كيف تكون محدثا
الرواية مع الدراية
بضم كتابى
"حصول التفريج بأصول التخريج أو كيف تصير محدثا"
تأليف الحافظ السيد (أحمد بن محمد بن الصديق) الحسنى الإدريسى الغمارى (توفى 1380ه)
مع
توجيه العناية لتعريف علم الحديث رواية و دراية
لحافظ السيد (عبد الله بن محمد بن الصديق) الحسنى الإدريسى الغمارى (توفى 1413ه)
قال الحافظ أحمد بن الصديق الغمارى الحسنى الإدريسى
"حصول التفريج بأصول التخريج أو كيف تصير محدثا "
"يصير به القارئ محدثَا ، والناظر فيه لمسالك العزو والتخريج محققَا" أهـ
و عليك بهذه الموسوعة يلين لك العلم بإذن الله تعالى
و تسبق الأقران
ملاحظة قصيرة عن الحديث المذكور بلوحة الإعلان عن الموسوعة
أَنا مَدينةُ العلمِ ، وعلي بَابها
حديث: (أَنا مَدينةُ العلمِ ، وعلي بَابها) حديث حسن ، فهو من قسم الحسن و لا يرتقي إلى الصحة ، ولا ينحط إلى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولاً ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك كما حسم الأمر ابن حجر فى فتيا له. و هو حديثٌ قد تنازع العلماءُ فيه ،و له طرق كثيرة في: مستدرك الحاكم الذى صححه ، فأقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع.
فأمّا مَن صَحَحَه:
1. فأبو عبد الله الحاكم في: ( مستدركه ). ( 3 / 126 )
وأَمّا من حَسَنه:
فالحافظ العلائي في كتابه:
( النقد الصحيح لما اعترض عليه من أَحاديث المصابيح ). ( ص: 55 )
والحافظ ابن حجر في فُتْيا له.(1/1)
قال السيوطي: سئل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر عن هذا الحديث في فتيا ، فقال: ( هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ، وقال إنه صحيح ، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات ، وقال: إنه كذب ، والصواب خلاف قولهما معاً ، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ، ولا ينحط إلى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولاً ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك ). اللآلئ المصنوعة ، للسيوطي: ( 1 / 334 ) ، وفي: ( أجوبته على أحاديث المصابيح ) ، المطبوع في آخر كتاب: ( مشكاة المصابيح ) ، تحقيق الشيخ الألباني: ( 3 / 317 ) ، قال: ( هو ضعيف ، ويجوز أن يحسن ) ، وفي: ( لسان الميزان ) : ( 2 / 123 ) ، قال: ( وهذا الحديث له طرق كثيرة في: مستدرك الحاكم ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع )
والسخاوي في: ( المقاصد الحسنة ). ( رقم: 189 )
والشوكاني في: ( الفوائد المجموعة ). ( ص: 349 ).
هذا الكتاب مازال فى مرحلة المسودة فليلاحظ و رجاء أن يرجع القارئ لينزل النسخة النهائية قريبا بإذن الله تعالى
قال الحافظ أحمد بن الصديق:
لم يسبق أحد إلى تأصيله ، ولا تنبّه سابق إلى اختراع الكلام فيه وترتيب فصوله ، فلا نعلم أحدَا أفرد هذا الفن بتأليف ، ولا خص أصوله بجمع وتصنيف ، بل ولا أشار إلى قواعده فى كتاب ، أو نبه على أصل من أصوله ضمن باب من الأبواب ... يعرض إلى الخوض فى فن مبتكر ، وبحث مخترع ، لا يوجد فى كلام السابقين ما يساعد على التوسع فى قواعده ... و هو ضم و جمع و ترتيب
الشيخ الدكتور محمد بن يحى النينوى إمام مسجد المدينة المنورة بأتلنتا بولاية جورجيا
و خادم السيد عبد الله بن الصديق
أحمد كامل درويش
المخرج لموسوعة الغمارى الإلكترونية
بشيكاغو
تحتوى أكثر من 2000 جزء
www.Allah.com
خطبة الحافظ أحمد
خطبة الحافظ عبد الله
تقديم أبو العباس أحمد محمد مرسى رحمه الله تعالى(1/2)
مراقب دار الحديث النبوى بالمؤتمر الإسلامى سابقا
تعريف بالمحدث عبد الله بن الصديق
تعريف بالمحدث أحمد بن الصديق
التخريج
الإخراج
الإستخراج
تاريخ و سبب حدوث التخريج
احتياط و تثبت الصحابة
زمن الإسناد و الإخراج
أهل المائة الثالثة
أهل المائة الرابعة
أهل المائة الخامسة
أهل القرن السادس
أهل القرن الثامن و كثرة التخريج
أهل القرن التاسع
أهل القرن العاشر
أهل القرن الحادى عشر
أهل القرن الثانى عشر
اهل القرن الرابع عشر
يخرجون أحاديث ذكرت معزوة أو مسندة فى مصنفات أصحابها
كيفية التخريج و شروطه و لوازمه
الجمع بين الصحيحين و الكتب السته
كتب التخاريج
كتب المعاجم
جمع الجوامع أو الجامع الكبير
نسخ فن الاطراف
استدراك العراقى على جمع الجوامع
كتب الموضوعات و الأحاديث المشتهرة على الألسنة
ملكة المحدث للتعرف على الالفاظ النبوية
معرفة الأصول و الرجوع إليها و عدم تقليد من عزا إليها
اصطلاح المتقدمين فى العزو إلى سنن النسائى إلى القرن السابع مخالف إصطلاح أهل القرن العاشر
المستخرجات و الجمع بين الصحيحين للحميدى و ما يعزه البيهقى فى سننه الكبرى عقب إسناده الحديث إلى الشيخين أو أحدهما
فصل فى العمل بالحديث الضعيف
كيف تبحث عن الحديث
بعض مراجع الحديث
يلاحظ ابن تيمية لم يكن من الحفاظ و لكن تلميذه ابن كثير كان حافظا إلا أنه لم يتبعه فى العقيدة فقد كان أشعريا كما كان الحافظ ابن حجر و كل من ذكر هنا من أكثر من 120 حافظا لم يتبع أى منهم عقيدة ابن تيمية - فليمت الوهابية بغيظهم انظر أسماءهم ص 74 بفهرس تواريخ الوفاة أو الولادة لمعظم من ذكر بكتاب الحافظ أحمد بن الصديق الغماري حسب الترتيب الزمنى الهجري (122 حافظا)(1/3)
و سوف نضرب لكم مثلا واحدا و هو جحدهم لأقوال الحافظ ابن حجر التى تخالف باطلهم و تشير الى عكس ما يعتقدوه و خالفوا به كل قرون الإسلام و ليعلم كل مسكين و قع فريسة فى حبالهم. أما كلامهم فى السلفية فلا يخدعك و تعريفعم بأن أهل السنة و الجماهة هم الوهابية تحت القناع فلا تنخدع بكلامهم و هذه "السلفية" فإن الله تعالى لم يأمرنا بالإيمان بها و لكن نؤمن بالله و رسوله و كلامهم على البدع فحدث و لا حرج ففعل شرزمتهم هو أشد بدعة و قد حاربهم محمد على باشا لما بدأوا دعوتهم بإرهاق دماء المسلمين بمكة و المدينة و قد فضحهم كتاب العصر
و ابن حجر يوجعهم بتكراره كما سترى "التأويل لبعض الصفات كاليدين والاستواء ونحوها في مواضع كثيرة، فاكتفينا بالتنبيه على بعضها تعليقاً، وعلى بعضها إشارة وإحالة، وأغفلنا بعض المواضع لحصول المقصود. "
و جدير بالذكر أن الطبعة المحال عليها و المشار إليها هنا هى "فتح الباري : طبعة المكتبة السلفية ط 1 عام 1407هـ، وما صُوِّر عليها؛ لكونها الأشهر بين أهل وقتنا.
قال الحافظ في هدي الساري 143: "قوله (استوى على العرش) هو من المتشابه الذي يفوض علمه إلى الله تعالى، ووقع تفسيره في الأصل". اهـ.
قال الحافظ في الهدي 219: "قوله: (أطولهم يداً) أي أسمحهن، ووقع ذكر اليد في القرآن والحديث مضافاً إلى الله تعالى، واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة التي هي من صفات المحدثات. وأثبتوا ما جاء من ذلك وآمنوا به؛ فمنهم من وقف ولم يتأول، ومنهم من حمل كل لفظ منها على المعنى الذي ظهر له، وهكذا عملوا في جميع ما جاء من أمثال ذلك". اهـ.
فهرس الكتاب
الغلاف
الباب الأول: التخريج و الإخراج والاستخراج
الباب الثانى: تاريخ حدوث التخريج وبيان السبب الداعى إليه(1/4)
ذكر: خرّج أحاديث الغنية للقطب الجيلاني: الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوى المتوفّى سنة اثنتين وتسعمائة (ت902ه) وسماه " البغية بتخريج أحاديث الغنية
الفصل الأول: يخرّجون أحاديث ذكرت معزوّة أو مسندة فى مصنفات أصحابها تكميلاَ للفائدة
الفصل الثانى: الإستعانة بكتب الجمع بين الصحيحين أو الكتب الستة
الفصل الثالث: كتب التخاريج
الفصل الرابع: الإستعانة بالكتب المرتبة على حروف المعجم
ذكر:المنتقى لمجد الدين عبد السلام بن تيمية الحرانى جد أحمد بن عبدالحليم المبتدع الناصبي
الفصل الخامس: الإستعانة ب كتب الموضوعات والأحاديث المشتهرة على الألسنة
الفصل السادس: البحث عما أشير إليه, ولم يذكر لفظه
الفصل السابع: ينبغى للمخرّج بعد معرفته الأصول التى عُزِى إليها الحديث أن ينقله منها مباشرة ولا يكتفى بتقليد من عزاه إليها ما وجد إلى ذلك سبيلا
الفصل الثامن: ما يجب التنبّه له
الفصل التاسع: المستخرجات والجميع بين الصحيحين للحميدى وما يعزوه البيهقى فى سننه الكبرى عقب إسناده الحديث إلى الشيخين أو أحدهما
الفهارس
فهرس من ذكر بتواريخ الوفاة حسب الترتيب الزمنى الهجري فهرس الرواة: أكثر من 120 حافظا ذكرهم فى 80 صحيفة
فهرس آخر بتواريخ الوفاة كثير من الرواه
فهرست الأماكن
فهرست الكتب
فهرست الفوائد
ملحق مؤلفات و مخطوطات السيد أحمد بن الصديق
ملحق كيف تشرح حديثا
ملحق كيف تخرج حديثا
ملحق كيف تستخدم الموسوعة
قال الحافظ السيد (أحمد بن محمد بن الصديق) الحسنى الإدريسى الغمارى رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم
الحمد الله كما ينبغى لجلاله ، وصلى على سيدنا محمد وعلى آله.
وبعد
فإنك (يا طالب علم الحديث) سألت أن نبيَّن لك طريق العزو والتخريج وما تستعين به على ذلك ، ويرشدك إلى تحقيق تلك المسالك ، ويسهل لك سبيل الوصول إليه ، ويقترب عليك طريق الحصول عليه ، مع(1/5)
قواعد تعتمد عليها فى تحقيقه ،
وفوائد تستند إليها فى إصابة الصواب فيه وتطبيقه
بحيث لا تحتاج إلى كبير بحث فى الدفتر والمؤلفات ، ولا كثير تنقيب فى الكتب والمصنفات ،
وطلبت (يا طالب علم الحديث) أن يكون
كتابَا كافيَا فى موضوعه ،
يصير به القارئ محدثَا ،
والناظر فيه لمسالك العزو والتخريج محققَا ،
لأن كتب المصطلح لا ترشد رائد العزو إلى مراده ، ولا تبلغ المقصود منه إلى قصاده ، وأشرت أن يكون اسم الكتاب: "كيف تصير محدثَا"
فاعلم أنك طلبت ما لم يسبق أحد إلى تأصيله ، ولا تنبّه سابق إلى اختراع الكلام فيه وترتيب فصوله ، فلا نعلم أحدَا أفراد هذا الفن بتأليف ، ولا خص أصوله بجمع وتصنيف ، بل ولا أشار إلى قواعده فى كتاب ، أو نبه على أصل من أصوله ضمن باب من الأبواب ، فإسعافك بمرغبك ، وإتحافك بمطلبك ، يعرض إلى الخوض فى فن مبتكر ، وبحث مخترع ، لا يوجد فى كلام السابقين ما يساعد على التوسع فى قواعده ، وتأصيل مسائله وفوائده ، فإن لم تجد فى الجواب كفاية تامة لما أردت ولا مباحث شاملة لكل ما قصدت ، فالعذر فى ذلك واضح مقبول ، وهو ما ذكرت ، فإن كل سابق للكلام على فن لا بد أن يبقى أشياء للمتعقب ، ويترك مسائل للمستدرك والمهذب ، بل قد يكون المغفل أعظم ، والمتروك أكثر ، لان كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر
واعلم أيضا أن سؤالك خاص وما أشرت به من الاسم عام ، إذ ليس بمجرد معرفة أصول التخريج يصير المرء محدثا بل هو فن لا يتحقق إلا بعد معرفة فنون عديدة من علم الحديث ولذلك اخترت أن يكون مطابقا لموضوعه حتى لا يكون الكتاب أخص من اسمه ولا عنوانه أكبر من جسمه فسميته : "حصول التفريج بأصول التخريج" و إن كنت قد أتوسع فى البحث إلى ما يحقق معنى الاسم الذى طلبت وهو"كيف يصير المرء محدثَا " بل ومجتَهدا فيه محققا فأقول :
ومن الله تعالى أستمد العون والتأييد ، والتوفيق لإصابة الصواب فى كل ما أقصد وأريد ، إنه وهاب كريم.
الباب الأول(1/6)
التخريج و الإخراج والاستخراج
(أ) أما التخريج: فهو
عزو الأحاديث التى تذكر فى المصنفات مطلقة – غير مسندة ولا معزوة إلى كتاب أو كتب مسندة – إما مع الكلام عليها تصحيحَا وتضعيفَا وردَا وقبولاَ ، وبيان ما فيها من العلل.
وإما بالاقتصار على العزو إلى الأصول.
وقد يتوسعون فيه فيخرجون بعض الكتب التى وقعت فيها الأحاديث مسندة أومعزوَة كما سيأتي.
ويقال فيه:
1. خرج بالتضعيف أحاديث كتاب كذا.
ولا يقال فيه:
2. أخرج بالألف.
ويطلقون لفظ التخريج أيضَا على معنى آخر ، وهو:
تصنيف معجم ، أومشيخه ، أو جزء حديثى منتقى من مسموعاته أو مسموعات غيره من معاصريه بأن يعمد إلى أصول سماعاته ، فيجرد منها أسماء شيوخه الذين سمع منهم ، أو قرأ عليهم ، أو أجازوا له ويرتبهم: إما على حروف المعجم ،
فيسمى معجمَا ،
أو على ترتيب الأكبر أو الأقدم سماعَا ، أو الأعلى إسنادَا ، أو على حسب البلدان ،
فيسمي: مشيخة
ويورد فى الترجمة كل واحد منهم ما ينتقيه من الأحاديث العالية الإسناد ، أو الغريبة ، أو نحو ذلك ، فإن كان من مسموعاته وشيوخه قيل:
خرج لنفسه معجمَا أو مشيخة.
وإن كان لغيره من معاصريه قيل
خرج لغيره مشيخة أو فوائد أو جزء ، كفوائد ابن مردك (محمد بن أحمد بن مردك، توفى بسمرقند في رجب 272 و يروى عن مسند اليمن عبد الرزاق) تخريج الدارقطني (ت385ه) ، وفوائد المزكى (ت362ه) تخريجه أيضَا ، والطيوريات (الصيرفى ابن الطيوري 500ه) تخريج السلفي (ت576ه) ، والسلماسيات تخريجه أيضَا ، والمهروانيات (للمهروانى 468ه) تخريج الخطيب (البغدادي ت468ه) ومشيخه الفخر بن البخارى (مسند الدنيا 690ه) تخريج ابن الظاهرى (ت696ه) وغير ذلك مما يزيد على الألف ، وللسلفى (ت576ه) وحده من هذا النوع ما يزيد على الأربعين مصنفَا ، وكذلك الدارقطنى (ت385ه) وكثير من الحفاظ والمسندين ، ولهذا يقولون عند ذكر المصنفات أحيانَا له ، كقولهم:(1/7)
رواه فلان فى كتاب كذا له يريدون أن الكتاب من جمعه وتصنيفه ، لامن تخريج غيره له ، وإذا كان من تخريج غيره قالوا:
رواه فلان فى كتاب كذا ، تخريج فلان ، كقولهم: أخرج ابن مردك فى فوائده تخريج الدراقطني (ت385ه) ، والمهروانى (ت468ه) فى المهروانيات تخريج الخطيب (ت463ه) ، وابن الطيورى (ت500ه) فى الطيوريات تخريج السفلي (ت576ه).
(ب) وأما الإخراج:
فهو رواية الحديث بالإسناد من مخرجه
وراويه إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان مرفوعَا ،
أو إلى الصحابى إن كان موقوفَا ،
أو إلى التابعى إن كان مقطوعَا ،
لأنه قبل إسناده كان مستور الحال ، مجهول الرتبة ، كأنه معدوم ، فبإسناده المتصل إلى قائله أبرزه للوجود ، وأخرجه للانتفاع به ومعرفة رتبته ،
ويقال فيه:
أخرج بالألف من الإخراج ، لا خرج المضعف من التخريج ، إلا أن بعضهم قد يستعمل خرج المصنف فى هذا المعنى فيقول: خرج البخاري ، وخرج الطبرانى مثلاَ ، وهو صحيح باعتبار المعنى والأصل اللغوى إلا أن الاصطلاح فرق بين اللفظين ، وميز بين التعبيرين.
(ت) وأما الاستخراج فهو أن يقصد الحافظ إلى مصنف مسند لغيره ، فيخرج أحاديثه بأسانيد نفسه من غير طريق صاحب الكتاب فيجتمع معه فى شيخه ، أو شيخ شيخه ، وهكذا إلى صحابى الحديث ، بشرط ألا يورد الحديث المذكور من حديث صحابى آخر ، بل لا بد أن يكون من حديث ذلك الصحابى نفسه ، بشرط أن يصل إلى شيخ أبعد حتى يفقد طريقَا يوصله إلى الشيخ الأقرب من صاحب الأصل ، إلا لعذر من علو أو زيادة مهمة.
فإذا قصد الاستخراج على صحيح البخارى مثلاَ فأول حديث فيه: حديث "إنما الأعمال" .(1/8)
وقد رواه البخارى عن شيخه الحميدى (ت219ه) عن سفيان بن عيينة (ت198ه) ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري (ت144ه) ، عن (محمد) إبراهيم التيمى (ت120ه) عن علقمة بن وقاص الليثي (ت80ه) ، عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فيأتى المستخرج ، فيسند هذا الحديث بإسناده إلى الحميدى (ت219ه) شيخ البخاري ، فإن لم يتصل بالحميدى (ت219ه) فيسنده إلى سفيان بن عيينة (ت198ه) شيخ الحميدى (ت219ه) فإن لم يتصل بابن عيينة (ت198ه) رواه بإسناده إلى يحيى بن سعيد الأنصارى (ت144ه) من رواية مالك أو الثورى (ت161ه) أو ابن المبارك (ت181ه) ، أو عبد الرحمن بن مهدى أو غيره ، ممن رووا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصارى (ت144ه) ، وقد قيل: إنهم بلغوا سبعمائة ، وهكذا إن لم يتصل بيحيى رواه بإسناده إلى التيمي ، أو إلى علقمة بن وقاص ، أو إلى عمر بن الخطاب ولا يورده من حديث أبى سعيد الخدرى (ت64ه) أو أبى هريرة أو أنس أو علي ، وهم الصحابة الذين روى عنهم حديث "أعمال" بلفظه ، وأعمال" بلفظه ، وإن كانت الأسانيد إليهم ضعيفة ،
لأن ذلك - أعني: إيراده الحديث من حديث صحابى آخر ، غير صحابى الأصل - لا يعد استخراجَا على الأصل ، بل يعد حديثَا مستقلاَ من رواية مصنفه ،
إلا أنه فى المحل المذكور لا يمكن أن يجتمع مع البخارى أو مسلم فوق يحيى بن سعيد الأنصارى لأنه تفرد بروايته عن (محمد) إبراهيم التيمي ، لايوجد له متابع على روايته عنه بسند صحيح ، من رواية الثقات و إنما ذكرناه على سبيل التمثيل و التقريب ، لأنه أول حديث فى الصحيح ومقصودهم من ذلك أمور ،
منها:
البراعة ، واختبار الحفظ ، وسعة الرواية ، وكثرة الشيوخ والطرق والأسانيد ، ومساواة المستخرج عليه فيما عنده من الحديث والأسانيد ، مع إظهار نوع الموافقات ، والأبدال ، والمساواة ، والمصافحات ،
ومنها:(1/9)
علو الإسناد لمن أراد أن يسند من طريقه ، فإن المستخرج يتوخى دائما الطريق العالية التى تجمعه مع شيخ المستخرج عليه أو من فوقه ، ويساعده على ذلك أن الأصل مقيد بالرواية عن الثقات ،
لأن أول ما وضع: الاستخراج على الصحيحين أو أحدهما ، وأكثر المستخرجات هى عليها كما سيأتي ، بل ومقيد أيضَا بشرط السماع ، والمستخرج لا يتقيد بذلك ، فيروى ولو بالإجازة ، ومن طريق بعض الضعفاء ، ليتصل عاليَا بشيوخ المستخرج عليه ، والعلو لا يوجد عاليَا مع الاتصال بالسماع والتقيد بالثقات فمن كان من أهل القرن الرابع أو الخامس فيما بعدهما ، وأراد أن يسند حديثَا من رواية شعبة (ت160ه) أو عبد الرزاق (ت211ه) أو الطيالسى (ت204ه) مثلاَ من طريق البخارى ومسلم فقد يكون بينه وبينهم خمس وسائط أو ستة فإذا روى من طرف مستخرج أبى نعيم (ت430ه) ، عن الطبرانى (ت360ه) عن الدبرى (ت285ه) عن عبد الرزاق (ت211ه) ، كان بينه وبينه ثلاثة أو أربعة ، لأن البخارى توفى سنة (ت256ه) ست و خمسين ومائتين ، وتوفى مسلم سنة إحدى وستين ومائتين (ت261ه) ، والطبرانى توفى بعد البخارى بمائة وأربع سنين ، وبعد مسلم بتسع وتسعين ، لأن وفاته كانت سنة ستين وثلاثمائة (ت360ه) ، ومع ذلك يروى عن عبد الرزاق (ت211ه) بواسطة واحدة أيضَا كالبخارى ومسلم مع أنه ولد بعد وفاة البخارى بأربع سنين ، لأن ولادته كانت سنة ستين ومائتين (و260ه) ، وعاش مائة سنة ، وكذلك عاش بعده تلميذه أبو نعيم سبعين سنة ، فإنه توفى سنة ثلاثين وأربعمائة (ت430ه) ، فمن كان من أهل القرن الخامس روى عن عبد الرزاق (ت211ه) بواسطة أبى نعيم الطبرانى عن الدبرى عنه ، فكان بينه وبينه ثلاث وسائط ، فإن روى عنه من طريق أبى ذر الهروى (ت434ه) - وكان معاصرَا لأبى نعيم (ت430ه)- عن مشايخه الثلاثة: إبراهيم المستملي ، وابن حمويه السرخي ، وأبى الهيثم الكشميهني (ت389ه) ، عن الفربرى (ت320ه) ، عن البخارى عن أحمد وغيره ، عن(1/10)
عبد الرزاق (ت211ه) ، كان بينه وبينه خمس وسائط. وهكذا عاش الرواية عن أبى نعيم: أبو على الحسن بن أحمد الحداد (ت515ه) نحو مئة سنة ، وعمر حتى روى عنه بالأجازة من توفى أوائل القرن السابع وأواخر السادس كأبى جعفر الصيدلاني (ت603ه) ، وأبى اليمن الكندي (ت520ه) ، وأبى المكارم اللبان (ت597ه) ، وهذه الطبقة التى روى عنها أمثال الضياء المقدسى (ت643ه) صاحب المختارة ، وابن النجار (ت643ه) صاحب (ذيل على) تاريخ بغداد ويوسف بن خليل الحافظ (ت648ه) صاحب المشيخة وغيرها ، والحافظ المنذرى (ت656ه) صاحب المعجم والأربعين وغيرهما من الكتب المسندة ، وغيرهم ممن توفى أواسط القرن السابع ، فإن أسانيدهم تعلو من هذه الطريق جدَا على طريق البخارى ومسلم وكذلك أبو منصور الديلمي ، فإنه يسند فى مسند الفردوس من طريق أبى على الحداد ، عن أبى نعيم (ت430ه) أجزاء كثير من الحفاظ الذين روى عنهم أبو نعيم (ت430ه) مباشرة أو بواسطة واحدة ، وكذلك يسند فيه كثيرَا عن بدر الطهرانى عن ابن باذ شاه عن الطبراني .
ومنها: أى فوائد الاستخراج:
زيادة ألفاظ فى الحديث لم تقع فى رواية الأصل ،
وتلك الزوائد تارة يتبين بها المعنى المغلق من الحديث ،
وينحل بها الإشكال الوارد عليه ،
وتارة تفيد حكمَا زائدَا لا يستفاد من حديث الأصل ،
وتارة تكون بيانَا لسبب ورود الحديث ، أو تاريخَا بوقت تحديث النبى صلى الله عليه وسلم به ،(1/11)
فيستفاد منها كون الحديث ناسخَا لغيره ، أو منسوخَا به ، أو غير ذلك من الفوائد العظيمة ، التى حلت مشاكل من أحاديث الصحيحين ، وما تفوق شرح الحافظ على غيره من الشروح ، إلا بوقوفه على بعض المستخرجات واعتنائه بمراجعتها عند كل حديث يتكلم عليه ، (قلت: فزادت مراجعه على 1200 مرجعا و رد بلسان الحال على ابن تيمية فى العقيدة فجاء أشباه العلماء من الوهابية فى هذا الزمان و جمعوها و سموها أخطاء الحافظ فيا للهراء فكل من لا يوافق هواهم من إجلاس المولى على كرسى – تعالى عن أقوال الضلال علوا كبيرا – سموه أخطاء كأنهم الشارع)
ومنها : بيان المبهم فى المتن ، فيكون فى حديث الأصل: "جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فسأل عن كذا" ، أو قال " النبى صلى الله عليه وسلم لرجل كذا" على الإبهام ، فيصرح فى رواية المستخرج باسمه ، ومها تعيين المبهم فى الإسناد كأن يقع فى الأصل: عن رجل من الصحابة ، فيعين المستخرج اسمه ، أو عن رجل عن أبى هريرة فيعين اسمه أيضَا ،
ومنها: تعيين المهمل ، كقول البخاري: حدَثنا محمد ، وحدَثنا أبو أحمد ، أو يقع فى الإسناد: حدَثنا سفيان أو حدَثنا حماد ، فيقع الاشتباه ، هل محمد هو ابن يحيى الذهلي ، أو ابن سلام البيكندى أو غيرهما؟ وكذلك سفيان هل هو الثورى أو ابن عيينة؟ وحماد هل هو ابن سلمه أو ابن زيد؟ فيعينه المستخرج ويصرح بأنه الثورى مثلاَ أو ابن سلمة أو ابن يحيى الذهلي ، وهكذا.
ومنها أن يكون فى الأصل من رواية مدلس بالعنعة. فيقع فى رواية المستخرج تصريحه بالسماع والتحديث ، ويرتفع ما يخشى من تدليسه الذى يتطرَق معه الضعف إلى الحديث ،
ومنها: أن يروى فى الأصل عن من اختلط ، ولم يتبين هل سمعه الراوى عنه قبل الاختلاط أو بعده فيقع فى رواية المستخرج ما بين ذلك ،(1/12)
ومنها : كثرة الطرق التى تتقوّى بها الرواية عند التعارض أو يتقوّى بها الحديث من أصله ويرفع عن روايه اسم التفرد ، كأن يقع الحديث فى الصحيحين من طرق متعددة كلها ترجع إلى مالك أو سفيان بن عيينة مثلا عن الزهرى (ت124ه) فيظن أن مالكَا أو سفيان قد تفرَد بهذا الحديث عن الزهرى (ت124ه) ولم يتابعه عليه ، فيرويه المستخرج من طريق غيره عن الزهري (ت124ه) ، فيرتفع عنه اسم التفرد ، إلى غير ذلك من الفوائد ، وسيأتى قريبَا اسم المستخرجات.
الباب الثانى
تاريخ حدوث التخريج وبيان السبب الداعى إليه(1/13)
من المعلوم أن مادة العلوم الدينية هو الكتاب والسنة ، فكل متكلم فى علم من علوم الدين لا بد أن يستدل بكتاب الله تعالي ، وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم ، وآثار الصحابة والتابعين. أما كتاب الله تعالي: فمحقق مقطوع به ، لا يمكن أن يزاد فيه أو ينقص منه ، فالاحتجاج به غنى عن الطريق الموصلة إلى التحقيق منه ، وأما الحديث يكن جميعه متواترَا مقطوعَا به القرآن ، أمكن أن يدخل فيه ما ليس منه ، من افتراء الكذابين ، ووضع الوضّاعين ، بل ووهم غيرهم من العدول الصادقين ، وكان ابتداء ظهور ذلك فى زمن الصحابة ، والتابعين ، بل وفى حياته صلى الله عليه وسلم ، حتى كان أبو بكر وعمر وعلى وجماعة من كبراء الصحابة رضى الله عنهم لا يقبلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثَا ولو أحد من الصحابة إلا بعد التحقيق والتثبت ، وطلب الشاهد والمتابع ، كما روى أحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم من حديث قبيصة بن ذؤيب (بضع و ثمانينه) أن الجدة جاءت إلى ابى بكر رضى الله عنه تلتمس أن تورث فقال : ما أجد لك فى كتاب الله شيئَا ، وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئَا ، ثم سأل الناس ، فقام المغيرة (ت50ه) فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس ، فقال له:هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه لها أبو بكر ، وفى الصحيح من حديث أبى سعيد الخدرى ، أن أبا موسى الأشعرى سلَم على عمر من وراء الباب ثلاث مرات ، فلم يؤذن له ، فرجع ، فأرسل عمر فى أثره فقال: لم رجعت ؟ قال: لتأتينى على ذلك ببينه ، أو لأفعلن بك ، فجاءنا أبو موسى منتقعَا لونه ، ونحن جلوس ، فقلنا: "ما شأنك؟ فأخبرنا وقال: فهل سمع أحد منكم؟ فقلنا: نعم كلنا سمعه ، فأرسلوا معه رجلاَ (أبا سعيد الخدري) منهم حتى أتى عمر فأخبره". وفى صحيحين ، وغيرهما من حديث هشام بن المغيرة عن أبيه أن عمر استشارهم فى إملاص المرأة - يعني: السقط(1/14)
- فقال له المغيرة: قَضَى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة ، فقال له عمر: إن كنت صادقَا فائت بأحد يعلم ذلك ، قال فشهد محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به ، وقال معن بن عيسى (ت198ه) : حدَثنا مالك عن عبد الله بن إدريس (ت192ه) عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم (ت125ه) عن أبيه (عبد الرحمن بن عوف ت95ه) : أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود (ت32ه) ، وأبا الدرداء (ت32ه) ، وأبا مسعود الأنصاري (ت40ه) ، وقال: أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى مسند أحمد ، والسنن الأربعة ، وصححه ابن حبان عن على عليه السلام قال: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا نفعنى الله بما شاء أن ينفعنى منه ، وكان إذا حدَثنى غيره استحلفته ، فإذا حلف صدقته ، وحدثنى أبو بكر الصديق - وصدق أبو بكر - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل مسلم يذنب ذنبَا ثم يتوضاَ ويصلى ركعتين ، ثم يستغفر الله ، إلا غفر الله له". وقال ابن عباس: كنا نحدث والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ ، فأما إذا ركبتم الصعب والذلول فهيهات والآثار عن الصحابة فى هذا كثيرة ، فهم أول من احتاط للحديث وطلب التثبت فيه ، ثم تبعهم أئمة السلف فيه من التابعين ، فمن بعدهم ، فرأوا أن لا يقبلوا حديثَا إلا بإسناده لينظروا فى رجاله ، فإن كانوا ثقات احتجوا به ، وإلا لم يعتمدوا عليه لاسيما وفى زمانهم ظهرت البدع والنحل التى يختلق أصحابها ما يؤيدون به نحلهم. وفى زمن صغار التابعين وأتباع التابعين ظهر التأليف وجمع الأحاديث النبوية ، وأثار الصحابة وقضاياهم مسندة عنهم ، إلا أنه وقع من بعضهم ، كمالك وطبقته ، والشافعى وطبقته ممن لم يصنفوا المسانيد: أنهم أوردوا فى كتبهم بعض المراسيل ، والمعضلات ، والبلاغات ، والمعلقات ، مما لا يجوز الاحتجاج به عند الجمهور. بل وحتى البخارى ذكر فى صحيحة بعض المعلقات التى لم(1/15)
يسندها فى مواضع أخرى منه على عادته وهى مائة وستون حديثَا ، أفرد الحافظ وصلها بثلاثة مؤلفات كما سيأتي ، فجاء من بعدهم من الحفاظ فى القرن الرابع والخامس ، فتصدّوا لتلك الأحاديث المرسلة والمعلقة والمعضلة فأسندوها فى مصنفات وضعوها لذلك. فصنّف الحافظ أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبى المعروف بابن الجباب (ت322ه) المتوفّى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة : مسند حديث الموطأ ، وصنف الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقى الجوهرى المصرى (ت335ه) المتوفّى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة : مسند الموطأ أيضَا ، بل صنف قبلهما أبو عبد الرحمن النسائى (ت303ه) صاحب السنن المتوفى سنة ثلاث وثلاثمائة مسند حديث مالك ، إلا أن الغالب أنه أسند حديث مالك بإطلاق دون تقيد بأحاديث الموطأ ، وصنف الحافظ أبو ذر عبد بن أحمد الهروى المالكي (ت434ه) المتوفى سنة أربع وثلاثين وأربعمائة : مسند الموطأ ، وصنف الحافظ أبو عمر بن عبد البر (ت463ه) كتاب "التمهيد لبيان ما فى الموطأ من المعانى والأسانيد" فأسند فيه جميع أحاديث الموطأ وتكلم على من رواها عن مالك موصولة ومرسلة ، وأوصل جميع تلك المراسيل ، إلا أربعة أحاديث ذكر أنها لم تقع له مسندة. بل قيل إنه أفراد لوصل ما فى الموطأ من المراسل والبلاغات كتابَا خاصَا غير التمهيد وكانت وفاته سنة ثلاث وستين وأربعمائة (ت463ه) أفراد الحافظ أبو عمرو عثمان بن صلاح (ت643ه) المتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة ، جزءَا خاصَّا لوصل تلك البلاغات الأربعة ، وصنّف الحافظ أحمد بن الحسين البيهقى (ت458ه) المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة كتاب " معرفة السنن والآثار التى احتجّ بها الشافعي" وهو فى أربع مجلدات وصل فيه كل ما احتجّ به الشافعى فى كتبه من السنن والآثار ، وصنّف القضاعى (ت454ه) أيضَا: مسندَا للأحاديث التى ذكرها فى كتابه:" الشهاب فى الأمثال والمواعظ والآداب " وهو المعروف بمسند الشهاب (ت454ه)(1/16)
، وكانت وفاته سنة أربع وخمسين وأربعمائة ، لكنه ليس من تصنيفه بل من تخريج بعض أصحابه له فكان هؤلاء هم أول من تصدَى للتخريج ، وزمانهم هو زمن ظهوره ، فيكون ابتداؤه فى أواخر القرن الثالث ، أو أوائل الرابع ، الذى هو تاريخ وجود أبى عمر بن الجباب الأندلسى ثم من تلاه من المذكورين ، وإذا كان كتاب الأموال لحميد بن زنجويه(ت248ه) مستخرجَا حقيقة على كتاب الأموال لأبى عبيد ، فهو أول تصنيف على الإطلاق فى هذا الموضوع لأنه قديم الوفاة - توفى سنة أحدى وستين ومائتين (ت261ه) إلا أنهم يقولون عنه هو كالمستخرج ولم ينص بأنه مستخرج حقيقة ، فلذلك لم أجزم بأنه أول من ألف فى هذا الموضوع . ولما كان هؤلاء متقدمين ، موجودين فى زمن الإسناد والإخراج: جاءت مصنفاتهم جامعة بين التخريج والإخراج ، فمن حيث إنها مسندة: كانت أصولاَ يُعزى إليها ، ويُخرَج منها ، ومن حيث إن أصحابها قصدوا وصل ما فى مصنفات غيرهم من المراسل والمعلقات ، كانت كالتخاريج لتلك المصنفات ، ثم لما بعد الزمان ، وطالت الأسانيد ، صار المتأخرون من المصنفين يكتفون بإيراد الأحاديث معلقة بدون إسناد ، ولاسيما من الفقهاء والصوفية الذين لا عناية لهم بالرواية ، إلا أنهم كانوا على قسمين: قسم المحدثين أو المحققين من غيرهم ، فهؤلاء يوردون الأحاديث معلقة ، ولكنهم يعزونها إلى الأصول ، إما مع الكلام عليها تصحيحَا وتضعيفَا ، أو عزوّا مطلقَا ، وقسم لم يكن عندهم علم بالحديث ولا اعتناء بتحقيقه من الفقهاء والصوفية وغيرهم ، فهؤلاء يوردون الأحاديث محتجَين بها من غير عزو إلى مخرج ، ولا نسبة إلى مصدر ، فحصل التوقف فى الاحتجاج بها ، والاعتماد عليها - فتصدّى كثير من الحفاظ والمحدثين لبعض المشهور والمتداول من تلك المصنفات ، فخرَجوا أحاديثها ، ومنهم من كان من أهل الإسناد فأسندها جميعَا ، أو أسند البعض ، وعزا إلى غيره البعض ، وهم أهل القرن السادس ، فخرّج الحافظ أبو الفضل(1/17)
محمد بن طاهر المقدسى (ت507ه) المتوفى سنة سبع وخمسمائة أحاديث الشهاب للقضاعي ، وأسند الكثير منها. وخرّج الحافظ أبو منصور شهردار الديلمى (ت558ه) المتوفّى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. أحاديث كتاب الفردوس لوالده الذى صنفه على منهاج " الشهاب" للقضاعى مرتبَا على حروف المعجم ، وذكر فيه نحو عشرة آلاف حديث غالبها موضوع ومنكر أو لا أصل له مما عجز ولده عن تخريجه وإسناده وسماه "مسند الفردوس " وهو فى أربع مجلدات واختصره الحافظ بحذف الأحاديث المعروفة فى الأصول المشهورة كمسند أحمد ، والستة ، ومعاجم الطبراني ، ومسند أبى يعلي ، والبزار ، وأمثالها ، وترك ما أسند الديلمى من الأجزاء والكتب الغريبة مع حذف إسناد الديلمى إليهم ، وإيراد الأحاديث بأسانيدهم وسماه" زهر الفردوس" وهو فى ثلاث مجلدات. واختصره اختصارَا آخر على طريقة الأطراف ، سماه:"تسديد القوس" وهو فى مجلد أولهما عندى والثانى رأيته فى مكتبة الأزهر ، وخرّج الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمى (ت584ه) المتوفى سنة أربع وثمانين وخمسمائة أحاديث"المهذب" فى الفقه الشافعى لأبى إسحق الشيرازي.(1/18)
ومن أهل القرن الثامن: وهو الذى ظهر فيه التخريج بكثرة- خرّج ولى الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب التبريزى أحاديث " مصابيح السنة" للبغوى وزاد فيه زيادات فى فصل استدركه عقب فصول الأصل فى كل باب وسماه"مشكاة المصابيح" وفرغ منه سنة سبع وثلاثين وسبعمائة (ت737ه) . وخرّج أحاديث المهذب أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم المنفلوطى المعروف بابن معين (ت741ه) المتوفى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ، وسماه:" الطراز المذهب فى الكلام على أحاديث المهذب" وخرّج أحاديث مختصر بن الحاجب الأصلى الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادى (ت744ه) المتوفى سنة أربع وأربعين وسبعمائة ، وخرّج أحاديث"شرح الوجيز" للرافعى الحافظ شهاب الدين أبو الحسين أحمد بن أبيك بن عبد الله الحسامي ، الدمياطى (ت749ه) المتوفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة. وخرّج أحاديث الهداية للمرغنانى فى الفقه الحنفى الحافظ علاء الدين على بن عثمان الماردينى الحنفى المعروف بابن التركمانى (ت750ه) المتوفى سنة خمسين وسبعمائة وسماه" الكفاية فى معرفة أحاديث الهداية". وخرّج أحاديثها أيضَا: الحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزياعى الحنفى (ت762ه) المتوفى سنة أثنين وستين وسبعمائة وهو مطبوع مرتين إحداهما بالهند والأخرى بمصر فى أربعة مجلدات ، واختصره الحافظ وسماه " الدراية" وهو مطبوع بالهند مرتين أو ثلاثَا ، وخرّج الزيلعى أيضَا أحاديث" الكشاف" للزمخشرى في مجلدين ، وهو وتخريجه لأحاديث"الهداية" من أنفس التخاريج ، واختصر هذا أيضَا الحافظ وسماه"الكافى الشافي" وقد طبع أخيرَا مع الكشاف ولم يؤلف الزيلعى المذكور غير هذين الكتابين ، وما ضرَه ذلك مع ما أتى من التوسع والإتقان فى هذين الكتابين ، فقد قرأناهما مرارَا وانتفعنا بهما كثيرَا والحمد لله .(1/19)
وخرّج أحاديث الشرح الكبير للرفعى الحافظ عز الدين عبد العزيز بن بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة (ت767ه) المتوفى سنة سبع وستين وسبعمائة ، وخرّج أحاديث"منهاج البيضاوي" فى الأصول تاج الدين عبد الوهاب بن تقى الدين على بن الكافى السبكى (ت771ه) المتوفى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. وخرّج أحاديث" مختصر بن الحاجب فى الأصول" الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن كثير (ت774ه) المتوفى سنة أربع وسبعين وسبعمائة سمّاه" العناية" ، وخرّج أيضَا: أحاديث "شرح مختصر القدورى" فى الفقه الحنفى المسمَي: " خلاصة الدلائل" لحسام الدين على بن أحمد الرازى وسماه: " الطرق والوسائل فى تخريج أحاديث" الشرح الكبير " للرافعى العلاّمة بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر التركى الأصل ثم المصرى الشافعى المعروف بالزركشى (ت794ه) المتوفى سنة أربع وتسعين وسبعمائة ، وخرّج أيضَا أحاديث" المنهاج" والمختصر الأصليين وسماه: " المعتبر فى تخريج أحاديث المنهاج والمختصر" .
ومن أهل القرن التاسع خرّج " أحاديث المصابيح" صدر الدين أبو المعالى محمد بن إبراهيم بن إسحق المناوى (ت803ه) المتوفّى غريقَا فى الفرات سنة ثلاث وثمانمائة.(1/20)
وخرّج أحاديث الشرح الكبير للرافعى الحافظ سراج الدين عمر بن على بن أحمد الأنصارى الأندلسى الأصل ثم المصرى الشافعى المعروف بابن الملقن (ت804ه) المتوفّى سنة أربع وثمانمائة سمَاه " البدر المنير فى تخريج الأحاديث والآثار الواقعية فى الشرح الكبير". توسع فيه غاية وأتى بالعجب العجاب وهو فى ستة مجلدات وتوجد بعض نسخه فى سبعة ثم اختصره فى أربعة مجلدات وسماه "خلاصة البدر المنير" ثم اختصر هذا المختصر وسمّاه " منتقى خلاصة البدر المنير" واختصره أيضَا الحافظ فسمّاه " التلخيص الحبير " وهو مطبوع بالهند فى مجلد كبير وخرّج ابن الملقن أيضَا أحاديث "المهذب" لأبى إسحق الشيرازى ، وخرّج أيضّا أحاديث " الوسيط" للغزالى وسمّاه "تذكرة الأخبار"بتخريج ما فى الوسيط من الأخبار" ، وخرّج أيضَا أحاديث مختصر ابن الحاجب فى الأصول وخرّج أيضَا أحاديث "منهاج البيضاوي" فى الأصول وسماه "تحفة المحتاج" وخرّج أحاديث " الإحياء " للغزالى الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم الحسين العراقى (ت806ه) المتوفى سنة ست وثمانمائة وسمّاه "إخبار الأحياء بأخبار الإحياء" فى أربع مجلدات ، فرغ منه سنة إحدى وخمسين وسبعمائة (ت751ه) ، وبيّض منه نحو خمسة وأربعين كراسَا وصل فيها إلى أواخر الحج ثم اختصره فى آخر سماه: " المغنى عن حمل الأسفار فى الأسفار بتخريج ما فى الإحياء من الأخبار" وهو المتداول المطبوع مع الإحياء ، واشتهر فى حياته ، تبيض الأصل ، وشرع قبله فى تخريج وسط سماه: " الكشف المبين فى تخريج أحاديث إحياء علوم الدين" ولم يتمه ، وخرّج أيضَا الأحاديث التى يذكر صحابتها فقط الترمذى فى الأبواب ، وسمّاه: " اللباب على قول الترمذى وفى الباب" ، وخرّج أيضَا أحاديث المنهاج للبيضاوى فى الأصول.(1/21)
وخرّج أحاديث الشرح الكبير للرافعي: الحافظ شهاب الدين أحمد بن إسماعيل بن خليفة الحسبانى المتوفى (ت815ه) سنة خمس عشرة وثمانمائة ، وسمّاه " شافى العى فى تخريج أحاديث الرافعي" وخرّج أحاديثه أيضَا عز الدين محمد بن شرف الدين أبى بكر بن عز الدين عبد العزيز بن جماعة المتوفى (ت819ه) سنة تسع عشرة وثمانمائة ، وهو حفيد عز الدين السابق من المخرّجين له أيضَا ، وخرّج أحاديث مختصر ابن الحاجب الأصلي: الحافظ أبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلانى (ت852ه) المتوفى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة وهو من أمتع تخاريجه وأحسنها ، وخرّج أيضَا: أحاديث "المصابيح والمشكاة" وسمّاه"هداية الرواة بتخريج أحاديث المصابيح والمشكاة" وخرّج أيضَا: تعاليق البخارى بأسانيده هو ، فجاء كتابَا حافلاَ فى أربعة مجلدات ، سماه:" بتغليق التعليق " ، ثم احتصره بلا إسناد فى آخر سماه: " التشويق إلى وصل المبهم من التعليق" وآخر خصه بما لم يوصله البخارى فى موضع آخر من صحيحه سماه: "التدقيق " وذكره: فى مقدمة فتح البارى وخرّج أحاديث " تفسير أبى الليث السمرقندى": المحدث زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفى (ت879ه) المتوفى سنة تسع وسبعين وثمانمائة ، وخرّج أيضَا أحاديث الشفا للقاضى عياض ، وخرّج أيضَا أحاديث " الاختيار شرح المختار" فى الفقه الحنفى لمجد الدين عبد الله بن محمود مودود الموصلي ، وخرّج أيضَا أحاديث "عوارف المعارف" للسهرودي ، وجرَج أيضَا ما أغفله الحافظ العراقى من أحاديث الإحياء وسماه: " تحفة الإحياء بما فات من تخاريج الإحياء"(1/22)
ومن أهل القرن العاشر: خرّج أحاديث الغنية للقطب الجيلاني: الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوى (ت902ه) المتوفّى سنة اثنتين وتسعمائة وسماه " البغية بتخريج أحاديث الغنية " وخرّج أحاديث " الشفا" الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى (ت911ه) المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة وسماه" مناهل الصفا" وهو مطبوع مع " الشفا" ، (تقلت: و المؤاف سيدى أحمد بن الصديق خرج بتوسع قسما كبيرا من الشفا) وخرّج أيضَا أحاديث شرح التفتازانى على " العقائد النسفية" وهو صغير جدَا ، وخرّج أيضَا أحاديث " صحاح الجوهري" فى اللغة وسماه " فالق الإصباح " واختصر تخريج أحاديث الشرح الكبير للحفاظ المسمى " بالتلخيص الحبير " وسماه: " نشر العبير".
ومن أهل القرن الحادى عشر: خرّج أحاديث " شرح العقائد النسفية" على بن سلطان القارى الهروى (ت1014ه) نزيل مكة المتوفّى بها سنة أربع عشرة وألف ، وخرّج أحاديث " تفسير البيضاوي": عبد الرؤوف بن تاج العارفين على زين العابدين المناوى (ت1032ه) المتوفى سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين وألف ، وخرّج أيضَا أحاديث " الشهاب" للقضاعى بعد أن رتبه على حروف المعجم وسماه: " إسعاف الطلاب " وهو عديم الفائدة ، بل لا يساوى النظر فيه ، لأنه ذكر المخرّجين بالرموز على طريقة الجامع الصغير ، وأكثر ما رمز بغيره إلا نادرَا ، فلم يأت بفائدة أصلاَ وخرّج أحاديث " شرح الرَّضى على الكافية ": العلاّمة الأديب عبد القادر بن عمر البغدادى (ت1093ه) نزيل القاهرة والمتوفّى بها سنة ثلاث وتسعين وألف .(1/23)
ومن أهل القرن الثانى عشر: خرّج أحاديث تفسير البيضاوي: محمد همات زادة بن حسن همات زادة الحنفى (ت1175ه) المتوفى سنة خمس وسبعين ومائة وألّف وخرّج أيضَا أحاديث خاتمة سفر السعادة للمجد الفيروزبادى مع الكلام عليها ، وخرّج أحاديث " الشفا" للقاضى عياض: المحدث أبو العلاء ، إدريس بن محمد العراقى الحسين الفاسى (ت1184ه) المتوفى سنة أربع وثمانين ومائة وألف ، وسمّاه: " موارد أهل السداد والوفا بتكميل مناهل الصفا فى تخريج أحاديث الشفا " وخرّج أيضَا أحاديث " الشهاب " للقضاعي. وخرّج أحاديث " النصيحة الكافية " للشيخ زروق: أبو الحسن على بن أحمد الحريشى الفاسى (ت1143ه) المتوفى بالمدينة سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف ، وهو قليل الفائدة.
ومن أهل القرن الرابع عشر: خرّج أحاديث " كشف الغمة " للعارف الشعراني: مجيزنا المسند الراوية عبد الستار بن عبد الوهاب الصديقى الهندى (ت1354ه) نزيل مكة ، المتوفّى بعد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف ، وهو فى ثلاثة مجلدات.
وخرّج جامع هذا الكتاب (يعنى الحافظ أحمد بن الصديق نفسة) : أحاديث " الشهاب " للقضاعى بتخريجين أولهما "منية الطلاب" فى مجلد كبير ، والثانى " فتح الوهاب" فى مجلدين ، وخرّج أيضَا: أحاديث "التحفة المرضية" وسمّاه: "نبل الزلفة بتخريج أحاديث التحفة" وخرّج أيضَا أحاديث " عوارف المعارف" للسهروردى سمّاه: " عواطف اللطائف " وحرّج أيضَا أحاديث "بداية المجتهد" لابن رشد كمل منه مجلد إلى كتاب العيدين ، أعان الله على إكماله.
وخرّج أحاديث المناهج للبيضاوى فى الأصول شقيقنا أبو المجد عبد الله بن الصديق وسمّاه:" الابتهاج" وهو أوسع وأمتع من تخريج الزركشي.
الفصل الأول
يخرّجون أحاديث ذكرت معزوّة أو مسندة فى مصنفات أصحابها تكميلاَ للفائدة
وقد يخرّجون أحاديث ذكرت معزوّة أو مسندة فى مصنفات أصحابها تكميلاَ للفائدة ، وتوسعَا فى التخريج مع الفوائد أخرى ، وهى على قسمين:
القسم الأول(1/24)
ما ذكرت فيه الأحاديث مسندة ، وتخريجها على نوعين:
النوع الأول
أن يكون التخريج بأسانيد المخرّج نفسه ، وهذا هو الاستخراج السابق تعريفه ، وذكر الفوائد الحاملة عليه ، وأكثر ما وضعوه على الصحيحين ، القليل منه على غيرهما ، وهذا النوع هو أول ما وضع من التخريج ، كما يظهر من تاريخ أصحابه الذين أذكرهم مرتين على الأقدام فالأقدم أيضَا.
فمن أهل المائة الثالثة: حميد بن زنجويه ، أبو أحمد الأزدى النسائى (ت251ه) المتوفى سنة إحدى وخمسين ومائتين ، فإنه ألف كتاب " الأموال " قال الحافظ فى " المجمع المؤسس ": " هو كالمستخرج على كتاب " الأموال " لأبى عبيد ، وقد شاركه فى بعض شيوخه ، وزاد عليه زيادات ". والمستخرج على صحيح مسلم: للحافظ أبى بكر محمد بن محمد رجاء الإسفراينى (ت286ه) المتوفى سنة ست وثمانين ومائتين ، قال الذهبي: " صنف الصحيح وخرّجه على كتاب مسلم ". والمستخرج على صحيح مسلم للحافظ أبى الفضل أحمد بن سلمة النيسابورى البزار المعدل (ت286ه) ، وكان رفيق مسلم فى بعض رحله ، المتوفى سنة ست وثمانين ومائتين كالذى قبله ، بهؤلاء الثلاثة هم من وقفت على أنهم استخرجوا فى المائة الثالثة.(1/25)
وأما المائة الرابعة: فهى التى وقع فيها الاستخراج بكثرة. على أن جماعة من أهلها توفوا فى أوائلها مما قد يكون وقع منهم الاستخراج فى أواخر المائة الثالثة ، فمما ألف من أهلا فى ذلك: المستخرج على صحيح مسلم للحافظ الزاهد القدوة ، أبى جعفر أحمد بن حمدان النيسابورى الحيرى (ت311ه) المتوفى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ، لكن عبر الذهبى عن هذا بقوله: " وصنف الصحيح على شرط مسلم ، فيحتمل قوله هذا أن يكون مستخرجّا ، ويحتمل أن يكون مصنفا مستقلاَ تبع فى رجاله شرط مسلم ، والمستخرج على جامع الترمذى للحافظ أبى على الحسن بن على بن نصر الطوسى (ت312ه) المتوفى سنة اثنى عشرة وثلاثمائة ، والمستخرج على صحيح مسلم للحافظ أبى العباس محمد بن إسحق السراج النيسابورى (ت310ه) المتوفى سنة عشرة وثلاثمائة ، والمستخرج على صحيح مسلم لأبى عوانة يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الإسفراينى (ت316ه) المتوفى سنة ست عشروثلاثمائة وفيه زيادات على الأصل ، وقد طبع منه مجلد والمستخرج على صحيح مسلم لأبى عمران موسى بن العباس الجونى الحافظ (ت323ه) المتوفى سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. والمستخرج على سنن أبى داود للحافظ أبى عبد الله محمد بن عبد الملك بن أيمن القرطبى (ت330ه) المتوفّى سنة ثلاثين وثلاثمائة. والمستخرج على صحيح البخارى للحافظ أبى العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة (ت332ه) المتوفى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. والمستخرج على صحيح مسلم للحافظ أبى محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسى البلاذرى (ت339ه) الواعظ المتوفّى شهيدَا بالطابران سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، وهو البلاذرى الصغير ، وأما البلاذرى الكبير ، فهو صاحب التاريخ والفتوح ، من أقران أبى داود. والمستخرج على سنن أبى داود للحافظ أبى محمد قاسم بن أصبح القرطبى (ت340ه) المتوفى سنة أربعين وثلاثمائة ، وكان رحل من الأندلس هو ومحمد بن الملك بن أيمن ، فوصلا إلى العراق سنة ست وسبعين (ت76ه) ،(1/26)
فوجدا أبا داود (ت75ه) قد توفى قبل وصولهما بعام ، سنة خمس وسبعين ، فلما فاتهما ، عمل كل واحد منهما مستخرجَا على سنته ، قال أبو على الغساني: وهما مصنفان جليلان ، والمستخرج على صحيح مسلم له أيضَا. والمستخرج على الصحيحين للحافظ الكبير أبى عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيبانى النيسابورى المعروف بابن الأخرم (ت344ه) ، المتوفى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
المستخرج على صحيح مسلم للحافظ الزاهد أبى الوليد حسان بن محمد بن أحمد القزوينى الأموى النيسابورى (ت344ه) المتوفى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وكان أولاَ فى شرع الاستخراج على البخاري ، فسأله أبوه: أى كتاب تجمع؟ قال: أخرج على كتاب البخاري ، فقال له: عليك بكتاب مسلم ، فإنه أكثر بركة ، فإن البخارى كان ينسب إلى اللفظ ، قال الذهبي: "ومسلم أيضَا منسوب إلى اللفظ: والمسألة مشكلة" قلت على مثل الذهبى فقط. والمستخرج على صحيح مسلم للحافظ أبى النصر محمد بن محمد بن يوسف الطوسى (ت344ه) شيخ الشافعية المتوفى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة : والمستخرج على صحيح مسلم للحافظ أبى سعيد أحمد بن محمد بن الحافظ أبى عثمان سعيد بن إسماعيل الحيرى النيسابورى (ت353ه) المتوفى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، والمستخرج على صحيح ابن خزيمة للحافظ أبى الحسن محمد بن الحسن بن الحسين النيسابورب (ت355ه) التاجر المتوفى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة والمستخرج على مختصر المزني ، للحافظ أبى أحمد عبد الله بن عدى الجرجانى (ت365ه) صاحب الكامل فى الضعفاء المتوفى سنة خمس وستين وثلاثمائة ، وسماه: " الانتصار". والمستخرج على صحيح البخارى للحافظ أبى على الحسين بن محمد بن أحمد الماسرجسى (ت365ه) المتوفى سنة خمس وستين وثلاثمائة والمستخرج على صحيح مسلم له أيضَا. والمستخرج على صحيح البخارى للحافظ أبى بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلى الجرجانى (ت371ه) المتوفى سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة .(1/27)
والمستخرج على صحيح مسلم لأبى عبد الله الحسين بن أحمد الشماخى الهروى الصفار (ت372ه) المتوفى سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ، قال الحاكم: كذاب لا يشتغل به وقال البرقاني: عندى عنه رزمة ولا أخرّج عنه فى الصحيح حرفَا واحدَا والمستخرج على صحيح البخارى للحافظ أبى أحمد محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفى الجرجانى (ت377ه) المتوفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة والمستخرج على صحيح ومسلم للحافظ الرئيس أبى عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن أبى ذهل الضبى الهروى (ت378ه) المتوفى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، وقيل إن له مستخرجَا على صحيح البخارى أيضَا ، وهو الذى اقتصر عليه شيخنا فى " الرسالة المستطرفة " والمعروف والمشهور: مستخرجه على مسلم والمستخرج على صحيح البخارى للحافظ الكبير أبى أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحاكم النيسابورى شيخ الحاكم أبى عبد الله (ت378ه) المتوفى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، والمستخرج على صحيح مسلم له أيضَا ، والمستخرج على سنن الترمذى له أيضَا ، والمستخرج المزنى له أيضَا. والمستخرج على صحيح مسلم للحافظ أبى بكر محمد عبد الله الجوزقى (ت388ه) المتوفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة .(1/28)
ومن أهل المائة الخامسة: المستخرج على صحيح البخارى لأبى بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهانى (ت416ه) المتوفى سنة ست عشرة وأربعمائة. والمستخرج على الصحيحين للحافظ أبى بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقانى (ت420ه) المتوفى سنة وعشرين وأربعمائة والمستخرج على سنن أبى داود أيضَا ، والمستخرج على سنن الترمذى له أيضَا. والمستخرج على صحيح البخارى للحافظ الكبير أبى نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانى (ت430ه) المتوفى سنة ثلاثين وأربعمائة ، والمستخرج على صحيح مسلم له أيضَا ، والمستخرج على علوم الحديث للحاكم ، له أيضَا. والمستخرج على الصحيحين لأبى ذر عبد بن أحمد الهروى المالكى (ت434ه) المتوفى سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. والمستخرج على الصحيحين للحافظ أبى محمد الحسن بن محمد الخلال (ت439ه) المتوفى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة والمستخرج على الصحيحين للحافظ أبى مسلم عمر بن على بن أحمد بن مسلم اليتى البخارى (ت466ه) المتوفى سنة ست وستين وأربعمائة وسماه: " مسند الصحيحين " والمستخرج على الصحيحين للحافظ أبى مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان المليحى الأصبهانى (ت486ه) المتوفى سنة ست وثمانين وأربعمائة.
ومن أهل المائة التاسعة :" كان الحافظ العراقى (ت806ه) المتوفى سنة ست وثمانمائة شرع يستخرج على مستدرك الحاكم بطريق الإملاء ، فكتب منه إلى أثناء الصلاة قريبَا من مجلد ضمّنه ثلاثمائة مجلس من أماليه ، وذلك من السادس عشر بعد المائة إلى السادس عشر بعد المائة إلى السادس عشر بعد الأربعمائة إلا الثامن بعد الأربعمائة فإنه كان أملاه فيما يتعلق بغلاء السعر وتغيير السكة مما كان حدث ، وذلك فى شهر ربيع الثانى سنة خمس وثمانمائة (ت805ه) ، فلم يكن من الاستخراج على المستدرك وتوفى قبل إكماله(1/29)
ومن أهل المائة الرابع عشرة: المستخرج على مسند" الشهاب " لجامع هذا الكتاب سميته "الإسهاب" وهو فى مجلدين ضخمين قدر المسند أربع مرات أو خمسة ، بل أكثر ، ولم أذكر فيه الأحاديث بأسانيدى لطولها بل اكتفيت بأسانيد المخرّجين إلا أنى أوردتها على طريقة الاستخراج فى الاجتماع مع القضاعى تارة فى شيخه وتارة فيمن فوقه ، ثم رتبت أحاديثه على حروف المعجم وجعلتها فهرسَا له فى الآخر بعد أن وضعت جنب أحاديثه أرقامَا مسلسلة ، فمن أراد حديثَا نظر فى الفهرست ، ثم رجع إلى رقم الحديث ، والمستخرج على شمائل الترمذى لنا أيضَا فى مجلد على الطريقة التى سلكتها فى الذى قبله.
النوع الثاني
أن يكون بالعزو إلى الأصول دون ذكر أسانيد المخرج نفسه مع بيان من وافق صاحب الكتاب على إخراج أحاديثه من أصحاب الأصول المشهورة مع أنه نفسه أصل مسند كتخريج أحاديث "شرح معانى الآثار" للطحاوي: للحافظ محيى الدين عبد القادر بن محمد القرشى الحنفى (ت775ه) المتوفى سنة خمس وسبعين وسبعمائة ، وسماه: "الحاوى فى بيان آثار الطحاوي" وتخريج أحاديث "الأربعين فى التصوف" لأبى عبد الرحمن السلمى للحافظ السخاوى (ت902ه) المتوفّى سنة اثنين وتسعمائة. وتخريج أحاديث "الأربعين فى الولاة العادلين" لأبى نعيم الأصبهاني (ت430ه) : للحافظ السخاوى أيضَا وتخريج أحاديث مسند أبى حنيفة رواية الحصكفى لأبى الفيض محمد مرتضى الزبيدى (ت1205ه) المتوفى سنة خمس ومائتين وألف وتخريج أحاديث "الأربعين المسلسلة بالأشراف" لجامع هذا الكتاب وسميته: " الإشراف على طريق الأربعين المسلسلة بالأشراف ".
القسم الثاني(1/30)
الكتب التى لا يذكر فيها الإسناد ، ولكن الأحاديث فيها معزوة مخرّجة ، كتخاريج " مشكاة المصابيح " السابق ذكرها مع " المصابيح ",وتخريج أحاديث " الأذكار" للنووى الحافظ ، وهو طريقة الإملاء بأسانيده, عندى منه مجلد صغير فيه عدة أمالي, ومات قبل أن يكمله فكفله تلميذه الحافظ السخاوي ، وسمّاه " القول البار فى تكميل تخريج الأذكار" وتخريج أحاديث " الأربعين النووية" للحافظ أيضَا, ولتلميذه السخاوى وغيرها .
كيفية التخريج وشروطه وما يلزم له(1/31)
اعلم أن المصنّفين يوردون الأحاديث أحيانَا تامة ، وأحيانَا مختصرة ، أو يقتصرون منها على محل الشاهد لهم, وتارة يوردونها باللفظ وأخرى بالمعني ، وقد لا يذكرون أحيانَا الحديث وإنما يشيرون إليه ، فيتكلم المصنّف على معنى ثم يقول: كما ورد فى الخبر ، أو يقول: والسّنّة أن يفعل المرء كذا أو دلّت السنة على كذا. ومن شرط التخريج: أن يتعرض المخرّج لذكر الأحاديث والسّنة التى أشار إليها المصنّف ، ولا يقتصر على تخريج ما أتى به بلفظه ، وكذلك يوردون أحيانَا الأحاديث بلفظها ولا ينسبونها حديثَا إما اعتمادَا على شهرتها كأن يقول:" وإنما الأعمال بالنيات"أو يقول: "وخير الأمور أوساطها" أو يقول: "والحرب خدعة" مثلاَ وأحيانَا يهم المصنّف فيورد حديثَا مرفوعَا وينسبه إلى بعض الصحابة من كلامهم أو لبعض السّلف, وأحيانَا يعكس فينسب كلام بعض السّلف للنبى صلى الله علية وسلم وقد يذكرون أحيانَا الحديث بلقبه فقط. كحديث الطير. وحديث الموالاة, وحديث الغدير, وحديث الإفك, وحديث الصور ، وحديث السفينة, وحديث المطاولة, وحديث الجريدة, وحديث "الكساء", وحديث "النزول", وحديث " المنزلة", وحديث "العسيف", ونحو ذلك. فأما ما يذكر بلفظه تامَا: لأمر فيه ظاهر وهو الرجوع إلى مظانه من كتب الحديث الموَبة أو المسندة إن عرف صحابى الحديث أو ذكره المصنّف, ويستعين على ذلك بمراجعة كتب الأطراف التى تعين مواضع الحديث من كتب أصول السنة وتجمعها فى موضوع واحد فيستفيد منها مواضع الحديث حتى لا يعزوه إلى واحد أو اثنين وهو عند الستة كلهم أو عند غيرهم أيضَا, كأطراف الكتب الستة للحافظ أبى الفضل محمد بن طاهر المقدس, وقد قالوا: إن فيه أوهامَا. وأطرافها للحافظ أبى الحجاج المزى وهو من أحسن كتب الأطراف وأتقنها وإن وقع له فيه بعض الأوهام جمعها الحافظ أبو زرعة العراقي, واختصره الذهبي, وعبد الغنى النابلسي, وأضاف إليها الموطأ وسماه: "ذخائر المواريث فى الدلالة(1/32)
على مواضع الحديث" . وهو مطبوع, ولم يطبع من كتب الأطراف غيره, وفيه أخطاء كثيرة أيضَا, وبلغنى قريبَا أن بعضهم يقوم بطبع أطراف الحافظ المزي, حقّق الله ذلك بمنه آمين. وأطرافها للحافظ أبى المحاسن محمد بن على الحسينى المسمّي: ماجه لأبى العباس أحمد بن ثابت الطرقى بفتح الطاء وسكون الراء. وأطراف السنن الأربعة للحافظ أبى القاسم عساكر, وللحافظ سراج الدين بن الملقن, وكل منهما يسمي: " الإشراف على معرفة الأطراف الصحيحين للحافظ أبى مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقى وأطرافها لخلف بن الواسطى وأطراف العشرة للحافظ وهي: الموطأ, ومسند الشافعي, وأحمد, والدارمي, وابن خزيمة, والمنتقى لابن الجارود, وابن حبان, ومستخرج أبى عوانة. ومستدرك الحاكم, وشرح معانى الآثار للطحاوى , وسنن الدارقطنى . وهو فى ثمانية مجلدات, توجد منه نسخة فى المكتبة المرادية بالآستانة, وهو المسمّي: "بإتحاف المهرة" وإنما زاد الموطأ لأنه لم يجد من صحيح ابن خزيمة إلا قدر ربعه, كما قال التقى ابن فهد, مع أنه توجد نسخة كاملة من صحيح ابن خزيمة بخط الحافظ فى مكتبة برلين بألمانيا ، فلعله وقف عليه بعد جمعه لكتاب الأطراف المذكور. وأطراف المسانيد الاثنى عشر للحافظ شهاب الدين أحمد بن أبى بكر البوصيري, وهى مسانيد الطيالسى والحميدى, ومسدد وأحمد والعدنى والبزار, وابن أبى شيبة, وأحمد بن منيع, وعبد بن حميد, والحارث بن أبى أسامة, وأبى يعلي, والموجود من مسند إسحق بن راهويه وله فى ذلك تصنيفان: أحدهما يذكر فيه أسانيدهم, والآخر بدونها مع الكلام عليها .
الفصل الثانى
الإستعانة بكتب الجمع بين الصحيحين أو الكتب الستة(1/33)
ويستعان أيضَا بكتب الجمع بين الصحيحين أو الكتب الستة, كالجميع بين الصحيحين للحميدي, وهو من أشهرها وأكثرها تداولاَ حتى ذكر فى كتب المصطلح للتنبيه على صنيعه, واصطلاحه كما سيأتي, والجمع بينهما لأبى عبد الله محمد بن الحسين الأنصارى المرى, من أهل المرية - المدينة المشهورة بالأندلس التى صنّف فى تاريخها عدة مصنفات, ويعرف بابن إحدى عشر, وهو مختصر محقق والجميع بينهما لعبد الحق الإشبيلى صاحب الأحكام, والجميع بينهما لأحمد بن عبيدان الشيرازي, والجميع بينهما لعبد الرحمن بن يحيى القرشي, والجمع بيهما لابن زرقون وسماه "قطب الشريعة"(1/34)
والجميع بين الصحيحين للرضى الصاغانى المسمّي: "مشارق الأنوار" وهو مختصر مطبوع والجميع بين الأصول الستة بإبدال سنن ابن ماجه بالموطأ, لرزين العبدرى السرقسطي, وهو من أشهر الكتب فى هذا الباب وممن يعتمد عليه الحافظ, ويرجعون إليه فى التخريج, والجميع بينها أيضَا لابن الأثير, (وهو أبو السعادات المبارك بن أبى الكرم, وهو المشهور المتداول أيضَا) المسمي: "بجامع الأصول" واختصره جماعة, طبع منها " تيسير الوصول" لابن الديبع الشيبانى الزبيدي, وهو عديم الفائدة قليل الجدوى على ما قيل فيه: إنه أحسن مختصرات جامع الأصول. والجمع بينها أيضَا المسمّي: "أنوار الصباح فى الجميع بين الستة الصحاح لابن عتيق التجيبى الغرناطي, والجمع بينها أيضَا المسمي: " أنوار المصباح بزيادة الميم - فى الجمع بين الستة الصحاح" "للأزدى الحافظ , وجامع المسانيد" للحافظ عماد الدين بن كثير جمع فيه بين كتب كثيرة مع إيراد الأحاديث بأسانيد أصحابها , وهو من أحسن الكتب الجامعة, و"الجامع المسانيد"لأبى الفرج ابن الجوزي, و"حامع مسانيد أبى حنيفة" للمؤيد الخوارزمى وهو مطبوع, و"الجمع بين الفوائد" للحافظ نور الدين أبى الحسن على بن أبى بكر الهيثمي: وهى فوائد تمام, والخلعيات, والغيلانيات, والأفراد للدارقطنى و" جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد" لحمد بن سليمان الرودانى وهو مطبوع فى مجلد ضخم بحروف دقيقة فى بعض مدن الهند, إلا أنه قليل الفائدة لاسيما بعد طبع "مجمع الزوائد".
الفصل الثالث
الإستعانة بكتب التخاريج(1/35)
وكذلك كتب التخاريج المار ذكرها, وقد طبع منها : تخريج أحاديث "الهدايه "للزيلعي,واختصاره للحافظ, وتخريج أحاديث " الشرح الكبير" له, وتخريج أحاديث " الكشاف" له أيضَا, وتخريج مسند أبى حنيفة المرتضى الزبيدى كما سبق. وكذلك كتب الزوائد على الأصول الستة, " كمجمع الزوائد ومنبع الفوائد" للحافظ نور الدين الهيثمي, وهومن أحسن الكتب وأنفسها, وأعظمها فائدة, وهو مطبوع, و"المطالب العالية فى زوائد المسانيد الثمانية" للحافظ, وهى مسانيد: الطيالسي, والحميدي, والعدني, ومسدد, وابن منيع, وابن أبى شيبة, وعبد بن حميد, والحارث بن أبى أسامة وفيه أيضَا زوائد بعض المسانيد التى لم يقف عليها كاملة كمسانيد إسحق بن راهويه والحسن بن سفيان والرويانى ومحمد بن هشام السدوسي, والهيثم بن كليب وغيرها وهو فى ثمانية أسفار.
الفصل الرابع
الإستعانة بالكتب المرتبة على حروف المعجم(1/36)
وكذلك الكتب المرتبة على حروف المعجم كمسند الفردوس للديلمى ومسند الشهاب للقضاعي, وأعظمها وأوسعها: "الجامع الكبير" للحافظ السيوطي, وقد طبع ترتيبه على الأبواب المرتبة أيضَا على الحروف لعلى بن المتقى الهندي, وهو المسمي: "كنز العمال " وطبع اختصاره أيضَا له : بهامش مسند الإمام أحمد, و"الجامع الصغير " للحافظ السيوطى وذيله, و"مشارق الأنوار" للصاغانى وقد سبق وغيرها. وكذلك الكتب التى رتبت فيها أحاديث كتب لم تقع فيها مرتبة "كالإحسان بترتيب صحيح ابن حبان" لعلاء الدين بن بلبان الفارسي, وهو من أحسن الكتب وتوجد منه نسخة فى تسع مجلدات بدار الكتب المصرية. و" البغية فى ترتيب أحاديث الحلية" للحافظ نور الدين الهيثمي: و"بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" له أيضَا, فإن مسند الحارث غير مرتب لا على الأبواب ولا على الصحابة, وقد أجاد الحافظ المذكور بترتيب زوائده, وإن لم يقف عليه كاملاَ كما ذكره في خطبته, وبدار الكتب المصرية نسخة منه بخطه, وعندى منها فرع مأخوذ بالفوتغرافيا عن خطه, ومفتاح الصحيحين لبعض الأتراك وهو مطبوع.
وكذلك الكتب المصنفة فى أحاديث الأحكام, أو أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب, كالأحكام الكبرى والوسطى والصغرى لعبد الحق الإشبيلي, و"الإمام بأحاديث الأحكام" لابن دقيق العيد, و" المنتقى لمجد الدين عبد السلام بن تيمية الحرانى جد أحمد بن عبد الحليم المبتدع الناصبي, وهو الذى شرحه الشوكانى "بنيل الأوطار" و"الترغيب والترهيب"للحافظ المنذري, و" المتجر الرابح فى ثواب العمل الصالح " للحافظ شرف الدين الدمياطى وكذلك كتب الصحابة, فإنها تتعرض فى تراجمهم لبعض أحاديثهم, ولا سيما إذا كان من المقلبين, "كالاستيعاب" لابن عبد البر, و"أسد الغابة" لابن الأثير, و"الإصابة" للحافظ, وهذه كلها مطبوعة, ويأتى ما لم يطبع منها فى ذكر كتب الأصول المسندة.
الفصل الخامس(1/37)
الإستعانة بكتب الموضوعات والأحاديث المشتهرة على الألسنة
وكذلك كتب الموضوعات والأحاديث المشتهرة على الألسنة كالموضوعات للحافظ أبى سعيد محمد بن على النقاش (ت414ه) المتوفى سنة أربع عشرة وأربعمائة, ولعله أول من ألّف فيها مفردة, والموضوعات المسمّى بكتاب "الأباطيل" للحسن بن إبراهيم الجوزقاني, والموضوعات لأبى الفرج بن الجوزي, وذيل عليه للحافظ السيوطى وهو مطبوع بالهند, والتعقبات عليه بذكر الأسانيد والزوائد للحافظ السيوطى أيضَا, وهو المسمّي: " باللآلى المصنوعة" واختصاره له أيضَا المسمى "بالتعقبات على الموضوعات" وهو مطبوع بالهند, وله آخر لم يطبع سمّاه: " النكت البديعات على الموضوعات" و"تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة " لأبى الحسن على بن محمد بن عراق, جمع فيه بين اللآليء والذيل للسيوطي, وزاد فى أوله مقدمة فى ذكر الوضّاعين الذين ذكرهم البرهان سبط العجمى في"الكشف الحثيث عمّن رمى بوضع الحديث" "تذكرة الموضوعات" لأبى الفضل محمد بن طاهر المقدس و"تذكرة الموضوعات" لمحمد طاهر الفتني, و"الموضوعات الكبرى" لعلى القاري, و"الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة " للشوكاني, و"المغنى عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء فى هذا الباب".و" الآثار المرفوعة فى الأخبار الموضوعة" لعبد الحى اللكنوي, وتحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين لمحمد البشر ظافر الأزهري. و"اللؤلؤ المرصوع فى الحديث الموضوع" للقاوقجي, وكلها بعد ةتنزيه الشريعة "مطبوع" و" المقاصد الحسنة فى بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" للحافظ السخاوى واختصاره المسمى " تمييز الطيب من الخبيث " لابن الديبع الشيبانى ، وكلاهما مطبوع ، واختصرها أيضا محمد بن عبد الباقى الزرقانى باختصارين كبير وصغير ، وكل منهما عديم الفائدة من جهة التخريج ، إلا أنه يحكم على الأحاديث فيها حكما قد لا يوافق الصواب فى الأكثر الغالب. و"البدر(1/38)
المنير فى غريب أحاديث البشير النذير " للعارف الشعراني ، والذرر المنتشرة فى الأحاديث المشتهرة للحافظ السيوطى ، وكلاهما مطبوع ومفيد على اختصار الثاني ، و"كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس " للعجلوني ، وهو مطبوع أيضا ، وقد استقصى أو كاد محمد البشير ظافر أسماء كتب الموضوعات والأحاديث المشتهرة فى مقدمة كتبه "تحذير المسلمين" فليطلب ذلك منه .
الفصل السادس
البحث عما أشير إليه, ولم يذكر لفظه
فهذه الأنواع من الكتب هى التى يستعان بها على معرفة الحديث وأمكنة وجوده فى مصنفات المخرّجين. هذا فيما ذكر لفظه من الحديث, وأما ما أشير إليه, ولم يذكر لفظه: فهذا تتوقف معرفته على الحفظ وسعة الاطّلاع وكثرة الاشتغال بالسنة والنظر فى مصنفاتها, والدؤوب على ذلك حتى يكون مستحضرَا لأكثر المتون وعارفَا بمظانها فى المصنفات وليس المراد حفظ المتون باللفظ بل يكفى حفظ معناها والتحقق من وجودها حتى إذا رأى حديثَا مختصرَا أو مشارَا إليه باللقب أو نحو ذلك تذكره وعرف المقصود من الإشارة فقصد مظانه والبحث عنه دون توقف ولا كبير تعب, وعناء بحث وتفتيش. (قلت: أو يستخدم موسوعتنا المباركة)(1/39)
وأيضَا فإن التخريج والاشتغال بالحديث يستدعى معنى لا يعبر عنه بلفظ ولا يضبط بقاعدة, وهو التميز بين الألفاظ النبوية وغيرها, وبين الأحاديث الصحيحة والواهية بمجرد سماعها, بل وبين الأحاديث الصحيحة المخرّجة فى الصحيحين والتى هى من رواية الأئمة وكبار الحفاظ كالزهرى (ت124ه) ومالك وشعبة وأمثالهم وبين الأحاديث الصحيحة المخرّجة فى غير الصحيحين كمستدرك الحاكم, وصحيحى ابن خزيمة وابن حبان وأمثالهم, والتى هى من رواية الثقات غير الأئمة المشاهير,وكذلك بين الأحاديث الضعيفة المخرّجة فى مسند أحمد وسنن أبى داود والنسائى وأمثالها, والأحاديث الضعيفة المخرّجة فى تاريخ أصبهان لأبى نعيم (ت430ه) والحلية له, وتاريخ الخطيب, ومسند الفردوس وأمثالها, وهذا إنما تتربى ملكته فى النفس من طول الاشتغال بالحديث وكثرة المرور على الأحاديث ومعرفة الصحيح منها من الضعيف, والوقوف على الكتب المصنفة فيه على اختلاف أنواعها وموضوعاتها حتى يختلط الحديث بلحمه ودمه ويصر يستطعمه ويميز بين صحيحة من سقيمة, كما يميز بين الماء العذب وغيره, لأنه إذا لم يصل إلى هذه المرتبة ربما يقع عند العزو والتخريج فى أخطاء فاحشة وأوهام قبيحة للغاية, فيصحح الواهى والموضوع, أو يعزوهما إلى الصحيحين تقليدَا لمن وهم فى ذلك ممن ليس الحديث من صناعته من الفقهاء وغيرهم, فإنهم أحيانَا يعزون أحاديث ساقطة واهية بل وموضوعة إلى صحيح البخارى أو الصحيحين معَا, كما عزا إمام الحرمين فى "النهاية" حديث "أصحابى كالنجوم" - وهو حديث موضوع – إلى الصحيحين, وكذلك الغزالى يعزو أحيانَا أحاديث واهية إلى بعض الأصول وليست هى فيها ... وقد رأيت مرة رسالة فيها أحاديث فى النهى عن شرب الدخان والوعيد على شربه كاها معزورة إلى صحيح البخارى ومسلم ، وأعرف بعض الخطباء المدرسين يعزو فى خطبه ودروسه كل حديث إلى صحيح البخارى كقوله: إن حديث "من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني, ومن توضأ ولم يصل فقد(1/40)
جفاني" أخرجه البخارى فى صحيحه, والحديث الطويل الذى ذكره الحريفشى فى قصة أيوب عليه السلام"فى مرضه وبلائه": أخرجه البخارى فى صحيحه, وقد يقع ذلك عن تحريف من النساخ لبعض المخرّجين الذين تتقارب صور أسمائهم فى الرسم كابن النجار مع البخارى فكثيرَا ما أرى أحاديث أخرجها ابن النجار معزوة إلى البخارى ومن ذلك وما وقع فى "أربعين الأربعين" للنبهانى وغيره من كتبه أنه عزا حديث "من قال لا إله إلاَ الله ومدها هدمت له أربعة آلاف ذنب من الكبائر" إلى البخارى وهو حديث موضوع خرّجه ابن النجار, وكذلك تشتبه رموز المخرّجين وتتحرف, فالمتقدمون يرمزون لابن ماجه القزوينى بصورة القاف, والسيوطى يرمز بصورة القاف لما اتفق عليه البخارى ومسلم, فقد يرى من لاعلم له حديثَا فى كتب الذهبى مرموزَا لمخرّجه بالقاف فيظن أنه متفق عليه, والواقع أنه حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه , وبعكس ذلك إن السيوطى يرمز بصورة العين لأبي يعلي, والمتقدمون يرمزون بها للجميع أى الستة كلهم, ومن التحريف الذى يقع بكثرة: أن السيوطى يرمز لأحمد بصورة "حم"ولمسلم بصورة "ميم" وحدها بدون حاء فتسقط الحاء وتبقى صورة الميم, فيفيد ذلك أن الحديث صحيح مخرّج عند مسلم, ويكون فى الواقع ضعيفَا سنده عن أحمد, كما أنه يرمز للبخارى بصورة الخاء, ولابن ماجه بصورة الجيم, فتتحرف الجيم بالخاء فيفيد أن الحديث فى صحيح البخاري ، وهو ضعيف فى سنن ابن ماجه, ويرمز للعقيلى فى الضعفاء بصورة "عق" عين وقاف, فتسقط العين أحيانَا ويبقى القاف فيفيد أن الحديث متفق عليه عند البخارى ومسلم وهو واه أو موضوع مخرّج فى ضعفاء العقلي, فمن لم يكن عنده تمييز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة لمجرد النظر إليها حتى يعرف لأول وهلة أن هذا الحديث المعزو غلى البخارى ومسلم لا يكن أن يكون الحال فيه كذلك, لأنه ليس من أحاديثها ولا من الألفاظ النبوية الصحيحة, راج عليه ذلك التصحيف فعزا أحاديث العقلى للصحيحين,(1/41)
وحديث ابن النجار للبخارى كما وقع للنبهانى فى الحديث السابق الذى مثلنا به. ونظائره كثيرة منها: أن الغزالى ذكر فى الإحياء حديث:" إن لربكم فى أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها" ثم ذكر بعده حديث النزول فوقع فى تخريج العراقى عقب الحديث الأول متفق عليه من حديث العراقى وألصق تخريجه بالحديث الذى قبله وهو غير مخرّج فى صحيح, وإنما خرّجه الطبرانى والحكيم الترمذى فى نوادر الأصول من حديث محمد بن مسلمة, وسنده ضعيف, فقلده من ليس من أهل الفن وغزاه للصحيحين تقليدَا وألصق للمعنى الذى وقع فيه ذلك من النساخ, فوقع فى وهم قبيح.
الفصل السابع
ينبغى للمخرّج بعد معرفته الأصول التى عُزِى إليها الحديث أن ينقله منها مباشرة ولا يكتفى بتقليد من عزاه إليها ما وجد إلى ذلك سبيلا
وينبغى للمخرّج بعد معرفته الأصول التى عُزِى إليها الحديث أن ينقله منها مباشرة ولا يكتفى بتقليد من عزاه إليها ما وجد إلى ذلك سبيلاَ وكانت تلك الأصول متيسرة لديه أو أمكنه الوقوف عليها عند غيره, فإن التقليد فى العزو يوقع فى أخطاء كثيرة ولاسيما تقليد المتساهلين, ومن لا تحقيق معه أو من ليس هو من أهل الفن وقد وقفت على بعض الأوهام فى العزو للحافظ الذى هو شيخ الفن, ورأس المحققين فيه, وبعد البحث والتتبع عرفت أنه أتى من قبل التقليد لأنه قلد النووى فى "شرح المهذب" وأتى بعبارته بالنص تقريبَا وإن لم يعزها إليه. والنووى تقع له أحيانَا بعض الأوهام فى العزو ولعله من تقليده لغيره أيضَا وكذلك الحافظ السيوطى غالبَا ما يقع له من الأوهام فى العزو, وإنما هو من تقليده لغيره واعتماده عليه من غير مراجعة الأصول, وهذا هو الذى حملنى على وضع تخريج ثان لأحاديث الشهاب لأنى كنت كتبت الأول فى بداية الطلب والاشتغال بالحديث فكنت أقلد فى العزو ولما صرت أبحث وأراجع الأصول وجدت أوهامَا ووضعت تخريجَا سميته "فتح الوهاب .(1/42)
ومن أمثلة ذلك حديث: "وأى داء أدوأ من البخل" فإن كثيرَا من المحدثين من الحافظ السيوطى فمن بعده يعزونه للشيخين والحافظ السيوطى تبع فى ذلك جماعة أيضَا, وهو لم يخرّج فى الصحيحين وإنما وقع ذكره فى الصحيح أثناء جملة, وذكره القاضى عياض فى المشارق فى الكلام على "أدوأ" هل هو مقصور أو مهموز فظن من رآه فيه أنه مما خرّجه الشيخان, فعزاه إليهما ثم صار اللاحق يتبع السابق حتى تعددوا واتفقوا على ذلك ولا وجود له فى الصحيحين وهكذا يغتر كثير من المحدثين بل والحفاظ بكتاب رزبن العبدرى الذى جمع فيه بين الموطأ والكتب الخمسة التى هى الستة المعروفة دون ابن ماجه فيعزون أحاديث لهذاه الأصول بناء على ذكر رزين لها فى كتابه ولا وجود لها فى شيء من الكتب المذكورة أنه يزيد زوائد من غيرها ولا ينص على فيقع فى الخطأ من يعزو جميع أحاديثه إلى الكتب المذكورة إلا الحافظ المنذرى فإنه كثيرَا ما ينبه على ذلك فيقول ذكره رزين ولم أره فى شيء من أصوله, بل ويقع لهم أيضَا بالنسبة لأحاديث الصحيحين اعتمادَا على الجميع بين الصحيحين للحميدى فإنه يذكر فيه زوائد من مستخرج أبى عوانة, ومستخرج البرقاني ، وغيرهما كما نص هو على ذلك فمن لم ينتبه لذلك ولم يراجع الصحيحين عزا إليهما ما لم يوجد فيهما وربما عزا بعض الحفاظ حديثَا إلى البخارى فى "الأدب المفرد" فيسقط لفظ: المفرد من قلم الناسخ أو يقف عليه من لا خبرة له بالحديث فيظن أن الأدب المفرد من جملة كتب الصحيح فيعزوه إلى صحيح البخاري, وليس هو فيه, وأسباب الخلط فى هذا متعددة لا تنحصر. فلذلك يجب عدم التقليد والاعتماد على كلام الناس وأن لا يعزو إلى كتاب حتى يتحقق من وجود الحديث فيه.
الفصل الثامن
ما يجب التنبّه له(1/43)
ومما يجب التنبّه له فى هذا الباب: العزو إلى سنن النسائى بالخصوص, فإن اصطلاح المتقدمين فيه إلى القرن السابع, مخالف لاصطلاح من بعدهم من أهل القرن الثامن إلى عصرنا, وذلك أن النسائى ألف السنن الكبرى ثم جرد هو أو ابن السني- على خلاف فى ذلك - سننه الصغرى المسماة " بالمجتني" ولما اتفقوا فى القرن السادس على الكتب الستة, جعلوا منها سنن النسائى الصغرى لا الكبرى لأنها أنقى من الكبرى, وصاروا إذا عزوا إليها وأطلقوا, حمل ذلك على سننه الصغرى, وإذا كان فى الكبرى قيدوه بقولهم: رواه النسائى فى الكبرى, والمتقدمون لا يعرفون هذا الاصطلاح, بل يعزون إلى النسائى ويطلقون, ومن آخرهم الحافظ المنذرى, فقد ترى فى كلامه عزو حديث إلى النسائى فتظنه فى الصغرى التى هى أحد الكتب الستة ولا تجده فيها لأنه فى الكبرى فإذا كان الحديث فى تفسير القرآن أو فضائل أهل البيت والصحابة: فالأمر فيه ظاهر, لأن سننه الصغرى ليس فيها كتاب التفسير ولا كتاب الفضائل ونحوها من الكتب التى هى موضوعات الجامع لا السنن, وإذا كان الحديث فى أبواب الفقه والأحكام فهو الذى يقع فيه الاشتباه, ويجب الوقوف عليه فى السنن, وهذا ما يهم فيه الحافظ أحيانَا, فيطلق العزو إلى النسائي, وهو فى الكبرى لا فى الصغرى وكذلك الحافظ السيوطي.
الفصل التاسع
المستخرجات والجمع بين الصحيحين للحميدى وما يعزوه البيهقى فى سننه الكبرى عقب إسناده الحديث إلى الشيخين أو أحدهما
وأما المستخرجات والجمع بين الصحيحين للحميدى وما يعزوه البيهقى فى سننه الكبرى عقب إسناده الحديث إلى الشيخين أو أحدهما: فقد نبهت على ذلك كتب الاصطلاح ونظمه الحافظ العراقى فى ألفيته فقال :
واستخرجوا على الصحيح كأبى
عوانة ونحوه واجتنب
عزوك ألفاظ المتون لهما
إذا خالف لفظَا ومعنى ربما
وما تزيد فاحكمن بصحته
فهو مع العلو من فائدته
والأصل يعنى البيهقى ومن عزا
وليت إذا زاد الحميدى ميزا(1/44)
قال ابن الصلاح : الكتب المخرّجة على كتاب البخارى ومسلم لم يلتزم مصنفوها فيها موافقتهما فى ألفاظ الأحاديث بعينها من غير زيادة ونقصان لكونهم رووا تلك الأحاديث من غير جهة البخارى ومسلم طلبَا لعلو الإسناد, فحصل فيها بعض التفاوت فى الألفاظ, وهكذا ما أخرجه المؤلفون فى تصانيفهم المستقلة كالسنن الكبرى للبيهقي, وشرح السنة لأبى محمد البغوى وغيرهما مما قالوا فيه: أخراجه البخارى ومسلم فلا يستفاد بذلك أكثر من أن البخارى أو مسلمَا أخراج أصل الحديث مع احتمال أن يكون بينهما تفاوت فى اللفظ, وربما كان تفاويَا فى بعض المعني, ووجدت فى ذلك ما فيه بعض التفاوت من حيث المعني. وإذا كان الأمر فى ذلك على هذا: فليس لك أن تنقل حديثَا منها وتقول: هو على هذا الوجه فى كتاب البخارى أو فى كتاب مسلم لا أن تقابل لفظه, أو يكون من أخراجه قد قال: أخرجه البخارى بهذا اللفظ بخلاف الكتب المختصرة من الصحيحين فإن مصنفيها نقلوا فيها ألفاظ الصحيحين أو أحدهما فى الجمع بين الصحيحين للحميدى الأندلسى منها يشتمل على زيادة كلمات لبعض الأحاديث كما قدمنا ذكره فربما نقل من يميز بعض ما يجده فيه عن الصحيحين أو أحدهما وهو مخطئ لكونه من تلك الزيادات التى لا وجود لها فى واحد من الصحيحين انتهي.(1/45)
قلت: ما تقدم له هو قوله: ثم إن الزيادة فى الصحيح على ما فى الكتابين يتلقها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث كأبى داود والترمذى والنسائى وابن خزيمة والدارقطنى وغيرهم منصوصَا على صحتها فيها ولا يكفى فى ذلك مجرد كونه موجودَا فى كتاب أبى داود وكتاب الترمذى والنسائى وسائر من جمع فى كتابه بين الصحيح وغيره ويكفى مجرد كونه موجودَا فى كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه ككتاب ابن خزيمة وكذلك ما يوجد فى الكتب المخرّجة على كتاب البخارى وكتاب مسلم ككتاب أبى عوانة الإسفرايني, وكتاب أبى بكر الإسماعيلى وكتاب أبى بكر البرقاني, وغيرها, من تتمة المحذوف أو زيادة شرح فى كثير من أحاديث الصحيحين وكثير من هذا موجود فى الجمع بين الصحيحين لأبى عبد الله الحميدى انتهى .
وتعقبه الحافظ العراقى فى نكته عليه بقوله "هذا يقتضى أن ما وجد من الزيادات على الصحيحين فى كتاب الحميدي يحكم بصحته, وليس كذلك لأن المستخرجات المذكورة قد رووها بأسانيدهم الصحيحة فكانت الزيادات التى تقع فيها صحيحة لوجودها بإسناد صحيح فى كتاب مشهور على رأى المصنف, وأما الذى زاده الحميدى في" الجمع بين الصحيحين" فإنه لم يروه بإسناده حتى ينظر فيه, ولا يظهر لنا اصطلاحَا أنه يزيد فيه زوائد التزام فيها الصحة فيقلد فيها وإنما جمع بين كتابين, وليست تلك الزيادات فى واحد من الكتابين, فهى غير مقبولة حتى توجد فى غيره بإسناد صحيح أنتهى .(1/46)
قلت:" وكلام الحافظ العراقى هذا متعقب بما قاله تلميذه الحافظ من أن الحميدى قد أشار إلى ما يبطل هذا الاعتراض إجمالاَ وتفصيلاَ, أما إجمالاَ: فقال فى خطبة الجمع: وربما زدت زيادات من تتمات وشرح لبعض ألفاظ الحديث ونحو ذلك وقفت عليها فى كتب من اعتنى بالصحيح كالإسماعيلى والبرقاني. وأما تفصيلاَ: فعلى قسمين: جلى وخفي, أما الجلي: فيسوق الحديث ثم يقول فى أثنائه إلى هنا انتهت رواية البخاري, ومن هنا رواه البرقاني, وأما الخفى فإنه يسوق الحديث كاملاَ أصلاَ وزيادة, ثم يقول:أما من أوله إلى موضوع كذا فرواه فلان, وما عداه زاده فلان. أو يقول: لفظة كذا زادها فلان, ونحو ذلك. وإلى هذا أشار ابن الصلاح بقولهم: فربما نقل من لا يميز, وحينئذ فلزيادته حكم الصحة, لنقله لها عمن اعتنى بالصحيح انتهي,
وهذا يدل على أن الحافظ العراقى لم ير الجمع بين الصحيحين للحميدي, لكن فى كلام الحافظ السخاوى ما يدل على أن الحميدى لم يميز تمام التميز المفهوم من كلام الحافظ.
فإنه قال فى شرح الألفية:" وربما يسوق - يعنى الحميدى - الحديث الطويل ناقلاَ له من مستخرج البرقانى أو غيره, ثم يقول: اختصره البخارى فأخرج طرفَا منه, ولا يبين القدر المختصر عليه, فيلتبس على الواقف عليه, ولا يميزه إلا بالنظر فى أصله, ولكنه فى الكثير يميز بأن يقول بعد سياق الحديث بطوله: اقتصر منه البخارى على كذا, وزاد فيه البرقانى مثلاَ: كذا, ولأجل هذا وما يشبهه انتقد ابن الناظم- يعني: أبا زرعة - وشيخنا - يعني: الحافظ - دعوى عدم التمييز, خصوصَا وقد صرح العلائى ببيان الحميدى للزيادة, وهو كذلك, لكن فى بعضها ما لا يميز كما قررته, وبالجملة فيأتى فى النقل منه أو من البيهقى ونحوه ما سبق فى المستخرجات انتهى .(1/47)
قال الحافظ السيوطي: وصنيع البيهقى ونحوه من عزو الحديث إلى الصحيح والمراد أصله, لا شك أن الأحسن خلافه, والاعتناء بالبيان حذرَا من إيقاع من لا يعرف الاصطلاح فى اللبس, ولا بن دقيق العيد فى ذلك تفصيل حسن, وهو أنك إذا كنت فى مقام الرواية فلك العزو ولو خالف لأنه عرف أن جل قصد المحدث: السند والعثور على أصل الحديث دون ما إذا كنت فى مقام الاحتجاج, فمن روى فى المعاجم والمشيخات ونحوها فلا حرج عليه فى الإطلاق, بخلاف من أورد ذلك فى الكتب المبوبة, لاسيما إن كان الصالح للترجمة قطعة زائدة على ما فى الصحيح انتهى .
قلت: وتخريج أحاديث المصنفين من قبيل الثاني, كما سيأتى الكلام عليه, ثم ما سبق فى كلم ابن الصلاح من صحية ما يزيد المستخرجون وأقره عليه الحافظ العراقى فى نكته, وذكره فى ألفيته كما سبق ليس على إطلاقه بل هو مشروط بما أخرجوه من طريق الثقات الذين على شرط الصحيح, وأما ما أخرجوه من طريق الضعفاء فليست زيادتهم بصحيحة, لأن المستخرجين حل قصدهم علو الإسناد, فإن وجده مع ثقة الرجال فذلك أعلامَا يرغبون فيه ، وإلا أسندوا من الطريق العالية ولو كان رجالها متكلمَا فيهم, وقد أخرج الإسماعيلى فى مستخرجه لإبراهيم بن الفضل المخزومى وقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعه, وقال النسائى وجماعة متروك.
وأخرج أبو نعيم (ت430ه) فى مستخرجه لمحمد بن الحسن بن زبالة المخزومي, وقد كذبه أبو داود, وقال يحيى ليس يثقة, وقال جماعة متروك الحديث, وقد تعقب الحافظ فى "نكته" على ابن الصلاح حكمه على زيادة المستخرجات بالصحة فقال: هذا مسلم فى الرجل الذى التقى فيه إسناد المستخرج وإسناد مصنف الأصل وفيمن بعده, وأما ما بين المستخرج وبين ذلك الرجل فيحتاج إلى نقد لأن المستخرج لم يلتزم الصحة فى ذلك وإنما جل قصده العلو, فإن حصل وقع على غرضه, فإن كان مع ذلك صحيحَا أو فيه زيادة فزيادة حسن حصلت اتفاقَا, وإلا فليس ذلك همته(1/48)
تم كتاب "حصول التفريج أو كيف تصير محدثا"
و يليه
توجيه العناية لتعريف علم الحديث رواية و دراية
لحافظ السيد (عبد الله بن محمد بن الصديق) الحسنى الإدريسى الغمارى (توفى 1413ه) تحت النسخ الآلى
ملحوظة تم ظهور "المسند الجامع"
(المجلد الأول)
(ضم 21 كتابا من كتب الأسانيد)
(أسانيد 17802 حديثا)
(المشهور خطأ بالمسند المعلل)
(آخر إصداراته فى 20 مجلدا فى ذى الحجة 1426 هـ - 2006)
للمحدث المعاصر الشيخ محمود محمد خليل و أصحابه
تأليف
أبي الفضل السيد أبو المعاطي النوري (المتوفى 1401 هـ رحمه الله) والشيخ محمود محمد خليل وحسن عبد المنعم شلبي ، وعلي منصور الزاملي ، وإيهاب محمد فهمي ، وإبراهيم محمد أحمد النوري ، والدكتور محمد مهدي السيد ، وأحمد محمد المراسي ، والأخت أُم أسامة أنور عيد ، و د. بشار عواد معروف ، وأحمد عبد الرزاق عيد ، و أيمن إبراهيم الزاملي. فجزاهم الله خير ما يجازي به عبادَه الصالحين ونساله سبحانه أن يكتب ذلك في صحائف أعمالهم
كُتب ونُضِّد في مصر ، ثم عمَّان ، ثم بعقوبة ، ثم بغداد ، في مدة أخرها الخامس عشر من ذي القعدة سنة 1412 هجرية.
الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة
الفهارس و الملحقات
فهرس الرواة
فهرس تواريخ الوفاة أو الولادة لمعظم من ذكر بكتاب الحافظ أحمد بن الصديق الغماري حسب الترتيب الزمنى الهجري (122 حافظا)
32 ... ابن مسعود
32 ... أبا الدرداء
40 ... أبا مسعود الأنصاري
50 ... المغيرة
64 ... أبى سعيد الخدرى
80 ... علقمة بن وقاص الليثي
95 ... عبد الرحمن بن عوف
120 ... محمد إبراهيم التيمى
124 ... الزهري
125 ... سعد بن إبراهيم
144 ... يحيى بن سعيد الأنصاري
160 ... شعبة
161 ... الثورى
181 ... ابن المبارك
192 ... عبد الله بن إدريس
198 ... سفيان بن عيينة
198 ... معن بن عيسى
204 ... الطيالسى
211 ... عبد الرزاق
219 ... الحميدى
248 ... حميد بن زنجويه(1/49)
251 ... حميد بن زنجويه ، أبو أحمد الأزدى النسائى
256 ... البخارى
261 ... أبى عبيد
261 ... حميد بن زنجويه - أبو عبيد
261 ... مسلم
272 ... محمد بن أحمد بن مردك
285 ... الدبرى
286 ... الحافظ أبو الفضل أحمد بن سلمة النيسابورى البزار المعدل ، وكان رفيق مسلم فى بعض رحله
286 ... الحافظ أبو بكر محمد بن محمد رجاء الإسفراينى
303 ... أبو عبد الرحمن النسائى صاحب السنن
310 ... الحافظ أبو العباس محمد بن إسحق السراج النيسابورى
311 ... الحافظ الزاهد القدوة ، أبو جعفر أحمد بن حمدان النيسابورى الحيرى
312 ... الحافظ أبى على الحسن بن على بن نصر الطوسى
316 ... أبو عوانة يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الإسفراينى
320 ... الفربرى
322 ... الحافظ أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبى المعروف بابن الجباب
323 ... أبو عمران موسى بن العباس الجونى الحافظ
330 ... الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أيمن القرطبى
332 ... الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
335 ... الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقى الجوهرى المصرى
339 ... الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسى البلاذرى الواعظ
340 ... الحافظ أبو محمد قاسم بن أصبح القرطبى
344 ... الحافظ الزاهد أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد القزوينى الأموى النيسابورى
344 ... الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيبانى النيسابورى المعروف بابن الأخرم
344 ... الحافظ أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الطوسى شيخ الشافعية
344 ... الحافظ أبى النصر محمد بن محمد بن يوسف الطوسى
353 ... الحافظ أبو سعيد أحمد بن محمد بن الحافظ أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيرى النيسابورى
355 ... الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين النيسابورب التاجر
360 ... الطبرانى
362 ... المزكى
365 ... الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدى الجرجانى صاحب الكامل فى الضعفاء(1/50)
365 ... الحافظ أبو على الحسين بن محمد بن أحمد الماسرجسى
365 ... الحافظ أبى أحمد عبد الله بن عدى الجرجانى
371 ... الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلى الجرجانى
372 ... أبو عبد الله الحسين بن أحمد الشماخى الهروى الصفار
377 ... الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفى الجرجانى
378 ... الحافظ الرئيس أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن أبو ذهل الضبى الهروى
378 ... الحافظ الكبير أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحاكم النيسابورى شيخ الحاكم أبو عبد الله
385 ... الدراقطني
388 ... الحافظ أبو بكر محمد عبد الله الجوزقى
389 ... أبى الهيثم الكشميهني
414 ... الحافظ أبو سعيد محمد بن على النقاش
416 ... أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهانى
420 ... الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقانى
430 ... الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانى
434 ... الحافظ أبو ذر عبد بن أحمد الهروى المالكي
439 ... الحافظ أبو محمد الحسن بن محمد الخلال
454 ... القضاعى
458 ... الحافظ أحمد بن الحسين البيهقى
463 ... الحافظ أبو عمر بن عبد البر
463 ... الخطيب
466 ... الحافظ أبو مسلم عمر بن على بن أحمد بن مسلم اليتى البخارى
468 ... الخطيب البغدادي
468 ... المهروانى
486 ... الحافظ أبى مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان المليحى الأصبهانى
500 ... الصيرفى ابن الطيوري
507 ... الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسى
515 ... أبو على الحسن بن أحمد الحداد
520 ... أبى اليمن الكندي
558 ... الحافظ أبو منصور شهردار الديلمى
576 ... السلفي
584 ... الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمى
597 ... أبى المكارم اللبان
603 ... أبى جعفر الصيدلاني
643 ... ابن النجار
643 ... الحافظ أبو عمرو عثمان بن صلاح
643 ... الضياء المقدسى
648 ... يوسف بن خليل الحافظ
656 ... الحافظ المنذرى(1/51)
690 ... الفخر بن البخارى
696 ... ابن الظاهرى
741 ... أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم المنفلوطى المعروف بابن معين
744 ... الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادى
749 ... الرافعى الحافظ شهاب الدين أبو الحسين أحمد بن أبيك بن عبد الله الحسامي الدمياطى
750 ... الحافظ علاء الدين على بن عثمان الماردينى الحنفى المعروف بابن التركمانى
762 ... الحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزياعى الحنفى
767 ... الحافظ عز الدين عبد العزيز بن بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة
771 ... تاج الدين عبد الوهاب بن تقى الدين على بن الكافى السبكى
773 ... ولى الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب التبريزى
774 ... الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن كثير
775 ... الحافظ محيى الدين عبد القادر بن محمد القرشى الحنفى
794 ... العلاّمة بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر التركى الأصل ثم المصرى الشافعى المعروف بالزركشى
803 ... صدر الدين أبو المعالى محمد بن إبراهيم بن إسحق المناوى
804 ... الحافظ سراج الدين عمر بن على بن أحمد الأنصارى الأندلسى الأصل ثم المصرى الشافعى المعروف بابن الملقن
806 ... الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم الحسين العراقى
815 ... الحافظ شهاب الدين أحمد بن إسماعيل بن خليفة الحسبانى
819 ... عز الدين محمد بن شرف الدين أبو بكر بن عز الدين عبد العزيز بن جماعة
852 ... الحافظ أبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلانى
879 ... المحدث زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفى
902 ... الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوى
911 ... الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبو بكر السيوطى
1014 ... على بن سلطان القارى الهروى
1032 ... عبد الرؤوف بن تاج العارفين على زين العابدين المناوى
1093 ... العلاّمة الأديب عبد القادر بن عمر البغدادى
1143 ... أبو الحسن على بن أحمد الحريشى الفاسى(1/52)
1175 ... محمد همات زادة بن حسن همات زادة الحنفى
1184 ... المحدث أبو العلاء ، إدريس بن محمد العراقى الحسين الفاسى
1205 ... أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدى
1354 ... المسند الراوية عبد الستار بن عبد الوهاب الصديقى الهندى
1380 ... الحافظ السيد أحمد بن محمد بن الصديق الحسنى الإدريسى الغمارى
1413 ... الحافظ السيد عبد الله بن محمد بن الصديق الحسنى الإدريسى الغمارى
فهرست الأماكن
فهرست الكتب
فهرست الفوائد
مقدمة
ألحمد لله كما ينبغى لجلاله ، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله (و بعد) فإن الأستاذ المستشار حسن التهامى أمين سر و محب الحافظ أحمد قد أعطى ألدكتور أحمد عبد الله القرشى مكتبة الحافظ أحمد و مخطوطاته و قد عزمنا أن نخرجها للنور بحمد الله و توفيقه و لا سيما الإسهاب فى تخريج مسند الشهاب و تخريج الشفا و نظم الحكم
هذه الرسالة تحتوى على عدة رسائل لآل الصديق مع ترتيبنا ، و اليك الرسائل
ما أملاه السيد الحافظ عبد الله بن الصديق الغمارى على تلميذه و خادمه و أمين سره أحمد درويش
ما كتبه السيد الحافظ عبد الله بن الصديق الغمارى فى كتابه الكنز الثمين و كتاب
ما رد على الألبانى به و لا سيما فى نقل الإجماع فى العمل بالحديث الضعيف بشروط المحدثين
ما كتبه السيد أحمد الحافظ أحمد الله بن الصديق الغمارى فى كتاب حصول التفريج بأصول التخريج أو كيف تصير محدثا (ذكر فة صدر هذا المؤلف)
تقديم أبو العباس أحمد محمد مرسى رحمه الله تعالى
مراقب دار الحديث النبوى بالمؤتمر الإسلامى سابقا
هذا التقديم نقلته من نسخة "الكنز الثمين" الذى طبع عام 1388 هـ - 1968 م و رحم الله كاتبه الشيخ أحمد مرسى و والدى و أهلى أجمعين و مشايخى.
بسم الله الرحمن الرحيم
(تقديم)(1/53)
الحمد لله الوهاب الكريم , يختص من يشاء من عباده بفضله العظيم , و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا محمد المنعوت بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم , و رضى الله عن آله أولى السيادة و التكريم , و بعد :
فإن علم الحديث النبوى الشريف , جليل المقدار , عالى المنار , فضائله بادية , و مآثره على مدى الدهر باقية , من عرفه و أتقن معرفته : قويت حجته , و علت منزلته , و كان سلفنا الصالح يعتنون به , و يخرصون على معرفته فنونه , و حفظ متونه , يقصدون بذلك خدمة الدين , و التشرف بحفظ كلام سيد المرسلين.
و كانوا يمنحون لقب " أمير المؤمنين فى الحديث" لبعض الحفاظ إذا بلغوا درجة خاصة فى الحفظ و الإتقان . مثل شعبة و مالك و سفيان الثورى و البخارى و ابن حجر رضى الله عنهم. ذلك لأن النبى صلى الله عليه و آله و سلم سمى حفاظ الحديث خلفاؤه , ثم ضعف الدين فى نفوس الناس ,
و قل اشتغالهم بعلومه , خصوصا علم الحديث فقد هجروه هجرا تاما مكتفين عنه بالتقليد حتى قال صاحب الجوهرة غفر الله له "فواجب تقليد حبر منهمو" يعنى الأئمة الأربعة و لا أدرى ما دليل هذا الوجوب و صارت كتب الحديث , كصحيح البخارى , تقرأ للتبرك , لا للتفهم و العمل
لأن التقليد حال بينهم و بين الإنتفاع بالتراث المحمدى , و النور النبوى فأخطأوا و معهم الدليل , و عموا و بيدهم المصباح , و بقيت طائفة على قلتها متمسكة بالحق , داعية إليه , تحقيقا لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه و آله و سلم "لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا
يضرهم من خالفهم حتى يأتى أمر الله"(1/54)
و من هذه الطائفة بالحق و الداعية إليه : آل الصديق من الأشراف الأدارسة بالمغرب , فإنهم خدموا العلم و الدين و علم الاحسان و الزهد عامة , و علم الحديث خاصة فجدهم الأقرب القطب سيدى الحاج أحمد بن عبد المؤمن كان - مع إمامته فى القراءات و علوم العربية - حافظا لصحيح البخارى و ورث القطبانية من شيخه القطب مولاى العربى الدرقاوى , و له رسائل
فى الطريق تدل على ذوق عال , و نفس قوى , و حفيده الإمام أبو عبد الله السيد محمد بن الصديق , كان جبلا راسخا فى العلم و الولاية , مكث بطنجة مدة خمس و ثلاثين سنة ينشر العلم و الطريق فتخرج به علماء أجلاء , و ربى فى زاويته أولياء عارفين بالله , و كان يدعو فى دروسه إلى العمل بالدليل , فكم من سنة أميتت بالمغرب أحياها و نشرها بين أتباعه و مريديه , و كان فى تدريسه لصحيح البخارى يحكى المذاهب و أدلتها و يرجح بينها مع إنصاف تام , و لقد سافر بعض تلاميذته إلى فاس لحضور العلم بجامعة القرويين أكبر جامعة فى الشمال الإفريقى
لكنه عاد بعد مدة وجيزة , فسئل عن سبب عودته سريعا ? فأجاب : الحقيقة أن السيد صغر فى أعيننا العلماء , فلم يعد عالم يشبعنا علمه, و لم نجد مدرسا يعجبنا تدريسه بعد ما عودنا السيد فى دروسه كثرة الإطلاع و سعة المعلومات , و حرية البحث , و التدليل لما يختاره , و الترجيح
بين ما يبديه من الأدلة , و افتتح درس التفسير بزاويته الصديقية ففسر الفاتحة فى شهر رمضان كله , أتى فيه بالمعجب المطرب من حقائق العلوم و المعارف.
و قد أنجب هذا القطب الكبير عالمين جليلين:
(قلت يقصد من قابلهم فهم ستة أخوة كلهم عالم حافظ ناقد مؤلف و لا سيما مولانا عبد الحى بن الصديق أصولى هذه الأمة و المحدث عبد العزير و مولاى المحدث العلامة الدكتور إبراهيم بن الصديق الأستاذ بكلية أصول الدين بتطوان بالمغرب)(1/55)
هما ابنه الأكبر الإمام المجتهد أبو الفيض السيد أحمد الذى بلغ درجة إمارة المؤمنين فى علم الحديث , و قد شاهدت من سعة حفظه ما يذكر بالحفاظ المتقدمين فإنه أحيا بمصر سنة الإملاء عند المحدثين , فأملى بالمسجد الحسينى و بجامع الكخيا مجالس حديثية من حفظه , أذكرتنا بما حكاه الجبرتى فى تاريخه عن مجالس الإملاء التى أملاها السيد مرتضى الزبيدى.
لكن لو قارنت بين الإملاءين لوجدت إملاء السيد أحمد أوسع و أكبر من إملاء السيد مرتضى , و سنقوم - بتوفيق الله تعالى – بطبعه قريبا لينهل محى الحديث الشريف من المشروع الروى.
أما الثانى فهو العالم المحدث الفقيه الزاهد السيد - عبد الله بن الصديق الذى يسعدنا فى هذا المقام أن نقدم للعالم الإسلامى كتابه: "الكنز الثمين فى أحاديث النبى الأمين" يشتمل على أكثر من أربعة
آلاف حديث (قلت: كلامه عن الطبعة الأولى التى أملاها الشيخ من ذاكرته على المتطوع الفاضل "على عجاج يزبك اللبنانى الشيعى" حيث جمعهما سجن جمال عبد الناصر ظلما و فك أسره الرئيس محمد أنور السادات - و أما هذه الطبعة الثانية فهى تشمل 8266 حديثا صحيحا و
حسنا) ليس فيها حديث ضعيف (قلت: من النوع الذى لا يعمل به لمخالفته لقواعد الشرع) أو موضوع , بل كلها دائرة بين الصحيح و الحسن. (قلت ثم بهذه الطبعة بالبرنامج الثانى أو المجلد الخامس تجد باقى الحديث الضعيف بالفتح الكبير مع اسقاط الأحاديث الموضوعة من شديدة
الضعف و الواهية و المنكرة)
و قد جمع فى هذا الكتاب أحاديث فى الأحكام و ألأخلاق و الآداب و الترغيب و الترهيب , مرتبة على حروف المعجم , و ضبطها بالشكل ليسهل حفظها و يؤمن اللحن (قلت: أسفت لعدم تمكنى من إضافة التشكيل لعدم توفره ببرنامجنا أثناء كتابة هذا الكتاب على الحاسب الآلى)(1/56)
و تلك خدمة كبيرة , قدمها لعشاق السنة المحمدية النبوية و كم له مثلها من خدمات , قدمها فى مؤلفاته و مقالاته التى كتبها دفاعا عن السنة , و عن عقيدة أهلها , يسعفه إطلاع واسع , و قلم
سيال و هو شجا فى حلوق المبتدعة عموما , و كان كثير من كبار العلماء بالأزهر يرجعون إليه فى معضلات علمية , فيجدون عنده الحل الصحيح , و كان عذا تخقيقا لكلام والده الإمام السيد محمد الصديق , فإنه لما طلب منه أن يسمح له بالذهاب إلى مصر , فقال له : ستذهب , و لكنى
أحبك أن تذهب عالما بحيث يحتاج إليك علماء الأزهر , فكانت كرامة من كرامات الشيخ رضى الله عنه , و هى كثيرة.
و المؤلف حفظه الله - مع براعته فى علوم الحديث - يجيد علم التفسير إجادة تامة , و له فيه إشارات رقيقة , و استنباطات دقيقة , لا توجد فى كتب التفسير على كثرتها و كتابه "جواهر البيان فى تناسب سور القرءان" يؤيد ذلك و يؤكده , لا سيما إذا لاحظنا أن فن المناسبة بين
السور لم يؤلف فيه منذ نزول القرءان إلى يومنا هذا غير كتابين , لا يتيسر الإطلاع عليهما , لأنهما غير مطبوعين , و أحدهما يعتبر مفقودا. جزى الله المؤلف خير الجزاء , و أكثر مثله فى العلماء.
و قد نبغ السيد - عبد الله - فى علم الحديث نبوغا اعترف به الجميع و قد وصفه والده الإمام : بالفقيه المحدث الزاهد , و شهد له شقيقه الإمام أبو الفيض بالتبريز فى علم الحديث , و لما ألف كتابه نهاية الآمال فى صحة حديث عرض الأعمال , قال له شقيقه : أسلوبك فى هذا الكتاب يشبه أسلوب الحافظ الذهبى , و كان الشيخ الجليل محمد زاهر الكوثرى يصفه بالمحدث الناقد الواعى , و لشدة وثوقه بعلمه قرظ كتابه " إقامة البرهان على نزول عيسى عليه السلام فى آخر الزمان"
و نشر التقريظ بمجلة الإسلام , و قبل أن يرى الكتاب.(1/57)
هذا إلا أنه درس علوم الأصول و البلاغة و المنطق و التفسير و الحديث و النحو و غيرها بالأزهر للطلبة بمصر و ليبيا و تونس و الجزائر و مراكش و السودان و الصومال و الحبشة و اليمن و سوريا و فلسطين و الحجاز و يوغسلافيا و ألبانيا و تركيا و رومانيا و جاوه و الهند . و من تلامذته علماء يتولون فى بلادهم مناصب القضاء و الإفتاء و التدريس ,و تلاميذه فى مصر يتولون وظائف هامة. و وردت عليه أسئلة من الحجاز و سوريا و البحرين و السودان و أفريقيا.
و نسجل هنا كلمة منصفة صدرت من عالم أزهرى : لما نجح السيد عبد الله - فى شهادة العالمية الأزهرية , قابله أحد أصدقائه فى منزل الشيخ محمود شلتوت و كان وكيلا لكلية الشريعة إذ ذاك و هنأه على نيل الشهادة , فقال له الشيخ شلتوت : نحن نهنىء الشهادة الأزهرية بالشيخ عبد الله
لأنه عالم من بلده , لا حاجة له إلى الشهادة. و قال أحد أفاضل العلماء بمصر : يعجبنى فى السيد - عبد الله الصديق أن علمه حاضر , إذا سئل أجاب , لكن إذا سئل أزهرى لا يجيب , بل يقول : لما أراجع , و قال أديب صحفى كبير : السيد - عبد الله خزانة علم.
و لزيادة التبرك بهذه الشجرة المباركة , فإننا نضيف نسبه لأمه بعد أن أتينا على سلسلة نسبه لأبيه (فنقول) إن جده من قبل والدته , هو العلامة القطب الشهير أبو العباس سيدى أحمد بن عجيبة الحسنى صاحب شرح الحكم , و المباحث الأصيلة و التفسير , و له تفسير خاص بالفاتحة
, و حاشية على الجامع الصغير و غير ذلك من المؤلفات.
و كان لسان الزهاد المعبر عن أذواقهم و مواجيدهم بعبارات فصيحة رائعة تنبىء عن ذوق و تمكن تامين , و كان قبل تزهده يشغل وقته بالتدريس لطلبة العلم مع عبادة كثيرة و تزهد و ورع و عفاف.(1/58)
و جميع مؤلفاته أو معظمها كتبها بأمر من شيخه القطب الكبير سيدى محمد البوزيدى - بفتح الزاى - الحسنى , و ابنه العلامة الولى الكبير سيدى أحمد بن أحمد بن عجيبة , تلميذ القطب الكبير سيدى الحاج أحمد بن عبد المؤمن المار ذكره. كان محققا فى علوم الأصول و المنطق و العربية و التفسير و غيرها , ثم نال الولاية الكبرى على يد شيخه المذكور , و له كتاب فى المواجيد و الحب الإلهى اسمه : بحر الدموع.
هذه بعض مآثر آل الصديق , و هى تدل على ما امتازت به هذه العائلة من حيازتها لشرف النسب من الجهتين , و شرف العلم بنوعيه : الكتاب , و السنة , و الظاهر , و الباطن .
و قد بارك الله فى هذه الشجرة , فقد أنجب والدهما المشار إليه ستة أخوة كلهم عالم حافظ ناقد مؤلف:
فروع أصابت مغرسا متمكنا و أصلا, فطابت حيث وجهها الأصل
هذا هو السيد العلامة أبو الفضل عبد الله لبصديق , الذى يسرنا أن نقدم إلى العالم الإسلامى كتابه هذا , سائلين الله أن ينفع به الإسلام و المسلمين , و أن يجزى كل من أسهم فى إبراز هذا
الكتاب و تيسير وصوله للقراء خير الجزاء , آمين.
ذر عنك آراء الرجال و قولهم …وارجع إلى قول النبى الهادى
فعليه من نور النبوة رونق… يجلو عن العين الغشاء البادى
و يطهر القلب الردىء من الصدا…فالزمه تحظ بنعمة و سداد
و عليك بالكنز الثمين فإنه… نعم الدليل لسالك مرتاد
ضم السليم من الحديث مخلفا… ما كان منه مضعف الإسناد
فالزم قراءتع و حفظ متونه… تسمو على العلماء و الأجواد
و اطلب لجامعه سلامة دينه… و عموم غفران ليوم معاد
و الله نرجو أن ينيل مرادنا… بشفاعة المختار خير مراد
أحمد محمد مرسى (النقشبندى)
فصل فى العمل بالحديث الضعيف
هذا الفصل برمته من كلام السيد عبد الله من غير تصرف منى, و رجاء أن تراجع الصفحات السالفة ففيها مزيد تحقيق فى العمل بالحديث الضعيف
قال حفظه الله:(1/59)
ذكر القنوجى فى تفسير - فتح البيان - و صرح به أيضا فى كتابه نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية و الأذكار - و عبارته:
"تساهل العلماء و تسامحوا حتى استحبوا العمل فى الفضائل و التغريب و الترهيب بالحديث الضعيف, ما لم يكن موضوعا و إلى هذا ذهب الجمهور, و به قال النووى, و اليه نحا السخاوى و غيره, و لكن الصواب الذى لا محيص عنه أن الأحكام الشرعية متساوية الأقدام, فلا ينبغى العمل بحديث حتى يصح أو يحسن لذاته أو لغيره, أو انجبر ضعفه فترقى الى درجة الحسن لذاته أو لغيره." اهـ
و هذا مذهب الحافظ أبى بكر ابن العربى المالكى كما نقله البدر الزركشى فى حواشيه على ابن الصلاح, و الحافظ السخاوى فى فتح المغيث, و القول البديع, و هو أحد الأقوال فى المسألة, و حاصله منع العمل بالحديث الضعيف فى الأحكام و غيرها و هو قول مرجوح, فإنه شاذ و خرق للإجماع, بل ان ابن العربى نفسه رجع كما نقل فى تنزيه الشريعة المرفوعة ما يفيد رجوعه لرأى الجمهور و نص عبارته:
"ذكر القاضى أبو بكر بن العربى فى كتابه - مراقى الزلف – حديث ابن عباس إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى, ثم قال: و بكراهة النظر أقول لأن الخبر و إن لم يثبت بالكراهة فالخبر الضعيف أولى عند العلماء من رأى القياس.
و هذا من ابن العربى ميل إلى قول الجمهور فى العمل بالحديث الضعيف فى فضائل الأعمال, و بهذا ينعقد الإجماع و لا معنى من إصرار القنوجى على تقليد ابن العربى فى ذلك و أيضا لا
معنى لناصر الدين الألبانى فى تقليدهما.(1/60)
قال الإمام النووى فى الأربعين: اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف فى فضائل الأعمال. قال العلامة إبراهيم الشبراخيتى المالكى فى شرحه قوله: و قد اتفق العلماء الخ فى ذكر الإتفاق نظر, لان ابن العربى قال: إن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا قال المؤلف فى الأذكار: و ذكر الفقهاء و المحدثون أنه يجوز و يستحب العمل فى الفضائل و الترغيب و الترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا.
و أما الأحكام كالحلال و الحرام و المعاملات فلا يعمل بها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون فى احتياط فى شىء من ذلك كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع و الأنكحة فإن المستحب أن يتنزه عن ذلك و لكن لا يجب, و محل كونه لا يعمل بالضعيف فى الأحكام ما لم يكن تلقته الناس بالقبول, فإن كان كذلك تعين و صار حجة يعمل به فى الأحكام و غيرها كما قال الشافعى.
هذا و قد تبع القنوجى ابن العربى فى نزل الأبرار, و قلدهما الألبانى و هذا شذوذ, فإن الشارع نفسه تسامح فى فضائل الأعمال الا ترى أن الشخص يجوز له صلاة النافلة قاعدا و إن كان صحيحا, و يجوز للمسافر صلاة النافلة على الدابة بخلاف الفرض فيهما, و يصح صوم النافلة بنية بعد الفجر و لا يصح صوم الفرض إلا بنية من الليل, و يجوز لمن كان صائما صوم نفل أن يفطر و لا يتم صومه, و يحرم على صائم الفرض, و ترتيب المناسك فى الحج كالرمى و الحلق
و الطواف و النحر سنة, و سئل النبى صلى الله عليه و سلم عمن خالف ترتيبها فقال: افعل و لا حرج.(1/61)
و قال ابن حجر المكى فى شرحه فتح المبين على الأربعين, أشار المصنف بحكاية الإنفاق على ما ذكره الى الرد على من نازع فيه بأن الفضائل إنما تتلقى من الشارع فأثباتها بما ذكر اختراع عبادة, و شرع فى الدين بما لم يأذن به الله و وجه رده أن الإجماع لكونه قطعيا تارة و ظنيا قويا أخرى لا يرد بمثل ذلك لو لم يكن عنه جواب, فكيف و جوابه واضح إذ ليس ذلك من باب الإختراع و الشرع المذكورين و إنما هو من باب ابتغاء فضيلة و رجائها بأمارة ضعيفة من غير ترتيب مفسدة عليه.
على أنهم اشترطوا فى العمل بالحديث الضعيف أن يكون مندرجا تحت أصل عام كآية أو حديث صحيح, أو قاعدة مأخوذة منهما أو من أحدهما, فلا يرد السؤال عن أصله بل الإمام أحمد و أبو داود يريان العمل بالضعيف فى الأحكام إذا لم يوجد فى المسألة غيره و يقدمانه على القياس, بل
الأئمة الأربعة عملوا بالحديث الضعيف فى كثير من الأحكام كما يعلم من نيل الأوطار و غيره.
و صريح فى ميزان الأعتدال و غيره بخصوص حديث "ما من عبد يبسط ..."
بأنه حديث ضعيف لكنه يعمل به فى الفضائل.
و قد صرح الكمال ابن الهمام فى فتح القدير, فى كتاب الجنائز بأن الإستحباب يثبت بالحديث الضعيف غير الموضوع. أهـ
فعلم من مجموع ما نقلناه من كلام الحفاظ النقاد و الفقهاء المحققين الأمجاد أن الحديث الضعيف يثبت به الإستحباب و أن عموم الأحاديث المطلقة تقوى ذلك.(1/62)
بقى قبل الشروع فى الأقوال الأخرى أن نتعرض للمسألة من علم الأصول: لا خلاف بين الأصوليين أن الحكم هو خطاب الله المتعلق بفعل المكلف, كما أنه لا خلاف أن الندب و اكراهة داخلان فيه و أنهما من جملة أقسامه الخمسة المعروفة أو الستة بزيادة خلاف الأولى الذى استدركه ابن السبكى على الأصوليين أخذا من كلام متأخرى الشافعية, و لكن هل المندوب و المكروه مكلف بهما ? فى ذلك خلاف قيل نعم: بناء على أن التكليف طلب ما فيه كلفة, سواء كان على وجه الإلزام أو لا. و هذا قول القاضى أبى بكر الباقلانى و هو ضعيف. و قيل لا بناء على أن التكليف إلزام ما فيه كلفة و لا إلزام فى المندوب و المكروه و هذا ما صححه ابن الحاجب و العضد و ابن السبكى و محققو الحنفية, و عليه درج المتأخرون.
إذا علم هذا, فالمراد بالأحكام - فى قول المحدثين - يجوز العمل بالحديث الضعيف فيما عدا الأحكام من ترغيب و ترهيب ...الخ الأحكام التكليفية, اعنى التى فيها تكليف و إلزام, و لا شك أن فضائل الأعمال و سائر فنون الترهيب لا إلزام فيها, فهى خارجة من الأحكام بهذا المعنى.
و إذا كانت داخلة فى الأحكام بمعنى خطاب الله المتعلق ...الخ لشموله - أى الخطاب - لما فيه إلزام لما لا إلزام فيه. و الحاصل أن المراد بالأحكام فى مسألة العمل بالحديث الضعيف نوع
خاص منها و هى ما كان فيه إلزام كالواجب و الحرام و العقائد و ما إلى ذلك, دون غيره مما لا إلزام فيه, كالترغيب و الترهيب و نحوهما.
القول الثانى: أنه لا يجوز العمل بالحديث الضعيف فى الأحكام إذا لم يكن فى الباب دليل غيره من كتاب أو سنة صحيحة حتى لو كان هناك قياس, قدم الحديث الضعيف عليه, و هذا مذهب أحمد بن حنبل و أبى داود.(1/63)
قال الحافظ السخاوى: روينا بالإسناد الصحيح عن عبد الله بن الإمام أحمد, قال: سمعت أبى يقول: لا تكاد ترى أحدا ينظر فى الرأى إلا و فى قلبه غل, و الحديث الضعيف أحب إلى من الرأى قال عبد الله: فسألته عن الرجل يكون ببلد لا يجد فيه إلا صاحب حديث لا يدرى صحيحه من سقيمه
و صاحب رأى فمن يسأل? قال: يسأل صاحب الحديث, و لا يسأل صاحب الرأى. و ورد عن أحمد أيضا, قال لابنه عبد الله: لو أردت أن اقتصر على ما صح عندى لم أرو من هذا المسند إلا الشىء بعد الشىء, و لكنه يا بنى تعرف طريقتى أنى لا أخالف ما يضعف إلا إذا كان فى الباب شىء يدفعه.
و صرح ابن الجوزى فى الموضوعات: أن أحمد كان يقدم الضعيف على القياس و كذا ابن تيمية فيما نقله الطرفى. و قال الحافظ ابن منده: كان أبو داود يخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد فى الباب غيره. لأنه أقوى عنده من رأى الرجال, نقله ابن الصلاح فى علوم الحديث و نظمه العراقى فى الألفية فقال:
كان أبو داود أقوى ما وجد يرويه و الضعيف حيث لا يجد
فى الباب غيره فذاك عنده من رأى أقوى قاله ابن منده
و نقل الحافظ أبو محمد ابن حزم, اتفاق الحنفية على أن مذهب أبى حنيفة تقديم الحديث الضعيف على الرأى و القياس و نوزع فى نقل هذا الإتفاق.
القول الثالث: جواز العمل بالحديث الضعيف فيما عدا الأحكام من ترغيب و ترهيب و ما الى ذلك و هذا مذهب الجمهور.
قال الحافظ ابن الصلاح: يجوز عند أهل الحديث و غيرهم التساهل فى الأسانيد و رواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة, من غير اهتمام ببيان ضعفها فيما سوى صفات الله تعالى, و أحكام الشريعة من الحلال و الحرام و غيرها, و ذلك كامواعظ و القصص و فضائل الأعمال و سائر فنون الترغيب و الترهيب مما لا تعلق له بالأحكام و العقائد. اهـ(1/64)
و مثله للنووى فى - التقريب - و المجموع - و غيرهما من كتبه, بل حكى بعضهما إجماع المحدثين على ذلك. لكن لا يصح الإجماع, لما تقدم من مخالفة ابن العربى و قد تخرج صحته على من لا يعد مخالفة الواحد و الاثنين خارقة للإجماع و هو قول محكى فى كتب الأصول و
فى الألفية:
و سهلوا فى غير موضوع رووا من غير تبيين لضعف و رأوا
بيانه فى الحكم و العقائد عن ابن مهدى و غير واحد
أو على ميل ابن العربى لرأى الجمهور على كما مر ذكره و خرج البيهقى - فى المدخل - بإسناده الى عبد الرحمن ابن مهدى قال: إذا روينا عن النبى صلى الله عليه و سلم فى الحلال و الحرام و الأحكام شددنا فى الأسانيد, و انتقدنا فى الرجال, و إذا روينا فى الفضائل و الثواب و العقاب سهلنا فى الأسانيد و تسامحنا فى الرجال. و ورد مثل هذا عن سفيان الثورى و ابن عيينه و عبد الله ابن المبارك و يحيى بن معين و أحمد بن حنبل و غيرهم كثير, أسند ذلك عنهم الحفاظ أبو أحمد بن عدى فى مقدمة كتابه الكامل حيث عقد لجواز العمل بالضعيف فى الفضائل بابا مستقلا و أورد فيه, و قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبرى يقول: الخبر إذا ورد لم يحرم حلالا و لم يحل حراما و لم يوجد حكما و كان فى ترغيب أو ترهيب, أغمض عنه و تسوهل فى روايته و قال الحافظ بن عبد البر, أحاديث الفضائل لا نحتاج فيها الى من يحتج به اهـ . لكن شرط لجواز العمل بالضعيف شروطا: 1 - أن يكون ضعف الحديث غير شديد. فإن كان شديدا فلا يجوز العمل به و هذا الشرط متفق عليه كما قال الحافظ العلائى و التقى السبكى. و مثال الضعف الشديد أن يتفرد بالحديث متهم بالكذب, أو من فحش غلطه أو كثرت غفلته, أو ظهر فسقه و نحو ذلك.
2 - أن يكون الحديث مندرجا تحت أصل عام من أصول الشرع فلا يعمل به فى غير ذلك كما إذا كان الحديث يقتضى اختراع شىء فى قواعد الشرع ما يشهد له.(1/65)
3 - ألا يعتقد عند العمل به ثبوته عن النبى صلى الله عليه و سلم لئلا ينسب اليه ما لم يقله احتمالا.
و هذان الشرطان ذكرهما العز ابن عبد السلام, و تلميذه التقى ابن دقيق العيد. و المراد بالعمل فى قولهم: يجوز العمل بالحديث الضعيف أن يفعل الشحص ما رغب فيه الحديث الضعيف بقصد تحصيل ما وعد به من الثواب على ذلك الفعل, و يجتنب ما نفر منه رهبة مما أوعد به من العقاب عليه.
هذا و قد بقى رأى آخر عن العمل بالحديث الضعيف و هو رأى ابن القيم و هو قول مردود حيث قال أن قولهم الأحاديث الضعيفة أى الحسنة, و قد تركناه لاستدعائه طول بحث لسنا بصدده الآن.
بقى فائدة خاصة بالإطلاع على كتب الحديث, فقد ذكر الزركشى فى تعليقه على حديث "من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" الذى رواه ثمانية و تسعون صحابيا, انما فيه تحريم القول بنسبة الحديث اليه حتى يتحقق أنه قاله, و هذا لا يتوقف على روايته بل يكفى ذلك علمه بوجوده فى كتب من خرج الصحيح أو كذبه نص على صحته امام, و على ذلك عمل الناس اهـ
قال العز بن عبد السلام فيما نقله الزركشى: اتفق العلماء فى هذا العصر على جواز الاعتماد على الكتب الصحيحة الموثوق بها, لأن الثقة قد حصلت بها كما تحصل بالرواية و الحاصل أن المعتمد عند المحدثيين أنه يجوز قراءة الكتب الموثوق بها من غير ان يكون للقارىء سند و لا إجازة, بشرط أن يصحح كتابه على نسخة صحيحة أو على شيخ يثق بصحة فهمه و شدة إتقانه كما نص عليه ابن الصلاح و النووى و العراقى, هذا مع بقاء الإجماع على استحباب اتصال سند القارىء بأصحاب الكتب التى يقرؤها, و لو بالإجازة حفظا لبقاء الإسناد الذى هو من خصوصيات هذه الأمة, لأن الأمم السابقة كانت روايتهم ليست الا مجرد تعليق أو وجادة.(1/66)
أما الكتب التى فيها الصحيح و غيره كنزهة المجالس للصغورى, و الروض الفائق لشعيب الحرفيشى و تنبيه الغافلين لأبى الليث السمرقندى و نحوها فلإجماع على عدم جواز قراءتها إلا لعارف بالحديث, مميز لصحيحه من سقيمه, و الله سبحانه و تعالى أعلم.
أمثلة يتضح بها المقام
1 - مثال الضعيف الشديد الضعف حديث: " من صلى سبحة الضحى ركعتين إيمانا و احتسابا كتب الله له مائتى حسنة و محا عنه مائتى سيئة و رفع له مائتى درجة و غفرت له ذنوبه كلها ما تقدم منها و ما تأخر إلا القصاص" رواه آدم ابن أبى إياس فى كتاب - الثواب - من حديث على
عليه السلام, و هو حديث ضعيف جدا كما قال الحافظ ابن حجر, فلا يجوز العمل به, بمعنى أن الإنسان لا يجوز أن يصلى الضحى إعتمادا على ما فى هذا الحديث من الثواب بل يصليها على أنها سنة اعتمادا على الأحاديث الصحيحة الواردة بسنيتها.
2 - مثال الضعيف المندرج تحت أصل عام حديث: " ما من عبد يبسط كفيه فى دبر كل صلاة ثم يقول: "اللهم الهى و اله إبراهيم و اسحاق و يعقوب ..." ثم ذكر الحديث و قال فى آخره" ... الا كان حقا على الله الا يرد يديه خائبتين" رواه ابن السنى عن أنس مرفوعا فهذا حديث ضعيف
لكنه مندرج تحت عموم أحاديث داله على استحباب رفع اليدين فى الدعاء, فى جميع الاوقات من غير تقييد بكونه بعد الصلاة أو قبلها, كحديث سلمان مرفوعا: "ان الله حيى كريم يستحى إذا رفع
الرجل إليه يديه أن يردهما خائبتين" حسنه الترمذى و صححه الحاكم و حديثه أيضا "ما رفع قوم أكفهم الى الله عز و جل يسألونه شيئا إلا كان حقا على الله أن يضع فى أيديهم الذى سألوه" رويناه فى معجم الطبرانى بإسناد صحيح.
فيجوز العمل بحديث أنس بمعنى أنه يجوز للإنسان أن يرفع يديه فى الدعاء عقب الصلاة معتقدا أن الله لا يرده خائبا.
3 - مثال المخالف لقواعد الشرع حديث: " من وقع على بهيمة فاقتلوه و اقتلوا البهيمة"(1/67)
رواه أحمد و أصحابه السنن عن ابن عباس, فهذا الحديث – مع ضعفه - ليس فى قواعد الشرع ما يؤيده, إذ ليس فى الأحاديث و لا غيرها من الأدلة على قتل البهيمة فى مثل هذا الموطن,
فلا يجوز العمل به. اهـ
قلت: أما حديث صلاة التسابيح فهو صحيح معمول به و قد اضطرب النووى و ابن حجر لانه يخالف مذهب الشافعية و للحديث طرق و قد ألف الحافظ ابن ناصر كتاب فى طرقه و هو مطبوع و اسمه "الترجيح لصلاة التسابيح"
و قد ذكر الشيخ فى كتابه "سبيل التوفيق فى ترجمة عبد الله بن الصديق" ص. 115 و 116 :
و حول إنكار العمل بالضعيف فى الفضائل أجبت: و إنكار العمل بالضعيف فى الفضائل سبق إليه ابن العربى المعافرى و قلده القنوجى فى نزل الابرار ثم جاء الألبانى فى مؤخرة القطار يردد الصدى و لم يعلم أن أحد الحفاظ الكبار و لعله ابن الملقن ألف كتابا اسمه "المعيار" ذكر فيه الأحاديث الضعيفة التى عمل الأئمة الأربعة بها فى الأحكام مجتمعين أو منفردين و رتبه على
الأبواب الفقهية , و أن المحدثين الذين اتفقوا على العمل بالحديث الضعيف اتبعوا الشارع فيما فعل , فإن الشارع تسامح فى الفضائل ما لم يتسامح فى الفرائض , خذ مثلا : صلاة النفل تصح من قعود مع القدرة على القيام و تصح ركعة منها بالقعود و ركعة بالقيام و لا يصح ذلك فى الفرد ابتداءا و كان النبى صلى الله عليه و سلم فى سفره لا يصلى الفريضة إلا على الأرض فإذا ركب الراحلة وجهها الى القبلة ثم كبر لصلاة النافلة و تركها تمشى حيث شاءت لا يردها الى القبلة.
و صوم التطوع يصح بنية من النهار ما لم يطعم , و من أصبح صائما ثم ظهر له أن يفطر فلا إثم عليه. أهـ
قلت: و كتب الألبانى ص. 306 عن ابن حجر " و قد اتفقوا على أنه لا يعمل بالموضوع و إنما يعمل بالضعيف فى فضائل الاعمال" من أجوبة ابن حجر المطبوعة بآخر الجزء الثالث من المشكاة و قد نقلها الألبانى بيده من مكتبة الأسكندرية سنة 1380 كما أشار بآخر
الرسالة. اهـ(1/68)
هذا و إتماما للفائدة لما سئل الشيخ عن قول ابن تيمية و ابن القيم " ان الحسن عند الترمذى ضعيف عند أحمد" فقال: ليس ذلك بقاعدة منصوص عليها فى المصطلح و إنما أخذاه من أن
المتقدمين قسموا الحديث الى صحيح و ضعيف , و أن الترمذى أول من قسم الى صحيح و حسن و ضعيف فاستنبطا من هذا أن الحسن عند الترمذى ضعيف عند أحمد من وجهين:
1 - أن الحسن جاء فى كلام على بن المدينى و أحمد نفسه و بعض القدماء.
2 - أن الترمذى حسن أحاديث صحيح مسلم او البخارى و أيضا
فإن تعريف الحسن عند الترمذى يخالف تعريف الضعيف عند الجمهور , نعم قد يكون حديث حسن عند الترمذى ضعيفا عند أحمد لكن ليس دائما و لا مطردا. أهـ
كيف تبحث عن الحديث
أما الذين يحبون أن يحافظوا على خاصية هذه الأمة بحفظ الإسناد فلهم هذه الفائدة فى كيفية البحث الحديثية و يليها فائدة فى بعض مراجع علم الحديث و من أراد المزيد فعليه بأحد تلاميذ المحدث و
لا سيما الشيخ المحدث محمود سعيد بمصر و أصدقائه من تلاميذ الشيخ و كذا ابن المحدث حبيب الرحمن الأعظمى الشيخ عبد الرشيد بأعظم جره بالهند.
أخبرنى شيخى الإمام الحافظ عبد الله بن الصديق, أنه إذا كان الحديث من احاديث الأحكام يراجع كتب أمثال - نصب الراية للزيلعى و هو مطبوع بمصر و الهند - تلخيص الحبير لابن حجر(1/69)
و هو مطبوع بالمدينة و الهند - الدراية للحافظ ابن حجر و هو اختصار نصب الرتية - الجامع الصغير (طبعتنا هذه مثلا) لمعرفة من رواة الحديث. ثم يبحث فى أمثال مسند عبد الرزاق و مستدرك ابن أبى شيبة و كنز العمال و هو طيب فى هذا الشأن. ثم يأتى دور البحث فى الرجال فمثلا - تهذيب التهذيب به رجال الكتب السته و اختصاره فى تقريب التهذيب و الخلاصة للخزرجى, أما "تعجيل المنفعة" بزوائد رجال المسانيد الأربعة به رجال مسند الشافعى, و موطأ مالك و مسند أحمد و ابى شيبة, أما الميزان للذهبى فهو موسوعة فى الضعفاء مطلقا, و لسان الميزان فى الضعفاء غير السته, ثم يبحث فى - تاريخ البخارى الكبير فى 11 جزء ثم - الجرح و التعديل لابن أبى حاتم فى 9 مجلدات, و كذا شروح الكتب السته مثل ابن حجر على البخارى و النووى على مسلم, و الترمذى - تحفة الأحوذى شرح الترمذى, و عون المعبود شرح أبى داود أو بذل المجهود فى شرحه أيضا.
و قال الشيخ أيضا: إذا كان الحديث مدار البحث من أحاديث الأخلاق يراجع العراقى فى الأحياء و عليه إذا ذكر الحديث يبحث أين هو ثم من رجاله ثم يكشف على الرجال, و إذا حكم عليه أحد الحفاظ قبل كلامه فهو حجة إلا إذا تعقب بمن هو أعلى منه فى الحفظ.
و ذكر الشيخ عن درجات الحفاظ ابن حجر و العراقى و المنذرى و الدارقطنى و كذا الخطابى (و هو غير الخطابى المعافرى القائل شذوذا بعدم العمل بالحديث الضعيف) و أضاف و كذا أبو
زرعة من شيوخ مسلم و قال و أبو زرعة كثير.(1/70)
و قال أن الحفاظ أشد حجة من مؤلفى الكتب السته فهم مشهورون فقط. و قال الشيخ أن الحافظ شهاب الدين البوصيرى أحمد بن أبى بكر بن إسماعيل بن سليم المتوفى سنة 840 هـ ألف " إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" ثم اختصره فى "مختصر اتحاف السادة" بعد ما جرده من الأسانيد, و قد فرغ من الإتحاف سنة 823 هـ و من الإختصار سنة 832 هـ أما المطالب العالية فموضوع كتابه أنه استعرض أحاديث ثمانية مسانيد كاملة هى مسانيد الطيالسى و الحميدى و ابن عمر و مسدد و ابن منيع و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن أسامة بالإضافة الى مسند يعلى و مسند إسحاق بن راهويه من نصفه الذى وقف عليه فاستخرج الأحاديث الزوائد فيها على ما فى الكتب السته و مسند أحمد ثم رتب الأحاديث على ترتيب الأبواب الفقهية خلافا لترتيب المسانيد المستمد منها هذا و يمتاز "الإتحاف" بانه يذكر درجة الأحاديث أما ابن حجر فى المطالب فذلك عنده أقل.
و قال الشيخ أنه توجد نسخة مخطوطة من صحيح الجوزقى فى رواق المغاربة بمصر, و أن تفسير عبد الرزاق و الجامع له بمكتبة الجامعة العربية بالقاهرة.
و قال الشيخ أن الدارقطنى من شيوخ الحاكم النيسابورى و له "التتبع و الإلزام" طبع بالمدينة.
و قال الحافظ الذهبى فى ذيله على المستدرك للحاكم ناقشه فى أحاديث صححها الحاكم مع ضعفها و مع ذلك فإن الحفاظ المتأخرين أمثال ابن حجر و السخاوى ذكروا للذهبى أخطاء فى كتبهم المختلفة. و قال مسند إسحاق بن راهويه و هو شيخ البخارى نسخة منه بدار الكتب المصرية مخطوطة و هو يروى أحاديث على مسانيد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
و قال للحافظ العراقى كتاب "طرح التثريب" فى 4 مجلدات مطبوع بمصر منذ مدة و هو أحاديث صحيحة بأسانيد يشرحها على الأبواب الفقهية, و قد كتبه لابنه أبى زرعة و هو يشمل أصح الأسانيد, و للشيخ الحافظ العراقى تخريجه على الإحياء و شرح سنن الترمذى مخطوطة فى اليمن.(1/71)
و قال الشيخ الحافظ المنذرى له الترغيب و الترهيب, و له إختصار أبى داود مع شرح ابن القيم فى 8 أجزاء, و له اختصار مسلم طبع الهند بشرح للقنوجى و بدون الشرح طبع الكويت, و له التذكرة فى ترجمة شيوخه طبع فى بغداد بوزارة الأوقاف.
و قال الشيخ الخطب النبوية لابن ودعان كلها كذب و الحافظ السلفى لم يرويها.
و قال الشيخ "موارد الظمآن بزوائد ابن حبان" فى مجلدين كله صحيح و هو مطبوع و كذا "صحيح ابن خزيمة" كله صحيح و مطبوع. و قال الشيخ أن المناوى فقيه شافعى لا يقبل كلامه فى الحديث إلا إذا نقله عن غيره. قلت: الألبانى يعتمد عليه.
و قد ألف السيد الحافظ أحمد بن الصديق كتابا من 6 أجزاء فى أخطاء المناوى فى شرحه للجامع الصغير سماه "المداوى لعلل المناوى" و كان السيد أحمد كتب "المغير" على عجلة به ما حضره من الذاكرة من الموضوع فى الجامع الصغير.
و قال الشيخ أن بالمكتبة العامة بالرباط نسخة من الجامع الكبير بها أكثر من 5000 حديث مستدركة على السيوطى بخط الحافظ أبو العلاء العراقى الحسينى من القرن الثانى عشر فليعلم.
بعض مراجع الحديث
و الآن نشرع فى الفائدة الثانية و هى ذكر بعض مراجع علم الحديث منقولة من كتابى "المكتبة الإسلامية المختارة" تحت فن الحديث:
- أسباب ورود الحديث الشريف: "البيان و التعريف فى أسباب ورود الحديث الشريف" للشريف ابن حمزة الحسينى.
- مصطلح الحديث: "الباعث الحثيث فى علوم الحديث" لابن كثير تحقيق أحمد شاكر بمطبعة السعادة, "مقدمة ابن الصلاح" و "علوم الحديث" د. صبحى الصالح و "شرح نخبة الفكر" لابن حجر تحقيق عبد الفتاح أبى غدة, "قواعد فى علوم الحديث" للتهانوى صاحب املاء السنن تحقيق
أبى غدة و "ترتيب الراوى" و "تذكرة الحفاظ" و "ظفر الأمانى شرح مختصر الجرجانى" لعبد الحى اللكنوى تحقيق أبى غدة.
- ناسخ الحديث و منسوخه: "الإعتبار فى الناسخ و المنسوخ" للحازمى طبع المكتبة المنيرية بالقاهرة.(1/72)
- غريب الحديث: "الغريبين" للهروى مكتبة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة و "النهاية" لابن الأثير بذيل الأرموى.
- مختلف الحديث : جملة من هذا العلم فى كتاب الأم للشافعى و "مشكل الحديث" لابن فورك و "تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة – به أشياء غير حسنة "فتح المغيث" للحافظ السيوطى و هو أبسط ما ألف فى هذا العلم.
- الحديث القدسى: "الحديث القدسى" مكتبة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة "الأحاديث القدسية" للإمام عبد الله بن الصديق و هو أبسط ما ألف فى هذا العلم مع التخريج و هى تحت يدى سنخرجها قريبا إن شاء الله.
- الأحاديث الموضوعة:
"تنزيه الشريعة المرفوعة من الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عراق تحقيق الإمام الحافظ عبد الله بن الصديق و هى تحت يدى بعد أن بت الشيخ فى تعقيبات ابن الجوزى فى الأبواب كلها بالفصول الثانية منها.
"الخفا و مزيل الالباس للعجلونى" 2 جزء طبع حلب.
"التعقبات على الموضوعات" للسيوطى و "تمييز الطيب من الخبيث" لابن
الديبع الشيبانى" و "كتاب الاحوال فى نقد الرجال للمدراسى" و "المقاصد الحسنة" للسخاوى مطبعة الأنوار بمصر.
- فهرسة الحديث و أطرافه:
"الفتح الكبير فى ضم الزيادة الى الجامع الصغير بإخراجنا المسمى
"باب التيسير" و هو هذا الكتاب.
"مفتاح كنوز السنة" لفؤاد عبد الباقى
"كنز العمال" للمتقى الهندى
"الجامع الكبير أو جمع الجوامع للحافظ السيوطى
- مخطوطة طبعها الدكتور حسن عباس زكى بالمطبعة الأميرية توزيع الهيئة العامة للكتاب.
- تخريج مجمع البحوث الإسلامية بمصر
- مجهودات متفرقة بالعالم العربى
"فهرس المستشرقين" و "كتاب الأطراف" للنبهانى
"البدر المنير فى أحاديث البشير النذير" لعبد الوهاب الشعرانى
"كنوز الحقائق" للمناوى و "الآثار المرفوعة" للكنوى و "فيض القدير
شرح الجامع الصغير" للمناوى و "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للكمال(1/73)
المزى و عليها "النكت الظراف" لابن حجر العسقلانى 6 أجزاء و "مسند
الإمام أحمد" و "الفتح الربانى ترتيب مسند الإمام أحمد"
لأحمد عبد الرحمن البنا.
- الأحاديث المتواترة:
"الأحاديث المتواترة" لجعفر الكتانى.
"الأزهار المتناثرة فى الأحاديث المتواترة" للسيوطى
- حديثيات عامة:
"الرسالة المستطرفة" للكتانى
"كشف الظنون" لحاجى خليفة و "تلقيح فهوم أهل الأثر" لابن الجوزى بمكتبة الآداب و مطبعتها بالجماميز بالقاهرة, و الأخير تحفة رائعة
للمشتغلين بهذا الفن.
- الصحاح السبعة للحديث و ترس بهذا الترتيب:
1 - صحيح مالك: "الموطأ" و ليكن بشرح عبد البر "التمهيد" طبع المغرب أو المنتقى للباجى أو الزرقانى على الموطأ أو تنوير الحوالك للسيوطى
و هو هام.
2 - الترمذى: و ليكن بشرح الحافظ أبو بكر بن العربى المسمى "عارضة الأحوذى" شرح الترمذى, تصوير لبنان.
3 - أبو داوود و ليكن بشرح "عون المعبود شرح سنن أبى داود طبع الهند و معالم السنن للخطابى.
4 - البخارى: و ليكن بشرح الحافظ ابن حجر "فتح البارى شرح صحيح البخارى" أو بشرح الشرقاوى على مختصر الزبيدى.
5 - مسلم: و ليكن بشرح النووى "شرح مسلم للنووى.
6 - النسائى و ليكن بشرح السيوطى "زهر الربى شرح النسائى"
7 - ابن ماجة: و ليكن بشرح السيوطى "مصباح الزجاجة شرح سنن ابن ماجة" و للسيوطى حواشى طيبة و هامة على الكتب الستة بدار الكتب. اهـ بحمد الله تعالى
تعريف بالمحدث عبد الله بن الصديق
أن سيدى الحافظ الحجة أبى الفضل عبد الله بن محمد الصديق, ولد بطنجة سنة 1328 هـ و حفظ القرءان الكريم, و أتقن علم رسمه و ضبطه, حتى كان كبار القراء يرجعون إليه, و حضر على أخيه الأكبر السيد أحمد شرح الأزهرى على الأجرومية ثم ذهب الى فاس للمرة الأولى فحضر على علماء جامع القرويين علوم العربية, و الفقه المالكى, و صحيح البخارى, و علم(1/74)
الفرائض و التوحيد و المنطق و غير ذلك. ثم رجع الى طنجة فحضر على والده فى كتاب مغنى اللبيب لابن هشام و شروح التلخيص فى البلاغة, و رسالة ابن أبى زيد القيروانى بشرح أبى الحسن الشاذلى المالكى تلميذ السيوطى و فى هذه الفترة كتب شرحا للأجرومية يعتبر أكبر شرح لها و كان يعرض على والده ما يكتبه منه فبصلح له ما يخطىء فيه فبلغ أكثر من عشرين ملزمة و هو أول مؤلفاته.
ثم عاد الى فاس مرة أخرى فحضر شرح الخرشى على المختصر فى الفقه المالكى, و شرح الزرقانى عليه, و جمع الجوامع فى الأصول بشرح المحلى, و تفسير الجلالين بحاشية الصاوى ثم رجع الى طنجة و ذهب إلى مصر فوصلها فى 31 ديسمبر 1931 فحضر بالأزهر الشريف كتاب الأحكام للآمدى فى الأصول و شرح الأسنوى على منهاج البيضاوى فى الأصول أيضا, و شرح المحلى على جمع الجوامع و حضر تفسير البيضاوى, و الشرح الكبير فى فقه المالكية و حضر فقه الشافعية بأمر والده, فحضر شرح المنهج لشيخ الإسلام زكريا الأنصارى و شرح الخطيب على متن أبى شجاع و بعد سنة من وصوله إلى مصر تقدم لامتحان شهادة العالمية الخاصة بالغرباء فأخذها, ثم ابتدأ يدرس للطلبة فى الأزهر الشريف فدرس لهم جمع الجوامع مرتين من أوله لآخره, كل مرة فى أربع سنوات و درس الألفية بشرح المكودى فكان أول مدرس لهذا الشرح بالأزهر, و درس كتابا فى الأصول اسمه "سلم الوصول" و درس للطلبة علوم الإمتحان التى يتقدم بها لشهادة العالمية و هى اثنا عشر علما هى:
النحو و الصرف و البيان و البديع و المعانى و الأصول و التفسير و الحديث و التوحيد و الفقه و المصطلح و المنطق.
و لم يبق قطر اسلامى إلا و له فيه تلامذه فمنهم بأندونسيا و تركيا و يوغسلافيا و رومانيا و الجزائر و الحجاز و الأحساء و السودان و الصومال و الحبشة و سوريا و فلسطين و مصر و شمال أفريقيا و ساحل العاج و أمريكا الشمالية و غير ذلك ممن يشتغلون بمناصب هامة من(1/75)
قضاء و خطابة و إفتاء و غير ذلك.
و فى أول وصوله إلى مصر ضاقت به الحال و اشتدت عليه الغربة فكتب إلى والده يخبره بذلك فكتب إليه: "اصبر فإنك ستكون عالما كبيرا و محققا شهيرا و سيحتاج إليك علماء الأزهر" و قد كان.
و ألف كتبا كثيرة تقرب من مائة كما حقق كتبا علمية فمن محققاته:
"المقاصد الحسنة" للحافظ السخاوى و "أخلاق النبى" للحافظ أبى الشيخ ابن حيان و "تنزيه الشريعة المرفوعة من الأحاديث الشنيعة المرفوعة" لابن عراق و "البحر الزخار" فى فقه الزيدية طبع فى عهد الإمام يحيى و "المسانيد الثلاثة" للسيوطى و غيرها و لما ألف فى الرد على الشيخ
شلتوت كتابه "إقامة البرهان على نزول عيسى فى آخر الزمان" قال له بعض علماء للأزهر أن ردك لا يعتد به عندنا لأنك لا تحمل شهادة العالمية الأزهرية فتقدم لامتحان هذه الشهادة فى خمسة عشر علما و أدى الإمتحان بنجاح و لما انتهى منه قال له رئيس اللجنة و هو شيخ معهد الزقازيق: "مبروك يا علامة" و حامل هذه الشهادة تأتيه براءة ملكية من قصر عابدين و هذه الشهادة تعادل الدكتوراة.
و أنشأ علما لم يسبق إليه و هو "بدع التفاسير" جعل له قواعد و أصولا فى كتابه "بدع التفاسير" كما ان كتابه "جواهر البيان فى تنايب القرءان" هو ثالث كتاب فى هذا العلم منذ أنزل القرءان
الكريم, و الكتابان الآخران هما "البرهان فى تناسب القرءان" لأبى جعفر بن الزبير الأندلسى شيخ ابى حيان و الثانى "تناسق الدرر فى تناسب الآى و السور" للسيوطى, كما أن كتابه "تمام المنة(1/76)
ببيان الخصال الموجبة للجنة" ذكر فيه الخصال الأربعين التى أشار إليها حديث البخارى بتمامها و لم يتمكن أحد من الشراح من جمعها بتمامها بل وصل أكثرهم جمعا الى خمس عشرة خصلة و ناهيك بمن هم الكرمانى و العينى و ابن حجر و القسطلانى و السيوطى و غيرهم. و هو الآن مقيم بمدينة طنجة بالمملكة المغربية و كان يدرس بزاوية والده رحمه الله تفسير النسفى و نيل الأوطار فى الحديث و جمع الجوامع فى الأصول حتى منعه الدكتور بسبب زيادة مرض السكر عليه.
و قد زار المسلمين السمر بالولايات المتحدة الأمريكية مرتين حيث سلم مدير محمد على 8381 حديثا صحيحا و حسنا ألفها فى مدة أقل من شهرين بمساعدة تلميذه الشيخ أحمد بن الدرويش, و راجع مؤلفا للصلاة لإمامهم فكانت بركة زيارته لهم ذات أثر لم تترك مثله الأموال العربية التى سلمت لهم, و لا سيما و العياذ بالله بدأ القس لويس فرقان يحيى فكر قائدهم السالف من ادعاء النبوة و الوهية فراض محمد و قد زار عبد الله نصيف منزل القس فرقان و يبدوا أنه لم يغير فيه
قلامة ظفر.
و قد قابل المحدث عبد الله بن الصديق البطل العالمى محمد على كلاى الذى قال بعد مقابلته لجريدة الفيجارو اتمنى أن تكون لى روح مثل روح الشيخ عبد الله الصديق المغربى.
و قد رأى أحد مواطنى طنجة رؤية للشيخ أنه من الأبدال, و هو وحيد عصره فى علمه و قد شرح صلاة سيدى بن مشيش بالقرءان و الحديث الصحيح و ألف كتابا فى الكرامات يلمس قارؤه من أين ينزع الشيخ و لا عجب فهو شريف حسنى أدريسى أزهرى.
أمدنى الله من مدده و نفعنى ببركة علمه فى هذا العمل المبارك و غيره و نفعنى بدعائه آمين
كلمة الشيخ الحافظ عبد الله بن الصديق
(لطبعة الكنز الثمين)
الطبعة الأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم(1/77)
الحمد لله الذى جعلنى من خدمة السنة النبوية , و وفقنى لاتباع سبيل أهلها المرضية , و الشكر له على أن جنبنى طرائق البدع المردية فى المعتقدات التى هى مسائل الدين الضرورية , و الصلاة و السلام على خير البرية , سيدنا و مولانا محمد صاحب الملة السمحة الحنفية و على آله أولى الرتب السنية , و الرضا عن صحابته ذوى الأقدار العلية.
أما بعد : فإن الحافظ السيوطى رحمه الله تعالى , ذكر فى خطبة كتابه: "الجامع الصغير" أنه صانه عما انفرد به وضاع أو كذاب , لكنه لم يف بما قال , لسهو أو غفلة, فذكر فيه أحاديث موضوعة و أخرى واهية , و قد كان شقيقنا الحافظ أبو الفيض رحمه الله جرد منه الأحاديث الموضوعة فى جزء مطبوع سماه : "المغير على الأحاديث الموضوعة فى الجامع الصغير"
و هذا كتاب جردت فيه الأحاديث الثابتة من الكتاب المذكور , و سميته: "الكنز الثمين فى أحاديث النبى الأمين"
و ترتيبه كترتيب أصله , و الله المسئول أن يوفقنا للصواب بفضله إنه قريب مجيب.
(قلت: و قد سهلته بفهارس أبجدية و رقمية تشرح صدور الدارسين)
مقدمة الشيخ الغمارى للطبعة الاولى تشتمل على 5 مسائل
المسألة الأولى
الحديث الثابت - فى اصطلاح أهل الحديث - يشمل الصحيح , كما نقل الحافظ السخاوى عن شيخه الحافظ ابن حجر , فى الكلام على حديث "السخى قريب من الله" من كتاب المقاصد الحسنة , و هو أعم منه لأنه يشمل الجيد و الحسن و غيرهما مما يأتى , و أعلى أنواع الثابت - و هو أعلى أنواع الصحيح أيضا - :
1 - ما رواه الشيخان البخارى و مسلم , و هو المسمى بالمتفق عليه ,
2 - يليه ما انفرد به البخارى
3 - ثم من انفرد به مسلم
4 - ثم ما كان على شرطهما
5 - ثم ما كان على شرط البخارى
6 - ثم ما كان شرط مسلم
7 - ثم ما صححه ابن خزيمة و ابن حبان و الحاكم مجتمعين
8 - ثم ما قيل فيه : إسناده صحيح
9 - ثم : إسناده على شرط الصحيح
10 - ثم : رجاله رجال الصحيح , أو محتج بهم فى الصحيح(1/78)
11 - ثم : رواته ثقات
12 - ثم : رواته ثقات و فى بعضهم كلام لا يضر
13 - ثم : رواته ثقات و فى بعضهم ضعف لا يضر , أو ضعف خفيف
14 - ثم : ما انفرد به بتصحيحه ابن خزيمة أو الترمذى أو ابن حبان أو الحاكم من غير تعقب عليه
15 - ثم : إسناده جيد قوى , أو حسن جيد
16 - ثم : إسناده جيد , أو قوى
17 - ثم : إسناده حسن , أو لا بأس به أو رجاله موثقون أو موثوقون
18 - ثم : حسن إن شاء الله , أو إسناده صالح أو مقارب أو حسن فى المتابعات أو لا بأس به فى الشواهد.
فكل نوع من هذه الأنواع يسمى ثابتا , و يعمل به فى العقائد و الأحكام.
و ليس بعد هذا إلا الضعيف , و أعلى أنواعه - أى أقلها ضعفا -
1 - ما قيل فيه : إسناده محتمل التحسين , أو فى إسناده إحتمال للتحسين
2 - ثم : إسناده قريب من , أو : فى إسناده لين , أو : ضعف خفيف
3 - ثم : إسناده لين
4 - ثم : فى إسناده ضعف
5 - ثم : إسناده ضعيف
6 - ثم : فى إسناده مجهول
7 - ثم : ليس فى إسناده متروك أو : من ترك أو : من أجمع على ضعفه
و هكذا الى آخر المراتب
? - و هى أن يقال : إسناده واه , أو ضعيف جدا أو ساقط أو هالك أو مظلم
و هذا النوع مثل الذى يليه فى الرتبة و هو:
- الموضوع , لا يجوز العمل به فى الفضائل , و لا تجوز روايته إلا مع بيان حاله.
- ثم بعد الموضوع رتبة أخيرة , و هو ما يقال فيه : لا أصل له.
المسألة الثانية
أول من جمع أحاديث مرتبة من غير عزو - فيما أعلم - أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعى , تلميذ الحافظ عبد الغنى بن سعيد , ألف كتاب "الشهاب فى الأمثال و الحكم و الآداب" فيه مائتان و ألف حديث , فى ستة أبواب , و هى مسرودة من غير ذكر الصحابى , و هو مطبوع بفاس , ثم تلاه الحافظ أبو شجاع شيرويه الديلمى , فألف كتاب "الفردوس " يذكر الحديث و يذكر بعده الصحابى الذى رواه لكن من غير عزو أيضا. و هو مخطوط فى جزءين بمكتبتنا.(1/79)
ثم الحافظ الأقليشى الأندلسى ألف كتاب "النجم من كلام سيد العرب و العجم" و هو على نمط الشهاب , و قد طبع بمصر ثم الحافظ ابن الجزرى ألف كتاب "عدة الحصن الحصين" غير أنه
خرج الحاديث و رمز لرواتها بحروف , ثم الحافظ السيوطى ألف كتاب "الجامع الصغير" و رمز للرواة بحروف تبع فيها ابن الجزرى , ثم المناوى ألف كتاب "كنوز الحقائق فى حديث خير الخلائق" و هو على نمط الجامع الصغير, غير أنه لا يذكر الصحابى , و قد طبع مرات , ثم ضياء الدين الكمشخانوى الف كتاب "راموز الأحاديث" و هو على نمط الجامع الصغير
و مأخوذ منه و قد طبع .
أما "الشهاب" فقد أسند مؤلفه أحاديثه فى كتاب "مسند الشهاب" و هو مخطوط فى مجلد متوسط , لكنه لا يبين الحديث , ثم ألف الحافظ بن طاهر كتابا للكلام على أحاديث الشهاب من الصحة و عدمها , و صرح فيه بأن القضاعى لم يكن من الحفاظ , ثم خرج أحاديثه المناوى تخريجا مختصرا فى ثلاث كراسات تقريبا , يرمز للرواة بالحروف , اطلعت عليه بمكتبتنا , و هو غير
مفيد و لا محرر. ثم العلامة المحدث محمد جعفر الكتانى , لكنه لم يتم تخريجه لأنه توقف فى عدة أحاديث لم يجد لها مخرجا , فأوقف التخريج حتى يقف عليها و لم يتيسر له ذلك حتى توفى فى رمضان سنة ألف و ثلثمائة وخمس و أربعين رحمه الله.
ثم شقيقنا الحافظ أبو الفضل كتب تخريجا سماه "فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب" فى مجلد و به تدرب فى علم التخريج , لأنه أول من ما كتب فيه و ألف بعده تخريجا واسعا ممتعا سماه
"الإسهاب" و هو فى مجلدين كبيرين , يذكر الحديث و طرقه و شواهده و متابعاته بأسانيده على عادة الحفاظ المسندين , مثل الحافظ ابن عساكر فى تاريخ دمشق.(1/80)
و لما كنت أطلب العلم بفاس اتصل بى العلامة الشريف السيد أحمد العمرانى و كان يشتغل بالتجارة - و أخبرنى أنه يشرح كتاب الشهاب شرحا كبيرا واسعا و توقف فى أحاديث لم يستطع تخريجها - و كان مصدره فى التخريج الجامع الكبير للسيوطى - قال : و قد علمت أن شقيقك خرج أحاديثه , فبعثت إليه بها ليخرجها , فكتبت إلى شقيقنا الحافظ أبى الفضل بمصر و فأخبرنى أنه بعث إليه بتخريج الأحاديث المطلوبة , بعد أن أن أشترط عليه عزوها إليه فقبل رحمهما الله تعالى.
و أما الفردوس فقد أسند أحاديثه نجل مؤلفه الحافظ ابو منصور شهردار بن شيرويه الديلمى فى كتاب "مسند الفردوس" و قد بيض لأحاديث لم يسندها , لأنه لم يقف لها على إسناد , و قد خرج
بعضها الحافظ السيوطى فى الجامع الصغير منبها عليه.
و للحافظ ابن حجر كتاب "زهر الفردوس" عندنا منه نسخة ناقصة و كتاب "تسديد القوس لأحاديث الفردوس" اطلعت عليه بمكتبة الأزهر.
و أما كتاب "النجم" فلم يخرج أحاديثه أحد , و أما كتاب "كنوز الحقائق" فعديم الفائدة لأنه ملآن بالأحاديث الواهية و الموضوعة , و من غلط مؤلفه أنه يعزو الأحاديث إلى الغزالى مشيرا له برمز "غز" مع أن الغزالى ليس من أهل التخريج و كتابه "الإحياء" ممتلىء بالأحاديث الواهية و
الموضوعة أيضا , و فيه مائة حديث لا أصل لها , ذكرها التاج السبكى فى ترجمته من طبقات الشافعية.
(قلت : أجازنى السيد عبد الله بتخريج العراقى على الإحياء فقد أصلح الإحياء لأهميته رحمهم الله تعالى)
و حصل مثل هذا الغلط للسيوطى , فقد عزا حديث : " الذهب حلية المشركين , و الفضة حلية المسلمين , و الحديد حلية أهل النار" إلى الزمخشرى فى جزئه عن أنس مع أنه ليس من أهل التخريج , و قد وقفت له على جزء فى خصائص العشرة اردت أن أقدمه للطبع ثم عدلت لأنى وجدت جل أحاديثه موضوعة على أنه قد قرأ صحيح مسلم , كما أخبر عن نفسه فى تفسير
الكشاف.
المسالة الثالثة(1/81)
لا شك أن كتاب "الجامع الصغير" أحسن الكتب المؤلفة فى نوعه , و أكثرها جمعا و أغزرها مادة , من قرأه و مارسه اطلع على جمهرة كبيرة من الأحاديث , مختلفة المراتب معزوه إلى مختلف كتب الحديث من صحاح و سنن و مصنفات
و مسانيد و معاجم و مشيخات و مسلسلات و طبقات و تواريخ و فوائد و أجزاء و أربعينيات و كتب فى أنواع معينة مثل "كتاب العلم" لأبى خيثمة , و "كتاب قضاء الحاجة" لأبى الغنائم النرسى , و "كتاب التائبين" لأبى العباس ابن تركمان الهمذانى , و "كتاب فضل الرمى" للمراب , و "الأمالى" لأبى المظفر السرجانى.
فمن ثم اعتنى العلماء بشحه و تحشيته و اختصاره , فمن شرحه تلميذ المؤلف شمس الدين العلقمى , و شرحه مفيد طبعت قطعة منه , و شرحه المناوى شرحين : كبيرا اسمه "فيض القدير" و صغيرا اسمه "التيسير" و هما مطبوعان و شرحه العزيزى , و شرحه مطبوعا أيضا , و ينقل عن شيخه الشيخ حجازى الواعظ صحة الحديث أو حسنه , و ذلك لا يعتمد لأنهليس من أهل التصحيح و التحسين و إن كان هو و شيخه عالمين فاضلين فقيهين شافعيين.
و ممن كتب عليه حاشية : العلامة الزاهد الشيخ الحفنى و حاشيته مطبوعة و جدنا العلامة الزاهد أبو العباس أحمد بن عجيبة و حاشيته مخطوطة.
ثم إن أحسن شروحه من حيث الصناعة الحديثية : التيسير على أغلاط كثيرة وقعت من صاحبه فى التصحيح و التحسين , و فى مناقشة صاحب المتن فيها و لذلك كتب عليه شقيقنا الحافظ أبو الفيض حاشية سماها "المداوى لعلل المناوى" و هى فى أربعة مجلدات.(1/82)
و أما من قام باختصاره فإن الشيخ الجردانى رحمه الله جرد منه نحو سبعمائة حديث و شرحها , و سمى كتابه "مصباح الظلام فى حديث خير الأنام" و الشيخ الجردانى عالم فقيه شافعى فاضل , فى كتبه فوائد , و أخبرنى شقيقنا الحافظ أبو أبو الفيض أنه رأى سيدنا الأستاذ الإمام رضى الله عنه فى رؤيا يأمره بقراءة كتبه. لكنه لم يكن يعرف الحديث , فلذلك يوجد فى كتابه المذكور أحاديث ضعيفة و واهية و إن قال إنها كلها صحيحة أو حسنة.
ثم جرد الشيخ النبهانى منه - أعنى الجامع الصغير - أحاديث الترغيب و الترهيب المعزوة للصحيحين , و سمى كتابه "إتحاف المسلم بأحاديث الترغيب و الترهيب من البخارى و مسلم" , ثم جرد منه الشيخ حبيب الله الشنقيطى أحاديث الصحيحين , و سمى كتابه "زاد المسلم فيما
اتفق عليه البخارى و مسلم" و حصل حين قدمه للطبع أن زاره شقيقنا الحافظ أبو الفيض , فوجد عنده ملومة يصححها و قرأها فوجد فيها حديث "إن الماء طهور لا ينجسه شىء" فقال له : هذا الحديث غير موجود فى الصحيحين و لا فى أحدهما , فكيف ذكرته هنا ? فأخذ منه الملزمة و
تأملها قليلا , ثم شطب على الحديث و اعتذر بأنه خطأ من الناسخ , فتعجب شقيقنا لهذا الاعتذار و لم بفهم سره لأن الناسخ لا يزيد الحديث من عنده. ثم تبين السر فيما بعد حيث أخبرنا السيد محمد الأهدل الحسينى شيخ رواق اليمن بالأزهر : أنه كان ملازما للشيخ الشنقيطى هو و الشيخ محمد طاهر الكردى و أنه كلفهما بأن يراجع كل واحد منهما جزءا من الجامع الصغير و ينقل الحديث الذى بجانبه حرف "ق" و هو رمز للمتفق عليه و حديث "إن الماء طهور" وقع فى الجامع
الصغير بجانب حديث مركوز له بالحرف المذكور فاشتبه الأمر على أحدهما و نقله خطأ. و هذا سر اعتذا الشيخ بنسبة الخطأ إلى الناسخ , يعنى الناسخ الذى نقل الحديث من الجامع الصغير.
المسألة الرابعة(1/83)
(قلت : هذه المسألة و التى تليها بعض كلامها لا يناسب هذه الا الجزء الاول من الموسوعة و البرنامج الأول أما المجلد الخامس و البرنامج الثانى فهدفنا استيعاب كل أحاديث الجامع الصغير حتى تكون أساسا لتحقيق منتخب كنز العمال إن شاء الله تعالى من سلسلة موسوعتنا)
تركت أحاديث صحيحة و حسنة فى الجامع الصغير لم أذكرها لأسباب :
أحدهما - أنى لم أقصد الاستيعاب.
ثانيها - أن فى بعض الأحاديث التى تركتها نكارة أو شذوذ أو مخالفة لما هو أصح منها. و لا يكفى فى صحة الحديث أو حسنه مجرد ثقات رجاله بل لا بد أن يكون مع ذلك سالما من النكارة و الشذوذ و المخالفة كما هو مبين فى علوم الحديث.
(قلت : الألبانى وقع فى كثير من الأخطاء لهذا السبب و غيره)
ثالثها - أنها لا تمس مجتمعنا الذى نعيش فيه , و الذى فى حاجة شديدة إلى الأحاديث التى تهذب أخلاقه و تقوم طباعه و تربى فيه خشية الله و مراقبته و لم أتقيد بالسيوطى - مع إعجابى بحفظه
و اطلاعه - بل خالفته أحيانا فى عزو الحديث أو فى لفظه فإذا وجد القارىء ذلك فليعلم أى عمدا فعلته , و أنه صواب. ثم إنى ضممت إليه أحاديث من المصادر الآتية :
1 - كتاب الترغيب و الترهيب للحافظ المنذرى.
2 - كتاب الكافى الشاف فى تخريج أحاديث الكشاف للحافظ ابن حجر.
3 - كتاب المقاصد الحسنة للحافظ السخاوى.
4 - بعض مؤلفاتى و هى:
- الأحاديث المنتقاه , فى فضائل سيدنا رسول الله
- الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين
- عقيدة أهل الإسلام فى نوزل عيسى عليه السلام
- واضح البرهان على تحريم الخمر فى القرءان.
5 - محفوظاتى , فقد كتبت من حفظى أحاديث لم أجدها فى الجامع الصغير و لا فى المصادر السابقة.
فهذا الكتاب لم يقتصر على أحاديث الجامع الصغير بل زاد عليها من مصادر مختلفة كما قد علمت و لم أعتمد فى صحة الحديث أو حسنه على العلامات الموجودة بجانب الحديث و هى (صح) أو (ج) لأمرين :(1/84)
أحداها - أم هذه العلامات دخلها تحريف النساخ و خطأ المطابع.
ثانيها - أن السيوطى قد يتساهل فيرمز بالصحة أة الحسن لما لم يبلغ درجتهما.
لكنى أعتمد على تصريح الحفاظ , أو على ما تقتضيه القواعد , أو ما كان للحديث من المتابعات و الشواهد و رموز رواة الحديث كرموز الأصل و هذا بيانها : .....
و قد يعزى الحديث إلى الحاكم فى الكنى , و هو الحافظ أبو أحمد الحاكم أقدم من الحافظ أبى عبد الله الحاكم صاحب المستدرك , و كتاب الكنى لأبى بشر الدولابى و هو مطبوع بالهند , انتقيت منه فوائد.
و ليس لفظ الحاكم من ألقاب الحفظ , خلافا لما نقله الباجورى فى أول حاشية الشمائل عم المطرزى . و قد بينت ألقاب الحفظ فى مقدمة تعليقاتى على كتاب "بيان إعجاز القرءان" للخطابى.
المسألة الخامسة
يمتاز هذا الكتاب بأمور :
منها : أنه ليس مقتصرا على أحاديث الصحيحين , مثل كتابى :
"إتحاف المسلم" , و "زاد المسلم".
و منها : أنه ليس فيه أحاديث ضعيفة أو واهية , مثل كتابى :
"راموز الأحاديث" و "مصباح الظلام".
و منها : أن فيه أحاديث غير موجودة فى الجامع الصغير.
و منها أن قارءه يستفيد منه أحاديث صحيحة و حسنة فى كتب غير مخصصة للصحيح و الحسن , مثل مسانيد البزار و أبى بعلى و معاجم الطبرانى و هذه فائدة مهمة , لها قيمتها العلمية
ذلك أن أحاديث الصحيحين أو أحدهما , يستوى فى العلم بصحتها العالم بالحديث و غيره , فجمع أحاديثها أو أحاديث أحدهما فى كتاب مثل "مشارق الأنوار للصنعانى" و "التجريد الصريح"
للزبيدى . ليس له فائدة إلا تقريب تلك الأحاديث حتى يمكن الاطلاع عليها للعامة و أشباههم , ممن لم يرتق له تعليمه إلى درجة تؤهله للبحث و الاطلاع.
نعم , اختصار صحيح مسلم للمنذرى يمتاز بأنه يذكر بعد كل حديث من رواه من بقية الستة , و إن لم يروه أحد منهم نبه عليه , و هذه فائدة يعرف قيمتها أهل الحديث.(1/85)
أما العلم بصحة حديث أو حسنه فى معجم الطبرانى أو مسند البزار أو تاريخ الخطيب , فلا يتيسر إلا للمتمكن فى علم الحديث , المبرز فيه و لا يتيسر لغيره و لو بلغ رتبة الإمامة فى علوم أخرى , كالتفسير و الفقه و الكلام . فمن هنا كان هذا الكتاب يفيد المفسر و الفقيه و المتكلم و الواعظ و غيرهم من سائر طبقات العلماء , و مع هذا لست أدهى فيه بلوغ الكمال , و لا العصمة من الخطأ فإنما الكمال لله سبحانه و تعالى , و إنما العصمة لأنبيائه عليهم السلام.
و إن الإنسان محل الخطأ و السهو و النسيان , فالمطلوب ممن وجد فيه خطأ أن يغضى و لا يعنف , و يبين الصواب و لا يثرب.
و ليعلم أنى كتبته غريبا عن أهلى بعيدا عن كتبى , معتمدا على فضل ربى - و فيه غناء - ثم على ما جادت به ذاكرتى , و سمحت به حافظتى مما اختزنته فيها من المطالعات لكتب الحديث , و مراجعات لقواعده (قلت: الشيخ يعرض و يلمح بأنه أملاه من ذاكرته فى السجن حيث مكث 11 سنة ظلما و زورا أيام عبد الناصر حيث كان يجتمع بالسجن بالمرحوم سيد قطب يوما من كل أسبوع و كان السيد صديقا لحسن البنا - الشاذلى الحصافى -)
و أسأل الله الذى ألهمنى كتابته , و وفقنى فيه , أن يجعله خالصا له , و ينفع به كما نفع بأصله, و أن يدخر لى ثوابه عنده يوم لقائه , ببركة سيد رسله , و خاتم أنبيائه , إنه سميع الدعاء فعال لما يشاء.
(قلت: و أن يلحقنى و أهلى بشيخى هذا و شيخى محمد الفاتح, اللهم آمين)
الخاتمة (خاتمة النسخة الأولى طبعت منذ 25)(1/86)
اشتمل الكتاب على ستة و عشرين و ستمائة و أربعة آلاف حديث , ضبطناها بالشكل الكامل , ليأمن القارىء اللحن و الخطأ فى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم , و قد نضع على الحرف حركتين : فتحة و ضمة مثلا إشارة إلى جواز قراءته بالوجهين , و التزمنا صرف أبى هريرة , مخالفين ما أطبق عليه المتأخرون من صرفه , و لأن الصرف هو المتعين من جهة القواعد النحوية , و إن كان العلامة ابن علان الصديقى جوز الوجهين فى شرح الأذكار , أو (دليل الفالحين) و وجههما , إلا أن ما وجه به منع الصرف لا ينهض , و قد قرأت رسالة لبعض أفاضل علماء الهند اسمها "إزاحة الحيرة فى صرف أبى هريرة" أفاد فيها و أجاد , كما قرأت
فى (نيل الابتهاج) فى ترجمة بعض كبار المالكية : أن له رسالة فى صرفه أيضا.
فدونك كتابا كبير الفائدة , عظيم العائدة , سهل المأخذ , قريب المنال , من استوعب أحاديثه حفظا و تفهما , قويت حجته , و اشتد ساعده , و اتسعت مداركه , و رنت إليه الأبصار بالإعجاب , و إذا أتى منه بحديث كان قوله فصل الخطاب.
غير أنه وقع فيه ما ينبغى بسط العذر عنه , فقد تكررت فيه أحاديث لفائدة تقوية الحديث بتعدد طرقه , أو زيادة معنى فى الثانى لم يكن فى الأول , كما أن بعض الأحاديث وقعت فى غير ترتيبها الطبعى داخل الحرف الذى هى تتبعه , و مرجع ذلك إلى سهو حصل ساعة الإملاء
فقد كنت أملى على الناسخ و هو يكتب , و استرسل فى الإملاء , حتى أملى مائة حديث أو أكثر , ثم أراجعها , فأجد فيها أحاديث تكررت مع سابقتها فى حرف أخر , أو أتذكر حديثا كنت سهوت عنه , فأمليه بعد فوات ترتيبه... على أن التكرار المشار إليه , لا يخلو من فائدة لها قيمتها العلمية و هى تأييد ما ذهب إليه الجمهور من جواز رواية الحديث بالمعنى , للعالم بمدلولات الألفاظ.
و إن كان الإمام مالك يتشدد فى الرواية تشددا كبيرا.(1/87)
فقد حكى عنه الترمذى فى كتاب "العلل" : أنه كان يتشدد فى رواية الحديث فى التاء و الياء و نحوهما.
و هو يقتدى فى ذلك بشيخ شيخه عبد الله بن عمر , الذى كان يحرص على لفظ الحديث , حتى فى تقديم كلمة أو تأخيرها , فقد ثبت عنه فى صحيح مسلم من طريق السكسكى - بفتح السينين بينهما كاف ساكنة – فى حديث "بنى الإسلام على خمس" أنه أعاد هليع الحديث ليحفظه , فقال : و الحج , و صوم رمضان . فقال له ابن عمر : لا و صوم رمضان و الحج. هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و كذلك كان أبو هريرة أيضا , و قصته فى ذلك مع مروان معروفة. و شهدت له عائشة رضى الله عنها , فى أحاديث بأنه حفظها , منها حديث الصلاة على الجنازة و تشييعها حتى دفنها , و هو فى صحيح مسلم,
(قلت: إن المغاربة يفضلون صحيح مسلم على البخارى لحسن تقسيماته و لأنه كان يكتب مروياته و يبيضها على الفور فقلت عنده الرواية بالمعنى فى حين أن البخارى كان يسافر و تتأخر تبيضاته مما حصل عنده الرواية بالمعنى , و الله أعلم)
و لا بفوتنى أن أشكر لولدنا الفاضل على عجاج يزبك اللبنانى الشيعى , فقد تطوع بنسخ المتاب , رغبة منه فى نيل الثواب بكتابة حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم حقق الله رغبته (يقصد الفك من السجن و قد كان فقد اجتمع بالشيخ و أنا معه بلندن فى الثمانينات) و أناله طلبته و وفقنا و إياه و سائر أحبائنا لما فيه رضاه , و لا حول و لا قوة إلا بالله.
تم تحريره فى يوم الربعاء الخامس عشر من شهر شعبان المبارك من سنة خمس و ثمانين و ثلثمائة و ألف هجرية.
و الحمد لله فى البدء و الختام , و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا محمد خير الأنام و بدر التمام.
:(1/88)
اعتزم مؤلف هذا الكتاب إنشاء شرح كامل له اسمه : (الفتح المبين شرح الكنز الثمين) يحل ألفاظ الحديث اللغوية , ثم يبين معناها فى عرف الشرع , و يجمع بين الحديثين اللذين يظن بينهما تناقض أو اختلاف , بما يزيل ذلك التناقض أو الإختلاف و يستخرج ما فى الحديث من أحكام فقهية , غير متقيد بمذهب من المذاهب , مع الإشارة إلى فوائد أخلاقية , و حكم أدبية و حقائق علمية و قواعد أصولية , كل ذلك فى عبارة واضحة لا غموض فيها و لا تقيد , سالكا سبيلا وسطا بين الإيجاز و الإطناب . نفعنا الله به و أكثر من أمثاله ذخرا للدين آمين
(قلت: هذا الإعلان بآخر الطبعة الأولى و إن شاء الله أخدم الشيخ فى نيته بأن أتعاون مع مدرسة الشيخ من العلماء فى إخراج شرح طيب)
ملحق حديث أنا مدينة العلم و على بابها
أَنا مَدينةُ العلمِ ، وعلي بَابها
حديث: (أَنا مَدينةُ العلمِ ، وعلي بَابها) حديث حسن ، فهو من قسم الحسن و لا يرتقي إلى الصحة ، ولا ينحط إلى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولاً ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك كما حسم الأمر ابن حجر فى فتيا له. و هو حديثٌ قد تنازع العلماءُ فيه ،و له طرق كثيرة في: مستدرك الحاكم الذى صححه ، فأقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع.
فأمّا مَن صَحَحَه:
1. فأبو عبد الله الحاكم في: ( مستدركه ). ( 3 / 126 )
وأَمّا من حَسَنه:
فالحافظ العلائي في كتابه:
( النقد الصحيح لما اعترض عليه من أَحاديث المصابيح ). ( ص: 55 )
والحافظ ابن حجر في فُتْيا له.(1/89)
قال السيوطي: سئل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر عن هذا الحديث في فتيا ، فقال: ( هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ، وقال إنه صحيح ، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات ، وقال: إنه كذب ، والصواب خلاف قولهما معاً ، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ، ولا ينحط إلى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولاً ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك ). اللآلئ المصنوعة ، للسيوطي: ( 1 / 334 ) ، وفي: ( أجوبته على أحاديث المصابيح ) ، المطبوع في آخر كتاب: ( مشكاة المصابيح ) ، تحقيق الشيخ الألباني: ( 3 / 317 ) ، قال: ( هو ضعيف ، ويجوز أن يحسن ) ، وفي: ( لسان الميزان ) : ( 2 / 123 ) ، قال: ( وهذا الحديث له طرق كثيرة في: مستدرك الحاكم ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع )
والسخاوي في: ( المقاصد الحسنة ). ( رقم: 189 )
والشوكاني في: ( الفوائد المجموعة ). ( ص: 349 ).
ملحق (1) مخطوطات و مؤلفات الحافظ أحمد بن الصديق
قائمة مخطوطات مكتبة الإمام الحافظ أحمد الصديق الغماري الإدريسي الحسنى
مهداة من تلميذه الفريق حسن محمد التهامي
لدى
الدكتور عبد الله القرشى و
أخيه أحمد درويش حامل حقوق الطبع
و
دار الكتب المصرية
نحن بصدد إخراجها مجانا إن شاء الله تعالى و أى إخراج سلفى وهابى لها مرفوض
الرقم المسلسل…عنوان المخطوطة……عدد الصفحات بالأجزاء
…
1…المداوى فى علل المناوى 1-488 ، 2-500 ،3-416 ،4-479، 5-433 ، 507 ……
2…فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب 1-386 ……
3…عواطف اللطائف فى أحاديث عوارف المعارف 1- 232 ……
4 …الهداية فى تخريج أحاديث البداية 1- 495 ،2- 642 ……
5 …معقل الإسلام فيما تضمنته سنن البيهقى من الأحكام 1- 695 ……
6…مسالك الدلالة على مسائل الرسالة1- 360 ……
7 …المستخرج على شمائل الترمذى 1- 377 ……
8…البحر العميق فى مرويات ابن الصديقة 1- 242……(1/90)
9…الإسهاب فى المستخرج على مسند الشهاب 1- 710 ، 2- 380 ، 3- 210 ……
10…الإقليد لتنزيل كتاب الله على أهل التقليد 1- 523 ……
11…جؤنة العطار فى طرف الفوائد من لطائف الأخبار 1- 483 ……
12 …وشى الإهاب بالمستخرج على مسند شهاب 1- 598 ، 2- 599 ، 3- 675 ……
13 …تذكرة الرواة 1- 210 ……
14 …المثنوى والبتار فى نحر العنيد المعتار الطاعن فيما صح من السنن والأثار
1- 258 ، 2- 104 ……
15 …الاكتفاء بتخريج أحاديث الشفا 1- 307 ……
16 …البرهان الجلى فى تحقيق انتساب الصوفية إلى سيدنا على 1- 228 ……
17 …جزء من المنتقى من تاريخ واسط 1- 43 ……
18 …مفتاح المعجم الصغير للطبرانى 1- 32……
19 …العتب الإعلامى فيما وثق صلاح الفلانى 1- 144 ……
20 …مجمع فضلاء البشر 1- 102 ……
21 …مجموع يحتوى على
1-…شرح تلخيص المفتاح 1- 17
2-…الكلام على الباقيات الصالحات لشيخ الإسلام ابن حجر العسقلانى 1- 6
3-…جزء فيه الكلام علي حديث القضاة ثلاثة لابن حجر 1- 4
4-…تحرير الجواب علي ضرب الدواب للسخاوي1-5
5-…وقع السؤال فيما اشتهر علي الألسنة إن الله يكره الحنز السمنن للسخاوي 1-6
6-…جواب عن سؤال عن حديث (الحزم سوء الظن) .ط 1-7
7-…الإسعاف عن مسألة الإشراف للسخاوي 1-8
8-…جزء فيه الإجابة عن المثل القائل كل الصيد في جوف الفرا هل هو حديث للسخاوي 1-9
9-…جزء فيه تخريج الأربعين حديثا لابن عبد الرحمن السليمي السخاوي1-10
10-…الغمز المتوالي لمن انتسب للرسول (ص) من الخدم والموالي 1-11
11-…رسالة بها أسئلة والأجوبة في الحديث 1-12
12-…رسالة بها مجموعة من الأسئلة والأجوبة لابي المحاسن يوسف الفاسي 1-13
13-…كتاب مطبوع سعة الرقية الشافية من نفثات سموم النصائح الكافية لحسن بن علوي بن شهاب الدين ……
22…مسالك الهداية إلى معالم الرواية 1- 95 ……
23 …مجموع يحتوى على:
1-…مسند الجن 108
2-…المعجم الأصغر 50
3-…العتب الإعلامى 124(1/91)
4-…جزء المغير على الأحاديث الموضوعة فى الجامع الصغير 1 – 84
5-…الآمالى المسطرفة على الرسالة المسطرفة 1 – 26.
6-…لتم النعم بنظم الحكم ويليها نقول شعرية من ص 41 إلى ص 46: 1 – 39 ……
24…مجموع يحتوى على:
1-…رسالة الوعاه بالمرويات والرواه 1- 270
2-…حصول التفريج بأصول التخريج وفى آخر النسخة نقول 1- 41
……
25 …بيان الحكم المشروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع 1- 210 ……
26 …طرفة المشتهى فيما أسنده البندهى 1- 65 ……
27 …مجموع يحتوى على:
1-…توجيه الأنظار لتوحيد العالم الإسلامى فى الصوم والإفطار 1- 115
2-…الأجوبة الصارفة لأشكال حديث الطائفة 1- 74
3-…إيضاح المريب فى تعليقه أعلام الأريب 1 – 21
4-…الزواجر المغلقة لمنكر التداوى بالصدقة 1- 22
5-…قطع العروقة الوردية 1- 20
6-…شرف الإيوان فى حديث المسوخ من النجوم والحيوان 1- 41 ……
28 …مجموع يحتوى على :
1-…نصب الجرة لنفى الإدراج عن الأمر بإطالة الغرة 1-14
2-…شمعة العنبر ببدعة آذان الجمعة على المنارة وعند المنبر 1- 39
3-…نيل الخطوة بقيادة الأعمى أربعين الخطوة 1- 24
4-…الإشراف على طرق الأربعين المسلسلة بالأشراف 1- 59
5-…مسند حمزة بن يوسف السهمى 1- 171
6-…المعفى على مقيده ابن شفنفى 1- 17 ……
29 …مجموع يحتوى على :
1-…تبيين الليلة ممن أنكر وجود حديث "ومن لغافلا جمه له" 1- 20
2-…صفع التياه بإبطال حديث "ليس بخيركم من ترك دنياه " 1- 12
3-…وسائل الخلاص من تحريف حديث "من فارق الدنيا على الإخلاص 1- 8
4-…الإجازة للتكبيرات السبع على الجنازة 1- 33
5-…شد الوطاء على منكر إمامة المرأة للقضاء 1- 24
6-…الأخبار المسطورة فى القراءة فى الصلاة ببعض السورة 1- 11
7-…الإستعاضة بحديث وضوء المستحاضة 1- 32
8-…الطرق المصلة لحديث أنس فى قراءة البسملة 1- 29
9-…إظهار ما كان خفيا من بطلان حديث "لو كان العلم بالثرايا " 1- 18
10-…إياك من الإغترار بحديث "اعمل لدنياك " 1- 36(1/92)
11-…المسهم فى طرق حديث "طلب العلم فريضة على كل مسلم " 1- 25
12-…رفع المنار لطرق حديث "من سئل عن علم فكتمه ألم بلجام من نار" 1- 18 ……
30 …مجموع يتوى على :
1-…نسخة إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى 1- 19
2-…كتاب الأربعين للحسن بن سفيان 1- 11
3-…رباعيات من معجم الطبرانى الكبير 1- 5
4-…التوبيخ والتنبيه لأبى الشيخ الأحمدانى 1- 35
5-…مكارم الأخلاق للطبرانى 1- 31
6-…المنتقى من مكارم الأخلاق لابن أبى الدنيا وفى أوله جزء أبى العباس بن سيرج 1- 47
7-…جزء أبى أحمد الغطيرفى 1- 16
8-…كتاب الأربعين لأبى بكر المقرئ 1- 17
9-…مسند المقلين من الأمراء والسلاطين لتمام الرازى 1- 7
10-…جزء أبى الطاهر الحسن بن أحمد 1- 32 ……
31 …مجموع يحتوى على :
1-…كشف الحبى بجواب الجاهل الغبى 1- 16
2-…درء الضعف 1- 98
3-…جمع الطرق والوجوه لتصحيح حديث اطلبوا الخيرعند حسان الوجوه 1- 38
4-…هدية الفقراء بتصحيح حديث التوسعة يوم عاشوراء 1- 1
5-…الحنين بوضع حديث الإثنين 1- 38
6-…إسعاف الملحين ببيان حال حديث إذا ألف القلب الإعراض عن الله " 1- 31
7-…تعريف المطمئن بوضع حديث دعوه يئن 1- 24
8-…صرف النظر عن حديث ثلاث يجلين البصر 1- 32
9-…تحسين الخبر الوراء فى الجهاد الأكبر 1-13 ……
32 …بيان تلبيس المفترى 1- 156 ……
33 …مجموع يحتوى على :
1-…الأفضال والمنة 1- 29
2-…العقد الثمين فى الكلام على الحديث إن الله يبغض الحبر الثمين 1- 14
3-…ششهود العيان بثبوت حديث رفع عن أمتى الخطأ والنسيان 1- 21 ……
34 …الحسبة على من تجوز صلاة الجمعة بلا خطبة 1- 129 ……
35…نفث الروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع 71……
36…مجموع يحتوي علي:
1- فضل القضاء في تقديم ركعتي الفجر علي صلاة الصبح 18
2- المسهم في بيان حال حديث طلب العلم فريضة علي كل مسلم وفي آخره نقول 42
3- وسائل الخلاص . 9
4- صفح التياه لإبطال حديث ليس بخيركم من ترك دنياه . 15(1/93)
5- أليك في إبطال حديث اعمل لدنياك . 10……
37…مجموع تحتوي علي:
1- مناقب القطب عبد السلام ابن مشيش . 34
2- شرح صلاة ابن مشيش لابن عجيبه . 20
3- صلاة ابن مشيش . 3……
38…مجموع يحتوي علي:
1- الائنتاس بتراجم فضلاء فاس 158
2- حصول التفريج بأصول التخريج 46
3- صلة الوعاه بالمرويات والرواة 22……
39…مجموع يحتوي علي:
1- كتاب إليك في إبطال حديث اعمل لدنياك . 10
2- صفح التياه بإبطال حديث ليس بخيركم من ترك دنياه . 10
3- وسائل الخلاص. 7
4- رفض اللي بتواتر حديث من كذب علي . 49
5- المسك التبتي بتواتر حديث نصر الله أمرؤ سمع مقالتي 14
6- الرغائب في الطريق حديث ليبلغ الشاهد الغائب 15
7- المسهم في بيان حال حديث طلب العلم فريضة علي كل مسلم 17
8- رفع المنار بطريق حديث من سئل عن علم فكتمه. 13
9- تعريف الساهي الله بتواتر حديث أمرت أن أقاتل حتى يقولوا لا إله إلا الله 19
10- المنتدي في طريق حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. 12
11- ذجر من يؤمن بتواتر حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن 18
12- موارد الإيمان بطريق حديث الحياء من الإيمان 17
13- السر الجليل بطريق حديث سؤال جبريل (المناولة بطرق حديث المطاولة) 17
14 - جهد الإيمان بتواتر حديث الإيمان يمان . 15
15- الهدي الملنقي في طريق أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا . 13
16- بك الربقة بتواتر حديث تفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة . 19
17- تبين المبدأ بتواتر حديث بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ . 11
18- مسامره النديم بطريق حديث دباغ القديم . 29
19- كتاب إياك من الاغترار بحديث اعمل لدنياك . 30……
40…مشيخة مختصرة للسيد أحمد الصديق. 125……
41…ليس كذلك في الاستدراك علي الحافظ 99……
42…منهاج التحقيق في الكلام علي سلسلة الطريق 137……
43…مجموع يحتوي علي:
1- سيل الحدب 50
2- السعي والحركة لإرشاد المبتدع أحمد 10(1/94)
3- رسالة فيها الكلام علي حديث الأمر بالاضجاع بعد الفجر (الفجر) 10
4- رسالة فيها الكلام( زبدة المقال في علم الرجال) 3
5 - الكسمله 33……
44…مجموع تحتوي علي:
1- طباق الحال الحاضره . 143
2- الاستنفار لغزو التشبه بالكفار أو ( التشبه بالكفار ومفسدته في الإسلام) 71……
45…مجموع يحتوي علي:
1- آمالي السيد أحمد الصديق التي أملاها بالمشهد الحسيني 147
2- الموانسه بالمرفوع من أخبار المجالسه. 87
3- جزء فيه الأحاديث الميزانيات 58
4- فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي 96
5- الإستعاذة والحسبلة 14……
46…مجموع يحتوي علي :
1- تخريج أحاديث الحليه. 21
2- البيان والتفصيل بوصل ما في الموطأ من البلاغات والمراسيل 34
3- الاستنفار لغزو التشبه بالكفار. 14……
47…معني النبيه عن المحدث والفقير 434……
48…مجموع يحتوي علي:
1- أسئلة وأجوبة لمحمد بن عبد السلام القادري الحسني 55
2- كتاب للشيخ الصوفي أبي المحاسن يوسف الفاسي في التصوف 36
3- إبانة اللبس عن حكم الشكر لأحمد بن عبد الرحمن 9
4- تحفة السائل الراغب محمد العربي الهاشمي . 21
5- كشف الحال عن الوجوه التي ينتظم فيها بيت المال الناودي بن سوده 19
6- الإشراف علي نجيب الأقطاب الأربعة الأشراف لعبد السلام بن القادري 7
(مطبوع طبع حجر)
7- الدر السني في بعض من نفاس أهل النسب الحسني (مطبوع حجر) 70
8- نتيجة التحقيق في بعض أهل الشرف الوثيقة لمحمد بن أحمد المثنوي 24
(مطبوع حجر )
9- جواز الذكر مع الجنازة لمحمد بن محمد الحسني العمراني ( مطبوع حجر ) 31
10- كتاب لجعفر الكتابي (مطبوع حجر). 31
11- تنبيه معاشر المريدين علي كونهم لأصناف الصحابة تابعين (مطبوع حجر) 71 ……
فهرست الرواة
و كل الملون بالخضرة فهو مذكور بهذا الكتاب و كثير من الملون بالسواد
و يلاحظ
أنه يوجد أكثر من 260 حافظا من قبل ابن تيمية الذى لم يكن من الحفاظ و لا المحدثين
و يوجد بعده أكثر من 75 حافظا(1/95)
بمجموع أكثر من 355 حافظا كلهم أشاعرة و ضد ابن تيمية فى عقيدته التى اخترعها كالتثليث
32 ... ابن مسعود
32 ... أبا الدرداء
40 ... أبا مسعود الأنصاري
50 ... المغيرة
64 ... أبى سعيد الخدرى
80 ... علقمة بن وقاص الليثي
94 ... ابن المسيب
95 ... عبد الرحمن بن عوف
103 ... الشعبي
110 ... ابن سيرين
110 ... الحسن البصري
120 ... محمد إبراهيم التيمى
124 ... الزهري
125 ... سعد بن إبراهيم
132 ... همام بن المنبه
144 ... يحيى بن سعيد الأنصاري
150 ... أبو حَنِيْفَةَ
154 ... معمر
157 ... الأوزاعي
160 ... شعبة
161 ... الثورى
161 ... الثوري
163 ... ابن طهمان
175 ... الليث بن سعد
179 ... مالك
181 ... ابن المبارك
183 ... أبو يوسف
183 ... عَلِيّ بن زياد
183 ... هُشَيم
185 ... المعافي بن عمران الموصلي
189 ... مُحَمَّد بن الحسن الشيباني
191 ... عَبْد الرَّحْمَان بن القاسم
192 ... عبد الله بن إدريس
196 ... وكيع بن الجراح
198 ... سفيان بن عيينة
198 ... سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ
198 ... عَبْد الرحمان بن مهدي
198 ... معن بن عيسى
198 ... يَحْيَى بن سعيد القطان
199 ... مُحَمَّد بن حسن بن زبالة
203 ... يَحْيَى بن آدم
204 ... الشَّافِعِيّ
204 ... الطيالسى
207 ... الواقدي
211 ... عبد الرزاق
212 ... الفريابي
212 ... أبو عاصم النبيل
219 ... الحميدى
221 ... عَبْد الله بن مُسْلِم القعنبي
224 ... أبو عبيد القاسم بن سلام
227 ... سعيد بن مَنْصُوْر
228 ... مسدد
230 ... ابن جعد
230 ... ابن سعد
232 ... يحيى بن مَعِيْنٍ
234 ... زهير بن حرب ( أبو خيثمة )
234 ... علي بن المديني
235 ... ابن أبي شيبة
236 ... مصعب الزبيري
238 ... إسحاق بن راهويه
240 ... أبو ثور
240 ... خليفة بن خياط
240 ... سويد بن سعيد
241 ... أحمد بن حنبل
242 ... أبو مصعب الزهري
243 ... ابن أبي عمر
243 ... هناد بن السري
244 ... أحمد بن منيع(1/96)
244 ... مُحَمَّد بن عَبْد الله الأزرقي
244 ... يحبى الليثي
245 ... ابن حبيب
248 ... حميد بن زنجويه
249 ... عَبْد بن حميد
250 ... الدارمي
251 ... ابن زنجويه
251 ... حميد بن زنجويه ، أبو أحمد الأزدى النسائى
252 ... الدورقي
256 ... البخارى
256 ... الزبير بن بكار
257 ... ابن عَبْد الحكم
259 ... الجوزجاني
261 ... العجلي
261 ... أبى عبيد
261 ... حميد بن زنجويه - أبو عبيد
261 ... مسلم
262 ... ابن شبة
262 ... يعقوب بن شيبة
264 ... المزني
264 ... أبو زرعة الرازي
270 ... ابن الجنيد
270 ... داود الظاهري
272 ... محمد بن أحمد بن مردك
273 ... ابن ماجه
273 ... الطرسوسي
275 ... أبو داود
276 ... ابن قتيبة
276 ... البلاذري
276 ... بقي بن مخلد
277 ... أبو حاتم الرازي
277 ... يعقوب بن سُفْيَان
279 ... التِّرْمِذِيّ
281 ... ابن أبي الدنيا
281 ... أبو زرعة الدمشقي
282 ... الحارث
282 ... إسماعيل الْقَاضِي
283 ... ابن خراش
285 ... الدبرى
285 ... إبراهيم الحربي
286 ... الحافظ أبو الفضل أحمد بن سلمة النيسابورى البزار المعدل ، وكان رفيق مسلم فى بعض رحله
286 ... الحافظ أبو بكر محمد بن محمد رجاء الإسفراينى
287 ... ابن أبي عاصم
290 ... عَبْد الله بن أحمد
292 ... البزار
292 ... بحشل (أبو الحسن )
294 ... ابن الضريس
294 ... المروزي
297 ... عثمان بن أبي شيبة
301 ... الفريابي
303 ... الحسن بن سُفْيَان
303 ... أبو عبد الرحمن النسائى صاحب السنن
306 ... وكيع المؤرخ
307 ... ابن الجارود
307 ... الروياني
307 ... أبو يعلى
309 ... ابن المنذر
310 ... الحافظ أبو العباس محمد بن إسحق السراج النيسابورى
310 ... الدولابي
310 ... الطبري
311 ... ابن خزيمة
311 ... الحافظ الزاهد القدوة ، أبو جعفر أحمد بن حمدان النيسابورى الحيرى
311 ... أبو بكر الخلال
312 ... الحافظ أبى على الحسن بن على بن نصر الطوسى(1/97)
316 ... أبو عوانة يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الإسفراينى
317 ... أبو القاسم البغوي
318 ... أبو عروبة الحراني
320 ... الفربرى
321 ... ابن المنذر
321 ... الطحاوي
322 ... الحافظ أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبى المعروف بابن الجباب
322 ... العقيلي
323 ... أبو عمران موسى بن العباس الجونى الحافظ
324 ... الإمام أبو الحسن الأشعري (مجدد القرن الثالث و إمام عقيدة هذا الدين رغم أنف ابن تيمية)
327 ... ابن أبي حاتم
327 ... الخرائطي
330 ... الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أيمن القرطبى
330 ... المحاملي
332 ... الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
334 ... الخِرَقِيّ
335 ... الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقى الجوهرى المصرى
335 ... الشاشي
339 ... الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسى البلاذرى الواعظ
340 ... ابن الأعرابي
340 ... الحافظ أبو محمد قاسم بن أصبح القرطبى
344 ... الحافظ الزاهد أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد القزوينى الأموى النيسابورى
344 ... الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيبانى النيسابورى المعروف بابن الأخرم
344 ... الحافظ أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الطوسى شيخ الشافعية
351 ... ابن قانع
353 ... الحافظ أبو سعيد أحمد بن محمد بن الحافظ أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيرى النيسابورى
354 ... ابن حبان
355 ... الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين النيسابورب التاجر
356 ... أبو الفرج الأصبهاني
360 ... الآجري
360 ... الرَّامَهُرْمُزِيّ
360 ... الطبرانى
362 ... المزكى
364 ... ابن السني
365 ... الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدى الجرجانى صاحب الكامل فى الضعفاء
365 ... الحافظ أبو على الحسين بن محمد بن أحمد الماسرجسى
369 ... أبو الشَّيْخ
370 ... الجصاص
370 ... الخولاني(1/98)
371 ... الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلى الجرجانى
372 ... أبو عبد الله الحسين بن أحمد الشماخى الهروى الصفار
377 ... الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفى الجرجانى
378 ... الحافظ الرئيس أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن أبو ذهل الضبى الهروى
378 ... الحافظ الكبير أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحاكم النيسابورى شيخ الحاكم أبو عبد الله
380 ... المقدسي
381 ... الجوهري
385 ... ابن شاهين
385 ... الدراقطني
388 ... الحافظ أبو بكر محمد عبد الله الجوزقى
388 ... الخطابي
389 ... أبى الهيثم الكشميهني
395 ... ابن منده
402 ... ابن جَمِيْع الصيداوي
405 ... الحاكم
409 ... عبد الغني بن سعيد الأزدي
412 ... السلمي
414 ... الحافظ أبو سعيد محمد بن على النقاش
414 ... تمام الرازي
416 ... أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهانى
418 ... اللالكائي
420 ... الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقانى
427 ... السهمي
428 ... ابن منجويه الأصبهاني
430 ... الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانى
434 ... الحافظ أبو ذر عبد بن أحمد الهروى المالكي
439 ... الحافظ أبو محمد الحسن بن محمد الخلال
446 ... الخليلي
447 ... البكري
454 ... القضاعى
456 ... ابن حزم الأندلسي
458 ... الحافظ أحمد بن الحسين البيهقى
463 ... الحافظ أبو عمر بن عبد البر
463 ... الخطيب
466 ... الحافظ أبو مسلم عمر بن على بن أحمد بن مسلم اليتى البخارى
468 ... الخطيب البغدادي
468 ... المهروانى
468 ... الواحدي
474 ... الباجي
475 ... ابن ماكولا
476 ... الشيرازي
477 ... بيبي
486 ... الحافظ أبى مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان المليحى الأصبهانى
488 ... أبو عبد الله الحميدي
494 ... البغوي
498 ... ابن مردويه
498 ... الجياني الأندلسي
498 ... الغساني
500 ... الصيرفى ابن الطيوري(1/99)
505 ... أبو حامد الغزالي (مجدد القرن الخامس و حجة الإسلام) لم يكن من الحفاظ
507 ... الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسى
507 ... القيسراني
509 ... الديلمي
510 ... أبو الخطاب الكلوذاني
515 ... أبو على الحسن بن أحمد الحداد
516 ... البغوي ( شرح السنة )
520 ... أبى اليمن الكندي
526 ... أبو يعلى الفراء
538 ... الزمخشري
542 ... ابن عطية الأندلسي
543 ... الجوزقاني
544 ... القاضي عِيَاض
558 ... الحافظ أبو منصور شهردار الديلمى
562 ... السمعاني
571 ... ابن عساكر
575 ... ابن خير الإشبيلي
576 ... السلفي
578 ... ابن بشكوال
581 ... السهيلي
584 ... الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمى
597 ... ابن الجوزي
597 ... أبى المكارم اللبان
600 ... عبد الغني المقدسي
603 ... أبى جعفر الصيدلاني
606 ... ابن الأثير مجد الدين
623 ... الرافعي
624 ... ابن فرح
626 ... ياقوت الحموي
630 ... ابن الأثير
643 ... ابن الصلاح
643 ... ابن النجار
643 ... الحافظ أبو عمرو عثمان بن صلاح
643 ... الضياء المقدسى
648 ... يوسف بن خليل الحافظ
654 ... سبط ابن الجوزي
656 ... الحافظ المنذرى
656 ... المنذري
671 ... القرطبي
672 ... ابن مالك
676 ... النووي
680 ... ابن الصابوني
681 ... ابن خلكان
690 ... الفخر بن البخارى
694 ... محب الطبري
696 ... ابن الظاهرى
702 ... ابن دقيق العيد
728 ... ابن تيمية (المبتدع الناصبى) لم يكن من الحفاظ و المحدثين فلم يرو إلا 40 حديثا بالسند
733 ... ابن جَمَاعَة
734 ... ابن سيد الناس
741 ... أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم المنفلوطى المعروف بابن معين
742 ... المزي
743 ... الطيبي
744 ... الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادى
745 ... ابن التركماني
748 ... الذهبي
749 ... الرافعى الحافظ شهاب الدين أبو الحسين أحمد بن أبيك بن عبد الله الحسامي الدمياطى(1/100)
750 ... الحافظ علاء الدين على بن عثمان الماردينى الحنفى المعروف بابن التركمانى
751 ... ابن القيم
761 ... العلائي
762 ... الحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزياعى الحنفى
762 ... الزيلعي
762 ... مُغلطاي
764 ... ابن شاكر الكتبي
764 ... الصفدي
767 ... الحافظ عز الدين عبد العزيز بن بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة
768 ... اليافعي
771 ... تاج الدين عبد الوهاب بن تقى الدين على بن الكافى السبكى
772 ... الأسنوي
773 ... ولى الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب التبريزى
774 ... ابن كثير
774 ... الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن كثير
775 ... الحافظ محيى الدين عبد القادر بن محمد القرشى الحنفى
786 ... الكرماني
794 ... الزركشي
794 ... العلاّمة بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر التركى الأصل ثم المصرى الشافعى المعروف بالزركشى
795 ... ابن رجب الحنبلي
799 ... ابن فرحون
803 ... صدر الدين أبو المعالى محمد بن إبراهيم بن إسحق المناوى
804 ... الحافظ سراج الدين عمر بن على بن أحمد الأنصارى الأندلسى الأصل ثم المصرى الشافعى المعروف بابن الملقن
805 ... البلقيني
806 ... الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم الحسين العراقى
806 ... العراقي
807 ... الهيثمي
815 ... الحافظ شهاب الدين أحمد بن إسماعيل بن خليفة الحسبانى
816 ... الجرجاني
816 ... الفيروزآبادي
819 ... عز الدين محمد بن شرف الدين أبو بكر بن عز الدين عبد العزيز بن جماعة
826 ... الولي العراقي
832 ... الفاسي
833 ... ابن الجزري
851 ... ابن قاضي شهبة
852 ... ابن حجر العسقلاني
852 ... الحافظ أبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلانى
855 ... العيني
874 ... ابن تغري بردي
879 ... ابن قطلوبغا
879 ... المحدث زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفى
885 ... ابن فهد
885 ... البقاعي
902 ... الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوى(1/101)
911 ... الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبو بكر السيوطى
923 ... الخزرجي
925 ... الأنصاري
929 ... ابن الكيال
930 ... مُحَمَّد بن أياس
945 ... الداودي
953 ... ابن طالون
1014 ... على بن سلطان القارى الهروى
1032 ... عبد الرؤوف بن تاج العارفين على زين العابدين المناوى (1031؟)
1039 ... ابن العماد الحنبلي
1093 ... العلاّمة الأديب عبد القادر بن عمر البغدادى
1138 ... السندي
1143 ... أبو الحسن على بن أحمد الحريشى الفاسى
1175 ... محمد همات زادة بن حسن همات زادة الحنفى
1182 ... الصنعاني
1184 ... المحدث أبو العلاء ، إدريس بن محمد العراقى الحسين الفاسى
1205 ... الزبيدي
1205 ... أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدى
1255 ... الشوكاني
1354 ... المسند الراوية عبد الستار بن عبد الوهاب الصديقى الهندى
1380 ... الحافظ السيد أحمد بن محمد بن الصديق الحسنى الإدريسى الغمارى
1424 ... لحافظ السيد عبد الله بن محمد بن الصديق الحسنى الإدريسى الغمارى
ملحق (2)
كيف تشرح حديثاً
للشيخ محمد الخضير
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد ..
وهذا أوان الشروع قي المقصود وما توكلنا إلا على الرب المعبود.
تنبيه/ تخريج الأحاديث يحتاج إلى دُربة . ويحتاج بعد التخريج إلى ترتيب وتركيب للأسانيد.
*…كيف تشرح حديثاً ؟
يمكن شرح الحديث بعد أن تقسّمه إلى ثلاثة أقسام رئيسية ( إجمالاً).
1/ الراوي الأعلى لهذا الحديث من الصحابي أو من دونه.
2/ لفظ رسول الله ? . (متن الحديث ).
3/ تخريج الحديث والحكم عليه.
*…كيف أصل إلى شرحه تفصيلاً ؟
أولاً: الراوي الأعلى:
يمكن أن يكون صحابياً او غير صحابي كالتابعي ومن بعده.
إذا كان صحابياً كيف أُعرّف بهذا الصحابي ؟
إذا أردت أن تعرّف بالصحابي تعريفاً تاماً فعليك أن تستعرض خمس نقاط مهمة في الصحابي:(1/102)
1/ اسمه ونسبه بما يُميزه عن غيره . 2/ كُنيته. 3/ بعض فضائله ومناقبه. 4/ عدد أحاديثه عن رسول الله ? . 5/ وفاته زماناً ومكاناً.
تنبيه/ من الصحابة من هو كثير الحديث ومنهم من هو متوسط ومنهم من هو قليل الحديث. فكيف نصوغ المادة العلمية لكل من هؤلاء:
المشهور أو المُكثر من الحديث: يجب أن أذكر اسمه ونسبه بما يُميزه عن غيره وعدد أحاديثه ووفاته زماناً ومكاناً ، وأما بالنسبة لفضائله فأقتصر على منقبتين أو ثلاث ، ويجب أن تكون هاتان المنقبتان مما له مِساس بالواقع . مثل: الحرص على طلب العلم أو في العبادة وغير ذلك .
وأما المتوسط : فأذكر كل ما ذُكر عنه. وأما المُقل: فإني أحرص على التقصي وجمع كل ما كُتب عنه. وإذا لم أجد شيئاً فإني أنص على عدم وجود سَنة وفاته مثلاً أو كنيته مثلاً .. وهكذا.
كيف أصل إلى المعلومات؟
بالنسبة للكتب التي يمكن أن أصل عن طريقها إلى المعلومات عن الصحابي ، فهناك كتب تتصل بمزاياه الأربع . وهناك كتب مُختصة بعدد الأحاديث. فأولاً أذكر عدد أحاديثه ثم أرجع إلى الأربع لأنها مُتشعبة.
أما الكتب التي أُلفت في عدد أحاديث كل صحابي فأصلها وأهمها كتاب للإمام ابن حزم ، أسماه (أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد). والكتاب مطبوع.
العدد الذي يُطرح أمام كل صحابي ليس كل ما رَوى ـ بل هو عدد نسبي لما رواه في مسند بقي بن مخلد الأندلسي ، كما نص عليه السخاوي في فتح المغيث . وخُصَّ مسند بقي بن مخلد بهذا لسببين:
أن ابن حزم تكفّل بعد مرويات الصحابة في هذا المسند.
أن هذا المسند يُعتبر أعظم موسوعة في الإسلام.
ومسند بقي بن مخلد مفقود . وقد نقل المباركفوري في تحفة الأحوذي أنه موجود في مكتبة برلين بألمانيا.
أما ما يتصل بالأربع الأخرى ، فإن هناك ثلاث طرق تؤدي إلى معرفة هذا الصحابي:(1/103)
الطريقة الأولى: هي معرفة الكتب المؤلفة في الصحابة خاصة. ككتاب الاستيعاب لابن عبدالبر ، وكتاب أسد الغابة لابن الأثير ، وكتاب تجريد الصحابة للذهبي ، وكتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر.
الطريقة الثانية: وهي معرفة الكتب المؤلفة في رجال الكتب الستة خاصة. لأنه يغلب أن هذا الصحابي خُرّج له في كتاب من الكتب الستة. أول هذه الكتب: الكمال في أسماء الرجال لعبدالغني بن عبدالواحد الجمّاعيلي المقدسي ت 600هـ . وله ميزتان:
أنه هو الأساس الذي بُنيت علي فكرة التأليف في رجال الكتب الستة.
أنه حنبلي المذهب. والكتاب لا يزال مخطوطاً وهو موجود في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومن الكتب التي دارت في فلكه: تهذيب الكمال للمزي ، وتذهيب تهذيب الكمال للذهبي ، والكاشف للذهبي ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ، وتقريب التهذيب لابن حجر ، والخلاصة للخزرجي.
الطريقة الثالثة: معرفة الكتب المؤلفة في رجال السير عموماً . منها: سير أعلام النبلاء للذهبي ـ ومختصراته وتهذيباته ـ ، كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان ، وكتاب الوافي بالوفيات للصفدي ، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير.
هذا إذا كان الراوي الأعلى صحابياً ، وإذا لم يكن صحابياً . فكيف أُعرّف به؟
إذا كان غير صحابي فيجب أن استعرض ست نقاط:
1/ اسمه ونسبه بما يُميزه. 2/ كُنيته. 3/ ذكر شيخين من شيوخه أحدهما مذكور في الإسناد ، حتى يُستدل به على اتصال الحديث وعدمه ـ اتصال السند ـ ، وحتى نعرف هل سمع من هذا الراوي. 4/ ذكر تلميذين من تلاميذه أحدهما في الإسناد وذكر التلميذين فيه فائدتان:
معرفة الاتصال.
لأنه برواية شيخين عنه ارتفعت جهالة العين ، لأنه روى عنه راويان أو أكثر . وبقيت جهالة الحال كما سيأتي إن شاء الله.
5/ معرفة منزلته من حيث القبول وعدمه ، هل هو ثقة أو غير ثقة. 6/ وفاته زماناً ومكاناً.
كيف أصل إلى المعلومات عن الراوي إن لم يكن صحابياً؟(1/104)
إما عن طريق كتب عامة أو عن طريق كتب خاصة.
أما الكتب الخاصة فهناك كتب خاصة في صفة معينة أو كتب خاصة في كتب معينة.
مثال الكتب الخاصة بكتب معينة: ككتب الرجال الستة.
وأما الصفات الخاصة فكم أُلّف في الثقات وحدهم . كثقات ابن حبان ، وثقات ابن شاهين ، وثقات العجلي ـ أو ـ كُتب الضعاف خاصة ، كالضعفاء والمتروكين للنسائي ، وكذا للدارقطني ، والضعفاء للبخاري ، والضعفاء للعُقيلي ، ومن أهمها الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي . وأيضاً ميزان الاعتدال للذهبي ، ولسان الميزان لابن حجر.
أو كتب خاصة في الكنى ، ككنى الدولابي ، وكُنى البخاري ، وكُنى مسلم ، و الاستغنى في معرفة حملة العلم بالكنى لابن عبدالبر.
أو الكتب المؤلفة في صفة خاصة مثل: الكتب المؤلفة في البلدان كتاريخ بغداد ، وكتاريخ دمشق ، وتاريخ حلب ، وتاريخ جُرجان ، وتاريخ داريا.
أو الكتب المؤلفة في الأنساب ، كالأنساب للسمعاني ، والُلباب للسيوطي ، ولُب اللباب.
أو الكتب الخاصة المؤلفة في الألقاب.
وهناك كتب عامة ، ككتاب التاريخ الكبير للبخاري ، وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، وغيرها.
والرواة هناك من تُوسّع فيه ، وهناك من لم يُتوسّع فيه ، فينبغي أن يؤخذ ما يُناسب العرض. كما سبق في الصحابي.
ثانياً: لفظ الحديث ـ أو ـ كلام رسول الله ? .
كلام رسول الله ? يكون أحد أمرين:
إما أن تكون ألفاظاً لا يتضح معناها إلا بضمها إلى غيرها.
أو ألفاظاً معانيها تتضح بنفسها وإن لم تُضم إلى غيرها.
فالأول هو الحرف والثاني إما أن يكون إفادته بنفسه مع اقترانه بزمن سواءً كان الزمن حاضراً أو ماضياً أو مستقبلاً فهذا الفعل.
وإما أن يكون مفيداً بنفسه غير مقترن بزمن وهذا هو الاسم.
فكيف نصل إلى المعلومات المتصلة بالحروف وبالكلمة المفيدة سواءً اقترنت بزمن أو لم تقترن بزمن ؟
تنبيهات/(1/105)
أن الحروف تتناوب . أي أن الحروف تأتي بمعنى أصلي وتنوب عن غيرها بحيث يكون في هذا المعنى معنى فرعياً ، فقد تكون الباء أصلية وقد تكون بمعنى على وبمعنى في. فعليك أن تُعيد النظر وتنظر إلى معانيها ، وهل هي أصلية أو نائبة عن غيرها. وأيضاً الذي يليق مع سياق الكلام ، وأيها الذي يَتناسب مع مُراد رسول الله ? .
أن الحروف منها ما هو اسم ومنها ما هو حرف ، فهل هي في هذا اللفظ حرف أو اسم.
أن الحرف الواحد يأتي لمعان متعددة مع اتحاد اللفظ . مثال ذلك: أن حرف (اللام) له أربعون معنى. مثال: (الميم) لفظ واحد وقد تكون اسم وقد تكون حرف ، والاسم وحده له عشرة معانٍ وهذه المعاني العشرة يجمعها بيت واحد هو:
استفهام شرط الوصل فاعجب لنُكرها بكفٍ ونفي وزِيدَ تعظيمِ مصدري
[ ويقولون فائدة وأي فائدة كل ما بعد (إذا) زائدة ].
كيف أصل إلى معاني الحروف ؟
أعرف الحروف ومعانيها بالرجوع إلى الكتب المؤلفة في كتب الحروف والمعاني ، وهذه الكتب كثيرة منها:
الجنى الداني للمُرادي ، ورصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي ، ومعاني الحروف للرماني ، ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام ، واللامات للزجاجي ، واللامات لابن كيسان ، والنحاس أيضاً ، وابن فارس ، وأبو الحسن الهروي. وغيرهم.
ما عدا الحروف كيف أصل إليه ـ معاني الألفاظ ـ ؟
يمكن أن أصل إلى معاني الألفاظ بطريقتين:
الطريقة الأولى: عن طريق الكتب المؤلفة في غريب حديث رسول الله ? ، منها: غريب الحديث للهروي ، وغريب الحديث لابن قُتيبة ، وغريب الحديث لابن الجوزي ، وغريب الحديث لإبراهيم بن إسحاق ، وغريب الحديث لابن قدامة ، الفائق في غريب الحديث للزمخشري ، وأعظم هذه الكتب وأهمها وأولها وأساسها وأجمعها النهاية في غريب الحديث لابن الأثير.(1/106)
الطريقة الثانية: عن طريق الكتب المؤلفة في معرفة معاني ألفاظ لغة العرب ، لأن أولى من يُشرح لفظه هو رسول الله ? . والكتب المؤلفة في بيان ألفاظ اللغة العربية كثيرة منها:
الصحاح للجوهري وشروحه ، مختار الصحاح وتاج العروس للزبيدي ، القاموس المحيط للفيروزأبادي ، لسان العرب لابن منظور ، وتهذيب اللغة لابن فارس ، ومنها أيضاً المُحكم والمخصص لابن سِيدَه . وغيرها.
الأحكام المستمدة من لفظ الحديث ، كيف أصل إليها ؟
هي نوعان: 1/ إما حُكم مُجمعٌ عليه. 2/ أو مختلف فيه.
فأما المُجمعُ عليه ، فأصل إليه من طريقين:
الطريق الأول: ـ وهو الأصل ـ عن طريق الكتب المؤلفة في الإجماع خاصة ، مثالها: كتاب الإجماع والأشراط والأوسط لابن المنذر ، وكتاب مراتب الإجماع لابن حزم ... وكتاب الإفصاح لابن هُبيرة ، وكتاب موسوعة الإجماع للسعدي أبي حبيب. وغيرها.
الطريق الثاني: التنصيص عليه من إمام . والتنصيص عليه من إمام سواءً نص عليه إمام في كتب شروح الفقه أو في كتب شروح الحديث وغيرها.
المختلف فيه كيف أصل إليه ؟
ولكن قبل هذا هناك تنبيهان:
على طالب العلم إذا أراد أن يُبرء ذمته أمام الله عز وجل ، وإذا أراد أن يُكتب له القبول في الدنيا والآخرة عليه أن يكون متجرداً هَمّه الوصول إلى الحق ، غير متعصب لشخص أو مذهب معين ، وليكن همه الوصول إلى الحق ومعرفة مراد الله سبحانه وتعالى مهما قال به فلان من الناس ، والتعصب يُعمي فلا يصل صاحبه إلى الحق ، وفي الوقت نفس يجعل هذا التعصبَ صاحبه مسئولاً أمام الله سبحانه وتعالى لما يُبين.(1/107)
وينظر إلى الأدلة من منظارين: 1/ الثبوت. 2/ الدلالة. وكذلك ينظر إلى المُرجحات . وقد ذكر الحازمي في كتابه الاعتبار في ناسخ الحديث ومنسوخه من الآثار خمسين مُرجحاً ، وذكر العراقي في كتابه التقييد والإيضاح لما أُطلق وأُغلق على ابن الصلاح أكثر من مائة مُرجّح ، فليَنظر إلى هذه المُرجحات ثم يُرجّح ما ظهر له بأدلته إن تبين له في هذه المسألة شيء ، أو يتبع الأئمة المتقدمين في الترجيح.
عليه أن يعرف الاصطلاحات الخاصة في المذاهب . وما هو الراجح والمرجوح في كل مذهب. فمثلاً: أي الرواة أقوى عند الاختلاف عن الإمام مالك ، ومتى يعمل بالقديم والجديد من قولي الإمام الشافعي ، وأي الروايات المعتمدة في مذهب الإمام أحمد ـ وأي الرواة المعتمدين عند الاختلاف في مذهب الإمام أبي حنيفة ، فإن هذه أمور مؤثرة في المذاهب ، عليه أن ينظر في هذه حتى لا يأخذ ما هو مرجوح في المذهب الذي يُريد طرحه ويُريد عرضه ويكون غير معتمدٍ أصلاً في المذهب.
ثم بعد ذلك يستطيع أن يشرح الحديث من طريقتين:
الطريقة الأولى: الكتب المؤلفة في المذاهب المتبوعة.
المذهب الحنفي: الهداية للمرغلاني وهو من الكتب المعتمدة في المذهب الحنفي ، وشرحه فتح القدير لابن الهُمام.
المذهب المالكي: المدونة للإمام مالك ، والتمهيد والاستذكار والكافي في مذهب أهل المدينة لابن عبدالبر.
المذهب الشافعي: الأم للإمام الشافعي ، مختصر المُزني وشرحه المسمى بالحاوي الكبير للماوردي ، والمهذّب لأبي إسحاق الشيرازي وشرحه المسمى بالمجموع وقد تناوله بالشرح ثلاثة أولهم الإمام النووي ثم السبكي وأكمله المُطيعي.
من وقف في مسائل الخلاف على المجموع وعلى المغني فقد استوفى المسألة .
المذهب الحنبلي: العمدة والكافي والمقنع والمغني كلها لابن قدامة المقدسي.
الطريقة الثانية: كتب شروح الحديث ، فننظر إلى من أخرجه ثم نرجع إلى شرحه.(1/108)
* فإن كان الحديث في البخاري ، فنرجع إلى شروح البخاري الكثيرة ومنها:
أعلام الحديث للخطابي ، فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب الحنبلي ، فتح الباري لابن حجر العسقلاني ، إرشاد الساري للقسطلاني ، عمدة القاري للعيني ، شرح الكِرماني .وغيرها..
* وإن كان الحديث في مسلم ، فنرجع إلى شروح مسلم الكثيرة ومنها:
المُعلم بفوائد صحيح مسلم للمازري ، إكمال المُعلم بفوائد صحيح مسلم للقاضي عياض ، المُفهم شرح صحيح مسلم للقرطبي ، شرح النووي على مسلم الموسوم بالمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ، شرح الأُبي على مسلم ، فتح المُلهم بشرح صحيح مسلم للشبّير بن أحمد العثماني .وغيرها.
* وإن كان في سنن أبي داود:
معالم السنن لخطابي ، شرح بدر الدين العيني ، عون المعبود وغاية المقصود للعظيم أبادي ، بذل المجهود في حل سنن أبي داود للسهارنفوري ، المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود لمحمود محمد خطاب .. وتكملته المسمى فتح الملك المعبود لابنه أمين محمود خطاب.
* وإن كان في سنن الترمذي:
عرضة الأحوذي لابن العربي ، النفح الشذي لابن سيد الناس .. وتكملته للعراقي ، قوت المغتذي للسيوطي ، تحفة الأحوذي للمباركفوري.
* وإن كان في سنن النَسائي:
حاشية السيوطي على سنن النسائي ، حاشية السندي ، شرح للشنقيطي ، شرح لمحمد الأثيوبي المولوي.
* وإن كان في سنن ابن ماجه:
حاشية للسيوطي ، حاشية السندي ، شرح ابن قُليج الحنفي ـ وهو أعظم شروحه ـ . وقد حقق أجزاء منه الشيخ عبدالعزيز الماجد رحمه الله.
تم بحمد الله وفضله الانتهاء من الجزء الأول وهو كيف تشرح حديثاً
ويليه إن شاء الله الجزء الثاني كيف تخرّج حديثاً.
ملحق (2)
كيف تخرّج حديثاً ؟ للشيخ / محمد الخضير
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .وبعد.
فنسأل الله العون والسداد وإخلاص القول والعمل له سبحانه.(1/109)
التخريج هو : عزو الحديث إلى مصادره الأصلية ، وبيان درجته عند الحاجة.
ويقصدون بالمصادر الأصلية تلك الكتب التي تُروى بالأسانيد من المؤلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
فمثلاً: صحيح البخاري كتاب أصلي ومسلم كتاب أصلى . لمَا ؟ لأنه يروي بإسناده عن شيخه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
بينما يقولون أن مجمع الزوائد ورياض الصالحين ، وغيرها ليست كتباً أصلية . لمَا ؟ لأن أصحابها لا يروون بالأسانيد ، وإنما همّهم جمع الأحاديث مبتورةً عن أسانيدها.
يقول علماء التخريج: أن المُخرّج همّه أصل الحديث ، والفقيه همّه لفظ الحديث. كما نص على ذلك الزيلعي في نصب الراية (1/200).
وفي الحقيقة أن الأحاديث التي يُراد تخريجها لا تعدوا من أحد ثلاث حالات:
فإما أن تعطى متناً دون أن يرتبط هذا المتن بصحابي ولا إسناد . وهذا أصعب أنواع التخريج.
وإما أن تُعطى متناً مقروناً بصحابي دون إسناد . وهذا يليه في الصعوبة . لكنه أهون من الأول.
وإما أن تكون مربوطاً بإسناد من المؤلف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . وهذا أسهل أنواع التخريج.
لقائل أن يقول: لمَا صَعُب الأول ولمَا سهُل الثالث ولمَا توسط الثاني ؟
لأنك إذا أُعطيت متناً غير مرتبط بصحابي فإنك مسؤول عن تخريج هذا المتن عن جميع من رواه من الصحابة ، فلك أن تتصور أنك أُعطيت متناً مثل: ( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار ). فقد رواه أكثر من 60 صحابياً ، منهم العشرة المبشرون بالجنة ، فليس تخريج حديث أبي هريرة رضي الله عنه بأهم من تخريج حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، لأنه ليس لأحد من الصحابة على الآخر مزيةٌ ، لأنك مسؤول عن المتن.
بينما لو قال عن ابن عمر رضي الله عنهما ، فإنك مسؤول عن هذا الإسناد حتى يصح , وتترك طُرقاً لهذا الإسناد بعد صحته ، لأن همّك أن يصح الإسناد الذي بين يديك . ولذا سَهُلَ الأخير وصَعُبَ الأول.
التخريج لا بد أن يمر بثلاث مراحل:(1/110)
المرحلة الأولى: كيف تصل إلى الحديث في بطون الكتب الأصلية.
المرحلة الثانية: بعد أن تصل ماذا تأخذ وماذا تدع ؟.
المرحلة الثالثة: كيف تصوغ ما أخذت ؟.
إن للوصول إلى الحديث في بطون الكتب الأصلية طُرقاً أشهرها خمس:
الطريق الأول: إما أن تصل إلى الحديث عن طريق الراوي الأعلى ، وهو الصحابي أو من دونه. ولها مؤلفاتها.
الطريق الثاني: أن يكون عن طريق أوّل الحديث ، ويُسمّونه طرف الحديث.
الطريق الثالث: أن يكون عن طريق كلمة يقل دورانها.
الطريق الرابع: أن يكون عن طريق خصائص تكون في السند أو المتن.
الطريق الخامس: أن يكون عن طريق موضوع الحديث.
وأولى هذه الطرق التخريج عن طريق موضوع الحديث . لماذا ؟
لأسباب:
أنك بتخريجك عن طريق موضوع الحديث تجمع الأحاديث الواردة في ذلك الموضوع المؤيدة والمعارضة ، وبالتالي يُصبح لديك إلمام عن جميع الموضوع. فمثلاً: إذا كان الحديث في كتاب الصلاة باب صلاة الجماعة ، تجد أكثر من عشرة أحاديث واردة في فضل صلاة الجماعة المقوًية والمعارضة ، بينما لو أخذت الحديث عن طريق الراوي الأعلى ، فلا تجد غير حديث عبدالله بن عمر ، فلا تجد حديث أبي هريرة ولا حديث عائشة ولا حديث أُبيّ رضي الله عنهم.
أن التخريج من طريق موضوع الحديث ينمي لدى الطالب مَلكةَ الاستنباط والفهم ، لأنك لن تعرف موضوع الحديث حتى تعرف فقهه . ثم إن هذا الاستنباط يتقوّى ، إذ أنه اتضح أنك لست وحدك في الفهم ، لأن فهمك مربوط بفهم المصنّف الأصلي . هل يوافقك في هذا الفهم أو لا ؟. وهذه الطريقة تنمي عندك فهم مناهج أصحاب الكتب الأصلية.
بعد أن تصل إلى الحديث .. يُهمنا هنا أن تعرف ماذا تأخذ وماذا تدع ؟ والأمر يزيد أهمية إذا اتضح لك أن لكل كتاب خصائصه ، فما تأخذه من البخاري غير ما تأخذه من مسلم . وما تأخذه من مسلم غير ما تأخذه من الترمذي ..... وهكذا . هناك قواسم مشتركة ولكن لكل كتاب خصائصه.(1/111)
فمثلاً: إذا كان الحديث في البخاري ، من المهم أن تعرف هل رواه متصلاً أو مُعَلّقاً ، وإذا كان مُعَلّقاً هل رواه بصيغة الجزم أو بصيغة التمريض ، وإذا كان متصلاً هل أورده في الأصول أو أورده في الشواهد والمتابعات ، فمثلاً تقول: رواه مُعَلّقاً مجزوماً به ، أو مُعَلّقاً بصيغة التمريض ، وتنص على هذا.
وإن كان في مسلم هل ساق لفظه أو أحال على غيره ، وهل صرّح بالاختلاف بين الألفاظ ، وهل صرّح بلفظ فلان دون فلان ، وهل هذا فلان هو الذي معك في الإسناد ، وهل هذا لفظه أو غير اللفظ ، وهل اعتمد عليه أو جاء به في المتابعات والشواهد دون أصول الأبواب.
وإذا كان في أبي داود هل قدّمه واعتمد عليه ، وهل جاء بما يُعارضه ، وهل جاء متصلاً ، وهل صرّح بما يُضعّفه ، وهل بيّن ضعفه سواءً بالإيماء أو بالتصريح أو لا.
وإذا كان في الترمذي هل حكم عليه وبما حكم عليه ، وهل حكم عيه حكماً مطلقاً أو من هذا الوجه ، وهل حكم عليه بنفسه أو حكم عليه ناقلاً عن غيره ، وهل أودر ما يُقويه في الباب أو لا.
وإذا كان في الحاكم هل حكم عليه ، وبما حكم عليه ، وما موقف الذهبي من هذا الحكم ، وهل قوّاه أو اعترض عليه.
ثم إذا كان في ابن خزيمة هل أورده مُحتجاً به دون اعتراض أو أنه مرّض القول فيه ـ أو ـ علّق القول فيه بقوله: إن ثبت الخبر ، وهل قدّم المتن على الإسناد تضعيفاً له أو لا.
ولا بد أن يكون عند طالب العلم نباهة في مناهج المحدثين(1) . وبعضها لا يُعرف إلا عن طريق كتب المصطلح(2).
ثم بعد أن تعرف ما تأخذ وما تدع ، لا بد أن تصوغ ، وإذا أردت أن تصوغ فلا بد أن تأتي بعشر كلمات ، لا بُدَّ أن تقول: أخرجه فلان في كتابه كتاب وباب وجزء وصفحة ورقم حديث بلفظه أو نحوه أو معناه من حديث فلان.
لكن ما وجدته من هذه الأمور العشرة فنُصَّ عليه ، وما لم تجده فاتركه ، لأن هناك من يستوفي هذه الأمور العشر وهناك من لا يستوفيها.(1/112)
لكن يبقى الكلام عن كلمة لفظه ، لا بُدَّ أن تأخذ اللفظ الذي معك ثم تقارنه باللفظ الذي وصلت إليه في الكتاب الأصلي ، فإما أن تقول رواه بلفظه أي تُقارن بين المتن الذي معك والمتن الذي وجدته في الأصل ، فإما أن تقول بلفظه أو بنحوه أو مُطوّلاً أو مُختصراً أو مُقتصراً على شطره الأول أو فيه قصة أو مُقتصراً على شطره الأخير أو أصل الحديث أو ما يدل بدقة وليس له داعٍ أن تُشير إلى لفظ الحديث ، فالذين نراهم يُوردون لفظ الحديث ويقولون: هذا لفظ مسلم وهذا لفظ البخاري وهذا لفظ كذا ، ثم يُورد ويملئ الصفحات ، فهذا لقلة فقهه وخبرته. وإلا فإنك تُقارن هل هو بلفظه أو بنحوه مطولاً ... ألخ.
ثم بعد أن ننظر نصوغ دون التعرض لمتنه ، لكن بعد أن تصل إلى الطرق . كيف تصوغ ؟ وما الذي ينبغي أن تقدّم ؟.
لا بد أن تجعل للحديث شجرة ، والإنسان لا يستطيع أن يُخرّج أو يحكم حتى يعرف مدار الحديث ، وما لم يعرف مدار الحديث فإنه ضائع.
ثم بعد ذلك البداءة بالتخريج ، ما الذي يحكمها ؟
يحكمها الإسناد الذي معك . ليس البخاري هو الذي يُبدأ به ولا مسلم ولا غيره ، وإنما يحكم البداءة هو الإسناد الذي معك . فلنضرب مثالاً: لو أن السند الذي أُريد تخريجه هو سند أبو عوانة في مستخرجه ، فإن أوّل ما يمكن أن يُقدم هو إسناد مسلم لأنه يلتقي به قبل أن نصل إلى المدار.وتَلحظ أنّا تركنا البخاري وتركنا مسلم من أقوى طُرقه ، لأن الإسناد يصل إلى إسناد مسلم قبل أن يصل إلى البخاري ، فإنه لا يصل إلا بالمدار ، لأنهما يرويان عن عبيدالله العُمري.
إذاً ما الذي يُبدأ به ؟
البداءة تكون بالإسناد الذي معك.
بعد الوصول إلى المدار الأولى أن تأخذ الأشهر والأكثر طُرقاً ، ثم إذا وصلت إلى الأشهر بعد أن تأتي بالإسناد الذي معك حتى تصل إلى ملتقى الطرق ، تأتي إلى أشهر من روى عنه ذلك به.(1/113)
مثلاً: مالك أشهر من روى عنه في هذا الإسناد . ثم بعد ذلك تبتدأ بالأعلى إسناداً ، فتقول: رواه مالك في الموطأ كتاب وباب وجزء ... ألخ. ثم بعد ذلك تقول ومن طريق مالك أخرجه البخاري ـ لأن البخاري أقوى من مسلم ـ ثم بعد ذلك تُعرًج على مسلم.
وإن اتفقا فتبدأ بالأقوى أو الأعلى إسناداً ، ثم بعد ذلك إن شئت أن تبدأ بعبدالرزاق لأنه أعلى إسناداً أو بمسلم لأنه أقوى وإن كان نازلاً.
ثم بعد ذلك أبدأ بأقرب إسناد في الإسناد الذي معي. مثال: أبو عوانة أقرب شيء له مسلم من رواية ابن نُمير عن أبيه.
* هناك فرق بين ( من طريق ) و (عن ):
إذا كان بينهما وسائط فأقول (من طريق) ، وإذا كان مباشر فأقول (عن) . مثال: لو أردت رواية الضحاك بن عثمان الأسدي أقول أخرجه مسلم من طريق الضحاك ، لأني تركت راويين قبل الوصول. ولكن إذا قلت مالك في الموطأ وعنه البخاري ، لأن (عن) معناها : أن البخاري يروي مباشرة عن تلميذه.
ثم أقول أربعتهم عن نافع به.
* فوائد من تخريج هذا الحديث:
ما يتعلق بالمتن:
1/ رواية البخاري ومسلم جاءت بلفظ ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) ، ماذا تسمى هذه الرواية ؟ تُسمى محفوظة. لمَا ؟ لأن روايةً شاذةً خالفتها ، والذي يُقابل الشاذ هو المحفوظ . عند علماء المصطلح تسمى محفوظة بالرواية إلى الشاذة ، وتسمى معروفة بالرواية إلى المُنكرة.
2/ رواية عبدالرزاق جاءت بلفظ ( خمس وعشرين ) أيهما أقوى هذه الرواية أو رواية البخاري ومسلم المخرّجة من طريق الإمام مالك ـ انظر شجرة الإسناد ـ عبدالله بن يوسف التنّيسي ثقة متقن ثبت إمام ، و عبدالله العُمري ضعيف ، أيهما أقوى ؟ فَلِمَا خالفت والمخرج واحد كلاهما عن مالك عن نافع عن ابن عمر ، فصارت رواية عبدالله العُمري التي أخرجها عبدالرزاق رواية مُنكرة ، لأن المُنكرة رواية الضعيف مخالفاً لمن هو أقوى منه.(1/114)
3/ رواية أبي عوانة في مستخرجه . قال: ( تفضل بخمس وعشرين درجة ) ، راويها ثقة حافظ . الذي انفرد بها هو أبو أسامة حمّاد بن أسامة القرشي مولاهم وهو ثقة حافظ ، والرجال مقبولون ، إذاً روايته شاذة ، لأن الرواية الشاذة هي: رواية المقبول مخالفاً لمن هو أقوى منه.
لماذا حكمنا عليها بالشذوذ ؟ لأنه وإن كان ثقة مقبولاً من رجال الجماعة إلا أنه خالف من هو أقوى منه ، مع اتحاد المخرج ، فهو خالف مالك و ، وخالف أيضاً عن عبيدالله وهو ثقة في الصحيح . مما يدل على أن روايته شاذة وإن كان ثقة.
4/ قال ( بضعاً وعشرين ) . خالفت هذه الرواية من حيث اللفظ ، ولم تخالف من حيث المعنى ، لأن البضع ما بين الثلاثة إلى التسعة ، فتصدق على سبع وعشرين ، ولذا أُخرجت في الصحيح.
5/ نافع : هذا يُسمى مدار الحديث . ما المدار ؟ المدار هو الرواي الذي تلتقي فيه الطرق ، والمدار هو المؤثر في الحكم . ولذا لا بد أن يُعرف المدار هل فيه من الثقة والإتقان ما يُقبل به تفرده ، وهل تُوبع أو لا ؟ وهل اختُلف عليه أو لا ؟ وكيف اختلف عليه ؟ رفعاً ووقفاً ووصلاً وإرسالاً . وأيهما أقوى ؟ وما هي المُرجحات ؟ وغيرها .ثم إذا تُوبع ، هل المتابع له معتبر به أو لا ؟وهل هو ثقة أو لا ؟ هذه أمور تأتي عند الحكم على الحديث إن شاء الله .(1/115)
6/ مالك : لو رجعنا إلى الأصول يقول عن عبدالله بن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر. مالك ، الضحاك ، عبدالله ، عبيدالله ... وغيرها ، هذا يُسمى في الكتب الأصلية مُهملاً . ما معنى مُهمل ؟ أي لم يُنسب . لم يقل مالك بن أنس الأصبُحي ، ولا قال عبدالله بن عمر بن الخطاب ، فهذا يُسمونه مُهملاً ، والإهمال قد يكون مؤثراً وقد يكون سهلاً ، فإذا كان ليس في طبقته من يُشاركه ، فإنه لا يُؤثر . لكن المُشكلة إذا كان في طبقته من يُشاركه في الاسم ، ويُشاركه في الشيوخ والتلاميذ واختلفا في القوة ، فأحدهما ثقة والآخر ضعيف ، هنا يكون للإهمال وضعه . فنقول متى يكون الإهمال مؤثراً ؟ إذا كان له مُشارك في الطبقة بحيث يتفقان في الرواية عن الشيوخ ويتفقان في الرواية عن التلاميذ ثم اختلفا في الثقة وعدمها ، فهنا يُصبح الأمر شائكاً .
مثال: سفيان بن عُيينة وسفيان الثوري . وحمّاد بن زيد بن درهم وحمّاد بن سلمة بن دينار البصري ، كلهم اشتركوا في الشيوخ واشتركوا في التلاميذ واتحدوا في الاسم . بالنسبة لسفيان بن عُيينة وسفيان الثوري الأمر سهل ، لأن كل واحد منهما فيه من القوة والإمامة ما إذا عددت أحدهما فالأمر يسير. لكن حمّاد بن زيد وحمّاد بن سلمة هنا المشكلة ، فحمّاد بن زيد أقوى من حماد بن سلمة ، ولذا لم يُعرّج البخاري على حمّاد بن سلمة ولم يخرج عنه ، بينما أكثر من رواية حمّاد بن زيد .
ومسلم أخرج للحمّادين معاً . وإن كان عنده تحفّظ على حمّاد بن سلمة ، ولذا أخرج عنه خاصة في ثابت البُناني ، وأخرج عنه يسيراً في غير ثابت البُناني . إذاً هما من حيث القوة مُتساويين أو لا ؟ لا . وإن كان يجمعهم قاسم مشترك وهو القبول المطلق ، لكن حمّاد بن زيد أقوى من حمّاد بن سلمة .(1/116)
ولك أن تتصور عمرو بن دينار البصري إمام و عمرو بن دينار مولى آل الزبير ضعيف . وكلهم يُقال له عمرو بن دينار ، فكيف تعرف عند الإهمال الراوي بعينه ؟ يُعرف المهمل من خلال الطبقة والشيوخ والتلاميذ ، وذلك إما أن يكون أحدهما أعلى طبقة والثاني أنزل ، وهذا الأمر فيه سهل . وإما أن يكون أحد التلاميذ له مزية في أحد المتفقين ، بأن يكون أكثر ملازمة له فإذا أطلَقَ فمن له مزية أراد الراوي الذي له مزية فيه ، فإن كان مُلازماً لسفيان الثوري ، فإنه إذا أطلق فإنه يُريد به الثوري . وإذا كان مُلازماً لسفيان بن عُيينة فإذا أطلق أراده ، وإذا أراد غيره بيّن .
سفيان الثوري أكبر ، فإن كان الراوي من كبار الطبقة عرفنا أنه إذا روى وأطلق فإنه أراد سفيان الثوري ، وإن كان من صغار الطبقة فإنه إن روى وأطلق فالمراد به ابن عُيينة .
ولقد وضّح ثلاثة أئمة في ثلاثة كتب القاعدة عند الاشتراك والاشتباه في الرجل المهمل ، أولهم الذهبي في آخر المجلد السابع من السير ، وكذلك السبكي في المجلّد العاشر من طبقات الشافعية ، وكذلك ابن حجر في مقدمة البخاري هدي الساري ، فقد بيّنوا الضوابط في تعيين المهمل.
7/ يحيى بن يحيى : جاء في صحيح مسلم قال حدثنا يحيى بن يحيى ، وهذا أمر أشد ، هذا يُسمونه مشتركاً ، يعني أن هناك من طبقته من يُوافقه في اسمه واسم أبيه ، ومع ذلك يروي عن مالك . وتزيد المشكلة إذا كان من ليس مُراداً أشهر من المُراد ، فإن صاحب الموطأ المشهور موطأ المشارقة يحيى بن يحيى الليثي وهو يروي عن مالك بل هو أحد رواة موطأ مالك ، ومع هذا فإن يحيى بن يحيى الليثي وإن كان مقبولاً في الجملة قال عنه ابن حجر صدوق ، إلا أنه ليس له رواية في الكتب الستة كلها ، وإنما الرواية عن يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري .(1/117)
ولقد وَهِمَ في هذا كثير ، حتى أنه يُقال رواه مالك في الموطأ ومن طريق مالك في الموطأ أخرجه مسلم ، ليس كذلك ذلك يحيى بن يحيى الليثي وليس التميمي .
8/ الحارثي : اقتصر على نسبته مع أنه يُشاركه عدد كبير بالنسبة لهذه النسبة ، لكن بعد معرفة الشيوخ والتلاميذ يتحقق ، ولذلك اسمه محمد بن عبدالحميد الكوفي .
9/ أبو سامة : المراد به حمّاد بن أسامة القرشي مولاهم ، عُرف من خلال التلاميذ والشيوخ .
10/ يقول مسلم حدثنا ابن رافع ، نسبه إلى أبيه . وهو محمد بن رافع النيسابوري.
11/ مسلم يقول : عن ابن نُمير عن أبيه . ابن نُمير ما اسمه ؟ نَسَبَه إلى جده . واسمه محمد بن عبدالله بن نُمير .
12/ قال: محمد بن رافع عن ابن أبي فُديك . نسبه إلى جده . واسمه محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُديك.
13/ عبدالله بن يوسف .. وغيره ، كُلها جاءت غير منسوبة .
14/ أورده بالعنعنة مع العلم أن من عنعن فهو مُدلّس . ولكن لا يضر لأنه مُدلّس من الطبقة الثانية التي أجمع العلماء على قبول رواياتها رغم تدليسها ، لأنهم أئمة ولقلة ما دلّسوا بالنسبة إلى ما رووا .
15/ أورده بالعنعنة ولا يضره لأنه ليس بمُدلّس أصلاً ، فهي تُساوي السماع .
16/ عبدالله : في مُصنّف عبدالرزاق جاء مُصحّفاً ، فقيل: عبيدالله . وعبدالله ضعيف وعبيدالله ثقة. وقد جاء في مُصنّف عبدالرزاق المجلد الأول صفحة 524 ، حديث رقم 2005 ، مُصحّفاً بعبيدالله . كيف عرفنا ذلك ؟ بالتنصيص عليه ، فقد نصَّ ابن حجر في الفتح (2/155) أن رواية عبدالرزاق هي عن طريق المُكبّر ـ عبدالله - . ولذا حكم عليها بأنها ضعيفة ومُنكرة .
17/ إسحاق بن إبراهيم الدَبَري . روى عن عبدالرزاق بعدما اختلط عبدالرزاق ، قُبلت رواية إسحاق لأنه لم يأخذ من لفظه وَوَافق غَيره .(1/118)
18/ عبدالله بن يوسف التنّيسي ويحيى بن يحيى التميمي . يرويان عن مالك . ماذا يُسمّى كلاً منهما بالنسبة للأخر ؟ يُسمى مُتابع للأخر متابعة تامة . والمتابعة التامة هي : أن يروي المصنف من أول الإسناد عن شيخين يلتقيان في شيخ آخر .
19/ ابن نُمير تابع أبو أسامة بالرواية عن عبيدالله ، لكنها متابعة قاصرة ، لأن كلاهما يرويان عن شيخ واحد لكن ليس من أوّل الإسناد . كلما تأخرت تُسمّى قاصرة .
20/ هناك متابعة أقصر منها . وهي أن عبيدالله وعبدالله و الضحاك ومالك كلهم تابعوا بعضهم بعضاً بالرواية عن نافع . لماذا أصبحت أقصر منها ؟ لأنها دونها بطبقة . وعلى هذا فقس ، فلو أنَّ أحداً تابع نافع فتكون أقصر .
أما بالنسبة إذا وافقه راوٍ آخر من الصحابة فإنه يُسمّى شاهداً ، إذا جاء مثله أو نحوه أو معناه من طريق صحابي آخر فإنه يُسمّى شاهداً .
والمتابعات من خصائص الإسناد والشواهد من خصائص المتون واختلاف الرواة.
21/ جاءت ( خمسٌ وعشرين ) وهذه جاءت عند عبدالرزاق ملحونة ، أي مُخالفة لقواعد اللغة العربية ، المفترض أن يقول ( خمساً وعشرين ) .
تم بحمد الله وفضله الانتهاء من الجزء الثاني وهو كيف تُخرّج حديثاً
ويليه إن شاء الله الجزء الثالث كيف تحكم على حديثاً.
---
(1) قال مُقيّده : انظر كتاباً للشيخ د.سعد آل حميد بعنوان مناهج المحدثين.
(2) قال مُقيّده: انظر مثلاً: تدريب الرواي للسيوطي ، قواعد التحديث للقاسمي ، الحديث النبوي لمحمد لطفي الصبّاغ.
أهم المؤلفات في «أصول التخريج» «وطرق استخراج الحديث»
«حصول التفريج بأصول العزو والتخريج» لأبي الفيض أحمد بن محمد
ابن الصدِّيق الغماري (ت1380ه) و هو أفضلهم على الإطلاق لعلو كعب مؤلفه
توجيه العناية لتعريف علم الحديث رواية و دراية
لحافظ السيد (عبد الله بن محمد بن الصديق) الحسنى الإدريسى الغمارى (توفى 1424ه)
2- «أصول التخريج ودراسة الأسانيد» للدكتور محمود الطحان(1/119)
3- «كشف اللثام عن أسرار تخريج أحاديث سيد الأنام» للدكتور عبدالموجود عبد اللطيف
4- (طرق تخريج حديث رسول الله) للدكتور عبدالمهدي عبدالقادر
5- «أصول التخريج وطرق تخريج الحديث» للدكتور شاكر ذيب فيّاض
6- «منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها ويليه دراسة في تخريج الأحاديث» للدكتور وليد بن الحسن العاني (ت1416ه)
7- علم تخريج الأحاديث: أصوله ، طرائقه ، مناهجه للدكتور محمد محمود بكار
8- «تخريج الحديث» للدكتور همام عبدالرّحيم سعيد
9- «تبسيط علم التخريج» للدكتور مصطفى سليمان الندوي
10- «التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل» للدكتور بكر ابن عبدالله أبو زيد
11- «مفاتيح علوم الحديث وطرق تخريجه» لمحمد عثمان الخشين
12- «فن تخريج الحديث» للدكتور عزّت علي عيد عطية
13- «المدخل إلى تخريج الأحاديث والآثار والحكم عليها» للدكتور عبدالصمد بن بكر عابد
14- «تحفة الخريج إلى أدلة التخريج» تأليف: إقبال أحمد محمد إسحاق
15- «طرق تخريج الحديث» للدكتور سعد بن عبدالله آل حميد
16- «تخريج الحديث النبوي» للدكتور عبدالغني أحمد مزهر التميمي وهي رسالة صغيرة الحجم.
17- «القول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح» للمرتضى الزبيدي
18- «المفيد في تخريج الحديث ودراسة الأسانيد» تأليف محمد عجاج الخطيب
ملحق تاريخ الوفاة لكثير من الرواة رحمهم الله تعالى
الملون بالأحمر هو المذكور بهذا الكتاب
32 ... ابن مسعود
32 ... أبا الدرداء
40 ... أبا مسعود الأنصاري
50 ... المغيرة
64 ... أبى سعيد الخدرى
80 ... علقمة بن وقاص الليثي
94 ... ابن المسيب
95 ... عبد الرحمن بن عوف
103 ... الشعبي
110 ... ابن سيرين
110 ... الحسن البصري
120 ... محمد إبراهيم التيمى
124 ... الزهري
125 ... سعد بن إبراهيم
132 ... همام بن المنبه
144 ... يحيى بن سعيد الأنصاري
150 ... أبو حَنِيْفَةَ
154 ... معمر
157 ... الأوزاعي
160 ... شعبة
161 ... الثوري(1/120)
163 ... ابن طهمان
175 ... الليث بن سعد
179 ... مالك
181 ... ابن المبارك
183 ... أبو يوسف
183 ... عَلِيّ بن زياد
183 ... هُشَيم
185 ... المعافي بن عمران الموصلي
189 ... مُحَمَّد بن الحسن الشيباني
191 ... عَبْد الرَّحْمَان بن القاسم
192 ... عبد الله بن إدريس
196 ... وكيع بن الجراح
198 ... سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ
198 ... عَبْد الرحمان بن مهدي
198 ... معن بن عيسى
198 ... يَحْيَى بن سعيد القطان
199 ... مُحَمَّد بن حسن بن زبالة
203 ... يَحْيَى بن آدم
204 ... الشَّافِعِيّ
204 ... الطيالسي
207 ... الواقدي
211 ... عَبْد الرزاق
212 ... الفريابي
212 ... أبو عاصم النبيل
219 ... الحميدي
221 ... عَبْد الله بن مُسْلِم القعنبي
224 ... أبو عبيد القاسم بن سلام
227 ... سعيد بن مَنْصُوْر
228 ... مسدد
230 ... ابن جعد
230 ... ابن سعد
232 ... يحيى بن مَعِيْنٍ
234 ... زهير بن حرب ( أبو خيثمة )
234 ... علي بن المديني
235 ... ابن أبي شيبة
236 ... مصعب الزبيري
238 ... إسحاق بن راهويه
240 ... أبو ثور
240 ... خليفة بن خياط
240 ... سويد بن سعيد
241 ... أحمد بن حنبل
242 ... أبو مصعب الزهري
243 ... ابن أبي عمر
243 ... هناد بن السري
244 ... أحمد بن منيع
244 ... مُحَمَّد بن عَبْد الله الأزرقي
244 ... يحبى الليثي
245 ... ابن حبيب
248 ... حميد بن زنجويه
249 ... عَبْد بن حميد
250 ... الدارمي
251 ... ابن زنجويه
251 ... حميد بن زنجويه ، أبو أحمد الأزدى النسائى
252 ... الدورقي
256 ... البُخَارِيّ
256 ... الزبير بن بكار
257 ... ابن عَبْد الحكم
259 ... الجوزجاني
261 ... العجلي
261 ... حميد بن زنجويه - أبو عبيد
261 ... مُسْلِم
262 ... ابن شبة
262 ... يعقوب بن شيبة
264 ... المزني
264 ... أبو زرعة الرازي
270 ... ابن الجنيد
270 ... داود الظاهري
272 ... محمد بن أحمد بن مردك
273 ... ابن ماجه
273 ... الطرسوسي(1/121)
275 ... أبو داود
276 ... ابن قتيبة
276 ... البلاذري
276 ... بقي بن مخلد
277 ... أبو حاتم الرازي
277 ... يعقوب بن سُفْيَان
279 ... التِّرْمِذِيّ
281 ... ابن أبي الدنيا
281 ... أبو زرعة الدمشقي
282 ... الحارث
282 ... إسماعيل الْقَاضِي
283 ... ابن خراش
285 ... الدبرى
285 ... إبراهيم الحربي
286 ... الحافظ أبو الفضل أحمد بن سلمة النيسابورى البزار المعدل ، وكان رفيق مسلم فى بعض رحله
286 ... الحافظ أبو بكر محمد بن محمد رجاء الإسفراينى
287 ... ابن أبي عاصم
290 ... عَبْد الله بن أحمد
292 ... البزار
292 ... بحشل (أبو الحسن )
294 ... ابن الضريس
294 ... المروزي
297 ... عثمان بن أبي شيبة
301 ... الفريابي
303 ... الحسن بن سُفْيَان
303 ... أبو عبد الرحمن النسائى صاحب السنن
306 ... وكيع المؤرخ
307 ... ابن الجارود
307 ... الروياني
307 ... أبو يعلى
309 ... ابن المنذر
310 ... الحافظ أبو العباس محمد بن إسحق السراج النيسابورى
310 ... الدولابي
310 ... الطبري
311 ... ابن خزيمة
311 ... الحافظ الزاهد القدوة ، أبو جعفر أحمد بن حمدان النيسابورى الحيرى
311 ... أبو بكر الخلال
312 ... الحافظ أبى على الحسن بن على بن نصر الطوسى
316 ... أبو عوانة يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الإسفراينى
317 ... أبو القاسم البغوي
318 ... أبو عروبة الحراني
320 ... الفربرى
321 ... ابن المنذر
321 ... الطحاوي
322 ... الحافظ أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبى المعروف بابن الجباب
322 ... العقيلي
323 ... أبو عمران موسى بن العباس الجونى الحافظ
327 ... ابن أبي حاتم
327 ... الخرائطي
330 ... الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أيمن القرطبى
330 ... المحاملي
332 ... الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
334 ... الخِرَقِيّ
335 ... الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقى الجوهرى المصرى
335 ... الشاشي(1/122)
339 ... الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسى البلاذرى الواعظ
340 ... ابن الأعرابي
340 ... الحافظ أبو محمد قاسم بن أصبح القرطبى
344 ... الحافظ الزاهد أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد القزوينى الأموى النيسابورى
344 ... الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيبانى النيسابورى المعروف بابن الأخرم
344 ... الحافظ أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الطوسى شيخ الشافعية
351 ... ابن قانع
353 ... الحافظ أبو سعيد أحمد بن محمد بن الحافظ أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيرى النيسابورى
354 ... ابن حبان
355 ... الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين النيسابورب التاجر
356 ... أبو الفرج الأصبهاني
360 ... الآجري
360 ... الرَّامَهُرْمُزِيّ
360 ... الطبراني
362 ... المزكى
364 ... ابن السني
365 ... ابن عدي
365 ... الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدى الجرجانى صاحب الكامل فى الضعفاء
365 ... الحافظ أبو على الحسين بن محمد بن أحمد الماسرجسى
365 ... الحافظ أبى أحمد عبد الله بن عدى الجرجانى
369 ... أبو الشَّيْخ
370 ... الجصاص
370 ... الخولاني
371 ... الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلى الجرجانى
372 ... أبو عبد الله الحسين بن أحمد الشماخى الهروى الصفار
377 ... الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفى الجرجانى
378 ... الحافظ الرئيس أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن أبو ذهل الضبى الهروى
378 ... الحافظ الكبير أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحاكم النيسابورى شيخ الحاكم أبو عبد الله
380 ... المقدسي
381 ... الجوهري
385 ... ابن شاهين
385 ... الدارقطني
388 ... الحافظ أبو بكر محمد عبد الله الجوزقى
388 ... الخطابي
389 ... أبى الهيثم الكشميهني
395 ... ابن منده
402 ... ابن جَمِيْع الصيداوي
405 ... الحاكم
409 ... عبد الغني بن سعيد الأزدي
412 ... السلمي(1/123)
414 ... الحافظ أبو سعيد محمد بن على النقاش
414 ... تمام الرازي
416 ... أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهانى
418 ... اللالكائي
420 ... الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقانى
427 ... السهمي
428 ... ابن منجويه الأصبهاني
430 ... الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانى
434 ... الحافظ أبو ذر عبد بن أحمد الهروى المالكي
439 ... الحافظ أبو محمد الحسن بن محمد الخلال
446 ... الخليلي
447 ... البكري
454 ... القضاعي
456 ... ابن حزم الأندلسي
458 ... البَيْهَقِيّ
458 ... الحافظ أحمد بن الحسين البيهقى
463 ... ابن عبد البر
463 ... الحافظ أبو عمر بن عبد البر
463 ... الْخَطِيْب
463 ... الخطيب
466 ... الحافظ أبو مسلم عمر بن على بن أحمد بن مسلم اليتى البخارى
468 ... الخطيب البغدادي
468 ... المهروانى
468 ... الواحدي
474 ... الباجي
475 ... ابن ماكولا
476 ... الشيرازي
477 ... بيبي
486 ... الحافظ أبى مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان المليحى الأصبهانى
488 ... أبو عبد الله الحميدي
494 ... البغوي
498 ... ابن مردويه
498 ... الجياني الأندلسي
498 ... الغساني
500 ... الصيرفى ابن الطيوري
507 ... الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسى
507 ... القيسراني
509 ... الديلمي
510 ... أبو الخطاب الكلوذاني
515 ... أبو على الحسن بن أحمد الحداد
516 ... البغوي ( شرح السنة )
520 ... أبى اليمن الكندي
526 ... أبو يعلى الفراء
538 ... الزمخشري
542 ... ابن عطية الأندلسي
543 ... الجوزقاني
544 ... القاضي عِيَاض
558 ... الحافظ أبو منصور شهردار الديلمى
562 ... السمعاني
571 ... ابن عساكر
575 ... ابن خير الإشبيلي
576 ... السلفي
578 ... ابن بشكوال
581 ... السهيلي
584 ... الحازمي
584 ... الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمى
597 ... ابن الجوزي
597 ... أبى المكارم اللبان
600 ... عبد الغني المقدسي(1/124)
603 ... أبى جعفر الصيدلاني
606 ... ابن الأثير مجد الدين
623 ... الرافعي
624 ... ابن فرح
626 ... ياقوت الحموي
630 ... ابن الأثير
643 ... ابن الصلاح
643 ... ابن النجار
643 ... الحافظ أبو عمرو عثمان بن صلاح
643 ... الضياء المقدسى
643 ... الضياء المقدسي
648 ... يوسف بن خليل الحافظ
654 ... سبط ابن الجوزي
656 ... الحافظ المنذرى
656 ... المنذري
671 ... القرطبي
672 ... ابن مالك
676 ... النووي
680 ... ابن الصابوني
681 ... ابن خلكان
690 ... الفخر بن البخارى
694 ... محب الطبري
696 ... ابن الظاهرى
702 ... ابن دقيق العيد
728 ... ابن تيمية (المبتدع الناصبي) ليس من الحفاظ و لا المحدثين فلم يرو إلا 40 حديثا بالسند كالمبتدئين
733 ... ابن جَمَاعَة
734 ... ابن سيد الناس
741 ... أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم المنفلوطى المعروف بابن معين
742 ... المزي
743 ... الطيبي
744 ... ابن عبد الهادي
744 ... الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادى
745 ... ابن التركماني
748 ... الذهبي
749 ... الرافعى الحافظ شهاب الدين أبو الحسين أحمد بن أبيك بن عبد الله الحسامي الدمياطى
750 ... الحافظ علاء الدين على بن عثمان الماردينى الحنفى المعروف بابن التركمانى
751 ... ابن القيم
761 ... العلائي
762 ... الحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزياعى الحنفى
762 ... الزيلعي
762 ... مُغلطاي
764 ... ابن شاكر الكتبي
764 ... الصفدي
767 ... الحافظ عز الدين عبد العزيز بن بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة
768 ... اليافعي
771 ... تاج الدين عبد الوهاب بن تقى الدين على بن الكافى السبكى
772 ... الأسنوي
773 ... ولى الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب التبريزى
774 ... الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن كثير
775 ... الحافظ محيى الدين عبد القادر بن محمد القرشى الحنفى
786 ... الكرماني
794 ... الزركشي(1/125)
794 ... العلاّمة بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر التركى الأصل ثم المصرى الشافعى المعروف بالزركشى
795 ... ابن رجب الحنبلي
799 ... ابن فرحون
803 ... صدر الدين أبو المعالى محمد بن إبراهيم بن إسحق المناوى
804 ... الحافظ سراج الدين عمر بن على بن أحمد الأنصارى الأندلسى الأصل ثم المصرى الشافعى المعروف بابن الملقن
805 ... البلقيني
806 ... الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم الحسين العراقى
807 ... الهيثمي
815 ... الحافظ شهاب الدين أحمد بن إسماعيل بن خليفة الحسبانى
816 ... الجرجاني
816 ... الفيروزآبادي
819 ... عز الدين محمد بن شرف الدين أبو بكر بن عز الدين عبد العزيز بن جماعة
826 ... الولي العراقي
832 ... الفاسي
833 ... ابن الجزري
851 ... ابن قاضي شهبة
852 ... الحافظ أبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلانى
855 ... العيني
874 ... ابن تغري بردي
879 ... المحدث زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفى
885 ... ابن فهد
885 ... البقاعي
902 ... الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوى
911 ... الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبو بكر السيوطى
923 ... الخزرجي
925 ... الأنصاري
929 ... ابن الكيال
930 ... مُحَمَّد بن أياس
945 ... الداودي
953 ... ابن طالون
1014 ... على بن سلطان القارى الهروى
1032 ... عبد الرؤوف بن تاج العارفين على زين العابدين المناوى (1031؟)
1039 ... ابن العماد الحنبلي
1093 ... العلاّمة الأديب عبد القادر بن عمر البغدادى
1138 ... السندي
1143 ... أبو الحسن على بن أحمد الحريشى الفاسى
1175 ... محمد همات زادة بن حسن همات زادة الحنفى
1182 ... الصنعاني
1184 ... المحدث أبو العلاء ، إدريس بن محمد العراقى الحسين الفاسى
1205 ... أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدى
1255 ... الشوكاني
1354 ... المسند الراوية عبد الستار بن عبد الوهاب الصديقى الهندى(1/126)
1380 ... الحافظ السيد أحمد بن محمد بن الصديق الحسنى الإدريسى الغمارى
1413 ... الحافظ السيد عبد الله بن محمد بن الصديق الحسنى الإدريسى الغمارى
ملحق كيف تستخدم الموسوعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغى لجلاله
www.Allah.com
www.Muhammad.com
How to use Ghumari’s Encyclopedia
For Comprehensive Islamic Search
كيف تستخدم موسوعة
العارف بالله تعالى والدال عليه مولانا السيد الشريف الحسني الحسيني الشيخ الحافظ عبد الله بن الصدّيق الغماري
رضى الله عنه و جمعنى به من غير تبديل و لا تغيير
وكان سعيد بن المسيب ، رحمه الله تعالى يقول : ” إن كنت لأسهر الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد"
و قال سفيان الثوري: إني لأروي الحديث على ثلاثة أوجه، أسمع الحديث من الرجل أتخذه ديناً، وأسمع الحديث من الرجل أوقف حديثه، وأسمع الحديث من الرجل لا أعبأ بحديثه وأحب معرفته.
التخريج الأوتوماتيكى: هو - بعد أن يفهم الطالب كتاب الحافظ أحمد بن الصديق فى فن الحديث المسمى "كيف تصير محدثا" - هو إخراج المحدث أو الطالب المشتغل بالحديث الأحاديث مستخدما ما ضمه أحمد كامل درويش بموسوعة الحافظ عبد الله بن الصديق الغمارى من كل كتب الحديث فى كتاب واحد ألكترونى من بطون الأجزاء, والمشيخات, والكتب, ونحوها. وسياقها من مرويات نفسه, أو بعض شيوخه, أو أقرانه, أو نحو ذلك. والكلام عليها, وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب, والدواوين, مع بيان البدل والموافقة ونحوهما
Dear User
This is an electronic hand-over, please make copies and give others. Thank you
أيها المستخدم الفاضل
هذه مناولة إلكترونية لمراجع الإسلام ، رجاء عمل نسخ و توزعها مجانا أو بسعر التكلفة لأنها وقف لله تعالى
كيف تستخدم موسوعة
أولا الإسلوب البسيط للمبتدئين
Simple Mode
1. بالعربية "أكتب هنا ما تريد البحث عنه" أمام Search for text(1/127)
قرر عدد الأسطر التى تريدها قبل و بعد الأسطر المرادة التى تشكل نتيجة البحث
2. أو بالإنجليزية : Mercy of Allah (or in English) Search for text
Decide how many lines do you need before and after each line that contains your search
3. ثم انقر على Grip it
بعد عدة دقائق سيخرج لك دوسيه به ملفات على شاشة جهاز الكمبيوتر يحمل اسم ما تبحث عنه
After few minutes you will see a folder having the same name of words you searched for, inside it are many files having the same words and the science categories that found your request
ألآن ما عليك إلا فهم نظام الأزهر لدراسة مراجع أهل السنة و الجماعة
ثم ابحث عن شيخ يعلمك ذكر الله و علم الإحسان لتصبح عبدا ربانيا مثل الشيخ الشاذلى السيد عبد الله بن الصديق و خليفته بمصر الدكتور يسرى بمسجد الأشراف بالمقطم (شارع 17) بالقاهرة أو أى طريقة كالقادرية و الرفاعية و الدسوقية و الأحمدية و العزمية الخ و هم كثير
و لا تنس كلية التصوف بالعشيرة المحمدية و رائدها الدكتور عصام محمد زكى إبراهيم
Now all what you need to understand is the Azhar methodolgy to study Islam according to Prophetic ways (sunnah) according to collective consensus (jam’aat) then find yourself an Ihsan shaykh to guide you to Allah such as Ghumari of Shazilia
Congratulations, it is very simple, may Allah benefit you and protect you from Wahabism that fought for the British to bring down the caliphate
ثانيا الإسلوب المركب للمتقدمين
Advanced Modeِ
Coming soon
My dua and Salam
Ahmad Darwish
Servant of Grand Muhaddith Abdullah Ben Siddique
ملاحظة قصيرة عن الحديث المذكور بلوحة الإعلان عن الموسوعة
أَنا مَدينةُ العلمِ ، وعلي بَابها(1/128)
حديث: (أَنا مَدينةُ العلمِ ، وعلي بَابها) حديث حسن ، فهو من قسم الحسن و لا يرتقي إلى الصحة ، ولا ينحط إلى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولاً ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك كما حسم الأمر ابن حجر فى فتيا له. و هو حديثٌ قد تنازع العلماءُ فيه ،و له طرق كثيرة في: مستدرك الحاكم الذى صححه ، فأقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع.
فأمّا مَن صَحَحَه:
1. فأبو عبد الله الحاكم في: ( مستدركه ). ( 3 / 126 )
وأَمّا من حَسَنه:
فالحافظ العلائي في كتابه:
( النقد الصحيح لما اعترض عليه من أَحاديث المصابيح ). ( ص: 55 )
والحافظ ابن حجر في فُتْيا له.
قال السيوطي: سئل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر عن هذا الحديث في فتيا ، فقال: ( هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ، وقال إنه صحيح ، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات ، وقال: إنه كذب ، والصواب خلاف قولهما معاً ، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ، ولا ينحط إلى الكذب ، وبيان ذلك يستدعي طولاً ، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك ). اللآلئ المصنوعة ، للسيوطي: ( 1 / 334 ) ، وفي: ( أجوبته على أحاديث المصابيح ) ، المطبوع في آخر كتاب: ( مشكاة المصابيح ) ، تحقيق الشيخ الألباني: ( 3 / 317 ) ، قال: ( هو ضعيف ، ويجوز أن يحسن ) ، وفي: ( لسان الميزان ) : ( 2 / 123 ) ، قال: ( وهذا الحديث له طرق كثيرة في: مستدرك الحاكم ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع )
والسخاوي في: ( المقاصد الحسنة ). ( رقم: 189 )
والشوكاني في: ( الفوائد المجموعة ). ( ص: 349 ).(1/129)