رسالة في رواية حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الصحيحين
بقلم
فضيلة الشيخ /أبو الحارث وليد الإدريسي الشاذلي المحضار
حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعين به و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد :
فلقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن السيف هو العصمة من الفتن فيما صح عنه و تقام به الحجة وقد أخرجه الأئمة في مصنفات كثيرة وهذه المذكرة تعنى بتخريج حديث حذيفة في مستدرك الحاكم و مصنف بن أبي شيبة وعند أبي داود في السنن وأحمد في السنن وغيرهم ، وسوف نخرج إن شاء الله الروايات ثم نبين ضعف الزيادة المنكرة التي ضعفها كبار العلماء في صحيح مسلم ونذكر آراءهم ثم نذكر فقه الرواية بإذن الله فالله الموفق.
أبو الحارث المحضار
نيوكاسل في 1427 هـ
تخريج الحديث
مسند البزار 4-9 ج: 7 ص: 361(1/1)
2960 وأخبرناه محمد بن المثنى قال أخبرنا يحيى بن حماد وأبو الوليد قالا أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد قال خرجت إلى الكوفة زمن حسنة تستر لأجلب منها بغالا فدخلت المسجد فإذا صدع من الرجال تعرف إذا رأيته أو رأيتهم أنهم من رجال الحجاز فيهم رجل قلت من هذا قال فحدثني القوم بأبصارهم فقالوا ألا تعرف هذا هذا حذيفة صاحب رسول الله فقال إن الناس كانوا يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر فقلت يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطاناه الله يكون بعده شر كما كان قبله قال نعم قلت يا رسول الله فما العصمة من ذلك قال السيف قلت وهل للسيف من بقية قال نعم قلت ثم ماذا قال هدنة على دخن وجماعة على فرقة فإن كان لله تبارك وتعالى يومئذ خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة قال قلت ثم ماذا قال ثم يخرج الدجال معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره قال قلت ثم ماذا قال ثم إنها هي قيام الساعة وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة أحدا أتم له من أبي عوانة.
المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 479(1/2)
8332 حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا أبو عوانة عن قتادة عن نضر بن عاصم عن سبيع بن خالد قال ثم خرجت إلى الكوفة زمن حسنة تستر لأجلب منها بغالا فدخلت المسجد فإذا صدع من الرجال تعرف إذا رأيتهم أنهم من رجال الحجاز قال قلت من هذا قال فحدقني القوم بأبصارهم وقالوا ما تعرف هذا هذا حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال حذيفة رضي الله عنه إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر قال قلت يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله يكون بعده شر كما كان قبله قال نعم قلت يا رسول الله فما العصمة من ذلك قال السيف قلت وهل للسيف من بقية قال نعم قال قلت ثم ماذا قال ثم هدنة على دخن قال جماعة على فرقة فإن كان لله عز وجل يومئذ خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع واطع وإلا فمت عاضا بجذل شجرة قال قلت ثم ماذا قال يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن وقع في ناره أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره قلت ثم ماذا قال ثم إنما هي قيام الساعة هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
مسند أبي عوانة 1 ج: 4 ص: 420(1/3)
7168 حثنا أبو داود الحراني قثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا عبد الوارث قال ثنا أبو التياح عن صخر بن بدر عن سبيع بن خالد عن حذيفة قال لما كان زمان حاصر الناس تستر قلت لصاحب لي انطلق بنا إلى الكوفة نبتاع بها بغالا فقدمناها فأتينا الكناسة فإذا نحن بأشيخة وإذا شيخ يحدثهم فقلت لصاحبي ادن حتى نسمع من هؤلاء فدنوت فقعدت فإذا الشيخ حذيفة بن اليمان فسمعته يقول كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن القرآن وقد كان الله آتاني منه علما وكنت أسأله عن الشر فقلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر قال نعم قلت فما العصمة منه قال السيف وذكر الحديث قلت يا رسول الله فما بعد الهدنة قال دعاة ضلالة فإذا رأيت في الأرض يومئذ لله خليفة فالزمه وإن نهك ظهرك وأخذ مالك وإن لم تجد يومئذ خليفة فاهرب حتى تموت عاضا بأصل شجرة.
سنن أبي داود ج: 4 ص: 95
4244 حدثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد قال ثم أتيت الكوفة في زمن حسنة تستر أجلب منها بغالا فدخلت المسجد فإذا صدع من الرجال وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز قال قلت من هذا فتهجمني القوم وقالوا أما تعرف هذا هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حذيفة إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر فأحدقه القوم بأبصارهم فقال إني قد أرى الذي تنكرون إني قلت يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله أيكون بعده شر كما كان قبله قال نعم قلت فما العصمة من ذلك قال السيف قلت يا رسول الله ثم ماذا يكون قال إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة قلت ثم ماذا قال ثم يخرج الدجال معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره قال قلت ثم ماذا قال ثم هي قيام الساعة.(1/4)
مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 447
37113 حدثنا وكيع عن حماد بن نجيح عن أبي التياح عن صخر بن بدر عن خالد بن سبيع أو سبيع بن خالد قال أتيت الكوفة فجلبت منها دواب فإني لفي مسجدها إذ جاء رجل قد اجتمع الناس عليه فقلت من هذا قالوا حذيفة بن اليمان قال فجلست إليه فقال كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر قال قلت يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي كنا فيه هل كان قبله شر وهل كائن بعده شر قال نعم قلت فما العصمة منه قال السيف قال فقلت يا رسول الله فهل بعد السيف من بقية قال نعم هدنة قال قلت يا رسول الله فما بعد الهدنة قال دعاة الضلالة فإن رأيت خليفة فألزمه وإن نهك ظهرك ضربا وأخذ مالك فإن لم يكن خليفة فالهرب حتى يأتيك الموت وأنت عاض على شجرة قال قلت يا رسول الله فما بعد ذلك قال خروج الدجال قال قلت يا رسول الله فما يجيء به الدجال قال يجيء بنار ونهر فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره حط أجره ووجب وزره قال قلت يا رسول الله فما بعد الدجال قال لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مرها حتى تقوم الساعة.
الجامع لمعمر بن راشد ج: 11 ص: 341(1/5)
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن خالد بن خالد اليشكري قال خرجت زمن حسنة تستر حتى قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل صدع من الرجال حسن الثغر يعرف فيه أنه من رجال الحجاز قال فقلت من الرجل قال القوم أو ما تعرفه قال قلت لا قالوا هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقعدت وحدث القوم أن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر فأنكر ذلك القوم عليه فقال لهم إني سأحدثكم ما أنكرتم من ذلك جاء الإسلام حين جاء فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية وكنت قد أعطيت في القرآن فهما فكان رجال يجيئون فيسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وأنا أسأله عن الشر فقلت يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله قال نعم قال قلت فما العصمة يا رسول الله قال السيف قلت وهل بعد السيف بقية قال نعم تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن قال قلت ثم ماذا قال ثم ينشأ دعاة الضلالة فإن كان لله في الأرض يومئذ خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فألزمه وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة.
مسند أحمد ج: 47 ص: 402
22333 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت صخرا يحدث عن سبيع قال(1/6)
أرسلوني من ماء إلى الكوفة أشتري الدواب فأتينا الكناسة فإذا رجل عليه جمع قال فأما صاحبي فانطلق إلى الدواب وأما أنا فأتيته فإذا هو حذيفة فسمعته يقول كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وأسأله عن الشر فقلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر قال نعم قلت فما العصمة منه قال السيف أحسب أبو التياح يقول السيف أحسب قال قلت ثم ماذا قال ثم تكون هدنة على دخن قال قلت ثم ماذا قال ثم تكون دعاة الضلالة قال فإن رأيت يومئذ خليفة الله في الأرض فالزمه وإن نهك جسمك وأخذ مالك فإن لم تره فاهرب في الأرض ولو أن تموت وأنت عاض بجذل شجرة قال قلت ثم ماذا قال ثم يخرج الدجال قال قلت فيم يجيء به معه قال بنهر أو قال ماء ونار فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره قال قلت ثم ماذا قال لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة (وأخرجه بنفس السياق مكرراً عبد الله بن أحمد في المسند أيضاً).(1/7)
23476 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن خالد بن خالد اليشكري قال ثم خرجت زمان حسنة تستر حتى قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل صدع من الرحال حسن الثغر يعرف فيه إنه من رجل أهل الحجارة قال فقلت من الرجل فقال القوم أو ما تعرفه فقلت لا فقالوا هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقعدت وحدث القوم فقال إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر فأنكر ذلك القوم عليه فقال لهم إني سأخبركم بما أنكرتم من ذلك جاء الإسلام حين جاء فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية وكنت قد أعطيت في القرآن فهما فكان رجال يجيئون فيسألون عن الخير فكنت أسأله عن الشر فقلت يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر فقال نعم قال قلت فما العصمة يا رسول الله قال السيف قال قلت وهل بعد هذا السيف بقية قال نعم تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن قال قلت ثم ماذا قال ثم تنشأ دعاة الضلالة فإن كان لله يومئذ في الأرض خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فألزمه وإلا قمت وأنت عاض على جذل شجرة قال قلت ثم ماذا قال يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار من وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره قال قلت ثم ماذا قال ثم ينتج المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة الصدع من الدجال الضرب وقوله فما العصمة منه قال السيف كان قتادة يضعه على الردة التي كانت في زمن أبي بكر وقوله إمارة على أفذاء وهدنة يقول صلح وقوله على دخن يقول على ضغائن قيل لعبد الرزاق ممن التفسير قال عن قتادة زعم.
مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59(1/8)
442 حدثنا أبو داود قال حدثنا بن المغيرة القيسي عن حميد بن هلال العدوي عن نصر بن عاصم الليثي قال أتيت اليشكري في رهط من بني ليث قال ما جاء بكم يا بني ليث قلنا جئنا نسألك عن حديث حذيفة قال غلت الدواب فأتينا الكوفة نجلب منها دوابا فقلت لصاحبي ادخل المسجد فإذا كانت الحلقة خرجت إليها فدخلت المسجد فإذا حلقة كأنما قطعت رؤوسهم مجتمعون على رجل فجئت فقمت فقلت من هذا قال من أهل الكوفة أنت قلت لا بل من أهل البصرة قال لو كنت من أهل الكوفة ما سألت عن هذا هذا حذيفة بن اليمان قال قلت ثم يا رسول الله هل بعد الخير شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر فقال هدنة على دخن قلت يا رسول الله ما الهدنة على الدخن قال لا ترجع قلوب أقوام إلى ما كانت عليه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تكون فتنة عمياء صماء دعاة الضلالة أو قال دعاة النار فلأن تعض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحدا منهم.(1/9)
443 حدثنا أبو داود قال حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن سبيع بن خالد قال وحدثنا حماد بن زيد أو أبو عبيد عبد الوارث وحماد بن نجيح كلهم عن أبي التياح يزيد بن حميد الضبعي عن زيد بن صخر عن سبيع بن خالد أو خالد بن سبيع قال غلت الدواب فأتينا الكوفة نجلب منها دوابا فدخلت المسجد فإذا رجل صدع من الرجال حسن الثغر يعرف أنه من رجال الحجاز وإذا ناس مسربيوت عليه فقال لا تعجلوا علي أحدثكم فإنا كنا حديث عهد بجاهلية فلما جاء الإسلام فإذا أمر لم أر قبله مثله وكأن الله رزقني فهما في القرآن وكان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير واسأله عن الشر فقلت ثم يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر قال نعم قلت فما لعصمة يا رسول الله قال السيف قلت فهل للسيف من بقية فما يكون بعده قال يكون هدنة على دخن قال قلت فما يكون بعد الهدنة قال دعاة الضلالة فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فإن لم تر خليفة فاهرب حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة قلت يا رسول الله فما يكون بعد ذلك قال الدجال.
مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 341)
((1/10)
20711) - أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن خالد بن خالد اليشكري قال : خرجت زمن فحت تستر حتى قدمت الكوفة ، فدخلت المسجد ، فإذا أنا بحلقه فيها رجل صدع من الرجال ، حسن الثغر ، يعرف فيه أنه من رجال الحجاز ، قال : فقلت : من الرجل ؟ قال القوم : أو ما تعرفه ؟ قال : قلت : لا ، قالوا : هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فقعدت ، وحدث القوم أن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، فأنكر ذلك القوم عليه ، فقال لهم : إني سأحدثكم الجاهلية ، وكنت قد أعطيت في القرآن فهما ، فكان رجال يجيئون فيسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وأنا أسأله عن الشر ، فقلت : يا رسول الله ! أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله ؟ قال : نعم ، قال : قلت : فما العصمة يا رسول الله ! قال : السيف ؟ قلت : وهل بعد السيف بقية ؟ قال : نعم ، تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن ، قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم ينشأ دعاة الضلالة، فإن كان الله في الأرض يومئذ خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فالزمه ، وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة ، قال : قلت : ثم ماذا قال : ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار ، من وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط.
مناقشة الأسانيد
الروايات كلها عن حذيفة ..
وعنه رواها كل من:
1- سبيع بن خالد في كل المصادر
أ مسند البزار 4-9 ج: 7 ص: 361
ب سنن أبي داود ج: 4 ص: 95
ت المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 479ح8332
ث مسند البزار 4-9 ج: 7 ص: 361 ح2960
ج سنن أبي داود ج: 4 ص: 95ح4244
ح مسند أبي عوانة 1 ج: 4 ص: 420ح 7168
خ مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 447ح 37113
د الجامع لمعمر بن راشد ج: 11 ص: 341
ذ مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23473,23474,23475,23476
ر مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح442,443
2- زيد بن وهب(1/11)
أ مسند أحمد ج: 5: 403 ح 23477
وعنه سليمان الأعمش ثم شعبة الإمام الرئيس ثم محمد بن جعفر غندر شيخ الإمام أحمد ثم أحمد و ابن عبد الله بن أحمد. (وسوف نناقش هذا السند إن شاء الله بالتفصيل)
أما من رووا عن سبيع بن خالد اليشكري فهما:
أ نصر بن عاصم (البزار 4/9ح2960, أبو داود 4/95ح4244، المستدرك 4/479ح8332, الجامع 13/341, أحمد 5/403 ح23476, مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح442)
ب صخر بن بدر (مسند أبي عوانة 1 ج: 4 ص: 420ح7168، مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 447ح 37113, مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23473,23474,23475, مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح443) وعنه أبو التياح
وعن نصر بن عاصم رواه كل من:
أ قتادة بن دعامة السدوسي (مسند البزار 4-9 ج: 7 ص: 361ح2960, سنن أبي داود ج: 4 ص: 95ح4244، المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 479ح8332, الجامع لمعمر بن راشد ج: 11 ص: , ,341 مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23476, وأرسل قتادة عن سبيع أيضاً في مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح443)
ب حميد بن هلال العدوي (مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح 442) وعنه بن المغيرة المقدسي ثم أبي داود الطيالسي صاحب المسند
أما قتادة فقد رواه عنه:
أ أبو عوانة (مسند البزار 4-9 ج: 7 ص: 361ح2960, سنن أبي داود ج: 4 ص: 95ح4244، المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 479ح8332)
ب معمر بن راشد (الجامع لمعمر بن راشد ج: 11 ص: مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23476, وأرسل قتادة عن سبيع أيضاً في مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح443)
ت هشام الدستوائي (مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح443)
أما أبي عوانة فعنه رواه:
أ يحيى بن حماد (مسند البزار 4-9 ج: 7 ص: 361) (وعنه محمد بن المثنى)
ب مسدد (سنن أبي داود ج: 4 ص: 95) (وعنه أبو داود صاحب السنن)
ت أبو الوليد الطيالسي وعنه يحيى بن محمد بن يحيى وعنه محمد بن صالح بن هانئ (المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 479ح، (مسند البزار 4-9 ج: 7 ص: 361) (وعنه محمد بن المثنى)(1/12)
وأما معمر فعنه رواه عبد الرازق في الجامع لمعمر بن راشد ج: 11 ص: 341
أما أبو التياح فعنه رواه كل من:
أ عبد الوارث (مسند أبي عوانة 1 ج: 4 ص: 420ح7168, ، مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح443, مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23474)
ب حماد بن نجيح (مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 447ح37113, مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح443, مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23475)
ت شعبة (مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23473)
ث حماد بن زيد (مسند الطيالسي ج:1 ص 59 ح 443)
وعن عبد الوارث
أ مسلم بن إبراهيم (مسند أبي عوانة 1 ج: 4 ص: 420ح7168)
ب عبد الصمد إبنه (مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23474)
ت أبو داود (مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح443)
رواه عن حماد بن نجيح
أ وكيع (مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 447ح37113) وعنه ابن أبي شيبة
ب يونس (مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23475) وعنه احمد
ت أبو داود (مسند الطيالسي ج: 1 ص: 59ح443)
وللإمام الرئيس طريقين للرواية أحدهما من طريق أبو التياح عند أحمد (مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23473) و من طريق سليمان الأعمش (مسند أحمد ج: 5 ص: 403ح23477) حديث زيد بن وهب.
الجرح و التعديل
الرواة الذين رووا الرواية هم كالآتي:
1) حذيفة بن اليمان (صحابي)
2) سبيع بن خالد اليشكري قال بن حجر مقبول ووثقه بن حبان (التهذيب)
3) زيد بن وهب من رجال الصحيحين قال بن حجر ثقة جليل (التهذيب)
4) نصر بن عاصم من رجال مسلم وثقه بن حجر و الذهبي
5) صخر بن بدر قال بن حجر مقبول وقال الذهبي وثق
6) بن المغيرة القيسي من رجال الصحيحين متفق عليه
7) قتادة بن دعامة السدوسي الحافظ ثقة ثبت
8) حميد بن هلال العدوي ثقة من كبار العلماء
9) أبو عوانة الحافظ ثقة ثبت
10) معمر بن راشد الحافظ ثقة ثابت فضل من الأعلام
11) هشام الدستوائي الحافظ ثقة ثبت
12) يحيى بن حماد الحافظ ثقة ثبت
13) أبو الوليد الطيالسي الحافظ ثقة ثبت صاحب المسند
14) مسدد الحافظ ثقة ثبت(1/13)
15) أبو الوليد الطيالسي الحافظ صاحب المسند ثقة ثبت
16) يحيى بن محمد بن يحيى الحافظ
17) محمد بن صالح بن هانئ ثقة مأمون (لسان الميزان 5/239)
18) عبد الرازق الحافظ ثقة ثبت
19) أبو التياح أحد الأئمة ثقة ثبت
20) عبد الوارث الحافظ ثقة ثبت
21) حماد بن نجيح قال بن حجر صدوق وقال الذهبي ثقة
22) حماد بن زيد الإمام أحد الأعلام ثقة ثبت فقيه
23) مسلم بن إبراهيم الحافظ ثقة ثبت
24) عبد الصمد بن عبد الوارث الحافظ ثقة ثبت
25) أبو داود الحافظ صاحب السنن
26) وكيع الحافظ ثقة ثبت
27) يونس بن محمد بن مسلم الحافظ ثقة ثبت
28) سليمان الأعمش ثقة ثبت
29) شعبة بن الحجاج الإمام الرئيس ثقة حافظ ثبت
30) أحمد بن حنبل الحافظ الفقيه
31) عبد الله بن أحمد الحافظ الفقيه
نلاحظ أن عدد الحفاظ الذين رووا هذه الرواية
1) قتادة بن دعامة السدوسي الحافظ ثقة ثبت
2) أبو عوانة الحافظ ثقة ثبت
3) معمر بن راشد الحافظ ثقة ثابت فضل من الأعلام
4) هشام الدستوائي الحافظ ثقة ثبت
5) يحيى بن حماد الحافظ ثقة ثبت
6) أبو الوليد الطيالسي الحافظ ثقة ثبت صاحب المسند
7) مسدد الحافظ ثقة ثبت
8) أبو الوليد الطيالسي الحافظ صاحب المسند ثقة ثبت
9) يحيى بن محمد بن يحيى الحافظ
10) عبد الرازق الحافظ ثقة ثبت
11) عبد الوارث الحافظ ثقة ثبت
12) مسلم بن إبراهيم الحافظ ثقة ثبت
13) عبد الصمد بن عبد الوارث الحافظ ثقة ثبت
14) أبو داود الحافظ صاحب السنن
15) وكيع الحافظ ثقة ثبت
16) يونس بن محمد بن مسلم الحافظ ثقة ثبت
17) شعبة بن الحجاج الإمام الرئيس ثقة حافظ ثبت
18) أحمد بن حنبل الحافظ الفقيه
19) عبد الله بن أحمد الحافظ الفقيه
ولا يوجد في كل رواتها رجل متروك أو كذاب أو ضعيف أو واه أو مجروح بأي مصطلح من مصطلحات الجرح و التعديل و قد وردت في عدة كتب هي
1- مسند البزار
2- المستدرك على الصحيحين
3- مسند أبي عوانة
4- سنن أبي داود
5- مصنف ابن أبي شيبة(1/14)
6- الجامع لمعمر بن راشد
7- مسند أحمد
8- مسند الطيالسي
الرواية ذات الزيادات المنكرة الضعيفة
أخرج مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم ج: 3 ص: 1476
1847 وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي حدثنا يحيى بن حسان ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى وهو بن حسان حدثنا معاوية يعني بن سلام حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان قلت ثم يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم قلت هل وراء ذلك الشر خير قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال نعم قلت كيف قال يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.
والحاكم في المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 547
8533 حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سويد أبو حاتم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده ثم أن حذيفة بن اليمان لما احتضر أتاه ناس من الأعراب قالوا له يا حذيفة ما نراك إلا مقبوضا فقال لهم عب مسرور وحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم اللهم إني لم أشارك غادرا في غدرته فأعوذ بك اليوم من صاحب السوء كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر فقلت يا رسول الله إنا كنا في شر فجاءنا الله بالخير فهل بعد ذلك الخير شر قال فقال نعم قلت وهل وراء ذلك الخير من شر قال نعم قلت كيف قال سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان فقلت كيف أصنع إن أدركني ذلك قال تسمع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 547(1/15)
8533 حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سويد أبو حاتم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده ثم أن حذيفة بن اليمان لما احتضر أتاه ناس من الأعراب قالوا له يا حذيفة ما نراك إلا مقبوضا فقال لهم عب مسرور وحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم اللهم إني لم أشارك غادرا في غدرته فأعوذ بك اليوم من صاحب السوء كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر فقلت يا رسول الله إنا كنا في شر فجاءنا الله بالخير فهل بعد ذلك الخير شر قال فقال نعم قلت وهل وراء ذلك الخير من شر قال نعم قلت كيف قال سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان فقلت كيف أصنع إن أدركني ذلك قال تسمع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
والطبري في المعجم الأوسط ج: 3 ص: 190
2893 حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي قال حدثنا محمد بن عباد المكي قال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم عن عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وستكون رجال قلوبهم قلوب الشياطين في أجساد الإنس قلت كيف أصنع إن أدركني ذلك قال تسمع وتطيع للامير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.
أسانيد الروايات ذات الزيادات المنكرة الضعيفة
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1476
1847 وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي حدثنا يحيى بن حسان ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى وهو بن حسان حدثنا معاوية يعني بن سلام حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان.(1/16)
والحديث منقطع كما قال الدارقطني في الإلزامات وأقره كل أهل العلم إلا أن النووي اعتذر بوصله في المستدرك وعند الطبري في المعجم كما سنوضح ثم نرد على كلام الألباني بإذن الله.
المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 547
8533 حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سويد أبو حاتم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده ثم أن حذيفة بن اليمان.
المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 547
8533 حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سويد أبو حاتم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده ثم أن حذيفة بن اليمان.
المعجم الأوسط ج: 3 ص: 190
2893 حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي قال حدثنا محمد بن عباد المكي قال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم عن عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفة.
رواية مسلم فيها الإنقطاع المعروف بين حذيفة و أبي سلام أما روايتي الحاكم ورواية الطبراني ففيهم أبو زيد بن سلام وهو سلام نفسه وليس أبو سلام وهو شخصية مجهولة لا يعرف له أصل وأما الجد فهو أبو سلام وحتى هو لم يسمع من حذيفة، وفيه عيوب أخرى، قال الألباني في السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 238 ح 2739)
(بشأن الحديث الذي في مسلم)، قال:
قال و قد أعل بالانقطاع ، و قد وصله الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 162 / 2 /3039 ) من طريق عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفة بالزيادة التي في الطريق الأخرى و السابعة و العاشرة .
التعليق على كلام الألباني:(1/17)
أولاً الألباني حسّن الرواية الأصلية (بدون هذه الزيادة الشاذة المنكرة) وأخرجها في صحيحته فلا معنى للنقاش حول حجيتها عنده لكن يوجد بعض الشئ يجب ذكره عندما نتعرض للراوية الأخرى ذا الزيادات الضعيفة المستنكرة وهي الزيادات التي تخدم مذهب الألباني في الإرجاء والتلميع للحكام وتعبيد الخلق للعباد،
قال غفر الله له متعدياً على ائمة الأمة :
السلسلة الصحيحة - (ج 4 / ص 290)
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 399 :
1- فإن هذه الإضافة استنكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، و لو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم نعبأ باستنكاره . أ.هـ
وقال السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 238 ح 2739)
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 541 :
2- فقول الحافظ (بن حجر) فيه : " مقبول " غير مقبول أ.هـ
3- أما قول الشيخ الكشميري في " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " بعد أن عزاه ( ص 210 ) لابن أبي شيبة و ابن عساكر : " و بعض ألفاظه يتحد مع ما عند البخاري ، فهو قوي إن شاء الله تعالى " . فمما لا وزن له عند العارفين بطرق التصحيح و التضعيف أ.هـ
4- و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و هو من أوهامهما أ.هـ
5- وقع للحافظ و غيره بعض الأوهام فوجب التنبيه عليها .
6- و هو خطأ ظاهر لا أدري كيف تابعه عليه العيني !
وهذا يدل على الإضطراب الذي مرّ به الألباني حينما كان يدرس هذه الروايات فإساءة الأدب مع الذهبي والحاكم وبن حجر بل وشيخ الإسلام وبدر الدين العيني صاحب عمدة القاري لا يأتي من فراغ وقد تناقض كثيراً رغم أن الرجل استدل بتصحيح الحاكم وموافقة الذهبي في غيرما مكان عاد فناقض نفسه فبعد قوله:
" و لأن أبا عوانة صححه أيضا بإخراجه إياه في " صحيحه " ، و هو " المستخرج على صحيح مسلم " ، و تصحيح الحاكم أيضا و الذهبي" أ.هـ مستدلاً بهما، عاد فنسب إليهما الوهم كما بينا في النقطة رقم 4 أعلاه.(1/18)
لكنه عاد ولام نفس الشخصين الذين استدل بهما، كذلك فإنه قال بجهالة صخر بن بدر لأن هناك راو واحد عنه وقال "و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و هو من أوهامهما ، فإن عبد الرحمن بن قرط مجهول كما في " التقريب" . أ.هـ ونسى أن الزيادة التي صحح بها رواية مسلم من رواية مجهول أيضاً بل أشد جهالة كما سنوضح ولكنه صححها. وتلك هي انتقائية النصوص لدى الألباني سامحه الله.
الرواية لدى مسلم منقطعة كما اقر هو وكل أهل العلم لكن وصل الرواية جاء من طريق: "يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفة".
إلى حضراتكم بيان الرواية:
يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام:
1- زيد بن سلام هو زيد بن سلام بن أبى سلام : ممطور الحبشى الدمشقى
قال المزى في "تهذيب الكمال" : و قال يحيى بن حسان التنيسى ، عن معاوية بن سلام : أخذ منى يحيى بن أبى كثير كتب أخي زيد بن سلام .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : لم يلق يحيى بن أبى كثير زيد بن سلام ، و قدم معاوية بن سلام عليهم ، فلم يسمع يحيى بن أبى كثير منه شيئا ، أخذ كتابه عن أخيه ، و لم يسمعه ، فدلسه عنه .
و قال أبو بكر الأثرم : قلت لأبى عبد الله أحمد بن حنبل : يحيى بن أبى كثير سمع من زيد بن سلام ؟ فقال : ما أشبهه . قلت له : إنهم يقولون سمعها من معاوية بن سلام ؟ فقال : لو سمعها من معاوية لذكر معاوية هو يبين في أبى سلام ، يقول : حدث أبو سلام ، و يقول : عن زيد . أما أبو سلام فلم يسمع منه . ثم أثنى أبو عبد الله على يحيى بن أبى كثير .
فيكون هناك انقطاع بين يحيى بن أبي كثير وزيد بن سلام
2- سلام (أبو زيد بن سلام):
لاحظ أن مسلم نقلها، "زيد بن سلام عن أبي سلام" وأبو سلام هو جد زيد وليس أبي زيد بن سلام فالراوي هنا الحفيد عن الجد، ترجمة الأب(1/19)
أولاً الأب وهو الواسطة في المنتصف في سند الطبري الذي حاول أن يصل به الرواية، إسمه "سلام بن أبي سلام" ممطور ، الحبشى الشامى ( والد زيد بن سلام ، و معاوية بن سلام )
قال بن حجر عنه: مجهول وقال الذهبي : ليس بحجة
أقوال العلماء : قال المزى في "تهذيب الكمال" : و روى عن معاوية بن سلام عن أبيه عن جده ، و عن زيد بن سلام عن أبيه أو جده بالشك ، و عن معاوية بن أبى سلام عن أبيه عن جده ، إن كان ذلك محفوظا .
قال أبو حاتم الرازى : سلام بن أبى سلام الحبشى والد معاوية بن سلام لا أعلم أحدا روى عنه ، إنما الناس يروون عن معاوية بن سلام عن جده ، و عن معاوية بن سلام عن أخيه . فأما معاوية بن سلام عن أبيه فلا .
الراوي الثالث هو الجد
3- ممطور الأسود الحبشى و يقال النوبى و يقال الباهلى ، أبو سلام الدمشقى الأعرج
قال عنه ابن حجر : ثقة يرسل وقال الذهبي : غالب روايته مرسلة و لذا ما أخرج له البخارى
قال المزي فى "تهذيب الكمال" روى عن : حذيفة بن اليمان ( م ) ( يقال : مرسل )
فالإرسال ثابت بين الجد وحذيفة وهناك انقطاع قبل الحفيد بينه وبين يحيى بن أبي كثير الذي روى عنه فتضعف بذلك روايات المعجم و المستدرك لوجود الأب المجهول الذي لا يوجد له ترجمة و تبقى رواية مسلم المنقطعة التي لا جبر لها.
نظرات في المتن
المتن فيه إجماع على الآتي:(1/20)
المتفق عليه هو ما روى البخاري من حديث الخولاني رحمه الله حديث رقم 6557 من طريق أبا إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان وفي البخاري برقم 3338 كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك
ومن طريقين آخرين وضحنا أن الرواية قد سمعها غير أبو أدريس بقول أن العصمة من الفتن تكون بالسيف، وثبت أيضاً أن الرواية كانت في الكوفة والأطراف الخاصة بأن حذيفة كان يسأل عن الشر مخافة أن يدركه وكذلك دعاة الضلالة الذين على باب جهنم والأمر بالإعتزال.
أما الزيادة التي في مسلم فلا تصح كما بينا لفساد السند بالإنقطاع قلت و ممطور مشهور بالتدليس وقد روى عنه مسلم في صحيحه في موضع آخر أيضاً تسبب في فتنة كبيرة ففي رواية باب الطهارة أيضاً لم يمكن التخلص من الإنقطاع فيها رغم ادعاء الإتصال، قال ربيع مدخلي:(1/21)
أقول: إن مسلماً أورده (الخبر) مصدِّرًا به هذا الكتاب (يعني: كتاب الطهارة)؛ لأنه يعتقد صحته كما يعتقد صحة كل مايورده في كتابه والحديث من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني، ووافقه ابن القطان (الفاسي)، وابن رجب (الحنبلي)، وادعوا!! أن فيه انقطاعاً بين أبي سلام وأبي مالك الأشعري وتبين بالدراسة، وبالرجوع إلى تاريخ الرجال : أن أبا سلام لم يدرك أبا مالك الأشعرى، حيث توفى أبو مالك قبل أن يولد أبو سلام!.
وليس عندي من المجازفة والمكابرة ما عند بعض الناس، فلم يسعني إلا موافقة الدارقطني ومن تبعه وقد اعتذر النووي عن الإمام مسلم - رحمه الله - بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم!!!! سماع أبي سلام لهذا الحديث عن أبي مالك فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك!!! وسمعه - أيضاً - من عبد الرحمن بن غنم {الأشعري، مختلف في صحبته، ذكره العجلي في كبار ثقات التابعين (ت: 78 هـ)}!!!! 5.
ولقناعتي بانقطاع إسناد هذا الحديث، حيث تبين لى أن أبا سلام لم يدرك أبا مالك رجحت الانقطاع بينهما استسلاماً للحق.
ثم أضاف ربيع:
ثم شمرت عن ساعد الجد أبحث عن متابعات!! وشواهد للحديث!!، فوجدت - ولله الحمد - طرقاً تقويه تصل إلى درجة الصحيح!!!، ثم اعتذرت عن مسلم بأنه ظن!! أن أبا سلام قد عاصر أبا مالك فحكم بصحته، بناء على مذهبه في الاكتفاء بمطلق المعاصرة بين الراوي وشيخه مع إمكان!!! اللقاء!.
ومع ذلك فهو لم يجد طريقة للإفلات من ضعف رواية ممطور التي نحن بصددها وقد وافق مقبل الوادعي محقق الإلزامات والتتبع الدارقطني في تضعيف الرواية.
هذا و بالله التوفيق.
أبو الحارث المحضار في 5 أغسطس 2006(1/22)