سورة الأحزاب:
مدنية1 وآيها ثلاث وسبعون, مشبه الفاصلة أولياؤكم معروفا. القراءات قرأ نافع "النبيء" بالهمز.
وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق.
واختلف في "بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" [الآية: 2] و"بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" [الآية: 9] فأبو عمرو بياء الغيب فيهما على أن الواو للكافرين والمنافقين, وافقه الحسن واليزيدي, والباقون بالخطاب بإسناده للمؤمنين وأمره -صلى الله عليه وسلم- بالتقوى تفخيما لشأنه أو الخطاب له -صلى الله عليه وسلم- لفظا ولأمته معنى.
وقرأ "اللائي" [الآية: 9] هنا [والمجادلة الآية: 2] وموضعي الطلاق [الآية: 4] ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة2 بوزن القاضي على الأصل, والباقون بحذفها, واختلف الحاذقون في الهمزة فحققها منهم قالون وقنبل ويعقوب وسهلها بين بين ورش من طريقيه وأبو جعفر, واختلف عن أبي عمرو والبزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج وغيره, وقطع لهما بالإبدال ياء ساكنة في الهادي وغيره, وفاقا لسائر المغاربة فيجتمع ساكنان فيشبع المد, والوجهان صحيحان كما في النشر وهما في الشاطبية كجامع البيان, وكل من سهل الهمزة إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما نقله في النشر عن نص الداني وغيره, لتعذر الوقف على المسهلة فإن وقف بالروم فكالوصل.
واختلف في "تَظَاهَرُون" [الآية: 4] هنا وموضع [المجادلة الآية: 2] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بفتح التاء والهاء وتشديدها مع تشديد الظاء بلا ألف هنا, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ ابن عامر بفتح التاء والهاء وتشديد الظاء وبعده ألف, وقرأ عاصم بضم التاء وفتح الظاء وألف بعدها وكسر الهاء3 مخففة بوزن تقاتلون, وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح التاء وتخفيف الظاء بعدها ألف مع
__________
1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1268". [أ] .
2 أي: "اللائي....". [أ] .
3 أي: "تُظاهِرون". [أ] .(1/451)
فتح الهاء مخففة1 وافقهم الأعمش, وعن الحسن ضم التاء وفتح الظاء مخففة وتشديد الهاء مكسورة بلا ألف2, وأما موضع المجادلة فعاصم كقراءته هنا, وافقه الحسن, وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح الياء وتشديد الظاء, وألف بعدها وفتح الهاء مخففة كقراء ابن عامر هنا, والباقون كذلك لكن بتشديد الهاء بلا ألف كقراءتهم هنا, أما وجه قراءة عاصم فجعله مضارع ظاهر, وأما الفتح والتشديد مع الألف فمضارع تظاهر, والأصل تتظاهرون أدغمت التاء في الظاء, ومن خفف حذف إحدى التاءين, وأما التشديد مع حذف الألف فمضارع تظهر, وأصله تتظهر فأدغم.
وقرأ نافع "النبيء أولى" [الآية: 6] بتحقيق همزة النبيء وإبدال همزة أولى واوا مفتوحة, وقلله الأزرق بخلفه, وأماله حمزة والكسائي وخلف, ويوقف عليه لحمزة بوجهين: التحقيق والإبدال واوا مفتوحة لكونه متوسطا بغير المنفصل, وأدغم ذال "إِذْ جَاءَتْكُم" وكذا "إذ جاؤوكم" "أبو عمرو وهشام ومر حكم إمالة جاء, وأدغم ذال "وَإِذْ زَاغَت" أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي, واتفقوا على عدم إمالة زاغت هنا وص.
واختلف في "الظُّنُونَا هُنَالِك" [الآية: 10] و"الرَّسُولا وَقَالُوا" [الآية: 66] و"السَّبِيلا، رَبَّنَا" [الآية: 67] فنافع وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر بألف بعد النون واللام وصلا ووقفا في الثلاثة للرسم, وأيضا هذه الألف تشبه هاء السكت, وقد ثبتت وصلا إجراء له مجرى الوقف فكذا هذا الألف, وافقهم الحسن والأعمش, وقرأ ابن كثير وحفص والكسائي وخلف عن نفسه بإثباتها في الوقف دون الوصل إجراء للفواصل مجرى القوافي في ثبوت ألف الإطلاق, وافقهم ابن محيصن, والباقون بحذفها في الحالين؛ لأنها لا أصل لها قال السمين: قولهم تشبيها للفواصل بالقوافي لا أحب هذه العبارة فإنها منكرة لفظا, وخرج "السبيل ادعوهم" المتفق على حذف ألف في الحالين.
واختلف في "لا مُقَام" [الآية: 13] فحفص بضم الميم الأولى اسم مكان من أقام أي: لا مكان إقامة أو مصدرا منه أي: لا إقامة, وقرأ بالضم في ثاني الدخان أن المتقين في مقام نافع وابن عامر وأبو جعفر, وافقهم الأعمش, والباقون بالفتح فيهما مصدر قام أي: لا قيام أو اسم مكان منه أي: لا مكان, وأجمعوا على فتح الأول من الدخان ومقام كريم وذكر همز "النبيء" لنافع قريبا وضم "بيوتنا" ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب, وعن الحسن "عورة" معا بكسر الواو اسم فاعل من عور المنزل يعور عورا ورويت عن جماعة, والجمهور بسكون الواو أي: ذات عورة وقيل غير حصينة, وأمال "أقطارها" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق, وعن الحسن "سولوا الفتنة" بواو ساكنة بدل الهمزة ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء على مذهب
__________
1 أي: "تَظاهَرُون". [أ] .
2 أي: "تُظَهِّرُون". [أ] .(1/452)
سيبويه والجمهور وبالإبدال واوا على مذهب الأخفش, نص عليه الهذلي وغيره ومر التنبيه عليه بالبقرة.
واختلف في "لأتوها" [الآية: 14] فنافع وابن كثير وابن ذكوان من طريق الصوري, وهي طريق سلامة ابن هارون عن الأخفش وأبو جعفر بقصر الهمزة أي: بحذف الألف من الإتيان المتعدي لواحد بمعنى جاؤوها, والباقون بمدها1 الإيتاء المتعدي لاثنين بمعنى أعطوها وتقدير المفعول الثاني السائل, وهي طريق عن ابن ذكوان, وتقدم عن الأزرق تفخيم راء "فرارا" و"الفرار" كالجماعة من أجل التكرير, وأمال "يغشى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وفتح سين "يحسبون" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.
واختلف في "يَسْأَلونَ عَنْ أَنْبَائِكُم" [الآية: 20] فرويس بتشديد السين المفتوحة وألف بعدها2 وأصلها يتساءلون فأدغم التاء في السين أي: يسأل بعضهم بعضا, ورويت عن زيد بن علي وقتادة وغيرهما والباقون بسكون السين بعدها همزة بلا ألف, ويوقف عليه لحمزة بالنقل فقط, وحكي إبدال الهمزة ألفا وهو مسموع قوي لرسمها بالألف كما في النشر.
واختلف في "أسوة" [الآية: 21] هنا وموضعي [الممتحنة الآية: 4، 6] فعاصم بضم الهمزة في الثلاثة وافقه الأعمش, وهي لغة قيس وتميم, والباقون بكسرها لغة الحجاز, والأسوة الاقتداء اسم وضع موضع المصدر, وهو الايتساء كالقدوة من الاقتداء.
وأمال الراء فقط من "رأى المؤمنون" مع فتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف وفتحها الباقون, وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر, وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي تعقبه في النشر كما تقدم بعدها صحة ذلك عنهما من طرق الشاطبية كأصلها, بل ومن طرق النشر هذا حكم الوصل, أما الوقف فكل يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر على ما مر غير مرة.
وأمال "زادهم" ابن ذكوان وهشام بخلفهما وحمزة.
وأمال "شاء" ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف, ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بالإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط, وأما همزها مع همز أو فتقدم غير مرة نحو: تلقاء أصحاب بالأعراف "وضم" عين "الرعب" ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب كما في البقرة.
وقرأ أبو جعفر "تطوها" [الآية: 27] بواو ساكنة بعد الطاء المفتوحة بلا همز3.
__________
1 أي: "لآتَوْها". [ا] .
2 أي: "يسَّاءلون ... ". [أ] .
3 الباقون: "تَطَؤوْها". [أ] .(1/453)
وقرأ "مبينة" بفتح الياء التحتية ابن كثير وأبو بكر.
واختلف في "يضعف لها" [الآية: 30] فابن كثير وابن عامر بنون العظمة وتشديد العين مكسورة بلا ألف قبلها على البناء للفاعل "العذاب" بالنصب مفعولا به, وافقهم ابن محيصن, وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بالياء من تحت وتشديد العين وفتحها بلا ألف قبلها على البناء للمفعول1 "العذاب" بالرفع على النيابة عن الفاعل, وافقهم اليزيدي والحسن, والباقون بالياء من تحت وتخفيف العين وألف قبلها مبنيا للمفعول2 "العذاب" بالرفع نائب الفاعل, وعن ابن محيصن من المفردة بالنون والمد والتخفيف ونصب "العذاب".
واختلف في "ويعمل صالحا نؤتها" [الآية: 31] فحمزة والكسائي وخلف بياء التذكير فيهما على إسناد الأول إلى لفظ من والثاني لضمير الجلالة لتقدمها, وافقهم الأعمش, والباقون بتاء التأنيث في يعمل على إسناده لمعنى من وهن النساء ونؤتها بالنون مسندا للمتكلم العظيم حقيقة, وأما "من النساء أن" فهما همزتان متفقتان بالكسر من كلمتين, ومر حكمهما غير مرة لكن على وجه إبدال الثانية للأزرق وقنبل من جنس ما قبلها حرف مد ياء ساكنة يجوز لهما وجهان حينئذ وهما: المد المشبع إن لم يعتد بالعارض وهو تحريك النون بالكسر لالتقاء الساكنين والقصر إن اعتد به, والوجهان صحيحان نص عليهما في النشر في التنبيه التاسع, وآخر باب المد والقصر, فاقتصار الأصل هنا على المد تفهم تعينه, وقد علمت ما فيه, وعن ابن محيصن "فيطمع" بكسر الميم مع فتح الياء وهو شاذ حيث توافق الماضي والمضارع في الكسر, ورويت عن الأعرج أيضا.
واختلف في "وقرن" [الآية: 33] فنافع وعاصم وأبو جعفر بفتح القاف أمر من قررن بكسر الراء الأولى يقررن بفتحها, فالأمر منه أقررن حذفت الراء الثانية الساكنة لاجتماع الراءين, ثم نقلت فتحة الأولى إلى القاف, وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها فصار قرن فوزنه حينئذ فعن فالمحذوف اللام, وقيل المحذوف الأولى؛ لأنها نقلت حركتها إلى القاف بقيت ساكنة مع سكون الراء بعدها فحذفت الأولى للساكنين فوزنه حينئذ فلن, والباقون بالكسر من قر بالمكان بالفتح في الماضي والكسر في المضارع وهي الفصيحة, ويجيء فيها الوجهان من حذف الراء الثانية أو الأولى ويلغز به, فيقال راء يفخمها الأزرق بلا خلف ويرققها أكثر القراء بلا خلف ومر باء "بيوتكن" لورش وأبي عمرو وحفص وأبي جعفر ويعقرب, وقرأ "وَلا تَّبرَجْن" بتشديد التاء البزي بخلفه, ومر وجوب إشباع المد حينئذ للساكنين.
واختلف في "تَكُونَ لَهُم" [الآية: 36] فهشام وعاصم وحمزة والكسائي وخلف.
__________
1 أي: "يُضَعَّف". [أ] .
2 أي: "يُضَاعَف". [أ] .(1/454)
بالياء من تحت؛ لأن تأنيث الخيرة مجازي وللفصل أو تئول بالاختيار, وافقهم الأعمش والحسن, والباقون بالتاء من فوق مراعاة للفظ وأظهر دال "فقد ضل" قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب, وأدغم ذال "وإذ تقول" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وأمال "تخشاه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه ومثله "قضى, وكفى" وتقدم اتفاقهم على فتح "أبا أحد" لكونه واويا مرسوما بالألف.
واختلف في "وَخَاتَمَ النَّبِيِّين" فعاصم بفتح التاء اسم للآلة كالطابع والقالب, وافقه الحسن, والباقون بكسرها اسم فاعل.
وقرأ "يا أيها النبيء إنا أرسلناك, والنبيء إنا أحللنا لك" [الآية: 45، 50] بهمزتين مخففة فمسهلة كالياء نافع وحده وبإبدالها واوا مكسورة, وتقدم رد تسهيلها كالواو والباقون بترك الهمزة الأولى وتشديد الياء, وأمال "أذيهم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وقرأ "تمسوهن" بضم التاء والمد حمزة والكسائي وخلف أي: تجامعوهن ومر بالبقرة، وعن الحسن "أن وهبت" بفتح الهمزة بدل من امرأة بدل اشتمال أو على حذف لام العلة أي: لأن, وقرأ "للنبي أن" و"بيوت النبي إلا" بإبدال الهمزة ياء مشددة قالون في الوصل على المختار, والوجه الثاني له وهو جعل الهمزتين بين بين فيهما, ضعفه في النشر ولذا قال في الطيبة: بالسوء والنبي الإدغام اصطفى فإن وقف فبالهمزة وقرأ "ترجي" [الآية: 51] بالهمز ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر ويعقوب1 وأبدل الهمزة من "تَؤْوي" [الآية: 51] واوا ساكنة مظهرة أبو جعفر2 فيجمع بين المبدلة والأصلية, ولم يبدلها ورش من طريقيه ولا أبو عمر للثقل كما مر, ووقف عليها حمزة بالإبدال واوا كذلك مع الإظهار, ومع الإدغام نص له عليهما غير واحد، وعن ابن محيصن "تقر" بضم التاء وكسر القاف من أقر و"أعينهن" بالنصب.
واختلف في "لا يَحِل" [الآية: 52] فأبو عمرو ويعقوب بالتاء من فوق؛ لأن الفاعل حقيقي التأنيث, وافقهما اليزيدي والحسن, والباقون بالياء من تحت للفصل "وشدد" البزي بخلفه التاء من "أن تبدل" وأمال "أتاه" هشام من طريق الحلواني وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وفتحه الداجوني عن هشام كالباقين, وقرأ "فسلوهن" بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه "وسهل" الأولى من "أبناء إخوانهن" قالون والبزي وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس بخلفه وللأزرق وجه ثان إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين "وبهما" قرأ قنبل وله ثالث إسقاط الأولى مع المد والقصر "وبه" قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني, وحققهما الباقون وأبدل الثانية ياء
__________
1 أي: "تُرْجِئ". [أ] .
2 أي: "وتُوِّي". [أ] .(1/455)
محضة مفتوحة من "أبناء أخواتهن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وعن الحسن "تقلب" بفتح التاء أي: تتقلب ووجوههم فاعل.
واختلف في "سادتنا" [الآية: 67] فابن عامر ويعقوب بالجمع بالألف بعد الدال مع كسر التاء1 جمع سادة, وافقهما ابن محيصن والحسن, والباقون بفتح التاء بلا ألف على التكسير جمع سيد على فعلة, ومر حكم "الرسولا" و"السبيلا".
واختلف في "كثيرا" [الآية: 68] فهشام من طريق الداجوني وعاصم بالباء الموحدة من الكبر2 أي: أشد اللعن أو أعظمه, وافقهما الحسن, والباقون بالمثلثة من الكثرة أي: مرة بعد أخرى, وعن المطوعي "وكان عبد الله" بفتح العين فباء موحدة مع تنوين الدال منصوبة من العبودية لله بالجر, ووجيها صفة عبدا, وعنه أيضا "ويتوب" بالرفع على الاستئناف.
المرسوم اتفقوا على حذف الألف بعد اللام من إلى هنا وبالطلاق وبياء بعدها كإلى الجارة, وهي وإلى تظهرون, وإلى يئسن, وإلى لم يحضن, وعلى حذف الألف من تظهرون, وكتبوا بالله الظنونا, وأطعنا الرسولا, وفأضلونا السبيلا بألف متطرفة في الإمام كالبقية, وكتبوا يسلون عن أنبائكم بلا ألف بعد السين في أكثرها, واتفقوا على قطع لكي لا يكون على المؤمنين حرج وعلى وصل لكيلا يكون عليك حرج.
واختلف في قطع أينما اتفقوا3.
__________
1 أي: "ساداتنا". [أ] .
2 أي: "كبيرا". [أ] .
3 وليس فيها شيء من الياءات.(1/456)
سورة سبأ:
مكية1 قيل إلا قوله تعالى: ويرى الذي فمدينة وآيها خمسون وأربع فيما عدا الشامي وخمس فيه خلافها وشمال شامي. مشبه الفاصلة أربعة: معجزين معا كالجواب ما يشتهون, وعكسه موضع من نذير. القراءات أمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى الأزرق, وكذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح وغيره, وإن قصر في طيبته الخلاف فيه على الدوري فقط.
واختلف في قراءة "عَالِمُ الْغَيْب" [الآية: 3] فنافع وابن عامر وأبو جعفر ورويس بوزن فاعل ورفع الميم أي: هو عالم أو مبتدأ خبره لا يعزب لما تقرر أن كل صفة يجوز أن تتعرف بالإضافة إلا الصفة المشبهة, وما نقل عن الحوفي أنه مبتدأ خبره مضمر أي: هو استبعده السمين وافقهم الحسن, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وروح وخلف عن نفسه "عالم" بوزن فاعل أيضا, وخفض الميم صفة لربي أو بدل منه, وإذا جعل صفة فلا بد من تقدير تعريفه, وقد تقرر جواز ذلك آنفا وافقهم الشنبوذي وابن محيصن واليزيدي, وقرأ حمزة والكسائي "علام" بتشديد اللام بوزن فعال للمبالغة وخفض الميم على ما مر, وافقهما المطوعي وكسر الكسائي زاي "يعزب" ومر بيونس، وعن المطوعي فتح راء "أصغر" و"أكبر" على نفي الجنس والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر إلا في كتاب أو عطفا على مثقال, ويكون إلا في كتاب توكيدا لما تضمن النفي أي: لكنه في كتاب, وقرأ "معجزين" معا هنا بالقصر والتشديد ابن كثير وأبو عمرو ومر إيضاحه بالحج.
واختلف في "مِنْ رِجْزٍ أَلِيم" [الآية: 5] هنا [والجاثية الآية: 11] فابن كثير وحفص ويعقوب برفع الميم فيهما نعتا لعذاب, وافقهم ابن محيصن والباقون بخفضه فيهما نعتا لرجز, وهو العذاب السيئ.
وأمال و"يرى الذين" السوسي وصلا بخلفه وأدغم لام "هل ندلكم" الكسائي, وافقهم ابن محيصن بخلفه, واتفقوا على قطع همزة "جديد افترى" مفتوحة للاستفهام
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1269". [أ] .(1/457)
واستغنى بها عن همزة الوصل وورش على أصله في نقل حركتها إلى ما قبلها وضم يعقوب الهاء من "أيديهم" وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة.
واختلف في "إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِط" [الآية: 9] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت في الثلاثة إسنادا لضمير الله تعالى، وافقهم الأعمش, والباقون بنون العظمة, وأبدل همز نشأ ألفا الأصبهاني وأبو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه, وأدغم الكسائي وحده فاء نخسف بهم في الباء بعدها, ومر حكم الهاء والميم من "بِهِمُ الْأَرْض" ضما وكسرا وصلا "وكذا" "من السماء أن" من حيث الهمزتان قريبا عند النظير في أبناء أخواتهن.
وقرأ "كسفا" [الآية: 9] بفتح السين حفص وسكنها الباقون, وعن الحسن "يَا جِبَالُ أَوِّبِي" بوصل الهمزة وسكون الواو مخفة من آب رجع, والابتداء حينئذ بضم الهمزة, والجمهور بقطع الهمزة وتشديد الواو من التأويب وهو الترجيع أي: يسبح هو وترجع هي معه التسبيح "وأما" ما روي عن روح من رفع الراء من "والطير" نسقا على لفظ جبال أو على الضمير المستكن في أوبي للفصل بالظرف, فهي انفرادة لابن مهران عن هبة الله بن جعفر عن أصحابه عنه لا يقرأ بها, ولذا أسقطها صاحب الطيبة على عادته رحمه الله تعالى, والمشهور عن روح النصب كغيره عطفا على محل جبال.
واختلف في "الريح" [الآية: 17] فأبو بكر بالرفع على الابتداء والخبر في الظرف قبله وهو لسليمان أي: تسخير الريح, وافقه ابن محيصن, والباقون بالنصب على إضمار فعل أي: وسخرنا لسليمان الريح, وقرأ "الرياح" بالجمع أبو جعفر كما مر بالبقرة, واتفقوا على ترقيق راء "القطر" وصلا واختلفوا فيه وقفا كالوقف على مصر فأخذ بالتفخيم فيهما جماعة نظرا لحرف الاستعلاء, وأخذ بالترقيق آخرون منهم الداني, واختار في النشر التفخيم في مصر, والترقيق في القطر قال: نظرا للوصل وعملا بالأصل "وأثبت" الياء في "كالجواب" وصلا ورش وأبو عمرو وابن وردان من طريق الحنبلي, وفي الحالين ابن كثير ويعقوب لكن إثباتها لابن وردان انفرد به الحنبلي عنه, فلا يقرأ له به على ما تقرر في نظيره, ولذا لم يعول عليه في الطيبة ولم نذكره في الأصول, وإنما ذكرته هنا تبعا للأصل للتنبيه على ما يقع له من ذكر بعض الانفرادات من غير تنبيه عليها فليتفطن له "وسكن" حمزة ياء "عِبَادِي الشَّكُور".
واختلف في "مِنَسأته" [الآية: 14] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بألف بعد السين من غير همزة1 لغة الحجاز, وهذه الألف بدل من الهمزة وهو مسموع على غير قياس، وافقهم اليزيدي والحسن, وقرأ ابن ذكوان والداجوني عن هشام بهمزة ساكنة تخفيفا وهو ثابت مسموع خلافا لما طعن فيه وروى الحلواني عن هشام بالهمز المفتوحة, وبه قرأ الباقون على الأصل؛ لأنها مفعلة كمكنسة وهي العصاة.
__________
1 أي: "مِنْساته". [أ] .(1/458)
واختلف في "تَبَيَّنَتِ الْجِن" فرويس بضم التاء الأولى والموحدة وكسر الياء التحتية المشددة1 على البناء للمفعول والنائب الجن, والباقون بفتح الثلاثة على البناء للفاعل مسندا إلى الجن أي: علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم, ويحتمل أن يكون من تبين بمعنى بان أي: ظهرت الجن, وأن وما في حيزها بدل من الجن أي: ظهر عدم علمهم الغيب للناس.
وقرأ "لسبأ" [الآية: 15] بفتح الهمزة بلا تنوين البزي وأبو عمرو وسكنها قنبل, والباقون بالكسر والتنوين, ومر مع توجيهه بالنمل, وإذا وقف عليه حمزة وهشام بخلفه إبدلا الهمزة ألفا على القياس ,ولهما أيضا بين بين على وجه الروم فهما وجهان.
واختلف في "مَسَاكِنِهم" [الآية: 15] فحفص وحمزة بسكون السين وفتح الكاف بلا ألف على الإفراد2 بمعنى المصدر أي: في سكناهم أو موضع السكنى، وقرأ الكسائي وخلف بالتوحيد وكسر الكاف لغة فصحاء اليمن, وإن كان غير مقيس موضع السكنى أو الموضع أيضا, وقيل الكسر للاسم والفتح للمصدر وافقهما الأعمش, والباقون بفتح السين وألف وكسر الكاف على الجمع, وهو الظاهر لإضافته إلى الجمع فلكل مسكن.
واختلف في "أُكُل" [الآية: 16] فنافع وابن كثير بسكون الكاف وبالتنوين على قطع الإضافة وجعله عطف بيان على مذهب الكوفيين القائلين بجواز عطف البيان في النكرة, والبصريون يشترطون التعريف فيها, وافقهما ابن محيصن، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم الكاف مع التنوين أيضا، وافقهم الأعمش، وقرأ أبو عمرو ويعقوب بضم الكاف من غير تنوين على إضافته إلى خمط من إضافة الشيء إلى جنسه كثوب خز أي: ثمر خمط وافقهما اليزيدي والحسن والأكل الثمر المأكول والخمط شجر الأراك أو كل شجر مر والأثل الطرفاء.
واختلف في "وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور" [الآية: 17] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر يجازى بالياء المضمومة وفتح الزاي مبنيا للمفعول, ورفع الكفور على النيابة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وللأزرق في "يجازى" الفتح والتقليل, والباقون بنون العظمة وكسر الزاي ونصب "الكفور" مفعولا به, وأدغم الكسائي لام هل في النون.
وأمال "القرى التي" وصلا السوسي بخلفه.
واختلف في "فقالوا ربنا بعد" [الآية: 14] فابن كثير وأبو عمرو وهشام بنصب ربنا على النداء وبعد بكسر العين المشددة بلا ألف وعليه صريح الرسم فعل طلب اجتراء منهم وبطرا، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ يعقوب "ربنا" بضم الباء على الابتداء و"باعد" بالألف وفتح العين والدال خبر على أنه شكوى منهم لبعد سفرهم إفراطا في الترفه وعدم
__________
1 أي: "تُبُيِّنت". [أ] .
2 أي: "مَسْكَنِهم ... ". [أ] .(1/459)
الاعتداد بما أنعم الله به عليهم، والباقون "ربنا" بالنصب "باعد" بالألف وكسر العين وسكون الدال وعلى هذه كالأولى فبين مفعول به؛ لأنهما فعلان متعديان وليسا ظرفا.
وأمال "أَسْفَارِنَا" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق وغلظ لام "ظلموا" لكن بخلف عنه.
واختلف في "صَدَّق" فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتشديد الدال معدى بالتضعيف فنصب "ظنه" على أنه المفعول به, والمعنى أن ظن إبليس ذهب إلى شيء فوافق فصدق هو ظنه على المجاز, ومثله كذبت ظني ونفسي وصدقتهما وصدقاني وكذباني, وهو مجاز شائع، وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها1 فـ"ظنه" منصوب على المفعول به أيضا كقولهم أصبت ظني أو على المصدر بفعل مقدر أي: يظن ظنه أو على نزع الخافض أي: في ظنه وكسر اللام من "قل ادعوا" عاصم وحمزة ويعقوب "وضم" الهاء من "فيهما" يعقوب كما مر في الفاتحة.
واختلف في "أُذِنَ لَه" [الآية: 23] فأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بضم الهمزة مبنيا للمفعول وله نائب الفاعل، وافقهم الأعمش واليزيدي والحسن، والباقون بفتحها مبنيا للفاعل وهو الله تعالى.
واختلف في "فَزَّع" [الآية: 23] فابن عامر ويعقوب بفتح الفاء والزاي مبنيا للفاعل, والضمير لله تعالى أي: أزال الله تعالى الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بالإذن أو الملائكة، وعن الحسن فرغ بإهمال الزاي وإعجام العين مبنيا للمفعول من الفراغ، والباقون فزع بضم الفاء وكسر الزاي مشددة2 مبنيا للمفعول والنائب الظرف بعده، وعن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء "أروني الذين" وحذفها وصلا, وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه وكذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح وغيره, وإن قصر الخلاف في طيبته عن الدوري فقط.
وقرأ ابن كثير "القرآن" بالنقل وأدغم ذال "إِذْ جَاءَكُم" أبو عمرو وهشام, وأدغم ذال "إِذْ تَأْمُرُونَنَا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وعن الحسن "تقربكم" بألف بعد القاف مع تخفيف الراء.
واختلف في "جَزَاءُ الضِّعْف" [الآية: 37] فرويس "جزاء" بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الخبر المقدم مع التنوين وكسره وصلا ورفع "الضعف" بالابتداء كقولك في الدار قائما زيد والتقدير لهم الضعف جزاء, وحكاها الداني عن قتادة كما في البحر، والباقون برفع جزاء وخفض الضعف بالإضافة.
__________
1 أي: "صَدَقَ". [أ] .
2 أي: "فُزِّع". [أ] .(1/460)
واختلف في "الغرفات" [الآية: 37] فحمزة وحده بسكون الراء بلا ألف على التوحيد مرادا به الجنس، "وعن" المطوعي والحسن بسكون الراء وجمع السلامة والباقون بضمها وجمع السلامة "ومر" التنبيه على "معجزين" أول السورة، وعن المطوعي "ويقدر له" بضم أوله وفتح القاف وتشديد الدال من التقدير, والجمهور بفتح أوله وسكون ثانيه وتخفيف ثالثه من التضييق مقابل يبسط, وقرأ "يحشرهم ثم يقول" بالياء من تحت فيهما حفص ويعقوب ومر أول الأنعام "وأما الهمزتان" المكسورتان من "هؤلاء إياكم" فتكرر نظيره بالأحزاب وغيرها.
وأمال "مفترى" وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وتقدم ضم هاء "إليهم" لحمزة ويعقوب وأثبت الياء في "نكير" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب.
وقرأ رويس "ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا" [الآية: 46] بإدغام التاء في التاء1 ووافقه روح في "رَبِّكَ تَّتَمَارَى" [بالنجم الآية: 55] وصلا فيهما فإن ابتدأ فبتاءين مظهرتين موافقة للرسم, والأصل كما مر في الإدغام الكبير بخلاف الابتداء بتاءات البزي فإنها مرسومة بتاء واحدة فكان الابتداء بها كذلك, وفتح ياء الإضافة من "أجرى إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر وكسر الغين من "الغيوب" أبو بكر وحمزة وفتح الياء من "ربي أنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.
وأمال "وأني لهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو.
واختلف في "التناوش" [الآية: 52] فأبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالهمز المضموم2 مصدر تناءش من ناش تناول من بعد, والباقون بواو مضمومة بلا همز مصدر ناش أجوف أي: تناول وقيل الهمز عن الواو كوقتت وأقتت قال الزجاج: كل واو مضمومة ضمة لازمة فأنت فيه بالخيار إن شئت همزتها, وإن شئت تركت همزها على حد ثلاث أدور بالهمز والواو, والمعنى من أين لهم تناول ما طلبوه من الإيمان بعد فوات وقته.
وقرأ "حيل" بإشمام الحاء ابن عامر والكسائي ورويس.
المرسوم علم الغيب بلا ألف اتفاقا, وكذا بعد وفي مسكنهم ويجزي إلا, واتفقوا على كتابة في الغرفات بالتاء ياءات الإضافة ثلاث للجماعة: "عِبَادِيَ الشَّكُور" [الآية: 13] , "أجري إلا" [الآية: 47] , "رَبِّي إِنَّه" [الآية: 50] , ومر لابن محيصن والمطوعي "أَرُونِيَ الَّذِين" والزوائد ثنتان: "كالجواب" [الآية: 13] , "نكير" [الآية: 45] .
__________
1 أي: "ثم تَّكَفَّروا.....". [أ] .
2 أي: "التَّناؤُش". [أ] .(1/461)
سورة فاطر:
مكية1 وآيها أربعون وأربع حمصي وخمس حرمي إلا الأخير وست دمشقي ومدني أخير خلافها سبع عذاب شديد بصري وشامي تشركون إلا نذير غير حمصي بخلق جديد غير بصري وحمصي الأعمى والبصير ولا النور بصري في القبور غير دمشقي أن تزولا بصري تبديلا بصري ومدني أخير وشامي. القراءات أمال "مثنى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه "وسهل" الثانية كالياء وأبدلها واوا مكسورة "ما يشاءان" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وأمال الدوري عن أبي عمرو للناس محضة بخلفه, والوجهان صحيحان عنه كما في النشر, ووقف على "نعمت" بالهاء2 ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
واختلف في "غَيْرُ اللَّه" [الآية: 3] فحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بجر غير نعتا لخالق على اللفظ، وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بالرفع صفة على المحل, ومن مزيدة للتأكيد وخالق مبتدأ والخبر عليهما يرزقكم أو يرزقكم صفة أخرى, والخبر مقدر أي: موجود أو لكم, وأمال "فإني" حمزة والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو, وقرأ "تُرْجَعُ الْأُمُور" بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر, وقرأ "فرآه" بإمالة الراء والهمزة معا حمزة وخلف وقللهما الأزرق معا, وأمال أبو عمرو الهمزة فقط, وذكر الشاطبي رحمه الله الخلاف عن السوسي في إمالة الراء تقدم ما فيه واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني على فتحهما معا عنه, وكذا الصقلي عن الداجوني والأكثرون عن الداجوني عنه على إمالتهما معا, والوجهان صحيحان عن هشام, واختلف أيضا عن ابن ذكوان على ثلاثة أوجه: الأول إمالتهما معا عنه رواية المغاربة وجمهور المصريين, الثاني فتحهما عنه رواية جمهور العراقيين, الثالث فتح الراء وإمالة الهمزة رواية الجمهور عن الصوري, وأما أبو بكر ففتحهما معا عنه العليمي, وأمالهما معا يحيى بن آدم، والباقون بفتحهما ونظيره فرآه في سواء الجحيم بالصافات.
واختلف في "فَلا تَذْهَبْ نَفْسُك" [الآية: 8] فأبو جعفر بضم التاء وكسر الهاء3
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "نِعْمَة". [أ] .
3 أي: "تُذْهِبْ". [أ] .(1/462)
من أذهب و"نفسك" بالنصب مفعول وعليهم متعلق بتذهب نحو: هلك عليه حبا وافقه ابن محيصن والشنبوذي, والباقون بفتح التاء والهاء مبنيا للفاعل من ذهب ونفسك فاعل, وقرأ "الريح" بالتوحيد1 ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر بالجمع على أصله, وقرأ "ميت" بتشديد الياء نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ومر بالبقرة.
واختلف في "وَلا يُنْقَص" [الآية: 11] فيعقوب بخلف عن رويس بفتح الياء التحتية وضم القاف2 مبنيا للفاعل, وهو ضمير المعمر, وهي رواية رويس من طريق الحمامي والسعيدي, وأبي العلا كلهم عن النخاس عن التمار عنه, وافقه الحسن والمطوعي, والباقون بضم الياء وفتح القاف مبنيا للمفعول والنائب مستتر يعود على المعمر أيضا, وعن المطوعي "من عمره" بسكون الميم هنا خاصة, وأمال "وترى الفلك" وصلا السوسي بخلفه, وعن الحسن "والذين يدعون" بالياء من تحت, ويوقف لحمزة على "ينبئك" بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه, وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش وهو المختار عند الآخذين بالرسم, وأما تسهيلها كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح كما في النشر, وسهل الثانية كالياء وأبدلها واوا مكسورة "من الفقراء" إلى نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, ونظيره "العلماء إن" وأبدل همز "إن يشأ" ألفا الأصبهاني وأبو جعفر كوقف حمزة, وأمال "تزكى" و"يتزكى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه, وقرأ "رسلهم" بسكون السين "أبو عمرو", وأظهر ذال "أخذت" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه, "وأثبت" الياء في "نكير" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب, "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "العلمؤا" على رسمه بواو باثني وجها مر بيانها أول الأنعام في أنبوا ما كانوا, وتقدم خلاف الأزرق في ترقيق راء "سرا" كمستقرا, وقرأ "يَدْخُلُونَهَا" بضم الياء وفتح الخاء بالبناء للمفعول أبو عمرو ومر بالنساء, وقرأ "وَلُؤْلُؤًا" بالنصب نافع وعاصم وأبو جعفر, والباقون بالجر وأبدل همزته الساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ولم يبدله ورش من طريقيه, ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى واوا, وأما الثانية فتبدل واوا ساكنة على القياس وتبدل واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله, ويجوز الروم فهما وجهان, ويجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة, وهشام بخلفه كذلك في الثانية ومر ذلك بالحج.
واختلف "نَجْزِي كُل" [الآية: 36] فأبو عمرو بالياء التحتية مضمومة وفتح الزاي3 بالبناء للمفعول و"كل" مرفوع على النيابة, وافقه الحسن واليزيدي, والباقون بنون العظمة مفتوحة وكسر الزاي بالبناء للفاعل ونصب "كل" به, وقرأ "أرأيتم" بتسهيل
__________
1 الباقون: "الرِّياح". [أ] .
2 أي: "يَنْقُصُ..". [أ] .
3 أي: "يُجْزَي". [أ] .(1/463)
الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع المد المشبع وحذفها الكسائي.
واختلف في "بينات منه" [الآية: 40] فابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة وخلف بلا ألف على الإفراد1, وافقهم المطوعي وابن محيصن واليزيدي, والباقون بالألف على الجمع, وأمال "أهدى" حمزة والكسائي خلف, وقلله الأزرق بخلفه, وكذا حكم "إحدى الأمم" وقفا, ووافق أبو عمرو والأزرق فيه بوجهيه.
واختلف في "ومكر السيء" [الآية: 43] فحمزة بسكون الهمزة وصلا إجراء له مجرى الوقف لتوالي الحركات تخفيفا كبارئكم لأبي عمرو, وافقه الأعمش, وقد أكثر الأستاذ أبو علي في الإستشهاد لها من كلام العرب, ثم قال: فإذا ساغ ما ذكر في هذه القراءة لم يسغ أن يقال لحن. وقال ابن القشيري: ما ثبت بالاستفاضة أو التواتر أنه قرئ به فلا بد من جوازه, ولا يجوز أن يقال لحن ا. هـ. وهي مروية كما في النشر عن أبي عمرو والكسائي قال فيه: وناهيك بإمامي القراءة والنحو أبي عمرو والكسائي, وقرأ الباقون بالهمزة المكسورة ووقف عليها حمزة وهشام بخلفه بإبدالها ياء خالصة وزاد هشام الإشارة إلى الكسرة بالروم بين بين بخلاف حمزة فإنها ساكنة عنده, فلا روم وتقدم حكم همزتي "السيء إلا" قريبا, ووقف على "سنت" الثلاثة بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب, وأما "جاء أجلهم" فسبق نظيره أول الأعراف جاء أجلهم لا يستأخرون.
المرسوم في المدني وعن الكوفي "ولؤلؤا" [الآية: 33] بإثبات الألف, وقيل بحذفها في الإمام كمصاحف الأمصار, وكتب في بعض المصاحف العلمؤا أن بواو وألف بعدها مع حذف التي قبلها, واتفقوا على التاء في نعمت الله وسنت في الثلاثة كالأنفال وآخر غافر وعلى بينت منه2. فيها زائدة "نكير" [الآية: 26] .
__________
1 أي: "بَيَّنة.....". [أ] .
2 أي: تقدم في سورة الأنفال الصفحة: "296". [أ] .(1/464)
سورة يس:
وهي قلب القرآن مكية1 قيل إلا قوله تعالى: "وإذا قيل لهم أنفقوا", الآية. وآيها ثمانون وثنتان غير كوفي وثلاث فيه خلافها آية يس كوفي. مشبه الفاصلة موضع رجل يسعى, وعكسه اثنان من العيون فيكون, القراءات أمال الياء من "يس" أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وروح, وهذا هو المشهور عن حمزة وعليه الجمهور, وروى عنه التقليل صاحب العنوان في جماعة, والوجهان في الطيبة وغيرها, واختلف عن نافع فالجمهور عنه على الفتح وقطع له بالتقليل الهذلي وابن بليمة وغيرهما فيدخل فيه الأصبهاني "وسكت" أبو جعفر على ي وس, وأدغم النون في واو "والقرآن" هشام والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه, وأظهرها أبو عمر وقنبل وحمزة وأبو جعفر, واختلف عن نافع والبزي وابن ذكوان وعاصم, ومر تفصيله في الإدغام الصغير، وعن الحسن بكسر النون على أصل التقاء الساكنين، وقرأ والقرآن بالنقل ابن كثير، وقرأ "صراط" بالسين قنبل2 من طريق ابن مجاهد ورويس "وأشم" الصاد زايا خلف عن حمزة.
واختلف في "تنزيل" [الآية: 5] فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بنصب اللام على المصدر بفعل من لفظه، وافقهم الأعمش، وعن الحسن بالجر بدل من القرآن, والباقون بالرفع خبر لمقدر أي: هو أو ذلك أو القرآن تنزيل.
وقرأ "سدا" [الآية: 9] معا بفتح السين حفص وحمزة والكسائي وخلف, ومر بالكهف كهمزتي "أَأَنْذَرْتَهُم" أول البقرة مع الوقف عليها لحمزة، وعن الحسن "فَأَغْشَيْنَاهُم" بعين مهملة, وأدغم ذال "إذ جاءها" أبو عمرو وهشام, وأمال "جاء" هشام بخلفه وابن ذكوان وحمزة وخلف وضم الهاء والميم وصلا من "إليهم اثنين" حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وكسرهما أبو عمرو وكسر الهاء وضم الميم الباقون أما وقفا فحمزة ويعقوب بضم الهاء, والباقون بالكسر.
واختلف في "فَعَزَّزْنَا" [الآية: 14] فأبو بكر بتخفيف الزاي3 من عز غلب فهو
__________
1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "سراط" [الآية: 4] . [أ] .
3 أي: "فعززنا". [أ] .(1/465)
متعد ومفعوله محذوف أي: فغلبنا أهل القرية بثالث, ومنه وعزني في الخطاب, والباقون بتشديدها من عز يعز قوي فهو لازم عدى بالتضعيف ومفعوله أيضا محذوف أي: فقوينا الرسولين هما يحيى وعيسى فيما قاله البيضاوي وصادق وصدوق, وفيما قاله وهب وكعب بثالث وهو شمعون، وعن الحسن "طيركم" بسكون الياء بلا ألف.
واختلف في "أَإِنْ ذُكِّرْتُم" [الآية: 19] فأبو جعفر بفتح الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينهما على حذف لام العلة أي: لإن ذكرتم علته تطيرتم فتطيرتم هو المعلول, وإن ذكرتم وافقه المطوعي لكنه حقق الهمزة ولم يدخل ألفا, والباقون بهمزتين الأولى للاستفهام والثانية مكسورة همزة إن الشرطية, فقالون وأبو عمرو بالتسهيل مع الفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل, والباقون بالتحقيق بلا فصل ولهشام وجه آخر وهو التحقيق مع الفصل كما مر تفصيله.
واختلف في "ذُكِّرتم" [الآية: 19] فأبو جعفر بتخفيف الكاف1 أي: طائركم معكم حيث جرى ذكرتم وهو أبلغ, وافقه المطوعي وابن محيصن من المبهج, والباقون بتشديدها وسكن ياء "وَمَا لِيَ لا أَعْبُد" هشام بخلفه وحمزة ويعقوب وخلف, والباقون بالفتح وعليه الجمهور لهشام وهنا نكتة لطيفة نقلها في الأصل, هي أن أبا عمرو بن العلا سئل عن حكمة تسكينه: ما لي لا أرى, بالنمل وفتحه: ما لي لا أعبد, فأجاب بما معناه أن التسكين ضرب من الوقف فلو سكن هنا لكان كالمستأنف بلا أعبد, وفيه ما فيه ولا كذلك موضع النمل, وأما الهمزتان من "أأتخذ" فكأأنذرتهم وأثبت الياء في "إِنْ يُرِدْن" في الحالين أبو جعفر وفتحها وصلا قال في البحر: هي ياء الإضافة المحذوفة خطا ونطقا لالتقاء الساكنين, وأثبتها وقفا يعقوب, والباقون بالحذف في الحالين, وتقدم أن أبا جعفر بفتح ياء تتبعن أفعصيت بطه وصلا, ويقف بالياء ساكنة فهي عنده كيردن هنا, وأثبت الياء في "ينقذون" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب وفتح الياء من "إِنِّي إِذًا" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومن "إِنِّي آمَنْت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأثبت الياء في "فاسمعون" في الحالين يعقوب "وأشم" كسرة "قيل" الضم هشام والكسائي ورويس.
واختلف في "إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَة" [الآية: 29] في الموضعين فأبو جعفر برفعهما فيهما على أن كان تامة أي: ما حدثت أو وقعت إلا صيحة وكان الأصل عدم لحوق التاء في كانت نحو: ما قام إلا هند, فلا يجوز ما قامت إلا في الشعر لكن جوزه بعضهم نثرا على قلة, والباقون بالنصب في الموضعين على أنها ناقصة واسمها مضمر أي: إن كانت الأخذة إلا صيحة واحدة صاح بها جبريل عليه السلام, وخرج بالقيد ما ينظرون إلا صيحة واحدة المتفق على نصبه؛ لأنها مفعول ينظرون، وعن الحسن "يا حسرة العباد".
__________
1 أي: "ذُكِرْتم". [أ] .(1/466)
بغير تنوين وحذف على على الإضافة وعنه "من القرون أنهم" بالكسر على الاستئناف "ومر" حكم "يستهزؤون" للأزرق وغيره في البقرة وغيرها.
وقرأ "لما" [الآية: 32] بتشديد الميم ابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز على أنها بمعنى إلا وأن نافية وكل رفع بالابتداء خبره تاليه وجميع فعيل بمعنى مفعول, ولدينا ظرف له أو لمحضرون، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بتخفيفها1 على أن أن مخففة من الثقيلة, وما مزيدة للتأكيد واللام هي الفارقة أي: إن كل لجميع ووقع في الأصل التعبير بأبي جعفر بدل ابن جماز, ولعله سبق قلم فإن ابن وردان يخفف كالجماعة، وقرأ "الميتة" [الآية: 33] بالتشديد نافع وأبو جعفر، وقرأ "العيون" بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان أبو بكر وحمزة والكسائي ومرا بالبقرة، وقرأ "مِنْ ثَمَرِه" بضم المثلثة والميم حمزة والكسائي وخلف ومر موجها بالأنعام2.
واختلف في "وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِم" [الآية: 35] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف "عَمِلَت" بغير هاء موافقة لمصاحفهم، وافقهم المطوعي، والباقون بالهاء موافقة لمصاحفهم إلا حفصا فخالف مصحفه وما موصولة أو موصوفة أو نافية فإن كانت موصولة, فالعائد محذوف في القراءة الأولى, وكذا إن كانت موصوفة أي: ومن الذي عملته أو شيء عملته فالهاء لما وإن كانت نافية فعلى الأولى لا ضمير, وعلى الثانية الضمير يعود على ثمره.
واختلف في "والقمر" [الآية: 39] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وروح بالرفع على الابتداء، وافقهم الحسن واليزيدي، والباقون بالنصب بإضمار فعل على الاشتغال، وقرأ "ذريتهم" [الآية: 41] بالجمع مع كسر التاء3 نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالتوحيد مع فتح التاء "ومر" بالأعراف ومر إبدال همز "وإن نشأ" ألفا للأصبهاني وأبي جعفر، وعن الحسن "نغرقهم" [الآية: 43] بفتح الغين وتشديد الراء4 ومر آنفا إشمام "قيل" وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو كما هو صريح الطيبة, لكن نقل في النشر التقليل عن أبي عمرو من الروايتين عن ابن شريح وغيره وأقره.
واختلف في "يخصمون" [الآية: 49] فقالون بخلف عنه وأبو جعفر بفتح الياء وإسكان الخاء وتشديد الصاد 5فيجمع بين ساكنين وتقدم مثله في باب الإدغام وعليه العراقيون قاطبة عن قالون، وقرأ قالون في وجهه الثاني وأبو عمرو في أحد وجهيه باختلاس فتحة الخاء تنبيها على أن أصله السكون مع تشديد الصاد, وهو الذي أجمع عليه المغاربة لأبي عمرو ولم يذكر الداني عنه غيره، وقرأ ورش وابن كثير وقالون في وجهه
__________
1 أي: "لَمَا". [أ] .
2 انظر الصفحة: "260". [أ] .
3 أي: "ذُرِّياتهم". [أ] .
4 أي: "نُغَرِّقُهُم". [أ] .
5 أي: يَخْصَّمُون". [أ] .(1/467)
الثالث وأبو عمرو في وجهه الثاني وهشام من طريق الحلواني بفتح الياء وإخلاص فتحة الخاء مع تشديد الصاد, وأصلها عندهم يختصمون أدغمت التاء في الصاد ونقلت فتحتها إلى الخاء الساكنة، وافقهم ابن محيصن والحسن, وهذا الوجه لقالون في تلخيص ابن بليمة وغيره ولأبي عمرو عند العراقيين, وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر بخلف عنه من طريقيه وحفص والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد، وافقهم الأعمش حذفوا حركتها فالتقى ساكنان فكسر أولهما، وقرأ أبو بكر في وجهه الثاني من طريقيه بكسر الياء والخاء معا, وقرأ حمزة بفتح الياء وسكون الخاء وتخفيف الصاد من خصم أي: يخصم بعضهم بعضا فالمفعول محذوف فتلخص لقالون ثلاثة إسكان الخاء مع تشديد الصاد كأبي جعفر واختلاس فتحة الخاء كأبي عمرو, وإتمام حركتها كورش ولأبي عمرو وجهان الاختلاس كقالون والإتمام كورش وابن كثير ولهشام وجهان: فتح الخاء كابن كثير وكسرها كابن ذكوان, ولأبي بكر أيضا وجهان: فتح الياء مع كسر الخاء كحفص وكسر الياء والخاء معا فتحصل ست قراءات، وعن ابن محيصن "أهلهم يرجعون" بالبناء للمفعول وقرأ "مِنْ مَرْقِدَنَا" بالسكت على ألفه حفص بخلف عنه من طريقيه ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا "وضم" الغين من "شغل" ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف, وسكنها الباقون كما مر في البقرة.
واختلف في "فَاكِهُون" [الآية: 55] و"فَاكِهِين" [الآية: 55] هنا [والدخان الآية: 27] و [الطور الآية: 18] و [المطففين الآية: 31] فأبو جعفر بلا ألف بعد الفاء1 فيها كلها صفة مشبهة من فكه بمعنى فرح أو عجب أو تلذذ أو تفكه, وافقه الحسن هنا والدخان, وقرأ حفص كذلك في المطففين, واختلف فيه عن ابن عامر, والباقون بالألف في الجميع اسم فاعل بمعنى أصحاب فاكهة كلابن وتامر ولاحم.
واختلف في "ظُلَل" [الآية: 56] فحمزة والكسائي وخلف بضم الظاء وحذف الألف جمع ظلة نحو: غرفة وغرف وحلة وحلل، وافقهم الأعمش, والباقون بكسر الظاء والألف2 جمع ظل كذئب وذئاب أو جمع ظلة كقلة وقلال.
وقرأ "مُتَّكِئُون" [الآية: 56] بحذف الهمزة مع ضم الكاف3 أبو جعفر ومر في الهمز المفرد4 ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو وبالحذف كقراءة أبي جعفر وبالإبدال ياء مضمومة على مذهب الأخفش, وأما كالياء وإبدالها واوا مضمومة فكلاهما لا يصح وكذا الوجه الخامل وهو كسر الكاف مع الحذف "وكسر" نون "وأن أعبدوني" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب.
__________
1 أي: "فَكِهون". [أ] .
2 أي: "ظِلال". [أ] .
3 أي: "مُتّكون". [أ] .
4 انظر الصفحة: "75". [أ] .(1/468)
وقرأ "صِرَاط" [الآية: 70] بالسين قنبل1 بخلفه ورويس واسم الصاد زايا خلف عن حمزة.
واختلف في "جِبِلا" [الآية: 62] فنافع وعاصم وأبو جعفر بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ورويس وخلف جبلا بمضمتين وتخفيف اللام2، وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش، وقرأ روح بضمهما وتشديد، والباقون أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وسكون الباء وتخفيف اللام وكلها لغات ومعناها الخلق وضم الهاء من "أيديهم" يعقوب, وأمال "فأنى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما، وقرأ "مَكَانَتِهِم" بالألف على الجمع3 أبو بكر ومر بالأنعام.
واختلف في "ننكسه" [الآية: 68] فعاصم وحمزة بضم الأول وفتح الثاني وتشديد الثالث وكسره مضارع نكس للتكثير تنبيها على تعدد الرد من الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة إلى الهرم، وافقهما الأعمش، والباقون بفتح الأول وإسكان الثاني وضم الثالث وتخفيفه4 مضارع نكسه كنصره أي: ومن نطل عمره نرده من قوة الشباب ونضارته إلى ضعف الهرم ونحولته, وهو أرذل العمر الذي تختل فيه قواه حتى يعدم الإدراك، وقرأ "أَفَلا تَعْقِلُون" بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب واختلف عن ابن عامر, فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من غير طريق الشذائي, وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد كلاهما عن ابن ذكوان كذلك بالخطاب, وروى الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب وبه قرأ الباقون.
واختلف في "لِتُنْذِر" [الآية: 70] هنا و [الأحقاف الآية: 12] فنافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالخطاب للرسول في الموضعين, وللبزي خلاف في حرف الأحقاف يأتي تفصيله إن شاء الله تعالى، والباقون بالغيب والضمير للقرآن أو النبي، وعن الحسن والمطوعي "ركوبهم" بضم الراء مصدر على حذف مضاف أي: ذو ركوبهم.
وأمال "ومشارب" ابن عامر بخلف عنه من روايتيه, وهي رواية جمهور المغاربة عن هشام وكذا الصوري عن ابن ذكوان وفتحه عن الأخفش, وكذا الداجوني عن هشام كالباقين، وقرأ "فلا يحزنك" بضم الياء وكسر الزاي نافع من أحزن.
واختلف في "بقادر" [الآية: 81] هنا و [الأحقاف الآية: 33] فرويس "يقدر" بياء تحتية مفتوحة وإسكان القاف بلا ألف وضم الراء فيهما فعلا مضارعا من قدر كضرب ووافقه روح في الأحقاف، والباقون بموحدة مكسورة وفتح القاف وألف بعدها وخفض
__________
1 أي: "سراط". [أ] .
2 أي: "جُبُلا....". [أ] .
3 أي: "مكاناتِهم....". [أ] .
4 أي: "نَنْكُسُه". [أ] .(1/469)
الراء منونة اسم فاعل وبه قرأ روح هنا وخرج بقادر بسورة القيامة المتفق فيه على الألف لرسمه بها في بعض المصاحف بخلاف يس والأحقاف فإنها محذوفة فيهما في الكل, وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم, وقلله الأزرق بخلفه, وكذا أبو عمرو من روايتيه كما في النشر, وإن قصر الخلاف على الدوري من طيبته، وعن الحسن "الخالق" بألف بعد الخاء كعالم اسم فاعل والجمهور بوزن علام بصيغة المبالغة، وقرأ "فيكون" بالنصب ابن عامر والكسائي على جواب لفظ كن؛ لأنه جاء بلفظ الأمر فشبه بالأمر الحقيقي، وقرأ رويس "بيده" باختلاس كسرة الهاء، والباقون بإشباعها، وعن المطوعي "ملكة" بفتح الكاف وحذف الواو على وزن شجرة أي: ضبط كل شيء والقدرة عليه والجمهور ملكوت، وقرأ "ترجعون" بالبناء للفاعل يعقوب ومر بالبقرة.
المرسوم في الكوفي عملته بغير هاء, وفي البقية بالهاء فاكهون وفاكهين في الثلاث المتقدمة بألف في بعضها ويحذفها في باقيها كما مر, وكتبوا أن اعبدوني بالياء وفي العراقية, أين ذكرتم بالياء, واتفقوا على كتابة أقصا بالألف, وعلى قطع أن لا تعبدوا الشيطان. ياءات الإضافة ثلاث: "وَمَا لِيَ لا أَعْبُد" [الآية: 22] " إِنِّي إِذًا" [الآية: 24] "إِنِّي آمَنْت" [الآية: 25] الزوائد ثلاث: "يُرِدْنِ الرَّحْمَن" [الآية: 24] "وَلا يُنْقِذُون" [الآية: 23] "فَاسْمَعُون" [الآية: 25] .(1/470)
سورة الصافات:
مكية1 وآيها مائة وثمانون وآية بصري, وأبو جعفر واثنان في غيره خلافها أربع من كل جانب غير حمصي دحورا له, وما كانوا يعبدون غير بصري, وإن كانوا ليقولون غير أبي جعفر. مشبه الفاصلة ستة: الملأ الأعلى, أمن خلقنا, ماذا ترى, ما تؤمر وعلى إسحاق الجنة نسبا, وعكسه ثلاثة: للجبين يا إبراهيم كيف تحكمون. القراءات أدغم التاء في الصاد والزاي والذال من "والصافات صفا، فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا" أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح.
واختلف في "بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب" [الآية: 6] فأبو بكر بزينة منونا ونصب "الْكَوَاكِب" فيحتمل أن تكون الزينة مصدرا والكواكب مفعول به, كقوله تعالى: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما, والفاعل محذوف أي: بأن زين الله الكواكب في كونها مضيئة حسنة في أنفسها, أو أن الزينة اسم لما يزان به كالليقة اسم لما تلاق به الدواة, فالكواكب حينئذ بدل منها على المحل أو نصب باعني أو بدل من السماء الدنيا بدل اشتمال أي: كواكب السماء, وقرأ حفص وحمزة بتنوين زينة وجر الكواكب على أن المراد بالزينة ما يتزين به, وقطعها عن الإضافة والكواكب عطف بيان أو بدل بعض, ويجوز أن تكون مصدرا, وجعلت الكواكب نفس الزينة مبالغة, وافقهما الحسن والأعمش, والباقون بحذف التنوين على إضافة زينة للكواكب إضافة الأعم إلى الأخص فهي للبيان كثوب خز أو من إضافة المصدر إلى مفعوله أي: بأن زينا الكواكب فيها كما مر أو لا أو إلى فاعله أي: بأن زينتها الكواكب واختلف في "لا يَسْمَعُون" [الآية: 8] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بتشديد السين والميم, والأصل يتسمعون فأدغمت التاء, وافقهم الأعمش, والباقون بالتخفيف2 فيهما, وأمال "الأعلى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن "خطف" [الآية: 10] بفتح الخاء وتشديد الطاء مكسورة وعنه كسر الخاء أيضا, والأصل اختطف فلما أريد الإدغام أسكنت التاء وقبلها الخاء ساكنة فكسرت الخاء لالتقاء الساكنين, ثم كسرت الطاء تبعا لكسرة الخاء, وبذلك يعلم إشكال قراءته الأولى؛ لأن كسر الطاء إنما كان لكسر الخاء وهو مفقود, وقد وجهت على التوهم مع شذوذه بأنهم لما نقلوا حركة التاء إلى
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "لا يسمعون". [أ] .(1/471)
الخاء ففتحت توهموا كسرها للساكنين على ما مر فاتبعوا الطاء لحركة الخاء المتوهمة, واختلف في "عْجِبَت" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وخلف بتاء المتكلم المضمومة أي: قل يا محمد بل عجبت أنا أو أن هؤلاء من رأى حالهم يقول عجبت؛ لأن العجب لا يجوز عليه تعالى على الحقيقة؛ لأنه انفعال النفس من أمر عظيم خفي سببه, وإسناده له تعالى في بعض الأحاديث مؤول بصفة تليق بكماله مما يعلمه هو كالضحك والتبشبش ونحوهما, فاستحالة إطلاق ما ذكر عليه تعالى محمولة على تشبيهها بصفات المخلوقين, وحينئذ فلا إشكال في إبقاء التعجب هنا على ظاهره مسندا إليه تعالى على ما يليق به منزها عن صفات المحدثين كما هو طريق السلف الأسلم الأسهل، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها والضمير للرسول -صلى الله عليه وسلم- أي: بل عجبت من قدرة الله تعالى هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك مما تريهم من آثار قدرة الله تعالى, أو من إنكارهم البعث مع اعترافهم بالخالق، وقرأ "أَإِذَا مِتْنَا, أَإِنَّا لَمَبْعُوثُون" [الآية: 16] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني1 نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب، وقرأ ابن عامر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني2، والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على أصله, فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل بالألف وورش وابن كثير ورويس كذلك, لكن بلا فصل، والباقون بالتحقيق بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مر, وجواب أئذا على الاستفهام محذوف أي: نبعث ويدل عليه لمبعوثون قاله في البحر، وقرأ "متنا" معا بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف كما مر بآل عمران, واختلف في "أو آباؤنا" هنا والواقعة فقالون وابن عامر وأبو جعفر بإسكان الواو فيهما على أنها العاطفة التي لأحد الشيئين، وقرأ الأصبهاني كذلك فيهما إلا أنه ينقل حركة الهمزة بعدها إلى الواو على قاعدته، والباقون بفتحها فيهما على أن العطف بالواو أعيدت معها همزة الإنكار, وآباؤنا عليهما مبتدأ خبره محذوف أي: مبعوثون لدلالة ما قبله عليه قاله أبو حيان: وتعقب الزمخشري حيث جعله عطفا على محل أن واسمها أو على ضمير مبعوثون، وقرأ "نعم" بكسر العين الكسائي ومر بالأعراف، وقرأ "صراط" [الآية: 23] بالسين قنبل3 بخلفه ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة ويوقف لحمزة على "مسئولون" بوجه واحد وهو نقل حركة الهمزة إلى السينو وأما بين بين فضعيف جدا كما في النشر، وقرأ "لا تَنَاصَرُون" بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه وأبو جعفر كما مرت موافقته للبزي بالبقرة كرويس في نارا تلظى بالليلو ويشبع المد للساكنين، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس وسهل الثانية من "أئنا لتاركوا" مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفرو وبلا فصل رويس وورش وابن كثير، والباقون بالتحقيق بلا فصل ما عدا هشاما من طريق الحلواني من طريق
__________
1 أي: "أئذا ... إنا ... ". [أ] .
2 أي: "إذا ... أإنا....". [أ] .
3 أي: "سراط". [أ] .(1/472)
ابن عبدان فبالفصل وكذا الحكم في "أئنك لمن، أئفكا" إلا أن ابن بليمة وابن شريح في جماعة ذكروا الفصل فيهما عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فيهما من السبعة، وعن الحسن "وَصَدَقَ" بتخفيف الدال المرسلون رفعا بالواو فاعلا به، وقرأ "المخلصين" بفتح اللام نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف "وأبدل" همز "بكأس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, ولم يبدلها ورش من طريقيه.
وأمال "للشاربين" ابن ذكوان من طريق الصوري وفتحها من طريق الأخفش كالباقين.
واختلف في "ينزفون" [الآية: 47] هنا و [الواقعة الآية: 19] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر الزاي في الموضعين من أنزف الرجل ذهب عقله من السكر أو نفد شرابه، وافقهم الأعمش، وقرأ عاصم كذلك في الواقعة فقط للأثر، والباقون بضم الياء وفتح الزاي فيهما من نزف الرجل ثلاثيا مبنيا للمفعول بمعنى سكر وذهب عقله أيضا, أو من قولهم نزفت الركية نزحت ماءها أي: لا تذهب خمورهم بل هي باقية أبدا وبه قرأ عاصم هنا، وقرأ "أئذا متنا، أئنا لمدينون" [الآية: 36] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي ويعقوب، وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما والمستفهم على أصله, فقالون أبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل، والباقون بالتحقيق بلا فصل إلا أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل، وعن ابن محيصن "مطلعون" بسكون الطاء "فأطلع" بقطع الهمزة مضمومة وسكون الطاء وكسر اللام مبنيا للمفعول, وأما حكم إمالة "فرآه" فسبق قريبا أول فاطر عند فرآه حسنا وأثبت الياء وصلا في "لتردين" ورش وفي الحالين يعقوب "ويوقف" لحمزة على "رءوس" بالتسهيل بين بين وبالحذف وهو الأولى عند الآخذين بالرسم وعلى "مالئون" بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف مع ضم اللام وإبدال الهمزة ياء, وغير ذلك لا يصح كما مر قريبا في متكؤون بيس، وقرأ بحذفها مع ضم اللام كالوجه الثاني أبو جعفر وأدغم دال و"لقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ومر حكم "المخلصين" آنفا وآمال "نادينا" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وأدغم ذال "إذ جاء" أبو عمرو وهشام, وتقدم قريبا حكم "أئفكا" واختلف في "يَزِفُّون" [الآية: 94] فحمزة الياء من أزف الظليم وهو ذكر النعام دخل في الزفيف وهو الإسراع فالهمزة ليست للتعدية وافقه الأعمش، والباقون بفتحها من زف الظليم عدا بسرعة وأثبت الياء في "سيهدين" في الحالين يعقوب، وقرأ "يا بني" بفتح الياء حفص ومر بهود "وفتح" ياءي "إِنِّي أَرَى، أَنِّي أَذْبَحُك" نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر.
واختلف في "مَاذَا تَرَى" [الآية: 102] فحمزة والكسائي وخلف بضم التاء وكسر(1/473)
الراء وبعدها ياء1 أي: ماذا تريه من صبرك أو أي شيء الذي ترينه أي: ماذا تحملني عليه من الاعتقاد فالمفعولان محذوفان، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الياء والراء وألف بعدها من رأى اعتقد, أو أمر لا من رأى أبصر ولا علم ويتعدى لواحد فما استفهام ركبت مع ذا مفعوله, أو ما بمعنى أي شيء مبتدأ, وإذا بمعنى الذي خبره وترى صلته والعائد محذوف أي شيء الذي تراه.
وأمال فتحة الراء أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه، وقلله الأزرق، وقرأ "يَا أَبَت" [الآية: 102] بفتح التاء ابن عامر وأبو جعفر ومر بيوسف, ووقف عليه بالهاء2 ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وفتح ياء "ستجدني إن" نافع وأبو جعفر، وعن الحسن والمطوعي "أسلما" بحذف الألف الأولى وتشديد اللام3 أي: فوضا, وأدغم دال "وقد صدقت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأمال "الرؤيا" الكسائي فقط، وقلله أبو عمرو والأزرق بخلفهما، وقرأ أبو جعفر بقلب همزة ياء وإدغامها في الياء بعدها "وأبدل" همزة واوا ساكنة الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه كوقف حمزة على القياسي وعلى الرسمي بالقلب والإدغام كقراءة أبي جعفر, ونقل جوازه في النشر عن الهذلي وغيره, ثم رجح الإظهار, وأما الحذف فضعيف "ويوقف" له كهشام بخلفه على "لهو البلؤا" ونحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها بينت أول الأنعام، وقرأ "نبيئا" بالهمز نافع وضم الهاء من "عليهما" يعقوب.
واختلف في "وَإِنَّ إِلْيَاس" [الآية: 123] فابن عامر بخلاف عنه بوصل همزة إلياس فيصير اللفظ بلام ساكنة بعد إن ويبتدئ بهمزة مفتوحة, وافقه ابن محيصن من المفردة والحسن، والباقون بقطع الهمزة مكسورة بدأ ووصلا, وبه قرأ ابن عامر في وجهه الثاني وروى الوجهين الكارزيني عن المطوعي عن محمد بن القاسم عن ابن ذكوان وذكرهما في الشاطبية له كذلك, وكذا رواه أبو الفضل الرازي عن ابن عامر بكماله وأكثرهم على استثناء الحلواني فقط عن هشام, وأطلق الخلاف عن هشام وابن ذكوان في الطيبة, قال في النشر: وبهما أي: الوصل والقطع آخذ في رواية ابن عامر اعتمادا على نقل الثقات واستنادا إلى وجهه في العربية, وثبوته بالنص ا. هـ. ووجه القراءتين أن إلياس اسم أعجمي سرياني تلاعبت به العرب فقطعت همزته تارة ووصلتها أخرى, والأكثر على وجه الوصل أن أصله ياس دخلت عليه أل المعرفة كما دخلت على اليسع, ويبنى على الخلاف حكم الابتداء فعلى الأول يبتدأ بهمزة مكسورة وعلى الثاني بهمزة مفتوحة وهو الصواب كما في النشر, قال: لأن وصل همزة القطع لا يجوز إلا ضرورة ولنصبهم على الفتح دون غيره, واختلف في نصب "اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبّ" [الآية: 126] فحفص وحمزة والكسائي ويعقوب
__________
1 أي: "ماذا تُرِي". [أ] .
2 أي: "أَبَتَه". [أ] .
3 أي: "سَلَّما" [الآية: 103] . [أ] .(1/474)
وخلف بنصب الأسماء الثلاثة فالأول بدل من أحسن وربكم نعته ورب عطف عليه، وافقهم الأعمش، والباقون برفع الثلاثة على أن الجلالة الكريمة مبتدأ وربكم خبره ورب عطف عليه أو خبر هو, ومر ذكر "المخلصين" في السورة.
واختلف في "إِلْ يَاسِين" [الآية: 130] فنافع وابن عامر ويعقوب بفتح الهمزة وكسر اللام وألف بينهما وفصلها عما بعدها فأضافوا آل إلى ياسين فيجوز قطعها وقفا والمراد ولد ياسين وأصحابه، والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام بعدها ووصلها بما بعدها كلمة واحدة في الحالين جمع الياس المتقدم باعتبار أصحابه كالمهالبة في المهلب وبنيه, أو على جعله اسما للنبي المذكور -صلى الله عليه وسلم- وهي لغة كطور سيناء وسينين، وهي حينئذ كلمة واحدة وإن انفصلت رسما فلا يجوز قطع أحديهما عن الأخرى, ويمتنع اتباع الرسم فيها وقفا ولم يقع لها نظير.
واختلف في "أَصْطَفَى" [الآية: 153] فالأصبهاني عن ورش وأبو جعفر بوصل الهمزة في الوصل على حذف همزة الاستفهام للعلم بها, والابتداء في هذه القراءة بهمزة مكسورة، والباقون بهمزة مفتوحة في الحالين على الاستفهام الإنكاري، وأماله وقفا حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وقرأ "تَذَكَّرُون" بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف, ووقف على "صال الجحيم" بالياء يعقوب, وعن الحسن صال بضم اللام بلا واو وعنه بالواو, ومر حكم "المخلصين" وأدغم دال "ولقد سبقت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
المرسوم اتفقوا على حذف ألف يهرعون وعلى كتابة إيتا بالياء, وفي العراقية أيفكا بالياء, واتفقوا على كتابة لهو البلؤا بواو وألف بعدها, وعلى كتابة آل ياسين بقطع اللام من الياء, واتفقوا على قطع أم عن من في أم من خلقنا. ياءات الإضافة ثلاث: "إِنِّي أَرَى" [الآية: 102] "أَنِّي أَذْبَحُك" [الآية: 102] "سَتَجِدُنِي إِن" [الآية: 102] وزائدتان: "سَيَهْدِين" [الآية: 99] "لَتُرْدِين" [الآية: 56] .(1/475)
سورة ص:
مكية وآيها ثمانون وخمس للجحدري وست حرمي وشامي وأيوب, وثمان كوفي خلافها خمس آيات ذي الذكر كوفي وغواص غير بصري نبأ عظيم غير حمصي والحق أقول كوفي وحمصي وأيوب. مشبه الفاصلة أربعة: من ذكرى وقوم نوح وعاد وقوم لوط لداوود سليمان. القراءات سكت على "ص" أبو جعفر، وعن الحسن صاد بكسر الدال لالتقاء الساكنين، وقرأ "القرآن" بالنقل ابن كثير, ووقف على "لات" بالهاء الكسائي على أصله في تاء التأنيث، والباقون بالتاء للرسم.
واتفقوا على كسر النون في "أَنِ امْشُوا" [الآية: 6] لعدم لزوم الضمة إذ الأصل امشيوا, "وسهل" الثانية كالواو من "ءأنزل عليه" [الآية: 8] مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو بخلف عنهما في الفصل وأبو جعفر, وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس, واختلف عن هشام على ثلاثة أوجه: الأول التحقيق مع المد من طريق الجمال عن الحلواني وأحد وجهي التيسير, وبه قرأ مؤلفه على فارس يعني من طريق ابن عبدان عن الحلواني, الثاني التسهيل مع المد, وهو الثاني في التيسير وعليه جمهور المغاربة, الثالث التحقيق مع القصر وعليه الجمهور, وبه قرأ الباقون, والثلاثة في الشاطبية كالطيبة, ونظيره أءلقي بالقمر, وأثبت الياء في "عذاب أم" و"عقاب وما" يعقوب، وقرأ "ليكة" بلام مفتوحة بلا ألف وصل قبلها ولا همز بعدها مع فتح التاء غير منصرف نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر، والباقون الأيكة بلام التعريف كما تقدم مبينا بالشعراء2, وسهل الأولى من هؤلاء إلا قالون والبزي, وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس بخلفه وللأزرق وجه ثان إبدالها من جنس ما قبلها ياء ساكنة مع المد للساكنين, والوجهان لقنبل وله ثالث إسقاط الأولى وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني، والباقون بالتحقيق واختلف في "فَوَاق" [الآية: 15] فحمزة والكسائي وخلف بضم الفاء, وهي لغة تميم وأسد وقيس وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها لغة الحجاز وهو الزمان بين حلبتي الحالب ورضعتي الراضع "ورقق" الأزرق راء "والْإِشْرَاق" [الآية: 18] بخلفه من أجل كسر حرف الاستعلاء "وغلظ"
__________
1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 انظر الصفحة: "420". [أ] .(1/476)
الأزرق لام "فصل" وصلا واختلف عنه وقفا والأرجح التغليظ, ويوقف على "نبؤا" على رسمه بالواو لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة, ثم تسكن للوقف ويتحد معه وجه اتباع الرسم, ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو "وأدغم" ذال إذ في التاء من "إذ تسوروا" وفي الدار من "إذ دخلوا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, لكن اختلف عن ابن ذكوان في إذ دخلوا فأدغمها من طريق الأخفش وأظهرها من طريق الصوري، وأمال "المحراب" ابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه وفتحها عنه الصوري وابن الأخرم عن الأخفش, ورقق الراء الأزرق، وعن الحسن "ولا تشاطط" بضم التاء وألف من المفاعلة, والجمهور بغير ألف وسكون الشين والشطط مجاوزة الحد، وقرأ "الصِّرَاط" [الآية: 22] بالسين قنبل1 من طريق ابن مجاهد ورويس وأشم الصاد زايا حمزة بخلف عن خلاد والإشمام له في الروضة لأبي علي وعليه جمهور العراقيين، وعن الحسن "تسع وتسعون" بفتح التاء وهي لغة "وفتح" ياء الإضافة من "ولي نعجة" هشام بخلفه وحفص, والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر, وأدغم دال "لقد ظلمك" ورش وأبو عمرو وابن عامر بخلف عن هشام وحمزة والكسائي وخلف والإدغام لهشام في المستنير وغيره وفاقا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة, والإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه، "وعن" الشنبوذي "فتناه" بتخفيف النون فالألف ضمير الخصمين واختلف في "ليدبروا" فأبو جعفر بالتاء من فوق وتخفيف الدال على حذف إحدى التاءين على الخلاف فيها أهي تاء المضارعة أم التالية لها والأصل لتتدبروا، والباقون بياء الغيب وتشديد الدال, والأصل ليتدبروا أدغمت التاء في الدال "وفتح" ياء "إني أحببت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.
وقرأ "بالسؤق" [الآية: 33] بهمزة ساكنة بدل الواو قنبل وعنه أيضا زيادة واو ساكنة بعد الهمزة المضمومة, وتقدم ما فيه بالنمل2 وفتح ياء "بعدي إنك" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر، وقرأ "الريح" [الآية: 36] بالجمع3 أبو جعفر وسكن ياء "مسني" حمزة واختلف في "بنصب" فأبو جعفر بضم النون والصاد، وقرأ يعقوب بفتحهما، وافقه الحسن، والباقون بضم النون وإسكان الصاد وكلها بمعنى واحد وهو التعب والمشقة، وقرأ بكسر تنوين "عذاب اركض" أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما وعاصم وحمزة وصلا, وأجمعوا على ضم الهمزة في الابتداء, واختلف في "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيم" [الآية: 45] فابن كثير "عبدنا" بغير ألف على التوحيد والمراد الجنس أو الخليل وإبراهيم بدل أو
__________
1 أي: "صراط". [أ] .
2 انظر الصفحة: "426". [أ] .
3 أي: "الرياح". [أ] .(1/477)
عطف بيان، وافقه ابن محيصن، والباقون بالجمع على إرادة الثلاثة وإبراهيم وما عطف عليه بدل أو بيان، وعن المطوعي "أولي الأيد" بغير ياء في الحالين اجتزاء عنها بالكسرة واختلف في "خَالِصَةٍ ذِكْرَى" [الآية: 46] فنافع والحلواني عن هشام وأبو جعفر بغير تنوين مضافا للبيان؛ لأن الخالصة تكون ذكرى وغير ذكرى كما في بشهاب قبس, ويجوز أن تكون مصدرا كالعاقبة بمعنى الإخلاص وأضيف لفاعله أي: بأن خلصت لهم ذكرى الدار الآخرة أو لمفعوله والفاعل محذوف أي: بأن أخلصوا ذكرى الدار وتناسوا ذكرى الدنيا، والباقون بالتنوين وعدم الإضافة وذكرى بدل فهو جر أي: خصصناهم بذكر معادهم أو بأن يثني عليهم في الدنيا وعلى جعل خالصة مصدرا يكون ذكرى منصوبا به أو خبرا لمحذوف أو منصوبا بأعني, وبذلك قرأ الداجوني عن هشام, وأمال "ذكرى الدار" وصلا السوسي بخلفه, وأمال "الدار" و"الأخبار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي، وقللهما الأزرق، وقرأ "واليسع" بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء بعدها حمزة والكسائي وخلف، وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها وفتح الياء ومر بالأنعام، وقرأ "متكين" بحذف الهمزة أبو جعفر ووقف عليه حمزة كذلك وبالتسهيل كالياء واختلف في "هذا ما توعدون" هنا وق فابن كثير بالياء من تحت فيهما على الغيب، وافقه ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو بالغيب هنا فقط، وافقه اليزيدي، والباقون بالخطاب فيهما وبه قرأ عمرو وفي ق، وافقه اليزيدي, واختلف فيه "غساق" هنا, وفي النبأ فحفص وحمزة والكسائي وخلف بتشديد السين فيهما صفة كالضراب مبالغة؛ لأن فعالا في الصفات أغلب منه في الأسماء فموصوفه محذوف، وافقهم الأعمش، والباقون بالتخفيف فيهما اسم لا صفة؛ لأن فعالا مخففا في الأسماء كالعذاب أغلب منه في الصفات وهو الزمهرير أو صديد أهل النار أو القيح يسيل منهم فيسقونه، وعن الحسن عذاب لا يعلمه إلا الله تعالى إذ الناس أخفوا لله طاعة فأخفى لهم ثوابا في قوله تعالى: فلا تعلم نفس ما أخفي, إلخ وأخفوا معصية فأخفى لهم عقوبة.
واختلف في "وَآخَر" [الآية: 58] فأبو عمرو ويعقوب بضم الهمزة مقصورة1 جمع أخرى كالكبرى, والكبر لا ينصرف للعدل عن قياسه والوصف وهو مبتدأ ومن شكله في موضع الصفة, وأزواج بمعنى أجناس خبرا وصفة والخبر محذوف أي: لهم أو أزواج مبتدأ ومن شكله خبره والجملة خبر آخر، وافقهما اليزيدي، والباقون بالفتح والمد على الإفراد لا ينصرف أيضا للوزن الغالب والصفة.
وأمال "من الأشرار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف عن نفسه، وقلله الأزرق وأما حمزة فعنه الإمالة الكبرى والصغرى من روايتيه وعنه الفتح من رواية خلاد ومر تفصيله في باب الإمالة كآل عمران.
واختلف في "أَتَّخَذْنَاهُم" [الآية: 63] فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب
__________
1 أي: "وآخر". [أ] .(1/478)
وخلف بوصل الهمزة بما قبلها ويبتدأ لهم بكسر همزة على الخبر, وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لرجالا وأم منقطعة أي: بل أزاغت كقولك إنها لا بل أم شاء أي: بل شاء، وافقهم الأعمش واليزيدي، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وصلا وابتداء على الاستفهام وأم متصلة لتقدم الهمزة، وقرأ "سُخْرِيًّا" بضم السين نافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف، والباقون بكسرها وسبق مبينا بالمؤمنين, ومر اتفاقهم على عدم إمالة "زاغت" "وحكم" الوقف لحمزة وهشام على "نبؤ عظيم" تقدم في نبؤ الخصم أول السورة وفتح ياء "ما كان لي من" حفص.
واختلف في "ألا إنَّمَا أَنَا" [الآية: 70] فأبو جعفر بكسر الهمزة من "إنما" على الحكاية أي: ما يوحى إلى إلا هذه الجملة، والباقون بفتحها على أنها وما في حيزها نائب الفاعل أي: ما يوحى إلى إلا الإنذار أي: إلا كوني نذيرا مبينا ويحتمل أن يكون نصب أو جر بعد إسقاط لام العلة ونائب الفاعل حينئذ الجار والمجرور أي: ما يوحى إلي إلا للإنذار، وعن ابن محيصن "بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْت" بوصل الهمزة على الخبر أو حذفت همزة الاستفهام لدلالة أم عليها, والجمهور بالقطع والفتح في الحالين استفهام إنكار وتوبيخ فأم متصلة عادلت الهمزة، وافقهم ابن محيصن من المفردة ويبتدئ على القراءة الأولى بالكسر وفتح ياء "لَعْنَتِي إِلَى" نافع وأبو جعفر.
وقرأ "الْمُخْلَصِين" [الآية: 83] بفتح اللام نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ومر بيوسف.
واختلف في "قَالَ فَالْحَق" [الآية: 84] فعاصم وحمزة وخلف بالرفع على الابتداء ولأملأن خبره أو مني أو قسمي أو يميني أو على الخبرية أي: أنا الحق أو قولي الحق، وعن المطوعي رفعهما فالأول على ما مر والثاني بالابتداء وخبره الجملة بعده على غير التقدير الأول, وقولي أو نحوه عليه وحذف العائد على الأول كقراءة ابن عامر وكل وعد الله الحسنى، والباقون بنصبهما فالأول إما مفعول مطلق أي: أحق الحق أو مقسم به حذف منه حرف القسم فانتصب, ولأملأن جواب القسم ويكون قوله والحق أقول معترضا أو على الإغراء أي: الزموا الحق والثاني منصوب بأقول بعده وسهل الهمزة الثانية من "لأملأن" الأصبهاني ويوقف عليه لحمزة بتخفيف الأولى وتسهيلها مع تسهيل الثانية.
المرسوم كتبوا أولي الأيدي بالياء وفي مصحف عثمان الخاص كما قال أبو عبيدة ولا تحين التاء متصلة بحين وباقي الرسوم بالفصل بل أنكر الأول, واتفقوا على كتابة نبؤا عظيم بواو وألف وكذا نبؤا الخصم في بعض المصاحف. ياءات الإضافة ست: "وَلِيَ نَعْجَة" [الآية: 23] "إِنِّي أَحْبَبْت" [الآية: 35] "بَعْدِي إِنَّك" [الآية: 35] "لَعْنَتِي إِلَى" [الآية: 78] "لِي مِن" [الآية: 69] "مَسَّنِيَ الشَّيْطَان" [الآية: 41] وزائدتان: "عقاب" [الآية: 14] "وعذاب" [الآية: 8] .(1/479)
سورة الزمر:
مكية1 قيل إلا الله الذي نزل, وقيل يا عبادي الذين, وآيها سبعون وثنتان حجازي وبصري وثلاث شامي وخمس كوفي خلافها سبع فيه يختلفون تركها كوفي وعدله ديني وفما له من هاد الثاني وفسوف تعلمون مخلصا له الدين الثاني كوفي ودمشقي فبشر عباد تركها مكي ومدني أول وعدا تجري من تحتها الأنهار. مشبه الفاصلة خمس: الدين الخالص, بما كنتم تعملون, كلمة العذاب, متشاكسون حين. وعكسه موضع له الدين الأولى. القراءات أمال "زلفى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وكذا "لاصطفى" لغير أبي عمرو فإنه يفتحها مع الباقين.
وقرأ في "بُطُونِ إِمَّهَاتِكُم" [الآية: 6] بكسر الهمزة والكسائي وزاد حمزة كسر الميم وهذا في الدرج أما في الابتداء فلا خلاف في ضم الهمزة وفتح الميم كما مر بالنساء, وأمال "فإني" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو وكذا "يرضى" غير الدوري المذكور فإنه بفتحها، وقرأ "يَرْضَه" [الآية: 7] باختلاس ضمة الهاء نافع وحفص وحمزة ويعقوب, واختلف فيه عن ابن ذكوان وابن وردان والثاني لهما الإشباع، وقرأ السوسي بسكون الهاء, واختلف فيه أعني الإسكان عن الدوري وهشام وأبي بكر وابن جماز والثاني للدوري وابن جماز الإشباع والثاني لهشام وأبي بكر الاختلاس، والباقون وهم ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه بالإشباع فتلخص لنافع وحفص وحمزة ويعقوب الاختلاس فقط, ولابن كثير والكسائي وخلف الإشباع فقط, وللسوسي الإسكان فقط, وللدوري وابن جماز الإسكان والإشباع, ولهشام وأبي بكر الإسكان والاختلاس, ولابن ذكوان وابن وردان الاختلاس والإشباع, ومر الخلف للأزرق في ترقيق "وزر" والوجهان له في جامع القرآن، وقرأ "لِيُضِلَّ عَن" [الآية: 8] بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس بخلف واختلف في "أَمَّنْ هُو" [الآية: 9] فنافع وابن كثير وحمزة بتخفيف الميم2 على أنها موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام التقريري ويقدر معادل دل عليه هل يستوي أي: أمن هو قانت إلخ كمن جعل الله أندادا، وافقهم الأعمش.
__________
1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25"، 2/ 1270". [أ] .
2 أي: "أَمَنْ". [أ] .(1/480)
والباقون بالتشديد فهي أم المتصلة دخلت على من الموصولة أيضا, والمعادل محذوف قبلها أي: هذا الكافر خير أم الذي هو قانت, لكن تعقبه أبو حيان بأن حذف المعادل الأول يحتاج إلى سماع, ولذا قيل إنها منقطعة, والتقدير بل أم من هو قانت كغيره, واتفقوا على حذف الياء من "يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا" [الآية: 10] إلا ما انفرد به أبو العلاء عن رويس من إثباتها وقفا فخالف سائر الناس كما مر في المرسوم وفتح ياء "إِنِّي أُمِرْت" [الآية: 11] نافع وأبو جعفر و"إِنِّي أَخَاف" [الآية: 13] نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وأما "يَا عِبَادِ فَاتَّقُون" فأثبت الياء في الحالين من فاتقون يعقوب بكماله, واختلف عن رويس في يا عباد فجمهور العراقيين على إثباتها عنه كذلك والآخرون على الحذف وهو القياس, فإنه قاعدة الاسم المنادى, وأثبت ياء "فَبَشِّرْ عِبَاد" وصلا مفتوحة السوسي بخلف, واختلف المثبتون عنه في الوقف فأثبتها عنه الجمهور منهم فيه وحذفها آخرون, أما من حذفها وصلا فيحذفها وقفا قطعا فتحصل للسوسي ثلاثة أوجه: الإثبات في الحالين والحذف فيهما, والإثبات وصلا مفتوحة لا وقفا, والثلاثة في الطيبة, ووقف عليها يعقوب بالياء على أصله، والباقون بالحذف في الحالين، وقرأ أبو جعفر "لكن" بتشديد النون فالذين بعده موضعه نصب كما مر بآل عمران, ووقف على "من هاد" بالياء ابن كثير، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس, وأدغم دال "ولقد ضربنا" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ ابن كثير "قرانا" بالنقل واختلف في "وَرَجُلًا سَلَمًا" [الآية: 29] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالألف وكسر اللام1 اسم فاعل أي: خالصا من الشركة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بفتح السين واللام بلا ألف مصدر وصف به مبالغة في الخلوص من الشركة وعن ابن محيصن والحسن "إنك مائت, وإنهم مائتون" بألف بعد الميم وبعدهما همزة مكسورة فيهما, وأدغم ذال "إذ جاءه" أبو عمرو وهشام, واختلف في "بِكَافٍ عَبْدَه" [الآية: 36] فحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف "عِبَادِه" بألف على الجمع على إرادة الأنبياء والمطيعين من المؤمنين، وافقهم الأعمش، والباقون بغير ألف أي: كافيك يا محمد أمر الكفار فالمفعول الثاني فيهما محذوف, ووقف ابن كثير على من "هاد" بالياء، وقرأ "قل أفرأيتم" بتسهيل الثانية قالون وورش, وللأزرق عنه أيضا إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين وحذفها الكسائي كما مر بالأنعام وغيرها "وسكن" ياء "إن أرادني الله" حمزة, واختلف في "كاشفات ضره" [الآية: 38] و"مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِه" [الآية: 38] فأبو عمرو ويعقوب بتنوين "كاشفات، وممسكات" ونصب "ضره، ورحمته" اسم فاعل بشرطه فيعمل عمل فعله ويتعدى لواحد لنفسه وإلى آخر بعن أي: عني، وافقهم اليزيدي والحسن وابن محيصن من المفردة، والباقون بغير تنوين فيهما وجر ضره ورحمته على الإضافة اللفظية, وعن ابن محيصن من المبهج تسكين ياء
__________
1 أي: "سالما". [أ] .(1/481)
"حَسْبِيَ اللَّه"، وقرأ "مكاناتكم" بالجمع أبو بكر, واختلف في "قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت" [الآية: 42] فحمزة والكسائي وخلف بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء1 مبنيا للمفعول و"الموت" بالرفع نائب الفاعل، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح القاف والضاد مبنيا للفاعل والموت بالنصب مفعوله, وللأزرق فيه الفتح والتقليل، وقرأ "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 44] بالبناء للفاعل يعقوب ويوقف لحمزة على "اشمأزت" بالتسهيل بين بين فقط, وحكى إبدالها ألفا وحذفها وهما ضعيفان وفتح "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وسكنها الباقون، وقرأ "لا تَقْنَطُوا" [الآية: 53] بكسر النون أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف, والباقون بفتحها ومر بالحجر.
واختلف في "يَا حَسْرَتَى" [الآية: 56] فأبو جعفر بألف بعد التاء وياء بعدها مفتوحة2 من رواية ابن جماز, واختلف عن ابن وردان في إسكان الياء وفتحها وكلاهما صحيح عنه كما في النشر جمعا بين العوض والمعوض عنه, أو أنه تثنية حسرة مضاف لياء المتكلم وعورض بأنه كان ينبغي أن يقال حسرتي بإدغام ياء النصب في باء الإضافة, ويجوز أن يكون راعى لغة من يقول رأيت الزيدان، وعن الحسن يا حسرتي بكسر التاء وياء بعدها، والباقون بالتاء المفتوحة وبعدها ألف بدل من ياء الإضافة, ووقف عليها بهاء السكت بعد الألف رويس بخلفه, وأمالها حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما "ترى العذاب" وصلا السوسي بخلفه.
وأمال "بلى" شعبة بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وصححهما عنه في النشر وإن قصر في طيبته الخلاف على الدوري "وأدغم" دال "قد جاءتك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وعن الحسن "قَدْ جَاءَتْك" بوزن جعتك فيحتمل أن يكون قصرا كقراءة قنبل أن راه.
وأمال "ترى الذين" وصلا السوسي بخلفه، وقرأ "وَيُنَجِّي اللَّه" بتخفيف الجيم مع سكون النون روح وحده كما مر بالأنعام3 [الآية: 205] .
واختلف في "بِمَفَازَتِهِم" [الآية: 61] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالألف على الجمع4، وافقهم الأعمش، والباقون بغير ألف على التوحيد.
واختلف في "تَأْمُرُونِّي" [الآية: 64] فنافع وأبو جعفر بنون خفيفة على حذف إحدى النونين5 والمختار مذهب سيبويه أنها نون الرفع, وقيل نون الوقاية وكلاهما فتح الياء، وقرأ ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان بنونين خفيفتين مفتوحة فمكسورة على الأصل6 وهو الذي عليه أكثر الرواة عن ابن ذكوان من طريقيه ورواه ابن شاذان عن زيد.
__________
1أي: "قُضِي". [أ] .
2 أي: "يا حسرتاي". [أ] .
3 انظر الصفحة: "260". [أ] .
4 أي: "بمفازاتهم". [أ] .
5 أي: "تأمروني". [أ] .
6 أي: "تأمرونني". [أ] .(1/482)
عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بنون واحدة مخففة كنافع, وكذا رواه ابن هارون عن الأخفش, وتقدم لابن عامر سكون الياء، والباقون بنون مشددة أدغمت نون الرفع في نون الوقاية وفتح الياء منهم ابن كثير، وعن المطوعي "حَقَّ قَدْرِه" بفتح الدال من التقدير، وعن الحسن "قبضته" بالنصب على الظرفية بتقدير في, وتقدم عنه "الصور" بفتح الواو.
وقرأ بإشمام "جيء" و"سيق" و"قيل" هشام والكسائي ورويس، وافقهم ابن ذكوان في سيق "ويوقف" لحمزة وهشام بخلقه على جيء ونحوه كسيء بالنقل على القياس, ثم تسكن الياء بالإدغام أيضا إجراء للأصلي مجرى الزائد، وقرأ "بالنبيين" بالهمز نافع1.
واختلف في "فتحت" [الآية: 71، 73] معا هنا وفي [النبأ الآية: 19] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف التاء في الثلاثة، وافقهم الأعمش، والباقون بالتشديد2 على التكثير, ومر قريبا إمالة "بلى".
وأمال "وترى الملائكة" وصلا السوسي بخلفه.
المرسوم في بعض المصاحف بكاف عباده بإثبات ألف عباده وفي الشامي تأمرونني بنونين, وفي مصاحف الأندلسيين وجايء بالنبيين بزيادة ألف بين الجيم والياء واعتمادهم فيها على المصحف المدني العام, واتفقوا على الياء في: أفمن يتقي وإن الله هداني, وعلى كتابة يحسرتي بياء بدل الألف, وكتب أمن هو بميم واحدة, واختلفوا في قطع فيما في الموضعين فيما هم فيه وفيما كانوا فيه. ياءات الإضافة ست: "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 13] "إِنِّي أُمِرْت" [الآية: 11] "عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" [الآية: 53] "تَأْمُرُونِّي أَعْبُد" [الآية: 64] "أَرَادَنِيَ اللَّه" [الآية: 38] "حسبي الله" [الآية: 38] عن ابن محيصن كما مر. الزوائد ثلاث: "يَا عِبَادِ فَاتَّقُون" [الآية: 16] "فَبَشِّرْ عِبَاد" [الآية: 17] .
__________
1 أي: "النبيئين". [أ] .
2 أي: "فُتِّحت". [أ] .(1/483)
سورة المؤمن 1:
مكية2 وآيها ثمانون وثنتان بصري وأربع حجازي وحمصي وخمس كوفي وست دمشقي, خلافها تسع حم كوفي وترك كاظمين يوم التلاق تركها دمشق وعد بارزون إسرائيل الكتاب غير مدني أخير وبصري الأعمى والبصير دمشقي ومدني أخير يسحبون كوفي ومدني أخير في الحميم مكي ومدني أول كنتم تشركون كوفي ودمشقي. "مشبه الفاصلة" ثمانية: شديد العقاب, له الدين, معا لدى الحناجر, من حميم ولا شفيع, وهامان وقارون مدبرين يتحاجون في النار والسلاسل وعكسه موضعان يطاع يقول الإشهاد. القراءات أمال الحاء من "حم" في السور السبع ابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق واختلف عن أبي عمرو فقللها عنه صاحب التيسير والشاطبية وسائر المغاربة, وفتحها عنه صاحب المبهج والمستنير وسائر العراقيين والوجهان في الطيبة, وسكت أبو جعفر على الحاء والميم في كلها, وأظهر ذال "فَأَخَذْتُهُم" وابن كثير وحفص ورويس بخلفه, وأثبت الياء في "عقاب" [الآية: 5] في الحالين يعقوب3، وقرأ "كَلِمَات" [الآية: 6] بالتوحيد4 ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف ومر بالأنعام، وقرأ "وقهم" في الموضعين بضم الهاء رويس بخلفه كما مر في الفاتحة وحكم الميم مع الهاء في الثاني وهو وقهم السيآت وصلا وقع التنبيه عليه غير مرة, وأدغم ذال "إذ تدعون" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ "وَيُنَزِّل" [الآية: 13] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب5، وعن الحسن "لينذر" بالتاء الفوقانية, وأثبت الياء في "التلاق" و"التناد" وصلا فقط ورش وابن وردان وفي الحالين ابن كثير ويعقوب, وأما ذكر الخلاف فيهما لقالون الذي أثبته في التيسير وتبعه الشاطبي فتقدم أنه انفرادة لفارس من قراءته على عبد الباقي, قال في النشر: ولا أعلمه يعني الخلاف عن قالون ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط ولا عن الحلواني, وأطال في بيان ذلك, ولذا حكاه في طيبته بصيغة التمريض فقال: وقيل الخلف "بر" وأمال "لا يخفى" حمزة والكسائي
__________
1 واسمها في المصاحف الحديثة الطبع "غافر". [أ] .
2 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
3 أي: في حال الوصل وفي حال الوقف. [أ] .
4 أي: "كلمة". [أ] .
5 الباقون: "يُنَزِّل". [أ] .(1/484)
وخلف، وقلله الأزرق بخلفه, وأمال "القهار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وحمزة بخلفه وحمزة وهو الذي في الشاطبية كأصلها وفاقا لجميع المغاربة, وفتحه له العراقيون قاطبة.
واختلف في "وَالَّذِينَ يَدْعُون" [الآية: 20] فنافع وهشام وابن ذكوان بخلفه بالخطاب على الالتفات أو إضمار قل وهو رواية المطوعي عن الصوري، وعن ابن ذكوان, وكذا رواه أبو الفضل والصيدلاني وسلامة عن الأخفش عن ابن ذكوان ورواه الجمهور عن الصوري والأخفش بالغيب, وبه قرأ الباقون.
واختلف في "أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّة" [الآية: 21] الأول فابن عامر منكم بالكاف موضع الهاء التفاتا إلى الخطاب، والباقون منهم بضمير الغيب لقوله: أو لم يسيروا، ووقف على "واق" و"هاد" بالياء ابن كثير, واتفقوا على تنوينه وصلا، وقرأ "رسلهم" بإسكان السين أبو عمرو, وفتح ياء "ذروني أقتل" ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير "وفتح" ياء "إني أخاف" الثلاثة نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر.
واختلف في "وَأنْ يَظْهَر" [الآية: 26] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بواو النسق ويظهر بضم الياء وكسر الهاء من أظهر معدى ظهر وفاعله ضمير موسى عليه الصلاة والسلام و"الفساد" بالنصب على المفعول به، وافقهم اليزيدي، وقرأ ابن كثير وابن عامر بواو النسق أيضا "يظهر" بفتح الياء والهاء من ظهر لازم "فالفساد" بالرفع فاعله، وافقهما ابن محيصن.
وقرأ حفص ويعقوب "أو أن" بزيادة همزة مفتوحة قبل الواو مع سكون الواو على أنها أو الإبهامية التي لأحد الشيئين و"يظهر" بضم الياء وكسر الهاء ونصب "الفساد".
وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف "بأو" أيضا و"يظهر" بفتح الياء والهاء ورفع "الفساد"، وافقهم الأعمش والحسن "وأظهر" ذال "عذت" نافع وابن كثير وهشام بخلفه وابن ذكوان وعاصم ويعقوب "وأدغم" دال "وقد جاءكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, ومر قريبا "إني أخاف" معا وكذا التناد وهاد، وعن الأعمش "ثمود" بالجر والتنوين.
واختلف في "عَلَى كُلِّ قَلْب" [الآية: 35] فأبو عمرو وابن عامر بخلفه بالتنوين في الياء الموحدة على قطع قلب عن الإضافة, وجعل التكبر والجبروت صفته إذ هو منبعهما, وقال الجعبري: وتبعه النويري؛ لأنه أي: القلب مدير الجسد والنفس مركزه لا القلب خلافا لمدعيه، وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة وهي رواية هشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الأخفش, وروى الحلواني عن هشام والصوري عن ابن ذكوان بغير تنوين, وبه قرأ الباقون بإضافة قلب إلى ما بعده أي: على كل قلب كل شخص متكبر, وفتح ياء "لعلي أبلغ" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر.(1/485)
واختلف في "فَأطَّلَع" [الآية: 37] فحفص بنصب العين بتقدير أن بعد الأمر في ابن لي, وقيل في جواب الترجي في لعلي حملا على التمني على مذهب الكوفيين, أما البصريون فيمنعون، والباقون بالرفع عطفا على أبلغ، وقرأ "وصد" بضم الصاد عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، والباقون بالفتح وسبق بالرعد, وأثبت الياء في "اتبعوني أهدكم" وصلا قالون والأصبهاني وأبو عمرو وأبو جعفر, وفي الحالين ابن كثير ويعقوب, ومر نظير "القرار" وبآل عمران في الإبرار وبـ"ص" في الإشرار، وقرأ "يدخلون" بضم الياء وفتح الحاء مبنيا للمفعول ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب, ومر بالنساء, وفتح ياء "ما لي أدعوكم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وهشام وأبو جعفر، وقرأ "وأنا أدعوكم" بإثبات الألف نافع وأبو جعفر، وقرأ "لا جرم" بالمد المتوسط حمزة بخلفه "وفتح" ياء "أمري إلى الله" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.
وأمال "فوقيه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في "الساعة أدخلوا" فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر بوصل همزة أدخلو وضم الخاء أمرا من دخل الثلاثي والواو ضمير آل فرعون ونصب آل على النداء والابتداء بهمزة مضمومة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الخاء أمر للخزنة من أدخل رباعيا معدى لاثنين وهما آل وأشد, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "فيقول الضعفاء" ومثله "وما دعؤا الكافرين" باثني عشر وجها مبينة أول الأنفال، وقرأ "رسلكم" بسكون السين أبو عمرو وكذا "رسلنا" و"رسلهم" وأمال "بلى" شعبة بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وصححهما عنه في النشر, وقصر الخلاف في طيبته على الدوري، وقرأ "يوم لا ينفع" بالتذكير نافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ومر بالروم، وقرأ "إسرائل" بالتسهيل أبو جعفر ومر بأول البقرة مع خلف الأزرق في مده كوقف حمزة عليه "ورقق" الأزرق راء "كبر ما هم" فيما نص عليه الداني والشاطبي وابن بليمة وفخمه عنه مكي في جماعة ومثله عشرون "ويوقف" لحمزة وهشام بخلف على "المسيء" بالنقل وبالإدغام إجراء للياء الأصلية مجرى الزائد, ويجوز الروم والإشمام مع كل منهما تصير ستة.
واختلف في "ما يتذكرون" [الآية: 58] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتاءين من فوق على الخطاب1، وافقهم الأعمش، والباقون بالياء من تحت وتاء من فوق على الغيب، وقرأ "لا ريب" بالمد المتوسط حمزة بخلفه وفتح ياء "ادعوني أستجب" ابن كثير فقط، وقرأ "سيدخلون" [الآية: 60] بضم الياء وفتح الخاء ابن كثير وأبو بكر بخلفه وأبو جعفر ورويس كما مر في النساء, والوجهان عن أبي بكر من طريق يحيى بن آدم وروى عنه العليمي بالفتح الياء والضم للخاء كالباقين2.
__________
1 أي: "تَتَذَكَّرون". [أ] .
2 أي: "سَيْدخُلُون". [أ] .(1/486)
وأمال "فأني" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما، وعن الحسن والأعمش "صوركم" بكسر الصاد فرارا من الضمة قبل الواو، وعن ابن محيصن والحسن تسكين "جاءني البينات" وضم شين "شيوخا" نافع وأبو عمرو وهشام وحفص وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه, ومر بالبقرة كنصب "فيكون" لابن عامر، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس، وقرأ "فإلينا يرجعون" بفتح الياء وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب, وتقدم نظير "جاء أمر الله" من حيث الهمزتان بهود وغيرها, وأبدل همز "بأسنا" أبو عمرو بخلفه كوقف حمزة, ووقف على "سنت"1 بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
المرسوم أشد منهم في الشامي بالكاف, وفي غيره بالهاء, وكتب في الكوفي: أو أن يظهر بألف قبل الواو, وروى نافع كغيره حذف ألف كلمت ربك على الذين كفروا, واتفقوا على رسم: فيقول الضعفؤا بواو وألف بعدها مع حذف الألف قبلها, وكذا وما دعؤا الكافرين وعلى كتابة إلى النجوة بواو بدل الألف, واتفقوا على قطع يوم هم بارزون وعلى كتابة سنت آخر السورة, وهي: سنت الله التي قد خلت في عباده بالتاء, واختلف في حقت كلمت ربك ففي أكثر المصاحف بالتاء. ياءات الإضافة تسع: "إِنِّي أَخَافُ" [الآية: 26، 30، 32] في ثلاثة "ذَرُونِي أَقْتُل" [الآية: 26] "ادْعُونِي أَسْتَجِب" [الآية: 60] "لَعَلِّي أَبْلُغُ" [الآية: 36] "مَا لِي أَدْعُوكُم" [الآية: 41] "أَمْرِي إِلَى اللَّه" [الآية: 44] "جَاءَنِيَ الْبَيِّنَات" [الآية: 28] لابن محيصن والحسن, والزوائد أربع: "عقاب" [الآية: 5] "التلاق" [الآية: 15] "والتناد" [الآية: 32] "اتَّبِعُونِ أَهْدِكُم" [الآية: 38] .
__________
1 أي: "سنة". [أ] .(1/487)
سورة فصلت:
مكية1 وآيها خمسون وثنتان بصري وشامي وثلاث حجازي وأربع كوفي خلافها اثنان حم كوفي وعاد وثمود حجازي وكوفي. مشبه الفاصلة موضعان: عذابا شديدا, هدى وشفاء. القراءات تقدم أول غافر إمالة "حم" وسكت أبي جعفر على حرفها، وقرأ ابن كثير وقرآنا بالنقل, وأمال "آذاننا" الدوري عن الكسائي، وعن المطوعي "قل إنما" بفتح القاف وألف بعدها فعلا ماضيا, وعنه أيضا "يوحي" بكسر، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل, واختلف عن هشام فجمهور المغاربة عنه على التسهيل مع الفصل, وجمهور العراقيين عنه على التحقيق مع الفصل وعدمه, وذهب جماعة إلى الفصل عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فهو من جملة السبعة المتقدم بيانها,، والباقون بالتحقيق مع عدم الفصل.
واختلف في "سواء" [الآية: 10] فأبو جعفر بالرفع خبر المبتدأ مضمر أي: هي سواء، وقرأ يعقوب بالجر صفة للمضاف أو المضاف إليه، وافقه الحسن، والباقون بالنصب على المصدر بفعل مقدر أي: استوت استواء أو على الحال من ضمير أقواتها, وأمال "فقضاهن" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "أوحى" واستوى, وأدغم ذال "إذ جاءتهم" أبو عمرو وهشام, واختلف في "نَحِسَات" [الآية: 16] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بكسر الحاء على القياس؛ لأنه صفة لأيام جمع بالألف والتاء وقياس الصفة من فعل بالكسر، وافقهم الأعمش، والباقون بالسكون مخفف من فعل المكسور ولا حاجة إلى حكاية إمالة فتحة السين من نحسات عن أبي الحارث كما فعل الشاطبي رحمه الله تعالى تبعا لأصله, فإنه لو صح لم يكن من طرقهما ولا من طرقنا كما قاله صاحب النشر رحمه الله تعالى, وأمال "أخرى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "العمى" و"الهدى"، وعن الحسن "وأما ثمود" بفتح الدال بلا تنوين، وافقه المطوعي هنا خاصة بخلفه, وعنه أيضا بالرفع والتنوين، وافقه الشنبوذي فيه, والجمهور على ضم الدال بلا تنوين على الابتداء والجملة بعده خبره وهو متعين عند الجمهور؛ لأن أما لا يليها الابتداء فلا يجوز فيه الاشتغال إلا على قلة كما قاله السمين.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .(1/488)
واختلف في "يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّه" [الآية: 19] فنافع ويعقوب بنون العظمة المفتوحة وضم الشين1 مبنيا للفاعل وأعداء بالنصب مفعول به أي: نحشر نحن، والباقون بياء الغيب مضمومة مع فتح الشين مبنيا للمفعول وأعداء بالرفع على النيابة، وقرأ "ترجعون" بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب، وأمال "أرديكم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه, وكذا "مثوى" وقفا وضم يعقوب الهاء من "أيديهم" ومر حكم الهاء والميم من "عليهم القول" ضما وكسرا وأبدل الهمزة الثانية واوا مفتوحة من "جزاء أعداء" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وقرأ "أرنا" بإسكان الراء ابن كثير وأبو عمرو بخلفه وهشام في غير رواية الداجوني وابن ذكوان وأبو بكر ويعقوب, والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه الاختلاس، والباقون بالكسر ومنهم هشام في وجهه الثاني وقصر في الأصل هنا نقل الاختلاس على الدوري عن أبي عمرو وفيه نظر, ولعله سبق قلم، وقرأ "للذين" بتشديد النون ابن كثير, وتقدم حكم "عليهم الملائكة" ضما وكسرا للهاء والميم, ويوقف لحمزة على "ما تشتهي أنفسكم" ونحوه المتوسط بغيره المنفصل بعد الياء بالتحقيق, ثم بالسكت على الياء ثم بالنقل ثم بالإدغام, واتفقوا على عدم إمالة "دعا إلى الله" لكونه واويا مرسوما بالألف، وأمال "يلقاها" معا حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه, ويوقف لحمزة على "يسامون" بوجه واحد وهو النقل, وحكى بين بين وهو ضعيف، وأمال "ترى الأرض" وصلا السوسي بخلفه، وقرأ "وربأت" بهمزة قبل التاء أبو جعفر, ومر بأول الحج، وأمال "أحياها" الكسائي، وقللها الأزرق بخلفه، وقرأ "يلحَدُون" بفتح الياء والحاء حمزة، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس، وقرأ "ءأعجمي" [الآية: 44] بهمزتين على الاستفهام مع تسهيل الثانية, والفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وابن ذكوان بخلف عنه في الفصل, والأكثر على عدمه قال في النشر" وقرأت له بكل من الوجهين, وأشار إليه في الطيبة بقوله: أعجمي خلف "مليا"، وقرأ ورش والبزي وحفص بتسهيل الثانية مع القصر وبه قرأ قنبل ورويس في أحد وجهيهما, وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا مع المد على قاعدته، وقرأ قنبل ورويس نفي وجههما الثاني وهشام في أحد أوجهه الثلاثة بهمزة واحدة على الخبر والثاني لهشام بهمزتين مخففة فمسهلة مع المد, والثالث له كذلك لكن مع القصر وبه مع التحقيق, قرأ الباقون وهم أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وروح, وتقدم تفصيل الطرق في الأصول، وأمال "آذانهم" الدوري عن الكسائي, وأمال "عمى", "هدى" وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه.
واختلف في "مِنْ ثَمَرَات" [الآية: 47] فنافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر بالألف على الجميع، وافقهم الحسن، والباقون بغير ألف على التوحيد2 وضم الهاء من "يناديهم" يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "شركائي" ابن كثير وفتح ياء "ربي إن" أبو عمرو
__________
1 أي: "نَحْشُرُ". [أ] .
2 أي: "ثَمَرَة". [أ] .(1/489)
وأبو جعفر ونافع بخلف عن قالون والفتح عن قالون رواية الجمهور, وأطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها والطيبة, وصحح الوجهين في النشر قال: غير أن الفتح عنه أكثر واشهر وأقيس، وقرأ "وناىء" [الآية: 51] بتقديم الألف على الهمزة على وزن جاء ابن ذكوان وأبو جعفر، والباقون بتقديم الهمزة على الألف، وأمال الهمزة والنون معا الكسائي وخلف عن حمزة وعن نفسه، وأمال الهمزة1 فقط خلاد وبالفتح والصغرى الأزرق في الهمزة مع فتح النون وله ثلاثة البدل على ما مر, وأما إمالة الهمزة هنا لأبي بكر وللسوسي في السورتين فانفرداتان لا يقرأ بهما, ولذا أسقطهما من الطيبة كما سبق إيضاحه بالإسراء, ويوقف عليه لحمزة بوجه واحد بين بين ولا يصح سواه كما في النشر, وبه يعلم ما أطلقه في الأصل هنا "و" ضم الهاء من سنريهم يعقوب.
المرسوم كتبوا سبع سموت ونحوه بحذف الألفين نافع عن المدني كغيره من ثمرت بحذف الألف وبالتاء المجرورة, واتفقوا على رسم الهمزة ياء من أئنكم, وعلى قطع أم عن من في أم من يأتي آمنا. ياءات الإضافة ثنتان: من "من شُرَكَائِي" [الآية: 47] "رَبِّي إِن" [الآية: 50] .
__________
1 أي: "ناء ... ". [أ] .(1/490)
سورة الشورى:
مكية1 إلا أربع آيات من قل لا أسئلكم إلى أربع فبالمدينة وآيها تسع وأربعون بصري بخلف وخمسون حجازي ودمشقي وآية حمصي وثلاث كوفي خلافها أربع حم وعسق كالإعلام كوفي وحمصي في اتفاق, وقال أيوب: أبدل بعض البصريين عن كثير الأول بكا لأعلام. مشبه الفاصلة ستة: أن أقيموا الدين, كبر على المشركين, من كتاب, طرف خفي, عليهم حفيظا عقيما. القراءات تسبق حكم إمالة "حم" وسكت أبي جعفر على الحروف الخمسة2, وتقدم التنبيه على إخفاء نون عين عند السين آخر الإدغام الصغير, ولم أر من نبه عليه فلينظر, وفي عين من عسق المد المشبع لأجل الساكن والتوسط لفتح ما قبل الياء مع رعاية الساكن وهما في الشاطبية والقصر إجراء لها مجرى الحروف الصحيحة والثلاثة في الطيبة.
واختلف في "يوحي إليك" [الآية: 3] فابن كثير بفتح الحاء مبنيا للمفعول والنائب إما إليك وإما ضمير يعود إلى ذلك؛ لأنه مبتدأ أي: مثل ذلك الإيحاء يوحي هو إليك كذا في الدر وجعله ضمير المصدر المقدر ضعيف, واسم الله تعالى فاعل بمقدر مفسر, كأنه قيل من يوحي قيل يوحي الله وتالياه صفتاه، وافقه ابن محيصن، والباقون بكسر الحاء مبنيا للفاعل وهو الله تعالى, وإليك في محل النصب أي: مثل ما أوحى إلى الأنبياء المتقدمين صلوات الله على نبينا وعليهم, وقيل في هذه السورة أوحيت إلى كل نبي قبله، وقرأ "يكاد" بالياء على التذكير نافع والكسائي، والباقون بتاء التأنيث.
واختلف في "ينفطرن" [الآية: 5] فأبو عمرو وشعبة ويعقوب بنون ساكنة بعد الياء وكسر الطاء مخففة مضارع انفطر انشق، وافقهم اليزيدي والشنبوذي، والباقون بتاء فوقية مفتوحة مكان النون وفتح الطاء مشددة3 مضارع تفطر تشقق، وقرأ "قرانا" بالنقل ابن كثير ومد "لا ريب" متوسطا حمزة بخلفه، وقرأ "به إبراهيم" بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان، وقرأ "نؤته منها" بإسكان الهاء أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25"، "2/ 1273". [أ] .
2 أي: "ح، م، ع، س، ق". [أ] .
3 أي: "يتفطرن". [أ] .(1/491)
وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب وابن جماز من طريق الهاشمي، وقرأ قالون وهشام من طريق الحلواني بخلفه وابن ذكوان من أكثر طرق الصوري, ويعقوب وابن وردان من باقي طرقه, وابن جماز من طريق الدوري باختلاس كسرة الهاء، والباقون بالإشباع, وبه قرأ هشام من طريق الحلواني فتلخص لهشام ثلاثة: الإسكان والقصر والصلة, ولأبي جعفر وجهان: القصر والإسكان, ولقالون ويعقوب الاختلاس فقط, ولأبي عمرو وأبي بكر وحمزة الإسكان فقط, وللباقين الصلة فقط "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "أم لهم شركؤا" باثني عشر وجها مرت في النظير مما رسم بواو كأنبؤا أول الأنعام، وأمال "ترى الظالمين" وصلا السوسي بخلفه، وقرأ "يَبْشُر" بفتح الياء وسكون الموحدة وضم الشين مخففة من بشر الثلاثي ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي، والباقون بالتشديد للتكثير لا للتعدية, ومر بآل عمران ويوقف للكل على "ويمح الله" بحذف الواو للرسم وما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالوقف بالواو فهو مما انفرد به الداني, ولم يتابع عليه فلا يقرأ به, وكذا ما ذكره من إثبات الواو لقنبل في أحد وجهيه لا يقرأ به ولا يعول عليه, إذ هو مما انفرد به فارس عن ابن شنبوذ عن قنبل فخالف سائر الناس كما في النشر, ولذا أسقط جميع ذلك من الطيبة على عادته, ومثل يمح ويدع الإنسان ويدع الداع بالقمر وسندع بالعلق فالوقف في الكل للكل على الرسم كما مر في بابه.
واختلف في "مَا يَفْعَلُون" [الآية: 25] فحفص وحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بالتاء من فوق، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالياء من تحت وبه قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب، وقرأ "ينزل الغيث" بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، وعن الأعمش "قنطوا" بكسر النون لغة "وضم" الهاء من "فيهما" يعقوب واختلف في "فيما كسبت" [الآية: 30] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بما بغير فاء1 على جعل ما في ما أصابكم موصولة مبتدأ وبما كسبت خبره وعلى جعلها شرطية تكون الفاء محذوفة نحو قوله تعالى: وإن أطعتموهم إنكم، والباقون بالفاء فما شرطية وهو الأظهر أي: فهي بما كسبت أو موصولة, والفاء تدخل في حيز الموصول إذا أجري مجرى الشرط, وأثبت الياء في "الجوار" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب، وأمالها الدوري عن الكسائي وكذا الجوار بالرحمن والتكوير، وقرأ "الريح" [الآية: 23] بالجمع2 نافع وأبو جعفر, واختلف في "وَيَعْلَمُ الَّذِين" [الآية: 35] فنافع وابن عامر وأبو جعفر برفع الميم على القطع والاستئناف بجملة فعلية، والباقون بنصبها قال أبو عبيد: والزجاج على الصرف أي: صرف العطف على اللفظ إلى العطف على المعنى, وذلك أنه لما لم يحسن عطف ويعلم مجزوما على ما قبله, إذ يكون المعنى إن يشاء يعلم عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله بإضمار أن ليكون في تأويل
__________
1 أي: "بما كسَبَت". [أ] .
2 أي: "الرياح". [أ] .(1/492)
مصدر والكوفيون يجعلون الواو نفسها ناصبة, وجعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على علة مقدرة مثل لينتقم ويعلم, واختلف في "كبير الإثم" [الآية: 37] هنا, وفي [النجم الآية: 32] فحمزة والكسائي وخلف "كبير" بكسر الباء بلا ألف ولا همز بوزن قدير على التوحيد في الموضعين على إرادة الجنس، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الباء وألف بعدها, ثم همزة مكسورة فيهما جمع كبيرة, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "وجزاء سيئة" باثني عشر وجها بينت أول الأنعام وغيرها في النظير وسهل الثانية كالياء من "يشاء إناثا" وأبدلها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ونظيره يشاء إنه الآتي قريبا, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "من ورأى" بتسعة أوجه مبينة في النظير من تلقايء بيونس.
واختلف في "أو يرسل، فيوحي" [الآية: 51] فنافع وابن ذكوان بخلف عنه من طريقيه برفع اللام من يرسل وسكون الياء من فيوحي خبر أي: هو يرسل أو مستأنف أو حال عطفا على متعلق من وراءة ووحيا مصدر في موضع الحال عطف عليه ذلك المتعلق, والتقدير إلا موحيا أو مسمعا من وراء حجاب أو مرسلا فيوحي رفع تقديرا بالعطف عليه، والباقون بنصبهما بأن مضمرة وهي ومدخولها عطف على وحيا, وهو حال أي: إلا موحيا أو مرسلا وفيوحي عطف عليه، وقرأ "صراط" بالسين قنبل1 بخلفه ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة.
المرسوم كتب فيما رواه نافع كبير الإثم بحذف الألف, وكذا يسكن الريح, وفي مصاحف المدينة والشام بما كسبت بلا فاء وفي غيرها بها, واتفقوا على رسم من وراي بالياء بعد الألف ويمح الله بحذف الواو وعلى رسم: وجزوا سيئة وأم لهم شركؤا بواو بعد الزاي والكاف وألف بعدها. فيها زائدة: "الجوار" [الآية: 32] .
__________
1 أي: "سراط". [أ] .(1/493)
سور الزخرف
...
سورة الزخرف:
مكية1 وآيها ثمانون وثمان شامي وتسع في الباقي خلافها اثنان حم كوفي مهين حجازي وبصري. "مشبه الفاصلة" واحد عن السبيل, وعكسه اثنان مقرنين قرين. القراءات قد مر ذكر إمالة "حم" كالسكت على حرفيها ونقل "قرانا"، وقرأ "في أم" بكسر الهمزة حمزة والكسائي وصلا فإن ابتدا ضماها كالباقين في الحالين.
واختلف في "إِنْ كُنْتُم" [الآية: 5] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنها شرطية, وإن كان إسرافهم محققا على سبيل المجاز كقول الأجير إن كنت عملت فوفني حقي مع علمه وتحققه لعلة وجوابه مقدر يفسره أفنضرب أي: إن أسرفت نترككم، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالفتح على العلة مفعولا لأجله أي: لأن كنتم، وقرأ "نبيء" بالهمز نافع، وقرأ "يستهزون" بحذف الهمزة وضم الزاي أبو جعفر ومر أول البقرة حكم وقف حمزة عليه.
وأمال "ومضى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وقرأ مهدا بفتح الميم وسكون الهاء مع القصر عاصم وحمزة والكسائي وخلف كما مر بـ"طه"2، وقرأ "ميتا" بتشديد الياء أبو جعفر ومر بالبقرة، وقرأ "تَخْرُجُون" [الآية: 11] بالبناء للفاعل ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وسبق بالأعراف3, وما في الأصل هنا لعله سبق قلم، وقرأ "جُزْء" بضم الزاي أبو بكر، وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وتشديد الزاي, ومر توجيهها بالبقرة ويوقف عليها لحمزة بالنقل فقط, وأما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ وبين بين ضعيف.
واختلف في "يُنَشَّأ" [الآية: 18] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين مضارع نشأ معدى بالتضعيف مبنيا للمفعول أي: يربي، وافقهم الأعمش، وعن الحسن "يُنَاشؤا" بضم الياء والألف بعد النون تخفيف الشين مبنيا للمفعول، والباقون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين4 من نشأ لازم مبني للفاعل.
واختلف في "عِنْدَ الرَّحْمَن" [الآية: 19] فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 انظر ص: "381". [أ] .
3 انظر الصفحة: "280". [أ] .
4 أي: "ينشأ ... ". [أ] .(1/494)
وخلف بالألف بعد الموحدة المفتوحة ورفع الدال1 جمع عبد، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشنبوذي، وعن المطوعي كذلك لكن فتح الدال على إضمار خلقوا، والباقون بالنون الساكنة وفتح الدال بلا ألف ظرفا.
وقرأ "أشهدوا" بهمزتين مفتوحة فمضمومة مسهلة كالواو مع سكون الشين نافع وأبو جعفر فأدخلا همزة التوبيخ على أشهدوا فعلا رباعيا مبنيا للمفعول, وفصل بين الهمزتين بالألف قالون بخلف عنه من طريقيه وأبو جعفر, وقطع بالقصر لقالون أكثر المؤلفين كورش، والباقون بهمزة الاستفهام داخله على شهدوا مفتوح الشين ماضيا مبنيا للفاعل أي: أحضروا، وعن الحسن "شهادتهم" بالجمع.
واختلف في "قُلْ أَوَلَو" [الآية: 24] فابن عامر وحفص "قال" ماضيا، والباقون قل بغير ألف على الأمر.
واختلف في "جِئْتُكُم" [الآية: 24] فأبو جعفر بالنون موضع التاء وألف بعدها على الجمع2، والباقون بتاء المتكلم وكل على أصله من الصلة, وأبدل همزة أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة، وعن المطوعي "إنني" بنون واحدة مشددة دون نون الوقاية3 "بريء" بكسر الراء بعدها ياء فهمزة لغة نجد ويثنى ويجمع ويؤنث, والجمهور إنني بنونين براء بفتح الراء وبعدها ألف فهمزة مصدر يستوي فيه المفرد والمذكر, ومقابلهما يقال نحن البراء منك, ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث كالمصادر في الغالب, وأثبت ياء "سيهدين" في الحالين يعقوب, واتفقوا على بناء الفاعل في "لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون" معا لأنه ليس من رجوع الآخرة ونقل "القران" ابن كثير، وعن ابن محيصن فقط "سخريا" بكسر السين, ووقف على "رحمت" معا بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب، وقرأ "لبيوتهم" معا بضم الياء على الأصل ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب, واختلف في "سقفا" فابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح السين وإسكان القاف بالإفراد على إرادة الجنس، وافقهم الحسن وابن محيصن، والباقون بضمها على الجمع كرهن في جمع رهن، وقرأ "يتكون" بحذف الهمزة وضم الكاف أبو جعفر والوقف لحمزة عليها كيستهزون, ومر واختلف في "لما متاع" فعاصم وحمزة وابن جماز بتشديد الميم بمعنى الأوان نافية, واختلف عن هشام فروى عنه المشارقة وأكثر المغاربة كذلك بالتشديد, وبه قرأ الداني على أبي الحسن, وبالتخفيف قرأ على أبي الفتح من رواية الحلواني وابن عباد عن هشام, وبه قرأ الباقون فإن هي المخففة واللام فارقة كما مر وما مزيدة للتأكيد.
واختلف في "نقيض" فأبو بكر من طريق العليمي ويعقوب بالياء من تحت وكذا رواه خلف والصريفيني عن يحيى، وافقهما المطوعي، والباقون بنون العظمة وهي رواية.
__________
1 أي: "عباد". [أ] .
2 أي: "جئناكم". [أ] .
3 أي: "إني". [أ] .(1/495)
يحيى من سائر طرقه، وقرأ "ويحسبون" معا بفتح السني ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.
واختلف في "جاءنا" [الآية: 38] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر بألف بعد الهمزة1 على التثنية وهما العاشي وقرينه، وافقهم ابن محيصن، والباقون بغير ألف والضمير يعود على لفظ من وهو العاشي، وقرأ "أفأنت" بتسهيل الهمزة الثانية للأصبهاني، وقرأ "نذهبن بك" و"نرينك" بتخفيف النون فيهما رويس, واتفقوا على الوقف له بالألف بعد الباء في نذهبن على الأصل في نون التوكيد الخفيفة كما مر آخر آل عمران، وقرأ "وسل" بالنقل ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه وأسكن سين "رسلنا" أبو عمرو وضم هاء نريهم يعقوب، وقرأ "يا أيه" بضم الهاء وصلا ابن عامر ووقف عليها بالهاء بلا ألف نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وخلف, وفتح ياء الإضافة من "تحتي أفلا" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر واختلف في "أسورة" فحفص ويعقوب بسكون السين بلا ألف جمع سوار كأخمرة وخمار، وافقهما الحسن وهو جمع قلة, وعن المطوعي بفتح السين وألف ورفع الراء2 من غير تاء، والباقون كذلك لكن بفتح الراء وبتاء التأنيث3 على جعل جمع الجمع كأسقية وأساقي أو جمع أساور بمعنى سوار والأصل أساوير عوض عن الياء تاء التأنيث كزنادقة, واختلف في "سلفا" فحمزة والكسائي بضم السين واللام جمع سليف كرغيف ورغف أو جمع سلف كأسد وأسد، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحهما جمعا لسالف كخادم وخدم, وهو في الحقيقة اسم جمع لا جمع, إذ ليس في أبنية التكسير صيغة فعل أو على أنه مصدر يطلق على الجماعة من سلف الرجل يسلف سلفا تقدم, وسلف الرجل آباؤه المتقدمون جمعه أسلاف وسلاف, واختلف في "يصدون" فنافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وخلف عن نفسه بضم الصاد من صد يصد كمد يمد أعرض، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بكسرها كحد يحد ووقع في النويري جعل الكسر لنافع ومن معه والضم للباقين ولعله سبق قلم، وقرأ "أألهتنا" بتسهيل الثانية بين بين نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ورويس, ولم يبدلها أحد من الأزرق بل الكل على تسهيلها عنه لما يلزم من التباس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين وحذف إحداهما، والباقون وهم عاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف بتخفيفهما, واتفقوا على عدم الفصل بينهما بألف قال في النشر: لئلا يصير اللفظ في تقدير أربع ألفات: همزة الاستفهام وألف الفصل وهمزة القطع والمبدلة من الهمزة الساكنة, وهو إفراط ومر إيضاح ذلك في الهمزتين من كلمة وتسهيل همز "اسرائل" مع مده وقصره لأبي جعفر, وعن الأعمش "وإنه لعلم" بفتح العين واللام الثانية أي: شرط وعلامة وأثبت الياء "في اتبعون
__________
1 أي: "جاءانا" [أ] .
2 أي: "أساوِر". [أ]
3 أي: أساورة". [أ] .(1/496)
هذا" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب, وأدغم دال "قد جئتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأثبت الياء في "أطيعون" في الحالين يعقوب وسكن "ياء يا عبادي لا خوف" وصلا ووقفا نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب, وفتحها أبو بكر ورويس من طريق أبي الطيب وسكناها وقفا، والباقون بحذفها في الحالين، وقرأ "لا خوف" بالفتح بلا تنوين يعقوب على لا التبرئة، والباقون بالرفع والتنوين على الابتداء.
واختلف في "ما تشتهي الأنفس" [الآية: 71] فنافع وابن عامر وحفص ويعقوب بهاء بعد الياء1 يعود على ما الموصولة، والباقون بحذفها؛ لأنه مفعول وعائده جائز الحذف كقوله تعالى: أهذا الذي بعث الله رسولا, وأدغم ثاء "أُورِثْتُمُوهَا" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وأدخل في الأصل خلفا في اختياره في المدغمين هنا وفيما مر وفيه نظر, ولعله سبق قلم إذ لا خلاف عنه في الإظهار هنا كالأعراف "تكلمة" لا تنافي بين باء قوله تعالى: بما كنتم تعملون, وباء قوله -صلى الله عليه وسلم: $"لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله" لأن باء الآية سببية وباء الحديث باء المعاوضة, وأما "لقد جئناكم" فنظير قد جئتكم, ومر فتح سين "يحسبون" وتسكين "رسلنا" آنفا كإمالة "بلى" وكذا ضم هاء "لديهم" لحمزة ويعقوب.
واختلف في "ولد" [الآية: 81] فحمزة والكسائي بضم الواو وسكون اللام، والباقون بفتحها وسبق أواخر مريم موجها.
وقرأ بمد "فأنا أول" نافع وأبو جعفر كما في البقرة, واختلف في "يلاقوا" [الآية: 83] هنا و [الطور الآية: 45] و [المعارج الآية: 42] فأبو جعفر بفتح الياء والقاف وسكون اللام بينهما بلا ألف2 في الثلاثة مضارع لقي، وافقه ابن محيصن، والباقون بضم الياء وفتح اللام ثم ألف وضم القاف فيهن من الملاقاة، وافقهم ابن محيصن في الطور من المفردة، وقرأ "في السماء إله" بتسهيل الأولى قالون والبزي, وبتسهيل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس بخلفه, وللأزرق وجه آخر إبدالها ياء ساكنة بلا مد والوجهان لقنبل, وله ثالث وهو إسقاط الأولى وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني والباقي بتحقيقهما.
واختلف في "وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون" فنافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وروح بالخطاب، وافقهم اليزيدي والحسن، والباقون بالغيب ويعقوب على أصله في فتح حرف المضارعة وكسر الجيم على البناء للفاعل3.
__________
1 أي: "تشتهيه". [أ] .
2 أي: "يلقوا". [أ] .
3 أي: "يرجعون". [أ] .(1/497)
وأمال "فأني" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو.
واختلف في "وقيله" [الآية: 88] فعاصم وحمزة بخفض اللام وكسر الهاء مع للصلة بياء عطفا على الساعة أي: وعنده علم قيله أي: قول محمد أو عيسى عليهما الصلاة والسلام, والقول والقال والقيل مصادر بمعنى واحد، وافقهما الأعمش، والباقون بفتح اللام وضم الهاء وصلتها بواو عطفا على محل الساعة أي: وعنده أن يعلم الساعة ويعلم قيله كذ, اأو عطفا على سرهم ونجويهم أو على مفعول يكتبون المحذوف أي: يكتبون ذلك ويكبتون قيله كذا أيضا, أو على مفعول يعلمون المحذوف أي: يعلمون ذلك وقيله أو على أنه مصدر أي: قال قيله أو بإضمار فعل أي: الله يعلم قيل رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم.
واختلف في " فَسَوْفَ يَعْلَمُون" [الآية: 89] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بالخطاب على الالتفات، وافقهم الحسن، والباقون بالغيب.
والمرسوم في العثمانية قرنا هنا ويوسف بغير ألف, وقيل بثبوتها في العراقية, وروى نافع مهدا بغير ألف بعد الهاء, وكذا سورة وفي المدني والشامي ما تشتهيه بهاء بعد الياء والمكي والعراقي بحذفها, وفي المدني والشامي أيضا: يا عبادي لا خوف, بياء وفي المكي والعراقي بحذفها, وفي كل المصاحف حذف ألف عند الرحمن, وكذا يلقوا يومهم في الثلاث, وفي بعض المصاحف أو من ينشؤا بواو وألف بعد الشين, واتفقوا على رسم رحمت ربك معا هنا بالتاء. ياءات الإضافة ثنتان: "تَحْتِي أَفَلا" [الآية: 51] "يا عبادي لا خوف" [الآية: 68] . الزوائد ثلاث: "سَيَهْدِين" [الآية: 27] "وَأَطِيعُون" [الآية: 63] "وَاتَّبِعُونِ هَذَا" [الآية: 61] .(1/498)
سورة الدخان:
مكية1 وآيها خمسون وست حجازي وشامي وسبع بصري وتسع كوفي خلافها أربع حم وليقولون كوفي الزقوم مكي وحمصي ومدني أخير البطون تركها دمشقي ومدني أول, مشبه الفاصلة آيتان: يحيي ويميت بني إسرائيل. القراءات مر حكم "حم" إمالة وسكتا، واختلف في الباء من قوله تعالى: "رَبُّ السَّمَاوَات" [الآية: 7] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف يخفضونها بدلا من ربك أو صفة، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بالرفع على إضمار مبتدأ أي: هو رب أو مبتدأ خبره لا إله إلا هو، وعن ابن محيصن "ربكم ورب" بالجر فيهما على البدل أو النعت لرب السموات.
وأمال "أني" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وأدغم دال "وقد جاءهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "نَبْطُش" [الآية: 16] بضم الطاء أبو جعفر لغة فيه كما مر بالأعراف، وعن الحسن "يبطش" بالياء المضمومة مبنيا للمفعول والبطشة بالرفع على النيابة "وفتح" الياء من "إني أتيكم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وأدغم ذال "عذب" أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف, وأثبت الياء في "ترجمون" و"فاعتزلون" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب, وفتح الياء من "تؤمنوا لي" ورش, واتفقوا على عدم إمالة "فدعا" لكونه واويا مرسوما بالألف.
وقرأ "فأسر" [الآية: 23] بهمزة وصل نافع وابن كثير وأبو جعفر ومر بهود، وقرأ "وعيون" معا بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي، وقرأ "فكهين" بالقصر أبو جعفر, ومر بيس "ومر" حكم الهاء والميم من "عليهم السماء" ضما وكسرا، وقرأ "إسرائل" بتسهيل الثانية أبو جعفر مع المد والقصر كما مر بالبقرة مع خلف الأزرق في مد همزها, ووقف حمزة عليها ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "ما فيه بلؤا" باثني عشر وجها مرت مبينة أول الأنعام, وذلك لرسمه بالواو في جميع المصاحف, ووقف على "شجرت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب، وعن الحسن "كالمهل" بفتح الميم فقط لغة فيه.
__________
1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "2/ 12874". [أ] .(1/499)
واختلف في "تغلي" [الآية: 45] فابن كثير وحفص ورويس بالياء على التذكير وفاعله يعود إلى الطعام، وافقهم ابن محيصن بخلفه، والباقون بالتأنيث والضمير للشجرة.
واختلف في "فَاعْتُلُوه" [الآية: 47] فنافع وابن كثير وابن عامر ويعقوب بضم التاء، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بكسرها لغتان في مضارع عتله ساقه بجفاء وغلظة.
واختلف في "ذُقْ أنَّك" [الآية: 49] فالكسائي بفتح الهمزة على العلة أي: لأنك، وافقه الحسن، والباقون بكسرها على الاستئناف المفيد للعلة فيتحدان أو محكي بالقول المقدر أي: اعتلوه وقولوا له كيت وكيت.
واختلف في "مُقَامٍ أَمِين" [الآية: 51] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بضم الميم الأولى بمعنى الإقامة، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها موضع الإقامة وخرج بقيد أمين, ومقام كريم أول السورة المتفق على فتح ميمه ومر حكم "وعيون" قريبا، وعن ابن محيصن "واستبرق" بوصل الهمزة وفتح قافه بلا تنوين جعله فعلا ماضيا كما قاله أبو حيان.
المرسوم كتبوا "فَأَسْرِ بِعِبَادِي" "بالياء, واتفقوا على رسم "ما فيه بلؤا" بواو بعد اللام ثم ألف, واتفقوا على قطع أن عن لا في "وَأَنْ لا تَعْلُوا". ياءات الإضافة ثنتان: "إِنِّي آتِيكُمْ " [الآية: 19] "تُؤْمِنُوا لِي" [الآية: 21] وزائدتان: "ترجمون" [الآية: 20] "فاعتزلون" [الآية: 21] .(1/500)
سورة الجاثية:
مكية1 وقيل إلا قوله: قل للذين الآية, فمدنية وآيها ثلاثون وست في غير الكوفي وسبع فيه خلافها حم كوفي. "مشبه الفاصلة" واحد هو للذين. القراءات مر حكم إمالة "حم" والسكت على حرفيها2.
واختلف في "آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُون" [الآية: 4] و"آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون" [الآية: 5] الثاني والثالث فحمزة والكسائي ويعقوب بكسر التاء منصوبة فيهما عطفا على اسم إن أي: وإن في خلقكم وإن في اختلاف, والخبر وقوله وفي خلقكم وفي اختلاف, أو كرر آيات تأكيد للأول أي: إن في السموات وفي خلقكم وفي اختلاف الليل لآيات, ويكون في خلقكم عطفا على في السموات كرر معه حرف العطف توكيدا، وافقهم الأعمش، والباقون برفعهما على الابتداء والظرف, قيل هو الخبر وهي حينئذ جملة معطوفة على جملة مؤكدة بأن, ويحتمل أن تكون آيات عطفا على محل أن ومعمولها وهو رفع بالابتداء إن عطفت عطف المفرد, وبتقدير هو أن عطفت عطف الجمل وخرج بالقيد المذكور الأول المتفق على كسره؛ لأنه اسم أن, وأمال فأحيا به الكسائي, وقلله الأزرق بخلفه.
وقرأ "وتصريف الريح" [الآية: 5] بالتوحيد حمزة والكسائي وخلف3، وأبدل همزة فباي ياء مفتوحة الأصبهاني وسهل همزة "كان لم يسمعها" كما سبق في الهمز المفرد4.
واختلف في "وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُون" [الآية: 6] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر وروح بالغيب، وافقهم الحسن واليزيدي، والباقون بتاء الخطاب, وقرأ "هزوا" معا بإبدال الهمزة واوا في الحالين حفص، وقرأ حمزة وخلف بسكون الزاي ويوقف عليه لحمزة بالنقل على القياس وبإبدال الهمزة واوا مفتوحة على الرسم, وأما بين بين والتشديد فكلاهما ضعيف لا يقرأ به.
وقرأ "مِنْ رِجْزٍ أَلِيم" [الآية: 11] برفع الميم نعتا لعذاب ابن كثير وحفص ويعقوب ومر بسبأ، وعن ابن محيصن بخلفه "جميعا منه" بتشديد النون وبعدها تاء تأنيث منونة منصوبة5 مصدر من يمن منة.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 لأبي جعفر "ح، م". [أ] .
3 الباقون: "الرياح". [أ] .
4 انظر الصفحة: "75". [أ] .
5 أي: "مِنَّة". [أ] .(1/501)
واختلف في "لِيَجْزِيَ قَوْمًا" [الآية: 12] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء من تحت مبنيا للفاعل أي: ليجزي الله، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، وقرأ أبو جعفر بالياء المضمومة وفتح الزاي مبنيا للمفعول1 مع نصب "قوما" أي: ليجزي الخير والشر أو الجزاء أي: ما يجزى به لا المصدر فإن الإسناد إليه سيما مع وجود المفعول به ضعيف قاله القاضي, وقيل النائب الظرف وهو بما قاله السمين وفي هذه حجة للأخفش والكوفيين حيث يجوزون نيابة غير المفعول به مع وجوده، والباقون بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل2.
وقرأ "تَرْجِعُون" [الآية: 15] بفتح التاء وكسر الجيم يعقوب, وسهل أبو جعفر همز "إسرائل" ومر أول البقرة خلاف الأزرق في مده، ووقف حمزة عليه كهمزة النبوة لنافع.
وقرأ "سَوَاءً مَحْيَاهُم" [الآية: 21] بالنصب حمزة وحفص والكسائي وخلف وتقدم بالحج, وأمال محياهم الكسائي فقط، وقلله الأزرق بخلفه، وقرأ "أفرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد لأجل الساكن بعدها وحذفها الكسائي, ومر ما فيه بالأنعام وغيرها.
واختلف في "غشاوة" [الآية: 23] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الغين وسكون الشين3 بلا ألف، وافقهم الأعمش وعنه أيضا كسر الغين، والباقون بكسر الغين وفتح الشين وألف بعدها لغتان بمعنى غطاء، وقرأ "تذكرون" بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف, ومر حكم إمالة "الدنيا" غير مرة، وعن الحسن "ما كان حجتهم" بالرفع اسم كان "وإلا أن قالوا" الخبر, والجمهور بالنصب على أنها الخبر وهو الراجح، وقرأ "لا ريب" معا بالمد المتوسط حمزة بخلفه.
واختلف في"كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى" [الآية: 28] فيعقوب بنصب كل على البدل من كل أمة الأولى بدل نكرة موصوفة من مثلها، والباقون بالرفع على الابتداء وتدعى خبرها.
وأمال "تدعى وتتلى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه, وأشم "قيل" هشام والكسائي ورويس.
واختلف في "الساعة" [الآية: 32] فحمزة بالنصب عطفا على وعد الله، وافقه الأعمش، والباقون بالرفع على الابتداء خبره لا ريب فيها أو عطفا على محل إن واسمها أو على المرفوع في حق.
وأمال "وحاق" حمزة ومر حكم "يستهزءون" لأبي جعفر وغيره وأظهر ذال "اتخذتم" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه ومر التنبيه على "هُزْوا"، وقرأ "لا يخرجون" بفتح الياء وضم الراء حمزة والكسائي وخلف ومر بالأعراف4.
__________
1 أي: "ليُجزي". [أ] .
2 أي: "لنَجزي". [أ] .
3 أي: "غَشْوة". [أ] .
4 انظر الصفحة: "280". [أ] .(1/502)
سورة الأحقاف:
مكية1 قيل إلا قل أرأيتم إن كان وفاصبر كما صبر الآيتين فبالمدينة وآيها ثلاثون وأربع في غير الكوفي وخمس فيه خلافا آية حم كوفي. "مشبه الفاصلة" اثنان: عذاب الهون ما يوعدون. القراءات مر حكم إمالة "حم" والسكت عليها2.
وقرأ "أرأيتم" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد, وسهلها الكسائي, وأبدل ورش وأبو عمرو بخلفه, وأبو جعفر الهمزة الساكنة وصلا "من السموات ائتوني" ياء ساكنة أما في الابتداء فالكل بياء ساكنة بعد همزة الوصل مكسورة3، وقرأ بمد "أنا إلا نذير" قالون بخلفه وسهل إسرائل أبو جعفر, ومر أول البقرة خلاف الأزرق في مده كوقف حمزة عليه.
وقرأ "لينذر" [الآية: 12] بالخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام نافع وابن عامر والبزي بخلفه وأبو جعفر ويعقوب وهي رواية النقاش من طريق الشنبوذي, وبه قرأ الداني من طريق أبي ربيعة فإطلاق الخلاف في التيسير خروج عن طريقه كما في النشر، والباقون بالغيب وهي رواية الطبري والفحام والحمامي عن النقاش وابن بنان بضم الباء وبالنون عن أبي ربيعة.
وقرأ "فَلا خَوْفَ عَلَيْهِم" [الآية: 13] بفتح الفاء بلا تنوين وضم الهاء يعقوب.
واختلف في "حسنا" [الآية: 15] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف "إحسانا" بزيادة همزة مكسورة فحاء ساكنة وفتح السين وألف بعدها مصدرا حذف عامله أي: وصيناه أن يحسن إليهما إحسانا, وقيل مفعول به على تضمين وصينا معنى ألزمنا فيتعدى لاثنين إحسانا ثانيهما، وافقهم الأعمش، والباقون بضم الحاء وسكون السين بلا همز ولا ألف مفعولا به على تقدير مضاف وموصوف أي: أمرا ذا حسن, واتفقوا على أن موضع العنكبوت كقفل ومواضع البقرة والنساء والأنعام والإسراء كإكرام.
وقرأ "كرها" [الآية: 15] بفتح الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "ح، م". [أ] .
3 أي: "إيتوني". [أ] .(1/503)
وهشام بخلفه، والباقون بالضم لغتان بمعنى وقيل بالضم المشقة وبالفتح الغلبة والقهر, والضم لهشام من رواية الداجوني من جميع طرقه إلا المفسر, والفتح من رواية الحلواني من جميع طرقه والمفسر عن الداجوني وسبق بالنساء.
واختلف في "وَفِصَالُه" [الآية: 8] فيعقوب بفتح الفاء وسكون الصاد بلا ألف1، وعن الحسن بضم الفاء وألف بعد الصاد2، والباقون كذلك لكن مع كسر الفاء قيل هما مصدران كالعظم والعظام وفتح ياء الإضافة من "أوزعني أن" ورش من طريق الأزرق والبزي.
وأمال "ترضيه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في "نتقبل، ونتجاوز أحسن" [الآية: 16] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب بياء مضمومة في الفعلين3 على البناء للمفعول ورفع "أحسن" على النيابة, وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي، وعن المطوعي فتح الياء من تحت وأحسن بالنصب، والباقون بالنون المفتوحة فيهما مبنيين للفاعل, وأحسن بالنصب على المفعول به.
وقرأ "أف" [الآية: 17] بالكسر للفاء منونة نافع وحفص وأبو جعفر، وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء بلا تنوين، والباقون بكسرها بلا تنوين, ومر بالإسراء4.
واختلف في "أَتَعِدَانِنِي" [الآية: 17] فهشام بنون واحدة مشددة على إدغام نون الرفع في نون الوقاية5, وافقه الحسن وابن محيصن بخلفه، والباقون بنونين مكسورتين خفيفتين نون الرفع فنون الوقاية, ومر ذلك في الإدغام وفتح ياءها نافع وابن كثير وأبو جعفر، وعن الحسن والأعمش "أن أخرج" بالبناء للفاعل.
واختلف في "وَلِيُوَفِّيَهُم" [الآية: 19] فابن كثير وأبو عمرو والحلواني عن هشام وعاصم ويعقوب بالياء من تحت وافقهم الحسن واليزيدي وابن محيصن، والباقون بنون العظمة وهي رواية الداجوني عن هشام.
وقرأ "أَذْهَبْتُم" [الآية: 20] بهمزة واحدة على الخبر أي: فيقال لهم أذهبتم أو على الاستفهام الساقط أداته نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ ابن كثير والداجوني عن هشام من طريق النهرواني ورويس بهمزتين محققة فمسهلة مع عدم الفصل, والثاني لهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني التسهيل مع الفصل, وبه قرأ أبو جعفر, والثالث لهشام التحقيق مع الفصل طريق المفسر، وقرأ ابن ذكوان وروح بتحقيقهما بلا
__________
1 أي: "وفَصْله....". [أ] .
2 أي: "فُصاله". [أ] .
3 أي: "يَتَقَبَّل, ويتجاوز". [أ] .
4 انظر الصفحة: "355". [أ] .
5 أي: "أتعداني ... ". [أ] .(1/504)
فصل، وعن الحسن بهمزة واحدة مع المد للساكنين وفتح "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر، وقرأ أبو عمرو "أبلغكم" بسكون الباء الموحدة وتخفيف اللام كما مر بالأعراف وفتح ياء "ولكني أراكم" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر.
واختلف في "لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُم" [الآية: 25] فعاصم وحمزة ويعقوب وخلف بياء من تحت مضمومة بالبناء للمفعول مساكنهم بالرفع نائب الفاعل، وافقهم الأعمش, وبالإمالة حمزة وخلف على أصلهما، وعن الحسن بضم التاء من فوق1 مبنيا للمفعول "مساكنهم" بالرفع، وعن المطوعي "يرى" كعاصم "مَسْكَنهم" بالتوحيد والرفع, والباقون بفتح التاء "مساكنهم" بالنصب مفعولا به وأبو عمرو والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري بالإمالة وبالصغرى الأزرق.
وأمال "وحاق" حمزة وأدغم لام "بل ضلوا" الكسائي وحده, وأدغم ذال "وإذ صرفنا" أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي ونقل "القران" ابن كثير.
وقرأ "أولياء أولئك" بتسهيل الأولى كالواو قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية كالواو ورش وقنبل من طريق ابن مجاهد وأبو جعفر ورويس بخلفه, وللأزرق أيضا إبدالها واوا ولا يجوز له حينئذ المد كما يجوز له في نحو: آمن لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب لتقدمه على الشرط كما حقق في النشر, وهذا الوجه هو الثاني لقنبل, والثالث له إسقاط الأولى مع المد والقصر, وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني، والباقون بتحقيقهما، وعن الحسن يعي بكسر الياء الثانية, والجمهور على فتحها مضارع عيي يعيى بالفتح فلما دخل الجازم حذف الألف، وقرأ يعقوب "بقادر" يقدر بياء مثناة تحت مفتوحة وإسكان القاف بلا ألف وضم الراء وسبق بـ"يس".
وأمال "بلى" أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله أبو عمرو من روايتيه على ما صححه في النشر وإن قصر الخلف في الطيبة على الدوري، وعن الحسن "بلاغا" بالنصب على المصدر والجمهور بالرفع خبر محذوف أي: تلك الساعة بلاغ, وعنه أيضا "يهلك" بضم الياء وكسر اللام والفاعل الله تعالى، وعن ابن محيصن فتح الياء وكسر اللام من هلك يهلك كيضرب, والجمهور بضم الياء وفتح اللام مبنيا للمفعول.
المرسوم في مصحف الكوفي إحسانا بألف قبل الحاء وأخرى بعد السين, وفي غيره حسنا بحذفهما, وكتبوا أثرة من علم بحذف الألف, وكذا بقدر. ياءات الإضافة أربع: "أَوْزِعْنِي أَن" [الآية: 15] "إني أخاف" [الآية: 21] "وَلَكِنِّي أَرَاكُم" [الآية: 23] "أَتَعِدَانِنِي أَن" [الآية: 17] .
__________
1 أي: "تُرَى". [أ] .(1/505)
سورة محمد "صلى الله عليه وسلم" 1:
مدنية2 عند الأكثر, قيل إلا آية: وكأين من قرية, وقيل مكية وآيها ثلاثون وثمان كوفي وتسع حجازي ودمشقي وأربعون بصري وحمصي خلافها سبع أوزارها غير كوفي وحمصي فضرب الرقاب فشدوا الوثاق لانتصر منهم حمصي وترك بالهم ويثبت أقدامكم وللشاربين بصري معه. "مشبه الفاصلة" سبعة: ينصركم, فتعسا لهم, الذين من قبلهم, دمر الله عليهم, قال آنفا, لأريناكهم, بسيماهم. القراءات عن ابن محيصن "وإما فداء" بغير مد ولا همز, ورويت عن ابن كثير في رواية شبل عنه لغة فيه.
واختلف في "وَالَّذِينَ قُتِلُوا" [الآية: 4] فأبو عمرو وحفص ويعقوب بضم القاف وكسر التاء بلا ألف مبنيا للمفعول، وعن الحسن بفتح القاف وتشديد التاء بلا ألف3، والباقون "قَاتِلُوا" بفتح القاف وتخفيف التاء وألف بينهما من المفاعلة, قيل نزلت في قتلى أحد، وعن ابن محيصن "عرفها" بتخفيف الراء, والجمهور بتشديدها من التعريف ضد الجهل.
وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه, والدوري والكسائي ورويس، وقللهما الأزرق.
وأمال "لا مولى لهم" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه, وكذا "مثوى" وقفا.
وقرأ "وكائن" بألف ممدودة بعد الكاف, ثم همزة مكسورة ابن كثير, وكذا أبو جعفر لكن مع التسهيل بالمد والقصر كما مر بآل عمران مع حكم الوقف عليه.
واختلف في "آسن" [الآية: 15] فابن كثير بغير مد بعد الهمزة صفة مشبهة من أسن الماء بالكسر كحذر يأسن فهو آسن كحذر تغير، وافقه ابن محيصن بخلفه، والباقون بالمد على وزن ضارب آسن فاعل من آسن الماء بالفتح يأسن بالكسر والضم أسونا, وأمال مصفى وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه, واختلف في آنفا فالبزي من قراءة الداني على أبي الفتح عن السامري عن أصحابه عن أبي ربيعة بقصر الهمزة قال في النشر:
__________
1 وذكرها في النشر باسم "سورة القتال". [أ] .
2 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] .
3 أي: "قُتِّلوا". [أ] .(1/506)
وقد انفرد بذلك أبو الفتح فكل أصحاب السامري لم يذكروا القصر عن البزي, ثم قال: وعلى تقدير أن يكونوا رووا القصر فلم يكونوا من طرق التيسير فلا وجه لإدخال هذا الوجه في طرق الشاطبية والتيسير, نعم روى سبط الخياط القصر من طريق النقاش عن أبي ربيعة عن البزي ورواه ابن سوار عن ابن فرح عن البزي, ورواه ابن مجاهد عن نص عن البزي، وافقه ابن محيصن بخلفه، وروى ابن الحباب وسائر أصحاب البزي عنه المد وبه قرأ الباقون, وهما لغتان بمعنى الساعة كحاذر وحذر, إلا أنه لم يستعمل أنهما فعل مجرد بل المستعمل أيتنف يأتنف واستأنف يستأنف قال الجعبري: روي أن المنافقين كانوا يحضرون خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو مجلسه فإذا خرجوا قالوا للصحابة رضي الله تعالى عنهم: أي شيء قال محمد في الساعة المتقدمة استهزاء وإيذانا أنهم يحضرون وقلوبهم غائبة لاهية عن قوله, فعاقبهم الله بالطبع عليها فلن يهتدوا إذا أبدا.
وأمال "زادهم" حمزة وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري والنقاش عن الأخفش.
وأمال "وآتاهم تقواهم" و"وهدى" وقفا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق, وكذا أبو عمرو في تقويهم بالفتح والصغرى كالأزرق, وأما "جاء أشراطها" من حيث الهمزتان فمر غير مرة نحو: تلقاء أصحاب بالأعراف1.
وأمال "فأنى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وأدغم التاء من نزلت سورة "فإذا أنزلت سورة" أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "عَسِيْتم" [الآية: 22] بكسر السين نافع ومر بالبقرة.
واختلف في "إِنْ تَوَلَّيْتُم" [الآية: 22] فرويس بضم التاء والواو وكسر اللام مبنيا للمفعول أي: وإن وليتم أمور الناس, ورويت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبها قرأ علي رضي الله عنه, والباقون بالفتح فيهن2 إما بمعنى الأول أو من الإعراض.
واختلف في "وتقطعوا" [الآية: 22] ويعقوب بفتح التاء وسكون القاف وفتح الطاء مخففة3، وافقه ابن محيصن, والباقون بضم التاء وفتح القاف وكسر الطاء مشددة على التكثير.
وأمال "وأعمى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ونقل "القران" ابن كثير.
واختلف في "وَأُمْلِي لَهُم" [الآية: 25] فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء4 مبنيا للمفعول ونائب الفاعل لهم وقيل ضمير الشيطان، وقرأ يعقوب كذلك لكنه سكن الياء مضارعا أي: وأملي أنا لهم أو ماضيا سكنت ياؤه تخفيفا، وافقه المطوعي
__________
1 انظر الصفحة: "280". [أ] .
2 أي: "تولّيتم". [أ] .
3 أي: "وتَقْطعوا". [أ] .
4 أي: "وأُمْلي". [أ] .(1/507)
والباقون بفتح الهمزة واللام وبالألف مبنيا للفاعل ضمير الشيطان وقيل للباري تعالى.
واختلف في "إسرارهم" [الآية: 26] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة مصدر أسر، وافقهم الأعمش؛ والباقون بالهمزة المفتوحة جمع سر، وعن المطوعي توفيهم بالتذكير بلا تاء، وقرأ "رضوانه" بضم الراء أبو بكر.
واختلف في "ولنبلونكم حتى نعلم، ونبلو" [الآية: 31] فأبو بكر بالياء التحتية في الثلاثة؛ والباقون بنون العظمة واختلف في نبلو فرويس بإسكان الواو تخفيفا أو بتقدير ونحن نبلو, وانفرد به ابن مهران عن روح؛ والباقون بفتحها عطفا على ما قبله.
وقرأ "السِّلْم" [الآية: 35] بكسر السين أبو بكر وحمزة وخلف ومر بالبقرة1، وعن ابن محيصن "ويخرج" بفتح الياء وضم الراء "أضغانكم" بالرفع فاعلا, وأما "ها أنتم" فمن ذكرها غير مرة وحاصل ما في النشر وغيره كما لخصه شيخنا رحمه الله تعالى أن القراء فيه على مذاهب فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر هانتم بإثبات ألف بعد الهاء ثم همزة مسهلة فيصير مدا منفصلا عندهم, ففيه القصر لكلهم والمد لمن يمد منهم كقالون وأبي عمرو, ويتحصل من ها أنتم هؤلاء من جمع المدين المنفصلين ثلاثة أوجه: قصرهما ثم قصر هأنتم ومد هؤلاء لتغير سبب المد في هأنتم ثم مدهما بناء على إجراء المسهلة مجرى المخففة, والأزرق من طرق كتابنا كالنشر ثلاثة أوجه: حذف الألفين مع همزة مسهلة على وزن فعلتم, والثاني إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء فتمد مدا مشبعا مثل أنذرتهم في أحد وجهيه, ويوافقنا في هذين الشاطبي رحمه الله تعالى, والثالث إثبات الألف مع الهمزة المسهلة كقالون, وحينئذ المد المشبع والقصر لتغيير الهمزة كما مر, وللأصبهاني وجهان: حذف الألف مع تسهيل الهمزة وإثباتها كذلك, ويجيء على الثاني المد والقصر كما مر للأزرق، وقرأ البزي بإثبات الألف ثم همزة محققة مع القصر مثل ها أنتم، وقرأ قنبل بوجهين: أحدهما من طرق الكتاب كالنشر كالبزي والثاني من الطرق المذكورة كالشاطبية بحذفها مع همزة محققة مثل فعلتم؛ والباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب بتخفيف الهمزة مع الألف, وهم على مراتبهم في المنفصل من القصر والمد, وأما ما زاده الشاطبي رحمه الله تعالى بناء على أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر ومن معه من جواز القصر؛ لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في ها أنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هانتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء, ثم المد فيها كذلك فتعقبه في النشر كما مر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء, ويوقف عليها لحمزة بالتحقيق والتسهيل بين بين مع المد والقصر؛ لأنه متوسط بزائد, ومر الوقف على هؤلاء2.
__________
1 انظر الصفحة: "166". [أ] .
2 ولا يوجد فيها شيء من الياءات. [أ] .(1/508)
سورة الفتح:
مدنية1 والصحيح أنها نزلت بالطريق من صرفه -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية سنة ست, ولذا عدت في المدني وآيها عشرون وتسع. مشبه الفاصلة خمس: بأس شديد أو يسلمون آمنين مقصرين لا تخافون. القراءات قرأ "صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا"2 [الآية: 2] بالسين قنبل بخلفه ورويس, وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة, وهي لغة قيس.
وقرأ "دَائِرَةُ السَّوْء" [الآية: 6] بضم السين ابن كثير وأبو عمرو وخرج ظن السوء الأول والثالث المتفق على فتحهما, ومر بالتوبة مع وقف حمزة عليه والأزرق على أصله من الإشباع والتوسط.
واختلف في قراءة {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} [الآية: 9] فابن كثير وأبو عمرو بالياء من تحت في الأربعة، وافقهما ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بالخطاب.
وقرأ "عَلَيْهُ اللَّهُ" [الآية: 10] بضم الهاء حفص كما في هاء الكناية3 ويتبعه تفخيم لام الجلالة.
واختلف في "فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" [الآية: 10] فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ورويس وخلف بالياء من تحت, وانفرد بذلك ابن مهران عن روح، وافقهم اليزيدي، والباقون بنون العظمة4.
واختلف في "ضرا" [الآية: 11] فحمزة والكسائي وخلف بضم الضاد، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها لغتان كالضعف والضعف, وأدغم الكسائي لام "بَلْ ظَنَنْتُم" واختلف عن هشام وصوب في النشر عنه بالإدغام, وقال: إنه الذي عليه الجمهور.
واختلف في مد "كَلامَ اللَّهِ" [الآية: 15] فحمزة والكسائي وخلف بكسر اللام بلا ألف جمع كلمة5 اسم جنس، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح اللام وألف بعدها على جعله اسما للجملة, وأدغم لام بل تحسدوننا حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1257". [أ] .
2 أي: "سراطا". [أ] .
3 انظر الصفحة: "49". [أ] .
4 أي: "فسنؤتيه". [أ] .
5 أي: "كَلِم". [أ] .(1/509)
وقرأ "نُدْخِلُه" [الآية: 17] و"نُعَذِّبُه" [الآية: 17] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر ومر بالنساء، وعن الحسن "وأثابهم فتحا" وأتاهم بمد الهمزة وتاء مثناة فوقية بلا باء من الإيتاء, والجمهور من الإثابة وتقدم حكم صراطا آنفا، ووقف على "سنت" بالهاء1 ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
واختلف في "بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" [الآية: 24] فأبو عمرو بالياء على الغيب، والباقون بالخطاب.
وقرأ "تطوهم" [الآية: 25] بحذف الهمزة أبو جعفر2 ويوقف به لحمزة كما نقله صاحب النشر عن نص الهذلي وغيره والقياس بين بين فهما وجهان، وأدغم ذال "إذ جعل" أبو عمرو وهشام ودال "لقد صدق" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأبدل همز "الرويا" واوا ساكنة الأصبهاني عن ورش وأبو عمرو بخلفه, وكذا أبو جعفر لكنه يقلب الواو ياء ويدغمها في الياء بعدها وقول الأصل ولم يبدلها يعني همزة الرؤيا ورش من طريقيه ليس كذلك, بل يبدلها من طريق الأصبهاني من غير خلاف كما تقرر هنا والصافات والإسراء ويوسف، وأمالها الكسائي، وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما, ويوقف عليه لحمزة بالإبدال واوا ساكنة على القياسي وبياء مشددة كقراءة أبي جعفر, ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره, لكن قال: إن الإظهار أولى وأقيس وعليه أكثر أهل الأداء, ويوقف له على "رؤسكم" بالتسهيل بين بين على القياس وبالحذف قاله في النشر وهو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم، وعن الحسن "أشداء" و"رحماء" بالنصب على المدح أو الحال من الضمير المستكن في معه لوقوعه صلة وخبر المبتدأ وحينئذ تراهم وركعا سجدا حالان؛ لأن الرؤية بصرية.
وقرأ "رضوان" بضم الراء أبو بكر.
وأمال "سيماهم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما، وعن الحسن "آثار" بالجمع ومر حكم إمالة "التوراة" في بابها وأول آل عمران، وعن الحسن "الإنجيل" بفتح الهمزة، وقرأ بالنقل ورش كحمزة وقفا وله السكت في الحالين كعدمه وصلا, وورد أيضا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم.
واختلف في "شطأه" [الآية: 29] فابن كثير وابن ذكوان بفتح الطاء، وافقهما ابن محيصن من المفردة، والباقون بإسكانها وهما أختان كالسمع والسمع يقال أشطأ الزرع, أي: أخرج فراخه وهو سنبل يخرج حول السنبلة الأصلية وشط الشجر أغصانها ويوقف عليه لحمزة بالنقل فقط.
واختلف في "فآزره" [الآية: 29] فابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني بقصر
__________
1 أي: "سنة". [أ] .
2 الباقون: "تطؤوهم". [أ] .(1/510)
الهمزة, والباقون بالمد لغتان ووزن المقصور فعله والممدود أفعله عند الأخفش وفاعله عند غيره, لكن قال في الدر: غلّطوا من قال إنه فاعل بأنه لم يسمع توازر بل توزر ويوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل بين بين؛ لأنه متوسط بغيره.
وأمال "فاستوى" حمزة والكسائي وخلف, وافقهم الأعمش وبالفتح والصغرى الأزرق.
وقرأ "سؤقه" [الآية 29] بالهمز قنبل وروى له زيادة واو بعد الهمزة كما بين في النمل وضم الهاء والميم من "بهم الكفار" حمزة والكسائي وخلف وصلا وكسرهما أبو عمرو ويعقوب, وكسر الهاء وضم الميم الباقون.
المرسوم نافع كغيره "بما عهدوا" بحذف الألف تخفيفا, واتفقوا على الألف في "سِيمَاهُم"1.
__________
1 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] .(1/511)
سورة الحجرات:
مدنية1 وآيها ثماني عشر. القراءات اختلف في "لا تُقَدِّمُوا" [الآية: 1] فيعقوب بفتح التاء فوق والدال2 والأصل لا تقدموا حذف إحدى التاءين، والباقون بضم التاء وكسر الدال على أنه متعد وحذف مفعوله إما اقتصار نحو: يعطي ويمنع وكلوا واشربوا, وإما اختصارا للدلالة عليه أي: لا تقدموا ما لا يصلح أو أمرا أي: لا تقطعوا أمرا قبل أن يحكم به, وقيل المراد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر الله تعظيما له وإشعارا بأنه من الله بمكان يوجب إجلاله, قال السمين: ويحتمل أن يكون الفعل لازما نحو: وجه وتوجه, وأشار إليه البيضاوي وقال: ومنه مقدمة الجيش لمتقدميهم.
واختلف في "الْحُجُرَات" [الآية: 4] فأبو جعفر بفتح الجيم، والباقون بضمها لغتان في جمع حجرة وهي القطعة من الأرض المحجورة بحائط, ومر ضم هاء "إليهم" لحمزة ويعقوب.
وقرأ "فتثبتوا" [الآية: 6] بثاء مثلثة فموحدة ثم مثناة فوقية حمزة والكسائي وخلف، والباقون بموحدة ثم مثناة تحتية فنون3 من البيان وذكر بالنساء, وسهل الثانية كالياء من تفيء إلى نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.
واختلف في "بَيْنَ أخُوَيْكُم" [الآية: 10] فيعقوب "إخوتكم" بكسر الهمزة وسكون الخاء وتاء مثناة من فوق مكسورة بالإضافة، وعن الحسن بكسر الهمزة وسكون الخاء وألف بعد الواو ثم نون بدل الياء جمعا على فعلان، والباقون بفتح الهمزة والخاء وياء ساكنة بعد الواو تثنية أخ وخص الاثنين بالذكر؛ لأنهما أقل من يقع بينهما الشقاق.
وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما.
وقرأ "وَلا تَلْمُزُوا" [الآية: 11] بضم الميم يعقوب، وافقه الحسن وكسرها الباقون لغتان في المضارع كما مر بالتوبة, وتقدم في النقل التنبيه على الابتداء بالاسم من "بِئْسَ الِاسْم" من جواز الإتيان بالهمز الأول وحذفه كالمنقول وترجيح الأول, وأدغم الياء في
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1275". [أ] .
2 أي: "لا تَقَدَّموا". [أ] .
3 أي: "فَتَبَيَّنوا". [أ] .(1/512)
الفاء من قوله: "يَتُبْ فَأُولَئِك" أبو عمرو والكسائي وهشام وخلاد بخلفهما, ومر تفصيله, وقرأ البزي بخلفه "وَلا تَّنابَزُوا وَلا تَّجسَّسُوا لِتَعَّارَفُوا" بتشديد التاء في الثلاثة وصلا وعن الحسن ولا تحسسوا بالحاء المهملة من الحس الذي هو أثر الحس وغايته, وقرأ "ميتا" بتشديد الياء نافع وأبو جعفر ورويس ومر بالبقرة1.
وأمال "أَتْقَاكُم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في "لا يَلِتْكُم" [الآية 14] فأبو عمرو ويعقوب بهمزة ساكنة بعد الياء وقبل اللام2, وافقهما اليزيدي والحسن ويبدلها أبو عمرو بخلفه على أصله, وافقه اليزيدي من ألته بالفتح يألته بالكسر كصدف يصدق لغة غطفان, والباقون بكسر اللام من غير همز من لاته يليته كباعه يبيعه لغة الحجاز وعليها صريح الرسم.
واختلف في "بِمَا تَعْمَلُون" فابن كثير بالياء من تحت وافقه ابن محيصن, والباقون بالتاء من فوق3.
__________
1 انظر الصفحة: "166". [أ] .
2 أي: "لا يألتكم". [أ] .
3 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] .(1/513)
سورة ق:
مكية وآيها خمس وأربعون. مشبه الفاصلة ثلاثة: ق للعباد عليهم بجبار, وعكسه موضفان وثمود وإخوان لوط. القراآت عن الحسن "قاف" بكسر الفاء بلا تنوين على الجر بحرف قسم مقدر.
وقرأ "أئذا" بتسهيل الثانية كالياء مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفر, وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس ولهشام وجهان: أحدهما التحقيق مع الفصل, والثاني التحقيق مع القصر, وبه قرأ الباقون, وعن الأعمش بهمزة واحدة وكسر ميم متنا نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "ميتا" [الآية: 11] بالتشديد أبو جعفر ومر بالبقرة, وأثبت الياء في وعيد وصلا ورش وفي الحالين يعقوب ولا خلاف في الأيكة هنا أنها بأل إنما الخلاف في الشعراء, وص كما مر, وأدغم تاء "وجاءت سكرة" أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن "الصور" بفتح الواو وعنه الفاء بهمزة مكسورة وبألف ممدودة بعد القاف وهمزة منصوبة منونة مصدر ألقى, واختلف في نقول فنافع وأبو بكر بالياء من تحت والضمير لله تعالى, وعن الحسن يقال بياء مضمومة وبألف بعد القاف مبنيا للمفعول، والباقون بنون العظمة.
وقرأ "مَا يُوعَدُون" [الآية: 32] بالياء من تحت ابن كثير ومر بص1 وكسر تنوين من "منيب ادخلوها" أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما المفصل في البقرة وعاصم وحمزة ويعقوب, وعن الحسن "فنقبوا" بكسر القاف أمرا لأهل مكة بذلك.
واختلف في "وَأَدْبَارَ السُّجُود" [الآية: 41] فنافع وابن كثير وحمزة وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنه مصدر أدبر مضى ونصب على الظرفية بتقدير زمان أي: وقت انقضاء السجود، وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بفتحها جمع دبر وهو آخر الصلاة وعقبها وجمع باعتبار تعدد السجود وخرج بقيد السجود الطور المتفق على كسره إلا ما يأتي عن المطوعي إن شاء الله تعالى، ووقف على "يناد" بثبوت الياء
__________
1 انظر الصفحة: "476". [أ] .(1/514)
ابن كثير بخلفه ويعقوب على الأصل, ووقف الباقون بحذفها للرسم, وتقدم في الوقف على المرسوم, وأثبت الياء في "المنادي" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.
وقرأ "يَوْمَ تَشَقَّق" [الآية: 44] بتخفيف الشين أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف1 ومر بالفرقان2 وأثبت الياء في "وعيد" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب. زوائدها ثلاث: "وعيد" [الآية: 45] معا "المناد" [الآية: 41] .
__________
1 الباقون: "تَشَّقّق". [أ] .
2 انظر الصفحة: "415". [أ] .(1/515)
سورة الذاريات:
مكية1 وآيها ستون إجماعا. القراءات أدغم تاء "والذاريات ذروا" أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح كما مر.
وقرأ "يُسرا" [الآية: 3] بضم السين أبو جعفر بخلف عن ابن وردان ومر بالبقرة، وعن الحسن الحبك بكسر الحاء والباء, ورويت عن أبي عمرو وهو اسم مفرد لا جمع؛ لأن فعل ليس من أبنية الجموع فينبغي أن تعد مع إبل فيما جاء على فعل بكسر الفاء والعين، وعن المطوعي "إيان" بكسر الهمزة وكسر عين "عيون" ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي ومر بالبقرة.
وأمال "ما أتاهم" حمزة والكسائي وخلف, ومر للأزرق في نظيرها خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل وتقليل الألف المنقلبة عن الياء وفتحها: الأولى قصر البدل مع فتح الألف, الثانية التوسط مع الفتح, الثالثة المد مع الفتح, الرابعة المد مع التقليل, الخامسة التوسط مع التقليل, ومر في الإمالة تفصيل الطرق، وعن ابن محيصن من المبهج من رواية البزي "وفي السماء رازقكم" اسم فاعل, وهو نظير ينزل ربنا إلى سماء الدنيا الحديث فلا ينافي في تعاليه سبحانه عن الجهة, وعنه من رواية غير البزي من المفردة أرزاقكم جمع رزق.
واختلف في "مثْلُ مَا" [الآية: 23] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالرفع صفة لحق ولا يضر تقدير إضافتها إلى معرفة؛ لأنها لا تتعرف بذلك لإبهامها أو خبر ثان أو أنه مع ما قبله خبر واحد نحو هذا حلو حامض، وافقهم الأعمش، والباقون بالنصب على الحال من المستكن في لحق؛ لأنه من المصادر التي لا توصف والعامل فيها حق أو الوصف لمصدر محذوف أي: لأنه لحق حقا مثل نطقكم, وقيل هو نعت لحق وبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو ما إن كانت بمعنى شيء وإن وما في حيزها إن جعلت مزيدة للتأكيد.
وقرأ "إبراهام" [الآية: 24] بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان, وأدغم ذال "إذ
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1275". [أ] .(1/516)
دخلوا" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ سلام بكسر السين وسكون اللام بلا ألف حمزة والكسائي، والباقون سلام بفتح السين واللام وألف, ومر بهود وكسر الهاء والميم من "عليهم الريح" وصلا أبو عمرو وضمهما كذلك حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وكسر الهاء وضم الميم الباقون وضم الهاء وقفا حمزة ويعقوب, وأشم القاف من "قيل" هشام والكسائي ورويس.
واختلف في "الصعقة" [الآية: 44] فالكسائي بحذف الألف وسكون العين على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعقة، وافقه ابن محيصن بخلف عنه، وعن الحسن الصواعق بتقديم القاف على العين، والباقون بالألف بعد الصاد وكسر العين1 على إرادة النار النازلة من السماء للعقوبة.
واختلف في "وَقَوْمِ نُوح" [الآية: 46] فأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بجر الميم عطفا على الهاء في وتركنا فيها آية كالتوابع أو على أحدها وجعل في الأصل عطفه على ثمود أولى لقربه، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش وابن محيصن بخلفه، والباقون بنصبها أي: أهلكنا قوم نوح؛ لأن ما قبله يدل عليه أو اذكر, ويجوز أن يكون عطفا على مفعول فأخذناه أو على معنى فأخذتهم أي: فأهلكناهم وأهلكنا قوم نوح, ويوقف لحمزة على "باييد" بوجهين التخفيف والتسهيل بإبدال الهمزة ياء مفتوحة؛ لأنه متوسط بزائد.
وقرأ "تذكرون" [الآية: 49] بتخفيف الدال حفص وحمزة والكسائي وخلف.
وأمال "مَا أَتَى" [الآية: 52] وقفا حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وأثبت الياء في "ليعبدون" في الحالين يعقوب، وعن ابن محيصن بخلفه "هو الرازق" بوزن فاعل, وأثبت الياء في "يطعمون" في الحالين يعقوب، وعن الأعمش "المتين" بالجر صفة للقوة وذكر الوصف للتأنيث غير حقيقي, وقيل إنها في معنى الأيد, والجمهور بالرفع صفة للرزاق, وأثبت الياء في "فلا يستعجلونك" في الحالين يعقوب.
المرسوم اتفقوا على كتابة بنيناها بأييد بياءين قبل الدال, وعلى قطع يوم هم على النار يفتنون. زوائدها ثلاث: "لِيَعْبُدُون" [الآية: 56] "أَنْ يُطْعِمُون" [الآية: 57] "فَلا يَسْتَعْجِلُون" [الآية: 59] .
__________
1 أي: "الصاعقة". [أ] .(1/517)
سورة الطور:
مكية1 وآيها أربع وسبع حجازي وثمان بصري وتسع كوفي وشامي خلافها اثنان والطور عراقي وشامي جهتم دعا كوفي وشامي. مشبه الفاصلة موضعان: "يدعون سرر موصوفة" وعكسه ثلاث: "لواقع ولكم البنون" حين تقوم.
القراءات قرأ "فَكِهِين" [الآية: 18] بلا ألف بعد الفاء أبو جعفر كما مر "بيس" وحذف همز "متكئين" أبو جعفر, ووقف عليه حمزة بالتسهيل كالياء2 وبالحذف للرسم وأما الإبدال فضعيف.
واختلف في "وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُم" [الآية: 21] فنافع وأبو جعفر واتبعتهم بوصل الهمزة وتشديد التاء وفتح العين بعدهما تاء فوقية ساكنة "ذريتهم" الأول بالتوحيد وضم التاء رفعا على الفاعلية, والثاني بالجمع وكسر التاء نصبا3 مفعولا ثانيا، وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف كذلك إلا أنهم قرؤوا بالتوحيد في "ذريتهم" الثاني كالأول مع نصب التاء مفعولا أيضا، وافقهم ابن محيصن والأعمش لكن المطوعي عنه بكسر الذال فيهما، وقرأ ابن عامر ويعقوب "اتبعتهم" كذلك "ذرياتهم" كلاهما بالجمع مع رفع الأول على ما مر ونصب الثاني بالكسر مفعولا ثانيا كما مر، وافقهما الحسن، وقرأ أبو عمرو وأتبعناهم بقطع الهمزة مفتوحة وإسكان التاء والعين ونون فألف بعدها ذرياتهم بالجمع فيهما مع كسر التاء نصبا على المفعولية كما مر، وافقه اليزيدي.
واختلف في "أَلَتْنَاهُم" [الآية: 21] فابن كثير بكسر اللام من ألت يالت كعلم يعلم، وافقه ابن محيصن, واختلف عن قنبل في حذف الهمزة فروى ابن شنبوذ عنه إسقاط الهمزة واللفظ بلام مكسورة كبعناهم يقال لاته يليته كباعه يبيعه, وهي رواية الحلواني عن القواس، وافقه الحسن وروى ابن مجاهد عنه إثباتها كالبزي, وبذلك قرأ الباقون مع فتح اللام وكلها لغات ثابتة بمعنى نقص.
وقرأ {لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ} [الآية: 23] بالرفع نافع وابن عامر وعاصم وحمزة
__________
ا1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي "2/ 1275". [أ] .
2 أي: "متكئين". [أ] .
3 أي: "ذرياتهم". [أ] .(1/518)
والكسائي وأبو جعفر وخلف، والباقون بالفتح بلا تنوين ومر بالبقرة.
وقرأ "لؤلؤا" [الآية: 24] بإبدال همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر1 ولم يبدله ورش من طريقيه, ووقف عليه حمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو, وأما الثانية فإبدالها واوا ساكنة لسكونها بعد ضمة على القياسي أو واوا مضمومة على مذهب التميميين كما مر ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا, ويجوز الروم والإشمام ويجوز رابع وهو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة وهشام بخلف كذلك في الثانية.
واختلف في "نَدْعُوهُ إِنَّه" [الآية: 28] فنافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الهمزة على التعليل أي: لأنه وافقهم الحسن، والباقون بالكسر على الاستئناف, ووقف على بنعمت بالهاء ابن كثير والكسائي وأبو عمرو ويعقوب.
وقرأ "تَأْمُرُهُم" [الآية: 32] بإسكان الراء وباختلاسها أبو عمرو, وروى الإتمام عن الدوري كالباقين.
واختلف في "الْمُصَيْطِرُون" [الآية: 37] هنا "بِمُصَيْطِر" في [الغاشية الآية: 22] فهشام بالسين فيهما على الأصل2، وافقه ابن محيصن هنا بخلفه, واختلف عن قنبل وابن ذكوان وحفص والسين فيهما لقنبل من طريق ابن شنبوذ من المستنير وابن مجاهد والصاد له من طريق ابن شنبوذ من المبهج, ونص له على السين في المصيطرون وعلى الصاد وعلى الصاد في بمصيطر جمهور العراقيين والمغاربة, وهو الذي في الشاطبية والتيسير, والسين فيهما لابن ذكوان عند ابن مهران وابن الفحام من طريق الفارسي عن النقاش, وهي أيضا رواية ابن الأخرم وغيره عن الأخفش, والصاد رواية الجمهور عن النقاش وهو الذي في الشاطبية كأصلها, والسين فيهما لحفص من طريق زرعان عن عمرو وهو نص الهذلي عن الأشناني عن عبيد ونص له على الصاد فيهما ابن غلبون وابن مهران وفاقا للجمهور, وقطع له بالخلاف في المصيطرون وبالصاد في بمصيطر في التيسير والشاطبية, وقرأ حمزة بخلفه عن خلاد بإشمام الصاد الزاي فيهما, وهو الذي عليه جمهور المشارقة فيهما لخلاد, وأثبت له الخلاف في التيسير وتبعه الشاطبي والصاد الخالصة هي رواية الحلواني والبزار عن خلاد, وبه قرأ الباقون.
وقرأ "يَلْقَوا" بفتح الياء وسكون اللام وفتح القاف بلا ألف أبو جعفر, ومر بالزخرف3.
واختلف في "يُصْعَقُون" [الآية: 45] فابن عامر وعاصم بضم الياء مبنيا
__________
1 أي: "لؤلؤا". [أ] .
2 أي: "المسيطرون، بمسيطر". [أ] .
3 انظر ص: "494". [أ] .(1/519)
للمفعول إما من صعق ثلاثيا معدى بنفسه من قولهم: صعقته الصاعقة, أو من أصعق رباعيا, يقال أصعقه فهو مصعق, والمعنى أن غيرهم أصعقهم, وافقهما الحسن, والباقون بفتحها مبنيا للفاعل, والصعق العذاب, وهو عند النفخة الأولى أو يوم القيامة, وعن ابن محيصن من المفردة والمطوعي إدغام النون الأولى من "بأعيننا" في الثانية كما مر, وعن المطوعي "أدبار النجوم" بفتح الهمزة أي: أعقابها وآثارها إذا غربت, والجمهور على الكسر مصدرا.
المرسوم اتفقوا على الصاد في "المصيطرون، وبمصيطر" كما مر وعلى التاء في "بنعمت ربك"1.
__________
1 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] .(1/520)
سورة النجم:
مكية1 وآيها ستون وآية غير كوفي وحمصي واثنان فيهما خلافها ثلاث من الحق شيئا كوفي عن من تولى شامي إلا الحياة الدنيا غير دمشقي. مشبه الفاصلة: وتضحكون. القراءات عن الحسن "والنجم" بضم النون, وأمال رءوس الآي في هذه السورة حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق قولا واحدا مطلقا كما مر, وأما أبو عمرو فله في الرائي الإمالة المحضة كحمزة ومن معه, وفي غيره الفتح والصغرى. تنبيه عن من تولى رأس آية في الشامي فيفتحها أبو عمرو, وأما "رآى ورآه" فتقدم حكمهما في الأنعام وغيرها.
واختلف في "مَا كَذَب" [الآية: 11] فهشام وأبو جعفر بتشديد الذال2 أي: ما رآه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بعينه صدقه قلبه ولم ينكره, وما موصولة مفعول به والعائد محذوف وافقهما الحسن، والباقون بتخفيفها على جعله لازما معدى بقي وما الأولى نافية والثانية مصدرية أو موصولة منصوبة بالفعل بعد إسقاط الجر, وقيل متعد لواحد أي: صدق قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- في رؤية ربه تعالى في قول ابن عباس رضي الله عنه أو صدق قلبه في رؤية عينه عند ربه في قول وجبرائيل في آخر, بل صح عن ابن عباس أنه -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه تعالى بعيني رأسه وعليه الجمهور, قال الإمام الكبير الرباني أحمد الرزاز في كتابه الشهاب الثاقب: ولقد أعجب لمن إذا ذكرت له رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء يؤول ذلك ويحتج لقصور علمه لاستحالة رؤية الحق في الدنيا, وأين ذلك الحال الشريف من الدنيا وحالها الأدنى, ولقد بلغ -صلى الله عليه وسلم- إلى مقام من القرب يتعالى عن حكم الدارين فما الدنيا والآخرة بمحل لمثل ما وقع له إذ ذاك فالمقام الذي وصل إليه -صلى الله عليه وسلم- في تداني القرب أعز وأجل مما يكون به الواحد منا في الدار الآخرة أهلا للرؤيا والمكالمة, انتهى ملخصا.
واختلف في "أَفَتُمَارُونَه" [الآية: 12] فحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح التاء وسكون الميم بلا ألف3 من مريته إذا علمته وجحدته وعدي بعلى لتضمنه معنى الغلبة, وافقهم الأعمش، والباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعدها من ما راه يماريه مراء جادله, وأمال حمزة وحده "ما زاغ" وكذا زاغوا بالصف, وفتحهما الباقون.
__________
1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "2/ 1276". [أ] .
2 أي: "ما كَذَّب". [أ] .
3 أي: "أفتَمرونه". [أ] .(1/521)
وقرأ "أفرأيتم" بتسهيل الثانية نافع وللأزرق أيضا إبدالها مع المد للساكنين وحذفها الكسائي, وأثبتها الباقون مخففة.
واختلف في "اللات" فرويس بتشديد التاء مع المد للساكنين1, ورويت عن ابن عباس رضي الله عنه وابن كثير ومجاهد وطلحة قال ابن عباس: كان رجلا بسوق عكاظ يلت السمن والسويق عند صخرة ويطعمه الحاج, فلما مات عبدوا الحجر الذي كان عنده إجلالا لذلك الرجل وسموه باسمه. قال في الدر: فهو اسم فاعل في الأصل غلب على هذا الرجل، والباقون بتخفيفها اسم صنم لثقيف بالطائف, ووقف على تائها بالهاء الكسائي, واختلف في "مناة" [الآية: 20] فابن كثير بهمزة مفتوحة بعد الألف فيمد مدا متصلا2، وافقه ابن محيصن، والباقون بغير همزة وهما لغتان, وقيل الأولى من النوء وهو المطر؛ لأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركا به فوزنها حينئذ مفاعلة, وألفها منقلبة عن واو وهمزتها أصلية وميمها زائدة, والثانية مشتقة من منى يمني صب لصب دماء النحائر عندها, وهي صخرة على ساحل البحر تعبدها هذيل وخزاعة ووقف عليها الجميع بالهاء للرسم, وقرأ ضئزى بهمزة ساكنة ابن كثير، والباقون بياء مكان الهمزة كما مر في الهمز المفرد, وأدغم دال "ولقد جاءهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وعن ابن محيصن بخلفه "ليجزي الذين, ويجزي" بنون العظمة فيهما, والجمهور بياء الغيب.
وقرأ "كبائر" [الآية: 32] بكسر الباء الموحدة بلا ألف ولا همز على التوحيد3 حمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتح الباء ثم ألف فهمزة على الجمع وسبق بالشورى.
وقرأ "أُمَّهَاتِكُم" [الآية: 32] بكسر الهمزة والميم وصلا حمزة وكسر الكسائي الهمزة فقط فإن ابتدآ ضما الهمزة وفتحا الميم كالباقين فيهما, ومر بالنساء.
وأمال "تولى, وأعطى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه في أعطى لكونها ليست برأس آية وأبو عمرو على قاعدته في تولى, وأبدل أبو جعفر "أم لم ينبأ" وحده كوقف حمزة وهشام بخلفه.
وقرأ "إبراهيم" [الاية 37] بالألف4 هشام وابن ذكوان بخلفه، وعن ابن محيصن "الذي وفى" بتخفيف الفاء, وتقدم خلف الأزرق في ترقيق راء "وزر" وأدغم رويس هاء "إنه هو" في الأربعة هنا بخلف عنه موافقة لأبي عمرو, ويترجح الإدغام عنه في اثنين منها "وأنه هو أغنى, وأنه هو رب الشعرى" ووافقه في الكل روح من المصباح.
وقرأ "النشأة" [الآية: 47] بألف بعد الشين والمد5 ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بسكون الشين بلا ألف, ومرت بالعنكبوت.
__________
1 أي: "الّلاتّ". [أ] .
2 أي: "مَناءة". [أ] .
3 أي: "كبير". [أ] .
4 أي: "إبراهام". [أ] .
5 أي: "النَّشاءة". [أ] .(1/522)
وقرأ "عَادًا الْأُولَى" [الآية: 50] بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها وصلا1 نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب, واختلف عن قالون من طريقيه في همز الواو, غير أن الهمز أشهر عن الحلواني وعدمه أشهر عن أبي نشيط كما في النشر, وأما حكم الابتداء فلكل منهم وجهان: أحدهما الولى بإثبات همزة الوصل وضم اللام بعدها, والثاني بضم اللام وحذف همزة الوصل اعتدادا بالعارض على ما تقدم, ويجوز لغير ورش وجه ثالث وهو: الابتداء بالأصل فتأتي بهمزة الوصل مع تسكين اللام وتخفيف الهمزة المضمومة بعدها الواو, وهذه الأوجه الثلاثة لقالون في وجه همز الواو أيضا, إلا أن الوجه الثالث وهو الابتداء بالأصل لا يجوز همز الواو معه فتلخص لقالون خمسة أوجه حالة الابتداء ولورش وجهان ولباقي الناقلين ثلاثة, وسبق في باب المد الخلاف في استثنائها للأزرق من المغير بالنقل, والوجهان في الشاطبية كالطيبة, وعلى عدم الاستثناء فثلاثة البدل حالة الوصل سائغة له أما في الابتداء فإن لم نعتد بالعارض وأبتدأنا بهمزة الوصل فهي سائغة أيضا فإن اعتد بالعارض وابتدئ باللام مضمومة فالقصر فقط لقوة الاعتداد في ذلك كما مر تحقيقه عن النشر، والباقون وهم ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بكسر التنوين وسكون اللام وتخفيف الهمزة من غير نقل, فكسر التنوين لالتقاء الساكنين وصلا والابتداء بهمزة الوصل, وعاد الأولى هم قوم هود وعاد الأخرى آدم وقيل غير ذلك.
وقرأ "وَثَمُودَا" [الآية: 51] بغير تنوين عاصم وحمزة ويعقوب, والباقون بالتنوين ومر بهود, وتقدم لقالون إبدال همزة "المؤتفكة" في أحد وجهيه من طريقيه وفاقا لورش من طريقيه وأبو جعفر وأبو عمرو بخلفه، وعن الحسن "والمؤتفكات" بالجمع وكسر التاء, والجمهور على الإفراد وفتح التاء وأبدل الهمزة المفتوحة ياء مفتوحة من "فبأي" الأصبهاني وأدغم يعقوب التاء الأولى في الثانية من "ربك تَتَمارى" [الآية: 55] وصلا2 أما في الابتداء فبتاءين مظهرتين كالباقين.
المرسوم اتفقوا على كتابة منوة بواو بدل الألف, وفي الإمام كغيرة وثمودا فما بالألف, واتفقوا على قطع عن من تولى وعلى كتابة "اللات" بالتاء وعلى "مَنْوَة" بالهاء3.
__________
1 أي: "عاد لُّولي". [أ] .
2 أي: يدغم فتصير: "ربك تَّمارى". [أ] .
3 وليس في هذه السورة الكريمة شيء من الياءات. [أ] .(1/523)
سورة القمر:
مكية1 عند الجمهور, وقيل إلا ثلاث آيات أولها: أم يقولون نحن إلى وأمر وآيها خمس وخمسون إجماعا. القراءات اختلف في "مستقر" [الآية: 3] فأبو جعفر بخفص الراء صفة إلى واو رفع كل حينئذ بالعطف على الساعة, كما قاله القاضي تبعا للزمخشري, وقيل بالابتداء والخبر أي: بالغوه لدلالة ما قبله عليه أي: وكل أمر مستقر لهم في القدر بالغوه، والباقون بالرفع خبر كل أي: منته إلى غاية, وأدغم دال "وَلَقَدْ جَاءَهُم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، ووقف يعقوب على "تغن" بالياء ويوقف للكل على "يَوْمَ يُدَع" بحذف الواو للرسم, وما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالواو ولقنبل بخلفه تقدم التنبيه عليه في الشورى عند: ويمح الله, وأثبت الياء في "الدَّاعِ إِلَى" وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين البزي ويعقوب، وقرأ نكر بسكون الكاف ابن كثير, ومر بالبقرة, واختلف في خشعا فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين مخففة بالإفراد, وهي الفصحى من حيث إن الفعل وما جرى مجراه إذا قدم على الفاعل وحد، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، والباقون بضم الخاء وفتح الشين وتشديدها بلا ألف وهو فصيح أيضا كثير لكونه جمع تكسير وهو كالواحد بجامع الإعراب بالحركة فلا يخرج على لغة: أكلوني البراغيث, وأثبت الياء في "الداع" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب, واتفقوا على فتح "فدعا ربه" لكونه واويا مرسوما بالألف.
وقرأ "فَتَحْنَا" [الآية: 11] بتشديد التاء2 وابن عامر وأبو جعفر وروح ورويس من طريق النحاس كما مر بالأنعام.
وقرأ "عيونا" [الآية: 12] بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي وضمها الباقون، وعن المطوعي إدغام النون الأولى من "بِأَعْيُنِنَا" في الثانية وأثبت في الياء في نذر في السنة وصلا ورش وفي الحالين يعقوب، وعن الحسن في "يوم نحس" بتنوين ميمه ووصفه بنحس وأدغم تاء كذبت ثمود أبو عمرو وهشام وابن ذكوان.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "فَتَّحنا". [أ] .(1/524)
من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وسهل الثانية من أألقى مع إدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو بخلفهما في الإدخال وأبو جعفر، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل ولهشام ثلاثة أوجه: الأول التسهيل مع المد, والثاني التحقيق مع المد, والثالث التحقيق مع القصر, وبه قرأ الباقون ومر تفصيله.
واختلف في "سيعملون" [الآية: 26] فابن عامر وحمزة وبالتاء من فوق، وافقهما الأعمش، والباقون بالغيب من تحت، وأمال "فتعاطى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وعن الحسن كهشيم المحتظر بفتح الظاء فقيل مصدر بمعنى الاحتظار, وقيل اسم مكان وقيل اسم مفعول, والجمهور بكسرها اسم فاعل، وأدغم دال "ولقد صبحهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وكذا حكم "ولقد جاء" وأما "جاء آل فرعون" فسبق الكلام عليه في فلما "جَاءَ آلَ لُوط" بالحجر مفصلا1، وعن ابن محيصن من المفردة ونهر بضمتين بالتحريك كأسد أو جمع ساكن كسقف وسقف والجمع مناسب لجمع جنات, والجمهور على فتحها على الإفراد اسم جنس.
المرسوم خشعا بحذف الألف بعد خاء وفي بعضها بإثباتها، واتفقوا على حذف الواو من يدع الداع. والزوائد ثمان: "الداع" [الآية: 6] "إِلَى الدَّاع" [الآية: 8] "ونذر" [الآية: 16، 18، 21، 30، 37، 39] ستة, وأما "تغن" [الآية: 5] ليعقوب فليست من الزوائد المصطلح عليها كما في المرسوم.
__________
1 انظر ص: "345". [أ] .(1/525)
سورة الرحمن عز وجل:
مكية1 في قول الجمهور مدنية وآيها سبعون وست بصري وسبع حجازي وثمان كوفي وشامي خلافها خمس الرحمن كوفي وشامي خلق الإنسان الأول تركها مدني للأنام تركها مكي شواظ من نار حجازي بها المجرمون تركها بصري. مشبه الفاصلة اثنان: خلق الإنسان الثاني رب المشرقين, وعكسه خلق الإنسان الأول. القراءات نقل "القران" ابن كثير.
واختلف في {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [الآية: 12] فابن عامر بالنصب في الثلاثة2 على إضمار فعل أي: أخص أو خلق أو عطفا على الأرض وذا صفة الحب, وقرأ حمزة والكسائي وخلف برفع الأولين أعني الحب وذو وجر الريحان عطفا على العصف، وافقهم الأعمش، والباقون بالرفع في الثلاثة عطفا على المرفوع قبله أي: فيها فاكهة وفيها الحب وذو صفته, وأبدل الأصبهاني همز "فبأي" ياء مفتوحة جميع ما في هذه السورة وسبق الخلاف عن الأزرق في تغليظ لام "صَلصال" وإن كانت ساكنة لوقوعها بين صادين ورجح الترقيق في الطيبة, قال في النشر: وهو الأصح رواية وقياسا حملا على سائر اللامات السواكن.
وأمال "كَالْفَخَّار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وعن الحسن "الجان" كل ما في هذه السورة بحذف الألف وبالهمزة بعد الجيم, ومر بالحجر.
واختلف في "يخرج" [الآية: 22] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم الياء وفتح الراء3 مبنيا للمفعول، وافقهم اليزيدي، والباقون بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل على المجاز, وأبدل همزة اللؤلؤ الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلف, وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو, وأما الثانية فكذلك على القياس أو واوا مضمومة كما مر ثم تسكن للوقف فيتحدان لفظا, ويجوز الروم والإشمام على ما تقدم, والرابع بين بين على ما تقدير روم حركة الهمزة, وكذا هشام بخلفه في الثانية.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1277". [أ] .
2 أي: "الحبَّ ذا العصف". [أ] .
3 أي: "يُخْرِج". [أ] .(1/526)
وأما "الجوار" الدوري عن الكسائي, ووقف يعقوب عليها بالياء، وعن الحسن رفع رائه, والجمهور على كسرها؛ لأنه منقوص على فواعل والياء محذوفة لالتقاء الساكنين وقراءة الرفع لتناسي المحذوف.
واختلف في "المنشآت" [الآية: 24] فحمزة وأبو بكر بخلف عنه بكسر الشين1 اسم فاعل من أنشأ أوجد أي: منشئ الموج أو السير على الاتساع أو من أنشأ شرع في الفعل أي: المبتدآت أو الرافعات الشرع، وافقهم الأعمش، والباقون بالفتح اسم مفعول أي: أنشأ الله أو الناس وبه، وقرأ أبو بكر من طريق العلمي وقطع له بالأول جمهور العراقيين من طريقيه وبالوجهين جميعا جمهور المغاربة والمصريين, وهما في الشاطبية كأصلها والطيبة، وعن ابن محيصن "فان" بالياء بعد النون وقفا، وأمال "ويبقى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وأمال "الإكرام" معا ابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش, وأبدل همز "شأن" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة.
واختلف في "سَنَفْرُغُ لَكُم" [الآية: 31] فحمزة والكسائي وخلف بالياء على أنه مسند إلى ضمير اسم الله تعالى المتقدم، وافقهم الأعمش، والباقون بالنون على أنه مسند للمتكلم العظيم.
وقرأ "أية الثقلان" [الآية: 31] بضم الهاء وصلا ابن عامر, ووقف عليها بالألف2 على الأصل أبو عمرو والكسائي ويعقوب، والباقون بحذف الألف مع سكون الهاء للرسم.
واختلف في "شُواظ" [الآية: 35] فابن كثير بكسر الشين، وافقه ابن محيصن والأعمش، والباقون بضمها لغتان.
واختلف في "ونحاس" [الآية: 365] فابن كثير وأبو عمرو وروح بخفض السين عطفا على نار، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وعن الحسن ونحس بفتح النون وسكون الحاء بلا ألف، والباقون كقراءة ابن كثير لكن برفع السين عطفا على شواظ، وعن الشنبوذي "يطوفون" [الآية: 44] بفتح الطاء والواو المشددتين، وأمال "خاف" حمزة وحذف أبو جعفر همز "متكين" كوقف حمزة والقياس بين بين, وأما الإبدال فضعيف وضم يعقوب الهاء من فيهما في المواضع الأربعة، وقرأ رويس بالنقل "مِنْ إِسْتَبْرَق" موافقه لورش أي: بنقل كسر الهمزة إلى النون قبلها فيلفظ بها مكسورة، وأمال "وجنى الجنتين" وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في "لمْ يَطْمِثْهُن" [الآية: 56] في الموضعين فالكسائي بضم الميم في الأول فقط فيما رواه كثير من الأئمة عنه من روايتيه, وخصه آخرون بالدوري, وروى آخرون
__________
1 أي: "المنشآت". [أ] .
2 أي: "أيها". [أ] .(1/527)
كسر الأول وضم الثاني عن أبي الحارث, وروى بعضهم عن أبي الحارث الكسر فيهما معا, وروى بعضهم عنه ضمهما, وروى ابن مجاهد الضم والكسر فيهما لا يبالي كيف يقرؤهما, وروى الأكثرون التخيير في إحداهما عن الكسائي من روايتيه بمعنى أنه إذا ضم الأول كسر الثاني, وإذا كسر الأول ضم الثاني, والوجهان من التخيير وغيره ثابتان عن الكسائي نصا وأداء كما في النشر, قال الجعبري: وحاصله أنه نقل عن الكسائي ثلاثة مذاهب: ضم الأول وكسر الثاني من الروايتين والتخيير بينهما, وكسر الأول وضم الثاني من رواية الليث, وإذا أردت جمعها في التلاوة فاقرأ الأول بالضم ثم بالكسر والثاني بالكسر ثم بالضم، والباقون بكسرها فيهما, وهما لغتان في مضارع طمث كلمز, وأصل الطمث الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر, ثم أطلق على كل جماع وقيل الطمث دم الحيض, والمعنى أن الإنسيات لا يمسها إنس ولا الجنيات لا يمسها جن؛ لأن الجن لهم قاصرات الطرف من نوعهم في الجنة نفي الافتضاض عن الإنسيات والجنيات, وضم الهاء من "فيهن" معا يعقوب ويقف عليها بهاء السكت لكن بخلف عنه, ومر التنبيه على ضمة هاء "فيهما"، وعن ابن محيصن "على رفارف" بفتح الفاء وألف بعدها وكسر الراء الثانية وفتح الفاء من غير تنوين غير منصرف بصيغة منتهى الجموع "عباقري" بألف بعد الباء وكسر القاف وفتح الباء بلا تنوين ممنوعا من الصرف, وكأنه لمجاورة رفارف وإلا فلا مانع من تنوين ياء النسب كما نبه عليه السمين.
واختلف في "ذِي الْجَلال" [الآية: 78] آخر السورة فابن عامر "ذو" بالواو صفة للاسم، والباقون بالياء صفة للرب فإنه هو الموصوف بذلك, وخرج الأول المتفق على قراءته؛ لأنه نعت للوجه، واتفقت عليه المصاحف ومر قريبا التنبيه على إمالة "الإكرام" لابن ذكوان بخلفه.
المرسوم الجحدري كل لؤلؤ في القرآن بألف في الإمام سوى البقية, وكتب في الشامي ذا العصف بألف, وكتب فيه أيضا ذو الجلال آخر السورة بالواو, واختلف في إثبات ألف تكذبان كل ما في الرحمن, وكتبوا في العراقية المنشيت بياء بغير ألف بين الشين والتاء وفي غيرها بلا ياء ولا ألف, وكتبوا بالتواصي بالياء1.
__________
1 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] .(1/528)
سورة الواقعة:
مكية1 وآيها تسعون وست كوفي وسبع بصري وتسع حجازي وشامي خلافها خمس عشرة فأصحاب الميمنة غير كوفي وحمصي وأصحاب المشئمة مدني أول موضونة حجازي وكوفي وأباريق مكي ومدني وأخير "وحور عين" مدني وأخير ولا تأثيما غير مكي, والمدني الأول وأصحاب اليمين غير كوفي معه إنشاء تركها بصري وحميم غير كوفي, كانوا يقولون له آباؤنا الأولون غير حمصي, قل إن الأولين والأخرين تركها الشامي ومدني أخير وعد المجموعون وريحان دمشقي. "مشبه الفاصلة" تسعة: خافضة وأول السابقون واليمين والشمال في سموم أن الأولين والآخرين لمجموعون الضالون لآكلون المكذبين, وعكسه ثلاثة: الواقعة كاذبة ثلاثة. القراءات عن اليزيدي "خَافِضَةٌ رَافِعَة" [الآية: 3] بالنصب فيهما2 على الحالين من الضمير في كاذبة أو من فاعل وقعت, والجمهور بالرفع فيهما خبر مضمر أي: هي خافضة قوما إلى النار رافعة آخرين إلى الجنة فالمفعول محذوف أو هي ذوات خفض ورفع نحو: محيي ومميت, وأبدل همز "كأس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر.
وقرأ "يُنْزِفون" [الآية: 19] بضم الياء وكسر الزاي عاصم وحمزة والكسائي وخلف ومر بالصافات3.
واختلف في "وَحُورٍ عِين" [الآية: 22] فحمزة والكسائي وأبو جعفر بالجر فيهما عطفا على "جنات النعيم" كأنه قيل هم في جنات وفاكهة ولحم وحور أي: مصاحبة حورا وعلى بأكواب إذ معنى يطوف إلخ ينعمون إلخ بأكواب إلخ، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون برفعهما عطفا على ولدان أو مبتدأ محذوف الخبر أي: فيهم أو لهم أو خبر المضمر أي: نساؤهم حور عين, وأبدل همزة "كأمثال اللؤلؤ" الأولى كأبي عمرو بخلفه ولا يبدله ورش من طريقيه وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو, وكذا الثانية على القياس وبإبدال الثانية واوا مكسورة ثم تسكن للوقف فيتحدان, ويجوز الروم والتسهيل كالياء على تقدير روم حركة الهمزة كما مر فهي ثلاثة.
__________
1 انظر الإتقان: "2/ 1277". [أ] .
2 أي: "خافضة، رافعة". [أ] .
3 انظر ص: "471". [أ] .(1/529)
وقرأ "عُرُبًا" [الآية: 37] بسكون الراء أبو بكر وحمزة وخلف، ومر بالبقرة1.
وقرأ "أئذا" و"أئنا" بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني2 نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالاستفهام فيهما, فالكل على الاستفهام في الأول هنا, وكل مستفهم على أصله فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل مع المد وورش وابن كثير ورويس كذلك مع القصر، والباقون بالتخفيف مع القصر غير أن هشاما من أكثر الطرق عنه على المد كما مر.
وقرأ "متنا" [الآية: 47] بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "أو آباؤنا" [الآية: 48] بإسكان الواو وابن عامر وأبو جعفر وبه قرأ الأصبهاني لكن مع نقل حركة الهمزة فتحذف هي أي: الهمزة، ومر بالصافات.
وقرأ "فمالؤن" [الآية: 53] أبو جعفر بحذف الهمز مع ضم اللام.
واختلف في"شُرْبَ الْهِيم" [الآية: 55] فنافع وعاصم وحمزة وأبو جعفر بضم الشين، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بفتحها وهما مصدر شرب كالأكل, وقيل المصدر والضم الاسم.
وقرأ "أفرأيتم" [الآية: 58] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي وسهل الثانية من "أأنتم" في الأربعة مع إدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام بخلفه أبو جعفر بلا إدخال ورش وابن كثير ورويس, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وبالتخفيف مع المد هشام في وجهه الثاني والثالث له التحقيق مع القصر, وبه قرأ الباقون.
واختلف في "قدّرنا" [الآية: 60] فابن كثير بتخفيف الدال3، وافقه ابن محيصن، والباقون بالتشديد لغتان.
وقرأ "النشأة" [الآية: 62] بألف بعد الشين والمد4 ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بسكون الشين بلا ألف ولا مد، ومر بالعنكبوت.
وقرأ "تَذَكَّرُون" [الآية: 62] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف، وعن المطوعي "فظَلَلْتم" على الأصل بلامين مكسورة فساكنة, وأما تشديد التاء من "فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون" عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير فهو وإن كان ثابتا لكنه ليس من طرق كتابنا كالنشر, وانفرد بذلك الداني قال في النشر: ولولا إثباتهما يعني كنتم تمنون بآل عمران, وفظلتم تفكهون هنا في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ولولا ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا, وذكر الداني لهما اختيار
__________
1 انظر ص: "166". [أ] .
2 أي: "أئذا، إنا". [أ] .
3 أي: "قَدَرنا". [أ] .
4 أي: "النَّشاءة". [أ] .(1/530)
والشاطبي تبعه إذا لم يكونا من طريق كتابهما, وأشار لذلك بقوله في الطيبة:
وبعد كنتم ظلمتم وصف
وقرأ "إِنَّا لَمُغْرَمُونَ" [الآية: 66] بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بلا ألف1 أبو بكر، والباقون بهمزة واحدة على الخبر.
وقرأ "المنشون" [الآية: 72] بحذف الهمزة مع ضم الشين2 أبو جعفر وبخلف عن ابن وردان.
واختلف في "بمواقع" [الآية: 75] فحمزة والكسائي وخلف بإسكان الواو بلا ألف مفرد3 بمعنى الجمع؛ لأنه مصدر، وافقهم الحسن والأعمش وابن محيصن بخلفه، والباقون بفتح الواو وألف على الجمع, ونقل ابن كثير "القران", واختلف في "فروح" [الآية: 89] هنا فرويس بضم الراء فسرت بالرحمة أو الحياة, وانفرد بذلك ابن مهران عن روح, ورويت عن أبي عمرو وابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عائشة كما في سنن أبي داود، والباقون بالفتح فله استراحة, وقيل الفرح وقيل المغفرة والرحمة وقيل غير ذلك, وخرج {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} المتفق على الفتح؛ لأن المراد به الفرح والرحمة وليس المراد به الحياة الذاهبة, ووقف على "جنت نعيم" بالهاء4 ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
المرسوم في بعض المصاحف بمواقع بألف وفي بعضها بحذفها، واتفقوا على كتابة أئذا متنا بياء, واختلف في قطع في عن ما في قوله تعالى: "فِي مَا لا تَعْلَمُون" [الآية: 61] وكتبوا "وَجَنَّتُ نَعِيم" بالتاء5.
__________
1 أي: "أإنا". [أ] .
2 أي: "المنشون". [أ] .
3 أي: "بموقع". [أ] .
4 أي: "فجنة". [أ] .
5 وليس فيها شيء من الياءات [أ] .(1/531)
سورة الحديد:
مدنية1 وقيل مكية وآيها عشرون وثمان غير عراقي وتسع فيه خلافها ثنتان من قبله العذاب كوفي وآتيناه الإنجيل بصري. "مشبه الفاصلة" خمسةك نورا بسورة الصديقون عذاب شديد بأس شديد. القراآت قرأ " وَهُوَ مَعَكُمْ " بسكون الهاء قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر.
وقرأ "تُرْجَعُ الْأُمُور" [الآية: 5] بفتح التاء وكسر الجيم2 ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب واختلف في "أَخَذَ مِيثَاقَكُم" [الآية: 8] فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر الخاء مبنيا للمفعول وميثاقكم بالرفع على النيابة، وافقه اليزيدي والحسن, والباقون بفتح الهمزة والخاء مبنيا للفاعل وهو الله تعالى, وميثاقكم بالنصب على المفعولية, والجملة في موضع الحال من مفعول يدعوكم.
وقرأ "يُنَزَّل" [الآية: 9] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ومر بالبقرة وقصر همز "رؤف" أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف, وأما تسهيل همزة فقد تقدم أنها انفرادة للحنبلي عن ابن وردان فلا يقرأ بها حمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين, وحكي إبدالها واوا ولا يصح.
واختلف في "وكل وعد الله" [الآية: 10] هنا فابن عامر برفع اللام على أنه مبتدأ ووعد الله الخبر والعائد محذوف أي: وعده الله, قال أبو حيان: وقد أجازه القراء وهشام وورد في السبعة فوجب قبوله ا. هـ. والبصريون لا يجيزون هذا إلا في الشعر قال السمين: لكن نقل ابن مالك إجماع الكوفين والبصرين عليه إذا كان المبتدأ كلا أو ما أشبهها في الافتقار والعموم, والباقون بالنصب مفعولا أول لوعد تقدم على فعله أي: وعد الله كلهم الحسنى وخرج بالتقييد بهنا موضع النساء المتفق على نصبه لإجماع المصاحف عليه.
وقرأ "فَيُضَاعِفَه" [الآية: 11] بألف بعد الضاد ورفع الفاء على الاستئناف نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر بغير ألف وتشديد العين ورفع
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "تَرْجِع". [أ] .(1/532)
الفاء1، وقرأ ابن عامر ويعقوب كذلك لكن بنصب الفاء2 على إضمار أن، وقرأ عاصم بالألف وتخفيف العين ونصب الفاء كما مر بالبقرة3.
وأمال "تَرَى الْمُؤْمِنِين" [الآية: 12] وصلا السوسي بخلفه، وقرأ الباقون بالفتح وبه قرأ السوسي في وجهه الثاني, وأماله وقفا أبو عمرو وحمزة والكسائي, وكذا خلف وابن ذكوان من طريق الصوري, ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل, واختلف في "انْظُرُونَا" [الآية: 13] فحمزة بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الظاء4 من الإنظار أي: أمهلونا، وافقه المطوعي، والباقون بوصل الهمزة وضم الظاء من نظر بمعنى انتظر كالقراءة الأولى, وذلك أنه يسرع بالخلص إلى الجنة على نجب فيقول المنافقون انتظرونا؛ لأنا مشاة ولا نستطيع لحوقكم, ويجوز أن يكون من النظر وهو الإبصار وأشم "قيل" هشام والكسائي ورويس.
وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة بخلفه وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو من روايتيه كما مر, وأن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري.
وقرأ "الأماني" [الآية: 14] بتخفيف الياء مع سكونها أبو جعفر, وتقدم اتفاقهم على فتح حتى وأسقط الأولى "من جاء أمر" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه وسهل ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس في ثانية, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد وكذا قنبل وله ثالث إسقاط الأولى كالبزي، والباقون بتحقيقهما.
واختلف في "لا يُؤْخَذ" [الآية: 15] فابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق لتأنيث فاعله لفظا، وافقهم الحسن، والباقون بالياء من تحت لكونه مجازيا، وعن الحسن "ألما يأن" بفتح الميم مشددة وبعدها ألف.
واختلف في "وَمَا نَزَل" [الآية: 16] فنافع وحفص ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار عنه بتخفيف الزاي ثلاثيا لازما مبنيا للفاعل وهو الضمير العائد لما الموصولة، والباقون بتشديدها5 معدى بالتضعيف مسندا لضمير اسم الله تعالى، وعن الأعمش بضم النون وكسر الزاي مشددة مبنيا للمفعول.
واختلف في "وَلا يَكُونُوا" [الآية: 16] فرويس بالتاء من فوق على الخطاب للالتفات، والباقون بياء الغيب على السياق, وتقدم الخلف عن الأزرق في تغليظ لام "فطال" للفصل بالألف وإن رجح التغليظ كما في النشر.
__________
1 أي: "فيُضَعّفُه". [أ] .
2 أي: "فيُضَعّفَه". [أ] .
3 انظر ص: "166". [أ] .
4 أي: "أنظرونا". [أ] .
5 أي: "ما نَزَّل". [أ] .(1/533)
واختلف في "الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَات" [الآية: 18] فابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصاد فيهما1 من التصديق أي: صدقوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أي: آمنوا بما جاء به، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتشديد فيهما من تصدق أعني الصداقة, والأصل المتصدقين والمتصدقات أدغم التاء في الصاد.
وقرأ "يضعف" [الآية: 18] بتشديد العين بلا ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالألف مع التخفيف2.
وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وعن الدوري عنه تمحيضها، وقرأ رضوان بضم الراء أبو بكر.
واختلف في "بِمَا آتَاكُم" [الآية: 23] فأبو عمرو بقصر الهمزة من الإتيان أي: بما جاءكم وفاعله ضمير ما، وافقه الحسن، والباقون بالمد3 من الإيتاء أي: بما أعطاكم الله إياه ففاعله ضمير اسم الله المقدم والمراد الفرح الموجب للبطر والاختيال, ولذا عقبه بقوله "لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور" وأمالها حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه ويتحصل له من تثليث مد البدل مع ذلك خمس طرق تقدم بيانها في الإمالة وغيرها.
وقرأ "البخل" [الآية: 24] بفتح الباء والخاء وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالضم والسكون, واختلف في إثبات "وهو" في {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فنافع وابن عامر وأبو جعفر بحذفها4 على جعل الغني خبر إن، والباقون بإثباتها فصلا بين الاسم والخبر كما هو الأكثر, ويسميه البصريون فصلا أي: بفصل الخبر عن الصفة والكوفيون عمادا, وأعرب بعضهم هو مبتدأ وخبره الغني والجملة خبر إن, واستحسن أبو علي كونه فصلا فقط لا مبتدأ؛ لأن حذف المبتدأ غير سائغ أي: رجح فصليته لحذف في القراءة الأخرى, وأسكن أبو عمرو سين "رسلنا".
وقرأ "إبراهام" [الآية: 26] بالألف مكان الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان.
وقرأ "النبوة" بالهمزة نافع5 وفتح همز "رأفة" ممدودة على وزن رعافة قنبل من طريق ابن شنبوذ, وسكنها كالباقين من طريق ابن مجاهد كما مر بالنور, وأبدل همزها الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, وأمال هاءها مع الفتحة قبلها الكسائي وقفا كحمزة بخلفه, وتقدم ضم راء "رِضْوَانِ اللَّه" لشعبة وأبدل همز "لئلا" ياء مفتوحة الأزرق.
المرسوم في المدني والشامي فإن الله الغني بغير هو وفي المكي والعراقي بإثباتها, وفي الشامي وكل وعد الله بلا ألف، واتفقوا على وصل ياء لكي بلا لكيلا تأسوا6.
__________
1 أي: "المصدقين، والمصدقات". [أ] .
2 أي: "يضاعف". [أ] .
3 أي: "آتاكم". [أ] .
4 أي: "إن الله الغني ... ". [أ] .
5 أي: "النبوءة". [أ] .
6 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] .(1/534)
سورة المجادلة:
مدنية1 قيل إلا قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم, وقيل العشر الأول منها مدني وباقيها مكي "وآيها" عشرون وآية مكي ومدني وأخير واثنان في الباقي "خلافها" آية في الأذلين تركها مكي ومدني أخير. "مشبه الفاصلة" عذابا شديدا. القراءات أدغم دال "قد سمع" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "يُظاهِرون" [الآية: 2] في الموضعين هنا بفتح الياء وتشديد الهاء مفتوحتين بلا ألف2 نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح الياء وبتشديد الظاء وألف بعدها وفتح الهاء مخففة، وقرأ عاصم بضم الياء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء بعد الألف, وإنما خالف حمزة ومن معه قراءتهم في الأحزاب لعدم المسوغ؛ لأن الحذف إنما كان لاجتماع التائين وهنا ياء تحتية, ثم تاء فوقية فلم يجتمع المثلان، وقرأ "اللاءي" بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بحذفها وحققها منهم أعني الحاذقين قالون وقنبل ويعقوب, وسهلها بين بين ورش وأبو جعفر, وبه قرأ أبو عمرو والبزي من طريق العراقيين, والوجه الثاني لهما إبدال الهمزة ياء ساكنة وعليه سائر المغاربة, ويشبع المد للساكنين وكل من سهل إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما مر بتوجيهه.
وأمال "أحصاه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في"مَا يَكُون" [الآية: 7] فأبو جعفر بالتاء من فوق4 الباقون بالتذكير.
واختلف في "ولا أكثر من ذلك" [الآية: 7] فيعقوب بالرفع عطفا على محل نجوى؛ لأنه مجرور بمن الزائدة للتأكيد، وافقه الحسن وزاد فقرأ بالموحدة بدل المثلثة، والباقون بالفتح مجرورا على لفظ نجوى.
واختلف في "يتناجَون" [الآية: 8] فحمزة ورويس "ينتجون" بنون ساكنة بعد الياء وضم الجيم بلا ألف على وزن ينتهون من النجوى, وهو السر وأصله ينتجيون نقلت ضمة الياء لثقلها إلى الجيم ثم حذفت لسكونها مع سكون الواو، وافقهما الأعمش، والباقون
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 125". [أ] .
2 أي: "يَظَّهَّرون". [أ] .
3 أي: "يظَّاهَرون". [أ] .
4 أي: "تكون". [أ] .(1/535)
بتاء ونون مفتوحيتن وألف وفتح الجيم من التناجي من النجوى أيضا.
واختلف في "فَلا تَتَنَاجَوْا" [الآية: 9] فرويس "تنتجوا" بوزن تنتهوا كذلك، وعن ابن محيصن "فلا تناجوا" بتاء واحدة خفيفة وعنه تشديدها، والباقون تتناجوا بتاءين خفيفتين ونون وألف وجيم مفتوحة, ووقف على "معصيت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.
وقرأ "ليحزن" [الآية: 11] بضم الياء وكسر الزاي نافع ومر بآل عمران وأشم قاف "قيل" معا هشام والكسائي ورويس.
واختلف في "تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِس" [الآية: 11] فعاصم المجالس بالجمع، وافقه الحسن وعنه "تفاسحوا" بألف بعد الفاء وتخفيف السين، والباقون "المجلس" بالتوحيد.
واختلف في "انشزوا فانشزوا" [الآية: 11] فنافع وابن عامر وحفص وأبو بكر فيما رواه عنه الجمهور وأبو جعفر بضم الشين فيهما، والباقون بالكسر, كذلك والوجهان صحيحان عن أبي بكر, وهما لغتان كيعكف ويعكف ويحرص ويحرص وسهل الثانية وأدخل الفاء في "أأشفقتم" قالون وأبو عمرو وهشام بخلفه وأبو جعفر وبلا ألف ورش وابن كثير ورويس, وللأزرق إبدالها ألفا مع المد المشبع, والثاني لهشام تحقيقها مع المد والثالث له تحقيقها مع القصر, وبه قرأ الباقون وإذا وقف حمزة عليه فله في الثانية التحقيق والتسهيل؛ لأنه متوسط بزائد وفتح سين "ويحسبون" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.
وأمال "فأنساهم" [الآية: 19] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وفتح ياء الإضافة "من رسلي إن" نافع وابن عامر وأبو جعفر.
المرسوم اتفقوا على كتابة معصيت معا بالتاء. ياءات الإضافة واحدة "ورسلي إن" [الآية: 21] .(1/536)
سورة الحشر:
مدنية1 وآيها أربعة وعشرون مشبه الفاصلة خمسة "لَمْ يَحْتَسِبُوا، وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِين, وَلا رِكَابٍ, أَحَدًا أَبَدًا, بَيْنَهُمْ، شَدِيد".
القراءات: أمال "فَآتَاهُمُ اللَّه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وهو مقصور وفاقا؛ لأنه بمعنى المجيء، وقرأ في "قلوبهم الرعب" بكسر الهاء والميم أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف وكسر الهاء وضم الميم، والباقون ومثله "لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِين" وكذا "وعليهم الجلاء" إلا أن يعقوب كحمزة فيها وضم عين "الرعب" ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب ومر بالبقرة.
واختلف "يُخَربون" [الآية: 2] فأبو عمرو بفتح الخاء وتشديد الراء2، وافقه الحسن واليزيدي، والباقون بسكون الخاء وتخفيف الراء وهما بمعنى عداه وأبو عمرو بالتضعيف وغيره بالهمزة لكن حكي عن أبي عمرو أنه قال: إن خرب بالتشديد هدم وأفسد, وأخرب ترك الموضع خرابا وذهب عنه.
وقرأ "بيوتهم" [الآية: 2] بكسر الباء قالون وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن "الجلاء" بلا مد ولا همز.
واختلف في "يَكُونَ دُولَة" [الآية: 7] فأبو جعفر وهشام من أكثر طرق الحلواني عنه تكون بتاء التأنيث دولة بالرفع, على أن كان تامة وهي طريق ابن عبدان عن الحلواني, وروى الجمال وغيره التذكير مع رفع دولة لكون الفاعل مجازي التأنيث, ولم يختلف عن الحلواني في رفع دولة, وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام التذكير مع النصب, وبه قرأ الباقون على أن كان ناقصة واسمها ضمير الفيء, ودولة خبرها ولا يجوز النصب مع التأنيث, وإن توهمه بعض شراح الشاطبية من ظاهر كلام الشاطبي رحمه الله لانتفاء صحته رواية ومعنى كما نبه عليه في النشر قال الجعبري: وإنما امتنع التأنيث مع النصب؛ لأن الفاعل مذكر فلا يجوز تأنيث فعله, قال أبو عمرو: والدولة بالضم ما ينتقل من النعم من قوم إلى آخرين, وبالفتح الظفر والاستيلاء في الحرب.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "يُخَرِّبون". [أ] .(1/537)
وأمال "أتاكم، ونهاكم" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه, ومر للأزرق طرق خمسة في أتاكم.
وقرأ "وَرُضْوَانًا" [الآية: 8] بضم الراء أبو بكر، وقرأ "رؤف" بالقصر بلا واو أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف.
وأمال "قُرى مُحَصَّنَة" وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق.
واختلف في "جدر" [الآية: 14] فابن كثير وأبو عمرو "جدار" بكسر الجيم وفتح الدال وألف بعدها على التوحيد، وافقهما اليزيدي وابن محيصن بخلفه وعنه فتح الجيم وسكون الدال بلا الألف لغة فيه، وعن الحسن ضم الجيم وسكون الدال مع حذف الألف، والباقون بضم الجيم والدال على الجمع, وأماله أبو عمرو.
وقرأ "تحسِبهم" [الآية: 16] بكسر السين نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه, ومر بالبقرة, وأمال "شتى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وأبو عمرو كذلك.
وقرأ "بريء" [الآية: 16] بالإبدال والإدغام أبو جعفر, ووقف عليه حمزة وهشام بخلفه كذلك, ويجوز فيه الروم والإشمام وفتح ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر، وعن الحسن "عاقبتهما" بالرفع اسما لكان وأن وما في حيزها خبر, والجمهور عكسوا وهو الراجح كما مر، وعن المطوعي "خالدان" بالألف رفعا خبر أن والظرف لغو ونقل "القرآن" ابن كثير ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "ذلك جزؤا" ونحو مما رسم بواو بعد الزاي وألف باثني عشر وجها مرت مبنية في بعض النظائر منها أنبؤا ما كانوا أول الأنعام.
وأمال "البارئ" الدوري عن الكسائي، والباقون بالفتح، وعن ابن محيصن بخلفه بياء مضمومة بدل الهمزة وعنه أيضا "المصور" بفتح الراء على القطع أي: أمدح، وعن الحسن فتح الواو والراء مفعولا بالبارئ أي: خالق الشيء المصور أمام آدم أو هو وبنوه, قال السمين: وعليها يحرم الوقف على المصور بل يحب الوصل ليظهر النصب في الراء لئلا يتوهم منه في الوقف ما لا يجوز.
المرسوم اتفقوا على كتابة وذلك جزؤا الظالمين بواو بعد الزاي وألف. ياءات الإضافة واحدة: "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 16] .(1/538)
سورة الممتحنة:
مدنية1 وآياتها ثلاث عشرة آية. القراءات مر ضم الهاء من "إليهم" لحمزة ويعقوب, وأمال الكسائي مرضاتي وفتحها الباقون.
وقرأ "وَأَنَا أَعْلَم" [الآية: 1] بالمد نافع وأبو جعفر, وأدغم دال "فَقَدْ ضَلّ" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في "يَفْصِلُ بَيْنَكُم" [الآية: 3] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الداجوني بضم الياء وسكون الفاء وفتح الصاد مخففا2 مبنيا للمفعول, والنائب ضمير المصدر المفهوم من يفصل أي: الفصل أو بينكم لكنه مبني على الفتح لإضافته إلى مبني نحو: لقد تقطع بينكم عند من فتح، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ابن عامر إلا الداجوني عن هشام بضم الياء وفتح الفاء والصاد المشددة مبنيا للمفعول أيضا، وقرأ عاصم ويعقوب بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد مخففة مبنيا للفاعل وهو الله تعالى أي: يحكم أو يفرق وصلكم، وافقهما الحسن، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد المشددة مبنيا للفاعل أيضا أي: يفرق بإدخال المؤمن الجنة والكافر النار، وافقهم الأعمش.
وقرأ "أسوة" [الآية: 4] معا بضم الهمزة عاصم كما مر بالأحزاب3.
وقرأ "إبراهيم" [الآية: 4] الأول وهو قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم بالألف ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان, ويوقف لحمزة على "براؤا" بتسهيل الأولى بين بين على القياس, ولا يصح إبدالها واوا في النشر وكذا حذفها, وأما الثانية فتبدل ألفا مع المد والقصر والتوسط وتسهل كالواو مع المد والقصر فقط, فهي خمسة وتبدل واوا ساكنة للرسم مع المد والقصر والتوسط وله الإشمام مع الثلاث والروم مع القصر فالجملة اثنا عشر وجها، وافقه هشام بخلفه مع تحقيق الأولى وأبدل الثانية من
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1280". [أ] .
2 أي: "يفصل". [أ] .
3 انظر ص: "451". [أ] .(1/539)
"والبغضاء أبدا" واوا مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.
وأمال "عسى" وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وكذا حكم "لا ينهيكم إنما ينهيكم" خلا الدوري المذكور فبالفتح فيهما, وشدد البزي بخلفه التاء في "أن تولوهم"، ووقف يعقوب بخلفه بهاء السكت على نون جمع النسوة المشددة بعد الهاء من فامتحنوهن وجميع ما بعده إلى قوله: لهن الله, واختلف في "وَلا تُمْسِكُوا" [الآية: 10] فأبو عمرو ويعقوب بضم التاء وفتح الميم وتشديد السين من مسك رباعيا مضعفا، وافقهما اليزيدي، وعن الحسن بفتح التاء والميم وتشديد السين1 المفتوحة, والأصل تتمسكوا حذفت إحدى التاءين، والباقون بضم التاء وسكون الميم وتخفيف السين من أمسك كأكرم.
وقرأ "واسئلوا، ما أنفقتم" [الآية: 10] بالنقل ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه، وعن الحسن "فعقبتم" بالقصر وتشديد القاف.
وقرأ "النبيء إذا" [الآية: 12] بهمزة "النبيء" مضمومة فيسهل التي بعدها كالياء ويبدلها واوا مكسورة.
المرسوم اتفقوا على كتابة صورة الهمزة المضمومة في براؤا واوا وحذف الألف قبلها وزيادة ألف بعدها, وأما المفتوحة فصورتها محذوفة كما في النشر وغيره2.
__________
1 أي: "تُمَسِّكوا". [أ] .
2 انظر النشر: "2/ 387". [أ] .(1/540)
سورة الصف:
مدنية1 وقيل مكية وآيها أربع عشر. مشبه الفاصلة و"فَتْحٌ قَرِيب". القراءات وقف البزي ويعقوب بخلفهما على "لم" بهاء السكت, وعن ابن محيصن "يا قوم" بضم الميم, وأمال "فلما زاغوا" حمزة واتفقوا على عدم إمالة "أزاغ" وسهل أبو جعفر همزة إسرائل مع المد والقصر, ومر خلف الأزرق في تثليث الهمزة كوقف حمزة عليها أول البقرة, وأمال "من التورية" الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وحمزة في وجهه الثاني وقالون بخلفه والثاني له الفتح وفتح ياء الإضافة "من بعدي اسمه" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب، وقرأ "ساحر" بألف بعد السين وكسر والحاء حمزة والكسائي وخلف, ومر آخر المائدة2.
وأمال "يدعى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وقرأ "ليطفؤا" بحذف الهمزة مع ضم الفاء أبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف كقراءة أبي جعفر والإبدال ياء محضة, واختلف في "مُتِمُّ نُورِه" [الآية: 8] فابن كثير وحفص وحمزة والكسائي وخلف متم بغير تنوين نوره بالخفض على إضافة اسم الفاعل للتخفيف فلا يعرف؛ لأنها من إضافة الصفة إلى معمولها، والباقون بالتنوين والنصب على أعمال اسم الفاعل كما هو الأصل.
وقرأ "تُنْجِيكُم" [الآية: 10] بالتشديد ابن عامر وحده3 ومر بالأنعام4.
واختلف في "كُونُوا أَنْصَارَ اللَّه" فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب "أنصار" غير منون مضافا إلى لفظ الجلالة بلا لام جر وافقهم الأعمش، والباقون "أنصارا" منونا لله بلام الجر واللام إما مزيدة في المفعول للتقوية إذ الأصل أنصار الله أو غير مزيدة, ويكون الجار والمجرور نعتا لأنصارا, والأول أظهركما في الدر وفتح ياء الإضافة من "أنصاري إلى الله" نافع وأبو جعفر, وأمال ألفها الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون.
المرسوم كتب لم تؤذونني ويأتي من بعدي بالياء. ياءات الإضافة ثنتان: "مِنْ بَعْدِي اسْمُه" [الآية: 6] "أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ" [الآية: 14] .
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 انظر ص: "250". [أ] .
3 أي: "تُنَجِّينكم". [أ] .
4 انظر ص: "260". [أ] .(1/541)
سورة الجمعة:
مدنية1 وآيها إحدى عشرة آية. القراءات ضم الهاء من "يُزَكِّيهِم" [الآية: 2] يعقوب وسبق حكم "التورية" إمالة وتقليلا في السابقة, وأمال "الحمار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي, وهي رواية الجمهور عن الأخفش عن ابن ذكوان من طريق ابن الأخرم, ورواه آخرون بالفتح من طريق النقاش, وبالإمالة لابن ذكوان بكماله قطع صاحب المبهج وصاحب التيسير, وقلله الأزرق وعن ابن محيصن "فَتَمَنَّوُا الْمَوْت" [الآية: 6] بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين وعن المطوعي "الجمعة" [الآية: 9] بسكون الميم لغة تميم2.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 للمزيد انظر النشر: "2/ 388". [أ] .(1/542)
سورة المنافقين:
مدنية وآيها إحدى عشرة. مشبه الفاصلة: أجل قريب. القراءات: أمال "جاءك" هشام من طريق الداجوني وابن ذكوان وحمزة وخلف, وعن الحسن "إيمانهم جنة" بكسر الهمزة مصدر آمن, ولا نعلم خلافا في موضع المجادلة, وسهل الأصبهاني الهمزة من "رأيتهم تعجبك" ومن "كأنهم".
وقرأ "خشب" [الآية: 4] بسكون الشين قنبل بخلفه وأبو عمرو والكسائي, ومر بالبقرة وفتح سين "يحسبون" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر، وأمال "أني" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وأشم قاف "قيل" هشام والكسائي ورويس.
واختلف في "لَوَّوا" [الآية: 5] فنافع وروح بتخفيف الواو الأولى1 من لوى مخففا، والباقون بالتشديد على التكثير من لوى الرباعي, وانفرد النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بمد همز2 "استغفرت" قال في النشر: ولم يتابعه عليه أحد إلا أن الناس أخذوه عنه ولم يعول عليه في الطيبة, ووجه بأن المد إشباع لهمزة الاستفهام للإظهار والبيان لا لقلب همزة الوصل ألفا أي: لأنها مكسورة بخلاف "آلسحر، وآلله أذن" والجمهور بهمزة واحدة مفتوحة ومقطوعة بلا مد وهي همزة التسوية التي أصلها الاستفهام, وعن الحسن "لنخرجن" بنون العظمة وكسر الراء ونصب الأعز مفعولا به ونصب الأذل حينئذ على الحال بتقدير مضاف أي: كخروج أو كإخراج أو مثل وأدغم لام "يفعل ذلك" أبو الحارث عن الكسائي, واتفقوا على تسكين الياء من "أخرتني إلى" كما مر.
واختلف في "وأكن" [الآية 10] فأبو عمرو بالواو بعد الكاف ونصب النون عطفا على فأصدق المنصوب بأن بعد جواب التمني وهو لولا أخرتني, وافقه الحسن واليزيدي وابن محيصن بخلفه، والباقون بحذف الواو لالتقاء الساكنين, وبجزم النون "قال الزمخشري": عطفا على محل فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن. "وحكى" سيبويه عن الخليل أنه
__________
1 أي: "لَوَوا....". [أ] .
2 أي: "آستغفرت". [أ] .(1/543)
جزم على توهم الشرط الذي يدل عليه التمني إذ لا محل هنا؛ لأن الشرط ليس بظاهر وإنما يعطف على المحل حيث يظهر الشرط كقوله تعالى: من يضلل الله فلا هادي له, ويذرهم فمن جزم عطف على موضع فلا هادي؛ لأنه لو وقع هناك فعل لا نجزم قال السمين: وهذا هو المشهور عند النحويين ويلغز بهذا فيقال مع نية صالحة أين أتى حرف, أظهره أبو عمرو وأدغمه الباقون, ومر حكم "جاء أجلها" من حيث الهمزتان في نظيره جاء أحد بالنساء1.
واختلف في {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الآية: 11] فأبو بكر بالغيب, والباقون بالخطاب.
المرسوم كتبوا "لَوْلا أَخَّرْتَنِي" بالياء, وروى أبو عبيد عن مصحف عثمان رضي الله عنه و"أكن" بحذف الواو وقال الحلواني عن أحمد عن خالد قال: رأيت في الإمام عثمان وأكون بالواو ورأيته ممتليا دما, "قال الجعبري": وقد تعارض نقل هذين العدلين فلا بد من جامع فيحتمل أن النافي رآه بعد دثور ما بعد الكاف, فبقي بعدها حرف هو النون, وتكون الواو دثرت والله أعلم.
__________
1 انظر ص: "236". [أ] .(1/544)
سورة التغابن
...
سورة التغاين:
مدنية في قول الأكثرين, وقيل مكية1 إلا ثلاث آيات: يا أيها الذين آمنوا, إن من أزواجكم, واللتان بعدها فمدنية, وآيها ثماني عشرة. مشبه الفاصلة ثلاث: ما تسرون وما تعلنون التغابن. القراءات عن الحسن والأعمش "صوركم" بكسر الصاد "وأسكن" سين "رسلهم" أبو عمرو, وأمال "قل بلى" شعبة بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو من روايتيه كما صحح في النشر, وإن اقتصر في الطيبة على الدوري.
واختلف في "يَجْمَعُكُم" [الآية: 9] فيعقوب بنون العظمة, والباقون بالياء, وقرأ "نكفر عنه، وندخله" [الآية: 9] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر, ومر بالنساء وقرأ "يضعفه" [الآية: 17] بالقصر والتشديد ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب, وعن ابن محيصن بسكون الضاد بلا ألف2, والباقون بالمد والتخفيف3.
المرسوم اتفقوا على كتابة "نبؤا" بواو ثم ألف بعدها4.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "يُضْعِفُه". [أ] .
3 أي: "يُضاعِفْه". [أ] .
4 للمزيد انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري: "2/ 389". [أ] .(1/545)
سورة الطلاق:
مدنية وآيها إحدى عشرة بصري وثنتا عشرة حجازي وكوفي ودمشقي وثلاث عشرة حمصي خلافها أربعة واليوم الآخر دمشقي مخرجا كوفي وحمصي ومدني أخير يأولي الألباب مدني أول قدير حمصي. مشبه الفاصلة خمسة: ثلاثة أشهر حسابا شديدا إلى النور شيء قدير, عكسه موضع له أخرى, القراءات: قرأ نافع "النبيء إذا" بهمز النبيء وبتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا, ويوقف حمزة على إذا بالتحقيق والتسهيل كالياء؛ لأنه متوسط بغيره المنفصل.
وقرأ "بيوتهن" [الآية: 4] بضم الموحدة ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب.
وقرأ "مُبَيِّنة" [الآية: 1] بكسر الياء نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ويعقوب, ومر بالنساء, وأدغم دال "فَقَدْ ظَلَم" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في "بَالِغُ أَمْرِه" [الآية: 3] فحفص "بالغ" بغير تنوين "أمره" بالجر مضاف إليه على التخفيف مثل "مُتُمُّ نُورِه"، والباقون بالتنوين والنصب1 على الأصل في إعمال اسم الفاعل, وأدغم دال "قد جعل" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "اللائي" [الآية: 4] في الموضعين بحذف الياء مع تحقيق الهمزة2 قالون وقنبل ويعقوب، وقرأ ورش وأبو عمرو والبزي بخلفهما وأبو جعفر بتسهيل الهمزة كالياء مع حذف الياء, والثاني لأبي عمرو والبزي إبدال الهمزة ياء ساكنة مع إشباع المد، والباقون بالمد والهمز المحقق وبعده ياء ساكنة ومر إيضاحه, وتقدم عن النشر في الإدغام الكبير أن أبا عمرو في وجه الإبدال ومن معه وهو البزي واليزيدي إذا وصلوها بيئسن جاز لهم الإظهار والإدغام وأن كلاهما صحيح ولا يخفى أنه من قبيل الإدغام الصغير وإنما ذكر في الكبير لحكمة ذكرت ثمة.
واختلف في "مِنْ وُجْدِكُم" [الآية: 6] فروح بكسر الواو، والباقون بضم الواو لغتان
__________
1 أي: "بالغٌ أمره". [أ] .
2 أي: "الّلاء". [أ] .(1/546)
بمعنى الوسع, وأمال "أتاه الله ما آتاها" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه وله فيهما طرق خمسة تقدمت.
وقرأ "بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا" [الآية: 7] بضم السين فيهما أبو جعفر.
وقرأ "وكأين" [الآية: 8] بالمد ابن كثير وكذا أبو جعفر لكن مع تسهيل همزه مع المد والقصر, ومر حكم الوقف عليه بآل عمران كالأصول1.
وقرأ "نُكُرا" [الآية: 8] بإسكان كافها ابن كثير وأبو عمرو وهشام وحفص وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "مُبَيِّنَات" [الآية: 11] بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة وأبو جعفر ويعقوب.
وقرأ "نُدْخِلُه" [الآية: 11] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر, ومر بالنساء2.
المرسوم كتبوا إلى "يئسن" بحذف الألف اتفاقا بصورة الجارة.
__________
1 انظر ص: "218". [أ] .
2 انظر ص: "236". [أ] .(1/547)
سورة التحريم:
مدنية وآيها اثنا عشرة في غير الحمصي وثلاث فيه خلافها آية الأنهار حمصي. مشبه الفاصلة: وصالح المؤمنين. القراآت: قرأ نافع بهمز "النبيء" ووقف البزي ويعقوب بخلفهما على "لم" بهاء السكت1، وأمال "مرضات" الكسائي وحده, ووقف عليها بالهاء وحده أيضا, وهي مخصصة من ذوات الواو ولذا فتحها الأزرق، وقرأ نافع "النبيء إلى" بهمزتين محققة فمسهلة كالياء وبإبدالها واوا.
واختلف في "عَرَّفَ بَعْضَه" [الآية: 3] فالكسائي بتخفيف الراء2 على معنى المحازاة أي: حاز على بعض وأعرض عن بعض تكرما وحلما, والباقون بتشديدها فالمفعول الأول محذوف أي: عرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- حفصة بعض ما فعلت، وأدغم دال "فقد صغت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "تظاهرا" [الآية: 4] بتخفيف الظاء على حذف إحدى التاءين عاصم وحمزة والكسائي وخلف, والباقون بتشديدها3 بإدغام التاء في الظاء كما مر في البقرة4 وسبق فيها حكم "جبريل"، وأمال "عسى" معا حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وتقدم الخلاف لأبي عمرو في إدغام "طلقكن" في بابه.
وقرأ "أَنْ يُبْدِلَه" [الآية: 5] بفتح الموحدة وتشديد الدال5 نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, والباقون بالسكون والتخفيف ومر بالكهف6.
واختلف في "نُصُوحًا" [الآية: 8] فأبو بكر بضم النون مصدر نصح نصحا ونصوحا، وافقه الحسن, والباقون بفتحها صيغة مبالغة كضروب أسند النصح إليها مبالغة, وهو صفة التائب فإنه ينصح نفسه بالتوبة فيأتي بها على طريقتها, ونصبها في القراءة الأولى على المفعول له أي: لأجل نصح صاحبها أو نعتا على الوصف بالمصدر أي: ذات نصح عن ابن عباس رضي الله عنه هي: اليقين بالقلب والاستغفار باللسان والإقلاع بالجوارح
__________
1 أي: "لَمِه". [أ] .
2 أي: "عَرَفَ". [أ] .
3 أي: "تَظَّاهرا". [أ] .
4 انظر ص: "166". [أ] .
5 أي: يُبَدِّله. [أ] .
6 انظر ص: "363". [أ] .(1/548)
والاطمئنان على الترك, ووقف على "امرأت" الثلاث كابنت بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس, وأمال عمران بن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش.
وقرأ "وكُتُبِه" [الآية 12] بالجمع أبو عمرو وحفص ويعقوب, والباقون بالتوحيد1.
المرسوم: روى نافع كالبقية "تظهرون" بحذف الألف بعد الظاء, واتفقوا على رسم "مرضات" بالتاء, "وكذا" "أمرأت" الثلاث و "ابنت عمران"
__________
1 أي: "كِتابه". [أ] .(1/549)
سورة الملك:
مكية1 وآيها ثلاثون في جميع العدد سوى المكي وشيبة ونافع وإحدى وثلاثون عندهم خلافها آية قد جاءنا نذير مكي وشيبة ونافع. مشبه الفاصلة ثلاث: الشياطين وهي تفور يأتكم نذير. القراءات اختلف في "تفوت" فحمزة والكسائي بتشديد الواو بلا ألف، وافقهما الأعمش، والباقون بتخفيفها بعد الألف لغتان كالتعهد والتعاهد، وأدغم لام "هل ترى" أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه, وأبدل "خاسئا" ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر، وأدغم دال "ولقد زينا" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "تَكَادُ تَمَيَّز" [الآية: 8] بتشديد التاء وصلا البزي2 بخلفه، وأمال "بلى" بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو على ما تقدم، وأدغم دال "قد جاء" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "فَسُحقا" [الآية: 11] بضم الخاء الكسائي وابن وردان بخلفهما, وابن جماز ونصب على المصدر أي: سحقهم الله سحقا.
وقرأ "وَإِلَيْهِ النُّشُورُ، ءَأَمِنْتُم" [الآية: 15] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلفه, وبتسهيلها بلا ألف ورش والبزي ورويس, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع القصر فقط لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على الشرط، وقرأ قنبل في الوصل بالنشور بإبدال الهمزة الأولى واوا من غير خلف وبتسهيل الثانية بلا ألف من طريق ابن مجاهد, وبتحقيقهما كذلك من طريق ابن شنبوذ فإذا ابتدأ حقق الأولى وسهل الثانية فقط بلا ألف, والوجه الثاني لهشام للتحقيق مع الفصل, والثالث له التحقيق مع القصر, وبه قرأ الباقون وهم ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف "وأبدل" الثانية ياء مفتوحة "من السماء" أن معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وأثبت الياء في "نكير ونذير" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب3.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "تكادُ تَّمَيِّز". [أ] .
3 أي: في الوصل والوقف. [أ] .(1/550)
وقرأ "يَنْصُرُكُم" [الآية: 20] بسكون الراء وباختلاسها أبو عمرو, وروى الإتمام عنه الدوري.
وقرأ "صراط" [الآية: 22] بالسين قنبل1 من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة، وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وأبو عمرو وبخلفهما وقصر في الطيبة الخلف فيها على الدوري والأول صححه في النشر عن ابن شريح وغيره, وأشم "سيئت" نافع وابن عامر الكسائي وأبو جعفر ورويس, ويوقف عليها لحمزة بالنقل على القياس وبالبدل مع الإدغام عند من ألحقه بالزائد, وأما بين بين فضعيف وأشم "قيل" هشام والكسائي ورويس.
واختلف في "بِهِ تَدْعُون" [الآية: 27] فيعقوب بسكون الدال مخففة من الدعاء أي: تطلبون وتستعجلون، وافقه الحسن ورويت عن عصمة عن أبي بكر والأصمعي عن نافع، والباقون بالفتح والتشديد2، تفتعلون من الدعاء أيضا أو من الدعوى أي: تدعون أنه لا جنة ولا نار.
وقرأ "أرأيتم" معا بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد وحذفها الكسائي, وأثبتها الباقون محققة وفتح ياء الإضافة من "أَهْلَكَنِيَ اللَّه" [الآية: 28] كلهم إلا حمزة فسكنها وسكنها من "معي أو" أبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف.
واختلف في "فَسَتَعْلَمُونَ مَن" [الآية: 30] فالكسائي بالياء من تحت، والباقون بالتاء من فوق, وخرج فستعلمون كيف نذير المتفق على خطابه.
المرسوم: اختلف في قطع كل ما ألقى. ياءات الإضافة اثنتان: "إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّه, وَمَنْ مَعِي أو" [الآية: 28] , وزائدتان: "نذير" [الآية: 17] و"نكير" [الآية: 18] .
__________
1 أي: "سراط". [أ] .
2 أي: "تَدَّعون". [أ] .(1/551)
سورة ن:
مكية1 وآيها اثنتان وخمسون. مشبه الفاصلة ثلاثة: ن, كذلك العذاب, الحوت, وعكسه موضعان: مصبحين, ولا يستثنون. القراءات: أدغم "ن" في واو "والقلم" ورش والبزي وابن ذكوان وعاصم بخلف عنهم وهشام والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه، وافقهم ابن محيصن من المفردة والشنبوذي, وفي الأصل قال في الدر: كالبحر ونقل عمن أدغم الغنة وعدمها قال الفراء: وإظهارها أي: النون أعجب أي: لأنها هجاء والهجاء كالموقوف عليه وإن اتصل ا. هـ. فلينظر، والباقون بالإظهار وسكت على "ن" أبو جعفر، وعن الحسن "ن" بكسرها لالتقاء الساكنين.
وقرأ "بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُون" [الآية: 6] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة الأصبهاني2 بخلفه, ويوقف عليه لحمزة كذلك وبالتحقيق؛ لأنه متوسط بزائد، وعن الحسن "عتل" بالرفع أي: هو عتل.
وقرأ "أَنْ كَان" [الآية: 14] بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص والكسائي وخلف عن نفسه، والباقون بهمزتين على الاستفهام3 وهم ابن عامر وأبو بكر وحمزة وأبو جعفر ويعقوب, وحقق الهمزتين منهم أبو بكر وحمزة وروح, وسهل الثانية ابن عامر وأبو جعفر ورويس, وفصل بالألف أبو جعفر والحلواني عن هشام, واختلف في الفصل عن ابن ذكوان, والأكثرون على عدمه ومنهم الداني وقواه في النشر لكن قال: إنه قرأ بالوجهين له كما مر في أعجمي بفصلت, وأشار إليهما في الطيبة بقوله:
إن كان أعجمي خلف "مليا"
وانفرد المفسر عن الداجوني عن هشام بالتحقيق والمد، وعن الحسن "إذا تتلى" بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام التوبيخي على قوله: "أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِين" لما تليت عليه آيات الله وعنه "آنَ لَكُمْ فِيه" [الآية: 38] بهمزة ممدودة على الاستفهام أيضا, والجمهور بهمزة واحدة مكسورة على الخبر4.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "2/ 1280". [أ] .
2 أي: "بِيَنِّكم". والله أعلم. [أ] .
3 أي: "أأن كان ... ". [أ] .
4 أي: "إن لكم ... ". [أ] .(1/552)
وقرأ "أَن اغْدُوا" [الآية: 22] بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب, وأدغم لام "بل نحن" الكسائي, وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما.
وقرأ "أَنْ يُبْدِلَنَا" [الآية: 32] بالتشديد1 نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومر بالكهف2, وشدد البزي بخلفه تاء "لَمَا تَخَيَّرُون" [الآية: 38] وصلا عن الحسن بالغة بالنصب على الحال من أيمان لتخصصه بالعمل أو بالوصف, أو من الضمير في علينا إن جعلناه صفة وعنه أيضا "يكشف" بكسر الشين من اكشف وعنه أيضا "تداركه" على أن الأصل تتداركه فأدغم وأمال "فاجتبيه" كنادى حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه.
واختلف في "لَيُزْلِقُونَك" [الآية: 51] فنافع وأبو جعفر بفتح الياء3 من زلقت الرجل وهو فعل يتعدى مفتوح العين لا مكسورها مثل حزن وحزنته, والباقون بضمها من أزلقه معدى بالهمزة أي: أزل رجله, قال الحسن: دواء من أصابه العين أن يقرأ هذه الآية: وإن يكاد إلخ....
المرسوم: اتفقوا على كتابة "بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُون" بياءين بين الألف والكاف وعلى قطع "أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا" وهو آخر العشرة المقطوعة.
__________
1 أي: "يُبَدِّلنا". [أ] .
2 انظر ص: "363". [أ] .
3 أي: "لَيَزْلِقُونَكَ". [أ] .(1/553)
سورة الحاقة:
مكية1 وآيها خمسون وآية بصرى ودمشقي وثنتان في الباقي خلافها ثلاث الحاقة الأول كوفي حسوما حمصي بشماله حجازي. مشبه الفاصلة موضعان: صرعى, بيمينه. القراءات: أمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما, وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق, والإمالة لابن ذكوان من طريق الصوري وابن الأخرم عن الأخفش ولأبي بكر جميع رواة المغاربة، وأدغم تاء "كذبت ثمود" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي، وعن الأعمش تنوين ثمود المرفوع، وأمال "فترى القوم" وصلا السوسي بخلفه، وأمال "صرعى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما، وأدغم لام "فهل ترى" أبو عمرو وهشام في المشهور عنه وحمزة والكسائي.
واختلف في "وَمَنْ قِبَلِهِ" [الآية: 9] فأبو عمرو والكسائي ويعقوب بكسر القاف الموحدة أي: جناده وأهل طاعته، وافقهم الحسن واليزيدي، والباقون بفتح القاف وسكون الباء2 ظرف زمان أي: ومن تقدمه من الأمم, وأبدل همز "المؤتفكات" قالون بخلفه وورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, وأبدل همز "بالخاطئة" ياء مفتوحة أبو جعفر وحده كوقف حمزة.
وأمال "طغى" وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه, واتفقوا على كسر عين "تعيها" مع فتح الياء مخففة مضارع وعى حفظ وهو منصوب بالعطف على لنجعلها, وما ذكره في البحر من إسكانها لقنبل وإخفاء حركتها لحمزة فليس من طرقنا, والمعنى وتحفظها أذن من شأنها أن تحفظ المواضع وتعتبرها.
وقرأ "أذن" بسكون الذال نافع وحده، وعن المطوعي "وَحُمِّلَتِ الْأَرْض" [الآية: 14] بتشديد الميم للتكثير.
واختلف في "لا يَخْفَى" [الآية: 18] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت؛ لأن التأنيث مجازي وللفصل، وأمالوا ألفها، وافقهم الأعمش، والباقون بالتاء للتأنيث اللفظي، وقللها الأزرق بخلفه ويوقف لحمزة على "هاؤم" بالتسهيل كالواو على القياس وجها
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "من قبْلِه". [أ] .(1/554)
واحدا؛ لأنه ليس من قبيل المتوسط بزائد؛ لأن هاؤم اسم فعل بمعنى خذ واوها فيه جزء ليست للتنبيه, وقول مكي أصلها هاوموا بواو وكتبت على لفظ الوصل تعقبه الأستاذ أبو شامة كما بين في آخر وقف حمزة وهشام على الهمز.
وقرأ "ماليه، سلطانيه" [الآية: 28, 29] بحذف الهاء منهما وصلا1 حمزة ويعقوب وأثبتاهما وقفا.
وقرأ "كتابيه" [الآية: 19، 25] كلاهما و"حسابيه" [الآية: 20، 26] معا بحذف هاء السكت وصلا2 يعقوب، والباقون بالإثبات في الحالين فلا خلاف في إثباتها وقفا, ومر في باب النقل الخلف لورش في نقل همزة إني إلى هاء كتابيه, وأن الجمهور على ترك النقل, قال في النشر: وترك النقل فيه هو المختار عندنا إلخ, واختلف أيضا في إدغام هاء "ماليه" في هاء "هلك" فمنهم من أخذ بإظهارها لكونها هاء سكت أيضا, وقد قال مكي في التبصرة: له يلزم من ألقى الحركة في "كتابيه إني" أن يدغم ماليه هلك؛ لأنه أجرها مجرى الأصلي حين ألقى الحركة عليها وقدر ثبوتها في الوصل قال: وبالإظهار قرأت وعليه العمل وهو الصواب. قال أبو شامة: يعني بالإظهار أن يقف على ماليه وقفة لطيفه, وأما إن وصل فلا يمكن غير الإدغام أو التحريك, قال: وإن خلا اللفظ من أحدهما كان القارئ واقفا, وهو لا يدري لسرعة الوصل قال في النشر: بعد نقله ما ذكر وغيره, وما قاله أبو شامة أقرب إلى التحقيق وأحرى بالدراية والتدقيق, وقد سبقه إلى النص عليه أستاذ هذه الصناعة أبو عمرو الداني, قال في جامعه: فمن روى التحقيق يعني في كتابيه لزمه أن يقف على الهاء في قوله: ماليه هلك وقفة لطيفة في حال الوصل من غير قطع؛ لأنه واصل بنية واقف فيمتنع بذلك من أن يدغم في الهاء التي بعدها, قال: ومن روى الإلقاء لزمه أن يصلها ويدغمها في الهاء التي بعدها؛ لأنها عنده كالحرف اللازم الأصلي ا. هـ. وهو الصواب, انتهى كلام النشر وهذا ما تقدم الوعد به أول الإدغام الصغير.
واختلف في "قَلِيلًا مَا يُؤْمِنُون, وقليلا ما يذكرون" [الآية: 41، 42] فابن كثير وهشام ويعقوب وابن ذكوان من طريق الصوري, ومن أكثر طرق الأخفش عند العراقيين بالياء من تحت فيهما، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بالتاء من فوق وهي رواية النقاش عن الأخفش وخفف ذال "تذكرون" حفص وحمزة والكسائي وخلف.
المرسوم: اتفقوا على الألف في "طَغَا الْمَاء" [الآية: 11] .
__________
1 أي: "مالي، سُلطاني". [أ] .
2 أي: "كتابي، حسابي". [أ] .(1/555)
سورة سأل:
وتسمى المعارج والواقعة: مكية1 وآيها أربعون وثلاث دمشقي وأربع في الباقي "خلافها" آية "أَلْفَ سَنَة" تركها دمشقي.
القراءات: اختلف في "سأل" [الآية: 1] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بألف بلا همز2 بوزن قال, وهي لغة قريش فهو من السؤال أبدلت همزته على غير قياس عند سيبويه والقياس بين بين, أو من السيلان فألفه عن ياء كباع والمعنى سال وادي بعذاب، والباقون بالهمز من السؤال فقط وهي اللغة الفاشية, ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل فقط, واختلف في "تعرج" [الآية: 4] فالكسائي بالياء من تحت، والباقون بالتاء من فوق.
واختلف في "ولا يسئل" [الآية: 10] فالبزي من طريق ابن الحباب وأبو جعفر بضم الياء مبنيا للمفعول ونائبه حميم, وحميما نصب بنزع الخافض عن, وكذا رواه الزينبي عن أصحابه عن أبي ربيعة، والباقون بفتح الياء مبنيا للفاعل أي: لا يسأل قريب قريبا عن حاله أو لا يسأله نصرة ولا منفعة لعلمه أنه لا يجد ذلك عنده, وهي رواية أبي ربيعة عن البزي.
وقرأ "يومئذ" [الآية: 11] بفتح الميم نافع والكسائي وأبو جعفر كما في هود, وأبدل أبو جعفر همزة "تؤويه" واوا ساكنة فجمع بين الواوين الأصلية والمبدلة بلا إدغام، والباقون بالإظهار, ويوقف عليه لحمزة بالإبدال بلا إدغام وبالإدغام وهما في الشاطبية وغيرها، وأمال رءوس آي هذه السورة وهي أربعة "لظى, وللشوى, وتولى, فأوعى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه غير أن التقليل عنه أكثر من الفتح كما مر, واختلف في "نزاعة" [الآية: 16] فحفص بالنصب على الحال من الضمير المستكين في لظى؛ لأنها وإن كانت علما جارية مجرى المشتقات بمعنى المتلظي أو على الاختصاص، والباقون بالرفع خبر ثان، وأمال "ابتغى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه، وقرأ "لِأَمَانَاتِهِم" [الآية: 32] بالتوحيد3 ابن كثير، وافقه ابن محيصن ومر بالمؤمنين.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1281". [أ] .
2 أي: "سال ... ". [أ] .
3 أي: "لأمانتهم". [أ] .(1/556)
واختلف في "بِشَهَادَاتِهِم" [الآية: 33] فحفص ويعقوب بألف بعد الدال على الجمع اعتبارا بتعدد الأنواع، والباقون بلا ألف على التوحيد على إرادة الجنس, وتقدم في الوقف على المرسوم حكم الوقف على "فمال" والابتداء بها, وفي محالها الثلاثة, وعن ابن محيصن "رب المشرق والمغرب" بالتوحيد فيها.
وقرأ "حتى يَلْقَوا" [الآية: 42] بفتح الياء وسكون اللام بلا ألف أبو جعفر1 كما في الزخرف, ومر اتفاقهم على فتح حتى, واختلف في "إِلَى نُصُب" [الآية: 43] فابن عامر وحفص بضم النون والصاد جمع نصب كسقف وسقف أو جمع نصاب ككتب وكتاب, وعن الحسن بفتح النون والصاد فعل2 بمعنى مفعول، والباقون بفتح النون وإسكان الصاد3 اسم مفرد بمعنى المنصوب للعبادة أو العلم, وقال أبو عمرو: وهي شبكة الصائد يسرع إليها عند وقوع الصيد فيها خوف انقلابه.
المرسوم: نافع عن المدني "المشرق، والمغرب" بحذف ألفهما, وقيل ثابتتان في العراقية, واتفقوا على فصل لام "فمال" كالنساء، والكهف، والفرقان.
__________
1 أي: "يَلْقَوا". [أ] .
2 أي: "نَصَب". [أ] .
3 أي: "نَصْب". [أ] .(1/557)
سورة نوح عليه الصلاة والسلام:
مكية1 وآيها عشرون وثمان كوفي وتسع بصري ودمشقي وثلاثون حجازي وحمصي "خلافها" خمس فيهن نورا حمصي وسواعا غيره فادخلوا نارا ونسرا كوفي وحمصي ومدني أخيرا ضلوا كثيرا مكي ومدني أول. القراءات قرأ "أن اعبدوا الله" بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب, وأثبت الياء في "وأطيعون" في الحالين يعقوب وأبدل الهمزة واوا مفتوحة في "ويؤخركم، ولا يؤخر" ورش من طريقيه وأبو جعفر كوقف حمزة وفتح ياء "دعائي إلا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وكذا "إني أعلنت لهم" غير ابن عامر فسكنها كالباقين، وعن الحسن فتح ياء "قومي" ومر للأزرق تفخيم الراء من "فرارا" كالجماعة لأجل تكرارها وضم يعقوب الهاء من "فيهن نورا" بلا خلاف ووقف عليها بهاء السكت بخلفه.
واختلف في "وولده" [الآية: 21] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر بفتح الواو واللام، وعن الحسن بكسر الواو وسكون اللام2, والباقون بضم الواو وسكون اللام3 قيل الفتح والضم لغتان كالبخل والبخل, وقيل المضموم جمع المفتوح كأسد وأسد، وعن ابن محيصن "كبارا" بكسر الكاف وتخفيف الباء جمع كبير, واختلف في "ودا" [الآية: 23] فنافع وأبو جعفر بضم الواو والباقون بفتحها لغتان في اسم صنم في عهد نوح، وعن المطوعي "يغوثا ويعوقا" بالتنوين مصروفين للتناسب نحو: سلاسل.
وقرأ "خَطَايَاهُم" [الآية: 25] بوزن قضاياهم أبو عمرو, والباقون "خطيئاتهم" بالألف والتاء المكسورة جرا, ووقف يعقوب بخلفه على "ولوالدي" بهاء السكت4 وفتح ياء "بيتي" هشام وحفص وسكنها الباقون. ياءات الإضافة أربعة: "قومي" [الآية: 2] للحسن "دُعَائي إِلَّا" [الآية: 6] "إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُم" [الآية: 9] "بَيْتِيَ مُؤْمِنًا" [الآية: 28] وفيها زائدة "وَأَطِيعُون" [الآية: 3] .
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "وَوِلْده". [أ] .
3 أي: "وَوُلْده". [أ] .
4 أي: "والِدَّيَّه". [أ] .(1/558)
سورة الجن:
مكية1 وآيها عشرون وثمان آيات وسبع عند البزي "خلافها" ثنتان من الله أحد مكي وترك من دونه ملتحدا. القراءات: نقل ابن كثير قرآنا.
واختلف في همز "وَأَنَّهُ تَعَالَى" [الآية: 3] وما بعده إلى قوله سبحانه: "وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ" [الآية: 14] وجملته اثنا عشر فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة فيهن عطفا على مرفوع أوحى, قاله أبو حاتم وعورض بأن أكثرها لا يصح دخوله تحت معمول أوحى, وهو ما كان فيه ضمير المتكلم نحو: لمسنا, وقيل عطفا على الضمير في به من فآمنا به من غير إعاده الجار على مذهب الكوفيين, وقواه مكي بكثرة حذف حرف الجر مع أن, وجعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على محل به كأنه قال صدقناه وصدقنا أنه تعالى وأنه كان يقول, وكذا البواقي، وقرأ أبو جعفر بالفتح في ثلاثة منها وهي: "وأنه تعالى، وأنه كان يقول، وأنه كان رجال" [الآية: 3، 4، 6] جمعا بين اللغتين، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالكسر فيها كلها عطفا على قوله: أنا سمعنا, فيكون الكل مقولا للقول.
واختلف أيضا في "وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّه" [الآية: 19] فنافع وأبو بكر بكسرها، والباقون بفتحها وتوجيهها معلوم من السابق ولا خلاف في فتح "أنه استمع وأن المساجد"، واتفقوا على فتح جيم "جد" ورفع دالة مضافا إلى ربنا أي: عظمته أو سلطانه أو غناه.
واختلف في "أَنْ لَنْ تَقُول" [الآية: 5] فيعقوب بفتح القاف وتشديد الواو2 مضارع تقول أي: تكذب والأصل تتقول فحذف أحد التاءين, وانتصب كذبا حينئذ على المصدر؛ لأن التقول كذب نحو: قعدت جلوسا، والباقون بضم القاف وسكون الواو مضارع قال, وانتصب كذبا بتقول؛ لأنه نوع من القول، وأمال "فزادوهم" حمزة وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وأبدل همز "ملئت" ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر.
واختلف في "نسلكه" [الآية: 17] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بياء الغيبة، وافقهم الأعمش، والباقون بنون العظمة.
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "تَقَوَّل". [أ] .(1/559)
واختلف في "عَلَيْهِ لِبَدًا" [الآية: 19] فهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني بضم اللام ولم يذكر في التيسير غيره, وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي من طريق الحلواني والداجوني معا وهو جمع لبدة بالضم نحو: غرفة وغرف، والباقون بكسرها جمع لبدة بالكسر أي: كاد يركب بعضهم بعضا لكثرتهم للإصغاء والاستماع لما يقوله وهي رواية الفضل عن الحلواني ورواية النقاش عن الجمال عن الحلواني, وزيد عن الداجوني, والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر, وهما في الشاطبية كالطيبة عن ابن محيصن ضم اللام وتشديد الباء مفتوحة وعنه بتخفيفها مضمومة1.
واختلف في "قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو" [الآية: 20] فعاصم وحمزة وأبو جعفر بضم القاف وسكون اللام بلفظ الأمر، وافقهم الأعمش، والباقون قال بلفظ الماضي على الخبر عن عبد الله وهو محمد -صلى الله عليه وسلم- وفتح ياء الإضافة من "ربي أمدا" نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو.
واختلف في "لِيُعْلَمَ أَنْ قَد" [الآية: 28] فرويس بضم الياء مبنيا للمفعول، والباقون بفتحها مبنيا للفاعل أي: ليعلم النبي الموحى إليه -صلى الله عليه وسلم- ومر التنبيه على ضم هاء "لديهم" لحمزة ويعقوب وعلى إمالة "أحصى".
المرسوم في بعض المصاحف "قُلْ إِنَّمَا" بلا ألف وفي بعضها بألف، واتفقوا على حذف ألف الن في جميع القرآن نحو: "فالن باشروهن" إلا "فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآن" هنا فبالإثبات في بعض المصاحف، واتفقوا على قطع "أَنْ لَنْ تَقُول". ياءات الإضافة واحدة "رَبِّي أَمَدًا" [الآية: 25] .
__________
1 أي: "لُبَّدا"، أو "لُبَدا". [أ] .(1/560)
سورة المزمل:
مكية قيل إلا آيتين واصبر على ما يقولون وتاليتها, وقيل إلا إن ربك إلى آخرها, "وآيها" ثماني عشرة مدني أخير وتسع بصري وحمصي وعشرون في الباقي خلافها أربع المزمل كوفي ودمشقي ومدني أول جحيما غير حمصي إليكم رسولا مكي ونافع شيبا غير مدني أخير. مشبه الفاصلة قرضا حسنا.
القراءات: قرأ "أَوِ انْقُصْ" [الآية: 3] بكسر الواو عاصم وحمزة وصلا, ونقل ابن كثير "القرآن" وأبدل همز ناشئة ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر.
واختلف في "أشد وطأ" [الآية: 33] فأبو عمرو وابن عامر بكسر الواو وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها همزة بوزن قتال مصدر واطأ لمواطئة القلب اللسان فيهما, أو موافقته لما يراد من الإخلاص والخضوع, ولذا فضلت صلاة الليل على صلاة النهار, وافقهم اليزيدي والحسن وابن محيصن بخلفه, والثاني له كذلك مع فتح الواو، والباقون بفتح الواو وسكون الطاء بلا مد مصدر وطئ أي: أشد ثبات قدم وأبعد من الزلل أو أثقل من صلاة النهار أو أشد نشاطا للمصلي أو أشد قياما, أو أثبت قياما وقراءة أو أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة, ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بالنقل فقط.
واختلف في باء "رَبُّ الْمَشْرِق" [الآية: 9] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بخفضها صفة لربك أو بدل أو بيان, وافقهم الأعمش وابن محيصن، والباقون بالرفع على الابتداء والخبر الجملة من قوله لا إله إلا هو أو خبر مضمر أي: هو رب, وأمال "فعصى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه.
وقرأ "مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْل" [الآية: 20] بسكون اللام هشام وضمها الباقون كما في البقرة وخرج ثلث المفرد المتفق على ضم لامه.
واختلف في "نِصْفَهِ, وَثُلُثِه" [الآية: 20] فابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بنصب الفاء والثاء وضم الهائين عطفا على أدنى المنصوب ظرفا بتقوم, وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بخفض الفاء والثاء وكسر الهائين عطفا على ثلثي الليل المجرور بمن وخرج بنصفه الملاصق لثلثه نصفه أول السورة المتفق على فتحه.(1/561)
سورة المدثر:
مكية وآيها خمسون وخمس مكي ودمشقي ومدني أخير وست في الباقي "خلافها" ثنتان يتساؤلون تركها مدني أخير عن المجرمين تركها مكي ودمشقي ونافع. مشبه الفاصلة اثنان: والمؤمنون بهذا مثلا.
القراءات: واختلف في "والرجز" [الآية: 5] فحفص وأبو جعفر ويعقوب بضم الراء لغة الحجاز، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بكسرها لغة تميم، وعن الحسن "تَسْتَكْثِر" [الآية: 6] بالجزم بدلا من الفعل قبله, والجمهور بالرفع على أنه في موضع الحال أي: لا تمنن مستكثرا ما أعطيت, أو على حذف أن على أن الأصل أن تستكثر, فلما حذفت أن ارتفع، وأمال "أدريك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق ومر تفصيلها قريبا أول الحاقة.
وقرأ "تِسْعَةَ عَشَر" [الآية: 30] بسكون العين أبو جعفر تخفيفا ومر في براءة.
واختلف في "وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَر" [الآية: 33] فنافع وحفص وحمزة ويعقوب وخلف بإسكان الذال ظرفا لما مضى من الزمان أدبر بهمزة مفتوحة ودال ساكنة على وزن أكرم، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بفتح الدال ظرفا لما يستقبل وبفتح دال "دبر" على وزن ضرب لغتان بمعنى يقال دبر الليل وأدبر, وقيل أدبر تولى ودبر انقضى والرسم يحتملهما1، وأمال "أتانا", و"أن يؤتى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه.
واختلف في "مستنفرة" [الآية: 50] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء اسم مفعول أي: ينفرها القناص، والباقون بكسرها بمعنى نافرة, قال الزمخشري: كأنها تطلب النفار في نفوسها في جمعها له وحملها عليه ا. هـ. فأبقى السين على بابها قال السمين: وهو معنى حسن.
واختلف في "وَمَا يَذْكُرُونَ" [الآية: 56] فنافع بالخطاب، والباقون بالغيب.
__________
1 أي: "إذا دَبَرَ". [أ] .(1/562)
سورة القيامة:
مكية1 وآيها ثلاثون وتسع في غير الكوفي والحمصي وأربعون فيهما خلافها آية "لِتَعْجَلَ بِه" لهما. مشبه الفاصلة بصيرة معاذيره.
القراءات: وقرأ "لا أُقْسِم" [الآية: 1] الأولى بحذف الألف من غير لا2 البزي من طريق أبي ربيعة وقنبل كما مر بيونس, ووجهت بأن اللام لام للتأكيد أو جواب قسم مقدر دخلت على مبتدأ محذوف أي: لأنا أقسم وإذا كان الجواب اسمية أكد باللام وإذا كان خبرها مضارعا جاز أن يكون للحال؛ لأن البصريين يمنعون أن يقع فعل الحال جوابا للقسم, فإن ورد ما ظاهره ذلك كما هنا جعل الفعل خبر المضمر فيعود الجواب جملة اسمية والتقدير: والله لأنا أقسم كما مر، والباقون بإثبات الألف وهي رواية ابن الحباب عن البزي بجعل لا نافية لكلام مقدر كأنهم قالوا إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث فرد عليهم بلا, ثم ابتدأ فقال أقسم, وقيل نفي للقسم بمعنى أن الأمر أعظم, وقيل زائدة تأكيدا على حد لئلا يعلم وهو شائع كقولهم لا وأبيك وعلى هذا اقتصر القاضي وخرج بالأولى ولا أقسم بالنفس كالبلد المتفق على الألف فيهما كالرسم، وقرأ "أيحسَب" [الآية: 3] بكسر السين نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفس، وأمال "بلى" أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو.
واختلف في "بَرَقَ" [الآية: 7] فنافع وأبو جعفر بفتح الراء، والباقون بكسرها لغتان في التحير والدهشة وعن الحسن "المفر" بكسر الفاء اسم مكان الفرار, وعن ابن محيصن "بلنسان" وبالإدغام، وأمال "ألقى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "أولى فأولى" ونقل ابن كثير "قرآنه" معا.
واختلف في "يحبون ويذرون" [الآية: 20] فنافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالخطاب فيهما، والباقون بالغيب وسكت حفص بخلفه من طريقيه على نون "من راق" سكتة لطيفة من غير تنفس لئلا يتوهم أنها كلمة, ومر بالكهف3 ووقف عليه
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "لأقسم ... ". [أ] .
3 انظر ص: "363". [أ] .(1/563)
بالياء ابن محيصن، وأمال رءوس الآي من "صلى" إلخ حمزة والكسائي وخلف، وقللها أبو عمرو والأزرق ورقق لام صلى وجها واحدا حيث قللها كذلك لما تقدم أن الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان, ووافق أبو بكر حمزة ومن معه على إمالة "سدى" وقفا من طريق المصريين والمغاربة وصحح في النشر عنه الوجهين.
واختلف في "يمنى" [الآية: 37] فهشام من طريق الشنبوذي عن النقاش عن الجمال عن الحلواني, وكذا من طريق المفسر والشذائي عن الداجوني وحفص ويعقوب بالياء من تحت على جعل الضمير عائدا على مني أي: يصب فالجملة محلها جر صفة لمني, وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بالتاء من فوق على أن الضمير "للنطفة".
المرسوم كتب في بعض المصاحف "ينبؤا" بواو وألف، واتفقوا على وصل "ألن نجمع".(1/564)
سورة الإنسان:
مكية1 وقيل مدنية إلا آية ولا تطع إلخ, وقيل من فاصبر إلخ, وآيها إحدى وثلاثون. مشبه الفاصلة: خمسة "السبيل، وقوارير" الثاني "مخلدون، نعيما" وعكسه "قوارير" الأول. القراءات: أمال "أتى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في "سلاسل" [الآية:4] فنافع وهشام من طريق الحلواني والشذائي عن الداجوني وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر ورويس عن طريق أبي الطيب بالتنوين للتناسب؛ لأن ما قبله منون منصوب, وقال الكسائي وغيره من الكوفيين: إن بعض العرب يصرفون جميع ما لا ينصرف إلا أفعل التفضيل، وعن الأخفش يصرفون مطلقا وهم بنو أسد؛ لأن الأصل في الأسماء الصرف, والوقف في هذه القراءة بالألف بدل التنوين، وعن الحسن والشنبوذي كذلك، والباقون بالمنع من الصرف على الأصل بلا تنوين لكونه جمع تكسير بعد ألفه حرفان كمساجد وهو رواية زيد عن الداجوني وهؤلاء في الوقف على ثلاث فرق منهم من وقف بالألف بلا خلاف وهو أبو عمرو وروح من طريق المعدل، وافقه اليزيدي ومنهم من وقف بغير ألف كذلك وهم حمزة وخلف وزيد عن الداجوني عن هشام ورويس من غير طريق أبي الطيب وروح من غير طريق المعدل، وافقهم المطوعي, واختلف عن الباقين وهم ابن كثير وابن ذكوان وحفص، وافقهم ابن محيصن فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة وابن الحباب عن البزي وابن شنبوذ عن قنبل وغالب العراقيين عن ابن ذكوان وأكثر المغاربة عن حفص كل هؤلاء بالألف عمن ذكر, ووقف عنهم بغير ألف باقي أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي وابن مجاهد عن قنبل والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان والعراقيون عن حفص, وأطلق الوجهين عنهم في التيسير, وأمال "فوقاهم الله" "ولقاهم" "وجزاهم" وتسمى "وسقاهم" وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وحذف أبو جعفر همز "متكئين" كوقف حمزة في أحد وجهيه والثاني بين بين على القياس.
واختلف في "قوارير قوارير" [الآية: 15] فنافع وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر بتنوينهما2 معا؛ لأنهما كسلاسل جمعا وتوجيها غير أن السلاسل على مفاعل وقوارير على مفاعيل, ووقفوا عليهما بالألف للتناسب موافقة لمصاحفهم، وافقهم الحسن والأعمش, وعن
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "قواريرا، قواريرا". [أ] .(1/565)
الأعمش وجه آخر رفعهما بلا تنوين على إضمار مبتدأ أي: هي، وقرأ ابن كثير وخلف عن نفسه بالتنوين في الأول وبدونه في الثاني مناسبة لرءوس الآي في الأول, ووقفا بالألف في الأول وبدونها في الثاني، وافقهما ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص وروح بغير تنوين فيهما, ووقفوا على الأول بالألف لكونه رأس آية بخلف عن روح في الوقف, وعلى الثاني بدونها إلا هشاما فاختلف عنه في الثاني من حيث الوقف من طريق الحلواني فوقف عليه بالألف عنه المغاربة وبدونها عنه المشارقة، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة ورويس بغير تنوين فيهما أيضا ووقفا بغير ألف فيهما ومر ضم هاء "عليهم" لحمزة ويعقوب, ويوقف لحمزة على "لؤلؤا" بوجه واحد وهو إبدال الأولى واوا ساكنة والثانية واوا مفتوحة، وافقه في الأولى أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف لرويس على ثم بهاء السكت بخلفه.
واختلف في "عَالِيَهُم" [الآية: 21] فنافع وحمزة وأبو جعفر بسكون الياء1 خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر، وافقهم ابن محيصن والحسن، وعن المطوعي كذلك مع ضم الهاء، والباقون بفتح الياء وضم الهاء على أنه حال من الضمير المجرور في عليهم أو من مفعول حسبتهم أو على الظرفية خبرا مقدما لثياب كأنه قيل فوقيهم.
واختلف في "خُضْرُ وَإِسْتَبْرَقُ" [الآية: 21] فنافع وحفص بالرفع فيهما فرفع "خُضْرُ" على النعت لثياب "وَإِسْتَبْرَقُ" نسقا على ثياب على حذف مضاف أي: وثياب إستبرق، وافقهما الحسن لكنه بغير تنوين في إستبرق وهمزة القطع، وقرأ ابن كثير وأبو بكر بخفض الأول ورفع الثاني2 فخضر نعت لسندس وفيه وصف المفرد بالجمع وأجازه الأخفش وأجيب عنه بأنه اسم جنس, وقيل جمع لسندسه واسم الجنس يوصف بالجمع قال تعالى: السحاب الثقال, "وإستبرق" نسق على ثياب على ما مر، وافقهما ابن محيصن إلا أنه لم ينونه وعنه بخلف وصل همزة القطع، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب برفع الأول وخفض الثاني3 فخضر نعت لثياب وإستبرق نسق على سندس أي: ثياب خضر من سندس ومن إستبرق، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفضهما4 فخضر نعت لسندس على ما مر, وإستبرق نسق على سندس، وافقهم الأعمش.
واختلف في "وما تشاؤن" [الآية: 30] هنا فابن كثير وأبو عمر وابن عامر بخلف عنه من روايتيه بالياء من تحت، وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي، والباقون بالتاء من فوق, والوجهان صحيحان عن ابن عامر من روايتي هشام وابن ذكوان كما في النشر أي: من طريقي كل منهما كما يفهم منه وخرج موضع التكوير المتفق على الخطاب فيه.
المرسوم في كل الرسوم "سلاسل وكانت قواريرا" بألف مكان التنوين, واختلفوا في "قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّة" ففي بعضها بألف وفي بعضها بدونها، واتفقوا على حذف ألف "عليهم".
__________
1أي: "عليهم". [أ] .
2 أي: "خضرٍ وإستبرقٌ" [أ] .
3 أي: "خضرٌ، وإستبرقٍ". [أ] .
4 أي: "خضر وإستبرقٍ". [أ] .(1/566)
سورة المراسلات
...
سورة المرسلات:
مكية1 قيل إلا وإذا قيل لهم الآية: وآيها خمسون. مشبه الفاصلة: شامخات عذرا. القراءات: عن الحسن "عرفا" بضم الراء, وأدغم تاء "فالملقيات ذكرا" خلاد بخلفه كأبي عمرو ويعقوب.
وقرأ "عُذُرا" [الآية: 6] بضم الذال روح، وافقه الحسن "وسكن" الذال من "نُذْرا" أبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وخلف، وافقهم اليزيدي والأعمش كما مر واختلف في "أقِّتت" [الآية: 11] فأبو عمرو بواو مضمومة مع تشديد القاف2 على الأصل؛ لأنه من الوقت والهمز بدل من الواو، وافقه اليزيدي، وقرأ ابن وردان وابن جماز من طريق الهاشمي عن إسماعيل بالواو وتخفيف القاف وروى الدوري عن إسماعيل عن ابن جماز بالهمز والتشديد وبه قرأ الباقون، وأمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وشعبة بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق, وتقدم حكم "قرار" في المكرر الأول بآخر آل عمران وهو "مَعَ الْأَبْرَار" فراجعه3.
واختلف في "قَدَّرنا" [الآية: 25] فنافع والكسائي وأبو جعفر بتشديد الدال من التقدير، وافقهم الحسن، والباقون بالتخفيف4 من القدرة, وتقدم آخر الإدغام الصغير اتفاقهم على إدغام قاف "نخلقكم" في الكاف, واختلافهم في إبقاء الاستعلاء وترجيح الإدغام التام عن النشر قال فيه: بل لا ينبغي أن يجوز غيره في قراءة أبي عمرو في باب الإدغام الكبير5.
واختلف في "انْطَلَقُوا إِلَى ظِل" [الآية: 30] فرويس بفتح اللام من انطلق فعلا ماضيا على الخبر كأنهم لما أمروا بالأول امتثلوا إذ الأمر هناك ممتثل قطعا، والباقون بكسرها أمرا متكررا بيانا للمنطلق إليه، واتفقوا على تفخيم الراء الأولى المفتوحة من "بشرر" إلا الأزرق فرققها عنه الجمهور في الحالين وحيث رققها وقفا يرقق الثانية تبعا لها, والأولى إنما رققها بسبب كسر الثانية فهو خارج عن أصله في ذلك الحرف, وأما غيره
__________
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "وُقِّتت". [أ] .
3 انظر ص: "218". [أ] .
4 أي: "قَدَرْنا". [أ] .
5 انظر ص: "30". [أ] .(1/567)
فوقف بالتفخيم على القاعدة إلا عند الروم فبالترقيق, وعلى هذا الحكم من فخم الأولى عن الأزرق كابن بليمة ومن معه.
واختلف في "جمالات" [الآية: 33] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر الجيم بلا ألف1 بوزن رسالة، وافقهم الأعمش جمع جمل كحجر وحجارة, وقيل اسم جمع، وقرأ رويس بضم الجيم وبألف بعد اللام2 وهي الحبال الغليظة من حبال السفينة، والباقون بكسر الجيم مع الألف على الجمع, وهي الإبل إما جمعا لجمالة القراءة الأولى أو لجمال فيكون جمع الجمع وعن المطوعي "هذا يوم" بالنصب ظرفا وقع خبرا لهذا وفتحته بناء أو إعراب قولان, وثبت الياء في "كيدون" يعقوب في الحالين, وعن المطوعي في "ظلل" بلا ألف جمع ظلة وكسر عين "عيون" ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي، وقرأ قيل بالإشمام هشام والكسائي ورويس, وأبدل همز فبأي ياء مفتوحة الأصبهاني كوقف حمزة وله التحقيق؛ لأنه متوسط بزائد.
المرسوم في بعضها "جمالة" بلا ألف بعد الميم وفي بعضها بالألف، واتفقوا على حذفها بعد اللام، واتفقوا أيضا على كتابتها بالتاء فيها زائدة "فكيدون" [الآية: 39]
__________
1 أي: "جِمالَت". [أ] .
2 أي: "جُمالات". [أ] .(1/568)
سورة النبأ:
مكية وآيها أربعون خلا البصري والمكي وإحدى وأربعون فيهما خلافها عذابا قريبا مكي وبصري. القراءات وقف على "عم" بهاء السكت1 عوضا عن ألف ما الاستفهامية البزي ويعقوب بخلفهما, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "النبأ" بإبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتح وبالتسهيل كالياء على روم حركة الهمزة، واتفقوا على الألف في "مهادا" كما مر بـ"طه"2.
وقرأ "وَفُتِحَت" [الآية: 19] بتخفيف التاء عاصم وحمزة والكسائي وخلف وسبق بالزمر، وأدغم تاء "فكانت سرابا أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في "لبثين" [الآية: 23] فحمزة وروح بلا الف بحمله على الصفة المشبهة, وهي تدل على الثبوت فاللبث الذي صار له اللبث سجية كحذر وفرح، وافقهما الأعمش، والباقون بالألف اسم فاعل من لبث أقام.
وقرأ "غَسَّاقًا" [الآية: 25] بتشديد السين حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بـ"ص"3، واتفقوا على تشديد ذال "وكذبوا بآياتنا كذابا".
واختلف في "وَلا كِذَّابًا" [الآية: 35] فالكسائي بتخفيف الذال4 مصدر كاذب كقاتل قتالا أو مصدر كذب ككتب كتابا، والباقون بتشديدها مصدر كذب تكذيبا وكذابا.
واختلف في باء "رَبُّ السَّمَوَّات" [الآية: 37] ونون "الرحمن" من قوله: رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن, فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر برفعهما على أنهما خبر مضمر أي: هو رب والرحمن كذلك، وافقهم اليزيدي والحسن، وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بخفضهما على البدل من ربك بدل الكل أو البيان والرحمن عطف بيان لأحدهما، وافقهم ابن محيصن والأعمش، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفض الأول على التبعية ورفع الثاني على الابتداء والخبر الجملة الفعلية أو على أنه خبر مضمر.
المرسوم عن نافع ولا كذبا بحذف الألف بعد الذال.
__________
1 أي: "عَمّه". [أ] .
2 انظر ص: "381". [أ] .
3 انظر ص: "476". [أ] .
4 أي: "كِذابا". [أ] .(1/569)
سورة النازعات:
مكية1 وآيها أربعون وخمس خلا الكوفي وست فيه, خلافها اثنان ولا نعامكم كوفي وحجازي من طغى عراقي وشامي. القراءات: قرأ "أئنا لمردودون، أئذا " [الآية: 4] بالاستفهام في الأول, وبالإخبار في الثاني2 نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب، وقرأ أبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني3، والباقون بالاستفهام فيهما وكل مستفهم على أصله, فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل, والمد وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر، والباقون بالتحقيق والقصر, إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد.
واختلف في "نَخِرَة" [الآية: 11] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ورويس بألف بعد النون، وافقهم الأعمش, قال في النشر: هذا الذي عليه العمل عن الكسائي وبه نأخذ, وروى كثير من المشارقة والمغاربة عن الدوري التخيير بين الوجهين, وجرى عليه في الطيبة, وقال ابن مجاهد في السبعة عنه: كان لا يبال كيف قرأها بألف وبلا ألف, وروى عنه جعفر بن محمد بغير ألف وإن شئت بألف، والباقون بغير ألف وهما بمعنى كحذر وحاذر أي: بالية ووقف على "بالواد" بالياء يعقوب.
وقرأ "طُوى" [الآية: 16] بضم الطاء مع التنوين مصروفا ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، وأمالة وقفا حمزة والكسائي وخلف، والباقون بلا تنوين، وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفه وهو رأس آية، وأمال رءوس الآي وهي من قوله: حديث موسى إلى آخرها حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق إلا ما فيه هاء مؤنث, وهي تسع كلمات "بناها، فسواها، ضحاها، دحاها، مرعاها، أرساها، منتهاها، يخشاها،ضحاها" [الآية: 27، 28، 29، 30، 31، 32، 44، 45، 46] فله فيها الفتح مع التقليل كأبي عمرو وفي جميع رءوس الآي ما عدا الرائي نحو: "ذِكْرَاهَا" [الآية: 43] فمحضه وجها واحدا غير أن الفتح عنه في اليائي من رءوس الآي أقل منه في غيرها كما مر.
واختلف في "إِلَى أَنْ تَزَكَّى" [الآية: 18] فنافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب
__________
1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "أئنا، إذا....". [أ] .
3 أي: "إنا، أئذا.....". [أ] .
4 أي: "ناخرة". [أ] .(1/570)
بتشديد الزاي1 والأصل تتزكى فأدغموا التاء في الزاي، وافقهم ابن محيصن، والباقون بتخفيفها فحذفوا التاء الأولى.
وأمال "فأراه" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والكبرى معا من الفواصل, ويوافق الصوري فيها أبا عمرو ومن معه, وكذا حكم "لمن يرى ومن ذكريها".
وقرأ "ءأنتم" بتسهيل الثانية مع الفصل بلا ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام في أحد أوجهه, وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد الساكنين, والثاني لهشام التحقيق مع الفصل, والثالث له التحقيق بلا فصل وبه قرأ الباقون، وعن الحسن "والأرض, والجبال" برفعهما على الابتداء, والجمهور على نصبهما بإضمار فعل مفسر بما بعده, وأما "دحاها" فهي رأس آية ومر حكمها غير أن الكسائي اختص بإمالتها عن حمزة كما مر.
واختلف في "مُنْذِر" [الآية: 45] فأبو جعفر بالتنوين ومن مفعوله قال الزمخشري: وهو الأصل والإضافة تخفيف، وافقه ابن محيصن والحسن، والباقون بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفا.
المرسوم كتبوا وأخرج "ضحيها" بالياء وكذا "دحيها".
__________
1 أي: "تزَّكَّي". [أ] .(1/571)
سورة عبس:
مكية وآيها أربعون دمشقي وآية بصري وحمصي وأبو جعفر وآيتان كوفي ومكي وشيبة "خلافها" ثلاث إلى طعامه تركها أبو جعفر ولأنعامكم كوفي وحجازي الصاخة تركها دمشقي. مشبه الفاصلة: نطفة خلقه وعنبا وزيتونا, عكسه موضعان: أي شيء خلقه, حبا. القراءات: أمال رءوس آيها إلى "تلهى" وهي عشرة حمزة والكسائي وخلف, وبالتقليل الأزرق وأبو عمرو بخلفه إلا في الذكرى فيمحضها فقط, ويوافقه فيها الصوري عن ابن ذكوان، وعن الحسن "آن جاءه" بمدة بعد الهمزة على الاستفهام.
واختلف في "فَتَنْفَعَه" [الآية: 4] فعاصم بنصب العين بأن مضمرة بعد الفاء على جواب الترجي مثل فاطلع بغافر لكنه مذهب كوفي, وقيل في جواب التمني المفهوم من أو يذكر قاله ابن عطية وأقره عليه السمين، والباقون بالرفع عطفا على يذكر, وشدد البزي بخلفه تاء "عنه تلهى" وصلا مع صلة الهاء قبلها بواو وإشباع المد للساكنين كما مر بالبقرة1.
واختلف في "لَهُ تَصَدَّى" [الآية: 26] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد الصاد2 أدغموا التاء الثانية في الصاد تخفيفا، وافقهم ابن محيصن، والباقون بالتخفيف فحذفوا التاء الأولى ومر نظائر "شاء أنشره" من حيث الهمزتان نحو: "تِلْقَاءَ أَصْحَاب" بالأعراف3.
واختلف في "أَنَّا صَبَبْنَا" [الآية: 25] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة في الحالين على تقدير لام العلة أي: لأنا, وقيل بدل اشتمال من طعامه بمعنى أن صب الماء سبب في إخراج الطعام فهو مشتمل عليه، وافقهم الأعمش، وقرأ رويس بفتحها في الوصل فقط، والباقون بكسرها مطلقا على الاستفهام, وبه قرأ رويس في الابتداء ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "لكل امرئ" بإبدال الهمزة ياء ساكنة على القياسي وبياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين فإذا سكنت للوقف اتحد مع السابق لفظا, وإن وقف بالروم فهو ثان, والثالث التسهيل بين بين على روم الحركة نفسها ويتحد معه الرسم على مذهب مكي وابن شريح، وعن ابن محيصن "يغنيه" بفتح الياء والعين مهملة من عناني الأمر فصدني, والجمهور بالضم والمعجمة من الإغناء أي: بغنية عن النظر في شأن غيره.
__________
1 انظر الصفحة: "166". [أ] .
2 أي: "تصَّدَّى....". [أ] .
3 انظر الصفحة: "280". [أ] .(1/572)
سورة التكوير:
مكية1 وآيها عشرون وثمان في عد أبي جعفر وتسع في غيره "خلافها" آية فأين تذهبون تركها أبو جعفر. القراءات: اختلف في "سُجِرَت" [الآية: 6] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بخلف عن رويس بتخفيف الجيم على الأصل، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بتشديدها2 على التكثير وهي رواية أبي الطيب عن رويس, وأبدل همز "بأي" يا مفتوحة الأصبهاني بخلفه كما مر في بأي أرض وبأيكم بخلاف ما فيه الفاء نحو: فبأي فإنه لا خلاف عنه في إبداله ولم ينبه في الأصل هنا على الخلاف عن المطوعي "المودة" بحذف الهمزة على وزن الموزة, ويوقف عليها لحمزة بالنقل فيصير اللفظ بواوين أولاهما مضمومة والثانية ساكنة كمعونة, وبالإبدال مع الإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد على وزن بلوطة لكنه يضعف للثقل كما في النشر, وحكم حذف الهمزة والواو بين بين وهما ضعيفان, ويوقف له على "سئلت" بالتسهيل كالياء وبالإبدال واوا مكسورة على مذهب الأخفش.
واختلف في "قُتِلَت" [الآية: 9] فأبو جعفر بتشديد التاء3 على التكثير، والباقون بتخفيفها.
واختلف في "نَشِرَت" [الآية: 10] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بتخفيف الشين، والباقون بتشديدها للمبالغة4.
واختلف في "سُعِرَت" [الآية: 12] فنافع وابن ذكوان وحفص وأبو بكر من طريق العليمي ورويس بتشديد العين5، والباقون بتخفيفها وهي رواية يحيى عن أبي بكر، وأمال "الجوار" الدوري عن الكسائي فقط, ووقف بالياء عليه يعقوب كما مر في الوقف على المرسوم, ومر حكم حرفي "رآه" في نظيره مما اتصل بمضمر نحو: "وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا" بالأنبياء فراجعه6.
واختلف في "بِظَنَين" [الآية: 24] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس بالظاء
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1282". [أ] .
2 أي: "سُجِّرت". [أ] .
3 أي: "قُتِّلت". [أ] .
4 أي: "نُشِّرت". [أ] .
5 أي: "سُعِّرت". [أ] .
6 انظر ص: "391". [أ] .(1/573)
المثالة فعيل بمعنى مفعول من ظننت فلان اتهمته, ويتعدى لواحد أي: وما محمد على الغيب, وهو ما يوحي الله إليه بمتهم أي: لا يزيد فيه ولا ينقص منه ولا يحرف, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بالضاد1 بمعنى بخيل بما يأتيه من قبل ربه اسم فاعل من ضن بخل.
المرسوم بضنين بالضاد في الكل قال أبو عبيد: نختار قراءة الظاء؛ لأنهم لم يبخلوه بل كذبوه ولا مخالفة في الرسم إذ لا مخالفة بينهما إلا في تطويل رأس الظاء على الضاد, قال الجعبري: وجه بضنين أنه رسم برأس معوجة وهو غير طرف فاحتمل القراءتين, وفي مصحف ابن مسعود بالظاء.
__________
1 أي: "بضَنِن". [أ] .(1/574)
سورة الانفطار:
مكية1 وآيها تسع عشرة. مشبه الفاصلة: موضع فسواك. القراءات اختلف في "فعدلك" [الآية: 7] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف الدال, وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بتشديدها2 أي: سوى خلقك وعدله وجعلك متناسب الأطراف وقراءة التخفيف تحتمل هذا أي: عدل بعض أعضائك ببعض.
واختلف في "بَلْ تُكَذِّبُون" [الآية: 9] فأبو جعفر بالياء من تحت3، وافقهم الحسن، والباقون بالتاء من فوق خطابا للكفار, وأدغم لام بل تكذبون حمزة والكسائي وهشام عند الجمهور وصوبه عنه في النشر، وأمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في "يَوْمَ لا تَمْلِكُ" [الآية: 19] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب برفع الميم خبر مبتدأ مضمر أي: هو يوم، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالنصب على الظرف حركة إعراب عند البصريين, ويجوز عند الكوفيين أن تكون حركة بناء وعلى التقدير في موضع رفع خبرا لمحذوف أي: الجزاء يوم لا تملك أو في موضع نصب على الظرف أي: يدانون يوم لا تملك أو مفعول به أي: أذكر, ويجوز على رأي من بنى أن يكون في موضع رفع خبرا لمحذوف أي: هو يوم.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "2/ 1282". [أ] .
2 أي: "فَعَدَّلك". [أ] .
3 أي: "يُكَذِّبون". [أ] .(1/575)
سورة المطففين:
مكية1 وقيل مدنية قيل إلا من إن الذين أجرموا إلى آخرها فمكي, وآيها ست وثلاثون. القراءات: عن الحسن "إذا يتلى" بمد الهمز على الاستفهام الإنكاري, وتتلى بالياء من تحت ومر آخر السابقة حكم إمالة "إدراك" معا، وأمال "بل ران" شعبة وحمزة والكسائي وخلف وفتحه الباقون "وسكت" حفص على لام بل سكتة لطيفة بلا تنفس وصلا ويبتدئ ران ومن لازمه إظهار اللام المتفق على إدغامها إلا ما حكاه في الأصل عن المبهج عن قالون من إظهار اللام عند الراء نحو: بل رفعه وهو غير مقروء به, والران الصدأ, وقال الحسن: الذنب على الذنب حتى يموت عليه, وقال السدي: حتى يسود القلب أعاذنا الله منه بمنه وكرمه, ومر حكم إمالة "كتاب الأبرار" في أول المكرر بآخر آل عمران مع الأبرار2.
واختلف في "تُعْرَف" [الآية: 24] فأبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الراء مبنيا للمفعول و"نضرة" بالرفع نائب الفاعل، والباقون بفتح التاء وكسر الراء3 مبنيا للفاعل "نضرة" بالنصب مفعوله أي: تعرف يا محمد أو كل من صح منه المعرفة.
واختلف في "خِتامه" [الآية: 26] فالكسائي "خاتمه" بفتح الخاء وألف بعدها ثم تاء مفتوحة جعله اسما لما يختم به الكأس على معنى عاقبته وآخره مسك، والباقون بكسر الخاء وبعدها تاء وبعدها ألف بوزن فعال على معنى الختام الذي هو الطين الذي يختم به الشيء جعل بدله المسك, وقيل خلطه وقيل مقطع شربه توجد فيه رائحة المسك، وقرأ "فكهين" بغير ألف حفص وأبو جعفر, واختلف عن ابن عامر من روايتيه فرواه أبو العلاء الهمداني عن الداجوني عن هشام كذلك, وكذا رواه الرملي عن الصوري والشذائي عن ابن الأخرم عن الأخفش كلاهما عن ابن ذكوان, ورواه بالألف كالباقين الحلواني, وباقي أصحاب الداجوني عن هشام, وكذا رواه المطوعي عن الصوري والأخفش كلاهما عن ابن ذكوان، وأدغم لام "هل ثوب" حمزة الكسائي وهشام في المشهور عنه.
المرسوم ختمه بحذف الألف فيما رواه نافع, وكتبوا كالوهم أو وزنوهم بواو ولا ألف بعدها فيهما فهم مفعول به على الصواب.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1282". [أ] .
2 انظر ص: "218". [أ] .
3 أي: "تَعْرِف". [أ] .(1/576)
سورة الانشقاق:
مكية وآيها عشرون وثلاث بصري ودمشقي وأربع حمصي وخمس حجازي وكوفي "خلافها" كادح كدحا حمصي فملاقيه غيره بيمينه حجازي وكوفي ومثلها وراء ظهره.
القراءات: واختلف في "وَيَصْلَى سَعِيرًا" [الآية: 12] فنافع وابن كثير وابن عامر والكسائي بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام1 مضارع صلى مبنيا للمفعول معدى بالتضعيف إلى مفعولين الأول الضمير النائب والثاني سعيرا، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بفتح الياء وسكون الصاد وتخفيف اللام من صلى مخففا مبنيا للفاعل معدى لواحد وهو سعيرا، وأمالها حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه, وإذا قلل رقق اللام حتما لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان، وأمال بلى أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو بكماله على ما مر وقصره في الطيبة على الدوري.
واختلف في "لَتَرْكَبُنّ" [الآية: 19] فابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بفتح الباء2 على خطاب الواحد روى فيه خطاب الإنسان المتقدم الذكر أي: لتركبن هولا بعد هول، وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بضمها على خطاب الجمع روعي فيها معنى الإنسان إذ المراد به الجنس وضمة الباء تدل على واو الجمع, وأبدل أبو جعفر همزة "قرى" ياء مفتوحة وإدخال الأصبهاني معه في ذلك الواقع في الأصل هنا سهو أو سبق قلم ونقل "القرآن" ابن كثير.
__________
1 أي: "ويُصَلَّي". [أ] .
2 أي: "لترْكَبَنّ". [أ] .(1/577)
سورة البروج:
مكية1 وآيها اثنان وعشرون. القراءات: عن الحسن "قُتِّل" [الآية: 4] بالتشديد وعنه "الْوُقُود" [الآية: 5] بضم الواو.
واختلف في دال "الْمَجِيد" [الآية: 15] فحمزة والكسائي وخلف بخفضها نعتا إما للعرش وإما لربك في إن بطش ربك, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون برفعها خبر بعد خبر أو نعت لذو, وأمال "أتيك" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في "مَحْفُوظ" [الآية: 22] فنافع بالرفع نعتا لقرآن قال الله تعالى: وإنا له لحافظون, والباقون بالكسر نعتا للوح.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي:"2/ 1284". [أ] .(1/578)
سورة الطارق:
مكية وآيها ست عشرة مدني أول وسبع عشرة في الباقي خلافها آية يكيدون كيدا تركها مدني أول. القراءات: أمال "أدريك" ابو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق.
وقرأ "لَمَّا" [الآية: 4] بتشديد الميم ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وذكر بهود وهي بمعنى إلا لغة مشهورة في هذيل تقول العرب أقسمت عليك لما فعلت كذا أي: إلا فعلت فإن نافية أي: ما كل نفس إلا عليها حافظ, وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه, والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق.(1/579)
سورة الأعلى:
مكية1 وقيل مدنية وآيها تسع عشرة. القراءات أمال رءوس آيها غير الرائي حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه ومنها "فصلى" وحيث قللها الأزرق وجها واحدا يرقق لامها كذلك لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان, وأما الرائي وهو ثلاثة "لليسرى" "الذكرى" و"الكبرى" فأماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والصوري عن ابن ذكوان وأهله في الأصل هنا وفي مواضع كثيرة مرت تركنا التنبيه عليها خوف الإطالة, وقلله الأزرق.
واختلف في "قَدَّر" [الآية: 3] فالكسائي وحده بتخفيف الدال2 من القدرة, والباقون بتشديدها من القدر أو من التقدير والموازنة بين الأشياء قال الزمخشري: قدر لكل حيوان ما يصلحه وعرفه وجه الانتفاع به.
واختلف في "بَلْ تُؤْثِرُون" [الآية: 16] فأبو عمرو بالياء من تحت, وافقه اليزيدي, والباقون بالخطاب, وأدغم لام بل في التاء حمزة والكسائي وهشام فيما عليه الجمهور, واتفقوا على الياء في إبراهيم هنا, وما انفرد به ابن مهران من إجراء الخلاف فيه لابن عامر وهم منه كما نص عليه في النشر.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "2/ 1284". [أ] .
2 أي: "قَدَرَ". [أ] .(1/580)
سورة الغاشية:
مكية وآيها ست وعشرون مشبه غير الفاصلة ضريع جوع. القراءات: أمال "أتاك" و"تصلى" و"تسقى" و"تولى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه, وأمال هاء التأنيث وما قبلها في "الغاشية" و"عاملة" و"ناصبة" و"حامية" و"آنية" و"ناعمة" و"راضيه" و"عالية" و"لاغية" و"جارية" و"مصفوفة" و"مبثوثة" في الوقف الكسائي وحمزة بخلفه, وأما خاشعة ومرفوعة وموضوعة [الآية: 13، 14] فالمختار فيها الفتح لهما وذهب بعضهم إلى الإمالة فيها عنهما, ولم يستثن سوى الألف نحو: الصلاة وهما في الطيبة لهما كالشاطبية للكسائي وعن ابن محيصن واليزيدي عاملة ناصبة بنصبهما على الحال.
واختلف في "تَصْلَى نَارًا" [الآية: 4] فأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب بضم التاء1 مبنيا للمفعول من أصلاه الله تعالى, وافقهم الحسن واليزيدي, والباقون بفتحها مبنيا للفاعل والضمير عليها للوجوه, وأمال همز "آنية" هشام من طريق الحلواني وفتحها عنها الداجوني كالباقين.
واختلف في {لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} [الآية: 11] فنافع بالتاء من فوق مضمومة2 بالبناء للمفعول "لاغِيَة" بالرفع على النيابة أي: كلمة لاغية أو لغو فيكون مصدرا كالعاقبة, وافقه ابن محيصن بخلفه, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بياء من تحت مضمومة3 بالبناء للمفعول أيضا "لاغِيَة" بالرفع على ما تقدم, وافقهم ابن محيصن في ثانيه والحسن واليزيدي والتذكير تابع لإسناده إلى مجازى التأنيث, والباقون بفتح التاء من فوق ونصب "لاغِيَة" على المفعولية.
وقرأ "بِمُصَيْطِر" [الآية: 22] بالسين على الأصل هشام4, واختلف عن قنبل وابن
__________
1 أي: "تُصَلّي". [أ] .
2 أي: "لا تُسْمع". [أ] .
3 أي: "لا يُسْمَع". [أ] .
4 أي: "بمسيطر". [أ] .(1/581)
ذكوان وحفص, وتقدم في الطور طريق الخلاف مفصلة مبينة, وقرأ بالإشمام حمزة بخلفه عن خلاد كما بين ثمة, والباقون بالصاد.
واختلف في "إِيَابَهُم" [الآية: 25] فأبو جعفر بتشديد الياء1 قيل مصدر أيب على وزن فيعل كبيطر يبيطر فاجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء, وأدغمت الياء المزيدة فيها, وإياب على وزن فيعال وقيل غير ذلك, والباقون بالتخفيف مصدر آب يؤوب إيابا رجع كقام يقوم قياما
__________
1 أي: "إيَّابهم". [أ] .(1/582)
سورة الفجر:
مكية وقيل مدنية وآيها عشرون وتسع بصري وثلاثون شامي وكوفي وآيتان حجازي "خلافها" خمس ونعمه حجازي وحمصي, ومثلها رزقه حجازي أكرمن غير حمصي بجهنم حجازي وشامي في عبادي كوفي. مشبه الفاصلة موضع: عذاب. القراءات: أثبت الياء بعد الراء وصلا في "يسر" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وإثباتها هو الأصل؛ لأنها لام فعل مضارع مرفوع وحذفها الباقون موافقة لخط المصحف الكريم ورءوس الآي, ومن فرق بين حالتي الوقف والوصل؛ فلأن الوقف محل استراحة, وتقدم آخر باب القراءات عن النشر أن الوقف على يسر بالترقيق أولى عند من حذف الياء, وأن الوقف على والفجر بالتفخيم أولى, وتقدم توجيه ذلك ثمة, وأن الصحيح تفخيم نحو: الفجر للكل ومقابلة الواهي يعتبر عروض الوقف.
واختلف في "وَالْوَتْر" [الآية: 3] فحمزة والكسائي وخلف بكسر الواو، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بفتحها لغتان الفتح لقريش والكسر لتميم، وعن الحسن "وبعاد" بفتح الدال غير مصروف بمعنى القبيلة, وأثبت الياء في "بالواد" وصلا ورش وفي الحالين ابن كثير ويعقوب لكن اختلف عن قنبل في الوقف والإثبات له فيه طريق التيسير إذ هو من قراءة الداني على فارس, وعنه أسند رواية قنبل فيه وفي النشر كلا الوجهين صحيح عن قنبل في الوقف نصا وأداء، والباقون بالحذف فيهما.
وأمال "ابتليه" معا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وفتح ياء الإضافة من "ربي" معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وأثبت الياء في "أكرمن" وصلا نافع وأبو جعفر وفي الحالين فيهما البزي ويعقوب, واختلف فيهما عن أبي عمرو وصلا والذي عليه الجمهور التخيير, والآخرون بالحذف وعليه عول الداني والشاطبي قال في النشر: والوجهان صحيحان مشهوران عن أبي عمرو والتخيير أكثر والحذف أشهر.
واختلف في "فَقَدَر" [الآية: 16] فابن عامر وأبو جعفر بتشديد الدال، والباقون بتخفيفها1 لغتان بمعنى التضييق.
__________
1 أي: "فَقَدَرَ". [أ] .(1/583)
واختلف في "تكرمون، وتحضون، وتأكلون، وتحبون" [الآية: 17] فأبو عمرو ويعقوب سوى الزبيري عن روح بالياء من تحت في الأربعة حملا على معنى الإنسان المتقدم، وافقهما اليزيدي، والباقون بالخطاب للإنسان المراد به الجنس التفاتا ومعهم الزبيري عن روح، وافقهم الحسن وابن محيصن بخلفه, وأثبت الألف بعد الحاء في "تحضون" مع فتحها والمد للساكنين1 عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف, والأصل تتحاضون بتائين حذفت إحداهما تخفيفا، وافقهم الأعمش وابن محيصن في وجه له وعنه ضم التاء مع الألف والحث الحض والإغراء وأشم الجيم من "جيء" هشام والكسائي ورويس، وأمال "وأني" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما.
واختلف في "يعَذِّب" و"يُوْثِق" [الآية: 25، 26] فالكسائي ويعقوب بفتح الذال والمثلثة مبنيين للمفعول والنائب أحد، وافقهما الحسن، والباقون بكسرهما مبنيين للفاعل والهاء لله تعالى أي: لا يتولى عذابه ووثاقه سواه إذ الأمر كله له أو للإنسان أي: لا يعذب أحد من الزبانية مثل ما يعذبونه.
المرسوم وجيء يومئذ بزيادة ألف بين الجيم والياء كما في مصحف الأندلسيين معولين على المدني العام في عبدي بحذف الألف فيما رواه نافع, وكتبوه بالياء، وعن ابن عباس وسعد بن أبي وقاص عبدي بالتوحيد. ياءات الإضافة ثنتان" "ربي أكرمن، ربي أهانن" [الآية: 15، 16] والزوائد أربع: "يسر، بالواد، أكرمن، أهانن" [الآية: 4، 9، 15، 16] .
__________
1 أي: "تحاضُّون". [أ] .(1/584)
سورة البلد:
مكية وقيل مدنية وآيها عشرون. القراءات اختلف في "لِبَدًا" [الآية: 6] فأبو جعفر بتشديد الباء مفتوحة، وعن الحسن ضمها مخففة، والباقون بفتحها مخففه، وقرأ "أيحسب" معا بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.
وقرأ "أَنْ لَمْ يَرَه" [الآية: 7] بسكون الهاء هشام من طريق الداجوني، وقرأ ابن وردان ويعقوب بخلفهما بقصر الهاء وبالإشباع الباقون "وبه" قرأ هشام من طريق الحلواني وابن وردان ويعقوب في الوجه الثاني، وأمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق.
واختلف في "فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعَام" [الآية: 13، 14] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي "فَكّ" بفتح الكاف فعلا ماضيا "رقبة" بالنصب مفعوله و"أطعم" بفتح الهمزة والميم فعلا ماضيا أيضا والفعل بدل من قوله: اقتحم, فهو تفسير وبيان له, كأنه قيل فلا فك إلخ، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون برفع الكاف اسما "رقبة" بالجر مضافا إليه أو "إطعام" بكسر الهمزة وألف بعد العين ورفع الميم منونة وفك خبر محذوف أي: هو فك رقبة أو إطعام على معنى الإباحة, وفي الكلام حذف مضاف أي: وما أدراك ما اقتحام العقبة, العقبة عنق رقبة أو إطعام يتيم ذي قرابة ومسكين ذي فقر في يوم ذي مجاعة، وعن الحسن "ذا مسغبة" بالألف مفعولا1 أي: إنسانا ذا مسغبة ويتيما بدل منه, والجمهور ذي بالياء نعت ليوم مجازا, ويوقف لحمزة على "المشئمة" بالنقل فقط وبين بين ضعيف.
وقرأ "مُؤْصَدَة" [الآية: 20] بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة ويعقوب وخلف من آصدت الماء أغلقته فهو مؤصد، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، والباقون بالإبدال واوا2 كحمزة وقفا من أوصد يوصد ومر أنها لا تبدل لأبي عمرو على وجه إبدال الهمزة الساكن.
المرسوم اتفقوا على قطع أن لن يقدر وعلى قطع أن لم.
__________
1 أي: "مُساغَبَة". [أ] .
2 أي: "مُوْصَدَة". [أ] .(1/585)
سورة الشمس:
مكية1 وآيها خمس عشرة في غير مدني أول قيل ومكي وست عشرة فيهما خلافها ثنتان فعقروها مدني أول وحمصي فسواها غيره. القراءات: أمال رءوس الآي سوى تلاها وطحاها حمزة والكسائي وخلف, أما "تلاها" و"طحاها" فأمالهما الكسائي وحده, وقلل الجميع الأزرق وأبو عمرو بخلفهما معا كما مر إيضاحه في محله, فاقتصار الأصل هنا على التقليل للأزرق مع اتصاله بهاء المؤنث لعله سهو قلم, وأما "عقروها" فلا تمال بحال, وعن الحسن بطغواها بضم الطاء مصدر كالرجعى والحسنى, وأدغم تاء "كذبت ثمود" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي.
واختلف في "وَلا يَخَاف" [الآية: 15] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بالفاء2 للمساواة بينه وبين ما قبله من قوله: فقال لهم فكذبوه, والباقون بالواو ما للحال أو لاستئناف الإخبار.
المرسوم ولا يخاف بالفاء في المدني والشامي وبالواو في المكي والعراقي, واتفقوا على كتابة تليها وطحيها بالياء.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1285". [أ] .
2 أي: "فلا....". [أ] .(1/586)
سورة الليل:
مكية وقيل مدنية وآيها إحدى وعشرون. مشبه الفاصلة: أعطى. القراءات: أمال فواصلها اليائية وهي تسع عشرة حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق, وأما أبو عمرو فله الفتح والتقليل، وأمال "الأشقى" و"الأتقى" وقفا لكونهما من الفواصل، وأمال "لليسرى" و"العسرى" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، وقللهما الأزرق "وأما من أعطى" فليس برأس آية، وأماله حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثلها "يصليها" ومر عن الأزرق أنه حيث قللها رقق اللام حتما وحيث فتحها غلظها كذلك لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان.
وقرأ "لليسرى، وللعسرى" [الآية: 7 10] بضم السين فيهما أبو جعفر ومر بالبقرة.
وقرأ "نَارًا تَلَظَّى" بتشديد التاء1 البزي بخلفه ورويس وهو شائع وإن كان فيه عسر للجمع بين ساكنين لصحة الرواية به, واستعماله عن العرب والقراء فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه, وأما ما ذكره الديواني من تحريك النون هنا بالكسر, وعزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشر كما مر.
__________
1 أي: "تَّلَظَّى". [أ] .(1/587)
سورة الضحى:
مكية وآيها إحدى عشرة. القراءات أمال فواصلها الثمانية, ومنها "والضحى" سوى "سجى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق وأبو عمرو بخلفه, وأما سجى فأمالها الكسائي وحده, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه, وقرأ و"للآخرة" بالنقل ورش كحمزة وقفا في أحد وجهيه, وثانيهما السكت وثلث الأزرق مد الألف بعد اللام لعدم الاعتداد بالعارض وهو النقل مع ترقيق رائها وجها واحدا بخلاف المضمومة في خير لك فله فيها الترقيق وعدمه, غير أن الأصح الترقيق كما مر, وسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص ورويس وإدريس عن خلف بخلفهم المتقدم, ويوقف لحمزة على "فآوى وفأغنى" بالتسهيل بين بين وبالتحقيق لكونه متوسطا بزائد.
المرسوم اتفقوا على كتابة والضحى وسجى بالياء.(1/588)
سورة الانشراح
...
سورة الضحى:
مكية وآيها إحدى عشرة. القراءات أمال فواصلها الثمانية, ومنها "والضحى" سوى "سجى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق وأبو عمرو بخلفه, وأما سجى فأمالها الكسائي وحده, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه, وقرأ و"للآخرة" بالنقل ورش كحمزة وقفا في أحد وجهيه, وثانيهما السكت وثلث الأزرق مد الألف بعد اللام لعدم الاعتداد بالعارض وهو النقل مع ترقيق رائها وجها واحدا بخلاف المضمومة في خير لك فله فيها الترقيق وعدمه, غير أن الأصح الترقيق كما مر, وسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص ورويس وإدريس عن خلف بخلفهم المتقدم, ويوقف لحمزة على "فآوى وفأغنى" بالتسهيل بين بين وبالتحقيق لكونه متوسطا بزائد.
المرسوم اتفقوا على كتابة والضحى وسجى بالياء.(1/589)
سورة التين:
مكية وآيها ثمان يوقف لحمزة على قوله تعالى: "في أحسن", بأربعة أوجه: الأول التحقيق بلا سكت, الثاني مع السكت على حرف المد, والثالث نقل حركة الهمزة ما قبلها بلا إدغام, الرابع النقل مع الإدغام. وأما بين بين فضعيف كما في النشر وهو من المتوسط بغيره المنفصل.(1/590)
سورة العلق:
مكية وآيها ثمان عشرة دمشقي وتسع عشرة عراقي وعشرون حجازي خلافها آيتان ينهى تركها شامي لئن لم ينته حجازي. مشبه الفاصلة موضعان: ناصبة, كاذبة, عكسه ناديه, وأبدل همزة "اقْرَأ" معا أبو جعفر وحده كوقف حمزة وهشام بخلفه، وأمال رؤوس آيها التسعة من "ليطغى" إلى "يرى" حمزة والكسائي وخلف، وافقهم في يرى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، وقلل الكل الأزرق وجها واحدا, وحينئذ يرقق لام "صلى" كذلك، وافقه أبو عمرو على تقليل غير يرى بخلفه.
واختلف في "أَنْ رَآه" [الآية 7] فقنبل من رواية ابن شنبوذ وابن مجاهد وأكثر الرواة عنه بقصر الهمزة بلا ألف1، وافقه ابن محيصن، والباقون بالمد وهو رواية الزينبي عن قنبل وتغليظ ابن مجاهد لقنبل في رواية القصر رده الناس عليه, والذي ارتضاه في النشر أنه إن أخذ عن قنبل بغير طريق ابن مجاهد والزينبي كابن شنبوذ وأبي ربيعة وغيرهما فبالقصر وجها واحدا بلا ريب, وإن أخذ عنه بطريق الزينبي فبالمد كالجماعة وجها واحدا, وإن أخذ بطريق ابن مجاهد فبالوجهين وهما صحيحان عنه في الكافي وتلخيص ابن بليمة وغيرهما, قال: أعني صاحب النشر ولا شك أن القصر أثبت وأصح عنه من طريق الأداء, والمد أقوى من طريق النص والأداء أخذ من طريقيه جمعا بين النص والأداء ومن زعم أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد في الغاية, وخالف في الرواية, وقد وجه الحذف بأن بعض العرب يحذف لام مضارع رأى تخفيفا, ومنه قولهم: أصاب الناس جهد ولو تر أهل مكة, بل قيل إنها لغة عامة, وحيث صحت الرواية به وجب قبوله, وتقدم الكلام على إمالة حرفي رآه ومر نظيره في الأنبياء, وهو وإذا رآك لاتصاله بمضمر كما هنا.
وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي, وأثبتها محققة الباقون, ويوقف على "سندع" بحذف الواو للكل للرسم, وما في الأصل من القطع ليعقوب بالواو ومن الخلاف لقنبل سبق رده في سورة الشورى عند الكلام على ويمح الله.
المرسوم اتفق على كتابة سندع بحذف الواو.
__________
1 أي: "رأه". [أ] .(1/591)
سورة القدر:
مدنية وقيل مكية وآيها خمس مدني وعراقي وست مكي وشامي خلافها آية ليلة القدر الثالث مكي وشامي, وأمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق.
وقرأ "شَهْرٍ، تَّنَزَّل" [الآية: 3، 4] بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه, ولا يجوز كسر التنوين في شهر بل يجمع بين سكونه وسكون التاء كما تقدم, وفيه عسر.
واختلف في "مَطْلَع" [لآية: 5] فالكسائي وخلف عن نفسه بكسر اللام1, وافقهما الأعمش وابن محيصن بخلفه, والباقون بفتحها وهو القياس والكسر سماع, وهما مصدران أو المكسور اسم مكان, وغلظ الأزرق لامها في أصح الوجهين.
__________
1 أي: "مَطْلع". [أ] .(1/592)
سورة لم يكن:
مدنية وآيها ثمان حجازي وكوفي وتسع بصري وشامي خلافها آية له الدين بصري وشامي. "مشبه الفاصلة" موضعان: المشركين, معا, وأمال "جاءتهم" ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف, وعن الحسن "مُخْلِصِين" [الآية: 5] بفتح اللام ونصب الدين حينئذ على إسقاط الجار فيه, وأبدل همز "البرية" معا ياء مع التشديد كلهم إلا نافعا وابن ذكوان ومر في الهمز المفرد1.
__________
1 انظر ص: "75". [أ] .(1/593)
سورة الزلزلة:
مدنية وآيها ثمان كوفي ومدني أول وتسع في الباقي خلافها أشتاتا تركها كوفي ومدني أول.
وقرأ "يَصْدُر" [الآية: 6] بإشمام الصاد والزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس, ومر بالنساء.
وقرأ "يَرَه" [الآية: 7، 8] معا بإسكان الهاء هشام وابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب, وقرأهما بالاختلاس من يعقوب بخلفه, وابن وردان من طريق ابن هارون, والعلاف من ابن شبيب, والباقون بالإشباع, وبه قرأ يعقوب في الوجه الثاني, وابن وردان من باقي طرقه في الوجه الثالث.(1/594)
سورة العاديات:
مكية وآيها إحدى عشرة, وأدغم تاء "العاديات" في الضاد وتاء "فَالْمُغِيرَات" [الآية: 3] في الصاد أبو عمرو بخلفه كيعقوب من المصباح, ووافقهما في الثانية مع الخلف خلاد, وأثبت في الأصل هنا الخلاف في الأولى لخلاد كالثانية, وفيه نظر فإنها انفرادة لابن خيرون عن خلاد لا يقرأ بها, ولذا أسقطها من الطيبة.(1/595)
سورة القارعة:
مكية وآيها ثمان بصري وشامي وعشر حجازي وإحدى عشرة كوفي, خلافها ثلاث القارعة الأولى كوفي موازينه معا حجازي وكوفي, ومر قريبا إمالة "أدراك".
وقرأ "مَاهِيَهْ" [الآية: 10] بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا حمزة ويعقوب, والباقون بإثباتها في الحالين.(1/596)
سورة التكاثر:
مكية, وقال البخاري: مدنية وآيها ثمان, وأمال "ألهاكم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في "لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم" [الآية: 6] فابن عامر والكسائي بضم التاء مبنيا للمفعول مضارع أرى معدى رأى البصرية بالهمز لاثنين رفع الأول على النيابة وبقي الثاني وهو الجحيم منصوبا, وأصله لترأيون كتكرمون نقلت حركة الهمزة إلى الراء فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها, ثم حذفت للساكنين ودخلت النون الثقيلة وحذفت نون الرفع وحركت الواو للساكنين, ولم تحذف؛ لأنها علامة جمع وقبلها فتحة ولو كانت ضمة لحذفت نحو: ولا يصدنك عن آيات الله, وعن الحسن "لترؤن ثم لترؤنها" بهمزة الواوين استثقل الضمة على الواو فهمز كما همز أقتت, والباقون بفتح التاء مبنيا للفاعل مضارع رأى, وخرج بالقيد ثم لترونها المتفق على فتح تائه؛ لأن المعنى فيه أنهم يرونها أولا ثم يرونها بأنفسهم.(1/597)
سورة العصر:
مكية وآيها ثلاثة "خلافها" ثنتان والعصر تركها مدني أخير وعد بالحق. مشبه الفاصلة: الصالحات نقل ورش من طريقيه حركة همزة "الْإِنْسَان" [الآية: 2] كحمزة وقفا وسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم, وكذا "خسر إلا".(1/598)
سورة الهمزة:
مكية وآيها تسع, مشبه الفاصلة موضع: "هُمَزَة".
واختلف في "جَمَعَ" [الآية: 4] فابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بتشديد الميم1 على المبالغة, وافقهم الأعمش, والباقون بتخفيفها, وعن الحسن "وعَدَّدَه" بتخفيف الدال الأولى2 أي: وجمع عدد ذلك المال وفتح سين "يحَسِب" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر عن ابن محيصن والحسن "لينبذان" بألف وكسر النون على التثنية أي: هو وماله, ومر إمالة "أدراك" قريبا.
وقرأ "مُؤْصَدَة" [الآية: 8] بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة ويعقوب وخلف, والباقون بالواو3 كوقف حمزة وسبق في سورة البلد.
واختلف في "عُمُدٍ" [الآية: 9] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بضم العين والميم جمع عمود كرسول ورسل أو عماد ككتاب وكتب, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بفتحتين فقيل اسم جمع كعمود, وقيل بل هو جمع له.
__________
1 أي: "جَمَّع". [أ] .
2 أي: "عَدَدَه....". [أ] .
3 أي: "مُؤصَدة". [أ] .(1/599)
سورة الفيل:
مكية وآيها خمس, وتقدم ضم الهاء في "عليهم" لحمزة ويعقوب وفي "ترميهم" ليعقوب كإبدال همزة "مأكول" لورش من طريقيه وأبي عمرو بخلفه وأبي جعفر ولحمزة وفقا.(1/600)
سورة قريش:
قال الجمهور: مكية وقيل مدنية, وآيها أربع عراقي ودمشقي وخمس حجازي وحمصي خلافها من جوع حجازي وحمصي.
واختلف في "لِإِيلف" [الآية: 1] فابن عامر بالهمزة من غير ياء بوزن لعلاف1 مصدر ألف ثلاثيا ككتب كتابا, قال: ألف الرجل ألفا والإفا, وقرأ أبو جعفر بياء ساكنة بلا همز2, وذلك أنه لما أبدل الثانية ياء حذف الأولى على غير قياس, والباقون بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة3 مصدر آلف رباعيا على وزن أكرم.
واختلف في "إِيلافِهْم" [الآية: 2] فأبو جعفر بهمزة مكسورة بلا ياء كقراءة ابن عامر في الأولى4 فهو ألف ثلاثيا, والباقون بالهمزة وياء ساكنة بعدها5 فكلهم على إثبات الياء في الثاني غير أبي جعفر.
المرسوم أجمع المصاحف على إثبات الياء في ليلف وحذفها في الفهم وحذف الألف قبل الفاء فيهما.
__________
1 أي: "لِئِلاف". [أ] .
2 أي: "لِيِلاف". [أ] .
3 أي: "لإيلاف". [أ] .
4 أي: في التعليق "2" أعلاه. [أ] .
5 أي: "إيلافِهِم". [أ] .(1/601)
سورة أرأيت:
مكية وآيها ست حجازي ودمشقي وسبع عراقي وحمصي خلافها آية يراءون عراقي وحمصي.
وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر, زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي, ووقف حمزة بالتسهيل بين بين فقط, "وغلظ" الأزرق لام "صلاتهم" ويوقف لحمزة على "يراؤن" بالتسهيل كالواو مع المد والقصر والرسم متحد حيث لم تصور فلا يوقف بالواو.
المرسوم "أرأيت" بحذف الألف بعد الراء في بعض المصاحف.(1/602)
سورة الكوثر:
مدنية وقيل مكية وآيها ثلاث, وقرأ "شانِيَك" [الآية: 3] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة1.
__________
1 الباقون: "شانئك". [أ] .(1/603)
سورة الكافرون:
مكية وقيل مدنية, وآيها ست, مر للأزرق ترقيق الراء المضمومة في نحو: "الكافرون" في أصح الوجهين, وأمال "عابدون" و"عابد" كل ما فيها هشام من طريق الحلواني وفتحه من طريق الداجوني كالباقين, وفتح ياء الإضافة من "ولي دين" نافع والبزي بخلفه وهشام وحفص والوجهان للبزي في الشاطبية وغيرها وصححهما في النشر, لكن قال: إن الإسكان أكثر وأشهر, وأثبت الياء من دين يعقوب في الحالين, وافقه الحسن وصلا ففيها ياء إضافة وزائدة "وَلِيَ دِينِ" [الآية: 6] .(1/604)
سورة النصر:
مدنية وعن أبي عمرو في أوسط أيام التشريق بمنى في حجة الوداع وآيها ثلاث, فواصلها: الفتح أفواجا توابا. أمال "جاء" هشام بخلفه وابن ذكوان وحمزة وخلف, ويوقف لحمزة على نحو: "أفواجا" بالتحقيق وبإبدالها ياء مفتوحة؛ لأنه متوسط بغيره المنفصل.(1/605)
سورة تبت:
مكية1 وآيها خمس.
واختلف في "لَهَب" [الآية: 1] الأول فابن كثير بإسكان الهاء, وافقه ابن محيصن, والباقون بفتحها لغتان: كالنهر والنهر, والفتح أكثر استعمالا, وخرج بالأول الثاني المتفق على الفتح, وأمال "مَا أَغْنَى" و"سَيَصْلَى" [الآية: 3] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وحيث فتح سيصلى غلظ لامها, وحيث قلل رققها حتما فيهما لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان.
واختلف في "حَمَّالَة" [الآية: 4] فعاصم بالنصب على الذم, وقيل على الحال من وامرأته؛ لأنها فاعل لعطفها عليه وحمالة حينئذ نكرة حيث أريد بها الاستقبال أي: حالها في النار كذلك, وافقه ابن محيصن, والباقون بالرفع خبر محذوف أو خبر امرأته وفي جيدها خبر ثان ومن جعله صفة لامرأته قدر المضي فيه؛ لأنه قد وقع على الحقيقة فتتعرف حينئذ بالإضافة وجعلها بعضم بدل كل منها.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] .(1/606)
سورة الإخلاص:
مكية في قول الحسن ومجاهد وقتادة مدنية في قول ابن عباس وغيره, وآيها أربع عراقي ومدني وخمس مكي وشامي "خلافها" آية لم يلد مكي وشامي, وقرأ "كُفُوًا" [الآية: 4] بإبدال الهمزة واوا في الحالين حفص, والباقون بالهمز وأسكن الفاء حمزة ويعقوب وخلف1 وضمها الباقون2 لغتان, ويوقف عليه لحمزة بالنقل على القياس المطرد وبالإبدال واوا مفتوحة مع إسكان الفاء على الرسم, والوجهان صحيحان, وحكي ثالث بين بين وهو ضعيف, ورابع ضم الفاء مع إبدال الهمزة واوا كقراءة حفص والعمل على خلافه كما في النشر نقلا عن الداني.
__________
1 أي: "كُفْؤا". [أ] .
2 أي: "كُفُؤا". [أ] .(1/607)
سورة الفلق:
مكية وقيل مدنية, قيل وهو الصحيح وآيها خمس.
واختلف في "النَّفَّاثَاتِ" [الآية: 4] فرويس من طريق النخاس بالمعجمة والجوهري كلاهما عن التمار عنه "النافثات" بألف بعد النون وكسر الفاء مخففة بلا ألف بعدها, وهي قراءة عاصم عن الجحدري وغيره, ورويت عن الكسائي وقطع بها لرويس في المبهج والتذكرة, وانفرد أبو الكرم في مصباحه عن روح بضم النون وتخفيف الفاء1 نفاثة وهو ما تنفثه من فيك, وعن الحسن بضم النون وتشديد الفاء وفتحها وألف بعدها بلا ألف بعد النون2 كالتفاحات, والباقون كذلك لكن بفتح النون3 جمع نفاثة وهي رواية ما في أصحاب التمار عنه عن رويس, والرسم محتمل للقراءات الأربع لحذف الألفين في جميع المصاحف, والكل مأخوذ عن النفث, وهو شبه النفخ يكون في الرقية ولا ريق معه فإن كان معه ريق فهو الثفل.
__________
1 أي: "النُّفَاثات". [أ] .
2 أي: "النُّفَّاثات". [أ] .
3 أي: "النَّفَّاثات". [أ] .(1/608)
سورة الناس:
مكية1 وقيل مدنية وآيها ست مدني وعراقي وسبع مكي وشامي, وخلافها آية الوسواس مكي وشامي, وأمال "الناس" الخمس محضة الدوري عن أبي عمرو من طريق أبي الزعراء عنه وهو الذي في التيسير, وبه كان يأخذ الشاطبي عنه وجها واحدا, وروى فتحه عنه سائر أهل الأداء, قال في النشر: والوجهان صحيحان عندنا من رواية الدوري, وافقه اليزيدي, والباقون بالفتح والله تعالى أعلم.
__________
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1288". [أ] .(1/609)
باب التكبير:
الأكثرون على ذكره هنا وهو الأنسب كما ذكره صاحب النشر1 لتعلقه بالختم، والدعاء وغير ذلك, وذكره بعضهم كالهذلي وصاحب الأصل مع البسملة, وبعضهم عند سورة الضحى كابن شريح, وسبب التكبير ما رواه الحافظ أبو العلاء بإسناده عن البزي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انقطع عنه الوحي فقال المشركون: قلى محمدا ربه فنزلت سورة والضحى, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر" تصديقا لما كان ينتظر من الوحي, وتكذيبا للكفار, وأمر -صلى الله عليه وسلم- أن يكبر إذا بلغ الضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم تعظيما لله تعالى واستصحابا للشكر وتعظيما لختم القرآن, وهو أعنى التكبير سنة ثابتة لما ذكر, ولقول البزي أيضا عن الشافعي رضي الله عنه: قال لي: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وقال الإمام أبو الطيب: هو سنة مأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة والتابعين, وهذا عام خارج الصلاة وداخلها كما يأتي النص عليه إن شاء الله تعالى, واعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم, ومن روى عنهم صحة استفاضت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر, قاله الحافظ الشمس ابن الجزري رحمه الله تعالى, قال أبو الطيب ابن غلبون: والتكبير سنة بمكة لا يتركونها ولا يعتبرون رواية البزي وغيره, وقال الأهوازي: والتكبير عند أهل مكة سنة مأثورة يستعملونه في قراءتهم والدرس والصلاة, وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي بن كعب مرفوعا, وقال: حديث صحيح الإسناد, قال الحافظ ابن الجزري: قلت لم يرفع أحد حديث التكبير سوى البزي وسائر الناس ورووه موقوفا عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما, وروينا عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك -صلى الله عليه وسلم- وهذا يقتضي تصحيحه كما قاله شيخنا الحافظ ابن كثير وانتهى2.
وقد صح عن ابن كثير من روايتي البزي وقنبل وورد عن أبي عمرو من رواية السوسي, وكذا عن أبي جعفر لكن من رواية العمري, وافقه ابن محيصن فأما البزي فلم يختلف عنه وفيه, واختلف عن قنبل فالجمهور من المغاربة على عدم التكبير له, وهو الذي.
__________
1 انظر النشر: "2/ 405". [أ] .
2 جمع هذه الأقوال مأخوذة من كتاب النشر لابن الجزري: "2/ 405 إلى 429". [أ] .(1/610)
في التيسير وغيره, وروى التكبير عنه جمهور العراقين وبعض المغاربة, والوجهان في الشاطبية وغيرها, وأما السوسي فقطع له الحافظ أبو العلاء من جميع طرقه وقطع له به في التجريد من طريق ابن حبيش من أول ألم نشرح إلى آخر الناس, وروي عنه سائر الرواة ترك التكبير كالجماعة, وقد أخذ بعضهم بالتكبير لجميع القراء, وهو الذي عليه العمل عند أهل الأمصار في سائر الأقطار, وكان بعضهم يأخذ به في جميع سور القرآن ذكره الحافظ أبو العلاء والهذلي عن الخزاعي, قال الهذلي: وعند الدينوري كذلك يكبر من أول كل سورة لا يختص بالضحى, وغيرها للجمع, وإليه أشار في طيبة1 النشر بقوله: "وروي عن كلهم أول كل يستوي" والحاصل أن الآخذين به لجميع القراء منهم من أخذ به في جميع سور القرآن, ومنهم من أخذ به خاتمة والضحى وهو ما تقدم2، وأما صيغة التكبير فاعلم أنهم اتفقوا على أن لفظه الله أكبر قبل البسملة, والجمهور على تعيين هذا اللفظ بعينه للبزي من غير زيادة ولا نقصان, وقد زاد جماعة قبله التهليل, ولفظه لا إله إلا الله والله أكبر وهي طريق ابن الحباب عنه من جميع طرقه, وطريق هبة الله عن أبي ربيعة وابن فرح أيضا عن البزي، وقد روى النسائي في سننه الكبرى بإسناد صحيح عن الأغر قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على النبي -صلى الله عليه وسلم, وأنا أشهد عليهما أنه قال: "إن العبد إذا قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه" , وزاد بعض الآخذين بالتهليل مع التكبير ولله الحمد, وهي طريق عبد الواحد عن ابن الحباب, وطريق ابن فرح عن البزي, وأما قنبل فقطع له جمهور المغاربة بالتكبير فقط, وهو الذي في الشاطبية وتلخيص أبي معشر وزاد التهليل له أكثر المشارقة, وبه قطع العراقيون من طريق ابن مجاهد وقطع ابن فارس له به من طريق ابن مجاهد وابن شنبوذ وغيرهما, قال الداني في جامعه: والوجهان يعني التكبير وحده ومع التهليل عن البزي وقنبل صحيحان جيدان وهو معنى قول الطيبة: والكل للبزي ورووا قنبلا من دون حمد إلا أن أبا الكرم روى عن ابن الصباح عن قنبل وعن أبي ربيعة عن البزي لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد كذا في النشر3.
قال في التقريب: ولم يروه -أي: التهليل- أحد فيما نعلم عن السوسي, وقد كان تكبيره آخر قراءة جبرائيل وأول قراءته -صلى الله عليه وسلم- ومن ثمة تشعب الخلاف في محله, فمنهم من قال به من أول ألم نشرح ميلا إلى أنه لأول السورة أو آخر الضحى ميلا إلى أنه لآخر السورة, وفي التيسير وفاقا لأبي الحسن بن غلبون كوالده أبي الطيب أنه من آخر الضحى, وفي المستنير من أول ألم نشرح, وكذا في إرشاد أبي العز وغيره, ومنهم من قال به من أول الضحى كأبي علي البغدادي في روضته. وأما انتهاؤه فمبنى على ما تقدم فمن ذهب إلى
__________
1 وهو في متن الطيبة ص: "118". [أ] .
2 أي: ما يعزوه للنشر: "2/ 405". [أ] .
3 انظر النشر: "2/ 410". [أ] .(1/611)
أنه لأول السورة لم يكبر في آخر الناس سواء كان ابتداء التكبير عنده من أول ألم نشرح أو من أول الضحى, ومن جعل الابتداء من آخر الضحى كبر في آخر الناس, وأما قول الشاطبي رحمه الله تعالى: إذا كبروا في آخر الناس مع قوله وبعض له من آخر الليل أي: من أول الضحى المقتضي ظاهرة أن يكون ابتداء التكبير من أول الضحى وانتهاؤه آخر الناس, فيخالف ما تأصل فيتعين حمله على تخصيص التكبير آخر الناس بمن قال به من آخر الضحى, كما هو مذهب صاحب التيسير وغيره, ويكون معنى قوله: إذا كبروا في آخر الناس أي: إذا كبر من يقول بالتكبير في آخر الناس, يعني الذين قالوا به من آخر الضحى, ويأتي على ما تقدم من كون التكبير لأول السورة أو آخرها حال وصل السورة بالسورة ثمانية أوجه: اثنان منها على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة, واثنان على تقدير أن يكون لأولها ثلاثة محتملة على التقديرين, والثامن ممتنع وفاقا وهو وصل التكبير بآخر السورة والبسملة مع القطع عليها لما مر في باب البسملة, فأما الوجهان المبنيان على تقدير كونه لآخر السورة فأولهما وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه ووصل البسملة بأول السورة, نص عليه في التيسير وغيره وهو ظاهر كلام الشاطبي, ثانيهما وصل التكبير بآخر السورة والوقف عليه والوقف على البسملة نص عليه أبو معشر1 والفاسي2 والجعبري3 وغيرهم.
وأما الوجهان المبنيان على تقدير كون التكبير لأول السورة فأولهما قطع التكبير عن آخر السورة, ووصله بالبسملة, ووصلها بأول السورة نص عليه ابن سوار وغيره, ولم يذكر في الكفاية سواه, وثانيهما قطعه عن آخر السورة ووصله بالبسملة مع القطع عليها والابتداء بأول السورة, وهو ظاهر كلام الشاطبية, ونص عليه الفاسي في شرحه وابن مؤمن ومنعه الجعبري.
قال في النشر4 ولا وجه لمنعه إلا على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة, وإلا فعلى أن يكون لأولها لا يظهر لمنعه وجه إذا غايته أن يكون كالاستعاذة, ولا شك في جواز وصلها بالبسملة وقطع البسملة عن القراء كما مر.
وأما الثلاثة المحتملة فأولها وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة وبأول السورة, نص عليه الداني وصاحب الهداية, واختاره الشاطبي, ثانيها قطعه عن آخر السورة وعن البسملة ووصل البسملة بأول السورة نص عليه أبو معشر وابن مؤمن, ويظهر من كلام الشاطبي
__________
1 أي: الطبري في كتابه التلخيص. النشر: "1/ 77". [أ] .
2 أي: الفاسي في كتابه شرح الشاطبية. النشر: "1/ 64". [أ] .
3 أي: الجعبري في كتابه شرح الشاطبية. النشر: "1/ 64". [أ] .
4 انظر: "2/ 429". [أ] .(1/612)
ونص عليه الفاسي والجعبري وغيرهما, ثالثها القطع عن آخر السورة وعن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة نص عليه ابن مؤمن والفاسي والجعبري, وهو ظاهر من كلام الشاطبي ومنعه مكي, ولا وجه لمنعه على كلا التقديرين كما في النشر, والمراد بالقطع هنا الوقف المعروف لا القطع الذي هو الإعراض ولا السكت الذي هو دون تنفس, وهذا هو الصواب كما نبه عليه في النشر متعقبا للجعبري في القطع السكت المعروف بأنه شيء انفرد به لم يوافقه أحد عليه, فإن وقع آخر السورة ساكن أو منون كسر للساكنين نحو: فارغب الله أكبر لخبر الله أكبر ثوابا الله أكبر مسد الله كبر, وإن كان محركا ترك على حاله وحذفت همزة الوصل لملاقاته نحو: الأبتر الله أكبر, وتحذف صلة الضمير من نحو: ربه الله أكبر, وإذا وصلته بالتهليل أبقيته على حاله "وإن كان منونا أدغم في اللام نحو: حامية لا إله إلا الله" ويجوز المد للتعظيم عند من أخذ به لأصحاب القصر كما مر, بل كان بعض المحققين يأخذون به هنا مطلقا, ويقولون المراد به هنا الذكر فنأخذ بما نختار, وهو المد للتعظيم مبالغة في النفي ذكره في النشر.
وليعلم أن التهليل مع التكبير مع الحمد عند من رواه حكمه حكم التكبير, لا يفصل بعضها من بعض بل يوصل جملة واحدة هكذا لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد, فلا يتأتى فيه إلا الأوجه السبعة المتقدمة بين السورتين, ولا يجوز الحمدلة مع التكبير إلا أن يكون التهليل معه, قال الشمس ابن الجزري1: ولا أعلمني قرأت بالحمدلة سوى الأوجه الخمسة, مع تقدير كون التكبير لأول السورة, ويمتنع وجه الحمدلة من أول الضحى؛ لأن صاحبه لم يذكره فيه, ولا يجوز التكبير الأول في رواية السوسي إلا في وجه البسملة بين السورتين؛ لأن راوي التكبير لا يجيز بين السورتين سوى البسملة ويحتمل معه كل من الأوجه السابقة, إلا أن القطع على الماضية أحسن في مذهبه؛ لأن البسملة عنده ليست آية كما هي عند ابن كثير, بل هي عنده للتبرك, وكذا لا يجوز له التكبير من أول الضحى؛ لأنه خلاف روايته كما مر, ولو قرئ لحمزة بالتكبير عند من رواه فلا بد من البسملة معه؛ لأن القارئ ينوي الوقف على آخر السورة فيصير مبتدئا للسورة التالية, وحيث ابتدأ بها فلا بد من البسملة, وإذا قرئ برواية التكبير وأريد القطع على آخر سورة فإن قلنا إن التكبير لآخر السورة كبر وقطع القراءة, وإذا أراد بعد ذلك بسمل للسورة بلا تكبير, وإن قلنا إنه لأول السورة فإنه يقطع على آخر السورة بلا تكبير, وإذا ابتدأ بالتالية كبر إذا لا بد من التكبير إما لآخر السورة وإما لأولها, حتى لو سجد آخر العلق فإنه يكبر أولا لآخر السورة, ثم يكبر للسجدة على القول بأنه للآخر, وأما على القول بأنه للأول فإنه يكبر للسجدة فقط ويبتدئ بالتكبير لسورة القدر2.
__________
1 أي: في كتابه النشر كما تقدم ... [أ] .
2 هذه الأقوال كلها من كتاب النشر في القراءات العشر محمد بن الجزري: "2/ 405 إلى 429". [أ] .(1/613)
وليس الاختلاف في الأوجه السبعة السابقة اختلاف رواية حتى يحصل الخلل بعدم استيعابها بين كل سورتين في الرواية, بل هو اختلاف تخيير, لكن الإتيان بوجه منها مختص بكون التكبير لآخر السورة وبوجه مما يختص بكونه لأولها, وبوجه مما يحتملها متعين إذ الاختلاف في ذلك اختلاف, رواية فلا بد منه إذا قصد جمع الطرق كما في النشر, قال الجعبري: وليس في إثبات التكبير مخالفة للرسم؛ لأن مثبته لم يلحقه بالقرآن كالاستعاذة, وأما حكمه في الصلاة فقد روينا عن الحافظ الجليل أبي الخير شمس الدين محمد بن الجزري بسنده المتصل إلى الإمام عبد الحميد بن جريج عن مجاهد أنه كان يكبر من والضحى إلى الحمد, قال ابن جريح: فأرى أن يفعله الرجل إماما كان أو غير إمام. وروى الحافظ الثاني بسنده إلى الحميدي قال: سألت سفيان يعني ابن عيينة قلت: يا أبا محمد أرأيت شيئا مما فعله الناس عندنا يكبر القارئ في شهر رمضان إذا ختم يعني في الصلاة؟ فقال: رأيت صدقة بن عبد الله بن كثير الأنصاري يؤم الناس منذ أكثر من سبعين سنة فكان إذا ختم القرآن كبر. وروى السخاوي عن أبي محمد الحسن بن محمد بن عبد الله القرشي أنه صلى بالناس التراويح خلف المقام بالمسجد الحرام, فلما كانت ليلة الختم كبر من خاتمة الضحى إلى آخر القرآن في الصلاة, فلما سلم إذا بالإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قد صلى وراءه, قال: فلما أبصرني قال لي: أحسنت أصبت السنة, وقال الإمام المحقق أبو الحسن علي بن جعفر في التبصرة: ابن كثير يكبر من خاتمة الضحى إلى أن قال في الصلاة وغيرها, وقد مر ما أسنده البزي عن الإمام الشافعي: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم, قال في النشر بعد أن أطال في بيان ذلك: فقد ثبت التكبير في الصلاة عن أهل مكة فقهائهم وقرائهم, وناهيك بالإمام الشافعي وسفيان بن عيينة وابن جريح وابن كثير وغيرهم, قال: وأما غيرهم فلم نجد عنهم في ذلك نصا حتى أصحاب الشافعي مع ثبوته عن إمامهم, وإنما ذكره استطرادا السخاوي والجعبري وكلاهما من أئمة الشافعية والعلامة أبو شامة, وهو من أكبر أصحاب الشافعي بل هو ممن وصل إلى رتبة الاجتهاد, قلت: وكذا العلامة خاتمة المجتهدين سيدي محمد البكري صاحب الكنز كما نقله عنه بعض أجلاء أصحابه, ولفظه رضي الله عنه, ويستحب إذا قرأ في الصلاة سورة الضحى أو بعدها إلى آخر القرآن أن يقول بعدها لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد قياسا على خارج الصلاة, فإن العلة قائمة, وهي تعظيم الله وتكبيره والحمد على قمع أعداء الله وأعداء رسوله -صلى الله عليه وسلم, قال: وهل يأتي ذلك سرا أو جهرا أو يقال فيها ما قيل في السورة إن كانت الصلاة جهرية جهر أو سرية أسر, ثم قال: وينبغي أن يسر به مطلقا وتكون السكتة التي قبل الركوع بعد هذا, فإذا فرغ منه قال: اللهم إني أسألك من فضلك. ا. هـ. وظاهره ندب ذلك أعني التكبير في الصلاة في الختم وغيره, حتى لو قرأ أي سورة من سور التكبير كـ"الكافرون" والإخلاص مثلا في ركعتين كبر, وهو واضح للعلة السابقة لكن قوله: وينبغي أن يسر به, يخالفه ما نقله ابن العماد من استحباب الجهر بالتكبير بين السور(1/614)
ولم يقيد بخارج الصلاة, وكذا نقله ابن حجر الهيتمي في شرح الكتاب عن البدر الزركشي وأقره, وهو أيضا ظاهر النصوص السابقة, والذين ثبت عنهم التكبير في الصلوات منهم من كان إذا قرأ الفاتحة, وأراد الشروع في السورة كبر وبسمل, ثم ابتدأ السورة, ومنهم من كان يكبر إثر كل سورة ثم يكبر للركوع حتى ينتهي إلى آخر الناس, فإذا قام في الركعة الثانية قرأ الفاتحة وما تيسر من أول سورة البقرة, قال في النشر: رأيت في الوسيط للإمام الكبير أبي الفضل الرازي الشافعي رحمه الله ما هو نص على التكبير في الصلاة, فالقصد أني تتبعت كلام الفقهاء من أصحابنا فلم أر لهم نصا غير ما ذكرت, وكذا لم أر للحنفية, ولا للمالكية, وأما الحنابلة فقال الفقيه الكبير أبو عبد الله محمد بن مفلح في كتاب الفروع له: وهل يكبر لختمه من الضحى أو ألم نشرح آخر كل سورة روايتان, ولم تستحبه الحنابلة لقراءة غير ابن كثير وقيل ويهلل. ا. هـ1.
__________
1 انظر النشر: "2/ 429". [أ] .(1/615)
خاتمة فيما يتعلق بختم القرآن العظيم:
اعلم أن الخاتمين للقرآن الكريم على ثلاثة أحوال1: فمنهم من كان إذا ختم أمسك عن الدعاء وأقبل على الاستغفار, وهذا حال من غلب عليه الخوف من الله تعالى, وشهود التقصير في العمل, ولم يأمنوا من الآفات, وخشوا مناقشة الحساب, فأقبلوا على الاستغفار وقنعوا بأن يخرجوا من العمل كفافا لا لهم ولا عليهم, ومنهم قوم كانوا إذا اختموا دعوا. وهو مروي عن ابن مسعود وأنس وغيرهما, وهؤلاء قوم غلب عليهم شهود الربوبية لله تعالى, وشهدوا من أنفسهم العبودية له تعالى, ووجدوا من أنفسهم الفقر والفاقة إلى ربهم, وعاينوا منه سعة الرحمة وعموم الفضل للمحسن والمسيء وإسباغ النعم على المقبل وعلى المدبر فأطمعهم ذلك, وقوى رجاءهم في الله تعالى, وعلموا أن القرآن الكريم شافع مشفع فلم يهلهم أمر ذنوبهم وإن عظمت, فمدوا إلى الله تعالى يد المسألة, وتضرعوا إليه وابتهلوا وعلموا أن لا ملجأ من الله إلا إليه مع ملاحظة قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} , {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} فكان دعاؤهم عبودية لله تعالى ومنهم قوم كانوا يصلون الخاتمة بالفاتحة عودا على بدء مر غير فصل بينهما لا بدعاء ولا بغيره لوجهين:
أحدهما ما رواه الترمذي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقول الله تعالى: من شغله القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين, وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله على خلقه" 2.
والثاني ما في ذلك من التحقق بمعنى الحلول والارتحال في الحديث المروي من طريق عبد الله بن كثير عن درباس مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا قرأ قل أعوذ برب الناس افتتح من الحمد لله ثم قرأ من البقرة وأولئك هم المفلحون ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام, قال الحافظ ابن الجزري: وإسناده حسن ورواه أبو الشيخ وروى فيه حديثا مسلسلا بالتكبير وقراءة الفاتحة وأول البقرة وهي خمس آيات بالعدد الكوفي, وأربع في غيره لأن الكوفي
__________
1 هذه الخاتمة ملخصة من كتاب النشر لابن الجزري فإن أردت الزيادة فارجع إلى "2/ 440". [أ] .
2 رواه الإمام الترمذي وللحديث روايات وردود كما يذكر المؤلف وقد توسع الحافظ الإمام محمد بن الجزري في ذلك. للمزيد انظر: "2/ 450". [أ] .(1/616)
يعد ألم وحده إلى ابن كثير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في النشر: وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين في قراءة ابن كثير وغيرها, ويسمونه الحال المرتحل أي: الذي حل في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى, فلا يزال سائرا إلى الله تعالى, وعكس بعضهم فقال: الحال المرتحل الذي يحل في ختمة عند فراغه من الأخرى, والأول أظهر كما في النشر, وأصل هذا الحديث في جامع الترمذي من حديث صالح المزي عن قتادة عن زرارة عن ابن عباس قيل يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى قال: "الحال المرتحل" , ورواه أبو الحسن بن غلبون, وزاد فيه يا رسول الله ما الحال المرتحل قال: "فتح القرآن وختمه صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل", لكن الحديث تكلم فيه من جهة صالح المزي وقطع بصحته أبو محمد مكي وضعفه أبو شامة1, وقال إن مداره على صالح المزي وهو وإن كان عبدا صالحا فهو ضعيف, وفسر الحال المرتحل بالمجاهد كلما ختم غزوة افتتح أخرى وأجيب بأنه ليس مدار الحديث على صالح بل رواه زيد بن أسلم وغيره كما بينه بيانا شافيا حافظ الوقت صاحب النشر قال: وقد روى الحافظ أبو عمرو الداني بإسناد صحيح عن الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون إذا ختموا القرآن أن يقرءوا من أوله آيات, وهذا صريح في صحة ما اختاره القراء, وذهب إليه السلف, وليس المراد لزوم ذلك بل من فعله فهو حسن ولا حرج في تركه, ومنهم قوم يطعمون الطعام للفقراء شكرا لله تعالى على ما أولاهم من نعمة الختم, وهؤلاء قوم بسطتهم رؤية النعمة في الطاعة من الله تعالى ففرحوا بها, وقاموا بشيء من واجب شكرها, وقد قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} فينبغي الجمع بين هذه الأربعة فيصل الخاتمة بالفاتحة, ويتعرض لنفحات الله تعالى بالاستغفار ثم الدعاء ثم يطعم الطعام, وأما ما اعتيد من تكرار سورة الإخلاص ثلاث مرات فقال في النشر: إنه لم يقرأ به ولا نعلم أحدا نص عليه من القراء والفقهاء سوى أبي الفخر حامد بن علي بن حسنوية القزويني في كتاب حلية القراء فإنه قال فيه: القراء كلهم قرءوا سورة الإخلاص مرة واحدة إلا الهرواني بفتح الهاء والراء عن الأعشى فإنه أخذ بإعادتها ثلاثا والمأثور مرة واحدة, قال: أعني صاحب النشر, والظاهر أن ذلك كان اختيارا من الهرواني فإن هذا لم يعرف في رواية الأعشى ولا ذكره أحد من علمائنا, وقد صار العمل على هذا في أكثر البلاد عند الختم, والصواب ما عليه السلف لئلا يعتقد أن ذلك سنة, ولهذا نص أئمة الحنابلة على أنه لا تكرر سورة الصمد, قالوا وعنه يعنون أحمد لا يجوز. انتهى كلام النشر2, قيل والحكمة فيه ما أورد أنها تعدل ثلث القرآن فيحصل به ثواب ختمة.
فإن قيل كان ينبغي أن تقرأ أربعا ليحصل ختمتان فالجواب إن المراد أن يكون على
__________
1 انظر كتاب إبراز المعاني لأبي شامة: "499". [أ] .
2 وهو مأخوذ منه: "2/ 440 إلى 452". [أ] .(1/617)
يقين من حصول ختمة إما التي قرأها, وإما التي حصل ثوابها بتكرير السورة فهو جبر لما لعله حصل في القرآن من خلل ا. هـ.
ثم إن الدعاء1 عند الختم سنة تلقاها الخلف عن السلف, ويشهد له حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن" أو قال: "من جمع القرآن كانت له عند الله دعوة مستجابة, إن شاء عجلها له في الدنيا وإن شاء ذخرها له في الآخرة", رواه الطبراني وكذا البيهقي, وقال في إسناده ضعف وكان محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله إذا كان أول ليلة من رمضان اجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم فيقرأ في كل ركعة عشر آيات, وكذلك إلى أن يختم القرآن وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة, ويكون ختمة عند الإفطار كل ليلة, ويقول عند كل ختمة دعوة مستجابة وعن حبيب بن أبي عمرة قال: إذا ختم الرجل القرآن قبل الملك بين عينيه, وعن مجاهد تنزل الرحمة عند ختم القرآن, وكان أنس بن مالك يجمع أهله وجيرانه عند الختم رجاء بركته, وكان كثير من السلف يستحب الختم يوم الاثنين وليلة الجمعة واختاره بعضهم وهو صائم وآخر عند الإفطار, وللدعاء آداب كثيرة لا بأس بذكر شيء منها بل أهمها الإخلاص بأن يقصد الله تعالى في دعائه لوجهه, ومنها تقديم عمل صالح من صدقة أو غيرها ومنها تجنب الحرام أكلا وشربا ولبسا وكسبا, ومنها الوضوء لحديث فيه, ومنها استقبال القبلة لحديث فيه عن ابن مسعود, ومنها رفع اليدين للحديث المشهور إن ربكم إلخ, وينبغي كشفهما حالة الرفع, ومنها الجثو على الركب والمبالغة في الخضوع لله تعالى والخشوع بين يديه, ويحسن التأدب مع الله تعالى وفي حديث فيه ضعف لكن له شاهد قوي أنه كان إذا ختم القرآن دعا قائما, وقد كان بعض السلف يدعو للختم وهو ساجد, ومنها أن لا يتكلف السجع في الدعاء ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: وانظر إلى السجع في الدعاء واجتنبه فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يفعل إلا ذلك أي: الاجتناب, ومنها الثناء على الله تعالى أولا وآخرا, وكذا الصلوات على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من قرأ القرآن وحمد الرب وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- واستغفر ربه فقد طلب الخير من مكانه رواه البيهقي في الشعب, وفيه أبان وهو ضعيف, ومنها تأمين الداعي والمستمع, ومنها أن يسأل الله تعالى حاجته كلها حتى شسع نعله لحديث ابن حبان, ومنها أن يدعو وهو متيقن الإجابة يحضر قلبه ويعظم رغبته, ومنها مسح وجهه بيديه بعد فراغه من الدعاء لحديث فيه, ومنها اختيار الأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوتي جوامع الكلم ولم يدع حاجة إلى غيره, ولنا فيه أسوة حسنة, وقد روى أبو منصور الأرجاني عن داود بن قيس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند ختم القرآن: "اللهم ارحمني بالقرآن العظيم واجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة, اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت, وارزقني تلاوته آناء الليل والنهار".
__________
1 للمزيد انظر النشر: "2/ 452". [أ] .(1/618)
واجعله لي حجة يا رب العالمين قال الحافظ ابن الجزري وهذا الحديث لا أعلم ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ختم القرآن حديث غيره وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها "وكان" من دعائه -صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى, اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل, ومن عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وضلع الدين وغلبة الرجال, اللهم اغفر خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري, وما أنت أعلم به مني, اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي, وكل ذلك عندي اللهم, اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير, اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ونفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها, اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علما ينفعني, اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي, واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر, اللهم إني أسألك عيشة تقية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح, اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين, اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين, اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع, وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة, اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني, اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة, اللهم اجعل خير عملي آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه", واختلف في إهداء ثواب الختمة ونحوها للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل بمنعه لعدم الإذن فيه بخلاف الصلاة عليه وسؤال الوسيلة له -صلى الله عليه وسلم- ولأنه تحصيل للحاصل؛ لأن له مثل أجر من تبعه وأجازه الشيخ أبو بكر الموصلي قال: بل هو مستحب وتبعه كثيرون وهذا هو الراجح عندنا معاشر الشافعية, بل قال العلامة ابن حجر المكي في باب الإجازة من شرحه لمنهاج النووي: إن القول الأول وهم, وأطال في الاستدلال لأرجحية الثاني, وحكى الغزالي عن ابن الموفق أنه حج عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حججا وذكر القضاعي أنها ستون حجة وذكر محمد بن إسحاق أنه ختم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من ثلاثة عشر ألف ختمة وضحى عنه مثل ذلك, واستحب بعضهم أن يختم الدعاء بقوله: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الآية: 180-182] و {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الآية: 43] وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه مستعينا به متوسلا إليه في ذلك بنبيه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأسأله أن يسبل علينا ستره الجميل, وأن يعفو عني وعن والدي وأولادي ومشايخي وإخواني والمسلمين, وأن يعطف علينا نبينا(1/619)
سيدنا محمدا -صلى الله عليه وسلم- ويمن علينا بجواره في الحياة وبعد الممات مع رضاه عنا في عافية بلا محنة, وأن يجعل ما أعانني عليه من جمع هذا التلخيص خالصا لوجهه, وأن ينفع به أهله ويعرفهم قدره, وأن يرحم به والدي كما ربياني صغيرا, وأستودع الله تعالى ديني ونفسي وجميع ما أنعم به علي وأهلي وأصحابي, والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده, يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك, سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك, وصل أبدا أفضل صلواتك على سيدنا عبدك ونبيك ورسولك محمد وآله وسلم عليه تسليما كثيرا وزده تشريفا تكريما, وأنزله المنزل المقرب عندك يوم القيامة آمين, وصل وسلم على جميع الأنبياء وآل كل وعلينا معهم بعدد معلوماتك آمين1.
__________
1 للمزيد انظر كتاب النشر في القراءات العشر للإمام محمد بن الجزري من "2/ 452 إلى 2/ 467". [أ] .(1/620)
المراجع المعتمدة:
1- مصحف القراءات "الشيخ كريم راجح".
2- المعجم المفهرس للقرآن الكريم "لفؤاد عبد الباقي".
3- النشر في القراءات العشر "لمحمد بن الجزري".
4- غاية الاختصار "للعطار".
5- الموضح في القراءات "تحقيق د. عمر الكبيسي".
6- التلخيص في القراءات الثمان "لأبي معشر الطبري".
7- الإتقان في علوم القرآن "للسيوطي".
8- معرفة القراء الكبار "للذهبي".
9- نهاية النهاية "لابن الجزري".
10- سنن الترمذي "من تحفة الأحوذي طبعة دار الكتب العلمية".
11- سنن أبي داود "تحقيق محيي الدين عبد الحميد".
12- موطأ الإمام مالك "طبعة دار إحياء التراث".
13- سنن النسائي "تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة".
14- الأعلام "للزركلي".
15- متن طيبة النشر "لابن الجزري".
16- شرح طيبة النشر "لأحمد بن الجزري".
17- متن الشاطبية "للإمام الشاطبي".
18- شرح الشاطبية "للإمام أبي رشامة".
19- التبصرة في القراءات السبع "لمكي القيسي".
20- صحيح ابن حبان "تحقيق شعيب الأرناؤوط".(1/621)
فهرس المحتويات:
3 بين يدي الكتاب
4 نبذة يسيرة عن حياة المؤلف
4 كتبه
6 مقدمة
9 باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم
28 باب الاستعاذة
30 باب الإدغام
37 يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف
40 الفصل الأول: في حكم ذال إذ
40 الفصل الثاني: في حكم دال قد
41 الفصل الثالث: في حكم تاء التأنيث
41 الفصل الرابع: في حكم لام هل، وبل
42 الفصل الخامس: في حكم حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفا
46 الفصل السادس: في أحكام النون الساكنة والتنوين
49 باب هاء الكناية
53 باب المد والقصر
63 باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة
72 باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين
75 باب الهمز المفرد
83 باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها
85 باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره
89 باب وقف حمزة وهشام على الهمز، وموافقة الأعمش لهما
102 باب الفتح والإمالة
117 في إمالة الألف التي هي فعل ماضي ثلاث
118 في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر
123 باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف
125 باب مذاهبهم في ترقيق الراءات وتفخيمها
132 باب حكم اللامات تغليظا وترقيقا
134 باب الوقف على أواخر الكلم
134 من حيث الروم والإشمام
137 باب الوقف على مرسوم الخط
144 باب مذاهبهم في ياءات الإضافة
152 باب مذابهم في ياءات الزوائد
159 سورة الفاتحة مكية
166 سورة البقرة
218 سورة آل عمران
236 سورة النساء
250 سورة المائدة
260 سورة الأنعام
280 سورة الأعراف
296 سورة الأنفال
301 سورة التوبة(1/622)
309 سورة يونس عليه السلام
319 سورة هود
328 سورة يوسف عليه السلام
338 سورة الرعد
341 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام
345 سورة الحجر
349 سورة النحل
355 سورة الإسراء
363 سورة الكهف
375 سورة مريم عليها الصلاة والسلام
381 سورة طه
391 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
396 سورة الحج
402 سورة المؤمنون
408 سورة النور
415 سورة الفرقان
420 سورة الشعراء
426 سورة النمل
434 سورة القصص
439 سورة العنكبوت
443 سورة الروم
447 سورة لقمان
449 سورة السجدة
451 سورة الأحزاب
457 سورة سبأ
462 سورة فاطر
465 سورة يس
471 سورة الصافات
476 سورة ص
480 سورة الزمر
484 سورة المؤمن
488 سورة فصلت
491 سورة الشورى
494 سورة الزخرف
499 سورة الدخان
501 سورة الجاثية
503 سورة الأحقاف
506 سورة محمد صلى الله عليه وسلم
509 سورة الفتح
512 سورة الحجرات
514 سورة ق
516 سورة الذاريات
518 سورة الطور
521 سورة النجم
524 سورة القمر
526 سورة الرحمن عز وجل
529 سورة الواقعة
522 سورة الحديد
535 سورة المجادلة
537 سورة الحشر
539 سورة الممتحنة
541 سورة الصف
542 سورة الجمعة
543 سورة المنافقين
545 سورة التغابن
546 سورة الطلاق
548 سورة التحريم
550 سورة الملك
552 سورة ن
554 سورة الحاقة
556 سورة سأل
558 سورة نوح عليه الصلاة والسلام
559 سورة الجن
561 سورة المزمل(1/623)
562 سورة المدثر
563 سورة القيامة
565 سورة الإنسان
567 سورة المرسلات
569 سورة النبأ
570 سورة النازعات
572 سورة عبس
573 سورة التكوير
575 سورة الانفطار
576 سورة المطففين
577 سورة الانشقاق
578 سورة البروج
579 سورة الطارق
580 سورة الأعلى
581 سورة الغاشية
583 سورة الفجر
585 سورة البلد
586 سورة الشمس
587 سورة الليل
588 سورة الضحى
589 سورة الانشراح
590 سورة التين
591 سورة العلق
592 سورة القدر
593 سورة لم يكن
594 سورة الزلزلة
595 سورة العاديات
596 سورة القارعة
597 سورة التكاثر
598 سورة العصر
599 سورة الهمزة
600 سورة الفيل
601 سورة قريش
602 سورة أرأيت
603 سورة الكوثر
604 سورة الكافرون
605 سورة النصر
606 سورة تبت
607 سورة الإخلاص
608 سورة الفلق
609 سورة الناس
610 باب التكبير
616 خاتمة فيما يتعلق بختم القرآن العظيم
621 المراجع المعتمدة(1/624)