قال: نعم نحن سألناه عنه.
وقال أبو يعلى في مسنده1: ثنا احمد بن إبراهيم الدورقي2 ثنا أبو داود عن شعبة، عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: "صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلف أبي بكر وعمر وخلف عثمان رضي الله عنهم فلم يكونوا يستفتحون القراءة بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) ".
قال شعبة: فقلت لقتادة: أسمعته من أنس - رضي الله عنه؟
قال: نعم ثم سألت أنسا - رضي الله عنه -
وهكذا رواه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"3 من حديث/ (?148/ب) أبي داود الطيالسي.
وكذا أخرجه/ (ب 298) الإسماعيلي عن عبد الله بن ناحية، عن محمد بن المثنى4 وبندار5، عن أبي داود.
وكذا أخرجه أبو نعيم في "مستخرجه"6 من ر 134/ب طريق "مسند أبي
__________
1 1/ل150) .
2 أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد الدورقي البغدادي، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة 246/م د ت ق. تقريب 1/10 الكاشف 1/246.
3 انظر الفتح الرباني 3/187 وقال الساعاتي: هذا الحديث من زوائد الحافظ أبي بكر القطيعي.
4 محمد بن المثنى بن عبيد العنزي - بفتح النون والزاي- أبو موسى البصري المعروف بالزمن مشهور بكنيته وباسمه ثقة ثبت من العاشرة مات سنة 252/ع. تقريب 2/204) . الكاشف 3/93.
5 هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري أبو بكر ثقة من العاشرة، مات سنة 252/ع. تقريب 2/147 الكاشف 3/23.
6 1/ق139.(2/761)
داود"1 وكذلك رواه عمر بن مرزوق، عن شعبة بلفظ: "يستفتحون بالحمد لله رب العالمين".
وفيه: "نحن سألناه عن ذلك".
أخرجه أبو نعيم في "المستخرج" - أيضا -.
فوضح بذلك أن سؤال قتادة، ليس مخالفا لسؤال أبي سلمة فطريق الجمع بينهما أن يقال: إن سؤال أبي سلمة كان متقدما على سؤال قتادة بدليل قوله- في روايته -: "لم يسألني عنه أحد قبلك" فكأنه كان إذ ذاك غير ذاكر لذلك، فأجاب (بأنه) 2 لا يحفظه، ثم سأله قتادة عنه فتذكر ذلك، وحدثه بما عنده فيه.
وأما احتجاج أبي شامة على أن سؤال قتادة له في الحديث الذي أخرجه البخاري3 عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وجواب/ (ي252) أنس - رضي الله عنه - أنها كانت مدا حيث أجاب بالبسملة دون غيرها من آيات القرآن دل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالبسملة في قراءته4.
ففيه نظر، لأنه يحتمل أن يكون ذكر أنس للبسملة على سبيل المثال لقراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا ينتهض الدليل على ذلك.
54- وأما قوله: "فيتناول الصلاة وغير الصلاة".
ففيه نظر؛ لأن الأعم لا دلالة له على الأخص، والمراد أن النبي - صلى الله عليه وسلم -كان حيث يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله ويمد
__________
1 انظر منحة المعبود 1/92.
2 في كل النسخ "به" فأثبتناه ما تراه لأنه لا يستقيم الكلام إلا به.
3 66- كتاب الفضائل 29- باب مد القراءة حديث 5046.
4 التقييد والإيضاح ص 122-123.(2/762)
الرحمن ويمد الرحيم فمن أين له من هذا الحديث أنه كان يجهر بها في "الصلاة".
وقول أبي شامة - أيضا -: "لو كانت قراءته تختلف لقال له: عن أي قراءتيه1 تسأل، عن التي داخل الصلاة أو التي خارج الصلاة2؟ فلما لم يستفصله دل أن حاله في ذلك لم يختلف" ففيه نظر، لأنه لا يستلزم من ترك الاستفصال في هذا التعميم [في الصفات، إنما يستلزم التعميم] 3 في الاحوال، فيستفاد/ (ر135/ب) منه أنه كان يقرأ هكذا داخل الصلاة وخارجها ب299، وأما كونه يجهر ببعض ذلك أو لا يجهر بجميع ذلك أولا4، فلا دلالة في الحديث على ذلك، وعلى تقدير أنه يدل، فيعارضه ما أخرجه أحمد 5 بإسناد صحيح، عن بعض أزواج النبي/ (149/أ) - صلى الله عليه وسلم -قال نافع بن عمر الجمحي روايه6: أراها7 حفصة بنت عمر - رضي الله عنها - أنها سئلت عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت - رضي الله عنها -: "إنكم لا تستطيعونها" فقيل لها: أخبرينا بها: قال: فقرأت قراءة ترسلت فيها الحمد لله رب العالمين، ثم قطع، الرحمن الرحيم، ثم قطع8 مالك يوم الدين.
فهذا الحديث إن دل حديث أنس - رضي الله تعالى عنهما - وأم سلمة9
__________
1 في (ب) "قراءتها" بالإفراد وهو خطأ.
2 التقييد والإيضاح ص 123 ويعني به جواب أنس حين سئل كيف قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ... "الحديث.
3 الزيادة من (ي) و (ر/ب) .
4 في كل النسخ "أوله" فأثبتنا ما نرى أنه الصواب.
5 في المسند 6/286.
6 في (هـ) " رواية" وهو خطأ.
7 في (هـ) رآها وهو خطأ.
8 فاعل قطع هو الرواي عن حفصة وهو نافع بن عمر.
9 يشير الحافظ إلى ما أخرجه الحاكم في المستدرك 1/232 من طريق ابن أبي شيبة عن حفص بن غياث عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة - رضي الله عنها -قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، يقطعها حرفا حرفا" قال الحاكم: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي، ولكن في إسناده ابن جريج وهو مدلس وقد عنعنه فالحديث ضعيف بهذا الإسناد لا يصح الاحتجاج به.(2/763)
- رضي الله عنها - على إثبات البسملة في الفاتحة لمجرد ذكرها معها دل حديث حفصة - رضي الله عنها - على سقوطها منها، وإذا/ (ي253) جمع بينهما بأنه كان يقرأ البسملة فيها- يعني لا يجهر بها في الصلاة فسمعت حفصة - رضي الله عنها - قراءته داخل الصلاة، وسمعها أنس وأم سلمة خارج الصلاة 1، كان ذلك ممكنا غير بعيد من الصواب، وهو أولى من دعوى التعارض.
55-قوله (ع) : "وما أوله به الشافعي - رضي الله عنه - مصرح به في رواية الدارقطني"2.
لم يبين الشيخ رواية الدارقطني كيف هي؟ وظاهر السياق يشعر بأنها من رواية قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - وليس كذلك فإنها عنده من رواية الوليد عن الأوزاعي، عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس3 - رضي الله عنه -.
وقد رواها راويها بالمعنى، بلا شك، فإن رواية الوليد، كما بيناها من عند البخاري في "جزء القراءة"4 ومن عند غيره بلفظ: "كانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين".
__________
1 في المستدرك 1/232 حديث من طريق عمر بن هارون عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم، فعدها آية الحمد لله رب العالمين آيتين ... وفيه عمر بن هارون. قال الذهبي: "أجمعوا على ضعفه"، وقال النسائي "متروك" وكأن الحافظ لم يعبأ به لشدة ضعفه، ولو صح لكان فصلا في محل النزاع.
2 في التقييد والإيضاح ص 119 أول الشافعي حديث أنس - رضي الله عنه - كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين بمعنى يبدؤون بقراءة أم القرآن قبل ما يقرأ بعدها، ولا يعني أنهم يتركون بسم الله الرحمن الرحيم. التقييد والإيضاح ص119.
3 سنن الدارقطني 1/316.
4 انظر ص 756.(2/764)
(فرواها بعض الرواة عنه بلفظ: "بدأ بأم القرآن بدل بالحمد لله رب العالمين) 1 فلا تنتهض الحجة بذلك/ (ر135/ب) .
قلت 2: وقد صح تسمية أم الكتاب بالحمد لله رب العالمين وذلك فيما رواه/ (ب ص 300) البخاري في صحيحه3 في أول التفسير من رواية أبي سعيد بن المعلى4، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحمد لله رب العالمين هي: السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"، وفي الحديث قصة".
فهذا يرد على من طعن على لتأويل الشافعي- رضي الله عنه - وزعم أن أم الكتاب / (149/ب) إنما تسمى بالحمد لله فقط لا الحمد لله رب العالمين. وأن سياق الآية بتمامها دل على أنه أراد أن يفتتح بهذا اللفظ لأنه لو قصد أن يسمى السورة لسماها الحمد.
فظهر بهذا الحديث الصحيح أنها تسمى الحمد وتسمى الحمد لله رب العالمين - أيضا فبطل ما ادعاه من نفي الاحتمال الذي ذكره الشافعي - رضي الله عنه - ممكنا 5 - والله أعلم -.
(ط) قوله (ع) 6: "ولا يلزم من نفي السماع عدم الوقوع ... " الخ.
__________
1 ما بين القوسين سقط من (ب) .
2 في (ي) "نعم".
3 65- كتاب التفسير 1- باب ما جاء في فاتحة الكتاب حديث 4474، 8- تفسير سورة الانفال 4647، تفسير سورة الحجر 4703.
4 أبو سعيد بن المعلى الأنصاري، صحابي عنه حفص بن عاصم وعبيد بن حنين، توفي سنة 73/خ د س ق.
الكاشف 3/340، والإصابة 4/88.
5 من (ر) و (?) وفي (ب) "ممكن".
6 التقييد والإيضاح ص121.(2/765)
وللمخالف ان يقول: لكن ي 254 التوفيق بين الروايتين أن 1 يحمل نفيه للقراءة على عدم سماعه لها فلتئم الروايتان في عدم الجهر.
112- قوله (ص) : "فعلل قوم رواية اللفظ المذكور (يعني نفي القراءة) لما رأوا الاكثرين إنما قالوا فيه: فيه فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين......."2 إلى آخره.
يعني بذلك الدارقطني3، فإنه السابق إلى ذلك فقال:: إن المحفوظ عن قتادة من رواية عامة أصحابه عنه كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.
قال: "وهو المحفوظ عن قتادة وغيره عن أنس- رضي الله عنه - وتبعه الخطيب والبيهقي"4.
وفي ذلك نظر، لأنه يستلزم ترجيح إحدى الروايتين على الاخرى مع/ (ر 136/أ) إمكان الجمع بينهما، وكيف يحكم على رواية عدم الجهر بالشذوذ وفي روايتها عن قتادة مثل شعبة؟
قال أحمد - في مسنده - ثنا وكيع, ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بلفظ: فكانوا "لا يجهرون بـ "بسم الله الرحمن الرحيم".
وكذا أخرجه مسلم5 وابن خزيمة/ (ب 301) في صحيحه6 من طريق غندر، عن
__________
1 في (ب) "بأن".
2 مقدمة ابن الصلاح ص 83 تمامه: "وهو الذي اتفق الشيخان على إخراجه في الصحيح ورأوا أن من رواه بالفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له ... ".
3 في السنن 1/316.
4 في السنن الكبرى 2/51 وقال قريبا من كلام الدارقطني.
5 4- كتاب الصلاة 13- باب من قال: لا يجهر بالبسملة حديث 50.
6 1/249.(2/766)
شعبة ورواه ابن خزيمة1 وابن حبان في صحيحهما من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ولفظه: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان - رضي الله عنهم -.
وقال ابن حبان في صحيحه2: ثنا الصوفي3 وغيره. ثنا علي بن الجعد4 ثنا شعبة وشيبان5، عن قتادة: سمعت أنس بن مالك يقول: "صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر/ (?150/أ) وعمر رضي الله عنهما وعثمان - رضي الله عنهم - فلم أسمع أحدا منهم يجهر بـ: "بسم الله الرحمن الرحيم".
ورواهن الدارقطني6، عن البغوي7 عن علي بن الجعد بهذا.
__________
1 1/250.
2 الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 3/ل127.
3 في (ب) "الصرفي".
4 علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، البغدادي، ثقة ثبت، رمي بالتشيع من صغار التاسعة مات سنة 233/خ د. تقريب 2/33 تهذيب التهذيب 7/289.
5 شيبان بن عبد الرحمن التميمي، مولاهم النحوي - نسبة إلى نحو بن شمس من الازد- أبو معاوية البصري، نزيل الكوفة، ثقة صاحب كتاب من السابعة، مات سنة 164. تقريب 1/356، تهذيب التهذيب 4/373.
6 1/314.
7 هوالحافظ الكبير مسند العالم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي الأصل البغدادي، سمع من علي بن الجعد وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وآخرين وعنه ابن صاعد والإسماعيلي والدارقطني وغيرهم، قال الخطيب كان ثقة ثبتا فهما عارفا، مات سنة 317. تذكرة الحفاظ 2/737- 740.(2/767)
وبوب عليه ابن حبان في صحيحه "باب الخبر المدحض" قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه قتادة/ (ي 255) من أنس1 - رضي الله عنه -.
وكذا رواه جماعة من أصحاب قتادة عنه ورواه آخرون عنه بلفظ الافتتاح، ورواه عن شعبة جماعة حفاظ أصحابه هكذا ورواه آخرون عن بلفظ الافتتاح، فيظهر أن قتادة كان يرويه على الوجهين وكذلك شعبة ومن أدل دليل على ذلك أن يونس بن حبيب رواه في مسند2 أبي داود الطيالسي عنه عن شعبة بلفظ الافتتاح.
ورواه محمد بن المثنى ويحيى بن أبي طالب عنه/ (ر136/ب) بلفظ عدم الجهر- فالله أعلم -.
[شاهد لحديث أنس:]
ويشهد لحديث أنس - رضي الله عنه - المذكور حديث عبد الله بن مغفل3 - رضي الله عنه - الذي حسنه الترمذي4 ولفظه طليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - فلم أسمع أحدا منهم يقولها.
ورواه النسائي5 بلفظ: كان عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - إذا سمع أحدا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم يقول: "صليت خلف النبي - صلى الله
__________
1 الإحسان في ترتييب صحيح ابن حبان 3/ل 127.
2 منحة المعبود 1/92.
3 عبد الله بن مغفل - بمعجمة وفاء ثقيلة - ابن عبيد بن نهم - بفتح النون وسكون الهاء- أبو عبد الرحمن المزني صحابي بايع تحت الشجرة ونزل البصرة، مات سنة 57 وقيل بعد ذلك /ع. تقريب 1/453 الإصابة 2/364 وذكر أنه يكنى أبا سعيد وأبا زياد.
4 في جامعه 2- أبواب الصلاة 180- باب ما جاء في ترك الجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" حديث 244 وقال عقبه: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن.
5 2/104 وانظر تحفة الأشراف 7/181 وحديث عبد الله بن مغفل في جه 5- كتاب الإقامة 4- باب افتتاح القراءة حديث 815.(2/768)
عليه وسلم - وخلف أبي بكر وخلف عمر - رضي الله عنهم - فما سمعت أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم".
وهو حديث حسن، لأن رواته ثقات ولم يصب من ضعفه بان ابن عبد الله بن مغفل مجهول لم يسم.
فقد ذكره البخاري في "تأريخه"1 فسماه: يزيد ولم يذكر فيه هو ولا ابن أبي حاتم جرحا، فهو مستور اعتضد حديثه، وقد احتج أصحابنا وغيرهم بما هو دون ذلك.
ويعضد ذلك - أيضا - ما رواه الإسماعيلي في مسند زيد بن أبي أنيسة بسنده الصحيح إليه، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة يجهر فيها بالقراءة، فلما صف الناس/ (?150/ب) كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزة ونفخه ونفثه، ثم قرأ بفاتحة الكتاب ولم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم". وأصل الحديث في "السنن"2 وغيرها بغير هذا السياق. ومما يدل على ثبوت أصل البسملة في أول القراءة في الصلاة ما رواه النسائي/ (ي 257) 3 وابن خزيمة4 وابن حبان5 في صحيحيهما وغيرهم من رواية نعيم المجمر قال:
__________
1 لم أجد له ترجمته في تاريخ البخاري ولا في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ولا في التقريب وقال في التهذيب التهذيب (د ت س ق) ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه في ترك الجهر بالبسملة قيل: اسمه يزيد قلت ثبت كذلك في مسند أبي حنيفة للبخاري. أقول لعل عزوه لتاريخ البخاري وابن أبي حاتم سهو من الحافظ.
2 في د2- كتاب الصلاة 121- باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء حديث 764، 765، جه5- كتاب الإقامة 2- باب الاستعاذة في الصلاة حديث 807 بلفظ: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل في الصلاة قال: الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا ثلاثا الحمد لله كثيرا والحمد لله كثيرا ... " الحديث وفي إسناده عاصم العنزي قال الحافظ: "إنه مقبول".
3 في السنن 2/104.
4 في الصحيح 1/251.
5 انظر الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 3/125/ب) ، ل 128/أ.(2/769)
"صليت خلف أبي هريرة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن، فذكر الحديث وفي آخره فلما سلم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -" - وهو حديث صحيح لا علة فيه.
ففي هذا رد على من نفاها البتة وتأييد لتأويل الشافعي - رضي الله عنه - لكنه غير صحيح في ثبوت الجهر، لاحتمال أن يكون سماع نعيم لها من أبي هريرة - رضي الله عنه - حال مخافته لقربه منه، فبهذه تتفق الروايات كلها.
تنبيه:
استدل ابن الجوزي على أن البسملة ليست من أول السورة بحديث رواه أحمد1 وأصحاب السنن2 وابن حبان والحاكم3 من طريق عباس الجشمي4، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن سورة القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي "تبارك الذي بيده الملك".
قال ابن الجوزي: لا يختلف العادون أنها ثلاثون آية من غير بسملة.
هكذا استدل به، ولا دلالة فيه، لأن من عادة العرب حذف الكسور، وقد ورد ذلك في حديث مصرح به في "المسند"5 - أيضا - هو حديث ابن
__________
1 المسند 2/299،321.
2 في ت 46 - كتاب فضائل القرآن 9- باب ماجاء في فضل سورة الملك حديث 2891 وقال: حديث حسن، جه 33- الأدب 52- باب ثواب القرآن حديث 3787.
3 المستدرك 2/497 وقال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي.
4 عباس الجشمي - بضم الجيم وفتح المعجمة - يقال: اسم أبيه عبد الله مقبول من الثالثة /4. تقريب 1/400 تهذيب التهذيب 5/135 هذا في كل النسخ "عياش" - بالياء التحتانية والشين المعجمة - وهو خطأ.
5 1/419.(2/770)
مسعود - رضي الله عنه - قال: "أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -سورة من آل حم قال: يعني الأحقاف، قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت ثلاثين".
113- قوله (ص) : "ثم اعلم أنهم قد يطلقون اسم العلة على غير ما ذكرنا ... "1 إلى آخره.
مراده بذلك أن ما حققه من تعريف المعلول، قد يقع في كلامهم ما يخالفه، وطريق التوفيق/ (ر137/ب) بين ما حققه المصنف وبين ما يقع في كلامهم أن اسم العلة إذا / (?151/أ) أطلق على حديث لا يلزم منه أن يسمى الحديث معلولا اصطلاحا.
إذ المعلول ما علته قادحة/ (ي 258) خفية والعلة أعم من أن تكون قادحة او غير قادحة خفية أو واضحة, ولهذا قال الحاكم: "وإنما يعل الحديث من أوجه ليس فيها للجرح مدخل".
وأما قوله: وسمى الترمذي النسخ علة هو من تتمة هذا التنبيه، وذلك أن مراد الترمذي أن الحديث المنسوخ مع صحته إسنادا ومتنا طرأ عليه ما أوجب عدم العمل به وهو الناسخ، ولا يلزم من ذلك أن يسمى المنسوخ معلولا اصطلاحا كما قررته - والله أعلم -.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص 84.(2/771)
النوع التاسع عشر: المضطرب
114- قوله (ص) "ومن أمثلته1":
فذكر حديث الخط للمصلي2 إذا لم يجد سترة واستدرك عليه شيخنا ما فاته من وجوه الاختلاف فيه وبقيت (فيه) 3 وجوه أخرى لم أر الإطالة بذكرها، ولكن بقي أمر يجب التيقظ له.
وذلك أن جميع من رواه عن إسماعيل بن أمية، عن هذا الرجل إنما وقع الاختلاف بينهم في اسمه أو كنيته، وهل روايته عن أبيه أو عن جده أو عن أبي هريرة بلا واسطة، وإذا تحقق الأمر لم يكن فيه حقيقة الاضطراب.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص85 قال: "ومن أمثلته: ما رواه إسماعيل بن أمية عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده حريث، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المصلى: إذا لم يجد عصا ينصبها بين يديه فليخط خطا. فرواه بشر بن المفضل وروح بن القاسم، عن إسماعيل هكذا. ورواه سفيان الثوري عنه عن أبي عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة، ورواه حميد بن الأسود عن إسماعيل عن أبي عمرو محمد بن حريث بن سليم عن أبيه عن أبي هريرة، ورواه وهيب وعبد الوارث عن إسماعيل عن أبي عمرو بن حريث عن جده حريث، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج سمع إسماعيل عن حريث بن عمار، عن أبي هريرة وفيه من الاضطراب أكثر مما ذكرناه والله أعلم" فهذا ما أشار إليه الحافظ.
2 جه 5- كتاب الإقامة 36- باب ما يستر المصلي حديث 943، حم 2/34، 355، 366.
3 في (ب) "منه".(2/772)
[حقيقة الاضطراب:]
لأن الاضطراب هو: الاختلاف الذي يؤثر قدحا.
واختلاف الرواة في اسم رجل لا يؤثر ذلك، لأنه إن كان ذلك الرجل ثقة فلا ضير، وإن كان غير ثقة فضعف الحديث إنما هو من قبل ضعفه لا من قبل اختلاف الثقات في اسمه فتأمل ذلك.
ومع ذلك كله فالطرق التي ذكرها ابن الصلاح، ثم شيخنا قابلة لترجيح بعضها على بعض والراجحة منها يمكن التوفيق بينها بينها فينتفي الاضطراب أصلا ورأسا.
تنبيه:
قول ابن عيينة: لم نجد شيئا يشد به هذا الحديث ولم يجيء إلا من هذا الوجه1 فيه نظر، فقد رواه الطبراني من طريق أبي موسى الأشعري وفي إسناده أبو هارون العبدي2 وهو ضعيف.
[شاهدان للحديث:]
ولكنه وارد3 على الإطلاق4، ثم وجدت له شاهدا آخر وإن كان موقوفا. أخرجه مسدد في "مسنده الكبير" قال: ثنا هشيم/ (ي 259) ثنا خالد الحذاء عن إياس بن معاوية، عن سعيد بن جبير قال:
__________
1 السنن الكبرى للبيهقي 2/271.
2 هو عمارة بن جوين متروك ومنهم من كذبه شيعي من الرابعة عخ ت ق. تقريب 2/49. وروى عبد الرواق عن معمر عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نستتر بالسهم والحجر في الصلاة. المصنف 2/13.
3 في (ب) "أورد".
4 قول الحافظ: "لكنه وارد على الإطلاق فيه نظر فإن ابن عيينة نفى وجود شيء يشد به ورواية أبي هارون لا يعتبر بها لأنه متروك فلا مكان للإيراد على قول ابن عيينة برواية العبدي.(2/773)
"إذا كان الرجل يصلي في فضاء فليركز بين يديه شيئا فإن لم يستطيع أن يركزه، فليعرضه، فإن لم يكن معه شيء، فليخلط خطا في الأرض"1.
رجاله ثقات وقول البيهقي2: "إن الشافعي - رضي الله عنه - ضعفه". فيه نظر، فإنه/ (ب 305) احتج به فيما وقفت عليه، في المختصر الكبير للمزني - والله أعلم -.
ولهذا صحح الحديث أبو حاتم ابن حبان3 والحاكم4 وغيرهما.
وذلك مقتضى لثبوت عدالته عند من صححه.
فما يضره مع ذلك أن لا ينضبط اسمه إذا عرفت ذاته - والله تعالى أعلم -.
[أمثلة للمضطرب:]
ووجدت أمثلة للمضطرب في "علل الدارقطني"5.
ومنها: حديث: "شيبتي هود وأخواتها".
اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي.
(أ) فقيل عنه عن عكرمة، عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
(ب) ومنهم من زاد فيه ابن عباس - رضي الله عنهما -.
__________
1 وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/14 بهذا الإسناد وهذا اللفظ إلا أن هشيما قد عنعن عند عبد الرزاق والأولى أن يقال فيه مقطوع لأنه من قول التابعي.
2 قال البيهقي في السنن الكبرى 2/271 "واحتج الشافعي بهذا الحديث في القديم ثم توقف فيه الجديد ... ".
3 انظر الإحسان 4/ل 43. فإنه رواه من طريق عمرو بن حريث عن جده سمع أبا هريرة به.
4 لم أجد هذا الحديث في المستدرك.
5 1/ل9.(2/774)
(ج) وقال علي بن صالح1: عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة 2، عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
(د) وقال العلاء3: عن أبي إسحاق، عن البراء عن أبي بكر - رضي الله عنهما -.
(هـ) وقال زكريا بن إسحاق4 وعبد الرحمن بن سليمان، عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة5، عن أبي بكر - رضي الله تعالى عنه -.
(و) وقيل عن زكريا عن أبي إسحاق عن مسروق 6 عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
__________
1 علي بن صالح بن حي الهمداني أبو محمد الكوفي أخو حسن، ثقة عابد من السابعة، مات سنة 151 وقيل بعدها /م4. تقريب 2/389 تهذيب التهذيب 7/332.
2 هو: وهب بن عبد الله السوائي - بضم المهملة والمد - مشهور بكنيته صحابي معروف وصحب عليا مات سنة 74/ع. تقريب 2/338، الإصابة 3/606.
3 قال الدارقطني في العلل 1/ل9: "وحدث به محمد بن محمد الباغندي عن محمد عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بسر فوهم في إسناده في موضعين فقال عن العلاء بن صالح وإنما هو علي بن صالح وقال عن أبي إسحاق عن البارء عن أبي بكر وإنما هو عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن أبي بكر".
4 زكريا بن إسحاق المكي، ثقة رمى بالقدر من السادسة /ع. تقريب 1/261.
5 هو: عمر بن شرحيل الهمداني، أبو ميسرة الكوفي، ثقة عابد مخضرم مات سنة 63/خ م د س ق. تقريب 2/72 الكاشف 2/331.
6 مسروق بن الاجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عائشة، الكوفي ثقة فقيه عابد مخضرم من الثانية مات سنة 62/ع. تقريب 2/242، الخلاصة ص 374.(2/775)
(ز) وقال محمد بن سلمة 1 عن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
(ح) وقيل عن يونس بن أبي إسحاق عن علقمة عن أبي بكر.
(ط) وقال عبد الكريم الخزاز2: عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي3 عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
(ي) وقيل: عنه عن عامر بن سعد عن أبيه عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
(ك) وقال أبو شيبة النخعي: عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد4 عن أبيه عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
(ل) وقال أبو المقدام5: عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص6 عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
__________
1 في العلل للدارقطني 1/ل9 محمد بن سلمة النصيبي وفي ميزان الاعتدال 3/568 محمد بن سلمة النباتي عن أبي إسحاق وغيره تركه ابن حبان وقال لا تحل الرواية عنه روى عنه ابن عصمة النصيبي.
2 في جميع النسخ الجزري والصواب ما أثبتناه كما جاء في العلل 1/ل9 عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز ول10 عبد الكريم الخزاز: قال الحافظ في لسان الميزان واهي الحديث جدا. روى عن أبي إسحاق السبيعي لسان الميزان 4/53.
3 عامر بن سعد البجلي مقبول من الثالثة / م د س، تقريب 1/387.
4 مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري، أبو زرارة المدني، ثقة من الثالثة مات سنة 103/ع. تقريب 2/251، الكاشف 3/147.
5 هو ثابت بن هرمز الكوفي أبو المقدام الحداد مشهور بكنيته صدوق يهم من السادسة /د س ق. تقريب 1/117.
6 أبو الأحوص: عوف بن مالك بن نضلة - بفتح النون وسكون المعجمة الجشمي بضم الجيم وفتح المعجمة - الكوفي مشهور بكنيته ثقة من الثالثة قتل في ولاية الحجاج على العراق / بخ م4. تقريب 2/90.(2/776)
115- قوله/ (ي260) (ص) : "ثم قد يقع الاضطراب في المتن وقد يقع في الإسناد، وقد يقع ذلك من راو واحد يقع من رواة"1. انتهى.
[كلام العلائي على الحديث المعلول:]
قسم المصنف الاضطراب/ (152/أ) إلى أربعة أقسام ولم يمثل إلا لقسم واحد.
وقد تكلم الحافظ العلائي في مقدمة الأحكام على الحديث المعلول بكلام طويل مفيد نقلت منه ما يتعلق بما نحن فيه هنا ملخصا لأنه شامل (ب ص 306) لكل ما يتعلق بتعليل الحديث من اضطراب وغيره. قال: وهذا الفن أغمض2 أنواع الحديث وأدقها مسلكا ولا يقوم به إلا من منحه الله فهما غايصا3 واطلاعا حاويا وإدراكا لمراتب الرواة ومعرفة ثاقبة.
ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وذاقهم كابن المديني والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم وأمثالهم.
وإنما يقوي القول بالتعليل - يعني فيما ظاهره الصحة- عند عدم المعارض، وحيث يجزم المعلل بتقديم/ (ر139/أ) التعليل أو أنه الأظهر، فأما إذا اقتصر على الإشارة إلى العلة فقط بأن القول - مثلا - في الموصول: رواه فلان مرسلا أو نحو ذلك، ولا يبين أي الروايتين أرجح، فهذا هو الموجود كثيرا في كلامهم، ولا يلزم منه رجحان الإرسال على الوصل.
قال: والاختلاف تارة في السند، وتارة في المتن.
[أقسام الاختلاف في السند:]
فالذي في السند يتنوع أنواعا:
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص85.
2 في (ب) "المحض".
3 في (ب) "غامضا".(2/777)
أحدها: تعارض الوصل والإرسال.
ثانيها: تعارض الوقف والرفع.
ثالثها: تعارض الاتصال والانقطاع.
رابعها: أن يروي الحديث قوم - مثلا- عن رجل عن تابعي عن صحابي، ويرويه غيرهم عن ذلك الرجل عن تابعي آخر عن الصحابي بعينه.
خامسها: زيادة رجل في أحد الإسنادين.
سادسها: الاختلاف في اسم الراوي ونسبه إذا كان مترددا بين ثقة وضعيف.
فأما الثلاثة الأول: فقد تقدم القول فيها.
وأن المختلفين إما يكونوا متماثلين في الحفظ والإتقان (أم لا) 1 فالمتماثلون إما يكون عددهم من الجانبين سواء أو لا، فإن استوى عددهم مع استواء/ (ي 261) أوصافهم وجب التوقف حتى يترجح أحد الطريقين بقرينة من القرائن فمتى اعتضدت إحدى/ (ب 307) الطريقين بشيء/ (ب 307) من وجوه الترجيح حكم لها، ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر، ولا2 ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث، بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص لا يخفى على الممارس الفطن الذي أكثر من جمع الطرق.
ولأجل هذا كان مجال النظر في هذا أكثر من غيره، وإن كان أحد المتماثلين أكثر عددا فالحكم لهم على قول الأكثر.
وقد ذهب قوم/ (ر 139/ب) إلى تعليله - وإن كان من وصل أو رفع أكثر.
والصحيح خلاف ذلك.
__________
1 ما بين القوسين سقط من (هـ) .
2 في (ر) "فلا".(2/778)
وأما غير المتماثلين، فإما أن يتساووا في الثقة أو لا، فإن تساووا في الثقة فإن كان من وصل أو رفع أحفظ فالحكم له، ولا يلتفت إلى تعليل من علله بذلك - أيضا- إن 1 كان العكس، فالحكم للمرسل والواقف.
وإن لم يتساووا في الثقة فالحكم للثقة، ولا يلتفت إلى تعليل من علله، برواية غير الثقة إذا خالف.
هذه جملة تقسيم الاختلاف، وبقي إذا كان رجال أحد الإسنادين أحفظ ورجال الآخر أكثر.
فقد اختلف المتقدمون فيه:
فمنهم: من يرى قول الأحفظ أولى لإتقانه وضبطه.
فمنهم: من يرى قول الأكثر أولى لبعدهم عن الوهم2.
قال عمرو بن علي الفلاس3: سمعت سفيان بن زياد4 يقول ليحيى بن سعيد في حديث سفيان، عن أبي الشعثاء عن يزيد بن معاوية العبسي، عن علقمة، عن عبد الله - رضي الله عنه - في قوله تبارك وتعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} 5. فقال: يا أبا سعيد خالفه أربعة. قال: "من هم؟ "
__________
1 كذا في (ر) و (ي) ولعل الصواب وإن.
2 نقل الصنعاني هذا الكلام الذي نسبه الحافظ ابن حجر إلى العلائي إلى هنا. توضيح الأفكار 2/37-38.
3 عمرو بن علي بن بحر بن كنيز - بنون وزاي- أبو حفص الفلاس الصيرفي الباهلي البصري، ثقة حافظ من العاشرة، له العلل والمسند والتاريخ مات سنة 249/ع. تقريب 2/75.
4 سفيان بن زياد العقيلي أبو سعيد المؤدب صدوق من الحادية عشرة /ق. تقريب 1/311، الكاشف 1/377.
5 سورة المطففين من الآية (26) .(2/779)
قال: "زائدة وأبو الاحوص، وإسرائيل وشريك". فقال يحيى: "لو كان أربعة آلاف مثل هؤلاء كان الثوري أثبت منهم".
قال الفلاس: "وسمعته يسأل عن عبد الرحمن بن مهدي عن هذا" فقال/ (ب ص 308) 1 عبد الرحمن: "هؤلاء قد اجتمعوا وسفيان أثبت منهم والإنصاف لا بأس به فأشار عبد الرحمن إلى ترجيح روايتهم لاجتماعهم ولا شك (أن) 2 الاحتمال من الجهتين منقدح قوي، لكن ذاك إذا لم ينته/ (ي 262) عدد الأكثر إلى درجة قوية/ (?153/أ) جدا بحيث يبعد اجتماعهم على الغلط أو يندر أو يمتنع عادة 3 فإن نسبة الغلط إلى الواحد وإن كان أرجح من أولئك في الحفظ والإتقان أقرب (من نسبته) 4 إلى جمع الكثير.
ومما يقوي بالتعليل فيه بالوقف ما إذا كان قد زيد في الإسناد عوضا عن ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - كحديث ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه قضى في أمهات الأولاد أن لا يبعن ولا يوهبن ... " الحديث.
هكذا رواه الدارقطني في السنن5 من رواية يونس بن محمد المؤدب، عن عبد العزيز بن مسلم6 عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر - رضي الله عنه -.
وخالفه يحيى بن إسحاق السالحين 7- فرواه عن عبد العزيز عن
__________
1 في (هـ) "قال"
2 في (ر) و (ي) "وأن" والصواب حذف الواو.
3 في (هـ) "عادا".
4 ما بين القوسين سقط من (ب) .
5 4/134.
6 في كل النسخ عبد العزيز بن محمد، والصواب عبد العزيز بن مسلم كما في سنن الدارقطني، والتعليق المغني نقلا عن ابن القطان القسملي - بفتح القاف وسكون والمهملة وفتح الميم مخففا - أبو زيد المروزي ثم البصري ثقة عابد ربما وهم من السابعة مات سنة 167/خ م د س ت.
تقريب 1/512، الكاشف 2/202.
7 ويقال السيلحيني - بمهملة ممالة وفتح اللام وكسر المهملة وفتح اللام وكسر المهملة ثم تحتانية ساكنة - صدوق.(2/780)
عبد الله بن دينار عن ابن عمر - رضي الله عنهما -[عن عمر] 1 من وقله فحكم الدارقطني2 وغيره من الأئمة أن الموقوف هو الصحيح، وعللوا المرفوع به، ووجهه غلبة الظن بغلط من رفعه حيث اشتبه عليه قول ابن عمر عن عمر - رضي الله عهما - بأنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما جاء هنا3 بعد الصحابي صحابي آخر والحديث هو قوله اشتبه ذلك على الراوي، فإذا انضم إلى ذلك أن فليح بن سليمان رواه أيضا عن عبد الله بن دينار بموافقة يحيى بن إسحاق، وكذلك رواه عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قوي القول بتعليله بالوقف (قوة) 4 ظاهرة، ولا يقال قد رواه عبد الله بن جعفر المديني، عن عبد الله بن دينار مرفوعا بمتابعة يونس بن محمد؛ لأنها متابعة ضعيفة جدا لضعف عبد الله بن جعفر5.
__________
1 الزيادة من سنن الدارقطني وقد سقطت من جميع النسخ ولا بد منها.
2 في السنن 4/134 قال: "ونا يحيى بن إسحاق، نا عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر عن عمر نحوه" (أي نحو حديث ابن عمر المرفوع في النهي عن بيع أمهات الأولاد) غير مرفوع ولم يزد على هذا الكلام فلم يرجح الموقوف على المرفوع ولا العكس وراجعت العلل للدارقطني، فلم أجد له كلاما على هذا الحديث ثم إن الحفاظ لم يقدموا الوقف على الرفع بناء على اختلاف يونس ويحيى بن إسحاق فحسب، بل أعلوا الرفع بالوقف بناء على كثرة رواة الوقف وحفظهم، فقد رواه البيهقي من طريق ابن وهب، عن عمر بن محمد وعبد الله بن عمر ومالك وغيرهم أن نافعا أخبرهم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر موقوفا ومن طريق سفيان الثوري وسليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر موقوفا. ثم قال البيهقي: "هكذا رواية الجماعة عن عبد الله بن دينار وغلط بعض الرواة عن عبد الله بن دينار، فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو وهم لا يحل ذكره". السنن الكبرى 10/343.
3 كلمة "هنا" من (ي) وفي باقس النسخ جاءه.
4 كلمة "قوة" من (ي) وفي باقي النسخ "علة".
5 في سنن الدارقطني 4/135 في إسناد هذا الحديث: "ثنا عبد الله بن جعفر - هو المخرمي - نا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: "نهى ررسول الله - صلى الله عليه وسلم -...." الحديث وقد بحثت في كتب تأريخ الرجال تاريخ البخاري والجرح والتعديل وتهذيب الكمال فلم أجد المخرمي في تلاميذ عبد الله بن دينار ولا ابن دينار وعبد الله بن دينار في شيوخه ولعله وقع سبق قلم في سنن الدارقطني فكتب المخرمي بدل السعدي.(2/781)
ومشى أبو الحسن بن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" على ظاهر الإسناد الأول، فصحح الحديث، فلم يصب فالله أعلم.
ومما يقوي/ (ر140/ب) القول بتقديم الانقطاع على الاتصال أن يكون في الإسناد مدلس عنعنه.
ومن/ (?153/ب) خفايا ما ذكره ي 263 ابن أبي حاتم 1 قال: سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من باع عبدا وله مال ... " الحديث.
فقال: كنت أستحسن هذا الحديث من ذي طريق حتى رأيت من حديث بعض الثقات عن عكرمة بن خالد، عن الزهري عن ابن عمر - رضي الله عنهما -.
قال العلائي: "فبهذه النكتة يتبين أن التعليل أمر خفي لا يقوم به إلا نقاد أئمة الحديث دون من لا اطلاع له على طرقه وخفاياها".
وأما النوع الرابع: وهو الاختلاف في السند - فلا يخلو إما أن يكون الرجلان ثقتين أم لا. فإن كانا ثقتين، فلا يضر الاختلاف عند الأكثر، بقيامك الحجة بكل منهما، فكيفما دار الإسناد كان عن ثقة وربما احتمل أن يكون
__________
1 في العلل 1/377 وانظر الكلام حوله ص712.(2/782)
الراوي (سمعه منهما جميعا وقد وجد ذلك في كثير من الحديث، لكن ذلك يقوى حيث يكون الراوي) 1 ممن له اعتناء بالطلب وتكثير الطرق2.
ومن أمثلة ذلك حديث أبي هريرة في المهجر إلى الجمعة (رواه يونس3 ومعمر4 وابن أبي ذئب5، عن الزهري عن الأغر) .
ورواه ابن عيينة6 عن الزهري، عن سعيد.
ورواه يزيد بن الهاد7، عن الزهري عن الأغر وأبي سلمة وسعيد كلهم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -.
فتبين صحة كل الأقوال، فإن8 الزهري كان ينشط تارة، فيذكر جميع شيوخه وتارة يقتصر على بعضهم.
__________
1 ما بين قوسين سقط من (ب) .
2 نقل الصنعاني هذا النص من قوله: "وأما النوع الرابع" إلى هنا. توضيح الأفكار 2/39.
3 م 7 كتاب الجمعة 7 باب التهجير يوم الجمعة، والبيهقي في السنن الكبرى 3/226.
4 حم 2/259، 280، ن 3/79، دي 1/301.
5 حم 505، خ 11 جمعة 31 باب الاستماع إلى الخطبة حديث929.
6 م 7 كتاب الجمعة 7 باب فضل التهجير يوم الجمعة حديث 24، حم 2/239، ن 3/79، والبيهقي في السنن الكبرى 3/226، جه 5 كتاب الإقامة 82 باب التهجير إلى الجمعة حديث 1092.
7 لم أقف على روايته؛ وفي حم 2/512 عن محمد بن أبي حفصة ثنا ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة. وفي دي 1/301) ثنا الأوزاعي عن يحي - ولعله ابن أبي كثير - عن أبي سلمة بن عبد الله عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاؤوا يستمعون الذكر، ومثل المهاجر كمثل الذي يهدي البدنة، ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي الكبش، ثم كالذي يهدي الدجاجة ثم كالذي يهدي البيضة".
8 في (ر/أ) و (ي) "وإن".(2/783)
ومنه حديث "أفطر الحاجم والمحجوم"1.
رواه جماعة، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني2، عن شداد بن أوس.
ورواه آخرون، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان3 رضي الله تعالى عنه.
ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة بالطريقين جميعا4.
قال الترمذي5: "سألت محمدا عنه فصححه".
فقلت: "وكيف ما فيه من الاضطراب؟ "
قال: "كلاهما عندي صحيح".
__________
1 في د 8 كتاب الصوم 28 باب في الصائم يحتجم حديث 2368 من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن شداد بن أوس، وحديث 2369 من طريق أيوب وخالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس البيهقي في السنن الكبرى 4/265 من طريق عاصم الأحول وأيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس بدون وساطة وبوساطة أبي أسماء الرحبي، وجه 7 كتاب الصيام 18 باب ما جاء في الحجامة للصائم حديث 1681.
2 هو شرحيل بن آدة - بالمد وتخفيف الدال - أبو الأشعث الصنعاني، ثقة من الثانية، شهد فتح دمشق/بخ م 4. تقريب 1/348، الكاشف 2/7.
3 حديث ثوبان في د 8 كتاب الصوم 28 باب في الصائم يحتجم حديث 2367 من طريق يحيى بن أبي كثير وشيبان، عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، جه 7 كتاب الصيام 18 باب ما جاء في الحجامة للصائم 1680 من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة به، والبيهقي في السنن الكبرى 4/265 من طريق الأوزاعي وشيبان بن عبد الرحمن النحوي وهشام الدستوائي كلهم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مرفوعا.
4 يعني من طريق ثوبان وشداد بن أوس كما بيناه.
5 روى الترمذي في جامعه هذا الحديث عن أبي رافع حديث 774 وأشار إلى حديث ثوبان وشداد بن أوس وغيرهما من أحاديث الباب، ولم يذكر هذا الكلام الذي حكاه عنه الحافظ، ثم راجعت كتاب العلل فلم أجده ولعله في العلل الكبير.(2/784)
وأما ما ذهب إليه كثير من أهل الحديث - من أن الاختلاف دليل على عدم ضبطه في الجملة، فيضر1 ذلك ولو كانت رواته ثقات إلا أن يقوم دليل، على أنه عند الراوي المختلف عليه عنهما جميعا أو بالطريقين جميعا - فهو رأي فيه ضعيف، لأنه كيفما دار كان على ثقة، وفي الصحيحين من (ذلك) 2 جملة أحاديث، لكن لا بد في الحكم بصحة ذلك من سلامته من أن يكون غلطا أو شاذا.
وأما إذا كان أحد (الراويين) 3 المختلف فيهما ضعيفا لا يحتج به فههنا مجال للنظر وتكون تلك الطريق التي سمي ذلك الضعيف فيها (وجعل الحديث عنه كالوقف أو الإرسال بالنسبة إلى الطريق الأخرى) فكل ما ذكر هناك من الترجيحات يجيء هنا.
ويمكن أن يقال - في مثل هذا يحتمل أن يكون الراوي إذا كان مكثرا قد سمعه منهما أيضا كما تقدم.
فإن قيل: إذا كان الحديث عنده عن الثقة، فلم يرويه عن الضعيف4؟
فالجواب يحتمل أنه لم يطلع على ضعف شيخه أو طلع عليه ولكن ذكره اعتمادا على صحة الحديث عنده من الجهة الأخرى.
وأما النوع الخامس: وهو زيادة الرجل بين الرجلين في السند فسيأتي تفصيله في النوع السابع والثلاثين5 إن شاء الله تعالى فهو مكانه.
وأما النوع السادس: وهو الاختلاف في اسم الراوي ونسبه فهو على أقسام أربعة:
__________
1 في (ي) "فيصير" وهو خطأ.
2 كلمة "ذلك" سقطت من (ب) .
3 من (ي) وفي باقي النسخ "الروايتين".
4 في كل النسخ "فلم يروه" بجزم المضارع وهو خطأ فإن كلمة "لم" هنا استفهامية لا أداة جزم والتصويب من توضيح الأفكار 2/39.
5 وهو معرفة المزيد في متصل الأسانيد ولم يقدر للحافظ أن يصل إلى هذا النوع في نكته.(2/785)
الأول: أن يبهم في طريق ويسمى في أخرى1، فالظاهر أن هذا لا تعارض فيه؛ لأنه2 يكون/ (ر141/ب) المبهم في إحدى الروايتين هو المعين في الأخرى، وعلى تقدير أن يكون غيره، فلا تضر رواية من سماه وعرفه - إذا كان ثقة - رواية من أبهمه.
القسم3 الثاني: أن يكون الاختلاف في العبارة فقط والمعنى بها في الكل واحد، فإن مثل هذا لا يعد اختلافا أيضا، ولا يضر إذا كان الراوي ثقة.
قلت: وبهذا يتبين أن تمثيل المصنف للمضطرب بحديث أبي عمرو بن حريث ليس بمستقيم. انتهى.
والقسم4 الثالث: أن يقع التصريح باسم الراوي ونسبه/ (? 154/ب) لكن مع الاختلاف في سياق ذلك5.
ومثال ذلك: حديث ربيعة/ (ي265) بن الحارث بن عبد المطلب6 - رضي الله عنه - في سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - هو والفضل بن العباس7
__________
1 في (ب) "الأخرى".
2 في كل النسخ "أن يكون" والتصويب من توضيح الأفكار.
3 كلمة "القسم" سقطت من (ب) .
4 كلمة "القسم" سقطت من (ب) .
5 انظر توضيح الأفكار 2/40 فإنه ذكر هذا الكلام من النوع الخامس إلى هنا.
6 ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - له صحبة، مات في أول خلافة عمر (وقيل في أواخرها سنة 23/ت س. تقريب 1/246، الإصابة 1/493.
7) الفضل ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكبر ولد العباس استشهد في خلافة عمر/ع.
تقريب 2/110، الإصابة 3/203.(2/786)
- رضي الله عنهما - أن يؤمرهما على الصدقة، رواه مالك1 عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل.
ورواه ابن إسحاق2 عنه عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل3 ورواه يونس4، عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، فمثل هذا الاختلاف لا يضر، والمرجع فيه إلى كتب التواريخ وأسماء الرجال، فيحقق ذلك الراوي، ويكون الصواب فيه من أتى به على وجهه.
والصحيح هنا هو قول مالك قاله أبو داود وغيره.
ويمكن الجمع بين روايتي يونس ومالك بأن يونس نسبه إلى جده.
وأما رواية ابن إسحاق فوهم في تسميته محمدا.
القسم الرابع: أن يقع التصريح به من غير اختلاف لكن يكون ذلك من متفقين:
أحدهما ثقة والآخر ضعيف.
أو أحدهما مستلزم الاتصال والآخر الإرسال كما قدمنا ذلك5 في غير6
__________
1 رواية مالك في م 12 كتاب الزكاة 51 باب ترك استعمال آل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة حديث 167.
2 رواية ابن إسحاق في حم 4/166.
3 محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب الهاشمي النوفلي المدني مقبول من الثالثة/ت س. تقريب 2/175، الكاشف 3/59.
4 رواية يونس في م 12 كتاب الزكاة 51 باب ترك استعمال آل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة حديث 168، د 14 كتاب الخراج والإمارة والفيء حديث 2985، ن 5/79.
5 كذا والكلام يستقيم بدون كلمة "غير".
6 انظر توضيح الأفكار 2/40 فإنه نقل هذا النص عن الحافظ من قوله: "القسم الرابع" إلى هنا.(2/787)
رواية (أبي) أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم حيث ظن أنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
ومن خفي ذلك ما حكاه ابن أبي حاتم في العلل1 أنه سأل أباه عن حديث رواه أحمد بن حنبل وفضل الأعرج2 عن هشام بن سعيد الطالقاني3 عن محمد بن مهاجر، عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي، وكانت له صحبة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سموا أولادكم أسماء الأنبياء، وأحسن الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة، وارتبطوا الخيل وامسحوا على نواصيها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار".
قال: فقال أبي سمعته من فضل الأعرج وفاتني عن أحمد بن حنبل، وأنكرته في نفسي، وكان يقع في نفسي4 أنه أبو وهب الكلاعي5 صاحب مكحول، وكان أصحابنا يستعملون هذا الحديث، ولا يمكنني أن أقول فيه شيئا لكون أحمد رواه، فلما قدمت حمص حدثنا ابن الصفي6 عن أبي المغيرة حدثني محمد بن المهاجر7 حدثني عقيل/ (? 155/أ) (ي266) بن سعيد عن أبي وهب الكلاعي قال: قال
__________
1 2/312.
2 الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج البغدادي أصله من خرسان صدوق من الحادية عشرة، مات سنة 225/خ م د ت س. تقريب 2/110، الكاشف 2/382.
3 هشام بن سعيد الطالقاني، أبو أحمد البزاز، نزيل بغداد صدوق من صغار التاسعة/بخ د س. تقريب 2/318، الكاشف 3/222.
4 في (ي) "قلبي".
5 هو عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعي - بفتح الكاف - صدوق من السادسة مات سنة 132/د ق. تقريب 1/536.
6 في العلل "ابن المصفي".
7 محمد بن المهاجر الأنصاري، الشامي أخو عمرو، ثقة من السابعة مات سنة 170/بخ م 4. تقريب 2/211، تهذيب التهذيب 9/477.(2/788)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو حاتم: وحدثني به هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة1 عن أبي وهب عن سليمان بن موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: "فعلمت أن ذلك باطل، وأبو وهب الكلاعي من طبقة الأوزاعي وهو دوت التابعي، فبقيت متعجبا من أحمد كيف خفي عليه، فإني أنكرته حين سمعته قبل أن أقف على علته".
قال: وعقيل بن شبيب/ (ب313) أو ابن سعيد مجهول لا أعرفه.
قلت: وقد رواه أبو داود2 في السنن مفرقا، عن هارون بن عبد الله والنسائي3 عن محمد بن/ (ر142/أ) رافع كلاهما عن هشام بن سعيد. كما رواه أحمد بن حنبل. زاد أبو داود فروى حديثا آخر بالإسناد المذكور متنه: "عليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر ... "4 الحديث.
ثم رواه عن محمد بن عوف5 عن أبي المغيرة عن محمد بن مهاجر حدثني عقيل بن شبيب أو ابن سعيد6 عن أبي وهب، فذكر نحوه ولم ينسبه ولم يقل: وكانت له صحبة.
__________
1 يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي أبو عبد الرحمن الدمشقي القاضي ثقة رمي بالقدر من الثامنة مات سنة 183/ع. تقريب 2/346، تهذيب التهذيب 11/200.
2 في السنن 9 كتاب الجهاد 44 باب فيما يستحب من ألوان الخيل حديث 2543 من طريق هارون بن عبد الله.
3 في السن 6/181.
4 وهذا هو لفظ حديث هارون بن عبد الله.
5 في (ر) "عون" وفي (ب) "عرف" وفي (?) و (ي) "عوف" وهو الصواب كما في سنن أبي داود وهو محمد بن عوف بن سفيان الطائي أبو جعفر الحمصي، ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة 373/د عس. تقريب 2/197.
6 في السنن لأبي داود 9 كتاب الجهاد حديث 2544. ولكنه قال في الإسناد عقيل بن شبيب، ولم يقل بعده أو ابن سعيد هذا في طبعة حمص تحقيق الدعاس. وكذا في طبعة الحلبي 2/20.(2/789)
ووقع لابن القطان في هذا الحديث تعقب على ابن أبي حاتم في ترجمة أبي وهب رددناه على ابن القطان في مختصر التهذيب1 - والله الموفق -.
فهذه الأنواع الستة التي يقع بها التعليل وقد تبين كيفية التصرف، وما عداها2 إن وجد لم يخف إلحاقه بها.
[التعليل بالاختلاف في المتن:]
وأما الاختلاف الذي يقع في المتن، فقد أعل به المحدثون والفقهاء كثيرا من الأحاديث. كما تقدم3 لشيخنا ابن عبد البر في حديث البسملة، وكما تقدم في نوع المنكر4 في حديث ابن جريج في وضع الخاتم، وكما روي عن أحمد في رده حديث رافع بن خديج في النهي عن المخابرة للاضطراب5.
__________
1 12/275 قال الحافظ: "وخلط بن أبي حاتم ترجمته بترجمة أبي وهب الكلاعي فوهم في ذلك وهما واضحا. قال ابن القطان: ثم وقفت على مسند ابن أبي حاتم في ذلك في أثناء كتاب الأدب من كتاب العلل فحكى عن أبيه أنه تعب على هذا الحديث إلى أن ظهر له أنه عن أبي وهب الكلاعي وأنه مرسل وأن أحد الرواة وهم في نسبه "جشميا" وفي قوله "إن له صحبة" وبين ذلك هناك بيانا شافيا كتبته بلفظه فيما علقته على علوم الحديث لابن الصلاح". ثم انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج/2، قسم 2/326 فإنه فرق بينهما فأين وجد ابن القطان هذا الخلط والوهم؟
2 في (ر) "وما عداه".
3 ص752.
4 ص676.
5 حديث رافع بن خديج في م 21 كتاب البيوع 18 باب كراء الأرض بالطعام حديث 113، 114، د 17 كتاب البيوع 32 باب التشديد في المزارعة حديث 3394، 3395، 3396، 3397، 3398، 3400 ومن ألفاظه: "من كانت له أرض فليزرعها أو فليزرعها أخاه ولا يكاريها بثلث لا ربع ولا بطعام مسمى".
ومن أحاديث رافع ما رواه أبو داود 17 كتاب البيوع 31 باب في المزارعة حديث 3392 من طريق حنظلة بن قيس قال سألت رافع بن خديج عن كراء الأرض بالذهب والورق فقال: لا بأس بها إنما كان الناس يؤاجرون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما على الماذيانات وإقبال الجداول وأشياء من الزرع فيهلك هذا ويسلم هذا، ويسلم هذا ويهلك هذا ولم يكن للناس كراء إلا هذا فلذلك زجر عنه فأما شيء مضمون معلوم فلا بأس به.
وهناك طرق وروايات أخر تركناها اختصارا. قال ابن قدامة في المغني 5/311: "والثالث - يعني من الأجوبة على أحاديث رافع - أن أحاديث رافع مضطربة جدا مختلفة اختلافا كثيرا يوجب ترك العمل بها لو انفردت قال الإمام أحمد: حديث رافع ألوان. وقال أيضا حديث رافع ضروب".أ?.(2/790)
[الحافظ يضع قاعدة ويضرب لها أمثلة:]
وأمثلة ذلك كثيرة، وللتحقيق في ذلك مجال طويل يستدعي تقسيما وبيان أمثلة ليصير ذلك قاعدة يرجع إليها، فنقول:
إذا اختلفت مخارج الحديث وتباعدت ألفاظه أو كان سياق الحديث في حكاية/ (ي267) واقعة/ (?155/ب) ، يظهر تعددها، فالذي يتعين القول به أن يجعلا حديثين مستقلين.
مثال الأول: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة1 السهو يوم ذي اليدين، وأن النبي2 - صلى الله عليه وسلم - سلم من ركعتين ثم قام - صلى الله عليه وسلم - إلى خشبة في3 المسجد فاتكأ عليها فأدركه4 ذو اليدين بسهوه فسأل/ (ر143/أ) - صلى الله عليه وسلم -الصحابة رضي الله عنهم فقالوا: نعم. فصلى - صلى الله عليه وسلم - الركعتين اللتين سها عنهما.
وحديث عمران بن حصين5- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله
__________
1 تقدم تخريج هذه القصة.
2 كلمة "النبي" سقطت من (ب) .
3 كلمة "في" سقطت من (?) .
4 كذا في جميع النسخ ولعله "فذكره" وهو كذلك في توضيح الأفكار 2/40 وقد نقل هذا النص عن الحافظ من قوله: "وأما الاختلاف في المتن" إلى قوله: "في المثال الأول فصلى الركعتين اللتين سها عنهما".
5 عمران بن حصين الخزاعي، أبو نجيد أسلم مع أبي هريرة، عنه مطرف بن الشخير وأخوه وجماعة. بعثه عمر إلى البصرة ليفقههم، وكانت الملائكة تسلم عليه. مات سنة 52/ع. الكاشف 2/348، الإصابة 3/27.(2/791)
عليه وسلم - صلى العصر فسلم من ثلاث ثم دخل - صلى الله عليه وسلم - منزله فجاء الخرباق، وكان في يده طول فناداه - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بصنيعه فخرج - صلى الله عليه وسلم - وهو غضبان فسأل الناس فأخبروه فأتم - صلى الله عليه وسلم - صلاته1.
وحديث معاوية بن حديج2 - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم المغرب، فسلم من ركعتين، ثم انصرف، فأدركه طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - فأخبره بصنيعه - صلى الله عليه وسلم - فرجع - صلى الله عليه وسلم - فأتم الصلاة3.
فإن هذه الأحاديث الثلاثة (ليس الواقعة واحدة) 4 بل سياقها يشعر بتعددها، وقد غلط بعضهم، فجعل حديث أبي هريرة وعمران بن حصين رضي الله عنهما بقصة واحدة، ورام الجمع بينهما على وجه من التعسف الذي يستنكر.
وسببه الاعتماد على قول من قال: إن ذا اليدين اسمه الخرباق وعلى تقدير ثبوت أنه هو، فلا مانع أن يقع ذلك له في واقعتين لاسيما وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - سلم من ركعتين، وفي حديث عمران أنه - صلى الله عليه وسلم - سلم من ثلاث إلى غير ذلك من الاختلاف المشعر بكونهما واقعتين.
__________
1 الحديث م 5 كتاب المساجد ومواضع الصلاة 19 باب السهو في الصلاة والسجود له حديث 101، 102. د 2 كتاب الصلاة 195 باب السهو في السجدتين حديث 1018. ن 3/22. جه 5 كتاب الإقامة 134 باب فيمن سلم من ثنتين أو ثلاث ساهيا حديث 1215.
2 معاوية بن حديج - بمهملة ثم جيم مصغرا - الكندي أبو عبد الرحمن أو أبو نعيم صحابي صغير/بخ د س. تقريب 2/258، الإصابة 3/411.
3 د 2 كتاب الصلاة 196 باب إذا صلى خمسا حديث 1023، حم 6/401.
4 ما بين قوسين كذا في جميع النسخ ولعله سقطت منه كلمة "فيها".(2/792)
وكذا حديث معاوية بن خديج ظاهر في أنه قصة ثالثة؛ لأنه ذكر أن ذلك في المغرب، وأن المنبه على/ (ي268) السهو طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -.
(ومثال الثاني/ (ر143/أ) : حديث على بن رباح) 1 قال2:
سمعت فضالة بن عبيد3 - رضي الله عنه - يقول: أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر بقلادة فيها4 خرز وذهب وهي من المغانم تباع فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذهب الذي في القلادة، فنزع وحده، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - لهم: "الذهب بالذهب وزنا بوزن" 5.
وحديث حنش الصنعاني6 عن فضالة - رضي الله عنه - قال:
أ- "اشتريت يوم خيبر قلادة فيها ذهب باثني عشر دينارا فيها أكثر من اثني عشر دينارا، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تباع حتى تفصّل".
__________
1 علي بن رباح بن قصير - ضد طويل - اللخمي المصري أبو عبد الله ثقة، والمشهور فيه علي - بالتصغير - من صغار الثالثة، مات سنة بضع عشرة ومائة/بخ م 4.
تقريب 2/36، الكاشف 2/284.
2 ما بين قوسين سقط من (?) .
3 فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس الأنصاري أول ما شهد أحد، ثم نزل دمشق ولي قضاءها ومات سنة 58 وقيل قبلها/بخ م 4. تقريب 2/109، الإصابة 3/201.
4 في كل النسخ "وفيها" فحذفت الواو لأن النص في مسلم بدونها وكذا في المسند.
5 م 22 كتاب المساقاة 17 باب بيع القلادة فيها خرز وذهب حديث 89، حم 6/ 19، السنن الكبرى للبيهقي 5/292.
6 حنش بن عبد الله ويقال ابن علي بن عمرو السبائي - بفتح المهملة والموحدة بعدها همزة - أبو رشدين الصنعاني نزيل إفريقية، ثقة من الثالثة مات سنة 100/م 4. تقريب 1/205، الكاشف 1/260.(2/793)
ب- وفي لفظ له "كنا نبايع يوم خيبر اليهود الوقية الذهب بالدينارين والثلاثة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تبيعوا الذهب إلا وزنا بوزن".
ج- وفي رواية له: "أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر بقلادة فيها ذهب وخرز ابتاعها رجل بتسعة دنانير أو سبعة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا حتى يميز بينه وبينها ... " الحديث.
د- وفي رواية لحنش قال: "كنا مع فضالة في غزوة فطارت لي ولأصحابي قلادة بها ذهب وجوهر فأردت أن أشتريها فقال لي فضالة - رضي الله عنه -: "انزع ذهبها فاجعله في كفة واجعل ذهبك في كفة؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل".
وهذه الروايات كلها في صحيح مسلم1.
فقال/ (144/أ) البيهقي وغيره: "هذه الروايات محمولة على أنها كانت بيوعا شهدها فضالة - رضي الله عنه - فأداها كلها وحنش أداها متفرقة"2.
قلت: بل هما حديثان لا أكثر رواهما جميعا حنش بألفاظ مختلفة وروى عن علي بن رباح أحدهما.
__________
1 22 كتاب المساقاة 17 باب بيع القلادة فيها خرز وذهب حديث 90، 91، 92، د 17 كتاب البيوع 13 باب حلية السيف تباع بالدراهم حديث 3351، 3352، 3353، ت 12 كتاب البيوع 32 باب ما جاء في شراء القلادة وفيها ذهب وخرز حديث 1255، ن 7/145، حم 6/21، السنن الكبرى للبيهقي 5/292- 293، تحفة الأشراف 8/259.
2 السنن الكبرى 5/293.(2/794)
وبيان ذلك أن حديث علي بن رباح شبيه/ (ي269) برواية حنش الثالثة، وليست بينهما مخالفة إلا في تعيين وزنها في رواية حنش دون رواية الآخر، فهذا حديث واحد اتفقا فيه على القلادة، وأنها مشتملة على ذهب وخرز.
وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - منع من بيعها/ (ب316) حتى يميز بين الذهب وغيره.
فأما رواية حنش الأولى، فليس فيها إلا ذكر المفاضلة في كون (القلادة) 1 كان فيها أكثر من اثني عشر والثمن كان اثني عشر (فنهاهم2 عن ذلك) .
وروايته الثانية شبيهة بذلك إلا أنها عامة في النهي عن بيع الذهب متفاضلا، وتلك بيان القصة فقط.
والأخيرة شبيهة بالثانية، والقصة التي وقعت فيها، إنما هي للتابعي لا للصحابي، فوضح أنهما حديثان لا أكثر - والله أعلم -.
ثم إن هذا كله لا ينافي المقصود من الحديث، فإن الروايات كلها متفقة على المنع من بيع الذهب بالذهب ومعه شيء [آخر] 3 غيره، فلو لم يمكن الجمع لما ضر الاختلاف. - والله أعلم -.
فهذان المثالان واضحان4 فيما يمكن5 تعدد الواقعة وفيما يبعد.
فأما إذا بعد الجمع بين الروايات بأن يكون المخرج واحدا فلا ينبغي سلوك تلك الطريق المتعسفة.
__________
1 كلمة "القلادة" سقطت من (ب) .
2 في (ب) "فنهى عنهم".
3 الزيادة من (ي) .
4 هذا النص نقله الصنعاني في توضيح الأفكار 2/40 من قوله فيما سبق: "وأما الاختلاف في المتن ... " إلى قوله فيما سيأتي "وهذه الطريقة يسلكها الشيخ محي الدين ... " الخ.
5 في (?) "يملك" وهو خطأ.(2/795)
مثاله: حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أيضا في قصة ذي اليدين فإن في بعض طرقه أن ذلك كان في صلاة الظهر1، وفي أخرى في صلاة العصر2 وفي أكثر الروايات قال: "إحدى صلاتي العشي إما الظهر أو العصر"3.
فمن زعم أن رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - لقصة ذي اليدين كانت متعددة، وقعت مرة في الظهر ومرة في العصر من أجل هذا الاختلاف ارتكب طيرا وعرا، بل هي قصة واحدة.
وأدل دليل على ذلك الرواية التي فيها التردد هل هي الظهر أو العصر فإنها مشعرة بأن الراوي كان يشك في أيهما.
ففي بعض الأحيان كان يغلب على ظنه أحدهما فيجزم به.
وكذا وقع في بعض طرقه يذكر/ (ي270) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للناس: ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: صدق4.
وفي أخرى: أكما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم5.
__________
1 خ 10 كتاب الأذان 69 باب هل يأخذ الإمام إذا شك بقول الناس؟ حديث 715. م 5 كتاب المساجد 19 باب السهو في الصلاة والسجود له حديث 100، د2 كتاب الصلاة 195 باب السهو في السجدتين حديث 1014، ن 3/20.
2 م 5 كتاب المساجد 19 باب السهو في الصلاة والسجود له حديث 99، ن 3/19.
3 خ 22 كتاب السهو باب من يكبر في سجدتي السهو حديث 1229، م 5 كتاب المساجد 19 باب السهو في الصلاة والسجود له حديث 97، د 2 كتاب الصلاة 159 باب السهو في السجدتين حديث 1008، ن 3/17، جه 5 كتاب إقامة الصلاة 134 باب فيمن سلم من ثنتين أو ثلاث ساهيا حديث 1214.
4 م 5 كتاب المساجد 19 باب السهو في الصلاة والسجود له حديث 97.
5 ن 3/17.(2/796)
وفي أخرى فأومئوا أن نعم1.
فالغالب أن هذا الاختلاف من الرواة في التعبير عن صورة الجواب ولا يلزم من ذلك تعدد الواقعة.
قال العلائي: "وهذه الطريقة يسلكها الشيخ محي الدين توصلا إلى تصحيح كل من الروايات صونا للرواة/ (?157/أ) الثقاة أن يتوجه الغلط إلى بعضهم حتى أنه قال في حديث ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما -: إن عمر - رضي الله عنه - كان نذر اعتكاف ليلة في الجاهلية، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فأمره - صلى الله عليه وسلم - أن يفي بنذره، وفي رواية: "اعتكاف يوم". وكلاهما في الصحيح2.
فقال الشيخ محيي الدين: "هما واقعتان كان على عمر نذران، ليلة بمفرها ويوما بمفرده فسأل عن هذا مرة وعن/ (145/أ) الآخر أخرى"3.
وفي هذا الحمل نظر لا يخفى؛ لأنه من البعيد أن لا يفهم عمر - رضي
__________
1 د 2 كتاب الصلاة 159 باب السهو في السجدتين حديث 1008. ومن الأسئلة: "أصدق ذو اليدين؟ " كما في كتاب السهو حديث 1228، م 5 كتاب المساجد 19 باب السهو في الصلاة والسجود له حديث 99، 101، وفيه: "أصدق هذا؟ ". ن 3/18، د 2 كتاب الصلاة 159 باب السهو في السجدتين حديث 1008 ومنها: "أحق ما يقول؟. قالوا: نعم، خ 22 كتاب السهو حديث 1227.
2 في خ 33 كتاب الاعتكاف حديث 2042، 2043 وفيهما "نذر ليلة"، م 27 كتاب الأيمان 7 باب نذر الكافر وما يفعل فيه إذا أسلم حديث 27، 28 وفيهما ذكر اليوم وذكر الليلة، د 16 كتاب الأيمان والنذور 32 باب من نذر في الجاهلية، ثم أدرك الإسلام حديث 3325 وفيه ذكر الليلة، ت 21 كتاب النذور 11 باب ما جاء في وفاء النذر حديث 1539 وفيه ذكر الليلة، ن 7/20 وفيه ذكر اليوم والليلة، جه 7 كتاب الصيام 6 باب في اعتكاف يوم أو ليلة حديث 1772 وفيه ذكر الليلة.
3 شرح النووي لصحيح مسلم 11/124.(2/797)
الله عنه - من الإذن بالوفاء1 بنذر اليوم الوفاء بنذر الآخر حتى يسأل عنه مرة أخرى، لاسيما والواقعة في أيام يسيرة يبعد النسيان فيها جدا؛ لأن في كل من الروايات أن ذلك كان في أيام تفرقة السبي عقب وقعة2 حنين3، ففي هذا الحمل من أجل تحسين الظن بالرواة يطرق الخلل إلى عمر - رضي الله عنه -. إما بالنسيان في المدة اليسيرة أو بان يخفى عليه إلحاق اليوم بالليلة في حكم الوفاء بنذره في الاعتكاف. وهو من الأمر البين الذي لا يخفى على من هو دونه فضلا عنه؛ لأن سبب سؤاله إنما هو عن كون نذره صدر في الجاهلية فسأل هل يفي في الإسلام بما نذر في الجاهلية، فحيث حصل له الجواب عن ذلك كان عاما في كل نذر شرعي.
[التحقيق في الجمع بين الروايتين:]
ولكن التحقيق في الجمع بين هاتين الروايتين أن عمر - رضي الله عنه - كان عليه نذر اعتكاف يوم بليلته سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -عنه فأمره بالوفاء به، فعبر بعض الرواة/ (ي371) عنه بيوم وأراد بليلته، وعبر بعضهم بليلة وأراد بيومها.
__________
1 في (ي) "في الوفاء".
2 في (ي) و (ر) "واقعة".
3 ذكر وقعة حنين وأن السؤال فيها لم أجده إلا في بعض روايات مسلم وأما البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه فلم يذكروها في روايتهم أما مسلم فقد رواه من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر فلم يذكر أن السؤال كان في وقعة حنين، ورواه من طريق أيوب عن نافع عن ابن عمر أن عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالجعرانة بعد أن رجع من الطائف وذكر الحديث 27 كتاب الأيمان 7 باب نذر الكافر وما يفعل فيه إذا أسلم حديث 28، ثم قال في رواية أيوب لما قفل النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين فقول الحافظ في كل الروايات فيه نظر.(2/798)
والتعبير بكل واحد من هذين على المجموع من المجاز الشائع الكثير الاستعمال، فالحمل عليه أولى من جعل القصة متعددة.
وأغرب من ذلك وأعجب ما ذكره الشيخ محيي الدين أيضا في حديث "بني الإسلام على خمس"؛ لأنه جاء في الصحيح من رواية ابن عمر - رضي الله عنهما - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله، وأن/ (ر145/ب) محمدا رسول الله وإقام/ (?157/ب) الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت". فقال رجل: "وحج البيت وصوم رمضان" فقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: "لا، وصوم رمضان وحج البيت. هكذا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"1.
ثم جاء الحديث في الصحيح أيضا من طرق أخرى عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ولفظه: "وحج البيت وصوم رمضان"2.
فقال الشيخ محيي الدين: "هذا محمول على أن ابن عمر - رضي الله عنهما - سمع الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - على الوجهين"3.
ولا شك في أن مثل هذا هنا بعيد جدا.
فإنه لو سمعه على الوجهين لم ينكر على من قال أحدهما إلا أن يكون حينئذ ناسيا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله على الوجه الذي أنكره.
والظاهر القوي أن أحد رواة هذه الطريق التي قدم فيها الحج على الصيام رواه بالمعنى فقدم وأخر، ولم يبلغه نهي ابن عمر - رضي الله عنهما - عن ذلك محافظة على كيفية ما سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -4.
__________
1 م 1 كتاب الإيمان 5 باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام حديث 19، 20 وانظر تحفة الأشراف 5/420.
2 م 1 كتاب الإيمان 5 باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام حديث 19، 20 وانظر تحفة الأشراف 5/420.
3 انظر شرح النووي على مسلم 1/179.
4 وهذا الوجه قاله ابن الصلاح ورده النووي، انظر شرحه لمسلم 1/178.(2/799)
فهذا الحمل وهو رواية بعض الرواة لهذه الطريق على المعنى أولى من تطرق النسيان إلى ابن عمر - رضي الله عنهما - أو الإنكار والرد للفظ الذي سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -/ (ب319) .
ومما يبعد فيه احتمال تعدد الواقعة ويمكن الجمع فيه بين الروايات ولم اختلفت المخارج ما يكون الحمل فيه على طريق من المجاز كما في حديث عمر - رضي الله عنهما - المتقدم. أو بتقييد في الإطلاق كما في حديث يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن/ (ي272) أبي قتادة1 عن أبيه2 في النهي عن/ مس الذكر باليمين فإن بعض الرواة عن يحيى أطلق3 وبعضهم قيده بحالة البول4.
أو بتخصيص العام كما في حديث مالك عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - في زكاة الفطر وقوله فيه من "المسلمين".
__________
1 عبد الله بن أبي قتادة، الأنصاري المدني، ثقة من الثانية، مات سنة 95/ع.
تقريب 1/441، الكاشف 2/119.
2 هو الصحابي الجليل الحارث بن ربعي - بكسر الراء وسكون الموحدة بعدها مهملة - الأنصاري السلمي المدني، شهد أحدا وما بعدها، مات سنة 54/ع.
تقريب 2/463، الإصابة 4/157.
3 م 2- كتاب الطهارة 18- باب في النهي عن الاستنجاء باليمين حديث 65، حم 5/295، ت أبواب الطهارة 11- باب ما جاء في الاستنجاء باليمين حديث 15- دي 1/137 حديث 679 كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير مطلقا ولفظه من مسلم "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتنفس في الإناء وأن يمس ذكره بيمينه وأن يستطيب بيمينه".
4 في خ 4- كتاب الوضوء حديث 153، 154، 74- كتاب الأشربة 25- باب النهي عن التنفس في الإناء حديث 5630، م 2- كتاب الطهارة 18- باب النهي عن الاستنجاء باليمين حديث63، 64، د 1- كتاب الطهارة حديث 31، جه 1- كتاب الطهارة 15- باب كراهة مس الذكر باليمين في الاستنجاء حديث 310، ن 1/26، 39 حم 5/296، 300، 310 كلهم رواه من طريق يحيى مقيدا تارة بحالة البول وأخرى بدخول الخلاء.(2/800)
وقد تقدم الكلام عليه1.
أو بتفسير المبهم وتبيين المجمل كما في حديث وائل بن حجر - رضي الله عنه - في قصة صاحب النسعة، فإن في رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - عند الترمذي2 إبهام كيفية القتل، وفي حديث وائل عند مسلم3 بيانها.
وكحديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة كفارة الوقاع في رمضان، فإن مالكا4 وطائفة5 رووه عنه
__________
1 ص697.
2 ت 14- كتاب الديات 13- باب ما جاء في حكم ولي القتيل في القصاص والعفو حديث 1407 ولفظه: "قتل رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدفع القاتل إلى وليه، فقال القاتل: يا رسول الله! والله ما أردت قتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه إن كان قوله صادقا فقتلته دخلت النار فخلى عنه الرجل قال: وكان مكتوفا بنسعة ... " والنسعة الحبل. ن 8/13، جه كتاب الديات 34- باب العفو عن القاتل حديث 2690.
3 28- كتاب القسامة 10- باب صحة الإقرار بالقتل وتمكين ولي القتيل من القصاص حديث 32 وفيه " ... فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقتلته؟ قال: نعم قتلته. قال: وكيف قتلته؟ قال: كنت أنا وهو نختبط من شجرة فسبني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه فقتلته ... " والحديث - أيضا - في د 33- كتاب الديات 3- باب الإمام يأمر بالعفو حديث 4501، ن 8/14.
4 ط 18- كتاب الصيام 9- باب كفارة من أفطر في رمضان حديث 28، م 13- كتاب الصيام 14- باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم حديث 83، د 8- كتاب الصوم 37- باب كفارة من أتى أهله في رمضان حديث 2392، حم 2/516، دي 1/344 حديث 1724.
5 منهم ابن جريج وحديثه في م13- كتاب الصيام 14- باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان حديث 84، د 8- كتاب الصوم 37- باب كفارة من أتى أهله في رمضان عقب حديث 2392، حم 2/273.(2/801)
بلفظ: "أن رجلا أفطر في رمضان، ولم يبينوا ما أفطر به، ورواه جمهور أصحاب1 الزهري فبينوا أن الفطر كان بالجماع.
وأما ما يبعد فيه احتمال التعدد ويبعد - أيضا - فيه الجمع بين الروايات، فهو على قسمين:
أحدهما: ما لا يتضمن المخالفة بين الروايات اختلاف حكم شرعي فلا يقدح ذلك في الحديث، وتحمل تلك المخالفات على خلل وقع لبعض الرواة إذ رووه بالمعنى متصرفين بما يخرجه عن أصله.
مثاله: حديث جابر- رضي الله عنه - في وفاء دين أبيه، فإنه مخرج في الصحيح من عدة طرق، وفي سياقه تباين لا يتأتى الجمع فيه إلا بتكلف شديد، لأن جميع الروايات عبارة عن دين كان على أبيه ليهود فأوفاهم من نخله/ (ب320) ذلك العام.
ففي رواية وهب بن كيسان2 أنه كان ثلاثين وسقا3 وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كلمه في الصبر فأبى، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم -
__________
1 منهم شعيب، حديثه في خ 30- كتاب الصيام 30- باب من جامع في رمضان ولم يكن له شيء فتصدق عليه حديث 1936.
ومعمر في خ 51- كتاب الهبة 20- باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل قبلت حديث 2600، م 13- كتاب الصيام 14- باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم تابع حديث 84، د 8- كتاب الصوم 37- باب كفارة من أتى أهله في رمضان حديث 2391 وقال عقبه: رواه الليث بن سعد والأوزاعي ومنصور بن المعتمر وعراك بن مالك على معنى حديث ابن عيينة. ومنهم ابن عيينة رواه م 13- كتاب الصيام 14- باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان حديث 81 ومنصور والليث 82 كما أشار أبو داود وكما روى أبو داود حديث ابن عيينة 8- كتاب الصوم حديث 2390.
2 وهب بن كيسان القرشي، مولاهم أبو نعيم المدني المعلم، ثقة من كبار الرابعة، مات سنة 127/ع. تقريب 2/339، الخلاصة ص419.
3 الوسق - بالفتح - في الأصل الحمل وهو ستون صاعا.
النهاية 5/185.(2/802)
النخل فمشى فيها ثم قال لجابر - رضي الله عنه - جدله1 فجدله بعد/ (ر146/ب) ما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم -2.
وفي حديث عبد الله بن كعب3 عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سألهم أن يقبلوا ثمر الحائط ويحللوه، فأبوا ... "4.
وفي رواية الشعبي، عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "اذهب فبيدر كل ثمر على ناحية"، وأنه - صلى الله عليه وسلم - طاف في أعظمها بيدرا5، ثم جلس - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ادع أصحابك" فما زال يكيل لهم حتى أدى الله تعالى أمانة والدي، وفي آخره، فسلم الله البيادر كلها 6. ففي حمل7 هذه الروايات اختلاف شديد8، كما ترى، وفي حملها على
__________
1 من الجداد - بالفتح والكسر - صرام النخل وهو قطع ثمرتها.
النهاية 1/224.
2 الحديث في خ 43- كتاب الاستقراض 9- باب إذا قاص أو جازفه في الدين تمرا بتمر أو غيره حديث 2396، 53- كتاب الصلح 13- باب الصلح بين الغرماء حديث 2709، د 12- كتاب الوصايا 17- باب ما جاء في الرجل يموت وعليه دين وله وفاء حديث 2884، ن6/206، جه 15- كتاب الصدقات 20- باب أداء الدين عن الميت حديث 2434.
3 عبد الله بن كعب بن مالك، المدني، ثقة، يقال: له رؤية، مات سنة 97 أو 98/خ م د س. تقريب 1/442، الكاشف 2/121.
4 خ 43- الاستقراض 8- باب إذا قضى دون حقه أو حلله فهو جائز حديث 2395، 51- كتاب الهبة 21- باب إذا وهب دينا على رجل حديث 2601.
5 البيدر: الموضع الذي يداس فيه الطعام. لسان العرب.
6 خ بيوع 51- باب الكيل على البائع والمعطي حديث 2127.
43- الاستقراض 18- باب الشفاعة في وضع الدين، 55- كتاب الوصايا 36- باب قضاء الوصي دين الميت 2781، 64- كتاب المغازي 18- باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا حديث 4053، ن 6/205، حم 3/365.
7 هكذا في كل النسخ "حمل" بالحاء المهملة والميم واللام ولعل الصواب "كل".
8 يظهر الاختلاف بالرجوع إلى الروايات في مواضعها وفي سردها تطويل.(2/803)
التعدد بعد وتكلف، والأقرب حملها على ما أشرنا إليه أن المقصود من جميعها البركة في التمر بسبب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن الاختلاف وقع من بعض الرواة.
وكذا حديث جابر1 - رضي الله عنه - في قصة الجمل، فإن الروايات اختلفت في قدر الثمن وفي الاشتراط وعدمه وقد ذكر البخاري ذلك مبينا في موضعين من صحيحه وقال: "إن قول الشعبي بوقية أرجح وأن الاشتراط أصح".
__________
1 الحديث في خ 54 كتاب الشروط من طريق الشعبي عن جابر - رضي الله عنه - أنه كان يسير على جمل له قد أعيا، فمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فضربه فسار سيرا ليس يسير مثله، قال: "بعنيه بأوقية فبعته"، فاستثنيت حملانه إلى أهلي، فلما قدمنا أتيته بالجمل فنقدني ثمنه، ثم انصرفت فأرسل على إثري قال: "ما كنت لآخذ جملك فخذ جملك ذلك فهو مالك". ثم قال البخاري عقبه: قال شعبة عن مغيرة عن عامر، عن جابر "أفقرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظهره إلى المدينة وقال إسحاق عن جرير عن مغيرة" فبعته على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة، وقال عطاء وغيره "لك ظهره إلى المدينة".
وقال محمد بن المنكدر عن جابر "شرط ظهره إلى المدينة".
وقال زيد بن أسلم عن جابر "ولك ظهره حتى ترجع". وقال أبو الزبير عن جابر "أفقرناك ظهره على المدينة ... " قال أبو عبد الله: "الاشتراك أكثر وأصح عندي".
وقال عبيد الله وابن إسحاق عن وهب عن جابر "اشتراه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأوقية وتابعه زيد بن أسلم عن جابر، وقال ابن جريج عن عطاء وغيره عن جابر "أخذته بأربعة دنانير" وهذا يكون على حساب الدينار بعشرة دراهم ... وقال الأعمش عن سالم عن جابر: "أوقية ذهب". وقال أبو إسحاق عن سالم عن جابر: "بمائتي درهم" وقال داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن جابر: اشتراه بطريق تبوك أحسبه قال: "بأربع أواق". وقال أبو النضرة عن جابر: "اشتراه بعشرين دينارا" وقول الشعبي بأوقية أكثر الاشتراط أكثر وأصح عندي. والحديث في م 22- كتاب المساقاة باب بيع البعير واستثناء ركوبه حديث 119، د 17- كتاب البيوع 71- في شرط في بيع حديث 3505، ت 13- كتاب البيوع حديث 1253، ن 7/261.(2/804)
وهو ذهاب منه إلى ترجيح بعض الروايات على بعض وأما دعوى التعدد فيها فغير ممكن.
ومن ذلك حديث عائشة - رضي الله عنها - في ضياع العقد ونزول آية التيمم.
ففي رواية القاسم1 أن المكان كان بيداء2 أو ذات الجيش3 وفيها انقطع عقد لي، وفيها أنهم باتوا على غير ماء، وفيها فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته.
وفي رواية/ (ب321) عروة4 "أنها سقطت في الأبواء"5.
وفي رواية عنه في مكان يقال له الصلصل، وفيه "أن القلادة استعارتها عائشة من أسماء - رضي الله عنها -" وفيها: "انسلت القلادة من عنقها".
وفيها "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل رجلين يلتمسانها فوجداها وحضرت الصلاة، فلم يدريا كيف يصنعان".
__________
1 رواية القاسم في خ 6- كتاب التيمم حديث 1، 22- كتاب فضائل الصحابة 5- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخذا خليلا" حديث 3672، 65- كتاب التفسير 3- باب فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا حديث 4607، 4608، م 3- كتاب الحيض 28- باب التيمم حديث 108، ن 1/133، ط 2- كتاب الطهارة 23- باب التيمم حديث 89، حم 6/179.
2 البيداء المفازة التي لا شيء بها وهي اسم موضع مخصوص بين مكة والمدينة، وأكثر ما ترد ويراد بها هذه. (النهاية) .
3 مكان من المدينة على بريد، الفتح 1/432.
4 رواية عروة في خ 62- كتاب فضائل الصحابة 30- باب فضل عائشة - رضي الله عنها - حديث 3773، 65- كتاب التفسير 10- باب {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} حديث 4583، 6- كتاب التيمم 2- باب إذا لم يجد ماء ولا ترابا حديث 336، م - كتاب الحيض 28- باب التيمم حديث 109، ن 1/140، حم 6/195.
5 في (ي) بالأبوا.(2/805)
وفي رواية "أرسل - صلى الله عليه وسلم - ناسا" وعين في رواية منهم أسيد بن حضير.
وفيها أن الذين أرسلوا حضرتهم الصلاة، فصلوا على غير وضوء".
قال ابن عبد البر: "ليس اختلاف النقلة في العقد، ولا في القلادة ولا في الموضع الذي سقط ذلك فيه لعائشة - رضي الله عنها - ولا في كونها لعائشة رضي الله عنها أو لأسماء - رضي الله عنها - ما يقدح في الحديث، ولا يوهنه لأن المعنى المراد من الحديث والمقصود/ (ي274) هو نزول آية التيمم ولم يختلفوا في ذلك".
قلت: كلامه يشعر بتعذر الجمع بين الروايتين، وليس كذلك بل الجمع بينهما ممكن بالتعبير عن القلادة بالعقد.
وبأن إضافتها لأسماء رضي الله عنها إضافة ملك وإلى عائشة إضافة يد، وبأن انسلالها كان بسبب انقطاعها، وبأن الإرسال في طلبها كان في ابتداء الحال، ووجدانها كان في آخره بعد أن بعثوا البعير.
وأما قوله إن الذين ذهبوا في طلبها هم الذين وجدوها فلا بعد فيه أيضا لاحتمال أن يكون وجدانهم إياها بعد رجوعهم.
وإذا تقرر ذلك كانت القضية واحدة وليس فيها مخالفة إلا أن في رواية عروة زيادة على ما في رواية القاسم من ذكر صلاة المبعوثين في طلبها بغير وضوء، ولا/ (? 159/أ) اختلاف ولا تعارض.
ومن/ (ر147/ب) الأحاديث التي رواها بعض الرواة بالمعنى الذي وقع له وحصل من ذلك الغلط لبعض الفقهاء بسببه، ما رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(2/806)
"كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج 1 ... " 2 الحديث.
ورواه عنه سفيان بن عيينة وإسماعيل بن جعفر وروح بن القاسم وعبد العزيز الداروردي، وطائفة من أصحابه.
وهكذا رواه عنه شعبة في رواية حفاظ أصحابه وجمهورهم. وانفرد وهب بن جرير عن شعبة بلفظ: "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب"3. حتى زعم بعضهم أن هذه الرواية مفسرة للخداج الذي في الحديث، وأنه عدم الإجزاء4.
وهذا لا يتأتى له إلا لو كان مخرج الحديث مختلفا.
__________
1 الخداج النقصان يقال: خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوانه.
2 الحديث في م 4- كتاب الصلاة 11- باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة حديث 38 من طريق سفيان بن عيينة 39، ت 48- كتاب التفسير حديث 2953 من طريق عبد العزيز بن محمد وقال عقبه ... وقد روى شعبة وإسماعيل بن جعفر وغير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا الحديث، حم 2/241 من طريق سفيان بن عيينة عن العلاء به، 457، 478، والبيهقي في السنن الكبرى 2/38 وقال عقبه "هكذا رواه سفيان بن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وتابعه على إسناده شعبة بن الحجاج وروح بن القاسم وعبد العزيز بن محمد الداروردي وإسماعيل بن جعفر ومحمد بن يزيد البصري، وجهضم بن عبد الله. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام ص5 من طريق روح بن القاسم، ص25 من طريق سفيان بن عيينة ص30، 31 من طريق إسماعيل والداروردي وسفيان كلهم عن العلاء به.
والبيهقي في القراءة خلف الإمام ص25 من طريق ابن عيينة عن العلاء به، ص24، من طريق شعبة وقال قبله عقب روايته عن العلاء عن أبي السائب، وروى هذا الحديث شعبة بن الحجاج وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن طهمان وروح بن القاسم وإسماعيل بن جعفر وأبو غسان محمد بن مطرف وعبد العزيز بن محمد الداروردي وجهضم بن عبد الله ومحمد بن يزيد البصري وزهير بن محمد العنبري وغيرهم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة.
3 البيهقي في القراءة خلف الإمام ص24 وابن خزيمة في صحيحه 1/248.
4 انظر صحيح بن خزيمة 1/247، والقراءة خلف الإمام للبيهقي ص24.(2/807)
فأما السند واحد متحد، فلا ريب في أنه حديث واحد اختلف لفظه، فتكون رواية وهب بن جرير شاذة بالنسبة إلى ألفاظ بقية الرواة، لاتفاقهم دونه على اللفظ الأول؛ لأنه يبعد كل البعد أن يكون أبو هريرة - رضي الله عنه - سمعه باللفظين ثم نقل عنه ذلك فلم يذكره العلاء لأحد من رواته على كثرتهم/ (ي275) 1 إلا لشعبة، ثم لم يذكره شعبة2 لأحد من رواته على كثرتهم إلا لوهب بن جرير3.
ومن ذلك حديث الواهبة نفسها، فإن مداره على أبي حازم عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -.
واختلف الرواة عن أبي حازم، فقال مالك4 وجماعة5 معه:
"فقد زوجتكها".
__________
1 في كل النسخ إلا (ي) "على كثرته". وفي هامش (ر/أ) كثرتهم وهو الصواب.
2 كلمة "شعبة" سقطت من (ب) .
3 وهب بن جرير بن حازم بن زيد أبو عبد الله الأزدي، البصري، ثقة من التاسعة مات سنة 206/ع. تقريب 2/338، الكاشف 3/244.
4 روايته في خ 40- كتاب الوكالة 9- باب وكالة المرأة الإمام في النكاح حديث 2310، د 6- كتاب النكاح حديث 3111، ت 9- كتاب النكاح حديث 1114، ن 6/100.
5 منهم حماد بن زيد في خ 66- كتاب فضائل القرآن حديث 5029، 67- كتاب النكاح حديث 5141، دي 2/64 حديث 2207 ومنهم فضل بن سليمان في خ 67- كتاب النكاح 37- باب إذا كان الولي هو الخاطب حديث 5132. ومنهم زائدة بن قدامة الثقفي في م 16- كتاب النكاح حديث 77، وانظر تحفة الأشراف 4/104. ومنهم سفيان الثوري في جه 9- كتاب النكاح 17- باب صداق النساء حديث 1889 وعزاه الحافظ في الفتح 9/205 للإسماعيلي والطبراني.(2/808)
وقال ابن عيينة: "أنكحتكها"1 وقال ابن أبي حازم2 ويعقوب بن عبد الرحمن3: "ملكتكها".
وقال الثوري/ (ر148/أ) : "أملكتكها"4.
وقال أبو غسان: "أمكناكها"5.
وأكثر هذه الروايات في الصحيحين/ فمن البعيد جدا أن يكون سهل بن سعد - رضي الله عنه - شهد هذه القصة من أولها إلى آخرها مرارا عديدة، فسمع في كل مرة لفظا غير الذي سمعه في الأخرى.
بل ربما يعلم ذلك بطريق القطع - أيضا - فالمقطوع به أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل هذه الألفاظ كلها/ (?159) في مرة واحدة تلك
__________
1 في خ 67- كتاب النكاح 50- باب التزويج على القرآن، حديث 5149، م 16- كتاب النكاح حديث 77.
2 في كل النسخ ابن أبي حاتم، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه وهو عبد العزيز بن أبي حازم وروايته في خ 67- كتاب النكاح 14- باب تزويج المعسر حديث 5087، م 16- كتاب النكاح حديث 76.
3 يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبيد القاري - بتشديد التحتانية - المدني نزيل الإسكندرية حليف بني زهرة، ثقة من الثامنة مات سنة 181/خ م د ت س. وروايته في خ 67- كتاب النكاح 35- باب النظر قبل التزويج حديث 5126، م كتاب النكاح حديث 76، ن 6/93، البيهقي في السنن الكبرى 7/85.
4 تقدم أن روايته بلفظ: زوجتكها كما في ابن ماجه وتحفة الأشراف 4/106.
5 روايته في خ 67- كتاب النكاح 32- باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح حديث 5121. وأبو غسان هو محمد بن مطرف بن داود الليثي، المدني، نزيل عسقلان، ثقة من السابعة مات بعد مائة وستين/ع.
تقريب 2/208، الكاشف 3/98.(2/809)
الساعة، فلم يبق إلا أن يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لفظا منها، وعبر عنه بقية الرواة بالمعنى، والله أعلم1.
ثم إن الاختلاف في الإسناد إذا كان بين ثقات متساويين، وتعذر الترجيح، فهو في الحقيقة لا يضر في قبول الحديث والحكم بصحته، لأنه عن ثقة في الجملة.
ولكن يضر؛ و2ذلك في الأصحية عند التعارض - مثلا -.
فحديث لم يختلف فيه على رواية - أصلا - أصح من حديث اختلف فيه في الجملة، وإن كان ذلك الاختلاف في نفسه يرجع إلى أمر لا يستلزم القدح3، - والله أعلم -.
__________
1 نقل الصنعاني هذا الكلام عن الحافظ في توضيح الأفكار 2/46- 47 من قوله: "ومن الأحاديث التي رواها بعض الرواة بالمعنى الذي وقع له ... " إلى هنا.
2 هذه اللفظة في كل النسخ وفي هامش (ر/أ) الأولى حذف الواو وقد حذفها في توضيح الأفكار عندما نقل هذا النص.
3 نقل الصنعاني هذا الكلام في توضيح الأفكار 2/47 إلا أنه وقع فيه غلط فقال: "إلى من يلتزم القدح". ملاحظة: ذكر الحافظ أن هذا النوع ينقسم قسمين فذكر أحدهما ولم يذكر الثاني.(2/810)
النوع العشرون: المدرج
116- قوله (ص) : "وهو أقسام منها: ما أدرج في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلام بعض رواته ... "1 إلى آخره.
?لم يذكر المصنف من أقسام المدرج إلا أربعة:
قسم في المتن وثلاثة في الإسناد.
وقد قسمه الخطيب الذي صنف فيه إلى سبعة أقسام.
وقد لخصته ورتبته على (الأبواب والمسانيد) 2 [وزدت] 3 على ما ذكره الخطيب أكثر من القدر الذي ذكره4.
[مواضع الإدراج:]
وحاصله/ (ي276) أن الإدراج تارة يقع في المتن وتارة يقع في الإسناد. فأما الذي في المتن فتارة/ (ب324) أن يدرج الراوي في حديث النبي/ (ر148/ب) - صلى الله عليه وسلم - شيئا من كلام غيره مع إيهام كونه من كلامه. وهو على ثلاث5مراتب:
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص86 وتمامه "بأن يذكر الصحابي أو من بعده عقيب ما يرويه من الحديث كلاما من عند نفسه، فيرويه من بعده موصولا بالحديث غير فاصل بينهما بذكر قائله، فيلتبس الأمر فيه على من لا يعلم حقيقة الحال ويتوهم أن الجميع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
2 ما بين القوسين من (ي) وفي باقي النسخ "مسانيد الأبواب".
3 الزيادة من (ي) .
4 يشير إلى كتابه "تقريب المنهج في ترتيب المدرج" وقد لخصه السيوطي بحذف أسانيده وليته لم يفعل ذلك.
5 كلمة "ثلاث" من (ي) وهو الصواب وفي باقي النسخ "ثلاثة".(2/811)
[مراتب الإدراج:]
أحدها: أن يكون ذلك في أول المتن وهو نادر جدا.
ثانيها: أن يكون في آخره، وهو الأكثر.
ثالثها: أن يكون في الوسط، وهو قليل.
ثم قد يكون المدرج من قول الصحابي أو التابعي أو من بعده.
[وجوه معرفة المدرج:]
والطريق إلى معرفة ذلك من وجوه:
الأول: أن يستحيل إضافة ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني: أن يصرح الصحابي بأنه لم يسمع تلك الجملة من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث: أن يصرح بعض الرواة بتفصيل المدرج فيه عن المتن المرفوع فيه بأن يضيف الكلام إلى قائله.
مثال الأول: وهو ما لا تصح إضافته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
حديث ابن مبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للعبد المملوك أجران / (?160/أ) ، والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك" 1.
__________
1 الحديث في خ 49- كتاب العتق 16- باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده حديث 2548، م 27- كتاب الإيمان 11- باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله حديث 44، حم 2/330، 402 رواه مسلم من طريق ابن وهب عن يونس به وقد فصله فقال: "والذي نفس أبي هريرة بيده" ورواه أحمد من طريق عثمان بن عمر عن يونس به وفصله أيضا كما في مسلم، ورواه أحمد في 2/402 مفصولا كما سبق من طريق عبد الله - ولعله وهب - عن يونس به.
قال الحافظ في الفتح 5/176 فصله الإسماعيلي من طريق أخرى عن ابن المبارك ولفظه: "والذي نفس أبي هريرة بيده ... " وكذلك أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في "كتاب البر والصلة" عن ابن المبارك، وكذلك أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن وهب وأبي صفوان الأموي والمصنف في الأدب المفرد ص82 حديث 208 من طريق سليمان بن بلال والإسماعيلي من طريق سعيد بن يحيى اللخمي وأبو عوانة من طريق عثمان بن عمر كلهم عن يونس ...(2/812)
رواه البخاري عن بشر بن محمد عن ابن المبارك.
فهذا الفصل الذي في آخر الحديث لا يجوز أن يكون من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ يمتنع عليه أن يتمنى أن يصير مملوكا - وأيضا فلم يكن له أم يبرها، بل هذا من قول أبي هريرة - رضي الله عنه - أدرج في المتن.
وقد بينه حيان بن موسى عن ابن المبارك، فساق الحديث إلى قوله "أجران" فقال فيه: "والذي نفس أبي هريرة بيده.." إلى آخره.
وهكذا هو في رواية ابن وهب عند مسلم وهذا/ (ر149/أ) من فوائد المستخرجات كما قدمناه.
ومثال الثاني: حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"من/ (ي277) مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة"، "ومن مات وهو يشرك بالله شيئا دخل النار".
هكذا رواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي1، عن أبي بكر ابن عياش بإسناده ووهم فيه.
__________
1 أبو عمر الكوفي ضعيف وسماعه للسيرة صحيح من العاشرة، مات سنة 272/د. تقريب 1/19، الخلاصة ص8. هذا وفي (?) "العطار" وفي (ر) "العفاري" وكلاهما خطأ. ثم وجدتها في (ي) على الصواب.(2/813)
فقد رواه الأسود بن عامر شاذان1 وغيره عن أبي بكر بن عياش بلفظ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من جعل لله عز وجل ندا دخل النار" وأخرى أقولها - ولم أسمعها منه - صلى الله عليه وسلم -2: "من مات لا يجعل لله ندا أدخله الجنة".
والحديث في "صحيح مسلم"3 من غير هذا الوجه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ولفظه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمة وقلت أخرى فذكره.
فهذا كالذي قبله في الجزم بكونه مدرجا.
__________
1 الأسود بن عامر الشامي، نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرحمن ويلقب شاذان، ثقة من التاسعة، مات سنة 208/ع. تقريب 1/76، الكاشف 1/131.
2 ما بين القوسين سقط من (ب) ثم إن كلمة "أسمعها" من (ي) وفي باقي النسخ "أسمع".
3 1- كتاب الإيمان 40- باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. حديث 150 من طريق ابن نمير عن أبيه ووكيع عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود، خ22- كتاب الجنائز حديث 1238 من طريق عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق عن عبد الله كلاهما بلفظ: "من مات يشرك بالله شيئا دخل النار وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة".
ورواه خ 65- كتاب التفسير 22- باب {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً} ، 83- كتاب الإيمان والنذور 19- باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم فصلى أوقرأ ... في الموضعين بلفظ قال رسول الله كلمة وقلت أخرى قال: "من مات يجعل لله ندا أدخل النار ومن مات لا يجعل لله ندا أدخل الجنة". حم 1/374، 402، 407، 443، 462، 464 مثل لفظ البخاري، وابن خزيمة في التوحيد ص359- 360 بمثل لفظ خ م السابق وبمثل لفظه الأخير ولفظ أحمد.(2/814)
ومثال الثالث: ما ذكره المصنف1 من حديث ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - وقوله: "فإذا قلت هذا، فقد قضيت صلاتك"2.
ومنه - أيضا - حديث عبد الله بن خيران3، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، أنه سمع ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - يقول: "طلقت امرأتي وهي حائض، فذكر عمر - رضي الله تعالى عنه - ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مره فليراجعها، فإذا طهرت فليطلقها" قال: فتحسب تطليقة؟
قال: فمه؟
قال الخطيب: "هذا مدرج والصواب أن الاستفهام من قول ابن سيرين، وأن الجواب من ابن/ (?160/ب) عمر - رضي الله تعالى عنهما".
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص86.
2 د 2- كتاب الصلاة 182- باب التشهد حديث 970، دي 1/251 حديث 1347.
والدارقطني 1/253 كلهم من طريق الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده وأن رسول الله أخذ بيد عبد الله فعلمه التشهد في الصلاة، وفيه: التحيات لله والصلوات والطيبات ... وفي آخره "إذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك".
ثم قال الدارقطني: "ورواه زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر فزاد في آخره كلاما وهو قوله: "إذا قلت هذا أو فعلت هذا فقد قضيت صلاتك، فإن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد" فأدرجه بعضهم عن زهير في الحديث ووصله بكلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفصله شبابة عن زهير وجعله من كلام عبد الله بن مسعود وقوله أشبه بالصواب من قول من أدرجه في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن ابن ثوبان رواه عن الحسن بن الحر كذلك وجعل آخره من قول ابن مسعود ولاتفاق حسين الجعفي وابن عجلان ومحمد بن أبان في روايتهم عن الحسن بن الحر على ترك ذكره في آخر الحديث مع اتفاق كل من روى التشهد عن علقمة وغيره عن عبد الله بن مسعود على ذلك، - والله اعلم -". وانظر الحديث في المدرج إلى المدرج ل1/1.
3 لم أقف على ترجمته.(2/815)
بين ذلك محمد بن جعفر1 ويحيى بن سعيد القطان2، والنضر بن شميل3 وفي روايتهم عن شعبة.
قلت: وكذا فصله خالد بن الحارث4، وبهز بن أسد5 وسليمان بن حرب6 عن شعبة، وحديث بعضهم في الصحيحين.
وكذلك رواه مسلم7 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس بن سيرين.
قال الخطيب: "ورواه بشر بن عمر الزهراني8، عن شعبة فوهم فيه وهما فاحشا، فإنه قال فيه: "قال عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله.. أفتحتسب بتلك التطليقة؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "نعم".
قلت: والحكم على هذا القسم الثالث بالإدراج يكون بحسب غلبة ظن المحدث الحافظ الناقد، ولا يوجب القطع/ (ي278) بذلك خلاف القسمين الأولين،
__________
1 حديثه في م 18- كتاب الطلاق حديث 10 عن شعبة عن قتادة قال: سمعت يونس بن جبير قال: سمعت ابن عمر يقول: طلقت امرأتي وهي حائض ... وفيه قال فقلت لابن عمر: أفاحتسبت بها؟ قال: ما يمنعه أرأيت إن عجز واستحمق.
2 لم أقف على روايته بعد بحث كثير.
3 لم أقف على روايته بعد بحث كثير.
4 روايته في م 18- كتاب الطلاق حديث 12.
5 روايته في م 18- كتاب الطلاق حديث 12.
6 روايته في خ 68- كتاب الطلاق 2- باب إذا طلقت الحائض تعتد بذلك الطلاق حديث 5252، وفيهما "قلت: أتحتسب بها؟ قال: فمه".
7 18- كتاب الطلاق حديث 11.
8 روايته في سنن الدارقطني 4/5- 6.(2/816)
وأكثر هذا الثالث يقع تفسيرا لبعض الألفاظ الواقعة في الحديث كما في أحاديث الشغار1 والمحاقلة2 والمزابنة3.
__________
1 أحاديث الشغار رويت عن ابن عمر وأبي هريرة وجابر كما في صحيح مسلم أحاديث 16 كتاب النكاح 7 باب تحريم نكاح الشغار حديث 57، 58، 59، 60، 61، 62، ورواها ط، حم، دي وغيرهم. وروى خ 67 كتاب النكاح 28 باب الشغار حديث 5112 حديث مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشغار، والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته ليس بينهما صداق.
قال الحافظ في الفتح 9/162 في شرح هذا الحديث: "قال الخطيب: تفسير الشغار ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو قول مالك وصل بالمتن المرفوع وقد بيّن ذلك ابن مهدي والقعنبي ومحرز بن عون ثم ساقه كذلك عنهم ورواية محرز بن عون عند الإسماعيلي، والدارقطني في الموطآت وأخرجه الدارقطني أيضا من طريق خالد بن مخلد، عن مالك قال: سمعت أن الشغار أن يزوج الرجل ... إلخ وهذا دال على أن التفسير من منقوله لا مقوله ووقع عند المصنف كما سيأتي في كتاب الحيل من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع في هذا الحديث تفسير الشغار من قول نافع ولفظه: قال عبيد الله بن عمر قلت لنافع: ما الشغار؟ فذكره. فلعل مالكا أيضا نقله عن نافع". وتفسير نافع المذكور في خ 90 كتاب الحيل 4 باب الحيلة في النكاح حديث 6960 بالإسناد الذي ذكره الحافظ
2 المحاقلة: بيع الزرع القائم بالحب كيلا.
3 المزابنة: بيع الرطب في النخل بالتمر كيلا.
وحديث المحاقلة والمزابنة في خ 34 كتاب البيوع 72 باب بيع المزابنة حديث 2186، م 21 كتاب البيوع 17 باب كراء الأرض حديث 105، ط 31 كتاب البيوع حديث 24، دي 2/168 حديث 2560 كلهم من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا وفي م 21 كتاب البيوع 16 باب النهي عن المحاقلة والمزابنة.. حديث 82، 83، 84، 85، د 17 كتاب البيوع 34 باب في المخابرة حديث 3404، ت 12 كتاب البيوع 55 باب ما جاء في النهي عن الثنيا، جه 12 كتاب التجارات 54 باب المزابنة والمحاقلة حديث 2267، ن 7/231 كلهم من حديث جابر وفي خ 34 كتاب البيوع 82 باب بيع المزابنة حديث 2187 من حديث ابن عباس. وفي م 21 كتاب البيوع 17 باب كراء الأرض حديث 104، ت 12 كتاب البيوع 14 باب ما جاء في النهي عن المحاقلة حديث 1224 عن أبي هريرة وقد جاء تفسيرهما في حديث جابر في صحيح مسلم في 12 كتاب البيوع عقب حديث 82: "قال عطاء فسر لنا جابر قال: أما المخابرة فالأرض البيضاء يدفعها الرجل إلى الرجل فينفق فيها ثم يأخذ من الثمر وزعم أن المزابنة بيع الرطب في النخل بالتمر كيلاً والمحاقلة في الزرع على نحو ذلك يبيع الزرع القائم بالحب كيلاً".(2/817)
والزهو1 والقزع2 والنفخ3 والبعث4 والغرة5 وغيرهما.
__________
1 لعله يشير إلى حديث أنس - رضي الله عنه – "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمار حتى تزهي" فقيل له: "وما تزهي؟ " قال: "حتى تحمر.." خ 32- كتاب البيوع 87- باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، حديث 2199، م 22- مساقاة 3- باب وضع الجوائح حديث 15، ط 31- كتاب البيوع 8- باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها حديث 11، حم 3/115، ن 7/232. وفي ط، ن التفسير من النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي حم التفسير من أنس.
2 حديث القزع ثبت عن ابن عمر - رضي الله عنه -رواه خ77- كتاب اللباس 72- باب القزع حديث 5920 من طريق عبيد الله بن حفص عن عمر بن نافع عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن القزع؟ قال عبيد الله قلت: "وما القزع؟ " فأشار لنا عبيد الله إذا حلق الصبي وترك هاهنا شعرة وهاهنا وها هنا فأشار لنا عبيد الله إلى ناصيته وجانبي رأسه، م 37- كتاب اللباس 31- باب كراهة القزع حديث 113 وذكر التفسير من قول نافع، ن 8/113، 159 بدون تفسير، د 27- كتاب الترجل 14- باب في الذؤابة حديث 4193، 4194، جه 32- كتاب اللباس 38- باب النهي عن القزع حديث 3637، 3638 وذكر التفسير ولم يبين المفسر، حم 2/39، وذكر التفسير من قول عبيد الله بن عمر، 55 وذكر التفسير ولم يذكر المفسر.
3 النفخ: المراد به النفخ في الصور للصعق ثم للبعث يوم القيامة.?
4 البعث إخراج الناس من قبورهم للحساب والجزاء في الآخرة.
5 حديث الغرة في خ85- كتاب الفرائض 11- باب ميراث المرأة للزوج مع الولد حديث 6740، 87- كتاب الديات 24- باب العاقلة حديث 6904، م 28- كتاب القسامة 11- باب دية الجنين حديث 34، 35، 36، د 33- كتاب الديات 21- باب دية الجنين حديث 4576، ت 14- ديات 51- باب ما جاء في دية الجنين حديث 1410، 30- كتاب الفرائض 19- باب ما جاء أن الأموال للورثة والعقل على العصبة حديث 2111، ن 7/43 كلهم من حديث أبي هريرة.
وخ 87- كتاب الديات 25- باب جنين المرأة حديث 6905.
م 28- كتاب القسامة 11- باب دية الجنين حديث 37.
د 33- كتاب لديات 21- باب دية الجنين 4570.
ت 14- كتاب الديات 21- باب دية الجنين حديث 1411.
ن 7/43- 44 كلهم من حديث المغيرة بن شعبة.
د 33- كتاب الديات 15- باب دية الجنين حديث 7574 من حديث ابن عباس وقد فسرت الغرة في هذه الأحاديث بعبد أو أمة.
قال الحافظ في الفتح 12/249: "وقيل المرفوع من الحديث قوله بغرة وأما قوله: عبد أو أمة فشك من الراوي في المراد بها".(2/818)
والأمر في ذلك سهل لأنه إن ثبت رفعه فذاك وإلا فالراوي أعرف بتفسير ما روى من غيره.
فأما ما وقع في المتن من كلام الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - مدرجا في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد ذكرنا أمثلته.
وربما وقع الحكم بالإدراج في حديث ويكون ذلك اللفظ المدرج ثابتا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن من رواية أخرى كما في حديث أبي موسى: "إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم ويظهر فيها الهرج، والهرج القتل".
فصله بعض الحفاظ من الرواة وبين أن قوله: "والهرج القتل من كلام أبي موسى"1.
ومع ذلك، فقد ثبت تفسيره بذلك من وجه آخر مرفوعا في حديث
__________
1 في خ 92 كتاب الفتن 5 باب ظهور الفتن حديث 7063، 7064، 7065، 7066 وفي الأخيرين "قال أبو موسى: والهرج القتل بلسان الحبشة".
وفي م 47- كتاب العلم 5- باب رفع العلم وقبضه حديث 10، ت 34- كتاب الفتن 31- باب ما جاء في الهرج والعبادة فيه حديث 2200 وفيه قالوا: "يا رسول الله! ما الهرج" قال: "القتل"، جه 36- كتاب الفتن 26- باب ذهاب العلم والقرآن حديث 4051 وفيه قالوا: "يا رسول الله وما الهرج؟ " قال: "القتل"، حم 4/392، 405 وفي الأخير قالوا: "يا رسول اله وما الهرج؟ " قال: "القتل".(2/819)
سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم عن أبي هريرة1 - رضي الله عنه -.
ومثل ذلك حديث أسبغوا الوضوء. كما سيأتي2 إن شاء الله تعالى.
وأما/ (ر150/أ) ما وقع من كلام التابعين، فمن بعدهم، فمنه حديث عد الأسماء الحسنى فيما رواه الترمذي3، واستغربه من/ (?161/أ) طريق الوليد بن مسلم، عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
فإن الحديث الصحيح4 من طريق شعبة5 عن أبي الزناد دون ذكر الأسماء.
__________
1 حديث سالم عن أبي هريرة في خ 3 كتاب العلم حديث 85 والأمر فيه كما قال الحافظ ثم قد جاء تفسيره في حديث أبي هريرة عن غير واحد ففي م من طريق سهيل عن أبي هريرة في 52 كتاب الفتن 14 باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما.
حديث 18 وفيه قالوا: يا رسول الله ما الهرج؟ قال: القتل. وفي د 29 كتاب الفتن حديث 4255 جاء التفسير مرفوعا من طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وفي جه 36 كتاب الفتن 25 باب أشراط الساعة حديث 4042 جاء التفسير مرفوعا من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة.
2 ص824.
3 49- كتاب الدعوات 83- باب الحديث 3507 وجه 10- كتاب الدعاء حديث 3861 وفيه ذكر الأسماء الحسنى من غير طريق الوليد وقال الترمذي بعد أن عد الأسماء الحسنى: هذا حديث غريب.
4 خ 54- كتاب الشروط 18- باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا حديث 2736، 97- كتاب التوحيد 12- باب إن لله مائة اسم إلا واحدا حديث 7392 في الموضعين من طريق شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا 80- كتاب الدعوات 68- باب لله مائة اسم غير واحد حديث 6410 من طريق سفيان عن أبي الزناد به، م 48- كتاب الذكر 2- باب في أسماء الله تعالى حديث 5 من طريق سفيان عن أبي الزناد به، 6 من طريق ابن سيرين وهمام بن منبه عن أبي هريرة، وجه 34- كتاب الدعاء 10- باب أسماء الله الحسنى حديث 3861.
5 هكذا شعبة في جميع النسخ ولعل الصواب شعيب لأني لم أجد ذكرا لشعبة في أي طريق من طرق هذا الحديث وإنما فيها شعيب.(2/820)
فأما سياق الأسماء فيقال: إنها مدرجة في الخبر من كلام الوليد بن مسلم1 كما ذكرت ذلك بشواهده في الكتاب الذي جمعته فيه.
[ما أدرج في الحديث من كلام بعض التابعين:]
وأما ما أدرج من كلام بعض التابعين أو من بعدهم في كلام الصحابة/ (ب327) - رضي الله عنه - فمنه حديث2 سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في قصة مرضه بمكة واستئذان النبي - صلى الله عليه وسلم - في الوصية، وفيه:
لكن البائس سعد بن خولة - يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن مات بمكة فإن قوله: "يرثي له.." إلى آخره من كلام الزهري أدرج في الخبر إذ رواه عن عامر بن سعد، عن أبيه3.
وكذلك حديث عائشة - رضي الله تعالى عنها - الذي رواه مسلم4 من
__________
1 يرد عليه أن ابن ماجة قد رواه من طريق هشام بن عمار عن عبد الملك بن محمد الصنعاني عن أبي المنذر زهير بن محمد عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا.
وعبد الملك بن محمد لين الحديث كما قال الحافظ ومع ذلك فهو وارد على ما يفهم من كلام الحافظ أن الوليد تفرد به.
2 حديث سعد هذا في خ 23- كتاب الجنائز 36- باب رثاء النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن خولة حديث 1295، 63- كتاب مناقب الأنصار 49- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - اللهم امض لأصحابي هجرتهم حديث 3936، 64- كتاب المغازي حديث 4409، م 25- كتاب الوصية 1- باب الوصية بالثلث حديث 5، ت 31- وصايا 1- باب ما جاء في الوصية بالثلث حديث 2116، ط 37- كتاب الوصية - باب الوصية بالثلث حديث 4. قال الحافظ في الفتح 3/165: "وأفاد أبو داود الطيالسي في روايته لهذا الحديث عن إبراهيم بن سعد عن الزهري أن القائل: "يرثي له ... " إلخ هو الزهري ويؤيده أن هاشم بن هاشم وسعد بن إبراهيم رويا هذا الحديث عن عامر بن سعد فلم يذكرا ذلك فيه".
3 هنا انتهت نسخة (ي) وفي آخر الصفحة كلمة "كذلك" التي تشير إلى بداية الصفحة التي بعدها.
4 13- كتاب الصيام 27- باب قضاء الصيام عن الميت حديث 151 من طريق زهير قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عائشة ثم رواه من طريق ابن جريج عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد وفيه "وقال: فظننت أن ذلك لمكانها من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوله يحيى".(2/821)
طريق زهير وغيره عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي سلمة عنها - رضي الله عنها - قالت: "كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان للشغل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن قوله: "للشغل ... " إلى آخره من كلام يحيى بن سعيد.
كذلك رواه عبد الرزاق في مصنفه1 عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد وقال في آخره: "فظننت: أن ذلك لمكانها من النبي - صلى الله عليه وسلم - يحيى بن سعيد يقوله".
ورواه عبد الرزاق2عن الثوري بدون الزيادة التي في آخره.
وكذا هو في مسلم3 من رواية ابن عيينة وعبد الوهاب الثقفي/ (150/ب) .
ومنه أيضا حديث مالك عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة4 عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
__________
1 4/245- 246 عقب حديث 7676 وقوله هذا في مسلم كما قدمناه قريبا وفات الحافظ أنه في مسلم.
2 المصنف 4/246 حديث 7677.
3 13- كتاب الصيام 26- باب قضاء رمضان عقب حديث 151، وقال مسلم عقبه: "ولم يذكرا في الحديث الشغل برسول الله - صلى الله عليه وسلم -". والحديث أيضا في خ 30- كتاب الصوم 40- باب متى يقضى قضاء رمضان حديث 1950 وفي آخره قال يحيى: الشغل من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.
4 هو: عمارة - بضم أوله والتخفيف - ابن أكيمة - بالتصغير - الليثي أبو الوليد، المدني وقيل اسمه عمار أو عمرو أو عامر، ثقة من الثالثة، مات سنة 101/ز4.تقريب 2/49، الكاشف 2/301.(2/822)
"إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة جهر فيها بالقراءة فلما انصرف - صلى الله عليه وسلم - قال: "هل جهر معي أحد منكم؟ " فقال رجل منهم: "نعم! أنا يا رسول الله". قال - صلى الله عليه وسلم -: "إني أقول: ما لي أنازع القرآن".
فانتهى الناس عن القراءة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما جهر فيه من الصلوات1.
بين محمد بن يحيى الذهلي2 وغيره3 من الحفاظ أن قوله: "فانتهى الناس ... " إلى آخره من كلام الزهري أدرج في الخبر.
__________
1 ط 3- كتاب الصلاة 10- باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر فيه حديث 44، ن 2/108- 109، ت أبواب الصلاة 233- باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر الإمام بالقراءة حديث 312، حم 2/240 من طريق سفيان عن الزهري وقال عقب الحديث قال معمر عن الزهري: فانتهى الناس عن القراءة فيما يجهر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال سفيان خفيت علي هذه الكلمة.
2 انظر د 1/518 والسنن الكبرى للبيهقي 2/157- 158.
3 منهم الترمذي إذ قال عقب حديث 312 السابق: "وروى بعض أصحاب الزهري هذا الحديث وذكروا هذا الحرف: قال: قال الزهري: فانتهى الناس عن القراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهم أبو داود إذ روى هذا الحديث في 2- كتاب الصلاة 136 باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب حديث 827 وقال عقبه: "وقال ابن السرح في حديثه قال معمر عن الزهري قال أبو هريرة: "فانتهى الناس ... " ورواه الأوزاعي عن الزهري قال فيه: قال الزهري: "فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرأون معه فيما يجهر به - صلى الله عليه وسلم -" قال أبو داود: سمعت محمد بن يحيى بن فارس قال: قوله "فانتهى الناس ... " من كلام الزهري. وانظر هامش ت 2/120 تعليق أحمد شاكر والتلخيص الحبير 1/231.(2/823)
[الإدراج في أول الخبر:]
وأما ما وقع من الإدراج في أول الخبر فقد ذكر/ (?161/ب) شيخنا1 مثاله وهو قول أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -: "أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار"2.
على أن قوله: "أسبغوا الوضوء" قد ثبت من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث عبد الله بن عمرو في "الصحيح"3.
وفتشت ما جمعه الخطيب في المدرج ومقدار ما زدت عليه منه فلم أجد له مثالا آخر إلا ما جاء في بعض طرق حديث بسرة الآتي من رواية محمد بن دينار، عن هشام بن حسان.
__________
1 التقييد والإيضاح 128 حيث قال: "فمثال المدرج في أوله ما رواه الخطيب بإسناده من رواية أبي قطن وشبابة فرقهما عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار". قال الخطيب: وهم أبو قطن عمرو بن الهيثم وشبابة بن سوار في روايتهما هذا الحديث عن شعبة على ما سقناه وذلك أن قوله: "أسبغوا الوضوء" من كلام أبي هريرة وقوله: "ويل للأعقاب من النار" من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وقد رواه أبو داود الطيالسي ووهب بن جرير وآدم بن أبي إياس وعاصم بن علي وعلي بن الجعد وغندر وهشيم ويزيد بن زريع والنضر بن شميل ووكيع وعيسى بن يونس ومعاذ بن معاذ كلهم عن شعبة وجعلوا الكلام الأول من قول أبي هريرة والكلام الثاني مرفوعا.
2 بحثت عن رواية أبي قطن وشبابة في كثير من الكتب منها العلل لابن أبي حاتم والعلل للدارقطني فلم أجدها إلا في المدرج إلى المدرج ل 1/أوقد جاء هذا الجزء مفصولا في خ 4- كتاب الوضوء 29- باب غسل الأعقاب حديث 165 من طريق آدم بن أبي إياس عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا وم 2- كتاب الطهارة 9- باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما حديث 29 من طريق وكيع عن شعبة به بلفظ "فقال: أسبغوا الوضوء فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ويل للعراقيب من النار".
3 م 2- كتاب الطهارة 9- باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما حديث 97، ن 1/66، 76، جه 1- كتاب الطهارة 55- باب غسل العراقيب حديث 450 بلفظ "ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء".(2/824)
[الإدراج في وسط الحديث:]
وأما ما وقع في وسطه، فقد نقل شيخنا1عن ابن دقيق العيد أنه ضعف الحكم بالإدراج على مثل ذلك.
وقد وقع منه قول الزهري: "والتحنث: التعبد"2 في حديثه عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - في بدء الوحي في قولها فيه: "وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد ... " إلى آخر الحديث بطوله فإن قوله:"وهو التعبد" من كلام الزهري أدرج في الحديث من غير تمييز/ (151/أ) كما أوضحته في الشرح3.
وكذلك حديث إبراهيم بن علي التميمي4 عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر - وهو غير محرم فقيل له: إن
__________
1 التقييد والإيضاح ص130.
2 1- كتاب بدء الوحي حديث 3، 65- كتاب التفسير حديث 1 من تفسير سورة 96 {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، 91- كتاب تعبير الرؤيا - باب 1 حديث 6982، م 1- كتاب الإيمان 73- باب بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث 252 حم 6/233.
3 فتح الباري 1/23 حيث قال على قوله "وهو التعبد": "هذا مدرج في الخبر وهو من تفسير الزهري كما جزم به الطيبِي ولم يذكر دليله، نعم في رواية المؤلف من طريق يونس عنه في التفسير ما يدل على الإدراج" وقال في الفتح 8/717 في التفسير لما أشار على قوله في الحديث: "قال والتحنث التعبد" هذا ظاهر في الإدراج إذ لو كان من بقية كلام عائشة لجاء فيه قالت وهو محتمل أن يكون من كلام عروة أو من دونه.
4 في الميزان للذهبي 1/50 "إبراهيم بن علي الغزي أو المعتزلي عن مالك حدث عنه بالكوفة ضعفه الدارقطني روى عنه محمد بن الحسن بن جعفر الخلال، عن مالك، عن الزهري، عن أنس كان ابن خطل يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشعر". فلعله هذا الذي ذكره الحافظ.(2/825)
ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوه" فإن قوله: "وهو غير محرم" من كلام الزهري1 أدرجه هذا الراوي في الخبر.
وقد رواه أصحاب الموطأ بدون هذه الزيادة، وبين بعضهم2 أنها كلام الزهري.
ومن ذلك حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطيرة شرك، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل"
رواه الترمذي3 من طريق وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم، عن زر بن حبيش عن عبد الله فذكره.
قال: "هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سلمة وقد رواه شعبة عن سلمة".
__________
1 الحديث في الشمائل للترمذي ص125 وقال عقبه: قال ابن شهاب وبلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يومئذ محرما.
وفي خ 64- كتاب المغازي حديث 4286 وقال في آخره قال مالك: "ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم -فيما نرى - والله أعلم - يومئذ محرما". وهذا يجعلنا لا نجزم بأنه من قول الزهري بل هو متردد بين أن يكون من قوله أو من قول مالك. هذا وقد حاء الحديث خاليا من هذا الإدراج في خ 28- كتاب جزاء الصيد 17- باب لبس السلاح للمحرم حديث 1846، 56- كتاب الجهاد 169- باب قتل الأسير حديث 3044، م 15- كتاب الحج 84- باب جواز دخول مكة بغير إحرام حديث 450، ط 20 كتاب الحج 81- باب جامع الحج حديث 247، ت 24- كتاب الجهاد 18- باب ما جاء في المغفر حديث 1693، ن 5/ 158، 159.
2 منهم ابن وهب روى حديثه الترمذي في الشمائل ص125 وبين أنها من كلام الزهري. أما البخاري فرواه عن يحيى بن قزعة عن مالك وذكر أنها من قول مالك.
3 22- كتاب السير 47- باب ما جاء في الطيرة حديث 1614، جه 31- كتاب الطب 43- باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة حديث 3538، د 22- كتاب الطب 24- باب الطيرة حديث 3910.(2/826)
قال: "وسمعت محمدا1 يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا "وما منا إلا": هذا عندي من قول ابن مسعود - رضي الله عنه -2.
قلت:/ (?162/أ) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده3 عن شعبة مثل حديث وكيع ورواه علي بن الجعد وغندر وحجاج بن محمد ووهب بن جرير والنضر بن شميل وجماعة عن شعبة فلم يذكروا فيه "وما منا إلا".
وهكذا رواه إسحاق بن راهويه عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري.
قلت: والحكم على هذه الجملة بالإدراج متعين وهو يشبه (ما قدمناه) 4 في المدرك الأول للإدراج وهو ما لا يجوز أن يضاف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لاستحالة/ (ر151/ب) أن يضاف إليه شيء من الشرك.
ومن ذلك حديث فضالة بن عبيد سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -يقول:
"أنا زعيم - والزعيم الحميل - ببيت في ربض الجنة لمن آمن بي وهاجر ... " 5 الحديث.
أشار ابن حبان6 إلى أن قوله: "والزعيم الحميل" مدرج ومن ذلك
__________
1 يعني البخاري.
2 قاله الترمذي عقب الحديث المذكور رقم 1614.
3 انظر منحة المعبود ترتيب مسند الطيالسي أبي داود 1/348.
4 في (?) و (ب) "أولا ما قدمناه" وفي (ر) قد طمست هذه الجملة فلم تظهر لي وأثبتناه على الوجه الذي تراه لأن الكلام لا يستقيم إلا عليه.
5 الحديث في ن 6/8.
6 انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7/ل28- 29 إسناده وإسناد النسائي إلى ابن وهب قال أخبرني أبو هانئ عن عمر بن مالك الجنبي أنه سمع فضالة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أنا زعيم، والزعيم الحميل لمن آمن بي وهاجر ببيت في ربض الجنة وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت ربض في الجنة وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلا غرف الجنة ... " الحديث.
قال أبو حاتم: "الزعيم لغة أهل المدينة والحميل لغة أهل مصر والكفيل لغة أهل العراق ويشبه أن تكون هذه اللفظة الزعيم الحميل من قول ابن وهب".(2/827)
قوله - في حديث عكرمة عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -: في صفة نزول الوحي: "تنزل الملائكة في العنان - والعنان السحاب ... " الحديث1 فإن قوله: "والعنان السحاب" مدرج.
وكذا قوله: في حديث لقيط بن صبرة2 في قصة وفادته3.
قال فيه: "فأتينا بقناع/ (ب330) من رطب - والقناع الطبق ... " الحديث.
فقوله: "والقناع الطبق" مدرج في الخبر.
وقد ذكرت شواهد ذلك جميعه في الكتاب المذكور.
وعلى هذا فتضعيف ابن دقيق العيد للحكم بذلك فيه نظر فإنه إذا ثبت بطريقه أن ذلك من كلام بعض الرواة لا مانع4 من الحكم عليه بالإدراج.
وفي الجملة إذا قام الدليل على إدراج جملة معينة بحيث يغلب على الظن
__________
1 لم أجد هذا الحديث لا عن عكرمة ولا غيره عن أبي هريرة وإنما وجدته من حديث عائشة والعباس وهو في خ، د، جه وقد نص الحافظ في فتح الباري 6/309 في كلامه على حديث عائشة وفيه "والعنان السحاب" أنه مدرج.
2 لقيط بن صبرة - بفتح المهملة وكسر الموحدة - صحابي مشهور وهو أبو رزين العقيلي ويقال: أنهما اثنان/بخ 4. تقريب 2/138، الإصابة 3/113.
3 هذه القصة رواها د 1- كتاب الطهارة 55- باب الاستنثار حديث 142 قال: كنت وافدا بني المنتفق أو في وفد بني المنتفق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم نصادفه في منزله وصادفنا عائشة أم المؤمنين قال: قال فأمرت لنا بخزيرة فصنعت لنا قال: وأتينا بقناع والقناع الطبق فيه التمر ... " الحديث وفيه طول. وقد أخرجه الترمذي برقم 38 مقتصرا على تخليل الأصابع، وجه في الطهارة برقم 407 مختصرا.
4 في كل النسخ لا يتابع والصواب ما أثبتناه والسياق يؤيده.(2/828)
ذلك فسواء كان في الأول أو الوسط أو الآخر، فإن سبب ذلك الاختصار من بعض الرواة بحذف أداة التفسير أو التفصيل فيجيء من بعده فيرويه مدمج من غير تفصيل فيقع ذلك.
فقد روينا في كتاب الصلاة لأبي حاتم ابن حبان قال: "ثنا عمر بن محمد الهمداني قال: ثنا أبو بكر الأثرم1 قال: قال أبو عبد الله: أحمد بن حنبل كان وكيع يقول في الحديث - يعني كذا وكذا - وربما حذف2 يعني وذكر التفسير في الحديث.
وكذا كان الزهري يفسر الأحاديث كثيرا وربما أسقط أداة التفسير فكان بعض أقرانه ربما3 يقول له: افصل كلامك/ (ر152/أ) من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ذكرت كثيرا من هذه الحكايات وكثيرا من أمثلة ذلك في الكتاب المذكور، واسمه "تقريب المنهج بترتيب المدرج" أعان الله على تكميله وتبييضه إنه على كل شيء قدير.
تنبيه:
استدرك شيخنا4 على الخطيب قوله: "إن عبد الحميد بن جعفر تفرد عن هشام بزيادة (ذكر الأنثيين والرفغين)
__________
1 هو: أحمد بن محمد بن هانئ الإسكاف الطائي الأثرم (أبو بكر) محدث فقيه صاحب أحمد بن حنبل له من الكتب السنن والتاريخ والعلل توفي سنة 261?.
تذكرة الحفاظ 2/570- 571، معجم المؤلفين 2/ 167.
2 في جميع النسخ "خرج" والصواب ما أثبتناه.
3 في جميع النسخ "إنما" وقد كتب ناسخ (ر) فوق كلمة إنما "ربما" وهو الأولى.
4 انظر التقييد والإيضاح ص130.(2/829)
في حديث بسرة بأن يزيد بن زريع رواه أيضا عن أيوب1 وهو كما قال إلا أنه مدرج - أيضا -.
والذي أدرجه هو أبو كامل الجحدري راويه عن يزيد.
وقد خالفه عبيد الله بن عمر القواريري وأبو الأشعث أحمد بن المقدام وأحمد بن عبيد الله العنبري2 وغير واحد فرووه عن يزيد بن زريع مفصولا.
ولفظ الدارقطني من طريق أبي الأشعث3 عن بسرة أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من مس ذكره فليتوضأ" قال فكان عروة يقول: "إذا مس رفغه أو أنثييه أو ذكره فليتوضأ".
وذكر شيخنا4 أن الدارقطني5 زاد فيه ذكر الأنثيين من رواية ابن جريج - أيضا - عن هشام وهو كما قال، إلا أنه مدرج - أيضا - كما بينه الدارقطني، وكذا أخرجه الطبراني من رواية ابن جريج. وله طريقان آخران عن هشام بن عروة مدرجان يستدرك بهما على الخطيب أيضا.
__________
1 في (ب) "الإثنتين والأربعين" وفي (?) الرفقين والصواب ما أثبتناه. ورواية عبد الحميد هذه في السنن للدارقطني 1/148، العلل له 5/ل201 وقال الدارقطني عقبه في السنن: "ووهم في ذكر الأنثيين والرفغ وإدراجه ذلك في حديث بسرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والمحفوظ أن ذلك من قول عروة، كذلك رواه الثقات عن هشام منهم: أيوب وحماد بن زيد وغيرهما.
2 انظر روايتهما في سنن الدارقطني 1/148 ثم إن الدارقطني ذكر بعد الجزء المرفوع أن عروة كان يقول: "إذا مس رفغيه أو أنثييه أو ذكره فليتوضأ" من طريق أبي الأشعث عن أيوب ومن طريق حماد بن زيد كلاهما عن هشام عن عروة وكذا بين الدارقطني هذا الإدراج في كتابه العلل 5/ل201 من طريق ابن أبي الزياد عن هشام بن عروة قال عروة: "إذا مس أحدكم ذكره أو رفغه أو أنثييه أو فرجه فلا يصلي حتى يتوضأ".
3 انظر روايتهما في سنن الدارقطني 1/148 ثم إن الدارقطني ذكر بعد الجزء المرفوع أن عروة كان يقول: "إذا مس رفغيه أو أنثييه أو ذكره فليتوضأ" من طريق أبي الأشعث عن أيوب ومن طريق حماد بن زيد كلاهما عن هشام عن عروة وكذا بين الدارقطني هذا الإدراج في كتابه العلل 5/ل201 من طريق ابن أبي الزياد عن هشام بن عروة قال عروة: "إذا مس أحدكم ذكره أو رفغه أو أنثييه أو فرجه فلا يصلي حتى يتوضأ".
4 التقييد والإيضاح ص130.
5 السنن 1/148.(2/830)
أحدهما: من طريق محمد بن دينار1 عن هشام عن أبيه عن بسرة - رضي الله عنها -قالت: قال2 رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مس رفغيه أو أنثييه أو ذكره، فلا يصلي حتى يتوضأ".
ثانيهما: رواه ابن شاهين في كتاب الأبواب عن ابن أبي داود ويحيى بن صاعد قالا: ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الأعلى ثنا هشام بن حسان3 ثنا هشام بن عروة عن أبيه فذكر الحديث: "إذا مس أحدكم ذكره أو أنثييه فليعد الوضوء".
وسيأتي لفظه في النوع الثاني والعشرين إن شاء الله تعالى، ومما يدل على أنه لم يتقنه4 أن ابن شاهين رواه أيضا عن البغوي (?) عن الدقيقي، عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان عن هشام بن عروة بلفظ:
__________
1 محمد بن دينار الأزدي ثم الطاحي - بمهملتين - أبو بكر ابن أبي فرات البصري، صدوق سيء الحفظ رمي بالقدر وتغير قبل موته من الثامنة/د ت. تقريب 2/160) وروايته في العلل للدارقطني 5/ل196/أ.
2 في كل النسخ "قيل يا رسول الله" وهو خطأ يأباه السياق كما ترى.
3 هشام بن حسان الأزدي مولاهم الحافظ عن الحسن وابن سيرين وعنه القطان وأبو عاصم الأنصاري/ع مات سنة 148. الكاشف 3/221، التقريب 2/318 وروايته هذه في العلل للدارقطني 5/201/أمن طريق عبد الله بن بزيع عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة وله رواية أخرى خالية من الإدراج من طريق يزيد بن هارون عنه عن هشام بن عروة به. العلل للدارقطني نفس اللوحة ورواية (ج) ثالثة في نفس اللوحة خالية من الإدراج من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عمار بن عمر عنه بإسناده.
4 في (ب) : "لم ينفه" وفي (?) "لم ينفيه" والمثبت من (ر) وهو الصواب.(2/831)
"إذا مس أحدكم ذكره أو قال فرجه أو قال أنثييه فليتوضأ". فتردده يدل على أنه ما ضبطه.
وقد فصله حماد بن زيد وأيوب وغير واحد عن هشام، واقتصر على المرفوع منه فقط وشعبة والثوري وتمام عشرين من الحفاظ. كما بينته في الكتاب المذكور1 ولله الحمد.
ومن أمثلته أيضا حديث: "ما عزت النية في الحديث إلا لشرفه" رواه الخطيب2 من طريق شبل بن عباد عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا وبين أنه لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو من كلام يزيد بن هارون دخل لبعض الرواة فيه إسناد في إسناد.
قلت: وأما مدرج الإسناد فهو على خمسة أقسام:
أحدها: أن يكون المتن مختلف الإسناد بالنسبة إلى أفراد رواته، فيرويه راو واحد عنهم، فيحمل بعض رواياتهم على بعض ولا يميز بينها.
ثانيها: أن يكون المتن عند الراوي له/ (ر153/أ) بالإسناد إلا طرفا منه فإنه عنده بإسناد آخر، فيرويه بعضهم عنه تاما بالإسناد الأول.
ثالثها: أن يكون متنان مختلفي الإسناد، فيدرج بعض الرواة شيئا من أحدهما في الآخر، ولا يكون ذلك الشيء من رواية ذلك الراوي، ومن هذه الحيثية، فارق القسم الذي قبله.
وهذه الأقسام الثلاثة قد ذكرها ابن الصلاح3.
__________
1 يعني كتابه تقريب المنهج وترتيب المدرج كما قد بينه الدارقطني وأطال النفس فيه بذكر جميع رواته واختلافاتهم. انظر كتابه العلل 5/ل195/ب، ل210/أ.
2 لعله في كتابه الخاص بالمدرج.
3 مقدمة ابن الصلاح ص78- 88.(2/832)
(وذكر مثلها عن حميد عن أنس - رضي الله تعالى عنه -) 1.
إلا أن الأول قد يقع فيه إيهام وصل مرسل أو إيصال منقطع.
مثاله: ما رواه عثمان بن عمر2 عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي3 وعبد الله بن حلام4 عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من بيت سودة رضي الله عنها فإذا امرأة على الطريق قد تشوفت ترجو أن يتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -...." الحديث.
وفيه: "إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه/ (?163/ب) ، فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها".
فظاهر هذا السياق يوهم أن أبا إسحاق رواه عن أبي عبد الرحمن وعبد الله بن حلام جميعا عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه.
وليس كذلك، وإنما/ (ب333) رواه أبو إسحاق، عن أبي عبد الرحمن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا وعن أبي إسحاق5 عن عبد الله بن حلام،
__________
1 ما بين القوسين هكذا في جميع النسخ ولكني رجعت إلى مقدمة ابن الصلاح فوجدته قد مثل لكل الأقسام وليس فيها أي مثال عن حميد عن أنس بينما العبارة تفيد أن الأمثلة كلها عن حميد عن أنس ولعل قوله حميد عن أنس سبق قلم والله أعلم.
2 عثمان بن عمر بن فارس العبدي، بصري، أصله من بخارى، ثقة قيل كان يحيى بن سعيد لا يرضاه، من التاسعة مات سنة 209. تقريب 2/13، تهذيب التهذيب 7/142.
3 أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة - بفتح الموحدة وتشديد الياء - الكوفي المقرئ مشهور بكنيته ولأبيه صحبة، ثقة ثبت من الثانية مات بعد السبعين/ع. تقريب 1/408، الكاشف 2/79.
4 عبد الله بن حلام روى عن عبد الله بن مسعود روى عنه أبو إسحاق الهمداني سمعت أبي يقول ذلك. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/قسم3/40، وفي ميزان الاعتدال 2/412 روى عن ابن مسعود مرفوعا: "إني رأيت امرأة فأعجبتني ... " الحديث رواه أبو إسحاق عنه وبعضهم وقفه لا يكاد يعرف.
5 كذا في جميع النسخ.(2/833)
عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - متصلا بينه عبيد الله بن موسى وقبيصة1 ومعاوية بن هشام عن الثوري متصلا.
رابعها: أن يكون المتن عند الراوي إلا طرفا منه فإنه لم يسمعه من شيخه فيه وإنما سمعه من واسطة بينه وبين شيخه، فيدرجه بعض الرواة عنه فلا تفصيل.
وهذا مما يشترك2 فيه الإدراج والتدليس.
مثال ذلك حديث إسماعيل بن جعفر3، عن حميد عن أنس - رضي الله تعالى عنه - في قصة العرنيين وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: "لو خرجتم إلى إبلنا فشربتم من ألبانها وأبوالها" 4. ولفظة: "وأبوالها" إنما سمعها حميد من قتادة عن أنس - رضي الله تعالى عنه -.
بيّنه يزيد بن هارون ومحمد بن أبي عدي5 ومروان بن معاوية وآخرون6.
__________
1 رواية قبيصة في دي 2/70 عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن حلام عن عبد الله بن مسعود قال: "رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة فأعجبته فأتى سودة وهي تصنع طيبا وعندها نساء فأخلينه فقضى حاجته، ثم قال: "أيما رجل رأى امرأة تعجبه فليقم إلى أهله فإن معها مثل الذي معها".
2 من (ر) و (?) و (ب) "يشرك".
3 إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي، أبو إسحاق القارئ، ثقة ثبت من الثامنة، مات سنة 180/ع. تقريب 1/68، الكاشف 1/121.
4 رواية إسماعيل هذه في ن 7/88، وانظر تحفة الأشراف 1/178.
5 رواية بن أبي عدي هذه في ن 7/88، حم 3/107، 305.
6 منهم خالد بن الحارث الهجيمي البصري وروايته في ن 7/88 عن حميد عن أنس وفيها: "وقال قتادة: وأبوالها".
ومنهم: عبد الله بن بكر عن حميد أيضا وروايته في شرح معاني الآثار للطحاوي 1/107 وفيها بعد رواية الحديث قال: "وذكر قتادة أنه قد حفظ عنه أبوالها".(2/834)
كلهم يقول فيه: "فشربتم من ألبانها" قال حميد: قال قتادة عن أنس رضي الله عنه "وأبوالها". فرواية إسماعيل على هذا فيها إدراج وتسوية1 والله أعلم.
خامسها: أن لا يذكر المحدث متن الحديث، بل يسوق إسناده فقط، ثم يقطعه قاطع فيذكر كلاما فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد.
ومثاله: في قصة ثابت بن موسى الزاهد2 مع شريك القاضي كما مثل به ابن الصلاح لشبه الوضع3، وجزم ابن حبان4 بأنه من المدرج.
__________
1 في قول الحافظ هذا نظر وذلك أن عبد الوهاب الثقفي وابن وهب عن عبد الله بن عمر وغيره وهشيم قد تابعوا إسماعيل بن جعفر في حميد فرووا عنه لفظة "وأبوالها" بدون فصل فلم يذكروا عن حميد قال قتادة: "وأبوالها".
أما رواية عبد الوهاب ففي جه 20 كتاب الحدود 20 باب من حارب وسعى في الأرض فسادا حديث 2587 ولفظها: "لو خرجتم إلى ذود لنا له فشربتم من ألبانها وأبوالها".
وأما رواية ابن وهب عن عبد الله بن عمر وغيره عن حميد، ففي ن 7/87 ولفظها: "فبعثهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذود له فشربوا من ألبانها وأبوالها".
وأما رواية هشيم فهي عن عبد العزيز بن صهيب وحميد الطويل وهي في م 28 كتاب القسامة حديث 9 ولفظها "إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها".
كل هذه الروايات ليس فيها فصل وهذا مما يبعد إسماعيل بن جعفر عن وصمة التدليس والإدراج والظاهر أن هذا من تصرف حميد، فكان والله أعلم تارة يروي الحديث ولا يبين ما سمعه بواسطة قتادة وأخرى يبين ويفصل بين ما سمعه من أنس مباشرة وما سمعه بواسطة قتادة فحدث كل من أصحابه بما سمع.
2 ثابت بن موسى بن عبد الرحمن بن سلمة الضبي، أبو يزيد الكوفي الضرير العابد ضعيف الحديث، من العاشرة مات سنة 229/ق. تقريب 1/117.
3 مقدمة ابن الصلاح ص90 ذكره في النوع الحادي والعشرين معرفة الموضوع قال: "وربما غلط غالط فوقع في شبه الوضع من غير تعمد كما وقع لثابت بن موسى الزاهد في حديث: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار" أخرج حديثه هذا جه 5 كتاب إقامة الصلاة 174 باب ما جاء في قيام الليل حديث 1333، العلل لابن أبي حاتم 1/74 وقال عقبه: "والحديث موضوع".
4 انظر كتاب المجروحين 1/207.(2/835)
هذه أقسام المدرج الإسناد، والطرق إلى معرفة كونه مدرجا أن تأتي رواية مفصلة للرواية المدرجة وتتقوى الرواية المفصلة، بأن يرويه بعض الرواة مقتصرا على إحدى الجملتين كما روى أحمد من طريق روح بن عبادة1، عن شعبة عن قتادة عن مطرف2 عن عائشة رضي الله عنها قالت/ (ب334) : "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح/ (ح164/أ) قدوس رب الملائكة والروح"3.
ورواه أيضا عن سليمان بن حرب4 وعفان بن مسلم5 عن شعبة فبين أن قوله: "وسجوده" سمعه شعبة من هشام عن قتادة.
ورواه أيضا عن بهز بن أسد عن شعبة عن قتادة فلم يذكر سجوده6.
وهكذا رواه جماعة عن شعبة مقتصرين على ذكر الركوع وهم: يزيد بن
__________
1 روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي أبو محمد البصري ثقة فاضل له تصانيف من التاسعة مات سنة 205/ع. تقريب 1/253، الكاشف 1/313.
2 مطرف بن عبد الله بن الشخير - بكسر المعجمة وتشديد الخاء - العامري أبو عبد الله البصري، ثقة فاضل من الثانية مات سنة 95/ع. تقريب 1/253، الكاشف 3/150.
3 حديث روح بن عبادة في حم 6/244 مكررا وفيه ذكر الركوع فقط.
4 حديثهما في حم 6/115 وفيه: "كان يقول في ركوعه سبوح قدوس" لكن قال عقبه قال شعبة حدثني هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن مطرف عن عائشة أنها قالت: "في ركوعه وسجوده".
5 حديثهما في حم 6/115 وفيه: "كان يقول في ركوعه سبوح قدوس" لكن قال عقبه قال شعبة حدثني هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن مطرف عن عائشة أنها قالت: "في ركوعه وسجوده".
6 حم 6/176 والأمر كما قال الحافظ وحم 6/94 وفيه الركوع والسجود.(2/836)
زريع، والنضر بن شميل، وابن أبي عدي1، وخالد بن الحارث2، ويحيى بن سعيد3، وغيرهم.
قلت: رواه مسلم4 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة وهشام جميعا عن قتادة ولم يذكر لفظه، لكنه عطفه على حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، وحديث سعيد فيه ذكر الركوع - أيضا - فلم يقع التفصيل في رواية مسلم كما ينبغي5.
وهذا مثال القسم الرابع الذي ذكرناه - أيضا - والله سبحانه وتعالى الموفق.
__________
1 رواية ابن أبي عدي ويحيى في ن 2/178 وفيه "كان يقول في ركوعه وسجوده".
2 رواية خالد في ن 2/149 وفيها "كان يقول في ركوعه" كما قال الحافظ.
3 رواية ابن أبي عدي ويحيى في ن 2/178 وفيه "كان يقول في ركوعه وسجوده".
4 4- كتاب الصلاة 42- باب ما يقال في الركوع والسجود حديث 223 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن مطرف عن عائشة وفيه "كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس"، وحديث 224 من طريق أبي داود عن شعبة وهشام ولم يسق لفظه ولكنه قال: بهذا الحديث.
5 يرى الحافظ أنه كان ينبغي لمسلم أن يبين أن في رواية شعبة ذكر الركوع فقط وأن رواية هشام مشتملة على الركوع والسجود.(2/837)
النوع الحادي والعشرون: الموضوع
117- قوله (ص) : "وهو المختلق المصنوع"1.
قلت: هذا تفسير بحسب الاصطلاح، وأما من حيث اللغة، فقد قال أبو الخطاب ابن دحية: "الموضوع: الملصق، وضع فلان على فلان كذا: أي ألصقه به".
وهو - أيضا - الحط2 والإسقاط.
والأول أليق بهذه الحيثية، - والله أعلم -.
118- قوله (ص) : "اعلم أن الحديث الموضوع شر الأحاديث الضعيفة"3.
هذه العبارة سبقه إليها الخطابي واستنكرت، لأن الموضوع ليس من الحديث النبوي، إذ أفعل4 التفضيل إنما يضاف إلى بعضه، ويمكن الجواب بأنه أراد بالحديث القدر المشترك، وهو ما يحدث به.
وقوله: "إنه شر الأحاديث الضعيفة" تقدم ما فيه في قسم/ (ب335) الضعيف5.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص89.
2 هذه الكلمة جاءت في (?) و (ب) بلفظ "الخط" بالخاء المعجمة وفي (ر) الخطأ بالخاء المعجمة والصواب ما أثبتناه. انظر القاموس 3/94 مادة وضع.
3 مقدمة ابن الصلاح ص89.
4 في كل النسخ "فعل" والصواب ما أثبتناه كما هو معروف.
5 انظر ص494.(2/838)
119- قوله (ص) : "ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه ... "1 إلى آخره.
يدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين" 2.
ويرى - مضبوطة بضم الياء - بمعنى/ (?164/ب) يظن.
وفي "الكاذبين" روايتان:
إحداهما: بفتح الباء على إرادة التثنية.
والأخرى: بكسرها على صيغة الجمع.
وكفى بهذه الجملة وعيدا شديدا في حق من روى الحديث فيظن أنه كذب فضلا عن أن يتحقق ذلك ولا يبينه، لأنه/ (ر154/ب) - صلى الله عليه وسلم - جعل المحدث بذلك مشاركا لكاذبه في وضعه، وقال مسلم في مقدمة صحيحه: "اعلم أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها وثقات الناقلين لها من المتهمين أن لا يروي إلا ما عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه، وأن يتقي منها ما كان عن أهل التهم والمعاندين من أهل البدع". وكلامه موافق لما دل عليه الحديث المذكور.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص89 وتمامه "بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يحتمل صدقها في الباطن حيث جاز روايتها في الترغيب والترهيب".
2 مقدمة صحيح مسلم ص9 وأسنده مسلم لسمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة والحديث في ت 42- كتاب العلم 9- باب فيمن روى حديثا وهو يرى أنه كذب حديث 2662 عن المغيرة بن شعبة ثم رواه معلقا عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة مرفوعا، جه المقدمة حديث 38 عن علي، 39 عن سمرة، 40 عن علي، 41 عن المغيرة، حم 5/14، 20 من حديث سمرة.(2/839)
وقول ابن الصلاح1: "بخلاف الأحاديث الضعيفة التي يحتمل2 صدقها في الباطن".
يريد جعل احتمال صدقها قيدا في جواز العمل بها.
لكن هل يشترط في هذا الاحتمال أن يكون قويا بحيث يفوق احتمال كذبها أو يساويه أو لا؟
هذا محل نظر، والذي يظهر من كلام مسلم ربما دل عليه الحديث المتقدم، بأن احتمال الصدق إذا كان احتمالا ضعيفا أنه لا يعتد به.
وقال الترمذي3: "سألت أبا محمد (يعني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي) عن هذا الحديث (يعني حديث سمرة المذكور) فقلت له: "من روى حديثا وهو يعلم أن إسناده خطأ أيخاف أن يكون دخل في هذا الحديث وإذا روى الناس حديثا مرسلا فأسنده بعضهم أو قلب إسناده؟ "
فقال: "لا، إنما معنى هذا الحديث إذا روى الرجل حديثا ولا يعرف لذلك الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصلا فحدث فأخاف أن يكون دخل في هذا الحديث".
56- قوله (ع) 4: "وقد استشكل ابن دقيق العيد الحكم على الحديث بالوضع بإقرار من ادعى أنه وضعه، لأن فيه عملا بقوله بعد اعترافه على نفسه بالوضع" فقال في الاقتراح5:
"هذا كاف في رده ليس بقاطع ... " إلى آخره.
قلت/ (ر155/أ) : كلام ابن دقيق العيد ظاهر في أنه لا يستشكل الحكم لأن
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص89.
2 في جميع النسخ "يحمل" والتصويب من مقدمة ابن الصلاح.
3 السنن 5/37 عقب حديث 2662 السابق.
4 التقييد والإيضاح ص131.
5 الاقتراح ل10/ب) .(2/840)
الأحكام لا يشترط فيها القطعيات ولم يقل أحد/ (?165/أ) أنه يقطع بكون الحديث موضوعا بمجرد الإقرار، إلا أن إقرار الواضع بأنه وضع يقتضي موجب الحكم العمل بقوله، وإنما نفى ابن دقيق العيد القطع بكون الحديث موضوعا بمجرد إقرار الراوي بأنه وضعه فقط، فلم يعترض لتعليل ذلك ولم يعلل بأنه يلزم العمل بقوله بعد اعترافه، لأنه لا مانع من العمل بذلك، لأن اعترافه بذلك يوجب ثبوت فسقه وثبوت فسقه لا يمنع العمل بموجب إقراره كالقاتل - مثلا - إذا اعترف بالقتل عمدا من غير تأويل، فإن ذلك يوجب فسقه ومع ذلك فنقتله عملا بموجب إقراره مع احتمال كونه في باطن الأمر كاذبا في ذلك الإقرار بعينه.
ولهذا حكم الفقهاء على من أقر بأنه شهد الزور بمقتضى اعترافه.
وهذا كله مع التجرد، أما إذا انضم إلى ذلك قرائن تقتضي صدقه في ذلك الإقرار كمن روى عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - حديث الأعمال بالنيات، فإنا نقطع1 بأنه ليس من رواية مالك ولا نافع ولا ابن عمر مع ترددنا في كون الراوي له على هذه الصورة كذب أو غلط فإذا أقر أنه غلط لم نرتب في ذلك، ولا سيما إن كان إخباره لنا بذلك بعد توبته.
وقد حكى مهنا بن يحيى أنه سأل أحمد عن حديث إبراهيم بن موسى المروزي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - رفعه "العلم فريضة على كل مسلم".
فقال أحمد: "هذا كذب"2.
يعني بهذا الإسناد.
ثم إن شيخنا - رضي الله عنه - مثل لقول ابن الصلاح: "أو ما يتنزل منزلة إقراره"3.
__________
1 وهذا القطع لا يحصل إلا لأئمة الحديث الذين يتمتعون بالاطلاع الواسع على معرفة متون الأحاديث وطرقها.
2 انظر ميزان الاعتدال 1/69.
3 مقدمة ابن الصلاح ص89.(2/841)
بما إذا حدث محدث عن شيخ، ثم ذكر أن مولده في تأريخ يعلم تأخره، عن وفاة ذلك الشيخ1 ولم يتعقبه بما تعقبه به الأول2 والاحتمال يجري فيه كما يجري في الأول سواء، فيجوز أن يكذب في تاريخ مولده بل يجوز أن يغلط في التأريخ ويكون في نفس الأمر صادقا".
والأولى أن يمثل لذلك بما رواه البيهقي في المدخل بسنده الصحيح أنهم اختلفوا بحضور أحمد بن عبد الله3 الجويباري4 في/ (?165/ب) سماع الحسن من أبي هريرة - رضي الله عنه - فروى لهم حديثا بسنده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: "سمع الحسن من أبي هريرة - رضي الله عنه -"5.
وأن يمثل بالتأريخ لقول ابن الصلاح: "أو من قرينة حال الراوي".
وقد استشكل بعضهم الحكم على الحديث بالوضع لركاكة لفظه. ولم يتعرض شيخنا له، فأفردته كما سيأتي.
102- قوله (ص) 6: "وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروي".
__________
1 التقييد والإيضاح ص133.
2 يعني بالأول اعتراف الواضع على نفسه بالوضع.
3 في (?) و (ر) "عبيد الله" والتصويب من الميزان للذهبي وكتاب المجروحين لابن حبان.
4 أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى العبسي أبو علي الجويباري من أهل هراة، دجال من الدجاجلة يروي عن وكيع وابن عيينة وغيرهما من الثقات ويضع عليهم ما لم يحدثوا وقد روى عن هؤلاء الأئمة ألوف حديث ما حدثوا بشيء منها كان يضعها عليهم. كتاب المجروحين لابن حبان 1/142، وميزان الاعتدال للذهبي 1/106- 108.
5 انظر ميزان الاعتدال للذهبي 1/108 وقد نسبه إلى البيهقي عن شيخه الحاكم. قلت عمل الجويباري هذا من أصرح أنواع الكذب وأسخفها.
6 مقدمة ابن الصلاح ص89.(2/842)
قلت: هذا الثاني هو الغالب، وأما الأول فنادر.
قال ابن دقيق العيد1: "وكثيرا ما يحكمون بذلك باعتبار يرجع إلى المروي وألفاظ الحديث".
وحاصله يرجع/ (ب338) إلى أنه حصلت لهم بكثرة محاولة ألفاظ النبي - صلى الله عليه وسلم - هيئة نفسانية وملكة يعرفون بها ما يجوز أن يكون من ألفاظه وما لا يجوز كما سئل بعضهم كيف يعرف أن الشيخ كذاب قال: "إذا روى لا تأكلوا القرعة حتى تذبحوها علمت أنه كذاب". ثم مثل لقرينة حال الراوي بقصة غياث بن إبراهيم2 مع المهدي.
وهذا أولى من التسوية بينهما، فإن معرفة الوضع من قرينة حال المروي أكبر من قرينة حال الراوي.
ومن جملة القرائن الدالة على الوضع: الإفراط3 بالوعيد الشديد على الأمر اليسير أو بالوعد العظيم على الفعل اليسير4/ (ر156/أ) وهذا كثير موجود في حديث
__________
1 الاقتراح ل10/ب.
2 غياث بن إبراهيم كنيته أبو عبد الرحمن من أهل الكوفة كان يضع الحديث على الثقات ويأتي بالمعضلات عن الأثبات، روى عن العراقيين، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. كتاب المجروحين لابن حبان 2/200، وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال 3/337.
وقصته كما حكاها ابن حبان في كتاب المجروحين 1/66 قال: "فأما هذا النوع (يعني من يضع الحديث عند الحوادث يضعها للملوك وغيرهم) فهو كغياث بن إبراهيم حيث أدخل على المهدي، وكان المهدي يشتري الحمام ويشتهيها كثيرا ويلعب بها فلما دخل غياث على المهدي إذا قدامه حمام ... فقال: "لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر أو جناح" فأمر له المهدي ببدرة فلما قام قال: "أشهد على قفاك أنه قفا كذاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ثم قال المهدي: "أنا حملته على ذلك" ثم أمر بالحمام فذبح". وانظر القصة في كتاب الموضوعات لابن الجوزي 1/42.
3 في جميع النسخ "أن الإفراط" وواضح أنه لا داعي لكلمة "أن".
4 انظر - مثلا - حكاية القصاص الذي روى قصة نحو عشرين ورقة بحضرة الإمامين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في كتاب الموضوعات لابن الجوزي 1/46 وأولها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال لا إله إلا الله خلق الله كل كلمة منها طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان ... " فسأله يحيى بن معين عمن حدثه بها فقال: "أحمد بن حنبل ويحيى بن معين" فقال يحيى: "أنا يحيى وهذا أحمد ما سمعنا بهذا قط ... " فقال: "لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما تحققته إلا الساعة ... كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين".(2/843)
القصاص والطرقية1، والله أعلم.
121- قوله (ص) : "وقد وضعت أحاديث يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها"، انتهى.
اعترض عليه بأن ركاكة اللفظ لا تدل على الوضع حيث جوزت الرواية بالمعنى. نعم إن صرح الراوي بأن هذا صيغة لفظ الحديث وكانت تخل بالفصاحة أو لا وجه لها في الإعراب دل على2 ذلك.
والذي يظهر أن المؤلف (لم يقصد ركاكة اللفظ) 3 وحده تدل كما تدل ركاكة المعنى، بل ظاهر كلامه أن الذي يدل هو مجموع الأمرين: ركاكة اللفظ والمعنى معا.
لكن يرد عليه أنه ربما كان اللفظ فصيحا والمعنى/ (?166/أ) ركيكا إلا أن ذلك يندر وجوده، ولا يدل بمجرده على الوضع بخلاف اجتماعهما تبعا للقاضي أبي بكر الباقلاني.
وقد روى الخطيب4 وغيره من طريق الربيع بن خثيم5 التابعي الجليل
__________
1 نقل الصنعاني هذا الكلام في توضيح الأفكار 2/94 من قوله: "وهذا الثاني هو الغالب" إلى هنا.
2 كلمة "على" ليست موجودة في كل النسخ إلا أنها مكتوبة في هامش (ر) ثم في النص الذي نقله الصنعاني في توضيح الأفكار.
3 في كل النسخ "لم يفصل وركاكة اللفظ" فأثبتُّ ما تراه ليستقيم الكلام.
4 الكفاية ص605.
5 الربيع بن خثيم - بضم المعجمة وفتح المثلثة - بن عائذ بن عبد الله الثوري أبو عبد الله الكوفي، ثقة عابد مخضرم من الثانية، مات سنة 61 أو 63/خ م قد س ق.
تقريب 1/244، الكاشف 1/304. هذا وفي كل النسخ "ابن خيثم" بتقديم الياء وهو خطأ.(2/844)
قال: إن للحديث ضوءا كضوء النهار يعرف، وظلمة كظلمة الليل تنكر1.
تنبيه:
أخل المصنف بذكر أشياء ذكرها غيره مما يدل على الوضع من غير إقرار الواضع.
[دلائل الوضع:]
منها جعل الأصوليين من دلائل الوضع أن يخالف العقل ولا يقبل تأويلا، لأنه لا يجوز أن يرد الشرع بما ينافي مقتضى العقل.
وقد حكى الخطيب هذا في أول كتابه الكفاية2 تبعا للقاضي أبي بكر الباقلاني وأقره. فإنه قسم الأخبار إلى ثلاثة أقسام:
1- ما يعرف صحته.
2- وما يعلم فساده.
3- وما يتردد بينهما.
ومثل للثاني بما تدفع العقول صحته بموضوعها والأدلة المنصوصة فيها نحو الإخبار عن قدم الأجسام وما أشبه ذلك.
ويلتحق به ما يدفعه الحس والمشاهدة كالخبر عن الجميع بين/ (ر156/ب) الضدين وقول الإنسان: أنا الآن طائر في الهواء أو أن مكة لا وجود لها في الخارج.
ومنها: أن يكون خبرا عن أمر جسيم كحصر العدو للحاج عن البيت، ثم لا ينقله منهم إلا واحد؛ لأن العادة جارية بتظاهر الأخبار في مثل ذلك.
__________
1 نقل الصنعاني هذا النص في توضيح الأفكار 2/94 من قول الحافظ "اعترض عليه بأن ركاكة اللفظ.." إلى هنا.
2 ص17.(2/845)
ومنها: ما يصرح بتكذيب راويه جمع كثير يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب أو تقليد بعضهم بعضا.
ومنها: أن يكون مناقضا لنص الكتاب أو السنة المتواترة أو الإجماع القطعي.
ومنها: أن يكون فيما يلزم المكلفين عمله وقطع العذر فيه فينفرد به واحد، وفي تقييده السنة المتواترة، احتراز من غير المتواترة فقد أخطأ من حكم بالوضع بمجرد مخالفة السنة مطلقا وأكثر من ذلك الجوزقاني في (كتاب الأباطيل) له.
وهذا لا يأتي إلا حيث لا يمكن الجمع بوجه من الوجوه/ (?166/ب) أما مع إمكان الجمع، فلا كما زعم بعضهم أن الحديث الذي رواه الترمذي1 وحسنه من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -: "لا يؤمن عبد قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم فإن فعل فقد خانهم" موضوع؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد صح عنه أنه كان يقول: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب" وغير ذلك/ (ب340) ، لأنا نقول يمكن حمله على ما لم يشرع للمصلي من الأدعية؛ لأن الإمام والمأموم يشتركان فيه بخلاف ما لم يؤثر.
وكما زعم ابن حبان في صحيحه2 أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لست كأحدكم إني أطعم وأسقى" دل على أن الأخبار التي فيها أنه كان يضع الحجر على بطنه من الجوع باطلة.
__________
1 265 باب ما جاء في كراهية أن يخص الإمام نفسه بالدعاء حديث 357 قال الترمذي عقبه: "وفي الباب عن أبي هريرة وأبي أمامة قال أبو عيسى حديث ثوبان حديث حسن".
ورواه أحمد 1/280، وأبو داود 1/34، وابن ماجه 1/110، 153، 154.
2 انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 5/ل213 قال بعد أن روى أحاديث في النهي عن الوصال وفيها: "إني لست كأحدكم إني أطعم وأسقى" ثم قال: "هذا الخبر دليل على أن الأخبار التي فيها ذكر وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجر على بطنه كلها أباطيل وإنما معناها الحجز لا الحجر والحجز طرف الإزار ... ".(2/846)
وقد رد عليه ذلك الحافظ ضياء الدين فشفى وكفى.
ومنها ما ذكره الإمام فخر الدين الرازي أن الخبر إذا روي في زمان قد استقرت فيه الأخبار، فإذا فتش عنه فلم يوجد في/ (ر157/أ) بطون الكتب، ولا في صدور الرجال علم بطلانه.
وأما في عصر الصحابة رضي الله عنهم حين لم تكن الأخبار استقرت فإنه يجوز أن يروي أحدهم ما لا يوجد عند غيره1.
قال العلائي: "وهذا إنما يقوم به (أي بالتفتيش عليه) الحافظ الكبير الذي قد أحاط حفظه بجميع الحديث أو بمعظمه كالإمام أحمد وعلي بن المديني ويحيى بن معين ومن بعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة.
ومن دونهم كالنسائي، ثم الدارقطني؛ لأن2 المأخذ3 الذي يحكم به4 غالبا على الحديث بأنه موضوع إنما هي الملكة النفسانية الناشئة عن جمع الطرق والاطلاع على غالب المروي في البلدان المتنائية بحيث يعرف بذلك ما هو من حديث الرواة مما ليس من حديثهم وأما من لم يصل إلى هذه المرتبة فكيف يقضي بعدم وجدانه للحديث بأنه موضوع، هذا ما يأباه تصرفهم5 6/ (?167/أ) فالله أعلم.
122- قوله (ص) : "ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر الموضوعات في نحو مجلدين ... "7 إلخ.
__________
1 انظر شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول القرافي ص355- 356.
2 في (ب) "كأن".
3 في (ر) و (ب) "المآخذ" بالجمع والصواب ما أثبتناه من (?) .
4 في جميع النسخ "بها" والصواب ما أثبتناه لأن الضمير عائد إلى "الذي".
5 نقل الصنعاني هذا الكلام في توضيح الأفكار 2/96 من قوله: "تنبيه" إلى هنا.
6 كذا بالفاء في جميع النسخ.
7 مقدمة ابن الصلاح ص89 وتمامه: "فأودع فيها كثيرا مما لا دليل على وضعه".(2/847)
قال شيخنا في شرح منظومته1: "عنى ابن الصلاح بذلك أبا الفرج ابن الجوزي".
وقال العلائي: "دخلت على ابن الجوزي الآفة من التوسع في الحكم بالوضع لأن مستنده2 في غالب ذلك بضعف3 راويه".
قلت: وقد يعتمد على غيره من الأئمة في الحكم على بعض الأحاديث بتفرد بعض الرواة الساقطين بها، ويكون كلامهم محمولا على قيد أن تفرده إنما هو من ذلك الوجه، ويكون المتن قد روي من وجه آخر لم يطلع هو عليه أو لم يستحضره حالة التصنيف4، فدخل عليه الدخيل من هذه الجهة وغيرها.
فذكر في كتابه الحديث المنكر والضعيف الذي/ (ر157/ب) يحتمل في الترغيب والترهيب وقليل من الأحاديث الحسان.
كحديث صلاة التسبيح5.
__________
1 1/262.
2 في (?) "مسنده".
3 كذا بالباء في كل النسخ.
4 في (ب) "التضعيف".
5 حديث صلاة التسبيح أورده ابن الجوزي في الموضوعات من عدة طرق (2/43، 46) من حديث العباس بن عبد المطلب ومن حديث عبد الله بن عباس ومن حديث أبي رافع ولفظه من حديث العباس: "يا عم ألا أهب لك، ألا أعطيك، ألا أمنحك. قال: أربع ركعات إذا قلت فيهن ما أعلمك غفر لك: تبدأ فتكبر ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ثم تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشر مرة، فإذا ركعت فقل مثل ذلك عشر مرات فإذا قلت سمع الله لمن حمده قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا سجدت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك من السجود قلت مثل ذلك عشر مرات قبل أن تقوم ثم افعل في الركعة الثانية مثل ذلك.." الحديث. ثم قال ابن الجوزي: هذه الطرق كلها لا تثبت.
أما الطريق الأول: (يعني طريق حديث العباس) ففيه صدقة بن يزيد الخرساني قال أحمد: "حديثه ضعيف". وقال البخاري: "منكر الحديث". وقال ابن حبان: "حدث عن الثقات بالأشياء المعضلات لا يجوز الاشتغال بحديثه عنه الاحتجاج به".
وأما الطريق الثاني: (يعني طريق حديث ابن عباس) فإن موسى بن عبد العزيز مجهول عندنا.
وأما الطريق الثالث: (يعني طريق حديث أبي رافع) ففيه موسى بن عبيدة قال أحمد: "لا تحل عندي الرواية عنه وقال يحيى ليس بشيء. ثم ساقه من طريق أخرى موقوفة ومرفوعة وطعن فيها والحديث رواه د 2 كتاب الصلاة 303 باب صلاة التسبيح حديث 1267، جه 5 كتاب الإقامة الصلاة 190 باب ما جاء في صلاة التسبيح حديث 1387 كلاهما من حديث ابن عباس وفي إسناده موسى بن عبد العزيز السالف الذكر وقد قال ابن الجوزي: إنه مجهول لكن الحافظ قال فيه صدوق سيء الحفظ.
وقال الذهبي في الميزان: "ولم يذكره أحد في الضعفاء أبدا ولكن ما هو بالحجة". وقال ابن معين: "لا أرى به بأسا" وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال ابن حبان: "ربما أخطأ". وقال أبو الفضل السختياني: "منكر الحديث". وقال ابن المديني: "ضعيف" قلت - القائل الذهبي -: حديثه من المنكرات لاسيما والحكم بن أبان أيضا ليس بالثبت". ورواة ت أبواب الصلاة 350 باب ما جاء في صلاة التسبيح حديث 482، جه 5 كتاب الإقامة 190 باب ما جاء في صلاة التسبيح حديث 1386 كلاهما من حديث أبي رافع، وفي إسناده موسى بن عبيدة السابق الذكر.(2/848)
وكحديث قراءة أية الكرسي دبر الصلاة، فإنه صحيح رواه النسائي1 وصححه ابن حبان وليس في كتاب ابن الجوزي من هذا الضرب سوى أحاديث قليلة جدا.
__________
1 في اليوم والليلة انظر تحفة الأشراف 4/180، والنكت الظراف على تحفة الأشراف بهامش تحفة الأشراف 4/181 من حديث أبي أمامة وأورده ابن الجوزي في كتابه الموضوعات 1/243 من حديث علي - رضي الله عنه - وفي إسناده نهشل بن سعيد قال ابن الجوزي: "كذبه أبو داود الطيالسي وابن راهوية" وقال الرازي والنسائي: "هو متروك". ولفظ حديث علي: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت". ثم أورده ابن الجوزي من حديث جابر من طريقين؛ الأولى فيها إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التميمي قال ابن عدي: "هذا حديث باطل لا يرويه عن ابن جريج إلا إسماعيل وكان يحدث عن الثقاة الأباطيل". وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الثقات". وقال أبو الفتح الأزدي: "ركن من أركان الكذب". والثانية قال فيها ابن الجوزي: "وهذا الطريق فيه مجاهيل وأحدهم سرقه من الطريق الأول ثم رواه من حديث أبي أمامة" وقال: "قال الدارقطني: غريب من حديث الألهاني (يعني محمد بن زياد الألهاني) تفرد به محمد بن حمير عنه قال يعقوب بن سفيان ليس بالقوي". وقال أبو حاتم: "لا يحتج به". وقال الحافظ في محمد بن حمير: "إنه صدوق". التقريب 2/156 وعد الذهبي في الميزان هذا الحديث في غرائبه، انظر الميزان 3/532. ففي تصحيح الحافظ له نظر بل هو ضعيف في نظري من طريق أبي أمامة وحديثا جابر وعلي رضي الله عنهما لا يصلحان للاعتبار ولا ينهضان لجبران حديث أبي أمامة كما ترى خصوصا وأن لفظ حديث جابر يختلف تماما عن لفظ حديث أبي أمامة وعلي.(2/849)
وأما من مطلق الضعف فيفه كثير من الأحاديث.
نعم أكثر الكتاب موضوع وقد أفردت لذلك تصنيفا أشير إلى مقاصده. فمما فيه من الأحاديث الصحيحة أو الحسنة حديث صلاة التسبيح وقراءة آية الكرسي كما تقدم وحديث ... 1.
ولابن/ (?167/ب) الجوزي كتاب آخر أسماه (العلل المتناهية) 2 في الأحاديث الواهية أوردة فيه كثيرا من الأحاديث الموضوعة.
كما أورد في كتابه الموضوعات كثيرا من الأحاديث الواهية.
وفاته من كل النوعين قدر ما كتب في كل منها أو كثيرا والله الموفق.
[أصناف الوضاعين الزنادقة:]
123- قوله (ص) : "والواضعون للحديث أصناف"3.
قلت لم يبن ذلك وسائقهم إلى ذلك والهاجم عليه منهم.
__________
1 هنا بياض في كل النسخ وفي هامش (ر) "بياض في الأم" وفي هامش (?) "وكتب في الأصل يرجع في العرضة". وفي هامش (ب) "وجدت في الأصل - الكلام الآتي -: قد كان في المنقول عنه كذا بياض في الأصل قدر أحد عشر سطرا".
2 مخطوط يوجد منه مصورة في مكتبة مكة بمكة المكرمة، وصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وقد طبع الكتاب في باكستان.
3 مقدمة ابن الصلاح 90.(2/850)
أولا: الزنادقة1 حملهم على وضعها الاستخفاف بالدين كمحمد بن سعيد المصلوب2، والحارث الكذاب3 الذي ادعى النبوة، والمغيرة بن سعيد الكوفي4 وغيرهم.
حتى قال حماد بن زيد: "وضعت الزنادقة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة عشر ألف حديث" رواه العقيلي5.
من بلايا محمد بن سعيد الدالة على زندقته روايته: "أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله"6.
[أصحاب الأهواء:]
الصنف الثاني: أصحاب الأهواء كالخوارج والروافض ومن عمل بعملهم من متعصبي المذاهب كما روى ابن أبي حاتم في مقدمة كتابه الجرح والتعديل7
__________
1 انظر كتاب المجروحين لابن حبان 1/62- 63، والموضوعات لابن الجوزي 1/37، تنزيه الشريعة لابن عراق 1/11.
2 محمد بن سعيد الدمشقي الشامي المصلوب في الزندقة، قال البخاري: "ترك حديثه". وقال النسائي وغيره: "كذاب". المغني للذهبي 2/585، وانظر ترجمته في كتاب المجروحين لابن حبان 2/247- 249، الموضوعات لابن الجوزي 1/279.
3 الحارث بن سعيد الكذاب المتنبي، صلبه عبد الملك بن مروان، لم يرو شيئا.
ميزان الاعتدال 1/434.
4 مغيرة بن سعيد في عصر التابعين حرقوه بالنار على زندقته، حكى عنه الأعمش أنه قال: "كان علي قادر على إحياء الموتى". المغني في الضعفاء للذهبي 2/672، الميزان للذهبي 4/160- 163.
5 في كتابه الضعفاء 1/ل4/أ، وانظر الكفاية ص431. لكنه قال: "اثني عشرة ألف حديث".
6 الموضوعات لابن الجوزي 1/279، المغني في الضعفاء للذهبي 2/585.
7 لم أجد هذا الكلام في مقدمة الجرح والتعديل وإنما وجدت في كتاب المجروحين لأبي حاتم ابن حبان 1/72 قريبا من هذا اللفظ، ونقله ابن الجوزي في كتابه الموضوعات 1/38 بإسناده إلى ابن حبان كما نقل ابن الجوزي بإسناده إلى عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة قال: "سمعت شيخا من الخوارج تاب ورجع وهو يقول: إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا".(2/851)
عن شيخ من الخوارج أنه كان يقول بعدما تاب: "انظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا".
ومن خفي ذلك ما حكاه ابن عدي1 أن محمد بن شجاع الثلجي2 كان يضع الأحاديث التي ظاهرها التجسيم وينسبها إلى أهل الحديث بقصد الشناعة عليهم لما بينه وبينهم من العداوة المذهبية. وقال أبو العباس القرطبي صاحب المفهم: "استجاز بعض فقهاء أصحاب الرأي نسبة الحكم الذي القياس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسبة قولية. فيقول في ذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا، ولهذا ترى كتبهم مشحونة بأحاديث تشهد متونها بأنها موضوعة، لأنها تشبه فتاوى الفقهاء ولأنهم ل يقيمون لها سندا."
[من رق دينه:]
الصنف الثالث: من حمله الشره ومحبة الظهور على الوضع من رق دينه من المحدثين فيجعل/ (هـ168/أ) بعضهم للحديث3 الضعيف إسنادا صحيحا مشهورا كمن يدعي سماع من لم يسمع. وهذا داخل في قسم المقلوب.
[من حمله التدين الناشئ عن الجهل:]
الصنف الرابع/ (ر158/ب) : من حمله التدين الناشئ/ عن الجهل وقد ذكره المصنف وتعلقوا4 بشبه5 باطلة.
__________
1 الكامل ق/أل108.
2 محمد بن شجاع بن الثلجي الفقيه البغدادي الحنفي كان ينال من أحمد والشافعي. قال زكريا الساجي: "محمد بن شجاع كذاب احتال في إبطال الحديث نصرة للرأي". ميزان الاعتدال (3/577- 578) .
3 في جميع النسخ للإسناد وهو خطأ.
4 في (?) "تعلق".
5 في (ب) "بسبهة".(2/852)
الشبهة الأولى: أن الحديث الوارد في وعيد من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ورد في رجل معين ذهب إلى قوم وادعى أنه رسول1 رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم2 يحكم في دمائهم وأموالهم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر بقتله3 وقال هذا الحديث.
والجواب عن هذه الشبهة أن السبب المذكور لم يثبت إسناده، ولو ثبت لم يكن لهم فيه متمسك؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
الشبهة الثانية: أن هذا الحديث في حق من كذب على نبينا يقصد به عيبه أو شين الإسلام.
وتعلقوا لذلك بما روي عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده بين عيني جهنم" قال: فشق ذلك على أصحابه رضي الله عنهم حتى عرف في وجوههم، وقالوا يا رسول الله قلت هذا ونحن نسمع منك الحديث فنزيد وننقص ونقدم ونؤخر فقال - صلى
__________
1 كلمة "رسول" سقطت من (?) .
2 كلمة "إليهم" سقطت من (ب) .
3 عزاه محقق تنزيه الشريعة 1/12 بالهامش إلى الطبراني في الأوسط. وإلى ابن عدي في الكامل. وانظر مجمع الزوائد 1/145 وعزاه إلى الطبراني في الكبير ثم قال: "وفيه أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف واهي الحديث". وهو من رواية محمد بن الحنفية عن رجل من أسلم صحب النبي - صلى الله عليه وسلم -ومن حديث ابن عمر وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في الأوسط ومن حديث بريدة. انظر الموضوعات لابن الجوزي 1/55.(2/853)
الله عليه وسلم -: "لم أعن ذلك، ولكن عنيت من كذب علي يريد عيبي وشين الإسلام" 1.
قال الحاكم: "هذا الحديث باطل وفي إسناده محمد بن الفضل بن عطية2 اتفقوا على تكذيبه وقال صالح جزرة: "كان يضع الحديث"3.
وقد تجاسر أبو جعفر محمد بن عبد الله الفاتني السلمي فزعم أنه رأى مناما طويلا ساقه في نحو من كراس وفيه قلت: "يا رسول الله فهذه الأخبار التي وضعوها عليك قال: "من تعمد علي كذبا يريد به إصلاحا لأمتي أو فع لهم درجة في الآخرة، فأنا أرحم الخلق به فلا أخاصمه وأشفع له والله أرحم مني, ومن قصد بذلك الكذب وإفساد أمتي وإبطال حقهم, فأنا خصمه ولا أشفع له" انتهى.
وهو كلام في غاية السقوط, إنما أوردته لئلا يغتر به لأنني رأيته في كلام العلامة مغلطاي أورده وقال ينظر فيه.
الشبهة الثالثة: قال الكرامية أو من قال منهم: "إذا كان الكذب في الترغيب والترهيب، فهو كذب للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا عليه".
وهو4 جهل منهم باللسان، لأنه كذب عليه في وضع الأحكام فإن
__________
1 مجمع الزوائد 1/147-148 وعزاه إلى الطبراني في الكبير 8/155 وانظر الموضوعات لابن الجوزي 1/95.
2 انظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم جـ4/ق1/56، تاريخ بغداد 3/150) وقال الهيثمي بعد أن ساق حديث أبي أمامة: "ورواه عن الأحوص محمد بن الفضل بن عطية ضعيف". ?
3 المدخل إلى الصحيح ل4.
4 في (ر/أ) "وهذا".(2/854)
المندوب قسم منها، وتضمن ذلك الإخبار عن الله تعالى في الوعد على ذلك العمل بذلك الثواب.
الشبهة الرابعة: قالوا: ورد في بعض الطرق من حديث ابن مسعود1 والبراء بن عازب2 وغيرهما3 - رضي الله عنهم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: "من كذب علي متعمدا ليضل الناس فليتبوأ مقعده من النار".
قالوا: فلتحمل الروايات المطلقة على الروايات المقيدة كما تعين حمل الروايات المطلقة على المقيدة بالتعمد.
والجواب أن قوله: "ليضل الناس".
اتفق أئمة الحديث على أنها زيادة ضعيفة.
وأقوى طرقها ما رواه الحاكم4 وضعفه من طريق يونس بن بكير5 عن الأعمش عن طلحة بن مصرف6، عن عمرو بن شرحبيل7، عن ابن مسعود8 - رضي الله عنه -.
__________
1 حديث ابن مسعود في مجمع الزوائد 1/144 وعزاه للبزار.
2 حديث البراء في الموضوعات لابن الجوزي 1/96.
3 من حديث جابر وابن عمر، انظر الموضوعات لابن الجوزي 1/96- 97.
4 في المدخل إلى الصحيح ل4/ب.
5 في جميع النسخ "بكر" بدون ياء والصواب ما أثبتناه. وهو يونس بن بكير بن واصل الشيباني أبو بكر الجمال، الكوفي صدوق يخطئ من التاسعة مات سنة 199/خت م د ت ز ق. تقريب 2/384، ميزان الاعتدال 4/474.
6 ابن مصرف بن عمرو بن كعب اليامي - بالتحتانية - الكوفي ثقة قارئ فاضل من الخامسة مات سنة 112 أو بعدها/ع. تقريب 1/380، الكاشف 2/45.
7 عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة الكوفي، ثقة عابد مخضرم مات سنة 63/خ م د ت س. تقريب 2/83، الكاشف 2/331.
8 حديث ابن مسعود هذا ذكره ابن الجوزي في الموضوعات 1/97.(2/855)
قال: "وهم يونس في موضعين".
أحدهما: أنه أسقط بين طلحة وعمرو رجلا وهو أبو عمار.
الثاني: أنه وصله بذكر ابن مسعود - رضي الله عنه - وإنما هو مرسل1. وعلى تقدير قبول هذه الزيادة، فلا تعلق بها لهم، ولأن لها وجهين صحيحين:
أحدهما: أن اللام في قوله: "ليضل" ليست للتعليل، وإنما هي لام العاقبة كما في قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً} 2 وهم لم يلتقطوه لقصد ذلك.
وثانيهما: أن اللام للتأكيد ولا مفهوم لها كما في قوله عز وجل: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} 3.
لأن افتراء الكذب على الله تعالى محرم مطلقا سواء قصد به الإضلال أو لم يقصده، والله تعالى أعلم.
الصنف الخامس: أصحاب/ (?169/أ) الأغراض الدنيوية كالقصاص4 والسؤال في الطرقات وأصحاب الأمراء5 وأمثلة ذلك كثيرة.
الصنف السادس: من لم يتعمد الوضع كمن يغلط فيضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام بعض الصحابة رضي الله عنهم أو غيرهم كما أشار إليه المصنف6 في قصة ثابت بن موسى.
__________
1 نقل ابن الجوزي هذين الوجهين عن الحاكم في الموضوعات 1/97.
2 الآية 8 من سورة القصص.
3 سورة الأنعام 144.
4 كالقصة التي ذكرناها في ص834 التي قالها ذلك القصاص بين يدي أحمد وابن معين.
5 كقصة غياث بن إبراهيم مع الخليفة المهدي.
6 مقدمة ابن الصلاح ص90.(2/856)
وكمن1 ابتلي بمن يدس في حديثه ما ليس منه كما وقع ذلك لحماد بن سلمة مع ربيبه2 وكما وقع لسفيان بن وكيع3 مع وراقه ولعبد الله بن صالح كاتب الليث مع جاره4 ولجماعة من الشيوخ المصريين في ذلك العصر مع خالد بن نجيح المدائني5.
وكمن تدخل عليه آفة6 في حفظه أو في كتابه أو في نظره فيروي ما ليس في حديثه غالطا.
قال العلائي: "فأشد7 الأصناف ضررا أهل الزهد كما قال ابن الصلاح8 وكذا المتفقهة الذين استجازوا نسبة ما دل عليه القياس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وأما باقي9 الأصناف كالزنادقة، فالأمر فيهم أسهل لأن كون تلك
__________
1 في جميع النسخ "فمن" فأثبتنا ما تراه ليستقيم الكلام.
2 هو ابن أبي العوجاء كان يدس في كتاب حماد أحاديث. الموضوعات لابن الجوزي 1/100.
3 كان لسفيان هذا وراق يقال له قرطمة يدخل عليه الحديث. كتاب المجروحين 1/77، والموضوعات لابن الجوزي 1/100.
4 كان لعبد الله بن صالح جار بينه وبينه عداوة، وكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ويكتبه في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله ويطرحه في وسط كتبه فيجده عبد الله فيتوهم أنه خطه فيحدث به. الموضوعات لابن الجوزي 1/100.
5 خالد بن نجيح مصري عن سعيد بن أبي مريم وأبي صالح، قال أبو حاتم: كذاب يفتعل الحديث وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنها من فعله. ميزان الاعتدال 1/644.
6 في كل النسخ "أنه" والصواب ما أثبتناه.
7 في جميع النسخ "فأشبه" وهو خطأ.
8 انظر مقدمة ابن الصلاح ص90.
9 كلمة "باقي" سقطت من (ب) .(2/857)
الأحاديث كذبا لا يخفى إلا على الأغبياء وكذا أهل الأهواء من الرافضة والمجسمة والقدرية في شد بدعهم.
وأما أصحاب الأمراء والقصاص، فأمرهم أظهر؛ لأنهم في الغالب ليسوا من أهل الحديث1.
قلت: وأخفى الأصناف القسم الأخير2 الذين لم يتعمدوا مع وصفهم بالصدق، فإن/ (ر159/أ) الضرر بهم شديد لدقة استخراج ذلك إلا من الأئمة النقاد - والله الموفق -.
تنبيه:
الكرامية - بتشديد الراء - نسبة إلى محمد بن كرام السجستاني3 وكان عابدا زاهدا إلا أنه خذل كما قال ابن حبان: "فالتقط من المذاهب أرداها ومن الأحاديث أوهاها وصحب أحمد بن عبد الله الجويباري، فكان يضع له الحديث على وفق مذهبه"4.
قال أبو العباس السراج: "شهدت محمد بن إسماعيل البخاري ودفع إليه كتاب من محمد بن كرام يسأله عن أحاديث منها: سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه رفعه: "الإيمان يزيد ولا ينقص"5.
__________
1 في كل النسخ "الخبائث" وفي هامش (ر) و (ب) "الحديث" فأثبتناه.
2 يعني الصنف السادس.
3 في جميع النسخ "عبد الله بن محمد بن كرام" وهو خطأ والتصويب من الميزان واللسان وغيرهما والصواب أنه محمد بن كرام السجستاني العابد المتكلم شيخ الكرامية ساقط الحديث على بدعته أكثر عن أحمد بن عبد الله الجويباري ومحمد بن تميم السعدي وكانا كذابين، مات سنة 255.
ميزان الاعتدال 4/21، كتاب المجروحين 2/301 الطبعة الهندية.
4 انظر كتاب المجروحين لابن حبان 2/301، ميزان الاعتدال 4/21.
5 ميزان الاعتدال 4/21، ولكن فيه "لا يزيد ولا ينقص".(2/858)
قال فكتب على ظهر كتابه: "من حدث بهذا استوجب الضرب/ (?169/ب) الشديد والحبس الطويل".
وقد ذكر الحاكم لمحمد بن كرام ترجمة جيدة وذكر أن ابن خزيمة اجتمع به غير مرة وكان يثني عليه.
وكرام المشهور - بتشديد الراء - ضبطه الخطيب وابن ماكولا وابن السمعاني وأبى ذلك متكلم الكرامية أبو عبد الله محمد بن الهيصم في كتابه (مناقب محمد بن كرام) فقال: "المعروف في ألسنة المشايخ كرام بالفتح والتخفيف".
وزعم أنه بمعنى كرامة أو كريم، قال: "ويقال بكسر الكاف على لفظ جمع كريم" قال: "وهو الجاري على ألسنة أهل سجستان"1.
قلت: وفي ذلك يقول أبو الفتح البستي2 فيما أنشده الثعالبي3 عنه وكذا أنشده عنه العتبي4 في كتاب اليميني5:
__________
1 انظر ميزان الاعتدال 4/21- 22، لسان الميزان 5/53-54 فقد ذكر فيهما هذا الكلام حول ضبط "ابن كرام" ونقلاه عن ابن ماكولا والخطيب وابن الهيصم.
2 هو علي بن محمد بن الحسين بن يوسف الشافعي الأديب الكاتب الشاعر الفقيه، توفي ببخارى سنة 401، من آثاره ديوان شعر وشرح مختصر الجويني في الفروع. كذا في الهدية والمعجم. هدية العارفين 1/685، معجم المؤلفين 7/186.
3 عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري أبو منصور، أديب ناثر ناظم لغوي أخباري بياني من تصانيفه الكثيرة فقه اللغة ويتيمة الدهر، مات سنة 429. شذرات الذهب لابن عماد 3/246، معجم المؤلفين 6/189.
4 هو محمد بن عبد الجبار العتبي الرازي الأصل الشافعي (أبو النصر) مؤرخ أديب شاعر أصله من الري، ونشأ بخرسان وولي نيابتها ثم استوطن نيسابور. من آثاره لطائف الكتاب المعروف بتاريخ العتبي، ويميني في تاريخ يمين الدولة محمود بن سبكتكين. كشف الظنون ص2052، معجم المؤلفين 10/126.
5 انظر 2/310 بهامش شرح اليمين فإنه أنشد البيتين المذكورين.(2/859)
إن الذين بجهلهم لم يقتدوا ... بمحمد بن كرام غير كرام
الفقه فقه أبي حنيفة وحده ... والدين دين محمد بن كرام
وحكى الصلاح الصفدي1 في ترجمة العلامة صدر الدين/ (ر160/ب) بن الوكيل2 عن قاضي القضاة تقي/ (ب347) الدين السبكي أن ابن الوكيل قال: محمد بن كرام بالتخفيف وأنكر ذلك سعد الدين الحارثي وقال: إنما هو بالتثقيل، فاستشهد ابن الوكيل على صحة قوله بالبيت الثاني المذكور، قال: فاتهموه بأنه ارتجله في الحال لاقتداره على النظم، ثم تبين بعد مدة طويلة أن الأمر بخلاف ذلك وأنه صادق فيما نقله3.
فقرأت بخط تاج الدين السبكي4 قال: قرأت بخط ابن الصلاح أن أبا الفتح البستي الشاعر قال في ابن كرام فذكر الشعر - أيضا - والله أعلم -.
57- قوله (ع) 5: "وقال ابن عدي6 لا يعرف إلا بثابت7 بن موسى
__________
1 خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي الشافعي صلاح الدين أبو الصفاء مؤرخ أديب ناثر ناظم، من مصنفاته الكثيرة الوافي بالوفيات في نحو ثلاثين مجلدة وغيث الأدب. مات سنة 764. الدرر الكامنة 2/176، معجم المؤلفين 4/114.
2 هو: محمد بن عمر بن مكي بن عبد الصمد المصري الأصل الشافعي العثماني المعروف بابن المرحل - بكسر الحاء المشددة - وبابن الوكيل (صدر الدين أبو عبد الله) فقيه أصولي محدث متكلم أديب شاعر، من تصانيفه الأشباه والنظائر، مات سنة 716. طبقات الشافعية للسبكي 9/253- 267، الدرر الكامنة 4/234- 240، معجم المؤلفين 11/94، وأشار في الدرر إلى هذه القصة، والوافي بالوفيات 4/264- 284.
3 انظر الحكاية في الوافي بالوفيات 4/276 نشر فيسبادن فرانز شتاينر.
4 لم أجد هذا الكلام في الطبقات الكبرى للسبكي.
5 التقييد والإيضاح ص133 ويعني به حديث "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار".
6 الكامل (2/ل194.
7 في "?" و"ب" الإثبات وهو خطأ واضح.(2/860)
(وسرقه جماعة منهم من الضعفاء عبد الحميد بن بحر) 1 وعبد الله بن شبرمة الشريكي"2. انتهى.
اعترض بعض المعاصرين ممن تكلم على ابن الصلاح - على كلام شيخنا هذا بأن عبد الله بن شبرمة الكوفي الفقيه - رواه عن شريك - أيضا - فيما رواه أبو نعيم في تأريخه3 قال: ثنا أبو عمرو عثمان بن محمد ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا عبد الله بن شبرمة الكوفي قال: ثنا شريك به".
قال هذا المتأخر: "عبد الله بن شبرمة هو الفقيه الكوفي أحد الأعلام احتج به مسلم".
قلت4: وأخطأ هذا المتأخر خطأ فاحشا لا مستند له فيه ولا عذر لأن (?170/أ) عبد الله بن شبرمة المذكور - هو الشريكي وهو كوفي أيضا وأما الفقيه فإنه قديم على هذه الطبقة ولا يمكن أن يكون بين أبي نعيم وبينه أقل من ثلاثة رجال. وقد وقع بينه وبين الشريكي هنا رجلان فقط مع التصريح بالتحديث فظهرت صحة كلام ابن عدي وسقط الاعتراض على شيخنا بحمد الله تعالى.
124- قوله (ص) : "بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه"5.
__________
1 ما بين القوسين كذا في جميع النسخ وفي التقييد والإيضاح "وسرقه منه من الضعفاء عبد الحميد بن بحر" وهو بصري، قال ابن حبان: كان يسرق الحديث وكذا قال ابن عدي. ميزان الاعتدال 2/538.
2 عبد الله بن شبرمة الكوفي أحد الفقهاء الأعلام قد وثقه أحمد وأبو حاتم وقال ابن المبارك جالسته حينا ولا أروي عنه. ميزان الاعتدال 2/438، وقال في التقريب 1/422 ثقة فقيه/خت م د س ق.
3 1/358.
4 في (?) "قوله (ص") وهو خطأ.
5 مقدمة ابن الصلاح ص91، وذكره أيضا العراقي في التقييد والإيضاح ص134.(2/861)
أبهم المصنف الباحث المذكور اختصارا، وقد ذكره الخطيب1 من طريق (ب348) مؤمل بن إسماعيل قال: حدثني شيخ بحديث أبي بن كعب الطويل في فضائل القرآن، فقلت له من حدثك، فقال: حدثني رجل بالمدائن وهو حي، فصرت إليه، فقلت: من حدثك فقال: حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة وهو حي فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بعبادان فصرت إليه، فأخذ بيدي، فأدخلني بيتا، فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال هذا الشيخ حدثني، فقلت: يا شيخ من حدثك؟ قال: لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث، ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن.
125- قوله (ص) 2: "ولقد أخطأ الواحدي3 المفسر ومن ذكره من المفسرين في إيداعه تفاسيرهم". انتهى.
قال شيخنا في شرح منظومته4: "لكن من أبرز إسناده من المفسرين أعذر ممن حذف إسناده لأن ذاكر5 إسناده يحيل ناظره على6 الكشف عن سنده وأما من لم يذكر سنده وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أشد كالزمخشري7، - والله أعلم -.
__________
1 في الكفاية ص401 وذكره ابن الجوزي في الموضوعات 1/241) والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/227- 228.
2 مقدمة ابن الصلاح ص91.
3 هو: علي بن أحمد بن محمد بن علي النيسابوري الشافعي (أبو الحسن) مفسر نحوي لغوي فقيه شاعر إخباري من تصانيفه البسيط في التفسير في نحو 16 مجلدا والمغازي، مات سنة 468. معجم المؤلفين 7/26، النجوم الزاهرة 5/104.
4 1/272.
5 في (?) و (ب) ذكر.
6 في (?) عن.
7 محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي (أبو القاسم جار الله) مفسر محدث متكلم نحوي بياني أديب من مؤلفاته الكشاف في التفسير والفائق في غريب الحديث، مات سنة 538.
النجوم الزاهرة 5/274، معجم المؤلفين 12/186.(2/862)
قلت: والاكتفاء بالحوالة على النظر في الإسناد طريقة1 معروفة لكثير من المحدثين وعليها يحمل ما صدر من كثير منهم من/ (?170/ب) إيراد الأحاديث الساقطة معرضين عن بيانها صريحا وقد وقع هذا لجماعة من كبار الأئمة، وكان/ (ر161/ب) ذكر الإسناد عندهم من جملة البيان، - والله أعلم -.
__________
1 في (?) طرقه كثيرة.(2/863)
النوع الثاني والعشرون: معرفة المقلوب
126- قوله (ص) : "هو نحو حديث مشهور عن سالم جعل عن نافع"1.
أقول: هذا تعريف بالمثال.
وحقيقته2: إبدال من يعرف برواية بغيره3.
فيدخل فيه إبدال راو أو أكثر من راو حتى الإسناد/ (ب349) كله.
وقد يقع ذلك عمدا إما بقصد الإغراب أو لقصد الإمتحان.
وقد يقع وهما فأقسامه4 ثلاثة:
وهي كلها في الإسناد وقد يقع نظيرها في المتن، وقد يقع فيهما جميعا.
فممن5 كان يفعل ذلك عمدا لقصد الإغراب على سبيل الكذب: حماد بن عمرو النصيبي6 وهو من المذكورين بالوضع.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص91.
2 قال الشيخ محمد محيي الدين: المقلوب: لغة اسم مفعول فعله قلب يقلب قلبا وتقول: قلب فلان الشيء إذا صرفه عن وجهه وأما في اصطلاح العلماء فإنه لا يمكن تعريف أنواع المقلوب كلها في تعريف واحد؛ وذلك لأنها أنواع مختلفة الحقائق، والحقائق المختلفة لا يمكن جمعها في حقيقة واحدة، ثم إنه عرف كل نوع على حدة. انظر توضيح الأفكار 2/هامش 98- 99.
3 في كل النسخ "ما لا يغيره" وهو كلام غير مستقيم.
4 في جميع النسخ "بأقسامه" وفي هامش (ر) "فأقسامه" فأثبتناه لأنه الصواب.
5 في (?) "فمن".
6 حماد بن عمرو النصيبي عن زيد بن رفيع وغيره.
قال الجوزجاني: "كان يكذب". وقال البخاري: "منكر الحديث".
وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال ابن حبان: "يضع الحديث وضعا".ميزان الاعتدال 1/598، وكتاب المجروحين 1/252.(2/864)
من ذلك روايته عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا لقيتم المشركين في طريق، فلا تبداهم بالسلام ... " الحديث فإن هذا الحديث قال العقيلي1: "لا يعرف من حديث الأعمش وإنما يعرف من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه".
قلت: كذلك أخرجه مسلم2 وغيره.
فجعل حماد بن عمرو الأعمش موضع سهيل3 ليغرب به.
هذا في الإسناد.
وأما في المتن فكمن يعمد إلى نسخة مشهورة بإسناد واحد فيزيد فيها متنا أو متونا ليست فيها.
كنسخة معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - (وقد زاد فيها) 4.
__________
1 في كتاب الضعفاء ل57/أ.
2 39- كتاب السلام 4- باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم حديث 13 من طريق الدراوردي، د 35- كتاب الأدب 149- باب في السلام على أهل الذمة حديث 5205 من طريق شعبة، ت 43- كتاب الاستئذان 12- باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة حديث 2700، 25- كتاب السير 41 - باب ما جاء في التسليم على أهل الكتاب من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، حم 2/263 من طريق زهير، 266 من طريق معمر 346 من طريق شعبة 444 من طريق سفيان كلهم عن سهيل عن أبي هريرة مرفوعا.
3 انظر ميزان الاعتدال 1/598 فقد ذكر هذا الحديث عن حماد بن عمرو عن الأعمش وقال الذهبي: "إنما يحفظ عن سهيل عن أبيه".
4 كذا في جميع النسخ ولم يذكر الفاعل ثم إن هذه الزيادات التي ذكرها الحافظ الأولى أن تكون من باب المدرج.(2/865)
وكنسخة مالك، عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما زاد فيها جماعة عدة أحاديث ليست منها.
منها القوي والسقيم، وقد ذكر جلها الدارقطني في غرائب مالك.
وممن كان يفعل ذلك لقصد الامتحان كان شعبة يفعله كثيرا لقصد اختبار حفظ الراوي، فإن أطاعه على القلب عرف أنه غير حافظ وإن خالفه عرف أنه ضابط.
وقد أنكر بعضهم على شعبة/ (171/أ) ذلك لما يترتب عليه من تغليط من يمتحنه1. فقد يستمر على روايته لظنه أنه صواب، وقد يسمعه من لا خبرة له فيرويه ظنا منه أنه صواب، لكن مصلحته أكثر من مفسدته.
[اختبار ابن معين لأبي نعيم:]
وممن فعل ذلك يحيى بن معين مع أبي نعيم الفضل بن2 دكين بحضرة أحمد بن حنبل.
وروى الخطيب3 من طريق أحمد بن منصور الرمادي4 قال: "خرجت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين إلى عبد الرزاق، فلما عدنا إلى الكوفة، قال يحيى بن معين لأحمد بن حنبل: أريد أن أمتحن أبا نعيم فنهاه أحمد، فلم ينته، فأخذ ورقة5 فكتب فيها ثلاثين حديثا من حديث أبي نعيم،
__________
1 في (?) و (ب) "هجنه" وفي (ر/أ) "محنه" وفي (ر/ب) صحته، وكل ذلك خطأ والصواب ما أثبتناه.
2 أبو نعيم الفضل بن دكين، الكوفي، واسم دكين: عمرو بن حماد التيمي، مولاهم، الملائي - بضم الميم - مشهور بكنيته، ثقة ثبت من التاسعة مات سنة 218. تقريب 2/110، تاريخ بغداد 12/ 346- 375.
3 في تاريخ بغداد 12/353- 354، فتح المغيث 1/257.
4 أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي، أبو بكر ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة 265/ق. تقريب 1/26، الكاشف 1/71.
5 في كل النسخ "فأكثر" وهو خطأ والتصويب من تاريخ بغداد.(2/866)
وجعل على (رأس كل) 1 عشرة أحاديث حديثا ليس من حديثه، ثم أتينا أبا نعيم فخرج إلينا فجلس على دكان حذاء بابه وأقعد أحمد عن يمينه ويحيى عن يساره وجلست أسفل، فقرأ عليه يحيى عشرة أحاديث وهو ساكت ثم الحادي عشر، فقال أبو نعيم: "ليس هذا من حديثي فاضرب عليه"، ثم قرأ العشرة الثانية وقرأ الحديث الثاني، فقال: "هذا أيضا ليس من حديثي فاضرب عليه"، ثم قرأ العشرة الثالثة وقرأ الحديث الثالث2، فتغير أبو نعيم، ثم قبض على ذراع أحمد فقال: "أما هذا فورعه يمنعه عن هذا".
"وأما هذا" وأومأ إليَّ "فأصغر من أن يعمل هذا/ (ر162/ب) ولكن هذا من عملك يا فاعل" ثم أخرج رجله فرفس يحيى بن معين وقلبه عن الدكان وقام فدخل داره، فقال له أحمد: "ألم أنهك؟ وأقل لك أنه ثبت؟ "
فقال له يحيى: هذه الرفسة أحب إلي من سفري.
ومن ذلك ما فعله أصحاب الحديث مع البخاري وقد أشار إليه المصنف3 مختصرا فأحببت إيراد القصة على وجهها، وقد رويناها في "مشايخ البخاري" لابن عدي وفي التاريخ4 للخطيب في غير موضع أخبرني بها الحافظ أبو الفضل بن الحسين رحمه الله قال: "أخبرني محمد بن محمد5 قال: أنا أبو الفرج الحراني6/ أنا أبو الفرج ابن الجوزي ح وأخبرني/ الحافظ أبو الفضل
__________
1 الزيادة من تاريخ بغداد.
2 كلمة "الثالث"سقطت من (ب) .
3 مقدمة ابن الصلاح ص91.
4 2/20- 21.
5 هو: محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي صدر الدين أبو الفتح هو أعلى شيخ عند العراقي من المصريين ولقد أكثر عنه، مات سنة 754. الدرر الكامنة 4/274.
6 هو: عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر الحراني الأصل أبو الفرج عالم بالحديث من فقهاء الحنابلة كان مسند الديار المصرية في عصره. من مؤلفاته السباعيات في الحديث والمعجم في أسماء الشيوخ الذين أجازوا له سبعة أجزاء، مات سنة 672. معجم المؤلفين 6/12، النجوم الزاهرة 7/244، شذرات الذهب 5/336 وصرح بسماعه من ابن الجوزي.(2/867)
- أيضا - قال: أخبرني محمد بن إبراهيم1 أنا يوسف بن يعقوب الشيباني2 كتابة واللفظ له.
ح وقرأت على أحمد بن عمر اللؤلؤي عن الحافظ أبي الحجاج المزي3 قال: أنا الشناني4 قال: أنا أبو اليمن الكندي قال: أنا أبو منصور القراد قال: أنا الحافظ أبو بكر الخطيب ح وأنا غالب5 بن محمد النيسابوري بمكة إجازة عن أبي أحمد الطبري قال: إن علي بن الحسين كتب إليهم أنا الفضل بن سهل إجازة عن الخطيب حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي أنا أحمد بن الحسن الرازي6 قال سمعت أبا أحمد ابن عدي7 يقول: "سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث، فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوها إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة
__________
1 محمد بن إبراهيم السياري الغرناطي المعروف بالبياني، مات سنة 753.
الدرر الكامنة 3/382، وقد أورد العراقي هذا الإسناد في شرح ألفيته 1/284- 285.
2 في (ر/أ) "الشاني".
3 هو: العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن الدمشقي الشافعي من مؤلفاته تهذيب الكمال في 250 جزءا وكتاب الأطراف في بضعة وثمانين جزءا، مات سنة 742. تذكرة الحفاظ 4/1498- 1500.
4 من (ر/ب) وفي (ر/أ) "الشاني".
5 هذه الكلمة مشتبهة بين غالب بن محمد وبين عاليا بن محمد.
6 لعله أحمد بن الحسن بن حيدة الرازي، قال الخطيب: أخبرنا أبو القاسم الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال قدم علينا شيخ من الري اسمه: أحمد بن الحسن بن حيدة كتبنا عنه عن محمد بن أيوب وغيره. تاريخ بغداد 4/90.
7 هو: الإمام الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ويعرف أيضا بابن القطان صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل، كان أحد الأعلام. قال حمزة السهمي: "كان حافظا متقنا لم يكن في زمانه أحد مثله"، مات سنة 265. تذكرة الحفاظ 3/940- 942، الأعلام للزركلي 4/239.(2/868)
أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون1 ذلك البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس، فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خرسان وغيرهم من البغداديين، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث فقال البخاري: "لا أعرفه"، فسأله عن آخر فقال: "لا أعرفه" فما زال يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه، فكان الفقهاء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: "فهم الرجل".
ومن منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الحفظ، ثم انتدب إليه رجل آخر من العشرة، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن آخر/ (ب352) ، فقال: "لا أعرفه"، (فسأله عن آخر فقال: "لا أعرفه") 2 فلم يزل يلقي عليه واحدا بعد/ (?172/أ) واحد فلما فرغ من عشرته والبخاري يقول: "لا أعرفه" ثم انتدب إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على "لا أعرفه".
فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: "أما حديثك الأول فهو كذا وحديثك الثاني فهو كذا والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه وفعل بالآخرين مثل ذلك رد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى متونها فأقر الناس له بالحفظ وأذعنوا له بالفضل.
سمعت شيخنا غير مرة يقول: ما العجب من معرفة البخاري بالخطأ من الصواب في الأحاديث لاتساع معرفته.
__________
1 كذا في جميع النسخ وفي تاريخ بغداد "أن يلقوا".
2 ما بين القوسين سقط من (ب) .(2/869)
وإنما يتعجب منه في هذا لكونه حفظ موالاة الأحاديث على الخطأ من مرة واحدة.
قلت: وممن كان معروفا بمعرفة ذلك يحيى بن معين، قال العجلي1:
ما خلق الله أحدا كان أعرف بالحديث من يحيى أحد2 كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وقلبت فيقول: هذا كذا وهذا كذا كما قال. وممن امتحنه تلاميذه3 الحافظ الجليل أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي4.
فقرأت في كتاب الصلة لمسلمة بن قاسم الأندلسي5 قال6:
__________
1 هو الحافظ القدوة أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي نزيل طرابلس الغرب، قال عباس الدوري: كنا نعده مثل أحمد ويحيى بن معين. مات سنة 261. تذكرة الحفاظ 2/56.
2 كذا في جميع النسخ وفي هامش (ر) "كذا في الأم" ويبدو أنه لا داعي لها.
3 في كل النسخ "تلامذه".
4 هو: الحافظ الكبير الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي صاحب كتاب الضعفاء الكبير، قال الحافظ أبو الحسن ابن سهل القطان: "أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ". تذكرة الحفاظ 3/833- 834، الأعلام للزركلي 7/210.
5 مسلمة بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم المالكي محدث، مؤرخ مشارك في بعض العلوم روى عن أبي جعفر الطحاوي وأحمد بن خالد من تصانيفه التاريخ الكبير. مات سنة 353. لسان الميزان 6/35، معجم المؤلفين 12/235.
6 هنا بياض في جميع النسخ وقد كتب في هامش (ر) و (ب) "بياض في الأم" ولعل الحافظ كتب أو أراد أن يكتب القصة الآتية: "قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر عظيم الخطر ما رأيت مثله وكان كثير التصانيف، فكان من أتاه من المحدثين قال اقرأ من كتابك ولا يخرج أصله فتكلمنا في ذلك وقلنا إما أن يكون من أحفظ الناس إما أن يكون من أكذب الناس، فاجتمعنا عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص، فطن لذلك فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه، فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ الناس". تذكرة الحفاظ 3/833- 834(2/870)
ووقع/ (هـ172/ب) ذلك لمحمد بن عجلان روينا في المحدث الفاصل لأبي محمد الرامهرمزي1 قال حدثنا عبد الله بن القاسم بن نصر ثنا خلف بن سالم2 حدثني يحيى بن سعيد القطان: قدمت الكوفة وبها ابن عجلان وبها3 ممن يطلب الحديث مليح بن الجراح أخو وكيع وحفص بن غياث ويوسف بن خالد السمتي4، فقلنا5 نأتي ابن عجلان، فقال يوسف السمتي: هل نقلب عليه حديثه حتى ننظر فهمه قال: ففعلوا فما كان عن سعيد جعلوم عن أبيه وما كان عن أبيه جعلوه عن سغيد قال يحيى فقلت لهم: لا أستحل هذا، فدخلوا عليه فأعطوه الجزء فمر/ (ر163/أ) فيه فلما كان عند آخر الكتاب انتبه الشيخ، فقال: أعد فعرض ليه، فقال: "ما كان عن أبي فهو عن سعيد وما كان عن سعيد فهو عن أبي ثم أقبل على يوسف فقال: إن كنت أردت شيني6 وعيبي، فسلبك الله الإسلام وقال لحفص ابتلاك الله في دينك ودنياك".
__________
1 هو الحافظ الإمام البارع أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي الرامهرمزي القاضي صاحب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي وله أيضا كتاب الأمثال سمع من موسى بن هارون وطبقته. مات سنة 360. تذكرة الحفاظ 3/905- 906، الأعلام للزركلي 2/309.
2 خلف بن سالم المخرمي - بتشديد الراء - أبو محمد المهلبي مولاهم السندي ثقة حافظ من العاشرة صنف المسند عابوا عليه التشيع ودخوله في شيء من أمر القاضي، مات سنة 231/س. تقريب 1/226، تهذيب التهذيب 3/153.
3 في كل النسخ "فيها" والتصويب من المحدث الفاصل والميزان.
4 يوسف بن خالد بن عمير السمتي - بفتح المهملة وسكون الميم بعدها مثناة - أبو خالد البصري مولى بني ليث تركوه، وكذبه ابن معين وكان من فقهاء الحنفية من الثامنة مات سنة 189/ق. تقريب 2/280.
5 في جميع النسخ "فكنا" والتصويب من المحدث الفاصل.
6 في كل النسخ "سبتي" والتصويب من المحدث الفاصل والميزان.(2/871)
وقال لمليح: "لا نفعك الله بعلمك".
قال يحيى: "فمات مليح قبل أن ينتفع بعلمه، وابتلي حفص في بدنه بالفالج وفي دينه بالقضاء ولم يمت يوسف حتى اتهم بالزندقة"1.
وأما2 من وقع منه القلب على سبيل الوهم فجماعة يوجد بيان ما وقع لهم من ذلك في الكتب المصنفة في العلل.
وقد ذكر ابن الصلاح3 منه حديث جرير بن حازم4، عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - وهو من مقلوب افسناد.
ووقع لجرير هذا - أيضا - عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - حديث انقلب عليه متنه وهو ما ذكره الترمذي5 من طريقه عن ثابت
__________
1 هذه القصة في المحدث الفاصل ص399، وميزان الاعتدال 3/645- 646، وفتح المغيث 1/256-257.
2 في (ر) "فأما".
3 مقدمة ابن الصلاح ص92 قال ابن الصلاح: "ومن أمثلته (أي المقلوب) ويصلح مثالا للمعلل ما روينا عن إسحاق بن عيسى الطباع قال: حدثنا جرير بن حازم عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني". قال إسحاق بن عيسى فأتيت حماد بن زيد فسألته عن الحديث فقال: وهم أبو النضر إنما كنا جميعا في مجلس ثابت البناني وحجاج بن أبي عثمان معنا فحدثنا حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أقيمت الصلاة ... " فظن أبو النضر أنه فيما حدثنا به ثابت عن أنس؛ أبو النضر هو جرير بن حازم.
4 جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي أبو النضر البصري ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه، من السادسة مات سنة 170 بعدما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه/ع. تقريب 1/137.
5 أبواب الصلاة 373 باب ما جاء في الكلام بعد نزول الإمام من المنبر حديث 517 ثم ذكر الترمذي بعده ما نقله عنه الحافظ، د 2- كتاب الصلاة 240- باب الإمام يتكلم بعدما ينزل من المنبر حديث 1120 قال أبو داود بعده: "الحديث ليس بمعروف عن ثابت، هو مما تفرد به جرير، ن 3/90، جه 5- كتاب الإقامة حديث 1117 كلهم من طريق جرير بن حازم عن ثابت عن أنس.(2/872)
عن أنس - رضي الله عنه - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكلم1 بالحاجة إذا نزل عن المنبر". قال الترمذي: "لا نعرفه إلا من حديث/ (ب345) جرير وسألت محمدا عنه فقال: "وهم جرير في هذا الحديث".
والصحيح ما روي عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال:
"أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - فما/ (?173/أ) زال يكلمه حتى نعس بعض القوم"2.
قال محمد: "والحديث3 هو هذا وجرير بن حازم ربما يهم في الشيء"4.
تنبيه:
حديث حجاج بن أبي عثمان الذي ذكره المصنف أخرجه مسلم5 والنسائي6 من طريقه7، وما حكاه عن إسحاق بن عيسى رواه الخطيب في الكفاية بسنده إليه، ورواه أيضا أبو داود في كتاب المراسيل.
عن أحمد بن صالح عن يحيى عن حماد بن زيد به.
__________
1 في جميع النسخ "يكلمه" والتصويب من مسلم.
2 الحديث في م 3 كتاب الحيض 33 باب الدليل على أن النوم الجالس لا ينقض الوضوء حديث 123، 124 من طريق عبد العزيز بن صهيب وحديث 126 من طريق حماد عن ثابت كلاهما عن أنس، د 1 كتاب الطهارة 80 باب في الوضوء من النوم حديث 201 من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، حم 3/160- 161، من طريق حماد عن ثابت عن أنس، 114،172 من طريق حميد عن أنس.
3 في (ب) "الحارث".
4 إلى هنا انتهى كلام الترمذي.
5 5- كتاب المساجد حديث 156 عن أبي قتادة: "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني".
6 2/63.
7 أي من طريق الحجاج بن أبي عثمان.(2/873)
تنبيه آخر:
127- قول ابن الصلاح عند1 ذكر هذا المثال: "ويصلح مثالا للمعلل"2.
لا يخص هذا بهذا المثال، بل كل مقلوب لا يخرج عن كونه معللا أو شاذا؛ لأنه إنما يظهر أمره بجمع الطرق واعتبار3 بعضها ببعض ومعرفة من يوافق ممن يخالف فصار المقلوب أخص من المعلل والشاذ والله أعلم.
ومن أمثلته في الإسناد ما رواه ابن حبان في صحيحه4 من طريق مصعب بن المقدام5 عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمس الرجل ذكره بيمينه".
قال أبو حاتم في العلل6: "هذا وهم فيه مصعب، وإنما حدث به الثوري عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه.
__________
1 في (ب) "منه" وهو خطأ.
2 مقدمة ابن الصلاح ص92.
3 في (هـ) "فاعتبار".
4 انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 2/ل307/أ.
5 مصعب بن المقدام الخثعمي، مولاهم أبو عبد الله الكوفي صدوق له أوهام من التاسعة مات سنة 203/م ت س ق.
تقريب 2/252.
6 1/22) وفيه الحكم بالخطأ على مصعب من أبي حاتم وأبي زرعة ثم إنهما قالا: "إنما هو عن الثوري عن معمر عن يحيى بن أبي كثير". ولم يقولا عن هشام فلعله سبق قلم من الحافظ".(2/874)
ومنها ما رواه1 من طريق يعلى بن عبيد عن سفيان الثوري عن منصور عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما: "قال ساق رسول - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل".
قال ابن أبي حاتم2: "سألت أبا زرعة عنه فقال: هذا خطأ إنما هو الثوري عن ابن أبي ليلى3 عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما فالخطأ فيه من يعلى بن عبيد".
فإن قيل: إذا كان الراوي ثقة فلم لا يجوز أن يكون للحديث إسنادان عند شيخه حدث بأحدهما (مرويا وبالآخر مرارا) 4؟
قلنا هذا التجويز لا ننكره؛ لكن مبنى هذا العلم على غلبة الظن
__________
1 هنا بياض في جميع النسخ لم يذكر من رواه وفي هامش (هـ) و (ر) "ينظر الطهارة" من زوائد "ح"، (ب) . وفي هامش (ر) بعد هذا الكلام "كذا في الأم" وقد بحثت عن هذا الحديث بهذا الإسناد فلم أجده إلا في السنن الكبرى للبيهقي 5/230 قال: أخبرناه أبو طاهر الفقيه أنا أبو عثمان البصري والعباس بن محمد بن قوهيار قالا: ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا يعلى بن عبيد عن سفيان عن منصور عن مقسم عن ابن عباس فذكره. فلعل الراوي الذي ترك له البياض هو البيهقي - والله أعلم -.
2 العلل 1/295.
3 حديث ابن أبي ليلى هذا في جه 25- كتاب المناسك 98 باب الهدي من الإناث والذكور حديث 3100، حم 1/234، 269 كلاهما من طريق سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم به وكذلك البيهقي في السنن الكبرى 5/230 من الطريق المذكور. انظر تحفة الأشراف 5/244 حديث 6481 وعزاه لابن ماجه فقط عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد كلاهما عن وكيع عن سفيان عن ابن أبي ليلى به. وهو إسناد صحيح.
4 ما بين قوسين كذا في جميع النسخ ولعل الصواب: فحدث بأحدهما مرة وبالآخر مرة.(2/875)
وللحفاظ طريق معروفة في الرجوع في مثل هذا وإنما/ (هـ173/ب) يعول1 في/ (ر164/أ) ذلك منهم2 على النقاد المطلعين3 منهم كما مضى ويأتي ولهذا كان كثير منهم يرجعون عن الغلط إذا نبهوا عليه كما رويناه في تاريخ عباس بن محمد الدوري4 عن يحيى بن معين قال: حضرت مجلس نعيم بن حماد5 بمصر، فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه، قال فقرأ ساعة، ثم قال: ثنا ابن المبارك عن ابن عون، فذكر أحاديث، فقلت له: "ليس هذا عن ابن المبارك فغضب وقال: ترد علي؟ "
قلت: "نعم أريد زينك، فأبى أن يرجع".
فقلت: "والله ما سمعت أنت هذه الأحاديث من ابن المبارك من6 ابن عون"، فغضب هو وكل من كان عنده، وقام فدخل البيت فأخرج صحائف، فجعل يقول: "نعم يا مبارك ما غلطت"7 وكانت هذه الصحائف يعني مجموعة، فغلطت، فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما رواها لي عن ابن عون غير ابن المبارك. قال فرجع عنها8.
وكما روينا في ترجمة البخاري تصنيف وراقه محمد بن أبي حاتم أنه سمعه يقول:
__________
1 في (ب) "يقول" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه من (?) و (ر) .
2 كلمة "منهم" هذه في جميع النسخ ويبدو أنه لا داعي لها.
3 في (ر) "المطلقين" بالقاف والظاهر أن الصواب ما في (هـ) و (ب) .
4 العباس محمد بن حاتم الدوري، أبو الفضل البغدادي، ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة 271/4. تقريب 1/399، الكاشف 2/68.
5 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي أبو عبد الله المروزي صدوق يخطئ كثيرا فقيه عارف بالفرائض من العاشرة. مات سنة 228/خ فق د ت ق. الكاشف 3/207.
6 كذا في جميع النسخ ولعلها "عن".
7 في الكفاية ص146 "نعم يا أبا زكريا غلطت".
8 هذه القصة في الكفاية ص146 ولم أجدها في تاريخ ابن معين.(2/876)
"خرجت من الكتاب ولي عشر سنين فجعلت أختلف إلى الداخلي يعن فقال يوما وهو يقرأ للناس: سفيان عن أبي الزبير [عن إبراهيم] 1 فقلت له/ (ب356) : يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يروه عن إبراهيم فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك.
فدخل ونظر فيه، ثم خرج فقال لي: "كيف قلت يا غلام فقلت: هم الزبير بن عدي عن إبراهيم". فقال: "صدقت وأخذ القلم مني فأحكم كتابه"2 قال: "وكان للبخاري يومئذ إحدى عشرة سنة".
ومن أمثلته في المتن ما رواه الحاكم3 من طريق محمد بن محمد بن حبان، عن أبي الوليد4 عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما قط/ (ر164/ب) ... " الحديث. قال الحاكم: "انقلب على ابن حبان، وإنما روى أبو الوليد بهذا الإسناد حديث: "ما ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده"5.
__________
1 الزيادة من تاريخ بغداد.
2 هذه القصة في تاريخ بغداد 2/7.
3 معرفة علوم الحديث ص59.
4 هو هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم أبو الوليد الطيالسي البصري، ثقة ثبت من التاسعة، مات سنة 227/ع. تقريب 2/319، تهذيب التهذيب 11/45- 47.
5 عبارة الحاكم: "هذا إسناد تداوله الأئمة والثقات وهو باطل من حديث مالك، وإنما أريد بهذا الإسناد "ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده امرأة قط، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله، فينتقم لله بها": ولقد جهدت جهدي أن أقف على الواهم فيه من هو فلم أقف عليه اللهم إلا أن أكبر الظن على ابن حبان البصري على أنه صدوق مقبول".
فأنت ترى أن الحاكم لم يقل: "وإنما روى أبو الوليد بهذا الإسناد" وإنما قال: "إنما أريد بهذا الإسناد". ولقد بحثت كثيرا لأجد هذا الحديث "ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " الحديث من رواية الوليد فلم أجده وإنما وجدته من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة في حم 7/232، ود 35 كتاب الأدب 5 باب في التجاوز في الأمر حديث 4786.
ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها في م 43 كتاب الفضائل 20 باب مباعدته - صلى الله عليه وسلم - للآثام حديث 79، 9- كتاب النكاح 51- باب ضرب النساء حديث 1984، حم 6/229، د ي 2/70 حديث 2224، والترمذي في مختصر الشمائل ص373.(2/877)
ومما وقع فيه قلب في المتن دون الإسناد ما رواه/ (هـ173/أ) أبو داود1 في السنن من حديث أبي عثمان عن بلال - رضي الله عنه - أنه قال: "يا رسول الله لا تسبقني بآمين".
فإن الحاكم رواه في مستدركه2 من هذا الوجه بلفظ: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبقني بآمين". والمحفوظ الأول.
وذكر شيخنا شيخ الإسلام في محاسن الاصطلاح3 له، من أمثلته ما رواه ابن خزيمة4 من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
__________
1 2 كتاب الصلاة 172 حديث 973، وأورده المزي في التحفة (2/563) ، حديث 2044 وعزاه لأبي داود من طريق إسحاق بن راهوية عن وكيع عن سفيان عن عاصم عن أبي عثمان به. والواقع كذلك. ثم قال المزي بعده: "رواه عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: قال بلال ... مرسل. وهكذا رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان مرسلا". وروى الحديث حم 6/12 من طريق محمد بن فضيل. و6/15 من طريق شعبة كلاهما عن عاصم عن أبي عثمان قال: قال بلال يارسول الله مرسلا.
2 1/219 ثم قال الحاكم عقبه: "هذا صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي وهذه غفلة منهما.
3 راجعت محاسن الاصطلاح نوع المقلوب فلم أجد هذا الكلام.
4 1/211، حم 6/186.(2/878)
"إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال". وكان بلال لا يؤذن حتى يرى الفجر.
قال شيخنا: هذا مقلوب والصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها: "أن بلالا - رضي الله عنه - يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، وكان رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت"1.
قال شيخنا: وما تأوله ابن خزيمة من أنه يجوز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الأذان نوبا بين بلال وابن/ (ب357) أم مكتوم2 رضي الله عنهما بعيد وأبعد منه جزم ابن حبان بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك3.
قلت: وهذا الحديث بالسياق الأول أخرجه ابن خزيمة من طريق4.
وله طريق أخرى أخرجها أحمد في مسنده5 وابن خزيمة6 - أيضا -
__________
1 في خ 10- كتاب الأذان 13- باب الأذان قبل الفجر حديث 663، 30- كتاب الصوم 17- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال" حديث 1919، م 13- كتاب الصيام حوالة على حديث 38، وابن خزيمة 1/210، ن 2/10، د ي 1/215 حديث 1193، حم 6/44، 45. هذا ولم أجد لفظ "أصبحت أصبحت" إلا في حديث ابن عمر في خ 10- كتاب الأذان 11- باب أذان الأعمى حديث 617.
2 كلام ابن خزيمة هذا في صحيحه 1/212.
3 وكلام ابن حبان في الإحسان 5/ ل178/أمثل كلام ابن خزيمة.
4 هنا بياض في جميع النسخ، وفي هامش (ر) "قال في الأم: بياض في الأصل". وفي هامش (ب) "بياض في الأصل" والإسناد المشار إليه في صحيح ابن خزيمة 1/211 قال ابن خزيمة: أخبرنا أبو طاهر. نا أبو بكر. نا محمد بن يحيى. نا إبراهيم بن حمزة نا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن هاشم عن عروة عن أبيه عن عائشة. وذكر الحديث.
5 6/433.
6 في صحيحه 1/210.(2/879)
وابن حبان من طريق1.
خبيب بن2 عبد الرحمن عن عمته أنيسة3 رضي الله عنها قالت: قال رسول الله/ (ر165/أ) - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أذن ابن أم مكتوم، فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا "، فإن كانت المرأة منا ليبقى عليها4 شيء من سحورها، فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري5.
قال ابن الجوزي في جامع المسانيد: "كأن هذا مقلوب".
قلت: ورواة شعبة6 عن خبيب بن عبد الرحمن على الشك قال: عن أنيسة أن ابن مكتوم أو بلال7.
__________
1 هنا بياض في (ر) و (هـ) والحديث قد أخرجه أحمد من ثلاث طرق مدارها على شعبة ومنصور بن زاذان عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة. وابن خزيمة أخرجه من طريق منصور بن زاذان عن خبيب عن عبد الرحمن به، أما (ب) فقال فيها عن سعيد بن حبيب وهو خطأ. وهذا وحديث أنيسة في الإصابة أيضا 4/238، ن/10.
2 في (ر) و (هـ) "عن" وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري أبو الحارث المدني ثقة من الرابعة مات سنة 132.
تقريب 1/222، تهذيب التهذيب 3/136.
3 أنيسة - بالتصغير - ابنة خبيب بن يساف الأنصارية صحابية نزلت البصرة لها حديث/س. تقريب 2/590، الإصابة 4/238
4 في جميع النسخ "علينا" والصواب ما أثبتناه.
5 انظر الإحسان 5/ ل178/أ.
6 في جميع النسخ "سعيد" والصواب ما أثبتناه والسياق يؤيده.
7 رواه حم 6/433، وابن خزيمة نفسه في صحيحه 1/211 كلاهما من طريق شعبة به، حم6/344 من طريق عفان، وابن خزيمة 1/212 من طريق يزيد بن زريع كلهم عن شعبة عن خبيب عن عمته مرفوعا بلفظ: "قال ابن أم مكتوم أو بلال ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال أو ابن أم مكتوم ... " واللفظ لابن خزيمة.(2/880)
وإذا كان شعبة أتقن - وهو من غيره - حفظ عن خبيب فيه الشك فذاك دليل على أن خبيبا لم يضبطه، فلا يحتاج إلى تكلف الجمع الذي جمعه ابن خزيمة، ثم هجم1 ابن حبان فجزم به، والله الموفق للصواب.
ومن هذا الباب ما رواه البزار2 من طريق ابن عيينة، عن سالم أبي النضر3، عن بسر بن سعيد قال: "أرسلني أبو جهيم4 إلى زيد بن خالد5 أسأله عن المار بين يدي المصلي".
__________
1 من (ب) وفي (ر) و (هـ) "هجو" وفي هامش (ر) "ظ هجوم".
2 أنظر مجمع الزوائد 2/61 فإن الهيثمي أورده فيه وقال: "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح" والحديث أيضا في جه 5- كتاب الصلاة 375- باب المرور بين يدي المصلي حديث 944 من طريق ابن عيينة به لكن فيه قال: "أرسلوني إلى زيد بن خالد". وقال المزي في تحفة الأشراف 3/231 عقب حديث بسر "أرسلوني إلى زيد بن خالد":
"وتابعه - يعني هشام بن عمار - أبو بكر بن أبي شيبة وغير واحد عن سفيان"، وكذلك قال عبد الرزاق عن الثوري ومالك عن أبي النضر فرجعت إلى مصنف ابن أبي شيبة فوجدت فيه: "عن بسر بن سعيد عن عبد الله بن جهيم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ... " الحديث. وإلى مصنف عبد الرزاق 2/19 فوجدت فيه عن بسر بن سعيد قال: أرسلني زيد بن خالد إلى أبي جهيم. فنرى ما في الكتابين موافقا للرواية المحفوظة عكس ما قال المزي، ولا ندري أوقع خطأ في الكتابين فينظر.
3 سالم بن أبي أمية أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله التيمي المدني ثقة، ثبت، وكان يرسل من الخامسة، مات سنة 149/ع. تقريب 1/279، الكاشف 1/343.
4 في كل النسخ "إلى أبي جهم" والصواب جهيم بالتصغير كما في الصحيحين وغيرهما.
5 زيد بن خالد الجهني المدني صحابي مشهور، مات بالكوفة سنة 68 أو 70/ع. تقريب 1/274، الإصابة 1/547.(2/881)
فإن الحديث في الصحيحين1 وغيرهما2 من طريق مالك عن أبي النضر بلفظ: "أرسلني زيد بن خالد إلى أبي جهيم".
ومنها ما وقع في الصحيح3 من رواية يحيى بن سعيد، عن هشام عن محمد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في السبعة الذين يظلهم الله في عرشه..
فذكر منهم: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله". كذا رواه، والمحفوظ من طرق أخرى في الصحيح4 "حتى لا تعلم شماله ما تنفق (ب358) يمينه".
__________
1 في خ 8- كتاب الصلاة 101 باب إثم المار بين يدي المصلي حديث 510 م 4- كتاب الصلاة 48- باب منع المار بين يدي المصلي حديث 261.
2 د 2- كتاب الصلاة حديث 701، ت أبواب الصلاة 251- باب ما جاء في كراهة المرور بين يدي المصلي حديث 336، ن 2/52، ط 9- كتاب قصر الصلاة 10- باب التشديد في أن يمر بين يدي المصلي حديث 34- كلهم من طريق مالك عن أبي النضر عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم، جه كتاب إقامة الصلاة حديث 945 من طريق سفيان عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد به. وانظر تحفة الأشراف 3/231.
3 يعني صحيح مسلم 12- كتاب الزكاة 30- باب فضل إخفاء الصدقة حديث 91 ولكنه من طريق يحيى بن سعيد، عن عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعا، فقول الحافظ كما في جميع النسخ: عن يحيى بن سعيد عن هشام عن محمد خطأ، بدليل قول الحافظ نفسه "لم نجده عن أبي هريرة إلا من رواية حفصن ولا عن حفص إلا من رواية خبيب. فتح الباري 2/147) ، ثم قال: "نعم، أخرجه البيهقي في الشعب من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.
4 خ10- كتاب الأذان 36- باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة حديث 660 من طريق محمد بن بشار، 24- كتاب الزكاة 16- باب الصدقة باليمين حديث 1423 عن مسدد 81- كتاب الرقائق 24- باب البكاء من خشية الله حديث 6479 عن محمد بن بشار أيضا كلاهما عن يحيى بن سعيد عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا وفيه: "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
وفي خ أيضا 68- كتاب الحدود 19- باب من ترك الفواحش حديث 6806، ن 8/196 من طريق عبد الله بن المبارك عن عبيد الله عن خبيب به، ط 51- كتاب الشعر باب ما جاء في المتحابين في الله حديث 14، ت 37- كتاب الزهد 53- باب ما جاء في الحب في الله حديث 2391 من طريق مالك عن خبيب به، حم 2/439 عن يحيى به، ت أيضا تابع حديث 2391 عن سوار بن عبد الله العنبري ومحمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله به. وفيها كلها "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". وإذن من وهم في الحديث وحصل منه هذا القلب؟
قال القاضي عياض: "يشبه أن يكون الوهم ممن دون مسلم". وجوز الحافظ أن يكون من شيخ مسلم وهو زهير أو شيخ شيخه وهو يحيى القطان ولاستيفاء الأقوال انظر فتح الباري 2/146.(2/882)
فاليمين آلة الإنفاق لا الشمال، لكن حمل بعضهم هذا على ما إذا كان الإنفاق باليمين مستلزما إظهار الصدقة، والإنفاق بالشمال يستلزم إخفاءها، فإن الإنفاق بالشمال والحالة هذه يكون أفضل من الإنفاق باليمين.
ومن ذلك ما وقع في صحيح ابن/ (ر165/ب) حبان1.
"مستقبل الكعبة مستدبر الشام".
ومن ذلك ما روى مسلم في صحيحه2 قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير3 ثنا أبي ووكيع عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله - رضي الله عنه - قال [وكيع] 4 قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن نمير في حديثه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
__________
1 انظر الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 2/ 302/أ.
2 1- كتاب الإيمان 40- باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، حديث 150.
3 محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني - بسكون الميم - الكوفي أبو عبد الرحمن ثقة فاضل من العاشرة، مات سنة 134/ع. تقريب 2/180، الكاشف 3/65.
4 الزيادة من صحيح مسلم.(2/883)
"من مات يشرك بالله شيئا دخل النار".
وقلت أنا: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة".
فرواه أبو عوانة في صحيحه1 المستخرج على مسلم قال: حدثنا علي بن حرب2 ثنا وكيع وأبو معاوية3 عن الأعمش بهذا الإسناد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة"، وقلت أنا: "من مات يشرك بالله شيئا دخل/ (هـ175/أ) النار".
قال أبو عوانة: "لفظ أبي معاوية".
وهذا مقلوب، فإن الحديث في "صحيح البخاري"4 من طريق حفص بن غياث وأبي حمزة السكري5، وكذا رواه النسائي6 من طريق شعبة وابن خزيمة7 أيضا من حديث ابن نمير كلهم عن الأعمش، وأخرجه ابن خزيمة8 أيضا عن سلم بن جنادة9 وأبي موسى محمد بن المثنى كلاهما عن أبي معاوية كما ساق أبو عوانة. قال ابن خزيمة:
__________
1 1/17.
2 علي بن حرب بن عبد الرحمن الجنديسابوري - بضم الجيم وسكون النون وفتح المهملة بعدها تحتاني ساكنة - ثقة من الحادية عشرة/تمييز. تقريب 2/33.
3 هو محمد بن خازم - بمعجمتين - أبو معاوية الضرير، الكوفي عمي وهو صغير، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره من كبار التاسعة، مات سنة 195/ع. تقريب 2/157، الكاشف 3/37.
4 32- كتاب الجنائز حديث 1238، 65- التفسير حديث 4497 والسكري في إسناد الأخير.
5 هو: محمد بن ميمون المروزي، ثقة فاضل من السابعة، مات سنة 167/ع. تقريب 2/212.
6 في الكبرى: انظر تحفة الأشراف 7/41.
7 التوحيد ص360 وفيه قلب ابن نمير المتن على ما رواه أبو معاوية، ويظهر من السياق أنه خطأ وأن القلب حصل من أبي معاوية.
8 التوحيد ص359.
9 في جميع النسخ "مسلم بن جنادة" والصواب ما أثبتناه وهو: سلم بن جنادة بن سلم السوائي - بضم المهملة - أبو السائب، الكوفي ثقة ربما خالف من العاشرة، مات سنة 254/ت ق. تقريب 1/313.(2/884)
"قلبه أبو معاوية والصواب حديث شعبة".
قلت: وقد رواه ابن خزيمة1 وابن حبان من طريقين آخرين غير طريق الأعمش.
وأما ابن خزيمة فمن طريق/ (ب359) سيار أبي الحكم2.
وأما ابن حبان3 فمن طريق المغيرة بن مقسم4 كلاهما عن أبي وائل شقيق بن سلمة وهو الصواب5.
ومثال ما وقع في القلب في الإسناد والمتن معا. ما رواه الحاكم6 من طريق المنذر بن عبد الله الحزامي7، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الله بن/ (ر166/أ) دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا افتتح الصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك ... " الحديث.
__________
1 التوحيد ص360.
2 سيار أبو الحكم العنزي - بنون وزاي - وأبوه يكنى أبا سيار واسمه وردان، ثقة من السادسة، مات سنة 122/ع. تقريب 1/343، تهذيب التهذيب 4/191- 192.
3 انظر الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 1/ ل163/أوهو كما ذكر الحافظ.
4 مغيرة بن مقسم - بكسر الميم - الضبي، مولاهم أبو هشام الكوفي الأعمى ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم، من السادسة، مات سنة 136 على الصحيح/ع. تقريب 2/270، الخلاصة ص358.
5 كذا في جميع النسخ ولعله "على الصواب" أي من جعل الوعيد من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - والوعد من كلام ابن مسعود.
6 معرفة علوم الحديث ص118.
7 المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة الحزامي الأسدي مقبول من الثامنة، مات سنة 181/س. تقريب 2/274.(2/885)
قال الحاكم1: "وهم فيه المنذر، والصحيح ما رواه الجماعة عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم -كان إذا افتتح الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض.." 2 الحديث.
قلت: وهو في صحيح مسلم3 وغيره4 من هذا الوجه على الصواب.
فهذه أمثلة أقسام المقلوب، فقد أتيت على شرحها بحمد الله تعالى، والله الموفق.
128- قوله (ص) : "قد وفينا بما سبق الوعد بشرحه من الأنواع الضعيفة"5.
__________
1 معرفة علوم الحديث ص118.
2 عبارة الحاكم بعد أن ساق الحديث بالإسناد الأول الذي وقع فيه الوهم: "قال أبو عبد الله: لهذه الحديث علة صحيحة، والمنذر بن عبد الله أخذ طريق المجرة فيه.." ثم ساق إسناده إلى عبد العزيز بن أبي سلمة قال: ثنا عبد الله بن الفضل الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا افتتح الصلاة، فذكر الحديث بغير هذا اللفظ وهذا مخرج في صحيح مسلم. معرفة علوم الحديث ص118.
3 6- كتاب المسافرين 26- باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه حديث 201، 202 من طريق عبد الرحمن الأعرج ولا ذكر لعبد الله بن الفضل الأعرج ثم هو ليس من رجال الستة ولم أقف له على ترجمة في كتب التراجم، فقول الحافظ: قلت: هو في صحيح مسلم وغيره من هذا الوجه وهم منه وسبق قلم.
4 في د 2- كتاب الصلاة 121- حديث 760، ت دعوات 32- باب حديث 3421، 3422، 3423، ن 2/100 في كل هذه المواضع عن عبد الرحمن الأعرج به. وانظر تحفة الأشراف 7/427.
5 مقدمة ابن الصلاح ص38، 92.(2/886)
قلت: يشير بذلك على قوله في آخر الكلام على نوع الضعيف: "والذي له لقب خاص.. من ذلك الموضوع والمقلوب ... في أنواع سيأتي عليها الشرح"1.
وإذا كان كذلك، فلا يعترض عليه بأن بعض الأنواع التي أوردها من بعد نوع الضعيف وهلم جرا/ (?175/ب) فيها ما لا يستلزم الضعف، لأنا نقول إنما قال المصنف: إنه يشرح أنواع الضعيف وهو قد فعل ولم يقل: إنه لا يشرح إلا الأنواع الضعيفة حتى يعترض عليه بمثل المسند والمتصل وما أشبه ذلك مما لا يستلزم الضعف.
129- قوله (ص) : "إذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف/ (ب360) فلك أن تقول: هذا ضعيف، وتعني أنه بذلك الإسناد ضعيف، وليس لك أن تعني به ضعف المتن بناء على مجرد ذلك الإسناد" إلى آخره.
قلت: إذا بلغ الحافظ المتأهل الجهد وبذل الوسع في التفتيش على ذلك المتن من مظانه، فلم يجده إلا من تلك الطريق الضعيفة، فما المانع له من الحكم بالضعف بناء على غلبة ظنه، وكذلك إذا وجد كلام إمام من أئمة الحديث قد جزم بأن فلانا تفرد به، وعرف المتأخر أن فلانا المذكور قد ضعف بتضعيف قادح، فما الذي يمنعه من الحكم بالضعف، والظاهر أن المصنف مشى على أصله في تعذر استقلال المتأخرين بالحكم على الحديث بما يليق به والحق خلافه كما قدمناه.
وقول المصنف: "فإن أطلق ولم يفسر ففيه كلام يأتي".
يعني به النوع الذي يليه في آخر الفائدة الثالثة منه.
قوله: "يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع ... "2 إلى أن قال:
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص92.
2 مقدمة ابن الصلاح ص93.(2/887)
"وممن روينا عنه التنصيص على التساهل في نحو ذلك عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وغيرهما"1.
قلت: لفظ أحمد في ذلك ما رواه الميموني عنه أنه قال: "الأحاديث الرقائق تحتمل أن يتساهل فيها حتى يجيء شيء فيه حكم"2.
وقال أبو الفضل العباس بن محمد الدوري: "سئل أحمد بن حنبل وهو على باب النضر بن هاشم بن القاسم فقيل له:
يا أبا عبد الله! ما تقول في موسى بن عبيدة3 ومحمد بن إسحاق؟ فقال: "أما موسى بن عبيدة فلم يكن به بأس، ولكن حدث بأحاديث مناكير4 عن عبد الله بن دينار.
وأما محمد بن إسحاق فرجل تكتب عنه هذه الأحاديث - يعني المغازي - ونحوها. فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما5 هكذا وقبض أصابع يديه الأربع"6.
قال ناسخ (ر) "هذا آخر ما وجد بخطه - رحمه الله -".
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص93.
2 انظر الكفاية للخطيب ص143.
3 موسى بن عبيدة - بضم أوله - الربذي - بفتح الراء والموحدة ثم المعجمة - أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولاسيما في عبد الله بن دينار وكان عابدا من صغار السادسة، مات سنة 153/ت ق. تقريب 2/286، ميزان الاعتدال 4/213.
4 في كل النسخ "هنا كثير".
5 في كل النسخ "قوة".
6 انظر دلائل النبوة للبيهقي 1/33- 34 وفيه "قبض أبو الفضل - يعني العباس - على أصابع يده الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام".(2/888)
وافق الفراغ من رقم هذه النسخة عصر يوم الخميس لعله خامس وعشرين شهر شعبان أحد شهور سنة (1157) .
وقال في الهامش موضحا قوله: "هذا آخر ما وجد بخطه": "أي الحافظ ابن حجر رحمه الله". ثم كتب في الهامش أيضا: "في الأم ما لفظه بلغ مقابلة على الأصل الذي كتب من أصل المصنف، أهـ. وبلغ بحمد الله مقابلة على الأم المذكورة على يد مالكه الفقير إلى الله حامد بن حسن شاكر عفا الله عنهما آمين".
ثم كتب أيضا: "بعناية مالكه الفقير إلى الله الفقيه الفاضل حامد بن حسن شاكر حماه الله تعالى وأفهمه معانيه".
وقال ناسخ (هـ) : "هذا آخر ما وجد بخطه رحمه الله وافق الفراغ من نقله لآخر يوم الإثنين ثامن عشر شهر ربيع الآخر عام 1164 بمحروس مدينة صنعاء وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم".
ثم كتب في الهامش "بلغ مقابلة على الأصل، والأصل قال فيها بلغ مقابلة على الأصل الذي كتب المصنف، كتبه عبد الرحيم بن شاه واد اللاهوري ثم المدني حامدا مصليا مسلما سنة 1071 ولله الحمد على منه وبلوغ تمامه".
وفي آخر (ر/ب) "انتهى الموجود من النكات على النسخة المنقولة على الأم والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم" ولم يذكر اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ.(2/889)
مصادر ومراجع
...
فهرس مراجع الكتاب ومراجع التحقيق
(أ) المخطوطات:
(أ)
الأباطيل، لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزقاني. منه صورة بمكتبة الجامعة برقم 437.
الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان، للأمير علاء الدين الفارسي (ت 739) منه صورة بمكتبة الحرم المكي.
أحكام القرآن، للقاضي إسماعيل.
الأحكام، لأبي علي الطوسي (ت312) مخطوط في مكتبة الظاهرية بدمشق.
أدب المحدث، لعبد الغني بن سعيد (ت409) .
الإرشاد، للخليلي الخليل بن عبد الله (ت446) . مصورة في الجامعة الإسلامية وفي مكتبة الصديق بمنى.
إصلاح ابن الصلاح، لعلاء الدين مغلطاي (ت762) .
الأطراف، لأبي مسعود الدمشقي (ت400) . يوجد منه الجزء الرابع في المكتبة الظاهرية حديث 372,
الأفراد، للدارقطني علي بن عمر (ت385) . يوجد منه بعض الأجزاء بدار الكتب المصرية والمكتبة الظاهرية بدمشق.
الاقتراح، لابن دقيق العيد محمد بن علي القشيري (ت702) . توجد منه صورة بمكتبة الصديق بمنى وطبع حديثا ببغداد.(2/893)
إكمال المعلم، للقاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت544) مخطوط بدار الكتب المصرية.
الأمالي، لأبي جعفر محمد بن عمر النجيرمي، يوجد منه سبعة مجالس في المكتبة الظاهرية بدمشق.
الأمالي، للضبي الحسين بن إسماعيل المحاملي (ت330) ، يوجد منه أجزاء بدار الكتب المصرية وفي الظاهرية.
الإنصاف، لابن المرحل محمد بن عمر بن مكي صدر الدين (ت716) .
الإمام شرح الإلمام، لابن دقيق العيد (702) .
(ب)
البرهان، لإمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجويني (ت478) ، بمكتبة الأزهر برقم (913) .
بيان الوهم والإيهام، لابن القطان علي بن محمد الكتامي (ت628) مصور بمكتبة جامعة الملك عبد العزيز برقم (1110- 1113) .
(ت)
التاريخ، لابن أبي خيثمة أحمد بن زهير (ت279) مصور بجامعة الملك عبد العزيز برقم (477) .
التاريخ، للحاكم أبي عبد الله (405) .
التاريخ، لابن عساكر أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الدمشقي (ت571) مصور في مكتبة الصديق بمنى والجامعة الإسلامية بالمدينة.
ترجمة البخاري، لوراق محمد بن أبي حاتم.
تصنيف أبي الفضل بن عمار.
التفرد، للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث (ت275) .
تفسير ابن مردويه، أحمد بن موسى الأصبهاني (ت410) .
التقريب، لأبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني (ت403) .
تقريب المنهج وترتيب المدرج، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852) .
تقييد المهمل، لأبي علي الحسين بن محمد الجياني (ت498) ، توجد نسخة منه بمكتبة جامعة الرياض برقم (1321) ، ومصورة بمكتبة الحرم المكي.(2/894)
تغليق التعليق، للحافظ ابن حجر العسقلاني منه مصورة بمكتبة الحرم المكي.
التمييز، لأبي جعفر محمد بن الحسين البغدادي.
(ج)
جامع المسانيد، لأبي الفرج ابن الجوزي (ت597) ، يوجد منه الجزء الأول بدار الكتب المصرية برقم (191) .
جزء في غفران ما تقدم وتأخر، للحافظ عبد العظيم المنذري (ت656) .
الجزء الذي ألفه أبو بكر البزار (ت292) في من يقبل ويترك.
جزء البرديجي، أحمد بن هارون (ت301) في المرسل والمنقطع.
جزء أبي بكر، محمد بن إبراهيم الصفار، لعله المراكشي (ت761) .
جزء البرقاني، أبي بكر (ت425) في الرجال المتكلم فيهم.
الجليس والأنيس، للمعافي النهرواني (ت390) . يوجد منه المجلس الخمسون في المكتبة الظاهرية عام رقم (4554) .
الجمع بين الصحيحين، للحميدي محمد بن فتوح الأندلسي (ت488) ، مصور في مكتبة الصديق بمنى ويوجد منه 4 أجزاء في دار الكتب المصرية برقم (608) .
جمان الدرر، لابن خليل الدمشقي مصورة عن نسخة بدار الكتب المصرية برقم (726) .
الجواهر والدرر، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت902) مصور عن مخطوط بدار الكتب المصرية برقم (4768) .
الخلعيات، لعلي بن الحسن الخلعي الموصلي (ت492) مصورة في مكتبة الصديق بمنى.
الخلافيات، للإمام البيهقي (ت458) مصورة في مكتبة الصديق بمنى.
(د-ذ)
الدعاء، لأبي القاسم الطبراني (ت360) .
الذكر، لأبي جعفر الفريابي.
الذكر، لابن أبي الدنيا (ت2781) .
(ر)
الرواة عن مالك، للخطيب البغدادي.
روايات الصحابة عن التابعين.
(ز)
الزهد، للإمام البيهقي (ت458) مصور في مكتبة الصديق بمنى وفي مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم (53) .(2/895)
الزهريات، للإمام محمد بن يحيى الذهلي (ت258) .
زيادات البر والصلة، لأبي الحسين بن الحسن المروزي. في المكتبة الظاهرية. مجمع (76) ومصور في مكتبة الصديق بمنى.
(س- ش)
سؤالات الحاكم أبي عبد الله للدارقطني. سراي أحمد الثالث.
سؤالات أبي القاسم السهمي، مصور في الجامعة الإسلامية ضمن مجموع (56) .
شرح البرهان، للأبياريعلي بن إسماعيل (ت616) .
شرح البرهان، للمازري، أبي عد الله محمد بن مسلم (ت530) .
شرح ابن بطال علي بن خلف (ت449) للبخاري.
شرح الرسالة، لأبي بكر محمد بن عبد الله الصيرفي (ت330) .
شرح الترمذي، لابن سيد الناس اليعمري (ت734) . مصور في مكتبة الصديق ومكتبة الجامعة.
شرح البخاري، للحافظ مغلطاي علاء الدين (ت762) .
(ص)
الصلة، لمسلم بن قاسم القرطبي (ت353) .
(ع)
العباب للصاغاني.
العجالة، لأبي بكر الحازمي (ت584) . في مكتبة الرباط (367) (انظر فهرس معهد المخطوطات ص286) .
العدة، لأبي نصر ابن الصباغ (ت477) .
العلل، لأبي بكر أحمد بن محمد الخلال (ت311) .
العلل، للإمام الدارقطني (ت385) ، دار الكتب المصرية برقم (394) ، وعندي منه صورة.(2/896)
العلم لابن أبي عاصم (ت287) . في جامعة الملك عبد العزيز منه صورة برقم (729) .
علوم الحديث، لأبي نعيم الأصبهاني (ت430) .
علوم الحديث، لابن حبيش.
غرائب مالك، للإمام الدارقطني (385) ، مصورة في مكتبة الصديق بمنى.
(ف)
فهرست ابن باشكوال، خلف بن عبد الملك (ت478) .
فهرست القاسم بن القاسم التجيبي.
فهرست ابن محمد بن حوط الله (ت612) .
فهم السنن، للحارث المحاسبي.
فوائد إسماعيل بن قيراط العذري.
فوائد أبي إسماعيل الأنصاري الهروي (ت481) .
فوائد بشر بن أحمد الإسفرائيني.
فوائد تمام بن محمد الرازي (ت414) ، في برستون تركيا وفي المكتبة الظاهرية.
فوائد الحسن بن رشيق القيرواني (ت463) .
فوائد أبي الحسين الفراء (ت526) .
فوائد الدسكري.
فوائد سمويه إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني (ت267) . يوجد منه في الظاهرية دمشق بعض الجزء الثالث ضمن مجموع (124) .
فوائد محمد بن عبد الله بن إسحاق.
فوائد موسى بن عيسى السراج.
(ق)
القواطع، لابن السمعاني (ت489) .
(ك)
الكامل، لابن عدي (ت365) ، منه صورة في مكتبة الحرم المكي وفي الجامعة الإسلامية.
كتاب الأبواب، للحافظ عمر بن أحمد بن شاهين (ت385) .
كتاب الأقران، لأبي الشيخ.(2/897)
كتاب الجوزجاني في أحوال الرجال (ت259) .
كتاب الجهر بالبسملة للخطيب البغدادي (ت463) . مختصره للذهبي في المكتبة الظاهرية في مجموع 55 حديث.
كتاب الدعاء، لابن أبي عاصم (ت287) .
كتاب السنن، لابن أبي الأشعث (ت516) .
كتاب الصلاة، لابن أبي حاتم (ت327) .
كتاب المطرزي، والظاهر أنه شرح المصباح، وهو مخطوطات جامعة الرياض، برقم (47) .
(م)
المبعث، لأبي شامة (ت665) .
المجمع المؤسس لحافظ ابن حجر، مصور بمكتبة الصديق بمنى.
المحصول، لفخر الدين الرازي (ت606) . في المكتبة الأحمدية بسوريا رقم 416، وفي المكتبة المحمودية بالمدينة برقم 23. ثم طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود.
المختارة، للضياء المقدسي (ت643) . في المكتبة الظاهرية ومنه صورة في مكتبة الصديق بمنى.
مختصر التبريزي تاج الدين (ت746) .
مختصر منتهى السول لابن حاجب المالكي (ت646) ، يوجد بمكتبة الحرم المكي.
المدارك، لابن الحصار (ت611) .
المدخل إلى الإكليل، للحاكم أبي عبد الله (ت405) ، يوجد في المكتبة الأحمدية برقم (308) ، وطبع في حلب.
المدخل إلى معرفة الصحيحين، للحاكم أبي عبد الله. يوجد في مكتبة شهيد علي بتركيا برقم (646) . ويطبع الآن بتحقيقي.
المدخل، للبيهقي (ت463) ، في جامعة الدول العربية.
المدخل إلى علوم الحديث، لابن الصلاح (ت643) .
المدخل إلى المستخرج للإسماعيلي أبي بكر (ت371) .
المستخرج، لأبي نعيم الأصبهاني (ت430) .
مسند إسحاق بن راهوية (ت238) . مصور في مكتبة الحرم المكي وفي الجامعة السلامية.(2/898)
مسند عبد بن حميد (ت249) . في مكتبة أيا صوفيا بتركيا برقم (894) ، ومن مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.
مسند البزار (ت292) ، في المكتبة الأزهرية ج2، 3برقم (924) ، ومنه مصورة في مكتبة الصديق بمنى.
المسند، لعلي بن المديني (ت234) .
مسند مالك، لأبي أحمد بن عدي (ت365) .
مسند مالك، للإمام النسائي (ت303) .
مسند أبي يلعلى الموصلي (ت307) . منه مصورة في مكتبة الحرم المكي.
مشايخ البخاري، لأبي أحمد بن عدي (ت365) .
المشيخة الكبرى، لأبي محمد الجوهري.
معجم أبي الحسن ابن جميع (402) في لاندبرج – بريل (37) ، بروكلمان (3/161) .
معجم ابن الأعرابي (ت340) . ظاهرية حديث (280) ومصورة في مكتبة الصديق بمنى.
المعجم الكبير للطبراني (ت360) . مصور في مكتبة الصديق بمنى وطبع بتحقيق حمدي السلفي إلى (22) جزءا.
المعجم الأوسط له في كوبرلي 454.
معجم ابن المقري في دار الكتب المصرية (27) .
المعرفة لابن منده (ت395) . مصورة في مكتبة الصديق بمنى، وفي المكتبة الظاهرية، برقم (323، حديث.
المفهم شرح صحيح مسلم، لأبي العباس القرطبي (ت671) ، في مكتبة الحرم بالمدينة المنورة.
مقدمة شرح مسلم، لابن الصلاح (ت643) . مصورة في مكتبة الصديق.
مقدمة الترمذي، لابن العربي المالكي (ت543) .
المقنع، لابن الملقن (ت804) . مصور بدار الكتب المصرية برقم (399) . وحقق بمكة.
الملخص، للقاضي عبد الوهاب المالكي (ت422) .
(و- ي)
الوجيز، لابن برهان.
اليوم والليلة، للإمام النسائي، مكتبة جامعة الرياض برقم (264) . وطبع حديثا.(2/899)
(ب) المطبوعات:
(أ)
الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (ت631) . تصحيح ابن غديان، ط الرياض، سنة 1387.
إحكام الأحكام لابن حزم (ت456) . مطبعة الإمام في القاهرة.
أسئلة تقي الدين السبكي، للمزي.
الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852) . ط مطبعة مصطفى محمد بمصر سنة 1358.
الأصول للسرخسي، محمد بن أحمد (ت490) . نشر دار المعارف 1393?
الأم، للإمام الشافعي (ت204) ، نشر مكتبة الكليات الأزهرية.
الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224) ، نشر مكتبة الكليات الأزهرية سنة 1388.
إنباء الغمر، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852) .
(ب)
البداية والنهاية، لابن الكثير (ت774) ، مطبعة السعادة بمصر.
البدر الطالع، لمحمد بن علي الشوكاني (ت1250) ، مطبعة السعادة 1348.
(ت)
التاريخ، لمحمد بن إسماعيل البخاري الإمام (256) ، ط دائرة المعارف العثمانية حيدر أباد الهند سنة 1360.
تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي (ت277) ، طبع منه مجلدان ط مطبعة الإرشاد ببغداد سنة 1396?، بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري.
التاريخ، لأبي نعيم الأصبهاني (ت 430) ، مطبعة بريل سنة 1934م,
تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (403) ، نشر دار الكتاب العربي.
التاريخ، ليحيى بن معين (233) . حققه د. أحمد نور سيف طبع سنة 1399.
تحفة الأحوذي شرح الترمذي، لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري (ت1353) . نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة سنة 1385.(2/900)
تحفة الأشراف، للحافظ أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (ت742) . نشر الدار القيمة بمباي الهند 1374- 1397.
تذكرة الحفاظ، لشمس الدين الذهبي (ت748) . نشر دار التراث العربي ببيروت.
تعجيل المنفعة، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852) ، تحقيق عبد الله هاشم اليماني.
التعريفات، للشريف علي بن محمد الجرجاني (ت816) ، ط مطبعة الحلبي سنة 1357.
تهذيب الأسماء واللغات، للإمام النووي (ت676) ، ط إدارة الطباعة المنيرية ببيروت.
تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط دائرة المعارف العثمانية حيدر أباد الهند سنة 1325.
تنزيه الشريعة، لابن عراق (ت963) . نشر مكتبة القاهرة.
التوسل والوسيلة، للإمام ابن تيمية (ت728) ، ط دار العربية بيروت.
توضيح الأفكار، لمحمد بن إسماعيل الصنعاني (1182) . نشر مكتبة الخانجي مصر سنة 1366.
(ج)
جامع الأصول، لابن الأثير الجزري (ت606) . نشر مطبعة الملاح.
جامع التحصيل، للعلائي (ت761) ، ط دار العربية بغداد العراق بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، وقد حققه أيضا د. محمد حسن فلاتة (رسالة ماجستير بمكة) .
الجامع الصحيح، للإمام البخاري (ت256) مع فتح الباري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب.
الجامع الصحيح، للإمام مسلم (ت261) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار الحلبي سنة 1374.
الجامع الصحيح، للإمام الترمذي (ت279) ، ط الحلبي، القاهرة سنة 1356- 1385.
الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم (ت327) ، ط بمجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن الهند سنة 1372?.
جزء القراءة، للبخاري (ت256) ، ط دائرة المعارف العثمانية حيدر أباد الهند سنة 1371.
جمع الجوامع، لعبد الوهاب السبكي (ت771) وشرحه.(2/901)
(ح)
حاشية السعد (ت816) على شرح العضد على، للمنتهى الأصولي، نشر مكتبة الكليات الأزهرية سنة 1394.
حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني (ت430) ، نشر دار الكتاب العربي بيروت سنة 1387.
(خ)
الخراج، ليحيى بن آدم (ت203) ، ط المطبعة السلفية.
خصائص علي، للإمام النسائي (ت303) .
خصائص المسند، لأبي موسى المديني (591) ، طبع دار المعارف بمصر سنة 1373.
الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط إدارة الطباعة المنيرية ضمن مجموعة الرسائل المنيرية.
الخلاصة، للطيبِي (ت743) ، تحقيق صبحي السامرائي.
(د- ر)
الدلائل، للإمام البيهقي (ت458) ، نشر عبد المحسن الكتبي سنة 1384.
رسالة الإمام أبي داود إلى أهل مكة، تحقيق محمد زاهد الكوثري.
الرسالة، الإمام الشافعي (204) ، ط الحلبي القاهرة سنة 1358.
رسالة البيهقي للجويني، ط إدارة الطباعة المنيرية ضمن مجموعة الرسائل المنيرية.
الروضة في الأصول، لابن قدامة (ت620) ط المطبعة السلفية ومكتبتها.
(س)
السنن، للإمام سليمان بن الأشعث أبي داود (ت275) ، نشر محمد علي سيد حمص سنة 1388.
السنن، الإمام أحمد بن شعيب النسائي (ت303) ، ط الحلبي القاهة سنة 1372.
السنن، للإمام ابن ماجه محمد بن يزيد القزويني (ت273) ، ط الحلبي القاهرة سنة 1372.
السنن، للإمام علي بن عمر الدارقطني (ت 385) ، ط دار المحاسن للطباعة القاهرة سنة 1386.(2/902)
السنن، للإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت255) ، ط شركة الطباعة الفنية بالمدينة المنورة سنة 1387.
السنن الكبرى، للإمام البيهقي (ت458) ، ط دائرة المعارف العثمانية حيدر أباد الهند سنة 1356.
سؤلات أبي القاسم السهمي للدارقطني، مصور بالجامعة الإسلامية ضمن مجموع 56.
(ش)
شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي (ت1028) ، نشر المكتب التجاري للطباعة بيروت.
شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول، لأحمد بن إدريس القرافي (ت684) .
شرح صحيح مسلم، للإمام النووي (776) .
شرح السنة، للإمام البغوي (ت516) ، نشر المكتب الإسلامي بيروت.
شرح معاني الآثار، للإمام الطحاوي (ت321) ، مطبعة الأنوار القاهرة.
شروط الأئمة الستة، لابن طاهر، تحقيق الكوثري.
شروط الأئمة الخمسة، للحازمي، تحقيق الكوثري.
(ص- ض)
الصحيح الإمام أبي بكر بن خزيمة (311) ، تحقيق محمد مصطفى الأعظمي، نشر المكتب الإسلامي بيروت.
الضعفاء، للإمام النسائي (ت303) ، نشر المكتبة الأثرية سانكلة هل باكستان.
الضعفاء، للإمام البخاري (256) ، نشر المكتبة الأثرية سانكلة هل باكستان.
(ط)
طبقات الحفاظ، للحافظ السيوطي (ت119) ، نشر مكتبة وهبة القاهرة.
طبقات الشافعية الكبرى، لتاج الدين السبكي (ت771) ، ط الحلبي وشركاه، القاهرة.
طبقات الشافعية، لجمال الدين الأسنوي (ت772) ، ط الإرشاد بغداد سنة 1391.
الطبقان الكبرى، لابن سعد (ت230) ، نشر دار صادر بيروت، 1377.
طبقات المدلسين، للحافظ ابن حجر، نشر مكتبة القدسي.
(ع)
العلل، لعلي بن المديني (ت234) . تحقيق محمد مصطفى الأعظمي.(2/903)
العلل، لابن أبي حاتم (ت327) ، نشر مكتبة المثنى بغداد.
(ف)
فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852) ، المطبعة السلفية القاهرة.
(ق)
القاموس المحيط، لمجد الدين الفيروز آبادي (ت817) ، نشر المكتبة التجارية بمصر.
القراءة خلف الإمام، للبيهقي (458) ، إدارة إحياء السنة.
القول المسدد، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852) ، ط دائرة المعارف بحيدر أباد الهند سنة 1386.
(ك)
الكاشف، لشمس الدين الذهبي (ت748) ، ط دار التأليف بمصر.
كتاب المجروحين، للإمام ابن حبان (ت354) ، ط دار الوعي حلب.
كشف الظنون، لمصطفى حاجي خليفة، ط مكتبة المثنى بغداد العراق.
الكنى، لأبي أحمد الحاكم (ت378) .
الكنى، للإمام النسائي (ت303) .
الكنى، للدولابي محمد بن أحمد أبو بشر (ت320) .
الكفاية للخطيب البغدادي (ت463) ، ط دائرة المعارف العثمانية.
(ل)
اللآلئ المصنوعة، لجلال الدين السيوطي (911) ، نشر المكتبة التجارية بمصر.
اللباب في الأنساب، لعز الدين ابن الأثير، نشر دار صادر بيروت.
لحظ الألحاظ، لابن فهد.
لسان العرب، لابن منظور (711) ، ط بيروت.
لسان الميزان، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852) ، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت.
(م)
ما لا يسع المحدث جهله، لأبي حعفر الميانجي (ت579) ، ط.
مجمع الزوائد، لأبي بكر الهيثمي (ت708) ، نشر دار الكتاب بيروت سنة 1967.(2/904)
المجموع، للإمام النووي (ت676) ، مطبعة العاصمة القاهرة.
مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت728) ، ط مطابع الرياض سنة 1381.
محاسن الاصطلاح، للإمام البلقيني (ت805) ، ط دار الكتب المصرية، القاهرة سنة 1394.
المحدث الفاصل، للقاضي الرامهرمزي (ت360) ، دار الفكر.
مختصر ابن كثير (ت774) ، وهو الباعث الحثيث. ط مطبعة محمد علي صبيح بمصر.
المختصر الكبير للمزني (ت264) , مطبوع بهامش الأم شركة الطباعة الفنية المتحدة بمصر.
المراسيل, لأبي داود (ت275) ط.
المستدرك, للحاكم أبي عبد الله (ت405) , ط دائرة المعارف العثمانية سنة 1342.
المسند، للإمام أحمد بن حنبل (241) ، نشر دار صادر.
المسند، للإمام أحمد, تحقيق أحمد شاكر, ط دار المعارف بمصر.
مشكل الآثار، للإمام الطحاوي (321) ط دائرة المعارف العثمانية، حيدر آبادن الهند سنة 1333.
المسودة لآل تيمية، ط المدني.
المصابيح للبغوي.
المصنف، للإمام عبد الرزاق الصنعاني (ت211) , نشر المكتب الإسلامي, بيروت سنة 1390.
المصنف لابن أبي شيبة (ت225) , مطبعة العلوم الشرقية, حيدر آباد, الهند سنة 1387.
المعتمد لأبي الحسين البصري.
معجم البلدان, لياقوت الحموي (ت626) , نشر دار صادر بيروت.
المعجم الصغير للطبراني, ط دار النصر للطباعة القاهرة سنة 1388.
المعرفة, للإمام البيهقي (ت458) , تحقيق السيد أحمد صقر.
معرفة علوم الحديث، للحاكم أبي عبد الله، نشر المكتب التجاري للطباعة والتوزيع بيروت.
المنخول، للغزالي (ت505) ، دار الفكر للطباعة والنشر.
المعرفة والتاريخ، ليعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق الدكتور أكرم العمري، مطبعة الإرشاد بغداد سنة 1975م.(2/905)
المغني، للحافظ الذهبي (ت748) ، مطبعة البلاغ حلب.
المغني، لابن قدامة الجنبلي (ت620) ، ط الفجالة الجديدة القاهرة.
مفتاح كنوز السنة، للدكتور أ. ي فينسك، ترجمة محمد فؤاد عبد الباقي.
مقدمة ابن الصلاح (ت643) ، ط الأصيل حلب.
المنهل الروي مختصر في علوم الحديث النبوي، لبدر الدين بن جماعة (ت733) ، تحقيق الدكتور محي الدين عبد الرحمن، رمضان سنة 1395، ومنه مصورة في مكتبة الصديق بمنى.
المنهل العذب المورود، لمحمود خطاب السبكي (ت1352) ، مطبعة الاستقامة، القاهرة سنة 1351.
مقدمة الكامل، لأبي أحمد ابن عدي (ت365) ، مطبعة سليمان الأعظمي بتحقيق صبحي السامرائي.
الموضوعات، لابن الجوزي.
الموطأ، للإمام مالك (ت 179) ط دار إحياء الكتب العربية، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
ميزان الاعتدال، للحافظ الذهبي (ت748) ، ط الحلبي القاهرة سنة 1382.
(ن)
النجوم الزاهرة، لابن تغري بردي (ت874) ، ط دار الكتب المصرية القاهرة سنة 1369.
نزهة النظر، للحافظ ابن حجر (ت852) ، ط الحلبي 1352.
نظم العقيان، للسيوطي (ت911) .
النهاية في غريب الحديث والأثر، لأبي السعادات ابن الأثير (ت606 (، تحقيق محمود الطناحي، ط الحلبي القاهرة.
(و- ي)
وفايات الأعيان، لابن خلكان (ت681) ، نشر دار صادر.
اليميني، للعتبي محمد بن عبد الجبار.
اليوم والليلة، لابن السني، نشر الكليات الأزهرية.(2/906)