::: أعدَّه وكتبه :::
مشهور بن مرزوق الحرازي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
ببب
" فإن استطعت يا أخي أن تُعِدَّ لك كلَّ يومٍ زاداً لما بين يديك فافعل ، فإن الأمر أعجل من ذلك ، فتزود يا أخي لنفسك ، وخذ في جهازك ، وكنْ وصيَّ نفسك !! "
الإمام شمس الدين ابن الجزري -
الزهر الفائح في ذكر من تنزَّه عن الذنوب والقبائح : ص2
ببب
وهو حسبي وبه ثقتي وعليه اعتمادي ونعم الوكيل
الحمد لله رفع قدر أولي الأقدار ، وأسبغ عليهم بكرمه من فضله المدرار ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار ، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الطيِّبين الأطهار ، من المهاجرين والأنصار ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومٍ تتقلَّبُ فيه القلوب والأبصار ، وبعد ..
فإن علم الحديث أشرف العلوم وأزكاها وأبركها بعد العلم بكتاب الله عز وجل ، كيف لا!! وهو الوحي الثاني والمصدر المكمِّل للتشريع ، ولم يُحفظ عن أمةٍ من الأمم اهتمامها بأحاديث نبيِّها كما حُفِظَ حِفْظُ هذه الأمة لحديث نبيها - صلى الله عليه وسلم - ، حفظاً يصونه من مكر العِدَى ، وينفي عنه دخيل الردى ، وتبليغاً له بترديد الصَّدى.
فاقتضت حكمة الله - عز وجل - ولطفه بهذه الأمة السنية ، أن يقيِّض لها الرجال الأفذاذ ، الأئمة الحفَّاظ ، الذين ما فتئوا يكابدون من أجل سنة نبيِّهم - صلى الله عليه وسلم - باذلين المُهَج ، راكبين في ذا السبيلِ اللجج ، مقارعين منتحليها بقويِّ البيان وعظيمِ الحُجَج ، فطوبى ثم طوبى ، والمنِّةُ بعد الله لهم.(1/1)
وإنَّ من هؤلاء الرجال الأفذاذ ، والأئمة الحفَّاظ ، عَلَمُ القرن الثامن الهجري وزهرتُه ، الإمام الحافظ الحجَّة شمس الدين محمد بن الجزري رحمه الله ، والذي أفردتُ له هذه السطور التي ستراها في هذا البحث ، والتي عنت اهتمامه وعلوَّ شأنه في الحديث الشريف وعلومه خاصَّة ، والتي أسميتها: " الإمام شمس الدين محمد ابن الجزريِّ - محدِّثاً ".
إذ الذي حملني على اختياري هذا العُنوان: ما اشتهر بين الناس أن الإمام - كان متفنناً في القراءات دون غيرها من العلوم ، فكيف بك أيها اللبيب إذا وقفت على أنه كان إماماً في علوم الرواية والدراية ، رأساً في اللغة والفقه والتصوف وعلى ما صنَّف فيها !! ، وكيف إذا أردفت هذا الوقوف بقراءةٍ متأنيةٍ في نشأته وسيرته ورحلاته وأقوالِ من أثنى عليه من كبار أئمةِ عصره !! ، قدَّس المولى روحه في أعلى الفردوس ، ومن هنا يَبين لك أهمية هذا العُنوان.
ولعلَّه يَجْدُرُ بي أن أُشيرَ إلى صعوبةِ ما واجهته في الإعداد له: فبين قلةِ المصادر التي ترجمت له - ، وقلةِ من اهتم بتحقيق مخطوطاته وخدمةِ مؤلفاته في غير القراءات ، وانعدامِ من أفرد بالتصنيف في سيرتِه ألبتة .. فضلاً عمن أفردها بكونه مبرِّزاً في الحديث ، وضيقِ الوقت ، وقلَّةِ زادِ وكسادِ بضاعةِ الباحث غفر الله له ، خَرَجَ هذا البحث من هذه الرَّحِم ، يرجو حياةً بحُسْنِ ظنك يا ابن الكرام ، فأظْهِرْ محاسنه ، واخْفِ مثالبه ، وأقم النصح فيه ، وحسبك تسليمي لإحدى الحسنيين.
وعليه .. فقد اشترطت على نفسي في هذا البحث أن أسبر غور كتب التراجم قديمها وحديثها ، منصِّصاً ما نقلت ، محشيَّاً إن لَزِم على ما نصَّصْت ، مترجماً لبعض من ذكرت ، مُفاداً أشدَّ إفادةٍ مما وقع عندي أو سُقِطَ في أيدي إخواني مقدمة مما صنَّفه الإمام - من مخطوطٍ ومطبوع.
وعلى ما اشترطت بعون الله سبيلا .. خططت هذه الخطة تقريباً وتسهيلا:-
مقدمة البحث: وكأني بك تقرأها رعاك الله.(1/2)
الفصل الأول: التعريف بالإمام ابن الجزري - ، وبسيرته ، وفيه/
المبحث الأول: اسمه ، ونسبه ، وموطنه.
المبحث الثاني: مولده ، ونشأته ، وتعلُّمَه.
المبحث الثالث: تدريسه ، وإقراؤه ، وتلاميذه.
المبحث الرابع: شمائله ، وصفاته ، ووفاته.
المبحث الخامس: مكانته ، وثناء العلماء عليه ، وأقوال العلماء في توثيقه ، وشهادتهم ببروزه.
الفصل الثاني: جهود الإمام ابن الجزري - ، وعنايته بالحديث الشريف ، وفيه/
المبحث الأول: رحلته في طلب الحديث ، وسماعه من كبار أئمة عصره.
المبحث الثاني: اهتمامه بالأسانيد والمرويات والإجازات ، ومعرفته بأحوال الرواة.
المبحث الثالث: عقده لمجالس التحديث والإملاء ، وإقامته بهذا النحو في الأمصار.
المبحث الرابع: مسردٌ عامٌ لمؤلفاته - المطبوع منها والمخطوط والمفقود في شتى العلوم والفنون ، ومن بينها علم الحديث الشريف وما يتعلق به.
الفصل الثالث: منهج الإمام - من خلال بعض تصانيفه الحديثية ، وفيه/
بيان منهج الإمام - في تصنيفه لبعض كتبه في الحديث.
خاتمة البحث: وفيها/ الفوائد والنتائج.
الفهارس: وفيها/ فهرس المصادر والمراجع ، فهرس الموضوعات.
فبات هذا البحثُ في مقدمةٍ وثلاثةِ فصولٍ بمباحثها وخاتَمة
سائلاً الله عز وجل أن يجعله صالحاً .. لوجهه الكريم خالصاً .. ليس لأحدٍ فيه شيءٌ سواه
فيا رب هذا منك وفيك وعنك وبك وإليك
اهدِ به قلبي .. وسدد فيه بناني .. وثبِّت دونه حُجَّتي .. وانفع به وارفع يا حنَّان
وكتب: أبو عبد الرحمن
مشهور بن مرزوق بن محمد المتقي الشريف الحرازي
اختتمته في الليلة التي يسفر صباحُها عن يوم الاثنين : السابع والعشرين من ذي القعدة الحرام من عام 1427هـ
- -
صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم
التعريف بالإمام
ابن الجزري - ، وبسيرته
- - - - - - -
= الفصل الأول =(1/3)
] التعريف بالإمام ابن الجزري - ، وبسيرته[
يتضمن هذا الفصل على خمسة مباحث ، أُعرِّف فيه بالإمام ابن الجزري - في جلِّ مراحله العمرية ، وأذكر نتفاً من سيرته العاطرة الشذية ، ليُتصور لنا فضله ، وكريم نشأته ، وعظيم همَّته ، وسماقة مقامه ، إذ معرفةَ أيَّ إمامٍ ، ولزوم غرزه ، والتأسي بهداه وسمته ، فرعٌ عن تصوّرِ حقيقة سيرته ومنهاجها ، وتفتيشٍ عنها في بطون التراجم بأنواعها ، حتى نعيش معها ، ونجني ثمرها ، ونُسقى من معين زلالها ، ومن ثمَّ نسيرُ على دربها ، حينها نقول:
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ الناس ذِكرَهُ 1 ... تبيَّنهُ فيهم ولم يتكلموا 1
تطيبُ به أنفاسُهم فتذيعَها 1 ... وهل سِرُّ مسكٍ أُودعَ الريحَ يُكتَمُ(1) 1
فإلى هذا الفصل ومباحثه على بركة الله عز وجل.
المبحث الأول: اسمه ، ونسبه ، وموطنه. (2)
__________
(1) أنشدها الحسن بن أحمد الكاتب ، من كبار مشايخ المصريين في وقته ، وهو صاحب المقولة المشهورة: (إذا سكن الخوف في القلب ، لا ينطق اللسان بما لا يعنيه) انظر: المستطرف "ص200".
(2) الأنس الجليل (2/109) ، والبدر الطالع (2/257) ، وذيل التذكرة (376) ، وطبقات القرِّاء (2/247) ، والضوء اللامع (9/255) ، هدية العارفين (2/188،187) ، وشذرات الذهب (3/67) ، ومنها أغلب المباحث التي تليه.(1/4)
هو الحافظ الحجة الثبت ، فريد العصر ، ونادرة الدهر ، إمام الأئمة ، وقاضي القضاة ، سند المقرئين ، ورأس الفضلاء المحققين ، ورئيس النبلاء المدققين ، شيخ شيوخ الإقراء ، وعمدة أهل الأداء ، صاحب التصانيف التي لم يُسبق مثلها ، ولم يُنسج على منوالها ، هو العلاَّمة ابن المجتهدين ، وارث علوم الأنبياء والمرسلين ، المخصوص بعلو الإسناد في العالمين ، أستاذ المقرئين والمفسِّرين والمحدِّثين ، شمس الحق والملَّة والدين(1): محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري(2) ، الدمشقي ، الشيرازي ، الشافعي.
يُعرف أيضاً بالعُمَري(3) ، كنيته "أبو الخير".(4)
__________
(1) قلت: ينقم الكثير في هذا الزمان على إطلاق هذه الألقاب وكثرتها على الأئمة ، والحق أن من يتأمل هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - يرى أنه كثيراً ما يثني على أصحابه مجتمعين ومنفردين بما هو فيهم ، وإذا ما قمنا بالمقارنة بين زماننا وزمان المُترجم له يرى أن ما أطلقته عليه لا يعدو الثناء المنضبط.
(2) الجَزَري: نسبةً إلى جزيرة ابن عُمَر ببلاد ديار بكر بالقرب من الموصل ، كذا ذكره ابنه في شرحه على الطيِّبة وتبعه من بعده في إجماله. "انظر: شرح طيبة النشر للنويري (1/32) والمنح الفكرية للملاَّ علي قاري (ص4).
(3) العُمَري: نسبةً إلى عبد العزيز بن عُمَر ، وهو رجلٌ من أهل "برقعيد" من أعمال الموصل ، قام ببنائها فنُسِبَت إليه (نصَّ على ذلك العلاَّمة ابن الشحنة الحنفي في تأريخه: "روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر" ، وهو ليس بصاحبي كما توهَّمه بعضهم ، وقيل: نسبةً إلى جزيرة ابن عمر بن الخطَّاب الثعلبي ، وكانت ميناء أرمينية " أورده الشيخ عبد الرزاق إبراهيم موسى في: الفوائد التجويدية " والله أعلم.
(4) غاية النهاية (2/247).(1/5)
أطلق على نفسه لقب "السَّلفي"(1) كما في منظومته في علم الحديث والمسماة بـ "الهداية في علم الرواية":
يقول راجي عفوَ ربٍ رؤفِ 1 ... محمدُ بن الجزريِّ السَّلفي(2) 1
وقد تنقل بين الأوطان والبلدان ، وغَلُبَ عليه الارتحال بين الأمصار ، حتى كاد يُنسب لكل قُطْرٍ ومِصْر.
المبحث الثاني: مولده ، ونشأته ، وتعلُّمَه .
ولد - يوم الجمعة ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية : (25/9/751هـ)(3) ، داخل خط القصَّاعين بين السورين بدمشق الشام.
وهو كردي الأصل. (4)
ويُحكى في أمر الحَبْلِ به قصة عجيبة: إذ كان أبوه تاجراً ، ومكث أربعين سنة لم يرزق ولداً، فحج وشرب من ماء زمزم ، وسأل الله تعالى أن يرزقه ولداً عالماً ، فولد له ابنه محمد هذا بعد صلاة التراويح. (5)
وقد نشأ - في دمشق الشام ، وفيها حفظ القرآن وأكمله وهو ابن ثلاثة عشر سنة ، وصلَّى بالناس إماماً وهو ابن أربعة عشر. (6)
__________
(1) السَّلفي –بفتح السين واللام وفي آخرها الفاء-: (نسبةً إلى السلف ، وانتحال مذهبهم) "الأنساب للسمعاني:3/273" ، وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب واعتزى إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا ) "مجموع الفتاوى:4/149" ، وقال الإمام الذهبي: (السَّلفي: هو من كان على مذهب السلف) "سير أعلام النبلاء: 13/183و380".
(2) البيت الأول من المنظومة ، وقام بشرحها الإمام السَّخاوي وأسماه "الغاية في شرح الهداية" مطبوع في مجلدين ، بتحقيق: محمد سيدي الأمين.
(3) الموافق: للثلاثين من شهر نوفمبر 1350م.
(4) لم أقف على تحقيق من أطلق عليه أنه "كردي الأصل".
(5) الضوء اللامع (9/255) ، البدر الطالع (2/257) ، الغاية شرح الهداية (1/66و67).
(6) الضوء اللامع (9/255).(1/6)
اتجهت نفسه الكبيرة إلى علوم القراءات فتلقَّاها عن جهابذة عصره ، وأساطين وقته ، من علماء الشام ومصر والحجاز إفراداً وجمعاً بمضمن كتبٍ كثيرة: كالشاطبية ، والتيسير ، والكافي ، والعنوان ، والإعلان ، والمستنير ، والتذكرة ، والتجريد ، وغيرها من أمهات الكتب وأصول المراجع. (1)
ولم يكن الإمام - عالماً في التجويد والقراءات فحسب بل كان عالماً في شتى العلوم من تفسيرٍ ، وحديثٍ ، وفقهٍ ، وأصولٍ ، وتوحيدٍ ، وتصوّفٍ ، وبلاغةٍ ، ونحوٍ ، وصرفٍ ، وغيرها ، وخُصِّصّ هذا البحثُ لإبرازِ اهتمامه في الحديث خاصَّة ، وسيأتي بيانُ ذلك في الفصل الثاني بإذن الله.
وليس من السهل أن يستقصي المرء الشيوخ الذين أخذ عنهم الإمام ابن الجزري - ، لكونهم يفوقون الحصر ، ولكن نذكر منهم ما قدَّمَتْهُ لنا كتب التراجم ، ومن كتبِ شُرَّاح منظوماته.
فممن تلقى عنهم القراءات والتجويد:
(أولاً: من علماء دمشق - حرسها الله -):
العلامة أبو محمد عبد الوهاب بن السُّلاَر. (2)
الشيخ أحمد بن إبراهيم الطحَّان. (3)
__________
(1) طبقات القرَّاء (2/247).
(2) إمام مقرئ محقق كامل عارف صالح ، ولد سنة 698هـ ، تلا بالسبع مفرداً وجامعاً ، وقصده الخلق من جميع الأقطار ، توفي ثامن عشر شعبان سنة 782هـ ، ودفن بمقابر الصوفية جوار شيخ الإسلام ابن تيمية ، ووَلِيَ بعده ابن الجزري المشيخة الكبرى. "غاية النهاية برقم: 1948"
(3) ولد سنة 702هـ ، وَلِيَ مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد ابن اللَّبان ، قرأ عليه ابن الجزري نحو ربع القرآن لابن عامر والكسائي ثم جمع عليه الفاتحة وأوائل البقرة بالعشر واستأذنه في الإجازة فتفضل وأجاز ولم يكن له بذلك عادة، توفي سنة 782هـ. "غاية النهاية برقم: 128"(1/7)
الشيخ أبو المعالي محمد بن أحمد اللَّبَّان. (1)
الشيخ أحمد بن رجب. (2)
القاضي أبو يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي. (3)
(ثانياً: من علماء مصر - حرسها الله -):
الشيخ أبو بكر عبد الله بن الجندي. (4)
__________
(1) أستاذ محرر ضابط ، ولد سنة 715هـ ، أقبل على الإقراء فلم يكن في زمانه أحسن استحضاراً منه للقراءات ، ووَلِيَ مشيخة الإقراء بالدار الأشرفية وبجامع التوبة والجامع الأموي ومشيخة مشايخ الإقراء بتربة أم الصالح بدمشق لأن من شرطها أن يكون شيخها أعلم أهل البلد في القراءات ، توفي رحمه الله سنة 776هـ. "غاية النهاية برقم: 2689"
(2) أبو العباس البغدادي ، نزيل دمشق الشيخ الصالح الكبير القدر، توفي ثاني ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وسبعمائة بدمشق ودفن بمقابر الصوفية. "غاية النهاية برقم:222"
(3) قاضي القضاة بدمشق إمام كبير ثقة صالح ، ولد سنة 691هـ ، وكان كثير الفضل على ابن الجزري وبشره بأشياء وقع غالبها ، وكان أجلَّ من قرأ عليه تصدر للإقراء بالمقدمية والزنجيلية ، توفي تاسع عشر صفر سنة 779هـ بدمشق ودفن بالسفح. "غاية النهاية برقم: 198 "
(4) شيخ مشايخ القراء بمصر أستاذ كامل ناقل ثقة مؤلف ، ولد سنة 699هـ بدمشق ، أثنى عليه الإمام الذهبي ، كان كثير الاستحضار ، ألف كتاب البستان في القراءات الثلاثة عشر ، وألف شرحاً على الشاطبية يتضمن إيضاح شرح الجعبري رآه ابن الجزري يبيِّض فيه ، وكان ثقةً عالما ، مات بالقاهرة ودفن خارج باب النصر. "غاية النهاية برقم: 798"(1/8)
العلامة أبو عبد الله محمد بن الصائغ. (1)
الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن البغدادي. (2)
__________
(1) الشيخ الإمام العلامة شمس الدين ، ولد بالقاهرة سنة 704هـ ، وقرأ القراءات إفراداً وجمعاً للسبعة والعشرة ، مهر في العلوم ودقق وتقدم في الأدب ، وبالجملة لم يكن في زمنه حنفي أجمع للعلوم منه ولا أحسن ذهناً وتدقيقاً وفهماً وتقريراً وأدباً ، وتصدر للعربية والإقراء بالجامع الأموي ، يقول ابن الجزري: ((فقرأت عليه ، فلما أن ختمت عليه الختمة الثانية وكتب لي الإجازة بخطه سألته أن يذهب إلى شيخنا جمال الدين عبد الرحيم الأسنوي شيخ الشافعية فذهب إليه وهو بالمدرسة الناصرية من القاهرة فأشهده وما كان شيخنا الأسنوي يعلم أني أقرأ القراءات فقال له والقراءات أيضاً فقال وغيرها من العلوم ثم قال بحضوري: يا سيدي ادع الله أن يطيل عمره فقال ما رأينا شخصاً ذكياً مثل هذا الشاب يكون عمره طويلاً فرفعا أيديهما وأنا أنظر ودعيا لي بطول العمر وقد استجاب الله تعالى منهما ولله الحمد فلا أعلم أحداً اليوم هو على وجه الأرض يروي عنهما غيري فرحمهما الله تعالى)) ، توفي سنة 776هـ."غاية النهاية برقم:3037"
(2) الشيخ الإمام العالم العلامة، ولد سنة 702هـ ، وقرأ بالروايات الكثيرة ، وبرع في الفن وأخذ العربية والفقه عن ابن عدلان ، وشرح الشاطبية شرحين واختصر البحر المحيط في التفسير لأبي حيان ، ونظم غاية الإحسان في النحو له وقرأه عليه وكتب له خطه عليه ، وانتهت إليه مشيخة الإقراء بالديار المصري مع الصيانة والخير والانقطاع عن الناس ، توفي سنة 781هـ. "غاية النهاية برقم: 1494 "(1/9)
الشيخ عبد الوهاب القروي. (1)
(ثالثاً: من علماء المدينة المنورة - شرَّفها الله -):
لما رحل إلى مكة لأداء فريضة الحج ، وزيارة مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة 768هـ ، قرأ على الشيخ أبي عبد الله محمد بن صالح(2) ، إمام وخطيب الحرم النبوي الشريف.
وممن تلقى عنهم الحديث والفقه والأصول والمعاني والبيان:
تلقى هذه العلوم - من خَلْقٍ كثير ، خاصَّةً من شيوخ مصر ، فأبرز اثنين منهم:
الإمام المفسر المحدث الحافظ المؤرخ أبي الفداء إسماعيل بن كثير(3) ، وهو أول من أجاز له بالإفتاء والتدريس سنة 774هـ.
__________
(1) مقرئ صالح مسند ثقة، ولد سنة 702هـ ، انفرد بالإقراء في الإسكندرية ، غير أنه ترك الفن وأعرض عن الإقراء آخراً ، وكان صالحاً خيِّراً من أعيان من أدركه ابن الجزري بالإسكندرية قرأ عليه بمضمن الإعلان ، وكتاب الموطأ ، وجزءاً مخرجاً في حديثه خرجه الذهبي له ، مات في شوال سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بالإسكندرية. "غاية النهاية برقم: 1945 "
(2) محمد بن صالح بن إسماعيل أبو عبد الله المقرئ شيخ المدينة الشريفة ومن انتهت إليه القراءة علواً بالحجاز ثقة صالح عارف خير، باشر الخطابة والإمام بالمدينة الشريفة زمناً. "غاية النهاية برقم: 2997 "
(3) الإمام الحافظ المؤرخ الفقيه أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن درع القرشي البصروي ثم الدمشقي الشافعي ، ولد سنة 701هـ في قرية من أعمال بصرى الشام ، وانتقل مع أخٍ له إلى دمشق سنة 706 ه ، ورحل في طلب العلم . وتوفي بدمشق سنة 774ه ، تناقل الناس تصانيفه في حياته. "البدر الطالع (1/153) ، التذكرة (57و361) ، وطبقات الشافعية (90) ، وطبقات المفسرين (1/110) ، وشذرات الذهب (6/231)"(1/10)
شيخ الإسلام البلقيني ، وأَذِنَ له بالتحديث والإفتاء سنة 785هـ(1).
المبحث الثالث: تدريسه ، وإقراؤه ، وتلاميذه.
وَلِيَ - مناصبَ كثيرة(2) ، وجلس للإقراء والتحديث في كل بلد أقام فيه ، فمن ذلك:
أقرأ وحدَّثَ سنينَ عديدة تحت قبة النسر بالجامع الأموي.
ثم تولَّى مشيخة الإقراء الكبرى بتربة أم الصَّالح ، بعد وفاة شيخه.
و وَلِيَ قضاء دمشق عام 793هـ.
وكذا وَلِيَ القضاء بشيراز.
وبنى بكل منهما للقراء مدرسة ونشر علماً جماً، سماهما بـ"دار القرآن".
ثم وَلِيَ مشيخة الإقراء بالعادليَّة.
ثم وَلِيَ مشيخة دار الحديث الأشرفيَّة.
وكذا وَلِيَ مشيخة الصلاحية ببيت المقدس وقتا.
__________
(1) عمر بن رسلان بن نصير الكناني سراج الدين أبو حفص العسقلاني ، ولد ببلقينة احد قرى مدينة المحلة الكبرى سنة (724 هـ) ، درس في القاهرة على يد كبار علماء عصره ، ذاع صيته وصار شيخاً للشافعية في وقته لا يدانيه أحد في حفظ المذهب ، وصنف كتباً كثيرة ، توفى في شهر ذو القعدة سنة (805 هـ). "شذرات الذهب (7/51) ، وحسن المحاضرة (206و369) ، وطبقات الشافعية (111)"
(2) الضوء اللامع (9/255) ، الغاية شرح الهداية (1/66و67).(1/11)
ويُذكر في ذلك أنه جرت له كائنةً مع (قُطْلُبَك استادار أيْتَمُش) (1) ، ففرَّ منه إلى بلاد الروم ، فاتصل بالملك أبي يزيد بن عثمان ، فأكرمه وعظمه ، وأقام عنده بضع سنين ، إلى أن وقعت الكائنة العظمى التي قتل فيها ابن عثمان ، فاتصل الإمام - بالأمير تيمور ، ودخل معه بلاد العجم ، وبعد موت الأمير تيمور سنة 807هـ ، خرج من بلاد ما وراء النهر ، فوصل إلى خراسان ودخل مدينة هراة ، ثم وصل إلى يزد ، ثم إلى أصبهان فقرأ عليه للعشرة في هذه المدن جماعة ، منهم من أكمل ومنهم من لم يكملوا ، ثم توجَّه إلى شيراز سنة 808هـ ، فأمسكه سلطانها ، فقرأ عليه جماعة بها وانتفعوا به ، وأُلزم بالقضاء كُرْهاً، فقام به مدَّةً طويلة ، ثم تمكن من الخروج منها إلى البصرة فقرأ عليه أبو الحسن الأصبهاني ، ثم توجَّه للحج سنة 822 هـ ، هو مع المولى معين الدين بن عبد الله قاضي كازرون فوصلا إلى قرية عنيزة بنجد ، ثم توجها منها لأداء الفريضة فلم يتمكَّنا من الحج في هذه السنة لاعتراض الأعراب(2)
__________
(1) لمَّا طلب منه رفع حساب أوقافه التي كان جعلها تحت نظره أيام قضائه بالشام ، هَرَبَ منه. "حاشية ذيل التذكرة (377)"
(2) أي: قطَّاع الطريق ، وهناك ختم تأليف نظمه المشهور "الدرة المضية" والتي أورد في آخرها هذه الحادثة: "الأبيات:236-240"
غريبةُ أوطانٍ بنجدٍ نظمتها 1
وعُظْمُ اشتغالِ البالِ وافٍ وكيف لا 1
صُدِدت عن البيت الحرامِ وزَوْري الـ 1
مَقامَ الشريفَ المصطفى أشرفَ الملا 1
وطوَّقني الأعرابُ بالليلِ غفلةً 1
فما تركوا شيئاً وكدتُ لأُقتَلا 1
فأدركني اللُّطفُ الخفي وردَّني 1
عنيزةَ حتى جاءني من تكفَّلا 1
بحملي وإيصالي لطيبةَ آمناً 1
فياربِّ بلِّغني مرادي وسهِّلا 1(1/12)
لهما، ثم حجَّا في التي تليها، وجاور بمكة والمدينة، ثم رجع إلى شيراز ، وفي سنة 827هـ قدم دمشق ، ثم القاهرة وأقرأ وحدَّث ، ثم رحل إلى مكة فاليمن تاجراً، وحدَّث بها، ووصله ملكُها ، فعاد ببضائعَ كثيرة ، وحجَّ سنة 828 هـ ، ثم دخل القاهرة في أول سنة 829 هـ فمكث بها مدة ثم توجه إلى الشام ، ثم إلى شيراز عن طريق البصرة ، واستقرَّ بها يُقرئ ويُحدِّث إلى أن توفَّاه الله ، فرحمه الله رحمةً واسعة. (1)
ويجدر بنا ذكرُ بعض المبرِّزين من تلامذته ، إذ أخذ عنه القراءات طوائفَ لا يُحْصَون كثرةً وعدداً ، منهم من قرأ بمضمنِ كتابٍ واحد ، ومنهم من قرأ بمضمنِ أكثرِ من كتاب ، وهناك من قرأ عليه كتب السنة ، والمشيخات ، والمسلسلات.
فممن أكمل عليه القراءات العشر بتمامها: (2)
ابنه أبو بكر أحمد الذي شرح طيبة النشر.
الشيخ محمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي.
الشيخ أبو بكر بن مصبح الحموي.
الشيخ عبد الله بن قطب بن الحسن البيهقي.
الشيخ أحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير.
المحب محمد بن أحمد بن الهايم.
الشيخ الخطيب مؤمن بن علي بن محمد الرومي.
الشيخ يوسف بن أحمد بن يوسف الحبشي.
الشيخ علي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي.
الشيخ علي بن حسين بن علي اليزدي.
الشيخ موسى الكردي. الشيخ علي بن محمد بن علي بن نفيس.
الشيخ أحمد بن إبراهيم الرماني.
الشيخ عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي الناشريّ الزبيديّ العدناني من علماء زبيد اليمن ، عام 828هـ ، شارح "الدرة المضية" في القراءات الثلاث.
المبحث الرابع: شمائله ، وصفاته ، ووفاته.
__________
(1) إنباء الغمر بأبناء العمر (1/198) ، والضوء اللامع (9/255) ، وذيل التذكرة (376) ، وشذرات الذهب (3/67).
(2) ذكرهم الإمام ابن الجزري - جميعهم عند ترجمته لنفسه في غاية النهاية (برقم:3350).(1/13)
كان - أبيض اللون ، مُشْرَب بحُمْرَة ، حَسَن الهيئة ، مهيب المطلع ، صاحب ثراءٍ ومال ، فصيحاً بليغَ المنطق ، وكان يذهب للتجارة مراتٍ عديدة ، انتهت إليه رئاسة القضاء والإقراء والتحديث في أغلب الممالك. (1)
توفي - ضحوة يوم الجمعة لخمسٍ خلوْنَ من أوَّل الربيعين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة (833هـ) بمنزله بسوق الإسكافيين بمدينة شيراز ، ودفن بدار القرآن التي أنشأها بها عن اثنين وثمانين سنة ، وكانت جنازته مشهودة ، تبادر الأشراف والخواص والعوام إلى حملها وتقبيلها ومسِّها تبرُّكاً بها ، ومن لم يمكنه الوصول إلى ذلك كان يتبرك بمن تبرك بها ، وقد اندرس بموته كثير من مهام الإسلام وعَظُمَتْ برحيله الرزيَّة (2) ، فرحمه الله رحمةً واسعةً ورَضِيَ عنه ، وجعل بحبوحة الفردوس الأعلى منزله ومثواه ، وجزاه عن العلم وأهله خير ما يجزي به الصالحين المخلصين.
المبحث الخامس: مكانته ، وثناء العلماء عليه ، وأقوال العلماء في توثيقه ، وشهادتهم ببروزه.
شهد القاصي والداني في زمانه وإلى يومنا هذا بمكانته ، وعِظَمِ شأنه ، وما أوضح ذلك فيمن ترجم له في قرنه وما بعده ، حيث يندر من يُتَرْجَمُ له في هذه الكتب وليس مُجَازاً بالرواية عن الإمام ابن الجزري - في القراءات ، أو في الحديث ، أو في مصنفاته.
ومما يُبْرِزُ هذا المعنى: أن والدته الشيخة الصالحة "عائشة بنت الحسن بن علي الدمشقية" ، سمعت بإفادة ولدها الإمام شمس الدين بن الجزري - ، وروت عنه.(3)
__________
(1) إنباء الغمر بأبناء العمر (2/581و582) ، شذرات الذهب (3/67) ، ( الضوء اللامع (9/255) ، الغاية شرح الهداية (1/68).
(2) غاية النهاية برقم: (3350).
(3) إنباء الغمر بأبناء العمر (1/106) ، وماتت رحمها الله في ربيع الآخر من سنة (785هـ).(1/14)
ومن ذلك أن أغلب من يُترجِم له ، أو يذكره في سياق النقل عنه ، يَعدُّه في طبقة أصحاب "الفخر بن البخاري".(1)
لقد كان الإمام ابن الجزري - من أفذاذ العلماء في عصره ، أثنى عليه معاصروه ومن بعدهم الثناء الجم ، ومن ذلك:
قول الحافظ ابن حجر - : ( الحافظ الإمام المقرئ ، ولد بدمشق ، وتَفَقَّه بها ، ولَهَجَ بطلب الحديث والقراءات ، وبرز في القراءات ، وعَمَّر مدرسةً للقرَّاء سماها "دار القرآن" وأقرأ الناس ، وعُيِّنَ لقضاء الشام مرة ، وكتب توقيعه عماد الدين بن كثير ). (2)
وقال - في موضعٍ آخر: (وقد انتهت إليه رئاسة علم القراءات في الممالك ... وكان يلقب في بلاده الإمام الأعظم). (3)
وقال - عنه أيضاً: (وعَجِبَ الناُس من شدة حرصه ، مع كثرة ماله وعلوِّ سنه ، وكان كثير الإحسان لأهل الحجاز). (4)
وقال تلميذه الإمام السَّخاوي - : (وأَذِنَ له غيرُ واحدٍ بالإفتاء والتدريس والإقراء بالعادلية ، ثم مشيخة دار الحديث الأشرفية ، ثم مشيخة تربة أم الصالح بعد شيخه ابن السلار ، وعمل فيه إجلاساً بحضور الأعلام كالشهاب بن حِجِّي ، وكان درساً جليلاً). (5)
__________
(1) هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي فخر الدين ، ويُعرف بـ"ابن البخاري" عَلَمٌ علاَّمةٌ فقيهٌ محدِّثٌ، ولد سنة (596هـ) ، وتوفى سنة (690هـ) ، من مصنفاته: "أسنى المقاصد وأعذب الموارد" في ترجمة شيوخه ، يروي عنه بواسطة: "صلاح الدين المقدسي ، وابن أميلة المراغي ، والمحب ، وغيرهم" ، فيعدُّونه من أصحابه لتبجيل أصحابه له - .
(2) إنباء الغمر بأبناء العمر (1/106).
(3) المصدر السابق (2/581و582).
(4) المصدر السابق (2/529).
(5) الضوء اللامع (9/255).(1/15)
وقال - في موضعٍ آخر: (وانتفع به أهل الآفاق خصوصاً شيراز والروم في القراءات والحديث ، وسارت تصانيفه ، وتقدَّم عند الملوك ، وجاور بكلٍ من الحرمين ، وأخذ عن أهلهما ... ووَصَفَه شيخي بالحفظ).(1)
قال تلميذه الإمام النويري - : (واعتنى بعلوم القراءات والحديث فأتقنها وبهر فيها ، حتى برع ومهر ، وفاق غالب أهل عصره ، وتفقَّه على الشيخ عماد الدين بن كثير ، وهو أوَّل من أَذِنَ له في الفنون والتدريس). (2)
قال الإمام السيوطي - : (لا نظير له في عصره ، حافظاً للحديث ... ألَّف "النشر في القراءات العشر" لم يُصَنَّفْ مثله ، وله أشياء أُخَر ، وتخاريج في الحديث ، وعملٌ جيِّد ، وصفه ابن حجر بالحفظ في مواضع عديدة من الدرر الكامنة). (3)
قال الشوكاني - : (وقد تفرَّد بعلم القراءات في جميع الدنيا ، ونشره في كثير من البلاد ، وكان من أعظم فنونه وأجلِّ ما عنده). (4)
وحكى صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية أن الإمام ابن الجزري - لمَّا وصل هو وتيمور إلى سمرقند ، عمل تيمور هناك وليمةً عظيمة ، فجعل على يساره أكابر الأمراء وعلى يمينه العلماء ، فقدَّم الإمام ابن الجزري - على الإمام السيد شريف الجرجاني - ، فعوتب في ذلك ، فقال: (كيف لا أقدِّم رجلاً عارفاً بالكتاب والسنة !!) (5)
وغير ذلك من الأقوال المنقولة عن الأئمة في الثناء على الإمام ابن الجزري - ، والمبثوثة في كتب السِّيَرِ والتراجم ، مما يُوضِحُ منزلته ومكانته.
- -
صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم
جهود الإمام ابن الجزري -
وعنايته بعلم الحديث الشريف
- - - - - - -
= الفصل الثاني =
__________
(1) الغاية شرح الهداية (1/67) ، ويقصد بشيخه: "الحافظ ابن حجر - ".
(2) شرح طيِّبة النشر (1/33).
(3) ذيل تذكرة الحفاظ (377).
(4) البدر الطالع (2/257).
(5) الشقائق النعمانية (4/398).(1/16)
] جهود الإمام ابن الجزري - ، وعنايته بالحديث الشريف[
يتضمن هذا الفصل على أربعة مباحث ، أُبيِّن فيها عناية الإمام ابن الجزري - بالحديث الشريف وعلومه خاصة ، واهتمامه بباقي العلوم بعامة ، وكذا جهوده في خدمة هذه العلوم دراسةً وتأليفا ، فإلى هذا الفصل ومباحثه.
المبحث الأول: رحلته في طلب الحديث ، وسماعه من كبار أئمة عصره. (1)
رحل الإمام ابن الجزري - في طلب الحديث إلى العديد من الأمصار ، فسمع على بقايا من أصحاب الفخر بن البخاري ، وجماعةٍ من أصحاب الدمياطي والأبرقوهي في آخرين.
ومن شيوخه الكبار في الحديث من سائر الأمصار بخاصة "دمشق" و "مصر" و "بغداد": ابن أميلة المراغي ، وابن الشيرجي ، وابن أبي عمر ، وإبراهيم بن أحمد بن فلاح ، والعماد بن كثير ، والبلقيني ، وضياء الدين القزويني ، وأبو الثناء محمود المنيجي ، والكمال بن حبيب ، والتقي عبد الرحمن البغدادي.
ومن أعلام المحدِّثين من أهل "الإسكندرية": البهاء عبد الله الدماميني ، وابن موسى.
ومن أعلامهم من أهل "بعلبك": أحمد بن عبد الكريم.
وطلب بنفسه الحديث وقتاً طويلاً ، حتى برع.
المبحث الثاني: اهتمامه بالأسانيد والمرويات والإجازات ، ومعرفته بأحوال الرواة.
__________
(1) الأنس الجليل (2/109) ، والبدر الطالع (2/257) ، وذيل التذكرة (376) ، وطبقات القرِّاء (2/247) ، والضوء اللامع (9/255) ، هدية العارفين (2/188،187) ، وشذرات الذهب (3/67) ، ومنها أغلب المباحث التي تليه.(1/17)
ذَكَرَ الطاووسي الإمام ابن الجزري - في مشيخته وقال: (إنه تفرد بعلو الرواية ، وحفظ الأحاديث ، والجرح والتعديل ، ومعرفة الرواة المتقدمين والمتأخرين ، وأورد أسانيده بالصحيحين ، وأبي داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وبمسانيد الدارمي ، والشافعي ، وأحمد ، وبموطأ مالك ، عن طريق يحيى بن يحيى ، وأبي مصعب ، والقعنبي ، وابن بكير ، وبمصنفات البغوي ، والنووي ، كما سقتها في التاريخ الكبير). (1)
وقال الحافظ ابن حجر في معجمه: (أنه حدَّث بسنن أبي داود والترمذي عن ابن أميلة سماعاً وبمسند أحمد عن الصلاح بن أبي عمر سماعاً وأن من أحسن ما عنده الكامل في القراءات لابن جبارة ، وساق سنده وأنه سمع على ابن أميلة أمالي ابن سمعون). (2)
وقال أيضاً عنه: (وخرَّج لنفسه أربعين عشارية لفظها من أربعينية الحافظ العراقي ، وخرج جزءاً فيه مسلسلات بالمصافحة وغيرها ، جمع أوهامه فيه في جزء الحافظ ابن ناصر الدين ، قال السخاوي: وهو مفيد). (3)
وقال أيضاً: (وقد أجاز لي ولولدي سائر مروياته ، وكتب في الاستدعاء ما نصه ونقلته من خطه:
إني أجزت لهم رواية كل ما
... أرويه من سنن الحديث ومسند
وكذا الصحاح الخمس ثم معاجم ... والمشيخات وكل جزء مفرد
وجميع نظم لي ونثر والذي ... ألفت كالنشر الزكي ومنجد
فالله يحفظهم ويبسط في حياة ... الحافظ الحبر المحقق أحمد
وأنا المقصر في الورى العبد الفقير ... محمد بن محمد بن محمد) (4)
__________
(1) نقله في الضوء اللامع (9/255).
(2) إنباء الغمر (2/582).
(3) المصدر السابق (2/582 و583).
(4) إنباء الغمر (2/582).(1/18)
ثم قال: (وكنتُ لقيته في سنة 797هـ وحرضني على الرحلة إلى دمشق وقد حدَّثتُ عنه في حياته بكتابه "الحصن الحصين" (يعني بالوجادة) فقال: قال صاحبنا فلان ، لكونه لم تكن سبقت له منه إجازة ، وحصل له في البلاد اليمنية بسبب ذلك رواجٌ عظيمٌ ، وتنافسوا في تحصيله وروايته ، ثم دخل بعد نيف وعشرين وثمانمائة وقد مات كثير ممن سمعه فسمعه الباقون وأولادهم عليه). (1)
وقال أيضاً: (ولما أقام بمكة نسخ بخطه من أول المقدمة التي جمعتها أول شرح البخاري واستعان بجماعة حتى أكملها تحصيلاً ، وكان أرسل إلى صاحبنا التقي الفاسي في مكة من شيراز يسأله عن تعليق التعليق الذي خرجته في وصل تعاليق البخاري ، فاتفق وصول كتابه وأنا بمكة ومعي نسخة من الكتاب فجهزتها إليه فجاء كتابه يذكر ابتهاجه وفرحه بها ، وأنه شهر الكتاب بتلك البلاد وأهدى إلى بعد ذلك كتابه النشر المذكور ، قلت وهو في مجلدين وكتب على كل مجلد منهما بالإجازة لشيخنا ، قال: والتمس أن ينشر في الديار المصرية وقدر مجيئه ، فنشرته وعلماً كثيراً ، ثم أرسل إليَّ من شيراز بالمقدمة والتعليق ، فألحقت بهما ما كان تجدَّدّ لي بعد حصولهما له ، وكتب عني شيئاً من أول ما علقته متعقباً على جميع رجال مسند أحمد ، وبالغ في استحسان ما وقع لي من ذلك). (2)
وكتب في إجازته للشهاب بن هاشم وولده من أبيات:
وذا عام تسعٍ بعد عشرين قبلها ... ثمان مئين في ربيع لدى مصر
ومولدي المزبور إذن وقاله ... محمد المشهور بالجزري ادر
وله في ختم الشمائل النبوية:
أخلاي إن شط الحبيب وربعه ... وعزَّ تلاقيه وناءت منازله
وفاتكم إن تبصروه بعينكم ... فما فاتكم بالسمع هذي شمائله
وفي ختم طيبة النشر:
وهاهنا تمَّ نظام الطيِّبة ... ألفيةً سعيدةً مهذَّبة
بالروم من شعبان وسط سنة ... تسعٍ وتسعين وسبعمائة
__________
(1) المصدر السابق (2/582و583).
(2) المصدر السابق (2/582و583) بتصرف يسير.(1/19)
وقد أجزتها لكل مقرئ ... كذا أجزت كل من في عصري
روايةً بشرطها المعتبرِ ... وقاله محمد بن الجزري
يرحمه بفضله الرحمن ... فظنه من جوده الغفران
وكذا له جواب فيما التمسه منه ابن موسى المراكشي بالنظم ، أودعه الفاسي في ترجمة ابن موسى: (1)
وهذه مكاتبة رقمها في مرضه الذي مات فيه ، وقرأها عليَّ ، وسألني في أن أذهب بها إلى شيخنا الإمام أبي الخير بن الجزري الشافعي وآتيه بجوابها ، فأجبت سؤاله وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، يقول مسطرها العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن موسى بن علي بن عبد الصمد ابن محمد بن عبد الله المراكشي المكي ، خادم مقام مولانا وسيدنا شيخ الإسلام أوحد من دار عليه الفلك من الأيام في كل فصل ، ومقام شمس الدين قاضي قضاة ممالك المسلمين محمد بن محمد بن محمد بن الجزري الشافعي أدام الله تعالى على الوجود ظله وأعلى بل زاد في الخافقين رفعته ومحله متهجما ما نصه:
يا شمس أفق بلاد الشرق كم شهدت ... بشارة بعلاها سرت في البشر
يا سابق العلما في كل مشكلة ... وكل علم أمنت السبق فانتظر
مددت أبحر علم لا تطاق فمذ ... جزرت رفقاً دعاك الناس بالجزري
نداء ذي علة قالت على نبأ ... البحر عذب هنا أغنى عن المطر
ها قد قصدتك أبغي بالإجازة تشـ ... ريفاً لديك بفتوى العلم والخبر
حققتم معنيي لفظ الإجازة للطـ ... ــــــــلاب لكن بلا رد لمنتظر
وقد أسفت على تلك الفضائل لمـ ... ــــا كان تسليمها التوديع للسفر
طلعت عاماً علينا والشموس كذا ... تسير عاماً فسر بالعز والظفر
آمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
وكتب له مجيباً بعد أن سمعتها من لفظه ونقلتها من خطه:
يا عالماً ماله في الناس من شبه ... وناظماً جواهراً قد زين بالدرر
__________
(1) كما نقلها السيوطي في (ذيل تذكرة الحفَّاظ ، ص:280و282).(1/20)
ويا إماماً له بالخط أي يد ... فاق الأولى سلفوا في غابر العصر
شرفتني بقريضٍ لا نظير له ... بسيط بحر أتى صفواً بلا كدر
نعم أجزتك ما أروي ومالي من ... نظم ونثر وان يفتى مع الحذر
وعلمنا بك يغني عن تفقده ... بشرطه فارو ما تبغي بلا خطر
واعذر ضعيفاً بعيد الدار مرتحلا ... قد قالها وهو مختار على سفر
وأنت أصبحت فرداً في الحديث وفي ... أنواع فضل وأفضال بلا نظر
والله يبقيك في خير وكاتبه ... محمد وهو المشهور بالجزري
ومولدي عام (اذن)(1) في دمشق وذا ... قد قلت عام "أضاحجي"(2)على الكبر
والحمد لله ربي والصلاة على ... محمد المصطفى المبعوث من مضر
وكان له اهتمام بالغ بمسند الإمام أحمد ، دراسةً لأسانيده ، ومعرفةً برجاله ، وعرضاً وسماعاً ، وختماً وإجازةً ، حتى أنَّ له فيه ثلاثة كتب مخصوصة ، وهي:
القصد الأحمد في رجال مسند أحمد.
المسند الأحمد فيما يتعلق بمسند أحمد.
المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد.
ومما اهتم به كذلك الأحاديث العوالي ، وتخريج المشيخات ، والمستخرجات على أربعينيات من سبقه ، وتذييله على كتب الرجال ، وتقييده لما ائتلف واختلف من الأسماء والكنى ، ناهيك عن تصنيفه في المصطلح نظماً ونثرا.
وكذلك اهتم بشرح السنة ، ومن أجلِّ شروحاته لكتب السنة:
(التوضيح شرح مشكاة المصابيح) (3) في 3 مجلدات ، أثنى عليه عددٌ من العلماء.
المبحث الثالث: عقده لمجالس التحديث والإملاء ، وإقامته بهذا النحو في الأمصار.
__________
(1) يعني: (سنة 751هـ).
(2) يعني: (سنة 823هـ).
(3) بحثت عنه في فهارس المخطوطات في عددٍ من المكتبات فلم أجد له ذكر ، فيُخْشى أنه مفقود ، عجَّل الله بالكشف عنه.(1/21)
إن هذا المبحث مرتبطٌ نوعاً ما بما سبق أن ذُكِرَ في تولِّيه للعديد من المناصب في سائر الأقطار والأمصار ، وكذا إذْنُ مشايخ الإمام ابن الجزري - بالإفتاء ، والتدريس ، والإقراء ، والتحديث ، وآثرت عقد هذا المبحث هنا في هذا الفصل لجمع شتات الأماكن التي كان يحدِّث فيها خاصة ، ورتبتها بحسب ترتيب الأعوام ، والدخول عليها باختلافٍ في المُدَّة بين طويلةٍ وقصيرة ، على هذا النحو:
من الأماكن التي قام الإمام ابن الجزري -
بالتحديث والإملاء فيها(1)
* ... دار الحديث العادلية ... دمشق ـــ الشام
* ... مشيخة دار الحديث الأشرفية ... دمشق ـــ الشام
* ... مشيخة تربة أم الصالح ... دمشق ـــ الشام
* ... عدد من المشيخات والجوامع ... القاهرة والإسكندرية ـــ مصر(2)
* ... جامع التوتة ... برقوق ـــ مصر
* ... المشيخة الصلاحية ... بيت المقدس
* ... دار القرآن ... دمشق ـــ الشام
* ... قبة المسجد ... بِرْصافا ـــ بلاد الروم
مع واليها ... كَشْ ـــ بلاد الروم
* ... الجامع الكبير ... سمرقند ـــ ما وراء النهر
* ... دار القضاء والجامع الأكبر ... شيراز ـــ بلاد الفرس
* ... أحد الجوامع ... ينبع ـــ جزيرة العرب
* ... مسجد النبي - ... المدينة المنورة
* ... المسجد الحرام ... مكة المكرمة
* ... في عددٍ من مجالسها ... بغداد ـــ العراق
__________
(1) في هذه الجدولة ذكر الأماكن مرتبةً ، وقد يشتغل في بعض الأماكن بالتحديث والإملاء سنينَ طويلة ، ويُنَبَّه أنها رُتِّبت على خط سيره في البلدان والرحلة والاستقرار فيها ، والخروج منها ، والرجوع إليها ، فلا تعجب من التكرار ، فلقد كان هذا ديدن الإمام - حتى استقرَّ في شيراز سنيَّ عمره الأخيرة ، وانتفع به الخلق الكثير.
(2) ومن أشهر ما حدَّث به عند دخوله القاهرة في هذه المرَّة مسند الشافعي وأحمد ، وانتفع به الناس. (إنباء الغمر 2/582)(1/22)
* ... المشيخة الكبرى ... القاهرة ـــ مصر(1)
* ... المسجد الحرام ... مكة المكرمة
* ... في أغلب جوامعها ومشيخاتها ... اليمن ـــ جزيرة العرب(2)
* ... في الطريق ... من الشام إلى البصرة
* ... دار القضاء والجامع الأكبر ... شيراز ـــ بلاد الفرس
المبحث الرابع: مسردٌ عامٌ لمؤلفاته - المطبوع منها والمخطوط والمفقود في شتى العلوم والفنون ، ومن بينها علم الحديث الشريف وما يتعلق به.
كان الإمام ابن الجزري - غزير الإنتاج في ميدان التأليف في أكثر العلوم والفنون ، ويعكس تنوع موضوعات مؤلفاته تنوع عناصر ثقافته ، فإلى جانب تأليفه في القراءات وعلوم القرآن ، ألَّفَ في الحديث ومصطلحه ، والفقه وأصوله ، والتأريخ والمناقب ، والسير والتراجم ، وعلوم العربية ، وغير ذلك ، فقد تجاوز عدد مصنفاته السبعين كتابا ، وإليكها مقسمةً على هذا النحو بترقيمٍ موحَّد(3):-
]أولاً: في القرآن وعلومه[
1 ... أصول القراءات.
2 ... فضائل القرآن.
3 ... النشر في القراءات العشر.
4 ... تقريب النشر في القراءات العشر.
5 ... طيبة النشر في القراءات العشر. (نظم)
__________
(1) لما قدم القاهرة هذه المرة انثال الناس للسماع عليه والقراءة ، وكان قد ثَقُلَ سمعه قليلاً ولكن بصره صحيحٌ يكتب الخط الدقيق على عادته. "الضوء اللامع (9/255)".
(2) سافر في البحر لبلاد اليمن تاجراً فأسمع الحديث عند صاحبها ووَصَلَه بحيث رجع ببضائع كثيرة ، وكتابه الحصن الحصين لهج به أهل اليمن واستكثروا منه ، وسمعوه من الحافظ ابن حجر وغيره قبل أن يدخل هو إليهم ، وعندما دخل إليهم أسمعهم. "الضوء اللامع (9/255) ، وإنباء الغمر 2/582)".
(3) هدية العارفين (1/187و188) ، الضوء اللامع (9/255) ، شرح طيبة النشر (1/34و35) ، الأعلام (7/43) ، مقدمة تحقيق "منجد المقرئين" (22) ، قائمة مصنفات الإمام ابن الجزري "منشورات مركز الماجد 1414هـ" ، فهارس المخطوطات والمطبوعات.(1/23)
6 ... المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه ، المشهورة بـ: "المقدِّمة الجزرية".
7 ... التمهيد في علم التجويد.
8 ... منجد المقرئين ومرشد الطالبين .
9 ... تحبير التيسير في القراءات العشر.
10 ... الإعلام في أحكام الإدغام ، (شرح أرجوزة أحمد المقري).
11 ... الألغاز الجزرية ، (أرجوزة ضمَّنها 40 مسألة من المسائل المشكلة في القرآن).
12 ... العقد الثمين في ألغاز القرآن المبين ، (شرحٌ للأرجوزة السابقة).
13 ... تحفة الإخوان في الخُلْفِ بين الشاطبية والعنوان.
14 ... التقييد في الخُلْفِ بين الشاطبية والتجريد.
15 ... التذكار في رواية أبان بن يزيد العطار.
16 ... التوجيهات في أصول القراءات.
17 ... جامع الأسانيد في القراءات.
18 ... الدرة المضية في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية.
19 ... رسالة في الوقف على الهمز لحمزة وهشام.
20 ... الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء.
21 ... هداية المهرة في ذكر الأئمة العشرة المشتهرة.
22 ... هداية البررة في تتمة العشرة ، (نظم).
23 ... إعانة المهرة في الزيادة على العشرة.
24 ... نهاية البررة فيما زاد على العشرة ، (نظم).
25 ... كفاية الألمعي في قوله تعالى: (يا أرض ابلعي).
]ثانياً: في الحديث وعلومه[
26 ... الأربعون حديثاً الجزرية.
27 ... الأولية في الأحاديث الأولية.
28 ... البداية في علوم الرواية.
29 ... تذكرة العلماء في أصول الحديث ، (مختصر بداية نظم الهداية).
30 ... التوضيح في شرح المصابيح (في 3 مجلدات) ، وهو شرح مصابيح البغوي.
31 ... الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين في الأذكار والدعوات.
32 ... جُُنَّةُ الحصن الحصين ، (مختصرٌ للحصن الحصين).
33 ... عدة الحصن الحصين ، (مختصرٌ آخر للحصن الحصين).
34 ... مفتاح الحصن الحصين ، (وهو شرح الحصن الحصين).
35 ... عقد اللآلي في الأحاديث المسلسلة العوالي.
36 ... القصد الأحمد في رجال مسند أحمد.(1/24)
37 ... المسند الأحمد فيما يتعلق بمسند أحمد.
38 ... المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد.
39 ... الفوائد المجمعة في زوائد الكتب الأربعة.
40 ... مقدمة علوم الحديث ، (نظم).
41 ... الهداية في علم الرواية (نظم) ، شرحه السخاوي وأسماه: (الغاية).
42 ... عوالي القاضي أبي نصر.
43 ... تخريج مشيخة الجنيد بن أحمد البلياني.
44 ... تكملة ذيل التقييد لمعرفة رواة السنن والأسانيد.
]ثالثاً: في الفقه وعلومه[
45 ... غاية المنى في زيارة منى.
46 ... التكريم في العمرة من التنعيم.
47 ... الإبانة في العمرة من الجعرانة.
48 ... شرح منهاج الأصول للبيضاوي.
]رابعاً: في اللغة وعلومها[
49 ... الجوهرة في النحو ، (نظم).
50 ... الإصابة في لوازم الكتابة.
51 ... الاعتراض المبدي لوهم التاج الكندي.
52 ... حاشية على الإيضاح في المعاني والبيان لجلال الدين القزويني.
]خامساً: في التاريخ والسير والتراجم[
53 ... تاريخ ابن الجزري.
54 ... مختصر تاريخ الإسلام للذهبي.
55 ... ذات الشفا في سيرة المصطفى ومن بعد من الخلفا ، (نظم).
56 ... ذيل طبقات القراء للذهبي.
57 ... الذيل على مرآة الزمان للنووي.
58 ... المولد الكبير في السيرة.
59 ... التعريف بالمولد الشريف.
60 ... عرف التعريف بالمولد الشريف ، (مختصر التعريف).
61 ... أحاسن المنن وأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب.
62 ... غاية النهاية في أسماء رجال القراءات ، (مختصر طبقات القراء له).
63 ... نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات ، (مختصر طبقات القراء الكبير).
]سادساً: في تصانيفَ مختلفة[
64 ... فضل حراء.
65 ... وظيفةٌ مسنونة.
66 ... منظومةٌ في لغز.
67 ... منظومةٌ في الفلك.
68 ... الإجلاء والتعظيم في مقام إبراهيم.
69 ... مختار النصيحة بالأدلة الصحيحة.
70 ... الرسالة البيانية في حق أبوي النبي.
71 ... الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح.
- -(1/25)
صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم
منهج الإمام ابن الجزري -
من خلال بعض تصانيفه الحديثية
- - - - - - -
= الفصل الثالث =
] منهج الإمام ابن الجزري - من خلال بعض تصانيفه الحديثية[
سأتخيَّر في هذا الفصل ثلاثة من مؤلفات الإمام ابن الجزري - في علم الحديث الشريف ، مُوضِحاً في كلِّ واحدٍ منها: موضوعه ، وإيراد طَرَفٍ منه ، وذكر خصائصه ومميزاته ، وبيان المنهج الذي سار عليه فيه ، وبه عند النظر تتضح الفروق ما بين كلِّ واحدٍ منها.
أولاً: ((الهداية في علم الرواية)) للإمام ابن الجزري - .
موضوعه:
نَظْمٌ في فنون مصطلح الحديث.
إيرادُ طرفٍ منه:
يقول راجي عفو ربٍ رؤفِ ... محمد ابن الجزري السلفي
الحمد لله على هدايته ... إلى حديث المصطفى و سنته
صلى عليه ربنا و سلما ... و زاده هدايةً و سُلَّما
بعد أن خير شيء يُقتفى ... بعد القرآن لحديث المصطفى
يحمله عدول كل خلف ... عمن مضى من خلف و سلف
هاك في علومه مقدمة ... يكون لاصطلاحهم مفهمة
رتبتها أحسن ما يرتب ... و زدتها فوائد تستعذب
نظمتها باسم الإمام العالمي ... أبي محمد المقر السالمي
تغدو إلى مصر من أرض برحة ... فهي إلى جنابه تحيتي
ممن يريد أن يرى محدثا ... فليعلمن من قبل أن يحدثا
كيفية النقل مع السماع ... وما لمتنه من الأنواع
فأولا بعد خلوص نيته ... أهم ما إليه صدق لهجته
ثم يبادر السماع العالي ... مقدم الأولى من العوالي(1)
خصائصه ومميزاته:
تقع هذه المنظومة في (373) بيتاً.
سهلة النظم ، يسيرة الحفظ ، على بحر الرجز.
ذَكَرَ فيها جل مباحث علم مصطلح الحديث.
لا يُستغنى عن شرحٍ يبيَّن فيه ما خفي ويُقرَّب منه ما قصي.
اتبع فيه طريقة معاصريه من السادة المحدِّثين في التقسيم والتبويب.
__________
(1) نظم الهداية في علم الرواية (الأبيات1-13).(1/26)
ما أتى به في النظم من زياداتٍ لم يميِّزه عن كلام معاصريه كما يفعل غيره !!.
يشير في البيت الثامن من النظم: أنه نظمه باسم الإمام أبي محمد المقري السالمي.(1)
من أهم ما يُذْكَرُ هنا: أن النظم لم يُطْبَعْ بشكلٍ مستقل ، إنما الموجود هو شرحٌ عليه بحاشيته ، لتلميذه الإمام محمد بن عبد الرحمن السَّخاوي (ت:902هـ) ، والذي أسماه: (كتاب الغاية شرح الهداية في علم الرواية) ، مطبوعٌ في مجلدين بمكتبة العلوم والحِكَم "المدينة المنورة" ، بتحقيق: د. محمد سيدي محمد محمد الأمين.
منهجه الذي سار عليه:
* قسَّم الإمام ابن الجزري - نظمه إلى أبواب تبحث ما اصطُلِحَ عليه في هذا العلم ، بادئاً بذكر مقدمة في سبب تأليفه النظم ، وشرف أهله ، وفضل المشتغلين به.
* ثم شَرَعَ في تقسيم نظمه على أبوابٍ كما أشرْت ، وهى على هذا النحو المُرَتَّب:-
أدب طالب الحديث.
أنواع العلو.
الوقت الذي يصحُّ فيه السَّماع والطلب ، واستحباب الرحلة ، وعدم اشتراط التأهل حين التحمُّل.
كتابة الحديث وضبطه.
الإشارة بالرمز.
كتابة التسميع ، والعمل بما يُسمع ، وترك التعصُّب.
أنواع الأخذ والتحمُّل ، وأنواع الإجازة.
تفريعاتٌ على: أنواع الأخذ والتحمُّل ، وأنواع الإجازة.
الرواية من الأصل ، وبالمعنى ، وبالاختصار.
__________
(1) وهو يلبغا الظاهري ، اشتغل بالعلم ، وأكثر من سماع الحديث وكتابة الطِباق ، ولكن لم يُفتح عليه بشيء من ذلك ، سوى أنه يصوم يوماً بعد يوم ويكثر التلاوة وقيام الليل والذكر والصدقة ومحبة العلماء والفضلاء ، ولا يخلو من محاسن ، إلا أنه كان شديد المبالغة في حب ابن عربي وأضرابه من غير فهمٍ لكلامهم ، وقد بالغ الإمام ابن الجزري - في وصفه جرياً على عادة كثيرين في رؤساء وقتهم ، وقد قاسى منه الناس شدةً ، وآل أمره إلى أن خُنِقَ وهو صائمٌ في رمضان عصر الجمعة سنة: (811هـ) عفا الله عنه وعن جميع المسلمين. "الغاية شرح الهداية 1/90".(1/27)
التحذير من اللحن والتصحيف ، والحث على تعلم النحو واللغة ، وكذا مشتبه الأسامي من أفواه العلماء.
من تُقبل روايته ، ومن تُرَد ، ومراتب ألفاظهما ، والمختلطون.
عدم ملاحظة كل ما تقدَّم في هذه الأعصار المتأخرة.
ذكرُ أشياءٍ تتعلق بطالب الحديث.
أقسام الحديث: وفيه جميعُ أقسام الحديث ، وما يُلْحَقُ بها ]وهو أوسع الأبواب[.
معرفة الصحابة مقدمة .
معرفة التابعين.
الفقهاء السبعة.
الإخوة والأخوات.
من لم يروِ عن إلا واحد.
من له أسماءٌ مختلفةٌ ونعوتٌ متعددةٌ.
المفردات من الأسماء والألقاب والكُنَى.
الكُنَى.
الأسماء.
الأنساب والألقاب.
المنسوب إلى غير أبيه.
أوطان الرواة وقبائلهم وبلدانهم ، والموالي.
الأنساب التي باطنها على خلاف ظاهرها.
المبهمات.
المؤتلِف والمختلِف ، والمتَّفِق والمفتَرِق.
من وافق اسمه اسم والد الآخر ، واسم والده ، واسمه.
غريب ألفاظ الحديث.
طبقات الرواة ووفياتهم.
آداب المحدِّث.
الخاتَمة.
* ويُنَوَّه أن الإمام - عند عقده للباب لا يزيد فيه عن (12 بيتاً) في الغالب ، إلا باب "أقسام الحديث" فإنه أسهب فيه.
ثانياً: ((الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين)) للإمام ابن الجزري - .
موضوعه:
كتابٌ جامعٌ في الأذكار والأدعية النبوية من كلام سيد المرسلين - .
إيرادُ طرفٍ منه:
]ما يتعلق بالأكل والشرب واللِّباس[
* إذا دُعِيَ إلى طعام: فَلْيُجب ، ولا سيَّما وليمة العرس ، فإن كان صائماً صلَّى ودعا وبرَّك.
* وإذا أفطر قال: (ذهب الظمأ ، وابتلَّت العروق ، وثَبَتَ الأجر إن شاء الله) ، (اللهم إني أسألك برحمتك التي وَسِعَتْ كل شيء أن تغفر لي ذنوبي).
* فإن أفْطَرَ عند قومٍ قال: (أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلَّت عليكم الملائكة).
* إذا حَضَرَ الطعام: فليسمِّ الله ، ولْيأكل مما يليه بيمينه ، فإن الشيطان يَسْتَحِلُّ الطعام الذي لا يُذْكَرُ اسم الله عليه. (1)
__________
(1) الحصن الحصين (ص:69).(1/28)
خصائصه ومميزاته:
أنه كتابٌ جامعٌ لكثيرٍ من مرويَّات النبي - في الأذكار والأدعية.
أنه اشترط على نفسه إيراد ما رآه لم ينزل عن مرتبة الحُسْنِ من الأحاديث والآثار.
اعتمد فيه على أكثر 25 كتاباً من أمهات كتب السنة المطهرة.
رَمَزَ فيه لكلِّ كتابٍ منها ، بعد إيراد حديثه أو أثره.
وعن سبب تسميته له بـ:"الحصن الحصين" فيظهر أنه أخذه من حديثٍ أورده فيه عن النبي - وهو: (... وآمركم أن تذكروا الله ، فإن مثل ذلك كمثل رجلٍ خَرَجَ العدو في أثره سراعاً ، حتى أتى على حصنٍ حصين ، فأحرز نفسه منهم ...). (1)
أما عن ظروف تأليفه له فيقول - : (ولمَّا أكملت ترتيبه وتهذيبه ، طلبني عدو ، ولا يمكن أن يدفعه إلا الله تعالى ، فهربت مختفياً ، وتحصَّنت بهذا الحصن ، فرأيت سيد المرسلين - وأنا جالسٌ عن يساره (2)، وكأنه - يقول: ما تريد؟ ، فقلت: يا رسول الله ادعُ الله لي وللمسلمين ، فرفع - يديه الكريمتين ، وأنا أنظر إليهما ، فدعا ، ثم مَسَحَ بهما وجهه الكريم ، وكان ذلك ليلة الخميس ، فهَرَبَ العدو ليلة الأحد ، وفرَّجَ الله عني وعن المسلمين ببركة ما في هذا الكتاب عنه - ).(3)
وعن وقت تأليفه يقول - : (فرغت من ترصيف هذا "الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين" يوم الأحد بعد الظهر ، الثاني والعشرين من ذي الحجة الحرام سنة "791هـ" بالمدرسة التي أنشأتها برأس عَقَبَة الكتَّان داخل دمشق المحروسة حماها الله تعالى من الآفات ، وسائر بلاد المسلمين).(4)
للكتاب مختصران مخطوطان(5) ، وشرحٌ مفقودٌ(6) ، كلاهما له - .
منهجه الذي سار عليه:
* قسَّم كتابه - على فصول ، وهي على هذا النحو:-
__________
(1) المصدر السابق (ص:17).
(2) يعني في المنام.
(3) الحصن الحصين (ص:9).
(4) المصدر السابق (ص:142).
(5) واسمهما: (جُُنَّةُ الحصن الحصين) ، و(عدة الحصن الحصين). "هدية العارفين (1/187و188) ، الأعلام (7/43)"
(6) واسمه (مفتاح الحصن الحصين). "المصدرين السابقين"(1/29)
مقدمةً تشتمل على أحاديث في فضل الدعاء والذكر.
ثم آداب الدعاء والذكر.
ثم أوقات الإجابة ، وأحوالها ، وأماكنها.
ثم اسم الله - سبحانه وتعالى - الأعظم ، وأسمائه الحسنى.
ثم ما يُقال في الصباح والمساء.
ثم ما يُقال في طول الحياة والممات ، من جميع ما يُحتاجُ إليه.
ثم الذكر الذي وَرَدَ فضله ، ولم يختص بوقتٍ من الأوقات.
ثم الاستغفار الذي يمحو الخطيئات.
ثم فضل القرآن العظيم ، وسورٍ منه وآيات.
ثم الدعاء الذي صَحَّ عن النبي - .
ثم خَتَمَهُ بفضل الصلاة على سيد الخلق ورسول الحق - .
* عند تصديره الفصل بالعناوين المُشار إليه آنفاً ، يُورِدُ - ما يراه صحَّ عن النبي - من الأحاديث والآثار.
* ثم بعد إيراد الحديث والأثر ، يقدِّمُ رَمْزَ من له ذلك الحديث والأثر ، على ما اصطلحه من الرموز في ذلك ، وهي ما يلي:
خ ... صحيح البخاري ... مص ... مصنف ابن أبي شيبة
م ... صحيح مسلم ... أ ... مسند الإمام أحمد
د ... سنن أبي داود ... ر ... مسند البزَّار
ت ... جامع الترمذي ... ص ... مسند أبي يعلى الموصلي
س ... سنن النسائي ... مي ... سنن الدارمي
ق ... سنن ابن ماجه ... ط ... المعجم الكبير للطبراني
عه ... السنن الأربعة ... طس ... المعجم الأوسط للطبراني
ع ... الكتب الستة ... طص ... المعجم الصغير للطبراني
حب ... صحيح ابن حبَّان ... طب ... الدعاء للطبراني
مس ... مستدرك الحاكم ... مر ... الدعاء لابن مردويه
عو ... مستخرج أبي عوانة ... قي ... سنن البيهقي
مه ... صحيح ابن خزيمة ... سني ... السنن الكبرى للبيهقي
طا ... موطأ الإمام مالك ... ي ... عمل اليوم والليلة لابن السُّنِّي
قطا ... سنن الدارقطني
ثالثاً: ((الأربعون العوالي)) للإمام ابن الجزري - .
موضوعه:
أربعون حديثاً في مهمات الدين ، عاليات الإسناد ، عُشارية ، يرويها بسنده إلى النبي - .
إيرادُ طرفٍ منه:(1/30)
(ولمَّا منَّ الله تعالى ورزقني منه أوفر نصيب ، وجعلني ممن لم يشاركني في علو كتابه وسنة رسوله على وجه الأرض قريب ، فلله الحمد والمنَّة ، وبه التوفيق والعصمة ، فبيني وبين النبي - في كتاب الله تعالى العزيز اثنا عشر رجلاً من الأئمة ، وفي الحديث الصحيح عشرةُ أنفسٍ من ثقات الأمة ؛ وكان بعض شيوخنا من كبار الحفَّاظ رحمهم الله قد جمع أربعين حديثاً عشارية الإسناد ولم يكن في عصره أعلى منه في أقطار البلاد ، فرأيت أن أقتدي به في ذلك لأني له في كبار شيوخه موافقٌ ومشارك).(1)
خصائصه ومميزاته:
أنه مخطوطٌ نفيسٌ في (31 لوحاً)لم يُطبع ولم يُحقَّق بعد ، محفوظٌ في المكتبة الأزهرية (الحديث الشريف ، برقم:4209) ، وموقوفٌ قديماً على رواق الأكراد كما في طُرَّة لوحه الأول.
أنه من رواية تلميذه وكاتبه: أحمد عبد الواحد الأميوطي المقري ، لسنة 837هـ.
الخط مقروء ، وعليه حواشٍ في ضبط الأسماء ، واختلاف الألفاظ في الحديث.
في كلِّ لوحٍ ورقةٌ من صفحتين ، في كلِّ منها: (19 سطراً).
استخدم فيه المِداد الأحمر في عنونة المقدمة ، والفصول ، وأرقام الأحاديث.
منهجه الذي سار عليه:
* ذَكَرَ السبب الباعث على تأليفه لهذه الأحاديث العوالي ، والترغيب في طلب الإسناد العالي ، وذَكَرَ شرطه فيها بقوله - : (فلم أذكر أحداً من المتهمين بالكذب). (2)
* ثم قدَّم فيه مقدِّمةً أنفس ما تكون من عالمٍ بالقراءات والحديث وأسانيدهما ، ذكر فيها المواضيع التالية "مرتَّبةً ومعنونةً اجتهاداً مني":-
أنواع العلو في الإسناد.
التعريف بالعلو المعنوي.
التعريف بالعلو الصُّوري.
أقسام العلو الصُّوري ، وهي خمسة أقسام.
وجوه العلو المعنوي ، وأنه مقصوده فيها ، وهي خمسة وجوه.
أنواع الرواية بالإجازة "دون السَّماع" ، وهي تسعة أنواع ، والمعوَّل عليه فيها خمسة.
__________
(1) اللوح الثالث من مصوَّرة مخطوط الأربعين العوالي.
(2) اللوح الثاني من المصدر السابق.(1/31)
ذكر نوعي المناولة ، التي هي أحد أنواع الرواية بالإجازة دون السَّماع.
صور المناولة المقرونة بالإجازة "المناولة العالية".
ذكر الخلاف الواقع في عبارة الراوي لِمَا تحمَّله بطريق المناولة والإجازة.
ما يتعلق بالإجازة في القراءات ، والفرق بينها وبين الإجازة في الحديث.
تعريفه بالأحاديث المسلسلة بالأوَّليَّة.
* ثم شَرَعَ في ذكر الأربعين حديثاً العوالي العشارية ، بسنده إلى النبي - ، فبالترتيب الذي ساقه بإسناده ، هذه أطرافها:
-الحديث الأول: (من كَذَبَ عليَّ متعمِّداً ...).
-الحديث الثاني: (أَشَابَ رسول الله - ؟؟ ، فأومأ إلى عنفقته ...).
-الحديث الثالث: (عَرَضَ له أمراً في الطريق ومعه أناسٌ في الطريق ، فقال: يا أمَّ فلان ...).
-الحديث الرابع: (عَطَسَ عند النبي - رجلان ، فشمَّت أحدهما ولم يشمِّت الآخر ...).
-الحديث الخامس: (أن الربيِّع بنت النضر لطمت جاريةً فكسرت أنفها ...).
-الحديث السادس: (كان يسوق بهم رجلٌ يُقالُ له أنجشة ...).
-الحديث السابع: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ...).
-الحديث الثامن: (يا أبا عُمَيْر ! ما فَعَلَ النُّغَيْر؟ ..).
-الحديث التاسع: (هذا أنس غلامٌ لبيبٌ ...).
-الحديث العاشر: (أترون كفِّي هذه ، وضَعْتُها في كفِّ محمد ...).
-الحديث الحادي عشر: (كلام أهل السماوات: لا حول ولا قوة إلا بالله ...).
-الحديث الثاني عشر: (متى الساعة؟ ، فقام النبي - إلى الصلاة ...).
-الحديث الثالث عشر: (لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام ...).
-الحديث الرابع عشر: (يا معشر الأنصار ألم آتكم ضُلاَّلاً فهداكم الله بي ...).
-الحديث الخامس عشر: (سُئِلَ أنسٌ عن الحجامة للصيام ...).
-الحديث السادس عشر: (من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ...).
-الحديث السابع عشر: (غزوت مع الرسول - سبع غزوات ...).
-الحديث الثامن عشر: (سابقت رسول الله - يوم الحديبية ثم تنحَّيْت ...).(1/32)
-الحديث التاسع عشر: (ارتقى رسول الله - المنبر فقال: آمين ...).
-الحديث العشرون: (سُئِلَ رسول الله - عن وقت الصلاة ...).
-الحديث الحادي والعشرون: (أي الدعاء أفضل؟؟ قال: اسأل الله العفو والعافية ...).
-الحديث الثاني والعشرون: (أن رسول الله - سَقَطَ عن فرس ...).
-الحديث الثالث والعشرون: (هكذا رأيت رسول الله - يتوضأ ...).
-الحديث الرابع والعشرون: (يقول: إذا أخذ أحدكم مضجعه فليقل : اللهم أسلمت ...).
-الحديث الخامس والعشرون: (قال: خرجت أريد الغابة ، فلقيت غلاماً لعبد الرحمن ...).
-الحديث السادس والعشرون: (أنا أول شفيعٍ يوم القيامة ...).
-الحديث السابع والعشرون: (من أغضبك أغضبه الله؟؟ ...).
-الحديث الثامن والعشرون: (ثم قال: هكذا الوضوء مما غيرَّت النار ...).
-الحديث التاسع والعشرون: (فتعلَّقَ به الرجل ، فقام حتى قضى حاجته ...).
-الحديث الثلاثون: (رأيت رسول الله - يرمي الجمرة ، لا ضرب ولا جلد ولا طرد ...).
-الحديث الحادي والثلاثون: (سووا صفوفكم ، فإني أراكم من وراء ظهري ...).
-الحديث الثاني والثلاثون: (والذي نفسي بيده أنِّي لأجد ريحَ الجنَّة دون أُحُد ...).
-الحديث الثالث والثلاثون: (لا يتمنَّينَّ أحدكم الموت لضرٍّ نَزَلَ به ...).
-الحديث الرابع والثلاثون: (ادع الله لابنتي هذه ...).
-الحديث الخامس والثلاثون: (جُرِحَ رسول الله - ...).
-الحديث السادس والثلاثون: (يأتي على الناس زمانٌ الصابر على دينه كالقابض ...).
-الحديث السابع والثلاثون: (فقال - : سمِّ ابنك عبد الرحمن ...).
-الحديث الثامن والثلاثون: (ما مررت بملأ من الملائكة إلى قالوا: يا محمد ...).
-الحديث التاسع والثلاثون: (رأيت رسول الله - يوم الأضحى على بعير ...).
-الحديث الأربعون: (لا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن ...).(1/33)
صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم
A
- - - - - - -
= الخاتمة =
] وفيها النتائج[
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وأشرف الصلوات والتسليمات على من أوضح المحجَّة ، فلم يدع لأحدٍ حُجَّة ، وعلى آل بيته وصحبه ، إلى يوم الدين ، وبعد ..
بعدما تفيَّئتُ ظِلال هذا البحث الماتع الذي كنتُ فيه مع الإمام الحافظ الحجة الثبت شمس الدين والملَّة محمد بن الجزري - من ولادته إلى وفاته ، مستجنٍ قِطافَ هدىً من نشأته ورحلاته ، وتدريسه وتحديثه ، وبذله في تآليفه ، مستسلٍ عذبَ رِوَىً من شمائله وصفاته ، ومكانته وثناء العلماء عليه ، خاتماً بالوقوف على منهجه في بعض كتبه في الحديث الشريف وعلومه ..
يجدر بي أن أخرج بعددٍ من النتائج التي أفاد بها هذا البحث الصغير:-
* فمن ذلك: أنه لا يختلف اثنان على علوِّ مكانةِ ورفعةِ منزلةِ الإمام ابن الجزري - .
* أني وقفت على أطرافٍ من سيرته الشذية لم يكن لي فيها بال ، وما أحوى كتب التراجم.
* اتضح من هذا البحث التأكيد على أحد أسبابه الباعثة عليه ، وهي: إثبات أن الإمام - كان مبرِّزاً في الحديث الشريف وعلومه ، وإن لم يكن فيه عندي إلا هذا لكفى.
* ومن ذلك: أن تراث الإمام - من منثورٍ ومنظومٍ في غير القراءات وعلومها لم يُخدم ، واتضح ذلك جليَّاً في المسرد الآنف الذكر أنَّ أكثر من ثلاثة أرباعه مخطوط أو مفقود!!.(1/34)
* أن هذا البحث يُشَكِّلُ نواةً لبحث أوسع وأجمع وأمنع من حيث الصناعة الحديثية خاصةً: يُدرس فيه طريقة تأليفه في المصطلح ، وحكمه على الرجال ، وأقواله في الجرح والتعديل ، والموازنة بينها ، وحكمه على الأحاديث والآثار ، ومنهجه الموافق أو المخالِف لمتقدِّميه أو متأخريه أو معاصريه ، وكذا الوقوف على ما يذكره من فروق بين صناعة القرَّاء وصناعة المحدِّثين في الأسانيد وما ينبني عليها من قبولٍ ورد ، فهو المبرِّزُ في الحديث ، وهو المبرِّز في القراءات - .
صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم
u
- - - - - - -
أولاً: ]فهرس المصادر والمراجع [
أدب الكاتب لعبد الله بن مسلم بن قتيبة ، تحقيق: محيي الدين عبد الحميد ، المكتبة التجارية الكبرى ، القاهرة ، ط4 ، 1382هـ.
إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر العسقلاني ، تحقيق: حسن حبشي ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، 1389هـ ، القاهرة.
الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى لابن عبد البر ، تحقيق: عبد الله مرحول السوالمة ، دار ابن تيمية ، الرياض ، 1405هـ.
الأربعون العوالي لشمس الدين محمد بن الجزري (مخطوط) ، المكتبة الأزهرية (برقم:4209/حديث).
الأعلام لخير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، ط5 ، 1981م.
الإعلان بالتوبيخ لمن ذمَّ التاريخ لعبد الرحمن بن محمد السَّخاوي ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 1399هـ.
الإكمال في رفع الارتياب في المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب لأبي نصر بن ماكولا ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1411هـ.
الأنساب لعبد الكريم السمعاني ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية ، 1382هـ.
الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل لمجير الدين الحنبلي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
الأنوار الساطعة في المائة السابعة لآغا بزرك الطهراني ، دار الكتب العلمية ، بيروت.(1/35)
البداية والنهاية لإسماعيل بن كثير ، مكتبة المعارف ، مصر ، ط2 ، 1977م.
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع لمحمد بن علي الشوكاني ، القاهرة ، 1348هـ.
تخريج ثبت شمس الدين البابلي لعيسى الثعالبي المغربي ، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي ، دار البشائر الإسلامية ، بيروت ، 1425هـ.
تذكرة الحفاظ لشمس الدين محمد الذهبي ، دار إحياء التراث.
التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة ابن الصلاح لزين الدين العراقي ، مؤسسة الكتب الثقافية ، بيروت ، 1419هـ.
الثغر البسام في ذكر من ولي قضاة الشام لابن طولون ، تحقيق: صلاح الدين المنجد.
حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة لجلال الدين السيوطي ، مطبعة الحلبي ، ط1 ، 1387هـ.
الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين - لشمس الدين محمد بن الجزري ، المكتبة العصرية ، 1425هـ.
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني ، تحقيق: محمد جاد الحق ، دار المدني ، ط2.
دليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة القديمة والحديثة لمحي الدين عطية وصلاح الدين حفني ومحمد خير رمضان يوسف ، دار ابن حزم ، بيروت ، 1416هـ
ذيل طبقات الحفاظ لجلال الدين السيوطي ، دار إحياء التراث.
الزهر الفائح في من تنزَّه عن الذنوب والقبائح لشمس الدين محمد بن الجزري.
سير أعلام النبلاء لشمس الدين محمد الذهبي ، تحقيق: الأرناؤوط ، ط1 ، مؤسسة الرسالة.
شذرات الذهب في خبر من ذهب لابن العماد الحنبلي ، دار الآفاق الجديدة.
شرح طيبة النشر للنويري ، تحقيق: مجدي با سلوم ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1424هـ.
شرح موقظة الذهبي لحاتم بن عارف الشريف ، اعتنى به: عدنان الفهمي وبدر الفهمي ، دار ابن الجوزي ، الدمام ، 1427هـ.
شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ، تحقيق: محمد أوغلي ، دار إحياء السنة النبوية ، أنقرة.
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية لطاش كبري زاده ، دار الكتب العلمية ، بيروت.(1/36)
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لمحمد عبد الرحمن السَّخاوي ، دار مكتبة الحياة ، بيروت.
طبقات الشافعية الكبرى لتقي الدين السبكي ، تحقيق: محمود الطناحي وعبد الفتاح الحلو ، مطبعة الحلبي ، القاهرة ، 1383هـ.
طبقات المفسرين لمحمد بن علي الداودي ، ت: علي محمد عمر ، مكتبة وهبة ، القاهرة ، 1392هـ.
العبر في خبر من غبر لشمس الدين محمد الذهبي ، تحقيق: صلاح الدين المنجد.
الغاية شرح نظم الهداية في علم الرواية لمحمد بن عبد الرحمن السَّخاوي ، تحقيق: محمد سيدي محمد محمد الأمين ، مكتبة العلوم والحكم ، المدينة المنورة.
غاية النهاية في طبقات القرَّاء لشمس الدين محمد بن الجزري ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ، تحقيق: الوليد بن عبد الرحمن الفريَّان ، دار المؤيد ، الرياض ، ط8 ، 1423هـ.
فتح المغيث بشرح آلفية الحديث لزين الدين العراقي ، تحقيق: محمود ربيع ، مؤسسة الكتب الثقافية ، بيروت ، 1416هـ.
فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات لعبد الحي الكتاني ، بعناية: إحسان عباس ، دار المغرب الإسلامي ، بيروت ، 1402هـ.
الفهرست لابن النديم ، تحقيق: رضا تجدد ، مطبوعات طهران.
الفوائد التجويدية شرح المقدمة الجزرية لعبد الرزاق إبراهيم موسى ، مكتبة الصحابة ، القاهرة.
قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث لمحمد جمال الدين القاسمي ، تحقيق وتعليق: مصطفى شيخ مصطفى ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1425هـ.
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة ، مصورة دار الكتب العلمية ، 1955م.
الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ، تحقيق: أحمد عمر هاشم ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط2 ، 1406هـ.
مرآة الزمان في تاريخ الأعيان? لسبط بن الجوزي ؛ تحقيق: علي سويم ، الجمعية التاريخية التركية ، 1968م.(1/37)
المستطرف في كل فنٍ مستظرف لشهاب الدين الأبشيهي ، تحقيق: مصطفى الذهبي ، دار الحديث ، القاهرة ، 1421هـ
معجم طبقات الحفاظ والمفسرين لعبد العزيز عز الدين السيروان ، عالم الكتب ، بيروت ، 1404هـ.
معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، تحقيق: عبد السلام هارون ، دار الجيل ، بيروت ، 1411هـ.
معرفة علوم الحديث لأبي عبد الله الحاكم ، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، 1400هـ.
مفتاح السعادة ومصباح السيادة لطاش كبري زاده ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1405هـ
مكاشفة القلوب المقرِّب إلى علاَّم الغيوب لأبي حامد الغزالي ، بعناية: عبد المجيد طعمه حلبي ، دار المعرفة ، بيروت ، ط4 ، 1422هـ.
المنح الفكرية شرح المقدَّمة الجزرية للملاَّ علي القاري ، المطبعة الباكستانية.
منهج البحث العلمي وكتابة الرسائل الجامعية لأستاذنا موفق عبد القادر ، جامعة أم القرى.
نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر العسقلاني ، تحقيق: عبد العزيز السديري ، مكتبة الرشد ، الرياض ، 1409هـ.
نظم العقيان لجلال الدين السيوطي ، المطبعة السورية الأمريكية.
هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لإسماعيل باشا ، مصورة دار الكتب العلمية ، 1955م.
وفيات الأعيان لأبي العباس بن خلِّكان ، تحقيق: إحسان عباس ، دار صادر ، بيروت.
الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي ، ط2 ، 1394هـ.
الوسائل إلى معرفة الأوائل لجلال الدين السيوطي ، منشورات مكتبة الخانجي ، مصر.
...
ثانياً: ]فهرس الموضوعات[
... ...
* ... مقدمة البحث ... ص:3
* ... الفصل الأول: التعريف بالإمام ابن الجزري - ، وبسيرته ... ص:6
* ... المبحث الأول: اسمه ، ونسبه ، وموطنه. ... ص:7
* ... المبحث الثاني: مولده ، ونشأته ، وتعلُّمَه. ... ص:8
* ... المبحث الثالث: تدريسه ، وإقراؤه ، وتلاميذه. ... ص:11
* ... المبحث الرابع: شمائله ، وصفاته ، ووفاته. ... ص:13(1/38)
* ... المبحث الخامس: مكانته ، وثناء العلماء عليه ، وأقوال العلماء في توثيقه ، وشهادتهم ببروزه. ... ص:14
* ... الفصل الثاني: جهود الإمام ابن الجزري - ، وعنايته بالحديث الشريف ... ص:17
* ... المبحث الأول: رحلته في طلب الحديث ، وسماعه من كبار أئمة عصره. ... ص:18
* ... المبحث الثاني: اهتمامه بالأسانيد والمرويات والإجازات ، ومعرفته بأحوال الرواة. ... ص:18
* ... المبحث الثالث: عقده لمجالس التحديث والإملاء ، وإقامته بهذا النحو في الأمصار. ... ص:23
* ... المبحث الرابع: مسردٌ عامٌ لمؤلفاته - المطبوع منها والمخطوط والمفقود في شتى العلوم والفنون ، ومن بينها علم الحديث الشريف وما يتعلق به. ... ص:24
* ... الفصل الثالث: منهج الإمام - من خلال بعض تصانيفه الحديثية ... ص:28
* ... منهجه - في (الهداية في علم الرواية) ... ص:29
* ... منهجه - في (الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين - ) ... ص:32
* ... منهجه - في (الأربعين العوالي) ... ص:35
* ... خاتمة البحث ... ص:39
* ... فهرس المصادر والمراجع ... ص:42
* ... فهرس الموضوعات ... ص:45(1/39)