الفصل الأول : التعريف بأبي نعيم الأصبهاني (1).
وفيه سبعة مباحث :
المبحث الأول : اسمه ، ونسبه ، وكنيته .
اسمه ونسبه :
أحمد بن عبد الله بن مهران بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني.
ذكر أبو نعيم أن أول من أسلم من جدوده هو مهران ، وكان مولاً لعبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
نسبته وكنيته :
نسبته التي اشتهر بها الأصبهاني ، نسبة إلى مدينة أصبهان(2)
__________
(1) مصادر ترجمته :-
الأنساب 1/285 ، وفيات الأعيان ، وأنباء أبناء الزمان 1/91-92 ،المنتظم 8/100 ، سير أعلام النبلاء 17/453 ، طبقات الحفاظ 3/1092 ، الكامل في التاريخ 9/466 ، البداية والنهاية لابن كثير 12/45 ، التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد 1/156 ، مرآة الجنان وعبرة اليقظان 3/41 ، طبقات الشافعية الكبرى 4/18-25 ، طبقات الشافعية للأسنوي 2/474-475 ، طبقات الشافعية لقاضي شهبة 1/201 ، طبقات الشافعية لابن هداية الله ص 47 ، الأعلام 1/157 ، معجم المؤلفين 1/176، روضات الجنات 1/172 -175، معجم البلدان 1/249 ،شذرات الذهب 3/245 ، أبو نعيم وكتابه الحلية لمحمد لطفي الصباغ ، الحركة الفكرية العربية في أصبهان في القرون الستة الأولى من تاريخ الإسلام ، لصبري أحمد لافي ص 341-346 .
(2) أصبهان : بكسر الهمزة وفتحها ـ وهو الأشهر ـ وسكون الصاد المهملة ، وفتح الباء الموحدة ـ ويقال بالفاء أيضاً ـ وفتح الهاء ، وبعد الألف النون ، الأنساب 1/284 .
وأصبهان : مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ، تقع أصبهان بين طهران و شيراز في الجنوب الشرقي من المقاطعة المركزية في وسط إيران تقريبا ، فتحت في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، وقد كانت قديماً عاصمة لإيران ، ولكنها لا تعدو اليوم كونها مقراً إدارياً للمقاطعة التي تحمل اسم المدينة، و هي عاصمة الأقليم الأوسط في إيران ، ينظر معجم البلدان 1/244-249، الدليل السياحي لأيران لعام( 2001م ) ص 85.(1/1)
.
وكنيته التي اشتهر بها : أبو نعيم .
المبحث الثاني : مولده ، ونشأته .
ولد في شهر رجب سنة ست و ثلاثين وثلاثمائة للهجرة .
كانت البيئة التي عاش فيها أبو نعيم رحمه الله بيئة علمية تساعد على التنشئة العلمية الجيدة فمدينة أصبهان التي ولد فيها كانت مركزاً علمياً عاش فيها جمعٌ من العلماء ، ورحل إليها جمع آخر يقول ياقوت الحموي عن أصبهان :" وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم في ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصون" (1) ، هذا من حيث البيئة العامة للمجتمع ، أما البيئة الخاصة للأسرة فقد نشأ أبو نعيم في بيت يحب العلم ويقدر أهميته ، فمنذ نعومة أظفاره أخذ والده ت ( 365هـ) بيده للتلقي عن عدد من شيوخ ذلك العصر ، فقد كان والده محدثاً رحالاً نعته الذهبي بقوله :" الحافظ الإمام " ثم قال عنه :" وكان صدوقاً ، عالماً ، بكّر بولده وسمّعه من الكبار " (2)، استجاز له من جماعة من كبار المجيزين في عصره ،وتفرد بالرواية عنهم ، فأجاز له بالشام خيثمة بن سليمان (3)، ومن بغداد جعفر الخلدي (4)
__________
(1) معجم البلدان1/247.
(2) سير أعلام النبلاء 16/281.
(3) أبو الحسن : خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الأطرابلسي ، قال الخطيب البغدادي : خيثمة ثقة ، ثقة ، قد جمع فضائل الصحابة ، وقال الذهبي : الإمام الثقة المعمر محدث الشام، كان رحالاً جوالاً صاحب حديث ، وآخر من روى عنه في الدنيا بالإجازة أبو نعيم الحافظ ، مات سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة ، سير أعلام النبلاء 15/412 ، تذكرة الحفاظ 3/858.
(4) أبو محمد : جعفر بن محمد نصير بن القاسم ، الخواص المعروف بالخلدي ، قال الخطيب البغدادي : شيخ الصوفية ، وكان ثقة صادقاً ديناً ، مات سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة ، تاريخ بغداد ج7/ص227 ، سير أعلام النبلاء 15/558.(1/2)
، ومن واسط عبد الله بن عمر بن شوذب (1).
وذكر الذهبي أن مشايخ الدنيا أجازوا له سنة نيف وأربعين وثلاثمائة ، وعمره حينئذ ست سنين (2) ، ومما ساعده على ذلك أخوته ، فأخوه أبو أحمد : عبد الرزاق بن عبد الله الأصبهاني ،ت ( 395هـ) ، وقف في عرفات أربعين مرة ، كان محدثاً ، روى الحديث وسمعه من العراقيين ، وأهل الحرمين ، وأخوه أبو مسعود : محمد بن عبد الله ، كان من المحدثين (3).
المبحث الثالث : طلبه العلم ، ورحلاته فيه .
بدأ طلب العلم بالسماع على المشايخ وكان أول سماع له وعمره ثمان سنوات أي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وكان أول سماع له من مسند أصبهان المعمر أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس (4)، وهذا يدل على أنه بدأ السماع في وقت مبكرٍ من عمره .
ووافق هذا التبكير في التحصيل همة عالية ، ونفس جادة في طلب العلم وجمعه ، ويستفاد مما كتبه وصنفه ، وبما وصفه به من عاصره ومن جاء بعده أن أبا نعيم كان ذا حافظة قوية ساهمت مع التبكير والجد إلى بلوغ رتبة الحافظ المتقن.
رحلاته :
__________
(1) أبو محمد : عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب الواسطي ، قال الذهبي : المقرئ المحدث مات سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة ، سير أعلام النبلاء 15/466
(2) تذكرة الحفاظ 3/1092.
(3) الحركة الفكرية العربية في أصبهان 342، نقلاً عن مجموعة من المجلات الفارسية .
(4) أبو محمد : عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ، قال الذهبي : الشيخ الإمام المحدث الصالح مسند أصبهان ، وكان من الثقات العباد ، مات سنة ست وأربعين وثلاث مائة ، طبقات المحدثين بأصبهان 4/237 ت 639 ، سير أعلام النبلاء 15/553.(1/3)
رحل أبو نعيم في طلب العلم وعمره عشرين عاماً في سنة ست وخمسين وثلاثمائة (1)،ولم تذكر كتب التراجم نصوصاً واضحة لرحلاته وتواريخها ، ولكن يؤخذ من سيرته أنه قد سمع الحديث عن بعض شيوخه في بلدانهم ، ومن تلك البلدان :
مكة ، سمع فيها من :
محمد بن الحسين بن عبد الله ، أبو بكر الآجري .
قال الخطيب البغدادي :" وكان ثقة ، صدوقاً ، ديناً ".
وقال الذهبي :" الإمام المحدث القدوة ، وكان عالماً عاملاً صاحب سنة واتباع ".
مات سنة ستين وثلاثمائة (2).
بغداد ، سمع فيها من :
أحمد بن يوسف بن خلاد أبو بكر النصيبي ، العطار.
كان ثقة ، صحيح السماع.
مات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (3).
محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق ، أبو علي الصواف ، الغدادي.
روى عنه أبو نعيم كثيراً ، وقد كان ثقة ، ثبتاً ، حجة ، غاية في الإتقان .
مات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة (4).
محمد بن الحسن بن كوثر أبو بحر البربهاري (5)، البغدادي.
قال الدارقطني :" كان له أصل صحيح ، وسماع صحيح ، وأصل رديء ، فحدث بذا وبذاك فأفسده ".
مات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة (6).
أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ، أبو بكر القطيعي .
روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل مسند أبيه ، وله جزء الألف دينار.
كان ثقة ، زاهداً ، صالحاً ، مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة (7).
__________
(1) طبقات الشافعية الكبرى 4/20.
(2) تاريخ بغداد 2/243 ، سير أعلام النبلاء 16/133.
(3) سير أعلام النبلاء 16/69.
(4) سير أعلام النبلاء 16/184.
(5) البربهاري : بفتح الباء الموحدة ، وسكون الراء المهملة ، وفتح الباء الثانية أيضاً ، والراء المهملة أيضاً بعدها الهاء والألف ، هذه النسبة إلى بربهار ، وهي الأدوية التي تجلب ، الأنساب 1/307.
(6) تاريخ بغداد 2/209 ، سير أعلام النبلاء 16/141 ،
(7) سير أعلام النبلاء 16/210.(1/4)
وقد انتقد تاج الدين السبكي الخطيب البغدادي إذ لم يترجم له في تاريخ بغداد مع علمه أنه قد دخلها (1).
البصرة ، و سمع فيها من :
حبيب بن الحسن بن داود ، أبو القاسم القزاز .
قال الخطيب :" حبيب عندنا من الثقات ، وكان يؤثر عنه الصلاح " ، مات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (2).
فاروق بن عبد الكبير بن عمر أبو حفص الخطابي ، البصري .
محدث معمر ، مات سنة إحدى وستين وثلاثمائة (3).
الكوفة ، سمع فيها من :
إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم .
ذكره أبو نعيم في بعض مروياته عنه أنه أخذ عنه بالكوفة ، مات سنة سبع وخمسين وثلاث مائة (4).
أبو بكر : عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي .
ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وقال : وثقه الحافظ محمد بن أحمد بن حماد ، روى عنه أبو نعيم وغيره ، وذكره في وفيات سنة ثمان وخمسين و ثلاث مائة (5).
نيسابور ، سمع فيها من :
محمد بن أحمد بن حمدان أبي عمرو الحيري .
كان ثقة ، صحيح السماع ، نحوياً.
مات سنة ست وسبعين وثلاثمائة (6).
أبو أحمد : محمد بن محمد بن احمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي(7) الحاكم الكبير.
قال عنه أبو عبد الله الحاكم :" إمام عصره في هذه الصنعة كثير التصنيف مقدم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى ، و طلب الحديث ".
مات سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة (8).
ويظهر من اتساع راويات أبي نعيم وكثرتها ، وكثرة شيوخه ، وتلامذته الذين أخذوا عنه ؛ أنه قد رحل إلى بلدان أخرى غير ما ذكر.
المبحث الرابع : أبرز شيوخه وتلاميذه.
أولاً : أبرز شيوخه .
__________
(1) طبقات الشافعية الكبرى 1/20.
(2) تاريخ بغداد 8/253.
(3) سير أعلام النبلاء 16/140.
(4) أخبار أصبهان 1/170.
(5) تاريخ الإسلام /210.
(6) سير أعلام النبلاء 16/356.
(7) الكرابيسي : هذه النسبة إلى بيع الثياب ، الأنساب 5/42.
(8) سير أعلام النبلاء 16/370 ، تذكرة الحفاظ 3/976(1/5)
سبق ذكر عددٍ ممن رحل إليهم ، وأما أبرز من لقيهم ، وأكثر من الرواية عنهم:
سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي (1)، أبو القاسم الطبراني (2).
الإمام الحافظ ، صاحب المصنفات المشهورة ومنها ، المعجم الكبير ، والمعجم الأوسط ، والمعجم الصغير ، ومسند الشاميين ، وكتاب الدعاء ، قال أبو نعيم :" قدم أصبهان سنة تسعين ومائتين ، فخرج منها ثم قدمها ثانياً فأقام بها فحدث ستين سنة " ، مات سنة ستين وثلاثمائة (3).
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، أبو محمد الأصبهاني ، مشهور بأبي الشيخ .
الإمام الحافظ صاحب المصنفات العديدة ، ومن أهمها ، طبقات المحدثين بأصبهان ، العظمة ، ذكر الأقران ، مات سنة تسعة وستين ثلاثمائة (4).
محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان ، أبو بكر بن المقرئ .
قال أبو نعيم :" محدث كبير ، ثقة " ، مات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة (5).
محمد بن أحمد بن حسين ، أبو أحمد الغطريفي (6).
إمام حافظ ، صاحب الجزء المشهور ، قال السمعاني :" كان إماماً فاضلاً ، ومكثراً من الحديث " ، مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة(7).
عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن شاهين الشيباني.
__________
(1) اللخمي : بفتح اللام المشددة ، وسكون الخاء المعجمة ، هذه النسبة إلى لخم ، من قبائل اليمن ، الأنساب 5/132.
(2) الطبراني : بفتح الطاء المهملة ، والباء المنقوطة بواحدة، والراء وفي آخرها النون ، هذه النسبة إلى طبرية ، وهي مدينة في الأردن بناحية الغور ، الأنساب 4/42.
(3) سير أعلام النبلاء 16/119.
(4) سير أعلام النبلاء 16/276.
(5) سير أعلام النبلاء 16/399.
(6) الغطريفي : بكسر الغين المعجمة ، وسكةن الطاء ، وكسر الراء ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين ، وفي آخرها الفاء ، هذه النسبة إلى الغطريف ، وهو جد المنتسب إليه الغطريف بن العطاء ، الأنساب 4/301.
(7) سير أعلام النبلاء 16/354 ، والأنساب للسمعاني 4/301.(1/6)
قال ابن ماكولا :" كان ثقة ، مأموناً …… وجمع الأبواب والتراجم ، وصنف كثيراً ".
مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة (1).
محمد بن المظفر البزاز البغدادي .
قال الدارقطني :" ثقة ، مأمون ، يميل إلى الشيعة قليلاً مقداره ما لا يضره إن شاء الله " (2) وقال الذهبي :" الحافظ ثقة حجة معروف" ، مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة (3).
محمد بن علي بن حبيش ، أبو الحسين الناقد البغدادي .
قال أبو نعيم :" ثقة " وقال الخطيب :" وكان شيخاً ، ثقةً ، صالحاً " (4).
حبيب بن الحسن بن داود بن محمد بن عبيد الله أبو القاسم القزاز .
قال الخطيب :" حبيب عندنا من الثقات وكان يؤثر عنه الصلاح " .
وقد سألت أبا نعيم عنه فقال :" ثقة "، مات سنة تسع وخميس وثلاثمائة (5).
أبرز تلاميذه :
ذكر الذهبي أن السلفي جمع أخبار أبي نعيم الأصبهاني ، وسمى ثمانين نفساً حدثوه عن أبي نعيم (6) ، فهؤلاء الذين حدثوا رجلاً واحداً وهو السلفي فكيف بغيره من طبقته ، وقد كان أبو نعيم رحمه الله واسع الصدر لطلابه ، باذلاً وقته لإفادتهم ، قال أحمد بن محمد بن مردويه :" كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده ، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء وكان لا يضجر لم يكن له غذاء سوى التصنيف والتسميع " (7).
ومن أبرز تلاميذه :
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن ثابت، الخطيب البغدادي .
قال أبو سعد السمعاني :" إمام عصره بلا مدافعة ، وحافظ وقته بلا منازعة ، صنف قريباً من مائة مصنف صارت عمدة لأصحاب الحديث " .
__________
(1) تاريخ بغداد 11/268 ، وتذكرة الحفاظ 3/987.
(2) سؤالات السلمي للدارقطني ص 295 س 313.
(3) ميزان الاعتدال 4/43.
(4) تاريخ بغداد 3/86.
(5) تاريخ بغداد 8/253.
(6) تذكرة الحفاظ3/1094.
(7) سير أعلام النبلاء 17/459.(1/7)
مات سنة ثلاث وستين وأربعمائة (1).
الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن مهرة الأصبهاني ، أبو علي الحداد.
قال السمعاني :" كان أبوه إذا مضى إلى حانوته لعمل الحديد يأخذ بيد الحسن ، ويدفعه إلى مسجد أبي نعيم الحافظ ليسمع ما يقرأ عليه " (2).
وقال :" كان عالماً ثقة ، صدوقاً من أهل العلم والقرآن والدين ".
وهو أكثر من سمع مصنفات أبي نعيم الأصبهاني ، ورواها عنه بعد موته ، وأجاز بها .
مات سنة خمس عشرة وخمسمائة (3).
حمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهران أبو الفضل الأصبهاني الحداد أخو أبي علي الحداد .
قال السمعاني :" كان إماماً فاضلاً صحيح السماع محققاً في الأخذ ".
قال الذهبي :" وحدث ببغداد بكتاب الحلية لأبي نعيم عنه لما حج " .
روى عنه كثيراً الضياء المقدسي في المختارة ، مات سنة ست وثمانين وأربعمائة (4).
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الهروي ، أبو سعد الماليني (5).
قال الذهبي :" وكان ذا صدق وورع ، وإتقان ، حصل المسانيد الكبار ".
مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة (6) ، أي قبل وفاة شيخه أبي نعيم بثمان عشرة سنة.
المبحث الخامس : مكانته ، وآثاره العلمية .
__________
(1) الأنساب للسمعاني 2/384 ، تذكرة الحفاظ 3/1135.
(2) التحبير في المعجم الكبير 1/177.
(3) المنتخب من الشيوخ للسمعاني 1/ 581 ، سير أعلام النبلاء 19/303.
(4) سير أعلام النبلاء 19/20-21.
(5) الماليني : بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، بعد اللام المكسورة ، وفي آخرها النون ، هذه النسبة إلى مالين : قرى مجتمعة على فرسخسن من هراة ، الأنساب 4/179.
(6) سير أعلام النبلاء 16/301.(1/8)
كان لطلب أبي نعيم العلم في حداثة سنه ،وسماعه من عدد كبير من الشيوخ في الأمصار التي رحل إليها ، وطول العمر الذي أوتيه أثراً كبيراً في جمعه للحديث حتى بلغ مرتبة عالية في العلم والمعرفة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأثمر ذلك كله مكانة علية ، وثناءً حسناً عند من جاء بعده من العلماء الذين عرفوا قدره وعلو منزلته ، وسعة علمه ،فجاءت منهم شهادات تزكية وثناء عاطر لما وصل إليه من علم بالسنة وعلومها ، ولما قام به من تصنيف حسن ، وجمع كثير لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ومن أقوال العلماء في ذلك :
قال الخطيب البغدادي :" لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين : أبو نعيم الأصبهاني ، وأبو حازم العبدوي الأعرج " (1).
قال أحمد بن محمد بن مردويه :" كان أبو نعيم في وقته مرحولاً إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه " (2).
وقال ابن خلكان :" كان من الأعلام المحدثين ، وأكابر الحفاظ الثقات ، وأخذ عن الأفاضل ، وأخذوا عنه ، وانتفعوا به " (3).
وقال ابن نقطة :" رزق من علو الإسناد ما لم يجتمع عند غيره وصنف كتباً حسنةً وحديثه بالمشرق والمغرب وكان ثقة في الحديث عالماً فهماً "(4).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :" هو أكبر حفاظ الحديث ، ومن أكثرهم تصنيفاً ، وممن انتفع الناس بتصانيفه ، وهو أجل من أن يقال له : ثقة ، فإن درجته فوق ذلك " (5).
قال الذهبي :" وكان حافظاً مبرزاً عالي الإسناد تفرد في الدنيا بشيء كثير من العوالي وهاجر إلى لقيه الحفاظ " (6).
__________
(1) طبقات الشافعيى الكبرى 4/21.
(2) سير أعلام النبلاء 17/459.
(3) وفيات الأعيان 1/91.
(4) التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ص 145.
(5) مجموع الفتاوى 18/17.
(6) سير أعلام النبلاء 17/459.(1/9)
وقال ابن كثير :" هو الحافظ الكبير ذو التصانيف المفيدة الكثيرة الشهيرة منها : حلية الأولياء في مجلدات كثيرة دلت على اتساع روايته وكثرة مشايخه وقوة اطلاعه على مخارج الحديث وشعب طرقه "(1).
وقال حمزة بن العباس العلوي :" كان أصحاب الحديث يقولون :" بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى إسناداً منه ولا أحفظ منه " (2).
وقال ابن النجار : هو تاج المحدثين ، وأحد أعلام الدين "(3).
و يمكن أن نخلص مما سبق ذكره إلى أهم ما تميز به أبو نعيم رحمه الله حتى كانت له تلك الشهرة والمنزلة :
البيئة العلمية التي عاش فيها في مدينته أصبهان ، والتي كانت تزخر بالعلماء .
رحلاته العلمية التي مكنته من مشافهة جمع كبير من علماء عصره في كثير من بلدان العالم الإسلامي.
حرصه على طلب العلم وجده في تحصيله وجمعه.
طول عمره ، فلقد عمر أربعاً وتسعين سنة .
علو أسانيده ؛ إذ تفرد بالرواية عن أقوام متقدمين ، فأمكنه ذلك من إلحاق الصغار بالكبار.
كثرة مؤلفاته التي ربت على مائة كتاب .
كثرة شيوخه ، وكثر الآخذين عنه (4).
وبقيت تلك المنزلة معروفة ومشهودة عند كل من جاء بعده ممن اهتم بالسنة وعلومها وذلك من خلال معرفتهم بالآثار العلمية الكثيرة التي تركها بعده رحمه الله.
ومن آثاره العلمية :
أولاً : المطبوع من مصنفات أبي نعيم.
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء.
مطبوع ، وستأتي دراسة مفصلة عنه في الفصل الثاني.
معرفة الصحابة.
__________
(1) البداية والنهاية 15/674.
(2) تذكرة الحفاظ 3/1094.
(3) طبقات الشافعية 4/21.
(4) بتصرف وزيادة على مافي كتاب (( أبو نعيم وكتابه الحلية )) ص 21-22.(1/10)
موضوع الكتاب ظاهر من عنوانه ، وقد كان الباعث على تأليفه ، ومنهجه فيه ماذكره في مقدمة الكتاب ، فقال :" فإن بعض منتحلي الآثار ، ومتبعي الروايات والأخبار ، أحب الوقوف على معرفة صفوة الصحابة ، والمشهورين ممن حوت أساميهم وأذكارهم ديوان الرواة والمحدثين ……………… فاستخرت الله تعالى واستعنت به فأجبته إلى ما التمس ، معتمداً عليه ؛ فألفت هذا الكتاب ، وبدأت بأحبار في مناقبهم ومراتبهم ، ثم قدمت ذكر العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأتبعتهم بمن وافق اسمه اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم رتبت أسامي الباقين على حروف المعجم ، واقتصرت من جملتها ما بلغ منهم على حديث أو حديثين فأكثر مع ما ينضم إليه من ذكر المولد والسن والوفاة .
وقد حوى الكتاب أربعة آلاف ومائتين وخمسة وثلاثين ترجمة ، وثمانية آلاف ومائة وخمسة من الأحاديث والآثار المسندة ، ولم يخل أبو نعيم كتابه من كثير من الفوائد العلمية ، وخاصة الحديثية منها ، وقد ذكر جملة من علل الأخبار التي ساقها في الكتاب.
وقد طبع جزء من الكتاب من أوله إلى آخر حرف الثاء ، محققاً مع دراسة له في رسالة علمية في الجامعة الإسلامية ، لنيل درجة الدكتوراه ، أعدهاد . محمد راضي بن حاج عثمان ، وكانت في ثلاثة مجلدات .
ثم طبع كاملاً ، بتحقيق عادل العزازي ، سنة 1419هـ.
وقد استدرك عليه الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي في كتاب سماه " الإصابة لأوهام حصلت في معرفة الصحابة " ، قال ابن رجب :" أخذ عليه نحواً من مائتين وتسعين موضعاً" وقال السخاوي :" في جزء كبير " (1).
تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة.
__________
(1) ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/19 ، الإعلان بالتوبيخ للسخاوي ص 93.(1/11)
يتضح سبب التأليف وموضوع الكتاب من خلال كلامه في المقدمة فقد قال :" واعلم أن الناس قد تشتت آراؤهم ، واختلفت أهوائهم ، وانشعبوا شعباً ، فصاروا فرقاً مختلفين ، وأحزاباً متباينين ، قد عظمت محنتهم في الإمامة من ابن أبي قحافة ، وثبتت محبتهم فيه "، ثم قال :" فاستعنت بالله تعالى وأودعت هذا الجزء بيان الأصوب من النحل ، والأقوم من المقالات والملل ".
احتوى الجزء على مائتين وخمسة وعشرين حديثاً وأثراً مسنداً.
طبع بتحقيق إبراهيم علي التهامي ، سنة 1407هـ ، وأصله رسالة ماجستير ، وطبع بتحقيق د. علي بن ناصر فقيهي ،عدة طبعات منها سنة 1415هـ ، وسماه " الإمامة والرد على الرافضة ".
صفة الجنة .
يعتبر الكتاب من المصنفات القليلة التي أفردت في ذكر الجنة ونعيمها ، وقد أفاض أبو نعيم في ذلك ، وذكر كل ما وصل إليه علمه عن الجنة ،من حيث بيان أبوابها ، وعدد أبوابها ، وصفة تربتها، ودرجاتها ، وأصناف أهلها ،ولباسهم فيها ، وذكر أسواق الجنة وقصورها، وكل نعيم حوته الجنة .
حوى الكتاب ثلاثمائة وأربعة وخمسين حديثاً مسنداً.
طبع بتحقيق علي رضا عبد الله رضا ، آخرها سنة 1415هـ.
ذكر أخبار أصبهان.
وضع هذا الكتاب احتذاءً بمن تقدمه من السلف ورواة الحديث ليشتمل على أسامي الرواة والمحدثين من أهل بلده أصبهان ، ومن حدث بها ، ويضاف إلى ذكرهم من قدمها من القضاة و الفقهاء ، ويروي بأسانيده جملة من أحاديث المترجم له.
وقدم الكتاب بذكر طرف عن بدئها وبنائها وفتحها وخصائصها .
احتوى الكتاب على جملة كبيرة من الأحاديث والآثار المسندة ، بثها أبو نعيم في ثنايا أصحاب التراجم .
طبع بعناية أحد المستشرقين سنة 1934م.
دلائل النبوة.(1/12)
بدأ الكتاب بمقدمة بيّن فيها أن سبب تأليف الكتاب هو إجابة لمن سأله جمع المنتشر من الروايات في النبوة ، والدلائل ، والمعجزات ، والحقائق ، وخصائص المبعوث محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ثم بين معنى الرسالة والنبوة ، والوحي .
وقسم الكتاب إلى واحد وثلاثين فصل ، ضمنها خمسة وستين وخمسمائة حديث مسند ، يذكر في بعض المواضع شيئاً من غريب الحديث.
طبع في المطبعة النظامية في حيدر آباد سنة 1320هـ ، وفيها نقص.
ثم طبع بتحقيق محمد رواس قلعه جي ، وعبد البر عباس ، سنة 1406هـ و سنة 1419هـ.
فضيلة العادلين من الولاة ، ومن أنعم النظر في حال العمال والسعاة.
يتضح من بعض نصوص الكتاب أنه كتبه لبعض الولاة في زمانه ، فذكر فيه بعض الأحاديث في واجبات الراعي وما يجب عليه من العدل ، وما يجب له من السمع والطاعة.
احتوى الكتاب على تسعة وأربعين حديث وأثر مسند.
طبع بتحقيق مشهور بن حسن سلمان ، سنة 1418هـ.
وطبع بتحقيق عواد الخلف ، سنة 1418هـ ، وبلغت نصوص الكتاب سبعة وأربعين ، وتغير آخر عنوان الكتاب إلى " العمال والبغاة ".
قام الإمام السخاوي بتخريج أحاديث هذا الكتاب بعنوان " تخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم الأصبهاني " وقد طبع بتحقيق مشهور بن حسن سلمان ، ستة 1408هـ.
المسند المستخرج على صحيح مسلم.
وموضوعه ظاهر من عنوان الكتاب .
وصل فيه إلى باب : الإحداد من كتاب : الطلاق ، وعدد الأحاديث فيه ثلاثة آلاف وخمسمائة وستة عشر حديثاً.
طبع بتحقيق محمد حسن الشافعي ، سنة 1417هـ.
مسند الإمام أبي حنيفة.(1/13)
جمع فيه أبو نعيم مرويات أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله ، ورتبها على شيوخه الذين بلغ عددهم مائتين واثنين وأربعين شيخاً ، بدأ بالمحمدين منهم ثم رتب الباقين على حروف الهجاء ، وبلغت الأحاديث التي رواها ثلاثمائة وخمسة وعشرين حديثاً ، فيذكر الحديث ومن رواه عن أبي حنيفة ، ومدى اتفاقهم أو اختلافهم عنه ، ويذكر بعد ذلك المتابعات والشواهد ، كما اعتنى ببيان علل الأحاديث الواردة في المسند.
طبع بتحقيق نظر بن محمد الفريابي ، سنة 1405هـ.
صفة النفاق ، ونعت المنافقين من السنن المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
يظهر من عنوان الكتاب مضمونه وأنه في ذكر النفاق و المنافقين ، وبيان أوصافهم ، فقد ذكر في مقدمة كتابه أنه كتبه نصيحة للمسلمين في زمانه حين رأى استخفاف الناس بالاحتراز من النفاق ، واتصفوا بأخلاق أهله ، فوضع هذا الكتاب مضمناً له ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه بما يوصل للمقصود من تأليفه وهو التحذير من الوقوع في النفاق أو التخلق بأخلاق أهله .
احتوى الكتاب على مائة وواحد وثمانين حديث وأثر.
طبع بتحقيق د .عامر حسن صيري ، سنة 1422هـ.
فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم.
جزء حديثي جمع فيه أبو نعيم جملة من الأحاديث الواردة في فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .
احتوى الجزء على مائتين وتسعة وثلاثين حديثاً وأثراً.
طبع بتحقيق صالح بن محمد العقيل ، سنة 1417هـ.
كتاب الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية.
قال في مقدمته :" فإني أحببت أن أجمع في مباني مذاهب المتصوفة وخلائقهم أحاديث تشوق الناظر فيها إلى اعتقاد ما كان عليه أوائلهم من المحققين ومتقدميهم من الصادقين ، فيقفو أثرهم وينتحل أخلاقهم ".
ومن عنوانه فهو أحد كتب الأربعينيات ، التي درج العلماء على تصنيف مثلها.
طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر ، سنة 1414هـ.(1/14)
جزء فيه طرق حديث ( إن لله تسعة وتسعين اسماً )(1).
جزء حديثي جمع فيه أبو نعيم اثنين وتسعين طريقاً لهذا الحديث بأسانيده ، منها طرق كثيرة
تفرد بها ، وأكثر تلك الطرق من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - .
طبع بتحقيق مشهور بن حسن سلمان ، سنة 1413هـ.
تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم : الفضل بن دكين عالياً.
جزء حديثي جمع فيه ما وقع له عالياً عن أبي نعيم : الفضل بن دكين عالياً.
احتوى الجزء على تسعة وسبعين متناً مسنداً أغلبها أحاديث مرفوعة ، وبعض الآثار.
طبع بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع ، سنة 1409هـ.
ذكر من اسمه شعبة.
جزء حديثي كان إجابة لمن سأله عمن اسمه شعبة من الرواة وأهل الحديث غير شعبة بن الحجاج ، فذكر اثنا عشر راوياً ممن اسمه شعبة ، وذكر في تراجمهم بعض مروياتهم ، وقد بلغت النصوص المسندة سبعة وثلاثين أغلبها من الأحاديث المرفوعة.
طبع بتحقيق طارق بن محمد العمودي سنة 1418هـ.
جزء من حديثه عن شيخه أبي علي الصواف.
جزء حديثي جمع فيه أبو نعيم بعض الأحاديث المرفوعة عن شيخه أبي علي الصواف ، بلغت عشرة أحاديث ، وفي آخره حديث واحد عن شيخه أبو الحسن بن المظفر.
طبع بتحقيق د.سليمان بن عبد العزيز العريني ، سنة 1420هـ.
كتاب رياضة الأبدان .
الكتاب مفقود ، ووجد منه جزء يسير تضمن ثلاثة وعشرين حديثاً وأثراً ، جاءت في موضوع الرياضة البدنية من مصارعة وسباق ورماية .
طبع بتحقيق محمود الحداد ، سنة 1408هـ.
__________
(1) هو طرف من حديث مشهور من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" إن لله تسعة وتسعين أعطى مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ". رواه البخاري ، كتاب : الشروط ، باب : باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار والشروط ، ورواه مسلم ، كتاب : الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب : باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها 4/2063 ح 2677.(1/15)
تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عالياً.
جزء حديثي جمع فيه ما وقع له عن أصحاب سعيد بن منصور عالياً ، يذكر لكل واحدٍ منهم حديثاً واحداً.
احتوى الجزء على خمسة وعشرين حديثاً.
طبع بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع ، سنة 1409هـ.
كتاب الضعفاء.
هو في الأصل مقدمة لكتابه المستخرج على صحيح مسلم (1) ، ثم أفردها في تصنيف خاص ، فقد جاء على غلاف النسخة الخطية للكتاب " كتاب الضعفاء لأبي نعيم ، من كتاب المسند الصحيح المخرج على كتاب الإمام مسلم بن الحجاج القشيري ، أخرجه الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله ".
رتبه على حروف المعجم مراعياً الحرف الأول من الاسم فقط ، ففي حرف الميم مثلاً بدأ بمن اسمه موسى ثم محمد وختمه بمن اسمه مأمون .
بلغت تراجم الكتاب مائتين وتسعة وثمانين ترجمة .
طبع بتحقيق د. فاروق حمادة ، سنة 1405هـ.
مسانيد أبي فراس : يحيى بن المكتب الكوفي (2).
قال في أوله : ذكر ما انتهى إلينا من حديث أبي يحيى فراس بن يحيى المكتب الكوفي الخارفي الهمداني.
احتوى الكتاب على ستين حديث من غير تكرار ، رتبت على حسب شيوخ فراس بن يحيى ، وهي من الأحاديث عالية الإسناد فبين يحيى والصحابي راوٍ واحد.
طبع بتحقيق أبي يوسف محمد بن الحسن المصري ، سنة 1413هـ.
مجلس من أمالي أبي نعيم.
جزء يحوي جملة من الأحاديث المتعلقة بصيام الست من شوال ، واللهو المباح في يوم العيد.
طبع بتحقيق ساعد بن عمر بن غازي سنة 1410هـ.
كتاب الشعراء.
__________
(1) مقدمة المسند المستخرج 1/56-57.
(2) فراس بن يحيى المكتب ، الكوفي الهمداني ، قال أبو حاتم:" فراس شيخ ، كان معلماً ، ثقة ، ما بحديثه بأس " ، مات سنة ( 129هـ)، ينظر: الجرح والتعديل 7/91.(1/16)
لم يصل إلينا منه إلى المنتخب من الكتاب ، ولا يدرى من الذي انتخبه من الأصل ، والكتاب يحوي جملة من أبيات منتقاة من قصائد لبعض الشعراء مروية بالأسانيد إلى قائليها، وآخره فصل في عدد من الأحاديث الواردة في الشعر وأهله .
طبع المنتخب من كتاب الشعراء ، بتحقيق إبراهيم صالح ، سنة 1994م.
ثانياً : المصنفات المخطوطة.
الصحيح المخرج على صحيح البخاري.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، وفي تذكرة الحفاظ 3/1097،وذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 44 رقم 23 ، وسماه : المستخرج على صحيح البخاري ، والبغدادي في هدية العارفين 4/22 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 29.
جزء جمع فيه طرق حديث (( الصلاة على عبد الله بن أبي = المنافق )) .
ذكره ابن حجر في فتح الباري 8/339.
التوبة والتنصل والاعتذار.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، وسماه : التوبة والاعتذار.
نعت الدنيا.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، وقال : " في جزئين ".
شرف الصبر وأقسامه ، والصابرون وأقسامهم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، وفيه وأوصافهم بدلاً من أقسامهم.
الحث على اكتساب الحلال ، والذب عن تناول الحرام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
حفظ اللسان.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
صفة الغرباء.(1/17)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الطب النبوي.
ذكره السمعاني في التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ 4/1097. ، وابن كثير في البداية والنهاية 12/45 ، وابن حجر في فتح الباري 1/378.
السبق والرمي.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 .
فضل التهجد وقيام الليل.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الإيجاز وجوامع الكلم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الخصائص في فضل علي .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
خُطب النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الرياضة والسياسة.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والبغدادي في هدية العارفين 1/74 ، وسماه الرياضة والأدب.
ذكر لباس السواد ، وفضل قريش وبني هاشم ، والعباس.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
تعظيم الأولياء بالترحيب والتقبيل.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
فضيلة الساعين الأبطال ، والمنفقين على العيال.(1/18)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الرؤيا والتعبير.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 44.
رفع اليدين في الصلاة .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
تجويز المزاح .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
السحور.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
جواز قبول الهدايا.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
حرمة المساجد.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، وحاجي خليفة في كشف الظنون 2/1411 ، والبغدادي في هدية العارفين 1/74.
ما كان يقرأ به في الصلوات من السور.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
لبس الصوف .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
فضيلة المتسحرين.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
فضل الجار.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الفرائض والسهام.(1/19)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الأربعين في الأحكام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
مدح الكرم ، وشكر المعروف.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الافتراق على اثنتين وسبعين فرقة.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الجواب عن قوله : (1)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
إبراء الحكيم لإسماع الكليم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، وسماه : سماع الكليم.
سجية العقلاء ، وفضيلة النبلاء.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، وسماه : العقلاء.
حديث الطير.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
فضيلة العالم العفيف على الجاهل السخيف .
ذكره السمعاني في المنتخب من الشيوخ 1/ 584 ، وسماه : فضل العالم العفيف على الجليل الشريف ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، وحاجي خليفة في كشف الظنون 2/1279 ، والبغدادي في هدية العارفين 1/74.
ذم البغضاء والثقلاء.
__________
(1) سورة فاطر آية 32.(1/20)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، وابن حجر في المعجم المفهرس ص 118 رقم 428، وسماه : الثقلاء.
بيان حديث النزول.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
إبطال قول : من أثبت للفلك تدبيراً.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
المسرى والمعراج.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الاستسقاء.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الخسف والآيات.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الخطب النبوية .
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
فضل الصيام والقيام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
ذم الرياء.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
تأميل الفرج.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
قراءات النبي عليه السلام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
معرفة علوم الحديث على كتاب الحاكم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.(1/21)
عمل اليوم والليلة .
ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة ص 44 ، والقيسي في برنامج الوادي آشي ص 227.
الإخوة من أولاد المحدثين .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
قربان المتقين.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، وابن حجر في المعجم المفهرس ص 62 رقم 113، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 43.
منفعة المتواضعين ، ومثلبة المتكبرين .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، وسماه : المتواضعين.
العلم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، والرسالة المستطرفة ص وسماه" فضل العلم".
إثبات القراءة خلف الإمام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307.
التشهد بطرقه واختلافه.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307.
حسن الظن.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307.
الجواب عن المجترئ على الغصب والمظالم ، والمجترئ على الذنب والمآثم .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، وفيه : المتجري بدل المجترئ .
مؤاخاة الإخوان ، وفضيلة مراعاة حقوق الخلان.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307(1/22)
ذكر الوعيد في الزناة واللاطة.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307.
ذكر الشهداء ، وأسماء الشهداء.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307
القدر.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307
تثبيت الرؤية لله في يوم القيامة.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، وابن تيمية في مجموع الفتاوى 6/486 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 34.
الأجزاء الوخشيات.
ذكره الذهبي في ترجمة الحافظ أبي علي الحسن بن علي الوخشي ، تذكرة الحفاظ 3/1171 ، والرسالة المستطرفة ص 70 ، وفيه : الأجزاء الوحشيات : وهي خمسة من انتقاء أبي علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر البلخي الوحشي ، المتوفى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، ووحش قرية من أعمال بلخ ، ويوجد الجزء الثاني والخامس منها في الظاهرية برقم 3841 ، ومصورتها في مركز جمعة الماجد برقم 2365.
الرد على الحروفية والحلولية .
ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 12/209 ، وفي درء تعارض العقل والنقل 1/268 ، وسماه : الرد على اللفظية والحلولية ، وتوجد في الظاهرية برقم 1096 ، ومصورتها في مركز جمعة الماجد برقم ف1664.
مسند أبي يونس القوي .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 341 رقم 1459.
مسانيد القراء.
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 338 رقم 1447.
جزء أحاديث العطاردي .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 325 رقم 1382.
حديث عبيد بن أبي رائطة.
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 320 رقم 1370.
صحيفة همام بن منبه.(1/23)
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 310 رقم 1316 ، قال راويها أبو علي الحداد : " جمعها ـ أبو نعيم ـ من حديثه بعلو ونزول ".
جزء السبيعي .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 294 رقم 1245.
المسلسلات .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 161 رقم 600 ، والسخاوي في فتح المغيث 3/5 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 62.
مسند ابن عمر من رواية عبد الله بن دينار عنه .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 161 رقم 600 ، وفي التلخيص الحبير 4/213 ، وفتح الباري 1/34 ، وسماه : مسند عبد الله بن دينار.
جزء فيه أحوال الموحدين.
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 125 رقم 474.
كتاب المهدي.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، و ابن حجر في المعجم المفهرس ص 124 رقم 467.
جزء فيه سورة (( سورة الإخلاص )) .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 111 رقم 387 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 68 ، وسماه : فضل سورة الإخلاص.
المحبين مع المحبوبين.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/ 306 ، و ابن حجر في المعجم المفهرس ص 101 رقم 327 ، وفي فتح الباري 10/558 و560، وهو في طرق حديث (( المرء مع من أحب )) (1).
رياضة المتعلمين .
ذكره ابن خير في فهرسته ص 153 ، والوادي آشي في برنامجه ص 230 ، وابن حجر في المعجم المفهرس ص 92 رقم 279.
جزء فيه طرق (( زر غباً تزدد حباً )) (2).
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 87 رقم 245.
جزء فيه (( فضل الديك )).
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 83 رقم 223 ، والسخاوي في المقاصد الحسنة ص 219.
الاعتقاد.
__________
(1) رواه البخاري في صحيحه كتاب : ، باب : علامة الحب في الله عز وجل 5/2283 ح ( 5816 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة والآداب ، باب : المرء مع أن أحب 4/2032 ح ( 2639 ).
(2) رواه الحاكم في المستدرك 3/381 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/667 ح ( 3568 ).(1/24)
ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 5/190، ودرء تعارض العقل والنقل 6/252، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص 192، والذهبي في العلو للعلي الغفار ص 176.
فضل السواك.
ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 1/63 ، وفي فتح الباري 4/159 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة 35.
محجة الواثقين و مدرجة الوامقين.
ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 18/71 ، والسفاريني في لوامع الأنوار البهية 1/196.
من اسمه عطاء من نقلة الأخبار ورواة الآثار.
ذكره السمعاني في التحبير في المعجم الكبير 2/13 ،وفرق بينه وبين كتاب الطبراني الذي يحمل الاسم نفسه.
جزء فيمن يكنى بأبي ربيعة.
ذكره ابن حجر في لسان الميزان 7/48.
حديث الحكم بن عتيبة.
ذكره الروداني في صلة الخلف ص 221.
حديث وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ذكره أبو عبد الله محمد بن جابر القيسي ، في برنامج الوادي آشي ص 226.
تسمية أصحاب علي وابن مسعود رضي الله عنهما.
ذكره ابن حجر في تعجبل المنفعة ص 332.
مستخرج أبي نعيم على التوحيد لابن خزيمة.
ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة ص 24.
جزء صنم جاهلي يقال له أقراص.
ورد ذكره في الفهرس الشامل 1/620 ، وذكره الألباني في فهرس مخطوطات الظاهرية ص 211 ، وهو الظاهرية برقم 3774 ، ومصورتها في مركز جمعة الماجد برقم ف 2355.
فضل إطعام الطعام على سائر الصدقات.
ورد في فهرس مخطوطات الحديث الشريف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ص 741 ، المختار من كتاب فضل إطعام الطعام على سائر الصدقات ،لأبي نعيم الأصبهاني وهي من مصورات مكتبة تشستربتي برقم 4825.
المنتخب من حديث يونس بن عبيد.
مخطوط ، في الظاهرية رقم 12 ( 139-152) مجموع رقم 3839 ، مصورة في مركز جمعة الماجد بدبي برقم 2422.
92-جزء من أحاديث مشايخ أبي القاسم : عبدالرحمن بن العباس البزاز الأصم(1/25)
وهذا من مروايته كما هو على غلاف النسخة الخطية ، وهي في الظاهرية برقم 3802 ( 180-211 ) ، ومصورتها في مركز جمعة الماجد برقم 2356.
*************
تنبيه : المصنفات التي نسبت إليه خطأً.
فلشهرة أبي نعيم رحمه الله وكثرة مصنفاته ، وكثرة الكتب التي رواها ، فقد نسبت إليه جملة من الكتب وليست له ، ومن ذلك :-
طبقات المحدثين.
نسبه إليه صاحب الأعلام 1/157، و الصواب أن الكتاب لشيخ أبي نعيم ؛ أبو محمد : عبد الله بن محمد بن جعفر ، المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني ، والمطبوع باسم " طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها ".
كتاب الصلاة .
والصحيح أنه لأبي نعيم : الفضل بن دكين ، فنظراً لاختصار نسبة الكتاب لأبي نعيم اشتبه ذلك على بعض المصنفين فنسبه لأبي نعيم الأصبهاني.
وذكره السمعاني في المنتخب من الشيوخ 1/550 ، وعزاه لأبي نعيم الكوفي – الفضل بن دكين - ، وابن حجر في المعجم المفهرس ص 60 رقم 98 ، وقد طبع الجزء الموجود منه بتحقيق صلاح الشلاحي سنة 1417هـ.
جزء فيه مانتقى أبو بكر بن موسى ابن مردوية على أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني من حديث أهل البصرة .
ذكره الألباني في فهرس مخطوطات الظاهرية (1).
والكتاب ليس لأبي نعيم ، وإنما هو من روايته ، فقد جاء في غلاف النسخة الخطية أن الكتاب من رواية أبي نعيم لا تأليفه .
الأوائل.
ذكره صاحبا معجم المصنفات الواردة في فتح الباري رقم ( 171 ) ، والصحيح أنه الدلائل وقد تصحفت إلى الأوائل ، فالنص الذي ذكره ابن حجر في فتح الباري 7/322 مخرج في كتاب دلائل النبوة لأبي نعيم ص476 ح 410.
أطراف الصحيحين .
والصحيح أنه لأبي نعيم : عبيد الله بن الحسن بن أحمد الحداد ، ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/487.
ثالثاً : المصنفات التي رواها.
__________
(1) ص 225.(1/26)
لم يكتف أبو نعيم رحمه الله بالتصنيف فحسب بل كان له دور كبير في رواية كثير من كتب السنة ، فذكره ابن نقطة في كتابه التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ، ومما رواه عن شيوخه وغيرهم :
المعجم الكبير ، والمعجم الأوسط ، والمعجم الصغير ، ومسانيد شعبة ، ومسانيد الثوري ، وفضائل العرب ، ومسند الشاميين وجميعها لشيخه أبي القاسم الطبراني .
جامع عبد الرزاق بن همام الصنعاني .
الموطأ ، لمالك بن أنس .
غريب الحديث ، وكتاب الشواهد ، ومقتل الحسين ، وكتاب القضاء وآداب الأحكام ، وهي من مصنفات أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي .
مسند الحارث بن أسامة .
مسند الإمام أحمد.
الفوائد ، لمحمد بن عاصم .
الفوائد ، لإسماعيل بن عبد الله سمويه .
التوبة ، لأبي بكر ابن أبي عاصم .
يواقيت الحكم ، لأبي الحسين أحمد بن فارس .
مسند أبي داود الطيالسي .
الطبقات ، لعلي بن المديني
الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (1).
وبهذه الجهود وهذا البذل للسنة وعلومها كان أصحاب الحديث يقولون : " بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير ، لا يوجد شرقاً ، ولا غرباً ، أعلى إسناداً منه ، ولا أحفظ منه " (2).
المبحث السادس : عقيدته ، ومذهبه الفقهي .
أولاً : عقيدته .
الحكم في عقائد الناس أشد من الحكم في دمائهم ، والسبيل إلى معرفة ما كان عليه السابقون إنما يؤخذ مما كتبوه لا مما قيل فيهم من غير تثبت ولا سبر لأقوالهم ، وقد اضطربت الأقوال في بيان عقيدة أبي نعيم ، فقد وصف بأنه أشعري ، وأنه شيعي وفيما يلي مناقشة لكل قول :
وصفه بأن أشعري.
__________
(1) ذكر هذه المصنفات وغيرها السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586-600 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/305\306.
(2) قاله حمزة بن العباس العلوي ، ينظر : تذكرة الحفاظ 3/1094.(1/27)
ذكره ابن عساكر في طبقات الأشاعرة في كتابه (( تبيين كذب المفتري )) (1)قال ابن الجوزي :" كان يميل إلى مذهب الأشعري في الاعتقاد ميلاً كثيراً " (2)، ونقل ذلك عنه ابن كثير في البداية والنهاية (3) ، وبنى على ما سبق الدكتور / محمد لطفي الصباغ في كتابه (( أبو نعيم وكتابه الحلية )) ووصفه بالغلو في مذهب الأشاعرة (4).
ولابد من محاكمة لأبي نعيم فيما نسب إليه ، فلا نجد شيئاً يشهد عليه ، وإنما شهوده أقواله التي نقلها عنه الأثبات والتي تبين براءته مما نسب إليه ، فقد نقل ابن تيمية عن أبي نعيم قوله في علو الباري تبارك وتعالى :" وأجمعوا – السلف – أن الله فوق سمواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية إنه بكل مكان " (5).
و جعل ابن القيم أبا نعيم أحد أئمة أهل الحديث الذي رفع الله منازلهم في العالمين وجعل لهم لسان صدق في الآخرين ، وعده من الأئمة الذين يؤخذ بقولهم في الرد على المعطلة والمشبهة ، فقال : قول شيخ الصوفية والمحدثين أبي نعيم صاحب كتاب حلية الأولياء قال في عقيدته : " وأن الله سميع ، بصير ، خبير ، يتكلم ، ويرضى ، ويسخط ، ويعجب ، ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكاً ، وينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء " (6).
وهذا ما لا تعتقده الأشاعرة أو تقول به .
__________
(1) تبيين كذب المفتري ص 246.
(2) المنتظم 8/100.
(3) البداية والنهاية 12/45.
(4) أبو نعيم وكتابه الحلية ص 15.
(5) مجموع الفتاوى 5/160.
(6) اجتماع الجيوش الإسلامية ص 110.(1/28)
ونقل الحافظ الذهبي نصوصاً من كتاب الاعتقاد ومن ذلك قول أبي نعيم :" طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، فيما اعتقدوه أن الأحاديث التي تثبت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه ، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه " (1).
وبعد فهذه النقول والنصوص لا تبقي لأحد أي شبهة للطعن في معتقد أبي نعيم رحمه الله وأنه إن شاء الله على منهج السلف في الاعتقاد .
وصفه بأنه شيعي.
نُسبِ أبو نعيم إلى التشيع ، فقد نقل صاحب كتاب (( روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات )) (2)عن أحد الشيعة قوله :" وهو – أبو نعيم – من محدثي العامة ظاهراً إلا أنه من خُلّص الشيعة في باطن أمره ، والتي يتقي ظاهراً على ما وافق ما اقتضته الحال " (3).
وحجتهم أن أبا نعيم رحمه الله قد ذكر في ترجمة علي بن أبي طالب كثيراً من الأحاديث والآثار في مناقبه والتي لا توجد في كثير من الكتب المصنفة ، وأن كتابه يعد مرجعاً لعلماء الشيعة في جمع النصوص للرد على المخالفين لهم – يقصد أهل السنة .
ويمكن الرد بما يلي :
إن أبا نعيم قد ترجم في كتاب الحلية قبل علي بن أبي طالب لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
إن أبا نعيم قد صنف كتاباً عنوانه (( تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة )) وطبع بعنوان (( تثبيت الإمامة والرد على الرافضة )) صنفه لتثبيت الإمامة والخلافة الأولى لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وأنه الرجل الذي أجمعت عليه الأمة ، ثم يعرض للشبهات التي يثيرها الروافض ويرد على الأحاديث التي يدعون زوراً وبهتاناً أنها تنص على خلافة
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1) العرش ص 143ن.
(2) محمد باقر الخونساري الأصبهاني ت 1313هـ.
(3) روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات 1/173.(1/29)
صنف أبو نعيم كتاباً سماه (( فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم )) ،بدأه بذكر فضائل أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - ؛ فلو كان من أهل التشيع لما فعل هذا.
ونسبته إلى التشيع كذب ظاهر يكفي في رده ما عرف عن الشيعة من الكذب والتزوير.
وإن شاء الله أنه على معتقد أهل السنة والجماعة .
ثانياً :مذهبه الفقهي.
لم أجد له مصنفاً ينصر فيه مذهباً من المذاهب الأربعة أو غيرها ، ولم يؤلف في الفقه كتاباً على أي منهج من مناهج التأليف المذهبية ، أما كتاب مسند أبي حنيفة فهو في جمع مرويات أبي حنيفة رحمه الله وبيان من وافقه على مروياته تلك ، والكتاب ليس في نصرة مذهب أبي حنيفة ولا بتخريج أحاديث مصنف في الفقه الحنفي .
ولكن أصحاب كتب تراجم الشافعية يذكرونه من بين أعيان المذهب الشافعي ومن أولئك ، تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (1) ، وأبو بكر بن هداية الله الحسيني في طبقات الشافعية (2) ، والإسنوي في طبقات الشافعية (3)، وابن قاضي شهبة ، في طبقات الشافعية (4).
المبحث السابع : وفاته .
جمهور من ترجم لأبي نعيم يقولون : أنه مات يوم الاثنين العشرين من شهر محرم سنة ثلاثين وأربعمائة للهجرة ، وجاءت أقوال أخرى أن وفاته كانت في الثامن والعشرين من شهر محرم، وقيل الحادي والعشرين ، والثامن والعشرين ، والثامن عشر منه .
قال ياقوت الحموي :" ودفن بمردبان " (5) ، وقال الخوانساري الأصبهاني :" وقبره الآن معروف بمحلة درب الشيخ أبي مسعود ، من محلات أصبهان "(6).
الفصل الثاني : التعريف بكتاب حلية الأولياء .
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : اسم الكتاب ، ونسبته إلى مؤلفه ، وموضوعه .
أولاً : اسم الكتاب ، ونسبته إلى مؤلفه :
__________
(1) 4/18.
(2) ص 141.
(3) 2/474-475.
(4) 1/201.
(5) معجم البلدان 1/210.
(6) روضات الجنات 1/275.(1/30)
يظهر على اللوحات الأولى لمخطوطات الكتاب وكذلك المصادر التي ذكرت الكتاب أن اسمه الذي وضعه مصنفه هو : (( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء )).
وقد يختصر الاسم إلى : (( حلية الأولياء )) .
أويذكر من غير إضافة فيقال : (( الحلية )) ، وقد درج اسم الكتاب بهذه الصفة في كثير من المصنفات عند العزو إليه طلباً للاختصار، واستخدم اسمه مختصراً هكذا أبو بكر الهيثمي في كتابه الموسوم بـ : ((تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية )).
أما صحة نسبته إلى مصنفه أبي نعيم فيمكن إثبات ذلك بعدة أدلة :
الأول : استفاضة نسبة كتاب حلية الأولياء إلى أبي نعيم.
فكل من ترجم لأبي نعيم يصدر ذكر هذا الكتاب من بين مؤلفاته العديدة ، حتى أصبح الكتاب يضاف إليه كالنسب ، فيقال أبو نعيم صاحب الحلية ، ومن ذلك قول الذهبي في المعين في طبقات المحدثين :" الحافظ الشهير أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني صاحب الحلية " (1) ، وقال حسن صديق خان في ترجمة أبي المعالي الجويني :" وله إجازة من الحافظ أبي نعيم الاصفهاني صاحب حلية الأولياء ".(2)
وكذلك ماجاء في كتب الفهارس ، والأثبات ، ومعاجم المصنفين مثل ، المعجم المفهرس لابن حجر العسقلاني (3)، وكشف الظنون لحاجي خليفة (4) ، والرسالة المستطرفة للكتاني (5) ، ومعجم المؤلفين لعمر كحالة (6) تؤكد صحة نسبة كتاب حلية الأولياء إلى أبي نعيم الأصبهاني.
الثاني : ما هو مسطر على مخطوطات الكتاب .
حيث جاء فيها تسمية الكتاب وإضافته إلى أبي نعيم رحمه الله (7).
الثالث : الأسانيد التي تروى بها متون الكتاب .
__________
(1) المعين في طبقات المحدثين 1/126 ت 1394.
(2) أبجد العلوم ص 120.
(3) المعجم المفهرس ص 92.
(4) كشف الظنون 1/689.
(5) الرسالة المستطرفة ص 140.
(6) معجم المؤلفين 1/176 ت 1318.
(7) ينظر الملحق عقب قسم الدراسة.(1/31)
بالنظر في أسانيد المتون الواردة في الكتاب من جهة المصنف نجد أنهم شيوخ أبي نعيم الأصبهاني ، وبعضهم ممن اختص به أبو نعيم رحمه الله.
الرابع : الأسانيد المثبته في أوائل النسخ الخطية .
جاء فيما وقفت عليه من نسخ الكتاب الخطية ذكر سلسة رواة الكتاب إلى أبي نعيم الأصبهاني كما يلي :
الجزء ……….. من كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
تصنيف ( تأليف ) الشيخ الإمام الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني رحمه الله ورضي عنه .
رواية الشيخ الإمام أبي الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني عنه (1)، رحمه الله.
رواية الشيخ الصالح الثقة أبي بكر يحيى بن عبد الباقي بن محمد الغزال عن رضي الله عنه (2).
سماع منه لصاحبه أبي بكر محمد بن علي بن هبة الله بن علي الواسطي نفعه الله بالعلم آمين (3).
وترجع جميع السماعات الواردة في أواخر الأجزاء المخطوطة إلى أبي بكر الواسطي .
كما يروى الكتاب بالأسانيد إلى أبي علي الحسن بن أحمد الحداد عن أبي نعيم الأصبهاني (4).
ثانياً : موضوع الكتاب :
__________
(1) سبقت ترجمته ص 60 ، وقد ذكر في ترجمته أنه كان يحدث بكتاب الحلية عن أبي نعيم رحمه الله تعالى.
(2) قال ابن نقطة : " يحيى بن عبد الباقي بن محمد أبو بكر الغزال سمع مسند أبي داود الطيالسي وحلية الأولياء من حمد بن أحمد الحداد ، سماعه صحيح توفي في تاسع عشر شوال من سنة إحدى وخمسين وخمسمائة "، التقييد 1/485 ت 658.
(3) قال ابن حجر : محمد بن علي بن هبة الله أبو بكر الواسطي المقرى ، قال بن النجار:" كان شيخا صالحا حسن المعرفة بالقراءات ، مات في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة " ، لسان الميزان 5/316.
(4) ذكره بأسانيده ابن حجر في المعجم المفهرس ص 92-93 .(1/32)
يستمد موضوع الكتاب من عنوانه ومن مادته العلمية ، فاسمه ينبئ عن موضوعه ، وهو بيان طبقات الأصفياء ، وهم عند أبي نعيم شيوخ الصوفية سواءً كانت تلك النسبة على الحقيقة أو ممن اشتهر بالزهد والورع قال في مقدمة كتابه :" فقد استعنت بالله عز وجل وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم من قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق وباشر الأحوال والطرائق وساكن الرياض والحدائق وفارق العوارض والعلائق " (1).
وضع للكتاب مقدمة اشتملت على بيان سبب تأليف الكتاب ، والكلام عن منزلة الأولياء وصفاتهم ونعوتهم ، وبيان معنى التصوف وحدوده وأصل اشتقاقه ، وأنواع كلام المتصوفة.
المبحث الثاني : قيمة الكتاب العلمية ، وعناية العلماء به .
يعد كتاب حلية الأولياء موسوعة علمية ضخمة ؛ وذلك بما حواه من مادة علمية غزيرة متعددة الجوانب موزعة على أكثر من أربعة الآف صفحة في النسخة المطبوعة من الكتاب.
ومن أبرز جوانب قيمته العلمية :
أن كل مافيه من أحاديث قدسية أو مرفوعة أو موقوفة ، أو مقطوعة يرويها مصنف الكتاب بأسانيده إلى أصاحب تلك الأقوال أو الأفعال ، فمادته ثروة علمية كبيرة في حفظ الآثار.
اشتمل الكتاب على رواية عدد كبير من الأحاديث من طرق تفرد بها أصحابها من الغرائب والتي قلما توجد مسندة إلا في كتاب حلية الأولياء.
احتوى الكتاب على ذكر طائفة من رواة الحديث وجاءت في تراجمهم بعض العناصر المهمة في تراجم الرواة كذكره لنسب الراوي ، وما وصف به من العبادة والصلاح ، وتزكية أهل العلم له - والتي يستفاد منها في معرفة عدالة الراوي - و يذكر في التراجم بعض الشيوخ ، والتلاميذ ، وسني الوفاة ، والتي يستفاد منها في معرفة طبقات الرواة ، والمتقدم والمتأخر منهم.
__________
(1) حلية الأولياء1 /3-4.(1/33)
الكلام على علل جملة من الأحاديث المرفوعة ، والموقوفة.
احتوى الكتاب على جملة وافرة من أحاديث الأحكام ، ولذلك جمعها الهيثمي وابن حجر في كتاب تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية .
ومما يزيد من قيمة الكتاب العلمية شهرة مصنفه أبي نعيم ؛ الذي بلغ مبلغاً عظيماً ، ومكانة مرموقة في رواية حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقد نال كتاب حلية الألياء شهرة كبيرة في حياة مؤلفه وبعدها ، حتى قيل فيه :" لما صنف كتاب الحلية حمل إلى نيسابور في حياته فاشتروه بأربعمائة دينار " (1).
وقال أبو طاهر السلفي :" لم يصنف مثله " (2).
وأثنى عليه حاجي خليفة فقال : " وهو كتاب حسن معتبر" .(3)
وقال السبكي :" ومن مصنفاته " حلية الأولياء " ، وهو من أحسن الكتب ، كان الشيخ الإمام الوالد رحمه الله كثير الثناء عليها ، ويحب تسميعها "(4).
طبع الكتاب في عشرة مجلدات في القاهرة مابين عامي 1932-1938 م ، ولم يذكر على غلاف النسخة ولا في مقدمة الكتاب اسم المحقق أو الجهة التي أشرفت على طبعه ، وطبع الكتاب عن النسخة المحفوظة بالمدرسة الأحمدية بحلب ورمز لها بالرمز ( ح ) وجعلها أصلاً ، وعورضت بالنسخة المحفوظة بمكتبة الأزهر بمصر ، ورمز لها بالرمز ( ز ) ، وفي ثنايا الكتاب الإحالة على نسخة جدة ، ورمز لها بالرمز ( ج ) (5)، وكذلك الإحالة على النسخة المغربية ورمز لها بالرمز ( مغ )(6) ، وفي 4/309 قال :" هنا آخر المجلد الثالث من نسخة جدة ومن أول ترجمة الشعبي التي تلي هذه تكون المقابلة على المغربية والأزهرية فقط ".
__________
(1) سير أعلام النبلاء 17/ 459 ، وطبقات الشافعية الكبرى 4/19.
(2) تذكرة الحفاظ 3/1094.
(3) كشف الظنون 1/689.
(4) طبقات الشافعية 4/22.
(5) ينظر مثلاً : حلية الأولياء 4/226 ، 4/229 ، 4/246.
(6) ينظر مثلاً : حلية الأولياء 4/280 ، 4/286.(1/34)
وجزى الله خيراً من قام على طبعه ، وإن كان الكتاب يحتاج فيما ظهر لي إلى عناية أكبر، وإلى مزيد من التحقيق العلمي الذ ي يناسب هذا الكتاب الكبير.
جهود العلماء على كتاب حلية الأولياء:
1- صفة الصفوة .
لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ت ( 597هـ ) .
وقد بدأ كتابه بنقد كتاب الحلية في عشرة أمور ، وذكر في المقدمة ما فات مصنف الكتاب في كتابه .
وكان قصده من التأليف ، ومنهجه في الكتاب ما أبان عنه في مقدمة الكتاب فقال :" وقد حداني جدك أيها المريد في طلب أخبار الصالحين وأحوالهم أن أجمع لك كتاباً يغنيك عنه ، ويحصل لك المقصود منه ويزيد عليه بذكر جماعة لم يذكرهم وأخبار لم ينقلها وجماعة ولدوا بعد وفاته ، وينقص عنه بترك جماعة قد ذكرهم لم ينقل عنهم كبير شيء وحكايات قد ذكرها فبعضها لا ينبغي التشاغل به وبعضها لا يليق بالكتاب ".
طبع بتحقيق محمود فاخوري ، ود. محمد رواس قلعجي ، سنة 1405هـ.
وقد اختصر كتاب صفة الصفوة أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد الشافعي المصري ، المعروق بالشعراني ت ( 973 هـ ) في كتاب موسوم بـ " مختصر كتاب صفة الصفوة " مطبوع سنة 1387هـ.
2- أحسن المحاسن .
مختصر للكتاب ، اختصره ابن أحمد الرقي ت ( 703 هـ ) .
ذكره صاحب تاريخ الأدب العربي ، وقال :" مطبوع " (1).
3- مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب .
مختصر للكتاب ، اختصره محمد بن حسن بن عبد الله الحسيني الواسطي ت ( 776هـ).
قال حاجي خليفة : " سلك في اختصاره مسلكاً وسطاً مع زيادة تراجم أئمة" (2).
طبع بتحقيق ،مجموعة من المحقيقين، سنة 1423هـ.
4- المقتضب من حلية الأولياء.
لأبي الحسين محمد بن عبيد الله النفزي ، الشهير بابن قابوش .
وهو من مرويات التجيبي (3).
5- تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية .
__________
(1) تاريخ الأدب العربي 6/224.
(2) كشف الظنون 1/689 ، تاريخ الأدب العربي 6/224.
(3) برنامج التجيبي ص 258.(1/35)
للحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي ت ( 807 هـ) .
وقد وضعه تلبية لطلب شيخه زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي ت ( 806هـ ) ، حيث أشار عليه جمع المرفوع من الحديث في حلية الأولياء .
ومات الهيثمي والكتاب مسود ، ثم بيضه وأكمله من بعده الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت ( 852هـ) ، جاء في آخر الكتاب : أكمله الفقير إلى عفو ربه تعالى أحمد بن علي بن حجر في ذي الحجة سنة تسع وثمانمائة ، من مسودة مرتبه في الأصل (1).
منهجه فيه :
- رتب أحاديث الحلية على كتب العلم فبدأ بكتاب الإيمان (2) ، ثم كتاب العلم ، ثم كتاب الطهارة ، وختمه بكتاب صفة الجنة .
يضع عنواناً للكتاب ، ثم يقسم أحاديثه إلى أبواب ، وتحت كل باب يذكر الأحاديث المرفوعة بأسانيد أبي نعيم الأصبهاني.
يضع قبل كل حديث موضعه الذي ورد فيه ، ولأن كتاب الحلية كتاب تراجم فكان يحيل إليها فيقول مثلاً : وقال في ابن المبارك ، وقال في يحيى القطان .
بلغت أحاديث الكتاب أربعة آلاف وأربعمائة وثمانية حديث .
مطبوع بتحقيق محمد حسن محمد حسن إسماعيل ، سنة 1420هـ.
6-نظم رجال الحلية .
لمحمد بن جابر ، مؤلف في سنة 793 هـ.
7- أربعون حديثاً في النهي عن الظلم .
منتخبة من حلية الأولياء لأبي نعيم.
مؤلف مجهول.
مخطوط ، بدار الكتب المصرية القاهرة رقم 868 (3).
8- البغية في ترتيب أحاديث الحلية .
وهو فهرس لأحاديث الكتاب ، أعده عبد العزيز بن محمد بن صديق الغماري .
مطبوع .
9- أبو نعيم وكتابه الحلية .
كتبه د. محمد بن لطفي الصباغ ، اعتنى فيه بترجمة أبي نعيم ، وببيان منهجه في كتاب حلية الأولياء ، مطبوع ، سنة 1398هـ.
10- مختصر حلية الأولياء .
لعلي بن عبد الحميد بلطه جي ، مطبوع ، سنة 1412هـ.
__________
(1) وذكر ذلك الحسيني في ذيل تذكرة الحفاظ 1/204.
(2) هكذا قال في مقدمة الكتاب ، ولكن أول باب في الكتاب هو كتاب : التوحيد .
(3) الفهرس الشامل 1/133 رقم 821.(1/36)
11- تهذيب حلية الأولياء.
لصالح بن محمد الشامي ، مطبوع سنة 1419هـ.
12- كمال البغية في أحاديث الحلية ( تجريد ، وترتيب ، وتخريج ) .
كتبه د. مخيمر صالح ، من مطبوعات عمادة البحث العلمي ، والدراسات العليا ، بجامعة اليرموك ، الأردن.
13- الأقوال الواردة عن السلف في العقيدة في كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم ، جمعاً وتحقيقاً ودراسة .
لمحمد بن بو بكر بن عمر بنعلي ، رسالة دكتوراه ، في الجامعة الإسلامية بإشراف د. علي بن عبد الرحمن الحذيفي ، نوقشت 19/10/1418هـ.
14- فهارس حلية الأولياء وطبقات الأصفياء .
إعداد السعيد بسيوني زغلول ، طبع سنة 1412هـ.
**************
ومع هذه المكانة لكتاب حلية الأولياء وهذه الجهود الخيرة على الكتاب إلا أنه لم يسلم من النقد ، وممن جرد قلمه لنقد الكتاب ابن الجوزي في مقدمة كتابه صفة الصفوة ، وجعل ما تكدر به الكتاب عشرة أشياء ، سأذكرها مختصرة مع التعليق على ما أراه.
الأول : أن هذا الكتاب إنما وضع لذكر أخبار الأخيار وإنما يراد من ذكرهم شرح أحوالهم وأخلاقهم ليقتدي بها السالك فقد ذكر فيه أسماء جماعة ثم لم ينقل عنهم شيئا من ذلك ذكر عنهم ما يروونه عن غيرهم أو ما يسندونه من الحديث .
وهذا صحيح فإن أبا نعيم بين مقصده من التأليف فقال في مقدمة الحلية :" وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم" (1).
الثاني : أنه قصد ما ينقل عن الرجل المذكور ولم ينظر هل يليق بالكتاب أم لا مثل : ما ملأ ترجمة مجاهد بقطعة من تفسيره ، وترجمة عكرمة بقطعة من تفسيره ، وترجمة كعب الأحبار بقطعة من التوراة وليس هذا بموضع هذه الأشياء .
وهذا صحيح فكثيراً من المرويات في التراجم لا تتفق مع مقصد أبي نعيم من وضع الكتاب.
الثالث : أنه أعاد أخباراً كثيرة مثل : ما ذكر في ترجمة الحسن البصري من كلامه ثم أعاده في تراجم أصحابه .
__________
(1) حلية الأولياء 1/3.(1/37)
وهذا صحيح فيوجد في الأقوال المنقولة عن المترجم له ، والأحاديث التي يرويها تكرار في عدت مواضع من الكتاب.
الرابع : أنه أطال بذكر الأحاديث المرفوعة التي يرويها الشخص الواحد فينسى ما وضع له ذكر الرجل من بيان آدابه وأخلاقه كما ذكر شعبة ، وسفيان ، ومالك ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهم فانه ذكر عن كل واحد من هؤلاء من الأحاديث التي يرويها مرفوعة جملة كثيرة ومعلوم أن مثل كتابه الذي يقصد به مداواة القلوب إنما وضع لبيان أخلاق القوم لا الأحاديث.
وهذا تكرار من ابن الجوزي لما ذكره في الأمر الثاني ، ولعل أبا نعيم لم يرد إخلاء كتابه من الفوائد الحديثية ، وخاصة في تراجم علماء الحديث الأجلاء.
الخامس : أنه ذكر في كتابه أحاديث كثيرة باطلة وموضوعة فقصد بذكرها تكثير حديثه وتنفيق رواياته ولم يبين أنها موضوعة ومعلوم أن جمهور المائلين الى التبرر يخفى عليهم الصحيح من غيره فستر ذلك عنهم غش من الطبيب لا نصح .
أما تفسير قصد أبي نعيم بتكثير حديثه وتنفيق رواياته فمدفوع عنه فأبو نعيم إمام مكثر وله من التصانيف والشهرة ما يغنيه عن التكثر ، وطلب تنفيق الحديث لأن هذا إنما يكون من مغمور يريد الشهرة .
وأما رواية الأحاديث الباطلة والموضوعة والسكوت عنها ، وهذا منهجه في هذا الكتاب وفي جميع مصنفاته ، وقد وافق الذهبي ابن الجوزي في هذا النقد فقال :" ما أعلم له ذنباً والله يعفو عنه أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه ثم يسكت عن توهيتها"(1).
ولا يعاب على أبي نعيم بهذا فهو على منهج المحدثين فهو يؤدي ما تحمله في كتابه هذا وفي غيره بأسانيده ثم يبقى الحكم على الأحاديث والآثار لمن يأتي بعده ، وهذا ما لا يستطيعه الصوفية ، لنبذهم العلوم ، ورغبتهم في الوقوف على الأحوال وكلام أهل الحقائق فقط .
__________
(1) سير أعلام النبلاء 17/461.(1/38)
مع أن ابن الجوزي قد وقع فيما عاب به على أبي نعيم ففي كتابه صفة الصفوة قال : فصل ((ومن كلامه المتقن وأمثاله العجيبة - صلى الله عليه وسلم - )) أورد عدداً من الأحاديث الموضوعة التي لا يخفى بطلانها على أهل الصنعة ونسبها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير بيان أنها موضوعة ، ومن غير ذكر أسانيدها حتى يمكن للباحث من بعده أن يدرس أسانيدها ويحكم عليها(1).
السادس : السجع البارد في التراجم الذي لا يكاد يحتوي على معنى صحيح خصوصاً في ذكر حدود التصوف.
وهذا صحيح فمن ذلك قول أبي نعيم :" ومنهم الفقيه القوي سالك السمت المرضي بالعلم الواضح المضي والحال الزاكي الوضي ؛ أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي كان بالأوامر مكتفياً وعن الزواجر منتهياً تاركاً لتكلف الأثقال معتنقاً لتحمل الواجب من الأفعال ، وقيل :" إن التصوف تطهر من تكدر وتشمر في تبرر" (2).
السابع : إضافة التصوف إلى كبار السادات كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن وشريح وسفيان وشعبة ومالك والشافعي وأحمد وليس عند هؤلاء القوم خبر من التصوف.
الثامن : أنه حكى في كتابه عن بعض المذكورين كلاما أطال به لا طائل فيه تارة ، ولا يكون في ذلك الكلام معنى صحيح .
التاسع : أنه ذكر أشياء عن الصوفية لا يجوز فعلها فربما سمعها المبتدىء القليل العلم فظنها حسنة فاحتذاها .
العاشر : أنه خلط في ترتيب القوم فقدم من ينبغي أن يؤخر وأخر من ينبغي أن يقدم فعل ذلك في الصحابة وفيمن بعدهم فلا هو ذكرهم على ترتيب الفضائل ولا على ترتيب المواليد ولا جمع أهل كل بلد في مكان وربما فعل هذا في وقت ثم عاد فخلط خصوصاً في أواخر الكتاب .
__________
(1) صفة الصفوة 1 / 203 – 218 ، وفيها جملة من الأحاديث موضوعة ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات مثل حديث :" استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان " ، أورده في صفة الصفوة 1،216 ، وحكم بوضعه في الموضوعات 2/503.
(2) حلية الأولياء 4/310.(1/39)
وهذا سهل فبوجود الفهارس التي وضعت للكتاب يمكن الوصول إلى التراجم بسهولة.
المبحث الثالث : منهج المصنف في الكتاب إجمالاً.
أولاً : منهجه في ترتيب التراجم :
بدأ بتراجم العشرة المبشرين بالجنة ، ثم بقية الصحابة على غير ترتيب معين .
ثم انتقل إلى الكلام عن أهل الصفة ، وذكرهم مرتبين على حروف الهجاء ، واستفاد ممن سبقه في ذكر أهل الصفة ، وهما أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو سعيد الأعرابي ثم استدرك عليهما بعض الأسماء التي لم يذكراها.
وختم تراجم الصحابة بذكر جملة الصحابيات رضوان الله عليهن.
أعقب ذلك بذكر تراجم الطبقة الأولى من التابعين ، بدأ بترتيبهم على البلدان فقدم تابعي البصرة ثم تابعي المدينة ثم تابعي الكوفة .
لم يلتزم ترتيباً معيناً بعد ذلك ، وقد نبه في عدة مواضع إلى هذا الخلل فقال :" ذكرنا نفراً من متقدمي طبقة الكوفيين في ذكر زهاد اليمانية وعبادهم وعدنا إلى ذكر جماعة من عباد الكوفيين ونساكهم " (1) ، وقال بعد عدة تراجم :" قد ذكرنا عدة من أصحاب عبد الله بن مسعود رحمهم الله تعالى وبقي منهم عدة لم نذكرهم " (2) ، ثم ذكر طائفة من أصحاب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
ثم ذكر خلائق من الناس من غير ترتيب معروف ، ثم قال :" قد تقدم ذكر طبقات من الصحابة والتابعين وتابعيهم على ترتيب أيامهم وبلدانهم حسبما أذن الله تعالى فيه ويسره فله الحمد والمنة وعزمنا على ذكر طوائف من جماهير النساك والعباد المذكورين بالكد في الإجتهاد ………. وعدلنا عن ترتيب أيامهم والبلاد فمن اشتهر بالرواية ذكرنا له حديثا فما فوقه ومن لم تعرف له رواية اقتصرنا من كلامه على حكاية والله خير معين وبه نستعين " (3) وانظر 6/315.
وسار على هذا المنهج حتى آخر الكتاب.
ثانياً : عناصر الترجمة:
__________
(1) حلية الأولياء 4/100.
(2) المرجع السابق 4/169.
(3) حلية الأولياء 6/148-149.(1/40)
أغلب التراجم التي في الكتاب تحوي عناصر تكاد أن تكون متحدة في الترتيب كما يلي:-
يبدأ باستخدام حروف العطف لبيان انتساب المترجم له للصوفية ، ثم يصفه بأوصاف مسجوعة ، ويبين اسمه وشيئاً من نسبه وبلده ، مثل قوله :" فمنهم حبيب أبو محمد الفارسي من ساكني البصرة كان صاحب المكرمات مجاب الدعوات " (1) ، ومثل قوله :" ومنهم المتعبد القوام المتلذذ بالسهر للذكر همام وهو همام بن الحارث النخعي " (2).
ثم يذكر جملة من الأخبار الواردة في فضل المترجم له ، وبعض ألفاظ التعديل الواردة فيه ، ويذكر شيئاً من وصف حاله من العبادة والزهد ، تقل وتكثر هذه الأخبار حسب ما اشتهر عن المترجم له.
إذا كان المترجم له ممن اشتغل بالرواية فيذكر بعد ذلك أسماء من روى عنهم فمثلاً قال عن أبي عبد الرحمن السلمي :" أسند أبو عبد الرحمن عن الخلفاء عمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وعن أبي مسعود وأبي الدرداء وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم " (3) ، وقال في ترجمة هشام الدستوائي :" سمع هشام الأئمة والأعلام قتادة ويحيى بن أبي كثير وطبقتهما من البصريين وحماد بن أبي سليمان وطبقته من الكوفيين وأبا الزبير وطبقته من المكيين " (4).
يجعل عنواناً في أغلب التراجم في ذكر ما أسند المترجم له فيقول :" ومما أسند فلان " أو يقول :" ومن غرائب مسانيده " ، أو :" ومن غرائب حديثه " فإن كان مقلاً من الرواية أو لاشيء له فإنه يبين ذلك كقوله عن زياد بن جرير الأسلمي :" كان زياد قليل المسانيد " (5) .
يورد جملة من الأحاديث التي رواها المترجم له من غير ترتيب معين لا في الإسناد ولا في المتن أو عدد محدد لها.
ثالثاً : منهجه في تخريج الأحاديث .
__________
(1) حلية الأولياء 6/149.
(2) حلية الأولياء 4/178.
(3) حلية الأولياء 4/193.
(4) حلية الأولياء 6/280.
(5) حلية الأولياء 4/198.(1/41)
لم يخل أبو نعيم رحمه الله كتابه من فوائد علمية تتعلق بالأحاديث الشريفة ومن عنايته بها فقد تكلم على كثير من الأحاديث من حيث شهرتها من بعض الطرق وغرابتها وله في ذلك منهج يمكن وصفه كما يلي :
-رواية الأحاديث بأسانيده عن شيوخه ، وإذ روى الحديث عن أكثر من شيخ فإنه يستخدم رمز الإحالة بين الأسانيد ( ح ) .
إذا تكرر الحديث عنده وساقه مساقاً مستقلاً عن الحديث الذي سبقه يستخدم ألفاظ المقارنة بين الأحاديث كقوله :" مثله " ، و " فذكر نحوه " ، و يبن في بعض المواضع فروق الألفاظ بين الرواة ، وينسب كل لفظ إلى راويه .
يكاد لا يترك حديثاً إلا ويتكلم عنه ، ومما يذكر في ذلك في غير باب العلل ، بيان شهرة الحديث أو غرابته عن المترجم له مثل قوله :" حديث داود مشهور وحديث عاصم تفرد به منصور عن حماد " (1) ،
الحكم على الأحاديث و من عباراته في ذلك :
ثابت صحيح : مثل:" ثابت صحيح من حديث شعبة وفراس " (2).
متفق عليه : هذا يقوله عادة في الأحاديث الصحيحة الثابتة ، مثل :" هذا حديث صحيح متفق عليه " (3) ، ومثل :" والحديث صحيح متفق عليه على شرط الجماعة " ،
__________
(1) حلية الأولياء 6/255.
(2) حلية الأولياء 7/202.
(3) حلية الأولياء 1/338.(1/42)
ويقوله عن وجود الحديث في الصحيحين مثل : " صحيح متفق عليه من حديث عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أخرجه البخاري من حديث ابن جريج عن عطاء ومسلم عن سليمان بن بلال " (1) ، مثل :" هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما "(2) ، ومثل :" هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري عن قيس بن حفص الدارمي عن خالد بن الحارث وأخرجه مسلم عن بندار عن غندر وعبيد الله ابن معاذ عن أبيه" (3) ، ومثل :" هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم جميعا من حديث عبدالعزيز بن عبدالصمد العمى حدث به مسلم عن اسحاق عن عبدالعزيز والبخاري عن جماعة من أصحاب عبدالعزيز" (4).
__________
(1) حلية الأولياء 3/205.
(2) حلية الأولياء 2/195.
(3) حلية الأولياء 2/315.
(4) حلية الأولياء 2/317.(1/43)