فَتْحُ السَّدّ
عَنْ بَعْضِ أسانِيدِ الإمامِ الجَدّ
(ثَبَتٌ للإمامِ مُحَدِّثِ الحرمينِ الشريفِ محمّدِ المنتصرِ بنِ المحدثِ الشَّريفِ محمّد الزمزميّ بن الحافظِ محمدِ بنِ جعفرِ الكَتّانِيّ صاحبِ "الرِّسالةِ المُسْتَطْرَفَةِ")
جَمْعُ :
الشَّريفِ محمّدِ حمزةَ بنِ عليّ بنِ المحدّثِ محمدِ المنتصرِ الكَتّانيّ الإدريسيّ الحسنيّ
( حفيدُ صاحبِ الثَّبَتِ )
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي ميز الأمة الإسلامية بين الأمم بالإسناد ، وصحح به منقولاتها وأساساتها إلى يوم التَّناد ، وأعد لذلك أسبابا ، وهيأ له أئمة كانوا لذلك السيل الدفاق سدودا وأبوابا ، وصلى الله وسلم على العين التي تفجرت منها عيون الرواية ، وأناسيم الحقيقة والدراية ، وعلى آله خير الورى ، وأصحابه سادة الأمة .
أما بعد ؛ فلما كان علم الإسناد من أهم العلوم التي حفظت روابط الأمة ، وجمعت آثار السّالفين باللاحقين ، وحقَّق { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ، ولولاه لقال من شاء ما شاء ، ولو لم يكن من فضله إلا إجماع أئمة الهدى منذ العشرة الخيرة إلى هاته الهنيهة عليه وعلى اقتفاء أثره لكفى ، وكما قيل : (( لو لم يكن من فضله سوى أنه يجتمع اسمك باسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طرس واحد لكفى )) ، فلما كان ذلك فقد ألح العلماء على طلب هذا العلم وروايته وترويته ، وألفوا في التنكيل بمن أبى أن يجيز ،وصنفوا في هذا الفن مؤلفات كثيرة ما بين وريقات ومجلدات ، وقد طلب من نرجوا له من الله كل خير ______________________________________ من جدنا الإمام العلامة محدث الحرمين الشريفين السيد الشريف محمد المنتصر بن محمد الزمزمي الكَتّاني أن يجيزه بما تصح له روايته ، فما كان منه إلا الوقوف عند طلبه والنزول عند رغبته اقتداء بمن سبقه من المشايخ ، وقال :(1/1)
أجيزه بكل ما يحق لي روايته من مسموع ومنقول ومؤلف كما أجيزه برواية كل مؤلفاتي .(1)
ولعدم وقوفي على ثبت للإمام الجد حفظه الله يجمع شارد أسانيده فقد عزمت على القيام ببعيض ذلك ، خدمةَ حفيدٍ لجدِّه وممنونٍ لذي مِنَّة ، متبركاً بذلك ، واغتباطاً بما هنالك ، مع ما يخالج الواقف على هذا السيل الجرار من خجل ، ويكسوه من وجل ، ووسمته بإذن مولاه تعالى بـ (( فتح السد عن بعض أسانيد الإمام الجد )) .
وقد رتبت جواهره معتمداً على كتاب (( فهرس الفهارس )) لعم جد والدتي الإمام الحافظ أبي الإسعاد عبد الحي بن عبد الكبير الكَتّاني ، و(( غنية المستفيد في مهم الأسانيد )) ، و(( أسهل المقاصد في ثبت الإمام الوالد )) و (( ترجمة الشيخ محمد الزمزمي )) ، كلها لجد والدتي الإمام المحدث أبي الهدى محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني ، و(( معجم فقه السلف )) و(( شرح مسند الإمام أحمد )) لجدي الشيخ أبي الفضل محمد المنتصر بالله الكَتّاني حفظه الله ، كما استفدت من كتاب (( الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد )) للإمام أبي يعقوب يوسف بن الحسن ابن المِبْرَد ( ت 909 هـ ) ، و(( مختصر طبقات الحنابلة )) للعلامة أبي عبد الله محمد جميل ابن الشَّطِّي ، و (( المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد )) للحافظ ابن الجزري ، و(( محنة الإمام أحمد )) لابن أخيه الإمام حنبل بن عبدالله ، و(( الكواكب السائرة في أعيان المئة العاشرة )) للإمام نجم الدين الغزي ، و(( الفكر السامي )) للعلامة محمد الحجوي الثعالبي .
__________
(1) بشرطها المعروف عند أهل العلم ، وهو : التثبت في العلم وأن ينسب كل قول إلى صاحبه ، وأن يتقي الله تعالى في سره وعلنه ، وأن يقول فيما لا يدري: لا أدري ، فمن توفر فيه هذا الشرط كان مجازا ، ومن لم يتوفر فكسراب بقيعة .(1/2)
وبعون الرب المعبود ، أشرع في المرام والمقصود ، فهاؤم بعض أسانيد الشيخ حفظه الله إلىحديث الأولية و (( الموطأ )) و(( مسند الإمام )) أحمد والكتب الستة .
مَشْيَخَتُه
يروي حفظه الله عن جمع من المشايخ الأعلام ، كجده شيخ الإسلام الحافظ محمد بن جعفر الكتاني ، ووالده الإمام المحدث محمد الزمزمي الكتاني ، وعمه العلامة العارف بالله محمد المكي الكتاني ، ووالدته السيدة فضيلة بنت المكي ابن عبدالله ، وعمة والده السيدة الصالحة مريم بنت جعفر الكتانية ، وعمتيه الفقيهتين الصالحتين حبيبة وخديجة بنتي محمد ابن جعفر الكتانيتين ، وأبناء عمه الإمام المحدث أبي الهدى محمد الباقر والعلامة المسند المحدث محمد المهدي ابني الشيخ محمد ابن عبدالكبير الكتاني ، والعلامة الفقيه عبدالرحيم والإمام العلامة محمد الطاهر ابني الحسن الكتاني ، والإمام الحافظ أبي الإسعاد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني ، والإمام العارف بالله محمد بن الصديق الغماري الطنجي ، والإمام الحافظ أحمد بن محمد ابن الصديق الغماري الطنجي ، والإمام الحافظ أبي شعيب بن عبدالرحمن الصديقي الدكالي ، وإمام الشام ومحدثها أبي الأنوار محمد بدر الدين بن يوسف البيباني ، والعلامة المصلح الفقيه الشيخ علي الدقر الدمشقي الشافعي ، والعلامة المصلح محمد توفيق الأيوبي الدمشقي ، وإمام مصر وعالمها الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي ، ومسند مصر العلامة أحمد بن رافع الطهطاوي ، والعلامة المحقق الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري الحنفي ، ومسند عصره العلامة محمد عيسى بن ياسين الفاداني المكي ، وغيرهم من أعلام القرن المنصرم في مشارق الأرض ومغاربها .
اتّصالُهُ بالحديثِ المسلسلِ بالأَوَّلِيَّةِ(1/3)
يرويه عاليا عن جده الشيخ محمد بن جعفر الكتاني ( ت 1345 هـ ) ، عن الإمام المحدث العارف عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني ( ت 1333 هـ ) ، عن العلامة العارف عبد الغني المجددي الدهلوي ( ت 1296 هـ ) ، عن الإمام المحدث الكبير محمد عابد السندي ( ت 1257 هـ ) ، عن الإمام الشيخ عبد الرحمن بن سليمان الأهدل ( 1250 هـ ) ، عن والده ( ت 1197 هـ ) ، عن الإمام عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي ( 1181 هـ ) ، عن العلامة محمد بن أحمد بن سعيد الشهير والده بابن عقيلة المكي الحنفي ( 1150 هـ ) ، عن الإمام محمد بن أحمد البنا الدمياطي ( 1117 هـ ) ، عن الإمام محمد بن عبد العزيز الزيادي ، عن الشيخ المعمر أبي الخير عموس الرشيدي ، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ( ت 925 هـ ) ، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ ) ، عن زين الدين العراقي ( 806 هـ ) ، عن عن صدر الدين البكري الميدومي ( ت 754 هـ ) ، عن نجم الدين عبد اللطيف بن عبد المنعم بن صيقل الحراني ( ت 672 هـ ) ، عن الحافظ ابن الجوزي ( 597 هـ ) ، عن أبي سعيد إسماعيل بن أحمد النيسابوري ( ت 532 هـ ) ، عن أبيه ( ت 470 هـ ) ، عن أبي طاهر الزيادي ( ت 416 هـ ) ، عن أبي حامد البزاز ( ت 330 هـ ) ، عن أبي محمد عبد الرحمن بن بشر العبدي النيسابوري ( 260 هـ ) ، عن سفيان بن عيينة ( 198 هـ ) ، وهنا انقطعت سلسلة الأولية .
عن عمرو بن دينار ( 125 هـ ) ، عن التابعي الجليل أبي قابوس ( عده في (( التقريب )) من أهل الطبقة الرابعة ) ، عن ابن عمرو رضي الله عنه ( ت 72 هـ ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) ، بِجَزْمِ (( يَرْحَمكُمْ )) ورَفْعِهِ .(1/4)
قال الشيخ محمد الباقر الكتاني في (( ثَبَتِهِ )) : (( غُنْيَة المستفيد في مهم الأسانيد )) : أخرجه أحمد في (( المسند )) ، والبخاري من باب الكنى في (( التاريخ الكبير )) ، وفي (( الأدب المفرد )) بمعناه ، وأبو داود ، وأبو عيسى الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه في (( السنن )) ، والبيهقي في (( الشعب )) ، والحُميدي في (( المسند )) إلا أنهم جميعا لم يسلسلوه ، وأخرجه أصحاب المسلسلات في كتبهم من طرق عديدة مسلسلا ، وهو حديث حسن صحيح )) ا.هـ .
قال كذلك : والسر في بداية التحديث بهذا الحديث الشريف هو أن يعلم عاشق العلم وراغب المعرفة أن رحمة الله للرحماء من خلقه ، فيَعَضَّ بالنواجذ على النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ـ وهي أصل عظيم من أصول الإسلام كما هو معلوم ـ ويرحمَ عباد الله الغافلين ، فيصرفَهم عن طريق الغفلة إلى الله بالوعظ والنصح بطريق اللطف دون العنف ، وينظرَ إلى العصاة بعين الرحمة لا بعين الإيذاء ، وتكونَ كل معصية تجري في العالم كمعصيته في نفسه ، فلا يألوَ جهدا في إزالتها بوسعه رحمة لذلك العاصي أن يتعرض لسخط الله تعالى ويستحق البعد عن جواره ، ولا يدع فاقة لمحتاج إلا ويسدها بقدر طاقته ، ولا يترك فقيرا في جواره وبلده إلا ويقوم بتعهده ودفع فقره ، إما بماله أو جاهه أو السعي في حقه شفاعةً إلى غيره ، وهذا حظ العبد من اسْمَيْهِ تعالى : الرحمنِ ، الرحيمِ ، كما في المقصد الأسنى لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى ، وإذا استقام للعبد هذا الأصل العظيم في الإسلام استقام له سائره . ا.هـ .
سنده إلى موطأ الإمام مالك(1/5)
يرويه عن والده الإمام المحدث المسند أبي الفضل محمد الزمزمي الكتاني ( ت 1372 هـ ) عن الشيخ عبد الكبير الكتاني ( ت 1333 هـ ) ، وعن الإمام محدث الحجاز الشيخ حبيب الرحمن الهندي ( ت 1322 هـ ) ، كلاهما عن الشيخ عبد الغني الدهلوي ( ت 1296 هـ ) ، عن والده الإمام الشيخ أبي سعيد ( ت 1249 هـ ) ، عن الإمام الحجة الشيخ عبد العزيز العمري الدهلوي ( ت 1249 هـ ) ، عن والده الشيخ حجة الإسلام أحمد ولي الله العمري الدهلوي ( ت 1176 هـ ) ، أخبرنا الشيخان محمد وعبد الله ابنا الشيخ الإمام المحدث حكيم الإسلام أبي عبد الله محمد بن سليمان الروداني المغربي قراءة مني عليه من أوله إلى آخره ، بحق سماعه لجميعه على شيخي الحرم المكي مسند الحجاز أبي الأسرار حسن بن علي العجيمي المكي ( 1113 هـ ) ، ومسند الحجاز الحافظ جمال الدين عبد الله البصري ( ت 1330 هـ ) ، قال : أخبرنا مسند الحجاز والمغرب أبو المواهب عيسى بن محمد بن أحمد الجعفري الثعالبي ( ت 1075 هـ ) بقراءته لجميعه ، على الشيخ أحمد بن خليل السبكي ( 1037 هـ ) بقرائته لجميعه على النجم الغيطي ( ت 982 هـ ) بقراءته لجميعه على شيخ الإسلام السنباطي ( ت 931 هـ ) بسماعه لجميعه ، على البدر المعمر أبي محمد الحسن بن محمد الحسيني المعروف بالسيد النسابة ، ( ت 866 هـ ) بسماعه لجميعه على عمه العلامة المحدث الصوفي حسن بن محمد بن حسن الحسني ( ت 809 هـ ) ، على مسند الوقت المقرىء محمد بن جابر القيسي الوادي آشي ( ت 749 هـ ) : حدثنا أبومحمد عبدالله بن محمد بن هارون الطائي القرطبي ( ت 704 هـ ) سماعا وهو آخر من حدث عنه : حدثنا أبو القاسم أحمد بن يزيد القرطبي ( ت 625 هـ ) سماعا وهو آخر من حدث عنه : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الحق بن أحمد الخزرجي القرطبي ( بعد 60 من القرن السادس هـ ) سماعا ، وهو آخر من حدث عنه ، حدثنا محمد بن مزج مولى ابن الطلاع القرطبي ( ت 497 هـ ) ، مؤلف(1/6)
كتاب (( أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ، وهو آخر من حدث عنه : حدثنا شيخ الأندلس أبو الوليد يونس بن عبد الله القرطبي ( ت 429 هـ ) سماعا وهو آخر من حدث عنه ، حدثنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله القرطبي ( ت 367 هـ ) سماعا وهو آخر من حدث عنه : حدثنا مسند الأندلس فقيه قرطبة عبيد الله بن يحيى بن يحيى القرطبي ( ت 298 هـ ) سماعا وهو آخر من حدث عنه : أخبرنا والدي شيخ فقهاء الأندلس أبو محمد يحيى بن يحيى الليثي القرطبي ( ت 278 هـ ) سماعا وهو آخر من حدث عنه: قال : أخبرنا إمام دار الهجرة عالم السنة إمام الأئمة مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن غيمان بن خُثَيل بن عمرو بن الحارث الأصبحي المدني الأثري ( ت 179 هـ ) رضي الله عنه سماعا لجميعه إلا الأبواب الثلاثة الأخيرة من باب الاعتكاف ، وهي : باب خروج المعتكف إلى العيد ، وباب قضاء الاعتكاف ، وباب النكاح في الاعتكاف ، قال : فإنني شككت في سماعها ، فإني أرويها عن فقيه الأندلس الزاهد الورع أبي عبد الله زياد بن عبد الرحمن القرطبي المعروف بشبطون ( ت 193 هـ ) لأني كنت سمعت جميعه منه قبل الرحلة بسماعه من الإمام مالك .ا.هـ.
قلت : قال الإمام محمد الباقر الكتاني في (( الغنية )) : في هذا السند مع صحته وعلوه وخطورة شأنه لطائف من علو الإسناد ، منها : كون جله متصلا بالسماع ، ومنها : أنه اجتمع في أوله أربعة ، ،آخرهم الشيخ أحمد ولي الله ، اشتركوا في أربع خصال ، وذلك أنهم دهلويون سكنى ، وأنهم عمريون صلبيا ، وأنهم صوفيون أصحاب الزهد والورع ، وأنهم حنفيون ، ومنها أن أكثرهم من المصنفين ، ومنها : أن جل شطره الثاني من أهل قرطبة ، وكل واحد منهم آخر من سمع من شيخه . ا. هـ . بتمامه .
سنده إلى مسند الإمام أحمد(1/7)
يرويه من طريق الحنابلة عن الشيخ العلامة عمر بن حمدان المحرسي - ولم يكن حنبليا - ( ت 1369 هـ ) ، عن الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني الأثري ( ت 1327 هـ ) ، عن الشيخ عبد الله صوفان بن عودة القدومي الحنبلي ( ت 1331 هـ ) ، عن الشيخ أبي محمد الحسن الشطي الحنبلي ( ت 1274 هـ ) ، عن الشيخ مصطفى بن سعد الرحيباني السيوطي الحنبلي ( ت 1243 هـ ) ، عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد البعلي الحنبلي ( ت 1189 هـ ) ، عن أبي السعود عبد القادر بن عمر التغلبي الحنبلي ( ت 1135 هـ ) ، عن الإمام العلامة محدث الشام أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي ( ت 1126 هـ ) ، عن أبيه الإمام محدث الشام عبد الباقي بن عبد الباقي الحنبلي ( ت 1071 هـ ) ، عن العلامة المعمر عبد الرحمن البهوتي الحنبلي ( كان عام 1040 هـ ) ، عن تقي الدين بن أحمد النجار الفتوحي الحنبلي ( ) ، عن أبيه الإمام شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز الفتوحي القادري الحنبلي ( ت 949 هـ ) ، عن القاضي بدر الدين الصفدي ، عن القاضي عز الدين أحمد الحنبلي ، عن الجمال عبدالله بن القاضي علاء الدين علي الكناني الحنبلي ( ت 718 هـ ) ، عن أبي الحسن علي بن محمد العرضي الدمشقي الحنبلي (ت 778 هـ ) ، عن الفخر ابن البخاري علي بن أحمد بن عبد الواحد الحنبلي ( ت 690 هـ ) ، عن حنبل بن عبد الله بن فرج بن سعادة المكبر البغدادي الرصاصي الحنبلي ( ت 604 هـ ) ، عن أبي القاسم هبة الله بن محمد الشيباني الحنبلي ( ت 525 هـ ) ، عن الحسن ابن علي التميمي الواعظ الحنبلي المعروف بابن المُذْهِب ( ت 444 هـ ) ، عن أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي الحنبلي ( ت 368 هـ ) ، عن عبد الله بن الإمام أحمد (ت 290 هـ ) ،عن أبيه الإمام المجتهد المطلق أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين ( ت 241 هـ ) .
سنده إلى صحيح البخاري(1/8)
أما الكتب الستة فيروي صحيح الإمام البخاري عن ابن عمه الإمام المحدث أبي الهدى محمد الباقر الكتاني ( ت 1384 هـ ) ، عن جده الشيخ عبد الكبير الكتاني ( ت 1333 هـ ) ، عن العارف الشيخ عبد الغني المجددي الدهلوي ثم المدني ( ت 1296 هـ ) ، سماعا عليه بالمدينة المنورة وإجازة لكله ، عن محدث الديار الهندية الإمام أبي سليمان محمد إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي ( ت 1262 هـ ) قرائة منه لبعضه وسماعا لأكثره ، وعن والده الإمام العارف أبي سعيد ابن الصفي الدهلوي العمري ( ت 1249 هـ ) ، كلاهما عن جد الأول لأمه سراج الهند حجة الإسلام عبد العزيز العمري الدهلوي ( ت 1249 هـ ) ، عن والده حجة الإسلام أحمد المدعو ولي الله العمري الدهلوي ( ت 1176 هـ ) ، سماعا لعضه وإجازة لجميعه ، عن مسند الحرمين المحدث أبي طاهر محمد عبد السميع الكوراني المدني (ت 1145 هـ ) قراءة لأكثره وإجازة لباقيه ، عن والده محدث الحجاز ومسند القرن الحادي عشر أبي العرفان البرهان إبراهيم بن حسن بن شهاب الكردي الكوراني الشهرزوري المدنمي ( ت 1106 هـ ) ، عن شيخ الإسلام ملحق الأحفاد بالأجداد نجم الدين الغزي العاملي الدمشقي (ت 1061 هـ ) ، عن والده شيخ الإسلام حافظ عصره محمد بدر الدين الغزي العاملي الدمشقي ( ت 984 هـ ) ، عن شيخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري ( ت 926 هـ ) ، عن أمير المؤمنين في الحديث أحمد ابن حجر العسقلاني قراءة عليه لجميعه ( ت هـ ) ، عن راوية الديار المصرية ومسندها الحافظ برهان الجدين إبراهيم بن أحجمد التنوخي البعلي الدمشقي ثم المصري ( ت 800 هـ ) ، سماعا عليه لجميعه ، عن الإمام الرابية تلاميذه عن المائة ألف أبي العباس أحمد بن أبي طالب ابن نعمة الصالحي الدمشقي المعروف بالحجار والمشهور بابن الشحنة ( ت 730 هـ ) سماعا عليه لجميعه ، عن الشيخ سراج الدين الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي الحنبلي ( ت 629 هـ ) سماعا عليه لجميعه ،(1/9)
عن مسند الآفاق الشيخ أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي الصوفي البغدادي ( ت 553 هـ ) سماعا عليه لجدميعه ، عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه الحمودي السرخسي ( ت 381 هـ ) سماعا عليه لجميعه ، عن الإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر البخاري الفربري ( ت 320 هـ ) سماعا عليه لجميعه ، عن أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل بن إ‘براهيم البخاري ( ت 256 هـ ) سماعا عليه لجميعه مرتين ، رضي الله عنهم أجمعين .
قال الشيخ الباقر في (( الغنية )) عقبه :
وهنا أقول كما قال بعض العلماء : لا أتقن ولا أوثق في سلاسل المتأخرين من هذه السلسلة ، لأنها مع علوها مسلسلة بأئمة الأعصار والأمصار وأقطاب السنة ورجال العلم والعمل ؛ ولذلك إذا رويت عن الشيخ عبد الكبير الكتاني عن الشيخ عبد الغني الدهلوي ببها كأنني أقول بالنسبة لزماننا والقرون الأخيرة حدثني مالك عن نافعٍ عنِ ابنِ عُمَرَ ، حَشَرَنا اللّهُ في زمرتهم وألحقنا بهم مع الرعيل الأول من السابقين الأولين ا.هـ. (1)
سَنَدُهُ إلى صحيحِ مُسْلِمٍ
__________
(1) نقله عن حافظ الإسلام عبد الحي الكتاني في (( فهرس الفهارس )) .(1/10)
يرويه عالياً عن والدهِ عن الحافظِ المحدِّثِ فالح الظاهري المدنيّ ( ت 1328 هـ ) ، عن الإمام الحافظ أبي عبد اللّه محمد بن علي السنوسي ( ت 1253 هـ ) ، عن الحافظ مرتضى الزبيدي بالإجازة العامة ( ت 1205 هـ ) ، عن الإمام الحافظ صالح الفُلاّني ( ت 1118 هـ ) ، عن الإمام العلامة المعمَّر محمد بن محمد بن سنة الفُلاّني (1) ( ت 1086 هـ ) ، عن أبي عبد اللّه مولاي الشريف محمد بن عبد اللّه الإدريسي الولاتي ـ من وِلاتَة بالسودان المغربي ـ ( ت 1146 هـ ) ، عن المعمر صلاح الدين أبي البقاء محمد بن خليل بن إبراهيم بن عبد اللّه المعروف بابن أركماش الحنفي ، عن الحافظ ابن حجر قال : أخبرنا بجميع صحيح مسلم إجازة الشيخ أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري الأصل ثم المكي المعروف بالشاوري (ت 790 هـ ) مشافهة بالمسجد الحرام ، عن مسند الشام قاضي القضاة تقي الدين أبي الفضل سليمان بن حمزة المقدسي الحنبلي ( ت 715 هـ ) ، عن الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر السّلامي ـ أي : البغدادي ـ الشافعي ثم الحنبلي ( ت 505 هـ ) ، عن الحافظ أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد ابن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندهْ العبدي مولاهم الأصفهاني ( ت 470 هـ ) ، عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبد اللّه ابن محمد بن زكرياء بن الحسن النيسابوري الجوزقي (ت 388 هـ ) ، عن محدث نيسابور أبي حاتم المكي بن عبدان التميمي النيسابوري ( ت 325 هـ ) ، عن الإمام الحافظ الحجة أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري الأثري ( ت 261 هـ ) ، رضي اللّه عن الجميع .
سنده إلى سنن أبي داود
__________
(1) طعن بعض العلماء في وجود ابن سنة الفلاني ، ومنهم الحافظ أحمد بن محمد الغماري ، والعلامة المسند عبد الحفيظ الفاسي الفهري ، وقد أجاب عنها الإمام عبد الحي الكتاني في كتابه (( فهرس الفهارس )) أثناء ترجمته بما فيه الكفاية .(1/11)
إن الطرق إلى الإمام أبي داود - كما في (( أسهل المقاصد في ثبت الشيخ الإمام الوالد )) - للشيخ محمد الباقر الكتاني تصل إلى خمسة :
1- طريق أبي علي اللؤلؤي .
2- طريق أبي داسة ، وهما متقاربتان لا تختلفان إلا في بعض التقديم والتأخير.
3- طريق ابن الأعرابي ، وفيها نقص كبير عنهما .
4- طريق الرملي .
5- طريق ابن العبد .
قال : والأربعة الأول مشهورة ، والخامسة غير مشهورة ، غير أن طريق اللؤلؤي أصح الروايات وأشهرها ، والمتصلة بالسماع ، وهي آخر ما أملى أبو داود ، وعليها مات ، كما نص على ذلك . ا.هـ.
ولنقتصر هنا على طريق اللؤلؤي :
يرويه عن إمام الشام وبركتها أبي الأنوار محمد بدر الدين بن يوسف البيباني ( ت 1356 هـ ) ، عن الشيخ حبيب الرحمن الهندي ( ت 1322 هـ ) ، عن الشيخ عبد الغني الدهلوي ( ت 1296 هـ ) ، عن الحافظ محمد عابد السندي ( ت 1257 هـ ) ، عن الشريف عبدالرحمن بن سليمان بن مقبول الأهدل ( ت 1250 هـ ) ، عن والده ( ت 1167 ) ، عن الشيخ أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل ، عن الشيخ سليمان يحيى بن عمر مقبول الأهدل، عن الشيخ أبي بكر علي بن البطاح الأهدل ، عن الشيخ طاهر بن حسين الأهدل، عن الحافظ ابن الديبع الشيباني ، عن زين الدين الشرجي ، عن نفيس الدين سليمان بن إبراهيم بن عمر العلوي ، عن موفق الدين علي بن بكر بن شداد قال :
أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي الخير بن منصور الشماخي عن أبيه ، قال :
أخبرنا بها عبدالله بن محمد بن إسماعيل الحضرمي ، وأبو بكر بن أحمد الشراجي ، وسليمان بن عقيل العسقلاني ، وبطال بن أحمد الركبي ( ت هـ ) ، ومحمد بن عبد اللّه العجيني ، وآخرون ، قالوا :(1/12)
أخبرنا بها نصر بن أبي الفرج المصري ، أخبرنا بها النقيب أبوطالب ابن أبي زيد العلوي ، عن أبي علي التستري ، أخبرنا بها القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، عن أبي علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ( ت 333 هـ ) ، عن مؤلفها الحافظ المتقن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني ( ت 275 هـ ) ، رضي اللّه عنهم أجمعين .
سنده إلى جامع الترمذي
يرويه بالمالكية عن العلامة المحدث أبي الطيب محمد المهدي بن عبدالكبير الكتاني ( ت 1378 هـ ) ، عن الإمام ابن جعفر الكتاني ( ت 1345 هـ ) ، عن الإمام العلامة أحمد بن أحمد البناني ( ت 1306 هـ ) ، عن الشيخ الإمام عبدالله المدعو الوليد بن العربي العراقي (ت هـ ) ، عن الإمام البحر الطيب بن عبد المجيد ابن كيران (ت 1227 هـ ) ، عن العلامة الإمام محمد بن الحسن البناني ( ت 1193 هـ ) ، عن الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد السلام البناني ( ت 1163 هـ ) ، عن الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي الفهري (ت 1116 هـ ) عن والده شيخ الإسلام عبد القادر ابن علي الفاسي الفهري ( ت 1091 هـ ) ، عن عم أبيه الإمام العارف أبي زيد عبدالرحمن بن محمد الفاسي الفهري ( ت 1036 هـ ) ، عن شيخ الإسلام محمد بن القاسم القَصّار القيسي ( ت 1012 هـ ) ، عن الإمام أبي النعيم رضوان ابن عبدالله الجنوي ( ت 991 هـ ) ، عن الإمام الحافظ أبي زيد عبد الرحمن بن علي سُقَّيْن العاصمي ( ت 956 هـ ) ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن غازي ( ت 919 هـ ) ، عن الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد ابن يحيى السراج ، عن أبيه الإمام محمد بن يحيى السراج ، عن جده الإمام يحيى ببن أحمد ( ت 805 هـ ) ، عن الإمام أبي العباس أحمد بن قاسم المعروف بالقباب ( ت 805 هـ ) ، عن الإمام أبي زكريا يحيى بن محمد بن عمر بن رشيد ( ت 750 هـ ) ، عن أبيه ( ت 721 هـ ) ، عن الإمام محمد بن عبد الخالق بن طرفان القرشي ، عن الإمام علي بن نصر بن(1/13)
المبارك ابن البنا ، عن أبي الفتح الكروخي ، عن الأزدي والترياقي والغورجي ، عن المرزباني ، عن المحبوبي ، عن الإمام الحافظ الحجة أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ( ت 279 هـ ) ، رضي الله عنهم أجمعين .
(ح) ويرويه بالصوفية عن جده الإمام العارف بالله محمد بن جعفر الكتاني ( ت 1345 هـ ) ، عن ابن أدهم وقته وفارضيه الشيخ حبيب الرحمن الهندي ( ت 1322 هـ ) ، عن الشيخ عبد الغني الدهلوي الصوفي ( ت 1296 هـ ) ، عن الشيخ محمد بن عابد السندي الصوفي ( ت 1257 هـ ) ، عن الشيخ عبد الله بن عبد الخالق المزجاجي الصوفي ، عن الشيخ محمد بن الطيب الفاسي ، عن الشيخ أحمد بن عقيلة الصوفي ، عن أبي الأسرار حسن بن علي العجيمي، عن العارف بالله أحمد بن محمد المدني القشاشي الصوفي، عن شيخه العارف بالله أبي المواهب أحمد بن علي بن عبد القدوس العباسي الشناوي ثم المدني الصوفي ، عن والده ، عن شيخه العارف بالله القطب عبد الوهاب بن أحمد الشعراني ، عن شيخه القطب ولي الله زكريا بن محمد الأنصاري القاهري الصوفي ، عن العارف بالله أبي الفتح محمد بن زين الدين العثماني المراغي، عن الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي الصوفي ، عن أبي الحسن علي بن عمر الداني الصوفي ، عن الختم المحمدي محمد بن العربي الحاتمي الصوفي ( ت 636 هـ ) ، عن الإمام القطب الثقة الأمين عبد الوهاب بن علي بن سكينة البغدادي، عن أبي الفتح عبد الملك بن عبد الله الصوفي ( ت هـ ) ، عن شيخه شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الصوفي ( ت 481 هـ ) ، عن عبد الجبار الجراحي المروزي ، عن والده علي بن عبد القدوس العباسي الشناوي الصوفي ، أخبرنا المحبوبي ، عن الترمذي ( ت 275 هـ ) ، رضي الله عنهم أجمعين .
إسناده إلى سنن النسائي(1/14)
يرويه عن الشيخ الإمام الحافظ أبي شعيب بن عبدالرحمن الدكالي ( ت 1350 هـ ) ، عن شيخ الإسلام سليم البشري (ت 1332 هـ ) ، عن الشيخ عبدالغني الدهلوي ( ت 1296 هـ ) ، عن الشيخ محمد عابد السندي ( ت 1257 هـ ) ، عن الشيخ عبدالرحمن بن سليمان بن يحيى الأهدل ( ت 1250 هـ ) ، عن والده ( ت 1197 هـ ) ، عن الشيخ أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل ، عن الشيخ الحافظ يحيى بن عمر الأهدل ( ت 1147 هـ ) ، عن الشيخ أبي بكر بن علي البطاح الأهدل ، عن الشيخ يوسف بن البطاح الأهدل ، عن الشيخ طاهر بن حسين الأهدل ، عن الحافظ ابن الديبع الشيباني ، عن الحافظ السخاوي ( ت 902 هـ ) ، عن الحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ ) ، عن إبراهيم بن أحمد التنوخي ، عن أحمد بن أبي طالب الحجار ( ت هـ ) ، عن عبداللطيف بن محمد بن علي القُيَّيْطِي ، عن أبي زرعة طاهر المقدسي ، عن أبي محمد عبدالرحمن بن محمد الدوني ، عن القاضي أبي نصر أحمد بن الحسين الكسار ، عن الحافظ أحمد بن محمد ابن إسحاق ابن السني الدينوري (ت هـ ) ، عن مؤلفها الإمام الحافظ أبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي ( ت 303 هـ ) ، رضي الله عنهم أجمعين .
(ح) ويرويه عاليا عن والده ( ت 1371 هـ ) ، عن الشيخ ابن عبدالكبير ( ت 1327 هـ ) ، عن العلامة أحمد بن محمد العباسي السويدي المعمر ( ت 1324 هـ ) ، عن الحافظ الزبيدي ( ت 1205 هـ ) بإجازته لجده وذريته ، عن العلامة محمد بن محمد بن سنة العمري الفلاني ( ت 1086 هـ ) بالإجازة العامة ، عن المعمر العارف أحمد بن محمد الملقب بالعَجِل ( ت 1074 هـ ) ، عن العلامة قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي ( ت 990 هـ ) ، عن والده الحافظ علاء الدين أحمد الطاوسي ( ت 904 هـ ) بالإجازة العامة ، عن أبي العباس أحمد بن محمد القرشي العدوي ، عن أحمد بن شيبان بن تغلب ، عن أحمد بن منصور الجويني ، عن أبي طاهر السِّلَفي ، عن عنهم أجمعين .
سنده إلى سنن ابن ماجه(1/15)
يرويها من طريق المغاربة عن جده الحافظ ابن جعفر ( ت 1345 هـ ) ، عن شيخ الجماعة بفاس أبي العباس أحمد بن أحمد البناني ( ت 1306 هـ ) ، عن العلامة الشيخ الوليد بن زيان العراقي ( ت 1265 هـ ) ، عن الإمام الطيب بن كيران ( ت 1227 هـ ) ، والحافظ إدريس بن محمد العراقي ( ت 1183 هـ ) ، والعلامة الشيخ حمدون بن الحاج ( ت 1232 هـ ) ، ثلاثتهم عن شيخ الإسلام أبي عبدالله محمد التاودي بن سودة المري ( ت 1209 هـ ) ، عن الشيخ محمد ابن عبدالسلام البَنّاني ( ت 1163 هـ ) ، عن الشيخ أبي العباس أحمد بن العربي ابن الحاج السلمي ( ت 1109 هـ ) ، عن الشيخ عبدالقادر الفاسي الفهري ( ت 1091 هـ ) ، عن الشيخ عبدالرحمن بن محمد الفاسي الفهري ( ت 1036 هـ ) ، عن الإمام القصار ( ت 1012 هـ ) ، عن الإمام أبي عبدالله محمد خروف التونسي ( ت 966 هـ ) ، عن الطويل القادري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ ) ، عن أبي الحسن علي بن أبي المجد الدمشقي، عن أبي العباس الحجار ، عن ابي محمد الأنجب ، عن أبي السعادات بن محمد الحمامي ، وأبي طالب عبداللطيف بن محمد القييطي ، كلاهما عن أبي زرعة المقدسي ، عن المقدمي ، عن أبي طلحة الخطيب ، عن أبي الحسن القطان ، عن الإمام الحافظ جبل السنة والدين ابن ماجه ، رضي الله عنهم أجمعين .
الخاتمة(1/16)
إلى غير ذلك من المسانيد ، كمسند الإمام أبي حنيفة والشافعي ، والمصنفات كمصنف عبدالرزاق ، علاوة على أثبات وفهارس المتأخرين كـ(( صلة الخلف بموصول السلف )) للروداني و (( حصر الشارد في أسانيد الشيخ محمد عابد )) للسندي و (( ثبت الأميرين الكبير والصغير )) و (( إعلام الأئمة الأعلام وأساتيذها بما لنا من المرويات وأسانيدها )) لجد والده الشيخ جعفر الكتاني ، وهو في مجلد كبير حوى النفائس ، و (( فهرس الفهارس والأثبات )) ، و (( معجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات )) لابن عمه الشيخ عبدالحي الكتاني الذي يربط بأغلب مسانيد وأثبات المتقدمين والمتأخرين ، وغير ذلك مما أوصلنا الأسانيد به ضمن ما سبق ، كما لم أذكر كثيرا من الأسانيد العالية والغريبة رَوْماً للاختصار ، وإن شاء الله تعالى ستثبت في موضع آخر .
فهاك ترجمة مختصرة للشيخ محمد المنتصر الكتاني حفظه الله تعالى :
ترجمة الشيخ محمد المنتصر الكتاني
هو الشيخ الإمام العلامة المفسر المحدث الحافظ الفقيه المؤرخ محمد المنتصر بالله بن الإمام المحدث المسند محمد الزمزمي ( ت 1372 هـ ) ، ابن شيخ الإسلام الإمام الحافظ محمد ( ت 1345 هـ ) ، ابن شيخ الإسلام جعفر ( ت 1323 هـ ) ، ابن الفقيه المجاهد إدريس ( ت 1282 هـ ) الإدريسي الحسني الشهير بالكَتّاني .(1/17)
ولد في المدينة المنورة الثاني عشر من ربيع الأول عام 1332 هـ ، وتربى في كنف والده وجده ، ثم انتقل عام 1338 هـ إلى الشام مع والده وجده ، وفي عام 1345 هـ انتقلوا إلى فاس وتوفي جده في نفس السنة ، ثم انتقل للدراسة بالأزهر بمصر في بداية الخمسينات ، ثم عاد إلى فاس بعد إنهاء دراسته بالأزهر بمصر ، وفي المغرب انتقل إلى الرباط فسلا فطنجة ، ولقي تضييقا كبيرا من الاستعمار وحكومته وأسس حزب الخلافة الذي انحل بعد فترة ، ثم انتقل إلى دمشق الشام ، ثم إلى الحجاز ، وجاور بالحرمين الشريفين متنقلا بينهما ، ثم عاد إلى المغرب عام 1409 هـ مستوطنا الرباط ، ومازال بها إلى الآن حفظه الله .
طلبه العلم
نهل العلم من أعلام عصره ، كجده ووالده وعمه ، فكان يحضر دروس جده في شرح المسند في دمشق وفاس ، وطلب العلم على يد علماء فاس والقرويين كالحافظ الشيخ ابي الإسعاد عبدالحي الكتاني ، والعلامة الشيخ الطاهر بن الحسن الكتاني ، والعلامة الشيخ عبدالرحيم بن الحسن الكتاني ، وغيرهم ، وأخذ عن علماء المغرب ، كالإمام محمد الباقر الكتاني ، والعلامة محمد المهدي الكتاني ، والإمام العارف بالله محمد بن الصديق الغماري ، وولده الإمام الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد بن الصديق الغماري ، والعلامة المحدث عبدالحفيظ الفاسي الفهري ، والعلامة الفقيه عبدالسلام بن المجذوب الفاسي الفهري ، والإمام الحافظ أبي شعيب بن عبدالرحمن الدكالي ، وهو آخر من أخذ عنه (1) .
وانتقل إلى الشام فترة قبل حلوله مصر ، أخذ فيها عن إمامها الشيخ بدر البيباني ، والعلامة الشيخ علي الدقر ، والعلامة الشيخ هاشم الخطيب ، والعلامة الشيخ محمد أمين سويد ، وغيرهم .
__________
(1) أخبرني الجد حفظه الله أنه استجاز الشيخ أبا شعيب صبيحة وفاته ، وبلغه نعيه في المساء .(1/18)
ثم انتقل إلى الأزهر فأخذ عن جمع ، وصاحب جمعا ، منهم إمامها الشيخ محمد بخيت المطيعي ، والعلامة الفقيه محمد زاهد الكوثري ، والعلامة الإمام محمد أبو زهرة ، والعلامة المحدث أحمد بن محمد شاكر ، وأخذ كذلك عن أعلام من مختلف أراضي الإسلام ، كالعلامة الشيخ عمر بن حمدان المحرسي محدث الحرمين الشريفين وشيخ الطريقة الكتانية بالمدينة المنورة ، والعلامة الشيخ عبدالقادر بن توفيق شلبي ، وغيرهما ، ثم عاد إلى المغرب ، وبقي ينهل من ثدي العلم وينهل .
وظائفه
كما درس بمدارس بفاس وسلا والدار البيضاء وطنجة وأدارهم كذلك ، وعمل فقيها ضابطا بغرفة الضبط بمحكمة الاستئناف الشرعي العليا بالرباط ، وأستاذا للفقه المالكي وحضارة الإسلام بمعهد الدراسات المغربية العليا في قسم الحقوق والآداب بالرباط التابع لجامعة السوربون بفرنسا، وأستاذا للتفسير والحديث والفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة دمشق ورئيسا لقسم علوم القرآن والسنة في عموم كليات سوريا .
وعند انتقاله إلى الحجاز عمل مستشارا للملك فيصل بن عبدالعزيز وأستاذا للتفسير والحديث والفقه والمذاهب الإسلامية والاجتماعية المعاصرة في كلية الشريعة وكلية الدعوة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، ودرس الحديث في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، وغير ذلك من المراتب العلمية والتدريسية مماهو مسطور في المجلد الأخير من كتابه معجم فقه السلف ، وأثناء تدريسه بالحرمين الشريفين كان يدرس تفسير القرآن والموطأ ومسند الإمام أحمد وغيرها من كتب السنة في الحرمين الشريفين ، حتى عام 1406 هـ ،كما عمل في سلك الدعوة في مختلف القارات الخمس .
آثاره
من آثاره :(1/19)
أ ـ تلامذته الكثر مشرق الأرض ومغربها ، ومنهم : العلامة المحدث الشيخ عبدالله التاليدي الحسني ، وعالم مكة ومحدثها الشيخ محمد بن علوي المالكي الحسني ، وعالم الإخوان المسلمين ونظارهم الإمام سعيد بن ذئب حوى الحموي ، والعالم الدكتور محمد رواس قلعجي ، والدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن السعدي ، والدكتور عمر بن حمدان الكبيسي ، والعالم الجليل الشيخ إبراهيم بن شعيب الهوساوي المكي ، والعالمة الداعية منيرة القبيسي ، وغيرهم كثير .
ب- مؤلفاته :
1. في علم التفسير : له (( تفسير للقرآن الكريم )) في أربعة مجلدات ، بلغ فيه إلى منتصف سورة الإسراء ، ولكنه لم يتم .
2.في علم الحديث : (( تخريج مسند الإمام القضاعي )) ، في مجلدين ، أتم به تخريج جده الشيخ محمد بن جعفر الكتاني ، و (( شرح وتخريج مسند الإمام أحمد )) ، أتم منه تسعة عشر جزءا ، و (( المعقب في رجال الحديث )) ، عقب فيه رجالا على الحافظ ابن حجر في (( تهذيب التهذيب )) ، ويقع في جزء ، و (( المستدرك في الحديث المتواتر )) ، عقب فيه على (( نظم المتناثر )) لجده ألف حديث ، ويقع في مجلد ، و (( تخريج أحاديث تحفة الفقهاء )) للعلاء السمرقندي بالتعاون مع العالم الدكتور محمد وهبة الزحيلي ، وهو مطبوع ، و (( جمع مسند الإمام بقي بن مخلد الأندلسي )) .
3. في علم الفقه : ابتكر علم معاجم الفقه ، وألف (( معجم فقه ابن حزم )) في مجلدين ، و (( معجم فقه السلف )) في تسعة أجزاء ، وهما مطبوعان ، وغير ذلك .
4. في علم التاريخ : (( مذكراته )) التي ربت عن مائة جزء ضمنها فرائد الفوائد ، و (( تاريخ فاس والقرويين )) في مجلد ، وهو مطبوع ، و (( نبذة من تاريخ شنقيط )) ، مطبوع كذلك ، و (( المعذبون في الله في القرون الفاضلة )) ، و (( القرويون أقدم جامعة إسلامية )) ، مطبوع ، وغير ذلك .(1/20)
5. في التراجم : ترجم لبقي بن مخلد في ثلاثة مجلدات ، وابن حزم في مجلدين ، وابن تيمية في مجلد ، والإمام مالك في مجلد ، وهو مطبوع ، وجده في مجلد نشر بعضه في مجلة الرسالة المصرية ، وغير ذلك .
6. في علم الاجتماع والسياسة : (( فتية طارق والغافقي )) ، طبع وذكر فيه منهاج حزب الخلافة الذي ذكرناه سابقا .
وغير ذلك من المؤلفات زيادة على تفسير صوتي تام للقرآن الكريم ، وأشرطة إسلامية تبلغ أكثر من ألف شريط في مختلف الفنون .
و أسأل الله تعالى أن يحيي هذا العلم الشريف ، أي : علم الإسناد الذي درست آثاره ، بل وأشرف على الانتهاء رجاله آمين .
وإلى هنا تم هذا الثبت الموجز جعله اللّه نواة لما هو أكبر منه جِرما وعلما بمنه وكرمه آمين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا
محمد أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وتم
الفراغ منه الساعة الرابعة عصرا من يوم الثلاثاء الخامس من
شهر رمضان المعظم لعام أربعة عشر وأربعمائة وألف
للهجرة ، وصلى اللّه وسلم أولا وثانيا على عبده ونبيه
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، ثم أضيفت إليه
إضافات تمت يوم السادس عشر من شوال لنفس
العام على يد عبيد ربه وأسير كسبه
الشريف محمد حمزة بن محمد علي
الكتاني الحسني اللّهُ وليه
ومولاه 3:21:42 قبيل
العصر بمنزله
بالرباط بالمغرب
م م م
م
ملاحظة : قال مؤلفه محمد حمزة الكتاني : الحمدلله وحده وصلى الله وسلم على الحبيب سيدنا محمد وآله وصحبه ، وبعد فقد وجدت مكتوبا بخطي عندي :(1/21)
الحمدلله وحده ، لقد أجازنا الشيخ الجد الإمام العلامة المحدث محمد المنتصر بالله الكتاني مدرس الحرمين وأحد علماء الشام ومجاهدي المغرب المؤلف النفّاع والداعية بركة البقاع من شاهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مناما ويقظة في يوم الأربعاء 23/4/1413 هـ بما عنده إجازة عامة ، وأجاز الأستاذ أحمد منصور قرطام ، ومنصور قرطام ، وحماد التونسي ومصطفى اشتاتو ، ومحمد الحسن الكتاني ، وكاتبه محمد حمزة الكتاني مساء بين المغربين ، والحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله .
قلت : وقد أجازني حفظه الله تعالى قبل ذلك بمدة إجازة عامة شاملة ، بكل ما عنده من مروي ومؤلف ، والحمدلله رب العالمين .
الثلاثاء في ذي الحجة 1414 هـ ، والساعة 1:36 ليلا بمالقة بالأندلس .(1/22)