...
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وآله وصحبة أجمعين .. وبعد :
فلقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم باللغة العربية، فهي أشرف اللغات وأعلاها، وأكملها وأبقاها؛ لأنها لغة القرآن الكريم، ولسان سيد المرسلين .
قال تعالى : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } [ الشعراء : 193–195] .
قال الإمام الطوفي(1): "المراد باللسان هنا: اللغة".
وقال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [ يوسف/ 2 ] .
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية(2): " وذلك لأن العربية أفصح اللغات، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكَمُلَ من كل الوجوه ".
فالعناية بها عناية بكتاب الله تعالى، ودراستها تعين – بتوفيق الله – على فهم كتابه الكريم، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(3): " اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب : فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ . ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " .
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله(4): " إن هذه الشريعة المباركة عربية، فمن أراد تَفَهُمَها فمن جهة لسان العرب يُفهَم، ولا سبيل إلى تطلب فهمها من غير هذه الجهة " .
__________
(1) ... الصقعة الغضبية في الرد على منكري العربية (ص235).
(2) ... تفسير القرآن العظيم 2/1438 .
(3) ... اقتضاء الصراط المستقيم 1/470 .
(4) ... الموافقات 2/64 .(1/1)
وقال الإمام المبارك مجد الدين ابن الأثير(1): " معرفة اللغة والإعراب هما أصل لمعرفة الحديث وغيره، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب " .
أهمية إعراب القرآن الكريم:
لا يخفى على كل طالب علم ما لإعراب القرآن الكريم من فوائد تتجلى في ضبط الكلمات وفي معرفة معاني الآيات, لأن الإعراب يُميز المعاني(2), قال الإمام مكي بن أبي طالب (ت437)(3) "أَعظمُ ما يجب على الطالب لعلوم القرآن, الراغب في تجويد ألفاظه, وفهم معانيه, ومعرفة قراءاته ولُغاته, وأفضل ما القارئ إليه مُحتاج:معرفة إعرابه, والوقوف على تصرف حركاته, وسواكنه؛ ليكون بذلك سالماً من اللحن فيه, مستعيناً على أحكام اللفظ به, مُطلعاً على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات, متفهماً لما أراد الله به من عباده, إذ بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني, وينجلي الإشكال, فتظهر الفوائد ويُفهم الخطاب, وتصح معرفة حقيقة المراد. ا هـ".
وقال الإمام أبو بكر الأنباري(4) (ت328هـ) وجاء عن الرسول- صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابه وتابعيهم من تفضيل إعراب القرآن والحض على تعليمه, وذم اللحن, وكراهيته, ما وجب به على قُراء القرآن أن يأخذوا أنفسهم بالاجتهاد في تعلمه" ا هـ. قلت: فلأهمية هذا الموضوع, ولوقوفي على أحاديث وآثار في الأمر بإعراب القرآن الكريم. رغبت في جمعها، وتخريجها، ودراسة أسانيدها، والحكم عليها في بحث عنوانه: (فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية, دراسة موضوعية ).
أسباب اختيار الموضوع :
__________
(1) ... جامع الأصول 1/37 .
(2) ... للاستزادة يراجع: "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي, النوع الحادي والأربعين في معرفة إعرابه, (1/179).
(3) ... مشكل إعراب القرآن 1/63.
(4) ... إيضاح الوقف والابتداء 1/14 ونقله عن القرطبي في مقدمة تفسيره: "الجامع لأحكام القرآن" باب ما جاء في إعراب القرآن وتعليمه, والحث عليه, وثواب من قرأ القرآن معرباً", (1/19).(1/2)
1 – ... الإسهام في خدمة لغة القرآن الكريم في جانب من جوانبها المتعلقة بالسنة النبوية, وهذا ما يؤكد تكامل العلوم الشرعية .
2– ... حاجة الباحثين – لا سيما في التفسير وعلومه – لتخريج الأحاديث والآثار الواردة في فضل إعراب القرآن، وبيان درجاتها ؛ لقصور كتب علوم القرآن في الوفاء بتخريج الأحاديث بتوسع، والحكم عليها وفق منهج المحدثين .
3 – ... إبراز جهود المحدثين في بيان عناية السنة النبوية بإعراب القرآن الكريم.
4 – ... التحذير من الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في إعراب القرآن الكريم .
الدراسات السابقة :
لم أقف – حسب علمي واطلاعي – على دراسة متخصصة في تخريج الأحاديث والآثار الواردة في إعراب القرآن الكريم، وإنما خصه بعض العلماء بأبواب في مؤلفاتهم ذكروا فيها بعض الأحاديث والآثار, دون توسع في تخريجها، ودراستها, والحكم عليها. ومن هؤلاء :
1 – الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي ( ت 224هـ) في كتابه : "فضائل القرآن" عقد باباً عنوانه "إعراب القرآن" (رقم :53) (ص: 200–204 ).
2 – الإمام أبو بكر ابن أبي شيبة (ت235هـ) في " المصنف " كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في إعراب القرآن (10/456).
3 – الإمام أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت 328هـ) في كتابه " إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل"، ويعد من أكثر المؤلفات جمعاً للأحاديث والآثار في هذا الموضوع.
واستهله برواية أحاديث وآثار كثيرة في فضل إعراب القرآن، وذم اللحن (ج1 / ص : 14– 61 ) .
4 – الإمام أبو جعفر النحاس (ت338هـ) في كتابه (إعراب القرآن) ذكر عدداً من الأحاديث والآثار ( 1/115 و116) .
5– الإمام أبو سليمان حَمْد بن محمد الخطابي (ت388هـ) في مقدمة كتابه " غريب الحديث " عقد فصلاً ترجم له بقوله :
" ذكر مادرج عليه الصدر الأول من لزوم الإعراب، وما أنكروه من اللحن، وعابوه من أهله " (1/60–63 ) .(1/3)
6– الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458هـ) في كتابه " شُعب الإيمان " في الشعبة التاسعة عشرة : في تعظيم القرآن، عقد باباً في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب (2/426-430) .
7– الإمام الخطيب البغدادي (ت463هـ) في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي، وآداب السامع " عقد فصلاً ترجم له بقوله : " القول في رد الحديث إلى الصواب إذا كان راويه قد خالف موجب الإعراب " (2/21–23) .
8– الإمام أبو عمر يوسف ابن عبدالبر القُرطبي (463) في كتابه : " بهجة المجالس، وأنس المُجالس " عقد باباً في حمد اللسان، وفضل البيان (1/54–59)، وباباً في اجتناب اللحن، وتعلم الإعراب (1/64–71)، وفي كتابه " جامع بيان العلم وفضله" عقد باباً في الأمر بإصلاح اللحن والخطأ... "( 1/339-353).
9– الإمام القاضي عياض بن موسى اليحُصبي (ت544هـ) في كتابه : " الإلماع إلى معرفة أصول الرواية، وتقييد السماع "، عقد باباً في إصلاح الخطأ، وتقويم اللحن .( 1/183–188) .
10– الإمام أبو بكر محمد بن عبدالملك الشنتريني (ت549هـ) في كتابه : " تنبيه الألباب على فضائل الإعراب "، ذكر أحاديثاً وآثاراً كثيرة في فضل إعراب القرآن (ص74 - 81 ).
11– الإمام المُفسر محمد بن أحمد القرطبي (671هـ) في تفسيره : " الجامع لأحكام القرآن " جعل له مقدمة تشتمل على أبواب منها : باب ما جاء في إعراب القرآن وتعليمه والحث عليه، وثواب من قرأ القرآن مُعرباً ( 1/19–21).
12– الإمام أبو الربيع نجم الدين سليمان بن عبدالقوي الطوفي (ت716هـ) خصص كتابه: " الصعقَة الغضبية في الرد على منكري العربية " للدلالة على فضل علم العربية من الكتاب، والسنة، والآثار، وصريح العقل، وذكر فيه عدداً من الأحاديث والآثار في إعراب القرآن (ص235- 260).
13– الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه " زاد المعاد " تكلم عنه. (1/482) .(1/4)
14– الإمام جلال الدين السيوطي (ت911هـ) في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " عقد باباً في معرفة إعراب القرآن, ذكر فيه بعض الآثار (1/179).
15- الإمام علاء الدين المتقي الهندي (ت975هـ) في كتابه (كنز العمال) ذكر أحاديث وآثاراً كثيرة في إعراب القرآن (1/533, 607).
خطة البحث:
يتألف البحث من مقدمة, وتمهيد, وبابين, وخاتمة,وفهارس.
أما المقدمة: فذكرت فيها أهمية الموضوع عموماً, وأهمية إعراب القرآن خصوصاً, وأقوال الأئمة الدالة على فضله.
ثم ذكرت أسباب اختيار الموضوع.
ثم الدراسات السابقة فيه.
ثم خطة البحث, والمنهج المتبع فيه.
أما التمهيد فخصصته لتعريف إعراب القرآن لغةً, واصطلاحاً, وثمرته, وأشهر المؤلفات المطبوعة فيه قديماً وحديثاً.
ثم شرعتُ في: -
الباب الأول: في فضل إعراب القرآن, وفيه فصلان:-
الفصل الأول:- أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعراب القرآن الكريم.
الفصل الثاني:- حث الصحابة على إعراب القرآن الكريم.
الباب الثاني: فيما يُعين على إعراب القرآن, وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: - تعلم العربية يعين على إعراب القرآن.
الفصل الثاني:- ذم اللحن في القرآن.
الفصل الثالث: - حث النبي- صلى الله عليه وسلم - على الإعراب, والبيان.
- الخاتمة, وذكرت فيها أهم النتائج.
- التوصيات, ثم فهرس المراجع , ثم فهرس الموضوعات.
المنهج المتبع في البحث:
جمع الاحاديث والآثار من كتب السنة وعلومها. وعلوم القرآن , وفضائله, وإعرابه.
ترتيبها حسب خطة البحث.
ترقيم الأحاديث ترقيماً تسلسلياً.
تخريج الأحاديث والآثار في ضوء الجوانب الآتية: -
أ – ... إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فاقتصر في تخريجه عليهما؛ لتلقي الأمة لهما بالقبول، وعزوه لهما يغني عن ذكر درجته .
ب – ... إذا كان الحديث أو الأثر في غير الصحيحين، فأقوم بتخريجه بتوسع من المصادر الحديثية وغيرها مما وقفت عليه.
5 – ... أدرس الأسانيد حسب المنهج الآتي :(1/5)
أ – ... من كان من الرواة متفقاً على توثيقه، أو تضعيفه، اكتفيت بدراسته بإيجاز مع العزو للمؤلفات التي ذكرت توثيقه أو ضعفه.
ب– ... من كان مختلفاً فيه أدرسُه بتوسع، ثم أُرجح حالة، مع الالتزام بقواعد الجرح والتعديل عند المحدثين .
6 – ... الحكم على الأحاديث والأثار بعد دراسة أسانيدها، وذكر ما وقفتُ عليه من كلام المحدثين عليها، وذكر ما أوردوه من شواهد وتخريجها، والحكم عليها.
7 – ... تفسير الكلمات الغريبة من كتب غريب الحديث، ومعاجم اللغة وغيرها .
8 – ... التعليق على الأحاديث التي تتطلب ذلك، والاستنباط منها، مع الاستفادة من كتب الشروح الحديثية وعنونت لها بفقه الحديث .
تنبيه مهم:
لا يخفى على شريف علم القارئ أن أكثر الأحاديث الواردة في "إعراب القرآن" ضعيفة, بل وموضوعه, وقد يتساءل عن وجه إيرداها في هذا البحث؟
فأقول: إنما ذكرتها لتجلية أمرها, ومعرفة صحيحها من سقيمها, ولا يتبين ذلك إلا بالبحث والتخريج ودراسة الأسانيد, فما كان ضعيفاً, أو موضوعاً فيتنبه القارئ لدرجته, ويحذر من الاحتجاج به. فإن المحدثين كانوا يكتبون الأحاديث الضعيفة والموضوعة للتحذير منها ومن رواتها. قال الخطيب البغدادي(1) "... فإن الحفاظ ما زالوا يكتبون الروايات الضعيفة, والأحاديث المقلوبة, والأسانيد المركبة؛ لينفروا عن واضعيها, ويبينوا حال من أخطأ فيها".
ويرد إشكال آخر في وجه استنباط بعض الأحكام والآداب منها وهي ضعيفة؟!!
__________
(1) ... تاريخ بغداد 1/43.(1/6)
فالجواب: أن العلماء كانوا يتساهلون في الاستدلال, والعمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال, قال الإمام النووي(1): قال العلماء من المحدثين والفقهاء: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً". وقال ابن رجب(2): "قد رخص كثير من الأئمة في روايته الأحاديث في الرقاق, ونحوها عن الضعفاء, منهم ابن مهدي, وأحمد بن حنبل".
أسأل الله التوفيق لخدمة كتابه الكريم, وسنة سيد المرسلين, إنه سميع مجيب.
كتبه ... ...
د / أحمد بن عبد الله الباتلي
25/12/1425هـ ...
الرياض ...
التمهيد:
تعريف "إعراب القرآن" لغة واصطلاحاً, وثمرته.
الإعراب لغة مشتق من عَرَبَ, قال ابن فارس(3): "العين, والراء, والباء, أصول ثلاثة:
أحدها: الإبانة والإفصاح.
والآخر: النشاط, وطيب النفس.
والثالث: فساد في جسم أو عضو".
قلت: وما يتعلق بموضوع البحث هو المعنى الأول.
من قولهم: أعرب الرجلُ عن نفسه إذا بيَّنَ وأوضح.
قال الجوهري(4): أعرب كلامه, إذا لم يلحن في الإعراب, وأعرب بُحجته أي أفصح بها.
فالخلاصة أن الإعراب لغة: الإظهار , والإبانة.
أما الإعراب اصطلاحاً عند النحاة فعرفوه "بأنه تغيير أواخر الكَلِمِ لاختلاف العوامل الداخلة عليه, لفظاً أو تقديراً"(5).
القرآن لغة: مصدر قرأ, يقرأ, بمعنى جمع, وتلا ما حفظه, أو كتبه من الآيات(6).
__________
(1) ... الأذكار ص27.
(2) ... شرح علل الترمذي 1/101.
(3) ... معجم مقاييس اللغة – عرب – (4/299).
(4) ... الصحاح – عرب – (1/179).
(5) ... يراجع: شذور الذهب لابن هشام (ص33) والتحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية (ص16).
(6) ... القاموس المحيط – قرأ – (ص62) بتصرف.(1/7)
اصطلاحاً: "هو كلام الله المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بلسان عربي مبين, والمكتوب بين دفتي المصحف, والمنقول إلينا بالتواتر"(1).
أما إعراب القرآن فهو: ضبط ألفاظه ضبطاً صحيحاً, تتم به صحة التلاوة, وإتقان النطق, وفق قواعد العربية.
واجتهدت في صياغة هذا التعريف؛ لعدم وقوفي على تعريف اصطلاحي لإعراب القرآن مركباً. فرأيت الجمع بين تعريف الإعراب لغة واصطلاحاً وربطه بالقرآن الكريم.
نقل الإمام البيهقي(2) عن الحليمي قوله:
"ومعنى إعراب القرآن شيئان: أحدهما: أن يحافظ على الحركات التي بها يتميز لسان العرب على لسان العجم؛ لأن أكثر كلام العجم مبنيٌ على السكون وصلاً وقطعاً, ولا يتميز الفاعل من المفعول, والماضي من المستقبل باختلاف المقاطع.
والآخر: أن يحافظ على أعيان الحركات, ولا يُبدل شيئاً منه؛ لأن ذلك ربما أوقع اللحن, أو غيّر المعنى."
ثمرة إعراب القرآن الكريم:
صيانة القرآن عن اللحن.
وتلاوته تلاوةً صحيحةً كما أُنزل بلسان عربي مُبين. فتظهر روعة بيانه, وفصاحة ألفاظه ويتجلى إعجازه البياني. قال تعالى: "إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" سورة يوسف الآية 2.
وذلك يعين على معرفة معانيه, واستنباط مراميه.
وللتوسع في ذلك يراجع ما ذكره الإمام السيوطي(3) رحمه الله في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" باب في إعراب القرآن.
أشهر المؤلفات المطبوعة في إعراب القرآن الكريم
__________
(1) ... التعريفات للجرجاني (ص174) والمستصفى للغزالي 1/101 والبرهان في علوم القرآن للزركشي 1/278.
(2) ... شعب الإيمان 2/429.
(3) ... 1/179.(1/8)
كان المفسرون(1) قديماً يجمعون في كتبهم بين تفسير الألفاظ, وإعرابها, وقراءاتها وأحكامها, ثم صاروا يفردون إعراب القرآن بمؤلفاتٍ خاصة منها:
إعراب القرآن المنسوب للزجاج (ت311هـ).
تحقيق/إبراهيم الإبياري. صدر عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف عام 1963م.
إعراب القرآن الكريم, لأبي جعرف أحمد بن محمد النحاس (ت338هـ).
حققه في رسالة دكتوراه بالقاهرة عام 1976 د. زهير غازي زاهر وطبع في بغدادعام 1980م.
تم طبع تعليق/ عبد المنعم خليل, وصدر عن دار الكتب العلمية ببيروت عام 1421هـ.
إعراب ثلاثين سورة من القرآن, لابن خالويه (370هـ).
صدر عن دار الكتب العلمية ببيروت عام 1988م.
مشكل إعراب القرآن, لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيس (ت437هـ) طبع بتحقيق/ياسين محمد السواس. وصدر عن مجمع اللغة العربية بدمشق, ثم طبع بتحقيق د.حاتم بن صالح الضامن. وصدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت عام 1405.
البيان في غريب القرآن, لأبي البركات ابن الأنباري (ت577هـ).
تحقيق طه عبد الحميد, وصدر عن الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر عام 1389هـ ثم حققه/ جودة مبروك. وصدر عن مكتبة الآداب بالقاهرة عام 1424هـ.
التبيان في إعراب القرآن, لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري (ت616) طبع قديماً بعنوان "إملاء ما من به الرحمن" بتحقيق/ إبراهيم عطوة عوض بالقاهرة عام 1961م.
تم طبع باسمه المذكور بتحقيق/علي بن محمد البجاوي, وصدر عام 1981م بالقاهرة.
__________
(1) ... ومن تلك المؤلفات: معاني القرآن, للإمام الفراء (ت207هـ) طبع بتحقيق محمد علي النجار وصدر عن عالم الكتب, بيروت عام 1403هـ - ومعاني القرآن للأخفش سعيد بن مسعدة البلخي (ت221هـ) طبع بتحقيق د. عبد الأمير محمد. وصدر عن عالم الكتب, بيروت عام 1405هـ- والبحر المحيط, لأبي عبد الله محمد بن يوسف بن حيان الأندلسي (ت745هـ) وهو مطبوع مشهور.(1/9)
الملخص في إعراب القرآن, للتبريزي (ت741هـ) صدر عن جامعة الكويت عام 2001م بتحقق فاطمة الراجحي.
المُجيد في إعراب القرآن المجيد, لأبي إسحاق إبراهيم الصفاقسي المالكي (ت742هـ) تحقيق/ موسى محمد, وصدر عن كلية الدعوة بليبيا عام 1992م.
الفريد في إعراب القرآن, لحسين الهمداني.
طبع بتحقيق الشيخ محمد بن حسن النمر. وصدر عن دار الثقافة بقطر عام 1411هـ
- المؤلفات المعاصرة.
إعراب القرآن وبيانه, لمحي الدين درويش.
طبع عام 1412هـ وصدر عن اليمامة بدمشق.
الجدول في إعراب القرآن, لمحمود صافي.
طبع بعناية لينة الحمصي, ووضع فهارسه/محمد حسن الحمصي. وصدر في ستة عشر مجلداً عن دار الرشيد ببيروت عام 1411هـ.
إعراب القرآن الكريم, لمحمد سليمان ياقوت.
صدر عن دار المعرفة في القاهرة.
إعراب القرآن, لمحمد جعفر الكرباسي.
وطبع في ثمانية مجلدات, وصدر عن دار الهلال, بيروت.
الياقوت والمرجان في إعراب القرآن, لمحمد نوري بارتجي صدر عن دار الأرقم بالأردن عام 1422هـ
دروس في الإعراب, للدكتور: عبده الراجحي.
وهو إعراب تفصيلي لسور منتقاة من القرآن الكريم.
وطُبع منه ستة أجزاء, وصدر بيروت عام 1404هـ.
إعراب القرآن, وبيان معانيه, لمحمد حسن عثمان
طبع بعناية/ عبد الله عبد العزيز أمين.
وصدر عن دار الوسيلة بمصر عام 1422هـ.
الباب الأول
فضل إعراب القرآن الكريم
الفصل الأول
أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعراب القرآن الكريم
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أعربوا القرآن، والتمسوا غرائبه ) .
تخريجه:
اختلف في إسناد هذا الحديث، وأشار لهذا الاختلاف الإمام الدارقطني في " العلل" (10/365) رقم (2055) .
فقال : " يرويه أسامة بن زيد، وعبدالله بن سعيد المقبري، واختلف عنه :
فرواه ابن أبي زائدة عن عبدالله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة " ا هـ .(1/10)
قلت : رواه من هذا الوجه : الحاكم في " المستدرك " (2/439) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، والبيهقي في " شعب الإيمان " (2/427) فصل في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب، رقم (2291) عن الحاكم .
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد، على مذهب جماعة من أئمتنا، ولم يُخرجاه .
وقال الذهبي : بل أجمع على ضعفه .
ورواه البيهقي في الموضع السابق (2293) من طريق معارك بن عباد حدثني عبدالله بن سعيد عن أبيه بنحوه .
وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة (3/523) رقم (1346) وعزاه إلى أبي الفضل الرازي في " معاني إنزال القرآن " (68-69) .
ثم قال الدارقطني : " وخالفه مِندل بن علي قال : عن عبيدالله بن سعيد عن جده أبي سعيد المقبري، وقول من قال عن أبيه أشبه " . أ هـ .
قلت : ورواه من هذا الوجه :
ابن أبي شيبة في " المصنف " كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في إعراب القرآن، (10/456) رقم (9961) عن ابن إدريس عن المقبري عن جَدِهِ .
ومن طريق ابن أبي شيبة : رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده (1/436) رقم (6560) ومن طريق أبي يعلي : ذكره ابن كثير في " فضائل القرآن " ( ص 92).
ثم قال الدارقطني : وقيل : عن عبدالله بن سعيد عن أبيه أو عن جده عن أبي هريره .
قلت : رواه بصيغة الشك : أبو معاوية .
وأخرجه من هذا الوجه: أبو عُبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (ص 208)، وأحمد بن منيع في مسنده، كما في "المطالب العالية " باب الأمر بإعراب القرآن"( 3/298 ) .
وأبو بكر الأنباري في " إيضاح الوقف والإبتداء ( 1/15 ) .
وأخرجه عن أبيه عن جده دون شك :
الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" في ترجمة الحسين بن علي التميمي (8/77 و 78).
وأبو طاهر السلفي في " معجم السفر " ترجمة علي بن المحسن ( ص 246 ) رقم (819) .
وعليه فهذا الاضطراب في سنده بسبب عبدالله المقبري، وهو ضعيف، كما سيأتي في دراسة الإسناد .
دراسة إسناده :(1/11)
1 - ... عبدالله بن إدريس بن يزيد بن عبدالرحمن الأوْدي – بسكون الواو – أبو محمد الكوفي .
روى عن الثوري، وعبدالله المقبري، والأعمش، وغيرهم .
وروى عنه : أبو بكر بن أبي شيبة، وابن المبارك، وابن راهوية وغيرهم .
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، وروى له الجماعة .
وهو متفق على توثيقه، والثناء على فقهه وزهده وعبادته وورعه .
قال أبو حاتم : هو حجة يحتج به، وهو إمام من أئمة المسلمين .
يراجع : طبقات ابن سعد 6/389، والجرح 5/8 و 9، والسير 9/42، والتقريب 491 .
2 – عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد واسمه كيسان المَقْبُريُّ، أبو عباد الليثي مولاهم.
روى عن أبيه, وجده, وعبدالله بن أبي قتادة الأنصاري .
روى عنه : إسماعيل بن عياش, والثوري, وحفص بن غياث وغيرهم، وعده ابن حجر من السابعة، وروى له الترمذي وابن ماجه .
قال الإمام أحمد: منكر الحديث, متروك الحديث. وقال يحيى القطان: استبان لي كذبه.
وضعفه ابن معين, والجوزجاني, وأبو زرعة, وأبو داود, وأبو حاتم. والدارقطني.
وتركه يحيى بن سعيد, وابن مهدي, والبخاري, والنسائي, والدارقطني, والذهبي, وابن حجر .
وقال ابن حبان : كان ممن يقلب الأخبار، ويهم في الآثار، حتى يسبق إلى قلب من يسمعها أنه كان المتعمد لها .
وقال ابن عدي : وعامة ما يرويه الضعف عليه بَيِّنٌ .
ينظر : تاريخ ابن معين 2/310، وعلل أحمد 3/285، والتاريخ الكبير 4/56 والجرح 5/71، والمجروحين 2/9، وأحوال الرجال ص: 139، والضعفاء للبخاري ص: 68، وللعقيلي 2/258، والنسائي ص: 203، والدارقطني ص: 258، والكامل 4/1479، والميزان 2/429، والكاشف 2/82، وتهذيب الكمال 15/31، والتهذيب 5/237، والتقريب ص: 511 .
قلت : فهو إذن متروك لاتفاقهم على ضعفه الشديد، واتهام بعضهم له بالكذب وقلب الأخبار .
ولأن المقبري روى الحديث، مره عن أبيه، ومرة عن جده، فسأترجم لهما . فأبوه هو:
3 – سعيد بن أبي سعيد المقبري، أبو سعيد المدني .(1/12)
روى عن أنس بن مالك, وأبي هريرة, وابن عمر رضي الله عنهم .
روى عنه : ابنه عبدالله, وإبراهيم بن طهمان, وابن عجلان, وغيرهم . وتوفي بعد سنة عشرين ومائة روى له الجماعة . وثقه ابن المديني وابن سعد, والعجلي وأبو زرعة, والنسائي, والذهبي, وابن حجر. وروى له الجماعة . إلا أنه اختلط قبل موته بأربع سنين . وكان شعبة يقول : حدثني سعيد المقبري بعدما كبر .
ينظر : ترتيب ثقات العجلي ص: 184، والثقات لابن حبان 4/284، وجامع التحصيل ص: 243، والكاشف 1/361، والتهذيب 4/38، والتقريب ص379، والاغتباط ص:61، وملحق الكواكب النيرات ص: 466 .
فهو ثقة اختلط بأُخره وقد تميز زمن اختلاطه .
4 – جَده هو كَيسان، أبو سعيد المُقْبُري المدني .
روى عن أبي هريرة, وأبي سعيد الخدري, وأسامة بن زيد رضي الله عنهم .
وروى عنه ابنه سعيد، وابن ابنه عبدالله، وثابت بن قيس وغيرهم .
مات سنة مائة، وروى له الجماعة .
وثقه الواقدي، وابن حجر، وذكره ابن حبان في " الثقات " .
وقال النسائي : لا بأس به .
يراجع : طبقات ابن سعد 5/86، والثقات 5/340، وتهذيب الكمال 24/240 والتقريب ص: 814 .
فهو ثقة ثبت من الثانية .
5 – أبو هريرة رضي الله عنه .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جداً، فيه عبدالله بن سعيد المقبري، متروك الحديث، وقد تكلم العلماء على درجته، قال الدارقطني : والاختلاف من عبدالله المقبري، وهو ضعيف ذاهب الحديث ( العلل 10/365) .
قال الذهبي : أُجمع على ضعفه ( تلخيص المستدرك 2/439 ) .
قال العراقي : سنده ضعيف ( تخريج الإحياء 2/712) .
وقال الهيثمي: فيه عبدالله بن سعيد المقبري، وهو متروك ( مجمع الزوائد 7/163 )
وقال البوصيري : ومداره على عبدالله بن سعيد، وهو ضعيف ( إتحاف المهرة 3/2 ).
ورمز السيوطي لضعفه في " الجامع الصغير " (1/149) .
وقال المناوي : فيه ضعيفان ( فيض القدير 1/558) .(1/13)
وقال الألباني : ضعيف جداً ( ضعيف الجامع 1/298 رقم 1035، السلسلة الضعيفة 3/522 رقم 1345 ) .
وقال الشيخ الألباني(1) رحمه الله : نعم رواه عن عبدالله المقبري بعض العلماء بزيادة على ما رواه الثقات عنه، بلفظ :
" أعربوا القرآن، واتبعوا غرائبه، وغرائبه فرائضه، وحُدودُه، فإنَّ القرآن نزلَ على خمسة أوجه: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال "، قلت : رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، فصل في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب (2/427) رقم (2293) .
وقال الألباني : رواه ابن خيرون المُعدِّل في " الفوائد العوالي " (1/28/1)، والثقفي في "الثقفيات" (ج9 رقم 14)، عن مُعارك بن عباد : حدثني عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري : حدثني أبي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً .
ومن هذا الوجه رواه الحافظ ابن ناصر الدمشقي في جزء له بخطه ( ق 43/2) وسكت عليه، وهو ضعيف جداً كما تقدم في الذي قبله، لكن الراوي عنه هنا مُعارك بضم الميم – ضعيف أيضاً كما قال الدارقطني، وقال البخاري : " منكر الحديث " .
لكن قال الحافظ ابن ناصر : " له شاهد عن عبدالله بن مسعود "
قلت : سيأتي تخريجه، والكلام عنه، في الحديث الذي بعده .
غريب الحديث :
أًعْربُوا : – بفتح همزة القطع، وسكون المهملة، وكسر الراء – .
قال الطيبي(2) : أعربَ عنه لسانه، وعَرَب، إذا بَيَّن مافي ضميره .
وإنما سُمي الإعراب إعراباً لتبيينه وإيضاحه .
والمعنى ؛ بينوا مافي القرآن من غرائب اللغة، وبدائع الإعراب . اهـ .
والتمسوا : اطلبوا، وشمروا عن ساق الجد في تفتيش ما يُعينكم، ولا توانوا فيه(3).
__________
(1) ... سلسلة الأحاديث الضعيفة (3/523) .
(2) ... شرح المشكاة للطيبي 4/262 .
(3) ... مجمع بحار الأنوار 3/550 .(1/14)
غرائبه : أي : معاني ألفاظه التي يحتاج البحث عنها في اللغة . وعَرّف الخطابي(1) الغريب في الحديث بأنه الغامض البعيد من الفهم، كالغريب عن الناس، إنما هو البَعيد عن الوطن .
فقه الحديث :
تفضيل إعراب القرآن، والحث على تعليمه، وذم اللحن، ذكره ابن الأنباري(2) .
الحث على إعراب القرآن، ومعرفة ما اشتملت آياته عليه من بدائع .
بيان ما دلت عليه الآيات من غرائب الأحكام، وبدائع الحكم، ومحاسن الآداب.
تلمس معانيه الغريبة، والاجتهاد في معرفة مدلولاتها .
الحث على الاجتهاد – وفق ضوابطه الشرعية – في معرفة غريب القرآن.
استنباط المعاني الغريبة، وفهمها يُذلل مُشكل الألفاظ . لأن المعاني تتبع الإعراب.
معرفة معاني القرآن تُعين على العمل به .
ينبغي أن يُتعلم من النحو ما يُفهم به القرآن .
عدم إتقان التلاوة يؤدي إلى اللحن(3) .
2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : " أعربوا القرآن " .
تخريج الحديث :
اختلف فيه، فروي مرفوعاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وروي موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه .
تخريج الرواية المرفوعة، والحكم عليها :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (6/150، رقم (8684) .
قال حدثنا إبراهيم بن محمد الوكيعي ثنا أبي، ثنا محمد بن فضيل عن ليث عن طلحة بن مُصرف عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله رفعه قال : "أعربوا القرآن فإنه عربي " .
وأخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (5/351) رقم (7574) .من طريق أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ : " أعربوا القرآن، فإنه من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، وكفارة عشر سيئات، ورفع عشر درجات ".
وذكره الألباني في " السلسلة الضعيفة " (3/521 ) رقم (1344) .
__________
(1) ... غريب الحديث 1/70 .
(2) ... إيضاح الوقف 1/14 .
(3) ... يراجع : مرقاة المفاتيح 4/371 ، وفيض القدير 1/558 .(1/15)
وقال : "أخرجه أبو علي الصواف في " الفوائد " (3/161) وأبو علي الهروي في الأول من الثاني من الفوائد " (18/2)، عن ليث عن طلحة بن مصرف عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله مرفوعاً ".
قلت: ومدار هذه الرواية على ليث بن أبي سليم القرشي مولاهم، أبو بكر الكوفي . وسأتوسع في ترجمته لكونه مدار الحديث .
فقد روى عن طاووس, ومجاهد, وعطاء مولى ابن عمر وغيرهم .
وروى عنه : إسماعيل بن عُلية، وإسماعيل بن عياش، وجرير بن عبدالحميد، وعبدالله بن إدريس، وشعبة، وجماعة .
توفى سنة 148هـ وقيل غير ذلك، روى له البخاري تعليقاً، ومسلم مقروناً، والأربعة .
ضعفه أكثر الأئمة كأحمد، ويحيى بن معين, وابن عيينة، وابن سعد، وأبي حاتم، وأبي زرعة الرازيان .
ومع هذا فقد اختلط كما ذكر ذلك عيسى بن يونس, وابن حبان، فقالا: "كان من العُبّاد، ولكن اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، كل ذلك كان منه في اختلاطه"، تركه يحيى القطان، وابن مهدي، وأحمد بن حنبل, ويحيى بن معين، وقال الحافظ في التقريب : صدوق اختلط أخيراً، ولم يتميز فتُرك .. اهـ .
فظهر من كلام الأئمة أنه ضعيف، كثير الخطأ, واختلط كثيراً حتى لم يتمّيز حديثه، وأما رواية البخاري له فهي تعليق، ولم يخرج له في الأصول، ومع ذلك لم يكثر عنه، قال الحافظ في الهدى : علق عنه قليلاً، ولم يعتمده مسلم أيضاً، بل قرنه بغيره .. والله أعلم .
يراجع : التاريخ الكبير (7/246)، الجرح (7/177)، المجروحين (2/231)، تهذيب الكمال (24/279)، السير (6/179)، الاغتباط بمعرفة من رمى بالاختلاط (ص: 91،92)، التهذيب (8/465)، التقريب ( ص : 464)، هدي الساري (ص: 458) .
فتبين أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لحال ليث وقد ضعفه به الهيثمي في " مجمع الزوائد " (7/165) .
تخريج الرواية الموقوفة، والحكم عليها :(1/16)
3 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " أعربوا القرآن فإنه عربي، وسيكون بعدكم أقوام يَثْقَفُونَهُ وليسوا بخياركم " .
تخريجه :
روي هذا الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه من ثلاثة طرق .
الأول : طريق إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عليه .
فرواه هُشيم عنه، عن شخ مبهم، عن ابن مسعود .
ورواه سفيان الثوري عنه، واختلف على سفيان .
فرواه قبيصه، عنه، عن إسماعيل، عن سيار أبي حمزة، عن ابن مسعود .
ورواه محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن إسماعيل، عن سيار أبي الحكم، عن ابن مسعود .
أما رواية هُشيم، فأخرجها عنه سعيد بن منصور في سننه (1/146) رقم (29) .
ومن طريقه أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/429) رقم (2299) (2541) رقم (2652) بمثله .
وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص 143 رقم 361) عن حجاج، عن هشيم، عن إسماعيل، عمّن حدثه، عن ابن مسعود، بنحوه .
وأما رواية سفيان الثوري فأخرجها :
البيهقي في الموضع السابق من طريق قبيصة عنه، عن إسماعيل، عن سيار أبي حمزة، عن ابن مسعود، به نحوه .
وأخرجه الطبراني في الكبير (6/150 رقم 8686) عن شيخه عبدالله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سيار أبي الحكم، عن ابن مسعود، به نحوه .
قال الهيثمي في المجمع (7/165) عن شيخ الطبراني هذا : " شيخه عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ضعيف " .
قلت : عبدالله هذا ضعيف جداً ؛ ذكره ابن عدي في الكامل (4/1568) وقال : " مصري يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل "، وقال أيضاً : " إما أن يكون مغفلاً لا يدري ما يخرج من رأسه، أو متعمداً، فإني رأيت له غير حديث مما لم أذكره أيضاً ها هنا غير محفوظ " . وعده في الضعفاء ابن الجوزي ( 2/136 )، والذهبي في " المغني " (1/353) .(1/17)
وسيار أبو الحكم وأبو حمزة كلاهما يروي عنهما إسماعيل بن أبي خالد، ويشتبه كل منهما بالآخر، وهما لا يرويان عن أحد من الصحابة سوى طارق بن شهاب وهو من صغار الصحابة ممن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه، فروايتهما عن ابن مسعود منقطعة، فالحديث ضعيف إن ثبت أن الراوي المبهم هو أحدهما .
يراجع : التهذيب ( 4/291-292 و 293 رقم 501 و 502 ) ، والتقريب (ص 281) .
الثاني : طريق أبي العلاء يزيد بن عبدالله بن الشِّخِّير، عن ابن مسعود أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ( ص 318 رقم 744 ) .
وابن أبي شيبة في المصنف ( 10/457 رقم 9966 ) .
كلاهما من طريق سفيان، عن عقبة الأسدي، عن أبي العلاء قال : قال عبدالله : "أعربوا القرآن، فإنه عربي " .
وسنده ضعيف، عقبة الأسدي هذا مجهول، ذكره البخاري في تاريخه (6/440 رقم 2921 ) وسكت عنه، وبيّض له ابن أبي حاتم في الجرح (6/319 رقم ( 1780 )، وذكره ابن حبان في الثقات (7/245-246)، ولم يذكروا من روى عنه سوى سفيان الثوري.
الثالث : طريق علقمة .
ويرويه ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرّف، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن ابن مسعود .
وله عن ليث طريقان :
أ - طريق زائدة :
أخرجه الطبراني في الكبير ( 6/150 رقم 8685 )، ولفظه : أعربوا القرآن.
ب – طريق محمد بن فضيل، واختلف عليه :
فرواه ابن أبي شيبة في المصنف (10/456 رقم 9962) عنه، عن ليث، به مثل لفظ زائدة السابق .
وأخرجه الطبراني في الموضع السابق برقم (8684) عن شيخه إبراهيم بن أحمد الوكيعي، عن أبيه، عن محمد بن فضيل، عن ليث، عن طلحة بن مصرف، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله يرفعه للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أعربوا القرآن، فإنه عربي " .(1/18)
وذكر الشيخ ناصر الدين الألباني أن الحديث رواه أيضاً أبو علي الصواف في الفوائد، وأبو علي الهروي في الأول والثاني من الفوائد، كلاهما من طريق الليث، به مرفوعاً بلفظ: " أعربوا القرآن "، ولم يذكر الذي روياه من طريقه عن الليث .
انظر : السلسلة الضعيفة (3/521) .
وسواء كان مرفوعاً أو موقوفاً، فمداره على ليث بن أبي سليم، وهو أنه ممن اختلط جداً، فلم يتميز حديثه، فتُرك ( كما تقدم في ترجمته في الحديث الثاني)، فالحديث ضعيف من هذا الطريق لأجله، ولا ينجبر ضعفه بشيء من الطرق السابقة، وقد ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/521)، والله أعلم .
غريب الأثر :
يثقِّفونه : يُقوِّمون حروفه، كما يقوم المثقِّفُ الرَّمح . قاله بنصه ابن الأنباري(1)، وفسره البيهقي بقوله : " يُسددونه "(2).
4- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه مرفوعاً : " أعربوا القرآن " .
هذا الحديث عده الشيخ الألباني شاهداً للذي قبله .
وعزاه لأبي بكر الشيرازي في " سبعة مجالس من الأمالي "(8/1)، عن حفص بن سليمان، نا سعيد بن المرزُبان عن الضحاك بن مزاحم عنه .
ثم قال الألباني : وهو ضعيف جداً، فيه علل :
1 – ... الضحاك لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما .
قلت : وقد روى ابن أبي حاتم(3) عن الضحاك، أنه قيل له : سمعت من ابن عباس ؟. قال : لا .
2 – سعيد بن المرزبان، وهو أبو سعد البقال، ضعيف يُدلس، وقد عنعنه .
قلت : وقد عده الحافظ ابن حجر في المرتبة الخامسة من مراتب المدلسين(4).
3 –حفص بن سليمان الأسدي، قال الحافظ ابن حجر : " متروك الحديث مع إمامته في القراءة (5)" .
وحكم عليه الألباني بأنه واه جداً (6) .
__________
(1) ... " إيضاح الوقف " (1/36).
(2) ... " شعب الإيمان " (2/41 ) .
(3) ... " المراسيل " ( ص: 85) .
(4) ... " تعريف أهل التقديس ص: 141.
(5) ... " التقريب ص: 257.
(6) ... السلسلة الضعيفة 3/521.(1/19)
قلت : وعليه فلا يصح هذا الحديث شاهداً، ولا يتقوى به غيره .
5 - عن أبي جعفر معضلاً : " أعربوا الكلام، كي تعربوا القرآن " .
تخريج الحديث :
أخرجه أبو عبيد في " فضائل القرآن " باب إعراب القرآن " ص : 209 . حدثنا نعيم بن حماد، عن بقية، عن الوليد بن محمد بن زيد . قال : سمعت أبا جعفر يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أعربوا الكلام كي تعربوا القرآن ) . قال : ثم قال أبو جعفر: " لولا القرآن وإعرابه، ما باليت أن لا أعرف منه شيئاً".
ومن طريق أبي عبيد رواه الأنباري في " إيضاح الوقف والابتداء " (ص: 22 ) به بلفظه، والأضداد (244 ) .
وذكره السيوطي في " الجامع الصغير ( ص : 149 ) رقم (1150)، وعزاه لابن الأنباري في الوقف – كما تقدم – والمرهبي في " فضل العلم " عن أبي جعفر معضلاً، ورمز لضعفه .
دراسة إسناده :
1 – نُعيم بن حماد بن مُعاوية بن الحارث الخزاعي، أبو عبدالله المروزي .
روى عن بقية بن الوليد، وسفيان بن عيينه، وابن المبارك وغيرهم .
وروى عنه: البخاري مقروناً بغيره، وابن معين، ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم.
قال ابن حجر : مات سنة ثمان وعشرين ومائتين على الصحيح، وهو مختلف فيه اختلافاً كثيراً .
فقد أثنى عليه بعض الأئمة، روى الميموني عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: " أول من عرفناه يكتب المسند : نُعيم بن حماد " . وقال الخطيب : " يقال إنه أول من جمع المسند"، ووصفه الإمام أحمد بأنه كان من الثقات .
ونقل مغلطاي عن أبي أحمد الحاكم أنه قال : " ربما خالف في بعض حديثه " .
وقال أبو زرعة الدمشقي : يصل أحاديث يوقفها الناس .
وضعفه النسائي لكثرة تفرده عن الأئمة، وقال ابن يونس : روى أحاديث مناكير عن الثقات، وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه من أحاديث، فبلغت عشرة أحاديث فقط . وقال : باقي حديثه مستقيم .
ولعل أعدل الأقوال فيه ما خلص إليه الحافظ ابن حجر أنه صدوق يخطئ كثيراً، فقيه، عارف بالفرائض .(1/20)
يراجع : علل أحمد 1/220 و 2/223 و 331، والكامل 7/2483، والجرح 8/463، وتاريخ بغداد 13/306، وتذكرة الحفاظ 2/418، والميزان 4/267، وإكمال تهذيب الكمال 12/65، والتقريب ص: 1006 .
2 – بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكَلاَعيُّ، أبو يَحْمِد الحمصي .
روى عن الأوزاعي، وإبراهيم بن أدهم، وشعبة وغيرهم .
وروى عنه : ابن جُريح, وإسحاق بن راهوية, وحماد بن سلمة وغيرهم .
مات سنة سبع وتسعين ومائة، روى له البخاري تعليقاً، وروى له مسلم في المتابعات، والأربعة .
مختلف فيه، وخلاصة حاله أنه صدوق في نفسه، لكنه كان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وعده الحافظ ابن حجر في المرتبة الرابعة من المدلسين .
قال الخليلي : روى عن مالك وهو كبير، اختلفوا فيه، قال أحمد وابن معين : لا بأس به إذا روى عن المشاهير، فإذا روى عن المجهولين، فيجيء بأحاديث مناكير .
وقال أبو الحسن بن القطان : بقية يُدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صح مُفسد لعدالته .
فأجابه الذهبي بقوله : نعم والله صح هذا عنه أنه يفعله .
يراجع : تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/61، وعلل أحمد 1/364 و 380، والإرشاد 1/266، والميزان 1/331، وتعريف أهل التقديس ص: 120، والتقريب ص: 174 .
3 – الوليد بن محمد بن زيد .
لم أقف على ترجمته، سوى ما ذكره الشيخ الألباني بقوله : " الظاهر أنه من شيوخ بقية المجهولين " ( السلسلة الضعيفة 3/524 ) .
4 – أبو جعفر :
لم يترجح لي من هو ؟ وقد ذكر المناوي أنه: أبو جعفر الأنصاري الذي قال: رأيتُ أبا بكر ورأسه ولحيته كأنهما جمر الغضا" ( فيض القدير 1/558 ).
وتعقبه الألباني بقوله :" ولا أدري مستنده فيما ذكر؟ ولو ثبت ذلك لكان الحديث مرسلاً وهو ينافي قول أصله – السيوطي في " الجامع الصغير " : ... عن أبي جعفر معضلاً فلو كان أبو جعفر هو ذاك الأنصاري عند السيوطي لم يجعله معضلاً . ا هـ " . ( السلسلة الضعيفة 3/524 ) .
الحكم عليه :(1/21)
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جداً, لأنه مسلسل بالضعفاء والمجاهيل .
وقد حكم عليه الألباني بأنه منكر في " المرجع السابق "، وأنه ضعيف جداً في " ضعيف الجامع الصغير 1/298 " بل عده الشيخ أحمد الغماري من الأحاديث الموضوعة، وقال : ما قال هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا كان الكلام في عهده إلا معرباً . فهو خبر موضوع . ( المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير، ص : 31) .
6 - عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اقرؤا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يُرَجِّعُون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنّوح، لا يُجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يُعجبُهم شأنهم ) .
تخريج الحديث:
رواه أبو عبيد في " فضائل القرآن " باب ما يُستحب لقارئ القرآن من تحسين القرآن، وتزيينه بصوته، (ص : 80) قال : حدثني نعيم بن حماد عن بقية بن الوليد، عن حصين ابن مالك الفزاري، قال سمعت شيخاً يكنى أبا محمد يُحدث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : وذكره بلفظه، ومن طريق أبي عبيد : ذكره ابن كثير في " "فضائل القرآن"، (ص: 59 )، والسخاوي في " جمال القراء " (1/320) .
ورواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (5/247)، قال : لا يُروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد ورواه ابن عدي في " الكامل " 0 ترجمة بقية بن الوليد – (2/510)، والبيهقي في "شعب الإيمان " باب في تعظيم القرآن (2/540) رقم (2649) .
ورواه الجوزقاني في "الأباطيل والمناكير" باب الترجيع في قراءة القرآن" (ص: 350) وقال: حديث باطل، ورواه ابن الجوزي في " العلل المتناهية باب التلحين بالقرآن ( 1/111 ) رقم (160)، وقال : هذا حديث لا يصح .
كلهم من طريق بقية بن الوليد به بلفظه .(1/22)
وذكره الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول" (ص: 334) وابن عبدالبر في " الاستغناء" (2/1240)، وابن الأثير في " جامع الأصول " وعزاه لرزين (2/459) رقم (913)، والتبريزي في : مشكاة المصابيح " (1/675) رقم (2207)، وعزاه لرزين في كتابه، وذكره ابن القيم في "زاد المعاد" (1/490) وعزاه لرَزين في تجريد الصحاح" والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" وقال: احتج به القاضي أبو يعلي في "الجامع". وذكره القرطبي في مقدمة تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " (1/15) . وذكره الذهبي في " ميزان الاعتدال " (1/335 و 553 )، وقال : الخبر منكر .
دراسة إسناده :
1 – نعيم بن حماد بن معاوية الخُزاعي، أبو عبدالله المروزي .
صدوق يُخطئ كثيراً . تقدم ذكره في الحديث الذي قبله .
2 – بقية بن الوليد الحمصي .
كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين . تقدم في الحديث الرابع.
3 – حُصين بن مالك الفزاري .
تفرد عنه بقيّة بن الوليد . قال الذهبي : لا يُعتمد عليه .
يراجع : ( الميزان 1/553، والمغني 1/178، واللسان 3/28 ) .
4 – أبو محمد، قال عنه ابن عبدالبر : شيخ قديم، روى عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ( الاستغناء 2/140 ) . وقال الجوزقاني : شيخ مجهول " الأباطيل والمناكير " ( ص : 351 ) .
وقال ابن الجوزي : مجهو ل، " العلل المتناهية " (1/111) رقم (160) .
وقال الهيثمي : فيه راوٍ لم يُسم ،" مجمع الزوائد " (7/169) .
وقال المناوي : مجهول " فيض القدير " (2/66) .
5 – حذيفة بن اليمان رضي الله عنه .
الحكم عليه :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف للعلل الآتية :
1 – فيه نعيم بن حماد، صدوق يُخطئ كثيراً .
2 – تفرد به بقية، جزم بذلك الطبراني، وهو كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين.
3 – فيه حُصين بن مالك الفزاري ، لايعتمد عليه .
4 – فيه أبو محمد، مجهول .(1/23)
وقد حكم على هذ الحديث الجوزقاني فقال : هذا حديث باطل "الأباطيل والمناكير " (ص: 351)، وابن الجوزي فقال : هذا حديث لا يصح . العلل المتناهية 1/111، وقال الهيثمي : فيه راوٍ لم يُسم " مجمع الزوائد " (7/169)، والذهبي قال : الخبر منكر "الميزان" (1/553)، ونقله ابن حجر في " لسان الميزان " (3/219)، وقال الألباني : ضعيف "ضعيف الجامع الصغير " (1/115، رقم (1067) .
غريب الحديث :
لحُون، جمع لحن، من ألفاظ الأضداد(1).
فيطلق اللحن ويُراد به(2) الزيغ عن الإعراب، والخطأ في القراءة، يُقال : فلان لَحّان ولحّانه، أي : يُخطئ . وليس هذا هو المعنى المراد في الحديث . إذ المراد به كما ذكر ابن الأثير(3) والقرطبي(4) أنه التطريب، وترجيع الصوت، وتحسين قراءة القرآن، أو الشعر، أو الغناء .
لحُون أهل الفسق، قال المناوي(5) : من المسلمين من يُخرجون القرآن عن موضوعه بالتمطيط، بحيث يزاد حرف، أو يُنقص حرف، فإنه حرام إجماعاً .
قلت: ولعل المراد بلحون أهل الفسق ما يفعله المغنون فحذر من التشبه بهم.
لُحون أهل الكتابين : قال القاري(6) : أي لحون أرباب الكفر من اليهود والنصارى . فإن من تشبه بقوم فهو منهم .
يُرجِّعون: قال الطيبي(7): الترجيع في القراءة ترديد الحروف كقراءة النصارى.
النَّوح : بفتح النون من النياحة، والمراد ترديداً مخرجاً لها عن موضوعها، إذ لم يتأت تلحينهم على أصول النغمات إلا بذلك . قاله القاري(8).
فقه الحديث :
دل هذا الحديث على استحباب تلاوة القرآن بصوت حسن.
__________
(1) ... الأضداد ، ص : 239 .
(2) ... القاموس المحيط – لحن – 1587 .
(3) ... جامع الأصول 2/459 .
(4) ... الجامع لأحكام القرآن 1/15 .
(5) ... فيض القدير 2/65 .
(6) ... مرقاة المفاتيح 5/13 .
(7) ... الكاشف عن حقائق السنن – شرح المشكاة – 4/285 .
(8) ... مرقاة المفاتيح 5/13 .(1/24)
قال الإمام النووي(1):" أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة، فنحن مستغنون عن نقل شيء من أفرادها " .
ودلائل هذا من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستفيضة عند العامة والخاصة كحديث البراء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في العشاء بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } فما سمعت أحدا أحسن صوتاً منه " رواه البخاري ومسلم(2).
قال العلماء رحمهم الله : فيستحب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها، ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فإن أفرط حتى زاد حرفاً أو أخفاه فهو حرام .
__________
(1) ... التبيان في آداب حملة القرآن ( ص : 87-90) بتصرف يسير .
(2) ... رواه البخاري (2/208) في صفة الصلاة : باب الجهر في العشاء ، وباب القراءة في العشاء ، وفي تفسير سورة ( والتين والزيتون ) ، وفي التوحيد : باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : الماهر بالقرآن مع الكرام البررة، ومسلم رقم (464) في الصلاة : باب القراءة في العشاء .(1/25)
وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في مواضع : أكرهها . وقال في مواضع : لا أكرهها . قال :أصحابنا : ليست على قولين بل فيه تفصيل . إن أفرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه، وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه . وقال قاضي القضاة ( الماوردي ) في كتابه " الحاوي": القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه، أو إخراج حركات منه، أو قصر ممدود، أو مد مقصور، أو تمطيط يخل به بعض اللفظ ويلتبس المعنى، فهو حرام، يفسَّق به القارئ، ويأثم به المستمع، لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الإعوجاج، والله تعالى يقول: { قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ..} (1) قال : وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله، كان مباحاً، لأنه زاد بألحانه في تحسينه .
وذكر نحو هذا الخلاف الإمام ابن القيم في "زاد المعاد"(2) وأطال الكلام فيه. ورجح مثل ما ذكر النووي.
7- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قرأ القرآن فأعربه كتب الله له بكل حرف أربعين حسنة، ومن أعرب بعضاً ولحن في بعض كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن لم يُعرب منه شيئاً، فإن له بكل حرف عشر حسنات " .
تخريج الحديث :
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (7/2506) في (ترجمة نوح بن أبي مريم). ثنا حمزة الكاتب، ثنا نعيم بن حماد، ثنا نوح بن أبي مريم، عن زيد العمي، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكره واللفظ له .
وأخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " فصل في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب " (2/428) رقم (2296) .
والرازي في " فضائل القرآن" ( ص 144) .
والشجري في " الأمالي " (1/119) .
__________
(1) ... الزمر ، رقم الآية : 28 .
(2) ... زاد المعاد 1/482 - 493 .(1/26)
وذكره الطوفي في " الصعقة الغضبية " (ص239) و (335) من طريق أبي نعيم في كتابه "رياضة المتعلمين " (1).
كلهم رووه من طريق نُعيم بن حماد به بِلَفظه .
وذكره الذهبي في " الميزان " (4/280) في ترجمة نوح بن أبي مريم، رقم (9143) .
وذكره في " كنز العمال " (1/53) رقم (2389) .
وعزاه لأبي عثمان الصابوني في الماءتين .
دراسة إسناده :
1 - حمزة بن محمد بن عيسى، أبو علي الجُرجاني ثم البغدادي، الكاتب . سمع من نُعيم بن حماد . وروى عنه : محمد بن عمر الجعابي، وأبو حفص الزيات وغيرهما، توفى سنة اثنين وثلاثمائة .
قال الخطيب : كان ثقة .
يراجع : تاريخ بغداد 8/180، والسير 14/150، وشذرات الذهب 2/238 .
2 - نعيم بن حماد الخزاعي .
صدوق يخطئ كثيراً . تقدمت ترجمته .في الحديث الخامس .
3 - نوح بن أبي مريم، أبو عصمة القرشي مولاهم .
روى عن أبيه، وثابت البناني، والأعمش وغيرهم .
روى عنه : شعبه، ونعيم بن حماد، وسويد بن نصر، وغيرهما .
مات سنة ثلاث وسبعين ومائة .
روى له الترمذي في " العلل "، وابن ماجه في " التفسير " .
قال الخليلي : ضعيف، أجمعوا على ضعفه .
قلت : واتهموه بالكذب، واشتهر بوضع الحديث في فضائل القرآن .
يراجع : الإرشاد 3/901، والكامل 7/2505، وتهذيب التهذيب 10/486 .
4 - زيد بن الحواري العَمِّي، أبو الحواري البصري .
روى عن : أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جُبير وغيرهم .
روى عنه : سفيان الثوري، والأعمش، وهشام بن حسان وغيرهم .
عده ابن حجر من الخامسة، وروى له الأربعة .
واتفقوا على ضعفه، قال ابن سعد : كان ضعيفاً في الحديث .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/240، والمجروحين 1/309، والتقريب 352 .
5 - سعيد بن المسيب بن حَزَن المخزومي, أبو محمد المدني.
__________
(1) ... للاستزادة عنه يراجع : كشف الظنون 1/938 ، وكتاب " أبو نعيم ، وكتابه الحلية " للشيخ الدكتور محمد الصباغ ، (ص31) .(1/27)
سيد التابعين . له فضائل, ومناقب مشهورة. توفي سنة 94هـ.
وروى عنه الجماعة, إلا أن في سماعه من عمر بن الخطاب رضي الله عنه نظر.
فإنه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر، أي في سنة خمس عشرة .
ذكر ذلك ابن معين، في تاريخه (2/208) . ويراجع: تهذيب التهذيب 4/84.
6 - عمر بن لخطاب رضي الله عنه .
الحكم عليه :
قال الإمام السيوطي في " الحاوي " (1/564) .
" هذا إسناد ضعيف من وجوه :
أحدها : أن سعيد بن المسيب لم يدرك عمر، فهو منقطع .
الثاني : أن زيداً العمي، ليس بالقوي .
الثالث : أن أبا عصمة هو نوح بن أبي مريم، الكذاب المعروف بالوضع، والظاهر أن هذا الحديث مما صنعت يداه، وقد ذكره الذهبي ( الميزان 4/280 ) في ترجمته، وعده من مناكيره " .
قلت : بل الحديث موضوع، آفته نوح بن أبي مريم، فإنه كذاب .
ومما يدل على نكارة الحديث مخالفته للحديث الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الذي يَقرأُ القرآن وهو ماهرٌ به مع السَّفرةِ الكِرامِ البَرَرةِ، والذي يقرأُ القرآن، ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌ له أجران ) .
8 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قرأ القرآن فلم يُعربه، وُكِّل به مَلكُ ُ يكتب له كما أُنزل بكل حرف عشر حسنات, ومن قرأه وأعرب بعضه ولم يُعرب بعضه وُكِّل به ملكان يُكتبان له بكل حرف عشرين حسنة، ومن قرأه وأعربه كله وكل به أربعة ملائكة يكتبون له بكل حرف سبعين حسنة " .
تخريج الحديث :
أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (3/160) وقال :" أخبرناه الحسن بن سفيان، قال : حدثنا يعقوب بن سفيان، قال : حدثنا آدم بن أبي إياس، قال : حدثنا أبو الطيب عن عبدالعزيز بن أبي روّاد عن نافع عن ابن عمر، وذكره بلفظه .
وأخرجه أبو الفضل الرازي في " فضائل القرآن " ( ص 142) .
وأخرجه ابن الأنباري في " إيضاح الوقف والإبتداء " (1/16) .(1/28)
وذكره الذهبي في " الميزان " (4/541)، وابن حجر في " اللسان" (8/102) .
كلهم من طريق آدم بن أبي إياس، حدثنا أبو الطيب به بلفظه .
دراسة إسناده :
1 - الحسن بن سفيان بن عامر بن عبدالعزيز الشيباني الخراساني، أبو العباس النسوي روى عن الإمام أحمد بن حنبل، وابن معين، وإسحاق بن راهوية، وغيرهم .
روى عنه : ابن خزيمة، وابن حبان، ومحمد بن الحسن النقاش وغيرهم .
مات سنة ثلاث وثلاثمائة .
وهو إمام حافظ، صاحب المسند .
يراجع : تذكره الحفاظ 2/703، والسير 14/157 .
2 - يعقوب بن سفيان بن جُوان الفارسي، أبو يوسف الفسوي الحافظ . صاحب التصانيف المشهورة .
روى عن خلق كثير ذكرهم المزي في ست صفحات من (تهذيب الكمال 32/325)، وذكر الذهبي أنه شيوخه بلغوا نحو ثلاث مائة شيخ .
وروى عنه : الترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة وغيرهم .
توفى سنة سبع وسبعين ومائتين .
وهو إمام ثقة حافظ مشهور بكتابه :" المعرفة والتاريخ " المطبوع بتحقيق د. أكرم العمري .
يراجع : السير 13/180، والتقريب 1088 .
3 - ... آدم بن أبي إياس عبدالرحمن بن محمد العسقلاني، أبو الحسن المروذي .
روى عن الليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وشعبة، وغيرهم .
وروى عنه : البخاري، والدارمي، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان . وغيرهم .
توفى سنة إحدى وعشرين ومائتين . روى له أبو داود في الناسخ والمنسوخ، والباقون سوى مسلم .
وهو شيخ البخاري وأثنوا على حفظه وعبادته . قال أبو حاتم : ثقة، مأمون، متعبد من خيار عباد الله .
يراجع : الجرح 2/268، وتاريخ بغداد 7/28، وتهذيب الكمال 2/301 .
4 - أبو الطيب الحربي .
روى عن أحمد بن عبدالله الشعيثي، وعن معمر وغيرهما .
قال ابن معين : كذاب خبيث .
وقال ابن حبان : شيخ يروى عن عبدالعزيز بن أبي روّاد الأعاجيب، لا يجوز الاحتجاج به بحال . وقال أبو أحمد الحاكم : ليس حديثه بالقائم .(1/29)
يراجع : تاريخ ابن معين – برواية الدوري 2/711، والكني للدولابي 2/16، والمجروحين 3/160، والميزان 4/541، واللسان 9/102، وتنزيه الشريعة 1/132 .
فهو وضاع كذاب .
5 - عبدالعزيز بن أبي رَوّاد ميمون بن بدر المكي، مولى المُهّلب بن أبي صُفرة الأزدي روى عن سالم بن عبدالله بن عمر ونافع مولى ابن عمر، والضحاك بن مزاحم وغيرهم .
وروى عنه : عبدالرزاق، والوليد بن مسلم، وأبو نعيم الفضل بن دُكين غيرهم .
مات سنة تسع وخمسين ومائة . وروى له البخاري تعليقاً والأربعة . وهو ثقة عابد إلا أنهم اتهموه بالإرجاء، قال الإمام أحمد : كان مُرجئاً .
يراجع : علل أحمد 1/280، والجرح 5/394، والسير 7/184، وتهذيب التهذيب 6/338 .
6 - نافع مولى ابن عمر . أبو عبد الله المدني.
روى عن ابن عمر, وأبي هريرة, وعائشة رضي الله عنهم.
وروى عنه: مالك, والأوزاعي, وخلق كثير. واختلف في زمن وفاته, ورجح الذهبي أنه توفي سنة سبع عشرة ومائة, وقال: اتفقت الأُمة على أنه حجة مطلقاً. يراجع: التاريخ الكبير 8/84, والسيرة 5/95, والتهذيب 10/412 .
7 – عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
الحكم عليه :
الحديث بهذا الإسناد موضوع، فيه أبو الطيب وضاع .
9 - عن حذيفة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قرأ القرآن بإعراب فله أجر شهيد ) .
تخريجه :
ذكره في " كنز العمال " ( 1/534 ) رقم (2391) .
وعزاه لأبي نعيم .
قلت : لم أجده في " الحلية " ولا في " أخبار أصبهان " .
فلعله في كتابه " رياضة المتعلمين " المتقدم ذكره قريباً في الحديث السابع. حيث روى أحاديث في إعراب القرآن .
الفصل الثاني
حث الصحابة على إعراب القرآن الكريم
10- عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : " لأن أعرب آية من القرآن أحب إلي من أن أحفظ آية " .
تخريجه :(1/30)
رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن"، (ص 208) حدثنا عبدالله بن صالح، ورواه ابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف" (1/324) حدثنا كامل بن طلحة كلاهما .
عن الليث بن سعد، قال حدثني أبو الأزهر أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - وذكره بلفظه ومن طريق أبي عبيد : رواه ابن االأنباري في ( إيضاح الوقف والابتداء 1/23 وذكره الشنتريني في ( تنبيه الألباب 89 ).
وذكره القرطبي في مقدمة تفسيره (1/23), والطوفي في (الصعقة الغضبية 243)، والسيوطي في (الإتقان 2/175)، و (المزهر 2/397) وفي " مسند أبي بكر الصديق " للسيوطي، (ص 119) رقم (437) وعزاه لأبي عبيد في فضائل القرآن"، وابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف، وابن الأنباري في الإيضاح، وعزاه لهم أيضاً صاحب كنز العمال (2/327، رقم 4152).
وله شاهد رواه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب فضائل القرآن، باب إعراب القرآن، (10/457 رقم 9967) عن علي بن مسهر، عن يوسف بن حبيب عن ابن بريدة، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لأن أقرأ آية بإعراب أحب إلي من أن أقرأ كذا وكذا آية بغير إعراب " .
دراسة إسناده :
عبدالله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني، مولاهم، أبو صالح المصري .
كاتب الليث بن سعد .
روى عن الليث بن سعد، وعبدالعزيز بن الماجشون، وهُشيم وغيرهم .
وروى عنه : يحيى بن معين، وعبدالله بن وهب، والذهلي وغيرهم .
مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين . روى له البخاري استشهاداً، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه .
فالإمام أحمد : كان أول أمره متماسكاً، ثم فسد بأُخرة .
وبين سبب ذلك ابن خزيمة فيما نقله عنه ابن حبان : أنه كان له جار بينه وبينه عداوة، فكانت يضع الحديث على شيخ عبدالله فيجده عبدالله بن صالح . ويكتب في قرطاس بخط شبه خط عبدالله بن صالح، ويطرح ذلك في داره وسط كتبه، فيجده عبدالله فيحدث به فيتوهم أنه خطه .(1/31)
يراجع : المجروحين 2/40 والضعفاء للنسائي 201 وللعقيلي 2/267 وتهذيب التهذيب 5/256 .
فهو ضعيف لعدم ضبطه لحديثه، وتوهمه برواية ما ليس من حديثه أنه حديثه .
الليث بن سعد بن عبدالرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري .
روى عن نافع، والزهري، ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم .
وروى عنه : ابن المبارك، وابن لهيعة، وأبو الوليد الطيالسي وغيرهم .
مات سنة خمس وسبعين ومائة . روى له الجماعة . وهو إمام فقيه ثقة ثبت مشهور .
يراجع : الطبقات 7/517 والتذكرة 1/224 والتقريب 7/8 .
أبو الأزهر المصري، روى عن عمر بن الخطاب، وسلمان الفارسي، وحذيفة بن اليمان، رضي الله عنهم.
روى عنه الليث بن سعد، وموسى بن عبيدة) وعبيد الله بن أبي جعفر المصري .
روى له ابن ماجه حديثا واحداً رقمه (888) ووصفه ابن حجر بأنه مقبول ؛ لقلة حديثه.
أبو بكر - رضي الله عنه - .
الحكم عليه : الأثر بهذا الإسناد ضعيف لحال عبدالله بن صالح فإنه ضعيف .
11- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " أعربوا القرآن " .
تخريجه :
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في إعراب القرآن (10/457 رقم 9965 ).
حدثنا معتمر عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما .
ورواه سعيد بن منصور في سننه، كتاب فضائل القرآن (2/272)، (رقم 71) عن خالد بن عبدالله عن ليث به بلفظه .
دراسة إسناده :
معتمر بن سليمان التيمي، أبو محمد البصري .
روى عن : حُميد الطويل، وليث بن أبي سليم، وشعبة وغيرهم .
روى عنه : الإمام أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة وعبدالرزاق وغيرهم .
مات سنة سبع وثمانين ومائة . روى له الجماعة .
قال الذهبي : هو ثقة مطلقاً .
يراجع : الطبقات 7/290 والسير 8/420 والتقريب 958 .
ليث بن أبي سليم – زُنيم – مصغراً القرشي مولاهم، أبو بكر الكوفي , ضعيف, تقدمت ترجمته في الحديث الثاني.
مجاهد بن جبر المكي أبو الحجاج القرشي المخزومي .(1/32)
روى عن : ابن عباس، وابن عمر، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم .
وروى عنه : الثوري، وقتادة، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم .
توفي بعد المائة على خلاف في تحديد السنة .
وهو إمام في التفسير متفق على توثيقه .
يراجع : تذكرة الحفاظ 1/92 وتهذيب الكمال 27/228 .
ابن عمر رضي الله عنهما .
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم ضعيف .
12- كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى أبي موسى الأشعري : " أما بعد : فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن " فإنه عربي " .
تخريجه:
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " كتاب الأدب، من كان يعلمهم ويضربُهم على اللحن، (8/415) رقم (5703) عن عيسى بن يونس عن ثور عن عمرو بن دينار وذكره بلفظه دون شطره الأخير، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في إعراب القرآن (10/456) رقم (9963) تاماً بلفظه, وبسنده السابق إلا أنه رواه في الموضع الأول عن عمر بن زيد بدلاً من عمرو بن دينار.
ورواه سعيد بن منصور في " سننه " كتاب فضائل القرآن، (2/270) رقم (70) عن إسماعيل بن عياش عن عبيدالله بن عبيد الكلاعي قال : كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول : " أعربوا القرآن " فإنه عربي، وتفقهوا في السنة، وأحسنوا عبارة الرؤيا " وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (2/448) رقم (2297) . من طريق سعيد بن منصور به بمثله .
دراسة إسناده :
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي الكوفي
روى عن ثور، والأوزاعي، ومعمر بن راشد وغيرهم .
روى عنه : مسدد، وابن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم .
توفي سنة إحدى وتسعين ومائة . روى له الجماعة وهو إمام متفق على توثيقه.
الجرح والتعديل 6/292 والسير 8/489 .
ثور بن يزيد بن زياد، أبو خالد الحمصي الشامي .
روى عن الزهري, وعكرمة, وعطاء بن أبي رباح وغيرهم .
وروى عنه : عيسى بن يونس، ووكيع، وابن المبارك وغيرهم .(1/33)
توفي سنة خمسين ومائة . وروى له البخاري والأربعة .
وهو ثقة كان يرى القدر .
عمرو بن دينار الجمحي، أبو محمد مولاهم، المكي، شيخ الحرم .
روى عن ابن عباس, وابن عمرو, أبي هريرة رضي الله عنهم .
وروى عنه : قتادة, والسفيانان, وشعبة وغيرهم .
توفي سنة خمس أو ست وعشرين ومائة، روى له الجماعة .
وهو إمام ثقة، واتهمه بعضهم بالتشييع، وفند ذلك ابن معين بقوله : هو بريء مما يقولون .
واتهم بالتدليس، والصواب أنه لم يوصف به إلا نادراً . ولذا عده الحافظ ابن حجر في المرتبة الأولى منهم .
يراجع : التاريخ الكبير 6/328 والميزان 3/260 وتعريف أهل التقديس 37 .
4. عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلا أن عمرو بن دينار لم يسمع من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لأن عمرو بن دينار ولد سنة ست وأربعين، كما قال ابن حبان (الثقات 5/167) أي أنه ولد بعد وفاة عمر - رضي الله عنه - بثلاث وعشرين سنة.
13- قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " أعربوا القرآن, فإنه عربي " .
تخريجه:
رواه ابن أبي شيبه في (المصنف)، في كتاب "فضائل القرآن"، باب ما جاء في إعراب القرآن 10/456 رقم 9963 . عن عيسى بن يونس عن ثور عن عمرو بن دينار عن عمر- رضي الله عنه -, ورواه سعيد بن منصور في الموضع السابق, ومن طريقه رواه البيهقي في الموضع السابق.
دراسة إسناده :
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي.
إمام متفق على توثيقه, تقدم في الحديث السابق .
ثور بن يزيد بن زياد، أبو خالد الحمصي الشامي .
ثقة كان يرى القدر,تقدم في الحديث السابق .
عمرو بن دينار الجمحي، أبو محمد مولاهم، المكي،شيخ الحرم, و تقدم في الحديث السابق أنه إمام ثقة، واتهمه بعضهم بالتشييع، وفند ذلك ابن معين بقوله : هو بريء مما يقولون .
واتهم بالتدليس، والصواب أنه لم يوصف به إلا نادراً . ولذا عده الحافظ ابن حجر في المرتبة الأولى منهم .(1/34)
يراجع : التاريخ الكبير 6/328 والميزان 3/260 وتعريف أهل التقديس 37.
الحكم عليه :
رجاله ثقات، إلا أنه منقطع: عمرو بن دينار لم يسمع من عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - ؛ لأن عمرو بن دينار ولد سنة ست وأربعين ،وتوفي وقد جاوز السبعين كما قال ابن حبان في (الثقات 5/167) .
14- عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : " تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه " .
تخريجه :
رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن " باب إعراب القرآن، ص209 حدثنا عَبّاد بن عباد, عن واصل مولى أبي عيينة قال: قال عمر وذكره بلفظه .
وابن الأنباري في (إيضاح الوقف 1/34 و 35 ) من طريق أبي عبيد به بلفظه.
والنحاس في (إعراب القرآن 1/115 و 116) .
وذكره ابن عبد ربه في (العقد الفريد 2/379 ) .
وذكره في (كنز العمال 2/332 رقم 4164) وعزاه لأبي عبيد ولابن الأنباري .
دراسة إسناده :
1 – عَبّاد بن عَبّاد بن حبيب بن المهلب بن أبي صُفرة الأزدي العَتَكي، البصري .
روى عن موسى بن محمد، وعاصم الأحول، وهشام بن عروة وغيرهم .
وروى عنه الإمام أحمد بن حنبل، ومُسدد, ويحيى بن معين وغيرهم .
مات سنة تسع وسبعين, أو ثمانين ومائة روى له الجماعة .
مختلف فيه :
وثقه ابن معين، ويعقوب بن شيبة، وأبو داود، والنسائي، وابن خراش، وغيرهم، وأثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل فقال : ليس به بأس، وكان رجلاً عاقلاً أديباً، وتكلم فيه أبو حاتم فقال : صدوق لا بأس به، فقيل له : يُحتج به ؟ قال : لا .
وتوسط ابن سعد فقال : كان ثقه، وربما غلط، وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق وقال : ثقة حجة، وقال ابن حجر : ثقة ربما وهم .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/327، وتاريخ ابن معين 2/292، والجرح 6/82 وتذكرة الحفاظ 1/260، والميزان 2/367، ومن تكلم فيه وهو موثق ص: 106، وتهذيب الكمال 4/128، والتقريب ص: 481 .(1/35)
الراجح أنه ثقة ربما وهم؛ لغلطة في بعض الأحاديث، وأما وصف أبي حاتم بأنه لا يحتج به فتعقبه الذهبي بقوله : تعنت أبو حاتم كعادته .
واصل، مولى أبي عيينة عزرة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي البصري.
روى عن الحسن البصري، والضحاك بن مزاحم، وأبي الزبير المكي وغيرهم .
وروى عنه : شعبة، وعباد بن عباد، ومعمر بن راشد وغيرهم .
روى له البخاري في الأدب، والباقون سوى الترمذي .
وثقة ابن معين، والعجلي، وابن حبان والذهبي .
يراجع : المؤتلف والمختلف للدار قطني 3/1605 وتهذيب الكمال 30/408 .
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، واصل لم يسمع من عمر- رضي الله عنه -.
15- قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " من قرأ القرآن فأعرب كان له عند الله أجر شهيد".
تخريجه :
رواه ابن الأنباري في الإيضاح (1/20) والأضداد (244) عن عبيدالله بن عبدالرحمن بن واقد، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا ضمرة عن إسماعيل بن عياش، قال : حدثني عباد بن كثير, عن زكريا بن حكيم, عن الشعبي قال : قال عمر - رضي الله عنه - وذكره بلفظه .
وذكره في كنز العمال 2/336 رقم (4177) وعزاه لابن الأنباري .
دراسة إسناده :
عبيدالله بن عبدالرحمن بن واقد، أبو شُبيل بن أبي مسلم الواقدي البغدادي حدث عن أبيه، وعن إسحاق بن أبي إسرائيل ،ومحمد بن يحيى الأزدي .
روى عنه : ابن الأنباري، وأبو عمرو السماك، والطبراني وغيرهم .
مات سنة ثمان وتسعين ومائتين .
قال الخطيب : وكان ثقة .
يراجع : تاريخ بغداد 10/340 وبُلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني، للشيخ حماد الأنصاري، رحمه الله، (ص 216).
عبدالرحمن بن واقد بن مسلم البغدادي، أبو مسلم الواقدي العطار .
روى عن الوليد بن مسلم، وشريك بن عبدالله النخعي، والعباس بن الفضل الأنصاري وغيرهم، وروى عنه : ابنه عبيدالله، والترمذي، وأحمد بن الأزهر وغيرهم.(1/36)
مات سنة سبع وأربعين ومائتين . وروى عنه الترمذي وابن ماجه .
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي : حدث بالمناكير عن الثقات، ويسرق الحديث . وذكره ابن الجوزي في الضعفاء .
وقال ابن حجر : صدوق يغلط .
يراجع : الثقات 8/383، والكامل 4/1626، وتاريخ بغداد 10/265، والميزان 2/596، وإكمال التهذيب 8/248، والتقريب ص 603 .
قلت : والراجح قول ابن حجر فيه بأنه صدوق يغلط، لما وصف به من رواية الأحاديث المناكير عن الثقات، وسرقتها، وقد فسر ذلك بإيراد الروايات المنكرة عنه الإمام ابن عدي .
ضَمرة بن ربيعة الفلسطيني، أبو عبدالله الرملي، دمشقي الأصل . روى عن سعد بن عبدالله الأيلي، وسفيان الثوري، وإسماعيل بن عياش وغيرهم . وروى عنه: عيسى بن محمد الرملي ،وعيسى بن يونس الرملي, ونُعيم بن حماد وغيرهم . توفي سنة اثنتين ومائتين . وروى له البخاري في الأدب والباقون سوى مسلم, وهو مختلف فيه:
وثقه ابن سعد وابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات وقال الإمام أحمد : رجل صالح، صالح الحديث من الثقات المأمونين، لم يكن بالشام رجل يُشبهه، وهو أحب إلينا من بقية، بَقيّة كان لا يبالي عن من حدث . وقال الساجي : صدوق يهم، عنده مناكير .
وقال ابن حجر : صدوق يهم قليلاً .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/471 وتاريخ الدارمي 441 وعلل أحمد 1/380 وثقات ابن حبان 8/324 وابن شاهين 595 والسير 9/325 وتهذيب التهذيب 4/360 والتقريب 460 . قلت : فهو كما قال الساجي وابن حجر ؛ وذلك لما وصف به من الصلاح والتساهل في الرواية، فتقع منه الأوهام، والخطأ في بعض الأحاديث كما قال الترمذي بعد روايته للحديث (رقم 365 ): وهو خطأ عند أهل الحديث ... ولم يتابع ضمرة على هذا .
إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي – بالنون – أبو عتبة الحمصي .
روى عن : الأوزاعي، وهشام بن عروة، وليث بن أبي سليم وغيرهم .
وروى عنه : ابن المبارك، وابن معين، وسعيد بن منصور, وغيرهم.(1/37)
وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة . وقيل : بعدها .
وخلاصة حاله أنه صدوق في روايته عن الشاميين ؛ لأنهم أهل بلده, ومُخَلِّطٌ في روايته عن الحجازيين والعراقيين .
لأن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم .
يراجع : التاريخ الكبير 1/369 والمجروحين 1/112 والكامل 1/288 والميزان 1/240 والاغتباط 39 والكواكب النيرات 98 والتقريب 142 .
عباد بن كثير الثقفي البصري، وسكن مكة، وكان متعبداً .
روى عن يحيى بن أبي كثير، وأبي الزبير المكي، وثابت البُناني وغيرهم .
روى عنه : إسماعيل بن عياش، وأبو نعيم، والعباس بن بكار وغيرهم .
توفي سنة أربعين ومائة . روى له أبو داود وابن ماجه .
واتفقوا على ضعفه الشديد، وترك حديثه ؛ لاتهامه بالكذب .
يراجع : الكشف الحثيث 366 وتهذيب الكمال 14/145 والتقريب 482 .
زكريا بن حكيم, هو زكريا بن عدي الحبطي . ذكروه تمييزاً .
روى عن الشعبي، وروى عنه غسان بن عبيد .
ذكره في الضعفاء: النسائي, وابن أبي حاتم, وابن عدي, والدار قطني, وغيرهم، فهو ضعيف باتفاق .
يراجع : الضعفاء للنسائي 43، والجرح 4/596، والكامل 3/1069، والضعفاء للدار قطني ص 219، والميزان 2/72، واللسان 2/479 .
الشعبي عامر بن شراحيل الحميري، أبو عمر الكوفي .
روى عن علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة رضي الله عنهم.
روى عنه : عاصم الأحول، ومجالد، وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم .
مات بعد المائة على خلاف كثير .
واتفقوا على توثيقه، والثناء عليه، وعلى فقهه وقضائه .
يراجع : الطبقات 6/246 والسير 4/294 .
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد ضعيف جداً، لحال عباد بن كثير، فهو متروك .
16 - عن أُبي كعب - رضي الله عنه - قال : " تعلموا اللحن في القرآن، كما تتعلمونه ".
تخريجه :(1/38)
رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" باب إعراب القرآن، (ص 209 )، حدثنا حجاج، عن حماد بن زيد، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل, عن يحيى بن يعمر، عن أُبي بن كعب - رضي الله عنه - بنحوه .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في إعراب القرآن 10/457 رقم 9964 عن يحيى بن آدم قال حدثنا حماد بن زيد به بلفظ " تعلموا العربية كما تعلمون حفظ القرآن " .
ورواه ابن الأنباري في الوقف والابتداء 1/17، 1/24 والاضداد، ص 239، بلفظه عن إدريس حدثنا خلف حدثنا محبوب عن أبي هارون الغنوي، عن مسلم بن شداد الليثي عن عبيد بن عمير عن أُبي بن كعب - رضي الله عنه - بلفظه .
وذكره الشنتريني في تنبيه الألباب، ص 76 .
دراسة إسناده :
حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو محمد السلمي، مولاهم، البصري .
روى عن : الحمادين ،وشعبة، وسفيان بن عيينة وغيرهم .
وروى عنه : البخاري، وعبدُ بن حميد، ويعقوب بن شيبة وغيرهم.
توفي سنة ست أو سبع عشرة ومائتين، وروى له الجماعة .
قال أبو حاتم : ثقة فاضل . وكذا قال ابن حجر .
يراجع : الجرح والتعديل 3/167 وتهذيب الكمال /457 والتقريب 224 .
1- حماد بن زيد بن درهم الأزدي، أبو إسماعيل البصري .
روى عن عاصم بن بَهدلة، ومنصور بن المعتمر، وعمرو بن دينار، وغيرهم .
وروى عنه : سعيد بن منصور، ومسدد، وعفان وغيرهم .
توفى سنة تسع وسبعين ومائة، وروى له الجماعة .
وهو إمام ثقة ثبت فقيه .
يراجع : الجرح والتعديل (1/176)، وتهذيب الكمال (7/241)، والتقريب (268).
واصل مولى أبي عيينة . ثقة، تقدم قريباً في الحديث رقم (14).
يحيى بن عقيل الخزاعي، البصري، نزيل مرو .
روى عن أنس بن مالك، وعمران بن حصين، ويحيى بن يَعْمَر البصري قاضي مرو، وغيرهم .
وروى عنه : الحسين بن واقد، وواصل مولى أبي عيينة، وغيرهما .
عده ابن حجر من الثالثة، وروى له البخاري في الأدب، والباقون سوى الترمذي .(1/39)
قال ابن معين : ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال الذهبي وابن حجر : صدوق . وهو الراجح .
يراجع : الجرح 9/176 والثقات 5/28 والكاشف 3/231 والتقريب 1062 .
يحيى بن يَعْمَر – بفتح التحتانية والميم، بينهما مهملة ساكنة – البصري .
روى عن عثمان, وعلي, وعمار, وعائشة رضي الله عنهم .
وروى عنه يحيى بن عقيل، وقتادة، وعكرمة وغيرهم .
مات قبل المائة، وقيل : بعدها . وروى له الجماعة .
وهو تابعي ثقة مشهور بعنايته باللغة، والفصاحة . وقيل إنه أول من نقط المصاحف.
يراجع : طبقات ابن سعد 7/367، وإنباه الرواه 4/18، وتهذيب التهذيب 11/305، والتقريب 1070 .
أُبي بن كعب - رضي الله عنه - .
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات عدا يحيى بن عقيل فهو صدوق. إلا أنه يغلب على ظني أنه منقطع، فيحيى بن يعمر لم يذكروا له رواية عن أبي بن كعب- رضي الله عنه -.
يراجع : تهذيب الكمال 32/53 .
غريب الأثر :
اللحن : من ألفاظ الأضداد، والمراد به هنا : النحو، والصواب من الكلام، ومنه قوله- صلى الله عليه وسلم -: "ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض "متفق عليه عن أم سلمة رضي الله عنها .أي: أصوب, وأبين, وأفصح. (فتح الباري 5/288).
يراجع : إيضاح الوقف 1/18 والصعقة الغضبية، ص 244 .
17– قال أبو العالية : كان ابن عباس يُعلمنا اللحن " .
تخريجه :
أخرجه ابن الأنباري في "إيضاح الوقف" (1/25 و 26) ، و" الاضداد " (40) من طريق أبي نعيم عن أبي خَلْده عن أبي العالية ، قال : وذكره بلفظه . وأورد الزمخشري في الفائق (3/308) وابن الأثير في النهاية (4/242) ، والطوفي في الصعقة ( ص : 244) .
دراسة إسناده :
1 – أبو نعيم الفضل بن دُكين – مصغراً – عمرو بن حماد التيمي الكوفي .
روى عن الأعمش والثوري ومالك وغيرهم .
وروى عنه : البخاري وأحمد وابن معين وغيرهم .
مات سنة ثمان أو تسع عشرة ومائتين .(1/40)
واتفقوا على توثيقه والثناء على حفظه ، قال : أبو حاتم : لم أر من المحدثين من يحفظ يأتي بالحديث على لفظ واحد لا يُغيره سوى قبيصة وأبي نعيم .
يراجع : الجرح والتعديل (7/61) ، وتاريخ بغداد (7/61) ، وتذكرة الحفاظ (1/372) .
2 – أبو خَلْدة خالد بن دينار التميمي السعدي .
روى عن أنس بن مالك ، وأبي العالية ، ومحمد بن سيرين وغيرهم .
روى له البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي .
قال ابن عبدالبر : هو عند جميعهم ثقة .
يراجع : الاستغناء (1/601) ، والتقريب (285) .
3 – أبو العالية رُفيع بن مهران الرياحي البصري .
روى عن عمر ، وابن عباس ، وابن مسعود رضي الله عنهم .
وروى عنه قتادة ، وعاصم الأحول ، وحفصة بنت سيرين وغيرهم .
مات سنة تسعين . وروى له الجماعة .
وهو ثقة إلا أنه كثير الإرسال .
يراجع : كنى الدولابي (2/20) ، والسير (4/207) ، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص: 58) .
4 – ابن عباس رضي الله عنهما .
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد صحيح .
غريب الأثر .
يُعلمنا اللحن : من ألفاظ الأضداد ، والمرد به هنا ، أي : الصواب في الكلام.
يراجع : غريب الحديث للخطابي (2/540) .
فقه الأثر :
-عناية الصحابة بتعليم التابعين القرآن, وإعرابه.
-سعة علم ابن عباس رضي الله عنه ، ومعرفته باللغة .
-أهمية تعلم الصواب ؛ حذراً من الخطأ .
الباب الثاني
ما يُعين على إعراب القرآن
الفصل الأول
تعلم العربية يُعين على إعراب القرآن
18- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ... تعلموا من العربية ما تعرفون به كتاب الله ... " .
تخريج الحديث :
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " باب في طلب العلم (2/269) رقم (1723) أخبرنا أبو جعفر المستملي ، أنا محمد بن أحمد بن سنان النحوي ، أنا الحسن بن سفيان ، ثنا حُميد بن زنجويه ، ثنا عثمان بن صالح ، ثنا ابن لهيعة، عن عطاء ، قال : قال أبو هريرة وذكره بلفظه .(1/41)
وذكره الطوفي في " الصعقة الغضيبة " (ص 246-247) .
دراسة إسناده :
1 - ... أبو جعفر المستملي ، صرح البيهقي باسمه ونسبه في " السنن " (1/254) و"الشعب " (4/251) وهو كامل بن أحمد بن محمد المستملي النيسابوري .
نقل الصيرفيني عن عبدالغافر الفارسي أنه وصفه بقوله :
" مشهور حافظ ، عارف بالنحو ، حسن الخط ، بارع في الرواية ، حسن القراءة ، استملى على المشايخ مدة ، وكان كثير الشيوخ ، كثير السماع . جمع كثيراً من الأبواب ، والمشايخ ، وحدث سنين ، وكان ثقة صحيح الرواية توفى بعد سنة خمس وأربعمائة .
ونقل السيوطي عن الحاكم قوله : من أوثق أصحابنا عند الأخذ والأداء ، وآدبهم في قراءة الحديث ، وأقومهم لألفاظه .
سمع بخراسان ، والعراق ، والحجاز ، وصنف ، وحدث .
يراجع : المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور (ص426) رقم (1452) ، وبغية الوعاة (2/266) رقم (1948) .
2 - ... محمد بن أحمد بن سنان النحوي .
لم أقف على ترجمته .
3 - ... الحسن بن سفيان النسوي .
إمام ثقة ، تقدمت ترجمته . في الحديث الثامن .
4 - ... حُميد بن زنجويه ، واسمه مخلد بن قتيبة الأزدي أبو أحمد النسائي صاحب كتاب " الأموال "(1).
سمع : النضر بن شميل ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وروح بن أسلم وغيرهم .
وروى عنه : أبو داود ، والنسائي ، وأبو العباس السرّاج ، وغيرهما توفى سنة سبع وأربعين ومائتين ، وقيل : بعدها .
وهو إمام حافظ ثقة مشهور .
قال الخطيب البغدادي : كان ثقة ثبتاً حجة .
يراجع : تاريخ بغداد 8/160 ، وتذكرة الحفاظ 2/550 ، وشذرات الذهب 2/124 .
5 - ... عثمان بن صالح بن صفوان السهمي ، أبو يحيى المصري .
روى عن عبدالله بن لهيعة ، وعبدالله بن وهب ، وبكر بن مُضَر وغيرهم .
روى عنه : البخاري ، وحُميد بن زنجويه ، وأبو حاتم الرازي وغيرهم .
__________
(1) ... مطبوع بتحقيق د. شاكر ذيب فياض ، وصدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في ثلاثة مجلدات ، عام 1406هـ .(1/42)
توفى سنة تسع عشرة ومائتين . وروى له النسائي ، وابن ماجه ، وذكره ابن حبان في "الثقات ".
وقال ابن حجر : صدوق .
يراجع : الثقات 8/453 ، وتهذيب الكمال 19/391 ، والتقريب 664 .
6 - ... عبدالله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي ، أبو عبدالرحمن المصري القاضي .
روى عن أبي الزبير المكي ، ومحمد المنكدر ، وبكر بن سوادة وغيرهم .
وروى عنه : شعبة والثوري ، وابن المبارك والأوزاعي وغيرهم .
توفى سنة أربع وسبعين ومائة ، وقيل : بعدها .
واختلفت فيه أقوال المحدثين كثيراً ، وخلاصتها أنه ضعيف للأمور الآتية :
أنه يُعرض عليه ما ليس من حديثه فيُقرهُ حتى ضعف بسبب ذلك .
أنه يُدلس عن أقوام ضعفاء ، ولهذا ذكره ابن حجر في المرتبة الخامسة من مراتب المدلسين .
أنه احترقت كُتبه آخر أمره ، فزاد ضعفاً ، وكثرت المناكير في رواياته . وما رواه ابن وهب وابن وهب وبن البارك وابن المقريء فهو أخف ضعفاً لأنهم كانوا يتتبعون أصوله – فحديثه يكتب للاعتبار به . والله أعلم .
يراجع : التاريخ الكبير 5/182 ، وسنن الترمذي 1/16 ، والمجروحين 2/11 ، والكامل 4/144 ، والميزان 2/475 ، وشرح العلل ص137 ، تعريف أهل التقديس ص54 .
7 - ... عطاء بن أبي رباح .
تابعي ثقة . تقدمت ترجمته.
9 - ... أبو هريرة رضي الله عنه .
الحكم عليه :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف لجهالة : محمد بن أحمد بن سنان النحوي ، وضعف ابن لهيعة .
19 – عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : " تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه".
تخريجه :
رواه ابن الأنباري في ( إيضاح الوقف والابتداء 1/23 ) .
حدثنا محمد بن سليمان قال : حدثنا ابن سعدان قال : وحدثنا الحسين بن محمد بن حماد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر أن أبا ذر رضي الله عنه قال وذكره بلفظه .
وذكره الشنتريني في ( تنبيه الألباب ص 80 ) .
وذكره ابن عبد ربه في ( العقد الفريد 2/379 ) .(1/43)
الأثر بهذا الإسناد حسن ، فيه يحيى بن عقيل ، وهو صدوق كما في التقريب (1062). وتقدمت دارسة إسناده في الحديث رقم 14 .
20 - عن يحيى بن عَتيق(1) قال : سألتُ الحسنَ عن الرجل يتعلم العربية ليقيم بها كلامه، ويقيم بها القرآن ؟ فقال : " لا بأس به، فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك " .
تخريجه :
أخرجه أبو عبيد في " فضائل القرآن "، ص 209 فقال : حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، وحجاج كلاهما، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق قال : وذكره بلفظه.
وأخرجه سعيد بن منصور في سننه، كتاب فضائل القرآن، (1/167) رقم (38) عن حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق بلفظه .
وأخرجه ابن الأنباري في " إيضاح الوقف " 1/27 عن إدريس قال : حدثنا خلف قال : حدثنا حماد بن زيد به بلفظه، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/260) رقم 1691 من طريق علي بن المديني عن حماد بن زيد به بنحوه .
وذكره الشنتريني في " تنبيه الألباب ص 87 " بلفظ : ( فيفتي بوجوهها ) .
وذكره ياقوت في " معجم الأدباء 1/83 ", والطوفي في " الصعقة الغضبية ص 248 " والسيوطي في " الإتقان 1/179 "،.
دراسة إسناده :
عبدالرحمن بن مهدي بن حسان العنبري .
روى عن مالك بن أنس، وعبدالعزيز بن الماجشون، وحماد بن زيد وغيرهم .
روى عنه : أحمد، وابن المبارك، وبُندار وغيرهم .
توفي سنة ثمان وتسعين ومائة . روى له الجماعة .
إمام ثقة حافظ .
يراجع : الطبقات 7/297 وتذكرة الحفاظ 1/329 والتقريب ص 601 .
حماد بن زيد بن درهم الأزدي البصري .
إمام ثقة فقيه . تقدمت ترجمته في الحديث رقم (16) .
يحيى بن عتيق الطُفاوي – بضم المهملة وتخفيف الفاء – البصري .
روى عن الحسن البصري، وابن سيرين، ومجاهد . وغيرهم .
وروى عنه : الحمادان، وإسماعيل بن عُليه، وغيرهم .
روى له البخاري في التاريخ، ومسلم, وأبو داود, والنسائي .
__________
(1) ... ستأتي ترجمته في دراسة إسناده .(1/44)
وثقة ابن سعد، وأحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال : كان متقناً ورعاً .
يراجع : الجرح 9/176 والثقات 7/594 وتهذيب التهذيب 11/255 .
الحسن بن أبي الحسن يسار ، أبو سعيد البصري .
وهو تابعي مشهور توفي سنة عشر ومائة، وكان إماماً ثقة حجة زاهداً .
إلا أنه كان موصوفاً بالتدليس، عده الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية منهم .
يراجع : تذكرة الحفاظ 1/16، وتعريف أهل التقديس 29.
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد صحيح .
غريب الحديث :
فيعيا : من عيي بمعنى جهل، وعجز(1)، ولعل مراده : يعجز عنها، ويُشكل عليه فهم المراد منها .
فقه الأثر :
قال الإمام السيوطي(2) : " من فوائد إعراب القرآن : معرفة المعنى ؛ لأن الإعراب يميز المعاني وعلى الناظر كتاب الله تعالى النظر في الكلمة، وصيغتها، ومحلها، ككونها مبتدأً أو خبراً، أو فاعلاً، أو مفعولاً، أو في مباديء الكلام، أو في جواب إلى غير ذلك ".
21 - عن خُلَيد العَصَري(3)، قال : لما ورد علينا سلمان ( الفارسي) أتيناه نستقرئه القرآن، فقال : " إن القرآن عربي، فاستقرؤه رجلاً عربياً، قال : فكان زيد بن صوحان(4) يقرئنا، ويأخذ عليه سلمان, فإذا أخطأ غَيّر عليه، وإذا أصاب قال : نعم أيم الله " .
تخريجه :
رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن"، (ص 210) حدثني هوذة بن خليفة, عن عوف بن أبي جميلة, عن خُليَد وذكره بلفظه .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" كتاب فضائل القرآن 10/460 رقم 9977.
__________
(1) ... النهاية 3/334 .
(2) ... الإتقان 1/179 .
(3) ... ستأتي ترجمته في دراسة إسناده.
(4) ... زيد بن صوحان بن حجر ، من عبد قيس ، عداده في أهل الكوفة .
... روى عن سلمان, وعمر, وروى عنه أبو وائل, وسالم بن أبي الجعد .
... قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين .
... وذكره ابن حبان في الثقات 4/249 وسكت عنه البخاري في تاريخه 3/397 وابن أبي حاتم في الجرح 3/565 .(1/45)
وقال : حدثنا أبو أسامة عن عوف عن خُليد بلفظه .
دراسة إسناده :
هَوذة بن خليفة بن عبدالله بن عبدالرحمن الثقفي، أبو الأشهب البصري .
روى عن ابن جريج، وعوف بن أبي جميلة، وأبي حنيفة وغيرهم .
ورى عنه : ابن سعد، وأبو عبيد ،وأبو حاتم الرازي وغيرهم .
مات سنة ست عشرة ومائتين, روى له ابن ماجه .
ضعف ابن معين روايته عن عوف، وقال أحمد : أرجو أن يكون صدوقاً .
وقال أبو حاتم والذهبي وابن حجر : صدوق .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/339 وسؤالات ابن محرز 194 والجرح 9/119 والكاشف 3/200 والتقريب 1025 .
عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري، أبو سهل البصري .
روى عن خُليد العَصري، وأبي عثمان النهدي، وشَهْر بن حوشب وغيرهم .
وروى عنه سفيان الثوري، وهوذة، وشعبة وغيرهم .
مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة . وروى له الجماعة .
وثقة ابن سعد، وابن معين، والنسائي وغيره، ورمي بالقدر والتشيع .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/258 وتاريخ ابن معين 2/460 وتهذيب التهذيب 8/166 .
3.. خُلَيد بن عبدالله العَصَري – بفتح المهملتين – أبو سليمان البصري روى عن زيد بن صوحان ، وقرأ عليه القرآن ، وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .
وروى عنه : قتادة ، وأبان بن عياش ، وجعفر بن حيان وغيرهم .
ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي : وثق .
... وقال ابن حجر : صدوق يرسل .
يراجع : الثقات 4/210 والكاشف 1/216 والتقريب 300.
الحكم عليه:
الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لأن خليداً لم يلق سلمان الفارسي - رضي الله عنه - ذكر ابن حاتم أن أباه سأل ابن معين : " خُلَيد العصري لقي سلمان ؟ قال : لا قلت : إنه يقول : لما ورد علينا سلمان، قال : يعني : البصرة " . ( المراسيل، ص 55 ) .
الفصل الثاني
ذم اللحن في القرآن
22 - عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقرأُ فلحن ، فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم - : " أرشدوا أخاكم " .
تخريج الحديث :(1/46)
أخرجه الحاكم في كتاب التفسير ، باب تفسير سورة حم السجدة (2/439) حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأنا محمد بن الحسن العسقلاني ثنا أبو عمير عيسى بن محمد ثنا ضَمْرة عن سعد بن عبدالله بن سعد عن أبيه عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - .. وذكره .
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .
وقال الذهبي : صحيح .
وذكره صاحب كنز العمال (1/611) رقم (2809) وعزاه للحاكم – كما تقدم –
دراسة إسناده :
1– أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري الحافظ .
إمام حافظ مشهور ، تلمذ له الحاكم ، وتخرج به ، وقال عنه : هو واحد عصره في الحفظ ، والإتقان ، والورع ، والمذاكرة ، والتصنيف . وكان أبو علي باقِعة في الحفظ، لا تطاق مذاكرته ، ولا يُفي بمذاكرته أحد من حفاظنا .
ومات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة .
يراجع : تاريخ بغداد 8/71 ، وتذكرة الحفاظ 3/902 ، والسير 16/51 .
2– محمد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة اللخمي العسقلاني .
روى عن : عيسى بن حماد ، وهشام بن عمار ، وحرملة بن يحيى ، وغيرهم .
وروى عنه : ابن عدي ، وأبو علي النيسابوري ، وأبو بكر بن المقرىء ، وغيرهم .
توفي سنة عشر وثلاثمائة ، أو بعدها بقليل .
وثقة الدار قطني ، وقال الذهبي : كان مسند أهل فلسطين ، ذا معرفة وصدق ، وهو الإمام الثقة ، المحدث الكبير .
يراجع : السير 14/292 ، والعبر 1/460 ، وشذرات الذهب 2/260 .
عيسى بن محمد بن إسحاق ، أبو عمير النحاس – بمهملتين – الرملي .
رَوى عن أبيه وضمرة بن ربيعة ، وأحمد بن يزيد الدَّاريَّ .
وروى عنه : أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، والبخاري في غير الصحيح .
مات سنة ست وخمسين ومائتين ، وقيل : بعدها .
سئل عنه ابن معين فقال : ثقة ، من أحفظ الناس لحديث ضمرة .
قال أبو زرعة : كان ثقة رضي ، ووثقه النسائي ، ومسلمة بن قاسم ، وابن حجر .(1/47)
يراجع : سؤالات ابن الجنيد لابن معين 35 ، وتاريخ أبي زرعة 58 ، والجرح 6/286 وتهذيب التهذيب 8/228 ، والتقريب 770 .
4– ضَمرة بن ربيعة الفلسطيني ، أبو عبدالله الرملي ، دمشقي الأصل .
روى عن سعد بن عبدالله الأيلي ، وسفيان الثوري ، وإسماعيل بن عياش ، وغيرهم . وروى عنه : عيسى بن محمد الرملي ، وعيسى بن يونس الرملي ، ونُعيم بن حماد ، وغيرهم توفي سنة اثنتين ومائتين ، وروى له البخاري في الأدب والباقون سوى مسلم وهو مختلف فيه :
وثقة ابن سعد وابن معين والنسائي ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في " الثقات " وقال الإمام أحمد : رجل صالح ، صالح الحديث من الثقات المأمونين ، لم يكن بالشام رجل يُشبهه ، وهو أحب إلينا من بقية ، بقية كان لا يُبالي عن من حدث .
وقال الساجي : صدوق يهمُ ، عنده مناكير .
وقال ابن حجر : صدوق يهم قليلاً .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/471 ، وتاريخ الدارمي 441 ، وعلل أحمد 1/380 ، وثقات ابن حبان 8/324 ، وابن شاهين 595 ، والسير 9/325 ، وتهذيب التهذيب 4/360 ، والتقريب 460 ، قلت : فهو كما قال الساجي وابن حجر ؛ وذلك لما وصف به من الصلاح والتساهل في الراوية ، فتقع منه الأوهام ، والخطأ في بعض الأحاديث كما قال الترمذي بعد روايته للحديث رقم (365) : وهو خطأ عند أهل الحديث ... ولم يتابع ضمرة على هذا .
5– سعد بن عبدالله بن سعد الأيليُّ – بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة – أخو الحكم بن عبدالله .
روى عن : القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومحمد بن كعب القُرظيِّ .
وروى عنه : ضَمْرة بن ربيعة .
قال يعقوب بن سفيان : مات سنة ثلاثة وسبعين ومائة . روى له أبو داود في " المراسيل".
ذكره ابن حبان في الثقات ، وذكره ابن شاهين وقال : لا بأس به قاله : أحمد بن صالح ، وقال يعقوب بن سفيان : سألت ابن بكير عنه فقال : ما ذكرتُ منذ اليوم مثله، كان هو أفضلهم وأفقههم وكان من أتراب ابن وهب .(1/48)
قال أبو حاتم : لا بأس به وهو أوثق من أخيه الحكم . وقال ابن حجر : صدوق .
يراجع : التاريخ الكبير 4/60 ، والجرح 4/91 ، والمعرفة 1/163 ، وثقات ابن حبان 6/376 ، وابن شاهين 425 ، ذيل الكاشف 117 ، وخلاصة الخزرجي 134 ، وتهذيب التهذيب 3/476 ، والتقريب 370 .
قلت : الراجح أنه صدوق لا بأس به ، إذ تتفق الأقوال الواردة فيه على وصفه بذلك .
6– عبدالله بن سعد الأيلي .
لم أقف على ترجمته رغم طول البحث عنه في مظانه . وفي ترجمة ولده سعد ، لم يذكروا له رواية عن أبيه .
وجزم الشيخ الألباني بأنه غير معروف ، ولم يترجموا له ، مع أنهم ترجموا لابنه (السلسلة الضعيفة 2/315) .
7– أبو الدرداء - رضي الله عنه - .
الحكم عليه :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ؛ لجهالة عبدالله بن سعد الأيلي .
وقد ضعفه بذلك الشيخ الألباني في المرجع السابق .
قلت : وفيه ضمرة بن ربيعة ، صدوق يهم قليلاً ، فلعل هذا من أوهامه ، إذ ليس لسعد بن عبدالله الأيلي رواية عن أبيه .
غريب الحديث :
فلحن : اللحن في هذا الحديث معناه : الخطأ في القراءة.
أرشدوا : أي دلوه(1) على الصواب ، ومنه قوله تعالى : { لأقرب من هذا رشداً}(2) قال الدامغاني(3) : يعني صواباً .
فقه الحديث :
يُستفاد من هذا الحديث ما يلي :
حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على سماع قراءة أصحابه ومما يدل على أنه كان يقرأ القرآن أن الحاكم رواه في باب تفسير سورة حم السجدة – كما تقدم في تخريجه.
ذمه اللحن في التلاوة .
الستر وعدم إشهار اسم ذلك القاريء اللحان .
حث النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابة بتعليم أخيهم الصواب في القراءة .
حُسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه ، وعدهم إخوانا فيما بينهم .
بلاغة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعبيره بألفاظ وجيزة ذات معانٍ كثيرة كما في هذا الحديث .
__________
(1) ... المعجم الوسيط رشد 1/346 .
(2) ... سورة الكهف الآية : 24 .
(3) ... إصلاح الوجوه والنظائر ص 206 .(1/49)
23- قال عمر رضي الله عنه " اقرءوا ولا تلحنوا " .
تخريجه :
رواه سعيد بن منصور في " سننه "، كتاب فضائل القرآن ( 1/166 ) رقم (37) عن حماد بن زيد عن زيد بن حازم ، عن سليمان بن يسار قال : قال عمر وذكره بلفظ : " تراجعوا ولا تلحنوا " .
ومن طريقه سعيد : رواه البيهقي في الشعب ( 5/242 ) رقم (2099) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ، كتاب فضائل القرآن (10/459) رقم (9973) عن يحيى بن آدم عن حماد بن زيد به بلفظه .
وأخرجه ابن الأنباري في " إيضاح الوقف " (1/19) والأضداد (244) من طريق حماد بن زيد به بمثله .
دراسة إسناده :
1 – ... حماد بن زيد بن درهم الأزدي ، أبو إسماعيل البصري .
روى عن عاصم بن بهدلة ، ومنصور بن المعتنمر ، وعمرو بن دينار وغيرهم .
وروى عنه : سعيد بن منصور ، ومُسدد ، وعفان ، وغيرهم .
توفى سنة تسع وسبعين ومائة ، وروى له الجماعة .
وهو إمام ثقة ثبت فقيه .
يراجع : الجرح والتعديل (1/176) ، وتهذيب الكمال (7/241) ، والتقريب (268) .
2 – يزيد بن حازم بن زيد الأزدي البصري ، أبو بكر أخو جرير بن حازم .
روى عن سليمان بن يسار ، وعكرمة ، وعبدالله بن أبي سلمة وغيرهم .
وروى عنه : أخوه جرير ، وحماد بن زيد ، وأخوه سعيد بن زيد وغيرهم .
توفى سنة ثمان وأربعين ومائة . روى له أبو داود في القدر .
وثقه ابن سعد ، وابن معين ، وأحمد ، والعجلي ، وغيرهم .
يراجع : طبقات ابن سعد (7/513) ، وتاريخ ابن معين (2/668) ، وعلل أحمد (1/193)، وثقات العجلي (478) ، وابن حبان (5/546) ، والتقريب (1073) .
3 – سليمان بن يسار الهلالي ، أبو أيوب المدني .
روى عن عائشة ، وأم سلمة ، وابن عباس وغيرهم .
وروى عنه : عمرو بن دينار ، ويزيد بن حازم ، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم .
توفى بعد المائة على خلاف كثير ، وهو تابعي ثقة فاضل ، أحد الفقهاء السبعة. روى له الجماعة .
يراجع : السير (2/444) ، وتهذيب التهذيب (4/228) ، والتقريب (414).(1/50)
4 – عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد ضعيف لانقطاعه، فسليمان بن يسار لم يسمع من عمر لأنه ولد سنة أربع وعشرين بعد وفاة عمر بسنة. ونص على إرساله عنه أبو زرعه الرازي . كما في ( المراسيل لابن أبي حاتم ص : 82 )، و ( جامع التحصيل ص : 232) .
24– عن ابن عمر رضي الله عنه : " أنه كان يضرب ولده على اللحن " .
تخريجه :
أخرجه معمر بن راشد في " الجامع " المطبوع في ذيل " مصنف عبدالرزاق " ، باب الفريضة (11/462) عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بلفظه .
وذكره الخطابي في " غريب الحديث " (1/61) من طريق عبدالرزاق .
وأخرجه ابن سعد في الطبقات " (4/114) عن محمد بن عبيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر بلفظه . ومن طريقه رواه ابن الأنباري في " إيضاح الوقف " (1/24) بزيادة: "اللحن في كتاب الله عز وجل " .
وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " كتاب الأدب ، باب من كان يُعلمُهم ويضربهم على اللحن ( 8/415 ) رقم (5702) وفي كتاب فضائل القرآن ، باب ما جاء في إعراب القرآن (10/457) رقم (9968) في الموضعين عن عبدالله بن إدريس عن عبيد الله بن نافع عن ابن عمر بلفظه .
وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " باب الضرب على اللحن ، (ص: 384) رقم (880) عن أبي نعيم قال : حدثنا سفيان عن عبيدالله عن نافع قال : وذكره بلفظه .
وأخرجه الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " (2/29) رقم (1083) من طريق ابن المبارك عن عبيدالله بلفظه ، وبزيادة : " ولا يضربهم على الخطأ " .
وذكره ابن عبدالبر في " بهجة المجالس " (1/65) .
وذكره الذهبي في " الميزان " (3/639) ترجمة محمد بن عُبيد وأنه حدث بهذا الأثر فقال له رجل : " لو أخذنا بهذا ما رفعنا عنك العصا ".
دراسة إسناده :
1 – ... عُبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن الخطاب القُرشي . أبو عثمان المدني .
روى عن نافع مولى ابن عمر ، وسالم بن عمر ، وعمرو بن شعيب وغيرهم .(1/51)
وروى عنه : معمر بن راشد ، والسفيانان ، وغيرهما .
توفي سنة بضع وأربعين ومائة . وروى له الجماعة .
قال ابن معين : ثقة حافظ ، متفق عليه .
وقال أحمد بن صالح : ثقة ثبت مأمون ، ليس أحد أثبت في حديث نافع منه .
يراجع : تاريخ ابن معين (2/383) ، والسير (6/304) ، والتقريب (643).
2 – ... نافع مولى ابن عمر ، أبو عبدالله المدني .
روى عن ابن عمر ، وأبي هريرة ، وعائشة رضي الله عنهم .
وروى عنه : مالك ، والأوزاعي ، وأيوب السختياني وغيرهم .
اختلف في زمن وفاته ، ورجح الذهبي أنه توفى سنة سبع عشرة ومائة . وقال: اتفقت الأمة على أنه حجة مطلقاً .
يراجع : التاريخ الكبير (8/84) ، والسير (5/95) ، والتهذيب (10/412).
3 – ... عبدالله بن عمر رضي الله عنهما .
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد صحيح .
وقد صححه الشيخ الألباني في " صحيح الأدب المفرد " ، ص (328) رقم (676) .
وله شاهدان رواهما الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " باب الترغيب في تعلم النحو والعربية ( 2/28 و 29) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (2/258) .
25– عن عمرو بن دينار قال : " إن ابن عمر وابن عباس كانا يضربان أولادهما على اللحن " .
26– وعن أبي إسحاق الطلحي : " أن علي بن أبي طالب كان يضرب الحسن والحسين على اللحن " .
وشاهد ذكره الشنتريني في " تنبيه الألباب " (ص : 94) بلفظ : " كان عمر رضي الله عنه يضرب ولده على اللحن " .
قلت : لعله عن ( ابن عمر ) كما تقدم تخريجه .
فقه الأثر :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه(1) : " وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن ، فنحن مأمورون أمر إيجاب ، أو أمر استحباب : أن نحفظ القانون العربي، ونُصلح الألسنة المائلة عنه . فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسُّنة، والاقتداء بالعرب في خطابها ".
__________
(1) ... مجموع الفتاوى (32/252) .(1/52)
فلو تُرك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً ، فكيف إذا جاء قَوُمُ إلى الألسنة العربية المستقيمة ، والأوزان القوية فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان . ا هـ".
فلو تُرك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً ، فكيف إذا جاء قَوُمُ إلى الألسنة العربية المستقيمة ، والأوزان القوية فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان . ا هـ".
27– كان عمر رضي الله عنه إذا سمع رجلاً يُخطئ ( فتح )(1) عليه ، وإذا أصابه يلحن ضَرَبَهُ بالذُّرَّة " .
تخريجه :
رواه ابن الأنباري في "إيضاح الوقف" (1/51) عن أبيه قال : حدثنا أبو عكرمة قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكره بلفظه .
وذكره الشنتريني في " تنبيه الألباب " ( ص : 95) .
وذكره ياقوت في " معجم الأدباء " (1/79) .
والطوفي في " الضعقة الغضبية " (ص : 319 ) .
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد ضعيف ؛ لأنه ظاهر الانقطاع بين أبي عكرمة عامر الضبي (ت 250هـ) وهو شيخ القاسم بن محمد بن بشار الأنباري ( ت 304هـ ) وبين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه .
28– قال الخليل بن أحمد : " لحن أيوب السختياني في حرف فقال : استغفر الله " .
تخريجه :
– ... رواه ابن الأنباري في " إيضاح الوقف " (1/32) عن أبيه قال : حدثنا عبدالله بن عمرو الوراق ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي ، قال : حدثنا النضر بن شُميل قال : قال الخليل وذكره بلفظه .
– ... وأخرجه الرامهزمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 525) عن الحسن السراج ثنا عثمان بن عمر البصري ثنا محمد بن سهل الباهلي ثنا حماد بن زيد وذكره بنحوه.
__________
(1) ... وردت هذه اللفظة بوجهين :
فتح ، كما في ( تنبيه الألباب ) (95) بمعنى رد عليه ، وأصلح خطأه في تلاوة القرآن.
قَبِح ، كما في (إيضاح الوقف )(1/51) و (معجم الأدباء) (1/79) بمعنى أنه يدعو عليه بقوله: قبحك الله . أو قُبحت ، كناية عن ذمه اللحن وهذا مستبعد منه رضي الله عنه.(1/53)
– ... وأخرجه الخطابي في " غريب الحديث " (1/61) من طريق الزبير بن بكار عن النضر بن شميل به بلفظه .
– ... والمقري في أخبار النحويين ( ص : 31) .
– ... وذكره الشنتريني في " تنبيه الألباب " (ص: 86 ، وص : 94) بلفظه .
– ... وذكره يا قوت في " معجم الأدباء " (1/79) وزاد في آخره : " يعني أنه عد اللحن ذنباً " .
دراسة إسناده :
1 – الحسن بن علي السرّاج . من شيوخ البطراني في " المعجم الأوسط " (2/30) رقم (3451) ، وروى عنه الرامهرمزي ووصفه بقوله : " قاضي الأهواز " المحدث الفاصل (ص : 510) .
2 – ... عثمان بن عمر بن فارس العَبْدي البصري الحافظ .
سمع : شعبة ، وابن عون ، وقُرَّة بن خالد وغيرهم .
روى عنه : أحمد ، وإسحاق بن راهوية ، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم .
مات سنة تسع ومائتين .
وثقة ابن معين وأحمد وغيرهم .
يراجع : تاريخ بغداد (11/280) ، وتذكرة الحفاظ (1/378) .
3 – ... محمد بن سهل بن حُصين الباهلي .
روى عنه حسان الكرماني ، والفضل بن سليمان النميري .
وروى عنه : أبو زرعة ، وعبدالله الدورقي .
ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (7/278) وسكت عنه .
وذكره ابن حبان في " الثقات " (9/82) .
4 – ... حماد بن زيد .
إمام ثقة . تقدمت ترجمته في الحديث رقم (23) .
الحكم عليه :
الأثر بهذا الإسناد ضعيف لجهالة حال كل من : الحسن السراج ، ومحمد الباهلي .
29– وله شاهد عن الحسن البصري رحمه الله .
أنه كان يعثر لسانه بشيء من اللحن ، فيقول : استغفر الله فقيل له فيه ؟ فقال : من أخطأ فيها فقد كذب على العرب ، ومن كذب فقد عمل سوءاً ، وقال الله تعالى : { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً } (1) .
ذكره ياقوت في " معجم الأدباء " ( 1/68 ).
- وروي عن الحسن البصري أنه قال : " من لحن في القرآن فقد كذب علي الله"
__________
(1) ... سورة النساء ، الآية رقم (110) .(1/54)
ذكره الشنتريني في تنبيه الألباب ص 90 والطوفي في الصعقة الغضبية ص 247 .
ولم يذكرا له سندا فيتعذر الحكم عليه . ...
والله أعلم.
الفصل الثالث
حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإعراب, والبيان
30- عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب ، أنا أعرب العرب ، وَلَدَتْني قريش ، ونشأت في بني سعد بن بكر ، فأنيّ يأتيني اللّحنُ " .
تخريج الحديث :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6/35 رقم 5437) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ، ثنا حيوة بن شُريح ، ثنابقية ، عن مبشر ابن عُبيد ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، وذكره .
وذكره السيوطي في " الخصائص الكبرى" (1/63) والصالحي الشامي في " سبل الهدى والرشاد " 2/103 .
والشطر الأول من الحديث إلى قوله : ابن عبدالمطلب ، متفق عليه عن البراء ابن عازب - رضي الله عنه - رواه البخاري في سبعة مواضع ، أولها في كتاب الجهاد ، باب من قاد دابة غيره في الحرب (6/69 رقم 2864) .
ومسلم في كتاب الجهاد ، باب في غزوة حنين (3/1400 رقم 1776) .
دراسة إسناد حديث أبي سعيد الخُدري - رضي الله عنه - :(1/55)
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي . شيخ الطبراني . روى عن أبيه ، قال أبو أحمد الحاكم : فيه نظر . وحدث عنه أبو الجهم المَشْغَرائي ببواطيل ، وكان قد كبر فكان يُلقّن ما ليس من حديثه فيتلقن . ذكره ابن عساكر . وابن حجر ، وعندما ترجم ابن حبان لوالده في (الثقات 9/74) قال : يتقى من حديثه ما روى عنه ابنه محمد، وأخوه عُبيد فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء . قال الذهبي : له منا كير . وقال فيه محمد بن طاهر الفتنّي: آفة في بطلان الحديث . مات سنة 289هـ . يراجع : تاريخ دمشق 2/84 ، والميزان 1/151 ، والمغني 1/58 ، واللسان 1/295 ، وتنزيه الشريعة 1/34 ، وقانون الموضوعات (237) بذيل تذكرة الموضوعات .
حَيْوة ابن شُريح بن يزيد الحضرمي ، أبو العباس الحمصي . روى عن إسماعيل ابن عياش ، وبقية بن الوليد ، وغيرهما . وروى عنه : البخاري وأبو داود وأحمد بن حنبل وأحمد بن محمد الدمشقي وغيرهم توفى سنة أربع وعشرين ومائتين ، وروى له الترمذي وأبو داود وابن ماجه . وثقه يحيى بن معين ، ويعقوب بن شيبة والذهبي وابن حجر . فهو ثقة . يراجع : الجرح 3/306 ، وتذكرة الحفاظ 1/425 ، والتقريب ص 282 .
بقية بن الوليد الحمصي . صدوق في نفسه ، لكنه كان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين . وقد تقدمت ترجمته.
مُبَشِّر – بضم الميم وكسر الشين المعجمة الثقيلة– بن عبيد القُرشي ، أبو حفص الحمصي ، كوفي الأصل . روى عن الحجاج بن أرطاة ، وعطية العوفي والزهري وغيرهم . وروى عنه : بقية بن الوليد ، والخليل بن مُرَّة ، واليمان بن عدي وغيرهم . من السابعة ، تفرد بالرواية عنه ابن ماجه فروى له حديثاً واحداً في غسل الميت رقمه (1461) .
قال الإمام أحمد : مُبَشِّر بن عُبيد ليس بشيء ، يضع الحديث .
ونقل الجوزجاني عن الإمام أحمد أنه قال : أحاديثه بواطيل .
وقال البخاري : منكر الحديث .
وقال أبو زرعة : هو عندي ممن يكذب .(1/56)
وقال أبو حاتم : منكر الحديث جداً ، ضعيف الحديث .
وذكره ابن حبان في المجروحين ، وقال : يروي عن الثقات الموضوعات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب .
وقال الدار قطني : متروك الحديث ، يضع الحديث . وقال : يكذب .
وسرد له ابن عدي أحاديث واهية كثيرة ثم قال : هو بيّن الأمر في الضعف ، وعامة ما يرويه غير محفوظ ... ولذا قال الذهبي : طول ابن عدي ترجمته بالواهيات .
وقال ابن حجر : متروك ، ورماه أحمد بالوضع .
يراجع : علل أحمد 1/382 ، والتاريخ الكبير 8/11 ، وأحوال الرجال ص 170 و 193 ، وأبوزرعة الرازي 322 ، والجرح 8/323 ، والمجروحين 3/30 ، والكامل 6/2411 ، الضعفاء للعقيلي 4/235 ، والضعفاء للدار قطني ص 356 ، وسنن الدار قطني 3/245 و 4/237 ، والميزان 3/433 ، والكشف الحثيث ص 213 ، والتقريب 9/9 ، قلت : فالراجح أنه متهم بالوضع متروك .
5– الحجاج بن أرطاة: بن ثور بن هُبَيرة النخعي، أبو أرطأة الكوفي، القاضي أحد الفقهاء
روى عن : هشام بن عروة ، وعكرمة ، وغيرهما .
وروى عنه : شعبة ، وعبدالرزاق ، وغيرهما .
اتفق الأئمة يحيى القطان ، وأحمد ، وابن معين – في رواية الدوري– ، وأبو حاتم، والنسائي ، والدار قطني ، والحاكم ، والبيهقي ، وابن عبدالبر ، على أنه لا يُحتجّ بحديثه ، وخاصةً إذا لم يُصرّح بالسماع ؛ لأنه مكثرٌ من التدليس .
وقال ابن معين في رواية ابن أبي خيثمة : ( صدوق ليس بالقوي) ، وقال في رواية ابن مُحرز : ( ليس به بأسٌ ) ، وقال أبو زرعة : ( صدوق مدلس) ، وقال أبو حاتم : ( صدوق يدلس عن الضعفاء ، يُكتب حديثه ، فإذا قال : حدثنا فهو صالح لا يُرتاب في صدقه وحفظه إذا بين السماع ، ولا يحتج بحديثه ) ، وقال البخاري : ( ما قال فيه : حدثنا فيُحتمل ) ، وقال العجلي : ( جائز الحديث ، إلا أنه كان صاحب إرسال) .(1/57)
وقال النسائي : ( ليس بالقوي ) ، وقال ابن عدي : ( إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري وغيره ، وربما أخطأ في بعض الروايات ، فأما أن يتعمد الكذب فلا ، وهو ممن يكتب حديثه ) .
وقال ابن خُزيمة : ( لا أحتجّ به إلا فيما قال : أخبرنا وسمعت) ، وقال الذهبي : (أحد الأعلام على لين في حديثه ) ، وقال ابن حجر : ( صدوق كثير الخطأ والتدليس)، روى له البخاري في الأدب المفرد ، ومسلم مقروناً والأربعة ، وذكره ابن حجر في الطبقة الرابعة من المدلسين ، وهم : من اتفق الأئمة على أنه لا يُحتجّ بشيءٍ من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ، لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل .
ومن خلال ما سبق يظهر أن أكثر الأئمة على تضعيفه وعدم الاحتجاج بحديثه ، ولكنه يكتب عندهم للاعتبار به ، وأما من وصفه بأنه صدوق فقوله مُعارض بجرح جمهور الأئمة كالقطان ، وأحمد ، وابن معين ، وابن سعد ، وأبو حاتم ، ويعقوب ، والنسائي ، والجوزجاني ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم ، وغيرهم ، وجرحهم جرحٌ مفسّرٌ بكثرة خطئه وتدليسه عن الضعفاء ، ولعل الراجح في حاله أنه ضعيفٌ يكتب حديثه للاعتبار إذا صرّح بالسماع ، ولذلك كانت عبارة البخاري دقيقة حيث وصف حديثه إذا صرح بالسماع بأنّه ( محتمَلٌ) ولم يقل حجةٌ ، فأما إذا لم يُصرّح فحديثه ضعيفٌ لا يُحتجّ به .
يراجع : الطبقات لابن سعد 6/359 ، التاريخ الأوسط 2/86 ، الجرح والتعديل 3/154 ، والمعرفة والتاريخ 2/164 ، ومعرفة الثقات 1/284 ، والكامل 2/229 ، تاريخ بغداد 8/230 ، والتمهيد 21/59 ، تهذيب الكمال 5/420 ، الميزان 1/458 الكاشف 1/928 ، التهذيب 2/196 ، التقريب 222 ، تعريف أهل التقديس ص 16.
6– عطية بن سعد بن جُنادة – بضم الجيم بعدها نون خفيفة – العوفي أبو الحسن الكوفي .
روى عن أبي سعيد الخدري ، وابن عباس ، وابن عمر رضي الله عنهم .
وروى عنه : الحجاج بن أرطاة ، والأعمش ، ومسعر بن كدام وغيرهم .(1/58)
توفي سنة إحدى عشرة ومائة . وروى له البخاري في "الأدب" وأبو داود الترمذي وابن ماجه ، وهو مختلف فيه ، ذكره المنذري في الرواة المختلف فيهم في ذيل (الترغيب والترهيب 4/575) ، وإليك إجمال الأقوال فيه :
1. توثيقه ، والثناء عليه :
قال ابن سعد : كان ثقة إن شاء الله ، وله أحاديث صالحة ، ومن الناس من لا يحتج به وذكر المنذري أن الترمذي حسن له غير ما حديث ، وأخرج حديثه ابن خزيمة في صحيحه .
2. تضعيفه :
قال ابن معين : كان ضعيفاً في القضاء ، ضعيفاً في الحديث .
وقال عبدالله بن أحمد : كان الثوري وهُشَيم يُضعفان حديث عطية .
وقال أبو حاتم والنسائي : ضعيف .
وقال ابن عدي : وهو مع ضعفه يكتب حديثه .
3. تشيعه :
نقل العقيلي عن سالم المرادي قال : كان عطية يتشيع .
ووصفه بالتشيع البزار وابن عدي وعده من شيعة الكوفة .
4. تدليسه :
قال الإمام أحمد : " بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي ، ويسأله عن التفسير ، وكان يكنيه بأبي سعيد " .
وقال ابن حبان : " سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث ، فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ، ويحضر قصصه ، فإذا قال الكلبي قال رسول الله بكذا فيحفظه ، وكناه أبا سعيد ، ويروى عنه ، فإذا قيل له : من حدثك بهذا ؟ فيقول : حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري ، وإنما أراد به الكلبي ، فلا يحل الاحتجاج به ، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب .
وقال الدار قطني : مضطرب الحديث .
وعده ابن حجر في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين .
يراجع : طبقات ابن سعد 6/304 ، وتاريخ ابن معين 2/406 ، وعلل أحمد 1/198 والتاريخ الكبير 4/8 ، والضعفاء للنسائي 225 ، وللعقيلي 3/359 ، والجرح 6/382 ، والمجروحين 2/176 ، والميزان 3/79 ، وعلل الدار قطني 4/6 ، وتعريف أهل التقديس ص 130 ، وتهذيب التهذيب 7/225 ، والتقريب 680 .(1/59)
قلت : الراجح أنه ضعيف شيعي مدلس ؛ لكثرة الأقوال الواردة في ضعفه لخفة ضبطه واضطرابه ، وتدليسه الشديد ، لأحاديث أبي سعيد الخدري . وهو راوي هذا الحديث .
7– أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - :
الحكم عليه :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جداً ؛ فيه :
أحمد بن محمد الدمشقي ، منكر الحديث .
ومُبَشِّر بن عُبيد ، متهم بالوضع متروك ، وبقية بن الوليد مُدلس ، وحجاج بن أرطاة ضعيف مدلس ، وعطية العوفي ، ضعيف مدلس .
وقد قال العراقي في تخريج الإحياء ( /367) : إسناده ضعيف .
وأعله الهيثمي بقوله : فيه مُبشّر بن عُبيد وهو متروك ( المجمع 8/218) .
وقال الشيخ حمدي عبدالمجيد السلفي في تحقيقه للمعجم الكبير للطبراني 6/35 : الحق أنه مسلسل بالضعفاء والمتروكين والمدلسين .
ولكن البلاء من مبشر بن عُبيد إذ اتهمه أحمد بالوضع . فهو حديث موضوع .
غريب الحديث :
أنا النبي لا كذب : أي أن صفة النبوة تنافي الكذب(1) .
أنا ابن عبدالمطلب : قال ابن حجر(2) : أما نسبته إلى عبدالمطلب دون أبيه عبدالله ، فكأنها لشهرة عبدالمطلب بين الناس ؛ لما رزق من نباهة الذكر ، وطول العمر ، بخلاف عبدالله فإنه مات شاباً .
وقيل : لأنه كان اشتهر بين الناس أنه يخرج من ذرية عبدالمطلب رجل يدعو إلى الله، ويهدي الله الخلق على يديه ، ويكون خاتم الأنبياء . فانتسب إليه ليتذكر ذلك من كان يعرفه .
– ولدتني قُريش : قال ابن الأثير(3) : بالتشديد أي : رَبّتني قُريش .
قلت : ولا مانع من حمله على ظاهره أي وُلدت من أبوين قرشيين ، فأبوه عبدالله، وأمه آمنه يلتقي نسبهما في كلاب بن مرة بن كعب(4) .
ونشأت في بني سعد بن بكر : أي استرضع عندهم.
فقه الحديث :
على فرض صحة الحديث يستفاد منه ما يلي :
__________
(1) ... عمدة القاري 14/309 .
(2) ... فتح الباري 8/31 .
(3) ... النهاية 4/879 .
(4) ... سيرة ابن هشام 1/125 .(1/60)
أن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب" خرج موزوناً ولم يقصد به الشعر(1) .
جواز الانتساب للجد إذا كان مشهوراً أكثر من الأب .
فصاحة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيانه ؛ لكونه قرشياً ، ونشأ في بني سعد بن بكر بالطائف عندما رضع عندهم صغيراً .
سلامة لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - من اللحن . وحاشاه ذلك فهو أفصح العرب .
31- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( بُعثتُ بجوامع الكَلِم ... الحديث ) .
تخريجه :
متفق عليه ، رواه البخاري في كتاب الاعتصام ، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( بعثت بجوامع الكلام ) (13/247) ، رقم (7273) بلفظه .
وفي كتاب التعبير ، باب المفاتيح في اليد (12/400) ، رقم (7013) بلفظه ، وفي باب رؤيا الليل (12/390) ، رقم (6998) بلفظ " أعطيتُ مفاتيح الكَلِم ) .
وفي كتاب الجهاد، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (نصرتُ بالرعب مسيرة شهر) ( 6/128) رقم (2977) بلفظه .
ورواه مسلم في كتاب المساجد (1/370) ، رقم (523/5) بلفظ : ( .. أعطيت جوامع الكلم).
وفي (523/6) بلفظه ، وفي (523/7) بلفظه أوتيتُ جوامع الكلم ) .
32- وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( .. وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد أُعطي جوامع الكلم ) رواه مسلم في كتاب الأشربة ، باب بيان أن كل مسكر خمر ، (3/1587) رقم (1733/71) .
غريب الحديث :
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( جوامع الكلم ) نقل الإمام البخاري(2) عن الإمام الزهري أنه قال : "وبلغني أن جوامع الكلم أن الله يجمعُ الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد ، والأمرين ، ونحو ذلك ," .
__________
(1) ... فتح الباري 8/31 .
(2) ... صحيح البخاري مع فتح الباري 12/401 .(1/61)
وقال أبو عبيد الهروي(1) : " جوامع الكَلِم : يعني القرآن ، جمع الله بلفظه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة ".
وقال ابن الأثير(2) : " جوامع ، واحدها جامعة ، أي : كلمة جامعة ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يتكلم بجوامع الكَلِم ، أي : أنه كثير المعاني ، قليل الألفاظ " .
وقال الحافظ ابن حجر (3): " وحاصلة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ ، الكثير المعاني " .
فقه الحديث :
دل هذا الحديث على ما خص الله به نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - من جوامع الكَلِم وقدرته على التعبير عن المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة .
قال القاضي عياض(4) : " ... أوتي جوامع الكَلِم ، وخُص ببدائع الحكم ، وعَلِم ألسنة العرب ، يُخاطب كل أمة بلسانها ، ويحاورها بلغتها ، ويباريها في بلاغتها ...".
وقال الأديب الجاحظ(5) واصفاً كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هو الكلام الذي قل عدد حروفه، وكثر عدد معانيه ، وجَلّ عن الصنعة ، ونُزِّة عن التكلف ... " .
وهو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة ، وغشاة بالقبول ، وجمع له بين المهابة والحلاوة ، وبين حُسن الإفهام ، وقلة عدد الكلام .. " .
33 – عن عائشة رضي الله عنها قال : " ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْرُد كَسَرْدكِمُ هذا ، ولكنه كان يتكلم بكلام بَيِّنٍ فَصْلٍ ، يَحفظُهُ من جلس إليه " .
تخريج الحديث :
متفق عليه، أخرجه البخاري في المناقب ، باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - (6/567) ، رقم (3568) مقتصراً على أوله .
__________
(1) ... الغريبين – جمع – 1/377 .
(2) ... النهاية – جمع – 2/288 .
(3) ... فتح الباري 13/247 .
(4) ... الشفا ، ص : 63 .
(5) ... البيان والتبيين 2/17 و 18 .(1/62)
وأخرجه مسلم في الزهد ، باب التثبت في الحديث (4/2298) ، رقم (2493/71) , وفي فضائل الصحابة ، باب من فضائل أبي هريرة (4/1940) ، رقم (2493 / 160) وأخرجه أبو داود في العلم ، باب في سرد الحديث (4/65) ، رقم (3655) مقتصراً على أوله .
وأخرجه الترمذي في المناقب ، باب في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - (5/600) ، رقم (3639) وفي " الشمائل المحمدية " ، باب كيف كان كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( ص : 134) ، رقم (213) واللفظ له .
غريب الحديث :
يسرد : أي يُتابع الحديث ، ويستعجل فيه (1).
بيِّن : صفة لكلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أي بكلام واضح (2).
فَصْل : قال الحافظ ابن حجر(3): زاد الإسماعيلي من رواية ابن المبارك عن يونس بلفظ : " إنما كان حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلاً ، فهماً تفهمُهُ القلوب " .
فقه الحديث :
فيه دليل على أن المحدث والقارئ للقرآن لا يُحدث متتابعاً استعجالاً بحيث يلتبس ويشتبه على السامع حديثه ، وقراءته . بل يُحدث بكلام واضح مفهوم ليأخذ عنه المستمع ، ويحفظ عنه(4).
34 – عن أنس رضي الله عنه قال : قال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : يارسول الله مالك أفصحنا لساناً ، وأبيننا بياناً ؟ .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن العربية اندرست فجاءني بها جبريل عليه السلام غضةً طرية، كما شق على لسان إسماعيل عليه السلام ) .
تخريجه والحكم عليه :
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (53/103) .
في ترجمة محمد بن السَّفر بن السري ، رقم (6404) .
وساقة من طريق: إبراهيم بن هُدبَة الأزدي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، وذكره .
__________
(1) ... النهاية 2/358 .
(2) ... تحفة الأحوذي 10/123 .
(3) ... فتح الباري 6/578 .
(4) ... عون المعبود 10/89 .(1/63)
قلت : في إسناده : إبراهيم بن هُدبَة . قال أبو حاتم : كذاب ( الجرح والتعديل 2/143) وقال عنه ابن حبان : دجال من الدجاجلة يضع على أنس ( المجروحين 1/1414) .
وقال الخطيب : حدث عن أنس بالأباطيل ( تاريخ بغداد 6/200 ) وعليه فالحديث موضوع .
35 – عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، قال : قال رجل يا رسول الله بأبي وأمي ما أفصحك ، ما رأيتُ الذي هو أعرب منك .
فقال - صلى الله عليه وسلم - : " حُق لي ، وإنما أُنزل القرآن بلساني ، والله يقول : بلسان عربي مبين ".
تخريج الحديث :
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب : " المطر والرعد " ( ص 56 ) رقم (12) عن أبي الحسن الشيباني .
وأخرجه الرامهرمزي في " أمثال الحديث " ( ص 247 ) رقم (126) حدثنا أحمد ابن عمرو الحنفي ، ثنا عبدالله بن محمد الأموي .
وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب " العَظَمة " (4/1240) رقم (716) من طريقين:
أولهما : عن إبراهيم بن محمد بن الحسن ، حدثنا إسحاق بن سنان حدثنا عبدالله بن إسماعيل ، وذكره ابن كثير في " تفسيره " ( سورة الشعراء ، الآية رقم : 195) (3/2069) من طريق أبن أبي حاتم في تفسيره (1)، قال : حدثنا عبدالله بن أبي بكر العَتَكي ، وأخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " فصل في بيانه وفصاحته - صلى الله عليه وسلم - (2/158) رقم (1431) .
وأخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " باب ما روي في فصاحة لسانه ، وحسن منطقه - صلى الله عليه وسلم - (4/5) .
كلهم من طريق عباد بن عباد المهلبي ، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه وذكره بلفظه .
__________
(1) ... من المعلوم لدى الباحثين أن " تفسير ابن أبي حاتم " المطبوع ، ليس كله مخطوطاً ، وإنما نصفه مفقود، فقام المحقق بجمعه من كتب أخرى نقلت من تفسير ابن أبي حاتم وهذا الحديث جاء في تفسير ابن أبي حاتم (9/2818) رقم (15949) منقول من تفسير ابن أبي كثير ، وليس في أصل المخطوط ، فلزم التنبيه .(1/64)
وله وجه آخر : رواه أبو الشيخ في الموضع السابق عن أحمد بن الحسن ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا عباد بن عوام ، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه.
دراسة إسناده :
1 – عبدالله بن أبي بكر السَّكن بن الفصل بن المؤتمن العَتَكي، الأزدي، أبو عبدالرحمن البصري .
روى عن شعبة ، وجرير بن حازم ، وعباد بن عباد .. وغيرهم .
وروى عنه : البخاري في الأدب ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وإبراهيم الحربي وغيرهم .
مات سنة أربع وعشرين ومائتين .
قال أبو حاتم : صدوق صالح .
وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن حجر : صدوق .
يراجع : التاريخ الكبير 5/55 ، والجرح 5/18 ، والثقات 8/336 ، والتقريب ص: 494 .
قلت : الراجح أنه صدوق ، لأنه الأليق بحالة حيث وصفه تلميذه أبو حاتم بذلك وهو أعرف بشيخه .
2 – عَبّاد بن عَبّاد بن حبيب بن المهلب بن أبي صُفرة الأزدي العَتَكي ، البصري .
روى عن موسى بن محمد ، وعاصم الأحول ، وهشام بن عروة وغيرهم .
وروى عنه الإمام أحمد بن حنبل ، ومُسدد ويحيى بن معين وغيرهم .
مات سنة تسع وسبعين أو ثمانين ومائة روى له الجماعة .
مختلف فيه :
وثقه ابن معين ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن خراش ، وغيرهم ، وأثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل فقال : ليس به بأس ، وكان رجلاً عاقلاً أديباً ، وتكلم فيه أبو حاتم فقال : صدوق لا بأس به ، فقيل له : يُحتج به ؟ قال : لا .
وتوسط ابن سعد فقال : كان ثقه ، وربما غلط ، وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق وقال : ثقة حجة ، وقال ابن حجر : ثقة ربما وهم .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/327 ، وتاريخ ابن معين 2/292 ، والجرح 6/82 وتذكرة الحفاظ 1/260 ، والميزان 2/367 ، ومن تكلم فيه وهو موثق ص: 106 ، وتهذيب الكمال 4/128 ، والتقريب ص: 481 .
الراجح أنه ثقة ربما وهم ، لغلطة في بعض الأحاديث ، وأما وصف أبي حاتم بأنه لا يحتج به فتعقبه الذهبي بقوله : تعنت أبو حاتم كعادته .(1/65)
3 – موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث القرشي التيمي ، أبو محمد المدني .
روى عن أبيه ، وإسماعيل بن أبي حكيم ، وعبدالرحمن بن أبان وغيرهم .
وروى عنه : زياد بن عبدالله بن عُلاثة ، وعُقبة بن خالد وعباد بن عباد وغيرهم .
مات سنة إحدى وخمسين ومائة وروى له الترمذي وابن ماجه .
واتفقوا على تضعيفه فقد ذكره البخاري والنسائي ، والعقيلي ، وابن حبان ، وابن عدي، والدارقطني ، وابن الجوزي ، وأبو نعيم في الضعفاء .
وفسر جرحه ابن حبان فقال : يروي عن أبيه ما ليس من حديثه ، فلستُ أدري أكان المتعمد لذلك ، أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه ، والمشاهير على التوهم ، وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج به .
يراجع : الضعفاء للنسائي 96 ، والعقيلي 4/169 ، والدارقطني 367 ، والمجروحين 2/241 ، والكامل 6/2342 ، والميزان 4/218 ، والتقريب 985 .
قلت : فهو منكر الحديث ؛ لأنه قول الأكثر فيه ، وهو الأليق بحالة ، لروايته للمناكير كما تقدم .
4 – محمد بن إبراهيم التيمي ، أبو عبدالله المدني .
روى عن أبي سعيد الخدري ، وجابر بن عبدالله ، وأنس رضي الله عنهم .. وغيرهم .
وروى عنه : ابنه موسى ، وهشام بن عروة ، والأوزاعي وغيرهم .
مات سنة عشرين ومائة .
وثقه ابن سعد ، وابن معين ، وابن أبي حاتم ، والنسائي ، وابن خراش ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ولم أقف على من تكلم فيه سوى ما نقله العقيلي عن الإمام أحمد أنه قال: في حديثه شيء ، ويروي أحاديث مناكير ، أو منكرة ، وأجاب عن هذا الإمام الذهبي بقوله : وثقه الناس ، واحتج به الشيخان وقفز القنطرة ا. هـ .
يراجع : التاريخ الكبير 1/22 ، والثقات 5/381 ، والضعفاء للعقيلي 4/20 ، والميزان 3/445 ، والتهذيب 9/5 ، والتقريب ص: 819 .
قلت : فهو ثقة احتج به الشيخان وغيرهما . ولعل كلام الإمام أحمد محمول على أحاديث قليلة لا تؤثر في ثقته كما قال الحافظ ابن حجر : ثقة له أفراد .
الحكم عليه :(1/66)
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جداً ، لأن فيه موسى بن محمد التيمي منكر الحديث.
ولكن متنه صحيح لموافقته للآية القرآنية الواردة في قوله تعالى : { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} ( سورة الشعراء ، الآية رقم : 195 ) .
36– أنا أفصح من نطق بالضاد .
قال ابن كثير(1) : لا أصل له . وقال السخاوي(2) والسيوطي(3) والشوكاني(4): معناه صحيح ، ولكن لا أصل له .
وقال ابن الجزري(5) : لا أصل له ، ولا يصح(6) .
ومعنى الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفصح العرب ؛ لأن الضاد من الحروف الخاصة بلغة العرب. كما قال الزَّبيدي(7) .
37 – عن يحيى بن يزيد السعدي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا أعربُكم ، أنا من قريش ، ولساني لسان بني سعد بن بكر" .
تخريج الحديث :
رواه ابن سعد في "الطبقات" ذكر من أرضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1/193) عن الواقدي أخبرنا زكريا بن يحيى بن يزيد السعدي عن أبيه مرسلاً .
وذكره الشامي في "سبل الهدى والرشاد" (2/103) .
وذكره السيوطي في "الخصائص الكبرى" (1/63) .
وذكره في "الجامع الصغير" (1/363 رقم 2696) وعزاه لابن سعد ، ورمز لصحته
وخالفه الألباني فحكم عليه بأنه موضوع في (ضعيف الجامع الصغير) (2/7) رقم (1400) .
وفي السلسلة الضعيفة (4/185 رقم 1689) حكم عليه بأنه موضوع وقال : " هذا سند تالف ، محمد بن عمر ، هو الواقدي ، وهو كذاب " وزكريا بن يحيى وأبوه لم أجد من ذكرهما " ا.هـ .
__________
(1) ... الدرر المُنتثرة ص 44 .
(2) ... المقاصد الحسنة ص 95 .
(3) ... اللآلىء المصنوعة 41 .
(4) ... الفوائد المجموعة 327 .
(5) ... النشر في القراءات العشر 1/220 .
(6) ... للتوسع ينظر : تميز الطيب 41 ، وكشف الخفاء 1/232 ، والأسرار المرفوعة 68 ، وتذكرة الموضوعات 87 ، والغماز ص 51 ، والمصنوع ص 61 .
(7) ... تاج العروس 1/17 .(1/67)
قلت : وهو كما قال رحمه الله ، فالواقدي ، قال عنه إسحاق بن راهويهْ ، وعلي ابن المديني ، وأبو حاتم ، والنسائي : يضع الحديث .
كما في "الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث" (ص 243) .
وزكريا وأبوه لم أقف على ترجمتهما . والله أعلم .
غريب الحديث :
أنا أَعْرَبُكم(1) : أي : أنا أدخَلكم في العرب ، يعني : أوسطكم فيهم نسباً ، وأنفسكم فيه فخذاً ؛ لأن عدنان ذروة ولد إسماعيل ، ومُضر ذروة نزار بن معد بن عدنان ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ذروة قريش .
ولساني لسان بني سعد بن بكر(2) : لكونه استرضع فيهم . وكانت العرب تعتني باسترضاع أولادها عند نساء البوادي .
فاسترضع النبي - صلى الله عليه وسلم - عند حليمة السعدية .
وبنو سعد بن بكر(3) : بطن من هوازن ، من قيس بن عيلان ، من العدنانية .
وهم حَضَنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ رضع فيهم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - :"... واسترُضعت في بني سعد بن بكر"(4)
فقه الحديث :
فيه اعتزاز النبي - صلى الله عليه وسلم - بفصاحة لسانه العربي :
وفي هذا يقول الزمخشري(5) : " النبي العربي المُستل من سُلالة عدنان ، المُفَضّل باللسان ، الذي استخزنه الله الفصاحة والبيان : " وقال ابن الأثير(6) : " إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أفصح العرب لساناً ، وأوضحهم بياناً ، وأعذبهم نُطقاً ، وأبينهم لهجة ، وأقومهم حجة ، وأعرفهم بمواقع الخطاب ، وأهداهم إلى طرق الصواب " .
فضل قريش .
الثناء على بني سعد بن بكر ، وفصاحتهم .
38 – " أنا أفصح العرب بيد أَنيِّ من قريش " .
__________
(1) ... فيض القدير 3/44 .
(2) ... فيض القدير 3/44 .
(3) ... معجم قبائل العرب 2/513 .
(4) ... رواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/219) ، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (2/299) ، وقال : " هذا إسناد جيد قوي" .
... وأصل الحديث في صحيح مسلم (1/147 رقم 261) .
(5) ... أساس البلاغة ص 7 .
(6) ... النهاية 1/22 .(1/68)
تخريج الحديث :
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في "غريب الحديث" (1/140) بلفظ (مَيْدَ أني من قريش) وقال : أخبرني بعض الشاميين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وذكره بلفظه ، وذكره الأزهري بلفظِه في "تهذيب اللغة" – باد – (14/206) .
وذكره أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي في "الغربيين" – بيد – (1/241) .
وذكره الزمخشري في "الفائق" – بيد– (1/141) .
وذكره ابن الأثير في "النهاية" – بيد– (1/172) .
وذكره السيوطي في "اللآلىء المصنوعة" (41) و " مناهل الصفا" (ص 52) : وقال : " أورده أصحاب الغرائب ، ولا يُعلم من خرّجه ، ولا إسناده " .
وذكره علي القاري في "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" (ص 60) ونقل كلام السيوطي السابق .
وذكره عبدالقادر البغدادي في "تخريج أحاديث الرضي في شرح الكافية" (ص 123) ونقل عن السيوطي في "الزبرجد"(1) أنه قال : " هذا من الأحاديث التي لم نقف على صحابيتها(2) ، ولا على أسانيدها " .
غريب الحديث :
بيد : معناها في هذا الحديث(3) : غير ، أي : غير أني من قُريش ، وقيل : معناها على أني من قريش .
قال أبو عبيد(4) : وفيه لغة أخرى : مَيْد – بالميم ، والعرب تفعل هذا تدخل الميم على الباء ، والباء على الميم .
وميد ، فسره : من أجل أني من قريش .
__________
(1) ... قلت : يعني بالزبرجد ، كتاب " عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد للسيوطي " وقد طبع بتحقيق: أحمد عبدالفتاح وسمير حسين حلبي في مجلدين ، وصدر عن دار الكتب العلمية ببيروت .
... وحققه سلمان القضاة ، وصدر عن دار الجيل بيروت عام 1414هـ ، في ثلاثة مجلدات ، وقد حقق جزءاً منه د. عبدالرحمن السلوم في رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1407هـ .
(2) ... كذا في الطبعة المحققة ، ولعل الصواب ( صحابييها ) أي : رواتها من الصحابة .
(3) ... الغربيين 1/241 ، والنهاية 1/172 .
(4) ... غريب الحديث 1/140 .(1/69)
قال ابن هشام(1) : " بيد" ويُقال : " مَيْد" بالميم ، وهو اسم ملازم للإضافة إلى "أَنَّ" وصلتها .
وله معنيان : أحدهما "غير" .
والثاني : أن يكون بمعنى "من أجل" .
فقه الحديث :
قال القاضي عياض رحمه الله(2) : " كان - صلى الله عليه وسلم - علم ألسنةَ العَرب ، يخاطب كل أمة بلسانها ، ويحاورها بلغتها ، ويباريها في منزع بلاغتها .. وليس كلامه مع قريش والأنصار وأهل الحجاز ونجد ككلامه مع غيرهم ... " .
39 – حديث "إن الله عز وجل أدبني فأحسن تأديبي ، ونشأت في بني سعد، وبُعثت بجوامع الكلم " .
تخريج الحديث :
أورده بهذا اللفظ تاماً : الطوفي في "الصعقة الغضبية" (ص 283) .
وابن الأثير في مقدمة "النهاية في غريب الحديث" (1/22) دون قوله : " ... وبُعثت" .
وأكثر المحدثين اقتصروا على شطره الأول فذكروه بلفظ "أدبني ربي فأحسن تأديبي".
وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؟ فقال : المعنى صحيح ، لكن لا يعرف له إسناد ثابت (مجموع الفتاوى 18/375) .
ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" باب ذكر الوفود 1/179 وقال : لا يصح .
ويؤيد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما ذكره الإمام السخاوي من روايات للحديث كلها ضعيفة ، فبدأ برواية العسكري في ( الأمثال ) من جهة السدي عن أبي عمارة عن علي - رضي الله عنه - وذكره بلفظ : " إن الله عز وجل أدبني فأحسن أدبي ، ونشأت في بني سعد بن بكر " .
وقال : سنده ضعيف جداً .
ثم ذكر ما رواه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان" من حديث ابن عمر بنحوه .
وقال : سنده ضعيف .
ثم ذكر ما رواه أبو سعد ابن السمعاني في ( أدب الإملاء ) بسند منقطع وفيه من لم يعرفه السخاوي عن عبدالله أظنه ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله أدبني فأحسن تأديبي ، ثم أمرني بمكارم الأخلاق ، فقال : خذ العفو ، وأمر بالمعروف، وأعرض عن الجاهلين " .
__________
(1) ... المغني ص 155 .
(2) ... الشفا 1/63 .(1/70)
ثم عزاه لثابت السرقسطي في "الدلائل" بسند واهٍ . عن رجل من بني سليم وذكره بلفظه وفيه قصة . ( المقاصد الحسنة ص 29 و 30) رقم (45) .
ونقل كلام السخاوي : المناوي والعجلوني وزادا عليه قولهما :
وأسنده سبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان" بطرق كلها تدور على السدي عن ابن عمارة الجوني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وأخرجه ابن عساكر عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : يارسول الله ما سمعتُ أفصح منك فمن أدبك ؟ قال : أدبني ربي ، ونشأت في بني سعد " .
قال : إسناده ضعيف . (فيض القدير 1/225 ، وكشف الخفاء 1/72) .
أما الجملة الثانية من الحديث في قوله : " ونشأت في بني سعد " فتقدم ما يدل على ورودها في الحديثين رقم (8) و (9).
أما الشطر الأخير في قوله : " وبُعثت بجوامع الكلم " فهو متفق عليه ، كما تقدم في الحديث الأول .
الحكم عليه :
تقدم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عنه بقوله : المعنى صحيح ، لكن لا يعرف له إسناد ثابت .
وقال الزركشي : معناه صحيح لكنه لم يأت من طريق صحيح (التذكرة 2) .
ونقل السيوطي أن أبا الفضل بن ناصر صححه (الدرر المنتثرة ص 25) .
وصححه السيوطي في "الجامع الصغير" (1/42 رقم 310) .
قلت : ويُحمل تصحيحهم للحديث باعتبار معناه لقوله تعالى : { وإنك لعلى خُلق عظيم } . (سورة القلم ، 4) .
أما من الناحية الحديثية فاتفقوا على تضعيفه بل وضعه .
فقال ابن الجوزي : لا يصح ، وضعفه السخاوي كما تقدم .
وعده في الموضوعات: الشوكاني والفتّني (الفوائد المجموعة 327 ،وتذكرة الموضوعات 87) .
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" (1/115 رقم 249) و (السلسلة الضعيفة 1/101 رقم 72) .
40 – عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله طُفتُ في العرب ، وسمعت فصاءحهم ، فما سمعتُ أفصح منك ، فمن أدبك ؟ قال : أدبني ربي ، ونَشأتُ في بني سعد.
تخريج الحديث :(1/71)
أخرجه السهمي في " تاريخ جُرجان " (ص: 188) رقم (225) وقال : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفُسر النيسابوري – إجازة مشافهة – أن أبا النضر محمد بن محمد ابن يوسف حدثهم بطوس ، قال : : قرأتُ على الحسن بن يحيى بن نصر بن طوس ، حدثنا العباس بن عيسى العقيلي ، قال : حدثني محمد بن يعقوب بن عبدالوهاب الزبيري ، حدثنا محمد بن عبدالرحمن الزهري عن أبيه عن جده عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
وأخرجه ابن ناصر الدين في مجالس في تفسير قوله تعالى : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } (1) (ص 377 و 378 ) من طريق ثابت بن قاسم السرقسطي حدثنا علي بن عَبْدك، حدثنا العباس بن عيسى بن بلفظه .
وذكره السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص: 29) والعجلوني في " كشف الخفاء " (1/72) وعزوه لثابت السرقسطي في " الدلائل " بسند واهٍ .
دراسة إسناده :
1 – ... الحسن بن محمد بن حبيب بن ايوب النيسابوري ، أبو القاسم المفسر، سمع الأصم، وابن حبان وغيرهما .
وروى عنه : أبو بكر الحيري ، وأبو سعد السمعاني وأولاده ، وغيرهم ، صَنّف في التفسير والآداب . وله كتاب " عقلاء المجانين "(2) توفى سنة ست وأربعمائة .
يراجع : تاريخ جرجان ص190 ، والسير 17/237 ، وطبقات المفسرين للسيوطي ص11 .
2 – ... محمد بن محمد بن يوسف الطوسي الشافعي ، أبو النضر الفقيه روى عن عثمان الدارمي ، والحارث بن أبي أسامة ، ومحمد بن نصر المروزي ، وروى عنه الحاكمان.
وأثنى عليه الحاكم النيسابوري ، وقال : ما رأيت قط في بلد من بلاد الإسلام مثل أبي النضر .
ووصفه الذهبي بقوله : الإمام الحافظ الفقيه العلامة .
يراجع : تذكرة الحفاظ (3/893) ، والسير (15/490) .
__________
(1) ... سورة آل عمران ، الآية رقم : 164 .
(2) ... مطبوع بتحقيق: وجيه الكيلاني ، وصدر في دمشق عام 1344هـ ، ثم طبع بتحقيق محمد بحر العلوم، وصدر عن المكتبة الحيدرية بالنجف في العراق عام 1388هـ .(1/72)
3 – ... الحسن بن يحيى بن نصر ، أبو علي الجرُجاني الطوسي . روى عن العباس العقيلي، وروى عنه أبو النضر محمد الطوسي . قال السهمي : له من التصانيف عدة ، وكان رحمه الله من أهل لسنة .
يراجع : تاريخ جُرجان ص (187) رقم (255) .
4 – ... العباس بن عيسى العقيلي العابد .
روى عن موسى القطان وغيره .
وكان مناظراً صاحب حجة .
وصفه الذهبي بقوله : الإمام المفتي .
يراجع : السير 15/372 .
5 – ... محمد بن يعقوب بن عبدالوهاب بن يحيى الزبيري ، أبو عُمر المدني . روى عن سفيان بن عيينة ، وعبدالملك بن عبدالعزيز ، وعبيدالله بن وهب وغيرهم .
روى عنه : النسائي ، وأبو حاتم الرازي ، ويحيى بن صاعد وغيرهم . قال أبو حاتم والنسائي : لا بأس به .
وذكره ابن حبان في الثقات وقال : مستقيم الحديث ، وقال الذهبي : وثق .
أما ابن حجر فوصفه بأنه صدوق .
قلت : يظهر أنه ثقة ، فإن وصف أبي حاتم والنسائي له يحمل على التوثيق ؛ لأنهما متشددان . وهذا اللفظ منهما يفيد التوثيق ، ولكن ليس في أعلى مراتبه .
ويؤيد ذلك توثيق ابن حبان ووصفه بأنه مستقيم الحديث .
يراجع : الجرح (8/121) ، والثقات (9/109) ، والكاشف (3/97) ، وتهذيب الكمال (27/43) ، والتقريب (910) .
6 – ... محمد بن عبدالرحمن الزهري .
قال البخاري : روى عنه يحيى بن أبي كثير ، ويروي عن عباد بن أوس ، وسكت عنه . أما ابن أبي حاتم فقال : سمعت أبي يقول : محمد بن عبدالرحمن الزهري ، هو محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان ، من التابعين ، لا يسأل عنه . وقال أبو زرعة : مديني، وهو ثقة .
وقال ابن سعد : ثقة كثير الحديث .
يراجع : التاريخ الكبير 1/147 ، والجرح 7/312 ، والطبقات 5/283 ، ومن روى عن أبيه عن جده لابن قطلوبغا (526)، فهو ثقة باتفاق .
7 – ... عبدالرحمن بن ثوبان الزهري .
لم أقف على ترجمته .
8 – ... ثوبان ، أبو عبدالرحمن الأنصاري .
ذكره في الصحابة ابن الأثير ، والذهبي ، وابن حجر .(1/73)
يراجع : أسد الغابة (1/298)، والتجريد (1/70) ، والإصابة (1/204) .
الحكم عليه :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ؛ لجهالة عبدالرحمن بن ثوبان . وقد ضعف هذا الحديث المناوي في فيض القدير (1/225) .
41 -عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس لبيانهما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن من البيان لسحراً ، أو إن بعض البيان سِحرٌ " .
تخريج الحديث :
رواه البخاري بلفظه في كتاب الطب ، باب إن من البيان سِحراً ، (10/237) رقم (5767) .
وفي كتاب النكاح ، باب الخطبة (9/201) رقم (5146) كلاهما عن ابن عمر رضي الله عنهما .
ورواه مسلم في كتاب الجمعة ، باب تخفيف الصلاة والخطبة ، (2/594) رقم (869) بسنده عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال : " إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن طولَ صلاة الرجلِ ، وقِصَر خُطَبته ، مَئنَّة(1) من فِقْهِه . فأطيلوا الصلاة ، وأقصروا الخُطبة، وإن من البيان سِحْراً " .
تبيين المبهم :
قوله : قدم رجلان : قال ابن بشكوال(2): الرجلان المذكوران هما : الزِّبرِقان بن بدر(3)
__________
(1) ... مَئِنّة – بفتح الميم ، ثم همزة مكسورة ، ثم نون مشددة – أي : علامة . الديباج على صحيح مسلم ابن الحجاج ، للسيوطي (1/434) .
(2) ... غوامض الأسماء المبهمة 1/99 .
(3) ... الزِّبرقان – بكسر الزاي والراء ، بينهما موحدة ساكنة ، وآخره قاف – وهو من أسماء القمر ؛ سمي بذلك لجماله يقال له : قمر نجد ، أو لأنه كان يلبس عمامة مُزبرقة بالزعفران ، واسمه الحُصين .
... واسم أبيه بدر بن إمرىء القيس بن خلف ، التميمي السعدي ، يُكنى أبا عياش ، وقيل : أبو شَذْرة البصري كان فصيحاً شاعراً ،وكان سيداً في الجاهلة ، عظيم القدر في الإسلام .
... وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفد بني تميم ، وأجازهم سنة تسع للهجرة . ولاه النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقات قومه بني عوف ، وثبت على الإسلام زمن الردة ، وأدى صدقات قومه لأبي بكر فأقره عليها وكذلك عمر بن الخطاب، وله مع الحطيئة مواقف وقصيدة مشهورة زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - . وتوفى زمن معاوية - رضي الله عنه - .
... يراجع : أسد الغابة 2/95، والإصابة 1/543، وعيون الأخبار 1/226 ، والشعر والشعراء 327 .(1/74)
، وعَمرو بن الأَهتم(1) . وذكرهما العراقي(2) . وهما تميميان قدما في وفد بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع من الهجرة(3) . وقد بوب البخاري في صحيحه ، كتاب المغازي، باب وفد بني تميم (8/83) رقم (4365) ، وكان ذلك العام يُسمى " عام الوفود " حيث ضربت وفود العرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد فتح مكة(4).
غريب الحديث :
المشرق: قال ابن حجر(5) : أي من جهة المشرق ، وكانت سُكنى بني تميم من جهة العراق ، وهي في شرقي المدينة(6) .
فَخَطَبا : أي تكلما بخطبة بليغة .
من : للتبعيض .
البيان : قال الخطابي(7) : بيان بلاغة وحذق ، وهو ما دخلته الصنعة بالتحبير له ، والتحسين لألفاظه حتى يروق السامعين ويستميل به قلوبهم .
لَسِحْرا : قال العيني(8) : اللام للتأكيد ، وفي رواية الكُشميهني ( سحرا ) دون لام.
قال القاضي عياض(9) : شبّهه بالسحر ؛ لميل القلوب إليه .
__________
(1) ... عمرو بن الأهتم – لقب أبوه بذلك لأن ثنيته هُتمت يوم الكِلاب – واسمه سنان بن سُمَيّ بن سنان التميمي المنقري .
... وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفد بني تميم سنة تسع فأجازهم ، وكان من الشعراء الخطباء السادة في الجاهلية والإسلام . وكان يُلقب " المُكحّل" لجماله في شبابه ، توفى سنة سبع وخمسين - رضي الله عنه - .
... يراجع : أسد الغابة 3/693، والإصابة 2/524، والبيان والتبيين 1/27 و 191 ، والشعر والشعراء 240 .
(2) ... المستفاد من مبهمات المتن والإسناد ص 88 .
(3) ... إرشاد الساري 8/407 .
(4) ... يراجع : سيرة ابن هشام 4/213 ، ووفود الإسلام ، لأبي تراب الظاهري (ص 17) .
(5) ... فتح الباري 10/237 .
(6) ... الأنساب للسمعاني 1/478 ، ومعجم قبائل العرب لكحالة 1/125 .
(7) ... أعلام الحديث 3/1976 .
(8) ... عمدة القاري 16/328 .
(9) ... إكمال المعلم 3/274 .(1/75)
وأصل السحِّر : الصرف ، والبيان يصرفْ القلوب ، ويُميلها إلى ما يدعو إليه .
وهو نوعان(1) : ممدوح ومذموم – كما سيأتي في فقه الحديث .
فقه الحديث :
مدح البيان ، والحث على تحبير الألفاظ ، والتأنق في الكلام(2) .
يُذم من البيان ما قُصد به الباطل واللبس ، فيوهم المنكر معروفاً ، وهو مُشبّه بالسحر؛ لأن السحر صرف الشيء عن حقيقته(3) .
كما يذم منه ما يعمد إليه الرجل الذي عليه الحق ، فيكون ألحن بحجته من صاحب الحق، فيسحر الناس ببيانه فيذهب بالحق(4) .
ويدل عليه حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إنكم تختصمون إليّ ، ولعل بعضكم ألحْنُ بحجته من بعض ، فمن قضيتُ له بحق أخيه شيئاً بقوله ، فإنما أقطعُ له قطعةً من النار ، فلا يأخُذها "(5) .
42 - عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " جمالُ الرجلِ فصاحةُ لسانه " .
تخريج الحديث :
أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (1/164) رقم (233) .
أخبرنا محمد بن منصور بن جِيْكان ، أبو عبدالله التُسْتَري : أبنا بحر بن إبراهيم القرقوبي ، ثنا أحمد بن عبدالرحمن بن الجارود الرقي ، ثنا هلال بن العلاء الرَّقي، ثنا محمد بن مصعب، ثنا الأوزاعي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - وذكره بلفظه .
إلا أنه في المطبوع كتب (شيكان) بالشين ، وصوابها (جِيْكان) بالجيم كما سيأتي في ترجمته .
__________
(1) ... شرح السنة 12/363 .
(2) ... معالم السنن 5/277 .
(3) ... عمدة القاري 16/329 .
(4) ... فتح المُبدي شرح مختصر الزبيدي لصحيح البخاري ، للشرقاوي 3/295 .
(5) ... متفق عليه ، رواه البخاري – واللفظ له – في كتاب الشهادات ، باب من أقام البينة بعد اليمين ، (5/288) رقم (2680) .
... ومسلم في كتاب الأقضية ، باب الحكم بالظاهر ، واللحن بالحجة ، 3/1337 رقم (1713) .(1/76)
ورواه العسكري في " الأمثال " من حديث محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً . عزاه له: السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 174) رقم (370) .
وذكره الديلمي في " فردوس الأخبار" (1/177) رقم (2405) .
وذكره الذهبي في " ميزان الاعتدال " (1/116) رقم (450) ترجمة أحمد بن عبدالرحمن ابن الجارود الرَّقي . ونقل عن الخطيب أن هذا الحديث من بلاياه . وذكره الحلبي في " الكشف الحثيث " ص 49 ، وابن حجر في " لسان الميزان" (1/213) .
دراسة إسناده :
1– محمد بن منصور بن جِيكان – بجيم مكسورة – أبو عبدالله التُّسْتَري ، روى عن: عبدالله بن أحمد بن اليمان العسقلاني ، وأبي عمر بن عبدالوهاب ، والحسن بن عبدالله العسكري ، وغيرهم ... وكان ذا رحلة واسعة ، وكتب عنه أبو منصور الأصبهاني ، سنة أربع مائة بزبيد من اليمن .
وروى عنه : أبو عبدالله الصوري ببغداد ، وأبو زكريا البخاري بمصر .
قال الذهبي : قال أبو إسحاق الحبّال الحافظ : كذاب ، وقال ابن حجر : كان قد رآه وله كتاب " الشعراء " على طريقة أهل الحديث بالأسانيد .
يراجع : الميزان 4/48 ، والديوان 376 ، واللسان 5/395 ، وتبصير المنتبه 1/475 ، وتنزيه الشريعة المرفوعة 1/114 . فالخلاصة أنه كذاب .
2– بحر بن إبراهيم القرقوبي .
لم أجده رغم طول البحث عنه في مظانه .
3– أحمد بن عبدالرحمن بن الجارود الرَّقِّي .
روى عن الربيع المرُادي ، والكبار ، ولقيه أبو نعيم الحافظ في حدود الستين وثلاثمائة ، وسمع منه . وقال ابن عساكر : حدث عن هشام بن عمار ، والطبقة .
قال الخطيب : كان كذاباً ، ومن بلاياه هذا الحديث .
وقال ابن الجوزي : كذاب ، وقال ابن طاهر : كان يضع الحديث ، ويركبه على الأسانيد المعروفة . وقال محمد بن طاهر الفتني : كذاب .
يراجع : تاريخ بغداد 2/247 ، والموضوعات 3/136 ، والميزان 1/116 ، والمغني 1/46 ، والكشف الحثيث ص 49 ، وتنزيه الشريعة 1/30 ، وقانون الموضوعات ص 2365 فالخلاصة أنه وضّاع .(1/77)
4– هلال بن العلاء بن هلال بن عُمر الباهلي ، أبو عمر الرَّقِّيُ .
روى عن أبيه محمد بن مصعب القرقساني ، وحجاج بن منهال ، وعفان بن مسلم، وغيرهم .
وروى عنه : النسائي ، وإبراهيم الحربي ، وأبو عروبة الحراني وغيرهم .
مات سنة ثمانين ومائتين على الراجح ، روى له النسائي .
قال أبو حاتم الرازي والذهبي وابن حجر : صدوق .
وقال النسائي : صالح ، وذكره في موضع آخر فقال : ليس به بأس ، روى أحاديث منكرة عن أبيه ، فلا أدري الرَّيبُ منه أو من أبيه ، ونسب مُغلطاي هذا القول لمسلمة بن قاسم في كتاب الصلة .
وذكره ابن حبان في " الثقات " .
يراجع : الجرح 9/79 ، وتاريخ الرقة لأبي علي محمد بن سعيد الحافظ (160) ، والثقات 9/248 ، والسير 13/309 ، وإكمال تهذيب الكمال 12/179 ، والتهذيب 11/83 ، والتقريب 1027 فالراجح أنه صدوق ؛ لأنه قول أكثر العلماء فيه ، ولروايته الأحاديث المنكرة نزلت مرتبته عن الثقة إلى الصدوق .
5– محمد بن مصعب بن صدقة القُرْقُساني – بقافين ومهملة – أبو عبدالله .
روى عن الأوزاعي ، ومالك بن أنس ، ومبارك بن فضالة ، وغيرهم .
روى عنه : الإمام أحمد ، ويعقوب بن شيبة ، ومحمد بن إسماعيل بن عُلية وغيرهم .
مات سنة ثمان ومائتين ، وقد تحرفت في المطبوع في " تاريخ بغداد " إلى : " ثمان وثمانين ومائتين " وروى له الترمذي وابن ماجه .
قال ابن معين : ليس بشيء . وقال النسائي : ضعيف ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث ليس بالقوي . وقال صالح بن محمد : وقد روى عن الأوزاعي غير حديث كلها مناكير ، وليس لها أصول .
وذكره ابن حبان في " المجروحين " وقال : كان ممن ساء حفظه ، حتى كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد . وقال الخطيب : كثير الغلط؛ لتحديثه من حفظه .(1/78)
يراجع : تاريخ ابن معين برواية ابن طهمان 124 ، 125 ، والتاريخ الكبير 1/239، والجرح 8/102، والمجروحين 2/293 ، وتاريخ بغداد 3/276، وشرح علل الترمذي 392 وتهذيب التهذيب 9/458 .
قلت : الراجح أنه ضعيف الحديث ، لاسيما في روايته عن الأوزاعي ، حيث روى عنه المناكير والمقلوبات .
6– الأوزاعي هو عبدالرحمن بن عمرو الشامي .
روى عن عطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، والزهري ،وغيرهم .
روى عنه الوليد بن مسلم ، وشعبة ، وسفيان الثوري وغيرهم .
توفي سنة سبع وخمسين ومائة .
وهو إمام محدث مشهور من أوائل المصنفين في السنة ، وهو فقيه جليل .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/488 وتذكرة الحفاظ 1/178 .
7– محمد بن المنكدر بن عبدالله القرشي التيمي ، أبو عبدالله ، ويقال : أبو بكر المدني .
روى عن أنس بن مالك ، وجابر بن عبدالله ، وسعيد بن المسيب ، وأبيه وغيرهم .
وروى عنه : السفيانان ، وهشام بن عروة ، وغيرهم .
توفي سنة ثلاثين ومائة أو بعدها ، روى له الجماعة .
وهو تابعي ثقة فاضل .
يراجع : التاريخ الكبير 1/219 ، وتذكرة الحفاظ 1/127 ، والتقريب 899 .
8– جابر بن عبدالله رضي الله عنه .
الحكم عليه :
الحديث بهذا الإسناد موضوع ؛ لأن فيه محمد بن منصور بن جيكان ، وأحمد بن عبدالرحمن بن الجارود ، وهما كذابان .
وقد حكم بوضعه : الخطيب البغدادي فيما نقله عنه الذهبي وابن حجر ، وقال برهان الدين الحلبي بعد نقله لكلام الخطيب : فهذا الكلام كاد أن يكون صريحاً في أنه وضعه .
تراجع : ( في المواضع المتقدمة في تخريجه ) .
وحكم بوضعه الشوكاني في : " الفوائد المجموعة " (790) .
وحكم بأنه موضوع الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير"(3/79) رقم (2633) وفي "السلسلة الضعيفة" (7/365) رقم (3466) حكم بوضعه بسبب أحمد ابن عبدالرحمن ابن الجارود .
43 - وللحديث شاهد مرسل ، رواه الحاكم في " المستدرك " كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر إسلام العباس رضي الله عنه (3/330) قال :(1/79)
حدثني محمد بن صالح بن هانىء ، ثنا الحسين بن الفضل ، قال : ثنا موسى بن داود الضبي ، ثنا الحكم بن المنذر ، عن محمد بن بشر الخثعمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، قال : أقبل العباس بن عبدالمطلب إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ، وعليه حُلَّة(1) ، وله ضفيرتان(2) ، وهو أبيض ، فلما رآه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – تبسم ، فقال العباس : يا رسول الله ، ما أضحكك أضحك الله سنك ؟ فقال: " أعجبني جمال عم النبي " ، فقال العباس: ما الجمال في الرجال ؟ قال : " اللسان " .
تخريج الحديث :
أخرجه الإمام أحمد في الفضائل (2/917 رقم 1755)، فقال : ثنا موسى بن داود ، ثنا الحكم بن المنذر ، عن عمر بن بشر الخثعمي ، عن أبي جعفر ، قال : أقبل العباس ... الحديث بنحوه .
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات ( ص 408 – 409 رقم 258) .
ومن طريق الشافعي أخرجه ابن عساكر في تاريخه ( ص 172 جزء عبادة بن أوفى – عبدالله بن ثوب) .
ثم أخرجه ابن عساكر في الموضع السابق ( ص 171) من طريق خيثمة بن سليمان، عن عبدالله بن الحسين بن جابر ، عن موسى بن داود ، عن عمر بن بشر الخثعمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قال : أقبل العباس ... ، الحديث بنحوه .
وأخرجه ابن الأنباري في " الوقف والابتداء " (1/28) من طريق موسى بن داود به بلفظه. وذكره الجاحظ في " البيان والتبيين " باب في الصمت (1/195) وابن قتيبة في " عيون الأخبار" باب البيان (2/168) .
الحكم عليه :
__________
(1) ... حُلَّة : واحدة الحُلَل ، وهي برود اليمن ، ولا تسمى حُلّة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد . ذكره الحميدي في "تفسير غريب مافي الصحيحين " (13/39) .
(2) ... ضَفيرتان : مُثنى ضَفيرة ، وهي الشعر يُدخَلُ بعضه في بعض . ومنه ضفائر المرأة ، أي ذوائب شعرها ( النهاية – ضفر – (4/86) .(1/80)
الحديث سكت عنه الحاكم ، وأعله الذهبي بقوله : " مرسل " ، لأنه يرفعه هنا علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وتقدم أنه : ثقة ثبت عابد فقيه مشهور ، إلا أنه لم يسمع من جده علي بن أبي طالب ، فضلاً عن أن يكون سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فالحديث هنا مرسل لأجله .
قال الشيخ أحمد الغماري: يشبه أن يكون الحديث من كلام محمد بن علي مرسلاً، فرفعه الكذابون : " المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير ص 53" .
قلت : ووجود علي في الإسناد فيه شك ، لأن الإمام أحمد روى الحديث في الموضع السابق فقال : ثنا موسى بن داود ، فذكره دون ذكر علي بن الحسين ، ووافقه على إسقاطه الحسين بن جابر عند ابن عساكر ، فالراجح أن الحديث معضل .
ومع ذلك فالحكم بن المنذر لم أجد من ذكره ، وكذا شيخه ، واسمه عند الحاكم : محمد بن بشر الخثعمي ، وعند الإمام أحمد والآخرين : عمر بن بشر الخثعمي .
فالحديث ضعيف .
غريب الحديث :
جمال الرجل : أي ما يَزَيِنُه عند الناس .
فصاحة لسانه: الفصاحة(1): تُطلق في اللغة(2) على معانٍ كثيرة : منها البيان والظهور(3) كما تقدم في التمهيد من هذا البحث .
ومنه قوله تعالى : { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } (4) .
أي : أبينُ مِنِّي منطقاً ، وأظهر مني قولاً(5) .
مُختلف الحديث :
__________
(1) ... يراجع : جواهر البلاغة لأحمد الهاشمي ص 6 و 30 .
(2) ... معجم مقاييس اللغة – فصح – 4/506 ، والصحاح – فصح 1/391 .
(3) ... القاموس فصح (299) .
(4) ... سورة القصص الآية : 34 .
(5) ... زاد المسير 6/221 .(1/81)
دل الحديث على أهمية فصاحة اللسان ، وأنها مما يُمدح به الرجال ، ولا يتنافى ذلك مع حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله عزل وجل يُبغضُ البليغَ(1) من الرجال ، الذي يَتخلل(2) بلسانه، كما تخلل الباقرة(3) بلسانها "(4)
__________
(1) ... البليغ : المبالغ في فصاحة الكلام وبلاغته ، تحفة الأحوذي 8/146 .
(2) ... يتخلل : قال السندي : يدير لسانه حول أسنانه ، مبالغةً في إظهار بلاغته ، ويُفخم لسانه ، ويَلفه كما تلفُ البقرةُ الكلأ بلسانها . حاشية السندي على المسند ، نقلاً من هامش تحقيق المسند 11/102 .
(3) ... البَاقرة : هي البقرة بلغة أهل اليمن ، ترتيب لسان العرب – بقر- 1/242 ، وقد ورد بلفظ البقرة عند الترمذي ، والبيهقي .
(4) ... أخرجه ابن أبي شيبه في " المصنف " كتاب الأدب ، باب ما يستحب من الكلام 9/15 رقم (6348) .
... وأحمد 2/165 – واللفظ له – وأبو داود في الأدب ، باب ما جاء في المتشدق في الكلام 5/274 رقم (5005) .
... والترمذي في الأدب ، باب ما جاء في الفصاحة والبيان 5/141 رقم (2853) . ...
... وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه .
... والبيهقي في " شعب الإيمان " باب في حفظ اللسان 42/251 رقم (4971 و 4972) .
... وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه ؟ فقال : صحيح (العلل 2/341) .
... وحكم عليه الشيخ الألباني بأنه حسن كما قال الترمذي .
... تراجع : سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/569 رقم (880) .
... وصححه الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط في تخريجه " لجامع الأصول لابن الأثير " 11/731 .
... وله شاهد بلفظه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
... رواه أحمد 1/176 ، بسند ضعيف ، وأشار إليه الترمذي في الموضع السابق ، وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (292) ، والبزار كما في كشف الأستار 2081 .
... وقال الهيثمي في " المجمع " كتاب الأدب ، باب البيان (8/116) ، رجاله رجال الصحيح إلا أن زيد ابن أسلم لم يسمع من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
... وشاهد عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما رواه الطبراني في الأوسط (6/351 رقم 9030) .
... وذكره الهيثمي في " المجمع 8/116" وقال : ضعيف .(1/82)
.
فإنه محمول على الرجل المُبِالغ في الكلام ، والمُتشدق المُتكلف في أداء الحروف .
والمطلوب التكلم بالفصاحة البعيدة عما تنفر منه الأسماع(1) .
ولا يعارضه أيضاً حديث أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( الحياء والعِيّ شُعبتان من الإيمان والبَذَاءُ والبَيان ، شُعبتان من النفاق ) (2).
قال الإمام الترمذي (3) " العِيُّ : قلة الكلام ، والبذاء هو الفُحش في الكلام ، والبيان: هو كثرة الكلام ، مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فَيُوسَّعُون في الكلام ، ويَتَفَصَّحُون فيه من مدح الناس فيما لا يُرضي الله ".
قلت : فيُحمل الحديث على الكلام الذي فيه تكلُّف للناس بالفصاحة إلى حد التملق الذي يخرجه إلى صريح النفاق ، وهذا ليس من شأن أهل الإيمان.
44 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " رحمَ الله امرءاً أصلح من لسانه " .
سبب ورود الحديث :
اتفقت مصادر تخريج الحديث كلها أن سبب وروده هو : " مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بقوم يرمون رِشْقاً .
فقال : بئس مارميتُم .
قالوا : نحن متعلمين ، يا أمير المؤمنين .
فقال : لذنبكم في لحنكم أشد عليّ من ذنبكم في رميكم .
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وذكره " .
تخريج الحديث :
__________
(1) ... يراجع : فيض القدير 3/350 .
(2) ... رواه أحمد 5/269 والترمذي في البر والصلة ، باب ما جاء في العي /(4/375) رقم (2027) ، وقال : حسن غريب ، والحاكم في المستدرك (1/8 و 53) ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه وقد احتجا برواته عن آخرهم ، ووافقه الذهبي .
(3) ... سنن الترمذي 4/375 ، ويراجع : تحفة الأحوذي 6/174.(1/83)
أخرجه العُقيلي في " الضعفاء " (3/395) في ترجمة عيسى بن إبراهيم الهاشمي (رقم 1434) حدثنا محمد بن علي بن زيد ، قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال: حدثنا كثير بن هشام، قال : حدثنا عيسى بن إبراهيم ، عن الحكم بن عبدالله الأيلي، عن الزهري، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال مر عمر .. وذكره .. مرفوعاً " .
وأخرجه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " كتاب الأدب ، حديث في إصلاح اللسان (2/215) من طريق العقيلي به .
ومن طريق ابن الجوزي : رواه الطوفي في " الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية " ( ص 238) .
وأخرجه ابن عدي في " الكامل " (5/1890)، وأخرجه الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " ( 2/24 رقم 1066) باب الترغيب في تعلم النحو والعربية لأداء الحديث بالعبارة السوية .
كلاهما من طريق كثير بن هشام به بلفظه .
وله طريق آخر : رواه ابن الأنباري في " الوقف والابتداء " 1/21 عن أبيه قال حدثنا أبو منصور الصاغاني ، قال : حدثنا يحيى بن هاشم قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد قال مر عمر .. وذكره بلفظه .
ومن طريق ابن الأنباري رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/338) رقم (375)
وأخرجه الخطابي في " غريب الحديث " (1/60) من طريق نوح بن عباد ، عن الحكم بن عبدالله الأيلي به بلفظه وخالف فرواه موقوفاً على عمر .
وذكره البيهقي في " شعب الإيمان " باب في طلب العلم ، (2/257) رقم (1678) وقال: وروينا عن عمر بإسناد غير قوي أنه وذكره ورفع الحديث ولم يسنده .
وذكره ابن عبدالبر مقتصراً على المرفوع منه، في "بهجة المجالس" (2/384) رقم (3029)
وذكره تاماً ياقوت الحموي في " معجم الأدباء " (1/67) .
وذكره تاماً الذهبي في " ميزان الاعتدال " في ترجمة عيسى بن إبراهيم (3/309) .(1/84)
وذكره السيوطي مقتصراً على المرفوع منه في " الجامع الصغير " (1/595) رقم (4423) وعزاه لابن الأنباري في " الوقف " والموْهبي في " العلم " وابن عدي والخطيب . ورمز لحسنه .
دراسة إسناده :
1– محمد بن علي بن زيد الصائغ ، أبو عبدالله المكي .
يروي عن أبي نعيم ، وأحمد بن منيب بن سعيد .
ذكره ابن حبان في الثقات (9/152) وقال : روى عنه الحجازيون والغرباء اهـ.
2– الحسن بن علي الحُلوني – بضم المهملة ، أبو علي الهُذلي . نزيل مكة .
روى عن عبدالرزاق ، وأبي عاصم النبيل ، وأبي الوليد الطيالسي وغيرهم ، وروى عنه الجماعة ، سوى النسائي ، توفي سنة 242هـ .
قال يعقوب بن شيبة : كان ثقة ثبتاً ، ووثقه النسائي والخطيب وقال : كان ثقةً حافظاً ، ومثله قال ابن حجر .
يراجع : الجرح 3/21 ، وتاريخ بغداد 7/365 ، وتهذيب التهذيب 2/303 ، والتقريب 240 .
3– كثير بن هشام الكلابي ، أبو سهل الرَّقيُّ .
روى عن شعبة وجعفر بن بُرقان وهشام الدستوائي وغيرهم .
وروى عنه : الإمام أحمد بن حنبل وعباس الدوري وابن معين وغيرهم .
توفي سنة 207هـ روى له البخاري في " الأدب " والباقون .
وثقة ابن سعد وابن معين والعجلي وأبو داود وغيرهم .
يراجع : طبقات ابن سعد 7/334 ، وتاريخ ابن معين 2/495 ، وثقات العجلي 137 وتهذيب الكمال 14/161 .
4– عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمي .
روى عن محمد بن أبي حُميد ، وجعفر بن برقان وغيرهم .
وروى عنه كثير بن هشام ، وبقية بن الوليد ، وغيرهما .
واتفقوا على تضعيفه جداً :
قال ابن معين وأحمد : ليس بشيء .
وقال البخاري والنسائي : منكر الحديث .
وقال أبو حاتم : متروك الحديث .
وقال العقيلي : حديثه غير محفوظ ، ولا يُعرف إلا به .
وقال ابن عدي : وعامة رواياته لا يُتابع عليها .
وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ، وقال الحاكم : واهي الحديث بمرة .(1/85)
يراجع : تاريخ ابن معين 2/462 ، والتاريخ الكبير 6/407 ، والجرح 6/271 ، والضعفاء للبخاري 91 ، والنسائي 216 ، والعقيلي 3/395 ، والمجروحين 2/21 ، والكامل 5/189 ، والميزان 3/309 ، والديوان 310 ، واللسان 4/391 ، قلت : فهو متروك الحديث .
5– الحكم بن عبدالله بن سعد الأيْلي ، القُرشي .
روى عن القاسم بن محمد ، وابن أبي مُليكة والزهري وغيرهم .
ورى عنه الشاميون ، واتفقوا على تضعيفه :
قال ابن معين : ليس بثقة ، لا يكتب حديثه ، ساقط ، ليس بشيء .
وقال ابن المديني : كان ضعيفاً ، ليس بشيء ، وقال أحمد : أحاديثه كلها موضوعة ، وقال البخاري : تركوه . وقال النسائي والدار قطني : متروك .
وقال أبو حاتم : كذاب . وقال ابن خزيمة : لست احتج به . وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات .
وقال ابن عدي : منكر متروك الحديث . وفي موضع آخر وصف أحاديثه بأنها موضوعة .
وعند ترجمة الذهبي لعيسى بن إبراهيم وصف الحكم بأنه هالك .
يراجع : تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/125 ، وابن الجُنيد 104 ، وابن محرز 1/105 وسؤالات ابن أبي شيبة 134 ، والتاريخ الكبير 2/345 ، والضعفاء للبخاري 35 ، وللنسائي 165 ، وللعقيلي 1/256 ، وللدار قطني 180 ، والجرح 3/120 ، والمجروحين 1/248 ، والكامل 2/622 و 5/1891 ، والميزان 1/572 ، والديوان 96 (3/309) ، واللسان 2/333 .
قلت : فهو متروك الحديث .
6– الزهري : محمد بن مسلم بن عُبيد الله بن عبدالله بن شهاب الزهري . أبوبكر ، الإمام الحافظ المتفق على توثيقه . وكان يُدلس ويرسل . وعده الحافظ ابن حجر من الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين . مات سنة (125هـ) .
يراجع : تذكرة الحفاظ 1/108 ، وجامع التحصيل (ص: 113) ، وتعريف أهل التقديس ( ص : 70 ) .
7– سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب القرشي ، العدوي المدني .
روى عن أبيه ، وعن أبي هريرة ، ورافع بن خَديج رضي الله عنهم .(1/86)
وروى عنه : ابنه أبو بكر ، والزهري ، وأبو بكر ابن حزم ، وغيرهم .
قال ابن حجر : " توفي سنة ست ومائة على الصحيح ، وهو أحد الفقهاء السبعة ، وكان ثبتاً عابداً فاضلاً ، كان يُشبَّه بأبيه في الهدي والسمت " .
ورواية الزهري عن سالم عن أبيه تعد من أصح الأسانيد عند الإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه .
يراجع : الطبقات 5/195 ، وتذكرة الحفاظ 1/88 ، والتقريب 360 .
8– عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - .
9– عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
الحكم عليه :
تباينت أقوال المحدثين في الحكم على الحديث .
فرمز لحسنه السيوطي كما تقدم في الجامع الصغير (1/5959) .
وضعفه البيهقي كما تقدم في شعب الإيمان (2/257) ، وقال : إسناد غير قوي .
ونقل العجلوني عن ابن الغرس قوله : قال شيخنا : حديث ضعيف . ( كشف الخفاء 1/513) .
ووصفه بالنكاره ابن عدي في ( الكامل 5/1891) .
وحكم بوضعه ابن الجوزي وقال : لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( العلل المتناهية 2/215)
والذهبي في " الميزان 3/309" ، وقال : هذا ليس بصحيح .
وأورده الصاغاني في " الدر الملتقط " (30) وعده من الموضوعات .
وقال الشيخ أحمد الغماري : كذب لا يصح . " المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير " ص 69 .
وحكم عليه الألباني بالوضع في " ضعيف الجامع 3/183" ، و " السلسلة الضعيفة رقم 2414 " .
ويظهر لي والله أعلم أن الحديث ضعيف جداً ، لأن في سنده :
عيسى بن إبراهيم بن طهمان ، متروك الحديث .
والحكم بن عبدالله الأيلي ، متروك الحديث .
وأما حكم السيوطي عليه بأنه حسن فهو مجانب للصواب ، وأما حكم جمع من المحدثين عليه بالوضع فلعله لترجيحهم لحال الراوي الحكم بن عبدالله الأيلي بأنه كذاب. وأما تضعيف الحديث فهو شديد جداً بسبب الراويين المتروكين فيه ، والله أعلم .
وللحديث شاهد بلفظه :(1/87)
45 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " رحم الله عبداً أصلح من لسانه " .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق" (53/103) في ترجمة محمد بن السَّفر بن السري، أبو بكر الخُتلى الخراساني رقم (6404) .
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني – شفاهاً – أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر ابن أبي حريصة الفقيه المالكي سنة ستين وأربع مائة أنبأنا أبو نصر عبدالوهاب بن عبدالله ابن عمر المري الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرَّبعي البندار حدثنا أبو بكر محمد ابن السفر بن السري الخُتلي الخراساني قدم علينا دمشق سنة خمسة عشرة وثلاثمائة حدثنا عمار بن الحسن حدثنا إبراهيم بن هُدَبة الأزدي .
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : وذكره بلفظه .
وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة 5/434 رقم 2414 وحكم عليه بأنه موضوع؛ لأن فيه إبراهيم بن هُدبة كذاب ا.هـ .
قلت : وهو كما قال . فقد وصفه بالكذب أبو حاتم ، كما في ( الجرح والتعديل 2/143 ) وابن حبان فقال : " دجال من الدجاجلة يضع على أنس " ( المجروحين 1/114).
ووصفه بأنه كذاب برهان الدين الحلبي في " الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث " (ص 40) وللاستزادة يراجع : ( الميزان 1/71) .
وعليه فلا يتقوى الحديث بهذا الشاهد .
غريب الحديث :
رِشْقاً(1) : قال النووي : بفتح الراء هو الرمي بالنبل ، والسهام ، وبكسر الراء اسم للنبل التي تُرمى دفعة واحدة(2) .
وقد جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم - : " اهجوا قريشاً ، فإنه أشدُ عليها من رَشق بالنبل "(3) .
- أما قولهم : نحن متعلمين : فهو لحن ، وصوابه متعلمون ؛ لأنه مبتدأ مرفوع بالواو مؤخر.
الخاتمة
__________
(1) ... النهاية رشق 2/49 .
(2) ... شرح مسلم للنووي 16/48 .
(3) ... أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل حسان بن ثابت 4/1935 رقم (2490) .(1/88)
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, أحمدُه وأشكره على نِعمه التي لا تُحصى. فلك الحمد على التوفيق للعلم الشرعي, والإعانة على خدمة سنة المصطفى- صلى الله عليه وسلم -, ويسرتَ بمنك, وفضلك إتمام هذا البحث الذي أسأل الله تعالى أن يكون خالصاً لوجهه الكريم, وخدمةً لكتابه العظيم حيث اشتمل على خمسة وأربعين حديثاً, وأثراً. بذلتُ وسعي في تخريجها, ودراسة أسانيدها, والحكم عليها. وشرح غريبها والتعليق عليها, مع استنباط ما تيسر منها.
ورجعت فيه إلى (105) من المراجع في مختلف التخصصات العلمية.
ولقد استفدت من هذا البحث فوائد جَمَة, وخرجتُ منه بنتائج مهمة... منها:
ورود أحاديث في أهمية إعراب القرآن الكريم , وفضله.
ترغيب الصحابة في إعراب القرآن, وأمرهم به.
الحرص على ضبط الآيات, ونطقها نطقاً صحيحاً.
التحذير من اللحن في تلاوة القرآن.
إعراب القرآن يُعين على فهم الآيات.
اعتنى المحدثون برواية الأحاديث والآثار الواردة في إعراب القرآن, وأفردوها بأبواب في مصنفاتهم الحديثية, مما يدل على أثرهم في العلوم الشرعية.
يغلب على أحاديث إعراب القرآن الضعف في أسانيدها.
التوصيات
أوصي إخواني الباحثين بالحرص على خدمة السنة المشرفة دراسة, وشرحاً, وبحثاً وتأليفاً, وتحقيقاً, وتخريجاً.
وحبذا أن تتجه همم الباحثين في السنة المطهرة لخدمة الأحاديث الواردة في العلوم الأخرى لا سيما علوم القرآن, بجمع الأحاديث والآثار الواردة في مختلف أبوابه, وتخريجها, ودراسة أسانيدها, والحكم عليها؛ ليكون طلاب العلم على معرفة بدرجات الأحاديث, وصحيحها من سقيمها.
ونتمنى من الكليات الشرعية بمختلف أقسامها العلمية إصدار موسوعة شاملة للأحاديث والآثار الواردة في كتب علوم القرآن.(1/89)
وقيام مراكز البحث العلمي بفهرسة الأحاديث والآثار الواردة في كتب العلوم الشرعية كالتفسير, والعقيدة, والفقه, والفرائض, والسيرة النبوية؛ لتكون في متناول الباحثين, فيتحقق التكامل العلمي بين العلوم الإسلامية, فالعلم رحمٌ بين أهله.
والسنة المطهرة معينٌ خِصبٌ, ينهلُ منه طلاب العلم في جميع التخصصات؛ فيجدوا فيه ما يروي غليلهم.
رحم الله علماء السنة, وجزاهم أعظم الأجر والمثوبة على ما بذلوه في جمعها, وروايتها والتأليف فيها.
وفق الله الجميع للعلم النافع، والعمل الصالح ..
إنه سميع مجيب .
كتبه ... ...
د/ أحمد بن عبد الله الباتلي
الرياض ... ...
25/12/1425هـ ... ...
فهرس المراجع
الأذكار للإمام النووي, تحقيق: بشير عيون, دار المعرفة, بيروت, 1405هـ.
أبو نعيم، وكتابه الحلية، للدكتور: محمد الصباغ، دار الإعتصام، القاهرة 1398هـ .
الإتقان, للسيوطي – دار الكتب العلمية, بيروت.
الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان – للأمير علاء الدين بن بلبان الفارسي، تحقيق : شعيب الأرنؤوط (ط1) مؤسسة الرسالة .
أحوال الرجال، لأبي إسحاق الجوزجاني، تحقيق صبحي السامرائي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1405هـ .
الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ ابن حجر، دار صادر، بيروت .
الأضداد – لأبي بكر الأنباري، دائرة النشر، الكويت 1960م .
اقتضاء الصراط المستقيم – لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق، د. ناصر العقل، دار العاصمة بالرياض، 1418هـ .
إكمال تهذيب الكمال – لمغلطاي، تحقيق عادل محمد وأسامة إبراهيم، دار الفاروق، 1422هـ القاهرة .
الإلماع – للقاضي عياض، تحقيق الشيخ سيد صقر، القاهرة، 1389هـ .
إيضاح الوقف والابتداء – لأبي بكر الأنباري، تحقيق محيى الدين رمضان، مجمع اللغة بدمشق 1971م .
البرهان في علوم القرآن, للزركشي, دار الجيل, بيروت, 1418هـ.
بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني، للشيخ حماد الأنصاري، مكتبة الغرباء، المدينة (1415هـ) .(1/90)
بهجة المجالس – للقرطبي، تحقيق مرسي الخولي، (ط2)، دار الكتب العلمية، بيروت .
التاريخ – ليحيى بن معين، تحقيق د. أحمد نور سيف، جامعة أم القرى، عام 1399هـ .
تاريخ أسماء الثقات – لأبي شاهين، تحقيق صبحي السامرائي، الدار السلفية، الكويت، 1404هـ .
تاريخ بغداد – للخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت .
تاريخ الثقات للعجلي، تحقيق عبدالمعطي القلعمي، دار الباز، مكة 1405هـ .
التاريخ الكبير – للبخاري، دار الكتب العلمية، بيروت .
التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية. للشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد, دار الفيحاء, دمشق, عام 1414هـ.
تخريج أحاديث الرضي في شرح الكافية – لعبدالقادر البغدادي، تحقيق د. محمود فجال، إصدار نادي المنطقة الشرقية الأدبي، 1415هـ .
تخريج الإحياء – للعراقي، ( في حاشية إحياء علوم الدين للغزالي ) دار المعرفة، بيروت .
تذكرة الحفاظ – للذهبي (ط3)، حيدر أباد 1375هـ .
تذكرة الموضوعات، لمحمد بن طاهر الفتني، دار الطباعة المنيرية، القاهرة، 1343هـ .
تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، للحافظ ابن حجر، تحقيق : د. أحمد سير مباركي، الرياض (1413هـ) .
التعريفات, للشريف علي الجُرجاني. دار الكتب العلمية, بيروت, 1403هـ.
تفسير القرطبي، دار الكاتب العربي، القاهرة 1387هـ .
تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير، دار الفكر 1407هـ .
تقريب التهذيب – لابن حجر، تحقيق صغير أحمد الباكستاني، دار العاصمة، الرياض 1416هـ .
تمييز الطيب من الخبيث – لعبدالرحمن الشيباني (ط2) 1403هـ، دار الكتب العلمية، بيروت .
تهذيب الكمال, للمزي, تحقيق شعيب الأرناؤوط وبشار عواد, مؤسسة الرسالة, بيروت.
تهذيب التهذيب – لابن حجر، (ط1) دار الفكر .
تنبيه الألباب على فضائل الإعراب – للشنتريني، تحقيق معيض العوفي (ط1) 1410هـ، دار المدني، مصر .(1/91)
تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن ابن عرّاف الكناني، دار الكتب العلمية، بيروت (1401هـ) .
الثقات لابن حبان, الدار السلفية, الهند.
الجامع الصحيح للإمام البخاري, المكتبة السفية, القاهرة, 1417هـ.
الجرح والتعديل – لابن أبي حاتم الرازي، دائرة المعارف العثمانية، الهند 1371هـ .
جامع الأصول، لابن الأثير، تحقيق: عبدالقادر الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة .
جامع بيان العلم وفضله، للإمام ابن عبدالبر، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي الدمام 1414هـ .
الجامع لآداب الراوي، للخطيب البغدادي، تحقيق د. محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض 1403هـ .
الحاوي، للسيوطي، دار الفائز، بيروت .
حلية الأولياء – لأبي نعيم (ط3) 1400هـ، دار الكتاب العربي، بيروت .
زاد المعاد, لابن القيم, تحقيق: شعيب وعبد القادر الأرناؤوط, مؤسسة الرسالة.
سلسلة الأحاديث الضعيفة – للألباني، المكتب الإسلامي، بيروت .
سنن الترمذي، تحقيق أحمد شاكر، المكتبة الإسلامية .
سنن الدار قطني، تصحيح : عبدالله هاشم اليماني، دار المحاسن، القاهرة 1386هـ .
سنن الدارمي، تحقيق عبدالله هاشم، فيصل أباد باكستان 1404هـ .
سنن أبي داود، تحقيق عزت دعاس، دار الحديث، حمس، سوريا (ط1) 1388هـ .
سنن ابن ماجه, عناية محمد فؤاد عبد الباقي, المكتبة الإسلامية, استانبول.
سنن النسائي، عناية عبدالفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإسلامية بحلب (ط2) 1406هـ.
سير أعلام النبلاء – للذهبي، إشراف شعيب الأرنؤوط (ط1) 1402هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت .
السير الحثيث إلى استشهاد بالحديث في النحو العربي، للدكتور / محمود فجال، صدر عن نادي أبها الأدبي 1407هـ .
شذور الذهب,لابن هشام, مطبعة السعادة بالقاهرة 1380هـ.
شرح السنة, للبغوي, تحقيق: شعيب الأرناؤوط, المكتب الإسلامي (1403هـ).
شرح صحيح مسلم – للنووي، راجعه خليل الميس، دار القلم، بيروت (ط1) 1407هـ .(1/92)
شعب الإيمان – للبيهقي، تحقيق أبي هاجر محمد السعيد زغلول، الدار العلمية، بيروت 1410هـ .
الصحاح – للجوهري، تحقيق أحمد عبدالغفور عطار (ط2) دار العلم للملابين، بيروت .
صحيح مسلم – تحقيق فؤاد عبدالباقي، نشر داء إحياء التراث العربي، 1400هـ .
صحيح الجامع الصغير – للألباني، المكتب الإسلامي (ط1) 1388هـ .
الصعقة الغضبية – للطوفي، تحقيق د. محمد الفاضل، مكتبة العبيكان 1410هـ .
الضعفاء للعقيلي، تحقيق عبدالمعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1404هـ .
الضعفاء والمتروكون للدار قطني، تحقيق موفق عبدالقادر، مكتبة المعارف، 1404هـ .
الضعفاء الصغير، للبخاري، تحقيق محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة، بيروت، 1404هـ .
الضعفاء للنسائي، تحقيق محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة، بيروت، 1404هـ .
ضعيف الجامع – للألباني، (ط1)، المكتب الإسلامي، بيروت .
الطبقات الكبرى – لابن سعد، تحقيق محمد عطا، دار الكتب العلمية، بيروت (ط1) 1410هـ
العلل – لأبي حاتم، دار السلام بحلب، 1343هـ .
العلل للدارقطني، تحقيق د. محفوظ السلفي، دار طيبة، 1415هـ .
العلل المتناهية – لابن الجوزي، تحقيق إرشاد الحق (ط1) 1399هـ، دار نشر الكتب الإسلامية، لاهور .
غريب الحديث – للخطابي، تحقيق عبدالكريم العزباوي (ط1) 1402هـ، مركز البحث بجامعة أم القرى بمكة
فتح الباري – لابن حجر، تحقيق الأجزاء الثلاثة الأولى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، المكتبة السلفية بالقاهرة 1407هـ .
فضائل القرآن – لأبي عبيد، تحقيق وهبي غاوجي، دار الكتب العلمية، بيروت (ط1) 1411هـ .
فضائل القرآن، لابن كثير، دار الأندلس، 1416هـ .
الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة – للشوكاني، تحقيق الشيخ عبدالرحمن المعلمي، المكتب الإسلامي، بيروت (ط3) 1392هـ .
فيض القدير – للمناوي (ط2) 1391هـ، دار المعرفة، بيروت .
القاموس المحيط – للفيروزآبادي (ط2) 1407هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت .(1/93)
الكاشف عن حقائق السنن ( شرح المشكاة ) للطيبي، تحقيق : بديع اللحام وغيره، باكستان (1413هـ) .
الكامل في ضعفاء الرجال – لابن عدي (ط1) 1404هـ، دار الفكر .
الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، لبرهان الدين الحلبي، تحقيق: صبحي السامرائي، عالم الكتب (1407هـ) .
كشف الظنون – لحاجي خليفة، مكتبة المثنى، بغداد .
كنز العمال – لعلاء الدين الهندي، مؤسسة الرسالة 1399هـ، تحقيق بكري حياني .
الكواكب النيرات، لابن الكيال. تحقيق : عبدالقيوم عبدرب النبي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
لسان الميزان – لابن حجر، دار الفكر 1407هـ .
المتفق والمفترق للخطيب البغدادي، تحقيق د. محمد صادق آيدن، دار القادري، دمشق، 1417هـ .
المجروحين – لابن حبان، تحقيق محمود زايد (ط1) 1396هـ، دار الوعي – حلب .
مجمع الزوائد، للهيثمي، دار الكتاب العربي، 1402هـ، بيروت .
مرعاة المفاتيح شرح ( مشكاة المصابيح ) للشيخ عبيد الله المباركفوري، لاهور (1382هـ) .
مرقاة المفاتيح، لملا علي القاري، المكتبة المدادية، باكستان .
المزهر، للسيوطي، دار الفكر، بيروت .
المستدرك للحاكم، دار الفكر، بيروت 1398هـ .
مسند الإمام أحمد (مصورة عن بولاق ومرقمة الأحاديث)، المكتب الإسلامي، بيروت .
مسند أبي يعلى الموصلي, تحقيق د/حسين الأسد, دار المأمون, بيروت.
مشكل إعراب القرآن, لمكي بن أبي طالب القيسي, تحقيق د/حاتم الضامن. مؤسسة الرسالة, بيروت (1405هـ).
مصنف ابن أبي شيبة، تعليق مختار الندوي، الدار السلفية، الهند، 1400هـ .
مصنف عبدالرزاق، تحقيق حبيب الرحمن، المكتب الإسلامي، دمشق، 1403هـ .
معجم الأدباء – لياقوت، دار المأمون .
المعجم (الأوسط) للطبراني، تحقيق: محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، بيروت (1420هـ) .
المعجم (الصغير) للطبراني، دار الكتب العلمية، بيروت .
المعجم ( الكبير) للطبراني، تحقيق حمدي السلفي، (ط1) 1400هـ .(1/94)
معجم مقاييس اللغة – لابن فارس، تحقيق عبدالسلام هارون، مطبعة مصطفى الحلبي .
المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير – لأحمد الغماري، دار الرائد العربي، بيروت، 1402هـ
الموافقات. للشاطبي . دار الكتب العلمية، بيروت .
ميزان الاعتدال – للذهبي، تحقيق على البجاوي، دار الفكر .
النهاية في غريب الحديث – لابن الأثير، تحقيق محمود الطناحي والزاوي (ط1) 1383هـ، المكتبة الإسلامية .
هدي الساري, للحافظ ابن حجر العسقلاني, المكتبة السلفية, القاهرة , 1407هـ.
فهرس الموضوعات
... الموضوع ... ... ... ... ... ... رقم الصفحة
المقدمة ... ... ... ... ... ... ... ... ... 2
أهمية إعراب القرآن الكريم ... ... ... ... ... ... 3
أسباب اختيار الموضوع ... ... ... ... ... ... ... 4
الدراسات السابقة ... ... ... ... ... ... ... ... 4
خطة البحث ... ... ... ... ... ... ... ... ... 6
المنهج المتبع في البحث ... ... ... ... ... ... ... 7
التمهيد ... ... ... ... ... ... ... ... ... 9
تعريف إعراب القرآن لغة, وإصطلاحاً ... ... ... ... ... 9
ثمرة إعراب القرآن الكريم ... ... ... ... ... ... ... 10
أشهر المؤلفات المطبوعة في إعراب القرآن الكريم ... ... ... 11
الباب الأول: فضل إعراب القرآن ... ... ... ... ... ... 13
الفصل الأول ... ... ... ... ... ... ... ... ... 13
الأحاديث الواردة في أمر النبي- صلى الله عليه وسلم - بإعراب القرآن الكريم ... ... 13
الفصل الثاني ... ... ... ... ... ... ... ... 34
الآثار الواردة في حث الصحابة على إعراب القرآن الكريم ... ... 34
الباب الثاني: ما يعين على إعراب القرآن ... ... ... ... 47
الفصل الأول: تعلم العربية يعين على إعراب القرآن ... ... ... 47
الفصل الثاني: ذم اللحن في القرآن ... ... ... ... ... 54
الفصل الثالث: حث النبي- صلى الله عليه وسلم - على الإعراب والبيان ... ... ... 63(1/95)
الخاتمة ... ... ... ... ... ... ... ... ... 94
التوصيات ... ... ... ... ... ... ... ... ... 95
فهرس المراجع ... ... ... ... ... ... ... ... 96
فهرس الموضوعات ... ... ... ... ... ... ... ... 101(1/96)