ثالثًا : مكان العلة وقدحها(أين تقع العلة ؟) :
تقع العلة في موضعين من الحديث ، هما :
أ- الإسناد . ب- والمتن .
وتنقسم باعتبار محلّها وقدحها إلى :
1- علة تقع في الإسناد ولا تقدح مطلقًا .
مثل : ما جاء في سنن الترمذي ج1/ص197 : باب ما جاء في المذي يصيب الثوب
115 حدثنا هناد حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبيد هو ابن السباق عن أبيه عن سهل بن حنيف قال : كنت ألقى من المذي شدة وعناء ، فكنت أكثر منه الغسل ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته عنه ؟ فقال : (( إنما يجزئك من ذلك الوضوء )) ، فقلت : يا رسول الله ، كيف بما يصيب ثوبي منه ؟ قال : (( يكفيك أن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه أصاب منه )) .
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ، ولا نعرفه إلا من حديث محمد ابن إسحاق .
وفي هذا الإسناد محمد بن إسحاق وهو مدلس ، ولم يصرح بالسماع ، ولكن تبين أنه صرح بالسماع عند غير الترمذي .
ومن ذلك : ما جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل ج3/ص485 :
16016- حدثنا عبد الله حدثني أبي قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : أنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثني سعيد بن عبيد ابن السباق عن أبيه عن سهل بن حنيف قال : كنت ألقي من المذي شدة فكنت أكثر الاغتسال منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ؟ فقال : (( إنما يجزئك منه الوضوء )) ، فقلت : كيف بما يصيب ثوبي ؟ فقال : (( يكفيك أن تأخذ كفًّا من ماء فتمسح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصاب )) .
2- علة تقع في الإسناد وتقدح فيه دون المتن .
مثل حديث الإمام مالك المتقدم في وهمه في اسم عمرو بن عثمان بن عفان .
3- علة تقع في الإسناد وتقدح فيه وفي المتن معًا .(1/1)
كحديث يروى موصولاً والصواب إرساله ، مثل الحديث المتقدم الذي رواه النعمان بن راشد ، عن الزهري، عن عروة ، عن عائشة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يضرب امرأةً قَطٌّ، ولا خادمًا، إلاّ أن يجاهد في سبيل الله .
قال أبو حاتم الرازي : والصحيح ما رواه عُقَيل، عن الزهري، عن علي بن حسين : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرسل .
4- علة تقع في المتن ولا تقدح فيه ولا في الإسناد .
مثلوا له بما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين ، إذا أمكن الجمع رد الجميع إلى معنى واحد .
5- علة تقع في المتن وتقدح فيه دون الإسناد . مثل زيادة شعبة في حديث أبي قتادة المتقدم صيام الخميس .
6- علة تقع في المتن وتقدح فيه وفي الإسناد معًا .
مثل ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل حيث قال :
570 (1) -?وسمعت أبي وحدّثنا عن محمد بن يحيى بن حَسَّان ، عن أبيه، عن مِسْكين أبي فاطمة ، عن حَوْشَب ، عن الحسن ؛ قال : كان أبو أُمَامَة يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعةِ لَيَسُلُّ الخَطَايَا مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ اسْتِلالاً )) .
فقال أبي : هذا منكر ، الحسن عن أبي أمامة لا يجيء ، وَوَهَنَ أمرُ مسكينٍ عندي بهذا (2) الحديث (3) .
فهذا المتن حكم عليه أبو حاتم بالنكارة ، وتكلم في راويه من أجله .
(ف31، قط39، بز19) .
رابعًا : أجناس العلة :
أ- العلة في الإسناد :
1- وصل المرسل .
مثل حديث الزهري المتقدم الذي روي عنه ، عن عروة ، عن عائشة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يضرب امرأةً قَطٌّ، ولا خادمًا، إلاّ أن يجاهد في سبيل الله .
فقال أبو حاتم الرازي : والصحيح ما رواه عُقَيل ، عن الزهري ، عن علي بن حسين : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرسل .
2- إرسال الموصول .
__________
(2) في (أ): (( من بهذا ))، وضرب على قوله : (( من )).
(3) ستأتي هذه المسألة مكررة برقم (608).(1/2)
مثل حديث أبي إسحاق السبيعي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لانكاح إلا بولي )) .
كذا رواه سائر الرواة عن أبي إسحاق ، وخالفهم سفيان الثوري وشعبة ، فروياه عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ، وصوب الأئمة رواية الوصل ؛ لأن الثوري وشعبة سمعا ذلك الحديث في مجلس واحد ، وسيأتي ذكر هذا الحديث والكلام عليه مطولاً في قرينة اتحاد المجلس من قرائن الترجيح .
3- رفع الموقوف .
2314 (1) - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه بعض أصحاب زائدة ، عن زائدة ، عن سِمَاك ، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( قَصُّ الشَّارِبِ مِنَ الدِّينِ )) ؟
قال أبي : حدثناه أحمد بن يونس ، عن زائدة ، موقوف . بهذا الإسناد ، وهو أصح ممن يرفعه .
4- وقف المرفوع .
2737 (2) - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه حَمَّاد بن زيد ، عن يونس وأيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة؛ قال : إن الملائكة تلعن أحدكم إذا (3) أشار إلى أخيه بحديدة ؟
قال أبي : قد رواه حَمَّاد بن سلمة ، عن أيوب ويونس ، عن محمد، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قلت لأبي : فأيهما الصحيح ؟ موقوف أو مسند ؟
قال : المسند أصح .
5- وقف المقطوع .
مثاله :
2030 (4) -?وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه الفِرْيَابِي (5) ، عن سفيان (6) ، عن أبي حَصِيْن ، عن عبدالله بن سِنَان ، عن سعد بن مسعود الثَّقَفِي ، عن سلمان الفَارِسِي ؛ قال : كان نوحٌ إذا اشترى ثوبًا أو أكل طعامًا (7) حمد الله ؛ فَسُمِّي عبدًا شَكُورًا ؟
__________
(3) في (ت) : (( إذ )).
(5) في (ك): (( الفيرابي )). وهو : محمد بن يوسف .
(6) هو : ابن عيينة .
(7) في (ك): (( طعام )).(1/3)
قال أبي : إنما هو عن سعد (1) بن مسعود قوله (2) .
6- قطع الموقوف .
7- التفرُّد ( تفرُّد الثقة المتوسّط ) .
مثاله :
1392/أ - قيل لأبي: يَصِحّ حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليمين مع الشاهد ؟
فوقف وقفة ، فقال : ترى الدَّرَاوَرْدِي (3) ما يقول ؟ يعنى قوله : قلت لسهيل ، فلم يعرفه (4) .
قلت : فليس نسيان سُهَيْل دافع (5) لما حَكَى عنه ربيعة ، وربيعة ثقة، والرجل يُحَدِّث بالحديث وينسى .
قال : أجل هكذا هو ، ولكن لم نرى(8) أنْ يتبعه متابع (6) على روايته، وقد روى عن سُهَيْل جماعة كثيرة ليس عند أحد منهم هذا الحديث .
قلتُ : إنه (7) يقول بخبر الواحد .
قال : أجل غير أني لا أدري (8) لهذا الحديث أصلاً عن أبي هريرة أعتبر به ! وهذا أصل من الأصول لم يتابع عليه ربيعة (9) .
__________
(1) في (ك): (( سعيد )).
(2) البخاري في "التاريخ الكبير"(4/50) قال: (( سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد حديثه في الكوفيين قوله )).
(3) هو : عبدالعزيز بن محمد .
(4) في رواية أبي داود في "سننه" (3610): (( عن عبدالعزيز قال : فذكرت ذلك لسهيل ، فقال : أخبرني ربيعة - وهو عندي ثقة -: أني حدّثته إيّاه ، ولا أحفظه. قال عبدالعزيز : وقد كان أصابت سهيلاً علّة أذهبت بعض عقله ، ونسي بعض حديثه ، فكان سهيل بعدُ يحدِّثه عن ربيعة عن أبيه )).اهـ.
(5) كذا في جميع النسخ !
(6) في (أ) و(ش) و(ف): (( متابعًا )).
(7) الظاهر أن الضمير يعود لسهيل .
(8) في (ك): (( لا أرى )).
(9) في (ك): (( وبيعة )).
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (1929) هذا الحديث ، والاختلاف على سليمان بن بلال فيه : فمنهم من يرويه عنه ، عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، ومنهم من يرويه عنه ، فلا يذكر ربيعة ، فقال: (( والصحيح عن سليمان بن بلال ، عن ربيعة . وقد بيّن ذلك زياد بن يونس في روايته عن سليمان ، فقال فيه : قال سليمان : فلقيت سهيلاً ؛ سألته عنه ، فلم يعرفه ، فقلت : حدثني به عنك ربيعه ، فقال : فحدِّث به عن ربيعة ، عنِّي )).(1/4)
8- 8- دخول حديث في حديث .
9- سلوك الجادّة . 10- إبدال راوٍ بآخر غير الصحابي ( وربما كان ضعيفًا
بثقة ) . 11 - الاختلاف في تعيين صحابي الحديث ( انظر علل ابن أبي حاتم 1،17،44،50) . 12- إبدال راويين أو أكثر من إسناد الحديث .
13- زيادة راوٍ في الإسناد غير الصحابي . 14- نقصان راوٍ من الإسناد غير الصحابي .
15- جعل التابعي صحابيًّا . 16- جعل الصحابي تابعيًّا .
17- نفي سماع من يظن أنه سمع . 18- عدم تمييز رواية المختلط .
19- اختلاف الرواة على الراوي مدار الحديث .
(هـ139، خ21-31، ص62، قط39 و43، بز19 و21) .
خامسًا : وسائل كشف العلة :
أ معرفة المدارس الحديثية .
شرح علل الترمذي ج1/ص127
بديهة وإن شئت فقل هو فن القلة من الناس وحتى هؤلاء القلة فإنهم متفاوتون في القدرة عليه
يقول بن كثير في اختصار علوم الحديث وإنما يهتدي إلى تحقيق هذا الفن الجهابذة النقاد يميزون بين صحيح الحديث وسقيمه ومعوجه ومستقيمه فمنهم من يظن ومنهم من يقف بحسب مراتب علومهم وحذقهم واطلاعهم على طرق الحديث وذوقهم حلاوة عبارة الرسول التي لا يشبهها غيرها من ألفاظ الناس فمن الأحاديث المروية ما عليه أنوار النبوة ومنها ما وقع فيه تغيير لفظ أو زيادة باطلة يدركها البصير من أهل هذه الصناعة
ويقول بن الصلاح في هذا ويستعان على إدراكها بتفرد الراوي أو بمخالفته غيره له مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن
أما الخطيب البغدادي فإنه يقول السبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانتهم من الحفظ ومنزلتهم من الإتقان(1/5)
وإن نظرة سريعة يلقيها الباحث في كتب العلل تظهر له أي علم يحتاجه صاحب هذا الفن وأية معرفة يفتقر إليها حتى يصبح من أهل هذه الصنعة إنه يحتاج ملكة علمية متعددة الجوانب كثيرة العناصر تمتاز بالشمول والتكامل لأننا بعد التحقق نستطيع أن نقول إن كل جزئية من جزيئات علوم الحديث داخلة في علم العلل إما دخولا مباشرا أو غير مباشر كخادم لأصول هذا العلم وضروراته
المطلب الثاني وسائل الكشف عن العلة
دفعنا فيما سبق توهم إدراك العلة بالخواطر والتأملات الباطنية وذكرنا كلام بن رجب -رحمه الله- في هذا وأثبتنا أن كشف العلة لا يكون إلا بعلم ومعرفة وفهم والدليل على كل علة لا بد من قيامه وظهور لأهل هذا الفن وأما موضوعنا هذا فمعقود للكلام عن جوانب من معرفة الناقد وعلمه حتى نتصور كيف تجري عملية الكشف عن العلة وما هي طبيعة هذا الذهن الذي يتناول النصوص الحديثية بالتمحيص والنقد إيضاحا لهذا نقول
إن كتب العل تحمل بين طياتها صورة كاملة شاملة لما ينبغي أن يكون عليه رجل هذا الفن وأنه إن كان حصر جوانب هذه المعرفة لا يمكن في مبحث صغير فإن ذكر أهم هذه الجوانب يسير ومعقول وفيما يلي بعض هذه الجوانب
1- معرفة المدارس الحديثية ونشأتها ورجالها ومذاهبها العقدية والفقهية وأثرها وتأثيرها في غيرها وما تميزت به عن غيرها فقد نشأت للحديث مدارس في المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام ومصر واليمن
وبهذه المعرفة يعالج الباحث أسانيد كثيرة فيكشف عن علتها فإذا كان الحديث كوفيا احتمل التدليس أو الرفض إن كان بصريا احتمل النصب وتأثير الإرجاء والاعتزال في إسناده فإذا روى المدنيون عن الكوفيين فإنها تختلف الاحتمالات عما إذا روى المدنيون عن البصريين ولذلك نجد الحاكم يقول بعد ذكره علة حديث والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا أما حديث الشام عن المدارس الأخرى فأكثره ضعيف(1/6)
وقد تكلم بن رجب عن هذا عند كلامه على النوع الثاني من أنواع العلل وهو من ضعف حديثه في بعض الأماكن دون بعض .
قال ابن رجب ومنهم عبيد الله ابن عمر العمري ذكر يعقوب ابن شيبة أن في سماع أهل الكوفة منه شيئا ومنهم الوليد ابن مسلم الدمشقي صاحب الأوزاعي ظاهر كلام الإمام أحمد أنه إذا حدث بغير دمشق ففي حديثه شيء قال أبو داود سمعت أبا عبد الله سئل عن حديث الأوزاعي عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي عليكم بالباءة قال هذا من الوليد يخاف أن يكون ليس بمحفوظ عن الأوزاعي لأنه حدث به الوليد بحمص ليس هو عند أهل دمشق
ومنهم المسعودي من سمع منه بالكوفة فسماعه صحيح ومن سمع منه ببغداد فسماعه مختلط
وكذلك فقد ذكر بن رجب طائفة من الثقات حدثوا عن أهل إقليم فحفظوا حديثهم وحدثوا عن غيرهم فلم يحفظوا
فمنهم إسماعيل ابن عياش الحمصي أبو عتبة إذا حدث عن الشاميين فحديثه عنهم جيد وإذا حدث عن غيرهم فحديثه مضطرب
ومنهم معمر ابن راشد كان يضعف حديثه عن أهل العراق خاصة
وأمثلة هذا كثيرة عند بن رجب وهذا يلزم الباحث في العلل أن يعرف مدارس الحديث المختلفة ومن أضبط الناس فيها ومن أكثر الناس خطأ فيها وهكذا .
ب معرفة من يدور عليه الإسناد .
معرفة من دار عليهم الإسناد وأوثق الناس فيهم وتمييز أصح الأسانيد أضعفها وممن اهتم بهذا وأرسى قواعده علي ابن المديني فنراه يقول نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة فلأهل المدينة بن شهاب ولأهل
مكة عمرو ابن دينار ولأهل البصرة قتادة ابن دعامة السدوسي ويحيى ابن أبي كثير ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي وسليمان ابن مهران ،ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنف فلأهل المدينة مالك ابن أنس ومحمد ابن إسحاق من أهل مكة عبد العزيز ابن جريح وسفيان ابن عيينة ثم انتهى علم هؤلاء الثلاثة من أهل البصرة وعلم الاثني عشر إلى سنة وهكذا يمضي علي ابن المديني في تأصيل هذه الخبرة الإسنادية وتفريعها .(1/7)
ومع ذكر الراوي فإنه يذكر أصحابه ويبين أوثقهم فيه وأكثرهم في الرواية عنه وهذا جزء هام من علم العلل
وفيما يلي نص من علل أحمد -رحمه الله- أوقفي على ارتباط هذا الجانب بعلم العلل ودوره في الكشف عن العلة يقول عبد الله ابن الإمام أحمد :سألته عن مطرف ابن طريف فقال ثقة مطرف قلت له أيما أثبت أصحاب الأعمش فقال سفيان الثوري أحبهم إلي قلت له ثم من فقال أبو معاوية في الكثرة والعلم -يعني عالما بالأعمش- قلت له أيما أثبت أصحاب الزهري فقال لكل واحد منهم علة إلا أن يونس وعقيلا يؤديان الألفاظ وشعيب ابن أبي حمزة وليسوا مثل معمر معمر يقاربهم في الإسناد قلت فمالك قال مالك أثبت في كل شيء ولكن هؤلاء الكثرة كم عند مالك ثلاثمائة حديث أو نحو ذا وابن عيينة نحو من ثلاثمائة حديث ثم قال هؤلاء الذي رووا عن الزهري الكثير يونس وعقيل ومعمر قلت له شعيب قال شعيب قليل هؤلاء أكثر حديثا عن الزهري قلت فصالح ابن كيسان روايته عن الزهري قال صالح أكبر من الزهري قد رأى صالح ابن عمر قلت فهؤلاء أصحاب الزهري قلت أثبتهم مالك قال نعم مالك أثبتهم ولكن هؤلاء الذين بقروا علم الزهري يونس وعقيل ومعمر قلت له فبعد مالك من ترى قال : ابن عيينة . انتهى
ومن خلال هذا النص نلاحظ أمرين لا بد من البحث عنهما ونحن نتناول الرواة عن الثقات الأول من أوثق الناس في هذا الشيخ والثاني من أكثرهم جمعا ورواية عنه وهكذا الأمر في كل ثقة على حدة ولنتصور حجم هذه المعرفة التي لا بد منها لرجل العلل وعن طريق مثل هذه المعرفة يتكون عند الناقد منهج يستعين به في نقده .
ت جمع الأبواب .
شرح علل الترمذي ج1/ص133(1/8)
3- معرفة الأبواب ورجل العلل الحافظ العارف الفهم لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد أن جمع الأحاديث في الأبواب وأحاديثه كما سبق وأن قلت إنها مرتبة على الأسانيد فهي أيضا مرتبة على الأبواب باب الطهارة الصلاة الزكاة وهكذا والعملية النقدية عنده هي عرض ما يسمعه على أبوابه وأصوله وبعد هذا العرض يذكر نتيجة من النتائج الكثيرة عنده معروف منكر مشهور غريب شاذ لا أصل له
وفي معرفة الأبواب وحصرها اشتهر عدد من العلماء كالإمام أحمد والبخاري وأبي زرعة وهذا أبو زرعة يقول لعبد الله ابن الإمام أحمد ذاكرت أباك فوجدته يحفظ ألف ألف حديث فقال عبد الله كيف ذاكرته قال أبو زرعة ذاكرته على الأبواب ومعنى هذا أنهما يذكران رؤوس الموضوعات والعناوين التي تضم عددا من الأحاديث
ولا غرابة في هذه القدرة على جمع الأبواب وعرضها من إمام كأحمد -رضي الله عنه- ولكن الغرابة أن يجمع هذا ويعرضه رجل الدولة مع مسؤولياته ومشاغله فقد أورد الحاكم أبو عبد الله في كتابه معرفة علوم الحديث قصة دارت بين المأمون ورجل ادعى معرفة الحديث وجاء يطلب رفده فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع فقال له المأمون أيش تحفظ في باب كذا فلم يذكر فيه شيئا فما زال المأمون يقول حدثنا هشيم وحدثنا حجاج ابن محمد وحدثنا فلان حتى ذكر الباب ثم سأله عن باب ثان فلم يذكر فيه شيء فذكره المأمون .
وروي عن علي ابن المديني أنه قال الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه .
ث حفظ ومعرفة الأحاديث الموضوعة والواهية .
مثل ما تقدم ذكره من حفظ يحيى بن معين لصحيفة معمر ، عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس ، فلما سأله الإمام أحمد عن سبب تحفظه لها قال : حتى لايأتي أحد فيرويها عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس
ج تتبع طرق الحديث .
ح تمييز السماع والعرض مما أُخذ إجازة ومناولة وصحيفة .
خ معرفة أحوال الرواة ، ويشمل :
# معرفة مواليدهم ووفياتهم .
تاريخ بغداد ج6/ص326(1/9)
قتيبة ابن سعيد يقول بلغني ان أبا حذيفة البخاري قدم أراه مكة فجعل يقول حدثني ابن طاوس قال فقيل لسفيان ابن عيينة قدم انسان من أهل بخارى وهو يقول حدثنا ابن طاوس فقال سلوه ابن كم هو قال فسألوه فنظروا فإذا ابن طاوس مات قبل مولده بسنتين أخبرني الأزهري حدثنا عبد الله ابن عثمان الصفار أنبأنا محمد ابن عمران الصيرفي حدثنا عبد الله ابن علي المديني قال سمعت أبي يقول أبو حذيفة الخرساني كذاب كان يحدث عن ابن طاوس قال فجاؤوا إلى ابن عيينة فأخبروه بسنه فإذا ابن طاوس مات قبل ان يولد
تاريخ مدينة دمشق ج8/ص192
قال عبيد الله ابن محمد ابن أبي السري : سمعت أبي يقول قدم أبو حذيفة البخاري مكة وجعل يروي عن بن جريج وابن طاوس فقيل لسفيان إن رجلا من أهل خراسان قدم يروي عن بن طاوس فقال سلوه في أي سنة سمع قال فسألوه فأخبر أنه سمع في سنة كذا فقال سفيان سبحان الله مات عبد الله ابن طاوس قبل مولده بسنتين .
ومثله عمر بن موسى الوجيهي مع إسماعيل بن عياش .
# معرفة أوطانهم ورحلاتهم .
المجروحين ج1/ص163
احمد ابن محمد ابن الأزهر ابن حريث السجستاني أبو العباس الأزهري الأزهري يروى عن أهل العراق وخراسان كان ممن يتعاطى حفظ الحديث ويجزى مع أهل الصناعة فيه ولايكاد يذكر له باب الا وأغرب فيه عن الثقات ويأتي فيه عن الاثبات بما لا يتابع عليه ذاكرته بأشياء كثيرة فاغرب علي فيها في أحاديث الثقات فطالبته على الانبساط فاخرج إلى أصول أحاديث منها ...، إلى أن قال :(1/10)
وقدروى عن محمد ابن المصفى أكثر من خمسمائة حديث فقلت له ياابالعباس أين رأيت محمد ابن المصفى فقال بمكة فقلت في أي سنة قال سنة ست وأربعين ومائتين قلت وسمعت هذه الأحاديث منه في تلك السنة بمكة قال نعم فقلت ياابالعباس سمعت محمد ابن عبيد الله ابن الفضيل الكلاعي عابد الشام بحمص يقول عادلت محمد ابن المصفى من حمص إلى مكة سنة ست أربعين فاعتل بالجحفة علة صعبة ودخلنا مكة فطيف به راكبا وخرجنا في يومنا إلى منى واشتدت به العلة فاجتمع على أصحاب الحديث وقالوا اتاذن لنا حتى ندخل عليه قلت هو لما به فأذنت لهم فدخلوا عليه وهو لما به لا يعقل شيئا فقرأوا عليه حديث ابن جريح عن مالك في المغفر وحديث محمد ابن حرب عن عبيد الله ابن عمر ليس من البر الصيام في السفر وخرجوا من عنده ومات فدفناه فبقي أبو العباس ينظر الي فكنت عنده يوما فذكر حديث عمرو ابن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد لا حليم الا ذو عثرة فقلت يا أبا العباس هذا حديث مصرى ما رواه مصرى ثقة عن ابن وهب وإنما حدث عنه الغرباء قال حدثنا يزيد ابن موهب عن ابن وهب فقلت له أين رأيت يزيد ابن موهب قال بمكة سنة ست أربعين فقلت له سمعت ابن قتيبة يقول دفنا يزيد ابن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين فبقي ينظر إلي !!
وعندي أن كتبا رفعت عنده فيها من حديث موهب ابن يزيد فتوهم أنه يزيد ابن موهب فحدث ولم يميز وذاك ان هذا الحديث ما رواه عن ابن وهب الا هارون ابن معروف أخبرناه الصوفي عنه ويزيد ابن موهب أخبرناه ابن قتيبة عنه وموهب ابن يزيد ابن موهب سمع من أبيه حدثناه محمد ابن إسحاق ابن خزيمة عنه وقتيبة ابن سعيد ثناه محمد ابن إسحاق الثقفي عنه وادخل على ابن أخي ابن وهب وادخل على سفيان ابن وكيع فحدث به وإنما ذكرت هذه النبذ ليعرف محله في الحديث وعثرته فيه ونسال الله عز وجل جميل الستر بمنّه .
# معرفة شيوخهم وتلاميذهم .(1/11)
ومن أجود الأمثلة في هذا : حديث ابن عمر : لا تحمدوا إسلام المرء حتى تعرفوا عقدة رأيه ، وهو من رواية بقية بن الوليد كما سبق .
# معرفة السابق من اللاحق .
شرح النووي على صحيح مسلم ج1/ص64
ومن طرف ما يتعلق بأبى بكر بن أبي شيبة ما ذكره أبو بكر الخطيب البغدادى قال حدث عن أبى بكر محمد ابن سعد كاتب الواقدى ويوسف ابن يعقوب أبو عمرو والنيسابورى وبين وفاتيهما مائة وثمان أو سبع سنين والله أعلم
شرح النووي على صحيح مسلم ج1/ص66
ومن طرف ما يتعلق باسماعيل ابن علية ما ذكره الخطيب البغدادى قال حدث عن إسماعيل ابن علية ابن جريج وموسى ابن سهل الوشا وبين وفاتيهما مائة وتسع وعشرون سنة وقيل سبع وعشرون قال وحدث عن ابن علية ابراهيم ابن طهمان وبين وفاته ووفاة الوشا مائة وعشر سنين وقيل مائة وخمس وعشرون سنة قال وحدث عن ابن علية شعبة وبين وفاته ووفاة الوشا مائة وثمانى عشرة سنة وحدث عن ابن علية عبد الله ابن وهب وبين وفاته ووفاة الوشا احدى وثمانون سنة مات الوشا يوم الجمعة أول ذى القعدة سنة ثمان وتسعين ومائتين .
سير أعلام النبلاء ج9/ص484
قال أبو بكر الخطيب روى عن أبي عاصم – يعني الضحاك بن مخلد - جرير ابن حازم ومحمد ابن حبان وبين وفاتيهما مئة وإحدى وثلاثون سنة .
# معرفة أنساب الرواة ، وأبنائهم ، وبعض حياتهم الأسريّة .
182 (1) - وسمعتُ (2) أبي وذكر الحديث الذي رواه مالك بن أنس ، عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد - من ولد المغيرة بن شعبة-، عن المغيرة بن شعبة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب لحاجته (3) في غزوة تبوك . قال المغيرة : فذهبت معي بماء ، فجاء رسول(7) الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسكبتُ عليه، فغسل وجهه ويديه ، ومسح برأسه ، ومسح على الخفين .
__________
(2) نقل هذا النص ابن عبدالهادي في "شرح العلل" (ل55/ ب-ل56/أ). وانظر ما سبق في المسألة رقم (173).
(3) في (أ) و(ش) : (( لحاجة )). ... (7) في (ك): (( لرسول )).(1/12)
فسمعتُ أبي يقول : وَهِم مالك في هذا الحديث في نسب عباد بن زياد ، وليس هو من ولد المغيرة ، ويقال له : عباد بن زياد بن أبي سفيان، وإنما هو : عباد بن زياد ، عن عروة وحمزة ابني (1) المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (2) .
ومن أجود الأمثلة في هذا : حديث ابن عمر : لا تحمدوا إسلام المرء حتى تعرفوا عقدة رأيه ، وهو من رواية بقية بن الوليد كما سبق .
# معرفة المتشابه من الأسماء والأنساب ، والكنى والألقاب .
1457 (3) -?وسألت أبي (4) عن حديثٍ رواه هشام بن عَمَّار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي عُبَيْدة (5) ؛ حدّثنا عبدالله بن بُسْر (6) الْمَازِنِي الْحِمْصِي؛ قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا على بعثٍ يومَ غَدِير خُمّ (7) ، وعَمَّمه بعِمَامَةٍ سوداء ، ثم أرسلها من ورائه (8) ...، وذكر الحديث في قصَّة (9) القوس الفارسية ؟
__________
(1) في (ت) و(ك): (( ابن )).
(2) قال الدارقطني في "العلل" (7/106): (( يرويه الزهري ، واختلف عنه ، فرواه مالك عن الزهري ، عن عباد بن زياد - رجل من ولد المغيرة -، عن المغيرة ، ووهم فيه رحمه الله ... وروى هذا الحديث إسحاق بن راهويه ، عن روح بن عبادة ، عن مالك ، عن الزهري ، عن عباد بن زياد ، عن رجل من ولد المغيرة ، عن المغيرة ، فإن كان روح حفظه عن مالك هكذا فقد أتي بالصواب عن الزهري )).
(4) في (ت) و(ك): (( وسألته )) بدل : (( سألت أبي )).
(5) في (ش) : (( عبدة )). وأبو عبيدة هذا : هو الحدَّاد ، واسمه : عبدالواحد بن واصل .
(6) في (ش) : (( بشر )).
(7) غَدِير خُمّ : موضع بين مكة والمدينة تصبُّ فيه عينٌ هناك ، وبينهما مسجد للنبي r . "النهاية"(2/81)، و"معجم البلدان" (2/389)، و(4/188).
(8) في (ت) : (( رواية )).
(9) في (ك): (( قصته )).(1/13)
قال أبي: هذا خطأ ، ليس هو عبدالله بن بُسْر (1) الْمَازِنِي الْحِمْصِي، هذا عبدالله بن بُسْر (2) الْحُبْرَانِيّ (3) ليست له صحبة .
22 (4) -?وسألتُ أبي وأبا زرعة عن حديثٍ رواه الثوري ، عن أبي هاشم ، عن سعيد بن جبير : أنه سئل عن النَّجاسة تُصيب الثَّوب ؟ قال :
اقرأ عليَّ آيةً في غسل الثياب (5) ؟
فقلت لهما : من أبو هاشم هذا ؟
قال أبي:هو إسماعيل بن كثير المكِّي، وليس هو أبو (6) هاشم الرُّمَّاني.
قال أبو زرعة : الذي عندي أنه الرُّمَّاني .
قلتُ : رواه محمد بن كثير ، فقال : إسماعيل بن كثير ؟
قال : إنْ حَفظ ابنُ كثير فهو كما يقول .
__________
(1) في (ش): (( بشر )).
(2) في (ش): (( بشر ))، وفي (ك): (( مبير )).
(3) في جميع النسخ جاء النص هكذا - مع ملاحظة الفروق -: (( هذا عبدالله بن بُسْر الْحُبرانِي، عن النبي r . وروى بعضهم عن حَمَّاد بن سَلَمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي r ، والحفَّاظ ترويه - وفي (ت) و(ك):" مروية "- عن سعيد ، عن قتادة، عن أنس، لا يقولون : عبدالله بن بُسْر - وفي (ش):"بشر"- الْحُبْرانِي -وفي (أ) و(ش):" الحراني "، وفي (ت):" الحيراني "-، ليست له صحبة )). وقوله : ((عبدالله بن بسر الحبراني ليست له صحبة )) سقط من (ف).
والنص بالسياق المتقدم لا يستقيم ، والذي يغلب على ظني جدًّا : أن بعض النص المتقدم برقم (1415) نُسِخ خطأً مع هذا النص ، مع تكرار قوله : (( عبدالله بن بسر الحبراني ))، وهذا واضح لمن تأمل النصين ، ولذا حذفت هذه الزيادة التي لا معنى لها - فيما أرى -، والله أعلم .
وقد نقل مغلطاي بعض هذاالنص في "الإبانة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة" (1/328)، فقال : (( وقال أبو حاتم في كتاب "العلل": عبدالله بن بسر هذا هو الْحُبراني ، ليست له صحبة )).اهـ.
(5) انظر " المصنف" لابن أبي شيبة (1/62) ، وفيه: (( اقرأ عليَّ أنه تغسل الثياب )).
(6) كذا في جميع النسخ !(1/14)
2121 (1) - وسألتُ أبي عن حديثٍ حدثنا الحسن بن عَرَفَة ، عن إسماعيل بن عَيَّاش، عن الْحَجَّاج بن مهاجر الْخَوْلانِي، عن ابن خَارِجَة ابن (2) زيد بن ثابت ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( لِلرَّحِمِ سَاجِعًا مِنَ اللهِ )) ؟
قال أبي : ليس هو ابن زيد بن ثابت ، هذا (3) شامي ، وذاك (4) مَدَنِي (5) ؛ وإنما يقال : ابن خَارِجَة فقط .
190 -?سمعتُ (6) أبي ورأى في كتابي : عن الحسين بن حفص ، عن سفيان، عن منصور، عن عمران الجعفي، عن النخعي : أن سعد بن مالك قال : لِمَ تُلْحِقُون بدينكم ما ليس منه ؟ يرى أحدُكم أن حقًا عليه إذًا بال أن يغسل ذكره !
فسمعتُ أبي يقول : ليس هذا عمران الجعفي : إنما هو عمران الخياط. وعمران الجعفي هو: عمران بن مسلم صاحب سويد بن غفلة (7) .
2820 (8) - وسمعت أبي ورأى في كتابي حديثًا حدثنا به علي بن الحسن الْهِسِنْجَانِي ، عن يحيى بن بِشْر الأَسَدِي ، عن محمد بن أَبَان ، عن يونس بن عُبَيْد ، عن شُرَحْبِيل بن سعد ؛ قال : جمع الحسن بن علي بنيه وابن أخيه ، فقال : عليكم بالعلم (9) ، فإن لم تكونوا تحفظوه فاكتبوه .
فسمعت أبي يقول : ليس هذا يونس بن عُبَيْد ، هو يونس بن عبدالأعلى بن أبي فَرْوَة الْمَدِينِي .
__________
(2) في (ك): (( عن )).
(3) قوله : (( هذا )) سقط من (ك).
(4) في (ك): (( وذلك )).
(5) في (أ) و(ش): (( مديني )).
(6) نقل هذا النص ابن عبدالهادي في "شرح العلل"(ل 60/أ)، ثم نقل كلامًا من ترجمتي عمران الخياط وعمران بن مسلم من "الجرح والتعديل"؛ ثم قال : (( وهذا الأثر الذي ذكره في "العلل" منقطع ، فإن النخعي لم يدرك سعدًا ، والله أعلم )).
(7) في (ت) : (( عقبة ))، وفي (ك): (( علقمة )).
(9) في جميع النسخ : (( بالعمل )).(1/15)
1011 (1) -?وسمعت أبي يقول في حديثٍ حَدَّثنا به يحيى بن عَبْدَك القَزْوِيني ، عن مَكِّي بن إبراهيم ، عن حَبِيب بن الشَّهِيد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ أَخَذَ بِرَأسِ فَرَسِهِ فَيُجَاهِدُ (2) فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ ، أَوْ مِثْلُ رَجُلٍ بَادٍ (3) فِي نَعَمِهِ (4) ، يَقْري (5) ضَيْفَهُ ، وَيُعْطِي حَقَّهُ )).
فسمعت أبي يقول: ليس هذا الْحَبِيب بن الشَّهِيد؛ إنما هو حَبِيب بن شهاب (6) الْمُدْلِجِي، عن أبيه عن ابن عباس (7) .
253 (8) -?وسألتُ أبي عن حديثٍ حدثنا هارون بن إسحاق الْهَمْداني، عن عبدالله بن نُمير، عن عبدالملك بن أبي سليمان ، عن نافع، عن ابن عمر : أن المهاجرين لما أقبلوا من مكة إلى المدينة نزلوا بقُباء ، فأَمَّهُم سالم (9) مولى أبي حذيفة ؛ لأنه كان أكثرهم قرآنًا (10) ، وفيهم عمر ابن الخطاب وأبو سلمة ابن عبدالأسد ؟
فقال أبي : هذا غلط ، ليس هذا عبدالملك بن أبي سليمان ، ولا أعلم روى عبدالملك بن [أبي] (11) سليمان عن نافع شيئًا ؛ إنما هو عبدالملك بن جريج .
__________
(2) في (ك): (( فجاهد )).
(3) رسمت في جميع النسخ هكذا : (( بادي )).
والبادي : هو الذي يكون في البادية، ومسكنه المضارب والخيام . "النهاية" (1/109).
(4) النَّعَم : واحد الأنعام ، وهي : المال الراعية . قال ابن سيده : النَّعَم : الإبل والشاء. وقال ابن الأَعْرَابِي : النعّم : الإبل خاصة . "لسان العرب" (12/585).
(5) أي : يُضيفه ويكرمه . انظر "لسان العرب" (15/179).
(6) في (ك): (( الشهاب )).
(7) وحديثه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/226 رقم1987).
(9) في (ت): (( أسالم )).
(10) في (ف): (( قراءة )).
(11) قوله : (( أبي )) سقط من جميع النسخ ، وقد سبق قبل قليل على الصواب .(1/16)
250 (1) - وسألتُ أبي عن حديثٍ حدثنا به (2) محمد بن إسماعيل الأَحْمَسِي (3) ؛ قال : حدثنا أحمد بن يونس ؛ قال حدثنا منْدَل (4) ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ؛ قال : صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغداة بالناس في سفر، فقرأ : } قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ { و } قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ { ، ثم قال : (( قَرَأْتُ لَكُمْ ثُلْثَ الْقُرْآنِ وَرُبْعَهُ )) ؟
قال أبي: ليس هذا جعفر بن محمد بن علي بن حسين، هذا جعفر بن
أبي (5) جعفر (6) ، شيخ ضعيف الحديث (7) .
2560 (8) - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه إسحاق بن موسى الأنصاري، عن عاصم بن عبدالعزيز، عن محمد بن عمارة، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن أنس بن مالك : أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدَّوَاء ؛ فقال: ((السَّنَا (9) وَالسَّنُّوتُ (10) فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلاَّ السَّامَ )). قالوا : يا رسول الله ! أما السَّنَا فقد عرفناه ، فما السَّنُّوتُ(2)؟ فقال : (( لَوْ شَاءَ اللهُ لأَعْلَمَكُمْ )) ؟
__________
(2) قوله : (( به )) ليس في (ت) و(ف) و(ك).
(3) في (ك): (( الأغمسي )).
(4) في (أ) و(ف) و(ش): (( مبذل ))، والمثبت من (ت) و(ك)، وهو الصواب كما يظهر من ((تهذيب الكمال )) (28/493).
(5) قوله : (( أبي )) سقط من (ت) و(ك).
(6) هو جعفر بن ميسرة .
(7) قال ابن عدي في "الكامل" (2/144) بعد أن ذكر له هذا الحديث : (( روى هذا الحديث مندل بن علي )) وقال : (( وله عن أبيه عن ابن عمر أحاديث ، وعن أبيه ، عن أبي هريرة أحاديث ،وجملته ليس بالكثيرة، وهو منكر الحديث كما قاله البخاري )).
(9) السَّنا : نبات معروف ؛ من الأدوية ؛ له حَمْلٌ إذا يَبِسَ وحرَّكته الريح سمعت له زَجَلاً . "النهاية" (2/414-415).
(10) في (أ) و(ش): (( الستوت )). والسَّنُّوتُ : هو العسل ، وقيل : الرُّبُّ ، وقيل : الكَمُّون . "النهاية" (2/407).(1/17)
فسمعت (1) أبي يقول : ليس هو عبدالله بن عبدالرحمن أبو طوالة ؛ إنما هو عبدالله بن أبي طلحة ، وكان حدَّث بهذا الحديث إسحاق بن موسى بين (2) أحاديث عاصم بن عبدالعزيز ، عن محمد بن عِمَارة ، عن عبدالله بن عبدالرحمن أبي طوالة .
2369 (3) - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه أبو داود الطَّيَالِسِي عن قريش بن حَيَّان ، عن واصل بن سُلَيْم؛ قال : أتيت أبا أيوب الأزدي ، فرأى أظفاري طوالاً ، فقال : أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله ، فقال : ((لَيَسْأَلْنِي أَحَدُهُمْ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ وَيَدَعُ أَظْفَارَهُ كأظفار (4) الطَّيْرِ يَجْمَعُ فِيهَا الْجَنَابَةَ (5) والتَّفَثَ (6) )) .
فسمعت أبي يقول : هذا خطأ ، ليس هو واصل بن سُلَيْم ؛ إنما هو أبو واصل سُلَيْمان بن فَرُّوخ ، عن أبي أيوب ، وليس هو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، هو أبو أيوب يحيى بن مالك العتكي من التابعين .
قال أبو محمد : ولم يفهم يونس بن حَبِيب أن أبا أيوب الأزدي هو العتكي ، فأدخله في مسند أبي أيوب الأنصاري .
2276- وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه أبو عاصم (7) ، عن ابن جُرَيْج، عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سَهْل؛ قال : أخبرني العباس وزاد غيره : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن الرُّقَى حين قدم المدينة قال أبو حَفْص عمرو بن علي : الحديث عن أبي أمامة ، وقوله أخبرني العباس كلام ابن جُرَيج (8) ؟
قال أبي : هو كما قال عمرو بن علي ، والعباس شيخٌ لابن جُرَيج ، وليس هو بالعباس بن عبدالمطلب .
__________
(1) في (ت) و(ك): (( سمعت )).
(2) في (ك): (( من )).
(4) في (ت) : (( كالمقار ))، وفي (ك) : (( كالمنقار )).
(5) في (ت) و(ك): (( الجماعة )).
(6) في (ك): (( والثفت )).
والتفث : هو الشعث ، وما احتاج إزالته من الشعر . انظر "لسان العرب" (2/120).
(7) هو : الضحاك بن مَخْلَد .
(8) قوله : (( ابن جريج )) سقط من (أ) و(ش).(1/18)
قال أبو محمد (1) : وحدثنا بهذا الحديث أحمد بن عصام ، عن روح (2) ، عن ابن جُرَيج؛ قال : أخبرني العباس وزاد عليه غيره ، عن ابن شهاب ، عن رجل من أهل العلم : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن الرُّقَى حين قدم المدينة . فقد بيَّن هذا الحديثَ علَّة حديث أبي عاصم .
قال أبو محمد : وذُكِرَ لي أن أبا مسعود بن الفرات أدخل هذا الحديث عن أبي عاصم في مسند العباس بن عبدالمطلب ، ووهم فيه .
2153 (3) - وسمعتُ أبي يقول في حديث حدثنا يحيى بن عَبْدَك القَزْوِينِي ، عن مَكِّي بن إبراهيم ، عن حَبِيب بن الشهيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ؛ قال : (( ليَخْرُجَنَّ أَقْوامًا (4) من النَّار بَعْدَمَا احْتَرَقُوا فِيهَا ، فيقال هؤلاء الْجَهَنَّمِيُّون طُلَقَاءَ الله )).
فسمعتُ أبي يقول : هو حَبِيب بن شِهَاب الْمُدْلَجِي (5) ، وليس هو بِحَبِيب بن الشهيد .
2027 (6) -?وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه أبو إسحاق الفَزَارِي ، عن أبي إسماعيل ، عن عبدالله (7) بن عبدالله ؛ قال : كان يقال : مَثَلُ الذَّاكِرين في الغافلين كمَثَلِ الذي يُقاتِلُ عن الفارِّين (8) .
__________
(1) قوله : (( قال ابو محمد )) سقط من (ت) و(ف) و(ك).
(2) هو : ابن عُبادة .
(4) كذا في جميع النسخ !
(5) في (ك): (( المديحي )). انظر ترجمته ف ي"التاريخ الكبير" (2/114)، و"الجرح والتعديل" (3/103).
(7) في (ت) و(ك): (( عبيدالله )).
(8) في (ش) : (( الفارس )).(1/19)
قال أبي: أبو إسماعيل هو حاتم بن إسماعيل ، وهو عن عَوْن بن عبدالله (1) ، وليس هو عن عبدالله(@) بن عبدالله ، وحاتم لم يلق عَوْن (2) .
# معرفة المدلسين .
تقدمت أمثلته .
# معرفة المختلطين .
تقدمت أمثلته .
# معرفة مذاهب الرواة الاعتقادية .
وهذا كثير في كتب الرجال ، مثل عبد الرزاق الصنعاني ووصفه بالتشيع ، أو قتادة بن دعامة ووصفه بالقول بالقدر ، وأبي معاوية محمد بن خازم ووصفه بالإرجاء ، وغيرهم .
وهذه المعرفة جزء من معرفة المدارس الحديثية ولكنها هنا تهتم بالرواة كأفراد كل على حدة وقد يكون الغالب على مدرسة ما التشيع ولكن فيها الناصبي والخارجين والمعتزلي وغير ذلك
وعلى صفحات كتب العلل نجد كلاما كثيرا حول هذا الجانب مثل يونس ابن عباد كان خبيث الرأي كان يزيد ابن عبد الرحمن شيخا فقيرا مرجئيا .
# معرفة المتقن في شيخ أو بلد من غير المتقن .
قال صالح بن أحمد : قلت لأبي : أيما أثبت عندك عبد الرحمن بن مهدي أو وكيع ؟ قال : عبد الرحمن أقل سقطًا من وكيع في سفيان ، قد خالفه في ستين حديثًا من حديث سفيان ، وكان عبد الرحمن يجيء بها على ألفاظها .
وقال الإمام أحمد أيضًا : الثوري أعلم بحديث الكوفيين ورجالهم من الأعمش .
وقال ابن أبي حاتم في المقدمة : باب ما ذكر في معرفة أبي مسهر بتابعي أهل الشام .
# إحصاء ما روى كل محدِّث عن شيخه .
الجرح والتعديل ج1/ص224
__________
(1) رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/268) من طريق الواقدي ، ثنا هشام بن سعد ، عن محصن بن علي ، عن عون بن عبدالله بن عتبة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود به مرفوعًا . قال أبو نعيم : (( غريب من حديث عون متصلاً مرفوعًا ، لم يروه عنه إلا محصن ، ولم نكتبه إلا من هذا الوجه ، وروى من حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر مرفوعًا )).
(2) كذا في جميع النسخ !(1/20)
محمد ابن بشار يقول سمعت وكيعا يقول لم يسمع الأعمش من مجاهد الا أربعة أحاديث .وتقدم أن الحسن البصري لم يسمع من سمرة إلا حديثين .
جامع التحصيل ج1/ص255
وقال يحيى ابن سعيد قال شعبة لم يسمع قتادة من أبي العالية إلا ثلاثة أحاديث حديث على القضاة ثلاثة وحديث لا صلاة بعد العصر وحديث يونس ابن متى
# تتبع أخطاء كل راوٍ على التفصيل .
وكيع : يحيى بن الضريس من حفاظ الناس لولا أنه خلط في حديثين .
وقال الإمام أحمد : ابن عيينة يخطئ في نحو عشرين حديثًا عن الزهري .
# معرفة من تغرَّب من الرواة للكذب في الأمصار الأخرى .
(هـ128، خ49، ص49، م109، قط64، بز23) .(1/21)