية هو 1 .
2 ـ رقم هذه الآية 1 .
3 ـ عدد كلمات الآية هو 4 كلمات .
4 ـ عدد حروف الآية هو 19 حرفاً كما تُكتب .
5 ـ عدد الحروف الأبجدية في الآية هو 10 حروف .
6 ـ عدد حروف الآية كما تُلفظ هو 18 حرفاً .
7 ـ تكرار كل كلمة من كلمات الآية في القرآن الكريم :
كلمة ?بسم? تكررت في القرآن 22 مرة
كلمة ?الله? تكررت في القرآن 2699 مرة
كلمة ?الرَّحْمنِ? تكررت في القرآن 57 مرة
كلمة ?الرَّحِيمِ? تكررت في القرآن 115 مرة
مقدمة(1/59)
سوف نعيش في رحاب أول أية من القرآن الكريم لتتراءى أمامنا معجزة حقيقية تتجلّى في هذه الكلمات الأربعة . هذه الكلمات يكررها المؤمن في كل شأنه ، في مأكله ومشربه وملبسه ، وفي سفره وحضره وفي قراءته لكتاب ربه وفي مقدمة حديثه . حتى إننا نجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لا يكاد يصنع شيئاً إلا ويبدأ باسم الله ، فما هو سر هذه البسملة ؟
في فقرات هذا البحث سوف نرى أن كلمات : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? قد نظمها الله تعالى بطريقة مذهلة يعجز الإنس والجنّ عن الإتيان بمثلها . وسوف يكون طريقنا لإثبات ذلك هو لغة عصرنا هذا ـ لغة الأرقام ، وبالتحديد الرقم سبعة .
فنحن جميعناً نعلم بأن الخالق تبارك وتعالى منذ بداية الخلق خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ، وأنزل هذا القرآن على سبعة أحرف ، وقد اقتضت حكمته أن تكون أول آية يبدأ بها كتابه : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ، إن هذه الآية تخفي وراءها نظاماً شديد التعقيد يقوم على الرقم سبعة ! إن وجود هذا الرقم بالذات يدل دلالة قاطعة على أن الذي خلق السماوات السبع هو الذي أنزل القرآن ، وهنا يفرض السؤال نفسه على كل من لا يصدق بأن القرآن هو كتاب من عند الله : هل تستطيع أن تأتي بأربع كلمات مثل ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ؟
سوف نرى من خلال الأمثلة الرائعة والمذهلة في هذا البحث علاقات رقمية عجيبة متوافقة مع الرقم سبعة . وسوف يلمس القارئ لهذا البحث أننا استخدمنا منهجاً علمياً مادياً في معالجة المعطيات الرقمية فلم نُقحم أي رقم من خارج القرآن ، لم نحمّل النصوص القرآنية ما لا تحتمله من التأويل ، لم نأت بشيءٍ من عندنا ، بل كل البحث هو عبارة عن اكتشاف علاقات رقمية موجودة في كتاب الله ، وخصوصاً في أول آية منه .(1/60)
وقد شاءت قدرة الله تعالى وحكمته أن يخبئ في كتابه هذه المعجزة ويؤخّر ظهورها إلى عصرنا هذا لتكون المعجزة أقوى وأشد تأثيراً . فلو فرضنا أن هذه المعجزة قد ظهرت قبل مجيء عصر الأرقام الذي نعيشه اليوم لم يكن لها تأثير يُذكر .
لذلك يمكن القول بأن مستقبل علوم الإعجاز القرآني في القرن الواحد والعشرين سيكون للإعجاز الرقمي ، وذلك لأن المعجزة القرآنية تتميَّز بأنها مناسبة لكل عصر من العصور ، وعصرنا هذا هو عصر الأرقام .
إن المعطيات التي انطلقنا منها وبنينا عليها بحثنا هذا هي معطيات ثابتة يقينية لا يعارضها أحد . فالمرجع الذي استخرجنا منه هذه المعجزة هو القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني أو ما يسمى بمصحف المدينة المنورة أو المصحف الإمام .
وفي هذا المصحف نجد أن أول آية في القرآن هي ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ، رقم السورة حيث نرى هذه الآية هو 1 وهي سورة الفاتحة ، ورقم هذه الآية هو 1 ، عدد كلمات الآية هو 4 كلمات ، عدد حروف كلمات الآية كما كتبت في القرآن هو 19 حرفاً . وكما نرى فإن هذه المعطيات ثابتة ولا ريب فيها ولا ينكرها عالم أو جاهل . وسوف نرى أن هذه الأرقام عندما نصفّها بطريقة محددة فإننا نحصل على مئات الأرقام وجميعها تأتي من مضاعفات الرقم سبعة أي هذه الأعداد تقبل القسمة على سبعة من دون باقٍ .
عَظَمَة هذه الآية
لقد بدأ الله سبحانه و تعالى كتابه بآية كريمة هي : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? [الفاتحة : 1/1], فهي أول آية في القرآن الكريم, لذلك نجد الرسول الكريم يبدأ مختلف أعماله بهذه الآية الكريمة, و ذلك لثقل هذه الآية و أهميتها .(1/61)
هذه الكلمات الأربعة أنزلها الله تعالى لتكون شفاء و رحمة لكل مؤمن رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً . ولكن ماذا عن أولئك الذين لا يؤمنون بهذا القرآن, ولا يعترفون بأنه كتاب مُنَزَّل من عند الله سبحانه وتعالى ؟
ماذا عن الملحدين الذين لا يفقهون إلا لغة الماديات ؟ هل وضع الله تعالى في كتابه ما يثبت لهم أنه كتاب الله ؟ هل هَّيأ لهم من البراهين والإثباتات الدامغة ما يجعلهم يقرون بعظمة الخالق عزَّ وجلَّ ؟
سوف نشاهد في آية واحدة معجزة حقيقية بلغة الأرقام ، هذه اللغة الجديدة سخرها الله لمثل عصرنا هذا ، عصر الاتصالات الرقمية .
لقد نظَّم الله تعالى أحرف هذه الآية بنظام مُحْكَم يتناسب مع الرقم 7 ، هذا النظام لا نجده في أي كتاب في العالم ، وهذا يكفي دليلاً على أن القرآن كتاب ليس بقول بشر بل أنزله رب البشر سبحانه وتعالى .
الأساس الرياضي
إذا قمنا بجمع حروف أول آية من كتاب الله عز وجل وهي البسملة : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ، نجد الرقم 19 الذي يمثل مجموع حروف البسملة . ولكن إذا حدث تبديل بين تسلسل كلمات الآية فإن المجموع يبقى 19 ، إذن عملية الجمع لا تحافظ على تسلسل الكلمات ، وبالتالي لابد من وجود نظام رياضي آخر يحافظ على تسلسل الكلمات في القرآن الكريم : إنها طريقة صف الأرقام وفق سلسلة رقمية .
لو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات البسملة فإننا نجد :
كلمة ?بسم ? عدد حروفها 3 حروف
كلمة ?الله ? عدد حروفها 4 حروف
كلمة ?الرَّحْمنِ ? عدد حروفها 6 حروف
كلمة ?الرَّحِيمِ ? عدد حروفها 6 حروف
إن مجموع هذه الأرقام هو : 3 + 4 + 6 + 6 = 19 حرفاً ، فإذا ما تغيَّر ترتيب هذه الكلمات كما قلنا يبقى المجموع نفسه .
والله تعالى حفظ تسلسل كلمات كتابه ، لذلك اختار طريقة صف الأرقام كما يلي ، لنكتب البسملة وتحت كل كلمة عدد حروفها :(1/62)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
3 4 6 6
إذا قرأنا العدد الذي يمثل تسلسل حروف البسملة كما هو دون جمعه يصبح 6643 ستة آلآف وست مئة وثلاثة وأربعون ، ميزات هذا العدد أننا نرى فيه حروف كل كلمة من كلمات البسملة ، ففي العدد 6643 نرى بأن الرقم 3 يمثل حروف أول كلمة ، الرقم 4 يمثل عدد حروف الكلمة الثانية وهكذا . .
ولكن ما هو الميزان الذي بواسطته ينضبط العدد 6643 ليبقى محفوظاً برعاية الله تعالى ؟ إنها عملية القسمة على رقم محدد ، أو مضاعفات هذا الرقم .
نكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ، إن عدد الحروف مصفوفاً هو 6643 هذا العدد من مضاعفات السبعة !
6643 = 7 × 949
ونقرأ كما يلي : إن العدد الذي يمثل مصفوفة حروف البسملة هوستة آلاف وست مئة وثلاثة وأربعون ، هذا العدد من مضاعفات السبعة ، فهو يساوي حاصل ضرب سبعة في عدد صحيح هو 949 .
وهكذا نجد أن هذه المعادلة تتكرر آلاف المرات في كتاب الله مع حروفه وكلماته وآياته وسوره وحروف أسمائه ومع الحروف المميزة . . . . وفي بحثنا هذا سوف نعيش في رحاب أول آية من القرآن لنرى من خلالها روعة البناء الرقمي المعجز لهذه الآية العظيمة .
ميزات هذه الطريقة
من أهم مميزات صف الأرقام حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى أنها تحافظ على تسلسل كلمات الآية ، ولو تغيّر ترتيب أي كلمة فإن العدد المصفوف سيتغير ولن يقبل القسمة على سبعة لأن طريقة صفّ الأرقام حساسة جداً لأي تغيير في عدد أو تسلسل الحروف .
كما أن هذه الطريقة تتميّز عن طريقة الجمع بأن الأعداد الناتجة شديدة الضخامة ، فكل كلمة تحتل مرتبة أو منْزِلة : آحاد ـ عشرات ـ مئات ـ آلاف ـ عشرات الآلآف ـ مئات الآلآف . . . . وهكذا إذا أردنا كتابة العدد الذي يمثل مصفوف حروف الفاتحة سنجد عدداً من 31 مرتبة أي من مرتبة المليون مليون مليون مليون مليون ! ! !(1/63)
إذن طريقة صف الأرقام تناسب معجزة شديدة التعقيد والضخامة تتجلى في القرن الواحد والعشرين . والسؤال : كيف لو مثّلنا حروف كلمات القرآن كله ! إن العدد الناتج سيتألف من أكثر من سبعين ألف مرتبة ! فتأمل ضخامة أعداد القرآن ! !
من الأشياء الممتعة في علم الرياضيات ما يسمى بالسلاسل العددية أو الرقمية ، واكتشاف ودراسة هذه السلاسل ساهم بشكل أساسي في تطور جميع العلوم مثل علوم التكنولوجيا الرقمية ، ولكن ما هي هذه السلاسل وما الفائدة منها ؟
فعندما فكّر العلماء باختراع الحاسبات الرقمية كان لابد من وضع التصميم المناسب لإنجاز العمليات الحسابية داخل هذه الحاسبات الإلكترونية . وبما أن الحاسبة لا تفقه لغة الأرقام ، تم وضع الأسس الرياضية لما سمي بالنظام الثنائي الذي يعتمد على رقمين فقط الواحد والصفر .
وفق هذا النظام يتم كتابة أي عدد مهما كبُر أو صغُر على شكل سلسلة تتألف من الرقمين 1 و 0 ، ويتكرر هذين الرقمين بما يتناسب مع العدد المطلوب .
الآن نأتي إلى النظام العشري الذي نستخدمه في حساباتنا العادية ، وهذا النظام يمكن تمثيله بواسطة سلسلة رقمية أساسها الرقم 10 ، ويمكن أن نكتب هذه السلسلة من الأعداد :
1 10 100 1000 10000 100000 . . . . . . .
إذن كل حّد يتضاعف عن سابقه عشر مرات . ولكي لا نثقل على القارئ الكريم بهذه الأعداد نبقى في رحاب الآية الكريمة ونحلل العدد الناتج والذي يمثل سلسلة عددية من الأرقام هي : 6643 ، فهذا العدد هو سلسلة رقمية يمكن كتابتها وفق المجموع الآتي :
( 3 × 1 ) + ( 4 × 10) + ( 6 × 100) + ( 6 × 1000)
3 + 40 + 600 + 6000
آحاد + عشرات + مئات + آلاف
وهذا يساوي العدد الأصلي 6643 وهو يمثل مصفوف حروف البسملة .(1/64)
إذن عندما نكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات الآية بطريقة صف الأرقام ، إنما نقوم بعدّ حروف كل كلمة ، ووضع الرقم تحت الكلمة ، ونقرأ العدد الناتج والذي يتألف من مراتب (آحاد ، عشرات ، مئات ، آلاف ، عشرات الآلاف ......) ، أي أن كل كلمة تحتل مَنْزِلة تتضاعف عشر مرات عن الكلمة التي تسبقها .
إن وجود السلاسل الرقمية في كتاب الله عز وجل ، دليل على أن القرآن العظيم قد سبق علماء الرياضيات إلى هذا العلم بقرون طويلة ! !
قبل متابعة المعجزة الإلهية في البسملة نذكّر بأن العدد 6643 لا يمثل مجموع عدد حروف الآية بل هو مصفوف حروف الآية . والسؤال : هل يكفي هذا النظام لضبط حروف الآية وحفظها من التحريف ؟ لنقرأ الفقرة الآتية .
حروف اسم ?الله? في أول آية من كتاب الله
لزيادة ضبط حروف الآية وإحكام بنائِها فقد رتب الله عزّ وجلّ حروف اسمه في كلمات الآية بنظام سباعي معجز ! وفكرة هذا النظام تعتمد على عدد حروف اسم ?الله? في كل كلمة . إذن لا نعدّ كل حروف الآية بل نعدّ فقط ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والهاء ، أي حروف لفظ الجلالة ?الله? وهذا يعطي :
كلمة ?بِسْمِ? عدد حروف الألف واللام والهاء 0
كلمة ?اللهِ? عدد حروف الألف واللام والهاء 4
كلمة ?الرَّحْمنِ? عدد حروف الألف واللام والهاء 2
كلمة ?الرَّحِيمِ? عدد حروف الألف واللام والهاء 2
إذن نحن أمام سلسلة جديدة من الأرقام هي : 2240 كل رقم يمثل ما تحويه كل كلمة من حروف اسم ?الله? سبحانه وتعالى .
ولذلك نعيد كتابة الآية مع الأرقام الجديدة التي تمثل توزع اسم ?الله? في كلماتها :
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
0 4 2 2
إن العدد 2240 ألفان ومئتان وأربعون هو عدد يقبل القسمة على سبعة من دون باق ، أي هو من مضاعفات السبعة فهو يساوي :
2240=7×320(1/65)
إذن العدد الذي يمثل مصفوفة حروف الآية من مضاعفات السبعة ، وكذلك العدد الذي يمثل مصفوفة حروف اسم ?الله? في الآية من مضاعفات السبعة .
في علم الهندسة بمختلف اختصاصاتها هنالك علم مهمّ يدرس توزع الأشياء الهندسية في مجالات محددة . فمثلاً في علم هندسة الطيران وحتى تكون الطائرة ناجحة وآمنة وتنجز رحلالتها بسلامة ، يجب دراسة توزع الضغط حول جناحيها في كل نقطة ، ومعالجة هذه المعطيات بحيث لا تتجاوز حدوداً هي المسموح بها . إذن يتم تقسيم الجناح إلى شبكة مربعات ونقيس الضغط في كل مربع ثم نشكل ما يسمى بمصفوفة المعطيات الرقمية وتتم معالجتها بطرق رياضية معروفة .
الأساس الرياضي لعملية توزع الحروف
إذن عند دراستنا لتوزع حروف معينة على كلمات الآية ننطلق من أساس رياضي متين ، فكل كلمة من كلمات الآية تمثل مرتبة ومَنْزِلة ، إما أن يكون رقمها صفر وهذا يعني أن الكلمة لا تحوي أي حرف من حروف اسم ?الله? الألف واللام والهاء ، أو تأخذ هذه الكلمة الرقم 1 وهذا يعني أن الكلمة تحوي حرفاً من حروف لفظ الجلالة قد يكون الألف أو اللام والهاء أو حرفين من حروف لفظ الجلالة أو ثلاثة أحرف .
وهكذا ندرس مصفوفة هذه الحروف ونعالج العدد الناتج بطريقة القسمة على سبعة حيث نحصل دائماً على أعداد من مضاعفات أو مكرارات الرقم سبعة .
أيضاً هنالك أساس رياضي فيما يسمى بتقاطع المجموعات ، فنحن في البسملة لدينا مجموعة تتألف من أربع كلمات ، ويتم تقاطعها مع مجموعة هي حروف اسم ?الله? أي الألف واللام والهاء وبالتالي نأخذ الحروف المشتركة بين هاتين المجموعتين .
إن الهدف من وجود نظام قائم على حروف اسم ?الله? هو للدالة على أن الله عز وجل هو الذي أنزل هذه الآية وأحكمها بهذا البناء العجيب . ولكن هنالك نظام أكثر إعجازاً يقوم على أسماء الله الحسنى في هذه الآية .
أسْمَاء الله جلَّ وعلا(1/66)
إن البارئ تبارك وتعالى أحكم بناء كتابة بشكل لا يمكن لأحدٍٍ أن يأتي بمثله ، فرتب الحروف والكلمات بنظام رياضي عجيب وفزيد . ومن أغرب الأنظمة الرياضية هو توزع حروف أسماء الله الحسنى وهما ?الرَّحْمنِ? و?الرَّحِيمِ? . وقبل اكتشاف النظام الرياضي لحروف هذين الاسمين في البسملة يجب أن نتدبّر معنى ودلالات كل اسم .
نحن نعلم أن الشدة عكس الرحمة وقد جَمَعَت الآية صفتين لله عز وجل : صفة التَّنْزيه والشدة والقوة والعَظَمَة والجبروت وتمثلها كلمة ?الرَّحْمنِ? ، وصفة الرحمة والمغفرة والرأفة وتمثلها كلمة ?الرَّحِيمِ? .
إذن نحن أمام صفتين متعاكستين من حيث الدلالة اللغوية والبلاغية ، والسؤال : ماذا عن النظام الرقمي لهاتين الكلمتين ؟ وهل من الممكن أن نجد تعاكساً رقمياً يتفق مع التعاكس اللغوي ؟ هذا ما سوف نشاهده فعلاً من خلال دراسة توزع حروف هذين الاسمين الكريمين على كلمات الآية ، لذا نجد أن الأعداد الناتجة تقبل القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين ! !
وهنا نكتشف شيئاً جديداً في الرياضيات القرآنية وهو قراءة الأعداد باتجاهين متعاكسين ! وهذه ميزة يتميز بها كتاب الله تعالى للدلالة على أنه كتاب مُحكَم : ?الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ? [هود : 11/1] .
نحن نعلم بأن التعاكس موجود في كل شيء فهنالك الخير والشر ، والضلال والهدى ، الظلمات والنور ، السالب والموجب . . وهكذا . لذلك يمكن القول بأن الله سبحانه وتعالى صمّم الكون ببناء يحتوي على الأزواج من كل شيء ، وقال : ?وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ? [الذريات : 51/49] .(1/67)
كل رقم في كتاب الله له دلالات ، ولا وجود للعبث أبداً في كلام الحقّ تبارك وتعالى . فنحن في هذه الآية أمام صفتين من صفات الله : ?الرَّحْمنِ? و ?الرَّحِيمِ? . والذي يبحث في كتاب الله عن هذين الاسمين يجد أن كلمة ?الرَّحْمنِ? غالباً ما ترد في مواضع الشدة ومواضع التنْزيه لله تعالى ، مثل : ?وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً? [مريم : 19/92] . وقوله تعالى : ?وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنِ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ? [الأنبياء : 21/26] . وقوله تعالى : ?يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنِ وَقَالَ صَوَاباً? [النبأ : 78/38] .
بينما نجد كلمة ?الرَّحِيمِ? غالباً ما ترد في مواضع الرحمة والمغفرة والتوبة مثلا : ?قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ? [الزمر : 39/53] . وقوله تعالى : ?أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمِ? [التوبة : 9/104] .
ويتجلى في البسملة نظامان رقميان لكلمة ?الرَّحْمنِ? وكلمة ?الرَّحِيمِ? وبما أننا في هاتين الكلمتين أمام نظام لغوي متعاكس ، فالشدة تعاكس الرّحمة ، سوف نرى بأن النظام الرقمي لحروف الكلمتين أيضاً متعاكس .
توزع حروف اسم ?الرَّحْمنِ?
لنكتب آية البسملة وتحت كل كلمة ما تحويه هذه الكلمة من حروف ?الرَّحْمنِ? سبحانه وتعالى :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1 3 6 5
توزع حروف ?الرَّحْمنِ? في الآية يمثله العدد 5631 معكوس هذا العدد هو 1365 أي نقرأ العدد الخاص بكلمة ?الرَّحْمنِ? من اليمين إلى اليسار فيصبح من مضاعفات السبعة :(1/68)
1365 = 7 × 195
توزع حروف اسم ?الرَّحِيمِ?
الآن نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف ?الرَّحِيمِ? :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1 3 5 6
توزع حروف ?الرَّحِيمِ? في الآية ويمثله العدد 6531 وهو من مضاعفات السبعة أيضاً :
6531 = 7 × 933
إذن النظام المُحكَم ينطق بالحق ، فقد انعكس اتجاه القراءة للأرقام عندما انعكس المعنى ! وهذه النتيجة الرقمية تثبت أن في كتاب الله اتجاهين لقراءة الأعداد بما يتناسب مع معنى النص القرآني ، فهل هذه هي المثاني التي تحدث عنها البيان الإلهي ؟
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
( (
قد يكون هذا النظام أحد جوانب المثاني في القرآن ، يقول تعالى : ?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ? [الزمر : 39/23], والله تعالى أعلم .
نعيد كتابة الحقائق الرقمية لتوزع حروف أسماء الله الواردة في أول آية من كتاب الله تعالى ونتأمل :
الآية ... بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
توزع حروف ?الله? ... 0 4 2 2 (
توزع حروف ?الرَّحْمنِ? ... 1 3 6 5 ( ...
توزع حروف ?الرَّحِيمِ? ... 1 3 5 6(
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?الله? من مضاعفات السبعة
باتجاه اليمين ، أما العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?الرَّحْمنِ? فهو من مضاعفات السبعة باتجاه اليسار ، والعدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?الرَّحِيمِ? يقبل القسمة على سبعة باتجاه اليمين .
إذن نحن أمام اتجاهات : ( ( ( وهذه الاتجاهات تدل على أنه لا مصادفة في كتاب الله تعالى ، وأن هذا النظام المبهر ليس من صنع بشر .(1/69)
إن وجود نظام متعاكس في الكون ونظام متعاكس في أرقام القرآن دليل على أن خالق الكون هو نفسه مُنَزِّل القرآن .
أول كلمة وآخر كلمة
رأينا كيف تتوزع حروف محددة في البسملة بنظام سباعي ولكن السؤال : هل يكفي هذا النظام لتوزع الحروف لضبط وإحكام الآية وحفظها من التحريف ؟ إن هذا النظام كافٍ ولكن من رحمة الله بعباده وضع مزيداً من الدلائل على صدق آياته وأن كل حرف في كتابه معجزة بحد ذاته .
إن الله تعالى هو الذي أنزل القرآن وأحكمه بنظام معجز ليثبت لمن يشك فيه أنه كتاب من عند الله عز وجل القائل : ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ? [فصلت : 41/53] .
حروف أول كلمة وآخر كلمة
إن النظام الرقمي المُحكَم يشمل أول وآخر البسملة ، فأول كلمة فيها هي ?بسم? عدد حروفها 3 وآخر كلمة فيها هي ?الرَّحِيمِ? عدد حروفها 6 ، لنكتب هذه النتيجة :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
3 6
إنّ العدد الذي يمثل حروف أول كلمة وآخر كلمة هو 63 هذا العدد مضاعفات السبعة :
63 = 7 × 9
إذن أول البسملة يرتبط بآخرها برباط مُحكَم يقوم على الرقم سبعة ، وهذا أمر طبيعي لأن أي بناء حتى يكون متماسكاً يجب أن يرتبط أوله بآخره و إلا لانهار البناء !
إن العدد الذي يربط أول البسملة بآخرها هو 63 وهذا العدد يمثل أيضاً عدد السنوات التي عاشها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقد يكون في هذا التوافق والتناسق إشارة إلى عمر رسول الله في أول آية من كتاب الله ! والله تعالى أعلم .
تكرار أول كلمة وآخر كلمة(1/70)
العجيب فعلاً أن هذه الآية الكريمة ترتبط مع القرآن كله ، بتكرار أول كلمة وآخر كلمة فيها بنظام يقوم على الرقم سبعة . فلو بحثنا كم مرة تكررت كلمة ?بسم? في القرآن نجدها 22 مرة ولو بحثنا عن كلمة ?الرَّحِيمِ? في القرآن نجدها قد ذكرت 115 مرة .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
22 115
إن العدد الذي يمثل تكرار هاتين الكلمتين هو 11522 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 أيضاً :
11522 = 7 × 1646
إذن النظام لا يقتصر على حروف الكلمات بل يشمل تكرار هذه الكلمات أيضاً في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ .
إن هذه النتيجة تدل على أن الله تعالى أحكم كتابه العظيم بنظام مُحكَم ، وأنه لو قام أحد من البشر بتحريف القرآن وإضافة أو حذف شيءٍ منه لاختل هذا البناء العجيب .
كما تدل أيضاً على ارتباط مُحكَم لأول كلمة وآخر كلمة في القرآن ، وأن تكرار الكلمات جاء بيقدير من الله القائل : ?وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ? [الرعد : 13/8] .
طريقة إحصاء تكرار الكلمات القرآنية
عند عدّ تكرار الكلمة في القرآن الكريم ، نأخذ الكلمة مع ما يتعلق بها من حروف عطف أو جر أو قَسَم أو غير ذلك . فكلمة ?بِسْمِ? نجدها في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم بصيغة ?اسم? ونجد تكرارها 22 مرة . هذه الكلمة نجدها قد رُسمت على ثلاثة أشكال في القرآن : ?بسم? و ?باسم? و ?اسم? ومجموع مرات ذكر هذه الأشكال الثلاثة هو 22 مرة .
طبعاً نحصي الآيات المرقمة ، أما البسملات الواردة في أوائل السور والتي لا تُعدُّ آية من السورة فلا نحصيها . وهذا منهج ثابت في أبحاثنا الرقمية . بكلمة أخرى : كافة الإحصاءات تتم ضمن عدد آيات القرآن البالغة 6236 آية .
أما كلمة ?الرَّحِيمِ? فنتبع معها المنهج ذاته ، أي نحصي عدد مرات تكرار هذه الكلمة مع متعلقاتها : ?الرَّحِيمِ ، رَحِيم ، رَحِيماً? ولا نُحصي مشتقات الكلمة مثل ?الرَّحْمَة? أو ?يَرْحَم? .(1/71)
مع التأكيد على أن المعجزة تبقى مستمرة كيفما تعددت طرق العد والإحصاء ، ولكن يفضَّل أن يكون المنهج ثابتاً ومتماسكاً لكي نُلغي أي احتمال للمصادفة في نتائج هذه الأبحاث .
ارتباط مُحكَم مع آخر آية
من روعة الإعجاز الرقمي أنك ترى كل شيء يرتبط بإحكام في كتاب الله تعالى ، والآن سوف نرى الارتباط المذهل للبسملة وهي أول آية في كتاب الله مع آخر آية في القرآن ?مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ? [الناس : 114/6], والرقم سبعة هو أساس هذا الترابط . وإلى هذه المجموعة المذهلة من الحقائق الرقمية المتعلقة بأول آية وآخر آية من القرآن الكريم :
الحقيقة الأولى
ترتبط أول آية مع آخر آية من حيث رقم الآية وعدد كلماتها :
أول آية في القرآن آخر آية في القرآن
رقم الآية عدد كلماتها ... رقم الآية عدد كلماتها
1 4 ... 6 4
عند صفّ هذه الأرقام 1 ـ 4 ـ 6 ـ 4 نجد عدداً من مضاعفات السبعة هو 4641 ، لنرَ ذلك :
4641 = 7 × 663
إن هذه النتيجة تدل على أن الله تعالى قد رتّب رقم وكلمات أول آية وآخر آية من كتابه بشكل يقوم على الرقم سبعة ، ليكون هذا الترتيب دليلاً لكل عاقل يدرك من خلاله إحكام القرآن وأنه ليس كلام بشر .
ولكي لا يظن أحد أن هذه النتيجة وهذا الارتباط قد جاء بالمصادفة ، نخرج المزيد من العلاقات السباعية لأول آية في القرآن وآخر آية من القرآن الكريم.
الحقيقة الثابية
حتى عندما نضمّ رقم السورة يبقى النظام قائماً ، فأول آية من القرآن موجودة في السورة رقم 1 ، وآخر آية في القرآن نجدها في السورة رقم 114 . وعندما نضمّ رقم السورة إلى رقم الآية إلى عدد الكلمات نجد :
أول آية في القرآن آخر آية في القرآن
السورة الآية كلماتها السورة الآية كلماتها
1 1 4 ... 114 6 4
إن العدد الذي يمثل أرقام السورة والآية والكلمات لأول آية وآخر آية في القرآن هو : 46114411 هذا العدد من مضاعفات السبعة :
46114411 = 7 × 6587773
الحقيقة الثالثة(1/72)
ويبقى النظام قائماً عندما يدخل عدد حروف كل آية ، لنكتب رقم السورة ـ رقم الآية ـ عدد الكلمات ـ عدد الحروف بهذا الترتيب ، وذلك من أجل أول آية وآخر آية من القرآن الكريم :
أول آية في القرآن آخر آية في القرآن
السورة الآية كلماتها حروفها ... السورة الآية كلماتها حروفها
1 1 4 ... 19 114 6 4 13
وهنا نجد العدد الضخم 134611419411 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
134611419411 = 7 × 19230202773
الحقيقة الرابعة
ولكن الأمر الأكثر غرابة أننا نجد لكل آية نظاماً مستقلاً ، فأول آية في القرآن تتميز بالأرقام الآتية : رقم السورة 1 رقم الآية 1 عدد كلماتها 4 عدد حروفها 19 :
السورة الآية كلماتها حروفها
1 1 4 ... 19
عند صفّ هذه الأرقام نجد العدد 19411 من مضاعفات السبعة :
19411 = 7 × 2773
الحقيقة الخامسة
ويتكرر النظام ذاته مع آخر آية من القرآن الكريم ، فرقم السورة 114 رقم الآية 6 عدد كلماتها 4 عدد حروفها 13 :
السورة الآية كلماتها حروفها
114 6 4 13
وبصفّ هذه الأرقام نجد العدد 1346114 من مضاعفات السبعة :
1346114 = 7 × 192302
تجدر الإشارة هنا إلى أن الأرقام المميزة للآيات هي وفق التسلسل التالي :
رقم السورة يأتي أولاً لأن السورة تحوي عدداً من الآيات . ثم رقم الآية بعد ذلك والآية تحوي عدداً الكلمات . ثم يأتي عدد كلمات الآية ، والكلمة تحوي عدداً من الحروف . ثم بعد ذلك يأتي عدد حروف هذه الآية . وهذه قاعدة ثابتة في جميع أبحاث الإعجاز الرقمي :
1 ـ رقم السورة .
2 ـ رقم الآية .
3 ـ عدد الكلمات .
4 ـ عدد الحروف .
الحقيقة السادسة
أول آية في القرآن هي : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? تتألف من10 أحرف أبجدية , نذكرها حسب الأكثر تكرارًا مع تكرار كل حرف من هذه الأحرف في البسملة .
والآن نكتب تكرار جميع حروف البسملة العشرة ونرتبها حسب الأكثر تكراراً :
تكرر حرف اللام في البسملة 4 مرة
تكرر حرف الألف في البسملة 3 مرة(1/73)
تكرر حرف الميم في البسملة 3 مرة
تكرر حرف الراء في البسملة 2 مرة
تكرر حرف الحاء في البسملة 2 مرة
تكرر حرف الباء في البسملة 1 مرة
تكرر حرف السين في البسملة 1 مرة
تكرر حرف الهاء في البسملة 1 مرة
تكرر حرف النون في البسملة 1 مرة
تكرر حرف الياء في البسملة 1 مرة
نصفُّ هذه التكرارات بهذا التسلسل لنجد :
ل م ا ر ح ب س هـ ن ي
4 3 3 2 2 1 1 1 1 1
المذهل أن العدد الذي يمثل تكرار كل حرف من هذه الأحرف مصفوفاً يقبل القسمة على سبعة :
1111122334 = 7 × 158731762
الحقيقة السابعة
ولكن الأعجب من ذلك وجود النظام ذاته في آخر آية من القرآن وهي : ?مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ? ، نكتب الأحرف الأبجدية المكونة لهذه الآية أيضًا حسب الأكثر تكرارًا :
تكرر حرف الألف في آخر آية من القرآن 3 مرة
تكرر حرف النون في آخر آية من القرآن 3 مرة
تكرر حرف في اللام آخر آية من القرآن 2 مرة
تكرر حرف الميم في آخر آية من القرآن 1 مرة
تكرر حرف الجيم في آخر آية من القرآن 1 مرة
تكرر حرف الهاء في آخر آية من القرآن 1 مرة
تكرر حرف الواو في آخر آية من القرآن 1 مرة
تكرر حرف السين في آخر آية من القرآن 1 مرة
العدد الذي يمثل هذه التكرارات 11111233 من مضاعفات الرقم 7 :
11111233 = 7 × 1587319
هنالك أيضاً نظام سباعي لحروف كلمات آخر آية من القرآن ، لنكتب آخر آية من القرآن ونكتب تحت كل كلمة عدد حروفها :
مِنَ الجِْنَّةِ و النَّاسِ
2 5 1 5
والعدد الذي يمثل توزع أحرف هذه الآية يقبل القسمة على سبعة :
5152 = 7 × 736
إن ترتيب الحروف حسب الأكثر تكراراً له أساس في علم الرياضيات فيما يسمى بالتصنيف والنِّسَب . وهذا نظام موجود في عمل الكمبيوتر حيث يقوم بترتيب معطيات معينة حسب نظام معين .
إن وجود نظام لتكرار الحروف بتسلسل رياضي (الأكبر فالأصغر) في القرآن دليل على السبق العلمي للقرآن في علم التصنيف .(1/74)
الآن نلخص هذه الحقائق المتعلقة بأول آية في وآخر آية في القرآن
1ـ توزع حروف كل آية من الآيتين هو عدد من مضاغفات السبعة .
2ـ تكرار جميع حروف كل آية من الآيتين يعطي عدداً من مضاعقات الرقم سبعة .
3ـ مصفوف أرقام السورتين حيث توجد أول آية وآخر آية يعطي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة .
4ـ أرقام الآيتين وعدد كلماتهما يعطي عدداً من مضاعفات السبعة .
5ـ أرقام السورتين مع أرقام الآيتين مع عدد كلماتهما يعطي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة .
6ـ أرقام السورتين مع أرقام الآيتين مع عدد كلماتهما وعدد حروفهما يعطي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة .
7ـ رقم السورة مع رقم الآية مع عدد الكلمات والحروف لكل آية من الآيتين يعطي عدداً من مضاعفات السبعة .
ونتساءل بعد هذه السباعيات المتكررة : كيف جاءت هذه التوافقات مع الرقم سبعة ؟ هل هي بترتيب بشر ؟ أم هي من عند ربِّ البشر ؟
ونظام تراكمي للحروف
مهما تنوعت طرق العد والإحصاء يبقى النظام قائماً ، فلو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات البسملة بشكل مستمر أي حروف الكلمة مع ما قبلها ، سوف يبقى العدد الذي يمثل مصفوف حروف البسملة وفق هذه الطريقة من مضاعفات الرقم سبعة .
لنكتب البسملة وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
3 7 13 19
إن العدد الذي يمثل حروف الكلمات بهذه الطريقة هو : 191373 من مضاعفات السبعة أيضاً :
191373 = 7 × 27339
إن هذا النظام يبقى مستمراً حتى لو قمنا بعكس عملية العدّ ، فإذا ما عددنا حروف الكلمات تراكمياً ولكن من اليسار إلى اليمين فسوف نجد :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
19 16 12 6
والعدد في هذه الحالة هو 6121619 من مضاعفات السبعة :
6121619 = 7 × 874517(1/75)
إذن كيفما عددنا الحروف وفي أي اتجاه ، تبقى الأرقام منضبطة على الرقم سبعة ، ويبقى القرآن كتاباً مُحكَماً ، كيف لا وهو أعظم كتاب على وجه الأرض ! إنه الكتاب الذي قال الله عنه : ?قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ? [الإسراء : 17/88].
ارتباط مُحكَم مع أول حروف مميزة في القرآن
الحروف المقطعة أو النورانية كما يسمونها لها إعجاز مذهل يقوم على الرقم سبعة . وأنا أفضل أن تُسمّى هذه الحروف بالحروف المميّزة . فهي حروف ميّزها الله تعالى عن بقية حروف القرآن ووضعها في مقدمة تسع وعشرين سورة وهذا يدل على أهمية هذه الحروف وخصوصيتها .
وسوف نفرد بحثاً كاملاً في هذه الموسوعة لتدبّر النظام البديع لتكرار وتوزع الحروف المميزة في كلمات وآيات وسور القرآن . ولكننا الآن نعيش في رحاب أول آية من كتاب الله تعالى ، لذلك سوف نتدبر العلاقات الرياضية لأول آية من القرآن مع أول حروف مميّزةو في القرآن .
تكرار الحروف
في كتاب الله تعالى هنالك حروف مميزة ميَّزها الله عن بقية الحروف ووضعها في مقدمة بعض السور ، أول هذه الحروف في القرآن هي ?الم? وسوف نرى علاقة سباعية عجيبة بين أول آية ?البسملة? وبين أول افتتاحية مميزة وهي ?الم? .
هذه الافتتاحية تتألف من ثلاثة حروف كما أخبرنا بذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : (لا أقول الم حرف ، ولكن ألفٌ حرف ولامٌ حرف وميمٌ حرف) [رواه الترمذي] . إذن بدأ الله تعالى أول سورة بعد السبع المثاني وهي سورة البقرة بثلاثة أحرف هي الألف واللام والميم . والسؤال : هل يوجد نظام محكم لتكرار هذه الحروف في أول آية ؟(1/76)
إن حرف الألف تكرر في البسملة ثلاث مرات ، حرف اللام تكرر أربع مرات ، حرف الميم تكرر ثلاث مرات وإلى هذه الحقيقة الرياضية . فإذا كتبنا حروف ?الم ? وتحت كل حرف حرف تكراره في ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? نجد :
حرف الألف حرف اللام حرف الميم
3 4 3
إن العدد الذي يمثل مصفوفة تكرار الحروف الثلاثة هذه هو 343 وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال سبعة في سبعة في سبعة !!!
343 = 7 × 7 × 7
إن هذه العملية ذات أساس رياضي يتمثل في نظام تقاطع المجموعات ،
فنحن في هذه النتيجة أمام مجموعتين ، المجموعة الأولى تتألف من حروف
البسملة التسعة عشر ، والمجموعة الثانية تتألف من ثلاثة حروف هي
?الم? ، وتقاطع هاتين المجموعتين يعطي مجموعة جديدة تتألف من عشرة حروف هي : ا = 3 ، ل =4 ، م = 3 ، ومصفوف هذه الأرقام هو 343 .
وهنا لابد من تساؤل : هل كان لدى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام علم بنظام المجموعات الرياضية وتقاطعها وتوزع أجزائها ، ونظام المضاعفات والمكررات الرقمية ؟
عدد الكلمات
عدد كلمات ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? هو 4 ، وعدد كلمات ?الم? هو 1 ويكون لدينا التناسب الآتي :
أول آية في القرآن أول افتتاحية في القرآن
4 1
وعند صفّ هذين الرقمين نحصل على العدد 14 من مضاعفات السبعة .
رقم الآية وعدد كلماتها
رقم ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? هو 1 وعدد كلماتها 4 ، رقم آية ?الم? هو 1 وعدد كلماتها 1 :
أول آية في القرآن أول افتتاحية في القرآن
رقم الآية عدد كلماتها رقم الآية عدد كلماتها
1 4 1 1
عند صفّ هذه الأرقام يتشكل العدد 1141 من مضاعفات السبعة وهو نفس العدد الذي يمثل رقم أول سورة وآخر سورة في القرآن:
1141 = 7 × 163
رقم الآية وعدد كلماتها وعدد حروفها
رقم آية البسملة 1 وعدد كلماتها 4 وعدد حروفها 19 ، رقم آية ?الم? هو 1 وعدد كلماتها 1 وعدد حروفها 3 لنكتب هذه الأرقام :(1/77)
أول آية في القرآن أول افتتاحية في القرآن
الآية كلماتها حروفها الآية كلماتها حروفها
1 4 19 1 1 3
نحصل على العدد 3111941 مؤلف من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة :
31111941 = 7 × 4444563
رقم السورة
رقم سورة الفاتحة حيث توجد أول آية في القرآن هو 1 ورقم سورة البقرة حيث توجد أول افتتاحية مميزة هو 2 ، وبصفّ الرقمين نحصل على العدد 21 من مضاعفات السبعة .
رقم السورة مع رقم الآية
رقم السورة حيث توجد أول آية وهي الفاتحة 1 ، ورقم البسملة فيها هو 1 ، ورقم سورة البقرة 2 ورقم ?الم? فيها هو 1 :
أول آية في القرآن أول افتتاحية في القرآن
السورة الآية السورة الآية
1 1 2 1
وعند صفّ هذه الأرقام بهذا الشكل نجد العدد 1211 من مضاعفات السبعة :
1211 = 7 × 173
من خلال هذه المعادلات الرقمية نلاحظ وجود تنوع في هذه المعادلات وهذا يدل على أن الإعجاز الرقمي لا يقتصر على نوع واحد من أنواع الأنظمة الرقمية بل هو عدد لا نهائي من هذه الأنظمة .
قد يدعي أحد المشككين بكتاب الله تعالى أن باستطاعته الإتيان بمثل معادلة أو معادلتين أو ثلاثة, ولكنه لن يتمكَّن ومهما حاول من تأليف جملة تتضمن مئات المعادلات الرقمية المُحكَمة كما في كتاب الله تعالى .
لذلك فإن هذه الحقائق الرقمية هي برهان ملموس على استحالة الإتيان بمثل آية من القرآن . إن هذه الأنظمة الرقمية العجيبة لا يمكن أن تكون قد جاءت عن طريق المصادفة, لأن المصادفة لا تتكرر بهذا الشكل المذهل .
والآن لنتأمل توزع حروف كلمة ?القرآن? في هذه الآية العظيمة ، ونشاهد عدداً يتناسب مع الرقم 7 ثلاث مرات متتالية.
حروف كلمة ?القرآن?
كلمة ?القرآن? تتركب من الألف واللام والقاف والراء والنون ، هذه الحروف يوجد منها في البسملة أربعة أحرف وهي الألف واللام والراء والنون .(1/78)
لقد اقتضت مشيئة الله أن نجد صدىً لكلمة ?القرآن? في أول آية من القرآن ! ! ! لنكتب كلمات البسملة ونخرج ما تحويه كل كلمة من أحرف كلمة ?القرآن? ـ ا ل ق ر ن :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
0 3 4 3
العدد الذي يمثل كلمة ?القرآن? هو3430 من مضاعفات الرقم سبعة ثلاث مرات متتالية ! !
3430 = 7 × 7 × 7 × 10
هذا تأكيد من رب السماوات السبع جل شأنه بلغة الرقم سبعة ثلاث مرات على أن هذا القرآن كتاب الله تعالى !
وقد يظن البعض أن هذا النظام الرقمي لتكرار الحروف بسيط ويمكن تقليده, ولكنه في الحقيقة شديد التعقيد, ولا يمكن الإتيان بمثله لأن تغيير حرف واحد سوف يؤدي إلى انهيار البناء الرقمي بالكامل .
إن هذه الحقائق التي انضبطت بشكل بديع مع الرقم سبعة لم تكن لتأتيَ عبثاً, إنما هو الله تعالى الذي أحكم آيات كتابه وقال عنها : ?كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ? [هود : 11/1] .
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في هذين الاسمين من أسماء الله الحسنى نجد عجائب لا تُحصى فهما أول اسمين لله تعالى في القرآن . لنتأمل هذه التناسقات العجيبة مع الرقم سبعة في تكرار وتوزع حروف هذين الاسمين العظيمين :
تكرار كل اسم
لقد رتب الله تعالى تكرار كل كلمة من هاتين الكلمتين في كتابه بنظام يقوم على الرقم سبعة . فإذا بحثنا عن كلمة ?الرَّحْمنِ? نجدها قد تكررت في القران كله 57 مرة ، أما كلمة ?الرَّحِيمِ? فقد تكررت في القران كله 115 مرة .
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
57 115
وكل عدد من هذين العددين ليس من مضاعفات السبعة ، ولكن عندما يجتمعان يشكلان عدداً من مضاعفات السبعة :
11557= 7 × 1651
تتألف عبارة ? الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? من سبعة أحرف أبجدية ، وهي الألف واللام والراء والحاء والميم والنون والياء . إن تكرار هذه الحروف السبعة فيه معجزة تقوم على الرقم سبعة .
تكرار كل حرف(1/79)
إن كل حرف من حروف ? الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? أيضا له نظام ، فإذا عبرنا عن كل حرف بمقدار تكراره في البسملة نجد عدداً من مضاعفات السبعة ، ففي هذين الاسمين الكريمين نحن أمام سبعة حروف أبجدية ، نكتب هذه الحروف السبعة مع تكرار كل منها في البسملة :
أ = 3 ل = 4 ر = 2 ح = 2 م= 3 ن = 1 ي= 1
عندما نمثل حروف ? الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? بتكرار ها من البسملة نجد :
ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ي م
3 4 2 2 3 1 3 4 2 2 1 3
إن العدد 312243132243 يقبل القسمة على سبعة تماماً :
312243132243 = 7 × 44606161749
تسلسل الحروف
وعندما نمثل كل حرف من حروف هذه العبارة الكريمة برقم متسلسل نجد عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً :
ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ي م
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12
إن العدد 121110987654321 من مضاعفات السبعة :
121110987654321 = 7 × 17301569664903
تسلسل أول حرف وآخر حرف
حتى إن رقم أول حرف وآخر حرف من كل كلمة يخضع للنظام ذاته ، فترتيب أول حرف في ?الرَّحْمنِ? هو 1 وترتيب آخر حرف هو 6 ، وترتيب أول حرف في ?الرَّحِيمِ? هو 7 وترتيب آخر حرف فيها هو 12 ونكتب هذه الأرقام كما يلي :
ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ي م
1 6 7 12
إن العدد الذي يمثل رقم أو ترتيب أول حرف وآخر حرف من هاتين الكلمتين هو : 12761 من مضاعفات السبعة أيضاً :
12761 = 7 × 1823
وسبحان الله أسرع الحاسبين ! كيفما توجهنا بهذه العبارة نجدها مُحكَمة ، ومهما اتبعنا من طرق يبقى النظام قائماً وشاهداً على قدرة الله عَزَّ وجَلَّ . ...
البسملات المرقمة
في كتاب الله نجد عدد البسملات هو 114 وذلك في القرآن كله, جميعها غير مرقمة باستثناء موضعين : الآية الأولى من سورة الفاتحة : ورقمها 1 . وقوله تعالى في سورة النمل : ?إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ، ورقم هذه الآية 30 ، ويشكل هذان الرقمان 1ـ 30 عدداً من مضاعفات السبعة :
301 = 7 × 43(1/80)
وهنالك علاقة بين سورة الفاتحة وسورة النمل من حيث رقم كل سورة وعدد آياتها كما يلي :
سورة الفاتحة ( سورة النمل
رقمها آياتها ... رقمها آياتها
1 7 ... 27 93
إن العدد 932771 من مضاعفات السبعة :
932771 = 7 × 133253
أما سورة التوبة فلا يوجد فيها آية بسملة, لذلك نجد علاقة عكسية مع سورة الفاتحة, أي نقرأ العدد بالعكس :
سورة الفاتحة ( سورة التوبة
رقمها آياتها ... رقمها آياتها
1 7 ... 9 129
نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار فتصبح قيمته 179921 من مضاعفات السبعة :
179921 = 7 × 25703
وبما أن سورة النمل هي السورة الوحيدة التي ذكرت فيها البسملة مرتين فإننا نجد علاقة في هذه السورة بين رقمي أول آية وآخر آية ، فعدد آيات هذه السورة هو 93 آية ، أول آية رقمها 1 ، وآخر آية رقمها 93 :
رقم أول آية رقم آخر آية
1 93
العدد الذي يمثل رقمي الآية الأولى والأخيرة في سورة النمل من مضاعفات السبعة لمرتين ونتذكر بأن البسملة تكررت مرتين في هذه السورة :
931 = 7 × 7 × 19
وتأمل في الناتج 19 الذي هو عدد حروف البسملة ! !
ارتباط البسملة بالمعوذتين
إننا نلمس في ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? استعانة بالله واستعاذة به ولجوءاً إليه ، ولذلك سوف نرى نظاماً مذهلاً في حروف هذه البسملة كلمات سورتي : ?قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَق? و ?قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ? . ...
سورة الفلق
من عجائب البسملة ارتباط حروفها بسور القرآن, وهذا ما نلمسه في توزع حروف البسملة على كلمات المعوذتين , ونبدأ بالسورة ما قبل الأخيرة من القرآن ، سورة الفلق . لنخرج ما تحويه كل كلمة من كلمات هذه السورة من حروف البسملة :
قل أعوذ برب الفلق من شرّ ما خلق
1 1 3 3 2 1 2 1
و من شرّ غاسق إذا وقب و من شرّ النفثت
0 2 1 2 2 1 0 2 1 3
في العقد و من شرّ حاسد إذا حسد
1 2 0 2 1 3 2 2(1/81)
إن العدد الضخم الذي يمثل توزع حروف البسملة في هذه السورة من مضاعفات الرقم سبعة وهو :
22312021312012212012123311 هذا العدد يساوي :
= 7 × 3187431616001744573160473
يمكن تقسيم هذه السورة المباركة إلى مقطعين :
1 ـ استعاذة بالله : وتمثلها الآية الأولى من هذه السورة : ?قل أعوذ برب الفلق? .
2ـ استعاذة من شر خلق الله : وتمثلها بقية السورة : ?من شرّ ما خلق - ومن شرّغاسق إذا وقب - ومن شرّ النفاثات في العقد - ومن شرّ حاسد إذا حسد? .
والعجيب أننا نجد النظام الرقمي ينطبق على كل قسم من هذين القسمين ! لنتأكد من ذلك :
قل أعوذ برب الفلق
1 1 3 3
العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة في هذا القسم هو 3311 من مضاعفات السبعة :
3311 = 7 × 473
نأتي الآن إلى القسم الثاني لنجد النظام ذاته يتكرر :
من شرّ ما خلق و من شرّ غاسق إذا وقب
2 1 2 1 0 2 1 2 2 1
و من شرّ النفثت في العقد و من شرّ حاسد إذا حسد
0 2 1 3 1 2 0 2 1 3 2 2
إن العدد الذي يمثل حروف البسملة في هذا المقطع أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة : 2231202131201221201212 يساوي :
= 7 × 2231202131201221201212
كما يمكن تقسيم المقطع الثاني المتضمن الاستعاذة من شر خلق الله إلى مقطعين أيضاً :
استعاذة من شرِّ الخلق
?من شرّ ما خلق - ومن شرّغاسق إذا وقب? . فهذه استعذة بالله تعالى من شر المخلوقات مثل الغاسق وهو الليل المظلم عندما يُقبل ، ومن شرِّ ما ضمَّ هذا الظلام من مخلوقات .
استعاذة من شرِّ أعمال الخلق
?ومن شرّ النفاثات في العقد - ومن شرّ حاسد إذا حسد? . وهذه استعاذة بالله تعالى من شرِّ أعمال السَّحَرة الذين يصنعون السحر من خلال النفث والنفخ في عقدٍ يصنعونها للإضرار بالناس . ومن شرِّ أعمال الحاسدين الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله .
والعجيب حقاً أننا نجد النظام ذاته تماماً يتكرر في كل من المقطعين الجديدين :
المقطع الأول(1/82)
العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة هو 1221201212 من مضاعفات السبعة :
1221201212 = 7 × 174457316
المقطع الثاني
يبقى النظام قائماً, إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة هو 223120213120 من مضاعفات السبعة أيضاً :
223120213120 = 7 ×31874316160
إن هذا النظام المُحكَم لم يأت عن طريق المصادفة العمياء, بل هو من عند الله عَزَّ وجَلَّ, ولكي نزداد يقيناً بعظمة هذه المعجزة نقوم بإحصاء الكلمات تصنيفها حسب ما تحويه من حروف البسملة .
في هذه السورة كلمات تحتوي على حرف واحد فقط من حروف البسملة مثل كلمة ?قُلْ? و ?أعُوذُ? و ?وَقَبَ? . . . . وهكذا . وهذه الكلمات عددها 9 . هنالك أيضاً كلمات احتوت على حرفين من حروف البسملة مثل كلمة ?بِرَبِّ? و ?مِنْ? . . . عدد هذه الكلمات هو 10, أما الكلمات التي تحتوي على ثلاثة حروف من البسملة مثل ?إلهِ? فعددها 4 كلمات . لنكتب هذه النتائج في جدول :
حرف واحد حرفان ثلاثة حروف
9 10 4
إن العدد 4109 من مضاعفات السبعة :
4109 = 7 × 587
لنوجِّه سؤالاً لكل من لا يقتنع بالإعجاز الرقمي فنقول :
هل يمكن للمصادفة أن توزِّع حروف البسملة في سورة الفلق بنظام يقوم على الرقم سبعة, ثم تأتي هذه المصادفة لتوزِّع حروف البسملة على كل مقطع من مقاطع السورة بنفس النظام, ثم تأتي المصادفة لترتب ما تحويه كلمات السورة من حروف البسملة بالنظام ذاته ؟
إذا كانت هذه جميعاً مصادفات تتكرر في سورة الفلق, فهل يمكن للمصادفات ذاتها أن تتكرر بشكل كامل في سورة الناس ؟ إنها ليست مصادفات إنما هي معجزات .
سورة الناس
نقوم الآن بتكرار الخطوات السابقة مع آخر سورة في القرآن ، وهي سورة الناس . لنكتب سورة الناس ونخرج ما تحويه كل كلمة من حروف البسملة :
قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس
1 1 3 5 2 5 3 5
من شرّ الوسواس الخناس الذي يوسوس في
2 1 5 5 3 3 1
صدور الناس من الجنة و الناس
1 5 2 4 0 5(1/83)
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة عبر كلمات هذه السورة هو : 504251133551253525311 ، إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة تماماً ! ! 504251133551253525311 وهو يساوي :
= 7 × 72035876221607646473
وفي هذه السورة العظيمة نجد مقطعين أيضاً :
1 ـ استعاذة بالله تعالى: ?قل أعوذ برب الناس - ملك الناس - إله الناس? .
2 ـ استعاذة من الشيطان : ?من شرّ الوسواس الخناس - الذي يوسوس في صدور الناس - من الجنة والناس? .
في كلا المقطعين نجد النظام ذاته يتكرر !
قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس
1 1 3 5 2 5 3 5
سوف نجد العدد 53525311 من مضاعفات السبعة !
53525311 = 7 × 7646473
ويتكرر النظام ذاته في المقطع
من شرّ الوسواس الخناس الذي يوسوس في
2 1 5 5 3 3 1
صدور الناس من الجنة و الناس
1 5 2 4 0 5
العدد 5042511335512 من مضاعفات السبعة أيضاً .
5042511335512 =7 × 720358762216
والآن نجري إحصاء لمحتوى كل كلمة من حروف البسملة كما فعلنا في الفقرة السابقة لنجد أن هنالك كلمات في هذه السورة تحتوي على حرف أو حرفين أو ثلاثة حروف أو أربعة حروف أو خمسة حروف من البسملة كما يلي :
1 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على حرف واحد من البسملة هو 5 .
2 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على حرفين من حروف البسملة هو 3 .
3 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على ثلاثة حروف من البسملة هو 4 .
4 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على أربعة حروف من البسملة هو 1 .
5 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على خمسة حروف من البسملة هو 7 .
حرف حرفان ثلاثة أربعة خمسة
5 3 4 1 7
إن العدد 71435 من مضاعفات السبعة :
71435 = 7 × 10205(1/84)
إن هذه النتائج تؤكد أن الله عَزَّ وجَلَّ قد رتب حروف البسملة في آيات وسور كتابه بنظام مُحكَم, ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذا النظام الإلهي نذهب إلى أعظم آية من كتاب الله لنرَ كيف تتجلّى حروف ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? في كل كلمة من كلمات هذه الآية العظيمة بنظام يقوم على الرقم سبعة أيضاً .
أعظم آية في القرآن
هكذا حدثنا رسول الله ، عن أعظم آية في كتاب الله تعالى , وهي آية الكرسي :
?اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ? [الآية 255 من سورة البقرة] .
إذا عبَّرنا عن كل كلمة من كلمات هذه الآية العظيمة برقم يمثل ما تحويه من حروف البسملة ، فإننا نحصل على عدد شديد الضخامة والذي يمثل توزع حروف البسملة في كلمات آية الكرسي :
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ
4 2 3 3 1 4 4 2 2 3
وَ لاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَ مَا فِي الأَرْضِ
0 2 2 2 2 1 4 0 2 1 4
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ
2 1 3 1 2 3 4 3 2 3
أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ
5 0 2 3 0 2 4 2 2
عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَتِ وَ الأَرْضَ
3 3 3 1 1 4 4 0 4
وَ لاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
0 2 2 4 0 1 4 4
نكتب العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة في كلمات آية الكرسي على سطرين:
12412041222203224413324 43213(1/85)
44104220404411333224203205323
هذا العدد من مضاعفات السبعة تماماً ! إن هذه النتيجة الرقمية الثابتة تؤكد أن حروف البسملة لها نظام موجود في آيات القرآن, وقد رأينا جانباً من هذا النظام في أعظم آية من القرآن . وتأمل كلمة (السماوات) كيف كُتِبت في القرآن من دون ألف هكذا ?السَّمَوَتِ?, ولولا هذه الطريقة الفريدة في رسم الكلمات لاختل هذا النظام المُحكَم .
النسيج الرقمي
كما رأينا في فقرات سابقة لا يقتصر إعجاز هذه البسملة على حروفها وكلماتها فحسب, بل هنالك إعجاز مذهل في ارتباط هذه البسملة مع آيات القرآن بنسيج رقمي متنوع ومعقد, يظهر عظمة هذا البناء الرقمي العجيب في كتاب الله تعالى .
إن رؤية الترابط العجيب للبسملة مع جميع آيات القرآن عملية تحتاج لأبحاث كثيرة, ولكن يكفي في هذا البحث أن نختار نموذجين من أول سورة وآخر سورة في القرآن الكريم ، ونأخذ البسملة مع الآية التي تليها مباشرة :
1 ـ فأول سورة في كتاب الله تبدأ بـ :
?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - الحمد لله رب العالمين?
2 ـ وآخر سورة في كتاب الله تبدأ بـ :
?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - قل أعوذ بربّ الناس?
وسوف نقتصر على أول كلمة وآخر كلمة من كل آية مع التأكيد على أن كل كلمة فيها معجزة . ولكن نختار دائماً أول وآخر سورة وأول وآخر كلمة لكي لا يظن القارئ أن العملية انتقائية أو جاءت بالمصادفة .
أول كلمة في البسملة هي : ?بسم? والتي تكررت في القرآن كله كما رأينا 22 مرة ، وآخر كلمة فيها هي : ?الرَّحِيمِ? التي نجدها مكررة في القرآن كله 115 مرة .
أما الآية الثانية في سورة الفاتحة هي : ?الحمد لله ربّ العالمين? ، فنجد أن أول كلمة فيها هي : ?الحمد? قد تكررت في القرآن كله 38 مرة, وآخر كلمة فيها هي : ?العالمين? وقد تكررت في القرآن كله 73 مرة .(1/86)
سوف نرى في ترابط وتشابك هذه الأعداد الأربعة : 22 ـ 115 ـ 38 ـ 73 معادلات رقمية تأتي دائماً متناسبة مع الرقم سبعة, وكأننا أمام نسيج رقميّ معقد تختلط فيه الأرقام وتترابط وتتشابك ، ولكنها تبقى دائماً من مضاعفات الرقم سبعة . والآن إلى هذه المعادلات :
المعادلة الأولى
إن الكلمة الأولى والأخيرة في ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? تكررتا في القرآن : 22 و 115 والعدد الذي يمثل مصفوف هذه الأرقام هو 11522 من مضاعفات السبعة :
11522 = 7 × 1646
وقد رأينا هذا الترابط في فقرة سابقة .
المعادلة الثانية
في قوله تعالى ?الحمد لله ربّ العالمين? نجد أن أول كلمة وآخر كلمة قد تكررتا في القرآن : 38 و 73 وعند صفّ هذين العددين يتشكل العدد 7338 وعندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه المعاكس أي من اليمين إلى اليسار تصبح قيمته 8337 هذا العدد من مضاعفات السبعة :
8337 = 7 × 1191
وهنا نتساءل عن سر وجود اتجاهين متعاكسين لقراءة الأرقام القرآنية . ولكن إذا ما تدبرنا آيات القرآن العظيم نجد أنها تضمَّنت معاني متعاكسة أيضاً .
ففي ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? نجد صفة الرحمة تتجلى في أسماء الله وصفاته, والرحمة تكون من الخالق للمخلوق, بينما في الآية الثانية ?الحمد لله ربّ العالمين? نجد صفة الحمد, والحمد يكون من المخلوق إلى الخالق سبحانه, إذن نحن أمام اتجاهين متعاكسين لغوياً, يرافقهما اتجاهان متعاكسان رقمياً, والله أعلم .
نلخص هذه النتيجة المهمة :
بسم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله ربّ العالمين
22 ( 115 38 ( 73
قراءة العدد باتجاه اليمين قراءة العدد باتجاه اليسار
المعادلة الثالثة
هنالك تشابك لهذه الأرقام مع بعضها بشكل شديد الإعجاز, فنحن أمام أربعة أرقام فقط ولكننا كيفما صففناها نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة .
بسم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله ربّ العالمين
22 115 38 73(1/87)
تكرار الكلمة الأولى من الآية الأولى مع الكلمة الأولى من الآية الثانية :
?بسم? ?الحَمْد?
22 38
إن العدد الذي يمثل تكرار هاتين الكلمتين في كتاب الله تعالى هو 3822 من مضاعفات السبعة :
3822 = 7 × 546
إذن ترتبط أول كلمة من الآية الأولى مع أول كلمة من الآية الثانية برباط يقوم على الرقم سبعة .
المعادلة الرابعة
تكرار الكلمة الأخيرة من الآية الأولى مع الكلمة الأخيرة من الآية الثانية :
?الرَّحِيمِ? ?العَالمين?
115 73
إن العدد الذي يمثل تكرار الكلمتين هو 73115 من مضاعفات السبعة :
73115 = 7 × 10445
إذن ترتبط الكلمة الأخيرة من الآية مع الكلمة الأخيرة من الآية الثانية بنفس الرباط القائم على الرقم سبعة .
المعادلة الخامسة
تكرار الكلمة الأولى من الآية الأولى مع الكلمة الأخيرة من الآية الثانية :
?بسم? ?العالمين?
22 73
مصفوف العددين يعطي عدداً هو 7322 من مضاعفات السبعة :
7322 = 7 × 1046
أي أن العلاقة السباعية تتكرر هنا مع أول كلمة من الآية الأولى وارتباطها بآخر كلمة من الآية الثانية .
المعادلة السادسة
تكرار الكلمة الأخيرة من الآية الأولى مع الكلمة الأولى من الآية الثانية :
?الرَّحِيمِ? ?الحَمْدُ?
115 38
والمصفوف يعطي عدداً هو 38115 من مضاعفات السبعة أيضاً :
38115 = 7 × 5445
رأينا ست معادلات رقمية في هاتين الآيتين من أول سورة في القرآن العظيم . والنتيجة المؤكدة أن المصادفة لا يمكن لها ولا ينبغي أن تكون قد أتت بهذه التوافقات المذهلة . ولكن سبحان الله ! يبقى المشكّك في حالة تخبّط على غير هدى فيدّعي أن هذا النظام المُحكَم قد جاء بالمصادفة ! !
ومع أنه لا يمكن لإنسان عاقل أن يصدِّق بأن المصادفة تتكرر بهذا الشكل العجيب ، إلا أننا سنذهب إلى آخر سورة من كتاب الله عَزَّ وجَلَّ, لنرى النظام برمته يتكرر وبشكل كامل دون خلل أو نقص . لننتقل إلى المعادلة السابعة الآن وننظر ونقارن ونتدبر .
المعادلة السابعة(1/88)
رأينا التوافقات المذهلة للبسملة مع الآية التي تليها في أول سورةمن كتاب الله تعالى ، فماذا عن آخر سورة من هذا الكتاب العظيم ؟ وهل يبقى النظام قائماً وشاهداً على قدرة الله الذي أحصى كل شيء عدداً ؟
آخر سورة في القرآن هي سورة الناس ، لنكتب البسملة مع الآية التي تليها في هذه السورة ، مع تكرار الكلمة الأولى والأخيرة تماماً كما فعلنا في الفقرات السابقة :
في قوله تعالى ?قل أعوذ بربّ الناس? نجد أن كلمة ?قل? قد تكررت في القرآن كله 332 مرة ، أما آخر كلمة في هذه الآية ?الناس? فقد تكررت في القرآن كله 241 مرة :
قل أعوذ بربّ الناس
332 241
وعند صفّ هذين العددين نجد العدد من مضاعفات السبعة باتجاهين !
241332 =7 × 34476
233142 = 7 × 33306
والسؤال لماذا كانت في هذه الآية قراءة الأرقام تتم وفق اتجاهين ؟ لو دققنا النظر جيداً وجدنا أن هذه الآية تتعلق بالخالق والمخلوق معاً . فكلمة ?قل? هي أمر إلهي إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، والاستعادة لا تكون إلا بالله تعالى رب الناس .
إذن هذه الآية فيها اتجاهان : أمر إلهي من الخالق إلى خلقه للاستعاذة به واللجوء إليه ، بكلمة ثانية الأمر صادر من الخالق إلى المخلوق ، والاستعاذة تكون من المخلوق بالخالق تعالى .
لذلك فقد جاءت قراءة الأرقام متناسبة مع السبعة بالاتجاهين ، والله تعالى أعلم . والآن سوف نرى أن هذه الأرقام الأربعة :
22 ـ 115 ـ 332 ـ 241
تبقى متوافقة مع الرقم سبعة كيفما صففناها :
بسم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قل أعوذ برب الناس
22 115 332 241
لندرس الآن ترابط وتشابك هذه الكلمات .
المعادلة الثامنة
ندرس تكرار الكلمة الأولى من الآية الأولى مع تكرار الكلمة الأولى من الآية الثانية :
?بسم? ?قل?
22 332
إن العدد الذي يمثل تكرار هاتين الكلمتين هو 33222 من مضاعفات السبعة :
33222 = 7 × 4746
المعادلة التاسعة(1/89)
ندرس تكرار الكلمة الأخيرة من الآية الأولى مع الكلمة الأخيرة من الآية الثانية :
?الرَّحِيمِ? ?الناس?
115 241
إن العدد الذي يمثل تكرار الكلمتين هو : 241115 من مضاعفات السبعة :
241115 = 7 × 34445
المعادلة العاشرة
ندرس تكرار الكلمة الأولى من الآية الأولى مع الكلمة الأخيرة من الآية الثانية :
?بسم? ?الناس?
22 241
وهنا أيضاً نجد أن تكرار الكلمتين يعطي عدداً هو 24122 من مضاعفات السبعة :
24122 = 7 × 3446
المعادلة الحادية عشرة
والآن ندرس تكرار آخر كلمة من الآية الأولى مع أول كلمة من الآية الثانية :
?الرَّحِيمِ? ?قل?
115 241
يعطي عدداً هو 332115 من مضاعفات السبعة أيضاً :
332115 = 7 × 47445
في هذه المعادلات درسنا فقط تكرار ست كلمات من كتاب الله تعالى ، ورأينا هذا النسيج الرائع من التناسبات مع الرقم سبعة وبما يتناسب مع معنى الآية . والسؤال : ماذا لو درسنا كلمات القرآن كله والبالغ عددها أكثر من سبعين ألف كلمة ؟ إنني على ثقة بأنه لو تفرّغ جميع البشر للكتابة حول إعجاز القرآن وعجائبه فلن ينفد هذا الإعجاز !
البسملة تتجلى في القرآن
ذكرنا بأن البسملة تتألف من عشرة حروف أبجدية وهي
ب س م ا ل هـ ر ح ن ي
من عظمة هذه الآية أن حروفها تتوزع على كلمات القرآن الكريم بنظام مُحكَم . يقول عَزَّ وجَلَّ عن بناء السماء وتوسُّعِها : ?وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ? [الذاريات : 51/47] . إن حروف البسملة تتوزع في هذه الآية بنظام سباعي .
لنخرج من كل كلمة من كلمات هذه الآية ما تحويه من حروف البسملة العشرة :
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
0 5 6 4 0 3 4
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة على كلمات الآية من مضاعفات السبعة ثلاث مرات للتأكيد على إعجاز هذه الآية وصدق كلام الحق سبحانه وتعالى :
4304650 = 7 × 7 × 7 × 12550(1/90)
وتأمل معي طريقة كتابة كلمة : ?بَنَيْنَهَا? فقد كُتبت في كتاب الله تعالى من دون ألِف . بينما كلمة : ?بِأَيْيدٍ? فقد كُتبت في القرآن الكريم بياء ثانية ، ولو تغيّرت طريقة الكتابة هذه لاختلّ هذا البناء المُحكَم . أليس هذا البناء المبهر هو آية من آيات الله تعالى القائل : ?وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ? [النمل : 27/93] .
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
لنخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة لنجد :
وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا
0 1 4 3 5 3 4
وَ مَا رَبُّكَ بِغَفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
0 2 2 2 2 3
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة على كلمات الآية من مضاعفات السبعة :
3222204353410 = 7 × 460314907630
والعجيب في هذه الآية التي تعهد الله بها أن يرينا آياته أنه سبحانه رتب حروف اسمه ?الله? بشكل معجز ، فلو قمنا بعدّ حروف الألف واللام والهاء وجدنا أربعة عشر حرفاً 7 × 2 وإذا أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من هذه الحروف نجد :
وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا
0 1 2 3 0 2 2
وَ مَا رَبُّكَ بِغَفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
0 1 0 1 1 1
والعدد الذي يمثل توزع حروف لفظ الجلالة ?الله? من مضاعفات الرقم سبعة :
1110102203210 = 7 × 158586029030
وأخيراً إذا قمنا بعدّ حروف هذه الآية نجد أن عدد حروفها بالتمام والكمال 49 حرفاً أي سبعة في سبعة ! ! !
سوف نرى في فقرات لاحقة أن الإعجاز الرقمي للبسملة لا يقتصر على الرقم سبعة, بل جميع الأرقام الأولية لها إعجاز مذهل . ووجود هذه الأرقام في أول آية من القرآن دليل على وحدانية مُنَزِّل القرآن جلََّ جلالُه .
آية التّنْزيه عن الولد(1/91)
في آية قصيرة بعدد كلماتها تتجلى معجزة كبيرة بإعجازها وأرقامها, إنها الآية التي تشهد على وحدانية الخالق سبحانه وأنه : ?لمَ ْيَلِدْ ولمَ ْيُولَدْ? في هذه الآية تتجلى معجزة تربط حروفها بأول آية من كتاب الله تعالى .
في هذه الآية العظيمة معجزة تقوم على حروف كلمات : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ?, فكل كلمة من كلمات البسملة تتوزع حروفها على كلمات : ?لم يلد ولم يولد? بنظام مُحكَم .
كلمة ?بسم?
إن الحرف المشترك بين هذه الكلمة وبين الآية هو حرف الميم ، فلو أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من حرف الميم نجد :
لمَ ْ يَلِدْ و لمَ ْيُولَدْ
1 0 0 1 0
العدد .1001 من مضاعفات الرقم سبعة :
01001 = 7 × 11 × 0143
كلمة ?الله?
إن الحرف المشترك بين اسم ?الله? وبين ?لم يلد ولم يولد? هو حرف اللام ، لنخرج ما تحويه كل كلمة من حرف اللام :
لمَ ْ يَلِدْ و لمَ ْيُولَدْ
1 1 0 1 1
والعدد 11011 من مضاعفات الرقم سبعة :
11011 = 7 × 1573
كلمة ?الرَّحْمنِ?
إن الحروف المشتركة بين كلمة ?الرَّحْمنِ? وبين قوله تعالى : ?لم يلد ولم يولد? هي اللام والميم ، لندرس توزع هذين الحرفين :
لمَ ْيَلِدْ و لمَ ْيُولَدْ
2 1 0 2 1
إن العدد 12012 من مضاعفات الرقم سبعة :
12012 = 7 × 1716
كلمة ?الرَّحِيمِ?
إن الحروف المشتركة بين هذه الكلمة وبين ?لم يلد ولم يولد? هي اللام و الياء والميم , لندرس توزع حروف اللام والياء والميم :
لمَ ْ يَلِدْ و لمَ ْيُولَدْ
2 2 0 2 2
والعدد 22022 من مضاعفات الرقم سبعة :
22022 = 7 × 3146
وهنا نتساءل : هل يمكن لمصادفة أن تتكرر أربع مرات في أربع كلمات متتالية وتأتي جميع الأعداد منضبطة مع الرقم سبعة ؟ ؟ ؟
ومن عظمة الإعجاز الرقمي أن المعجزة لا تقتصر على الآية الواحدة ، بل تشمل ارتباط هذه الآية مع غيرها من آيات القرآن ، وكأننا أمام شبكة من العلاقات الرقمية المعقدة .(1/92)
ولكي لا يظن أحد أن للمصادفة أي دور هنا ، نكتب البسملة وتحت كل كلمة من كلماتها الرقم الناتج من توزع حروفها على آية : ?لمَ ْيَلِدْ ولمَ ْيُولَدْ? . فاكلمات الأربعة للبسملة توزعت كل منها على كلمات هذه الآية وأعطانا هذا التوزع عدداً من مضاعفات السبعة ، وكان تاتج القسمة على سبعة عدد صحيح دائماً . نواتج القسمة الأربعة هي :
1 ـ كلمة ?بسم? : 0143
2 ـ كلمة ?الله? : 1573
3 ـ كلمة ?الرَّحْمنِ? : 1716
4 ـ كلمة ?الرَّحِيمِ? : 3146
نكتب هذه النواتج على تسلسلها :
بسم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
0143 1573 1716 3146
إن العدد المتشكل من صفّ هذه الأرقام يعطي عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً :
3146171615730143 = 7 × 449453087961449
وفي بحثنا هذا ندرس أول آية من القرآن وارتباطها مع الآيات ذات الدلالة مثل قوله تعالى في الآية التي تعهد فيها بحفظ القرآن : ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر : 15/9] . ففي هذه الآية ارتباط مذهل مع أول آية من كتاب الله تعالى ، وإلى بعض هذه التوافقات مع الرقم سبعة :
ارتباط أرقام الآيتين
يرتبط رقم أول آية في القرآن وهو 1 مع رقم آية حفظ القرآن وهو 9 برباط متين يقوم على الرقم 7 :
أول آية من القرآن آية حفظ القرآن
رقمها 1 رقمها 9
إذا قمنا بصف هذين الرقمين فسوف نحصل على الرقم 91 من مضاعفات السبعة :
91 = 7 × 13
ارتباط الكلمات
عدد كلمات آية البسملة 4 وعدد كلمات آية حفظ القرآن هو 8 :
أول آية من القرآن آية حفظ القرآن
كلماتها 4 كلماتها 8
والعدد الناتج من صفّ هذين الرقمين هو 84 من مضاعفات السبعة :
84 = 7 × 12
ارتباط رقم السورة ورقم الآية
رقم سورة الفاتحة هو 1 ورقم البسملة فيها 1 أيضاً ، ورقم سورة الحِجر حيث وردت آية حفظ القرآن هو 15 ورقم الآية 9 :
أول آية من القرآن آية حفظ القرآن
رقم السورة رقم الآية رقم السورة رقم الآية
1 1 15 9(1/93)
لدى صفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا عدد من مضاعفات السبعة :
91511 = 7 × 13073
ارتباط رقم الآية وعدد آيات القرآن
فعدد آيات القرآن الكريم 6236 آية ورقم هذه الآية في القرآن هو 9 :
عدد آيات القرآن رقم آية حفظ القرآن
6236 9
وعند صف الرقمين يتشكل العدد 96236 من مضاعفات السبعة مرتين للتأكيد من الله تعالى على حفظ كتابه المجيد :
96236 = 7 × 7 × 1964
ارتباط رقم الآية مع سور القرآن
فعدد سور القرآن الكريم هو 114 ورقم هذه الآية هو 9 :
عدد سور القرآن رقم آية حفظ القرآن
114 9
وبصفّ الرقمين نجد العدد 9114 من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً :
9114 = 7 × 7 × 186
وتأمل معي كيف جاءت الأعداد لتقبل القسمة على سبعة مرتين متتاليتين ! ونتذكر هنا بأن عدد آيات القرآن يرتبط بعدد سور القرآن بعلاقة سباعية أيضاً :
عدد آيات القرآن عدد سور القرآن
6236 114
والعدد الذي يمثل آيات وسور القرآن الكريم هو 1146236 هذا العدد يتألف من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة أيصاً :
1146236 = × 163748
وهكذا لو تغير رقم هذه الآية أو عدد السور أو الآيات لانهار هذا النظام الرقمي بالكامل ، وهذا دليل على أن ترقيم آيات القرآن هو أمر إلهي لا يجوز المساس به ولا يجوز تغييره . ونؤكد أن بعض الآيات رقمت بطريقة أخرى في قراءات القرآن العشر ، وهذا يدل على تعدد الإعجاز .
تكرار كلمات البسملة
كل كلمة من كلمات ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? تكررت عدداً محدداً من المرات في القرآن الكريم ، هذا التكرار وهذه الأرقام قد نظمها الله تعالى بدقة شديدة بما يدل على وحدانيته عَزَّ وجَلَّ .
كما رأينا تكررت كلمة ?بسم? في القرآن كله 22 مرة ، أما كلمة ?الله? فقد تكررت في القرآن كله 2699 ، وكلمة ?الرَّحْمنِ? تكررت في القرآن كله 57 مرة ، وكلمة ?الرَّحِيمِ? تكررت 115 مرة .
فلو قمنا بجمع مفردات الأرقام الخاصة بتكرار الكلمات فسوف نجد :(1/94)
تكرار ?بسم? = ?22? مجموع أرقامه 2+2 = 4
تكرار ?الله? = ?2699? مجموع أرقامه 9+9+6+2 = 26
تكرار?الرَّحْمنِ? = ?57? ومجموع أرقامه 7+5 = 12
تكرار?الرَّحِيمِ? = ?115? ومجموع أرقامه 5+1+1 = 7
لنكتب هذه الأعداد مع مجموع المراتب لكل عدد :
بسم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
4 26 12 7
إن العدد الذي يمثل مصفوف هذه الأرقام هو 712264 من مضاعفات السبعة لمرتين :
712264 = 7 × 7 × 14536
والعجيب أن مقلوب هذا العدد أيضاً من مضاعفات السبعة لمرتين أيضاً :
462217 = 7 × 7 × 9433
كما أن مجموع هذه الأرقام يساوي بالضبط سبعة في سبعة :
4 + 26 + 12 + 7 = 49 = 7 × 7
إن هذه الحقائق الثابتة تمثل عجيبة من عجائب هذا القرآن ، فهل يمكن لبشر أن يصنع كتاباً متكاملاً ويجعل كلمات أول جملة فيه تسير بنظام يشبه هذا النظام المُحكَم ؟
توزع عجيب
في القرآن الكريم 114 بسملة موزعة بنظام معيّن على سور القرآن بحيث نجد في بداية كل سورة بسملة باستثناء سورة التوبة حيث لا توجد هذه البسملة .
ولكن هنالك سورة توجد فيها بسملتان في أوّلها وفي سياق آياتها ، وهي سورة النمل في قوله تعالى : ?إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? [النمل : 27/30] . والشيء العجيب جداً هو أن هذا التوزع لـ ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? في سور القرآن له حكمة سوف ندرك جزءاً منها من خلال الحقيقة الرقمية الآتية .
فلو قمنا بدراسة توزع هذه البسملات عبر سور القران كلِّه فسوف نرى توافقاً مذهلاً مع الرقم سبعة . لنخرج من كل سورة ما تحويه من البسملات ، فمثلاً سورة الفاتحة تأخذ الرقم 1 لأنها تحوي بسملة واحدة ، وسورة البقرة كذلك تأخذ الرقم 1 لأنها تحتوي على بسملة واحدة في مقدمتها ، وكذلك سورة آل عمران . . . وهكذا .(1/95)
أما سورة التوبة فتأخذ الرقم صفر ، لأنها لا تحتوي على أية بسملة . بينما سورة النمل تأخذ الرقم 2 لأنها تحتوي على بسملتين في أولها وفي سياق آياتها . . . وهكذا . عند صفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا عدد من 114 مرتبة بعدد سور القرآن وهو :
11111111111211111111111111111011111111
11111111111111111111111111111111111111
11111111111111111111111111111111111111
إن هذا العدد شديد الضخامة والمؤلف من 114 مرتبة هو من مضاعفات السبعة بالاتجاهين كيفما قرأناه . والشيء العجيب جداً أن عملية القسمة على سبعة تنتهي 19 مرة في كل اتجاه ! ! أي أن هذا العدد الضخم الذي يمثل توزع البسملة على سور القرآن يتألف من 19 جزءاً ، كل جزء من مضاعفات السبعة ، ولكن لماذا 19 جزءاً ؟ لأن عدد حروف البسملة هو 19 حرفاً !
وهنا يعجب المرء من دقة وعظمة هذا التوزع للبسملة في سور القرآن : هل جاء هذا التناسب مع الرقم سبعة وبالاتجاهين بالمصادفة ؟ وهل للمصادفة دور في جعل عملية القسمة تنتهي بالضبط 19 مرة بعدد حروف البسملة وبالاتجاهين أيضاً ؟
وهكذا عندما نسير في رحاب هذه الآية الكريمة ونتدبَّر عجائبها ودقَّة نَظْمِها وإحكامها فلا نكاد نجد نهاية لمعجزاتها .
لذلك مهما حاولنا تصور عظمة كتاب الله فإن كتاب الله أعظم ، ومهما حاولنا تخيل إعجاز هذا القرآن فإن معجزته أكبر من أي خيال .
نتائج البحث
سوف نقدم للقارئ الكريم في هذه الخاتمة النتائج المهمة لهذا البحث ، ففي هذا البحث رأينا أكثر من سبعين عملية قسمة على سبعة في ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ، وحسب قانون الاحتمالات فإن احتمال المصادفة في هذه العمليات المئة مجتمعة هو :
1/7 × 1/7 × 1/7 . . . . . . . سبعين مرة . . . .
وعند حساب قيمة هذه المصادفة فسوف نجدها ضئيلة لحدود لا يتخيلها العقل ! فاحتمال المصادفة في معجزة كهذه هو أقل من 1 على 6 وبجانبه 60 صفراً ! ! ! أي :(1/96)
1/ 000000000000000 (60 صفراً) 60000000000
أي أنه لو أراد أحد من البشر أن يأتي بجملة واحدة مثل ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? ، وتتوفر فيها هذه التناسقات السباعية ، فعليه أن يقوم بأكثر من ستة مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون عملية رياضية وقد يحصل على كلمات لامعنى لها !!! فهل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن جميع هذه الأعداد جاءت بالمصادفة ؟
إذن هذا البحث يقدم البرهان الرقمي والمادي على أنه لا مصادفة في كتاب الله جَلَّ وعلا ، وأنه كتاب من عند الله تعالى ، وهذه الأرقام هي خير شاهد على ذلك لكل من لا تقنعه لغة الكلمات .
إذا أراد إنسان أن يؤلف كتاباً ويبدأ بجملة تشبه ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? فإنه لن يستطيع تحقيق هذه التوافقات الكثيرة . لأن جميع أجهزة الكمبيوتر على وجه الأرض لو بقيت تعمل بلا توقف لإنتاج جملة مثل هذه الآية الكريمة ، تتحقق فيها ثمانين عملية قسمة على سبعة فإنها ستعمل لبلايين السنين . . . ولن تجد في لغات العالم ما يحقق هذه المعادلات الرقمية .
إن وجود لغة الأرقام بهذه المستويات العالية في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً هو دليل صادق وملموس على أن القرآن صالح لكل زمان و مكان وأنه كتاب عالمي أنزله الله تعالى لجميع البشر وأمر رسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن يخاطب الناس جميعاً .
في عصرٍ كهذا نحن بحاجة إلى أي وسيلة للدعوة إلى الله عَزَّ وجَلَّ وإقناع غير المسلمين بأن الإسلام دين العلم والمنطق . وبحث كهذا هو بمثابة طريقة جديدة لحوار المشككين بكتاب الله تعالى ودعوتهم لرؤية الحق ونور الإيمان بلغة هذا العصر .(1/97)
إن هذا البحث يمثل وسيلة لإظهار عظمة كتاب الله تبارك شأنه ، وهذا يُعلي من شأن كتاب ربنا في نظر المؤمن وغير المؤمن . فأما المؤمن فيزداد إيماناً وتثبيتاً ويمتلك حجَّة قوية تثبته على الحق في عصر الهجوم على الإسلام . وأما الذي لا يؤمن بهذا القرآن فعسى أن تكون هذه الحقائق الرقمية على كثرتها وسيلة يعترف من خلالها بعظمة هذا القرآن ولو في قرارة نفسه .
ونسأل الله تعالى أن نساهم من خلال موسوعة الإعجاز الرقمي هذه في وضع الأساس العلمي لهذا العلم وتصحيح نظرة بعض علماء المسلمين إلى موضوع الإعجاز الرقمي وأنه علم صحيح وثابت .
وأن ما حصل من بعض الانحرافات والأخطاء في بدايات هذا العلم يجب ألا يثنيَ علماءَنا عن دراسة وتأمل هذه المعجزة لأنها صادرة من عند الحق سبحانه وتعالى .
إن هذا البحث وما فيه من عجائب هو تصديق لقول الحبيب المصطفى ، عندما قال عن القرآن : (ولا تنقضي عجائبه) [رواه الترمذي], فهذه إحدى عجائب القرآن في عصر المعلوماتية الذي نعيشه اليوم .
وبعد أن درسنا الإعجاز في كتاب الله وهو غيض من فيض نأتي الآن لدراسة الإعجاز في سورة كاملة من القرآن ونبدأ بأول سورة وهي سورة الفاتحة لنشاهد علاقات رقمية تقوم على الرقم سبعة وهذا يثبت استحالة الإتيان بسورة مثل القرآن .
وسورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم ، وقد قال في حقِّها المصطفى صلّى الله عليه وسلّم : (والذي نفسي بيده ما أُنزل مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه) [رواه الإمام أحمد] .(1/98)
وبما أن المولى تبارك وتعالى هو الذي سمَّى هذه السورة بالسبع المثاني ، فقد جاءت جميع الحقائق الرقمية فيها لتشكل أعداداً من مضاعفات الرقم 7. وهنا نوجه سؤالاً لكل من يشك بصدق هذا القرآن : إذا كان القرآن من صنع محمد صلّى الله عليه وسلّم كما يدعي المبطلون ، فكيف استطاع هذا النبي الرَّحِيمِ صلّى الله عليه وسلّم أن يرتب كلمات وحروف سورة الفاتحة بحيث تشكل نظاماً معقداً يقوم على الرقم سبعة ويسميها بالسبع المثاني ؟
بل كيف استطاع رسول الخير عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن يأتي بمعادلات رقمية تعجز أحدث أجهزة القرن الواحد والعشرين عن الإتيان بمثلها ؟
البحث الرابع
أجمل كلمة
في القرآن الكريم
ما أكثر الآيات التي تحدثت عن ذات الله تعالى وعلمه وعظمته . . . وما أروع الكلمات التي تصف قدرة الخالق سبحانه وتعالى . . ووحدانيته وأسماءه الحسنى . . . .
في هذا البحث نتناول آيات تتحدث عن الله ، تتجلى فيها أحرف أجمل اسم ، إنه : ?الله? سبحانه وتعالى الذي رتب حروف اسمه بنظام مذهل ونتساءل : هل يستطيع البشر تنظيم كلمات بهذا الشكل المبهر ؟
سوف نعيش رحلة ممتعة في رحاب أجمل كلمة ?الله? ! لنرى كيف رتب الله تعالى حروف اسمه في كتابه بنظام عجيب وفريد يدل على أنه هو منَزِّل القرآن وأن كل حرف في هذا الكتاب العظيم ينطق بالحق وأن كل رقم من أرقام القرآن ليشهد بأن القرآن كتاب الله جلَّ وعلا .
مقدمة
أحرف اختارها الله تعالى بحكمته من بين جميع الأحرف ليسمي بها نفسه ?الله? , هذه الأحرف هي الألف واللام والهاء, رتّبها الله ونظّمها بنظام معجز في آيات كتابه, ليثبت للبشر جميعاً أن القرآن كتاب الله, وأن كل حرف في هذا القرآن هو من عند الله تعالى, إنه النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة ?الله? سبحانه وتعالى, معجزة تتجلَّى في عصر المعلومات الرقمية لتشهد بصدق كتاب الله عزَّ وجلَّ .
مَن أصْدقُ مِنَ الله ؟ ! ...(1/99)
يقول عزّ من قائل : ? وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً? [النساء : 4/122] ، هذه كلمات رائعة يتحدث فيها ربُّ العزَّة عن صِدقِ كلامه ، لنتأمَّل التناسق المُبهر مع الرقم سبعة لحروف اسم ?الله? تعالى :
1- إذا ما قمنا بعدّ حروف اسم ?الله? في هذا النص الذي يتحدث عن الله ، وجدنا سبعة أحرف بالضبط !
2- ولو قمنا بصفّ هذه الأرقام صفاّ ، لتَشكّل لدينا عدد من مضاعفات الرقم 7 .
3- ولو أخرجنا من كل كلمة ماتحويه من حروف الألف واللام والهاء أي حروف لفظ الجلالة نجد العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?الله? في كلمات تتحدث عن صدق قول الله ، هذا العدد يساوي تماماً : سبعة في سبعة في سبعة في سبعة في مئة !
4- التناسق لايقتصر على عدد وتكرار وتوزع حروف ?الله? عزَّ وجلَّ ، بل في موضع وترتيب هذا الاسم العظيم بين كلمات النص تناسق مبهر يقوم على الرقم سبعة أيضاً . فلو أحصينا عدد الكلمات قبل وبعد اسم ?الله? ، وكذلك عدد الحروف ، وكذلك عدد حروف الألف واللام والهاء ، لوجدنا أعداداً من مضاعفات السبعة دائماً !
وإلى تفاصيل هذه المعجزة الحقيقية
يقول البارئ عزَّ وجلَّ مخاطباً البشر جميعاً : ?وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً? [النساء : 4/122] ، هذا سؤال يطرحه القرآن على الناس ، فهل يعقل أن يكون في المخلوقات من هو أصدق من خالق السماوات والأرض ؟
وانظر معي إلى سعة رحمة الله تعالى : هل الله تعالى بحاجة إلى طرح مثل هذا السؤال ؟ هل يحتاج رب العزة لمن يصدقه ؟ إنها الرحمة الإلهية للبشر على كفرهم وإلحادهم . ومع هذا فمن لا يقتنع بلغة الكلام فهنالك لغة الأرقام التي لا يمكن لبشر أن ينكرها .(1/100)
الآن سوف نعيش مع إعجاز حقيقي في مقطع من مقاطع القرآن : ?وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً? ، لنرى النظام المبهر في هذه الكلمات المُحْكَمة ، ونزداد إيماناً ويقيناً بأن الله هو قائل هذه الكلمات ، وقد وضع فيها تناسقاً عجيباً مع الرقم سبعة . لنكتب كلمات هذا المقطع القرآني ونكتب بدلاً من كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف كل كلمة :
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
1 2 4 2 4 4
لنجد أن العدد الذي يمثل أحرف هذه الكلمات هو : 442421 يقبل القسمة على سبعة تماماً :
442421 = 7 × 63203
والعجيب أن الناتج من هذه العملية 63203 يقبل القسمة على سبعة أيضاً مرة ثانية ، لنرَ ذلك :
63203 = 7 × 9029
ولكن المعجزة مستمرة ، فكما نظَّم الله تعالى بقدرته أحرف هذا المقطع أيضاً نظم أحرف لفظ الجلالة فيه بنظام مُحْكَم . أي أحرف الألف واللام والهاء والمكوِّنة لكلمة ?الله? قد أحكمها الله تعالى في هذا المقطع بما يتناسب مع الرقم سبعة ، بشكل شديد الإعجاز .
لنكتب هذا المقطع القرآني ونكتب تحت كل كلمة من كلماته رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء :
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
0 0 1 0 4 2
لقد نتج معنا عدد في هذه الحالة يمثل توزع الأحرف الثلاثة الألف واللام والهاء عبر كلمات المقطع القرآني ، نقرأ هذا العدد كما هو 240100 فنجده أيضاً يقبل القسمة على سبعة تماماً :
240100 = 7 × 34300
ولكن العجيب أن الناتج أيضاً هو 34300 يقبل القسمة على سبعة مرة ثانية لنرَ :
34300 = 7 × 4900
والأعجب أن الناتج هنا 4900 ينقسم على سبعة أيضاً مرة ثالثة ، وهذه النتائج الرقمية تؤكد صدق كلام الحق عزَّ وجلَّ ، وإلى لغة الأرقام :
4900 = 7 × 700
و الناتج من هذه العملية هو العدد 700 أيضاً ينقسم على سبعة تماماً مرة رابعة :
700 = 7 × 100(1/101)
إذن نحن أمام حقائق لا يمكن لجاهل أو عالم أن ينكرها ، فلغة الأرقام التي نشهدها في مقطع من مقاطع آيات هذا القرآن تكفي دليلاً قوياً على أن القرآن حق وأنه كتاب الله سبحانه وتعالى . ولكن كيف لو قمنا بدراسة جميع آيات القرآن رقمياً ، ما هو حجم المعجزة في هذه الحالة ؟
وسبحان الله ! نصّ يتحدث عن ?الله? ، وعدد حروف اسم ?الله? فيه سبعة ، وتكرار حروف اسم ?الله? من مضاعفات السبعة ، وتوزّع حروف اسم ?الله? من مضاعفات السبعة أربع مرات بعدد حروف اسم ?الله? ! ! والناتج النهائي هو مئة ، أليست هذه التناسقات دليلاً على أن القرآن كلام الله مئة بالمئة ؟ ! !
أرقام مُحْكَمة
يقول عزَّ وجلَّ عن كتابه : ?كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ? [هود : 11/1] ، هذا إقرار من رب العزة سبحانه بأن القرآن كتاب مُحْكَم ومتكامل ومتماسك ، ولكن السؤال : هل يقتصر القرآن على الإحكام اللغوي ؟ طبعاً الذي يتعمق في آيات الله يدرك أن هذا القرآن مُحْكَم لغوياً وعلمياً ورقمياً وكيفما نظرنا إلى آيات القرآن وجدناها شديدة الإحكام والتكامل وإن كل كلمة قد وضعها الله تعالى بدقة فائقة لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها .
ففي الفقرة السابقة رأينا النظام الرقمي لأحرف مقطع : ?وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً? ، ورأينا أن العدد الذي يمثل أحرف هذا المقطع هو 442421 يقبل القسمة على 7 مرتين ، كما رأينا أن العدد الذي يمثل لفظ الجلالة ?الله? في المقطع نفسه هو 240100 يقبل القسمة على سبعة أربع مرات بعدد أحرف اسم ?الله? !
لنعِدْ كتابة هاتين النتيجتين لنرى التكامل المذهل لهما :
442421 = 7 × 7 × 9029
240100 = 7 × 7 × 7 × 7 × 100(1/102)
والشيء المذهل فعلاً أننا عندما نأخذ ناتجَيِ العمليتين : 9029 ـ 100 ونصف هذين العددين بطريقتنا لصفّ الأرقام ينتج عدد جديد هو : 1009029 هذا العدد مكون من سبعة مراتب ويقبل القسمة على سبعة تماماً :
1009029 = 7 × 144147
إذن حتى ناتج عملية القسمة على سبعة له نظام مُحْكَم ، فهل بعد هذا الإعجاز إعجاز ؟ ولكن بقي شيء آخر له علاقة بالرقم سبعة ، ففي هذه المعادلة لدينا العدد 1009029 ، إن مجموعَ أرقام هذا العدد هو من مضاعفات السبعة أيضاً :
9 + 2 + 9 + 1 = 21 = 7 × 3
ولكي يكتمل النظام الإعجازي فإننا نجد النتيجة ذاتها مع ناتج القسمة 144147 فمجموع أرقامه أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة :
7 + 4 + 1 + 4 + 4 + 1 = 21 = 7 × 3
وتستمر المعجزة
نبقى في رحاب قول الله تعالى : ?وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً? [النساء : 4/122] ، ونبقى في رحاب لفظ الجلالة ?الله? لنرى الترتيب المدهش لأحرف لفظ الجلالة ـ الألف واللام والهاء في هذا المقطع القرآني .
بعملية إحصاء بسيطة في المقطع القرآني نجد ما يلي :
1 ـ حرف الألف تكرر 3 مرات في المقطع .
2 ـ حرف اللام تكررت 3 مرات أيضاً .
3 ـ حرف الهاء تكرر 1 مرة واحدة .
نقوم الآن بترتيب هذه الإحصاءات :
حرف الألف حرف اللام حرف الهاء
3 3 1
في هذه الحالة نحن أمام عدد هو 133 هذا العدد يقبل القسمة على سبعة تماماً ، لنرَ مصداق ذلك :
133 = 7 × 19
و حتى لو قمنا بجمع أحرف لفظ الجلالة في هذا المقطع لوجدنا أن عدد هذه الأحرف هو سبعة بالضبط :
3 + 3 + 1 = 7
نبقى في رحاب لفظ الجلالة لنرى العجائب الرقمية لندرك ضعفنا وعجزنا أمام هذا القرآن . ونتابع في عجائب قوله تعالى : ?وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً? ، ونتساءل : إذا كان البارئ سبحانه قد رتب حروف اسمه ?الله? في هذا النص الكريم بنظام يقوم على الرقم سبعة ، فهل رتب موقع هذا الاسم الكريم بذات النظام ؟
موقع مميّز لاسم ?الله?(1/103)
إن اسم ?الله? سبحانه وتعالى في هذا النص يتميز بموقع رتبه البارئ سبحانه بشكل يتناسب مع الرقم سبعة ، بحيث يأتي عدد الكلمات والحروف وحروف لفظ الجلالة قبل وبعد هذا الاسم متناسباً مع الرقم سبعة .
لنقم الآن بإحصاء عدد الكلمات قبل وبعد اسم ?الله? لنجد :
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
4 1
إن عدد الكلمات قبل اسم ?الله? هو 4 كلمات ، وبعده 1 كلمة واحدة ولدى صفّ هذين الرقمين نجد عدداً هو 14 من مضاعفات السبعة .
14 = 7 × 2
ولو قمنا بعدّ حروف هذه الكلمات قبل وبعد لفظ الجلالة لوجدنا :
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
9 4
إن العدد الذي يمثل عدد الحروف قبل وبعد اسم ?الله? هو 49 هذا العدد يساوي سبعة في سبعة .
49 = 7 × 7
ولو طبقنا هذه القاعدة على حروف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء لبقي النظام السباعي قائماً . نقوم بإحصاء عدد حروف الألف واللام والهاء قبل وبعد اسم ?الله? :
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
1 2
العدد الذي يمثل حروف اسم ?الله? قبل وبعد اسم ?الله? هو 21 :
21 = 7 × 3
العدّ التراكمي
إذا قمنا بعدّ حروف الكلمات بشكل تراكمي متزايد ، أي نعد حروف الكلمة ونضيف هذا العدد للكلمة التالية وهكذا لتأخذ الكلمة الأخيرة في النص عدداً مساوياً لعدد حروف النص .
هذه الطريقة في العدّ معروفة جيداً في الرياضيات الحديثة ، وتستعمل عند دراسة الأشياء المترابطة ، ووجود هذه الطريقة في كتاب الله تعالى يعني أنه كتاب مترابط ومُحْكَم ، كيف لا يكون كذلك هو كتاب رب العالمين ؟ لنكتب عدد حروف كل كلمة بهذه الطريقة لنجد :
و مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
1 3 7 9 13 17
إن العدد الذي يمثل حروف كلمات النص تراكمياً هو : 17139731 هذا العدد من مضاعفات السبعة :
17139731 = 7 × 2448533(1/104)
ولو طبقنا هذه الطريقة على عدّ حروف اسم ?الله? في هذا النص الكريم يبقى النظام مستمراً . لنكتب هذا النص وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء بشكل تراكمي مستمر ، أي نحصي الحروف في الكلمة مع ما قبلها :
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
0 0 1 1 5 7
إن العدد الذي يمثل تراكم حروف الألف واللام والهاء في كلمات النص هو 751100 من مضاعفات السبعة :
751100 = 7 × 107300
إذن تتعدد طرق العدّ والإحصاء ويبقى النظام الرقمي واحداً وشاهداً على وحدانية مُنَزِّل القرآن سبحانه وتعالى . إن كلّ من يطّلع على هذه الحقائق لابدّ أن يتساءل :
هل يمكن لبشرٍ أن يتحدث عن نفسه بجملة واحدة بليغة ووجيزة ، ويجعل عدد حروف اسمه فيها 7 ، وتكرار هذه الحروف من مضاعفات 7 ، وتوزّعها من مضاعفات 7×7×7×7 ، ثم يجعل تكرار الكلمات قبل وبعد اسمه من مضاعفات 7 ، وتكرار الحروف قبل وبعد اسمه 7×7 ، و تكرار حروف اسمه قبل وبعد هذا الاسم من مضاعفات 7 ؟ ؟
هذا بالنسبة لجملة واحدة تتألف من بضع كلمات ، فكيف لو طلبنا من البشر أن يأتوا بكتاب يحوي أكثر من سبعين ألف كلمة كالقرآن ؟ ؟ ؟ وصدق الله تعالى القائل عن عظمة كتابه : ?قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً? [الإسراء : 17/88] .
أسماء الله في أول آية وآخر آية ذُكر فيها اسم ?الله?
لقد تكررت كلمة ?الله? في القرآن كثيراً ودراسة هذا العدد الضخم يتطلب أبحاثاً كثيرة ، ولكن نكتفي دائماً بأول مرة وآخر مرة وردت هذه الكلمة في كتاب الله .(1/105)
فقد وردت هذه الكلمة العظيمة لأول مرة في كتاب الله في أول آية من كتاب الله : ?بسم الله الرحمن الرحيم? متبوعة باسمين لله هما : ?الرحمن الرحيم? . وآخر مرة وردت هذه الكلمة في كتاب الله في قوله تعالى : ?الله الصمد? متبوعة باسم لله هو?الصمد? .
وإلى هذه السلسلة العجيبة من العلاقات السباعية بين هاتين الآيتين ، ونذكِّر ببعض الحقائق الرقمية التي رأيناها من قبل :
المعادلة الأولى
إن سورة الفاتحة هي السورة التي وردت فيها كلمة ?الله? لأول مرة ، وسورة الإخلاص هي السورة التي وردت فيها كلمة ?الله? لآخر مرة في القرآن . ولو قمنا بإحصاء عدد السور من الفاتحة وحتى الإخلاص لوجدنا 112 سورة ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة :
112 = 7 × 16
المعادلة الثانية
الآن ولكي لا يظن القارئ الكريم أن هذه النتيجة جاءت بالمصادفة نقوم بإحصاء عدد الآيات من : ?بسم الله الرحمن الرحيم? وحتى : ?الله الصمد? ، لنجد 6223 آية وهذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين :
6223 = 7 × 7 × 127
وهذا تأكيد من الله تعالى بالرقم سبعة مرتين على صدق وإحكام كتابه .
المعادلة الثالثة
إن مجموع حروف الآيتين يعطي عدداً من مضاعفات السبعة :
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد
حروفها 19 حروفها 9
19 + 9 = 28 = 7 × 4
المعادلة الرابعة
إن مجموع حروف اسم ?الله? أي الألف واللام والهاء في كلتا الآيتين :
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد
ا ل هـ = 8 ا ل هـ = 6
إن مجموع حروف اسم ?الله? في أول آية ورد فيها اسم ?الله? وآخر آية ورد فيها اسم ?الله? هو عدد من مضاعفات السبعة أيضا :
8 + 6 = 14 = 7 × 2
لاحظ أن عدد حروف الآيتين هو 28 حرفاً وعدد حروف اسم ?الله? فيها هو 14 حرفاً أي نصف عدد الحروف ! وقارن هذه النتيجة بنتيجة سابقة وهي أن عدد حروف لغة القرآن هو 28 حرفاً ، وعدد الحروف المميزة في القرآن هو النصف أي 14حرفاً .
المعادلة الخامسة(1/106)
إن عدد حروف اسم ?الرحمن? أي الألف واللام والراء والحاء والميم والنون في كلتا الآيتين هو عدد من مضاعفات السبعة أيضاً :
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد
حروف الرحمن = 15 حروف الرحمن = 6
ومجموع الرقمين هو :
15 + 6 = 21 = 7 × 3
والقاعدة ذاتها تنطبق مع حروف كلمة ?الرَّحِيمِ? سبحانه وتعالى ، فمجموع عدد حروف اسم ?الرَّحِيمِ? في كلتا الآيتين هو 21 أي سبعة في ثلاثة .
وهنا نكرر التساؤل عن هذه النتائج
هل جاء عدد الآيات من الآية الأولى التي ورد فيها اسم ?الله? وحتى الآية الأخيرة حيث ورد اسم ?الله? من مضاعفات السبعة ، هل جاء هذا العدد بالمصادفة ؟ وهل جاءت المصادفة لتجعل عدد السور أيضاً من مضاعفات السبعة ؟ وهل جاء عدد حروف الآيتين ليشكل عدداً من مضاعفات السبعة بالمصادفة ؟
وهل جاءت هذه المصادفة من جديد لتجعل عدد حروف اسم ?الله? في هاتين الآيتين اللتين تتحدثان عن الله تعالى ، من مضاعفات السبعة ؟ وهل جعلت المصادفة العمياء عدد حروف اسم ?الرحمن? من مضاعفات السبعة ، وكذلك عدد حروف ?الرحيم? ؟
المعادلة السادسة
وهذه المعادلة تتعلق برقم السورة ورقم الآية ، لنتأمل الجدول الآتي :
?بسم الله الرحمن الرحيم? ... ?الله الصمد?
السورة الآية ... السورة الآية
1 1 ... 112 2
إن العدد الذي يمثل الأرقام المميزة لكلتا الآيتين المتعلقة برقم السورة ورقم الآية هو 211211 من مضاعفات السبعة :
211211 = 7 × 30173
مع العلم أن رقمي الآيتين هو 1ـ2 يشكلان عدداً هو 21 من مضاعفات السبعة أيضاً .
المعادلة السابعة
تكرار كلمات الآيتين في القرآن كله ، إن العدد الذي يمثل تكرار كلمات الآيتين في القرآن من مضاعفات السبعة أيضاً :
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد
22 2699 57 115 2699 1
إن العدد الذي يمثل تكرار كلمات الآيتين من مضاعفات السبعة :
22 2699 57 115 2699 1 وهذا العدد يساوي :
= 7 × 181415936752846(1/107)
كما أن مجموع هذه التكرارات هو عدد من مضاعفات السبعة أيضاً :
22 + 2699 + 57 + 115 + 2699 + 1 = 5593
5593 = 7 × 799
المعادلة الثامنة
في ?بسم الله الرحمن الرحيم? ثلاثة أسماء لله تعالى وهي : ?الله? ?الرحمن? ?الرحيم? ، لكل اسم من هذه الأسماء الثلاثة عدد حروف محدد وعدد مرات تكرار محددة كما يلي :
1 ـ كلمة ?الله? عدد حروفها 4 وتكررت في القرآن 2699 مرة .
2 ـ كلمة ?الرحمن? عدد حروفها 6 وتكررت في القرآن 57 مرة .
3 ـ كلمة ?الرحيم? عدد حروفها 6 وتكررت في القرآن 115 مرة .
لنضع هذه الأرقام في جدول ونرى التناسب مع الرقم سبعة :
?الله? ?الرحمن? ?الرحيم?
حروفه تكراره ... حروفه تكراره ... حروفه تكراره
4 2699 ... 6 57 6 115
إن العدد الذي يمثل حروف وتكرار أسماء الله في أول آية من كتاب الله هو 115657626994 من مضاعفات السبعة :
115657626994 = 7 × 16522518142
هذا النظام نجده يتكرر مع آخر آية فيها اسم ?الله? وهي ?الله الصمد?.
المعادلة التاسعة
1 ـ عدد حروف اسم ?الله? هو 4 حروف وقد تكرر هذا الاسم في القرآن 2699 مرة .
2 ـ عدد حروف اسم ?الصمد? هو 5 حروف وقد تكرر هذا الاسم في القرآن مرة واحدة .
نرتب هذه الأرقام بنفس الطريقة السابقة :
?الله? ?الصمد?
حروفه تكراره ... حروفه تكراره
4 2699 ... 5 1
إن العدد الذي يمثل تكرار وحروف هذين الاسمين الكريمين هو : 1526994 من مضاعفات السبعة :
1526994 = 7 × 218142
هذه النتيجة تدل على أن الله تعالى قد رتب واختار لحروف وتكرار أسمائه في القرآن أرقاماً محددة بحيث تحقق نظاماً مُحكَماً .
المعادلة العاشرة
في هذه المعادلة نرى نظاماً معقداً بعض الشيء للتداخل بين الحروف في الآيات . ففي الآية الأولى من القرآن ثلاثة أسماء لله هي : ?الله الرحمن الرحيم? تركبت من ثمانية حروف أبجدية هي :
ا ل هـ ر حـ م ن ي
أما آخر آية ذكرت فيها كلمة ?الله? هي : ?الله الصمد? تتركب من ستة حروف أبجدية هي :(1/108)
ا ل هـ ص م د
إن مجموع الحروف الأبجدية لكلتا الآيتين هو من مضاعفات السبعة :
8 + 6 = 14 = 7 × 2
قارن هذه النتيجة مع نتيجة سابقة وهي أن عدد حروف اسم ?الله? في كلتا الآيتين هو 14 حرفاً .
والعجيب أننا إذا درسنا توزع هذه حروف أسماء الله الواردة في أول آية وآخر آية نجد أعداداً من مضاعفات السبعة . في هذه الأسماء : ?الله الرحمن الرحيم الله الصمد? تتوزع حروف ?الله الرحمن الرحيم? بنظام سباعي ، وكذلك تتوزع حروف ?الله الصمد? بنفس النظام . ونحصل دائماً على أعداد من مضاعفات السبعة .
توزع حروف ?الله الرحمن الرحيم?
لنخرج من كل اسم من هذه الأسماء الحسنى ما يحويه من حروف : ?الله الرحمن الرحيم? :
الله الرحمن الرحيم الله الصمد
4 6 6 4 3
إن العدد الذي يمثل توزع حروف الأسماء الواردة في أول آية هو عدد من مضاعفات السبعة :
34664 = 7 × 4952
ولكي لا نظن أن هذه النتيجة جاءت بالمصادفة ندرس توزع حروف الاسمين الكريمين ?الله الصمد? .
توزع حروف ?الله الصمد?
لنخرج من كل اسم من هذه الأسماء الحسنى ما يحويه من حروف هذين الاسمين ?الله الصمد? :
الله الرحمن الرحيم الله الصمد
4 3 3 4 5
في هذه الحالة يتكرر النظام ذاته لنجد العدد 54334 من مضاعفات السبعة أيضاً :
54334 = 7 × 7762
توزع حروف ?الرحمن الرحيم?
ولو درسنا توزع حروف ?الرحمن الرحيم? تبقى العلاقة السباعية قائمة :
الله الرحمن الرحيم الله الصمد
3 6 6 3 3
والعدد 33663 من مضاعفات السبعة لمرتين ليؤكد لنا الله تعالى صدق هذا النظام المحكم وأنه لم يأت بالمصادفة :
33663 = 7 × 7 × 687
توزع حروف اسم ?الصمد?
ويبقى النظام قائماً من أجل توزع حروف ?الصمد? سبحانه وتعالى :
الله الرحمن الرحيم الله الصمد
3 3 3 3 5
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?الصَّمَد? من مضاعفات السبعة :
53333 = 7 × 7619
اسم ?الله? أول مرة في القرآن(1/109)
ورد هذا الاسم الكريم لأول مرة في الكتاب في أول آية منه : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? ، وقد رتب الله تعالى موضع هذه الآية وعدد حروف ?الله? وتكرار هذه الكلمة في القرآن بشكل يتناسب مع الرقم سبعة .
لنتأمل المعطيات الآتية لأول آية من كتاب الله :
رقم الآية عدد حروفها تكرار كلماتها
1 19 2893
فالبسملة هي أول آية في القرآن رقمها 1 ، عدد حروفها 19 ، تكررت كل كلمة من كلماتها عدداً محدداً من المرات مجموع هذه التكرارات هو 2893 مرة ، عند صفّ هذه الأرقام نحصل على عدد من سبع مراتب هو 2893191 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
2893191 = 7 × 413313
1913982 = 7 × 273426
عندما نطبق هذه الأرقام مع اسم ?الله? يبقى النظام قائماً ، لنكتب رقم الآية مع عدد حروف ?الله? وتكرار كلمة ?الله? في القرآن لنجد :
رقم الآية حروف ?الله? تكرار اسم ?الله?
1 4 2699
إن العدد الذي يمثل رقم الآية 1 حيث وردت كلمة ?الله? لأول مرة ، وعدد حروف هذا الاسم 4 ، وعدد مرات تكراره في القرآن كله 2699 هذه الأرقام تشكل عدداً هو : 269941 من مضاعفات السبعة ثلاث مرات :
269941 = 7 × 7 × 7 × 787
هذا النظام السباعي ينطبق على الأرقام الخاصة بكلمة ?الرحمن? ، حيث وردت هذه الكلمة لأول مرة في الآية رقم 1 وعدد حروفها 6 وعدد مرات تكرارها في القرآن كله 57 مرة :
الآية حروف ?الرحمن? تكرار ?الرحمن?
1 6 57
العدد الذي يمثل هذه الأرقام هو : 5761 من مضاعفات السبعة :
5761 = 7 × 823
الفاتحة والإخلاص(1/110)
كما رأينا فقد ذكر اسم ?الله? في كتاب الله لأول مرة في سورة الفاتحة في قوله تعالى : ?بسم الله الرحمن الرحيم? ، وآخر مرة ذكر هذا الاسم الكريم في القرآن في سورة الإخلاص في قوله تعالى : ?الله الصمد? . وهنالك سلسلة من العلاقات الرقمية بين هاتين السورتين والآيتين ، رأينا بعضاً منها في فقرة سابقة والآن نأتي إلى رقم كل سورة وعدد آياتها ، فقد جاءت بنظام يقوم على الرقم سبعة .
سورة الفاتحة : ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ - إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ - اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ? [7 آيات] .
سورة الإخلاص : ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ? [4 آيات] .
علاقة السورتين
1 ـ عدد حروف كلمة ?الفاتحة? هو سبعة أحرف ، وكذلك عدد حروف كلمة ?الإخلاص? هو سبعة !
2 ـ رقم الفاتحة 1 وآياتها 7 ، ورقم الإخلاص 112 وآياتها 4 :
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
رقمها عدد آياتها رقمها عدد آياتها
1 7 ... 112 4
إن العدد الذي يمثل رقم وآيات سورتي الفاتحة والإخلاص هو : 411271 من مضاعفات السبعة .
411271 = 7 × 58753
ويجب أن نتذكر بأن سورة الفاتحة هي السبع المثاني وهي أعظم سورة في القرآن ، وأن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن !
علاقة الآيتين
لقد وردت آية ?بسم الله الرحمن الرحيم? في السورة رقم 1 والآية 1 ، أما آية ?الله الصمد? فقد وردت في السورة رقم 112 والآية 2 :
?بسم الله الرحمن الرحيم? ?الله الصمد?
رقم السورة رقم الآية رقم السورة رقم الآية
1 1 112 2
إن العدد الذي يمثل رقم السورة والآية لكلتا الآيتين هو : 211211 من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين :(1/111)
211211 = 7 × 30173
112112 = 7 × 7 × 2288
ملاحظة
لاحظ عزيزي القارئ أن أسماء الله الواردة في هاتين الآيتين جاءت تكراراتها في كتاب الله تعالى أعداداً مفردة : الله 2699 مرة ، الرحمن 57 مرة ، الرحيم 115 مرة ، الصمد 1 مرة ، جميع هذه الأعداد مفردة (وِتْر) كدليل على أن الله تعالى وِتْرٌ ، أي واحدٌ لا شريك له .
يتعدد الرسم والنظام واحد
سؤال حيَّر الكثير من العلماء والباحثين الذين تبحَّروا في علوم القرآن الكريم وهو : لماذا كتبت كلمات القرآن بطريقة تختلف عن أي كتاب في العالم ؟ ولكن معظم هؤلاء العلماء قد أحسَّ بأن هذه الطريقة لكتابة القرآن تخفي وراءها معجزة عظيمة ، لذلك حافظوا على القرآن كما كتب أول مرة حتى وصلنا اليوم كما أنزل قبل أكثر من 1400 سنة .
إذن من الذي حفظ القرآن من التحريف أو التبديل طوال هذه السنوات ؟ إنه الله القائل عن كتابه الكريم : ?تَنْزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ? [الجاثية : 45/2] ، وهو القائل أيضاً : ?تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ? [النمل : 27/1] .
من عجائب هاتين الآيتين أن الكلمة ذاتها قد كتبت بشكلين مختلفين في القرآن ، فكلمة ?الكتاب? نجدها قد كُتبت من دون ألف هكذا ?الكتب? ، بينما في الآية الثانية نجد أن كلمة ?كتاب? كُتبت بالألف ، فلماذا ؟
إن لغة الأرقام ربما تعطي إجابة واضحة ودقيقة عن بعض أسرار رسم كلمات القرآن ، ولكي نتعرف على هذا السر نقوم بكتابة الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف لفظ الجلالة ?الله? أي الألف واللام والهاء في هذه الكلمة :
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
1 2 0 4 2 2
إن العدد 224021 بقبل القسمة على سبعة تماماً :
224021 = 7 × 32003(1/112)
وهنا نلاحظ طريقة كتابة الكلمة من دون ألف وعندما ننتقل للآية الثانية نجد أن كلمة ?كتاب? في القرآن لم تحذف منها الألف . لنتبع الطريقة ذاتها في كتابة الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الكلمة :
تِلْكَ آيَتُ الْقُرْآنِ وَ كِتَابٍ مُّبِينٍ
1 1 3 0 1 0
والعدد في هذه الحالة هو 10311 يقبل القسمة على سبعة أيضاً :
10311 = 7 × 1473
إذن في كتاب الله تعالى نحن أمام شبكة معقدة من الأرقام ، فالقرآن بناء مُحْكَم .
لذلك نحن في هذا البحث أمام حقيقة لا شك فيها : إن كل حرف من أحرف هذا القرآن هو وحي من الله تعالى ، ولا يجوز زيادة حرف أو إنقاصه من كتاب الله . وهذا يعني أنه يجب التقيد بالرسم القرآني العثماني لكلمات القرآن . لأن هذه الطريقة في كتابة كلمات القرآن هي التي رضيها الله لكتابه ، فإذا أردنا أن نفهم أسرار هذا القرآن ونتدبَّر عجائبه ينبغي أن نتناوله كما هو دون زيادة ولا نقصان .
وحدانية الله
لنستمع إلى أسلوب القرآن في صياغة الحقائق المتعلقة بوحدانية الله عزَّ وجلَّ ، ولنرى كيف تركبت ألفاظها وحتى طريقة كتابتها . يقول تعالى : ?شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [آل عمران : 3/18] .
لندخل إلى كلمات هذه الآية العظيمة لنشاهد كيف توزعت أحرف لفظ الجلالة عبر هذه الكلمات . وبالطريقة السابقة نكتب الآية كما كتبت في القرآن ، ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والهاء :
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَ الْمَلئِكَةُ و َأُوْلُواْ الْعِلْمِ
1 4 2 2 3 3 1 0 4 0 3 3
قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
2 2 2 3 3 1 2 2(1/113)
إن العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية هو عدد ضخم من 20 مرتبة و يقبل القسمة على سبعة تماماً ، وكيفما قرأناه ، لنتأكد رقمياً من هذه الحقيقة ، فالعدد 22133222330401332241 يساوي :
= 7 × 3161888904343047463
ولو قرأنا العدد ذاته من اليمين إلى اليسار باتجاه قراءة القرآن يبقى قابلاً للقسمة على سبعة ويصبح 14223310403322233122 ويساوي :
= 7 × 2031901486188890446
وانظر معي بعد هذه الأرقام إلى كلمة ?الملائكة? فقد كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا ?الملئكة? ، ولذلك فإن عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الكلمة أصبح 4, بدلاً 5 ، ولو كتبت هذه الكلمة بالألف لاختل النظام الرقمي بالكامل . فهل هذا العمل في متناول البشر ؟
وهيهات أن يأتي إنسان مهما بلغ من العلم بكلام بليغ ومُحْكَم ومعبِّر, وبالوقت نفسه منظم وفق أدق درجات النظام الرقمي ! إنها قدرة الله الواحد الأحد .
الله . . لم يتخذ ولداً
من الحقائق الأساسية التي يؤكدها القرآن أن الله لم يكن له ولد, فهو إله واحد إذا أراد أمراً فإنما يقول له كن فيكون, هذا الإله العظيم لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء . فهو القائل : ?مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ? [مريم : 19/35] .
هذا ردّ من الله عزّ َوجلَّ على كل من يدَّعي أن لله ولداً, ولكن من لا تقنعه لغة الكلمات على بلاغتها, ماذا يمكن أن نقول له ؟ وما هي اللغة التي تقنعه ؟ بلا شك إ ن لغة الأرقام لا يمكن لعاقلٍ أن ينكرها, فهي لغة يقينية لا مجال للظن فيها .
ومن عظيم رحمة الله تعالى بهؤلاء أنه أودع في آيات كتابه لغة جديدة جاء عصر الأرقام ليكشفها لنا لتكون حجَّة لك أو عليك, فالمؤمن يزداد أيماناً وتسليماً لله, والذي لا يؤمن بالله وآياته ومعجزته فعسى أن تكون لغة الرقم وسيلة له ليرى من خلالها صدق هذا القرآن العظيم .(1/114)
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف الألف واللام والهاء :
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَنَهُ إِذَا قَضَى
1 1 3 1 0 0 1 1 2 0
أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
2 2 1 2 0 0
إن العدد الضخم الذي يمثل توزع أحرف الألف واللام والهاء عبر كلمات الآية هو : 0021220211001311 يقبل القسمة على سبعة تماماً :
21220211001311 = 7 × 3031458714473
ولكن هذا ليس كل شيء, فالناتج من هذه العملية أيضاً يقبل القسمة على سبعة تماماً, لنرَ ذلك :
3031458714473 = 7 × 433065530639
وهنا من جديد نجد أن الناتج يقبل القسمة على سبعة أيضاً, ولمرَّة ثالثة :
433065530639 = 7 × 61866504377
إذن شاهدنا عدداً ينقسم على سبعة ثلاث مرات متتالية, وهذا تأكيد من الله تعالى بلغة الأرقام على أنه لم يتخذ ولداً, وأن كلامه حقٌّ وأنه إله واحد لا شريك له . ولكن في هذه الآية قد نتساءل : كما أن الله سبحانه وتعالى قد نظم أحرف اسمه, فهل نظم أحرف كلمات الآية بنظام مُحْكَم ؟
لنكتب كلمات هذه الآية كما كتبت في القرآن من جديد ولكن هذه المرة نكتب تحت كل كلمة عدد حروفها, لنرى أن الله قد نظَّم كل شيء في هذا القرآن :
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَنَهُ إِذَا قَضَى
2 3 3 2 4 2 3 5 3 3
أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
4 5 4 2 2 5
العدد الذي يمثل أحرف كلمات هذه الآية يقبل القسمة على سبعة تماماً :
5224543353242332 = 7 × 746363336177476
إن هذا النظام المُحْكَم هو تصديق لقول الحق سبحانه وتعالى, ولكن قد يأتي من يقول إن هذا النظام جاء مصادفة !
قبل كل شيء يجب أن نعلم أن المصادفة لا يمكن أن تأتي بكلام دقيق ومنظم بهذا الشكل, و إلا لوجد هذا النظام في أي كتاب بشري . ومع ذلك نضرب مثالاً آخر ليزداد مثل هذا الشخص يقيناً بصدق كلام الله عزَّ وجلَّ .(1/115)
لقد ردَّ الله تعالى في موضع آخر قول المشركين الذين يدَّعون لله الولد, فقال : ?وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً? [مريم : 19/92] . لنرَ كيف رتبَّ الله تعالى بعظيم قدرته أحرف اسمه الأعظم عبر كلمات هذه الآية, لنكتب تحت كل كلمة ما تحويه من لفظ الجلالة ?الله? :
وَ مَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً
0 1 0 2 1 0 2
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف اسم ?الله? عبر كلمات الآية هو : 2012010 يقبل القسمة على سبعة تماماً :
2012010 = 7 × 287430
والمذهل أن العدد نفسه إذا قرأناه بالاتجاه الأخر ، من اليمين إلى اليسار أي باتجاه قراءة القرآن يصبح : 0102102 وهذا العدد ينقسم على سبعة تماماً ، لنتأكد من ذلك رقمياً :
102102 = 7 × 14586
إن القرآن يؤكد دائماً على وحدانية الله سبحانه وتعالى ، وأن النظام الكوني سوف يختل لو كان هنالك إله آخر ، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى : ?قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً? [الإسراء : 17/42] . وفي هذه الآية نجد أنفسنا أمام نظام رقمي معجز للفظ الجلالة ?الله? .
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ماتحويه من أحرف الألف واللام والهاء ، لنرى النظام الرقمي :
قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً
1 1 1 1 4 1 1 2 3 2 0 2 2
العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة ، أي الألف واللام والهاء في هذه الآية يقبل القسمة على سبعة تماماً بالاتجاهين :
2202321141111 = 7 × 314617305873
ولو قرانا هذا العدد بالاتجاه الآخر من اليمين إلى اليسار لوجدناه قابلاً للقسمة على سبعة مرتين أيضاً ، لنرَ :
1111411232022 = 7 × 7 × 22681861878(1/116)
ولكن الذي أدهشني فعلاً أننا إذا أخذنا ناتجي القسمة في كلتا الحالتين أي 314617305873 هذا الناتج الأول أما الناتج الثاني فهو : 22681861878 ، عندما نصفّ هذين العددين بجانب بعضهما نجد عدداً جديداً شديد الضخامة هو :
14617305873 3 22681861878
هذا العدد مكون من 23 مرتبة ، وهذا العدد يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين أيضاً ، لنرَ ذلك :
قراءة العدد من اليسار إلى اليمين :
22681861878314617305873 هذا العدد يساوي :
= 7 × ... 3240265982616373900839
قراءة العدد من اليمين يقبل القسمة على 7 مرتين :
37850371641387816818622 هذا العدد يساوي :
=7 × 7 × 772456564109955445278
والناتج النهائي كما نرى هو عدد مكون من 21 مرتبة أي 7 × 3 . ولو ذهبنا نتتبع هذه الآية وإعجازاتها لعجزنا عن إحصائها ، فلو قمنا بإحصاء عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الآية لوجدنا 21 حرفاً بالضبط أي 7 × 3 .
والآن نتوجه بسؤال إلى كل من يشك بصدق هذا القرآن ، هل جاء هذا النظام المُحْكَم بالمصادفة ؟ لذلك يقول الله تعالى لهؤلاء متحدياً إياهم أن يأتوا بمثل القرآن : ?فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ? [الطور : 52/34] .
حتى في آيات التحدي وضع الله نظاماً رقمياً مذهلاً يدل على قدرة الله تعالى بما يظهر ضعف البشر وعجزهم عن الإتيان بمثل كلام الحق سبحانه .
لنكتب هذه الآية كما نراها في القرآن ، ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف لفظ الجلالة مع ملاحظة أن كلمة (صادقين) قد كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا ?صَدِقِينَ? :
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَدِقِينَ
3 0 2 1 2 0
إن العدد الذي يظهر أمامنا يقبل القسمة على سبعة تماماً وبالاتجاهين ، فعندما نقرأ العدد من اليسار نجد :
021203 = 7 × 3029
وعندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه الآخر أي من اليمين إلى اليسار :
302120 = 7 × 43160(1/117)
من إعجاز هذه الآية أيضاً أننا نجد نظاماً رقمياً يعتمد على الرقم سبعة في مقطعيها ، فالآية مكونة من مقطعين كما يلي :
1 ـ ?فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ? .
2 ـ ?إِن كَانُوا صَادِقِينَ? .
في كل مقطع من هذين المقطعين نجد النظام ذاته يتكرر :
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ
3 0 2
العدد 203 ينقسم على سبعة تماماً :
203 = 7 × 29
إِن كَانُوا صَدِقِينَ
1 2 0
و هنا أيضاً العدد 021 ينقسم على سبعة تماماً :
21 = 7 × 3
والمذهل فعلاً أننا عندما نقوم بصفّ ناتجَيِ القسمة 29ـ3 بجانب بعضهما نجد عدداً جديداً هو 329 ينقسم على سبعة تماماً :
329 = 7 × 47
إذن حتى مقاطع الآيات لها نظام يعتمد على الرقم سبعة ، ولكن هل انتهت معجزة هذه الآية ؟ وهل توقفت عند هذا الحد ؟ ما دام التحدي قائماً فالمعجزة مستمرة ، لذلك عندما نعد أحرف هذه الآية كما كتبت في القرآن نجد أن عدد حروفها هو بالضبط 28 حرفاً أي 7 × 4 . وعندما نحصي أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية نجد :
1 ـ عدد أحرف الألف في الآية 5 أحرف .
2 ـ عدد أحرف اللام في الآية 2 حرفان .
3 ـ عدد أحرف الهاء في الآية 1 حرف واحد .
وعندما نعبر عن أحرف لفظ الجلالة ?الله? بهذه الأرقام نجد أنفسنا أمام عدد أيضاً ينقسم على 7 تماماً :
ا ل ل هـ
5 2 2 1
العدد 1225 يقبل القسمة على سبعة مرتين ! !
1225 = 7 × 7 × 25
هو الله(1/118)
يقول رب العزة سبحانه وتعالى متحدثاً عن نفسه بكلمات عظيمة ليعرفنا : من هو الله تعالى ؟ لنستمع إلى هذه الآية : ?هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ? [الحشر : 59/23] ، هذا تعريف بالله وصفاته وقدرته بلغة الكلمات ، ولكن للأرقام أيضاً حديثها وبلاغتها . لذلك نكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثلعدد حروف الألف واللام والهاء في هذه الكلمة :
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
1 4 2 2 3 3 1 3 2
السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
3 2 3 2 3 2
سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
0 4 1 0
إن العدد الذي نراه والذي يمثل لفظ الجلالة في هذه الآية يقبل القسمة على سبعة تماماً :
140232323231332241 = 7 × 20033189033047463
والشيء المعجز أن الناتج عن عملية القسمة أيضاً ينقسم على سبعة تماماً :
20033189033047463 = 7 × 2861884147578209
إذن العدد الذي يعبر عن أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية قبل القسمة على سبعة مرتين . ولكن ماذا لو قرأنا العدد ذاته بالاتجاه الآخر ، أي من اليمين إلى اليسار ؟ إننا أمام حقائق رقمية لا تقبل الجدل ، فالعدد على ضخامته يبقى قابلاً للقسمة على سبعة عند قراءته من اليمين إلى اليسار :
1422331323232320410= 7 ×203190189033188630
وهنا نجد أن الناتج أيضاً ينقسم على سبعة تماماً :
203190189033188630 = 7 ×29027169861884090
إذا كيفما قرأنا العدد الذي يمثل لفظ الجلالة في هذه الآية نجده ينقسم على سبعة مرتين ! ! ! نجري الآن عدًّا لأحرف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء لنرى النتيجة المذهلة :
1 ـ عدد أحرف الألف في الآية هو 17 حرفاً .(1/119)
2 ـ عدد أحرف اللام في الآية هو 18 حرفاً .
3 ـ عدد أحرف الهاء في الآية هو 6 أحرف .
إن الله تعالى اختار هذه الأرقام لحكمة عظيمة ، فهي تحقق نظامً رقمياً مذهلاً ، فعندما نضفّ هذه الأرقام بجانب بعضها نجد عدداً يقبل القسمة على سبعة تماماً :
حرف الألف حرف اللام حر فالهاء
17 18 6
إن العدد 61817 يقبل القسمة على سبعة تماماً :
61817 = 7 × 8831
إن هذا النظام يتكرر كثيراً في كتاب الله ، وحسبنا الأمثلة في هذا البحث لإعطاء فكرة جيدة للقارئ عن معجزة لفظ الجلالة في القرآن ، و معجزة خطّ كلمات القرآن ، فقد كتبت الآية السابقة بطريقة غريبة ، فكلمة ?السلام? قد كتبت في القرآن من دون ألف هكذا ?السَّلَم? بينما كلمة ?الجَبَّار? لم تحذف منها الألف ! ولو أننا حذفنا من هذه الكلمة حرف الألف أو أضفنا الألف لتلك الكلمة فسيؤدي هذا إلى خلل في القسمة على سبعة ، كذلك كلمة ?سبحان? نجدها في القرآن من دون ألف ?سُبْحَنَ? ، فهل جاءت هذه الطريقة في رسم الكلمات مصادفة ؟
لنتابع في الآية التالية لندرك بما لا يقبل الشك أن طريقة كتابة الكلمات القرآنية تخفي معجزة عظيمة ، هذه المعجزة تتكشف أمامنا شيئا فشيئاً بوساطة لغة الأرقام . يقول تعالى في الآية التالية : ?هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [الحشر : 59/24] .
وفي هذه الآية نلاحظ أن اسم ?الخالق? قد كُتبت هكذا ?الخلق? ، بينما اسم ?البارئ? فقد كتب بالألف ، وهذه الطريقة في رسم هاتين الكلمتين تناسب النظام الرقمي .(1/120)
ولكي نثبت هذه الحقائق بلغة الأرقام لنكتب كلمات الآية ثم نكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء ، وتجدر الإشارة إلى أن كلمة ?السماوات? قد حذفت منها الألف مرتين لذلك نجدها مكتوبة في القرآن هكذا ?السموت? والآن إلى النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة في هذه الآية العظيمة :
هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ
1 4 3 3 2 2 4 2 0
لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
2 1 0 2 0 3 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية يقبل القسمة على سبعة تماماً :
2210302012024223341 = 7 × 15757430289174763
وبالطريقة السابقة ذاتها نقوم بإحصاء هذه الأحرف الثلاثة في هذه الآية لنجد النتيجة المذهلة :
1ـ تكرار حرف الألف في الآية 15 مرة .
2ـ تكرار حرف اللام في الآية 4 مرات .
3ـ تكرار حرف الهاء في الآية 5 مرات .
وبترتيب وصفّ هذه الأعداد الثلاثة نجد عدداً يقبل القسمة على سبعة :
حرف الألف حرف اللام حرف الهاء
15 4 5
وهنا نجد معكوس العدد 51415 وهو العدد 5145 يقبل القسمة على 7 تماماً :
51415 = 7 × 7345
وحدانية الله
يقول عزَّ وجلَّ في محكم الذكر متحدثاً عن وحدانيته : ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إلاّ أنَا? [طه : 20/14] ، هذه سبع كلمات تقرر أنه لا إله إلا الله ، ومن عجائب هذه الكلمات أن الله تعالى قد أحكم حروف اسمه فيها بنظام يقوم على الرقم سبعة .
حروف اسم (الله) في النص
عندما نخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف لفظ الجلالة ، أي الألف واللام والهاء نجد :
إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إلاّ أنَا
1 2 4 2 3 3 2
إن العدد الذي يمثل توزع حروف لفظ الجلالة ?الله? في الكلمات السبع هو 2332421 من مضاعفات الرقم سبعة :
2332421 = 7 × 333203
ولو قرأنا هذا العدد بالاتجاه المعاكس أي من اليمين إلى اليسار يصبح :(1/121)
1242332 يبقى هذا العدد من مضاعفات السبعة :
1242332 = 7 × 177476
أرقام تميِّز النص
إن عدد حروف ?الله? في هذا النص القرآني هو 17 حرفاً ، وقد وضعه الله تعالى في سورة طه ذات الرقم 20 والآية رقم 14 . إذن الأرقام المميزة لهذا النص الكريم هي على التسلسل :
رقم السورة ... رقم الآية عدد الكلمات حروف ?الله?
20 14 7 17
إن العدد الذي يمثل الأرقام المميزة للنص القرآني هو : 1771420 من مضاعفات السبعة :
1771420 = 7 × 253060
حروف النص
حتى حروف الكلمات نظَّمها البارئ عزَّ وجلَّ بنظام سباعي . لنكتب عدد أحرف كل كلمة :
إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إلاّ أنَا
4 3 4 2 3 3 3
العدد الذي يمثل حروف النص يتألف من سبع مراتب وهو من مضاعفات السبعة :
3332434 = 7 × 476062
مقاطع النص
هذا النص الكريم يتألف من مقطعين :
1 ـ ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ? : تعريف بالله سبحانه وتعالى .
2 ـ ?لا إِلَهَ إلاّ أنَا? : إشارة إلى وحدانية الله تعالى .
إِنَّنِي أَنَا اللهُ
4 3 4
العدد الذي يمثل حروف المقطع هو 434 من مضاعفات السبعة :
434 = 7 × 62
وفي المقطع الثاني يبقى النظام قائماً لنكتب عدد حروف كل كلمة :
لا إِلَهَ إلاّ أنَا
2 3 3 3
العدد 3332 من مضاعفات السبعة لمرتين :
3332 = 7 × 7 × 68
لاحظ عزيزي القارئ أن المقطع الأول الذي يعرفنا من هو الله ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ? جاء العدد الممثل لحروفه من مضاعفات السبعة مرة واحدة ، ولكن عندما انتقل البيان الإلهي للمقطع الثاني والحديث عن وحدانية الله تعالى ?لا إِلَهَ إلاّ أنَا? جاء عدد الحروف ليتناسب مع الرقم سبعة مرتين للتأكيد على وحدانية الله تعالى ! فالكافر قد يعترف بوجود إله لهذا الكون ولكنه ينكر وحدانية الخالق العظيم ، لذلك جاء التأكيد بلغة الرقم مرتين على أن الله واحد أحد ! !
نتائج البحث(1/122)
إن الحقائق الرقمية التي رأيناها في هذا البحث لا تمثّل سوى قطرة صغيرة من بحر إعجاز هذا القرآن . ولو أننا ألَّفنا كتباً عن القرآن بعدد ذرات الكون لما انقضت عجائب ومعجزات القرآن . وكيف تنقضي عجائب كتاب هو كتاب ربّ العالمين عزَّ وجلَّ ! وكيف تنتهي معجزات كلام الله تبارك وتعالى ؟ والنتائج الرقمية في بحث كهذا هي تصديق لكلام الحق عزَّ وجلَّ . فكل حرف في القرآن قد حفظه الله لنا منذ أكثر من 14 قرناً وحتى يومنا هذا ، حتى طريقة رسم كلمات القرآن قد حفظها الله تعالى ووضع فيها معجزة عظيمة جاءت لغة الأرقام لتكشف أحد جوانب هذه المعجزة لنَزْداد يقيناً بقدرة الله تعالى على كل شيء .
في هذا البحث رأينا أيضاً أكثر من سبعين عملية قسمة على سبعة ، وبإمكانك عزيزي القارئ أن تحسب احتمال المصادفة رياضياً ، وستجد انه احتمال لا يمكن أن يصدقه أحد لشدة ضآلته وصِغره . ولا تنس أن جميع التناسقات السباعية جاءت مع كلمة واحدة هي ?الله? تبارك وتعالى .
هل يستطيع أكبر مؤلف في العالم أن يكتب كتاباً ويجعل فيه من أحرف اسمه داخل هذا الكتاب نظاماً رقمياً دقيقاً ؟ بل حتى لو اجتمع علماء الدنيا بأجهزتهم وحاسباتهم ، هل يستطيعون صنع كتاب يتحكمون بأحرف معينة في كلماته بحيث تحقق نظاماً رقمياً وبلاغة فائقة ؟
وبعدما رأينا هذه العجائب في أول آية من القرآن وأعظم كلمة من القرآن والقرآن كله عظيم ، سوف نبقى في أول القرآن ونعيش رحلة ممتعة مع أول سورة في القرآن وهي كذلك أعظم سورة من القرآن : إنها كما أخبرنا عنها الصادق المصدوق عليه صلوات الله وسلامه بقوله : (وهيَ السَّبْعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه) [رواه البخاري] .
البحث الخامس
رحلة مع أعظم سورة
في القرآن الكريم
قال الله تعالى عن سورة الفاتحة :
?وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ?
[الحجر : 15/87](1/123)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن سورة الفاتحة :
والذي نَفسي بيدهِ, ما أُنزِل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزَّبور ولا في الفرقان مثلُها, هي السَّبع المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه
[رواه الإمام أحمد]
مقدمة
إن أجمل اللحظات هي تلك التي يعيشها المؤمن مع كتاب ربه . . . عندما يرى أسراراً جديدة تتجلى في آيات هذا الكتاب العظيم . . . عندما يمتزج العلم بالإيمان للوصول إلى الله سبحانه وتعالى . . .
وفي بحثنا هذا سورة عظمية هي التي أقسم الرسول الكريم بأن الله لم ينزّل مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان ، إنها السبع المثاني ، وهي أمُّ القرآن ، وهي فاتحة الكتاب . . .
واليوم نعيش لأول مرة مع معجزات هذه السورة بلغة القرن الواحد والعشرين لغة الأرقام ، والحقائق الرقمية التي نكتشفها لا يمكن لأحدٍ أن يأتي بمثلها ، وهي تدل دلالة قاطعة على أن هذا القرآن كتاب الله ، ورسالته إلى البشر جميعاً .
وهذا هو الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يحدثنا عن أعظم سورة في القرآن : إنها أُمُّ الكتاب, وهي السَّبْعُ المثاني , وهي سورة الفاتحة , حتى إن الله تعالى قدَّم ذكرها على ذكر القرآن بخطابه للحبيب الأعظم عليه صلوات الله وسلامه , فقال : ?وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ? [الحِجر : 15/87] .
إنها السورة التي لا تَصِحُّ الصلاة إلا بها, فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب, وهي السورة التي وضَعَها رَبُّ العزَّةِ سبحانه في مقدمة كتابه لِعِظَم شأنها, واختار لآياتها الرقم سبعة, فجعلها سبع آيات .
ونتساءل بعد كل هذا : هل يوجد وراء هذه السورة معجزة عظيمة هيَّأها البارئ عزَّ وجلّ لمثل عصرنا هذا ؟ إن فكرة هذا البحث بسيطة للغاية, فسورة الفاتحة هي عبارة عن بناء محكم من الكلمات والأحرف .(1/124)
وقد قُمنا بدراسة هذا البناء فتبيَّن بما لا يقبل الشك أن أساس هذا البناء المذهل يقوم على الرقم سبعة . وهذا أمر بديهي , لأن الله تعالى هو الذي سمَّى هذه السورة بالسَّبْع المثاني , فنحن لم نأت بشيءٍ من عندنا , بل كل ما فعلناه هو اكتشاف علاقات رقمية موجودة أصلاً في هذه السورة !
وينبغي علينا أن نتذكَّر دائماً بأن الأرقام ليست هدفًا بحدِّ ذاتها, إنما هي وسيلة لرؤية البناء القرآني المُحكَم, عسى أن نزدادَ إيمانًا ويقينًا بهذا الكتاب العظيم, الذي قال الله عنه : ?إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً? [الإسراء : 17/9] .
إن سورة الفاتحة هي مفتاح الإعجاز في كتاب الله وهي السورة الوحيدة التي سمَّاها الله تعالى برقم ! فالسبع تعني الرقم سبعة ، والمثاني تعني المضاعفات أوالتثنية وفي هذا إشارة لعمليات رياضية . وبما أن الفاتحة هي أم الكتاب فإن الأنظمة الرقمية في سورة الفاتحة موجودة في القرآن .
وسوف نشاهد كيف نظَّم الله جلَّ وعلا كل حرف وكل كلمة وكل آية في سورة الفاتحة بنظام مُحكََم ومتكامل . فالله تبارك وتعالى هو الذي جعل هذه السورة سبع آيات ، وهو الذي سمّاها بالسبع المثاني ، وهو الذي أحكم حروف اسمه فيها بشكل يتناسب مع تسميتها ، فجاء عدد حروف لفظ الجلالة ?الله? ـ أي الألف واللام والهاء ـ في هذه السورة مساوياً بالتمام والكمال 49 حرفاً ، أي سبعة في سبعة ! !(1/125)
حتى إن حروف ?الم? ـ الألف واللام والميم ـ جاءت في هذه السورة بنظام مذهل يقوم على الرقم سبعة ، وكذلك حروف ?الر? . ولو بحثنا في هذه السورة عن الحروف المشدَّدة لوجدنا عددها 14 حرفاً ، أي سبعة في اثنان ، ولو أحصينا عدد النقط في هذه السورة لرأينا بالضبط 56 نقطة ، أي سبعة في ثمانية ، ولو درسنا تركيب سورة الفاتحة لوجدنا أنها تركبت أساساً من 21 حرفاً أبجدياً ، أي سبعة في ثلاثة ، وهنالك سبعة أحرف لم تُذكر في هذه السورة ، وهكذا علاقات لا تكاد تنتهي جميعها ترتبط مع الرقم سبعة ومضاعفاته .
ويمكن القول : لولا الأهمية البالغة للرقم سبعة لم يكن الله عز وجل ليسمِّي هذه السورة بالسبع المثاني ! ولم يكن ليجعل عدد آياتها سبعة ، ولم يكن ليجعل حروفها الأبجدية من مضاعفات السبعة ، كذلك لم يكن سبحانه وتعالى ليجعل عدد حروف اسمه فيها سبعة في سبعة ! ! !
وقد تشير كلمة ?المثاني? إلى التثنية والتكرار ، أي مكررات أو مضاعفات الرقم سبعة . وهذا ما سوف نراه فعلاً في هذا البحث ، فجميع الأرقام الواردة فيه هي من مضاعفات الرقم سبعة .
ارتباط الفاتحة مع آخر سورة في القرآن
هذه عظمة كتاب الله . . . كيفما نظرنا إليه وجدناه كتابًا مُحكمًا, ونسأل : إذا كان الله تعالى قد رتب ونظم وأحكم أول كلمة وآخر كلمة من كتابه بما يتفق حسابيًا مع الرقم سبعة, فهل يبقى هذا التنظيم الدقيق مستمرًا ليشمل أول سورة وآخر سورة في القرآن ؟
أول سورة في القرآن كما نعلم هي سورة الفاتحة رقمها 1 وعدد آياتها سبعة, وآخر سورة في القرآن هي سورة الناس رقمها 114 وعدد آياتها 6, نصفّ هذه الأرقام على التسلسل :
أول سورة في القرآن آخر سورة في القرآن
رقم السورة عدد آياتها رقم السورة عدد آياتها
1 7 114 6
والعدد 71 6114 من مضاعفات الرقم سبعة لمرتين :
611471 = 7 × 7 × 12479
مع ملاحظة أن الناتج النهائي 12479 مجموع أرقامه هو :(1/126)
9 + 7 + 4 + 2 + 1 = 23 بعدد سنوات نزول القرآن !
المعجزة لا تتوقف عند هذا الحد, بل تستمر لتشكل كلمات وأحرف كلتا السورتين, وإلى الجدول لنرى أن كل شيء في هذا القرآن هو بتقدير العزيز العليم :
أول سورة في القرآن آخر سورة في القرآن
رقمها آياتها كلماتها حروفها رقمها آياتها كلماتها حروفها
1 7 31 139 114 6 21 80
والعدد الضخم الناتج من صَفّ جميع هذه الأرقام ينقسم على سبعة تمامًا :
1393171 80216114 = 7 × 114594448770453
أحرف السور يتم إحصاؤها كما رُسمت في كتاب الله تعالى, وسوف نرى من خلال الفقرات القادمة أن رسم كلمات القرآن فيه معجزة مذهلة, فكل حرف في هذا القرآن قد وضعه الله تعالى بدقة متناهية يعجز البشر عن الإتيان بمثلها , لذلك : اقتصرنا في هذا البحث على الأحرف المرسومة في سورة الفاتحة ، أما لفظ كلمات السورة وتعدد القراءات فسوف نفرد له بحثاً مستقلاً إن شاء الله تعالى ، لأن المعجزة في الرسم واللفظ معاً .
أقصر سورة وأطول سورة
لقد تحدَّى ربُّ العزَّة سبحانه وتعالى البشر أن يأتوا بسورة مثل القرآن من أقصر سورة لأطول سورة . لذلك فقد اختار الله تعالى لكل سورة عددًا محددًا من الآيات بنظام يعتمد على الرقم سبعة أيضًا, ويكفي أن ندرك العلاقة العجيبة بين آيات أقصر سورة وأطول سورة لنستيقن بحقيقة المعجزة الإلهية .
أقصر سورة في القرآن عدد آياتها 3 آيات, وأطول سورة في القرآن عدد آياتها 286 وعندما نَصُفُّ هذين العددين نجد عددًا جديدًا هو :
أقصر سورة أطول سورة
3 286
إن العدد 2863 ينقسم على سبعة بالاتجاهين, أي هو و مقلوبه :
2863 = 7 × 409
3682 = 7 × 526
والأجزاء لها نظام !(1/127)
حتى التقسيمات التي أتت لاحقاً لأجزاء القرآن الثلاثين جاءت متوافقة بشكل مذهل مع الرقم سبعة, فكما نعلم منذ زمن بعيد تمّ تقسيم المصحف إلى 30 جزءًا بشكل متساوٍ تقريبًا, ومع أن هذا العمل تمّ بعد زمن الرسول بسنوات طويلة, وباجتهادٍ من علماء المسلمين, فقد جاء هذا التقسيم متناغمًا مع النظام الرقمي القرآني, ألا يدلّ هذا دلالة قاطعة على أن الله تعالى قد تعهَّد هذا القرآن منذ أن أنزله وإلى يوم القيامة ؟
1ـ أول جزء في القرآن رقمه 1, وآخر جزء رقمه 30, بصفّ هذين الرقمين نجد عددًا جديدًا 301 من مضاعفات الرقم سبعة :
301 = 7 × 43
2ـ عدد سور القرآن 114 سورة مقسَّمة إلى 30 جزءًا, بصفّ هذين العددين نجد العدد التالي : 114 30 من مضاعفات السبعة :
30114 = 7 × 4302
3ـ عدد آيات القرآن 6236 آية مقسمة إلى 30 جزءًا ، بصفّ هذين العددين نجد العدد التالي 6236 30, من مضاعفات الرقم سبعة !
306236 = 7 × 43748
والمذهل فعلاً أننا عندما نصفّ نواتج القسمة الثلاثة نجد عددًا ضخمًا من مضاعفات الرقم سبعة مرتين :
43 4302 43748 = 7 × 7 × 892825107
كما أن مجموع أرقام هذا العدد هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة أيضًا :
3 + 4 +2 + 0 + 3 + 4 + 8 + 4 + 7 + 3 + 4 = 42 = 7×6
إذن كل شيء في كتاب الله يسير بنظام محكم, وسوف نرى في فقرة لاحقة أن النقطة في القرآن لها نظام مذهل ! والآن نذهب لأطول آية في كتاب الله تعالى, هل تخفي وراءها أسرارًا رقمية ؟
نظام لعدد الآيات
لا يقتصر نظام سور القرآن على أقصر سورة وأطول سورة فقط, بل نجد نظامًا مذهلاً لعدد آيات كل سورة . فالقرآن كتاب مؤلف من 114 سورة : 19 سورة عدد آياتها من مرتبة واحدة أي رقم واحد, 77 سورة عدد آياتها هو رقم مؤلف من مرتبتين, 18 سورة عدد آياتها مؤلف من ثلاث مراتب, نضع هذه الإحصاءات في جدول :
مرتبة مرتبتين ثلاث مراتب
19 77 18(1/128)
إن العدد الذي يمثل هذه السور 19 77 18 من مضاعفات الرقم سبعة لمرتين, لنرى مصداق ذلك رقميًا :
19 77 18 = 7 × 7 × 3831
وهكذا لو تبحَّرنا في أعماق هذا القرآن لرأينا إعجازًا وإعجازًا . . . وما هذا البحث إلا بداية لعلم ناشئ هو علم الإعجاز الرقمي للقرآن, فكما أن كلمات الله لانهاية لها, كذلك أرقام الله لانهاية لإعجازها .
قراءات القرآن
إن الذي يتبحرَّ في علوم القرآن يجد أن هنالك أكثر من رواية لكتاب الله ، ويمكن القول إن للقرآن عشر قراءات أساسية ، فلو فتحنا هذه المصاحف نجد أن هنالك تغيّراً في أرقام الآيات من مصحف لآخر . فما هو السرّ ؟
إن الله عز وجل ارتضى لكتابه هذه القراءات ، ونحن على ثقة تامة بأن كل قراءة تخفي وراءها معجزة ! وتعدد القراءات يعني تعدد المعجزات لكتاب الله ، ونحن في هذا البحث قمنا بدراسة لغة الأرقام في المصحف الإمام الذي أيدينا الآن ، وأرقامه ثابتة لا ريب فيها ، وإنني على يقين بأنه لو تم إجراء دراسة مقارنة للغة الأرقام في روايات القرآن فسوف يتم اكتشاف معجزة مذهلة ، ولكن أين من يبحث ويتفكر ويتدبر في هذا الكتاب العظيم ؟
إن كل حرف وكل رقم وكل نقطة في هذا المصحف ليست من صنع البشر ، مع أن البشر هو الذين كتبوا المصحف ونقَّطوه ورقَّموا آياتِه وسوَرَه ، ولكن هذا العمل تمَّ بحفظ ورعاية وإلهام من الله تعالى .
وسوف نضرب مثالاً بسيطاً لتخيل حجم الإعجاز في كتاب الله : لو أن أحدنا أراد تأليف كتاب فإنه سيضع فيه قمَّة ما توصل إليه من علوم ولغة وبيان وجمال ودقة . . . ، فكيف برب السماوات السبع سبحانه وتعالى ؟ هل يسمح ليد أحدٍ أن تضيف شيئاً على كتابة إلا بما يشاء ويرضى عز وجل ؟ بل هل يعجز تبارك شأنه عن تنظيم كلمات كتابة بنظام مُحكم ؟(1/129)
لذلك يمكننا القول بأن كل علوم الدنيا والآخرة موجودة في هذا القرآن ، وما علم الرقميات الذي نكتشفه اليوم في كتاب الله إلا نقطة من بحر علوم القرآن ! وتأمل معي ضخامة هذا المعنى حول كتاب الله وأنه قرآن يحوي من العلوم ما يفوق الخيال : ?وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا? [الرعد : 13/31].
ويبقى السؤال : هل يوجد كتاب واحد في العالم يُقرأ على سبعة أو عشرة أوجه ؟ إن تعدد قراءات القرآن هو معجزة بحدّ ذاته !
أُمُّ الكتاب
لا تقتصر معجزة السّبع المثاني على الفاتحة بل تشمل القرآن العظيم . في هذا الفصل سوف نرى الترابط المذهل لهذه السورة العظيمة مع سور وآيات القرآن, وربما يعطينا هذا النظام المُحكَم تفسيرًا ومدلولاً جديدًا لسِرّ تسمية سورة الفاتحة بـ ?أمّ الكتاب? .
والآن إلى علاقة عجيبة بين أعظم سورة في القرآن وهي الفاتحة ، وبين سورة أقسم رسول الله أنها تعدل ثلث القرآن وهي سورة الإخلاص والمعوذتين ، والارتباط المذهل لايقتصر على الآيات والسور بل الكلمات والأحرف نظمها الله تعالى وأحكمها .
آخر ثلاث سور في القرآن
لا يخفى على أحدٍ منا عَظَمَة السور الثلاث الأخيرة من القرآن . هذه السور الثلاث ترتبط مع سورة الفاتحة برباط مذهل يعتمد على الرقم سبعة, من حيث رقم السورة وعدد آياتها .
لكل سورة من هذه السور الثلاث رقم يمِّيزها حسب تسلسلها في القرآن, فرقم سورة الإخلاص 112, رقم سورة الفلق 113, ورقم سورة الناس 114 . ولكل سورة أيضًا عدد آيات محدد, فعدد آيات سورة الإخلاص 4, وعدد آيات سورة الفلق 5, وعدد آيات سورة الناس 6, لاحظ التدرج :
رقم السورة 112 113 ... 114
عدد آياتها 4 5 6
العجيب فعلاً أن هذه الأرقام عندما تجتمع على تسلسلها تشكل عددًا من مضاعفات الرقم سبعة :
سورة الإخلاص سورة الفلق ... سورة الناس(1/130)
رقمها آياتها رقمها آياتها رقمها آياتها
112 4 113 5 114 6
العدد الذي يمثل هذه الأرقام هو : 4112 5113 6114 يقبل القسمة على سبعة تمامًا, وبالاتجاهين :
611451134112 = 7 × 87350162016
211431154116 = 7 × 30204450588
إذن العدد الذي يمثل رقم وآيات كل من السور الثلاث يقبل القسمة على سبعة, ولكن الشيء المذهل جدًا أن رقم وآيات كل سورة يقبل القسمة على سبعة من اليمين إلى اليسار :
الأرقام المميزة لسورة الإخلاص
رقم السورة عدد آياتها
112 ( 4
الأرقام المميزة لسورة الفلق
رقم السورة عدد آياتها
113 ( 5
الأرقام المميزة لسورة الناس
رقم السورة عدد آياتها
114 ( 6
وبما أن هذه السور عظيمة ومميَّزة في كتاب الله جاء النظام الرقمي لها مميزًا ومذهلاً, بحيث نقرأ الأعداد من اليمين دائمًا !
2114 = 7 × 302
3115 = 7 × 445
4116 = 7 × 7 × 7 × 12
لاحظ أن هذه العمليات المتتالية ختمت بقسمة على سبعة لثلاث مرات متتالية, ليؤكد الله تعالى على أن هذا النظام موجود في كتابه فهل نتذكر ونُكْبِر هذا القرآن ونعظِّم شأنه ؟
هذا ليس كل شيء فهنالك المزيد والمزيد . . .هذه السور الثلاث التي ارتبطت مع بعضها برباط محكم يقوم على الرقم سبعة, هل نجد أثرًا لهذا الرباط مع سورة الفاتحة ـ أمّ الكتاب ؟ سوف نرى الآن المعجزة الرقمية الإلهية تتجلّى بين أعظم سورة في القرآن وبين سورة تعدل ثلث القرآن, ومعوذتين قال عنهما المصطفى بأنه لم يُرَ مثلُهنَّ قَطّ !
الفاتحة . . والإخلاص والفلق والناس
نكتب في جدول رقم سورة الفاتحة وآياتها, وكذلك رقم سورة الإخلاص وآياتها, كذلك بالنسبة لسورة الفلق, ومثلها سورة الناس ، لنرى النظام ذاته يتكرر دائماً . فرقم الفاتحة وآياتها يرتبطان مع كل من سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس من حيث رقم كل سورة وعدد آياتها ، وتبقى جميع الأعداد المتشكلة من مضاعفات الرقم سبعة .
الفاتحة الإخلاص
رقمها آياتها رقمها آياتها(1/131)
1 7 ... 112 4
العدد الذي يمثل رقم وآيات سورتي الفاتحة والإخلاص من مضاعفات الرقم سبعة :
411271 = 7 × 58753
الفاتحة ... الفلق
رقمها آياتها رقمها آياتها
1 7 113 5
العدد الذي يمثل رقم وآيات سورتي الفاتحة والفلق من مضاعفات الرقم سبعة :
511371 = 7 × 73053
الفاتحة الناس
رقمها آياتها رقمها آياتها
1 7 114 6
العدد الذي يمثل رقم وآيات سورتي الفاتحة والناس من مضاعفات الرقم سبعة :
611471 = 7 × 87353
حتى نواتج القسمة في الحالات الثلاث لو قمنا بصفّها على هذا التسلسل نجد شيئًا شديد الإعجاز :
58753 73053 87353 هذا العدد الذي يمثل نواتج القسمة في الحالات الثلاث يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين ! !
58753 73053 87353 = 7 × 7 × 17827291946097
35378 35037 35785 = 7 × 51121929105054
وهنا من جديد نجد أن مجموع ناتجي القسمة هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة أيضًا :
17827291946097
+51121929105054
=68949221051151
= 7 × 9849888721593
أليست هذه المعادلات تعبرِّ عن أعقد مستويات الرياضيات ؟ هل يمكن بعد هذه الحقائق المذهلة أن نقول إن القرآن ليس كتابًا إلهيًّا محكمًا ؟
?الم? وأول سورة في القرآن
لنكتب سورة الفاتحة كاملة وتحت كل كلمة رقمًا يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والميم :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ
1 3 3 3 3 2 0
الْعَلَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
4 3 3 2 1 2
إِيَّاكَ نَعْبُدُ و إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَطَ
2 0 0 2 0 2 2
المُستَقِيمَ صِرَطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ
4 0 2 2 2
غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَ لاَ الضَّالِّينَ
0 3 2 0 2 4
إن العدد الضخم جدًا والذي يمثل توزع ?الم? عبر كلمات سورة الفاتحة,
هو 4202302220422020022123340233331 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي :
=7 × 600328888631717146017620033333(1/132)
ليس هذا فحسب, بل لو قمنا بإحصاء أحرف الألف واللام والميم في سورة الفاتحة لوجدنا عددها بالضبط : عدد أحرف الألف 22 حرفًا ، عدد أحرف اللام 22 حرفًا ، عدد أحرف الميم 15 حرفًا . لنرتب هذه النتائج :
حرف الألف حرف اللام حرف الميم
22 22 15
العجيب جدًا أن هذه الأعداد الثلاثة : 22 ـ 22 ـ 15, كيفما رتَّبناها نجد عددًا يقبل القسمة على سبعة تمامًا :
22 22 15 = 7 × 46 217
22 15 22 = 7 × 31646
15 22 22 = 7 × 31745
كما أن مجموع أرقام هذا العدد هو :
2 + 2 + 2 + 2 + 5 + 1 = 14 = 7 × 2
?الم? وآخر سورة في القرآن
القرآن هو بناء مُحكم ومتماسك من السور والآيات والكلمات والأحرف, وحتى يكون البناء قويا يجب يرتبط أوله بآخره, وهذا ما نجده في كتاب الله, فهو كتاب مُحكَم بل شديد الإحكام .
رأينا النظام المذهل لـ ?الم? في أول سورة من كتاب الله, والآن لنذهب إلى آخر سورة من القرآن لنرى النظام يتكرر .
لنكتب آخر سورة في القرآن وهي سورة الناس, ونكتب تحت كل كلمة رقما يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والميم :
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ
1 1 0 3 2 3 2 3
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ
1 0 3 3 2 0
فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ
0 0 3 1 2 0 3
العدد الذي يمثل ?الم? في السورة من مضاعفات السبعة وهو :
302130002330132323011 وهذا العدد يساوي :
= 7 × 43161428904304617573
في هذه السورة أمران :
استعاذة بالله وصفاته 3 آيات :
?قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ - مَلِكِ النَّاسِ - إِلَهِ النَّاسِ?
استعاذة من الشيطان وصفاته 3 آيات :
?مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ - الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ - مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ?(1/133)
الآيات الثلاث الأولى التي تتضمن الاستعاذة بالله تعالى تحتوي على نظام مُحكَم لـ ?الم?, نكتب هذه الآيات وتحت كل كلمة ما تحويه من الألف واللام والميم :
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ
1 1 0 3 2 3 2 3
وهنا نجد العدد 32323011 من مضاعفات الرقم سبعة :
32323011 = 7 × 4617573
والعجيب في هذه الآيات الثلاث أن عدد أحرف الألف فيها هو 8 , عدد أحرف اللام 6 , عدد أحرف الميم 1 , بصفّ هذه الأرقام نجد عددًا يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين !
حرف الألف حرف اللام حرف الميم
8 6 1
168 = 7 × 24
861 = 7 × 123
ومجموع الناتجين يعطي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
24 + 123 = 7 × 7 × 3 فتأمل عَظَمة القرآن ؟
ولكن ماذا عن الآيات الثلاث الأخيرة من هذه السورة ، لنتأمل :
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ
1 0 3 3 2 0
فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ
0 0 3 1 2 0 3
العدد الذي يمثل توزع ?الم? في هذه الآيات يقبل القسمة على سبعة مرتين :
3021300023301 = 7 × 7 × 61659184149
أليس هذا النظام المحكم رسالة من الله تعالى لجميع البشر, بأنه عزَّ وجلّ هو الذي أنزل القرآن , ووضع فيه هذه الحروف ورتَّبها بشكل لا يمكن لبشرٍ أن يأتي بمثله ؟
ولو سرنا عبر سور القرآن لرأينا عجائب لا تنقضي للسور التي بدأت بأحرف مميزة , ولا نبالغ إذا قلنا : كل حرف من كتاب الله يمثل معجزة بحد ذاته ، بل كل حرف من كتاب الله يحتاج لبحث مستقل !
?الر? وآية السبع المثاني
الآية الوحيدة في القرآن التي أشارت إلى عَظَمَة سورة الفاتحة, هي خطاب الله تعالى لرسوله : ?وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ? [الحجر : 15/87] . لقد رتَّب الله تعالى هذه الآية بشكل يرتبط مع سورة الفاتحة ارتباطًا وثيقًا ويبقى أساس هذا الرباط هو الرقم سبعة دائماً .(1/134)
وفي هذه الكلمات القليلة سوف نكتشف معجزة كبرى لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها ، ولغة الرقم هي خير لغة لإثبات هذه المعجزة ، الآية تتحدث عن السبع المثاني وهي فاتحة الكتاب وجاءت حروفها وموقعها في القرآن بنظام سباعي عجيب ومتوافق مع سورة الفاتحة .
موقع الآية
هذه الآية تقع في السورة رقم 15 وهي سورة الحِجر ، والآية رقم 87 :
رقم السورة رقم الآية
15 87
وبصفّ هذين العددين نجد عددًا من مضاعفات الرقم سبعة :
15 87 = 7 × 1245
إذن يرتبط رقم السورة مع رقم الآية بشكل يقوم على الرقم سبعة .
رقم الآية وكلماتها
رقم الآية 87 وعدد كلماتها 9 والعجيب أننا نجد ارتباطاً سباعياً لهذين الرقمين كما يلي :
رقم الآية عدد كلماتها
87 9
العدد الذي يمثل رقم الآية وعدد كلماتها 987 من مضاعفات السبعة :
87 9 = 7 × 141
رقم الآية وكلماتها وحروفها
رقم هذه الآية هو 87 وعدد كلماتها 9 وعدد حروفها 35 وترتبط هذه الأرقام مع الرقم سبعة كما يلي :
رقم الآية عدد كلماتها عدد حروفها
87 9 35
عندما نصفّ هذه الأعداد وفق هذا التسلسل نجد عددًا هو : 87 9 35 من مضاعفات الرقم سبعة هو ومقلوبه :
35987 = 7 × 5141
78953 = 7 × 11279
إن هذه النتيجة الرقمية تؤكد ارتباط رقم الآية مع عدد كلماتها وعدد حروفها برباط يقوم على الرقم سبعة .
كلمات سورة الفاتحة مع كلمات الآية
عدد كلمات سورة الفاتحة هو 31 وعدد كلمات الآية 9 ، لننظر :
كلمات سورة السبع المثاني كلمات آية السبع المثاني
31 9
بصفّ هذين العددين نجد العدد 31 9 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين, وهذا يؤكد ارتباط سورة الفاتحة بكاملها مع هذه الآية برباط أساسه 7×7 وبما يتوافق مع اسم السورة وهو السبع المثاني !
931 = 7 ×7 × 19
ارتباط السورتين
سورة الحجر كلها التي وردت فيها آية السبع المثاني ترتبط مع سورة الفاتحة برباط مذهل أيضًا : فسورة الفاتحة رقمها 1 وعدد آياتها سبعة, سورة الحجر رقمها 15 وعدد آياتها 99 :(1/135)
سورة الفاتحة سورة الحجر
رقمها آياتها رقمها آياتها
1 7 15 99
بصفّ هذه الأرقام نجد عددًا جديدًا هو : 71 9915 من مضاعفات الرقم سبعة كما يلي :
991571 = 7 × 141653
تكرار مذهل للحروف المميزة
هذه الآية وضعها الله تعالى في سورة الحجر التي نجد في مقدمتها الأحرفالمميزة ?الر? فهل من نظام محكم لهذه الأحرف في هذه الآية ؟ لنكتبالآية كما كُتبت في القرآن وتحت كل كلمة رقمًا يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والراء :
وَ لَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
0 1 1 1 0 3 0 4 2
إن العدد الذي يمثل توزع ?الر? في الآية من مضاعفات الرقم سبعة :
240301110 = 7 × 34328730
ولو أحصينا عدد أحرف الألف واللام والراء في هذه الآية لوجدنا :
حرف الألف حرف اللام حرف الراء
7 ... 4 1
إن العدد الذي يمثل تكرار ?الر? في الآية هو 147 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين ، وتذكّر بأن الآية تتحدث عن السبع المثاني :
147 =7 × 7 × 3
المذهل والعجيب فعلاً أننا نجد التوافق ذاته في سورة الفاتحة ، فعدد أحرف الألف واللام والراء في الفاتحة هو :
حرف الألف حرف اللام حرف الراء
22 22 8
وهنا نجد العدد الذي يمثل تكرار ?الر? في كامل سورة الفاتحة هو : 82222 من مضاعفات الرقم سبعة لمرتين أيضًا :
82222 = 7 × 7 × 1678
سبحان الله العظيم ! تكرار الألف واللام والراء في الآية التي تتحدث عن سورة الفاتحة يقبل القسمة على 7×7, وتكرار الأحرف ذاتها في سورة الفاتحة يقبل القسمة على 7×7 أيضًا . . أليس هذا عجيبًا ؟
الأحرف المميزة وآية السبع المثاني
حتى عندما نُخرِج ما تحويه كل كلمة من كلمات هذه الآية من الأحرف المميزة الأربعة عشر, نجد نظاما سباعيا مذهلا, لنكتب الآية وتحت كل كلمة رقما يمثل ما يحتويه من أحرف مميزة :
وَ لَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
0 2 4 3 2 6 0 6 5(1/136)
إن العدد الذي يمثل توزع الأحرف المميزة في الآية يقبل القسمة على 7 :
560623420 = 7 × 80089060
إن عدد الأحرف المميزة في هذه الآية هو 28 حرفاً = 7 × 4, وعدد الكلمات التي فيها هذه الأحرف هو سبعة أيضًا . ولا ننسى أن عدد أحرف الآية هو 35 حرفًا = 7 × 5 .
إعجاز في مقاطع الآية
هذه الآية تتركب من ثلاثة مقاطع كما يلي :
وَ لَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
والعجيب أننا نجد في كل مقطع نظاماً يتكرر للرقم سبعة .
المقطع الأول
نكتب المقطع الأول ونُخرج ما تحويه كل كلمة من الحروف المميزة :
وَ لَقَدْ آتَيْنَكَ
0 2 4
إن العدد 420 من مضاعفات السبعة : 420 = 7 × 60
المقطع الثاني
نكرر هذه العملية مع المقطع الثاني بكتابته وإخراج الحروف المميزة من كل كلمة :
سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي
3 2 6
623 = 7 × 89
المقطع الثالث
ويبقى القانون مستمراً ليشمل المقطع الثالث ، نكتب المقطع الأخير من الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من الحروف المميزة :
وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
0 6 5
العدد 560 من مضاعفات السبعة :
560 = 7 × 80
حروف كل مقطع
عندما نكتب حروف كل مقطع نجد عدداً من مضاعفات السبعة :
وَ لَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
9 13 13
إن العدد الذي يمثل حروف المقاطع الثلاثة هو 13139 من مضاعفات السبعة :
13139 = 7 × 1877
الحروف المميزة في كل مقطع
هذا النظام يبقى قائماً عندما نحصي الحروف المميزة لكل مقطع ، نكتب المقاطع الثلاث وتحت كل مقطع ما يحويه من الحروف المميزة :
وَ لَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
6 11 11
إن العدد 6 11 11 من مضاعفات السبعة :
11116 = 7 × 1588
حروف السبع المثاني(1/137)
النتيجة المذهلة أننا إذا كتبنا المقاطع الثلاثة وقمنا بإخراج ما يحويه كل مقطع من حروف السبع المثاني ، إن عبارة السبع المثاني تتركب من سبعة أحرف مميزة هي : (ا ل س ع م ن ي) وحرفين هما (ب ث) ، هذه الحروف التسعة تتكرر في مقاطع الآية بنظام يقوم على الرقم 7×7 :
وَ لَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
4 13 8
إن العدد 8134 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين كما يلي :
8134 = 7 × 7 × 166
أي أن حروف عبارة السبع المثاني توزعت في الآية التي تحدثت عن السبع المثاني بنظام يقوم على سبعة في سبعة ! أليس هذا إعجازاً واضحاً ؟
حروف (القرآن العظيم)
تتكرر حروف الآية بنظام أيضاً ، فالآية تتحدث عن القرآن العظيم لنكتب هذه العبارة وتحت كل حرف مقدار تكراره في الآية ذاتها ، فمثلاً حرف الألف تكرر في الآية سبع مرات وحرف اللام تكرر 4 مرات وحرف القاف تكرر في الآية مرة واحدة وهكذا :
ا لقر آ ن ا لعظيم
7 4 2 1 7 4 7 4 2 1 3 3
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف هذه العبارة هو : 331247471247 من مضاعفات السبعة :
331247471247 = 7 × 47321067321
والعجيب أن كل كلمة من هاتين الكلمتين يتكرر فيها النظام ذاته ، لنرى ذلك :
ا لقر آ ن
7 4 2 1 7 4
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف القرآن في الآية هو 471247 من مضاعفات السبعة :
471247 = 7 × 67321
إذن تتكرر حروف القرآن في الآية بنظام يعتمد على الرقم 23 بعدد سنوات نزول القرآن ! نطبق هذه القاعدة على كلمة العظيم فنجد :
ا لعظيم
7 4 2 1 3 3
إن العدد 331247 من مضاعفات السبعة :
331247 = 7 × 47321
إن هذه الحقائق تدل دلالة قاطعة على وجود نظام مُحكَم لكل كلمة وكل حرف من حروف القرآن الكريم .(1/138)
وتجدر الإشارة إلى أن الأحرف المميزة الـ 14 موجودة كلُّها في سورة الفاتحة, وهذه الأحرف تتكرر في السورة لتشكل 119 حرفًا, أي 7×17 أيضًا ! ! فهل ندرك بعد هذه الحقائق عن الرقم سبعة في سورة الفاتحة سرّ تسميتها بالسبع المثاني ؟
لماذا هذه النهايات ؟
هكذا أسرار القرآن لا تنتهي ، وفي هذا الفصل سرّ ينكشف أمامنا لأول مرة , ليفسِّر لنا سبب انتهاء كل آية بكلمة معينة ! نهايات الآيات ترتبط ارتباطًا مذهلاً , ويبقى الرقم سبعة هو أساس هذا الترابط : إنه نظام نهايات الآيات, نظام عجيب لايمكن لبشرٍ أن يأتي بمثله .
إعجاز فواصل الفاتحة
سورة الفاتحة سبعة آيات, كل آية خُتمت بكلمة محددة فيكون لدينا سبعةكلمات , فهل من نظام خاص بهذه الكلمات ؟
لنكتب هذه الكلمات السبع والتي تفصل بين الآيات , وتحت كل كلمة عدد حروفها كما رسمت في القرآن الكريم :
الرَّحِيمِ الْعَلَمِينَ الرَّحِيمِ الدِّينِ نَسْتَعِينُ الْمُسْتَقِيمَ الضَّالِّينَ
6 7 6 5 6 8 7
إن العدد الذي يمثل أحرف هذه الكلمات السبع هو : 7865676, عدد مكون من سبعة مراتب, وينقسم على سبعةتماما :
7865676= 7× 1123668
والناتج أيضا يقبل القسمة على سبعة :
1123668 = 7 × 160524
والناتج أيضا يقبل القسمة على سبعة :
160524= 7 × 22932
والناتج يقبل القسمة على سبعة كذلك :
22932 = 7 × 3276
والناتج يقبل القسمة على سبعة لمرة الخامسة :
3276=7× 468
نحن إذن أمام خمس عمليات قسمة على سبعة, والناتج دائما هو عدد صحيح . ولكن ماذا عن الناتج النهائي 468 ؟ هذا العدد له خمس مركبات أولية فهو يساوي :
468= 2 × 2 ×3 × 3 × 13
هذه الأعداد الخمسة عندما نقوم بصفِّها نجد عددا من مضاعفات الرقم 7 ومجموع أرقامه 14=7×2 :
133322= 7 × 19046
حتى ناتج القسمة على سبعة جاء بنظام يقوم على الرقم سبعة ! !
يمكن إعادة كتابة العدد الذي يمثل فواصل سورة الفاتحة على الشكل الآتي:(1/139)
7865676= 7 × 7 × 7 × 7 × 7 × 2 × 2 × 3 × 3 × 13
والعجيب أن مجموع أرقام العدد 13332277777 هو سبعة في سبعة:
7+7+7+7+7+2+2+3+3+3+1= 49= 7 × 7
13332277777= 7 × 1904611111
إذن العدد المكون من سبعة مراتب, والذي يمثل فواصل الفاتحة يقبل القسمة على سبعة خمس مرات, وحتى مركباته العشرة عندما نصفّها نجد عددا يقبل القسمة على سبعة ومجموع أرقامه 7×7 ! ! ! هل جاءت هذه النتيجة المذهلة عن طريق المصادفة ؟
هل من مزيد . . . ؟
كما قلنا القاعدة التي يجب علينا تذكرها دائمًا أثناء تدبّر القرآن, أن عجائبه لا تنقضي مهما بحثنا . رأينا في الفقرة السابقة النظام المذهل لنهايات سورة الفاتحة, وهذه الكلمات السبع, لكل كلمة منها عدد من الأحرف, منها ما تكرر ومنها ما لم يتكرر, فهل من معجزة في نظام التكرار هذا ؟
لنكتب فواصل سور الفاتحة وتحت كل كلمة رقما يمثل عدد الأحرف غير المكررة ، أي الأحرف الأبجدية التي تركبت منها كل كلمة :
الرَّحِيمِ الْعَلَمِينَ الرَّحِيمِ الدِّينِ نَسْتَعِينُ الْمُسْتَقِيمَ الضَّالِّينَ
6 6 6 5 5 7 5
من جديد نجد العدد الذي يمثل أحرف فواصل الفاتحة عدا المكرر منها هو 5755666 هذا العدد يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
5755666 = 7 × 822238
6665575 = 7 × 952225
وبالنتيجة نجد أن الأحرف المكررة في كل كلمة من هذه الكلمات السبع تشكل النظام الرقمي ذاته :
الرَّحِيمِ الْعَلَمِينَ الرَّحِيمِ الدِّينِ نَسْتَعِينُ الْمُسْتَقِيمَ الضَّالِّينَ
0 1 0 0 1 1 2
يظهر العدد 2110010 ليقبل القسمة على سبعة من جديد :
2110010 = 7 × 301430
من هذه الحقائق الرقمية ربما ندرك الحكمة من كتابة كلمات القرآن بهذا الشكل, فكلمة ?العَلَمِين? كتبت في القرآن من دون ألف ولو كتبت بالألف لاختل هذا البناء المُحكم ! وهذا يعني أن جميع الأرقام ستختلف !(1/140)
فانظر إلى هذا الإعجاز الربَّاني, حرف واحد لو تغَّير سيؤدي إلى خلل كبير في النظام, فكيف لو تغير القرآن كله ؟ فهل يبقى من هذا النظام شيء ؟ لذلك يمكن القول : إن لغة الأرقام هي التي حفِظ الله بها كتابه, فلو أصاب هذا الكتاب أي تحريف لانهار البناء الرقمي القرآني .
في كل حرف مُعجزة !
سوف نرى الأبجدية العجيبة لسورة الفاتحة, فسورة الفاتحة تركبت أساسًا من 21 حرفًا أبجديًا 7×3 , هذه الأحرف تتكرر في سورة الفاتحة بنظام مُحكَم أيضًا . ويبقى الرقم سبعة هو أساس هذه الأنظمة الرقمية المذهلة . وهذا يثبت بما لا يقبل الشك أنه لو تغير حرف واحد من القرآن لانهارت هذه الأنظمة تمامًا, ولكن الله هو الذي حفظ القرآن وحفظ هذه الأنظمة الرقمية .
أبجدية عجيبة
لنكتب الأحرف التي تركبت منها سورة الفاتحة وإلى جانب كل حرف تكراره في هذه السورة حسب الأكثر تكرارًا :
1 ـ حرف الألف : تكرر في سورة الفاتحة 22 مرة .
2 ـ حرف اللام : تكرر في سورة الفاتحة 22 مرة .
3 ـ حرف الميم : تكرر في سورة الفاتحة 15 مرة .
4 ـ حرف الياء : تكرر في سورة الفاتحة 14 مرة .
5 ـ حرف النون : تكرر في سورة الفاتحة 11 مرة .
6 ـ حرف الراء : تكرر في سورة الفاتحة 8 مرات .
7 ـ حرف العين : تكرر في سورة الفاتحة 6 مرات .
8 ـ حرف الهاء : تكرر في سورة الفاتحة 5 مرات .
9 ـ حرف الحاء : تكرر في سورة الفاتحة 5 مرات .
10 ـ حرف الباء : تكرر في سورة الفاتحة 4 مرات .
11 ـ حرف الدال : تكرر في سورة الفاتحة 4 مرات .
12 ـ حرف الواو : تكرر في سورة الفاتحة 4 مرات .
13 ـ حرف السين : تكرر في سورة الفاتحة 3 مرات .
14 ـ حرف الكاف : تكرر في سورة الفاتحة 3 مرات .
15 ـ حرف التاء : تكرر في سورة الفاتحة 3 مرات .
16 ـ حرف الصاد : تكرر في سورة الفاتحة 2 مرة .
17 ـ حرف الطاء : تكرر في سورة الفاتحة 2 مرة .
18 ـ حرف الغين : تكرر في سورة الفاتحة 2 مرة .(1/141)
19 ـ حرف الضاد : تكرر في سورة الفاتحة 2 مرة .
20 ـ حرف القاف : تكرر في سورة الفاتحة 1 مرة .
21 ـ حرف الذال : تكرر في سورة الفاتحة 1 مرة .
وعند صفّ هذه التكرارات لحروف فاتحة الكتاب نحصل على عدد هو : 11222233344455681114152222 هذا العدد الضخم هو من مضاعفات الرقم سبعة ! ونطرح سؤالاً : أي كتاب في العالم تتكرر حروفه بهذا الشكل الدقيق ؟
إن العدد الضخم الذي يمثل تكرار هذه الأحرف في سورة الفاتحة ينقسم على الرقم سبعة فهو يساوي :
= 7 × 1603176192065097302021746
إذن النظام المُحكم لا يقتصر على أحرف محددة, بل يشمل جميع حروف سورة الفاتحة !
الفاتحة والقرآن
إن العدد الذي يمثل تكرار أول حرف وآخر حرف في سورة الفاتحة هو 114 بعدد سور القرآن العظيم ! ! فأول حرف في هذه السورة هو الباء وقد تكرر هذا الحرف في السورة 4 مرات ، وآخر حرف في هذه السورة هو النون وقد تكرر في سورة الفاتحة 11 مرة ، أي :
أول حرف في الفاتحة آخر حرف في الفاتحة
4 11
وعند صف هذين الرقمين نحصل على العدد 114 عدد سور القرآن الكريم . وكأننا نلمس القرآن كله في أول حرف وآخر حرف من فاتحة الكتاب ، أليست هذه السورة هي أمُّ القرآن ؟ !
ولكي نزداد يقينًا بأن تكرار الأحرف في الفاتحة له نظام محكم يتعلق بالقرآن, نكتب كلمة ?القرآن?, وتحت كل حرف من أحرفها رقمًا يمثل تكرار هذا الحرف في سورة الفاتحة :
ا ل قـ ر ا ن
22 22 1 8 22 11
إن العدد الناتج لدينا والذي يمثل تكرار أحرف كلمة ?القرآن? في سورة الفاتحة هو : 1122812222 من مضاعفات الرقم سبعة :
2222 81 22 11 = 7 × 160401746
والملفت للانتباه أن مجموع أرقام هذا العدد هو 23 :
2 + 2 + 2 + 2 + 1 + 8 + 2 + 2 + 1 + 1 = 23
بعدد سنوات نزول القرآن ! ! أليست الفاتحة هي أم القرآن ؟
كلمة ?آمين?(1/142)
مع أن كلمة ?آمين? , وهي طلب الاستجابة من الله تعالى بعد الدعاء بسورة الفاتحة, مع أن هذه الكلمة, لا نجدها مكتوبة في القرآن , ولكنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسورة الفاتحة , لنكتب هذه الكلمة وتحت كل حرف من حروفها رقمًا يمثل تكرار هذا الحرف في سورة الفاتحة :
ا م ي ن
22 15 14 11
والعدد 11141522 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين ومن مضاعفات الرقم 23 :
11141522 = 7 × 7 × 23 × 9886
ومجموع أرقام الناتج 9886 هو :
6+8+8+9= 31 بعدد كلمات سورة الفاتحة !
ونلاحظ التدرج في تكرار الأحرف الأكثر فالأقل : 22 ثم 15 ثم 14 ثم 11 , أليس هذا نظامًا محكمًا ؟ والتوافق العجيب نجده في مجموع أرقام هذا العدد الذي يرتبط بعدد الركعات المفروضة في اليوم والليلة ـ الرقم17 :
2+2+5+1+4+1+1+1= 17 بعدد الركعات المفروضة !
أول آية وآخر آية من الفاتحة
وحتى يكتمل البناء المُحكَم لسورة الفاتحة نجد علاقات عجيبة أساسها الرقم سبعة, لأول آية وآخر آية من هذه السورة العظيمة :
عدد الحروف
عدد حروف أول آية في الفاتحة 19 حرفًا, وعدد حروف آخر في الفاتحة 43 حرفًا ، ويكون لدينا الارتباط التالي :
أول آية ... آخر آية
19 ... 43
إن العدد الذي يمثل أحرف أول آية وآخر آية من الفاتحة هو 19 43 من مضاعفات الرقم سبعة :
4319 = 7 × 617
عدد الحروف الأبجدية
كل آية من هاتين الآيتين قد تركبت من عدد من الأحرف الأبجدية أي الأحرف غير المكررة ، يتناسب مع الرقم سبعة أيضاً : ...
أول آية ... آخر آية
10 ... 16
والعدد 1610 من مضاعفات الرقم سبعة :
1610 = 7 × 10 × 23 بعدد سنوات نزول القرآن
الكلمات والحروف
عدد كلمات أول آية في سورة الفاتحة 4 وعدد حروفها 19 وعدد كلمات آخر آية في سورة الفاتحة 10 وحروفها 43, الكلمات ترتبط مع الأحرف في أول آية وآخر آية بشكل ينسجم مع الرقم سبعة, لنرى ذلك :
أول آية في الفاتحة آخر آية في الفاتحة
كلماتها حروفها ... ... كلماتها حروفها(1/143)
4 19 ... 10 43
وهنا من جديد العدد المكون من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة :
4310194 = 7 × 615742
أول حرف وآخر حرف من أول آية وآخر آية في سورة الفاتحة
أول حرف وآخر حرف في كل آية من هاتين الآيتين يتكرر بنظام مُحكَم: أول آية في الفاتحة
أول حرف آخر حرف
4 15
العدد الذي يمثل تكرار أول حرف وآخر حرف في الآية الأولى من سورة الفاتحة هو 154 من مضاعفات الرقم سبعة :
154 = 7 × 22
آخر آية في الفاتحة
أول حرف آخر حرف
2 11
العدد الذي يمثل تكرار أول حرف وآخر حرف في الآية الأخيرة من سورة الفاتحة هو 112 من مضاعفات الرقم سبعة :
112 = 7 × 16
السبع المثاني والقرآن
الأحرف الـ 21 المكونة لسورة الفاتحة ترتبط ارتباطًا مذهلاً بكلمات القرآن وآياته وفق نظام يقوم على الرقم سبعة, وسوف نضرب مثالاً من مقدمة سورة البقرة حيث يقول الله تعالى : ?ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ? [البقرة : 2/2] . لنكتب هذه الآية ونكتب تحت كل كلمة رقمًا يمثل عدد أحرفها عدا حرف الفاء في كلمة ?فيه? فلا نحصي هذا الحرف لأنه غير موجود في سورة الفاتحة :
ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
3 5 2 3 2 3 7
العدد 7323253 هو عدد مكون من سبعة مراتب وينقسم على سبعة تمامًا :
7323253 = 7 × 1046179
الناتج أيضًا عدد مكون من سبعة مراتب ومجموع أرقامه 28=7×4 . ويرتبط هذا النظام بالمعنى اللغوي لأجزاء الآية, فالآية يمكن تقسيمها إلى مقطعين, ومع ذلك يبقى النظام الرقمي قائمًا ، لنكتب عدد حروف كل مقطع عدا الفاء :
ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
15 ... 10
العدد 1015 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
1015 = 7 × 145
حتى عندما نجزِّئ الآية إلى ثلاثة مقاطع لغويًا فإن النظام الرقمي يبقى مستمرًا ، حرف الفاء لا يُحصى لأنه غير موجود في سورة الفاتحة, نكتب المقاطع الثلاثة وتحت كل مقطع عدد حروفه عدا الفاء :(1/144)
ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
8 7 10
وهنا نجد العدد 1078 من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين :
1078 = 7 × 7 × 22
8701 = 7 × 1243
وتأمل معي عمليات القسمة على سبعة بالاتجاهين وبقاء النظام الرقمي قائماً على الرغم من تجزئة الآية إلى مقاطع حسب المعنى اللغوي لها ، وكأن الله تعالى يؤكد لكل مشكك في هذا القرآن بأننا كيفما درسنا آيات القرآن نجده مُحكماً ومُعجزاًومتكاملاً .
وهكذا لو سرنا عبر آيات القرآن لوجدنا نظامًا متكاملاً يقوم على هذه الحروف , وهذا النظام يكشف لنا سر تسمية الفاتحة بأم القرآن , وهو ارتباطها الوثيق مع القرآن كله , والله تعالى أعلم .
ارتباط : آية ـ كلمة ـ حرف
من عجائب سورة الفاتحة ارتباط رقم الآية بعدد كلمات هذه الآية وعدد حروفها, كما يلي : نعبِّر عن كل آية بـ 3 أرقام : الأول يمثل رقم الآية ، والثاني يمثل عدد كلمات الآية ، والثالث يمثل عدد حروفها :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 4 19
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ
2 4 17
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3 2 12
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
4 3 11
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
5 5 19
اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ
6 3 18
صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
7 10 43
عندما نقرأ هذا العدد بشكل كامل نجده من مضاعفات الرقم سبعة : 1941 1742 1223 1134 1955 1836 43107 وهو يساوي :
= 7 × 6158169088507304874616774563(1/145)
ثم إن هذه النتائج الرقمية لو كانت عن طريق المصادفة ، لما رأينا هذا الإحكام المُعجز ، وقد حاولتُ جاهداً الحصول على أي نظام في مقاطع من الشعر والأدب ولكن لم أحصل على ذلك . فقد تجد أن مقطعاً من قصيدة يقبل القسمة على سبعة بالمصادفة ، وقد تجد في المقطع ذاته عملية قسمة ثانية على سبعة ، ولكن الثالثة تكاد تكون مستحيلة ، وهيهات أن تحصل على عشر عمليات قسمة على سبعة مثلاً .
فكيف إذا علمنا أنه في سورة الفاتحة التي لا تتجاوز الثلاثة أسطر مئات العمليات الرياضية ، وجميعها جاءت منضبطة مع الرقم سبعة ، والسؤال : مَن الذي ضبط هذه الأرقام جميعاً ؟
عَظَمَة فاتحة الكتاب
تتجلّى عظمة هذه السورة أنك كيفما نظرت إليها تجدُها مُحكمة, تتعدَّد طرق العدّ والإحصاء ويستمر النظام المحكم, ليشهد على أن كل حرف في القرآن هو من الله سبحانه وتعالى, ونطرح سؤالاً على كل من يشكّ بالقرآن : هل يستطيع البشر أن يأتوا بـ31 كلمة مثل الفاتحة ؟ قطعًا لا يستطيعون !
لماذا 31 كلمة
سورة الفاتحة رقمها 1 وآياتها سبعة وكلماتها 31, هذه الأعداد الأولية عند صفِّها بهذا الترتيب تشكل عددًا هو : 1 7 31 من مضاعفات السبعة :
3171 = 7 × 453
ولو قمنا بترقيم كلمات الفاتحة برقم متسلسل يبدأ بـ 1 وينتهي عند آخر كلمة بـ 31, يتشكل لدينا عدد ضخم جدًا هو :
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17
18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31
هذا العدد يقبل القسمة على سبعة تمامًا وبالاتجاهين ! ! والأعجب من ذلك أن عملية القسمة على سبعة تنتهي سبع مرات في كل اتجاه ! ! !(1/146)
إن الأرقام الأولية المفردة التي نراها تتكرركثيرًا مثل الرقم 7 والرقم 19 والرقم 23 والرقم 31 . . . وهي دليل على أن القرآن مُنَزّل من الواحد الأحد , ولذلك جاء ترتيب الأحرف والآيات والسور متناسبًا مع هذه الأعداد , ولو أن الأمر يتم عن طريق المصادفات لما رأينا أبحاثًا كهذه , بل لو فتشنا في أي كتاب في العالم عن أدنى نظام لا نجده أبدًا مهما حاولنا , لأن المنطق يفرض وجود منظِّم وراء أي نظام, والآن سوف نتأمل كلمة ?الله? تعالى الذي نظّم سورة الفاتحة وكيف جاءت حروف هذه الكلمة بنظام مُحكَم .
اللّه . . . . يتجلّى في أعظم سورة
عَظَمة سورة الفاتحة تعبر عن عظمة مُنَزّلها : إنه الله سبحانه وتعالى, أنزل هذه السورة ورتَّب أحرف اسمه الأعظم فيها بشكل يدل دلالة قاطعة لكل ذي بصيرة على أن الله هو مُنَزّل هذه السورة . ونثبت هذه الحقيقة بلغة الأرقام التي لا ينكرها جاهل ولا عالم . لنكتب سورة الفاتحة وتحت كل كلمة رقمًا يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف لفظ الجلالة :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ
0 4 2 2 2 3 0 3
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ
2 2 1 0 2 2 0 0 2
نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
0 3 2 2 0 2 1
عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ
2 0 2 2 0 2 4
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف لفظ الجلالة عبر كلمات السورة هو :
4202202120223020022012230322240
هذا العدد يقبل القسمة على سبعة تمامًا . ولكن المذهل حقًا أن عدد أحرف لفظ الجلالة في سورة الفاتحة : أ =22, ل =22, هـ =5, مجموع هذه الأحرف هو :
22+22+5=49 حرفًا أي 7×7 : أليس هذا عجيبًا ؟
من عَظَمَة الإعجاز القرآني أن هذا النظام المحكم لأحرف لفظ الجلالة لا يقتصر على سورة الفاتحة , بل يشمل القرآن العظيم .(1/147)
ونظام تراكمي أيضًا . .
لنكتب السورة وتحت كل كلمة عدد حروفها مع الكلمة التي قبلها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ
3 7 13 19 24 27 29 36
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
42 48 51 54 59
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
63 67 68 72 78
اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ
83 88 96
صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
99 104 ... 109 ... 114
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ
117 124 129 130 132 139
إن العدد الضخم جدًا الذي يمثل أحرف الفاتحة تراكميًا هو 69 مرتبة :
837872686763595451484236292724191373
139132130129124117114109104999688
هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة تمامًا ! ! مع ملاحظة أن طريقة العد التراكمي أو المتزايد أو المستمر هي طريقة معروفة جداً في علم الرياضيات تستخدم مع الأشياء المترابطة والمتماسكة ، ووجود هذا النظام التراكمي لحروف القرآن يعني أنه كتاب مترابط ومتماسك !ولو نقص حرفاً أو زاد حرفاً لانهار هذا النظام بالكامل .
ويجب أن نذكِّر كل من لديه شك بهذا القرآن : هل كان محمد يمتلك حاسبات إلكترونية وبرامج متطورة لمعالجة مثل هذه الأعداد الضخمة ؟
تتعدد القراءات والنظام واحد
المرجع لجميع هذه الحقائق الرقمية هو القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم, ولكن هنالك مصاحف لا ترقم البسملة فيها, ومع ذلك يبقى عدد آيات سورة الفاتحة سبعة لأن الآية الأخيرة منها تصبح آيتين في هذه المصاحف . فهل يبقى النظام الرقمي قائمًا في هذه الحالة ؟
لنكتب سورة الفاتحة عدا البسملة ، ونكتب تحت كل كلمة من كلماتها ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء :
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ
2 3 0 3
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ
2 2 1 0 2 2 0 0 2(1/148)
نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
0 3 2 2 0 2 1
عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ
2 0 2 2 0 2 4
العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في كلمات الفاتحة عدا البسملة هو : 420220212022302002201223032 هذا العدد يقبل القسمة على الرقم سبعة بالاتجاهين ! ! ! فإذا قرأنا العدد من اليسار نجد :
420220212022302002201223032 هذا العدد يساوي :
= 7 × 60031458860328857457317576
وإذا قرأنا العدد من اليمين يصبح :
230322102200203220212022024 مهذا يساوي :
= 7 × 32903157457171888601717432
والعجيب أنه في هذا التوزع لأحرف لفظ الجلالة يظهر نظام لنهايات الآيات, فنحن أمام سبعة آيات كل آية انتهت بكلمة . نكتب هذه الكلمات السبعة وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف اسم ?الله? :
الرَّحِيمِ الْعَلَمِينَ الرَّحِيمِ الدِّينِ نَسْتَعِينُ الْمُسْتَقِيمَ الضَّالِّينَ
3 2 2 0 2 2 4
إن العدد 4220223 يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
4220223 = 7 × 7 × 86127
3220224 = 7 × 460032
ونتساءل : هل نحن أمام مفهوم جديد لمعنى السبع المثاني ؟ وهل يمكن لنا أن ندرك جزءًا من سرّ تسمية هذه السورة بالسبع المثاني ؟ لا يزال أمامنا عدد كبير من الأسرار القرآنية أيضًا لم تكتشف , تتعدد قراءات القرآن لحكمة عظيمة ومعجزة ربما تكشفها لنا الأيام القادمة إن شاء الله تعالى . ولابد أن تكون لوجوه القراءات هذه معجزة يراها أي إنسان , حتى طريقة رسم كلمات القرآن أيضًا فيها معجزة عظيمة . . . وغير ذلك كثير .
الرحمن . . يتجلّى
يقول عز وجل : ?قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى? [الإسراء : 17/110] , لنكتب سورة الفاتحة عدا البسملة, وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف ?الرحمن? :
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ
4 2 1 5(1/149)
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ
6 5 2 1 3 2 1 0 2
نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
2 3 3 4 1 3 3
عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ
2 1 3 2 0 2 5
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف كلمة ?الرحمن? في هذه السورة هو : 520231233143322012312565124 هذا العدد يقبل القسمة على سبعة تمامًا ولمرتين ، فهو يساوي :
= 7 × 7 × 10616963941700449230868676
في هذه السورة عدا البسملة تكررت أحرف كلمة ?الرحمن? كما يلي :
ا ل ر ح م ن
19 18 6 3 12 10
العدد 1012361819 من مضاعفات الرقم سبعة :
1012361819= 7 ×144623117
نتائج البحث
بعد هذه الحقائق المبهرة عن سورة هي أعظم سورة في القرآن هل نزداد يقينًا وإيمانًا بصدق قول الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه عندما قال عن سورة الفاتحة في الحديث الصحيح : (ما أَنْزَلَ اللهُ في التَّوراةِ والإنجيلِ مثلَ أُمِّ القرآنِ, وهيَ السَّبْعُ المَثاني, وهيَ مَقْسومَةٌ بَيْني وبَيْنَ عَبْدِي ولِعَبْدي مَا سَأَلَ) [رواه الترمذي] .
هل ندرك أن كلام الله أعظم وأكبر مما نتصور ؟ في سورة واحدة لا تتجاوز 3 أسطر معجزة رقمية مذهلة , وأرقام لانهاية لها , جميعها تتناسب مع الرقم سبعة, هل يمكن للبشر ولو اجتمعوا أن يأتوا بثلاثة أسطر كالفاتحة ؟ فكيف لو وقفنا أمام القرآن كلِّه , فهل نتخيل مدى الإعجاز في كتاب الله ؟
إن أي إنسان يدَّعي أنه يستطيع أن يأتي بمثل القرآن لا يعرف شيئًا عن عَظَمة هذا القرآن . بل إن كل من يقول إن القرآن ليس كتاب رياضيات أو ذرَّة أو غيرها من العلوم , لم يدرك بعد ثِقَل كلام الحقّ عزَّ وجلّ , وحجم العلم الإلهي الموجود في القرآن . والذي رأيناه في هذا البحث , أليس أرقى مستويات الرياضيات ؟
ومن النتائج المهمة لهذا البحث أيضاً(1/150)
إثبات الإعجاز العددي لحروف وكلمات وآيات سورة الفاتحة ، وارتباطها مع القرآن الكريم فهي أم القرآن . وإثبات علاقة هذه السورة مع الرقم سبعة ، خصوصاً أن اسمها السبع المثاني .
إذا قمنا بعدّ العلاقات الرقمية القائمة على الرقم سبعة في هذه السورة الكريمة ، سوف نجد أكثر من خمسين علاقة رقمية جاء التناسب والتوافق فيها مع الرقم سبعة ، وهذا يعني أن احتمال المصادفة في هذه النتائج مجتمعة حسب قانون الاحتمالات الرياضي هو : واحد على سبعة في سبعة في سبعة . . . . . . خمسين مرة ، وهذا يساوي أقل من واحد على مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون .
فتأمل أيها القارئ الكريم هذا الاحتمال للمصادفة : هل يدخل في دائرة المنطق ؟ وهل جاءت جميع التوافقات السباعية هذه بالمصادفة ؟ مع العلم أن هذا البحث هو جزء يسير من معجزات هذه السورة !
إن كل من لديه شيء من العقل والتفكير المُنصف لا بدّ إلا ويتساءل عن مصدر هذه المكرَّرات الغزيرة مع الرقم سبعة في سورة السبع المثاني ، في كتاب أُنزل قبل قرون طويلة ، عندما لم يكن أحد على وجه الأرض يستطيع القيام بهذه العمليات الرياضية المعقدة . إن الجواب المنطقي الوحيد هو أن القرآن كتاب صادر من ربِّ السماوات السبع سبحانه وتعالى .(1/151)
والآن وبعد هذه الرحلة التي لا تكاد تنتهي ولا نزال في أول سورة من القرآن الكريم ! لن نبتعد عن هذه السورة العظيمة وننتقل إلى السورة التالية ونبحر في أعماق الآية الأولى منها ، إنها قول الحق تعالى في أول آية من سورة البقرة : ?الم? . في هذه الحروف الثلاثة فقط سوف تتراءى لنا ملامح لبناء عددي محكم يخص هذه الحروف الثلاثة وغيرها من الحروف المميزة التي جاء ذكرها في أوائل بعض سور القرآن . ونتساءل : هل جاء العصر الذي ينكشف فيه أكثر أسرار القرآن غموضاً ؟ هذه الحروف التي حيَّرت العلماء والباحثين ، هل يمكن للغة الرقم سبعة أن تفسر لنا سر وجود هذه الحروف في كتاب الله تعالى ؟
وكأن الله تعالى أراد من وراء هذه الحروف أن تكون برهاناً ملموساً لأولئك الملحدين ليبين لهم أن هذا النظام المحكم وراءه منظِّم عليم حكيم . فهل يستطيعون أن يأتوا بمثله ؟
إذن يجب عليهم أن يؤمنوا بأن القرآن ليس صناعة بشرية بل كما قال عنه الحقّ عزَّ وجلَّ : ?وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ - أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ? [يونس : 10/37-39] .
البحث السادس
أسرار الحروف المميزة
في القرآن الكريم(1/152)
ربما يكون من أكثر الأسرار القرآنية غموضاً هذه الأحرف التي ميّزها الله تعالى ووضَعَها في مقدمة ربع سور القرآن تقريباً ، فهل جاء العصر الذي يمنُّ الله به علينا بمعرفة بعض أسرار هذه الأحرف ؟ وهل يمكن للغة الأرقام أن تكشف لنا بعض أسرار القرآن الكريم ؟
قال العلماء فيها أقوالاً كثيرة أصحها : الله أعلم بمراده ! فهل تأتي لغة الأرقام لتكشف بعضًا من أسرار هذه الأحرف ؟
في هذا البحث حقائق رقمية دامغة عن علاقة هذه الأحرف بالرقم 7 الذي يمثل محور إعجاز هذه الحروف . ومعجزة هذه الحروف الرقمية تعتمد على توزع وتكرار هذه الحروف في آيات وسور وكلمات القرآن الكريم .
مقدمة
لقد شاء الله تعالى أن يختار لبناء كتابه العظيم عدداً من أحرف اللغة العربية 28 حرفاً ، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 7 . وشاءت حكمة البارئ عزّ وجلّ أن يختار من هذه الأحرف نصفها أي 14 حرفاً ليُميِّزها ويضعَها في مقدمات بعض السور . هذه الأحرف هي :
ا ل م ص ر ك هـ ي ع ط س ح ق ن
هذه الأحرف الأربعة عشر ركّب الله تعالى منها أيضاً افتتاحيات للسور ، عدد هذه الافتتاحيات 14 أيضاً ، منها ما تكرر ومنها ما لم يتكرر .
وسوف نرى من خلال هذه الرحلة كيف رتب الله تعالى تكرار وتوزع هذه الحروف في كلمات وآيات وسور كتابه . وسوف تتراءى لنا ملامح لبناء عددي محكم قائم على هذه الحروف .
الأحرف المميَّزة في القرآن
وهذه الافتتاحيات هي على الترتيب كما يلي :
الترتيب اسم السورة الافتتاحية
البقرة الم
آل عمران الم
الأعراف المص
يونس الر
هود الر
يوسف الر
الرعد المر
إبراهيم الر
الحِجر الر
مريم كهيعص
طه طه
الشعراء طسم
النمل طس
القصص طسم
العنكبوت الم
الروم الم
لقمان الم
السجدة الم
يس يس
ص ص
غافر حم
فصِّلت حم
الشورى حم عسق
الزخرف حم
الدخان حم
الجاثية حم
الأحقاف حم
ق ق
القلم ن
والسؤال الآن : هل توجد معجزة رياضية في هذا الترتيب المحكم ؟
تسلسل السور التي بدأت بـ ?الم?(1/153)
نلاحظ أنه يوجد ست سور بدأت بـ ?الم? ويلاحظ أن هذه السور الست جاء ترتيبها كما يلي : 1 ـ 2 ـ 15 ـ 16 ـ 17 ـ 18 .
هذا الترتيب المحكم له سرّ ! لنرتب هذه السور الستة مع الرقم التسلسلي لكل منها :
البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة
1 2 15 16 17 18
فالعدد الذي يمثل هذه الأرقام التسلسلية هو : 1817161521 هذا العدد الضخم له علاقة بالرقم 7 فهو من مضاعفات هذا الرقم ، أي يقبل القسمة على 7 تماماً ، لنرَ ذلك :
1817161521 = 7 × 259594503
والشيء العجيب أن الناتج أيضاً يقبل القسمة على 7 تماماً :
259594503 = 7 × 37084929
والناتج أيضاً هنا يقبل القسمة على 7 مرة ثالثة ، لنرَ :
37084929 = 7 × 5297847
وناتج القسمة هو 5297847 عدد مكون من سبع مراتب ومجموع أرقامه 42 من مضاعفات السبعة :
42 = 7 × 6 الرقم 6 هو عدد هذه السور
إذن نحن أمام مخطط إلهي للإعجاز الرقمي في القرآن ، فكل شيء يسير بنظام في هذا القرآن .
السور المكية والسور المدنية
في هذه السور الستة لدينا أربع سور نزلت بمكة وهي :
العنكبوت الروم لقمان السجدة
15 16 17 18
والعجيب أن أرقام هذه السور التسلسلية من مضاعفات السبعة :
18171615 = 7 × 2595945
أما السورتان الباقيتان فقد نزلتا بالمدينة ، لنكتب أرقامهما ونرى التناسب أيضاً مع الرقم سبعة :
البقرة آل عمران
1 2
وهنا نجد من جديد العدد 21 من مضاعفات السبعة .
إذن أرقام السور الستة التي بدأت بـ ?الم? شكلت عدداً من مضاعفات السبعة ثلاث مرات ، وناتج القسمة هو سبع مراتب ومجموع أرقامه من مضاعفات السبعة ، ولو جزَّأنا هذه السور الستة لقسمين ، ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة تبقى أرقام هذه السور من مضاعفات السبعة ، هل هذه مصادفات أم معجزات ؟
أرقام الآيات(1/154)
من عَظَمَة هذا النظام الرقمي أننا مهما بحثنا وكيفما بحثنا نجد الأرقام محكَمة ومنضبطة بشكل يعجز البشر عن الإتيان بمثله . تكررت في القرآن 6 مرات ، ماذا عن أرقام هذه الآيات ؟ إننا نجد أن ?الم? دائماً رقمها 1 في القرآن ، فلو قمنا بصف أرقام هذه الآيات الستة : 111111 لحصلنا على عدد يقبل القسمة على 7 تماماً :
111111 = 7 × 15873
عدد آيات كل سورة
هذه السور الست عدد آيات كل منها هو :
البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة
286 200 69 60 34 30
إن العدد الذي يمثل آيات هذه السور مجتمعة حسب تسلسلها في القرآن هو : 30346069200286 هذا العدد مكون من 14 مرتبة ويقبل القسمة على 7 تماماً :
30346069200286 = 7 × 4335152742898
إنها نتيجة مذهلة ، ولكن الأعجب أن مجموع هذه الآيات للسور الستة أيضاً هو عدد من مضاعفات الـ 7 ، لنتأكد من ذلك :
286+200+69+60+34+30= 679
وهذا المجموع 679 من مضاعفات الـ 7 أي :
679 = 7× 97
هذا التكامل المدهش ، ما هو مصدره ؟ وكيف جاءت هذه النتائج ؟ أليسَ هو الله تعالى مُنظِّم ومُحصي هذه الأرقام ؟
ولكن هنالك المزيد ، فالعدد الذي يمثل آيات السور الستة التي بدأت بـ ?الم? كما رأينا هو 30346069200286 إن مجموع أرقام هذا العدد هو بالتمام والكمال سبعة في سبعة ! ! !
6+8+2+0+0+2+9+6+0+6+4+3+0+3= 49 = 7× 7
إذن مجموع عدد آيات السور الستة جاء من مضاعفات السبعة ، ومصفوف عدد هذه الآيات أيضاً من مضاعفات السبعة ، ومجموع أرقامه هو سبعة في سبعة ! ! ! أليست هذه معجزة مبهرة ؟
السِّرُّ الأكثرُ غُموضًا !
ولكي نبسط الفكرة نستعين بمثال من كتاب الله تعالى أحببت أن أبدأ به . يقول الله في مُحكَم الذكر : ?إنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنينَ? [آل عمران : 3/195] ، هذا مقطع من آية من سورة آل عمران التي بدأها الله تعالى بـ ?الم? ، لندرس كيف توزعت هذه الأحرف ?الم? عبر كلمات هذا المقطع .(1/155)
هذا المقطع مكون من 4 كلمات ، نأخذ من كل كلمة ما تحويه من أحرف الألف واللام والميم ، أي :
?إنَّ? فيها حرف ألف ، لذلك نعبِّر عنها بالرقم 1 .
?اللهَ? لفظ الجلالة فيه ألف ولام ولام ، فيكون المجموع 3 .
?يُحِبُّ? ليس فيها ألف ولا لام ولا ميم ، لذلك نعبر عنها بالصفر .
?المُحْسِنينَ? فيها ألف ولام وميم ، أي المجموع 3 .
ولكي نسهِّل رؤية هذه الأرقام نصفها في جدول ، نكتب كلمات النص القرآني وتحت كل كلمة رقماً يمثِّل ما تحويه هذه الكلمة من حروف الألف واللام والميم :
إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنينَ
1 3 0 3
والآن نقرأ العدد من الجدول كما هو دون جمعه أو إجراء أي تغيير عليه فيكون هذا العدد : 3031 ثلاثة آلاف وواحد وثلاثون ، إن هذا العدد له علاقة مباشرة بالرقم 7 ، فهو يقبل القسمة على 7 تماماً ومن دون باقٍ ! لنعبّر عن ذلك بلغة الأرقام :
3031 = 7 × 433
وتجدر الإشارة إلى أننا عندما نصفّ الأرقام بجانب بعضها إنما نحافظ على تسلسل هذه الأرقام ، وهنا تكمنُ معجزة القرآن العظيم . مجموع أحرف الألف واللام والميم في هذا المقطع هو من الجدول السابق :
1 + 3 + 0 + 3 = 7
سوف نرى أن النظام الرقمي يشمل الكثير من نصوص القرآن وآياته .
?الم? والنظام الرقمي
لقد رتّب الله تعالى هذه الأحرف الثلاثة الألف واللام والميم بشكل مذهل في القرآن الكريم . وفي هذا الفصل سوف نرى نماذج من هذا النظام الرقمي الذي سخّره الله تعالى لمثل عصرنا هذا ليكون دليلاً قوياً على عجز البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن . وسوف نرى أن الرقم 7 هو أساس هذا النظام المذهل ، وهذا يُثبت قدرة خالق السماوات السبع عزّ وجلّ .
والآن لننتقل إلى أول سورة وآخر سورة بدأت بـ ?الم? في القرآن ، لنرى النظام الرقمي المذهل لـ ?الم? في هاتين السورتين .
أول سورة وآخر سورة بدأت بـ ? الم?(1/156)
أول سورة بدأت بـ?الم? هي سورة البقرة ، وآخر سورة هي سورة السجدة . لقد رتّب الله تعالى بحكمته حروف أول آية من كل سورة بنظام سباعي مذهل . وجاءت كلتا الآيتين بالتأكيد على أن القرآن كتاب لا ريب فيه ، أي لا شكّ فيه . والنظام الرقمي الذي نراه أمامنا هو برهان مادي على صدق كلام الحقّ عزّ وجلّ أن هذا الكتاب هو كتاب الله وليس في ذلك أي شكّ أو ريب .
?الم ? وأول سورة
بعد فاتحة القرآن نجد أن الله تعالى قد بدأ أول سورة وهي سورة البقرة بـ ?الم? ثم قال تعالى متحدثاً عن كتابه : ?ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ? [البقرة : 2/2] ، والمذهل أن الله سبحانه قد رتب الأحرف الثلاثة عبر كلمات هذه الآية بشكل يتعلق بالرقم 7 . والمنهج الذي نتبعه في هذا البحث هو إحصاء الأحرف الثلاثة ?الم? في كل كلمة من كلمات الآية ، وصفّ هذه الأرقام وقراءة العدد الناتج لرؤية التناسب مع الرقم سبعة .
لنكتب الآية الأولى وتحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والميم ، والكلمة التي لا تحوي أيّاً من هذه الأحرف تأخذ الرقم صفر :
ذَلِكَ الْكِتَبُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
1 2 2 0 0 0 3
إن العدد الذي يمثل توزع هذه الأحرف عبر كلمات الآية هو 3000221 يقبل القسمة على 7 تماماً :
3000221 = 7 × 428603
والشيء الغريب أن ناتج هذه العملية يقبل القسمة على 7 أيضاً :
428603 = 7 × 61229
والأغرب أن الناتج هنا يقبل القسمة على 7 أيضاً :
61229 = 7 × 8747(1/157)
إن هذه النتيجة المذهلة تؤكد تأكيداً قوياً بأن الله تعالى قد أحكَم هذه الآية ونظّم أحرفها تنظيماً دقيقاً ، حتى طريقة كتابة كلماتها . فكلمة ?الكتاب? نجدها في القرآن قد كُتبت من دون ألف : ?الْكِتَبُ? أي عدد أحرف ?الم? فيها هو 2 ولو كُتبت هذه الكلمة بالألف لأصبح عدد أحرف ?الم? فيها 3 وسوف يختل النظام الرقمي بالكامل؛ لأن العدد الذي يمثل توزع هذه الأحرف ?الم? في هذه الآية سيصبح 3000231 وهذا عدد لا يقبل القسمة على 7 . فتأمل معي دقة كلمات الله ودقة رسمها وترتيبها ودقة اختيار ألفاظها . ولو قال تعالى : (هدى للمؤمنين) بدلاً من ?هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ?أيضاً لاختل هذا النظام المحكم !
?الم? وآخر سورة
كما ذكرنا آخر سورة في القرآن بدأت بالحروف ?الم? هي سورة السجدة ، يقول تعالى : ?تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ? [السجدة : 32/2] . كما في الفقرة السابقة النظام الرقمي ذاته يتكرر مع هذه الآية أيضاً . لنكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن ، ونكتب رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف ?الم? :
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَلَمِينَ
1 2 2 0 0 1 0 4
لنجد العدد : 40100221والعدد 40100221 يمثل توزع ?الم? عبر كلمات الآية ، هذا العدد يقبل القسمة على 7 تماماً :
40100221 = 7 × 5728603
ونلاحظ أن كلمة ?الكتب? قد كُتبت في القرآن من دون ألف ، كذلك كلمة ?العلمين? . لذلك يمكن القول بأنه لو زاد أو نقص حرف واحد من القرآن لاختل هذا النظام الرقمي البديع الذي نراه في آيات الله .
ولكن هنالك شيء مذهل : العدد الذي يمثل توزع ?الم? في هذه الآية يقبل القسمة على 7 تماماً حتى لو قرأناه من اليمين إلى اليسار ، أي باتجاه قراءة كلمات الآية ليصبح هذا العدد في هذه الحالة مساوياً :
12200104 = 7 × 1742872(1/158)
وهكذا لو سرنا عبر آيات القرآن ونصوصه لرأينا نظاماً معجزاً ، طبعاً النظام الرقمي لا يسير آية آية بل يسير وفق معنى النص القرآني ، وسوف نرى أن النص القرآني يمكن أن يكون آية أو مقطعاً من آية أو مجموعة آيات أو سورة . وعندما نقسم النص القرآني يجب أن يكون التقسيم تابعاً للمعنى اللغوي لكل مقطع .
وإنني على ثقة بأن الطريقة التي توزع بها هذا النظام عبر نصوص القرآن والتي لم نكتشفها بعد تكمن فيها معجزة عظيمة ، إنها تنتظر من يبحث ويفني عمره ليرى عجائب هذا القرآن الذي سيكون يوماً ما هو الرفيق الوحيد الذي تجده أمامك عندما يتخلى عنك كل البشر ، فانظر ماذا أعددت لذلك اليوم .
أسرار رسم القرآن
أسرار طالما بحثها العلماء وطرحوا الأسئلة حولها ، فكل من يقرأ القرآن يخطر بباله سؤال : لماذا كُتبت كلمات القرآن بهذا الشكل ؟ فالقرآن هو الكتاب الوحيد في العالم الذي يتميز بطريقة فريدة لرسم كلماته ، فنجد مثلاً الكلمة تكتب من دون ألف ، وأحياناً تبدل الألف بالواو مثل كلمة ?الصلاة? التي نجدها في القرآن هكذا ?الصلوة? .
إن هذه الطريقة الخاصة بكلمات القرآن تخفي وراءها معجزة رقمية . وسوف نستأنس بمثال واحد لندرك أن هذه الطريقة لخطّ القرآن تناسب النظام الرقمي القرآني . يقول تعالى في آية من آياته مؤكداً على أهمية الصلاة والحفاظ عليها فيأمر عباده المؤمنين : ?حَفِظُوا عَلَى الصَّلوتِ والصَّلوةِ الوُسْطى وقُومُوا للهِ قَنِتِينَ? [البقرة : 2/238] . هذه الآية موجودة في سورة البقرة التي استُفتحت بـ ?الم? فكيف توزعت أحرف ? الم ? في هذه الآية ؟
حَفِظُوا عَلَى الصَّلوتِ و الصَّلوةِ الوُسْطى و قُومُوا للهِ قَنِتِينَ
1 1 3 0 3 2 0 2 2 0
العدد الذي يمثل توزع ?الم? عبر كلمات الآية يقبل القسمة على 7 تماماً لنتأكد من ذلك بلغة الأرقام :
220230311 = 7 × 31461473(1/159)
ولو قمنا بإحصاء أحرف الألف واللام والميم في هذه الآية لوجدنا 14 حرفاً أي 7 × 2 . إن هذه النتائج تثبت بما لا يقبل أدنى شك أن في القرآن نظاماً رقمياً محكَماً يعتمد على الرقم 7 .
والأمثلة الواردة في هذا البحث تقدم تفسيراً جديداً لسرِّ كتابة كلمات القرآن بالشكل الذي نراه ، كما تقدم تفسيراً جديداً لمعنى ?الم? في القرآن الكريم .
فهذه الأحرف المميزة وضَعها الله تعالى في كتابه ليؤكد لنا أن في هذا القرآن نظاماً رقمياً محكماً يعتمد على هذه الأحرف وتوزعها عبر نصوص القرآن . ولو ذهبنا نتتبع الأمثلة في كتاب الله لاحتجنا إلى عشرات الأبحاث القرآنية ، ولكن نكتفي ببعض الأمثلة والتي تُظهر بما لا يقبل الشك أن النظام الرقمي موجود ، لأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دائماً !
وأكبر دليل على أن هذا النظام لم يأت عن طريق المصادفة ، هو أننا نجد أن هذه الأرقام تعبر عن نصوص قرآنية ذات معنى وليست مجرد أرقام . مثلاً مقاطع الآيات ذات المعنى المتكامل لغوياً نجد أن لها نظاماً رقمياً أيضاً ، لنقرأ الفقرة الآتية لنزداد يقيناً بعظمة هذا القرآن وعظمة مُنَزِّل القرآن .
ونظام للمقاطع أيضاً
حتى مقاطع الآيات نظَّمها الله تعالى بنظام محكَم ، وهذا يدل على عظمة القرآن وأنه كلَّه كتاب محكم . لذلك سوف نضرب أمثلة من سورة آل عمران التي استُفتحت بـ?الم? ، وسوف نختار بعض مقاطع الآيات التي نظّمها الله بنظام يعتمد على?الم? . ويجب أن نعلم أن الأمثلة في هذا البحث ليست كل شيء وليس الهدف هو الأرقام بل الهدف لندرك طبيعة النظام الرقمي لآيات الله فنزداد إيماناً ويقيناً بقدرة الله تعالى ومعجزته الخالدة .(1/160)
يقول عز وجلّ عن كتابه وعظمة هذا الكتاب ?وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ? [آل عمران : 3/7] ، إن كلمات هذا المقطع الذي يؤكد بأن التأويل الحقيقي لا يعلمه إلا الله ولا نستطيع نحن البشر أن نحيط بشيء من علم الله إلا بما أذن به . وقد شاءت حكمة الله تعالى أن تنكشف أمامنا بعض أسرار القرآن في هذا العصر لتكون حجة قوية عن منكري القرآن .
نكتب ما تحويه هذه الكلمات من أحرف ?الم? :
وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ
0 2 2 2 3 3
إن العدد الذي يمثل توزع ?الم? عبر كلمات هذا المقطع هو 332220 يقبل القسمة على 7 مرتين للتأكيد على أنه لا يعلم التأويل المطلق لكتاب الله إلا الله تعالى :
332220 = 7 ×0 4746 = 7 × 7 ×0 678
إذن العدد قبل القسمة على 7 مرتين متتاليتين ، وهذه نتيجة تؤكد صدق هذا النظام الرقمي ودقته ، الذي وضعه تعالى بحكمته ليكون تذكرة لنا لنكون في حالة خشوع دائم لله تعالى ، لذلك ختم الله تعالى هذه الآية بمقطع آخر ، يقول عز وجل : ?ومَا يذَّكَّرُ إلاَّ أُولُوا الألبَابِ? [آل عمران : 3/7] . لنرَ النظام الرقمي المذهل يتكرر هنا أيضاً بالطريقة ذاتها :
و مَا يذَّكَّرُ إلاَّ أُولُوا الألبَبِ
0 2 0 3 3 4
إن العدد الذي يمثل توزع ?الم? في هذه الكلمات هو 433020 يقبل القسمة على 7 تماماً :
433020 = 7 × 61860
وهنا نلاحظ أن كلمة (الألباب) قد كُتبت في القرآن من دون ألف ?الألبَبِ? ، وفي هذا دليل على أن رسم كلمات القرآن فيه معجزة وهو وحي من الله لا يجوز تغييره .
إذن كل حرف مكتوب في القرآن الكريم إنما وضعه الله بوحيه وإلهامه ، ولو درسنا هذا القرآن حقّ الدراسة لوجدنا في كل حرف معجزة ، ولولا أن الله تعالى قد حفظ هذا القرآن منذ أن أنزله وحتى يوم القيامة لما وصلنا القرآن بهذا الشكل ، لذلك هذا البحث هو دليل جديد على صدق كلام الحق تعالى .(1/161)
لننتقل الآن إلى حقيقة أخرى من حقائق القرآن العظيم ، وهي الرزق ، وأن هذا الرزق تابع لمشيئة الله تعالى فهو يرزق من يشاء بغير حساب .
لنتأمل هذا المقطع القرآني من قول الحق سبحانه : ?إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ? [آل عمران : 3/37] ، في هذه الكلمات الرائعة السبعة أودع الله نظاماً رقمياً سباعياً معجزاً . لنكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف الألف واللام والميم :
إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
1 3 0 1 1 0 1
إن العدد الذي يمثل توزع ?الم? في هذه العبارة هو 1011031 يقبل القسمة على 7 تماماً :
1011031 = 7 × 144433
ثم إن العدد 1011031 مكون من سبع مراتب ، ومجموع أحرف الألف واللام والميم في هذا النص القرآني هو سبعة :
1 + 3 + 1 + 1 + 1 = 7
وسبحان الله ! في جملة واحدة تتحدث عن رزق الله تأتي كلماتها عددها 7 وعدد حروف الألف واللام والميم 7 وتتوزع هذه الحروف بنظام يتناسب مع الرقم 7 .
والآن لنتساءل : هل يستطيع البشر على الرغم من تطور علومهم وحواسبهم أن يأتوا بكتابٍ مثل القرآن ؟
والدعاء له نظام
من عظمة سورة البقرة أن آخر آية فيها تضمنت 7 أدعية ، آخر دعاء فيها هو : ?أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ? [البقرة : 2/286] . وقد أودع الله تعالى في هذا الدعاء نظاماً رقمياً مذهلاً ، لنرَ ذلك :
أنتَ مَوْلينَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَفِرِينَ
1 3 2 1 3 2
العدد الذي يمثل توزع ?الم? في هذا المقطع القرآني هو 231231 يقبل القسمة على 7 :
231231 = 7 × 33033
والعجيب أننا لو قرأنا العدد من اليمين إلى اليسار ، أي باتجاه قراءة كلمات القرآن تصبح قيمة العدد هي 132132 أيضاً يقبل القسمة على 7 تماماً :
132132 = 7 × 18876
هل ينطبق هذا النظام على كل الآيات ؟(1/162)
طبعاً كتاب الله تعالى معجزته مستمرة ولا تنتهي ، لذلك لا يمكن اكتشاف كل أسرار القرآن لأن الإعجاز عندها سيتوقف . وقد تعهد البارئ عز وجل بأن آياته ومعجزاته مستمرة حتى يظهر الحقثم إن في كتاب الله أنظمة رقمية لا تُحصى ، ولكل نص من نصوص القرآن نظام مُحكم ، ومن عظمة وروعة المعجزة الإلهية لهذا القرآن أننا نجد في الآية الواحدة الكثير من الإعجازات لغوياً وعلمياً وغيبياً . . . ورقمياً . وكمثال رقمي على ذلك نلجأ إلى آية من آيات الله لنرى نظامين رقميين دقيقين جداً .
الإعجاز في آية
يقول سبحانه وتعالى يصف قدرته ودقّة صنعه وتصويره : ?هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [آل عمران : 3/6] . هذه آية من آيات الخالق عزّ وجل ركّبها الله سبحانه وتعالى من مجموعة من الكلمات والأحرف ، وكل حرف وضعه الله بمقدار وميزان وحساب دقيق . وإذا تذكّرنا أن هذه الآية موجودة في سورة آل عمران التي بدأها الله تعالى بـ?الم? ، سوف نرى كيف نظّم الله هذه الأحرف الثلاثة عبر كلمات السورة بنظام مذهل يعتمد على حروف ?الم? ونظام مذهل يعتمد على حروف اسم ?الله? منَزّل هذه الآية .
توزع حروف ?الم?
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف ?الم? :
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ
0 2 1 0 5 0 1
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
2 2 3 0 2 3
العدد الذي يمثل توزع هذه الحروف من مضاعفات السبعة :
3203221050120 = 7 × 457603007160
وعندما نقرأ هذا العدد من اليمين إلى اليسار ، أي باتجاه قراءة الكلمات نجد العدد أيضاً قابلاً للقسمة على 7 تماماً :
0210501223023 = 7 × 30071603289
هنالك شيء آخر ، وهو أن عدد أحرف الألف واللام والميم في هذه الآية أيضاً من مضاعفات الرقم 7 :
2 + 1 + 5 + 1 + 2 + 2 + 3 + 2 + 3 = 21 = 7 × 3(1/163)
هذه نتائج مذهلة : دائماً نجد أعداداً تنقسم على 7 تماماً . ولكن سوف نقف الآن على نتيجة أكثر إعجازاً ـ والقرآن كله معجز ـ فالذي أنزل هذه الآية هو الله تعالى ، كما رتّب أحرف ?الم? في كلمات الآية ، لنرى كيف رتّب أحرف اسمه العظيم عبر كلمات الآية بالنظام ذاته : إنه النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة ?الله? سبحانه وتعالى : أحرف الألف واللام والهاء .
توزع حروف اسم ?الله?
نكتب ما تحويه كل كلمة من أحرف لفظ الجلالة ?الله? بكلمة أخرى : كيف توزعت أحرف الألف واللام والهاء في كل كلمة من كلمات الآية ؟ لنخرج ما تحويه كل كلمة من أحرف الألف واللام والهاء :
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ
1 2 0 0 4 0 1
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
2 3 3 1 2 2
وهنا أيضاً نجد العدد الذي يمثل توزع أحرف لفظ الجلالة يقبل القسمة على 7 :
2213321040021 = 7 × 316188720003
والعجيب أننا عندما نقرأ العدد بالاتجاه الآخر ، أي من اليمين إلى اليسار باتجاه قراءة القرآن نجد عدداً يقبل القسمة على 7 :
1200401233122 = 7 × 171485890446
ولكن هنالك شيء آخر ، فعدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الآية هو أيضاً 21 حرفاُ أي 7 × 3 ، كما أن عدد حروف الآية 49 أي :
49 = 7 × 7
وسبحان من أحصى هذه الأرقام ! ! آية تتحدث عن قدرة خالق السماوات السبع ، ويأتي عدد حروفها سبعة في سبعة ، وعدد حروف ?الم? فيها من مضاعفات السبعة ، وتوزع هذه الحروف أيضاً من مضاعفات السبعة كيفما قرأنا العدد يميناً أو شمالاً ، ثم يأتي عدد حروف اسم ?الله? من مضاعفات السبعة ، وتوزع حروف هذا الاسم الكريم أيضاً من مضاعفات السبعة وكيفما قرأناه يميناً أو شمالاً : أفلا نتدبر هذا القرآن ؟ ؟(1/164)
فانظر إلى دقة كلمات الله ، وعظمة معجزة هذا القرآن ! ! إذن رأينا نظاماً رقمياً لـ ?الم? ورأينا أيضاً نظاماً رقمياً للفظ الجلالة ?الله? ، ولو سرنا عبر آيات القرآن لرأينا عجائبَ لا تنتهي ، فأين كلام البشر من كلام خالق البشر سبحانه وتعالى ؟
وفي هذا البحث نحن نحاول قدر الإمكان أن نأتي بأمثلة مبسطة وذات أرقام قصيرة ، فكيف إذا أردنا أن ندرس أحرف القرآن كلِّه والبالغة أكثر من ثلاث مئة ألف حرف ؟
إننا في كتاب الله تعالى أمام بحرِ محيط يزخر بالمعجزات الرقمية ، هذه المعجزات والعجائب التي لا تنقضي ولا تفنى ولا تحدها حدود ، إنها بمثابة توقيع وخاتم وبرهان من الله تعالى على مصداقية هذه القرآن ، وأنه كتاب الله لكل البشرية على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ، وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو رسول رب العالمين لناس كافة .
في رحاب سورة العنكبوت
سوف نعيش الآن مع أمثلة رائعة من سورة العنكبوت التي استُفتحت بـ?الم? ، لنرى بما لا يقبل الشك أو المصادفة أن الله تعالى قد نظّم هذه السورة بنظام محكَم . وتجدر الإشارة إلى أن الأمثلة الواردة في هذا البحث هي غيض من فيض ، ولو أردنا استعراض جميع آيات القرآن ونصوصه وسوره لاحتجنا إلى مجلدات ضخمة جداً ، لذلك التذكرة هي الهدف وليست الأرقام .
سورة العنكبوت من السور العظيمة ـ وكل القرآن عظيم ـ التي بدأها الله تعالى بـ ?الم? ، وكأن هذه الأحرف الثلاثة بمثابة وثيقة من الله تعالى وبرهان ودليل وضعه الله في كتابه ليكون شاهداً على صدق هذا القرآن في عصرنا هذا ـ عصر الرقميات .
لذلك سوف نضرب مثالاً من هذه السورة لنرى النظام الرقمي المذهل لتوزع الألف واللام والميم عبر آيات السورة . ونطرح السؤال الآتي : هل جاءت هذه الأرقام عبثاً أو مصادفةً ؟ وأنى لمصادفة أن تأتي بنظام محكم .
?الم? والآية الثانية(1/165)
يبدأ الله تعالى هذه السورة بالآية الأولى ?الم? ، ثم يقول مخاطباً الناس جميعاً?أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ? [العنكبوت : 29/2] .
يا لها من كلمات تثلج صدر المؤمن وتواسيه في مصائبه وفِتَنه في هذه الحياة ، فما دام صاحب البلاء هو الله وهو الذي يختبر ويمتحن عباده فالمصيبة ما أجملها ، وما أحلى البلاء إذا كانت الخاتمة ستكون الجنة الخالدة التي أعدها الله تعالى لمن يصبر على مصائب الدنيا وفتنها ويُثبت أنه مؤمن حقيقي صابر ابتغاء وجه الله .
ولكن هذا الكلام البليغ والمعبر هل يخفي وراءه بلاغة أكثر دقة ولا يستطيع أن ينكرها أحد ؟ إنها بلاغة الأرقام ، لنرى كيف نظّم الله سبحانه وتعالى هذه الكلمات . نُخرج ما تحويه كل كلمة من حروف ?الم? :
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ
1 3 1 1 1 2 3 0 1 2 0
العدد الذي يمثل ?الم? في هذه الآية هو 02103211131 يقبل القسمة على 7 تماماًً :
02103211131 = 7 × 300458733
?الم? والآية الثالثة
النتيجة ذاتها تنطبق على الآية التالية من هذه السورة ، حيث يقول الحق عز وجل متابعاً حديثه لعباده مُطمئِناً إياهم أنهم ليسوا أول من يُختبر ، بل هذه سنة الله في عباده ، فالجنة غالية ، ولا ينالها إلا الصابرون .
لذلك يخبرنا تعالى عن هذه الحقيقة بقوله : ?وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ? [العنكبوت : 29/3] .
نُخرج ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم :
وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
0 1 1 2 1 2
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكَذِبِينَ
3 3 2 1 0 3 2
وهنا أيضاً نجد أنفسنا أمام عدد ينقسم على 7 تماماً :
2301233212110 = 7 × 328747601730(1/166)
هنالك شيء آخر مذهل ، عدد أحرف الألف واللام والميم في هذه الآية هو 21 حرفاً أي 7 × 3 .
?الم? والآية الرابعة
والآن ينتقل الحديث إلى خطاب الذين يعملون السيئات وسوء عقيدتهم ، يقول تعالى في الآية التالية عن هؤلاء : ?أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ? [ العنكبوت : 29/4] .
النظام ذاته نجده أيضاً في هذه الآية الكريمة ، لنكتب العدد الذي يعبر عن ?الم? في هذه الآية :
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ
2 0 2 2 3 1 1 1 2 1
وهنا نجد أن العدد الذي يمثل توزع حروف ?الم? يقبل القسمة على 7تماماً :
1211132202 = 7 × 173018886
إذن دائماً نجد أعداداً تنقسم على 7 ، وهذا دليل صادق على أن هذه الكلمات قد أنزلها رب السماوات السبع .
لقاء الله
لنتابع رحلة التدبر في رحاب سورة العنكبوت ، وننتقل إلى الآيتين التاليتين ويجب أن نعلم بأن النظام الرقمي يتبع معنى النص القرآني . لذلك عندما تكون الآية متعلقة بما قبلها أو بما بعدها فيجب دراستها كاملة مع الآية التي تليها . بكلمة أخرى : النظام الرقمي يتناسب مع النصوص القرآنية التي تشكل معنى لغوياً كاملاً ، وهنا تكمن عظمة القرآن ، فالله سبحانه وتعالى جعل لغة الأرقام تابعة للمعنى اللغوي لندرك أن هذا النظام المحكم من عند الله ، إذن نحن أمام نظام رقمي ناطق وليس مجرد أرقام لا معنى لها . لنتابع رحلتنا في رحاب سورة العنكبوت وننتقل إلى الآيتين 5 و 6 .
لنتدبر هذا النص القرآني المكون من آيتين : ?مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ - وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ? [العنكبوت : 29/5 ـ 6] .(1/167)
ندرس النظام الرقمي لـ ?الم? في هذا النص بالطريقة ذاتها حيث نعبر عن كل كلمة برقم يمثل عدد الأحرف الثلاثة في هذه الكلمة :
مَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ
1 1 1 2 3 1 2 3 2
وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَ مَن جَهَدَ فَإِنَّمَا
0 0 3 4 0 1 0 3
يُجَهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَلَمِينَ
0 1 1 3 1 0 4
لنجد العدد الذي يمثل ?الم? من مضاعفات السبعة . إن هذا العدد وعلى الرغم من ضخامته 24 مرتبة ، أي من مرتبة المئة ألف مليون مليون مليون 401311030104300232132111 ويساوي :
= 7 × 57330147157757176018873
وكما نرى فقد كُتبت كلمة ?يرجوا? في القرآن بألف ، أما الكلمات : ?جهد ، يجهد ، العلمين ? فقد كتبت من دون ألف .
هذه عَظَمَة القرآن : مهما امتدت الأرقام وكبرت تبقى قابلة للقسمة على سبعة ، ويبقى النظام قائماً وشاهداً على عظمة الخلاق المبدع عز وجل . ونحن في بحثنا هذا نحاول قدر الإمكان أن نستعين بالأمثلة القصيرة ، ولكن السؤال : كيف إذا درسنا العدد الذي يمثل القرآن كاملاً : أكثر من سبعين ألف مرتبة ! إنني على يقين بأن أضخم أجهزة الكمبيوتر سوف تقف عاجزة أمام هذا النظام المذهل !
مقطع من الآية
أيضاً مهما كانت الأرقام قليلة فإننا نجد النظام الرقمي يبقى قائماً . فقد ختم الله تعالى النص القرآني السابق بقوله : ?إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ? [العنكبوت : 29/6] . لنكتب هذا المقطع القصير ونرى النظام المدهش فيه بالطريقة نفسها ، أي كل كلمة يمثلها رقم هو ما تحويه من ?الم? :
إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَلَمِينَ
1 3 1 0 4
هذا العدد 40131 يقبل القسمة على 7 ثلاث مرات ليؤكد لنا الله تعالى أنه غني عن عباده وأن العمل الذي يقوم به العبد إنما ينفع به نفسه أمام الله يوم القيامة :
40131 = 7 × 7 × 7 × 117(1/168)
ولو أن الله تعالى قال : (غني) بدلاً من ?لَغَنِيٌّ? لاختلَّ هذا النظام بالكامل فانظر إلى عظمة أحرف هذا القرآن .
إعجاز مذهل في آية
يقول سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت : ?مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? [العنكبوت : 29/41] . هذه آية كريمة يتحدث فيها الله تعالى عن أولئك المشركين الذين اتخذوا أولياء من دون الله فمثلهم كمثل بيت العنكبوت لا يستقر ، فأضعف البيوت هو بيت العنكبوت ، فهل يلجأ إليه إنسان عاقل ؟
إن كل من يفقه بلاغة اللغة العربية عندما يتدبر هذه الآية العظيمة يدرك أن هذا ليس بقول بشر ، ولكن أولئك الذين لا يفقهون إلا اللغة المادية ، ماذا هيّأ الله تعالى لهم في كتابه ؟ إنها لغة الأرقام لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يجحدها . والعجيب في هذه الآية أننا نجد في كل مقطع من مقطعيها نظاماً رقمياً محكماً . لنترك لغة الأرقام تتحدث ، نتبع الطريقة نفسها لتوزع ?الم? :
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء
2 2 2 1 0 3 3
كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ
2 2 1 1 0 1 1
الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
2 1 2 1 2 2
إن العدد الذي يمثل توزع حروف ألف لام ميم في هذه الآية العظيمة هو 22121211011223301222 من مضاعفات السبعة مرتين :
= 7 × 7 × 451453285943332678
من عظمة النظام الرقمي أننا نجد في كل مقطع من مقطعي الآية نظاماً محكماً . ففي هذه الآية نحن أمام مقطعين :
المقطع الأول من الآية : ?مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً? . والعدد الذي يمثل ?الم? في هذا المقطع :
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء(1/169)
2 2 2 1 0 3 3
كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً
2 2 1 1
والعدد هنا يقبل القسمة على 7 تماماً :
11223301222 = 7 × 1603328746
ننتقل إلى المقطع الثاني من الآية لنرى النظام ذاته يتكرر : ?وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? العدد الذي يمثل?الم? :
وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
0 1 1 2 1 2 1 2 2
وهنا نجد العدد يقبل القسمة على 7 ، لنرَ :
221212110 = 7 × 31601730
إنني على ثقة تامة بأننا لو أردنا تركيب أرقام فقط بهذه المواصفات لعجزنا عن ذلك ، فكيف إذا كانت هذه الأرقام تعبر عن كلمات في قمة البلاغة والفصاحة والبيان ؟ ولكن من الذي نظّم هذه الأحرف ؟ وما هي القدرة التي صنعت هذا النظام العجيب ؟ إنها قدرة الله خالق السماوات السبع اقتضت حكمته تعالى اختيار الرقم 7 ليكون أساساً لبناء الكون ولبناء القرآن لنعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً .
فعندما ندرك أن كل ذرة من ذرات هذا الكون هي بناءٌ مؤلف من سبع طبقات ، وندرك أن كل آية من آيات هذا القرآن هي بناء قائم على الرقم سبعة ، لابدَّ عندها أن نعلم بأن الله يعلم أسرار الكون ويعلم أسرار القرآن وأن خالق الكون هو نفسه مُنَزِّل القرآن سبحانه وتعالى .
?الم? في القرآن الكريم
في هذا الفصل نتدبر بعض الآيات التي جاءت حروف الألف واللام والميم منظمة على الرقم سبعة . إن المعجزة الرقمية أكبر من طاقة العقل البشري ، وهذا أمر منطقي لأن كلمة معجزة تعني الشيء الذي لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ، ومع أننا اليوم نعيش عصراً رقمياً إلا أننا عاجزون تماماً عن الإتيان بمثل هذه الأرقام .
الله هو الحق(1/170)
من الحقائق التي يتحدث عنها القرآن أن الله تعالى هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ، لذلك نجد البيان الإلهي يتحدث عن ذات الله تعالى : ?ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ? [لقمان : 31/30] .
هذه الآية وضعها الله تعالى في سورة لقمان التي نجد في مقدمتها الحروف المميزة ?الم? . وقد جاءت حروف الألف واللام والميم بنظام يقوم على الرقم سبعة :
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن
1 1 3 0 2 0 1 2 0 1
دُونِهِ الْبَطِلُ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
0 3 0 1 3 0 3 2
فالعدد الذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم في كل كلمة من كلمات هذه الآية هو : 230310301021020311 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة :
230310301021020311= 7 × 32901471574431473
لنتبع الآن مزيداً من الآيات لنرى دقة النظام الرقمي لهذه الحروف العجيبة .
مزيد من الأمثلة
يقول الله عز وجل في سورة آل عمران :?قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [آل عمران : 3/29] . وإذا ما عبرنا عن كل كلمة برقم يمثل ما تحويه هذه الكلمة من حروف الألف واللام والميم :
قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ
1 1 1 2 0 1 1 0 2
اللّهُ وَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَ مَا فِي
3 0 2 2 0 3 0 2 0
الأرْضِ وَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
3 0 3 1 1 0 0
نجد العددالذي يمثل حروف ?الم? في هذه الآية الكريمة هو : 0011303020302203201102111 هذا العدد من مضاعفات السبعة فهو يساوي :
= 7 × 1614717186029028728873(1/171)
إن كثيراً من آيات القرآن وخصوصاً تلك التي وضعها الله تعالى في سور تبدأ بـ ?الم? قد جاءت حروف الألف واللام والميم فيها منظَّمة بنظام سباعي .
مثال آخر
يقول عز وجل عن خلق البشر وبعثهم : ?مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ? [لقمان : 31/28] . فإذا مثلنا كل كلمة برقم يعبر عن محتواها من ?الم? نجد :
مَّا خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إلا كَنَفْسٍ وَحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
2 2 0 2 1 3 0 0 1 3 1 0
إن العدد الذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم هو : 013100312022 هذا العدد من مضاعفات السبعة :
013100312022=7 × 1871473146
وتأمل معي في هذه الآية كلمة ?وحدة? التي كُتبت من دون ألف . ولو أضيفت الألف لهذه الكلمة لاختل هذا النظام .
رزق الله
ومن الآيات التي تتحدث عن رزق الله تعالى في سورة العنكبوت في قول الحق عز وجل : ?وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? [العنكبوت : 29/60] .
في هذه الآية يبقى النظام قائماً لحروف الألف واللام والميم ، فعندما نمثل كل كلمة ما تحويه من ?الم? :
وَ كَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا
0 1 1 1 2 2 1 3 1
وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
0 3 0 0 3 4
نجد العدد مصفوفاً : 430030131221110 هذا العدد من مضاعفات السبعة :
430030131221110 = 7 × 61432875888730
ونلاحظ في هذه الآية الكريمة عدم وجود حروف محذوفة ، فجميع الحروف موجودة . مثلاً كلمة ?دابة? كُتبت بالألف ، وكلمة ?إياكم? كُتبت بالألف أيضاً . وهذا يؤكد وجود النظام الرقمي لـ?الم? ويؤكد أن رسم القرآن هو بتقدير الله عز وجل لا يجوز المساس به .(1/172)
إن هذا النظام العجيب هو ردّ على كل من يدعي بأن القرآن محرَّف ! وردّ على كل من يشك بمصداقية هذا القرآن . ووجود هذه الحروف المميزة في كتاب الله واكتشاف هذا البناء المذهل لها لهو برهان مادي على عظمة هذا القرآن وأنه كتاب العصر ، بل كتاب لكل العصور ! .
?الم? في كلام النبوة
لقد حدثنا رسول الله عن كلمات أُنزلت من تحت العرش ، وأمرنا بالإكثار من قولها وهي : (لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ بالله) ، هذه كلمات سبع جاءت حروف الألف واللام والميم فيها بنظام يقوم على السبعة مرتين .
عندما نكتب ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم نجد :
لا حَوْلَ و لا قُوَّةَ إِلاَّ بالله
2 1 0 2 0 3 3
هذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين :
3302012 = 7 × 7 × 67388
وفي هذا النظام دليل على أن رسول الله لم يأت بشيء من عنده بل كما وصفه رب العزة سبحانه بقوله : ?ومَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إلّا وَحْيٌ يُوحَى? [النجم : 53/3ـ4] .
وفي هذه الكلمات نظام لـ ?الم? أيضاً ، فعندما نكتب ما تحويه كل كلمة من الألف واللام والميم نجد :
و مَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إلّا وَحْيٌ يُوحَى
0 2 0 0 2 1 0 3 0 0
العدد 0030120020 من مضاعفات السبعة :
30120020 = 7 × 4302860
والعجيب أن النظام يبقى قائماً في كل آية بمفردها :
و مَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى
0 2 0 0 2
العدد 20020 من مضاعفات السبعة :
20020 = 7 × 2860
إِنْ هُوَ إلّا وَحْيٌ يُوحَى
1 0 3 0 0
العدد 00301 من مضاعفات السبعة أيضاً :
301 = 7 × 43
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ
وصدق الله حين تحدى البشر جميعاً أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال : ?فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صَادِقِينَ? [الطور : 52/34] .
وفي هذه الآية نجد نظاماً لحروف الألف واللام والميم :
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صَدِقِينَ
3 0 2 1 2 0(1/173)
العدد الذي يمثل توزع ?الم? في الآية هو 021203 من مضاعفات السبعة وبالاتجاهين :
021203 = 7 × 03029
302120 = 7 × 43160
ونجد النظام يتكرر في أجزاء هذه الآية : ?فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ? العدد الذي يمثل توزع ?الم? في هذا المقطع هو 203 من مضاعفات الرقم سبعة :
203 = 7 × 29
لاحظ أن الناتج هو 29 بعدد السور المميزة في القرآن ! نكتب المقطع الثاني للآية وما تحويه كل كلمة من الألف واللام والميم : ?إِنْ كانُوا صَادِقِينَ? وهنا يكون العدد 21 من مضاعفات السبعة :
21 = 7 × 3
وناتجا القسمة 29 و 3 يشكلان عدداً لدى صفهما هو 329 من مضاعفات الرقم سبعة :
329 = 7 × 47
وانظر إلى كلمة ?صَدِقِينَ? كيف كُتبت في القرآن من دون ألف حفاظاً على النظام الرقمي القرآني . إنها قدرة الله تعالى القائل عن نفسه : ?وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً? [النساء : 4/87] .
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً
وقد وضع الله تعالى في كلمات هذا المقطع القرآني نظاماً لحروف الألف واللام والميم :
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً
0 1 1 1 3 1
فالعدد الذي يمثل توزع هذه الحروف في كلمات هذا المقطع مصفوفاً هو 131110 من مضاعفات السبعة :
131110 = 7 × 18730
والعجيب في هذا المقطع أن مجموع عدد حروف الألف واللام والميم أيضاً يساوي سبعة . ونكرر السؤال : هل جاءت هذه النتائج جميعها عن طريق المصادفة ؟
الأوامر الإلهية(1/174)
حتى الأوامر الإلهية لعباده المؤمنين جاءت الحروف فيها منظمة تنظيماً مذهلاً ، فهذا أمر من الله تبارك وتعالى للمؤمنين بألا يجادلوا أهل الكتاب إلا التي هي أحسن ، لأن دين الإسلام هو دين العلم والإقناع وليس دين الإكراه ، لذلك يقول عز وجل ?وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ? [العنكبوت : 29/46] .
هذه الآية وضعها البارئ سبحانه في سورة العنكبوت التي استُفتحت بالحروف ?الم? ، وسوف نرى أن هذه الحروف الثلاثة قد رتبها الله في هذه الآية بشكل يتناسب مع السبعة دائماً .
لنخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف ?الم? :
وَ لَا تُجَدِلُوا أَهْلَ الْكِتَبِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
0 2 2 2 2 3 2 0 1
إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَ قُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي
3 2 3 2 0 2 3 2
أُنزِلَ إِلَيْنَا وَ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلَهُنَا وَ إِلَهُكُمْ
2 3 0 2 3 0 3 0 3
وَحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
0 0 0 1 3
إن العدد الذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم في هذه الآية هو : 3100030303203223202323102322220 إن هذا العدد الضخم يقبل القسمة على سبعة ثلاث مرات متتالية فهذا العدد يساوي :
= 7 × 7 × 7 × 9037989222166831493653359540
وحتى عندما نأخذ المقطع الأول من هذه الآية?وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ? ونخرج ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم نجد :
وَ لَا تُجَدِلُوا أَهْلَ الْكِتَبِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
0 2 2 2 2 3 2 0 1
العدد 102322220 ، هذا العدد من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
102322220 = 7 × 14617460
22223201 = 7 × 3174743(1/175)
والعدد الناتج من صف ناتجي القسمة الأخيرين من مضاعفات السبعة :
3174743114617460 = 7 × 45353473516780
كما أن عدد حروف الألف واللام والميم في هذا المقطع هو 14 حرفاً أي 7 × 2 . وانظر معي إلى الكلمات : ?تُجَدِلُوا – الكِتَبِ – وَحِدٌ? كيف كتبت جميعها من دون ألف .
آخر السورة نزولاً
لقد رتب الله حروف الألف واللام والميم بشكل يناسب الرقم سبعة في آخر سورة نزلت وهي سورة النصر .
عندما نعبر عن كل كلمة بما تحويه من حروف الألف واللام والميم نجد :
إذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ رَأَيْتَ النَّاسَ
2 1 0 3 0 2 0 1 3
يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ
1 0 0 3 3 0 1
رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً
0 0 1 1 1 2
العدد الذي يمثل توزع حروف ?الم? في كلمات آخر سورة نزلت من القرآن الكريم هو : 2111001033001310203012 هذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين فهو يساوي :
= 7 × 7 × 43081653734720616388
وعندما فتح الله على رسوله فتحاً مبيناً ونصرَه أنزل قوله تعالى : ?إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً? [الفتح : 48/1] ، نكتب ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم :
إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
2 1 1 1 2
لنجد العدد مصفوفاً : 21112 هذا العدد المتناظر من مضاعفات السبعة :
21112 = 7 × 3016
كما أن مجموع عدد حروف الألف واللام والميم في هذه الآية هو7 . وهكذا آيات وآيات جاءت بنظام يعجز البشر عن تقليده أو الإتيان بمثله لغوياً فكيف إذا كان هذا النظام اللغوي يرتبط بنظام رقمي غاية في الدقة ؟
توزع الكلمات
من عظمة إعجاز القرآن أنك تجد فيه ما تريد ! وقد بحثت عن النظام الثنائي فوجدته في كتاب الله تعالى . النظام الثنائي هو احتمالين فقط واحد وصفر ، وكما نعلم فإن جميع الأجهزة الرقمية كالكمبيوتر ووسائل الاتصال وغيرها تقوم في عملها أساساً على هذا النظام .(1/176)
وتعتمد فكرة هذا النظام الثنائي القرآني على دراسة كلمات الآية . فالكلمة التي تحوي حرف الألف أو اللام أو الميم تأخذ الرقم 1 أما الكلمة التي لا تحوي أياً من هذه الحروف فتأخذ الرقم 0 ، وتكون الأعداد المصفوفة الناتجة بهذه الطريقة من مضاعفات الرقم سبعة . وسوف نلجأ إلى مثال واحد فقط من أول سورة وآخر سورة بدأت بـ ?الم? .
أول سورة بدأت بـ ?الم?
فأول سورة بدأت بـ ?الم? هي سورة البقرة التي نجد في مقدمتها قوله تعالى : ? ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ? [البقرة : 2/2] . لندرس توزع حروف ?الم? وتوزع كلمات ?الم? في هذه الآية .
توزع حروف ?الم?
في هذه الآية نظام لـ ?الم? كما رأينا في فقرة سابقة :
ذَلِكَ الْكِتَبُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
1 2 2 0 0 0 3
فالعدد الذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم في الآية هو : 3000221 هذا العدد من مضاعفات السبعة ثلاث مرات :
3000221 = 7 × 7 × 7 × 8747
لاحظ أن عدد حروف الألف واللام والميم هو 8 حروف .
توزع الكلمات التي تحوي ?الم?
أما النظام الثنائي في هذه الآية فنجده من خلال التعبير برقمين 1 و0 ، كل كلمة فيها ألف أو لام أو ميم تأخذ الرقم 1 وإلا فتأخذ الرقم 0 :
ذَلِكَ الْكِتَبُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
1 1 1 0 0 0 1
العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي أحد أوكل حروف ?الم? هو : 1000111 من مضاعفات الرقم سبعة :
1000111 = 7 × 142873
تناسق الكلمات والحروف
وفي هذه الحالة نجد عدد الكلمات التي فيها ?الم? هو 4 ، إذن عدد الكلمات التي تحوي ?الم? هو 4 وعدد حروف الألف واللام والميم في الآية هو 8 ، وبصفّ هذين الرقمين نجد العدد 84 وهو من مضاعفات السبعة :
84 = 7 × 12
مع ملاحظة أن عدد الكلمات التي فيها ?الم? هو نصف مجموع حروف ?الم? في الآية .
آخر سورة بدأت بـ ?الم?(1/177)
والآن نأتي لآخر سورة استفتحت بـ ?الم? وهي السجدة ونجد في بدايتها قول الحق تبارك وتعالى ?تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ? [السجدة : 32/2] .
توزع حروف ?الم?
نكتب ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم :
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَلَمِينَ
1 2 2 0 0 1 0 4
فيتشكل ليدنا العدد 40100221 إن هذا العدد من مضاعفات السبعة :
40100221 = 7 × 5728603
توزع الكلمات التي تحوي ?الم?
فهذا ما نجده في النظام الثنائي للآية . نكتب الرقم 1 للكلمة التي فيها ?الم? والرقم 0 للكلمة التي لا تحوي ?الم? فنجد :
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَلَمِينَ
1 1 1 0 0 1 0 1
العدد 10100111 هذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً :
10100111 = 7 × 1442873
تناسب الكلمات والحروف
وهنا نجد أن عدد الكلمات التي فيها ?الم? هو 5 ، وعدد حروف الألف واللام والميم هو 10 فيكون العدد الناتج من صفّ هذين الرقمين هو 105 من مضاعفات السبعة :
105 = 7 × 15
نلخص هذه النتائج العجيبة
أول آية بعد ?الم? جاء فيها عدد الكلمات التي تحوي ?الم? هو 4 وعدد حروف ?الم? هو الضعف أي 8 والعدد الناتج من صف العددين هو : 84 = 7 × 12
كذلك نجد القاعدة ذاتها من أجل آخر آية ، فعدد الكلمات التي تحوي ?الم? هو 5 وعدد حروف ?الم? هو الضعف أي 10 ، والعدد الناتج من صف الرقمين هو :
105 = 7 × 15
ناتجا القسمة 12 و 15 يشكلان عدداً هو 1512 من مضاعفات السبعة :
1512 = 7 × 216
العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي فيها ?الم? في آية البقرة من مضاعفات السبعة ، وينطبق الكلام ذاته على آية السجدة . والعدد الذي يمثل توزع حروف ?الم? في آية البقرة من مضاعفات السبعة ، وينطبق الكلام ذاته على آية السجدة .(1/178)
إذن تتوزع كلمات ?الم? بنظام يقوم على الرقم سبعة ، وكذلك تتوزع حروف ?الم? في هذه الكلمات بنظام يقوم على الرقم سبعة ، أليس هذا النظام المحكم من عند الله عز وجل ؟
إن معجزة هذه الحروف ، والتي تنكشف أمامنا ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين هي بمثابة توقيع وخاتم من الله جل وعلا ! وكأن هذه الحروف تريد أن تنطق بالحق لتخاطب كلَّ من يشك بهذا القرآن لتقول له : هل تستطيع أن تأتيَ بكلام بليغ في غاية البيان والفصاحة وإذا ما أخرجنا من هذه الكلمات حروفاً محددة وجدناها دائماً من مضاعفات الرقم سبعة ؟ ؟
إن النظام العجيب للرقم سبعة لا يقتصر على حروف ?الم? ، بل يشمل جميع الحروف المميزة في القرآن . وسوف نختار شيئاً من إعجاز هذه الحروف ، وهذا غيض من فيض معجزة القرآن العظيم . ولا نبالغ إذا قلنا إن كل آية من آيات القرآن تحتاج بحثاً مستقلاً ، وهذا ما سنقوم به مستقبلاً إن شاء الله تعالى .
حروف ?حم?
لقد وصف رب العزة سبحانه وتعالى كتابه بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فقال في الآية الثانية والأربعين من سورة فصلت : ?لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد? [فصلت : 41/42] .
إن الله تعالى قد وضع هذه الآية في سورة فصلت ، وكما نعلم هذه السورة تبدأ بالحرفين ?حم? ، لذلك نقوم بدراسة توزع هذين الحرفين في هذه الآية ، فنخرج ما تحويه كل كلمة من كلمات الآية من حرفي الحاء والميم :
لا يَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ
0 0 0 1 0 0 0 0 1
خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد
0 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل الحاء والميم في هذه الآية من مضاعفات الرقم سبعة ، هذا العدد مكون من 14 مرتبة أي 7 × 2 :
22100100001000 = 7 × 3157157143000
والناتج من القسمة على 7 أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة :
3157157143000 = 7 × 451022449000(1/179)
إن رقم هذه الآية هو 42 أي 7 × 6 ، ومجموع عدد حروف الحاء والميم فيه هو 7 تماماً .
وتأمل دقة ألفاظ هذه الآية عندما قال تعالى : ?تَنْزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ? ولو أنه قال : (تنْزيل من حكيم عليم) لاختل هذا النظام ، لأن عدد حروف الحاء والميم سينقص واحداً ، فكلمة ?حَمِيد? فيها حاء وميم وأخذت الرقم 2 ، بينما كلمة (عليم) فيها ميم واحدة وتأخذ الرقم 1 .
لذلك فإن تغيير مكان كلمة مع أنه لا يؤثر على المعنى اللغوي كثيراً إلا أنه يؤدي إلى انهيار البناء الرقمي للآية ! إذن هو كتاب كما وصفه رب العزة تعالى بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
حروف ?المر?
كلمة ?كتاب? في القرآن تُكتب غالباً من دون ألف هكذا ?كِتَب? ولكن في بعض مواضع القرآن نجدها مكتوبة بالألف ، فلماذا ؟
إن لغة الرقم تعطينا أجوبة دقيقة عن أسرار كتابة كلمات القرآن . وكمثال على ذلك نجد قول الحق تعالى في الآية الثامنة والثلاثين من سورة الرعد : ?وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ? [ الرعد : 13/38] . هذه الآية موجودة في سورة الرعد وسورة الرعد كما نعلم من السور المميزة التي تبدأ بـ ?المر? . لندرس توزع هذه الحروف عبر كلمات الآية :
وَ مَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ
0 2 1 3 1 1 1 3 1
اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ
3 2 2 1
إن العدد الذي يمثل توزع ?المر? عبر كلمات الآية يقبل القسمة على سبعة :
1223131113120 = 7 × 174733016160
إن عدد حروف الألف واللام والميم والراء في هذا النص القرآني هو 21 أي 7 × 3 .
توزع الحروف
ولكن العجيب أن عدد حروف هذا المقطع هو 42 حرفاً أي 7 × 6 ، وتوزع هذه الحروف من مضاعفات السبعة أيضاً . لنكتب المقطع وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ مَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ
1 2 3 5 2 4 4 3 4(1/180)
اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ
4 3 3 4
العدد الذي يمثل حروف النص القرآني مصفوفاً من مضاعفات السبعة :
4334434425321 = 7 × 619204917903
بقي شيء مهم وهو أن هذا النص القرآني قد تركب من 14 حرفاً أبجدياً .
نلخص النتائج الخاصة بهذا المقطع القرآني
1 ـ هذا المقطع يتركب من 14 حرفاً أبجدياً أي 7 × 2 .
2 ـ عدد حروفه هو 42 حرفاً أي 7 × 6 .
3 ـ توزُّع هذه الحروف عبر الكلمات من مضاعفات السبعة .
4 ـ عدد حروف الألف واللام والميم والراء في هذا المقطع هو 21 حرفاً أي 7 × 3 نصف حروف المقطع .
5 ـ تتوزع هذه الحروف لتشكل عدداً من مضاعفات السبعة .
حروف ?الر?
ويقول عز وجل في سورة يونس : ?وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ? [يونس : 10/53] . في هذه الآية العظيمة التي يؤكد فيها البارئ سبحانه وتعالى بأن القرآن حق نظام لحروف الألف واللام والراء ، هذه الحروف التي نجدها في مقدمة سورة يونس حيث وردت الآية .
نكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه من حروف الألف واللام والراء :
وَ يَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي
0 0 1 0 1 1 0 1
إِنَّهُ لَحَقٌّ و مَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ
1 1 0 1 1 0
إن العدد الذي يمثل توزع حروف ?الر? في كلمات هذه الآية يتألف من 14 مرتبة 7 × 2 وهو من مضاعفات السبعة وبالاتجاهين :
01101110110100 = 7 × 0151301444300
00101101110110 = 7 × 0014443015730
والعجيب حقاً أن كل مقطع من مقطعيّ الآية فيه نظام محكم .
المقطع الأول
1 ـ ?وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي? : في هذا المقطع نظام لحروف ?الر? ، فإذا ما أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من الألف واللام والراء :
وَ يَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي
0 0 1 0 1 1 0 1
نجد العدد 10110100 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
10110100 = 7 × 1444300(1/181)
00101101 = 7 × 14443
المقطع الثاني
2 ـ ?إِنَّهُ لَحَقٌّ و َمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ? : في هذا المقطع أيضاً نظام لحروف ?الر? ، فإذا ما أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من الألف واللام والراء ،نجد :
إِنَّهُ لَحَقٌّ و مَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ
1 1 0 1 1 0
العدد 11011 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
11011 = 7 × 1573
نلخص معجزات هذه الآية الرقمية
1 ـ العدد الذي يمثل توزع الألف واللام والراء في كلمات الآية هو : 01101110110100 من مضاعفات الرقم سبعة وبالاتجاهين سواء قرأنا العدد من اليسار أم من اليمين .
2 ـ العدد الذي يمثل توزع الألف واللام والراء في كلمات المقطع الأول من الآية هو 10110100 من مضاعفات الرقم سبعة وبالاتجاهين أيضاً .
3 ـ العدد الذي يمثل توزع الألف واللام والراء في كلمات المقطع الثاني للآية هو : 011011 من مضاعفات الرقم سبعة وبالاتجاهين .
مع ملاحظة أن كل مقطع يحوي 4 حروف ألف لام راء ، فسبحان الذي نظم هذه الأرقام وأحكمها .
دعاء إبراهيم عليه السلام
في سورة إبراهيم نجد دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لربه : ? رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلوةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء? [إبراهيم : 14/40] عندما نعبر عن كل كلمة بعدد حروفها مصفوفاً نجد العدد : 34145216462 هذا العدد من مضاعفات السبعة .
إن هذه الآية وردت في سورة إبراهيم التي ابتدأت بـ ?الر? والمذهل أننا نجد لحروف الألف واللام والراء توزعاً يقوم على الرقم سبعة ، فإذا عبّرنا عن كل كلمة من كلمات الآية برقم يمثل ما تحويه من الألف واللام والراء نجد :
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلوةِ وَ مِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَ تَقَبَّلْ دُعَاء
1 2 0 3 0 0 1 2 0 1 1
العدد مصفوفاً هو : 11021003021 هذا العدد من مضاعفات السبعة . وتأمل كيف كتبت كلمة ?الصَّلوةِ? بالواو وليس بالألف ، ولو كتبت بالألف لاختل هذا النظام الدقيق .(1/182)
والآن لو ذهبنا إلى آية في سورة العنكبوت فيها أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة نجد قوله تعالى : ?اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ? [العنكبوت : 29/45] .
نجد في هذه الآية نظاماً للحروف ، فعندما نعبر عن كل كلمة برقم يمثل عدد حروفها مصفوفاً نجد :
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَبِ وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ
3 2 4 4 2 5 1 3 6
إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَ الْمُنكَرِ وَ
2 6 4 2 6 1 6 1
لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
4 4 4 1 4 4 2 6
العدد : 6244144416162462631524423 هذا العدد المكون من 25 مرتبة أي 5 × 5 بعدد الصلوات الخمس (والآية تتحدث عن الصلاة) هو : 6244144416162462631524423 ويساوي :
= 7 × 892020630880351804503489
والعجيب أن هذه الآية وردت في سورة العنكبوت وهذه السورة كما رأينا تبدأ بالحروف المميزة ?الم? وقد توزعت هذه الحروف على كلمات الآية بنظام يقوم على الرقم سبعة .
وإذا عبرنا عن كل كلمة برقم يمثل ما تحويه من الألف واللام والميم الواردة في افتتاحية سورة العنكبوت نجد :
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَبِ وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ
2 2 1 2 1 2 0 2 3
إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَ الْمُنكَرِ وَ
1 3 0 0 3 0 3 0
لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
1 3 1 0 3 2 2 0
العدد مصفوفاً : 0223013103030031320212122 هذا العدد أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي :
= 7 × 31859014718575902887446(1/183)
وفي هذه الآية لو قال تعالى : (والله يعلم ما تفعلون) أو (والله يعلم ما تعملون) لاختل هذا البناء المحكم لأن نظام الألف لام راء سيتغير ، فسبحان الذي حفظ كل حروف كتابه إلى يوم القيامة .
مقدمة سورة القلم
في بحث واحد من المستحيل دراسة جميع حروف القرآن المميزة ، لذلك نلجأ إلى أمثلة مبسطة قدر المستطاع ، فعجائب القرآن لا تنقضي . ونحن في هذه الفقرة أمام سورة القلم التي بدأت بحرف واحد هو ?ن? وجاء توزع هذا الحرف عبر السورة بنظام عجيب يقوم على الرقم سبعة . لنأخذ المقطع الأول من السورة والمؤلف من خمس آيات تخاطب الرسول الكريم وتمدحه : ?ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ - مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ - وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ - وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ? [القلم : 68/1ـ5] .
إن الله تعالى قد وضع حرف النون في مطلع هذه السورة ليدلنا على وجود نظام لتوزع هذا الحرف عبر كلمات السورة . هذا النظام يستحيل الإتيان بمثله ، لأن البشر يعجزون عن التحكم بتكرار حرف معين في حديثهم بشكل يجعل من توزع هذا الحرف وتكراره نظاماً رقمياً محكماً ، إن هذا العمل لا يقدر عليه إلا رب السماوات السبع سبحانه وتعالى .
لنكتب ما تحويه كل كلمة من حرف النون ، أما حرف النون في مقدمة السورة فهو دليل لهذا النظام :
وَ الْقَلَمِ وَ مَا يَسْطُرُونَ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ
0 0 0 0 1 0 1 1 0
بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ
2 0 1 0 0 0 2
وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
0 1 0 0 0
إن العدد الذي يمثل توزع حرف النون عبر كلمات النص القرآني هو عدد يتألف من 21 مرتبة أي 7 × 3 وهذا العدد من مضاعفات السبعة وهو : 000102000102011010000 ويساوي :
= 7 × 14571443144430000
في هذا النص القرآني عدد الكلمات هو 21 أي 7×3 والكلمات التي فيها نون هو 7 كلمات ! وعدد الكلمات التي لا تحوي حرف النون هو :(1/184)
14 = 7 × 2
هنالك المزيد من عجائب النص وهو إذا عبرنا عن كل كلمةبعدد حروفها نجد :
وَ الْقَلَمِ وَ مَا يَسْطُرُونَ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ
1 5 1 2 6 2 3 5 3
بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ
6 1 2 2 5 3 5
وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
1 3 4 3 4
إن العدد الذي يمثل حروف هذا النص الكريم مصفوفاً هو : 434315352216353262151 إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين !
قلب القرآن
كلنا يعلم حديث الرسول عن سورة يس بأنها قلب القرآن . والسؤال الذي نجيب عنه في هذا الفصل : هل يمكن للغة الأرقام أن تكشف لنا أسرار هذين الحرفين : الياء والسين ؟ ولماذا استفتحت هذه السورة العظيمة بحرفين ?يس? وليس حروفاً أخرى ؟
ترميز السورة
من التفاسير المعروفة للحروف التي في أوائل سور القرآن أنها أسماء لهذه السور . وهذا ينطبق على سورة يس التي تبدأ بحرفي الياء والسين واسمها عبارة عن هذين الحرفين ?يس? .
ولكن السؤال الذي يُطرح : لماذا اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يبدأ هذه السورة بهذين الحرفين بالذات وليس أي حرفين آخرين ؟ والشيء الذي سنراه ونلمسه في السطور الآتية هو أن تكرار وتوزع هذين الحرفين في كلمات وآيات سورة يس إنما يسير بنظام محكم . بمعنى آخر في سورة يس بناء محكم يقوم على هذين الحرفين بالذات بشكل لا يقبل الشك . وكأن هذه الحروف هي رموز تشير إلى بناء يقوم عليها ويمكن للغة الرقم الدقيقة التعبير عن طبيعة هذا البناء وأساسه الرقم سبعة .
ولكي تتضح فكرة الترميز في القرآن الكريم نقوم بعدّ حروف الياء وحروف السين في السورة . ولدينا ثلاثة احتمالات :
الاحتمال الأول
عدد حروف الياء والسين في السورة كاملة مع البسملة التي في مقدمتها . وفي هذه الحالة نجد أن عدد الياءات هو 237 ، وعدد السينات 48 .
عندما نضع بدلاً من كل حرف قيمة تكراره في السورة .
عدّ الحروف مع البسملة
حرف الياء حرف السين
237 48(1/185)
وبصفّ هذين الرقمين نجد العدد 48237 من مضاعفات الرقم 7 :
48237 = 7 × 6891
إذن تكرار هذين الحرفين في السورة مع البسملة يعتمد على الرقم 7 ، لكن هل يبقى النظام قائماً عدا البسملة ؟
الاحتمال الثاني
عدد حروف الياء والسين في السورة عدا البسملة . وهو يساوي 236ـ47 إذن عدد حروف الياء في هذه الحالة هو 236 حرفاً ، وعدد حروف السين في السورة في هذه الحالة هو 47 حرفاً .
عدّ الحروف عدا البسملة
حرف الياء حرف السين
236 47
وبصفّ هذين الرقمين نجد العدد : 47236 من مضاعفات الرقم 7 أيضاً ولكن مرتين متتاليتين :
47236 = 7× 7 × 964
الاحتمال الثالث
نحصي حروف الياء والسين في السورة لكن عدا الافتتاحية ?يس? فنجد في هذه الحالة أن عدد حروف الياء 235 حرفاً ، وعدد حروف السين هو 46 حرفاً .
عدّ الحروف عدا البسملة وعدا الافتتاحية
حرف الياء حرف السين
235 46
وهنا من جديد نجد العدد مصفوفاً والذي يمثل تكرار الياء والسين : 46235 من مضاعفات الرقم7 :
46235 = 7 × 6605
في الاحتمالات الثلاث ومع أن الأرقام تتغير ، ولكنها تبقى قابلة للقسمة على سبعة . والغريب حقاً أن نواتج القسمة في الحالات الثلاث هي 6891 ـ 964 ـ 6605 هذه الأعداد عند صفّها تعطي عدداً ضخماً هو 6891 964 6605 من مضاعفات الرقم 7 مرتين :
66059646891 = 7 × 7 × 1348156059
وهنا لا بد من سؤال : من الذي رتّب ونظّم حروف الياء والسين في هذه السورة بهذا التناسب المذهل مع الرقم سبعة ؟
توزع الياء والسين
إن توزع هذين الحرفين في السورة يقوم على نظام محكم أساسه الرقم سبعة أيضاً . ونبدأ بالبسملة ، ونكتب تحت كل كلمة من كلماتها ما تحويه من الياء والسين :
بسم الله الرحمن الرحيم
1 0 0 1
إن العدد الذي يمثل توزع حرفي الياء والسين في البسملة هو 1001 من مضاعفات الرقم 7 :
1001 = 7 × 143(1/186)
إن هذين الحرفين يتوزعان بشكل عجيب في نصوص السورة فلو أخذنا النص الأول من سورة يس في قوله تبارك وتعالى : ?يس - وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ - إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ - عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ - تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ? [يس : 36/1ـ5] ، فإذا عبرنا عن كل كلمة كما كُتبت في القرآن برقم يمثل ما تحويه هذه الكلمة من حرفي الياء والسين فإننا نجد :
يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى
2 0 0 1 0 0 2 1
صِرَطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ
0 2 1 1 1
العدد الذي يمثل توزع حرفي الياء والسين في كلمات هذها النص الكريم هو : 1112012001002 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة :
1112012001002 = 7 × 158858857286
ولو ذهبنا إلى آخر آية من سورة يس وعبّرنا عن كل كلمة بما تحويه من الياء والسين نجد : ?فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? [يس : 36/83] ، لنخرج من كل كلمة ما تحويه من حرفي ?يس? :
فَسُبْحَنَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
1 1 1 0 0 1 0 1 0
والعدد هو : 010100111 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة :
10100111 = 7 × 1442873
موقع مميز للسورة
بما أن هذه السورة هي قلب القرآن لا بد أن يكون موقعها بين سور القرآن مميزاً . فرقم هذه السورة بين السور المميزة الـ 29 هو 19 وقد لا حظتُ أن مقلوب هذا العدد أي 91 من مضاعفات الرقم 7 :
91 = 7 × 13
أما ترتيب السورة بين سور القرآن الـ 114 فهو 36 وأيضاً مقلوب هذا العدد أي العدد 63 من مضاعفات السبعة 63 = 7 × 9 .
ترتيب السورة بين السور المميزة ترتيب السورة بين سور القرآن
19 36(1/187)
ولو قمنا بصفِّ الرقمين المميزين لهذه السورة ، أي 19 ـ 36 يتشكل عدد هو 3619 هذا العدد يعبر عن رقم السورة بين السور المميزة ورقمها بين سور القرآن ، وهو من مضاعفات الرقم سبعة كيفما قرأناه :
3619 = 7 × 517
9163 = 7 × 1309
كما أن مجموع أرقام هذا العدد 9163 هو :
3+6+1+9 = 19
والعدد 19 هو رقم السورة بين السور ذات الفواتح المميزة .
إن عبارة (قلب القرآن) التي أطلقها الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه السورة ترتبط برقم السورة وذلك عندما نكتب حروف هذه العبارة : قلب 3 حروف ، القرآن 6 حروف ، والعدد الناتج من صف الرقمين : قلب القرآن : 63 ، هذا العدد من مضاعفات السبعة 63 = 7 × 9 . ومقلوب هذا العدد هو 36 رقم سورة يس بين سور القرآن .
الأحرف المميزة السبعة
أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي نجد في مقدمتها : ?اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ? [ البقرة : 2/255] . هذه الكلمات السبعة نجد فيها نظاماً عجيباً لحروفها المميزة ، فعدد الحروف المميزة في هذه الآية هو 7 حروف وهي : (الألف واللام والهاء والحاء والياء والقاف والميم) أما حرف الواو فهو ليس من الحروف المميزة الواردة في أوائل السور .
لنكتب الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها المميزة :
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
4 2 3 3 1 4 5
العدد 5413324 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
5413324 = 7 × 7 × 110476
4233145 = 7 × 604735
نتائج البحث
هنالك سؤال قد يخطر على بال من قرأ الأمثلة والآيات الواردة في صفحات هذا البحث وهو : هل ينطبق هذا النظام الرقمي للرقم سبعة على جميع نصوص وآيات وسور القرآن ؟(1/188)
لقد تبين بنتيجة البحث المستمر أن لكل نص قرآني بناء يتميز فيه عن غيره وأن كل آية من آيات كتاب الله لها بناء رقمي محكم لكلماتها وحروفها . ولكن البحث في هذا البناء يحتاج إلى المتابعة الطويلة . ومن إعجاز القرآن أن معجزته لا تظهر إلا بتوقيت محدد .
فالمعجزة الرقمية الخاصة بهذه الحروف والتي تظهر اليوم ، مناسبة لعصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه في القرن الواحد والعشرين . ومن هنا تنبع عظمة القرآن في مخاطبته لكل قوم بلغة عصرهم . ولو كانت المعجزة الرقمية بهذه البساطة لتم كشفها منذ زمن بعيد ، إلا أن حكمة الله تعالى اقتضت إخفاء هذا الجانب الإعجازي في كتابه حتى يأتي الزمن المناسب ، ليكون للمعجزة أثرها في هداية البشر إلى طريق الله عز وجل ، ولتكون برهاناً مادياً على صدق رسالة الله إلى عباده .
ومن ميزات هذه الحروف أن أسرارها كثيرة يستطيع المؤمن أن يبحر في أعماقها ليرى عجائب القرآن وأسراره ، وليعيش أجمل لحظات مع كتاب ربه ، فما أحلى الإيمان عندما يمتزج بالعلم ليكون طريقاً للوصول إلى الله تعالى والقرب منه .
وفي كتاب الله تعالى أكثر من نظام رقمي ، فطريقة صفّ الأرقام التي اتبعناها في هذا البحث ليست كل شيء ، إنما هنالك طرائق رياضية كثيرة تحتاج لأبحاث أخرى لشرحها . ويمكن القول : إن كلمات وحروف وآيات وسور القرآن منظمة تنظيماً دقيقاً وفق أعلى مستويات الرياضيات المعقدة .
وبالنتيجة يمكن القول بأن الله تعالى بعلمه المسبق يعلم بأنه سيأتي عصر تتطور فيه علوم الرياضيات ، ويكثر فيه الملحدون العلمانيون ، لذلك فقد أودع في كتابه حروفاً مميزة ووضعها في أوائل السور وأخفى إعجازها حتى جاء عصر الرقميات الذي نعيشه اليوم ، ليكون التحدي بهذه الحروف أبلغ وأقوى ، وهذا شأن المعجزة تأتي بالشكل الذي برع فيه المشككون ، لتُعجزهم في اختصاصهم ، وتبين لهم أن القرآن هو كلام الله الحقّ .(1/189)
وهذا ما نجد صدىً له في قول الحقّ عزّ وجلّ : ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ? [فصلت : 41/53] .
في هذا البيان الإلهي تأكيد على أن آيات الله مستمرة وسوف يرى هذه الآيات والمعجزات كل من لديه شك من هذا القرآن ، وستبقى هذه المعجزات مرئية من قبل هؤلاء الملحدين حتى يتبين لهم أن القرآن حق .
رأينا الإعجاز في ثلاثة أحرف ومن قبله شاهدنا معجزات تتجلّى في آية وفي سورة . والآن هل يوجد إعجاز في كل سطر من أسطر القرآن ؟
سوف نرى في البحث الآتي إعجازاً مذهلاً في سورة تُعدّ من السور القصيرة جداً في كتاب الله تعالى ، وهي سورة الإخلاص ، هذه السورة التي لا تتجاوز السطر الواحد في كتاباتنا نحن البشر تعدل عند منَزّلها سبحانه ثُلُث القرآن ! وبما أن هذه السورة تتحدث عن الله فإن معجزاتها تتعلق بأسماء الله تعالى .
البحث السابع
أسماء الله الحسنى تتجلى
في سورة الإخلاص
بعدما رأينا الإعجازات العجيبة تتجلى في كلمات وحروف أول آية وأول سورة وأول حروف مميزة ، ورأينا عجائب رقمية تتجلى في أجمل كلمة وهي ?الله? ! سوف نعيش الآن مع رحلة في رحاب أسماء الله الحسنى عندما تتجلى في سورة تعدل ثلث القرآن ! في سورة نلمس في كل كلمة من كلماتها وحدانية الله تعالى وصفاته وأنه إله واحد .
إنها من أقصر السور في القرآن ولكنها عظيمة بمعانيها ودلالاتها وإعجازها . ونطرح سؤالاً على كل من يظن أن القرآن قول بشر :
هل يستطيع البشر ولو اجتمعوا أن يأتوا بسورة لا تتجاوز السطر الواحد فيها من الحقائق الرياضية والرقمية مثل هذه السورة ؟
مقدمة(1/190)
الحمدُ للَّه الذي هدانا لهذا العلم الذي نسأله سبحانه أن يجعله علماً نافعاً لا يُبتغى به إلا رضوانه ، ونعوذ به من علمٍ لا ينفع ، ونصلِّي ونسَلِّم على هذا النبي الأمي وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً . كان جالساً مع أصحابه ذات يومٍ فسألهم : أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فتعجبوا من ذلك السؤال الصعب ، فكيف يمكن قراءة ثلث القرآن في ليلة واحدة ؟ ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين ، أخبرهم بسورة تساوي ثلث القرآن فقال لهم : (قُلَ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآن) [رواه البخاري] .
فما هي أسرار تلك السورة العظيمة ، وهل يمكن للغة الأرقام أن تكشف لنا معجزة جديدة تثبت عَظَمة هذه السورة ؟ لنبدأ هذه الرحلة الممتعة في سورة الإخلاص لنرَ سلسلة من التوافقات العجيبة مع الرقم سبعة عسى أن نزداد إيماناً بخالق السموات السبع عَزَّ وجَلَّ .
وفي هذا البحث يعيش القارئ مع إثباتات وبراهين تؤكد معجزة القرآن العظيم ، وأن البشر لو اجتمعوا عاجزون تماماً عن الإتيان ولو بسورة مثل القرآن ، وما أجمل لغة الأرقام عندما تنطق بالحق !
إن الحقائق الرقمية الواردة في هذا البحث جميعها حقائق يقينية وثابتة لا ينكرها جاهل فضلاً عن عالم ، هذه الحقائق لم تأتِ عن طريق المصادفة ، فالمصادفة لا تتكرر دائماً بل يجب أن نستيقن بأنه في كتاب الله تعالى لا وجود للمصادفة بل كل شيء فيه بتقدير من العزيز الحكيم القائل عن كتابه : ?كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ? [هود : 11/1] .
كلنا يعلم دلالات الرقم سبعة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام . وسوف نرى من خلال فقرات هذا البحث أن الله تعالى بقدرته وعلمه نظَّم وأحكم كلمات وحروف هذه السورة العظيمة بنظام مُحكَم يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته .
حروف اسم ?الله? في آيات السورة(1/191)
كما رتَّب البارئ عَزَّ وجَلَّ كل شيء في هذا القرآن بإحكام ، نجد ترتيباً مذهلاً لاسمه الأعظم ?الله? في سورة الإخلاص . وكما نعلم سورة الإخلاص آياتها أربعة ، كل آية تحوي عدداً محدداً من أحرف لفظ الجلالة ?الله? ، أي الألف واللام والهاء :
?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? : عدد أحرف الألف واللام والهاء 7
?اللَّهُ الصَّمَدُ? : عدد أحرف الألف واللام والهاء 6
?لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ? : عدد أحرف الألف واللام والهاء 4
?وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ? : عدد أحرف الألف واللام والهاء 5
حروف اسم ?الله? في كل آية
نرتب الأرقام الخاصة بتكرار حروف لفظ الجلالة :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
7 6 4 5
إذن نحن أمام عدد محدد من أحرف لفظ الجلالة في كل آية كما يلي : 7ـ6ـ4ـ5 عند صفّ هذه الأرقام نجد عدداً جديداً هو 5467 وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة :
5467 = 7 × 781
عدد كلمات كل آية
ليس هذا فحسب ، بل إن كل آية من هذه الآيات الأربع تحوي عدداً محدداً من الكلمات كما يلي : الآية الأولى 4 كلمات ، الآية الثانية عدد كلماتها 2 ، الآية الثالثة عدد كلماتها 5 ، الآية الرابعة عدد كلماتها 6 .
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
4 2 5 6
إذن عدد كلمات كل آية هو : 4ـ2ـ5ـ6 بصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو 6524 من مضاعفات السبعة :
6524 = 7 × 932
الكلمات التي تحوي حروف اسم ?الله?
إن هذه الكلمات منها ما يحوي حرف ألف أو لام أو هاء ، ومنها ما لا يحوي هذه الأحرف الخاصة بلفظ الجلالة . ولو أحصينا الكلمات التي فيها الألف واللام والهاءنجد عددها 14 كلمة أي 7 ×2 ، تتوزع هذه الكلمات على الآيات كما يلي :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
4 2 4 4
إن العدد 4424 من مضاعفات الرقم سبعة :
4424 = 7 × 632
وكنتيجة نجد أن الكلمات التي لا تحوي شيئاً من أحرف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء ، جاءت منظمة على الرقم سبعة أيضاً :(1/192)
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
0 0 1 2
لدينا هنا العدد 2100 من مضاعفات الرقم سبعة :
2100 = 7 × 300
حرف الدال في كل آية
في سورة الإخلاص نلاحظ أن جميع الآيات انتهت بحرف الدال فهل من نظام لتوزع هذا الحرف ؟ بالطريقة السابقة ذاتها نكتب رقم الآية وما تحويه من حرف الدال :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
1 1 2 1
العدد الذي يمثل توزع حرف الدال في آيات السورة هو 1211 من مضاعفات الرقم 7 :
1211 = 7 × 173
آية تشهد على وحدانية الله
لنتأمل الآية الثالثة من سورة الإخلاص : ?لم يلد ولم يولد? ، بدأت هذه الآية بحرف اللام وخُتمَت بحرف الدال ، لنرَ توزع هذين الحرفين عبر كلمات الآية :
توزع أول حرف في الآية
نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حرف اللام ، والكلمة التي لا تحوي هذا الحرف تأخذ الرقم صفر :
لم يلد و لم يولد
1 1 0 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع حرف اللام هو 11011 من مضاعفات الرقم سبعة :
11011 = 7 × 1573
إذن يتوزع حرف اللام أول حرف في الآية بنظام يعتمد على الرقم سبعة ، وناتج القسمة هو عدد صحيح 1573 .
توزع آخر حرف في الآية
نطبق النظام ذاته على حرف الدال ، لنكتب الآية وتحت كل كلمة ما فيها من حرف الدال :
لم يلد و لم يولد
0 1 0 0 1
والعدد 10010 في هذه الحالة من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
10010 = 7 × 1430
إذن يتوزع حرف الدال آخر حرف في الآية بنظام يعتمد على الرقم سبعة وناتج القسمة هو عدد صحيح 1430 .
المذهل أن مجموع الناتجين : 1573 + 1430 هو عدد من مضاعفات السبعة ويساوي 3003 :
3003 = 7 × 429
أحرف ?الم? في الآية
في هذه الآية نظام للأحرف المميزة الألف واللام والميم ، نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من ?الم? :
لم يلد و لم يولد
2 1 0 2 1
العدد الذي يمثل توزع ?الم? عبر كلمات الآية هو 12012 من مضاعفات الرقم سبعة :
12012 = 7 × 1716(1/193)
حتى عندما نُخرج من كل كلمة ما تحويه من الأحرف المميزة الأربعة عشر نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة ، هذه الآية تحوي ثلاثة حروف مميزة هي اللام والميم والياء :
لم يلد و لم يولد
2 2 0 2 2
والعدد 22022 هو عدد متناظر من مضاعفات الرقم سبعة :
22022 = 7 × 3146
الأحد يتجلَّى . . .
في هذه الآية العظيمة تتجلى معظم أسماء الله الحسنى بنظام يقوم على الرقم سبعة . ومن أسماء الله الحسنى وصفاته ?الأحد? الذي لا شريك له . لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة ?الأحد? ـ ا ل ح د :
لم يلد و لم يولد
1 2 0 1 2
العدد 21021 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين للتأكيد على أن هذا النظام صادر من الواحد الأحد :
21021 = 7 × 7 × 429
حتى عندما نعبِّر بلغة الأرقام عن كلمة ?أحد? نجد النظام يبقى مستمراً ، لنخرج من كل كلمة ماتحويه من الحروف أ ح د :
لم يلد و لم يولد
0 1 0 0 1
إن العدد الذي يمثل توزع هذه الحروف من مضاعفات السبعة :
10010 = 7 × 1430
إذن عندما عبَّرنا عن كلمة ?الأحد? في هذه الآية بالأرقام وجدنا عدداً من مضاعفات الرقم سبعة مرتين وناتج القسمة كان عدداً صحيحاً هو 429 ، والكلام ذاته انطبق على كلمة ?أحد? وكان ناتج القسمة 1430 ، والعجيب أن صفّ ناتجي القسمة هذين 429 و 1430 يعطي عدداً جديداً من سبع مراتب وهو 1430429 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :
1430429 = 7 × 204347
بعد هذه النتائج قد يقول قائل : إن هذه النتائج جاءت بالمصادفة ! إن هذه التناسبات العجيبة مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تعالى قد أحكم أحرف كتابه ونظمها ورتبها بشكل يستحيل الإتيان بمثله .
أسماء الله الحسنى
إن معظم أسماء الله الحسنى تتجلى في هذه الآية الكريمة ، فالله تعالى هو الرحمن وهو الرحيم وهو الواحد الأحد وهو المبدئ المعيد الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ، فكيف يكون له ولد ؟ لنكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة ?المبدئ? :(1/194)
لم يلد و لم يولد
2 3 0 2 3
إن العدد 32032 من مضاعفات الرقم سبعة :
32032 = 7 × 4576
الكلام نفسه ينطبق على كثير من أسماء الله الحسنى ، مثلاً : الصمد ، الملك ، العزيز ، الحكيم ، المحصي ، العليم ، . . . . . . ونأخذ كمثال على ذلك كلمة ?القدير? لنجد أن العدد الذي يمثل هذه الكلمة في الآية من مضاعفات الرقم سبعة :
لم يلد و لم يولد
1 3 0 1 3
إن العدد 31031 يقبل القسمة على سبعة أيضاً :
31031 = 7 × 4433
والمذهل حقاً في هذه الآية أننا عندما نخرج من كل كلمة من كلماتها ما تحويه من أحرف كثير من أسماء الله الحسنى نجد عدداً ينقسم على سبعة سواءً أخذنا الاسم معرَّفاً أو غير معرف ، مثلاً : الصَّمد أو صَمَد ، تبقى القاعدة ثابتة .
عجائب هذه الآية
سوف نكتشف عجائب رقمية في هذه الآية ويبقى الرقم سبعة هو أساس هذه العجائب التي لا تنتهي . فلو أخذنا جميع الأرقام المتعلقة بحروفها والتي انقسمت على سبعة ، وعكسنا اتجاه قراءة هذه الأرقام تبقى قابلة للقسمة على سبعة ! وهذه الأرقام هي :
حروف ?الله? : توزع هذه الحروف على كلمات الآية يعطي عدداً يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
11011 = 7 × 1573
حروف ?الرحمن? : توزع هذه الحروف على كلمات الآية يعطي عدداً يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
12012 = 7 × 1716
21021 = 7 × 3003
حروف ?الرحيم? : توزع هذه الحروف على كلمات الآية يعطي عدداً يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
22022 = 7 × 3146
حروف ?القدير? : توزع هذه الحروف على كلمات الآية يعطي عدداً يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
31031 = 7 × 4433
13013 = 7 × 1859
حروف ?أحد? : توزع هذه الحروف على كلمات الآية يعطي عدداً يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
20020 = 7 × 2860
حروف ?المبدئ? : توزع هذه الحروف على كلمات الآية يعطي عدداً يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
32032 = 7 × 4576
23023 = 7 × 3289(1/195)
وهكذا تبقى الأعداد منضبطة على الرقم سبعة باتجاهين متعاكسين وبشكل يتوافق مع معنى الآية بما يثبت أن الله واحد أحد ?لم يلد ولم يولد? .
موقع مميَّز للآية
رقم هذه الآية في السورة 3 وعدد كلمات هذه الآية هو 5 وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هو 5 :
رقم الآية عدد كلماتها أحرفها الأبجدية
3 5 5
عند صف هذه الأرقام نجد عدداً من مضاعفات السبعة :
1253 = 7 × 179
وتحتل هذه الآية موقعاً في كتاب الله عزّ وجلّ يتناسب مع الرقم سبعة ، فرقم السورة التي تقع فيها هذه الآية هو 112 رقم الآية 3 عدد كلماتها 5 عدد حروفها 12 :
السورة الآية كلماتها حروفها
112 3 5 12
بصفّ هذه الأرقام نجد عدداً من سبع مراتب هو 1253112 من مضاعفات الرقم سبعة ، لنرَ ذلك :
1253112 = 7 × 179016
إن هذه القاعدة تبقى ثابتة من أجل الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه الآية وهي خمسة أحرف ?ل م ي د و? ، فيصبح لدينا العدد الذي يمثل موقع الآية داخل السورة هو :
رقم الآية عدد كلماتها أحرفها الأبجدية
3 5 5
العدد 553 من مضاعفات الرقم سبعة :
553 = 7 × 79
الكلام ذاته ينطبق على الأرقام التي تمثل موقع الآية داخل القرآن :
رقم السورة رقم الآية عدد كلماتها حروفها الأبجدية
112 3 5 5
وهنا نجد العدد 553112 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين :
553112 = 7 × 7 × 11288
ارتباط مذهل مع أمّ القرآن
ترتبط سورة الفاتحة مع سورة الإخلاص برباط يقوم على الرقم سبعة . وكا نعلم فإن سورة الفاتحة هي أمُّ القرآن لذلك جاءت هذه العلاقات الرياضية المُحكمة بين سورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في القرآن وبين سورة الإخلاص التي تعدل ثُلُث القرآن ، وكلتا السورتين تتحدثان عن الله تعالى .
ارتباط رقم السورة وعدد الآيات
فرقم سورة الفاتحة 1 وعدد آياتها 7 ، رقم سورة الإخلاص 112 وعدد آياتها 4 نكتب الأرقام :
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
رقمها آياتها رقمها آياتها
1 7 112 4(1/196)
عندما نصفّ هذه الأعداد 1ـ7ـ112ـ4 نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة :
411271 = 7 × 58753
ارتباط رقم السورة وعدد الحروف الأبجدية
كما ترتبط سورة الفاتحة مع سورة الإخلاص برباط أكثر تعقيداً ، فرقم سورة الفاتحة 1 ، عدد الأحرف الأبجدية فيها 21 حرفاً ، رقم سورة الإخلاص 112 وعدد الأحرف الأبجدية فيها 13 حرفاً . نرتب هذه الأرقام :
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
رقمها حروفها الأبجدية رقمها حروفها الأبجدية
1 21 112 13
بصفّ هذه الأرقام 1 21 112 13 نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة :
13112211 = 7 × 1873173
ويُقصد بالأحرف الأبجدية في السورة كما نعلم الأحرف التي تركبت منها هذه السورة عدا المكرر .
ارتباط السُّور والآيات والكلمات والحروف
ترتبط سورة الإخلاص مع سورة الفاتحة برباط عجيب يقوم على العدد سبعة . فلكل سورة أرقام تميزها : رقم السورة ـ عدد آياتها ـ عدد كلماتها ـ عدد حروفها ، لنضع هذه الأرقام لكلتا السورتين :
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
رقمها آياتها كلماتها حروفها رقمها آياتها كلماتها حروفها
1 7 31 139 112 4 17 47
إن العدد الذي يمثل هذه الأرقام مصفوفة من مضاعفات الرقم سبعة :
471741121393171 = 7 × 67391588770453
ارتباط السُّور والآيات والكلمات والحروف الأبجدية
لدينا رباط آخر يقوم على رقم السورة وعدد آياتها وعدد كلماتها وعدد الأحرف الأبجدية التي تركبت منها . ففي سورة الفاتحة 21 حرفاً ما عدا المكرر ، في سورة الإخلاص 13 حرفاً ، نرتب الأرقام :
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
رقمها آياتها كلماتها حروفها الأبجدية رقمها آياتها كلماتها حروفها الأبجدية
1 7 31 21 112 4 17 13
إن العدد الذي يمثل هذه القيم هو عدد من 14 مرتبة 7×2 ، وينقسم على 7 تماماً :
13174112213171 = 7 × 1882016030453
والأعجب من ذلك أن النظام ذاته ينطبق على كل سورة بمفردها :
1 ـ العدد الخاص بسورة الفاتحة هو :
سورة الفاتحة(1/197)
رقمها آياتها كلماتها حروفها الأبجدية
1 7 31 21
العدد 1 7 31 21 من مضاعفات الرقم سبعة وقد رأينا هذا العدد من قبل :
213171 = 7 × 30453
2 ـ العدد الخاص بسورة الإخلاص هو :
سورة الإخلاص
رقمها آياتها كلماتها حروفها الأبجدية
112 4 17 13
13174112 أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة :
13174112 = 7 × 1882016
مصفوف الكلمات والحروف
لكل آية من آيات السورة عدد محدد من الكلمات ، وعدد محدد من الأحرف . وقد رتب الله تعالى لكل آية كلماتها وحروفها بنظام يقوم على العدد سبعة .
لنكتب عدد كلمات وعدد حروف كل آية من آيات سورة الإخلاص :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
كلماتها حروفها كلماتها حروفها كلماتها حروفها كلماتها حروفها
4 11 2 9 5 12 6 15
العدد الذي يمثل كلمات وأحرف كل الآيات من مضاعفات الرقم سبعة :
15612592114 = 7 × 2230370302
إذن لكل آية عدد من الكلمات وعدد من الأحرف ، وعندما نصف لكل آية عدد كلماتها مع عدد حروفها ينتج عدد من 11 مرتبة يقبل القسمة على 7 .
مجموع الحروف والكلمات
وحتى لو قمنا بجمع هذه الأرقام لبقي العدد من مضاعفات السبعة !
فالآية الأولى مجموع كلماتها وحروفها 4+11= 15 ، الآية الثانية مجموع كلماتها وحروفها 2+9=11 ، الآية الثالثة مجموع كلماتها وحروفها 5+12=17 ، والآية الرابعة مجموع كلماتها وحروفها 6+15 = 21 ، نرتب هذه الأرقام :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
15 11 17 21
إن العدد الناتج من صفّ هذه الأرقام هو : 21171115 من مضاعفات الرقم 7 :
21171115 = 7 × 3024445
والآن نذهب إلى حروف كلمة ?الله? الألف واللام والهاء في هذه السورة التي تعبّر عن وحدانية الله تعالى ، هل يبقى النظام قائماً ليشمل هذه الحروف ؟
كلمات وأحرف لفظ الجلالة(1/198)
حتى أحرف لفظ الجلالة في كل آية والتي تناسبت مع الرقم سبعة كما رأينا سابقاً نجد نظاماً يربط بين كلمات كل آية وما تحويه من هذه الأحرف ، لنكتب عدد كلمات كل آية وما تحويه هذه الآية من الألف واللام والهاء :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
كلماتها ا ل هـ كلماتها ا ل هـ كلماتها ا ل هـ كلماتها ا ل هـ
4 7 2 6 5 4 6 5
إن العدد الذي يمثل توزع كلمات وأحرف لفظ الجلالة عبر آيات السورة هو : 56456274 من مضاعفات الرقم سبعة :
74 62 45 56 = 7 × 8065182
وتأمل معي هذه المعادلات الإلهية كيف جاءت متناسبة جميعها مع الرقم سبعة .
1_ عدد كلمات كل آية هو : 4 2 5 6 وهنا نجد العدد من مضاعفات السبعة :
2ـ عدد حروف ?الله? في كل آية هو : 7 6 4 5 وهنا نجد العدد من مضاعفات السبعة .
3ـ عدد كلمات وحروف ?الله? في كل آية : 74 62 45 56 هذا العدد من مضاعفات السبعة .
وهنا نتساءل كيف انضبطت هذه الأرقام بهذا الشكل . فعدد كلمات كل آية جاء بنظام من مضاعفات الرقم 7 ، وعدد حروف ?الله? في كل آية جاء بنظام من مضاعفات الرقم 7 أيضاً ، وعندما دمجنا هذه الأرقام بقي العدد النهائي من مضاعفات الرقم 7 : هل هذا العمل في متناول البشر ؟
تجدر الإشارة إلى أن هذا النظام لكلمات وحروف لفظ الجلالة في آيات السورة ، يبقى قائماً مع البسملة ! فعدد كلمات ?بسم الله الرحمن الرحيم? هو 4 وعدد حروف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء فيها هو 8 وهذا العدد 84 من مضاعفات السبعة 84 = 7 × 12 ، وعند إضافته للعدد الإجمالي للسورة يبقى العدد الجديد من مضاعفات السبعة . وهذا يدل على تعدد أساليب الإعجاز الرقمي لهذا الكتاب العظيم .
كل شيء مترابط في هذه السورة(1/199)
رأينا كيف ارتبطت كلمات كل آية بالرقم سبعة ، كما رأينا كيف ارتبطت كلمات وحروف كل آية بالرقم سبعة أيضاً . الآن سوف ندخل رقم الآية وسنجد أن النظام يبقى ثابتاً ! وهذا دليل على أن القرآن كتاب مُحكَم كيفما نظرنا إليه .
نكتب لكل آية ثلاثة أرقام : رقم الآية ، عدد كلماتها ، عدد حروفها :
?قل هو الله أحد?
رقم الآية عددكلماتها عدد حروفها
1 4 11
?الله الصمد?
رقم الآية عددكلماتها عدد حروفها
2 2 9
?لم يلد ولم يولد?
رقم الآية عددكلماتها عدد حروفها
3 5 12
?ولم يكن له كفُواً أحد?
رقم الآية عددكلماتها عدد حروفها
4 6 15
إن العدد الناتج من صفّ هذه الأرقام بهذا الترتيب من مضاعفات الرقم سبعة ، لنتأكد من ذلك رقمياً :
1141 922 1253 1564 = 7 × 22344648460163
وهكذا مهما استمرت العلاقات الرقمية فإن الأعداد تبقى منضبطة مع الرقم سبعة . ولكي نستوعب مدى تعقيد هذا النظام نلخص المعادلات الرقمية الثلاثة :
1ـ كلمات كل آية : 4 2 5 6 هذا العدد من مضاعفات السبعة .
2ـ كلمات وحروف كل آية : 4 11 ـ 2 9 ـ 5 12 ـ 6 15 هذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً .
3ـ رقم وكلمات وحروف كل آية : هو عدد من مضاعفات السبعة كما رأينا .
إذن عندما عبَّرنا عن السورة بعدد كلمات كل آية جاء العدد من مضاعفات الرقم 7 ، وعندما قمنا بضمّ حروف كل آية لكلماتها جاء العدد من مضاعفات الرقم 7 . وعندما أضفنا رقم الآية لكلماتها وحروفها بقي العدد الناتج من مضاعفات الرقم 7 . فانظر إلى دقة وعَظَمة هذا النظام المُحكَم !
نظام متعاكس
إن النظام الرقمي الذي نكتشفه اليوم في هذه السورة العظيمة ليس مجرد أرقام ، بل لهذه الأرقام لغتها وتعبيرها ، وهذا ما سنجد له صدى من خلال دراسة أحرف السورة وكيف توزعت على الآيات . وفي سورة الإخلاص لدينا أربع آيات يمكن تقسيمها إلى قسمين :
القسم الأول
?قل هو الله أحد - الله الصمد?
إثبات لوحدانية الله
القسم الثاني(1/200)
?لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفواً أحد?
نفي الولد والشريك عن الله
إذن نحن أمام آيتي إثبات وآيتي نفي ، لنكتب عدد حروف كل آية لنرَ النظام المتعاكس رقمياً والذي يتوافق مع معنى السورة من خلال القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
11 ( 9 12 ( 15
العدد الذي يمثل حروف آيتي الإثبات هو 911 هذا العدد يقبل القسمة على سبعة باتجاه اليسار ، لذلك عندما نعكس اتجاهه يصبح 119 من مضاعفات الرقم سبعة :
119 = = 7 × 17
أما العدد الذي يمثل حروف آيتي النفي فهو 1512 وهذا العدد يقبل القسمة على سبعة باتجاه اليمين :
1512 = 7 × 216
الآيتان الأولى والثانية تحدثتا عن وحدانية الله تبارك وتعالى وقدرته : ?قل هو الله أحد - الله الصمد? وهذه صيغة إثبات الوحدانية لله عَزَّ وجَلَّ ، أما الآيتان الثالثة والرابعة فجاء المعنى اللغوي متعاكساً بصيغة النفي ، نفي الولد أو الكُفُؤ : ?لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفواً أحد? . وكما أنه في اللغة صيغ متعاكسة : ( إثبات و نفي ( .كذلك جاءت الحروف لتقبل القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين بما يتوافق مع الاتجاه اللغوي للآية .
أما ما يتعلق بترتيب هذه الأرقام فالأساس الذي ننطلق منه كما أسلفنا من قبل هو رقم السورة ثم يأتي رقم الآية بالمرتبة الثانية لأن السورة تحوي عدداً من الآيات . ثم عدد الكلمات لأن الآية تحوي عدداً من الكلمات ثم عدد الحروف لأن كل كلمة تحوي عدداً من الحروف .(1/201)
وقد يكون في القرآن ترتيب آخر يعطي النتائج ذاتها وهذا بحاجة إلى دراسة موسَّعة قد نتمكن من إنجازها مستقبلاً ، لرؤية أسرار الترتيب هذا . وعلى كل حال فأنا على يقين بأننا مهما اتبعنا من طرق ومهما تنوعت أساليب الترتيب والإحصاء والعدّ ، وكيفما توجهنا بآيات القرآن نجدها مُحكَمة ولا نجد أي اختلاف وهذا تصديق لقول الحق تبارك وتعالى : ?وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً? [النساء : 4/82] .
أسماء الله في سورة الإخلاص
سوف نعيش مع أسماء الله الحسنى لنرى كيف تتجلَّى هذه الأسماء الكريمة في سورة الإخلاص التي هي سورة التوحيد والسورة التي نجد فيها صفات الله تعالى .
إن وجود نظام رقمي مذهل لأسماء الله في سورة تتحدث عن الله لهو دليل مادي ورقمي قوي جداً على أن الله تعالى قد أحكم أحرف أسمائه الحسنى في آيات كتابه ليدلنا على قدرة الله على كل شيء ، وأن الله هو الواحد الأحد لم يتخذ ولداً ولا يساويه شيء فهو خالق كل شيء ، سبحانه وتعالى عما يشركون .
وتعتمد فكرة هذا النظام على إبدال كل كلمة برقم ، هذا الرقم يمثل ما تحويه كل كلمة من حروف أحد أسماء الله الحسنى مثل الملك أو القدوس .
توزع حروف اسم ?الملك?
وعلى سبيل المثال فإن توزع حروف كلمة ?الملك? في هذه السورة يتم على الشكل الآتي ، ففي قوله تعالى : ?قل هو الله أحد? :
1ـ كلمة ?قُلْ? فيها من حروف اسم ?الملك? اللام فقط وبالتالي تأخذ الرقم 1 .
2ـ كلمة ?هو? ليس فيها أي حرف من حروف اسم ?الملك? لذلك تأخذ الرقم صفر .
3ـ كلمة ?الله? تحتوي على الألف واللام واللام والهاء غير موجودة في الملك ، لذلك تأخذ الرقم 3 .
4ـ كلمة ?أحد? الحرف المشترك بين هذه الكلمة وكلمة ?الملك? هو الألف فقط لذلك تأخذ الرقم 1 .(1/202)
وهكذا إلى نهاية السورة . والعجيب أن الأعداد التي تعبر عن حروف أسماء الله الحسنى في هذه السورة تأتي بنظام مُحكَم ، محور هذا النظام هو الرقم سبعة .
?الملك? هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى ، يقول تعالى : ?هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ? [الحشر : 59/23] . ومن عظمة هذا القرآن أن كل حرفٍ فيه قد وضعه الله بمقدار وبنظام مُحكَم . والذي أنزل سورة الإخلاص هو الملِك تبارك وتعالى ، لذلك رتب أحرف اسمه ?الملك? داخل هذه السورة بنظام رقمي يتناسب مع الرقم سبعة ، لندرك ونعلم : ?أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً? [الطلاق : 65/12] .
لنكتب كلمات سورة الإخلاص ونخرج من كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة ?الملك? أي الألف واللام والميم والكاف :
قل هو الله أحد الله الصمد
1 0 3 1 3 3
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 1 0 2 1 0 2 1 1 2 1
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف كلمة ?الملك? عبر كلمات هذه السورة هو : 12112012012331301 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة :
12112012012331301 = 7 × 1730287430333043
ومع أن هذه النتيجة مذهلة فقد يأتي من يقول إنها مصادفة ! لذلك وضع الله تعالى نظاماً آخر ليؤكد هذه النتيجة ، فعندما نُخرج ما تحويه كل آية من أحرف كلمة ?الملك? نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
5 6 6 7
وهنا نجد العدد 7665 من مضاعفات السبعة :
7665 = 7 × 1095
إذن تتوزع أحرف كلمة ?الملك? في كلمات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة ، وبالوقت نفسه تتوزع هذه الأحرف في آيات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة ، أليس هذا عجيباً ؟
توزع حروف اسم ?القدُّوس?(1/203)
ويبقى النظام مستمراً ، فعندما نعبر عن كل كلمة من كلمات السورة برقم يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف ?القدوس? ، أي الألف واللام والقاف والدال والواو والسين ، يتشكل لدينا عدد من مضاعفات الرقم سبعة ، لنرَ ذلك :
قل هو الله أحد الله الصمد
2 1 3 2 3 3
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 1 1 3 1 1 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف ?القدوس? عبر كلمات السورة هو : 22101131121332312 من مضاعفات الرقم سبعة !
22101131121332312 = 7 × 3157304445904616
لم يتوقف الإعجاز بعد ، فهنالك نظام آخر لتكرار هذه الحروف في كل آية من آيات سورة الإخلاص ، لنكتب ما تحويه كل آية من أحرف ?القدوس? كما فعلنا في الفقرة السابقة :
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
8 6 8 7
إن العدد الذي يمثل توزع حروف ?القدوس? عبر آيات السورة هو 7868 من مضاعفات السبعة :
7868 = 7 × 1124
وسبحان الله العظيم ! النظام نفسه تماماً يتكرر مع اسمين من أسماء الله الحسنى ، فهل جاءت هذه الحقائق بالمصادفة ؟ وهنا نتساءل :
هل يمكن لبشرٍ مهما بلغ من القدرة أن يأتينا بنصّ أدبي يعبِّر فيه عن نفسه تعبيراً دقيقاً ، ويرتب حروف اسمه هو في هذا النص مع حروف ألقابه أو أسمائه بحيث تأتي جميعها من مضاعفات الرقم سبعة ؟ إنها عملية مستحيلة ، بل إن مجرد التفكير في صنع نظام مشابه لهذه السورة هو أمر غير معقول .
فهذه السورة عبَّر الله تعالى فيها عن نفسه وصفاته ووحدانيته سبحانه وتعالى ، وهي لا تتجاوز السطر الواحد ، في هذا السطر كل شيء يسير بنظام رقمي دقيق : الكلمات والحروف وحروف لفظ الجلالة ?الله? وحروف أسماء الله الحسنى ، كل هذا في سطر واحد ! فكيف إذا درسنا القرآن كله المؤلف من أكثر من ثمانية آلاف سطر ؟
إن هذه الحقائق الدامغة تدل دلالة يقينية أن البشر عاجزون عن الإتيان بسورة مثل القرآن ، وهذه سورة الإخلاص خير دليل يشهد بصدق كلام الله تعالى .(1/204)
وقد نجد من وقت لآخر من يدّعي أن باستطاعته الإتيان بسورة مثل القرآن الكريم ، أو حتى بمثل القرآن ؟ وقد رأينا بالفعل في الآونة الأخيرة ما سُمّي بالفرقان الحق ، وهو محاولة لتقليد القرآن !
وإنني على يقين أننا إذا قمنا بدراسة هذا (الفرقان البشري) من الناحية الرقمية فلن نجد فيه أي أثر لأدنى نظام أو إحكام ، بل سنجد التناقضات والاختلافات الرقمية ولن نجد فيه نصاً واحداً أو جملة واحدة تنضبط رقمياً مع أي رقم كان .
أما في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ مهما بحثنا ومهما تدبَّرنا فلن نجد خللاً واحداً سواء في لغة القرآن أو في بلاغته وبيانه أو في أعداد كلماته وحروفه . وصدق الله سبحانه وتعالى عندما يقول عن كتابه : ?لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ? [فصلت : 41/42] .
نظام مذهل لإسمين من أسماء الله
والآن سوف نتدبر نظاماً متعاكساً لتوزع حروف اسمين من أسماء الله الحسنى : ?الخالق البارئ? ، وهنا يتجلى التعقيد الرقمي لهذه الأنظمة التي تتمثل في اتجاهات متعاكسة لقراءة الأرقام . فالعدد الذي يمثل توزع حروف كلمة ?الخالق? في هذه السورة من مضاعفات الرقم 7 ، أما العدد الذي يمثل توزع حروف كلمة ?البارئ? في السورة فهو من مضاعفات الرقم 7 ولكن باتجاه معاكس ،أي مقلوب هذا العدد .
توزع حروف اسم ?الخالق? عَزَّ وجَلَّ عبر كلمات السورة
بالطريقة ذاتها نخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف ?الخالق? ، أي الحروف الأبجدية ا ل خ ق :
قل هو الله أحد الله الصمد
2 0 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?الخالق? على كلمات السورة من مضاعفات الرقم 7 ، فهو يساوي :
= 7 × 15858715890186
توزع حروف اسم ?البارئ? تعالى في كلمات السورة
نكرر العملية ذاتها مع حروف كلمة ?البارئ? سبحانه وتعالى ، أي الحروف الأبجدية ا ل ب ر ي :(1/205)
قل هو الله أحد الله الصمد
1 0 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 0 1 2 0 1 1 1 1 1
نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار بالاتجاه المعاكس لقراءة الأرقام فتصبح قيمته : 10313212012011111 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 ! فهو يساوي :
= 7 × 1473316001715873
إن تنوع وتعدد أساليب الإعجاز الرقمي هو زيادة في تعقيد المعجزة الرقمية لهذا القرآن ، وزيادة في استحالة تقليد هذه المعجزة من قبل البشر مهما حاولوا . لذلك يمكن القول بأن عدد الأنظمة الرقمية في هذا الكتاب العظيم لا نهاية له !
لقد توزعت حروف اسم ?الخالق? بنظام سباعي ، وتوزعت حروف اسم ?البارئ? بنظام سباعي معاكس ، ومثل هذا النظام لا يمكن أن يكون من صنع بشر ، بل هو من عند ربّ البشر تبارك وتعالى .
وانظر معي إلى عظمة كلام الله : ?قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً? [الكهف :18/109] . ولو تأملنا الكثير من أسماء الله الحسنى لوجدنا النظام يبقى قائماً ، فمثلاً كلمة ?البصير? تتوزع حروفها بنظام يقوم على الرقم 7 ، وكذلك كلمة ?العدل? . . . وغيرها .
وقد يتساءل القارئ الكريم عن سرّ تعاكس الاتجاهات في عمليات القسمة على سبعة . والجواب عن ذلك ، والله تعالى أعلم هو أن القرآن كتاب مُحكَم وهو كتاب مثاني كما وصفه الله تعالى . وكما أن معاني ودلالات أسماء الله الحسنى تتعدد ، كذلك تتعدد اتجاهات القسمة على سبعة .
وتأمل معي هذا الشكل الذي يعبر عن امتداد صفات الله وأنه لا نهاية لكلماته كيفما توجهنا يميناً أو يساراً :
الاسم الخالق البارئ
اتجاه القسمة على سبعة ( ((1/206)
فالله تعالى هو الخالق الذي خلق الكون من العدم ، وهو البارئ الذي برأ وأحكم ونظَّم وأعطى هذا الكون خَلْقَه وشَكْلَه . وكما أنه لا نهاية لخلق الله تعالى ، كذلك لا نهاية لإتقان صنع الله تعالى . وأننا كيفما توجهنا وفي أي اتجاه فإن أسماء الله لا نهاية لها .
والآن نأتي إلى دراسة سورة الإخلاص مع البسملة ، فالبسملة ليست آية من هذه السورة ولكنها مكتوبة في القرآن ونحن نقرأ بها ونستفتح كل شؤوننا بها ، والسؤال : هل يبقى النظام العجيب قائماً مع البسملة ؟ وهل تبقى الأعداد من مضاعفات الرقم سبعة ؟
الإعجاز يستمر مع البسملة
عندما نقرأ سورة الإخلاص نبدأ بـ ?بسم الله الرحمن الرحيم? ، لذلك يجب دراسة البسملة أيضاً في هذه السورة ، مع أن البسملة ليست آية من سورة الإخلاص ولكنها مكتوبة في القرآن ، وسوف نرى كيف تتجلى حروف أسماء الله الحسنى في هذه السورة .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الله تعالى هو الذي اختار لهذه السورة كلمات محددة لتناسب جميع هذه التوافقات مع الرقم سبعة ، والله تعالى أعلم .
إننا نجد جميع سور القرآن تبدأ بـ ?بسم الله الرحمن الرحيم? ، عدا سورة التوبة التي جاءت بالبراءة من المشركين ، فلم يستحقوا الرحمة أبداً . لذلك فإن دراسة سورة الإخلاص يجب أن تشمل البسملة ، وندرك هذه الأهمية من خلال صفّ حروف كل آية لنجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة ، لنكتب عدد أحرف كل آية :
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
19 11 9 12 15
إن العدد الذي يمثل حروف الآيات هو 151291119 من مضاعفات الرقم سبعة :
151291119 = 7 × 21613017
ونلاحظ بأن أول عدد هو 19 حروف البسملة ، وآخر عدد هو 15 حروف آخر آية ، وبضمّ هذين العددين نجد العدد 1519 من مضاعفات الرقم سبعة لمرتين لتأكيد هذا النظام البديع :
1519 = 7 × 7 × 31(1/207)
ليس هذا فحسب ، بل إن حروف البسملة تتوزع في آيات هذه السورة بنظام يقوم على هذا الرقم . لنخرج الآن ما تحويه كل آية من حروف البسملة ، بكلمة أخرى : ما هي الحروف المشتركة لكل آية مع حروف البسملة ؟
لنكتب آيات سورة الإخلاص آية آية مع البسملة التي في أولها ونكتب تحت كل آية عدد حروف هذه الآية :
?بسم الله الرحمن الرحيم?
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 19 أحرف .
?قل هو الله أحد?
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 8 أحرف .
?الله الصمد?
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 7 أحرف .
?لم يلد ولم يولد?
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 8 أحرف .
?ولم يكن له كفُواً أحد?
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 9 أحرف .
لنرتب هذه الأرقام حسب تسلسلها :
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
19 8 7 8 9
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة على آيات السورة هو : 987819 من مضاعفات الرقم سبعة :
987819 = 7 × 141117
الحروف المميزة ?الم?
إن الحروف المميزة ?الم? الألف واللام والميم تتوزع عبر آيات هذه السورة بشكل مذهل يعتمد على الرقم سبعة :
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
10 5 6 6 5
إن العدد الذي يمثل توزع حروف ?الم? عبر آيات السورة مع البسملة هو 566510 من مضاعفات الرقم سبعة :
566510 = 7 × 80930
إذن رأينا تفسيراً منطقياً لحروف ?الم? وكيف تتجلَّى وتتوزَّع بنظام مُحكَم يقوم على الرقم سبعة في سورة الإخلاص . ولكن العجيب جداً جداً ، أن النظام ذاته يتكرر مع أول حرف وآخر حرف في ?الم? ! !
أول حرف من ?الم?
أول حرف في ?الم? هو الألف ، لنكتب ما تحويه كل آية من هذا الحرف فمثلاً ?بسم الله الرحمن الرحيم? فيها 3 أحرف ألف ، ?قل هو الله أحد? عدد حروف الألف فيها 2 ، وهكذا :
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
3 2 2 0 2(1/208)
إن العدد الذي يمثل توزع حرف الألف على آيات السورة هو 20223 من مضاعفات السبعة :
20223 = 7 × 2889
آخر حرف من ?الم?
النظام نفسه ينطبق على آخر حرف في ?الم? وهو حرف الميم ، فإذا كتبنا ما تحويه كل آية من هذا الحرف نجد :
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
3 0 1 2 1
العدد الذي يمثل توزع حرف الميم على آيات السورة هو 12103 من مضاعفات السبعة لمرتين :
12103 = 7 × 7 × 247
والعجيب أن مجموع ناتجي القسمة في كلتا الحالتين هو :
2889 + 247 = 3136
هذا العدد 3136 من مضاعفات السبعة لمرتين أيضاً :
3136 = 7 × 7 × 64
والآن نأتي إلى بعض أسماء الله الحسنى لنرى كيف تتجلى حروفها في هذه السورة العظيمة ، ودائماً يكون للرقم سبعة الإعجاز المستمر .
المحصي يتجلَّى
?المحصي? اسم من أسماء الله الحسنى ، فهو الذي أحصى كل شيء عدداً . وقد اقتضت حكمة المحصي سبحانه وتعالى اختيار كلمات محددة في سورة الإخلاص تتجلى فيها أسماؤه الحسنى ومنها ?المحصي? . لنكتب السورة مع البسملة ونخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف كلمة ?المحصي? أي الألف واللام والميم والحاء والصاد والياء ، لنرى ذلك :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
1 3 4 5 1 0 3 2 3 4
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 2 0 2 2 0 2 1 1 1 2
إن العدد الذي يمثل توزع حروف ?المحصي? في كلمات السورة من مضاعفات السبعة وهو 211120220224323015431 يساوي :
= 7 × 30160031460617573633
لا يقتصر هذا النظام العجيب على السورة كاملة بل يشمل أجزاءها ، ففي هذه السورة نحن أمام إثبات ونفي ، لنكتب آيات الإثبات مع ما تحويه كل كلمة من حروف ?المحصي? سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
1 3 4 5 1 0 3 2 3 4
إن العدد 4323015431 من مضاعفات السبعة :
4323015431 = 7 × 617573633(1/209)
ويبقى النظام قائماً من أجل آيتي النفي ، لنرى ذلك بكتابة الآيتين وما تحويه كل كلمة من حروف ?المحصي? :
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 2 0 2 2 0 2 1 1 1 2
والعدد 21112022022 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين بما يتفق والمعنى اللغوي ?لم يلد? ?لم يولد? :
21112022022 = 7 × 3016003146
22022021112 = 7 × 3146003016
وحتى لو أخذنا كل آية من هاتين الآيتين لوحدها نجد فيها نظاماً يقوم على الرقم سبعة ، لنكتب الآيتين ومع كل كلمة ما تحويه من حروف ?المحصي? :
لم يلد و لم يولد
2 2 0 2 2
العدد 22022 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
22022 = 7 × 3146
و لم يكن له كفواً أحد
0 2 1 1 1 2
العدد 211120 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
211120= 7 ×30160
إن هذه النتائج القطعية الثبوت تؤكد أن الله تعالى هو الذي أحكم هذه الآيات بهذا الشكل المذهل ، وهذا يدل على أن البشر يستحيل عليهم أن يؤلفوا كلمات بليغة ومحكمة لغوياً وفي الوقت نفسه تنضبط حسابياً مع الرقم سبعة ، إن هذا العمل لا يقدر عليه إلا رب السماوات السبع سبحانه وتعالى .
لذلك عندما ادعى المشككون بمصداقية هذا القرآن أن باستطاعتهم الإتيان بمثله ردَّ الله تعالى عليهم قولهم فقال : ?فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ? [الطور : 52/34] . ونحن اليوم نعيش في القرن الواحد والعشرين وقد مضى على نزول هذا التحدي الإلهي أربعة عشر قرناً ، فهل استطاع أحد أن يأتي بمثل القرآن ؟
نذهب الآن إلى اسم آخر من أسماء الله الحسنى وهو ?المبدئ? ، فالله تعالى هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ، يقول عز وجل : ?وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [الروم : 30/27] .
المبدئ(1/210)
لندرس توزع حروف اسم من أسماء الله الحسنى ?المبدئ? ، نخرج من كل كلمة حروف الألف واللام والميم والباء والدال والياء :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
2 3 3 4 1 0 3 2 3 4
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 3 0 2 3 0 2 1 1 1 2
العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?المبدئ? سبحانه وتعالى في السورة 211120320324323014332 وهو يساوي :
= 7 × 30160045760617573476
وهنا من جديد نجد نظاماً مستقلاً لجزأي السورة أي الإثبات والنفي ، كما في الفقرة السابقة :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
2 3 3 4 1 0 3 2 3 4
العدد الذي يمثل توزع حروف ?المبدئ? في هذه الآيات هو : 4323014332 من مضاعفات السبعة .
ويبقى النظام مستمراً ليشمل آيتي النفي :
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 3 0 2 3 0 2 1 1 1 2
وهنا العدد : 21112032032 يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين ! وهذا دليل وتأكيد من الله عز وجل بلغة الرقم على أنه واحد أحد لم يلد ولم يولد !
وفي كل آية أيضاً من هاتين الآيتين يتكرر النظام ذاته :
لم يلد و لم يولد
2 3 0 2 3
العدد 32032 يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
32032 = 7 × 4576
23023 = 7 × 3289
و لم يكن له كفواً أحد
0 2 1 1 1 2
العدد 211120 من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين :
211120 = 7 × 30160
21112 = 7 × 3016
قد يقول قائل إن هذه النتائج جاءت بالمصادفة ! ومع أن هذا الافتراض بعيد جداً عن المنطق العلمي الذي يفرض بأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دائماً ، فإن كتاب الله فيه المزيد والمزيد من الآيات والعجائب بما ينفي هذا الافتراض نهائياً .
فمن الأسماء الواردة في القرآن اسمين لله تعالى وردا متلازمين في قوله تعالى :(1/211)
?وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ? [البروج : 85/14] . إن منطق المصادفة ينفي أن يتكرر النظام ذاته مع هذين الاسمين ، فقد تنضبط حروف اسم دون الآخر أما أن يأتي كل اسم من هذين الاسمين بنظام يقوم على الرقم سبعة ، هذا أمر يدل على وجود منظِّم عليم حكيم ، وهذا ما سوف نراه في الفقرة الآتية .
الغفور الودود
يقول تعالى في كتابه يصف نفسَه : ?وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ? [البروج : 85/14] ، وفي هذه السورة العظيمة يتجلى هذان الاسمان من أسماء الله الحسنى ، فقد جاءت حروف السورة منظمة تنظيماً دقيقاً بحيث إذا أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من أحرف ?الغفور? نجد عدداً من مضاعفات السبعة وهذا النظام ينطبق على أحرف ?الودود? ، لنرى ذلك :
توزع حروف كلمة ?الغفور?
تتوزع حروف هذا الاسم العظيم على كلمات سورة الإخلاص بنظام سباعي . نكتب السورة مع البسملة ونخرج منها هذه الحروف أي الألف واللام والغين والفاء والواو والراء :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 3 3 1 1 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 1 1 2 1 1 0 1 3 1
العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?الغفور? في كلمات السورة هو 131011211112313113330 وهذا العدد يساوي :
= 7 × 18715887301759016190
أحرف كلمة ?الودود?
ويبقى النظام الرقمي العجيب قائماً مع حروف اسم ?الودود? أي الألف واللام والواو والدال :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 2 2 1 1 3 2 3 3
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 1 1 3 1 1 0 1 2 2
والعدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?الودود? في هذه السورة يساوي : 221011311213323112230 وهذا العدد يساوي :
= 7 × 31573044459046158890(1/212)
لنتابع رحلة أسماء الله الحسنى في رحاب هذه السورة العظيمة ونأتي لإسم من أسماء الله وهو اللطيف . يقول عز وجل عن نفسه : ?اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ? [الشورى : 42/19] ، لنرى أن النظام ذاته يبقى قائماً مع حروف هذه الكلمة .
توزع حروف اسم ?اللطيف?
هذا الإسم أيضاً يتجلى في كلمات السورة بنظام محكم ، نخرج من كل كلمة ما تحويه من أحرف ?اللطيف? أي الألف واللام والطاء والياء والفاء :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 2 3 1 0 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 0 1 2 0 1 1 1 2 1
بالطريقة ذاتها نجد العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ?اللطيف? هو : 121110210212313013230 ويساوي :
= 7 × 17301458601759001890
إن عدد أسماء الله الحسنى كما أخبرنا عنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم 99 اسماً من أحصاها دخل الجنة ! وكل اسم من هذه الأسماء يتجلى بطريقة معجزة جداً، وقد اقتصرنا على ما يتعلق بالرقم سبعة . ولكن أرقام القرآن لا نهاية لإعجازها ولا حدود تحدها لأنه أرقام من عند الله تعالى .
توزع حروف اسم ?الوليّ?
وهذا اسم من أسماء الله الحسنى يتجلى في هذه السورة العظيمة ، لنخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف ?الوليّ? أي الألف واللام والواو والياء .
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 2 3 1 1 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 1 1 3 1 1 1 1 2 1
إن العدد الممثل لحروف ?الوليّ? في هذه السورة من مضاعفات السبعة فهو يساوي : 121111311212313113230 ويساوي :
= 7 × 17301615887473301890
ليس هذا فحسب بل لو قمنا بعدّ حروف ?الولي? في كل آية نجد :
البسملة الآية1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
8 6 5 8 7
والعدد 78568 من مضاعفات السبعة :
78568 = 7 × 11224(1/213)
إذن تتوزع حروف هذا الاسم العظيم على كلمات السورة بنظام سباعي ، ويتكرر هذا النظام مع آيات السورة . والآن إلى نظام رقمي أكثر تعقيداً حيث لا يقتصر النظام على حروف أسماء معينة بل يشمل عبارات كاملة تتحدث عن قدرة الله تعالى .
العبارات تتجلَّى بنظام مُحكم
رأينا كيف تتجلى أسماء الله الحسنى في هذه السورة ، فهل يبقى النظام قائماً من أجل العبارات القرآنية الدالة على الله تعالى ؟
يقول تعالى في محكم الذكر ?اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ? [الزمر : 39/62] ، هذا مقطع من آية يدل على أن الله هو الذي خلق كل شيء فليس قبله شيء وليس بعده شيء . هذه العبارة تتركب أساساً من الحروف : ا ل هـ خ ق ك ش ي . لنكتب كلمات السورة ونخرج من كل كلمة ما تحويه من هذه الحروف :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 4 2 3 2 1 4 1 4 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 0 1 2 0 1 2 2 2 1
إن العدد الذي يمثل حروف ?اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ? في هذه السورة هو : 122210210212414123240 من مضاعفات السبعة ويساوي :
= 7 × 17458601458916303320
وهكذا أرقام وأرقام لا نهاية لإعجازها ! وكلَّما تبحرنا في أعماق هذا القرآن أكثر رأينا عجائب لا تنقضي . وهذا تصديق لقول الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام عندما وصف القرآن بقوله : (ولا تنقضي عجائبه) [رواه الترمذي] .
ولكن السؤال : هل يقتصر إعجاز القرآن على نظام عدّ واحد ؟ لنقرأ الفقرة التالية لنزداد يقيناً بأن كل شيء في هذا القرآن مُحكَم ومتكامل ولا نجد مهما بحثنا أي اختلاف أو خلل أو نقص .
وهذا تصديق لقول الحق عز وجل عن هذا القرآن عندما دعى إلى تدبره ورؤية إحكامه : ?وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً? [النساء : 4/82] .
نظام الحروف(1/214)
في سورة الإخلاص نظام رقمي دقيق لعدد حروف كلماتها ، لنكتب السورة مع البسملة وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها- عدّ مستمرّ ، وطريقة العدّ المستمر أو التراكمي معروفة حديثاً في الرياضيات ، وتستعمل مع الكميات المتماسكة التي لا يوجد فيها انفصال لأجزائها . ووجود هذا النظام التراكمي في كتاب الله دليل مادي على أنه كتاب متكامل ومُحكم ومتماسك :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد
3 7 13 19 21 23 27 30
الله الصمد لم يلد و لم يولد
34 39 41 44 45 47 51
و لم يكن له كفواً أحد
52 54 57 59 63 66
إن العدّ التراكمي للأحرف أعطانا عدداً شديد الضخامة وهو : 6663595754525147454441393430272321191373 هذا العدد من مضاعفات السبعة !!!
إن هذه الحقيقة الدامغة تثبت أننا مهما اتبعنا من طرق للعدّ والإحصاء تبقى الأرقام مُحكمة ومنضبطة ، إذن تعدد أساليب الإعجاز الرقمي هو زيادة في حجم المعجزة الرقمية لكتاب الله عز وجل ، كيف لا وهو أعظم كتاب على وجه الأرض !
إن الله تعالى قد أحكم كل ذرة من ذرات الكون فهو القائل : ?وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ? [يونس :10/61] ، أيعجز هذا الإله العظيم أن يُحكم كل شيء في كتابه بنظام دقيق ؟
توزع الكلمات التي تحوي حروف اسم ?الله?
عندما نبحث في سورة الإخلاص وهي سورة التوحيد وفيها صفة الله تعالى الوحدانية والتنْزيه عن الشريك ، نجد في بعض كلماتها حروفاً من لفظ الجلالة ?الله? وكلمات أخرى لم تحتوِ على هذه الحروف .
والنظام الثنائي الذي نحاول اكتشافه يعتمد على مبدأ بسيط وهو وجود أو عدم وجود شيء ما ، فبالنسبة للفظ الجلالة في سورة الإخلاص : الكلمة التي تحوي ألفاً أو لاماً أو هاءً ?الله? تأخذ الرقم واحد ، والكلمة التي لا تحوي أيَّاً من هذه الحروف الثلاثة تأخذ الرقم صفر .(1/215)
لنكتب كلمات سورة الإخلاص وتحت كل كلمة رقماً : واحد أو صفر كما يلي :
الرقم 1 يعني وجود بعض حروف ?الله? في الكلمة أو كلها .
الرقم 0 يعني عدم وجود أي حرف من ?الله? في الكلمة .
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 1 1 1 1 1 1 1 1 1
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1
إن العدد 111010110111111111110 من مضاعفات السبعة :
= 7 × 15858587158730158730
وهنا يجب علينا أن نعلم بأن هذا النظام أو هذه الطريقة في العد والمعتمدة على الواحد والصفر لم تكن معروفة زمن نرول القرآن . وهذا يؤكد بأن القرآن يحوي من العلوم كل شيء ! كيف لا وهو كتاب خالق كل شيء سبحانه وتعالى ؟ أليس الله تعالى هو القائل : ?وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً? [الإسراء : 17/12] ؟
أليس الله سبحانه وتعالى هو الذي ردَّ دعوى المشركين الذين اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالافتراء على الله ؟ وقال : ?مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? [يوسف : 12/111] . فما معنى قوله تعالى : ?وتفصيل كل شيء? ؟ أي أن كل شيء يمكن أن ندركه موجود في القرآن .
ولكن إذا جاء شخص وبحث في القرآن ولم يرَ لغة الرياضيات فيه ، فهل هذا يعني أن الرياضيات غير موجودة في القرآن ؟ إن هذا يعني أن رؤية هذا الشخص محدودة وعليه أن يبحث أكثر ليرى هذه العجائب .(1/216)
إن هذه الأنظمة الرياضية المعقدة التي نراها في كتاب الله من خلال أبحاث الرقم سبعة ، ألا تمثل أرقى مستويات الرياضيات ؟ لذلك من الخطأ الجسيم أن نقول إن القرآن ليس بكتاب ذرة أو علوم أو رياضيات ، إن هذا القول ينقص كثيراً من شأن كتاب الله . لنستمع إلى هذا الوصف الدقيق لكتاب الله : ?لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? [الحشر : 59/21] .
توزع مذهل لكل حرف من حروف ?الله?
رأينا في فقرات هذا البحث كيف تتوزع حروف أسماء الله الحسنى في كلمات هذه السورة العظيمة ، والآن سوف نرى نظاماً مذهلاً لتوزع كل حرف من حروف لفظ الجلالة ، أي الألف واللام والهاء .
لنكتب سورة الإخلاص كاملة مع البسملة ثم نخرج من كل كلمة ما تحويه من حرف الألف ، ثم نخرج من كل كلمة ما تحويه من حرف اللام ، ثم نعيد العملية من أجل حرف الهاء .
توزع حرف الألف
لنكتب السورة وتحت كل كلمة عدد حروف الألف في كل كلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 1 1 1 0 0 1 1 1 1
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1
توزع حرف الألف على كلمات السورة يعطي عدداً يساوي :
= 7 × 15714285714444428730
توزع حرف اللام
لنكتب السورة وتحت كل كلمة عدد حروف اللام في كل كلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 2 1 1 1 0 2 0 2 1
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 0 1 1 0 1 0 1 0 0
توزع حرف اللام على كلمات السورة أيضاً يعطي عدداً من مضاعفات الرقم 7 فالعدد : 001010110111202011120 يساوي :
= 7 × 144301444457470160
توزع حرف الهاء
لنكتب السورة مع بسملتها وتحت كل كلمة عدد حروف الهاء في كل كلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 1 0 0 0 1 1 0 1 0(1/217)
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0
توزع حرف الهاء على كلمات السورة يعطي عدداً معكوسه من مضاعفات السبعة فالعدد 010001101000000000100 يساوي :
= 7 × 1428728714285714300
إن العدد الذي يمثل توزع حرف الألف في هذه السورة من مضاعفات السبعة ، كذلك العدد الذي يمثل توزع حرف اللام ، أما حرف الهاء فنجد معكوس العدد يقبل القسمة على سبعة .
إن كلمة ?الله? هذا الاسم العظيم أول حرف فيه هو الألف وآخر حرف هو الهاء . وقد رأينا نظاماً بديعاً لهذين الحرفين وتوزعهما عبر كلمات السورة :
توزع أول حرف في اسم ?الله? توزع آخر حرف في اسم ?الله?
( (
وتأمل معي هذين السهمين اللذين يعبران عن اتجاه قسمة الأعداد ، فأول حرف في لفظ الجلالة ?الله? وهو الألف توزع في سورة الإخلاص بنظام سباعي باتجاه اليمين ، وآخر حرف في لفظ الجلالة ?الله? هو الهاء ، وقد توزع عبر كلمات هذه السورة بنظام سباعي باتجاه اليسار . وكأن هذين الاتجاهين نحو اليمين ونحو اليسار يعبِّران عن أن كلمات الله لا نهاية لها كيفما توجهنا يميناً أو شمالاً !
إن الذي يقرأ هذا الأعداد الضخمة واتجاهاتها في القسمة على سبعة يظن نفسه أمام كتاب في الرياضيات الحديثة ، فهل كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو النبيّ الأميّ عالماً بكل هذه الأعداد ؟ أليس في هذه الأعداد دليل على أن القرآن من عند الله عَزَّ وجَلَّ ؟
وصدق الله القائل عن كلماته : ?وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? [لقمان : 31/27] .
نتائج البحث(1/218)
في سورة الإخلاص ومن خلال هذا البحث رأينا مباشرة أكثر من ثمانين عملية قسمة على سبعة ، وبلغة الأرقام إن احتمال المصادفة في هذه الأعداد مجتمعة حسب قانون الاحتمالات هو أقل من واحد على مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون ، وهذا يعني أن الاحتمال هو واحد على واحد وبجانبه أكثر من 67 صفراً ! !
ولو طلبنا من أسرع أجهزة الكمبيوتر أن تعطي مثل هذا النظام فإن هذا الكمبيوتر سيبقى يعمل باستمرار بلايين بلايين . . . السنوات ليأتينا بسطر واحد مثل سورة الإخلاص ، وهيهات أن يأتي بذلك ؟
لذلك يمكن اعتبار هذا البحث بمثابة إثبات مادي على استحالة الإتيان بسورة مثل القرآن . وهنا يتجلَّى قول الحق عَزَّ وجَلَّ عن هذا الأمر لكل من يشك أو يرتاب بهذا القرآن : ?وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ? [البقرة : 2/23ـ23] .
في هذا البحث أثبتنا استحالة الإتيان بمثل سورة قصيرة جداً من سور هذا القرآن العظيم . وهذا من فضل الله علينا أن هدانا لهذه البراهين المادية ، التي طالما بحث عنها علماء مخلصون كان همُّهم إقناع غير المسلمين بأن القرآن كتاب الله تعالى ، وباللغة التي يفهمونها جيداً وهي لغة الرقم .
البحث الثامن
إعجاز حروف القرآن
والرقم سبعة
نعيش الآن مع نظام رقمي سباعي لحروف القرآن الكريم . فالآيات التي تدبرناها في الأبحاث السابقة ليست كل شيء ، في إعجاز القرآن بل في كل آية معجزة كبيرة .
ومن خلال الفقرات التالية سوف نرى بأن النظام السباعي يشمل القرآن كله ، ولكن بشرط أن ندرس القرآن كنصوص متكاملة . فالآية القرآنية تتعلق أحياناً بما قبلها وما بعدها من الآيات . لذلك ينبغي دراسة النص كاملاً تبعاً للمعنى اللغوي الذي يتضمنه .(1/219)
ومن هنا نخرج بنتيجة مهمة وهي أن الإعجاز الرقمي تابع للإعجاز البياني ، فكلاهما قائم على الحروف والكلمات . وهذا ما سندركه من خلال رحلتنا في هذا البحث مع حروف القرآن الكريم .
مقدمة
سوف نرى من خلال هذا البحث أن نصوص القرآن العظيم سواءً كانت آية كاملة أو جزءاً من آية أو عدة آيات ، هذه النصوص رتّب الله تعالى كل كلمة بدقة فائقة وفق نظام رقمي يعجز البشر عن الإتيان بمثله . ولكن هنالك لكل نص قرآني نظام رقمي ، فعدد الأنظمة الرقمية في القرآن لا يعلمه إلا اللّه تعالى ، وهذا البحث هو نقطة البداية للدخول في علم الأنظمة الرقمية لحروف القرآن العظيم .
وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
يتحدث علماء اليوم عن توسع الكون ، فقد أصبحت حقيقة ازدياد حجم الكون باستمرار من الحقائق العلمية الثابتة ، بسبب الأدلة الكثيرة من علم الفلك والمختبرات الفضائية .
هذه الحقيقة لم يتم إثباتها بشكل قاطع إلا منذ سنوات قليلة ، عندما تطورت أجهزة القياس والتحليل ومعالجة البيانات بالكمبيوتر وباستخدام لغة الأرقام .
ولكن نجد للقرآن بياناً أوضح وأعمق يتجلى بشكل معجز في سبع كلمات فقط ! يقول الله سبحانه وتعالى : ?وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ? [الذاريات : 51/47] . وفي هذه الآية معجزة علمية واضحة فقد تحدثت بوضوح عن توسع السماء باستمرار من خلال كلمة ?وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ? قبل العلم الحديث بأربعة عشر قرناً .
ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذه المعجزة فقد أودع الله تعالى بين كلمات وحروف هذه الآية معجزة رقمية حقيقية تقوم على الرقم سبعة الذي يمثل عدد السماوات ! الآية تتحدث عن بناء السماء وتوسعها ، وسوف نرى نظاماً مذهلاً يقوم على الرقم سبعة .
حروف الكلمات
لنكتب عدد حروف كل كلمة :
1 ـ ?وَ? : واو العطف هي كلمة لأنها تكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها ، عدد أحرفها = 1 .
2 ـ ?السَّمَاءَ? : عدد أحرفها = 5 لأن الهمزة ليست حرفاً .(1/220)
3 ـ ?بَنَيْنَهَا? : عدد أحرفها = 6 لأن علامة المد ليست حرفاً .
4 ـ ?بأيْيدٍ? : عدد أحرفها = 5 مع العلم أن الياء الثانية لا تلفظ ولكن نعدُّها حرفاً لأنها مكتوبة في القرآن .
5 ـ ?وَ? : واو العطف كلمة عدد أحرفها = 1 .
6 ـ ?إنَّا? : 3 أحرف لأن الشدَّة ليست حرفاً فهي ليست من أصل القرآن .
7 ـ ?لَمُوسِعُونَ? : 7 أحرف .
لنكتب الآية كما كُتبت في القرآن وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
1 5 6 5 1 3 7
إن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية هو 7315651 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين :
7315651 = 7 × 7 × 149299
إن مقلوب العدد أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة ، فعندما نقرأ العدد الذي يمثل حروف الآية من اليمين إلى اليسار تصبح قيمته : 1565137 وهذا يساوي :
1565137 = 7 × 223591
إذن كيفما قرأنا هذا العدد وبأي اتجاه وجدناه من مضاعفات الرقم سبعة وكان الناتج عدداً صحيحاً .
والعجيب أننا عندما نأخذ ناتجي القسمة : 149299 و 223591 ونصفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو : 149299 223591 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً ، ولو قمنا بصفّ العددين بطريقة ثانية ينتج عدد هو : 223591 149299 أيضاً هذا العدد من مضاعفات السبعة .
بقي أن نذكر أن مجموع هذين العددين :
149299+223591 يساوي 37289 من مضاعفات السبعة مرتين :
372890 = 7 × 7 × 7610
ومقلوبه أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة :
98273 = 7 × 14039
حروف الآية
إن عدد حروف هذه الآية هو 28 حرفاً ، أي من مضاعفات الرقم سبعة ، 28 = 7 × 4 ، وعدد كلماتها 7 . وقد جاءت هذه الحروف الثمانية والعشرون بنظام شديد الدقة يتناسب دائماً مع الرقم سبعة .(1/221)
إن القرآن قد كُتب على زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بطريقة مميزة ، فالهمزة لم تكن معروفة زمن نزول القرآن لذلك لم تُكتب ولو كُتبت لأصبح عدد حروف كلمة ?السماء? 6 أحرف بدلاً من 5 وهذا سيؤدي إلى تغير البناء الرقمي للآية ، ثم إن كلمة (بنيناها) نجدها في القرآن قد كُتبت من دون ألف هكذا ?بَنَيْنَهَا? ولو رُسمت الألف فيها لاختل هذا البناء الرقمي بالكامل .
وهذا يعني أن في رسم القرآن معجزة تكشفها لنا لغة الأرقام ، فهل نزداد يقيناً وإيماناً وتسليماً لله عز وجل ولكتابه ؟
والعجيب أن كلمة (بأيْدٍ) نجدها في القرآن قد كُتبت بياء إضافية لاتُلفظ هكذا ?بأييْدٍ? ، ولولا وجود هذه الياء الإضافية لاختفى هذا البناء الرقمي المعجز . فانظر إلى دقة كلمات الله عز وجل وكيف أن كل حرف قد وُضع في مكانه بدقة شديدة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها .
الحروف المميزة في الآية
المعجزة لم تتوقف بل لايزال هنالك المزيد من عجائب هذه الآية ، فالحروف المميزة في أوائل السور والتي عددها 14 نجد لها حضوراً في هذه الآية ، لنكتب الآية ونخرج من كل كلمة ما تحويه من الحروف المميزة فنجد :
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
0 5 5 3 0 3 5
إن العدد الذي يمثل توزع الحروف المميزة في الآية هو : 5303550 هذا العدد من مضاعفات السبعة هو ومقلوبه :
5303550 = 7 × 757650
553035 = 7 × 79005
كما أن عدد الحروف المميزة في الآية هو بالضبط 21 حرفاً أي 7×3 .
وسبحان الله ! آية تركبت من 7 كلمات وعدد حروفها 7×4 ، وعدد الحروف المميزة فيها 7×3 وعدد الحروف العادية 7 ، وجميع هذه الحروف جاءت بنظام يقوم على الرقم سبعة ، والآية تتحدث عن السماء وعدد السماوات سبع أليست هذه معجزة مادية حقيقية ؟
الحروف غير المميزة في الآية
الآن لندرس توزع الحروف المتبقية غير المميَّزة في الآية ، نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من الحروف غير المميزة :(1/222)
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
1 0 1 2 1 0 2
كما نلاحظ أن مجموع هذه الحروف سبعة ، وتشكل العدد 2012101 يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين :
2012101 = 7 × 287443
1012102 = 7 × 144586
ونلاحظ أن ناتجي القسمة كل منهما مجموع أرقامه هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة :
28 = 7 × 4
حروف اسم ?الرحمن? في الآية
حروف كلمة ?الرحمن? تتجلى في هذه الآية بنظام يتعلق بالرقم سبعة ، فعندما نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف ?الرحمن? أي حروف : ا ل ر ح م ن وسوف نجد :
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
0 4 3 1 0 3 3
إن عدد حروف ?الرحمن? في الآية هو :
4 + 3 + 1 + 3 + 3 = 14 = 7×2
هذه الحروف توزعت عبر كلمات الآية بحيث تشكل العدد 3301340 من مضاعفات الرقم سبعة :
3301340 = 7 × 471620
حروف البسملة في الآية
حتى حروف ? بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? لها نظام مذهل في الآية . لنكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة ، أي نكتب رقماً يمثل الحروف المشتركة بين هذه الآية وأول آية في القرآن الكريم وذلك بهدف رؤية الترابط بينهما:
وَ السَّمَاء بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
0 5 6 4 0 3 4
إن العدد 4304650 من مضاعفات السبعة ثلاث مرات متتالية ! ! !
4304650 = 7 × 7 × 7 × 12550
وسبحان الله الذي أحصى كل شيءٍ عدداً !
ارتباط الآية مع البسملة
كما أن هذه الآية ترتبط بأول آية من القرآن ? بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? من حيث رقم السورة والآية والكلمات والحروف . فرقم سورة الفاتحة حيث وردت البسملة هو 1 ورقم آية البسملة هو 1 وعدد كلماتها 4 رقم سورة الذاريات 51 ورقم الآية 47 وعدد كلماتها 7 :
البسملة آية توسع السماء
السورة الآية كلماتها السورة الآية كلماتها
1 1 4 51 47 7
عندما نصفّ هذه الأرقام نجد عدداً من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :(1/223)
74751411 = 7 × 7 × 1525539
11415747 = 7 × 1630821
وهكذا علاقات رقمية لا تنتهي كلها تدل على أن الذي خلق السماوات السبع هو الذي نزَّل هذا القرآن وحفظه إلى يوم القيامة .
ولو تأملنا كل آية من آيات القرآن الكريم من الناحية الرقمية لوجدنا بناءً مذهلاً يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته . ولكن سوف نستشهد الآن ببعض آيات ومقاطع من آيات ونصوص تتضمن عدة آيات ، وسوف نقتصر في تدبرنا لهذه الآيات على حروف كلماتها فقط ، مع التأكيد على أننا مهما بحثنا في هذه الآية أوتلك نجد إعجازاً متجدداً لا ينتهي .
وسوف نركز بحثنا في آيات تتحدث عن القرآن الكريم وعظمته وأنه منَزَّل من عند الله العزيز العليم ، وعن الله تعالى ووحدانيته وقدرته وصفاته . ...
القرآن تَنْزِيل من العزيز الرحيم
ما هي صفات مُنَزِّل القرآن ؟ إنه عزيز قوي قدير على كل شيء ، وبنفس الوقت هو رحيم بعباده على الرغم من كفرهم وإلحادهم . كيف نجد القرآن يحدثنا عن هذه الحقيقة : ?تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ? [يس : 36/5] . هذه آية قصيرة تركبت من ثلاث كلمات تؤكد أن الكلام الموجود في القرآن هو تنْزيل من العزيز الرحيم وليس بقول بشر .
لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ
5 6 6
العدد الذي يمثل الآية هو 665 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 ، لنرَ :
665 = 7 × 95
إذن وراء لغة الكلمات هناك لغة أخرى هي لغة الرقم التي تعتمد على مضاعفات العدد 7 ، فالذي بنى السماوات السبع هو الذي أنزل القرآن .
القرآن هو قول فصل
?إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ? [الطارق : 86/13] ، هذه الآية تخبرنا أن القرآن هو قول فصل يفصل بين الحق والباطل . لنرَ كيف يدخل العدد سبعة بشكل مذهل في تركيب كلمات الآية ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
3 4 3
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 343 يقبل القسمة على سبعة :
343 = 7 × 7 × 7(1/224)
ولو أن اللّه تعالى قال : (إنه قول فصل) ، لأصبح العدد الذي يمثل الآية هو 333 وهذا عدد لا يقبل القسمة على سبعة . وهذا يثبت دقة ألفاظ القرآن وأن كل حرف موجود في القرآن إنما وُضع بتقدير وعلم اللّه تعالى .
القرآن مُنَزَّل من عند عزيز حكيم
لنقرأ مطلع سورة الجاثية التي تحدثنا عن حقيقة لا شك فيها ، وهي : ?حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ? [الجاثية : 45/1 ـ 2] .
نحن أمام حقيقة وهي أن هذا الكتاب منَزَّل من عند اللّه العزيز الحكيم ، وليس من صنع بشر . وصياغة كلمات الآية بهذا الشكل تدلنا على أن هذه الكلمات من عند اللّه تعالى ، وأن أي إنسان يفقه اللغة العربية ولو قليلاً يدرك أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون قول بشرٍ بل هو كلام اللّه تعالى .
فالذي لا يفقه لغة الكلمات ولا تقنعه الأدلة العلمية على كثرتها ، فهل يمكن أن تكون لغة الأرقام بليغة إلى الحد الذي يقنع أمثال هؤلاء ؟ لنرَ العدد الذي يمثل النص القرآني السابق : نكتب النص القرآني كما كُتب في القرآن ونكتب تحت كل كلمة عدد حروف هذه الكلمة :
حم تَنْزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
2 5 5 2 4 6 6
إن العدد الذي يمثل حروف هذا النص من مضاعفات الرقم سبعة :
6642552 = 7 × 948936
كلمة (الكتاب) نجدها هكذا ?الكتب? من دون ألف ولو كُتبت بغير هذه الطريقة لاختل هذا البناء المُحكَم .
والسؤال هنا : من الذي نظَّم كلمات وأحرف هذا النص القرآني وغيره بحيث يكون العدد الممثل له قابلاً للقسمة على سبعة تماماً ومن دون باقٍ ؟ إنه عزيز وحكيم . اقتضت حكمة اللّه أن يكون كتابه بهذا الشكل ، وما كان اللّه ليسمح ليد أحدٍ أن تمتدَّ إلى كتابه وتغير فيه ولو حرفاً ، فقد حفظه من أي تحريف لذلك يقول : ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر : 15/9] .
أنزله الذي يعلم السرّ(1/225)
يقول عزَّ من قائل عن كتابه العظيم وذلك رداً على أولئك الملحدين الذين يدَّعون أن القرآن كتاب أساطير وخرافات وأكاذيب : ?قُلْ أَنْزَلَهُ الذي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً? [الفرقان : 25/6] ، هذه الآية تخبرنا أن الذي أنزل القرآن هو اللّه تعالى ، ولكن ماذا تخبرنا لغة الأرقام ؟
ومن عجائب هذه الآية التي جاء مصفوف حروفها متناسباً مع 7×7 أن مجموع حروفها هو 7×7 أيضاً ، فتأمل هذا التناسب السباعي المُحكَم .
لنكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن ونكتب تحت كل كلمة عدد حروفها :
قُلْ أَنْزَلَهُ الذي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَتِ
2 5 4 4 4 2 6
وَ الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً
1 5 3 3 5 5
هذا العدد 5533516244452 يقبل القسمة تماماً على سبعة مرتين ! !
5533516244452 = 7 × 7 × 112928902948
وكما نلاحظ أن كلمة (السماوات) كُتبت هكذا ?السَّمَوَت? 6 أحرف بدلاً من 8 أحرف ، إن الذي ألهم المسلمين أن يكتبوا هذه الكلمة بهذا الشكل هو الذي يعلم سرَّ القرآن كيف لا يعلم ما في القرآن وهو منزل القرآن ؟ وهو الذي يسَّرَ القرآن تلاوةً وفهماً وتدبّراً وذكراً .
تيسير القرآن
وسائل لا تحصى يسَّرها اللّه تعالى لكل إنسان ليسمع آيات القرآن ويقرأها ويتفكر فيها ويتدبر كلام اللّه ، ولكن هل من مُتذكّر ؟ هكذا يحدثنا القرآن عبر سورة القمر : ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ? [القمر : 54/17] . لنرَ النظام الرقمي في هذه الآية . لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها:
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر
1 3 5 6 5 3 2 4
العدد الذي يمثل الآية هو 42356531 يقبل القسمة على سبعة تماماً لمرتين للتأكيد من الله تعالى على تيسير هذا القرآن :
42356531 = 7 × 7 × 864419
لا يأتون بمثله(1/226)
لعدة سنوات كنتُ أتدبر قول اللّه تعالى : ?قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً? [الإسراء : 17/88] ما هو السرُّ في القرآن الذي يجعل كل البشر ومن ورائهم عالم الجنّ وبكل ما أوتوا من تطور علمي وتقنيات ، ما الذي يجعلهم عاجزين عن الإتيان بكتاب يشبه القرآن ؟ حتى هذه اللحظة لم يستطع أحد أن يؤلف كتاباً مثل القرآن ، وهذا دليل منطقي على استحالة الإتيان بمثل القرآن .
إن الحقائق العلمية الموجودة في القرآن منذ 1400 سنة لا يمكن أن تكون من صنع بشر مهما كان ذكياً ، لأننا لم نكتشف هذه الحقائق بشكل عملي إلا منذ أقل من 100 سنة الماضية وفي هذا دليل على أن القرآن ليس بكلام بشر ، بل هو كتاب ربِّ البشر سبحانه وتعالى .
والسؤال الآن : ما هي مواصفات الأعداد التي تمثل النصوص القرآنية ؟ لندرس النظام الرقمي لهذه الآية العظيمة ، وذلك بكتابة عدد حروف كل كلمة :
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَ الْجِنُّ
2 3 6 5 1 4
عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ
3 2 5 4 3 6 2 5 5
وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
1 2 3 5 4 5
إن العدد الذي يمثل هذه الآية هو : 545321552634523415632 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على سبعة فهو يساوي :
= 7 × 77903078947789059376
هل هذا كل شيء ؟ لا زال هناك المزيد ، فالآية مكونة من ثلاثة مقاطع كما يلي وحسب المعنى اللغوي نكتب :
1 ـ ?قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ? .
2 ـ ?عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ? .
3 ـ ?وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً? .(1/227)
المذهل أن كل مقطع من هذه المقاطع الثلاثة فيه نظام رقمي يتمثل بقابلية القسمة على سبعة . أي أن العدد الذي يمثل كل مقطع من هذه المقاطع الثلاثة للآية يقبل القسمة تماماً على سبعة ، لنرَ ذلك :
المقطع الأول من الآية
لنكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات هذا المقطع :
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَ الْجِنُّ
2 3 6 5 1 4
العدد الذي يمثل مصفوف حروف الآية يقبل القسمة تماماً على 7 :
415632 = 7 × 59376
المقطع الثاني من الآية
لنكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات هذا المقطع لنرى قابلية القسمة على سبعة من جديد :
عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ
3 2 5 4 3 6 2 5 5
أيضاً العدد الذي يمثل هذا المقطع يقبل القسمة على 7 :
552634523 = 7 × 78947789
المقطع الثالث من الآية
لنكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات هذا المقطع :
وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
1 2 3 5 4 5
العدد الذي يمثل هذا المقطع يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين بما يتوافق مع معنى الآية ?بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ? :
545321 = 7 × 7 × 11129
والسؤال لكل ملحد : هل يستطيع البشر برغم تقدم علومهم وتقنياتهم أن ينظموا كلمات بهذا الشكل المذهل ؟ هذا بالنسبة لآية واحدة من القرآن ، فما بالنا بالقرآن المكون من 6236 آية ؟
إذن في كتاب اللّه نحن أمام برنامج رقمي دقيق جداً ، وهذا دليل مادي على أن القرآن من عند اللّه ، وقد حفظه اللّه تعالى دون تحريف أو تغيير أو تبديل .
القرآن كتاب اللّه
آيات كثيرة خاطب اللّه تعالى بها رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كلها تنطق بالحق وكأنها تريد أن تقول إن هذا القرآن كلُّه حق وأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم على حقّ . . . فهل نجد في هذه الآيات إثباتات رقمية على ذلك ؟
وما ينطق عن الهوى(1/228)
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا بدقة ما أوحاهُ إليه ربُّه ، لم يزد أو ينقص حرفاً . يُعبّر القرآن عن هذه الحقيقة بآيتين من سورة النجم بكلمات بليغة ومن ورائها نظام رقمي لهذه الكلمات : يقول تعالى : ?وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى? [النجم : 53/3-4] .
نكتب النص الكريم وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى
1 2 4 2 5 2 2 3 3 4
العدد الذي يمثل هذا النص القرآني هو 4332252421 هذا العدد المكون من عشر مراتب يقبل القسمة تماماً على سبعة :
4332252421 = 7 × 618893203
وكما نرى فإن النظام الرقمي حساس جداً فتغيير أي كلمة سيؤدي إلى خلل في قابلية القسمة على 7 .
إذن نستنتج أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى بل بلَّغنا القرآن كما أوحاه اللّه تعالى إليه ، ولغة الأرقام تضيف دليلاً جديداً على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى ولم يأتِ بشيءٍ من عنده بل كلٌّ من عند اللّه .
آيات كثيرة خاطب اللّه تعالى بها رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فهل في هذه الآيات نظام رقمي يدل على أن هذه الآيات حق وأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم هو رسول اللّه إلى جميع البشر ؟
إنك لمن المرسلين
هذا خطاب من اللّه تعالى إلى الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام : ?إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ? [يس : 36/3] لنرَ النظام الرقمي للآية :
إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
3 3 8
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 833 يقبل القسمة تماماً على سبعة مرتين :
833 = 7 × 7 × 17
وعدد حروف الآية هو 14 حرفاً أي 7×2 .
قولاً ثقيلاً(1/229)
وخاطبه بقوله : ?إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً? [المزمل : 73/5] القول الثقيل هو القرآن ، ولو أن اللّه تعالى أنزل القرآن على جبلٍ لتصدَّع وتشقق وخرَّ أمام عظمة كلام اللّه ، فما بالنا برجلٍ أميّ هو الرسول الكريم محمد عيه صلوات الله وسلامه وقد أُنزل عليه القرآن أعظم كتاب على الإطلاق ؟ لنرَ النظام الرقمي لهذه الآية العظيمة :
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً
3 5 4 4 5
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 54453 يقبل القسمة تماماً على 7 :
54453 = 7 × 7779
وتأمل معي كيف جاءت الآية التي تتحدث عن القرآن عدد حروفها 21 حرفاً من مضاعفات الرقم 7 ، ومصفوف حروف هذه الآية أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة .
والسؤال لكل من ينكر هذا القرآن :
هل يمكن للنبي الأمي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتي بكلام منظم وبليغ بهذا الشكل المذهل قبل 1400 سنة ؟ والسؤال الأهم هل يمكن له أن يضمن بقاء هذا الكلام طوال هذه القرون الطويلة دون أن يتغير فيه ولو حرف واحد ؟
إن هذا العمل لا يقدر عليه إلا رب السماوات السبع ورب العرش العظيم .
واذكر اسم ربك
ثم قال له : ?وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً? [الإنسان : 76/25] ، لأن ذكر اللّه يُطمئن القلب : ?أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ? [الرعد : 13/28] ، وعندما يذكر المؤمن ربَّه فإن اللّه يذكرُه ولا ينساه أبداً ، لذلك أَمَر اللّه تعالى رسوله العظيم صلى الله عليه وآله وسلم أن يذكُر اللّه تعالى ، ولكن هذه الآية كيف نجد النظام الرقمي لكلماتها ؟ هل من دليل على أن هذه الآية هي من عند اللّه . . . ولم تُحرَّف . . . ولم يتغير فيها ولو حرف واحد ؟ للجواب نلجأ إلى ميزان الأرقام ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً
1 4 3 3 4 1 5
إن العدد الذي يمثل هذه الآية هو : 5143341 يقبل القسمة على 7 :(1/230)
5143341 = 7 × 734763
هذا هو كلام اللّه . . . وهذا قرآنه . . . وهذا إعجازه ، إنها معجزة القرآن العظيم . . .
سجود . . . وتسبيح
ثم في الآية التالية أخبره بخير الأعمال وأحبها إلى اللّه ، أن يسجدَ للّه ويسبِّحَه طويلاً : ?وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً? [الإنسان : 76/26] . كل شيء في الكون يسجد للّه . . . وكل شيء يسبح بحمده تعالى ، لأن اللّه هو خالق كل شيء ، وله ما في السماوات وما في الأرض وهو على كل شيء قدير . نأتي الآن إلى لغة الأرقام ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً
1 2 4 5 2 1 4 4 5
العدد الذي يمثل الآية الكريمة هو 544125421 يقبل القسمة على 7 :
544125421 = 7 × 77732203
إن كلمة : (الليل) كُتبت في القرآن هكذا ?الَّيل? = 4 أحرف بدلاً من 5 أحرف ، ولو كُتبت بغير هذا الشكل لأصبح العدد الذي يمثل الآية لا يقبل القسمة على 7 ، فانظر إلى كلمات اللّه وإلى دقة رسمها في كتابه العزيز .
الرسول : بشير . . . ونذير
أرسل اللّه رسوله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بشيراً للمؤمنين بالثواب العظيم ، ونذيراً للملحدين الكافرين بعذابٍ أليم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلبٍ سليم ، ماذا يقول اللّه تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ لنستمع إلى هذه الآية : ?إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ? [البقرة : 2/119] .
إن هذه الآية كُتبت في القرآن بشكل مختلف عن الإملاء الحديث هكذا : ?إِنَّا أَرْسَلْنَكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْلُ عَنْ أَصْحَبِ الْجَحِيمِ? لندقق النظر في طريقة كتابة كلمات هذه الآية :
1 ـ كلمة (أرسلناك) كُتبت : ?أرسلنك? 6 أحرف بدلاً من 7 .
2 ـ كلمة (تُسأَلُ) كُتبت : ?تُسل? 3 أحرف بدلاً من 4 .(1/231)
3 ـ كلمة (أصحاب) كُتبت : ?أصحب? 4 أحرف بدلاً من 5 .
لنرَ النظام الرقمي في هذه الآية كما كُتبت في القرآن ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّا أَرْسَلْنَكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا
3 6 5 5 1 5 1 2
تُسْلُ عَنْ أَصْحَبِ الْجَحِيمِ
3 2 4 6
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 642321515563 يقبل القسمة على 7 :
642321515563 = 7 × 91760216509
ونلاحظ أن كلمات الآية كُتبت بطريقة تناسب النظام الرقمي للعدد 7 .
هل يشمل النظام الرقمي مقاطع الآيات ؟
من عظمة الإعجاز في كتاب اللّه جلّ وعلا أن نصوص القرآن تشكل نظاماً رقمياً متكاملاً سواءً كان النص القرآني جزءاً من آية أو آية كاملة أو عدة آيات .
إذا عبَّرنا عن كل كلمة من كلمات هذه النصوص برقم يمثل عدد أحرف هذه الكلمة ، فسوف تتشكل لدينا سلسلة رقمية شديدة التعقيد !
النظام الرقمي لأحرف كلمات القرآن موجود في مقاطع الآيات القصيرة أيضاً ، وهنا تتجلى عظمة كتاب اللّه ، فالنظام الرقمي يتبع معنى النص القرآني سواء كان النص القرآني جزءاً من آية أو آية كاملة أو عدة آيات .
واللّه خبير بما تعملون
عبارات مثل : واللّه خبير بما تعملون ، واللّه بصير بما تعملون ، واللّه عليمٌ بما يفعلون ، واللّه عليم بما يعملون ، . . . تكررت هذه العبارات في العديد من آيات القرآن فهل يوجد نظام رقمي لكلمات هذه العبارات ؟ لنرَ النظام الرقمي في المقطع التالي : ?وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ? [آل عمران : 3/153] ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ اللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
1 4 4 3 6
العدد الذي يمثل هذه العبارة هو 63441 يقبل القسمة على 7 :
63441 = 7 × 9063
وهذا النظام الرقمي هو تصديق لقول اللّه تعالى ، فهو فعلاً عليم وخبير بكل أعمال البشر كبيرها وصغيرها .
إن اللّه كان غفوراً رحيماً(1/232)
عبارات كثيرة تكررت في القرآن الكريم . مَن الذي أنزل هذه العبارات ؟ أليس هو اللّه تعالى ، والدليل المادي على ذلك وجود نظام رقمي معجز لكلماتها . لنأخذ هذه المقاطع من نهايات لآيات من سورة النساء :
?إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً? [النساء : 4/23] .
?إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً? [النساء : 4/11] .
?إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً? [النساء : 4/35] .
?إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً? [النساء : 4/58] .
لنكتب عبارة من هذه العبارات القرآنية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً
2 4 3 5 5
هذا العدد يقبل القسمة على 7 :
55342 = 7 × 7906
وهكذا الكثير الكثير من العبارات القرآنية ، كلمات غاية في البلاغة والإعجاز يكمن وراءها نظام رقمي غاية في الدقة .
اللّه لا إله إلا هو
عبارة مهمة جداً تكررت في القرآن : ?اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ? [التغابن : 64/13] . فهل يوجد نظام رقمي لكلمات هذه العبارة ؟ لنكتب هذه العبارة وتحت كل كلمة عدد حروفها :
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
4 2 3 3 2
العدد الذي يمثل هذه العبارة هو 23324 يقبل القسمة على 7 ثلاث مرات !
23324 = 7 × 7 × 7 × 68
إذن الذي خلق السماوات السبع والأراضين السبع هو الذي أنزل هذه الكلمات ?اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ? وهو الذي نظم أحرفها الـ 14 بنظام رقمي يعتمد على العدد سبعة ، أما من يكفر بآيات اللّه فجزاؤه جهنم التي لها سبعة أبواب .
كلمات تنطق بالحقّ . . .
القرآن مليء بالعبارات الهامة التي تتحدث عن ذات اللّه تعالى وصفاته وقدراته وعلمه ورحمته التي وسعت كل شيء ، هذه العبارات تخفي وراءها نظاماً رقمياً يدل على أن الذي أنزل هذه العبارات هو اللّه الواحد القهار . بعض الأمثلة وما أكثر الأمثلة في كتاب اللّه تعطينا صورة واضحة عن هذا النظام الرقمي .
اللّه . . . لا يخلف الميعاد(1/233)
يقول عزَّ وجلَّ : ?إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ? [آل عمران : 3/9] .
لنكتب هذه العبارة وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
2 4 2 4 7
هذا العدد يقبل القسمة على 7 :
74242 = 7 × 10606
يرزقُ من يشاء . . .
يقول تعالى : ?إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ? [آل عمران : 3/37] . لنمثل كل كلمة بعدد حروفها :
إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
2 4 4 2 3 4 4
العدد الذي يمثل هذا المقطع يقبل القسمة على 7 :
4432442 = 7 × 633206
عليم بذات الصدور
يقول اللّه تعالى : ?إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ? [آل عمران : 3/119] ، لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
2 4 4 4 6
العدد الذي يمثل هذه العبارة من نهاية الآية 119 آل عمران يقبل القسمة على 7 :
64442 = 7 × 9206
هادياً . . . ونصيراً
يقول تعالى عن نفسه : ?وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا? [الفرقان : 25/31] . بنفس الطريقة نكتب عدد حروف كل كلمة :
وَ كَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَ نَصِيرًا
1 3 4 5 1 5
العدد الذي يمثل هذا المقطع 51543 يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :
515431 = 7 × 73633 = 7 × 7 × 10519
خبيراً . . . بصيراً
يقول تعالى : ?وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا? [الإسراء : 17/17] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
وَ كَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا
1 3 4 5 5 5 5
أيضاً العدد الذي يمثل هذا المقطع من نهاية الآية 17 الإسراء ، المكون من 7 كلمات يقبل القسمة على 7 :
5555431 = 7 × 793633
إن في ذلك لآية . . .(1/234)
آيات اللّه كثيرة ، ولكن أين من يسمع أو يعقل أو يؤمن . . . لذلك يقول تعالى في العديد من آيات القرآن : إن في ذلك لآية لقوم يسمعون ، إن في ذلك لآيت لقوم يؤمنون ، إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ، إن في ذلك لآية لقومٍ يعلمون . . . فما هو النظام الرقمي لمثل هذه العبارات : ?إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ? [النحل : 16/65] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
2 2 3 4 4 6
العدد الذي يمثل هذه العبارة هو 644322 يقبل القسمة على 7 :
644322 = 7 × 92046
ومن يؤمن باللّه . . . ومَن يتوكل على اللّه
الكثير من مقاطع الآيات تحدثت عن الإيمان والثقة باللّه ، لنرَ هذين المقطعين :
?وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ? [التغابن : 64/11] . نتبع المنهج ذاته في كتابة عدد حروف كل كلمة لنجد :
وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
1 2 4 5 3 4
العدد الذي يمثل هذا النص الكريم 435421 يقبل القسمة على 7 :
435421 = 7 × 62203
?وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ? [الطلاق : 65/3] . عدد حروف كل كلمة :
وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
1 2 5 3 4 3 4
العدد الذي يمثل حروف هذا النص الكريم المؤلف من سبع كلمات يقبل القسمة على 7 :
4343521 = 7 × 620503
هناك الكثير الكثير من المقاطع القصيرة والطويلة للآيات والتي انتظمت كلماتها بما يتناسب مع العدد 7 وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على إحكام آيات القرآن ودقَّة نظمه وترتيبه .
ذِكْرُ اللّه
يقول تعالى : ?أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ? [الرعد : 13/28] . نكتب عدد الحروف لكل كلمة :
أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
3 4 4 5 6
العدد الذي يمثل هذا المقطع 65443 يقبل القسمة على 7 :
65443 = 7 × 9349
أمر الله(1/235)
يقول عزَّ من قائل : ?ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ? [الطلاق : 65/5] . وهنا يتكرر النظام ذاته ، لنكتب تحت كل كلمة عدد حروفها:
ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ
3 3 4 5 5
العدد الذي يمثل هذا المقطع 55433 يقبل القسمة على 7 :
55433 = 7 × 7919
وكما نرى المهم أن يعطي المقطع معنى متكاملاً ، فالمقاطع القرآنية سواءً كانت في بداية الآية أو منتصفها أو نهايتها فإن كلماتها تسير وفق نظام رقمي ، وهذا لكمال الإعجاز في كتاب اللّه تعالى .
القصص الحق
يقول تعالى : ?إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ? [آل عمران : 3/62] . نكتب حروف كل كلمة :
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ
2 3 3 5 4
وهنا أيضاً العدد الذي هذا المقطع 45332 يقبل القسمة على 7 :
45332 = 7 × 6476
والنظام الرقمي في هذا الكلام يدل على أنه كلام من عند اللّه وأن القرآن كلُّه حقّ .
خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم
يخاطب الله تعالى حبيبه محمداً عليه صلوات الله وسلامه في آخر سورة نزلت من القرآن : ?فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ? [النصر : 110/3] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ
4 4 3 1 7
العدد الذي يمثل هذا المقطع يقبل القسمة على 7 ثلاث مرات متتالية :
71344 = 7 × 7 × 7 × 208
ولو قرأنا العدد بالاتجاه الآخر يبقى من مضاعفات السبعة :
44317 = 7 × 6331
إن القسمة على سبعة بالاتجاهين يعتبر من المسائل الرياضية المعقدة ، ووجود هذا النظام في القرآن دليل على أنه كتاب الله تعالى .
ويلاحظ أن الآيات التي تحوي مزيداً من التناسقات السباعية الهدف منها للتأكيد على إعجاز هذه الآيات .
خطاب للمؤمنين
يقول تعالى مخاطباً عباده المؤمنين : ?وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ? [البقرة : 2/216] . لنكتب عدد حروف المقطع كما كُتبت في كتاب الله تعالى :(1/236)
وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شياً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
1 3 2 6 3 1 2 3 3
العدد الذي يمثل هذا المقطع 332136231 يقبل القسمة على 7 :
332136231 = 7 × 47448033
وكما نلاحظ أن كلمة (شيئاً) كتبت في القرآن بياء واحدة هكذا ?شياً? أي 3 أحرف بدلاً من 4 أحرف ، وهذا يؤكد وجود أسرار لرسم كلمات القرآن العظيم .
العلماء أشدُّ خشية للّه
في الآية 28 من سورة فاطر هناك مقطع من 6 كلمات : ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ? [فاطر : 35/28] ، كيف كُتبت هذه الكلمات في القرآن ؟ كلمة (العلماء) كُتبت هكذا ?العلمؤا? . فجاء عدد أحرف هذه الكلمة 6 أحرف ، بينما كلمة ?العلمؤا? = 7 أحرف ، وبالتالي يصبح العدد الممثل لهذا المقطع قابلاً للقسمة على 7 .
لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَؤا
4 4 4 2 5 7
العدد الذي يمثل هذا المقطع 752444 يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :
752444 = 7 × 7 × 15356
ماذا عن مقاطع الآيات الطويلة
النظام الرقمي لكلمات وأحرف القرآن يتبع المعنى اللغوي للنص القرآني سواءً كان النص القرآني طويلاً أم قصيراً ، جزءاً من آية أو عدة آيات ، المهم أن يعطي معنىً متكاملاً . وسنضرب بعض الأمثلة لأجزاء من آيات قرآنية طويلة نسبياً .
طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
يأمرنا اللّه تعالى بطاعة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي نهاية الآية 7 من سورة الحشر نقرأ المقطع التالي :
?وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ? [الحشر : 59/7] ، لنكتب العدد الممثل لحروف كل كلمة كما كُتبت في القرآن الكريم :
وَ مَا آتَيكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَيكُمْ عَنْهُ
1 2 5 6 5 1 2 5 3
فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
7 1 5 4 2 4 4 6(1/237)
إن العدد الذي يمثل هذا النص القرآني هو : 64424517352156521
يتكون من 17 مرتبة وهو يقبل القسمة تماماً على 7 :
64424517352156521 = 7 × 9203502478879503
والعجيب أن هذا العدد يقبل القسمة على 63 والذي يمثل عدد السنوات التي عاشها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
64424517352156521 = 63 × 1022611386542167
وسبحان الله اعلي العظيم ! يتحدث الله تعالى بنص كريم يأمرنا أن نطيع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويأتي العدد الذي يمثل حروف هذا النص متناسباً مع عمر الرسول عليه الصلاة والسلام ! والأعجب من ذلك أننا إذا عددنا حروف هذا النص نجد بالتمام والكمال 63 حرفاً ! ! !
ننتقل الآن إلى مقطع آخر يتحدث عن قول الكافرين عن القرآن .
رد فعل الكافرين
عندما نزل القرآن أذهل بلغاء العرب وفصحاءهم حتى قالوا عن كلام اللّه وهو الحق إنه سحر ، فكيف عبَّر القرآن عن هذا الموقف للكفار ، لنستمع إلى نهاية الآية 43 من سورة سبأ : ?وَقَالَ الذينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ? [سبأ : 34/43] ، نكتب الحروف :
وَ قَالَ الذينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ
1 3 5 5 4 3 4 2 3 3 3 4
العدد الذي يمثل النص القرآني يقبل القسمة على سبعة :
433324345531 = 7 × 61903477933
فويل للقاسية قلوبهم
أحبُّ وأعظم وأكبر الأعمال هو ذكر اللّه تعالى ، والقرآن هو الذكر ، ولكن ما عقوبة هؤلاء القاسية قلوبهم من ذكر اللّه وآياته وقرآنه ؟ لنقرأ نهاية الآية 22 من سورة الزمر : ?فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ? [الزمر : 39/22] . نكتب حروف النص :
فَوَيْلٌ لِلْقَسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَللٍ مُبِينٍ
4 6 6 2 3 4 5 2 3 4
العدد الذي يمثل هذا النص يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :(1/238)
4325432664 = 7 × 88274136
إذن النظام الرقمي لهذا النص القرآني يتطلب أن تُكتب :
1 ـ كلمة (للقاسية) هكذا ?لِلْقَسِيَةِ? من دون ألف .
2 ـ كلمة (ضلال) هكذا ?ضَللٍ? من دون ألف .
وهذا ما نجده فعلاً في كتاب اللّه تعالى .
فضل اللّه تعالى
على الرغم من كفر هؤلاء المنكرين للقرآن يرزقهم اللّه تعالى من فضله العظيم ، لنرَ هذا المقطع من نهاية الآية 243 من سورة البقرة :
?إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ? [البقرة : 2/243] ، لنكتب الآن حروف كل كلمة من كلمات هذا المقطع :
إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ
2 4 3 3 3 5 1 3 4 5 2 6
العدد الذي يمثل هذا النص القرآني من مضاعفات الرقم سبعة :
625431533342 = 7 × 89347361906
وله المثل الأعلى
لنستمع إلى نهاية الآية 27 من سورة الروم التي تتحدث عن ذات اللّه تعالى : ?وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [الروم : 30/27] . لنكتب عدد حروف كل كلمة ونرى كيف يتكرر النظام الرقمي لحروف القرآن الكريم :
وَ لَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَتِ وَ الأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
1 2 5 6 2 6 1 5 1 2 6 6
هذا العدد الذي يمثل النص القرآني يقبل القسمة تماماً على 7 :
662151626521 = 7 × 94593089503
وهكذا حال كثير وكثير من مقاطع الآيات القصيرة والطويلة ، ولو أردنا استعراض جميع النصوص القرآنية التي ينطبق عليها هذا النظام الرقمي لاحتجنا إلى عشرات بل مئات الأبحاث العلمية القرآنية .
آيات تتحدث عن اللّه
إذا كان من يجحد كلام اللّه تعالى لا تقنعه الكلمات ، فهل يمكن أن تكون لغة الأرقام برهاناً مقنعاً له على صدق القرآن ؟(1/239)
آيات كثيرة تنطق بالحق لتقول إن كل كلمة في هذا القرآن هي من عند اللّه تعالى . القرآن هو كتاب جاء بالدرجة الأولى ليخبرنا : من هو اللّه سبحانه وتعالى ؟
من بين مئات الآيات التي تتحدث عن علم وقدرة ورحمة اللّه تعالى نأتي ببعض الأمثلة لندرك أن هذه الآيات هي من عند اللّه وأنى للبشر أن يأتوا بمثلها . إن النظام الرقمي لهذه الآيات وغيرها دليل علمي مادي على أن القرآن كتاب اللّه تعالى .
ألم تعلم ؟
لنستمع إلى الآية 70 من سورة الحج والتي تحدثنا عن علم الله تعالى : ?أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ? [الحج : 22/70] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ
3 4 2 4 4 2 2 5 1 5
إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَبٍ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
2 3 2 3 2 3 3 4 4
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 4433232325152244243 وهو من مضاعفات الرقم سبعة ويساوي :
= 7 × 633318903593177749
اللّه . . . يعلم كل شيء
يقول تعالى عن علمه : ?يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ? [سبأ : 34/2] . نكتب حروف كل كلمة :
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنْزِلُ
4 2 3 2 5 1 2 4 4 1 2 4
مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ
2 5 1 2 4 4 1 2 6 6
العدد الذي يمثل هذه الآية الكريمة من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي : 6621442152421442152324 أي :
= 7 × 945920307488777450332
عالم الغيب . . . هو اللّه(1/240)
أما الغيب فلا يعلمه إلا اللّه ، يقول تعالى : ?عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا? [الجنّ : 72/26] ، نكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن :
عَلِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا
3 5 3 4 3 4 4
العدد الذي يمثل هذه الآية هو عدد من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة :
4434353 = 7 × 633489
ملاحظة : كلمة (عالِم) كُتبت من دون ألف هكذا ?عَلِمُ? .
وللّه غيب السماوات والأرض
يقول : ?وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [النحل : 16/77] .
وبنفس الطريقة نجد أن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية من مضاعفات السبعة . وكما نلاحظ أن كلمة (السماوات) قد كتبت من دون ألف هكذا ?السموت? أي 6 أحرف بدلاً من 8 أحرف . وهكذا حال الكثير من آيات القرآن ، كل كلمة كُتبت بالطريقة التي تناسب النظام الرقمي لنصوص القرآن .
لنتأمل هذه الآية الكريمة : ? وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ? [غافر : 40/20] . لنكتب عدد حروف كل كلمة :
وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
1 4 4 5 1 5 5 2 4
لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
2 5 3 2 4 2 6 6
وهنا نجد العدد الذي يمثل حروف النص من مضاعفات السبعة .
اللّه . . . يحيي ويميت
?وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ? [الحجر : 15/23] ، هذه آية تقرّر قدرة اللّه تعالى فهو يحيي ويميت وهو الذي يرث الأرض ومن عليها . لقد كُتبت هذه الآية في القرآن بشكل يناسب تماماً النظام الرقمي .
1 ـ كلمة (نحيي) كتبت ?نُحْي? بياء واحدة .
2 ـ كلمة (الوارثون) كتبت ?الْوَرِثُونَ? من دون ألف .(1/241)
لنفتح القرآن على سورة الحجر ونتأكد من ذلك ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
وَ إِنَّا لَنَحْنُ نُحْي وَ نُمِيتُ وَ نَحْنُ الْوَرِثُونَ
1 3 4 3 1 4 1 3 7
العدد الذي يمثل هذه الآية هو 731413431 يقبل القسمة تماماً على 7 :
731413431 = 7 × 104487633
إذن الإعجاز لا يقتصر فقط على نوعية كلمات الآيات بل على طريقة كتابة هذه الكلمات والأمثلة التي نراها في هذا البحث لهي دليل لا يقبل الشك على معجزة القرآن العظيم .
وحدانية الخالق سبحانه
كيف يتخذ اللّه ولداً ، وهو خالق كل شيء ؟ سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً . لنستمع إلى الآية 35 من سورة مريم : ?مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ? [مريم : 19/35] ، نكتب هذه الكلمات الرائعة كما نراها في كتاب الله تعالى وتحت كل كلمة عدد حروفها :
مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَنَهُ إِذَا
2 3 3 2 4 2 3 5 3
قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
3 4 5 4 2 2 5
العدد الذي يمثل كلمات هذه الآية يقبل القسمة على 7 :
5224543353242332 = 7 × 746363336177476
ويجدر بنا أن نلاحظ أن كلمة (سبحانه) كُتبت من دون ألف هكذا ?سُبْحَنَهُ? .
أنَّى يكون له ولد
لنتأكد من هذه الحقيقة نستمع إلى آية أخرى من سورة الأنعام الآية 101 : ?بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? [الأنعام : 6/101] .
لندرس النظام الرقمي لهذه الآية كما كُتبت في القرآن ، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها:
بَدِيعُ السَّمَوَتِ وَ الأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَ لَمْ تَكُنْ
4 6 1 5 3 4 2 3 1 2 3
لَهُ صَحِبَةٌ وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(1/242)
2 4 1 3 2 2 1 2 3 2 4
العدد الذي يمثل هذه الآية : 4232122314232132435164 يقبل القسمة على 7 فهو يساوي :
= 7 × 604588902033161776452
وكما نلاحظ أن كلمة (السماوات) كُتبت هكذا : ?السَّمَوَتِ? ، أيضاً كلمة (صاحبة) كُتبت هكذا ?صَحِبَةٌ? (من دون ألف) ، إذن لماذا حذفت الألف من هاتين الكلمتين ؟
الجواب : ليصبح العدد الممثل للآية قابلاً للقسمة على 7 ، ومن الذي يعلم هذه الحقيقة ؟ إنه اللّه تعالى الذي لم يتخذ ولداً وهو الذي خلق كل شيء وهو بكل شيءٍ عليم .
هذا إعجاز اللّه وهذه آياته وهذا قرآنه ، كلام غاية في البلاغة والفصاحة والبيان . . . فأين كلام البشر من كلام اللّه ؟ وأين إعجاز البشر من إعجاز اللّه . . . بل أين هي كُتب البشر من كتاب اللّه تعالى ؟
إله واحد
لنستمع إلى آية من آيات اللّه تعالى نرى من خلالها عظمة البيان الإلهي ، وأن كل كلمة في هذه الآية هي حقٌّ لا شك فيه : ?لَقَدْ كَفَرَ الذينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [المائدة : 5/73] .
إن هذا الكلام هو كلام من عند اللّه تعالى ، لنثبت ذلك بلغة الأرقام القوية ، نفتح القرآن على سورة المائدة وننظر الآية 73 كيف كُتبت ، وربما نُذهل عندما نعلم أن هناك أحرف محذوفة من بعض الكلمات ، ولو لم تحذف هذه الأحرف لاختل النظام الرقمي للآية ! لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :
لَقَدْ كَفَرَ الذينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلثَةٍ وَ مَا
3 3 5 5 2 4 4 4 1 2
مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَحِدٌ وَ إِنْ لَمْ يَنْتَهُوا
2 3 3 3 3 1 2 2 6
عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
3 6 5 5 5 4 4 4(1/243)
1 ـ إن كلمة (ثلاثة) كُتبت من دون ألف هكذا ?ثَلثَةٍ? بينما كلمة ?ثَالِثُ? لم تحذف منها الألف .
2 ـ كلمة (واحد) كُتبت من دون ألف ?وَحِدٌ? .
ما هو العدد الذي يمثل هذه الآية العظيمة ؟ إنه العدد :
3 3 5 5 2 4 4 4 1 2 2 3 3 3 3 1 2 2 6 3 6 5 5 5 4 4 4
إنه عدد مكون من 27 مرتبة ، هذا العدد على ضخامته يقبل القسمة على 7 بما يتوافق مع النظام الرقمي القرآني ، فهذا العدد يساوي :
= 7 × 63507948031619046020632219
إذن نسأل :
مَن الذي صاغَ كلمات الآية بهذا الشكل ؟ مَن الذي ألهم المسلمين أن يحذفوا الألف من كلمة ?ثَلثَةٍ? ويبقوها في كلمة ?ثَالِثُ? ؟ مَن الذي حفظ هذه الآية طول 1400 سنة دون أدنى تغيير ؟
أليس هو اللّه الواحد القهار الذي لم يتخذ ولداً ، ولم يكن له شريك في الملك ، وهو القادر على كل شيء ، سبحانه وتعالى عما يشركون .
بيده ملكوت كل شيء
?فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? [يس : 36/83] . لنكتب هذه الآية كما نراها في كتاب الله تبارك وتعالى وتحت كل كلمة عدد حروفها :
فَسُبْحَنَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
5 4 4 5 2 2 1 4 6
إن العدد الذي يمثل هذه الآية يقبل القسمة على 7 بشرط أن تُكتب كلمة (فسبحان) من دون ألف هكذا ?فَسُبْحَنَ? ، وهذا ما نجده في القرآن إذا فتحنا كتاب اللّه . والعدد الذي يمثل هذه الآية من مضاعفات الرقم سبعة :
641225445 = 7 × 91603635
من خلال هذه الأمثلة يتضح لنا أن الذي أنزل القرآن جعل فيه برنامجاً دقيقاً من المعجزات التي بدأت مع إنزال القرآن وسوف تستمر حتى قيام الساعة ، ونحن نقف الآن على أحد جوانب المعجزة الرقمية للقرآن .
لماذا كُتبت كلمات القرآن بهذا الشكل ؟(1/244)
كثيراً ما وقفتُ حائراً أمام سؤال غاية في الأهمية : لماذا نجد الكلمة نفسها كُتبت في القرآن بعدَّة أشكال ، فمثلاً نجد كلمة (كتاب) كُتبت على شكلين هكذا ?كتاب ـ كتب? وكلمة (تبارك) أيضاً كُتبت بشكلين هكذا ?تبارك ـ تبرك? وكلمة (إنما) كُتبت أيضاً على شكلين كالتالي ?إنَّما ـ إنَّ ما? وغيرها كثير كثير . . .
فما سرّ كتابة هذه الكلمات وغيرها على هذا النحو الذي نراه في القرآن ؟ ونحن نعلم أن اللّه لو شاء لم تُكتب هذه الكلمات بهذا الشكل ، لذلك مشيئة اللّه تعالى اقتضت هذه الطريقة الفريدة في رسم القرآن ، ولا يوجد أي كتاب آخر في العالم فيه مثل هذه الميزة .
إن الإجابة على سؤال كهذا بلغة الكلمات مهمة صعبة وربما لا توصلنا إلى نتيجة منطقية ، ولكن ما أسهل الإجابة على كثير من الأسئلة المهمة المتعلقة بالقرآن بلغة واضحة هي لغة الأرقام .
من خلال الأمثلة القادمة سوف نرى نوعاً جديداً من أنواع الإعجاز القرآني هو إعجاز رسم كلمات القرآن .
تبارك . . . وتبرك
في القرآن العظيم 114 سورة ، سورتان فقط بدأت كل منهما بكلمة ?تبارك? هما سورة الفرقان وسورة الملك . لنفتح كتاب اللّه على هاتين السورتين لنرَ كلمة (تبارك) كُتبت مرة ?تبارك? ومرة ?تبرك? كما يلي :
1 ـ ?تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَلَمِينَ نَذِيراً? [الفرقان : 25/1] .
2 ـ ?تَبرَكَ الذي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [الملك : 67/1] .
والسؤال : لماذا كُتبت كلمة ?تبارك? مرة بألف ومرة من غير ألف ؟ في لغة الكلمات لا نجد إجابة منطقية ، ولكن لغة الأرقام تجيب على ذلك بشكل دقيق : إن العدد الذي يمثل الآية الأولى يقبل القسمة على 7 ، والعدد الذي يمثل الآية الثانية كذلك يقبل القسمة على 7 . لنكتب الآيتان كما كُتبتا في القرآن لنرَ النظام الرقمي :
النظام الرقمي لأول آية من سورة الفرقان
لنكتب عدد حروف كل كلمة :(1/245)
تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَلَمِينَ نَذِيراً
5 4 3 7 3 4 5 7 5
العدد الذي يمثل هذه الآية 5 4 3 7 3 4 5 7 5 يقبل القسمة تماماً على سبعة :
575437345 = 7 × 82205335
إذن في هذه الآية كتبت كلمة ?تبارك? بالألف عدد أحرفها = 5 ، وبالتالي لو حذفت الألف لم يقبل العدد الممثل للآية القسمة على سبعة .
النظام الرقمي لأول آية من سورة الملك
لنكتب الآية مع عدد حروف كل كلمة :
تَبرَكَ الذي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
4 4 4 5 1 2 3 2 2 4
أيضاً العدد الذي يمثل هذه الآية يقبل القسمة تماماً على 7 :
4223215444 = 7 × 4223215444
إذن في هذه الآية كُتبت كلمة (تبارك) من دون ألف هكذا ?تبرك? عدد أحرفها = 4 ولو كُتبت هذه الكلمة بألف لأصبح عدد حروفها 5 ولم يَعُدْ العدد الممثل للآية قابلاً للقسمة على 7 . وهذا دليل مادي على أن القرآن كتابٌ من عند اللّه لا يقدر على تركيب وتنظيم هذه الكلمات وطريقة كتابتها إلا اللّه تعالى ، وما هذه الأرقام التي نراها إلا دليلاً جديداً على صدق القرآن .
وكأن هذه الأرقام تريد أن تقول : أيها الإنسان المادي . . . يا من لا يفقه إلا لغة الأرقام والماديات . . . هذه آيات اللّه ، وهذه معجزة كتابه فهل يخشع قلبُك أمام هذه المعجزة . . . هل ستدمع عينكَ عندما ترى آيات اللّه . . . هل سيهتزُّ قلبك لينفض عنه غُبار وصدأ الإلحاد ؟ هل سيُشفى صدرك من مرض نسيان آيات اللّه ؟
إذن تجد الشفاء في كتاب اللّه الذي أنزله اللّه شفاء ورحمة للمؤمنين وقال فيه : ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقرآن مَا هوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ? [الإسراء : 17/82] .
نَبأ . . . ونَبؤا
لنقارن هذين النصين من القرآن العظيم ، نكتبهما كما كُتبا في كتاب اللّه :(1/246)
1 ـ النص الأول : ?عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ - عَنِ النَّبَأ الْعَظِيمِ - الذي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ? [النبأ : 78/1-3] .
2 ـ النص الثاني : ?قُلْ هُوَ نَبَؤٌا عَظِيمٌ - أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ? [ص : 38/67- 68] .
في النص الأول كُتبت كلمة ?نبأ? بشكلها المألوف ، أما في النص الثاني فكُتبت هكذا ?نبؤا? بواو لا تلفظ ، ما هو الهدف من هذه الواو ؟ لنترك لغة الأرقام تتحدث وتخبرنا يقيناً أن الذي أنزل القرآن هو اللّه ، حَفِظَ كل حرفٍ فيه إلى يوم القيامة :
النص الأول
لنكتب عدد حروف كل كلمة كما كُتبت في القرآن :
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأ الْعَظِيمِ الذي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
2 7 2 5 6 4 2 3 7
العدد الذي يمثل هذا النص القرآني 2 7 2 5 6 4 2 3 7 يقبل القسمة على سبعة :
732465272 = 7 × 104637896
النص الثاني
لنكتب عدد حروف كل كلمة كما كُتبت في القرآن :
قُلْ هُوَ نَبَؤٌا عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ
2 2 4 4 4 3 6
العدد الذي يمثل هذا النص القرآني 2 2 4 4 4 3 6 يقبل القسمة على 7 أيضاً :
6344422 = 7 × 906346
ونلاحظ أن كلمة ?نبأ? كُتبت هكذا ?نبؤا? أي 4 أحرف بدلاً من 3 أحرف ، لماذا ؟ لأن وجود هذه الواو في هذه الكلمة بالذات ضروري ليصبح العدد الذي يمثل النص القرآني قابلاً للقسمة على 7 تماماً .
والسؤال الآن : هل يمكن للبشر ولو اجتمعوا ومهما توصلوا إليه من علوم وتقنيات ، هل يمكنهم تنظيم كتاب ويتحكَّموا بطريقة كتابة كل كلمة من كلماته ؟
إن علوم البشر لا يمكن أن تتفوق على علم اللّه تعالى ، لأن القرآن هو كتاب اللّه وفيه علم اللّه ، فهل يمكن لمخلوق أن يتفوق على الخالق تعالى ؟ إن الذين كذبوا بالقرآن لا يعرفون شيئاً عن القرآن ، يقول تعالى : ?بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ? [يونس : 10/39] .
إنما . . . إنَّ ما(1/247)
كلمة ?إنَّما? كُتبت على شكلين في القرآن : ?إنَّما ـ إنَّ ما? ، لماذا ؟
والجواب دائماً هو : ليبقى النظام الرقمي لكلمات القرآن قائماً ، لنعلم أن القرآن هو كتاب اللّه ، وأنه لم يتغير منه حرف منذ 1400 سنة وحتى يومنا هذا ، وأن البشر عاجزين عن الإتيان بمثله .
1 ـ لنفتح القرآن على سورة الأنعام الآية 134 ، ونكتب الآية كما نراها : ?إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ? [الأنعام : 6/134] ، النظام الرقمي للآية متمثلاً بقابلية القسمة على 7 نتعرف عليه بعد أن نكتب هذه الآية الكريمة وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَ مَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ
2 2 6 3 1 2 4 7
العدد الذي يمثل هذه الآية يقبل القسمة تماماً على 7 :
74213622 = 7 × 10601946
ملاحظة : لو كُتبت كلمتي : ?إن ما? بشكل متصل هكذا ?إنَّما? لأصبح العدد الذي يمثل هذه الآية هو : 4 6 3 1 2 4 7 وهذا العدد لا يقبل القسمة على 7 ، فانظر إلى دقة رسم كلمات القرآن !
2 ـ من بين الآيات الكثيرة في كتاب اللّه لنفتح القرآن على الآية: ?إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ? [يس : 36/82] .
نكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن ،كلمة (شيئاً) كُتبت هكذا ?شياً? بياء واحدة ، نكتب الآية كما نراها في كتاب الله تعالى وتحت كل كلمة عدد حروفها :
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
4 4 3 4 3 2 4 2 2 5
والعدد 5224234344 يقبل القسمة تماماً على 7 أيضاً :
5224234344 = 7 × 746319192
لو كُتبت كلمة ?إِنَّمَا? في هذه الآية هكذا ?إنَّ ما? كما في الآية السابقة [سورة الأنعام الآية 134] لأصبح العدد الممثللحروف هذه الآية هو : 52242343422 وهذا العدد لا يقبل القسمة على 7 .(1/248)
إذن من الذي يعلم أن طريقة الكتابة هذه لكلمات القرآن هي التي تحقق النظام الرقمي ؟ إنه الذي أحصى كل شيء في كتابٍ عنده وهو القائل : ?وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَباً? [النبأ : 78/29] .
لإيلاف قريش
لنتأمل الطريقة التي كُتبت بها هذه السورة : ?لإِيلافِ قُرَيْشٍ - إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ - فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ - الذي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ? [قريش : 106/1 ـ 3] .
العدد الذي يمثل هذه السورة لا يقبل القسمة على 7 إذا كُتبت بهذا الشكل . ربما نُذْهل لو فتحنا القرآن على هذه السورة لنرَ أن كلمة (لإيلاف) مكتوبة ?لإيلف? ، وكلمة (إيلافهم) مكتوبة هكذا ?إلفهم? ، لنتعرف من خلال النظام الرقمي للسورة على سر كتابة كلماتها بهذا الشكل .
نكتب هذه السورة العظيمة وتحت كل كلمة عدد حروفها :
لإِيلفِ قُرَيْشٍ إِلفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَ الصَّيْفِ
5 4 5 4 5 1 5
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الذي أَطْعَمَهُمْ
8 2 3 5 4 6
مِنْ جُوعٍ وَ ءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ
2 3 1 5 2 3
العدد الذي يمثل حروف كلمات هذه السورة من مضاعفات الرقم سبعة وهو : 5 4 5 4 5 1 5 8 2 3 5 4 6 2 3 1 5 2 3 . إذن النظام الرقمي لهذه السورة أعطانا تفسيراً دقيقاً لماذا كُتبت كلمات القرآن بهذا الشكل .
ما هي قاعدة رسم الكلمات ؟
هل توجد قاعدة ثابتة لطريقة رسم أو كتابة كلمات القرآن ؟ بما أن نفس الكلمة نجدها مكتوبة بأشكال متعددة مع ثبات المعنى اللغوي ، إذن قاعدة الكتابة لكلمات القرآن لغوياً غير معروفة بالنسبة لنا .(1/249)
ولكن رقمياً توجد هذه القاعدة ، وهي : بما أن اللّه تعالى هو الذي أنزل القرآن إذن هو الذي اختار ترتيب أحرف القرآن بحيث تُشكِّل نظاماً رقمياً شديد الدقة يعجز البشر عن الإتيان بمثله ، ويبقى القانون الإلهي : ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر : 15/9] . إن النصوص القرآنية التي تتكون من عدة آيات تشكل أرقاماً ضخمة جداً ، هل تبقى هذه الأعداد الكبيرة قابلة للقسمة على سبعة ؟
أول ما نزل من القرآن
?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ - خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ - اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ - الذي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ - عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ? [العلق : 96/1-5] . لنكتب حروف هذا النص الكريم كما كُتبت في القرآن :
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَنَ
4 4 3 4 3 3 6
مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الأَكْرَمُ الذي
2 3 4 1 3 6 4
عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
3 6 3 6 2 2 4
إن العدد الذي يمثل حروف هذا النص القرآني كما رُسمت في القرآن هو : 422636346314326334344 هذا العدد الضخم والمكون من 21 مرتبة يقبل القسمة تماماً على 7 :
= 7 × 60376620902046619192
وربما نعلم لماذا كُتبت كلمة (الإنسان) هكذا ?الإنسن? من دون ألف .
آخر سورة نزلت
ماذا عن آخر سورة نزلت من القرآن ؟ آخر سورة كاملة نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي سورة النصر ، وهذه السورة كانت مؤشراً على اقتراب لقاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بربه : ?إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ - وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا - فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا? [النصر : 110/1 ـ 3] لنكتب عدد حروف كل كلمة :
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ رَأَيْتَ
3 2 3 4 1 5 1 4(1/250)
النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ
5 6 2 3 4 6 4
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
4 3 1 7 3 3 5
العدد الضخم الذي يمثل أحرف هذه السورة العظيمة :
3 2 3 4 1 5 1 4 5 6 2 3 4 6 4 4 3 1 7 3 3 5
هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة .
ماذا عن بقيّة سور القرآن ؟
لكل سورة نظام رقمي خاص بها سواءً علمنا هذا النظام أم جهلناه ، وفي هذا البحث تناولنا نظاماً رقمياً واحداً ، وربما يوجد في كتاب اللّه مئات من الأنظمة الرقمية الأكثر تعقيداً ، واللّه أعلم .
اللّه تعالى يخلُق الخلق ويرزقهم ويعطيهم من النِّعم مالا يُحصى ، ثم يكفرون ويجحدون وينكرون . . . يرسل إليهم الرسل ليُذَكِّروهم بالخالق سبحانه وتعالى وعلى الرغم من ذلك يستمرون في كُفرِهم . . . ينزِّلُ عليهم كُتبَهُ ويُقسم لهم بأنَّه على حقّ وسبحان اللّه ! هل اللّهُ بحاجة إلى هذا القسم ؟ ومع ذلك يكفرون ومع ذلك يرحمُهم ويرزقهُم . . . بعد كلِّ هذا هل يمكن لإنسانٍ أن يَتخيَّلَ مدى سَعَةِ رحمةِ اللّه ؟
إنه لقرآن كريم
لقد أقسمَ اللّهُ تعالى بمواقع النجوم ـ وهو قَسَمٌ عظيم ـ أن القرآن هو كتابٌ كريمٌ مُنَزَّلٌ من ربِّ العالمين ، لننظُر إلى الأسلوب الرائع للقرآن في التعبير عن هذه الحقيقة وبما يتناسب رقمياً مع العدد 7 عبر الآيات [75 ـ 76 ـ 77 ـ 78 ـ 79 ـ 80]من سورة الواقعة .
يقول تعالى : ?فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ - وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ - إِنَّهُ لَقرآن كَرِيمٌ - فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ - لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ - تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ? [الواقعة : 56/75-80] . لنكتب حروف كل كلمة من كلمات هذا النص الكريم كما كُتبت:
فَلا أُقْسِمُ بِمَوَقِعِ النُّجُومِ وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ
3 4 5 6 1 3 4 2
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقرآن كَرِيمٌ فِي كِتَبٍ مَكْنُونٍ(1/251)
6 4 3 5 4 2 3 5
لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ
2 4 3 8 5 2 2 7
إن العدد الضخم الذي يمثل هذا النص القرآني هو :
3 4 5 6 1 3 4 2 6 4 3 5 4 2 3 5 2 4 3 8 5 2 2 7
هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 . مع ملاحظة أن الكلمات الآتية : (بمواقع ، كتاب ، العالمين) ، كلها كُتبت في القرآن الكريم من دون ألف هكذا : ?بموقع ، كتب ، العلمين? .
إن العدد الذي يمثل هذا النص القرآني مؤلف من 24 مرتبة أي من مرتبة المئة ألف بليون بليون ، ولكي نتخيل مدى ضخامة هذا العدد نقارنه بالعدد الذي يمثل أبَعد نجم عن الأرض ، إن أبعد مجرة مكتشفة حتى يومنا هذا لا يتجاوز بعدها 30 ألف مليون سنة ضوئية أي عدد من 11 مرتبة فقط .
والسؤال : ما هو حجم العدد الذي يمثل كامل القرآن العظيم ؟ إنه عدد مكون من أكثر من سبعين ألف مرتبة !!! أي من مرتبة البليون بليون بليون بليون ...... ويجب أن نقول هذه الكلمة أكثر من سبعين ألف مرة !!! وعدد كهذا نحتاج لكتابته إلى 100 صفحة ، ولا يمكن أن يوجد عدد كهذا في الطبيعة ، ولا يمكن تخيل مثل هذا العدد ، فأكبر عدد يمكن تصوره هو عدد ذرات الكون وهو يزيد قليلاً عن المئة مرتبة فقط . ربما نعلم من خلال هذه المقارنة لماذا نقول دائماً في الأذان والصلاة : اللّه أكبر ! !
آيات . . . وآيت(1/252)
ماذا لو كان النص القرآني طويلاً ؟ طبعاً سينتج معنا أعداد شديدة الضخامة ، ولكن اللّه أكبر وأعظم . لننتقل الآن إلى أحد نصوص سورة يونس ، يقول الله تعالى : ?وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَتُنَا بَيِّنَتٍ قَالَ الذينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقرآن غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَائ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ - قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَيكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ - فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ? [يونس : 10/15-17] .
في هذا النص القرآني نلاحظ ما يلي :
1 ـ كلمة ?آياتُنا? لم تُحذف منها الألف .
2 ـ كلمة (بآياته) كُتبت من دون ألف هكذا ?بآيته? .
3 ـ كلمة (بيِّناتٍ) كُتبت من دون ألف هكذا ?بيِّنت? .
4 ـ كلمة (تلقاءِ) كُتبت بياء لا تلفظ هكذا ?تِلقائِ? .
نأتي الآن إلى منطق الأرقام ، ما هي مواصفات العدد الذي يمثل هذا النص القرآني ؟ بلا شك إنه عدد فائق الضخامة ومؤلف من 73 مرتبة ، أي من مرتبة البليون بليون بليون بليون بليون بليون بليون بليون . وبالطبع هذا العدد لا يمكن تخيُّله ، فكيف إذا علمنا أن هذا العدد هو من مضاعفات الـ 7 أي يقبل القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ ؟
مئات ومئات من النصوص القرآنية القصير والطويلة كلها انتظمت كلماتها بطريقة مدهشة ، ليس هذا فحسب بل طريقة كتابة الكلمات وموضع كل كلمة من النص ، وكأننا أمام برنامج متطور ودقيق جداً .(1/253)
وفي هذا المقام نتساءل : هل كان لدى الرسول الأميّ صلى الله عليه وآله وسلم أجهزة كمبيوتر وبرامج متطورة لتركيب مثل هذه الأرقام وضبطها بهذه الدقة العالية ؟ هل كان أصحابه رضي اللّه عنهم الذين لا يعرفون القراءة والكتابة علماء في الرياضيات والأنظمة الرقمية ؟
لقد كان لديهم شيء أعظم بكثير ألا وهو الإيمان والثقة بمُنَزِّل القرآن سبحانه وتعالى .
إن جهنم كانت مرصاداً
من خلال هذه النصوص القرآنية ربما ندرك : لماذا كانت أبواب جهنم 7 ؟ ليَدلَّنا اللّه تعالى على أن الذي خلق السماوات السبع هو الذي أنزل القرآن ونظم كلماته بما يتناسب مع الرقم 7 وأعدَّ لمن يكذب به نار جهنم وجعل لها سبعة أبواب ، واللّه أعلم .
لنتناول أحد النصوص القرآنية والتي تصور لنا نار جهنم : ?إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً - لِلطَّغِينَ مَآباً - لبِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً - لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً - إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً - جَزَاءً وِفَاقاً - إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً - وَكَذَّبُوا بِآيَتِنَا كِذَّاباً - وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَهُ كِتَباً - فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً ? [النبأ : 78/21 ـ30] .
ونلاحظ أن الكلمات : (للطاغين ، لابثينَ ، بآياتنا ، أحصيناهُ ، كتاباً) ، هذه الكلمات كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا : ?للطغين ، لبثين ، بآيتنا ، أحصينهُ ، كتباً? . لنكتب هذا النص القرآني كما كُتب في القرآن لنرَ النظام الرقمي لكلماته :
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِلطَّغِينَ مَآباً لبِثِينَ فِيهَا
2 4 4 6 6 4 5 4
أَحْقَاباً لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَ لا شَرَاباً إِلاَّ
6 2 6 4 4 1 2 5 3
حَمِيماً وَ غَسَّاقاً جَزَاءً وِفَاقاً إِنَّهُمْ كَانُوا لا
5 1 5 3 5 4 5 2
يَرْجُونَ حِسَاباً وَ كَذَّبُوا بِآيَتِنَا كِذَّاباً وَ كُلَّ
5 5 1 5 6 5 1 2(1/254)
شَيْءٍ أَحْصَيْنَهُ كِتَباً فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً
2 6 4 6 3 6 3 5
إن العدد الذي يمثل هذا النص القرآني يقبل القسمة على 7 ! !
إذن نحن أمام نص يتحدث عن جهنم التي لها 7 أبواب ، انتظمت كلمات وأحرف وطريقة كتابة هذا النص بما يتناسب مع العدد 7 ، وعلى الرغم ضخامة العدد الممثل للنص فإنه يقبل القسمة على 7 ! !
إن هذه تذكرة
يقول تعالى : ?إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً - وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا - يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا? [الإنسان : 76/29-31] .
إن العدد الذي يمثل هذا النص القرآني يقبل القسمة تماماً على 7 . وكما نلاحظ أن كلمة (الظالمين) كتبت في القرآن ?الظلمين? . ويمكنك عزيزي القارئ أن تجرب مئات النصوص القرآنية لتجدها أنها تنضبط على الرقم سبعة دائماً .
ولكن يجب الانتباه إلى أن الآية التي تظنها لا تتوافق مع الرقم سبعة ، فيجب أن تبحث عن الآية التي قبلها أو بعدها والمرتبطة بها ، لأن القرآن الكريم ليس بهذه البساطة ، فهو كتاب رب العالمين أنزله بعلمه وحكمته . وهذا يعني أننا كلما بحثنا أكثر رأينا عجائب أكثر !
والآن إلى أهم نتائج هذا البحث .
نتائج البحث
بما لا يقبل الشك يمكن القول : إذا تغيرت طريقة كتابة كلمات القرآن سوف يختل النظام الرقمي لها ، لذلك : كل حرف مكتوب في القرآن هو بوحيٍ من اللّه تعالى ولا يجوز تغيير طريقة كتابته ولو كلمة واحدة من كلمات القرآن ، واللّه أعلم .
هل يقتصر كتاب اللّه تعالى وهو أعظم كتاب على نظام رقمي واحد ، أم أن هناك أنظمة رقمية لا يحصي عددها إلا مُنَزِّلُ القرآن ؟ يمكننا أن نقول وبثقة تامة :(1/255)
كما أن الأنظمة الرياضية والقوانين التي تحكم الكون لا تنتهي ، كذلك القوانين والأنظمة التي رتب الله عليها كلمات وأحرف كتابه لا تنتهي !
هذا البحث العلمي ليس كل شيء ، فما هو إلا خطوة باتجاه اكتشاف وتدبُّر الأنظمة الرقمية في القرآن .
ولكن يخطر ببالي سؤال في هذا المقام : منذ 1400 سنة هل كان إنسان واحد في العالم يعلم شيئاً عن الأنظمة الرقمية ؟ إذن السبق العلمي للقرآن لا يقتصر فقط على علوم اللغة والتشريع والفلك والطب والبحار والأرض وغيرها من العلوم ، بل القرآن سبق علماء الرياضيات والكمبيوتر إلى الأنظمة الرقمية بأربعة عشر قرناً .
كذلك يؤكد هذا البحث أن رسم كلمات القرآن فيه معجزة ولا يجوز تغييره أو المساس به ، وأن الله تعالى قد رتب كل حرف في مكانه الدقيق وهذا يؤكد إعجاز خط القرآن .
وبعد كل هذه الحقائق الرقمية عن كتاب اللّه ، هل يمكن لإنسان عاقل أن يرتاب أو يشكَّ بأن القرآن ليس من عند اللّه ؟
بل هل يمكن لبشر مهما وصل إليه من العلم والقدرات أن يأتي ولو بسورة مثل القرآن ؟ لنستمع إلى هذه الآية العظيمة : ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الذينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الذي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ? [يونس : 10/104] .
سوف نعيش الآن ومن خلال البحث الآتي مع إعجاز أرقام الآيات وتسلسلها في كتاب الله تعالى . وسوف نختار بعض الكلمات القرآنية التي تكررت في كتاب الله عدداً من المرات وجاءت أرقام آياتها لتشكل أعداداً من مضاعفات الرقم سبعة .
وقد اقتصرنا في هذا البحث على أخذ الكلمة من دون مشتقاتها اللغوية ، مع التأكيد على أن النظام الرقمي يشمل كل كلمة مع مشتقاتها وأحياناً ترتبط الكلمات ببعضها بشكل شديد التعقيد ، وحسبنا في هذا المبحث أن نرى جانباً من جوانب الإعجاز الرقمي لآيات القرآن العظيم .(1/256)
ويجب أن نؤكد للسادة القرّاء كل شيء في القرآن ينضبط بدقة مذهلة على الرقم سبعة ، ولكن يجب أن ننتبه إلى معنى الكلمة أوالآية وما تتعلق وترتبط به من كلمات أو آيات ، وإلى وجود اتجاهين في قراءة الأعداد القرآنية بما يتناسب مع معنى النص .
وباعتقادي أن مئات الأمثلة التي قدمناها من خلال هذه الموسوعة كافية للبرهان على وجود هذه المعجزة العظيمة في كتاب الله تعالى .
البحث التاسع
إعجاز آيات القرآن
الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
إن الذي يبحث عن نوع جديد من أنواع الإعجاز القرآني يحتار من أين يبدأ وكيف ينتهي ، فمثلُه كمثَل مَن يبحث عن قطرة ماء وسط البحر المحيط . فبحوث القرآن لا تنتهي ، وأنواع الإعجاز فيه لا تنقضي ، ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة .
وفي هذا البحث سنعيش رحلة ممتعة مع نظام تكرار كلمات القرآن الكريم ، وسوف نرى بأن الكلمة القرآنية تتكرر بنظام محكم . هذا النظام يقوم أيضاً على الرقم سبعة ومضاعفاته . لنقرأ فقرات هذا البحث .
سوف نستنتج في هذا البحث أن الله تعالى هو الذي رتب آيات القرآن وألهم المسلمين أن يرقموها بالشكل الذي نراه اليوم . ولو كان ترقيم الآيات من صنع بشر لم نرَ فيه أبداً مثل هذا النظام المحكم .
مقدمة
سوف نجيب عن سؤال مهم في هذا البحث : كثير من العبارات تكررت في القرآن ، لماذا ؟ هل جاء هذا التكرار عبثاً ؟ أم أنه يخفي وراءه معجزة تنتظر من يبحث عنها ؟ لنستمع إلى هذه الآية : ?وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? [لقمان : 31/27] .(1/257)
القرآن الكريم هو عبارة عن كتاب أنزله اللّه تعالى للبشر جميعاً ، مؤلَّف من 114 سورة ، وكل سورة عبارة عن مجموعة آيات . عدد آيات القرآن 6236 آية ، وكل آية تتألف من مجموعة من الكلمات ، فكل كلمة في القرآن يمكن تحديد موقعها برقمين : رقم السورة ورقم الآية ، وهذا هو مبدأ البحث عن أية كلمة في القرآن .
ولكن هناك عبارات تكررت في القرآن أكثر من مرة في آيات وسور مختلفة ، والسؤال المهمّ : هل يوجد نظام رقمي يحكم تكرار الكلمات في القرآن ؟ إن الإعجاز الرقمي لكلمات القرآن الكريم يعطينا جواباً دقيقاً على مثل هذا السؤال . ويمكن القول : إن كل كلمة في القرآن وُضعت بدقة متناهية تفوق التصور البشري ، وفي هذا البحث سوف نثبت بما لا يقبل الشك أن هذا القرآن هو كتابٌ من عند اللّه ، ويستحيل الإتيان بمثله .
مثال
آيات القرآن هي تذكرة لجميع البشر وهذه الحقيقة تتمثل في قول اللّه تبارك وتعالى : ?إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً? ، هذه الآية الكريمة نجدها في موضعين فقط من القرآن :
1 ـ ?إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً? [المزمل : 73/19] .
2 ـ ?إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً? [الإنسان : 76/29] .
ونريد أن نسأل هذه الأسئلة : لماذا تكررت هذه الآية مرتين في القرآن ؟ ولماذا كان رقم الآيتين : 19 ـ 29 ؟ ولماذا كان تسلسل سورة المزمل قبل سورة الإنسان ؟
سوف نجيب على هذه الأسئلة وغيرها بلغة الأرقام ، فتكرار هذه الآية في القرآن مرتين له حكمة ، وقد اختار اللّه تعالى لهذه الآية رقمين 19 و 29 وذلك لحكمة أيضاً ، ويمكن استنتاج جزء من هذه الحكمة بالاعتماد على الرقم 7 . فعندما نصُفّ أرقام الآيتين 19 ـ 20 ينتج عدد جديد هو 2919 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 ، أي يقبل القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ :
2919 = 7 × 417(1/258)
إن هذا النظام يتكرر مئات بل آلاف المرات في القرآن وسوف نكتشف أن آيات القرآن منظمة بما يتناسب مع الرقم 7 ، إن الذي نظَّم وأحصى هذه الآيات هو القائل : ?وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ? [يس : 36/12] .
إحصاء اللّه تعالى
إن اللّه تعالى يعلم كل ورقة تسقط ، ويعلم كل ذرة من ذرات الكون ، ويعلم السرَّ وأخفى . . . إن اللّه أحصى كل شيءٍ عدداً وأحاط بكل شيءٍ علماً وأتقن كل شيءٍ صنعاً . إن كلمة ?أَحْصَيْنَاهُ? هي كلمة خاصة بالله تعالى ، وقد تكررت مرتين في القرآن في الآيتين :
1 ـ ?إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ? [يس : 36/12] .
2 ـ ?وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً? [النبأ : 78/29] .
نضع هذه النتائج في جدول حسب تسلسل الآيتين في القرآن لنرى عظمة الإعجاز الرقمي في كتاب اللّه تعالى :
سورة يس سورة النبأ
12 29
نصُفُّ أرقام الآيتين على التسلسل 12 ـ 29 ، والآن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو : 2912 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 أيضاً :
2912 = 7 × 416
إذن : أرقام الآيات في كتاب اللّه تشكل نظاماً رقمياً يعتمد على الرقم 7 ، وذلك حسب تسلسل وترتيب هذه الآيات . أي إذا قمنا بصفّ أرقام الآيات التي تكررت فيها كلمة معينة بجانب بعضها حسب تسلسلها فإن هذه الأرقام تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 من دون باقٍ .
?لا تُحْصُوهَا?
إذا كان اللّه تعالى قد أحصى كل شيء ، فماذا عن الإنسان وإحصائه ؟
يقول اللّه تعالى : ?وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا? ، هذه حقيقة قرآنية تُقرر عجز البشر عن إحصاء نعمة اللّه ، تكررت هذه الحقيقة في القرآن مرتين بالضبط :
1 ـ ?وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ? [إبراهيم : 14/34] .(1/259)
2 ـ ?وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ? [النحل : 16/18] .
لنكتب أرقام الآيتين حسب تسلسلها في القرآن الكريم :
سورة إبراهيم سورة النحل
34 18
العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو : 1834 وهو يقبل القسمة تماماً على 7 :
1834 = 7 × 262
وهنا نريد أن نتساءل : مَن الذي وضع هذه الكلمة في هاتين الآيتين بالذات ؟ ومَن الذي يعلم أن أرقام الآيتين تشكلان عدداً يقبل القسمة على 7 ؟ أليس هو رب السماوات السبع ومُنَزِّل القرآن ؟ وهو القائل : ?قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ? [النحل : 16/102] .
نزَّله روح القُدس
كلمة ?نَزَّلَهُ? تكررت مرتين في القرآن وهذه الكلمة خاصة بجبريل عليه السلام ، لأن القرآن نزل بواسطة الوحي على قلب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وهذه الحقيقة تُخفي وراءها نظاماً رقمياً مذهلاً . ما أرقام الآيتين اللتين وردت فيهما كلمة ?نزَّلَهُ? ؟ لنستمع :
1 ـ ?قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ? [البقرة : 2/97] .
2 ـ ?قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل : 16/102] .
انظر إلى الدقة الفائقة لكلمات القرآن ، فهذه الكلمة لم ترد في القرآن كله إلا في هاتين الآيتين ، حيث ندرك التكامل اللغوي للآيتين ، ولكن ماذا عن التكامل الرقمي ؟ هل نظَّم اللّه أرقام هاتين الآيتين بشكل ينسجم مع الرقم 7 ؟ إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين 97 102 يقبل القسمة على 7 تماماً :
10297 = 7 × 1471(1/260)
هذه الأرقام تضيف دليلاً جديداً على صدق كتاب اللّه ، وكما نرى التوافق اللغوي بين معنى الآيتين ، وجاء التناسب مع الرقم 7 ليثبت أن هذا القرآن ليس من صنع البشر بل فعلاً نزَّلَهُ روح القدس على قلب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بإذن اللّه تعالى هدى وبشرى للمؤمنين المسلمين .
إذن لكل كلمة في القرآن خصوصيتها وكل كلمة تُستخدم من أجل هدف محدد ، فكلمة ?نَزَّلَهُ? هي كلمة خاصة بجبريل عليه السلام من جهة ، وهي كلمة خاصة بالقرآن من جهة ثانية .
كلمة ?سبعة? في القرآن الكريم
كلمة ?سبعة? تكررت في القرآن 4 مرات في الآيات التالية :
1 ـ ? فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ? [البقرة : 2/196] .
2 ـ ?لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ? [الحجر : 15/44] .
3 ـ ?سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا? [الكهف : 18/22] .
4 ـ ?وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? [لقمان : 31/27] .
لنكتب أرقام هذه الآيات :
البقرة الحجر الكهف لقمان
196 44 22 27(1/261)
نصُفّ أرقام الآيات بجانب بعضها حسب تسلسلها في القرآن فنحصل على العدد : 272244196 والذي يقبل القسمة مرتين على 7 :
272244196 = 7 × 7 × 5556004
إذن : العدد الذي يمثل الآيات الأربعة التي وردت فيها كلمة سبعة يقبل القسمة على 7 مرتين متتاليتين ، فمن الذي نظَّم مواضع هذه الكلمة بهذا التناسب المذهل مع الرقم 7 ؟ أليس هو اللّه تعالى ؟
محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول اللّه
هل يوجد دليل رقمي على أن الرسول الأعظم محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسولٌ من عند اللّه لكل البشر ؟ إن الترتيب المُعجز لكلمات القرآن وانتظام آياته بما يتناسب مع الرقم 7 ليس له إلا تفسير واحد وهو أن هذا القرآن هو كتاب اللّه وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول اللّه .
سوف نرى بعض العبارات القرآنية التي خاطب اللّه تعالى بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، وكيف أن كل عبارة تكررت في القرآن بشكل غاية في الدقة والإتقان يدُلُّ على عظمة مُنَزِّل القرآن .
الرسول . . . مبشر ونذير
خاطب اللّه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً? تكرر هذا الخطاب الإلهي مرتين في القرآن في آيتين :
1ـ?وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً? [الإسراء : 17/105] .
2ـ ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً? [الفرقان : 25/56] .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين حسب تسلسلهما في القرآن هو 56105 يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين للتأكيد على صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم :
56105 = 7 × 7 × 1145
إذن : الذي وضع الآيتين في هذين الموضعين بالذات هو الذي أنزل القرآن وهو الذي أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم مبشراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين .
الخطاب يتكرر بنظام(1/262)
هكذا حال رسُلِ اللّه عليهم السلام ، استُهزئ بهم ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ لنرى إحدى عبارات القرآن : ?وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ? يخاطب تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم مواسياً له ، فهو ليس أول رسول يُستهزأ به بل هناك كثير من الرسل استُهزئ بهم من قبله . هذه الحقيقة القرآنية تكررت في ثلاثة مواضع هي :
1 ـ ?وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ? [الأنعام : 6/10] .
2 ـ ?وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ? [الرعد : 13/32] .
3 ـ ?وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ? [الأنبياء : 21/41] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث حسب تسلسلها هو : 413210 يقبل القسمة على 7 :
413210 = 7 × 59030
إذن هؤلاء الرسل استُهزئ بهم ، أوذوا في سبيل اللّه . وكلمة ?أوذوا? كم مرة وردت في القرآن ؟ الجواب مرتين في الآيتين :
1 ـ ?وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي? [آل عمران : 3/195] .
2 ـ ?وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا? [الأنعام : 6/34] .
إن العدد الذي يمثل الآيتين هو : 34195 يقبل القسمة على 7 :
34195 = 7 × 4885
حقيقة أخرى تحدث عنها كتاب اللّه وهي تكذيب الأقوام لرسُلهم ، فكم مرة وردت كلمة ?كُذِّبت? في القرآن ؟ وردت هذه الكلمة مرتين أيضاً في الآيتين :
1 ـ ?وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا? [الأنعام : 6/34] .
2 ـ ?وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ? [فاطر : 35/4] .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو 434 يقبل القسمة على 7 :
434 = 7 × 62(1/263)
ملاحظة : نلاحظ أن الآية 34 الأنعام تكررت في الفقرة السابقة أيضاً ، مع ذلك يبقى العددان قابلين للقسمة على 7 :
1 ـ العدد الذي يمثل أرقام الآيات التي فيها كلمة ?أوذوا? = 5 9 1 4 3 .
2 ـ العدد الذي يمثل أرقام الآيات التي فيها كلمة ?كُذِّبت? = 4 3 4 .
العدد 5 9 1 4 3 والعدد 4 3 4 يقبلان القسمة تماماً على 7 .
أيضاً كلمة ?كُذِّب? هي كلمة خاصة بأقوام الرسل ، فقد تكررت كلمة ?كُذِّب? مرتين في القرآن في الآيتين :
1 ـ ?فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ? [آل عمران : 3/184] .
2 ـ ?وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ? [الحج : 22/44] .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو 4 8 1 4 4 يقبل القسمة على 7 :
44184 = 7 × 6312
ولنسأل الآن : لماذا قال الله تبارك وتعالى في الآية الأولى : ?فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ? ولم يقل ?فقد كذبت رسلٌ من قبلك? كما في الآيتين السابقتين ؟
لو حدث هذا لاختل النظام الرقمي لتكرار الكلمتين فيصبح تكرار كلمة كُذِّبت هو 3 مرات و كُذِّب = 1 مرة واحدة ، ولم يعُد العدد الذي يمثل هذه الكلمة أو تلك قابلاً للقسمة على 7 وهذا يثبت أن تغيير حرف واحد من أحرف القرآن سوف يؤدي إلى تعطُّل النظام الرقمي لكلمات القرآن ، واللّه أعلم .
ما ضلّ صاحبكم وما غوى
ذُكرت كلمة ?صاحبكم? 3 مرات في القرآن ، فما هي مواصفات هذه الآيات الثلاث لغوياً ورقمياً ؟ لنرى هذه الآيات الثلاث التي وردت فيها كلمة ?صاحبكم? ومن تخُصُ هذه الكلمة ؟
1 ـ ?مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ? [سبأ : 34/46] .
2 ـ ?مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى? [النجم : 53/2] .
3 ـ ?وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ? [التكوير : 81/22] .(1/264)
لنرى الآن النظام الرقمي الذي يحكم أرقام الآيات الثلاث ، فالعدد الذي يمثل الآيات الثلاث يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :
22246 = 7 × 3178 = 7 × 7 × 454
إذن : كلمة ?صاحبكم? هي كلمة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، تكررت 3 مرات وأرقام الآيات الثلاثة تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 مرتين للتأكيد على أن الرسول صلى الله عليه وسلم على حق . وهذا دليل رقمي على أن الرسول صلى الله عليه وسلم : ما ضل وما غوى . ولنقرأ الفقرة التالية لنَزْداد يقيناً بعظمة إعجاز القرآن وعظمة مُنَزِّل هذا الإعجاز .
رحلة النبوَّة
تكررت كلمة ?غوى? مرتين في القرآن في الآيتين :
1 ـ ?وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى? [طه : 20/121] .
2 ـ ?مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى? [النجم : 53/2] .
العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو : 121 2 يقبل القسمة تماماً على 7 :
2121 = 7 × 303
إذن : كلمة ?غوى? تكررت مرتين في القرآن كله ، مرة عن آدم عليه السلام أول الأنبياء بصيغة الإثبات ، ومرة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء بصيغة النفي ، وجاءت أرقام الآيتين متناسبة مع الرقم 7 ، وهذا يثبت أن القرآن كتاب متكامل لغوياً ورقمياً وقصصيّاً .
?عصى? . . . 3 مرات في القرآن
تكررت كلمة ?عَصَى? 3 مرات في القرآن في الآيات :
1 ـ ?وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى? [طه : 20/121] .
2 ـ ?فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ? [المزمل : 73/16] .
3 ـ ?فَكَذّبَ وَعَصَى? [النازعات : 79/21] .
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7 :
2116121 = 7 × 302303(1/265)
إن الذي وضع هذه الكلمة في هذه المواضع الثلاثة من القرآن هو اللّه تعالى ، لأن هذا العمل ليس بمقدور البشر . فالقرآن مؤلف من عشرات الآلاف من الكلمات كلُّها نُظِّمت بطريقة غاية في الدقة والإعجاز ، وهذه الكلمات متشابكة مع بعضها وكأننا في كتاب اللّه أمام شبكة إعجازية ، وما هذا البحث القرآني إلا خيط من خيوط هذه الشبكة التي لا نهاية لها .
الكلمات الثلاث
من الفقرات الثلاث السابقة نكتشف علاقات رقمية شديدة التعقيد في القرآن العظيم فعلى الرغم من تداخل أرقام الآيات تبقى الأعداد قابلة للقسمة على سبعة ، لذلك نلخص نتائج هذه الفقرات :
أولاً ـ كلمة ?صاحبكم? تكررت 3 مرات في القرآن في الآيات :
46-2-22
ثانياً ـ كلمة ?غوى? تكررت مرتين في القرآن في الآيتين :
121-2
ثالثاً ـ كلمة ?عصى? تكررت 3 مرات في القرآن في الآيات :
121-16-21
إن الأعداد الثلاثة : 6 4 2 2 2 ، 1 2 1 2 ، 1 2 1 6 1 1 2 : جميعها تقبل القسمة تماماً على 7 على الرغم من تشابك الأرقام مع بعضها ، فكما نلاحظ الرقم 2 دخل في تركيب العدد الأول والثاني ، والعدد 121 دخل في تركيب العددين الثاني والثالث ومع ذلك تبقى الأعداد الثلاثة قابلة للقسمة على 7 .
هذا بالنسبة لثلاث كلمات ، فما بالنا بآلاف الكلمات القرآنية ؟ كلها انتظمت عبر آيات وسور القرآن وفق نظام رقمي أو بشكل أدق عدة أنظمة رقمية لا يحصيها إلا مُنَزّل القرآن سبحانه وتعالى .
لنتأمل الإحكام اللغوي والعددي في المثال الآتي .
مَن للمؤمن . . . ومَن للكافر ؟
ماذا أمر اللّه رسوله صلى الله عليه وسلم عندما تولَّى الناس من حوله ؟ أمره أن يقول : ?حَسبيَ اللّه? هذه العبارة تكررت في القرآن مرتين في الآيتين :
1 ـ ?فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ? [التوبة : 9/129] .
2 ـ ?قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ? [الزمر : 39/38] .(1/266)
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو : 9 2 1 8 3 يقبل القسمة على 7 :
38129 = 7 × 5447
إذن : في موضعين فقط من القرآن جاء الأمر الإلهي ?قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ? ، ولكن بالمقابل نجد من يكذب بهذا القرآن ويجحد آيات اللّه تعالى فما هو جزاؤه ؟ الجواب نجده في كلمة ?حَسْبُهُمْ? التي تكررت بالضبط مرتين في القرآن في الآيتين :
1 ـ ?وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ? [التوبة : 9/68] .
2 ـ ?ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ? [المجادلة : 58/8] .
النظام الرقمي نفسهُ نجده لهاتين الآيتين ،حيث نجد أن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو 868 هذا العدد يقبل القسمة على 7 :
868 = 7 × 124
إذن : المؤمن حسبُه اللّه تعالى ، بينما الكافر فحسبُه جهنم ، ومن خلال هذا التوازن الدقيق نجد أنفسنا دائماً أمام أعداد من مضاعفات الـ 7 وكأننا في كتاب اللّه أمام برنامج قرآني شديد الدقة والإعجاز ، كل كلمة وُضعت بدقة متناهية وهذا دليل مادي علمي على صدق القرآن .
من عظمة البيان الإلهي أن كلمة ?حسبي? دائماً نجد معها كلمة ?اللّه? ونجد معها التوكل على الله تعالى ، وهذا دليل على أن اللّه يكفي لنتوكل عليه ، بينما كلمة ?حسبهم? دائماً ترافقها كلمة ?جهنم? مما يدل على أن الذي لا يتوكل على اللّه في الدنيا ولا يلتجئ إليه فحسبُه جهنم يوم القيامة هي تكفيه .
والآن هنالك آيات تكررت في القرآن فهل من نظام محكم ؟(1/267)
الآيات تتكرر بنظام
ليست الكلمات وحدها تتكرر بنظام رقمي بل الآيات بأكملها تتكرر بالنظام الرقمي نفسه ، ولنضرب مثالاً على ذلك .
تكرر الأمر الإلهي إلى سيد البشر صلى الله عليه وسلم مرتين في القرآن : ?يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ? نجد هذه الآية بكاملها في موضعين في القرآن :
1 ـ سورة التوبة الآية رقم 73 .
2 ـ سورة التحريم الآية رقم 9 .
إذن كلمة ?جاهِد? هي كلمة لم تستخدم في القرآن إلاَّ لخطاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الأمر كلمة ?اغلُظ? ، وكل من هاتين الكلمتين تكررت مرتين بالضبط في القرآن .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو 3 7 9 يقبل القسمة على 7 تماماً :
973 = 7 × 139
وهكذا حال كثير وكثير من كلمات وعبارات وآيات القرآن ، والأمثلة في هذا البحث العلمي القرآني هي غيض من فيض ، لأننا مهما حاولنا تخيل عظمة الإعجاز في كتاب اللّه يبقى كتاب اللّه أعظم وأكبر من أي تصور .
فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان
ويحضرني قول الله تعالى مخاطبًا الإنس والجن : ?فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان? ، ِهذه الآية العظيمة نجدها مكررة في القرآن 31 مرة أيضاً في سورة الرحمن :
والعجيب جدًا أن أرقام هذه الآيات الـ 31 عندما نقوم بصفِّها فإنها تشكل عددًا من مضاعفات الرقم 7 وبالاتجاهين أيضاً :
13 16 18 21 23 25 28 30 32 34 36 38 40 42 45 47 49 51 53 55 57 59 61 63 65 67 69 71 73 75 77
هذا العدد الضخم الذي يمثل أرقام الآيات حيث وردت ?فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان? يقبل القسمة على 7 تمامًا وبالاتجاهين !
أليست هذه النتيجة المذهلة دليلاً صادقًا على أنه لا تكرار في القرآن, بل نظام مُحكَم ومتكامل ؟(1/268)
والعجيب أننا إذا قمنا بترقيم هذه الآيات ترقيماً تسلسلياً يبدأ بالرقم 1 وينتهي بالرقم 31 فسوف يتشكل لدينا عدد ضخم من مضاعفات السبعة وبالاتجاهين ! ! ! وهذا العدد هو :
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 1819 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31
من عجائب هذا العدد الذي اختاره الله تعالى لتكرار هذه الآية الكريمة أنه يقبل القسمة على سبعة بالا تجاهين !! وتنتهي عملية القسمة على سبعة سبع مرات ، وبالاتجاهين أيضاً ! ! !
وسبح بحمد ربك
من بين الأوامر الكثيرة هناك أيضاً أمر إلهي للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بأن يسبِّح بحمد ربه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، لنرى القرآن العظيم كيف صاغ هذا الأمر وكيف تكرر في القرآن :
1 ـ ?فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا? [طه : 20/130] .
2 ـ ?فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ? [ق : 50/39] .
إن العدد الذي يمثل الآيتين هو 39130 هذا العدد يقبل القسمة على 7 :
39130 = 7 × 5590
إن عبارة ?وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ? لم تتكرر في القرآن كله إلا مرتين كما رأينا ، لم يخاطب اللّه تعالى بها أحداً إلاَّ رسوله صلى الله عليه وسلم . إذن : نحن في هذا البحث أمام نوع جديد من أنواع الإعجاز هو : إعجاز تكرار الكلمات في القرآن ، فكل كلمة تكررت بنظام ، ولكل كلمة استخدام محدد ، ولا وجود للصدفة أو التناقض في كتاب اللّه جل جلاله .
?فاستعذ باللّه . . .?
تكرر الأمر الإلهي ?فاستعذ باللّه? 4 مرات في القرآن ، لنستمع إلى هذه الآيات الأربعة لنرى نظام الأوامر في كتاب اللّه :
1 ـ ?وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ? [الأعراف : 7/200] .(1/269)
2 ـ ?فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ? [النحل : 16/98] .
3 ـ ?فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? [غافر :40/56] .
4 ـ ?وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? [فصلت : 41/36] .
هذه الآيات الأربعة هل جاءت أرقامها عبثاً ؟ في كتاب اللّه لا مجال للعبث أو الفوضى فكل شيءٍ بتقدير عزيز حكيم . لذلك نجد أن العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربع حسب تسلسلها في القرآن يقبل القسمة تماماً على 7 :
365698200 = 7 × 52242600
وكما نرى فإن كلمة ?فاستعذ? دائماً مرتبطة بلفظ الجلالة ?اللّه? سبحانه وتعالى ، أي : ?فاستعذ باللّه? وهل يوجد إله غير الله نستعيذ به ونلجأ إليه ؟
وهنا نتساءل بل نوجه سؤالاً لأولئك الملحدين : هل يمكن للرسول الأمي صلى الله عليه وسلم أن يؤلف كتاباً يخاطب نفسه بأوامر ونواهٍ تتكرر في القرآن بعدد محدد بحيث تشكل أرقام الآيات أعداداً تقبل القسمة على 7 ؟ هل يمكن لرجل يعيش قبل أربعة عشر قرناً أن يمتلك من العلم والقدرة مالا يستطيعه علماء البشر في عصر الكمبيوتر والإنترنت
الجواب المنطقي الوحيد نجده في قوله تعالى : ?قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيماً? [الفرقان : 25/6] . وهو القائل : ?مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ? [الأنعام : 6/38] ، ولو قمنا باستعراض ودراسة جميع كلمات وعبارات القرآن لتطلب هذا العمل منا عدداً لا يُحصى من الأبحاث .
ماذا عن المسيح عليه السلام ؟
من دون تعليق نثبت هذه النتيجة الرقمية لحقيقة لا شكَّ فيها والتي يؤكد الله فيها أنه إله واحد :(1/270)
1 ـ ?لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ? [المائدة : 5/17] .
2 ـ ?لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [المائدة : 5/72] .
إذن : نحن أمام حقيقة تكررت في القرآن كله مرتين بالضبط وفي آيتين محددتين ، نكتب أرقام الآيتين حسب تسلسلهما في القرآن : 17-72 ، والعدد الذي يمثل هاتين الآيتين 7217 يقبل القسمة على 7 .
7217 = 7 × 1031
وتجدر الإشارة إلى أنه من بداية الآية 17 وحتى نهاية الآية 72 يوجد 56 آية بالضبط أي : 7 × 8 ، هل جاءت هذه النتائج مصادفة ؟
رسالة اللّه إلى البشر
القرآن العظيم هو رسالة اللّه تعالى إلى جميع البشر بلا استثناء ، وهذا البحث يضيف دليلاً مادياً جديداً على صدق هذه الرسالة ودقتها وأنها وصلتنا كما أرادها اللّه تعالى . ومن غير الممكن لأي كتاب في العالم أن يصمُد 1400 سنة دون أدنى تغيير أو تحريف لولا عناية وحفظ اللّه تعالى له ، ولو تغير موضع كلمة واحدة في القرآن لاختل النظام الرقمي لكلمات القرآن بشكل كامل .
لذلك تحدَّى اللّه البشر جميعاً بأنهم لن يُعجزوهُ فقال لهم : ?وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ? [العنكبوت : 29/22] كم مرة تكررت هذه الحقيقة في القرآن ؟ لنقرأ الفقرة التالية ، لنرى كيف نظَّم اللّه آيات كتابه بما ينسجم مع الرقم 7 .
التحدي الإلهي(1/271)
آيتان في كتاب اللّه بدأت كل منهما بالعبارة : ?وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ? ، يتحدى الله تعالى البشر بأنهم لم يكونوا معجزين في الآيتين :
1 ـ ?وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ? [العنكبوت : 29/22] .
2 ـ ?وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ? [الشورى : 42/31] .
إن أرقام الآيتين تشكلان عدداً من مضاعفات الـ 7 أي يقبل القسمة على 7 من دون باقٍ :
3122 = 7 × 446
إذن : هل يمكن لمخلوق أن يُعجز الخالق تعالى ؟ لنتدبر مزيداً من العبارات القرآنية ليزداد إيماننا وثقتنا بأن أهم عمل يمكن أن يقوم به الإنسان هو أن يفني حياته وعمره ودنياه في دراسة الكتاب الأعظم ـ القرآن .
لا يكشف الضرّ إلا الله
في هذه الفقرة نعرض عبارة أخرى تكررت مرتين بالضبط في القرآن الكريم وهي : ?وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ? . ما هي أرقام الآيتين اللتين وردت فيهما هذه العبارة ؟ لنقرأ :
1 ـ ?وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [الأنعام : 6/17] .
2 ـ ?وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ? [يونس : 10/107] .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة تماماً على 7 :
10717 = 7 × 1531
إذن فمن يكشف الضر ؟ أليس هو اللّه تعالى ؟
أمة واحدة
هذه العبارة تكررت أيضاً مرتين في القرآن في الآيتين :
1 ـ ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ? [الأنبياء : 21/92] .(1/272)
2 ـ ?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ? [المؤمنون : 23/52] .
إن التوافق اللغوي والرقمي يدل على أن الذي أنزل الآية الأولى هو نفسه الذي أنزل الآية الثانية ، وهو نفسه الذي وضع كل آية منهما في الموضع الدقيق بحيث يتحقق النظام الرقمي . لنرَ ذلك :
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7 :
5292 = 7 × 756 = 7 × 7 × 108
وكما نرى الآية الأولى تحدثت عن العبادة ? فَاعْبُدُونِ? بينما الآية الثانية تحدثت عن التقوى ? فَاتَّقُونِ? ، والتقوى تأتي بعد العبادة لذلك جاء تسلسل الآيتين موافقاً لهذا الترتيب .
قول المشركين
هل الله تعالى بحاجة إلى أن يتخذ ولداً ؟ أليس هو خالق كل شيء ؟ لنرى القرآن كيف يخبرنا بقول هؤلاء الذين يدعون لله ولداً . . . هل دعواهم صحيحة ؟ حتى قول المشركين في القرآن له نظام رقمي ، وهذا يدل على بطلان قولهم ، لنقرأ هاتين الآيتين :
1 ـ ?وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً? [مريم : 19/88] .
2 ـ ?وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ? [الأنبياء : 21/26] .
إن العدد الذي يمثل الآيتين هو 8 8 6 2 يقبل القسمة تماماً على 7 :
2688 = 7 × 384
ولكن هل قولهم هذا صحيح ؟ هل اتخذ اللّه ولداً ؟ هل كان له صاحبة ؟ لنرى كيف ينفي اللّه تعالى هذه الصفة عن نفسه :
اللّه . . . لم يتخذ صاحبة ولا ولداً
كلمة ?صاحبة? تكررت مرتين في القرآن في آيتين :
1 ـ ?بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ? [الأنعام : 6/101] .
2 ـ ?وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا? [الجن : 72/3] .(1/273)
إذن كلتا الآيتين تنفي أن يكون للّه ولد أو صاحبة . ولكن وراء هذه البلاغة الفائقة في التعبير عن حقيقة لا شك فيها : وحدانية اللّه تعالى ، هل يوجد للأرقام لغة تصدِّق هذه الكلمات ؟ إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين يقبل القسمة على 7 :
3101 = 7 × 443
إذن : قول المشركين وهو باطل يتكرر في القرآن بنظام رقمي ، كذلك ينفي اللّه عن نفسه قولهم ويتكرر النفي في القرآن بنظام رقمي ، ألا يكفي هذا دليلاً على وحدانية اللّه تعالى ؟
?تَزْعُمُونَ?
ولكن بعد أن نزَّه اللّه نفسَهُ عن أن يكون له ولد أو صاحبة ، ماذا سيقول لهؤلاء المشركين يوم القيامة ؟
لنتأمل هذه الكلمة ?تَزْعُمُونَ? الخاصة بالمشركين ، فقد خاطب اللّه بها المشركين 4 مرات في القرآن ، لنرى هذه الآيات الأربعة :
1 ـ ?ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ? [الأنعام : 6/22] .
2 ـ ?لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ? [الأنعام : 6/94].
3 ـ ?وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ? [القصص: 28/62] .
4 ـ ?وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ? [القصص: 28/74] .
ولنرى الآن النظام الرقمي لهذه الآيات الأربعة : إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربع : 22-94-62-74 يقبل القسمة تماماً على 7 :
74629422 = 7 × 10661346
تكرار مُعجز
في الفقرة السابقة لاحظنا أن كلمة ?تَزْعُمُونَ? تكررت 4 مرات في القرآن كله ، مرتين في سورة الأنعام ، ومرتين في سورة القصص ، فهل يوجد نظام رقمي لكل سورة على حدة ؟ لنجيب بلغة الأرقام :
1 ـ ?تَزْعُمُونَ? تكررت مرتين في سورة الأنعام في الآيتين : 22 ـ 94 والعدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو 2 2 4 9 يقبل القسمة على 7 :
9422 = 7 × 1346(1/274)
2 ـ ?تَزْعُمُونَ? تكررت مرتين في سورة القصص في الآيتين : 62 ـ 74 إن العدد الذي يمثل الآيتين هو : 2 6 4 7 يقبل القسمة على 7 :
7462 = 7 × 1066
وهذا يؤكد أن النظام الرقمي موجود داخل السورة الواحدة . .
إذن لكل سورة نظام رقمي ، وهكذا حال مئات ومئات من الكلمات القرآنية انتظمت عبر آيات وسور القرآن بطريقة مذهلة ووفق نظام متقن كله بتقدير من العزيز الحكيم ، والنظام الرقمي المُعجز له لغته الخاصة ، فانتظام الأرقام بهذا الشكل الدقيق يدل على وجود منظم لها .
وبعد كل هذه الأدلة يأتي من يُنكر ويجحد بآيات اللّه ، فماذا عن شخص كهذا ؟
الذين يجحدون بآيات الله
نأتي الآن إلى لغة الكلمات والأرقام لنتعرَّف على صفات أولئك الذين ينكرون ويجحدون آيات اللّه وقرآنه ، من هُم ؟ تكررت عبارة : ?وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا? في القرآن 3 مرات في الآيات :
1 ـ ?وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ? [العنكبوت : 29/47] .
2 ـ ?بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ? [العنكبوت : 29/49] .
3 ـ ?وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ? [لقمان : 31/32] .
العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث يقبل القسمة تماماً على 7 :
324947 = 7 × 46421
النظام داخل السورة
في الفقرة السابقة رأينا صفات من يجحد بآيات اللّه ، في هذه الفقرة نتعرَّف على صفات ?وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ? إنها 3 صفات أيضاً . تكررت هذه العبارة ثلاث مرات في القرآن في الآيات :(1/275)
1 ـ ?إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ? [المائدة : 5/44] .
2 ـ ?وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ? [المائدة : 5/45] .
3 ـ ?وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ? [المائدة : 5/47] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث هو : 44 45 47 يقبل القسمة على 7 :
474544 = 7 × 67792
وكما نرى فالآيات وردت في سورة المائدة ولم ترد في أية سورة أخرى ، ويحضرني في هذا المقام قوله تعالى : ?وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ? [البقرة : 2/23] .
مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ
وهذه حقيقة لا شك فيها ?مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ? تكررت هذه العبارة في القرآن 3 مرات ، فلو بحثنا عن تكرار كلمة ?يهتدي? نجدها قد تكررت في الآيات التالية :(1/276)
1 ـ ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ? [يونس : 10/108] .
2 ـ ?مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً? [الإسراء : 17/15] .
3 ـ ?وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ? [النمل : 27/92] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث هو : 9215108 عدد مكون من 7 مراتب ، هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 :
9215108 = 7 × 1316444
إن عملية القسمة على 7 هي عملية دقيقة وحساسة ، ولو تغير ترتيب سورة من هذه السور الثلاثة لم يعُد العدد الممثل للآيات الثلاثة قابلاً للقسمة على 7 ، فمن الذي رتَّب آيات القرآن بهذا الشكل ؟
ولا ننسى أننا نتعامل مع أعداد ضخمة من مرتبة الملايين بل آلاف الملايين وأكثر .
لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ
كل إنسان يُحاسَب عن نفسه يوم القيامة ، ولا تَحمل نفسٌ وِزْرَ نَفْسٍ أخرى ، هذه الحقيقة القرآنية تكررت في القرآن 5 مرات ، لنرى الآيات الخمسة هذه وكيف وضعها اللّه بين آيات كتابه :
1 ـ ?قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ? [الأنعام : 6/164] .(1/277)
2 ـ ?مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً? [الإسراء : 17/15] .
3 ـ ?وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ? [فاطر : 35/18] .
4 ـ ?إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ? [الزمر : 39/7] .
5 ـ ?أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى? [النجم : 53/38] .
العدد الذي يمثل هذه الآيات الخمسة يقبل القسمة على 7 مرتين وذلك للتأكيد على هذه الحقيقة :
3871815164 = 7 × 7 × 79016636
الآية 15 من سورة الإسراء تتكرر هنا أيضاً إذن :
1 ـ العدد الذي يمثل تكرار : ?مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ? هو : 9215108 ، يقبل القسمة على 7 .
2 ـ العدد الذي يمثل تكرار : ?لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى? هو :
3871815164 ، يقبل القسمة على 7 أيضاً .
انظر إلى تداخل العدد 15 في كلا العددين ومع ذلك لا تختل قابلية القسمة على سبعة .
المرجع . . . إلى اللّه
كلمة ?مَرْجِعُكُمْ? تكررت في القرآن 11 مرة في الآيات التالية :(1/278)
1 ـ ?إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ? [آل عمران : 3/55] .
2 ـ ?وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ? [المائدة : 5/48] .
3 ـ ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [المائدة : 5/105] .
4 ـ ?وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [الأنعام : 6/60] .
5 ـ ?قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ? [الأنعام : 6/164] .(1/279)
6 ـ ?إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ? [يونس : 10/4] .
7 ـ ?فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [يونس : 10/23] .
8 ـ ?إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [هود : 11/4] .
9 ـ ?وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [العنكبوت : 29/8] .
10 ـ ?وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [لقمان : 31/15] .
11 ـ ?إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ? [الزمر : 39/7] .(1/280)
إذن الآيات الـ 11 تتضمن المعنى نفسه وهو المرجع إلى اللّه تعالى ، وهذا يدل على وحدانية اللّه ، الآن ننتقل إلى لغة الأرقام ، إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الـ 11 حسب تسلسلها في كتاب اللّه يقبل القسمة تماماً على سبعة وهو 71584234164601054855 هذا العدد يساوي :
= 7 × 10226319166371579265
إذن كلمة ?مَرْجِعُكُمْ? خاطب اللّه تعالى بها البشر جميعاً مؤمنين وكافرين والآيات الـ 11 التي وردت فيها هذه الكلمة تتضمن المعنى اللغوي نفسه وهو : أيها الناس إن مرجعكم ومصيركم إلى اللّه تعالى ومهما حاولتم فلن تجدوا أمامكم إلا اللّه تعالى .
فهل خطَّط الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لكتاب هو القرآن ، وقال إنني سأكتب هذه الكلمة وأضعها تحت أرقام محددة بحيث تشكل أرقام الآيات مجتمعة عدداً ضخماً يقبل القسمة على 7 ؟
إذا كانت الآيات أساساً غير مرقَّمة عند نزول القرآن ، وكما نعلم فقد استمر نزول القرآن 23 سنة ، ثم إن علم الرياضيات والإحصاء لم يكن موجوداً وقتها فمن الذي رتب كلمات القرآن بهذا الشكل المعجز ؟ أليس هو القائل : ?إلى اللّه مرجعكم جميعاً? .
ملاحظة : راجع الفقرة السابقة وانظر كيف دخلت الآية 164 الأنعام والآية 7 الزمر في تركيب العدد الذي يمثل ?لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى? وفي الوقت نفسه دخل هذين العددين 164 و 7 في تركيب العدد الذي يمثل الآيات الـ 11 لكلمة ?مرجعكم? . وتبقى هذه الأعداد الضخمة قابلة للقسمة على 7 .
مرجعهم إلى اللّه
في هذه الفقرة سندرس كلمة ?مَرْجِعُهُمْ? في القرآن لنجد أنها تكررت 5 مرات ، لنقرأ هذه الآيات :
1 ـ ?وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ? [الأنعام : 6/108] .(1/281)
2 ـ ?وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ? [يونس : 10/46] .
3 ـ ?مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ? [يونس : 10/70] .
4 ـ ?وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور? [لقمان : 31/23] .
5 ـ ?ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ? [الصافات : 37/68] .
أيضاً نحن أمام آيات تتضمن المعنى نفسه ، وهذا منتهى الإعجاز ، إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الخمسة يقبل القسمة تماماً على 7 :
68237046108 = 7 × 9748149444
وكما نرى كلمة ?مَرْجِعهُمْ? لم تُستخدم إلا مع الكفار ! إذن هذه الكلمة خاصة بالكافر ، بينما كلمة ?مَرْجِعكُمْ? كلمة خاصة بالمؤمن وبالكافر بالبشر جميعاً ، وهكذا نجد لتكرار كل كلمة من كلمات القرآن نظامين :
1 ـ نظام لغوي : لكل كلمة في القرآن ميزات واستخدامات محددة وتعبِّر عن أغراض محددة ، وكأننا أمام برنامج لغوي لكلمات القرآن .
2 ـ نظام رقمي : تكرار أي كلمة في القرآن يحكمُه نظام رقمي لأرقام الآيات التي تكررت فيها هذه الكلمة ، وكأننا أمام برنامج رقمي متكامل لتكرار الكلمات في القرآن .
فَلا أُقْسِمُ
القرآن مليء بالحقائق التي أقسم اللّه سبحانه وتعالى على صدقها ، فهل تأتي الأرقام لتصدِّق قَسَمَ اللّه تعالى ؟ تكررت كلمة ?أُقْسِمُ? في القرآن 8 مرات ، وهذه الكلمة وردت دائماً بصيغة ?لا اُقْسِمُ? ولكن كيف توزعت هذه الكلمة عبر آيات القرآن ؟ نكتب الآيات الثمانية التي وردت فيها هذه الكلمة :
1 ـ ?فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ? [الواقعة : 56/75] .
2 ـ ?فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ? [الحاقة : 69/38] .(1/282)
3 ـ ?فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ? [المعارج : 70/40] .
4 ـ ?لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ? [القيامة : 75/1] .
5 ـ ?وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ? [القيامة : 75/2] .
6 ـ ?فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ? [التكوير : 81/15] .
7 ـ ?فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ? [الانشقاق : 82/16] .
8 ـ ?لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ? [البلد : 90/1] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثمانية حسب تسلسل ورودها في القرآن يقبل القسمة على 7 :
1161521403875 = 7 × 165931629125
النظام الرقمي الذي نكتشفه ليس كل شيء ، لسبب بسيط وهو أن كلمات اللّه أكبر بكثير من أن يحيط بها نظام رقمي واحد ، فكما أن كلمات اللّه لا نهاية لها كذلك الأنظمة الرقمية في كتاب اللّه لا نهاية لها .
ونتساءل الآن ونوجه سؤالاً لمن يدعي أن الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه ألّف القرآن بنفسه ونسبه إلى الله تعالى : هل يمكن لمخلوقٍ في هذا الكون أن يفتريَ على اللّه الكذب ، واللّه موجود ؟ هل يسمح اللّه لأي إنسانٍ أن يدَّعيَ أنه رسول اللّه إلى البشر كافة ويتركه اللّه 1400 سنة ؟
إذا كان مؤلفو الكتب العادية يضمنون حقوق النشر حفاظاً على كتُبهم ، أفلا يحفظ خالق البشر كتابه ؟
القرآن . . . ليس مفترىً
لنقرأ هاتين الآيتين حيث وردت كلمة ?يُفْتَرَى? فيهما :
1 ـ ?وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْءَانُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ? [يونس : 10/37] .
2 ـ ?مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? [يوسف : 12/111] .
لندخل الآن إلى لغة الأرقام ونسأل الأسئلة التالية :(1/283)
1 ـ كم مرة تكررت كلمة ?يُفْتََرَى? في القرآن كله ؟
2 ـ كم مرة تكررت كلمة ?تَصْدِيقَ? في القرآن كله ؟
3 ـ كم مرة تكررت كلمة ?تَفْصِيلَ? في القرآن كله ؟
إن كل كلمة من هذه الكلمات الثلاث تكررت مرتين بالضبط في القرآن وتحديداً في الآيتين السابقتين 37 ـ 111 . إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو 37 111 يقبل القسمة تماماً على 7 :
11137 = 7 × 1591
إن هذا المثال يضيف دليلاً مادياً قوياً على صدق القرآن وإعجازه ، ولو لم يكن في القرآن سوى هذا المثال لكفى به دليلاً على صدق القرآن وأنه كتاب من عند اللّه ، فكيف إذا علمنا أن في كتاب اللّه آلافاً من هذه الأمثلة ؟ وما هذا البحث إلا مجرد بداية متواضعة لعلم الإحصاء القرآني .
?كتاب فُصِّلَت آياته?
في الفقرة السابقة رأينا كلمة ?تفصيل? التي تكررت مرتين في القرآن وهي كلمة خاصة بالقرآن ، ورأينا النظام الرقمي فيها . النظام الرقمي نفسه لكلمة أخرى خاصة بالقرآن أيضاً وتكررت 3 مرات في القرآن هي كلمة ?فُصِّلَت? ، فما هي هذه الآيات الثلاث وما هي أرقامها ؟
1 ـ ?الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ? [هود : 11/1] .
2 ـ ?كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ? [فصلت : 41/3] .
3 ـ ?وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ? [فصلت : 41/44] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث حسب تسلسلها يقبل القسمة على 7 :
4431 = 7 × 633(1/284)
وكما نرى فإن هذه الكلمة هي كلمة خاصة بالقرآن ولم ترد في أية مناسبة أخرى سوى الحديث عن القرآن وأنه كتاب فُصِّلَت آياته من لدن حكيم خبير لقوم يعلمون ، وهذا التوافق في المعنى اللغوي والنظام الرقمي يدلُّ على أن الذي نزَّل القرآن واحد أحد لا إله إلا هو .
القرآن . . . هو كتاب مثاني
كلمة ?مثاني? تكررت في القرآن مرتين بالضبط في الآيتين :
1 ـ ?وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ? [الحِجر : 15/87].
2 ـ ?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ? [الزمر : 39/23].
إذن كلمة ?مَّثَانِيَ? استُخدمت في القرآن مرة للحديث عن الفاتحة وهي السبع المثاني ومرة لوصف القرآن فهو كتاب مثاني . إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين هو 87 23 يقبل القسمة على 7 :
2387 = 7 × 341
على زمن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لم تكن آيات القرآن مرقَّمة ، واستمر ذلك قروناً طويلة ، ومنذ زمن ليس ببعيد تمَّ ترقيم آيات القرآن .
فمَن الذي ألهم المسلمين أن يرقِّموا الآيات بهذا الشكل ؟ مَن الذي ألهمهم ألاَّ يعطوا رقماً للبسملة باستثناء الفاتحة ؟
مع العلم لو تمَّ ترقيم البسملة في أوائل السور لاختل النظام الرقمي لتكرار الكلمات بالكامل .
?أم يقولون افتراه?
هذا تساؤل يطرحه القرآن في عدة مناسبات (أم يقولون افتراه) . لكي نُثبت بطلان دعوى منكري القرآن ، نلجأ إلى لغة الرقم ونسأل كيف توزعت هذه العبارة في القرآن ؟ بالبحث عن ذلك نجد أن هذه العبارة تكررت 5 مرات ، ولكن هل يوجد نظام رقمي لهذه الآيات ؟ لنستمع إلى الآيات الخمسة :(1/285)
1 ـ ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ? [يونس : 10/38] .
2 ـ ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ? [هود : 11/13] .
3 ـ ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ? [هود : 11/35] .
4 ـ ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ? [السجدة : 32/3] .
5 ـ ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا? [الأحقاف : 46/8]
وهكذا نرى 5 آيات بدأت بـ ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ? وهذه الآيات الخمس وُضعت تحت أرقام محددة بحيث تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 :
83351338 = 7 × 11907334
والآن نتساءل : من الذي رتَّب هذه العبارة في هذه المواضع الخمسة بالذات ، ومَن الذي يعلم بوجود هذا النظام الرقمي في القرآن ؟
إنه اللّه الذي لا يُعجزه شيء وهو القائل : ?وكانَ ذلك على اللّهِ يَسيراً? هذه العبارة تكررت في القرآن 4 مرات وفق النظام الرقمي نفسه :
1ـ ? وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً? [النساء : 4/30] .
2ـ ?إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً? [النساء : 4/169] .(1/286)
3ـ ?أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً? [الأحزاب : 33/19] .
4ـ ?يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً? [الأحزاب : 33/30] .
العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربعة يقبل القسمة على 7 مرتين :
301916930 = 7 × 7 × 6161570
وهكذا حال الكثير من الكلمات والعبارات ، كلُّ كلمة وُضعت بتقدير عزيز عليم ، يقول تعالى : ?وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ - لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ? [فصلت : 41/41-42] .
القرآن وحيٌ من اللّه
ما أرسل اللّه من رسولٍ إلا أوحى إليه أنه لا إله إلا اللّه . يقول تعالى : ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ? [الأنبياء : 21/25] لكي نثبت أن هذا كلام اللّه نلجأ إلى لغة الأرقام ، فكلمة ?نوحي? هي كلمة خاصة باللّه تعالى ورسُلِهِ كم مرة تكررت هذه الكلمة في القرآن ؟
لقد تكررت كلمة ?نوحي? في القرآن 4 مرات في الآيات التالية :
1 ـ ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ? [يوسف : 12/109] .(1/287)
2 ـ ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ? [النحل : 16/43] .
3 ـ ?وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ? [الأنبياء : 21/7] .
4 ـ ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ? [الأنبياء : 21/25] .
انظر إلى هذه الكلمة كيف استُخدمت للتعبير عن حقيقة واحدة وهي أن جميع الرسُل قد أوحي إليهم من اللّه تعالى ، وإن التوافق في المعنى للآيات الأربعة لهو دليل قوي على أن الذي أنزل هذه الآيات هو واحد أحد . ولكن ماذا تخبرنا لغة الأرقام ؟
إن النظام الرقمي لهذه الآيات الأربع ليشهد بوحدانية اللّه وأن جميع الرسل هم يحملون رسالة واحدة من إله واحد . إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربعة يقبل القسمة تماماً على 7 :
25743109 = 7 × 3677587
ترقيم الآيات . . . هل هو وحيٌ من اللّه ؟
بعد كل هذه البراهين المادية الرقمية يمكننا القول وبثقة تامة : إن ترقيم آيات القرآن قد تمَّ بوحيٍ وإلهامٍ وقدرةٍ من اللّه تعالى ، لأن اللّه عندما حفظ قرآنه حفظ كل حرفٍ فيه وكل كلمة وكل آية وبالترتيب الذي أراده هو وليس نحن ، فالكتاب كتابُه وهو يفعل ما يريد .
وبلغة الأرقام : لو دخل التحريف أو التغيير إلى القرآن طوال 1400 سنة لما بقي النظام الرقمي للآيات كما نراه اليوم .(1/288)
ويكفي تغيير ترتيب عدة سور فقط من القرآن ليختل النظام الرقمي لآيات القرآن ، حتى ترتيب سور القرآن بهذا الشكل هو برعاية وحفظ اللّه تعالى القائل : ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر : 15/9] . إذن كما أن الله خلق السماوات السبع ولا زال يحفظها ويمسكها ولولا رعاية الله لها لزالت ، كذلك أنزل القرآن ولا زال يحفظهُ ولولا ذلك لدخل التحريف والتغيير .
و من خلال كلمة ?يُمْسِكُ? في القرآن ندرك أن الذي حفظ القرآن هو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا . كلمة ?يُمْسِكُ? تكررت 4 مرات في القرآن كله . والآيات الأربعة على التسلسل هي :
1 ـ ?أَََلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ? [الحج : 22/65] .
2 ـ ?مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [فاطر : 35/2] .
3 ـ ?إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً? [فاطر : 35/41] .
4 ـ ?اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? [الزمر : 39/42] .
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة يقبل القسمة تماماً على 7 :
4241265 = 7 × 605895
القرآن وحي من الله(1/289)
لقد تكررت كلمة ?أُوحِيَ? في القرآن كله 11 مرة ، فكيف توزعت هذه الكلمة عبر آيات القرآن ، وما هو المعنى الذي تحمله ؟ لنكتب الآيات الـ 11 التي وردت فيها هذه الكلمة :
1 ـ ?قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ? [الأنعام : 6/19] .
2 ـ ?وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ? [الأنعام : 6/93] .
3 ـ ?اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ? [الأنعام : 6/106] .
4 ـ ?قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? [الأنعام : 6/145]
5 ـ ?وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ? [هود : 11/36] .(1/290)
6 ـ ?وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً? [الكهف : 18/27] .
7 ـ ?إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى? [طه : 20/48] .
8 ـ ?اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ? [العنكبوت : 29/45] .
9 ـ ?وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ? [الزمر : 39/65] .
10 ـ ?فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ? [الزخرف : 43/43] .
11 ـ ?قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً? [الجن : 72/1] .
إذن هذه الكلمة ?أُوحِيَ? استخدمت في القرآن للتعبير عن حقيقة واحدة وهي حقيقة الوحي من اللّه تعالى لرسله عليهم السلام . إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الإحدى عشرة هو عدد مؤلف من 23 مرتبة بعدد سنوات الوحي ، وهو 14365454827361451069319 يساوي :
= 7 × 2052207832480207295617
إذن الآيات الـ 11 التي تكررت فيها كلمة ?أُوحِيَ? رُتِّبت في القرآن بطريقة مذهلة تتناسب مع الرقم 7 . ولا ننسى أن كل آية من هذه الآيات وغيرها أيضاً كلماتها تكررت في القرآن وفق نظام محكم وبالتالي صدق رسول اللّه وصدق اللّه وصدق قوله : ?وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ? [الأنعام : 6/19] .
النظام الرقمي داخل سورة الأنعام(1/291)
رأينا كيف تكررت كلمة ?أُوحِيَ? في القرآن ، ولكن لماذا تكررت هذه الكلمة 4 مرات في سورة الأنعام وحدها ؟ وهل يوجد نظام رقمي لتكرار الكلمات داخل السورة الواحدة ؟ لنكتب أرقام الآيات الأربع :
19 ـ 93 ـ 106 ـ 145
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيات هذه يقبل القسمة على 7 وبالاتجاهين :
1451069319 = 7 × 207295617
9139601541 = 7 × 1305657363
وهذا يمثل منتهى الإعجاز الرقمي في كتاب الله ، تتكرر الكلمات بنظام دقيق ضمن السورة الواحدة من جهة ، وضمن القرآن الكريم كاملاً من جهة ثانية ، حتى أحرف الكلمات القرآنية لها نظام رقمي محكم يعتمد على الرقم 7 .
وهكذا عدد لا يُحصى من الأنظمة الرقمية في كتاب الله تعالى الذي جعله الله كتاب هداية ورحمةٍ وشفاء للمؤمنين .
القرآن . . . شفاء
في كتاب اللّه كل كلمة وُضعت بنظام دقيق ليس رقمياً فحسب بل هناك نظام لغوي لكل كلمة في القرآن . ومن بين آلاف الكلمات القرآنية كلمة ?شِفاء? فما هي خصائص هذه الكلمة لغوياً ورقمياً ؟ ببحثٍ بسيط عن هذه الكلمة في القرآن نجد أنها تكررت 4 مرات في الآيات :
1 ـ ?يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ? [يونس : 10/57] .
2 ـ ?ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? [النحل : 16/69] .
3 ـ ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً? [الإسراء : 17/82] .(1/292)
4 ـ ?وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ? [فصلت : 41/44] .
إذن : لغوياً كلمة ?شِفاء? هي كلمة خاصة بالقرآن فهو شفاء من جهة ومن جهة أخرى استُخدمت هذه الكلمة مع العسل الذي فيه شفاء ، ونلاحظ دقة البيان الإلهي فعندما يكون الكلام عن العسل يقول تعالى : ?فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ? ولم يقل : هو شفاء ، لأن العسل فيه بعض الشفاء بينما القرآن كله شفاء لذلك قال عن القرآن : ?هُوَ شِفَاءٌ? ، ولم يقل : فيه شفاء كما قال عن العسل . فانظر إلى دقة الإعجاز اللغوي في كتاب اللّه تعالى .
ولكن ماذا عن اللغة الجديدة ، لغة الأرقام ؟ إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربعة يقبل القسمة تماماً على 7 :
44826957 = 7 × 6403851
إذن : يتمثل الإعجاز الرقمي في هذه الكلمة ?شِفَاءٌ? أنها وضعت في 4 آيات محددة تشكل أرقامها مجتمعة عدداً يقبل القسمة على 7 ، فانظر إلى الشفاء المطلق ـ القرآن ـ أين أنت منه ؟
كلمة للإنس والجنّ
أيضاً كلمة ?أَنْصِتُوا? هي كلمة خاصة بالقرآن فقد تكررت مرتين في القرآن كله ، في الآيتين :
1 ـ ?وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ? [الأعراف : 7/204] .
2 ـ ?وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا? [الأحقاف : 46/29] .
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :
29204 = 7 × 7 × 596(1/293)
وتأمل معي كيف جاءت الكلمة الخاصة بالقرآن والاستماع له مرتين ، فالآية الأولى فيها خطاب للإنس ، والآية الثانية وردت على لسان الجنّ ، وهذا يؤكد أن محمداً عليه صلوات الله وسلامه رسول الله للإنس والجن معاً ، كيف لا وهو الرحمة المهداة للعالمين كافة ؟
4وتدبَّر معي الفقرة التالية :
بيده ملكوت كل شيء
مَن بيده ملكوت كل شيء ؟ كلمة ?ملكوت? تكررت في القرآن 4 مرات وقد نظَّم اللّه تعالى هذه الآيات الأربعة بشكل يتناسب مع الرقم 7 لنعلم أن الذي خلق السماوات السبع هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو الذي أنزل القرآن ونظَّم كلماته بما ينسجم مع الرقم 7 :
1 ـ ?وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ? [الأنعام: 6/75].
2 ـ ?أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ? [الأعراف : 7/185].
3 ـ ?قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ? [المؤمنون : 23/88] .
4 ـ ?فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ? [يس : 36/83] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربع حسب تسلسلها في القرآن يقبل القسمة تماماً على 7 :
838818575 = 7 × 119831225
فما أعظم هذا القرآن . . . وما أعظم إعجازه وبيانه . . . وما أروع الأرقام عندما تنطق بالحق ، فاللّه أنطق كل شيء . . . وهو الذي نظَّم الكون بقوانين وأنظمة محكمة وهو الذي نظَّم كلمات كتابه بقوانين وأنظمة محكمة أيضاً .
أرقام تنطق بالحق
إذا كان كل شيءٍ يسبح بحمد اللّه . . . يسجد للّه . . . يمتثل أوامر اللّه ! إذا كان اللّه أنطق كل شيءٍ . . . فهل تستطيع الأرقام أن تنطق بلغتها الخاصة لتخبرنا أن اللّه تعالى هو الذي أنزل القرآن ؟ بل كيف يمكن للأرقام أن تتكلم وهي عبارة عن مجرد أرقام ؟(1/294)
إن الذي ينظر إلى هذا الكون الواسع بكل ما فيه من نظام محكم وصنع مُتقن ودقة متناهية يستنتج أن وراء هذا الكون من نظَّمَهُ وأحكمه وأتقنه ، إنه اللّه تعالى . كذلك عندما ننظر في كتاب اللّه ونرى ما فيه من نظام رقمي محكم وأن كل حرف وكل آية إنما وُضعت بدقة شديدة نستيقن أن الله تعالى هو منظِّم هذه الآيات .
وأن الذي نظَّم هذه الكلمات والآيات والسور بهذا التناسب المذهل مع الرقم 7 هو نفسه الذي خلق ونظَّم الكون وهو نفسه الذي أنزل هذا القرآن أعظم كتاب على الإطلاق .
مَرَجَ البحرين
لا يقتصر الإعجاز القرآني على ذكر الحقائق العلمية ، بل إننا نجد إعجازاً مذهلاً في نظام تكرار هذه الحقائق في القرآن . ومن الحقائق العلمية التي تستدعي التفكر كيفية إلتقاء الأنهار العذبة لتصبَّ في البحار المالحة ولا تختلط هذه بتلك . وكذلك نجد كيف يلتقي البحرين المالحين دون أن يختلطا ، فمن الذي يمنع هذا البحر من أن يطغى على ذاك ؟ إنه اللّه تعالى القائل : ?مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ? فكم مرة تكررت هذه الحقيقة في القرآن ؟ الجواب مرتين في الآيتين :
1 ـ ?وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ? [الفرقان : 25/53] .
2 ـ ?مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ? [الرحمن : 55/19] .
والعدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7 :
1953 = 7 × 279
إذن : كلمة ?مَرَجَ? هي كلمة خاصة بالبحرين ، وقد تكررت هذه الكلمة مرتين فقط في القرآن وبالصيغة ذاتها ?مَرَجَ البَحْرَيْن? ، ومن هذا المثال وغيره نزداد يقيناً وإيماناً بعظمة القرآن وعظمة مُنَزِّل القرآن .
عذب فرات . . . وملح أجاج
عبارة ?عَذْبٌ فُرَاتٌ? وعبارة ?مِلْحٌ أُجَاجٌ? تكررت كل منها في كامل القرآن مرتين في الآيتين :
1 ـ ?وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ? [الفرقان : 25/53] .(1/295)
2 ـ ?وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ? [فاطر :35/12].
العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة تماماً على 7 :
1253 = 7 × 179
الآية 53 الفرقان دخلت في تركيب العددين :
1 ـ العدد الذي يمثل تكرار كلمة ?مَرَجَ? من مضاعفات السبعة .
2 ـ العدد الذي يمثل تكرار الكلمات ?عَذْبٌ ، فُرَاتٌ ، مِلْحٌ ، أُجَاجٌ? من مضاعفات السبعة أيضاً .
فانظر إلى دقة تداخل الأرقام مع بعضها دون أن يختل النظام الرقمي ، فالذي نظم هذه الكلمات بهذا الشكل المعجز هو نفسُهُ الذي مرَج البحرين من دون أن يختلطا أو يختلاَّ .
بناء السماء
تحدث القرآن عن خلق السماء ، فاللّه تعالى هو الذي بنى السماء وهو الذي زيَّنها بالنجوم ، والذي نظَّم بناء السماء هو الذي نظَّم كلمات القرآن .
تكررت كلمة ?بَنَيْنَاهَا? مرتين في القرآن في الآيتين :
1 ـ ?أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا? [ق :50/6] .
2 ـ ?وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ? [الذاريات : 51/47] .
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7 :
476 = 7 × 68
الشيء نفسُه بالنسبة لكلمة ?زَيَّنَّاهَا? فقد تكررت في القرآن مرتين بالضبط :
1 ـ ?وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ? [الحجر : 15/16] .
2 ـ ?أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا? [ق :50/6].
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة تماماً على 7 :
616 = 7 × 88
ملاحظة : إن الآية 6 من سورة ق دخلت في تركيب العددين :(1/296)
1 ـ تكرار كلمة ?بَنَيْنَاهَا? يمثله العدد : 6 7 4 .
2 ـ تكرار كلمة ?زَيَّنَّاهَا? يمثله العدد : 6 1 6 .
ومع ذلك يبقى العددان قابلين للقسمة تماماً على 7 .
في هذا المقام نستنتج أننا لسنا فقط أمام نظام كوني مُحكم بل نحن أيضاً أمام نظام قرآني مُحكم ودائماً يتكرر الرقم 7 ، وصدق اللّه تعالى إذ يقول : ?ألا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? [الأعراف : 7/54] .
فالكون هو خلق اللّه والقرآن هو أمر اللّه ، ولا يمكن أن يوجد تناقض أو اختلاف بين خلق اللّه وأمر اللّه . وانظر إلى قول اللّه تعالى : ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا? [النساء : 4/82] .
وصَوَّركم فأحسنَ صُوَركم
من رحمة اللّه تعالى أنه أعطانا أفضل صورة ، كما نعلم فالإنسان هو أفضل الكائنات الحية على وجه الأرض ، لذلك يقول تعالى : ?وصَوَّركم فأحسنَ صُوَركم? فكم مرة تكررت هذه الحقيقة القرآنية في القرآن ؟ ببحثٍ بسيط نجد أن كلمة ?صَوَّرَكُمْ? تكررت مرتين في القرآن :
1 ـ ?اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ? [غافر : 40/64] .
2 ـ ?خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ? [التغابن : 64/3] .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة على 7 :
364 = 7 × 52
سلالة خلق الإنسان
من الحقائق العلمية خلق الإنسان من سلالةٍ من طين ، فكم مرة تكررت كلمة ?سُلالَةٍ? في القرآن ؟ والجواب هو مرتين في الآيتين :
1 ـ ?وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ? [المؤمنون : 23/12] .
2 ـ ?ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ? [السجدة : 32/8] .
العدد الذي يمثل الآيتين هو 812 يقبل القسمة على 7 :(1/297)
812 = 7 × 116
إذن : في كتاب اللّه تعالى لكل كلمة خصوصيتها ، فكلمة ?سُلالَةٍ? هي كلمة خاصة بخلق الإنسان لم تُستخدم في القرآن إلا في هذا المعنى .
فمَن الذي وضع هذه الكلمة ?سُلالَةٍ? في هذين الموضعين ؟ ومَن الذي جعل أرقام الآيتين مجتمعتين تشكلان عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً ؟ بل مَن الذي يعلم حقيقة خلق الإنسان ؟
إنه اللّه تعالى . . . أنزل القرآن . . . ووضع فيه قمَّة أنواع الإعجاز . . . لغوياً . . . وعلمياً . . . ورقمياً .
ووصينا الإنسان بوالديه
ثلاث آيات في القرآن كله وردت فيها الوصية الإلهية للإنسان : ?وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ? فهل هناك نظام رقمي يحكم هذا التكرار ؟ أم هو مجرد تكرار ؟ نكتب الآيات الثلاثة :
1 ـ ?وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [العنكبوت : 29/8] .
2 ـ ?وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ? [لقمان : 31/14] .
3 ـ ?وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ? [الأحقاف : 46/15] .
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7 :
15148 = 7 × 2164(1/298)
وتأمل كيف أن كلمة ?وَصَّيْنَا? تكررت في القرآن عدة مرات وعندما كانت الوصية مرتبطة بالوالدين وضعها الله تعالى في أول الآية دائماً ، بينما جاءت كلمة ?وَصَّيْنَا? في بقية آيات القرآن ضمن سياق الآية وليس في أولها . وهذا من اهتمام القرآن بالوالدين والإحسان إليهما .
يقول تعالى : ?وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً? [النساء : 4/131] . ويقول أيضاً في آية أخرى : ?شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ? [الشورى : 42/13] .
فتأمل كيف جاءت كلمة ?وَصَّيْنَا? في داخل الآية وليس في أولها كما رأينا مع عبارة ?وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ? .
وهكذا الكثير من الحقائق القرآنية والأوامر والنواهي والتعاليم تكررت في كتاب اللّه بنظام محسوب بدقة يعجز البشر عن تقليدها . إنه اللّه تعالى القائل في قرآنه العظيم : ?وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ? [الرعد : 13/ 8] ، فهو يهدي من يشاء ، ويرزق من يشاء ، ويزكي من يشاء .
اللّه يزكي من يشاء . . .
تكررت كلمة ?يزكِّي? مرتين في القرآن كله في الآيتين :
1 ـ ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً? [النساء : 4/49] .(1/299)
2 ـ ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ? [النور : 24/21] .
والعدد الذي يمثل الآيتين هو 2149 يقبل القسمة على 7 :
2149 = 7 × 307
إذن كلمة ?يُزَكِّي? هي كلمة خاصة بالله تعالى ولم ترد إلا وتذكر معها مشيئة الله تعالى ، فهو يزكِّي من يشاء وهو الواحد القهار .
وهو القاهر فوق عباده
صفة من صفات اللّه تعالى وهي : ?وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ? تكررت مرتين في القرآن ، فلو بحثنا عن كلمة ?الْقَاهِرُ? نجد بأنها تكررت مرتين :
1ـ ?وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ? [الأنعام : 6/18] .
2ـ ?وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ? [الأنعام : 6/61] .
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة تماماً على 7 :
6118 = 7 × 874
إذن : ?وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ? تكررت مرتين في سورة الأنعام ولم ترد في أية سورة من سور القرآن إلا الأنعام ، فهي عبارة خاصة باللّه تعالى .
نِعْمَ المولى ونِعْمَ النصير
اللّه تعالى . . . هو ?نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ? هذه العبارة تكررت مرتين في القرآن في الآيتين :
1ـ ?وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ? [الأنفال : 8/40] .(1/300)
2ـ ?وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ? [الحج: 22/78] .
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7 :
7840 = 7 × 1120 = 7 × 7 × 160
ملاحظة : ماذا يحدث لهذا النظام الرقمي فيما لو تغيَّر ترتيب سور القرآن ؟ ففي المثال السابق لو قام أحد بوضع سورة الحج قبل سورة الأنفال ماذا سيحصل ؟ سيصبح ترتيب أرقام الآيتين كما يلي : 78 40 والعدد الذي يمثل الآيتين سيصبح 8 7 0 4 وإذا قسمنا هذا العدد على 7 سينتج عدد غير صحيح كما يلي :
4078 ÷ 7 = 582 .571428571428571
وبالتالي هذا البحث هو إثبات مادي رقمي على أن ترتيب سور القرآن هو وحيٌ من عند اللّه ، ولو تغيَّر ترتيب سورة واحدة أو آية واحدة من القرآن كله فإن النظام الرقمي الدقيق جداً سيختل بل لن يكون هناك نظام رقمي .
وصدق اللّه القائل : ?مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ? [الأنعام : 6/38] .
رحمة اللّه . . .
رحمة اللّه تعالى هي خيرٌ مما يجمعون ، فرحمة اللّه للإنسان خير له من الدنيا وما فيها . ولننظر عبر آيات القرآن لنرى أن هذه الحقيقة تكررت في القرآن 3 مرات ، ففي القرآن 3 آيات وردت فيها كلمة ?يَجْمَعُونَ? :
1 ـ ?وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ? [آل عمران : 3/157] .
2 ـ ?قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ? [يونس : 10/58] .(1/301)
3 ـ ?هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ? [الزخرف : 43/32] .
إن كلمة ?يَجْمَعُونَ? ذُكرت دائماً في القرآن مع رحمة اللّه ، والعدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7 والناتج يقبل القسمة على 7 . . . وهكذا أربع مرات :
3258157 = 7 × 465451
= 7 × 7 × 66493
= 7 × 7 × 7 × 9499
= 7 × 7 × 7 × 7 × 1357
إذن العدد الذي يمثل تكرار كلمة ?يَجْمَعُونَ? في القرآن هو 7 5 1 8 5 2 3 عدد مكون من 7 مراتب يقبل القسمة تماماً على 7 أربع مرات متتالية ، وهذا تأكيدٌ بلغة الأرقام على أن رحمة الله خير من الدنيا وما فيها ، ولكن أين من يشكر فضل الله تعالى ؟
إن اللّه لذو فضلٍ على الناس
نعمة اللّه لا تُعدُّ ولا تُحصى ، ورحمةُ اللّه واسعة وأكبر من ذنوبنا ، وفضل اللّه على الناس كبير ولكن ماذا عن أكثر هؤلاء الناس ؟
يقول تعالى : ?إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ? هذه العبارة تكررت مرتين في القرآن في الآيتين :
1ـ ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ? [البقرة : 2/243] .
2ـ ?اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ? [غافر : 40/61] .
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين يقبل القسمة على 7 :
61243 = 7× 8749(1/302)
من خلال هذه الأمثلة وغيرها تتراءى أمامنا عظمة الإعجاز في كلام اللّه تعالى ، وربما ندرك جانباً من جوانب حكمة تكرار العبارات في القرآن . فأين هم علماء الإحصاء من كتاب اللّه ؟ أين هي كُتبهم ؟ ما هو حجم العلم الذي وصلوا إليه ؟
استمع معي إلى هذه الكلمات البليغة : ?فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ? [يونس : 10/32] .
النهارَ مبصراً
ومن عظيم فضل اللّه تعالى ومن عجيب آياته الواضحة أنه جعل الليل سَكناً والنهار مبصراً ، ففي الليل يَسكُن الإنسان وفي النهار يسعى ليبتغي من فضل اللّه تعالى . هذه الحقيقة العلمية تكررت في القرآن 3 مرات ، فكلمة ?مبصراً? تكررت 3 مرات في القرآن ، وهذه الكلمة خاصة بالحديث عن النهار ومرتبطة دائماً بالليل ، لنرى هذه الآيات الثلاث :
1 ـ ?هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ? [يونس : 10/67] .
2 ـ ?أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? [النمل : 27/86] .
3 ـ ?اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ? [غافر : 40/61] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7 :
618667 = 7 × 88381(1/303)
ملاحظة : نلاحظ أن الآية 61 غافر دخلت في تركيب الفقرة السابقة ! وقد جاء كلا العددين من مضاعفات الرقم سبعة . فانظر إلى تداخل أرقام الآيات مع بعضها بشكل معقد ، ولكن هل يؤدي هذا إلى أي خلل في النظام الرقمي لهذه الآيات ؟ ومهما تعددت الأرقام ومهما امتدت وكبُرت هل يضطرب كتاب الله تعالى أو يختلّ ؟ يمكن أن نقول وبكل ثقة ونقارن بين الكون والقرآن :
كما أن بلايين المجرات والنجوم تنتشر في أرجاء الكون دون أن يصطدم بعضها ببعض ، كذلك هذه الأرقام التي نجدها في القرآن تتشابك وتتداخل مع بعضها من دون أن يختل النظام الرقمي لها . وهذا يثبت أن الذي نظَّم الكون هو الذي نظَّم القرآن .
الأرقام . . . والدعوة إلى الله
كيف يمكن لإنسان ملحد أن ينقلب من قمة الكفر إلى قمة الإيمان ؟ للإجابة على سؤال كهذا نتذكر رحلة أنبياء الله ورسله ، أتوا بمعجزاتٍ كثيرة فآمن من آمن وكفر من كفر . وبما أن القرآن معجزة مستمرة إلى يوم القيامة ، فلا بُدَّ أن يكون قد هيأه الله لعصرنا هذا ـ عصر الأرقام .
مهما تكن درجة الإلحاد عند شخص ما ، وعندما يواجَه بدلائل وبراهين دامغة وبلغة الأرقام التي يفهمها جميع البشر فلن يجد مهرباً من الاعتراف ـ ولو في قرارة نفسه ـ بأن هذا القرآن كتابٌ من عند الله . والمعجزة الرقمية في عصرٍ كهذا ربما تكون أقوى من كثير من الأساليب التقليدية للدعوة إلى الله الذي يقول : ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ? [فصلت : 41/53] . وهل يوجد آفاقٌ في هذا العصر أوسع من آفاق الأرقام ؟
ماذا عن يوم القيامة ؟(1/304)
إذا كان القرآن مليئاً بالحقائق العلمية التي جاء العلم الحديث ليصدقها بالتجربة والبرهان ، فماذا عن الحقائق الغيبية التي لا يمكن رؤيتها أو برهانها أو تجربتها ؟ القرآن يحتوي على الكثير من الحقائق المستقبلية التي تحدثت عن يوم القيامة ، فهل يمكن للأرقام ـ لغة العصر ـ أن يكون لها دور في إثبات أن الساعة آتية لا ريب فيها وبالدليل القاطع ؟
الخسارة الحقيقية
يقول تعالى في كتابه العظيم يصف الخسارة الحقيقية يوم القيامة ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه الندم ?إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ? هذه العبارة كم مرة تكررت في القرآن ؟ لقد تكررت هذه الحقيقة مرتين في القرآن ، ودائماً نحن أما نظام رقمي ينسجم مع الرقم 7 :
1ـ ?فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ? [الزمر : 39/15] .
2ـ ?وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ? [الشورى : 42/45] .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة تماماً على 7 :
4515 = 7 × 645
إذن الخسارة الحقيقية ليست في الدنيا ، بل هي في الآخرة ، يوم يخسر الإنسان كل شيءٍ ويبقى عملُه ، وإن الذي أحصى هذه الأرقام ونظمها في كتابه القرآن لقادر على إحصاء أعمال عباده بدقة : ?فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ? [الزلزلة : 99/7-8] .
ماذا عن المكذبين ؟(1/305)
في القرآن لكل كلمة استخدامات محددة ، ومن بين الكلمات الكثيرة كلمة ?نُكَذِّب? هذه الكلمة تكررت مرتين في القرآن كله على لسان المكذبين يوم القيامة ، هؤلاء الذين كذبوا بالقرآن وكذبوا بيوم القيامة ماذا يقولون في ذلك اليوم ؟ لنتصور ذلك الموقف :
1 ـ ?فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا? [الأنعام : 6/27] .
2 ـ ?وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ? [المدثر : 74/46] .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة على 7 :
4627 = 7 × 661
إذن كلمة ?نُكَذِّبُ? وردت في القرآن على لسان المكذبين بآيات اللّه والمكذبين بيوم القيامة ، لأن التكذيب بآيات اللّه سيؤدي حتماً إلى التكذيب بيوم القيامة ?يوم الدين? لذلك جاء تسلسل الآيتين موافقاً لهذا الترتيب : التكذيب بآيات الله ، ثم التكذيب بيوم القيامة ، وهذا يؤكد دقة تسلسل كل كلمة من كلمات القرآن . إن الذي صوَّر لنا موقف هؤلاء المكذبين يوم القيامة ، أليس هو اللّه . . . عالم الغيب والشهادة ؟
ماذا عن الظالمين ؟
يوم القيامة لا ينفع الندم ، لا تنفع الحسرة ، في ذلك اليوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ، فكم مرة تكررت كلمة ?مَعْذِرَتُهُمْ? في القرآن ؟ ومن تخُصّ هذه الكلمة ؟ هذه الكلمة تكررت مرتين في القرآن في آيتين تحملان المعنى نفسه :
1 ـ ?فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ? [الروم : 30/57] .
2 ـ ?يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ? [غافر : 40/52] .
إن العدد الذي يمثل أرقام هاتين الآيتين يقبل القسمة تماماً على 7 :
5257 = 7 × 751(1/306)
إذن كلمة ?مَعْذِرَتُهُمْ? في القرآن هي كلمة خاصة بالظالمين يوم القيامة ، وما النظام الرقمي لهاتين الآيتين إلا دليل قوي جداً على صدق يوم القيامة وصدق كتاب اللّه تعالى . وهذه الآيات التي تصور أهوال يوم القيامة هي بانتظار كل من يكفر بالقرآن . . . وتأمَّل وتدبر هذا الموقف الذي ينتظر كل من يكذب بيوم القيامة : ?هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ? [الجاثية : 45/29] ، لذلك آخر آية نزلت من القرآن هي : ?وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [البقرة : 2/281] .
تُوفَّى كلُّ نَفسٍ . . .
في ذلك اليوم تُوفَّى كل نفسٍ ما كسبت وما عملت وهم لا يُظلمون . لنرى النظام الرقمي لهذه الحقيقة من خلال كلمة ?تُوفَّى? التي تكررت 3 مرات في القرآن في الآيات :
1 ـ ?وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? [البقرة : 2/281] .
2 ـ ?وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? [آل عمران : 3/161] .
3 ـ ?يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? [النحل : 16/111] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات حسب تسلسلها في القرآن هو : 111161281 يقبل القسمة تماماً على 7 :
111161281 = 7 × 15880183
وكما نرى في كتاب اللّه دائماً عبارة ?تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ? مرتبطة بعبارة ?وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? وهذا يؤكد دقة البيان الإلهي وحرص اللّه تعالى على عدم ظلم أي إنسان لدرجة أن كلمة ?تُوَفَّى? لم تُذكر إلاَّ ومعها ?وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? !(1/307)
إن هذه الدقة ليست في خلق اللّه وكلامه فحسب بل أيضاً في حسابه وجزائه يوم القيامة ، يوم لا تجزي نفس عن نفسٍ شيئاً .
لا تَجزي نفس عن نفسٍ شيئاً
يصور لنا القرآن تلك اللحظة ـ يوم القيامة ـ عندما يجد الإنسان نفسه وحيداً ، لا يستطيع أن يلجأ إلى أحدٍ ولكل إنسانٍ يومئذ شأن يغنيه عن غيره : ?وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا? ، هذا النداء تكرر في القرآن مرتين بالضبط في الآيتين :
1 ـ ?وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ? [البقرة : 2/48] .
2 ـ ?وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ? [البقرة : 2/123] .
لماذا تكررت هذه الحقيقة مرتين ؟ هل هنالك من نظام يحكم هذا التكرار ؟ لنترك لغة الأرقام تنطق بالحق ، إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو : 8 4 3 2 1 يقبل القسمة على 7 والناتج يقبل القسمة على 7 والناتج أيضاً يقبل القسمة على 7 :
12348 = 7 × 1764 = 7 × 7 × 252 = 7 × 7 × 7 × 36
ولكن ما هي عقوبة من ينسى لقاء اللّه يوم القيامة ؟ القرآن يخبرنا بذلك : ?وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ? [الجاثية : 45/34] ، ولكن ماذا عن المؤمنين ؟
غير ممنون
رأينا في الفقرات السابقة حال الخاسرين والظالمين والمكذبين يوم القيامة ، ولكن ماذا عن حال المؤمنين في ذلك اليوم ؟ تكررت كلمة ?مَمْنُونٍ? في القرآن 4 مرات في الآيات :
1 ـ ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ? [فصلت: 41/8] .
2 ـ ?وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ? [القلم : 68/3] .(1/308)
3 ـ ?إلاّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ? [الانشقاق : 82/25] .
4 ـ ?إلاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ? [التين:95/6] .
العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربعة يقبل القسمة على 7 :
62538 = 7 × 8934
ملاحظة : نلاحظ أن كلمة ?مَمْنُونٍ? دائماً سُبقت بكلمة ?غَيْرُ? وكلمة ?أَجْرٌ? لأن الأجر خاص بالمؤمنين وأجرهم غير ممنون (أي غير منقطع) .
هذه الآيات الأربعة تحدثت عن المؤمنين وعن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، والنظام الرقمي لتوزع هذه الكلمة وغيرها في القرآن يثبت أن الذي نظَّم كلمات هذا القرآن بما يتناسب مع الرقم 7 هو الذي خلق 7 سماوات و 7 أراضين وجعل لجهنم 7 أبواب .
فهو في عيشةٍ راضية
هذا حال المؤمن يوم القيامة يحدثنا عنها البيان الإلهي عبر آيتين من آيات القرآن :
1 ـ ?فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ? [الحاقة : 69/21] .
2 ـ ?فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ? [القارعة : 101/7] .
والعدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة على 7 :
721 = 7 × 103
إن هذه الآية ?فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ? تركبت من 14 حرفاً أي 7×2 ، وتكررت مرتين في القرآن ، فيكون عدد أحرف الآيتين هو :
14+14 = 28 حرفاً بالضبط ، أي 7 × 4 .
إن مجموع أرقام الآيتين هو : 21+7 = 28 أيضاً .
رقم الآية الأولى هو : 21 = 7×3 .
رقم الآية الثانية هو : 7 .
ونكرر سؤالنا التقليدي في هذه الموسوعة : هل جاءت هذه النتائج كلها والتناسقات مع الرقم سبعة بمحض المصادفة ؟
لنتابع الإثباتات والبراهين :
عرض الجنة
ماذا عن الجنة ؟ وحجمها ؟ إن اللّه تعالى وصَف الجنة بأن عرضها كعرض السماء والأرض ، في آيتين حيث وردت كلمة ?عَرْضُهَا? :
1 ـ ?وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ? [آل عمران : 3/133].(1/309)
2 ـ ?سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم? [الحديد : 57/21] .
إذن كلمة ?عَرْضُهَا? هي كلمة خاصة بالجنة ، والعدد الذي يمثل الآيتين مجتمعتين هو : 21133 يقبل القسمة على 7 :
21133 = 7 × 3019
فالجنة التي تحدَّث عنها اللّه تعالى هي حقاً بانتظار هؤلاء المتقين الذين آمنوا باللّه ورسُلِه ، ولكن ما هي مواصفات هذه الجنة ؟ وماذا فيها ؟ لنقرأ الفقرة التالية ، لندرك بما لا يقبل الشك أن كلام الله لا ريب فيه ، وأن وعده سيتحقق ، وأن كل الحقائق الغيبية في القرآن هي حقّ وآتية لا ريب فيها .
لا يسمعون فيها لغواً
إحدى أهم صفات الجنة أن أصحابها ?لا يسمعون فيها لغواً? ، هذه حقيقة أخرى تكررت في القرآن 3 مرات في الآيات :
1 ـ ?لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلَاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً? [مريم : 19/62] .
2 ـ ?لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا? [الواقعة : 56/25] .
3 ـ ?لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا? [النبأ : 78/35] .
والعدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7 :
352562 = 7 × 50366
هذه بعض صفات الجنة ، وهناك الكثير من الآيات التي تحدثت عن نعيمها المقيم . . . ولكن بالمقابل كيف يحدثنا القرآن عن نار جهنم ؟ لننتقل إلى الفقرة التالية ونتأمل عبارة خاصة بالنار وأهلها :
وساءت مصيراً(1/310)
كثير من النصوص في القرآن تحدثت عن نار جهنم التي أعدها اللّه للمكذبين بالقرآن ، وقد اقتضت حكمة اللّه تعالى أن يجعل لهذه النار سبعة أبواب ليكون الجزاء من نوع التكذيب ، فالذي يكذب بخالق السماوات السبع ومنزل القرآن ليس له في الآخرة إلا جهنم التي لها 7 أبواب وساءت مصيراً . إذن أسوأ مصير يمكن أن يلاقيه الكافر يوم القيامة هو : ?جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا? هذه العبارة تكررت 3 مرات في القرآن كله في الآيات التالية :
1 ـ ?إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً? [النساء : 4/97] .
2 ـ ?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً? [النساء: 4/115].
3 ـ ?وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً? [الفتح : 48/6] .
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7 :
611597 = 7 × 87371
من هذا النظام الرقمي نستنتج أن الذي رتَّب هذه الآيات الثلاث في القرآن بما يتناسب مع الرقم 7 هو الذي خلق لجهنم 7 أبواب وهو الذي جعل مصير من يكذب بالقرآن أسوأ مصير على الإطلاق : ?جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا? .
والآن إلى مزيد من الأمثلة والشواهد .
أعمال الكفار . . . والجبال(1/311)
كل عملٍ لا يُبتغى به وجه اللّه فلن ينفع صاحبه يوم القيامة ، بل سيكون هباءً ولا قيمة له ، لأن اللّه تعالى لا يقبل من العمل إلاَّ ما كان خالصاً له . ومع أن الإنسان الذي يعمل لغير اللّه يظن أن أعماله كالجبال فإن اللّه يوم القيامة كما أنه ينسف الجبال لتكون هباءً كذلك ينسف أعمال هؤلاء المنافقين لتكون هباءً أيضاً .
ولكن كيف نثبت هذه الحقيقة بلغة الأرقام ؟ ببحثٍ بسيط عن كلمة ?هباءً? في القرآن نجدها تكررت مرتين بالضبط في الآيتين :
1 ـ ?وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا? [الفرقان : 25/23] .
2 ـ ?وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا . فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا? [الواقعة : 56/5-6] .
والعدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو 3 2 6 يقبل القسمة على 7 :
623 = 7 × 89
إن الذي وضع هاتين الآيتين بشكل متناسب مع الرقم 7 هو الذي سيجعل أعمال المنافقين هباءً كما أنه سيجعل الجبال هباءً يوم القيامة !
اليوم تُجزون عذابَ الهُون
كذَّبَ بآيات اللّه ، استكبر عن عبادة خالقه ورازقه ، لم يعمل بأوامر ربِّه وتعاليم قرآنه . . . شخص بهذه المواصفات ، ماذا ينتظر يوم القيامة ؟ لنقرأ هاتين الآيتين :
1 ـ ?الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ ءَايَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ? [الأنعام : 6/93] .
2 ـ ?فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ? [الأحقاف : 46/20] .
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة على 7 :
2093 = 7 × 299
من خلال هذه البراهين الرقمية هل بقي عند أحد شكٌّ بأن يوم القيامة واقعٌ لا ريب فيه وأن عذاب اللّه واقع أيضاً وماله من دافع ؟ لنرى كلمة ?دَافِعٍ? كيف توزعت عبر آيات القرآن .(1/312)
إن عذاب اللّه واقع وماله من دافع ، هذه الحقيقة تكررت مرتين في القرآن في الآيتين :
1 ـ ?إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ . مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ? [الطور : 52/7-8] .
2 ـ ?سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ . لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ? [المعارج :70/1-2].
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين حسب تسلسلهما في القرآن هو 28 من مضاعفات الـ 7 :
28 = 7 × 4
وكما نرى فهذه الكلمة ?دافع? هي كلمة خاصة بعذاب اللّه ووردت هذه الكلمة في القرآن دائماً بصيغة النفي في قوله تعالى: ? مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ? ، ? لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ? وهذا منتهى الإعجاز لغوياً ورقمياً وغيبيّاً .
فجميع الأحداث المستقبلية التي تحدث عنها القرآن سوف تقع ولن يُخلف اللّه وعدَهُ ?وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً? [النساء : 4/87] .
نتائج البحث
في هذا البحث القرآني رأينا مباشرة أكثر من 70 نتيجة رقمية على النظام الرقمي لآيات القرآن ، مع العلم أن هذه الأمثلة السبعين قد اخترتها من بين آلاف الأمثلة والحقائق ولو كان الحث يتسع لسردنا آلاف الحقائق ! ويستطيع كل إنسان أن يتحقق من صدق هذه النتائج ولا يحتاج إلا لنسخة من القرآن الكريم وآلة حاسبة بسيطة . كما يمكن الاستعانة بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم الذي يعطينا تكرار كل كلمة من كلمات القرآن .
في ختام هذا البحث العلمي القرآني ، ماذا يمكن أن نقول ؟ وكيف يمكن أن نختم بحثاً لا يمثل سوى البداية لرحلة جديدة من رحلات إعجاز أعظم كتابٍ على الإطلاق ؟ رأينا في هذا البحث أدلَّة رقمية دامغة لا تقبل الشك بأن كل كلمة من كلمات القرآن تكررت بنظام رقمي يعجز البشر عن تقليده ، إذن لا يوجد فوضى في كتاب اللّه ، بل تكرار الكلمات في القرآن يحكمُه نظام مُعجز ، محور هذا النظام هو الرقم 7 .(1/313)
وقد اختار اللّه تعالى هذا الرقم ليكون أساساً في النظام القرآني ، ربما واللّه أعلم ليدلَّنا على أن الذي خلق 7 سماوات هو نفسُه الذي أنزل القرآن ونظَّمه وفق الرقم 7 ، ألا تكفي هذه البراهين لنصدِّق أن القرآن حقّ ؟
والآن نتساءل : هل يقتصر الإحكام والإعجاز على أرقام الآيات ؟ وماذا عن أرقام السور وترتيبها في القرآن ؟ لذلك سوف ننتقل الآن لنعيش رحلة مع كلمات تكررت في القرآن وجاءت أرقام السور حيث وردت هذه الكلمات متناسبة مع الرقم سبعة . وهذا يثبت أن الإعجاز يشمل كل شيء في هذا القرآن .
البحث العاشر
إعجاز سور القرآن
النظام المُحكَم لترتيب سور القرآن
في هذا البحث نحن أمام معجزة لغوية ورقمية بكل معنى الكلمة, ليس هذا فحسب بل سوف نثبت بما لا يقبل الشك أن هذا القرآن لا يمكن الإتيان بمثله مهما حاول البشر ومهما تطور العلم .
هذا النظام الرقمي نجده في كتاب الله تعالى ، فقد انتظمت كلمات القرآن العظيم بشكل مذهل بما يتناسب مع أرقام سور القرآن وتسلسل هذه السور ، وكذلك انتظمت هذه الكلمات بتدرج لغوي محكم .
أيضاً في هذا البحث لسنا أمام مجرد مصادفات رقمية ، بل سوف نكتشف نظاماً رقمياً متكاملاً يشمل كلمات وآيات وسور القرآن ، كلُّها انتظمت بما يتناسب مع العدد 7 ، ليس إعجازاً واحداً فقط بل شبكة من المعجزات التي لا تنتهي .
مقدمة
إن الله تعالى قد وضع نظاماً رقمياً لتكرار الكلمات والعبارات في سور القرآن ، بحيث إذا أخذنا أرقام السور التي وردت فيها كلمة أو عبارة ما نجد عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً .
وبما أن كثيراً من سور القرآن تتألف من مئات بل آلاف الكلمات ، وعلى الرغم من تداخل وتشابك أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمات ، تبقى الأعداد الناتجة معنا قابلة للقسمة على 7 ، وهذا دليل على عظمة كتاب الله سبحانه وتعالى .(1/314)
في هذا البحث قمنا بدراسة أرقام السور الـ 114 ، فكانت النتائج التي حصلنا عليها تمثل حقائق رقمية ثابتة لا تقبل الجدل ، فأرقام السور لا جدال فيها ، وكلمات كتاب الله ثابتة لاشك فيها ، لذلك كانت هذه النتائج الرقمية ثابتة لا يمكن لجاهل أو عالم أن ينكرها .
ترقيم سور القرآن, لماذا ؟
أسئلة كثيرة تدور في خيال كل من يتدبر كتاب الله تعالى :
1ـ لماذا عدد السور القرآن 114 سورة بالضبط, وليس أي عدد آخر ؟
2ـ لماذا تتضمن هذه السور المواضيع القرآنية ذاتها ، أي لماذا نجد العبارات تتكرر في العديد من سور القرآن ؟
3ـ لماذا يتكرر الموضوع نفسه في عدة سور ، ليس هذا فحسب بل العبارات ذاتها نجدها مكررة في عدة سور من القرآن الكريم ؟
4ـ وأخيراً لماذا كان ترتيب سور القرآن بهذا الشكل الذي نراه ؟ وهل في هذا الترتيب وحيٌ أو أمرٌ إلهي ؟
بلغة الكلمات تختلف الآراء ووجهات النظر عند الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقرآن, فنجد أكثر من تفسير وأكثر من تعليل . ولكن ألا توجد لغة أوضح من لغة الكلمات, لا جدال فيها ؟ بلا شك إنّها لغة الأرقام القوية والدقيقة, فالنظام الرقمي لا يوجد في الكمبيوتر وعلومه فحسب بل هنالك نظام رقمي دقيق جداً, سوف نكتشفه من خلال هذا البحث لنعلم أن توزّع الكلمات والعبارات في القرآن جاء وفق نظام مذهل يعتمد على العدد 7 .
مثال لشرح الفكرة
يمكن شرح فكرة النظام الرقمي لسور القرآن, من خلال المثال الآتي : يأمرنا الله تعالى في كتابه بأن ندفع بالتي هي أحسن ، هذا النداء الإلهي نجده في موضعين من القرآن :
1ـ ?ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ? [المؤمنون : 23/96]
2ـ ?وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ? [فصلت : 41/34] .(1/315)
ولنسأل الآن : لماذا تكررت هذه العبارة ?ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ? في هاتين السورتين بالذات ؟ وما علاقة ذلك بالعدد سبعة الذي هو أساس النظام الرقمي القرآني ؟ للإجابة عن هذا السؤال نبحث عن أرقام هاتين السورتين :
سورة المؤمنون سورة فصِّلت
23 41
نَصُفُّ أرقام هاتين السورتين 23 ـ 41 حسب تسلسلهما في القرآن لينتج معنا عدد هو 4123 هذا العدد من مضاعفات الـ 7, أي يقبل القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ :
4123 = 7 × 589
وإلى مثال آخر لفهم فكرة هذا البحث بشكل جيد .
يعلِّمنا القرآن كيف نصبر . . . ولا نتسَرَّع, فإذا نزل البلاء بالمؤمن امتثل قول الله تعالى : ?وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً? هذه الحقيقة القرآنية تكررت في كامل القرآن مرتين كما يلي, لنبحث عن كلمة ?تَكْرَهُواْ? في القرآن لنجدها في موضعين :
1ـ ?كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ? [البقرة : 2/216] .
2ـ ?كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ? [النساء : 4/19] .
إذن يجب تسليم الأمر إلى الله تعالى, فهو يعلم المستقبل, وربما الخير بانتظار هذا المُبتلى, وتصديق هذا الكلام نجده في لغة الأرقام . لنكتب أرقام السورتين :
سورة البقرة سورة النساء
2 4
أي العدد الذي يمثل هاتين السورتين حسب تسلسلهما في القرآن هو 42 من مضاعفات ال 7 :
42 = 7 × 6
وتكرار العبارات جاء وفق نظام شديد الدقة لسور القرآن الكريم . وفي بحثنا هذا نركز على أرقام سور القرآن الكريم .
التوكل لا يكون إلا على الله(1/316)
يعلمنا الله تعالى أن نتوكل عليه فهو يكفي وهو حسبُنا, نستمع إلى هذا الأمر الإلهي : حَسْبِيَ اللَّهُ هذا النداء تكرر في كامل القرآن في سورتين, لنبحث عن كلمة ?حَسْبِيَ? في القرآن :
1ـ ?فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ? [التوبة : 9/129] .
2ـ ?وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ? [الزمر : 39/38] .
إذن كلمة ?حَسْبِيَ? دائماً ترافقها كلمة ?اللَّهُ? تعالى, أي ?حَسْبِيَ اللَّهُ? وهل يوجد غير الله لنلتجئ إليه وندعوَه ؟ وكما نلاحظ كلتا الآيتين فيهما أمر آخر هو التوكل على الله تعالى, وليؤكد لنا أن التوكل لا يكون إلا على الله .
ولكن ما علاقة السورتين : التوبة ـ الزمر ـ بالعدد 7 ؟ إن رقمي هاتين السورتين هو :
سورة التوبة سورة الزُّمر
9 39
عندما نضع أرقام السورتين هكذا : 393 يتشكل لدينا عدد يقبل القسمة على 7 تماماً :
399 = 7 × 57
ومجموع أرقام هذا العدد 9 + 9 + 3 = 21 = 7 × 3
ليس هذا فحسب بل أرقام هاتين الآيتين 129 و 38 إذا قمنا بصفّ هذين العددين لنتج عدد هو 38129 من مضاعفات الرقم 6 :
38129 = 7 × 5447
العبارات بحرفيتها تتكرر في كتاب الله تعالى(1/317)
ويبقى النظام الرقمي قائماً ! يعلمنا كتاب الله كيف نتقرَّب من الله تعالى بتقرّبنا من ذوي القربى, فنعطيهم حقَّهم من المال ومن صلة الرَّحم حسب ما يحتاجونه . لذلك يأمرنا الله تعالى : ?وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ? هذا الأمر نجده في القرآن مكرراً في سورتين, فكلمة ?آتِ? تكررت مرتين في كامل القرآن :
1ـ ?وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً? [الإسراء : 17/26] .
2ـ ?فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? [الروم : 30/38] .
نحن أمام تعليمة إلهية تكررت في سورتين رقم كل منها هو :
سورة الإسراء سورة الروم
17 30
تشكل أرقام هاتين السورتين 17 30 عدداً يقبل القسمة تماماً على 7 :
3017 = 7 × 431
هكذا نجد هذا النظام مكرراً مئات بل آلاف المرات في القرآن ، والأمثلة الواردة في هذا البحث هي غيض من فيض إعجاز الله تعالى .
الأمثال . . . هي خير وسيلة
لقد ضرب الله في قرآنه من كل مثلٍ للناس لعلهم يتفكرون ويوقنون ويؤمنون ، فالأمثال والأمثلة تقرِّب الإنسان من الفهم الدقيق للفكرة . وفي سلسلة أبحاثنا هذه استخدمنا الأمثلة لرؤية معجزة القرآن الرقمية ، ولكن أين من يعقِل ويتفكَّر ؟ لنتأمل هذا المثال حول عبارة تكررت مرتين في القرآن :
1ـ ?وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ? [العنكبوت : 29/43] .
2ـ ?لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? [الحشر : 59/21] .(1/318)
إن أرقام هاتين السورتين : العنكبوت 29ـ الحشر 59 تتناسب مع العدد سبعة ، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 5929 يقبل القسمة على 7 تماماً :
5929 = 7 × 847
والناتج أيضاً يقبل القسمة على 7 :
847 = 7 × 121
إذن كلمة ?نَضْرِبُهَا? تكررت مرتين في كامل القرآن وبالصيغة نفسها وجاءت أرقام السورتين تقبل القسمة على 7 مرتين للتأكيد على أن هذا القرآن وهذه الأمثلة والأمثال هي من عند الله تعالى ! .
خطورة الإشراك بالله
يُحذرنا الله تعالى من خطورة الإشراك بالله تعالى, وعلى الرغم من أهمية الوالدين من أهمية الوالدين ورضاهما فإن أمرانا بالشرك فيجب ألا نطيعَهُما أبداً . فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فكيف بالإشراك به ؟ لنتأمل الآيتين :
1ـ ?وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [العنكبوت : 29/8] .
2 ـ ?وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [لقمان : 31/15] .
أرقام السورتين تشكل نظاماً رقمياً يتناسب مع العدد 7 :
سورة العنكبوت سورة لقمان
29 31
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو : 3129 يقبل القسمة على 7 تماماً :
3129 = 7 × 447
اعبدهُ . . . توكَّل . . . واصطبِر . . .
أمر الله تعالى رسولَه عليه صلوات الله وسلامه بالأمر ?اعْبُدْهُ? في موضعين من القرآن :
1ـ ?وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ? [هود : 11/123] .(1/319)
2ـ ?رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً? [مريم : 19/65] .
إذن تكررت كلمة ?اعْبُدْهُ? مرتين في كامل القرآن وفي المرتين الخطاب موجَّه للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ومن ورائه المؤمنين ، وجاءت أرقام السورتين بنظام مُعْجز :
رقم سورة هود رقم سورة مريم
11 19
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 1911 يقبل القسمة على 7 مرتين :
1911 = 7 × 273 = 7 × 7 × 39
وقابلية القسمة على 7 مرتين للتأكيد على الأمر وأهمية العبادة فهي أسمى هدف للإنسان, ونرى كيف أتت كلمة ?وتَوَكّلْ? في الآية الأولى وكلمة ?واصْطَبِرْ? في الآية الثانية لأن التوكل يسبق الصبر, بل ليس هناك ثواب لصبرٍ لا توكُّلَ فيه على الله, فجاء ترتيب الآيتين منطقياً . وفي الآيتين نجد كلمة ?فاعْبدهُ? لأن التوكل والصبر من دون العبادة لا ثواب فيهما, والله تعالى أعلم .
معجزةٌ مذهلة في كلمة واحدة !
تحدث كتاب الله عن حقائق ستقع مستقبلاً ، ووضع البراهين الرقمية على ذلك . فهذه كلمة ?نُفِخَ? في القرآن تتكرر 7 مرات في القرآن كله . والحديث دائماً عن النفخ في الصور .
وبما أن هذه الكلمة تخصُّ حدثاً مهماً جداً وهو البعث يوم القيامة ، فقد أودع الله في تكرار هذه الكلمة نظاماً بديعاً نرى من خلاله عظمة ودقة كلمات القرآن وأنه كتاب العجائب .
لنرَ هذا التنظيم الرائع لأرقام السور حيث وردت هذه الكلمة بما يتوافق مع الرقم 7 بشكل مذهل . لنكتب الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة :
1 ـ ?وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً? [الكهف : 18/99] .
2 ـ ?فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ? [المؤمنون : 23/101] .(1/320)
3 ـ ?وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ? [يس : 36/51] .
4 ـ ?وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ? [الزمر : 39/68] .
5 ـ ?ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ? [الزمر : 39/68] .
6 ـ ?وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ? [ق : 50/20] .
7 ـ ?فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ? [الحاقة : 69/ 13] .
إذن هذه الكلمة تكررت 7 مرات في 6 سور ، أرقام هذه السور الست هي على التسلسل :
الكهف المؤمنون يس الزمر ق الحاقة
18 23 36 39 50 69
إن العدد الذي يمثل هذه الأرقام مجتمعة ينقسم على سبعة :
695039362318 = 7 × 99291337474
والناتج من عملية القسمة يقبل القسمة على سبعة من جديد :
99291337474 = 7 × 14184476782
والناتج من عملية القسمة يقبل القسمة على سبعة من جديد :
14184476782 = 7 × 2026353826
والناتج من عملية القسمة يقبل القسمة على سبعة من جديد :
2026353826 = 7 × 289479118
ومن جديد نكتب التناسب المذهل لأرقام السور مع الرقم سبعة أربع مرات متتالية :
695039362318 = 7 × 7 × 7 × 7 × 289479118
هذا العدد الصحيح الناتج هو : 289479118 ، مجموع أرقامه هو سبعة في سبعة :
8 +1+1+9+7+4+9+8+2 = 49 = 7 × 7
وبما أن النفخ في الصور سيكون مرتين متعاكستين ، مرة تموت جميع المخلوقات ومرة يحيي الله هذه المخلوقات ، أي نفخة موت ونفخة حياة . وبما أن النفخة الأولى تعاكس الأخيرة ، فقد قمتُ بعكس العدد الناتج عن عمليات القسمة الأربعة الأولى وهو 289479118 وقرأت العدد الجديد بالاتجاه المعاكس لتصبح قيمته : 811974982 والعجيب أن هذا العدد من مضاعفات السبعة :
811974982 = 7 × 115996426
والناتج يقبل القسمة على سبعة مرة ثانية :
115996426 = 7 × 16570918(1/321)
والناتج أيضاً يقبل القسمة على سبعة مرة ثالثة :
16570918 = 7 × 2367274
والناتج يقبل القسمة على سبعة لمرة رابعة ! !
2367274 = 7 × 338182
إذن معكوس الناتج من القسمة على سبعة أربع مرات ، ينقسم على سبعة لأربع مرات متتالية :
811974982 = 7 × 7 × 7 × 7 × 338182
ولو أخذنا نواتج القسمة الأربعة الأخيرة وهي :
الناتج الأول 115996426 ومجموع أرقامه 43
الناتج الثاني 16570918 ومجموع أرقامه 37
الناتج الثالث 2367274 ومجموع أرقامه 31
الناتج الرابع 338182 ومجموع أرقامه 25
إذن مجموع أرقام النواتج الأربعة هو على التسلسل كما يلي :
43 37 31 25
العجيب والعجيب جداً أننا عندما نصفُّ هذه الأرقام الأربعة نحصل على عدد يقبل القسمة على سبعة أربع مرات متتالية ! ! ! !
25313743 = 7 × 7 × 7 × 7 × 10543
إن هذا النظام المذهل في تكرار كلمة واحدة من كلمات القرآن ليدلُّ دلالة قاطعة على منظِّم حكم عليم قدير على كل شيء ، ولا يعجزه شيء . ولو سرنا عبر كلمات القرآن لرأينا نظاماً مبهراً ، يعجز البشر عن الإتيان بمثله ، و صدق الله القائل : ?قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً? [الإسراء : 17/88] .
أرقام الآيات
أيضاً أرقام الآيات جاءت متناسبة مع الرقم سبعة لمرتين ، لنكتب أسماء السور وتحت كل سورة رقم الآية :
الكهف المؤمنون يس الزمر ق الحاقة
99 101 51 68 20 13
إن العدد الذي يمثل أرقام هذه الآيات ينقسم على سبعة مرتين :
1320685110199 = 7 × 7 × 26952757351
وهنا نتوقف قليلاً ونتساءل : هل بمقدور البشر أن يؤلفوا كتاباً ويرتبوا تكرار كلماته بهذا الشكل المذهل ؟
وفي المثال هذا رأينا 16 عملية قسمة على سبعة في كلمة تكررت سبع مرات ، واحتمال المصادفة رياضياً في نتائج كهذه هو واحد مقسوم على سبعة 16 مرة ، أي هو :(1/322)
1/ 300906354889666
وهذا العدد ضئيل للغاية ، ويستحيل على عقل نزيه أن يصدق بأن كل هذه العمليات الرياضية المنظمة والمعقدة جاءت بالمصادفة !!
وهكذا لو سرنا في رحاب أي كلمة من كلمات الله تعالى لرأينا إعجازاً لا ينقضي ، ولكن نكتفي برؤية النظام المحكم لأرقام السور في هذا البحث ، مع التأكيد بأن هذا الإعجاز ليس كل شيء ، بل هو قطرة في بحر محيط يزخر بالمعجزات والأسرار .
إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
وعدُ الله حق, والمؤمن سوف يهديه الله بإيمانه إلى جنات النعيم , والكافر سوف يزيده الله كفراً ومصيره إلى نار جهنم وبئس المصير . وسوف يجمعهم ليومٍ لا ريب فيه ?إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ? ، هذه العبارة وضَعها الله تعالى في كتابه في موضعين محددين بما يتناسب مع العدد 7 ليدلَّنا أن وعدَ الله حقّ :
1ـ ?رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ? [آل عمران : 3/9] .
2ـ ?وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ? [الرعد : 13/31] .
لنرَ التناسب الرقمي لأرقام السورتين بما يتناسب مع العدد 7 ، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين على تسلسلهما هو 133 يقبل القسمة على 7 :
133 = 7 × 19
كما أن مجموع أرقام العدد 133 هو : 3 + 3 + 1 ويساوي سبعة .
السراج المنير
في كتاب الله تعالى لكل كلمة خصوصيتها, ومن بين الكلمات الكثيرة كلمة ?منيراً? التي تكررت مرتين في كامل القرآن في الآيتين :(1/323)
1ـ ?تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً? [الفرقان : 25/61] .
2ـ ?وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً? [الأحزاب : 33/46] .
في الآية الأولى الحديث عن القمر والشمس , أما الآية الثانية فتتحدث عن الرسول , وكأن الله يريد أن يقول لنا إن الرسول الكريم هو بمثابة الشمس والقمر للمخلوقات . فكما أن الإنسان لا يستطيع العيش من دون الشمس والقمر كذلك لا يمكن للمؤمن أن يحيا من دون تعاليم وأخلاق ودعوة الرسول . وهذا الترتيب للآيتين يثبت أن القرآن من عند الله ولكن لزيادة التأكد من هذه الحقيقة, فإن الله رتَّب هاتين الآيتين في سورتين ، لنكتب أرقام هاتين السورتين :
سورة الفرقان سورة الأحزاب
25 33
رقما السورتين 25 ـ 33 يشكلان عدداً هو 3325 يقبل القسمة على سبعة :
3325 = 7 × 475
في هذا الفصل رأينا أمثلة متعددة لكلمات وعبارات تتكرر في القرآن كله بنظام مُحكَم, ونتساءل : أليس الله تعالى هو الذي نظَّم هذه الكلمات ؟ بل لو بحثنا في أي كتاب بشري في العالم, فهل نتوقع أن نجد مثل هذا النظام المذهل ؟
الحقائق العلمية تتكرر بنظام مُحكَم
الله خالق كل شيء, خلق السماوات السبع, وخلق الأرض والجبال والأنهار والنجوم . . . كلها سخَّرها الله لنا, وتحدث القرآن عن حقائق يكتشفها ويصدِّقُها العلم الحديث, فلا تناقض بين العلم والقرآن . في هذا الفصل سوف نتعرف إلى أسلوب القرآن في تكرار الحقائق العلمية عن الخلق, وأن هذا التكرار في سور القرآن جاء منسجماً مع العدد 7, ولا وجود للعبث في كلام الله . . . ولا في خلق الله عزّ وجلّ .
مَن الذي زيَّن السَّماء ؟(1/324)
لكي يكتمل خلق الله ـ الكون ـ زيَّن اللهُ السماء الدنيا بالنّجوم : ?بِمَصَابِيحَ? لنرَ كيف تحدّث القرآن عن هذه الحقيقة وكيف تنتظم أرقام السور دائماً لتتناسب مع العدد 7, إن الذي زيّن السماء الدنيا بمصابيح هو نفسه الذي خلق السماوات السبع . لنتأمل هاتين الآيتين حيث وردت كلمة ?بِمَصَابِيحَ? :
1ـ ?فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ? [فصلت:41/12] .
2 ــ ?وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ? [الملك : 67/5] .
كلمة ?بِمَصَابِيحَ? دائماً مرتبطة بكلمة ?زيّنّا? ليدلَّنا الله تعالى على أنه هو خالق ومزيِّن السماء ، وكما نرى التشابه اللغوي بين الآيتين فقد تكرر هذا المقطع : ?زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ? في كلتا الآيتين ، ولكن لماذا قال تعالى في الآية الأولى ?وَحِفْظاً? أمّا في الآية الثانية فقال : وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ ؟
إن العدد الذي يمثل هاتين السورتين هو 41 67 يقبل القسمة على 7 تماماً :
6741 = 7 × 963
قررت آيات القرآن أن الله هو الذي خلق السماء وزيّنها وحفظها . لنبحث عن كلمة ?حِفْظاً?, كم مرة تكررت في كامل القرآن ؟
الجواب بغاية البساطة, نجد هذه الكلمة في آيتين فقط من القرآن :
1ـ ?وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ? [الصافات : 36/7] .
2ـ ?فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ? [فصلت:41/12] .(1/325)
هذه الكلمة ?حِفْظاً? هي كلمة خاصة بالسماء, لنرَ كيف ينطبق النظام الرقمي على تكرار هذه الكلمة :
الصافات فصِّلت
37 41
إن أرقام السورتين تشكل عدداً هو 37 41 يقبل القسمة تماماً على 7 :
4137 = 7 × 591
إجابة على تساؤل
باختصار شديد نجيب على التساؤل المتعلق بكلمة ?حِفْظاً? في الفقرة السابقة تأمل كيف دخل رقم سورة فصلت [رقمها : 41] في كلا العددين القابلين للقسمة على 7 :
1ـ تكرار كلمة ?مَصَابيحَ? : 41 67
2ـ تكرار كلمة ?حِفْظاً? : 37 41
وهنا نلاحظ شيئاً مهماً : فبدلاً من : ?وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ? ماذا يحدث لو قال الله تعالى : ?وحِفْظاً? في الآية الخامسة من سورة الملك ؟ لغوياً ربما يصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال, ولكن رقمياً الإجابة سهلة جداً .
فلو أن كلمة ?حِفْظاً? وردت في سورة الملك لأصبح النظام الرقمي لتكرار الكلمة في كامل القرآن كما يلي :
سوف تصبح كلمة ?حِفْظاً? مكررة 3 مرات بدلاً من مرتين, وأرقام السور الثلاثة : الصافات 37ـ فصلت 41ـ الملك 67 تشكل عدداً هو 674137 وهذا العدد لا يقبل القسمة على 7 لذلك كل كلمة في هذا القرآن قد رتبها تعالى بنظام مُحكَم .
وتجدر الإشارة إلى أننا في هذه الكلمة ?حِفْظاً? أمام حقيقة علمية, فلا يخفى على أحد اليوم أهمية الغلاف الجوي للأرض ولولاه لما استمرت الحياة أبداً , لذلك الإعجاز اللغوي والعلمي دائماً يترافق بإعجاز رقمي, فحجم المعجزة الإلهية أكبر بكثير من أي تصوّر .
حقيقة عن الجبال
كل شيء نراه من حولنا إذا تأملنا في صناعته وتركيبه فإننا نرى عظمة الصانع وهو الله تعالى, ومن بين المخلوقات التي لا تحصى : الجبال التي خلقها ليثبِّت بها الأرض وهذه حقيقة علمية يعترف بها العلم الحديث, لولا الجبال لاختل توازن الأرض وهذا من رحمة الله تعالى .
لنستمع إلى هذه الآيات :(1/326)
1ـ ?وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [النحل : 16/15] .
2ـ ?وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ? [الأنبياء : 21/ 31] .
3 ـ ?خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ? [لقمان : 31/10] .
إن العدد الذي يمثل أرقام السور هو : 312116 يقبل القسمة على 7 تماماً :
312116 = 7 × 44588
كما أن مجموع أرقام هذا العدد هو :
6 + 1 + 1 + 2 + 1 + 3 = 14 = 7 × 2
نعمة الأنهار
من نِعَم الله تعالى علينا أن جعل في الأرض جبالاً رواسيَ تحفظ توازن الأرض, وجعل فيها أنهاراً عذبة لتستمر الحياة . . . كلّ هذا سخّره الله لنا, ولنرَ كيف يتحدث القرآن عن هذه الحقيقة, تكرار كلمة ?أنهاراً? في القرآن :
1ـ ?وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? [الرعد : 13/3] .
2 ـ ?وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [النحل : 16/15] .
3 ـ ?أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ? [النمل : 27/61] .
4ـ ?وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً? [نوح : 71/12] .(1/327)
هذه الآيات الأربعة انتظمت في 4 سور بحيث تتناسب مع العدد 7 ، إن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة هو : 71271613 يقبل القسمة على 7 تماماً :
71271613 = 7 × 10181659
ملاحظة : تأمل كيف دخل الرقم 16 رقم سورة النحل في تركيب عددين, وجاء النظام الرقمي للكلمتين واحداً :
1ـ تكرار ?تميد? هو : 312116 يقبل القسمة على 7 ومجموع أرقامه هو : 2 × 7 = 14
2ـ تكرار ?أنهاراً? هو : 71271613 يقبل القسمة على 7 ومجموع أرقامه أيضاً : 4 × 7 = 28
وعلى الرغم من هذا التداخل تبقى الأعداد قابلة للقسمة على 7 من دون باقٍ !
وَالنَّهَارَ مُبْصِراً
خلق الله الليل والنهار وسخرهما لنا؛ فجعل الليل لنسكُنَ فيه؛ والنهار مبصراً لنبتغيَ من فضل الله تعالى . هذه الحقيقة تكررت في كامل القرآن 3 مرات في 3 سور :
1ـ ?هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ? [يونس : 10/67] .
2ـ ?أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? [النمل : 27/86] .
3ـ ?اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ? [غافر : 40/61] .
العبارة ذاتها تكررت في 3 سور, لنرَ النظام الرقمي لهذه السور ، فأرقام السور الثلاثة 10ـ27ـ40 تشكل عدداً هو : 402710 يقبل القسمة تماماً على 7 :
402710 = 7 × 57530
إذن كلمة ?مبصراً? تتعلق دائماً بكلمة ?النهار?, هذا التوافق لغوياً ورقمياً يدل على الواحد القهار الذي أنزل هذه الكلمات ونظَّمها بما يتناسب مع العدد 7 ، وتجدر الإشارة إلى أن مجموع أرقام هذا العدد هو :
0 + 4 + 7 + 2 + 0 + 1 = 14 = 7 × 2(1/328)
حتى أرقام هذه الآيات قد نظمها الله بنظام مُحكَم , كما رأينا في البحث السابق ، فأرقام الآيات الثلاث هي : 67 ـ 86 ـ 61 تشكل عدداً من مضاعفات الرقم 7 :
618667 = 7 × 88381
والناتج هو عدد صحيح 88381 مجموع أرقامه هو :
1 + 8 + 3 + 8 + 8 = 28 = 7 × 4
حقائق تتكرر بنظام
الله هو الذي مدّ الأرض وهو الذي مدّ الظل, فكيف جاء النظام الرقمي ليصدق هذه الحقيقة العلمية ؟ لنقارن الآيتين :
1 ـ ?وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? [الرّعد : 13/3] .
2 ـ ?أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً? [الفرقان : 25/45] .
كلمة ?مَدَّ? لم ترد إلا في هاتين الآيتين من القرآن, مرة مع الأرض, ومرة مع الظلّ وفي هاتين الآيتين دليل علمي على كروية الأرض فلو شاء الله لجعل الأرض ساكنة لا تتحرك, كما أنه لو شاء لجعل الظلّ ساكناً . فعند دوران الأرض حول نفسها يؤدي ذلك إلى تغيّر في طول ظلّ الأشياء, ولذلك هذه الآية فيها دليل على حركة الأرض أيضاً . فمَنِ الذي أخبر النبي الأميّ عن هذه الحقائق ؟ هل ركب الفضاء ؟
ليس هذا فحسب بل إن الله تعالى وضع هذه الكلمة ?مَدَّّ? في هذين الموضعين بالذات بما يتناسب مع النظام القرآني من جهة ومع النظام الكوني من جهة أخرى . إن العدد الذي يمثل أرقام السورتين حسب تسلسلهما في القرآن هو : 2513 يقبل القسمة على7 :
2513 = 7 × 359
التدرج العلمي(1/329)
رأينا كيف استُخدمت كلمة ?مَدَّ? في القرآن مع الأرض مرة ومع الظلِّ مرة . فالآية الأولى تتحدَّث عن امتداد الأرض فمهما سرنا على الأرض نجدها ممتدَّةً أمامنا ونعود من حيث بدأنا, وهذا حديث عن كروية الأرض وبشكل أدل تفلطح الأرض فهي قريبة من الشكل الكروي .
ثم في الآية الثانية تحدث الله تعالى عن امتداد الظلّ ? مدَّ الظلَّ?, وهنا الحديث عن حركة الأرض ودورانها حول نفسها لأن الأرض لو بقيت ساكنة لبقي الظلُّ ساكناً ?وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً? معنى هذا أن هذه الآية تحدثت عن دوران الأرض وحركتها .
الآن نأتي إلى التدرج العلمي : هل يمكن الحديث علمياً عن دوران الأرض قبل الحديث عن كرويتها ؟ هذا ما فعله القرآن تحدث عن كروية الأرض ثم عن دورانها وفق التسلسل :
1 ـ ?وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ? : حديث عن كروية الأرض .
2 ـ ?أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ? : حديث عن دوران الأرض .
إذن مَن الذي رتَّب ونظَّم هاتين الآيتين وفق هذا التسلسل لغويًّا ورقميًّا ؟ أليس هو خالق السماء والأرض وخالق الإنسان ؟
النظام اللغوي
إن الذي خَلَق الإنسان يعلم ما خَلَق . ويعلم ما في نفس هذا الإنسان, لنرَ كيف تحدّث القرآن العظيم عن كلمة ?خُلِقَ? ومن تخصُّ هذه الكلمة ؟ تكررت كلمة ?خُلِقَ? 5 مرات في القرآن في 4 سور :
1ـ ?يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً? [النساء : 4/28] .
2ـ ?خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ? [الأنبياء : 21/ 37] .
3ـ ?إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً? [المعارج : 70/19] .
4ـ ?فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ? [الطارق : 86/5] .
5ـ ?خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ? [الطارق : 86/6] .
نحن أمام 4 سور, تكررت فيها كلمة ?خُلِقَ? فكيف جاء النظام الرقمي لها ؟ لنكتب أرقام هذه السور الأربعة حسب تسلسلها في القرآن الكريم :(1/330)
4ـ 21ـ 70ـ 86 تشكل عدداً هو : 8670214 والمؤلف من سبع مراتب يقبل القسمة على 7 تماماً :
8670214 = 7 × 1238602
وهكذا كلمة ?خُلِقَ? هي كلمة خاصة بخلق الإنسان لم تُسْتَخْدم إلا لهذا الغرض في القرآن, هذه الأنظمة لغوياً ورقمياً ألا تكفي دليلاً على وحدانية الله تعالى ؟
كما أن مجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة :
4 + 1 + 2 + 0 + 7 + 6 + 8 = 28 = 7 × 4
الإعجاز اللغوي
كلمة ?خُلِقَ? تكررت ليس بنظام رقمي فقط, بل بنظام لغوي لا يقلّ إعجازاً, فالآيات الخمسة التي تكررت فيها كلمة ?خُلق? والتي ارتبطت بالإنسان هذه الآيات بدأت بـ :
1 ـ الآية الأولى تحدثت عن ضعف الإنسان لنعلم أننا عاجزون ولا نساوي شيئاً أمام عظمة وقدرة وقوة الخالق عزّ وجلّ .
2ـ في الآية الثانية انتقل الله تعالى بحديثه عن الإنسان صفة العَجَل لندرك أن الإنسان على ضعفه هو مخلوق متسرع متهوِّر وعجول .
3ـ في المرحلة الثالثة تحدث الله عن بُخل ويأس الإنسان فإذا مسَّهُ الخير يمنع, وإذا مسَّه الشرُّ يجزع وييأس .
هذه الصفات الثلاثة : الضعف ، العَجَل, الهلع ، تدرجت حسب نسبة وجودها في البشر, فكل الناس فيهم صفة الضعف, بينما نسبة العَجَل أقلّ, ونسبة البخلاء واليائسين أقلّ أيضاً .
4 ـ الصفات الثلاثة السابقة تدرجت : ?ضعيفاً? . . ?عَجَل? . . ?هلوعاً?, بالتوافق مع نسبة وجود هذه الصفات في البشر, وعندما جاء الحديث في المرحلة الرابعة عن الطبيعة المادية لخلق الإنسان, انتقل الكلام من صيغة المبني للمجهول ?خُلِقَ? إلى صيغة الأمر ?فلينظر? والسؤال ?مِمَّ خُلِقَ? ؟ وهذا النوع من الخطاب يُناسب الطبيعة المادية للإنسان, فالإنسان ربما لا يعترف بضعفه أو تسرعه أو بُخْله, إنما يعترف تماماً أنه خُلِق من ?مَّاء دَافِقٍ? لا قيمة له, فهل بعد هذه الدقّة اللغوية والرقمية يأتي من يقول إن القرآن ليس معجزاً لغوياً ورقمياً ؟
مَن الذي يبدأ الخلق ثم يعيدُه ؟(1/331)
يمكننا القول وبثقة تامة بأن القرآن هو عبارة عن مجموعة الإثباتات على أن الله حقّ مُبين, ونحن في هذا البحث دائماً أمام إثباتات رقمية, والجانب الرقمي في كتاب الله تعالى لا يمثل سوى أحد خيوط شبكة الإعجاز اللامتناهية . وفي هذه الفقرة سوف نرى كيف تتكرر كل كلمة من كلمات القرآن بنظام دقيق ومحسوب لغوياً . . . وعلمياً . . . ورقمياً .
تحدث القرآن عن حقائق هامة مستقبلية, ومن هذه الحقائق سؤال مهم : مَن الذي يبدأ الخلقَ ثم يعيدُه ؟ هذه الحقيقة تكررت 7 مرات بالضبط في القرآن, نبحث عن كلمة ?يُعِيدُهُ? فنجدها في هذه الآيات :
1ـ ?إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ? [يونس : 10/4] .
2ـ ?قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ? [يونس : 10/34] .
3ـ ?قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ? [يونس : 10/ 34] .
4ـ ?أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ? [النمل : 27/64] .
5ـ ?أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ? [العنكبوت : 29/ 19] .
6ـ ?اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? [الروم : 30/11] .(1/332)
7ـ ?وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [الروم : 30/27] .
هذه الآيات وردت في 4 سور, وسنرى كيف انتظمت أرقام هذه السور بما يتناسب مع العدد 7 ، إن أرقام هذه السور الأربعة على التسلسل تشكل عدداً هو : 30292710 يقبل القسمة على 7 تماماً :
30292710 = 7 × 4327530
كلمة ?يعيده? هي كلمة خاصة بالله تعالى وقد خصّ تعالى نفسَه بهذه الكلمة, ولم ترد في القرآن كلّه إلاَّ لبيان حقيقة من يعيدُ الخلق, لنعلم ونتأكد أن إعادة الخلق بيد البارئ سبحانه وتعالى, ولا يمكن لمخلوق أن يعيد الخلق . هذا من جهة, ومن جهة أخرى فقد كرَّر الله تعالى هذه الكلمة 7 مرات لزيادة التأكيد على هذه الحقيقة, وجعل أرقام السور التي وردت فيها هذه الكلمة تشكل عدداً مضاعفاً للرقم 7 لزيادة التأكيد مرة أخرى على أن الله سوف يعيد الخلق ويبعثهم ليوم لا ريب فيه .
ملاحظة : إذا قرأنا العدد الذي يمثل أرقام السور الأربعة من اليمين إلى اليسار باتجاه تسلسل سور القرآن تصبح قيمته : 1729203 وهو عدد مكون من 7 مراتب ويقبل القسمة تماماً على 7 :
1729203 = 7 × 247029
إذن العدد الذي يمثل السور الأربعة يقبل القسمة على 7 بالاتجاهين, وهذا ينسجم مع معنى هذه الآيات ?يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ? .
كما نرى كلمة ?يُعِيدُهُ? ذكرت أول مرة في سورة يونس رقمها 10, وآخر مرة في القرآن ذكرت هذه الكلمة في سورة الروم رقمها 30, إذا قمنا بصف هذين العددين 10ـ30 نجد عدداً جديداً 3010 يقبل القسمة على 7 تماماً :
3010 = 7 × 430
مجموع أرقام الناتج 430 هو 0 + 3 + 4 = 7 , ومن سورة يونس حتى سورة الروم يوجد بالضبط 21 سورة أي 7 × 3 , فانظر إلى هذا التنظيم الرائع بما يتناسب مع الرقم 7 . ولا تنس أن الكلمة تكررت 7 مرات في القرآن ! .
هل يتذكرون ؟(1/333)
كثير من آيات القرآن انتهت بعبارات مكرَّرة, والقرآن جاء أساساً ليذكِّر المؤمنين بالآخرة, فكم آية انتهت بعبارة : ?لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ? ؟ ببحث بسيط نجد أن كلمة ?يَتَذَكَّرُونَ? تكررت في كامل القرآن 7 مرات بالضبط ودائماً تسبقها كلمة ?لَعَلّهُمْ?, أي نجد كلمة ?يَتَذَكَّرُونَ? هي أمَل للمؤمنين أما الكافر فلا تنفعه الذكرى, وهذه هي الآيات السبع حيث وردت هذه الكلمة :
1ـ ?وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ? [البقرة : 2/221] .
2ـ ?تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ? [إبراهيم : 14/25] .
3ـ ?وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ? [القصص : 28/43] .
4ـ ?وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ? [القصص : 28/46] .
5ـ ?وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ? [القصص : 28/51] .
6ـ ?وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ? [الزمر : 39/27] .
7ـ ?فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ? [الدخان : 44/58] .(1/334)
نحن أمام 7 آيات وردت في 5 سور , إن العدد الذي يمثل السور الخمسة هو 443928142 يقبل القسمة على 7 تماماً :
443928142 = 7 × 63418306 = 7 × 7 × 9059758
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
خلق الله السماء وزينها بالنجوم ، وخلق الأرض ومهَّدها سُبُلاً ، وثبَّتها بالجبال . . . كل هذا سخَّره الله لنا لنهتديَ في ظلمات البر والبحر ، فهل تكون آيات القرآن وسيلة لهدايتنا إلى طريق الله في ظلمات هذه الدنيا ؟ لنرَ كيف تحدث القرآن عن هذه الحقيقة ?لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? فقد تكررت هذه العبارة 6 مرات في كامل القرآن في خمس سور :
1ـ ?وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [البقرة : 2/53]
2ـ ?وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [البقرة : 2/150]
3ـ ?وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [آل عمران : 3/103] .
4ـ ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [الأعراف : 7/158](1/335)
5ـ ?وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [النحل : 16/15] .
6ـ ?الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [الزخرف : 43/10] .
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الخمسة هو 4316732 وهو عدد مكون من 7 مراتب يقبل القسمة على 7 تماماً :
4316732 = 7 × 616676
وكما نرى كلمة ?تَهْتَدُونَ? دائماً تسبقها كلمة ?لَعَلََّكُمْ? لتبقى الهداية بيد الله تعالى ، يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء .
مَن الذي يعلم السرّ ؟
القرآن كتاب الأسرار, يُطلع الله من يشاء من عباده على بعض أسراره ليزداد إيماناً وثقة ويقيناً بالله وبكلامه ووعده الحق . ولكن مَن الذي يعلم أسرار القرآن ؟ مَن الذي يعلم السرَّ في السموات والأرض ؟ . . من الذي يعلم أسرارنا وما نُخْفي ونُعلن ؟ إنه خالق السماوات السبع والقائل :
1ـ ?وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى? [طه : 20/7] .
2ـ ?قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً? [الفرقان : 25/6] .
الكلمة المشتركة في هاتين الآيتين هي ?السِّرَّ? حيث لم ترد هذه الكلمة إلاّ في هاتين الآيتين, وكما نرى دائماً تسبقها كلمة ?يَعْلَمُ?, أي : ?يَعْلَمُ السِّرَّ? ذلك ليؤكد لنا الله تعالى أنه هو وحده الذي يعلم السرّ وليس أي أحد .
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 2520 يقبل القسمة على 7 تماماً :
2520 = 7 × 360
التدرج اللغوي
رأينا في الآية الأولى كيف تحدث الله عن نفسه قائلاً : ?يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى? فالحديث هنا عن علم الله تعالى . ثم انتقل إلى الآية الثانية فتحدث عن إنزال القرآن وأن الذي أنزله يعلم السرّ, وهنا الحديث عن القرآن .(1/336)
وهكذا جاء التسلسل المنطقي بالحديث عن الله أولاً ثم عن كتابه ثانياً, ولا يصحُّ الحديث عن كتاب ٍ قبل الحديث عن صاحبه !
في كل فقرة نحن نتناول كلمة واحدة من الآية, ولكن ماذا عن بقية كلمات هذه الآيات ؟ نجيب وبثقة تامة :
إن كل كلمة تكررت وفق نظام دقيق لغوياً وعلمياً ورقمياً . وفي هذا البحث نحن أمام نظام رقمي وربما هنالك مئات بل آلاف الأنظمة الرقمية في كتاب الله تحتاج لمن يبحث عنها ويكتشفها .
فعلى سبيل المثال نحن قمنا في هذا المثال بدراسة كلمة ?السرّ?, ولكن ماذا عن كلمة ?أنزله? ؟ يقول تعالى : ?قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ? لنرَ في الفقرة القادمة كيف تتكرر كلمة ?أنزله? بالنظام الرقمي ذاته .
مَن الذي أنزل القرآن ؟
دائماً القرآن يُجيبنا عن كل الأسئلة, فالقرآن هو كتاب هداية ورحمة وشفاء . . . ولكن هل يجيبنا القرآن عن سؤال : مَن الذي أنزل القرآن ؟ لقد ردَّ الله تعالى دعوى المنكرين الذين لا يرجون لقاء الله عندما قالوا عن القرآن إنه أساطير الأولين, إفكٌ افتراه, فكيف أجابهم الله تعالى ؟
?قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً? [الفرقان : 25/6] .
لنتدبر هذه الكلمة ?أنزلهُ? , كم مرة تكررت في القرآن وبأي نظام ؟ بالبحث عن هذه الكلمة نجدها مكررة في 3 سور هي :
1 ـ ?لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً? [النساء : 4/166] .
2 ـ ?قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً? [الفرقان : 25/6] .
3ـ ?ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً? [الطلاق : 65/5] .
لنكتب أرقام السور الثلاثة :
النساء الفرقان الطلاق(1/337)
4 25 65
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاث يقبل القسمة على 7 تماماً :
65254 = 7 × 9322
لنتدبّر تكرار هاتين الكلمتين :
1 ـ كلمة ?أنزله? تكررت في 3 سور هي : 4 ـ 25 ـ 65 ، والعدد 65254 يقبل القسمة على 7 تماماً .
2ـ كلمة ?السرّ? تكررت في سورتين : 20 ـ 25 ، والعدد 2520 يقبل القسمة على 7 تماماً . ونلاحظ كيف دخل العدد 25 رقم سورة الفرقان في تركيب العددين ، ويبقى كلا العددين قابلين للقسمة على 7 .
3 ـ النظام الرقمي لتكرار الكلميتن معاً ?أنزله? و?السرّ? في كامل القرآن : لدينا 4 سور وردت فيها هاتان العبارتان وهذه السور هي :
النساء طه الفرقان الطلاق
4 20 25 65
إن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة هو 6525204 عدد مكون من 7 مراتب يقبل القسمة على 7 ليدلَّنا الله تعالى على أنَّ الذي يعلم السرّ هو الذي أنزل القرآن :
6525204 = 7 × 932172
لا عِوَج في القرآن
صفة مشتركة بين يوم القيامة والقرآن ، لنستمع إلى الآيتين :
1ـ ?يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً? [طه : 20/108] .
2ـ ?قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ? [الزمر : 39/28] .
نلاحظ أن الكلمة المشتركة بين هايتن الآيتين هي كلمة ?عِوَجَ? فقد نفى الله تعالى صفة العِوَج عن يوم القيامة وعن القرآن ، فالقرآن حق ويوم القيامة حق . وقد وضع الله تعالى لهاتين السورتين نظاماً رقمياً يعتمد على العدد 7 ، فمن آمن بالقرآن كتاباً ومنهجاً في الدنيا نجا من عذاب يوم القيامة .
إن العدد الذي يمثل أرقام السور تين هو 3920 يقبل القسمة على 7 :
3920 = 7 × 560 = 7 × 7 × 80(1/338)
وكما نلاحظ أن العدد الذي يمثل تكرار هذه الكلمة يقبل القسمة على 7 مرتين, ليؤكد لنا الله تعالى أن هاتين الآيتين حقٌّ من عند الله تعالى ، وليؤكد لنا أن القرآن لو كان من صنع بشر لوجدنا فيه الضعف والاختلافات والاعوجاج .
كلمات الله
كما رأينا العدد 7 أساس النظام الكوني ?خَلْق الله? وأساس النظام القرآني ?كلمات الله? . فكيف جاء البيان الإلهي مخبراً عن ذلك, وكيف تأتي لغة الأرقام لتصدِّق كلام الله تعالى ؟ لا تبديل لكلمات الله, لا تبديل لخلق الله . كم مرة تكررت كلمة ?تبديل? في كامل القرآن ؟ مرتين :
1ـ ?لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ? [يونس : 10/64] .
2ـ ?فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ? [الروم : 30/30] .
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 3010 يقبل القسمة على 7 تماماً :
3010 = 7 × 430
وكما نرى في القرآن كلمة ?تبديل? تسبقها دائماً كلمة ?لا? أي ?لا تبديل?, وذلك لزيادة التأكيد على أنه فعلاً لا تبديل لخلق الله تعالى ولا لكلام الله تعالى .
وقد وضع الله تعالى هذه الكلمة في هاتين السورتين بالذات لينسجم وضع هذه الكلمة مع النظام الكوني والنظام القرآني . . . أي مع العدد 7 .
وكما نرى في الآية الأولى نجد ?لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ? ثم في الآية الثانية ?لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ? مما يدل على أن كلمات الله سبقت خلق الله, فالله يقول :?كُنْ? بكلمته فيتحقق الخلق أي ?فَيَكُون? .
كلمةُ ربِّك(1/339)
نقف الآن عند حقيقة أخرى, كلام الله كامل, والكمال لله ولكلامه ولكتابه . يؤكد الله تعالى هذه الحقيقة ثلاث مرات في 3 سور, كيف نظَّم الله هذه الكلمات في قرآنه ؟ لنبحث عن كلمة ?تَمَّت? لنجدها وردت فقط 3 مرات في كامل القرآن :
1ـ ?وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? [الأنعام : 6/115] .
2ـ ?وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمةُُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ? [الأعراف : 7/137] .
3ـ ?إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ? [هود : 11/119] .
وإلى لغة الأرقام في هذه السور الثلاثة ، إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاثة هو 1176 يقبل القسمة على 7 مرتين :
1176 = 7 × 168 = 7 × 7 × 24
إذن في القرآن كلمة ?تمَّت? دائماً يأتي بعدها ?كلمة ربك? ليؤكد لنا الله تعالى أن كلام الله تام وكامل .
الآن نجري بحثاً عن كلمة ?حقَّت? في القرآن فنجد هذه الكلمة تكررت 5 مرات في كل القرآن في 4 سور :
1 ـ ?كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ? [يونس : 15/33] .
2ـ ?إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ? [يونس : 10/96] .(1/340)
3ـ ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ? [النحل : 16/36] .
4ـ ?وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ? [الزمر : 39/71] .
5ـ ?وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ? [غافر : 40/6] .
دائماً استخدمت كلمة ?حَقَّتْ? في القرآن للتعبير عن حقيقة واحدة وهي أن الذين فسقوا وكفروا . . . لا يؤمنون . . . ضالون كافرون أصحاب النار .
إن هذه الوحدة اللغوية والبيانية في كامل القرآن لتدلُّ دلالة يقينية على أن مُنَزِّل القرآن واحد لا شريك له .
والنظام الرقمي لهذه السور الأربعة : يونس 15ـ النحل 16ـ الزمر 39ـ غافر 40 ، هو أقوى دليل على أن القرآن كتاب لا يمكن تقليده أو الإتيان ولو بجزء أو سورة منه .
التدرج العقائدي
وردت كلمة ?حقَّت? في 5 آيات تدرجت كما يلي :
1ـ في الآية الأولى الحديث عن ?الَّذِينَ فَسَقُواْ? فهؤلاء ?حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ َرَبِّكَ? ، وكما نعلم أول خطوة على طريق جهنم تبدأ بالخروج أي الفسق عن أمر الله تعالى .
2ـ ثم في الآية الثانية جاء الحديث عن الذين ?لا يؤمنون? وهذه هي المرحلة الثانية بعد الفسق ـ عدم الإيمان .
3ـ في الآية الثالثة تحدث الله عن أؤلئك الذين ?حَقّ عَلَيْهِم الضَّلالَة? ، إذن عدم الإيمان يؤدي إلى الضلال .(1/341)
4ـ في الآية الرابعة كان الحديث عن ?الكافِرين? فالضلال يؤدي إلى الكفر والإشراك بالله تعالى لذلك جاءت العبارة : ?حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ? .
5ـ وأخيراً ختم الله هذه الآيات الخمسة بقوله : ?أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ? وهذه هي النتيجة المنطقية لكل من يفسُق . . . لا يؤمن . . . يضلّ . . يكفر . . . فمصيره إلى النار فهي تكفيه .
هذا هو التدرج اللغوي والعقائدي للكلمة, فماذا عن التدرج الرقمي ؟ لننشط ذاكرتنا الآن بلغة ممتعة هي لغة الأرقام, ونصفّ أرقام السور الأربعة لنجد العدد الذي يمثل أرقام هذه السور الأربعة هو : 40391610 يقبل القسمة على 7 تماماً وناتج القسمة هو عدد مكون من 7 مراتب :
40391610 = 7 × 5770230
إذن كلمة ?حقَّت? تكررت 5 مرات في كل القرآن في 4 سور ، وجاءت أرقام هذه السور على تسلسلها لتشكل عدداً يقبل القسمة على 7 وبما ينسجم مع نظام القرآن السبعي . ولكن يبقى التساؤل : ما هي كلمة الله التي حقَّت على هؤلاء الكافرين ؟ ألا يستطيع الله تعالى أن يهديَ الناس جميعاً ؟ إنني أتصور أن الضلال والهدى . . . الكفر والإيمان . . الجنة والنار . . . كل هذه المفاهيم وغيرها لها نظام محسوب بدقة, فالله تعالى يعلم ما يصنع وهو يسيِّر الكون بما فيه, فهل يعجز عن هداية مخلوق ؟
ولكن حكمة الله ومشيئته وقضاءه أعلى من مستوى تفكيرنا . . . ولكن يمكنني أن أقول إن النظام الكوني والبشري ونظام الخلق والنظام القرآني وغيرها لا يمكن أن تكون إلا بهذا الشكل الذي نراه, وغير هذه الصيغة لنظام الخلق ستؤدي إلى خلل في الكون .
لم يأتِ بشيءٍ من عنده . . .
كل كلمة في القرآن هي وحيٌ من عند الله تعالى, لم يأت الرسول بشيءٍ من عنده ولو بحرف . . . بل يتبع ما يوحى إليه من ربِّه . هذه الحقيقة نثبتها بلغة الأرقام ؟ لندرس كلمة ?أَتَّبِعُ? هذه الكلمة التي تكررت في كامل القرآن 5 مرات دائماً على لسان رسول الله :(1/342)
1ـ ?قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ? [الأنعام : 6/50] .
2ـ ?قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ? [الأنعام : 6/56] .
3ـ ?وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? [الأعراف : 7/203] .
4ـ ?وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ? [يونس : 10/15] .
5ـ ?قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ? [الأحقاف : 46/9] .
إن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة هو : 461076 يقبل القسمة تماماً على 7 : ...
461076 = 7 × 65868
هل يقدِّم لنا هذا النظام الرقمي لسور القرآن برهاناً مادياً على صدق كلام الله ؟ هل يمكن للبشر أن يصنعوا كتاباً مثل القرآن ؟ إنهم لن يأتوا بمثل القرآن, ومن لا يصدق فليحاول .
هكذا مشيئة الله . . .(1/343)
قبل أن يخلق الله الكون اختار الصيغة الأنسب للضلال والهدى ، واقتضت مشيئة الله أن ينقسم البشر بين مؤمن وكافر ، لو شاء لهدى الناس جميعاً, ولو شاء لعذبهم جميعاً . . . إنه يفعل ما يريد هو وليس نحن . . . لنتخيَّل حكمة الله في خلقه نستعرض 3 آيات من القرآن حيث تكررت كلمة ?نَشَأْ? لنرَ التدرج البلاغي والرقمي لتكرار هذه الكلمة عبر سور القرآن الكريم :
1ـ ?إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ? [الشعراء : 26/4] .
2 ـ ?أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ? [سبأ : 34/9] .
3 ـ ?وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ? [يس : 36/43] .
نظام الكلمات لغوياً . . . ورقمياً
كلمة ?نَشَأْ? هي كلمة خاصة بالله تعالى ، لم ترد إلا وقبلها ?إنْ? وبعدها كلمة تخصُّ الله وقدرته ومشيئته ليبيِّن لنا الله تعالى أن المشيئة كلها لله وحده ، وليس لنا نحن البشر من الأمر شيء .
تكررت هذه الكلمة في 3 سور هي : الشعراء ـ سبأ ـ يس ، وأرقامها تندرج كما يلي : 26 ـ 34 ـ 36 ، لنرَ كيف تتناسب هذه الأرقام مع الرقم 7 ، حيث نجد أن أرقام السور الثلاثة حسب تسلسلها عدداً هو 363426 يقبل القسمة تماماً على 7 :
363426 = 7 × 51918
1 ـ بدأ الله تعالى الأولى بالحديث عن الهدى فهو قادر على أن يُنَزِّل على هؤلاء المكذبين آية أي معجزة من السماء فيجبرهم على الخضوع والإيمان قسراً, ولكن عدالة الله تعالى اقتضت أن يعطيَهم حرية الاختيار لكي لا يظلم أحداً يوم القيامة .(1/344)
2ـ ثم أتت الآية الثانية بالتهديد بأن الله قادر على أن يخسف بهم الأرض أو يسقط عليهم قطعاً ملتهبة من السماء ولكن رحمتُه تقتضي إمهالهم ليوم لا ريب فيه حيث لا ينفعهم الندم .
3ـ وخُتمت هذه الآيات الثلاث بأن الله لو شاء لأغرقهم فلا منقذَ لهم غير الله تعالى .
نرى التدرج عبر الآيات الثلاثة من السماء ?نُنَزِّلْ? . . . إلى الأرض ?نَخْسِفْ? . . . إلى أعماق البحار ?نُغْرِقْهُمْ? . . . فهل نحن أمام برنامج بلاغي لكل كلمة من كلمات القرآن ؟
الله . . . في كتابه
إذا أردنا أن نعرف مَن هو الله تعالى لنقرأ كتابه, فالقرآن هو كتاب جاء أساساً ليعرِّفنا بخالق كل شيء . . . فكل شيء يسجد لله, كل شيء يسبح الله تعالى, فالله الذي يحيي ويميت وهو خير الحاكمين, والقرآن فيه حكمُ الله, أفلا نتدبر هذا القرآن ؟
في هذا الفصل نتعرف على آيات تتحدث عن ذات الله سبحانه وتعالى, انتظمت أرقام سورها بما يتوافق مع الرقم 7, فلا يقتصر الحديث عن خلق الله بنظام يتعلق بالرقم 7, بل الحديث عن الله نفسه في القرآن أيضاً له نظام يعتمد على هذا الرقم .
كلُّ شيء . . . يسبِّح بحمدِه
كيف لا يسبح كل شيء بحمد الله تعالى وهو خالق كل شيء ؟ الرعد يسبح بحمده ، كل شيء يسبح بحمده ، يوم القيامة يدعونا الله فنستجيب بحمده . إنه الحي الذي لايموت فسبِّح بحمده , لنبحث عن كلمة ?بِحَمْدِهِ? التي نجدها مكررة 4 مرات في 3 سور من القرآن العظيم :
1ـ ?وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ? [الرعد:13/13] .
2ـ ?تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً? [الإسراء : 17/44] .(1/345)
3ـ ?يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً? [الإسراء : 17/52] .
4ـ ?وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً? [الفرقان : 25/58] .
3 سور هي : الرعد 13ـ الإسراء 17ـ الفرقان 25, تكررت فيها كلمة ?بِحَمْدِهِ? . أرقام هذه السور تشكل نظاماً رقمياً . إن العدد الذي يمثل هذه السور الثلاث على تسلسلها هو : 251713 هذا العدد يقبل القسمة على 7 تماماً :
251713 = 7 × 35959 = 7 × 7 × 5137
نحن أمام عدد 251713 يمثل أرقام 3 سور وردت فيها كلمة ?بحمده? يقبل القسمة على 7 تماماً مرتين متتاليتين ليؤكد الله تعالى أن هذا الكلام من عنده .
النظام البلاغي
تنظيم كلمات وآيات وسور القرآن وترتيبها لا يقتصر على الأرقام والنظام الرقمي ، بل هنالك نظام بلاغي لتدرج هذه الكلمات عبر سور القرآن . ففي المثال السابق نجد النظام التالي :
1ـ عرَّفَنا الله تعالى كيف يسبِّحُ الرعد بحمده والملائكة لأن هذه المخلوقات تمتثل أمر الله وتخافه ولا تعصيه ، فهل نَعتَبِر ؟
2ـ ثم قرر في الآية الثانية أن كل شيء يسبح بحمد الله تعالى . . . وللأسف كثير من الناس غافلون عن ذكر الله ولقائه وعذابه .
3ـ ثم انتقلت الآية الثالثة لتتحدث عن المستقبل ويوم القيامة عندما يبعثنا الله بعد الموت فنستجيب بحمده, فإما إلى الجنة وإما إلى النار . وحتى نفوزَ بالجنة .
4ـ تأتي الآية الرابعة بالأمر الإلهي ?وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ? ، ليعلمنا كيف نسبح ونمجِّد ونُنَزِّه الله تعالى لنفوز برحمة الله ونعيمه ومغفرته, إذن بعد 3 آيات تُقرِّر أن كل شيء يسبح بحمده تعالى .
فهل تمتثل أيها الإنسان أمر الله وتسبِّحه وتمجِّده ؟ لذلك جاءت الآية الرابعة لتأمرنا بالتسبيح لله تعالى .
لنقرأ الفقرة الآتية :
كل شيء يسجد لله(1/346)
إذا كان كل شيء يسبح بحمد الله تعالى تعظيماً له . فهل تستكبر مخلوقات الله عدا الإنسان عن السجود لخالقها ؟ القرآن يخبرنا أن كل شيء في الوجود يسجد لله تعالى خوفاً وتواضعاً وتذللاً لله تعالى , وعلى الرغم من ذلك يأبى كثير من الناس الامتثال لأوامر خالقهم ورازقهم وممهلهم . . .
كلمة ?يَسجُدُ? تكررت في كامل القرآن 3 مرات بالضبط في 3 سور :
1 ـ ?وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ? [الرعد : 13/15] .
2 ـ ?وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ? [النحل : 16/49] .
3 ـ ?أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ? [ الحج :22/18]
هكذا عظمة كتاب الله تعالى . . . تتراءى أمامنا البلاغة الفائقة تتدرج من حيث المعنى :
1 ـ بدأت الآية الأولى بتقرير أن كل من في السماوات والأرض يسجد لله طوعاً وكرهاً , ليدلَّنا على أن الأمر لله وليس لمخلوقاته .
2 ـ في الآية الثانية تحدث الله تعالى عن الدواب التي نظنها لا تعقل ولا تسمع, ولكنها تسجد لله تعالى والملائكة أيضاً يسجدون لله .
3 ـ وأخيراً تحدثت الآية الثالثة والأخيرة أن كل من في السماوات ومن في الأرض يسجد لله وعدَّد بعض مخلوقات الله : الشمس ـ القمر ـ النجوم ـ الجبال ـ الشجر ـ الدواب . . ., ونلاحظ في هذه الآية كيف انتقل الله تعالى من صيغة الإثبات إلى صيغة الاستفهام ?أَلَمْ تَرَ? أي بعد كل هذه الآيات ألم يحنِ الوقت لترى وتوقن أن كل شيء يسجد لله ؟(1/347)
من خلال الآيات الثلاث نلاحظ أن كلمة ?يَسْجُدُ? هي كلمة خاصة بالله تعالى لم تُستخدم إلا للتعبير عن أن كل شيء يسجد لله, لذلك نجدها دائماً مسبوقةباسم ?الله? ! ليؤكد لنا الله على أن السجود هو فقط لله وليس لأحدٍ غير الله .
ونرى كيف تتدرج الآيات الثلاث في تعداد المخلوقات :
1 ـ الآية الأولى لم تعدد من أنواع المخلوقات شيئاً .
2 ـ الآية الثانية ذكرت : الدواب ـ الملائكة (نوعين فقط) .
3 ـ الآية الثالثة ذكرت : الشمس ـ القمر ـ النجوم . . . (أنواع متعددة من المخلوقات وهي جميعاً تسبح الله تعالى) .
والآن ماذا عن لغتنا في هذه البحث : الأرقام ؟ إن أرقام السور الثلاثة حسب تسلسلها في القرآن تشكل عدداً هو 221613 يقبل القسمة على 7 تماماً :
221613 = 7 × 31659
لاحظ أن سورتي الرعد والحج نزلتا بالمدينة بينما سورة النحل نزلت بمكة ، أي أن ترتيب نزول السور يختلف عن ترتيب تسلسل السور في القرآن , لماذا ؟
مَن هو . . . محيي الموتى ؟
كما أن الله سبحانه وتعالى يحيي الأرض بالمطر بعد موتها, كذلك سوفَ يحيي جميع البشر بعد موتهم . هذه حقيقة غيبية في كتاب الله تحدث عنها القرآن, وتأتي لغة الأرقام لتصدق كلام الله تعالى . لنستمع إلى هاتين الآيتين :
1ـ ?فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [الروم : 30/50] .
2ـ ?وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [فصلت : 41/39] .
في القرآن هنالك آيتان وردت فيهما كلمة ?مُحْيِي? ويتبعها دائماً ?الموتى? لنستيقن أن الله هو الذي يحيي الموتى كما يحيي الأرض بعد موتها .(1/348)
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين هو : 4130 يقبل القسمة تماماً على 7 :
4130 = 7 × 590
وبالتالي العبارة ?لَمُحْيِي الْمَوْتَى? نجدها في سورتين : الروم ـ فصلت ، وجاءت أرقام السورتين متناسبة مع العدد 7 .
مَن الذي يحيي ويميت ؟
مَن هو القادر على إحياء الموتى ؟ إن كلمة ?نُحْيي? في القرآن هي كلمة خاصة بالله تعالى أيضاً لأنه هو وحدهُ المُحيي, ولم تُستخدم هذه الكلمة إلا لهذا الغرض ـ لبيان قدرة الله على إحياء الموتى . لنتأمل كيف تكررت هذه الكلمة :
1ـ ?وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ? [الحجر : 15/23] .
2ـ ?لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً? [الفرقان 25/49] .
3ـ ?إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ? [يس : 36/12] .
4ـ ?إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ? [ق : 50/43] .
إن هذه السور الأربعة تشكل نظاماً رقمياً سبعياً ، فالعدد الذي يمثل أرقام السور الأربعة هو : 50362515 يقبل القسمة تماماً على 7 :
50362515 = 7 × 7194645
وكما نرى ناتج القسمة على 7 هو عدد صحيح ويتكون من 7 مراتب بالضبط .
الله . . يحيي ويميت
الموت مسألة شغلت الإنسان منذ القدم, وجاء القرآن ليخبرنا عن حقيقة هامة هي أن الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى . هذه الحقيقة أكَّدها القرآن 9 مرات بعبارة ?يُحْيِي وَيُمِيتُ? ، لنقرأ هذه الآيات :(1/349)
1ـ ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ? [البقرة : 2/258] .
2ـ ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ? [آل عمران : 3/156] .
3ـ ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? [الأعراف : 7/158] .
4ـ ?إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ? [التوبة : 9/116] .
5ـ ?هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? [يونس : 10/56] .
6ـ ?وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ? [المؤمنون : 23/80] .
7ـ ?هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ? [غافر : 40/68] .
8ـ ?لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ? [الدخان : 44/8] .(1/350)
9ـ ?لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [الحديد : 57/2] .
إن الآيات التسعة رتَّبها الله تعالى ضمن 9 سور بما يتناسب مع النظام الرقمي القرآني, إن العدد الذي يمثل التسعة هو : 57444023109732 عدد مكون من 14 مرتبة يقبل القسمة على سبعة تماماً :
57444023109732 = 7 × 8206289015676
كلمة ?يُميتُ? لم ترد إلا وقبلها كلمة ?يُحْيي?, وهذه الكلمة مرتبطة دائماً بالله تعالى, ليؤكد لنا الله تعالى أنه هو الذي يُحيي وهو الذي يُميت وهذا خاص بالله وليس بأي أحد .
وفي هذا المثال نحن أمام نتيجة مهمة وهي أن هذه الأرقام مهما امتدت تبقى قابلة للقسمة على 7, وهذا يدل على قدرة الله تعالى على كل شيء فَكما أنزل القرآن في عصر البلاغة ووضع فيه معجزة بلاغية أيضاً أودع تعالى في كتابه معجزة رقمية جاء عصر الرقميات ليكشفها لنا , لنزداد إيماناً وثقة ويقيناً بالله عزَّ وجلَّ .
بقي أن نذكر بأن أرقام الآيات التسعة هذه تشكّل عدد ضخماً جداً هو : 28688056116158156158 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 .
الله . . .بكل شيءٍ مُحيط
نتابع في هذه الفقرة رحلتنا التدبريَّة لكتاب الله تعالى, ولنتأمل هذا المثال الرائع حول اسم من أسماء الله تعالى ?المحيط?, كم مرة تكررت هذه الكلمة في كامل القرآن ؟ 7 مرات بالضبط في 6 سور, لنستعرض هذه الآيات السبعة :
1 ـ ?أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ? [البقرة : 2/19] .
2 ـ ?إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ? [آل عمران : 3/120] .(1/351)
3 ـ ?وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ? [الأنفال : 8/47] .
4 ـ ?وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ? [هود : 11/84] .
5ـ?قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ? [هود : 11/92] .
6ـ?أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ? [فصلت : 41/54] .
7ـ?وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ? [البروج : 85/20] .
مَن ظنَّ أنه بعيد عن إحاطة الله به فهو مخطئ ، وكما نرى فالعدد 7 مناسب لكلمة ?مُحِيط? فالسماوات التي تحيط بالأرض من كل جانب عددها 7 ، وجهنم التي ستحيط بالكافرين يوم القيامة عدد أبوابها 7 . وجاء كتاب الله ليخبرنا أن الله بكل شيء ?مُحِيط? عبر 7 آيات ، وكذلك عذاب يوم القيامة محيط بالكافرين .
ننتقل الآن لرؤية الجانب الرقمي للسور الستة التي تكررت فيها كلمة ?مُحِيط? . إن العدد الذي يمثل أرقام السور الستة حسب تسلسلها هو : 854111832 يقبل القسمة على 7 تماماً :
854111832 = 7 × 122015976
لننتقل الآن إلى النظام البلاغي لهذه الكلمة ، إن العدد 7 مناسب لتكرار هذه الكلمة ، والسور الستة المذكورة هي الأنسب لتكرار هذه الكلمة أيضاً .
هنالك 6 آيات استُخدمت فيها كلمة ?مُحِيط? كصفة لله تعالى ، إذن كما أنهم كذَّبوا بالله وبكلامه وهو محيط بهم ، أعدَّ لهم الله يوماً سيحيط بهم ولن يجدوا ملجأً من الله إلا إليه . . .
الجنة . . . والنار(1/352)
الحقائق العلمية تحدث عنها القرآن ، وأثبتها العلم الحديث ، ولكن ماذا عن الحقائق المستقبلية وهي أساس الإيمان ؟ أيضاً تحدث عنها القرآن ، ولكن كيف نثبت هذه الحقائق بما لا يقبل الجدل ، وكأننا نراها ؟ الأرقام هي وسيلة سخَّرها الله لكي نرى بها الحقائق ، فهنالك رؤيا عينية للأشياء ورؤيا رقميَّة ، وما النظام الرقمي لأرقام السور في القرآن إلا جزء من هذه الرؤيا الرقمية .
فعندما نستخدم الأرقام لإثبات أن القرآن كله كلام الله تعالى ، هذا يجعلنا نؤمن بكل ما جاء في القرآن سواءً رأيناه بأعيننا أم لم نره ، تماماً مثل علماء الفلك فهم يحددون موقع الكواكب على الورق باستخدام الأرقام قبل أن يروها بأعينهم ، فالرؤيا بالأرقام أوسع وأدق بكثير من الرؤيا بالعين .
مَن يجحد بآيات الله ؟
تحدث القرآن عن صفات مَن يجحد بآيات الله ، كلمة ?يَجْحَدُ? تكررت 3 مرات في سورتين :
1ـ?وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ? [العنكبوت : 29/47] .
2ـ?بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ? [العنكبوت : 29/49] .
3ـ?وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ? [لقمان 31/32] .
إن الله تعالى اختار هاتين السورتين : العنكبوت 29ـ لقمان 31 لأن أرقامهما تشكل عدداً قابلاً للقسمة على 7 بما يتناسب مع نظام القرآن الرقمي وهذا يثبت أن الذي أنزل هذه الآيات هو نفسه الذي أنزل القرآن العظيم .
إن أرقام السورتين 29ـ 31 تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً :
3129 = 7 × 447(1/353)
وكما نرى فإن كلمة ?يَجْحَدُ? مرتبطة دائماً بكلمة ?بآياتِنا? ليؤكد لنا الله تعالى خطورة من يُنكر ويجحد بآيات الله وقرآنه ، فهو : كافر ـ ظالم ـ ختَّار أي غدَّار ، فما هو مصير مثل هذا الشخص ؟
أيضاً أرقام الآيات الثلاث أحكمها الله بنظام مُحكَم ، فعندما نصفّ أرقام هذه الآيات نجد العدد : 324947 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 :
324947 = 7 × 46421
الجنة . . . والنار
لنتدبر كلمة ?آنِيَة? كيف تكررت في القرآن ، وفي أي المناسبات وردت. هذه الكلمة ـ ببحث بسيط عنها نجدها ـ تكررت مرتين في القرآن :
1ـ?وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا? [الإنسان : 76/15] .
2ـ?تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ? [الغاشية : 88/5] .
الإعجاز الإلهي
كلمة تُستخدم مرتين فقط في القرآن : مرة في الحديث عن أهل الجنة : ?بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ? في الآية الأولى, ومرة في الحديث عن أصحاب النار : ?عَيْنٍ آنِيَةٍ? الآية الثانية ، ويضع الله تعالى هذه الكلمة مرة في سورة الإنسان ثم مرة أخرى في سورة الغاشية .
ويأتي النظام الرقمي لهاتين السورتين 76 ـ 88 لتشكلان عدداً مضاعفاً للرقم سبعة ، هل هذا من صنع بشر ؟ إن أرقام السورتين جاءت متناسبة مع العدد 7 ، فالعدد الذي يمثل السورتين هو 8876 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 :
8876 = 7 × 1268
هل ينفع الندم ؟
مشهد من مشاهد جهنم يصوره لنا كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل ، يقول أصحاب النار ?يا ليتنا? ، فما هي أمنيات هؤلاء الكفار ؟ ولكن ماذا تفيدهم هذه الأماني ؟ طبعاً لاشيء ، لنستمع إلى هاتين الآيتين حيث تكررت كلمة ?ليتنا? لم ترد هذه الكلمة إلا في هاتين الآيتين :
1 ـ ?وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ? [الأنعام :6/27] .(1/354)
2ـ?يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا? [الأحزاب : 33/66] .
التدرج اللغوي والمنطقي في الآيتين
1ـ الآية الأولى بدأت بوقوفهم على النار ?إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ? ، ثم الآية الثانية بعد أن دخلوا في النار أصحبَ تُقَلَّب وجوههم فيها ?تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ? ، وهكذا التدرج من الوقوف خارج النار إلى الدخول إليها .
2ـ في الآية الأولى بدؤوا بقولهم أول شيء ?فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ? ، أي إلى الدنيا ، فهذا أول مطالبهم ، ثم تمنوا ألاَّ يكذبوا بآيات الله ثم تمنوا بأن يكونوا من المؤمنين أي العودة إلى الدنيا ثم التصديق بآيات الله ثم الإيمان .
3ـ ولكن في الآية الثانية عندما دخلوا إلى النار وقُلِّبت وجوهُهم فيها ، أدركوا مدى أهمية طاعة الله وطاعة رسوله فانتقلوا من مرحلة الإيمان إلى مرحلة الطاعة لله ورسوله ، لذلك يقولون عندها : ?يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا? إذن نلخِّص هذا النظام البلاغي باختصار : وقوفهم على النار . . . . ثم الدخول فيها لتُقَلَّب وجوههم في النار .
وتأمل معي التدرج الزمني للآيتين : فلآية الأولي جاء فيها قولهم بصسغة الماضي ?فَقَالُواْ? ، ولكي لا يظنّ أحد أن هذا القول وهذه الحسرة انتهت أو ستنتهي ، يأتي قولهم في الآية الثانية على صيغة الاستمرار ?يَقُولُونَ? ، ليبقى الندم مستمراً . إن هذا النوع من الإعجاز الزمني لاستخدام كلمات القرآن ، ألا يدل على أن هذا القرآن كتاب مُحكَم ؟
هذا النظام المُحكَم يرافقه نظام رقمي مُحكَم أيضاً ، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 336 يقبل القسمة على 7 تماماً :
336 = 7 × 48
ودائماً كلمة ?ليتنا? سُبقت بكلمة ?يا? ليظهر لنا الله تعالى المبالغة في التمنِّي للكفار وهم نار جهنم . . . ولكن هل ينفع الندم ؟(1/355)
وهذه نار جهنم التي لها سبعة أبواب تنتظر كل من يكذب برسالة الله ـ القرآن ـ وسوف يصلونها . آيتان فقط في القرآن صوَّرت كلٌّ منهما موقفاً يوم القيامة : ?اصْلوْها? ، هذا الأمر سيتوجَّه لكل مَن يعصي أوامر الله في الدنيا فهذا مصيره يوم القيامة ـ سيصلى نار جهنم . ولنرَ كيف وضع الله تعالى كلمة ?اِصْلَوْها? عبر سور القرآن ، فقد تكررت هذه الكلمة مرتين في كامل القرآن :
1ـ ?اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ? [يس : 36/64] .
2 ـ ?اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [الطور : 52/16] .
أرقام السورتين متناسبة مع العدد 7 ، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 5236 يقبل القسمة على 7 تماماً :
5236 = 7 × 748
ماذا عن جهنَّم ؟
ما هو أسوأ مصير على الإطلاق ؟ القرآن يعطينا أجوبة تختلف عن المنطق الذي اعتدنا عليه في الدنيا . فيوم القيامة كل شيء فيه مختلف حتى المفاهيم الراسخة سوف تتغير ، ففي ذلك اليوم نحن أمام منطقين : منطِق الجنة ومنطِق النار ، فلينظر أحدنا مع أي منطق يحب أن يتعامل في ذلك اليوم ؟ لنترك لغة القرآن تتحدث لغوياً ورقمياً . ونبحث عن كلمة ?ساءت? لنجدها مكررة 5 مرات في كامل القرآن في الآيات التالية :
1ـ ?إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً? [النساء : 4/97] .
2ـ ?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً? [النساء : 4/115] .(1/356)
3ـ ?وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً? [الكهف : 18/29] .
4ـ ?إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً? [الفرقان : 25/66] .
5ـ ?وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً? [الفتح :48/6] .
إذن 5 آيات تكررت فيها كلمة ?ساءَتْ? جميعها تتحدث عن عذاب جهنَّم التي لها سبعة أبواب ، تتناسب أرقام السور التي وردت فيها هذه الكلمة ، مع العدد 7 عدد أبواب جهنَّم ، فجهنم ساءت مصيراً . . . ومرتفقاً . . . ومستقراً . . .ومقاماً ، ويجب ألا ننسى أن كلمة : ?جَهَنَّمَ? تكررت في كامل القرآن 77 مرة أي 7 × 11 .
النساء الكهف الفرقان الفتح
4 18 25 48
إن العدد الذي يمثل أرقام هذه السور الأربعة هو :4825184 سبع مراتب يقبل القسمة على 7 :
4825184 = 7 × 689312
جزاء الله
لقد تعهَّدَ الله تعالى بأنه سيجزي المؤمنين بأحسن ما كانوا يعملون ، ويجزي المسيئين بأسوإ الذي عملوا . فهل نجد ما يثبت هذه الحقيقة المستقبلية ؟ لنبحث عن كلمة ?لَنَجْزِيَنَّهُمْ? لنرَ أنها تكررت في كامل القرآن 3 مرات في 3 سور :
1 ـ ?مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ? [النحل : 16/97] .(1/357)
2 ـ ?وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ? [العنكبوت : 29/7] .
3 ـ ?فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ? [فصلت : 41/27] .
إن أرقام السور الثلاثة تشكل عدداً 412916 يقبل القسمة على 7 :
412916 = 7 × 58988
وقفة مع عدل الله
1ـ كلمة ?لَنَجْزِيَنَّهُمْ? دائماً نجدها ترد في القرآن مع كلمة ?يَعْمَلونَ? ليدلَّنا الله تعالى على أن الجزاء من نوع العمل .
2ـ كلمة ?لَنَجْزِيَنَّهُمْ? وَرَد بعدها كلمة ?أَحْسَنَ? مرتين, وكلمة ?أَسْوَأَ? مرة واحدة ، ليدلنا تعالى على أن رحمتَه سبقت غضبه ، وأن مغفرته أوسع من عذابه ، وأن الجزاء بالأحسن هو ضعف الجزاء بالأسوأ .
3ـ كلمة ?لَنَجْزِيَنَّهُمْ? مرتبطة دائماً بأمرين : الإيمان والعمل الصالح فتكون النتيجة جزاء أحسنَ وأكبر من عملهم .
بينما الأمر الثاني هو الكفر فعندما يكفر الإنسان ويكذب بآيات ربه, سوف يذيقه عذاباً شديداً وسيلقى مصيراً أسوأ من عمله .
4ـ وردت كلمة ?لَنَجْزِيَنَّهُمْ? في 3 سور ، لنكتب أرقام هذه السور الثلاثة :
النحل العنكبوت فُصِّلت
16 29 41
وجاءت أرقم السور مجتمعة لتشكل عدداً هو 412916 مضاعفاً للرقم 7 بما ينسجم مع النظام الرقمي القرآني .
لهم ما يشاءون
قلنا في الفقرات السابقة أن الله وضع نظاماً رقمياً لسور القرآن لنستيقن أن هذا القرآن من عند الله تعالى, وأننا نعجز عن الإتيان بمثله مهما حاولنا, عندما نستيقن ذلك نقرُّ ونعترف بأن كل كلمة في كتاب الله تعالى هي حق . . . وأن وعد الله حق, وأن الجنة حق, وأن النار حق . والقرآن يصور لنا حياة المؤمن في الجنةبعبارة خاصة بأهل الجنة وقد تكررت 5 مرات في الآيات :(1/358)
1ـ ?جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ? [النحل : 16/31] .
2ـ ?لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً? [الفرقان : 25/16] .
3ـ ?لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ? [الزمر : 39/34] .
4ـ ?تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ? [الشورى : 42/22] .
5ـ ?لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ? [ق : 50/35] .
النظام البلاغي الفائق الدقة في تكرار هذه الكلمة الخاصة بأهل الجنة
1ـ تحدثت الآية الأولى عن جزاء المتقين : جنات . . . لهم فيها ما يشاءون .
2ـ أما في الآية الثانية فقد أكّد الله تعالى على أن هؤلاء المتقين خالدون في الجنة التي لهم فيها ما يشاؤون, وأن وعد الله حق ولا يُخلف الله وعده ?كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً? .
3ـ أما الآية الثالثة فقد تحدثت عن المحسنين لأن التقوى يُؤدي إلى الإحسان, والعكس صحيح . هؤلاء المحسنون ?لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ?, أكدت أيضاً أنهم سيكونون بقرب ربهم, ومن كان قريباً من الله فماذا يطلب بعد ذلك ؟
4ـ زادت الآية الرابعة تأكيد قرب هؤلاء من ربهم سبحانه وتعالى وأكدت أن هذه الصفات هي ?ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ? .
5ـ وأخيراً لكي لا نظُنُّ أن هذا كل شيء, ختم الله هذه الآيات الخمسة بكلمة ?مزيد?, فالعطاء مفتوح لا حدود له ?وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ? .(1/359)
بعد كل هذا ماذا يتمنَّى المؤمن ؟ فسبحان الذي رتب ونظم هذه الكلمة عبر سور القرآن بهذا الشكل المذهل . والأشد إعجازاً أن أرقام السور الخمسة هذه جاءت متناغمة مع العدد 7 ، أرقام السور الخمسة تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً .
عَطاءُ الله . . .
مَن مِنَّا لا يحب ويرجو غطاء الله تعالى ؟ عطاء الله لا حدود له . . . يعطي المؤمن والكافر . . . ويعطي كلَّ إنسانٍ على عمله . هذه الصفات لعطاء الله يحدثنا القرآن عنها بالتدريج . لذلك نبحث عن كلمة ?عطاء? في كامل القرآن لنجدها مكررة 4 مرات في هذه الآيات :
1ـ ?وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ? [هود : 11/108] .
2ـ ?كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً? [الإسراء : 17/20] .
3ـ ?جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً? [النبأ : 78/36] .
من هذه الآيات الثلاثة نجد التدرج اللغوي لمعنى العطاء كما يلي :
1ـ بدأت الآية الأولى بالعطاء غير المجذوذ أي غير المنقطع واللامحدود, ليعرِّفنا سبحانه وتعالى أن عطاء الله لا ينتهي ليَرغّبنا في المسارعة إلى الله تبارك وتعالى وعطائه الذي لا ينقطع .
2ـ أما الآية الثانية فتحدثت عن عطاء الله غير المحظور, فالله يعطي المؤمن والكافر وهنا جاءت العبارة ?وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً? ، لكي لا نظنّ أن الله يمنع من عطائه أحداً إلا من رفض هذا العطاء ـ ومن يرفض عطاء الله ؟
3 ـ ختم الله تعالى هذه الآيات الثلاث بكلمة ?حِسَاباً?, ليدلنا على أن العطاء حسب العمل . . . فكلما أكثرنا من الخيرات كان عطاء الله أكبر .(1/360)
وهنا نلاحظ التدرج في المعنى : عطاء غير مجذوذ وغير محدود . . . ثم عطاء غير محظور . . . ثم عطاء حساباً حسب نوع العمل والإخلاص فيه, إذن جاء التدرج من اللامحدود . . . باتجاه العطاء المحدَّد والمحسوب, فانظر أين تضع نفسَك من هذا العطاء الإلهي .
نترك الآن لغة الكلمات ونأتي إلى اللغة الدقيقة ـ لغة الأرقام ـ لنرَ كيف حاء التدرج في أرقام السور الثلاثة متناسباً مع العدد 7 :
هود الإسراء النبأ
11 17 78
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاثة هو : 781711 يقبل القسمة على 7 تماماً :
781711 = 7 × 111673
وهنالك عجيبة أخرى ، فإذا قرأنا هذا العدد من اليمين إلى اليسارباتجاه قراءة القرآن يصبح : 117187 أيضاً يبقى قابلاً للقسمة على 7 :
117187 = 7 × 16741
هذا وإن وجود اتجاهات في قراءة الأعداد في هذا المثال يؤكد أن عطاء الله لا ينفذ كيفما توجهنا في أي اتجاه !
بين الدنيا . . . والآخرة
المؤمن بحاجة إلى آيات جديدة تثبت صدق القرآن أكثر من غير المؤمن ، لماذا ؟ لأن الذكرى تنفع المؤمنين ، فالذي يكذب بالقرآن في الدنيا ، ماذا ينتظر يوم القيامة ؟ في هذا الفصل دلائل رقمية على كلمات تحدثت عن الدنيا . . . والآخرة, قد وضعها الله تعالى وفق نظام شديد الدقة ليُظهر لنا عجزنا أمام كتابه, ولنزداد إيماناً بقدرة الله وعلمه وعسى أن تكون هذه المعجزة الرقمية وسيلة نرى من خلالها عظمة هذا القرآن .
وتجدر الإشارة إلى أن كلمة ?الدنيا? تكررت في القرآن 115 مرة, كلمة ?الآخرة? أيضاً تكررت في القرآن 115 مرة, وبصفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو 115115 من مضاعفات الرقم 7 بالاتجاهين :
115115 = 7 × 16445
عند قراءة العدد من اليمين لليسار أي 511511 نجده قابلاً للقسمة على تماماً :
115115 = 7 × 73073
والناتج أيضاً ينقسم على 7 :
73073 = 7 × 10439
ولا ننسى أن مجموع أرقام هذا العدد هو :
2 × 7 = 14 = 5 + 1 + 1 + 5 + 1 + 1(1/361)
وإلى مثال من كتاب الله نجد فيه مقارنة بين الحياة الدنيا ومتاعها والآخرة, وأن ما عند الله هو خير وأبقى .
الدنيا متاع
ما عند الله خير من الدنيا وما فيها, وما الحياة الدنيا إلا متاع قليل فانٍ والآخرة خير وأبقى . هذه الحقيقة تحدَّث عنها القرآن بكلماتٍٍٍ بليغة : تكررت مرتين في كامل القرآن في سورتين :
1 ـ ?وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ? [القصص : 28/60] .
2ـ ?فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ? [الشورى : 42/36] .
كما نرى في كلتي الآيتين أن ما عنده خير وأبقى من الدنيا وما فيها . لنرَ لغة الأرقام تؤكد هذا الكلام ، إن العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو : 4228 يقبل القسمة على 7 تماماً :
4228 = 7 × 604
وجاء التدرج العقائدي كما يلي : في الآية الأولى قال الله : ?أَفَلَا تَعْقِلُونَ? ، أما الآية الثانية فقال : ?وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ? ، وكما نعلم أول يجب أن نعقل ثم نتوكل على الله تعالى, ولذلك جاء ترتيب الآيتين في القرآن : ?تَعْقِلُونَ? . . . ثم ?يَتَوَكَّلُونَ? .
بقي شيء آخر هو أن كل سورة من هاتين السورتين جاء رقمها من مضاعفات السبعة : فرقم سورة القصص هو : 28 من مضاعفات السبعة ويساوي 7 × 4 . ورقم سورة الشورى هو : 42 من مضاعفات السبعة ويساوي 7 × 6 . ومجموع هذين العددين هو :
42 + 28 = 70
بعدد مرات ذكر كلمة ?القيامة? في القرآن, فقد تكررت هذه الكلمة في القرآن كله 70 مرة أي : 7 × 10 ، ولا ننسى بأن الآيتين تتحدثان عن الدنيا مقارنة بالآخرة .
الباقيات الصالحات(1/362)
ما أكثر الحقائق في كتاب الله . . . ما أكثر أسرار القرآن, ولكن أين من يتدبر ويتذكر ويتفكَّر ؟ الكل يجري وراء الحياة الدنيا وينسَى الآخرة, المال . . . البنون, كلها مُتعة مؤقتة ولا يبقى إلا العمل الصالح خير رصيد للمؤمن عند لقاء ربه .
حقيقة أخرى نجدها في القرآن : ?وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ? تكررت مرتين في كامل القرآن في آيتين :
1ـ ?الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً? [الكهف : 18/46] .
2ـ ?وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً? [مريم : 19/76] .
أرقام السورتين تشكل عدداً هو 1918 يقبل القسمة على 7 تماماً :
1918 = 7 × 274
وكما نرى كلمة ?الباقِياتُ? دائماً ترافقها كلمة ?الصّاِلحاتُ? وتتبعها عبارة ?خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً? ليؤكد لنا الله تعالى على أن العمل الصالح هو الذي يبقى وهو الذي يحبُّه الله تعالى ويجزي به وهو خير عند الله ثواباً ومردّاً .
دقّة النص القرآني
من عظمة الإعجاز الرقمي في كتاب أننا نجد أنفسنا أمام نظام رقمي يتناسب مع كل كلمة وكل عبارة وكل آية وكل سورة, حتى الحركات الإعرابية مثل الضمَّة والفتحة وغيرها لها نظام رقمي وهذا الكمال الإعجاز في كتاب الله تعالى .
لقد شبَّه الله تعالى الحياة الدنيا بمتاع الغُرور, فتكررت كلمة ?الغُرور? 4 مرات في كامل القرآن في 4 سور نكتبها حسب تسلسلها في القرآن :
1ـ ?كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ? [آل عمران : 3/185] .(1/363)
2ـ ?فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ? [الأعراف : 7/22] .
3ـ ?اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ? [الحديد : 57/20] .
4ـ ?أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ? [الملك 67/20] .
نلاحظ أن الله تعالى وضع كلمة ?غُرُور? مع : الحياة الدنيا ـ في قصة إبليس مع آدم عليه السلام ?فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ? ومع الكافرين . إذن يجب ألا تَغُرَّنا الحياة الدنيا ولا إبليس ولا الكافرون .
ذلك لأن من اتبع الحياة الدنيا سيؤدي به إلى اتباع إبليس وبالنتيجة سيكون من الكافرين .
هذا التدرج لغوياً يرافقه تدرج رقمي للسور الأربعة بما يتناسب مع النظام الرقمي القرآني ، فالعدد الذي يمثل أرقام السور الأربع هو : 675773 يقبل القسمة على 7 تماماً :
675773 = 7 × 96539
بقي أن نشير إلى أن مجموع أرقام هذا العدد هو :
3 + 7 + 7 + 5 + 7 + 6 + = 35 = 7 × 5
لننتقل الآن إلى كلمة أخرى هي ?الغَرور? ، لنجد أنها تكررت في كامل القرآن 3 مرات ، ويبقى النظام الرقمي قائماً :(1/364)
1ـ ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ? [لقمان : 31/33] .
2ـ ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ? [فاطر : 35/5] .
3ـ ?يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ? [الحديد: 57/14] .
والعدد الذي يمثل السور الثلاثة هو 573531 يقبل القسمة على 7 تماماً :
573531 = 7 × 81933
ونلاحظ كيف دخل العدد 57 رقم سورة الحديد في تركيب العددين السابقين لكلمتي ?الغُرور? و ?الغَرور? وكل عدد منهما يقبل القسمة على 7 . بقي أن نشير إلى أن كلمة ?الغُرور? تكررت 4 مرات, وكلمة ?الغَرور? 3 مرات في كامل القرآن فيكون مجموع تكرار الكلمتين هو 7 مرات بالضبط .
فَذَرْهُمْ
أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يترك هؤلاء المكذبين حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون . . . فهل يؤمنون في ذلك اليوم ؟ لنرَ كيف تكررت كلمة ?يُلاقوا? في كامل القرآن :
1ـ ?فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ? [الزخرف : 43/83] .
2ـ ?فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ? [الطور: 52/45].
3ـ ?فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ? [المعارج : 70/42] .(1/365)
ونلاحظ أن الآيات الثلاث تحمل المضمون ذاته مما يدل على أن ذلك اليوم ـ يوم القيامة ـ واقع لا ريب فيه ، ولنرَ النظام الرقمي للسور الثلاثة ليصدِّق وعد الله تعالى :
الزخرف الطور المعارج
43 52 70
إن أرقام السور الثلاثة تشكل عدداً هو 705243 يقبل القسمة على 7 مع ملاحظة أن : مجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات الـ 7 :
3 + 4 + 2 + 5 + 0 + 7 =21 = 7 × 3
705243 = 7 × 100759
هناك ميِّزة أخرى لهذه الآيات الثلاثة أنها كلها تبدأ بكلمة ?فَذَرْهُمْ? مما يدل على أن كلمة ?يُلاقُوا? تسبقها دائماً كلمة ?فَذَرْهُمْ? للتأكيد على أن الذي لا يؤمن بآيات الله تعالى ولا بقرآنه ، فبأي شيءٍ يؤمن إذن ؟
أَجَلُ الله
الآجال بيد الله تعالى فإذا جاء الأجل فلا مؤخر ولا مقدم له إلاَّ الله تبارك وتعالى . لنرَ كيف تحدث القرآن عن هذه الحقيقة ولنرَ بلغة الأرقام ما يصدقها . تكررت كلمة ?يَسْتَقْدِمونَ? 3 مرات بالضبط في كل القرآن :
1ـ ?وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ? [الأعراف : 7/34] .
2ـ ?قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ? [يونس : 10/49] .
3ـ ?وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ? [النحل : 16/61] .
الآيات الثلاثة تتضمن الحقيقة نفسها تكررت 3 مرات في 3 سور ، بنظام رقمي غاية في الإعجاز ، فإن العدد الذي يمثل السور الثلاثة يقبل القسمة على 7 تماماً :
16107 = 7 × 2301(1/366)
وكما نرى كلمة ?يَسْتَقْدِمُونَ? دائماً مسبوقة بالنفي ?لا? ومرتبطة بـ ?لاَ يَسْتَأْخِرُونَ? لزيادة التأكيد على أنه إذا جاء الأجل فلن يتأخر ولن يتقدَّم ، بل كل شيء عند الله تعالى بمقدار .
البحار يوم القيامة
البحار التي يُستخدم ماؤها لإخماد النار سوف تلتهب . . . تُسَجَّر . . . وتُفَجَّر ، هذه إحدى الحقائق عن يوم القيامة . ولنسأل هل يوجد بلغة الأرقام ما يصدق هذه الحقيقة ؟ نلجأ إلى كتاب الله ونبحث عن كلمة ?البحار? ، كم مرة تكررت في كامل القرآن ؟ الجواب بسيط ، مرتين في سورتين :
1ـ ?وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ? [التكوير : 81/6] .
2ـ ?وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ? [الانفطار : 82/3] .
إن العدد الذي يمثل السورتين هو : 8281 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين :
8281 = 7 × 1183 = 7 × 7 × 169
العدد 8281 قبل القسمة مرتين على 7 ، وهذا يؤكد أن البحار سوف تُسَجَّر وتفجَّر ، وعد الله واقع لا ريب فيه . ولا ننسى أن كلمة ?البحار? في القرآن لم تستخدم إلا للحديث عن يوم القيامة . ونلاحظ تسلسل الآيتين في القرآن يتناسب مع المفهوم العلمي : فأولاً يكون الاشتعال ثم الانفجار وليس العكس ، فجاء تسلسل الآيتين أولاً ?سُجِّرت? وثانياً ?فُجِّرت? ، وهذا مطابق للحقائق العلمية الحديثة .
الأرض يوم القيامة
هذه الأرض التي نراها ثابتة ومستقرة سوف تهتزُّ وترجُف يوم القيامة . وهذه حقيقة مستقبلية لاشك فيها ، وما لغة الأرقام والنظام الرقمي إلا دليل قوي جداً على صدق كلام الله تعالى . تكررت كلمة ?تَرْجُف? مرتين بالضبط في كامل القرآن في سورتين :
1ـ ?يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً? [المزمل : 73/14] .
2ـ ?يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ? [النازعات : 79/6] .(1/367)
إذن كلمة ?تَرْجُفُ? تسبقها دائماً كلمة ?يوم? ليؤكد لنا الله تعالى أن الأرض ستهتز وترجف في ذلك اليوم ـ يوم القيامة . فجاء التسلسل الزمني مطابقاً لتسلسل الآيتين : الآية الأولى تحدثت عن اهتزاز الأرض ، ثم في الآية الثانية تحدث الله عن اهتزاز الأرض المهتزة أصلاً ، وهذا لزيادة الاهتزاز والارتجاف .
إن أرقام السورتين 7973 تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً :
7973 = 7 × 1139
لنعد إلى التساؤل التقليدي :
مَن الذي وضع هذه الكلمة في هاتين السورتين ؟ ومَن الذي حدَّد استخدام هذه الكلمة بما يخصّ يوم القيامة وليس أي شيء آخر ؟ أليس هو رب السماوات السبع ؟
نتائج هذا البحث ... ...
في الفقرات السابقة تعرَّفنا على نظام تكرار الكلمات في كامل القرآن الذي يتألف من 114 سورة . والنتيجة المذهلة دائما أعداد قابلة للقسمة على 7 . وسوف نقوم ببعض المقارنات الرقمية للأمثلة الواردة في البحث وسندرس هذا التداخل من خلال 3 سور كنماذج واضحة وهي :
1ـ سورة يونس .
2ـ سورة النحل .
3ـ سورة الفرقان .
مع سورة يونُس
نستعرض 7 كلمات من سورة يونس لنرَ كيف تكررت في كامل القرآن وكيف يدخل الرقم 10 رقم سورة يونس في القرآن في هذه الأعداد ، وذلك من خلال هذا الجدول الذي نضع فيه الكلمة وأرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة . طبعاً أرقام السور هذه تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 دائماً .
وهنا نودُّ الإشارة إلى أننا درسنا 7 كلمات فقط من سورة يونس فكيف إذا درسنا جميعَ كلمات هذه السورة التي تبلغ عدة مئات من الكلمات ؟
لنتأمل هذا التداخل المعجز للأرقام :
الكلمة أرقام السور
?مبصراً? 10 ـ 27 ـ 40
?يعيدُهُ? 10 ـ 27 ـ 29 ـ 30
?لا تبديل? 10 ـ 30
?حقَّت? 10 ـ 16 ـ 39 ـ 40
?أَتَّبِعُ? 6 ـ 7 ـ 10 ـ 46
?يُميت? 3 ـ 7 ـ 9 ـ 10 ـ 23 ـ
40 ـ 44 ـ 57
?يستقدمون? 7 ـ 10 ـ 16(1/368)
إن جميع الأعداد السابقة تقبل القسمة على 7 مع أن العدد 10 رقم سورة يونس يدخل في تركيب جميع هذه الأعداد .
مع سورة النحل
بالطريقة نفسها نختار 7 كلمات من سورة النحل ذات الرقم 16 طبعاً اخترنا هذه الكلمات تحديداً لأنها وردت في سياق فقرات هذا البحث, مع العلم أنه يوجد مئات الكلمات في القرآن تسير وفق هذا النظام الرقمي المُبهر, ونضع هذه الكلمات مع ذكر أرقام السور التي تكررت فيها كل كلمة :
الكلمة أرقام السور
?تميد? 16ـ 21 ـ 41
?أنهاراً? 13 ـ 16 ـ 27ـ 71
?تهتدون? 2 ـ 3 ـ 7 ـ 16 ـ 43
?حَقَّت? 10 ـ 16 ـ 39 ـ 40
?يسجد? 13 ـ 16 ـ 22
?نجزينَّهم? 16 ـ 29 ـ 41
?يشاؤون? 16 ـ 25 ـ 39 ـ 42 ـ 50
وكما تعوَّدنا فإن جميع الأعداد الواردة في أسطر الجدول تقبل القسمة على 7 من دون باقٍ .
نود أن نشير إلى أننا في هذا البحث اكتفينا بالكلمات التي تكررت مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً . . .أو تسع مرات ، بينما هنالك في القرآن مئات الكلمات التي تكررت عشرات بل مئات المرات أيضاً ، وأرقام السور لهذه الكلمات سوف تشكل عدداً شديد الضخامة ، ومع ذلك فإننا نجد أنفسنا أمام أعداد تقبل القسمة على 7 تماماً .
مع سورة الفرقان
ننشئ الجدول نفسه ونختار أيضاً 7 كلمات من سورة الفرقان ذات الرقم 25 هذه الكلمات نجدها في فقرات هذا البحث بالتفصيل :
الكلمة ... أرقام السور
?منيراً? 25 ـ 33
?مدَّ? 13 ـ 25
?السرّ? 20 ـ 25
?أنَزلَهُ? 4 ـ 25 ـ 65
?بِحمْدِه? 13 17 25
?نُحيي? 15 25 36 50
?ساءت? 4 18 25 48
لنتأمل هذا الجدول ، لنجد أن العدد 25 رقم سورة الفرقان يتكرر دائماً مرة في أقصى اليمين من العدد ، ومرة في المنتصف ومرة في أقصى اليسار . وعلى الرغم من هذا التكرار لرقم هذه السورة تبقى هذه الأعداد جميعها قابلة للقسمة على 7 تماماً .(1/369)
ولو سرنا في سرد الأمثلة لاحتاج منا ذلك مئات الأبحاث العلمية بل الآلاف لا تكفي فكتاب الله تعالى أعظم بكثير مما نظنّ أو نتخيَّل .
إن الذي يقرأ هذا البحث أول سؤال يخطر بباله : هل ينطبق هذا النظام الرقمي على كل كلمات القرآن ؟ لو كان القرآن بهذه البساطة بحيث لا يوجد فيه سوى نظام رقمي واحد, إذن ماذا سيبقى من معجزة القرآن للأجيال القادمة ؟ لو اكتشفنا كل الإعجاز القرآني لما صَلَح القرآن لكلِّ زمان ومكان .
لذلك يمكننا القول بأن رحلة الإعجاز في كتاب الله مستمرة وعدد الأنظمة الرقمية في آياته لا ينتهي .
النظام الرقمي السباعي لسور القرآن العظيم ينطبق على آلاف الكلمات والعبارات, والأمثلة في بحثنا هذا هي غيض من فيض, ولو قُمتَ ببحث كلمات وآيات القرآن ستجدها منظَّمة بشكل يقرُّ أي إنسان بعجزه أمام كتاب الله عزّ وجلّ .
وأخيراً : كل كلمة من كلمات القرآن لها مجالات محددة لغوياً ورقمياً, تكرار أي كلمة تمَّ وفق قوانين منظَّمة ويمكن القول وبثقة تامة : إن في كتاب الله نظاماً لغوياً ونظاماً رقمياً, ومن خلال هذه الموسوعة العلمية نحاول اكتشاف هذين النظامين بإذنه تعالى .
إن الذي يقرأكتاب الله تعالى يلاحظ بأن القصة في القرآن تتكرر في العديد من السور ، والسؤال : هل يوجد إعجاز مذهل وراء هذا التكرار ؟ أم هو كما يقول الملحدون تكرار لا فائدة منه !
في البحث التالي سوف نرى كيف رتب الله تعالى بعلمه وحكمته قصص القرآن ، وكيف تتكرر القصة ذاتها في سور متعددة وتأتي أرقام هذه السور لتشكل عدداً من مضاعفات السبعة .
وسوف نستنتج بأنه لايوجد تكرار في كتاب الله أبداً ، بل هو إعجاز يدلّ على قدرته تعالى . فأين هم كتّاب القصة من هذا الإعجاز المُحكم ؟ وهل يستطيع أعظم كاتب للقصة في العالم أن يكرر القصة ذاتها في مواضع متباعدة من كتابه ويأتي هذا التكرار بنظام رقمي بديع ؟
البحث الحادي عشر
أسرار القصة القرآنية
تكرار أم إعجاز ؟(1/370)
في الفقرات التالية سوف نحاول الإجابة عن سؤال مهم : ما هو سر تكرار القصة في القرآن الكريم ؟ وسوف نرى أن هذا التكرار يخفي وراءه معجزة عظيمة ، إنها المعجزة القصصية لسور القرآن العظيم .
كما يؤكد هذا البحث على أن ترتيب سور القرآن قد تمَّ بإرادة الله وقدرته وإلهامه ، وأن هذا الترتيب هو بحدِّ ذاته معجز للبشر ، وهذا ما تثبته لغة الأرقام من خلال الأمثلة التي اخترناها والتي هي غيض من فيض ، فعدد الحقائق الرقمية في كتاب الله لا يُحصى وعجائب القرآن الكريم لا تنقضي وأسراره لا نهاية لها .
إن هذا البحث إثبات مادي ورقمي على أنه لا تكرار في القصة القرآنية بل هو إعجاز إلهي محكم !
مقدمة
القرآن الكريم هو كتاب موجّه لكل البشر بلا استثناء ، لذلك أي بحث حول كتاب الله هو بحث موجَّه أيضاً لكل البشر . فكل مؤمن بهذا القرآن ينبغي عليه أن يبحث عن كل ما هو جديد حول كتاب ربه ، فمن أحب شيئاً تعلق به ، ولكن قد يأتي من يقول : ما فائدة هذه الأرقام ، وهل هذه الأرقام تقربنا إلى الله تعالى ؟
عندما جاء نبي الله صالح عليه السلام إلى قومه طلبوا منه المعجزة ، فآتاه الله الناقة فكانت دليلاً له على نبوته وصدق رسالته من الله وتعالى ، ولما أرسل الله موسى عليه السلام إلى فرعون وملئه أيضاً طلبوا منه معجزة فآتاه الله العصا لتكون حجة له على قومه .
وهذه حال رسل الله عليهم السلام ، وهنا نتساءل : هل كانت الناقة هدفاً بحد ذاتها ؟ هل كانت العصا هي الغاية ؟ إن هذه كانت مجرد وسائل مادية لترغم الكافر على الاعتراف بصدق الرسالة الإلهية . وكذلك لغة الأرقام وضعها رب العزة سبحانه في كتابه لتكون وسيلة متجددة في عصرنا هذا لنَزْداد إيماناً بعظمة كتاب الله تعالى ونزداد حباً لمن أُنزل عليه القرآن ، هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله رحمة للعالمين .
لماذا تتكرر القصة في القرآن الكريم ؟(1/371)
إن أي تساؤل حول كتاب الله لا نجد جواباً عنه يُخفي وراءهُ معجزة عظيمة . والسؤال الذي طالما كرره العلماء : ما هو السر الحقيقي وراء تكرار القصة في كتاب الله تعالى ؟ وقد تمحورت آراء العلماء في ذلك حول أهداف ثلاثة .
العبرة والموعظة
الحكمة من تكرار القصة القرآنية في مواضع متعددة من كتاب الله تعالى هي زيادة العبرة والموعظة ولتذكير المؤمن دائماً بعاقبة المكذبين من الأمم السابقة ، ليبقى في حالة يقظة وخشية مستمرة وخوف من عذاب الله تعالى ومن جهة ثانية ليبقى في حالة سرور وتفاؤل برحمة الله ووعده وأنه ينجي عباده المؤمنين .
استكمال جوانب القصة
إن من حكمة الله تعالى في ذكر القصة ذاتها في عدة سور هو استكمال جوانب القصة ، فتُذكر القصة مختصرة جداً أحياناً ، وأحياناً مطوَّلة ، وأحياناً تُذكر أحداث جديدة في كل مرة . إذن هنا القصة لا تتكرر إنما تتكامل .
جمالية وروعة القصة
إن تكرار القصة في مواضع محددة من آيات القرآن يضفي على أسلوب القرآن جمالية وروعة وبياناً لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله . وبالرغم من تكرار القصة عبر سور القرآن الذي استمر نزوله فترة 23 عاماً ، لا نجد أبداً أي تناقض أو نقص أو خلاف ، إذن نحن هنا أمام معجزة لغوية وبيانية تشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى .
إن الأهداف الثلاثة هذه صحيحة وتشكل بمجملها جواباً مقنعاً عن سرِّ تكرار القصة القرآنية ، ولكن هنالك هدف رابع مهم جدّاً تحدثنا عنه لغة الأرقام . فمعجزة القرآن العظيم لا تقتصر على بلاغته وجمال أسلوبه بل إن وراء هذه اللغة البليغة لغة لا تقل بلاغة عن بلاغة الكلمات ، وهي لغة الأرقام التي تأتي اليوم لتثبت بشكل قاطع أن القرآن كتاب مُحْكَم ، وأن تكرار القصة إنما يتبع نظاماً رقمياً مذهلاً ، وهذا ما سنراه في صفحات هذا البحث إن شاء الله تعالى .
نحو نظام رقمي لسور القرآن(1/372)
لقد أنزل الله القرآن خلال 23 سنة ، وقال فيه : ?إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر : 15/9] ، هذا البيان الإلهي يؤكد أن الله تعالى قد حفظ كل شيء في كتابه دون تحريف أو تغيير إلى يوم القيامة ، وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن ترتيب سور القرآن الذي نراه الآن أيضاً قد حدث بعناية الله وحفظه وقدرته . وربما يسأل سائل لماذا يختلف ترتيب سور القرآن عن ترتيب نزول هذه السور زمنياً . وسوف نجد أن هذا الترتيب يخفي وراءه معجزة وهذا ما سنثبته بلغة الأرقام .
لقد تبين من خلال الدراسة العلمية الرقمية لتكرار كلمات القرآن ، بأن هذا التكرار يتبع نظاماً رقمياً مُحْكَماً يعتمد على الرقم 7 ، وسوف نقتصر في بحثنا هذا على كشف النظام المذهل لسور القرآن . ويمكننا القول :
إن كل كلمة تتكرر في هذا القرآن وفق نظام دقيق جداً ، ولو تغيرت كلمة واحدة لاختل هذا النظام البديع .
فالقرآن كتاب مُحْكَم كيفما نظرنا لآياته وسوره وجدناها مُحْكَمة إحكاماً دقيقاً ، ؤقد أدركنا جانباً من هذا الإحكام وعلاقته بالرقم 7 في أول سورة وآخر سورة من كتاب الله تعالى ، فرقم أول سورة هو 1 ، ورقم آخر سورة هو 114 ، وعندما نصفّ الرقمين 1 ـ 114 نحصل على عدد جديد هو 1141 هذا العدد الذي يمثل أول وآخر سورة يقبل القسمة تماماً على 7 :
1141 = 7 × 163
إن سور القرآن العظيم البالغ عددها 114 سورة قد رتبها الله تعالى ونظم كلماتها بشكل يعجز البشر عن الإتيان بمثله . فنجد الكلمة القرآنية تتكرر عبر سور القرآن بنظام رقمي يكون الرقم 7 هو الرقم المشترك بين هذه السور .
في الفقرات القادمة سوف نشاهد بعض المواقف من قصص القرآن ، وكيف تكررت كلماتها بنظام مُحْكَم . وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأمثلة هي جزء صغير وصغير جداً مما هو موجود في كتاب الله عزَّ وجلَّ .
من قصة إبراهيم عليه السلام(1/373)
أول شيء رفضه الأنبياء جميعاً هو عبادة الأصنام ، فهذا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام يبدأ بأبيه الذي كان يتخذ آلهة من الأصنام فيقول منكراً عليه هذا العمل : ?وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ? [الأنعام : 6/74] .
وتتكرر قصة إبراهيم عبر آيات القرآن ، ولكن في موضع آخر يوجه النداء إلى أبيه وقومه معاً فيقول : ?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ - إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ - قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ? [الشعراء : 26/69 ـ 71] .
الملفت للانتباه في هذين النصين من كتاب الله تعالى أن كلمة ?أصناماً? لم ترد في القرآن كله إلا في هاتين السورتين فقط . ودائماً في سياق قصة إبراهيم ، بكلمة أخرى كلمة ?أصناماً? خاصة بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام . وهنا نكتشف شيئاً جديداً وهو أن كل كلمة من كلمات القرآن تستخدم استخداماً دقيقاً جداً من أول القرآن وحتى آخره .
إذن نحن أمام نظام لغوي مُحْكَم ، يرافقه نظام رقمي مُحْكَم أيضاً ، ولكن كيف ذلك ، وما علاقة سورة الأنعام بسورة الشعراء ؟ وما علاقة الرقم 7 بذلك ؟لنكتب أرقام هاتين السورتين :
سورة الأنعام سورة الشعراء
6 26
عندما نقوم بصَف رقمي السورتين 6 ـ 26 يتشكل لدينا عدد جديد هو 266 ، إن هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 ، أي ينقسم على 7 :
266 = 7 × 38
إن هذه النتيجة تتكرر كثيراً في كلمات القرآن ، فمثلاً نجد البيان القرآني يثني على إبراهيم عليه السلام وصبره وكثرة رجوعه إلى الله تعالى وشدة حِلمِه وإنابته للخالق عز وجل .(1/374)
يقول عز وجل في مُحْكَم الذكر عن إبراهيم عليه السلام : ?وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ? [التوبة : 9/114] .
ويتكرر هذا الثناء على إبراهيم عليه السلام في سورة أخرى ، يقول تعالى : ?إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ? [هود : 11/75] . وهنا نجد حقائق لغوية ورقمية ، فكلمة ?أوَّاهٌ? في القرآن لم ترد إلا في هاتين السورتين ، وكما نرى الحديث دائماً مرتبط بصفة لإبراهيم عليه السلام ، وكأن الله تعالى قد خَصَّ كل نبيٍّ بصفات لم يعطها لغيره . فكلمة ?أوَّاه? هي صفة لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وهذه حقيقة لغوية لا يمكن ّّّلأحدٍ أن ينكرها أو يجحدها لأنها لم تُذكر في القرآن إلاّ مع هذا النبي الكريم .
لنكتب أرقام السورتين حيث وردت هذه الكلمة :
سورة التوبة سورة هود
9 11
وهنا نجد النظام نفسه يتكرر مع هذه الكلمة ، فعندما نقوم بصفّ رقمي السورتين 9 ـ 11 نجد عدداً جديداً هو 119 ، هذا العدد أيضاً ينقسم على 7 من دون باق :
119 = 7 × 17
وهنا لدينا ملاحظة مهمة وهي أن سورة التوبة نزلت بعد سورة هود بسنوات ولكننا نجد ترتيبها في القرآن بعكس ذلك . وهنا ربما نستنتج جزءاً من الحكمة في تسلسل سور القرآن بالشكل الذي نراه . فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يختار ترتيباً لسور كتابه يناسب النظام الرقمي المُحْكَم لهذه السور ، فلو تغيرَّ هذا الترتيب لاختل هذا النظام, والله تعالى أعلم .
إذن ترتيب سور القرآن تم بوحي وقدرة وإلهامٍ من الله سبحانه وتعالى ، وهذا دليل على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام إلى البشر جميعاً .
ويجب ألا يخفى علينا أن الله تعالى قد نظَّم كل شيء في هذا الكون ، كذلك نظمَّ كل شيء في هذا القرآن .
من قصة بني إسرائيل ...(1/375)
لقد أنجى الله بني إسرائيل من عدوّهم فرعون ومنَّ عليهم بنعمٍ كثيرة ، ولكنهم قابلوا هذه النعم بالعصيان والطغيان . هذا هو كتاب الله ينطق بالحق ليعبرَّ لنا عن حقيقة هؤلاء القوم ، وقد وضع الله تعالى بحكمته كل كلمة من كلمات هذه القصة بشكل يعجز البشر عن الإتيان بمثله .
قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل تكررت كثيراً في القرآن ، هذا التكرر يخفي وراءه معجزة رقمية . فعندما يتحدث القرآن عن نجاة بني إسرائيل من فرعون يُكرّر هذا الحدث بنظام دقيق . فكلمة ?أَنجَيْنَاكُمْ? تكررت في القرآن كله 3 مرات في هذه الآيات :
1 ـ ?وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ? [البقرة : 2/50] .
2 ـ ?وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ? [الأعراف : 7/141] .
3 ـ ?يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى? [طه : 20/80] .
هذه الكلمة لم ترد في القرآن إلا أثناء الحديث عن بني إسرائيل ولم ترد في أيَّة قصة أخرى ، فهذه الكلمة خاصة ببني إسرائيل واستُخدمت في وصف الموقف ذاته .
ومع أن السور الثلاثة التي ذكرت فيها هذه الكلمة متباعدة منها ما نزل بمكة ومنها ما نزل بالمدينة ، إلا أنها جاءت منسجمة من حيث المعنى اللغوي فلا خلاف بينها .
والعجيب فعلاً أن ترتيب هذه السور الثلاثة في القرآن يتبع نظاماً رقمياً .
البقرة الأعراف طه
2 7 20
والعدد الذي يمثل هذه السور الثلاث 2072 ينقسم على 7 تماماً :
2072 = 7 × 296
الْمَنَّ وَالسَّلْوَى(1/376)
لقد أنجى الله تعالى بني إسرائيل من عدوهم فرعون ، ليس هذا فحسب بل أنزل الله عليهم المن والسلوى عسى أن يشكروا نعمة الله عز وجل ، ويحدثنا القرآن عبر 3 آيات عن هذه النعم ، فيقول :
1 ـ ?وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ? [البقرة : 2/57] .
2 ـ ?وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ? [الأعراف : 7/160] .
3 ـ ?يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى? [طه : 20/80] .
تتكرر هذه الحقيقة ثلاث مرات ولكن النظام الرقمي يبقى واحداً ، ويبقى الرقم 7 هو محور هذا الإعجاز الإلهي . فأرقام السور هذه 2-7-20 تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً :
2072 = 7 × 296
ولكن قد يسأل سائل : ماذا عن أرقام الآيات ؟ ونقول إن كل شيء في هذا القرآن منظم بنظام دقيق يفوق طاقة الإنس والجن . لذلك رأينا أن أرقام السور الثلاث تشكل عدداً من مضاعفات الرقم سبعة ، ولنكتب الآن أرقام هذه الآيات الثلاث لنرى أن النظام الرقمي يبقى مستمراً :
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث هو 8016057 عدد مركب من 7 مراتب ويقبل القسمة على 7 تماماً :
8016057 = 7× 1145151(1/377)
وهنا نرى أن ناتج هذه القسمة 1145151 عدد مكون من 7 مراتب ويقبل القسمة على 7 أيضاً :
1145151 = 7× 163593
ولكن بعد هذه النعم العظيمة لبني إسرائيل كيف كان ردهم على ذلك ، وكيف قابلوا هذه النعم ؟ لقد قابلوا هذه النعم بالعصيان على الرغم من سماعهم لصوت الحق ، لنتأمل هاتين الآيتين في صفة بني إسرائيل وكيف عبَّر عنهم البيان الإلهي :
1 ـ ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ? [البقرة : 2/93] .
2 ـ ?مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً? [النساء : 4/46] .
إن عبارة ?سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا? لم ترد في القرآن كله إلا في هذين الموضعين وكما نرى الحديث دائما على لسان بني إسرائيل ، وكأن الله تعالى يريد أن يقول لنا بأن هذه الكلمة لا تليق إلا بهؤلاء ، فهي لم ترد على لسان أي من البشر إلا بني إسرائيل !
هذه الحقيقة نكتشفها اليوم لنعلم حقيقة هؤلاء اليهود الذين حرفوا كلام الله سبحانه وتعالى ، لذلك جاءت كلمة ?وَعَصَيْنَا? لتعبر تعبيراً دقيقاً عن مضمون هؤلاء .
التدرج البياني والعددي
وقد لاحظتُ شيئاً عجيباً في هاتين الآيتين :(1/378)
1 ـ الآية الأولى جاءت بصيغة الماضي ?قَالُواْ? ، فهذا يدل على ماضيهم وتاريخهم في المعصية . ولكي لا يظن أحد أن هذا الماضي انتهى جاءت الآية الثانية بصيغة الاستمرار ?وَيَقُولُونَ? للدلالة على حاضرهم ومستقبلهم في معصية أوامر الله تعالى ، فهم في حالة عصيان مستمر .
2 ـ ولكن لغة الأرقام تأتي لتنطق بالحق وتصدق قول الله تعالى ، فأرقام السورتين تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 ، وكما نرى العدد الذي يمثل السورتين هو42 يقبل القسمة على 7 تماماً :
42 = 7 × 6
لم يكتفوا بعصيانهم بل أغلقوا قلوبهم وغلفوها بغلاف من الجحود والكفر والعصيان ، ويأتي البيان القرآني ليصف قلوب هؤلاء على لسانهم ، ولنستمع إلى هاتين الآيتين :
1 ـ ?وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ? [البقرة : 2/88] .
2 ـ ?فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً? [النساء : 4/155] .
وهنا من جديد نجد أن عبارة ?قُلُوبُنَا غُلْفٌ? لم ترد في القرآن كله إلا في هذين الموضعين ، وهذا يثبت أن كلمات القرآن تُستخدم بدقة متناهية فكلمة ?غُلْفٌ? هي كلمة خاصة ببني إسرائيل بل لا تليق هذه الكلمة إلا بهم .
التدرج البياني(1/379)
ولكن هنالك شيء أكثر إدهاشاً . فالآية الأولى جاءت على صيغة الماضي فقال تعالى : ?وَقَالُواْ? لتخبرنا عن ماضي هؤلاء وحقيقة قلوبهم المظلمة ، ثم جاءت الآية الثانية بصيغة الاستمرار ?وَقَوْلِهِمْ? لتؤكد حاضرهم ومستقبلهم أيضاً ، وهذا التدرج الزمني كثير في القرآن ، فتسلسل الآيات والسور يراعي هذه الناحية لذلك يمكن القول بأن القرآن يحوي من الإعجازات ما لا يتصوره عقل : لغوياً وتاريخياً وعلمياً وفلسفياً وتشريعياً ورقمياً ، ألا نظن أننا أمام منظومة إعجازية متكاملة في هذا القرآن ؟
وفي الآية الأولى نلاحظ قول الله تعالى وردّه عليهم ?بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ? ، وهذا منتهى الذل أن يلعنهم الله فماذا بقي لهم من الأمل في الدنيا أو الآخرة ؟ ولكن الآية الثانية نجد قول الله ورده عليهم بصيغة ثانية ?بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا? ، وهذا يؤكد أنه لا أمل لهذه القلوب أن تنفتح أمام كلام الله ، فقد لعنهم الله وطبع على قلوبهم فماذا ينتظرون بعد ذلك ؟
3 ـ ولكن هل تنطبق هذه المواصفات على جميع اليهود ؟
إن نهايتَي الآيتين تجيبنا على ذلك ، فالآية الأولى انتهت بـ ?فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ? للدلالة على قلَّة إيمانهم ، أما الآية الثانية فانتهت بـ ?فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً? حتى المؤمنون منهم عددهم قليل جداً . إذن هم قليلو الإيمان كيفاً وكماً . وهنا نتساءل : أليست هذه معجزة بلاغية فائقة ؟
ولكن للأرقام أيضاً بلاغتها ومنطقها ، فقد جاءت أرقام السورتين متناسبة مع الرقم 7 ، العدد 42 في هذا الجدول يقبل القسمة على 7 أيضاً :
42 = 7 × 6
وهكذا لو سرنا عبر قصة بني إسرائيل في القرآن ومواقفهم مع نبي الله موسى عليه السلام ، لرأينا أن كل شيء يسير بنظام ، وهذه القصة تحتاج لبحث مستقل بل مجموعة من الأبحاث لكشف أسرار معجزة هذا القرآن .
من قصة صالح عليه السلام(1/380)
النبي صالح عليه السلام هو رسول كريم أرسله الله لقوم زاد طغيانهم واستكبروا في الأرض بغير الحق ، إنهم قوم ثمود ، لم يدمرهم الله فجأة ، بل أرسل إليهم من يحاورهم ويقيم عليهم الحُجَّة ويُقنعهم ؟ وهكذا حال رسُل الله عليهم السلام ، جاءوا بالبينات وبالمجادلة بالتي هي أحسن .
لقد كانت معجزة هذا النبي الكريم هي الناقة التي أيَّده الله تعالى بها ، فما هي الآيات التي تحدثت عن معجزة هذا النبي الكريم ؟ وهل يوجد وراء تكرارها معجزة ثانية ؟
لقد تكررت كلمة ?الناقة? في القرآن بالضبط 7 مرات ، والحديث دائماً يخص قصة ثمود مع نبيهم صالح عليه السلام . لنستعرض هذه الآيات السبعة لنرى أنه لا يوجد تكرار في القرآن ، بل نظام متكامل :
1 ـ ?وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [الأعراف : 7/73].
2 ـ ?فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ? [الأعراف : 7/77] .
3 ـ ?وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ? [هود : 11/64] .
4 ـ ?وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً? [الإسراء:17/59] .
5 ـ ?قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ? [الشعراء : 26/155] .(1/381)
6 ـ ?إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ? [القمر : 54/27].
7 ـ ?فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا? [الشمس : 91/13] .
إذن تتكرر كملة ?النَّاقَةِ? سبع مرات في القرآن ، وكما نرى الحديث دائماً في الآيات السبعة عن قصة سيدنا صالح عليه السلام مع قومه ثمود . ولو تعمقنا في هذه القصة كيف تكررت في القرآن نجد أنه في كل سورة تذكر فيها هذه القصة نجد أسلوباً جديداً في التعبير ، وبالرغم من ذلك لا نجد أثراً لأي تناقض أو اختلاف ، أليس هذا دليلاً على أن القرآن هو كتاب مُحْكَم ؟
وفي بحثنا هذا نحن نستخدم لغة الأرقام لإثبات معجزة القرآن في كل عصرٍ من العصور . إن أرقام السور التي وردت فيها كلمة ?نَاقَةَ? هي :
الأعراف هود الإسراء الشعراء القمر الشمس
7 11 17 26 54 91
إن هذه السور تتبع نظاماً رقمياً يعتمد على الرقم سبعة ، فعندما نقوم بصف أرقام هذه السور يتشكل لدينا عدد ضخم هو : 91542617117 هذا العدد ينقسم على 7 تماماً ، لنرى مصداق ذلك بلغة الأرقام :
91542617117 = 7 × 13077516731
إننا في هذه النتيجة أمام حقيقة رقمية ثابتة ، فكلمات القرآن تتكرر بنظام مُحْكَم وفق خطة رسمها البارىء عز وجل لكتابه ليكون أعظم كتاب على الإطلاق . فعلى الرغم من تباعد هذه السور الستة ونحن نعلم أنها نزلت خلال فترة زمنية تمتد سنواتٍ ، جاءت كلمة ?النَّاقَة? دائماً في القصة ذاتها ولم ترد في أية قصة أخرى ، وهكذا حال كثير من كلمات القرآن الكريم .
ولكي نزداد يقيناً بعظمة هذا النظام المُحْكَم ندقق النظر في هذه القصة وتكرارها في كتاب الله . فقد ورد تحذير على لسان صالح عليه السلام فقال لقومه في ثلاث مواضع من القرآن عن عذاب الله :(1/382)
1 ـ ?وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [الأعراف : 7/73] .
2 ـ ?وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ? [هود : 11/64] .
3 ـ ?وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ? [الشعراء : 26/156] .
هذه العبارة لم ترد إلا في هذه المواضع الثلاثة من كتاب الله ، ودائماً على لسان صالح عليه السلام ، والمذهل أن كلمة ?فَيَأْخُذَكُمْ? لم ترد في القرآن كله إلا في هذه الآيات الثلاث ، وكأن هذه الكلمة خاصة بقوم ثمود وأنه سيأخذهم عذاب : أليم ـ قريب ـ عظيم .
وانظر معي إلى التدرج اللغوي في هذه الآيات الثلاث عن صفة عذاب الله فحذرهم أولاً من ?عَذَابٌ أَلِيمٌ? ولكنهم لم يستجيبوا لهذا التحذير فأكد لهم بعدها بقوله : ?عَذَابٌ قَرِيبٌ? أي أن عذاب الله قد اقترب ، ولكنهم لم يبالوا بهذا النداء فجاءهم التحذير الأخير ليصف أن اليوم الذي ينتظرهم قد اقترب كثيراً فقال لهم ? عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ? فأكد صدق هذا الوعد بكلمة ?يوم? وأنه سيكون يوماً عظيماً
هذا التدرج اللغوي المُحْكَم الذي يدل على إعجاز القرآن ، نجد وراءه تدرجاً رقمياً مذهلاً ، فأرقام السور الثلاث هذه أيضاً لها علاقة بالرقم سبعة :
الأعراف هود الشعراء
7 11 26
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاثة هو 26117 يقبل القسم على سبعة تماماً :
26117 = 7 × 3731
والعجيب أن ناتج القسمة هذا أيضاً ينقسم على 7 تماماً :
3731 = 7× 533(1/383)
تجدر الإشارة إلى أن كلمة ?ولا تَمَسّوهَا? أيضاً لم ترد إلا في هذه الآيات الثلاث ، فهي كلمة خاصة بقصة قوم ثمود ولم ترد في أي موضع آخر . إننا في هذه الحالة أمام برنامج متكامل لاستخدام الكلمات في القرآن ، وهذا إعجاز جديد في كتاب الله تعالى وهو إعجاز استخدام الكلمات في القرآن الكريم .
ونتساءل : هل يستطيع أدباء البشر وشعراؤهم وعلماؤهم أن يؤلفوا كتاباً ضخماً مثل القرآن ويحددوا مسبقاً استخدام كل كلمة من كلماته ؟
نعود الآن للآيات السبعة حيث وردت كلمة ?الناقة? فإذا دققنا النظر في هذه الكلمة نجد أنها وردت بصيغة ?ناقة? أي غير معرَّفة من دون ال التعريف 4 مرات ، المذهل أن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة يبقى قابلاً للقسمة على 7 تماماً :
الأعراف هود الشعراء الشمس
7 11 26 91
وعند قراءة العدد الذي يمثل أرقام هذه السور نجده من مضاعفات السبعة :
9126117 = 7 × 1303731
وهنا نستنتج أن النظام الرقمي المُحْكَم لا يقتصر على كل كلمة من كلمات القرآن فحسب ، بل على شكل هذه الكلمة أيضاً . وبالنتيجة يمكن القول : كيفما نظرنا لهذا القرآن وجدناه كتاباً مُحْكَماً .
وعلى الرغم من معجزة صالح عليه السلام ، وتحذيره لقومه فإنهم كانوا قوماً مفسدين ، لم يستجيبوا لنداء الله تعالى ولا لتحذير رسوله فعقروا هذه الناقة . ويأتي البيان الإلهي ليصف هذا التعدي على حدود الله تعالى وعاقبة ذلك . لنتأمل الآيات الثلاث الآتية :
1 ـ ?فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ? [هود : 11/65] .
2 ـ ?فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ? [الشعراء : 26/157] .
3 ـ ?فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا? [الشمس: 91/14] .(1/384)
إن كلمة ?عقروها? لم ترد في القرآن كله إلا في هذه الآيات الثلاث ، وكما نرى الحديث دائماً عن قصة ثمود . في هذه الآيات معجزة يمكن تسميتها بمعجزة تسلسل الحدث في القرآن .
فالآية الأولى تحدثت عن وعد صالح عليه السلام لهم بالعذاب جزاء فعلتهم ثم تأتي الآية الثانية لتعبر عن ندمهم لأنهم أدركوا أن العذاب واقع لا محالة . أما الآية الثالثة فجاءت بالعذاب مباشرة ?فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبّهُمْ? . إذن جاءت التدرج الزمني للأحداث عبر الآيات الثلاث من الوعد بالعذاب . . إلى اقتراب هذا العذاب حيث لا ينفع الندم . . . وأخيراً وقوع هذا العذاب .
ومع أن هذه الآيات متباعدة من حيث النُّزُول ومن حيث الترتيب في القرآن إلا أنها جاءت متناسقة ومتدرجة وتعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه القصة ، فأين هم كُتّاب القصة من نظام كهذا ؟
إن أحدنا ينسى ما كتبه في الأسبوع الماضي ، فهل بقي محمد صلى الله عليه وسلم وهو النبيّ الأميّ متذكّراً هذه القصة وغيرها 23 سنة ؟ أليس في هذا دليل على صدق رسالة هذا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ؟
ولكن قد يأتي من لا تقنعه لغة الكلمات هذه على وضوحها ، فهل أعد الله لأمثال هؤلاء لغة تقنعهم ؟ إنها لغة الرقم التي لن يجد أعداء القرآن مهرباً من الاعتراف بها ولوفي قرارة أنفسهم .
فلو عدنا للآيات الثلاث حيث وردت كلمات ?عَقَرُوهَا? لوجدنا أنها تقع في ثلاث سور ، إن العدد الذي يمثل هذه السور الثلاث هو : 912611 ينقسم على 7 تماماً :
912611 = 7 × 130373
وسبحان الله ! أرقام السور ذاتها تتكرر ويبقى نظام ثابتاً وواحداً وشاهداً على وحدانية البارىء عز وجل ! !
ونلخص هذه النتائج
إن أرقام السور الستة حيث وردت كلمة ?الناقة? تتشابك مع بعضها دون أن يختل البناء الرقمي لها :
كلمة ?الناقة? وردت في السور : 7 11 17 26 54 91
كلمة ?ناقة? وردت في السور : 7 11 26 91
كلمة ?يأخذكم? وردت في السور : 7 11 26(1/385)
كلمة ?عقروها? وردت في السور : 11 26 91
وانظر معي إلى عَظَمَة المعجزة الرقمية ، فأرقام السور ذاتها تتكرر والكلمات أيضاً نفسها تتكرر ويبقى النظام الرقمي واحداً لا يختلف ولا يتغير . فكل عدد من الأعداد الأربعة السابقة يقبل القسمة على 7 تماماً :
1 ـ العدد 91542617117 : يقبل القسمة على 7 .
2 ـ العدد 9126117 : يقبل القسمة على 7 .
3 ـ العدد 26117 : يقبل القسمة على 7 .
4 ـ العدد 912611 : يقبل القسمة على 7 .
إن هذه الأعداد الأربعة قد دخل في تركيبها العدد 11 رقم سورة هود والعدد 26 رقم سورة الشعراء ، أما الرقم 7 رقم سورة الأعراف فقد دخل في تركيب الأعداد الثلاثة الأولى . . . وهكذا منظومة وشبكة من الأرقام .
فهل نستطيع نحن البشر تركيب أرقام تتداخل وتتشابك مع بعضها وتبقى جميعها من مضاعفات الرقم سبعة ؟ فكيف إذا كانت هذه الأرقام تعبّر عن أحداث وقصص وكلمات بليغة ؟ أليست هذه آية من آيات الله في آفاق أرقام الواسعة ؟
والآن سوف نرى بأن الإعجاز القصصي لا يقتصر على التدرج الرقمي أو البياني ، بل هنالك تدرج تاريخي لهذه القصص !
الإعجاز التاريخي لقصص القرآن
لا يوجد في العالم كتاب مثل القرآن يسرد القصة ويكررها مراراً ، وبالرغم من ذلك لا تملُّ منه الألسُن ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ! وهذا أمر طبيعي فالقرآن كتاب الله رب البشر ، فهل يعقل أن يتفوق البشر على خالقهم ؟ والذي لا يؤمن بكتاب ربه فبمَ يؤمن إذن ؟ وفي هذا البحث تصديق واضح لكلام الله تعالى .
فلو أراد أحد أن يؤلف كتاباً يشبه القرآن ويراعي النظام الرقمي لتكرار الكلمات فلن يستطيع بل سيحصل على ما يشبه الكلمات المتقاطعة التي لا معنى لها ، وربما هذه لا يتمكن منها أبداً .
فالله تعالى تحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن ليس لغوياً فحسب بل رقمياً أيضاً .(1/386)
فلو قام أحدنا بتركيب أرقام تنقسم على 7 ، فإنه سيجد صعوبة وجهداً خصوصاً عندما تكثر هذه الأرقام . ولا ننسى أننا في هذا النظام الرقمي لسور القرآن نحن أمام أعداد محددة ومتسلسلة ، أي من 1 وحتى 114 ، وتراعي تسلسل سور القرآن ، فلا يجوز تقديم رقم على رقم أو سورة على سورة ، وبالرغم من ذلك نجد أن كلمات القرآن كلها مُحْكَمة سواءً رأينا هذا الإحكام أم لم نتمكن من رؤيته .
والأمثلة في هذا البحث هي غيض من فيض فلو استعرضنا كلمات القرآن كلها وحروفه ، لاحتجنا إلى مئات الأبحاث العلمية . ولكن الهدف ليس كثرة الأرقام بل ما تعبر عنه هذه الأرقام ، لندرك عظم شأن هذا القرآن وعظم هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم الذي علم العلماء وكان رحمة للعالمين .
والآن سوف نرى أن النظام المُحْكَم لسور القرآن لا يقتصر على كلماته فحسب, بل الكلمات التي تعبر عن مرحلة زمنية أيضاً منظمة تنظيماً زمنياً دقيقاً .
إبراهيم ويوسُف عليهما السلام
قصتين في القرآن لرسولين تجمع بينهما صفة الصبر على الأذى ، إبراهيم عليه السلام صبر على أذى أبيه وقومه ويأتي بعده يوسف عليه السلام ليصبر على إخوته ، وفي كلتا القصتين يأتي الأذى من قريب : أبو إبراهيم وإخوة يوسف .
وتبدأ قصة إبراهيم عليه السلام : عندما علَّمه الله تعالي وأراه ملكوت السماوات والأرض . يقول تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام : ?فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ? [الأنعام : 6/76] .
ويأتي من بعده يوسف عليه السلام لتبدأ قصتهُ أيضاً برؤيا يقصها على أبيه فيقول : ?إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ? [يوسف : 12/4] .(1/387)
والعجيب أن كلمة ?كوكباً? لم ترد في القرآن إلا في هاتين الآيتين في سياق قصة إبراهيم وقصة يوسف عليهما السلام . وجاء تسلسل الآيتين في كتاب الله مطابقاً للتسلسل التاريخي لقصة هذين الرسولين . فكما نعلم إبراهيم يسبق يوسف زمنياً فيوسف هو حفيد إبراهيم ، وهذه معجزة تاريخية لقصص القرآن العظيم . ولكن ماذا عن التدرج الرقمي ؟ لنكتب أرقام هاتين السورتين :
سورة الأنعام سورة يوسف
6 12
أرقام السورتين حيث وردت كلمة ?كوكباً? حسب تسلسلها في القرآن تشكل عدداً هو 126 من مضاعفات الرقم سبعة :
126 = 7 × 18
حتى أرقام الآيتين قد رتبها الله تعالي بشكل يتناسب مع الرقم 7 ، إن العدد الذي يمثل رقم الآيتين هو 476 ينقسم على 7 تماماً :
476 = 7 × 68
ولكن العجيب أن ناتجي القسمة في كلتا الحالتين هما 18 و68 ولو قمنا بصفّ هذين العددين لنتج معنا عدد يقبل القسمة على 7 أيضاً :
6818 = 7 × 974
إذن أرقام السور نظمها الله بنظام مُحْكَم ، أرقام الآيات أيضاً نظمها الله بنظام مُحْكَم ، وحتى ناتج القسمة نظَّمه الله تعالى بنظام مُعجز ، أليست هذه معجزة تستحق التدبر والاهتمام ؟
وهل يمكن لمعجزة القرآن العظيم أن تكون وسيلة لزيادة الإيمان وزيادة التدبر في آيات القرآن وبالتالي زيادة القرب من الله تعالى ؟
كلمة لأربع أنبياء
يبشر الله عباده المؤمنين برسول كريم اسمه أحمد صلى الله عليه وسلم ، وتأتي البشرى على لسان روح الله وكلمته المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فيقول هذا الرسول الكريم لبني إسرائيل مبشراً لهم : ? وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ? [الصف : 61/6] . ونحن نعلم أنه لا نبيَّ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خاتَم النبيين .(1/388)
إن عبارة ?مِنْ بَعْدِي? في هذه الآية تدل على زمن ، هذه العبارة تكررت في القرآن ، ونسأل : كيف تكررت هذه العبارة وعلى لسان مَن وردت ؟ وما هو ترتيب الآية السابقة التي جاءت على لسان المسيح عليه السلام ؟ لنستمع إلى هذه الآيات الأربعة :
1 ـ ?أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ? [البقرة :2/133] .
2 ـ ?وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ? [الأعراف : 7/150] .
3 ـ ?قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ? [ص : 38/35] .
4 ـ ?وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ? [الصف : 61/6] .
إن كلمة ?بَعْدِي? لم ترد إلا في هذه الآيات الأربعة من القرآن ، ولكن السؤال على لسان من وردت هذه الآيات ؟
التسلسل الزمني للأنبياء الأربعة عليهم السلام
إذا استعرضنا هذه الآيات من القرآن وجدنا أن :
1 ـ الآية الأولى في سياق قصة يعقوب عليه السلام .
2 ـ الآية الثانية في سياق قصة موسى وهارون عليهما السلام .(1/389)
3 ـ الآية الثالثة في سياق قصة داود وسليمان عليهما السلام .
4 ـ الآية الرابعة في سياق قصة المسيح عليه السلام والبشرى .
هذه لغة القصة في كتاب الله تعالى, ولكن ماذا تخبرنا لغة التاريخ ؟
إن تسلسل هذه الآيات الأربعة مطابق تماماً للتسلسل التاريخي لهذه القصص ، فنحن جميعاً نعلم دون خلاف أن التسلسل التاريخي للأنبياء الأربعة هو : يعقوب ثم موسى ثم داود ثم المسيح عليهم السلام ، لذلك جاء تسلسل الآيات الأربعة موافقاً لهذا الترتيب .
وهنا ربما ندرك الحكمة من أن ترتيب سور المصحف يختلف عن ترتيب نزول سور القرآن ، لأن هذا الترتيب فيه معجزة !
ولكن هنالك ملاحظة مذهلة وهي أن كلام المسيح عليه السلام والبشرى التي جاء بها ، ورد في آخر هذه الآيات وهذا دليل على أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا ليس كل شيء فلا يزال هنالك المزيد ، فالأرقام لها حديث هنا ، فلو قمنا بكتابة أرقام السور الأربعة حيث وردت كلمة ?بَعْدِي? نجد :
البقرة الأعراف ص الصفّ
2 7 38 61
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الأربعة من مضاعفات السبعة :
613872 = 7 × 87696
والعدد الناتج من هذه العملية هو 87696 أيضاً ينقسم على 7 تماماً :
12528 × 7 = 87696
الترتيب الزمني للقصة
الإسلام هودين العلم ، لذلك فقد علمَّ الله أنبياءه ورُسلَه الكرام فقال في حق يعقوب عليه السلام : ?وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ? [يوسف : 12/68] .
أما العبد الصالح في قصته مع موسى عليه السلام فقد قال الله فيه ?فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً? [الكهف : 18/65] .(1/390)
وفي قصة داود وسليمان عليهما السلام فقد علمَّ الله سليمان علوماً كثيرة فقال : ?وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ? [الأنبياء : 21/80] .
ولكن عندما يكون الحديث عن خاتم النبيين يأتي البيان الإلهي ليمدح هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ويؤكد بأن كل كلمة نطق بها إنما هي وحي من عند الله تعالى . يقول تعالى عن نبيه وحبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام : ?وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ? [يس : 36/69] .
والعجيب حقاً أن كلمة ?عَلَّمْنَاهُ? وردت مع أنبياء الله وعباده المؤمنين دائماً بصيغة الإثبات إلا مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فقد جاءت بصيغة النفي ?وما عَلَّمْنَاهُ? ليؤكد لنا أن القرآن هو كتاب الله تعالى وليس للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا حرفاً فيه بل كلٌّ من عند الله . وهذه الحقيقة اللغوية ثابتة لأن كلمة ?عَلَّمْنَاهُ? تكررت في القرآن كله 4 مرات ، والحديث عن 4 عباد صالحين هم : يعقوب ـ الخَضِر ـ داود ـ محمد عليهم السلام وجاء ترتيب هذه الآيات الأربعة موافقاً ومطابقاً للتسلسل التاريخي .
التسلسل الزمني للأنبياء الأربعة عليهم السلام
1 ـ قصة يعقوب عليه السلام .
2 ـ قصة موسى مع الخضر عليهما السلام .
3 ـ قصة داود وسليمان عليهما السلام .
4 ـ حديث عن محمد صلى الله عليه وسلم .
ونتساءل : هل جاء الترتيب الزمني والترتيب القرآني متطابقاً بالمصادفة ؟ وهل يمكن لمصادفة أن تتكرر دائماً ؟
لنكتب أرقام السور الأربعة حيث وردت هذه الكلمة حسب تسلسلها في القرآن :
يوسف الكهف الأنبياء يس
12 18 21 36
وهنا نجد الإعجاز الرقمي لهذه الأعداد ، فالعدد الجديد المتشكل من أرقام هذه السور الأربعة هو 36211812 يقبل القسمة على 7 تماماً :
36211812 = 7 × 5173116(1/391)
بعد هذه النتائج التي لا تقبل الجدل فلغة الأرقام هي لغة يقينية وثابتة ، وبعدما رأيناه من إعجاز لغوي وتاريخي ورقمي نطرح سؤالاً على كل من لم يؤمن بهذا القرآن :
كيف جاء هذا النظام المُحْكَم ؟ هل كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متفرغاً للحسابات والأرقام ؟ وهل كان أصحابه رضوان الله عليهم عندما جمعوا القرآن ورتَّبوه بالشكل الذي نراه وبالشكل الذي ارتضاه الله لكتابه ، هل كانوا علماء في الرياضيات والأنظمة الرقمية ؟
من خطاب نوح لقومه
لقد استكبر قوم نوح عليه السلام عن الإيمان وطلبوا منه أن يطرد المؤمنين فقال لهم : ?وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ? [هود: 11/29] .
وفي موضع آخر ورد هذا الرد على لسان نوح عليه السلام فقال لقومه : ?وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ? [الشعراء : 26/114] .
إذن كلمة ?طارِد? تكررت مرتين في القرآن كله ودائما ترد هذه الكلمة على لسان نوح عليه السلام ، وجاءت أرقام السورتين : هود 11 ، الشعراء 26 لتشكل عدداً هو 2611 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
2611 = 7 × 373
1162 = 7 × 166
ومجموع الناتجين 373 و 66 يعطي عدداً من مضاعفات السبعة لمرتين :
373+ 66 = 539 = 7 × 7 × 11
ولكن الله تعالى ينجي رسله الذين آمنوا ، فقد تكررت كلمة ?أنجيناه? في حق ثلاثة من رسل الله : نوح ـ هود ـ لوط عليهم السلام في المواضع التالية :
1 ـ ?فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ? [الأعراف : 7/64] .(1/392)
2 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ? [الأعراف : 7/72] .
3 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ? [الأعراف : 7/83].
4 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ? [الشعراء : 26/119] .
5 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ? [النمل : 27/57].
6 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ? [العنكبوت : 29/15] .
إذن كلمة ?فأنجيناه? تكررت ست مرات والقصة دائماً مع رسل الله عليهم السلام لأن الكافر لا يستحق أبداً النجاة, بل مصيره إلى الهلاك .
لقد جاءت أرقام السور الأربعة :
الأعراف الشعراء النمل العنكبوت
7 26 27 29
لتشكل عدداً هو : 2927267 من مضاعفات السبعة :
2927267 = 7 × 418181
لاحظ بأن العدد الذي يمثل أرقام هذه السور 2927267 مؤلف من سبع مراتب ! ومجموع أرقامه المفردة السبعة هو عدد من مضاعفات السبعة :
7+ 6+ 2+ 7+ 2+ 9+ 2 = 35 = 7 × 5
من قصة يونس عليه السلام
وردت كلمة ?مَتَّعْنَاهُمْ? في قصة يونس عليه السلام مع قومه مرتين في القرآن الكريم :
1ـ ?فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ? [يونس : 10/98] .
2 ـ ?فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ? [الصافات : 37/148] .
إن هذه الكلمة تكررت في قصة سيدنا يونس عليه السلام في السورتين : يونس 10 والصافات 37 ، وجاءت أرقام السورتين 3710 من مضاعفات السبعة :
3710 = 7 × 530(1/393)
ولكن هنالك موطن آخر وردت كلمة ?متعناهم? فيه وهو قوله تعالى : ?أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ? [الشعراء 26/205] ، والعجيب أننا إذا ضممنا هذه الكلمة إلى الكلمتين السابقتين يبقى النظام قائماً على الرغم من تداخل الأرقام ، لنشاهد ذلك :
يونس الشعراء الصافات
10 26 37
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاث هو : 372610 من مضاعفات السبعة :
372610 = 7 × 53230
إن هذه النتيجة تثبت أنه لا مصادفة في كتاب الله ، فلو كان الأمر يتم عن طريق المصادفة لما رأينا هذه التناسبات الغزيرة مع الرقم سبعة .
كلام الملائكة
في قصة سيدنا لوط عليه السلام عندما طغى قومه وارتكبوا الفواحش بأنواعها أرسل الله إليهم ملائكة العذاب ، وقبل ذهابهم إلى قوم لوط عليهم السلام مروا على سيدنا إبراهيم ليبشروه بالغلام . وقد سألهم سيدنا إبراهيم عليه السلام عن سر مجيئهم فقالوا : ?فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ? [هود : 11/70] .
وفي موضع آخر نجد القصة تتكرر ويتكرر جوابهم : ?قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ? [الحجر : 15/58] ، ثم يتكرر هذا الجواب مرة ثالثة في سياق قصة ثالثة فيقولون : ?قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ? [الذاريات: 51/32] .
إذن الموقف يتكرر في كتاب الله ثلاث مرات في ثلاث سور وتتكرر الكلمة ذاتها ?أُرْسِلْنا? على لسان الملائكة ، إن هذه الكلمة خاصة بهذا الموقف بالذات لم ترِد في القرآن كله إلا في هذه المواضع الثلاثة فقط ودائماً على لسان ملائكة الله عليهم السلام في جوابهم لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، والعجيب أن الله تعالى قد رتب أرقام السور الثلاث حيث وردت هذه الكلمة في السور ذوات الترتيب :
هود الحجر الذاريات
11 15 51(1/394)
لتشكل عدداً هو511511 من مضاعفات الرقم سبعة وبالاتجاهين :
511511 = 7 × 7 × 10439
115115 = 7 × 16445
كما أن مجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة :
1+ 1+ 5+ 1+ 1+ 5 = 14 = 7 × 2
من قصة السَّحَرة
نعلم كيف جاء السحرة إلى فرعون وأرادوا أن يبطلوا معجزة سيدنا موسى عليه السلام ، ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين ، فجعلتهم المعجزة يسجدون لله تعالى وينقلبوا من الكفر إلى الإيمان بفضل من الله عز وجل .
وإذا تأملنا في كتاب الله تعالى نجد أن كلمة ?السَّحَرة? تكررت في القرآن كله 8 مرات في 4 سور كما يلي :
1 ـ ?وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ? [الأعراف : 7/113] .
2 ـ ?وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ? [الأعراف : 7/120] .
3 ـ ?فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ? [يونس : 10/80] .
4 ـ ?فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى? [طه : 20/70] .
5 ـ ?فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ? [الشعراء : 26/38] .
6 ـ ?لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ? [الشعراء :26/40] .
7 ـ ?فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ? [الشعراء : 26/41] .
8 ـ ?فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ? [الشعراء : 26/46] .
لنكتب أرقام السور الأربعة حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى :
الأعراف يونس طه الشعراء
7 10 20 26
إن العدد الذي يمثل أرقام هذه السور هو 2620107 يتألف من سبع مراتب وهو من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
2620107 = 7 × 374301
7010262 = 7 × 1001466
كما أننا لو جمعنا أرقام هذه السور جمعاً عادياً نحصل على عدد من مضاعفات السبعة :
7 + 10 + 20 + 26 = 63 = 7 × 9
من قصة المسيح عليه السلام(1/395)
لقد أعطى الله تعالى لرسوله وعبده ونبيه عيسى ابن مريم عليه السلام معجزات كثيرة أكرمه بها لتكون دليلاً على صدق رسالته في ذلك الزمان .
واليوم مع أننا لا نرى معجزات المسيح عليه السلام ، إلا أننا نستطيع رؤية المعجزة الرقمية لتكرار قصة هذا الرسول الكريم في القرآن الكريم . فمن أحب أن يعرف حقيقة المسيح عليه السلام فعليه أن يقرأ القرآن !
ومن معجزات هذا النبي أنه كلم الناس وهو طفل في المهد ، وهذه معجزة من معجزات المسيح عليه السلام تحدث عنها القرآن . فقد وردت كلمة ?المهد? في القرآن كله ثلاث مرات في ثلاث سور هي :
1 ـ ?وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ? [آل عمران : 3/46] .
2ـ ?إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي ? [المائدة : 5/110] .
3 ـ ?فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً? [مريم : 19/29] .
ولو قمنا بصفِّ أرقام السور الثلاثة :
آل عمران المائدة مريم
3 5 19
نجد العدد 1953 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
1953 = 7 × 279
3591 = 7 × 513
وهنا تجدر الملاحظة بأننا أمام ثلاث سور وهي : آل عمران ـ المائدة ـ مريم ، ومع أن سورة مريم نزلت قبل سورتي آل عمران والمائدة إلا أن تسلسلها في ترتيب سور القرآن جاء بعد هاتين السورتين ، لأن هذا الترتيب ضروري للنظام الرقمي ، ولو تغير هذا الترتيب لاختل هذا النظام المُحْكَم !(1/396)
إذن يمكن القول بأن هذا الترتيب الذي نراه لسور كتاب الله تعالى ، مع أنه تم على أيدي الصحابة رضوان الله عليهم إلا أن الله تعالى هو الذي تولى ترتيب هذه السور بالشكل الذي ارتضاه . ولو كان ترتيب سور القرآن من صنع بشر لما رأينا هذا البناء المُحْكَم أبداً .
ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذا النظام العجيب وأنه صادر من لدن حكيم خبير . نأتي إلى صفة مهمة أيَّد الله بها المسيح عليه السلام وهي ?روح القُدُس? فقال : ?وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ? [البقرة : 2/87].
ويتكرر هذا التصريح الإلهي بحرفيته في آية ثانية : ?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ? [البقرة 2/253] .(1/397)
ثم يؤكد الله تعالى هذه الحقيقة مرة ثالثة بقوله في خطابه للمسيح عليه السلام : ?إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ? [المائدة : 5/110] .
هذه آيات ثلاث خاصة بسيدنا المسيح عليه السلام ، ولكن إذا بحثنا عن ?روح القُدُس? في القرآن كله نجد أن هذه الكلمة قد وردت في موضع آخر في الحديث عن المؤمنين وأن الله تعالى قد نزل القرآن بواسطة روح القدس على قلب الحبيب المصطفى ، يقول تعالى : ?قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل : 16/102] .
إذن كما أيد الله نبيه عيسى عليه السلام بروح القدس كذلك أيَّد نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بروح القدس ، وجاءت أرقام السور الثلاثة كما يلي :
البقرة المائدة النحل
2 5 16
إن العدد 1652 من مضاعفات السبعة ومجموع أرقامه كذلك :
1652 = 7 × 236
2 + 5 + 6 + 1 = 14 = 7 × 2
في سياق قصة المسيح عليه السلام تكررت كلمة ?الحواريون? ثلاث مرات في الآيات :
1 ـ ?فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ? [آل عمران : 3/52] .(1/398)
2 ـ ?إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ? [المائدة : 5/112] .
3 ـ ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ? [الصف : 61/14] .
أرقام السور الثلاث هي :
آل عمران المائدة الصف
3 5 61
هذه الأرقام تشكل عدداً هو 6153 من مضاعفات السبعة :
6153 = 7 × 879
خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم
القرآن العظيم يكرر الخطاب للمصطفى محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، وفي العديد من مواضع القرآن نجد الأوامر الإلهية تصدر لحبيب الرحمن والعجيب أن تكرار هذه الأوامر بحرفيتها في القرآن قد جاء بنظام يقوم على الرقم سبعة أيضاً .
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الرؤوف بالمؤمنين الرحيم بهم كان يحزن على هؤلاء المشركين ويتمنى لو يؤمنوا بالله تعالى ورسالته ، لذلك جاء الأمر الإلهي بالخطاب لهذا النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام : ?فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً? [الكهف : 18/6] ، هذا الخطاب ورد في مقدمة سورة الكهف .
وإذا ذهبنا إلى مقدمة سورة الشعراء رأينا العبارة تتكرر من خلال قوله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم : ?لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ? [الشعراء : 26/3] .(1/399)
إذن كلمة ?باخِع? لم ترد في القرآن كله إلا في موضعين والخطاب في كلا الموضعين للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد جاءت أرقام هاتين السورتين : الكهف 18 ، الشعراء 26 لتشكل عدداً 2618 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
2618 = 7 × 374
8162 = 7 × 1166
ولو قمنا بجمع ناتجي القسمة لوجدنا عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً :
374 + 1166 = 1540 = 7 × 220
حتى عندما مكر المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ربه سبحانه ألا يكون في ضيق من هذا المكر لأن معه الله تعالى ، فقال له : ?وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ? [النحل : 16/127] .
ثم في آية ثانية أكَّد الله تعالى هذا الأمر بقوله لحبيبه : ?وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ? [النمل : 27/70] .
وهنا نجد أن أرقام السورتين :
النحل النمل
16 27
وعند صفّ الأرقام يتشكل عدد من مضاعفات السبعة :
2716 = 7 × 388
الأوامر تتكرر بنظام
كل شيء في هذا الكتاب العظيم يسير بنظام مُحْكَم ، حتى الأوامر الإلهية لعباد الله جاء ترتيبها بنظام يقوم على الرقم سبعة . وكمثال على ذلك نختار الأمر الإلهي ?لاَ تَقْرَبُواْ? حيث يحذر الله تعالى عباده من خطورة الاقتراب مما حرم الله على عباده . هذا الأمر تكرر في القرآن خمس مرات في الآيات الآتية :
1 ـ ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً? [النساء : 4/43] .(1/400)
2 ـ ?قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ? [الأنعام : 6/151] .
3 ـ ?وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ? [الأنعام: 6/152] .
4 ـ ?وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً? [الإسراء : 17/32] .
5 ـ ?وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً? [الإسراء : 17/34] .
إذن تكرر هذا الأمر الإلهي خمس مرات في 3 سور هي :
النساء الأنعام الإسراء
4 6 ... 17
وقد جاءت أرقام هذه السور بنظام يقوم على الرقم سبعة ، فالعدد الذين يمثل مصفوف أرقام هذه السور هو 1764 من مضاعفات السبعة لمرتين :
1764 = 7 × 7 × 36
هذا النظام الدقيق يشمل آلاف الكلمات القرآنية والعبارات التي تتكرر دائماً بما يتناسب مع الرقم سبعة .
تجدر الإشارة إلى أن كلمة ?تَقْرَبُوا? وردت دائماً مسبوقة بـ ?لا? أي ?لا تَقْرَبُوا? لله تعالى على خطورة مجرد الاقتراب من الفواحش على اختلاف أنواعها .(1/401)
ولو تتبعنا كل كلمة من كلمات القرآن ودرسنا دلالتها من الناحية الغوية ومن الناحية الرقمية لرأينا نظاماً بديعاً لهذه الكلمات . ولو كان البحث يتسع لسردنا آلاف الكلمات ، ولا نبالغ إذا قلنا : في كل كلمة معجزة !
نتائج البحث
في هذا البحث رأينا النظام الرقمي المُحْكَم لسور القرآن من خلال أمثلة من القصص القرآني . ولا يزال هنالك الكثير من كلمات القرآن تنتظر من يبحث ويتدبر فيها ليرى عجائب القرآن التي لا تنقضي ، ولكن يبقى السؤال : ماذا بعد ؟ ماذا تعني هذه النتائج وما هو مستقبل هذا العلم الناشئ ـ الإعجاز الرقمي ـ وماذا يمكن للغة الأرقام أن تصنع ؟
إنني على يقين بأننا لو درسنا هذا القرآن حقَّ الدراسة ، وأظهرنا للعالم أجمع عظم شأنه ومعجزته فإن نظرة غير المسلمين لهذا القرآن سوف تختلف كثيراً ، بل سيعيدون حساباتهم ليدركوا أن الإسلام هو دين العلم والرحمة والتسامح وهو دين العقل والمنطق .
إن لغة الأرقام هي لغة عالمية يفهمها جميع البشر ، ووجود هذه اللغة في القرآن يعني أنه كتاب لجميع البشر . ومنذ آلاف السنين جاء الأنبياء جميعاً بآيات ومعجزات واضحة لتدعم دعوتهم إلى الله وليقيموا الحجة على أقوامهم لتكون المعجزة سبيلاً وطريقاً إلى الهدى والإيمان بالله .
واليوم تأتي معجزة القرآن العظيم لتبرهن على أنه كتاب صالح لكل زمان ومكان ، ففي عصر البلاغة نجد معجزة بلاغية ، وفي عصر العلوم نجد معجزة علمية ، وفي عصر التكنولوجيا الرقمية نجد معجزة رقمية !
لقد تبين لي من خلال البحث المستمر في هذه المعجزة أن كلمات القرآن العظيم تتكرر بأنظمة رقمية متعددة, وفي بحثنا هذا اقتصرنا على كلمات تتعلّق بالقصة القرآنية, وتناسب هذا التكرار مع الرقم سبعة .
إلا أن هنالك أرقاماً أخرى غير الرقم سبعة, وهنالك طرائق أخرى تتعلق بحروف هذه الكلمات ونسب تكرارها في كتاب الله تعالى .(1/402)
إن البارئ سبحانه وتعالى قد رتب جميع كلمات كتابه بنظام مُحكَم, ولكن قد لا نتمكَّن من رؤية هذا النظام في كلمة ما , فلا يعني أن هذا النظام غير موجود, بل على العكس كلما تعمّقنا وتدبّرنا في كلمات القرآن رأينا إعجازاً أكبر وأكبر . . .
ومن النتائج التي رأيناها في هذا البحث العلمي القرآني أن إعجاز التكرار في كتاب الله تعالى لا يقتصر على لغة الأرقام ، بل إن هذا الإعجاز مترافق بإعجاز بياني وتاريخي .
فالقصة تأتي في سور متعددة وبترتيب يتوافق مع الترتيب التاريخي لأحداث هذه القصة . ويمكن أن نتذكر بأن كل كلمة من كلمات القرآن تتكرر في القرآن كله بنظام بلاغي وآخر رقمي ، وبالرغم من تعدد الأنظمة القرآنية فلا نجد أي خلل أو اختلاف أو اضطراب .
وهنا ينبغي علينا أن نتذكر ونتدبر هذه الدعوة الإلهية : ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً? [النساء : 4/82] .
وفي هذا البحث أيضاً رد على كل ملحد يدّعي أن القرآن مليء بالتكرارات التي لا فائدة منها ، أو أن محمداً عله أفضل الصلاة والسلام كان ينسى القصة فيكررها دون أن يعلم !!!
وأخيراً فإن هذا البحث يكشف جانباً جديداً من جوانب الإعجاز القصصي ، وهو أن الكلمة في القرآن تُستعمل من أول القرآن وحتى آخر القرآن في الحدث ذاته ، أو بتسلسل زمني أو عقائدي محدد ، ونأمل من خلال هذا البحث أن نكون قد وضعنا الخطوط العريضة لعلم الإعجاز القصصي في كتاب الله تعالى .
القرآن الكريم بحر زاخر
بالمعجزات الرقمية
حوار مع المؤلف أجراه الصحفي خالد عواد الأحمد(1/403)
توصل الباحث السوري عبد الدائم الكحيل الى رؤية جديدة من نوعها للإعجاز الرقمي في القران الكريم بأسلوب علمي حاسوبي فريد يعتمد العدد 7 كأساس لدراسة النظام المذهل للغة الأرقام في كتاب الله عزَّ وجلَّ . وهي المرة الأولى التي يتم التوصل فيها الى اكتشاف نظام رقمي في القرآن الكريم بهذه الطريقة .
وستصدر للباحث تباعا مجموعة كتب تحت عنوان سلسلة الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم وتهدف إلى عرض حقائق رقمية ثابتة في كتاب الله تعالى . وقد صدر الجزء الاول بعنوان : معجزة القرآن في عصر المعلوماتية ، عن دار الفكر بدمشق ، وفيه إجابات وافية عن اسئلة ملحة في هذا المجال من مثل : أين معجزة القران في هذا العصر ، وما هو الإثبات الرقمي على أن القران كتاب الله تعالى ، و ما هو الإثبات على أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل القران ، وهل رسم كلمات القران هو وحيٌ من عند الله عزَّ وجلَّ ، و لماذا تختلف طريقة كتابة كلمات القران عن أي كتاب في العالم ، وغيرها من الأسئلة .
وكان معه الحوار التالي :
بداية ما هو مفهوم الإعجاز الرقمي في القران الكريم ؟(1/404)
الإعجاز الرقمي ببساطة هو ذلك العلم الذي يبحث في العلاقات الرقمية بين أحرف وكلمات القرآن الكريم بشكل يثبت معجزة القرآن العظيم ، وأنه كتاب الله لكل البشر . هذا من جهة ومن جهة ثانية يهدف هذا العلم الناشئ إلى إيجاد الحقائق الرقمية الثابتة على استحالة الإتيان بمثل هذا القرآن وبشكل لا يترك مجالا للشك أو الارتياب . ونجد مصداق هذا التعريف في كتاب الله تعالى حيث يخاطب كل من يشكّ بصدق الرسالة الإلهية : ?وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ? [البقرة : 2/23-24] .
إذا دخلنا إلى مكتبة ضخمة تمتلىء بالكتب وسألنا القائمين عليها : كيف تحافظون على هذا العدد الضخم من الكتب من النقصان أو التغيير أو الضياع ؟ إن الإجابة ستكون طبعاً بواسطة لغة الأرقام .
فقد تم ترقيم هذه الكتب بتسلسل معين بحيث تجري عملية جرد وإحصاء مستمرة لها كل فترة من الزمن من خلال مراجعة أرقام الكتب التسلسلية وحيث نجد خللاً في سلسلة الأرقام فهذا يعني وجود نقص في الكتب داخل المكتبة .
هذا مثال مبسط لتخيل فكرة الإعجاز العددي ، فقد رتب البارئ سبحانه كلمات وحروف وآيات وسور كتابه المجيد وفق تسلسل رقمي دقيق جداً بحيث أنه إذا نقص حرف أو زاد حرف أو تغير موضع كلمة من كلماته ، فإن هذا سيؤدي إلى تغير وخلل في البناء الرقمي القرآني .
وهكذا كتاب الله تبارك وتعالى إذا نقص منه حرف أو زاد لاختل البناء الرقمي لآياته ، ومهمة الإعجاز الرقمي هي تقديم البراهين اليقينية على أن الله قد حفظ كلَّ حرف في كتابه من التحريف أو التبديل أو التغيير .
نظام مذهل(1/405)
كيف بدأتَ الاهتمام بموضوع الأرقام ودلالاتها في القران الكريم ؟
سؤال طالما فكرت فيه ، كيف يمكن لنا أن نقنع أولئك المشكِّكين بصدق القرآن بلغتهم التي يفهمونها جيداً – الأرقام ؟ خصوصاً وأننا نعيش في عصر لا يعترف بالقيم الروحية فكل شيء بالحسابات والأرقام والماديّات . لذلك فقد وجدت في لغة الأرقام وسيلة فعالة جداً لإثبات أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل القرآن وهذا ما لا تستطيعه الكلمات .
فمثلاً يمكن لأي ملحد أن يقول لك إنني أستطيع أن أؤلف كلمات تشبه كلمات القرآن ، فكيف نردُّ على أمثال هذا وكيف نقيم الحجة عليه ؟ مهما حاولنا إقناعه بالمنطق والعلم فلن يقتنع ، ولكن عندما يرى النظام المذهل الذي تسير وفقه أحرف وكلمات القرآن سوف يقرُّ – ولو في قرارة نفسه – بأن هذا الكلام ليس بقول بشر وذلك لسبب بسيط وهو أنه عاجز تماماً عن الإتيان بمثل هذا النظام المحُكَم .
يرى البعض أن الأرقام تقول بلغة الحساب ماتقوله الأحرف بلغة الكلمات ، أي أن الأرقام تؤيد وتعزز الآيات القرآنية ، ما هو رأيك بهذه المقولة ؟
هذا الكلام صحيح وهنالك شيء آخر أيضاً وهو أن الأرقام يمكن أن تكون شاهداً مؤكداً على صدق كلام الله تعالى ، وعلى صدق رسالة الإسلام إلى البشر جميعاً . وإنني أعتقد أن المؤمن بحاجة إلى دراسة الإعجاز الرقمي للقرآن لأننا حين نكتشف النظام المُعجْز لكلمات القرآن سوف نزداد إيمانا ًبمُنَزّل القرآن عز وجل ، وسوف نزداد حباً لمن أُنز ل عليه القرآن محمد عليه الصلاة والسلام .
إن أي بحث علمي غير مدعوم بالنتائج الرقمية لا يرقى لمستوى اليقين ، وهذه حقيقة مؤكدة اليوم ، ولذلك نجد الاكتشافات الحديثة والمخترعات مثل الحاسبات الرقمية والاتصالات الرقمية . . . . كل هذه المنجزات قد تحققت بفضل البحث العلمي المدعوم بلغة الأرقام .(1/406)
لذلك أقول أما آن لنا نحن المسلمون أصحاب أعظم وأقدس كتاب على وجه الأرض أن ندخل إلى أعماق النصوص القرآنية لنرى عَظَمَة وروعة هذه المعجزة الإلهية ؟
عصر الأرقام
في عصر الحاسبات الإلكترونية والسوبّر كمبيوتر والذرة . . كيف تتجلَّى معجزة القرآن الكريم ؟
لقد نزل القرآن الكريم ليتحدى جميع البشر في كل العصور والأمكنة ، فالقرآن كتاب معجز لعالم اللغة و الشعر و الأدب ، و معجز لعالم الذرة في مختبره ، ولعالم الرياضيات والكومبيوتر و للطبيب و الفيزيائي و لعالم النبات . .و لكل البشر كلًّ حسب اختصاصه .
و لكن في العصر الحديث و نحن في مطلع هذا القرن – القرن 21 – تتربع جميع هذه العلوم على قاعدة متينة من الرياضيات فجميع الاكتشافات و المخترعات و لا سيما مجال الذرة و الكومبيوتر و الاتصالات الرقمية و علوم الفضاء و الطيران . . جميع هذه الأشياء قامت أساساً على لغة الأرقام فلولا لغة الرقم لم يتقدم العلم خطوة واحدة .
و من الحكمة أن يكون التحدي بالقرآن في عصرٍ كهذا يستند إلى لغة الرقم ، ليظهر للعالم أجمع أن القرآن كتاب الله فيه علم الله الذي لا يحده حدود . و فيه من العلوم مالا يُحصى .
إن معجزة القرآن مستمرة وتناسب كل عصر من العصور ومن فضل الله تعالى ورحمته أنه جعل في كتابه برنامجاً دقيقاً من المعجزات ، ليس هذا فحسب بل نظّم توقيت ظهور كل معجزة بما يتناسب مع لغة ومدارك البشر ! وعصرنا هذا عصر الأرقام فمعظم الاختراعات الحديثة تقوم على أساس النظام الرقمي .
وقد تبيَّن لي بعد دراسة الكثير من نصوص القرآن وآياته أن أحرف هذه النصوص منظمة تنظيماً دقيقاً يعتمد على الرقم سبعة .
تكامل النظام القرآني
نعلم بأنه مضى على نزول القرآن أكثر من أربعة عشر قرناً ، فلم لم يُكتشف هذا النظام الرقمي من قبل ؟(1/407)
إن قمَّة الإعجاز القرآني أنك تجد المعجزة تبقى مختفية فترة طويلة من الزمن ثم تظهر بالتوقيت المناسب . فقبل مئة سنة مثلاً لم نكن نعلم شيئاً عن النظام الرقمي ، لأن التطبيقات العملية لهذا النظام لم تظهر إلا منذ عدة عقود فقط ، ولو ظهرت هذه المعجزة قبل مئة سنة فلا معنى لها .
لذلك وعلى الرغم من آلاف الباحثين في علوم القرآن بقيت هذه المعجزة حتى يومنا هذا لندرك أن الله تعالى الذي خلق السماوات السبع والأراضين السبع وجعل أيام الأسبوع سبعة وجعل الطواف حول بيته العتيق سبعة أشواط هو الذي أنزل القرآن ونظم كلماته وأحرفه بشكلٍ يتناسب مع هذا الرقم .
الرقم هو لغة الكون
ما هو سر الرقم سبعة ولماذا ركَّزتَ دراستك على هذا الرقم ؟ وهل توجد أرقام أخرى غير الرقم سبعة في القرآن الكريم ؟
للرقم سبعة حضور في حياتنا وعباداتنا ، فالسماوات سبع ، والأراضين سبع ، والأيام سبعة ، وطبقات الذرة سبع ، ونحن نسجد لله على سبع ، ونطوف حول الكعبة سبعاً ، ونسعى بين الصفا والمروة سبعاً ، ونرمي إبليس بسبع ، وأُمرنا بسبع ، ونُهينا عن سبع ، والموبقات سبع ، والذين يظلّهم الله في ظله سبعة ، وأبواب جهنم سبعة ، ونستجير بالله منها سبعاً ، وأُنزل القرآن على سبعة أحرف ، . . . . .وأشياء يصعب حصرها ، بشكل يضع هذا الرقم على قمة الأرقام بعد الرقم واحد الذي يعبر عن وحدانية الله تعالى ، فهو الواحد الأحد .
إن الرقم الأكثر مدلولاً في حياة البشر هو الرقم 7 . فالإنسان جسمه مركب من ذرات ، كل ذرة من هذه الذرات تتركب من 7 طبقات إلكترونية ، الإنسان يعيش على أرض مكونة من 7 طبقات ، ويعيش تحت 7 سماوات ، وتتكرر دورة الأسبوع كل 7 أيام .(1/408)
وعندما أنزل الله سبحانه و تعالى هذا القرآن ، اقتضت حكمته أيضاً أن ينظم آياته بشكل يتناسب مع الرقم 7 ، لنعلم ونستيقن أن خالق الكون عزَّ وجلَّ هو نفسه مُنَزِّل القرآن . ولا نعجب إذا علمنا أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن علاقة الرقم 7 بالقرآن فقال : (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري و مسلم] .
ولو فتحنا هذا القرآن لرأينا السورة الأولى فيه هي فاتحة الكتاب وهي سبع آيات وعدد الحروف التي تركبت منها واحد وعشرون حرفاً أي من مضاعفات السبعة ! والشيء العجيب في هذه السورة أيضاً أن حروف اسم ?الله? تعالى تكررت في السورة كاملة بالتمام والكمال 49 مرة أي سبعة في سبعة ! ! عدد السماوات سبع ، وتكررت عبارة ?السماوات السبع? و?سبع سماوات? بالضبط 7 مرات وذلك في القرآن كله بعدد هذه السماوات ! أليست هذه التناسقات تستحق التدبُّر والدراسة والاهتمام ؟
بقي أن نشير إلى أن القرآن يحوي من الأعداد ما لا يمكن إحصاؤه ، ومن خلال بحثي في كتاب الله تعالى تبين وجود إعجاز مذهل للأرقام الأولية مثل الرقم 11 والرقم 13 وهذه الأرقام لا تنقسم إلا على نفسها وعلى الواحد . وقد يكون السر في اختيار الله تعالى لهذه الأعداد الأولية هو ليدلنا على أنه إله واحد لا شريك له ، بكلمة أخرى : إن وجود الأعداد الأولية في كتاب الله تعالى ومنها الرقم سبعة هو بمثابة توقيع إلهي على أن القرآن كلام الله الحقّ ورسالته الخالدة .
مرتكزات الدراسة
ماهي القواعد التي ارتكزت عليها في دراستك للإعجاز الرقمي في القرآن الكريم ؟
القرآن العظيم يخاطب كل من لديه شك بصدق هذا الكتاب المُحكم ، فإذا كان هذا القرآن قول بشر فإن المنطق يفرض إمكانية الإتيان بمثله بل بما هوأفضل منه .(1/409)
فنحن لا نعلم أبداً أي كتاب ألَّفه إنسان ولم يتمكَّن أحد من التفوق عليه ، بل لا يوجد كتاب في العالم إلا وهنالك أفضل منه . لذلك إذا كانت دعواهم صحيحة فلا بدَّ من إثباتها ، لذلك يقول تبارك وتعالى : ?قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ? [النمل : 27/64] .
هذا هوالمنهج العلمي للقرآن ، لذلك عندما يعجز هؤلاء عن تقديم برهان على أن القرآن قول بشر ، يأتي كتاب الله جلَّ وعلا ليقدِّم آلاف البراهين والحقائق البيانية والعددية على أن كل كلمة وكل حرف وكل رقم في هذا القرآن جاء بتقدير العزيز العليم القائل : ?قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً? [الفرقان : 25/6] .
وقد اعتمدت قواعد البحث العلمي الحديث فكل حرف مكتوب في القرآن نعده حرفاً والحرف غير المكتوب لا نعده حرفاً – سواء لُفظ أم لم يُلفظ وهذا يقود إلى دراسة آيات الحقّ تعالى كما أرادها هو سبحانه . لذلك حصلت على آلاف النتائج الرقمية .
في الإعجاز الرقمي ما يثبت أن القرآن لم يُحرَّف ، فالحقائق الرقمية الثابتة في كتاب الله تؤكد أن هذا القرآن لايمكن أن يكون من قول بشرٍ إطلاقاً . ليس هذا فحسب بل إن معجزة القرآن الرقمية تتحدى علماء البشر وكل الملحدين أن يأتوا بسورةٍ من مثل القرآن .
والمذهل في الإعجاز الرقمي أنه يقدم البراهين المادية على ذلك ، فعندما نقدِّم الأنظمة الرقمية لكلمات القرآن في بحثٍ علمي ونطلب من علماء الغرب بكل إمكانياتهم و حواسيبهم وعلومهم أن ينظموا كلمات وباللغة التي يحبون تحقق هذه الأنظمة الرقمية ، النتيجة المؤكدة : لن يستطيعوا على الرغم من رؤيتهم لهذه المعجزة بدقائقها وتفاصيلها .
سنريهم آياتنا في الآفاق(1/410)
يتحدث كثير من الباحثين المعاصرين عن إشارات في القرآن الكريم إلى مكتشفات وحقائق علمية حديثة مثل الثقوب السوداء وعلم الأجنَّة وعلوم الفلك والطب والبحار وغيرها ، هل يوجد في القرآن ما يشير إلى وجود معجزة رقمية مذهلة ؟
انظر معي إلى قول البارئ عزوجل يصف كتابه : ?وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيء? [يوسف : 12/111] . هذا الكلام يؤكد أن في القرآن تفصيلاً لكل شيء وإنني على ثقة تامة بأن كل علوم الرياضيات الحديثة موجودة في هذا القرآن . ولكن أين من يبحث ليرى ويدرك ذلك ؟
ومن أهمّ الإشارات لوجود نظام رقمي يعتمد على الرقم سبعة في القرآن أن أول سورة فيه هي الفاتحة سماها الله عز وجل السبع المثاني وهي سبع آيات فلماذا وضع الله تعالى هذه السورة على قصرها في مقدمة كتابه واختار لها الرقم سبعة ؟
ثم إن الله تعالى يقول : ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ? [فصلت : 41/53] ، فهل يوجد في عصرنا هذا أوسع من آفاق الأرقام ؟
كما توجد إشارة لطيفة في كتاب الله تعالى ودعوة لتأمل وتدبّر التناسق والإحكام والنظام الموجود في كلام الله تعالى ، والتمييز بينه وبين كلام البشر المليء بالاضطرابات والاختلافات والتناقضات . يقول تعالى : ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً? [النساء : 4/82] .
ولو تدبرنا كتاب الله تعالى حق التدبر لرأيناه مليئاً بالإشارات التي تؤكد وجود الإعجاز الرقمي لحروف وكلمات القرآن .(1/411)
يقول تعالى عن القرآن وأن فيه بياناً لكل شيء : ?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل : 16/89] ألا يدخل الإعجاز الرقمي وعلم الرياضيات القرآني تحت قوله سبحانه وتعالى : ?تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ? ؟ !
في عصر المعلوماتية
في كتابك { معجزة القرآن في عصر المعلوماتية } ركزت على دراسة العلاقات الرياضية مسترشداً بعدد أحرف كل كلمة علماً بأن هنالك جوانب إعجازية في لغة الأرقام القرآنية ، فلماذا لم تدرسها ؟
كلَّما فتحتُ كتاب الله تعالى أحسست أنني أمام بحرٍ زاخر بالمعجزات الرقمية ! فأدوِّن ما أستطيع تدوينه حتى أصبحت أمام سيل من الحقائق الرقمية الثابتة . لذلك نشأت عندي فكرة سلسلة الإعجاز الرقمي التي أحاول من خلالها أن أفرد لكل نظامٍ جزءاً ، وهذا هو أساس البحث العلمي الحديث .
فقد خصصت الجزء الأول من هذه السلسلة للحديث عن النظام الرقمي لأحرف الآيات ، والجزء الثاني سوف يتناول بإذن الله النظام الرقمي لأرقام هذه الآيات ، والثالث سوف يتناول نظام سور القرآن ، ثم الرابع لتكرار القصة في القرآن والنظام المذهل لهذا التكرار .
أما الحروف المميزة في القرآن فقد بحثتها من خلال كتاب (أسرار معجزة الم) ، وبالنسبة لسورة الفاتحة أعظم سورة في كتاب الله تعالى فقد أفردت لها بحثاً مستقلاً ليرى القارئ حقائق جديدة في كل بحث . وفي كتاب الله تعالى سورة عظيمة هي سورة الإخلاص وقد أفردت لها كتاباً بعنوان (معجزة قل هو الله أحد) . ويمكن أن تمتد هذه السلسلة إلى عشرات الأجزاء إن شاء الله تعالى .
لايطمئن قلبي إلى النتيجة حتى أحصل على مئات النتائج التي تؤيدها
ثمة قاعدة معروفة في الأساس الحسابي هي حساب الجُمّل التي تقوم على إبدال كل حرف من أحرف الأبجدية برقم حسب ترتيب الأبجدية القديمة فهل تطرقت في دراستك إلى شيء من هذا القبيل ؟(1/412)
هذا الحساب لا اساس له من المنطق أو العلم ، لذلك في الإعجاز الرقمي نحن نتعامل مع أقدس كتاب على الإطلاق – القرآن – فلا يجوز لنا أن نقحم فيه أشياء لا أساس لها . فلماذا نبدل حرف الألف بـ 1 وحرف الباء بـ 2 وحرف الجيم بـ 3 . . . . . وما فائدة ذلك ، بل ماذا يعطي ذلك ، أقول لك عن تجربة إن كل من يحاول أن يُدخل في كتاب الله ما لا يرضاه الله تعالى ، فلن يصل إلى نتيجة أبداً .
وفي أبحاثي هذه قد ألزمت نفسي بضوابط صارمة أثناء التعامل مع القرآن رقمياً ، ومن أهم هذه الضوابط أن أي نتيجة رقمية لا يطمئن قلبي إليها إلا إذا حصلت على مئات من النتائج الرقمية المشابهة بشكلٍ تنتفي معه المصادفة نهائياً فلا يمكن لمصادفة أن تتكرر مئة مرة !
وملخص هذه الأبحاث : أن في كتاب الله تعالى معجزة عجيبة قائمة على الأرقام الأولية وأساسها الرقم سبعة .
في كل حرفٍ معجزة
في دراستك هذه تقول : " من عظمة الإعجاز في كتاب الله أن نصوص القرآن تشكل نظاماً رقمياً متكاملاً " ، كيف يمكن توضيح هذا القول بلغة الأرقام ؟
سوف أضرب لك مثالاً رقمياً اخترته من بين مئات الأمثلة ليدرك القارئ عَظَمَة هذا القرآن الذي قال الله تعالى فيه : ?إنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ? [الطارق : 86/13] كيف يدخل الرقم سبعة في تنظيم هذه الكلمات ؟
فلوكتبنا عدد حروف كل كلمة سوف نجد أنفسنا أمام عدد هو 343 يقبل القسمة تماماً على سبعة من دون باق ، بل هذا العدد ساوي سبعة في سبعة في سبعة ! !
هذه القاعدة نجدها تتكرر كثيراً في القرآن الكريم . ولو قال تعالى : (إنه قول فصل) لأصبح العدد الذي يمثل الآية هو 333 وهذا عدد لا يقبل القسمة على سبعة ، فانظر إلى دقة كلمات الله ففي كل حرفٍ معجزة .(1/413)
أما لكي تدرك التكامل في النظام القرآني المُعجز فسوف أصحبك لأول آية وآخر آية من القرآن الكريم لتجد هذا النظام نفسه يتكرر نكتب أول آية من القرآن ?بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ? [الفاتحة : 1/1] ، وبنفس الطريقة نعبر عن كل كلمة برقم يمثل عدد حروفها لنجد الذي يمثل حروف هذه الآية هو 6643 من مضاعفات الرقم سبعة .
ولو ذهبنا لآخر آية من كتاب الله تعالى نجد النظام ذاته يتكرر . فآخر آية من القرآن هي قوله تعالى : ?مِنَ الجِنَّة والناس? [الناس : 114/6] ، لنكتب عدد حروف كل كلمة ، وهنا نجد من جديد أن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية هو 5152 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً ، والسؤال هل جاء تناسب حروف أول آية وآخر آية مع الرقم سبعة بالمصادفة ؟
ماذا لو علمنا بأنه في كتاب الله تعالى آلاف الحقائق الرقمية التي تشمل حروف وآيات وسور القرآن وجاء التناسب فيها دائماً مع الرقم سبعة ؟ !
نُشر هذا الحوار مختصراً على بعض الصحف ، منها جريدة السياسة الكويتية ، في العدد الصادر بتاريخ 13 ذو الحجة 1423هـ الموافق 14 شباط (فبراير) 2003 ، وجريدة الخليج الإماراتية ، في العدد الصادر بتاريخ 8 شباط (فبراير) 2004 .
بسم الله الرحمن الرحيم
خاتمة
وبعد كل هذه الحقائق المبهرة ، ماذا يمكن أن نقول ؟ وبم نختم هذه المجموعة من الأبحاث التي لا تمثل إلا البداية لعلم جديد أسأل الله تعالى أن ينفع به ويتقبّله . وكيف يمكن أن نلخص معجزة كبرى وقد رأينا قطرة من بحرها المحيط ؟
لا أملك إلا أن أحمد الله تعالى حمداً كثيراً على ما من به علي من فيض غزير من هذه الحقائق الرقمية الثابتة ، والتي أرجو أن أكون قد وُفّقت في أسلوب عرضها الذي حاولت جاهداً أن يكون بسيطاً ما استطعت إلى ذلك سبيلاً .(1/414)
فعسى أن تكون هذه الآية الرقمية وسيلة لكل ذي بصيرة يرى من خلالها قدرة الخالق العظيم على إحصاء وتنظيم وإحكام آيات وكلمات وحروف كتابه المجيد . كما أرجو أن تكون هذه العجائب وسيلة لكل مؤمن أحب القرآن وتعطّش لروائعه وعجائبه ، ليزداد إيماناً مع إيمانه ، ويزداد حباً لمن أُنزل عليه القرآن عليه صلوات الله وسلامه ، ويزداد ثقة بدينه وانتمائه لهذا الدين الحنيف ، ويزداد يقيناً بالله ولقائه ووعده .
يجب ألا يغيب عنا بأن الله تعالى أودع في كتابه معجزات كثيرة غيبية وبيانية وتشريعية وعلمية وغير ذلك من المعجزات ، والمعجزة الرقمية التي نلمسها ونشاهدها اليوم تُضاف إلى الرصيد الإعجازي للقرآن الكريم .
الهدف من هذه المعجزات ليس المعجزة بحدّ ذاتها ، بل الهدف منها زيادة الإيمان والتثبيت اليقيني ، إذن المعجزة هي وسيلة وليست غاية . وينطبق هذا الكلام على الإعجاز الرقمي ، فعندما نتأمل هذه الأرقام وما تعبر عنه من قصص وأوامر ونواه وأحكام وتشريعات وحقائق علمية وكونية ، ندرك أن القرآن أكبر مما نظنّ .
فالإعجاز الرقمي هو وسيلة لإعلاء شأن هذا الدين في نظر غير المسلمين ، ووسيلة يفتخر كل مسلم من خلالها بأن الله قد منّ عليه بالإيمان والهدى . وليعلم بأن الإسلام هو دين العلم .
وفي النهاية نلخص كل ما جاء في هذه الموسوعة بهذه الكلمات :
إن الله تعالى كما نظّم وأحكم وحفظ كل شيء في هذا الكون ، كذلك نظّم وأحكم وحفظ كل شيء في هذا القرآن . وكما أنه تعالى قد وضع البراهين المادية والتي تدلّ على وحدانيته في هذا الكون ، كذلك أودع في كتابه هذه البراهين العلمية لتكون دليلاً على وحدانيته وقدرته .
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ
المراجع
1- القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني ، ويسمى المصحف الإمام أو مصحف المدينة المنورة .(1/415)
2- كتب الأحاديث النبوية : البخاري ومسلم والترمذي .
3- تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير .
4- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ـ محمد فؤاد عبد الباقي .
5- الإعجاز العددي ـ عبد الرزاق نوفل .
6- إعجاز الرقم 19 ، ومجموعة من الأبحاث ـ بسام جرار .
7- سلسلة كتب في الإعجاز الرقمي للمؤلف وتضم العناوين التالية :
(معجزة القرآن في عصر المعلوماتية ـ الإعجاز القصصي ـ حقائق رقمية تكشف أسرار القصة القرآنية ـ أسرار معجزة الم ـ الله يتجلى في آياته ـ معجزة قل هو الله أحد ـ معجزة السبع المثاني ـ أسرار إعجاز القرآن ـ معجزة بسم الله الرحمن الرحيم) .
8- مجموعة من الأبحاث للمؤلف على موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة www.55a.net .
المحتوى
مقدمة ................................................... 5
1_ إشراقات الرقم سبعة ............................... 15
2_ ضوابط الإعجاز الرقمي ............................. 57
3_ في رحاب أول آية ...................................91
4_ أجمل كلمة في القرآن الكريم ...................... 169
5_ رحلة مع أعظم سورة ............................. 217
6_ أسرار الحروف المميزة ........................... 275
7_ أسماء الله الحسنى تتجلى ..........................347
8_ إعجاز حروف القرآن .............................. 407
9_ إعجاز آيات القرآن ................................ 477
10_ إعجاز سور القرآن ..............................561
11_ أسرار القصة القرآنية ............................651
القرآن الكريم بحر زاخر بالمعجزات الرقمية
(حوار مع المؤلف) .................................... 701
خاتمة ..................................................715
المراجع .......................................... 717(1/416)