جائزة السامع والقاري
في
أسانيد شيخنا عدنان إلى مختصر البخاري
تأليف
محمد بن غازي بن داود القرشي البغدادي(1/1)
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الحمدَ للهِ نَحمدُهُ ونَسْتَعينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ من شُرورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، من يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمن يُضْلِلْ فَلا هَاديَ لَهُ.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَه، شَهَادَةً يَصيرُ بِهَا العَمَلُ المَوْقُوفُ مَرْفُوعَاً، ويَتَّصِلُ بِهَا مَا كَانَ مَقْطُوعَاً.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ المنَزَّل عَلَيْهِ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ بَيْنَ الوَرَى فِي الْقَدِيمِ وَالْحَدِيثِ صَلَّى اللهُ عَلْيَهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرينَ وَأَصْحَابِهِ نُجُومِ الْهُدَى الْمُسْتَرْشِدينَ وَعَلَى الْتَّابِعينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.
أمّا بعدُ:فَقدْ أخْرجَ الحاكمُ في المدخلِ عَنْ أَبِي بَكرٍ الْهُذَلِيّ قَالَ: "قَالَ الزُّهْرِيُّ:
يَا هُذَلَيُّ أَيُعْجِبُكَ الْحَدِيثُ؟ قلتُ: نعمْ، قَالَ: أمّا إنّه يُعجبُ ذكور الرَّجالِ ويَكرَهُهُ مُؤَنثوهُم" (1) .
وقالَ سفيانُ الثوريُّ: "الإِسْنَادُ سلاحُ المؤمنِ فإذا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِلاحٌ فَبِأَيّ شَيْءٍ يُقَاتِلُ؟" وقال أيضاً "أَكْثِرُوا مِن الأحَادِيثِ فَإِنَّهَا سِلاحٌ" (2) .
قالَ أبو نَصْرٍ أحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الفقيهُ: "لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ عَلَى أَهْلِ الإِلْحادِ ولا أبغضَ إِليهِمْ من سماعِ الحديثِ وروايتهِ بالإِسنادِ" (3) .
__________
(1) المدخل إلى الإكليل للحاكم: ص (2).
(2) المصدر السابق: ص (3).
(3) معرفة علوم الحديث للحاكم: ص (4).(2/1)
وهذا الشيخُ أبَو بَكرٍ أحْمَدَ بنِ إسْحَاقَ يُنَاظِرُ رَجُلاً "قَالَ الشيخُ: حدّثنا فلانُ ... ، فقالَ لَه الرجلُ: دَعْنَا من حدّثنا إلى متى حَدّثَنا، فقالَ لَهُ الشيخُ: قُمْ يَا كَافِرُ! ولاَ يَحِلُّ لَكَ أنْ تدخلَ داري بعدَ هذا، ثُمَّ التفتَ إلينَا فقالَ: مَا قلتُ لأحدٍ لاَ تَدْخُلْ داري إلاّ هذَا" (1) .
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ الحرانيُّ: "وَعِلْمُ الإسنادِ والروايةِ ممّا خصّهُ اللهُ بهِ أمّةَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وجعَلَه سُلَّمَاً إلى الدرايةِ، فأهْلُ الكِتَابِ لاَ إسنادَ لهمْ يأثرونَ بهِ المنقولاتِ، وهكَذَا المبتدعونَ من هذهِ الأمّةِ أهلِ الضلالات، وإنمّا الإسنادُ لمَنْ أعظمَ اللهُ عليه المنّةَ أهلَ الإسلامِ والسُّنَّةِ يفرّقونَ بهِ بينَ الصحيحِ والسقيمِ والمعوجِ والمقيمِ. وغيرُهمْ من أهلِ البدعِ والكفارِ، إنما عندهمْ نقولاتٍ يأثرونَها بغيرِ إسنادٍ وعليْها من دينِهم الاعتمادُ، وهمْ لا يعرفونَ فيها الحقَّ من الباطلِ ولا الحالِيّ من العاطلِ. وأما هذهِ الأمةُ المرحومةُ وأصحابُ هذه الأمةِ المعصومةِ فإنَّ أهلَ العلمِ منهم والدين همْ من أمْرِهمْ على يقينٍ، فظَهَرَ لَهُمْ الصَّدْقِ من الْمَيْنِ كَمَا يَظْهَرُ الصُّبْحُ لِذي عَيْنَينِ" (2) .
قالَ ابنُ العربيِ: "واللهُ أكرمَ هذهِ الأمةَ بالإسنادِ، لَمْ يعطه أحدٌ غيرها فاحذروا أَنْ تسلُكوا مَسلكَ اليهودِ والنصارى فتحدثوا بغيرِ إسنادٍ فتكونوا سالبينَ نعمةَ اللهِ عَنْ أَنْفُسِكُمْ مُطرِّقينَ للتهمةِ إليكمْ خافضينَ لمنْزلتكمْ ومشتركينَ معَ قومٍ لَعَنَهُمْ اللهُ وغَضِبَ عليهِمْ وراكبينَ لِسنتهِمْ" (3)
قالَ الشاه وليُ اللهِ الدهلويُ:
__________
(1) المصدر السابق.
(2) مجموعة الفتاوى: 1/9
(3) نقله عنه عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس 1/80.(2/2)
"فائدة حفظُ الإسنادِ بقاءُ الشريعةِ المحمديةِ (على صاحبها الصلوات والتسليمات) المشتملةِ على سعادةِ الدارينِ وذلكَ ظاهرٌ لِمَنْ تأملَ، فإِنّا لَمْ نشاهدْ النبيَ - صلى الله عليه وسلم - ولمْ نسمعْ منه بلا واسطةٍ ولم تصلْ أحاديثهُ إِلا بالوسائطِ سواءً كانَ هذا الوصلُ مِنْ جهةِ انتساخِ النُسَخِ مِنْ مثلِها أَوْ مِنْ استماعِ حديثٍ مِنْ مُخْبِرِهِ ونحوِ ذلكَ، وهذهِ كلُها أَنواعُ الإِسنادِ فلو لَمْ يَكُنْ الإِسنادُ أَصلاً لَمْ تَبْقَ الشريعةُ" (1)
وقالَ ابنُ خيرٍ الإِشبيليِ:
"أَجْمَعَ العُلماءُ على أَنّهُ لا يَصِحُّ لِمُسلِمٍ أَنْ يقولَ: (قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كذا ... ) حتى يكونَ عندَهُ ذلكَ القولُ مَرويّاً ولَو على أَقلّ وُجُوهِ الرّوايَةِ" (2) .
ويكفي الراوي شَرَفَاً أَنْ يتّصِلَ اسمُهُ ويَنْتَظِمَ مَعَ اسمِ النبِي - صلى الله عليه وسلم - في سلسلة واحدة، فالعجب من مسلم ينكر الرواية بالإسناد وهو النور الذي يُهتدى به.
قالَ العلامةُ مرتضى الزبيدي: "ثَبَتَ عِنْدَ أَهلِ هذا الفنِّ أنَّهُ لا يَتصَدَّى لإِقْراءِ كُتُبِ أَهلِ السُنَّةِ والحديثِ قراءةَ دِرايَةٍ وتَبركٍ وروايةٍ إِلا مَنْ أَخَذَ أَسانيدَ تِلْكَ الكتبِ مِنْ أَهلِها مِمَّنْ أَتقنَ درايتَها ورِوايتَها... وتَرَدد إلى المشايخِ بالخضوعِ والأَدبِ، وهذا الآنَ أقلُ مِن القليلِ"
__________
(1) الإرشاد: ص (21).
(2) فهرسة ما رواه عن شيوخه محمد بن خير الأشبيلي: ص (16-17) وينظر: فهرس الفهارس 1/82.(2/3)
أَخرجَ الإمامانِ البخاريُ ومسلمٌ في صحيحيهما -واللفظُ لمسلم-: "قَالَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ" (1) .
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ -وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ((لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ ... ))- فَقَالَ عَلِيٌّ هُمْ أَهْلُ الْحَدِيثِ (2) .
قالَ الإمامُ أحمدُ - رضي الله عنه - : "إنْ لَمْ تكنْ هذه الطائفةُ المَنْصورَةُ أصحابَ الحديثِ فلا أَدري مَنْ هُمْ" (3) .
ومَنْ أَحقُّ بهذا التأويل مِنْ قومٍ اعتصموا بحبلِ اللهِ المتينِ وسنةِ النبيِّ الأمين - صلى الله عليه وسلم - وسلكوا محجّةَ الصالحينَ واتبعوا آثارَ السَلَفِ الماضينَ وقصموا ظهورَ المبتدعينَ.
ولا تزالُ طائفةٌ مِنْ العلماءِ بتوفيقِ مِن الله - سبحانه وتعالى - سائرينَ على منهجِ سَلَفِهِم حُماةِ الدينِ فَحَفِظُوا السُنَنَ ومَحَوُا البِدَعَ،وما زالَ هناكَ طلبةٌ يَطْلُبُونَ السُّنَّةَ
__________
(1) ورواه البخاري عن المغيرة ابن شعبة برقم (3640)، ورواه مسلم عن ثوبان برقم (1920) 3/1523-1524وينظر: فتح الباري: 6/464 و 13/249 و13/372.
(2) سنن الترمذي: كتاب الفتن باب ما جاء في الأئمة المضلين، رقم (2229).
(3) معرفة علوم الحديث للحاكم: ص (2) والقاضي عياض في الإلماع ص (27).(2/4)
وقَدْ حوى هذا الكتابُ أَسانيدَ شيخِنِا العلامةِ عدنانَ الأَمين رحمه الله إلى تجريدِ صحيحِ البخاريِ كما صدَّرتُهُ بترجمةٍ موجزةٍ لهُ رحمه اللهُ ثُمَّ أعقبتُهُ بسؤالاتي لهُ في مهماتِ العقيدةِ وضمنّتُهُ ترجمةَ حافظِ المغربِ عبدِ الحي الكتانيِّ للإِمامِ.الزبيديِ وذكرتُ فيهِ أَسانيدُ الزبيدي إلى الإمامِ البخاريِّ وسَمَيتُهُ (جائزَةُ القاري في أَسانِيدِ مُختَصَرِ البُخاري)
وقَدْ جاءَ هذا الكابُ ضمنَ سلسلةِ أَسانيدِ مشايخِ أَهلِ السُنَّةِ والجماعةِ الأئمةُ الأفذاذُ الأولُ كتابُ (نعمةُ المنّانِ في أَسانيدِ شيخنِا أَبي عبدِ الرحمنِ) "السيدِ صبحي السامرائي الحُسيني" و(الثَبَتُ المُسنَد في أَسانيدِ شيخنِا بهجت أَبي مُحَمَّد)"السيدِ بهجت الهيتي الحُسيني
وأَدعو اللهَ أَنْ يُدِيمَ علينا نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنةً وأَنْ يرحم أستاذَنا الشيخَ عدنانَ الأمينَ ويتقبله في الصالحين ، وأَنْ يثيبنا ويتقبلَ منّا صالِحَ الأَعمالِ ويختِمَ لنا بخيرٍ.وصلّى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابهِ أَجمعينَ.
وَكَتَبَ مُحَمّدُ بنُ غازِي بنِ داودَ القُرَشيُّ نسباً البغداديُّ مَولِداً
ببغدادَ/ الكرخ محرم 1425
الباب الأول
الفصل الأول
في ترجمة الشيخ عدنان الأمين
اسمه ونسبه: هو الشيخ عدنان بن عبد المجيد بن الأمين بن المصطفى الطائي نسباً الزبيري مولداً الصالحي نشأة ثم البغدادي. (1)
ولد في الزبير من أعمال البصرة سنة 1933/ تموز ونشأ في قلعة صالح.
أكمل الدراسة الابتدائية ثم دخل المدرسة النجيبية الدينية 1951، كانت ثلاث سنوات والإعدادية الإسلامية سنتان ودخل كلية الشريعة عام 1956/ وتخرج عام 1957 أنضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في نفس العام
سكن في محلة الفضل أثناء دراسته وبها التقى بالعلامة المحدث المسند المعمر السيد
__________
(1) ترجم له الأستاذ أبو حذيفة بهجت بن نامق مع من ترجم لهم من تلاميذ الشيخ الصاعقة (خط).(2/5)
عبد الكريم بن عباس الشيخلي الأزجي المعروف بالشيخ الصاعقة حيث كان إماماً في مسجد المهدية وابتدأ بقراءة "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح"عليه افتتح في يوم 11/11ذو القعدة /عام 1374/الموافق1954 وانتهى يوم السبت 17 /شوال/1376 الموافق عام 1956.
وفي إثناء دراسته شرب من ينابيع السنة الصافية وسلك منهج السلف الصالح فما برح الشيخ عدنان يدعو إلى المنهج السلفي القويم.كما أخذ عنه المسلسل بالوضوء بالمد.
دعا الإخوان ومنهم الشيخ الصواف رحمه الله مؤسس الجماعة إلى دراسة السنة وفهم العقيدة والقضاء على البدع، وأخذ بتدريس جماعة، منهم "بهاء ونوري أولاد القصاب ومنهم يعقوب البصري وسرحان السامرائي ونجم عبد الله وخليل العقرب البصري" وفيما بعد تركوا جماعة الإخوان.
وبعد وصول العَلَمِ الإمام المحدث الهمام تقي الدين الهلالي بغداد أخذ شيخنا عدنان الأمين يلازمه في دروسه بمسجد الدهان درس "مشكاة المصابيح" و"زاد المعاد" وحضر بعض من دروسه في كلية التربية ببغداد.
وقد جعله الشيخ الصاعقة متولياً على وقف مكتبته وأوصاه بإحراق كتب المنطق لأنها كتب ضلال وأعطاه مبلغاً من المال يفرقه على المحتاجين من أهل السنة.
تعين مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مدرسة قلعة صالح وهناك نشر التوحيد في أراضي المشركين وكان يخطب أيضاً في قلعة صالح.
شيوخه
1- العلامة الشيخ عبد الكريم الصاعقة الشيخلي.
2- العلامة الشيخ تقي الدين الهلالي.
3- المنلا سلمان الدليمي قرأ عليه القرآن الكريم في قلعة صالح.
4- حضر بعضاً من دروس مفتي بغداد قاسم القيسي وكان يلازمه في كلية الشريعة حيث كان مدرساً فيها.
ومن أساتذته مدرسو كلية الشريعة ببغداد:
5- المتولي عبد الباسط من الأزهر
6- ومحمود جميل.
7- وشاكر بن محمود البدري
8- وعبد الرحمن البزاز.
9- ومصطفى جواد في اللغة.
10- وقرأ على محمد القزلجي شيئاً من مغني اللبيب.(2/6)
11- وقد أجازه إجازة عامة أخوه وقرينه السيد صبحي وهذا من باب رواية الأقران.
12- وكذلك أجازه شيخنا بهجت الآلوسي برواية الكتب الستة.
وظائفه:
1- إمام وخطيب جامع حسن البارح حسبة.
2- مدرس مادة الحديث واللغة العربية في إعدادية الدراسات الإسلامية.
3- إمام في جامع سبع أبكار حسبة.
4- قد وعظ في كثير من مناطق العراق في بغداد (جامع محمد الفاتح وجامع أبي غريب وجامع النورة خاتون وجامع حسين باشا وجامع عمار بن ياسر وجامع إبراهيم الخليل).
5- وكذا (جامع الصويرة وجامع قلعة صالح وألقى دروساً في التوحيد في حسينيات الرافضة في العمارة. ودعاهم إلى التوحيد والعمل الصالح والكف عن سب الصحابة - رضي الله عنه - .
6- وقد درّس التجريد والمشكاة وكتاب التوحيد وعمدة الأحكام وأعلام الموقعين وشرح ابن عقيل وغيرها من الكتب في داره في سبع أبكار وداره في السيدية وجامع شاكر العبود حيث كان يعظ بكتاب مشكاة المصابيح -حضرنا بعضاً من دروسه- ودرّس جواهر البخاري في البصرة وفي العمارة في جامع العمارة الكبير وغيرها.
7- أختير الشيخ عدنان رحمه الله عضوا في مجلس شورى هيئة اللإفتاء والإرشاد للجماعة السلفية في العراق بعد سقوط بغداد ومسؤولا عن اللجنة العلمية
صفاته وأخلاقه
يمتاز شيخنا بحسن أدبه وسمته وهديه فما سمعناه يوماً سب أو شتم أحدا وكان غزير الدمع ما إن يسمع بالحديث يقرأ عليه إلا ويبكي البكاء الشديد.
وهو طائي الخلق كما هو طائي النسب يجود بما عنده على طلابه ويقوم بضيافة طلبته بنفسه بالرغم من صعوبة المشي عليه لكبر سنه.
وقد أخذ على نفسه أن لا يمنع أحداً من دراسة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنا أحياناً نأتيه في وقت راحته ونومه ويقصر على نفسه ويتكلف في الدرس.(2/7)
هو التقي النقي الخفي –أحسبه على ذلك ولا أزكي على الله أحداً- وعلى كبر سنه ألفيناه مواظباً على السنن فيصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويصلي الضحى وهذه يراها من لازمه في أيامه كأنها عنده أشبه بالفرض.
تنير وجهه ابتسامة الصالحين كنا نتعلم منه الورع والصلاح كما نتعلم منه العلم هو العالم العامل ما من سنة وأثر يحفظه إلا ولعمله منه نصيب.
كان الخطيب البغدادي والذهبي وغيرهما إذا أرادوا وصف سني وصفوه بهديه الظاهر فيقال صالح البدن وكان فلان رحمه الله يخضب وغير ذلك والشيخ عدنان يتعاهد السنن وكان يخضب.
ألم تسمع قولهم ((هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل)).
علمه: لقد وجدناه بحراً في العلم لا نخشى الخوض فيه ننهل منه حتى نروي ولا نشبع من حلاوة وعذوبة مائه.
أما في تجريد البخاري الذي نقرأه عليه فهو حافظ لمتنه كاملاً، مستظهراً الفوائد والاستنباطات من الحديث موجهاً الطالب إلى كيفية معرفة ((فقه الحديث)) وما يستفاد منه.
وله باع في الأدب واللغة وله نظم لأبيات من الشعر وله فرائد في التفسير وفوائد مهمة يتركها بين يدي الطلبة من غير عناء ومشقة. من عاداته أنه لا يمتنع من التدريس ولو كان وقت نومه وراحته.
وقد لازمه تلميذ له في البصرة حتى أتم عليه قراءة جواهر البخاري وكان لا يقرأ الدرس حتى يتوضأ وضوئه للصلاة.
فأما العقيدة فهو الفارس في هذا الفن كعادة تلامذة الصاعقة لا شك في ذلك،
وأحياناً يسأل تلاميذه عن فقه الحديث وما ترمي إليه السنة ليمتحنهم وهو مربٍّ فاضل ومهذب للطلاب.
أشهر تلاميذه:
منهم: عامر بن مزعل و طه بن إبراهيم بن خليل من قلعة صالح والشيخ خليل الكبيسي أبو القيم من الأنبار، وإبراهيم بن أحمد بن عراك من بلد، وحيدر بن نعمة، وخضير ابن سالم وأحمد بن حسين، وعماد بن محمد الجنابي، وأحمد بن إبراهيم بن خليل، وأحمد بن(2/8)
عبد الرحيم، ومحمد بن شكر بن نصيف، وطالب بن فالح، ومحمد بن سعيد، وأياد بن ظاهر بن مخلف وواثق بن عبد الله و بلال بن طلال ومهند السلامي وغيرهم ممن لا يحصون كثرة في الإعدادية الإسلامية في بغداد وفي البصرة والعمارة وغيرها، قرءوا عليه في التجريد ومختصر مسلم للمنذري وسنن أبي داود وزاد المعاد وكتاب التوحيد والعقيدة الواسطية والاجرومية والمنتقى وجواهر البخاري وعمدة الأحكام وغيرها.
والعبد الفقير وبسام بن عصام بن حسين قرأنا عليه التجريد الصريح وكان المجلس الأول في 27/جمادى الآخر /1418، الموافق 29/10/1997 في داره في سبع أبكار وداره في السيدية وجامع شاكر العبود، وانتهت القراءة في الإثنين 28/صفر/1422، الموافق 21/5/2001 في داره في السيدية، وحضرنا مجلساً من درسه في مشكاة المصابيح في جامع شاكر العبود، وسمع من كتاب المغازي إلى آخر التجريد معنا عبد الجبار بن رهيف الطائي ، وأجازنا بروايته عنه).
ذريته:
قحطان وهو الأكبر، عبد الله طالب علم في اليمن وقد أجيز بأربع قراءات في القرآن الكريم، عبد الرحمن خريج كلية الشريعة وقد درس على أبيه وهو إمام وخطيب جامع حسن البارح .، حسنين ومحمود ، وله من الإناث بنتان.
وفاته
في ليلة الأربعاء 1424 درس تلميذا له فأقرأه ثلثي التجريد من الساعة 6 حتى الساعة 15 .10 تقريبا ثم استمر في القراءة والذكر والصلاة حتى الساعة الثانية ليلا وبعد صلاة الفجر وتلاوة الأذكار عرق عرقا شديدا ولفظ أناسه الأخيرة على قول لا إله إلا الله بين أهله وأبنائه وغسله إبنه أخونا الشيخ عبد الرحمن وصلى عليه في مسجد حسن البارح وصلى عليه ثلة من السلفيين الموحدين زادوا على الخمسين من الإخوة ودفن رحمه الله في مقبرة الكرخ في أبي غريب
الفصل الثاني
عقيدته
سؤالاتي له في العقيدة(2/9)
سألته رحمه الله عما يعتقد في الله من وحدانيته وأسمائه وصفاته وعن الإيمان وعن القدر وعن البعث والنشور وعن كلام الله وعن الجنة والنار وعن التوسل وعما شجر بين الصحابة - رضي الله عنه - فأجاب حفظه الله:
الحمد لله:
التوحيد: هو إفراد الله بالعبادة وعدم الشراك به وعدم الإلتجاء إلى غيره، نعبده مخلصين له الدين حنفاء ،ويتلخص في كلمة التوحيد ((لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ)) ومعناها لا معبود بحق إلا الله ولا ملجأ ولا منجأ منه إلا إليه سبحانه.
فالدعاء من الأموات والصالحين شرك والعياذ بالله وكذا الذبح والنذر إليهم والطواف بها.
وأن سبب إرسال الرسل هو توحيد العبادة حيث كان المشركون يقرون بأن الله هو الخالق الرزاق المدبر ولكنهم أشركوا الصالحين في العبادة قال تعالى
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
[سورة لقمان:25] ولكنهم اتخذوا الصالحين شفعاء ووسائط { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [سورة الزمر: 3] وقال على لسانهم هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } [سورة يونس: 18]
ولا نتوسل بالصالحين وإنما يتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة دل عليه حديث أهل الغار ويتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [سورة الأعراف: 180](2/10)
ونعتقد بأن الله مستو على عرشه بائن من خلقه فوق سماواته كما قال تعالى { الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه: 5] قال الحاكم سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سبع سماواته بائن من خلقه فهو كافر يستتاب وإلا ضربت عنقه وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة. (1) ونعتقد أن الله ينْزل إلى السماء الدنيا كما ورد في الحديث وأنه سبحانه يضع قدمه في النار فتقول قط قط، وأن يد الله فوق أيديهم وأنه يقبض سماواته بإحدى يديه { وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } [سورة الزمر: 67] لا نكيف ذاته ولا نشبهه بالمخلوقين ولا نحرف كلام الله. ما أثبته لنفسه أثبتناه وما نفاه عن نفسه نفيناه، ولا نقول على الله بغير علم في أسمائه وصفاته وأفعاله.
ونعتقد أن الله فوق سماواته وهو معنا بعلمه لقوله تعالى وهو معكم لا تغيب
عنه غائبة في الأرض ولا في السماء يفسر ذلك قوله تعالى { قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } [سورة طه: 46] ويفسره قوله تعالى على لسان نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [سورة التوبة: 40] ويفسره قوله تعالى على لسان موسى لبني إسرائيل { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي } [سورة الشعراء: 62] حين أدركهم فرعون.
ونعتقد أن القرآن الكريم كلام الله ليس مخلوق ومن قال مخلوق فقد كفر، لأن الله اثبت الكلام لنفسه باسم المصدر فقال { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [سورة النساء: 164]
__________
(1) أنظر كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم ص (84 ) بنحوه وفيه أيضا (وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين)(2/11)
ونعتقد أن الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان وهو يزيد وينقص قال تعالى { لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ } [سورة الفتح: 4] يزداد بالطاعات وينقص بالغفلة والمعاصي.
ونؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره والإيمان به واجب لقوله - صلى الله عليه وسلم - ((وأن تؤمن بالقدر خيره وشره)) في حديث جبريل.
ونؤمن أنه ((كل ميسر لما خلق له فأهل الشقاوة ميسرون لعمل أهل الشقاوة وأهل السعادة ميسرون لعمل السعادة ... { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى(8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى(10) } [سورة الليل]، وقد سبق علم الله تعالى بما سيكون وهو عالم بما يفعلون.
ونعتقد بعذاب القبر ونعيمه كما رواه البخاري عنه - صلى الله عليه وسلم - قال ((إنهما يعذبان وما يعذبان بكبير)).
ونؤمن بالبعث والنشور والصراط والميزان وأن الله يفصل بين العباد وأن الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ولا تبيدان وأن الجنة فوق السموات تحت عرش الرحمن وقد رآهما النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث الإسراء. [رواه البخاري: 3887، ومسلم: 173]
والصحابة عدول وقد ذكرهم الله في كتابة فقال { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ } [سورة التوبة: 100] وقال { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } [سورة الفتح: 18](2/12)
ونبرأ من طريقة الروافض في سب الصحابة - رضي الله عنه - ونشهد أن محمداً عبد الله ورسوله يؤخذ منه ولا يرد عليه ونجافي ونعرض عمن يعرض عن كتاب الله وسنة رسوله ولنا في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة ((قال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ... ..الحديث)). [رواه البخاري عن المغيرة ابن شعبة برقم (3640)، ورواه مسلم عن ثوبان برقم (1920)، سنن الترمذي: رقم (2229)].
وأنه - صلى الله عليه وسلم - بلغ الرسالة ولم ينقص وروى البخاري عن ابن عباس قال ((تكلم النبي فيما أمر وسكت فيما أمر وما كان ربك نسياً ثم تلا { ولكم في رسول الله أسوة حسنة } .ومن الكبائر: ترك الصلاة -وتاركها كافر- ومنع الزكاة، وترك الحج مع الاستطاعة، والإفطار في رمضان بغير عذر، وشرب الخمر، والسرقة، والزنا، واللواط، وأخذ الرشا على الأحكام، وأكل الميتة، وكتم العلم مع الحاجة إليه.
ولا نتبع الهوى ولا ندعوا إلى بدعة وضلالة وترك سنةٍ.
قاله بفمه وأقره بقلمه
الشيخ عدنان بن عبد المجيد الأمين المصطفى الطائي
في داره الواقعة بالسيدية في جانب الكرخ ببغداد
/1422 / 2001
قال الفقير محمد بن غازي أملاها علي الشيخ عدنان ثم عرضتها عليه فأقرها(2/13)
الباب الثاني
الفصل الأول
في أسانيد شيخنا إلى التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح
مع ترجمة الشيخ عبد الكريم الصاعقة
يروي شيخنا العلامة التقي النقي الزاهد الورع عدنان بن عبد المجيد الأمين الطائي (التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح) تأليف الزبيدي بالقراءة والسماع عن:العلامة المحدث الهمام والعالم ذو المقام صاعقة زمانه في حفظه واتقانه بقية السلف محدث العراق الأوحد السيد عبد الكريم بن السيد باس آل الوزير الحسني الشيخلي الأزجي الملقب بأبي الصاعقة
ترجمته: هو العالم العلامة البحر الفهامة، بقية السلف وحجة الخلف عالي السند ومحدث بغداد الأوحد والمسند الممجد، صاعقة أوانه في حفظه واتباعه واتقانه الثقة الشيخ السيد: عبد الكريم بن السيد عباس بن السيد ياس آل الوزير الحسني نسباً، اليماني أصلاً، البغدادي الأزجي الشيخلي مولداً، السلفي الأثري الرباني معتقداً ومنهجاً ومسلكاً، جامع العلوم النقلية والعقلية من الآفاق، وناشر سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - و عقيدة السلف في العراق. وزارع بذرة شجرة الموحدين وسط ظلمات الضالين، المعروف بالشيخ الصاعقة (1) .
ولادته: ولد ببغداد بمحلة باب الأزج "باب الشيخ" حالياً سنة: 1285هـ-1867م.
عائلته: نزحت عائلته وهي من الأشراف الحسنية من اليمن قبل 200 سنة إلى حماة، ومن ثم استقرت في بغداد، ولم يبق منهم إلا أفراد معدودون. ووالد السيد عبد الكريم: الحاج السيد عباس الشيخلي من أعيان بغداد، وهو تاجر معروف وله مجلس أدب يحضره أكابر علماء بغداد وأعيانها.
__________
(1) سمي بذلك: لإصداره جريدة الصاعقة، وسيأتي بيانها.(3/1)
نشأته: ولم يكن له من ذرية سوى ابنه السيد عبد الكريم، فراح يكلؤه بالحفظ والرعاية والاهتمام. فمن صغره طوفه أبوه على أهل العلم في بغداد فتعلم القراءة والكتابة والخط وتلاوة القرآن الكريم، ولما كانت بغداد تحت حكم الدولة العثمانية وكانت تتخذ من الحنفية مذهباً لها كان أكثر العلماء والقضاة والمفتين وطلاب العلم على نفس المذهب فكان منهم أحد شيوخ المذهب في عصره يدرس في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني الحنبلي رحمه الله تعالى، الفقه فجلس عنده الشيخ عبد الكريم وجرى كلام حول مسئلة في الفقه الحنفي فذكر الشيخ الحنفي أقوال أصحاب المذهب فيها "قال أبو حنيفة رحمه الله كذا وقال أبو يوسف كذا، دون ذكر الدليل من السنة فقال له الشيخ عبد الكريم، وأين قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجابه: بأن المذهب هكذا وهو ليس بمحدث، فنصح أباه أن يدفعه إلى أحد محدثي بغداد، فكان من أبيه أن دفعه إلى علامة بغداد ومحدثها الشيخ الفقيه نعمان أفندي بن أبي الثناء الآلوسي المفسر، وهو وإن كان في ظاهره حنفي المذهب ألا أنه سلفي المعتقد، ناشر للسنة غير متعصب لقول أمام من الأئمة إذا خالف السنة، حقاً " إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يهديه الله لصاحب سنة" قاله سفيان الثوري.
السلفية في العراق:
ولابد لي أن أتكلم ولو بإيجاز عن الأعلام السنية التي نشرت الفكر السلفي في بغداد بعد ظلمات الجهل فوقها ظلمات الهوى فوقها ظلمات الفسق ظلمات بعضها فوق بعض. والغارقون في بحر الظلمات هم الصوفية والروافض والمتمذهبون والمتكلمون وغيرهم.
أن دعوة الأمام المجدد أبي عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي(3/2)
رحمه الله تعالى لاقت صدى واسعاً في نجد والحجاز وغيرها من البلدان. لكنها لاقت الرفض من روافض الإسلام. والله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون فكان من بعض علماء أهل بغداد خصوصاً أن تأثروا بدعوة الحق إلى دين الله الخالص بمنهج النبي (وبفهم السلف الصالح، ومنهم –على سبيل التمثيل لا الحصر -
العلامة المحقق عبد الله السويدي صاحب الردود على الرافضة.
والعلامة الشيخ يوسف عطا وأخذ عن يوسف العطا الملا مْسَلّم رحمه الله وهو من دعاة التوحيد في مناطق سعيدة وغيرها وله صدى واسع وأثر كبير في الدعوة وقد تأثر به جمع منهم الشيخ الفاضل المعمر الملا عبيد المرسومي الذي كان من تلاميذه الشيخ محمود خطيب السلفية الأول والداعية إلى الله تعالى والذي قتله صدام بلا جرم ولا ذنب سوى أنه كان يقول ربي الله تقبله الله في الشهداء
والعلامة الشيخ عبد الوهاب ملوكي
والعلامة الأمام عبد الله بن محمود أبو الثناء الالوسي الحسيني البغدادي صاحب "روح المعاني". والغالب أن يسير الفتى على نهج أبيه فكان :-
نعمان الشبل من ذاك الأسد الهمام بل كانت الأسرة على هذه الجادة. ودعوة الأمام المجدد محمد بن عبد الوهاب تزداد في قلوب هؤلاء العلماء وغيرهم وهم وإن كانوا قلة، وتحارب كثرة من فلول المشركين، لكن رمح التوحيد وسيف الحق المجيد ودرع السنة العتيد (لا تكسر) بأذن الله جل وعلا. فما أن يموت عالم سني يخلفه عشرة أشد تمسكاً وهم من زرعه وبنائه فهو أخذ كابر عن كابر.
ومن زرع نعمان: الشيخ عبد الكريم، فكان خير الوالد القلبي له، فراح يطعمه من العلم ويمطره بوابل السنة. والشيخ نعمان –حُدٍّثا عنه أنه- كان يستظهر الكتب الستة سنداً ومتناً،وله مؤلفات تدل على غزارة علمه وصحة عقده لا يزال أكثرها مخطوطاً معرضاً للتلف أو السرقة فلا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم.(3/3)
وكان من تلامذة نعمان أيضاً: علامة الدنيا الفقيه الأديب الشاعر اللبيب العلامة المحدث الشيخ السيد محمود شكري الالوسي أبن أخيه (رحمهم الله أجمعين) وهو أيضاً من شيوخ السيد عبد الكريم فخلف نعمان من الأفذاذ العلامة محمود الالوسي الذي لا يخفى دوره في نشر التوحيد والرد على المناوئين وكشف شبهات المشركين ودحض أغلوطات الجاهلين فهو الذي شرح مسائل الجاهلية للأمام محمد بن عبد الوهاب ورد على يوسف النبهاني المبتدع في "غاية الأماني" ورائيته المشهورة، وكان على اتصال بأكابر علماء نجد، وقد لاقى ما لاقاه من وشايات حساده وهو وثابت الالوسي ومحمد بن حمد العسافي (1) فسجنوا ونفوا إلى الاستانة فرحمهم الله الوهاب واجزل لهم الثواب. فكان للشيخ عبد الكريم الصاعقة أستاذان:
الأول: الشيخ نعمان الالوسي الذي أخذ عنه الكتب الستة والفقه والتفسير، وقد نال الإجازة العامة منه بمروياته.
والثاني: محمود شكري الالوسي الذي أخذ عنه علوم اللغة والأدب والأصول والعقيدة، ونال منه الإجازة بمروياته أيضاً. هو وأقرانه الشيخ العلامة محمد بن حمد العسافي النجدي البغدادي، والشيخ العلامة الأديب محمد بهجت الأثري البغدادي، والشيخ الأستاذ عبد اللطيف ثنيان (2) وغيرهم .
__________
(1) ومن تلاميذ العسافي (رحمه الله ) الأستاذ عبد المنعم صالح العلي
(2) جاء في مذكرات الفيضي ( وفي كانون الثاني سنة 1909 صدرت جريدة الرقيب لصاحبها الحاج عبد اللطيف ثنيان وكانت أجرأ الصحف آنذاك في نصرة الحق وفي معاداة الظلم فلاقى صاحبها من العنت والاضطهاد الشيئ الكثير ثم أغلقت الصحيفة ) ص ( 94 ) وفي المذكرات أيضا ( وعندما أعلنت الحرب العالمية الأولى ... فنفت الحكومة ... وعبد اللطيف ثنيان إلى الموصل ) ص ( 95 ) مذكرات سليمان فيضي ، بتحقيق باسل سليمان الفيضي ، طـ الرابعة شركة مطبعة البغدادية المحدودة.(3/4)
كما أخذ عن العلامة الشيخ أحمد شاكر الالوسي وأجيز منه بمروياته. وتلقى الشيخ الصاعقة أيضاً عن العلامة الأثري الشيخ عبد السلام الشواف النجدي البغدادي ودرس عنه البخاري ومسلم فقط.
محدث الهند يصل بغداد:
ما أن حطت رحال محدث الهند للعلامة الأديب الشاعر الأثري يوسف حسن أبي إسماعيل بن قاضي القضاة في خانفور محمد حسن الخانفوري الهزاروي البنجابي، في بغداد هرع إليه أهل الحديث العطشى لشرب رحيق النبوة.
والخانفوري من مدرسة شيخ الكل في الكل، بخاري الهند العلامة الحجة الثقة الإمام محمد نذير حسين المحدث الدهلوي زهرة المحدثين وريحانة المتبعين وجذع المسندين وهو جذع شجرة المحدثين وفروع هذه الشجرة لا زالت تحاكي شمس الضحى في الاتباع والعلم والعمل. ومما ينبغي أن يذكر أن الشيخ وتلامذته قد تساووا في الأخذ عن الخانفوري فكان الشيخ الصاعقة يقرأ الكتب الستة سوى مسلم ومحمد بهجت الأثري يقرأ صحيح مسلم وبقية تلامذة محمود الالوسي: محمد العسافي وعبد اللطيف ثنيان يستمعون وشيخهم محمود الالوسي يستمع معهم وهو من هو في هذا الميدان، ذلكم أن العالم متواضع والجاهل متكبر، وكما قال مجاهد: لا ينال العلم مستحيٍ ولا مستكبر (1) ، وقد أجيز الشيخ الصاعقة من الخانفوري بكل ما تصح له روايته وتجوز عنه درايته من العلوم الشرعية إجازة عامة. وثبته "الجوائز والصلات في أسانيد الكتب والأثبات" يسر الله تحقيقه.
السني الغاضب:
__________
(1) كما رواه البخاري معلقاً في كتاب العلم ووصله أبو نعيم في الحلية من طريق علي بن المديني عن ابن عيينة عن منصور عنه، وهو إسناد صحيح على شرط البخاري، أهـ من فتح الباري. (طه)(3/5)
ولعل سؤالاً يتردد إلى الأذهان وهو: لم يرتبط اسم الشيخ الصاعقة باسم الجلادة والشدة والغضب؟ والجواب: أن ديدن السُنِّين إن استُفزِّوا واستنفروا لا يتوانون في جهاد أهل الباطل باللسان والسنان. ألم تسمع بمحمد بن سيرين وهجرانه أهل البدع وشدته مع المبتدعة القدرية في البصرة، وشدة إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة مع الجهمية في نيسابور وغيرها، وشدة شعبة وابن معين مع الوضاعين والمتروكين؟
إن دماء أهل الحق أهل السنة أهل الحديث تغلي لله وبالله وفي الله كيف لا وهذا هو خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما تنتهك المحرمات أليس تنتفخ أوداجه وتحمر عيناه؟ ويقول صبحكم مساكم كأنه منذر حرب؟ أليس هو الفارس في الحرب الراجز فيه:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
إن الله قيض فرساناً يجاهدون أهل الضلال في العراق، بلد الفتن ودار الضرب والوضع، فما من بدعة وفرقة مرقت من هدي السنة إلا والعراق مرتع لها أن لم يكن منبعها.(3/6)
لقد جعل الله مصب أنهار الإعتقاد السليم والعلم الحكيم والسنة المرضية من مشايخ بغداد في قلب الشيخ عبد الكريم مما صيره ثائراً على الباطل ناطقاً بالحق آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم، وقد لاقى في طريقه ودربه أذى كثيراً فقد حدثني غير واحد من تلامذته عنه أنه كان جالساً في مقهى البيروتي يحث الناس ويدعوهم فبلغ بهم الحماس أن خرجوا في مظاهرة حتى وصلت أمام القشلة، وهي ديوان الحكم ومركز الوالي، هاتفاً بسقوط الأتراك وإقامة دولة إسلامية، و تدرس القرآن باللغة العربية. فأصدرت الأوامر بإلقاء القبض عليه فهرب إلى حلب، فوجد جباراً من جبابرة الأرض هو الظالم جمال السفاح فخطب في الناس يحرضهم على ظلمه وعدوانه فأمر بإعدامه ففر بدينه إلى نجد العلم والعلماء وحجاز الشرف والفضلاء وبها التقى بمكة بالعلامة المحدث الشيخ عمر بن حمدان المحرسي التونسي ثم المكي والعلامة المحدث الشيخ شعيب بن عبد الرحمن المغربي المكي، والعلامة الفقيه المحدث عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ فكانوا إخوة مترابطين برباط أهل السنة وسالكين طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشاربين من فيوضاتها الربانية وقد تدبج مع بعض أقرانه وقد أجاز الشيخ عبد الكريم بمكة: الشيخ محمد ياسين الفاداني، استجاز له شيخه عمر حمدان، كما التقى الشيخ الصاعقة بالعلامة محدث الجامع الأموي بدر الدين بن يوسف الحسني المغربي وقد أجازه،
ورحل الشيخ عبد الكريم رحمه الله إلى الهند والتقى بها أكابر أهل العلم كما أخذ عن العلامة زين الفرقدين حسين بن محسن الانصاري السبيعي.(3/7)
وكعادته رحمه الله لم يتوقف عن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فأنكر على بعض الصوفية الذين يذكرون ويرقصون ويقومون بالأوراد البدعية في الحرم المكي وعاونه في ذلك بعض رفاقه ووافقهم بأمر من الشريف حسين. وكان في مجلس أحد أفراد العائلة الحاكمة فأنكر عليه اتخاذه النساء جوارٍ من غير حرب، فكاد أن يقتله فأجاره أحد أحفاد آل الشيخ، ونصح الشيخ أن لا يبقى، وفعلاً ذهب إلى الكويت فأرسلت إليه السلطات العثمانية من يقتله فرأى القاتل رجلاً يشبه الشيخ قصير القامة فقتله، وأنجى الله الشيخ!.
وعندما رجع إلى بغداد شوقاً لدياره وأطلالها لم تهدأ ثورته ولم تسكن نفسه فأصدر جريدة الصاعقة، وكان العدد الأول منها في (8/5/1911) وكان هو المحرر ورئيس التحرير وصاحب الامتياز الوحيد فيها، وقد صدرت منها أعداد قليلة حيث أقفلتها السلطات العثمانية آنذاك، ومقالات الجريدة يكتبها الصاعقة بأسلوب ساخر منتقداً بعض الولاة ومخمداً لبعض الضلالات وذكر سليمان الفيضي في مذكراته ( وفي آب / 1910 ثم صدرت جريدة الرصافة لصاحبها صادق الأعرجي صدرت عوضا عنها جريدة الصاعقة التي كان يملك إمتيازها عبد الكريم الشيخلي وغضب الوالي على هذا التحايل فأوعز إلى بعض السوقة والرعاع بتقديم الشكاوى على الأعرجي وأوقفه في السراي فتجمهر خلق كثير احتجاجا على توقيفه وأمطروا استانبول بالبرقيات الشديدة اللهجة وأطلق سراحه ). (1) كما أثرت عنه حادثة وقعت في مسجد حنان بجانب الكرخ مع خطيب المسجد( المنلا نجم الدين الواعظ ) آنذاك، حيث روى في الخطبة حديثاً موضوعاً ونسبه جهلاً إلى صحيح البخاري فهدده الشيخ الصاعقة بالسلاح إن لم يصعد المنبر ويقول: إني كاذب هذا حديث موضوع وهو ليس في البخاري، وفعل الخطيب ذلك خوفاً من الشيخ الصاعقة رحمه الله.
__________
(1) مذكرات الفيضي ص ( 95 )(3/8)
ثم راح الإمام الصاعقة يعظ ويدِّرس في مساجد بغداد وخاصة في جامع (الحيدرخانة) فدرس بها تفسير الخازن وصحيح البخاري حباً منه في بث الوعي بين الناس لفهم الكتاب والسنة والتمسك بهما. وتعين في وظيفة الإمامة في مسجد المهدية قرب محلة الفضل بجانب الرصافة ببغداد عام (1921) وبعدها انتقل إلى مسجد عثمان أفندي الواقع في سوق الصاغة قرب سوق الوراقين "السراي" بجانب الرصافة ببغداد. عاملاً على هدم الضلال بأنواعه وبناءاً للصرح القويم والمنهج السلفي المستقيم.(3/9)
وذاع صيته وصار مناراً يقصده طلاب العلم لينهلوا منه فكرة وعلمه وسمته من كل جانب وصوب فله طلاب من البصرة والزبير والأردن وفلسطين ناهيك عن طلابه البغداديين. فدرس الكتب السنة وموطأ مالك ومسند العشرة من مسند أحمد وشيئاً من المسانيد الأخرى، وكان حريصاً على تدريس المصطلح، وكان لا يرتضى من كتب المصطلح غير كتابي (معرفة علوم الحديث) للحاكم، و(الكفاية) للخطيب البغدادي، حدثنا بعض أهل محلته أنه رحمه الله كان لا يدرس أحدا حتى يدرسه كتاب (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) للإمام محمد بن عبد الوهاب، وأسلوبه مع طلابه يتسم بالاهتمام البالغ مع اعتناء بالتلميذ وشيء من شدة كي يحفظ الطالب الدرس ويفهمه لم يكن الطلبة حسب قاصدين علمه بل والعلماء أيضاً يتشرفون بمعرفته ومجلسه ويستفتونه في مسائل الحديث فكان من أجل أصحابه: العلامة الشيخ نعمان الأعظمي، والعلامة الشيخ حمدي الأعظمي والعلامة الشيخ محمد بن حمد العسافي والعلامة الحاج عبد اللطيف ثنيان وغيرهم، وكان مفتي بغداد العلامة الفقيه الأصولي قاسم أفندي القيسي يسأله عن مسائل في الحديث، كما التقى الشيخ عبد الكريم الصاعقة بشيوخ الجزيرة وكبار علماء نجد والحجاز الكرام أمثال العلامة الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ والعلامة الشيخ سليمان بن سحمان النجدي والعلامة الشيخ عبد الله بن بليهد والعلامة الشيسخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمهم الله اجمعين
وقدر الله تعالى أن يأتي إليها العلامة المحدث الفقيه السني الشيخ الجليل تقي الدين الهلالي رحمه الله واستقر في جامع الدهان قرب محلة الأعظمية برصافة بغداد، فالتف حوله شباب الموحدين وامتلأ مجلسه بالوعظ والدعوة ونشر السنة ودرس كتاب مشكاة المصابيح للتبريزي وزاد المعاد وغيرهما وكان الشيخ الصاعقة يحضر عنده الجمع والعيدين وهو من أعز أقرانه وإخوانه. صار هذا المسجد فيما بعد منطلقاً لشرارة السنة ونصرة دين الحق.(3/10)
وفي هذا المسجد وقعت قصة حدثني بها الشيخ صبحي والشيخ عدنان وغيرهما عن الشيخ عبد الكريم الصاعقة رحمه الله فإنه لما كان الشيخ محمود الصواف مؤسس جماعة الأخوان المسلمين رحمه الله تعالى وجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء ، وكان داعية إلى الدين في زمن المد الشيوعي والقومي والاتجاهات السياسية الأخرى التي ما انفكت تنتشر في البلد. ولكنه رحمه الله أَمرَ من كان عنده ممن يدرس الحديث الشريف عند الصاعقة أن يتركوا دراسة الحديث ويهتموا بدراسة الفقه وأصول الفقه على مذهب معين ، فبلغ الأمر الشيخ الصاعقة، وفي صلاة عيد حضرها الشيخ الصاعقة في مسجد الدهان ذهب الصواف رحمه الله كي يصافح الصاعقة ويسلِّم عليه فصاح به أسد السنة (لا سلام الله عليك يا عدو الوحيين! أتمنع الناس من قراءة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟)، وقال (له أني أهجرك في الله - عز وجل - ).
وأثر عنه أيضا أن المؤذن أكمل الأذان فقال بعد الأذان بصوت عال (وصلى الله على سيدنا محمد ) فقال له الشيخ الصاعقة بصوت عال ( إنزل إنزل أأنت أعلم وأهدى من محمد وأصحابه إنزل .)
دعوته:
لقد عاش عبد الكريم الصاعقة على الدعوة إلى الله، وقد حدثني أحد أبناء محلة المهدية أنه عندما كان صغيراً وكان يرتاد مسجد المهدية كان عندما يسجد لا يضع رجليه على الأرض قال: وقد انتبه الشيخ لذلك فما أن صلى وأتم الصلاة قام خطيباً في الناس شارحاً لصفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - مورداً الأحاديث الشريفة في ذلك،
كما أنه ربى أشبالاً صاروا أسود السنة ودعاة التوحيد كما تربى على ذلك، فراح يزرع أزهار النبوة ورياحين الأثر. فأكثرهم في عقد الستينات يدعون في القرى والأرياف في المساجد والأماكن العامة والمقاهي، يدعون للتوحيد وفهمه وبيان الشرك وأهله. فمنهم من لازمه وقرأ عليه(3/11)
فكان منهم: خليفته في الرواية العلامة محدث بغداد أبو عبد الرحمن السيد صبحي البدري البغدادي الذي لازمه وأتم قراءة أكثر الكتب عليه.
وكذا العلامة الشيخ الفقيه التقي الورع الداعية إلى الله عدنان بن عبد المجيد الطائي قارئ التجريد (1)
ومنهم: العلامة الأستاذ الدكتور الشيخ عزت بن خليل العزيزي الأردني، وهو
ذو علم وفضل وأدب.وهو الآن عضو جمعية الصالحين في تحفيظ القران،وخطيب جامع
أبي قورة
ومنهم: الشيخ الداعية الشهيد في سبيل الله عبد الخالق عثمان مؤسس جماعة
جند الرحمن في البصرة والذي قتله المجرمون ورموه من شقته رحمه الله تعالى.
ومنهم العلامة الشيخ محمد سعيد العزاوي المعروف بالجركجي الذي كان يحفظ الحديث الشريف حيث كان يدرس صحيح البخاري بإتقان تام وهو لا يجيد
القراءة والكتابة (2)
ومنهم من تأثر به وكان يراجعه في مسائل العقيدة والفقه والتفسير ويحضر بعضا من دروسه.
منهم: تلميذهُ والشيخ صالح عبد الله سرية الفلسطيني الأصل تقبله الله في الشهداء حيث قاد إنقلابا في مصر في الكلية الحربية والذي قام بانقلاب عسكري إسلامي في مصر ولكن لم يتم رحمه الله.
ومنهم أيضاً: الاستاذ عبد الحميد نادر مؤسس جماعة الموحدين.
__________
(1) ترجمة وافية في كتابنا (جائزة السامع والقاري في أسانيد شيخنا عدنان إلى صحيح البخاري) وكان قد ابتدأ درس مختصر البخاري في 11/11 ذو القعدة /1374 وانتهى منه في يوم السبت 17/ شوال/ 1376 ولعله من أتقن حفاظ التجريد الصريح للزبيدي
(2) وكان من تلامذة محمد سعيد الجركجي (رحمه الله) الداعية إلى الله الاستاذ صالح عبد الله سرية الفلسطيني الاصل وشيخنا المقرئ المنلا علي حسن داود العامري الذي سمع من الجركجي العبادات من بلوغ المرام(3/12)
ومهم الأستاذ محيي الدين البياض العبيدي من أبناء محلة الفضل وقد تأثر بالشيخ الصاعقة كثيرا وقرأ عليه قدرا القرآن الكريم وثم قرأ في بلوغ المرام فأتم أكثره وصار فيما بعد قاضيا شرعيا في المحاكم الشرعية العراقية .
ومنهم الأستاذ عبد الجبار وهو أستاذ للغة العربية وقد قرأ في مشكاة المصابيح .
ومنهم الأستاذ الداعية الكبير أبو معاذ عبد الحميد الأعظمي(رحمه الله)، كان بائعاً متجولاً ويدعو في تجواله إلى التوحيد.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد الإبراهيمي من دعاة بغداد ثم البصرة.
ومنهم: الحاج صبري الكركوكلي وأثرت عنه قصة حدثني بها شيخنا السيد صبحي وهي لما كان الحاج صبيري رحمه الله يصلي في مسجد صغير في جانب الرصافة ولم يكن في المسجد إمام تقدم الحاج صبري وأم الناس فصلى صلاة على السنة فلما أتم الصلاة قال أحدهم هذه صلاة الوهابية فسجد الحاج صبري وقال الحمد لله الذي جعلني من الواهبية عباد الله الوهاب ولم يجعلني مثل هؤلاء وأشار على المعترض الذين لا خلاق لهم .
و منهم الحاج قاسم من أولاد الحجية في محلة الفضل ومحمد أحمد الضامن، والداعية الفاضل أبو أديبة عبد العزيز بن عبد الرحمن وقد قرأ في بلوغ المرام ولم يتمه وكانت له جرأة في دين الله عز وجل فكان يدعو إلى التوحيد في الأماكن العامة وفي سيارات النقل وكان رحمه الله ينكر البدع ولا يخاف لومة لائم
ومنهم الأستاذ الداعية الشيخ عبد الرزاق العاني (رحمه الله) ، والمنلا صبحي الكرخي، وهو من دعاة الموحدين .
ومنهم الشيخ أبو عذراء عبد الرزاق البريد(رحمه الله).حيث قرأ التجريد وتصدر لنشر دروس السنة والعقيدة في كرخ بغداد في مدينة الحرية .(3/13)
ومنهم الشيخ الفاضل أبو محمد نوري القاسم قد حلاه بعضهم بشيخ الموحدين حيث كان الشيخ نوري يصلي في مسجد بالأعظمية وكان على مذهب الحنفية فرآه شيخنا عدنان يصلي سنة الفجر بعد إقامة الصلاة فقال له شيخنا عدنان الأمين آآصبح أربعا آآصبح أربعا وثم نصحه أن يذهب إلى الشيخ الصاعقة فكان بعد ذلك أن تأثر بالشيخ رحمه الله وكان يراجع الشيخ الصاعقة ويسأله في مسائل العقيدة و فقه السنة ، وحدثني شيخنا عدنان الأمين أن الشيخ الصاعقة رحمه الله كان له إناء من ماء يضعه على الأرض في مسجد عثمان أفندي وأحيانا كانت تأتي هرة فتشرب منه فكان يصغي لها الإناء ثم يشرب منه فقال الحاج نوري للشيخ الصاعقة ألا تخشى الجراثيم والتلوث من الهرة فغب الشيخ الصاعقة كثيرا وقال هل أنتم أمريكان هل أنتم انكليز ،رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك وبحن نتورع من فعله ثم ذهب الشيخ نوري واعتذر من الشيخ الصاعقة ، وصار فيما بعد أحد الدعاة فقد درس الشيخ نوري فتح المجيد وكشف الشبهات وكانت له تلخيصات لطيفة في اصول الدين درّس في مسجد الدهان وجمعية الشبان بل كان يخرج الى القرى والارياف لإلقاء المحاضرات في التوحيد وهو على كبر سنه لا ينسى شيئا من العلم فقد حدثنا غير واحد من تلامذته أنه يحفظ القرءا ن الكريم ويعطي معه رقم الآيات ويستظهر تفسيرها من كلام الامام القرطبي.
وعلي الناصر وأبو علاء. و أبو علي حسين الكرخي
وآخر تلامذته الاستاذ عبد القادر قرأ الجزء الأول من صحيح البخاري وما أتمه حتى توفي الشيخ رحمه الله وأتم الباقي على الشيخ صبحي في جامع اللآصفية وقد درس عبد القادر في الأزهر.
وغيرهم ممن لا أحصيهم، رحم الله الأموات منهم وحفظ الأحياء.
صفاته:(3/14)
قال شيخنا السيد صبحي: كان الشيخ عبد الكريم الصاعقة رحمه الله. مهيب الجانب غيوراً لله شديد الغضب لدين الله محارباً للبدع والخرافات والأهواء شديد التمسك بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - كثير الصلاة والصيام والعبادة، عفيف النفس سخياً كريماً محباً للعلم وطلبته، حريصاً على الدرس صبوراً على الفتيا رحمه الله وجعله في جنات النعيم، وكان في درسه حافظاً للمتن مستظهراً للشرح، غالباً ما يمسك بأصل كتابه عندما يقرأ الطالب ومع أحد الشروح كالفتح وغيره (1) .
وحدثني الشيخ صبحي أنه مستظهر للكتب الستة ورجالها. وكان مبينا لآراء الفقهاء ومرجحاً بين الأدلة أو موفقاً بينها ولا يتقيد بمذهب معين بل هو في ظلال السنة أينما توجهه يسير. وتراه يحفظ الخلاف بين العلماء ويذكر غالباً آراء لابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وله آراء وفتاوى أنفرد بها عن علماء وقته ألا أن له خلف من السلف، منها:
- أنه كان يرى المسح على ظاهر الخفين مع باطنهما، وأنه يرى جواز المسح على الجوربين بدون شرط سوى إدخالها طاهرتين.
- و كان يرى كفر تارك الصلاة.الكفر الأكبر المخرج من الملة وفي ذلك قصة، أن رجلا أتاه قد طلق امرأته ثلاثا بمجلس واحد فسأله الشيخ (قبل الجواب،هل تصلي؟) فقال نعم فقال له (راجع زوجتك ولا تعد لمثلها ولو كنت لا تصلي فأنت كافر فلا تحاسب بشئ ! ).
- ويرى وجوب قراءة الفاتحة للمأموم وإن جهر الإمام.
- ويرى وضع الركبتين قبل اليدين عند النزول للسجود
- وأن المطلق ثلاث طلقات بمجلس واحد يقع طلقة واحدة.
- وكان يرى جواز الأخذ من اللحية (2)
__________
(1) وكذلك يحضر بين يديه أحد كتب الرجال مثل ميزان الاعتدال للذهبي .
(2) فائدة: ثم انني وقفت على كلام نفيس مهم للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى في رسالة ارسلها الى الشيخ عبد الكريم في الدرر السنية في الفتاوى النجدية (8 / 266) وهي تبين عقيدة الشيخ
عبد الكريم وانه يرى كفر تارك العمل وإن اقر بالشهادتين ولم يجحد الفرائض وإليك نص الشيخ سليمان بن سحمان الى الشيخ عبد الكريم حيث قال:
"بسم الله الرحمن رسالة الرحيم، من سليمان بن سحمان الى عبد الكريم بن السيد عباس سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: وصل إلي منك جملة خطوط تذكر فيها التنصل من هذه الفتوى المنسوبة اليك وتزعم انها مكذوبة عليك وتبرأ الى الله منها وممن قالها وهذا بخلاف ما حدثني به الشيخ عبد الله بن بليهد لما قدم الهند واجتمع بك وعرض عليك الفتوى التي افتيت بها في حل ذبائح الصلب وكفار البوادي بمجرد النطق بالشهادتين وانتسابهم الى دين الاسلام مع ترك الصلاة والصوم والحج وارتكاب جميع المحارم التي حرمها الله ورسوله، وذكر لي انك ستكتب التوبة والرجوع عما قلت فيها فلما جائتنا رسائلك فإذا هي بخلاف ما ذكره الشيخ عنك ولا يخفى عليك ان الذي كتبناه انما في الرد على هذه الشبهات التي شبه بها هذا المفتري على أهل الاسلام وزعم انها مما امر الله به ورسوله وليس المقصود الرد عليك نفسك فانما هو على هذه الورطات العظيمة والشبهات المدلهمة الوخيمة وليس المقصود الاعظم بالرد على من اباح ذبائح الصلب فقط لانه من المعلوم عند جميع المسلمين انهم كفار وانها لا تباح ذبائحهم وانما المقصود بالرد على من افتى بهذه الفتوى لامور:
أحدها ان دعوى من افتى بهذه الفتوى "ان من تلفظ بالشهادتين يكون مسلما تؤكل ذبيحته وان كان مع ذلك لا يصلي ولا يزكي ولا يصوم ولا يحج ويرتكب مع ذلك جميع الكبائر وقد تبين لك انه لابد من معرفة شهادة ان لااله الا الله والعمل بمقتضاها من القيام نهذة الاركان الاربعة وهؤلاء الصلب الذين احل ذبائحهم وشهد لهم بلاسلام لايعرفون معنى لااله الا الله ولا عملوا بمقتضاها وقد حكم لهم بغير ما أمر به الله ورسوله
الامر الثاني انه زعم ان من انتسب الى الاسلام يكون مسلما بمجرد أنتسابة اليه فعلا زعمه ان عباد القبور اليوم ممن يدعون الانبياء والاولياء والصالحين وسائر من كفر بالله وشرك به ممن تلفظ بالشهادتين انهم سلمون بمجرد انتسابهم الى الاسلام تحل نسائهم وتاكل ذبائحمهم وقد تبين لك ما امر الله به فيهم ورسوله من تكفيرهم وعدم اسلامهم
الامر الثالث انه زعم ان الرجل يكون مسلما بنفسه لا باعتقاده وارادته وقوله وعمله وزعم ان هذا القول لشيخ الاسلام ابن تيمية وهو نقل محرف متصرف فيه كما بيناه في الرد وان هذا لايقوله عالم ولو ان ان هذا الرجل من اهل العلم والمعرفة العالمين بمدارك الاحكام لعلم ان اخر العبارة يناقض تحريفهم وماتصرفوا منها فان قوله رحمه الله وكل حكم علق باسماء الدين من اسلام وايمان وكفر ونفاق وردة وتهود وتنصر انما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبة لذلك فهذا يناقض ما حرفوه بقولهم هو حكم يتعلق بنفسه لاباعتقاده وارادته وقوله وعمله فان هذه الاوصاف من الايمان والاسلام والكفر والنفاق والردة وغيرها هي الموجبة لكونه مسلما او يهوديا او نصرانيا.
الامر الرابع انه زعم ان من اشرك بالله وكفر به مسالما بمجرد انتسابه الى الاسلام قياسا على اليهود والنصارى لان الله احل ذبائحهم ونسائهم بمجرد انتسابهم الى الكتاب وان الله سماهم اهل الكتاب مع انهم لم يعملوا بما في التوراة والانجيل مما امر الله به فكذللك تحل ذبيحة من ارتد عن الاسلام وكفر بالله واشرك به من هذه الامة على زعمه وان لم يعملوا بما امر االه به من الصلاة والزكاة والصيام والحج بمجرد انتسابه الى الاسلام.
الامر الخامس انه قاس هولاء الصلب وكفار البدوة اللذين لم يملوا بشء من شرائع الاسلام ولم ياتمروا بشي من الاوامر ولم ينتهوا عن شيئ من المناهي الا بمجرد التلفظ بالشهادتين وقد كان من المعلوم بالضرورة ان الله قد اكمل لنا الدين واتم لنا شرائع الاسلام وقد بلغ رسول الله البلاغ المبين فقاسهم على الاعراب الذين قالوا اول ما دخلوا في الاسلام ءامنا فقال الله { قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا) }
الامر السادس انة ذكر في اخر جوابه أن ذبيحة المرتد لاتؤكل عند جمهور العلماء الا ماذكر عن اسحق وسفيان الثوري، وقد ذكر العلماء في باب حكم المرتد انه هو الذي يكفر بعد اسلامة وقد كان من المعلوم أنهم ذكروا أشياء مما يكون به الرجل مرتدا عن الاسلام وان كان مع ذلك يتلفظ بالشهادتين وينتسب الى الاسلام كما هو مذكور في باب حكم المرتد وغيره فنقض ماذكره العلماء في هذا الباب بأنه يكون مسلما بمجرد أنتسابه الى الاسلام والتلفظ بالشهادتين
الامر السابع انه استدل في جوابه على اسلام الصلبة الذي لايصلون ولايزكون ولايصومون ولايحجون لانهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وينتسبون الى الاسلام بما في الصحيحين أن رسول الله قال (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله واني رسول الله فاذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل )) وان مجرد التلفظ بالشهادتين يكتفى به في عصمة المال والدم ويكون مسلما وان لم يصل ويزك ويصم ويحج، وقد أشكل هذا على عمر بن الخطاب رضي االه عنه فقال ياخليفة رسول الله كيف تقاتل الناس ؟ الحديث فقال ابو بكر : ألم يقل (( الا بحقها )) فان الزكاة من حقها والله لو منعوني عنافا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم :لقاتلتهم على منعها قال عمر فوالله ماهو ان لا ان رايت الله قد شرح صدر ابي بكر للقتال فعلمت انه الحق فوافق عمر ابا بكر واتفق الصحابة كلهم على ذلك وقاتلوا من منع الزكاة وادخلوهم في حكم اهل الردة فكيف بمن أضاف الي ذلك ترك الصلاة والصيام والحج فهذا اولى بالكفر والردة عن الاسلام فمن ترك الزكاة وحدها فناقض مااجمع عليه اصحاب رسول الله صلىالله عليهوسلم من تكفير هولاء وجعلهم مسلمين بمجرد التلفظ بالشهادتين
الامر الثامن انه استدل على حل ذبائح الكفار من الصلبة وغيرهم بقوله في الحديث لما سئل صلى الله عليه وسلم ان اناسا ياتوننا باللحمان ولاندري اسموا الله عليها أم لا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((سموا الله عليها ثم كلوها )) وهذا انما هو في حل ذبائح البادية الذين اسلموا وكانوا حديثي عهد بكفر ولا يدرى اذكر اسم الله عليها ام لا ؟ فامرهم اذا شكوا في ذلك ان يذكروا اسم الله وياكلوا فناقض هذا مامر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم من الامر باكل ذبيحة المسلم الذي لايدرى اذكر اسم الله علياه ام لا بحل ذبائح من كفر بالله واشرك به وارتد عن الاسلام وليس الكلام مع هذا في مجرد التسمية على الذبيحة وانما الكلام معه في تحريم ذبيحة المرتد وقد ذكر اهل العلم انها لاتباح بحال سواء ذكر اسم الله عليها او لم يذكره
الامر التاسع انه استدل على اسلام من كفر بالله واشرك به وعلى حل ذبائحهم بقوله صلى الله عليه وسلم (( من كفر مسلما فقد كفر )) فمن كفر هولاء الصلب التاركين للصلاة والزكاة والصيام والحج وحرم ذبائحمه فقد كفر المسلمين ومنه كفر مسلما وحرم ذبيحته فقد كفر عند هذا المفتي وايضا قلنا جواب ثان عن قولك من كفر مسلما فقد كفر فيقال لك صحح نسبة هذا الحديث الى قائل معروف يحتج بقوله ويكفينا في قبوله اذا كان له وجود في دواوين التي صنفها الحفاظ اهل الحديث فان لم تجد اصلا لهذا اللفظ فكيف تحكيه جازما به وماكان كذلك فلا ينهض للاحتجاج به نعم قد ثبت في الصحيح عن ابى ذر (( من دعا رجلا بالكفر او قال ياعدوا الله وليس كذلك الا حار عليه)) فليتامل قوله (( وليس كذلك)) ومعنى قوله ((حار عليه)) اى رجع وغاية مافي هذا الحديث الوعيد الشديد اذا لم يكن خصمه كذلك
الامر العاشر ان الكفار الذين كانوا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يعرفون معنى لااله الا الله وانها تنفى جميع مايعبد من دون الله وتثبت العبادة لله وحده لاشريك له وهذا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قولوا لا اله الا الله (قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشى عجاب ) فابوا عن اللفظ بهذا، واما عباد القبور اليوم فانهم يشهدون ان لا اله الا الله وان مجمدا رسول الله ومع ذلك يدعون الانبياء والاولياء والصالحين ويستشفعون بهم في المهمات والملمات ويلجؤن اليهم في جميع الطلبات والرغبات ويطلبون منهم قضاء الحاجات وكشف الكربات واغاثة اللهفات، وبزعم هذا واضرابه من الجهال انهم مسلمون بمجرد التلفظ بالشهادتين والانتساب الى الاسلام سبحانك هذا بهتان عظيم
الامر الحادي عشر انه زعم فيما نقله عن الامام العماد بن كثير من تفسيره حيث قال هم الذين اسلموا حقا وصدقا لا نفاقا ولا خوفا ولكنهم لم يعملوا بامر من الاوامر ولم يجتنبوا الكبائر والمناهي وهذا قول جمهور الصحابة والتابعين وهو الراجح انتهى، وهذا كذب وافتراء على ابن كثير رحمة الله فانة لم يذكر هذا بلفظة بل حرفه وتصرف فيه كما هو مذكور في الرد وهذا يناقض ما ذكره شيخ الاسلام في كتاب الايمان قال رحمة الله بعد كلام له وأما ما ذكره احمد فاتبع فية الزهري حيث قال فكانوا يرون الاسلام الكلمة والايمان العمل في حديث سعد بن أبي وقاص وهذا على وجهين فانة قد يراد به الكلمة بترابها من الاعمال الظاهر وهذا هو الاسلام الذي بينه رسول الله حيث قال (( الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت)) وقد تراد الكلمة فقط من غير فعل الواجبات الظاهرة وليس هذا هو الذي جعله النبي الاسلام لكن قد يقال اسلام الاعراب كان من هذا فقال وغيرهم كانوا اذا اسلموا على عهد النبي الزموا بالاعمال الظاهرة الصلاة والزكاة والصام والحج ولم يكن احد يترك بمجرد الكلمة بل كان من اظهر المعصية يعاقب عليها انتهى، فناقض هذا ما ذكره اهل العلم مع الكذب عليهم بقوله ولكنهم لم يعملوا بامر من الاوامر ولم يجتنب الكبائر والمناهي ثم لم يكتف بذلك حتى زعم ان هذا هو قول جمهور الصحابة والتابعين وهو الراجح
الامر الثاني عشر انه زعم ان شيخ الاسلام ابن تيمية صرح في الاختيارات انه قال واذا انكروا شيئا من اركان الاسلام والايمان غير الشهادتين جهلا لا يقال بردتهم وهذا كذب على شيخ الاسلام لم يقله في الاختيارات بهذا اللفظ الذي نسبه اليه والذي في الاختيارات ومن شك في صفة من صفات الله تعالى ومثله لا يجهلها فمرتد وان كان مثله يجهلها فليس ولهذا لم يكفر النبي الرجل الشاك في قدرة الله واعادته لانه لايكون كافرا الا بعد الرسالة فهذا واضعاف اضعافه وهو الذي حملنا على هذه الشبهات وتغيير هذه المنكرات التي هي من اعظم السيئات الموبقات ولا يسعنا مع القدرة على انكارها الرد على من قالها السكوت عليها لان الله سبحانه وتعالى اوجب علينا نصر الدين وفرضه علينا كما قال ابن القيم رحمه الله:
هذا ونصر الدين فرض لازم ... لا للكفاية بل على الاعيان
بيد واما بالسان فان عجز ... ت فبالتوجه والدعا بجنان
وأما قولك (وإني اشهد الله على محبتك ومحبة المشايخ ما دمتم متمسكين بالكتاب والسنة وهذا القول ليس فيه محاباة ولا تقية لاني ما زلت سابقا ولاحقا مشددا النكير على المبتدعة ويشهد لي بذلك الوقائع التي وقعت بالكويت وبغداد مع المبتدعة) فاقول اما ما رفع لك من الانكار على الجهمية وغيرهم من المبتدعة وانتسابك الى اهل هذه الدعوة المحمدية ومحبة المشايخ فلولا هذا لكان جوابك عندنا غير ماترى، وأما ماذكرت من جهة الرسالة المسمات بحقيقة المذهب الوهابي فهي موجودة عندنا موجودة منسوبة الى ابن دخيل صاحب القصيم مع ما فيها من الاجمال والقصور والتقصير والكذب في بعضها كقوله ان علماء اهل نجد يحرمون التنباك على العامة ويكرهونة على للخاصة وقولة واعهد منهم الان الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وكان شاعرا بليغا وذكر من شعره كيت وكيت وهذا كلة كذب
لا أصل لة")).(3/15)
وله باع في الأصول وغريب ألفاظ اللغة وغيرها من العلوم إلا أنه سخّر كل ذلك في شرح السنة وفهم الحديث الشريف.
أما ورعه وزهده فكان في نهاره راهباً، و في ليله باكياً. حدثنا الشيخ عدنان الأمين قال: "جئت ذات يوم إلى مسجد عثمان أفندي ففتح الشيخ الباب، وبدأت أدرس وأقرأ درسي في (تجريد البخاري) وكان الدرس في أبواب الشفعة، فلما قرأت حديث سعد ... جهش الشيخ بالبكاء حتى أشفقت عليه".
وفاته:
في آخر عمره ظهر ورم في رأسه أدى فيما بعد إلى وفاته، وكان وهو على فراش موته يُسئل ويجيب بذهن حاضر ومنطق سليم.
وأوصى رحمه الله بمكتبته أن توقف على جامع الدهان، وكتب حجة الوقف بحضور القاضي الشرعي وشهد على الوصية : الشيخ عدنان، والشيخ نوري، وأعطاهما مالاً ورثه من ابن عم له "2400" ديناراً وأمرهما أن تُدفع زكاته وتوزع على فقراء أهل السنة، وإيداع الباقي، وأوصى بكتب المنطق التي عنده أن تحرق لأنها كتب ضلال واشترط في وصيته أن تكون مكتبة عامة يقصدها طلاب العلم. توفي رحمه الله تعالى في: 1379هـ، الموفق: 7/ 12/ 1959. وحضر جنازته حشد كبير من الناس، وصلي عليه في جامع الدهان. وكانت جنازة من جنائز أهل السنة فكانت كما قال الإمام أحمد: يا أهل البدع بيننا وبينكم الجنائز.
آثاره:
له مؤلفات قيمة منها:
1. أصول الحديث: مجلد كبير وهو في مصطلح الحديث على شكل سؤال وجواب، وهو في الراجح عنده في مسائل المصطلح.
2. رسالة في مختلف الحديث: متوسطة الحجم.
3. رسالة في أصول الفقه: متوسطة الحجم.
4. معارضة الحنفية لأقوال خير البرية - صلى الله عليه وسلم - ، كتاب فذ فيه آراء الحنفية المخالفة لصريح السنة.
5. مجموعة إجازاته العلمية.
6. فتاوى فقهية بالدليل.
7. نظرات في التفسير: رد فيه على بعض المفسرين الذين يعتمدون على الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والتفاسير الباطنية والصوفية.(3/16)
وأقر كتاب "الاتباع" للشيخ صالح بن عبد الله سرية رحمه الله تعالى حيث قرأه عليه كاملاً وهو مطبوع.
وهذه قصيدة في مدح شيخ شيوخنا محدث العراق العلامة عبد الكريم الصاعقة الشيخلي رحمه الله لأخينا وحبيبنا الكريم الأديب والشاعر اللبيب أبي عبد الله بسام بن عصام المشايخي الحسيني وفقه الله لكل خير
عبد الكريم فذا ابن عباس وقد ... أحببت عد شمائل الأجداد
شيخ العراق رواية ودراية ... فقها وتفسيرا مع الإرشاد
مجمع المكارم حاز كل فضيلة ... حاوي العلوم مصطر الأمجاد
علم على بغداد صار وقلعة ... لموحديها القادة الآساد
حييت شيخا فالشباب نصحته ... لعقيدة التوحيد فهو ينادي
لك بالدعاء مسطرا من ربنا الـ ... رحمات والذكر الجميل الهادي
يا شيخ صاعقة صعقت الشرك في ... هذي الديار بذهنكم الوقاد
وكسرت أركان الخرافة فاضحا ... وجعلت من أركانها الأوتاد
يجزيك ربي خير ما يجزي به ... أهل الحديث وقارئ الإسناد
وهو يروي التجريد عن:
1- علامة بغداد السيد نعمان خير الدين أفندي الآلوسي البغدادي ابن المفسر (ت1371هـ) (1) ، وله ثبت.وهو يرويه عن:
(1) أبيه أبي الثناء محمود بن عبد الله الآلوسي (2) صاحب "روح المعاني" وهو يرويه عن عبد الرحمن بن محمد الكزبري عن أبيه محمد بن عبد الرحمن الكزبري عن الشهاب أحمد المنيني عن محمد أبي طاهر المدني عن أبيه إبراهيم الكردي الكوراني عن الصفي أحمد المدني عن احمد بن علي الشناوي عن محمد بن أحمد قطب الدين النهروالي عن عبد الرحمن بن علي بن الديبع عن مؤلفه أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي الزبيدي (3) .
(2) ويرويه نعمان الآلوسي عن الشيخ أحمد بن عبيد بن عسكر العطار محدث الشام
(
__________
(1) ترجمته في تاريخ علماء بغداد ص695، وقد ترجمه المحدث الألباني في مقدمة كتابه الآيات البينات وينظر: فهرس الفهارس: 2/672.
(2) ينظر: فهرس الفهارس: 1/129.
(3) اتحاف الأكابر ص 220.(3/17)
ت 1228هـ) وله ثبت (1) وهو يرويه عن:
إسماعيل العجلوني عن أبي طاهر المدني عن أبيه الكوراني بالسند المتقدم.
ويرويه العطار عن صالح بن محمد بن نوح الفلاني عن أبي عبد الله محمد بن سنة الفلاني عن الصفي القشاشي عن الشناوي عن النهروالي عن ابن الديبع عن مؤلفه الزبيدي.
ومحمد بن سنة عن ابن العجل عن الطاهر بن الحسين الأهدل عن ابن الديبع عنه.
(3) ويرويه نعمان عن حسين بن محسن اليماني الأنصاري (2) هو يرويه عن:- محمد بن ناصر الحازمي وأحمد بن محمد الشوكاني وهما عن والد الثاني محمد بن علي الشوكاني صاحب "إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر" (3)
وهو يرويه عن عبد القادر بن أحمد الكوكباني عن سليمان بن يحيى الأهدل عن أحمد بن محمد الأهدل عن يحيى بن عمر الأهدل عن أبي بكر بن البطاح الأهدل عن يوسف بن محمد البطاح الأهدل عن الطاهر بن الحسين الأهدل عن ابن الديبع عنه.
ويرويه الشوكاني عن علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الشهيد عن حامد بن حسن شاكر عن يوسف بن الحسين عن إبراهيم بن القاسم بن المؤيد عن حسين بن أحمد زبارة عن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الحبشي عن علي بن مرجان عن محمد بن عبد العزيز بن تقي الدين الحبشي عن الطاهر بن الحسين الأهدل عن ابن الديبع عنه
ويرويه حسين بن محسن الانصاري عن عبد الرحمن الاهدل عن عبد الخالق المزجاجي عن (محمد علاء الدين المزجاجي وعبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي وعلي بن الزين المزجاجي) ثلاثتهم عن الزين بن محمد باقي المزجاجي عن أبيه محمد الباقي عن أبيه عن الطاهر بن الحسين الأهدل عن ابن الديبع عن أحمد بن احمد بن عبد اللطيف الشرجي الزبيدي به (4) .
(
__________
(1) ثبت نعمان خير الدين الآلوسي: [ق: 80].
(2) ونص إجازته في ثبت نعمان [ق: 95-99]
(3) ص(5).
(4) نزهة الرياض المستطابة بذكر مناقب المشايخ أهل الرواية والإصابة لأبي عبد الخالق المزجاجي ص 355-356.(3/18)
4) ويرويه نعمان عن عبد الغني الغنيمي الميداني ابن طالب بن حمادة بن إبراهيم (1) من فقهاء الحنفية وهو يرويه:
- عن عبد الرحمن الكزبري عن محمد الكزبري عن عبد الرحمن الكزبري بالسند المتقدم
(5) ويرويه نعمان عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى الشرقي الحنبلي النجدي
(ت 1329هـ) (2) وأجازه بمكة المكرمة (1295هـ).
وهو يرويه عن (3) :
- عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب عن جده الإمام المجدد محمد بن
عبد الوهاب التميمي النجدي عن محمد حياة السندي عن سالم بن عبد الله البصري عن الشمس محمد بن علي المكتبي عن الصفي أحمد القشاشي المدني عن الشناوي عن النهروالي عن ابن الديبع عنه.
ويرويه أحمد بن إبراهيم الشرقي عن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشبخ عن محمد بن محمود الجزائري عن علي الصعيدي العدوي عن ابن عقيلة المكي عن حسن العجيمي عن القشاشي عن الشناوي ابن الديبع عنه.
ويروي عبد اللطيف آل الشيخ عن عبد الله بن محمد وعبد الرحمن بن حسن كلاهما عن محمد بن عبد الوهاب بالسند المتقدم (4) .
(6) ويرويه نعمان عن محمود بن حمزة الدمشقي الحمزاوي (5) وهو يرويه عن:
- عبد الرحمن الكزبري عن أبيه محمد عن أبيه عبد الرحمن بالسند المتقدم.
(
__________
(1) وأسانيده في ثبت نعمان [ق: 16].
(2) ترجمته في: تاريخ علماء نجد للبسام: 1/155.
(3) أسانيده في ثبت نعمان [ق: 18].
(4) فهرس الفهارس: 1/125.
(5) ثبت نعمان الآلوسي [ق: 8].(3/19)
7) ويرويه نعمان عن ملك بهوبال الإمام أبي الطيب محمد صديق حسن خان القنوجي البخاري الهندي الأثري وكانت الإجازة سنة 1311هـ، وله "سلسلة العسجد في مشايخ السَنَد"وهو يرويه عن (1) :محمد يعقوب بن محمد أفضل نزيل مكة عن عبد العزيز الدهلوي "صاحب العجالة" (2) عن الولي الدهلوي "صاحب الإرشاد" (3) عن أبي طاهر المدني عن الكوراني عن الصفي أحمد المدني عن الشناوي عن النهروالي عن ابن الديبع عنه.
- ويرويه صديق حسن خان عن عبد الحق المنوي المحمدي الهندي عن الشوكاني عن عبد القادر بن أحمد عن محمد حياة السندي عن سالم البصري بالسند المتقدم.
- ويرويه صديق حسن خان عن حسين بن محسن الأنصاري وعن أخيه زين العابدين الأنصاري.
(8) ويرويه نعمان عالياً عن عبد الرحمن الكزبري وهو يرويه عن:
- أبيه محمد عن أبيه عبد الرحمن الكزبري بسنده المتقدم.
2- ويرويه الشيخ عبد الكريم الصاعقة عن السيد شاكر بن أبي الثناء محمود أفندي الآلوسي- وهو يرويه عن أبيه بالأسانيد المتقدمة.
3- ويرويه الشيخ عبد الكريم الصاعقة عن علامة العراق وأديبه العلامة السيد محمود شكري الآلوسي (ت 1342هـ) (4) وهو يرويه عن: عبد السلام الشواف عن أبي الثناء الآلوسي المفسر بأسانيده.
4-ويرويه الشيخ عبد الكريم الصاعقة عن محدث الجامع الأموي محمد بدر الدين الحسني الدمشقي، وهو يرويه عن:
(1) إبراهيم السقا عن الشيخ ثعيلب عن الشهاب الملوي عن عبد الله بن سالم البصري الشمس محمد بن علي المكتبي عن الصفي أحمد القشاشي عن الشناوي عن النهروالي عن ابن الديبع عنه.
ويرويه السقا عن الأمير الصغير عن الأمير الكبير عن الحنفي عن البديري عن إبراهيم الكوراني بالإسناد المتقدم.
(
__________
(1) ثبت نعمان الآلوسي [ق: 11]. وينظر: فهرس الفهارس: 2/1055، برقم (529).
(2) ص(55).
(3) ص(25).
(4) ترجمته في لب الألباب: 2/218، علماء العراق: ص623.(3/20)
2) ويرويه بدر الدين عن والده المحدث المسند الجمال يوسف الحسني المغربي ثم الدمشقي، وهو يرويه عن:
- عن الأمير الصغير، والوجيه عبد الرحمن بن محمد الكزبري، وحسن بن درويش القويسني، وحسن العطار، ومحمد أمين الشهير بابن عابدين (كلهم) يروون عن الأمير الكبير بأسانيده.
- ويرويه الجمال يوسف عن ياسين المرغني، وعلي الرئيس الزمزمي وهما عن الوجيه الكزبري الصغير بأسانيده.
5-ويرويه الشيخ عبد الكريم الصاعقة عن زين الفرقدين السيد حسين بن محسن الأنصاري السبيعي الخزرجي الحديدي اليماني (ت 327هـ) (1) ، وهو يرويه عن:
(1) محمد بن ناصر الحازمي (ت 1283هـ) وأحمد بن محمد الشوكاني عن والد الثاني محمد بن علي الشوكاني بأسانيده المتقدمة.
(2) ويرويه السيد حسين بن محسن عالياً عن عبد الرحمن الأهدل بالإجازة العامة عن أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي عن أبيه عن الكوراني، والبصري.
ويرويه عبد الرحمن الأهدل عن عبد الله بن الأمير الصنعاني عن أبيه عن
عبد الخالق المزجاجي.
ويرويه الأهدل عن عبد القادر الكوكباني.
ويرويه الأهدل عالياً عن محمد بن سنة بالإجازة العامة، بإسناده المتقدم.
وعن عبد الخالق (2) ، ومحمد علاء الدين المزجاجي كلاهما عن أبي طاهر المدني عن أبيه إبراهيم بن حسن الكوراني بأسانيده.
والكوكباني عن محمد الطيب الفاسي عن أبي طاهر المدني.
__________
(1) ترجمته في أبجد العلوم: 3/311 الأعلام: 2/235 الوجازة: ص 39.
(2) هو عبد الخالق بن علي بن الزين المزجاجي المتوفى 1201للهجرة، وثبته "نزهة رياض الإجازة المستطابة بذكر مناقب المشايخ أهل الرواية والإصابة" وهو يرويه عن محمد علاء الدين المزجاجي وعبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي وأبيه علي بن الزين المزجاجي وأبي بكر بن إسماعيل المزجاجي ومحمد بن إسماعيل الأمير وعبد القادر بن خليل كدك زاده، الثبت المذكور ص (17).(3/21)
6-ويرويه الشيخ عبد الكريم الصاعقة عن العلامة الأديب المحدث يوسف حسن بن محمد حسن أبي إسماعيل الخانفوري الهزاروي البنجابي، وثبته "الجوائز والصلات في أسانيد الكتب والأثبات"[ق: 1-5] ومن أجل شيوخه:
(1) السيد الشريف محمد نذير حسين المحدث الدهلوي(ت 1320هـ) (1) الحافظ الحجة شيخ الكل في الكل بخاري الهند وهو يرويه عن عدة مشايخ، منهم:
- منهم الشيخ المحدث الزاهد الورع محمد إسحاق الدهلوي (ت 262هـ) المهاجر إلى مكة المكرمة وهو يرويه عن جده من جهة أمه الشيخ عبد العزيز الدهلوي "صاحب العجالة النافعة" عن أبيه الإمام ولي الله الدهلوي عن أبي طاهر المدني عن أبيه الإمام إبراهيم الكردي الكوراني.
ويرويه الشيخ محمد إسحاق عن عمر بن إبراهيم المكي عن محمد طاهر عن والده محمد سعيد سنبل "صاحب الأوائل" عن أبي طاهر المدني
ويرويه محمد سعيد سنبل عن الشيخ عيد بن عبد الله الأزهري عن الشيخ عبد الله بن سالم البصري.
- ويرويه محمد نذير عن مولانا شبّير محمد القندهاري عن العلامة الفقيه المفسر الزاهد عبد القادر الدهلوي عن أبيه الولي الدهلوي.
- ويرويه محمد نذير عن الشيخ محمد بخش وعن مولانا كرامت علي الإسرائيلي "مؤلف السيرة الأحمدية" (كلاهما) عن محمد رفيع الدين عن أبيه ولي الله الدهلوي.
- ويرويه محمد نذير حسين عن مولانا السيد عبد الخالق عن الشيخ محمد إسحق الدهلوي.
- ويرويه محمد نذير حسين عن مولانا جلال الدين الهراني وكان من أكابر العلماء.
- ويرويه محمد نذير حسين عن عبد القادر الرامفوري.
- ويرويه محمد نذير حسين عن الإمام محمد إسماعيل الشهيد في سبيل الله عن عمه عبد العزيز وعن أبيه الشيخ عبد الغني عن أبيهما ولي الله رحمهم الله أجمعين.
فهؤلاء شيوخه الذين أخذ عنهم شفاهاً وصاحبهم.
وأما شيوخه من طريق الإجازة العامة دون اللقاء فهم:
__________
(1) له ترجمة وافية في غاية المقصود، وانظر فهرس الفهارس: 2/592.(3/22)
- الإمام الجليل مسند اليمن عبد الرحمن بن سليمان الأهدل (ت 250هـ) "مؤلف النفس اليماني والروح الريحاني في إجازة القضاة بني الشوكاني" وهو عن أمر الله ابن عبد الخالق المزجاجي عن أبيه عن الكوراني البصري.
ويرويه الأهدل عن عبد الله بن محمد الأمير الصنعاني عن أبيه عن عبد الخالق المزجاجي.
ويرويه الأهدل عن السيد عبد القادر الكوكباني عن محمد بن إسماعيل الأمير، وعن عبد الخالق المزجاجي، ومحمد علاء الدين المزجاجي كلاهما عن أبي طاهر المدني عن أبيه الكوراني.
والشيخ عبد القادر عن محمد الطيب الفاسي عن عبد الله بن محمد الأندلسي الفاسي، العجيمي، وأبي طاهر المدني.
ويرويه الأهدل عن الشيخ أحمد بن محمد بن شريف بن مقبول الأهدل
- ويرويه محمد نذير عن عبد الرحمن الكزبري
- ويرويه محمد نذير عن عبد اللطيف بن علي فتح الله البيروتي القاضي
(ت 1260هـ) له ثبت وهو يرويه عن الكزبري وثعيلب عن الشهاب الملوي عن عبد الله بن سالم البصري بأسانيدهم.
- ويرويه محمد نذير حسين عن محمد عابد السندي (ت 1257هـ) عن وصالح الفلاني، ومحمد طاهر سنبل.
وإن محمد إسحاق الدهلوي يرويه عن أحمد بن عبيد العطار.
أما عبد العزيز الدهلوي فيرويه عن أبيه الدهلوي المحدث.
وعن محمد عاشق الفهلتي كلاهما عن أبي طاهر المدني عن الكوراني.
وعن أبي طاهر عن عبد الله البصري.
ويرويه عبد العزيز عن محمد وفد الله المكي بن محمد بن سليمان الرداني "صاحب صلة الخلف بموصول السلف"، عن عبد الله البصري.
(2) ويرويه الخانفوري عن حسين بن محسن اليماني وهو يرويه عن:
- محمد بن ناصر الحازمي وأحمد بن محمد الشوكاني (كلاهما) عن محمد الشوكاني.
وعن محمد بن ناصر وذي المنهج الأعدل حسن بن عبد الباري الأهدل وأحمد الشوكاني (ثلاثتهم) عن السيد وجيه الدين عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر الأهدل عن والده سليمان عن شيخه أحمد ابن شريف الأهدل عن عبد الله البصري عن إبراهيم الكوراني.
((3/23)
3/4) ويرويه الخانفوري عن (أخويه عبد الأحد وأبي عبد الله محمد) عن بشير الدين القنوجي عن رحيم الدين البخاري عن عبد العزيز الدهلوي.
(5) ويرويه الخانفوري عن أبيه قاضي القضاة في خانفور أبي محمد محمد حسن عن محمد إسماعيل الشهيد عن عمه عبد العزيز.
(6) ويرويه الخانفوري عن عبد الكريم العظيم آبادي عن المولوي مقصود علي عن المولوي ولايت علي عن محمد إسماعيل الشهيد عن عبد العزيز الدهلوي بأسانيده.
7-ويرويه الشيخ عبد الكريم الصاعقة عن الشيخ العلامة المحدث عمر بن حمدان المحرسي التونسي ثم المكي (ت 1368هـ) (1) (تدبيجاً) وأسانيده في"مطمح الوجدان" وهو يرويه عن أكثر من ثمانين شيخاً منهم:
- الشيخ أحمد بن إسماعيل البرزنجي عن أبيه عن صالح الفلاني عن محمد بن سنة الفلاني عن الكوراني.بالأسانيد
8-ويرويه الشيخ عبد الكريم الصاعقة عن الشيخ العلامة شعيب بن
عبد الرحمن المغربي المدرس بالحرم المكي (تديبجاً) وهو يرويه عن:
(1) سليم البشري المالكي عن منة الله عن الأمير الصغير عن الأمير الكبير به.
(2) ويرويه شعيب عن عيد القدومي عن حسن بن عمر الشطي عن الكزبري به.
(3) ويرويه شعيب عن محمد بن إبراهيم السباعي عن محمد بن عبد الصمد العيلاني عن أبي حفص الفاسي عن أبي سالم العياشي عن علي بن الديبع الزبيدي عن محمد بن إبراهيم بن جعمان عن إبراهيم بن محمد بن جعمان عن طاهر بن حسين الأهدل عن ابن الديبع عن الشرجي (2) .
9-ويرويه الشيخ عبد الكريم الصاعقة عن الشيخ العلامة عبد اللطيف
ابن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بأسانيده المتقدمة.
الفصل الثاني
في ترجمة الإمام أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي الزبيدي
قال عبد الحي الكتاني في "فهرس الفهارس" (3) :
هو الإمام محدث الديار اليمنية ومسندها أبو العباس أحمد بن أحمد بن زين الدين
__________
(1) ترجمته في تشنيف الأسماع: ص(426).
(2) فهرس الفهارس: 1/412.
(3) فهرس الفهارس: 2/1066-1067.(3/24)
عبد اللطيف الشرجي الزبيدي ... المتوفى بزبيد سنة 893هـ، كان مدرساً بمدينة تعز كأبيه وجدّه والّف طبقات الخواص والتجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح جرّد فيه أحاديث الصحيح من غير تكرار وجعلها محذوفة الأسانيد ولم يذكر من الأحاديث إلا ما كان مسنداً متصلاً وتحافظ على الألفاظ النبوية ما أمكنه، وشرحه جماعة: كالشيخ عبد الله الشرقاوي [فتح المبدي] والأمير صديق حسن خان [عون الباري بحل أدلة البخاري] وكلا شرحهما مطبوع. والعزي وغيرهم وله أيضاً المختار من مطالع الأنوار وهو مؤلف جمع فيه أربعين حديثاً وأورد عقب كل حديث حديثاً نبوياً في الطب وفائدة من كتاب الله، وغيره، وحكاية لطيفة رويت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وكان الشرجي يروي الصحيح وغيره عن نفيس الدين سليمان بن إبراهيم العلوي وأبي الفتح المراغي والمجد الفيروزآبادي وغيرهم من المشايخ الذين يطول تعدادهم، وهو عمدة الحافظ ابن الديبع، فعنه أخذ وبه انتفع، وعاش المُتَرْجمُ يحدث عن شيخه العلوي نحو سبعين سنة لأنه روى عنه عام 823 ومات سنة 893.
وقد حلاه بالحافظ جماعة كالوجيه الأهدل في "نفسه" والشرقاوي في "شرحه" على تجريده وغيرُهما. أ.هـ
الفصل الثالث
في أسانيد الحافظ الشرجي إلى صحيح البخاري
قال الإمام أبو العباس أحمد بن أحمد بن زين الدين عبد اللطيف الشرجي الزبيدي
((ولي بحمد الله في الكتاب المذكور أسانيد كثيرة متصلة بالمصنف عن مشائخ عدة:(3/25)
فمن ذلك روايتي له عن شيخي العلامة نفيس الدين أبي الربيع سليمان بن إبراهيم العلوي رحمه الله تعالى قراءة مني عليه لبعضه وسماعا لأكثره وإجازة في الباقي بمدينة تعز سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة قال أخبرنا والدي إجازة وشيخنا الإمام الكبير شرف المحدثين موسى بن موسى بن علي الدمشقي المشهور بالعزولي قراءة مني عليه لجميعه قالا: أخبرنا به المسند المعمر أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار [المعروف بابن الشحنة] إجازة للأول وسماعاً للثاني (ح).
ومنها روايتي له عن الشيخ الصالح ولي الله تعالى أبي الفتح محمد بن الإمام زين الدين أبي بكر بن الحسين المدني العثماني سماعاً عليه لأكثره وإجازة بجميعه.
والشيخ الإمام خاتمة الحفاظ شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد الجزري الدمشقي.
والقاضي العلامة الحافظ تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي الشريف الحسني المكي قاضي المالكية بمكة المشرفة إجازة معينة منه لجميعه رحمهم الله تعالى.قالوا ثلاثتهم:أنبأنا به الشيخ الإمام الحافظ شيخ المحدثين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي المعروف بابن الرسام قال: أنبأنا به أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار المعروف بابن الشحنة.
وأخبرني عالياً الإمام زين الدين أبو بكر بن الحسين المدني المراغي ولد شيخنا أبي الفتح.
وقاضي القضاة مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي إجازة عامة، قالا: أخبرنا به أبو العباس الحجار قال: أنبأنا به الشيخ الصالح الحسين بن المبارك الزبيدي قال: أنبأنا به الشيخ الصالح أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهروي قال: أنبأنا به الشيخ الفقيه عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قال: أنبانا به الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي قال: أنبأنا به الشيخ الصالح محمد بن يوسف الفربري قال: أنبأنا به الإمام الكبير أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري رحمه الله تعالى.(3/26)
قال الزبيدي: ولي بحمد الله أسانيد غير هذه عن مشايخ كثيرين يطول تعدادهم اقتصرت منها على هذه الطرق لشهرتها وعلوّها)) (1) .
قال الإمام البخاري (2) : حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ.فبين شيخنا عدنان حفظه الله وبين الإمام البخاري من طريق عبد الرحمن الأهدل إلى الشرجي إلى البخاري ثمانية عشر واسطة وبينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - باعتبار ثلاثيات البخاري واحد وعشرون واسطة وهذا من نعم الله وفضله يمن به على من يشاء من عباده.
__________
(1) التجريد الصريح 1/3-4.
(2) صحيح البخاري: كتاب العلم- باب إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - رقم (109).(3/27)
الباب الثالث
في إجازات شيخنا عدنان من مشايخ عصره
الفصل الأول
روايته عن أخيه الشيخ صبحي السامرائي
كما أجاز شيخنا عدنان أئمة الأعلام وهم: (1)
أخوه العلامة الشيخ صبحي البدري السامرائي (حفظه الله) إجازة عامة بكل ما تجوز عنه روايته وتصح درايته (وهذا من باب رواية الأقران فكلاهما من تلاميذ الشيخ الصاعقة رحمه الله) وهو يروي عن مشايخه السادة الكرام، وهم:
1- الشيخ السيد عبد الكريم أبو الصاعقة
وقد تقدمت أسانيده
2- العلامة المحدث والفقيه الإمام البحر عبيد الله بن العلامة عبد السلام المباركفوري الرحماني
"صاحب مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"
وهو يروي عن شيخيه:
(1) الشيخ المحدث أبي العلى محمد عبد الرحمن المباركفوري "صاحب تحفة الأحوذي".
(2) الشيخ الفقيه أحمد الله القرشي البرتاب كري وهما يرويان عن: محمد نذير حسين الدهلوي وحسين بن محسن الأنصاري (تقدمت أسانيدهما )
3- الشيخ المحدث الفقيه المحقق حبيب الرحمن الأعظمي الهندي، وهو يروي عن:
(1) الشيخ عبد الغفار أبي الأنوار بن عبد الله المؤي الأعظمي (ت 1341هـ) وهو يروي عن: رشيد أحمد الكنكوهي عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد المجددي الدهلوي صاحب "اليانع الجني" عن محمد إسحاق عن جده لأمه عبد العزيز عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي أبي طاهر محمد المدني عن أبيه الكوراني صاحب "الأمم لإيقاظ الهمم" عن محمد علاء الدين البابلي عن سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن زكريا الأنصاري عن ابن حجر العسقلاني.
- ويروي عبد الغني عن أبيه أبي سعيد الدهلوي عن خاله سراج أحمد شارح الترمذي عن أبيه محمد مرشد عن أبيه محمد أرشد عن أبيه المولوي محمد فرخ شاه عن أبيه محمد سعيد "محشي مشكاة المصابيح" عن أبيه أحمد السرهندي عن يعقوب الكشميري عن ابن حجر الهيتمي عن زكريا الأنصاري عن ابن حجر.
__________
(1) وتفاصيل الأسانيد في كتابنا ( نعمة المنان في أسانيد شيخنا أبي عبد الرحمن )(4/1)
- ويروي محمد إسحاق عن جده لأمه عبد العزيز الدهلوي صاحب "العجالة النافعة" عن (أبيه الشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي العمري صاحب "الإرشاد" ومحمد عاشق الفهلتي) (كلاهما) عن أبي طاهر محمد بن إبراهيم المدني عن أبيه إبراهيم بن حسن الكوراني.
(2) الشيخ عبد الحق الإله آبادي المهاجر المكي وهو يروي عن: النواب الشيخ قطب الدين الدهلوي عن محمد إسحاق الدهلوي بأسانيده.
(3) الشيخ الحافظ محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري "صاحب التصريح بما تواتر في نزول المسيح - عليه السلام - "
(4) الشيخ أصغر حسين الديوبندي وهو يروي عن: محمود الحسن الديوبندي عن قاسم النانوثوي عن المجددي بأسانيده.
(5) الشيخ كريم بخش السنبلي وهو يروي عن: محمود الحسن الديوبندي عن عبد الغني عن محمد إسحاق بأسانيده.
(6) المحدث شبير أحمد العثماني "صاحب فتح الملهم بشرح صحيح مسلم" وهو يروي عن:محمود الحسن الديوبندي عن عبد الغني عن محمد إسحاق بأسانيده.
(7) الشيخ عبد الرحمن البوفالي وهو يروي عن: عبد القيوم البوفالي عن محمد إسحاق الدهلوي بأسانيده.
4- العلامة المحدث الورع العارف بالله الإمام الرباني السيد محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التجاني القاهري المالكي
وهو يروي عن:
(1) بدر الدين الدمشقي الحسني محدث الجامع الأموي
(2) العلامة المحدث أبي الاسعاد محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الإدريسي الفاسي المغربي المالكي(1382هـ) (صاحب فهرس الفهارس).
(3) أم الأسرار أمة الله بنت عبد الغني بن أبي سعيد العمرية الدهلوية المدنية عن أبيها عبد الغني الدهلوي.
(4/5) كمال الدين القاوقجي وعن محمد خفاجة الدمياطي كلاهما عن والد الأول أبي المحاسن القاوقجي.
(6/7) الشيخ ألفا هاشم الفوتي والشيخ علي بن فالح الظاهري المالكي المدني ثم المكي (وهما) عن والد الثاني العلامة المحدث الفقيه الشيخ فالح بن محمد الظاهري (صاحب حسن الوفا لإخوان الصفا)
((4/2)
8) العلامة المحدث الشيخ محمد عبد الباقي بن ملا علي الأنصاري اللكنوي ثم المدني الحنفي المدرس بالمسجد النبوي بالمدينة وأسانيده في "نشر الغوالي في الأسانيد العوالي" و"المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة".
(9) المحدث الفقيه السيد عيدروس بن سالم
(10) المحدث المسند أبي الفيض عبد الستار بن عبد الوهاب بن محمد خديار البكري الصديقي الدهلوي المكي الحنفي المدرس بالمسجد الحرام
(11) العلامة المحدث المسند المؤرخ الشيخ عبد الله بن محمد غازي الهندي الأصل المكي الحنفي.
(12) العلامة المحقق السيد أحمد بن رافع القاسمي الطهطاوي الحنفي مسند الديار المصرية
(13)الشيخ أحمد بن الصديق الغماري الطنجي المغربي وهو يروي عن نحو مائة شيخ ذكرهم في ثبته "المعجم الوجيز للمستجيز" وفيه إجازة عامة لمن أدرك أهل عصره.
(14) عمر بن حمدان المحرسي التونسي.
(15) العلامة السيد أبو الحسن علي بن سرور الزنكلوني الحسني الأزهري المصري المدرس بالجامع الأزهر.
(16) العلامة شمس الدين محمد بن إبراهيم بن علي الحميدي السمالوطي الأزهري المصري المدرس بالجامع الأزهر.
5- محدث تونس الشيخ محمد الشاذلي الشيخ محمد الصادق النيفر التونسي المالكي، وهو يروي عن مشايخ عدة منهم:
(1) والده: العلامة النحرير محمد الصادق النيفر (1356هـ) عن الشيخ عمر بن مفتي تونس صاحب الثبت المعروف.
(2) العلامة شيخ الإسلام محمد الطاهر بن محمد عاشور التونسي المالكي.(1393هـ).
(3) الشيخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي (1376هـ).
(4) العلامة المحدث القاضي حسن بن محمد بن عباس بن علي المشاط المكي المدرس بالمدرسة الصولتية والمسجد الحرام (ت 1399هـ).
(5) المحدث عمر بن حمدان المحرسي التونسي.(تقدمت أسانيده)
(6) محمد بن محمد الحجوي الحسيني (1370هـ).
(7) العلامة المحدث أبي الاسعاد محمد عبد الحي الكتاني.
6- العلامة الأديب الفقيه السيد شاكر بن السيد محمود الحسيني البدري وهو يروي عن:
((4/3)
1) الشيخ العلامة محمد حبيب الله بن عبد الله بن مايأبى الجكني الشنقيطي.
(2) الشيخ العلامة قاسم أفندي القيسي مفتي بغداد وهو يروي عن: عبد الوهاب النائب عن عبد السلام الشواف عن محمود أبي الثناء الآلوسي المفسر بأسانيده.
(3) محمد زاهد الكوثري
7- الشيخ العلامة الورع محمد بن عبد الوهاب البحيري المصري مبعوث الأزهر الشريف إلى كلية الشريعة ببغداد.
8- الشيخ العلامة المحدث محمد التهامي مسند المغربي
9- الشيخ العلامة محمود المفتي الباكستاني
10- الشيخ المسند السيد محمود نور الدين البريفكاني الكردي.
الفصل الثاني
روايته عن الشيخ بهجة الحسيني الهيتي
كما أجازه أخوه العلامة الشيخ السيد بهجت أبو الطيب الحسيني الهيتي (1) : أجازني بالكتب الستة (الصحيحين والسنن الأربعة) وهو يرويها عن العلامة المسند الشيخ محدث المدينة النبوية أبي عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري نزيل طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.وهو يروي عن
السيد قاسم بن عبد الجبار الفرغاني الأندجاني (2) وهو يروي عن الشيخ:العلامة الشيخ محمد يحيى بن محمد أيوب بن قمرالدين.عن أبيه محمد أيوب عن الشاه عبد القيوم عن الشيخ عبد الحي بن الشيخ هبة الله الصديقي (وهو من ذرية أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ) عن الإمام المحدث محمد إسحاق العمري الدهلوي المهاجر إلى مكة وهو يروي عن عبد العزيز الدهلوي صاحب "العجالة النافعة" عن أبيه الشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي العمري صاحب "الإرشاد" وعن محمد عاشق الفهلتي (كلاهما) عن أبي طاهر محمد بن إبراهيم المدني عن أبيه إبراهيم بن حسن الكوراني صاحب "الأمم لإيقاظ الهمم"
عن محمد علاء الدين البابلي عن سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن زكريا الأنصاريعن الحافظ ابن حجر
__________
(1) وأسانيده في كتابنا (الثبت المسند في أسانيد شيخنات بهجة أبي محمد) .
(2) وهو ناسخ كتاب: اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير .(4/4)
الفصل الثالث
في أسانيد الحافظ ابن حجر العيقلاني
إلى الكتب الستة
فأما صحيح البخاري
فيرويه الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري الأصل المكي سماعاً عليه بالمسجد الحرام في شهر رمضان سنة [سبعمائة و] خمس وثمانين -وهو أول شيخ سمعت عليه الحديث فيما أعلم- قال: أنبأنا العلامة إمام المقام رضي الدين أبو أحمد إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الطبري سماعاً عليه –وهو آخر من حدث عنه بالسماع- أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي حرمي سماعاً سوى من قوله: "باب: وإلى مدين أخاهم شعيباً" إلى قوله "مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - " فإجازة منه، أنبأنا أبو الحسن علي بن حميد بن عمار الطرابلسي، أنبانا أبو مكتوم عيسى بن الحافظ أبي ذر عبد بن أحمد ابن محمد الهروي، أنبأنا المشايخ: العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، وأبو محمد عبد الله بن حمّويه السرخسي، وأبو الهيثم محمد بن مكي الكُشْمّيْهَني، قالوا: أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن يوسف بن مطر ابن صالح الفربري أبنأنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري قراءة عليه وأنا أسمع، مرتين: مرة ببخارى ومرة بفربر.
وأما صحيح مسلم
فيرويه ابن حجر العسقلاني عن الصلاح بن أبي عمر المقدسي قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المعروف بابن البخاري قال أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي قال أخبرنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي قال أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قال أخبرنا أبو أحمد بن محمد بن عيسى الجلودي قال أخبرنا أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن سفيان عن مؤلفه الإمام الحافظ مسلم ابن الحجاج القشيري رحمه الله.
وأما سنن أبي داود السجستاني(4/5)
فيرويه ابن حجر العسقلاني عن أبي علي بن المطرز عن يوسف ابن عمر الحنفي أخبرنا زكي الدين عبد العظيم المنذري أخبرنا أبو حفص عمر بن طبرز البغدادي أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبو الفتح المبدومي قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي أخبرنا أبو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن أحمد اللؤلؤي قال أخبرنا أبو داود السجستاني رحمه الله.
وأما سنن الإمام الترمذي
فيرويه ابن حجر عن أبي حفص عمر بن الحسن بن المراغي المعروف بابن أميلة أخبرنا الفخر ابن البخاري أخبرنا عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي سهيل الكروخي أخبرنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن
عبد الله الجراحي المروزي أخبرنا محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي المروسي قال أخبرنا الحافظ أبو عيسى محمد ابن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله.
وأما سنن الإمام النسائي الصغرى(المجتبى)
فيرويه ابن حجر عن إبراهيم التنوخي عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار أخبرنا عبد اللطيف ابن محمد بن علي القبيطي أخبرنا أبو طاهر بن محمد المقدسي أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أحمد الدوني أخبرنا القاضي أبو نصر الكسار حدثنا أبو بكر أحمد بن أسحاق الدنيوري. المعروف بأبي السني حدثنا الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي رحمه الله.
وأما سنن الإمام ابن ماجه القزويني(4/6)
فيرويه ابن حجر العسقلاني عن أبي الحسن علي بن أبي المجد الدمشقي عن أبي العباس بن أبي طالب الحجار أخبرنا الانجب ابن أبي السعادات الحمامي أخبرنا أبو زرعه طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي القزويني عن أبي طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن القطان حدثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني رحمه الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تمت وبالخير عمت
على يد الفقير إلى عفو باريه الودود
محمد بن غازي بن داود
بكرخ بغداد فك الله أسرهاوأسر البلاد(4/7)
أهم المصادر
1) إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر العلامة محمد بن علي الشوكاني حيدر آباد الدكن الهند
2) إتحاف الأكابر للشوكاني تحقيق خليل السبيعي دار ابن حزم
3) الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات العلامة نعمان خير الدين الالوسي
4) تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري يونس إبراهيم السامرائي ط بغداد
5) التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف.
6) تشنيف الأسماع بمعرفة شيوخ الاجازة والسماع
7) ثبت نعمان خير الدين الآلوسي مخطوط.مكتبة الأوقاف بغداد
8) جامع الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي للمباركفوري ط إحياء التراث العربي
9) صحيح البخاري مع فتح الباري للحافظ ابن حجر ط دار المعرفة
10) العجالة النافعة عبد العزيز الدهلوي
11) فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات حافظ المغرب عبد الحي الكتاني دار الغرب الإسلامي
12) فهرسة ما رواه عن شيوخه محمد بن خير الأشبيلي
13) مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية جمع ابن قاسم
14) المدخل إلى الإكليل الحاكم النيسابوري
15) معرفة علوم الحديث الحاكم النيسابوري
16) نزهة الرياض المستطابة بذكر مناقب المشايخ أهل الرواية والإصابة لأبي عبد الخالق المزجاجي دار الفكر
17) الوجازة في الإجازة العلامة شمس الحق العظيم آبادي
18) نعمة المنان في أسانيد شيخنا أبي عبد الرحمن للعبد الفقير(5/1)