وابْنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاهِضٍ فَخِفْ ... أَوْ زِدْهُ هَاءً فَكَذا فِيهِ اخْتُلِفْ
قُلْتُ: ولِلْحِبْرِ ابْنِ أُخْتٍ خَفِّفِ ... كَذَاكَ جَدُّ السَّيِّدي والنَّسَفِي
عَيْنَ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ اكْسِرِ ... وَفي خُزَاعَةَ كَرِيْزٌ كَبِّرِ
وَفِي قُرَيْشٍ أَبَداً حِزَامُ ... وَافْتَحْ فِي الانْصَارِ بِرَا حَرَامُ
قف على هذا، قف على هذا.
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى- بعد أن انتهى من الأسماء والكنى والألقاب وفيها المؤلفات الكثيرة، وذكر هذه المؤلفات موجودة في الشروح يعني بكثرة، قال في المؤتلف والمختلف، وهو ما اتفقت في الصورة والخط، لكن اللفظ مختلف، قال:
واعن بما صورته مؤتلفُ ... خطاً ولكن لفظه مختلفُ
يعني ما اتحدت صورته في الخط لكنه يختلف في النطق، وهذا كثير في الأسماء، وفيه مؤلفاته الخاصة، التي تعنى بضبط أسماء الرجال، وفيه بهذا الاسم كتب المؤتلف والمختلف.
واعن بما صورته مؤتلفُ ... خطاً ولكن لفظه مختلفُ
نحو سلامٍ كله فثقلِ ... . . . . . . . . .
يعني ثقل كله، كله سلام بالتشديد إلا ما استثني.
نحو سلامٍ كله فثقلِ ... . . . . . . . . .
ثقل اللام، يعني يكون نطقه سلام.
. . . . . . . . . ... لا ابن سلام الحبر والمعتزلي
لا ابن سلام الحبر، الحبر كان من أحبار اليهود، عبد الله بن سلام، فأبوه بالتخفيف سلام، عبد الله بن سلام، وهذا ما اختلف فيه أحد.
"لا ابن سلام الحَبر" والحِبر، الأكثر ضبطه في اللغة على الحِبر بكسر الحاء، وأهل الحديث يضبطونه بفتحها، الحَبر، والحبر واحد الأحبار "والمعتزلي ... أبا علي" الجبائي، إمام من أئمة المعتزلة، اسمه: محمد بن عبد الوهاب بن سلام.
أبا علي فهو خف الجد ... . . . . . . . . .
يعني جده خفيف بالتخفيف، سلام مثل والد عبد الله بن سلام الحبر، الصحابي الجليل، اسمه قبل الإسلام فيما يقال: حصين، أعني عبد الله بن سلام الصحابي الجليل الذي كان يهودياً ثم أسلم، كان من أحبار اليهود، ثم أسلم، فسماه النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . والمعتزلي
أبا علي فهو خف الجد ... . . . . . . . . .(49/9)
أبو علي الجبائي جده بالتخفيف، محمد بن عبد الوهاب بن سلام.
. . . . . . . . . ... وهو الأصح في أبي البيكندي
محمد بن سلام البيكندي، شيخ البخاري، يقول: الأصح فيه التخفيف وإلا التشديد؟ التخفيف، وهو -يعني التخفيف- الأصح في أبي البيكندي.
يقول الحافظ ابن رجب في شرحه على البخاري يقول: محمد بن سلام هو البيكندي، وقد اختلف في ضبط سلام هل هو بالتخفيف أو بالتشديد؟ والتخفيف فيه أكثر وأشهر، ولأبي محمد عبد العظيم المنذري في ذلك جزء مفرد، ثم ظهر لي أن التشديد فيه أصح ... ، يقول ابن رجب: ثم ظهر لي أن التشديد فيه أصح، فإن الذين رجحوا فيه التخفيف اعتمدوا على حكاية رويت عن محمد بن سلام أنه قال: أنا محمد بن سلام بتخفيف اللام، يعني لو ثبتت هذه الحكاية خلاص رفعت كل خلاف، هو أعرف، أنا محمد بن سلام بتخفيف اللام، قال ابن رجب: وقد أفردت لذلك جزءً، وذكرت فيه أن هذه الحكاية لا تصح، وفي إسنادها متهم بالكذب، يعني إذا اعتمدوا على مقالته: أنا محمد بن سلام، ورجحوا التخفيف كما هنا قال: إيش؟
. . . . . . . . . ... وهو الأصح في أبي البيكندي
وهو الأصح في أبي البكندي، اعتمدوا على هذه الحكاية وفيها راوٍ متهم بالكذب، لكن ابن رجب لما ضعف هذه الحكاية هل عنده ما يستند عليه أنه بالتشديد؟ لأنه قال: ثم ظهر لي أن التشديد فيها أصح؟
طالب:. . . . . . . . .
إلا من استثني يعني يرجع إلى أصله، ومن قال: إن الأصل التشديد؟
طالب. . . . . . . . . الخلاف السابق قبل الحكاية الذي ذكر أنها على سلام.
أي نعم الأكثر، والتخفيف فيه أكثر وأشهر، بناء على الحكاية التي فيها راوٍ متهم بالكذب، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
هذه ما تتلقى لا بقياس ولا ....
طالب:. . . . . . . . .
الأصل التشديد، إيه لكن هذا بالذات هل هو بالتخفيف وإلا بالتشديد؟
طالب:. . . . . . . . .
لكن أنا أقول: أفترض أن هذه الحكاية باطلة على ما قال ابن رجب، هل يقتضي هذا ترجيح التشديد؟ أو يبقى الاحتمال كما هو حتى يوجد ما يرفعه، وكون الأكثر سلام بالتشديد هل يعني أن هذا الشخص بالتشديد مثلهم؟ نعم؟ ما يلزم، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .(49/10)
إيه هذه يردون بها إذا كان لا يستطيع الرد، نعم مثل قطن بن نسير، يقرأ عند الدارقطني واحد إسناد فيه قطن بن نسير، فقال: ابن بشير، أو ابن يسير، قال: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [(1) سورة القلم] بيرد عليه يصحح له وهو يصلي ما يستطيع أن يصحح له، قال: سلام عليكم يعني بالتخفيف بهذا اللفظ، ولا يعني هذا أن ... ، هذا رأي اللي رد يبقى أنه قول من أقوال العلماء في المسألة، أنا أقول: إن كون الحافظ ابن رجب يقول: ثم ظهر لي أن التشديد فيه أصح؛ لمجرد إبطال الحكاية يبقى أنه على الاحتمال، لا يدرى هل هو مشدد أو مخفف؟
طالب:. . . . . . . . .
سلام ويش معنى سلام؟ .... المعنى لم يسمَ سلام بلفظ التحية؟ ما يلزم، لو قلنا هذا قلنا: التخفيف هو الأصل، هم قالوا: لا التشديد أكثر، ولا يخرج عن التشديد إلا هؤلاء، ويبقى أن المسألة مسألة ضبط والضبط مرجعه إلى الأئمة الذين لهم عناية بهذا الشأن، أما كوننا نجزم بأنه بالتشديد كما جزم الحافظ ابن رجب من خلال إبطال القصة، نعم؟ مثل هذا لا يحتاج فيها إلى نص، يحتاج فيها إلى استقراء.
طالب:. . . . . . . . .
جد أبي علي ما أدري والله، لكنه ما يذكرونه في الغالب إلا إذا كان له رواية.
طالب:. . . . . . . . .
يعني ضبطه وعدمه ما يفرق هذا، لكن ما هو بالجد المعتزلي، المعتزلي أبو علي الجبائي معروف، يعني جده ما ندري عاد على الستر ما ندري عنه، لكن المعتزلي الحفيد.
وابن أبي الحقيق وابن مشكمِ ... . . . . . . . . .
ابن أبي الحقيق سلام أو سلّام، كأنه قال: لا ابن سلام الحبرِ ولا ابن أبي الحقيق، فيكون ابن أبي الحقيق مثل والد عبد الله بن سلام بالتخفيف.
. . . . . . . . . وابن مشكمِ ... والأشهر التشديد فيه فاعلمِ
سلام أو سلّام ابن مشكم، وهذا قالوا: إنه خمار في الجاهلية.
. . . . . . . . . ... والأشهر التشديد فيه فاعلمِ
هم إذا ضبطوا الباب بقاعدة وأخرجوا منها ما يخرج على طريقة القواعد الأغلبية لا طريق القواعد الكلية؛ لأن الكلية لا يخرج منها شيء، هذه قاعدة أغلبية كل سلام فهو بالتشديد سلّام، إلا ما استثني فهو بالتخفيف.
وابن محمد بن ناهض فخف ... أو زده هاء فكذا فيه اختلف(49/11)
سلام أو سلّام أو سلامة بن محمد بن ناهض فخف يعني خففه، فيكون سلام بن محمد بن ناهض، أو زده هاءً لأنهم اختلفوا في اسمه هل هو سلام أو سلامة؟
. . . . . . . . . ... أو زده هاء فكذا فيه اختلف
يعني الاختلاف هل هو بالتشديد أو بالتخفيف؟
"قلت: وللحبر" عبد الله بن سلام الآنف الذكر
. . . . . . . . . ابن أختٍ خففِ ... كذاك جد السيدي والنسفي
السيدي ما اسمه؟ ابن أخت الحبر اسمه؟ سلام بن؟ أنا أعرف أنه سلام، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
بعد كمل.
طالب:. . . . . . . . .
طيب خفف لامه يعني يكون سلام، "كذاك جد السيدي".
طالب:. . . . . . . . .
سعد بن جعفر بن سلام هذا السيدي، قيل له السيدي لأنه يخدم السيد إيش؟
طالب:. . . . . . . . .
أخت المستنجد ... ، السيدة نسب إليها سيدي يقال له، والنسفي نسبة إلى نسف بين بغداد وإيش؟ والموصل؟
طالب:. . . . . . . . .
وإربل، طيب نسف بالفتح وإلا بالكسر؟ نَسف؟ طيب ما في ضبط ثاني؟
طالب:. . . . . . . . .
إيه يقال: نَسف ونِسف بفتح النون وكسرها، لكن الذي استغربه وأتعجب منه قولهم: إنها فتحت للنسب، فقيل: نسفي، مثل نمري، نمري وسلمي فتحت للنسب، لكن ما الذي فتح في نمري وسلمي ونسف؟ هنا الذي فتح من أجل النسب الحرف الأول النون، صح وإلا لا؟ وفي نمري وسلمي؟ هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
الثاني، كما يقال: النسبة إلى الملك ملكي، النسبة إلى النمر نمري، النسبة إلى سلمة سلمي، فالذي فتح الثاني من أجل؟ من أجل النسبة، وهنا الذي فتح من أجل النسبة؟ الأول؛ لأنهم قالوا: فتح للنسبة مثل النمري، التمثيل مطابق وإلا غير مطابق؟
طالب:. . . . . . . . .
لأن بعضهم تسمع بعض .. ، حتى من أهل العلم من يقول: الملِكي، صاحب السمو الملِكي، نسبة إلى الملِك لكن الصواب أنه يفتح لئلا تتوالي كسرات كثيرة في الكلمة، فيقول: ملكي مثل ما يقال: نمري، ومثلما يقال: سلمي والذي عندنا نسبة إلى النسفي بناء على أن النون مكسورة لا يكون مطابق لما قيس عليه، لو كان نسبة إلى نسف بفتح أوله وكسر ثانية طابق النمري والسلمي.
عين أبي بن عمارة. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .(49/12)
يعني عين عمارة ما هو بعين أبي، نعم؟
عين أبي بن عمارة اكسرِ ... . . . . . . . . .
المقصود عين عمارة تكسر.
. . . . . . . . . ... وفي خزاعة كريز كبرِ
كريز يعني وفي غيرهم بالتصغير كُريز.
. . . . . . . . . ... وفي قريش أبداً حزامُ
وفي خزاعة كريز كبرِ ... وافتح في الأنصار برا حرامُ
حزام يأتي في السند ويجري ذكره في الكتب، وقد يُغلط في إعجامه وإهماله، لكن أنت ميز إن كان قرشي فهو حزام، وإن كان أنصاري فهو حرام.
وفي قريش أبداً حزامُ ... وافتح في الأنصار برا حرامُ
المقصود في قريش وفي الأنصار، لكن قد يوجد عند غيرهم في تميم مثلاً حرام ويوجد حزام، يوجد الاثنين كليهما، لكن هم خصوا هذا التحديد في قريش وفي الأنصار، بغض النظر عن القبائل الأخرى؛ لأنه قد يقول قائل: إنه ليس بحصر هذا في قريش والأنصار، طيب بقية القبائل قد يكون فيها يوجد الضبطين بالراء وبالزاي، قال:
وفي قريش أبداً حزامُ ... وافتح في الأنصار برا حرامُ
يعني يضبطون هذه بالحروف؛ لأن ضبطها بالشكل قد يعتريه ما يتعريه، يقولون مثلاً: بكسر الحاء المهملة؛ لأن في خزام بالخاء، والزي المعجمة، والثاني يضبطونه بإيش؟ هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
طيب وبعدين؟ لا عندهم شيء من باب الضد، يضبطون بالضد فيقولون: حرام بلفظ ضد الحلال، خلاص بيلتبس على أحد؟ ما يمكن يلتبس على أحد، بلفظ ضد الحلال، وحينئذٍ لا يلتبس على أحد، وأحياناً يضبطون بغير ذلك مثلاً الحكم بن عتيبة بتصغير عتبة الدار وهكذا، فلهم طرق في الضبط، قد تكون بالحروف، وأحياناً ضبطهم يكون بتقطيع الكلمة، مثلاً هجيمة يرسم لك هاء مفردة ثم جيم مفردة وهكذا من أجل إيش؟ أن تضبطها؛ لأن الحرف أحياناً إذا كتب مع غيره يلتبس وإذا أفرد لا يلتبس، وأحياناً يكون العكس، فهم يضبطون على طرق ونواحي متعددة، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(49/13)
شرح ألفية الحافظ العراقي (51)
تابع: المؤتلف والمختلف
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الحافظ -رحمه الله تعالى- في باب:
المؤتلف والمختلف
فِي الشَّامِ عَنْسِيٌّ بِنُونٍ وبِبَا ... فِي كُوْفَةٍ والشِّيْنِ واليا غَلَبَا
فِي بَصْرَةٍ وَمَا لَهُمْ مَنِ اكْتَنَى ... أَبَا عَبِيْدَةٍ بِفَتْحٍ والكُنَى
فِي السَّفْرِ بالفَتْحِ وَمَا لَهُمْ عَسَلْ ... إلاَّ ابْنُ ذَكْوَانٍ وَعِسْلٌ فَجُمَلْ
وَالعَامِرِيُّ بْنُ عَلِيْ عَثَّامُ ... وَغَيْرُهُ فَالنُّونُ والإعْجَامُ
وَزَوْجُ مَسْرُوقٍ قَمِيْرٌ صَغَّرُوا ... سِوَاهُ ضَمَّاً وَلَهُمْ مُسَوَّرُ
ابنُ يَزِيدَ وابْنُ عَبْدِ المَلِكِ ... وَمَا سِوَى ذَيْنِ فَمِسْوَرٌ حُكِي
وَوَصَفُوا الحمَّالَ في الرُّوَاةِ ... هَارُونَ والغَيْرُ بِجِيمٍ يَاتي
وَوَصَفُوا حَنَّاطاً أوْ خَبَّاطا ... عِيسَى ومُسلِماً كَذَا خَيَّاطَا
والسَّلَمِيَّ افْتَحْ في الانْصَارِ وَمَنْ ... يَكْسِرُ لامَهُ كأَصْلِهِ لَحَنْ
وَمِنْ هُنَا لِمَالِكٍ وَلَهُمَا ... بَشَّاراً افْرِدْ أَبَ بُنْدَارِ هُمَا
وَلَهُمَا سَيَّارُ أيْ أَبُو الحَكَمْ ... وَابْنُ سَلاَمَةٍ وبِالْيَا قَبْلُ جَمْ
وَابْنُ سَعِيدٍ بُسْرُ مِثْلُ المَازِنيْ ... وابْنُ عُبَيْدِ اللهِ وَابْنُ مِحْجَنِ
وَفِيهِ خُلْفٌ وَبُشَيْراً اعْجِمِ ... في ابْنِ يسارٍ وابْنِ كَعْبٍ واضْمُمِ
يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو أوْ أُسَيْرُ ... والنُّونُ في أبي قَطَنْ نُسَيْرُ
جَدُّ عَلِيْ بنِ هَاشِمٍ بَرِيْدُ ... وَابْنُ حَفِيْدِ الأَشْعَريْ بُرَيْدُ
وَلَهُمَا مُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَهْ ... بْنِ البِرِنْدِ فَالأَمِيْرُ كَسَرَهْ
يكفي، يكفي.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:(50/1)
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى- في باب المؤتلف والمختلف، فيما تأتلف صورته، ويختلف النطق فيه من الرواة، هذا يسمونه مؤتلف ومختلف، ومنه ما هو عام في الرواة كلهم، ومنه ما هو خاص في قبيلة، كما تقدم في حزام وحرام، ومنه ما هو خاص في بلد، في الشام، في البصرة، في الكوفة، ومنه ما هو عام في كتب السنة، ومنه ما هو خاص في الصحيحين والموطأ، والأمثلة على ذلك تقدم بعضها، ويأتي باقيها -إن شاء الله تعالى-.
يقول الناظم -رحمه الله تعالى-:
في الشام عنسي. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
عنسي تتحدد في الصورة، تتفق الصورة مع عبسي وعيشي، عنسي وعبسي وعيشي، هذا إذا خلت الكلمة عن اللفظ الدقيق فتلتبس، وطريقة المتقدمين قبل الإعجام وقبل الضبط ينطقونها على السليقة كما هي، لكن لو وقف عليها من قِبل متأخر ما ضُبطت، أو أُخطأ في ضبطها يترتب على ذلك الخطأ في نطقها، فوضعوا ضوابط بعضها كلية وبعضها أغلبية، حزام في قريش، حرام في الأنصار تقدم هذا، هذا مفروغ منه، لكن ماذا عن بقية القبائل؟ بقية القبائل يوجد فيها هذا اللفظ ويوجد فيها هذا اللفظ، فالضبط بالنسبة لهاتين القبيلتين وهاتين الجهتين، عندنا الآن في الشام، في الكوفة، في البصرة، الأغلب أن من كان في الشام على صورة العين والنون والسين، أو الغين، أو العين والياء الشين، أو العين والباء والسين، الصورة متقاربة، لكن
في الشام عنسيٌ بنون وببا ... في كوفة. . . . . . . . .
يعني عبسي، أهل الشام عندهم من ينتسب إلى العنسيين، وهم طائفة من اليمن جاءوا إلى الشام، ومن ينتسب إلى عبس جلهم نزلوا الكوفة والشين عيشي "والشين والياء -عيشي- غلبا في بصرة" يعني هل العنسي والعبسي العنسي في الشام، والعبسي في الكوفة هذا كلي وإلا أغلبي؟ لأنه قال:
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . والشين واليا غلبا
في بصرة. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني غلبا هل يعود إلى البلدان الثلاثة والقبائل الثلاث أو يعود إلى الأخير فقط؟
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . والشين واليا غلبا
في بصرة. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .(50/2)
طالب: في الشام عنسيٌ بنون. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
هو الظاهر يعني من اللفظ أنه إلى الأخير، فيكون في البصرة عيشي أغلبي، مع أنه يوجد فيها عنسي وعبسي، بينما في الشام لا يوجد إلا عنسي، لا يوجد عبسي، ولا يوجد عيشي، هذا ظاهر اللفظ، لكن هل الواقع كذلك؟ هذه قبائل ومتقاربة، يعني الكوفة والبصرة متقاربة، ما الذي يمنع أن ينتقل بعض هؤلاء إلى هنا وبعضهم إلى هنا؟ لكن الكلام في الرواة، والنسبة إلى البلد تكون أغلبية أيضاً؛ لأنه ما يمنع أن يكون سكنه البصرة ويتردد على الكوفة أو العكس، ولذلك يعد من أهل الكوفة، يعني في كتب البلدان والطبقات كلها تعده من أهل الكوفة؛ لأن سكنه وأهله وموطنه وغالب مكثه في الكوفة، وإن تردد على البصرة والعكس، يعدونه بصري وإن تردد على الكوفة؛ لأن هذا أمر لا يضر، والإنسان معروف أنه رحال، ما يمكن أن يلزم بلداً واحداً منذ أن يولد إلى أن يموت إلا في القليل النادر، فهذه الأمور أغلبية، يعني لا يمنع أن يوجد في البصرة عبسي، ويوجد في الكوفة عنسي، لكن الشأن في الرواة الذين صنفوا على البلدان، الآن في الصحابة تجد في ترجمته يعني عيشه كله في المدينة مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقد يكون معه في مكة، لكن يقال: عداده في أهل الشام، عداده في أهل الكوفة، يعني بُعيد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- انتقل، فيعد من أهل تلك البلدان، وكذلك من التابعين فمن دونهم، فهذه الأمور كلها أغلبية، يعني ليس الحصر يعني والاستقراء دقيق مائة بالمائة، لكن في الغالب أنت تستروح مجرد ما تجد أن هذا شامي تقول: عنسي، حتى تجد ما يخرج عن هذا الضابط، ومثله في الكوفة عبسي، وعيشي في البصرة.
يقول:
. . . . . . . . . وما لهم من اكتنى ... أبا عبيدة بفتح. . . . . . . . .
عبيدة بن عمرو السلماني معروف بفتح العين، هاه؟ عبيدة بن عمرو السلماني بفتح العين، لكن هل يوجد أبو عبيدة؟ وجد العَلم، وجد الاسم عبيدة، لكن يقول:
. . . . . . . . . وما لهم من اكتنى ... أبا عبيدة بفتح. . . . . . . . .(50/3)
يعني طالب العلم إذا حفظ هذه الأمور يمشي على الجادة، يعني ما خرج عن الجادة ونبه عليه أهل العلم يسهل ضبطه، لكن أنت تأخذ القاعدة الأغلبية، الأصل.
. . . . . . . . . وما لهم من اكتنى ... أبا عبيدة بفتح والكنى
في السفر بالفتح. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني عندنا سفَر، السفَر معروف، ومثله سفْر، السفَر: هو البروز والخروج عن البلدان، البروز، ولذا يقال للمرأة إذا أبرزت شيئاً من محاسنها يقال: سافرة، والسفور معروف، والسفَر هو البروز والخروج عن البلد، السفْر، السفْرة هل نقول: تخفيف للسفر؟ أو نقول: جمع مسافر أو جمع سافر كركب جمع راكب؟ ((أتموا فإن قومٌ سفْرٌ)) يعني مسافرون، نعم؟ في الكنى بالفتح أبو السفَر، في الكنى -في السفْر- بالفتح، بينما في الأعلام العكس، إذا كان في السفَر "والكنى ... في السفْر بالفتح" لماذا ينص على الكنى؟ ينص على أنها بالفتح؟ مما يدل على أن الأسماء بخلافها فتكون بـ .... ، سفْر بن فلان، وأما الكنى فهي أبو السفَر.
. . . . . . . . . وما لهم عسل ... . . . . . . . . .
بالفتح والتحريك عسل "إلا ابن ذكوان" يعني ما في إلا شخص واحد اسمه: عسل "وعِسْلٌ فجمل" يعني عدد بهذا اللفظ بكسر العين وإسكان السين، هذه جمل يعني جمع من الرواة نطقها عِسْل "فجمل".
والعامري بن علي عثامُ ... . . . . . . . . .
يعني عثام يلتبس بإيش؟ بغنام، وإذا نص على أشخاص بأعيانهم دل على أن من عداهم بخلافهم.
والعامري بن علي عثامُ ... . . . . . . . . .
بالعين والمثلثة عثام.
. . . . . . . . . ... وغيره فالنون والإعجامُ
يكون غنام، يكون غيره بالنون والإعجام، فيكون لفظه ونطقه غنام.
وزوج مسروق. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
زوجة مسروق التابعي الجليل زوجته اسمها: قَمير بفتح القاف، ومن عداها بالتصغير قُمير.
وزوج مسروق قَمير صغروا ... سواه. . . . . . . . .
يعني وزوج مسروق قَمير انتهت الجملة، "صغروا سواه" سوى هذا اللفظ وسوى هذا الاسم كله بالتصغير فيقال: قُمير.
. . . . . . . . . ... سواه ضماً ولهم مُسوّرُ
مسور يعني نصوا على هذا اللفظ مفعل مسور.(50/4)
ابن يزيد وابن عبد الملكِ ... . . . . . . . . .
اثنان فقط بهذا اللفظ مسور.
. . . . . . . . . وابن عبد الملكِ ... وما سوى ذين فمسور حكي
فمسور حكي مع أن قيل في هذين أيضاً أنهما بلفظ: مسور، يعني هو قال: هم مسور ابن يزيد وابن عبد الملكِ، لكن القول الثاني وهو مقتضى من جعلهم في الترجمة التي ذكر فيها المسور بن مخرمة أن لفظهما مسْور، ولكن المؤلف مشى على أن هذين ابن يزيد وابن عبد الملك على صيغة مفعل يعني مسَوّر، وما عدا ذلك فمسور.
. . . . . . . . . ... وما سوى ذين فمسور حكي
طالب: يا شيخ القواعد هذه أغلبية؟
إيه أغلبية، لكن طالب العلم إذا حفظ هذه القواعد وما خرج عنها يبقى أنه خرج عنها غيرها مرت عليه وضبطت بهذا الضبط وعنده الأصل يضبط ويتقن، لكن إذا صار خال الذهن من هذه لا يمكن ضبطها؛ لأن الأعلام فيها كثرة، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
حكي نعم إي يكون هذا الراجح عنده، يكون هذا الراجح عنده وما عدا ذلك فمرجوح، مع أنهم أئمة ضبطوه بمسور.
طالب:. . . . . . . . .
قَمير؟ ما ذكروها إلا .. ، وهي ثقة تروي عن عائشة -رضي الله عنها-.
ووصفوا الحمال في الرواةِ ... هارون. . . . . . . . .
الحمال.
ووصفوا الحمال في الرواةِ ... هارون والغير بجيم ياتي
مع أنه وصف بالحمال جمع غفير من الأعلام، يعني عدد كبير قيل عنهم: الحمال؛ لأن الحمالة -حمل الأمتعة- مهنة، كل من اشتغل بها يقال له: حمال إلى يومنا هذا، يعني من انتسب إلى هذه المهنة حمال إلى يومنا هذا، فهل يقال: ما في حمال إلا هارون، لكن في الرواة؟ في الرواة ما في إلا هارون، لكن غيرهم ممن ترجم في كتب الرجال وفي كتب الطبقات وفي كتب تواريخ البلدان قيل: حمال، فلان الحمال، لكن على حد كلام المؤلف أن أولئك ليست لهم رواية.
ووصفوا الحمال في الرواةِ ... هارون والغير بجيم ياتي(50/5)
جمال، جمال إيش معنى الجمال؟ صاحب الجمال، إما أن يكون ببيعها، أو تأجيرها، أو ما أشبه ذلك، يقال له: جمال، وما زال اللفظ مستعملاً إلى وقت قريب، يستعملونه فيمن يؤجر الجمال، وينقل عليها الأمتعة، يقال: جمال، يلتبس في الحمال والجمال [جمال] مثلاً بالتخفيف وهم ما نصوا عليه، لماذا؟ يعني جمال يعني في الرواة واحد اسمه جمال؟ نعم؟
طالب: وصف يا شيخ.
علم جمال، اسمه جمال، يعني مستعمل الآن، لكن ... هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
الآن مستعمل لكن قبل في الرواة في جمال؟ هات جمال الدين في الرواة؟
طالب:. . . . . . . . .
لا لا الإضافة إلى الدين جاءت متأخرة، تقي الدين، شرف الدين، كذلك جاءت متأخرة بعد الرواة، يعني مقتضى إهمالهم لهذا اللفظ أنه ليس في الرواة من اسمه جمال، نعم؟
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . والغير بجيم ياتي
جعلوا القاعدة الجمال، وما خرج عنها هو الحمال.
ووصفوا حناطاً أو خباطا ... عيسى ومسلماً كذا خياطا
حناط، خباط، خياط، حناط نسبة إلى بيع الحنطة، لكن قد يقول قائل: لماذا لا يكون نسبة إلى الحنوط؟ فيكون ممن يغسل الأموات ويستعمل الحنوط بكثرة؟
طالب: الحنطة أشهر.
هو في الرواة من انتسب هذه النسبة لأنه يبيع الحنطة، إلى الحنطة.
ووصفوا حناطاً أو خباطا ... . . . . . . . . .
الخبط هذا نوع من الورق، ورق الشجر، لماذا قيل له: الخبط؟ لأنه يخبط بالعصا فيسقط، نعم؟
ووصفوا حناطاً أو خباطا ... عيسى ومسلماً كذا خياطا
الذي يخيط الثياب يقال له: خياط، طيب بعض الرواة اتصف بالأوصاف الثلاثة، فما في إشكال هذا، أي لفظ أطلقته عليه ما في مشكلة، كان حناط ثم انتقل إلى صار خباط ثم صار خياط، أو العكس، إذا اتصف بالأوصاف الثلاثة وكلها صحيحة متى ما أطلقت عليه واحدة منها .. ، ولا نقول: إنه يدخل النسخ هنا، يدخل النسخ؟ يعني كان حناط ثم صار خباط نقول: لا ما يجوز إطلاق حناط عليه؟ لا، سهل، يعني الأمر سهل اشتهر بهذا خلاص، فإذا اتصف بالأوصاف الثلاثة ما في إشكال، لكن الكلام إذا اتصف بواحد منها، فلا بد أن تحدد ما اتصف به.
ووصفوا حناطاً أو خباطا ... عيسى ومسلماً كذا خياطا(50/6)
ينصون على هذه لأنها من المؤتلف والمختلف، يعني مؤتلف في الصورة مختلف في اللفظ.
والسلمي افتح في الانصار ومن ... يكسر لامه كأصله لحن
السلمي افتح نسبة إلى إيش؟ إلى سلمة، سلِمة بكسر اللام، فالنسبة سلمي بفتحها.
طالب:. . . . . . . . .
لا غير سُليم، غير، هذه مسألة ثانية، سلمة ((بني سلمة دياركم تكتب آثاركم)) سلمة جابر بن عبد الله السلمي نسبة إلى بني سلِمة، بني سلِمة بكسر اللام، إذا نسبت إليها قلت: سلمي، مثل: نمرة، أبو عمر بن عبد البر النمري، الصدفي، الملكي، كلها مكسورة اللام، يعني النسبة إلى الملك ملكي، والذي يكسر اللام لحن، ولذا قال:
والسلمي افتح في الانصار. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
لأن فيهم بنو سلمة، ولذلك نص عليهم، غيرهم ما فيهم بنو سلمة، نعم بنو سُليم سُلمي، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
سُلمي بني سُليم.
. . . . . . . . . ومن ... يكسر لامه كأصله لحن
وبعض المحدثين يكسرون لامه على الأصل، نسبة إلى القبيل على لفظها، هذا لحن، لماذا يفتحون اللام وكانت مكسورة؟ لئلا تتوالي كسرات متعددة فيثقل اللفظ، ولذلك نسمع من بعض من يتحدث في وسائل الإعلام إذا تحدث عن أمير وإلا شيء قال: صاحب السمو الملِكي وهذا خطأ، هذا لحن، نسبة إلى الملك صحيح، لكن إذا نسبت إلى مكسور اللام هذه، المكسور اللي يسمونها العين، اللي هي اللام هنا، ملِك تقول: ملكي، سلِمة تقول: سلمي، نمرة تقول: نمري، وهكذا، طيب مر علينا بالسبل وإلا وين؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
إي نعم مر علينا، نعم وين؟ مر علينا في الدرس الماضي.
طالب:. . . . . . . . .
نسفي، نسفي نعم نسفي، قال: نسبة إلى نسف، هذا ما في إشكال، نسف تقول: نسفي، لكن إذا كان بكسر النون كما ضبطه بعضهم قالوا: نسفي مثل: سلمة نقول: ليس بمثل سلمة وليس بمثل نمرة أو نمري؛ لأنهم نصوا على هذا في الشروح، نعم؟ ما قالوا: نسبة إلى نسف فتفتح كما في سلمة؟ قلنا: ليس مثلها، فرق بين أن يكون الأول مكسور أو يكون الثاني مكسور؛ لأنه إذا كان الأول مكسور ما توالت الكسرات مثلما إذا كان الثاني مكسور مثل سلمة ونمرة، نعم؟
طالب: ما يلتبس بالنسبة إلى ملك؟(50/7)
وين؟
طالب:. . . . . . . . .
ولو التبس، ما يمكن يلتبس آدمي بملك، ما يمكن يلتبس، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
نفس الاسم ولو، ما يتلبس عند أحد إطلاقاً.
"ومن يكسر لامه كأصله -يعني كأصل لفظ القبيلة- لحن".
ومن هنا لمالك ولهما ... . . . . . . . . .
الكلام الأول في عموم الرواة في كتب السنة من غير تخصيص، ما تقدم في عموم الرواة سواء أضيفت إلى القبائل أو إلى البلدان على وجه العموم، لكن "ومن هنا" خاص بالصحيحين والموطأ، خاص برجال الصحيحين والمؤطأ.
قال -رحمه الله-: "ومن هنا لمالك" يعني في موطئه "ولهما" يعني للشيخين في الصحيحين "بشاراً".
. . . . . . . . . ... بشاراً افرد أب بندارهما
بشار أولاً: لا يوجد في الصحابة من اسمه بشار، وهو في التابعين نادر، كثر بعد ذلك، لكن ما في الصحيحين والموطأ بشار إلا والد محمد بن بشار، بندار، "ولهما" يعني للشيخين "بشاراً افرد" طيب ما يجي محمد بن بشار في الموطأ؟ ما يمكن يجي؟ هذا، نريد هذا.
طالب: بشار.
ويش قال؟
طالب: ومن هنا لمالك ولهما ....
ولهما، يجي محمد بن بشار؟ يجي وهو من طبقة تلاميذ مالك؟ شيخ البخاري، لكن مع ذلك من طبقة مالك هو، فما يجي في الموطأ.
ومن هنا لمالك ولهما ... بشار افرد أب بندارهما
ضمير التثنية يعود إلى البخاري ومسلم، "ولهما سيار" سيار قد يلتبس ببشار، لكن أعطاك قاعدة ما فيه إلا بشار والد محمد اللي هو بندار.
ولهما سيار أي أبو الحكم ... وابن سلامة. . . . . . . . .
سيار أبو الحكم وسيار بن سلامة "وباليا قبل جم" يعني يسار هذا جم غفير يسار، محمد بن إسحاق بن يسار، محمد بن يسار، كثير هذا.
طالب: ما رواه يا شيخ عنه مسلم بواسطة يا شيخ محمد بن بشار؟
قد يروي عنه بواسطة، المقصود أنه فيه، يعني من رواته.
ولهما سيار أي أبو الحكم ... وابن سلامة وباليا قبل جم
يعني يسار يعني جمع غفير، بينما سيار اثنان فقط، أبو الحكم وسيار بن سلامة.
وابن سعيد بسر مثل المازني ... . . . . . . . . .
بسر بن سعيد المازني.
"وابن عبيد الله" بسر بن عبيد الله "وابن محجنِ".(50/8)
"وابن سعيد بسر" لا بشر ولا نسر، إنما هو بسر بن عبيد الله وابن محجنِ، وابن سعيد بسر لا بشر ولا نسر إنما هو بسر بلفظ إيش؟
طالب:. . . . . . . . .
لا مثل هذا ويش يسوون لو يبغوون يضبطونه؟ يمكن يقولون لك: بلفظ التمر قبل نضجه، بسر، هاه؟ ما يمكن يقولون كذا؟ مثلما قالوا: عتيبة بتصغير عتبة الدار، وحرام بن عثمان بلفظ ضد الحلال، يعني هم يضبطون بالنظير وبالضد ويضبطون ... ، المقصود أنهم يهتمون بمثل هذه الأمور حتى ينطقها طالب العلم كما ينبغي.
وابن سعيد بسر مثل المازني ... . . . . . . . . .
بسر بن سعيد المازني.
"وابن عبيد الله" بسر بن عبيد الله "وابن محجنِ".
"وفيه خلف" يعني فيه خلاف هل هو بسر بن محجن أو نسر بالنون؟ "وبشيراً اعجم" يعني بالمعجمة وليس بالمهملة، بالشين المعجمة المثلثة وليس بالسين المهملة.
. . . . . . . . . وبشيراً اعجمِ ... في ابن يسار وابن كعب واضممِ
يعني اضمم الباء بُشير يعني بالتصغير في ابن يسار وابن كعب واضمم الباء، وأضمم أيضاً يعني يجوز أن تكون عائدة لبشير باعتبار أن الباء مضمومة، ويجوز أيضاً أن تسلط على ما بعدها وهو الأظهر.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . واضممِ
يُسير ابن عمرٍو أو أُسيرُ ... . . . . . . . . .
يعني ابن عمرو هذا اختلف فيه هل هو بالياء أو بالهمز المضمومتين؟ وهل هو ابن عمرو كما قال أو ابن جابر؟ يعني هل أصله أسير خففت فقيل: يسير أو أنه بالقطع أسير؟ ثم بعد ذلك هل هو ابن عمرو كما قال الناظم أو ابن جابر؟ محل خلاف بين أهل العلم.
يُسير بن عمرو أو أُسيرُ ... والنون في أبي قطن نُسيرُ
قطن بن نسير يعني يسير ونسير وبَشير وبُشير يعني لما قال: بُشير اعجم في ابن يسارٍ وابن كعب واضممِ يعني الكثير بشير مثل والد النعمان نعم بالفتح، لكن هنا المستثنى بالتصغير، المنصوص عليه بالتصغير، وهنا يسير ابن عمرو أو أسير خلاف في اسمه، والنون نسير في أبي قطن نسير، يعني قرأ عند الدارقطني وهو يصلي من قرأ، فقال: حدثنا قطن بن بشير، فقال الدارقطني: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [(1) سورة القلم] يعني أنه ينطق بالنون وليس بالباء، نعم.(50/9)
. . . ... والنون في أبي قطن نُسيرُ
جد علي بن هاشمٍ بريد ... . . . . . . . . .
بلفظ المقياس للمسافة، بريد.
. . . . . . . . . ... وابن حفيد الأشعري بُريدُ
على بن هشام بن بريد، وذاك الثاني ابن حفيد الأشعري بُريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى، وابن حفيد الأشعري، الأشعري أبي موسى حفيده عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى، ابن الحفيد بُريد بالتصغير.
. . . . . . . . . ... وابن حفيد الأشعري بُريدُ
ولهما محمد بن عرعره ... ابن البرند فالأمير كسره
يعني كسر باءه، وبرِند أو برَند تلتبس في الكتابة ببُريد وبريد، لكن هنا نص قال:
. . . . . . . . . ... ابن البرند فالأمير كسره
الأمير من؟ ابن ماكولا صاحب كتاب الإكمال.
ولهما محمد بن عرعره ... ابنِ البرند فالأمير كسره
نقف على الكنية بأبي العالية وبمعشر البراء بالتشديد، وما عدا ذلك فهو بالتخفيف.
نقف عليه للدرس القادم -إن شاء الله تعالى- ...(50/10)
شرح ألفية الحافظ العراقي (52)
تابع: المؤتلف والمختلف
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الحافظ -رحمه الله تعالى- في باب:
المؤتلف والمختلف
ذُوْ كُنْيَةٍ بِمَعْشَرٍ وَالعَالِيَهْ ... بَرَّاءَ أُشْدُدْ وَبِجِيمٍ جَارِيَهْ
ابْنُ قُدَامَةٍ كَذَاكَ وَالِدُ ... يَزِيْدُ قُلْتُ وكَذَاكَ الأَسْوَدُ
ابنُ العَلاَ وابْنُ أبِي سُفْيَانِ ... عَمْرٌو، فَجَدُّ ذَا وذَا سِيَّانِ
مُحَمَّدَ بْنَ خَازِمٍ لا تُهْمِلِ ... والِدَ رِبْعِيٍّ حِرَاِشٍ اهْمِلِ
كَذَا حَرِيْزُ الرَّحَبِي وكُنْيَة ... قَدْ عُلِّقَتْ وَابْنُ حُدَيْرٍ عِدَّة
حُضَيْنٌ اعْجِمْهُ أَبُو سَاسَانَا ... وَافْتَحْ أَبَا حَصِيْنٍ أي عُثْمَانَا
كَذَاكَ حَبَّانُ بنُ مُنْقِذٍ وَمَنْ ... وَلَدَهُ، وابْنُ هِلاَلٍ وَاكْسِرَنْ
ابنَ عَطِيَّةَ مَعَ ابْنِ مُوسَى ... وَمَنْ رَمَى سَعْداً فَنَالَ بُؤْسَا
خُبَيْباً اعْجِمْ في ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنْ ... وابْنِ عَدِيٍّ وَهْوَ كُنْيَةً كَانْ
لابْنِ الزُّبَيْرِ وَرِيَاحَ اكْسِرْ بِيا ... أَبَا زِيَادٍ بِخِلاَفٍ حُكِيَا
وَاضْمُمْ حُكَيْماً في ابْنِ عَبْدِ اللهِ قَدْ ... كَذَا رُزَيْقُ بْنُ حُكَيمٍ وَانْفَرَدْ
زُبَيْدٌ بْنُ الصَّلْتِ وَاضْمُمْ وَاكْسِرِ ... وَفي ابْنِ حَيَّانَ سَلِيمٌ كَبِّرِ
وَابْنُ أَبي سُرَيْجٍ أحْمَدُ إئْتَسَا ... بَوَلَدِ النُّعْمَانِ وَابْنِ يُونُسَا
عَمْرٌو مَعَ القَبِيلَةِ ابْنُ سَلِمَهْ ... وَاخْتَرْ بِعَبْدِ الخَالِقِ بْنِ سَلَمَهْ
يكفي، يكفي.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-:
ذو كنية بمعشر والعاليه ... . . . . . . . . .(51/1)
يعني من يكنى بأبي معشر وأبي العالية براء، فتقول في أبي معشر اسمه: البرّاء بالتشديد، وكذلك أبو العالية اسمه: البرّاء بالتشديد، وهو من بري الأعواد كالسهام مثلاً، والذي يبري الأقلام يقال له: براء، وما عداهما فهو بالتخفيف، كالبراء بن عازب ونحوه، إذا ضبط هذين الاثنين أبو معشر البراء وأبو العالية البراء فالباقي على الجادة بالتخفيف، البراء، بشر بن البراء بن معرور، والبراء بن عازب وغيرهما كثير، يعني هذا الأصل في التسمية، ولا يوجد في التشديد إلا من كنى بمعشر، لكن لا يلزم أن كل من كنى بمعشر اسمه البراء، لا، أبو معشر الطبري، هذا من القراء، وليس اسمه البراء لكن أبو معشر البراء هو الذي ينطق بالتشديد، فلا يقال: أبو معشر البراء، ولا يقال: أبو العالية البراء، بل هو بالتشديد.
"وبجيم جاريه" جارية بن قدامة ضبطه بالجيم وبالياء، فلا يلتبس بحارثة، سموا بجارية، يعني سموا رجل جارية، وسموا جويرية، يعني حارثة هذا كثير فيهم، ولا يستغرب أن يسمى حارثة، ويسمى حارث، لكن يسمى جارية التي هي علم على المملوكة أو على الصغيرة من النساء؟! وأغرب من ذلك أن يسمى جويرية بن أسماء، الولد اسمه: جويرية، وأبوه اسمه: أسماء، مباشرة لو صنفت فهرس للأعلام، لكتاب من الكتب جورية بن أسماء، هذا هو وأبوه من النساء، يوضع في النساء؛ لأننا رأينا من فهرس بعض الكتاب وجعل واثلة بن الأسقع مع النساء، طيب جويرية بن أسماء وين بيوديه هذا؟ طيب من الطرائف التي ذكرها وذكرتها مرة ذكرها الجاحظ في كتاب الحيوان، ذكر عن شخص قال: كان لي جار رافضي يلعن طلحة كل صباح ومساء، فقلت له: أتعرف طلحة هذا الذي تعلنه؟ قال: أليس هو زوجة الزبير؟! طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، لماذا؟ لأن فيها تاء التأنيث، فإذا وجد جارية يعني استغرب أنه يسمى رجل باسم جارية، فضلاً عن أن يقال: جويرية مثلاً أو يسمى رجل باسم أسماء، فتضبط مثل هذه الأمور لئلا يقع الإنسان في الخطأ المضحك، يعني واثلة بن الأسقع يوضع في فهرس النساء، فمن أجل هذا صنفوا في المؤتلف والمتخلف لئلا يقع طالب العلم في مثل هذه الأخطاء.(51/2)
"وبجيم جاريه ... ابن قدامة" يعني لماذا لا ينص على حارثة عندنا؟ وينص على البراء؟ وينص على ... ؟ لأنه هو الأصل، هو الجادة، فينص على ما خرج عن الأصل.
"كذلك والدُ ... يزيد" يزيد بن جارية.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . قلت: وكذلك الأسودُ
ابن العلاء وابن أبي سفيان ... عمرو فجد ذا وذا سيان
إيش معنى هذا الكلام؟ "كذاك الأسودُ" الأسود بن العلاء، كذلك والد يزيد، يزيد بن؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم هو عطف على ما تقدم، جارية بن قدامة، كذلك والد يزيد جارية، فيكون يزيد بن جارية.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . قلت: وكذلك الأسودُ
ابن العلاء. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
ابن جارية، نعم وابن أبي سفيان عمرو بن أبي سفيان بن جارية، الباب واحد.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . فجد ذا وذا سيان
فجاء بالاسم وجاء بالأب وجاء بالجد، بهذا اللفظ جارية.
"محمد بن خازم" يعني حازم بالمهملة مسمى به كثير، لكن خازم بالخاء؟ قليل، بل نادر، محمد بن خازم هذا اسمه -وهو من رواة الصحيحين وغيرهما- وكنيته أبو معاوية الضرير.
محمد بن خازم لا تهملِ ... . . . . . . . . .
يعني لا تتركه، بل اروِ عنه أو لا تذكره بالمهملة التي هي الحاء، يعني لا تهمل أوله من النقط، فهو بالخاء المعجمة.
محمد بن خازم لا تهملِ ... والد ربعي حراش اهملِ
حراش، الجادة خراش، لكن ربعي بن حراش، حراش بالمهملة، المنذري في تهذيب سنن أبي داود لما مر ذكره ربعي قال: ابن خراش بالخاء المعجمة، ولم يوافق عليه، هذا خطأ من المنذري.
محمد بن خازم لا تهملِ ... والد ربعي حراش اهملِ
إيش اهمل؟ يعني اتركه لا تورِ عنه؟ أو أن أوله بالحاء المهملة، والمهلة يعني غير المنقوطة، الأول لا تهمل يعني أعجم، والثاني أهمل فلا تعجمه.
كذا حريز الرحبي وكنية ... قد عُلقت. . . . . . . . .
حريز الرحبي وأبو حريز.
"وابن حدير عدة" حريز يلتبس بإيش؟ بجرير.
. . . . . . . . . وكنية ... قد علقت وابن حدير عدة(51/3)
يعني جاء فلان ابن حدير، منهم أخوان وغيرهما فلان ابن حدير؛ لئلا يلتبس بمن؟ بجرير أيضاً، وهذا الناظم تبع فيه ابن الصلاح، وكثير ممن ألف في المؤتلف والمختلف ما ذكروه، قالوا: لا يلتبس حدير بجرير، ذكر الحافظ العراقي -رحمه الله-، وإنما ذكره تبعاً لابن الصلاح.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وابن حدير عدة
حضين أعجمه. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
أعجم أي حرف منه؟ الضاد، لكن لو قيل: إن أعجمه يعني انطقه بالخاء أو بالجيم؟
طالب: ... الجادة الجادة بالثاني.
لا ما يلزم، خازم وخراش أول حرف.
طالب: لكن هل عُرف يا شيخ. . . . . . . . .؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم أراد أن يفرق بينه وبين حصين، عمران بن حصين، لكن حضين أبو ساسان هو بالضاد المعجمة.
حضين أعجمه أبو ساسانا ... . . . . . . . . .
فهو يختلف عن حصين بالإعجام، بإعجام ثانيه اللي هو الضاد، وذاك الجادة بالصاد حصين.
. . . . . . . . . ... وافتح أبا حَصِين. . . . . . . . .
هذا أيضاً قد يلتبس بحُصين، لكن وجه الافتراق بينه وبين حُصين هو فتح أوله، حُصين الجادة مضموم كحُضين، فالافتراق بين حُصين وحُضين يجتمعان في التصغير، ويتفرقان في الصاد المهملة مع الضاد المعجمة.
. . . . . . . . . ... وافتح أبا حَصِين. . . . . . . . .
يجتمع مع حُصين في الإهمال، ويختلف معه في أن حُصيناً بالتصغير وهذا مكبر حصين.
. . . . . . . . . ... وافتح أبا حَصين أي عثمانا
عثمان هو أبو حَصين.
كذاك حبان بن منقذ ومن ... ولده. . . . . . . . .
يعني كل من جاء من أولاده اسمه: حبان، حبان بن منقذ، وحفيده اسمه: حبان، ولد واسع ابنه.
كذاك حبان بن منقذ ومن ... ولده. . . . . . . . .(51/4)
كلاهما بفتح الحاء، يلتبس بحِبان وحِبان هذا كثير، منهم الإمام المعروف ابن حبان، وقد يلتبس بحيان، فهذا بالموحدة وذاك بالمثناة، فأبو الشيخ مثلاً الذي مضى في الألقاب ابن؟ ابن حيان، والمفسر الأندلسي صاحب البحر المحيط أبو حيان، وهذا حَبان بن منقذ، والجادة حِبان، حبان بن المنقذ ومن ولده بفتح الحاء، "وابن هلال" حبان بن هلال أيضاً مفتوح، "واكسرن" اكسر الحاء من ابن عطية، "واكسرن ... ابن عطية" حبان بن عطية، "مع ابن موسى" حبان بن موسى، حبان بن عطية بالكسر، وحبان بن موسى بالكسر أيضاً.
. . . . . . . . . ... ومن رمى سعداً فنال بؤسا
سعد بن؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، سعد مرمي وليس برامي، لو كان رامياً قلنا: سعد بن أبي وقاص، لكنه مرمي.
. . . . . . . . . ... ومن رمى سعداً فنال بؤسا
قتله، في الخندق، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟ المرمي سعد، إيه، من الذي رمى سعد؟
طالب: هو يتكلم على الرامي يقول: ومن رمى سعد.
نعم من الذي رمى سعداً؟ اسمه؟ حبان بن؟ ابن العرِقة، قيل لها ذلك لطيب رائحتها كما قالوا، وضبطه بعضهم ابن العرَقة، بفتح الراء، من رمى سعد يعني فقلته فنال بؤساً يعني بقتله صحابياً جليلاً، لا شك أنه ينال البؤس، لكن جاء في مقتل سعد بن عبادة أنه بال في جحر فألقي صريعاً، وجاءت القصة:
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ... رميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده
هذا سعد بن عبادة، وأما سعد بن معاذ فهو المذكور هنا.
. . . . . . . . . ... ومن رمى سعداً فنال بؤسا
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
اسمه: حبان.
طالب:. . . . . . . . .
إيه ليست له رواية، لكنه يأتي ذكره في الأخبار؛ لأنه لا يلزم أن تكون الأسماء هذه في الأسانيد، قد تأتي في الأسانيد، وقد تأتي في المتون، فتحتاج إلى ضبط، يعني إذا ورد ذكره في سند أو متن أثبتوه، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
ومن ولده، حبان بن المنقذ وأولاده.
طالب:. . . . . . . . .
ولده يعني نسله، حبان بن واسع، وحبان بن المنقذ، وحبان ... ، كلهم، ويش عندك؟ ويش يقول؟
طالب:. . . . . . . . .(51/5)
ما في أحمد شاكر، مو بصحيح، أحمد شاكر ما له علاقة بالشرح، تدليس، أنت الآن تقرأ بالألفية وإلا بشرح المصنف؟ شرح المصنف أحمد شاكر لا علاقة له به.
طالب:. . . . . . . . .
حتى الألفية الصف الجديد ما لأحمد شاكر فيه علاقة، أحمد شاكر له مجموع أسماه: (من الروائع) وطُبع، وأحمد شاكر أيضاً ترى ما له يد واضحة في كثير من المجاميع التي ظهرت باسمه مع أسم أخيه علي، لهم أخ اسمه علي يحقق، والشيخ أحمد شاكر يضع اسمه باعتبار أنه يراجع مراجعة خفيفة، وإلا وجد أخطاء كبيرة جداً في هذه المجاميع التي حققها علي شاكر ووضع اسم الشيخ معه، هذا من جهة، هذا أيضاً الأصل ما هو باللي معك ذا، هذا صف جديد ذا، لا لعلي ولا لأحمد فيه نظر، ترويج، ترويج للكتب.
طالب:. . . . . . . . .
من؟
طالب:. . . . . . . . .
ويش فيه؟
طالب:. . . . . . . . .
المعلق هذه الطبعة مأخوذة من طبعة للشيخ محمود حسن ربيع، هذا هو الذي حقق الشرح، شرح الحافظ العراقي، وهذا صفوها صف جديد ووضعوا الألفية قبله وباسم الشيخ شاكر يمشون بضائعهم، يدرجون بضائعهم بهذا، وضع الشيخ أحمد شاكر على صورة لصحيح البخاري، والشيخ أحمد شاكر لا علاقة له بطبعات البخاري، والآن تباع باسم الشيخ أحمد شاكر، لا علاقة للشيخ أحمد شاكر بطباعات البخاري، لكن بعض المكتبات، بعض المطابع صوروا طبعة الحلبي التي ليس للشيخ فيه أدنى نظر، وذكروا في مقدمتها مقال للشيخ أحمد شاكر في جريدة عن البخاري وروايات البخاري وقالوا: طبعة الشيخ أحمد شاكر، هذا كله تلبيس وترويج.
طالب:. . . . . . . . .
الله أعلم، النيات ما يعلم بها إلا الله، لكن الذي يظهر أنه من أجل ترويج البضاعة، من أجل ترويج.
طالب:. . . . . . . . .
هو ليس فيه محظور، تواطئوا عليه وتعارفوا عليه ما في محظور من أجل أن يغير، ولا فيه تزكية؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- غير ما فيه محظور، وما فيه تزكية، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
لا عند العرب تشترك بعض الأسماء بين الرجال والنساء، يسمى به الرجال ويسمى به النساء، يكون مشترك، نعم؟.
طالب:. . . . . . . . .
إيه.
طالب:. . . . . . . . .
من؟
طالب:. . . . . . . . .(51/6)
ومن رمى سعداً، كلهم على الجادة؛ لأنه قد يوجد خلاف، أو يوجد ضبط لأحد في هذين فينبه عليه؛ لأنه قد ضبطه بعضهم بالفتح فنبه عليه، يحتاج على التنبيه على الجادة إذا ضبط على غير الجادة، فيحتاجون إلى التنبيه عليه.
. . . . . . . . . ... ومن رمى سعداً فنال بؤسا
شقاء رمي هذا الصحابي الجليل وقتله.
خُبيباً اعجم في ابن عبد الرحمن ... . . . . . . . . .
خبيب بن عبد الرحمن، لماذا قال: اعجمه؟ لأن الجادة حبيب.
"وابن عدي" خبيب بن عبد الرحمن وخبيب بن عدي "وهو كنية كان" يعني كان، وهذا اللفظ كان كنية لعبد الله بن الزبير، أبو خبيب، عبد الله بن الزبير كنيته أبو خبيب، "وهو كنية كان ... لابن الزبير" قوله: كان، كان كنية لابن الزبير، يعني هل ابن الزبير غيّر هذا الكنية فيما بعد؟ تكنى بأبي خبيب ثم غيرها؟ أو يقال: إن كان هذه زائدة؟ وهو كنية لابن الزبير.
قدني من نصر الخبيبين قدي ... ليس الإمام بالشحيح الملحدِ
يعني تخلى عن نصرة ابن الزبير، والتحق بمن؟ الذي في عصره؟ عبد الملك؟ نعم؟ المقصود أن هذه كنية ابن الزبير كنيته أبو خبيب.
"ورياح اكسر بيا" رياح يعني ليس رباح بالباء، ولا بفتح الراء اسمه رياح، بكسر الراء وبالياء المثناة من تحت.
. . . . . . . . . ورياح اكسر بيا ... أبا زياد بخلافٍ حكيا
حكي فيه الخلاف، هل هو رياح أبو زياد أو رباح؟ يعني يختلفون فيه، هل هو بالمثناة أو بالموحدة؟ هل هو بكسر الراء أو بفتحها؟
"ورياح اكسر" اكسر رياح مفعول به مقدم، لكنه جاء على لغة ربيعة، يعني اقتضاها النظم، وإلا الأصل رياحاً اكسر.
. . . . . . . . . اكسر بيا ... أبا زياد بخلافٍ حكيا
يعني كحي في اسمه.
"واضمم حُكيماً" الأصل حكيم، حكيم بن حزام.
واضمم حُكمياً في ابن عبد الله قد ... . . . . . . . . .
يعني فقط، يعني كأنه قال: قط، يعني اضبطه بالضم، وإن جوز بعضهم الأمرين، وذكر الخلاف فيه على حد سواء، وبعضهم وضعه في موضعين موضع بالضم، وموضع بالفتح.
واضمم حُكمياً في ابن عبد الله قد ... . . . . . . . . .
يعني فقط حسب.
. . . . . . . . . ... كذا رزيق بن حكيم. . . . . . . . .
مثله مضموم الحاء مصغر.(51/7)
. . . ... كذا رزيق بن حكيم وانفرد
"وانفرد ... زييد" تصغير زيد "وانفرد ... زييد بن الصلت" شنو انفرد؟ يعني ما سمي غيره؟ هاه؟ ما سمي غيره يعني من المنفردات والوحدان؟ من المنفردات وإلا من الأفراد؟ نعم من أفراد العلم، وليس من المفردات والوحدان الذي لم يروِ عنهم إلا راوٍ واحد، يعني نفرق بين هذا وهذا.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وانفرد
زييد بن الصلت واضممْ واكسرِ ... . . . . . . . . .
واضمم واكسرِ زِييد، وزُييد، الجادة في التصغير أن يكون مضموماً زُييد، نعم.
. . . . . . . . . واضممْ واكسرِ ... وفي ابن حيان سليم كبرِ
وفي ابن حيان يعني المقصود من إيراده حيان وإلا سليم؟
طالب: سليم.
سليم نعم، أما حيان انتهى، انتهى الكلام فيه.
"وفي ابن حيان سلي م -سليم بن حيان- كبرِ" والجادة سُليم بالتصغير.
وابن أبي سريج أحمد إئتسا ... بولد النعمان. . . . . . . . .
النعمان بن سريج.
"وابن أبي سريج" أحمد بن أبي سريج إئتسا بالنعمان بن سريح، فصار مثله في الضبط بالسين، ليس بالشين، وبالجيم وليس بالحاء، ليس بشريح، وهذا يلتبس كثيراً في ابن سريج من أئمة الشافعية بشريح وابن شريح، تجد بعض الناس يسمع ابن سريج، المسألة السريجية معروفة، فمن أجل ألا يلتبس سريج وشريح الجادة شريح أكثر من شريج، فينبهون على سريج ولا ينبهون على شريح.
وابن أبي سريج أحمد إئتسا ... . . . . . . . . .
يعني اقتدى "بولد النعمان" سريج بن النعمان "وابن يونسا" سريج بن يونس، يلتبس أيضاً كثير هذا حتى في فتاوى شيخ الإسلام في مواضع جاء النقل عن الكرجي والطبعة الكرخي، يلتبس هذا بهذا، الكنية تختلف والمذهب يختلف، الكرخي من الحنفية والكرجي من الشافعية، ولذلك تجد مما يختلف فيه الشافعية مع الحنفية المسألة التي نقلت عن الكرجي هذا، فإذا صحفت إلى الكرخي وقع اللبس، وقع اللبس، وهذا موجود في فتاوى شيخ الإسلام لكن نسيت موضعه، فمثل هذا الأمور تحتاج إلى انتباه.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وابن يونسا
عمرو مع القبيلة ابن سلمه ... . . . . . . . . .(51/8)
((بني سلمة دياركم تكتب آثاركم)) هذه القبيلة، وعمرو بن سلمة الإمام، إمام قومه، وهو ابن ست أو سبع سنين، سلمة بكسر اللام، ومضى في النسبة إليهم سلمي.
عمرو مع القبيلة ابن سلمه ... . . . . . . . . .
يعني بكسر اللام، وليس بسلَمة كما هو الجادة.
. . . . . . . . . ... واختر بعبد الخالق بن سلمه
يعني رجح أن عبد الخالق والده ابن سلمة بالفتح، وليس سلِمة، وسلمة هو الأصل هو الجادة.
عمرو مع القبيلة ابن سلمه ... واختر بعبد الخالق بن سلمه
يعني اختر من قولي العلماء في والد عبد الخالق أنه بفتح اللام لا بكسرها مثل عمرو بن سلمة إمام قومه، وهو طفل صغير وقصته في الصحيح، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(51/9)
شرح ألفية الحافظ العراقي (53)
تابع: المؤتلف والمختلف
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الحافظ -رحمه الله تعالى- في باب:
المؤتلف والمختلف
وَالِدُ عَامِرٍ كَذَا السَّلْمَانِي ... وَابْنُ حُمَيْدٍ وَوَلَدْ سُفْيَانِ
كُلُّهُمُ عَبِيْدَةٌ مُكَبَّرُ ... لَكِنْ عُبَيْدٌ عِنْدَهُمْ مُصَغَّرُ
وَافْتَحْ عَبَادَةَ أبَا مُحَمَّدِ ... وَاضْمُمْ أَبَا قَيْسٍ عُبَاداً أَفْرِدِ
وعَامِرٌ بَجَالةُ بنُ عَبْدَهْ ... كُلٌّ وَبَعْضٌ بِالسُّكُونِ قَيَّدَهْ
عُقَيْلٌ القَبِيْلُ وَابْنُ خَالِدِ ... كَذَا أبُو يَحْيَى وَقَافِ وَاقِدِ
لَهُمْ كَذَا الأَيْليُّ لاَ الأُبُلِّي ... قَالَ: سوَى شَيْبَانَ وَالرَّا فَاجْعَلِ
بَزَّاراً انْسُبْ ابْنَ صَبَّاحٍ حَسَنْ ... وَابْنَ هِشَامٍ خَلَفاً، ثُمَّ انْسُبَنْ
بالنُّونِ سَالِماً وَعَبْدَ الوَاحِدْ ... ومَالِكَ بنَ الأَوْسِ نَصْرِيّاً يَرِدْ
وَالتَّوَّزِيْ مُحَمَّدُ بنُ الصَّلْتِ ... وَفِي الجُرَيْرِيْ ضَمُّ جِيْمٍ يَأْتِي
فِي اثْنَيْنِ: عَبَّاسٍ سَعِيْدٍ وَبِحَا ... يَحْيَى بْنِ بِشْرِ بنِ الحَرِيْريْ فُتِحَا
وَانْسُبْ حِزَامِيّاً سِوَى مَنْ أُبْهِمَا ... فَاخْتَلَفُوا وَالْحَارِثِيُّ لَهُمَا
وَسَعْدٌ الْجَارِي فَقَطْ وفِي النَّسَبْ ... هَمْدَانُ وَهْوَ مُطْلَقاً قِدْماً غَلَبْ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،
أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- الحافظ العراقي -رحمة الله عليه- في باب المؤتلف والمختلف، قال -رحمه الله-:
والد عامر كذا السلماني ... وابن حميد وولد سفيانِ
كلهم عبيدة مكبر، عبيدة، يعني الجادة بالتصغير عُبيدة، فأبو عبيدة ومن على شاكلته هو الجادة بالتصغير، جاء مكبراً فقيل: عَبيدة، فعامر بن عَبيدة، والسلماني عَبيدة بن عمرو السلماني، وعَبيدة بن حميد، وسفيان بن عَبيدة كلهم بالتكبير، كلهم عبيدة مكبر، ومن عداهم بالتصغير على الجادة، عُبيدة.(52/1)
كلهم عَبيدة مكبرُ ... لكن عُبيد عندهم مصغرُ
يعني عبيد كله مصغر بدون تاء، جاء في غير الرواة من الشعراء جاء عَبيد، عبيد بن الأبرص وغيره من الشعراء، لكن من الرواة.
. . . . . . . . . ... لكن عُبيد عندهم مصغرُ
يعني كله ما في عَبيد في الرواة، إنما فيهم عَبيدة، وفيهم عُبيدة وهو الأصل، وفيهم عُبيد بدون تاء التأنيث.
قال بعد ذلك:
وافتح عبادة أبا محمدِ ... واضمم أبا قيس عباداً أفردِ
فعَبادة أبو محمد جاء على خلاف الأصل، والأصل عُبادة، الأصل عُبادة، مثل عبادة بن الصامت، وغيره كثير، لكن عَبادة بالفتح هذا نادر كأبي محمد الذي نص عليه المؤلف.
وافتح عبادة أبا محمدِ ... واضمم أبا قيس عباداً أفردِ
عُباد، قيس بن عُباد "واضمم أبا قيس عُباداً" يعني عَبادة وعُباد، عَبادة خلاف الأصل، فالأصل عُبادة كعبادة بن الصامت، وجاء أبو محمد هذا على خلاف الأصل فقيل: عَبادة.
"واضمم أبا قيس عُباداً" عُباد بن قيس، أو قيس بن عُباد "أفردِ" هذه أسماء نوادر تلتبس بما يختلف معها في النطق، ولذا قيل: المؤتلف والمختلف، فمن ضبط هذه الأفراد، وهذه الأسماء التي نُص على أنها على خلاف الجادة، بعض الأسماء يختلف فيها، لكن الإنسان إذا ضبط هذه الأسماء التي نُص عليها، يأمن من الغلط بإذن الله؛ لأن ما عداه على خلاف الأصل.
وعامر بجالة بن عَبَدَه ... . . . . . . . . .
عامر بجالة بن عبدة إيش معنى هذا؟ ابن عبدة، عامر بن عبدة بجالة بن عبدة، هاه؟ عامر بن عبدة وبجالة بن عبدة.
. . . . . . . . . ... كل وبعض بالسكون قيده
يكون عبْدة، يكون الأصل التحريك، والسكون من باب التخفيف "وبعض بالسكون قيده" فمن حركه بناء على الأصل، ومن سكنه فقد خفف، "عقيل القبيل" يعني عقيل القبيلة، فينسب إليها فيقال: العقيلي، فأنت تقول: الضعفاء لمن؟ للعقيلي.
عقيل القبيل وابن خالدِ ... . . . . . . . . .
عُقيل بن خالد من رواة الكتب الستة اسمه: عُقيل.
. . . . . . . . . وابن خالدِ ... كذا أبو يحيى. . . . . . . . .(52/2)
أيضاً اسمه عُقيل، ومن عداه عَقيل، كعقيل بن أبي طالب وغيره، هؤلاء هم على الجادة، وأما من نُص عليه فإنهم بالتصغير فُعيل، فالقبيلة يقال لها: عُقيل، والنسبة إليها عُقيلي، وعُقيل بن خالد وهو معروف من ثقات الرواة، من رواة الكتب، وابن خالد اسمه: عُقيل، كذا أبو يحيى أيضاً اسمه: عُقيل ومن عداهم فإنه يقال له: عقيل، كعقيل بن أبي طالب.
طالب: عبد الله بن محمد بن عقيل.
إي نعم وعبد الله بن محمد بن عقيل من الرواة المتوسطين يعني في حفظه شيء.
"وقاف واقدِ ... لهم" يعني لجميع الرواة في الكتب الثلاثة التي سبق النص عليها، وهي الصحيحان والموطأ، كل من جاء اسمه: واقد، وليس فيهم من اسمه: وافد بالفاء، يعني سمي بوافد، لكن الكتب الثلاثة ما فيها وافد، إنما فيها واقد.
لهم كذا الأيلي لا الأبلي ... . . . . . . . . .
يونس بن يزيد الأيلي، الأيلي بفتح الهمز، وتسكين الياء، لا الأبلي التي هي بضم الهمز والباء، الأول بمثناة ساكنة بعد الهمزة، والثاني بباء موحدة مضمومة بعد الهمزة.
. . . . . . . . . ... قال: سوى شيبان والراء فاجعلِ
قال: من القائل؟
طالب: ابن الصلاح.
نعم.
كقال أو أطلقت لفظ الشيخ ما ... أريد إلا ابن الصلاح مبهما
قال: سوى شيبان، شيبان ويش فيه؟ ويش فيه شيبان؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
. . . . . . . . . كذا الأيلي لا الأبلي ... قال: سوى شيبان. . . . . . . . .
ويش قال في الشرح عندكم؟ سوى شيبان؟
طالب: يصير الأبلي.
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
إيش فيه؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني يريد أن يجعل القاعدة الأيلي، وخرج عنها الأبلي شيبان كأنه قال: وقاف واقدِ لهم، يعني لأصحاب الكتب الثلاثة، كذا الأيلي أيضاً لهم، ولم يرد الأبلي إلا في شيبان الذي خرج عن الأصل.
"والراء فاجعلِ * بزاراً انسب" فعال في المهن كالخباز والنجار والبزاز والبزار هذه نسب إلى مهن، ليست إلى قبائل ولا إلى بلدان.
بزاراً انسب ابن صباح حسن ... وابن هشام خلفاً ثم انسبن(52/3)
إلى آخره، يعني هذان المنصوص عليهما حسن بن الصباح البزار، الحسن بن الصباح البزار بالراء، وابن هشام البزار أيضاً بالراء، وصاحب المسند بالراء البزار، لكن ما يذكر صاحب المسند، لماذا؟ لأنه ليست له رواية في الكتب الثلاثة المنصوصة عليها، ولا في غيرها من الكتب الستة، نعم، وإن كان إمام ومحدث، وله كتاب معروف، ومعلل مشهور يعني إمام "وابن هشام خلفاً" خلف بن هشام البزار، وما عدا ذلك فهو بزايين بزاز يقال له: البزاز.
"ثم انسبن * بالنون سالماً" بالنون النَصري يلتبس بالبصري "ثم انسبن * بالنون سالماً" ويقال له: مولى النصريين، انسبن بالنون سالماً النصري، وعبد الواحد كذلك النصري.
. . . . . . . . . ... ومالك بن الأوس نصرياً يرد
سالم مولى لمالك بن الأوس النصري، هو باعتبار الولاء نصري، يقال له أيضاً، وله رواية، وأيضاً مالك بن الأوس كذلك وعبد الواحد أيضاً النصري، وما عدا ذلك يقال له: البصري، وهل في احتمال ثالث؟ نعم؟ النضري نعم، وبدون نسبة نصر والنضر الغالب أنه بالمهملة بدون (أل) وبالمعجمة بـ (أل)، وبعضهم يقول: هذا كلي، كل ما جاء بـ (أل) فهو معجم، وكل ما جاء بدون (أل) فهو مهمل، نصر، والآخر يقال له: النضر.
. . . . . . . . . ... ومالك بن الأوس نصرياً يرد
والتوزي محمد بن الصلت ... . . . . . . . . .
التوزي يلتبس بالثوري الصورة واحدة.
والتوزي محمد بن الصلت ... . . . . . . . . .
يعني ومن عداه يقال له: الثوري، يعني في الرواة، "وفي الجريري -بالتصغير- ضم جيم يأتي".
. . . . . . . . . ... وفي الجريري ضم جيم يأتي
في اثنين. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني من الرواة "في اثنين عباس سعيد" عباس الجريري وسعيد الجريري، ومن عداهم بالحاء يقال له: الحريري، وقد ينسب إلى جرير بن عبد الله فيقال: الجريري، لكن الجُريري بضم الجيم في اثنين هما: عباس وسعيد.
. . . . . . . . . وبحا ... يحيى بن بشر الحريري فتحا
هناك الجريري ضم جيم، وهنا الحاء مفتوحة.
. . . . . . . . . وبحا ... يحيى بن بشر الحريري فتحا(52/4)
هو يختلف الجُريري مع الحريري في إعجام الجيم وإهمالها، حاء، وفي ضم الجيم وفتح الحاء أيضاً، والجريري نسبة إلى جرير بن عبد الله البجلي يختلف مع الحريري ويختلف مع الجُريري، يختلف مع الجُريري في فتح الجيم، والجُريري بالضم، ويختلف مع الحريري أن هذا بالجيم المعجمة، وهذاك بالحاء المهملة.
الحاء يقولون لها: مهملة، والخاء معجمة، والجيم لا يقال لها لا مهملة ولا معجمة، لماذا؟. . . . . . . . . كتابته إذا قالوا: بالجيم قد تلتبس بالميم، لكنها مع الحاء والخاء ما تلتبس.
طالب: تنحدر.
كيف؟
طالب: تكون تحت.
لا، إذا قيل: بالحاء أن بالخاء التبس، لازم تقول: مهملة وإلا معجمة، لكن إذا كتبت بالجيم خلاص ما تلتبس لا بالحاء ولا بالخاء، الخشية أن تلتبس بالميم، الجيم قد تلتبس بالميم، لكن ما أراهم ينصون على الجيم يقولون: لها: معجمة، يكتفون برسمها بالجيم.
وانسب حزامياً سوى من أبهما ... فاختلفوا. . . . . . . . .
يعني هل تلتبس الحزامي بالحرامي، يعني الالتباس بين الحزامي والحرامي.
وانسب حزامياً سوى من أبهما ... . . . . . . . . .
يعني جاء في الصحيح فلان ابن فلان مبهم، الحزامي أو الحرامي؟ هذا اختلفوا فيه، اختلفوا فيه، أما من ذُكر اسمه فهو حزامي.
وانسب حزامياً سوى من أبهما ... فاختلفوا. . . . . . . . .
من أبهم يعني جاء في متن خبرٍ فلان ابن فلان الحزامي أو الحرامي اختلفوا فيه، ومن عداهم فهو بالزاي، الحزامي.
"الحارثي لهما" يعني لمن؟ للشيخين، يعني ما جاء فيهما فهو الحارثي.
وسعد الجاري فقط. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
ما في إلا سعد الجاري، وهذا جاء ذكره في الموطأ، وهو مولىً لعمر، سعد الجاري، سعد الجاري فقط، لماذا قيل له: الجاري؟ نسبة إلى الجار، الجار ما هو بالجار بالتخفيف، موضع أو مرفأ السفينة على ما قالوا، ويش قال عندك؟
طالب: مرفأ السفينة.
نعم مرفأ السفينة، يقول: "بساحل المدينة المنورة" المدينة لها ساحل؟ وبعضهم قال: موضع بالمدينة، يعني بساحل المدينة، المدينة لها ساحل؟ كم تبعد عن البحر المدينة؟
طالب: مائة وخمسين.(52/5)
لا، لا، أقل، يعني عن ساحل ينبع يمكن مائتين تقريباً، وإلا لو مشى الخط هذا صار أقل، نعم ينبع فيها ساحل، وولد على ثبجه ساحل ينبع ولد عليه على ثبجه ابن دقيق العيد، ولذلك يقال: ابن دقيق العيد الثبجي ويكتبها بقلمه، ولد على ثبج البحر بساحل ينبع.
"وسعد الجاري" الجاري قد يلتبس بالحارثي، لكن بينهما .. ، إن كانت الصورة متقاربة لكن سعد فقط هذا جاء ذكره في الموطأ وفي الصحيحين الحارثي، يعني ما يلتبس هذا -بإذن الله- على طالب العلم الذي يضبط مثل هذه الأسماء التي تخرج عن القاعدة.
وسعد الجاري فقط وفي النسب ... همدان وهو مطلقاً قِدماً غلب
همْدان وهَمَذَان تجد الهمْداني والهمذاني، النسبة إلى همدان هذه القبيلة، همدان، يقال: فلان الهمداني، والنسبة إلى البلد همذان يقال: الهمذاني.
. . . . . . . . . وفي النسب ... همدان وهو مطلقاً قِدماً غلب
يعني في المتقدمين الغالب النسبة إلى القبيلة همدان، وفي المتأخرين الغالب النسبة إلى البلد، يعني لا يوجد في المتقدمين همذاني، ليش؟ لماذا؟ لأنها لم تكن فتحت، يعني لا يوجد في الصحابة والتابعين همذاني، لكن يوجد همداني، لكن في المتأخرين يوجد همداني؟ استمرت النسبة وإلا ما استمرت؟ نعم استمرت؛ لأنها قبيلة، قبيلة باقية ما انقرضت فتستمر النسبة، لكن الأكثر والغالب في المتأخرين الانتساب إلى الأوطان، وأما بالنسبة للمتقدمين فالانتساب إلى القبائل، ولذا لا يوجد همذاني في المتقدمين، ويوجد ولكن بقلة الانتساب إلى همدان القبيلة في المتأخرين.
. . . . . . . . . وفي النسب ... همدان وهو مطلقاً قِدماً غلب
ومن ألف في تاريخ همذان حصل له شيء من الخلط، حيث أدخل بعض من انتسب إلى القبيلة في تاريخ همذان، والسبب في ذلك قرب الرسم، قرب الكلمتين في الرسم، همداني وهمذاني متقاربان، وبعضهم ينطق فيقول: الهمَدَاني وهذا خطأ، أو يقول: الهمْذاني فهذا خطأ، فالقبيلة ساكنة، والبلد محرك، يعني قالوا: ليس في الصحابة همذاني ولا في التابعين، لكنه كثر فيمن بعدهم انتساباً على هذه البلدة.(52/6)
الذي ألف في تاريخ همذان هو الديلمي صاحب الفردوس، شهردار أو شهرويه؟ شهردار بن شهرويه، أو العكس شهردار ابن شهرويه؟ لأن المؤلف أخطأ، قلب ترى.
طالب:. . . . . . . . .
نعم؛ لأن الأب ألف الفردوس بدون أسانيد، ثم جاء الولد فأسند أحاديث والده فسماه: مسند الفردوس.
طالب:. . . . . . . . .
ينسب إليه.
طالب:. . . . . . . . .
هو الإشكال أن الأصل صار هو الفرع، الفرع الذي هو من تأليف الابن صار هو الأصل؛ لأن الأصل في عرف المحدثين الكتاب الذي تخرج فيه الأحاديث بالأسانيد، صار الأصل هو الفرع، الأصل فرع، والفرع أصل، باعتبار أن الأصل بدون أسانيد فهو حينئذٍ كتاب فرعي لا أصلي، على حد تعريف أهل الحديث للأصل والفرع الذي يخرج منه.
ونظيره ... هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
نظيره إيش؟
طالب:. . . . . . . . .
هات.
طالب:. . . . . . . . .
يعني عندهم الأصل الكتاب الذي فيه الأحاديث بالأسانيد هذا أصل، والفرع الذي تذكر فيه الأحاديث بدون أسانيد، تأليف الأب الذي هو الأصل في الأصل صار على حد تعريفهم فرع والعكس تأليف الابن الذي ذكرت فيه الأسانيد أصل تخرج منه الأحاديث ويحكم على أسانيدها؛ لأن فيها أسانيد، أما ما لا إسناد فيه ويش الفائدة من التخريج منه؟ ما نستفيد من التخريج منه، والمنهاج في شعب الإيمان للحليمي هذا ما فيه أسانيد، وشعب الإيمان للبيهقي فيه أسانيد مع أن الحليمي متقدم على البيهقي فصار المتأخر هو الأصل، والمتقدم هو الفرع.
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
الآن المطبوع تأليف الأب الذي بدون أسانيد، وعليه تعليقات لابن حجر وأحكام وكذا، ابن حجر له تسديد القوس، نعم.
طالب: بالنسبة للبصري.
البصري مضبوط بالحركات الثلاث، مثلث الباء، والأصح منها الفتح، واضطرب السخاوي وبعض أظن صاحب فتح الباقي زكريا الأنصاري، وصححوا الكسر في موضع، مع أنهم صححوا الفتح في مواضع.
طالب:. . . . . . . . .
كلهم تتابعوا على هذا والصواب الفتح، الأشهر، يعني وينطق بالثلاث، هو مثلث الباء، ومع ذلك أصحها الفتح، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(52/7)
شرح ألفية الحافظ العراقي (54)
الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يا ذا الجلال والإكرام.
قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:
الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ
وَلَهُمُ الْمُتَّفِقُ الْمُفْتَرِقُ ... مَا لَفْظُهُ وَخَطُّهُ مُتَّفِقُ
لَكِنْ مُسَمَّيَاتُهُ لِعِدَّةِ ... نَحْوَ ابْنِ أحْمَدَ الْخَلِيْلِ سِتَّةِ
وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَجَدُّهُ ... حَمْدَانُ هُمْ أَرْبَعَةٌ تَعُدُّهُ
وَلَهُمُ الجَوْنيْ أَبُوْ عِمْرانَا ... اثْنَانِ والآخِرُ مِنْ بَغْدَانَا
كَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... هُمَا مِنَ الأَنْصَارِ ذُوْ اشْتِبَاهِ
ثُمَّ أَبُوْ بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ لَهُمْ ... ثَلاَثَةٌ قَدْ بَيَّنُوا مَحَلَّهُمْ
وَصَالِحٌ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ ... ابْنُ أبي صَالِحٍ أتْبَاع هُمْ
وَمِنْهُ مَا فِي اسْمٍ فَقَطْ وَيُشْكِلُ ... كَنَحْوِ حَمَّادٍ إذَا مَا يُهْمَلُ
فَإِنْ يَكُ ابْنُ حَرْبٍ أوْ عَارِمُ قَدْ ... أَطْلَقَهُ فَهْوَ ابْنُ زَيْدٍ أَوْ وَرَدْ
عَنِ التَّبُوْذَكِيِّ أَوْ عَفَّانِ ... أَوْ ابْنِ مِنْهَالٍ فَذَاكَ الثَّانِي
وَمِنْهُ مَا فِي نَسَبٍ كالْحَنَفِي ... قَبِيْلاً أوْ مَذْهَباً أو باليا صِفِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،
أما بعد:(53/1)
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى- في باب المتفق والمفترق، وهو قريب جداً من الباب الذي قبله: المؤتلف والمختلف، الفرق بينهما أنه في الباب السابق الصورة والرسم متقارب، لكن النطق مختلف، وهنا اللفظ والنطق متحد، متفق، لكن ما يطلق عليه هذا اللفظ يختلف عما يطلق عليه اللفظ المتفق معه في الحروف، لو قال قائل: أنا لا أجد فرقاً في تعريف هذا الباب عن تعريف الذي قبله، ولو وضعت العنوان هذا هناك، والعنوان ذاك هنا؛ لأن المسألة مجرد اصطلاح، يعني هل تساعد اللغة على التفريق بين البابين، يعني حقيقة الباب الأول تختلف عن حقيقة الباب الثاني، لكن الحدود -التعاريف- هناك يقول:
واعن بما صورته مؤتلف خطاً ... . . . . . . . . .
وهنا أيضاً صورته مؤتلف خطاً، حماد حماد صورة مؤتلفة، ولكن لفظه هناك مختلف، وهنا لفظه وخطه واحد، خطه ولفظه واحد، لكن الحقائق التي يطلق عليها هذا اللفظ غير الحقيقة التي يطلق عليها اللفظ الثاني، يعني سلام وسلَّام مثلاً الرسم واحد.
طالب: والنطق مختلف.
والنطق مختلف، والحقائق؟
طالب: تختلف.
مختلفة بلا شك، لكن عند من يجوز اللفظين على ذات واحدة سلام وسلّام فتكون الذات واحدة.
طالب: يدخل عليه الباب الأول.
كيف؟ سلام وسلام واحد مثلاً أو شخص يطلق عليه سلاّم وسلام يخفف ويشدد.
طالب: ندرجه في الباب هذا يا شيخ؟
الباب الأخير. لكن ....
طالب: هناك يختلف النطق يا شيخ.
مسمياته لعدة، هذا مسمياته لواحد، يختلف.
أقول: التفريق بين البابين دعونا من المباحث المدرجة تحت البابين مختلفة بلا شك، لكن العناوين لو جئنا بالمؤتلف والمختلف، وقلنا لهم: المؤتلف والمختلف ما لفظه وخطه ... إلى آخره، يعني اللغة تساعد على التفريق أو نقول: هو مجرد اصطلاح؟ لكن لو جاء واحد، وقال: با أصنف في المصطلح وأضع هذا العنوان هناك والعنوان ذاك هنا.
طالب:. . . . . . . . .(53/2)
يقول: لا مشاحة في الاصطلاح، أنا أريد أن ننظر بدقة بين اللفظين، بين الترجمتين، هل يمكن أن يطلق على الباب الأخير حماد مثلاً ابن سلمة وحماد بن زيد؟ إذا قيل: حماد في موضع، وقيل: حماد في موضع آخر، هذا يختلف عن هذا، هذا يراد به ابن زيد، وهذا يراد به ابن سلمة، لفظه وخطه متفق، حتى أنه حصل الخلط، وفسر المبهم بأكثر من تفسير، حدثنا محمد في البخاري وحدثنا أحمد، يفسر بأكثر من واحد، فاللفظ والخط متفق ولننظر إلى مسألة متفق يعني يطابقه بدقة، ما في افتراق، بينما اللفظ في الباب السابق فيه نوع اختلاف، اللفظ فيه اختلاف، سلام وسلاّم مختلف، فإذا قلنا: إنه يطلق على شخص واحد بالتخفيف والتشديد صار عكس الباب الذي معنا، لفظان لذات واحدة، وهنا ذاتان للفظ واحد عندنا، نقول: فيه اختلاف، وهنا يشاحح في الاصطلاح، افترض أن ما فيه خلاف في مضمون البابين، مع أنه في اختلاف في البابين، لا ما في اختلاف إلا من حيث العنوان من أجل التنويع، يجوز أن تخالف كل كتب المصطلح ويأتي بشخص يعكس ما هم عليه ويقول: لا مشاحة في الاصطلاح؟ نعم إذا تقرر في علم من العلوم جادة عند أهل العلم بحيث سلكوها لم يختلفوا فيها، لا سيما إذا ترتب عليه اختلاف في الحقائق، اختلاف في الحقائق المرتبة على ذلك الاصطلاح، عن الحقائق المرتبة على هذا الاصطلاح فإنه يشاحح فيه، يعني فرق بين من يقول: أنا أرسم الخارطة -خارطة العالم- وأضع الشمال تحت، أهل الجغرافيا كلهم يضعون الشمال فوق، يقول: أنا با أقلب الخارطة ويش يصير؟ تغيرت الأرض؟ ما هي متغيرة، له ذلك أو ليس له ذلك؟
طالب: ليس له ذلك.
ابن حوقل أكبر جغرافي على وجه الأرض عكس، وضع الشمال تحت؛ لأن هذا ما يترتب عليه شيء تغيير في حقيقة، ما يترتب عليه شيء، لكن لو قال مثلاً: أنا أبو زوجتي أنتم تسمونه خال واحنا نسميه عم، يشاحح فيه وإلا ما يشاحح؟
طالب: ما يشاحح.(53/3)
ما يشاحح، لماذا؟ لأنه ما يترتب عليه حكم شرعي، يغير حكماً شرعياً، لكن لو قال: أبي أسمي عمي أخو الوالد خال، والخال أخو الأم عم قلنا: لا، تشاحح في الاصطلاح، عليه أحكام شرعية، وهنا نقول: يترتب عليه اختلاف حقيقي ما هو اختلاف لفظي، نقول: ما في مشاحة، اختلاف حقيقي فيشاحح حينئذٍ في الاصطلاح؛ لأن بعضهم قد لا يدرك الفرق الدقيق بينهم، يعني حماد مثل سلام وسلّام؟ فيهم فرق في النطق، وإذا ضبطت بدقة ظهر الفرق حتى في الصورة.
قال:
ولهم المتفق المفترقُ ... ما لفظه وخطه متفقُ
لكن مسمياته لعدة ... . . . . . . . . .
هذا اللفظ يطلق على ذات بعينها، ونفس اللفظ يطلق على ذات غيرها.
. . . . . . . . . ... نحو ابن أحمد الخليل ستة
الخليل بن أحمد ستة، كلهم يقال لهم: الخليل بن أحمد، وزاد بعضهم أوصلهم إلى العشرة، لكن المقصود في كلام أهل العلم من تقاربوا في الطبقة والأخذ والرواية بحيث لو لم يفرق بينهم في مثل هذا الباب لالتبس أمرهم على طالب الحديث، أما يوجد الخليل بن أحمد في القرن الثاني والثالث يوجد الخليل بن أحمد في القرن الرابع عشر، يؤثر وإلا ما يؤثر؟ يعني هل يمكن أن يقال: بكر بن عبد الله المزني قد يلتبس على طلاب العلم مع بكر بن عبد الله أبو زيد؟ يمكن؟ ما يمكن؛ لبعد ما بين الشخصين، هذا أمر يعني على طالب العلم أن ينتبه له وإلا يقع في أوهام مضحكة.(53/4)
في تفسير القرطبي مر بنا مراراً القرطبي يقول: لقد سمعت شيخنا أبو العباس يقول مراراً، مثل ما يقول ابن القيم عن شيخه أبا العباس بن تيمية، فينقلون رأي شيخ الإسلام من تفسير القرطبي؛ لأنه يقول: سمعت شيخنا أبا العباس نفس ما يقوله ابن القيم، لكن أبو العباس غير أبو العباس، يعني القرطبي المفسر قبل شيخ الإسلام، فضلاً عن شيخه أبي العباس القرطبي صاحب المفهم، فمثل هذا لا بد من الاهتمام به من قبل طلاب العلم، وإلا وقعوا في الخطأ الشنيع، وقد ينسب إلى شخص من أهل السنة كلام مبتدع، كله بسبب الالتباس بينه وبين غيره ممن تلبس ببدعة، وقد ينسب إليه قول في مذهب مثل ما قلنا في السابق عن الكرجي والكرخي، هذا شافعي وهذا حنفي، يقول: مذهب الحنفية كذا؛ لأنه قال به الكرجي وهو الكرخي مثلاً، أو العكس، فهذا الباب في غاية الأهمية لطالب العلم، عليه أن يضبطه، وهو في الحديث الذي يترتب عليه التصحيح والتضعيف أهم، فضبط أسماء الرجال وتنزيلها على حقائقها أمر مهم جداً، وإلا سوف يقع طالب العلم في هذا الوهم الشنيع.
. . . . . . . . . ... نحو ابن أحمد الخليل ستة
أولهم: الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب العروض، مؤسس علم العروض، مبتكر علم العروض، البحور الشعرية، هو الذي أسسه، وجاءوا بعده، تتابعوا على هذه التسمية، ومثار التتابع وسببه هو الإعجاب، يعني متى تسمي على شخص؟ إذا كنت معجباً به، كل من رأى هذا العالم سمى عليه، وقد يحصل اتفاقاً لكثرة الناس، قد يحصل اتفاقاً للمتعاصرين.
. . . . . . . . . ... نحو ابن أحمد الخليل ستة
طيب الأخافش بعضة عشر، كثيراً ما يقال في كتب التفاسير وشروح الحديث: قال الأخفش.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا أنا أقول من باب التفريق فقط، الأخفش وقد يرد علينا في القرطبي مراراً اختاره أبو حاتم، قال أبو حاتم، فالذي لا يعرف أن يفرق بين هذه الأسماء وينزلها منازلها يقع في وهم عظيم، وأبو حاتم طالب العلم الحديث يعدل إلى أبي حاتم الرازي، وإلا ينقل عنه في غريب القرآن وغريب الحديث أبو حاتم السجستاني معروف لغوي أديب كبير من كبارهم.(53/5)
الأخافش ثلاثة عشر من يميز بينهم؟ لكنهم في الغالب ما يطلقون هذا اللقب إلا على الأوسط سعيد بن مسعدة، يعني إذا أطلقوه فالغالب أنه هو، بل بعضهم يجزم أنه هو، وأما غيره فيقيد، إذا قيد ما في إشكال، لكن الكلام فيما إذا أطلق، نقل الأخفش عن شخص لا علاقة له بالأوسط كيف تحدده؟ يعني مثلما تحدد أسماء الرواة في الأسانيد من روى عنه، ومن روى عنه، ومن لقيه، ومن تعلم عليه، ومن أخذ عنه، فهذه مسألة تحتاج إلى مزيد عناية، ويرد علينا أسماء في تفسير القرطبي وفي غيره يعني قال ابن البحر، مر بنا مراراً، يعني من باب التقصير في البحث أننا ما حققنا، حررنا المراد بابن بحر، ولذا قال بعضهم: الجاحظ، نحن نعرف عمرو بن بحر الجاحظ، لكن هل يمكن أن يقول مثل هذا الكلام، يليق به، هل هو كلام أدب أو لغة؟ الله أعلم، عاد الآن ما هو بين يدي، فمثل هذا هذه فائدته، والموجود عندنا في الحديث وغيره من العلوم يترتب عليه من الضرر الشيء الكثير، يعني قد يستغلق عليك ترجمة، ما تجد ترجمة لهذا الرجل الذي ذكر قوله في كتب العلم، والسبب جهل الكاتب أو المحقق على ما يزعم، يقول: قال أبو الحسن الزازان، ووضع بعدها نقطتين، تبحث في كتب الدنيا ما تجد أبو الحسن الزازان هذا؛ لأن الألف والنون من المقول، النقطتين قبلها المفترض، أبو السحن الزاز: إن كذا ... إلى آخره، وذكرنا نظير هذا الوهم في الحديث وهم شنيع في الحديث من قبل محقق من المحققين، يعني في قصة .. ، في حديث اقتناء الكلب، هذا ذكرته مراراً، في قصة اقتناء الكلب: ولمسلم: ((ينقص من أجره قيراط)) وفي رواية له: ((قيراطان)) قال: وفي رواية ووضع نقطتين: "له قيراطان" فيقلب المعنى، وفي رواية له، يعني لمسلم: ((قيراطان)) يعني ينقص من أجره قيراطان، فهذه مسائل لا بد من الانتباه لها، سواءً كانت من المحقق أو من القارئ، لا بد من الانتباه لها، تجي تقول: قال الخليل بن أحمد، أيهم؟ كيف تحدد؟ تحدد بمن نقل عنه الخليل، ومن نقل عن الخليل، لكنه في الغالب إذا أطلق في طبقته لا سيما إذا كان مما يتعلق بالأدب فهو هذا الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لأنه أشهرهم على الإطلاق، وهو مؤلف كتاب العين، أقدم معجم لغوي، يعني من المعاجم(53/6)
الموجودة التي وجدت إلى الآن، طيب هذا كتاب العين شكك بعضهم في نسبته إلى الخليل، لكن العلماء تتابعوا على النقل منه، ونسبوه إليه.
وأحمد بن جعفر وجده ... حمدان. . . . . . . . .
أحمد بن جعفر بن حمدان.
هم أربعة تعدهم، أربعة كلهم يتفقون في الاسم واسم الأب والجد كلهم أحمد بن جعفر بن حمدان، الذي لا يعرف أن يفرق بينهم هذا يقع في وهم؛ لأن منهم من هو من الثقات، ومنهم من هو من الضعفاء، فلا بد من التفريق بينهم.
ولهم الجوني أبو عمرانا ... . . . . . . . . .
أبو عمران الجوني "اثنان" أبو عمران الجوني معدود في البصريين، "والآخر من بغدانا" يعني من بغداد، وبغدان لغة فيها، وكان الطلاب يحفظون قصيدة في المرحلة الابتدائية، ما أدري عاد هي موجودة إلى الآن:
بلاد العرب أوطاني ... من الشام لبغدانِ
نعم، ومن عرب -إلى ما أدري ويش- إلى يمنٍ.
المقصود أن هذه لغة فيها، والقصيدة معروف أنها قومية، وإلا بلاد الإسلام بلاد لكل مسلم.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . والآخر من بغدانا
كذا محمد بن عبد اللهِ ... هما من الأنصار ذو اشتباهِ
محمد بن عبد الله الأنصاري أحدهما شيخ للبخاري والثاني ضعيف، الذي لا يستطيع أن يفرق بينهما قد يصحح الحديث الضعيف، وقد يضعف الحديث الصحيح، كلاهما يقال له: محمد بن عبد الله الأنصاري، "ذو اشتباه".
ثم أبو بكر بن عياش لهم ... ثلاثة. . . . . . . . .
كلهم يقال لهم: أبو بكر بن عياش، الأول يتفقون في الاسم واسم الأب، والثاني يتفقون في الاسم واسم الأب والجد، والثالث يتفقون في الكنية والنسب، أبو عمران الجوني، والرابع يتفقون في الاسم واسم الأب والنسبة، والخامس يتفقون في الكنية واسم الأب.
ثم أبو بكر بن عياش لهم ... ثلاثة قد بينوا محلهم
بينوا يعني بيّن أهل العلم محلهم، محل كل واحد من الرواية قبولاً ورداً.
وصالح أربعة كلهم ... ابن أبي صالح أتباع هم
يعني هم من طبقة التابعين، وهم أربعة كلهم يقال له: صالح بن أبي صالح، قد يقال مثلاً: لماذا نحصرهم في الأربعة، وكل صالح أبوه أبو صالح، ننظر كل من سمي بصالح أبوه أبو صالح.
طالب: هؤلاء لأن لهم رواية واشتهروا.(53/7)
يعني اشتهروا بكنية الأب، لم يشتهروا باسمه مثلاً أو نسبته، اشتهروا بكنية الأب، ولا يوجد غيرهم ممن اشتهر بكنية الأب، مع أن في بعضهم نزاع، منهم من يقول: واحد منهم صالح بن صالح.
وصالح أربعة كلهم ... ابن أبي صالح أتباع هم
يعني أحياناً تجد في كتب التراجم يعني شيء ما يسمن ولا يغني من جوع، يقول لك مثلاً: فلان هو علي بن أبي علي ثم يأتي بالنسب قال: الآمدي مثلاً، هو علي بن أبي علي الآمدي، جاب جديد هو؟ علي أبوه أبو علي ويش صار؟ لكن ما اسم أبيه، جده، نسبته؟ يعني تحتاج المسألة إلى مزيد بيان، فبعضهم يقع في إشكال؛ لأنه لا يجد التعريف الكافي الذي يبين قيمة هذا المترجم.
طالب:. . . . . . . . .
إيه لأنه كأنه ما أضاف شيء إذا قال: صالح بن أبي صالح، كأنه لم يضف، لكن في الرواية اشتهر بها فصارت أشهر من العلم؛ لأنهم قالوا في أبي بكر بن عياش راوي القراءة عن عاصم نعم، راوي القراءة قالوا: إن اسمه كنيته، كما تقدم في الكنى، اسمه كنيته.
وصالح أربعة كلهم ... ابن أبي صالح أتباع هم
ومنه ما في اسم فقط ويشكلُ ... كنحو حماد إذا ما يهملُ
وجدت في السند حماد قد تبحث ولا تصل إلى نتيجة؛ لأن الحمادين اشتركوا في الرواية عن المذكور، واشترك عنهم في الرواية المذكورة بعدهم، الراوي يروي عن الحمادين، والشيخ يروي عنه الحمادان، هنا قد يشكل كما قال، ومثله سفيان إذا أهمل سفيان التبس، لكن هذا الإشكال سواءً كان بحماد أو في سفيان مشكل في الحقيقة وإلا في الشكل في الظاهر؟ في الظاهر، لماذا؟ لأن كلاً منهما ثقة، يعني ما يترتب عليه شيء، عرفت أنه حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وعرفت أنه سفيان بن عيينة أو سفيان الثوري ما فيه إشكال، لكن هناك قواعد وضوابط ذكرها أهل العلم، ففي نهاية المجلد السابع من سير أعلام النبلاء ذكر بعض القواعد التي تميز حماد عن حماد وسفيان عن سفيان، وكذلك في ترجمة هؤلاء من تهذيب الكمال للحافظ المزي أيضاً قواعد، وهنا ذكر شيء يميز بين الحمادين كنحو حماد إذا ما يهملُ، فإن يكن يعني الراوي عنه.
فإن يك ابن حرب أو عارم قد ... أطلقه فهو ابن زيد أو ورد
يعني الراوي عنه ابن حرب إيش اسمه؟
طالب: سليمان.(53/8)
نعم سليمان بن حرب، أو عارم محمد بن الفضل السدوسي، قد أطلقه قال: سليمان بن حرب عن حماد، أو عارم عن حماد، إذا أطلقه فهو ابن زيد.
. . . . . . . . . ... أطلقه فهو ابن زيد أو ورد
عن التبوذكي أو عفانِ ... أو ابن منهال فذاك الثاني
الثاني في الذكر وإلا في السن والوفاة والتقدم والوفاة؟ نعم؟ في الذكر؛ لأنه ما دام سمى ابن زيد فالثاني قطعاً ابن سلمة، ولا يلزم منه أن يكون متأخراً عنه، بل هو متقدم عليه في الوفاة.
عن التبوذكي أو عفانِ ... أو ابن منهال فذاك الثاني
يعني حماد بن سلمة، لكن لو افترضنا أن أحد الرجلين تُكلم فيه في الرواية عن شخص، يعني إذا لم نجد ما نميز به أحدهم عن الثاني هذا إشكال في الظاهر؛ لأن كلاً منهما ثقة، فأينما دار فهو على ثقة، لكن إذا كان أحدهما تُكلم فيه في الرواية في شخص يبقى إشكال في المعنى، لا بد من الوقوف على حقيقته.
ومنه ما في نسب كالحنفي ... قبيلاً أو مذهباً أو باليا صفِ
الحنفي قبيلاً نسبة إلى بني حنيفة.
ومنه ما في نسب كالحنفي ... قبيلاً. . . . . . . . .
يعني نسبة إلى بني حنيفة، "أو مذهباً" نسبة إلى مذهب الإمام أبي حنيفة، النعمان بن ثابت.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . أو مذهباً أو باليا صفِ
اللفظ واحد، فإما أن يقال: حنفي، أو حنيفي، تضيف الياء لأنها موجودة في الأصل، هل يوجد مبرر لحذفها؟ وجمع حنفي المذهب أحناف، وإلا حنفية؟ أو حنفاء؟
طالب: حنفاء مفردها حنيف.
مثل كريم وكرماء، تقول: حنفاء.
طالب: والحنفي أحناف حنفية.
هم تتابعوا على حنفية، وأكثر كتب الطبقات تقول: في طبقات الحنفية، وفلان من أئمة الحنفية، ومذهب السادة الحنفية ... إلى آخره، لكن هل تقول: نسبة إلى بني حنيفة هذا من الحنفية؟ أو من ينتسب إلى إمام الحنفاء إبراهيم، كمن بعث بالحنيفية السمحة يقال له: حنفي؟
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، هي كل النسبة متقاربة، كلها الحنيفة والحنيفية كلها متقاربة، لكن هل اللفظ واحد.
طالب: يعني ما جاءت في القرآن يا شيخ؟
ويش هي؟
طالب: حنيفي وحنفاء، حنيفاً مسلماً.(53/9)
جاءت في القرآن مثل حنيف وحنيفة، الهاء تحذف معروف عند النسب، ويبقى أن اللفظ واحد، والنسبة ينبغي أن تكون واحدة، يعني ما يفرق أن تنسب إلى قبيلة أو إلى مذهب، هل تستطيع أن تقول: طلق بن علي؟ تقول: الحنفي كما قالوا؛ لأنه من بني حنيفة، نعم، وأبو يوسف مذهبه حنفي نعم هذا ما فيه إشكال؛ لأن هذا تتابعوا عليه، سواءً كان بالقبيلة أو المذهب على لفظ واحد.
"أو باليا صفِ" كلام الناظم يدل على أن كلاً من القبيلة والمذهب يقال له: حنفي وحنيفي، لكن ابن طاهر في كتاب له: ا (لأنساب المتفقة) لأبي الفضل ابن طاهر قال: الحنفي والحنفي الأول: منسوب إلى قبيلة بني حنيفة وفيهم كثرة، الأول، كلهم حنفي باللفظين، الحنفي والحنفي فيأتي باللفظين متفقين، الحنفي والحنفي، ثم عاد يأتي هو بالتفريق من تلقاء نفسه أو ينقله من أحد.
الحنفي والحنفي الأول منسوب إلى قبيلة بني حنيفة، وفيهم كثرة، منهم إسماعيل بن سميع الحنفي، طلق بن علي الحنفي، وأيوب النجار الحنفي، وخليد بن جعفر أبو سليمان الحنفي البصري، وسماك بن الوليد أبو زميل الحنفي، وغيرهم.
الثاني: الحنفي الثاني: منسوب إلى مذهب أبي حنيفة -رحمه الله-، والصحيح في هذه النسبة الحنيفي، وفيهم كثرة من الفقهاء والمحدثين وأئمة الدين.
طالب: يصح إطلاق الحنيفي الحنفية.
يعني وجه التفريق عنده قال: والصحيح في هذه النسبة -يعني إلى المذهب- الحنيفي، يعني من بني حنيفة ما يقال له: حنيفي، لكن في المذهب يقول له: حنيفي فقط، ما يقال: حنفي؟ أنت صادمت القوم كلهم، كتب تراجمهم كلها حنفية، وواحد الحنفية حنفي، هل يتابع على كلامه هذا؟ هو تابع فيه واحد من أئمة اللغة، ما أدري ابن الأنباري أو ما أدري من؟ هو فرق هذا التفريق، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
ابن الأنباري؟ نعم هو فرق هذا التفريق، لكن يعني كونه يخالف جماهير الناس ...
طالب: يحدث إشكال.(53/10)
ما في شك أنه حتى بما فيهم الحنفية أنفسهم ما يقولون: نحن حنيفية، فلان حنيفي وإلا ... ، وعبارة يتداولها أهل العلم: "خطأ مشهور خير من صحيح مغمور" هذا إذا قلنا: إنها خطأ، لكنها ليست بخطأ اللفظ واحد، والنسبة إليه واحدة، ويبقى أن التفريق يجب أن يكون بين الذوات، وقد يحصل اللبس؛ لأن ممن صنف في طبقات الحنفية أدخل بعض من ينتسب إلى القبيلة في طبقات الحنفية، يمكن يكون قبل أبي حنيفة هو، يعني نظير ما فعل الديلمي في تاريخ همذان -على ما تذكرون- أنه أدخل بعض من ينتسب إلى قبيلة همدان إلى بلدة همذان، وهذا لا شك أنه يوقع في إشكال كبير، يعني صنف في طبقات الحنفية، يعني هل يمكن أن يدخل طلق بن علي الحنفي وهو صحابي؟ أدخلوا بعض من كان قبل الإمام أبي حنيفة، طيب طبقات المعتزلة لعبد الجبار، وهو من أئمتهم، الطبقة الأولى: أبو بكر وعمر، أنا ما أعجب من كونه يدخل أبا بكر وعمر مثل عجبي من كونه يدخل الحسن البصري، الذي طرد رأس المعتزلة من حلقته، وسموا معتزلة بهذه الفعلة، أدخله في الطبقة الثانية من المعتزلة، يعني عجب، يعني كون أهل المذاهب يتشرفون بانضمام فلان إليهم كما فعل من ترجم في المذاهب في البخاري أدخلوه في المذاهب الأربعة، كل من ترجم جعل البخاري حنفي، وجعلوه ... ، مع أنه قال بعضهم يرد عليهم في أكثر المواضع المراد بهم الحنفية، وأدخلوه في طبقات الشافعية، وأدخلوه في طبقات المالكية، وكذلك الحنابلة.
طالب: وارد ما فيه إشكال.
وين؟
طالب: أن ينسبوا البخاري لهم يا شيخ.
على شان؟
طالب: إمامته وجلالته وأيضاً ...(53/11)
إيه لكن هو حنفي وإلا مجتهد؟ مجتهد مطلق ما عندنا إشكال في هذا، لكن كونهم يفتخرون في إدخال فلان في طبقاتهم هو من هذا الباب وإلا قد يكون الواقع خلاف ذلك، يتقوون به ويتكثرون به، وأن مذهبهم مذهب أثر بدليل أن إمام الصنعة منهم، لكن قد يقبل لو قيل: مالكي مثلاً؛ لأنه يروي عن مالك بكثرة ويجله ويعظمه، لكن ما يقبل أن يكون حنفي البتة، وكل الأئمة على هذه الطريقة، يعني أدخلوا في كتب تراجم المذاهب الأربعة من أجل هذا، من أجل التكثر بهم، وقد يكون سببه التقليد، يقلد بعضهم بعضاً، وإلا لو نظروا إلى واقع الرجل ونظروا في فقه الرجل ما أدخلوه؛ لأنه يخالف الحنفية في مواضع كثيرة جداً، يخالف المالكية في مواضع، يخالف الشافعية، يخالف الحنابلة وهكذا، وإن كان هو إلى بعض المذاهب أقرب من بعض؛ لأن أصوله تتفق مع أصولهم في كثير من المسائل، يعني مثلما يقال: الشافعية أقرب إلى الحنابلة من الحنفية وهكذا، وذلك لتقارب الأصول، لكن ما يمكن أن يقال: الإمام أحمد شافعي المذهب، ومما يلغز به بعضهم يقول: الله مالكي، وإبراهيم حنفي، ومحمد شافعي، عاد يبي يكمل يتمم العدة يقول لك: ابن تيمية حنبلي، من أجل أن يتمم العدة، الله مالكي يملكه نعم، هذا صحيح، الله يملكه لكن لفظ موقع في إيهام، وإبراهيم حنفي، بل هو إمام الحنفاء، يعني مثل ما قال: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} [(83) سورة الصافات] ترجموا لإبراهيم -عليه السلام- في طبقات الشيعة، قالوا: هاه إبراهيم إمام الحنفاء شيعي من شيعته، يعني شيء مضحك، يعني الحسن البصري من الطبقة الثانية من المعتزلة شيء ما يقبله عاقل إطلاقاً.
ولا يعني هذا أننا نقر إدخال أبي بكر أئمة أهل السنة يعني أفضل الأمة بعد نبيها في طبقات المعتزلة، لكن الإنسان يعجب من بعض التصرفات التي لا يقبلها عقل ولا نقل، يعني متى ظهر الاعتزال؟ يعني بدايته من طرد الحسن البصري عمرو بن عبيد من حلقته، وسموا معتزلة، هذه التصرفات لا شك أنها ينفع فيها معرفة هذا الباب وما صنف، ومن أفضل ما صنف كتاب أبي الفضل بن طاهر (الأنساب المتفقة) هذا خاص بالأنساب.(53/12)
يقول: السكسكي والسكسكي، الأول منسوب إلى السكاسك قبيلة من اليمن، والثاني منسوب إلى جده الأعلى وهو الحسن بن الأزهر بن الحارث بن سكسك.
السلمي والسلمي الأول منسوب إلى بني سلمة من الأنصار، والثاني: منسوب إلى بلدة سلمية من مدن الشام، السندي والسندي، أربعة السندي والسندي والسندي والسندي، كل نسب، أو كل لفظ يختلف الانتساب إليه من واحد إلى واحد.
السندي الأول: منسوب إلى السند -الإقليم المعروف-، والثاني: أسماء جماعة من المحدثين منهم رجاء بن السندي، ومن ولده أبو بكر ... إلى آخره.
والثالث: لقب سهل بن عبد الرحمن المعروف بالسندي، والرابع: منسوب إلى السندي بن شاهك، وهو كشاجم الشاعر المعروف.
مثلها: السوسي والسوسي، والسلامي والسلامي، القزويني والقزويني، والقصري والقصري والقصري والقصري والقصري خمسة ألفاظ، كلها متفقة مفترقة، الأول: منسوب إلى قصر بجيلة، ويكتب بالسين والصاد، منهم خالد بن عبد الله القسري، وقد يقال: القصري، الثاني: منسوب إلى قصر بن هبيرة، وهو أبو المثنى ... إلى آخره، والثالث: منسوب إلى قصر عبد الجبار، والرابع: منسوب إلى قصر اللصوص، والخامس: منسوب إلى سكناه قصر رافع ... إلى آخره.
يعني هذه النسب قابلة للزيادة إلى ما لا نهاية له، لو قيل: جاءنا فلان القصري، منسوب إلى القصر بن عقيل، موجود الآن، نعم، لكن مع التباين في المدة لا يمكن أن يلتبس، ما يمكن إذا جاءك شخص الآن تراجع له كتب الأنساب المتفقة، يمكن؟ ما يمكن، الكندري والكندري والكندري، يعني الجريري مثل ما قلنا في الحنفي الأول: منسوب إلى جرير بن عبد الله البجلي، والثاني: منسوب إلى مذهب محمد بن جرير الطبري، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
الخطيب، الخطيب ما في باب إلا وألف فيه، وكل من جاء بعده عيال عليه، كما قال أهل العلم.
طالب:. . . . . . . . .
باب المتفق والمتفرق مع المؤتلف والمختلف؟
طالب:. . . . . . . . .(53/13)
هناك فرق في اللفظ، وهنا اتحاد في اللفظ، نعم، والذوات مختلفة، وهناك قد يوجد الاختلاف في اللفظ والذات واحدة، والخطأ في البابين من أن يجعل الواحد اثنين أو الاثنين واحد، وفيه: (موضح أوهام الجمع والتفريق) من أعظم ما صنف في الباب، يفرق لك بين من جعله البخاري اثنين، ومن جعل الاثنين واحد، البخاري وغير البخاري من الأئمة، لكنه قصد البخاري وصدر به كتابه، ومع ذلك خشية أن يقال: إن الخطيب يتطاول على البخاري قدم بمقدمة يتعين على كل طالب علم أن يقرأها.
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
الآن ما في شيء يناسب الوقت، ونحيلكم على ما ذكره الحافظ الذهبي والمزي في آخر الجزء السابع من سير أعلام النبلاء، وفي ترجمة الحمادين من التهذيب -تهذيب الكمال-، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(53/14)
شرح ألفية الحافظ العراقي (55)
تَلْخِيْصُ المُتَشَابِهِ - المُشْتَبَهُ المَقْلُوبُ - مَنْ نُسِبَ إِلَى غَيْرِ أَبِيْهِ - المَنْسُوبُونَ إِلَى خِلاَفِ الظَّاهِرِ – المُبْهَمَاتُ.
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
أحسن الله إليك.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:
تَلْخِيْصُ المُتَشَابِهِ
وَلَهُمُ قِسْمٌ مِنَ النَّوْعَيْنِ ... مُرَكَّبٌ مُتَّفِقُ الَّلَفظَيْنِ
فِي الاسْمِ لَكِنَّ أَبَاهُ اخْتَلَفَا ... أَوْ عَكْسُهُ أوْ نَحْوُهُ وَصَنَّفَا
فِيْهِ الْخَطِيبُ نَحْوُ مُوسَى بنِ عليْ ... وَابْنِ عُلَيٍّ وَحَنَانَ الأَسَدِيْ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول المؤلف الناظم -رحمه الله تعالى-: تلخيص المتشابه.
هذا الباب مزيج من البابين السابقين، من المؤتلف والمختلف، ومن المتفق والمفترق، يكون أحد الجزأين الابن أو الأب من الباب الأول، ويكون الثاني من الباب الثاني، فهل يدل العنوان على هذا؟ هو مركب من النوعين، تلخيص المتشابه، يعني إذا قرأت العنوان الأصل أن العنوان يفهم منه .. ، الترجمة لا بد أن تكون مما تفهم وتفصح عن المعنى المراد لما ترجم له به، فهل نفهم من قوله: تلخيص المتشابه، قول غيره ممن ألف في علوم الحديث، بل في مصنف خاص للخطيب البغدادي تلخيص المتشابه في الرسم، يدل على المراد؟ يدل على محتوى الكتاب؟ تلخيص المتشابه بالرسم؟ يعني الباب الأول والثاني كلاهما من المتشابه يعني المتماثل في الصورة وفي النطق أحياناً هذا متشابه.(54/1)
والتلخيص لعل المراد به جمع البابين في باب واحد، يعني فيكون هذا خلاصة ما في البابين السابقين، يعني أنت إذا احتجت طعام له طعم معين، أنت تشتري إذا لم يكن مركب جاهز تشتري الأجزاء، تريد شراباً لا حامض ولا حلو تشتري البرتقال والليمون وتخلطهما، صح وإلا لا؟ هذا في البابين السابقين البرتقال على حدة، والليمون على حدة، فإذا خلطتهما في ترجمة واحدة ظهر لك تلخيص الشراب المشتمل على الطعم المركب من النوعين، يعني مثل ما قالوا في "حسن صحيح" يعني الحسن مشرب بصحة، والصحة مشربة بحسن، وعلى هذا يكون حسن صحيح في مرتبة بين الصحيح والحسن، والشراب الحامض الحلو بين الحلو الخالص وبين الحامض الخالص.
هذا فيه خلط وتركيب من النوعين السابقين، بأن يكون الاسم الأول من النوع الأول من المؤتلف والمختلف، سلام والاسم الثاني من النوع الثاني، أو العكس الاسم الأول من النوع الثاني, والاسم الثاني من النوع الأول، يعني أبو عمرو الشيباني مع أبي عمرو السيباني بالسين، الاسم الأول من النوع الثاني متفق ومفترق، والاسم الثاني النسبة من النوع الأول تتحد في الصورة وتختلف في النطق، ومثله لو جاءنا سلام ابن محمد وسلاّم بن محمد، الأول من النوع الأول، والثاني من النوع الثاني.
قال -رحمه الله-: "تلخيص المتشابه"
ولهم قسم من النوعينِ ... مركب متفق اللفظينِ
في الاسم. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
متفق اللفظين في الاسم، أو الكنية أبو عمرو.
. . . . . . . . . لكن أباه اختلفا ... أو عكسه. . . . . . . . .
يكون الاتفاق في الثاني دون الأول مثلما مثلنا.
في الاسم لكن أباه اختلفا ... أو عكسه أو نحوه. . . . . . . . .
يعني قريب منه، قريب منه جداً، ولو لم يكن باللفظ.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وصنفا
فيه الخطيب. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
(تلخيص المتشابه في الرسم) مطبوع في مجلدين، ومن أنفس ما كتب في الباب "وصنفا * فيه الخطيب" وكل الأبواب التي سبقت صنف فيها الخطيب.
في أول الأمر في المقدمة قلنا: إن الحافظ ابن نقطة قال: إن المحدثين كلهم عيال على كتب الخطيب؛ لأنه ما من نوع من أنواع علوم الحديث إلا وصنف فيه.(54/2)
. . . نحو موسى بن علي ... وابن عُلي. . . . . . . . .
موسى بن علي جمع، وموسى بن عُلي بن رباح، موسى مع موسى متفق مفترق، وعلي مع عُلي مؤتلف ومختلف، موسى بن عُلي بن رباح من رواة الصحيح، ومخرج له في مسلم وغيره، وكان يكره التصغير، وأبوه كذلك يكره، ولا يجعل من صغره في حل، كما ذكر ذلك ابن حبان في ترجمته وغيره، وهذه جادة مسلوكة، قد يكون الأصل علي، ويصغر في الصبا فيقال: عُلي، وما زال مستعمل إلى الآن، علي، كما يقال في عَدي عُدي، وكل الأسماء تصغر حتى ما لا يجوز تصغيره، يعني الاسم المركب المضاف إلى اسم من أسماء الله -جل وعلا-، يعني يصغر صدره، عبيد فلان، عبيد العزيز، عبيد الكريم، لكن العامة يصغرون الاسم الإلهي، اسم الله -جل وعلا-، وهذا لا يجوز بحال.
. . . . . . . . . ... وابن عُلي وحنان الأسدي
حنان الأسدي يتفق مع من؟ إيش قال الشارح؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟ مع حبان ابن؟ في حبان الأسدي؟ هو يلتبس حنان مع حبان من المؤتلف والمختلف، والأسدي مع الأسدي من المتفق والمفترق.
أبو عمرو الشيباني مع أبي عمرو السيباني واضح في المثال في الكنية وفي النسبة، أبو عمرو الشيباني إمام من أئمة اللغة، وإن كنتم تذكرون في درس الواسطية لما مر قول ابن القيم:
. . . . . . . . . ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
الإخوان كلهم قالوا: الشيباني أحمد بن حنبل، وليس الكلام صحيح؛ لأن أبا عبيدة ليس بصاحب لأحمد، يعني يختلف معه في كثير من مسائل الاعتقاد، لكنه صاحب لأبي عمرو الشيباني هذا، وهذا مما يبين أهمية المهمل، بيان المهمل، في كل علم، وفي كل فن، فطالب العلم إذا لم يكن على خبرة واهتمام من هذا الشأن يقع في بعض هذه الأخطاء، لكنها تحتاج إلى معاناة، تحتاج إلى مراجعة وتحتاج .. ، ما تأتي بسهولة إلا لعالم مطلع واسع الاطلاع يتمكن من هذا، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
إيه.
طالب:. . . . . . . . .
والمبهمات ستأتي آخر فصل مما يُقرأ الآن، لكن الشيخ الألباني لا شك أنه في هذا الباب، يعني في جملة الحديث وعلومه إمام، لكنه ليس بالمعصوم، فقوله في المبهمات يعرض على أقوال من صنف في المبهمات.
طالب:. . . . . . . . .
إيه.(54/3)
طالب:. . . . . . . . .
. . . . . . . . . إلا الشيخ، وأنت ما استطعت أن تصل بنفسك؟
طالب:. . . . . . . . .
طيب والشيخ بنى كلامه على دلائل على روايات صرحت به وإلا على إيش؟
طالب: هو بنى كلامه على اختلاف الراويين؛ لأن الراويين يعني اختلفا في الاسم واسم الأب، وكلاهما ينقل عن الشيخ، كلاهما يضع الشيخ. . . . . . . . .
طيب اختلفا اختلاف مؤثر أو هذا اسم وهذا لقب، وهذا إلى أبيه وهذا إلى جده فيكون الاثنان واحد؟
طالب: الاسم.
ورجح الشيخ أحدهما دون الآخر، وهما في الحقيقة اثنان ليس بواحد؟ هذا الموضح يحلها -إن شاء الله-، موضح أوهام الجمع والتفريق؛ لأنه قد يظن. . . . . . . . .
طالب:. . . . . . . . .
على كل حال سعة اطلاع الشيخ تجعل الإنسان يأنس بقوله ويركن إليه، وإن لم يجزم به، نعم.
أحسن الله إليك.
المُشْتَبَهُ المَقْلُوبُ
وَلَهُمُ المُشْتَبَهُ المَقْلُوْبُ ... صَنَّفَ فِيْهِ الحَافِظُ الخَطِيْبُ
كابْنِ يَزِيْدَ الاسْوَدِ الرَّبَّانِيْ ... وَكَابْنِ الاسْوَدِ يَزِيْدَ اثْنَانِ
المشتبه المقلوب، يعني ما يأتي الاسم مطابق للاسم، واسم الأب مطابق لاسم الأب، إنما يكون مقلوباً، يكون الاسم موافق لاسم أبي الثاني، والعكس.
ولهم المشتبه المقلوبُ ... صنف فيه الحافظ الخطيبُ
يعني علي بن نصر ونصر بن علي، قد يظن أن هذا هو هذا، لكنه مقلوب، وقد يظن في أمثلة أخرى أن هذا أب لهذا، يقول:
ولهم المشتبه المقلوبُ ... صنف فيه الحافظ الخطيبُ(54/4)
صنف فيه الحافظ الخطيب يعني ما مر علينا باب إلا وللخطيب فيه تصنيف، ومع ذلك يقع بعض طلاب العلم فيه، وأنه متأثر بأصول الفقه، وأصول الفقه متأثر بعلم الكلام، والخطيب يعني كأنهم يرونه ليس من أهل الحديث، نعم له مصنف في أصول الفقه، وله مصنفات في علوم أخرى، لكن لا يضيره هذا، هذه دعاوى من يزعم أنه بصدد تجريد علوم الحديث مما دخلها من علوم أخرى، وكررنا مراراً أن علوم الحديث ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: ما مرجعه ومرده إلى الرواية المحضة، هذا المرجع فيه أئمة الحديث، الحافظ العراقي مراراً ينقل عن الغزالي، وينقل عن غيره، وينقل عن الرازي، صرح بالرازي مراراً، والغزالي مراراً، والغزالي هو صرح عن نفسه قال: بضاعة من الحديث مزجاة، طيب ويش اللي خلي العلماء ينقلون عنه؟ الرازي قال عنه الألوسي في قصة ذكرها في تفسير سورة النصر نقلها عن الرازي قال: تفرد بذكرها الإمام، يعني الحديث، الحديث مجموعه قصة النبي -عليه الصلاة والسلام- طرف فيها، قال: تفرد بذكرها الإمام؛ لأنه إذا أطلق الإمام معروف عندهم أنه الرازي، لا سيما الشافعية، الإمام عندهم الرازي عند متأخريهم، ولعمري أنه إمام في معرفة ما لا يعرفه أهل الحديث، وكتابه مشحون بالموضوعات.(54/5)
يقول من يدعو إلى هذه الدعوة وهي تجريد علوم الحديث من نقل أقوال هؤلاء المتكلمين، إذا كان هذا وضع الغزالي، وهذا وضع الرازي، ووضع الآمدي وفلان وفلان ليش تذكر أقوالهم في كتب علوم الحديث؟ نقول: القسم الأول الذي مرده إلى الرواية هذا لا مدخل لهم فيه، لا هم ولا غيرهم ممن جاء بعد الأئمة، بعد عصور الرواية هذا لا مدخل، أما ما مرده الرواية والفهم بين المسائل التي تحتاج إلى فهم هذا كل إنسان له مدخل، لا سيما إذا كان من أهل العلم، يعني لما نقل ابن الصلاح عن أحمد بن حنبل ويعقوب بن شيبة التفريق بين (أن) و (عن)، بين الإسناد المؤنن والمعنعن، وقال: إن المعنعن متصل، والمؤنن غير متصل، وذكر في ذلك قصة عمار التي يرويها محمد بن الحنفية، قال: عن محمد بن الحنفية عن عمار أن النبي -عليه الصلاة والسلام- مر به، قال: هذا متصل، وعن محمد بن الحنفية أن عماراً مر به النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: هذا منقطع، والسبب اختلاف الصيغة، ما هو بسبب اختلاف الصورة، يعني هذا لو أعملت ذهنك يا متأخر، يا متكلم، يا فقيه، يا أصولي تبي تفهم الفرق، وأنه في الإسناد الذي فيه (عن) يروي القصة عن صاحبها فتكون متصلة، وفي الإسناد الذي فيه (أن) يروي قصة لم يشهدها، فتكون منقطعة، فليس مرد ذلك اختلاف الصيغ، مثل هذا الكلام هل يقف هذا على أحمد ونسلم وخلاص؟ أو يعقوب بن شيبة وهما جبلان من أعلام السنة والحفظ والإتقان والضبط؟ لا نقف عند هذا، ولذلك قال الحافظ العراقي كما تقدم:
. . . . . . . . . ... كذا له ولم يصوب صوبه(54/6)
يعني ما وقع على النكتة التي حصل فيها التفريق، التي من أجلها حصل التفريق، نحن نقبل الكلام الذي يفيد، ولنا عقول نميز، نعم إذا وجدنا كلام لإمام من أئمة الحديث، أو ممن له عناية في السنة، ونفس الكلام قاله أمثال هؤلاء نضرب عنه صفحاً، لماذا؟ لأننا نغري به طلاب العلم إذا ذكرناه، وإذا أعرضنا عنه أمتناه، وأمتنا قوله، لكن إذا كانت إماتته تميت الفكرة التي قالها وهي مقبولة، لا ينبغي .. ، والحق يقبل ممن جاء به، والحكمة ضالة المؤمن، فأنا عندي هذه الدعوة غير مؤثرة في العلم، والتجريد حقيقة يفقد بعض المسائل التي مردها إلى الفهم،، يفقد كتب علوم الحديث منها، وهي حلقة متصلة مع ما يقوله المتقدمون؛ لأن هذا يكمل هذا.
كابن يزيد الأسود الرباني ... . . . . . . . . .
يزيد بن الأسود النخعي العالم الرباني التابعي الجليل، وذكره بعضهم في الصحابة، الرباني، وقد اختلف في تعريفه، فمنهم من قال: هو العالم المتعلم العالم المعلم، يعني يتعلم فيكون من أهل العلم فيعلم غيره، لا يقتصر في علمه على نفسه، ومنهم من يقول: من يربي الطلاب بصغار العلم قبل كباره، ومنهم من يقول: هو المخلص في علمه، أقوال، وكلها يعني مطلوبة، لكن لا يعني أننا نكلف شخص نفع الله به طبقة من الطبقات من طبقات المتعلمين، طبقات المنتهين فنقول لك: أنت ما أنت من الربانيين؛ لأنك ما تعلم صغار العلم؛ لأنه يوجد من يعلم الكبار، لكن لا يستطيع أو لا يحسن التعامل مع الصغار، هل نقول: هذا ليس برباني؟ نعم؟ مع أنه مأثور عن ابن عباس، وكل هذا فيه إغراء على تعليم الطلاب الصغار؛ لئلا يتركوا؛ لأن تعليم الكبار أريح من تعليم الصغار، أسهل، ولذا لا تجدون أصحاب الشهادات العليا الذين يرون أنفسهم يُحفّظون الناس القرآن ويلقنونهم، موجود؟ موجود يا إخوان؟ قليل نادر، يعني سمعنا في الأحساء واحد أو اثنين.
طالب: مصر.
هاه؟(54/7)
ومصر وغيره، والأمة فيها خير وبركة، لكن عموماً يعني هل يوجد مثل هذا؟ ما يوجد، يترك هذا لحفاظ فيهم خير وفيهم -إن شاء الله- بركة، لكن يبقى أن القرآن أهم المهمات، نعم إذا كان يحسن شيء لا نكلفه بما لا يحسنه، هناك أمثلة زملاء في المرحلة الثانوية في المعاهد العلمية زميلان أحدهما خطيب يتكلم في المناسبات ولا يسكت، والثاني لا يحسن أن يركب جملة أمام الناس، لكنه مظنة للإفتاء، ويسأل ويجيب، هل نكلف هذا نقول له: اخطب بالناس، أو نقول لهذا: أفت الناس؟
ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نارِ
والأمثلة حتى في الكبار تجد بعضهم إذا أراد أن يعبر عن موضوع تقول: كيف يصنف هذا من الكبار وهو لا يحسن أن يتكلم؟ لكن إذا سئل في المسائل العلمية الدقيقة أجاب ببراعة، والعكس تجد بعض الناس مستعد يتكلم بالساعات، ومع ذلك إذا سئل تجد الجواب مجرد إنشاء، فأقول: الذي يحسن تعليم الكبار ولا يحسن التعامل مع الصغار هذا يلزم الكبار، ولا تثريب عليه، ولا يكلف أن ينزل في أسلوبه إلى الصغار حتى لو نزل يوم ما نزل الثاني، ما يقدر، والعكس، يعني بعض الجهات تطلب علماء، جهات، هجر بادية ينقصهم معرفة الوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة، ثم بعد ذلك يقولون: لا، نبي الشيخ فلان، ويكلفون هذا الشيخ الكبير مع أن مدرسي المعاهد أفضل من هذا الشيخ بالنسبة لهم، وعندهم معهد، فأقول: ينزل الناس منازلهم كما جاء في الخبر: "أمرنا أن ننزل الناس منازلهم" ولا نكلف أحد فيما لا يحسنه، أو نقحمه فيما يصعب عليه ويشق عليه، وما دام الله نافع به اتركه، إلا إذا رأيت منه تقصير وتراخي، وأن في وقته سعة يمكن أن ينفع أكثر، فيقال له: العمر قصير، استغل، سواءً من هذا النوع أو من هذا النوع.
كابن يزيد الأسود الرباني ... وكابن الأسود يزيد اثنانِ(54/8)
يزيد بن الأسود الجرشي التابعي الجليل، عابد زاهد، استسقى به معاوية، خطب معاوية في صلاة الاستسقاء ثم دعاه ووقف عند المنبر، وقال: ادعُ يا يزيد، رفع يديه فدعا، نزلت الأمطار فما استطاع الناس أن يصلوا إلى بيوتهم، في بعض الروايات يقول: إن يزيد هذا قال: فضحتني يا معاوية، اللهم اقبضني إليك، فمات في مكانه، يعني الأمة بحاجة إلى أمثال هؤلاء، افترض أن هذا ما هو من أهل العلم، وليس من أهل التعليم، لكنه صالح في نفسه، يأكل الحلال الخالص، ونيته وقلبه سليم، تحتاجه الأمة في مثل هذا، وكثير من الناس إذا رأى من هذا النوع يقول: هذا وجوده مثل عدمه، صلاحه لنفسه، هذا الكلام ليس بصحيح، إنما النفع أن ينفع غيره المتعدي، أما ينفع نفسه هذا وجوده مثل عدمه، هذا الكلام باطل بلا شك، ولا تكلف الأمة أن تكون كلها على وتيرة واحدة، أو على سمت واحد، لو كانت على سمت واحد كلهم علماء لتعطلت المصالح، ولو كانت كلهم عوام لضلوا وأضلوا، وهكذا.
"وكابن الأسودِ" يزيد بن الأسود الجرشي "اثنانِ" والثاني؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، يزيد بن الأسود، يزيد بن الأسود النخعي، والأسود بن يزيد الجرشي والثاني: الخزاعي، الأسود بن يزيد الخزاعي اثنان، فيزيد بن الأسود مع الأسود بن يزيد من باب المشتبه المقلوب، ويزيد بن الأسود مع يزيد بن الأسود من المتفق والمفترق، فهذه الأبواب كلها متداخلة.
سم.
أحسن الله إليك.
مَنْ نُسِبَ إِلَى غَيْرِ أَبِيْهِ
وَنَسَبُوا إِلَى سِوَى الآبَاءِ ... إمَّا لأُمٍّ كَبَنِيْ عَفْرَاءِ
وَجَدَّةٍ نَحْوُ ابنِ مُنْيَةٍ، وَجَدْ ... كَابْنِ جُرَيْجٍ وَجَمَاعَةٍ وَقَدْ
يُنْسَبُ كَالمِقْدَادِ بالتَّبَنِّيْ ... فَلَيْسَ للأَسْوَدِ أَصْلاً بِابْنِ
يقول الناظم -رحمه الله تعالى-:(54/9)
"من نسب إلى غير أبيه" وهؤلاء فيهم كثرة في الرواة وغيرهم، إما أن ينسب لأمه، أو ينسب إلى زوج أمه، أو ينسب إلى عمه، أو ينسب لشخص لأدنى مناسبة، كثيراً ما ينسب الولد لزوج الأم؛ لأنه يربيه ويذهب معه ويقال: هذا ابن فلان، ولا يعرف أن أكثر الناس علاقته بهذا الولد، ويوجد الآن أمثلة، زوج الأم إذا بلغ الابن -الولد ولد الزوجة- إذا أكمل السن النظامية للدخول في المدرسة، يذهب به إلى المدرسة ويقال له: هات ما يثبت ابن من هذا؟ هذا فلان ولدك؟ نعم ولدي، ويمشي، الآن حصل في هذا تشديد، وكان التشديد يجب أن يكون من أزمان متطاولة، لا سيما وأن الأمور مضبوطة الآن، ما في قبول إلا في إثباتات، فيوجد فلان ابن فلان، نُسب إلى عمه الذي هو زوج أمه؛ لأنه هو الذي أدخله المدرسة سئل عن اسمه وسئل عن اسمه، هذا سئل عن اسمه فقيل: عبد الله، وهذا سئل عن اسمه فقال: فلان، وهو في الحقيقة ليس بابنه، مع أن المسألة الوعيد الشديد الوارد فيها عظيم، الأحاديث الصحيحة وعيد عظيم بالنسبة لمن انتسب إلى غير أبيه.
ونسبوا إلى سوى الآباءِ ... إما لأمٍ كبني عفراء
معاذ ومعوذ وعوذ أو عوف بني عفراء أمهم، وعبد الله بن بحينة أمه صحابي، وروايته في الصحيحين، وغيرهم كثير، ابن أم مكتوم، وهو حامل أمامة بنت زينت، نسبة إلى أمها، هذا موجود، والنسبة إلى الأم أخف من النسبة إلى غيرها، وكذلك النسبة إلى الجد؛ لأنه أب كما جاءت به النصوص، يعني ما في كذب، وهو ابن هذه المرأة، لكن الأصل أن ينتسب الإنسان إلى أبيه، وجد مخالفات كثيرة في هذا في الرواة وغيرهم، من ينتسب إلى أمه، من ينتسب إلى جده، من ينتسب إلى أدنى مهنة يزاولها، وينتسب إلى شخص لأدنى مناسبة.
وجدة نحو ابن مُنية. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعلى بن منية، وهو صحابي جليل، ومنية جدته أم أبيه، وقال بعضهم: إنها هي أمه، فيكون من النوع الأول، ولكن الأكثر على أنها جدته.
طالب:. . . . . . . . .
منية ضبطوها بالتخفيف.
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
هي مضبوطة بالضبطين، لكن بالنسبة للنظم لا بد أن تضبط بهذا، والجواز معلوم.(54/10)
وجدة نحو ابن منية وجد ... . . . . . . . . .
يعني نسب إلى جدته كما نسب إلى جده "كابن جريج" ابن جريج ينسب إلى جده عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، منسوب إلى جده، فأكثر ما يقال: ابن جريج، عبد الملك بن جريج، وجماعات فيهم كثرة الذين ينسبون إلى الجد، أحمد بن حنبل، إمام المذهب المعروف، أحمد بن محمد بن حنبل، لكن يختصرون لا سيما إذا اشتهر بما نسب إليه، لذلك تقول: أحمد بن حنبل أو تقول: أحمد بن محمد؟ أيهما أشهر؟ أحمد بن حنبل، ما ينازع في هذا أحد.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وقد
ينسب كالمقداد بالتبني ... . . . . . . . . .
المقداد بن الأسود تبناه الأسود بن عبد يزيد، تبناه فنسب إليه، وكان التبني جائزاً في الجاهلية وصدر الإسلام، وكان يقال لزيد بن حارثة: زيد بن محمد بالتبني.
ينسب كالمقداد بالتبني ... فليس للأسود أصلاً بابنِ
ليس ابناً له، بل هو مولى، وكان تحته ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي -عليه الصلاة والسلام-، الزبير بن عبد المطلب هو عم النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأي نسب أشرف من هذا، ومع ذلك حديثها في الحج والاستثناء يوم قالت: إني أريد الحاجة وأجدني شاكية، قال: ((حجي واشترطي، فإن لك على ربك ما استثنيت)) الإمام البخاري ما وضعه في كتاب الحج، ولا في كتاب الإحصار، ولا .. ، حتى جزم جمع من الكبار أن البخاري لم يخرج الحديث، لكنه خرجه في كتاب النكاح باب الأكفاء في الدين، من أجل أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب تحت هذا المولى، وليس ولداً للأسود؛ لأن الأسود بن عبد يزيد هذا ليس بمولى، من أقحاح العرب، وليس بابناً له، وإنما تبناه فنسب إليه وإلا فهو مولى، نعم.
أحسن الله إليك.
المَنْسُوبُونَ إِلَى خِلاَفِ الظَّاهِرِ
وَنَسَبُوا لِعَارِضٍ كَالْبَدْرِيْ ... كَذَلِكَ التَّيْمِيْ سُلَيْمَانُ نَزَلْ
نَزَلَ بَدْراً عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو ... تَيْماً وَخَالِدٌ. . . . . . . . .
تيما، تيما، نزل تيما.
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
تنوين؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، قصر، نعم.(54/11)
وَنَسَبُوا لِعَارِضٍ كَالْبَدْرِيْ ... نَزَلَ بَدْراً عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو
كَذَلِكَ التَّيْمِيْ سُلَيْمَانُ نَزَلْ ... تَيْما وَخَالِدٌ بِحَذَّاءٍ جُعِلْ
جُلُوْسُهُ وَمِقْسَمٌ لَمَّا لَزِمْ ... مَجْلِسَ عَبْدِ اللهِ مَوْلاَهُ وُسِمْ
المنسوبون إلى خلاف الظاهر: يعني إذا سمعت عن أبي مسعود البدري هل يتردد أحد أنه منسوب إلى غزة بدر؟ يمكن أن يتردد أحد في كونه منسوباً إلى بدر؟ لا سيما وأنه صحابي، من السابقين، وممن حضر العقبة وقيل: بدري، الذي جرى عليه الناظم أن أبا مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري لم يشهد بدراً، وهذا قول أكثر أهل العلم، وإنما نزل بدراً فنسب إليها، قيل له: بدري؛ لأنه نزلها، نزل بدر، فنسب إليها، لكن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه ذكره فيمن شهد بدراً، وفي الصحيح خبر يدل على أنه شهدها، وأما الكثير بل الأكثر من أهل العلم قالوا: إنه نزلها ولم يشهد، ولا شك أن المثبت عند أهل العلم مقدم على النافي، لا سيما وأن ظاهر النسبة مقتضٍ لذلك، ظاهر النسبة على بدر هو المتبادر إلى الذهن، فلا يترك هذا الظاهر إلا بمعارضٍ قوي.
طالب:. . . . . . . . .
وين؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم لماذا لا يقال: ابن مسعود البدري؟ عبد الله بن مسعود البدري؟ ما قيل إلا أبو مسعود البدري؟ نعم؟ يعني ما قيل: أبو بكر البدري، ولا قيل: عمر البدري، ولا قيل من حضر بدر إلا هو؟ نعم؟ أبو بكر شهد بدر لماذا لم ينسب إليها؟
طالب: هم يقولون: شهد بدراً. . . . . . . . . ولا قيل إلا في نفر من ضمنهم أبو مسعود.
هاه؟
طالب: ما قيل بدري إلا في نفر. . . . . . . . .
لا، يمكن أن يقال: أن شهوده بدراً أعظم مناقبه، فيعرف بها؛ لأنها أعظم ما عنده من مناقب، وكون الإنسان ينتسب إلى شيء مع أن غيره يشاركه فيه، ولا ينسب إليه لا يضير، فكثير من الرواة والصحابة وغيرهم ينسبون إلى قبائلهم أو إلى أجدادهم مع أنهم معهم من يشاركهم في هذه القبائل، يعني لما يقال: أبو هريرة الدوسي، يعني ما في دوسي إلا أبو هريرة؟ أو يقال: عبد الله بن مسعود الهذلي، ما من هذيل إلا عبد الله بن مسعود؟ مع أنه يندر أن ينسب إلى دوس أو إلى هذيل.(54/12)
كذلك التيمي سليمان نزل ... تيما. . . . . . . . .
تيما معروف أنها بلد، وكانت في السابق في حدود الشام، أعني في التقسيم القديم للأقاليم تيما في حدود الشام، ولذلك لما أجلى عمر -رضي الله عنه- اليهود إلى تيما، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
على التقسيم القديم تبع الشام، كما أن ما كان جنوب الطائف يقال له: يمن.
كذلك التيمي سليمان نزل ... تيما وخالد بحذاء جعل
جلوسه. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني ليس منسوباً إلى بني التيم كأبي بكر مثلاً أبو بكر تيمي ابن تيم الله، وهذا منسوب إلى البلد تيما.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وخالد بحذاء جعل
جلوسه. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني الذي جعل هذه النسبة تعلقه وتلحقه جلوسه عند الحذائين، وما حذا قط، خالد الحذاء ما حذا قط، لكنه يجلس عندهم، وتزوج امرأة في حيهم، فصار لقربهم منه يجلس عندهم، فنسب إليهم.
جلوسه ومقسم لما لزم ... مجلس عبد الله مولاه وسم
مقسم مولى ابن عباس هو في الحقيقة ليس بمولى، لكنه لزمه للأخذ عنه فنسب إليه للملازمة، والنسبة تكون لأدنى مناسبة، الكافيجي نسبة إلى إيش؟ إلى كافية ابن الحاجب، نسب إليها؛ لأنه لزم تدريسها، ومقسم لما لزم ابن عباس نسب إليه "مجلس عبد الله مولاه وسم" يعني صار له وسم وعلامة؛ لأن الاسم من الوسم عند من؟ الكوفيين نعم، ومن السمو عند البصريين.
سم.
أحسن الله إليك.
المُبْهَمَاتُ
وَمُبْهَمُ الْرُّوَاةِ مَا لَمْ يُسَمّى ... . . . . . . . . .
يُسْمَى، يُسْمَى.
أحسن الله إليك.
وَمُبْهَمُ الْرُّوَاةِ مَا لَمْ يُسْمَى ... كَامْرَأَةٍ فِي الْحَيْضِ وَهْيَ أَسْمَا
وَمَنْ رَقَى سَيِّدَ ذَاكَ الحَيِّ ... رَاقٍ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ
وَمِنْهُ نَحْوُ ابْنِ فُلاَنٍ عَمِّهِ ... عَمَّتِهِ زَوْجَتِهِ ابْنِ أُمِّهِ(54/13)
المبهمات: جمع المبهم وهو الذي لم يسم أصلاً، فيختلف عن المهمل الذي ذكر اسمه فقط، وذكر ما لا يتميز به، المبهم عن رجل عن فلان، يعني ما سمي، ويرد هذا في السند كما يرد في المتن، عن رجل، وأن رجلاً سأل النبي -عليه الصلاة والسلام-، جاء رجل، جاء أعرابي، هذه مبهمات، والأهم فيها ما كان في الأسانيد، فتبيين المبهم وتعيينه يتوقف عليه التصحيح والتضعيف، ومن هنا جاءت أهميته.
بمناسبة ذكر سليمان التيمي وأنه نسب إلى تيما، في تسمية هذه العائلة والأسرة المباركة آل تيمية، هل نزلوها؟ هل هو نسبة لجدتهم التي سميت؟ أو أنهم مروا بتيما ورأوا جارية صغيرة فحفظ صورتها بعضهم، فلما رجع وجدوا الأم قد ولدت جارية تشبهها فقال: هذه تيمية؟ وإن لم يكن اسمها تيمية.
على كل حال كلام أهل العلم في هذا معروف، والنسبة لهذه المناسبة، وقد يقال كما قال بعضهم: إن جدتهم اسمها تيمية، فهي نسبة إلى غير الظاهر.
المبهمات، قلنا: إن المبهم الذي لم يسمّ عن رجل في السند، أو أن رجلاً، أو أن أعرابياً سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- في المتن، وتعيين المبهم وكذلك المهمل في السند أهم مما في المتن؛ لأنه إذا كان في السند ترتب عليه معرفة صحة الحديث أو ضعفه، إحنا ما ندري حتى يسمى، ولو عدله من روى عنه، حدثني رجل ثقة، وقال: هو ثقة عندي لا يكفي، على ما تقدم.
ومبهم التعديل ليس يكتفي ... به الخطيب والفقيه الصيرفي(54/14)
لماذا لا يكتفى به؟ لماذا ننقل كلام الصيرفي والخطيب في مثل هذه المسائل، وهي من مهمات علوم الحديث؛ لأن العلة ظاهرة؛ لأنه قد يكون ثقة عنده ولا يكون ثقة عند غيره، بعضهم يستثني إذا قال: حدثني الثقة إذا كان إماماً متبوعاً فعلى من يقلده أن يقبل قوله، إذا قال مالك: حدثني الثقة لزم المالكية كلهم قبول هذا التعديل، وكذلك لو قاله الشافعي أو أحمد؛ لأنهم يقلدونه في الخلاصة التي هي الحكم، فكيف بالوسائل التي بها يثبت الحكم؟ هذا الموضوع -موضوع المبهمات- فيه مؤلفات كثيرة، ألف فيه الخطيب كتاباً حافلاً، وابن بشكوال والنووي وجمع الولي أبو زرعة ابن الحافظ العراقي الكتب التي تقدمت في كتب سماه: (المستفاد من مبهمات المتن والإسناد) طبع قديماً في الرياض بتحقيق الشيخ: حماد الأنصاري، ثم طبع محققاً في ثلاثة مجلدات، فهو كتاب مهم جداً، يقابله المبهمات في القرآن، وللسهيلي كتاب في تعيين هذه المبهمات التي جاءت في القرآن.
المبهم في السند عرفنا أثره على الحكم على الحديث، وأما في المتن فله أثر، لكن ليس مثل الأثر المرتب على الإبهام في السند، له أثر إذا عرفنا هذا المبهم، وعرفنا أنه متقدم الإسلام أو متأخر تعاملنا مع ما يعارضه من النصوص على ضوء هذا.
قلنا: إذا كان متأخر الإسلام قلنا: هذا ناسخ، إذا ما بقي من وجوه الجمع إلا هذا، وإذا كان متقدم الإسلام قلنا: إنه منسوخ؛ لأن هذا الراوي متقدم، والثاني المعارض له متأخر، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
ما أعرف أنا الآن، لكن لو قال: يندرج في القول الذي قال: إنه يلزم من يقلده أن يقبل التوثيق المبهم، أما الشافعي ومالك موجود بكثرة.
قال -رحمه الله-:
ومبهم الرواة ما لم يسمى ... . . . . . . . . .
بالتخفيف، وهي لغة كما تقدم.
. . . . . . . . . ... كامرأة في الحيض وهي أسما(54/15)
جاءت امرأة فسألت النبي -عليه الصلاة والسلام-، أجابها النبي -عليه الصلاة والسلام- قال عند طهرها: ((خذي فرصة ممسكة)) قال: وهي أسماء، ويختلف العلماء في نسبتها، فمنهم من قال: أسماء بنت السكن، ومنهم من يقول: هي بنت شكل، وفي صحيح مسلم ما يدل على القول الأخير، وبعضهم يقول: أن السكن تصحف عن شكل أو العكس، حتى أن الدمياطي علق على نسخته من صحيح مسلم، وهي أسماء بنت شكل، قال: صوابه السكن، تصحفت الكلمة، لكن رد عليه أهل العلم ابن حجر وغيره كلهم ردوا عليه.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وهي أسما
ومن رقى سيد ذاك الحي ... راقٍ أبي سعيد الخدري
حي من الأعراب لدغ سيدهم فجاءوا إلى هذه السرية، وفيهم أبو سعيد وغيره، ثلاثون عدتهم، استضافوهم فلم يضيفوهم، فلدغ سيدهم فجاءوا: هل فيكم من راق؟ قالوا: لا نرقي إلا بجعل، اتفقوا على ثلاثين رأس من الغنم، لكن من الذي رقاه؟ جاء في رايات كثيرة أنه أبو سعيد الخدري راوي الحديث، وجاء ما يدل على أنه غيره؛ لأنه وصفه بأنه شاب من الأنصار، ما كنا نظنه يحسن الرقية، فقلنا له لما رجع: أتحسن الرقية؟ قال: ما زدت على أن رقيته بفاتحة الكتاب، ولا يمنع أن يكني عن نفسه أبو سعيد الخدري، ما يمنع أن يكني عن نفسه، ويتحدث عن نفسه على أسلوب التجريد، أن يجرد من نفسه شخصاً آخر يتحدث عنه، كما في الحديث الصحيح حديث سعد بن أبي وقاص: عن سعد بن أبي وقاص أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أعطى رهطاً وسعد جالس، قالوا: هذا فيه تجريد؛ لأن سعد بن أبي وقاص جرد من نفسه شخصاً آخر وتحدث عنه، ومثله هنا أبو سعيد جرد من نفسه شاب من الأنصار، وهو صغير السن، من صغار الصحابة، وكونه يقول: إنه لا يحسن الرقية يمكن أول ما قام ما عنده إلا الفاتحة، وهو كان يظن أن الرقية تحتاج إلى شيء أكثر من هذا، ثم لما شفي قال: ما زدت على أن قرأت عليه فاتحة الكتاب.(54/16)
وبمناسبة الرقية يعني ينتشر بين الناس بين الرقاة منهم من يوصي بقراءة القرآن كله على المريض، ومنهم من يوصي بقراءة البقرة كاملة، مع أن النص جاء في الفاتحة، وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، والمعوذتين، النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يعوذ الحسن والحسين بهما، وهناك آيات لا علاقة لها بالمرض ولا المريض.(54/17)
ومن الطرائف أن شخصاً من طلاب العلم فيه نكتة ودعابة دُعي إلى رقية شخص عرف بالموبقات، قال لهم: يا الإخوان أنا ما أنا براقٍ هذا لما يعافيه الله يرجع لموبقاته ومنكراته، قالوا: احتسب أنت لعل الله يهديه على يديك، فرقاه بقوله -جل وعلا-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [(68) سورة الفرقان] يكررها مراراً، وجاب آيات السرقة، وآيات الخمر، وجاب هذه الموبقات التي يستعملها هذا الشخص، يعني هل هذه بالفعل تدخل في الرقية أو هي دعوة؟ هي دعوة هذه ليست رقية، حتى أن بعض العلماء يكرر على أن البقرة فيها آيات يعني ما فائدة المريض من آية الدين مثلاً، أو قصة البقرة، أو غيرها من القصص التي ذكرت، ويقول: إن قراءة البقرة كاملة قد تحول بين الراقي وبين تدبر ما يقرأ، وهذا مرده إلى (من) {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [(82) سورة الإسراء] إذا قلنا: بيانية والقرآن كله شفاء ما يمنع أن تقرأ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [(1) سورة المسد] على مريض، وإذا قلنا: إنها تبعيضية فمن القرآن ما هو للرقية، ونفع في هذا الباب، ومنه ما هو للأحكام، ومنه ما هو للآداب، ومنه ما هو قصص، ومنه ما هو أخبار وهكذا، فالقرآن فيه هذه الأنواع، فالأحكام بعض القرآن، القصص بعض القرآن، الشفاء في بعض القرآن، يعني لو جاء مريض وقال: جزاك الله خير اقرأ عليّ، أو ارقني، ثم قرأت: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [(1) سورة الهمزة] و {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [(1) سورة المسد] وجمعت من السور هذه {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [(1) سورة الزلزلة] مع أنهم يقرءونها على المرأة إذا تعسرت ولادتها، تقرأ هذه السور، بعضهم يقول: ليست هذه هي الطريقة، ولم يعرف أن النبي -عليه الصلاة والسلام- مكث ساعة يقرأ على مريض، ما عرف أن النبي -عليه الصلاة والسلام- مكث ساعة أو حتى من تبعه بإحسان يمكث ساعة أو ساعات يرقي مريض، لكن قد يُستدرج الراقي يرى أن هذا المرقي بمزيد، يعني تدل القرائن على أنه لو زاد استفاد المرقي، لا سيما من فيه مس، مثل(54/18)
هذا يقال له: زد، ما دام دلت القرائن على أن الزيادة تنفع، يقال له: زد.
طالب:. . . . . . . . .
ما في شيء، ثبت عن عائشة -رضي الله عنها-.
طالب: قراءة البقرة.
تفر منها الشياطين، تقرأها في البيت، ما هو بعلى المريض، يستعمل في مورده.
طالب:. . . . . . . . .
على كل حال مثلما ذكرنا أن بعض الآيات لا علاقة لها بكثير من الأمراض، ومرد هذا أولاً وأخراً إلى (من) هل هي بيانية فيكون القرآن كله شفاء، حتى لو قرأت تبت، ويش المانع؟ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء} [(82) سورة الإسراء] ومن قال: إنها تبعيضية، وهذا أمر ظاهر يعني، أنه أبعاض القرآن، منه ما هو أحكام، ومنه ما هو عقائد، ومنه ما هو قصص، ومنه ما هو كذا، وليكن منه ما هو شفاء.
ومن رقى سيد ذاك الحي ... راقٍ أبي سعيد الخدري
لأن أبا سعيد أبهمه في الرواية، وقصته في الصحيحين، لكنه لم يسم، ومع ذلك جاء في الترمذي وغيره تكرار قراءة الفاتحة سبع مرات.
طالب:. . . . . . . . .
ويش هو؟
طالب:. . . . . . . . .
راقٍ، راقٍ، لكن ويش إعرابها؟
ومن رقى سيد ذاك الحي ... راقٍ أبي سعيد. . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
على كل حال هذه موجودة في أكثر النسخ، وفيها أبو في بعض النسخ، لكن وجهه الشُراح، ويش قالوا؟
طالب:. . . . . . . . .
كمل، كمل، شوف اللي في الشرح.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا ما نبي القصة، نبي ....
طالب:. . . . . . . . .
على؟ كامرأة، عطف يعني مع حذف حرف العطف، كامرأة وراقٍ بالجر، ويكون أبي سعيد بدل من راقٍ.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . الخدري
ومنه نحو ابن فلان عمه ... . . . . . . . . .(54/19)
يعني حدث فلان بن فلان عن عمه ولم يسمه، "عن عمه * عمته" كذلك عطف مع حذف حرف العطف، حدث فلان عن فلان عن عمته، "زوجته" نعم يحدث الرجل عن زوجته مما تعلمه ولا يعلمه، كما أنه يحدث عن من هو في سنه، ومن هو دونه كما تقدم في رواية الأكابر عن الأصاغر "ابن أمه" يعني كما قالت أم هانئ بنت أبي طالب: زعم ابن أمي، تعني أخاها علي بن أبي طالب، أنك قاتل من أجرته، أو أنه قاتل من أجرته، أم هانئ أجارت رجل من المشركين، فقال علي بن أبي طالب .. ، إما نسبه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أو من تلقاء نفسه، زعم أنه يقتله، كأن علياً -رضي الله عنه- رأى أن المرأة لا تجير؛ لأنها ليست من أهل الجهاد، وليست من أهل القتال، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ)) والشاهد: زعم ابن أمي، ((قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ)) فإجارة المرأة إما أن تكون صحيحة على سبيل الاستقلال، أو بإجارة الإمام لإجارتها، بإجارة الإمام، يعني بتبني الإمام كلامها، إذا تبناه الإمام صار هو الذي أجار، ولذلك ما ارتفع الخلاف في إجارة المرأة، هل تجير الكافر أو لا تجير؟ ما ارتفع الخلاف؛ لأن من يقول تجير قال: النبي -عليه الصلاة والسلام- نفذ إجارة أم هانئ، ومن قال: لا تجير، قال: لم ينفذه استقلالاً، وإنما نفذ بعد أن تبناه النبي -عليه الصلاة والسلام-، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(54/20)
شرح ألفية الحافظ العراقي (56)
تاريخ الرواة والوفيات
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اتفضل.
سم.
أحسن الله إليك.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:
تاريخ الرواة والوفيات
ووضعوا التاريخ لما كذبا ... ذووه حتى بان لما حُسبا
فاستكمل النبي والصديقُ ... كذا علي وكذا الفاروقُ
ثلاثة الأعوام والستينا ... وفي ربيع قد قضى يقينا
سنة إحدى عشرة وقبضا ... عام ثلاث عشرة التالي الرضى
ولثلاث بعد عشرين عمر ... وخمسة بعد ثلاثين غدر
عاد بعثمان كذاك بعلي ... في الأربعين ذو الشقاء الأزلي
وطلحة مع الزبير جُمعا ... سنة ست وثلاثين معا
وعام خمسة وخمسين قضى ... سعد وقبله سعيد فمضى
سنة إحدى بعد خمسين وفي ... عام اثنتين وثلاثين تفي
قضى ابن عوف، والأمين سبقه ... عام ثماني عشرة محققه
وعاش حسان كذا حكيمُ ... عشرين بعد مائة تقومُ
ستون في الإسلام ثم حضرت ... سنة أربع وخمسين خلت
وفوق حسان ثلاثة كذا ... عاشوا وما لغيرهم يعرف ذا
قلت: حويطب بن عبد العزى ... مع ابن يربوع سعيد يُعزى
هذان مع حمنن وابن نوفلِ ... كل إلى وصف حكيم فاجملِ
وفي الصحاب ستة قد عمروا ... كذاك في المعمرين ذكروا
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:(55/1)
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-: "تواريخ الرواة والوفيات" تواريخ جمع تاريخ على التخفيف، وقد تكون الهمزة محققة فيقال: تآريخ كما يقال: تأريخ؛ لأن مادة الكلمة أرخت الكتاب بالهمز وورخته، والمراد بالتاريخ الوقت، الوقت هذا في الأصل، والتاريخ معروف، كل أمة لها تاريخ تؤرخ به، وهذه الأمة سبب التاريخ، الحاجة ليست داعية في أول الأمر لقرب العهد، ووجود من يحفظ الأخبار بدقة، ثم بعد ذلك جاء شخص إلى عمر -رضي الله عنه-، وقال: إن معه صك فيه دين على فلان غايته شعبان، فقال له عمر: شعبان الماضي أو القادم؟ ما في ما يدل على ذلك، يعني ما في بيان للتاريخ، السنة غير مبينة، ما يوجد التاريخ إلى الآن، فأمر عمر -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- بوضع التاريخ، واعتماد التاريخ، ثم اتفق الصحابة على أن تكون السنة بالسنوات الشمسية لا القمرية، هذا موجود في بعض البلدان التي تزعم أنها تنتسب إلى الإسلام، تؤرخ بالسنة الهجرية الشمسية لا القمرية، فتجد في تواريخهم الآن نحن في كم؟ ألف وثلاثمائة يمكن وخمسة وتسعين أو شيء من هذا، وبعض البلدان خرجت عن إجماع الأمة، وهذا قريب، جعلوا بداية السنة من ربيع، مع أن الصحابة اتفقوا على أن بداية السنة شهر الله المحرم، على كل حال اعتمد هذا التاريخ، وجرت عليه الأمة إلى أن كثر اختلاط المسلمين بغيرهم، ثم صاروا يقرنون تاريخ المسلمين بتاريخ الكفار، فيكتبون تاريخين، تاريخ للمسلمين وتاريخ لغيرهم، استمر الأمر على ذلك مدة إلى أن رأوا الاستغناء عن تاريخهم واكتفوا بتاريخ أعدائهم؛ لأنهم ارتبطوا بهم واشتبكوا بهم، فالمعاملات المالية كلها مرتبطة بالأعداء، فاضطروا أن يلغوا التاريخ الإسلامي، ويعتمدوا التاريخ النصراني.(55/2)
هذا التاريخ فائدته عظمى، لا سيما في .. ، هو فائدته في العبادات وفي المعاملات هذا أمر ظاهر لا يمكن أن يستغنى عنه بحال، لكن فائدته في الرواة، وكشف كذب الكذابين لما أحدث الكذابون الكذب وضع لهم العلماء، اكتشفوهم بالتاريخ، فإذا ادعى أنه روى عن فلان، ادعى أنه روى عن فلان، يقال: كم؟ يختبروه بالسنين، إيش معنى السنين؟ متى ولد؟ ولد سنة مائة، فينظرن متى وفاة الذي ادعى أنه روى عنه، فيجدونه مثلاً سنة ثمانين، فيقولون له -كما حدث في قضايا-: أنت رويت عنه بعد ما مات بعشرين سنة، يوجد هذا عن بعض سذاج طلاب العلم الآن، يرى أو يسمع أن الشخصيات تهدي الكتب للأعلام مثلاً، أحمد شاكر يهدي لفلان، وفلان يهدي لفلان، يعني وتصير لها قيمة، ووجدنا من يصغر سنه عن وفاة أحمد شاكر كاتب هدية من الشيخ أحمد شاكر، ومن أطرف ما مر بي وجدت كتاباً عند أحد طلاب العلم وهو من أقراني مكتوب عليه هدية من المؤلف، من المؤلف؟ ابن القيم، هدية من المؤلف، كم؟ ابن القيم وين؟ سبعمائة وواحد وخمسين، فاستثبته قلت: كيف ابن القيم يهدي لك الكتاب؟ قال: شوف التوقيع من اللي كاتب؟ فإذا به واحد من العلماء لهم تآليف يقول: هذا صار بين كتبه التي ... ، هذه الأمور طرائف، لكن الإشكال في أن يدعي الشخص ما لا يدركه، يتشبع بما لم يعطَ، يزعم أن أحمد شاكر أهدى إليه، أو فلان من الكبار أهدى إليه، ومع ذلك سنه يصغر عن ذلك، قد يكون موجود لكن ليس له شأن على وقت الشيخ، يمكنه في المرحلة الابتدائية في وقت الشيخ ويكتب هدية من الشيخ أحمد شاكر، يسمع أن الشيخ أحمد شاكر يهدي، وإذا وجد اسم الشيخ على كتاب تضاعفت قيمته فيكتب مثل هذا، هو من هذا النوع، يكتشف بالتاريخ.
تواريخ الرواة على وجه الخصوص يُفاد منه في علم الحديث، ويُكشف فيه كذب الكذابين، وتزوير المزورين، الآن تزور مخطوطات، ويكتب فيها تاريخ قديم، أحياناً ينسى ما يدل على الكذب، يُفتضح الإنسان، وهذا وقع، تكتب المخطوطة على أنها في القرن السابع ثم يتبين أن الكتاب فيه نقل عن شخص في القرن التاسع، هذا غباء، يعني مع أنه كذب.(55/3)
فالتواريخ معرفة طالب العلم لها في غاية الأهمية، وتواريخ الرواة فيها كتب كثيرة جداً، فيها أصول وفيها ذيول، فيها مختصرات، وفيها مطولات، نعم.
طالب:. . . . . . . . .
ما احتجنا إليه مدة ألف ويمكن ثلاثمائة سنة ما احتاجت الأمة إليه، أمورهم منضبطة ولا عندهم أدنى إشكال، ليس عندهم أدنى إشكال، لكنهم الشركات حينما يعتمدونه يوفر لهم في السنة عشرة أيام، يوفر لهم في السنة من أجور العمال عشرة أيام، ثلث شهر، فهي مصلحة دنيوية، وأما بقية الناس الذين لا مصلحة لهم فهو مجرد: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم)).
"والوفيّات" مضبوطة عندكم بالتشديد، فهل تنطق بالتشديد أو الوفيَات؟ وعلى هذا ماذا يقال في كتاب ابن خلكان؟ وفيَات أو وفيِّات؟
طالب: الثنتين يا شيخ.
هاه؟
طالب: اللفظتين أو العبارتين.
شوف هو حصل فيها كلام كثير عند بعض الكتاب قبل ثلاثين سنة أو أربعين سنة، ولا اتفقوا على شيء، في شيء؟، ولا اتفقوا على شيء، وأذكر، أتوقع أو نسيت حسين عباس في مقدمته لطبعته وفيات الأعيان أو محيي الدين عبد الحميد، نسيت أيهم؟ فيراجع.
قال -رحمه الله-:
ووضعوا التاريخ لما كذبا ... ذووه. . . . . . . . .
يعني الكذابون لما كذبوا وضع الأئمة التاريخ، يعني ألفوا في تواريخ الرواة، وإلا فالتاريخ موجود من عهد عمر -رضي الله عنه وأرضاه-.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . حتى بان لما حسبا
حتى بان يعني الكذب لما حسب السنّان، سن الراوي وسن من روى عنه، بهذا تبين.
فاستكمل النبي والصديقُ ... . . . . . . . . .
النبي -عليه الصلاة والسلام-، والصديق أبو بكر.
. . . . . . . . . ... كذا علي وكذا الفاروقُ
يتفقون في السن عند الوفاة، وكلهم مات عن ثلاث وستين سنة على خلاف بين أهل العلم، لكن هذا هو الأشهر والأكثر.
فاستكمل النبي والصديقُ ... كذا علي وكذا الفاروقُ
ثلاثة الأعوام والستينا ... . . . . . . . . .(55/4)
النبي -عليه الصلاة والسلام- جاء في سنه في الصحيح وغيره أنه ثلاث وستين سنة، وجاء أيضاً عن أنس أنه ستون سنة، وجاء أيضاً بأسانيد صحيحة أنه خمس وستون سنة، فمن قال: ستين الجواب عنه أمره سهل؛ لأن جرت عادة العرب بحذف الكسر، الذي فوق العقود، ومن قال: خمسة وستين لعله حسب سنة الوفاة وسنة الولادة، ومن قال ثلاثة وستين حذفهما، المقصود أن الأكثر والمعتمد عند أهل العلم أن سنه -عليه الصلاة والسلام- ثلاث وستون سنة.
ثلاثة الأعوام والستينا ... وفي ربيع قد قضى يقينا
يعني كونه في ربيع ما في إشكال، متفق عليه، لكن الخلاف في اليوم، في تاريخ ذلك اليوم، هل هو الثاني عشر كما هو قول الأكثر؟ المؤخرون تتابعوا على كونه في الثاني عشر من ربيع الأول، يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وأكثر المؤرخين على هذا، وأهل السير أكثرهم على هذا.
السهيلي استشكل كونه مات في الثاني عشر مع أنه لا يمكن أن يوافق الاثنين الثاني عشر، على أي حال من الأحوال، لماذا؟ هل عندنا طرف خيط نصل به إلى الحقيقة؟ أو نستسلم ولا نقول إلا ما سمعنا؟ نعم يوم عرفة، يوم عرفة يوم جمعة، نعم يوم جمعة، فعلى هذا الأول من ذي الحجة متى يكون؟ الخميس، فإذا حسبنا الأشهر، ذي الحجة ومحرم وصفر كاملة فلن يتأتي أن يكون الاثنين الثاني عشر، وكذلك إذا حسبناها ناقصة، وكذلك إذا حسبنا بعضها على التمام وبعضها على النقص، لو كان أول شهر ذي الحجة الجمعة ممكن على تقدير تمام الأشهر، أن يكون الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، ولذا اضطر صاحب التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنجية، هذا مطبوع سنة 1311هـ، وفيه بدايات الأشهر من سنة واحد، من بداية التاريخ إلى سنة ألف وخمسمائة، في ألف وخمسمائة سنة، نعم؟ هذا يقول: اسمه اللواء المصري محمد مختار باشا، مأمور الخاصة الخديوية.(55/5)
ننظر ويش يقول؟ سنة عشر اللي هي سنة حجة الوداع، يقول: ذو الحجة الجمعة، إذا قلنا: بداية ذو الحجة الجمعة، اتفق لنا أن يكون الاثنين من ربيع الأول الثاني عشر، لكن هل يصح أن نقول: إن الجمعة هو أول ذو الحجة؟ متى تكون الوقفة؟ السبت، تكون الوقفة السبت، ما تكون الجمعة، وهذا محل اتفاق جاءت به النصوص المتظاهرة المتكاثرة الصحيحة أنها في يوم الجمعة، لكن بعضهم قال: لعله في هذه السنة اختلفت رؤية الهلال بين المدينة ومكة، فرؤي الهلال بالمدينة ليلة الجمعة، فكان الأول من ذي الحجة يوم الجمعة، ورؤي الهلال بمكة ليلة الخميس، فصارت الحجة على رؤية أهل مكة، والوفاة على رؤية أهل المدينة، يعني على القول باختلاف المطالع، أو يكون حال دون رؤية الهلال شيء بالمدينة أو شيء، لكن على كل حال الكلام هذا من أجل الدفاع عما جرى عليه الجمهور، وإلا بعض المحققين يحرر أنه في الثاني من شهر ربيع الأول، الثاني يوم الاثنين الثاني من شهر ربيع الأول، وكأنه يميل إلى أن عشر تصحفت عن شهر الأصل: الثاني شهر ربيع الأول، أو من شهر، فقال: الثاني عشر، على كل حال ما الذي يترتب على هذا؟ يعني أن الخلاف في الوفاة ورد نظيره في الميلاد، يعني كونه الثاني عشر من ربيع الأول كون النبي -عليه الصلاة والسلام- ولد في الاثنين ومات في الاثنين هذا ما فيه إشكال، حتى جاءت به نصوص مرفوعة، ((ذاك يوم ولدت فيه)) لكن كونه الثاني عشر محل خلاف، وبعض المحققين يحررون أنه في الثامن من ربيع الأول، ولادته -عليه الصلاة والسلام-، وما تتابعوا عليه من أنه الثاني عشر، وإقامة الموالد في هذا اليوم نفسه يعني إحياءً لهذه البدعة، يعني على اعتبار مثلاً كيف يتتابعون على مثل هذا الخطأ، إضافة على أنه لو ثبت وتقرر وأجمع على أنه في الثاني عشر هل يسوغ أن يقام فيه هذا العيد الذي يفعل ويتقرب به إلى الله -جل وعلا- من دون أصل شرعي؟
نعود إلى الوفاة وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، كونه في الثاني عشر أو في الثاني مثاره إشكال السهيلي، ولا شك أن الإشكال إذا طبق على الواقع يعني مشكل يعني، مع أنهم تتابعوا عليه يعني المؤرخين وأصحاب المغازي والسير تتابعوا على ذلك.(55/6)
طالب:. . . . . . . . .
ويش لون؟
طالب:. . . . . . . . .
توفي عنها النبي -عليه الصلاة والسلام- ثمانية عشر سنة، ومات سنة تسعة وخمسين بعده بقريب من نصف قرن، يعني يمكن سبعة وستين، عمره سبعة وستين تقريباً، هم يبونه أكبر، الكتاب الآن يبونه أكبر بكثير، يبونها أيام العقد عمرها أربعة عشر سنة؛ لأنه ما يدخل عقولهم أن بنت من ست سنين يعقد عليها أو يبنى بها بنت تسع سنين، هذا ظلم عندهم، وكونها تغدو وتروح من دون رقيب هذا ليس بظلم لها، والله المستعان.
ربيع أول، يقول: أوله الأربعاء من سنة إحدى عشرة، فيكون يقول: في الثاني عشرة منه توفي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة وعمره ثلاث وستون سنة، إلى آخر المعلومات؛ لأنه يجيب فوائد وطرائف في تقع في هذه السنين، باختصار، فإذا كان أول ربيع الأول الأربعاء فالثامن منه أربعاء، نعم، الثامن أربعاء والخامس عشر أربعاء، والرابع عشر ثلاثاء، والثالث عشر الاثنين، فهو أراد أن يوضب المسألة على اختياره، ويجريه على قول الجمهور، الكتاب هذا ماشي على طريقة الحساب، لا على الرؤية، على طريقة الفلكيين في الحساب، ولذلك لا يعتمد عليه؛ لأن الاعتماد في الشرع على الرؤية، لا سيما في العبادات، ومثلها المعاملات إذا أقتت بالتاريخ بالتحديد.
سنة إحدى عشرة وقبضا ... عام ثلاث عشرة التالي الرضى
يعني المرضي أبو بكر الصديق، التالي الذي يليه في الخلافة وفي الفضل بالنسبة لهذه الأمة فهو أفضل الأمة بعد نبيها، وإلا الذي يليه في الفضل مطلقاً إبراهيم -عليه السلام- كما هو معلوم.
ولثلاث بعد عشرين عمر ... . . . . . . . . .
سنة ثلاث وعشرين توفي الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب، عن ثلاث وستين سنة.
. . . . . . . . . ... وخمسة بعد ثلاثين غَدر
عادٍ بعثمان. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
من العدوان والظلم سنة خمس وثلاثين عما يزيد على ثمانين سنة، واختلفوا في مقدار الزيادة.
. . . . . . . . . كذاك بعلي ... . . . . . . . . .
غدر.
. . . . . . . . . كذاك بعلي ... في الأربعين. . . . . . . . .
يعني سنة أربعين.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . ذو الشقاء الأزلي(55/7)
عاد بعثمان كذاك بعلي ... في الأربعين ذو الشقاء الأزلي
في حديث رواه النسائي وأحمد وغيرهما: ((إن أشقى الناس قاتل الناقة، والذي يخضب هذه)) ويشير إلى علي إلى لحية علي، ((بدم هذا)) يعني بدم رأسه، وهو عبد الرحمن بن ملجم الخارجي، قاتل علي -رضي الله عنه وأرضاه-.
وطلحة مع الزبير جُمعا ... سنة ست وثلاثين معا
يعني في وقعة؟ الجمل، في وقعة الجمل، قضى فيها طلحة مع الزبير، لما انتهى من النبي -عليه الصلاة والسلام-، والخلفاء الأربعة، ذكر بقية العشرة المشهود لهم بالجنة.
وطلحة مع الزبير جُمعا ... سنة ست وثلاثين معا
من الذي قتل طلحة؟ نعم كتب التاريخ تقول: مروان بن الحكم، والزبير؟ وجاء فيه عمر بن جرموز، وجاء فيه: ((قاتل ابن صفية في النار)) نسأل الله السلامة والعافية.
وعام خمسة وخمسين قضى ... . . . . . . . . .
يعني مات، سعد بن أبي وقاص في منزله بالعقيق، وحمل إلى المدينة، ودفن بالبقيع.
. . . . . . . . . ... سعد وقبله سعيد فمضى
قبل سعد بن أبي وقاص الذي مات سنة خمس وخمسين قضى يعني مات قبله سعيد، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، "فمضى"
سنة إحدى بعد خمسين. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
سنة إحدى وخمسين.
. . . . . . . . . وفي ... عام اثنتين وثلاثين تفي
الآن لما قدم وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم الخلفاء الأربعة، يعني الترتيب ظاهر، لكن كونه بعد ذلك ذكر طلحة مع الزبير ثم بعد ذلك سعد وسعيد، ثم بعد ذلك عبد الرحمن بن عوف، ثم آخرهم أمين الأمة أبو عبيدة، هل هذا الترتيب تبعاً للأفضلية أو حسب تواريخ الوفيات، أو اقتضاه الشعر، أم ماذا؟
انتهينا من الرسول -عليه الصلاة والسلام- والخلفاء الأربعة.
وطلحة مع الزبير جُمعا ... سنة ست وثلاثين. . . . . . . . .
ثم قال: خمس وخمسين، واحد وخمسين، اثنتين وثلاثين، رجع إلى من قبلهما، ثم بعد ذلك ثمانية عشرة، فليس على ترتيب الوفيات، فهل هو على ترتيب الأفضلية؟ لا ما هو بعلى ترتيب الأفضلية.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا.، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
لا ولا عنده.
طالب:. . . . . . . . .
ويش فيه؟
طالب:. . . . . . . . .(55/8)
هذا الترتيب؟ عمر -رضي الله عنه- يقول: لو كان أبو عبيدة حي لوليته، يعني من دون شورى، لوليته، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أبو عبيدة أمين هذه الأمة، ويكون الأخير من العشرة، وهو الأول في الوفاة؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟ كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
ما يظهر لي أنه ما دام في أول الأمر يقرن اثنين يجمعهم جميع، طلحة مع الزبير جمعا، يعني يفرغ من اثنين دفعة واحدة هذا يستحق تقديم، ثم بعد ذلك ما قرب منه عام خمس وخمسين وواحد وخمسين أيضاً متقاربين، ثم اثنتين وثلاثين.
قضى ابن عوف والأمين سبقه ... . . . . . . . . .
المقصود أن هذا عاد ترتيب كيفما اتفق، لكنهم كلهم هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة.
طالب:. . . . . . . . .
إيه مختلف فيهم، لكن مع ذلك هل يقال مثلاً: إن هؤلاء أفضل من أبي عبيدة؟ على أي قول من الأقوال، يعني هل في قول من أقوال أهل السنة يجعل أبا عبيدة آخر واحد؟ مع الاطلاع على الخلاف ما وجدت من جعله آخرهم.
وعام خمسة وخمسين قضى ... سعد وقبله سعيد فمضى
سنة إحدى بعد خمسين وفي ... عام اثنتين وثلاثين تفي
قضى ابن عوف. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني والنظم أيضاً يحكم أحياناً؛ لأنه يحتاج إلى قبله وبعده، إذا احتاجها فيحتاج إلى الأقرب منه في الوفاة.
. . . . . . . . . وفي ... عام اثنتين وثلاثين تفي
قضى ابن عوف. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
عبد الرحمن بن عوف.
. . . . . . . . . والأمين سبقه ... . . . . . . . . .
أبو عبيدة عامر بن الجراح.
. . . . . . . . . ... عام ثماني عشرة محققه
وهذا العام يعرف .. ، وقع فيه طاعون عمواس في الشام وأبو عبيدة هناك فمات فيه -رضي الله عنه وأرضاه-.(55/9)
انتهى من العشرة بدأ بالمعمرين من الصحابة؛ لأنه لا يمكن استيعاب الصحابة كلهم في مختصر مثل هذا، بدأ بالمعمرين ممن مات عن مائة وعشرين، وبعضهم نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام، لكنه لم يذكر سلمان الفارسي الذي قيل في عمره ما قيل، إما ثلاثمائة وخمسين سنة، أو مائتين وخمسين سنة، أو أكثر أو أقل، ونقل عنه أنه عاش مائتي سنة في عهد عيسى -عليه السلام-، وستين سنة في الجاهلية، وستين سنة في الإسلام، نقل عنه، لكن هل يثبت أو لا يثبت؟ الظاهر عدم ثبوته.
الذهبي -رحمه الله- يشكك في كونه عاش هذه المدة، يقول: جاء وأسلم على يد النبي -عليه الصلاة والسلام- وأبلى بلاءً حسناً في الغزوات، وتزوج بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعمّر بعده، كيف يكون عمره مئات؟ قال: والذي يتحرر لي أنه لا يتجاوز الثمانين.
أهل التواريخ كلهم يتناقلون أشياء بعضهم عن بعض، ويسلم بعضهم لبعض، وهذه أمور مشكلتها أنها لا تدرك بالرأي، ومع ذلك يبعد أن يعيش هذه المدة ولا يتردد عليه الناس، ولا يشتهر أكثر من شهرته، يعني لو عاش بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- وطاف البلدان بعده -عليه الصلاة والسلام- وعمره ثلاثمائة سنة ولا يتناقل الناس أنه ... ، أنا رأيت سلمان، أنا شفت سلمان، وشفت سلمان، عمره ثلاثمائة سنة، هذا يعني غريب جداً، يعني أقل الأحوال أن يسافر الناس يشوفونه.
وحشي بن حرب سكن حمص في آخر عمره فصار الناس يزورنه، يشوفون ويش هو وحشي هذا اللي قتل حمزة وقتل مسيلمة؟ وكان يجلس في آخر عمره تحت حائط في الشمس والناس يترددون يشوفون ويش هو وحشي هذا؟ وما بلغ المائة، فكيف بمن عمره ثلاثمائة؟ المقصود أن ممن ذهب ليرى وحشي عبيد الله بن عدي بن الخيار، بعد أن شاب، جاءه متلثماً، وهذه في الصحيح القصة، فقال له: أنت ابن عدي بن الخيار؟ متلثم، ولا رآه البتة، عدي ما يذكر شيء، قال: أنت ابن عدي بن الخيار؟ قال: نعم، وما يدريك؟ قال: ناولتك أمَك على الراحلة وأنت في المهد، والقصة صحيحة، في الصحيح، عجائب، شيخ كبير في هذا السن ويحفظ .. ، يعني عرفه برجله، يذكر عدي أن رجله ما فيها شيء يعني واضح وإلا يميزه عن غيره.
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟(55/10)
طالب:. . . . . . . . .
إيه يمكن طارئة، ما هي ... ، المقصود حتى لو صارت أي علامة بعد هذه المدة الطويلة، والعمر أشهر أو أيام فرق من ستين أو سبعين سنة، يعني رآه بعد أن شاب، يعني لو يجي واحد الآن يسلم علينا قبل الصلاة ونشوفه بعد الصلاة يمكن إنا نسيناه، والله إن هذا الواقع يا إخوان، وأنا حدثتكم مراراً في العام الماضي حضرت مناسبة زواج، وجيء لي بشخص كفيف في الثمانين من العمر، ما عرفته، سلمت عليه من دون تعريف ولا شيء، قال لي اللي جاوبوه: عرفت هذا؟ قال: إيه ما هو بعبد الكريم، هذا لو يسمع إذاعة وإلا يسمع أشرطة وإلا شيء ما هو بغريب يعني الصوت يعرف، هذا ما يسمع شيء إطلاقاً، يعني من الإخوان اللي على أصلهم ما يسمعون شيء، فقال: متى شفته؟ قال: رأيته في المكان الفلاني في البلد الفلاني سنة أربعة وثمانين، وأنا بثالث ابتدائي، يعني من أكثر من خمسة وأربعين سنة، قلت أنا: الشخص لو بيطلع مع ها الباب ويدخل مع الباب الثاني نسيته.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا مواهب هذه، لكن ما الفائدة من هذه المواهب؟ إذا نفعت فيما يرضي الله فقط، وإلا وجودها مثل عدمها، قد تكون وبال على الشخص، يعني كونه يحفظ أشياء منها السار، ومنها الضار، ومنها المفرح، ومنها المحزن، يعني حتى أن أهل العلم قالوا: النسيان من نعم الله -جل وعلا- على الإنسان، وإلا إذا كان يتذكر كل شيء يمكن يموت غم مما يتذكره من المصائب والمآسي، فكون وحشي يعرف هذا ليس بغريب، يعني له نظائر موجودة الآن، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
رحلته طويلة، وانتقل من دين إلى دين، وجلس عند .. ، من راهب إلى راهب حتى يموت، لكن ما يمنع أنه يجلس عنده الراهب خمس سنين ثم يموت ليبحث عن أشهر واحد وأكبر واحد، يصير مقارب، ما يمنع يعني لا كلام الذهبي مرفوض، وكلام المتقدمين قد يكون فيه شيء من المبالغة، وقد يكون في عمره طول، يعني مائة وخمسين محتملة.
طالب:. . . . . . . . .
هو جلد، يجذ النخل، ويشتغل، لكن لا يستبعد أن يكون نشيط وهو كبير، الآن الظروف والأحوال تغيرت عما نعهده نحن.
قال:
قضى ابن عوف والأمين سبقه ... عام ثماني عشرة محققه
وعاش حسان كذا حكيمُ ... . . . . . . . . .(55/11)
حسان بن ثابت بن حرام، كذا حكيم بن حزام المولود في جوف الكعبة، ولا توجد هذه الخصيصة إلا له.
وعاش حسان كذا حكيمُ ... عشرين بعد مائة تقومُ
قالوا: وكذا أبوه ثابت وجده حرام، قالوا: وكان ابنه عبد الرحمن إذا ذكر أن أباه عاش مائة وعشرين وجده مائة وعشرين وجد أبيه مائة وعشرين استلقى على فراشه وتمطى وشعر بالفرح والسرور، لماذا؟ كأنه ضمن، ما دام المسألة تكررت ثلاث مرات ما هي بمرة ولا مرتين؛ لأنه ضمن أنه ما هو بميت قبل مائة وعشرين، ومات عن ثمان وأربعين سنة، ومن القصص المعاصرة شخص هنا في الرياض له قريب في الأحساء، بلغ الستين -هذا القريب- ولم يتزوج، ولا يصلي، نسأل الله السلامة والعافية، ذهب إليه بقصد النصح، وقال له: أنت بلغت ستين، ويش بعد الستين؟ أعذر الله لامرئ بلغه الستين، اختم حياتك بخير صل مع المسلمين، وتزوج لعل الله يرزقك ولد يذكرك ويدعو لك بعد وفاتك، قال: الله المستعان، أبي كم عمره يوم ما مات؟ قال: ما عليك من أبوك، قال: كم عمره يا أبو فلان؟ قال: مائة وخمسة عشر أعرفه قريب لهم، قال: وخالي؟ قال: مائة وعشر، وعمي؟ وما أدري، المهم كلهم فوق المائة، الله المستعان، يعني في قرارة نفسه أنه لن يقل عن المائة بحال، يقول: والله إني أتكلم معه في يوم جمعة، والجمعة التي تليها جاءنا نعيه، وهو لم يغير من حاله شيء، نسأل الله حسن الخاتمة، فالأعمار بيد الله، {إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [(49) سورة يونس] لا يقول: أنا المسألة مسألة وراثة ما وراثة قد يكون لها أثر في بعض الأمور، في بعض العوارض في مرض في لون في طول في قصر، قد يكون لها أثر، لكن في الأجل لا يمكن إطلاقاً، والذي بيعتبر يعتبر بعبد الرحمن بن حسان، أجداده ثلاثة على نسق مائة وعشرين، ويموت عن ثمان وأربعين سنة، ما كمل ولا النصف، الله المستعان.
حكيم بن حزام أيضاً عشرين بعد المائة.
ستون في الإسلام. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
وستون في الجاهلية، قبل أن يسلم عاش ستين سنة، وبعد أن أسلم عاش ستين سنة.
. . . . . . . . . ثم حضرت ... سنة أربع وخمسين خلت(55/12)
يعني ماتا سنة أربع وخمسين، كل من حسان وحكيم، وهذه التواريخ التي مرت كلها لا تخلو من خلاف، لكن الناظم مشى على المشهور.
وفوق حسان ثلاثة كذا ... عاشوا وما لغيرهم يعرف ذا
يعني مائة وعشرين سنة.
طالب:. . . . . . . . .
ذكرنا الطريفة عن ذلك الأعمى، يحسن أن نذكر طريفة تناسب بعض الإخوان في الدرس الذي تكون بعض أوضاعهم غير مناسبة للدرس، مما لا نجرؤ أن نكلم أحد أنك انتبه وإلا استيقظ وإلا .. ، شيخ أعمى هو شيخ لشيوخنا كلهم معروف ومشهور، وفي حلقته جمع من طلاب العلم منهم عدد من العميان، يقرءون المتن المحفوظ، لما وصل الدور إلى واحد أعمى سمى وأخذ أراد أن يشرع في القراءة قال: الذي بعده، الذي بعده، والذي بعده أعمى، قرأ، ثم لما انتقل إلى الذي بعده وبعده التفت إلى جاره، وقال: لماذا تركني الشيخ؟ قال: جلستك ما هي بجلسة طالب علم، يعني كيف يحس الأعمى بأن الجلسة ليست جلسة طالب علم، وزميله يعرف أن هذه ليست جلسة طالب علم وهو أعمى، وعندنا المبصرون، والشيخ أمامهم مبصر، واللي مستلق كذا واللي ما أدري ويش؟ واللي ينعس، لكن، نترك الأمر لاختيار الإخوان باعتبارهم أهل يعني لتحمل المسئولية وما جاءوا إلا لطلب العلم والحرص على العلم، والله المستعان.
يعني كيف حس الشيخ؟ لا شك عندهم هؤلاء العميان عندهم إحساس مرهف دقيق يدركون بعض التصرفات التي قد لا يدركها بعض المبصرين وهي من خواص ....
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب: الصوت.
والله ما أدري الصوت، أما المستلقي واضح صوته أنه ....
طالب: والمتكئ وواضع يده على الخد.(55/13)
إي نعم، واضح يعني إذا تغير تغير واضح، بس ما أظنه يعني بيصير جلسة ما هي مناسبة جداً، الشيخ مهيب، مهيب جداً، يعني أكيد أن التغير يسير يعني ما هو بكبير، وإلا تغير الصوت بتغير الحال واضح، واحد يكلم له أخت بالتليفون أخت كبيرة في السن، أطالت عليه، وده يعتذر وده ينتهي، قال: يا أختي عسى أن لا أكون أطلت عليك، يتمنى أن تقطع المكالمة، قالت: لا، ما عليك انسدحت؛ لأنه تغير صوتها، فما في شك أنه إذا تغير الوضع يتغير الصوت، لكن لن يتغير الوضع تغير مثل هذا الأمر في الحلقة، يعني يوجد عندنا ما شاء الله من يستلقي في .. ، أو يوليك ظهره ورجليه أمام القبلة، وقد ينام، وهو جاي معه كتاب ويسمع الدرس، وكل له من الأجر بقدر ما يحرص عليه من العلم، فرق بين طالب جاي ومهتم ومنتبه ومعه كتابه وتعليقه، يختلف عن شخص غير جاد؛ لأن أهل العلم يقولون: الذي لا يهتم بكتابه ويتركه في مكان الدرس يقولون: قل أن يفلح، أنا أشوف بعض الكتب تجلس شهرين ثلاثة إذا عطلنا يتركها في المسجد إلى أن نجي -إن شاء الله- من الإجازة، فعلى طالب العلم أن يهتم؛ لأن العلم ليس بالأمر السهل، يحتاج إلى شيء من الجد، يحتاج إلى حزم، العلم لا يأتي بسهولة.
قلت: حويطب بن عبد العزى ... . . . . . . . . .
حويطب بن عبد العزى أيضاً عاش على ما قيل: مائة وعشرين سنة.
. . . . . . . . . ... مع ابن يربوع سعيد يعزى
يعني سعيد بن يربوع.
هذا مع حمنن وابن نوفلِ ... كل إلى وصف حكيم فاجملِ
حمنن، فعلل، ابن عوف، أخ لعبد الرحمن بن عوف، عمّر كذلك، وصف بما وصف به حكيم من أنه عاش مائة وعشرين، وكذلك ابن نوفل واسمه؟
طالب: سعيد.
مخرمة بن نوفل، نعم.
. . . . . . . . . ... كل إلى وصف حكيم فاجمل
يعني أضفهم إلى من تقدم.
وفي الصحاب ستة قد عمروا ... كذاك في المعمرين ذكروا(55/14)
وفي هذا الباب مصنفات، اقتصرت على ذكر المعمرين، وبعض أخبار المعمرين منها كتاب مطبوع مشهور لأبي حاتم السجستاني في مجلد، ومنها ما لم يطبع الشيء الكثير، ولا شك أن المعمرين أخبارهم وطرائفهم وتجاربهم في الحياة تنبغي العناية بها، ومن كان من معارفه أو من أقاربه من المعمرين ممن يفيد منه سواءً كان في العلم أو في العمل والعبادة، أو في تجاربه في الحياة فليدركه؛ لئلا يفوته، وكم من شخص سوفنا في لقاءه ثم ندمنا عليه بعد فواته، والله أعلم.
وصلى الله محمد ....
في كتاب المعمرون لأبي حاتم السجستاني، وفي كتاب المعمرون والوصايا نسيت من مؤلفه، وفيه أظن المعمرون منسوب لابن عربي الحاتمي الصوفي المعروف، لكن في كتب كثيرة لم تطبع وهي جديرة بأن تكون فيها أخبار، وفيها أشياء تنفع في أمور الحياة؛ لأنها تجارب، الحياة تجارب.
طالب:. . . . . . . . .
والمفردة ويش فيها؟
طالب:. . . . . . . . .
لا ما يلزم، لا، لا، الكتاب المختص بفن معين أو بحث معين، ما يستوعب مع غيره، جرت العادة بهذا، اللهم إلا الكواكب الدراري هو اللي استوعب كتبه، لابن عروة ...(55/15)
شرح ألفية الحافظ العراقي (57)
تابع: باب تاريخ الرواة والوفيات - معرفة الثقات والضعفاء
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدرس الماضي أحضرنا كتاب اسمه: التوفيقات الإلهامية في التقويم الهجري من سنة واحد إلى ألف وخمسمائة، من أجل ضبط تاريخ الوفاة النبوية؛ لأن جمهور من كتب في المغازي والسير قالوا: إنه توفي -عليه الصلاة والسلام- يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وقلنا: إن السهيلي استشكل كونه يوم الاثنين والثاني عشر؛ لأنه لا يمكن أن يكون يوم الاثنين من ربيع الأول تاريخ اثنا عشر، لا يمكن، وذلك بناءً على أن الوقفة في حجته -عليه الصلاة والسلام- كانت يوم الجمعة، وعلى هذا فيكون الأول هو الخميس من ذي الحجة، وعلى تقدير تمام الأشهر الثلاثة لا يمكن أن يكون الاثنين هو الثاني عشر، وعلى تقدير نقصها لا يمكن أن يكون الاثنين هو الثاني عشر، وعلى تقدير نقص بعضها وتمام بعضها لا يمكن الاثنين أن يكون الثاني عشر.
صاحب التوفيقات أراد أن يُجري الشهور والتواريخ على أن يكون الاثنين هو الثاني عشر، فجعل الأول من ذي الحجة يوم الجمعة، وعلى هذا تكون الوقفة يوم السبت، وهذا خلاف الصحيح الثابت في حجته -عليه الصلاة والسلام-، بعضهم قال: يمكن أن تكون رؤية أهل المدينة غير رؤية أهل مكة، فيكون الأول هو يوم الجمعة بالمدينة والخميس هو الأول في مكة، كل هذه من أجل أن يمشي كلام الجمهور، وأنه توفي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول في يوم الاثنين، كما جاء في ذلك الأحاديث الصحيحة، لكن الثاني عشر ما في ما يدل عليه إلا أنه قول الجمهور.
صاحب الكتاب جعل ربيع الأول يدخل في يوم الأربعاء، طيب، إذا دخل ربيع الأول يوم الأربعاء متى يكون الاثنين؟ عندك الخميس تسعة، الجمعة عشرة، السبت إحدى عشر، إيش؟
طالب:. . . . . . . . .
متى؟
طالب:. . . . . . . . .(56/1)
يوم الأحد اثنا عشر، يصير الاثنين ثلاثة عشر، حتى على مقتضى ما عدله ووظبه من أجل أن يمشي كلام الجمهور، قال هنا: ربيع الأول الأربعاء، وقال: في اثنا عشر منه توفي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وعمره إلى آخره، نعم الخميس الجمعة السبت الأحد هو الثاني عشر، يعني ما يمشي ولا على كلامه، لو جعل الخميس الأول من ذي الحجة، وكمل الأشهر الثلاثة كما هو الحاصل عنده لظهر الاثنين عشرة يصير عشرة ما يصير ... ، وعلى ما استشكله أهل العلم مشكل بلا شك، يعني حاول بعضهم أن يقول: إن هلال ذي الحجة الأول هو الخميس بالنسبة لرؤية أهل مكة، والجمعة لرؤية أهل مكة، والوفاة جاءت على رؤية أهل المدينة، هذا متصور لكن فيه بعد؛ لأنه الأسبوع الماضي الدرس الماضي قلنا: الأربعاء من أجل أن يكون الاثنين اثنا عشر فلما تأملته ما يكون اثنا عشر، يكون اثنا عشر الأحد، وعلى كل حال حسب الإنسان أن يقف عندما يوقفه الشرع على شيء، وأن الأمر المعتبر في دخول الأشهر وخرجوها هو الرؤية فقط، هذا الكتاب مبني على حساب، وإذا نظرت إليه مع التقاويم كلها وجدته مطابق؛ لأن كلها مردها واحد وهو الحساب، يعني ماشي على التقاويم إلى ألف وخمسمائة، من سنة واحد من الهجرة إلى سنة ألف وخمسمائة، يعني باقي فيه واحد وسبعين سنة، باقي في الكتاب ذلحين، وهو مطبوع له مائة وعشرين سنة تقريباً، فهم يكادون يتفقون على الحساب، وأن الهلال يولد في الشهر كذا كذا، وفي شهر كذا يوم كذا، لكن مع ذلك عبادتنا وديانتنا مأمورون بها في اقتفاء الرؤية وجوداً وعدماً، حتى لو قال أهل الفلك كلهم أن الهلال خلق أو لم يخلق لن نعبأ بقولهم؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته)) أحضرنا هذا الكتاب من باب الاستئناس؛ لأن هذا الكلام مضى عليه كم؟ مضى عليه ألف وأربعمائة وحدود عشرين سنة أو تسعة عشر سنة، لا بد أن نرجع فيه إلى شيء ولو من باب الاستئناس لا من باب العمل، وهذه المسألة لا يترتب عليها عمل، نحن نجزم بأن الوقفة يوم الجمعة، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- توفي يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، لكن اليوم مختلف فيه، الأكثر ممن يخالف الجمهور على أنه في اليوم الثاني(56/2)
من الشهر، لا الثاني عشر، ثاني شهر، ثاني شهر ربيع الأول، كأنه مكتوب هكذا، فتصحفت شهر إلى عشر، يعني أومأ إلى هذا بعضهم، نعم.
طالب: الجمهور.
وين؟ إي نعم تتابعوا على هذا، قالوا: الثاني عشر، بناءً أنه ولد -عليه الصلاة والسلام- في الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، فجعلوا هذا قرينة قوية لئن تكون وفاته في يوم ولادته، أما كونه ولد في يوم الاثنين، هذا يوم ولدت فيه وإلى آخره هذا ما فيه إشكال.
طالب: ما يصير الاثنين ثاني ربيع الأول.
هذا مرجح عند كثير منهم، أنت لا تقدر على هذا، قدر تمام بعض الأشهر ونقصها، ممكن.
سم.
أحسن الله إليك.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:
في باب تاريخ الرواة والوفيات
وقبض الثوري عام إحدى ... من بعد ستين وقرن عُدا
وبعد في تسع تلي سبعينا ... وفاة مالك وفي الخمسينا
ومائة أبو حنيفة قضى ... والشافعي بعد قرنين مضى
لأربع ثم قضى مأمونا ... أحمد في إحدى وأربعينا
ثم البخاري ليلة الفطر لدى ... ست وخمسين بخرتنك ردى
ومسلم سنة إحدى في رجب ... من بعد قرنين وستين ذهب
ثم لخمس بعد سبعين أبو ... داود ثم الترمذي يعقبُ
سنة تسع بعدها وذو نسا ... رابع قرن لثلاث رفسا
ثم لخمس وثمانين تفي ... الدارقطني ثمت الحاكم في
خامس قرن عام خمسة فني ... وبعده بأربع عبد الغني
ففي الثلاثين: أبو نعيمِ ... ولثمان بيهقي القومِ
من بعد خمسين وبعد خمسةِ ... خطيبهم والنمري في سنةِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فلما أنهى الناظم -رحمه الله تعالى- الوفيات، النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثم الخلفاء، ثم بقية العشرة، ثم الصحابة، ثم المعمرين منهم، ذكر الأئمة المتبوعين من أصحاب المذاهب التي لم يبقَ منها إلا الأربعة، وكانوا أكثر من ذلك، فالثوري متبوع إلى رأس الخمسمائة وبعدها، والأوزاعي كذلك، والطبري له مذهب، وله أتباع، وداود له مذهب، وله أتباع، لكن الذي بقي من هذه المذاهب هي الأربعة إلى يومنا هذا.(56/3)
بدأ بالثوري؛ لأنه إمام من أئمة المسلمين متبوع له أتباع إلى رأس الخمسمائة وهو أولهم.
وقبض الثوري عام إحدى ... . . . . . . . . .
لكن قبله أبو حنيفة سنة مائة وخمسين، لماذا بدأ به؟ بدأ بالثوري لعله مثل ما مضى في تقديم بعض العشرة على بعض، وبقية الستة وتقديم بعضهم على بعض، هكذا اتفق له النظم؛ لأن الثوري مات سنة إحدى وستين، وأبو حنيفة سنة مائة وخمسين، وإمام ومتبوع وتبعه أكثر بكثير، ومذهبه باقٍ، بل لو قيل: إنه أكثر الأئمة تبعاً لما بعد، حتى صار يطلق عليه الإمام الأعظم، أبو حنيفة، وأما بالنسبة للثوري فقد انقرض مذهبه، وتلاشى أتباعه.
وقبض الثوري عام إحدى ... من بعد ستين وقرن عُدا
مائة وواحد وستين.
وبعد في تسع تلي سبعينا ... . . . . . . . . .
مائة وتسعة وسبعين
. . . . . . . . . ... وفاة مالك. . . . . . . . .
أحد الأئمة المتبوعين بالنسبة للفقه والرأي، وهو نجم السنن بالنسبة للرواية، وأما سفيان فهو أمير المؤمنين في الحديث على ما قيل، أمير المؤمنين في الحديث، وفقهه مذكور مشهور، يذكر في كتب الخلاف إلى يومنا هذا، بغض النظر عن كونه له أتباع وليس له أتباع، لكنه فقهه معتبر، وقوله معتبر عند أهل العلم في الخلاف والوفاق، بعده الإمام مالك سنة تسع وسبعين ومائة.
وبعد في تسع تلي سبعينا ... وفاة مالك. . . . . . . . .
يعني بعد المائة.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وفي الخمسينا
ومائة أبو حنيفة قضى ... . . . . . . . . .
أبو حنيفة النعمان بن ثابت، الإمام المشهور بكنيته، اسمه النعمان بن ثابت، أدرك بعض الصحابة فهو في عداد التابعين.
. . . . . . . . . قضى ... والشافعي بعد قرنين مضى(56/4)
الشافعي ثالث الأئمة بالنسبة للزمن، ولادته سنة وفاة أبي حنيفة، ولد سنة مائة وخمسين، ومات سنة أربع ومائتين عن أربع وخمسين سنة، ملأ الدنيا علم واتباع، وفضل وعمل، فهو إمام في الرواية، إمام في الدراية، فقيه كبير، إمام في العربية، حجة فيها، ومع ذلك عاش نصف قرن وزيادة يسيرة، أربعة وخمسين سنة، يعني تعديناه في سنه، ثم ماذا؟ ماذا حصل منا؟ والله المستعان، وذلك الرجل الذي ملأ الدنيا علماً؛ لأنه ليست العبرة بالأيام والليالي، العبرة بما يودع في هذه الأيام والليالي، عمر بن عبد العزيز أربعين سنة يوم يموت، الإمام الشافعي اللي تشوف أربعة وخمسين سنة، ويوجد من يعيش مائة سنة، ويمر على هذه الدنيا ويعبرها ولا يخلف له أي ذكر، وجوده مثل عدمه، كثير من الناس عدمه أفضل من وجوده حتى لنفسه، فهذا الإمام الشافعي أربعة وخمسين سنة فقط، عاش وعلمه ما زال إلى الآن يقرر، ويفيد منه المسلمون، وكتبه ما تزال شامخة بين الكتب، من أمتن المؤلفات كتب الشافعي -رحمه الله-، يعني كتابه الرسالة كتاب عظيم، يعني قل أن يوجد له نظير في بابه، الأم أيضاً في صياغتها وأسلوبها وقوة الحجة فيها قل أن يوجد لها نظير، والله المستعان.
طالب:. . . . . . . . .
نعم قيل هذا، وبعضهم قال: في اليوم الذي مات فيه أنس بن مالك ولد مالك بن أنس، لكن عاد إثبات اليوم والدقة فيه هذا يحتاج إلى ضبط دقيق؛ لأن أنس بن مالك مات سنة ثلاثة وتسعين، ومالك بن أنس ولد سنة ثلاثة وتسعين.
. . . . . . . . . ... والشافعي بعد قرنين مضى
لأربع. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
مائتين وأربعة هذه مات فيها أيضاً أبو داود الطيالسي، وولد فيها الأمام مسلم على قول، وإن كان بعضهم يرجح أنه مائتين وستة.
. . . . . . . . . ثم قضى مأمونا ... أحمد في إحدى وأربعينا
سنة إحدى وأربعين يعني ومائتين توفي الإمام المبجل أحمد بن حنبل، رابع الأئمة.(56/5)
"ثم البخاري" انتهى من الأئمة الأربعة المتبوعين والثوري فقهاء، على أن بعض أهل العلم إذا أراد أن يصنف أهل العلم على حسب التخصصات الشرعية جعل مثل سفيان من المحدثين لا من الفقهاء، وهكذا صنع ابن عبد البر في الإمام أحمد جعله من أهل الحديث وليس من أهل الفقه، يعني صنف للأئمة الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء، ما أدخل معهم أحمد، وكثير من أتباع المذاهب الأخرى كأنهم ينحون هذا المنحى، وإذا نقلوا عن أحمد -رحمه الله- في الشروح وفي التفاسير وفي غيرها تجدهم يذكرون روايات هي موافقة لأقوال أهل الظاهر، الإمام أحمد يُذكر عنه في المسائل روايات فينتقون من هذه الروايات ما يرون أنه هو اللائق بمذهبه، وأن عمله العمل بظاهر النص والاهتمام بالأثر دون التعمق في فهمه، ولذلك لا ينبغي أن يعول عليها، لا على كتب التفسير، ولا على كتب شروح الحديث في أخذ المذاهب إلا في مذاهب أصحابها، يعني مثلاً تعتمد على الباجي في نقل مالك، إن نقل عن مالك -رحمه الله-، تعتمد على العيني في النقل عن أبي حنيفة؛ لأنهم أئمة يعرفون مذاهبهم، تعتمد على قول الحافظ ابن رجب في نقله عن أحمد، وهكذا يعني كل مذهب تعتمد عليه في نقل مذهب إمامه، وإن لم يكن الكتاب متخصصاً وإلا فالأصل أن يرجع في هذه المسائل إلى كتب الفقه من المؤلفة على مذاهب أولئك الأئمة.
طالب: يعني ما نستطيع في السند يا شيخ.
لا، ما نعتمد عليه، وجدت المخالفات الكثيرة في التفاسير وشروح الحديث؛ لأن الأئمة لهم روايات، من الذي يرجح أن المذهب عند هؤلاء في هذه المسألة؟ ما في إلا أصحابه، من باب التأمل يعني يكاد يكون مطرد يعني ما ينقلون عن الإمام أحمد إلا ما يوافق ظاهر اللفظ، ولذلك يقفون دائماً مع داود ومع ابن حزم؛ لأنه مصنف عندهم مختمر في أذهانهم أنه صاحب أثر، وبعضهم قد يشح عليه بكلمة فقيه، مثل ما ذكرنا عن ابن عبد البر لما صنف في مناقب الفقهاء ما أدخل معهم أحمد، اقتصر على الثلاثة.
طالب:. . . . . . . . .
الشافعي يعتمد عليه، أما في غيره لا.
طالب: مش زي ابن كثير.
كلهم، كل مذهب يؤخذ من أهله، نعم.
ثم البخاري ليلة الفطر لدى ... ست وخمسين بخرتنك ردى(56/6)
خرتَنك أو خرتِنك على خلاف في ضبطه "ردى" يعني هلك، مات، وإن كان العرف يجعل هلك تقال لغير مرضي السيرة، يقال: هلك فلان، هلك يعني في كتب التراجم إنما تقال عرفاً لغير مرضي السيرة، وإلا فجاء في القرآن حتى إذا هلك في حق يوسف -عليه السلام-، يعني ما فيها إشكال من حيث اللغة، وفي الفرائض في كل مسألة من مسائله يقال: هلك هالك، وإن كان من أتقى الناس، وخير الناس.
على كل حال ردى يعني هلك ومات كما يقال: أرداه، يعني أماته قتله، أرداه يعني قتيلاً، وإن كان لو بحث الناظم عن غير هذه الكلمة لكان أولى، يعني بعضهم البرهان الحلبي نظم بعض الأبيات يريدها بديل عن أبيات الألفية، وبعضها فيه زيادة شروط وقيود، قال:
ثم البخاري يوم عيد الفطرِ ... سنة خمسين وست فادرِ
من أجل أن يتخلص من ردى، لكنه تجوز في يوم عيد الفطر، وإنما هو في ليلة عيد الفطر.
"ومسلم" ...
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
ويش هو؟
طالب:. . . . . . . . .
البيت للبرهان الحلبي يقول:
ثم البخاري يوم عيد الفطرِ ... سنة خمسين وست فادرِ
هو تخلص من ردى لكنه تجوز في يوم عيد الفطر، وإن كان اليوم قد يطلق ويراد به ما يشمل الليلة، فيكون الليل والنهار يُشكّل يوم.
ومسلمٌ سنة إحدى في رجب ... من بعد قرنين وستين ذهب
سنة مائتين وواحد وستين، سنة إحدى وستين ومائتين، عن خمس وخمسين سنة، فتكون ولادته سنة ست ومائتين، وبعضهم يقول: أربع ومائتين، ولما يكمل الستين، وذكروا في سبب وفاته أنه سئل حديث فلم يعرفه، فأخذ يراجعه في كتبه وعنده تمر فيأكل من هذا التمر إلى أن طلع الفجر ثم مات، بعد أن وجد الحديث.
ثم لخمس بعد سبعين أبو ... داود ثم الترمذي يعقبُ(56/7)
أراد أن يذكر الخمسة، أهل الدواوين المشهورة، الأصول الخمسة: البخاري ومسلم، أبو داود، الترمذي، النسائي، هذه الأصول الخمسة، ولم يذكر السادس تبعاً لابن الصلاح؛ لأن السادس مختلف فيه، هل هو ابن ماجه لكثرة زوائده ومتانة تراجمه؟ وأول من أدخله في الستة، جعله سادس الكتب أبو الفضل بن طاهر، في شروط الأئمة، وفي الأطراف، وتبعه عليه المتأخرون، منهم من يقول: السادس الدارمي؛ لأنه أنظف من ابن ماجه، أسانيد ومتون، وأقدم من ابن ماجه، ومنهم من يقول: السادس الموطأ، كما فعل أبو رزين العبدري في تجريد الأصول، وابن الأثير أيضاً في جامع الأصول، جعلوا السادس الموطأ، ونظراً لهذا الخلاف ما ذكر السادس، يعني مالك ذكر مع الأئمة الفقهاء، والسادس لم يذكر على أن ابن ماجه توفي قبل أبي داود، وقبل الترمذي، وقبل النسائي، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال:
ثم لخمس بعد سبعين أبو ... داود. . . . . . . . .
خمس وسبعين ومائتين.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . ثم الترمذي يعقبُ
سنة تسع بعدها. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
تسعة وسبعين ومائتين.
. . . . . . . . . وذو نسا ... . . . . . . . . .
يعني النسائي.
. . . . . . . . . ... رابع قرن. . . . . . . . .
سنة ثلاثمائة.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . لثلاث رفسا
ثلاث وثلاثمائة، توفي سنة ثلاثمائة وثلاثة، يعني متأخر عنهم، رفسا؛ لأنه توفي رفساً؛ لأنه صنف في مناقب علي، في خصائص علي، فسئل عن مناقب معاوية، وأوردت عليه أحاديث في فضل معاوية، فقال: ألا يرضى معاوية أن يكون رأساً برأس، يعني مثل علي حتى تفضلونه عليه؟ وهو في بلاد الشام معروف أن ميلهم إلى معاوية، فرفسوه بأقدامهم حتى مات بالرملة سنة ثلاث وثلاثمائة، رحم الله الجميع.
ثم لخمس وثمانين تفي ... الدارقطني. . . . . . . . .(56/8)
سنة ثلاثمائة وخمسة وثمانين، الإمام أبو الحسن الدارقطني إمام في الحديث والعلل، قل أن يوجد له نظير وكتابه لا نظير له في أبواب العلل، يعني من أراد أن يعرف مقدار هذا الكتاب يسمع ما قاله الحافظ ابن كثير فيه في اختصار علوم الحديث، لكن ليس معنى هذا أن المتوسط من طلاب العلم إذا سمع مثل هذا الكلام ذهب واشترى الكتاب وأدام النظر فيه، هذا يجعله ينصرف عن العلم بالكلية، هذا له أهله، يعني مثل ما قلنا مراراً: ابن القيم يمدح كتب شيخ الإسلام، وأثنى على كتاب العقل والنقل الذي لا نظير له في الدنيا:
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ... ما في الوجود له نظير ثانِ
ثم يذهب طالب علم يقرأ في العقل والنقل ونعرف كبار شيوخنا يتركون المائة صفحة بالجملة ما يقرؤونها، يعجزون عنها، ثم إذا قرأ مائة صفحة أو كذا قال: هذا ويش هذا الكتاب ذا؟ ويش العلم كله اللي من وراء هذا الكتاب؟ ثم يترك العلم بالكلية، طالب العلم يتدرج، ما يسمع هذا الكلام العظيم في هذه الكتب ثم يجرؤ عليها، ويتقحمها، ويخوض غمراتها، لا، أنا قرأت في منهاج السنة، وفي موضع من المواضع ثلاثمائة صفحة دبستها، ما .. ، قرأتها، لكن مع ذلك طالب العلم لا يمكن أن يستفيد منها، أو يفهمها، في موضع واحد، في موضع هذا المجلد الأول، وفي المجلد السادس أيضاً مائتين وقريب منها، وما عدا ذلك يعني طالب العلم يفهم، فأقول: مثل هذه البحوث التي يسترسل فيها شيخ الإسلام بحوث فلسفية منطقية ما يمكن أن يفهمها طالب العلم التي ليست له عنده مبادئ هذا العلم، المنطق، فالدارقطني لما أشاد به الحافظ ابن كثير انكب الناس على علله، والنتيجة مثل ما يحصل في كتاب العقل والنقل لشيخ الإسلام، ما تدرك هذه الأمور للطالب المتوسط، ما تدرك إلا لإنسان عنده ملكة ومعاناة ودربة ورزقه الله نفس حديثي، يستطيع أن يحاكي به أمثال هؤلاء الأئمة.
خمسة وثمانين وثلاثمائة مات الدارقطني.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . ثمت الحاكم في(56/9)
يعني ترك أئمة، ترك إمام الأئمة ابن خزيمة، ترك ابن حبان، وهما أمثل من الحاكم بكثير، فاقتصر على ما ذكره ابن الصلاح، وإلا ليته ذكر أمثال هؤلاء الأئمة؛ لأن طالب العلم بحاجة إلى معرفة مواليدهم ووفياتهم وشيء من أخبارهم.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . ثمت الحاكم في
خامس قرنٍ. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني سنة أربعمائة.
. . . . . . . . . عام خمس. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
أربعمائة وخمسة.
. . . . . . . . . فني ... . . . . . . . . .
مات عام خمسة وأربعمائة.
. . . . . . . . . فني ... وبعده بأربع عبد الغني
يعني سنة تسع وأربعمائة عبد الغني بن سعيد، الإمام المصنف، المعروف.
ففي الثلاثين أبو نعيم ... . . . . . . . . .
الثلاثين بعد الأربعمائة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، صاحب تاريخ أصبهان، وحلية الأولياء، وغيرهما من الكتب.
. . . . . . . . . ... ولثمان بيهقي القوم
من بعد خمسين. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
ثمان وخمسين وأربعمائة توفي الإمام الحافظ الكبير البيهقي صاحب السنن، الشهير، سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
. . . . . . . . . وبعد خمسة ... . . . . . . . . .
يعني سنة ثلاث وستين، بعد ثمان وخمسين وخمسة، ثلاثة وستين وأربعمائة توفي الإمام الحافظ الخطيب البغدادي، وفي السنة نفسها أبو عمر بن عبد البر النمري في سنة، يعني في سنة واحدة، حافظ المشرق وحافظ المغرب كلاهما ماتا في سنة واحدة، سنة ثلاث وستين وأربعمائة، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني التحديد بشخص أو بسنة من السنين هذا كله ما يمكن؛ لأن التقدم والتأخر أمور نسبية بعضهم يجعل رأس الثلاثمائة كما في الميزان للحافظ الذهبي هو الحد الفاصل بين عصر الرواية وما دونه، رأس الثلاثمائة، وبعضهم جعل الفارق بين السلف والخلف رأس الستمائة، هذا مذكور في حاشية الصاوي وغيرها، لكن ليس بصحيح، كثير من المبتدعة وجدوا قبل الستمائة، بل جميع رؤوس أهل البدع قبل الستمائة، نعم.
سم.
معرفة الثقات والضعفاء
واعن بعلم الجرح والتعديلِ ... فإنه المرقاة للتفصيلِ(56/10)
بين الصحيح والسقيم واحذرِ ... من غرض فالجرح أي خطرِ
ومع ذا فالنصح حق ولقد ... أحسن يحيى في جوابه وسد
لأن يكونوا خصماء لي أحب ... من كون خصمي المصطفى إذ لم أذب
وربما رد كلام الجارحِ ... كالنسئي في أحمد بن صالحِ
فربما كان لجرح مخرجُ ... غطى عليه السخط حين يحرجُ
يقول -رحمه الله تعالى-:
"معرفة الثقات والضعفاء" تقدم في الثلث الأول من الكتاب ضوابط وقواعد للجرح والتعديل، ومراتب للجرح والتعديل، وهنا ما يتعلق بالجارحين والمعدلين، ولو ضم هذا المبحث إلى تلك المباحث لكان أولى.
"معرفة الثقات والضعفاء" يقول الحافظ ابن حجر: ومن المهم معرفة أحوال الرواة تعديلاً أو تجريحاً أو جهالة؛ لأن هنا توثيق وتضعيف، انتهت القسمة وإلا هناك قسيم؟ ومن المهم معرفة أحوال الرواة تعديلاً أو تجريحاً أو جهالة، فجعل الجهالة ليست من قبيل الجرح، وإنما هي من باب عدم معرفة حال الراوي، مع أنه أدرج مجهول العين، ومجهول الحال في ألفاظ الجرح، في التقريب، فجعلها من ألفاظ الجرح، وهذا هو الذي مشى عليه المتأخرون، وإن كانت طريقة المتقدمين يطلقون الجهالة ويريدون بها عدم المعرفة بحال الراوي، وكثيراً ما يقول أبو حاتم: مجهول، أي: لا أعرفه، وقد يطلقها في بعض الصحابة، وقد يطلقها في بعض من عُرف بالثقة والضبط والإتقان، مع قلة ما يروي.
قال: "معرفة الثقات والضعفاء"
واعن بعلم الجرح والتعديلِ ... . . . . . . . . .
وفيه الكتب الكثيرة جداً، منها ما هو خاص بالثقات، ومنها ما هو خاص بالضعفاء، ومنها ما هو خاص بنوع من أنواع الضعيف، ومنها ما هو عام للثقات والضعفاء، ومنها ما هو خاص بطبقة معينة، وجيل معين، ومنها ما هو خاص ببلد معين، ومنها ما هو خاص بكتاب معين، أو كتب معينة، ومنها ما هو شامل للبلدان وأنواع الرواة والكتب وغيرها، فالمصنفات في هذا الباب كثيرة، وذكرنا منها ما تيسر في آداب الطالب، قال:
واعن بعلم الجرح والتعديلِ ... فإنه المرقاة للتفصيلِ
يعني السّلم الذي يتوصل به إلى فصل الصحيح من الضعيف، ومعرفة المقبول من المردود.
. . . . . . . . . ... فإنه المرقاة للتفصيلِ
بين الصحيح والسقيم. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .(56/11)
يعني ما فيه إلهام، فيه قواعد، وفيه مراقي، وفيه مقدمات يتوصل بها إلى نتائج، أما من يصحح أو يضعف بالإلهام كما يزعمه بعض المتصوفة أو بالرؤى والمنامات، أو باليقظة في رؤية بعض الأموات على حد زعمه، يعني لقي فلاناً وهو في طريقه إلى الحج، أو في عرفة، أو في كذا، وقد مات من قرون، يزعم أنه لقيه في اليقظة، ومنهم من يزعم أنه لقي النبي -عليه الصلاة والسلام-، وللسيوطي: (إضاءة الحلك في إمكان رؤية النبي والملك) يعني في اليقظة، ودخل عليه الدخل من هذا الباب، دخل عليه خلل كبير يعني يسأل في اليقظة من يصحح له الأخبار هذا -نسأل الله العافية- حيد عن الصراط المستقيم، وضلال، وشطحة من الشطحات، وهذا النوع كثير في غلاة المتصوفة، ولهذا لا تعتمد أقوالهم في شيء من أبواب الدين؛ لأن وسائل التلقي عندهم مدخولة، رجل مات من أربعمائة سنة خمسمائة سنة كيف تجرؤ أن تقول: لقيته في اليقظة، ما في إلا عن طريق أهل العلم الموثوقين، الذين دونت أقوالهم فتعتمد هذه الأقوال في الرواة، على أن هؤلاء الثقات من أهل العلم أهل الورع والتقوى مصنفون عند أهل العلم فمنهم المتشدد الذي إذا وثق يُعض على توثيقه بالنواجذ، وإذا ضعف يُنظر هل يوافقه أحد؟ يعارضه أحد؟ يتفرد؟ المقصود أنه محل نظر، ومنهم المتوسط المعتدل الذي يقبل قوله في الطرفين في الجرح والتعديل، ومنهم المتساهل، فمثل هذا لا بد أن يعضد قوله بقول غيره.
طالب:. . . . . . . . .
إيش فيه؟
طالب:. . . . . . . . .
لا بد أن يوجد له سبب؛ لأنه ما عاصرهم، كيف يوثقهم ويضعفهم؟
طالب:. . . . . . . . .
على كل حال لا يمكن أن يعدل متأخر إلا عن طريق غيره، قد يستروح ويميل إلى توثيقه أو إلى ضبطه؛ لأنه لم يجد عنده مخالفة ولا كذا، لكن ما يكفي هذا في التعديل.
طالب:. . . . . . . . .(56/12)
هذا ما يكفي، هذه جهالة هذه، هذه جهالة، أحمد شاكر كثيراً ما يقول: ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو ثقة، وأحياناً يقول: فهذه أمارة توثيقه، هذا الكلام ليس بصحيح؛ لأن ابن أبي حاتم يقول: وفي الكتاب رجال لم أقف لهم على جرح ولا تعديل وبيضت لهم، يعني وثقهم هو؟ ما وثقهم، نقول: لا هم ثقات؛ لأنه لم يذكر فيهم شيء؟
طالب:. . . . . . . . .
من شيوخه هو؟ وخرج له؟ هو من شيوخه وإلا ممن تقادم العهد بهم ما يعرفه؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا، ما يكفي.
طالب:. . . . . . . . .
ما يكفي، ما يكفي.
واعن بعلم الجرح والتعديلِ ... فإنه المرقاة للتفصيلِ
بين الصحيح والسقيم واحذرِ ... من غرض. . . . . . . . .
يعني لأمر في نفسك أن توثق فلان؛ لأن علاقتك به طيبة، أو تجرح فلان؛ لأن علاقتك به ليست بطيبة، أو أساء إليك في يوم ما، وذاك أحسن إليك؛ لأن النفوس معروفة جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.
. . . . . . . . . واحذرِ ... من غرض. . . . . . . . .
يعني غرض نفسي، يعني ولذلك على المسلم أن يتجرد في أحكامه، ويكون حكمه على أبغض الناس إليه كحكمه على أحب الناس إليه، {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [(8) سورة المائدة]، فلا بد من العدل والإنصاف.
. . . . . . . . . واحذرِ ... من غرض فالجرح أي خطرِ(56/13)
خطير؛ لأن الأصل في الباب المنع، يعني الكلام في الناس بما يكرهونه هذه هي الغيبة، لكن هذا الباب، إنما خرج به عن هذا الأصل لأنه من باب النصيحة لله ولرسوله، لا يمكن أن نعرف الصحيح من الضعيف إلا بالجرح والتعديل، وإذا كان هذا هو المحقق المحرر خلافاً لمن يقول: إنه غيبة، وكيف يكون خصماؤك هؤلاء الأخيار؟ الجواب السديد على ما سيأتي أنهم يكونون خصماء ولا يكون الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو الخصم، فعلى الإنسان أن يتجرد، وأعراض المسلمين كما يقول ابن دقيق العيد -رحمه الله-: "حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها، قال: المحدثون والحكام" فعلى الإنسان أن لا يتكلم إلا بقدر الحاجة، حتى أنهم قالوا: إذا كان المقصود يحصل بواحد لا يجوز أن يضاف له ثاني، وإن كان موجوداً في الشخص، لكن قد يرد على هذا أن هذا الواحد الذي اقتصر عليه قد يكون عند بعض الناس غير مؤثر، حتى يضم إليه الثاني.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . فالجرح أي خطرِ
ومع ذا فالنصح حق ولقد ... أحسن يحيى. . . . . . . . .
ابن سعيد القطان.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . في جوابه وسد
يعني أجاب بالجواب السديد المسكت.
لأن يكونوا خصماء لي أحب ... . . . . . . . . .
ابن لهيعة عبد صالح وخير، والأفريقي وأمثالهم، وعبد الله بن عمر العمري خيار، لكن مع ذلك لا تقبل رواياتهم، طيب هؤلاء يكونون لك خصماء يوم القيامة، لكن يكونوا خصماء أسهل وأهون من أن يكون الخصم الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
لأن يكونوا خصماء لي أحب ... من كون خصمي المصطفى إذ لم أذب
نعم إذا لم تذب عن السنة وكُذب على المصطفى -عليه الصلاة والسلام- وأنت تستطيع كان هو الخصم لك، لماذا لم تذب؟ فإذا كان إنكار المنكر واجب، والأمر بالمعروف واجب، وفي أمور الناس العادية هذه واجبات في أمور الناس العادية، الذب عن عرض أخيك واجب إذا حضرت، فكيف بالذب عن سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام-.
وربما رد كلام الجارحِ ... كالنسئي في أحمد بن صالحِ(56/14)
أحمد بن صالح المصري من الأئمة المشهورين من الثقات الحفاظ المتقنين طعن فيه النسائي، ووهاه بمرة؛ لأمر في نفسه، كأن النسائي .. ، أحمد بن صالح منعه من الرواية، من الرواية عنه، فاستغل النسائي -رحمة الله عليه- كما يقول أهل العلم: الفرصة، أولاً: لأنه كتم العلم، وأحمد بن صالح فيه شيء مما يراه بعض الناس رؤية للنفس، يعني أنت ترى بعض الناس في تصرفاته، في حركاته، في لباسه، في مشيته تقول: هذا متكبر، وقد يكون واقعه بخلاف ذلك، لكن هذه تصرفات يمكن جبلية، يمكن اجتهاد منه أن هذا لا يخرم، أو شيء من هذا، فالنسائي رأى أحمد بن صالح من هذا النوع فاستغل ما في نفسه -رحمه الله- مع هذه التصرفات الظاهرة من أحمد بن صالح، وصرح بعضهم بأن أحمد بن صالح فيه شيء من الكبر، لكن حاشا وكلا أن يكون إمام من أئمة المسلمين من كبار المحدثين أن يكون فيه شيء من هذا.
على كل حال كلام النسائي مردود في أحمد بن صالح، حتى قال أهل العلم: إن النسائي آذى نفسه في كلامه في أحمد بن صالح، يعني أحمد بن صالح ما ضره كلام النسائي، لكن النسائي: آذى نفسه في الكلام بأحمد بن صالح.
فربما كان لجرح مخرجُ ... . . . . . . . . .
يعني أنت تجرح، عالم يجرح هذا الراوي بكذا، لكنه مخرج عند أهل العلم، لا سيما إذا كان هناك خلافات عقدية مثلاً، فجرح هذا؛ لأنه يختلف معه .. ، جرحه لأنه يختلف معه في الاعتقاد، قد يكون هذا اجتهاده، الذي أداه إليه اجتهاده، وهذا لا يؤثر في روايته، وينصر ما يراه الحق، ولا يكفي هذا في رد الرواية عند أهل العلم، فكتب أهل العلم طافحة بالرواية عن المبتدعة كما هو معروف، فقد يكون الجرح لمثل هذا الخلاف.
فربما كان لجرح مخرجُ ... غطى عليه السخط حين يحرجُ
يعني بعض الناس تحمله الغيرة إلى أن يرد رواية كل مبتدع، يعني مثل ما يفعل الإمام مالك، لكن هذا له تأويل ومخرج عند أهل العلم من أبواب أخرى، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(56/15)
شرح ألفية الحافظ العراقي (58)
معرفة من اختلط من الثقات - الموالي من العلماء والرواة أوطان الرواة وبلدانهم
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا يقول: لماذا لا يزول إشكال تحديد يوم وفاته -صلى الله عليه وسلم- بكون يوم الأربعاء أول أيام ذي الحجة في المدينة؟
يعني هو الخميس بمكة؟ يعني اختلاف المطالع يعني يُروى الهلال في المدينة قبل مكة؟ هاه؟ يعني وكون الأشهر الثلاثة كلها كاملة نادر جداً يعني متواصلة، نادر جداً يعني لا يكاد يقع.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا ما تصح خبر الرؤية.
سم.
أحسن الله إليك.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يا ذا الجلال والإكرام.
قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:
معرفة من اختلط من الثقات:
وفي الثقات من أخيراً اختلط ... فما روى فيه أو أبهم سقط
نحو عطاء وهو ابن السائبِ ... وكالجريري سعيد وأبي
إسحاق ثم ابن أبي عروبةِ ... ثم الرقاشي أبي قلابةِ
كذا حصين السلمي الكوفي ... وعارم محمد والثقفي
كذا ابن همام بصنعاء إذ عمي ... والرأي فيما زعموا والتوأمي
وابن عيينة مع المسعودي ... وآخراً حكوه في الحفيدِ
ابن خزيمة مع الغطريفي ... مع القطيعي أحمد المعروفِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-: "معرفة من اختلط من الثقات"
والأولى أن يكون هذا مع سابقه في أبواب الجرح والتعديل مما تقدم؛ لأن هذا مما تمس الحاجة إليه، أو إلى معرفته مع معرفة الضوابط والقواعد للجرح والتعديل عند أهل العلم، ومعرفة من تقبل روايته ومن ترد، هناك.
قال -رحمه الله-: "معرفة من اختلط من الثقات"(57/1)
الاختلاط: هو التغير، تغير الرأي، تغير العقل، تغير الحفظ، بأن يكون حافظاً ضابطاً في أول عمره وفي أثنائه ثم يطرأ عليه بسبب أو بغير سبب ما يجعل هذا الحفظ يذهب إما بالكلية أو يسوء بحيث لا يضبط غالب ما يحدث به، وسبق أن ذكر أهل العلم في العالم متى يكف عن التحديث، منهم من جعل الثمانين حد:
أن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمانِ
المحدث إذا وصل الثمانين يقف، ومنهم من يقول: قبل ذلك، ومنهم من يقول: بعد ذلك، وليس على ذلك بالتحديد أو بتحديد سن معينة دليل يصح، بل الواقع يشهد أن على المحدث وعلى من يمكنه منعه أن يمتنع أو يمنع إذا بدأ في التغير، إذا بدأ في التغير يجب عليه أن يكف عن التحديث، يجب أن يُكَف إذا لم يَكُف عن التحديث؛ لأن الحديث والعلم دين، ما يترك لمن تغير رأيه ونسي ما حفظه أن يتكلم بما يضبط وما لا يضبط، والله المستعان.
بعض الناس لأدنى سبب يتغير، وبعضهم مع مرور الوقت ينتهي إلى سن معينة، ثم يبدأ بالضعف إما في جميع القوى بالتدريج، كالسمع والبصر والبدن والعقل والرأي تدريجياً، تبدأ تضعف هذه الأمور، ومنهم من يكون ضعفه فيه شيء دون شيء، لكن الذي يهمنا من ضعفه في عقله وحفظه وضبطه، فإذا بدأ في التغير يجب عليه أن يكف عن التحديث، ويجب أن يضبط هذا التاريخ ليعرف الحد الفاصل لهذا التغير فيقبل ما حُمل عنه قبله، ويرد ما حمل عنه بعده، ويتوقف فيما يشك فيه.(57/2)
بعضهم حصلت له ضربة في رأسه فنسي، بعضهم احتجم في رأسه فنسي، يعني ما في من أنواعها ما يورث النسيان؟ لا سيما إذا كانت بيد غير عارف ولا ماهر، نعم، يحصل هذا، ذُكر في بعض الرواة أنه احتجم في هامه فنسي حديثه، وبعضهم حصل له ضربة مع رأسه أنسته ما فيه من علم، وبعضهم اختلط حينما مات له ولد، أو سُرق له مال، وبعضهم اختلط بسبب نهقة حمار، الناس يتفاوتون، والواقع يشهد أنت إذا كنت تقرأ القرآن، سواءً كان من المصحف أو عن ظهر قلب، ثم حصل أدنى حركة حولك، بعض الناس ما شاء الله كأن شيئاً لم يكن، يضبط، وبعض الناس يرتج عليه ويضيع لا يدري في أي سورة أو جزء أو آية يقرأ؟ لمجرد أدنى حركة من الباب أو من داخل أو من .. ، هذا نوع من الاختلاط، لكن هذا لا يقتضي الرد باعتبار أنه ليس بثابت، يعني يعود إلى قراءته من جديد ويضبطها، لكن لو أثرت مثل هذه الحركات شيئاً لازماً ثابتاً لا شك أن أثرها على الرواية، منهم من عمي فاختلط شخص إذا عمي وهو صغير العمى هذا في الغالب أنه مما يقوي عنده الحافظة؛ لأن الأمور تجتمع في ذهنه ولا تتشتت؛ لأنه يتشتت بالبصر، لكن إذا كف بصره اجتمع عقله عليه، وعوضه الله -جل وعلا- عن هذه النعمة بقوة في الحافظة، واجتماع في العقل، وإذا حصل له الضرر والعمى على كبر، تجده تختلف عليه أحواله، ويضيع حتى في بيته، وهذا حاصل، إذا عمي عن كبر، تختلط عليه أموره.
بعضهم إذا فقد كتبه التي يعتمد عليها لا سيما إذا كان من الأصل ضبطه ضبط كتاب لا ضبط صدر فإن هذا يحصل له الاختلاط وسوء الحفظ، احترقت كتبه أو ضاعت كتبه هذا موجود في الرواة.(57/3)
الآن قد يقول قائل: أنا تحترق كتبي ولا أتأثر، وأنا ما أحفظ شيء، مكتبة كاملة تحترق وسهل، الأمر سهل يعني بمبلغ يسير أعوض هذه المكتبة، نقول: هذه ليست كتبك، هذه كتب الناس، هذه كتب الناس، يعني كتبك التي اعتنيت بها ترويها بأسانيدك، تردد مطالعتها، هذه كتبك الذي لو ضاع شيء منها ضعت، لكن هذه كتب الناس، تفسير الطبري يحترق تجيب بداله، فتح الباري يحترق تروح تجيب نسخة ثانية، يعني ما يتغير من الوضع شيء، يعني بعض الناس يسمع احتراق الكتب، يقول: وبعدين؟ كثير من الناس احترقت كتبه وعوضه الله خيراً منها، اشترى أكبر منها، هذا ليس هو المراد، يعني كتبك التي تعتمد عليها رويتها عن شيوخك، وشيوخك عن شيوخهم وهكذا، وضبطها وعارضتها بأصولها، ولك عناية واهتمام بها لا شك أنك إذا فقدتها يتغير وضعك.
طالب: بالنسبة اللي عليه حواشي وضاع ....
نفس الشيء الحواشي هذا صارت كتبه الحواشي ما هي بالكتب.
طالب:. . . . . . . . .
الحواشي له.
طالب:. . . . . . . . .
هو لو كانت له عناية بشيء إذا فقده ضاع، يعني افترض أن عندك فتح الباري طبعة موجودة في الأسواق تباع، لكن قرأت هذه النسخة وعلقت عليها، واستخرجت فوائداها ودررها، ودونت في طرتها ما تحتاج من رؤوس المسائل، هذه إذا ضاعت ضعت؛ لأن لك بها عناية شبيهة بالكتاب الذي ترويه عن شيوخك، وتقابله على أصولهم.
طالب:. . . . . . . . .
لا ما يؤثر، الشيء اليسير ما يؤثر، لا سيما من المكثر، اليسير من المكثر لا يؤثر، وهذا أمر طبيعي وجبلي، لكن إذا كثر استحق الرد.
معرفة من اختلط من الثقات، طيب معرفة من اختلط من الضعفاء؟
طالب: هذا من الأصل.
لماذا لا نعتني بهم؟
طالب:. . . . . . . . .
لأنهم مردودون من الأصل ما نحتاج إلى أن نتابع حياتهم متى اختلط؟ ومتى؟ هو مردود من الأصل، لكن من اختلط من الثقات الذين يقبل حديثهم نضبط حياتهم، وننظر في تغيرهم، ومتى اختلطوا؟ لئلا نروي عنهم أو نقبل عنهم ما روي عنهم في بعد الاختلاط.
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب: لو كان من الضعفاء واختلط؟
هو لو كان .. ، لا شك أن الضعفاء مراتب، يزدادوا ضعفاً بالاختلاط.
وفي الثقات من أخيراً اختلط ... . . . . . . . . .(57/4)
يندر أن يختلط الإنسان في أول عمره، واكتمال قواه، لكن غالباً ما يكون الاختلاط في آخر عمره.
. . . . . . . . . ... فما روى فيه. . . . . . . . .
يعني في حال الاختلاط، يعني اختلط على رأس المائتين نعرف هذا التاريخ بالتحديد في يوم كذا في مناسبة كذا، اختلط، فما روى فيه بحال الاختلاط من هذا التاريخ إلى وفاته سقط، ما روى قبل هذا التاريخ أو ما حمل عنه قبل هذا التاريخ وهو ثقة مقبول.
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
عندهم يسقط على طول، مباشرة.
طالب:. . . . . . . . .
الاختلاط المطبق هذا جنون، ما يمكن أن يقبل بإطلاق، لكن إذا كان يضبط ولا يضبط هذا محل الذي ينظر فيه هل يوافقه أو لا يوافقه؟ لكن إذا أطبق خلاص انتهى، ما يعرف أمه من أبيه، هذا يقبل منه شيء؟ وافق وإلا ما وافق ما ينفع هذا، وجوده مثل عدمه.
. . . . . . . . . ... فما روى فيه أو أبهم. . . . . . . . .
يعني ما ندري هل روى عنه هذا الراوي قبل الاختلاط أو بعده؟ مثل هذا تسقط روايته، واعتنى أهل العلم في التصنيف في هذا الباب وذكروا الرواة عن المختلطين، وميزوا من روى قبل الاختلاط، ومن روى بعده، ومن التبس أمره من أجل أن يطبق عليه ما ذكر، وبعد الاختلاط هذا مردود، قبله مقبول، وما شُك فيه يسقط كالأول.
نحو عطاء وهو ابن السائبِ ... . . . . . . . . .
عطاء بن السائب.
. . . . . . . . . ... وكالجريري سعيد وأبي
إسحاق. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
السبيعي الهمداني هؤلاء ومعهم ابن أبي عروبة كل هؤلاء سعيد اختلطوا.
. . . . . . . . . ... ثم الرقاشي أبي قلابةِ
كذا حصين السلمي. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
حصين بن عبد الرحمن الكوفي، ويشاركه أربعة بهذا الاسم، لكن ليس فيهم سلمي إلا هذا، ولذلك قال: السلمي، مما زاده على ابن الصلاح ليتميز به من بين من يشاركه في الاسم.
كذا حصين السلمي الكوفي ... وعارم محمد. . . . . . . . .
عارم محمد بن الفضل السدوسي شيخ الإمام البخاري، والثقفي عبد الوهاب بن عبد المجيد كل هؤلاء اختلطوا وهم ثقات، ومُيز من روى عنهم قبل الاختلاط وبعده.(57/5)
كذا ابن همام بصنعا إذ عمي ... . . . . . . . . .
عبد الرزاق بن همام الصنعاني صاحب المصنف عمي على رأس المائتين فاختلط، فمن روى عنه قبل ذلك فروايته عنه مقبولة، وممن روى عنه قبل ذلك الإمام أحمد وغيره، من روى عنه بعد ذلك روايته مردودة.
. . . . . . . . . إذا عمي ... والرأي فيما زعموا. . . . . . . . .
ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي، وهو مع كونه من أهل الرواية هو أيضاً من أهل الرأي ولقب به، فصار يقال له: ربيعة الرأي، وهو من شيوخ مالك، فيما زعموا، يشكك في نسبة الاختلاط إليه، "والتوأمي" صالح مولى التوأمة اختلط أيضاً، وسفيان بن عيينة أيضاً اختلط مع المسعودي، المسعودي اسمه عبد الله بن عبد الرحمن؟ هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
المسعودي، هؤلاء من الثقات المختلطين، عبد الرحمن بن عبد الله، نعم، عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.
طالب:. . . . . . . . .
نعم، هؤلاء الثقات كلهم اختلطوا وهم مع غيرهم ممن ذكر في كتب المختلطين وفي الباب أربعة مصنفات أو خمسة كلها ضبط فيها أسماء الرواة عن هؤلاء المختلطين، وميز من روى عنهم قبل الاختلاط، ومن روى بعده، ومن شك في أمره، فتراجع هذه الكتب عند مرور واحد من هؤلاء المختلطين أو غيرهم، وينبغي أن تكون هذه الكتب على بال طالب العلم؛ لأنه قد لا ينص على أنه ممن اختلط في بعض الكتب التي يعتمد عليها طلاب العلم، فيتأكد منها، من هذا الراوي أنه لم يختلط بالرجوع إلى كتب المختلطين.
وآخراً حكوه في الحفيدِ ... ابن خزيمةٍ. . . . . . . . .
الحفيد ابن خزيمة حفيد إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة اختلط أيضاً بآخرة
. . . . . . . . . مع الغطريفي ... مع القطيعي أحمد المعروفِ
القطيعي راوي المسند والزهد عن الإمام أحمد، وهو حافظ كبير، لكنه اختلط في آخر عمره، وكذلك الغطريفي كل هؤلاء من المختلطين، والحفيد، المراد به حفيد الإمام ابن خزيمة، وهو محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، الغطريفي ما اسمه؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب: أبو أحمد محمد بن أحمد ....
محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفي.
طالب:. . . . . . . . .
إيه، يكفي، يكفي.
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟(57/6)
طالب:. . . . . . . . .
طيب، مع القطيعي أحمد، القطيعي راوي المسند وراوي الزهد عن الإمام أحمد، وهو معروف وزياداته في المسند مشهورة متميزة، يعني كيف نميز المسند الأصل من زوائد عبد الله من زوائد القطيعي؟
طالب: إذا قال عبد الله: حدثنا غير ....
غير الإمام أحمد.
طالب:. . . . . . . . .
من زوائد عبد الله، لكن زوائد القطيعي؟
طالب: ما يقول: حدثنا عبد الله. . . . . . . . .
نعم ما يقول: حدثنا عبد الله، وهذه مميزة.
الشيخ أحمد شاكر في طبعته للمسند تصرف، فما صار يقول: حدثنا عبد الله، ولا حدثنا أبو بكر، إنما على طول مباشرة في شيخ الإمام أحمد، ويكتب على الزوائد حرف زاي، ولا شك أن هذا التصرف لا ينبغي في كتاب توارثته الأجيال، ووضعه مؤلفه على هذه الحال، فهذا تصرف غير مرضي، وإن كان من الشيخ أحمد؛ لأنهم يرون أن من بعد المؤلف لا داعي لذكره، بل يشكك في نسبة الكتاب إلى صاحبه، يعني مثلما قلنا في الموطأ: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا مالك، أو حدثنا مالك، يعني يشكك في كون الكتاب من مؤلفات مالك، حتى ألف في التشكيك في الأم، وأنها ليست للإمام الشافعي؛ لأن فيها قال الربيع، إيش دخل الربيع بالأم للإمام الشافعي؟ يعني طريقة المتقدمين في التصنيف تختلف عن طرائق المتأخرين، فليت الشيخ أحمد شاكر ما تصرف هذا التصرف، وأبقى المسند كما هو، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
والفرق بين الورع والوسوسة ظاهر، يعني إذا كان هناك مبرر للورع، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
ما يكفي، ما يكفي، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني فرق بين الورع الذي له أصل وغلبة ظن بين مجرد الوسوسة؛ لأن الشيطان له مدخل في هذا الباب، بعض الناس يختلط عنده خشية الوقوع في الخطأ، مع حب الإخلاد والراحة، يعني نظير ما نصنعه، نسأل الله العفو، إذا جاء رمضان قلنا: نقتدي بالسلف ما ندرس، ونعطل كل شيء، والله أعلم بما في القلوب، يعني إذا كنت تقتدي بهم في الترك، فلماذا لا تقتدي بهم في الفعل؟(57/7)
يعني يحصل لبس من الشيطان في كثير من المواقف، تجده يتورع، يقول: أنا والله كبرت وخفت، وما أدري إيش؟ والله المستعان، الأمور بمقاصدها، والقلوب لا يعلم ما فيها إلا علام الغيوب، لكن قد يدخل الشيطان مع هذا الباب.
سم.
أحسن الله إليك.
طبقات الرواة
وللرواة طبقات تعرفُ ... بالسن والأخذ وكم مصنفُ
يغلط فيها وابن سعد صنفا ... فيها ولكن كم روى عن ضُعفا
طبقات الرواة كما ترجم الناظم -رحمه الله تعالى- جمع طبقة، ويراد بهم القوم المتشابهون في السن والشيوخ، يعني متقاربون في السن، ومتفقون في التحمل عن الشيوخ، يعني قوم متشابهون، أسنانهم متقاربة، وهذا هو الغالب، وقد يوجد فيهم من هو كبير في السن، لكنه تأخر في الرواية حتى شاركه هؤلاء الصغار، فهو حكماً من طبقتهم، مثل ما ذكرنا في صالح بن كيسان هو من طبقة الآخذين عن الزهري، وهو في السن أكبر من الزهري؛ لأنه تأخر في الأخذ، فهو من المعدودين في طلاب وتلاميذ الزهري، من طبقتهم.
وللرواة طبقات تعرفُ ... بالسن والأخذ. . . . . . . . .(57/8)
يعني قوم متشابهون في السن، يعني أعمارهم متقاربة، يعني قد يزيد بعضهم على بعض خمس سنين، أو ينقص خمس سنين، هذا شيء يتجاوز عنه، لكن إذا نظرنا إلى طبقات الرواة على حسب تصنيف الحافظ ابن حجر في التقريب، وأنهم إلى مائتين وأربعين اثنا عشر طبقة، إلى طبقة شيوخ الأئمة، اثنا عشر طبقة، تكون الطبقة مما يقارب عشرين سنة، يعني من وجد في هذه السن طبقة، لكن لا يعني أنه إذا أخذ هذا الراوي عن من فوقه بطبقتين أو ثلاث أنه يلزم بذلك الانقطاع، لماذا؟ لأن ما بين الطبقتين والثلاث ستين سنة مثلاً، والاحتمال قائم أنه لقيه، هذا عمره ثمانين، وهذا عمره عشرين، يعني بينهما ثلاث طبقات، واحتمال اللقي وارد، ولذلك الطبقة الخامسة أو الرابعة صغار التابعين يعني لقوا بعض الصحابة، فهم شاركوا الطبقة الثانية في الأخذ عن الصحابة، والسن يحتمل، يعني إذا كانت الفروق بين هذه الطبقات مجرد عشرين سنة، وبعضهم يحدها بأربعين، فالاتصال ولو كان الفارق طبقتين أو ثلاث ممكن، والسن يحتمل، فمن بلغ الخامسة عشرة يأخذ عمن بلغ الخامسة والسبعين أو الثمانين، لكن في الغالب أن المجموعة إذا تقاربوا في السن أن تكون شيوخهم متقاربون، أن يكون شيوخهم متقاربين، وأسنانهم متقاربة، وكذلك فيما بعد من يأخذ عنهم، إذا وفق الإنسان وروى للناس ما تحمله عن شيوخه، تجدهم أيضاً متقاربون، والانضباط هذا موجود عند أهل الحديث وطلاب الحديث لا سيما من جرى على الجادة في الطلب في وقته، لا من تأخر، وهو أيضاً موجود الآن في الدراسات النظامية، تجد أن الدفعة الواحدة متقاربين، متقاربين في السن، يعني لا سيما الأيام المتأخرة، وإلا قبل أو في بداية التعليم تجد مثلاً أن الأب يدرس وبجانبه أبوه أو ولده، تجد كبار وصغار، والظرف لا شك أنه قد يفرض مثل هذا، وتجد المعلم الكبير يعلم الصغار، أو العكس يوجد صغير يعلم الكبار، لكن في الغالب أن الطبقة الواحدة يقول: يتشابهون في السن والأخذ عن الشيوخ.
"وكم مصنفُ" (كم) هذه الخبرية للتكثير، الغالب فيها أن ما بعدها مجرور، وجوزوا فيه الرفع على أن ما بعدها مبتدأ، وما بعدها خبر، ومن ذلك قول الفرزدق:(57/9)
كم عمةٌ لك يا جرير وخالةٌ ... فَدْعَاء قد حلبت عليّ عشاري
والأكثر الجر، الخبرية للتكثير الأكثر في ما بعدها أنه مجرور، وجوزا أيضاً النصب، فيجوز فيه الحركات الثلاث.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وكم مصنفُ
يغلط فيها. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
كيف يغلط فيها؟ يغلط في هذه الطبقات، فيجعل هذا من هذه الطبقة، ويجعل هذا من الطبقة التي قبلها، والمفترض أن يكون بعده، ووضع في كتب الطبقات بعض الرواة الذين لا يناسب وضعهم في هذه الطبقات، ووجد الغلط من بعض المصنفين، لكن في الجملة تقسيم أهل العلم لا سيما الحافظ ابن حجر، وقبله الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ، وغيرهم يعني ومثلهم ابن حبان في ترتيب كتابه على هذه الطبقات، في الغالب الانضباط، وأنهم يذكرون الأقوام المتشابهين، لكن قد يغلطون، ليسوا بمعصومين، والمسألة قد تخضع للاجتهاد، يمكن أن يوضع هذا في هذه الطبقة باعتبار سنه، ويوضع في طبقة أخرى قبلها أو بعدها باعتبار أخذه عن الشيوخ، هذا إذا كان إذا كانوا المتشابهون طبقة واحدة، وقد يكون المتشابهين في أكثر من طبقة، وكل على مصطلحه، فمن جعل الصحابة طبقة واحدة جعل أنس بن مالك في طبقة أبي بكر وعمر؛ لأن الصحابة كلهم طبقة واحدة، وكلهم صحابة، ومن جعلهم خمس طبقات جعل أبا بكر وعمر في الطبقة الأولى، وأنس بن مالك في الخامسة مثلاً أو الرابعة.
على كل حال هذه أمور اصطلاحية ولا مشاحة في الاصطلاح، ولذا تجد الاختلاف البين بين توزيع هذه الطبقات في تقريب التهذيب، وبين توزيع الطبقات في تذكرة الحفاظ، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
ما، الأمور ما تنضبط، حتى في السنين، لما قال: من الأولى إلى الرابعة بالمائة الأولى، ومن الخامسة إلى التاسعة قبل المائتين، ومن العاشرة ومن بعد بعد المائتين قد تجد بعض من في التاسعة من تأخر عن المائتين، ومن في العاشرة من مات قبل المائتين، يعني ترى الأمور ما تنضبط مائة بالمائة، يعني مثلما تخرج هؤلاء الرواة، وتطبق عليهم هذه الطبقات مثلما تدخل لك أي شيء في مصنع ثم يطلع متشابه، ما يجي مثل هذا.
طالب: ما هو القصد منه السنين يا شيخ؟(57/10)
القصد أن مثل هذا يعني يليق به أن يروي عن مثل هذا، أو يكون مشارك لمثل هذا، يعني أن المسألة نسبية وتقريبية ليست بالتحديد.
طالب:. . . . . . . . .
هو من آخر مؤلفاته.
. . . . . . . . . وابن سعد صنفا ... . . . . . . . . .
محمد بن سعد كاتب الواقدي، ابن سعد ثقة من الثقات، والواقدي متفق على ضعفه.
. . . . . . . . . وابن سعد صنفا ... فيها. . . . . . . . .
يعني في الطبقات أكثر من كتاب، ثلاثة كتب، منها: الطبقات الكبير الموجود المتداول الآن، وهو كتاب عظيم، لا يستغني عنه طالب علم، أشاد به أهل العلم، وفيه حافل بالفوائد الحديثية والعلمية، والحوادث والوقائع التاريخية، كتاب عظيم، لكن الإشكال فيه ما ذكره المؤلف، "ولكن كم روى عن ضُعفا" ومنهم الواقدي وغيره، يعني متفق على ضعفه ويروي عنه، فهذه لا شك أنها علة، لكن إذا بيّن من روى عنه انتهى الإشكال، لكن أحياناً يقول: حدثنا محمد وينسبه إلى جده، وقد يروي عن محمد بن السائب الكلبي الذي تقدم ذكره، وينسبه إلى ما لم يشهر به، فيقع في التدليس، ثم بعد ذلك يقع الباحث والقارئ لهذا الكتاب في الحرج، "ولكن كم روى عن ضُعفا" وكتاب ابن سعد في الطبقات هو من أعظم ما صنف في هذا الباب.
طبقات خليفة كتاب جيد لكنه مختصر، لا يقارب ولا يداني طبقات بن سعد، طبقات بن سعد طبع مراراً، وأول ما طبع في أوروبا، يعني لهم عناية به الأوروبيين عناية خاصة، وطبعوه طباعة الآن نادرة ما توجد، لكن طبع بعد ذلك في مصر وبيروت، طبعات لا تسلم من أسقاط، فيها أسقاط أحياناً يبلغ في الموضع الواحد نحو مجلد، طبع بعض الأقسام المتممة بعد ذلك، وعلى كل حال الكتاب عظيم، حتى لو لم يوجد منه إلا ما وجد، مثل تاريخ ابن أبي خيثمة هذا من أعظم ما صنف في تواريخ الرواة ومع ذلك ما وجد منه إلا قطع يسيرة، نعم.
أحسن الله إليك.
الموالي من العلماء والرواة
وربما إلى القبيل ينسبُ ... مولى عتاقة وهذا الأغلبُ
أو لولاء الحلف كالتميمي ... . . . . . . . . .
كالتيمي.
أحسن الله إليك.
أو لولاء الحلف كالتيمي **مالك أو للدين كالجعفي
وربما ينسب مولى المولى ... نحو سعيد بن يسار أصلا(57/11)
يقول -رحمه الله تعالى-: "الموالي من العلماء والرواة" الموالي منهم من لا ينتسب إلى قبيلة، ومنهم من مسه شيء من الرق، ومنهم من هو من صلب العرب، لكنه التحق بقوم آخرين غير قبيلته لأمر من الأمور، فحالفهم وتولوه وتولاهم فصار من مواليهم، لا يلزم من قولنا: فلان مولى أن يكون رقيقاً، ونجد في كثير من الرواة، فلان ابن فلان الهاشمي مولاهم، فلان ابن فلان التميمي مولاهم وهكذا، وهذا فيه كثرة في الرواة، وفي سائر الفنون، فالموالي لهم قدح معلى في هذا الباب.
طالب:. . . . . . . . .
مما يدل على أن النسب لا يفيد صاحبه شيئاً، إذا لم يقترن بالعمل، ((من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) إذا نظرنا إلى الدواوين المصنفة المعتمدة في الإسلام في التفسير، وفي الحديث، وفي الأحكام، وفي العربية أيضاً وجدنا أن أكثر هذه المصنفات لأعاجم.
وجدنا أيضاً من الموالي الذين مسهم الرق لهم أيضاً يد في سائر الفنون، فالإنسان لا يفتخر بكونه ابن فلان، لكن عليه أن يسعى بنفسه ويكون الذكر من أجله لا من أجل أبيه.
الموالي من العلماء والرواة، العلماء هم الأئمة المحدثون، والرواة من يروي عنهم، أو من يروون عنه، وهم الوسائط بين هؤلاء العلماء وبين الرسول -عليه الصلاة والسلام-، قال:
وربما إلى القبيل ينسبُ ... . . . . . . . . .
ربما، ثم قال:
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وهذا الأغلبُ
(ربما) أكثر ما تأتي للتقليل، وقد تأتي للتكثير لا سيما هنا؛ لأنه قال:
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وهذا الأغلبُ
وربما إلى القبيل ينسبُ ... مولى عتاقة وهذا الأغلبُ
لكن أكثر منه النسبة إلى القبيل ممن ينتسب إليها، ممن هم منها بالفعل، ممن ينتسب إليها من أفرادها، وينتسب إليها مولى العتاقة ممن أعتقه أحد من هذه القبيلة فينتسب إليها، ومولى القوم منهم.
. . . . . . . . . ... مولى عتاقة وهذا الأغلبُ
أو لولاء الحلف كالتيمي ... مالك. . . . . . . . .
مالك: ولاء حلف، مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، عربي من الأقحاح، لكن جده تحالف مع طلحة.
طالب: طلحة إيه.
طلحة بن عبيد الله، فنسب إليه، وهذا ولاء حلف، لا ولاء رق.(57/12)
. . . ... . . . . . . . . . أو للدين كالجعفي
الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- الجعفي مولاهم، ليس هذا رق، ولا حلف، وإنما أسلم جده أو جد أبيه على يد يمان الجعفي، عندنا عبد الله بن محمد المسندي الجعفي شيخ البخاري يكون يمان هذا جد أبيه، والبخاري ينسب إليهم؛ لأن جده أسلم على جد شيخه عبد الله بن محمد المسندي.
وربما ينسب مولى المولى ... . . . . . . . . .
على كل حال الولاء هنا للحلف والدين وما أشبه ذلك أو أسلم على يده وغير ذلك، هذا ما فيه توارث، التوارث خاص بولاء العتاقة.
وربما ينسب مولى المولى ... نحو سعيد بن يسار أصلا
سعيد بن يسار ينتسب إلى مولى النبي -عليه الصلاة والسلام- واسمه؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم شقران مولى النبي -عليه الصلاة والسلام-، فيقال: سعيد بن يسار الهاشمي، وينتسب إلى؟ هل ينتسب إلى بني هاشم؟ نعم؟ لا، هل ينتسب على من ينتسب إلى بني هاشم؟ لا، إنما ينتسب إلى مولى من بني هاشم.
وربما ينسب مولى المولى ... نحو سعيد بن يسار أصلا
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
إي نعم مولى من فوق المعتِق، والمولى من تحت المعتَق، نعم.
أوطان الرواة وبلدانهم:
وضاعت الأنساب في البلدانِ ... فنسب الأكثر للأوطانِ
وإن يكن في بلدتين سكنا ... فابدأ بالأولى وبثم حُسنا
وإن يكن من قرية من بلدةِ ... ينسب لكلٍ وإلى الناحيةِ
وكملت بطيبة الميمونه ... فبرزت من خدرها مصونه
فربنا المحمود والمشكور ... إليه منا ترجع الأمور
وأفضل الصلاة والسلام ... على النبي سيد الأنام(57/13)
هذا هو الباب الأخير من أبواب الألفية "أوطان الرواة وبلدانهم" يعني ما كان العرب ينتسبون إلى الأوطان ولا إلى البلدان إنما ينتسبون إلى القبائل، {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [(13) سورة الحجرات] ما كان يعرف الإنسان ببلده، إنما كان يعرف بقبيلته، هذا بالنسبة للعرب، أما بالنسبة لغيرهم من الروم والفرس، وغيرهم باعتبارهم قبائلهم غير منضبطة، ليس انضباطهم في الانتساب إلى القبائل كانتظام العرب، يعني كما هو واقع كثير من البلدان الإسلامية الآن، يعني انتسابهم إلى القبائل نادر جداً، ما تجد حتى ولا إلى عائلة واضحة؛ لأنهم الآن اكتفوا بالبطاقات والأرقام وتميزوا بالأرقام، ميزت بينهم الأرقام، وإلا سعيد محمد علي هذا وين تلقاه؟ صحيح، مش ينتسب إلى بلد وإلا .. ، وقد يكون في البلد مائة بهذا الاسم، لكن لكل زمان رجاله، كانوا في السابق ينتسبون إلى القبائل، القرشي، التميمي، الهذلي .. إلى آخره، الخولاني، ينتسبون إلى قبائل، وغيرهم ينتسبون إلى أوطانهم.
لما تفرق المسلمون في البلدان شابهوا غيرهم، يعني أبعدوا عن قبائلهم، فصاروا ينتسبون إلى الأوطان، يعني لا تعرف فلان ابن فلان التميمي الذي يسكن في خراسان، وقريبه الذي يسكن في الحجاز مثلاً، هذا تميمي وهذا تميمي كيف يتميز هذا من هذا؟ إلا أن تنسبه إلى وطنه، تقول: فلان بن فلان الخراساني، وفلان بن فلان المكي مثلاً، فلما توزعوا وتفرقوا في البلدان، احتيجت النسبة إلى الأوطان.
وضاعت الأنساب في البلدانِ ... فنسب الأكثر للأوطانِ
المكي، المدني، الطائفي، المصري، البخاري، النيسابوري، الترمذي، السجستاني، الأصبهاني، أو أصفهاني، في فرق بينهما؟ بالباء والفاء، يقولون: إن أهل المشرق يقولون: أصفهان، وأهل المغرب يقولون: أصبهان.
. . . . . . . . . ... فنسب الأكثر للأوطانِ
وإن يكن في بلدتين سكنا ... فابدأ بالأولى وبثم حُسنا(57/14)
يعني سكن مكة أول العمر فتقول: المكي، ثم انتقل منها إلى مصر، وعاش فيها مدة طويلة، ولا يوجد دليل يدل على حد معين لصحة الانتساب إلى البلد، وما يذكر عن بعضهم أنه يحدده بأربع سنين هذا لا دليل عليه، وإنما إذا عرف وشهر في هذا البلد بعد انتقاله إليها ممكن نسبته إليها، فتقول: المكي ثم المصري، المغربي ثم المشرقي، يعني إذا قلنا: إن المغرب بلد، لكن هم يحددون ما كانوا يقولون: المغربي والمشرقي،. . . . . . . . . لكن يحددون مثلاً التونسي أو بلد معين مثلاً، أو جزائري، ثم البغدادي مثلاً، ما كانوا ينسبون إلى القطر الأعم إلا في القليل، لكن إذا وجدت النسبة إلى القطر الأعم، ثم أرادوا تمييزه بما هو أخص منه، ثم أرادوا بعد ذلك تمييزه بما هو أخص فإنهم حينئذٍ يبدءون بالأعم، العراقي البغدادي ثم بعد ذلك إن كان هناك ضاحية من ضواحي بغداد أو قرية من قرى بغداد سكنها ينص عليها، كما يقال: النجدي القصيمي البريدي مثلاً يبدءون بالأعم ثم الذي دونه ثم الأخص، لكن لو بدءوا بالأخص صار الأعم ما له قيمة، ليست له قيمة، إلا إذا كان هذا الأخص موجود في أكثر من مكان، في أكثر من قطر أعم.
قال -رحمه الله-:
وإن يكن في بلدتين سكنا ... فابدأ بالأولى وبثم حُسنا
يعني المكي ثم الطائفي، إذا كان أول عمره في مكة ثم انتقل إلى الطائف أو العكس.
ومن يكن من قرية من بلدةِ ... ينسب لكلٍ وإلى الناحيةِ(57/15)
يعني إذا كانت الناحية مثلاً الإقليم الأعم الشام، والذي أخص منه مثلاً لبنان، وأخص منه بيروت، تقول: الشامي اللبناني البيروتي، الشامي السوري الدمشقي، وإن وجد قرية من أعمال دمشق مثلاً تذكرها إذا كانت إقامته بها، وقلنا: إذا عكس وبدأ بالأخص أغنى عن ذكر الأعم؛ لأنه لا يحتاج إليه، ما حد بيقول: إذا قيل: دمشقي هل هو شامي وإلا ما هو بشامي؟ لكن إذا قيل: شامي هل هو دمشقي وإلا غير دمشقي؟ وإن كان العرف عند الأشوام الآن قد يحمل الشام على دمشق نفسها، "ينسب لكل" يعني ينسب لكل من القرية والبلدة، وإلى الناحية التي هي القطر الأعم، "وكملت" يعني هذه الألفية المباركة "بطيبة الميمون ة "، المدينة النبوية اسمها طيبة وطابة، وكانت تسمى يثرب ثم سماها النبي -عليه الصلاة والسلام- المدينة، وجاءت تسميتها في النصوص الصحيحة طيبة وطابة، "الميمونة" يعني المباركة، وقد دعا النبي -عليه الصلاة والسلام- لها بالبركة، وبركتها ظاهرة يعرفها كل من أقام فيها، فبرزت يعني ظهرت وخرجت هذه الألفية من خدرها مصونة، كالمخدرة من البنات الأبكار، وكما قيل: يعني بنات الأفكار نظير للبنات الأبكار كما يقوله أهل العلم، وغيرة العلماء على بنات الأفكار كغيرتهم على بنات الأبكار، يعني يصعب عليهم أن ينتحل ما أبدعوه وابتكروه من تلقاء أنفسهم أن ينتحله وينسبه بعضهم لنفسه، لكن بعض الناس يبالغ في مثل هذا، مثل المسعودي صاحب التاريخ يقول: "من اختصر هذا الكتاب أو اقتبس منه أو نسب شيء منه إلى غيرنا، أو فعل أو كذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً" يعني صفحة كاملة يدعو عليه، والأمر أهون من ذلك، نعم لكن مع ذلك هم يغارون على .. ، ولذلك شبهها بالبنت البكر التي تبرز من الخدر وهي مصونة، وهذا في وقتهم، وإلا توسع الناس توسعاً غير مرضي في خروج النساء الكبار والصغار المخدرات وغيرها.
. . . . . . . . . ... فبرزت من خدرها مصونة
فربنا المحمود والمشكورُ ... إليه منا ترجع الأمورُ
يعني بدءنا في الأول وانتهينا في الآخر والكل لله -جل وعلا-.
وأفضل الصلاة والسلامِ ... على النبي سيد الأنامِ
يعني سيد الخلق -عليه الصلاة والسلام-، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.(57/16)