واحتجوا -أيضا- بما رواه ابن شهاب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، أنه سمع أباه يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم عليهم من أجل مسألته"1. رواه عن ابن شهاب: معمر، وابن عيينة، ويونس بن يزيد، وغيرهم، وهذا لفظ حديث يونس بن يزيد من رواية ابن وهب عنه.
وروى ابن وهب -أيضا- قال: حدثني ابن لهيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين من قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم"2.
- قال: وأخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحو ذلك.
1069- حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه، قال: حدثنا أسلم بن عبد العزيز, قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاوس، قال: قال عمر بن الخطاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 92، وفتح العلام ص214-215.
1 رواه البخاري "7289"، ومسلم "2358"، وأبو داود "4610"، والشافعي في مسنده 1/ 270، وفي الأم 5/ 126-127، وأحمد 1/ 176-179، والهيثم بن كليب في مسنده "96-97" 1/ 158-159، والطحاوي في مشكل الآثار 2/ 212، وأبو يعلى "761" 2/ 104، والحميدي "67"، وتمام في فوائده "112"، والبزار في مسنده "1084" 3/ 292، وابن الجارود "882" 3/ 170-171، وأبو عوانة في المناقب النبوية في مستخرجه، كما في إتحاف المهرة 5/ 115، والآجري في أخلاق العلماء "180" ص87، وابن بطة في الإبانة "267" 1/ 393، وابن حبان "110"، والخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 9، والدورقي في مسند سعد "13" ص44، والبغوي في شرح السنة "144" 1/ 309-310، والبيهقي في المدخل "278, 279, 280" ص218-219.
2 سبق ضمن "928".(2/277)
وهو على المنبر: أحرّج بالله على كل امرئ سأل عن شيء لم يكن، فإن الله قد بين ما هو كائن1.
1070- وحدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن خمير، قالا: حدثنا يونس، فذكر بإسناده مثله.
- وروى جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس، قال: ما رأيت قوما خيرا من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ما سألوه إلا عن ثلاثة عشر مسألة حتى قبض صلى الله عليه وسلم كلهم في القرآن {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 217] {فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة} [البقرة: 220] ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم2.
- قال أبو عمر: ليس في الحديث من الثلاث عشرة مسألة إلا ثلاث.
قالوا: ومن تدبر الآثار المروية في ذم الرأي المرفوعة وآثار الصحابة والتابعين في ذلك علم أنه ما ذكرنا.
قالوا: ألا ترى أنهم كانوا يكرهون الجواب في مسائل الأحكام ما لم تنزل، فكيف بوضع الاستحسان والظن والتكلف وتسطير ذلك واتخاذه دينا.
وذكروا من الآثار أيضا ما:
1071- حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا ابن وضاح، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عجلان، عن طاوس، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الدارمي "124" 1/ 63، والخطيب في الفقيه 2/ 7، وابن بطة في الإبانة "317" 1/ 408-409، وأبو خيثمة في العلم "125" ص30، والبيهقي في المدخل "292-293" ص225. وسيأتي برقم "1072" إن شاء الله تعالى.
2 رواه الدارمي "125" 1/ 63، والطبراني "12288" 11/ 454، وابن بطة في الإبانة "296" 1/ 398 وفيه زيادة. وعزاه في إتحاف الخيرة 1/ 236 لأبي يعلى، وانظر المطالب العالية "3597" 4/ 107.(2/278)
فإنكم إن لا تفعلوا أوشك أن يكون فيكم من إذا قال سدد أو وفق، فإنكم إن عجلتم تشتتت بكم الطرق ههنا وههنا"1.
1072- حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا الحسن بن إسماعيل، حدثنا عبد الملك بن أبجر، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا سنيد، حدثنا يزيد بن زريع، عن حبيب بن الشهيد، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: قال عمر: إنه لا يحل لأحد أن يسأل عما لم يكن، إن الله تبارك وتعالى قد قضى فيما هو كائن2.
1073- قال: وحدثنا سنيد، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن أبجر، عن الشعبي، عن مسروق، قال: سألت أبي بن كعب عن مسألة. فقال: أكانت هذه بعد؟
قلت: لا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه إسحاق بن راهويه، كما في إتحاف الخيرة 1/ 237، والمطالب 3/ 306، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف كما في إتحاف الخيرة 8/ 96، وأبو داود في المراسيل "457" ص322-323، والطبراني في الكبير "353" 20/ 167، وأشار إليه البيهقي في المدخل "297" ص727، وابن بطة في الإبانة "292" 1/ 395، وطاوس، لم يدرك معاذا. ورواه إسحاق، عن طاوس، عن أصحابنا، أخبرونا عن معاذ - موقوفا.
كما في الإتحاف 1/ 237 ثم قال: "هذا إسناد حسن" ا. هـ. وانظر المطالب العالية 3/ 306 "3045/ 2"، وقال في إتحاف الخيرة 8/ 96-97: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو داود في المراسيل، بسند واحد رواته ثقات وإسحاق بن راهويه" ا. هـ.
وقد رواه الدارمي "153" 1/ 68، والآجري في أخلاق العلماء "178" ص86، والخطيب في المتفقه 2/ 12، والبيهقي في المدخل "696" ص226-227، وابن بطة في الإبانة "293" 1/ 395-396.
وفي الباب:
عن أبي سلمة مرسلا: رواه البيهقي في المدخل "298" ص227، وأبو داود في المراسيل "458" ص323.
وعن وهب بن عمرو الجمحي: ورواه الدارمي "116" 1/ 61، وانظر الضعيفة 2/ 286.
2 سبق "1069".(2/279)
قال: فأجمني حتى تكون1.
1074- وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا سحنون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، أنه كان لا يقول برأيه في شيء يسأل عنه حتى يقول: أنزل أم لا؟ فإن لم يكن نزل لم يقل فيه، وإن يكن وقع تكلم فيه.
قال: وكان إذا سئل عن مسألة فيقول: أوقعت؟
فيقال له: يا أبا سعيد ما وقعت، ولكنا نعدها فيقول: دعوها، فإن كانت وقعت أخبرهم2.
1075- قال ابن وهب: وأخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، قال: ما سمعت أبي يقول في شيء قط برأيه.
قال: وربما سئل عن الشيء فيقول: هذا من خالص السلطان3.
- وروينا عن بشر بن الحارث، قال: قال سفيان بن عيينة: من أحب أن يسأل وليس بأهل أن يسأل فيما ينبغي أن يسأل4.
1076- قال ابن وهب: وأخبرني بكر بن مضر، عن ابن هرمز، قال: أدركت أهل المدينة وما فيها إلا الكتاب والسنة والأمر ينزل فينظر فيه السلطان.
قال: وقال لي مالك: أدركت أهل هذه البلاد وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي في الناس اليوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الدارمي "149-150" 1/ 68 وغيره، وقد سبق عقيب "851".
2 رواه الدارمي "122" 1/ 62 عن الزهري قال: بلغنا أن زيد بن ثابت به مختصرا. والخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 8، وأبو خيثمة في العلم "75" ص20، وابن بطة في الإبانة "318" 1/ 409، والآجري في أخلاق العلماء "175-176" ص85-86.
3 انظر ما رواه ابن بطة في الإبانة "319" 1/ 409، والدارمي "105" 1/ 59.
4 رواه الآجري في أخلاق العلماء "172" ص84-85، والخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 167.(2/280)
قال ابن وهب: يريد المسائل.
وقال مالك: إنما كان الناس يفتون بما سمعوا وعلموا ولم يكن هذا الكلام الذي في الناس اليوم1.
1077- قال ابن وهب: وأخبرنا أشهل بن حاتم، عن عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، قال: عمر بن الخطاب لأبي مسعود عقبة بن عمرو، ألم أنبأ أنك تفتي الناس ولست بأمير, ولّ حارها من تولى قارها2.
- وكان عمر بن الخطاب يقول: إياكم وهذه العضل، فإنها إذا نزلت بعث الله إليها من يقيمها ويفسرها3.
1078- قال ابن وهب: وأخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، أن عبد الملك بن مروان، سأل ابن شهاب عن شيء، فقال له ابن شهاب: أكان هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: لا. قال: فدعه فإنه إذا كان أتى الله بفرج.
1079- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: يا أيها الناس لا تسألوا عما لم يكن؛ فإن عمر كان يلعن من سأل عما لم يكن4.
1080- وحدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا موسى بن علي، عن أبيه، قال: كان زيد بن ثابت إذا سأله إنسان عن شيء قال: آلله أكان هذا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 9.
2 رواه الدارمي "170" 1/ 73، وانظر السير 4/ 612.
وقوله: ولّ حارها من تولى قارها: وردت عن الحسن -رضي الله عنه- في صحيح مسلم وغيره.
3 رواه البيهقي في المدخل "294" ص266.
4 سبق برقم "1060".(2/281)
فإن قال: نعم، نظر وإلا لم يتكلم1.
1081- حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا الحسن بن إسماعيل، حدثنا عبد الملك بن أبجر، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سنيد، حدثنا يحيى بن زكريا، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، قال: أتى زيد بن ثابت قوم فسألوه عن أشياء فأخبرهم بها فكتبوها، ثم قالوا: لو أخبرناه.
قال: فأتوه فأخبروه، فقال: عذرا، لعل كل شيء حدثتكم به خطأ، إنما اجتهدت لكم رأيي2.
1082- قال: وحدثنا سنيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، قال: قيل لجابر بن زيد، إنهم يكتبون ما يسمعون منك. قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يكتبون رأيا أرجع عنه غدا.
1083- قال: وحدثنا سنيد، قال: حدثنا يزيد، عن العوام بن حوشب، عن المسيب بن رافع، قال: كان إذا جاء الشيء من القضاء ليس في الكتاب ولا في السنة سمى صوافي الأمراء، فدفع إليهم فجمع له أهل العلم فما اجتمع عليه رأيهم فهو الحق.
- وذكر الطبري في كتاب تهذيب الآثار له حدثنا الحسن بن الصباح البزار، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال: قال مالك: قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن تتبع آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يتبع الرأي، فإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك فاتبعته، فأنت كلما جاء رجل إلبك اتبعته أرى هذا لا يتم3.
- وقال عبدان: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: ليكن الذي تعتمد عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الدارمي "122" 1/ 62، وانظر ما سبق برقم "1074" قريبا.
2 انظر ما سبق برقم "1074".
3 سيأتي برقم "1102".(2/282)
الأثر، وخذ من الرأي ما تفسر به الحديث1.
- قال: قال ابن المبارك: قال مالك بن دينار لقتادة: أتدري أي علم رفعت؟ قمت بين الله وبين عباده، فقلت: هذا يصلح وهذا لا يصلح2.
- وذكر الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، قال: جاء رجل إلى سعيد بن المسيب فسأله عن شيء فأملاه عليه، ثم سأله عن رأيه فأجابه، فكتب الرجل، فقال رجل من جلساء سعيد، أيكتب يا أبا محمد رأيك؟ فقال سعيد للرجل: ناولنيها فناوله الصحيفة فخرقها.
- قال: وحدثنا نعيم، قال: حدثنا ابن المبارك, عن عبد الله بن وهب، أن رجلا جاء إلى القاسم بن محمد فسأله عن شيء فأجابه، فلما ولى الرجل دعاه فقال له: لا تقل إن القاسم زعم أن هذا هو الحق ولكن إن اضطررت إليه عملت به.
1084- حدثنا محمد بن خليفة، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد، قال: أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي، يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول3.
ورواه غير الفريابي، عن العباس بن الوليد، عن أبيه، عن الأوزاعي مثله. قال: وإن زخرفوه بالقول.
- وذكر البخاري، عن بكير، عن الليث، قال: قال ربيعة لابن شهاب: يا أبا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق برقم "761".
2 رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 168.
3 رواه البيهقي في المدخل "233" ص199، واللالكائي وابن بطة، والخطيب في شرف أصحاب الحديث "7"، وابن حزم في الإحكام 6/ 221، وانظر السير 7/ 120، ومختصر الرد المؤمل ص42، وتذكرة الحفاظ 1/ 180.(2/283)
بكر إذا حدثت الناس برأيك فأخبرهم أنه رأيك، وإذا حدثت الناس بشيء من السنة فأخبرهم أنه سنة، لا يظنوا أنه رأيك.
1085- حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا سحنون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال لي مالك بن أنس، وهو ينكر كثرة الجواب للمسائل: يا عبد الله ما علمته فقل به ودل عليه، وما لم تعلم فاسكت عنه وإياك أن تتقلد للناس قلادة سوء1.
1086- أخبرني أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عمر بن لبابة، قال: حدثنا مالك بن علي القرشي, قال: أنبأنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: دخلت على مالك فوجدته باكيا، فسلمت عليه فرد علي، ثم سكت عني يبكي، فقلت له: يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك؟ فقال لي: يابن قعنب، إن لله على ما فرط مني ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط، ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي، وهذه المسائل, قد كانت لي سعة فيما سبقت إليها.
- وذكر محمد بن حارث بن أسد الخشني، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عباس النحاس، قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن محمد الحداد، يقول: سمعت سحنون بن سعيد، يقول: ما أدري ما هذا الرأي سفكت به الدماء، واستحلت به الفروج، واستخفت به الحقوق، غير أنا رأينا رجلا صالحا فقلدناه.
1087- أخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا مضر بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي, قال: حدثنا مخلد بن الحسين، عن الأوزاعي، قال: إذا أراد الله أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه الأغاليط.
- وروينا عن الحسن، أنه قال: إن شرار عباد الله الذين يجيئون بشرار المسائل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 170، والبيهقي في المدخل "822" ص439.(2/284)
يعنتون بها عباد الله1.
1088- حدثنا محمد بن خليفة، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: سمعت حماد بن زيد، يقول: قيل لأيوب: ما لك لا تنظر في الرأي؟
فقال أيوب: قيل للحمار: ما لك لا تجتر؟ قال: أكره مضغ الباطل2.
- وروينا عن رقبة بن مصقلة، أنه قال لرجل رآه يختلف إلى أبي حنيفة: يا هكذا يكفيك من رأيه ما مضغت وترجع إلى أهلك بغير ثقة3.
- وسئل رقبة بن مصقلة عن أبي حنيفة فقال: هو أعلم الناس بما لم يكن، وأجهلهم بما قد كان.
- وقد روي هذا القول عن حفص بن غياث في أبي حنيفة، يريد أنه لم يكن له علم بآثار من مضى، والله أعلم.
1089- حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا الحسن بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الملك بن أبجر، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سنيد، قال: حدثنا مبارك بن سعيد، عن صالح بن مسلم، قال: سمعت الشعبي، يقول: والله لقد بغّض هؤلاء القوم إليّ المسجد حتى لهو أبغض إلىّ من كناسة داري. قلت: من هم يا أبا عمرو؟ قال: الآرائيون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 11، وابن بطة في الإبانة "304-305" 1/ 402-403، والبيهقي في المدخل "307" ص230، والآجري في أخلاق العلماء "184" ص90.
2 رواه أبو نعيم في الحلية "3/ 8، وابن حبان في الثقات 9/ 159، والذهبي في السير 6/ 17، وابن حزم في الإحكام 6/ 221، وانظر تذكرة الحفاظ 1/ 131.
3 رواه ابن عبد البر في الانتقاء ص148.(2/285)
قال: ومنهم الحكم وحماد وأصحابهم1.
1090- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا يوسف بن عدي، قال: حدثنا عبيدة بن حميد، عن عطاء بن السائب، قال: قال الربيع بن خيثم، إياكم أن يقول الرجل لشيء: إن الله حرم هذا أو نهى عنه، فيقول الله: كذبت لم أحرمه ولم أنه عنه.
قال: أو يقول: إن الله أحل هذا وأمر به، فيقول: كذبت لم أحله ولم آمر به.
- وذكر ابن وهب وعتيق بن يعقوب، أنهما سمعا مالك بن أنس، يقول: لم يكن من أمر الناس ولا مَن مضى من سلفنا ولا أدركت أحدا أقتدي به يقول في شيء: هذا حلال، وهذا حرام، ما كانوا يجترئون على ذلك، وإنما كانوا يقولون: نكره هذا ونرى هذا حسنا، ونتقي هذا، ولا نرى هذا، وزاد عتيق بن يعقوب، ولا يقولون: حلال ولا حرام، أما سمعت قول الله, عز وجل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59] الحلال: ما أحله الله ورسوله، والحرام: ما حرمه الله ورسوله2.
- قال أبو عمر: معنى قول مالك هذا: إن ما أخذ من العلم رأيا واستحسانا لم نقل فيه حلال ولا حرام، والله أعلم.
- وقد روي عن مالك أنه قال في بعض ما كان ينزل فيسأل عنه فيجتهد فيه رأيه: إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين.
- ولقد أحسن أبو العتاهية حيث قال:
وما كل الظنون تكون حقا ولا كل الصواب على القياس
1091- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن سعد 6/ 251، والخطيب في الفقيه والمتفقه 1/ 184، وأبو نعيم في الحلية 4/ 320، وابن حزم في الإحكام 8/ 512، وابن بطة في الإبانة "600, 601, 602, 603" 2/ 514-516، والبيهقي في المدخل "215" ص191 و"228" ص198.
2 وانظر ما رواه الدارمي "184" 1/ 75.(2/286)
حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، قال: حدثنا الزبرقان السراج، قال: قال أبو وائل: لا تقاعد أصحاب أرأيت1.
1092- وحدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأشجعي، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي، قال: ما كلمة أبغض إليّ من أرأيت2.
- وقال أبو ذر الهروي: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني بالري، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: حدثنا وهب بن إسماعيل، عن داود الأودي، قال: قال الشعبي: احفظ عني ثلاث لها شأن: إذا سألت عن مسألة فأجبت فيها فلا تتبع مسألتك أرأيت؛ فإن الله يقول في كتابه: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان: 43]. حتى فرغ من الآية.
والثانية: إذا سئلت عن مسألة فلا تقس شيئا بشيء فربما حرمت حلالا أو حللت حراما.
والثالثة: إذا سألت عما لا تعلم فقل: لا أعلم، وأنا شريكك3.
1093- وأخبرنا محمد بن خليفة، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا ابن عبد الحميد، قال: حدثنا زيد بن محمد المروزي، قال: أنبأنا عبيد الله بن موسى، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: إنما هلك من كان قبلكم في أرأيت.
- وذكر العقيلي في التاريخ الكبير، قال: حدثنا يحيى بن عثمان، قال: أنبأنا عبد الغني بن سعيد الثقفي، قال: سمعت الليث بن سعد، يقول: رأيت ربيعة بن أبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الدارمي "194" 1/ 77، وابن بطة في الإبانة "604" 2/ 516، والبيهقي في المدخل "229" ص198، وابن حبان في الثقات 6/ 341، وابن سعد في الطبقات 6/ 101.
2 رواه الدارمي "193" 1/ 77، وابن بطة في الإبانة "605" 2/ 517، والبيهقي في المدخل "226" ص197.
3 رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه 1/ 184.(2/287)
عبد الرحمن في المنام فقلت له: يا أبا عثمان ما حالك؟ فقال: صرت إلى خير إلا أني لم أحمد على كثير مما خرج مني من الرأي.
1094- أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا سحنون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: وأخبرني يحيى بن أيوب، قال: بلغني أن أهل العلم كانوا يقولون: إذا أراد الله ألا يعلم عبده خيرا شغله بالأغاليط.
1095- حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا مروان بن عبد الملك، قال: حدثنا العباس بن الفرج، قال: حدثنا ابن الشاذكوني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: قال ابن شبرمة: أنا أول من سمى أصحاب المسائل: الهداهد.
وقال:
سألنا ولما نأل عم سؤالنا وكم من عريف طوحته الهداهد
1096- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ ووهب بن مسرة، قالا: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا أبو جعفر هارون بن سعيد بن الهيثم الأيلي، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القرشي، قال: سمعت مالكا يقول: ما زال هذا الأمر معتدلا حتى نشأ أبو حنيفة، فأخذ فيهم بالقياس فما أفلح ولا أنجح.
1097- قال ابن وضاح: وسمعت أبا جعفر الأيلي، يقول: سمعت خالد بن نزار، يقول: سمعت مالكا يقول: لو خرج أبو حنيفة على هذه الأمة بالسيف كان أيسر عليهم مما أظهر فيهم, يعني: من القياس والرأي1.
1098- وحدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو طالب محمد بن زكريا، قال: حدثنا موسى بن هارون بن إسحاق الهمداني، عن الحميدي، عن ابن عيينة، قال: لم يزل أمر أهل الكوفة معتدلا حتى نشأ فيهم أبو حنيفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ذكره ابن عبد البر في الانتقاء ص150.(2/288)
قال موسى: وهو من أبناء سبايا الأمم: أمه سندية وأبوه نبطي، والذين ابتدعوا الرأي ثلاثة وكلهم من أبناء سبايا الأمم: وهم ربيعة بالمدينة، وعثمان البتي بالبصرة، وأبو حنيفة بالكوفة1.
- قال أبو عمر: أفرط أصحاب الحديث في ذم أبي حنيفة وتجاوزوا الحد في ذلك، والسبب والموجب لذلك عندهم إدخاله الرأي والقياس على الآثار واعتبارهما، وأكثر أهل العلم يقولون: إذا صح الأثر بطل القياس والنظر، وكان رده لما رد من أخبار الآحاد بتأويل محتمل، وكثير منه قد تقدمه إليه غيره، وتابعه عليه مثله ممن قال بالرأي، وجل ما يوجد له من ذلك ما كان منه اتباعا لأهل بلده كإبراهيم النخعي وأصحاب ابن مسعود، إلا أنه أغرق وأفرط في تنزيل النوازل هو وأصحابه والجواب فيها برأيهم واستحسانهم فأتى منه من ذلك خلاف كبير للسلف وشنع، وهي عند مخالفيهم بدع، وما أعلم أحدا من أهل العلم إلا وله تأويل في آية أو مذهب في سنة رد من أجل ذلك المذهب سنة أخرى بتأويل سائغ أو ادعاء نسخ، إلا أن لأبي حنيفة من ذلك كثيرا وهو يوجد لغيره قليل2.
وقد ذكر يحيى بن سلام، قال: سمعت عبد الله بن غانم، في مجلس إبراهيم بن الأغلب يحدث عن الليث بن سعد، أنه قال: أحصيت على مالك بن أنس سبعين مسألة كلها مخالفة لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- مما قال مالك فيها برأيه.
قال: ولقد كتبت إليه في ذلك.
- قال أبو عمر: ليس لأحد من علماء الأمة يثبت حديثا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يرده دون ادعاء نسخ عليه بأثر مثله، أو بإجماع، أو بعمل يجب على أصله الانقياد إليه، أو طعن في سنده ولو فعل ذلك أحد سقطت عدالته فضلا عن أن يتخذ إماما ولزمه إثم الفسق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر ما سبق برقم "1056".
2 انظر ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - في كتابه الماتع "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" بتحقيقنا.(2/289)
ونقموا -أيضا- على أبي حنيفة الإرجاء، ومن أهل العلم من ينسب إلى الإرجاء كثير لم يعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيه كما عنوا بذلك في أبي حنيفة لإمامته، وكان أيضا مع هذا يحسد وينسب إليه ما ليس فيه ويختلق عليه ما لا يليق به، وقد أثنى عليه جماعة من العلماء وفضلوه ولعلنا إن وجدنا نشطة أن نجمع من فضائله وفضائل مالك أيضا والشافعي والثوري والأوزاعي كتابا أملنا جمعه قديما في أخبار أئمة الأمصار إن شاء الله1.
1099- حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: أصحابنا يفرطون في أبي حنيفة وأصحابه2.
فقيل له: أكان أبو حنيفة يكذب؟ فقال: كان أنبل من ذلك.
1100- حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي بالبصرة قال: حدثنا العباس بن الفضل قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول سمعت أحمد بن حنبل، يقول: رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار.
1101- حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: حدثنا الدراوردي، قال: إذا قال مالك: وعليه أدركت أهل بلدنا والمجتمع عليه عندنا، فإنه يريد ربيعة بن أبي عبد الرحمن وابن هرمز.
وذكر محمد بن الحسين الأزدي الحافظ الموصلي في الأخبار التي في آخر كتابه في الضعفاء، قال يحيى بن معين: ما رأيت أحدا أقدمه على وكيع، وكان يفتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 وقد وفّى ابن عبد البر بوعده فجمع كتابا في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء. وهو مطبوع بعنوان: "الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء".
2 انظر معرفة الرجال لابن معين "230" 1/ 79.(2/290)
برأي أبي حنيفة، وكان يحفظ حديثه كله، وكان قد سمع من أبي حنيفة حديثا كثيرا1.
قال الأزدي: هذا من يحيى بن معين تحامل، وليس وكيع كيحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، وقد رأى يحيى بن معين هؤلاء وصحبهم.
- قال: وقيل ليحيى بن معين: يا أبا زكريا أبو حنيفة كان يصدق في الحديث؟ قال: نعم صدوق. وقيل له: والشافعي كان يكذب؟ قال: ما أحب حديثه ولا ذكره2.
- قال: وقيل ليحيى بن معين: أيما أحب إليك أبو حنيفة أو الشافعي أو أبو يوسف القاضي؟
فقال: أما الشافعي فلا أحب حديثه، وأما أبو حنيفة فقد حدث عنه قوم صالحون، وأبو حنيفة لم يكن من أهل الكذب وكان صدوقا، ولكن ليس أرى حديثه يجزئ.
- قال أبو عمر: لم يتابع يحيى بن معين أحد في قوله في الشافعي، وقوله في حديث أبي يوسف، وحديث الشافعي أحسن من أحاديث أبي حنيفة.
- وقال الحسن بن علي الحلواني، قال لي شبابة بن سوار: كان شعبة حسن الرأي في أبي حنيفة، وكان يستنشدني أبيات مساور الوراق:
إذا ما الناس يوما قايسونا بآبدة من الفتيا لطيفة
وذكر الأبيات3.
- وقال علي بن المديني: أبو حنيفة روى عنه الثوري وابن المبارك وحماد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن عبد البر في الانتقاء ص136 إلى قوله: وكان يفتي برأي أبي حنيفة.
2 رواه في معرفة الرجال "230" 1/ 79، وانظر سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين "96" ص33.
3 رواه ابن عبد البر في الانتقاء ص126.(2/291)
زيد وهشيم ووكيع بن الجراح وعباد بن العوام وجعفر بن عون وهو ثقة لا بأس به.
وقال يحيى بن سعيد: ربما استحسنا الشيء من قول أبي حنيفة فنأخذ به1.
قال يحيى: وقد سمعت من أبي يوسف الجامع الصغير, ذكره الأزدي.
قال: حدثنا محمد بن حرب، سمعت علي بن المديني.. فذكره من أوله إلى آخره حرفا بحرف.
1102- أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ببغداد، قال: أنبأنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، قال: حدثنا الحسن بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال: قال مالك بن أنس: قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد استكمل هذا الأمر، فإنما ينبغي أن يتبع آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآثار الصحابة، ولا يتبع الرأي؛ فإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك فاتبعته؛ فأنت كلما جاء رجل فغلبك اتبعته؟ أرى هذا لا يتم.
1103- وحدثنا عبد الله، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عثمان، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، قال: كنت أجالس أبا حنيفة، فربما سمعته في اليوم الواحد في المسألة الواحدة خمسة أقوال، ينتقل من قول إلى قول، فقمت عنه وتركته، وطلبت الحديث.
1104- حدثنا عبد الله، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: كان يعجبني مجالسة سفيان الثوري، وكنت إذا شئت رأيته مصليا، وإذا شئت رأيته في الزهد, وإذا شئت رأيته في الغامض من الفقه، ورب مجلس شهدته ما صلي فيه على النبي, صلى الله عليه وسلم.
قال عبدان: كأنه عرّض بمجلس أبي حنيفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن الجنيد عن ابن معين, انظر سؤالات ابن الجنيد "424" ص89، ومعرفة الرجال "56" 1/ 38، والتاريخ لابن معين "2530"، وابن عبد البر في الانتقاء ص131-132.(2/292)
- قال أبو عمر: الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه أكثر من الذين تكلموا فيه، والذين تكلموا فيه من أهل الحديث أكثر ما عابوا عليه الإغراق في الرأي والقياس والإرجاء، وكان يقال: يستدل على نباهة الرجل من الماضين بتباين الناس فيه.
قالوا: ألا ترى إلى علي بن أبي طالب أنه هلك فيه فتيان: محب أفرط، ومبغض أفرط، وقد جاء في الحديث: "أنه يهلك فيه رجلان محب مطر ومبغض مفتر"1.
وهذه صفة أهل النباهة ومن بلغ في الدين والفضل الغاية، والله أعلم.
- قال أبو عمر: بلغني عن سهل بن عبد الله التستري أنه قال: ما أحدث أحد في العلم شيئا، إلا سئل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنة سلم وإلا فهو العطب.
وقد ذكرنا من الآثار في باب أصول العلم وفي باب صفة العالم ما يغني عن الكلام في هذا الباب، وبالله التوفيق.
72- باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض:
1105- حدثنا سعيد بن نصر قراءة مني عليه، أن قاسم بن أصبغ حدثهم، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا موسى بن معاوية، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني يعيش بن الوليد، أن مولى الزبير بن العوام، حدثه عن الزبير بن العوام، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "دب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد المسند 1/ 160، وأبو يعلى "534"، والحاكم 3/ 123، والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 1/ 257، وابن أبي عاصم في السنة "1004"، والبزار "2566" 3/ 302، وابن عبد البر في التمهيد 6/ 120-121، والديلمي في الفردوس "8315" 5/ 408، وسنده ضعيف.
وانظر مجمع الزوائد 9/ 133، وتنزيه الشريعة 1/ 396 وقد ورد موقوفا عن علي: انظر ظلال الجنة في تخريج السنة، والسنة للخلال "797" 1/ 500.(2/293)
إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، البغضاء: هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم"1.
1106- وحدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، قال: حدثنا وهب بن مسرة، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن شبيان وهشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن الزبير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء" فذكر الحديث2.
1107- وحدثنا خلف بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، قال: حدثنا موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، عن مولى الزبير، عن الزبير: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، لكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم"3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الترمذي "2510" وأحمد 1/ 164-167، وأبو يعلى "669" 2/ 32، والبزار "2002"، وعبد بن حميد "97" ص63، وابن قانع في معجم الصحابة 1/ 223-224، والشاشي في مسنده "54-55" 1/ 114-115، والطيالسي في مسنده "193" ص27، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة "465-466" 1/ 449-450، والرافعي في أخبار قزوين 4/ 142، والبيهقي في الشعب "8747"، وفي السنن 10/ 232، وفي الآداب "151". وسنده ضعيف؛ لجهالة مولى أبي الزبير، والاختلاف على سنده، ولشطره الأول والثاني شواهد يتأيد بها -إن شاء الله تعالى انظر العلل للدارقطني 4/ 247-248، وعلل ابن أبي حاتم "2500" 2/ 327، وسنن الترمذي.
2 انظر التعليق السابق.
3 انظر التعليق السابق.(2/294)
1108- وحدثناه أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن جامع، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز... فذكره بإسناده سواء.
1109- حدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، قال: حدثنا الحسن بن محمد الرافعي، قال: حدثني عبد الرحمن بن سلام، قال: حدثنا بشير بن زاذان، عن الحسن بن السكن، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: استمعوا كلام العلماء ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايرا من التيوس في زربها1.
1110- وحدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، حدثنا أحمد بن الفضل، حدثنا الحسن بن علي الرافعي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، حدثنا بشير بن زاذان، عن الحسن بن السكن، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: استمعوا... فذكره حرفا بحرف إلى آخره.
- وروى مقاتل بن حيان وعطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، قال: خذوا العلم حيث وجدتم، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض، فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة.
1111- حدثنا أحمد بن قاسم، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز:
وحدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا أحمد بن دحيم، قال: حدثنا أبو عيسى أحمد بن محمود، قال: حدثنا أحمد بن علي الوراق: قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحسن بن أبي جعفر، قال: سمعت مالك بن دينار، يقول: يؤخذ بقول العلماء والقراء في كل شيء إلا قول بعضهم على بعض؛ فإنهم أشد تحاسدا من التيوس تنصب لهم الشاة الضارب فَيَنِبّ هذا من ههنا وهذا من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر عقود الجمان ص407.(2/295)
ههنا1.
وقال سعيد في حديثه: فإني وجدتهم أشد تحاسدا من التيوس بعضها على بعض.
1112- حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثني الوليد بن شجاع، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر، عن كعب، قال: قال موسى: يا رب أي عبادك أعلم؟
قال: عالم غرثان من العلم، ويوشك أن تروا جهال الناس يتباهون بالعلم ويتغايرون علهي كما تتغاير النساء على الرجال فذاك حظهم منه2.
1113- حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن داود، قالك حدثنا سحنون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عبد العزيز بن حازم، قال: سمعت أبي يقول: العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه حتى كان هذا الزمان فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله ويزهى على من هو دونه فهلك الناس.
قال أبو عمر: هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس، وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك، والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته، وبانت ثقته وعنايته بالعلم، لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قاله لبراءته من الغل والحسد والعداوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو نعيم في الحلية 2/ 378، وانظر عقود الجمان ص408، وقاعدة في الجرح والتعديل ص21-22 معزوا للمبسوطة في قول ابن وهب.
2 سبق عقيب حديث "790" 2/ 93.(2/296)
والمنافسة وسلامته من ذلك كله، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر، وأما من لم تثبت إمامته ولا عرفت عدالته ولا صحت لعدم الحفظ والاتقان روايته، فإنه ينظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه، والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور من جماهير المسلمين إماما في الدين قول أحد من الطاعنين أن السلف -رضوان الله عليهم- قد سبق من بعضهم في بعض كلام كثير في حال الغضب ومنه ما حمل عليه الحسد، كما قال ابن عباس ومالك بن دينار وأبو حازم، ومنه على جهة التأويل مما لا يلزم القول فيه ما قاله القائل فيه، وقد حمل بعضهم على بعض بالسيف تأويلا واجتهادا لا يزم تقليدهم في شيء منه دون برهان ولا حجة توجبه، ونحن نورد في هذا الباب من قول الأئمة الجلة الثقات السادة بعضهم في بعض مما لا يجب أن يلتفت فيهم إليه ولا يعرج عليه ما يوضح لك صحة ما ذكرنا والله بالتوفيق.
1114- حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا أحمد بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، عن حماد، أنه ذكر أهل الحجاز، فقال: قد سألتهم فلم يكن عندهم شيء، والله لصبيانكم أعلم منهم بل صبيان صبيانكم.
1115- حدثنا خلف بن أحمد، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا ابن وضاح، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا نعيم، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن للزهري: لو جلست للناس في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بقية عمرك؟ قال: فقال رجل للزهري: أما إنه ما يشتهي أن يراك.
قال: فقال الزهري: أما إنه لا ينبغي أن أفعل ذلك حتى أكون زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة.
- وروينا عن ابن شهاب، أنه قيل له: تركت المدينة ولزمته شغبا وإداما وتركت العلماء بالمدينة يتامى؟
فقال: أفسدها علينا العبدان ربيعة وأبو الزناد.(2/297)
1116- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، قال: حماد: لقيت عطاء وطاوسا ومجاهدا فصبيانكم أعلم منهم، بل صبيان صبيانكم.
قال مغيرة: هذا بغي منه.
- قال أبو عمر: صدق مغيرة: وقد كان أبو حنيفة وهو أقعد الناس بحماد يفضل عطاء عليه.
1117- أخبرنا حكم بن منذر، قال: أخبرنا يوسف بن أحمد، قال: حدثنا أبو رجاء محمد بن حماد المقري، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: ما رأيت أفضل من عطاء بن أبي رباح1.
1118- وأخبرنا حكم، قال: حدثنا يوسف، قال: حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن خيران الفقيه العبد الصالح، قال: حدثنا شعيب بن أيوب سنة ستين ومائتين، قال: سمعت أبا يحيى الحماني، يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت أحدا أفضل من عطاء بن أبي رباح ولا رأيت أحد أكذب من جابر الجعفي2.
1119- وحدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل بن العباس الخفاف، قال: حدثنا محمد بن جرير بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، قال: قدم علينا حماد بن أبي سليمان من مكة فأتيناه لنسلم عليه، فقال لنا: احمدوا الله يا أهل الكوفة، فإني لقيت عطاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البغوي في مسند ابن الجعد "1978" ص292، وابن عدي في الكامل 7/ 6.
2 رواه البغوي في مسند ابن الجعد "1977" ص292.(2/298)
وطاوسا ومجاهدا فلصبيانكم وصبيان صبيانكم أعلم منهم1.
1120- وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، قال: ما رأيت قوما أنقض لعرى الإسلام من أهل مكة، ولا رأيت قوما أشبه بالنصارى من السبائية.
قال أحمد بن يونس: يعني الرافضة.
1121- حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثني عبد الله بن يوسف، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن إسحاق بن أبي طلحة بن أشعث، قال: بعثني عمر بن عبد العزيز إلى العراق، فقال: أقرئهم ولا تستقرئهم، وحدثهم ولا تسمع منهم، وعلمهم ولا تتعلم منهم.
1122- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا محمد بن خالد، قال: حدثنا الوليد، قال: سمعت الأوزاعي، يقول: كانوا يستحيون أن يتحدثوا بأحاديث فضائل أهل البيت ليردوا أهل الشام عما كانوا يأخذون فيه.
- قال أبو عمر: فهذا حماد بن أبي سليمان وهو فقيه الكوفة بعد النخعي القائم بفتواها وهو معلم أبي حنيفة. وقيل لإبراهيم النخعي: من نسأل بعدك؟
قال: حماد، وقعد مقعده بعده يقول في عطاء وطاوس ومجاهد -وهم عند الجميع أرضى منه وأعلم وفوقه في كل حال ما نرى، ولم ينسب واحد منهم إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن عدي في الكامل 2/ 236، والعقيلي في الضعفاء 1/ 302، وابن معين في تاريخه "رواية الدوري" ص4/ 67، وذكره في السير 5/ 235، والميزان 2/ 366، والتهذيب 3/ 15.(2/299)
الإرجاء، وقد نسب إليه حماد هذا وعيب به، وعنه أخذه أبو حنيفة، والله أعلم.
وهذا ابن شهاب قد أطلق على أهل مكة في زمانه أنهم ينقضون عرى الإسلام ما استثنى منهم أحدا وفيهم من جلة العلماء من لا خفاء بجلالته في الدين وأظن ذلك -والله أعلم- لما روي عنهم في الصرف ومتعة النساء.
- وذكر الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، قال: كنت عند الشعبي فذكروا إبراهيم، فقال: ذاك رجل يختلف إلينا ليلا ويحدث الناس نهارا فأتيت إبراهيم فأخبرته، فقال: ذلك يحدث عن مسروق، والله ما سمع منه شيئا قط.
- قال الحسن: وحدثنا أبو زيد الهروي، قال: سمعت شعبة يقول: لم يسمع إبراهيم من مسروق شيئا قط.
1123- حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا قاسم بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، قال: ذكر إبراهيم النخعي عند الشعبي، فقال ذاك الأعور الذي يستفتيني بالليل ويجلس يفتي الناس بالنهار.
قال: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: ذاك الكذاب لم يسمع من مسروق شيئا.
- وذكر ابن أبي خيثمة هذا الخبر عن أبيه، قال: كان هذا الحديث في كتاب أبي معاوية فسألناه عنه فأبى أن يحدثنا به.
- قال أبو عمر: معاذ الله أن يكون الشعبي كذابا بل هو إمام جليل، والنخعي مثله جلالة وعلما ودينا، وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني: حدثني الحارث وكان أحد الكذابين، ولم يبن من الحارث كذب، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره، ومن ههنا -والله أعلم- كذبه الشعبي؛ لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم.
- وروى علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قالت عائشة: ما(2/300)
علم أنس بن مالك وأبو سعيد الخدري بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما كانا غلامين صغيرين.
- وذكر المروزي في كتاب الانتفاع بجلود الميتة في قصة عكرمة ذبًّا عنه ودفعا لما قيل فيه ما يجب أن يكون في بابنا هذا فمن ذلك أنه ذكر حديث سمرة أنه قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم سكتتان -يعني: في الصلاة عند قرائته فبلغ ذلك عمران بن الحصين فقال: كذب سمرة، فكتبوا إلى أبي بن كعب فكتب أن قد صدق سمرة1، وهذا الحديث مشهور جدا.
- ومثله قول المروزي: حدثنا إسحاق بن راهويه وأحمد بن عمرو، قالا: حدثنا جرير، عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس قال: كنت جالسا عند ابن عمر فأتاه رجل فقال: إن أبا هريرة يقول: إن الوتر ليس بحتم، فخذوا منه ودعوا.
فقال ابن عمر: كذب أبو هريرة جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأله عن صلاة الليل؟ فقال: "مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فواحدة"2.
وكذبت عائشة ابن عمر في عدد عُمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي أن الميت يعذب ببكاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو داود "777" 1/ 206، والترمذي "251" 2/ 30-31، وأحمد 5/ 7-11-15-20-21-23، وابن ماجه "844"، والدارمي "1243" 1/ 313، وابن خزيمة 3/ 35، وابن حبان 5/ 112، والدارقطني 1/ 309-336، والحاكم في المستدرك 1/ 215، والبيهقي 2/ 171-196، والطبراني في مسند الشاميين "915" 2/ 58، وفي الكبير "6875-6876" 7/ 254-255 و"311-312" 18/ 146. من طريق الحسن، عن سمرة به والحسن لم يسمع من سمرة ولا من عمران فهو منقطع.
2 رواه من طريق طاوس، عن ابن عمر: البخاري "995"، ومسلم، والنسائي "438" 1/ 170 "الكبرى"، وابن ماجه "1320"، وأحمد 2/ 111-113-130-141، وابن خزيمة "1072" 2/ 139، والطحاوي في شرح المعاني 1/ 278، وابن المنذر في الأوسط "2630" 5/ 175.(2/301)
أهله عليه1، وقد ذكرنا ذلك في كتاب التمهيد، وقد كان بين أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلة العلماء عند الغضب كلام هو أكثر من هذا، ولكن أهل الفهم والعلم والميز لا يلتفتون إلى ذلك؛ لأنهم بشر يغضبون ويرضون والقول في الرضا غير القول في الغضب.
ولقد أحسن القائل: لا يعرف الحلم إلا ساعة الغضب.
ومن أشنع شيء روى في هذا الباب وأشده نوكًا ما:
1124- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: كان الضحاك بن مزاحم يكره المسك فقيل له: إن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يتطيبون به.
قال: نحن أعلم منهم2.
- وذكر المروزي، قال: حدثنا الحلواني، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، قال: قدم علينا عكرمة فلم يزل يحدثني حتى صرت بالمربد، ثم قال: أيحسن حسنكم مثل هذا.
- قال أبو عمر: وقد علم الناس أن الحسن البصري يحسن أشياء لا يحسنها عكرمة، وإن كان عكرمة مقدما عندهم في تفسير القرآن والسير.
- وقيل لعروة بن الزبير: إن ابن عباس يقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لبث بمكة بعد أن بعث ثلاث عشرة سنة.
فقال: كذب، إنما أخذه من قول الشاعر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق تخريج ذلك.
2 رواه ابن أبي شيبة بأوله "11044" 2/ 461، وأبو نعيم في الحلية 9/ 46، وانظر المصنف لابن أبي شيبة 2/ 461 و5/ 307.(2/302)
- قال أبو عمر: والشاعر هو أبو قيس صرمة بن أنس الأنصاري - ويقال: ابن أبي أنس -هو القائل:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة يذكر لو يلقى صديقا مواتيا
في شعر قد ذكرناه في كتاب الصحابة1 عند ذكر أبي قيس هذا.
- وعن سعيد بن جبير أنه قال في العمرة: إنها واجبة. فقيل له: إن الشعبي يقول: ليست بواجبة. فقال: كذب الشعبي2.
- وعن الحسن بن علي، أنه سئل عن قول الله جل وعز: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 113] فأجاب فيها فقيل له: إن ابن عمر وابن الزبير قالا كذا وكذا خلاف قوله. فقال: كذبا.
وعن علي بن أبي طالب أنه قال: كذب المغيرة بن شعبة.
وعن عباد بن الصامت أنه قال: كذب أبو محمد -يعني في وجوب الوتر- وأبو محمد هذا اسمه: مسعود بن أوس؛ أنصاري بدري قد ذكرناه في الصحابة ونسبناه، وتكذيب عبادة له من رواية مالك وغيره في قصة الوتر.
واستشهد عبادة بقول رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد" الحديث.
- قال المروزي: وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن رجل نذر نذرا لا ينبغي له من المعاصي فأمره أن يوفي له بنذره، فسأل الرجل عكرمة فأمره أن يكفر عن يمينه ولا يوفي بنذره، فرجع الرجل إلى سعيد بن المسيب فأخبره بقول عكرمة فقال ابن المسيب: لينتهين عكرمة أو ليوجعن الأمراء ظهره، فرجع الرجل إلى عكرمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر الاستيعاب 2/ 195-196 على هامش الإصابة. "دار الكتاب العربي".
2 سبق.(2/303)
فأخبره فقال عكرمة: أما إذا بلغتني فبلغه أما هو فقد ضربت الأمراء ظهره وأوقفوه في تبان من شعر وسله عن نذرك: أطاعة هو لله أم معصية، فإن قال: هو طاعة، فقد كذب على الله لأنه لا تكون معصية الله طاعة، وإن قال: هو معصية، فقد أمرك بمعصية الله1.
- قال المروزي: فلهذا كان بين سعيد بن المسيب وبين عكرمة ما كان، حتى قال فيه ما حكي عنه أنه قال لغلامه برد: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس.
- وكذلك كان كلام مالك في محمد بن إسحاق لشيء بلغه عنه تكلم به في نسبه وعلمه.
- قال أبو عمر: والكلام ما رويناه من وجوه عن عبد الله بن إدريس أنه قال: قدم علينا محمد بن إسحاق فذكرنا له شيئا عن مالك فقال: هاتوا علم مالك، فأنا بيطاره.
قال ابن إدريس: فلما قدمت المدينة ذكرت ذلك لمالك بن أنس فقال: ذلك دجال الدجاجلة، ونحن أخرجناه من المدينة.
قال ابن إدريس: وما كنت سمعت بجمع دجال قبلها على ذلك الجمع، وكان ابن إسحاق يقول فيه: إنه مولى لبني تيم قريش، وقال فيه ابن شهاب -أيضا- فكذب مالك ابن إسحاق؛ لأنه كان أعلم بنسب نفسه، وإنما هم خلفاء لبني تيم في الجاهلية، وقد ذكرنا ذلك وأوضحناه في صدر كتاب التمييز، وربما كان تكذيب مالك لابن إسحاق في تشيعه وما نسب إليه من القول بالقدر، وأما الصدق والحفظ فكان صدوقا حافظا أثنى عليه ابن شهاب ووثقه شعبة والثوري وابن عيينة وجماعة جلة.
- وقد روي عن مالك أنه قيل: من أين قلت في محمد بن إسحاق: إنه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه عبد الرزاق في المصنف "15826" 8/ 438-439.(2/304)
كذاب؟ فقال: سمعت هشام بن عروة، يقوله. وهذا تقليد لا برهان عليه، وقيل لهشام بن عروة: من أين قلت ذلك؟ قال: هو يروي عن امرأتي، ووالله ما رآها قط.
وقال أحمد بن حنبل عند ذكر هذه الحكاية: قد يمكن ابن إسحاق أن يراها، أو يسمع منها من وراء حجاب من حيث لم يعلم هشام.
1125- أخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو الميمون البجلي، قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: سألت عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن زياد بن سمعان، فقال: ثقة.
فقلت: إن مالكا يقول فيه: كذاب.
فقال: لا يقبل قول بعضهم في بعض1.
1126- حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا مسلمة بن القاسم، حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا محمد بن أحمد بن فيروز، حدثنا علي بن خشرم، قال: سمعت الفضل بن موسى يقول: دخلت مع أبي حنيفة على الأعمش نعوده، فقال أبو حنيفة: يا أبا محمد لولا التثقيل عليك لزدت في عياداتك -أو قال: لعدتك أكثر مما أعودك- فقال له الأعمش: والله إنك علي لثقيل وأنت في بيتك فكيف إذا دخلت علي؟!
قال الفضل: فلما خرجنا من عنده قال أبو حنيفة: إن الأعمش لم يصم رمضان قط، ولم يغتسل من جنابة.
فقلت للفضل: ما يعني بذلك؟
قال: كان الأعمش يرى الماء من الماء، ويتسحر على حديث حذيفة2.
1127- حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل، قال: حدثنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر تهذيب التهذيب 5/ 22 في ترجمة عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي. وقع في المطبوعة: عبد الله بن يزيد، والمثبت من التهذيب 5/ 220.
2 رواه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ من الحديث "20" ص49، وانظر شرح السنة 2/ 7.(2/305)
محمد بن جرير، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: مالك -وذكر عنده أهل العراق- فقال: أنزلوهم منكم منزلة أهل الكتاب، لا تصدقوهم ولا تكذبوهم، {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ} [العنكبوت: 46]...
- وروينا عن محمد بن الحسن أنه دخل على مالك بن أنس يوما فسمعه يقول هذه المقالة التي حكاها عنه ابن وهب في أهل العراق، ثم رفع رأسه فنظر مني فكأنه استحيى، وقال: يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة، كذلك أدركت أصحابنا يقولون.
1128- حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين بن سعيد التونهاري قال: سمعت سعيد بن منصور يقول: كنت عند مالك بن أنس فأقبل قوم من أهل العراق فقال: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} [الحج: 72].
- وروى أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي، قال: سمعت جبير بن دينار، قال: سمعت يحيى بن أبي كثير، قال: لا يزال أهل البصرة بشر ما أبقى الله فيهم قتادة.
قال: وسمعت قتادة يقول: متى كان العلم في السماكين؟!! -يعرض بيحيى بن أبي كثير كان أهل بيته سماكين.
- وذكر أبو يعقوب يوسف بن أحمد المكي، قال: حدثنا جعفر بن إدريس المقري، قال: حدثنا محمد بن أبي يحيى، قال: حدثنا محمد بن سهل، قال: سمعت ليث بن طلحة، يقول: سمعت سلمة بن سليمان، يقول: قلت لابن المبارك: وضعت من رأي أبي حنيفة ولم تضع من رأي مالك؟ قال: لم أره علما.
وهذا مما ذكرنا مما لا يسمع من قولهم، ولا يلتفت إليه ولا يعرج عليه.
1129- حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر، قال: حدثنا ابن أبي دليم، قال:(2/306)
حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا محمد بن يحيى المصري، قال: سمعت عبد الله بن وهب، يقول: سئل مالك عن مسألة فأجاب فيها. فقال له السائل: إن أهل الشام يخالفونك فيها فيقولون كذا وكذا.
فقال: ومتى كان هذا الشأن بالشام، إنما هذا الشأن وقف على أهل المدينة والكوفة.
- وهذا خلاف ما تقدم من قوله في أهل الكوفة وأهل العراق، وخلاف المعروف عنه من تفضيله للأوزاعي، وخلاف قوله في أبي حنيفة المذكور في الباب قبل هذا؛ لأن شأن المسائل بالكوفة مداره على أبي حنيفة وأصحابه والثوري.
- قال عبد الله بن غانم: قلت لمالك: إنا لم نكن نرى الصفرة ولا الكدرة شيئا ولا نرى ذلك إلا في الدم العبيط. فقال مالك: وهل الصفرة إلا دم؟ ثم قال: إن هذا البلد إنما كان العمل فيه بالنبوة، وإن غيرهم إنما العمل فيهم بأمر الملوك.
وهذا من قوله -أيضا- خلاف ما تقدم، وقد كان أهل العراق يضيفون إلى أهل المدينة أن العمل عندهم بأمر الأمراء مثل هشام بن إسماعيل المخزومي وغيره، وهذا كله تحامل من بعضهم على بعض.
- وروينا أن منصور بن عمار قص يوما على الناس وأبو العتاهية حاضر، فقال: إنما سرق منصور هذا الكلام من رجل كوفي، فبلغ قوله منصورا، فقال: أبو العتاهية زنديق، أما ترونه لا يذكر في شعره الجنة ولا النار، وإنما يذكر الموت فقط، فبلغ ذلك أبا العتاهية فقال فيه:
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها
كالملبس الثوب من عري وعورته للناس بادية ما إن يواريها
وأعظم الإثم بعد الشرك نعلمه في كل نفس عماها عن مساويها
عرفانها بعيوب الناس تبصرها منهم ولا تبصر العيب الذي فيها1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر ديوان أبو العتاهية ص419.(2/307)
فلم تمض إلا أيام يسيرة حتى مات منصور بن عمار، فوقف أبو العتاهية على قبره وقال: يغفر الله لك أبا السري ما كنت رميتني به.
- قال أبو عمر: قد تدبرت شعر أبي العتاهية عند جمعي له فوجدت فيه ذكر البعث والمجازاة والحساب والثواب والعقاب.
1130- حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن زبر القاضي بمصر، حدثنا أحمد بن الخليل، حدثنا الأصمعي، عن زهير بن إسحاق السلولي إمام مسجد بني سلول، قال: ذكر سعيد بن أبي عروبة عند سليمان التيمي، فقال سليمان: والله ما كنت أجيز شهادة سعيد ولا شهادة معلمه -يعني: قتادة-.
قال الأصمعي: من أجل القدر.
1131- حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن حزم، قال: حدثنا عبيد الله بن يحيى، عن أبيه يحيى بن يحيى، قال: كنت آتي ابن القاسم فيقول لي: من أين؟ فأقول من عند ابن وهب. فيقول: الله الله اتق الله فإن أكثر هذه الأحاديث ليس عليها العمل، قال: ثم آتي ابن وهب فيقول لي: من أين؟ فأقول من عند ابن القاسم.
فيقول: اتق الله، فإن أكثر هذه المسائل رأي.
1132- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: كان أبو سعيد الرازي يماري أهل الكوفة ويفضل أهل المدينة، فهجاه رجل من أهل الكوفة ولقبه شرشير، وقال: كلب في جهنم اسمه شرشير، فقال:
عندي مسائل لا شرشير يحسنها إن سيل عنها ولا أصحاب شرشير
وليس يعرف هذا الدين نعرفه إلا حنيفية كوفية الدور
لا تسألن مدينيا فتحرجه إلا عن اليم والمثناة والزير(2/308)
قال سليمان: قال أبو سعيد: فكتبت إلى أهل المدينة: قد هجيتم بكذا، فأجيبوا، فأجابه رجل من المدينة فقال:
لقد عجبت لغاوٍ ساقه قدر وكل أمر إذا ما حم مقدور
قال المدينة أرض لا يكون بها إلا الغناء وإلا اليم والزير
لقد كذبت لعمر الله إن بها قبر الرسول وخير الناس مقبور1
وهذا كله مما ذكرت لك من قول بعضهم في بعض وقد علم الناس فضل المدينة وأهلها في العلم.
1133- حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: سمعت سليمان بن موسى، يقول: إذا كان فقه الرجل حجازيا وأدبه عراقيا فقد كمل2.
- وذكر ابن وهب، عن مالك، قال: كان أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يقول: إذا وجدت أهل المدينة مجتمعين على أمر فلا تشك أنه الحق.
فرواية هذا وشبهه وكتابه أولى من رواية انطلاق الألسنة في أعراض أهل الديانات والفضل، ولكن أولو الفهم قليل، والله المستعان.
وقد كان ابن معين -عفا الله عنه- يطلق في أعراض الثقات الأئمة لسانه بأشياء أنكرت عليه:
منها: قوله عبد الملك بن مروان أبخر الفم، وكان رجل سوء.
ومنها: قوله كان أبو عثمان النهدي شرطيا.
ومنها: قوله في الزهري: إنه ولي الخراج لبعض بني أمية وإنه فقد مرة مالا فاتهم به غلاما له فضربه فمات من ضربه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن عبد البر في الانتقاء ص141.
2 سبق "814-815".(2/309)
وذكر كلاما خشنا في قتله على ذلك غلامه تركت ذكره لأنه لا يليق بمثله.
ومنها: قوله في الأوزاعي: إنه من الجند، ولا كرامة.
وقال: حديث الأوزاعي، عن الزهري ويحيى بن أبي كثير ليس يثبت.
ومنها: قوله في طاوس: إنه كان شيعيا.
ذكر ذلك كله الأزدي محمد بن الحسين الموصلي الحافظ في الأخبار التي في آخر كتابه في الضعفاء، عن الغلابي، عن ابن معين.
وقد رواه متفرقا جماعة عن ابن معين، منهم عباس الدوري، وغيره، ومما نقم على ابن معين وعيب به -أيضا- قوله في الشافعي: إنه ليس بثقة.
وقيل لأحمد بن حنبل: إن يحيى بن معين يتكلم في الشافعي؟ فقال أحمد: ومن أين يعرف يحيى الشافعي، هو لا يعرف الشافعي، ولا يقول ما يقول الشافعي أو نحو هذا ومن جهل شيئا عاداه.
- قال أبو عمر: صدق أحمد بن حنبل رحمه الله إن ابن معين كان لا يعرف ما يقول الشافعي.
وقد حكي عن ابن معين أنه سئل عن مسألة من التيمم فلم يعرفها.
ولقد أحسن أكثم بن صيفي في قوله: ويل لعالم أمر من جاهله. من جهل شيئا عاداه، ومن أحب شيئا استعبده.
1134- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن زهير، قال: سئل يحيى بن معين -وأنا حاضر- عن
ارت نفسها؟ فقال: سل عن هذا أهل العلم.
- وقد كان عبد الله الأمير بن عبد الرحمن بن محمد الناصر يقول: إن ابن وضاح كذب على ابن معين في حكايته عنه أنه سأله عن الشافعي فقال: ليس بثقة.
وزعم عبد الله أنه رأى أصل ابن وضاح الذي كتبه بالمشرق، وفيه: سألت يحيى بن معين عن الشافعي؟ فقال: هو ثقة.(2/310)
قال: وكان ابن وضاح يقول: ليس بثقة، فكان عبد الله الأمير يحمل على ابن وضاح في ذلك، وكان خالد بن سعد يقول: إنما سأله ابن وضاح عن إبراهيم بن محمد الشافعي، ولم يسأله عن محمد بن إدريس الشافعي الفقيه.
وهذا كله عندي تخرص وتكلم على الهوى وقد صح عن ابن معين من طرق أنه كان يتكلم في الشافعي على ما قدمت لك حتى نهاه أحمد بن حنبل، وقال له: لم تر عيناك قط مثل الشافعي1.
- وقد تكلم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة كرهت ذكره وهو مشهور2 عنه، قاله إنكارا منه لقول مالك في حديث: "البيعان بالخيار"، وكان إبراهيم بن سعد3 يتكلم فيه ويدعو عليه وتكلم في مالك -أيضا- فيما ذكره الساجي في كتاب العلل-: عبد العزيز بن أبي سلمة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن إسحاق وابن أبي يحيى وابن أبي الزناد وعابوا أشياء من مذهبه وتكلم فيه غيرهم لتركه الرواية عن سعد بن إبراهيم4، وروايته عن داود بن الحصين5، وثور بن زيد6، وتحامل عليه الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسدا لموضع إمامته، وعابه قوم في إنكاره المسح على الخفين في الحضر والسفر، وفي كلامه في علي وعثمان وفي فتياه بإتيان النساء في الأعجاز وفي قعوده عن مشاهدة الجماعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسبوه بذلك إلى ما لا يحسن ذكره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر الانتقاء ص75.
2 انظر العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 1/ 193، وطبقات الحنابلة 1/ 251، وترتيب المدارك 1/ 53-55، وسير أعلام النبلاء 7/ 142، وتاريخ بغداد 2/ 302.
3 انظر طبقات الشافعية الكبرى، وشرح الإحياء للزبيدي 1/ 51. ولعل الصواب هنا: سعيد بن إبراهيم -كما سيأتي بعد قليل. وهو سعيد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني. انظر تهذيب التهذيب 3/ 564-565.
4 انظر التهذيب 3/ 465 و3/ 182.
5 انظر التهذيب 3/ 182.
6 انظر التهذيب 2/ 32.(2/311)
وقد برأ الله عز وجل مالكا عما قالوه، وكان -إن شاء الله- عند الله وجيها.
وما مثل من تكلم في مالك والشافعي ونظرائهما من الأئمة إلا كما قال الأعشى:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنة الوعل1
أو كما قال الحسين بن حميد:
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وكلام أبي الزناد في ربيعة هو من هذا الباب أيضا.
- ولقد أحسن أبو العتاهية حيث يقول:
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما وللناس قال بالظنون وقيل
- وهذا خير من قول القائل:
وما اعتذارك من شيء إذا قيل
فقد رأينا البغي والحسد أسرع الناس إليه قديما، ألا ترى إلى قول الكوفي في سعد بن أبي وقاص: إنه لا يعدل في الرعية، ولا يغزو في السرية، ولا يقسم بالسوية؛ وسعد بدري، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين جعل عمر بن الخطاب الشورى فيهم، وقال: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راضٍ.
- وروي أن موسى صلى الله عليه وسلم قال: يا رب اقطع عني ألسن بني إسرائيل، فأوحى الله إليه: "يا موسى لم أقطعها عن نفسي فكيف أقطعها عنك".
- قال أبو عمر: والله لقد تجاوز الناس الحد في الغيبة والذم فلم يقنعوا بذم العامة دون الخاصة، ولا بذم الجهال دون العلماء، وهذا كله يحمل الجهل والحسد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر شرح الإحياء 1/ 51.(2/312)
قيل لابن المبارك: فلان يتكلم في أبي حنيفة: فأنشد بيت ابن الرقيات1:
حسدوك إن رأوك فضلك اللـ ـه بما فضلت به النجباء
- وقيل لأبي عاصم النبيل: فلا يتكلم في أبي حنيفة، فقال: هو كما قال نصيب:
سلمت وهل حي على الناس يسلم
- وقال أبو الأسود الدؤلي:
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه فالناس أعداء له وخصوم
فمن أراد أن يقبل قوله العلماء الثقات الأئمة الأثبات بعضهم في بعض فليقبل قول من ذكرنا قول من الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- بعضهم في بعض، فإن فعل ذلك ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا.
وكذلك إن قبل في سعيد بن المسيب قول عكرمة، وفي الشعبي والنخعي، وأهل الحجاز، وأهل مكة، وأهل الكوفة، وأهل الشام، على الجملة.
وفي مالك والشافعي وسائر من ذكرنا في هذا الباب ما ذكرنا عن بعضهم في بعض، فإن لم يفعل ولن يفعل -إن هداه الله وألهمه رشده- فليقف عند ما شرطنا في أن لا يقبل فيمن صحت عدالته، وعلمت بالعلم عنايته وسلم من الكبائر ولزم المروءة والتعاون وكان خيره غالبا وشره أقل عمله فهذا لا يقبل فيه قول قائل لا برهان له به، فهذا هو الحق الذي لا يصح غيره إن شاء الله.
- قال أبو العتاهية:
بكى شجوه الإسلام من علمائه فما اكترثوا لما رأوا من بكائه
فأكثرهم مستقبح لصواب من يخالفه مستحسن لخطائه
فأيهم المرجو فينا لدينه وأيهم الموثوق فينا برأيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر ديوانه ص91، والخيرات الحسان ص75.(2/313)
والذين أثنوا على سعيد بن المسيب وعلى سائر من ذكرنا من التابعين وأئمة المسلمين أكثر من أن يحصوا، وقد جمع الناس فضائلهم وعنوا بسيرهم وأخبارهم، فمن قرأ فضائل مالك، وفضائل الشافعي، وفضائل أبي حنيفة، بعد فضائل الصحابة والتابعين وعني بها، ووقف على كريم سيرهم وهديهم كان ذلك له عملا زاكيا نفعنا الله بحب جميعهم.
- قال الثوري -رحمه الله: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة1.
ومن لم يحفظ من أخبارهم إلا ما بدر من بعضهم في بعض على الحسد والهفوات والغضب والشهوات دون أن يعي بفضائلهم، حرم التوفيق ودخل في الغيبة، وحاد عن الطرييق، جعلنا الله وإياك ممن يسمع القول فيتبع أحسنه، وقد افتتحنا هذا الباب بقوله صلى الله عليه وسلم: $"دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء"2 وفي ذلك كفاية، وقد أكثر الناس من القول في الحسد نظما ونثرا، وقد بينا ما يجب من ذلك وأوضحناه ف يكتاب التمهيد3 عند قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تقاطعوا" وأفردنا للنظم والنثر بابا في كتاب "بهجة المجالس".
ومن صحبه التوفيق أغناه من الحكمة يسيرها، ومن المواعظ قليلها، إذا فهم واستعمل ما علم، وما توفيقي إلا بالله وهو حسبي ونعم الوكيل.
1135- وحدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا ابن دحمون، قال: سمعت محمد بن بكر بن داسة، يقول: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر المقاصد الحسنة ص292، ومختصر المقاصد، ص137، والتمييز ص110، وكشف الخفاء 2/ 91، والأسرار المرفوعة ص249، والمصنوع ص125، والإحياء 2/ 211، والغماز على اللماز ص151، والشذرة 1/ 402، والفوائد المجموعة ص254-508، واللؤلؤ المرصوع ص124، والجد الحثيث ص149، وتحذير المسلمين ص99، والنخبة البهية ص85، وأسنى المطالب ص205.
2 سبق برقم "1105" وما بعده.
3 انظر التمهيد 6/ 115-128.(2/314)
السجستاني، يقول: رحم الله مالكا كان إماما، رحم الله الشافعي كان إماما، رحم الله أبا حنيفة كان إماما.
1136- حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا شهاب بن خراش، عن عمه العوام بن حوشب، قال: اذكروا محاسن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- تأتلف القلوب عليهم، ولا تذكروا مساوئهم تحرشوا الناس عليهم1.
73- باب تدافع الفتوى وذم من سارع إليها:
1137- أخبرني أحمد بن القاسم وسعيد بن نصر، قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا ابن المباك، قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -أراه قال: في المسجد- فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه قد كفاه الحديث، ولا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا2.
1138- وبهذا الإسناد، عن ابن المبارك، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شبرمة، قال: قال ابن مسعود لتميم بن حذلم: يا تميم بن حذلم إن استطعت أن تكون المحدث فافعل3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الجامع "1398" 2/ 167-168.
2 رواه ابن المبارك في الزهد ص19، والدارمي "135" 1/ 65، وابن سعد في الطبقات 6/ 110، وأبو خيثمة في العلم "21" ص10، والخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 12-13، والبيهقي في المدخل "800-801" ص433، والآجري في أخلاق العلماء "169" ص83، والفسوي في المعرفة 2/ 817-818، وابن الجوزي في تلبيس إبليس ص132.
3 رواه ابن المبارك في الزهد "18-53"، ووكيع في أخبار القضاة 3/ 517، والفسوي في المعرفة 2/ 549، وأحمد في الزهد "158"، وأبو خيثمة في العلم "18" ص، وأبو نعيم في الحلية 1/ 130، ووكيع في الزهد "511" 3/ 825.(2/315)
1139- أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثني أبي وأحمد بن حنبل، قالا: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، قال: أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما منهم رجل يسأل عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه، ولا يحدث حديثا إلا يود أن أخاه كفاه1.
1140- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجار ببغداد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثني جرير، عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، قال: أدركت عشرين ومائة... فذكروه سواء2.
1141- قرأت على عبد الرحمن بن يحيى، عن أبي علي الحسن بن الخضر الأسيوطي، حدثهم قال: حدثنا أبو الطاهر: ح: وحدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا محمد بن رزيق بن جامع قالا: حدثنا خلف بن القاسم، قال: أبو المصعب الزهري: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، أن بكير بن الأشج، أخبره عن معاوية بن أبي عياش أنه كان جالسا عند عبد الله بن الزبير وعاصم بن عمر، قال: فجاءهما محمد بن إياس بن البكير، فقال: إن رجلا من أهل البادية طلق امرأته ثلاثا قبل أن يدخل بها فماذا تريان؟
فقال عبد الله بن الزبير: إن هذا الأمر ما لنا فيه قول، فاذهب إلى عبد الله بن عباس وأبي هريرة فإني تركتهما عند عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلهما، ثم ائتنا فأخبرنا، فذهب فسألهما فقال ابن عباس لأبي هريرة: أفته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة.
فقال أبو هريرة: الواحدة تبينها والثلاث تحرمها حتى تنكح زوجا غيره3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق "1137" قريبا.
2 سبق "1137" قريبا.
3 رواه الطحاوي 3/ 57، وابن أبي شيبة "17860" 4/ 67 مختصرا، وانظر أقوال أهل العلم في هذه المسألة: الإشراف 3/ 153-154، المصنف لابن أبي شيبة 4/ 66-69.(2/316)
1142- أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن بكر، حدثنا أبو داود، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، قال: ابن عباس: إن من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون1.
- ورواه وهب، عن مالك، قال: بلغني عن عبد الله بن عباس... فذكره.
- قال مالك: وبلغني عن ابن مسعود مثل ذلك. ذكره أبو داود -أيضا- عن الحارث بن مسكين، عن وهب، عن مالك، وذكره يحيى بن مزين، عن القعنبي، عن مالك.
1143- حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا الوليد بن شجاع، قال: أخبرني عبد الله بن وهب، قال: أخبرني محمد بن سليمان المرادي، عن شيخ من أهل المدينة يكنى أبا إسحاق، قال: كنت أرى الرجل في ذلك الزمان وإنه ليدخل يسأل عن الشيء فيدفعه الناس من مجلس إلى مجلس، حتى يدفع إلى مجلس سعيد بن المسيب كراهية الفتيا، وكانوا يدعون سعيد بن المسيب: الجريء.
1144- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا يوسف بن عدي، قال: حدثنا عبيدة بن حميد، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، قال: قال عبد الله: إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون2.
- وذكر الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا ابن عون، قال: كنت جالسا في حلقة فيها القاسم بن محمد، فجاءه رجل ومعه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البيهقي في المدخل "799" ص433.
2 سبق برقم "837".(2/317)
جارية فقال: إني أعتقت هذه الجارية عن دبر مني، فولدت أولادا أفابيع من أولادها شيئا؟ فقال القاسم: ما أدري ما هذا؟ فقال رجل في المجلس: قضى عمر بن عبد العزيز أن أولادها بمنزلتها إذا أُعتقت عتقوا بعتقها.
فقال القاسم: ما أرى رأيه إلا معتدلا، وهذا رأيي؛ وما أقول إنه الحق.
1145- وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا عثمان بن السماك، قال: حدثنا محمد عبدك القزاز، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون1.
1146- حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا ابن شعبان، حدثنا إبراهيم بن عثمان، حدثنا حمدان بن عمر، حدثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت ابن عيينة، يقول: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما2.
1147- أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا علي بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا أحمد بن أبي سليمان، قال: سمعت سحنون بن سعيد، يقول: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم فيظن أن الحق كله فيه.
قال سحنون: إني لأحفظ مسائل منها ما فيه ثمانية أقوال من ثمانية أئمة من العلماء فكيف ينبغي أن أعجل بالجواب حتى أتخير فلم ألام على حبسي الجواب؟
1148- حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي دليم، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا أبو الفضل صالح بن عبيد، قال: سمعت ابن مهدي، يقول عن حماد بن زيد: إنه ذكر رجلا فأثنى عليه فلم يكن يستفتي ولا يفتي3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق قريبا.
2 سبق برقم "838".
3 انظر ما سبق عن سفيان نحوه برقم "838".(2/318)
1149- حدثني أبو محمد قاسم بن محمد، قال: حدثنا خالد بن سعد، قال: حدثنا محمد بن فطيس، قال: حدثنا إبراهيم بن مروزق، قال: حدثنا وهب بن جرير وأبو داود وبشر بن عمر، قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، وسليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: من أفتى الناس في كل ما استفتوه فيه فهو مجنون.
هذا لفظ حديث وهب بن جرير، ولم يذكر أبو داود وبشر بن عمر في حديثهما سليمان الأعمش، وأنا جمعت حديثهم.
1150- حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا سحنون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا أشهل بن حاتم، عن عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، قال: قال حذيفة: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: من يعلم ما نسخ من القرآن. قالوا: ومن يعلم ما نسخ من القرآن؟ قال: عمر. أو أمير لا يجد بدا، أو أحمق متكلف.
قال: فربما قال ابن سيرين: فلست بواحد من هذين، ولا أحب أن أكون الثالث1.
1151- قال ابن وهب: وأخبرني موسى بن علي، أنه سأل ابن شهاب، عن شيء فقال ابن شهاب: ما سمعت فيه شيئا وما نزل بنا.
فقلت: إنه قد نزل لبعض إخوانك قال: ما سمعت فيه بشيء وما نزل بنا، وما أنا بقائل فيه شيئا.
1152- قال ابن وهب: وأخبرنا أشهل بن حاتم، عن عبد الله بن عون، عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الدارمي "172-172م" 1/ 73، والخطيب في الفقيه والمتفقه 2/ 156-157، والبيهقي في المدخل "71" ص127.(2/319)
ابن سيرين، قال: قال عمر لأبي مسعود عقبة بن عمرو: ألم أنبأ أنك تفتي الناس، ولِّ حارَّها من تولى قارها1.
1153- حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا الحسن بن إسماعيل، حدثنا عبد الملك بن أبجر، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سنيد، حدثنا يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: قال حذيفة: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: رجل يعلم ناسخ القرآن ومنسوخه، وأمير لا يجد بدا، وأحمق متكلف.
قال ابن سيرين: فأنا لست بأحد هذين، وأرجو أن لا أكون أحمق متكلفا2.
1154- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمي، ببغداد، قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت أبا المنهال، قال: سألت زيد بن أرقم والبراء بن عازب عن الصرف؟ فجعل كلما سألت أحدهما قال: سل الآخر؛ فإنه خير مني وأعلم مني، وذكر الحديث في الصرف3.
1155- حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا يحيى بن الربيع، قال: حدثنا محمد بن حماد المصيصي، قال: حدثنا إبراهيم بن واقد، قال: حدثنا المطلب بن زياد، قال: حدثني جعفر بن الحسن إمامنا، قال: رأيت أبا حنيفة في النوم فقلت: ما فعل الله بك يا أبا حنيفة؟ قال: غفر لي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق برقم "1077"، وقد رواه الدارمي "170" 1/ 73 وغيره.
2 سبق قريبا برقم "1150".
3 رواه البخاري "2180-2181" 4/ 382، و"2497-2498" 5/ 134، ومسلم "1589" 2/ 1212-1213، والنسائي في البيوع، باب "47" بيع الفضة بالذهب نسيئة 7/ 280، وأحمد 4/ 368-371-371-374، وأبو عوانة 3/ 384-385، والطيالسي "688" ص94، و"750" ص102، والدارقطني 3/ 17، وابن أبي شيبة "22502" 4/ 498، وعبد الرزاق "14527" 8/ 118، والبيهقي 5/ 281-281، والروياني "409" 1/ 276.(2/320)
فقلت له: بالعلم.
قال: ما أضر الفتيا على أهلها.
فقلت: فيم؟
قال: بقول الناس في ما لم يعلم الله مني1.
قال سحنون: إنا لله ما أشقى المفتي والحاكم ثم قال: ها أنا ذا يتعلم مني ما تضرب به الرقاب، وتوطأ به الفروج، وتؤخذ به الحقوق، أما كنت عن هذا غنيا.
وقال أبو عثمان بن الحداد: القاضي أيسر مأثما وأقرب إلى السلام من الفقيه؛ لأن الفقيه من شأنه إصدار ما يريد عليه من ساعته بما حضره من القول، والقاضي شأنه الأناءة والتثبيت، ومن تأنى وتثبت تهيأ له من الصواب ما لا يتهيأ لصاحب البديهة.
74- باب رتب الطلب والنصيحة في المذهب:
- قال أبو عمر: طلب العلم درجات ومناقل ورتب، لا ينبغي تعدِّيها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل، ومن تعداه مجتهدا زل.
فأول العلم: حفظ كتاب الله جل وعز وتفهمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه، ولا أقول: إن حفظه كله فرض، ولكن أقول: إن ذلك واجب لازم على من أحب أن يكون عالما ليس من باب الفرض.
1156- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا ميمون أبو عبد الله، عن الضحاك في قوله: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} [آل عمران: 79]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق.
ورواه الدولابي في الكنى. وانظر مناقب الأئمة الأربعة لابن عبد الهادي ص77.(2/321)
من تعلم القرآن أن يكون فقيها1.
- وقد تقدم قول أبي الدرداء: لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها.
- وقال مجاهد: {رَبَّانِيِّينَ}: فقهاء2.
- وقال سعيد بن جبير3، وأبو رزين4، وقتادة5: علماء حلماء.
- قال أبو عمر: القرآن أصل العلم فمن حفظه قبل بلوغه، ثم فرغ إلى ما يستعين به على فهمهم من لسان العرب كان له ذلك عونا كبيرا على مراده منه، ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينظر في ناسخ القرآن ومنسوخه وأحكامه، ويقف على اختلاف العلماء واتفاقهم في ذلك، وهو أمر قريب على من قربه الله عليه، ثم ينظر في السنن المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيها يصل الطالب إلى مراد الله -جل وعز- في كتابه، وهو تفتح له أحكام القرآن فتحا.
وفي سير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنبيه على كثير من الناسخ والمنسوخ في السنن، ومن طلب السنن فليكن معوله على حديث الأئمة الثقات الحفاظ الذين جعلهم الله خزائين لعلم دينه وأمناء على سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كمالك بن أنس الذي قد اتفق المسلمون طرا على صحة نقله ونقاوة حديثه وشدة توقيه وانتقاده، ومن جرى مجراه من ثقات علماء الحجاز والعراق والشام، كشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، والأوزاعي، وابن عيينة، ومعمر، وسائر أصحاب ابن شهاب الثقات، كابن جريج، وعقيل، ويونس، وشعيب، والزبيدي، والليث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن أبي حاتم في تفسيره "3750" 2/ 692.
2 رواه الطبري "7304-7305-7306" 2/ 324.
3 رواه الطبري "7316" 3/ 325 ولفظه: حكماء أتقياء. وانظر تفسير ابن أبي حاتم "3749" 2/ 692.
4 رواه الطبري "7299-7300-7301-7302" 3/ 323-324 و"7308" 3/ 324، وابن أبي حاتم "3747" 2/ 691، وابن أبي الدنيا في الحلم ص23، وانظر تفسير الثوري ص78.
5 رواه الطبري "7307" 2/ 324، وانظر تفسير ابن أبي حاتم "3749" 2/ 692.(2/322)
وحديث هؤلاء عند ابن وهب وغيره، وكذلك حديث حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، ويحيى بن سعيد القطان، وابن المبارك، وأمثالهم من أهل الثقة والأمانة، وعلى حديثهم اعتمد المصنفون للسنن الصحاح كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ومن سلك سبيلهم كالعقيلي والترمذي، وابن السكن، ومن لا يحصى كثرة.
وإنما صار مالك ومن ذكرنا معه أئمة عند الجميع لأن علم الصحابة والتابعين في أقطار الأرض انتهى إليهم لبحثهم عنه -رحمهم الله- والذي يشذ عنهم نزر يسير في جنب ما عندهم.
1157- حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن حدثنا إبراهيم بن بكر بن عمران، حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي، حدثني هارون بن عيسى، حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: سمعت علي بن المديني، يقول: دار علم الثقات على ستة: اثنين بالحجاز، واثنين بالكوفة، واثنين بالبصرة، فأما اللذان بالحجاز: فالزهري وعمرو بن دينار، واللذان بالكوفة: أبو إسحاق السبيعي والأعمش، واللذان بالبصرة: قتادة ويحيى بن أبي كثير، ثم دار علم هؤلاء على ثلاثة عشر رجلا: ثلاثة بالحجاز، وثلاثة بالكوفة، وخمسة بالبصرة، وواحد بواسط، وواحد بالشام، فاللذِين بالحجاز: ابن جريج ومالك ومحمد بن إسحاق، واللذين بالكوفة: سفيان الثوري وإسرائيل وابن عيينة، واللذين بالبصرة: شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي ومعمر وحماد بن سلمة، والذي بواسط: هشيم، والذي بالشام، الأوزاعي1.
- قال أبو عمر: لم يذكر حماد بن زيد فيهم؛ لأنه لم يكن له استنباط في علمه،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر الجامع في أخلاق الراوي "1952" 2/ 438-440، والمحدث الفاصل "894-895-896" ص614-620، ومقدمة الجرح والتعديل ص129، وأعلام الموقعين 1/ 22-23، والمدخل للبيهقي "155" ص164-165.(2/323)
وحماد بن سلمة وشعبة مثله، وذكر شعبة في البصريين وهو واسطي، قد سكن البصرة.
ومما يستعان به على فهم الحديث ما ذكرناه من العون على كتاب الله وهو العلم بلسان العرب ومواقع كلامها وسعة لغتها واستعارتها ومجازها وعموم لفظ مخاطبتها وخصوصه وسائر مذاهبها لمن قدر، فهو شيء لا يستغنى عنه.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يكتب إلى الآفاق: أن يتعلموا السنة والفرائض واللحن -يعني: النحو- كما يتعلم القرآن. وقد تقدم ذكر هذا الخبر عنه فيما سلف من كتابنا1.
1158- وحدثناه -أيضا- محمد بن عبد الله بن حكم، قال: حدثنا محمد بن معاوية بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، قال: كان في كتاب عمر: تعلموا العربية2.
1159- وحدثنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا بقي، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثني عيسى بن يونس، عن ثور، عن عمر بن زيد، قال: كتب عمر إلى أبي موسى: أما بعد، فتفقَّهوا في السنة وتفقهوا في العربية3.
1160- وبه عن أبي بكر، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يضرب ولده على اللحن4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق "757" و"981-982".
2 رواه الخطيب في الجامع "1074" 2/ 9-10، وانظر "757" و"981-982" فيما سبق.
3 رواه ابن أبي شيبة في المصنف "25651" 5/ 240، و"29914" 6/ 116.
4 رواه البخاري في الأدب المفرد "880" ص304، والخطيب في الجامع "1089-1090-1091" 2/ 17-18 وابن أبي شيبة "25650" 5/ 240 و"29919" 2/ 116، وإيضاح الوقف والابتداء 1/ 24-25، وابن حزم في الإحكام 2/ 216.(2/324)
- وقال الشعبي: النحو في العلم كالملح في الطعام1.
- وقال شعبة: مثل الذي يتعلم الحديث ولا يتعلم النحو مثل برنس لا رأس له2.
- وقال الخليل بن أحمد:
أي شيء من اللباس على ذي السـ ـر أبهى من اللسان البهي
ينظم الحجة الشتيتة في السلـ ـك من القول مثل عقد الهدي
وترى اللحن بالحسيب أخي الهيـ ـئة مثل الصدى على المشرفي
فاطلب النحو للحجاج واللشعـ ـر مقيما والمسند المروي
والخطاب البليغ عند جواب الـ ـقول يزهو بمثله في الندي3
1161- أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر المعروف بالشافعي، قال: حدثني جماعة منهم الحسن بن حبيب الدمشقي، عن الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعي محمد بن إدريس، يقول: من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم4.
1162- وأخبرناه أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد، قال: سمعت أبا القاسم عبيد الله بن عمر الشافعي، يقول: قال الشافعي -رحمه الله: من حفظ القرآن عظمت حرمته. ثم ذكر مثله سواء إلى آخره.
ويلزم صاحب الحديث أن يعرف الصحابة المؤدين للدين عن نبيهم صلى الله عليه وسلم،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الجامع "1087" 162.
2 رواه الخطيب في الجامع "1080" 2/ 13.
3 رواه الخطيب في الجامع "1084" 2/ 14-15 بأطول منه.
4 رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه 1/ 36، وفي تاريخ بغداد 7/ 276، و11/ 6، وأبو نعيم في الحلية 9/ 123، والبيهقي في المدخل "511" ص324. وقد سبق.(2/325)
ويعني بسيرهم وفضائلهم، ويعرف أحوال الناقلين عنهم وأيامهم وأخبارهم حتى يقف على العدول منهم من غير العدول، وهو أمر قريب كله على من اجتهد، فمن اقتصر على علم إمام واحد وحفظ ما كان عنده من السنن ووقف على غرضه ومقصده في الفتوى حصل على نصيب من العلم وافر، وحظ منه حسن صالح، فمن قنع بهذا اكتفى، والكفاية غير الغنى، والاختيار له أن يجعل إمامه في ذلك إمام أهل المدينة دار الهجرة ومعدن السنة، ومن طلب الإمامة في الدين وأحب أن يسلك سبيل الذين جاز لهم الفتيا نظر في أقاويل الصحابة والتابعين والأئمة في الفقيه إن قدر على ذلك، نأمره بذلك كما أمرناه بالنظر في أقاويلهم في تفسير القرآن، فمن أحب الاقتصار على أقوال علماء الحجاز اكتفى واهتدى إن شاء الله، وإن أحب الإشراف على مذاهب الفقهاء متقدميهم ومتأخريهم بالحجاز والعراق وأحب الوقوف على ما أخذوا وتركوا من السنن، وما اختلفوا في تثبيته وتأويله من الكتاب والسنة كان ذلك له مباحا ووجها محمودا إن فهم وضبط ما علم أو سلم من التخليط نال درجة رفيعة، ووصل إلى جسيم من العلم واتسع ونبل إذا فهم ما اطلع، وبهذا يحصل الرسوخ لمن فقهه الله وصبر على هذا الشأن واستحلى مرارته واحتمل ضيق المعيشة فيه.
واعلم -رحمك الله- أن طلب العلم في زماننا هذا وفي بلدنا قد حاد أهله عن طريق سلفهم وسلكوا في ذلك ما لم يعرفه أئمتهم وابتدعوا في ذلك ما بان به جهلهم وتقصيرهم عن مراتب العلماء قبلهم: فطائفة منهم تروي الحديث وتسمعه قد رضيت بالدؤوب في جمع ما لا تفهم، وقنعت بالجهل في حمل ما لا تعلم، فجمعوا الغث والثمين، والصحيح والسقيم، والحق والكذب في كتاب واحد، وربما في ورقة واحدة، ويدينون بالشيء وضده، ولا يعرفون ما في ذلك عليهم، قد شغلوا أنفسهم بالاستكثار عن التدبر والاعتبار، فألسنتهم تروي العلم وقلوبهم قد خلت من الفهم. غاية أحدهم معرفة الكتب الغريبة والاسم الغريب، أو الحديث المنكر، وتجده قد جهل ما لا يكاد يسع أحدا جهله من علم صلاته وحجه وصيامه وزكاته، وطائفة هي في الجهل كتلك أو أشد لم يعنوا بحفظ سنة ولا الوقوف على معانيها ولا بأصل من القرآن ولا اعتنوا بكتاب الله -جل وعز- فحفظوا تنزيله، ولا عرفوا ما للعلماء في(2/326)
تأويله، ولا وقفوا على أحكامه، ولا تفقهوا في حلاله وحرامه، قد اطرحوا علم السنن والآثار وزهدوا فيهما، وأضربوا عنهما فلم يعرفوا الإجماع من الاختلاف، ولا فرقوا بين التنازع والائتلاف، بل عولوا على حفظ ما دون لهم من الرأي والاستحسان الذي كان عند العلماء آخر العلم والبيان، وكان الأئمة يبكون على ما سلف وسبق لهم فيه، ويودون أن حظهم السلامة منه.
ومن حجة هذه الطائفة فيما عولوا عليه من ذلك أنهم يقصرون وينزلون عن مراتب من له القول في الدين لجهلهم بأصوله، وأنهم مع الحاجة إليهم لا يستغنون عن أجوبة الناس في مسائلهم وأحكامهم، فلذلك اعتمدوا على ما قد كفاهم الجواب فيه غيرهم وهم مع ذلك لا ينفكون من ورود النوازل عليهم فيما لم يتقدمهم فيه إلى الجواب غيرهم، فهم يقيسون على ما حفظوا من تلك المسائل، ويفرضون الأحكام فيها، ويستدلون منها ويتركون طريق الاستدلال من حيث استدل الأئمة وعلماء الأمة، فجعلوا ما يحتاج أن يستدل عليه دليلا على غيره، ولو علموا أصول الدين وطرق الأحكام وحفظوا السنن كان ذلك قوة لهم على ما ينزل بهم، ولكنهم جهلوا ذلك فعادوه وعادوا صاحبه، فهم يفرطون في انتقاص الطائفة الأولى وتجهيلها وعيبها، وتلك تعيب هذه بضروب من العيب، وكلهم يتجاوز الحد في الذم، وعند كل واحد من الطائفتين خير كثير وعلم كبير، أما أولئك فكالخزان الصيدلانيين، وهؤلاء في جهل معاني ما حملوه مثلهم إلا أنهم كالمعالجين بأيديهم لعلل لا يقفون على حقيقة الداء المولد لها، ولا على حقيقة طبيعة الدواء المعالج به، فأولئك أقرب إلى السلامة في العاجل والآجل، وهؤلاء أكثر فائدة في العاجل وأكبر غرورا في الآجل، وإلى الله نفزع في التوفيق لما يقرب من رضاه ويوجب السلامة من سخطه، فإنما يُنال ذلك برحمته وفضله.
واعلم يا أخي أن المفرد في حفظ المولدات لا يؤمن عليه الجهل بكثير من السنن إذا لم يكن تقدم علمه بها وإن المفرد في حفظ طرق الآثار دون الوقوف على معانيها وما قال الفقهاء فيها لصفرٌ من العلم وكلاهما قانع بالشم من المطعم، ومن الله التوفيق والحرمان وهو حسبي وبه أعتصم.(2/327)
واعلم يا أخي أن الفروع لا حد لها تنتهي إليه أبدا، ولذلك تشعبت، فمن رام أن يحيط بآراء الرجال فقد رام ما لا سبيل له ولا لغيره إليه؛ لأنه لا يزال يرد عليه ما لا يسمع، ولعله أن ينسى أول ذلك بآخره لكثرته، فيحتاج أن يرجع إلى الاستنباط الذي كان يفزغ منه ويجبن عنه تورعا بزعمه أن غيره كان أدري بطريق الاستنباط منه، فلذلك عول على حفظ قوله.
ثم إن الأيام تضطره إلى الاستنباط مع جهله بالأصول فجعل الرأي أصلا واستنبط عليه.
وقد تقدم في كتابنا هذا كيف وجه القول واجتهاد الرأي على الأصول ما ينزل بالعلماء من النوازل في أحكامهم ملخصا في أبواب مهذبة من تدبرها وفهمها وعمل عليها نال حظه ووفق لرشده إن شاء الله.
واعلم إنه لم تكن مناظرة بين اثنين أو جماعة من السلف إلا لتفهم وجه الصواب فيصار إليه، ويعرف أصل القول وعلته فيجري عليه أمثلته ونظائره، وعلى هذا الناس في كل بلد إلا عندنا -كما شاء الله ربنا- وعند من سلك سبيلنا من أهل المغرب؛ فإنهم لا يقيمون علة ولا يعرفون للقول وجها، وحسب أحدهم أن يقول: فيها رواية لفلان ورواية لفلان، ومن خالف عندهم الرواية التي لا يقف على معناها وأصلها وصحة وجهها، فكأنه قد خالف نص الكتاب وثابت السنة، ويجيزون حمل الروايات المتضادة في الحلال والحرام، وذلك خلاف أصل مالك، وكم كم لهم من خلاف أصول مذهبه مما لو ذكرناه لطال الكتاب بذكره، ولتقصيرهم عن علم أصول مذهبهم صار أحدهم إذا لقي مخالفا ممن يقول بقول أبي حنيفة، أو الشافعي أو داود بن علي، أو غيرهم من الفقهاء، وخالفه في أصل قوله بقي متحيرا، ولم يكن عنده أكثر من حكاية قول صاحبه، فقال: هكذا قال فلان، وهكذا روينا، ولجأ إلى أن يذكر فضل مالك ومنزلته، فإن عارضه الآخر بذكر فضل إمامة أيضا -صار- في المثل، كما قال الأول:
شكونا إليهم خراب العراق فعابوا علينا شحوم البقر(2/328)
فكانوا كما قيل فيما مضى أريها السها وتريني القمر
وفي مثل ذلك يقول منذر بن سعيد -رحمه الله:
عذيري من قوم يقولون كلما طلبت دليلا: هكذا قال مالك
فإن عدت قالوا: هكذا قال أشهب وقد كان لا تخفى عليه المسالك
فإن زدت قالوا: قال سحنون مثله ومن لم يقل ما قاله فهو آفك
فإن قلت: قال الله ضجوا وأكثروا وقالوا جميعا: أنت قرن مماحك
وإن قلت: قد قال الرسول؛ فقولهم ائت مالكا في ترك ذاك المسالك
وأجازوا النظر في اختلاف أهل مصر وغيرهم من أهل المغرب فيما خالفوا فيه مالكا من غير أن يعرفوا وجه قول مالك ولا وجه قول مخالفه منهم، ولم يبيحوا النظر في كتب من خالف مالكا إلى دليل يبينه ووجه يقيمه لقوله وقول مالك جهلا منهم، وقلة نصح وخوفا من أن يطلع الطالب على ما هم فيه من النقص والتقصير فيزهد فيهم، وهم مع ما وصفنا يعيبون من خالفهم ويغتابونه ويتجاوزون القصد في ذمه؛ ليوهموا السامع أنهم على حق وأنهم أولى باسم العلم وهم: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} [النور: 39] وإن أشبه الأمور ما هم عليه، ما قاله منصور الفقيه:
خالفوني وأنكروا ما أقول قلت: لا تعجلوا فإني سئول
ما تقولون في الكتاب؟ فقالوا هو نور على الصواب دليل
وكذا سنة الرسول وقد أفـ ـلح من قال ما يقول الرسول
واتفاق الجميع أصل وما تنـ ـكر هذا وذا وذاك العقول
وكذا الحكم بالقياس فقلنا من جميل الرجال يأتي الجميل
فتعالوا نرد من كل قول ما نفى الأصل أو نفته الأصول
فأجابوا فناظروا، فإذا العلـ ـم لديهم هو اليسير القليل
فعليك يا أخي بحفظ الأصول والعناية بها، واعلم أن من عني بحفظ السنن والأحكام المنصوصة في القرآن، ونظر في أقاويل الفقهاء فجعله عونا له على اجتهاده(2/329)
ومفتاحا لطرائق النظر، وتفسيرا لجمل السنن المحتملة للمعاني، ولم يقلد أحدا منهم تقليد السنن التي يجب الانقياد إليها على كل حال دون نظر، ولم يرح نفسه مما أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن وتدبرها واقتدى بهم في البحث والتفهم والنظر، وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه، وحمدهم على صوابهم الذي هو أكثر أقوالهم، ولم يبرئهم من الزلل كما لم يبرئوا أنفسهم منه، فهذا هو الطالب المتمسك بما عليه السلف الصالح وهو المصيب لحظه والمعاين لرشده، والمتبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته -رضي الله عنهم- ومن أعف نفسه من النظر وأضرب عما ذكرنا وعارض السنن برأيه ورام أن يردها إلى مبلغ نظره فهو ضال مضل، ومن جهل ذلك كله -أيضا- وتقحم في الفتوى بلا علم فهو أشد عمى وأضل سبيلا:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
وقد علمت أنني لا أسلم من جاهل معاند لا يعلم:
ولست بناجٍ من مقالة طاعن ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
واعلم يا أخي أن السنة والقرآن هما أصل الرأي والعيار عليه، وليس الرأي بالعيار على السنة، بل السنة عيار عليه، ومن جهل الأصل لم يصل الفرع أبدا.
- وقال ابن وهب: حدثني مالك، أن إياس بن معاوية قال لربيعة: إن الشي إذا بني على عوج لم يكد يعتدل.
قال مالك: يريد بذلك المفتي الذي يتكلم على أصل يبني عليه كلامه.
- قال أبو عمر: ولقد أحسن صالح بن عبد القدوس حيث يقول:
يا أيها الدارس علما ألا تلتمس العون على درسه
لن تبلغ الفرع الذي رمته إلا ببحث منك عن أسه
- ولمحمود الوراق:
القول ما صدقه الفعل والفعل ما صدقه العقل(2/330)
لا يثبت الفرع إذا لم يكن بُقُوله من تحته الأصل
- ومن أبيات لابن معدان:
وكل ساع بغير علم فرشده غير مستبان
والعلم حق له ضياء في القلب والعقل واللسان
- وقال أبو العتاهية:
وإنما العلم من عيان ومن سماع ومن قياس
1163- قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد، أن محمد بن معاوية حدثهم، قال: حدثنا إسحاق بن أبي حسان، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا حسان بن عطية: أن أبا الدرداء كان يقول: لن تزالوا بخير ما أحببتم خياركم وما قيل فيكم الحق فعرفتموه؛ فإن عارفه كفاعله.
- وقال ابن وهب: عن مالك، سمعت ربيعة، يقول: ليس الذي يقول الخير ويفعله بخير من الذي يسمعه ويقبله.
قال مالك: وقال ذلك للثناء على عمر بن الخطاب ما كان بأعلمنا، ولكنه كان أسرعنا رجوعا إذا سمع الحق.
- قال أبو عمر: رحم الله القائل:
لقد بان للناس الهدى غير أنهم غدوا بجلابيب الهوى قد تجلببوا
1164- أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي الأسود الدؤلي، قال: خطب عمر بن الخطاب يوم الجمعة فقال: إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: $"لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله"1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الطيالسي "38" ص9، وأبو يعلى "1816" 2/ 405 "المقصد العلي"، ورواه الحاكم =(2/331)
- وقال أبو العتاهية:
رأيت الحق لا يخفى ولا تخفى شواكله
لعمرك ما استوى في الأمـ ـر عالمه وجاهله
- وله أيضا:
إذا اتضح الصواب فلا تدعه فإنك كلما ذقت الصوابا
وجدت له على اللهوات بردا كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي أأخطأ في الحكومة أم أصابا
1165- وقرأت على أحمد بن قاسم، عن محمد بن معاوية، حدثهم، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين ح؛ وحدثنا خلف بن قاسم، حدثنا ابن المفسر، حدثنا أحمد بن علي بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن معين: قال: حدثنا الأشجعي، عن موسى بن ثروان، عن الحسن، قال: إن أزهد الناس في عالم أهله، وشر الناس -أو قال: شر الأهل- أهل ميت يبكون عليه ولا يقضون دينه1.
- وقال كعب الأحبار لقوم من أهل الشام: كيف رأيكم في أبي مسلم الخولاني فذكروا أشياء.
فقال كعب: أزهد الناس في عالم أهله2.
- ويروى عن عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن قال له: ألست ابن يوسف النجار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 4/ 449-450 وقال: صحيح الإسناد. وانظر مجمع الزوائد 7/ 277.
وفي الباب عن معاوية، والمغيرة، وثوبان. وعمران بن حصين. وأبي هريرة، وقرة، وسعد بن أبي وقاص، وجابر، وزيد بن أرقم، وسليمان بن الربيع العدوي. انظر اللالكائي 1/ 110-112، والفتن لأبي عمرو الداني "361-362". والإبانة "34-35" 1/ 199-200، وإتحاف الخيرة المهرة 8/ 30-37-38.
1 رواه البيهقي في المدخل "703" ص395، وفي الشعب "7909" 6/ 204.
2 رواه البيهقي في المدخل "701" ص394.(2/332)
وأمك بغي؟ قال: إنه لا يسب النبي، ولا يحقر، إلا في مدينته وبيته أو قال: بلده.
1166- حدثنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى، قالا: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان بالقيروان، قال: حدثنا محمد بن علي بن مروان البغدادي بالإسكندرية، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان يقال: أزهد الناس في عالم أهله1.
1167- حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا المسعودي، قال: حدثنا عون بن عبد الله، قال: كان يقال: أزهد الناس في عالم أهله2.
1168- وحدثنا خلف بن أحمد، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن العلاء، قال: سمعت حماد بن أسامة، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: تفسير الحديث خير من سماعه3.
1169- وقرأت على عبد الوارث بن سفيان، أن قاسم بن أصبغ، حدثهم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الغاز، قال: حدثنا عيسى بن إسماعيل، قال: حدثنا ابن عنبسة، قال: كانت للناس جلة ونابتة، وكانت النابتة تأخذ عن الجلة، فذهبت الجلة والنابتة، ثم جاء قوم يسمعون تلك الأخلاق كأنها أحلام.
1170- حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو خيثمة "91" ص23، وابن شاهين في شرح مذهب أهل السنة "66" ص55، والمزي في تهذيب الكمال 20/ 19، ورواه الدارمي "594" 1/ 154، البيهقي في المدخل "702" ص395 عن عكرمة، والمزي في تهذيب الكمال 20/ 267. ورواه ابن شاهين "67" ص55-56 عن جابر، وقد رفعه بعض الكذابين. انظر اللآلئ المصنوعة 1/ 212، وتنزيه الشريعة 1/ 264، والموضوعات 1/ 237-238.
2 رواه أبو نعيم في الحلية 4/ 245.
3 رواه الخطيب في الجامع "1368" 2/ 152، وابن السمعاني في أدب الإملاء 1/ 61.(2/333)
حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا أبو الأشهب، قال: سمعت الحسن يقول: إن أجبناهم أكثروا علينا، وإن تركناهم تركناهم إلى غي طويل.
1171- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو أمية عمرو بن هشام الحراني، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن عبد الرحيم، عن عيينة اللخمي، عن أبي الدهماء، قال: لقي أبو مسلم الخولاني أبا مسلم الخليلي، فقال الخليلي للخولاني: كيف منزلتك عند قومك؟
قال: إنهم ليعرفون لي حقي، ويعرفون شرفي.
فقال الخليلي: ما هكذا تقول التوراة.
قال الخولاني: وما تقول التوراة؟
قال: تقول: إن أشد الناس بغضا للمرء الصالح قومه، ومن هو بين أظهرهم، وإن أشد الناس له حبا أبعد الناس منه.
فقال أبو مسلم الخولاني: صدقت التوراة. وكذب أبو مسلم1.
75- باب في العرض على العالم، وقول: أخبرنا وحدثنا واختلافهم في ذلك، وفي الإجازة والمناولة:
1172- حدثنا عبد الرحمن بن مروان، قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن سليمان بن عمرو البغدادي، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد سلامة الطحاوي2،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو نعيم في الحلية 2/ 128، والبيهقي في المدخل "704" ص395.
2 صنف أبو جعفر الطحاوي جزاء في إثبات التسوية بين حدثنا، وأخبرنا. كما قال الزركشي في نكته على ابن الصلاح 3/ 484. ونقل عنه هذا النص 3/ 484-485، والقاضي عياض الإلماع ص130-132، والكفاية ص310، وانظر في هذه المسألة: نكت الزركشي =(2/334)
قال: اختلف أهل العلم في الرجل يقرأ على العالم ويقر له العالم به، كيف يقول فيه: أخبرنا، أو: حدثنا.
فقالت طائفة منهم: لا فرق بين أخبرنا وحدثنا، وله أن يقول: أخبرنا وحدثنا؛ وممن قال بذلك مالك وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن، كما حدثنا ابن أبي عمران، قال: حدثنا سليمان بن بكار، قال: حدثنا أبو قطن، قال: قال لي أبو حنيفة: اقرأ علي وقل: حدثني.
وقال لي مالك: اقرأ علي وقل: حدثني1.
- وكما حدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: لما فرغنا من قراءة الموطأ على مالك -رحمه الله- قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله كيف نقول في هذا؟
فقال: إن شئت فقل: حدثنا، وإن شئت فقل: أخبرنا، وإن شئت فقل: حدثني وأخبرني، وأراه قال: وإن شئت فقل: سمعت2.
قال أبو جعفر: وقالت طائفة منهم في العرض: أخبرنا، ولا يجوز أن يقال: حدثنا إلا فيما سمعه من لفظ الذي يحدثه به.
قال أبو جعفر: ولما اختلفوا نظرنا فيما اختلفوا فيه فلم نجد بين الحديث وبين الخبر في هذا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله, صلى الله عليه وسلم: فأما ما في كتاب الله فقوله جل وعز: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] فجعل الحديث والخبر واحدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 3/ 479-487، ومقدمة ابن الصلاح ص249-250، والكفاية ص274-276، والمحدث الفاصل ص420-434، والإلماع ص70-79، ومعرفة السنن والآثار 1/ 85-86، وتدريب الراوي 2/ 13.
1 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "471" ص425-426، والخطيب في الكفاية ص307.
2 انظر صحيح البخاري 1/ 22، ومعرفة السنن والآثار 1/ 85-86، والمحدث الفاصل ص429-430، والإلماع للقاضي عياض ص90 و123 والكفاية ص309-333.(2/335)
وقال: {لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [التوبة: 94] وهي الأشياء التي كانت منهم.
وقال في مثله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ} [البروج: 17] وقال: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] وقال: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا} [الزمر: 23]. و: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] و: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات: 24].
وقال أبو جعفر: وكان المراد في هذا كله أن الخبر والحديث واحد.
قال: وكذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قال أبو عمر: فذكر حديث مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن"1.
وحديث فاطمة بنت قيس أنه قال: أخبرني تميم الداري... فذكر قصة الدجال2.
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"3.
وحديث جابر في الرؤيا: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي: "لا تخبر بتلاعب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق.
2 رواه مسلم "2942" 4/ 2261-2265، وأبو داود "4325-4326-4327" 4/ 118-119، والترمذي "2253" 4/ 521-522؛ وابن ماجه "4074"، والنسائي في الحج، من سننه الكبرى، باب "312" منع الدجال من المدينة، والطبراني في المعجم الكبير "959" 24/ 388. و"962" 24/ 395، وفي الطوال "47" ص292 "آخر المعجم"، وأبو عمرو الداني "625-626" 5/ 1145، وأحمد 6/ 373-374-412-413-416-418، وابن أبي شيبة "37520" 7/ 497 و"37636" 7/ 510-511، والآجري في الشريعة ص376-379.
3 سبق.(2/336)
الشيطان بك في المنام"1.
وحديث أنس، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يخبرهم بليلة القدر فتلاحى رجلان2.
وحديث أنس: أن عبد الله بن سلام سأل رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "ما أول أشراط الساعة؟ قال: "أخبرني جبريل أن نارا تحشرهم من المشرق"3.
وحديث أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار"4.
وحديث رافع بن خديج، قال: مر علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نتحدث فقال: "ما تحدثون؟" فقلنا: نتحدث عنك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه مسلم "2268"، حديث الكتاب "14-15-116" 4/ 1776-1777، والنسائي في عمل اليوم والليلة "912"، وابن ماجه "3912-3993"، وأحمد 3/ 315-350، وأبو يعلى "1840-1858-2262-2274"، والحميدي "1286"، والحاكم في المستدرك 4/ 392، وأبو عوانة - كما في إتحاف المهرة 3/ 499، وابن السني "776"، وابن حبان "6056" 13/ 420-421، والبغوي "3280"، والخطيب في تاريخه 12/ 241.
2 رواه البخاري "49-2023-6049"، والنسائي في كتاب الاعتكاف، حديث رقم "3394-3395" 2/ 270-271، ومالك في الموطأ "13" 1/ 320، وأحمد 5/ 313-319، والدارمي "1781" 2/ 44، وابن خزيمة "2198" 3/ 334، والطحاوي في شرح المعاني 3/ 89، وابن حبان 5/ 273 "الحوت".
3 رواه البخاري "3329-3938-4480"، والنسائي في عشرة النساء، "189"، وأحمد 3/ 108-189، وابن حبان "7161" 16/ 117، و"7423" 16/ 242-243، و"8254" 5/ 70 "الكبرى"، و"10992" 6/ 286، وأبو يعلى "3782" 6/ 416، و"3856"، والرافعي في أخبار قزوين 2/ 420، والأصبهاني في دلائل النبوة 1/ 152، والبيهقي في الدلائل 2/ 528-529، والبغوي في شرح السنة "3769"، وفي تفسيره 4/ 165.
4 رواه البخاري "3789-3790-6053"، ومسلم "2511"، والترمذي "3910-3911"، والنسائي في فضائل الصحابة "231-232-233-235-236"، وأحمد 3/ 105-496-497، والحميدي "1197"، وأبو يعلى "3650-3855"، وابن حبان "7284-7285" 16/ 273-275، والطيالسي "1355". والطبراني "579" 19/ 261 و"588-589-590" 19/ 265-266، والحاكم في المستدرك 3/ 516، والبيهقي في سننه 6/ 371.(2/337)
قال: "تحدثوا وليتبوأ من كذب علي مقعده من جهنم"1.
- قال أبو عمر: وذكر أخبارا من نحو هذا تركت ذكرها؛ لأنها في معنى ما ذكرنا، ثم قال: هذا كله يدل على أن لا فرق بين أخبرنا وحدثنا.
قال: وقد ذهب قوم فيما قرئ على العالم فأجازه وأقر به أن يقال فيه: قرئ على فلان، ولا يقال فيه: حدثنا ولا: أخبرنا.
قال: ولا وجه لهذا القول عندنا.
قال: وسواء عندنا القراءة على العالم وقراءة العالم، ولكل واحد ممن سمع بشيء من ذلك أن يقول: حدثنا أو أخبرنا.
- قال أبو عمر: هذا قول الطحاوي دون لفظه أنا عبرت عنه وأنا أورد في هذا الباب أخبارا يستدل بها على مذاهب القوم وبالله العون.
1173- أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه النجاد ببغداد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، قال: حدثنا عوف، أن رجلا سأل الحسن، فقال: يا أبا سعيد إن منزلي نائي، والاختلاف يشق علي، ومعي أحاديث، فإن لم يكن بالقراءة بأس قرأت عليك؟
فقال: ما أبالي قرأت علي أو قرأت عليك.
فقال: يا أبا سعيد فأقول: حدثني الحسن؟
فقال: نعم قل: حدثني الحسن2.
1174- وحدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن سليممان، حدثنا عبد الله بن أبي أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق له شواهد.
2 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "473" ص426-427، والخطيب في الكفاية ص265-305.(2/338)
قال: سألت منصور بن المعتمر وأيوب السختياني عن القراءة على العالم؟ فقالا: جيد1.
1175- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: سمعت إبراهيم بن الوليد رجلا من بني أمية يسأل الزهري -وعرض عليه كتابا من علمه- فقال: أأحدث بهذا عنك يا أبا بكر؟
قال: نعم، فمن يحدثكموه غيري؟!
قال: معمر: ورأيت أيوب يعرض على الزهري2.
1176- وبه عن عبد الرزاق، قال: سمعت معمرا، يقول: كنا نرى أن قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه من علم الزهري.
وقال عبد الرزاق: عرضنا وسمعنا وكلٌّ سماع.
1177- أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، قال: سمعت إبراهيم بن الوليد رجلا من بني أمية يسأل الزهري، وعرض عليه كتابا من علم، فقال: أحدث بهذا عنك يا أبا بكر؟ قال: فمن يحدثكموه غيري؟!
قال معمر: ورأيت أيوب يعرض عليه العلم فيجيزه.
قال معمر: وكان منصور لا يرى بالعرض بأسا3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر معرفة علوم الحديث للحاكم ص257- و258، والمحدث الفاصل 421-422، والكفاية ص306.
2 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "476-477-478" ص428، والخطيب في الكفاية ص283-305-306.
3 انظر ما سبق قريبا "1175".(2/339)
1178- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، حدثنا محمد بن أحمد القاضي المالكي، حدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن الحسن بن مكرم، حدثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري، حدثنا الحسين بن الوليد، عن مالك بن أنس، قال: لما قدم الزهري أخذت الكتاب لأقرأ عليه، فقال: من أنت؟
فقلت: أنا مالك بن أنس وانتسبت له، فقال: ضع الكتاب، ثم أخذ الكتاب محمد بن إسحاق يقرأ وانتسب له، فقال له: ضع الكتاب، ثم أخذ الكتاب عبيد الله بن عمر، وقال: أنا عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فقال: اقرأ فجميع ما سمع الناس يومئذ مما قرأ عبيد الله.
1179- أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا المقدام، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن القاسم، وابن وهب، عن مالك: أنه قيل له: أرأيت ما عرضنا عليك أنقول فيه: حدثنا؟ قال: نعم، قد يقول الرجل إذا قرأ على الرجل: أقرأني فلان، وإنما قرأ عليه، ولقد قال ابن عباس: كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف، فقيل لمالك: أفيعرض عليك الرجل أحب إليك أن تحدثه؟ قال: بل يعرض إذا كان يثبت في قراءته، فربما غلط الذي يحدث أو ينسى.
وقال: الذي يعرض أعجب إلي في ذلك.
وقال ابن أبي أويس، عن مالك نحو رواية ابن القاسم، وابن وهب عنه على حسب ما ذكرنا، قال: وقال لي: ألست أنت قرأت على نافع، وتقول: أقرأني نافع.
- وقال أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح: أخبرنا ابن وهب، قال: قلت لمالك: يا أبا عبد الله كيف نقول فيما سمعناه يقرأ عليك من هذه العلوم: أخبرنا أو حدثنا؟ قال: قولوا: إن شئتم: حدثنا، وإن شئتم: أخبرنا، فقد رأيت العلم يقرأ على ابن شهاب1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر الإلماع ص70-73-74-78 و80 و94، والمحدث الفاصل ص421 ورواه "506" ص437-438، والكفاية ص276-278-308-309-323-327.(2/340)
1180- وأخبرنا محمد بن قاسم ومحمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن معاوية، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى بن جميل، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، قال: رأيت مالك بن أنس يقرأ على الزهري. قال: فحدثت بذلك سفيان بن عيينة، ففرح بذلك وجعل يقول: قرأ قرأ.
1181- أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: ضمرة، عن عبد الله بن عمر، قال: كنت أرى الزهري يأتيه الرجل بالكتاب، لم يقرأه عليه، ولم يقرأ عليه فيقال له: أرويه عنك؟
قال: نعم1.
- قال أبو عمر: هذا معناه أنه كان يعرف الكتاب بعينه ويعرف ثقة صاحبه، ويعرف أنه من حديثه، وهذه هي المناولة، وفي معناها الإجازة إذا صح تناول ذلك.
1182- حدثنا خلف بن القاسم قراءة مني عليه، قال: حدثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عمر بن راشد البجلي، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: قلت للأوزاعي في المناولة: أقول فيها: حدثنا؟
قال: إن كنت حدثتك فقل: حدثنا.
فقلت: أقول: أخبرنا؟
قال: لا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "500" ص436 نحوه. والخطيب في الكفاية ص318.(2/341)
قلت: فكيف أقول؟ قال: قل عن أبي عمرو، أو قال: أبو عمرو1.
1183- حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثني صفوان بن صالح والوليد بن عتبة أنهما سمعا عمر بن عبد الواحد يقول: نظر الأوزاعي في كتابي، فقال: أروه عني2.
1184- قال: وحدثني صفوان بن صالح، قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، قال: دفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال: أروها عني، ودفع إلي الزهري فقال: أروها عني3.
1185- حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا محمد بن أحمد بن كامل، حدثنا ابن رشدين، حدثنا أحمد بن صالح، قال: كان عمر بن أبي سلمة حسن المذهب، كان عنده شيء سمعه من الأوزاعي وشيء أجازه له، فكان يقول فيما سمع: حدثنا الأوزاعي، ويقول فيما أجازه له: قال الأوزاعي4.
- وسمعت أحمد بن صالح، يقول -وقد سئل عن الرجل يحدث الرجال يقول أحدهم: حدثني، أو يحدث الرجل وحده، أو يقول: حدثنا؟
قال: نعم ذلك كله جائز في كلام العرب.
- وقال وسمعت أحمد بن صالح يقول إذا عرض الرجل على عالم ثم قال: حدثنا لم أخطِّئه ولم أكذبه وأحب إلي أن يقول: قرأت على فلان ولا يقول: حدثنا.
1186- حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو القاسم نصر بن الفتح مولى الحسن بن الحارث بن قطن المرادي، قال: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج القطان، قال: سمعت يحيى بن عبد الله بن بكر، يقول: لما فرغنا من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "502" ص436، والخطيب في الكفاية ص330.
2 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "504" ص437، والخطيب في الكفاية ص322.
3 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "505" ص437، والخطيب في الكفاية ص321.
4 انظر ما سبق برقم "1182".(2/342)
عرض الموطأ على مالك، قال له رجل، من أهل المغرب: يا أبا عبد الله، هذا الذي قرئ عليك كيف نقول: حدثنا أو حدثني، أو أخبرنا أو أخبرني؟
فقال: ما شئت أن تقول من ذلك فقل1.
1187- أخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا عيسى بن علي، قال: حدثنا الربيع، قال: كان الشافعي -رحمه الله- إذا حدث عن مالك: فمرة يقول: حدثنا مالك. ومرة يقول: أخبرنا مالك: كأنه عنده سواء2.
1188- قال الربيع: وقد سمعت الشافعي يقول: إذا قرأ عليك العالم، فقل: حدثنا.
وإذا قرأت عليه، فقل: أخبرنا3.
- وذكر أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي، عن حسين الكرابيسي، قال: لما كانت قدمة الشافعي الثانية -يعني: بغداد- أتيته، فقلت له: أتأذن لي أقرأ عليك الكتب؟ فأبى، وقال لي: قد كتب الزعفراني الكتب فأنسخها، فقد أجزتها لك، فأخذتها إجازة4.
- قال أبو عمر: الآثار في هذا الباب كثيرة على نحو ما ذكرنا، فرأيت الاقتصار أولى من الإكثار، واختلف العلماء في الإجازة5:
فأجازها قوم، وكرهها آخرون. وفيما ذكرنا في هذا الباب دليل على جوازها إذا كان الشيء الذي أجيز معينا أو معلوما محفوظا مضبوطا، وكان الذي يتناوله عالما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق قريبا ضمن برقم "1172".
2 انظر الإلماع ص88-107، والكفاية ص311-330، والنكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي 3/ 502-532، والمحدث الفاصل ص435، وفتح المغيث 1/ 440-487، وتدريب الراوي 3/ 29-43.
3 انظر الكفاية ص299-300.
4 رواه الخطيب في الكفاية ص303.
5 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "531-532" ص447-448.(2/343)
بطرق هذا الشأن، وإن لم يكن ذلك على ما وصفت لم يؤمن أن يحدث الذي أجيز له عن الشيخ بما ليس من حديثه، أو ينقص من إسناده الرجل والرجلين من أول إسناد الديوان، فقد رأيت قوما وقعوا في مثل هذا وما أظن الذين كرهوا الإجازة كرهوها إلا لهذا، والله أعلم.
- وذكر ابن عبد الحكم، عن ابن وهب، وابن القاسم عن مالك أنه سئل عن الرجل يقول له العالم: هذا كتاب فاحمله عني وحدث بما فيه عني؟ قال: لا أرى هذا يجوز، ولا يعجبني؛ لأن هؤلاء إنما يريدون الحمل الكثير بالإقامة اليسيرة فلا يعجبني ذلك1.
1189- حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، قال: حدثنا أبو الخير محمد بن علي بن الحسن بمرو، قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي، يقول: سمعت أبا العباس عبد الله بن عبيد الله الطيالسي ببغداد، يقول: كنا عند عبيد الله أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي إذ جاءه قوم يسألونه إجازة كتاب قد حدث به، فأملى عليهم:
كتابي إليكم فافهموه فإنه رسولي إليكم والكتاب رسول
فهذا سماعي من رجال لقيتهم لهم ورع في فقههم وعقول
فإن شئتم فارووه عني فإنما تقولون ما قد قلته وأقول2
- قال أبو عمر: تلخيص هذا الباب: أن الإجازة لا تجوز إلا لماهر بالصناعة حاذق بها، يعرف كيف يتناولها؟ ويكون في شيء معين معروف، لا يشكل إسناده، فهذا هو الصحيح من القول في ذلك، والله أعلم.
1190- حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا ابن وضاح،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الكفاية ص116.
2 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "544" ص456، والقاضي عياض في الإلماع ص96-97.(2/344)
قال: حدثنا محمد بن مسعود، قال: قال: وأخبرنا الخشني، قال: حدثنا بندار: قالا: سمعنا يحيى بن سعيد، يقول: أخبرنا وأخبرني واحد، وحدثنا وحدثني واحد1.
1191- أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القاضي المالكي، حدثني عبد الله بن محمد الهمداني، حدثنا عبد الله بن حمران بن وهب الدينوري، حدثنا سعيد بن عمرو بن أبي سلمة، عن أبيه، عن مالك، في قول الله تبارك وتعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] قال: هو قول الرجل: حدثني أبي، عن جدي، قال عبد الله بن حمران: سمعه مني إسماعيل بن إسحاق2.
76- باب الحض على لزوم السنة والاقتصار عليها:
- قال صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه"3.
1192- حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا موسى بن عون، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة الهمداني، قال: قال عبد الله: إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام: 134]4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الكفاية ص309-310.
2 انظر تفسير ابن كثير 4/ 128-129.
3 سبق تخريجه.
4 رواه البخاري "7277" 13/ 249، ووكيع في الزهد "398"، ومعمر في الجامع 11/ 116، والبزار "2051" 5/ 418، والطبراني في المعجم الكبير "8532" 9/ 104، وانظر "8518-8519-8520-8521-8522-8523-8524-8531"، والبيهقي في المدخل "785" ص425-426 وفي الشعب 4/ 200.(2/345)
1193- وحدثنا سعيد، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا موسى، قال: أخبرنا ابن مهدي، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقوم يوم الخميس قائما فيقول: إنما هما اثنان: الهدي والكلام، فأفضل الكلام أو أصدق الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، ألا وكل محدثة بدعة، ألا لا يتطاولن عليكم الأمر فتقسوا قلوبكم، ولا يلهينكم الأمل، فإن كل ما هو آت قريب، ألا أن بعيدا ما ليس آتيا1.
1194- أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو نعيم وقبيصة، قالا: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن مورق، قال: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: تعلموا السنة والفرائض2.
1195- وحدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح وأحمد بن يزيد، قالا: حدثنا موسى بن معاوية، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا معاوية بن صالح الحمصي، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري السلمي، أنه سمع عرباض بن سارية، يقول: "وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا: يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟
قال: "تركتم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ بعدي عنها إلا هالك، ومن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء المهتدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه من طرق عن ابن مسعود -رضي الله عنه- نحوه: الدارمي "207" 1/ 80. والبيهقي في الأسماء والصفات ص241، واللالكائي "85" 1/ 77-78، ومعمر في الجامع 11/ 159، والطبراني في الأوسط "7871" 8/ 31.
2 سبق "757 و981".(2/346)
الراشدين، وعليكم بالطاعة وإن كان عبدا حبشيا؛ عُضُّوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الآنف كلما قيد انقاد"1.
1196- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، أن ضمرة بن حبيب، حدثه أن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، حدثه أنه سمع من عرباض بن سارية، ويقول: وعظنا رسول الله, صلى الله عليه وسلم: ... فذكره حرفا بحرف إلى آخره2.
1197- حدثنا عبيد بن محمد ومحمد بن عبد الملك، قالا: حدثنا عبد الله بن مسرور، قال: حدثنا عيسى بن مسكين، قال: حدثنا محمد بن سنجر، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن عرباض بن سارية، قال: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقيل: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: "عليكم بالسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيًّا؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهتدين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو داود "4607" 4/ 200-201، والترمذي "2676" 5/ 44-45، وابن ماجه "43-44"، والدارمي "95" 1/ 57، وأحمد 4/ 126-127، والآجري في الشريعة "79-80-81-82" ص54-56 "المهدي"، وابن حبان "5" 1/ 178-179، والبيهقي 6/ 541، وفي المدخل "51" ص116، وابن المبارك في الزهد "385" ص130، واللالكائي "79-80-81" 1/ 74-75، وأبو نعيم في المستخرج 1/ 35-36، والحاكم في المستدرك 1/ 95-96-97، وابن أبي عاصم في السنة "27-32-54-57"، والطحاوي في المشكل "1185-1186"، وفي شرح المعاني "1/ 81، والطبراني في المعجم الكبير "617" 18/ 245، والبغوي في شرح السنة "102"، الديلمي "4021" 3/ 16 "العلمية" وسنده صحيح.
2 انظر التعليق السابق.(2/347)
ورواه الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر الكلاعي جميعا، عن العرباض بن سارية مثله سواء إلى آخره إلا أنه قال: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".
1198- أخبرنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو الحسن الصموت، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو البزار، يقول: حديث عرباض بن سارية في الخلفاء الراشدين حديث ثابت صحيح، وهو أصح إسنادا من حديث حذيفة: "اقتدوا بالذين من بعدي".
لأنه مختلف في إسناده ومتكلم فيه من أجل مولى ربعي، هو مجهول عندهم.
- قال أبو عمر: هو كما قال البزار حديث عرباض حديث ثابت، وحديث حذيفة حديث حسن، وقد روى عن مولى ربعي عبدُ الملك بن عمير، وهو كبير، ولكن البزار وطائفة من أهل الحديث يذهبون إلى أن المحدث إذا لم يرو عنه رجلان فصاعدا فهو مجهول، وحديث حذيفة:
1199- حدثناه جماعة منهم أحمد بن قاسم، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة الكوفي، قال: حدثنا سفيان بن سعيد: ح؛ وحدثنا عبد الوارث بن سعيد وسعيد بن نصر، قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان بن سعيد، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي بن خراش، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة...
1200- وحدثنا سعيد، حدثنا قاسم، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا(2/348)
باللذين من بعدي أبو بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بهدي ابن أم عبد"1. وهذا لفظ حديث الحميدي.
- قال أبو عمر: رواه جماعة عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة هكذا، لم يذكروا مولى ربعي، والصحيح ما ذكرناه من رواية الحميدي عنه وكذلك رواه الثوري وهو أحفظ وأتقن عندهم.
1201- حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو طالب محمد بن زكريا ببيت المقدس، قال: حدثنا أبو عمران موسى بن نصر البغدادي، قال: حدثنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الترمذي "3662-3663"، وابن ماجه "97" وأحمد 5/ 299-382-385-402، وفي الفضائل "478-478"، والبخاري في الكنى ص50، والحميدي "449" 1/ 214، وابن أبي شيبة "31942" 6/ 350 و"18895" 14/ 569، وعبد الله في السنة "1366-1367" 2/ 579-580، وفي زوائد الفضائل "198" 1/ 186، وابن حبان "6902"، وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة "147" ص219، وأبو الفضل في حديث الزهري "727" 2/ 660، والعقيلي في جزء الألف دينار "162" ص253، والبزار في مسنده "2827-2828-2829" 7/ 348-351، وابن أبي حاتم في العلل 2/ 381، وأبو الشيخ في ذكر الأقران "434" ص116، والطحاوي في المشكل 2/ 83-84-85، وابن سعد في الطبقات 2/ 334، والفسوي في المعرفة 1/ 480، والخلال في السنة "335-336" 1/ 274-275، وبيبي في جزئها "84"، وابن حزم في الإحكام 8/ 809، وابن أبي عاصم في السنة "1148-1149" 2/ 545-546، والبيهقي في المدخل "61-62-63" ص122-123، وفي السنن 5/ 212 و8/ 153، وفي مناقب الشافعي 1/ 362، والخطيب في التاريخ 7/ 403 و12/ 20 و4/ 366، وفي الفقيه والمتفقه 1/ 177، وابن حجر في موافقة الخبر الخبر 1/ 143، والأصبهاني في دلائل النبوة 1/ 130، والمزي في تهذيب الكمال 30/ 356، والخليلي في الإرشاد 1/ 378 و2/ 664-665، والبغوي "3895" 14/ 101، والذهبي في السير 1/ 481 و10/ 88 من حديث حذيفة -رضي الله عنه- وسنده حسن لشواهده؛ لأن فيه انقطاعا واختلافا في سنده. انظر جامع التحصيل ص186، والتلخيص الحبير 4/ 190، وخلاصة البدر المنير 2/ 431، وتحفة الطالب ص164-165.
وفي الباب في ابن عمر، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وأنس، وأبي بكرة، وعلي -رضي الله عنهم أجمعين.(2/349)
مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن هلال مولى ربعي بن الحراش، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر، وعمر"1.
1202- حدثنا أحمد بن قاسم، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو الأشهب، قال: حدثني سعيد بن خثيم، عن رجل من أهل الشام، أن رجلا من الصحابة حدثه، قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة نضت منها الجلود، وذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائلنا: يا نبي الله كأن هذا منك وداع؛ لو عهدت إلينا.
قال: "الزموا سنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، الهادية المهدية، فعضوا عليها بالنواجذ، وإن استعملوا عليكم عبدا حبشيا فاسمعوا له وأطيعوا، فإن كل بدعة ضلالة"2.
1203- حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن بكر بن داسة، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ثور بن يزيد، قال: حدثني خالد بن معدان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه: {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] فسلمنا، وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومفتبسين، فقال العرباض: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذا موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر التعليق السابق.
2 رواه الحارث في مسنده "50-51" ص35 "بغية الحارث"، وانظر إتحاف الخيرة المهرة 1/ 192-193 ثم قال: له شاهد من حديث العرباض بن سارية.. هذا إسناد ضعيف، لجهالة التابعين.(2/350)
فقال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا فإن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"1.
- قال أبو عمر: الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهم أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1204- حدثنا أحمد، حدثنا ابن أبي دليم، حدثنا ابن وضاح، حدثنا دحيم، حدثنا ابن أبي رواد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، أنه كان يقول: كلام الحرورية ضلالة وكلام الشيعة هلكة. قال ابن عباس: ولا أعرف الحق إلا في كلام قوم فوضوا أمورهم إلى الله، ولم يقطعوا بالذنوب العصمة من الله، وعلموا أن كلا بقدر الله"2.
1205- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير وإبراهيم بن إسحاق القاضي -واللفظ له- قالا: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرني حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الخلافة بعدي ثلاثة سنة، ثم تكون ملكا".
ثم قال: أمسك: خلافة أبي بكر سنتان، وعمر عشر، وعثمان ثنتا عشرة، وعلي ست.
قال علي بن الجعد، قلت لحماد: سفينة القائل لسعيد؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق قريبا برقم "1195".
2 رواه اللالكائي "1165" 2/ 644 بشطره الأول، و"1287" 2/ 696 بطوله. وابن حبان في المجروحين 2/ 160-161 وابن بطة في الإبانة "1639" 2/ 165 "الكتاب الثاني" بطوله. وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة "6" ص24، وأبو زرعة "سؤالات البرذعي" 345".(2/351)
قال: نعم1.
- قال أبو عمر: قال أحمد بن حنبل: حديث سفينة في الخلافة صحيح، وإليه أذهب في الخلفاء2.
1206- حدثنا أبو ذر عبد بن أحمد إجازة، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه بعكبرا، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مطهر، قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن التفضيل؟
فقال: نقول: أبو بكر، وعمر، وعثمان، ونقف على حديث ابن عمر، ومن قال: وعلي، لم أعنفه. ثم ذكر حديث حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة في الخلافة، فقال أحمد: علي عندنا من الخلفاء الراشدين المهديين،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الترمذي "2226"، وأبو داود "4646-4647" 4/ 211، والنسائي في الكبرى "8855" 5/ 47، وأحمد 5/ 220-221، وفي فضائل الصحابة "789-790" 1/ 487-488، و"1027"، وابن حبان "6657" 15/ 35، و"6943" 15/ 392-393، وأبو يعلى في المفاريد "103-104" ص102-103، وابن أبي عاصم في السنة "1181" 2/ 562 و"1185"، والحاكم في المستدرك 3/ 145، والخلال في السنة "647" 1/ 427، وأبو نعيم في تثبيت الإمامة "180-181" ص358-359، والطيالسي "1107"، وابن الجعد "3446"، والطحاوي في مشكل الآثار 4/ 313، واللالكائي "2654-2655-2656" 7/ 1386-1387، وخيثمة في حديثه ص107-108، والطبري في صريح السنة ص40 بتحقيقنا، والطبراني في المعجم الكبير "13-136-6442-6444"، والبغوي "3865" وابن عدي في الكامل "3/ 401 و7/ 249-256، والبيهقي في المدخل "52" ص116-117، وفي الدلائل 6/ 341-342، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 342 وسنده حسن، ورواه البزار "1567" "كشف"، والحاكم 3/ 71 من طريق مؤمل بن إسماعيل -وهو سيئ الحفظ- عن حماد بزيادة في أوله. وانظر السنة للخلال 1/ 419.
2 روى نحوه اللالكائي "2625" 7/ 1371 و"2671" 7/ 1392، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث ص39-42، والبيهقي في الاعتقاد ص336، والخلال في السنة "507" 1/ 371، و"573-574-575" 1/ 396-397، و"587" 1/ 402 و"593-597-598" 1/ 404-406 وما بعدها، وعبد الله في السنة "1400" 2/ 590.(2/352)
وحماد بن سلمة عندنا الثقة المأمون، وما نزداد كل يوم فيه إلا بصيرة1.
- قال أبو عمر: قد روى عبد الله بن أحمد بن حنبل، وسلمة بن شبيب، وطائفة عن أحمد بن حنبل، مثل رواية محمد بن مطهر الفرق بين التفضيل والخلافة على حديث ابن عمر، وحديث سفينة، وروت عنه طائفة تقديم الأربعة والإقرار لهم بالفضل والخلافة، وعلى ذلك جماعة أهل السنة، ولم يختلف قول أحمد في الخلافة والخلفاء، وإنما اختلف قوله في التفضيل.
1207- أخبرنا عبد بن أحمد إجازة، قال: حدثنا أبو الحسين بن أبي سهل السرخسي، قال: حدثنا أبو الفضل بن إسحاق، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الليث الرازي، قال: سألت أحمد بن حنبل فقال: يا أبا عبد الله من تفضل؟ قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهم الخلفاء.
فقال: يا أبا عبد الله إنما أسألك عن التفضيل؟ من تفضل؟
قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهم الخلفاء المهديون الراشدون، ورد الباب في وجهي2.
قال أبو علي: ثم قدمت الري فقلت لأبي زرعة، وسألت أحمد، وذكرت له القصة، فقال: لا نبالي من خالفنا نقول: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي في الخلافة والتفضيل جميعا، هذا ديني الذي أدين لله به، وأرجو أن يقبضني الله عليه.
1208- وأخبرنا عبد بن أحمد إجازة، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن شاذان، قال: حدثنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: قلت لأحمد بن حنبل: من تقدم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر السنة للخلال "628-629 - إلى - 640" 1/ 420-424.
2 رواه الخلال في السنة "509" 1/ 372 نحوه، وانظر "559" 1/ 392، ومسائل ابن هانئ 2/ 172.(2/353)
قال: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلافة.
قال سلمة: وكتبت إلى إسحاق بن راهويه: من تقدم من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكتب إلي: لم يكن بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الأرض أفضل من أبي بكر، ولم يكن بعده أفضل من عمر، ولم يكن بعده أفضل من عثمان، ولم يكن بعد عثمان على الأرض خير ولا أفضل من علي.
1209- حدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى، حدثنا ابن حبابة، حدثنا البغوي، قال: حدثنا هارون بن إسحاق، قال: سمعت قبيصة، يذكر عن عباد السماك، قال: سمعت سفيان، يقول: الخلفاء أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز1.
1210- وفيما أجازه لنا عبد بن أحمد، قال: حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري الدارمي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا قبيصة، قال: سمعت عباد السماك، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: الأئمة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز: وما سوى ذلك فهم منتزون2.
- قال أبو عمر: قد روي عن مالك3، وطائفة نحو قول سفيان هذا، وتأبى جماعة من أهل العلم أن تفضل عمر بن عبد العزيز على معاوية، لمكان صحبته، ولكلا القولين آثار صحاح مرفوعة يحتج بها الفريقان.
1211- أخبرنا عبد بن أحمد إجازة، قال: حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: سألت أبا أسامة، أيما كان أفضل معاوية، أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لا نعدل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخلال "586" ص401-402، واللالكائي "2662-2663-2664-2665" 7/ 1389-1390.
2 انظر ما قبله. ومنتزون: متغلبون.
3 انظر قول مالك في السنة للخلال "585" 1/ 401.(2/354)
بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أحدا1.
1212- وأخبرنا أبو ذر، قال: حدثنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل الفارسي، قال: حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر، قال: حدثنا أبو نوبة، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك وعيسى بن يونس، ومخلد بن حسين، يقولون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
1213- قال وحدثنا أبو القاسم إدريس بن علي بن إسحاق، قال: سمعت أبا بكر النيسابوري، يقول: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت الشافعي محمد بن إدريس، يقول: أقول في الخلافة والتفضيل بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم2.
1214- أخبرنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا مروان بن عبد الملك، قال: سمعت هارون بن إسحاق، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: من قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسلم لعلي سابقته، فهو صاحب سنة, ومن قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وسلم لعثمان سابقته، فهو صاحب سنة فذكرت له هؤلاء الذين يقولون: أبو بكر وعمر، وعثمان، ويسكتون فتكلم بكلام غليظ3.
1215- وأخبرنا عبد بن أحمد إجازة، قال: حدثنا أحمد بن عبدان، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخلال في السنة "663" 1/ 435، وهو قول الإمام أحمد والمعافى وغيرهما، انظر السنة للخلال 1/ 434-435.
2 رواه اللالكائي في أصول الاعتقاد "2614" 7/ 1368، و"2666-2667" 7/ 1390-1391، و"2673" 7/ 1392-1393، وابن أبي حاتم في آداب الشافعي "189".
3 رواه الخلال في السنة "591" 1/ 403-404 مختصرا، واللالكائي "2672" 7/ 1392.(2/355)
عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: وفدت مع أبي إلى معاوية وفدنا إليه زياد، فدخلنا على معاوية، فقال: حدثنا يا أبا بكرة.
فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: $"الخلافة ثلاثون، ثم يكون الملك"، قال: فأمر بنا فوجئ في أقفائنا حتى أخرجنا1.
1216- أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل، قال: حدثنا أبو عمر ومحمد بن علي بن محمد الصيدلاني، قالا: حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البغدادي، قال: حدثنا سعيد بن سليمان سعدويه، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سلمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "الخلافة بالمدينة، والملك بالشام"2.
1217- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن رشيق، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن داود بمصر، قال: حدثنا ابن المقري، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الحكم بن إبان، أنه يسال عكرمة عن أمهات الأولاد؟
فقال: هن أحرار.
قلت: بأي شيء؟
قال: بالقرآن.
قلت: بأي شيء من القرآن؟
قال: قال الله جل وعز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه بهذه القصة اللالكائي "2657" 7/ 1387، وأحمد 5/ 50 بأتم منه. وفي سنده علي بن زيد بن جدعان: ضعيف، وأصل الحديث رواه: أبو داود "4635" 4/ 208، وأحمد في المسند "5/ 44-50، والدارقطني في الأفراد.
2 رواه الحاكم في المستدرك 3/ 72، والبخاري في التاريخ 2/ 2/ 16 بشطره الأول، ونعيم بن حماد في الفتن "248" 8/ 104، والبيهقي في الدلائل 6/ 447، والديلمي "3023" 2/ 207 "العلمية"، وابن الجوزي في العلل 2/ 766 ثم قال: "وهذا لا يصح".(2/356)
[النساء: 59] وكان عمر من أولي الأمر، قال: عتقت ولو بسقط1.
1218- حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن وضاح وأحمد بن يزيد المعلم، قالا: موسى بن معاوية، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، قال: قال عمر بن عبد العزيز: سن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وولاة الأمر من بعده سننا: الأخذ بها تصديق بكتاب الله، واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله، من عمل بها مهتدي، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى وصلاه جهنم وساءت مصيرا2.
1219- حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، حدثنا صالح بن كيسان، قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم، فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: نكتب ما جاء عن الصحابة، فإنه سنة، وقلت أنا: ليس بسنة، ولا نكتبه، قال: فكتبه الزهري ولم أكتبه فأنجح وضيعت3.
1220- حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم، حدثنا ابن وضاح، وأحمد بن يزيدن قالا: حدثنا موسى بن معاوية، حدثنا ابن مهدي، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، أن عمر بن الخطاب لما قدم المدينة قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إنه قد سنت لكم السنن،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 روى قول عمر: عبد الرزاق في المصنف "13243-31244" 7/ 295-296، وسعيد بن منصور "2050-2051" 2/ 61، والبيهقي في سننه 10/ 346-348، وانظر الإشراف 1/ 377.
2 رواه اللالكائي في الحلية 6/ 324، وابن بطة في الإبانة "230-231" 1/ 352-353، واللالكائي "134" 1/ 94، والخطيب في الجامع 2/ 81، وفي الفقيه والمتفقه 1/ 173، والآجري في الشريعة "85" ص56-57، و"130" ص72.
3 رواه عبد الرزاق في المصنف "20487" 11/ 258-259، والخطيب في الجامع "21631" 2/ 279، وفي تقييد العلم ص106-107، وأبو نعيم في الحلية 3/ 360-360، وقد سبق 1/ 76-77.(2/357)
وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة، إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا1.
- وروى الشعبي، عن مسروق، عن عمر، أنه خطب الناس فقال: ردوا الجهالات إلى السنة2.
1221- حدثنا خلف بن القاسم، حدثنا أبو أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن جعفر الزيات بمصر، حدثنا يحيى بن أيوب بن بادي، حدثنا حامد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن كناسة، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، في قول الله جل وعز: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] قال: الرد إلى الله: إلى كتابه. والرد إلى الرسول: ما كان حيا، فإذا مات فإلى سنته3.
1222- حدثني خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد الكوفي، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا حمادن قال: سمعت الشعبي، يقول: قال مسروق: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة4.
ورواه طائفة عن ابن عيينة، عن خالد بن سلمة، عن الشعبي، عن مسروق مثله.
وروي عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه مالك في الموطأ "1506" 2/ 824، وانظر فتح الباري 12/ 143، والتمهيد 23/ 92.
2 سبق عقيب "892" 2/ 172، وانظر مفتاح الجنة ص88.
3 رواه الطبري "9883"، وابن بطة في الإبانة "58-59" 1/ 217-218، و"85" 1/ 251-252، وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة "45" ص44، وغيرهم.
وقد سبق. وسيأتي قريبا "1231" إن شاء الله تعالى.
4 رواه اللالكائي "2322" 7/ 1239، وعبد الله في السنة "1368" 2/ 580.(2/358)
حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة1.
1223- وحدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا أبو الفيض ذو النون بن أحمد بن إبراهيم بن صالح، قال: حدثني عبد الباري بن إسحاق ابن أخي ذو النون، عن عمه أبي الفيض ذي النون، قال: ثلاث من أعلام السنة: المسح على الخفين، والمحافظة على صوات الجمع، وحب السلف رحمهم الله.
- وكان إبراهيم التيمي، يقول: اللهم اعصمني بدينك وبسنة نبيك من الاختلاف بالحق، ومن اتباع الهوى، ومن سبيل الضلالة، ومن مشتبهات الأمور، ومن الزيغ والخصومات.
- وروى عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: القصد السنة خير من الاجتهاد في البدعة2.
77- باب موضع السنة من الكتاب وبيانها له:
قال الله تعالى ذكره: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] وقال: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللَّهِ} [الشورى: 52-53] وفرض طاعته في غير آية من كتاب الله وقرنها بطاعته -جل وعز- فقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه اللالكائي "2319-2320" 7/ 1237-1239.
2 رواه الدارمي "217" 1/ 83، وابن بطة في الإبانة "161" 1/ 320 و"178-179" 1/ 328-329، و"201" 1/ 337، و"246-247" 1/ 357-358، والطبراني في المعجم الكبير "10488" 10/ 257، والمروزي في السنة "25"، والحاكم في المستدرك 1/ 103، واللالكائي "13-14" 1/ 55، و"114" 1/ 88. وانظر مجمع الزوائد 1/ 173.(2/359)
1224- أخبرنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، أن امرأة من بني أسد أتت عبد الله بن مسعود فقال له: إنه بلغني أنك لعنت ذيت وذيت والواشمة والمستوشمة وإني قرأت ما بين اللوحين فلم أجد الذي تقول، وإني لأظن على أهلك منها.
فقال لها عبد الله: فادخلي فانظري، فدخلت فنظرت فلم تر شيئا. فقال لها عبد الله: أما قرأت: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]؟
قال: بلى.
قال: فهو ذاك1.
- وروي عن عبد الرزاق، قال: أخبرني الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قال عبد الله بن مسعود: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله.
قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب، فقالت: يا عبد الرحمن بلغني أنك لعنت كيت وكيت؟ فقال: وما لي لا ألعن من لعنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن هو في كتاب الله.
قالت: إني لأقرأ ما بين اللوحين فما أجده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البخاري "4886" 8/ 630، و"5931" 10/ 372 و"5939" 10/ 377، و"5948" 10/ 380، ومسلم "2125"، وأبو داود "4169" 4/ 77-78، والترمذي "2782" 5/ 104، وابن ماجه "1989"، والنسائي 8/ 188، وأحمد 1/ 433-434-443-454-465، وعبد الله في زوائد المسند 1/ 454، والدارمي "2647" 2/ 263، والحميدي "97" 1/ 53-54، وعبد الرزاق "5103" 3/ 145، وابن حبان "5504"، وابن بطة في الإبانة "68-69" 1/ 236-238، وأبو عوانة في أواخر اللباس، كما في إتحاف المهرة 10/ 381، والبيهقي 7/ 208، والآجري في الشريعة "96-97-98" ص61-62، والبغوي في شرح السنة "3191"، وفي معالم التنزيل 4/ 318.(2/360)
قال: إن كنت قارئة لقد وجدتيه، أما قرأت: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]؟ قالت: بلى.
قال: فإنه قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: إني لأظن أهلك يفعلون بعض ذلك.
قال: فاذهبي فانظري.
قال: فدخلت فلم تر شيئا.
قال: فقال عبد الله: لو كانت كذلك لم نجامعها1.
1225- حدثنا محمد بن خليفة، قال: حدثنا محمد بن الحسين البغدادي بمكة، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن سهل الأشناني، قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة بن عبد العزيز وأبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، أنه رأى محرما عليه ثياب فنهى المحرم، فقال: آتني بآية من كتاب الله تنزع ثيابي.
قال: فقرأ عليه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]2.
1226- حدثنا محمد بن عبد الملك، قال: حدثنا ابن الأعرابي، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، قال: كان طاووس يصلي ركعتين بعد العصر، فقال له ابن عباس: اتركهما.
فقال: إنما نهي عنهما أن يتخذا سنة.
فقال ابن عباس: قد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة بعد صلاة العصر، فلا أدري أتعذب عليهما أم تؤجر؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه عبد الرزاق "5103" 3/ 145، وانظر التعليق السابق.
2 رواه الآجري في الشريعة "93" ص61، وابن بطة في الإبانة "82" 1/ 249-250.(2/361)
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]1.
1227- حدثنا خلف بن القاسم، حدثنا ابن المفسر، قال: حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي، قال: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا بقية بن الوليد، عن محفوظ بن المسور الفهري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "يوشك بأحدكم يقول: هذا كتاب الله، ما كان فيه من حلال أحللناه، وما كان فيه من حرام حرمناه، ألا من بلغه عني حديث فكذب به فقد كذب الله ورسوله والذي حدثه"2.
1228- حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله بن معمر، عن عبيد الله بن رافع، عن أبيه ح:
قال سفيان: وحدثناه ابن المنكدر مرسلا: قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "ألا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه".
قال: سفيان: وأنا لحديث ابن المنكدر أحفظ لأني سمعته أولا وقد سمعت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الدارمي "434" 1/ 126، والشافعي في مسنده، كما في إتحاف المهرة 7/ 258-259، والطحاوي في شرح المعاني 1/ 305، والحاكم في المستدرك 1/ 110، والبيهقي 2/ 453.
وأصل الحديث بدون القصة رواه النسائي في كتاب الصلاة، باب "35" النهي عن الصلاة بعد العصر 2/ 278.
2 رواه ابن عبد البر في التمهيد 1/ 152، والخطيب في الفقيه 1/ 90، والطبراني في الأوسط "7592" 8/ 290-291 بشطره الأخير، وفي سنده: محفوظ بن مسور: قال: في الميزان 3/ 44: "لا يدرى من ذا" وانظر اللسان 5/ 19.
وبقية بن الوليد: مدلس تدليس تسوية. وهنا يروي عن الضعفاء والمجهولين. فترد روايته ولو صرح بالتحديث، فكيف إذا لم يصرح. وانظر مجمع الزوائد 1/ 148-149.
ورواه أبو يعلى "1813-1814" بلفظ آخر عن جابر، وفيه يزيد بن أبان الرقاضي: ضعيف. كما في مجمع الزوائد 1/ 155.(2/362)
هذا أيضا1.
1229- أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد، قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثني علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سالم المكي، عن موسى بن عبد الله بن قيس، عن عبيد الله أو عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه أبي رافع، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ألا لا أعرفن ما بلغ أحدًا منكم حديث إن كان شيئًا أمرت به أو نهيت عنه فيقول وهو متكئ على أريكته، هذا القرآن ما وجدنا فيه اتبعناه، وما لم نجد فيه فلا حاجة لنا به"2.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه من هذا الطريق الحميدي "551" 2/ 252، والطبراني في المعجم الكبير "934" 2/ 295، والحاكم في المستدرك 1/ 108-109، والدارقطني في علله 7/ 8.
ورواه الخطيب في الكفاية 1/ 10-11 عن ابن المنكدر، عن جابر به.
وانظر ما بعده.
2 رواه الشافعي في الرسالة ص89-90-225-226-403، وفي المسند 1/ 17، وأبو داود "4605"، والترمذي "2663"، وأحمد 6/ 8، وابن ماجه "13"، والحميدي "551" 1/ 252، والروياني في مسنده "716" 1/ 473 و"726" 1/ 478، وابن حبان "13" 1/ 190، والطحاوي في شرح المعاني 4/ 209، والحاكم 1/ 108-109، والطبراني "934-935-936" 1/ 295-296 و1/ 327، وفي الأوسط "8844" 8/ 350-351، واللالكائي "97-98" 1/ 82-83، وابن بطة في الإبانة "60-61" 1/ 228-229، والآجري في الشريعة "87-88" ص59، وابن حزم في الإحكام "2/ 202، والبيهقي في الاعتقاد "625"، وفي السنن 7/ 67، وفي الدلائل 6/ 549، وفي المدخل 1/ 24، وفي معرفة السنن 1/ 67، وابن عبد البر في التمهيد 1/ 151، والهروي في ذم الكلام، والخطيب في الكفاية ص10-11، والبغوي في شرح السنة "101" 1/ 200-201.
قال الدارقطني في علله 7/ 7-10: "يرويه سالم أبو النضر، واختلف عنه:
أ- فرواه مالك عن أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه. قاله أبو إسحاق الفزاري، عن مالك.
ب- وخالفه عبد الله بن ربيعة: فرواه عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه.
ج- وخالفهما ابن وهب: فرواه عن مالك، عن أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع مرسلا. =(2/363)
1230- حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، قال: حدثنا الحسن بن جابر أنه سمع المقدام بن معدي كرب، يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "يوشك رجل منكم متكئا على أريكته يحدث بحديث عني فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل الذي حرم الله"1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= واختلف عن ابن عيينة:
أ- فقال الحميدي عنه، عن أبي النضر، أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي, صلى الله عليه وسلم.
وقال في آخره: قال سفيان: وكان ابن المنكدري حدثناه أولا عن النبي, صلى الله عليه وسلم.
وأنا لحديث ابن المنكدري أحفظ.
ب- وقال يوسف القطان، عن ابن عيينة، عن ابن المنكدر وحده بهذا الإسناد.
ج- وقال نصر بن علي، عن ابن عيينة، عن أبي النضر، أو زيد بن أسلم، عن ابن أبي رافع، عن أبيه.
د- وقال حميد بن الربيع، عن ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر وأبي النضر، عن ابن أبي رافع، عن أبيه.
هـ- وقال غيرهم: عن ابن عيينة، عن أبي النضر، عن ابن أبي رافع -عن أبيه.
ورواه محمد بن إسحاق، عن أبي النضر، عن موسى بن عبد الله بن قيس، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه.
وقال الليث بن سعد: عن أبي النضر، عن موسى بن عبد الله بن قيس، عن أبي رافع.
وقال عمرو بن الحارث: عن أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصواب قول من قال: عن أبي النضر، عن ابن أبي رافع، عن أبيه" ا. هـ.
1 رواه أبو داود "4604"، والترمذي "2664"، وابن ماجه "12"، وأحمد 4/ 130-131-132، والدارمي "586" 1/ 153، والطبراني "649" 20/ 274 و"669-670" 20/ 283، وابن عبد البر في التمهيد 1/ 149-150، وابن حبان "12" 1/ 189، والحاكم في المستدرك 1/ 109، وابن نصر في السنة "261-262-440"، والآجري في الشريعة "90" ص60، وابن بطة في الإبانة "62-63" 1/ 229-231، والهروي في ذم الكلام، والدارقطني في سننه 4/ 286-287، والخطيب في الفقيه والمتفقه 1/ 88-89، وفي الكفاية ص8-9-12-13-14.(2/364)
1231- وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] الآية. قال: الرد إلى الله: الرد إلى كتابه، والرد إلى رسوله: إذا كان حيا، فلما قبضه الله فالرد إلى سنته1.
- قال أبو عمر: قال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به، ولا تركت شيئا مما نهاكم الله عنه إلا وقد نهيتكم عنه"2 رواه المطلب بن حنطب وغيره عنه صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والحازمي في الاعتبار ص5-24، والبيهقي في المدخل إلى الدلائل 1/ 24-25، وفي الدلائل 6/ 549، وفي السنن 9/ 331-332، وابن عبد البر في التمهيد 1/ 150، والمزي في تهذيب الكمال 6/ 72، من طرق يصح بها، وبما قبله، وبما في الباب.
عن أبي هريرة:
رواه ابن ماجه "21"، وأحمد 2/ 367-483، والآجري في الشريعة "89" ص60 "المهدي"، والبزار "126"، والخطيب في تاريخه 12/ 44، وسنده ضعيف فيه عند ابن ماجه: عبد الله بن سعيد المقبري: ضعيف. وعند أحمد والبزار: أبو معشر: ضعيف.
1 سبق قريبا "1221".
2 رواه الشافعي في الرسالة ص87 و93، وفي إبطال الاستحسان من الأم 7/ 299.
ورواه الخطيب في الفقيه والمتفقه 1/ 92-93 وفيه زيادة في آخره. وابن خزيمة في جزء علي بن حجر "368" ص427-428، والبغوي في شرح السنة "4110" 14/ 302، والبيهقي في سننه 7/ 76، وفي المعرفة 1/ 7، وفي بيان خطأ من أخطأ على الشافعي ص93، وهو مرسل حسن الإسناد.
وله شاهد من حديث ابن مسعود -بسند منقطع: رواه البغوي في شرح السنة "4111" 14/ 303، والحاكم "2136" 2/ 4-5، والبيهقي في الاعتقاد ص173.
وشاهد من حديث عمران القطان مرفوعا: رواه عبد الرزاق "20100" 11/ 125، وعمران ضعيف، وهذا معضل.
وشاهد من حديث الحسن بن علي: رواه الطبراني في الكبير 3/ 86، وانظر مجمع الزوائد 4/ 71-72، وشاهد لأوله من حديث أبي ذر: رواه أحمد 5/ 153-162، ورواه الطبراني في الكبير "1647" 2/ 155، والبزار "147". وانظر مجمع الزوائد 8/ 264.(2/365)
وقال الله تبارك وتعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3-4] وقال: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] الآية. والبيان منه صلى الله عليه وسلم على ضربين: بيان المجمل في الكتاب العزيز كالصلوات الخمس في مواقيتها، وسجودها وركوعها وسائر أحكامها، وكبيانه للزكاة وحدها ووقتها، وما الذي تؤخذ منه الأموال، وبيانه لمناسك الحج، قال صلى الله عليه وسلم إذ حج بالناس: "خذوا عني مناسككم"1؛ لأن القرآن إنما ورد بجملة فرض الصلاة والزكاة والحج دون تفصيل والحديث مفصل وهو زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها، وكتحريم الحمر الأهلية، وكل ذي ناب من السباع إلى أشياء يطول ذكرها قد لخصتها في موضع آخر.
وقد أمر الله جل وعز -بطاعته واتباعه أمرا مطلقا مجملا لم يقيد بشيء كما أمرنا باتباع كتاب الله، ولم يقل: ما وافق كتاب الله، كما قال بعض أهل الزيغ.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: الزنادقة والخوارج وضعوا ذلك الحديث يعني: ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافق كتاب الله، فأنا قلته، وإن خالف كتاب الله فلم أقله وإنما أنا موافق كتاب الله وبه هداني الله"2 وهذه الألفاظ لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بصحيح النقل من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سبق تخريجه.
2 رواه البيهقي في المعرفة 1/ 69، والشافعي في سير الأوزاعي من الأم 7/ 338-339، والطبراني في الكبير، ومن حديث أبي جعفر مرسلًا. وفيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه، وهو منكر الحديث، كما في المجمع 1/ 170، وانظر مفتاح الجنة ص49، ورواه من حديث الأصبع بن محمد بن أبي منصور بلاغا: ابن حزم في الإحكام 2/ 198، والبيهقي في المدخل 1/ 23، وأصبع مجهول. انظر الميزان 1/ 271، واللسان 1/ 460، ومفتاح الجنة ص51.
ورواه من حديث علي: الدارقطني في سننه 4/ 208-209، والبيهقي في المدخل 1/ 23، وعلله الدارقطني 4/ 209 بقوله: هذا وهم، والصواب عن عاصم، عن زيد بن علي بن =(2/366)
سقيمه، وقد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم، وقالوا: نحن نعرض هذا الحديث على كتاب الله قبل كل شيء، ونعتمد على ذلك.
قالوا: فلما عرضناه على كتاب الله وجدناه مخالفا لكتاب الله، لأنا لم نجد في كتاب الله ألا نقبل من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ما وافق كتاب الله، بل وجدنا كتاب الله يطلق التأسي به والأمر بطاعته ويحذر المخالفة عن أمره جملة على كل حال.
1232- حدثنا محمد بن خليفة، حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن سهل الأشناني، قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود، قال: حدثني يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن عمران بن حصين، أنه قال لرجل: إنك امرئ أحمق، أتجد في كتاب الله الظهر أربعا لا تجهر فيها بالقراءة؟ ثم عدد عليه الصلاة والزكاة ونحو هذا،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الحسين مرسلا. عن النبي, صلى الله عليه وسلم. وفيه جبارة بن المغلس، ضعيف. وانظر مفتاح الجنة ص51.
ورواه من حديث علي -أيضا-: ابن حزم في الإحكام 1/ 197، والبيهقي في المدخل 1/ 13، وفيه حسين بن عبد الله بن ضميرة: ليس بشيء. وشمر بن نمير: ليس بثقة. انظر المدخل، ومفتاح الجنة ص52.
ورواه من حديث أبي هريرة: الدارقطني 4/ 208، والخطيب في الكفاية ص430، في التاريخ 11/ 391، والهروي في ذم الكلام، والبيهقي في المدخل 1/ 24 من طريقين: في إحداهما صالح بن موسى الطلحي: منكر الحديث. انظر التاريخ الكبير 2/ 2/ 291، والميزان 2/ 302، وفي الطريق الأخرى اضطراب في سنده ومتنه. انظر مفتاح الجنة ص53، والتاريخ الكبير 2/ 1/ 474.
ورواه من حديث ابن عمر: الطبراني في الكبيرن كما في المجمع 1/ 170، وابن بطة في الإبانة "102" 1/ 265-266 ثم قال: "قال ابن الساجي: قال أبي رحمه الله-: هذا حديث موضوع عن النبي, صلى الله عليه وسلم. قال: وبلغني عن علي بن المديني أنه قال: ليس لهذا الحديث أصل، والزنادقة وضعت هذا الحديث".
ورواه من حديث ثوبان: الطبراني في الكبير. وفيه يزيد بن ربيعة: منكر الحديث. وانظر مجمع الزوائد 1/ 170، واللآلئ 1/ 213، وتنزيه الشريعة 1/ 264.(2/367)
ثم قال: أتجد في كتاب الله مفسرا: إن كتاب الله أبهم هذا، وإن السنة تفسر ذلك1.
1233- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، أن رجلا قال لمطرف بن عبد الله بن الشخير: لا تحدثونا إلا بالقرآن.
فقال له مطرف: والله ما نريد بالقرآن بدلا، ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا2.
- وروى الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: كان الوحي ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحضره جبريل بالسنة بالتي تفسر ذلك3.
- قال الأوزاعي: الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب.
- قال أبو عمر: يريد أن تقضي عليه وتبين المراد منه.
- وروى سعيد بن منصور، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن مكحول، قال: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو داود "1561"، والطبراني في الكبير "547" 8/ 219، والمزي في التهذيب 13/ 164-165، وابن بطة في الإبانة "65-66-67" 1/ 232-236، والبيهقي في المدخل 1/ 25-26، والآجري في الشريعة "91" ص60، من طرق عن عمران يتأيد بعضها ببعض.
2 رواه الخطيب في الجامع في الكفاية ص15.
3 رواه الدارمي "588" 1/ 153، وابن بطة في الإبانة "90" 1/ 254-255 و"219-220" 1/ 345-346، واللالكائي في أصول الاعتقاد "99" 1/ 83-84، والمروزي في السنة "28-116"، والهروي في ذم الكلام، ونعيم بن حماد في زوائد الزهد "91"، والخطيب في الفقيه والمتفقه 1/ 91، وفي الكفاية ص13-15.
4 رواه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل العلم "48" ص46، وابن بطة في الإبانة "88" 1/ 253، وابن نصر في السنة ص28، والهروي في ذم الكلام، والخطيب في الكفاية ص14، والحازمي في الاعتبار "25"، وعزاه في مفتاح الجنة ص90 لسعيد بن منصور.(2/368)
- وبه عن الأوزاعي، قال: قال يحيى بن أبي كثير: السنة قاضية على الكتاب، وليس الكتاب قاضيا على السنة1.
- وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله -يعني: أحمد بن حنبل- وسئل عن الحديث الذي روي أن السنة قاضية على الكتاب؟ فقال: ما أجرس على هذا أن أقوله: إن السنة قاضية على الكتاب: إن السنة تفسر الكتاب وتبينه2.
- قال الفضل: وسمعت أحمد بن حنبل يقول: وقيل له: تنسخ السنة شيئا من القرآن؟ قال: لا ينسخ القرآن إلا القرآن.
- قال أبو عمر: قول الشافعي3 أن القرآن لا ينسخه إلا قرآن مثله، لقوله جل وعز: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} [النحل: 101] وقوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} [البقرة: 106] الآية وعلى هذا جمهور أصحاب مالك إلا أبا الفرج فإنه نسب إلى مالك قول الكوفيين في ذلك.
1234- حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان، قالا: حدثنا ابن أصبغ، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن سنان بن أبي سنان، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس كتب عليكم الحج".
فقيل: يا رسول الله أفي كل عام؟
قال: "لا ولو قلتها لوجبت، الحج مرة واحدة، فما زاد فهو تطوع"4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الدارمي "587" 1/ 153، والخطيب في الكفاية ص14، وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة "48" ص46، والحازمي في الاعتبار ص25، والهروي في ذم الكلام، وابن بطة في الإبانة "88-89" 1/ 253-254، وعزاه في مفتاح الجنة ص91 لسعيد بن منصور.
2 رواه الخطيب في الكفاية ص14-15.
3 انظر معرفة السنن والآثار 1/ 102-103.
4 رواه أبو داود "1721" 2/ 139، والنسائي 5/ 111، وابن ماجه "2886"، ورواه الدارمي "1788-1789" 2/ 46، والدارقطني 2/ 218-279-280-281، وأحمد 1/ 255- =(2/369)
- قال أبو عمر: الآثار في بيانه لمجملات التنزيل قولا وعملا أكثر من أن تحصى، وفيما لوحنا به هداية وكفاية والحمد لله.
وكان أبو إسحاق إبراهيم بن سيار يقول: بلغني وأنا حدث أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن اختناث فم القربة والشرب منه.
قال: فكنت أقول: إن لهذا الحديث لشأنا وما في الشرب من فم القربة حتى يجيء فيها هذا النهي؟!! فلما قيل لي: أن رجلا شرب من فم قربة فوكعته حية فمات، وأن الحيات والأفاعي تدخل في أفواه القرب، علمت أن كل شيء لا أعلم تأويله من الحديث أن له مذهبا وإن جهلته.
1235- أخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصباحي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر، قال: حدثنا عبد الله بن حسين الأشقر أبو بلال، قال: حدثنا زافر بن سليمان، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، قال: قال سعد بن معاذ: ثلاث أنا فيهن رجل -يعني: كما ينبغي- وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس: ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا قط إلا علمت أنه حق من الله، ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها، ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول ويقال لها، حتى أنصرف عنها.
قال سعيد بن المسيب: هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 292-301-323-325-352-370-371، وابن الجارود "410" 2/ 55-56، والطيالسي "2669"، والخطيب في الأسماء المبهمة 1/ 1/ 13، والحاكم 1/ 444، والبيهقي 4/ 326، من طرق عن ابن عباس يحسن بها إن شاء الله تعالى.
1 رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 29-30 "هامش الإصابة" في ترجمة سعد رضي الله عنه من هذا الوجه نفسه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير "5321-5322" 6/ 5-6، من طريقين آخرين.
قال في مجمع الزوائد 9/ 308: "رواه الطبراني بإسنادين أحدهما عن أبي سلمة مرسلا، والآخر عن الماجشون منقطعا. وفي إسناده من لم أعرفه.(2/370)
78- باب من في تأول القرآن، أو تدبره، وهو جاهل بالسنة:
- قال أبو عمر: أهل البدع أجمع أضربوا عن السنن وتأولوا الكتاب على غير ما بينت السنة، فضلوا وأضلوا، نعوذ بالله من الخذلان ونسأله التوفيق والعصمة برحمته. وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التحذير عن ذلك في غير ما أثر:
منها ما:
1236- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى، قال: حدثنا الحسين بن عثمان الأدمي، قال: حدثنا عباس الدوري، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: $"هلاك أمتي في الكتاب واللبن".
فقيل: يا رسول الله وما الكتاب واللبن؟
قال: "يتعلمون القرآن ويتأولونه على غير ما أنزله الله، ويحبون اللبن، ويدعون الجماعات والجمع ويبدون"1.
1237- حدثنا أحمد بن قاسم، قال: أخبرنا أحمد بن أبي دليم، قال: حدثنا ابن وضاح، حدثنا دحيم، قال: حدثنا أبو صالح، عن ليث، عن أبي قبيل، عن عقبة بن عامر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أخوف ما أخاف على أمتي: الكتاب واللبن، فأما اللبن فينتجعه أقوام لحبه ويتركون الجماعات، وأما الكتاب فيفتح لأقوام فيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أحمد في المسند 4/ 146-155-156، وفي العلل 3/ 451-452، وأبو يعلى "1746" 3/ 285، والطبراني "815-816-817-818" 17/ 295-296، والحاكم في المستدرك 2/ 374، والديلمي في الفردوس "7233" 5/ 78، والبيهقي في الشعب "3009" 3/ 104، والروياني في مسنده "239-240" 1/ 183، من طرق يشد بعضها بعضا.
وهو من رواية العبادلة عن ابن لهيعة. وهي مقبولة -إن شاء الله تعالى. وانظر مجمع الزوائد 2/ 195، و8/ 105.(2/371)
فيجادلون به الذين آمنوا"1.
1238- وقرأت على عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد المعروف ببكير بمكة، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني أبو السمح، قال: حدثنا أبو قبيل، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أخوف ما أخاف على أمتي اثنتان: القرآن واللبن، فأما القرآن فيتعلمه المنافقون ليجادلوا به المؤمنين، وأما اللبن فيتبعون الريف يتبعون الشهوات ويتركون الصلوات"2.
- وقال صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن"3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر ما قبله.
2 انظر ما قبله.
3 رواه أحمد 1/ 22-44، وعبد بن حميد في المنتخب من المسند "11" ص32، وابن أبي الدنيا في الصمت "148" ص109-110، وفي الغيبة "8" ص24-25، والبزار "168" 1/ 97 "كشف الأستار" و"305-306" 1/ 434-435 "البحر"، والفريابي في صفة النفاق "22-23" ص68-69، وابن عيدي في الكامل 3/ 104، والضياء في المختارة "235" 1/ 343-344، والحارث في مسنده 1/ 524 "الزوائد"، والبيهقي في الشعب "1777" 2/ 284، وابن بطة في الإبانة "940-941" 2/ 701-702، وأبو نعيم في صفة النفاق، "2/ 139"، والذهبي في السير 11/ 445.
قلت: اختلف في وقفه ورفعه:
فقد رواه المعلي بن زياد، وميمون الكردين فيما رواه حماد بن زيد عنه-، عن أبي عثمان النهدي، عن عمر موقوفا.
وخالف دليم بن غزوان والحسن بن أبي جعفر الجعفري، فروياه عن ميمون الكردي، فرفعاه إلى النبي, صلى الله عليه وسلم.
والموقوف أشبه بالصواب. والله أعلم. انظر العلل للدارقطني 1/ 246-247 ورواية الوقف عند الفريابي في صفة النفاق "24-25" ص69-70، والهروي في ذم الكلام.
ووقع فيه اختلاف آخر:
يرويه حماد بن سلمة، واختلف عنه: فرواه مؤمل، عن حماد، عن حميد ويونس، عن =(2/372)
1239- حدثنا سلمة بن سعيد، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا العباس بن محمد البصري، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عبد الله بكر السهمي، قال: حدثنا عباد بن كثير، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود، قال: ستجدون أقواما يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع، وإياكم والتنطع، وعليكم بالعتيق1.
1240- وحدثني سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا موسى بن معاوية، قال: حدثنا ابن مهدي، عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، قال: قال عمر: إنما أخاف عليكم رجلين: رجل يتأول القرآن على غير تأويله، ورجل ينافس الملك على أخيه2.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الحسن، عن الأحنف، عن عمر.
وخالفه عبد الأعلى بن حماد، رواه عن حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن.
وهو أشبه بالصواب، كما في العلل للدارقطني 1/ 142-143.
ووقع في سنده اختلاف ثالث:
هو حديث رواه حسين المعلم، واختلف عنه:
أ- فرواه معاذ بن معاذ، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين، عن النبي, صلى الله عليه وسلم.
ووهم فيه.
ب- ورواه عبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة وغيرهما، عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمر بن الخطاب.
وهو الصواب. انظر العلل للدارقطني 2/ 170-171 و2/ 246.
1 رواه الدارمي "142-143" 1/ 66، وعبد الرزاق "20465" 11/ 252، وابن وضاح "60" ص64، والطبراني "8845" 9/ 189، واللالكائي "108" 1/ 78، والمروزي في السنة "85" ص30، والبيهقي في المدخل "387-388" ص271-272، والخطيب في الفقيه والمتفقه 1/ 43، وابن بطة في الإبانة "168-169" 1/ 323-324 و"189" 1/ 332-333 و"192" 1/ 133، والهروي في ذم الكلام، من طرق يصح بها.
2 رواه الطبراني في الأوسط "1886" عن عمر مرفوعا نحوه، وفيه إسماعيل بن قيس: متروك. وانظر مجمع الزوائد 1/ 187.(2/373)
1241- أخبرنا محمد بن أحمدن قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا ابن عون، عن رجاء بن حيوة، عن رجل، قال: كنا جلوسا عند معاوية فقال: إن أغرى الضلالة لرجل يقرأ القرآن فلا يفقه فيه فيعلمه الصبي والعبد والمرأة والأمة فيجادلون به أهل العلم1.
1242- حدثنا عبد الوارث بن سفيانن حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهيرن حدثنا الوليد بن شجاع، قال: حدثنا مبشر بن إسماعيل، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، قال: إن هذا القرآن قد أخلق في صدرو كثير من الناس فالتمسوا ما سواه من الأحاديث، وإن ممن يبتغي هذا العلم يتخذه بضاعة ليلتمس به الدنيا، ومنهم من يتعلمه ليماري به، ومنهم من يتعلمه ليشار إليه، وخيرهم الذي يتعلمه فيطيع الله فيه.
- قال أبو عمر: معنى قوله: إن هذا القرآن قد أخلق -والله أعلم- أي: أخلق علم تأويله من تلاوته إلا بالأحاديث عن السلف العالمين به، ففي الأحاديث الصحاح عنهم يوقف على ذلك، لا بما سولته النفوس وتنازعته الآراء، كما صنع أهل الأهواء.
- قال الحسن: عمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة2.
- وذكر ابن الأعرابي، -أيضا- قال: حدثنا موسى بن هارون الحمال، قال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أبو عبيد في فضائل القرآن ص213، وفيه الرجل الذي يعلم ولد يزيد بن معاوية. وهو مبهم.
2 رواه القضاعي في مسند الشهاب "1270" 2/ 239، وابن بطة في الإبانة "151" 1/ 315، و"243-244" 1/ 357، عن الحسن مرسلا.
ورواه أبو نعيم في الحلية 3/ 76، وابن بطة في الإبانة "248" 1/ 358-359 من كلام مطر الوراق، ورواه ابن بطة في الإبانة "249" 1/ 359 عن الفضيل بن عياض قوله. ورواه الديلمي "3916" 3/ 69، وابن بطة في الإبانة "245" 1/ 357 عن ابن مسعود قوله.(2/374)
حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب، قال: ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه ولا من فاسق بين فسقه، ولكني أخاف عليها رجلا قد قرأ حتى أزلقه بلسانه، ثم تأوله على غير تأويله1.
79- باب فضل السنة ومباينتها لسائل أقاويل علماء الأمة
1243- حدثنا أحمد بن فتح، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، قال: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الرباطي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثني أبي، عن علي بن الحكم، عن الضحاك، قال: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63] قال: أمرهم أن يطيعون ويشرفوه ويدعوه باسم النبوة2.
وقال ابن جريج، عن مجاهد: أمرهم أن يدعوه في لين وتواضع3.
- وذكر سنيد، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، [عن أبي هريرة]، قال: لما نزلت: {لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] قال أبو بكر: والذي بعثك بالحق لا أكلمك بعد هذا إلا كأخي السرار4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 روى نحوه الفريابي في صفة النفاق "26" ص70.
2 رواه الطبري في تفسيره "31668" 11/ 379. ورواه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 2/ 66، وابن أبي حاتم في تفسيره "14927" 8/ 2655، والطبري في تفسيره "26264" 9/ 360، نحوه عن قتادة. وانظر الدر المنثور 5/ 61 وعزاه أيضا لعبد بن حميد وابن المنذر.
3 رواه الطبري "26262-26263" 9/ 360 و"31665" 11/ 378، والبيهقي في الشعب "1429"، وابن أبي حاتم "14926" 8/ 2655، وعزاه في الدر المنثور لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
4 رواه عبد بن حميد، والحاكم 2/ 462، والبيهقي في شعب الإيمان "1431"، وفي المدخل "653" ص379 عن أبي هريرة. وانظر الدر المنثور 6/ 84. =(2/375)
1244- حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الحميد بن أحمد، قال: حدثنا الخضر بن داود، قال: حدثنا الأثرم، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا إبان، قال: حدثنا قتادة، عن صفوان بن محرز القارئ المازني، أنه سأل عبد الله بن عمر عن الصلاة في السفر؟ فقال: ركعتان، من خالف السنة كفر1.
- وقد بينا معنى قوله في هذا الحديث: كفر، في كتاب التمهيد فأغنى عن إعادتها ههنا.
1245- حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان، قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن محمد البرتي، قال: حدثنا أبو معمر، قال: قاسم:
ح: وحدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا إبراهيم الهجري، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن ابن مسعود، قال: لو تركتم سنة نبيكم لضللتم...3.
في حديث ذكره، أنا اختصرته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ورواه البزار "2257" 3/ 69 "كشف" و"56" 1/ 127 "البحر الزخار" و"56م" 1/ 200، وابن عدي 2/ 396، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة، "729" 2/ 668، والحارث في مسنده، "957" 2/ 887، والحاكم 3/ 74، والواحدي في أسباب النزول ص386-387، وابن مردويه -كما في الدر المنثور 6/ 84، عن أبي بكر الصديق نحوه.
وفي سنده: حصين بن عمر: متروك. كما في التقريب 1/ 183.
ورواه الواحدي في أسباب النزول ص386 عن ابن عباس به.
ورواه ابن أبي شيبة عن محمد بن إبراهيم، حديث "34435" 7/ 92.
وانظر تفسير ابن كثير 4/ 206، وما بين القوسين من المصادر المخرجة للحديث.
1 رواه أحمد 2/ 20-31-57-84-135، والطحاوي في شرح المعاني 1/ 422، وعبد بن حميد "829" ص262، وابن المنذر في الأوسط "2235" 4/ 333، وعبد الرزاق "4281" 2/ 519-520. وانظر مجمع الزوائد 2/ 154-155 والتمهيد 16/ 293-308.
2 انظر بطوله فيما رواه ابن وضاح في البدع "9" ص40-41، وعبد الله في زوائده على الزهد ص358، والطبراني في الكبير "8633"، والدارمي "204" 1/ 79-80.(2/376)
1246- حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا دحيم، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج أن رجلا قال للقاسم بن محمد، عجبنا من عائشة كيف كانت تصلي في السفر أربعا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ركعتين؟ فقال: يابن أخي عليك بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث وجدتها؛ فإن من الناس من لا يعاب1.
- وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول في علته التي توفي فيها: إن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف، وإن لم أستخلف فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يستخلف، وإن الله سيحفظ دينه.
قال عبد الله: فما هو إلا أن ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن يعدل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدا وأنه غير مستخلف2.
1247- حدثنا خلف بن القاسم بن سهل الحافظ، قال: حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي، حدثنا أبو الوليد عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عرابي بن معاوية، عن عبد الله بن هبيرة السبائي، قال: حدثنا بلال بن عبد الله بن عمر أن أباه عبد الله بن عمر، قال: يوما قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد".
فقلت أنا: أما أنا فسأمنع أهلي فمن شاء فليسرح أهله. فالتفت إلي وقال: لعنك الله، لعنك الله، لعنك الله، تسمعني أقول إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أن لا يمنعن وقام مغضبا3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن حزم في الإحكام 6/ 291، وانظر ما رواه عبد الرزاق 2/ 560-561، وابن المنذر في الأوسط 4/ 335، وابن أبي شيبة 2/ 452 "الهندية"، والتمهيد 16/ 310.
2 رواه مسلم "1823"، وأبو داود "2939"، والترمذي "2225" 4/ 502، وأحمد 1/ 147.
3 رواه من طريق بلال: مسلم "442" 1/ 326-328، وأحمد 2/ 90، وأبو عوانة 2/ 57، والطبراني "13251" 12/ 326 وله طرق أخرى: =(2/377)
- وذكر عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، قال: قال عروة لابن عباس: ألا تتقي الله ترخص في المتعة؟ فقال ابن عباس: سل أمك يا عرية. فقال: عروة: أما أبو بكر وعمر فلم يفعلا. فقال ابن عباس: والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله، نحدثكم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وتحدثونا عن أبي بكر وعمر.. وذكر الحديث.
- قال أبو عمر: يعني متعة الحج وهو فسخ الحج في عمرة، وليس عن أبي بكر وعمر في متعة النساء رخصة، ولا أحد من الصحابة إلا ابن عباس.
1248- وقرأت على عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن فضيل بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: تمتع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال عروة: نهى أبو بكر عن المتعة.
فقال ابن عباس: ما تقول يا عرية؟ قال: نقول: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= فقد رواه الشافعي 1/ 127، وعبد الرزاق "5107-5122"، والحميدي "612"، والبخاري "865" 2/ 347 و"873" 2/ 351، ومسلم "442" 1/ 326-328، والنسائي 2/ 42، وابن ماجه "16"، والدارمي "442" 1/ 128 و"1278" 1/ 330، وأحمد و1/ 43-47 و2/ 7-9-57-140-143-151-156، وابن خزيمة "1677" 3/ 90، وأبو عوانة 2/ 56-57، والبيهقي في سننه 3/ 132، والبغوي "862" من طريق سالم، عن ابن عمر.
ورواه أحمد 2/ 16-36-45-151، والبخاري "900" 2/ 382، ومسلم "442" 1/ 326-328، وأبو داود "566"، وابن خزيمة "1678"، وابن حبان "2208-2209"، وأبو عوانة من طريق نافع، وله طرق أخرى انظر تخريجها في تخريجنا لسنن ابن ماجه "16".
1 رواه أحمد في المسند 1/ 252 و1/ 337، والضياء في المختارة "357" 10/ 331، من طرق عن ابن عباس.
وانظر ما رواه مسلم "1217" و"1405"، والطيالسي "1792"، وابن حبان "3940" 9/ 247، والبيهقي 5/ 21، و7/ 206.(2/378)
فقال: أراهم سيهلكون أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون قال: أبو بكر وعمر؟!!1.
- وقال أبو الدرداء: من يعذرني من معاوية أحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويخبرني برأيه، لا أساكنك بأرض أنت بها2.
وعن عبادة بن الصامت مثل ذلك بمعناه3.
1249- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا عبد الحميد بن أحمد الوراق، قال: حدثنا الخضر بن داود قال: حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: حدثنا أبو عبد الله، يعني أحمد بن حنبل قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن الفضيل بن عمرو أراه -عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: تمتع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة.
فقال ابن عباس: أراهم سيهلكون، أقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون: نهى أبو بكر وعمر.
1250- حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي: ح.
وحدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدثنا الميمون بن حمزة، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا المزني، قال: حدثنا الشافعي: ح:
وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا عبد الحميد بن أحمد، قال: حدثنا الخضر بن داود، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الأثرم الوراق، قال: حدثنا سعيد بن منصور: قالوا: حدثنا سفيان بن عيينةن عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال عمر: إذا رميتم الجمرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر التعليق السابق.
2 رواه أحمد 6/ 448، وابن بطة في الإبانة "94" 1/ 257-258.
3 رواه ابن بطة "93" 1/ 256-257.(2/379)
سبع حصيات وذبحتم وحلقتم فقد حل لكم كل شيء إلا الطيب والنساء.
قال سالم: وقالت عائشة: أنا طيبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحله قبل أن يطوف بالبيت.
قال سالم: فسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحق أن تتبع -واللفظ لحديث الحميدي-1.
1251- حدثنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا الميمون بن حمزة، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا المزني، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا عبد المجيد، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع له المنبر واستوى عليه اضطربت تلك السارية وحنت كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعتنقها فسكتت2.
1252- حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن النعمان، قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا حبان بن هلال أبو حبيب المقرئ، عن مبارك، عن الحسن، قال: حدثنا أنس بن مالك، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب مسندا ظهره إلى خشبة، فلما كثر الناس قال: "ابنوا لي منبرا".
قال: فبنوا له منبرا والله ما كان إلا عتبتين، فلما تحول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الحميدي "212" 1/ 105، والطحاوي في شرح المعاني 2/ 231.
2 رواه أحمد 3/ 295-324، وأبو عوانة -كما في إتحاف المهرة 3/ 460-461-، والشافعي 1/ 161، والبيهقي في الدلائل 2/ 561، والبغوي 13/ 305.
ورواه من طريق سعيد بن المسيب، عن جابر: الدارمي "33" 1/ 30 و"1562" 1/ 443.
ورواه من طريق حفص بن عبيد الله، عن جابر به: الدارمي "34" 1/ 30.
ورواه من طريق سعيد بن أبي كريب، عن جابر: النسائي في الكبرى، كما في الفتح 6/ 603، والدارمي "36" 1/ 730.
وله طرق أخرى عند البخاري "3584-3585" 6/ 602 وغيره، وابن حبان "6508" 14/ 438، والبيهقي في الدلائل.(2/380)
الخشبة إلى المنبر حنت الخشبة.
قال أنس: سمعت والله الخشبة تحن حنين الواله.
قال: فما زالت تحن حتى نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتضنها. قال: فقال الحسن: يا عباد الله الخشب يحن إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شوقا إلى لقائه أفليس الرجال الذين يرجون لقاء الله أحق أن يشتاقوا إليه1.
وروي من حديث سهل هذه القصة، وفيه: فلما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر حنت الخشبة، فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "ألا تعجبون لحنين الخشبة؟!". فأقبل الناس عليها، وفرقوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتاها فوضع يده عليها فسكنت، ثم أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدفنت تحت سريرة، وجعلت في السعف"2.
وروي عن وهب بن منبه أنه قال: قرأت في سبعين كتابا أن جميع ما أعطي الناس من بدء الدنيا إلى انقطاعها من العقل في جنب عقل محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم كحبة رمل وقعت من جميع رمل الدنيا، وأجده مكتوبا: أرجحهم عقلا، وأفضلهم رأيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أحمد 3/ 226، وابن خزيمة "1776" 3/ 139، وابن حبان "6507" 14/ 436-437، والبغوي في مسند ابن الجعد "3341"، وأبو يعلى "2756"، والبيهقي في الدلائل 2/ 559، من طريق الحسن، عن أنس.
وله طريق أخرى:
فرواه أحمد 1/ 249-266-267-363، وعبد بن حميد "1336"، والدارمي "39م" 1/ 32 و"1564" 1/ 442، وأبو نعيم في الدلائل ص143، وابن ماجه "1415" من طريق ثابت، عن أنس.
ورواه الترمذي "3627" 5/ 594، والدارمي "41" 1/ 32، وابن خزيمة "1777" من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.
ورواه الدارمي "38" 1/ 31 عن الحسن مرسلا بنحوه.
2 رواه البخاري "488-2094"، ومسلم "544"، والدارمي "40" 1/ 32. و"1565" 1/ 442، وأحمد في المسند 5/ 339، وابن الجارود "312" 1/ 267، وابن خزيمة 3/ 12. وانظر تخريجنا لسنن ابن ماجه "1416".(2/381)
قالوا: ولم يبعث الله نبيا حتى يستكمل من العقل ما يكون أفضل من عقل جميع أمته، وعسى أن يكون في أمته من هو أشد منه اجتهاد ببدنه وجوارحه، ولما يضمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في عقله وفكره أفضل من عبادة جميع المجتهدين.
1253- أخبرنا خلف بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا زكريا بن يحيى رحمويه، قال: حدثنا صالح بن عمر، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: لما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنكرنا أنفسنا، وكيف لا ننكر أنفسنا والله سبحانه يقول: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7]1.
1254- حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن الحارث بن عبد الله بن أوس، قال: أتيت عمر بن الخطاب فسألته عن المرأة تطوف بالبيت، ثم تحيض؟ فقال: ليكن آخر عهدها الطواف بالبيت.
قال الحارث: فقلت: كذلك أفتاني رسول الله.
فقال عمر: تبت يداك أو ثكلتك أمك سألتني عما سألت عنه رسول الله كيما أخالفه2.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الترمذي "3618" 5/ 588-589، وفي الشمائل "395" ص484-485، والدارمي "88" 1/ 54، وابن ماجه "1631"، وأحمد 3/ 221-268، والحاكم 3/ 57، وابن سعد 2/ 274، وابن حبان "6634" 14/ 601، والبغوي "3834" 4/ 49-50، وفي الشمائل "210" 2/ 756-757 من حديث أنس، وسنده حسن، انظر تخريجنا للشمائل ص484.
2 رواه أبو داود "2004" 2/ 208، والنسائي في الكبرى "4185" 2/ 463-464، والترمذي "946" 3/ 282، وأحمد 3/ 416-417، والطحاوي في شرح المعاني 2/ 232، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني "1590" 3/ 229، وابن قانع في معجم الصحابة 1/ 181-182، =(2/382)
1255- حدثنا محمد بن عبد الملك، قال: حدثنا ابن الأعرابي، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سالم بن أبي الجعد، عن منذر، عن الربيع بن خثيم، قال: كنا نقول: نعم المرء محمد صلى الله عليه وسلم: كان ضالا فهداه الله، وعائلا فأغناه الله، وشرح الله صدره، ويسر الله له أمره، ثم يقول: حرف وما حرف: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] فوض الله إليه، فإنه لا يأمر إلا بخير صلى الله عليه وسلم1.
80- باب ذكر بعض من كان لا يحدث عن رسول الله إلا وهو على وضوء:
1256- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو الحسن عبد الباقي بن قانع ببغداد، قال: حدثنا مطين، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، قال: حدثنا إسحاق بن الربيع العصفرين عن الأعمش، عن ضرار بن مرة، قال: كانوا يكرهون أن يحدثوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم على غير وضوء.
قال إسحاق: فرأيت الأعمش: إذا أراد أن يحدث وهو على غير وضوء تيمم2.
1257- وأخبرنا أحمد بن قاسم بن عيسى، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا البغوي، حدثنا ابن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: لقد كان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 263، والطبراني في المعجم الكبير "3353-3354-3355" 3/ 267-298، وابن سعد 5/ 512-513.
ورواه ابن أبي عاصم "1589" 3/ 228، والبخاري في تاريخه 2/ 329 عن الحكم بن سفيان الثقفي، قال: سألت عمر به.
1 رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 157-158.
2 رواه الخطيب في الجامع "986" 1/ 643، والرامهرمزي في المحدث الفاصل "832" ص586، والبيهقي في المدخل "694" ص392-393، ورواه الخطيب في الجامع "985" 1/ 642-643، بشطره الثاني فقط.(2/383)
يستحب ألا يقرأ الأحاديث التي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا على طهور1.
1258- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: لقد كان يستحب أن لا يقرأ الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا على وضوء2.
1259- حدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى المقري، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبابة البغدادي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا شعبة، قال: كان قتادة لا يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وهو على طهارة3.
- وذكر أحمد بن هارون المالكي، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري، يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: كان جعفر بن محمد لا يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وهو طاهر.
1260- وأخبرني خلف بن القاسم، قال: حدثنا ابن شعبان، قال: حدثنا أحمد بن سلام، قال: حدثنا المفضل بن محمد الجندي، قال: سمعت أبا معصب، يقول: كان مالك بن أنس لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا وهو على وضوء؛ إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "833" ص586، والخطيب في جامعه "983" 1/ 642، وابن الجعد "1032" ص161، والبيهقي في المدخل "695" ص393.
2 انظر التعليق السابق.
3 رواه ابن الجعد "1032" ص161، وانظر ما قبله.
4 رواه الخطيب في الجامع "984" 1/ 642، وأبو نعيم في الحلية 6/ 318.
ورواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل "830" ص585، وأبو نعيم في الحلية "6/ 318، والبيهقي في المدخل "692" ص392 من وجه آخر بأتم منه.(2/384)
- وذكر الزبير بن بكار، قال: حدثني أبو غزية، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال: ذكر سعيد بن المسيب حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مريض فقال: أجلسوني؛ فإني أكره أن أحدث حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا مضطجع1.
- وذكره ابن وهب، قال: حدثني ابن أبي الزناد، قال: كان سعيد بن المسيب وهو مريض، يقول: أقعدوني، فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا مضطجع... في حديث ذكره2.
81- باب في إنكار أهل العلم ما يجدونه من الأهواء والبدع:
1261- حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد، حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عمه أبي سهيل بن مالك، أنه قال: ما أعرف شيئا مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة3.
1262- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبو بكر بكر بن خلف ختن المقرئ، قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني، قال: حدثنا عثمان بن أبي داود، قال: سمعت الزهري يقول: دخلنا على أنس بن مالك بدمشق وهو وحده وهو يبكي، قلت: ما يبكيك؟ قال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الجامع "979-980-981" 1/ 640-641، والفسوي في المعرفة 1/ 409-476، وأبو نعيم في الحلية 2/ 169، والبيهقي في المدخل "693" ص392.
2 انظر التعليق السابق.
3 رواه ابن وضاح في البدع "192" ص138، وسنده صحيح. وأبو سهيل هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي.
4 رواه ابن وضاح في البدع "193" ص140 بأتم منه، وابن بطة في الإبانة "718-719" 2/ 573-574، وأحمد 3/ 100-101، - 270، والبخاري 2/ 13، والترمذي "2447"، وابن المبارك في الزهد "1512"، وفي المسند "85"، والضياء في المختارة "1723-1724".(2/385)
وقال الحسن البصري، لو خرج عليكم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما عرفوا منكم إلا قبلتكم1.
- وذكر يعقوب بن شيبة بن الصلت، قال: حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن عثمان بن الوليد، قال: قال لي عروة بن الزبير: ألم أخبر أن الناس يضربون إذا صلوا على الجنائز في المسجد؟
قلت: نعم.
قال: فوالله ما صلي على أبي بكر الصديق إلا في المسجد2.
1263- حدثنا يعيش بن سعيد الوراق، قال: حدثنا محمد بن معاوية، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن مالك، قال: قدم علينا ابن شهاب قدمه -يعني: من الشام- فقلت له: طلبت العلم حتى إذا كنت وعاء من أوعيته تركت المدينة ونزلت إداما؟ فقال: كنت أسكن المدينة والناس ناس فلما تغير الناس تركتهم.
1264- حدثنا أحمد بن سعيد بن بشرن قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي دليم، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح:
ح: وحدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن علي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن فطيس، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى.
ح: وحدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن محمد بن أبي دليم، قال: حدثنا عمر بن أبي تمام، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا أنس، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: سمعت هشام بن عروة، يقول: لما اتخذ عروة بن الزبير قصره بالعقيق، قال له الناس: قد جفوت عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن وضاح في البدع "194" ص140.
2 رواه عبد الرزاق في المصنف "6576" 3/ 526، وابن أبي شيبة 3/ 364 "الهندية"، وابن المنذر في الأوسط "3115" 5/ 415، وانظر ناسخ الحديث لابن شاهين ص305.(2/386)
قال: إني رأيت مساجدكم لاهية، وأسواقكم لاغية، والفاحشة في فجاجكم عالية، وكان فيما هنالك عما أنتم فيه عافية1.
زاد أحمد بن سعيد في حديثه، عن ابن أبي دليم، عن ابن وضاح، قال لي أبو الطاهر أحمد بن عمر: وسمعت غير أنس بن عياض، يقول: عوتب عروة في ذلك فقال: وما بقي إنما بقي شامت بنكبة أو حاسد على نعمة.
- وذكر الزبير بن أبي بكر هذا الخبر عن أنس بن عياض بن أبي ضمرة الليثي، عن هشام بن عروة، عن عروة مثله سواء إلى قوله: عافية.
وزاد قال: وحدثني سعيد بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، أن عروة بن الزبير، قال: في قصره بالعقيق حين فرغ من بنيانه:
بنيناه فأحكمنا بناه بحمد الله في خير العقيق
تراهم ينظرون إليه شزرا يلوح لهم على وضح الطريق
فساء الكاشحين وكان غيظا لأعدائي وسر به صديقي
يراه كل مختلف وسار ومعتمر إلى البيت العتيق2
- قال الزبير: وأنشدنيها عمي مصعب بن عبد الله، ومصعب بن عثمان ومحمد بن الحسن إلا البيت الأخير.
- قال الزبير: وحدثنا سعيد بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان يقول: يا بني تعلموا الشعر.
قال: وربما قال الأبيات ينشؤها من عنده ثم يعرضها علينا.
- قال أبو عمر -رضي الله عنه-: له أشعار كثيرة حسان -رحمه الله- منها قوله:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 40/ 280، والذهبي في السير 4/ 427.
2 أورده ابن عساكر في تاريخ دمشق 40/ 280 وفيه: فأحسنا بناءه، والذهبي في السير 4/ 428.(2/387)
صار الأسافل بعد الذل أسنمة وصارت الروس بعد العز أذنابا
لم تبق مأثرة يعتدها رجل إلا التكاثر أوراقا وإذهابا
- وذكر الزبير بن بكار، قال: حدثني محمد بن حسن، عن سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عن ابن أبي ربيعةن أنه مر بعروة بن الزبير -وهو يبني قصره بالعقيق- فقال: أردت الهرب يا أبا عبد الله؟ قال: لان ولكنه ذكر لي أنه سيصيبها عذاب -يعني: المدينة- فقلت: إن أصابها شيء كنت متنحيا عنها1.
1265- حدثنا أحمد بن سعيد بن بشرن قال: حدثنا ابن أبي دليم، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن إسماعيل الصدفي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني مالك، قال: أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة بن عبد الرحمن فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه. فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال ربيعة: ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق2.
1266- وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا دحيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، قال: مالي أرى علماءكم يموتون، وجهالكم لا يتعلمون، لقد خشيت أن يذهب الأول ولا يتعلم الآخر، ولو أن العالم طلب العلم لازداد علما، ولو أن الجاهل طلب العلم لوجد العلم قائما، ما لي أراكم شباعا من الطعام جياعا من العلم3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه ابن عساكر في تاريخه 40/ 280.
2 ذكره في الكواكب النيرات ص31 "تحقيق حمدي السلفي".
3 رواه أحمد في الزهد ص168-169، وأبو نعيم في الحلية 1/ 212-222، والدارمي "245" 1/ 90، والبيهقي في المدخل "857" ص453، وانظر قصر الأمل "260" ص169-170، وقد سبق "101" 1/ 70، و"557" 1/ 305.(2/388)
- وقال أبو حازم: صار الناس في زماننا يعيب الرجل من هو فوقه في العلم ليرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه، فذهب العلم وهلك الناس.
1267- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: حدثنا الدراوردي، قال: إذا قال مالك: على هذا أدركت أهل العلم ببلدنا أو الأمر المجتمع عليه عندنا، فإنه يريد ربيعة وابن هرمز.
82- باب فضل النظر في الكتب وحمد العناية بالدفاتر:
1268- حدثني أحمد بن محمد وعبد الرحمن بن يحيى وخلف بن أحمد وغيرهم، قالوا: حدثنا أحمد بن سعيد بن حزم، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال: حدثنا أحمد ابن أبي عمران، قال: كنت عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شجاع -وقد تخلف في منزله- فبعث غلاما من غلمانه إلى أبي عبد الله بن الأعرابي صاحب الغريب يساله المجيء إليه فعاد إليه الغلام فقال: قد سألته ذلك، فقال لي: عندي قوم من الأعراب فإذا قضيت أربي معهم أتيت.
قال الغلام: وما رأيت عنده أحدا إلا أن بين يديه كتبا ينظر فيها، فينظر في هذا مرة، وفي هذا مرة، ثم ما شعرنا حتى جاء فقال له أبو أيوب: يا أبا عبد الله، سبحان الله العظيم: تخلفت عنا وحرمتنا الأنس بك، ولقد قال لي الغلام إنه ما رأى عندك أحدا، وقلت: أنت مع قوم من الأعراب؟ فإذا قضيت أربي معهم أتيت؟ فقال ابن الأعرابي:
لنا جلساء ما نمل حديثهم الباء مأمونون غيبا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا
بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة ولا نتقي منهم لسانا ولا يدا(2/389)
فإن قلت: أموات فما أنت كاذبا وإن قلت: أحياء فلست مفندا
- قيل لأبي العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب: توحشت من الناس جدا فلو تركت لزوم البيت بعض الترك وبرزت للناس كانوا ينتفعون بك وينفعك الله بهم؟ فمكث ساعة ثم أنشأ يقول:
إن صحبنا الملوك تاهوا علينا واستخفوا كبرا بحق الجليس
أو صحبنا التجار صرنا إلى البؤ س وصرنا إلى عداد الفلوس
فلزمنا البيوت نستخرج العلـ ـم ونملا به بطون الطروس
- ولغيره:
لمحبرة تجالسني نهاري أحب إلي من أنس الصديق
ورزمة كاغد في البيت عندي أحب إلي من عدل الدقيق
ولطمة عالم في الخد مني ألذ لدي من شرب الرحيق
- وقال محمد بن بشير في شعر له:
أقبلت أهرب لا آلو مباعدة في الأرض منهم فلم يحصني الهرب
لما رأيت بأني لست معجزهم فوتا ولا هربا قد بت أحتجب
فصرت في البيت مسرورا تحدثني عن علم ما غاب عني في الورى الكتب
فردا تخبرني الموتى وتنطق لي فليس لي من أناس غيرهم إرب
لله من جلساء لا جليسهم ولا خليطهم للسوء مرتقب
لا بادرات الأذى يخشى رفيقهم ولا يلاقيه منهم منطق ذرب
أبقوا لنا حكما تبقى منافعها أخرى الليالي على الأيام وانشغبوا
إن شئت من محكم الآثار يرفعها إلى النبي ثقات خيرة نجب
إو شئت من عرب علما بأولهم في الجاهلية تنبيني بها العرب
أو شئت من سير الأملاك من عجم تنبي وتخبر كيف الرأي والأدب
حتى كأني قد شاهدت عصرهم وقد مضت دونهم من دهرنا حقب
ما مات قوم إذا أبقوا لنا أدبا وعلم دين ولا بانوا ولا ذهبوا(2/390)
- وذكر الجاحظ هذه الأبيات على نسق غير هذا مع زيادة وتغيير نظم بعض الأبيات وهي:
أقبلت أهرب لا آلو مباعدة في الأرض منهم فلم يحصنِّيَ الهرب
فقصر أوس فما والت حنادقه فلا النوارس فالماخور فالخرب
فأيما موقل منها اعتصمت بها فمن ورائي حثيثا منهم الطلب
لما رأيت بأني لست معجزهم فوتا ولا هربا قد بت أحتجب
فصرت في البيت مسرورا به جدلا عن علم ما غاب عني منهم الكتب
فردا تحدثني الموتى وتنطق لي فليس لي في أناس غيرهم إرب
لله من جلساء لا جليسهم ولا خليطهم للسوء مرتقب
لا بادرات الأذى يخشى رفيقهم ولا يلاقيه منهم منطق ذرب
أبقوا لنا حكما تبقى منافعها أخرى الليالي على الأيام وانشغبوا
فأيما أدب منهم مددت يدي إليه فهو قريب من يدي كتب
إن شئت من محكم الآثار يرميها إلى النبي ثقات خيرة نجب
إن شئت من عرب علما بأولهم في الجاهلية تنبيني بها العرب
أو شئت من سير الأملاك من عجم تنبي وتخبر كيف الرأي والأدب
حتى كأني قد شاهدت عصرهم وقد مضت دونهم من دهرنا حقب
يا قائلا قصرت في العلم بهيبة أمسى إلى الجهل فيما قال ينتسب
إن الأوائل قد باتوا بعلمهم خلاف قولك ما بانوا وما ذهبوا
ما مات مثل امرئ أبقى لنا أدبا يكون منه إذا ما مات يكتسب
ومما يحفظ قديما:
نعم المؤانس والجليس كتاب تخلو به إن ملك الأصحاب
لا مفشيا سرا ولا متكبرا وتفاد منه حكمة وصواب(2/391)
1269- وأنشدني أحمد بن محمد بن أحمد رحمه الله:
وألذ ما طلب الفتى بعد التقى علم هناك يزينه طلبه
ولكل طالب لذة متنزه وألذ نزهة عالم كتبه1
- وسألني أن أزيد فيها فزدته بحضرته:
يسلي الكتاب هموم قارئه ويبين عنه إن قرأ نصبه
نعم الجليس إذا خلوت به لا مكره يخشى ولا شغبه
- وقال بعض البصريين:
العلم آنس صاحب أخلو به في وحدتي
فإذا اهتممت فسلوتي وإذا خلوت فلذتي
- ويروى:
وإذا نشطت فلذتي
1270- وأنشدني محمد بن هارون الدمشقي لنفسه أو لغيره:
لمحبرة تجالسني نهارا أحب إلي من أنس الصديق
الأبيات المتقدمة.
- وقال أبو عمرو بن العلاء: ما دخلت على رجل قط ولا مررت ببابه فرأيته ينظر في دفتر وجليسه فارغ إلا حكمت عليه واعتقدت أنه أفضل منه عقلا.
- وكان عبد الله بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز لا يجالس الناس ونزل المقبرة فكان لا يكاد يرى إلا وفي يده دفتر، فسئل عن ذلك فقال: لم أر قط أوعظ من قبر، ولا أمتع من دفتر، ولا أسلم من وحدة.
- وروي عن الحسن اللؤلؤي -إن صح عنه- أنه قال: لقد غبرت لي أربعون عاما ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الخطيب في الجامع "1816" 2/ 371.(2/392)
وسئل أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل البخاري عن دواء للحفظ؟
فقال: إدمان النظر في الكتب.
- وأنشدت لعبد الملك بن إدريس الوزير من قصيدة له مطولة:
واعلم بأن العلم أرفع رتبة وأجل مكتسب وأنسى مفخر
فاسلك سبيل المقتنين له تسد إن السيادة تقتني بالدفتر
والعالم المدعو حبرا إنما سماه باسم الحبر حمل المحبر
وبضمر الأقلام يبلغ أهلها ما ليس يبلغ بالجياد الضمر
وقد أكثر أهل العلم والأدب في جمع ما في هذا الباب من المنظوم والمنثور فرأيت الاقتصار من ذلك على القليل أولى من الإكثار وبالله التوفيق.
تم، والحمد لله.(2/393)
خاتمة التحقيق "ختم الله لنا بالحسنى":
يقول العبد الفقير إلى عفو مولاه ورضاه أبو عبد الرحمن فواز أحمد زمرلي:
انتهيت من تحقيق هذا السفر المبارك صبيحة يوم السبت الموافق في الثاني عشر من شهر شعبان المعظم لعام 1420 هجرية.
وقد استغرق معي سنة من العمل الدؤوب المتواصل نسأل الله القبول، والسداد، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم ألقاه.
ونرجو من أخ وجد خللا أو خطئا أن يصحح وينصح ويدعو لمؤلفه، وللمحقق، ولكل من ساهم بنشر هذا السفر العظيم المبارك، ولكل من استفاد من بحر علمه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتبه أبو عبد الرحمن
فواز أحمد زمرلي(2/394)
فهرس الأحاديث الشريفة:
حرف الألف:
أول الحديث رقم الحديث رقم الجزء والصفحة
- آفة العلم النسيان 425 1/ 224
- أبا المنذر أي آية معك 733 2/ 61
- ابنوا لي منبرا 1252 2/ 788
- أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة ومعها صبي تحمله 694 2/ 4
- أتدري أي عرى الإيمان أوثق؟ 786 2/ 94
- أتدري أي الناس أعلم؟ 784 2/ 93
- أتدري أي الناس أعلم؟ 786 2/ 94
- أتدري أي الناس أفضل؟ 784 2/ 93
- أتدري أي الناس أفضل؟ 786 2/ 94
- اتقوا فراسة المؤمن 645 1/ 954
- أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب - 2/ 218
- أتي النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب في كتف 778 2/ 88
- اجلسوا - 2/ 133، 134
- اجمعوا له العابدين من المؤمنين 853 2/ 126
- جمعوا له العالمين 852 2/ 125
- أحب البلاد إلى الله مساجدها 817 2/ 108
- احذروا زلة العالم - 2/ 165
- أخاف على أمتي بعدي ثلاثا 775 2/ 85
- أخاف عليهم من زلة عالم 950 2/ 220(2/395)
- أخبرني جبريل أن نارًا تحشرهم من المشرق - 2/ 335
- أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن - 2/ 334
- أخوف ما أخاف على أمتي: الكتاب واللبن 1237 2 / 369
- أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان - 2/ 370
- إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما 222 1/ 125
- إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خلال - 1/ 50
- إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين 64 1/ 50
- إذا أمرتكما فلم تتقدما بين يدي الله ورسوله 469 1/ 237
- إذا جاء الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدا 85 1/ 62-75
- إذا جاء الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدا 162 1/ 98
- إذا جاء الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدا 380 1/ 192
- إذا جاء الموت طالب العلم وهو على حاله - 1/ 75
- إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب - 2/ 145
- إذا حكم الحاكم واجتهد وأصاب 87 2/ 144
- إذا ذكر القدر فأمسكوا - 2/ 84
- إذا سمعتم به بأرض - 2/ 62
- إذا ظهر الأذهان في خياركم 567 1/ 310
- إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم 568 1/ 311
- إذا عرض لك قضاء 840 2/ 116
- إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا 36 1/ 36
- إذا مات الإنسان انقطع عمله عنه إلا 37 1/ 36
- إذا يتكلوا 444 1/ 223
- اذهب فاحكم ما هنالك ثم تعال 656 2/ 13
- أرأيت لو تمضمض بماء ومجه وهو صائم - 2/ 136
- أرأيت لو كان على أبيك دين - 2/ 136
- أرأيت لو وضعها في حرام أكان يأثم - 2/ 135
- ارحموا من الناس ثلاثة: عزيز قوم ذل - 2/ 257
- أشيروا علي فيما آخذ من اليمن 469 1/ 237
- أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم 895 2/ 178(2/396)
- أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم - 2/ 156
- أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم - 2/ 166
- أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم 894 2/ 178
- اطلبوا العلم ولو بالصين 15 1/ 25
- اطلبوا العلم ولو بالصين؛ فإن طلب العلم 16 1/ 25
- اطلبوا العلم ولو بالصين؛ فإن طلب العلم 21 1/ 26
- أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء - 2/ 275
- أعلم الناس أبصرهم بالحق 784 2/ 93
- أعلم الناس أبصرهم بالحق 786 2/ 94
- اغد عالما أو متعلما أو مستمعا 113 1/ 73
- أفضل درهم درهم تنفقه على عيالك - 2/ 18
- أفضلهم عملا أفضلهم علما 787 2/ 95
- أفلم تجد فيما أوحي إلي 681 2/ 133
- اقتدوا باللذين من بعدي 1200 2/ 346-347
- اقتدوا باللذين من بعدي - 2/ 346
- اقتدوا باللذين من بعدي 1201 2/ 348
- اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج إلا حق 265 1/ 43
- اكتبوا لأبي شاه 262 1/ 42
- الله أجو الأجود - 1/ 242
- الله أعلم 779 2/ 89
- اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا 698 2/ 42
- اللهم إني أسألك علما نافعا 586 1/ 32
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى - 2/ 38
- اللهم إني أعوذ بك من الأربع 584 1/ 319
- اللهم إني أعوذ بك من الجوع - 1/ 37
- اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع 582 1/ 317
- اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع 583 1/ 318
- اللهم إني أعوذ بك من غنى مبطر - 2/ 37
- اللهم إني أعوذ بك من الفقر والفاقة - 2/ 38(2/397)
- اللهم تعلم إني رسولك، امح يا علي 938 2/ 208
- الزموا سنتي وسنة الخلفاء 1202 2/ 348
- الإمام العادل لا ترد دعوته - 8/ 334
- أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب 782 2/ 92
- أمرت أن "أقاتل الناس حتى يقولوا - 2/ 205
- أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوسع لكم في المجلس - 1/ 290
- أنا طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله قبل أن يطوف 1250 2/ 378
- أنزل الله في بعض الكتب 618 1/ 339
- إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة 547 1/ 300
- إن أخوف ما أخاف على أمتي اثنتان 1238 2/ 370
- إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة 731 2/ 60
- إن الإسلام بدأ غريبا 972 2/ 235
- إن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعه - 1/ 28
- إن الحدود كفارة 819 2/ 108
- إن خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام 52 1/ 46
- أن خير البقاع المساجد 816 2/ 107
- إن الدنيا خضرة حلوة 701 2/ 43
- أن رجلا من فزارة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال - 2/ 136
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبرهم بليلة القدر فتلاحى - 2/ 335
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا نكتب شيئا 230 1/ 131
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة يوم النحر - 1/ 221
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه معاذ بن جبل 444 1/ 223
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة 410 1/ 209
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب مسندا ظهره على خشبة 1252 2/ 378
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح: اللهم إني أسألك 586 1/ 320
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع 583 1/ 317
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -لبث بمكة بعد أن بعث ثلاث عشرة سنة - 2/ 300
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم 976 2/ 237
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين في مسجده 185 1/ 108
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن عضل المسائل 1063 2/ 272(2/398)
- إن العالم والمتعلم شريكان في الأجر 100 1/ 7
- إن العلم بدأ غريبا 970 2/ 234
- إن العلماء هم ورثة الأنبياء 125 1/ 79
- إن العلماء هم ورثة الأنبياء 128 1/ 82
- أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه 782 2/ 92
- إن الفسقة من العلماء ومن حملة القرآن - 1/ 346
- إن قبض العلم ليس شيئا ينتزع 534 1/ 294
- إن قليل العمل ينفع مع العلم 165 1/ 100
- إنكم أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه 77 1/ 58
- إنكم تختصمون إلي - 1/ 201
- إنكم ترون ربكم يوم القيامة - 2/ 269
- إن الله بعثني رحمة وهدى للعالمين 552 1/ 302
- إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها 1044 2/ 264
- إن الله ليحمي عبده الدنيا - 2/ 36
- إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة 137 1/ 86
- إن الله لا يرفع العلم بقبض يقبضه 539 1/ 297
- إن الله لا يقبض العلم انتزاعا 535 1/ 295
- إن الله لا يقبض العلم انتزاعا 537 1/ 295
- إن الله لا يقبض العلم انتزاعا 538 1/ 295
- إن الله لا ينتزع العلم 536 1/ 295
- إن الله لا ينتزع العلم من الناس 539 1/ 297
- إن الله لا ينتزع العلم من الناس 1027 2/ 259
- إن الله يأمركم أن تتواضعوا 526 1/ 281
- إن الله يكره لكم قيل وقال - 2/ 272
- إن لكل مشي إقبالا وإدبارا 553 1/ 302
- إنما أصحابي مثل النجوم - 2/ 181
- إنما الأمور ثلاثة 723 2/ 55
- إنما بعثت معلما 185 1/ 108
- إنما مثل أصحابي كمثل النجوم 894 2/ 178(2/399)
- إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه - 1/ 351
- إن من أشد الناس عذابا 539م 1/ 297
- إن من أشد الناس عذابا - 1/ 321
- إن من أشراط الساعة أن يقل العلم 543م 1/ 299
- إن من أشراط الساعة ثلاثا 570 1/ 311
- إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر 569 1/ 311
- إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها 464 1/ 234
- إن من معادن التقوى تعلمك 377 1/ 190
- إن الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم 35 1/ 35
- إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم 120 1/ 77
- إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى جمعا 721 2/ 53
- إن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن 840 2/ 119
- إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات 1061 2/ 270
- إني لأخاف على أمتي من بعدي 950 2/ 220
- أنهاكم عن قيل وقال - 2/ 274
- أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام: يا إبراهيم إني عليم - 106
- أوحى الله إلى بعض الأنبياء: قل للذين يتفقهون 618 1/ 339
- أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة 1203 2/ 349
- أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة 648 2/ 6
- ألا أبشركم يا معشر القراء 699 2/ 42
- ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه 790 2/ 96
- ألا أخبركم بخير دور الأنصار - 2/ 335
- ألا أخبركم عن أجود الأجواد - 1/ 242
- ألا تعجبون لحنين الخشبة - 2/ 379
- ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب 145 1/ 90
- ألا هلك المتنطعون 929 2/ 198
- ألا لا أعرفن ما بلغ أحدا منكم حديث 1229 2/ 361
- إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث - 2/ 234
- إياكم وفراسة العلماء - 2/ 124(2/400)
- إياكم وكثرة الحديث 986 2/ 244
- إياكم وكثرة السؤال 1068 2/ 274
- إياكم ومحدثات الأمور - 2/ 346
- أي البقاع شر 816 2/ 107
- أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها 368 1/ 185
- أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة 336 1/ 66
- أيها الناس إنه لا مانع لما أعطى الله 60 1/ 48
- أيها الناس كتب عليكم الحج 234 2/ 367
حرف الباء
- بالحسنات والسيئات 370 1/ 186
- بدأ العلم غريبا 970 2/ 234
- البر البر - 2/ 150
- البر ما اطمأنت إليه النفس - 2/ 160
- البركة مع أكابركم 571 1/ 312
- بشر الناس أنه من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة 445 1/ 224
- بعثت رحمة وهدى للعالمين 554 1/ 303
- بلغوا عني - 2/ 241
- بلغوا عني ولو آية 776 2/ 87
- بلغوا عني ولو آية - 2/ 334
- بلى، أليس يحلون لكم ما حرم عليكم - 2/ 218
- بينا أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة - 1/ 279
- بينا نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم 547 1/ 300
- بين العالم والعابد مائة درجة - 1/ 65
حرف التاء
- تبايعوني على أن لا تشركوا بي شيئا 820 2/ 109
- تجاوز الله لأمتي عن خطئها - 2/ 145
- تجدون الناس معادن 54 1/ 46
- تحدثوا وليتبوأ من كذب علي مقعده من جهنم - 2/ 335
- تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها - 1/ 277(2/401)
- تذهب العلماء ثم تتخذ الناس رؤوسا جهالا - 2/ 227
- تركت فيكم اثنتين لن تضلوا ما تمسكتم بهما - 2/ 343
- تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم 724 2/ 55
- تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم 951 2/ 221
- تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها 1195 2/ 344
- تسمعون ويسمع منكم 155 1/ 94
- تسمعون ويسمع منكم - 2/ 243
- تسمعون ويسمع منكم 984-985 2/ 244
- تظهر الفتن ويكثر الهرج 534 1/ 294
- تعال يا عبد الله بن مسعود - 2/ 133
- تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية 202 2/ 115
- تعلموا العلم وتعلموا له السكينة 485 1/ 246
- تعلموا العلم وعلموه الناس 555 1/ 303
- تعلموا العلم ولا تعنتوا - 1/ 254
- تعلموا ما شئتم أن تعلموا - 2/ 15
- تعمل هذه الأمة برهة بكتاب الله 1031-1032 2/ 160
- تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة 873 2/ 151
- تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة 1030 2/ 260
- تلك عبادتهم - 2/ 218
- تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم 1248 2/ 376
حرف الثاء
- ثلاث تتبع المسلم بعد موته 38 1/ 36
- ثلاثا تنال المؤمن بعد مماته - 1/ 37
- ثلاثة لا يستخف بحقهم - 1/ 269
- ثلاث مهلكات وثلاث منجيات 530 1/ 283
- ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم 138 1/ 87
- ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم 142 1/ 89(2/402)
حرف الجيم:
- جلاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
له: أتيتك يا رسول الله لتعلمني 656 2/ 13
- رجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
له: يا رسول الله أبدع بي 40 1/ 39
- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
له: يا رسول الله أي البقاع خير 816 2/ 106
حرف الحاء:
- حاملات والدات رحيمات بأولادهن 694 2/ 40
- حديث موسى مع الخضر 890 2/ 167
- حق الناس على الله أن لا يعذبهم 463 1/ 234
- حقه عليهم أن يعبدوه 463 1/ 233
- الحكمة تزيد الشريف شرفا 50 1/ 44
- الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضاه رسول الله 841 2/ 120
- الحمد لله الذي وفق رسول رسول اله لما يرضى رسول الله 840 2/ 119
حرف الخاء:
- خذوا عني خذوا عني 443 1/ 222
- خذوا عني مناسككم - 1/ 223
- خذوا عني مناسككم - 2/ 241
- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي
بن كعب وهو يصلي 861 2/ 132
- خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى
فقال: ألا فليبلغ 145 1/ 90
- خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة
نضت منها الجلود 1202 2/ 348
- خمس صلوات كتبهن الله على العباد - 2/ 301
- الخلافة بعدي ثلاثون سنة 1205 2/ 349
- الخلافة بالمدينة والملك بالشام 1216 2/ 354(2/403)
- الخلافة ثلاثون، ثم يكون الملك 1215 2/ 354
- خيار أمتي القرن الذي بعثت فيهم 562 1/ 308
- خير دينكم أيسره 66 1/ 51
- خير الرزق ما يكفي 697 2/ 41
حرف الدال:
- الدال على الخير له مثل أجر فاعله 39 1/ 38
- دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد 1105 2/ 291-292
- دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد 1106 2/ 292
- دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد 1107 2/ 293
- دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد - 2/ 312
- دعهم يعملون 463 1/ 234
- الدنيا ملعونة ملعون ما فيها 96 1/ 66
- الدنيا ملعونة ملعون ما فيها 98 1/ 67
حرف الذال:
- ذروني ما تركتكم فإنما هلك 928 2/ 197
- ذروني ما تركتكم فإنما هلك - 2/ 275
- الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله 169 1/ 102
- الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله 972 2/ 235
حرف الراء:
- رب حامل فقه غير فقيه 153 1/ 94
- رحمة الله على خلفائي 169 1/ 102
- رحم الله من تعلم فريضة أو فريضتين فعمل بهما - 1/ 94
حرف الزاي:
- زادك الله طاعة - 2/ 134(2/404)
حرف السين:
- سألت ربي ألا تجتمع أمتي على ضلالة 725 2/ 56
- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شر الناس - 1/ 348
- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشهوة الخفية 628 1/ 343
- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس 52 1/ 45
- سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله - 1/ 333
- ستفتح لكم الأرض ويأتيكم قوم - 1/ 290
- سلوا الله علما نافعا - 1/ 319
- سلوا الله علما نافعا 585 1/ 320
- سيأتي على أمتي زمان يكثر القراء 563 1/ 308
حرف الشين:
- شفاء العي السؤال - 1/ 175
- شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا أبا بكر وعمر 469 1/ 237
حرف الصاد:
- صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة 1203 2/ 348
- صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فوعظنا 1197 2/ 345
- صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت الأمة 607 1/ 331
- صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس 606 1/ 330
حرف الطاء:
- طلب العلم فريضة على كل مسلم 11 1/ 23
14 1/ 24
18 1/ 25(2/405)
19 1/ 25-26
20 1/ 26
22 1/ 26
- طلب العلم فريضة على كل مسلم وطالب علم 13 1/ 24
- طلب العلم فريضة على كل مسلم والله يحب 17 1/ 25
- طوبى لمن تواضع في غير منقصة 654 2/ 11
- طوبى لمن طاب نسبه وصلحت سريرته 654 2/ 11
حرف العين:
- العالم أمين الله في الأرض 192 1/ 111
- العالم والمتعلم شريكان في الأجر 99 1/ 69
- عبد عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد 392 1/ 198
- العلماء إذا فسدوا - 1/ 348
- العلماء أمناء الرسول على عباد الله - 1/ 331
- علماء هذه الأمة رجلان 136 1/ 85
- العلم - 2/ 24
- العلم بالله عز وجل 165 1/ 100
- العلم ثلاثة، فما سوى ذلك فهو فضل 720 2/ 53
- العلم ثلاثة، وما خلا فهو فضل 721 2/ 54
- العلم خير من العبادة 74 1/ 57
- العلم علمان: علم في القلب 629 1/ 343
- علم لا يقال به كنز لا ينفق منه 475 1/ 241
- علموا ولا تعنتوا 496 1/ 251
- علموا ويسروا ولا تعسروا 484 1/ 246
- علموا ويسروا ولا تعسروا 497 1/ 254
- عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين - 2/ 180
- عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض 99 1/ 69
- عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض 100 1/ 70(2/406)
- العمل - 2/ 24
حرف الفاء:
- فأكرم الناس نبي الله ابن نبي الله 52 1/ 46
- فإن لم يكن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 840 2/ 119
- فإن لم يكن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 841 2/ 120
- فإن لم يكن في كتاب الله 840 2/ 119
- فإن لم يكن في كتاب الله 841 2/ 120
- فإن أفضل الناس أفضلهم عملا 784 2/ 93
- فحج آدم موسى - 2/ 204
- فدين الله أحق - 2/ 136
- فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي 67 1/ 52
- فضل العلم أفضل من العبادة 75 1/ 58
- فضل العلم خير من فضل العبادة 71 1/ 54
- فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة 70 1/ 54
- فعن معادن العرب تسألوني؟ 52 1/ 46
- فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد 92 1/ 64
- فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد 91 1/ 63
- فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد 93-94 1/ 64
- فكذلك هذا - 2/ 136
- فكذلك يؤجر - 2/ 135
- فلعلك ترزق به 218 1/ 123
- فما أعددت له 656 2/ 13
- فما صنعت في حقه 656 2/ 13
- في مجادلة العبد ربه يوم القيامة 933 2/ 200
- فيناديهم بصوت يسمعه من بعد 370 1/ 186
حرف القاف:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى 150 1/ 93(2/407)
- قام أخي عيسى خطيبا - 1/ 217
- القتل بينكم 563 1/ 308
- القتل القتل، ويقبض العلم 534 1/ 294
- قتلوه قتلهم الله 356 1/ 77
- قدم قوم من مصر مجتابي النمار 510 1/ 266
- قصة الدجال - 2/ 334
- القضاة ثلاثة: اثنان في النار 867 2/ 142
- القضاة ثلاثة: قاضي في الجنة 866 2/ 142
- القضاة ثلاثة: قاضيان في النار 865 2/ 141
- قليل العلم خير من كثير العبادة 65 1/ 50
- قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها 692 2/ 39
- قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها 691 2/ 39
- قيد العلم 287 1/ 149
- قيد العلم - 2/ 61
- قيدوا العلم 286 1/ 149
- قيدوا العلم بالكتاب 269 1/ 145
حرف الكاف:
- كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا - 1/ 277
- كانت يهود يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 2/ 90
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب استند إلى جذع نخلة 1251 2/ 378
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخر مما أفاء الله عليه من صفاياه - 2/ 28
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا معترضة - 2/ 168
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الأربعة 584 1/ 319
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من علم 583 1/ 318
- كان يتخولنا بالموعظة 410 1/ 209(2/408)
- كان يقول إذا أصبح: اللهم إني أسألك 586 1/ 320
- الكتاب 286 1/ 149
- الكتاب - 2/ 61
- كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها 1065 2/ 273
- كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها 1066 2/ 274
- كفى بقوم حمقا أو ضلالة أن يرغبوا 778 2/ 88
- كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع - 2/ 243
- كل معروف صدقة - 1/ 27
- كل يوم يمر علي لا أزداد فيه علما - 1/ 126
- كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم 862 2/ 862
- كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل تدري 463 1/ 233
- كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه 933 2/ 200
- كلا المجلسين على خير 185 1/ 108
- كيف تصنع إذا عرض لك قضاء 841 2/ 120
- كيف تقضي 839 2/ 118
- كيف تقضي 840 2/ 119
حرف اللام:
- لأن تدع ورثتك أغنياء خير - 2/ 7
- لأن تغدو فتتعلم بابا من العلم 84 1/ 61
- لأن يهدي الله بك رجلا واحدا - 1/ 239
- لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها 1064 2/ 272
- لعن الله الواشمات والمستوشمات - 2/ 358
- لقد طهر الله هذه الجزيرة من الشرك 773 2/ 83
- لقد ظننت يا أبا هريرة أنه لا يسألني 731 2/ 60
- لقيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا 696 1/ 40
- لكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه - 1/ 64
- للأنبياء على العلماء فضل درجتين - 1/ 75(2/409)
- للبنت النصف - 2/ 169
- لما بعثني رسول الله إلى اليمن 839 2/ 118
- لما فتحت مكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم 262 1/ 141-142
- لما نزلت: "لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ" - 2/ 372
- لن يشبع المؤمن من خير يسمعه - 1/ 199
- ليبلغ الشاهد الغائب 146-147 1/ 91
- ليس الغنى عن كثرة العرض 708 2/ 48
- ليس الغنى من كثرة العرض 707 2/ 47
- ليس من أخلاق المؤمن التملق - 1/ 258
- ليس منا من لم يرحمن صغيرنا - 1/ 114
- ليكن آخر عهدها الطواف بالبيت 1245 2/ 380
- ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب 705 2/ 45
- ليهنك العلم أبا المنذر 733 2/ 61
حرف الميم:
- ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله - 2/ 364
- ما أجد ما أحملكم عليه 39 1/ 38
- ما أدري أعزيز نبي أم لا 818 2/ 108
- ما أدري تبع لعين أم لا 819 2/ 109
- ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثا - 2/ 169
- ما أفاد المسلم أخاه فائدة أحسن 154 1/ 94
- ما أنزل الله شيئا أقل من اليقين 486 1/ 247
- ما أهدى المرء لأخيه هديه أفضل - 1/ 126-127
- ما تحدثون؟ - 2/ 335
- ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به - 2/ 363
- ما ترون في الشارب والسارق 465 1/ 235
- ما تصدق رجل بصدقة أفضل من علم ينشره - 1/ 244
- ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله 525 1/ 281
- ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم 779 2/ 89(2/410)
- ما ذئبان جائعا أرسلا - 1/ 329
- ما ذئبان جائعان أرسلا - 2/ 26
- ما سلك رجل طريقا يلتمس فيها علما 32 1/ 34
- ما شأنك؟ - 2/ 134
- ما صنعت في رأس العلم 656 2/ 13
- ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله 444 1/ 223
- ما من رجل حفظ علما فسئل عنه - 1/ 19
- ما من رجل يخرج من بيته يطلب علما 126 1/ 81
- ما من رجل يسلك طريقا يلتمس فيها 29 1/ 33
- ما من عبد يخرج يطلب علما 125 1/ 79
- ما من عبد يغدو في طلب العلم 33 1/ 34
- ما من قوم يجتمعون في بيت من بيوت الله 30 1/ 33
- ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثا 159 1/ 97
- ما نقصت صدقة من مال 525 1/ 281
- مثل الذي يتعلم العلم ولا يحدث به 472 1/ 239
- مثل الذي يتعلم العلم لا يحدث به 474 1/ 240
- مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم 34 1/ 35
- مثنى مثنى فإذا خشيت - 2/ 299
- محرم الحلال كمستحل الحرام - 2/ 136
- المراء في القرآن كفر - 2/ 183
- مرحبا بطالب العلم 119 1/ 77
- المسلمون تتكافأ دماؤهم - 1/ 144
- معلم الخير يستغفر له -أو يشفع له- كل شيء 134 1/ 85
- معلم الخير يستغفر له كل شيء 35 1/ 35
- المقسطون على منابر من نور يوم القيامة - 1/ 333
- ملعون من أضل أعمى عن السبيل 267 1/ 144
- ملعون من سرق تخوم الأرض 267 1/ 144
- من أدى الفريضة وعلم الناس الخير 68 1/ 52
- من أشراط الساعة أن يرفع العلم 543 1/ 298(2/411)
- من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه 857 2/ 131
- من أفتى بفتيا من غير تثبيت 967 2/ 229
- من أفضل الفوائد حديث حسن يسمعه الرجل 223 1/ 126
- من اقتبس علما من النجوم 772 2/ 83
- من أنكر فقد بريء - 1/ 333
- من باع نخلا قد أبرت - 2/ 149
- من بدا جفا 594 1/ 324
- من بدل دينه فاقتلوه - 2/ 170
- من بلغه عن الله فضل فأخذ بلك الفضل 68 1/ 52
- من تعلم أربعين حديثا - 1/ 97
- من تعلم أربعين حديثا 161 1/ 98
- من تعلم العلم مما يبتغي به وجه الله 622 1/ 341
- من تعلم العلم وهو شاب كان كوشم في حجر 397 1/ 167
- من تعلم العلم يحيى به الإسلام - 1/ 102
- من تفقه في دين الله كفاه الله همه 166 1/ 102
- من جاءه أجله وهو يطلب علما 379 1/ 192
- من جاءه الموت وهو يطلب العلم 168 1/ 101
- من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله هم آخرته 610 1/ 336
- من حديث بحديث فعمل به - 1/ 113
- من حفظ على أمتي أربعين حديثا 157 1/ 96
- من حفظ على أمتي أربعين حديثا 158 1/ 96
- من حفظ على أمتي أربعين حديثا 160 1/ 97
- من حمل على أمتي أربعين حديثا 156 1/ 95
- من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله 205 1/ 117
- من خرج من بيته ابتغاء العلم وضعت الملائكة 122 1/ 78
- من دل على خير فله مثل أجر فاعله 40 1/ 39
- من سئل علما علمه - 1/ 18
- من سئل عن علم علمه 3 1/ 18
- من سئل عن علم فكتمه 3 1/ 19(2/412)
- من سئل عن علم يعلمه 2 1/ 19
- من ستر مسلما على خزية ستره الله - 1/ 187
- من سكن البادية جفا 593 1/ 323
- من سكن البادية حقا 595 1/ 324
- من سلك طريقا يطلب فيه علما 127 1/ 81
- من سلك طريقا يطلب فيه علما 128 1/ 82
- من سلك طريقا يطلب فيه علما 132 1/ 84
- من سلك طريقا يلتمس فيها علما 31 1/ 34
- من سلك طريقا يلتمس فيه علما 129 1/ 83
- من سلك طريق علم سهل الله له طريقا إلى طرق الجنة 130 1/ 83
- من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم فيعمل به 477 1/ 241
- من صمت نجا - 1/ 271
- من طلب علما فأدركه كتب الله -عز وجل- له كفلين 164 1/ 99
- من طلب العلم لغير الله - 1/ 348
- من علم علما فله أجر ذلك ما عمل به عامل - 1/ 243
- من غدا في طلب العلم صلت عليه الملائكة - 1/ 101
- من غدا لعلم يتعلمه سهل الله له طريقا إلى الجنة - 1/ 84
- من غسل ميتا فليغتسل - 2/ 169
- من فارق الدنيا على الإخلاص 686 2/ 33
- من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار 967 2/ 229
- من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار 968 2/ 230
- من كانت نيته الآخرة جمع الله شمله 138 1/ 78
- من كان قاضيا فقضى بالعدل - 2/ 143
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا - 1/ 272
- من كتم علما 7 1/ 21
- من كتم علما ألجمه الله 6 1/ 20
- من كتم علما عنده 5 1/ 20
- من كتم علما ينتفع به - 1/ 21(2/413)
- من لم يقنط الناس من رحمة الله 790 2/ 96
- من يرد الله أن يهديه يفقهه 58 1/ 48
- من يرد الله به خيرا يفقهه 57 1/ 47
- من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين 59 1/ 48
- من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين 61 1/ 49
- من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين 62 1/ 49
- من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين 63 1/ 49
- موت العالم مصيبة لا تجبر - 1/ 85
- ملاك الدين الورع 71 1/ 54
- ملاك الدين الورع 74 1/ 57
- الميت يعذب ببكاء أهله عليه - 2/ 168
حرف النون:
- الناس معادن خيارهم في الجاهلية 51 1/ 45
- الناس معادن كمعادن الذهب والفضة 56 1/ 47
- نحن أمة أمية لا نكتب - 1/ 140
- النخلة 464 1/ 234
- نزلت هذه الآيات {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} 934 2/ 204
- نزلت هذه الآية في حمزة بن عبد المطلب - 2/ 204
- نضر الله امرءا سمع مقالتي 144 1/ 89
- نضر الله امرءا سمع مقالتي - 1/ 90-245
- نضر الله امرءا سمع منا حديثا 138 1/ 87
- نضر الله امرءا سمع منا حديثا 139 1/ 88
- نضر الله امرءا سمع منا حديثا 140 1/ 88
- نضر الله امرءا سمع منا حديثا 143 1/ 89
- نضر الله عبدا سمع مقالتي 142 1/ 88
- نضر الله عبدا سمع مقالتي 148 1/ 91
- نضر الله عبدا سمع مقالتي 150 1/ 93
- نضر الله عبدا سمع مقالتي 151 1/ 93(2/414)
- نضر الله عبدا سمع مقالتي - 2/ 61
- نضر الله عبدا سمع مقالتي - 1/ 241-243
- نضر الله من سمع قولي ولم يزد عليه 152 1/ 93
- نعم 264 1/ 142
- نعمت العطية ونعمت الهدية كلمة - 1/ 56
- نعم، فإني لا أقول في ذلك كله إلا حقا 264 1/ 143
- نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة بعد صلاة العصر - 2/ 359
- نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات 1062 2/ 272
حرف الهاء:
- هذا أوان يرفع العلم 547 1/ 300
- هذا علم لا ينفع 721 2/ 53
- هل تدرون مم ضحكت؟ 933 2/ 200
- هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس 463 1/ 233
- هل عرفت الرب 656 2/ 13
- هل عرفت الموت 656 2/ 13
- هل لك أن أرسلك في جيش يغنمك - 2/ 28
- هن فواحش وفيهن عقوبة 465 1/ 235
- هو الرجل يتعلم العلم يحب أن يجلس 628 1/ 343
- هلاك أمتي عالم فاجر وعابد جاهل - 2/ 28
- هي ابنة أخي من الرضاعة 451 1/ 228
حرف الواو:
- إذا غضبت فاسكت 497 1/ 254
- وإن رد واحد من القوم أجزأ عنهم - 1/ 30
- واضع العلم في غير أهله كمقلد أنك أول من يسألني - 1/ 218
- والذي نفس محمد بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني 732 2/ 60
- والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى - 2/ 90
وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون 1195 2/ 344(2/415)
- وما العلامة؟ 721 2/ 53
- والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون - 1/ 334
- الولاية في الله الحب فيه 786 2/ 94
- ويل للأعقاب من النار - 1/ 277
- ويل لمن يعلم ولم يعمل - 1/ 184
حرف لا:
- لا أدري 816 2/ 106
- لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته 1228 2/ 360
- لا تحاسدوا ولا تقاطعوا - 2/ 312
- لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام - 2/ 334-335
- لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة 1164 2/ 329
- لا تزول قدما العبد يوم القيامة - 2/ 7
- لا تصدقوهم ولا تكذبوهم - 2/ 90
- لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها 1071 2/ 276
- لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء 609 1/ 298
- لا تقوم الساعة حتى يخرج من أمتي ثلاثون دجالا 542 1/ 298
- لا تقوم الساعة حتى تكون خصومات الناس في ربهم 910 2/ 188
- لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن 229 1/ 130
- لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد 1247 2/ 375
- لا تهلك أمتي حتى تقع في المقاييس - 2/ 153
- لا حسد إلا في اثنين رجل 43 40
- لا حسد إلا في اثنين رجل 44 42
- لا حسد إلا في اثنين رجل 45 42
- لا حسد إلا في اثنين رجل 46 42
- لا ما صلوا 596 1/ 325
- لا مهدي إلا عيسى ابن مريم 561 1/ 306
- لا ولو قلتها لوجبت 1234 2/ 367
- لا يتم ركوعها ولا سجودها 465 1/ 235(2/416)
- لا يزداد الأمر إلا شدة 561 1/ 306
- لا يستحي الشيخ أن يتعلم من الشاب 353 1/ 175
- لا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة 863 2/ 135
- لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله 791 2/ 98
حرف الياء:
- يا أبا هاشم إنها لعلك تدركك أموال تؤتاها 702 2/ 43
- يا إبراهيم إني عليم أحب كل عليم - 1/ 106
- يا أبي 861 2/ 132
- يا أبي ما منعك أن تجيبني 861 2/ 133
- يا أيها الناس اتهموا رأيكم 748 2/ 69
- يا جبريل، أي البقاع خير 816 2/ 107
- يا عبد الله بن مسعود 784 2/ 93
- يا عبد الله بن مسعود 785 2/ 94
- با عبد الله بن مسعود 786 2/ 94
- يا عدي، ألق هذا الوثن من عنقك - 2/ 218
- يا علي، أما ترضى أن تكون مني 441 1/ 222
- يا علي، لأن يهدي الله على يديك رجلا - 1/ 239
- يا معاذ 444 1/ 223
- يا معاذ 445 1/ 224
- يا معشر العلماء إني لم أضع علمي لأعذبكم 178 1/ 105
- يا معشر العلماء إني لم أضع فيكم علمي إلا لعلمي بكم 179 1/ 105
- يبعث الله العالم والعابد 72 1/ 56
- يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء 178-179 1/ 105
- يتعلمون القرآن ويتأولونه 1236 2/ 369
- يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول 392 1/ 198
- يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب - 2/ 136
- يحشر الله تبارك وتعالى العباد 370 1/ 186(2/417)
- يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا 619 1/ 340
- يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء 700 2/ 43
- اليد العليا خي رمن اليد السفلى - 2/ 72
- يشفع يوم القيامة ثلاثة 114 1/ 74
- يقبض العلم ويظهر الجهل 543 م 1/ 299
- يكفي أحدكم من الدنيا خادم ومركب 704 2/ 44
- يكون عليكم أمراء تعرفون منهم وتنكرون 596 1/ 325
- يلحق المسلم -أو ينفع المسلم- ثلاث - 1/ 37
- يوزن يوم القيامة مداد العلماء 115 1/ 74
- يوشك أن يظهر العلم ويخزن العمل - 2/ 21
- يوشك بأحدكم يقول: هذا كتاب الله 1227 2/ 36
- يوشك رجل منكم متكئا على أريكته 1230 2/ 362(2/418)
فهرس المصادر والمراجع:
- الآثار: لأبي يوسف، تحقيق أبي الوفا الأفغاني، طبع سنة 1355 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الآحاد والمثاني: لابن أبي عاصم، تحقيق باسم الجوابرة، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الراية - الرياض.
- الآداب: للبيهقي، تحقيق محمد عطا، الطبعة الأولى 1406 هـ - دار الكتب العلمية - بيروت.
- الآداب الشرعية: لابن مفلح، الطبعة الأولى 1418 هـ، مؤسسة الريان - بيروت.
- الأباطيل والمناكير: للجوزقاني، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، الطبعة الثالثة 1415 هـ، دار الصميعي - الرياض.
- الإبانة: لابن بطة، تحقيق رضا معطي، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار الراية - الرياض.
- إبطال الحيل: لابن بطة العكبري، تحقيق زهير الشاويش، الطبعة الثانية 1403 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
- إتحاف الخيرة المهرة، بزوائد المسانيد العشرة: للبوصيري، تحقيق دار المشكاة. الطبعة الأولى 1420 هـ، دار الوطن - الرياض.
- إتحاف السادة المتقين، للزبيدي، دار الفكر - بيروت.
- إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة: للحافظ ابن حجر: تحقيق مجموعة - الطبعة الأولى 1418 هـ طبعة مركز خدمة السنة بالمدينة النبوية الشريفة.
- الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1419 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- إثبات عذاب القبر: للبيهقي، تحقيق المكتب السلفي، طبعة سنة 1407 هـ - دار الجيل - بيروت.
- الأجوبة المرضية: للسخاوي، تحقيق محمد إسحاق، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار الراية(2/419)
الرياض.
- أحاديث الشاموخي: تحقيق مشعل الطبري، الطبعة الأولى 1417 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- أحاديث القصاص: لشيخ الإسلام بن تيمة، تحقيق محمد الصباغ - الطبعة الأولى 1392 هـ - المكتب الإسلامي - بيروت.
- الاحتجاج بالقدر: لشيخ الإسلام ابن تيمية، المكتب الإسلامي - بيروت.
- الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: تحقيق مجموعة، الطبعة الأولى 1408 هـ - مؤسسة الرسالة - بيروت.
- الإحكام: للآمدي، تحقيق سيد الجميلي، الطبعة الأولى 1404 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- إحكام الأحكام: لابن دقيق العيد، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1422 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الإحكام في الأحكام: لابن حزم، الطبعة الأولى 1404 - دار الحديث، القاهرة.
- أحكام القرآن: للجصاص، ضبط عبد السلام شاهين، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- أخبار أصبهان: لأبي نعيم، دار الكتب العلمية - بيروت.
- أخبار القضاة: لوكيع، عالم الكتب - بيروت.
- أخبار مكة: للفاكهي، تحقيق عبد الملك الدهيش، الطبعة الثانية 1414 هـ - دار خضر - بيروت.
- الإخوان: لابن أبي الدنيا، تحقيق مصطفى عطا، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- أخلاق حملة القرآن: للآجري، تحقيق فواز أحمد زمرلي - الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- أخلاق العلماء: للآجري، تحقيق بدر البدر، دار الخلفاء - الكويت.
- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه: لأبي الشيخ، الطبعة الثانية 1406 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الأدب المفرد: للبخاري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثالثة 1409 هـ - دار البشائر الإسلامية - بيروت.(2/420)
- أربعون حديثا لأربعين شيخا: لابن عساكر، تحقيق مصطفى عاشور، مكتبة القرآن - القاهرة.
- الأربعون الصغرى: للبيهقي، تحقيق أبي إسحاق الحويني، الطبعة الأولى 1408 هـ. دار الكتاب العربي - بيروت.
- الأربعون: للبكري، دار الغرب - بيروت.
- الأربعون: للآجري، تحقيق علي عبد الحميد، الطبعة الأولى 1409 هـ المكتب الإسلامي ودار عمار.
- الإرواء: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الثانية 1405 هـ المكتب الإسلامي - بيروت.
- إرشاد العقل السليم: لأبي السعود - دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- إرشاد الفحول: للشوكاني - دار الفكر - بيروت.
- الإرشاد في معرفة علماء الحديث: للخليلي، تحقيق محمد إدريس، الطبعة الأولى 1409 هـ - مكتبة الرشد - الرياض.
- أسباب النزول: للواحدي، تحقيق عصام الحميدان، الطبعة الأولى 1411 هـ، مؤسسة الريان - بيروت.
- الاستيعاب: لابن عبد البر "بهامش الإصابة" - دار الكتاب العربي - بيروت.
- الأسرار المرفوعة: لعلي القاري، تحقيق محمد الصباغ - المكتب الإسلامي - بيروت.
- أسد الغابة: لابن الأثير - دار الكتب العلمية - بيروت.
- الأسماء والصفات: للبيهقي، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- أسنى المطالب: لمحمد الحوت، طبعة سنة 1403 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الإشراف: لابن أبي الدنيا، تحقيق وليد قصاب، دار الثقافة - قطر.
- الإشراف على مذاهب أهل العلم: لابن المنذر، تحقيق محمد نجيب، الطبعة الأولى 1406 هـ - دار الثقافة - مصر.
- الإصابة: للحافظ ابن حجر - دار الكتاب العربي - بيروت.
- أصول السنة: لابن أبي زمنين، تحقيق عبد الله البخاري - الطبعة الأولى 1415 هـ، مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة.(2/421)
- إصلاح المال: لابن أبي الدنيا، تحقيق مصطفى القضاة، الطبعة الأولى 1412 هـ، دار ابن عفان - السعودية.
- الاعتبار: للحازمي، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- الاعتصام: للشاطبي، تحقيق سليم الهلالي - الطبعة الأولى 1412 هـ، دار ابن عبان - السعودية.
- الاعتقاد: للبيهقي، تحقيق أحمد عصام الكاتب، الطبعة الأولى 1401 هـ، دار الآفاق الجديدة - بيروت.
- الأغاني: لأبي فرج الأصبهاني، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط: لسبط ابن العجمي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- اقتضاء العلم العمل: للخطيب البغدادي، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الأولى، المكتب الإسلامي - بيروت.
- الإقناع: لابن المنذر، تحقيق عبد الله الجبرين، الطبعة الثانية 1408 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
- الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد: للحسيني، تحقيق عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1409 - نشر جامعة الدراسات الإسلامية - باكستان.
- الإلماع: للقاضي عياض. تحقيق السيد صقر - طبعة سنة 1398 هـ، دار التراث - القاهرة.
- الأم: للشافعي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الأمالي: للمحاملي، تحقيق إبراهيم القيسي، الطبعة الأولى 1412 هـ، المكتبة الإسلامية - عمان.
- الأمالي: لأبي علي القالي - دار الجيل - بيروت.
- الأمالي: للخلال، تحقيق مجدي السيد، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الصحابة - مصر.
- الأمالي: للشجري، عالم الكتب - بيروت.
- الإمامة: لأبي نعيم، تحقيق علي الفقيهي، الطبعة الثالثة 1415 هـ، مكتبة العلوم والحكم، المدينة النبوية.(2/422)
- الأمثال: للرامهرمزي، الطبعة الأولى 1409 هـ - مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- الأمثال: لأبي الشيخ، تحقيق عبد العلي عبد الحميد، الطبعة الأولى 1402 هـ، الدار السلفية - الهند.
- الأمر بالمعروف، لابن أبي الدنيا، تحقيق صلاح الشلاحي - الطبعة الأولى 1418 هـ، مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة النبوية الشريفة.
- الأمر بالمعروف، للمقدسي، تحقيق سمير الزهيري، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار السلف - الرياض.
- الأمراض والكفارات: للمقدسي، تحقيق أبي إسحاق الحويني، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار ابن عفان - السعودية.
- الانتقاء، لابن عبد البر، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الأنوار في شمائل المختار: للبغوي، تحقيق إبراهيم اليعقوبي - الطبعة الأولى 1409 هـ - دار الضياء - بيروت.
- الأوسط: لابن المنذر، تحقيق صغير حنيف، الطبعة الثانية 1414 هـ، دار طيبة - الرياض.
- الأولياء: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد السيد زغلول، الطبعة الأولى 1413 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- الأهوال، لابن أبي الدنيا، تحقيق رضا الله المباركفوري، الطبعة الأولى 1414 هـ، الدار السلفية - الهند.
- الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: لمكي بن أبي طالب، تحقيق أحمد فرحات، الطبعة الأولى 1406 هـ - دار المنارة - جدة.
- إيقاظ أولي الهمم: للفلاني، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- الإيمان: للعدني، تحقيق حمد الجابري، الطبعة الأولى 1407 هـ، الدار السلفية - الكويت.
- الإيمان: للقاسم بن سلام، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الثانية 1403 هـ - المكتب الإسلامية - بيروت.
- الباعث الحثيث في شرح اختصار علوم الحديث: لابن كثير، شرح أحمد شاكر - دار الكتب العلمية - بيروت.(2/423)
- البحر الزخار: للبزار، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله، الطبعة الأولى 1409 هـ، مؤسسة علوم القرآن - سوريا، ومكتبة العلوم والحكم - المدينة النبوية الشريفة.
- بحر العلوم: للسمرقندي، تحقيق علي معوض وعادل عبد الموجود وزكريا النوتي، الطبعة الأولى 1413 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- البحر المحيط: لأبي حيان - دار الفكر - بيروت.
- البحر المحيط: للزركشي، تحقيق جماعة بإشراف عمر الأشقر، نشر وزارة الشئون الإسلامية - الكويت.
- البدع: لابن وضاح، تحقيق بدر البدر، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار الصميعي - الرياض.
- البر والصلة: لابن المبارك، تحقيق مصطفى محمد، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- البر والصلة: لابن الجوزي، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوض، الطبعة الأولى 1413 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- البرهان: للزركشي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة - بيروت.
- بستان العارفين: للنووي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- البعث والنشور: للبيهقي، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- البعث، لأبي داود السجستاني، حققه أبو إسحاق الحويني، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- بغية الملتمس: للعلائين دار الكتب العلمية - بيروت.
- بيان الوهم والإيهام: لابن القطان، تحقيق الحسين سعيد، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار طيبة - الرياض.
- تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي، دار الكتب العربي - بيروت.
- تاريخ دمشق: لابن عساكر، دار الفكر - بيروت.
- التاريخ الأوسط: للبخاري، تحقيق محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار المعرفة - بيروت.
- تاريخ جرجان: للسهمي، عالم الكتب - بيروت.(2/424)
- التاريخ الكبير: للبخاري، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تاريخ المدينة: لابن شبة، تحقيق فهيم شلتوت - طبعة مصر. وطبعة دار الكتب العلمية - بيروت.
- تأويل مختلف الحديث: لابن قتيبة، المكتب الإسلامي - بيروت.
- تالي التلخيص: للخطيب البغدادي، تحقيق مشهور سلمان وأحمد الشقيرات، الطبعة الأولى 1417 هـ، دار الصميعي - الرياض.
- تبصرة الحكام: لابن فرحون، الطبعة الأولى 1420، دار الكتب العلمية - بيروت.
- التبصرة والتذكرة: للعراقي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تبصير المنتبه: للحافظ ابن حجر، تحقيق علي البجاوي - المكتبة العلمية - بيروت.
- تبيين العجب: للحافظ ابن حجر، المطابع الأهلية بالرياض سنة 1400 هـ.
- التبيين لأسماء المدلسين: لسبط ابن العجمي، تحقيق فواز أحمد زمرلي "مخطوط".
- تحذير المسلمين: للأزهري، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: للحافظ المزي، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، الطبعة الثانية 1403 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
- تحفة الطالب: لابن كثير، تحقيق عبد الغني الكبيسي، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار حراء - مكة المكرمة.
- التحقيق في أحاديث الخلاف: لابن الجوزي، تحقيق مسعد السعدني، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تحريم النظر في كتب الكلام، لابن قدامة المقدسي، تحقيق عبد الرحمن دمشقية - دار طيبة - الرياض.
- تخريج أحاديث مشكلة الفقر: للشيخ الألباني، المكتب الإسلامي - بيروت.
- تدريب الراوي: للسيوطي، الطبعة الثانية 1398 هـ، دار إحياء السنة النبوية.
- التذكار: للقرطبي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- التذكرة: للقرطبي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.(2/425)
- تذكرة الحفاظ: للذهبي، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- تذكرة الحفاظ: للقيسراني، تحقيق حمدي السلفي، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار الصميعي - الرياض.
- تذكرة الموضوعات: للفتني، الطبعة الثانية سنة 1399 هـ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- الترغيب في الدعاء: للحافظ عبد الغني المقدسي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1416 هـ - دار ابن حزم - بيروت.
- الترغيب في فضائل الأعمال: لابن شاهين، تحقيق صالح الوكيل، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار ابن الجوزي - السعودية.
- الترغيب والترهيب، للمنذري، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم، تحقيق عبد الله الجديع، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار العاصمة - الرياض.
- التصديق بالنظر: للآجري، تحقيق سمير الزهيري، الطبعة الأولى 1408 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة: للحافظ ابن حجر، دار الكتاب العربي - بيروت.
- التعديل: للباجي، تحقيق الدكتور أبو لبابة حسين، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار اللواء للنشر - الرياض.
- تعريف أهل التقديس: للحافظ ابن حجر، تحقيق عبد الغفار البنداري ومحمود عبد العزيز، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تعظيم قدر الصلاة: للمروزي، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، الطبعة الأولى 1406 هـ، مكتبة الدار - المدينة المنورة.
- تغليق التعليق: للحافظ ابن حجر، تحقيق سعيد القزفي، الطبعة الأولى 1405 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت، ودار عمار - الأردن.
- تفسير ابن أبي حاتم: تحقيق أحمد الزهراني، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الدار ودار طيبة، ودار ابن القيم - السعودية.(2/426)
- تفسير الخازن: تحقيق عبد السلام شاهين، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تفسير عبد الرزاق: تحقيق مصطفى مسلم، الطبعة الأولى 1410 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
- تفسير القرآن العظيم: لابن كثير، دار المعرفة - بيروت.
- تفسير مجاهد: تحقيق عبد الرحمن السورتي - المنشورات العلمية - بيروت.
- تفسير مقاتل: تحقيق عبد الله شحاته، مؤسسة الحلبي، القاهرة، طبعة سنة 1969.
- تقريب التهذيب: للحافظ ابن حجر، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، الطبعة الثانية 1395 هـ، دار المعرفة - بيروت.
- تقييد العلم: للخطيب البغدادي، تحقيق يوسف العش، الطبعة الثانية 1974، دار إحياء السنة النبوية.
- التقييد والإيضاح: للعراقي، تحقيق عبد الرحمن عثمان، دار الفكر - بيروت.
- التلخيص والإيضاح: للحافظ ابن حجر، تحقيق حسن قطب، الطبعة الأولى 1416 هـ، مؤسسة قرطبة - مصر.
- التمهيد، لابن عبد البر، تحقيق سعيد أعراب وجماعة، طبعة سنة 1387 هـ، - المغرب.
- التمييز: للإمام مسلم، تحقيق محمد صبحي الحلاق، دار الإيمان - مصر.
- تمييز الطيب من الخبيث: لابن الديبع الشيباني، دار الكتاب العربي - بيروت.
- تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة: لابن عراق: الطبعة الثانية 1401 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- التنكيت والإفادة: لابن همات الدمشقي، تحقيق أحمد البزرة، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار المأمون للتراث - دمشق.
- تهذيب الآثار: للإمام الطبري، تحقيق أحمد شاكر - طبع مصر.
- تهذيب التهذيب: للحافظ ابن حجر، الطبعة الأولى 1325 هـ، دائرة المعارف - الهند.
- تهذيب الكمال: للمزي، تصوير دار المأمون - دمشق، وطبع مؤسسة الرسالة - بيروت.
- التواضع والخمول: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد عطا، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.(2/427)
- توالي التأسيس: للحافظ ابن حجر، دار الكتب العلمية، بيروت.
- التوبيخ والتنبيه: لأبي حيان، تحقيق مجدي إبراهيم، مكتبة القرآن - القاهرة.
- التوحيد: لابن خزيمة، تحقيق محمد هراس، طبع سنة 1398 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت وطبعة مكتبة الرشد - الرياض.
- التوحيد: لابن منده، تحقيق علي الفقيهي، الطبعة الثانية 1398 هـ، نشر الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- توضيح الأفكار: للصغاني، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الأولى 1366 هـ، مكتبة الخانجي - مصر.
- التوكل: لابن أبي الدنيا، تحقيق جاسم الدوسري، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار البشائر - بيروت.
- الثقات: لابن حبان، دار الفكر - بيروت.
- جامع الأصول، لابن الأثير، تحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، الطبعة الأولى، مكتبة دار البيان - دمشق.
- جامع البيان في تأويل القرآن: للطبري، الطبعة الأولى 1413 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- جامع التحصيل في أحكام المراسيل: للعلائي، تحقيق حمدي السلفي، الطبعة الثانية 1407 هـ، عالم الكتب - بيروت.
- الجامع في الحديث: لابن وهب، تحقيق مصطفى أبو الخير، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار ابن الجوزي - السعودية.
- الجامع لأحكام القرآن: للقرطبي، تحقيق عبد الرزاق المهدي، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الجامع لأخلاق الراوي: للخطيب البغدادي، تحقيق محمد عجاج الخطيب، الطبعة الأولى 1412 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- جامع المسانيد: للخوارزمي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الجد الحثيث: للغزي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار ابن حزم - بيروت.(2/428)
- الجرح والتعديل: لابن أبي حاتم، دار الكتب العلمية - بيروت.
- جزء محمد بن عبد الله بن الأنصاري: لابن ماسي، تحقيق مسعد السعدني، الطبعة الأولى 1418 هـ، مكتبة أضواء السلف - الرياض.
- جزء بيبي: تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الخلفاء - الكويت.
- جزء لوين: تحقيق مسعد السعدني، الطبعة الأولى 1418 هـ، مكتبة أضواء السلف - الرياض.
- جزء فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم "نصر الله امرأ": أحمد المديني، تحقيق بدر البدر، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- جزء محمد بن عاصم: تحقيق مفيد عيد، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار العاصمة - الرياض.
- جزء أبي مسهر: تحقيق مجدي السيد، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار الصحابة - مصر.
- جمال القراء: لعلم الدين السخاوي، تحقيق علي البواب، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة التراث - مكة المكرمة.
- جنة المرتاب: لأبي إسحاق الحويني، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الجهاد: لابن أبي عاصم، تحقيق مساعد الراشد، الطبعة الأولى 1409 هـ، مكتبة العلوم والحكم - بالمدينة المنورة.
- الجهاد: لابن المبارك، تحقيق نزيه حماد، طبعة سنة 1391 هـ، دار النور - بيروت.
- جواب أهل العلم والإيمان: لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الحث على التجارة: للخلال: تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، الطبعة الأولى 1415 هـ، مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب.
- الحجة في بيان المحجة: للأصفهاني، تحقيق محمد بن ربيع، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الراية - الرياض.
- الحدود: للباجي، طبع مصر.
- حديث الزهري أبي الفضل: تحقيق حسن البلوط، الطبعة الأولى 1418 هـ، مكتبة أضواء السلف - الرياض.(2/429)
- حديث علي بن حجر السعدي: تحقيق عم السفياني، الطبعة الأولى 1418 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
- حديث أبي القاسم البغوي: للحربي، تحقيق محمد إدريس، الطبعة الأولى 1407 هـ، مكتبة ابن الجوزي - الدمام.
- حسن الظن بالله: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي إبراهيم، مكتبة القرآن - مصر.
- الحلم: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن - مصر.
- حلية الأولياء: لأبي نعيم، الطبعة الرابعة 1405 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- خصائص الإمام علي، للنسائي، تحقيق أبي إسحاق الحويني، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- خلق أفعال العباد، للبخاري، تحقيق بدر البدر، الطبعة الأولى 1405 هـ، الدار السلفية - الكويت.
- الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان، لابن حجر الهيتمي، المطبعة الخيرية سنة 1304 هـ، وطبعة دار الكتب العلمية - بيروت.
- دراسات في علوم القرآن: للدكتور فهد الرومي، الطبعة الأولى 1413 هـ، مكتبة التوبة - الرياض.
- الدرر الكامنة: للحافظ ابن حجر، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة: للسيوطي، تحقيق محمد عطا، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الدرر الملتقط في تبيين الغلط: للصغاني، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور: للسيوطي، دار المعرفة - بيروت.
- الدعاء: للطبراني، تحقيق محمد البخاري، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار البشائر الإسلامية - بيروت.
- الدعاء: للمحاملي، تحقيق سعيد القزقي، الطبعة الأولى 1992، دار الغرب - بيروت.
- الدعاء: لمحمد بن فضيل بن غزوان، تحقيق أحمد البزرة، الطبعة الأولى 1415 هـ، مكتبة لينة - مصر، وأضواء المنار - السعودية.(2/430)
- الدعاء: للطرطوشي، تحقيق محمد رضوان الداية، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار الفكر المعاصر - بيروت.
- دلائل النبوة: لأبي نعيم، عالم الكتب - بيروت.
- دلائل النبوة: للبيهقي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية -بيروت.
- الديات: لابن أبي عاصم: تحقيق الدكتور خالد الجميلي، الطبعة الثانية 1406 هـ، دار الندوة الجديدة - بيروت.
- ديوان أبي العتاهية: دار الكتاب العربي - بيروت.
- ذم البغي: لابن أبي الدنيا، تحقيق الدكتور نجم خلف، الطبعة الأولى 1409 هـ.
- ذم الدنيا: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي إبراهيم، مكتبة القرآن - القاهرة.
- ذم الرياء: للضراب، تحقيق محمد باكريم محمد باعبد الله، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار البخاري - المدينة النبوية.
- ذم الكلام: للهروي، تحقيق أبي جابر الأثري، مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة.
- ذم من لا يعمل بعلمه: لابن عساكر، تحقيق أحمد البزرة، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار المأمون - دمشق.
- ذيل تاريخ بغداد، لابن النجار، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الرحلة في طلب الحديث: للخطيب البغدادي - تحقيق نور الدين عتر - دار الكتب العلمية - بيروت.
- الرخصة في تقبيل اليد: لابن المقرئ، تحقيق محمد الحداد، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار العاصمة - الرياض.
- الرد على الجهمية: للدارمي، تحقيق بدر البدر، الطبعة الأولى 1405 هـ، الدار السلفية - الكويت.
- الرد على الجهمية: لابن منده، تحقيق علي الفقيهي، الطبعة الأولى 1401 هـ.
- الرد المؤمل "المختصر" لأبي شامة، حققه صلاح مقبول أحمد، مكتبة الصحوة الإسلامية - الكويت.(2/431)
- روضة العقلاء: لابن حبان، تحقيق محيي الدين عبد الحميد ورفاقه، الطبعة الأولى 1419 هـ، مؤسسة الريان - بيروت.
- الروض البسام بترتيب فوائد تمام: ترتيب جاسم الدوسري، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار البشائر - بيروت.
- زاد المسير في علم التفسير: لابن الجوزي، الطبعة الأولى 1407 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
- الزهد: لأسد بن موسى، تحقيق أبي إسحاق الحويني، الطبعة الأولى 1413 هـ، مكتبة التوعية الإسلامية ومكتبة الوعي الإسلامي - مصر.
- الزهد: لابن أبي عاصم، تحقيق عبد العلي الأعظمي، الطبعة الثانية 1408 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الزهد: للإمام أحمد، تحقيق محمد بسيوني، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الزهد: لأبي داود، تحقيق ضياء الحسن السلفي، الطبعة الأولى 1413 هـ، الدار السلفية - الهند.
- الزهد: لابن المبارك، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الزهد: لهناد، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، الطبعة الأولى 1404 هـ، مكتبة الدار - المدينة المنورة.
- الزهد: لوكيع: تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، الطبعة الأولى 1404 هـ، مكتبة الدار - المدينة النبوية الشريفة.
- الزهد الكبير: للبيهقي، الطبعة الثالثة 1996، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- سلسلة الأحاديث الصحيحة: للشيخ الألباني، المكتب الإسلامي - بيروت ومكتبة المعارف - الرياض.
- سلسلة الأحاديث الضعيف: للشيخ الألباني، المكتب الإسلامي - بيروت ومكتبة المعارف - الرياض.
- السنة: لابن أبي عاصم، تحقيق الشيخ الألباني، الطبعة الثانية 1405 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.(2/432)
- السنة: للإمام عبد الله ابن الإمام أحمد، تحقيق محمد القحطاني، الطبعة الثانية 1414 هـ، رمادي للنشر والمؤتم للتوزيع - السعودية.
- السنة: للخلال، تحقيق عطية الزهراني، الطبعة الثانية 1415 هـ، دار الراية - الرياض.
- السنة: للمروزي، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- السنة قبل التدوين: لمحمد عجاج الخطيب، الطبعة الثانية 1391 هـ، دار الفكر - بيروت.
- السنة ومكانتها في التشريع: مصطفى السباعي، الطبعة الثانية 1396 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
- سنن البيهقي الكبرى: الطبعة الأولى 1344 هـ، دار المعرفة - بيروت.
- سنن البيهقي الصغرى: دار الجيل - بيروت.
- سنن الترمذي: تحقيق أحمد شاكر، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- سنن الدارقطني: تحقيق عبد الله اليماني، دار المحاسن للطباعة - القاهرة.
- سنن الدارمي: تحقيق فواز أحمد زمرلي وخالد السبع، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- سنن أبي داود: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر - بيروت.
- سنن سعيد بن منصور: تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- سنن سعيد بن منصور "التكملة": تحقيق سعيد بن عبد الله آل حميد، الطبعة الأولى 1414 هـ، دار الصميعي - الرياض.
- سنن ابن ماجه: تحقيق فواز أحمد زمرلي، دار الكتاب العربي - بيروت.
- سنن النسائي الكبرى: تحقيق عبد الغفار بنداري وسيد حسن - الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- سنن النسائي المجتبى، دار الكتاب العربي - بيروت.
- السنن الواردة في الفتن: للداني "انظر الفتن".
- سؤالات الآجري: لأبي داود، الطبعة الأولى 1399 هـ - تحقيق محمد علي قاسم العمرة، نشر الجامعة الإسلامية.(2/433)
- سؤالات البرذعي، لأبي زرعة، الطبعة الثانية 1409 هـ - تحقيق سعيد الهاشمي، دار الوفاء - مصر.
- سؤالات أبي الجنيد ليحيى بن معين، حققه السيد أبو المعاطي ومحمود خليل، الطبعة الأولى 1410 هـ، عالم الكتب - بيروت.
- سير أعلام النبلاء: للذهبي، تحقيق جماعة، الطبعة الثامنة 1412 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- السيرة النبوية: لابن هشام، تحقيق الدكتور عمر تدمري، دار الكتاب العربي - بيروت ومطبعة دا رالجيل - بيروت.
- الشذرة في الأحاديث المشتهرة: لابن طولون، الطبعة الأولى 1413 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- شرح أصول اعتقاد أهل السنة: للإمام اللالكائي، تحقيق أحمد حمدان، الطبعة الثانية - دار طيبة - الرياض.
- شرح حديث: إنما الأعمال بالنيات، لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق فواز أحمد زمرلي - الطبعة الأولى 1418 هـ، مؤسسة الريان - بيروت.
- شرح السنة: للبغوي، تحقيق شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش، الطبعة الثانية 1399 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
- شرح صحيح مسلم: للنووي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الشرح الكبير، للمقدسي، دار الفكر - بيروت.
- شرح مذاهب أهل السنة: لابن شاهين، تحقيق عادل بن محمد، الطبعة الأولى 1415 هـ، مؤسسة قرطبة - مصر.
- شرح مشكل الآثار: للطحاوي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، الطبعة الأولى 1415 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- شرح معاني الآثار: للطحاوي، تحقيق محمد زهدي النجار، الطبعة الأولى 1399 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- شرف أصحاب الحديث: للخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية - بيروت.(2/434)
- الشريعة: للآجري، تحقيق محمد الفقي، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت، وطبعة دار الكتاب العربي - بيروت.
- شعب الإيمان، للبيهقي، تحقيق محمد زغلول، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- شفاء العليل، لابن القيم، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الشكر لله عز وجل: لابن أبي الدنيا، تحقيق ياسين السواس، الطبعة الثانية 1407 هـ، دار ابن كثير - دمشق.
- الشمائل النبوية: للترمذي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1404 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الصبر: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير يوسف، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- صحيح ابن خزيمة: تحقيق محمد الأعظمي، الطبعة الثانية 1412 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
- صحيح مسلم: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، نشر إدارات البحوث العلمية - بالرياض.
- صريح السنة: للإمام الطبري، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1411 هـ، مكتب البحوث الثقافية - لبنان.
- الصفات: للدارقطني، تحقيق علي الفقيهي، الطبعة الأولى 1403 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- صفة الزاهدين: لابن الأعرابي، تحقيق مجدي السيد، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الصحابة - مصر.
- صفة الصفوة: لابن الجوزي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- صفة النفاق: للفريابي، تحقيق أبي عبد الرحمن المصري، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الصحابة - مصر.
- صفة الصفوة: لابن الجوزي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- صفة النفاق: للفريابي، تحقيق أبي عبد الرحمن المصري، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الصحابة - القاهرة.
- الصمت: لابن أبي الدنيا، تحقيق أبي إسحاق الحويني، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الضعفاء الكبير: للعقيلي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1404 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.(2/435)
ضعيف الجامع: للشيخ الألباني رحمه الله، الطبعة الثانية 1399 هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
- طبقات ابن سعد: دار صادر - بيروت - لبنان.
- طبقات الحنابلة: لابن أبي يعلى، دار المعرفة - بيروت.
- طبقات المحدثين: لأبي الشيخ، تحقيق عبد الغفور البلوشي، الطبعة الأولى 1407 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- طريق الهجرتين، لابن القيم، تحقيق بشير عيون، دار البيان - دمشق.
- العجاب في بيان الأسباب: لابن حجر، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1422 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- العدة للكرب والشدة: للمقدسي، تحقيق ياسر إبراهيم، الطبعة الأولى 1414 هـ، دار المشكاة - القاهرة.
- العزلة: للخطابي، تحقيق عبد الغفار بنداري، دار الكتب العلمية - بيروت.
- العظمة: لأبي الشيخ، تحقيق رضاء الله المباركفوري، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار العاصمة - الرياض.
- العقل وفضله: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي السيد، مكتبة القرآن - القاهرة.
- العقوبات: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد يوسف، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- عقيدة السلف وأصحاب الحديث: للصابوني، تحقيق بدر البدر، الطبعة الثانية 1415 هـ، مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة.
- العلل: لابن أبي حاتم، تحقيق محب الدين الخطيب، طبع سنة 1405 هـ، دار المعرفة - بيروت.
- العلل: لابن المديني، تحقيق محمد مصطفى الأعظمي، الطبعة الثانية 1980، المكتب الإسلامي - بيروت.
- العلل الكبير: للترمذي، تحقيق صبحي السامرائي ورفاقه، الطبعة الأولى 1409 هـ، عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية - بيروت.(2/436)
- العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: لابن الجوزي، تحقيق إرشاد الحق الأثري - الهند.
- العلل الواردة في الأحاديث: للدارقطني، تحقيق محفوظ السلفي، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار طيبة - الرياض.
- العلل ومعرفة الرجال: للإمام أحمد، تحقيق وصى الله عباس، الطبعة الأولى 1408 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت ودار الخانجي - الرياض.
- العلم: لخيثمة، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، المكتب الإسلامي - بيروت.
- عمل اليوم والليلة: لابن السني، تحقيق سالم أحمد السلفي، الطبعة الأولى 1408 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- عمل اليوم والليلة: للنسائي، تحقيق فاروق حمادة، الطبعة الثانية 1406 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- عون المعبود، لأبي الطيب آبادي، الطبعة الثانية 1415 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- العيال: لابن أبي الدنيا، تحقيق نجم خلف، الطبعة الأولى 1990، دار ابن القيم - الدمام.
- عيون الأخبار، لابن قتيبة، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الغرباء: للآجري، تحقيق بدر البدر، طبعة 1403، دار الخلفاء، للكتاب الإسلامي - الكويت.
- غريب الحديث: لابن قتيبة، دار الكتب العلمية - بيروت.
- غريب الحديث: للخطابي: تحقيق عبد الكريم الغرباوي، طبعة سنة 1402 هـ، مركز البحث العلمي.
- غريب الحديث: لأبي عبيد، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الغماز على اللماز: للسمهودي، تحقيق محمد عطا، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود: لأبي إسحاق الحويني، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- الغنية: للقاضي عياض، دار الكتاب العربي - بيروت.(2/437)
- الغيبة: لابن أبي الدنيا، تحقيق مصطفى عطا، الطبعة الأولى 1403 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- الغيلانيات: فوائد أبي بكر الشافعي، تحقيق فاروق عبد العليم، الطبعة الأولى 1416 هـ، مكتبة أضواء السلف، الرياض.
- فتح الباري: للحافظ ابن حجر، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، المكتبة السلفية - القاهرة.
- فتح العلام: للشيخ زكريا الأنصاري، تحقيق علي معوض وعادل عبد الموجود، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- فتح المغيث: للسخاوي، تحقيق علي حسين علي، الطبعة الثانية 1412 هـ، دار الإمام الطبري.
- الفتن: لنعيم بن حماد، تحقيق سمير الزهيري، الطبعة الأولى 1412 هـ، مكتبة التوحيد - القاهرة.
- فتيا وجوابها، لابن العطار، تحقيق عبد الله الجديع، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار العاصمة - الرياض.
- الفرج بعد الشدة: لابن أبي الدنيا، دار المشرق - القاهرة.
- فردوس الأخبار: للديلمي، تحقيق فواز أحمد زمرلي ومحمد البغدادي، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت، وطبعة دار الكتب العلمية - بيروت.
- الفرقان: لابن تيمية، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.
- فضائل الأوقات: للبيهقي، تحقيق عدنان القيسي، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار المنارة - السعودية.
- فضائل الصحابة: للإمام أحمد، تحقيق وصي الله عباس، الطبعة الأولى 1403 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- فضائل شهر رجب: للخلال، تحقيق عبد الرحمن بن يوسف، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار ابن حزم - بيروت.(2/438)
- فضائل القرآن: للرازي، تحقيق عامر صبري، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار البشائر الإسلامية - بيروت.
- فضائل القرآن: لأبي عبيد: تحقيق مروان عطية ومحسن خرابة ووفاء تقي الدين، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار ابن كثير - دمشق.
- فضائل القرآن: للفريابي، تحقيق يوسف جبريل، الطبعة الأولى 1409 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
- فضائل القرآن: لابن الضريس، تحقيق غزوة بدير، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الفكر - سوريا.
- فضائل القرآن: للمقدسي، تحقيق صلاح الشلاحي، الطبعة الأولى 1421 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- فضل التهليل وثوابه الجزيل: لابن البناء، تحقيق عبد الله الجديع، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار العاصمة - الرياض.
- الفقيه والمتفقه: للخطيب البغدادي، تحقيق إسماعيل الأنصاري، مطابع القصيم - الرياض.
- الفوائد: لأبي الشيخ، تحقيق الشيخ علي عبد الحميد، الطبعة الأولى 1412 هـ، دار الصميعي - الرياض.
- فيض القدير شرح الجامع الصغير: للمناوي، الطبعة الثانية 1391 هـ، دار المعرفة - بيروت.
- قاعدة في الجرح والتعديل، للسبكي، حققه عبد الفتاح أبو غدة، الطبعة الثانية 1398 هـ، دار الوعي - حلب.
- قاعدة في المحبة: لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1420 هـ، دار ابن حزم والمكتب الإسلامي - بيروت.
- القاموس المحيط: للفيروزآبادي، طبع مؤسسة الرسالة "الفنية الملونة".
- القدر: للفريابي، تحقيق عبد الله بن حمد المنصور، الطبعة الأولى 1418 هـ، مكتبة أضواء السلف - الرياض.
- قصر الأمل: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان يوسف، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار ابن حزم - بيروت.(2/439)
- قضاء الحوائج: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي السيد، مكتبة القرآن - القاهرة.
- القول البديع: للسخاوي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- القول المنيف في حكم العمل بالحديث الضعيف، لفواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- قيام الليل: لابن أبي الدنيا، تحقيق مصلح الحارثي، الطبعة الأولى 1418 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
- الكاشف: للذهبي، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الكامل في ضعفاء الرجال: لابن عدي، تحقيق سهيل زكار، الطبعة الثالثة 1409 هـ، دار الفكر - بيروت.
- كشف الأستار عن زواد البزار، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الطبعة الأولى 1399 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- كشف الخفاء: للعجلوني، تحقيق أحمد القلاشي، الطبعة الثالثة 1403 هـ، مؤسةة الرسالة - بيروت.
- الكنى: للدولابي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الكواكب النيرات: لابن الكيال، تحقيق عبد القيم عبد رب النبي - الطبعة الأولى 1401 هـ، دار المأمون للتراث - دمشق.
- اللآلئ المصنوعة: للسيوطي، دار المعرفة - بيروت.
- لسان الميزان: لابن حجر، الطبعة الأولى 1329 هـ، دار المعارف - الهند.
- اللؤلؤ المرصوع: للقاوقجي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار البشائر - بيروت.
- المجالسة: للدينوري، تحقيق الشيخ مشهور سلمان، الطبعة الأولى 1419 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- المجروحين: لابن حبان، تحقيق محمود زائد، دار المعرفة - بيروت.
- مجلس في حديث جابر: لابن ناصر الدين، تحقيق مشعل المطيري، الطبعة الأولى 1415 هـ، مؤسسة الريان - بيروت.(2/440)
- مجمع الزوائد: للهيثمي، دار الكتاب العربي - بيروت.
- المحتضرين: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير يوسف، الطبعة الأولى 1417 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- المحدث الفاصل: للرامهرمزي، تحقيق محمد عجاج الخطيب، الطبعة الثالثة 1404 هـ، دار الفكر - بيروت.
- المحرر الوجيز: لابن عطية، تحقيق عبد السلام شاهين، الطبعة الأولى 1413 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- المحلى: لابن حزم، دار الفكر - بيروت.
- مختصر قيام الليل: للمقريزي، تحقيق إبراهيم العلي ومحمد أبو صعيليك، الطبعة الأولى 1413 هـ، مكتبة المنار - الأردن.
- مختصر المقاصد الحسنة: للزرقاني، تحقيق محمد الصباغ، الطبعة الثالثة 1403 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
- المدخل: للبيهقي، تحقيق محمد الأعظمي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت.
- المدخل: للحاكم، تحقيق الشيخ ربيع بن هادي، الطبعة الأولى 1404 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- المراسيل: لابن أبي حاتم، تحقيق شكر الله قوجاني، الطبعة الثانية 1402 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- المراسيل: لأبي داود، تحقيق شعيب الأرناؤوط الطبعة الأولى 1408 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- المرؤوة: لمحمد بن خلف المرزبان، تحقيق محمد خير يوسف، الطبعة الأولى 1420 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- مساوئ الأخلاق: للخرائطي، تحقيق مصطفى عطا، الطبعة الأولى 1413 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- المستخرج: لأبي نعيم، تحقيق محمد حسن الشافعي، الطبعة الأولى 1996، دار الكتب العلمية - بيروت.
- المستدرك: للحاكم، دار الكتاب العربي - بيروت.(2/441)
المستغيثين بالله: لابن بشكوال، تحقيق غنيم بن عباس غنيم، الطبعة الأولى 1414 هـ، دار المشكاة - القاهرة.
- مسند الإمام أحمد، دار الفكر - بيروت.
- مسند إسحاق بن راهويه: تحقيق عبد الغفور البلوشي، الطبعة الأولى 1412 هـ، مكتبة الإيمان - المدينة المنورة.
- مسند أبي بكر الصديق: للمروزي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، الطبعة الثالثة، المكتب الإسلامي - بيروت.
- مسند الحارث "بغية الحارث": للهيثمي، تحقيق حسين الباكري، الطبعة الأولى 1413 هـ، مركز خدمة السنة بالمدينة النبوية الشريفة.
- مسند الحميدي: تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- مسند الإمام أبي حنيفة: لأبي نعيم، تحقيق نظر الفريابي، الطبعة الأولى 1415 هـ، مكتبة الكوثر - الرياض.
- مسند الروياني: تحقيق أيمن علي، الطبعة الأولى 1416 هـ، مؤسسة قرطبة - مصر.
- مسند سعد: للدورقي، تحقيق عامر صبري، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار البشائر - بيروت.
- مسند الإمام الشافعي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- مسند الشاميين: للطبراني، تحقيق حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- مسند الشهاب: للقضاعي، تحقيق حمدي السلفي، الطبعة الأولى 1405 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- مسند الطيالسي: دار المعرفة - بيروت.
- مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: للبرقي، تحقيق صلاح الشلاحي، الطبعة الأولى 1414 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- مسند علي بن الجعد: للبغوي، الطبعة الثانية 1417 هـ، دار الكتاب العلمية - بيروت.
- مسند أبي عوانة: دار المعرفة - بيروت.
- مسند ابن المبارك: تحقيق مصطفى عثمان محمد، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.(2/442)
- المسند: للهيثم بن كليب، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله، الطبعة الأولى 1410 هـ، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
- مسند أبي يعلى الموصلي: تحقيق حسين أسد، الطبعة الأولى 1404 هـ، دار المأمون للتراث - دمشق.
- مشكل الآثار، للطحاوي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- مشيخة ابن جماعة: للبرزالي.
- المصاحب: لأبي داود، دار الكتب العلمية - بيروت.
- المصنف: لابن أبي شيبة، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار التاج - بيروت.
- المصنف: لعبد الرزاق الصنعاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي - الطبعة الثانية 1403 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
- المصنوع: لعلي القاري، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، الطبعة الثانية 1398 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- المطالب العالية: للحافظ ابن حجر، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- معالم التنزيل: للبغوي، تحقيق خالد العك ومروان سوار، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار المعرفة - بيروت.
- معالم السنن: للخطابي، بعناية عبد السلام محمد، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- المعجم: لابن المقرئ، تحقيق عادل سعد، الطبعة الأولى 1419 هـ، مكتبة الرشد وشركة الرياض للنشر - الرياض.
- المعجم: للإسماعيلي، تحقيق زياد منصور، الطبعة الأولى 1410 هـ، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
- المعجم: لابن الأعرابي، تحقيق أحمد البلوشي، الطبعة الأولى 1412 هـ، مكتبة الكوثر - الرياض.
- المعجم الأوسط: للطبراني، تحقيق الدكتور محمد الطحان، الطبعة الأولى 1405 هـ، مكتبة المعارف - الرياض. وطبعة مصر.(2/443)
- معجم الشيوخ: لابن جميع الصيداوي، تحقيق الدكتور عمر تدمري، الطبعة الثانية 1407 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- معجم الصحابة: لابن قانع، تحقيق صلاح المصراتي، الطبعة الأولى 1418 هـ، مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة.
- المعجم الصغير: للطبراني، تحقيق عبد الرحمن عثمان، المكتبة السلفية - المدينة المنورة، وطبعة المكتب الإسلامي - بيروت.
- المعجم الكبير: للطبراني، تحقيق حمدي السلفي، مكتبة ابن تيمية - القاهرة.
- معجم المحدثين: للذهبي، تحقيق محمد السهيلة، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الصديق - السعودية.
- معرفة الرجال: لابن معين، تحقيق محمد كامل القصار، مطبوعات مجمع اللغة العربية - دمشق.
- معرفة السنن والآثار: للبيهقي، تحقيق سيد حسن، الطبعة الأولى 1412 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- معرفة الصحابة: لأبي نعيم، تحقيق محمد راضي، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الدار ومكتبة الحرمين - السعودية.
- معرفة علوم الحديث: للحاكم، تحقيق معظم حسين، الطبعة الثالثة 1979 م، دار الآفاق الجديدة - بيروت.
- المعرفة والتاريخ: للفسوي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- المغني في الضعفاء: للذهبي، تحقيق نور الدين عتر - دار الوعي - حلب.
- المفاريد: لأبي يعلى، تحقيق عبد الله الجديع، الطبعة الأولى 1405 هـ، مكتبة دار الأقصى - الكويت.
- مفتاح الجنة: للسيوطي، تحقيق بدر البدر، طبعة سنة 1414 هـ، مؤسسة الريان - بيروت ودار النفائس - الكويت.
- مفتاح دار السعادة: لابن قيم الجوزية، دار الكتب العلمية - بيروت.
- المفهم: للقرطبي، تحقيق محيي الدين مستو ويوسف بديوي وآخرون، الطبعة الأولى 1417 هـ، دار ابن كثير - دمشق.(2/444)
- المقاصد الحسنة: للسخاوي، تحقيق عبد الله الصديق وعبد الوهاب عبد اللطيف، الطبعة الأولى 1399 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- مقدمة في أصول التفسير: لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1414 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
- مكارم الأخلاق "المنتفى": للخرائطي، تحقيق مطيع الحافظ وغزوة بدير، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الفكر - دمشق.
- مكارم الأخلاق: للطبراني، تحقيق محمد عطا، دار الكتب العلمية - بيروت.
- مكارم الأخلاق: بن أبي الدنيا، تحقيق محمد عطا، دار الكتب العلمية - بيروت.
- المنار المنيف: لابن القيم، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، طبعة سنة 1390 هـ، مكتب المطبوعات - حلب.
- مناقب الإمام الشافعي: للبيهقي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- مناقب الإمام الشافعي: للمناوي، طبع مصر.
- مناقب الأئمة: لابن عبد الهادي، حققه سليمان الهرش، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار المؤيد - السعودية.
- مناقب الإمام أحمد: لابن الجوزي، تحقيق عبد الله التركي، مؤسسة الرسالة - بيروت.
- المنتخب من المسند: لعبد بن حميد، تحقيق صبحي السامرائي ومحمد الصعيدي، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة السنة - القاهرة.
- المؤتلف والمختلف: للدارقطني، تحقيق موفق عبد القاهرة، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الغرب الإسلامي - بيروت.
- موافقة الخبر الخبر: للحافظ ابن حجر، تحقيق الشيخ حمدي السلفي وصبحي السامرائي، الطبعة الأولى 1414 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
- موضح أوهام الجمع والتفريق: للخطيب البغدادي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار المعرفة - بيروت.
- الموضوعات: لابن الجوزي، تحقيق عبد الرحمن عثمان، الطبعة الثانية 1403 هـ، دار الفكر - بيروت.(2/445)
- الموطأ: للإمام مالك، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، مكتبة البابي الحلبي - مصر.
- ميزان الاعتدال: للذهبي، تحقيق علي البجاوي - دار المعرفة - بيروت.
- الناسخ والمنسوخ: للقاسم بن سلام، تحقيق محمد المديغر، الطبعة الأولى 1411 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
- الناسخ والمنسوخ: لابن شاهين، تحقيق سمير الزهري، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة المنار - الأردن.
- نصب الراية: للزيلعي، المكتب الإسلامي - بيروت.
- النكت البديعات على الموضوعات: للسيوطي، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الجنان - بيروت.
- نكت الحافظ ابن حجر على مقدمة ابن الفلاح: تحقيق الشيخ ربيع المدخلي، الطبعة الثانية 1408 هـ، دار الرياة - الرياض.
- النكت على مقدمة ابن الصلاح: للزركشي، تحقيق زين العابدين بلا فريج، الطبعة الأولى 1419 هـ، مكتبة أضواء السلف - الرياض.
- النهاية في غريب الحديث: لابن الأثير، دار الكتب العلمية - بيروت.
- نوادر الأصول: للحكيم الترمذي، دار صادر - بيروت.
- النوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة: للصغدي، تحقيق محمد عطا، الطبعة الأولى 1412 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
- الورع: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد الحمود، الطبعة الأولى 1408 هـ، الدار السلفية - الكويت.
- الوسيط في تفسير القرآن: للواحدي، تحقيق مجموعة، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الومضات في تخريج كتاب الديات: لابن أبي عاصم، تخريج الدكتور خالد الجميلي، الطبعة الثانية 1406 هـ، دار الندوة الجديدة - بيروت.
- وفيات الأعيان: لابن خلكان، دار الفكر - بيروت.
- اليقين: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي إبراهيم، مكتبة القرآن - القاهرة.(2/446)
فهرس موضوعات الجزء الأول:
- مقدمة التحقيق 5
- توطئة 7
- ترجمة المؤلف 11
1- اسمه - مولده 11
2- نشأته 11
3- نسبه الثلاث 12
4- طلبه للعلم، وشيوخه 12
5- أشهر مصنفاته 13
6- ثناء الأئمة عليه 14
7- وفاته 15
- عملي في تحقيق الكتاب 15
- مقدمة المؤلف 17
- باب "1" قوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم 23
- باب "2" تفريع أبواب فضل العلم وأهله 23
- باب "3" ينقطع عمل المرء بعد موته إلا من ثلاث 35
- باب "4" قوله صلى الله عليه وآله وسلم-: "الدال على الخير كفاعله" 38
- باب "5" قوله صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين" 40
- باب "6" قوله صلى الله عليه وسلم: "الناس معاد" 45
- باب "7" قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" 47
- باب "8" تفضيل العلم على العبادة 50(2/447)
- باب "9" قوله صلى الله عليه وسلم: "العالم والمتعلم شريكان" 66
- باب "10" تفضيل العلماء على الشهداء 74
- باب "11" ذكر حديث صفوان بن عسال في فضل العلم 76
- باب "12" ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك 79
- باب "13" دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه 86
- باب "14" قوله صلى الله عليه وسلم: "من حفظ على أمتي أربعين حديثا" 95
- باب "15" جامع في فضل العلم 98
- باب "16" ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف 129
- باب "17" ذكر الرخصة في كتاب العلم 141
- باب "18" معارضة الكتاب 157
- باب "19" الأمر بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث وتتبع ألفاظه ومعانيه 158
- باب "20" في فضل التعلم في الصغر والحض عليه 166
- باب "21" حمد السؤال، والإلحاح في طلب العلم وذم ما منع منه 175
- باب "22" ذكر الرحلة في طلب الحديث 185
- باب "23" الحض على استدامة الطلب والصبر على اللأواء والنصب 190
- باب "24" جامع في الحال التي تنال بها العلم 199
- باب "25" كيفية الرتبة في أخذ العلم 206
- باب "26" ما روى عن لقمان الحكيم في وصية ابنه وحضه إياه على مجالسة العلماء
والحرص على العلم 210
- باب "27" آفة العلم وغائلته وإضاعته وكراهية وضعه عند من ليس بأهله 213
- باب "28" في هيبة المتعلم للعالم 220
- باب "29" في ابتداء العالم جلساءه بالفائدة وقوله: سلوني، وحرصهم على أن يؤخذ ما عندهم 222
- باب "30" منازل العلم 232
- باب "31" طرح العالم المسألة على المتعلم 233
- باب "32" فتوى الصغير بين يدي الكبير بإذنه 237(2/448)
- باب "33" جامع لنشر العلم 239
- باب "34" جامع في آداب العالم والمتعلم 246
- باب "35" في الانتفاع بالمناظرة 256
- باب "36" في الإنصاف في العلم 258
- باب "37" طلب العلم لفائدة نفسه 267
- باب "38" التحديث بما يعرفه الناس 268
- باب "39" 269
- باب "40" في فضل الصمت وحمده 271
- باب "41" في رفع الصوت في المسجد وغير ذلك من آداب العلم 276
- باب "42" 279
- باب "43" في مدح التواضع وذم العجب وطلب الرياسة 280
- باب "44" من أدب العالم 289
- باب "45" 290
- باب "46" ما روي في قبض العلم وذهاب العلماء 294
- باب "47" حال العلم إذا كان عند الفساق والأراذل 309
- باب "48" ذكر استعاذة رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع
وسؤاله العلم النافع 317
- باب "49" ذم العالم على مداخله السلطان الظالم 323
- باب "50" ذم الفاجر من العلماء وذم طلب العلم للمباهاة والدنيا 334(2/449)
فهرس موضوعات الجزء الثاني:
- باب "51" ما جاء في مسائلة الله عزوجل العلماء يوم القيامة: عما عملوا فيما علموا 5
- باب "52" جامع القول في العمل بالعلم 10
- باب "53" كسب طالب العلم المال، وما يكفيه من ذلك 25
- باب "54" الخبر عن العلم أنه يقود إلى الله -عز وجل- على كل حال 50
- باب "55" معرفة أصول العلم وحقيقته وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقا 52
- باب "56" العبارة عن حدود علم الديانات وسائر العلوم المتصرفات بحسب تصرفات
الحاجات، وسائر العلوم المنتخلات عند جميع أهل المقالات 78
- باب "57" مختصر في مطالعة كتب أهل الكتاب والرواية عنهم 87
- باب "58" من يستحق أن يسمى فقيها أو عالما حقيقة لا مجازا، ومن يجوز له الفتيا عند العلماء 93
- باب "59" ما يلزم العالم إذا سئل عما لا يدريه من وجوه العلم 106
- باب "60" اجتهاد الرأي على الأصول عند النصوص في حين نزول النازلة 118
- باب "61" نكتة يستدل بها على استعمال عموم الخطاب في السنن والكتاب
وعلى إباحة ترك ظاهر العموم للاعتبار بالأصول 132
- باب "62" مختصر في إثبات المقايسة في الفقه 135
- باب "63" في خطأ المجتهدين من المفتين والحكام 141
- باب "64" نفي الالتباس في الفرق بين الدليل والقياس وذكر من ذم القياس على غير أصل 148
- باب "65" جامع ما يلزم الناظر في اختلاف العلماء 156
- باب "66" ذكر الدليل في أقاويل السلف على أن الاختلاف خطأ وصواب يلزم طلب
الحجة عنده وذكر بعض ما خطأ فيه بعضهم بعضا وأنكره بعضهم على بعض عند اختلافهم 166(2/451)
- باب "67" ما يكره فيه المناظرة والجدال والمراء 183
- باب "68" إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة 199
- باب "69" فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع 218
- باب "70" ذكر من ذم الإكثار من الحديث دون التفهم له والتفقه فيه 235
- باب "71" ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي والظن والقياس على غير أهل
وعيب الإكثار من المسائل دون اعتبار 259
- باب "72" حكم قول العلماء بعضهم في بعض 291
- باب "73" تدافع الفتوى وذم من سارع إليها 313
- باب "74" رتب الطلب والنصيحة في المذهب 319
- باب "75" في العرض على العالم، وقول: أخبرنا وحدثنا،
واختلافهم في ذلك وفي الإجازة والمناولة 332
- باب "76" الحض على لزوم السنة والاقتصار عليها 343
- باب "77" موضع السنة من الكتاب وبيانها له 357
- باب "78" في من تأول القرآن، أو تدبره وهو جاهل بالسنة 369
- باب "79" فضل السنة ومباينتها لسائر أقاويل علماء الأمة 373
- باب "80" ذكر بعض من كان لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا وهو على وضوء 381
- باب "81" في إنكار أهل العلم ما يجدونه من الأهواء والبدع 383
- باب "82" فضل النظر في الكتب وحمد العناية بالدفاتر 387
- خاتمة التحقيق 392
- فهرس الأحاديث الشريفة 395
- فهرس المصادر والمراجع 419
- فهرس موضوعات الجزء الأول 447
- فهرس الموضوعات الجزء الثاني 451(2/452)