وَمَاتُوا وَهُمْ عَلَيْهِ، حَتَّى رُفع إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرِقُونَ،
وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" 1.
لَفْظُ الْحَدِيثِ لِمُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ وَحَدِيثُ الْبِرْتِيِّ مِثْلُهُ لا يُخَالِفُهُ إِلا في الكلمة والحرف.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا محمد
ابن بَكْرٍ2، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عن الحسن والعلاء بن زياد، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عبد الله بن مسعود قال: "تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ ... "3، فَذَكَرَهُ.
اتفق موسى بن خلف العمي وسعيد بن أبي عروبة على رواية هذا الحديث عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد جميعا عن عمران بن حصين.
ورواه معمر بن راشد، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وشيبان بن
__________
1 أخرجه من طريق موسى بن خلف الحافظ أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير 10/ 5 ح 9765، وذلك من طريق شيخه علي ابن عبد العزيز البغوي، عن خَلَفُ بْنُ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ العمي، عن أبيه ... به.
2 ابن عثمان البرساني ـ بالموحدة والراء المهملة ـ أبو عبد الله أو عثمان البصري، وثقه أبو داود وابن سعد وابن حبان والعجلي وابن معين في رواية الدارمي عنه. وقال أحمد: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: محله الصدق. التهذيب 9/ 77-78. وقال الحافظ في التقريب 291: صدوق يخطئ.
3 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 420 عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عن قتادة به، وأخرجه من طريق ابن أبي عروبة الحافظ الطبراني
في المعجم الكبير 10/ 7 ح 9768.(2/642)
عبد الرحمن النحوي من رواية الحسن بن موسى الأشيب عنه، ثلاثتهم عن قتادة، عن الحسن وحده عن عمران،
لم يذكروا العلاء بن زياد في إسناده. وساق معمر وشيبان المتن بطوله سياقة واحدة.
وكذلك ساقه أبو عمر1 الحوضي عن هشام الدستوائي، عن قتادة.
وبعض المتن ليس من حديث ابن مسعود، وإنما حديث ابن مسعود من أوله إلى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سبقك به عكاشة"، وما بعده كان يرسله الراوي ولا يسنده إلى أحد، ويقول فيه: وذكر لنا، وأحسب بل لا أشك أن القائل ذلك قتادة، فإنه كان كثيرا ما يفعل هذا في الأحاديث.
وقد روى أحمد بن حنبل عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام، عن قتادة من أول الحديث إلى (93/ب) قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سبقك بها عكاشة" لم يزد على ذلك2.
وذكر يعقوب بن شيبة أنه رأى هذا الحديث في كتاب بعض أصحابهم عن عبد الصمد، عن الدستوائي من أوله إلى قوله عليه السلام: "سبقك بها عكاشة"، وبعده: وبلغنا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنْ استطعتم فداً لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي أَنْ تَكُونُوا من السبعين فافعلوا".
قال الخطيب: روى أبو داود الطيالسي الحديث بطوله عن هشام، إلا أنه جوده وبين المسند الموصول والمرسل والمقطوع، وفصل بينهما في روايته.
__________
1 حفص بن عمر النمري الحوضي.
2 سيأتي تخريجها، وكذلك الروايات السابقة لها قريباً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.(2/643)
فأما حديث معمر عن قتادة:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بن منصور الرمادي، نا عبد الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
"أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: عُرِضت عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلاثَةُ1، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى مَرَّ عليَّ مُوسَى مَعَهُ كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بني إسرائيل.
قال: قلت: فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: فَقِيلَ: انْظُرْ عن يمينك، فنظرت، فإذا الطراب قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قَالَ: ثم قيل لي: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ
يَا رَبِّ، قال: فقيل لي: فإن هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فداً لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي، إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أهل الطراب، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفْقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثَمَّ ناساً يتهاشون، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ، قَالَ: فَدَعَا لَهُ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يجعلني منهم،
__________
1 هكذا في الأصل، وفي المصنف 10/ 408، ومسند أحمد 1/ 401، وأما الطبراني في المعجم 10/ 6 فإنه قال: ثلة، وقد وضع عليها في الأصل هنا علامة تضبيب، والله أعلم.(2/644)
فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ، قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا فَقُلْنَا: مَنْ ترون هؤلاء السبعين ألفاً؟ 1 قوم ولدوا في الإسلام ولم يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا، فبلغ (94/أ) ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرِقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وعلى ربهم يتوكلون" 2.
وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، نا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عن عبد الله بن مسعود، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ3.
رَوَاهُ أبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، فَسَاقَ الْمَتْنَ بِطُولِهِ، إِلا أَنَّهُ قَدَّمَ الْفَصْلَ الَّذِي فِي ذِكْرِ عُكَّاشَةَ عَلَى قَوْلِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا إِلَى آخِرِ الْفَصْلِ، كما روى موسى
ابن خَلَفٍ، وَبِخِلافِ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ، فَيَكُونُ ذِكْرُ عُكَّاشَةَ فِي رِوَايَةِ"4 مَعْمَرٍ
مِنَ الْحَدِيثِ الْمُرْسَلِ، وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا إلى ذكر عكاشة في الْحَدِيثِ الْمُسْنَدِ، وَعَلَى رِوَايَةِ الآخَرِينَ يَكُونُ ذِكْرُ عُكَّاشَةَ مِنَ الْمُسْنَدِ، وَالْفَصْلُ الآخَرُ مِنَ الْمُرْسَلِ، وَهُوَ الصواب.
__________
1 في هذا الموضع من الأصل تضبيب، والعبارة هي هكذا في الأصل والمصنف ومسند أحمد والمعجم الكبير.
2 رواه عبد الرزاق في المصنف 10/ 408 ح 19519، رواه من طريقه كل من الإمام أحمد في المسند 1/ 401، والطبراني
في الكبير 10/ 6-7 ح 9766.
3 لم أجد رواية الحسن الأشيب هذه.
4 ما بين إشارتي التنصيص ألحق في الهامش، وكتب بعده (صح أصل) .(2/645)
وروى يونس بن محمد المؤدب عن شيبان المسند من الحديث فقط، على1 مثل ما رواه أحمد بن حنبل عن عبد الصمد ابن عبد الوارث، عن هشام، عن قتادة.
أخبرناه علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ2 الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
ـ هُوَ ابْنُ الْمُنَادِي ـ نا يُونُسُ بْنُ محمد أبو محمد، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ
ابن حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
"تَحَدَّثْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهَا عُرِضَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ الأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا وَأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الثَّلاثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ الْيَسِيرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ، قَالَ: وَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ عَلَى لُوطٍ، فَقَالَ: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} 3. قال: حتى أتىعليَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَوْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: رَبِّي، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إسرائيل، قُلْتُ: رَبِّي، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انظر عن يمينك، فإذا الطراب طراب مَكَّةَ قَدْ سُدَّتْ4 بِوُجُوهِ الرِّجَالِ.
__________
1 كانت العبارة في الأصل: (على ما مثل ما رواه ... ) ووضع على (ما) الأولى علامة التضبيب، فلعلها زائدة لا محل لها هنا، والله أعلم.
2 بالموحدة والخاء المعجمة ـ وقد مر مراراً، والرزاز ـ براء وزايين.
3 الآية 78 من سورة هود.
4 في هذا الموضع من الأصل إشارة تضبيب.(2/646)
قَالَ: فَقُلْتُ: رَبِّ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، قَالَ: فَقِيلَ لي: رضيت؟ قَالَ: قُلْتُ: رَبِّ، رَضِيتُ، قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، قَالَ: فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قَالَ: قُلْتُ: رَبِّ مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، قَالَ: قِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَبِّ رَضِيتُ، قَالَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، قَالَ: فَأَنْشَأَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ1، فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ" 2.
وأما حديث أبي عمر الحوضي عن هشام (94/ب) عن قتادة:
فَأَخْبَرَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَزَارِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، نا جَدِّي، نا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نا هِشَامٌ ـ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ ـ عن قتادة، عن الحسن بن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ:
"تَحَدَّثْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَا إِلَى رِحَالِنَا، ثُمَّ غدونا عَلَيْهِ، فَقَالَ: عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ الْبَارِحَةَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الثَّلاثَةُ أَوْ الثُّلَّةُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَعْجَبَتْنِي، فَقُلْتُ: رَبِّ، أُمَّتِي؟ قِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا بَشَرٌ كَثِيرٌ يتهاوشون، قيل: انظر يسارك، فإذا الطراب مُنْسَدٌّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قِيلَ: هَذِهِ أمتك، قلت: رب، رضيت،
__________
1 هنا إشارة تضبيبن إشارة إلى حذف جملة "ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ"، والله أعلم.
2 لم أقف عليه من طريق شيبان بن عبد الرحمن.(2/647)
رَبِّ، رَضِيتُ، قَالَ: فَإِنَّ لَكَ سِوَى هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ1، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهِ
أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.
فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا
مِنَ الَّذِينَ رَأَيْتُ عن اليمين، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الطراب2، فإني رَأَيْتُ ثَمَّ بَشَرًا كَثِيرًا يَتَهَاوَشُونَ، فَتَذَاكَرْنَا السَّبْعِينَ، فَقُلْنَا: هُمْ قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ3 فَمَاتُوا عَلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: بَلْ هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرِقُونَ، وَلا يَكْتَوُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} 4 5
__________
1 في الأصل هنا إشارة تضبيب.
2 في الأصل "الضراب" بالضاد المعجمة ـ أخت الصاد، ولم أجده في شيء من طرق الحديث بل كلها ـ بالطاء المهملة ـ أخت الظاء ـ وقد ذكر معناه في أول الحديث، والله أعلم.
3 هنا علامة تضبيب.
4 الآيتان 39، 40 من سورة الواقعة.
5 رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 7 ح 9767 عن أبي مسلم الكشي، عن أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، عن هشام ... به، إلا أنه قال ـ في نهاية الإسناد ـ نحو حديث معمر، ولم يسق لفظه.(2/648)
وأما حديث أحمد بن حنبل عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام الذي اقتصر فيه على سياقة المسند فقط1:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ،
نَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عن عبد الله بن مسعود أَنَّهُ قَالَ:
"تَحَدَّثْنَا لَيْلَةً عِنْدَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا وَأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثلاثة من أمته، والنبي مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ معه (95/أ) الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أعجبوني، قلت: ربِّ، من هؤلاء؟ فَقَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فإذا الطراب طراب مَكَّةَ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فقلت: مَنْ هَؤُلاءِ يَا رَبِّ؟ قَالَ: أُمَّتُكَ، قُلْتُ: رَضِيتُ رَبِّ، قَالَ: رضيت؟ قلت: نعم، قال: فانظر عَنْ يَسَارِكَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فقال: رضيت؟ فقلت: رَضِيتُ، قِيلَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ.
فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ أنشأ رجل منهم آخر
__________
1 هنا إشارة تضبيب.(2/649)
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ" 1.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَزَارِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، جَدِّي قَالَ: وَرَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ كتاب أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنِ الدَّسْتُوَائِيِّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَوْضِعٍ مِنْهُ ـ إِلَى قَوْلِهِ: "سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ"، ثُمَّ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: وبلغنا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنْ استطعتم فداً لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَافْعَلُوا" 2.
قَالَ جَدِّي: فَفَصَلَ هَذَا الرَّاوِي عَنْ هِشَامٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَجَعَلَ أَوَّلَهُ مُسْنَدًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قِصَّةِ عُكَّاشَةَ، وَجَعَلَ آخِرَهُ أنه بلغه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كأنه عن غيره من حملة الْحَدِيثِ، لا أَدْرِي إِلَى مَنْ قَصَدَ مِنْهُمْ فَأَرْسَلَ آخِرَهُ، وَأَمَّا الْبَاقُونَ مِمَّنْ رَوَاهُ فَجَعَلُوا أَوَّلَ الْحَدِيثِ وَآخِرَهُ مُسْنَدًا، وَلَمْ يَفْصِلُوا مِنْهُ شَيْئًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ2.
وأما حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ3 عَنْ هشام4 الذي ساقه بطوله، وميز مسنده من مرسله كما ذكره يعقوب بن شيبة أنه رآه في كتاب صاحبه عن عبد الصمد5:
__________
1 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 420 عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام ... به.
2 لم أقف على رواية يعقوب بن شيبة هذه، والله أعلم.
3 سليمان بن داود.
4 ابن أبي عبد الله الدستوائي.
5 ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم.(2/650)
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ1، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نَا هِشَامٌ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عن عبد الله بن مسعود قَالَ:
"كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عرض عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا وَأَتْبَاعِهَا مِنْ أممها، فجهل يمر النبي معه الثلة، والنبي مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ حَتَّى مَرَّ عليَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ من بني إسرائيل (95/ب) فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الطراب طراب مَكَّةَ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ. قُلْتُ: يَا رَبِّ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قِيلَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، قِيلَ: رَضِيتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَدْ رَضِيتُ، قِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الأُفْقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قِيلَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، "قِيلَ: رَضِيتَ؟ "2، قُلْتُ: نَعَمْ رَبِّ، رَضِيتُ، قِيلَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَخُو3 بَنِي أَسَدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فقال: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، فَأَنْشَأَ رَجُلٌ آخر فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ بْنُ محصن.
__________
1 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني.
2 هذه الجملة كتب في الهامش وكتب بعدها "صح أصل".
3 كتب في هذا الموضع من الأصل "كذا"، ولعله تنبيهاً إلى أنه تقدم سابقاً بـ "أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ"، وهو كذلك "أخو بني أسد في مسند الطيالسي".(2/651)
قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فداً لَكُمْ بِأَبِي وَأُمِّي، إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَكُونُوا، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أهل الطراب1، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفْقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ كَثِيرًا.
قَالَ: وذكر لنا أن رجلاً من المؤمنين أو أناساً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تَرَاجَعُوا بَيْنَهُمْ فَقَالُوا: مَا تَرَوْنَ السَّبْعِينَ؟ حَتَّى صُيِّرُوا2 مِنْ أُمُورِهِمْ أَنْ قَالُوا: نَاسٌ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ فَلَمْ يَزَالُوا يعملون به3 حتى ماتوا4 عَلَيْهِ، فَبَلَغَ حَدِيثُهُمْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ليس كذاكم5، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرِقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يتوكلون، وذكر لنا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أن يكون من اتبعني رُبْعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ: إِنِّي لأَرْجُو
أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ، قَالَ: فَكَبَّرُوا، وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} 6.
__________
1 في مسند الطيالسي ـ بالظاء المعجمة، وهي الجبال الصغيرة، وإحداها: ظرِب على وزن كتِف، أما الطاء المهملة ولعله المناسب للسياق ـ الطرق الضيقة المتفرقة. النهاية 3/ 117، 156.
وقال في الصحاح للجوهري 1/ 17 ـ طرب ـ: والمطارب: الطرق المتفرقة، وإحداها مطربة.
2 في مسند الطيالسي "صبروا" بالموحدة، وقال محققه في الحاشية = 2 = لعله سبروا ـ بالمهملة والموحدة ـ، ولعل ما في المتن هنا أنسب للسياق، والله أعلم.
3 هنا علامة تضبيب.
4 في الأصل "موتوا".
5 هكذا في الأصل وفي مسند الطيالسي.
6 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 53-54 ح 404.(2/652)
72- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ (نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ) 1، نا ابْنُ وَهْبٍ2، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ3 اللَّيْثِيِّ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ4 أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ قَاعِدًا عَلَى الْمِنْبَرِ، فَأَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا، إِنَّ جِبْرِيلَ قَدْ أَخْبَرَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَقْتِ الصَّلاةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ5 يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي بِوَقْتِ الصَّلاةِ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ـ يَحْسِبُ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ6 الشَّمْسُ، وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا حِينَ يَشْتَدُّ الْحَرُّ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ
__________
1 ما بين القوسين سقط من الأصل، وكتب أمامه في الهامش بخط مغاير "سقط من هنا رجلان وأكثر"، والتصويب من أمرين: الأول: وجود الحديث في سنن أبي داود عن ابن وهب بهذا الإسناد والسياق. ثانياً: الجادة عند الخطيب أن يروي سنن أبي داود بهاذ الإسناد.. أبو عمر الهاشمي عن اللؤلؤي ... وقد تكرر هذا الإسناد عند الخطيب في كتابنا هذا أكثر من أربعين موضعاً، والله تعالى أعلم.
2 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد المصري.
3 وثقه ابن معين والعجلي. وقال ابن عدي: يروي عنه ابن وهب نسخة صحيحة. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حبان في الثقات 6/ 74: يخطئ، كان القطان يسكت عنه. وضعفه القطان أخِراً وأحمد والنسائي وغيرهم.
التهذيب 1/ 208، وقال في التقريب 26: صدوق يهم.
4 مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزهري.
5 اسمه عقبة بن عمرو الأنصاري البدري.
6 في الأصل هنا علامة تضبيب، والكلمة هكذا أيضاً في سنن أبي داود.(2/653)
بَيْضَاءُ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَهَا الصُّفْرَةُ، فَيَنْصَرِفُ الرَّجُلُ مِنَ الصَّلاةِ فَيَأْتِي ذي الْحُلَيْفَةَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَيُصَلِّي المغرب حين تَسْقُطُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ حِينَ يَسْوَدُّ الأُفْقُ، وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا حَتَّى يجتمع (96/أ) النَّاسُ، وَصَلَّى الصُّبْحَ مَرَّةً بِغَلَسٍ1، ثُمَّ صَلَّى مَرَّةً أُخْرَى فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ كَانَتْ صَلاتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ التَّغْلِيسَ حَتَّى مَاتَ، لَمْ يعد إلى أن يسفر" 2. هكذا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عن أسامة بن زيد.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ،
نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ3 التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ4، نَا اللَّيْثُ5، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ محمد
ابن مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى كَرَاسِيِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَعَ عُمَرَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَدَعَاهُ الْمُؤَذِّنُ لِصَلاةِ الْعَصْرِ، فَأَمْسَى قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَهَا، فَلَمَّا رَجَعُوا قَالَ عُرْوَةُ: هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصلى
__________
1 الغلس ـ بفتح الغين المعجمة واللام وآخره المهملة ـ هو ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصبح. النهاية في غريب الحديث 3/ 377.
2 رواه أبو داود السجستاني في باب المواقيت من كتاب الصلاة من سننه 1/ 278 ح 394.
وأخرجه الدارقطني في سننه 1/ 250 ح 1 من باب ذكر بيان المواقيت، وكذلك أخرجه أيضاً البيهقي في سننه 1/ 363
باب جماع أبواب المواقيت، كلاهما من طريق الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب به مثله، ومن طريق أبي داود أخرجه
ابن عبد البر في التمهيد 8/ 18.
3 محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
4 عبد الله بن صالح بن محمد الجهني المصري، كاتب الليث بن سعد، سبق الكلام عليه وبيان ما قيل فيه.
5 ابن سعد الفهمي المصري الإمام.(2/654)
مَعَهُ وَأَخْبَرَهُ بِوَقْتِ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: أَخْبَرَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ عَنْ
أَبِي مَسْعُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "تنزَّل1 عَلَّيَ جِبْرِيلُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد يصلي الظهر حين تَزِيغَ الشَّمْسُ، وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، وَالْعَصْرِ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مرتفعة يسير الرجل حتى يَنْصَرِفُ (الرَّجُلُ) 2 مِنْهَا إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ ـ سِتَّةَ أَمْيَالٍ ـ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتِ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ حِينَ يَسْوَدُّ الأُفْقُ، وَيُصَلِّي الصُّبْحَ فَيُغَلِّسُ بِهَا، ثم صلاها يوماً فَأَسْفَرَ، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ إِلَى الإِسْفَارِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 3.
وَقَدْ وَهِمَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِذْ سَاقَ جَمِيعَ هَذَا الحديث بهذا الإسناد، لأَنَّ قِصَّةَ الْمَوَاقِيتِ لَيْسَتْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ، وَإِنَّمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ فِيهَا: وَبَلَغَنَا أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولَ الشَّمْسُ
إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ4. بَيَّنَ ذَلِكَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ5 فِي رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وفصل
__________
1 في المعجم الكبير للطبراني "نزل".
2 كتب على هذه الكلمة "كذا"، وهي ليست في رواية الطبراني في المعجم الكبير.
3 رواه الطبراني في الكبير 17/ 259 ح 716 من طريق أبي صالح ويحيى بن بكير عن الليث.
4 نص على ذلك أيضاً الحافظ الدارقطني في العلل (نسخة في مكتبة خاصة) حيث ذكر أن أسامة أدرجه ـ يعني مواقيت الصلاة ـ في حديث أبي مسعود، وخالفه يونس وابن أخي الزهري، فروياه عن الزهري قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ مواقيت الصلوات الخمس بغير إسناد فوق الزهري.
5 في الأصل "زيد" والصواب ما أثبته، وهو الأيلي ـ بفتح الهمزة وسكون التحتانية ـ، وهو معروف بروايته عن الزهري، هذا ولم أقف على يونس بن زيد في التراجم ولا في تلاميذ الزهري أيضاً، والعلم عند الله.(2/655)
حَدِيثَ أَبِي مَسْعُودٍ الْمُسْنَدَ مِنَ حديث المواقيت1 المرسل، وأورد كل واحد منهما مفرداًَ.
وَقَدْ رَوَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدِيثَ أَبِي مَسْعُودٍ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، وَاللَّيْثُ
ابن سَعْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَمَعْمَرُ بْنُ راشد، وعبيد الله بن زِيَادٍ الرُّصَافِيُّ، فَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ قِصَّةَ الْمَوَاقِيتِ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ بِسَبِيلٍ، وَاللَّهُ أعلم2.
وأما حَدِيثُ مَالِكٍ:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عبيد الله3 الحرفي4، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ5 قَالُوا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ الله بن مسلمة
ابن قعنب (96/ب) الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ6 بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلاةَ يَوْمًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ
__________
1 في الأصل "الموافق" والتصويب مما سيأتي في آخر هذه الترجمة عند ما يسوق المؤلف رواية يونس هذه.
2 ذكر ذلك أيضاً الدارقطني في العلل، وابن عبد البر في التمهيد 8/ 12.
3 في الأصل "عبد الله" ـ مكبراً ـ، والتصويب من تاريخ بغداد 10/ 303 واللباب 1/ 357.
4 بضم الحاء المهملة وسكون الراء وكسر الفاء ـ هذه النسبة للبقال في بغداد ولمن يبيع الأشياء التي تتعلق بالبقالين، وإلى قبائل شتى، وممن ينسب للأول أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبيد الله بن محمد بن الحسين الحرفي. انظر اللباب 1/ 357.
5 الحسن بن أحمد بن إبراهيم المعروف بابن شاذان.
6 قال ابن عبد البر في التمهيد 8/ 11: ظاهر رواية مالك هذه يدل على الانقطاع، لقوله أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... فدخل عليه عروة، ولم يذكر فيه سماعاً لابن شهاب من عروة، ولا سماعاً لعروة من بشير بن أبي مسعود ... إلى أن قال: وهذا الحديث متصل عند أهل العلم مسند صحيح لوجوه ... ثم ذكر هذه الوجوه....، ومنها الروايات الأخرى التي جاءت مصرحة بالسماع.(2/656)
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلاةَ يوماً وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ:
"مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ (نَزَلَ) 1 فَصَلَّى، فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُ".
قَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: أَعْلَمُ ما تحدث به يَا عُرْوَةُ، وَأَنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْتَ الصَّلاةِ، قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ2.
قَالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي3 بِهِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قبل أن تظهر" 4.
__________
1 ما بين القوسين سقط من الأصل وأثبته من الموطأ، والسياق يقتضي إثباته والله أعلم.
2 رواه مالك في الموطأ 1/ 3 ح 1، 2 من كتاب وقوت الصلاة بهذا الإسناد والسياق، ومن طريق القعنبي عن مالك أخرجه البخاري في أول كتاب مواقيت الصلاة (الفتح 2/ 3 ح 521) ، ومسلم في باب أوقات الصلوات الخمس من كتاب المساجد ومواضع الصلاة 1/ 425 ح 167، ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 274.
3 في الأصل تضبيب، لأن هذه الكلمة كانت "حدثني" مسندة للمذكر، والتصويب من الموطأ ومسلم والتمهيد.
4 راجع تخريجه في الحاشية السابقة قريباً.(2/657)
وأما حديث عقيل1:
فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله الْقَطَّانُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ2 التِّرْمِذِيُّ،
نَا أَبُو صَالِحٍ3، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ـ وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز على المدينة ـ فقال:
أمسى الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بِصَلاةِ الْعَصْرِ ـ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ ـ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ:
"يَا مُغِيرَةُ، أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ، قَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أُمِرْتُ".
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَاعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةَ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ الصَّلاةَ، فَقَالَ عُرْوَةُ: كذلك كان بشير
ابن أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ4.
وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ: نا ابْنُ بكير5، حدثني الليث بنحوه.
__________
1 بضم أوله وفتح القاف ـ ابن خالد بن عقيل ـ بفتح أوله وكسر القاف ـ الأيلي ـ بالياء التحتية، كذا في التهذيب
لابن حجر 7/ 255-256.
2 محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي.
3 عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد.
4 أشار الدارقطني إلى رواية عقيل هذه عن الزهري في العلل، ولم يسق لفظها، هذا وأخرج الطبراني في الكبير 17/ 260 ح 717 عن رشدين بن سعد، عن عقيل ويونس نحوه، ورشدين ضعيف. التقريب 103.
5 يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير.(2/658)
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ جُرَيْجٍ1:
فَأَخْبَرَنَاهُ أبو علي أحمد بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني، نا إسحاق
ابن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ عُرْوَةَ ابن الزبير، قال عروة: أمسى المغيرة بِصَلاةِ الْعَصْرِ ـ وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ ـ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ، لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ خَمْسَ مرات بقوله2، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أُمِرْتُ".
فَقَالَ عمر لعروة: (97/أ) اعْلَمْ مَا تَقُولُ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ وَقْتَ الصَّلاةِ. فَقَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ
ابن أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ3.
وأما حديث الليث بن سعد:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ أحمد بن سلمة4.
__________
1 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن جريج المكي.
2 هكذا في الأصل أوله ـ موحدة ـ وفي الطبراني الكبير 17/ 257 ح 712: يقوله ـ بالمثناة التحتانية ـ وفي المصنف
لعبد الرزاق 1/ 541 ح 2045: بقوله يقوله.
3 رواه عبد الرزاق الصنعاني في المصنف 1/ 541 ح 2045.
ومن طريقه أخرجه الطبراني 17م 257 ح 712.
4 ابن عبد الله أبو الفضل البزاز ـ آخره راء ـ النيسابوري.(2/659)
قَالَ الْبَرْقَانِيُّ1: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ2، أَخْبَرَكَ الْفِرْيَابِيُّ3 وَالْحَسَنُ ـ هو ابن سفيان ـ قال: حدثنا قُتَيْبَةُ.
قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ، حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، قَالا: نا اللَّيْثُ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَمَا أَنَّ جِبْرِيلَ قَدْ نَزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عُمَرُ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ:
"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ،
ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، فَحَسَبَ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ" 4 لَفْظُ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ.
وَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ بن عيينة:
فأخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بْنِ رِزْقٍ (الثَّانِي) 5 ـ بِبَغْدَادَ ـ وَأَبُو حفص عمر بن أحمد
ابن عثمان البزاز ـ
__________
1 أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن غالب الخوارزمي.
2 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
3 جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ.
4 رواه البخاري في بدء الخلق باب الملائكة (الفتح 6/ 305 ح 3221) عن قتيبة، عن الليث، وراه مسلم 1/ 425 ح 166 من كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب أوقات الصلوات الخمس، عن قتيبة وابن رمح، كلاهما عن الليث بن سعد ... به.
ومن طريق ابن رمح أخرجه ابن ماجه 1/ 219 ح 668 كتاب الصلاة، ومن طريق قتيبة أيضاً أخرجه الإمام النسائي في سننه 1/ 245 كتاب المواقيت.
5 هكذا في الأصل، ولم أجد من ذكر هذا الوصف في ترجمته، ولا أدري ما المراد به.
انظر ترجمته في تاريخ بغداد 1/ 351، والبداية والنهاية 12/ 12، ثم وجدت العبارة الآتية ... أغفل عبد الغني: الثاني: بالثاء المعجمة باثنتين ـ هكذا ـ من فوقها والنون: هو أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن رزق الثاني، من شيوخ الخطيب البغدادي. اهـ.
مشتبه النسبة لعبد الغني الأزدي ص 11 حاشية 1، وانظر الإكمال لابن ماكولا 1/ 577 حاشية المحقق.(2/660)
بِعُكْبَرَا1 ـ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْمُعَدَّلُ ـ بِالنَّهْرَوَانِ2 ـ قَالُوا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن عمر بن علي
ابن حَرْبٍ الطَّائِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: "قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ أَتَانِي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ حتى عد الصلاة الْخَمْسَ".
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اتَّقِ اللَّهَ وَانْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ.
قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.
__________
1 بضم المهملة وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة ـ وقد يمد ويقصر، اسم بليدة من نواحي دجلة قرب صريفين، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، كذا في معجم البلدان 4/ 142.
2 في معجم البلدان 5/ 324: بفتح النون وكسر الهاء، وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون، وهي ثلاثة نهروانات: الأعلى والأوسط والأسفل، وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي، حدها الأعلى متصل ببغداد، وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه مع الخوارج مشهورة.
3 رواه الطبراني في الكبير 17/ 258 ح 714، والبيهقي في الكبرى 1/ 363.
وأخرجه أيضاً الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 8/ 16.
وأشار إليه أبو داود في السنن 1/ 279 ح 394، ولم يسق لفظه.(2/661)
وأما حديث شعيب بن أبي حمزة:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أنا علي
ابن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ1، نا أَبُو الْيَمَانِ2، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزبير يحدث عمر
ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ الصَّلاةَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ صَلاةَ الْعَصْرِ ـ وَهُوَ أمير الْكُوفَةِ ـ فَدَخَلَ3 عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ عقبة بن عمرو الأنصاري جَدُّ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ ـ أَبُو أُمِّهِ، وَكَانَ4 مِمَّنْ4 شَهِدَ بَدْرًا4 ـ فَقَالَ:
مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ، لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أمرت".
__________
1 بالجيم وقد تقدم ضبطه.
2 الحكم بن نافع البهراني ـ بفتح الموحدة ـ الحمصي.
3 في الأصل تضبيب، لعله سقوط ـ حرف الفاء ـ وقد أثبته من صحيح البخاري.
4 في هذه المواضع علامات تضبيب، والنص في البخاري " ... جد زيد بن حسن، شهد بدراً". وزيد هو ابن الحسن بن علي
ابن أبي طالب، لأن أمه أم بشير بنت أبي مسعود، وكانت قبل الحسن عند سعيد بن زيد ... ، قال الحافظ ابن حجر: واختلف
في شهوده ـ أبي مسعود ـ بدراً، فالأكثر على أنه لم يشهدها، ولم يذكره محمد بن إسحاق ومن تبعه من أصحاب المغازي
في البدريين، وقال الواقدي وإبراهيم الحربي: لم يشهد بدراً، وإنما نزل بها فنسب إليها، وكذا قال الإسماعيلي ... ، قال الحافظ:
لم يكتف البخاري في جزمه بأنه شهد بدراً بذلك، بل بقوله إنه شهد بدراً، فإن الظاهر أنه من كلام عروة بن الزبير، وهو حجة في ذلك، لكونه أدرك أبا مسعود، ... واختار أبو عبيد بن سلام أنه شهدها، وبذلك جزم الكلبي ومسلم في الكنى. اهـ ملخصاً من الفتح 7/ 318-319، كتاب المغازي.(2/662)
فَفَزِعَ عُمَرُ حِينَ حَدَّثَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بِذَلِكَ، وَقَالَ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ يَا عُرْوَةَ، إِنَّ جبريل لهو أَقَامَ لَهُمْ وَقْتَ الصَّلاةِ، قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ1.
قَالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي صَلاةَ العصر والشمس في حجرتها (97/ب) قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ الشَّمْسُ" 2.
قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلاةِ بِعَلامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدنيا3.
وأما حديث معمر:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ، أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَخَّرَ صَلاةَ العصر مرة، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ الْمُغِيرَةَ أَخَّرَ الصَّلاةَ مَرَّةً ـ يَعْنِي الْعَصْرَ ـ فَقَالَ لَهُ أَبُو مَسْعُودٍ: "أَمَا وَاللَّهِ يَا مُغِيرَةُ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى عَدَّ خمس صلوات".
__________
1 إلى هذا القدر من الحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدراً. الفتح 7/ 317 ح 4007 عن
أبي اليمان عن شعيب ... به.
2 هذه الزيادة لم أجدها في حديث شعيب عند البخاري، وقد سبق تخريجها من الصحيحين وموطأ مالك، لكن من غير طريق، والله أعلم.
3 لم أقف على هذه الزيادة من رواية شعيب، وسيأتي تخريجها من حديث معمر بن راشد.(2/663)
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: انْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةَ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ سَنَّ وَقْتَ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ حَدَّثَنِي بَشِيرُ
ابن أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: فَمَا زَالَ عُمَرُ يَتَعَلَّمُ1 وَقْتَ الصَّلاةِ بِعَلامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا2.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ3:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ حَسَنُ بْنُ محمد بن عبد الله حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
ابن عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الْخَشَّابُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ4 عَنْ جَدِّهِ3، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عُمَرُ يُؤَخِّرُ الصَّلاةَ ذَلِكَ الزَّمَانَ، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَوْمًا صَلاةَ الْعَصْرِ، وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، وَهُوَ جَدُّ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ أبو أمه، وكان شهد5
__________
1 كتب على هذه الكلمة في الأصل "كذا"، وقد سبقت في حديث شعيب "يتعلم" بتقديم التاء الفوقية على المهملة، وفي الطبراني والمصنف "يعلم"، وفي مسند أحمد "يتعلم".
2 رواه عبد الرزاق في المصنف 1/ 540 ح 2044، والطبراني في الكبير 17/ 256 ح 711، والإمام أحمد في المسند من طريق عبد الرزاق 5/ 120-121.
3 الرصافي أبو منيع، ذكره ابن حبان في الثقات 7/ 145، ووثقه الدارقطني، وقال الذهلي في علل حديث الزهري: أخرج إلي جزءاً من حديث الزهري، فنظرت فيها، فوجدتها صحاحاً. قال الذهبي ـ الميزان 3/ 8 ـ: مجهول مقارب الحديث، أخرج له البخاري تعليقاً في كتاب الطلاق.
راجع أيضاً التهذيب 7/ 13-14.
4 في التقريب 64: حجاج بن أبي منيع يوسف، وقيل: عبيد الله بن زياد الرصافي، ثقة.
5 في هذا الموضع من الأصل إِشارة تضبيب اا اا(2/664)
بَدْرًا1، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ، أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ، لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلَ فَصَلَّى بِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أُمِرْتُ".
فَفَزِعَ عُمَرُ حِينَ حَدَّثَهُ عُرْوَةُ ذَلِكَ، فَقَالَ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ يَا عُرْوَةَ، إِنَّ جِبْرِيلَ لَهُوَ أَقَامَ وَقْتَ الصَّلاةِ.
قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي صَلاةَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ".
فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلاةِ بِعَلامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا3.
وأما حديث يونس بن يزيد عن الزهري الذي أورد فيه حديث أبي مسعود عن حديث (98/أ) المواقيت:
فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ4 التِّرْمِذِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ5،
نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يُونُسُ، عَنِ
__________
1 انظر الهامش السابق.
2 في الأصل بين هاتين الكلمتين "يعني" ولا يستقيم السياق بها، فحذفتها، والله أعلم.
3 لم أقف عليه من رواية عبيد الله بن زياد.
4 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ.
5 ابن معاوية، أبو عبد الله الخزاعي المروزي، العالم بالفرائض، سكن مصر، عرف بشدته على الجهمية وأهل الأهواء، وثقه أحمد والعجلي، وقال ابن معين مرة: ثقة، ومرة قال: من أهل الصدق، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وضعفه النسائي وغيره، وبالغ بعضهم، فاتهمه بالوضع. راجع تفصيل الكلام عنه في الكامل لابن عدي 7/ 2482-2485، التهذيب 10/ 458، ورجح الحافظ في التقريب 359: إنه صدوق يخطئ كثيراً ...(2/665)
الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عُمَرُ يُؤَخِّرُ الصَّلَوَاتِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَقَالَ عُرْوَةُ لِعُمَرَ: أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ صَلاةَ الظُّهْرِ1 وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ ـ وَهُوَ جَدُّ زَيْدِ بن الحسن، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا ـ فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أُمِرْتُ".
فَفَزِعَ عمر حين حدثه عن ذلكن قَالَ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْتَ الصَّلاةِ، قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ عُرْوَةُ2: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ الْفَيْءُ".
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلاةِ بِعَلامَةٍ حَتَّى فارق الدنيا3.
__________
1 في سائر الروايات: صلاة العصر.
2 هنا علامة تضبيب.
3 لم أجد رواية يونس هذه.(2/666)
وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ الذي أرسل فيه حديث المواقيت:
فأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: أنا أَبِي1 عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ:
"وَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، فَإِذَا أَبْرَدَ عَنْهَا
فِي شِدَّةِ الْحَرِّ صَلاهَا حِينَ يَكُونُ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُهُ، وَيُصَلِّي أَوَّلَ صَلاةِ الْعَصْرِ حِينَ يَكُونُ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، كَذَا فِي الأَصْلِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِثْلُهُ إِلَى أَنْ يَكُونَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، وَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ حِينَ يَرَى اللَّيْلَ وَيَحِلُّ فِطْرُ الصَّائِمِ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْعِشَاءِ حِينَ يَغِيبُ شَفَقُ اللَّيْلِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَتَبَيَّنَ أَوَّلُ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ يُسْفِرَ، وَالإِسْفَارُ آخِرُ وَقْتِهَا، وَكَانَ لا يَكَادُ يُصَلِّيهَا كُلَّ يَوْمٍ إِلا بغلس" 2.
أخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: "بَلَغَنَا أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي صَلاةَ الظُّهْرِ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، فَإِذَا أَبْرَدَ عَنْهَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ صَلاهَا حِينَ يَكُونُ فَيْءُ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْعَصْرِ حِينَ يَكُونُ فَيْءُ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ إِلَى أَنْ يكون فيء مثليه (98/ب) ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْمَغْرِبِ حِينَ يَرَى أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيَحِلُّ فِطْرُ الصَّائِمِ، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ حِينَ يَغِيبُ غَسَقُ الليل
__________
1 هو شبيب بن سعيد، أبو سعيد التميمي الحبطي ـ بالمهملة والموحدة المفتوحتين ـ.
2 لم أقف على هذه الرواية أيضاً.(2/667)
إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَبِينَ أَوَّلُ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ يُسْفِرَ، وَالإِسْفَارُ آخِرُ وَقْتِهَا، وَكَانَ
لا يَكَادُ يُصَلِّيهَا كُلَّ يَوْمٍ إلا بغلس" 1.2
73- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِي، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو أُوَيْسِ3 بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ4، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ في الحج فتداك5 الناس بالمدينة لِيَخْرُجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا جاؤوا ذَا الْحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تَسْأَلُهُ عَنْ ذلك، فقال: اغسلي واستدفري6 بِثَوْبٍ ثُمَّ أَهِلِّي، فَلَمَّا ظَهَرَ عَلَى الْبَيْدَاءِ7 أَوِ اسْتَوَتْ لَهُ
__________
1 لم أجد هذه الرواية أيضاً من هذا الطريق، واللفظ جاء من طريق أخرى في مسلم وغيره، والله أعلم.
2 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الثامن عشر حسب الطاقة والله أعلم".
3 اسمه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قال عنه الحافظ في التقريب 178: صدوق يهم، وقال عن ابنه إسماعيل ص 34: صدوق يخطئ في أحاديث من حفظه.
4 ابن علي بن الحسين المعروف بالصلاق.
5 هكذا في الأصل، والمعنى: ازدحموا. انظر النهاية 2/ 128.
6 هكذا في الأصل ـ بدال مهملة ـ وفي المسند 3/ 320 بالذال المعجمة، وجميع الروايات كما في سيأتي في التخريج بالثاء المثلثة، وفي تاج العروس 3/ 226:.... واستذفر الأمر: اشتد عزمه عليه وصلب له، واستذفرت المرأة: استثفرت ـ بالثاء المثلثة ـ وذفر البنت كفرح. اهـ ملخصاً.
7 هكذا في الأصل، ووصع عليه إشارة تضبيب، وفي جميع الروايات ... حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، والبيداء: الأرض الملساء، وكل مفازة لا شيء بها فهي بيداء. وقال ياقوت: تعد من الشرف أمام ذي الحليفة. انتهى ملخصاً من معجم البلدان 1/ 523.(2/668)
الأَرْضُ أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهَلَّ النَّاسُ، قال جابر: فإني لا أنظر مَدَّ بَصَرِي مِنْ بَيْنَ يَدِي، وَمَدَّهُ1 عَنْ1 وَرَائِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي مِنَ النَّاسِ رُكْبَانًا وَمُشَاةً، قَالَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي يَقُولُ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكُ لا شَرِيكَ لَكَ.
قَالَ: فَانْطَلَقْنَا لا نَعْرِفُ إِلا الْحَجَّ، فَخَرَجْنَا وَرَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَالْقُرْآنُ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ، وَإِنَّمَا نَفْعَلُ مَا أُمِرَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَلِمْنَاهُ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ سبعاً رملنا ثَلاثًا، وَمَشَيْنَا أَرْبَعًا، ثُمَّ تَلا
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 2، فَصَلَّى عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ رَكْعَتَيْنِ ـ قَالَ جَعْفَرٌ: وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ـ قَالَ جَابِرٌ: ثُمَّ اسْتَلَمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّكْنَ حِينَ انْصَرَفَ ثُمَّ ذَهَبْنَا إِلَى الصَّفَا، قَالَ: نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ بِهِ رَبُّنَا تَعَالَى، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ كنفتيه3، فَرَقَى حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ، فَقَالَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: "لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ، لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ"،
ثُمَّ نَزَلَ وَمَشَى حَتَّى تَصَوَّبَتْ4 قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ، ثُمَّ مَشَى حتى أصعدت5 قَدَمَاهُ ثُمَّ مَشَى حَتَّى جَاءَ المروة، فَأصعد5 فِيهَا حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ، فَقَالَ: "لا إِلَهَ إِلا الله وحده، لا شريك
__________
1 في هذين الموضعين إشارة تضبيب!!!
2 الآية 125 من سورة البقرة.
3 وفي رواية: كنفيه أي محيطين به. النهاية 4/ 204-205.
4 هكذا في الأصل، وفي سنن النسائي 5/ 240-241، في مسلم 2/ 888: حتى إذا انصبت قدماه.
5 هكذا في الأصل، وفي بقية الروايات صعدت، وصعد بدون ألف.(2/669)
لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ـ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهزم الأحزاب وحده" فعل ذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ الْمَرْوَةِ: هَذَا المنحر وكل (99/أ) فَجَاجِ مَكَّةَ مَنْحَرٌ، قَالَ جَعْفَرٌ: يَعْنِي مَنْحَرَ الْعُمْرَةِ، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُحْلِلْ بِعُمْرَةٍ، فَإِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ ـ يَعْنِي الْهَدْيَ ـ وَلَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، قَالَ: وَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَقَدْ حَلَّ النَّاسُ إِلا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَهْلَلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مَعِي الْهَدْيَ فَلا تَحْلُلْ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ، وَقَدْ لَبِسَتْ ثِيَابَهَا صَبِيغًا1 وَاكْتَحَلَتْ، فأنكر ذلك عليها، فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكِ بِهَذَا؟ فَقَالَتْ: أَبِي أَمَرَنِي، فَقَالَ عَلِيٌّ: فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ بِالَّذِي صَنَعَتْ مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: صَدَقْتَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاقَ مِنَ الْمَدِينَةِ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ بَدَنَةً، وَأَتَاهُ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِسَبْعٍ وَسِتِّينَ بَدَنَةً، فَكَانَ الْهَدْيُ الَّذِي قَدِمَ بِهِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ مِائَةَ بَدَنَةٍ، فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا ثَلاثًا (وستين) 2 وَأَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا بَقِيَ وَأَشْرَكَ عَلِيًّا فِي هَدْيِهِ، وَقَالَ بِمِنًى: هَذَا الْمَنْحَرُ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ، وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ ببضعة3، فجعلت في
__________
1 كتب على هذه الكلمة في الأصل "كذا".
وذكر ابن الأثير في النهاية 3/ 10 هذه الجملة من الحديث وقال: أي مصبوغة غير بيض، وهو فعيل بمعنى مفعول.
2 في الأصل "ثلاثين"، وفي جميع الروايات عند مسلم وأحمد وأبي داود والطيالسي والموصلي وغيرهم ـ كما سيأتي تخريجه ـ "ستين"، وهو الصواب إن شاء الله.
3 أي قطعة من اللحم.(2/670)
قِدْرٍ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ مِنَ لُحُومِهَا، وَحَسَوْا1 مِنْ مَرَقِهَا، وَذَبَحَ كَبْشًا، وَرَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فِي أول يوم النحر، وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا، وَرَمَى الْجِمَارَ الثلاث في كل يوم يقف2 عِنْدَ جَمْرَتَيِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ، وَلا يَقِفْ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَلا الأَيَّامَ الَّتِي بَعْدَ يَوْمَ النَّحْرِ".
كَذَا رَوَى أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ ابن عَبْدِ اللَّهِ، وَفِيهِ كَلِمَاتٌ لَمْ يَسْمَعْهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ جَابِرٍ، فَأُدْرِجَتْ فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ قَوْلُ عَلِيٍّ: فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ بِالَّذِي صَنَعَتْ مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدقت.
وكان مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يُرْسِلُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ عَنْ عَلِيٍّ، وَيَقُولُ: لَمْ يَذْكُرْهَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ.
بَيَّنَ ذَلِكَ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فِي رِوَايَتِهِمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جعفر بن محمد ابن عَلِيٍّ.
وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُدْرِجُ فِي رِوَايَتِهِ أَيْضًا أَحْرُفًا، وَيَجْعَلُهَا مَرْفُوعَةً، وَهِيَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ رَكْعَتَيْنِ وَقَرَأَ فيهما بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
وَذَكَرَ قِرَاءَةَ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ خَاصَّةً فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَ بمرفوع،
__________
1 أي شربوا.
2 في الأصل "يقول" ووضع عليه علامة التضبيب، وما أثبته هو الموافق لما في الروايات الأخرى.(2/671)
وإنما هو حكاية جعفر (99/ب) ابن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ كَمَا بَيَّنَهُ أَبُو أُوَيْسٍ عَنْ جَعْفَرٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ وُهَيْبٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ جعفر، عن أبيه وقالا: لَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ "فِي حَدِيثِ"1 جَابِرٍ.
وَرَوَى حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرٍ حَدِيثَ الْحَجِّ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ: بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} "2.
وأما حديث وهيب عن جعفر الذي ميز فيه قصة علي مع فاطمة وذكر قراءة السورتين في ركعتي الطواف، وأن ذلك ليس من حديث جابر:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا وهيب
ابن خَالِدٍ قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: "أَقَامَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعًا لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ فِي الْحَجِّ"3، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَى أَنْ قَالَ: فَبَدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ سَبْعًا رَمَلَ فِي ذَلِكَ ثَلاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 4.
__________
1 ما بين إشارتي التنصيص ألحق في الهامش، وكتب بعده "أصل".
2 الآية رقم واحد من سورة الصمد، والآية رقم واحد من سورة الكافرون.
3 رواه أبو داود سليماد بن داود الطيالسي في المسند 232 ح 1668 عن وهيب، عن جعفر الحديث وبكامله مبيناً مفصلاً.
وأخرجه أيضاً أبو يعلى الموصلي في مسنده 4/ 23 ح 2027 عن العباس بن الوليد النرسي، عن وهيب بن خالد ... به.
4 الآية رقم 125 من سورة البقرة.(2/672)
فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ أَبِي: وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ1: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} 2، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} 3. ولم يَذْكُرْ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ جَابِرٍ.
قَالَ: ثُمَّ أَتَى الرُّكْنَ فَاسْتَلَمَهُ، وَذَكَرَ فِيهِ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ وَقَدِ اكْتَحَلَتْ وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكِ بهذا؟ فَقَالَتْ: أَمَرَنِي بِهِ أَبِي.
فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: فَكَانَ عَلِيٌّ يُحَدِّثُ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ فِي الَّذِي ذَكَرَتْ، فَقَالَ: صَدَقَتْ، أَنَا أَمَرْتُهَا، قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا، وَسَاقَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
وأما حديث ابن جريج4 عن جعفر الموافق لرواية وهيب:
فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ غَيْلانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّمْسَارُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ5 الْفَقِيهُ قال: قرئ على يحيى
ابن جَعْفَرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: "عَمِدَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 6.
__________
1 سميت بذلك لاشتمالها على توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية، والله أعلم.
2 آية رقم واحد من سورة الكافرون.
3 آية رقم واحد من سورة الصمد.
4 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن جريج المكي.
5 في الأصل: "سليمان" بالياء آخر الحروف، والتصويب من تاريخ بغداد 4/ 189 وغيره، وهو المعروف بالنجاد الحنبلي.
6 سورة البقرة آية: 125.(2/673)
قال أبي: ويقرأ فيهما بالتوحيد1 و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} 2 وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ إِلَى أن قال: فإذا فاطمة
قد حلت وَلَبِسَتْ ثِيَابَهَا صَبِيغًا وَاكْتَحَلَتْ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَمَرَنِي بِهِ أَبِي، قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ بالكوفة ـ قال أبي: هَذَا لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِرٌ ـ: فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا أَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ3.
وَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ جَعْفَرٍ نَحْوَ هَاتَيْنِ:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ4 الْهَاشِمِيُّ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ5، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ6، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِرٍ، فَذَكَرَ7 هذا (100/أ) الْحَدِيثَ، وَأَدْرَجَ الْحَدِيثَ عِنْدَ قَوْلِهِ:
{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 8، قال: فقرأ فيها بالتوحيد، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَقَالَ فِيهِ: قَالَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ ـ قَالَ أَبِي: هَذَا الْحَرْفُ لَمْ يَذْكُرْهُ جَابِرٌ ـ فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا، وذكر قصة فاطمة9.
__________
1 يعني سورة الصمد.
2 آية رقم (1) من سورة الكافرون.
3 لم أقف عليه من رواية ابن جريج عن جعفر ...
4 القاسم بن جعفر.
5 سليمان بن الأشعث السجستاني.
6 ابن كثير العبدي، أبو يوسف الدورقي.
7 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، لعله إشارة لانقطاع الكلام.
8 الآية 125من سورة البقرة.
9 انظر السنن لأبي داود 2/ 465 ح 1909 كتاب المناسك، باب صفة حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه أحمد في المسند 3/ 320 مطولاً، وأدرج فيه هذه الألفاظ أيضاً، وكذلك أخرجه مطولاً كروية أحمد عن يحيى الحافظ
أبو يعلى الموصلي 4/ 93 ح 2126 عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حرب، عن يحيى ... به.(2/674)
وأما حديث حاتم بن إسماعيل عن جعفر ببيان الأحرف التي أدرجها يحيى القطان في روايته ووصلها بعمود1 الحديث المرفوع وموافقة حاتم وهيباً وابن جريج عليها:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ـ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ،
نَا إِسْحَاقُ ـ هُوَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ ـ نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الْحَجِّ الطَّوِيلِ، وَقَالَ فِيهِ: "ثُمَّ رَجَعَ ـ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إلى المقام فجعله بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَقَالَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 2 فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ"، قَالَ جَعْفَرٌ: "وَكَانَ أبي يقول ـ ولا أعلمه ذكره
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بِـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} 3.
__________
1 هكذا في الأصل، ولعل المراد بصلب أو متن الحديث المرفوع.
2 الآية 125من سورة البقرة.
3 رواه مسلم مطولاًَ 2/ 886 ح 147 من كتاب الحج عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه.
ورواه أبو داود في سننه 2/ 455 ح 1905 باب صفة حج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عدة من شيوخه عن حاتم ... به مطولاً، ومدرج فيه هذه الأحرف، وانظر أيضاً سنن ابن ماجه 2/ 1022 ح 3074 باب حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسنن الدارمي 1/ 375 ح 1857 باب في صفة الحج من كتاب المناسك، وغير هؤلاء، وحاتم بن إسماعيل المدني قال الحافظ
في التقريب 58: صحيح الكتاب صدوق يهم. اهـ(2/675)
74- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي1 بَكْرٍ، أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ، نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
عَنْ خَالِدٍ الحذاء وعاصم2، وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ وَبُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3 الرُّومِيُّ، قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْبُنْدَارُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن شاكر الصاغ، نا قبيصة بن عقبة، ونا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ،
عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، أفرضهم زيد، وأقرأهم أُبي، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة ابن الْجَرَّاحِ" 4.
كَذَلِكَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ قَبِيصَةُ [بْنُ] 5 عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَعَاصِمٍ الأحول.
__________
1 أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان.
2 ابن سليمان أبو عبد الرحمن الأحول البصري.
3 في تاريخ بغداد 7/ 135 ذكر باسم بشرى بن مسيس أبو الحسن الرومي، وقد مر في أكثر من موضع في هذا الكتاب للخطيب باسم بشرى بن عبد الله.
4 رواه أبو نعيم في الحلية 3/122 عن مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ البندار به سنداً ومتناً، ثم قال: هذا حديث غريب من حديث الثوري، لم يروه عنه عن عاصم وخالد فيما أعلم إلا قبيصة.
وأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث 114 عن مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، عَنْ عباس الدوري، عن قبيصة به.
وأخرجه من طريق قبيصة الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 350-351 إلا أنه لم يذكر فيه: "أقرأهم أبي".
5 في الأصل (عن) والصواب ما أثبته كما في ترجمته في التهذيب 8/ 347.(2/676)
فَانْفَرَدَ بِتَجْوِيدِهِ وَالْجَمْعِ فِيهِ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَاصِمٍ1، وَخَالَفَهُ وَكِيعُ بْنُ الجراح، وعبد اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ2، وَقُطْبَةُ بْنُ الْعَلاءِ3، فَرَوَوْهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ وحده عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ. ورواه عن خالد كذلك عبد الوهاب الثقفي، ووهيب ابن خَالِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي, وَرَوَاهُ مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ،
عَنِ ابْنِ عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهم في الْقَوْلِ، وَلَمْ يَكُنْ أَبُو قِلابَةَ يُسْنِدُ جَمِيعَ الْمَتْنِ، وَإِنَّمَا كَانَ يُرْسِلُهُ غَيْرَ ذِكْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ وَحْدَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسْنِدُهُ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4.
رَوَى ذَلِكَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلا، وميز المسند من المرسل أَنْ سَاقَهُ سِيَاقَةً وَاحِدَةً، وَرَوَاهُ حماد بن
__________
1 التجويد تستعمل عند المحدثين لمعنيين فيما أعلم: الأول: تدليس التسوية، والثاني: بمعنى الضبط والإتقان، وقد تقدم الكلام
على هذا مراراً في حواشي سابقة. وقبيصة لم يذكره أحد في المدلسين، ولم يذكر في ترجمته أنه يدلس، وكذلك عرف بمخالفته
في حديث الثوري، وهذا الحديث مما لم يضبطه، ولذلك لم يتبين لي مراد الخطيب بقوله: "فانفرد بتجويده"، والله تعالى أعلم. راجع ترجمة قبيصة في التهذيب 8/ 347.
2 عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، أبو عبد الرحمن الكوفي.
3 ابن منهال الكوفي، قال البخاري في الكبير 7/ 191: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: كتبنا عنه وما علمنا إلا خيراً، وأنكر
على البخاري إدخاله في الضعفاء، وقال: هو شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة عن قطبة أنه يحدث عن الثوري بأحاديث منكرة. الجرح والتعديل 7/ 141-142. وقال ابن عدي في الكامل 6/2076: أرجو أنه لا بأس به.
4 نص الحافظ في الفتح 7/ 93 في مناقب أبي عبيدة بن الجراح على أن أوله مرسل، والمرفوع فقط: "وإن لكل أمة أميناً.."، وكذلك نص على ذلك أبو عبد الله الحاكم في معرفة علوم الحديث 114.(2/677)
زيد ومعمر بن راشد ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو قَحْذَمٍ1 النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ، عن أبي قلابة عن (100/ب) النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا.
وَقَدْ أَفْرَدَ شُعْبَةُ بْنُ الحجاج في روايته عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قلابة المسند من هذا الحديث فقط في ذكر أبي عبيدة.
وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَعَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ الني صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث بِطُولِهِ. فَأَمَّا سَعِيدٌ فَلا أَعْلَمُ رَوَاهُ إِلا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِي عَنْ مِهْرَانَ بْنِ أَبِي عُمَرَ عَنْهُ. وَأَمَّا مَعْمَرٌ فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ، فَأَسْنَدَهُ عَنْهُ وَوَصَلَهُ داود بن عبد الرحمن العطار، وَأَرْسَلَهُ عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ همام.
فأما حديث وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ2 الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ3، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهَا بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وأقرأها لكتاب الله أُبيّ، وأعلمها بالفرائض زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 4.
وَأَمَّا حَدِيثُ الأَشْجَعِيِّ5 عَنْ سُفْيَانَ بِمُتَابَعَةِ وَكِيعٍ: فأخبرناه الحسن بن
__________
1 أوله قاف ثم جاء مهملة بعدها ذال معجمة ثم ميم.
2 ابن مهران أبو المنازل.
3 عبد الله بن زيد.
4 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 184.
وأخرجه ابن ماجه في سننه 1/ 55 ح 155 المقدمة ـ فضائل خباب ـ.
5 عبيد الله بن عبد الرحمن.(2/678)
أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن علي، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ1، نَا يَعْقُوبُ2 الدَّوْرَقِيُّ، نا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ3، نا الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ4.
وَأَمَّا حَدِيثُ قُطْبَةَ بْنِ الْعَلاءِ5 عَنْ سُفْيَانَ مِثْلَ ذَلِكَ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ6 عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا الْقَاسِمُ
ابن مُحَمَّدٍ الدَّلالُ الْكُوفِيُّ، نا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ7، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ،
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ،
وَأَصْدَقُهُمْ حياءًَ عُثْمَانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ
هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ ابن الْجَرَّاحِ" 8.
وأما حديث عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء بموافقة هذه الروايات عن الثوري، عن خالد:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن يعقوب الشيباني9 الحافظ،
ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ
__________
1 هو القاضي المحاملي.
2 ابن إبراهيم بن كثير العبدي.
3 أبو الوليد العتكي، ثقة. الجرح والتعديل 3/ 371.
4 رواية الأشجعي هذه أخرجها الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 484.
5 تقدم قريباً الكلام عنه.
6 سقط من الأصل كلمة (أبو) وأثبتها من موارد الخطيب البغدادي 484.
7 بفتح الغين المعجمة والنون، وفي آخرها الواو ثم ياء النسبة، هذه النسبة إلى غني بن أعصر، وقيل بعصر. اللباب 2/ 392.
8 لم أقف على رواية قطبة هذه في معاجم الطبراني ولا غيرها، والله أعلم.
9 بالشين المعجمة، المعروف بابن الأخرم النيسابوري. تذكرة الحفاظ 3/ 864.(2/679)
ابن1 خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ2، نا خَالِدٌ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أُبيّ ابن كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلا، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة بن الجراح" 3.
أخبرنا (101/أ) أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُرْوَةَ الْبُنْدَارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا مُحَمَّدُ بن عبد الله الأزدي، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ خَالِدٍ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
وأما حديث وهيب4 عن خالد مثل حديث الثقفي عنه:
فأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز، وأخبرناه الحسن5
ابن أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل، حدثني أبي قالا:
نا عَفَّانُ 6، نا وُهَيْبٌ، نا خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن
__________
1 أبو بكر محمد بن خلاد بن كثير الباهلي البصري.
2 ابن عبد المجيد بن الصلت، أبو محمد الثقفي البصري.
3 رواية عبد الوهاب الثقفي أخرجها الإمام الترمذي 5/ 665 ح 3791 كتاب المناقب، باب مناقب معاذ بن جبل، وزيد
ابن ثابت، وأبيّ، وأبي عبيدة، وكذلك أخرجها الإمام ابن ماجه القزويني 1/ 55 ح 154 ـ المقدمة باب فضائل خباب.
4 بالتصغير ـ ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري.
5 في الأصل (الحسين) مصغراً، ولعل الصواب ما أثبت، ويكون هو الحسن بن علي التميمي، راوي كتب الإمام أحمد عن أبي بكر القطيعي، بدليل الجادة المعروفة عن الخطيب، وقد تقدم باسم الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ في الحديث رقم 30، ورقم 48، والله تعالى أعلم.
6 ابن مسلم أبو عثمان الصفار.(2/680)
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، ـ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي: وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ ـ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم لِكِتَابِ اللَّهِ أُبي بْنُ كَعْبٍ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ابن جَبَلٍ، أَلا، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ2 عَنْ خَالِدٍ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا:
فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالا:
نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَذَّاءُ، أنا شَاذَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عمر بن حبيب العدوي الْقَاضِي، نا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَأَقْوَاهَا فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَشَدُّهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ والحرام معاذ ابن جبل، وأفرضهم زيد، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ3 هَذِهِ الأمة أبو عبيدة بن
__________
1 انظر مسند الإمام أحمد 3/ 281.
ومن طريق عفان بن مسلم عن وهيب بن خالد أخرجه أيضاً الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 350.
2 عمر ـ بضم أوله ـ ابن حبيب بن محمد العدوي القاضي البصري، أجمعوا على تضعيفه، مات سنة 207هـ. التهذيب 7/ 431.
3 في الأصل "وأمينها" وكتب عليه علامة التضبيب، وما أثبته هو المتفق مع الروايات السابقة ومع السياق هنا.(2/681)
الْجَرَّاحِ 1.
وأما حديث معلى بن عبد الرحمن2 عن سفيان الذي وهم فيه، فرواه عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن ابن عمر:
فأخبرنيه أَبُو الْقَاسِمِ3 الأَزْهَرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عُبَيْدٍ4 وَعَبْدُ الله بن محمد
ابن إِسْحَاقَ5 الْمَرْوَزِيُّ، قَالا: نا خَلَفِ بن مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، نا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا سُفْيَانُ
عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زيد بن ثابت، وأقرأهم أُبيّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 6.
وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ عن خالد الذي بين فيه المسند من المرسل وفصل بينهما:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ،
نا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ7 نا
__________
1 لم أقف على رواية عمر بن حبيب.
2 الواسطي، قال الحافظ في التقريب 343: متهم بالوضع ورمي بالرفض. اهـ.
3 عبيد الله بن أحمد الصيرفي.
4 في الأصل "أبو عبيدة" آخره تاء، ووضع عليه علامة التضبيب، وصوب في الهامش، وهو كذلك بدون تاء كما في تاريخ بغداد 12/ 447، ويعرف بأبي عبيد المحاملي أخو القاضي أبي عبد الله المحاملي.
5 ابن يزيد بن نصر بن مهران المعروف بحامض رأسه. تاريخ بغداد 10/ 124.
6 لم أقف على هذه الرواية، والحديث بهذا اللفظ عن ابن عمر أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2097 في ترجمة كوثر بن حكيم الحلي، وهو مجمع على تضعيفه. وانظر أيضاً لسان الميزان 4/ 490.
7 سليمان بن داود.(2/682)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، نا خَالِدٌ (101/ب) الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زيد
ابن ثابت، قال: قال أَنَسٌ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة
ابن الْجَرَّاحِ" 1.
وأما حديث حماد بن زيد عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة الذي أرسل جميعه وَأُدْرِجَ فِيهِ ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنَا أحمد بن جعفر بن حمدانن نا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُقْرِئُ، نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّازُ،
نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ: "أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أَرْحَمُ النَّاسِ بِالنَّاسِ أَوْ إِنَّ أَرْحَمَ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَإِنَّ أَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَإِنَّ أَصْدَقَهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَإِنَّ أَقْرَأَهُمْ أُبيّ بْنُ كَعْبٍ، وَإِنَّ أفرضهم زيد ابن ثَابِتٍ، وَإِنَّ أَعْلَمَهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هذه الأمة أبو عبيدة
ابن الجراح" 2.
__________
1 لم أقف على الفصل المرسل من هذا الحديث، وأما الجزء المرفوع منه فقد أخرجه من طريق إسماعيل بن علية الإمام مسلم
في صحيحه 4/ 1181 ح 53 من فضائل الصحابة من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب عن ابن علية به.
وأخرجه البخاري عن عمرو بن علي الفلاس عن عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عن خالد الحذاء به. الفتح 7/ 92-93 ح 3744، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح.
2 لم أجد رواية حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.(2/683)
وأما حديث معمر عن عاصم بموافقته حمادا على هذه الرواية:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عاصم بن سليمان، عن أبي قلابة، قال معمر: وسمعت قتادة يقوله أيضا، قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في دين اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح، وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ، وأقرأهم أُبيّ، وأفرضهم زيد"، قال قتادة في حديثه: "وأقضاهم علي" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي قَحْذَمٍ2 عَنْ أَبِي قِلابَةَ مِثْلَ هَذَا:
فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ هَاشِمٍ الْبَزَّازُ3،
نا أَبِي، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو قَحْذَمٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ4، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان، وأقرأهم لِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ ابن جَبَلٍ ـ وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا وَأَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ـ وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ أمتي أبو
__________
1 لم أجده من رواية معمر عن عاصم.
2 قحذم ـ بالمهملة والذال المعجمة ـ النضر بن معبد، ذكره ابن حبان في الثقات 7/ 535، ضعفه ابن عدي في الكامل 7/ 2490، والعقيلي في الضعفاء 4/ 291، وضعفه النسائي وابن معين. لسان الميزان 6/ 165.
3 بزايين بينهما ألف، هكذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 3/ 180.
4 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، لعلها تنبيهاً إلى الإرسال في هذه الرواية حيث لم يذكر الصحابي أنس رضي الله عنه، وقد نص على ذلك المؤلف قبل أن يسوق الرواية.(2/684)
عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة المقصور على المسند فقط:
فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُرْوَةَ الْبُنْدَارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، نا إبراهيم
ابن عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ دَنُوقَا2، نا عَفَّانُ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَنا إِسْمَاعِيلُ بن إسحاق بن مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: وَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ3، نا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ.
قَالُوا: نا شُعْبَةُ، أنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 4.
وَأَمَّا حَدِيثُ سعيد بن أبي عروبة الذي رواه عنه مهران بن أبي عمر5:
فأخبرناه بد الله بن علي بن محمد القرشي، أنبأ أبو جعفر محمد بن
__________
1 لم أجد رواية أبي قحذم فيما وقفت عليه من المصادر.
2 بالدال المهملة والنون بعدها واو ثم قاف وآخره ألف، كذا في الأصل وتاريخ بغداد 6/ 135.
3 هو الكديمي القرشي تقدم الكلام عنه.
4 أخرجه من طريق عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ الإمام أحمد في المسند 3/ 245، وأخرجه البخاري من طريق سليمان بن حرب
عن شعبة في كتاب أخبار الآحاد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق ... الفتح 13/ 232 ح 7255.
5 مهران ـ بكسر أوله ـ أبو عبد الله العطار الرازي، صدوق له أوهام سيئ الحفظ. التقريب: 349.(2/685)
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ1، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ2، ثنا مِهْرَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة3 (102/أ) عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَرْحَمُ أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَشَدُّهُمْ حياءً عثمان، وأفرضهم زيد، وأقرأهم أَبِي، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 4.
وَأَمَّا حَدِيثُ داود بن عبد الرحمن العطار عن معمر الموافق لهذه الرواية عن قتادة عن أنس:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ علي بن مروان الأنصاري، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأُشْنَانِيُّ5، وَأَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي6 عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبُ، نا محمد بن جرير الطبري، قالا:
نا سفيان بن وكيع، بنا حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ7، عَنْ دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ
__________
1 بفتح الياء وسكون القاف وكسر الطاء وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها نون، هذه النسبة إلى يقطين ـ اسم جد.
اللباب 3/ 416.
2 قال ابن حجر في التقريب 295: محمد بن حميد بن حيان الرازي، حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه.
3 في هامش الأصل: "قوبل فصح إن شاء الله".
4 لم أجد رواية ابن أبي عروبة.
5 الأشناني ـ بالشين المعجمة بعدها نون ثم ألف ونون، كذا في الأصل وتاريخ بغداد 2/ 234.
6 هو القاضي علي بن المحسن التنوخي البصري.
7 ابن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ـ بضم الراء بعدها همزة خفيفة ـ أبو عوف الكوفي.(2/686)
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ،
وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وأفرضهم زيد، وأقرأهم أُبَيٌّ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هذه الأمة أبو عبيدة
ابن الْجَرَّاحِ" 1.
وأما حديث عبد الرزاق عن معمر المرسل الذي لم يذكر في إسناده أنسا:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ،
نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بكر، وأقواهم في دين الله عُمَرُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان، وأمين أمتي أبو عبيدة ابن الجراح، وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ، وأقرأهم أُبَيٌّ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ" 2.
وَإِرْسَالُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَصَحُّ مِنْ إِيصَالِهِ. فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي قِلابَةَ فَالصَّحِيحُ مِنْهُ الْمُسْنَدُ الْمُتَّصِلُ ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ حَسْبُ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مُرْسَلٌ غَيْرُ مُتَّصِلٍ3، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
__________
1 رواه الترمذي في جامعه 5/ 664 ح 3790 كتاب المناقب، باب مناقب معاذ بن جبل وزيد وأبي وأبي عبيدة من طريق سفيان بن وكيع الرؤاسي عن حميد به سنداً ومتناً.
2 لم أقف على هذه الرواية في مصنف عبد الرزاق ولا في غيره أيضاً.
3 قال الحافظ في الفتح 7/ 93: "إن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري وغيره ـ في ذكر أبي عبيدة ـ وَاللَّهُ أَعْلَمُ".(2/687)
باب: ذكر المتون المتغايرة التي (وصل) 1 بعضها ببعض وأدرج في الرواية
...
75- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ2 الْحِيرِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن معقل الميداني3، نا محمد
ابن يحيى ـ هو الذُّهْلِيُّ ـ نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بن الحسين4، عن عمرو ابن عُثْمَانَ5،
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ ـ وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ، ثُمَّ قَالَ: نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ قَاسَمَتْ قُرَيْشٌ على الكفر ـ يعني بِخَيْفِ الأَبْطَحِ ـ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْخَيْفُ الْوَادِي، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا حَالَفُوا بَنِي بَكْرٍ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَنْ لا يُجَالِسُوهُمْ، وَلا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلا يُبَايِعُوهُمْ، وَلا يُؤْوُوهُمْ"6.
__________
1 في الأصل "فصل" بالفاء، وما أثبت أنسب للسياق ولما جاء من الأحاديث في هذا الباب.
2 أحمد بن الحسن الحرشي الحيري.
3 بالميم المفتوحة والياء التحتانية الساكنة وفتح الدال المهملة وبعد الألف نون، هكذا في الأصل وتذكرة الحفاظ 3/ 850.
4 ابن علي بن أبي طالب زين العابدين.
5 ابن عفان الأموي.
6 رواه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 322 ح 2985 عن الذهلي، عن عبد الرزاق به.
ورواه الإمام أحمد في المسند 5/ 202 عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ... به ... ، ومن طريق أحمد أخرجه أبو داود في السنن 3/ 328
ح 2910، كتاب الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر.
ومن طريق يحيى الذهلي عن عبد الرزاق أخرجه ابن ماجه 2/ 981 ح 2942 إلا أنه لم يذكر فيه جملة: "لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلا الكافر المسلم".(2/689)
رَوَى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ هَكَذَا سِيَاقَةً وَاحِدَةً بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ، لأَنَّهُ حَدِيثَانِ بِإِسْنَادَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، فَمِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِ قَوْلِهِ: "لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ" يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين بالإسناد الذي ذكرناه1. (102/ب)
وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ إِنَّمَا هُوَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ2.
وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَة وَزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ الْحَدِيثَ الأَوَّلَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، وَلَمْ يَذْكُرَا قِصَّةَ خَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ وَلا مَا بَعْدَهَا2.
وَرَوَى شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَعَقِيلُ بْنُ خَالِدٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَرْبَعَتُهُمْ قِصَّةَ الْخَيْفِ مُفْرَدَةً دُونَ مَا قَبْلِهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَى الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ قِصَّةِ الْخَيْفِ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ2.
وَرَوَى يُونُسُ بن يزيد عن الزهري الحديثين
__________
1 قال ابن أبي حاتم 1/ 288 ح 860: سمعت أبي وذكر حديث الزهري ... قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين تنزل غداً ... فقال أبي: قد تفرد الزهري برواية هذا الحديث.
2 نص الإمام علي بن المديني على ذلك، وذكر أن الإدراج من معمر، وذكر رواياتهم عن الزهري على ما ذكر المؤلف هنا. العلل ومعرفة الرجال 92-94، ونص الإمام ابن خزيمة على وهم معمر في هذا الحديث وأنهما حديثان بإسنادين. صحيح ابن خزيمة 4/ 322.(2/690)
الذين ذَكَرْنَاهُمَا عَنْ مَعْمَرٍ فِي سِيَاقَةٍ واحدة إلا أن يونس بَيْنَهُمَا، وَمَيَّزَ بَيْنَهُمَا وَأَفْرَدَ كُلَّ واحد منهما بإسناده
عَنِ الآخَرِ.
وأما حديث محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن علي بن الحسين:
فأخبرناه أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ1، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ،
نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ2.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا رَوْحٌ3،
نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ4، نا الزهري عن علي بن الحسين، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ:
"يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ؟ ـ وَذَلِكَ زَمَنَ الْفَتْحِ ـ فَقَالَ: هَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ مَنْزِلٍ، ثُمَّ قَالَ: لا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنُ، ولا المؤمن الكافر" 5.
__________
1 غيلان ـ بالمعجمة بعدها المثناة التحتية ـ، والبزاز ـ بزايين بينهما ألف.
2 انظر الغيلانيات 1/ 182 رقم 46 بتحقيق مرزوق الزهراني، ومحمد بن معمر هو ابن ربعي القيسي ـ بالقاف والمهملة ـ البهراني ـ بالموحدة والمهملة، صدوق. التقريب 319.
3 ابن عبادة.
4 أبو حفصة = ميسرة أبو مسلمة البصري، وثقه ابن معين، ومرة قال: صالح. ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ. ووثقه أبو داود، وقال
ابن المديني: لا بأس به. وضعفه القطان والنسائي وابن عدي. التهذيب 9/ 123.
5 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 201، رواه مسلم 2/ 984 ح 440 من كتاب الحج عن محمد بن حاتم عن روح به ... وخرج الإمام البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراية يوم الفتح عن سليمان بن عبد الرحمن، عن سعدان
ابن يحيى، عن محمد بن أبي حفصة به. الفتح 8/ 13 ح 4282.(2/691)
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، نا علي
ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، نا الزُّهْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ؟ ـ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ مَنْزِلٍ ـ قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا الْكَلامِ، وَيَدُلُّ أَنَّ الْحَدِيثَ هَكَذَا، أَنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قَالَ: حَفَظَنَا مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن محمد ابن علي بن الحسين قَالَ: "قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَدِمَ مَكَّةَ: أَيْنَ تَنْزِلُ؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لِي عَقِيلٌ مِنْ ظِلٍّ بِمَكَّةَ"؟ قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَذْكُرْ فِي حَدِيثِهِ قِصَّةَ بَنِي كِنَانَةَ، وَمَا أَشُكُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ إِنَّمَا أَخَذَ هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْ أَبِيهِ علي بن الحسين1.
وأما حديث زمعة بن صالح2 بموافقته محمد بن أبي حفصة على روايته:
فأخبرناه أبو طالب بْنُ غَيْلانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى،
ثنا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ3، نا زَمْعَةُ ـ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ ـ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ،
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قِيلَ: "أَيْنَ تَنْزِلُ
يَا رَسُولَ الله، أَفِي بُيُوتِكُمْ؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لنا (103/أ) عَقِيلٌ مَنْزِلا، لا يَرِثُ الْكَافِرُ المسلم، ولا المسلم الكافر" 4.
__________
1 ذكر الحافظ في الفتح 3/ 452 كلام علي بن المديني ولم يعزه لمصدر.
2 الجندي ـ بفتح الجيم والنون ـ اليماني، ضعيف وقد تقدم الكلام عنه.
3 مهران ـ بكسر الميم ـ أبو عبد الله العطار الرازي، تقدم الكلام عليه في الحديث. انظر الغيلانيات 1/ 182 رقم 45، تحقيق مرزوق الزهراني.
4 أخرجه مسلم 2/ 985 ح 440 من كتاب الحج عن محمد بن حاتم، عن روح بن عبادة، عن زمعة بن صالح به مختصراً إلى قوله: "وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلا ... ".
وأخرج الطبراني في الكبير 1/ 131-132 ح 412 من طريق أبي داود الطيالسي عن زمعة الجزء الأخير من الحديث: "لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا الكافر المسلم".(2/692)
وأما حديث أبي هريرة من طريق شعيب بن أبي حمزة عن الزهري:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ1، وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ الْهَرَوِيِّ، أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى،
نا أَبُو الْيَمَانِ2، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ قُدُومَ مَكَّةَ: مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ" 3.
وأما حديث عقيل4 عن الزهري بذلك:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ5، نا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا أَحْمَدُ بن منصور، نا يحيى
ابن بُكَيْرٍ6، أَنَّ اللَّيْثَ حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ:
"أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَنْزِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غداً
__________
1 بالجيم والكاف، تقدم ضبطه.
2 الحكم بن نافع الحمصي.
3 رواه البخاري في التوحيد، باب المشيئة والإرادة عن أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب به. الفتح 13/ 448 ح 7479.
وأخرجه أيضاً في المغازي، باب أين ركز النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراية يوم الفتح عن أبي اليمان، عن شعيب، عن أبي الزناد،
عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة ... به. الفتح 8/ 14 ح 4284.
4 عقيل ـ بضم أوله ـ ابن خالد بن عقيل ـ بفتح أوله.
5 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
6 يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير، قد ينسب إلى جده.(2/693)
بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ" يُرِيدُ الْمُحَصِّبَ كَمَا ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ1.
وأما حديث النعمان بن راشد2 مثل ذلك عن الزهري:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ3 الْحَافِظُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَبُو شُعَيْبٍ4 الْحَرَّانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، نا وهب ابن جَرِيرٍ، نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَقْدَمَ مَكَّةَ: مَنْزِلُنَا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تقاسموا على الكفر" 5.
__________
1 رواه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 322 ح 3984 عن محمد بن عزيز ـ بمهملة وزايين مصغراً ـ الأيلي، عن سلامة بن روح بن خالد الأبلي، عن عقيل بن خالد به.... ومحمد بن عزيز قال عنه في التقريب 311: فيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعه عن عمه سلامة
ابن روح، وقال في التقريب عن سلامة 141: صدوق له أوهام، وقيل: لم يسمع من عمه عقيل، وإنما يحدث من كتبه.
ورواية عقيل هذه أخرجها البخاري تعليقاً في كتاب الحج، باب نزول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة حيث قال: قال سلامة
عن عقيل، عن الأوزاعي، عن ابن شهاب به. الفتح 3/ 453 ح 1590، ووصله من طريق ابن خزيمة الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق
3/ 65-66.
2 الجزري أبو إسحاق الرقي مولى بني أمية، ضعفه أحمد، وابن معين، والبخاري، وأبو داود، والعقيلي وغيرهم. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: احتمله الناس. التهذيب 10/ 452. وقال الحافظ في التقريب 358: صدوق سيئ الحفظ.
3 أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني.
4 عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني.
5 لم أقف عليه من رواية النعمان بن راشد.(2/694)
وأما حديث إبراهيم بن سعد1 عن الزهري مثل روايتهم:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، نَا عمرو بْنُ حَفْصٍ2، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ3،
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وأخبرنا أحمد بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ
ابن يَحْيَى4 الْمَرْوَزِيُّ، نا عَاصِمُ بْنُ علي، نا إبراهيم.
وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
ابن سُلَيْمَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، نَا يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، نا أَبِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ حنينًا: مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ خَيْفُ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا
عَلَى الْكُفْرِ" 5.
وأما حديث الأوزاعي عن الزهري بموافقتهم وسياقته بقية الحديث:
فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مهدي، نا
__________
1 ابن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري.
2 السدوسي، لم أقف على ترجمته.
3 ابن عاصم بن صهيب الواسطي، قال الحافظ في التقريب 159: صدوق ربما وهم.
4 أبو بكر الوراق، نزيل بغداد، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: صدوق، مات سنة 298هـ، وكان يورق للجاحظ. التهذيب 9/ 510.
5 حديث إبراهيم بن سعد أخرجه البخاري في موضعين:
الأول: في كتاب مناقب الأنصار، باب تقاسم المشركين عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن إبراهيم به. الفتح 7/ 192 ح 3882.
والثاني: في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراية يوم الفتح عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم به. الفتح 8/ 14
ح 4285.(2/695)
الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إِمْلاءً، نا سَعِيدُ بْنُ بَحْرٍ الْقَرَاطِيسِيُّ1، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ2،
أنا الأَوْزَاعِيُّ. وأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم، نا أحمد ابن عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ3، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزهري.
وأخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحراني4 (103/ب) نا الأَوْزَاعِيُّ، نا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ مِنًى ـ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: أَنْ يَنْفِرَ إِلَى مِنًى ـ: مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا على بني هاشم وبني عبد المطلب ألا يبايعوهم، ولا يكون5 بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ شَيْءٌ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَفِي حَدِيثِ السُّكَّرِيِّ قَالَ: "إِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
__________
1 بحر ـ بالموحدة والمهملة والراء ـ والقراطيسي ـ بالقاف والراء والطاء والسين المهملتين.
2 ابن صدقة، أبو عبد الله القرقساني ـ بفتح القافين بينهما راء ساكنة، وبعدها سين مهملة مفتوحة وبعد الألف نون ـ، قال في التقريب 319: صدوق كثير الغلط.
3 بالنون والراء ثم سين مهملة.
4 كتب في هذا الموضع من الأصل "كذا" ولا أدري ما سبب ذلك، والاسم صحيح، وهو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الضحاك البابلتي ـ بموحدتين ولام ـ الحراني، ابن امرأة الأوزاعي، تقدم الكلام عليه، ونص على أنه البابلتي وذكر الإسناد كله، وعزاه إلى المدرج للخطيب الحافظ
ابن حجر العسقلاني في الفتح 3/ 453، وتغليق التعليق 3/ 66.
5 في الأصل "ولا يكونوا"، والتصويب من صحيح ابن خزيمة 4/ 322 حيث ساق رواية الأوزاعي من طريق بشر بن بكر.(2/696)
نَازِلُونَ الْمُحَصَّبَ غَدًا، وَذَلِكَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ1، إِنَّ قُرَيْشًا تَقَاسَمُوا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وبني المطلب؛ لا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلا يُخَالِطُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"2.
وَحَدِيثُ ابْنِ مَهْدِيٍّ3 رَوَاهُ أَيْضًا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ.
وأما حديث يونس بن يزيد عن الزهري عن علي بن الحسين:
فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بن النخاس4 ـ لَفْظًا ـ نا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ5، نا أبو طاهر6، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَخْبَرَهُ عن أسامة ابن زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: "يَا رَسُولَ الله، تَنَزِلُ فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ7 أَوْ دُور ـ وَكَانَ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ كَافِرَيْنِ ـ فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الخطاب من
__________
1 في هذا الموضع من الأصل تضبيب، وذلك تنبيهاً لخلل في السياق، ولعله بسبب سقوط "ذلك" التي وردت في رواية الوليد بن مسلم
عن الأوزاعي عند البخاري وابن خزيمة كما سيأتي تخريجه.
2 رواه البخاري في صحيحه، كتاب الحج، باب نزول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة من طريق الوليد بن مسلم موصولاً، ومن طريق يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الضحاك معلقاً. الفتح 3/ 453 ح 1590.
ومن طريق الوليد بن مسلم وبشر بن بكر عن الأوزاعي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 321-322 ح 2981-2982.
3 أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي الأزدي.
4 النخاس ـ بالنون والخاء المعجمة والسين المهملة ـ تقدم مراراً.
5 أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان بن الأشعث.
6 أَحْمَدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ ـ بمهملات ـ المصري.
7 الرباع جمع ربع، والربع منزل القوم ودار الإقامة، وربع القوم: محلتهم. النهاية 2/ 189.(2/697)
أَجْلِ ذَلِكَ يَقُولُ: لا يَرِثُ المؤمن الكافر"1.
وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن أبي سلمة:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ـ لَفْظًا ـ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا حَرْمَلَةُ،
أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "نَنْزِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ" 2. 3
76- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، نَا عبد الملك ابن محمد ـ هوأبو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ ـ نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ4، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عن نافع، عن ابن عمر: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى النَّاسِ؛ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا
مِنْ زَبِيبٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، رَجُلٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ المسلمين" 5.
__________
1 رواه البخاري في الحج عن أصبغ، عن ابن وهب به. الفتح 3/ 450 ح 1588.
ورواه مسلم 2/ 984 ح 439 من كتاب الحج عن أبي طاهر وحرملة بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ به، إلا أن قوله "فكان عمر.... " لم يذكره في روايته.
2 رواه البخاري في كتاب التوحيد عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابن وهب به، زاد في آخره "يريد المحصب". الفتح 13/ 448 ح 7479.
3 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في التاسع عشر حسب الطاقة، والله أعلم".
4 ابن الحكم أبو محمد الزهراني.
5 لم أقف عليه من رواية بشر بن عمر عن مالك، وسيأتي تخريجه من طرق أخرى عن مالك.(2/698)
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هَكَذَا قَالَ لَنَا أَبُو قِلابَةَ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ: أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ1 أَوْ زَبِيبٍ، وَقَوْلُهُ هَذَا ... وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ مَا نَابَهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ نا (104/أ) مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ
أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ" 2.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَهَكَذَا رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ الأَقِطَ وَلا الزَّبِيبَ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْمُوَطَّإِ3.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
أنا الشَّافِعِيُّ، أَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ4.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ـ بِمِصْرَ ـ أنا الحارث
ابن مِسْكِينٍ، أَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى النَّاسِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ على كل حر وعبد،
__________
1 في هذا الموضع علامة تضبيب.
2 رواه مالك في الموطأ 1/ 284 ح 52 من كتاب الزكاة، ورواه من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ الإمام مسلم في صحيحه 2/ 677 ح 12 من كتاب الزكاة، ورواه أبو داود أيضاً عن القعنبي 2/ 263 ح 1611 كتاب الزكاة، باب كم يؤدي في زكاة الفطر.
3 نص على ذلك أيضاً الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 14/ 313.
4 رواه الشافعي في الأم 2/ 65 باب زكاة الفطر، ومن طريقه رواه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 83 ح 3399، والبيهقي في الكبرى
4/ 161-162.(2/699)
ذكراً أو أنثى من المسلمين" 1.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بن علي بن شَاذَانَ الْقَاضِي ـ بِالدِّينَوَرِ ـ نا أَبُو بكر أحمد بن محمد ابن إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ2، أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، أنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "فَرَضَ رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زكاة رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ"، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُؤَدِّي عَنْ غِلْمَانٍ لَهُ غيب3.
وَقَدْ وَافَقَ مَالِكًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ نَافِعٍ كَذَلِكَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ابْنَا نَافِعٍ4.
وَأَمَّا حَدِيثُ أيوب:
فأخبرناه أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَّاطُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ
__________
1 رواه الحافظ النسائي في السنن 5/ 48، باب فرض زكاة رمضان على المسلمين دون المعاهدين.
2 قال في اللباب 2/ 149-150 ـ بضم السين المهملة وتشديد النون ـ هذه النسبة إلى السنة التي هي ضد البدعة.
3 أخرجه بهذا اللفظ الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 14/ 320 من طريق جعفر بن محمد الفريابي، وأخرجه من طريق النسائي بدون قوله: فكان ابن عمر ... .
وهو كذلك في النسائي 5/ 48 عن قتيبة، عن مالك، باب فرض زكاة الفطر على الصغير. وقوله: "فكان ابن عمر" أخرجه ـ بمعناه ـ الإمام مالك في الموطأ حيث قال: عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عمر كان يخرج زكاة الفطر عن غلمانه الذين بوادي القرى وبخيبر.
الموطأ 1/ 283 باب من تجب عليه زكاة الفطر. وانظر التمهيد أيضاً 14/ 334.
4 انظر التمهيد 14/ 312-316، وفتح الباري 3/ 370.(2/700)
نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى الذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ، صَاعًا
مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ".
قَالَ ابن عمر: فعد له الناس من بعد مدان مِنْ قَمْحٍ1.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ الله بن عمر2:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ،
نا مُسَدَّدٌ أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، وَبِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَاهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبَانٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ فَرَضَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ تَمْرٍ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ والمملوك".
__________
1 رواه البخاري عن أبي النعمان عن حماد بن زيد، عن أيوب ... به. الفتح 3/ 375 ح 1511، باب زكاة الفطر على الحر والمملوك.
ورواه مسلم 2/ 677 ح 14 من كتاب الزكاة عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ أَيُّوبَ به ... .
ورواه أحمد في المسند 2/ 5 عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ ... به.
ورواه النسائي 5/ 46-47 عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث، عن أيوب ... به.
وقد أخرجه غير هؤلاء، وانظر باقي الطرق عن أيوب في التمهيد لابن عبد البر 14/ 314-316، وفي كل طرقه عند من ذكرنا أعلاه، قال: فعدل الناس به بعد نصف صاع من بر، ولم يذكر من القائل، هو هنا في رواية معمر عن أيوب، ولم أقف على رواية معمر.
2 ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني أبو عثمان.(2/701)
زَادَ مُوسَى: وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى1.
وَأَمَّا حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:2
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عن نافع، عن عبد الله (104/ ب)
ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ عَلَى النَّاسِ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا
مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أنثى من المسلمين" 3.
__________
1 الحديث من طريقين أخرجه أبو داود في السنن 2/ 266 ح 1613 كتاب الزكاة، باب كم يؤدي في زكاة الفطر، ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 14/ 316.
ورواية مسدد عن يحيى ... به عند البخاري في باب صدقة الفطر على الصغير والكبير. الفتح 3/ 377 ح 1512، ورواه أحمد
في المسند 2/ 55 عن يحيى عن عبيد الله ... به، ورواه مسلم من طريق ابن نمير وأبي أسامة عن عبيد الله ... به 2/ 677 ح 13 من الزكاة.
2 ابن حفص العمري أخو عبيد الله، ضعيف. انظر التهذيب 5/ 327، والتقريب 182.
3 أخرجه من كلا الطريقين الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 4/ 163.
وأخرجه الدارقطني من طريق عبد الله بن عمر في السنن 2/ 140 ح 9 من كتاب الزكاة، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 63
عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجه 1/ 584 ح 1826، وأخرجه من طريق معن بن عيسى
عن مالك ... به الإمام الترمذي 3/ 52 ح 676 باب ما جاء في صدقة الفطر، وعن خالد بن مخلد عن مالك أخرجه الدارمي
1/ 329 ح 1668.
وانظر باقي طرقه عند ابن عبد البر في التمهيد 14/ 312-320.(2/702)
وَأَمَّا حديث ابن أبي ليلى:1
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إسحاق
ابن إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن نافع، عن ابن عمر قَالَ: "أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حُرٍّ وَعَبْدٍ، صغير وكبير، صاع من تمر أو صاع مِنْ شَعِيرٍ" 2.
قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى فِي حَدِيثِهِ: فَعَدَّلَهُ النَّاسُ بَعْدُ بِمُدَّيْنِ مِنْ بُرٍّ.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بن علي بن شَاذَانَ الدِّينَوَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ ابن السُّنِّيِّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ابن مُكْرَمٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الجحدري، نا الفضيل3 بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ، نا مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ".
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: جَعَلَ النَّاسُ عِدْلَ ذَلِكَ مُدَّيْنِ مِنْ حنطة4.
__________
1 محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي، تقدم.
2 رواه الطبراني في الكبير 12/ 377 ح 13397، وانظر أيضاً التمهيد 14/ 314-317، وأخرجه من كلا الطريقين الحافظ الدارقطني في السنن 2/ 139 ح 3، 4 من كتاب الزكاة.
3 في الأصل (فضل) مكبراً، والتصويب من التهذيب 8/ 291، وقد ضعفه ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، وأبو داود، والساجي. وقال صالح بن محمد جزرة: منكر الحديث، روى عن موسى بن عقبة مناكير. وقال الحافظ في التقريب 276: صدوق له أخطاء كثيرة، مات سنة 186هـ.
4 رواه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 85 ح 2405.(2/703)
وأما حديث شعيب بن أبي حمزة:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ،
نا أَبُو الْيَمَانِ1، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: "فَرَضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ" 2.
قَالَ ابْنُ عمر: فجعل الناس عدل مِنْ ذَلِكَ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ2.
وأما حديث أبي بكر بن نَافِعٍ:
فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، نا مُوسَى
ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ3، نا طلابُ بْنُ حَوْشَبٍ أَبُو رُوَيْمٍ4 أَخُو الْعَوَّامِ بْنُ حَوْشَبٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ5 الْمَدِينِيُّ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ".
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُخْرِجُهَا عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ مِنْ أَهْلِهِ، ونخرجها نحن بعد الصَّدَقَةِ، وَهُمْ يُخْرِجُونَهَا عَنْ أَنْفُسِهِمْ ويخرجها عبد الله
__________
1 الحكم بن نافع الحمصي.
2 لم أقف عليه من طريق شعيب بن أبي حمزة.
3 قال في اللباب 3/ 209: بفتح الميم وسكون السين المهملة، وضم الراء وسكون الواو، في آخرها قاف، هذه النسبة إلى مسروق وهو جد.
4 قال أبو حاتم: صالح. الجرح والتعديل 4/ 502.
5 ضعيف، قال ابن عدي: روى عنه غير مالك أشياء غير محفوظة.
انظر الكامل 7/ 2753، الميزان 4/ 505، التقريب 397.(2/704)
قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمُصَلَّى1.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ2، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، نا مُحَمَّدُ
ابن جَهْضَمٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفطر صاعاً"، فذكر معنى [حديث] 3 مَالِكٍ4، زَادَ: وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَرَوَاهُ سَعِيدٌ الْجُمَحِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ فِيهِ: مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْمَشْهُورُ عن عبيد الله (105/أ) لَيْسَ فِيهِ: مِنَ الْمُسْلِمِينَ4.
قَالَ الخطيب ـ رضي الله عنه: وَذِكْرُ الزَّبِيبِ وَالأَقِطِ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ عن عبد الله بن عمر، وَإِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيثِ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَرْوِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي السرح5، عن أبي سعيد.
__________
1 لم أجد رواية أبي بكر بن نافع عن أبيه.
2 الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد الهاشمي.
3 ما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق.
4 رواه الحافظ أبو داود في سننه 2/ 265 ح 1612 باب كم يؤدى في صدقة الفطر، وانظر أيضاً التمهيد 14/ 318-319.
وأخرجه أيضاً النسائي في السنن 5/ 48 باب فرض زكاة رمضان على المسلمين دون المعاهدين، وفي أبي داود والنسائي زيادة: "الصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة".
وأخرجه ـ وفيه الزيادة ـ البخاري في باب فرض صدقة الفطر. الفتح 3/ 367 ح 1503.
5 بمهملات.(2/705)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ1 الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ
ابن أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي السرح أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: "كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صاعاً
من الطعام، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أقط" 2.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ،
أَنَا أبو الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، وَزَادَ: "عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 3.
وَهَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَتَابَعَ زَيْدًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ عِيَاضٍ دَاوُدُ بْنُ قيس الفراء، وإسماعيل
ابن أُمَيَّةَ.
فَأَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ عَنْ زيد بن أسلم:
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، نا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،
قَالَ سُلَيْمَانُ: ونا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ4، نَا الْفِرْيَابِيُّ5 كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بن عبد الله
ابن سعد بن أبي السرح،
__________
1 أحمد بن الحسن.
2 رواه الإمام الشافعي في كتاب الأم 2/ 66 باب مكيلة زكاة الفطر، وعن عبد الله بن يوسف، عن مالك به.
أخرجه أبو عبد الله البخاري في باب زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ. الفتح 3/ 371 ح 1506.
وأخرجحه مسلم 2/ 678 ح 17 من كتاب الزكاة.
3 لم أقف عليه من هذا الطريق.
4 عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم.
5 محمد بن يوسف.(2/706)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "كُنَّا نُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، صَاعًا مِنْ أَقِطٍ" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عياض بن عبد الله:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا دَاوُدُ ـ يَعْنِي
ابْنَ قَيْسٍ ـ عَنْ عِيَاضِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
"كُنَّا نَخْرُجُ ـ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَمَمْلُوكٍ، صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ مُعَاوِيَةُ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَكَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أنْ قَالَ: إِنِّي أَرَى مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ أَبَدًا مَا عِشْتُ2 ... .
وأما حديث إسماعيل بن أمية عن عياض:
فأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الصَّيْدَلانِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ،
__________
1 لم أجده في المعاجم الثلاثة للطبراني ولا مصنف عبد الرزاق، وقد أخرجه البخاري في باب صاع من زبيب من طريق يزيد العدني
عن الثوري به. الفتح 3/ 372 ح 1508. وأخرجه من طريق وكيع عن الثوري به الإمام النسائي 5/51 باب الزبيب في زكاة الفطر.
2 أخرجه أبو داود في سننه 2/ 267 ح 1616، باب كم يؤدى في صدقة الفطر، ومن طريق القعنبي عن داود ابن قيس به رواه مسلم
في صحيحه 2/ 678 ح 18 من كتاب الزكاة.
ومن طريق وكيع عن داود أخرجه النسائي في باب الزبيب في زكاة الفطر 5/ 51.(2/707)
عَنِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عِيَاضٍ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
"كُنَّا نَخْرُجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (105/ب) صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ جاءت السمراء، فرأى مُدَّيْنِ تَعْدِلُ صَاعًا1 2 ... ".
77- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ3 الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ4 التَّنُوخِيُّ قَالا: أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الوراق، أنا هيثم
ابن خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، نا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُرَّةَ عبداً أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانُ الْكُهَّانِ" 5.
مَا بَعْدَ قَوْلِهِ: عَبْدًا أَوْ وَلِيدَةً إِلَى آخِرِ الْمَتْنِ زِيَادَةً مُنْكَرَةً لَمْ نَسْمَعْهَا في
__________
1 في الأصل مدين وكتب عليه "كذا" في الهامش صوابه صاعاً.
2 رواه مسلم 2/ 679 ح 19 من كتاب الزكاة عن محمد بن رافع، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ به، وتتمته عند مسلم: "من تمر، قال
أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلا أزال أخرجه كذلك".
3 عبيد الله بن أحمد
4 علي بن أبي علي بن المحسن التنوخي البصري.
5 لم أقف عليه بهذا السياق من رواية معن بن عيسى عن مالك.(2/708)
حَدِيثِ مَالِكٍ هَذَا إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ1.
وَقَدْ رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن وهب، وعبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيُّونَ عَنْ مَالِكٍ، كُلُّهُمْ انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ الْغُرَّةِ وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ2.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ3، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ، قَالُوا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
ابن عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ الله بن مسلمة القنبي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
"أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 4.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ النَّيْسَابُورِيِّ ـ بِخوَارِزْمَ ـ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ، أَنَا يَحْيَى بْنُ يحيى، وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيِّ ـ بِمَرْوَ ـ حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ ـ قَالَ ابْنُ حَمْدَانَ: مِنْ هُذَيْلٍ، ثُمَّ اتَّفَقَا ـ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهَا
__________
1 ولكن هذه الزيادة ثابتة في الصحيحين وغيرهما من غير طريق مالك كما سيأتي في تخريجها إن شاء الله.
2 نص على ذلك أيضاً الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 7/ 107.
3 الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان.
4 رواه الإمام مالك في الموطأ 2/ 855 ح 5 من كتاب العقول، وانظر التمهيد لابن عبد البر 7/ 107.(2/709)
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 1.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الْمُقْرِئُ ـ بالكوفة ـ نا الحسن
ابن الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيُّ، نا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وليدة" 2.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّلَمِيُّ ـ بِدِمَشْقَ ـ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِلابِيُّ، أنا أَحْمَدُ ابن عُمَيْرِ3 بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَوْصَاءَ (106/أ) .
(وَحَدَّثَنِي) 4 عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ5، أنا ابْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 6.
أَخْبَرَنِي عتيق بن سلامة القيرواني، أنبأ عبد الرحمن بن عمر البصري، نا
__________
1 رواه الإمام مسلم 3/ 1309 ح 34 من كتاب القسامة عن يحيى بن يحيى به.
وأخرجه من طريق يحيى بن يحيى أيضاً الإمام البيهقي 8/ 112-113.
2 أخرجه من هذا الطريق الحافظ البخاري في باب الكهانة، كتاب الطب. الفتح 10/ 216 ح 5758، وانظر لابن عبد البر في التمهيد
7/ 107.
3 في الأصل: "عمر"، والتصويب مما مرّ سابقاً، وما سيأتي، ومن الميزان 2/ 125.
4 في الأصل "نا" أي حدثنا، وصحح في الهامش بما أثبته بين معكوفتين، والقائل هو ابن جوصاء.
5 أوله ميم بعدها مثلثة ثم راء فدال مهملة قبلها واو، وقد مرّ سابقاً.
6 لم أجده من هذا الطريق.(2/710)
أحمد بن بهزاد السيرفي1، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ عُفَيْرٍ2، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 3.
وَمَا بَعْدَ هَذَا مِنَ الْكَلامِ مِمَّا هُوَ مَذْكُورٌ فِي حَدِيثِ معن المتقدم ذَكَرَهُ إِنَّمَا يُحْفَظُ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاًَ.
كَذَلِكَ رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ وهب، وابن الْقَاسِمِ، وَابْنُ عُفَيْرٍ وَأَصْحَابُ الْمُوَطَّإِ جَمِيعًا عَنْ مَالِكٍ سِوَى مَعْنٍ، إِنْ كَانَ مَا قَدَّمْنَاهُ عَنْهُ مَحْفُوظًا وَلا أَرَاهُ كَذَلِكَ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ النَّقَلَةِ أَخْطَأَ فِي النَّقْلِ، فَخَرَجَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، لأَنَّهُمَا فِي الْمُوَطَّإِ مُتَوَالِيَانِ، أَحَدُهُمَا فِي إِثْرِ الآخَرِ، وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا أَنَّ الْهَيْثَمَ
ابن خَلَفٍ رَوَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَعْنٍ حَدِيثَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ هَذِهِ الألفاظ،
__________
1 بهزاد ـ بالموحدة والزاي والدال المهملة ـ السيرفي ـ بالسين المهملة والراء والفاء ـ تقدم ضبطه.
2 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كثير بن عفير ـ وسعيد قد ينسب إلى جده كثيراً ـ قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات، لا يشبه حديثه حديث الثقات.
قال الحسين بن إسحاق الأصبهاني: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. المجروحين 2/ 67.
3 لم أقف عليه من طريق ابن عفير عن مالك، وقد رواه عن مالك بهذا اللفظ كافة أصحابه، انظر مثلاً رواية عبد الله بن يوسف، وإسماعيل ابن أبي أويس عند البخاري، كتاب الديات، باب جنين المرأة. الفتح 12/ 246 ح 6904، ورواية ابن مهدي عند أحمد في المسند
2/ 236، ورواية ابن وهب عند النسائي 8/ 48 باب دية جنين المرأة.(2/711)
وَذَكَرَهَا عَنْ مَالِكٍ سَائِرُ أَصْحَابِ الْمُوَطَّإِ.
وأما حديث الهيثم بن خلف عن إسحاق بن موسى عن معن بذلك:
فأخبرناه الأزهري1، والتنوخي2 قالا: أنا ابن لُؤْلُؤٍ3 الْوَرَّاقُ، أَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، نا مَعْنٌ،
نا مَالِكٌ عَنِ الزهري، عن سعيد بن المسيب أَنَّهُ قَالَ: "قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ" 4.
وأما حديث الموطأ الذي رواه عن مالك كافة أصحابه:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ قَالُوا: أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ5، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِعَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ فَقَالَ الذي (106/ب) قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذَا من إخوان الكهان" 6.
__________
1 أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد الصيرفي الأزهري.
2 أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي عبد المحسن القاضي التنوخي البصري.
3 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ.
4 لم أجده من طريق معن بن عيس بهذا اللفظ.
5 محمد بن عبد الله بن إبراهيم.
6 رواه الإمام مالك بهذا اللفظ في الموطأ 2/ 855 ح 6 من كتاب العقول، باب عقل الجنين.(2/712)
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ1 الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دارة، نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ، نا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطل2، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذَا من إخوان الكهان" 3.
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السّلمِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جوصاء، نا يونس
ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ. قَالَ ابْنُ جَوْصَاءَ: ونا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ، أنا ابْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بغرة عبد ووليدة، فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَل، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانُ الْكُهَّانِ" 4.
أَخْبَرَنِي عَتِيقُ بْنُ سَلامَةَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ
__________
1 مُحَمَّدِ بْنِ علي الواسطي.
2 قال في فتح الباري 10/ 218: للأكثر بضم المثناة التحتانية وفتح الطاء المهملة وتشديد اللام، أي يهدر، يقال: دم فلان هدر إذا ترك الطلب بثأره، وطل الدم: بضم الطاء المهملة وفتحها أيضاً، وحكي "أطل" ولم يعرفه الأصمعي، ووقع في رواية "بطل" بالباء الموحدة الخفيفة المفتوحة من البطلان....
3 رواه البخاري عن قتيبة عن مالك بن أنس في باب الكهانة من كتاب الطب. الفتح 10/ 216 ح 5760.
4 لم أقف عليه في القسم الموجود من حديث ابن جوصاء، ورواية ابن القاسم أخرجها الحافظ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيب النسائي
8/ 49 باب دية جنين المرأة.(2/713)
بَهْزَادَ السِّيرَافِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ [بْنِ] 1 عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابن شهاب، عن سعيد
ابن الْمُسَيِّبِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَل، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانُ الْكُهَّانِ" 2.
وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ3 وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ4 جَمِيعًا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا الْحَدِيثُ، وَفِيهِ الأَلْفَاظُ الَّتِي بَدَأْنَا بِذِكْرِهَا فِي حَدِيثِ معن عن مالك. فأما حَدِيثِ مَالِكٍ فَلا يَثْبُتُ إِلا مَا ذَكَرْنَاهُ.
78- حديث آخر:
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن عمرو اللؤلؤي،
نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ5: "أَنَّ
__________
1 في الأصل "عن" وهو خطأ ظاهر.
2 لم أقف عليه من طريق ابن عفير هذا، وقد أشار ابن عبد البر في التمهيد 6/ 577 إلى روايات أصحاب الموطأ جملة ولم يذكرها مفصلة.
3 رواية ابن مسافر أخرجها ابن عبد البر في التمهيد 7/ 110 عن الليث، عن ابن شهاب ... به.
4 رواية معمر بهذا الإسناد والسياق أخرجها الإمام أحمد في المسند 2/ 274 عن عبد الرزاق.
5 اسمه بشير، وقيل رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري رضي الله عنه.(2/714)
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الجِنّان1 الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، إِلا أَنْ يَكُونَ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ2 وَالأَبْتَرَ، فإنهما يخطفان البصر (107/أ) ويطرحان ما في بطن النِّسَاءِ" 3، لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ.
كَذَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمُوَطَّإِ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي لبابة. وتابعه سعيد
ابن داود4 الزنبري، وَسَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيُّ، فَرَوَيَاهُ كَذَلِكَ عَنْ مَالِكٍ.
وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، فَرَوَيَاهُ فِي الْمُوَطَّإِ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نافع، عن ابن عمر،
عن أبي لبابة، فِي إِسْنَادِهِ ابْنَ عُمَرَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ5 عَنْ مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ6 عن مالك وعبيدلله7
__________
1 بكسر الجيم وتشديد النون ثم ألف بعد نون، قال ابن الأثير: هي الْحَيَّاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، وإحداها: جان، وهو الدقيق الخفيف، والجان الشيطان أيضاً ... النهايو 1/ 308.
2 قال في النهاية: الطفية: خوصة المقل في الأصل، وجمعها طفى شبه الخطين على ظهر الحية بخوصتين من خوصي المقل. أ. هـ. والأبتر: القصير.
3 رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب في قتل الحيات 5/ 412 ح 5253.
4 قال في التقريب 121: ابن أبي زنبر ـ بفتح الزاي وسكون النون وفتح الموحدة ـ الزنبري، أبو عثمان المدني، صدوق له مناكير
عن مالك، ويقال: اختلط عليه بعض حديثه، وكذبه عبد الله بن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك.
5 العطار البصري، يكنى أبا الحسن، قال محمد بن عبد الله بن نمير: كذاب، كذاب. وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وضعفه النسائي وابن عدي وغيرهما. الجرح والتعديل 4/ 31، الكامل 3/ 1239.
6 صاحب المغازي والأخبار، والراجح فيه ـ والله أعلم ـ ما رجحه البخاري والذهبي وابن حجر: أنه متروك الحديث مع حفظه وسعة علمه في السير والمغازي والأخبار. الكاشف 3/ 73، التقريب 31.
7 في الأصل "عبد الله" مكبراً وكتب عليه "كذا" تنبيهاً والله أعلم، على أن صوابه "عبيد الله" مصغراً بدليل ما سيأتي، وهو ابن حفص
ابن عاصم بن عمر بت الخطاب.(2/715)
ابن عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، وَنَافِعِ بْنِ أَبِي نعيم1 القارئ، ثلاثتهم عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وجميع من ذكرناه انتهى في حديثه
إلى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "التي تكون في البيوت"، ولم يذكر ما بعد ذلك من أمر ذي الطفيتين والأبتر، وهي زيادة تفرد بذكرها القعنبي عَنْ مَالِكٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلَيْسَتْ عِنْدَ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ فِي حَدِيثِ أَبِي لُبَابَةَ، وَإِنَّمَا هِيَ عِنْدَهُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ سَائِبَةَ2، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ رَوَى عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نَافِعٍ حديث ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ، ثم أتبعه عَنْ نَافِعٍ بِحَدِيثِ سَائِبَةَ
عَنْ عَائِشَةَ.
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ نَافِعٍ، عن أبي لبابة، وَعَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ الْحَدِيثَيْنِ معاًَ، وَأَفْرَدُوا كُلَّ واحد منهما بإسناد وميزوه عن الآخر.
فَأَمَّا حَدِيثُ مَنْ رَوَى عَنْ مالك حديث أبي لبابة على اختلافهم في إسناده:
فأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو شُعَيْبٍ3، ثنا سعيد بن داود الزنبري، نا
__________
1 هو ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ، قال الحافظ في التقريب 355: قد ينسب إلى جده، وهو صدوق ثبت في القراءات.
2 قال في التهذيب 12/ 424: مولاة الفاكهة بن المغيرة المخزومي عن عائشة في تقتل الوزغ، وعنها نافع مولى ابن عمر، ذكرها ابن حبان في الثقات / 351. قال الحافظ في التقريب 469: مقبولة.
3 الدعا ـ بدون همزة ـ بخاري الأصل. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن المنادي: كتب الناس عنه ولم يكن بذاك القوي، مات سنة 285هـ. تاريخ بغداد 9/ 321.(2/716)
مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ فِي الْبُيُوتِ" 1.
أَخْبَرَنِيهِ عَتِيقُ بْنُ سَلامَةَ الْقَيْرَوَانِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ بَهْزَادَ السِّيرَافِيُّ، نَا عبد الله بن سعيد
ابن كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ أَبِي لُبَابَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قتل الحيات2 في البيوت3.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّلَمِيُّ ـ بِدِمَشْقَ ـ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ ابن جَوْصَاءَ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ، قَالَ ابْنُ جَوْصَاءَ: وَنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ أَخْبَرَهُ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الجنان التي فِي الْبُيُوتِ" 4.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا عبد الله ابن أحمد
ابن وَهْبٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ، نا (107/ب) مَالِكٌ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ:
__________
1 لم أقف عليه من رواية سعيد الزنبري، وهو كما مر له مناكير عن مالك، والحديث بهذا اللفظ مخرج في الموطأ وغيره كما سيأتي تخريجه
إن شاء الله.
2 بالمهملة والمثناة التحتية وآخره تاء مثناة فوقية، هكذا في الأصل، ووضع عليه علامة التضبيب، لأن في الروايات السابقة "جنان" ـ بالجيم والنونين بينهما ألف ـ وفي أحاديث أخرى جاء الأمر بقتل الحيات بعكس ما هنا، هذا وسيأتي فِي حَدِيثِ سَائِبَةَ عَنْ عَائِشَةَ النهي عن قتل الحيات، وسيأتي له مزيد تفصيل هناك والله أعلم.
3 لم أجده من رواية ابن عفير.
4 رواية ابن وهب أخرجها بهذا اللفظ الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 93، ولم أقف على رواية ابن القاسم، والحديث في الموطأ
بهذا الإسناد واللفظ، إلا أن فيه الحيات بالمهملة والتحتانية وآخره الفوقية ـ بدل الجنان ـ بالجيم والنون، وهو بهذا اللفظ أخرجه أحمد
في المسند 2/ 146 عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عن أيوب، عن نافع به.(2/717)
وَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْقَلانِسِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، نا الْوَاقِدِيُّ، نا الْعُمَرِيُّ1 وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به نحوه2.
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ اللَّيْثُ بْنُ سعد عن نافع، عن أبي لبابة مثل رواية الجماعة الذين3 سقنا أحاديثهم عَنْ مَالِكٍ
مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الزيادة التي أوردها القعنبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ـ بِنَيْسَابُورَ ـ أنا أبو أحمد مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ،
نا قُتَيْبَةُ، نا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ كَلَّمَ ابْنَ عُمَرَ لِيَفْتَحَ لَهُ باباًَ في دراه يَسْتَقْرِبُ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَجَدَ الغلمة جلدجان، فقال: جلدجان، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الْتَمِسُوهُ فَاقْتُلُوهُ، فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ: "لا تَقْتُلُوهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنِ الْجِنَانِ الَّتِي فِي الْبُيُوتِ" 4.
وَقَدْ رَوَى اللَّيْثُ أَيْضًا حَدِيثَ سَائِبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن غَنَج5 عن نافع.
أخبرناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ ـ إِمْلاءً ـ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
ابن الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ ـ بِمِصْرَ ـ نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ غنج، عن نافع قال:
__________
1 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حفص.
2 لم أقف عليه من هذه الطرق.
3 في الأصل "الذي" للمفرد، والأنسب للسياق ما أثبته، والله أعلم.
4 رواه مسلم 4/ 1753 ح 131 من كتاب السلام عن محمد بن رمح وقتيبة بن سعيد عن الليث به.
5 قال ابن حجر: بفتح المعجمة والنون بعدها جيم، المدني نزيل مصر، مقبول. التقريب 308.(2/718)
أخبرتني1 سَائِبَةُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: "إِنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ، إِلا أَنْ يَكُونَ الأَبْتَرَ
وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَخْطَفَانِ الأَبْصَارِ وَيَقْتُلانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ، فَمَنْ تركهما فَلَيْسَ مِنَّا" 2.
وأما حديث عبد ربه3 بن سعيد الذي رواه عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي لبابة، ثم أتبعه بحديث نافع عن سائبة عن عائشة:
فأخبرناه عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ الْمُطَرِّزُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله ابن الْكُرْدِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ3 بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ أَوِ الدُّورِ، وَأَمَرَ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ" 4.
وَعَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرِ وَقَالَ: إِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ البصر، ويسقطان الولد" 5.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَنَا مُحَمَّدُ بن العباس الخراز، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مرَابَا، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ6، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعِينٍ يَقُولُ فِي حَدِيثِ سَائِبَةَ عَنْ عَائِشَةَ: غُنْدَرٌ يَقُولُهُ: سِيَابَةَ7، قَالَ
__________
1 في الأصل "أخبرني" وما أثبته أنسب للسياق، وسائبة مولاة الفاكهة بن المغيرة.
2 لم أجده من هذا الطريق.
3 في الأصل وفي مسند أحمد "عب رب" بدون إضافة، وهو عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قيس الأنصاري ـ كما في التهذيب 6/ 126.
4 رواه أحمد في المسند 3/ 453.
5 رواه أحمد في المسند 6/ 147.
6 ابن حاتم، أبو الفضل الدوري.
7 بالسين المهملة بعدها مثناة تحتية، وبعد الألف موحدة. انظر تاريخ ابن معين 3/ 294 رقم الترجمة 1170، والصواب كما تقدم ضبط الاسم في أول الترجمة: سائبة، انقلب الاسم على غندر محمد بن جعفر، والله أعلم.(2/719)
الْخَطِيبُ: غُنْدَرٌ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ.
وأما حديث جرير بن حازم عن نافع:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ تميم بن محمد (108/أ) الطُّوسِيُّ، نا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ1، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يقتل الحيات، فَحَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَانِ الْبُيُوتِ، فَأَمْسَكَ عنها" 2.
وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ3، نا جَرِيرٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي سائبة مولاة فاكهة قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ:
"نَهَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ غَيْرِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرِ، فَإِنَّهُمَا يُطْمِسَانِ الأَبْصَارَ، وَيَقْتُلانِ أَوْلادَ الْحُبَالَى فِي بُطُونِهَا، فَمَنْ لَمْ يَقْتُلْهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا" 4.
__________
1 أبو شيبة فروخ ـ بالفاء وآخره خاء معجمة.
2 رواه مسلم 4/ 1754 ح 132 من كتاب السلام عن شيبان بن فروخ به.
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 93.
رواه البخاري أيضاً عن مالك بن إسماعيل وأبي النعمان محمد بن الفضل عن جرير به. الفتح 6/ 351 ح 3312-3313، 7/ 320
ح 4016، 4017.
3 ابن عمران الواسطي الطحان، وثقه ابن حبان ومسلمة، رجح أبو الوليد الباجي والحافظ المزي وابن حجر وغيرهم أنه هو المذكور
في صحيح البخاري، يروي عن غندر محمد بن جعفر. التهذيب 9/ 2. وقال الحافظ في التقريب 288: صدوق تكلم فيه الأزدي.
4 رواه الإمام أحمد في المسند 6/ 83، ورواه مالك في الموطأ 2/ 976 ح 32 عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ ـ مَوْلاةٍ لعائشة، ولم يذكر في آخره جملة "فليس منا"، هذا والمعروف أن سائبة مولاة الفاكهة بن المغيرة، وليست لعائشة، والله أعلم.
هذا وأخرجه بهذا اللفظ أحمد في المسند 6/ 29، وأبو نعيم في الحلية 9/ 226-227، كلاهما من طريق هشام بن عروة عن أبيه،
عن عائشة رضي الله عنها به.(2/720)
فأما حديث أيوب السختياني عن نافع:
فأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد البغوي، نا أحمد
ابن إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْتُلُ الْجِنَانَ كُلَّهَا حَتَّى أَخْبَرَهُ أَبُو لُبَابَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تَكُونُ فِي البيوت" 1.
وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ، أَنَا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ البردعي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ القواسي ـ ثقة2 ـ نا عَلِيُّ بْنُ جَرِيرٍ3، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وعبد الله بن عمر، عن نافع، عن السائب4 قَالَ عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرِ، وَقَالَ: إنهما
__________
1 رواه أحمد في المسند 2/ 146 عن عبد الرزاق، عن أيوب به، إلا أنه قال عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رسو الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر أبا لبابة، وأخرجه من طريق محمد بن عبيد الطنافسي عن حماد بن زيد به أبو داود في السنن 5/ 412 ح 5254 كتاب الأدب، باب
في قتل الحيات، ولفظه: "إن ابن عمر وجد بعد ذلك ـ يعني بعد ما حدثه أبو لبابة ـ في داره، فأمر بها فأخرجت ـ يعني إلى البقيع".
2 هكذا في الأصل والقواسي كما في الأصل ـ بالقاف والواو، وآخره مهملة ـ ولم أجد له ترجمة فيما وقفت عليه من المصادر.
3 لم أجد من ذكره غير ابن حبان في الثقات 8/ 464.
4 هكذا في الأصل، وكتب بعده "كذا" لعلها إشارة إلى الشك فيه، هل هو مصحف من سائبة المذكورة سابقاً أم أنه صحيح، والمراد السائب بن يزيد، وهو معدود فيمن روى عن عائشة رضي الله عنها، ولم أستطع تمييز ذلك، لأنني لم أقف على هذه الرواية بهذا الإسناد، والله أعلم.(2/721)
يُلْقِيَانِ وَلَدَ الْحُبَالَى، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ" 1.
وأما حديث عبيد الله بن عمر عن نافع:
فأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْبَلَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بن العباس بن الفضل بن صاحب العوام، نا محمد
ابن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى التَّمِيمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، نا عبيد الله بن عمر، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ فَتَحَ بَابًا، فَخَرَجَتْ مِنْهُ حَيَّةٌ فَأَمَرَ بِقَتْلِهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو لُبَابَةَ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تكون في البيوت" 2 ...
أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ3، نا أَبُو مُوسَى4، نا يَحْيَى5، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا لُبَابَةَ يُخْبِرُ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن قتل الجنان" 6.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْبَلَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بن
__________
1 لم أقف عليه من هذا الطريق.
2 أخرجه من طريق الطنافسي الإمام أحمد في المسند 3/ 453، وأخرجه من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع مختصراً الإمام مسلم
4/ 1754 ح 133، 134 من كتاب السلام.
3 في اللباب 2/ 59: بفتح الزاء وبالموحدتين المكسورتين بينهما ياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بيع الزبيب، ثم ذكر فيمن ينسب إلى ذلك أبا إسحاق إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ.
4 محمد بن المثنى العنزي المعروف بالزمن ـ بكسر الميم ـ.
5 ابن سعيد القطان.
6 رواه مسلم 4/ 1754 ح 133 من كتاب السلام عن محمد بن المثنى أبي موسى عن يحيى به. رواه عن يحيى الإمام أحمد في المسند
3/ 430، إلا أنه قال: الحيات ـ بالحاء المهملة والمثناة التحتية والفوقية.(2/722)
الْفَضْلِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى، نا مُحَمَّدُ بن عبيد، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، إِلا الأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ، فإنهما تخطفان الْبَصَرَ، وَيَطْرَحَانِ مَا فِي بُطُونِ النساء، فمن تركهما فليس مني" 1.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ (108/ب) أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ، نا بُنْدَارٌ2،
نا عَبْدُ الوهاب3، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، نا موسى
ابن هَارُونَ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، نا يَحْيَى بْنُ سعيد قالا: نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ، عن سائبة مولاة عائشة،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ إِلا الأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَخْطَفَانِ الأَبْصَارِ، وَيَقْتُلانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ، فَمَنْ تَرَكَهُمَا فَلَيْسَ مِنَّا "4 لَفْظُ حَدِيثِ عبد الوهاب.
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ5، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ،
نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عبد الله بن عمر، عن نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ إِلا الأَبْتَرَ وَذَا6 الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا
__________
1 رواه أحمد في المسند 6/ 49 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عبيد الله بن عمر به.
وأخرجه فيه ص 29 بهذا اللفظ من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة.
2 محمد بن بشار.
3 ابن عبد المجيد الثقفي.
4 رواه من طريق يحيى بن سعيد به أحمد في المسند 6/ 49.
5 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي البرقاني.
6 في الأصل "ذوا".(2/723)
يخطفان البصر، وتقتلان مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ، فَمَنْ تركهما فَلَيْسَ مِنِّي" 1.
وَقِيلَ: إِنَّ الْوَاقِدِيَّ وسعيد الزنبري رَوَيَا عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ هَذَا الحديث2.
79- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُعَدَّلُ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النيسابوري، قال: أنا العباس ابن محمد من كتابه، نا قُراد3 أَبُو نُوحٍ، أنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا، يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ" 4.
قَالَ أَبُو بكر النسابوري: فِيهِ زِيَادَةٌ مُنْكَرَةٌ، قَوْلُهُ: "يُدْعَى الأَغْنِيَاءُ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ"، هَذَا خَطَأٌ قَبِيحٌ.
قَالَ الْخَطِيبُ: الأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ النيسابوري، وليس نحفظه عَنْ مَالِكٍ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِلا قَوْلُهُ: "إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فليأتها" حسب.
__________
1 لم أجده من هذا الطريق.
2 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الموفي عشرين حسب الطاقة، وولله الحمى".
3 بضم القاف وتخفيف الراء، هو عبد الرحمن بن غزوان ـ بمعجمة مفتوحة وزاي ساكنة ـ أبو نوح الضبي، ثقة له أفراد. التقريب 208.
4 لم أقف عليه بهذا الإسناد وهذا السياق.(2/724)
هَكَذَا رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ فِي الْمُوَطَّإِ وَغَيْرِهِ.
وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ نَافِعٍ كَذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عقبة، وإسماعيل
ابن أُمَيَّةَ وَغَيْرُهُمْ عَلَى اخْتِلافِ أَلْفَاظِهِمْ فِي الْمَتْنِ وَاتِّفَاقِهِمْ فِي مَعْنَاهُ1.
وأما حديث من رواه عن مالك على الصواب:
فَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللؤلؤي، نا أبو داود، نا القعنبي عن مالك، وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الأَعْلَى ابن حَمَّادٍ2 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الْمُقْرِئُ ـ بِالْكُوفَةِ ـ نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيُّ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ3 عن مالك (109/ أ) وأخبرنا أحمد
ابن مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا القاسم
__________
1 رواية عبيد الله ذكرها الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 220 باب الوليمة والنثر، وعزاها إلى أبي يعلى الموصلي في المسند.
وأما رواية أيوب عن نافع، وكذلك رواية موسى بن عقبة عنه أيضاً فقد ذكرها ابن عبد البر في التمهيد 14/ 110-112، وهذه الروايات كلها في مسلم 2/ 1052 ح 97-103 من كتاب النكاح.
2 ابن نصر الباهلي مولاهم، أبو يحيى النرسي ـ بالنون والراء والمهملة آخره ياء ـ وثقه ابن حبان، وابن معين، والدارقطني، والخليلي، ومسلمة بن قاسم، وأبو حاتم. وقال النسائي: ليس به بأس. التهذيب 6/ 93.
3 ابن سهل الهروي الأصل الحدثاني ـ بفتح المهملة والمثلثة ـ أبو محمد. قال الحافظ في التقريب 140: صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول، مات سنة 240هـ.(2/725)
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيَّ1 يَقُولُ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ قُتَيْبَةَ: حدثكم أيوب بن صالح المديني ـ بِالرَّمْلَةِ ـ نا مَالِكٌ
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
"أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وليمة فَلْيَأْتِهَا" 2، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الأَعْلَى3 وأيوب
ابن صالح "إلى وليمة".
أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، أنا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ،
نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، نَا مَالِكٌ4، وأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد وعبد الصمد
ابن محمد بن محمد مُكْرَمٍ قَالا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سعيد الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا يُونُسُ ـ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ـ أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مالكاً5 أخبره.
وأخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيْضَاوِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الجوهري قال: أنا محمد
ابن الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمِصْرِيُّ، أَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَنَا ابْنُ القاسم، حدثني مالك3، وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ
__________
1 بفتح الألف الممدودة والباء الموحدة وسكون النون وضم الدال المهملة، وفي آخرها نون ـ تقدم مراراً.
2 رواه أبو داود في السنن 4/ 133 ح 3736 كتاب الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة، وذلك من طريق القعنبي عن مالك.
أما روايات سويد وعبد الأعلى بن حماد، وأيوب بن صالح فلم أقف عليها فيما وقفت عليه من المصادر.
3 في الأصل "عبد الله الأعلى" ووضع عليه علامة التضبيب، وهو عبد الأعلى بن حماد.
4 لم أقف على روايتهما. رواه من طريق يونس عن عبد الله بن وهب الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 147.
5 رواه من طريق يونس عن عبد الله بن وهب الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 147.(2/726)
سُفْيَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ، وَحَدَّثَكُمُ الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالا: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ1.
وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ قَالا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
ابن زِيَادٍ، نا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ، نا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَالِكٍ، عن نافع، عن ابن عمر: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دُعِيَ أحدكم إلى الوليمة فَلْيَأْتِهَا" 2.
وأما أحاديث من تابع مَالِكًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ نَافِعٍ:
فأخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" بمعنى حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، زَادَ: "فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ، وَإِنْ كان صائماً فَلْيَدْعُ" 3.
أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَّاطُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أيوب الطبراني، نا علي
ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، نا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر قال:
__________
1 رواية يحيى بن سعيد هذه أخرجها أحمد في المسند 2/ 20.
2 لم أقف عليه من رواية خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَالِكٍ، وهو مخرج بهذا اللفظ عن مالك في البخاري عن طريق عبد الله بن يوسف عنه. الفتح 9/ 240 ح 5173، كتاب النكاح، باب الوليمة والدعوة، ومسلم من طريق يحيى عن مالك أيضاً 2/ 1052 ح 96 من كتاب النكاح.
3 انظر سنن أبي داود السجستاني 4/ 124 ح 3732 كتاب الأطعمة باب ما جاء في استجابة الدعوة.(2/727)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى دَعْوَةٍ فَلْيُجِبْ أَوْ لِيَأْتِهَا" 1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ، نا حجاج3 قال4 ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُوسَى ـ يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ ـ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجِيبُوا هَذِهِ الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ لَهَا". قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَأْتِي الدَّعْوَةَ في العرس وَغَيْرِ الْعُرْسِ، فَيَأْتِيهَا وَهُوَ صَائِمٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ نُوحٍ البجلي، حدثكم بكر (109/ب) بن محمد الغزالي5، نا محمد
ابن عَبْدِ الْمَلِكِ6، نا بِشْرٌ ـ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ـ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ايتوا الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ" 7.
وَأَمَّا الزِّيَادَةُ التي زادها عباس بن
__________
1 لم أقف عليه.
2 أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان.
3 هو ابن محمد الأعور المصيصي أبو محمد الترمذي.
4 في هذا الموضع من الأصل "كذا"، ولعله بسبب حذف "قال" الأولى، وهذا درج عليه المحدثون ولا يضر حذفها شيئاً.
5 بالغين المعجمة والزاي آخره اللام، ذكره المزي في تهذيب الكمال في ترجمة شيخه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أبي الشوارب الأموي باسم بكر ابن محمد بن عبد الوهاب الغزالي البصري.
6 ابن أبي الشوارب الأموي.
7 رواه مسلم 2/ 1053 ح 102 من كتاب النكاح عن حميد بن مسعدة الباهلي عن بشر بن المفضل به، ورواه الترمذي 3/ 395
ح 1098 كتاب النكاح، باب إجابة الدعوة.(2/728)
مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ عَنْ قُرَادٍ أَبِي1 نوح عن مالك، فإنما يحفظ من حَدِيثُ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهَا أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَاهَا مَعْمَرُ بْنَ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهَا السَّخْتِيَانِيُّ عَنِ الزهري عن سعيد بن المسيب وحده عن أبي هريرة، فحصل الوهم في حديث قراد من وجهين:
أحدهما: رواية تلك الزيادة عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا هِيَ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَالثَّانِي: وَصْلُهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هِيَ كَلامُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
فِي الأَحْيَانِ يَرْفَعُهَا2.
وَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ بذلك:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أبو داود، نا القعبني عن مالك.
وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ3 بْنِ حَمْدَانَ ـ وأنا أسمع ـ حدثكم موسى بن مُحَمَّدٍ الأَعْيَنُ،
نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ.
وأخبرنا محمد بن علي البيضاوي والحسن بن علي الجوهري قالا:
__________
1 عبد الرحمن بن غزوان ـ بالمعجمة والزاي ـ.
2 ذكره ابن عبد البر في التمهيد 10/ 176-178، والبيهقي في الكبرى 7/ 262، والدارقطني في العلل (نسخة مخطوطة في مكتبة خاصة) ، والحافظ في الفتح 9/ 244- 245، وفي التلخيص 3/ 220 كل هؤلاء ذكروا ذلك عن سفيان أي الوقف والرفع، والله تعالى أعلم.
3 محمد بْنُ أَحْمَدَ.(2/729)
أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، أنا الْحَارِثُ ابن مسكين، أنا ابن القاسم1 قال: قال مالك: حدثني ابن شهاب ـ وفي حديث القعنبي ويحيى بن يحيى: عن ابن شهاب ـ عن الأعرج، عن أبي هريرة أنه كان يقول: "شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ فقد عصى الله ورسوله"2.
وهكذا روى عَنْ مَالِكٍ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ.
وَأَمَّا حديث الأوزاعي عن الزهري مثل هذه الرواية:
فأخبرناه القاضي أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، نا محمد بن يحيى الذهلي، نا محمد
ابن يوسف، أنا الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب عن الأعرج3.
وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن عثمان التميمي ـ بدمشق ـ أَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بن القاسم
ابن يوسف بن فارس الميانجي4، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ، نَا مُحَمَّدُ بن
__________
1 عبد الرحمن بن القاسم.
2 رواية القعنبي محمد بن مسلمة عن مالك أخرجها أبو داود في سننه 4/ 25 ح 3742 كتاب الأطعمة، باب ما جاء في إجابة الدعوة. ورواية يحيى بن يحيى أخرجها مسلم 2/ 1054 ح 107 كتاب النكاح. ولم أجد رواية ابن القاسم. وأخرجه البخاري بهذا اللفظ والإسناد عن عبد اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ عَنْ مالك في كتاب النكاح، باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله.
وأخرجه من رواية عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ مالك به الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 143.
3 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ أبو داود المدني.
4 قال في اللباب 3/ 278: بفتح الميم والياء التحتية وسكون الألف وفتح النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى ميانج، وهو موضع بالشام.(2/730)
الصباح، أنا الوليد1، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: "شر الطعام ـ
وفي حديث الحيري عن أبي هريرة أنه كان يقول: بئس الطعام طعام الوليمة ـ يدعى إليها الأغنياء ويترك المساكين، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله"2.
وأما حديث سفيان بن عيينة عن الزهري مثله:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قرئ على أبي علي محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ وعلي بن إسحاق النعالي ـ وأنا أسمع ـ، وقرأته أنا (110/أ) عَلَى بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِينِيِّ3 وعلي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزبيبي حدثكم جعفر
ابن محمد الفريابي، نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد4، نا سفيان بن عيينة قال: سألت الزهري لنفسي ـ وكان أبي موسراً ـ فقلت: يا أبا بكر، شر الطعام طعام الأغنياء، قال: ليس هكذا، أخبرني عبد الرحمن الأعرج أنه سمع
أبا هريرة يقول: "شر الطعام طعام الوليمة، يدعي الأغنياء ويترك المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله"5.
__________
1 ابن مسلم، أبو العباس القرشي مولاهم الدمشقي.
2 ذكره الدارقطني في العلل (نسخة في مكتبة خاصة غير مرقمة) وقال: اختلف عليه فيه، فروي موقوفاً على أبي هريرة، وروي مرفوعاً.
3 بكسر الألف وسكون المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى إسفرايين بليدة بنواحي نيسابور
على منتصف الطريق من جرجان، كذا في الأنساب 1/ 223.
4 ابن يحيى اليشكري السرخسي ـ بالسين المهملة والراء والخاء المعجمة بعدها سين مهملة.
5 رواه مسلم 2/ 1055 ح 108 من كتاب النكاح.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 241.(2/731)
قال البرقان في حديث بشر والزبيبي: يدعى إليه، والباقي سواء.
وأما حديث معمر عن الزهري عن ابن الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ1 الْحِيرِيُّ، أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، نا محمد بن يحيى2، نا عبد الرزاق عن معمر.
وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ،
نَا عبد الرزاق، أنا معمر.
وأخبرناه أبو بكر البرقاني ـ واللفظ له ـ قَالَ: قُرِئَ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ ـ وأنا أسمع ـ حدثكم جعفر الْفِرْيَابِيُّ،
نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عن الزهري، عن ابن المسيب والأعرج عن أبي هريرة قال:
"شر الطعام طعام الوليمة، يدعى الغني ويترك المساكين، وهي حق، ومن تركها فقد عصى".
فربما قال: ومن لم يجب الدعوة فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ3.
قَالَ الفريابي: زاد معمر: سعيد بن المسيب خلاف4 الناس.
__________
1 أحمد بن الحسن الحرشي الحيري.
2 هو الذهلي ـ بضم المعجمة وسكون الهاء وفي آخرها اللام.
3 رواه عبد الرزاق في المصنف 10/ 447 ح 19662، ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند 2/ 267، ومن طريقه أيضاً رواه مسلم
2/ 1055 ح 1109 كتاب النكاح.
4 في هذا الموضع من الأصل تضبيب اا ا.(2/732)
وأما حديث أيوب السختياني عن الزهري عن ابن المسيب وحده عن أبي هريرة:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ وَأَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: نا، وَقَالَ هِلالٌ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، نا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ المقدام العجلي، نا محمد
ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: "شَرَّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْعُرْسِ يُطْعَمُهُ الأَغْنِيَاءُ، وَيُمْنَعُهُ الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يَجِبْ1 فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ".
يُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وقال هلال: يذكر ذلك سَعِيدٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ2. وَقَدْ روى زياد بن سعيد عَنْ ثَابِتٍ3 الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ" 4 إِلَى آخِرِ الحديث.
80- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ـ إِمْلاءً ـ نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ5،
نا مُحَمَّدُ بن يحيى، نا مطرف
__________
1 في هذا الموضع كتب "كذا" اا ا.
2 رواه الدارقطني في العلل من طريق أبي الأشعث عن الطفاوي ... به.
3 ابن عياض الأحنف الأعرج.
4 رواه مسلم 2/ 1055 ح 110 كتاب النكاح.
هذا وقد أخرج ابن عبد البر في التمهيد 10/ 176-177، من طريق روح بن القاسم وابن مسلمة بن قعنب القعنبي، كلاهما عن مالك ... به مرفوعاً.
وساق الدارقطني في العلل هذه الطرق ـ أعني طريق مسلم ومالك ـ وغرها، وقد مر أن سفيان أيضاً كان يرويه تارة موقوفاً، وتارة مرفوعاً.
5 عبد الله بن محمد بن زياد.(2/733)
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي1 حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ:
"أَنَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ وَلَمْ يؤخروا تأخير أهل المشرق" 2. (110/ب)
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ3: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: "وَلَمْ يُؤَخِّرُوا تَأْخِيرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ"، وَهُمْ عِنْدِي مِنْ مُطَرِّفٍ، لأَنَّ هَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيثِ ابْنِ حَرْمَلَةَ4.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَالأَمْرُ عَلَى مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، وقد رَوَى عَنْ مَالِكٍ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ هَذَا، فَلَمْ يَذْكُرُوا هَذِهِ الزِّيَادَةَ الَّتِي أَوْرَدَهَا مُطَرِّفٌ، وَوَافَقَ مَالِكًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَرَوَوْهُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ كذلك.
__________
1 سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني القاضي.
2 لم أقف عليه من هذا الطريق بهذا اللفظ، إلا أن البيهقي في الكبرى 4/ 237 قال بعد ذكره رواية مالك بدون الزيادة: ورواه سعيد
ابن الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزاد فيه: وَلَمْ يُؤَخِّرُوا تَأْخِيرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ. أ. هـ.
3 هو أبو الحسن الدارقطني الحافظ.
4 عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سنّة ـ بفتح المهملة وتثقيل النون ـ الأسلمي، أبو حرملة المديني. قال الحافظ ابن حجر: صدوق ربما أخطأ، مات سنة 145هـ. التقريب 200.
ولم أقف على روايته.
والحديث أخرجه الطبراني بهذا اللفظ ـ أي الزيادة ـ في الكبير 6/ 207 ح 5880 عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل ... به ...(2/734)
فأما أحاديث من رواه عن مالك على الصواب:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
أنا الشافعي، أنا مالك1.
وأخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السِّمْسَارُ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ، قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بن الحسن الحربي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ عن مالك2.
وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكَ ابْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى
أَبِي مُصْعَبٍ3 قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ.
وَأَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الْمُقْرِئُ، نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشجاعي، نا سويد ابن سعيد4 عن مالك.
وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ5، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ6 قَالا: أَنَا علي بن محمد بن اللؤلؤي الوراق، أنا هيثم
ابن خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ
__________
1 رواية الشافعي عن مالك في كتاب الأم 2/ 97، وفي السنن الكبرى للبيهقي 4/ 237.
2 رواية القعنبي أخرجها الطبراني في الكبير 6/ 170 ح 5768.
3 أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وروايته في موطأه 1/ 200 ح 772، وأخرجها الحافظ
أبو عيسى الترمذي في جامعه 3/ 73 ح 699، كتاب الصوم، باب ما جاء في تعجيل الإفطار.
4 هو الحدثاني، ولم أقف على روايته.
5 عبيد الله بن أحمد الصيرفي.
6 أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التنوخي البصري.(2/735)
مُوسَى، نا مَعْنٌ1، نا مَالِكٌ.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَيْضَاوِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ2.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ: وَنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ3 قَالا: نا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حازم
ابن دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: "أَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ".
وأما حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه بموافقة مالك عليه في روايته:
فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ4، نا ابْنُ أبي حازم، أخبرني أبي.
وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي5 الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ6، نا إسحاق
ابن إبراهيم7، نا عبد العزيز
__________
1 ابن عيسى، وروايته لم أقف عليها.
2 لم أجد الحديث من هذا الطريق.
3 ابن الجعد التجيبي، أبو نعيم البصري، ولم أقف على روايته.
4 بالميم والذال المعجمة والعين المهملة وآخره راء، كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 3/ 130.
5 محمد بن أحمد.
6 بفتح القاف وتشديد الموحدة وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى عمل القباني الذي يوزن به أو إلى الوزن به، وممن اشتهر بهذه النسبة
أبو علي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ القباني الحافظ أحد أركان الحديث، له تصانيف، هكذا قال في اللباب 3/ 11-12.
7 هو ابن راهويه.(2/736)
ابن أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ـ وَفِي حَدِيثِ الْبَرْقَانِيِّ:
عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ" 1.
وأما حديث سفيان الثوري عن أبي حازم مِثْلُ ذَلِكَ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز2، نا أبو نعيم3 (111/أ) كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حازم، عن سهل ابن سَعْدٍ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الإِفْطَارَ" 4.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: الْفِطْرَ ...
__________
1 لم أجده من طريق ابن راهويه، وأخرجه مسلم عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ... به 2/ 771 ح 48 من كتاب الصيام.
وأخرجه من طريق هشام بن عمار عن محمد بن الصباح عن أبي حازم ... به الإمام ابن ماجه 1/ 540 ح 1697 باب ما جاء في تعجيل الإفطار ... كتاب الصيام.
2 البغوي، قال الذهبي: الحافظ المجاور بمكة ثقة، لكنه يطلب على التحديث، ويعتذر بأنه محتاج، قال الدارقطني: ثقة مأمون. الميزان
3/ 143.
3 الفضل بن دكين الملائي ـ بضم الميم.
4 رواه الطبراني من كلا الطريقين في الكبير 6/ 235 ح 5962، 5963، وأخرجه مسلم 2/ 771 ح 48 من كتاب الصيام من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري ... به ... ومن طريق ابن مهدي وإسحاق الأزرق عن سفيان الثوري أخرجه أحمد في المسند 5/ 336.
وأخرجه أيضاً الدارمي 1/ 339 ح 1706 باب في تعجيل الإفطار.(2/737)
وأما حديث يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم بموافقتهم:
فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفريابي، نا قتيبة، يعقوب، نا يَعْقُوبُ ـ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ـ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ:
"أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ ما عجلوا فطرهم" 1.
وأما المتن الَّذِي سَاقَهُ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَالِكٍ، وَفِيهِ ذِكْرُ تَأْخِيرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ مَالِكٌ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ2، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا، كَذَلِكَ رَوَاهُ عن مالك كافة أصحابه:
أخبرناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السِّمْسَارُ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ3، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مالك، وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ4 الْوَاسِطِيُّ، أنا أحمد
ابن محمد بن أبي دارة، نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيُّ، نا قُتَيْبَةُ وَسُوَيْدٌ عَنْ مَالِكٍ.
وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ5 الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ6، قَالا: أنا عَلِيُّ بن
__________
1 رواه مسلم في 1/ 771 ح 48 من كتاب الصيام عن قتيبة، عن يعقوب ... به.
وبهذا الإسناد واللفظ أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 245 ح 5995.
2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، ولعلها بسبب سقوط اسم الصحابي من هنا، والله أعلم.
3 محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي.
4 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ.
5 عبيد الله بن أحمد الصيرفي.
6 ابن المحسن التنوخي القاضي البصري.(2/738)
مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، أنا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، نا مَعْنٌ، نا مَالِكٌ.
وأخبرناه أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا يُونُسُ ـ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ـ أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ
ابن الْمُسَيِّبِ1:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ وَلَمْ يُؤَخِّرُوهُ".
وَفِي حَدِيثِ مَعْنٍ وَابْنِ وَهْبٍ: "وَلَمْ يُؤَخِّرُوا تَأْخِيرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ" 2 3.
81- حديث آخر:
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو النُّعْمَانِ تُرَابُ4 بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكَاتِبُ مِنْ مِصْرَ، وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن أبي الصقر الْخَطِيبُ ـ بِالأَنْبَارِ ـ عَنْهُ قَالَ: نا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الكناني، نا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ5، نا مَالِكُ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
"أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَبَاغَضُوا وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا وَلا تَنَافَسُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فوق ثلاث ليال".
__________
1 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، ولعلها بسبب سقوط اسم الصحابي من هنا والله أعلم.
2 لم أقف عليه من هذه الطرق.
3 في هامش الأصل: "بلغ مقابلة".
4 أوله تاء مثناة فوقية بعدها راء، وبعد الألف باء موحدة، هكذا في الأصل وفي العبر للذهبي 2/ 256 في وفيات سنة 427هـ.
5 سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي بالولاء، أبو محمد المصري.(2/739)
قَالَ حَمْزَةُ: وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مَالِكٍ: "وَلا تَنَافَسُوا" غَيْرَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
وَقَدْ رَوَى هَذِهِ اللَّفْظَةَ "وَلا تَنَافَسُوا" عَبْدُ الرحمن بن إسحاق عن الزهري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ1، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قال الخطيب: والأمر على ما قال حمزة، كل أصحاب مالك رووه عنه، ولم يختلوا عليه فيه.
كَمَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الملك (111/ب) ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ التَّمْتَامُ، نا القعنبي2.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ قَالا: نا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
"أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ ـ زَادَ التمتام: ليال" 3.
__________
1 انظر: التمهيد لابن عبد البر 6/ 116.
وقد نص ابن عبد البر على أن سعيد بن أبي مريم تفرد بهذه الزيادة.
ورواية عبد الرحمن بن إسحاق ـ التي فيها متابعة لمالك على زيادة: ولا تنافسوا ـ عن الزهري أخرجها أبو يعلى الموصلي في مسنده
6/ 294 ح 3612.
وعبد الرحمن هو ابن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة المدني، نزيل البصرة، يقال له: عباد بن إسحاق، وهو صدوق رمي بالقدر. التقريب 198.
2 محمد بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْقَعْنَبِيُّ.
3 رواه مالك في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة 2/ 907 ح 14، ومن طريق القعنبي رواه أبو داود 5/ 213 ح 4910
كتاب الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم.
ومن طريق عبد الله بن يوسف ـ بهذا اللفظ ـ رواه البخاري في كتاب الأدب، باب الهجرة. الفتح 10/ 492 ح 6076.
وأخرجه كذلك عن مالك ابن عبد البر في التمهيد 6/ 115.(2/740)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ، أنا دَعْلَجٌ، نا مُوسَى بْنُ أَبِي خُزَيْمَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ1.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذٌ ـ هُوَ ابْنُ الْمُثَنَّى ـ، نا عَبْدُ اللَّهِ ـ يَعْنِي ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ـ نا جُوَيْرِيَةُ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ ـ وَفِي حديث دعلج نحوه.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ2 الإِسْمَاعِيلِيِّ ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ، أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَكُمُ الْفِرْيَابِيُّ3 قَالا: نا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْبَرَكَ ابْنُ نَاجِيَةَ4، نَا أَبُو مُصْعَبٍ5 عَنْ مَالِكٍ، وهذا حديث قتيبة6.
__________
1 حديث يحيى عن مالك رواه مسلم 4/ 1983 ح 23 كتاب البر والصلة والأدب، وذكره ابن عبد البر في التمهيد 6/ 115 وقال: قال يحيى: يهاجر، وسائر الرواة بقول: يهجر.
2 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الإسماعيلي.
3 هو جعفر بن محمد الفريابي، ويقال: الفيريابي ـ بياء مثناة تحتية قبل الراء ـ. اللباب 2/ 427.
4 عبد الله بن محمد بن ناجية.
5 أحمد بن أبي بكر.
6 حَدِيثِ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ في موطأ مصعب 2/ 78 كتاب الجامع، باب ما جاء في الهجر، وأخرجه الإمام البغوي في شرح السنة
3/ 100 ح 3522، باب النهي عن هجران الإخوان.
وأخرجه من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، وقتيبة بن سعيد عن مالك ... به الحافظ أبو سعيد العلائي في كتاب بغية الملتمس
في سباعيات الإمام مالك بن أنس 151 الحديث الثاني.(2/741)
وأخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، أنا أبو بكر بن مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ الله البزاز، أنا أحمد
ابن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ الْوَشَّاءُ، نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شهاب، عن أنس
ابن مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَ لَيَالٍ ـ لَمْ يَقُلِ ابْنُ نَاجِيَةَ: لَيَالٍ ـ" 1.
وَهَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ومحمد ابن الْوَلِيدِ الزّبيدِيُّ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمُ اللَّفْظَةَ الَّتِي زَادَهَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مَالِكٍ2، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَهِيَ: "لا تَنَافَسُوا"، وَقَدْ وَهِمَ فِيهَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَلَى مَالِكٍ عَنِ ابن شهاب.
__________
1 لم أقف عليه من رواية سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ.
2 رواية شعيب أخرجها الإمام أحمد في المسند 3/ 225، وكذلك رواية سفيان بن عيينة أخرجها أحمد في المسند 3/ 110، وكذلك أخرج أحمد رواية معمر عن الزهري في مسنده 3/ 165، 199، كما أخرج رواية شعيب عن الزهري الإمام البخاري في كتاب الأدب، باب
ما ينهى عن التحاسد والتدابر. الفتح 10/ 481 ح 6065.
كذلك أخرجها من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب ... به الحافظ البيهقي في الكبرى 10/ 232.
كما أخرج روايات مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الوليد الزبيدي وسفيان بن عيينة كلهم عن الزهري الإمام مسلم في صحيحه 4/ 1983
ح 23 من كتاب البر والصلة والأدب.
ورواية سفيان أخرجها أيضاً الحافظ أبو يعلى في المسند 6/ 252 ح 3550، كما أخرج رواية سفيان أيضاً الحميدي في المسند 2/ 500 ح 1183، والترمذي 4/ 329 ح 19 كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الحسد.(2/742)
وَإِنَّمَا يَرْوِيهَا مَالِكٌ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة.
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مالك.
وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ1 قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكُمُ الْفَارَابِيُّ2، نا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ.
وَقَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَإِسْحَاقُ بْنُ موسى قالا: نا معن، نا مالك مثله، وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ3، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا تَحَسَّسُوا، وَلا تَنَافَسُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخواناً" 4.
__________
1 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ البرقاني أبو بكر.
2 هو جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الفريابي، ويقال الفيرابي، والفاريابي، والفارابي.
3 هو عبد الله بن ذكوان القرشي، أبو عبد الرحمن المدني.
4 رواه مالك في موطأه 2/ 907 ح 15 كتاب حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة.
ورواه مسلم 4/ 1985 ح 28 كتاب البر والصلة والأدب عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مالك ... به.
ورواه البخاري في الأدب، باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّن ... } الآية عن عبد الله بن يوسف، عن مالك.
الفتح 10/ 484 ح 6066، إلا أن رواية البخاري فيه "ولا تناجشوا" بدل "ولا تنافسوا".
قال الحافظ ابن حجر تعقيباً على ذلك: قول "ولا تناجشوا" هكذا بالجيم والشين المعجمة في جميع نسخ البخاري التي وقفت عليها، والذي في جميع الروايات عن مالك بلفظ: "ولا تنافسوا" بالفاء والسين المهملة، وكذا أخرجه الدارقطني في الموطآت"....، ثم ذكر من رواه
عن مالك كذلك ... إلى أن قال: إلا أني ما وجدت ما يعضد رواية عبد الله بن يوسف هذه، ويبعد أن يجتمع الجميع على شيء، ويتفرد واحد بخلافه ويكون محفوظاً.
ولم أر الحديث في نسختي من مستخرج الإسماعيلي أصلاً، فلا أدري، سقط عليه أو سقط من النسخة". أ. هـ ملخصاً من الفتح.(2/743)
فِي كِتَابِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ1: وَلا تَحَسَّسُوا ـ بِالْحَاءِ ـ مُقَدَّمٌ عَلَى وَلا تَجَسَّسُوا ـ بِالْجِيمِ.
82- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبيد الله بن محمد بن الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ2 النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الواسطي، ومحمد3 (112/أ) ابن غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ قَالا: نا هَوْذَةُ4 بْنُ خَلِيفَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ5.
وأخبرني أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارُ، نا الحارث
ابْنُ مُحَمَّدٍ، نا هَوْذَةُ، نا ابْنُ4 عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ6، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
__________
1 الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان.
2 في الأصل سليمان ـ بالمثناة التحتية بعد اللام ـ والتصويب من طبقات الحنابلة 2/ 7، وتذكرة الحفاظ 3/ 868.
3 في هامش الأصل "قوبل فصح بعونه تعالى، والله أعلم".
4 قال في التقريب 365: بفتح الهاء وزيادة هاء في آخره ـ ابن خليفة بن عبد الله الثقفي، من ولد أبي بكرة الثقفي الصحابي رضي الله عنه، قال في المغني 271: هوذة ـ بالذال المعجمة.
5 ابن أرطبان أبو عون البصري.
6 أبو بكرة ـ بزيادة هاء في آخره ـ نفيع ـ مصغراً ـ بن الحارث، أبو عمرو الثقفي، الصحابي المشهور.(2/744)
"لَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ رَكِبَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناقته، ثم قال: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النحر؟ قلنا: بلى، قال: قَالَ: أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ الْبَلَدَ الْحَرَامِ؟ قُلْنَا: بَلَى.
قَالَ: إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ ودماءكم حرام بينكم فِي يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي مِثْلِ1 شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي مِثْلِ بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلا، هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالَ: قِيلَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ـ مَرَّتَيْنِ ـ فَإِنَّهُ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَعْضُ من لَمْ يَشْهَدْ أَوْعَى مِنْ بَعْضِ مَنْ شَهِدَ، ثُمَّ مَالَ إِلَى غُنَيْمَاتٍ، فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُنَّ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ الشاة والثلاثة الشاة" 2، سياق حديث النجاد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا حِبَّانُ3،
أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ4، وَأنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: "خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ فَأَمْسَكْتُ ـ إِمَّا قَالَ: بِخِطَامِهَا، وَإِمَّا قَالَ: بزمامها ـ
__________
1 في الأصل في هذا الموضع علامة تضبيب، وهذه اللفظة لم أقف عليها في ألفاظ الحديث عند من خرجه من الأئمة، كما سيأتي في تخريجه.
2 أخرجه مسلم 3/ 1306 ح 30 من كتاب القسامة عن يزيد بن زريع، عن ابن عون به مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ.
3 بالمهملة والموحدة آخره نون ـ ابن موسى المروزي.
4 هكذا في الأصل، ولا أدري لماذا أقحمت الواو هنا، لأن ابن المبارك هو الذي يقول: أخبرنا ابن عون كما سيأتي في التخريج.(2/745)
قال: أي يوم هذا؟ فأمسكنا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ فَقُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟ فَقُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قال: أليست البلدة (الحرام) ؟ 1 قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:
فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ـ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ ـ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَعَسَى الشَّاهِدُ أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ" 2 ... ثُمَّ ذَكَرَ بقية الحديث.
وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَالِبٍ فِي أَثَرِهِ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ
ابن مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، نا إِسْحَاقُ ـ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ـ أنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، نا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "لَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعِيرِهِ وَرَجُلٌ آخِذٌ بِخِطَامِهِ ـ أَوْ قَالَ بِزِمَامِهِ ـ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ... ".
قَالَ إِسْحَاقُ: فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ قُرَّةَ3 إِلَى قَوْلِهِ: أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ
__________
1 ما بين القوسين سقط من الأصل، والسياق يقتضي إثباته، وقد جاء في الروايات الأخرى.
2 رواية ابن المبارك عن ابن عون هذه أخرجها الإسماعيلي أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ في المستخرج على الصحيح البخاري، نص على هذا الحافظ في الفتح 1/ 158.
3 بضم القاف بعدها راء آخره هاء ـ ابن خالد السدوسي البصري، وسيأتي تخرج حديثه، وهو في الصحيحين.(2/746)
سَمِعَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ، ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كبشين أملحين فذبحهما وإذا جَزِيعَةٍ1 مِنْ غَنَمٍ، فَقَسَّمَهَا بَيْنَنَا أَوْ قَالَ: فَاقْتَسَمْنَاهَا2.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عون بن أرطبان (112/ب) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَتَابَعَهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَلَى إِسْنَادِهِ.
وَقَالَ قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حدثني عبد الرحمن
ابن أَبِي بَكْرَةَ، وَرَجُلٌ آخَرُ ـ أَفْضَلُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3 ـ، حُمَيْدُ بْنُ عبد الرحمن الحميري عَنْ أَبِي بَكْرَةَ.
وَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ ابن أَبِي بَكْرَةَ4 ـ وَلَمْ يسمِّه ـ عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عن أيوب، عن
__________
1 قال في النهاية 1/ 269: الجزيعة: القطعة من الغنم تصغير جزعة ـ بكسر الجيم ـ وهو القليل من الشيء، يقال: جزع له جزعة
من المال، أي قطع له منه قطعة، وهكذا ضبطه الجوهري مصغراً 3/ 1195-1196 مادة جزع، إلا أن المحقق حرفه إلى كسر الجيم ـ والذي جاء في المجمل لابن فارس ـ بفتح الجيم وكسر الزاي، قال: هي القطعة من الغنم كأنها فعيلة بمعنى مفعولة، وما سمعناها في الحديث إلا مصغراً.
2 رواية حماد بن مسعدة أخرجها الإمام مسلم 3/ 1306 ح 30 من كتاب القسامة من طريق محمد بن المثنى ...
3 قال الحافظ في الفتح 3/ 575: ... وإنما كان عند ابن سيرين أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة، لأنه دخل في الولايات، وكان حميد زاهداً.
4 رواية عبد الوهاب عن أيوب أخرجها البخاري في أكثر من موضع، انظر مثلاً كتاب الأضاحي، باب من قال: الأضحى يوم النحر، الفتح 10/ 7 ح 5550، وفي كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} الفتح 13/ 424
ح 7447.
ورواه مسلم 3/ 1305 ح 29 من كتاب القسامة.(2/747)
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ أَبِي بَكْرَةَ فِيهِ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عن أيوب، عن بعض أولاد أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ1.
إِلا أن ابن عون زاد آخر الْحَدِيثِ أَلْفَاظًا وَهِمَ فِيهَا فَأَدْرَجَهَا في حديث أبي بكرة ـ الْكَبْشَيْنِ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ، وَإِنَّمَا رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
فِي حَدِيثٍ آخَرَ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَغَيْرُهُ2.
فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ فَقَدْ رَوَاهُ قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ سِيرِينَ بِطُولِهِ سِوَى الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَوْرَدَهَا ابْنُ عَوْنٍ فِي آخر الحديث.
أخبرنا بحديث قرة أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: نا أَبُو عَامِرٍ3، نا قُرَّةُ بن خالد عن محمد ابن سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ وَرَجُلٍ أَفْضَلِ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حميد
ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بغير اسمه، فقال: أليس
__________
1 لم أقف على رواية ابن طهمان.
2 سيأتي تخريجها في آخر هذه الترجمة.
3 العقدي ـ بفتح المهملة والقاف ـ واسمه عبد الملك بن عمرو القيسي ـ بالقاف والمهملة.(2/748)
يَوْمَ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أليس البلدة الحرام؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قال: ليبلغ الشاهد الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، أَلا، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضَكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ" 1.
وأخبرنا بِحَدِيثِ أَيُّوبَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ [نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ] 2 نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ3 قَالَ: حَدَّثَنِي جدي.
قال عمر: وحدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نصر، نا يعقوب بن
__________
1 رواه البخاري في باب الخطبة أيام منى من كتاب الحج، الفتح 3/ 573 ح 1741 عن عبد الله بن محمد، عن أبي عامر ... به.
وأخرجه من طريق أبي عامر ويحيى بن سعيد القطان كلاهما عن قرة الإمام مسلم في صحيحه 3/ 1307 ح 31 من كتاب القسامة،
ومن كلا الطريقين عن قرة أخرجه أحمد في المسند 5/ 39، 49.
2 هكذا في الأصل، والصواب في نظري: عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بن أحمد الواعظ أبو حفص ابن شاهين، بدليل قوله بعد قليل: (قال عمر: وحدثنا ... ) ، وفي ترجمة ابن شاهين في تاريخ 11/ 265 نسب هكذا، وذكر في شيوخه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد البغوي وعبد الملك ابن أحمد بن نصر، أبو الحسين الخياط.
3 هو أبو القاسم البغوي، وجده هنا هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي، جده لأمه، ويقال: إن نسبة أبي القاسم البغوي إلى جده لأمه، والله أعلم. راجع تاريخ بغداد 10/ 111.(2/749)
إِبْرَاهِيمَ1 قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فَقَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يوم خلق السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ متواليات؛ ذو القعدة، وذوالحجة, وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مضر الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ يوم هذا؟ قلنا: الله (113/أ) وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بغير اسمه، فقال: أليس البلدة الحرام؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ـ قَالَ أَيُّوبُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ ـ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا،
فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلا، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضُ مَنْ يُبَلِّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهَا مِنْ بَعْضِ مَنْ سمعه" 2.
__________
1 هو الدورقي.
2 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 37.
وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 483 ح 1947، كتاب الحج، باب الأشهر الحرم عن مسدد، عن إسماعيل به ... مختصراً.(2/750)
وأما حديث محمد بن سيرين عن أنس بن مالك الذي ذكر فيه الكلمات (التي) 1 زادها ابن عون في حديث أبي بكرة:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى2 وَالْمَنِيعِيُّ3 قالا: حدثنا أبو خيثمة4.
وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ ـ وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ: مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي فَلْيُعِدْ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ ـ فَذَكَرَ هَنَةً5 مِنْ جِيرَانِهِ، كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَهُ6، قَالَ: وَعِنْدِي جَذَعَةٌ7 هِيَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ فَلا أَدْرِي أَبَلَغَتْ رُخْصَتُهُ مَنْ سِوَاهُ أَمْ لا، ثُمَّ انْكَفَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كَبْشَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، وَقَامَ النَّاسُ إِلَى غَنِيمَةٍ فتوزعوها أو قال: فتجزعوها" 8.
__________
1 في الأصل (الذي) ، وما أثبته أنسب للسياق.
2 أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الموصلي.
3 بفتح الميم وكسر النون وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها عين مهملة، هذه النسبة إلى منيع، وهو جد المنتسب إليه، منهم: أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد البغوي المعروف بالمنيعي، وإنما قيل له ذلك، لأنه ابن بنت منيع. اللباب 3/ 265.
4 زهير بن حرب.
5 هنة ـ مخففة ـ أي حاجة. فتح الباري 10/ 20.
6 هكذا في الأصل وفي مسند أبي يعلى، وصحيح مسلم، ومسند أحمد، أما في رواية البخاري في كتاب الأضاحي، باب من ذبح قبل الصلاة أعاد، فقال: (عَذَره) .
7 الجذعة من البقر والمعز ما دخل في السنة الثانية. النهاية 1/ 250.
8 انظر مسند الإمام أحمد 3/ 113، 117، ومسند أبي يعلى 5/ 209 ح 2826.
والحديث أخرجه البخاري في أكثر من موضع مجزأً، وأكملها ما رواه في كتاب الأضاحي، باب من ذبح قبل الصلاة أعاد. الفتح 10/ 20 ح 5561 عن علي بن المديني، عن إسماعيل ... به.
ورواه مسلم 3/ 1554 ح 10 من كتاب الأضاحي عن يحيى بن أيوب، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب عن إسماعيل ... به.
وأخرجه أيضاً النسائي 7/ 223-224 كتاب الأضاحي.(2/751)
دَخَلَ لَفْظُ أَحَدِ الْحَدِيثَيْنِ فِي الآخر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ، نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ،
نا أَبُو الْخَطَّابِ، نا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، نا أَيُّوبُ عن محمد بن سيرين، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "خَطَبَنَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أضحى، فوجد ريع لحم فنهاهم أن1 يذبحوا، قال: مَنْ كَانَ ضَحَّى فَلْيُعِدْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَذَكَرَ هَنَةً مِنْ جِيرَانِهِ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَهُ، وقال: يا رسول الله، عندي جزعة أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، فَرَخَّصَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، قَالَ: فلا أدري أجزأت رخصته غَيْرِهِ أَمْ لا، قَالَ: وَانْكَفَأَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، قَالَ: وَانْكَفَأَ النَّاسُ إِلَى غَنَمٍ فتوزعوها أو قال: فتجزؤوها" 2.
__________
1 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، وهذه الجملة هكذا في صحيح مسلم كما سيأتي في التخريج.
2 رواه مسلم 3/ 1555 ح 12 كتاب الأضاحي عن زياد بن يحيى الحساني ـ بمهملتين ـ عن حاتم به.
وذكر البخاري رواية حاتم عقب رواية عبد الوهاب عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس دون أن يذكر المتن في كتاب الأضاحي،
باب أضحية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكبشين أقرنين.
وذكرها مرة أخرى معلقة في باب ضحى بالجزع من المعز ... الفتح 10/ 9، 13.
وقد وصله الحافظ في تغليق التعليق 4/ 7.(2/752)
وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين مثل ذلك:
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ1، أنا عبد الله بن جعفر (113/ب9 بن درستويه النحوي، نا يعقوب
ابن سفيان، نا محمد بن حساب2 ـ أظنه قَالَ: ـ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا أَيُّوبُ وَهِشَامٌ3، عَنْ مُحَمَّدِ، عن أنس ابن مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ ذَبَحَ قبل الصلاة أن يعيد ذبحاً، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنَّ جِيرَانِي بِهِمْ فَاقَةٌ أَوْ خَصَاصَةٌ فَذَبَحْتُ قَبْلَ الصَّلاةِ وَعِنْدِي عَنَاقٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَإِنْ كَانَتْ رخصة له كان ذاك، وَإِلا فَلا عِلْمَ لِي، قَالَ: ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ إِلَى غَنِيمَةٍ فَتَجَزَّعُوهَا ـ قَالَ الْحَسَنُ فِي نُسْخَةٍ أُخْرَى: فتجزؤوها ـ"4.
وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، نَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا عبد الله
__________
1 الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان.
2 بكسر الحاء وتخفيف السين المهملتين آخره موحدة ـ الغبري ـ بضم المعجمة وتخفيف الموحدة المفتوحة ـ البصري، كذا ضبطه الحافظ في تقريب التهذيب 310.
3 ابن حسان الأزدي القردوسي ـ بالقاف وضم الدال ـ أبو عبد الله البصري، قال الحافظ في التقريب 364: ثقة من أثبت الناس
في ابن سيرين.
4 رواه مسلم 3/ 1055 ح 11 عن محمد بن عبيد الله الحساب الغبري، عن حماد بن زيد ... به.
وأخرجه أبو يعلى في المسند 5/ 211 ح 2827 من رواية هشام القردوسي وحده عن ابن سيرين.
وأخرجه البخاري من رواية حماد، عن أيوب وحده، عن ابن سيرين في كتاب العيدين، باب كلام الإمام والناس في خطبة العيد. الفتح
2/ 470 ح 984.(2/753)
ابن مُحَمَّدٍ1، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ ـ قَالَ حَمَّادٌ: وَلا أَعْلَمُهُ إِلا عَنْ أَنَسٍ، وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ عُمَرُ: وَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد قال: حدثني الحسن
ابن مُحَمَّدٍ2، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ3، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَأَمَرَ مَنْ ذَبَحَ قبل الصلاة أن يعيد ذبحاً، فَقَامَ رَجُلٌ
مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ/ جِيرَانٌ كَانُوا لَنَا وَكَانَتْ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَفَاقَةٌ، وَإِنِّي ذَبَحْتُ قَبْلَ الصَّلاةِ، وَإِنَّ عِنْدِي عَنَاقًا هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، قَالَ: فَرَخَّصَ له فيها ـ قال أحمد: فَإِنْ كَانَتْ رُخْصَتُهُ عَدَّتْ ذَلِكَ الرَّجُلَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْلَمْهُ ـ.
ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَضَحَّى بِهِمَا وَتَفَرَّقَ النَّاسُ إِلَى غَنِيمَةٍ.
قَالَ أَيُّوبُ فِي حَدِيثِهِ: فَتَجَزَّعُوهَا، وَقَالَ هِشَامٌ: فَتَوَزَّعُوهَا"4.
وَلَفْظُ هَذَا الْحَدِيثِ لِيَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ حماد.
83- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ5 بْنِ إسماعيل الداودي، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أبو جعفر محمد ابن سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّعْمَانِيُّ، نا
__________
1 أبو القاسم البغوي.
2 ابن الصباح الزعفراني.
3 أبو عباد الضبعي البصري.
4 لم أجد رواية يحيى بن عباد عن حماد فيما وقفت عليه من المصادر.
5 في تاريخ بغداد 3/ 38: مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بن إسماعيل ...(2/754)
الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي1، نا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، نا قَيْسٌ2 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ3، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ4،
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ وَلِيَّ لَهُ".
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، زَادَ فِيهِ: "وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ من وَلِيَّ لَهُ" 5، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ
فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَهَذَا الْقَوْلُ صَحِيحٌ، لَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَكْثَرُ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا نِكَاحَ إِلا بولي".
__________
1 قال في الأنساب 3/ 240: بالراء الساكنة بين جيمين مفتوحين وراء أخرى بعدها، هذه النسبة إلى جرجرايا، وهي بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط، ثم ذكر في من ينسب إليها الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، وهكذا ذكر في تهذيب الكمال للمزي 6/ 387
رقم 1316.
قلت: كان في الأصل الجرجاني ـ براء واحدة بين الجيمين وآخره نون ـ وكتب في الهامش قوله "في الأصل الجرجرائي".
في تهذيب التهذيب والتقريب "الجرجرائي".
أما الحافظ أبو القاسم السهمي فقد ذكره في تاريخ جرجان 94 ترجمة 277، فقال: الجرجاني ـ بالنون ـ نسبة إلى جرجان، وقد علق الأستاذ بشار عواد عليه في حاشية تهذيب الكمال فأطال وأفاد، ولكنه لم يرجح شيئاً من النسبتين، والله أعلم.
2 ابن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي. قال ابن حجر: صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه. التقريب 283.
3 عمرو بن عبد الله السبيعي ـ بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة ـ الكوفي.
4 ابن أبي موسى الأشعري، قال في التقريب 394: قيل: اسمه عامر، قيل: الحارث، وهو ثقة.
5 علي بن عمر هو الدارقطني، وكلامه هذا لم أقف عليه في السنن ولا في العلل، ولم أقف على تخريج هذه الرواية.(2/755)
وَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ عَنْ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الربيع. ووافقه شيبان
ابن سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ، وَأَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ1، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، فَرَوَوْهُ عَنْ قَيْسٍ كَذَلِكَ.
وَأَمَّا حَدِيثُ طَلْقٍ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ (14/أ) الصَّيْرَفِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن محمد
ابن عُثْمَانَ الطِّرَازِيُّ2 جَمِيعًا ـ بِنَيْسَابُورَ ـ قَالا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمِّ قَالَ: نَا أَحْمَدُ
ابن عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ3، نا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 4.
وَأَمَّا حَدِيثُ شَبَابَةَ بْنِ سوار:
فَأَخْبَرَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بكر محمد بن السري
ابن عُثْمَانَ التَّمَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ أبي بردة،
__________
1 قال الذهبي: يقال اسمه مرداس بن محمد بن الحارث بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بردة بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، وقيل اسمه محمد، وقيل عبد الله، ضعفه الدارقطني، توفي سنة 222هـ. الميزان 4/ 507.
2 قال في اللباب 2/ 277: بكسر الطاء المهملة وفتح الراء وبعد الألف زاي ـ هذه النسبة إلى عمل الثياب المطرزة واستعمالها.
3 ذكره ابن حبان في الثقات 8/ 51، وزاد في نسبه القرشي الكوفي، ولم أظفر به في غير ثقات ابن حبان.
4 أخرجه عن الأصم عن أحمد بن عبد الحميد.. الحافظ البيهقي في الكبرى 7/ 107، والخطيب في الكفاية 578.(2/756)
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 1.
وأما حديث أبي بلال ويحيى بن الحماني:
فأخبرناه أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ التَّاجِرُ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْحِمَّانِيُّ2، نا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، نا قَيْسٌ.
قَالَ الأزدي: ونا طريف بن عبد اللَّهِ، نا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3.
وَهَكَذَا رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، وَرَقَبَةُ
ابن مصقلة4، ومحمد بن بشر الأَسْلَمِيِّ وَجَمَاعَةٌ غَيْرُهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَحَادِيثَهُمْ فِي كِتَابِ (إِبْطَالِ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ) ... 5
__________
1 رواية شبابة عن قيس رواها البيهقي في السنن الكبرى 7/ 108.
2 بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم وفي آخرها نون ـ هذه النسبة إلا حمّان، قبيلة من تميم. اللباب 1/ 386.
3 لم أقف على رواية الحمانيين.
4 قال في التقريب 104: رقبة ـ بقاف وموحدة مفتوحتين ـ ابن مصقلة ـ بمهملة وقاف ـ العبدي الكوفي، أبو عبد الله، ثقة مأمون.
5 ذكره ضمن مؤلفات الخطيب كل من:
الأستاذ يوسف العش في كتاب الخطيب البغدادي ص 127.
الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري في موارد الخطيب البغدادي ص 80، ولم يذكرا أنه موجود، فلعله فقد ضمن ما فقد من تراثنا الإسلامي.
وروايات هؤلاء وغيرهم خرّجها البيهقي في الكبرى 7/ 106-110، وأِشار إليها الإمام الترمذي في السنن 3/ 399-402، ورجح الترمذي وقبله الإمامان علي بن المديني وأبو عبد الله البخاري وغيرهما وصل الحديث.
وقد أشار الحافظ ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود 3/ 29-31 إلى هذه الروايات وذكر الخلاف في هذا الحديث وصلاً وإرسالاً، ثم قال: والترجيح لحديث إسرائيل في وصله من وجوه عديدة: أحدها تصحيح من تقدم من الأئمة له، وحكمهم لروايته بالصحة، كالبخاري، وعلي ابن المديني، والترمذي، وبعدهم الحاكم وابن حبان وابن خزيمة.
الثاني: ترجيح إسرائيل في حفظه وإتقانه لحديث أبي إسحاق، وهذا شهادة الأئمة له، وإن كان شعبة والثوري أجل منه، لكنه لحديث
أبي إسحاق أتقن وبه أعرف.
الثالث: متابعة من وافق إسرائيل على وصله كشريك، ويونس بن أبي إسحاق وغيرهما..
الرابع: ما ذكره الترمذي، وهو أن سماع الذين وصلوه عن أبي إسحاق كان في أوقات مختلفة، وشعبة والثوري سمعاه في مجلس واحد.
الخامس: أن وصله زيادة من ثقة ليس دون من أرسله، والزيادة إذا كان هذا حالها فهي مقبولة.(2/757)
فَأَمَّا الزِّيَادَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا الْحُسَيْنُ بن عبد الرحمن الجرجرائي عَنْ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ، فَإِنَّهَا وَهْمٌ، وَلَيْسَتْ مَحْفُوظَةٌ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، لَكِنَّهَا تُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فأما حديث علي:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بن الحسين بن الفضل القطان قَالا: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ1، نا يَحْيَى بْنُ
__________
1 قال في الأنساب 5/ 176: بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الخلد: محلة ببغداد، ... وأما جعفر ابن محمد بن نصير الخلدي، فإنما قيل له: الخلدي، لأنه كان يوماً عند جنيد بن محمد، فسأله بعض أصحابه فقال: أجبهم يا أبا محمد، فأجبتهم فقال لي: يا خلدي، من أين لك هذه الأجوبة؟ فجرى عليّ اسم الخلدي ... أ. هـ ملخصاًَ.(2/758)
إسحاق بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البجلي، نا الحسين
ابن إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى1 عَنْ عُمَرَ بْنِ الصّبحِ2، عَنْ مقاتل بن حيان، عن الأصبغ3 بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَزَوَّجَتْ بِغَيْرِ وَلِيٍّ فَتَزْوِيجُهَا بَاطِلٌ ـ ثَلاثًا ـ ثُمَّ هُوَ بَاطِلٌ، ثُمَّ هُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلِيٌّ فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ" 4.
__________
1 السلمي أبو ليلى الكوفي لقبه زنبور ـ بضم الزاي والموحدة بينهما نون ساكنة وآخره راء ـ ضعيف، مات بعد المائتين، كذا في التقريب 325، وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وضعفه أيضاً النسائي، وابن أبي حاتم، والعقيلي، وابن عدي وغيرهم. التهذيب 9/ 533.
2 بضم المهملة وسكون الموحدة، ابن عمران التميمي أو العدوي، أبو نعيم الخراساني.
قال ابن راهويه: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير في البدعة والكذب؛ جهم بن صفوان، وعمر بن صبح، ومقاتل
ابن سليمان. قال ابن حبان في المجروحين 2/ 88: كان ممن يضع الحديث على الثقات.
وكذبه الدارقطني والأزدي وغيرهما. التهذيب 7/ 463.
3 بالمهملة والموحدة وآخره غين معجمة ـ التميمي الحنظلي الكوفي، يكنى أبا القاسم.
قال ابن حبان في المجروحين 1/ 173-174: هو الذي يقال له أبو القاسم الدارمي، وقيل المجاشعي، وهو ممن فتن بحب علي، أتى بالطامات في الروايات فاستحق من أجلها الترك.
وقال في التقريب 38: متروك رمي بالرفض.
4 أخرجه من هذا الطريق المظلم عن عمر بن صبح عن مقاتل ... به الحافظ ابن عدي في الكامل في ترجمة عمر بن صبح 5/ 1683-1684.(2/759)
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حمدان، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ، أنبأ علي ابن حجر عن معمر بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيِّ، عَنْ حَجَّاجٍ1، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ" 2.
وأما حديث عائشة:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ3 الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا محمد
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ4، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى5،
عَنِ ابْنِ شهاب (114/ب) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
"لا تنكح المرأة لغير أَمْرِ وَلِيِّهَا، فَإِنْ نُكِحَتْ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ـ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ـ فَإِنْ أَصَابَهَا فَلَهَا مَهْر مِثْلهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ من ولي له" 6.
__________
1 ابن أرطاة ـ بفتح الهمزة ـ صدوق كثير الخطأ والتدليس. التقريب 64.
2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 250، وعنده عن حجاج، عن عكرمة، عن ابن عباس.
3 في الأصل "الحسين" بزيادة مثناة تحتية، والصواب ما أثبته، وهو من شيوخ الخطيب المشهورين.
4 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن جريج المكي.
5 أبو أيوب الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق، فقيه أهل الشام في زمانه، وثقه دحيم، وابن معين. وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت منه. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال النسائي: أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث ... التهذيب 4/ 226.
6 رواه الترمذي في كتاب النكاح، باب لا نكاح إلا بولي 3/ 398 ح 1102 عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن ابن جريج ... به.(2/760)
84- حديث آخر:
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حماد ابن سُفْيَانَ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ1 عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "أَكَلْنَا الْجَرَادَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَانَا عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" 2.
لا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ كَذَا إِلا أَحْمَدَ بْنَ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ بِإِسْنَادِهِ.
وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ، لأَنَّ حَدِيثَ الْجَرَادِ لَيْسَ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، وَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَهُ عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَبْدِيِّ3،
عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، وَأَمَّا حَدِيثُ الْحُمُرِ فَهُوَ عِنْدَهُ عَنِ الشَّيْبَانِيُّ.
وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ الْحَدِيثَيْنِ، فَأَفْرَدَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِإِسْنَادِهِ، وَكَذَلِكَ فعل محمد
ابن جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ فِي رِوَايَتِهِمَا عَنْ شُعْبَةَ.
وَرَوَى أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثُ الشَّيْبَانِيِّ، فَذَكَرَ فَصْلَ الْحُمُرِ وَلَمْ يَذْكُرْ
__________
1 أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني.
2 لم أقف عليه من هذا الطريق بهذا السياق.
3 وقدان ـ بسكون القاف ـ أبو يعفور ـ بفتح الياء التحتانية وسكون المهملة وضم الفاء آخر الراء ـ العبدي الكوفي، مشهور بكنيته، وهو الأكبر، ويقال: واقد، ثقة، مات سنة 120هـ تقريباً. التقريب 369.(2/761)
فَصْلَ الْجَرَادِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى وَهْمِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ فِي رِوَايَتِهِ.
وَحَدِيثُ الْجَرَادِ ثَابِتٌ مِنْ حَدِيثِ الشَّيْبَانِيِّ عَنِ ابن أبي أوفى، رواه عنه هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ1 أَيْضًا عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، وَأَبُو يَعْفُورٍ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى.
وأما حديث الأصم عن إبراهيم بن مرزوق الذي ذكر فيه فصل الحمر وحده:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأصم، نا إبراهيم ابن مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ ـ بِمِصْرَ ـ نا وَهْبٌ، نا شُعْبَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ:
"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الحمر، فأكفيت2 الْقُدُورُ" 3.
قَالَ: فَذَكَرْتُ4 ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: إِنَّمَا نَهَى عَنْهُ5، لأَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ3، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بن إبراهيم الطرسوسي6
__________
1 وضاح بن عبد الله اليشكري.
2 قال في النهاية 4/ 182: يقال: كفأت الإناء وأكفأته إذا كببته، وإذا أملته لتفرغ ما فيه.
3 أخرجه من طريق ابن مرزوق عن وهب ... به الحافظ أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 205، 207.
4 القائل هو سليمان بن أبي سليمان الشيباني، نص على ذلك الحافظ في الفتح 6/ 257، وأخرجه عنه الإمام أحمد في المسند
4/ 381.
5 كتب عليه علامة تضبيب، لعله تنبيهاً إلى أن الأولى تأنيث الضمير = عنها = ليعود على الحمر، والصواب في نظري ما هو
في الأصل من التذكير = عنه = لأنه يعود على اللحم، والله أعلم.
6 لم أقف على روايته، وأبو أمية هذا قال فيه ابن حجر في التقريب 388: صدوق يهم، صاحب حديث مشهور بكنيته، مات سنة 293هـ.(2/762)
عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ.
وأما حديث غندر محمد بن جعفر عن شعبة مثل هذا القول:
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ،
نا أَبُو مُوسَى1، نا محمد بن جعفر، نا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْفِئُوا الْقُدُورَ وَمَا فِيهَا".
قَالَ شُعْبَةُ:2 أَمَا يكون قَالَ سُلَيْمَانُ: وَمَا فِيهَا، أَوْ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ أَبِي أوفى قال: فحدثت سعيد
ابن جبير، فقال: (115/أ) حَرَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا تَأْكُلُ الْحُشُوشَ، وَأَحْسَبُهُ قَالَ: يَوْمَ خيبر3.
أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا على أبي الحسين بن4 المظفر، حَدَّثَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ5، نا أَبُو مُوسَى1، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أوفى قال:
__________
1 محمد بن المثنى العنزي ـ بفتح الزاي والنون ـ المعروف الزمن ـ بكسر الزاي.
2 في الأصل هنا علامة تضبيب، لعله بسبب سقوط "إن" قبل "يكون"، والكلام يستقيم بدونها.
3 لم أجده بهذا السياق عن غندر.
4 محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى أبو الحسين البزاز ـ بزايين ـ هكذا في تاريخ بغداد 3/ 262.
5 ابن حماد أبو الحسن البزاز ـ بزايين ـ قال الخطيب: كان صدوقاً فهماً، جمع حديث شعبة، وأصابه آخر عمره اختلاط.
تاريخ بغداد 11/ 346.(2/763)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أكفوا القدور وما فيها" 1، لم يَزِدْ.
وأما حديث أبي داود عن شعبة بمتابعتهما:
فأخبرناه أبو طالب الْعُشَارِيِّ2، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، نا أَبُو صَالِحٍ الأَصْبَهَانِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ، أنا أَبُو مَسْعُودٍ3، نا أَبُو دَاوُدَ4 نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" 5.
وأما حديث غندر عن شعبة في الجراد:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُسْتَمْلِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى البَّاغِشِيُّ6،
نا أَبُو نُعَيْمٍ7 الإِسْتَرَابَاذِيُّ، نا أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي مُعَاذٍ، نا غُنْدَرٌ، نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: سَأَلَ8 شريكي ـ وأنا
__________
1 رواه أحمد عن غندر محمد بن جعفر في المسند 4/ 354.
2 مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الحربي، وهذا ليس من تدليس الشيوخ الذي عرف به الخطيب، والعشاري ـ بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة وبعد الألف راء ـ كذا في اللباب 2/ 341.
3 أحمد بن فرات بن خالد الضبي الرازي.
4 سليمان بن داود الطيالسي.
5 رواه الطيالسي في المسند 110 ح 816.
6 قال في اللباب 1/ 111: بفتح الباء الموحدة والغين المعجمة المفتوحة بينهما الألف، وفي آخره الشين المعجمة، هذه النسبة
إلى باغش، وهي فيما أظن قرية من قرى جرجان، منها أبو العباس....
7 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي الإستراباذي ـ بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة. اللباب 1/ 51.
8 في سنن البيهقي الكبرى 9/ 257: سألت شريكي عبد الله وأنا معه.(2/764)
مَعَهُ ـ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ: "لا بَأْسَ بِهِ، غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ فَكُنَّا نَأْكُلُهُ" 1.
وأما حديث أبي داود عن شعبة مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ2، نا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: "غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ مَعَهُ الْجَرَادَ" 3.
وَهَكَذَا رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ4 الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ5 الْحَوْضِيُّ وَغَيْرُهُمْ عَنْ شُعْبَةَ6.
وأما حديث هشيم عن الشيباني في الجراد:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله
__________
1 رواه بهذا الإسناد والسياق الحافظ البيهقي في الكبرى 9/ 257، وعن محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي، وعن محمد بن بشار
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ كلاهما عن شعبة ... به الإمام مسلم في الصحيح 3/ 1546 ح 52 من كتاب الصيد والذبائح.
2 محمد بن إسحاق.
3 رواه أبو داود الطيالسي في مسنده 110 ح 818.
4 هشام بن عبد الملك.
5 حفص بن عمر.
6 رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة أخرجها البخاري في كتاب الذبائح والصيد، باب أكل الجراد. الفتح 9/ 620 ح 5495.
وأخرجه الحافظ البيهقي في الكبرى 9/ 256-257 من طريق سليمان بن حرب وأبي الوليد الطيالسي، وأبي عمر الحوضي، كلهم عن شعبة ... به، هذا ولم أقف على رواية معاذ العنبري.(2/765)
ابن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن سفيان زرقان1 الزيات، ثنا مسدد، ثنا هشيم، ثنا الغساني2، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غزوات نأكل الجراد".
ولا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ هُشَيْمٍ غَيْرَ مُسَدَّدٍ، وَلا عَنْ مُسَدَّدٍ إِلا زُرْقَانَ3.
وأما حديث أبي عوانة عن الشيباني وأبي يعفور جميعا:
فأخبرناه أَبُو طَالِبِ بْنُ الْعُشَّارِيِّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرَكٍ الطَّحَّانُ، نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الجراد" 4.
وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْعَنْبَرِيُّ قال: نا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرَكٍ ـ قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ ـ: وَذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ ـ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ ـ ثنا
__________
1 بالزاي والراء بعده قاف ثم ألف بعده نون ـ الزيات ـ بالزاي والمثناة التحتية وآخره مثناة فوقية قبلها ألف ـ كذا في تاريخ بغداد 5/ 431.
2 بالغين المعجمة والسين المهملة آخره نون قبلها ألف ـ هكذا في الأصل، وهو الشيباني سليمان بن أبي سليمان، بدليل ما ذكر أولاً وما في تاريخ بغداد 5/ 431-432، ولا أدري هل للشيباني نسبة إلى غسان أم لا، لم أقف على ذلك في ترجمته، ويحتمل أنه خطأ من الناسخ.
3 أخرجه من طريق هشيم الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 431-432 في ترجمة زرقان الزيات، زاد بعده "تفرد به زرقان، والمحفوظ عن مسدد عن أبي عوانة عن أبي يَعْفُورٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ... به".
4 هذه الرواية عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة أخرجها الخطيب في ترجمة زرقان الزيات في تاريخ بغداد 5/ 431-432.(2/766)
الْحَسَنُ بْنُ مُدْرَكٍ ـ وَاللَّفْظُ لابْنِ مَخْلَدٍ ـ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ وَأَبِي يَعْفُورٍ،
عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَأْكُلُ الْجَرَادَ" 1.
لا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ2، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (115/ب) .
85- حديث آخر:
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو ذرّ أحمد بن محمد
ابن أَبِي بَكْرٍ الْوَاسِطِيِّ مِنْ كِتَابِهِ، نا عمر بن شبة النُّمَيْرِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن سفيان الثوري، قال: حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ3، عَنْ زَاذَانَ4، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ يَبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ، وَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 5.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: هَكَذَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو ذَرٍّ، وَالْكَلامُ الآخَرُ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا عَنْهُ، وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ بِهَذَا الإسناد، والله أعلم.
__________
1 هذه الرواية عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة أخرجها الخطيب في ترجمة زرقان الزيات في تاريخ بغداد 5/ 431-432.
2 بل رواه أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري عن أبي عوانة ... به أخرجه مسلم 3/ 546 ح 52 من كتاب الصيد والذبائح.
3 الكندي، ويقال: الشيباني الكوفي.
4 أبو عبد الله، ويقال أبو عمرو الكندي الكوفي.
5 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.(2/767)
قال الخطيب: أما الأَوَّلُ فَهُوَ مَحْفُوظٌ عَنْ سُفْيَانَ الثوري بهذا الإسناد الذي ذَكَرْنَاهُ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ سُفْيَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ1 الْعُكْلِيُّ، وَأَبُو نعيم الفضل
ابن دُكَيْنٍ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عبيد الله بن موسى:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى الْكُوفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ
ابن مُوسَى، نا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عن عبد الله بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 3.
وَأَمَّا حَدِيثُ زيد بن الحباب:
فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد بن أحمد بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ
أبي عمرو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
__________
1 قَالَ في التقريب 112: بضم المهملة وموحدتين، أبو الحسين العكلي ـ بضم المهملة وسكون الكاف ـ أصله من خراسان، وكان بالكوفة، صدوق يخطئ في حديث الثوري. أ. هـ
2 أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم بن شاذان.
3 رِوَايَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى رواها النسائي في عمل اليوم والليلة 167 ح 66، وأخرجها البغوي في شرح السنة 3/ 197
ح 687.(2/768)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ يُبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي نُعَيْمٍ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ السُّتُورِيُّ2، نا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الختلي، نا موسى ابن الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ النَّسَائِيُّ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، نا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ أَبُو السَّرِيِّ،
نا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنْ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 3.
وَأَمَّا حديث وكيع:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يبلغوني من أمتي السلام" 4.
__________
1 لم أجده من طريق زيد بن الحباب.
2 بضم السين المهملة والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الستر، وجمعه الستور. الأنساب 7/ 76.
3 رواية أبي نعيم أخرجها الإمام البغوي في شرح السنة 3/ 197 ح 687.
4 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 441.
ومن هذا الطريق أخرجه أيضاً أبو عبد الرحمن النسائي 3/ 43 كتاب السهو، باب السلام عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه ابن حبان عن أبي يعلى، عن زهير بن حرب، عن وكيع به. موارد الظمآن 594 ح 2393.(2/769)
وأما حديث معاذ بن معاذ:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا الْحُسَيْنُ بن صفوان البردعي، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد
ابن أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن بجير1، نا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، أنا سُفْيَانُ الثوري، عن عبد الله بن السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ لله ملائكة سياحين (116/أ) فِي الأَرْضِ يُبْلِغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 2.
وَأَمَّا الْكَلامُ الأَخِيرُ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المذكور فِي الْحَدِيثِ الَّذِي بَدَأْنَا بِهِ فليس فيما نعلم إِلا مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ يعقوب الزمعي3، ويختلف عَلَيْهِ فِي إِسْنَادِهِ.
فَرَوَاهُ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقُطْوَانِيُّ4 عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
__________
1 بالموحدة والجيم والراء قبلها ـ مثناة تحتية ـ كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 4/ 52.
2 رواه الإمام النسائي 3/ 43 كتاب السهو، باب السلام عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه أحمد أيضاً في المسند
1/ 453، وقد أخرجه أحمد أيضاً من طريق ابن نمير 1/ 387، وعبد الرحمن بن مهدي 1/ 441، وكذلك أخرجه النسائي من طريق عبد الرزاق في الموضع السابق، وأخرجه من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ ... به إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي 34 ح21.
3 بفتح الزاي وسكون الميم وفي آخرها عين مهملة ـ هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها أبو محمد موسى بن يعقوب ... اللباب 2/ 74، وثقه يحيى القطان، وابن معين، وابن حبان. وقال أبو داود: صالح، وضعفه ابن المديني، وأحمد، والنسائي. التهذيب
10/ 378.
4 قال في التقريب 90: بفتح القاف والطاء المهملة ـ أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي، صدوق يتشيع له أفراد. أ. هـ
قال في اللباب 3/ 47: قطوان موضعان أحدهما بسمرقند، والآخر بالكوفة، وينسب إليه خالد بن مخلد.(2/770)
ابن كَيْسَانَ1، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن مسعود.
وَخَالَفَهُ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، فَرَوَاهُ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عن سعيد
ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ2 ابْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ.
وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله ابن حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
فَأَمَّا حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ مخلد:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ مخلد القطوانيّ.
وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ3، أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله ابن غِيَاثٍ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا
__________
1 الزهري مولى طلحة بن عبد الله بن عوف، ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن القطان: لا يعرف حاله. التهذيب 5/ 372، وقال الحافظ في التقريب 186: مقبول.
2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب، وسعيد هنا هو المقبري، وابن عتبة هو عبد الله، ولم أقف على من ذكر أن سعيداً سمع من عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مسعود، ولعل التضبيب تنبيهاً على ذلك، والله أعلم.
3 بالنون والراء وبعدها مهملة، كذا في الأصل وتاريخ بغداد 3/ 37.(2/771)
خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 1 وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ.
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا يعقوب، نا مُحَمَّدٍ،
نا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ2 بن عتبة ابن مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ أَحَقَّ النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أكثرهم عليّ صلاة" 3.
__________
1 أخرجه الإمام البغوي في شرح السنة 3/ 196-197 ح 686 من طريق عباس الدوري، عن خالد بن مخلد ... به.
وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام 22 ح 25، وعزاه إلى ابن حبان وصححه، وإلى مسند البزار، ومسند ابن منيع، ومن طريق
ابن منيع أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 906.
وأخرجه من طريق محمد بن بشار عن محمد بن خالد بن عثمة ـ بالمهملة والمثلثة ـ عن موسى بن يعقوب ... به ... الحافظ
أبو عيسى الترمذي في الجامع 2/ 354 ح 484، وقال: حديث حسن غريب.
2 في هذا الموضع تضبيب، وقد مر الكلام عليه قريباً.
3 لم أقف عليه من هذا الطريق.(2/772)
وأما حديث الواقدي1:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، حَدَّثَنِي جدي، نا بكر
ابن عَبْدِ الْوَهَّابِ2، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، نا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
"قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً" 3 4.
86- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ5 ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن أحمد
ابن مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ6، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ، نا مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
عَنْ أَبِي
__________
1 محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، قال الحافظ في التقريب 312: متروك مع سعة علمه.
2 ابن محمد بن الوليد بن نجيح، ابن أخت الواقدي، صدوق. التقريب 47.
3 لم أجده من طريق الواقدي وكتابه "الطبقات" مفقود، وهو مظنة وجود مثل هذا الحديث.
4 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الحادي بعد العشرين حسب الطاقة، والله المستعان".
5 قال السمعاني في الأنساب 7/7: بفتح السين المهملة والباء الموحدة بعد الألف بعدها الواو، وفي آخرها الراء، هذه النسبة
إلى سابور، وهي بلدة من بلاد فارس قريبة من بلاد كازرون، وظني أنها جنديسابور، والله أعلم. أ. هـ.
6 بفتح القاف واللام ألف بعدهما النون المكسورة، وفي آخرها سين مهملة، وهذه النسبة إلى القلانس جمع قلنسوة، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كانت صنعته عمل القلانس، كذا في الأنساب 10/ 531.(2/773)
هُرَيْرَةَ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدَّابَّةُ جُرْحُهَا جُبَارٌ1، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالرِّجْلُ3 جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ2 الخمس" 3.
قوله: "الرجل (116/ب) جُبَارٌ" لَمْ يَذْكُرْهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ شُعْبَةَ غَيْرُ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَبَاقِي الْمَتْنِ مَحْفُوظٌ عَنْهُ4.
رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عبد الوارث، وحفص بن
__________
1 قال في النهاية 1/ 236: الجبار: الهدر، والعجماء الدابة. انظر مجمع بحار الأنوار 1/ 311، وقال فيه أيضاً: والرجل جبار: أي ما أصابه الدابة برجها فلا قود على صاحبها.
2 قال ابن الأثير في النهاية 2/ 258: الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق المعادن، والقولان تحتملهما اللغة. أ. هـ.
3 رواه الدارقطني في السنن 3/ 154 ح 215 عن محمد بن إسماعيل الفارسي، عن جعفر القلانسي.. به، ثم قال بعده: قوله الرجل جبار لم يروه عن شعبة غير آدم.
4 الرجل جبار أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعاً، عن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن يزيد، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. السنن 4/ 714 ح 4592 كتاب الديات، باب في الدابة تنفح برجلها.
قال الخطابي: وقد تكلم الناس في هذا الحديث، وقيل: إنه غير محفوظ، وسفيان بن حسين معروف بسوء الحفظ. أ. هـ
قال ابن الأثير في النهاية: ... وهذا الحديث ذكره الطبراني مرفوعاً وجعله الخطابي من كلام الشعبي.(2/774)
عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غندر، والنضر ابن شُمَيْلٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ.
وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ الزِّيَادَةَ الَّتِي زَادَهَا آدَمُ عَنْهُ، لَكِنْ عَنْ غَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَوَاهَا فِي حَدِيثِهِ
عَنْ أَبِي قَيْسٍ عبد الرحمن بن مروان الأزدي، عَنْ هُزَيْلِ1 بْنِ شُرَحْبِيلَ مُرْسَلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد رويت مسندة متصلة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غَيْرِ حَدِيثِ شُعْبَةَ.
فَرُوِيَتْ عَنِ الزهري، عن سعيد بن المسيب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ2، وَرُوِيَتْ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ،
عن أبي هريرة.
فَأَمَّا حَدِيثُ مَنْ رَوَى عَنْ شعبة حديث محمد بن زياد عن أبي هريرة:
فأخبرنا علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، نا عَلِيُّ بْنُ محمد بن أحمد
__________
1 بالزاي مصغراً ـ ابن شرحبيل ـ بالشين المعجبمة والراء بعدها مهملة وموحدة فمثناة تحتية بعدها لام. كذا في الإصابة
10/ 277، والتهذيب 11/ 31.
2 ذكرت قريباً تخريج أبي داود لهذه الرواية، هذا وقد أخرجها أيضاً الحافظ الدارقطني في السنن 3/ 152 ح 208، 209، وكلاهما من طريق سفيان بن حسين، وقد تكلم العلماء في حفظه، وخاصة في الزهري. راجع التهذيب 4/ 107-108.
وقال الدارقطني: لم يتابع سفيان بن حسين على قوله: الرجل جبار، وهو وهم، لأن الثقات خالفوه، ولم يذكروا ذلك، وكذلك رواه أبو صالح السمان، وعبد الرحمن الأعرج، ومحمد بن سيرين، ومحمد بن زياد وغيرهم عن أبي هريرة، ولم يذكروا فيه: الرجل جبار، وهو المحفوظ عن أبي هريرة.(2/775)
الْمِصْرِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
وَنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ التَّغْلِبِيُّ الْهِيتِيُّ1 ـ لَفْظًا ـ نا أحمد بن سليمان النَّجَّادُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ2 ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالُوا: نا شُعْبَةُ عن محمد
ابن زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ ـ زَادَ الْهِيتِيُّ: وَالْبِئْرُ جُبَارٌ ثُمَّ اتَّفَقَا ـ وَفِي الرِّكَازِ الخمس" 3.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: "قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الخمس" 4.
حدثنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ (نا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانٍ) 5 نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسٍ6، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنَا شُعْبَةُ عَنْ محمد بن
__________
1 قال في اللباب 3/ 397: بكسر الهاء وسكون الياء المثناة التحتية وبعدها تاء فوقها نقطتان، هذه النسبة إلى هيت، وهي مدينة على الفرات فوق الأنبار ... أ. هـ.
2 أبو قلابة الرقاشي.
3 أخرجه من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وحفص بن عمر كلاهما عن شعبة ... به الحافظ أبو بكر البيهقي في السنن الكبرى 8/ 110-111، ولم أقف عليه من رواية يزيد بن هارون.
4 لم أقف عليه من طريق عاصم بن علي.
5 أظن أن هذا الاسم مقحم بين ابن أبان وشيخه النجاد، إذ لم أجد له ترجمة ولا ذكر في شبوخ ابن أبان، ولا في تلاميذ النجاد، والله أعلم.
6 ابن كامل، أبو محمد السراج السلمي، قال الخطيب: يقال: إن اسم أبيه عبد الجبار، ولقبه عبدوس، كان من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس عنه لثقته وضبطه، وكان كالأخ لعبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، مات سنة 293هـ.
تاريخ بغداد 2/ 381-382.(2/776)
زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
"قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جبار، وفي الركاز الخمس" 1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجٌ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ2، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر3، نا عبد الرحمن
ابن مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالدَّابَّةُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جبار، وفي الركاز الخمس" 4.
أخبرنا الْحَسَنُ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ أَبُو العباس السراج5.
قال البرقاني: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ.
قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شِيرَوَيْهِ6 قَالا: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ7، أنا النَّضْرُ8، نا شُعْبَةُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ
__________
1 رواه علي بن الجعد في مسنده 1/ 544 ح 1157.
2 ابن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو محمد البصري القاضي.
3 ابن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي أبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري.
4 لم أقف عليه من هذا الطريق.
5 محمد بن إسحاق.
6 عبد الله بن محمد.
7 هو ابن راهويه.
8 ابن شميل.(2/777)
أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (117/أ) : الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَفَّانُ،
نا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الركاز الخمس" 2.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّازِي حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ،
نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: "الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 3.
وأما حديث شعبة عن أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل المرسل الذي فيه الرجل جبار:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يَزِيدُ ـ هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ ـ نا شُعْبَةُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ4 عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الرِّجْلُ جُبَارٌ،
__________
1 لم أقف عليه من هذا الطريق.
2 رواه الإمام أحمد في المسند 2/ 415.
3 لم أجده من طريق شبابة.
4 أوله مثلثة بعدها راء ... ، وكان في الأصل "مروان" بالميم، وهو تصحيف واضح، وهو أبو قيس الأودي، وثقه ابن معين، والعجلي، وابن حبان، والدارقطني. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد: يخالف في أحاديثه.
وضعفه أبو حاتم والعقيلي. التهذيب 6/ 152.
وقال الحافظ في التقريب 199: صدوق ربما خالف. أ. هـ.(2/778)
وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 1.
رَوَاهُ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ، فَلَمْ يَذْكُرَا الرِّجْلَ، وَزَادَا ذِكْرَ الدَّابَّةِ وَالْبِئْرِ كَذَلِكَ.
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ السَّابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ، نا آدَمُ، نا شُعْبَةُ، نا أَبُو قَيْسٍ عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالدَّابَّةُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وفي الركاز الخمس" 2.
وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ3، نَا أَبُو حَفْصِ بْنُ4 الزَّيَّاتِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ5 قَالَ: سَمِعْتُ هُزَيْلَ بْنَ شُرَحْبِيلَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالدَّابَّةُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 6.
وَهَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي قَيْسٍ مُرْسَلا، وَذَكَرَ فِيهِ الرِّجْلَ.
وَرَوَاهُ زِيَادُ [بْنُ] 7 عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ
__________
1 لم أقف عليه من طريق شعبة.
2 لم أجده فيما وقفت عليه من المصادر.
3 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي.
4 عمر بن أحمد الزيات.
5 عبد الرحمن بن ثروان الأودي.
6 لم أجده من هذا الطريق في مسند ابن الجعد المطبوع، ولا في غيره.
7 في الأصل "عن"، والصواب ما أثبته، وهو ابن عبد الله بن طفيل العامري البكائي ـ بفتح الموحدة وتشديد الكاف ـ أبو محمد الكوفي، صدوق ثبت في المغازي، وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين. التقريب 110.(2/779)
هُزَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَّصِلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَظُنُّهُ مَرْفُوعًا2.
وَكِلاهُمَا أَوْرَدَ فِي حَدِيثِهِ ذِكْرَ الرِّجْلِ، وَقَوْلُ مَنْ أَرْسَلَهُ وَلَمْ يوصله عَنْ أَبِي قَيْسٍ أَصَحُّ.
وأما حديث سفيان الثوري الموافق لحديث شعبة عن أبي قيس في إرساله:
فأخبرناه عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمَأْمُونِ الْهَاشِمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَهْدِيٍّ3 الْمُعَدَّلُ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ الزَّيَّاتُ، نا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو4 قَالَ: نا عَبْدُ الرحمن بن مهدي عن سفيان،
عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، والبئر جُبَارٌ، وَالسَّائِمَةُ جُبَارٌ، وَالرِّجْلُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 5.
وأما حديث (117/ب) الأعمش عن أبي قيس الذي وصله عن أبي هريرة:
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الحافظ، نا
__________
1 لم أقف على هذه الرواية.
2 رواه الدارقطني في السنن 3/ 154 ح 214.
3 هو أبو الحسن الدارقطني.
4 ابن ربال ـ بفتح الراء والموحدة ـ ابن إبراهيم الربالي الرقاشي البصري.
5 رواه الدارقطني في السنن 3/ 153 ح 213.(2/780)
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، نا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، نا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرِّجْلُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 1.
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ.
وأما حديث محمد بن طلحة2 عن أبي قيس الذي وصله وجعل عبد الله مكان أبي هريرة:
فأخبرناه عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَهْدِيٍّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا سَلْمُ بْنُ سَلامٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَظُنُّهُ مَرْفُوعًا قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، والبئر جُبَارٌ، وَالرِّجْلُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ" 3.
تَفَرَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بِرِوَايَتِهِ هَكَذَا.
وأما حديث سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّابُورِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عن الزهري، عن سعيد ابن
__________
1 لم أجد هذه الرواية.
2 هو ابن مصرف اليامي، قال في التقريب 303: كوفي صدوق له أوهام، أنكروا سماعه من أبيه لصغره.
3 رواه الدارقطني في السنن 3/ 154 ح 214.(2/781)
الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الرِّجْلُ جُبَارٌ" 1.
وأما حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبْدُوسٍ الْجَصَّاصُ الأَهْوَازِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، نا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُو مَرْيَمَ، نا قتادة عن سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالرِّجْلُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الخمس" 2.
87- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى السّلمِيُّ ـ بِدِمَشْقَ ـ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عبد الله بن محمد
ابن إسحاق الأطرابلسي.
وأخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ النَّحْوِيُّ ـ بِدِمَشْقَ ـ أَيْضًا، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّرَابِيُّ3 قَالا: نا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَطْرَابُلُسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ـ وَفِي حَدِيثِ السّلمِيِّ ـ نا وَزِيرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجُبَيْلِيُّ4، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأْتَ فانثر، وإذا
__________
1 رواه أبو داود في سننه 4/ 714 ح 4592.
2 لم أقف عليه من هذا الطريق، والله أعلم.
3 بفتح الشين المعجمة والراء بعدهما الألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الشراب. الأنساب 8/ 73.
4 بضم الجيم وفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى جبيل، وهي مدينة من بلاد ساحل الشام. الأنساب 3/ 203.(2/782)
اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرِ1، الأُذُنَانِ ـ وَقَالَ السّلمِيُّ: والأذنان (118/أ) مِنَ الرَّأْسِ" 2.
قَوْلُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، "الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" خَطَأٌ فظيع وَوَهْمٌ شَنِيعٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَتْنَ المرفوع (إلى) 3 "فَأَوْتِرْ" حَسْبُ لا زِيَادَةَ عَلَيْهِ.
وَالْوَهْمُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَزِيرِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَهْمُهُ عَلَى آدَمَ أَوْ مِنْ خَيْثَمَةَ، وَهْمُهُ عَلَى وَزِيرٍ، وَالْحَدِيثُ
فِي كِتَابِ آدم عن شعبة، وآخره: فأوتر، وبعده إثره بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: "الأُذُنَانِ
مِنَ الرأس".
فأسقط الناقل لِحَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ مَا بعده من إسناد حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَوَصَلَ لَفْظَهُ بِمَتْنِ حَدِيثِ سَلَمَةَ.
وَقَدْ رَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، وَقَيْسُ بْنُ الربيع، وأبو عوانة4، وحماد
ابن زَيْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، فَلَمْ يَزِيدُوا
عَلَى قَوْلِهِ: "وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ". وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ5 عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ6.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ7 عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ قيس، وأتبعه بحديث
ابن عمر، وَمَيَّزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صاحبه.
__________
1 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب.
2 لم أجده في الجزء المطبوع من حديث خيثمة بن سليمان ولا في غيره.
3 زيادة يقتضيها السياق والله أعلم.
4 وضاح بن عبد الله اليشكري.
5 هشام بن عبد الملك.
6 ابن المعتمر السلمي.
7 بفتح الموحدة واللام وبعدها مهملة، تقدم ضبطه.(2/783)
فأما أحاديث من روى عن مَنْصُورٍ حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ، أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ1، عَنْ سَلَمَةَ
ابن قَيْسٍ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَاسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ" 2.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، عبد الرحمن ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثِرْ، وإذا استجمرت فأوتر" 3.
أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ المعدل، نا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ ـ إِمْلاءً ـ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، نا حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ، نا مُوسَى ـ يَعْنِي ابْنَ مُطَيْرٍ4 ـ وَقَيْسٌ5، وَأَبُو عَوَانَةَ قَالُوا:
__________
1 بكسر التحتانية بعدها مهملة ثم فاء، ويقال: ابن أساف الأشجعي مولاهم الكوفي ثقة. التقريب 367.
2 رواه الطبراني في الكبير 7/ 41 ح 6306، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر والثوري أخرجه أحمد في المسند 4/ 340.
3 رواه أحمد في المسند 4/ 339.
4 قال الذهبي في الميزان 4/ 223: عن أبيه، وعنه أبو داود الطيالسي، واهٍ، كذبه ابن معين. وقال أبو حاتم والنسائي وجماعة: متروك. وقال ابن حبان في المجروحين 2/ 242: صاحب عجائب ومناكير لا يشك المستمع لها أنها موضوعة.
5 ابن الربيع سبق الكلام عليه وبيان ما فيه في أكثر من موضع.(2/784)
نا مَنْصُورٌ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ ـ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: "قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرِ" 1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ،
نَا شَيْبَانُ2، نا أَبُو عَوَانَةَ.
قَالَ الْبَغَوِيُّ: ونا عُبَيْدُ اللَّهِ3 الْقَوَارِيرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَدِّي4 وَابْنُ الْمُقْرِئِ5 قَالا:
نا سُفْيَانُ، كُلُّهُمْ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأْتَ فأنثر، وإذا استجمرت فأوتر" 6.
__________
1 لم أقف عليه من هذا الطريق، وفي الروايات الصحيحة ما يغني عنه.
2 ابن فروخ أبي شيبة الحبطي ـ بفتح المهملة والموحدة ـ الأبلي ـ بضم الهمزة والموحدة ـ تقدم الكلام على حاله.
3 ابن عمر بن ميسرة أبو سعيد البصري.
4 هو أحمد بن منيع البغوي جد أبي القاسم البغوي لأمه.
5 محمد بن عبد الله بن يزيد أبو يحيى بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ المكي.
6 أخرجه من طريق حماد بن زيد عن منصور، الإمام النسائي في السنن 1/ 67 كتاب الطهارة، باب الاستنثار، والترمذي 1/ 40 ح 27 باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق.
وأخرجه من طريق سفيان عن منصور الحافظ الحميدي في مسنده 2/ 378 ح 857، ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير
7/ 43 ح 6317، وأخرجه أيضاً الإمام أحمد في المسند 4/ 339.
كما أخرجه أيضاً الطبراني في الكبير 7/ 42 ح 6307، 6312 من طريق أبي نعيم ابن دكين عن سفيان ... به، ومن طريق
أبي النعمان عارم عن حماد بن زيد ... به.
وحديث رقم 6311 من طريق أبي عمر الضرير عن أبي عوانة ... به.(2/785)
أخبرنا الْحَسَنُ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جعفر، نا عبد الله بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
عَنْ مَنْصُورٍ (118/ ب) عَنْ هِلالٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِذَا توضأت فأنثره، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ" 1.
وأما حديث أبي الوليد عن شعبة عن منصور:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا شُعْبَةُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَاسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ" 2.
وأما حديث إبراهيم بن الهيثم عن آدم عن شعبة:
فأخبرنا بْنُ مَخْلَدٍ، نا أَبُو بَكْرٍ مَكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، نا آدَمُ ابن أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ قال:
__________
1 رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 312 إلا أنه فيه جرير عن سفيان بدل منصور، والله أعلم.
وأخرجه عن جرير عن منصور الإمام النسائي في السنن 1/ 41 كتاب الطهارة، باب الرخصة في الاستطابة بحجر واحد، وكذلك أخرجه الترمذي في باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق من كتاب الطهارة 1/ 40 ح 27.
وأخرجه أيضاً الطبراني في الكبير 7/ 43 ح 6315.
2 لم أقف عليه من رواية أبي الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطيالسي عن شعبة، ولكن أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 42 ح 6309 عن أبي الوليد الطيالسي، عن زائدة بن قدامة، عن منصور ... به.(2/786)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثِرْ، وإذا استجمرت فأوتر" 1.
وأخبرنا إبراهيم، نا مكرم، نا إبراهيم، نا آدم، نا شعبة، حدثني رجل كان بواسط مولى لبني مخزوم قال: سمعت ابن عمر يقول: "الأذنان من الرأس"2.
88- حديث آخر:
أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، نا فَهْدُ ابن سُلَيْمَانَ بْنِ بَكْرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ:
"أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ فِي الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْظَمَ عِنْدِي يَدًا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ مِنْ أبي بكر" 3.
وذكر الحديث.
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بن
__________
1 إلى هذا الموضع من الحديث أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 42 ح 6308 من رواية سليمان بن حرب عن شعبة ... به.
2 لم أجده من هذا الطريق، لكن رأيت الإمام الدارقطني ذكر جملة من طرقه عن ابن عمر، منها الموقوف، ومنها المرفوع، ورجح وقفه على ابن عمر. راجع السنن 1/ 97-98 ح 1-10.
3 لم أجده بهذا الإسناد فيما اطلعت عليه من المصادر، وقد ورد من حديث ابن عباس، وأبي سعيد، وجابر، وعائشة وغيرهم
في الصحيحين وغيرهما.(2/787)
عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ـ بِدِمَشْقَ ـ نا فَهْدُ بْنُ سليمان، نا عبد الله ابن صالح.
وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الأَبْهَرِيُّ، نا أبو بكر أحمد
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ ـ بِبَغْدَادَ ـ نا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أبو صالح كاتب الليث قال: نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ فِي الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْظَمَ عِنْدِي يَدًا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: سُدُّوا الأَبْوَابَ كُلَّهَا إِلا بَابَ خَلِيلِهِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى أَبْوَابِهِمْ ظُلْمَةً، وَرَأَيْتُ عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ نُورًا، فَكَانَتِ الآخِرَةُ أَعْظَمَ عَلَيْهِمْ مِنَ الأُولَى" 1.
هَكَذَا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِطُولِهِ، وَهُوَ وَهْمٌ، لأَنَّ اللَّيْثَ كَانَ يَرْوِي صَدْرَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَكَانَ يَرْوِي من ذكر قول الناس (119/أ) سُدُّوا الأَبْوَابَ2 كُلَّهَا
إِلَى آخِرِهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، لا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَكَانَ أَيْضًا يُرْسِلُ الْحَدِيثَيْنِ وَلا يُسْنِدُهُمَا بخلاف ما قدمنا عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْهُ. وَقَدْ روى أبو إسماعيل محمد
ابن إسماعيل السلمي الترمذي، عن أبي صالح الْحَدِيثِ الأَوَّلِ الَّذِي عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
عَلَى الصواب.
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.
2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب.(2/788)
وروى قتيبة بن سعيد الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا عَنِ اللَّيْثِ فِي سِيَاقَةٍ وَاحِدَةٍ إِلا أَنَّهُ مَيَّزَ إسناد كل واحد منهما وبين الخلاف فيهما.
فأما حديث أبي إسماعيل الترمذي عن أبي صالح:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، نا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ عَلَيَّ مَنًّا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: أَغْلِقُوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ كُلَّهَا إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ عَنِ اللَّيْثِ الَّذِي جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ وَبَيَّنَ فِيهِمَا اخْتِلافَ الإِسْنَادَيْنِ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو القاسم عبيد الله عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن زَكَرِيَّا الْخَزَّازُ2، أنا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخَشَّابُ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ3، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أنا قتيبة
ابن سعيد البلخي، نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ عَلَيَّ مَنًّا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَأَغْلِقُوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ كُلَّهَا فِي الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ" 1.
قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: "فَقَالَ
__________
1 لم أجده فيما اطلعت عليه من المصادر.
2 بالخاء المعجمة ثم زايين بينهما ألف ـ وهو المعروف بابن حيويه. تاريخ بغداد 3/ 121.
3 هو ابن أبي أسامة صاحب المسند وراوية طبقات ابن سعد.(2/789)
النَّاسُ: أَغْلَقَ أَبْوَابَنَا وَتَرَكَ بَابَ خَلِيلِهِ".
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَدْ بَلَغَنِي الَّذِي قُلْتُمْ فِي بَابِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنِّي أَرَى عَلَى بَابِ أبي بكر نوراً، وأرى على أبوابكم ظلمة" 1.
89- حديث آخر:
حدثنا أَبُو الْفَتْحِ سُلَيْمُ2 بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمٍ الْفَقِيهُ الرَّازِيُّ ـ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِالرَّمْلَةِ3 ـ أنا أَبُو علي حمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، نا أَبُو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ،
نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا أَلِيَ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قتل" 4.
__________
1 لم أجده فيما اطلعت عليه من المصادر.
2 في الأصل "سليمان" وكتب عليه علامة التضبيب وكتب في الهامش "صوابه سليم".
3 قال ياقوت في معجم البلدان 3/ 69: الرملة: واحدة الرمل: مدينة عظيمة في فلسطين. أ. هـ. وهي لا زالت معروفة بهذا الاسم حتى الآن.
4 رواه البخاري في المغازي من صحيحه باب غزوة أحد عن عبد الله بن محمد عن سفيان ... به. الفتح 7/ 354 ح 4046.
ومسلم في الإمارة 3/ 1509 ح 143 عن سعيد بن عمرو الأشجعي وسويد بن سعيد عن سفيان ... به.
وأخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة 204 ح 103، كلهم رووه بدون قوله "صابراً محتسباً".
ونص الخطيب وابن بشكوال على أن السائل هنا هو عمير بن الحمام، والقصة المعروفة لعمير بن الحمام في بدر كما ساقها مسلم بعد حديثين عن أنس رقم 145، ولذا قال الحافظ في الفتح 7/ 354: لم أقف على اسمه ـ أي المذكور في هذا الحديث ـ ثم ذكر وهم الخطيب وابن بشكوال في تسميته بعمير بن الحمام، ثم قال: فالذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لرجلين، والله أعلم. أ. هـ
وراجع الإصابة 7/ 162 ترجمة عمير بن الحمام.(2/790)
قَالَ الْخَطِيبُ: قَالَ لِي سُلَيْمُ بْنُ أَيُّوبَ ـ وَنَحْنُ بِأَيْلَةَ1 مُتَوَجِّهُونَ إِلَى مَكَّةَ ـ: وَهِمْتَ فِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُقْرِئِ حَيْثُ قُلْتُ: صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ، ثُمَّ حَدَّثَنِي سُلَيْمٌ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: أنا حَمْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ـ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ المقرئ ـ (119/ ب) نا سفيان،
عن عمرو، عن جَابِرٍ قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ أحد: يا رسول الله، إِنْ قُتِلْتُ أَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ" 2.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ هِيَ الصَّحِيحَةُ.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، فلم يذكر أحد مِنْهُمُ الْكَلِمَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا أَوَّلا.
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ قَالا: نا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بن علي بن زيد الصايغ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ قال: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ
__________
1 قال في معجم البلدان 1/ 292: بالفتح، مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام.
2 انظر الهامش قبل السابق.(2/791)
سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: "قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ أُحُدٍ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قتل" 1.
أنبأ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل، حدثني أبي.
وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ2 الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ على أبي بكر الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ؛ حَدَّثَكُمْ تَمِيمُ بن محمد بن إبراهيم
ابن محمد الشافعي.
وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بكر3 الإسماعيلي؛ أخبركم الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَكُمْ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ4، نا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالُوا: نا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو سمع جَابِرًا قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ أَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ" 5.
فَأَمَّا قَوْلُهُ "صَابِرًا مُحْتَسِبًا" فَإِنَّمَا يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أنا
__________
1 أخرجه من طريق سعيد بن منصور الحافظ الخطيب في الأسماء المبهمة 204 ح 103.
2 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ.
3 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
4 ابن هارون أبو أحمد الشطوي ـ بالمعجمة والمهملة ـ قال الإسماعيلي: كان ثبتاً، مات سنة 303هـ. تاريخ بغداد 14/ 29.
5 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 308.
ورواه النسائي في السنن 6/ 33 كتاب الجهاد، باب ثواب من قتل في سبيل الله، عن سعيد بن منصور، عن سفيان ... به.(2/792)
دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد ابن قَيْسٍ1، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنِ2 عَجْلانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَزِيدُ3 أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ـ: "أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ صبرت سَيْفِي هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ، أَيُكَفِّرُ اللَّهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: نعم، فناداه فقال: هَذَا جِبْرِيلُ يَقُولُ: إِلا أَنْ يكون عليك دين" 4.
__________
1 هو ابن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبي، يقال: له رؤية، وثقه أبو داود وغيره. التقريب 316.
وقال في التهذيب 9/ 412: يروي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، وذكر العسكري أنه أدرك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير.
والحديث هنا مرسل، وهو في مسلم 3/ 1502 ح 118 كتاب الإمارة موصولاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ عبد الله
ابن أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، وحدثنا ابن عجلان.... به.
2 في هذا الموضع علامة تضبيب، وذلك إشارة إلى الإرسال والعطف ... ، ويوضحه ما ذكرته عن مسلم في الحاشية السابقة،
والله أعلم.
3 في الأصل "يديل" ـ بالدال المهملة واللام ـ والتصويب من صحيح مسلم. انظر الحاشية الآتية.
4 رواه مسلم في صحيحه 3/ 1502 ح 118 من كتاب الإمارة عن سعيد بن منصور ... به.
ورواه النسائي 6/ 35 كتاب الجهاد، باب من قاتل في سبيل الله وعليه دين عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان ... به، مقتصراً على رواية ابن دينار، ولم يذكر رواية ابن عجلان.(2/793)
وَرَوَاهُ أَيْضًا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي قتادة.
أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ1 الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ2 بْنُ حبيب، نا أبو داود3 (عَنِ) 4 ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ5، عَنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
"قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ، فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ سكت، ورأينا أنه ينزل (120/ أ) عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا، قَالَ: إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْكَ6 دَيْنٌ، فإنه مأخوذ به، كذلك زعم جبريل" 7.
__________
1 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني.
2 كان في الأصل "يوسف" وعلم عليه علامة التضبيب وكتب في الهامش "يونس"، وهو الصواب.
3 سليمان بن داود الطيالسي.
4 في الأصل "بن" وهو خطأ بين.
5 محمد بن عبد الرحمن.
6 في الأصل "عليه" وضبب عليه وكتب مقابله في الهامش: صوابه "عليك".
7 لم أقف عليه في مسند الطيالسي بل لم أجد لأبي قتادة في مسند الطيالسي ذكراً.
والحديث أخرجه بهذا اللفظ الحافظ الدارمي في السنن 2/ 126 ح 2417 باب فيمن قاتل فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، عن عبيد الله ابن عبد المجيد، عن ابن أبي ذئب ... به.
وأخرجه من رواية سعيد بن أبي سعيد المقبري الإمام مسلم 3/ 1501 ح 117 من كتاب الإمارة.
وأخرجه أيضاً الإمام مالك عن يحيى بن سعيد المقبري ... به في الموطأ 2/ 461 ح 31 كتاب الجهاد، ومن طريقه رواه النسائي 6/ 34 كتاب الجهاد، باب من قتل في سبيل الله تعالى وعليه دين.
وانظر مسند الإمام أحمد 5/ 297، 303.(2/794)
90- حديث آخر:
دفع إلي أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد بن خاموش1 الواعظ ـ بالري ـ كتابه بخط يده، فنقلت منه وأذن لي في روايته عنه قال: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئِ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ:
نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ2، نا أَبُو غَالِبِ3 ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قال: نا جدي معاوية ابن عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ4، عَنْ لَيْثٍ5، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"قَالَ يَعْقُوبُ: إِنَّمَا أَشْكُو مِنْ وَحْدَتِي إِلَى اللَّهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا يَعْقُوبُ، أَتَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي؟ فَجَعَلَ يَعْقُوبُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَذْكُرَ يُوسُفَ، فَبَيْنَمَا هُوَ سَاجِدٌ فِي صَلاتِهِ سَمِعَ صَائِحًا يَصِيحُ: يَا يُوسُفُ، فَأَنَّ فِي سُجُودِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا يَعْقُوبُ، قَدْ عَلِمْتُ مَا تحت أنينك، فوعزتي
__________
1 بالخاء المعجمة آخره معجمة أيضاً ـ هكذا في الأصل وفي سير أعلام النبلاء 17/ 624.
2 قال السمعاني: بفتح النون والقاف المشددة بعدها ألف وآخرها شين معجمة، هذه النسبة والحرفة لمن ينقش السقوف والحيطان، وعرف بها أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ... الأنساب 13/ 163.
قال الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 201: في أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة، وسألت أبا بكر البرقاني عنه فقال: كل حديثه منكر، وذكر تفسيره فقال: ليس فيه حديث صحيح.
3 عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأزدي، ضعفه الدارقطني. قال أحمد بن كامل القاضي: توفي سنة 295هـ ببغداد، ولا أعلمه ذم
في الحديث. تاريخ بغداد 11/ 316.
4 ابن قدامة الثقفي.
5 ابن أبي سليم، تقدم الكلام عليه.(2/795)
وَجَلالِي، لأَجْمَعَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ حَبِيبِكَ، وَلأَجْمَعَنَّ بَيْنَ كُلِّ حَبِيبٍ وَحَبِيبِهِ، إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا فِي الآخِرَةِ" 1.
هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ لا يُحْفَظُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2، وقد روى محمد
ابن عبد الله3 بن أَخِي مِيمِيٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيِّ، عَنِ النَّقَّاشِ بِالإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مَتْنًا غَيْرَ هَذَا،
ثُمَّ اتَّبَعَهُ عَنْ جَعْفَرٍ نَفْسِهِ هَذَا الْكَلامَ بِطُولِهِ مِنْ غَيْرِ أن يجعل له إسناداً.
كذلك قَرَأْتُ فِي سَمَاعِ الْحُسَيْنِ بْنِ محمد بن الطباخ4 مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أَخِي مِيمِيٍّ قَالَ: أنا جَعْفَرُ
ابن مُحَمَّدٍ ـ هُوَ الْخُلْدِيُّ ـ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، نا أَبُو غَالِبِ ابن بنت معاوية
ابن عَمْرٍو، نا جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ لا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ" 5.
قَالَ الْخُلْدِيُّ: وَقَالَ يَعْقُوبُ: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وحزني إلى الله تعالى،
__________
1 لم أقف عليه بهذا السياق، وسيأتي تخريج الجزء الأخير منه.
2 سيأتي قبل نهاية هذه الترجمة اعتذار المؤلف رحمه الله عن ذكره لهذا الحديث الباطل وأمثاله من الأباطيل، فليراجع هناك.
3 أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن الحسين الدقاق المعروف بابن أخي ميمي ـ بميمين ـ قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً ديناً فاضلاً، مات سنة 390 هـ. تاريخ بغداد 5/ 469.
4 بالطاء المهملة والباء الموحدة وآخره خاء معجمة، هكذا في الأصل، ولم أقف على ترجمته.
5 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.(2/796)
فأوحى الله تعالى إليه؛ أتشكوني إِلَى خَلْقِي؟ وَذَكَرَ الْكَلامَ الَّذِي سُقْنَاهُ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْحَدِيثِ بِطُولِهِ1.
وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ عَنِ الْخُلْدِيِّ أَصَحُّ مِنَ الأُولَى، لأَنَّ ابْنَ أَخِي مِيمِيٍّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَحْفُوظَ عَنِ النَّقَّاشِ، وَأَتْبَعَهُ بِكَلامِ الْخُلْدِيِّ.
وفي الرواية الأولى حذف مَتْنِ الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ، وَجَعَلَ إِسْنَادَهُ لِكَلامِ الْخُلْدِيِّ، وَقَدْ رَوَى أَبُو إسحاق إبراهيم ابن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ الْمُقْرِئُ عَنِ النَّقَّاشِ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي غَالِبٍ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ أَخِي مِيمِيٍّ عَنِ الْخُلْدِيِّ عَنْهُ.
حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ2 الْقَطِيعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو غَالِبِ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي معاوية (120/ ب) ابن عَمْرٍو، نا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ" 3.
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْكَوْكَبِيُّ4 عَنْ أَبِي غَالِبِ5 ابن النضر.
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.
2 أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي القطيعي.
3 رواه الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 201 في ترجمة محمد بن الحسن النقاش.
4 قال في اللباب 3/ 119: بفتح الكافين بينهما واو ساكنة، وفي آخرها باء موحدة، اشتهر بها جماعة منهم أبو علي الحسين
ابن القاسم بن جعفر بن محمد الكوكبي ... أ. هـ.
قال الخطيب في تاريخه 8/ 86: ما علمت من حاله إلا خيراً.
5 علي بن أحمد.(2/797)
أخبرناه أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَكِيلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُعَدَّلُ.
نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، نا أَبُو غَالِبٍ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ رَبِّي تَعَالَى أَنْ لا يُشَفِّعَ حَبِيبًا يَدْعُو على حبيبه" 1.
وهذا الحديث أيضاً بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِلٌ، وَلا نَحْفَظُهُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْلا أَنَّا أَحْبَبْنَا أَنْ نَذْكُرَ عِلَّتَهُ وَعِلَّةَ مَا هُوَ بِسَبِيلِهِ مِمَّا ظَهَرَتْ رِوَايَتُهُ، وَدُونَهُ النَّقْلَةِ ليعرف مَنْ آثَرَ مَعْرِفَةَ عِلَلِ الأَحَادِيثِ مَا كَانَ لِذِكْرِ ذَلِكَ وَجْهٌ فِي كِتَابِنَا2.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي3 الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ بِحَدِيثِ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ـ أَخِي أَبِي بَكْرِ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو لأَبِيهِ ـ فَقَالَ: نا أَبُو غَالِبٍ، نا جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مجاهد، عن ابن
__________
1 رواه الخطيب في تاريخه 2/ 201، ومن طريقهما أخرجه الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 172 باب لا يقبل الله دعاء حبيب على حبييبه، كتاب الذكر والدعاء.
ومن طريق الخطيب عن أبي علي الكوكبي أخرجه السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 348 كتاب الذكر والدعاء.
وانظر أيضاً تنزيه الشريعة لابن عراق 2/ 319 ح 4 كتاب الذكر والدعاء.
2 هذا تعليل واعتذار من المؤلف عن إيراده لهذه الأباطيل، وذلك لبيان حالها، وهذا اعتذار مقبول، وجزاه الله خير الجزاء
على صنيعه هذا.
3 عبيد الله بن أحمد الصيرفي الفارسي الأزهري، كثيراً ما يدلسه الخطيب.(2/798)
عُمَرَ قَالَ: "قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ" 1.
فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ، وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبَا غَالِبٍ لَيْسَ هُوَ ابْنَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ، وَإِنَّمَا هُوَ أَخُوهُ لأَبِيهِ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو.
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثِقَةٌ، وَزَائِدَةُ مِنَ الأَثْبَاتِ الأَئِمَّةِ، وَهَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ مُرَكَّبٌ فَرَجَعَ عَنْهُ، وَقَالَ: هُوَ فِي كِتَابِي وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي غَالِبٍ، وَأَرَانِي كِتَابًا لَهُ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى ظَهْرِهِ2 أَبُو غَالِبٍ قَالَ:
نا جَدِّي.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَأَحْسِبُ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ كِتَابٍ عِنْدَهُ أَنَّهُ صَحِيحٌ، وَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ مُرَكَّبًا
فِي الْكِتَابِ عَلَى أَبِي غَالِبٍ، فَتَوَهَّمَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي غَالِبٍ وَاسْتَغْرَبَهُ وَكَتَبَهُ، فَلَمَّا وَقَفْنَاهُ عليه رجع عنه3.
__________
1 رواه الخطيب في تاريخه 2/ 201، ومن طريقهما أخرجه الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 172 باب لا يقبل الله دعاء حبيب على حبييبه، كتاب الذكر والدعاء.
ومن طريق الخطيب عن أبي علي الكوكبي أخرجه السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 348 كتاب الذكر والدعاء.
وانظر أيضاً تنزيه الشريعة لابن عراق 2/ 319 ح 4 كتاب الذكر والدعاء.
2 في هذا الموضع علامة تضبيب، والسياق هكذا في تاريخ بغداد.
3 انظر تاريخ بغداد 2/ 201-205، ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 172 باب لا يقبل الله دعاء حبيب على حبيبه، وكذلك نقله من طريق المصنف الحافظ جلال الدين السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 348 كتاب الذكر والدعاء.(2/799)
قال الخطيب: ومن الأحاديث الباطلة المرفوعة إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي دونت عن وراتها ووقفنا على عللها:
حَدِيثٌ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ1 مِنْ أَصْلِ كتابه قال: نا أبو الحسين محمد
ابن المظفر الحافظ، نا (121/أ) أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، نا عُبَيْدُ2 اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَزْدِيُّ، نا حَبِيبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الأَعْرَجِ3،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا عَزَّتِ النِّيَّةُ فِي الْحَدِيثِ إِلا لِشَرَفِهِ"4.
وَهَذَا الْكَلامُ لا يُحْفَظُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ،
وَقَدْ وَهِمَ شَيْخُنَا ابْنُ التَّوَّزِيِّ فِيهِ، وَذَلِكَ إِنَّهُ دَخَلَ لَهُ الإِسْنَادُ الَّذِي سقناه في كلام يزيد وسقط عليه
ما بينهما، وهو متن الحديث
__________
1 قال في اللباب 1/ 228: بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الواو وفي آخرها الزاي، وقد حفظها الناس ويقولون:
الثياب التوزية ... أ. هـ.
2 مصغراً هكذا في الأصل، وفي العلل المتناهية لابن الجوزي 1/ 125 عبد الله ـ مكبراً ـ ولم أقف على ترجمته، والله أعلم.
3 عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني.
4 أخرجه من طريق الخطيب ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 125 ح 191 باب عزة النية في الحديث.
وذكره معزوًّا إلى الخطيب أبو حفص عمر بن سعيد الحنفي الكردي في كتاب الوقف على الموقوف ورقة 5 نسخة مصورة
في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري، وذكره أيضاً العجلوني في كشف الخفاء 2/ 190 ح 2225.
وذكره أيضاً الذهبي في الميزان 1/ 123 في ترجمة شيخ الخطيب أحمد بن علي التوزي، وقال عنه: ليس بقوي، رفع حديثاً من قول يزيد بن هارون فوهم.
قال ابن حجر في اللسان 1/ 233: الحديث المذكور ذكره الخطيب في المدرج.(2/800)
وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الإِسْنَادِ إِلَى كَلامِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَحَصَلَ عِنْدَهُ الْحَدِيثُ عَلَى مَا أَخْبَرَنَا بِهِ، وَقَدْ سَمِعْنَاهُ
مِنْ غَيْرِهِ عَنِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ عَلَى الصَّوَابِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين السِّمْسَارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن أحمد
ابن الهيثم بْنِ صَالِحٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَزْدِيُّ، نا حَبِيبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَطَعَ الَّذِينَ سَرَقُوا لقاحه وسمل أعينهم بالنار عَاتَبَهُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} 1 إلى آخر الآيات"2.
وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
ابن سُلَيْمَانَ، نا حَبِيبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله.
وأخبرنا علي، أنا محمد، نا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الحجاج، نا جعفر بن نوح،
نا محمد بن عيسى3 قال: سمعت يزيد ـ هو ابن هارون ـ يقول: "ما عزت النية في الحديث إلا لشرفه".
كأن الحديثان الأولان والحكاية في كتاب شيخنا أبي الحسن
__________
1 الآية 33 من سورة المائدة.
2 أخرجه أبو داود في السنن 4/ 535-536 ح 4370 كتاب الحدود، باب ما جاء في المحاربة عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان مرسلاً.
ومن طريقه أخرجه أيضاً الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 8/ 283 أيضاً مرسلاً.
3 أبو جعفر النقاش البغدادي، نزيل دمشق، قال في التقريب 314: مقبول.(2/801)
السمسار1 متوالية كما سقناه، فكتب شيخنا ابن التوزي إسناد الحديث الأول وخرج منه إلى كلام يزيد ابن هارون، وترك ما بينهما.
وَمِثْلُ قِصَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ قِصَّةُ الحديث الذي:
أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ الْمِصِّيصِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيُّ2.
نا يُوسُفُ بْنُ يُونُسَ الأَفْطَسُ3، نا سُلَيْمَانُ بن بلال، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يسأله عن ماله". (121/ ب)
وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يَثْبُتُ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ4، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كلهم ثقات.
__________
1 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المذكور أعلاه.
2 ابن يزيد أبو عبد الله الكندي، مات بعد 280هـ. الثقات لابن حبان 8/ 53.
3 بالفاء بعدها مهملتين، أبو يعقوب الطرسوسي. قال ابن حبان في المجروحين 3/ 137: شيخ يروي عن سليمان بن بلال ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
قال ابن عدي في الكامل 7/ 2628: كل ما روى عن الثقات منكر.
قال الذهبي في الميزان 4/ 476 ـ بعد أن ساق له حديثين باطلين..: قال الدارقطني: ثقة، قلت: ـ القائل الذهبي ـ بل من يروي مثل هذين الخبرين ليس بثقة ولا مأمون.
4 قال ابن حبان في المجروحين 3/137 بعد أن ساق هذا الحديث: هذا لا أصل له مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال ابن عدي في الكامل 7/ 2628: وهذا عن سليمان بن بلال بهذا الإسناد منكر، لا يرويه عنه غير الأفطس، وكذلك الذهبي في الميزان 4/ 476 حكم ببطلانه وضعف يوسف الأفطس.(2/802)
وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، فقال: يوسف
ابن يُونُسَ الأَفْطَسُ ثِقَةٌ، وَهُوَ أَخُو أَبِي مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي، وَأَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ ثِقَةٌ أَيْضًا1.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْحَافِظُ الْحَلَبِيُّ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ فِي كِتَابِ أحمد
ابن خُلَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عبد الله بن دينار، عن ابْنِ عُمَرَ، وَقَدْ دَرَسَ مَتْنَهُ وَدَرَسَ إِسْنَادَ الْحَدِيثِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَبَعْدَ هَذَا الْكَلامِ، فَكَتَبَهُ بَعْضُ الْوَرَّاقِينَ عَنْهُ، وَأَلْزَقَ إِسْنَادَ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ إِلَى هَذَا المتن.
__________
1 تقدم الكلام عن يوسف الأفطس وأنه ضعيف منكر الحديث عن الثقات، وأحمد بن خليد لم يذكره أحد غير ابن حبان فيما أعلم، وهذا لا يكفي في توثيقه.
وبهذا يتبين أن هذا الحكم من الدارقطني وتقليد الخطيب له فيه نظر، والله أعلم.(2/803)
باب: ذكر ما كان بعض الصحابة يروي متنه عن صاحب آخر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوصل بمتن يرويه الصاحب الأول عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
91-[حديث آخر] 1:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، أنا علي بن عمر الحافظ، نا ابْنُ صَاعِدٍ2 ـ إِمْلاءً ـ نا عَبْدَةُ
ابن عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو أَحْمَدَ3 الزُّبَيْرِيُّ، نا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ4، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ قَالَ5: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَلأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى5 رَبَاحًا وَنَجِيحًا وَأَفْلَحَ ويساراً" 6.
__________
1 ما بين القوسين إضافة يقتضيها السياق كما جرت عادة المؤلف فيما سبق وما سيأتي، والله أعلم.
2 يحيى بن محمد.
3 محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
4 محمد بن مسلم بن تدرس ـ أوله مثناة فوقية بعده مهملة ثم راء وسين مهملة ـ المكي.
5 في هذين الموضعين علامة تضبيب.
6 لم أقف عليه بهذا الإسناد والسياق، إلا أن أبا عيسى الترمذي أخرج الجزء الأخير ـ في النهي عن التسمية بهذه الأسماء ـ في السنن 5/ 133 ح 2835 كتاب الأدب، باب ما يكره من الأسماء بهذا الإسناد عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ سفيان ... به ... لأنهين أن يسمى ... ثم قال: هذا حديث غريب، هكذا رواه أبو أحمد عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر ... ،
ورواه غيره عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأبو أحمد ثقة حافظ، والمشهور عند الناس
هذا الحديث عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس فيه عمر ... أ. هـ.(2/805)
هَذَانِ حَدِيثَانِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِسْنَادٌ غَيْرُ إِسْنَادِ الآخَرِ، وَخَلَطَهُمَا عَبْدَةُ الصَّفَّارُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ،
عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَجَعَلَ إِسْنَادَهُمَا وَاحِدًا.
فَأَمَّا ذِكْرُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَإِسْنَادُهُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما سُقْنَاهُ.
وَأَمَّا الْفَصْلُ الآخَرُ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّسْمِيَةِ، فَإِنَّمَا رَوَاهُ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ فِيهِ عُمَرُ.
وكذا رَوَاهُ أَبُو سُفْيَانَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فأما حَدِيثُ عُمَرَ فَقَدْ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَزَيْدُ بْنُ حباب عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مُفْرَدًا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ1 النَّبِيلُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ القناد2، وأبو أحمد
__________
1 الضحاك بن مخلد.
2 بالقاف والنون، كذا ضبطه في التقريب 309.(2/806)
الزُّبَيْرِيُّ مِنْ حَدِيثِ طَاهِرٍ ابْنِهِ عَنْهُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مُفْرَدًا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ.
وَرَوَى مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا حَدِيثَ عُمَرَ وَحَدِيثَ جَابِرٍ، فَمَيَّزَا بينهما وفصلا أحدهما من الآخر1. (122/ أ)
فأما حَدِيثُ عُمَرَ الَّذِي رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عن أبي الزبير:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ2، أنا أبو عمر عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ،
نا أَبُو عَوْفٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ3، نا رَوْحُ بْنُ عبادة.
وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ المعدل، أنا
__________
1 في هامش الأصل "قوبل فصح إن شاء الله تعالى".
2 بزايين تقدم مراراً.
3 بضم الموحدة والزاي بعد الواو، النسبة إلى البزور، يقال هذا لمن يبيع البزور للبقول وغيرها. اللباب 1/ 148.
ويقال له الطرسوسي، وثقه الخطيب. وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن حبان: شيخ كان بطرسوس يضع الحديث، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. وفرق الإمام الذهبي رحمه الله في الميزان 2/ 588-589 بين الطرسوسي والبزوري. قال الحافظ في اللسان 3/ 435: ما أدري لِمَ فرق بينهما الذهبي، وما شأنه في ذلك، والبزوري هو الطرسوسي. أ. هـ
وانظر المجروحين 2/ 61، وتاريخ بغداد 10/ 274.
وأرى ـ والعلم عند الله ـ أن الصواب مع الذهبي، إذ كيف يجمع بين توثيق الخطيب والدارقطني له وبين اتهام ابن حبان له بالوضع.(2/807)
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ، أنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، نا رَوْحُ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
عَنْ جَابِرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا أَتْرُكَ فِيهَا
إِلا مُسْلِمًا" 1.
وأما حديث مخلد بن يزيد عن الثوري مثل هذه الرواية:
فَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَامِ2 أَبُو عُمَرَ الإِمَامُ ـ بِحَرَّانَ ـ، نا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ3، نا سُفْيَانُ
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأُخْرِجَنَّ اليهودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يَبْقَى إِلا مُسْلِمٌ" 4.
وأما حديث خلاد بن يحيى عن الثوري بموافقة روح ومخلد بن يزيد:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ،
نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا خَلَّادُ
__________
1 رواه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير 3/ 1388 ح 63 عن زهير بن حرب، عن روح به.
ورواه أحمد في المسند 1/ 32.
2 كتب عليه "كذا"، والمستام قال في التقريب 197: بضم الميم وسكون المهملة بعدها مثناة فوقية.
3 وثقه ابن معين، والفسوي، وأبو داود، وابن حبان وغيرهم. وقال أحمد والساجي: لا بأس به، وكان يهم، مات سنة 193هـ. التهذيب 10/ 77.
4 لم أقف عليه من طريق مخلد بن يزيد الحراني.(2/808)
ابن يَحْيَى، نا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا أَتْرُكَ فِيهَا إِلا مُسْلِمًا" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عن الثوري بموافقة من تقدم حديثه:
فَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ،
نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر
ابن عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ" 2.
وأما حديث مؤمل بن إسماعيل عن الثوري مثل ذلك:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ،
نا حُمَيْدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ قَالا: نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يبقى فيها إلا مسلم" 3.
__________
1 لم أقف عليه فيما وقفت عليه من كتب الطبراني ولا في غيرها.
2 رواه الإمام الترمذي في جامعه 4/ 156 ح 1606 كتاب السير، باب ما جاء في إخراج الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ عن موسى بن عبد الرحمن الكندي، عن زيد بن الحباب ... به.
3 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 32.(2/809)
وأما حديث أبي عاصم (122/ب) النبيل عن ابن جريج عن أبي الزبير:
فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ1، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، نا جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ بَقِيتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يَكُونَ بِهَا
إِلا مُسْلِمٌ" 2.
وأما حديث عبد الرزاق عن ابن جريج مثل هذا:
فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ3، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَخْرِجُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يَبْقَى فِيهَا إِلا مُسْلِمٌ" 4.
__________
1 بزايين، تقدم مراراً.
2 رواه مسلم 3/ 1388 ح63 من كتاب الجهاد والسير عن زهير عن الضحاك بن مخلد ... به.
ورواه أيضاً الترمذي 4/ 156 ح 1607 في الباب والكتاب المتقدمين أعلاه. وأخرجه عن الحسن بن علي الخلال عن أبي عاصم الضحاك ... به الإما أبو داود السجستاني 3/ 424 ح 3030 كتاب الخراج والإمارة باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب.
3 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ المكي.
4 رواه عبد الرزاق في المصنف 10/ 359 ح 19365. وانظر أيضاً فيه: 6/ 54 ح 9985.
ومن طريقه أخرجه مسلم 3/ 1388 ح 63 من كتاب الجهاد والسير، والترمذي 4/ 156 ح 1607 باب ما جاء في إخراج الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ كتاب السير.
وأبو داود 3/ 424 ح 3030 كتاب الخراج والإمارة باب ما جاء في إخراج اليهود والنصارى.
وأخرجه أيضاً الإمام أحمد في المسند 1/ 29.(2/810)
وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي رَوَاهُ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أبي الزبير:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ1، نا أَبِي، نا مُؤَمَّلُ بن إسماعيل. قال سليمان: وحدثني الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ2، نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ3،
نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَنَّادُ4 قَالَ: ونا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا طَاهِرُ بْنُ أَبِي5 أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نا أَبِي قَالُوا:
نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى بَرَكَةَ وَيَسَارًا" 6، وَاللَّفْظُ لمؤمل.
__________
1 بفتح الواو وكسر الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين، هذه النسبة إلى وكيع. الأنساب 13/ 355.
2 بالدال المهملة المضمومة، وسكون الواو وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى أمكنة وصناعة. اللباب 1/ 512.
3 بالدال المهملة وقبلها الميم الساكنة.
4 بالقاف والنون آخره مهملة تقدم ضبطه.
5 ذكره ابن حبان في الثقات 8/ 328 وقال: مستقيم الحديث.
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 499، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
6 لم أقف على رواية مؤمل بن إسماعيل.
وأما رواية أبي أحمد الزبيري فأخرجها كل من:
الترمذي 5/ 133 ح 2835 كتاب الأدب باب ما يكره من الأسماء عن محمد بن بشار عن أبي أحمد الزبيري.
والإمام ابن ماجه 2/ 229 ح 3729 كتاب الأدب، باب ما يكره من الأسماء عن نصر بن علي بن أبي أحمد، إلا أنه عند كليهما عن جابر، عن عمر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأشار الترمذي تعقيباً على الحديث بعد قوله: هذا حديث غريب، أشار إلى أن المحفوظ عند الناس أنه عن جابر، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس فيه عمر.(2/811)
وأما حديث روح بن عبادة عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزبير مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا رَوْحٌ،
نا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
"أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْهَى أَنْ يُسَمَّى مُعَلَّى، وَبِبَرَكَةَ، وَبِأَفْلَحَ، وَبِنَافِعٍ، وَبِنَحْوِ ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ سَكَتَ
بَعْدُ عَنْهَا، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ثُمَّ قَبَضَ وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ" 1.
وأما حديث محمد بن كثير2 عن سفيان عن أبي الزبير:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ، أَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا محمد بن كثير2، نا سفيان، نا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَرَ بن الخطاب قال:
__________
1 رواه مسلم 3/ 1686 ح 13 من كتاب الأدب، وأبو يعلى في المسند 4/ 172 ح 2250.
2 العبدي البصري. قال في التقريب 316: ثقة لم يصب من ضعّفه.(2/812)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا يَبْقَى فِيهَا
إِلا مُسْلِمٌ" 1.
ثُمَّ قَالَ جَابِرٌ: "قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأَنْهَيَنَّ بِأَنَّ يسمى نافعاً ويساراً وبركة" 2. (123/ أ)
أفرد يعقوب بن شيبة عن محمد بن كثير حديث عمر، وأفرد معاذ بن المثنى عنه حديث جابر.
أما حديث يعقوب:
فأخبرناه أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، نا جَدِّي، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالا: نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ـ وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: قَالَ: نا أَبُو الزُّبَيْرِ ـ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا أَتْرُكَ فِيهَا ـ وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: حَتَّى لا يَبْقَى فِيهَا ـ إِلا مُسْلِمٌ" 3.
وأما حديث معاذ:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ،
نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا محمد بن كثير، نا سفيان عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ قال:
__________
1 إلى هذا القدر من الحديث رواه أحمد في المسند 1/ 22 عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ عَنْ سفيان ... به.
2 لم أقف على الحديث من طريق محمد بن كثير عن سفيان بهذا الإسناد والسياق.
3 لم أقف عليه في القطعة المطبوعة من مسند عمر ليعقوب بن شيبة.(2/813)
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى نافعاً ويساراً وبركة، ولا أدري أقال: نَافِعًا أَمْ لا" 1.
وأما حديث أبي سفيان عن جابر الذي تابع فيه أبا الزبير على هذه الرواية:
فأخبرناه القاضي أبو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللؤلؤي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ2، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَنْهَى أُمَّتِي أَنْ يُسَمُّوا نَافِعًا وَأَفْلَحَ وَبَرَكَةَ ـ قال الأعمش: لا أَدْرِي ذَكَرَ نَافِعًا أَمْ لا ـ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ إِذَا جَاءَ: أَثَمَّ بَرَكَةُ؟ فَيَقُولُونَ: لا"3.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ بَرَكَةَ1.
قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ذِكْرُ بَرَكَةَ مِنْ غَيْرِ وجه.
92- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله
__________
1 لم أجده من هذا الطريق.
2 هو الطنافسي.
3 رواه أبو داود 5/ 244 ح 4960 كتاب الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد
ابن عبيد ... به.
ومن طريق ابن نمير عن محمد بن عبيد ... به أخرجه أبو يعلى في المسند 4/ 187 ح 2277.(2/814)
ابن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ أَبِي1 أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي2 الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ3، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أَبَا حُمَيْدٍ4 أَخْبَرَهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ لَيْسَ مُخَمَّرًا5 فَقَالَ لَهُ: أَلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: دَخَلَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ" 6.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ: هَكَذَا نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ـ بقصة الذين يعذبون في قبورهم موصولاً بقدح "لَوْلا7 خَمَّرْتَهُ".
وَإِنَّمَا رَوَى جَابِرٌ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هَذَا الْحَدِيثِ قِصَّةَ الْقَدَحِ فَقَطْ، فَأَمَّا بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ
فَإِنَّا نَرَاهُ عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، وَهَذَانِ حَدِيثَانِ جَمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ بَيْنَهُمَا وَأَوْرَدَهُمَا بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ، وَحَمَلَ إِسْنَادَ الثَّانِي مِنْهُمَا عَلَى الأَوَّلِ.
وَقَدْ رَوَاهُمَا جَمِيعًا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ عن أبي الزبير،
__________
1 إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أويس.
2 عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني.
3 محمد بن مسلم بن تدرس المكي.
4 هو الساعدي كما جاء مصرحاً به في روية مسلم، وكذلك نص عليه الحافظ في الفتح 10/ 72.
5 أي ليس مغطى.
6 لم أقف عليه بهذا السياق.
7 في هذا الموضع علامة تضبيب.(2/815)
وأفرد أحدهما عن الآخر (123/ ب) وَسَاقَ قِصَّةَ الْقَدَحِ هُوَ وَزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ جَمِيعًا عَنْ أبي الزبير،
عن جابر، عنأبي حُمَيْدٍ، وَسَاقَ ابْنُ جُرَيْجٍ الْقِصَّةَ الآخرة عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ليس لأبي حميد فيه ذِكْرٌ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ.
وأما حديث أبي حميد الذي رواه ابن جريج وزكريا بن إسحاق عن أبي الزبير:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا رَوْحٌ،
ثنا ابن جريج وزكريا بن إسحاق قَالا: أنا أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ: "أَنَّهُ أُتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ1 لَيْسَ مُخَمَّرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ" 2.
وأما رواية سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الحديث الآخر:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
نا أبو خليفة، نا سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
"دَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَائِطًا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَهُمْ يُعَذَّبُونَ في قبورهم،
__________
1 بالنون والقاف بعدها مثناة تحتية آخره مهملة، قيل: هو الموضع الذي حمي لرعي النعم، وقيل: غيره، وكان وادياً يجتمع فيه الماء، والماء الناقع هو المجتمع، وقيل: كانت تعمل فيه الآنية، وقيل: هو الباع، حكاه الخطابي ... أ. هـ ملخصاً من الفتح 10/ 72.
2 لم أهتدِ إلى موضعه في مسند أحمد.(2/816)
فَخَرَجَ مَذْعُورًا يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ" 1.
وأما حديث أسامة بن زيد عن أبي الزبير بمتابعة رواية سفيان:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ الْجَصَّاصُ الأَهْوَازِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، نا محمد بن عمرو
ابن خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
"مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قُبُورٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ هَلَكُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسَمِعَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي الْبَوْلِ وَالنَّمِيمَةِ" 1.
وأما حديث ابن جريج عن أبي الزبير بموافقتهما:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْحَذَّاءُ وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ قَالا:
أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
"دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ
فِي قُبُورِهِمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَأْمُرُ أصحابه أن يعوذوا من عذاب القبر" 2 3.
__________
1 لم أجده فيما وقفت عليه من معاجم الطبراني الثلاثة ولا في غيرها.
2 رواه أحمد في المسند 3/ 295- 296.
3 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الثاني بعد العشرين حسب الطاقة، ولله الحمد".(2/817)
باب: ذكر من روى حديثا عن جماعة رووه عن رجل واحد مختلفين فيه فحمل روايتهم على الاتفاق
...
93- (حَدِيثٌ آخَرُ) 1:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ محمد
ابن يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ2، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مهدي عن سفيان3، عن مَنْصُورٍ4 وَالأَعْمَشِ، وَوَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ5، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قلت: يا رسول الله (124/ أ)
أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تجعل لله ندا وهو خلقك، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جارك" 6.
__________
1 أضفت هذا العنوان قياساً على صنيع المؤلف فيما قبله وبعده من الأحاديث.
2 قال أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 336: أحد الثقات، مات سنة 265 أو 263هـ.
3 هو الثوري.
4 ابن المعتمر السلمي.
5 شقيق بن سلمة.
6 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 434، ورواه الترمذي في تفسير سورة الفرقان 5/ 336 ح 3182.
"تنبيه" ذكر البخاري في كتاب الحدود، باب إثم الزنا أن عمرو بن علي الفلاس قال: فذكرته ـ يعني حديث سفيان ـ لعبد الرحمن بن مهدي، وكان حدثنا عن سفيان، عن هؤلاء الثلاثة، عن أبي وائل ... به ... فقال: دعه، دعه. الفتح 12/ 114 تابع لحديث 6811.
قال العراقي في باب المدرج من التبصرة والتذكرة 1/ 258 بعد أن ذكر هذا الحديث قال: فرواية واصل هذه مدرجة على رواية منصور والأعمش، لأن واصلاً لا يذكر فيه عمرو بن شرحبيل، بل يجعله عن أبي وائل عن عبد الله ...
ثم ذكر عن الخطيب أسماء من رووه مبيناً ومفصلاً.. ثم قال: لكن رواه النسائي من طريق ابن مهدي عن واصل ... وذكر فيه عمراً ... ثم قال: وكأن ابن مهدي لما حدث عن سفيان، عن الثلاثة النفر بإسناد واحد، ظن الرواة عن ابن مهدي اتفاق طرقهم، فربما اقتصر بعضهم على أحد شيوخ سفيان ... أ. هـ ملخصاً.
وقال أبو عيسى الترمذي 5/ 337 ح 3183: حديث سفيان عن منصور والأعمش أصح من حديث واصل، لأنه زاد في إسناده رجل. رواية النسائي المذكورة في كتاب تحريم الدم ـ المحاربة 7/ 89.(2/819)
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ ـ في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ـ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كثير، أنا سفيان.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا الْكَشِّيُّ ـ وَهُوَ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ ابن عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ ـ وَمُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَيُوسُفُ1 الْقَاضِي قَالُوا: نا محمد بن كثير، نا سفيان عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وَوَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بن شرحبيل، عن عبد الله قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ ـ زَادَ الْبِرْتِيُّ: عِنْدَ اللَّهِ ـ ثُمَّ اتَّفَقُوا، قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:
__________
1 ابن يعقوب.(2/820)
تَقْتُلُ ـ وَقَالَ الْبِرْتِيُّ: أَنْ تَقْتُلَ ـ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، قَالَ: فأُنزِل تَصْدِيقُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} 1 إِلَى قوله:
{وَلا يَزْنُون} 2.
اتَّفَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سُفْيَانَ، عن النَّفَرِ الثَّلاثَةِ المسمَّين
كَمَا سُقْنَاهُ، وَبَيْنَهُمْ خِلافٌ فِي رِوَايَتِهِ3.
أَمَّا مَنْصُورٌ فَكَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ـ وَهُوَ أَبُو مَيْسَرَةَ ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، حَدَّثَ بِهِ كَذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَأَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ4، وَوَرْقَاءُ بْنُ عمر5، ومعمر بن راشد أربعتهم عَنْ مَنْصُورٍ،
لَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ غَيْرَ أَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ بَدَلَ عَمْرِو بْنِ شرحبيل، وذلك وهم
لا شبهة فيه.
__________
1 الآية 68 وما بعدها من سورة الفرقان.
2 هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في كتاب الأدب من صحيحه، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه بهذا الإسناد والسياق، إلا أنه عنده عن ابن كثير، عن سفيان، عن منصور ـ وحده ـ عن أبي وائل ... به. الفتح 10/ 433 ح 6001، وبإسناد البخاري ولفظه أخرجه أبو داود في السنن 2/ 732 ح 2310، كتاب الطلاق، باب في تعظيم الزنا.
ولم أقف عليه من رواية سفيان عن الثلاثة بهذا السياق.
3 نقله الحافظ في الفتح 12/ 115-116 عن الخطيب، وعزاه للمدرج للخطيب.
4 عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأبار ـ بتشديد الموحدة ـ الكوفي، نزيل بغداد، صدوق وكان يحفظ، وقد عمي.
التقريب 255.
5 أبو بشر اليشكري الكوفي، نزيل المدائن، قال الحافظ في التقريب 369: صدوق في حديثه عن منصور لين.(2/821)
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ كَقَوْلِ الْجَمَاعَةِ.
وَأَمَّا سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ، فَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الْجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ
ابن نمير الخارفي1، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ عنه عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بن شرحبيل، عن عبد الله.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ.
وَرَوَاهُ وكيع بن الجراح وأبومعاوية2 لضرير، وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ3 وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، وقُران بْنُ تَمَّامٍ4 وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخَلْقَانِيُّ5 وَحَجْوَةُ6 بْنُ مُدْرَكٍ الْغَسَّانِيُّ، تِسْعَتُهُمْ رَوَوْهُ
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ الله، ليس فيه عمرو بن شرحبيل.
__________
1 بالخاء والفاء.
2 محمد بن خازم.
3 بالحاء المهملة والنون وبعدها ألف وآخره طاء مهملة، اسمه عبد ربه بن نافع الكناني، ويلقب بالحنّاط الأصغر، قال في التقريب 198: صدوق يهم، مات سنة 171 أو 172هـ.
4 بضم القاف وتشديد الراء، آخره نون، ابن تمام الكوفي الأسدي، صدوق ربما وهم، مات سنة 181هـ. التقريب 281.
5 بضم الخاء المعجمة وبعدها لام ثم قاف آخره نون، تقدم مراراً.
6 بالحاء المهملة بعدها جيم ثم واو آخره تاء ـ فوقية ـ قال ابن أبي حاتم: كوفي سكن دمشق، سألت أبي عنه، فقال: محله الصدق. الجرح والتعديل 3/ 319.(2/822)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ الله عن أبي وائل (124/ ب) عبد الله، إِلا أَنَّهُ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي رفعه ووقفه.
وَأَمَّا وَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ1 الأَحْدَبُ فَلا أَعْلَمُ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ خِلافًا.
فَإِنَّ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ، وَمَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ، وَمَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ، وَسَعِيدَ بْنَ مَسْرُوقٍ رَوَوْهُ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ وَاصِلٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ، إِلا أَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ قَالَ: عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَاصِمٍ بَدَلَ وَاصِلٍ، وَذَلِكَ وَهْمٌ.
وَقَدْ رَوَاهُ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمٍ ـ وَهُوَ ابْنُ بَهْدَلَةَ ـ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ موقوفاً، غير مرفوع.
وروي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ مَرْفُوعًا.
فَأَمَّا أَحَادِيثُ مَنْ رواه عن منصور:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَّانِيِّ2، حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (أُبَيٍّ) 3 الْقَاضِي، نا إِسْحَاقُ4، أنا جرير عن منصور، عن
__________
1 بالحاء المهملة بعدها مثناة تحتية آخره ألف ونون ـ الأحدب ـ بالمهملتين آخره موحدة. التاريخ الكبير للبخاري 8/ 171.
2 بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه، وهو حسّان، وممن اشتهر بها أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الحساني الخوارزمي. الأنساب 4/ 153.
3 = أبي = سقطت من الأصل، وأضفتها من الأنساب 4/ 153، واللباب 1/ 364 في ترجمة الحساني.
4 ابن إبراهيم الحنظلي مولاهم المشهور بابن راهويه.(2/823)
أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تزاني بحليلة جارك" 1.
أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مَكِّيُّ بْنُ عَلِيِّ بن عبد الرزاق الحريري2، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ، نا إبراهيم ابن إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى3 عَنْ سُفْيَانَ4.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: ونا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ5، نا جرير6.
__________
1 رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} . الفتح 13/ 291 ح 7520 عن قتيبة بن سعيد، عن جرير بن عبد الحميد ... به.
وأخرجه في التفسير عند تفسير هذه الآية، من طريق عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جرير به. الفتح 8/ 163 ح 4477.
ورواه مسلم 1/ 90 ح 141 من كتاب الإيمان عن إسحاق بن إبراهيم وعثمان بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ ... به.
2 بالحاء المهملة والراء بعدها مثناة تحتية آخره راء، هكذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 13/ 121.
3 ابن سعيد القطان.
4 هو الثوري.
وروايته أخرجها النسائي بهذا الإسناد والسياق 7/ 89-90 كتاب تحريم الدم باب ذكر أعظم الذنب. وأخرجها البخاري
في موضعين إلا أنه قال في الإسناد: عن سفيان، عن منصور وسليمان الأعمش، فزاد فيه الأعمش. انظر الفتح 8/ 492 ح 4761 عن مسدد، عن يحيى، عن سفيان.. به، 12/ 114 ح 6811 عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن سفيان ... به.
5 أبو يعقوب الطالقاني يعرف باليتيم، نزيل بغداد. قال ابن حجر: ثقة تكلم في سماعه من جرير وحده. التقريب 28.
6 ابن عبد الحميد الضبي، تقدم قريباً تخريج حديثه من الصحيحين.(2/824)
قَالَ: وَنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ، نا حَفْصٌ1 كُلُّهُمْ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثم أي؟ قال: تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ"، وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ.
نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ التَّغْلِبِيُّ الْهِيتِيُّ ـ لَفْظًا ـ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أنا وَرْقَاءُ2 عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، أَيُّ الذَّنْبِ أعظم ... " 3، فذكر نحوه.
أخبرنا مكي بن علي الحريري وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الفقيه قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بن الهيثم، ثنا إبراهيم
ابن إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أبي وائل، عن عمرو
ابن شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ4 قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ5،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه6.
__________
1 لم أقف على روايته، ولم أستطع تمييزه هو ولا تلميذه، والله أعلم.
2 ابن عمر اليشكري، تقدم قرباً الإشارة إلى تليين الحافظ ابن حجر حديثه في منصور.
3 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 334.
4 أبو علي الخلال الحلواني، نزيل مكة.
5 ابن الأجدع الهمداني ـ بالدال المهملة قبلها ميم ساكنة ـ الوادعي.
6 لم أقف عليه من هذا الطريق، إلا أن الدارقطني أشار في العلل إلى رواية معمر هذه، ولم يسقها.(2/825)
وأما أحاديث من رواه عن سليمان الأعمش عن أبي وائل، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عبد الله:
فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ1، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن [125/أ] نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عمر ابن إبراهيم الثقفي.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن أيوب البزاز2، نا الحسين بن عمر الثقفي.
وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بن الحسن الْبَادَا، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ النَّصِيبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ3 الْعَبْسِيُّ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الأَحْوَلُ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ4 بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سلمة، عن عمرو
ابن شُرَحْبِيلَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ ولدك
__________
1 ابن محمد بن الفضل القطان الأزرق المتوثي ـ بمثلثة ـ كثيراً ما يدلسه الخطيب حيث يذكره بعدة أسماء.
2 بزايين ـ أبو محمد بن ماسي. تاريخ بغداد 9/ 408
3 ابن أبي شيبة العبسي ـ بالموحدة والمهملتين قبلها وبعدها ـ مولى بني عبس من أهل الكوفة، كان كثير الحديث واسع الرواية
ذا معرفة وفهم، وثقه صالح بن محمد جزرة، وعبدان. كان بينه وبين مطين منافرة خرجت إلى الخشونة والوقيعة في بعضهما بعضاً، قال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً. ونقل الذهبي تكذيب ابن خراش وعبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ له، وتضعيف الدارقطني له.
تاريخ بغداد 3/ 42، الميزان 3/ 642.
4 عبد الملك بن معن بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود الهذلي.(2/826)
مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: ثم أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} 1.
أخبرنا عبد الله بن علي بن مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ2، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله
ابن زَيْدٍ الْقَطَّانُ، نا حَكِيمُ بْنُ سيف، نا عبيد بْنُ عَمْرٍو3 عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ [مَخَافَةَ] 4
أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: فَنَزَلَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر} الآية"5.
أخبرنا مكي بن علي الحريري وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الفقيه قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بن الهيثم، نا إبراهيم
ابن الْحَرْبِيُّ، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لله نداً وهو
__________
1 لم أقف عليه من طريق أبي عبيدة المسعودي.
2 نسبة إلى "يقطين" ـ بالمثناة التحتية والقاف والطاء المهملة، والمثناة التحتية آخره نون ـ نسبة إلى جده، وقد تقدم مراراً.
3 أبو وهب الرقي الأسدي، راوية زيد بن أبي أنيسة.
4 ما بين القوسين سقط من الأصل، وعلم عليه بعلامة التضبيب.
5 لم أقف عليه من هذا الطريق.(2/827)
خلقك؟ قلت: ثم أي؟ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر} 1.
أخبرنا مكي بن علي وابن غالب قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ2، نا أَبِي
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَنا عُثْمَانُ، نا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل، عن أبي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ.
أخبرنا القاضي أبو النصر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُخَارِيُّ، أنا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد بن الْخَلِيلُ الْفَقِيهُ ـ بِالْمَوْصِلِ ـ نا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المثنى، نا أبو خيثمة.
وأخبرنا (125/ ب) أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ ـ بِالْكُوفَةِ ـ نا مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالا: نا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عن شقيق.
وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بشران الصيرفي، نا الحسين
ابن إِسْمَاعِيلَ، نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
"قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قال: أن تدعو لله
__________
1 رواه البخاري عن مسدد، عن يحيى ... به في التفسير، باب: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر} . الفتح 8/ 492
ح 4761.
2 أشار الدارقطني إلى رواية ابن نمير في العلل.(2/828)
ندا وهو خلقك. قال: ثم أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ. قَالَ: فأنزل الله تَصْدِيقَهَا: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} 1، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى.
وأما حديث من رواه عن الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عبد الله ولم يذكر أبا ميسرة فيه:
فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ الْهِيتِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّجَّادُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا وَكِيعٌ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ـ الْمَعْنَى وَاحِدٌ ـ قَالا: نا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ فَقَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} 2.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا
__________
1 أخرجه من طريق قتيبة بن سعيد عن جرير الإمام البخاري في كتاب الديات، باب قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} . الفتح 12/ 187 ح 6861، وفي كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} الآية. الفتح 13/ 503 ح 7532، بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه من طريق عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه كلاهما عن جرير ... به الإمام مسلم في صحيحه 1/ 91 ح 142
من كتاب الإيمان.
2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 431.(2/829)
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدوري، نا عبيد الله بن مُوسَى، أنا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عن شقيق، عن عبد الله قَالَ:
"سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} الآية"1.
أخبرنا أَبُو عُمَرَ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف السقطي، نا يوسف
ابن يَعْقُوبَ الْقَاضِي، نا أَبُو الرَّبِيعِ2، نا أبو الشهاب3 عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سُئِلَ رسول الله؛ أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قِيلَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قِيلَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَصْدِيقَهَا: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} 4.
أخبرنا مكي بن علي وابن غالب قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عبيد الله بن عائشة5،
نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وعبد العزيز
__________
1 لم أقف عليه من هذا الطريق.
2 سليمان بن داود العتكي الزهراني.
3 عبد ربه بن نافع الحناط ـ بالمهملة والنون والطاء المهملة أيضاً.
4 ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل، ولم أقف عليها في غيره.
5 قال في التقريب 227: عبيد الله بن محمد بن عائشة، اسم جده حفص بن عمر بن موسى ... وقيل له ابن عائشة والعائشي، والعيشي نسبة إلى عائشة بنت طلحة، لأنه من ذريتها، ثقة جواد.(2/830)
ابن مُسْلِمٍ1، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو شِهَابٍ3، قال: ونا عبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، نا قُران بْنُ تَمَّامٍ3، قَالَ:
ونا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا3، قَالَ: وَنا مُسَدَّدٌ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ2. قَالَ: وَنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا وَكِيعٌ، كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سُئِلَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ:
أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} 3، واللفظ لأبي معاوية.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جعفر، نا أبو هشام عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلامَةَ الْحَضْرَمِيُّ ـ في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ـ قَالَ: وَجَدْتُ4 فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ5، عَنْ أَبِي الْجَمَاهِرِ6، قَالَ: نا حَجْوَةُ7، نا سُلَيْمَانُ
__________
1 لم أقف على رواياتهم.
2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 380.
3 رواية وكيع وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير أخرجها الإمام أحمد في المسند 1/ 431.
4 من وجد يجد، وتطلق اصطلاحاً فيما أخذ العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة ... علوم الحديث لابن الصلاح 157.
5 ابن سعيد بن كثير الحمصي.
6 محمد بن عثمان التنوخي الحمصي.
7 ابن مدرك، كوفي سكن الشام، روى عن الثوري، ويونس بن أبي إسحاق، وعنه هشام بن عمار.
قال أبو حاتم: فمحله الصدق. الجرح والتعديل 3/ 319.(2/831)
الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله بن مسعود قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
يا رسول الله، أي ذنب أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تجعل لله ندا وهو خلقك، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ1: وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ [مِنْ] 2 أَجْلِ أَنْ يأكل معك، أو من طَعَامِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ10: وَأَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ ـ أَوْ قَالَ: نَزَلَتْ ـ {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ ... } 3.
وأما حديث الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أبي وائل بمتابعة الأعمش على هذا القول، مع الاختلاف في وقف الحديث ورفعه عنه:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يزيد
ابن رِفَاعَةَ4، نا أَبُو خَالِدٍ5 الأَحْمَرُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ [خشية] 6 أَنْ يَأْكُلَ مِنْ طَعَامِكَ، أَوْ تزاني حليلة جارك" 7.
__________
1 في هذين الموضعين من الأصل كتب "كذا".
2 ما بين القوسين سقط من الأصل، وكتب عليه ضبة.
3 لم أقف عليه من هذا الطريق.
4 محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة أبو هشام الرفاعي الكوفي. قال في التقريب 324: ليس بالقوي.
5 سليمان بن حيان ـ بالمهملة والتحتية وآخره نون ـ تقدم الكلام عليه.
6 ما بين القوسين سقط من الأصل، وأثبته من الروايات السابقة.
7 لم أقف عليه من هذا الطريق، لا مرفوعاً ولا موقوفاً، إلا أن الخطيب أخرج في تاريخه 10/ 193 من طريق الشعبي،
عن مسروق، عن ابن مسعود، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أي الذنب أعظم.... الحديث.(2/832)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
نا الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، نَا شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "أَعْظَمُ الذَّنْبِ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، وَأَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ" 1، مَوْقُوفٌ.
أخبرنا مكي بن علي (126/ ب) وَابْنُ غَالِبٍ2، قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، نا إبراهيم الحربي، ثنا محمد
ابن عُثْمَانَ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نا أبي عن ابن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: نا أَبُو هِشَامٍ، نا أَبُو خَالِدٍ، نا الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ3.
وأما أحاديث من رواه عن واصل الأحدب عن أبي وائل:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ4، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي وَاصِلٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عبد الله بن مسعود قال: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ" قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أجل أن يأكل مالك، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تزني بحليلة جارك" 5.
__________
1 المصدر السابق.
2 أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن غالب البرقاني.
3 عزا هذه الرواية الحافظ في الفتح 12/ 116 إلى الدارقطني في العلل.
4 سليمان بن داود الطيالسي.
5 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 35 ح 264، ورواه الترمذي 5/ 337 ح 3138 تفسير سورة الفرقان.(2/833)
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السقطي، وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَنَا أحمد ابن نصر [بن] 1 عبد الله الذارع، قالا: نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شعبة عن واصل
ابن حيان.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بن حمدان، نا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي،
نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:
"سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ أَوْ يَأْكُلَ طعامك" 2.
حدثنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا بَهْزٌ3، نا شُعْبَةُ، نا وَاصِلٍ الأَحْدَبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذنب أعظم؟ ...."، فذكر نحوه4.
__________
1 ما بين القوسين سقط من الأصل وكتب مكانها "كذا" وأثبتها من تاريخ بغداد 5/ 184.
والذارع ـ بالذال المعجمة والألف ثم الراء والعين المهملة ـ.
2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 464.
3 ابن أسد العمي، أبو الأسود البصري.
4 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 434.(2/834)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ1 الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا عباس بن محمد الدوري.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ـ وَهُوَ الصَّائِغُ ـ وَأَنا أَسْمَعُ ـ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الدُّورِيِّ ـ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَاصِلَ بْنَ حَيَّانَ ذَكَرَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ:
أَنْ تَجْعَلَ لله ندا وهو خلقك، قال: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: تُزَانِي بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ ... } إلى قوله: {أَثَاماً} 3.
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ ـ بِمَكَّةَ ـ أنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن عبد الله [127/أ] ابن الحسن الجعفي ـ بالكوفة ـ نَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، أنا مُحَمَّدُ بن صالح، نا محمد
ابن سابق بإسناده مثله.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن الواثق بالله، نا أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ
__________
1 القاسم بن جعفر.
2 الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان.
3 ذكر الحافظ في الفتح 8/ 493 رواية مالك بن مغول، وعزاها إلى ابن مردويه في التفسير.(2/835)
عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ1، نا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبُورَانِيُّ2، نا مَهْدِيُّ بْنُ ميمون.
وأخبرنا مكي بن علي وابن غالب قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، نا مَهْدِيٌّ
عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا عَفَّانُ، نَا مَهْدِيٌّ، نا وَاصِلٌ الأَحْدَبُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَنْ يَأْكُلَ طَعَامَكَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ" 3.
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ خَلَفِ بْنِ عَمْرٍو وَنَحْوُهُ لفظ عَفَّانَ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فَذَكَرَ الإِسْنَادَ وَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَقَبْلَهُ حديث شعبة عن واصل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عن4 عاصم5، عَنْ4 عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ:
__________
1 بضم العين وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى عكبرا، وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ. اللباب 2/ 351.
2 بالباء الموحدة والراء المهملة والنون بعد الألف، هذه النسبة إلى عمل البواري التي تبسط ويجلس عليها ... اللباب 1/ 184.
3 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 462.
4 في هذين الموضعين علامة تضبيب.
5 ابن بهدلة أبي النجود، تقدم الكلام عليه.(2/836)
{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} 1.
كَذَا فِي أَصْلِ كِتَابِي عَنْ عَاصِمٍ، وَالصَّوَابُ عَنْ وَاصِلٍ كَمَا سُقْنَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ وَعَفَّانَ عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ2.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ شَيْبَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَوَاهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ موقوفاً، وأن شعبة روى عنه عَاصِمٍ مَرْفُوعًا، وَنَحْنُ نَسُوقُ ذَلِكَ.
حدثنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، نا أبو النضر، نا أبو معاوية ـ يعني شيبان ـ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله قال: "أعظم الذنوب عند الله أن تجعل لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يطعم معك، وأن تزاني حليلة جارك، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} 3.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ4 الأَزْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّيْمُلِيُّ5، نا علي
__________
1 الآية 68 من سورة الفرقان، والحديث رواه أبو داود الطيالسي 35 ح 265.
2 في مسند أبي داود أٍيضاً عاصم، وذكر الحافظ في الفتح 8/ 493 أن شُعْبَةَ وَمَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ رَوَيَاهُ عن واصل.
3 لم أقف عليه من رواية شيبان عن عاصم.
4 عبيد الله بن أحمد الأزهري الصيرفي.
5 قال السمعاني: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الميم، وفي آخرها اللام،
هذه النسبة إلى تيم الله بن ثعلبة. ثم ذكر فيمن ينسب هذه النسبة أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر.. النخاس ـ بالخاء المعجمة ـ الكوفي. الأنساب 3/ 118-119.(2/837)
ابن الْعَبَّاسِ الْمَقَانِعِيُّ1، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، نا رَوْحٌ، نا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ قَالا: سَمِعْنَا أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "سَأَلْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ مِنْ طَعَامِكَ، وَتُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، فَقَرَأَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} الآية"2.
أخبرنا مكي بن علي وابن غالب3 (127/ ب) قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا عبيد الله ابن عمر4 ومحمد بن الصباح قالا: نا حسان بن إبراهيم5، عن سعيد بن مسروق عن واصل، عن شقيق، عن عبد الله: "سأله رجل؛ أي الذنب أعظم؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ" 6.
__________
1 بفتح الميم والقاف بعدهما الألف وكسر النون وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى المقانع وهو جمع مقنعة التي تختمر بها النساء، وممن اشتهر بهذه النسبة أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي، كان يبيع الخمر ـ خُمر النساء ـ بالكوفة. الأنساب 12/ 384.
2 لم أجده بهذا الإسناد.
3 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أبو بكر البرقاني.
4 أبو سعيد القواريري البصري.
5 أبو هشام الكرماني، ثقه أحمد وغيره، وقال أبو زرعة: لا بأس به، قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حدث بإفرادات كثيرة وهو من أهل الصدق إلا أنه يغلط، مات سنة 187هـ. الميزان 1/ 477، التهذيب 2/ 245.
6 لم أجده من هذا الطريق.(2/838)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله قال: "سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} 1.
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ2، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، نا يحيى ابن سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: نا مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛
أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ" 3, وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى، ولم
__________
1 أخرجه من طريق مسدد عن يحيى ـ هو القطان ـ عن سفيان الثوري ... به الإمام البخاري في تفسير سورة الفرقان 8/ 492 ح 4761.
وقد تقدم تخريجه قبل ذلك.
2 عبد الله بن محمد بن زياد.
3 رواه الدارقطني في العلل في مسند ابن مسعود ـ نسخة مصورة في مكتبة خاصة وغير مرقمة.(2/839)
يَذْكُرْ فِي حَدِيثِ وَاصِلٍ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ.
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ فَجَمَعَا بَيْنَ وَاصِلٍ وَمَنْصُورٍ وَالأَعَمْشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو
ابن شرحبيل، عن عبد الله، فيشبه أن يكون الثوري جمع بين الثلاثة1 لعبد الرحمن بن مهدي ولابن كثير فجعل إسنادهم1 واحداً ولم يذكر بينهم خلافاً، وحمل حديث واصل على حديث الأعمش وَمَنْصُورٍ، وَفَصَلَهُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَجَعَلَ حَدِيثَ وَاصِلٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ الصَّوَابُ، لأَنَّ شُعْبَةَ وَمَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ رَوَيَاهُ عَنْ وَاصِلٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ كَمَا رَوَاهُ يَحْيَى عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْهُ2، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَحَكَى عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ3 أَنَّهُ وَقَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَلَيْهِ، وَذَكَرَ لَهُ رِوَايَةَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ بِخِلافِهِ، فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدُ لا يذكر فيه واصلاً.
أخبرنا ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، نا أبو أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ ـ لَفْظًا ـ أنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا عمرو (128/ أ) ابن عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعَمْشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عمرو
ابن شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أي الذنب
__________
1 في هذين الموضعين من الأصل "كذا".
2 ذكر الدارقطني هذا الكلام في العلل، ونقله عنه الحافظ ابن حجر. انظر فتح الباري 8/ 493 تفسير قوله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ ... } الآية 68 من سورة الفرقان، 12/ 115-116، كتاب الحدود، باب إثم الزناة.
3 أبوحفص الفلاس.(2/840)
أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ" ... 1 وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ:2 قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ وَوَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عمرو بن شرحبيل،
عن عبد اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: نَا يَحْيَى، نَا سُفْيَانُ عَنِ مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الله.
قال: وحدثني سفيان، نا وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله، ليس فيه عمرو بن شرحبيل، وقلت له: نا غُنْدَرٌ3، نا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: دَعْهُ، فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ بَعْدَ ذلك واصلاً4.
94- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء محمد بن علي بن يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ محمد الجندي5، نا
__________
1 ذكره الحافظ في الفتح 8/ 493 وعزاه للإسماعيلي، وتوقيف الفلاس لابن مهدي في البخاري، كتاب الحدود، باب إثم الزناة. الفتح 12/ 114 ح 6811.
2 أبو حفص الفلاس.
3 محمد بن جعفر.
4 ما بين إشارتي التنصيص ذكره العراقي في التبصرة والتذكرة 15/ 258-260، والحافظ في الفتح 8/ 493، 12/ 115-116 نقلاً عن المدرج للخطيب، إلا أنه عندهما مفرقاً، وليس سرداً.
5 قال السمعاني في الأنساب 3/ 351: بفتح الجيم والنون وفي آخرها الدال المهملة، بلدة من بلاد اليمن، ثم ذكر من المشهورين بها أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن إبراهيم ... من ولد عامر الشعبي. أ. هـ
قال في لسان الميزان 6/ 81-82: صاحب أبي حمة، عن أبي علي الحافظ، ما كان إلا ثقة مأموناً. أ. هـ.(2/841)
أَبُو حَمَةَ1 مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نا مُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ2 قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ3.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان4، نا يونس
ابن حَبِيبٍ، نا حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، نَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عن نبيه5، عن أبان
ابن عثمان، عن عثمان ـ زاد أبو قرة: ابن عَفَّانَ، ثُمَّ اتَّفَقَا ـ قَالَ: لا نعلمه ـ وَقَالَ الطَّنَاجِيرِيُّ: لا أَعْلَمُهُ ـ إِلا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لا يُنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَح" 6. هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو قُرَّةَ مُوسَى
ابن طَارِقٍ الزُّبَيْدِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الأصفهاني كلاهما عن سفيان الثوري.
وبلغني أن عبد الله بن الوليد العدني وعبد العزيز بن أبان الكوفي روياه كذلك أيضاً عَنْ سُفْيَانَ، وَوَافَقَهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ
ابن عبد الرحمن الذماري7
__________
1 قال في التقريب 325: بضم المهملة وفتح الميم الخفيفة ـ الزبيدي ـ بفتح الزاي وكسر الموحدة ـ صاحب أبي قرة، صدوق. أ. هـ
2 قال في التقريب 351: بضم القاف ـ الزبيدي ـ بفتح الزاي وكسر الموحدة ـ ثقة يغرب.
3 هو الثوري.
4 أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السجستاني.
5 بالتصغير، ابن وهب العبدري المدني.
6 لم أجده بهذا الإسناد.
7 بكسر الذال المعجمة وفتح الميم وبعد الألف راء ـ نسبة إلى قرية باليمن قريب من صنعاء. اللباب 1/ 531.(2/842)
فِي رِوَايَتِهِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ، إِلا أَنَّهُ خَالَفَهُمْ فِيمَا وَرَاءَ ذَلِكَ.
فَقَالَ: عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نُبَيْهٍ، عن عثمان، قدم أبان على نُبَيْهٌ، وَخَالَفَهُمْ مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ، فَرَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَأَيُّوبَ عَنْ نُبَيْهٍ، أَوِ ابْنِ نُبَيْهٍ، كَذَا رَوَاهُ بِالشَّكِّ عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ نَافِعًا.
وَرَوَاهُ مَحْمُودُ بْنُ ميمون البنا الْكُوفِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ، فَوَافَقَ مَحْمُودٌ رِوَايَةَ أَبِي قُرَّةَ وَالْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ سُفْيَانَ، إِلا أَنَّهُ زَادَ فِي الإِسْنَادِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ.
أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ الذِّمَارِيِّ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنَا علي بن عمر الحافظ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
ابن جُوتي1، نا أبي، نا (128/ ب) عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّمَارِيُّ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى،
عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نُبَيْهٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ـ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَحُ" 2.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ـ يَعْنِي الْفَارِسِيَّ ـ: هكذا
__________
1 قال السمعاني: بضم الجيم وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة بعضهم ذكرها بغير الألف واللام، وقال:
هو يشبه النسبة، وبعضهم ذكرها بالألف واللام، فهو إسحاق بن إبراهيم الجوتي ـ أو جوتي ـ من أهل صنعاء ... .
الأنساب 3/ 385.
2 رواه الدارقطني في العلل 3/ 13 س 256 بتحقيق محفوظ الرحمن.(2/843)
كَتَبْتُهُ مِنْ أَصْلِ ابْنِ جُوتِي1.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُصْعَبِ بْنِ مَاهَانَ2:
فأخبرناه الحسين بن علي بن عبيد اللَّهِ الْوَرَّاقُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْمَرُّورُوذِيُّ3، نا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ ابن عبدة ـ بِالْمِصِّيصَةِ4 ـ نا أَبُو تَوْبَةَ5، نا مُصْعَبٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نُبَيْهٍ
أَوْ ابْنِ نُبَيْهٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ ـ قَالَ: لا أعلمه إلا قدر رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: "لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَحُ" 6.
وَأَمَّا حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ مَيْمُونٍ7:
فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الفرج الطَّنَاجِيرِيُّ8، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الواعظ، نا أحمد بن
__________
1 انظر العلل للدارقطني 3/ 133 س 256.
2 المروزي العابد، نزيل عسقلان، قال أحمد: كان صالحاً، وأثنى عليه خيراً. وقال أبو حاتم: شيخ، ومرة قال: ثقة. الجرح والتعديل 8/ 308، التهذيب 10/ 164.
3 بفتح الميم والواو، بينهما الراء الساكنة، وراء أخرى مضمومة بعدها الواو، وفي آخرها الذال المعجمة ـ وقد تدخل الألف اللام على الراء الثانية. هذه النسبة إلى مرو الروذ، وقد يخفف في النسبة إليها، ويقال: المروذي. الأنساب 12/ 200.
4 بالفتح ثم الكسر، والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى، كذا ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى ـ هذا لفظه، وتفرد الجوهري وخالد الفارابي بأن قالا: بتخفيف الصادين، والأول أصح، وهي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام تقارب طرسوس. معجم البلدان 5/ 144-145.
5 الربيع بن نافع الحلبي، نزيل طرسوس.
6 لم أقف عليه من رواية مصعب بن ماهان عن سفيان.
7 لم أقف على ترجمته.
8 بفتح الطاء والنون، وكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى الطناجير جمع طنجير، والمشهور بها أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري ... اللباب 2/ 285.(2/844)
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْوَرْدَانِيُّ1، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ ـ كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ الطَّنَاجِيرِيِّ، وَالصَّوَابُ مَحْمُودُ بْنُ مَيْمُونٍ ـ نا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ،
عن نبيه بن وهب، عن أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَحُ" 2.
وكل هذه الأقاويل وهم، وقد اشترك الخمسة الذين ذكرنا أحاديثم في الخطأ حيث جمعوا بين رواية سفيان عن أيوب السختياني وأيوب بن موسى على الوفاق فيما وفق بينهما فيه كل واحد منهم.
وانفرد عبد الملك الذماري بخطأ آخر حيث قدم أبان على نبيه، وكذلك محمود بن ميمون انفرد بخطأ آخر في إضافته إسماعيل بن أمية إلى أيوب في الرواية عن نافع3.
وكان أيوب السختياني يروي هذا الحديث عن نافع، عن نبيه بن وَهْبٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عن عثمان، وكان أيوب ابن موسى يرويه عن نبيه بن وهب نفسه، فأبو قرة والحسن بن حفص أخطآ حيث حملا رواية أيوب بن موسى
على رواية أيوب السختياني في إثباتهما ذكر نافع، وإنما هو رواية أيوب السختياني وحده، وعبد الملك الذماري.
__________
1 بفتح الواو وسكون الراء وفتح الدال المهملة وبعدها ألف ونون ـ نسبة إلى وردان اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، واسم لقرية من قرى بخارى. الأنساب 13/ 310-311.
2 لم أجده من هذا الطريق.
3 نص الدارقطني في العلل 3/ 12-13 على وهم الذماري بعد أن ساق روايته.(2/845)
وافقهما في الخطأ وأخطأ ثانيا في تقديمه أبان على نبيه، والصواب عن نبيه، عن أبان.
وأما مصعب بن ماهان، فإنه أخطأ حيث حمل رواية أيوب السختياني على رواية أيوب بن موسى في إسقاط ذكر نافع، وإنما وجب أن يسقط من رواية أيوب بن موسى خاصة، وشك في نبيه فقال: أو ابن نبيه، وإنما هو نبيه
بلا شك.
وأما محمود بن ميمون فإنه أخطأ كخطأ أبي قرة والحسين بن حفص إذا وافقهما فيما أخطآ فيه، وجاء بخطأ ثانٍ، وهو قَوْلُهُ عن سفيان، عن إسماعيل بْنِ أُمَيَّةَ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بن موسى، عن نافع (129/ أ) وإنما رواه إسماعيل عن أيوب بن موسى، عن نبيه بن وهب من غير ذكر لنافع فيه.
وقد روى حديث أيوب السختياني مفرداً قبيصة بن عقبة وأبو حذيفة موسى بن مسعود عن سفيان عنه.
أما قبيصة فجاء به على الصواب عن سفيان، عن أيوب, عن نافع، عن نبيه. وبلغني أن معاوية بن هشام القصار1،
وأن أبا داود الحفري2 أيضا من
__________
1 بالقاف والصاد المهملة وبعدها ألف ثم راء، أبو الحسن الكوفي، ويقال له معاوية بن العباس، قال في التقريب 342: صدوق له أوهام.
2 عمر بن سعد بن عبيد أبو داود الحفري ـ بفتح المهملة والفاء ـ نسبة إلى موضع بالكوفة، ثقة عابد. التقريب 253.(2/846)
رواية القاسم بن دينار وأبي الحسين الرهاوي1 عنه، روياه كذلك عن سفيان.
وأما أبو حذيفة فشك فيه، وقال: عن أيوب، عن نافع، عن أبان بن عثمان، عن نبيه، أو ابن نُبَيْهٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عن عثمان.
وقد وافق الثوري على روايته حماد بن زيد، ووهيب بن خالد، وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد، فرووه أربعتهم عن أيوب، عن نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهٍ، عَنْ أَبَانِ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وعبيد الله بن عمر العمري، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ومطر الوراق، ويعلى ابن حكيم عن نافع.
وأما حديث سفيان الثوري عن أيوب بن موسى مفردا، فقد رواه عنه محمد بن يوسف الفريابي، واختلف عليه فيه2.
فرواه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ المصري عن الفريابي، عن سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن نبيه.
وبلغني أن محمد بن مسكين اليمامي، حدث به عن الفريابي كذلك، وأن أحمد بن حرب الطائي رواه عن أبي داود الحفري، عن سفيان كذلك
__________
1 بضم الراء وفتح الهاء، وهي بلدة من بلاد الجزيرة، بينها وبين حران ستة فراسخ، يقال لها: الرُّها، وممن ينسب إليها أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة عبد الملك الرهاوي. الأنساب 6/ 203-205، التهذيب 1/ 33.
2 انظر العلل للدارقطني 3/ 12.(2/847)
أيضا، ورواه عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي1 عن الفريابي2، فنقص من إسناده نافعا وجعله عن أيوب، عن نبيه، حدث به كذلك عن الغزي أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي.
وهذا القول هو الصواب في حديث أيوب بن موسى، فلعل أبا بشر سمعه من الغزي عن الفريابي كذلك، ويكون الفريابي ذكر له الخطأ فرجع عنه، أو يكون أبو بشر سمعه على الخطأ فحذف منه نافعا ورده إلى الصواب3، وقيل:
إن يزيد بن هارون رواه عن سفيان كذلك4، فالله أعلم.
وقد حدثني أبو بكر البرقاني عن أبي الحسن الدارقطني أنه ذكر حديث الفريابي عن سفيان، عن أيوب بن موسى،
عن نافع فقال: هذا وهم، لأن أيوب بن موسى إنما روى هذا الحديث عن نبيه بن وهب نفسه، سمعه منه، حدث به عنه كذلك جماعة، منهم: سفيان بن عيينة، وعبد الوارث بن سعيد، وإسماعيل بن أمية5، ورواه محمد بن مسلم الطائفي6 عن إسماعيل بن أمية،
__________
1 في اللباب 2/ 381: بفتح الغين وتشديد الزاي، هذه النسبة إلى غزة، وهي بلدة بالشام من فلسطين، ولد بها الإمام الشافعي رحمه الله. ثم ذكر من علمائها عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الغزي. أ. هـ. وانظر أيضاً في التهذيب 6/ 18.
2 هو صاحب الثوري: محمد بن يوسف.
3 قال الدارقطني في العلل 3/ 12: ورواه عبد الوارث بن سعيد وابن عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عن نبيه بن وهب، ليس فيه نافع، وهو الصواب. أ. هـ.
4 رواية يزيد بن هارون عند الدارقطني في العلل 3/ 12 عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن أيوب، عن نافع ... به.
5 لم أجد كلام الدارقطني هذا في العلل ولا في السنن، وإنما في العلل ذكر رواية عبد الوارث وابن عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى متابعة للثوري.
6 بفتح الطاء المهملة وسكون الألف وكسر الياء المثناة وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى الطائف، وهي مدينة بالحجاز مشهورة. اللباب 2/ 270.(2/848)
عن أيوب بن موسى، عن نبيه.
قال الخطيب: فقول محمد بن ميمون عن سفيان الثوري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نافع، عن نبيه وهم فظيع وخطأ شنيع.
وقيل: إن عصام بن يزيد الأصبهاني المعروف بجبر1 رواه عن سفيان كرواية محمود بن ميمون عنه، إلا أنه لم يذكر نبيها فيه.
فَأَمَّا حديث قبيصة (128/ ب) عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ الذي ساقه على الصواب:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بن إسحاق المادرئي، نا عباس بن محمد الدوري.
وأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يعقوب بن سفيان.
وأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطبراني، نا حفص ابن عُمَرَ الرَّقِّيُّ قَالُوا: نا قَبِيصَةُ بن عقبة.
وأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو بكر
__________
1 بالجيم المفتوحة بعدها موحدة مشدودة مفتوحة آخره راء، كذا ضبطه في أخبار أصبهان 2/ 138.(2/849)
أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ1، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ، عن نافع، عن نبيه بن وَهْبٍ،
عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكَحُ" 2.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي حُذَيْفَةَ عَنْ سُفْيَانَ الَّذِي شَكَّ فِيهِ أَهُوَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ نُبَيْهٍ أو عن نبيه عن أبان:
فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بن الحسن الْقَاضِي الْجَرَّاحِيِّ3 قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، نا جَدِّي،
نا أَبُو حُذَيْفَةَ، نا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نُبَيْهٍ أو عن نبيه عن أبان بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ ـ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا رَفَعَهُ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
"الْمُحْرِمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكَحُ" 4.
وَأَمَّا حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِمُوَافَقَةِ سُفْيَانَ عَلَى روايته عن أيوب:
افأخبرناه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
__________
1 بالجيم ـ انظر تاريخ بغداد 4/ 170.
2 قال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 268: رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده من لم أعرفه. أ. هـ ولم أقف على رواية قبيصة
في غيره، والله أعلم.
3 بالجيم بعدها راء وألف وآخره حاء مهملة ـ كذا في تاريخ بغداد 11/ 387، وهو ليس شيخاً للخطيب، وقد توفي سنة 376هـ. ويروي عنه الخطيب بواسطة أبي الحسن ابن رزقويه والحسن بن علي الجوهري، والعتيقي، والأزهري، وأبي القاسم التنوخي، وأبي العلاء الواسطي وغيرهم. ولم يذكر في هذا الإسناد شيخ الخطيب، ولم أقف عليه.
4 لم أجده من رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وقد قدمنا الكلام عليه وذكرنا قول النقاد أنه أخطأ على الثوري
في أحاديث كثيرة، والله أعلم.(2/850)
وأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ،
نَا أَبُو الرَّبِيعِ1، نا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ، عن نافع، عن نبيه بن وَهْبٍ: "أَنَّ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ خطب إلى ابن أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ: أَلا أَرَاهُ عِرَاقِيًّا جَافِيًا2، إِنَّ الْمُحْرِمَ لا يَنْكِح وَلا يُنْكَح"، أنا بِذَلِكَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ.
وَأَمَّا حَدِيثُ وُهَيْبٍ عَنْ أَيُّوبَ بِمِثْلِ ذلك:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زياد القطان.
وأخبرناه الحسن بن سهل بن الحسن العكبري، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارُ قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ [بن] 4 الحجاج السامي5، نا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ6، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بن وهب أن عمر ابن عُبَيْدِ اللَّهِ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ـ وَكَانَ أَمِيرَ الْمَوْسِمِ ذَلِكَ الْعَامَ ـ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَشْهَدَ، فَقَالَ أبان: ألا أراه عراقياً
__________
1 سليمان بن داود العتكي الزهراني.
2 في صحيح مسلم ومسند أحمد "إلا أراه أعرابياً"، وهي عند أحمد "عراقياً جافياً" في رواية إسماعيل بن أمية كما سيأتي تخريجها.
3 رواه مسلم 2/ 1030 ح 42 من كتاب الحج، والإمام أحمد في المسند 1/ 73 كلاهما من رواية حماد بن زيد، ولم أقف
على رواية سليمان بن حرب، والله أعلم.
4 ما بين القوسين سقط من الأصل.
5 بالسين المهملة والميم ـ هكذا في التقريب 19.
6 ابن عمر العمري.(2/851)
جَافِيًا ـ وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ1: أَعْرَابِيًّا جَافِيًا ـ ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يَنْكِح الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكَح" 2.
وَأَمَّا حَدِيثُ سَعِيدِ بن أبي عروبة عن أيوب بمتابعتهم:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا علي بن إسحاق المدرائي (130/ أ) نا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ، نا يزيد
ابن هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عروبة عن أيوب، عن نافع، عن نبيه بن وهب، عن أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ
ابن عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُحْرِمُ لا يَنكِح وَلا يُنْكح" 3.
وَأَمَّا حَدِيثُ معمر عن أيوب بموافقتهم:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ ـ بِهَا ـ أَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ السلمي، أنا محمد
ابن يُوسُفَ الْهَرَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ4، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عن نافع، عن نبيه ابن وَهْبٍ قَالَ: أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ إِلَى أَبَانٍ بن عثمان؛ أَيَتَزَوَّجُ5 وَهُوَ5 مُحْرِمٌ؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَتَزَوَّجُ الْمُحْرِمُ وَلا يَخْطُبُ على غيره" 6.
__________
1 لم يسبق ذكر ابن شهاب في هذا الحديث عند الخطيب ولا عند غيره، والله أعلم.
2 لم أجده من رواية وهيب ولا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ.
3 أخرجه عبد بن حميد في مسنده. المنتخب منه 1/ 99 ح 45.
وأخرجه أيضاً الحافظ الدارقطني في العلل 3/ 12-13.
4 بكسر الطاء وسكون الهاء وفتح الراء وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى طهران، وهي قرية كبيرة على باب أصبهان.
اللباب 2/ 290.
5 في هذين الموضعين علامة تضبيب.
6 لم أجده من طريق معمر.(2/852)
أَمَّا حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ الْمُوَافِقُ لِحَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْهُ:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ قَالا: أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ،
نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرْسَلَ إِلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ـ وَأَبَانٌ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْحَاجِّ وهما محرمان ـ إني أَرَدْتُ ـ وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: أُرِيدُ ـ أَنْ أُنْكِحُ طَلْحَةَ بْنَ عُمَرَ ابْنَةَ شيبة بن جبير، وأردت أَنْ تَحْضُرَ ذَلِكَ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَبَانٌ وَقَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يَخْطُبُ
وَلا يُنْكَحُ" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ الله بن عمر عن نافع، فقد تقدم ذكره مقروناًى بأيوب في رواية وهيب عنه ذلك:
وأما حديث ابن أبي ذئب عن نافع:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نافع، عن نبيه بن وهب، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا ينكح المحرم ولا يخطب" 2.
__________
1 رواه الإمام مالك في الموطأ 1/ 348 ح 70 من كتاب الحج.
ومن طريقه أخرجه مسلم 2/ 1030 ح 41 من كتاب الحج، وأخرجه من طريق القعنبي عنه الإمام أبو داود 2/ 421 كتاب الحج، باب المحرم يتزوج.
2 أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده 13 ح 74.(2/853)
وَأَمَّا حَدِيثُ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ1 وَيَعْلَى بن حكيم عن نافع:
فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مهدي، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ محمد الصفار، نا محمد
ابن عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِيَ، نا أَبُو وَهْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ مَطَرٍ ويعلى
ابن حَكِيمٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَنْكِح الْمُحْرِمُ وَلا يُنكَح وَلا يَخْطُبُ" 2.
وأما حديث سفيان الثوري عن أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى الَّذِي رَوَاهُ عنه محمد بن يوسف الفريابي على الخطأ:
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ3، نَا الْفِرْيَابِيُّ، نَا سُفْيَانُ
عَنِ أيوب بن موسى، عن نافع، عن نبيه بن وهب، عن أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الْمُحْرِمَ لا يَنْكِح ولا يُنْكَح" 4. (130/ ب)
وأما حديث عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عَمْرٍو الْغَزِّيِّ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ الَّذِي رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ
على الصواب:
__________
1 ابن طهمان أبو رجاء السلمي مولاهم الخراساني.
قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ، حديثه عن عطاء ضعيف. التقريب 339.
2 رواه مسلم 2/ 1031 ح 43 من كتاب الحج.
وأخرجه أبو داود 2/ 422 ح 1842 كتاب الحج، باب المحرم يتزوج.
ورواه الإمام أحمد في المسند 1/ 65، وانظر العلل للدارقطني 3/ 11.
3 عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال ابن عدي: حدث عن الفريابي بالأباطيل، إما أن يكون مغفلاً أو يتعمد الكذب، فإني رأيت له مناكير. الكامل 4/ 1568.
4 لم أقف عليه من هذا الطريق.(2/854)
فأخبرناه يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُهَنْدِسُ ـ بِمِصْرَ ـ نا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بن أحمد بن حماد الدولابي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ، نَا الْفِرْيَابِيُّ، نَا سُفْيَانُ عَنِ أيوب بن موسى، عن نبيه بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ـ رَفَعَهُ ـ قَالَ: "المحرمُ لا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِح" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى بِمُتَابَعَةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَلَى هذا القول عنه:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرِ الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنِي نُبَيْهُ بْنُ وَهْبٍ الْحَجَبِيُّ2 أَنَّهُ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمُحْرِمُ لا يُنْكَحُ وَلا يَخْطُبُ" 3.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ بِمُتَابَعَةِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بن موسى:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا محمد بن
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد.
2 قال في اللباب 1/ 342: بفتح الحاء المهملة والجيم وكسر الباء الموحدة، هذه النسبة إلى حجابة بيت الله المحرم، وهم جماعة
من بني عبد الدار، وإليهم حجابة الكعبة ومفتاحها. أ. هـ
ونبيه بن وهب عبدري كما مر في أول هذه الترجمة.
3 رواه أبو بكر الحميدي في مسنده 1/ 20 ح 33.
وأخرجه مسلم 2/ 1031 ح 44 من كتاب النكاح، والإمام أحمد في المسند 1/ 6.
ورواه أيضاً الدارمي 2/ 65 ح 2204 باب في نكاح المحرم.(2/855)
عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أيوب بن موسى.
وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدَّاوُدِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ،
نا مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيَّ، ثنا عبد الوارث، ثنا أيوب بن موسى، عن نبيه بْنِ وَهْبٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرَادَ
أَنْ يُزَوِّجَ ابْنَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ؛ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَحْضُرَ ذَلِكَ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَحَدَّثَ عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ ذَلِكَ1 ـ لَفْظُ الدَّاوُدِيِّ ـ.
وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أمية عن أيوب بن موسى مثل هذا:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا أحمد بن محمد البرتي2، نا أبو حذيفة3، نا محمد ـ يعني ابن مسلم ـ عن إسماعيل ـ وهو ابن أُمَيَّةَ ـ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى أَنَّ نُبَيْهَ بْنَ وَهْبٍ أخبره أن عمر
ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَدِمَ مَكَّةَ وَهُوَ مَعَ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَأَبَانٌ أَمِيرُ الْحَاجِّ، فَخَطَبَ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ ابْنَتَهُ لشيبة
ابن جبير وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ، فَقَالَ أَبَانٌ: سَمِعْتُ عثمان بن عفان
__________
1 رواه الإمام أحمد في مسنده 1/ 65.
وأخرجه أيضاً من طريق عبد الوارث الإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار 2/ 268 باب نكاح المحرم.
2 قال في اللباب 1/ 133: بكسر الباء الموحدة وسكون الراء، وفي آخرها التاء المثناة الفوقية، هذه النسبة إلى "برت" وهي قرية بنواحي بغداد.
3 موسى بن مسعود النهدي.(2/856)
يَقُولُ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنْ الْمُحْرِمَ لا يُنْكِحُ" 1 2.
95- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ قَالا:
أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ3، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ـ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْمُقْرِئَ ـ نا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ4، وَابْنُ لَهِيعَةَ5، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ وَهَمَّامُ6 بْنُ خُمَيْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الزُّرَقِيِّ7،
عَنْ حَنَشٍ8، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1 لم أقف عليه من رواية إسماعيل بن أمية عن نبيه بن وهب، وقد تقدم تخريجه عن غير إسماعيل عنه. وانظر صحيح مسلم
2/ 1030-1031 ح 41-45 من كتاب النكاح.
2 في هامش الأصل: "بلغ مقابلة في الثالث بعد العشرين حسب الطاقة، ولله الحمد".
3 بضم التاء ثالث الحروف وسكون الراء وضم القاف، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى ترقف، وظني أنها من أعمال واسط،
والله أعلم. اللباب 1/ 212.
4 أبو يزيد الكلاعي ـ بفتح الكاف واللام الخفيفة ـ المصري.
5 عبد الله بن لهيعة المصري تقدم الكلام عليه وبيان اختلاطه بعد احتراق كتبه.
6 هو ابن يحيى بن دينار العوذي ـ بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة ـ البصري، ثقة ربما وهم. التقريب 365.
وقد صحفه عباس الترقفي إلى بن خمير، والتصويب من كلام المؤلف ـ رحمه الله ـ فيما سيأتي قريباً.
7 بالزاي والراء والقاف ـ الكلاعي المصري، وقيل: الصنعاني من صنعاء دمشق، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: صالح. وقال ابن يونس: كان رجلاً صالحاً. التهذيب 8/ 389. قال في التقريب 283: صدوق.
8 ابن عبد الله، ويقال: ابن علي بن عمر السبائي ـ بفتح المهملة والموحدة وبعدها همزة ـ أبو رشدين الصنعاني ـ صنعاء دمشق ـ نزيل أفريقيا، ثقة. التقريب 85.(2/857)
"يَا غُلامُ، أَوْ يَا بُنَيَّ، ألا أعلمك كلمات ينفعك (131/ أ) اللَّهُ بِهِنَّ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تجده أمامك، تعرف عليه فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، فَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا
أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ في اليقين، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" 1.
تَابَعَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بن أحمد الأثرم إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ التَّرْقُفِيِّ هَكَذَا، إِلا أنه قال: عن قيس ابن الحجاج الزوفي2، وذاك الصواب. وَقَدْ خَلَطَ التَّرْقُفِيُّ فِي إِسْنَادِهِ ولم يضبطه، وصحف فِي اسْمٍ مِنْهُ، وَوَهِمَ عَلَى
أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ فِي رِوَايَتِهِ عَنْهُ هَكَذَا. وَذَلِكَ أَنَّ أبا عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ لَهِيعَةَ
عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حنش، عن ابن عباس، ويرويه أيضاً عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فَرَافِصَةَ3،
عَنِ ابْنِ عباس مرسلاً4، لا يذكر بين الحجاج وبين ابن عباس
__________
1 رواه أبو عسى الترمذي 4/ 667 ح 2516 كتاب صفة القيامة عن الليث بن سعد وَابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الحجاج ... به ... نحوه..، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد في المسند 1/ 93 عن يونس، عن الليث، عن قيس به مختصراً.
2 بالواو والفاء ـ وقد تقدم بالراء والقاف.
3 بضم الفاء الأولى وكسر الثانية بعدها صاد مهملة، صدوق يهم. التقريب 65.
4 الراجح عند الجمهور أن مثل هذا يسمى منقطعاً، لأن المشهور في المرسل عندهم: ما رفعه التابعي سواء كان كبيراً أو صغيراً
إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كذا في التبصرة والتذكرة للعراقي 1/ 144، ولكن الخطيب ـ ومعه بعض أهل العلم من الفقهاء والأصوليين ـ ذهب إلى أن المرسل ما سقط منه راوٍ فأكثر من أي موضع كان من الإسناد.
انظر الكفاية 546، وعلوم الحديث لابن الصلاح النوع الثامن: المرسل.(2/858)
أحداً، وعن همام بن يحيى، وهو الذي صحفه الترقفي فقال: ابن خمير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا أَيْضًا أَحَدٌ.
رَوَاهُ كَذَلِكَ عَنِ الْمُقْرِئِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدِ بن مسلمة1، وأحمد بن ستان الْوَاسِطِيَّانِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقِ، إِلا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حنبل وحده في إسناده ذكر الْحَجَّاجَ بْنَ فَرَافِصَةَ2، وَالْبَاقُونَ لَمْ يَذْكُرُوهُ، وَإِنَّمَا رَوَوْهُ
عَنْ كَهْمَسٍ وَهَمَّامٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ الَّذِي ذكر الحجاج فيه:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْفَرَافِصَةِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ3: وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي طَرِيقٍ فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَأَنَا صَبِيٌّ، رَفَعَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ أَسْنَدَهُ إِلَى ابن عباس.
وقال: نا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، أَسْنَدَهُ إِلَى ابن عباس.
__________
1 ابن الوليد أبو جعفر الواسطي، صاحب يزيد بن هارون، أتى بخبر باطل اتهم به، ضعفه اللالكائي. وقال الخطيب: في أحاديثه مناكير بأسانيد واضحة، وضعفه أيضاً الخلال. وقال الدارقطني: لا بأس به. الميزان 4/ 41.
2 بضم الفاء الأولى وكسر الثانية بعدها صاد مهملة، صدوق يهم. التقريب 65.
3 هو عبد الله بن يزيد المقرئ.(2/859)
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْمِصْرِيَّانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
ـ وَلا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ـ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
"يا غلام، أو غُلَيْمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ1، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ
بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ1 الْخَلائِقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ ينفعوك بشيء لم يقضه (131/ ب) الله لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ،
أَوْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا،
وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مع الكرب، وأن الْعُسْرِ يُسْرًا" 2.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي وَافَقَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل عَلَى رِوَايَتِهِ إِلا فِي تَرْكِ ذكر الحجاج ابن فرافصة:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الزَّوْفِيِّ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ،: ونا الْمُقْرِئُ، نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، وهمام بن
__________
1 في هذين الموضعين من الأصل إشارة "كذا" والحديث هكذا في الرواية الآتية وفي مسند أحمد 1/ 307.
2 أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 307.(2/860)
يَحْيَى أَسْنَدَاهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لا أَعْرِفُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ـ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا غُلامُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، جَفَّ الْقَلَمُ
بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلائِقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا
أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَاعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ وَالْيَقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" 1.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ وَأَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ بِمُتَابَعَةِ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ:
فأخبرناه أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أنا علي بن عمر الحافظ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ
ابن الحسن أَبُو الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: ونا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالا: نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى أَسْنَدَاهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْمِصْرِيَّانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الحجاج، عن
__________
1 لم أقف عليه من هذا الطريق.(2/861)
حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ـ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ رِدْفَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، فساق مثل حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَوْ نحوه1 بطوله.
96- حديث آخر:
أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ2 الْوَاسِطِيُّ، نا أَبُو جَابِرٍ ـ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مِسْمَعٍ3، نا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ4 وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عروة
ابْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، قَالَ: فَقَرَعَ ظَهْرِي بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ، قَالَ: فَمَا أدري5 (132/ أ) كم بلغ من6 المغيرة6 بالأرض6 قال: فأنخنا، فَانْطَلَقَ فَتَوَارَى عَنِّي، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: مَعَكَ مَاءٌ؟ قَالَ: وَمَعِي سَطِيحَةٌ7 لِي فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يديه وغسل
__________
1 لم أقف عليه من هذا الطريق، وتقدم تخريجه من طريق أخرى عند أحمد والترمذي.
ولمزيد الفائدة في التعرف على طرقه يراجع كتاب السنة لابن أبي عاصم، تخريج الألباني، حديث رقم 316.
2 سبق الكلام عليه وبيان ضعفه في الحديث قبل هذا.
3 الأزدي، قال ابن أبي حاتم: بصري الأصل، مكي البلد، روى عن ابن عون وشعبة، سألت أبي عنه، فقال: أدركته، وليس بقوي. الجرح والتعديل 8/ 5.
4 عامر بن شراحيل، وتلميذه هنا هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان.
5 في هامش الأصل: "قوبل فصح إن شاء الله".
6 علم في هذه المواضع من الأصل بعلامة التضبيب، وكتب عليه "كذا في الأصل".
7 السطيحة ـ بفتح السين المهملة بعدها طاء مهملة آخرها حاء مهملة، هي ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر، فسطح عليه، وتكون صغيرة وكبيرة، وهي من أواني المياه.
الغريب لأبي عبيد 1/ 244، والنهاية لابن الأثير 2/ 365.(2/862)
وَجْهَهُ وَذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ مِنْ جِبَابِ الرُّومِ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَضَاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْبَدَنِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، قَالَ: وَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ وَالْعَمَامَةِ، قَالَ: وَذَكَرَ شَيْئًا أَخَافُ أَلا أُقِيمَهُ، قَالَ: وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثم قال: لك حَاجَةٌ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ لِي حَاجَةٌ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا وَقَدْ أَمَّهُمُ ابْنُ عَوْفٍ
فِي صلاة الصبح، فصلى ركعة أُوذن فَمَنَعَنِي، فَصَلَّيْنَا مَا أَدْرَكَنَا وَقَضَيْنَا مَا سَبَقَنَا" 1.
هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو جَابِرٍ الْوَاسِطِيُّ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَرْطُبَانَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ومحمد
ابن سِيرِينَ جَمِيعًا عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ.
وَوَهِمَ أَبُو جَابِرٍ فِي ذَلِكَ، لأَنَّ مُحَمَّدَ بن سيرين لم يروي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَلا سَمِعَهُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا الشَّعْبِيُّ رَوَاهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ كَمَا سُقْنَاهُ.
وَوَافَقَ ابْنُ عَوْنٍ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، فَرَوَاهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ فَرَوَاهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ نَفْسِهِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، فَحَمَلَ أَبُو جَابِرٍ رِوَايَةَ ابْنِ سِيرِينَ عَلَى رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ.
وَقَدْ روى الحديث يزي بْنُ هَارُونَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ مُبَيَّنًا، فَرَوَاهُ عَنْهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: عَنِ ابْنِ سيرين، رفعه إلى
__________
1 رواه الطبراني في الكبير 20/ 373 ح 870 عن معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري عن أبيه، عن ابن عون ... به ... سنداً ومتناً.(2/863)
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.
وَرَوَاهُ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ عَنِ الْمُغِيرَةِ مُرْسَلا أَيْضًا، وَالْحَسَنُ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، بَيَّنَ ذَلِكَ بَكْرُ بْنُ عبد الله المزني فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الْحَسَنِ.
وَابْنِ سِيرِينَ سَمِعَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ، وَقِيلَ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ1.
فَرَوَاهُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن عمرو بن وهب، عَنِ الْمُغِيرَةِ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ سِيرِينَ.
وَرَوَاهُ جرير بن حازم عن ابن سِيرِينَ إِلا أَنَّهُ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ، فَرَوَاهُ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْهُ مُخْتَصَرًا
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ.
وَرَوَاهُ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ عَنْهُ فَقَالا: عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ.
وَرَوَاهُ سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ.
__________
1 سيأتي تخريج كل هذه الروايات التي أشار إليها المؤلف هنا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.(2/864)
فَأَمَّا حَدِيثُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ الْمُوَافِقُ لِرِوَايَةِ ابن عون عنه:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا أبو نعيم1، نا2 (132/ ب) زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
"كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ فأفرغت مَاءً مِنَ الإِدَاوَةِ" 3.
فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ منها حتى أخرجها مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لأَنْزِعَ خُفَّيْهِ فَقَالَ: دَعْهُمَا، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طاهرتين، فمسح عليهما" 4.
__________
1 الفضل بن دكين.
2 في هامش الأصل "بلغ مقابلة".
3 الإداوة ـ بالكسر ـ: إناء صغير من الجلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها، وجمعها أداوي. النهاية في غريب الحديث 1/ 33.
4 رواه البخاري في كتاب اللباس، باب لبس جبة الصوف في الغزو عن أبي نعيم عن زكريا ... به. الفتح 10/ 268 ح 5799.
ورواه أيضاً من طريق أبي نعيم عن زكريا ... به أبو القاسم الطبراني في الكبير 20/ 371 ح 864.
ورواه مسلم 1/ 230 ح 79 من كتاب الطهارة عن ابن نمير، عن زكريا ... به.
ومن طريق يحيى بن سعيد عن زكريا أخرجه أحمد في المسند 4/ 255.(2/865)
وأما حديث يزيد بن هارون عَنِ ابْنِ عَوْنٍ الَّذِي بَيَّنَ فِيهِ مَا أَدْرَجَهُ أَبُو جَابِرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَأَوْرَدَ حَدِيثَ الشَّعْبِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ مُسْنَدًا، وَحَدِيثَ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ المغيرة مرسلاً1:
فأخبرناه أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ ـ وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ رَفَعَهُ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ـ قَالَ: "كُنَّا مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَمَزَ ظَهْرِي أَوْ كَتِفِي بِشَيْءٍ كَانَ مَعَهُ، فَمَالَ2 وَتَبِعْتُهُ، فَقَضَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، وَمَعِي سَطِيحَةٌ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ3، فَرَفَعَ الْجُبَّةَ عن عَاتِقِهِ وَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ، قَالَ: وَذَكَرَ النَّاصِيَةَ بِشَيْءٍ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا فَأَدْرَكْنَا الْقَوْمَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَؤُمُّهُمْ، وَقَدْ صَلَّوْا ركعة، فذهبت لأوذنهم فنهاني، فصلينا معه ركعة، وقضيناالتي سَبَقَنَا بِهَا" 4، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ التَّمِيمِيِّ.
__________
1 أي منقطعاً.
2 في الأصل عليها علامة تضبيب، وفي مسند أحمد: "قال: وتبعته"، ومعناهما واحد.
3 كتب في هذا الموضع "كذا" والجملة هكذا في مسند أحمد.
4 رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 251.(2/866)
وَأَمَّا حَدِيثُ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ عَنِ الْمُغِيرَةِ مُرْسَلا أيضاً:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نا ـ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي ـ إِسْحَاقُ بْنُ الحسن الحربي قَالَ: نا ـ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي ـ عَفَّانُ، نا هَمَّامٌ، نا قَتَادَةُ
عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أنه قال:
"ثنتان لا أَسْأَلُ عَنْهُمَا أَحَدًا رَأَيْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَخَلَّفَ لِحَاجَتِهِ، وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ أَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ فَغَسَلَ وجهه، قال: وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ (133/ أ) فمِ الْكُمِّ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ1 مِنْ تَحْتِهَا فَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الْخُفَّيْنِ، وَانْتَهَى إِلَى النَّاسِ وَقَدْ دَخَلُوا فِي الصَّلاةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُصَلِّي بِهِمْ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَمْضِيَ، قَالَ: وَكُنَّا قَدْ سُبِقْنَا بِرَكْعَةٍ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ركعة، فلما سلم قام، فقضى الرَّكْعَةَ الَّتِي سُبِقَ بِهَا، فَلَمْ يزد عليها شيئاً" 2.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ3 وعثمان بن محمد قالا: أنا أبو بكر4 الشافعي قال: سمعت إبراهيم الحربي ذكر حديث الحسن عن المغيرة بن
__________
1 كتب عليه في الأصل "كذا" ولعله بسبب الإفراد، وفي الروايات الأخرى "يديه" بالتثنية.
2 لم أقف عليه بهذا الإسناد.
3 أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان.
4 محمد بن عبد الله بن إبراهيم.(2/867)
شعبة، فقال: ليس بصحيح، إنما سمع من ابن المغيرة، لأن الحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر وقدم البصرة أيام عثمان بعد عزل المغيرة عنها ورجوعه إلى المدينة، وتوفي المغيرة في شعبان سنة خمسين وهو ابن سبعين سنة، فلو كان الحسن معه في بلد سمع منه، لأن المغيرة توفي وللحسن تسع وعشرون سنة.
وأما حديث الحسن المتصل الذي رواه عن حمزة بن المغيرة عن أبيه:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ1، نا أبو القاسم النخاس2 ـ لفظاً ـ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ، نَا بندار3،
نا يحييى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ4 التَّيْمِيِّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ".
قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة بن شعبة5.
وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بن عمر
__________
1 أبو بكر البرقاني.
2 بالخاء المعجمة والسين المهملة، هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ النخاس المقرئ.
3 محمد بن بشار.
4 سليمان بن المعتمر التيمي.
5 رواه مسلم 1/ 231 ح 83 من كتاب الطهارة من طريق محمد بن بشار عن يحيى، عن التيمي، ومن طريق المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه ...
وأخرجه أيضاً أبو داود 1/ 104-105 ح 150 باب المسح على الخفين من كتاب الطهارة عن مسدد، عن يحيى والمعتمر كلاهما عن سليمان ... به.(2/868)
الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ بَكْرِ،
عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ
عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ" 1.
قال بكر: وقد سمعته من ابن الْمُغِيرَةِ.
وَرَوَاهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ وَسَمَّاهُ حَمْزَةُ، وَهُوَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ الْحَسَنُ وَبَكْرٌ، وَسَاقَهُ حُمَيْدٌ بِطُولِهِ:
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ، نا الحسين بن بشار الخياط2، نا نَصْرُ بْنُ حُرَيْشٍ3،
نا الْمُسَيَّبُ4 عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا كُنَّا فِي بَعْضِ السَّفَرِ وَكُنَّا قَرِيبًا مِنَ الصُّبْحِ، جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّفُ عَنْ أَصْحَابِهِ قَلِيلا قَلِيلا، قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً، قَالَ: ثُمَّ عَدَلَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الطَّرِيقِ فاتبعته، فلما قضى حاجته (133 / ب) قَالَ لِي: هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ قلت: نعم،
__________
1 انظر الهامش السابق.
2 بالخاء المعجمة والمثناة التحتية بعدها ألف وآخره طاء مهملة. انظر تاريخ بغداد 8/ 24.
3 بالحاء المهملة والراء بعدها مثناة تحتية وآخره شين معجمة، ضعفه الدارقطني. تاريخ بغداد 13/ 285.
4 ابن شريك أبو سعيد التميمي الشقري ـ بالمعجمة وبعدها قاف ـ قال أحمد: حديثه حديث أهل الصدق. وضعفه ابن المديني. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الفلاس: متروك الحديث، رأيت أهل العلم مجمعون على ترك حديثه. وقال الدارقطني والنسائي وغيرهما: متروك الحديث، مات سنة 186هـ. تاريخ بغداد 13/ 137.(2/869)
مَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ الإِدَاوَةَ فَتَوَضَّأَ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، قَالَ: فَذَهَبَ لِلْحَسْرِ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَتَا عَلَيْهِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعِمَامَتِهِ،
ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَى أَصْحَابِنَا وَقَدْ أَسْفَرْنَا جِدًّا، فَإِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلاةَ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْبَلَ تَنَحَّى عَنْ مُقَامِهِ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَكَانَكَ، قَالَ: فَصَلَّيْنَا خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَكْعَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلاتِهِ قُمْنَا، فَقَضَيْنَا رَكْعَةً أخرى" 1.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يزيد بن زريع.
وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ، أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ علي، نا يزيد
ابن زُرَيْعٍ، نا حُمَيْدٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ، فَأَتَى بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ وجهه ويديه، ثم ذهب للحسر عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمَّ الْجُبَّةِ، فأخرج يده مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عن منكبه
__________
1 رواه النسائي 1/ 76 كتاب الطهارة، باب المسح على العمامة مع الناصية من طريق يزيد بن زريع عن حميد، عن بكر ... به مختصراً، وأخرجه عن محمد بن أبي عدي، عن حميد به الإمام أحمد في مسنده 4/ 248 مختصراً.
وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه 1/ 230 ح 81 من كتاب الطهارة ـ كاملاً ـ عن ابن زريع عن حميد عن بكر ... به،
إلا أنه عنده عن بكر المزني عن عروة بن المغيرة بدل حمزة.(2/870)
ثُمَّ أَتَيْنَا الْقَوْمَ وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَكْعَةً، فَلَمَّا أَحَسَّ1 بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْتُ، فَقَضَيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَنَا" 2، لَفْظُ حَدِيثِ الْبَرْقَانِيِّ.
وأما حديث أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بن شعبة:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بن المثنى، نا مسدد.
وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حدثني أَبِي قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ،
أنا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَسُئِلَ؛ هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ؟
فَقَالَ: "نَعَمْ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ ضَرَبَ عنق راحلتي، فظننت أَنَّ لَهُ حَاجَةً فَعَدَلْتُ مَعَهُ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى بَرَزْنَا عَنِ النَّاسِ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَتَغَيَّبَ عَنِّي حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَمَكَثَ طَوِيلا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: حَاجَتَكَ يَا مُغِيرَةُ، قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ
أَوْ إِلَى سَطِيحَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَخَرَةِ الرَّحْلِ، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ فَأَحْسَنَ غَسْلَهُمَا، قَالَ: وَأَشُكُّ أَنَّهُ قَالَ: دلكهما
__________
1 في الأصل عليه علامة تضبيب، وذلك لأن في الأصل "حس" بدون ألف، وأثبتها من صحيح مسلم.
2 رواه مسلم 1/ 230 ح 81 من كتاب الطهارة، إلا أنه فيه عن عروة بدل حمزة، ولعل فيه تصحيفاً من أحد النساخ، والعلم عند الله.(2/871)
بِتُرَابٍ أَمْ لا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ يَدَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ فَضَاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا إِخْرَاجًا، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، قال: (134/ أ) فَيَجِيءُ فِي الْحَدِيثِ غَسْلُ الْوَجْهِ مَرَّتَيْنِ، فَلا أَدْرِي؛ أَهَكَذَا كَانَ أَمْ لا ـ ثُمَّ مَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَرَكِبْنَا فَأَدْرَكْنَا النَّاسَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَتَقَدَّمَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَهُمْ فِي الثَّانِيَةِ، فَذَهَبْتُ أُوذِنُهُ فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي أدركنا، وقضينا الركعة التي سبقنا" 1، لَفْظُ التَّمِيمِيِّ.
وأما حديث هشام بن حسان عن ابن سيرين الموافق لرواية أيوب هذه:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يزيد2، أنا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْجَامِعِ، فَإِذَا عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ قَدْ دَخَلَ مِنَ النَّاحِيَةِ الأُخْرَى، فَالْتَقَيْنَا قَرِيبًا مِنْ وَسَطِ الْمَسْجِدِ، فَبَدَأَنِي بِالْحَدِيثِ ـ وَكَانَ يُحِبُّ مَا سَاقَ إِلَيَّ مِنْ خير ـ فابتدأني فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَزَادَهُ
فِي نَفْسِي تَصْدِيقًا الَّذِي قَرَّبَ بِهِ الْحَدِيثَ قَالَ: قُلْنَا: هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا فِي سَفَرِ كَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ ضَرَبَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنق راحلتي، فَانْطَلَقَ وَتَبِعْتُهُ، فَتَغَيَّبَ عَنِّي سَاعَةً
__________
1 رواه الإمام أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل في المسند 4/ 244، 249-250.
وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 429 ح 1039 من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ ... به ... غير أنه قال: عن محمد بن سيرين، عن رجل يكنى أبا عبد الله، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة ... به.
2 ابن هارون الواسطي.(2/872)
ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: حَاجُتَكَ؟ قُلْتُ: ليس لِي حَاجَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَكَانَتْ عَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ شَامِيَّةٌ فَضَاقَتْ، فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بناصيته، وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ لَحِقْنَا النَّاسَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَؤُمُّهُمْ وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً، فَذَهَبْتُ لأُوذِنُهُ فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الَّتِي أَدْرَكْنَا، وَقَضَيْنَا الَّتِي سُبِقْنَا بِهَا" 1.
وأما حديث حبيب بن الشهيد عن ابن سيرين مثل هذا القول:
فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ وَحَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن عمرو بن وهب، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "صَبَبْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَغْسِلَ ذِرَاعَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ فَضَاقَتْ عَلَيْهِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ" 2.
وأما حديث جرير بن حازم عن ابن سيرين الذي رواه عنه أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ موافقا لرواية أيوب وهشام وحبيب في الإسناد:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ التيمي الكوفي، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ (134/ ب) الشَّيْبَانِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا مالك بن
__________
1 رواه أحمد في المسند 4/ 247-248.
2 رواه الطبراني في الكبير 20/ 428 ح 1035.(2/873)
إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ،
نا أَبُو غَسَّانَ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا تبرز يبعد ـ وَقَالَ الْحَارِثُ: تَبَاعَدَ ـ فَذَكَرَ أَنَّهُ جَاءَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُصَلِّي، فَصَلَّى مَعَهُ رَكْعَةً" 1.
وأما حديث جرير بن حازم عن ابن سيرين الذي رواه عنه عفان وأسود بن عامر، وزادا في إسناده رجلا بين ابن سيرين وبين عمرو بن وهب:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابَ2 الطَّيْبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، نا عَفَّانُ، نا جرير ابن حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا عند المغيرة بن شعبة، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلْفَ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: نَعَمْ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَسْرَيْنَا لَيْلَةً، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ السَّحَرِ ضَرَبَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُنُقَ رَاحِلَتِي، فَانْصَرَفْتُ مَعَهُ، وَنَزَلَ حَتَّى تَغَيَّبَ عَنِّي، ثُمَّ جاء فقال: هل لك حَاجَةٌ يَا مُغِيرَةُ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى سَطِيحَةٍ أَوْ إِدَاوَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي قَادِمَةِ الرَّحْلِ أَوْ أَخِرَتِهِ، فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَضَّأَ مِنْهَا ـ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَشُكُّ مَسَحَ يَدَهُ بِتُرَابٍ أَمْ لا ـ ثُمَّ أَفْرَغْتُ عَلَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ، ثم حسر عن
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.
2 بالنون والتحتانية والمعجمة بعدها ألف وموحدة، تقدم ضبطه مراراً.(2/874)
ذِرَاعَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَأَلْقَى الْجُبَّةَ هَكَذَا عَلَى مَنْكِبِهِ ـ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَلا أَدْرِي، أَمَرَّتَيْنِ غَسَلَهُمَا
أَمْ هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ ـ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عِمَامَتَهُ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَأَتَيْنَا النَّاسَ وَقَدْ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَقَدَّمُوا عَبْدَ الرحمن، فقلت: ألا أُوذِنُهُمْ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لا، فَأَتَيْتُهُمْ وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّفِّ، فَلَمَّا قَضَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاتَهُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى الرَّكْعَةَ الَّتِي سبقته" 1 2.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ،
نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ ـ يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ2.
وأما حديث سليم3 بن أخضر عن ابن4 عون، عن ابن سيرين الذي وافق رواية جرير بن حازم هذه في زيادة الرجل، إلا أنه جعله بين عمرو بن وهب وبين المغيرة بن شعبة:
فأخبرناه الحسن (135/ أ) بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ5 الشَّافِعِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عبد الله بن عمرو بْنِ مَيْسَرَةَ،
نا سُلَيْمُ بْنُ أخضر، عن ابن عون
__________
1 في هذا الموضع من الأصل "كذا" ولعله بسبب تغير الضمير، والله أعلم.
2 رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 248 بعد حديث هشام عن ابن سيرين الذي ساقه قبله ص 247-248، فساق إسناد أسود
ابن عامر، ثم قال: بنحوه.
3 قال في التقريب 132: "مصغراً".
4 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان.
5 محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي.(2/875)
قَالَ: نا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سيرين عن عمرو بن وهب، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بطوله1.
97- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ2 الْفَقِيهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ3 بْنِ شَاذَانَ، وَقُرِئَ عَلَى أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيُّوَيْهِ4 ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا ابْنُ أَبِي5 عَدِيٍّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ بِهِ إِلَى مَنْصُورٍ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ" 6.
قَالَ شُعْبَةُ: وَفِي الْكِتَابِ أَيْضًا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ:
"مَنْ صَلَّى كُلَّ يَوْمٍ ثنتي عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا ـ أَوْ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ ـ فِي الْجَنَّةِ" 6.
كَذَا رَوَى أَبُو القاسم عبد الله بن محمد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ،
عَنِ ابْنِ أَبِي عدي وعبد الرحمن
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد، والله أعلم.
2 هو أبو بكر البرقاني.
3 أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ.
4 محمد بن عباس الخزاز ـ بالمعجمة وبعدها زايين بينهما ألف. تاريخ بغداد 3/ 121.
5 محمد بن إبراهيم.
6 لم أقف عليه بهذا السياق والإسناد، وسيأتي تخريج كل متن لوحده ...(2/876)
ابن مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ، فَإِنَّ الْمَتْنَ الأَوَّلَ الْمَرْفُوعَ عَنْهُمَا جَمِيعًا كَمَا سُقْنَاهُ، وَأَمَّا الْمَتْنُ الثَّانِي الْمَوْقُوفُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَ بُنْدَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ وَحْدَهُ دُونَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ شُعْبَةَ، رَوَاهُ كَذَلِكَ مَبَيَّنًا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ1
عَنْ بُنْدَارٍ، وَفَصَلَ أَحَدَ الْحَدِيثَيْنِ مِنَ الآخر.
وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُقْرِئِ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصَلانِيُّ، نَا بُنْدَارٌ، نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ إِلَى مَنْصُورٍ2، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ مَوْلَى3 الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ الصَّادِقَ الْمُصَدَّقَ يَقُولُ: "لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ" 4، وَزَادَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ في حديثه، قال: قال
__________
1 في هامش الأصل ما نصه: "قلت: البصلاني: نسبة إلى البصلية، وهي محلة ببغداد، خرج منها جماعة منهم: أبو بكر محمد
ابن إسماعيل بن علي بن النعمان البصلاني، كان شيخاً ثقة. حاشية الأنساب للحافظ السمعاني. أ. هـ.
وهذه الحاشية مختصرة من الأنساب، وقد سبق ضبط هذه النسبة.
2 ابن المعتمر السلمي.
3 أبو عثمان التبان ـ بمثناة ثم موحدة ثقيلة ـ مولى المغيرة بن شعبة، قيل اسمه سعد، وقيل عمران، مقبول. التقريب 417.
4 رواه أبو داود 5/ 232 ح 4942 كتاب الأدب، باب الرحمة عن حفص بن عمر وابن كثير، كلاهما عن شعبة ... به.
ورواه الترمذي 4/ 323 ح 1923 كتاب البر والصلة، باب ما جاء في رحمة المسلمين من طريق الطيالسي عن شعبة، ثم قال:
هذا حديث حسن. ورواية الطيالسي هذه في مسنده 330 ح 2529.
ورواه الإمام أحمد في المسند 2/ 461 عن ابن مهدي عن شعبة ... به، و2/ 301 عن محمد بن جعفر عن شعبة، و2/ 442
من طريق الثوري عن منصور متابعاً لشعبة، وكذا تابعهما أيضاً شيبان عن منصور. 2/ 461.(2/877)
شُعْبَةُ: وَفِي الْكِتَابِ أَيْضًا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "مَنْ صَلَّى كُلَّ يَوْمٍ ثنتي عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا
أَوْ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ" 1.
وَرَوَى هَذَا الْمَتْنَ الأَخِيرَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ1 وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ عَلَى الشَّكِّ فِي رَفْعِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَاهُ مسلم بن إبراهيم عن شعبة مرفوعاً بغير شك2.
98- طريق آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ3 الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أبو الأشهب4 (135/ ب) وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَسَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ5، وَحَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ6، عن عمران
ابن حُصَيْنٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالا:
"قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أكثر أهلها الفقراء، ونظرت
__________
1 رواه أبو داود في المسند 330 ح 2530 ثم قال: هذا أيضاً مما كتبه إليه منصور.
2 لم أقف عليه من طريقه.
3 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني.
4 جعفر بن حيان ـ بالتحتانية والنون ـ السعدي، أبو الأشهب العطاردي البصري، مشهور بكنيته.
5 قال في التقريب 129: بفتح الزاي وراءين ـ أبو بشر العطاردي البصري، وثقه أبو حاتم. وقال النسائي: ليس بالقوي.
6 قال في التقريب 265: عمران بن ملحان ـ بكسر الميم وسكون اللام بعدها مهملة، ويقال: ابن تيم، أبو رجاء العطاردي، مشهور بكنيته، مخضرم ثقة معمر، مات سنة 105هـ، وله 120 سنة.(2/878)
فِي النَّارِ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ" 1.
كَذَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ، وَخَلَطَ فِي جَمْعِهِ بَيْنَ رِوَايَاتِ هَؤُلاءِ الْخَمْسَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا الأَشْهَبِ جَعْفَرَ ابن حَيَّانَ وَحَمَّادَ بْنَ نَجِيحٍ، وَصَخْرَ بْنَ جُوَيْرِيَةَ كَانُوا يَرْوُونَهُ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَحْدَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي رجاء عن عمران بن حصين وَحْدَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَمَّا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فَلا نَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ يَرْوِيهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَقَعْ إِلَيْنَا حَدِيثُهُ إِلا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي داود هذه مجموعاً مَعَ رِوَايَةِ غَيْرِهِ2.
وَالْحَدِيثُ عِنْدَ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ عِمْرَانَ جَمِيعًا، إِلا أَنَّا لا نَعْلَمُ أَحَدًا اجْتَمَعَتْ لَهُ الرِّوَايَتَانِ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ غَيْرَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَاهُ3 أَيْضًا عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ3.
وَقَدْ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَالْجَعْدُ4 أَبُو عُثْمَانَ، وَمَطَرٌ5 الْوَرَّاقُ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس.
__________
1 رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ داود الطيالسي في المسند 112 ح 833.
2 انظر فتح الباري 11/ 279 كتاب الرقاق، باب في فضل الفقر ...
وحلية الأولياء 2/ 308.
3 سيأتي تخريج هاتين الروايتين.
4 هو الجعد بن دينار اليشكري ـ بتحتانية مفتوحة بعدها معجمة ساكنة وكاف مضمومة ـ أبو عثمان الصيرفي البصري، ثقة. التقريب 55.
5 ابن طهمان أبو رجاء السلمي الخراساني، تقدم الكلام عليه.(2/879)
وَرَوَاهُ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ وَعَوْفٌ بن الأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الأَشْهَبِ:
فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ ـ بِنَيْسَابُورَ ـ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ ـ بِنَسَا1 ـ
أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا شَيْبَانُ2، نا أَبُو الأَشْهَبِ، نا أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطَّلَعَ فِي النَّارِ، فَرَأَى أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَاطَّلَعَ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَى أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ" 3
وأما حديث حماد بن نجيح وصخر بن جويرية:
فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، أنا أَحْمَدُ بن سلمان النَّجَّادُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ4.
وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ5، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله الدقاق، نا محمد
ابن سليمان الواسطي قالا: نا
__________
1 قال في معجم البلدان 5/ 281: بفتح النون والسين المهملة مقصور، وهو اسم بلدة في خراسان، وقد تقدم التعريف بها، والله أعلم.
2 ابن فروخ، وقد تقدم الكلام عليه مراراً.
3 رواه مسلم 4/ 2096-2097 ح 94 من كتاب الذكر والدعاء والرقاق عن شيبان به.
4 بكسر الباء الموحدة وسكون الراء وفي آخرها التاء المثناة من فوق، هذه النسبة إلى برت، وهي قرية بنواحي بغداد. اللباب
1/ 133.
5 بفتح الراء وتشديد الزاي بعدها ألف وفي آخره زاي. اللباب 2/ 22.(2/880)
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ قَالا: نا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اطَّلَعْتُ فِي الجنة، فذكر مثله، وقلبه1؛ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 2.
وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الْبِرْتِيِّ.
وأما حديث أيوب عن أبي رجاء عن ابن عباس:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا إسماعيل، أنا أيوب.
وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الْحُسَيْنِ بْنِ علي3
__________
1 في الأصل "وقبله".
2 أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب الرقاق، باب فضل الفقر. الفتح 11/ 273 ح 6449.
قال الحافظ ابن حجر: وأما متابعة حماد بن نجيح ـ وهو الإسكاف البصري ـ فوصلها النسائي من طريق عثمان بن عمر
ابن فارس عنه، وليس له في الكتابين سوى هذا الحديث الواحد، وقد وثقه وكيع وابن معين وغيرهما، وأما متابعة صخر بن جويرية فوصلها النسائي أيضاً من طريق المعافى بن عمران عنه، وابن منده في كتاب التوحيد من طريق مسلم بن إبراهيم عن حماد وصخر ... به. أ. هـ، وروايتاهما عند النسائي في الكبرى في كتاب عشرة النساء. تحفة الأشراف 5/ 191-192.
وأخرجه الحافظ نفسه في تغليق التعليق 5/ 167-169 من طريق مسلم بن إبراهيم عن حماد، ومن طريق البغوي عن ابن الجعد، عن صخر، وهذه الأخيرة انظرها في مسند ابن الجعد 2/ 1089 ح 3162، ورواه الإمام أحمد في المسند 1/ 234 عن وكيع، عن حماد بن نجيح ... به.
3 هو المعروف بحسينك النيسابوري. تاريخ بغداد 8/ 74.(2/881)
التيمي ـ وأنا أسمع ـ (136/ أ) أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خُزَيْمَةَ1 وَالسَّرَّاجُ1 قَالا: نَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَأَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ2، حَدَّثَنِي جَدِّي3 وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الرَّجَاءِ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 4.
وأما حديث سعيد بن أبي عروبة بمتابعة رواية من ذكرنا عن أبي رجاء:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ ـ بِالْكُوفَةِ ـ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ يُحَدِّثُ، قَالَ: نا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، وَاطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا عامة أهلها المساكين" 5.
__________
1 محمد بن إسحاق.
2 عبد الله بن محمد بن عبد العزيز.
3 أحمد بن منيع جده لأمه.
4 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 359.
وهو مخرج أيضاً في مسند علي بن الجعد من طريق البغوي عن زياد بن أيوب وجده أحمد بن منيع عن إسماعيل، عن أيوب ... به. 2/ 1090 ح 3165.
ورواه مسلم 4/ 2096 ح 94 من كتاب الذكر والدعاء والرقاق عن زهير بن حرب، عن إسماعيل، عن إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ عَبْدِ الوهاب الثقفي، كلاهما عن أيوب ... به، ومن طريق ابن منيع عن إسماعيل ... به الإمام الترمذي 4/ 715 ح 2602 كتاب صفة جهنم، باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء.
5 رواه مسلم 4/ 2097 ح 94 عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن ابن أبي عروبة.
وأخرجه النسائي في الكبرى كتاب عشرة النساء عن أبي داود الحراني، عن جعفر بن عون، عن ابن أبي عروبة. تحفة الأشراف
5/ 192 ح 6317.(2/882)
وأما حديث مطر الوراق عن أبي رجاء مثل ذلك:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الدَّلالُ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، نا بِشْرُ بن عمران، نا داود الزبرقان1.
وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا القاضي أبو العباس أحمد
ابن عبد الله بن نصر بْنِ بَجِيرٍ2.
نا الْعَبَّاسُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُسَاوِرِ الحراني، ثنا بشر بن عباد3، نا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، نا أَيُّوبُ وَمَطَرٌ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ" 4.
وأما حديث سلم بن زرير عن أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ5 الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن محمد بن جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا أَبُو الْوَلِيدِ6 الطيالسي.
__________
1 الرقاشي البصري، متروك، كذبه غير واحد. التقريب 96.
2 بالموحدة والجيم بعدها مثناة تحتية وآخره راء. تاريخ بغداد 4/ 229.
3 في الإسناد السابق بشر بن عمران، وكلا الاسمين لم أقف على من ترجم له، والله أعلم.
4 حديث أيوب تقدم تخريجه، وأمات رواية مطر بن طهمان الوراق فلم أقف عليها، إلا أن الحافظ أبا نعيم الأصبهاني أشار إليها
في الحلية 2/ 308، وكذلك الحافظ في الفتح 11/ 279.
5 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني.
6 هشام بن عبد الملك.(2/883)
وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ1 الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ غَيْرَ مَرَّةٍ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ،
أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، نا سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ، نا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اطَّلَعْتُ
فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 2.
وأما حديث أيوب السختياني عن أبي رجاء عن عمران:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ، نا قَاسِمُ بْنُ زكريا المطرز، نا عمران
ابن مُوسَى، نا عَبْدُ الْوَارِثِ3، نا أيوب، نا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءُ، وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ" 4.
وأما حديث قتادة عن أبي رجاء كذلك:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ (136/ ب) أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: جَاءَ عِمْرَانُ
__________
1 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ.
2 رواه البخاري عن أبي الوليد الطيالسي ... به ... في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وأنها مخلوقة. الفتح 6/ 318 ح 3241.
وأخرجها أيضاً في كتاب الرقاق، باب فضل الفقر. الفتح 11/ 273 ح 6449.
3 ابن سعيد.
4 رواه من طريق عبد الوارث عن أيوب به الإمام النسائي في عشرة النساء والرقائق من الكبرى. تحفة الأشراف 8/ 198
ح 10873. وانظر أيضاً فتح الباري 9/ 299.(2/884)
ابن حُصَيْنٍ إِلَى امْرَأَتِهِ مِنْ عِنْدِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ وَقْتُ حَدِيثٍ، قَالَ: فَلَمْ تَدَعْهُ أَوْ قَالَ: فَأَغْضَبَتْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، ثُمَّ نَظَرْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 1.
وأما حديث عوف الأعرابي عن أبي رجاء بمتابعة من ذكرنا على هذه الرواية:
فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ،
نا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ أَبِي رجاء، عن عمران بن حصين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أهلها النساء" 2.
__________
1 لم أقف عليه في المصنف ولا في الموجود من معاجم الطبراني، ولعله في القسم المفقود من الكبير، لأنه متضمن مسند عمران
ابن حصين، والعلم عند الله.
2 رواه البخاري في كتاب النكاح من صحيحه باب كفران العشير الفتح 9/ 298 ح 5198 عن عثمان بن الهيثم، عن عوف ... به. ورواه الترمذي في صفة جهنم، باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء 4/ 716 ح 2603 عن محمد بن بشار،
عن ابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وعبد الوهاب الثقفي قالوا: حدثنا عوف ... قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
هكذا يقول عوف عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، ويقول أيوب عن أبي رجاء، عن ابن عباس. وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال، ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعاً، وقد روى غير عوف عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بن حصين هذا الحديث. أ. هـ.
وأخرجه أيضاً أبو نعيم في الحلية 2/ 318 من طريق هوذة وخليفة عن عوف.. به.
وقال بعده: وتابعه عليه قتادة عن أبي رجاء، ورواه جماعة فخالفوهما ... أ. هـ.(2/885)
99- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجِيِّ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، نا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ، نا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، نا الأَعْمَشُ عَنِ الْحَكَمِ1، وَمُسْلِمٌ2 الْبَطِينُ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ ابن جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٍ3، وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ شَهْرَيْنِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَحَقُّ اللَّهِ أَحَقُّ" 4.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأَحْمَرُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ النَّفَرِ الثلاثة الذين سماهم، وجعل رواياتهم مُتَّفِقَةً.
وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ إِنَّمَا رَوَيَاهُ لِلأَعْمَشِ عن مجاهد
__________
1 الحكم بن عتيبة ـ بضم المهملة بعدها فوقية ثم تحتانية وموحدة ـ الكندي.
2 مسلم بن عمران البطين.
3 ابن أبي رباح.
4 رواه مسلم 2/ 804 ح 155 من كتاب الصيام.
ورواه الإمام أبو عيسى الترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في الصوم عن الميت 3/ 86 ح 716.
ورواه ابن ماجه أيضاً 1/ 559 ح 1758 كتاب الصيام، باب من مات وعليه صيام من نذر.
ورواه أيضاً أبو بكر ابن خزيمة في صحيحه 3/ 272 ح 2055، كلهم من رواية أبي سعيد الأشج عن الأحمر ... به.(2/886)
وَحْدَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ1، وَأَمَّا مُسْلِمٌ الْبَطِينُ فَإِنَّهُ رَوَاهُ لِلأَعْمَشِ عن سعيد بن جبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ1.
وَرَوَاهُ كَذَلِكَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ مُفْرَدًا عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخَلْقَانِيُّ2،
وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ3، وَعَبْثَرُ4 بْنُ الْقَاسِمِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
وَرَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ كَذَلِكَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَقَالَ الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَنَحْنُ جُلُوسٌ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ، سَمِعْنَا مُجَاهِدًا ذَكَرَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَجَمَعَ زَائِدَةُ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الأَعْمَشِ مِنْ أَحَادِيثِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ، إِلا أَنَّهُ مَيَّزَ ذَلِكَ عَلَى وَجْهَيْنِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ، وَكُّلُهُمْ ذَكَرَ5 أَنَّ الْمَرْأَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّ أُمِّي مَاتَتْ، خِلافَ قَوْلِ أَبِي خَالِدٍ: إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ، وَجَعَلَ زَائِدَةُ، وَالْفَزَارِيُّ، وَعَبْثَرٌ السَّائِلُ رَجُلا، وَقَالُوا أَيْضًا كُلُّهُمْ صِيَامُ شَهْرٍ، وَلَمْ يَقُلْ شَهْرَيْنِ إِلا الْفَزَارِيُّ، وَلَسْتُ أَعْلَمُ مَنِ الرَّاوِي لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ عطاء، أهم الثلاثة أم بعضهم؟ لأن ذكر عطاء لم يقع إليّ في هذا الحديث عن الأعمش (137/ أ) إِلا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي خَالِدٍ عنه6.
__________
1 انظر فتح الباري 4/ 195، وسيأتي تخريجهما بعد قليل
2 بضم الخاء المعجمة والقاف ـ وقد تقدم ضبطه.
3 إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري ـ بالفاء والزاي بعدها ألف ثم راء.
4 بفتح أوله وسكون الموحدة وفتح المثلثة ـ ابن القاسم الزبيدي ـ بضم الزاي ـ أبو زبيد، كذلك الكوفي، ثقة، مات سنة 179هـ. التقريب 167.
5 كتب في هذا الموضع من الأصل "كذا".
6 قال الحافظ في الفتح 4/ 195: ... وظاهره أنه عنده عن كل منهم، ويحتمل أن يكون أراد به اللف والنشر بغير ترتيب، فيكون شيخ الحكم عطاء، وشيخ البطين سعيد بن جبير، وشيخ سلمة مجاهد، ويؤيده أن النسائي أخرجه من طريق عبد الرحمن بن مغرا ـ بفتح الميم وسكون المعجمة ثم راء مقصور ـ الدوسي، عن الأعمش مفصلاً هكذا. انتهى. وهو في سنن الدارقطني 2/ 196
ح 84 من كتاب الصوم.(2/887)
فأما أحاديث من رواه عن الأعمش عن مسلم البطين مفردا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ وَابْنُ شِيرَوَيْهِ قَالا: أنا إسحاق
ابن رَاهَوَيْهِ، أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، نا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عن سعيد بن جبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أحق بالقضاء" 1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ2،
نا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَتَتِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، فَأَقْضِي عَنْهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَمَا كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ" 3.
__________
1 رواه مسلم 2/ 804 ح 154 من كتاب الصيام عن إسحاق بن إبراهيم ـ ابن راهويه ـ عن عيسى بن يونس ... به ...
ورواه الإمام أحمد في المسند 1/ 362 عن ابن نمير عن الأعمش ... به.
2 محمد بن خازم ـ بالمعجمة والزاي ـ الضرير.
3 رواه أحمد في المسند 1/ 224.(2/888)
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ1 النَّاقِدُ، قَالا: أنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ2، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ مَاتَتْ وَعَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ" 3.
أخبرنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ ـ بِنَيْسَابُورَ ـ أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ السُّلَيْطِيُّ4،
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا الْوَلِيدُ5، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سعيد بن جبير، عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، أَفَأَصُومُهُمَا عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتَ "قَاضِيهِ؟ " قَالَ6: " نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أحق أن يوفى له" 7.
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بُشْرَانَ السُّكَّرِيُّ8، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، نا
__________
1 بالمهملة والموحدة والتحتانية وآخره معجمة. تاريخ بغداد 3/ 86.
2 بضم المهملة ـ سبق ضبطه.
3 لم أجده من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الأَعْمَشِ ...
4 بفتح المهملة وكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها طاء مهملة.
5 ابن مسلم الدمشقي.
6 كان في الأصل "قاضيته قالت" وضبب وصوب في الهامش.
7 لم أقف عليه من رواية أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش.
8 أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن بشران المعدل السكري.(2/889)
جعفر بن محمد الفريابي، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أحق أن يقضى" 1.
أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ2، أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ الباهلي (137/ ب) وَحَدَّثَكُمُ الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قَالا: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ3، نا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ4، عَنْ سَعِيدِ
ابن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: عَلَى أُمِّي صَوْمُ شَهْرٍ مَاتَتْ قَبْلَ
أَنْ تَقْضِيَهُ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ: لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ" 5.
هَذَا حَدِيثُ الْحَسَنِ.
وأما حديث زائدة الذي جمع فيه بين رواية الأعمش عن النفر الثلاثة، وميز بعض أقوالهم من بعض:
__________
1 رواه النسائي في كتاب الصيام من السنن الكبرى عن قتيبة، عن عبثر ـ بالمهملة والمثلثة ـ. تحفة الأشراف 4/ 443
ح 5612، وفتح الباري 4/ 195.
2 أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
3 هو القطان.
4 مسلم بن عمران البطين.
5 رواه أبو داود 3/ 605 ح 3310 عن مسدد، عن يحيى.. به في كتاب الأيمان والنذور، باب ما جاء فيمن مات وعليه صيام صام عنه وليه.
وأخرجه من طريق يحيى عن الأعمش الإمام أحمد في المسند 1/ 227.(2/890)
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبُو بَكْرِ بن بِنْتِ مُعَاوِيَةَ، نا مُعَاوِيَةُ، قَالَ دَعْلَجُ:
ونا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا أَبِي، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير،
عن ابن عباس قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ: لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى" 1.
قَالَ سُلَيْمَانُ: فَقَالَ الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ـ وَنَحْنُ جُلُوسٌ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ ـ قَالا: سَمِعْنَا مجاهداًَ يَذْكُرُ هَذَا عَنِ ابن عباس1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، نا معاوية بن عمرو،
نا زائدة، بإسناده مثله2.
وقد رواه زيد بن أبي أنيسة عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس3، إلا أن الأعمش ليس عنده عن الحكم
إلا حديث مجاهد على
__________
1 أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم عن معاوية بن عمرو ... به. الفتح 4/ 192 ح 1953.
ومسلم 2/ 804 ح 155 من كتاب الصيام عن الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ ... به.
2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 258.
3 أخرجه البخاري في كتاب الصوم باب من مات وعليه صوم ـ معلقاً ـ عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد ... به، ووصله الحافظ في تغليق التعليق 3/ 194. وانظر الفتح 4/ 192-193 ح 1953.
ورواه مسلم 2/ 804 ح 156 عن زكريا بن أبي عدي، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زيد ... به.....(2/891)
ما شرحناه، والله أعلم.
100- حديث آخر:1
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ حَدَّثَكُمْ أَبُو مُحَمَّدِ ابن صَاعِدٍ2، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَكَمِ، نا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ، نا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ3 عَنِ الْبَرَاءِ وَعَبْدِ الله ابْنُ أَبِي أَوْفَى: "إِنَّهُمْ أَصَابُوا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ فَطَبَخُوهَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ" 4.
قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: يُقَالُ: إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ هُوَ الْهَجَرِيُّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يَصْنَعْ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ شَيْئًا،
لأَنَّ الْهَجَرِيَّ لا يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ.
قَالَ الْخَطِيبُ: لَعَمْرِي، إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَجَرِيَّ لا يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ، لَكِنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ عَفَّانَ هُوَ السَّبِيعِيُّ، إِلا أَنَّ عَفَّانَ خَلَطَ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ شُعْبَةَ، وَهُوَ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنْ
__________
1 سبق ذكر هذا الحديث ضمن حديث آخر عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه برقم 84 في باب ذكر المتون المتغايرة التي وصل بعضها ببعض.
2 يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ.
3 يحتمل أنه إبراهيم بن مسلم العبدي الهجري ـ بفتح الهاء والجيم ـ وهو لين الحديث يرفع الموقوفات. التقريب 23، ويحتمل
أن يكون عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي ـ بفتح المهملة وكسر الموحدة ـ ثقة كما في التقريب 260 ـ إلا أنه اختلط بآخره ـ وقد رجح الخطيب هنا أنه السبيعي.
4 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 329 بهذا الإسناد والسياق.(2/892)
عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ1.
أَمَّا عَدِيٌّ فَسَمِعَهُ مِنَ البراء بن عازب ومن أَبِي أَوْفَى جَمِيعًا، فَكَانَ شُعْبَةُ يَرْوِيهِ تَارَةً عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ وَحْدَهُ، وَتَارَةً يَرْوِيهِ عَنْ عَدِيٍّ عَنْهُمَا جَمِيعًا.
وَأَمَّا أَبُو إسحاق السبيعي (138/ أ) فَرَوَاهُ عَنِ الْبَرَاءِ وَحْدَهُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ غَيْرُهُ حَدِيثًا كَثِيرًا.
وَكَانَ يَنْبَغِي لِعَفَّانَ أَنْ يُفَصِّلَ ذَلِكَ فَيَقُولَ: نا شُعْبَةُ، نا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى،
وَنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ.
وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ أَيْضًا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ2 الشَّيْبَانِيِّ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَالرِّوَايَاتُ عَنْ شُعْبَةَ لِجَمِيعِ ذَلِكَ مَحْفُوظَةٌ.
وأما حديث شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء وحده:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو خَلِيفَةَ3، نا أَبُو الْوَلِيدِ4 عَنْ شُعْبَةَ،
عن عدي بن ثابت، عن الْبَرَاءِ: "أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصَابُوا حُمُرًا فَذَبَحُوهَا، فَقَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1 كلا هاتين الروايتين أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه 3/ 1539 ح 28، 29 من كتاب الصيد والذبائح.
2 سليمان بن أبي سليمان الشيباني.
3 الفضل بن الحباب ـ بالمهملة والموحدتين بينهما ألف ـ الجمحي.
4 هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ.(2/893)
أكفئوا1 القدور" 2.
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أنا هَاشِمٌ ـ هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ ـ نا شُعْبَةُ، نا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي وَابْنُ4 جَعْفَرٍ ـ يَعْنِي غُنْدَرًا ـ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى3.
ورواه أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ كرواية غندر:
أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شعبة عن عدي ابن ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى يُحَدِّثَانِ: "أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لحوم الحمر الأهلية، فأكفيت الْقُدُورُ" 5.
وَهَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ6، والنضر بن
__________
1 أميلوها ليراق ما فيها.
2 رواه البخاري في المغازي، باب غزوة خيبر عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة به. الفتح 7/ 482 ح 291.
3 انظر مسند الإمام أحمد 4/ 291.
4 في هذا الموضع من الأصل "تضبيب، والعبارة هكذا في مسند أحمد" قال أبي وابن جعفر ـ في هذا الحديث ـ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
وَابْنَ أَبِي أوفى".
5 رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ داود الطيالسي في المسند 99 ح 731.
6 روايته أخرجها الإمام مسلم في صحيحه 3/ 1539 ح 28 من كتاب الصيد والذبائح.(2/894)
شُمَيْلٍ1، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ2، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ3 عَنْ شُعْبَةَ.
وأما حديث شعبة عن أبي إسحاق عن البراء:
فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيَةَ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ4، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ، نا أَبُو إِسْحَاقَ5 الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: "أَصَابُوا حُمُرًا أَهْلِيَّةً يَوْمَ خيبر، فأغلوه، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنْ أَكْفِئُوا القدور" 6.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْرَانَ، أنا شُعْبَةُ، عن أبي إسحاق، عن البراء قَالَ:
"أَصَبْنَا يَوْمَ خَيْبَرَ حُمُرًا أَهْلِيَّةً، فَطَبْخَنَاهَا، وَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
1 أخرجها أبو نعيم في المستخرج من طريق إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل.. به. الفتح 7/ 483.
2 أخرجهما البخاري في المغازي، باب غزوة خيبر عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد ... به. الفتح 7/ 482 ح 4223، 4224.
3 رواه من طريقه الحافظ البيهقي في السنن الكبرى 9/ 4329.
4 سبق ضبطه، وهو بالقاف والنون والسين المهملة.
5 عمرو بن عبد الله السبيعي.
6 رواه مسلم 3/ 1539 ح 29 عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما عن محمد بن جعفر، عن شعبة ... به.
ومن طريق محمد بن جعفر عن شعبة ... به أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 291، وأبو يعلى الموصلي في المسند 3/ 272
ح 1728.(2/895)
أن أكفئوها، فأكفوها" 1.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إسحاق قال: سمعت (138/ ب) الْبَرَاءَ يَقُولُ: "أَصَابَ النَّاسُ حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ ـ يَعْنِي الْحُمُرَ الأَهْلِيَّةَ ـ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منادياً فينادي؛ أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ" 2.
كَذَا قَالَ أبو داود في هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَقَدْ رَجَعَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ وَقَالَ:
لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ الْبَرَاءِ.
كذلك أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ـ وَأَنَا أَسْمَعُ ـ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد
ابْنُ شِيرَوَيْهِ، نا إِسْحَاقُ، أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، نا شُعْبَةُ عن أبي إسحاق قال: سمعته مِنَ الْبَرَاءِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: لَمْ أَسْمَعْهُ ـ قَالَ الْبَرَاءُ: "أَصَبْنَا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ فَطَبَخْنَاهَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ" 3.
فَإِنْ قِيلَ: لِمَ حَكَمْتَ بِأَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الْمَذْكُورَ فِي حَدِيثِ عَفَّانَ هُوَ السَّبِيعِيُّ دُونَ أَنْ يَكُونَ الشَّيْبَانِيُّ أَوِ الْهَجَرِيُّ،
إِذَا كَانَ شُعْبَةُ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَلاثَةٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ، فَأَحَدُهُمُ السَّبِيعِيُّ، وَالآخَرَانِ الشَّيْبَانِيُّ وَالْهَجَرِيُّ، وَلأَنَّهُمَا يَرْوِيَانِ عن [ابن] 4 أبي أوفى.
__________
1 لم أقف عليه من طريق ابن خيران.
2 انظر مسند أبي داود الطيالسي 96 ح 706.
3 رواية النضر بن شميل من طريق إسحاق بن راهويه أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في المستخرج، نص على ذلك الحافظ في الفتح
7/ 483.
4 ما بين المعكوفتين سقط من الأصل.(2/896)
فَالْجَوَابُ: أَنَّ الشَّيْبَانِيَّ وَالْهَجَرِيَّ لا يُطْلِقُ شُعْبَةُ رِوَايَتَهُ عَنْهُمَا بِأَنْ يكنيهما وَيَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يَقُولُ: نا سليمان الشَّيْبَانِيِّ، أَوْ يَقُولُ: نا الشَّيْبَانِيُّ، وَيَقُولُ أَيْضًا: نا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، أَوْ نا الْهَجَرِيُّ، وَيُطْلِقُ الرِّوَايَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَوْلِهِ: نا أَبُو إِسْحَاقَ، أَوْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
وأما رواية شعبة عن أبي إسحاق الشيباني هذا الحديث:
فأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ1 الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الله بن جعفر، نا يونس بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ2،
عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ:
"نَهَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ" 3.
وأما رواية شعبة عن أبي إسحاق4 الهجري له أيضاً:
فأخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بن مرزوق، نا وهب
ابْنَ جَرِيرٍ، نا شُعْبَةُ عَنْ الهجري قال: عن5 ابْنُ أَبِي أَوْفَى: "إِنَّهُمْ أَصَابُوا حُمُرًا فَطَبَخُوهَا فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أكفئوا القدور" 6 7.
__________
1 أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق الأصبهاني.
2 أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني.
3 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 110 ح 816.
وأخرجه أحمد في المسند 4/ 354 عن غندر، عن شعبة، عن الشيباني ... به، وفي المسند 4/ 355 عن أبي معاوية، عن الشيباني.. به..
4 إبراهيم بن مسلم.
5 في هذا الموضع إشارتي تضبيب متتاليتين.. وهو هكذا في شرح معاني الآثار.
6 رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 205.
7 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في الرابع بعد العشرين حسب الطاقة، والله المستعان".(2/897)
101- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شعبة عن عمرو ابن مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ.
قَالَ شُعْبَةُ: وَأَخْبَرَنِي حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: "كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: كُنَّا أَلْفًا وخمسمائة، وَذَكَرَ عَطَشًا أَصَابَهُمْ، قَالَ: فأُتِيَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بماء في (139/ أ) تَوْرٍ2، فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ الْعُيُونُ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ كفانا، كنا ألفاً وخمسمائة" 3.
كَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ سِيَاقَةً وَاحِدَةً، وَسُؤَالُ سَالِمٍ جَابِرًا فِي آخِرِ الْحَدِيثِ، وَجَوابُ جَابِرٍ لَهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنْ حُصَيْنٍ، وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ
عَنْ عَمْرٍو وَحْدَهُ، فَأَدْرَجَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ.
وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرٍو وَحُصَيْنٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَلَمْ يَذْكُرُوا سُؤَالَ سَالِمٍ جَابِرًا وَجَوابَ جابر، بَلِ اقْتَصَرُوا عَلَى مَا دُونَهُ، وهذا يدل على أن
__________
1 أبو الهذيل السلمي الكوفي.
2 بالتاء المثناة من فوق آخره راء، هو إناء من صفر أو حجارة كالإجّانة، وقد يتوضأ منه. النهاية في غريب الحديث 1/ 199.
3 رواه أبو داود الطيالسي في المسند 239 ح 1729.(2/898)
شُعْبَةَ حَمَلَ رِوَايَةَ عَمْرٍو عَلَى رِوَايَةِ حُصَيْنٍ حِينَ حَدَّثَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ بِالْحَدِيثِ، وَحَمَلَ رِوَايَةَ حُصَيْنٍ عَلَى رِوَايَةِ عَمْرٍو لَمَّا حَدَّثَ أَبَا دَاوُدَ بِهِ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بن جعفر غُنْدَر عن شعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحْدَهُ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ سُؤَالِ سَالِمٍ جَابِرًا وَجَوابِهِ لَهُ.
وَرَوَى أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثَ عَمْرٍو وَحُصَيْنٍ جَمِيعًا، وَسَاقَهُ بِطُولِهِ، وَمَيَّزَ مَا فِي آخِرِهِ مِنْ سُؤَالِ سَالِمٍ وَجَوَابِ جَابِرٍ له، وبين أنه عن عمرو دون حُصَيْنٍ.
فأما حديث آدم عن شعبة الذي ساق فيه ما اتفق عمرو وحصين في روايته دون ما انفرد به عمرو:
فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمويه العسكري، نا جعفر
ابن مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ، نا آدَمُ، نا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَصَابَنَا عَطَشٌ فَجَهَشْنَا إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَوْرٌ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا فِي التَّوْرِ ـ يَعْنِي فَرَّقَهَا ـ فقال: خذوا باسم اللَّهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عُيُونٌ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ فِي حَدِيثِهِ: فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، وَقَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا" 1.
وأما حديث أبي النضر بموافقة آدم على روايته:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.(2/899)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا هَاشِمٌ، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ
ابن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
"أَصَابَنَا عَطَشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَجَهَشْنَا1 إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين يَدَيْهِ تَوْرٌ فِيهِ مَاءٌ فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا فِيهَا وَقَالَ: خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ، قَالَ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ (بَيْنِ) 2 أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عيون (139/ ب) فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا،
وَقَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا" 3.
وأما حديث علي بن الجعد مثل هذا القول:
فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَحَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ وَعَلِيُّ بن الحسن التَّنُوخِيُّ قَالُوا: أنا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم
ابن الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَصَابَنَا عَطَشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَاءٍ، فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا4 فَقَالَ: خُذُوا، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عُيُونٌ".
قَالَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ: فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، وقال حصين: فشربنا وتوضأنا5.
__________
1 جهشنا: قال في النهاية 1/ 322: الجهش أن يفزع الإنسان إلى الإنسان ويلجأ إليه.
2 ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، وضبب عليه، وأضفته من مسند أحمد.
3 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 353.
4 كتب عليه في الأصل "كذا" والعبارة هكذا أيضاً في الجعديات.
5 انظر مسند علي بن الجعد 1/ 285 ح 84.(2/900)
وأما حديث غندر عن شعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحْدَهُ في سؤال سالم جابرا وجوابه له:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة،
نا غندر عن شعبة1.
وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا محمد بن جعفر، نا شُعْبَةُ
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قال: سألت جابر بن عبد الله عن أصحاب الشجرة فقال: "لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ كَفَانَا ـ وقال عثمان: لكفانا ـ كنا ألفا وخمسمائة" 2.
وأما حديث أبي3 الوليد عن شعبة، عن عمرو وحصين الذي ساقه بطوله، وأورد فيه سؤال سالم جابرا وجوابه وبين أنه عن عمرو دون حصين وميز ذلك:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ، نا حَمَّادُ بْنُ مُدْرَكٍ، نا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ـ هو أبو الوليد الطيالسي ـ وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا عَلِيُّ بن محمد
ابن أَبِي الشَّوَارِبِ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعَا سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: "أَصَابَنَا عَطَشٌ، فَجَهَشْنَا وَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ عُيُونًا مِنْ خَلَلِ أَصَابِعِهِ، وَقَالَ: اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فشربنا
__________
1 رواه مسلم في كتاب الإمارة 3/ 1484 ح 72 عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر ... به ...
2 لم أهتدِ لموضعه من المسند إلى الآن.
3 هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ.(2/901)
ووسعنا وَكَفَانَا" 1.
قَالَ شُعْبَةُ: وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو: فَقُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا ألفاً وخمسمائة، وَلَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا.
لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ.
102- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، نَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ2 قَالَ: نا سُلَيْمَانُ3 الْهَاشِمِيُّ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ4 قَالا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ،
عن (140/ أ) ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ5 الثَّقَفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ6، عَنْ سَعْدٍ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يرد
__________
1 رواه الدارمي في السنن 1/ 21 ح 27 المقدمة، باب ما أكرم الله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تفجير الماء من بين أصابعه.
2 قال في التقريب 220: بفتح الراء وتخفيف القاف ثم معجمة ـ وهو عبد الملك بن محمد البصري يكنى أبا محمد، وأبو قلابة لقب، صدوق يخطئ، تغير حفظه لما سكن بغداد. أ. هـ
3 سليمان بن داود بن داود بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس الهاشمي، أبو أيوب الفقيه. التقريب 133.
4 الحماني، ضعيف، تقدم الكلام عليه مراراً.
5 صوابه مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ العلاء الثقفي كما نص على ذلك المؤلف فيما بعد، وكذلك نص على ذلك من ترجم له، هذا وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 378، وقال في التقريب 299: مقبول.
6 ابن أبي وقاص.(2/902)
هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 1.
هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْهَاشِمِيِّ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَلَى الاتِّفَاقِ مِنْهُمَا فِي رِوَايَتِهِ، وَبَيْنَهُمَا خِلافٌ.
فَأَمَّا يَحْيَى فَإِنَّهُ يَرْوِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بِالإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِلا أَنَّ أَبَا قِلابَةَ وَهِمَ فِي قَوْلِهِ مُحَمَّدُ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، لأَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ، وَكَذَلِكَ قَالَ كُلُّ مَنْ رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَكَذَلِكَ حدث به أبو عمرو أحمد
ابن حازم بن أبي غزرة2 الْكُوفِيُّ عَنْ يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ.
وَأَمَّا سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي إِسْنَادِهِ رَجُلا بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ3 وَالِدُ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَأَبُو قلابة حمل رواية سليمان على رِوَايَةِ يَحْيَى، وَقَدْ وَافَقَ سُلَيْمَانُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ حَمْزَةَ الزُّهْرِيَّ، وَيَعْقُوبَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وَمُصْعَبَ بن عبد الله الزبيري، فَرَوَوْهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وذكروا فيه يوسف ابن الْحَكَمِ.
وَخَالَفَ الْجَمِيعَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَيَعْقُوبُ وَسَعْدٌ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَأَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ،
وَأَبُو عَبَّادٍ يَحْيَى بْنُ عباد، ويونس بن
__________
1 أخرجه الإمام علي بن المديني في كتاب العلل ومعرفة الرجال 121 عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عن أبيه ... به ...
2 بالغين المعجمة والراء بعدها زاي آخرها هاء، هكذا في الأصل وفي الجرح والتعديل 2/ 48.
3 ابن أبي عقيل الثقفي، قال في التقريب 388: مقبول.(2/903)
مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، فَرَوَوْهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ وَذَكَرُوا فِيهِ يُوسُفَ غَيْرَ أَنَّهُمْ نَقَصُوا مِنْهُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ وَقَالُوا: عَنْ يُوسُفَ ابن الْحَكَمِ عَنْ سَعْدٍ نَفْسِهِ، وَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يَرْوِيهِ قَدِيمًا فَيَذْكُرُ فِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ كَمَا رَوَاهُ عَنْهُ سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ وَابْنُ كَاسِبٍ وَمُصْعَبٌ، ثُمَّ نَقَصَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ بِأَخَرَةٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو كَامِلٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُدْرَكٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ كَرِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ وَمَنْ تَابَعَهُ، وَذَكَرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ رَوَاهُ مَرَّةً أُخْرَى فَجَعَلَ مَكَانَ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ مُحَمَّدَ بن سعد مثل رواية يحيى الْحِمَّانِيِّ.
فأما حديث يحيى الحماني الذي رواه عنه ابن أبي غرزة، وقال فيه محمد بن أبي سفيان:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الصَّهْبَاءِ وِلادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ،
أنا يَحْيَى، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قريش أهانه الله" 1. (140/ ب)
وأما حديث سليمان بن داود الهاشمي عن إبراهيم الذي زاد فيه يوسف بن الحكم بين مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَبَيْنَ محمد بن سعد:
فأخبرناه هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر قالوا: أنا أحمد
ابن يوسف بن خلاد
__________
1 لم أجده من هذا الطريق وفيه الحماني ضعيف، وأحمد بن حازم ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.(2/904)
الْعَطَّارُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التميمي، نا سفيان بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، نا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثقفي1.
وأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ.
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: "عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنِ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 2.
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو زرعة3 الدمشفي عَنْ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ.
وأما حديث إبراهيم بن حمزة عن إبراهيم بموافقة سليمان على هذا القول:
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدُوِيُّ ـ إِمْلاءً بِنَيْسَابُورَ ـ أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خميروية الْعَدْلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن الهاشمي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ
__________
1 رواه من طريق الحارث بن أبي أسامة محمد التميمي عن سليمان ... به الحافظ أبو عبد الله الحاكم في المستدرك 4/ 74 كتاب معرفة الصحابة.
وأخرجه أيضاً أبو يعلى الموصلي في المسند 2/ 113 ح 775.
2 رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ بهذا الإسناد والسياق في التاريخ الكبير 1/ 103 في ترجمة محمد بن أبي سفيان الثقفي، ورواه الترمذي 5/ 714 ح 3905، وفي كتاب المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش.
3 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عبد الله النصري ـ بالنون والمهملة.(2/905)
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ
أَهَانَهُ اللَّهُ" 1.
وأما حديث ابن كاسب عن إبراهيم مثل هذا القول:
فَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، أنا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ2، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ3، نا صَالِحُ ابن كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ ـ هُوَ
أَبُو الْحَجَّاجِ بْنُ يُوسُفَ4 ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ:
"عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 5.
وأما حديث مصعب6 الزبيري عن إبراهيم الموافق لرواية سليمان الهاشمي وابن كاسب:
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد.
2 قد ينسب إلى جده، سكن مكة، وثقه مصعب الزبيري ومسلمة بن قاسم، وضعفه ابن معين، والنسائي، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وقال في التقريب 386: صدوق ربما وهم. التهذيب 11/ 383.
3 ابن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري، أبو إسحاق المدني.
4 في الأصل في هذا الموضع "كذا".
5 لم أقف عليه من رواية يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ.
6 مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني.(2/906)
فَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّورُوذِيُّ1 ـ بِصُورَ2 ـ أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ ـ بِعَدَنَ3 ـ نا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نصر الرقي (141/ أ) نا سَعْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زيد بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الإِمَامُ،
نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
ابن الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أبيه: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ" 4.
وأما حديث يزيد بن الهاد عن إبراهيم الذي نقص من إسناده محمد بن سعد وقال: عن يوسف، عن سعد:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ وَالْحَسَنُ بْنُ الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، قَالا: أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
ابن إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عن إبراهيم
ابن سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنُ أَبِي عَقِيلٍ5، عَنْ سَعْدٍ قال: "سمعت
__________
1 هذه النسبة إلى قرية مرو الروذ ـ تقدم ضبطها قريباً.
2 بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء، مدينة مشهورة مشرفة على بحر الشام داخلة في البحر حيث يحيط بها من ثلاث جهات، افتتحها المسلمون زمن عمر بن الخطاب. معجم البلدان 3/ 433.
3 بالتحريك آخره نون، وهي مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. معجم البلدان 4/ 89.
4 لم أجده من رواية مصعب الزبيري.
5 يوسف بن الحكم بن أبي عقيل والد الحجاج بن يوسف.(2/907)
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ يُهِنْهُ اللَّهُ" 1.
وأما حديث يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد عن أبيهما مثل هذا القول:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا عباس بن محمد الدوري، نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، نَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ بن كيسان.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ قَالا: نا أَبِي عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ جَارِيَةَ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ الْحَكَمِ أَبَا الْحَجَّاجِ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: "سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ" 2.
وأما حديث أبي صالح عن إبراهيم بن سعد مثل ذلك:
فأخبرناه محمد بن الحسين لاقطان، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ،
عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ـ وَقَالَ غيره: عن
__________
1 أخرجه أبو عبد الله الحاكم في المستدرك 4/ 74 من طريق عبد الله بن صالح وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير كلاهما عن الليث بن سعد ... به..
2 رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 171.
وعن عبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم ـ وحده ـ عن أبيه أخرجه الترمذي في الجامع 5/ 714 ح 3905.(2/908)
مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ ـ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ" 1.
وأما حديث أبي عباد يحيى بن عباد عن إبراهيم بوفاق هذه الرواية:
فأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مهدي البزار، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عباد (141/ ب) وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ
أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ" 2.
سليمان بن داود الهاشمي، وأحسب أن الزعفراني حمل رِوَايَتَهُ عَلَى رِوَايَةِ أَبِي عَبَّادٍ، فَإِنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ سُلَيْمَانَ ذَكَرَ محمد ابن سَعْدٍ بَيْنَ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ وَبَيْنَ سَعْدٍ كَمَا سُقْنَا الْحَدِيثَ بِهِ قَبْلُ عَنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وأما حديث يونس بن محمد عن إبراهيم بن سعد بموافقة هذه الجماعة:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنُ بن الحسين بْنِ الْمُنْذِرِ قَالا: أنا إِسْمَاعِيلُ بن محمد الصفار.
وأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ قَالا: نا
__________
1 أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1/ 401.
2 لم أجده من هذا الطريق.(2/909)
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، نا يُونُسُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ
ابن أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ أَرَادَ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 1.
وأما حديث أبي كامل المظفر بن مدرك عن إبراهيم الذي ذكر أنه رواه مرتين على وجهين مختلفين:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو كَامِلٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، نَا صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سفيان بن العلاء ابن جَارِيَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" 2.
قَالَ أَبُو كَامِلٍ: وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بن العلاء
ابن جَارِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ" 2.
103- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الكاتب
__________
1 لم أجده من طريق يونس بن محمد ـ وهو المؤدب ـ.
2 رواه الإمام أحمد من طريق أبي كامل على الوجهين في المسند 1/ 183.(2/910)
بِأَصْبَهَانَ ـ نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن مزيد الخشاب، نا أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ1، نا أَبُو عَاصِمٍ2، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدٍ3، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ فَلا شُفْعَةَ" 4.
كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ العزيز5 (142/ أ) بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، وَالظَّاهِرُ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّ أبا سلمة وسعيداً ـ هو ابْنُ الْمُسَيِّبِ ـ رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَكُنْ أَبُو عَاصِمٍ يَرْوِيهِ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ سَعِيدٍ مُرْسَلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ5. وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ6 عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، وَحَكَى بَيَانَهُ الْقَوْلَيْنِ وتمييزه بين الروايتين.
__________
1 ابن عبد الله بن خالد الأموي البصري، صدوق له أغلاط، ولي قضاء الشام، حديثه في المراسيل لأبي داود، ولم يذكره المزي
في التهذيب. تقريب التهذيب 216.
2 الضحاك بن مخلد النبيل.
3 هو ابن المسيب.
4 لم أجده من طريق عبد العزيز بن معاوية، وأخرجه ابن ماجه عن محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن عمر، عن عاصم به 2/ 834
ح 2497 مثل رواية عبد العزيز بن معاوية....
5 الحديث في الموطأ 2/ 713 الحديث الأول من كتاب الشفعة مرسلاً عن سعيد وأبي سلمة. قال ابن عبد البر في التمهيد 7/ 36:
هَكَذَا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مالك أكثر الرواة للموطأ وغيره مرسلاً، إلا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الماجشون، وأبا عاصم النبيل،
ويحيى بن إبراهيم بن داود بن أبي قتيلة، وأبا يوسف القاضي، وسعيداً الزبيري، فإنهم رووه عن مالك بهذا الإسناد متصلاً عن أبي هريرة مسنداً، ثم ساق رواياتهم بأسانيدها.
6 بكسر الطاء المهملة وسكون الهاء وفتح الراء وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى طهران، وهي قرية كبيرة على باب أصبهان، وأخرى أيضاً قرية من قرى الري، وإلى الأخيرة ينسب محمد بن حماد الطهراني الرازي، وكان ثقة، مات سنة 261 بعسقلان.
اللباب 2/ 290-291.(2/911)
أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ1 ـ بِدِمَشْقَ ـ أنا محمد بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ
ابن يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ الْهَرَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ، أنا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سعيد ابن المسيب، وعن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشُّفْعَةِ مَا لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ أَوْ حُدَّتِ الْحُدُودُ فَلا شُفْعَةَ" 2.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ مُسْنَدٌ، وَحَدِيثُ سَعِيدٍ مُرْسَلٌ2.
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الْمَلِكِ3 الْمَاجِشُونُ، وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي4، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي قُتَيْلَةَ5 عَنْ مَالِكٍ6، عن الزهري،
عن سعيد بن المسيب وأبي
__________
1 بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بيع الحناء، وهو نبت يخضب به الأطراف. الأنساب 4/ 275.
2 رواه ابن ماجه 2/ 834 ح 2497 كتاب الشفعة، باب إِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ فَلا شُفْعَةَ عن مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ عَنْ أبي عاصم ... به.
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد 7/ 40 عن ابن المديني عن أبي عاصم.
3 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الماجشون، مفتي أهل المدينة، صدوق له أغلاط في الحديث. التقريب 219.
4 أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم قاضي بغداد، صاحب أبي حنيفة، وثقه ابن معين، وابن المديني. وقال الفلاس: صدوق كثير الغلط.
مات سنة 182هـ. تذكرة الحفاظ 1/ 292.
5 يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن داود بن أبي قتيلة ـ بقاف ومثناة مصغراً ـ السلمي، وثقه أبو حاتم وابن حبان، وقال: ربما وهم وخالف. التهذيب 11/ 174.
6 أخرج ابن عبد البر في التمهيد 7/ 36-45 روايات هؤلاء موصولة مسندة.(2/912)
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو في الموطأ مُرْسَلًا، لا ذِكْرَ فِيهِ لأَبِي هريرة.
104- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا إِسْحَاقُ
ابن إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ، نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، نا إِسْرَائِيلُ1.
وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان الباغندي، نا علي بن المديني،
نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ2 ـ زَادَ الأَصْبَهَانِيُّ: السُّلَمِيَّ، ثم اتفقا ـ وعبد الله ابن حَلامٍ3، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ـ قَالَ الأَصْبَهَانِيُّ: ابْنُ مَسْعُودٍ ـ قَالَ: "خَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ بَيْتِ سَوْدَةَ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عَلَى الطَّرِيقِ قَدْ تَشَوَّفَتْ تَرْجُو أَنْ يَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ، فَإِذَا عِنْدَهَا نِسْوَةٌ يدفن4 طِيبًا، فَلَمَّا رَأَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجْنَ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ أَهْلَهُ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، ثُمَّ قال: إذا
__________
1 ابن يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
2 أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي المقرئ.
3 ذكره ابن حبان في الثقات 5/ 27 وقال: روى عن ابن مسعود، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي. أ. هـ.
وقال في الميزان 2/ 412: عن ابن مسعود مرفوعاً: إني رأيت امرأة فأعجبتني ... الحديث، رواه عنه أبو إٍسحاق، وبعضهم وقفه،
لا يكاد يعرف.
4 يدفن: يخلطن الطيب ماء ومسك مدوف أي مبلول أو مسحوق. تاج العروس 6/ 110 ـ مادة داف ـ.(2/913)
رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا" 1.
سِيَاقُ الْحَدِيثِ لِلْجَوْهَرِيِّ.
وَأَمَّا الأَصْبَهَانِيُّ فَإِنَّهُ سَاقَ الإِسْنَادَ، وَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَقَبْلَهُ مَعْنَى هَذَا الحديث.
الظَّاهِرُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ (142/ ب) أَبَا إِسْحَاقَ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ كِلَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا كَانَ إِسْرَائِيلُ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الله ابن حَلامٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّصِلا مُسْنَدًا.
وَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ مُبَيَّنًا، فَبَدَأَ بِحَدِيثِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُرْسَلِ وَسَاقَهُ بِطُولِهِ، ثُمَّ أَوْرَدَ
فِي أَثَرِهِ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ الْمُتَّصِلَ.
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَاخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي إِسْنَادِهِ، فَرَوَاهُ قَبِيصَةُ بْنُ عقبة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد.
2 نص الذهبي في الميزان 2/ 412 ـ كما تقدم في ترجمة ابن حلام ـ أن رواية السبيعي عنه هذا الحديث مرفوعة وغيره يُوْقِفها.
3 نص على ذلك أيضاً الحافظ الدارقطني في العلل في مسند ابن مسعود. نسخة خاصة وغير مرقمة.(2/914)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ سُفْيَانَ، وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ عَنْ سُفْيَانَ تُوَافِقَانِ رِوَايَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى
عَنْ إِسْرَائِيلَ1.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ
عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن حلام، عن عبد الله بن مسعود من قوله موقوفاً غير مرفوع2.
ورواه أبو نعيم ويحيى بن الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2.
فأما حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل الذي بين فيه إرسال رواية أبي عبد الرحمن وأتبعه رواية ابن حلام المتصلة المرفوعة:
فأخبرنا أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلادُ بْنُ عَلِيِّ الْكُوفِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ،
أنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: "خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ عَلَى الطَّرِيقِ وَقَدْ تَشَوَّفَتْ لَهُ تَرْجُو أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَرَجَعَ إِلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا نِسْوَةٌ يدفن لَهَا طيباًَ، فلما أتى رسول الله خَرَجْنَ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ مِنْ أهله، ثم خرج برأسه يَقْطُرُ مَاءً، ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ: إِنَّمَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ أَنِّي خَرَجْتُ فَذَكَرَ مَا كَانَ مِنَ الْمَرْأَةِ، فَمَنْ رَأَى مِنْكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَرْجِعْ
إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ مَعَ أهله مثل الذي معها" 3.
__________
1 نص على ذلك أيضاً الحافظ الدارقطني في العلل في مسند ابن مسعود. (نسخة خاصة وغير مرقمة) .
2 انظر مسند ابن مسعود من علل الدارقطني.
3 لم أجد رِوَايَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى فيما وقفت عليه من المصادر.(2/915)
وَقَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بن حلام، عن ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
وأما حديث قبيصة1 عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق بموافقة ما رواه عبيد الله عن إسرائيل:
فأخبرناه وِلادُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا قَبِيصَةُ1، نا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (143/أ) عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ، فأتى سودة وهي تصنع طيباً وَعِنْدَهَا نِسْوَةٌ، فَأَخْلَتْهُ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَقُمْ
إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا" 2.
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ الرَّقِّيُّ، نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حلام، عن عبد الله بن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا" 2.
وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ علي التميمي، نا عمر بن أحمد الواعظ، ثنا عبد الله بن سليمان الرقي الوراق، ثنا إسماعيل
ابن أبي مريم، ثنا علي بن المديني، نا قبيصة،
__________
1 ابن عقبة بن محمد السوائي ـ تقدم مراراً.
2 أخرجه الدارقطني في العلل اللفظ الأول من طريق السري بن يحيى عن قبيصة به، والثاني عن عيسى بن جعفر عن قبيصة ... به.
وأخرجه باللفظ الأول عن قبيصة ... به الإمام الدارمي في السنن 2/ 70 ح 2221 كتاب النكاح، باب الرجل يرى المرأة فيخاف
على نفسه.(2/916)
أنا سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ، قَالَ:
وَلَمْ يَذْكُرْ قَبِيصَةُ فِي حَدِيثِ أَبِي عبد الرحمن عبد الله بن مَسْعُودٍ1.
وأما حديث معاوية بن هشام عن سفيان الموافق لما رواه قبيصة:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنَا علي بن عمر الحافظ، نا محمد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا، نا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أنا محمد
ابن رَافِعٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ، عن عبد الله بن مسعود، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ الَّذِي مَعَ أَهْلِهِ مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا" 2.
فَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَلامٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْمَوْقُوفُ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مهدي وأبو نعيم:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، أنا عمر بن نوح البجلي3، أنا أبو خليفة ـ هو الفضل بن الحباب ـ نا ابن كثير4، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود قال: "من رأى امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن مع أهله مثل الذي معها" 5.
__________
1 لم أجده بهذا الإسناد.
2 رواه الدارقطني في مسند ابن مسعود في العلل بهذا الإسناد والسياق.
3 بالباء الموحدة والجيم ـ تقدم ضبطه.
4 محمد بن كثير العبدي.
5 ذكره ابن أبي حاتم في العلل 1/ 394 ح 1180، والدارقطني في العلل، ولم يسوقا إسناده ورجحا وقفه على رفعه.(2/917)
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا سُلَيْمَانُ الطبراني، نا معاذ بن المثنى، نا محمد بن كثير، نا سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله ابن حلام، عن عبد الله بن مسعود مثله، ولم يرفعه1.
وأخبرني الحسن بن علي التميمي، ثنا عمر بن أحمد، ثنا عبد الله بن سليمان الوراق، ثنا إسماعيل بن أبي مريم، نا عَلِيُّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، نا يحيى بن سعيد، نا سفيان، نا أبو إسحاق عن عبد الله بن حلام قال: قال عبد الله:
"من رأى امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن معها مثل الذي معها" 1.
وقال علي: ثنا عبد الرحمن بن مهدي عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بنحو حديث يحيى بن سعيد1.
أخبرنا البرقاني، نا علي بن عمر الْحَافِظُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصفار، نا عيسى بن جعفر، ثنا أبو نعيم، نا سفيان بإسناده نحوه موقوفاً2.
وأما حديث (143/ ب) أبي عبد الرحمن المرسل الذي رواه أبو نعيم ويحيى القطان عن سفيان:
فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو نعيم، نا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ3 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا"4.
__________
1 لم أقف عليه بهذا الإسناد.
2 ذكره الدارقطني في العلل ولم يسق إسناده ولم أجده في غيره.
3 في هذا الموضع من الأصل تضبيب، لعله بسبب سقوط الصحابي.
4 ذكره الدارقطني في العلل ولم يسقه مسنداً.(2/918)
أخبرنا التيمي، نا عمر بن أحمد، نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا علي بن المديني، ثنا يحيى بن سعيد، نا سفيان، نا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ حَلامٍ.
105- حديث آخر:
كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عثمان بن القاسم الدمشقي، وحدثني عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنْهُ قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سليمان ابن أَيُّوبَ بْنِ حَذْلَمٍ1 قَالَ: نا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قَالَ: نا هَدِيَّةُ2 بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَالْفَضْلُ
ابن مُوسَى قَالا: نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي؛ لَبَّيْكَ حِجًّا حَقًّا تَعَبُّدًا وَرِقًّا" 3.
كَذَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَاضِي بَيْرُوتَ عَنْ هَدِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَرْوَزِيِّ، وَقَدْ وَهِمَ فِيهِ، لأَنَّ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ نَفْسِهِ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ـ وَهُوَ الشيباني4 ـ يَرْوِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامٍ.
وَقَدْ رَوَى أَبُو الرَّبِيعِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْهَيْثَمِ الرَّازِيُّ5 عن هدية بن
__________
1 بالحاء المهملة بعدها ذال معجمة ولام وميم ـ كذا في الأصل وتهذيب ابن عساكر لابن منظور 3/ 91، قال: وكان ثقة مأموناً.
2 قال في التقريب 363: بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد المثناة التحتانية، أبو صالح المروزي، صدوق ربما وهم.
3 لم أجده من طريق جعفر بن سليمان.
4 بالسين المهملة ـ تقدم مراراً.
5 قال الدارقطني: لا بأس به. تاريخ بغداد 8/ 145.(2/919)
عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدِيثَ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ عَلَى الصَّوَابِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ1 بْنِ أَعْيَنَ عَنِ النَّضْرِ، عَنْ هِشَامٍ.
وَرَوَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ هَدِيَّةَ حَدِيثَ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى.
وَأَمَّا حَدِيثُ النَّضْرِ:
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ الْمَتُّوثِيُّ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا الْحُسَيْنُ
ابن الْهَيْثَمِ الرَّازِيُّ، نا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا النَّضْرُ بْنُ شميل2.
وأخبرناه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مَهْدِيٍّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا يحيى بن محمد ابن أَعْيَنَ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: نا ـ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ أنا ـ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عن محمد بن سيرين،
عن أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ ـ قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: عَنْ أَخِيهِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ ـ أنس بن مالك قال: "سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي؛ لَبَّيْكَ حِجًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا ورقاًَ" 2.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْفَضْلِ بْنِ موسى:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل، نا هدية
ابن عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا الْفَضْلُ بْنُ موسى، نا
__________
1 أبو عبد الرحمن بن أبي الوزير المروزي، قال الخطيب: كان ثقة. تاريخ بغداد 14/ 215.
2 أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 215-216 من كلا الطريقين في ترجمة يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ.(2/920)
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن أخيه يحيى (144/ أ) بن سيرين، عن أنس
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي؛ لَبَّيْكَ حِجًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا وَرِقًّا" 1.
106- حَدِيثٌ آخَرُ2:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمرو اللؤلؤي،
نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ أَعْيَنَ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ يُونُسَ وَإِسْرَائِيلَ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ3، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 4.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ يُونُسُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، وَإِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَالأَمْرُ عَلَى مَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ، الظَّاهِرُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ رَوَاهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَنِ ابْنِهِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، وَلَيْسَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، وإنما رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ
عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي موسى، ورواه إِسْرَائِيلَ عَنْ جَدِّهِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى،
فَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلَمْ يُخْتَلَفْ عَلَيْهِ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا يُونُسُ بن أبي إسحاق فاختلف عليه فِيهِ: فَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ ـ واسمه
__________
1 لم أقف عليه والله أعلم.
2 هذا الحديث سبق تخريجه برقم 83 وعلته هناك تعارض وصله وإرساله.
3 عمرو بن عبد الله السبيعي.
4 انظر سنن أبي داود 2/ 568-569 ح 2085 كتاب النكاح، باب في الولي.(2/921)
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ ـ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ مِنْ رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ إِلا أَنَّهُ أَرْسَلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ
أَبَا مُوسَى1.
وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ قتيبة المدائني2، وعيسى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ3، وَأَبُو قطن عمرو
ابن الْهَيْثَمِ القُطَعي4، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ5 الْعُكْلِيُّ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْهُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ يُونُسُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي بُرْدَةَ، وَسَمِعَهُ أَيْضًا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، فَرَوَاهُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ مَعًا والله أعلم6.
__________
1 سيأتي تخريجه هذه الروايات كلها بإذن الله.
وانظر أيضاً جامع الترمذي 3/ 399-402 كتاب النكاح، باب لا نكاح إلا بوليّ، والسنن الكبرى للبيهقي 7/ 107-109.
2 الخزاعي، قال الأزدي: واهي الحديث. وقال العقيلي: كثير الوهم. وضعفه أبو حاتم وقال الدارقطني: متروك الحديث، قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قال الذهبي: بل هو هالك. تاريخ بغداد 7/ 404، الميزان 1/ 518.
3 بضم المعجمة بعدها راء مثناة تحتانية ثم موحدة، وقد سبق ضبطه.
4 قطن ـ بفتح القاف والمهملة، والقطعي ـ بضم القاف وفتح المهملة. التقريب 263.
5 بضم الحاء المهملة وموحدتين ـ أبو الحسين العكلي ـ بضم المهملة وسكون الكاف. التقريب 112.
6 ذكر الدارقطني في مسند أبي موسى الأشعري في العلل اختلاف إسرائيل ويونس، وذكر رواية عيسى بن يونس وزيد بن الحباب
عن يونس، عن أبي بردة، ورجح رواية إسرائيل التي فيها عن أبي إسحاق، عن أبي بردة ... ، وانظر جامع الترمذي 3/ 399 كتاب النكاح، باب لا نكاح إلا بولي.(2/922)
فأما حديث أبي عبيدة الحداد عن يونس:
فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي،
نا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، نا يُونُسُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا نِكَاحَ
إِلا بِوَلِيٍّ" 1.
وَأَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عمر بن علي القا ضي ـ بِدَرْزِيجَانَ2 ـ أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن علي بن محمد بن الْجَهْمِ الْكَاتِبُ،
نا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3.
وَأَمَّا حَدِيثُ (144/ ب) أسباط بن محمد عن يونس بمتابعة أبي عبيدة على هذا القول:
فأخبرناه أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ،
نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، نا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي
__________
1 رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 418.
2 كتب عليها في الأصل "كذا"، وه بفتح أوله وسكون ثانيه، وزاي مكسورة وياء مثناة من تحته وجيم، وآخره نون، قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي، كان والد أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي خطيب جامعها ... معجم البلدان 2/ 450.
3 ذكر رواية أبي عبيدة عن يونس به الإمام الترمذي في سننه 3/ 399 باب لا نكاح إلا بولي، وأخرجه البيهقي في الكبرى 7/ 109.(2/923)
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 1.
وَأَمَّا حديث الحكم بن مروان عن يونس كذلك:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدَّاوُدِيُّ قَالا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْكِنْدِيُّ، نا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ، نا يُونُسُ، عن أبي بردة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 2.
وأما حديث زيد بن الحباب عن يونس من رواية سليمان بن الجراح عنه الموافق لهذه الروايات:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ، نا شعيب بن محمد الذارع، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3.
وَأَمَّا حديث شبابة بن سوار عن يونس الذي رواه عنه ابن المنادي مرسلاً:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد بن عبد الله السراج ـ
__________
1 أخرجه البيهقي في الكبرى 7/ 109، وذكره الترمذي في السنن 3/ 399 باب لا نكاح إلا بولي، إلا أنه لم يسق المتن، ورواه الإمام أحمد في المسند 4/ 413.
2 لم أجده من هذا الطريق.
3 ذكرها الترمذي في السنن 3/ 499، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 109، وانظر أيضاً العلل للدارقطني مسند أبي موسى الأشعري.(2/924)
بِنَيْسَابُورَ ـ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، نا شبابة، نا يونس
ابن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ1: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 2.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ عَنْ شَبَابَةَ، عَنْ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ كَذَلِكَ.
وأما حديث الحسن بن قتيبة عن يونس، عن أبيه، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبي موسى بخلاف الأحاديث التي سقناها:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الحارث بن محمد بن أَبِي أُسَامَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3.
وأما حديث عيسى بن يونس عن أبيه مثل رواية الحسن بن قتيبة:
فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ
ابن أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُرْدٍ الأَنْطَاكِيُّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أبيه، عن أبي إسحاق، عن أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نِكَاحَ إلا
__________
1 في هذا الموضع علامة تضبيب لعله تنبيهاً إلى الإرسال وسقوط الصحابي من هذا الإسناد.
2 لم أجده من رواية شبابة بهذا السياق.
3 رواه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 109 من طريق أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ عَنْ الحارث بن محمد، عن الحسن ... به، والحسن متروك الحديث كما مر سابقاً.(2/925)
بِوَلِيٍّ" 1.
وأما حديث عبد الله (145/ أ) بن داود2 وأبي قطن بن الهيثم عن يونس بمتابعة الحسن وعيسى على روايتهما:
فأخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، أنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا محمد ابن بَشَّارٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 3.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أنا أبو الفضل الزهري، أنا عَبْدُ اللَّهِ ـ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ ـ نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، نا أَبُو قَطَنٍ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مِثْلَهُ3.
وأما حديث زيد بن الحباب بمتابعة هذه الجماعة:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن أبي مهرول4 ـ بِالْمِصِّيصَةِ ـ نا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّجَّارُ، أنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ5، نا عثمان بن
__________
1 أخرجه الإمام البيهقي في الكبرى 7/ 109 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الأنطاكي، عن الهيثم بن جميل ... به ...
2 هو الخريبي.
3 لم أجده من رواية عبد الله بن داود ولا من رواية أبي قطن.
4 بالراء ـ هكذا في الأنساب 12/ 300.
5 المحاملي أخو القاضي أبي عبد الله المحاملي. تاريخ بغداد 12/ 447.(2/926)
هشام1.
وأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ قَالا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْقَاضِي أبو عمر محمد
ابن يُوسُفَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ2 بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مردانشاه3 قَالُوا: أنا عثمان بن هشام
ابن الْفَضْلِ بْنِ دَلْهَمٍ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: ونا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمِصِّيصِيُّ ـ بِالْمِصِّيصَةِ ـ قَالُوا: أنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ" 4.
وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ الحباب.
107- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْزَةَ5 الْمَوْصِلِيُّ، أنا أَبُو هَارُونَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الأَنْصَارِيُّ الزُّرَقِيُّ6، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
__________
1 ابن الفضل بن دلهم.
2 في هذا الموضع تضبيب!!!
3 بالميم والراء والدال المهملة بعدها ألف ثم نون وشين فألف وهاء ـ كذا في تاريخ بغداد 6/ 301.
4 ذكر رواية زيد بن الحباب الإمام الترمذي في السنن 3/ 399 باب لا نكاح إلا بولي، وكذلك ذكرها البيهقي في الكبرى 7/ 109، ولم يسقها بالسند والمتن.
5 بالعين المهملة بعدها نون ثم زاي وآخره هاء، كذا في تاريخ بغداد 11/ 139.
6 بالزاي والراء والقاف، كذا في تاريخ بغداد 13/ 61.(2/927)
الشَّوَارِبِ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى حَبْلا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ فَقَالَ: مَا هَذَا الْحَبْلُ؟ فَقِيلَ: يَا رسول الله، هذه حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ تُصَلِّي، فَإِذَا أَعْيَتْ1 تَعَلَّقَتْ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تصلي ما أطاقت، فَإِذَا أَعْيَتْ تَجْلِسُ" 2.
رُبَّمَا ظَنَّ من لم ينعم النَّظَرَ أَنَّ حَمَّادًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وحميد الطويل (145/ ب) كِلَيْهِمَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وليس الأمر كذلك، وإنما رَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا.
وَرَوَاهُ حَمَّادٌ أَيْضًا عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ رَوَى عبد الرحمن بن مهدي عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هَذَا الْحَدِيثَ فَأَفْرَدَ رِوَايَةَ ثَابِتٍ عَنْ رِوَايَةِ حميد وفصل أحد الإسنادين من الآخر كذلك.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، نا عبد الله بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرحمن، نا حماد ابن سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَبْلا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِحَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ تُصَلِّي، فَإِذَا عجزت تعلقت به، فقال: لتصلّ مَا أَطَاقَتْ، فَإِذَا عَجَزَتْ فَلْتَقْعُدْ" 3.
__________
1 أي: تَعِبَتْ، وراجع الصحاح للجوهري 6/ 2442-2443.
2 لم أقف عليه بهذا الإسناد.
3 رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 184 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عن حماد ... به ...
وأخرجه في المسند 3/ 256 أيضاً بهذا اللفظ والإسناد إلا أنه عفان عن حماد ... به.(2/928)
وأخبرنا الْحَسَنُ، أنا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ1.
108- حديث آخر:
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا ابْنُ2 صَاعِدٍ، نا يَعْقُوبُ بن إبراهيم3، نا هشيم
ابن سَيَّارٍ4، وَحُصَيْنٍ5، وَمُغِيرَةَ6، وَأَشْعَثَ7، وَدَاوُدَ8، وَمُجَالِدٍ9 وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا: "فَقَالَتْ: طَلَّقَهَا زَوْجُهَا أَلْبَتَّةَ، فَأَتَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، قَالَتْ: فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً، وَقَالَ: إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ لِمَنْ تملك الرجعة" 10.
__________
1 المصدر السابق.
2 يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ.
3 هو الدورقي.
4 ابن أبي سيار أبو الحكم العنزي ـ بنون وزاي ـ وأبوه يكنى أبا سيار واسمه وردان، وقيل ورد، وهو أخو مساور الوراق لأمه، ثقة، وليس هو الذي يروي عن طارق بن شهاب، مات سنة 122هـ. التهذيب 4/ 291، التقريب 142.
5 ابن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل الكوفي.
6 ابن مقسم ـ بكسر الميم ـ الضبي مولاهم، أبو هشام الكوفي الأعمى.
7 ابن سوار النجار قاضي الأهواز، ضعيف. التقريب 37.
8 ابن أبي هند.
9 ابن سعيد بن عمر الهمداني ـ بسكون الميم ـ ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره. التقريب 328.
10 رواه مسلم 2/ 117 ح 42 من كتاب الطلاق بهذا الإسناد والسياق، إلا أنه فيه زيادة "وأمرني أن أعتد في بيت ابن أم مكتوم"، وهذه الزيادة في حديث داود بن أبي هند كما صرح بذلك الترمذي في روايته لهذا الحديث بهذا الإسناد والسياق 3/ 476 كتاب الطلاق باب ما جاء في المطلقة ثلاثاً لا سكنى لها ولا نفقة.
ورواه الدارقطني بإسناده هنا في السنن 4/ 23 ح 67 كتاب الطلاق.(2/929)
أَدْرَجَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ رِوَايَةَ هَذَا الْحَدِيثِ أَوْ أَدْرَجَهُ هشيم له لما حدثه بِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ: إِنَّمَا السكنى لمن تملك الرَّجْعَةَ، لَمْ يَذْكُرْهُ وَاحِدٌ مِنَ الجماعة المسمين عَنِ الشَّعْبِيِّ إِلا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَحْدَهُ.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ هُشَيْمٍ، فَلَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهَا مُجَالِدٌ وَحَمَلَ الْحَدِيثَ عَلَى رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ، وَأَوْرَدَ أحمد عن عبدة بن سليمان عَنْ مُجَالِدٍ وَحْدَهُ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ الكلمات.
وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ1 عَنْ هُشَيْمٍ مِثْلَ رِوَايَةِ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ غَيْرَ أَنَّهُ بَيَّنَ أَنَّ الْكَلِمَاتِ فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ لمن تملك الرجعة هي مُجَالِدٍ خَاصَّةً دُونَ الْجَمَاعَةِ.
فأما حديث أحمد بن حنبل عن هشيم:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، نا هُشَيْمٌ،
أنا سيار، وحصين، (146/ أ) وَمُغِيرَةُ، وَأَشْعَثُ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ ـ وَدَاوُدُ حَدَّثَنَاهُ ـ وَمُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
1 كتب في الأصل "عروة" وصُوِّب في الهامش وهو كذا في سنن الدارقطني 4/ 24 كتاب الطلاق ح 67.(2/930)
فقالت: "طَلَّقَهَا زَوْجُهَا أَلْبَتَّةَ قَالَتْ: فَخَاصَمَتْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ قَالَتْ: فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ" 1.
وأما حديث أحمد عن عبدة بن سليمان عن مجالد:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بن جعفر، نا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ2، نا مُجَالِدٌ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ قَالَتْ: "طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلاثًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً، وَقَالَ: إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ لِمَنْ كَانَ لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى" 3.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عن هشيم:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جعفر
ابن أحمد بن يزيد المطيري، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، نا هشيم عن مغيرة، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَشْعَثَ، وإسماعيل
ابن أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَسَيَّارٍ، وَمُجَالِدٍ كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بنت قيس ـ بالمدينة ـ فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: "طَلَّقَنِي زَوْجِي أَلْبَتَّةَ فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ، فَلَمْ يجعل لي السكنى وَلا نَفَقَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ" 4.
__________
1 رواه الإمام أحمد في مسند فاطمة بنت قيس في مسنده 6/ 416.
2 أبو محمد الكلابي الكوفي.
3 رواه الإمام أحمد في المسند 6/ 416.
4 رواه الدارقطني في السنن كتاب الطلاق 4/ 24 ح 68.(2/931)
قَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ مُجَالِدٌ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى عَلَى مَنْ كَانَتْ لَهُ الرَّجْعَةُ 1 2.
109- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِينِيُّ،
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ، نا عَمْرُو بن هشام الحراني، وأخرني أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ،
نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بن السلم الضراب ـ بِحَرَّانَ ـ، نا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ أبو أمية الحراني، وأخبرنا
أَبُو نُعَيْمٍ3 الْحَافِظُ ـ وَاللَّفْظُ لَهُ ـ نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحَلَبِيُّ،
نا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ4 قَالا: نا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ5،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ6، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يجد الماء عشر سنين،
__________
1 انظر الهامش السابق.
2 في هامش الأصل ما نصه "بلغ مقابلة في الخامس بعد العشرين حسب الطاقة والله المستعان".
3 أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ.
4 بضم النون وفتح الفاء وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها لام، هذه النسبة إلى الجد، وممن اشتهر بها أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي ابن نفيل الحراني النفيلي. اللباب 3/ 320.
5 بضم الباء الموحدة وسكون الجيم بعدها دال وألف ونون ـ العامري، بصري تفرد عنه أبو قلابة، لا يعرف حاله. التقريب 257.
6 اسمه جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه.(2/932)
فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ" 1. كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ،
عَنْ أيوب السختياني وخالد الحذاء (146/ ب) وَسَاقَهُ سِيَاقَةً وَاحِدَةً.
وَأَيُّوبُ إِنَّمَا كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عن رجل غير مسمى عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَأَمَّا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ فَكَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَيُسَمِّي الرَّجُلَ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ بُجْدَانَ، فَحُمِلَتْ رِوَايَةُ أَيُّوبَ عَلَى رِوَايَةِ خَالِدٍ فِي حَدِيثِ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ هَذَا، وَقَدْ رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الأَصْبَهَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجِرْمِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ،
وَأَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ2 عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ مُفْرَدًا، وَلَمْ يسمِّ فِيهِ شَيْخَ أَبِي قِلابَةَ، بَلْ قَالَ: عَنْ رَجُلٍ، عن أبي ذر، وكذلك قال معمر بن راشد وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أَيُّوبَ، وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ خَلَفٍ الْعَمِّيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمِّهِ
أَبِي الْمُهَلَّبِ3، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
__________
1 رواه أبو عيسى الترمذي 1/ 211 ح 124 كتاب الطهارة، باب ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء عن مخلد بن يزيد،
عن سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ به، وبنفس الإسناد والمتن أخرجه الحافظان أبو الحسن الدارقطني في السنن 1/ 186 ح 1 كتاب الطهارة، باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء.
وأبو بكر البيهقي في الكبرى 1/ 211 كتاب الطهارة، وأخرجه النسائي 1/ 171 كتاب الطهارة، باب الصلوات بتيمم واحد
بهذا الإسناد عن أيوب وحده ... به.
2 بفتح المهملة والفاء، وهو أبو داود عمر بن سعد بن عبيد الحفري الكوفي.
3 الجرمي اسمه عمرو، وقيل عبد الرحمن بن معاوية أو ابن عمرو، وقيل النضر، ثقة. التقريب 428.(2/933)
أَبِي قِلابَةَ1، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، لم يذكر بينهما أحد، وكذلك رَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ2، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ. وَرَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ مُفْرَدًا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ مِنْ رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيِّ.
وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ عَنْهُ، وَتَابَعَهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ الْوَاسِطِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وَرَوَاهُ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ أَوْ محجلٍ3، وَقِيلَ: عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مِحْجَنٍ أَوْ أَبِي مِحْجَنٍ، عن أبي ذر، ولم يتابع قبيصة على شيء من هذين القولين. ورواه سعيد بن بشير عن قتادة، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجَاءِ ابن عامر، عن أبي ذر، ورواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ مِنْ حديث أحمد بن حنبل عنه، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْمِؤَذِّنِ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَبَيَّنَا الْخِلافَ فِيهِ، وَفَصَلا قَوْلَ أيوب من قول خالد.
__________
1 في هذا الموضع علامة تضبيب.
2 محمد بن عبد الله بن الزبير ـ بالزاي والراء بينهما موحدة ومثناة تحتية ـ.
3 محجن ـ بالميم والمهملة والجيم أخره نون، ومحجل كذلك إلا أن آخره لام، والحديث من طريقه أخرجه الدارقطني عن قبيصة
عن سفيان، عَنْ مِحْجَنٍ، أَوْ أَبِي مِحْجَنٍ، عن أبي ذر. السنن 1/ 187 ح 5 من باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء، وكذلك البيهقي
في الكبرى 1/ 212 ...
وفي التقريب 329: محجن بن أبي محجن الديلي، صحابي قليل الحديث. أ. هـ.
فلا أدري أهو هذا أو له علاقة نسب به أم لا.(2/934)
فأما أحاديث من رواه عن الثوري، عن أيوب وحده:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصيرفي، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يعقوب الأصم، نا أسيد
ابن عَاصِمٍ1 الثَّقَفِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ نا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَهْلِي يَزْعُمُونَ ذَاكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: "أَجْنَبْتُ فِي إِبِلِي فَأَتَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ2، فَسَكَتَ فقال: ثكلتك أمك (147/ أ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنِّي جُنُبٌ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَاسْتَتَرْتُ بِبَعِيرٍ فاغتسلت، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لا3 يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذلك خير" 4.
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إسحاق الفارسي، وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ.
قَالَ الْفَارِسِيُّ: نا، وَقَالَ الْمِصْرِيُّ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ5، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قلابة
__________
1 أبو الحسين مولى ثقيف صاحب المسند، توفي بأصبهان سنة 270هـ. أخبار أصبهان 1/ 226.
2 في هذا الموضع علامة تضبيب.
3 في هذا الموضع علامة تضبيب، وهو في الروايات الأخرى (ما لم يجد) .
4 لم أجده بهذا الإسناد.
5 في هذا الموضع علامة تضبيب، لعله بسبب زيادة الياء في الفيريابي.(2/935)
عن1 رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: "أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وضوء للمسافر وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ" 2. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: وَذَلِكَ خَيْرٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي الإِسْنَادِ
أَبَا قِلابَةَ".
أخبرنا الحسن بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، نا الْقَاسِمُ3 ـ يَعْنِي الْجَرْمِيَّ ـ نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ4، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: "أَنَّ أَبَا ذَرٍّ5 أَجْنَبَ، فَأَتَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ ـ يَعْنِي الْمَاءَ ـ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذلك خير" 6.
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَذَّاءُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا ابْنُ مَنِيعٍ7، حَدَّثَنِي ابْنُ هانئ8
نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ ابْنُ مَنِيعٍ: نا هارون
ابن عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عن أبي قلابة
__________
1 في الأصل عليه علامة تضبيب.
2 لم أقف عليه من رواية الفريابي عن سفيان.
3 ابن يزيد الجرمي ـ بفتح الجيم وسكون الراء ـ أبو يزيد الموصلي.
4 قيل هو نفس عمر بن بجدان، وقيل غيره، وسيشير المؤلف إلى ذلك قريباً.
5 كتب عليه في الأصل علامة تضبيب، ولعله تنبيهاً إلى أن هذه الصيغة من صيغ الإرسال، وبعضهم يجعلها من صيغ التدليس إذا كانا متعاصرين، ولكن لم يحضر هذه القصة، والله أعلم.
6 لم أجده من رواية القاسم الجرمي عن سفيان.
7 أحمد بن منيع البغوي.
8 لم أستطع تمييزه.(2/936)
عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ1.
وأما حديث معمر عن أيوب بموافقته الثوري على ما ذكرناه عنه آنفاً:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ ـ بِأَصْبَهَانَ ـ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ،
نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَعْزُبُ عن الْمَاءِ، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مَنْزِلِهِ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ وَقَدْ وُصِفَتْ لِي هَيْئَتُهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى انْصَرَفَ. فَقُلْتُ لَهُ:
أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ فَقَالَ: إن أهلي ليقولون ذلك (147/ ب) قُلْتُ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ الناس أحبُّ إليّ رؤية مِنْكَ، قَالَ: فَقَدْ رَأَيْتُنِي، فَقُلْتُ: إِنَّا نَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ فَتُصِيبُنَا جَنَابَةٌ فَنَلْبَثُ أَيَّامًا نَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ ـ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ2: سَقَطَ مِنَ الأَصْلِ ها هنا كلام معناه ـ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ بِذَوْدٍ3 مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَتَيَمَّمُ، فَأُمِرْتُ بِقُعُودٍ لِي فَشُدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَكِبْتُهُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَبُو ذر؟!
__________
1 لم أجده من رواية قبيصة، ولا من رواية أبي داود الحفري.
2 هو المؤلف رحمه الله.
3 الذود من الإبل ما بين اثنتين إلى تسع، وقيل ما بين الثلاث إلى العشر. النهاية 2/ 171.(2/937)
فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَنِي1 جَنَابَةٌ، فَتَيَمَّمْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فَدَعَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ بِهِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فِي عُس2 يَتَخَضْخَضُ3 يَقُولُ: لَيْسَ بِمَلآنَ، فَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ، وَأُمِرَ رَجُلا فَسَتَرَنِي، فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ كَافِيكَ مَا لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ بَشَرَتَكَ4، وَكَانَتْ جَنَابَةُ أَبِي ذَرٍّ مِنْ جِمَاعٍ".
وأما حديث حماد بن سلمة عن أيوب بمتابعة الثوري ومعمر:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي،
نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حماد، وأخبرناه علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ،
نا عَبْدُ الصَّمَدِ بن علي بن محمد بن مُكْرَمٍ، أنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا حَمَّادٌ ـ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُوسَى ـ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ فِي الإِسْلامِ فَأَهَمَّنِي دِينِي فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ وَبِغَنَمٍ فَقَالَ لِي: اشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِهَا ـ وَأَشُكُّ فِي أَبْوَالِهَا ـ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأُصَلِّي بغير طهور، فأتيت
__________
1 كتب عليه في الأصل: "كذا" ولعله إشارة إلى أن الأولى "أصابتني".
2 بضم العين المهملة وبعدها مهملة مشددة، هو القدح الكبير، وجمعه عساس، وأعساس. النهاية 3/ 236.
3 قال في النهاية 2/ 39: أصل الخضخضة: التحريك.
4 لم أقف عليه بهذا الإسناد والسياق فيما وقفت عليه من المصادر.(2/938)
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِصْفِ النَّهَارِ1 وَهُوَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَهُوَ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ؟ قُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأُصَلِّي بِغَيْرِ طُهُورٍ، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعَسٍّ يَتَخَضْخَضُ مَا هُوَ بِمَلآنَ، فَتَسَتَّرْتُ إِلَى بَعِيرٍ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ وَإِنْ لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ" 2.
وأما حديث حماد بن زيد (148/ أ) عن أيوب بمتابعة من تقدم:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ،
عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ بُرْدٌ قِطْرِيٌّ3، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ رَدَّ عَلَيَّ، قُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَمَرَ لِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا4 ـ ثُمَّ سَكَتَ أَيُّوبُ عِنْدَ أَبْوَالِهَا ـ وَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ، فَلَّمَا رَآنِي قَالَ:
__________
1 كتب عليه في الأصل "كذا".
2 رواه أبو داود السجستاني في سننه 1/ 237 ح 333 كتاب الطهارة، باب الجنب يتيمم.
3 قال في النهاية 4/ 80: هو ضرب من البرود فيه حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين، وقال الأزهري: في أعراض البحرين قرية يقال لها قطر. أ. هـ
4 ذكر أبو داود السجستاني في السنن 1/ 238 بعد أن ساق حديث حماد بن سلمة ذكر حديث حماد بن زيد ولم يسقه، وقال:
رواه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، ولم يذكر "أبوالها" قال: هذا ليس بصحيح، ليس في أبوالها إلا حديث أنس تفرد به أهل البصرة ...(2/939)
يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ أَوْ قَالَ: وَمَا ذَاكَ ـ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَعْزُبُ
عَنِ الْمَاءِ، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، أفأصلي بغير وضوء؟ ـ وقال: بِغَيْرِ طُهُورٍ؟ فَدَعَا لِي بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ حَبَشِيَّةٌ بِعَسٍّ فِيهِ مَاءٌ يَتَخَضْخَضُ مَا هُوَ بِمَلآنَ، فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ وَاغْتَسَلْتُ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ كَافِيكَ، وَإِنْ لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ جِلْدَكَ" 1.
وأما حديث جرير بن حازم عن أيوب نحو ذلك:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
ابن عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ الأَصَمُّ: ونا بحر بن نصر بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ
عَلَى ابْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ كَافِيكَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ بَشَرَكَ" 2.
وأما حديث إسماعيل بن علية عن أيوب مثل ما ذكرناه:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا إِسْمَاعِيلُ،
نا أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رجل
__________
1 رواه بهذا الإسناد والسياق أبو داود الطيالسي في المسند 66 ح 484.
2 لم أقف عليه بهذا الإسناد.(2/940)
مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: كُنْتُ كَافِرًا فَهَدَانِي اللَّهُ لِلإِسْلامِ، وَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي قلبي وَقَدْ أُنعت إِلَيَّ أَبُو ذَرٍّ فَحَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ قُبَاءَ فَعَرَفْتُهُ بالنعت، فإذا شيخ معروف آدَمُ1 عَلَيْهِ حُلَّةٌ قُطْنٌ، فَذَهَبْتُ حَتَّى قُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى صَلَّى صَلاةً أَتَمَّهَا وَأَحْسَنَهَا وَأَطْوَلَهَا، فَلَمَّا فَرَغَ رَدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: إِنَّ أَهْلِي لَيَزْعُمُونَ ذَاكَ، قُلْتُ: كُنْتُ كَافِرًا فَهَدَانِي اللَّهُ للإسلام وأهمني ديني (148/ ب) وكنت أعزب عن الماء معي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي. قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ أبا ذر؟ قلت: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ ـ قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ كَلِمَةٌ نَحْوُهَا ـ فأمر لي رسول الله بِذَوْدٍ مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَكُنْتُ أَكُونُ فِيهَا، فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ هَلَكْتُ، فَقَعَدْتُ عَلَى بَعِيرٍ مِنْهَا فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِصْفَ2 النَّهَارِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَلْتُ عَنِ الْبَعِيرِ ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ، قَالَ: مَا أَهْلَكَكَ؟ فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ فَدَعَا إِنْسَانًا
مِنْ أَهْلِهِ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعَسٍّ فِيهِ مَاءٌ مَا هُوَ بملآن، إنه يتخضخض، فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الْقَوْمِ فَسَتَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ،
وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حِجَجٍ، فَإِذَا وجدت الماء فأمسسه بشرتك" 3.
__________
1 الأدمة في الناس السمرة الشديدة، وقيل هو من أدمة الأرض وهو لونها. النهاية 1/ 32.
2 كتب عليه (كذا) وقد مرّ في الحديث السابق بنصف النهار مجرور بالباء وكتب عليه هناك (كذا) والظاهر المعنى يستقيم بذلك كله، والله أعلم، والأفصح ـ والله أعلم ـ (في نصف النهار) .
3 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 146، وأخرجه الدارقطني أيضاً في السنن 1/ 187 ح 2 باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء سنين كثيرة عن يعقوب بن إبراهيم عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ به مختصراً.(2/941)
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ عن أيوب مثل ما تقدم:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ1 الْبَزَّازُ ـ بِمِصْرَ ـ
نا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خَيْرَةَ2، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ، نَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَكُنْتُ أَكُونُ فِيهَا، فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ هَلَكْتُ، فَقَعَدْتُ عَلَى بَعِيرٍ فَدَفَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِصْفِ النَّهَارِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَلْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْتُ، قَالَ: مَا أَهْلَكَكَ؟ فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ، ثُمَّ دَعَا إِنْسَانًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعَسٍّ فِيهِ مَاءٌ مَا هُوَ بِمَلآنَ3، إِنَّهُ لَيَتَخَضْخَضُ، فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا فَسَتَرَنِي، فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تجد الماء، فأمسه بشرتك" 4.
وأما حديث سعيد بن أبي عروبة عن أيوب بذلك:
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طالب5.
__________
1 محدث مصر المعروف بعلان. تذكرة الحفاظ 3/ 835.
2 بكسر الخاء المعجمة وفتح التحتانية ـ البصري، نزيل مصر، ثقة مصنف. التقريب 322.
3 في الأصل عليه علامة التضبيب، وذلك بسبب سقوط النون منه.
4 لم أجده من حديث عبد الوهاب عن أيوب.
5 أبو طالب = جعفر.(2/942)
أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَعْزُبُ عَنْ أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةَ فَلا أَجِدُ الْمَاءَ فَأَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مَنْزِلِهِ فَلَمْ أجده، فأتيت المسجد وقد وصف لِي هَيْئَتُهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَعَرَفْتُهُ، فَاتَّبَعْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا حَتَّى انصرف، فقلت: (149/ أ) أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ فَقَالَ: إِنَّ أهلي ليقولون ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا كَانَ أَحَدٌ من الناس أحب إليّ رُؤْيَةً مِنْكَ، فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُنِي، قَالَ1: فَقَالَ1: إِنِّي كُنْتُ أَعْزُبُ عن أهلي فتصيبني الجنابة، فَأَلْبَثُ أَيَّامًا أَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ أَبَا ذَرٍّ، كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَاجْتَوَيْتُهَا، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَنِيمَةٍ، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فأصابتني جنابة فتيممت2 بالصعيد، فصليت أَيَّامًا، فَوَقَعَ مِنْ ذَلِكَ فِي نَفْسِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فأمرت بقعود لي فعُبِّد3 عَلَيْهِ رَحْلَهُ، فَرَكِبْتُهُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ بِانْتِصَافِ3 النَّهَارِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَبُو ذَرٍّ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ فَتَيَمَّمْتُ أَيَّامًا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ أَمَةٌ سَوْدَاءُ فِي عَسٍّ يَتَخَضْخَضُ، فَأَمَرَنِي فَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ، وَأَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا فَسَتَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تجد الماء ولو عشر حجج، فإذا
__________
1 عليه علامة تضبيب في الموضعين.
2 كتب عليه "كذا" ولعله بسبب سقوط الياء في الأصل.
3 في هذين الموضعين إشارة (كذا) .(2/943)
قَدَرْتَ عَلَى الْمَاءِ فَأَمْسِسْهُ بَشَرَتَكَ" 1.
وأما حديث موسى بن خلف الْعَمِّيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عن أبي ذر:
فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو يُوسُفَ الْقُلُوسِيُّ2 يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ صَالِحٍ قَالا: نا خَلَفُ بْنُ مُوسَى الْعَمِّيُّ، نا أَبِي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ طَهُورٌ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ بَشَرَتَكَ" 3.
وأما حديث سفيان بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أبي قلابة الذي لم يدخل فيه بينه وبين أبي ذَرٍّ أحدا، ومتابعة أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري له على قَوْله ذلك:
فَأَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا أَبُو القاسم عبد الله بن محمد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا سَعِيدُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي أَعْزُبُ فِي أَهْلِي فَلا أَجِدُ الْمَاءَ، فَأُصِيبُ أَهْلِي وتصيبني الجنبابة، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1 رواه الإمام أحمد في مسنده 5/ 146-147 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ به.
2 بضم القاف واللام بعدهما واو وسين مهملة نسبة إلى القلوس، وهي حبال السفن، والمشهور بها أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري القلوسي. اللباب 3/ 52.
3 رواه الحافظ الدارقطني في السنن 1/ 187 ح 3 من باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء.(2/944)
"يَا أَبَا ذَرٍّ، الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ طَهُورٌ، وَإِنْ لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَهُ فَأَمْسِسْهُ بشرتك" 1. (149/ ب) .
وَأَخْبَرَنِي ابْنُ التَّوَّزِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا ابْنُ مَنِيعٍ2، نا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ3، نا سُفْيَانُ،
عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ4، لَمْ يَدْخُلْ بَيْنَهُمَا أَحَدٌ.
وأما حديث عبد الرزاق عن الثوري عن خالد الحذاء وحده عن أبي قلابة الذي سمى فيه عمرو بن بجدان:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ جَمِيعًا بِأَصْبَهَانَ،
قَالَ أحمد أنبا، وَقَالَ عَلِيٌّ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ أَتَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَجْنَبَ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فاستتر واغتسل، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذلك هو خير" 5.
__________
1 لم أجده من رواية ابن عيينة عن أيوب.
2 أبو جعفر أحمد بن منيع البغوي.
3 محمد بن عبد الله بن الزبير.
4 لم أجده عن أبي أحمد عن سفيان بهذا الإسناد.
أما رواية أبي أحمد عن سفيان التي أدخل فيها عمر بن بجدان بين أبي قلابة وأبي ذر فأخرجها أحمد في المسند 5/ 180 ـ وفيه عامر
ابن بجران، وهو مصحف، هذا وقد سبق تخريج هذه الرواية أول الترجمة.
5 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 155 عن عبد الرزاق به.(2/945)
وأما حديث ابن زنجويه1 عن عبد الرزاق مثل هذه الرواية:
فأخبرناه عبد الله بن محمد بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَذَّاءُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا ابْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
أنا الثَّوْرِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عمرو بن بجدان قال: سمعت أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ لِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حِجَجٍ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ،
فَإِنَّهُ خَيْرٌ" 2.
وأما حديث أبي أحمد الزبيري عن الثوري مثل ذلك:
فأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَذَّاءُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا ابْنُ مَنِيعٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ3 وَهَارُونُ4 قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، نا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذلك خَيْرٌ" 5.
وأما حديث قبيصة بن عقبة عن الثوري الذي قال فيه: عن أبي قلابة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ أَوْ محجل6، والقول الآخر عنه، عن محجن أو أبي محجن:
__________
1 محمد بن عبد الملك.
2 لم أجده من رواية ابن زنجويه عن عبد الرزاق.
3 زهير بن حرب.
4 هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى البزاز الحافظ المعروف بالحمال.
5 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 180.
6 محجل آخره لام، وكتب عليه كذا في هذه المواضع الثلاثة، وقد تقدم الكلام عليه في أول هذه الترجمة.(2/946)
فأخبرنا الْحَذَّاءُ1، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا ابْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ هَانِي، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ،
عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ أَوْ محجلٍ2، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّعِيدُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ مَا لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيَتَقِّ اللَّهَ، وَلْيُمِسَّ بَشَرَهُ، لأَنَّ ذلك خير" 3.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بن عمر الحافظ، نا الْحَافِظُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
نا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ4، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مِحْجَنٍ أَوْ (150/ أ) أَبِي مِحْجَنٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ عَنْ أَيُّوبَ، وَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ طَهُورُ5.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ، نا ابْنُ الْغَلابِيِّ6 قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ ـ يَعْنِي لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ـ: أَنَّ قَبِيصَةَ نا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ
أَوْ محجلٍ2 ـ شَكَّ قَبِيصَةُ ـ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1 عبد الله بن محمد بن عبد الله الحذاء.
2 محجل آخره لام، وكتب عليه كذا في هذه المواضع الثلاثة، وقد تقدم الكلام عليه في أول هذه الترجمة.
3 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.
4 بالباء الموحدة والخاء المعجمة وبعد تاء مثناة فوقية ثم راء، هكذا في سنن الدارقطني، ولم أعثر على ترجمته، والله أعلم.
5 رواه الدارقطني في السنن 1/ 187 ح 5 باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء.
6 قال السمعاني في الأنساب 10/ 95-98: الغلابي ـ بفتح الغين المعجمة وتشديد اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة
إلى غلاب، ثم ذكر أن المفضل بن غسان الغلابي البصلاني نسبته إلى امرأة هي أم خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة، وذكر له كتاب التاريخ، وقال: كان ثقة. أ. هـ ملخصاً.(2/947)
"الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ".
فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا:1 أَخْطَأَ فِي عَمْرِو بْنِ مِحْجَنٍ، إِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بْنُ بُجْدَانَ، وأما حديث خالد بن عبد الله2، عن خالد الحذاء بمتابعة رواية عبد الرزاق عن الثوري بخلاف قول قبيصة.
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ3، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، وأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ قَالا: نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، نا عمرو ابن عون، أنا خالد، وقال أَبُو دَاوُدَ: ونا مُسَدَّدٌ، نا خَالِدٌ ـ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الواسطي ـ وأخبرناه أبو حازم عمر
ابن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ ـ بِنَيْسَابُورَ ـ أَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْنِ مَطَرٍ الْعَدْلُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ـ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ ـ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: اجْتَمَعَتْ غَنِيمَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا أبا ذر، أبدها4، فَبَدَوْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ5، فَكَانَتْ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَمْكُثُ الْخَمْسَ وَالسِّتَّ6، فَأَتَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
أَبُو ذَرٍّ؟ فَسَكَتُّ، فَقَالَ: ثكلتك أمك، يا أبا
__________
1 لم أجد كلام ابن معين فيما طبع من كتبه.
2 ابن الطحان الواسطي.
3 الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد.
4 أي اذهب بها إلى البادية لرعيها هناك.
5 قال ياقوت: من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبهذا الموضع قبر
أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، مات بها سنة 32هـ. معجم البلدان 3/ 24.
6 أي ليال أو خمس وست أيام.(2/948)
ذَرٍّ، لأُمِّكَ الْوَيْلُ، فَدَعَا لِي بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ فَجَاءَتْ بِعَسٍّ فِيهِ مَاءٌ، فَسَتَرَتْنِي بِثَوْبٍ وَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ فَاغْتَسَلْتُ، فَكَأَنِّي أَلْقَيْتُ عَنِّي جَبَلا، فَقَالَ: "الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ" 1.
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: غَنِيمَةٌ مِنَ الصَّدَقَةِ2، وَحَدِيثُ عَمْرٍو أَتَمُّ1.
وأما حديث يزيد بن زريع عن خالد الحذاء مثل هذا:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نَا عبد الله بن جعفر، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو حفص، نا يزيد بن زريع، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ قال: سمعت أبا ذَرٍّ مثله3، وقبله حديث الحمادين عن أيوب عن أبي قلابة3.
وأما حديث عبد الرزاق بن همام وإبراهيم بن خالد عن الثوري الذي جمعا فيه بين روايته عن أيوب وخالد، وبينا القولين (150/ ب) وميزا بين الروايتين:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ
__________
1 رواه أبو داود في السنن 1/ 35 ح 332 كتاب الطهارة، باب الجنب يتيمم، وأخرجه من طريق مسدد به الحاكم في المستدرك
1/ 176، والبيهقي في الكبرى 1/ 220.
2 في السنن، قال أبو داود: وحديث عمرو أتم.
3 لم أجده في مسند الطيالسي، ورواه البيهقي في السنن 1/ 212 من طريق إبراهيم بن موسى عن ابن زريع، وأما رواية الحمادين،
فقد تقدم تخريجها قريباً.
وأخرج الدارقطني رواية يزيد بن زريع من طريق العباس عن يزيد. السنن 1/ 187 ح 4 كتاب الطهارة.(2/949)
وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ ـ ذَكَرَهُ خَالِدٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ وَأَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ ـ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَجْنَبَ، فَدَعَا لَهُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، وَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ" 1.
أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ2،
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، نا الثَّوْرِيُّ عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ـ وَذَكَرَ خَالِدٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ وَذَكَرَ أَيُّوبُ،
عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَجْنَبَ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَاسْتَتَرَ وَاغْتَسَلَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ" 3.
وأما حديث سعيد بن بشير4 عن قتادة عن أَبِي قِلابَةَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ عامر5:
فأخبرناه أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد6 القارئ، أنا علي بن إبراهيم
__________
1 رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 155.
2 بالزاي والراء آخره قاف، كذا في تاريخ بغداد 4/ 280 ترجمة ابن السكين، وفي اللباب 2/ 25-26 "الرسعني"، وتقدم ضبط
هذه النسبة.
3 لم أقف عليه من هذا الطريق.
4 بالمعجمة والمثناة التحتية الأزدي، أبو عبد الرحمن، ويقال أبو سلمة الشامي، أصله من البصرة أو من واسط، ضعفه ابن مسهر،
وابن نمير، وابن معين وغيرهم. التهذيب 4/ 8-10.
5 لم أقف على ترجمته والدارقطني في السنن يقول: إنه مصحف من رجل من بني عامر. السنن 1/ 187.
6 بالمثناة التحتية والزاي بعدها دالان بينهما ألف كذا في تاريخ بغداد 4/ 321.(2/950)
ابن مُحَمَّدِ بْنِ خُشْنَامَ الْمَالِكِيُّ الْمُقْرِئُ ـ بِالْبَصْرَةِ ـ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ ـ إِمْلاءً ـ نا محمد
ابن عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ1، نا بَقِيَّةُ بن الوليد.
وأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّوَّزِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا عَبْدُ الله بن محمد بن عبد الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَنَانٍ الحمصي، وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا ابْنُ حَنَانٍ، نا بَقِيَّةُ، نا سعيد ابن بشير، عن قتادة، عن أبي قِلابَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ كَافِيكَ، وَإِنْ مَكَثْتَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وجدت الماء فأمسسه جِلْدَكَ" 2.
نَرَى أَنَّ قَوْلَهُ رَجَاءُ أَنَّ قَوْلَهُ رَجَاءُ بْنُ عَامِرٍ تَصْحِيفٌ، وَصَوَابُهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَتْ بِهِ رِوَايَةُ الْحَمَّادَيْنِ وَابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ، وَرِوَايَةُ قَبِيصَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَالتَّصْحِيفُ عِنْدَنَا مِنْ سَعِيدِ
ابن بَشِيرٍ أَوْ مِمَّنْ دُونَهُ، وَاللَّهُ أعلم.
110- حديث آخر:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر المعدل، أنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ القاسم الآدمي، نا أبو بكر عبد الله اين أبي داود السجستاني، نا يونس بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ3، نا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ
__________
1 كتب عليه في الأصل "كذا" وهو بالحاء المهملة بعدها نون بينهما ألف، كذا في الإكمال 2/ 317-318.
2 رواه الدارقطني في السنن 1/ 187 ح 6 كتاب الطهارة، باب جواز التيمم لمن لم يجد الماء. قال الدارقطني: كذا قال: رجاء بن عامر، والصواب: رجل من بني عامر، كما قال ابن علية عن أيوب....
3 سليمان بن داود الطيالسي.(2/951)
علقمة بن مرثد1 الحضرمي.
قال أَبُو دَاوُدَ: ونا مُحَمَّدُ بْنُ أبان2 الجعفي سمعه من علقمة بن مرثد، وحديث محمد (151/ أ) أتم عن عقبة
ابن جرول3 الحضرمي قال: "لما خرج المختار كنا هذا الحي من حضرموت أول من تسرع إليه، فأتانا سويد بن غفلة4 الجعفي فقال: إن لكم علي حقًّا وإن لكم جواراً، وإن لك قرابة، والله، لا أحدثكم اليوم إلا شيئا سمعته من المختار، أقبلت من مكة، فإني لأسير إذ غمزني غامز من خلفي، فالتفت، فإذا المختار، فقال لي: يا شيخ، ما بقي في قلبك
من حب ذلك الرجل ـ يعني عليا ـ قلت: إني أشهد الله أني أحبه بسمعي وقلبي وبصري ولساني. قال: ولكني أشهد الله أني أبغضه بقلبي وسمعي وبصري ولساني. قال: قلت: أبيت والله إلا تثبيطا على آل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتربيتاً لحراق المصاحف أو قال: خراق ـ هو أحدهما يشك أبو داود ـ فقال سويد: والله، لا أحدثكم إلا شيئاً سمعت من علي بن أبي طالب، سمعته يقول: يا أيها الناس، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا إلا خيرا، أو قولوا له خيرا، في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله، ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملاء منا جميعا، فقال: ما يقولون في هذه القراءة؟ فقلت:
__________
1 بفتح الميم وسكون الراء بعدها مثلثة، أبو الحارث الحضرمي الكوفي. التقريب 243.
2 قال الإمام أحمد: كان رأساً في الإرجاء، فترك حديثه من أجل ذلك، وضعفه ابن معين والنسائي وأبو عبد الله البخاري وغيرهم. الكامل لابن عدي 6/ 2139.
3 بالجيم والراء بعدها واو ولام ـ هكذا في تاريخ البخاري الكبير 7/ 79 إلا أن صوابه كما سيأتي عند المؤلف وكما في تاريخ البخاري العيزار بن جزول ـ وليس عقبة.
4 بفتح المعجمة والفاء ـ لا يصح له صحبة، إذ قدم المدينة بعد دفن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو مخضرم عمر ما يقرب من مائة وثلاثين سنة. الإصابة 5/ 18 القسم الرابع.(2/952)
بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرا، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد فلا يكون فرقة ولا يكون اختلاف، فقلنا: نعم ما رأيت، قال: فقيل: أي الناس أفصح
وأي الناس أقرأ، قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرأهم زيد بن ثابت، فقال: ليكتب أحدكما ويملي الآخر، ففعلا، وجمع الناس على مصحف، قال علي: والله، لو وليت لفعلت مثل الذي فعل1.
كذا روى يونس بن حبيب عن أبي داود ونرى أنه أدرج إسناده وحمل حديث شعبة على حديث محمد بن أبان، وذلك أن شعبة كان يرويه عن علقمة بن مرثد عمن سمع سويد بن غفلة من غير أن يسميه، وأن الذي سماه محمد
ابن أبان عن علقمة، بين ذلك إسحاق بن إبراهيم شاذان عن أبي داود، وميز في روايته أحد القولين من الآخر، وأخبرنا بحديثه أبو القاسم2 الأزهري، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الوراق، أنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث،
نا إسحاق بن إبراهيم النهشلي، نا أبو داود، نا شعبة ومحمد بن أبان الجعفي كلاهما عن علقمة بن مرثد، قال شعبة: عمن سمع سويد بن غفلة يقول:
"سمعت عليا يقول: رحم الله عثمان، لو وليته3 لفعلت ما فعل في المصاحف4، وقال محمد بن أبان: أخبرني علقمة
ابن مرثد قال: سمعت
__________
1 لم أجد هذه القصة بهذا الإسناد ولا بغيره.
2 عبيد الله بن أحمد الصيرفي الأزهري.
3 هنا علامة تضبيب.
4 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.(2/953)
العيزار1 بن جرول الحضرمي يقول: لما خرج المختار، فذكر الحديث، وساقه نحو ما تقدم.
كذا سماه شاذان عن أبي داود العيزار بن جرول، وهكذا رواه شعيب بن إبراهيم2 الكوفي عن محمد بن أبان، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ, أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بن درستويه النحوي، نا يعقوب بن (151/ ب) سفيان، نا شعيب
ابن إبراهيم، نا محمد بن أبان الجعفي عن علقمة بن مرثد، عن العيزار بن جرول التنعي3 قال: لما قدم المختار
ابن أبي عبيد كنا أيها الحي ممن سارع إليه إليه، وساق الحديث بطوله، فوافق شعيب رواية شاذان عن أبي داود
على تسمية شيخ علقمة بن مرثد العيزار بن جرول، وذكره البخاري في تاريخه4 كذلك في باب العيزار، ولم يذكر عقبة بن جرول، والله أعلم.
111- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزقويه، أنا إسماعيل بن علي الخطبي5، نا
__________
1 بالعين المهملة والمثناة التحتية والزاي بعد الألف راء ـ كذا في التاريخ الكبير 7/ 79، والأنساب للسمعاني في 86-87.
2 قال الذهبي: راوية كتب سيف بن عمر عنه، فيه جهالة. الميزان 2/ 275.
3 في الأصل: البتعي ـ بالموحدة والفوقية ـ والتصويب من التاريخ الكبير 7/ 79، والإكمال 1/ 541-542، والأنساب
3/ 86-87.
قال السمعاني: التنعي بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وسكون النون، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بني تنع، وهم بطن من همدان، أكثرهم نزلوا الكوفة.
4 التاريخ الكبير 7/ 79.
5 بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لأبي محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي البغدادي، وهذه النسبة إلى الخطب وإنشائها، وإنما قيل له ذلك لفصاحته. اللباب 1/ 453.(2/954)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، حدثني أبي، نا وكيع، نا إسرائيل وسفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص1 قال:
قال عبد الله: "من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكون2 كرجل لقيه أعرابي فقال: يا عبد الله، من المهاجرين أنت؟ فيقول: نعم، فيقول:3 رجل مات وترك كذا وكذا، فإن كان يحسن الفرائض فهو علم أوتيه، وإن كان لا يحسن قال: ما فضلكم علينا"4، كذا روى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ونراه وهم في الجمع بين حديث إسرائيل وسفيان الثوري، وحمل حديث إسرائيل على حديث الثوري، لأن إسرائيل يروي هذا الحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبيدة
ابن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عبد الله بن مسعود، كذلك رواه عن إسرائيل عبيد الله بن موسى وأبو كامل المظفر ابن مدرك. وأما الثوري فرواه5 وكيع عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله كما سقناه، وكذلك ذكره وكيع في كتاب الفرائض6 عن الثوري وحده.
وخالفه يحيى بن سعيد القطان، فرواه عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله مثل رواية إسرائيل
عن أبي إسحاق، ورواه زهير بن
__________
1 عوف بن مالك بن نضلة ـ بالنون والمعجمة ـ تابعي مشهور بكنيته.
2 في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب.
3 في هذا الموضع من الأصل ما رسمه "يعني" وعلم عليه بعلامة تضبيب، ولم يتضح لي المراد بها، وبالتالي قراءتها، والله أعلم.
4 لم أجده فيما وقفت عليه من كتب الإمام أحمد، ولعله في كتاب الفرائض وهو مفقود. انظر موارد الخطيب 342.
5 كتب في هذا الموضع "كذا" كأنه إشارة لسقوط (عن) ، والصواب أنه لا مكان لـ (عن) هنا، لأن وكيعاً هو الراوي عن سفيان
كما ذكر المؤلف في آخر كلامه.
6 لم أقف عليه ولعله من الكتب المفقودة.(2/955)
ابن معاوية عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، ورواية زهير تؤيد قول وكيع عن سفيان. وخالف الجماعة سلمة بن صالح الأحمر، فرواه عن أبي إسحاق، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله.
وأما حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بخلاف ما رواه أحمد بن حنبل عن وكيع به:
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان قالا: أنا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، نَا عَبَّاسُ
ابن محمد الدوري، نا عبيد الله بن موسى، أنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه قال: "من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكن كرجل لقيه أعرابي فقال: يا عبد الله، أتقرأ القرآن1؟ قال: نعم، قال: فإن رجلاً منا مات وترك كذا وكذا، فإن أحسن الفرائض فهو رزق رزقه الله تبارك وتعالى، وإن لم يحسن قال: فما فضلكم علينا
يا معشر المهاجرين"2.
وأما حديث أبي كامل المظفر بن مدرك عن إسرائيل مثل هذا القول:
فأخبرناه مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو كَامِلٍ،
نا إسرائيل، نا أبو إسحاق3 عن أبي عبيدة4 قال: قال عبد الله5: (152/ أ)
__________
1 في هذا الموضع تضبيب.
2 لم أجده من هذا الطريق.
3 عمرو بن عبد الله السبيعي.
4 عامر بن عبد الله بن مسعود، يقال اسمه كنيته، الراجح أنه لم يسمع من أبيه. التهذيب 5/ 75.
5 في هامش الأصل "قوبل فصح إن شاء الله تعالى".(2/956)
"من قرأت القرآن فليتعلم الفرائض، ولا تكن كالرجل المهاجر لقيه أعرابي، فقال: يا عبد الله، أتقرأ القرآن؟ قال: نعم. قال: فإن رجلا من أهلي مات وترك كذا وكذا، فإن أحسن الفرائض فهو رزق رزقه الله، وإن لم يحسن قال:
ما فضلكم علينا يا معشر المهاجرين"1.
وأما حديث وكيع الذي ساقه في فرائضه عن سفيان الثوري مفردا دون إسرائيل:
فأخبرنيه أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد الوراق الأزجي2، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ العباس
ابن الفضل بن أشناس3، قال: أنا الحسين بن عبد الرحمن الجرجاني، نا وكيع عن سفيان، عن أبي إسحاق،
عن أبي الأحوص4 قال: قال عبد الله: "من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكون كرجل لقيه أعرابي فقال:
يا عبد الله، أمن المهاجرين أنت؟ فيقول: نعم، فيقول: ما تقول في رجل مات وترك كذا وكذا، فإن كان يحسن الفرائض فهو علم أوتيه، وإن كان لا يحسن الفرائض قال: فما فضلكم علينا"5.
__________
1 لم أقف عليه من رواية إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي، ولعله في كتاب الفرائض للإمام أحمد، وهو مفقود. انظر موارد الخطيب 342.
2 بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى باب الأزج، وهي محلة كبيرة ببغداد، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم عبد العزيز ابن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي، كان ثقة صدوقاً، مات سنة 444هـ. الأنساب 1/ 180.
3 بالألف والشين المعجمة ونون وآخره سين مهملة، هكذا في الأصل وكتب عليه كذا، ولم أجد ترجمته، والله أعلم.
4 عوف بن مالك بن نضلة ـ بالنون والمعجمة ـ مشهور بكنيته، تابعي.
5 لم أقف عليه من طريق وكيع بن الجراح.(2/957)
وأما حديث يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري بخلاف رواية وكيع وبموافقة رواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة:
فأخبرناه أبو الحسن بن رزقويه1 قال: أنا إسماعيل الخطبي، نا عبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
عَنْ سفيان قال: حدثني أبو إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: "من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض، فإن لقيه أعرابي قال: أتقرأ القرآن؟ فإن قال: نعم، قال: وأنا أقرأ القرآن، قال: تفرض؟ فإن كان يفرض كانت زيادة وخيرا، وإلا قال: فما فضلك علي يا مهاجر"2.
وهكذا رواه محمد بن يوسف الفيريابي ومعاوية بن هشام القصار الكوفي عن سفيان3.
وأما حديث زهير بن معاوية عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص المؤيد لقول وكيع عن سفيان:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ حَمْزَةُ بْنُ طاهر الدقاق قال: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن إسحاق البزاز قال: نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، نا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: "إذا قرأ أحدكم القرآن فليتعلم الفرائض ولا يكونن كرجل لقيه أعرابي فيقول: يا مهاجر، أتقرأ القرآن؟ فيقول: نعم. فيقول: فإن إنسانا من أهلي مات، فيقص فريضة4، فإن أخبره فهو علم علمه الله تعالى
__________
1 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أو رزقويه.
2 رواه البيهقي في الكبرى 6/ 209 من طريق أبي بكر بن خلاد عن يحيى بن سعيد به، ولعل أحمد ذكره في كتاب الفرائض، وهو مفقود كما في الموارد 342.
3 رواية الفريابي عن الثوري به أخرجها الدارمي 2/ 247 ح 2861 كتاب الفرائض.
4 كتب عليه كذا، والجملة هكذا في مسند علي بن الجعد الجوهري رحمه الله.(2/958)
وزيادة زاده الله عز وجل، وإلا قال: فبم (152/ ب) تفضلونا يا معشر المهاجرين؟ "1.
وأما حديث سلمة بن صالح الذي خالف فيه الجماعة بروايته عن أبي إسحاق عن عبيدة السلماني عن عبد الله:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بن جعفر بن محمد الخلال المقرئ.
وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ المحسن بن علي التنوخي، نا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرحمن بن محمد الزهري، قالا: نا عبد الله بن إسحاق المدائني، نا أبو مسلم2 الواقدي، نا سلمة بن صالح3 عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبيدة4 السلماني، عن ابن مسعود قال: "من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكونن كرجل لقيه أعرابي، فقال: أمهاجر أنت؟ قال: نعم، قال: تقرأ من القرآن شيئا؟ قال: نعم. قال: فإن إنسانا ـ يعني من أهلنا ـ مات، فكيف أصنع بميراثه؟ فإن كان يعلم فهو5 فضيلة وخير أعطاه الله عز وجل، وإن قال لا أدري، قال: فما فضلكم علينا
يا معشر المهاجرين؟ "6، 7.
__________
1 رواه الإمام علي بن الجعد عن زهير به في المسند 2/ 913 ح 2621.
2 لم أقف على اسمه.
3 لعله الأحمر الواسطي، ضعفه النسائي وابن معين وغيرهما. الميزان 2/ 190.
4 بفتح العين المهملة، ابن عمرو السلماني ـ بسكون اللام ـ تابعي كبير مخضرم.
5 هنا علامة تضبيب.
6 لم أجده بهذا الإسناد والسياق.
7 في هامش الأصل "بلغ مقابلة في السادس بعد العشرين حسب الطاقة، والله المستعان".(2/959)
هذا آخر الكتاب والحمد لله وحده، وصلواته على خير خلقه محمد وآله وصحبه.
عارضت جميع هذا الكتاب وقابلته على الأصل حسب الإمكان والله المستعان في شهور سنة اثنتين وثمانين وستمائة.
كتبه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ النجيب الشافعي.
الحمد لله والله أهله، شاهدت على الأصل المقابل به وهو مجزأ مثال ما على الأخير منه حرفاً بحرف ـ سمع جميع
هذا الجزء وما قبله على الشيخ أبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار ـ أثابه الله ـ بحق سماعه فيه ابن أبي العلاء
عن مصنفه الخطيب، بقراءة أبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جميل المعافري أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ المرزبا الخوي1،
وأبو الحسن محمد بن أحمد ووالده كاتب الأسماء أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي، وذلك في العشر الآخر من جمادى الأولى سنة ثمانين وخمسمائة بمنزل الشيخ بمدينة دمشق ـ حرسها الله ـ بناحية باب الجابية، والحمد لله وحده.
كتبه ناقله محمد بن أحمد الشافعي. (153/ أ)
__________
1 تقدم ضبطه في دراسة السماع في المقدمة.(2/961)
مصادر ومراجع
...
فهرس المصادر
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ البيهقي:
1- السنن الكبرى ط/ دار المعارف بالهند.
2- جزء القراءة خلف الإمام، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
3- دلائل النبوة، ط/ دار الكتب العلمية ـ بروت.
أحمد بن حنبل:
4- المسند، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت.
5- فضائل الصحابة، ط/ مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
6- الزهد، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
أبو عبد الرحمن النسائي:
7- المجتبى، ط/ دار إحياء التراث ـ بيروت.
8- السنن الكبرى (تحفة الأشراف) ، ط/ الدار القيمة بالهند ـ بومباي.
9- عمل اليوم والليلة، ط/ فاروق حمادة، مكتبة المعارف بالمغرب.
10- فضائل القرآن، ط/ دار الثقافة ـ الدار البيضاء.
11- فضائل الصحابة، ط/ دار الثقافة ـ الدار البيضاء.(2/1125)
أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله بن إسحاق الأصبهاني:
12- حلية الأولياء، ط/ دار السعادة ـ القاهرة.
13- أخبار أصبهان، ط/ ليدن ـ برلين.
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب:
14- تاريخ بغداد، ط/ المكتبة السلفية بالمدينة المنورة.
15- الأسماء المبهمة، ط/ مكتبة الخانجي ـ القاهرة.
16- الكفاية، ط/ دار الكتب الحديثة ـ بالقاهرة.
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني:
17- فتح الباري، ط/ المكتبة السلفية ـ القاهرة.
18- تهذيب التهذيب، ط/ دار الصادر.
19- تقريب التهذيب، ط/ دار نشر الكتب الإسلامية ـ باكستان.
20- تعجيل المنفعة، ط/ السيد عبد الله هاشم اليماني ـ بالمدينة.
21- لسان الميزان، ط/ مؤسسة الأعلمي للطباعة.
22- تغليق التعليق، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت.
23- الإصابة في تمييز الصحابة، ط/ المكتبات الأزهرية ـ القاهرة.
24- النكت على ابن الصلاح، ط/ المجلسل العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
25- نزهة النظر، ط/ المكتبة العلمية بالمدينة المنورة.(2/1126)
26- التلخيص الحبير، ط/ السيد عبد الله هاشم اليماني.
27- هدي الساري، ط/ المكتبة السلفية ـ القاهرة.
أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن المثنى الموصلي:
28- المسند (مخطوط ومطبوع) ، ط/ دار المأمون، ونسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد:
29- السنة، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت.
30- الزهد، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار:
31- المسند (مخطوط) نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جَوْصَاءَ:
32- حديث أحمد بن جوصاء (مخطوط نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) .
أبو بكر أحمد بن إسحاق بن السني:
33- عمل اليوم والليلة، ط/ دار المعرفة ـ بيروت.
أبو جعفر أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سلامة الطحاوي:
34- شرح معاني الآثار، ط/ الأنوار المحمدية ـ بالقاهرة.
35- مشكل الآثار، ط/ دار الصادر ـ بيروت.(2/1127)
أحمد بن يحيى البلاذري:
36- أنساب الأشراف، ط/ دار المعارف ـ بمصر.
إسماعيل بن إسحاق القاضي:
37- فضل الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت.
إسماعيل بن حماد الجوهري:
38- الصحاح، ط/ أحمد عبد الغفور العطار.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سمويه:
39- الفوائد (مخطوط) نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.
أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي:
40- التفسير، ط/ الشعب ـ القاهرة.
41- البداية والنهاية، ط/ مكتبة المعارف ـ بيروت.
42- فضائل القرآن، ط/ دار بدر ـ القاهرة.
إسماعيل بن محمد بن العجلوني:
43- كشف الخفاء والالتباس، ط/ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
أكرم العمري:
44- موارد الخطيب البغدادي، ط/ دار طيبة ـ الرياض.
تمام الرازي:
45- الفوائد (مخطوط) نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.(2/1128)
أبو القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي:
46- شرح السنة، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت.
حمزة بن يوسف السهمي:
48- تاريخ جرجان ط/ دائرة المعارف ـ بالهند.
خليفة بن خياط العصفري:
49- الطبقات، ط/ دار الطيبة ـ الرياض.
50- التاريخ، ط/ دار الطيبة ـ الرياض.
خليل كيكلدي أبو سعيد العلائي:
51- بغية المتلمس، ط/ عالم الكتب ـ بيروت.
الزبير بن بكار:
52- أخبار الموفقيات، ط/ العاني ببغداد.
زكريا بن محمد الأنصاري:
53- فتح الباقي، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بن أيوب الطبراني:
54- المعجم الكبير، ط/ الدار العربية ـ بغداد.
55- المعجم الأوسط، ط/ مكتبة المعارف ـ الرياض.
56- المعجم الصغير، ط/ المكتبة السلفية ـ بالمدينة المنورة.(2/1129)
أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السجستاني:
57- السنن، ط/ عزت الدعاس ـ حمص.
أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطيالسي:
58- المسند، ط/ دار الكتاب اللبناني ـ بيروت.
أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير الحميدي:
59- المسند، ط/ عالم الكتب ـ بيروت.
أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان بن الأشعث السجستاني (ابن أبي داود) :
60- المصاحف، ط/ دار الكتب العلمية.
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرحمد الدارمي:
61- السنن، ط/ السيد عبد الله هاشم اليماني ـ المدينة المنورة.
أبو أحمد عبد الله بن عدي:
62- الكامل، ط/ دار الفكر ـ بيروت.
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ علي بن الجارود:
63- المنتقى، ط/ عبد الله بن هاشم اليماني المدني.
عبد الله بن المبارك:
64- الزهد، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.(2/1130)
أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن أبي الدنيا:
65- الورع، ط/ نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.
أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن أبي شيبة:
66- المصنف، ط/ دار السلفية بالهند.
أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي:
67- شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ط/ دار الآفاق الجديدة ـ بيروت.
عبد الرحمن بن علي بن الجوزي:
68- الموضوعات، ط/ المكتبة السلفية ـ المدينة.
69- المنتظم، ط/ دائرة المعارف ـ بالهند.
70- العلل المتناهية، ط/ دار نشر الكتب الإسلامية ـ باكستان.
جلال الدين عبد الرحمن السيوطي:
71- تدريب الراوي، ط/ دار الكتب الحديثة ـ القاهرة.
72- المدرج إلى المدرج، ط/ الدار السلفية ـ الكويت.
73- اللآلئ المصنوعة، ط/ دار المعرفة ـ بيروت.
عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (ابن أبي حاتم الرازي) :
74- الجرح والتعديل، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
75- علل الحديث، ط/ دار المعرفة ـ بيروت.(2/1131)
أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي:
76- التبصرة والتذكرة، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
77- التقييد والإيضاح، ط/ دار الحديث ـ بيروت.
أبو بكر عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ:
78- المصنف، ط/ المجلس العلمي ـ بالهند.
عبد العزيز بن محمد الغماري:
79- تسهيل المدرج، ط/ دار البصائر ـ دمشق.
أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري:
80- مختصر السنن، ط/ المكتبة الأثرية ـ باكستان.
عبد القادر بن بدران:
81- تهذيب تاريخ دمشق، ط/ دار المسيرة ـ بيروت.
أبو سعيد عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ منصور السمعاني:
82-
أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري:
83- سترة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ط/ مكتبة الجمهورية بمصر.
أبو عمرو عثمان بن الصلاح:
84- علوم الحديث، ط/ المكتبة العلمية بالمدينة المنورة.(2/1132)
أبو محمد علي بن أحمد بن حزم:
85- المحلى، ط/ مكتبة الجمهورية العربية ـ بالقاهرة.
نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي:
86- مجمع البحرين، مخطوط/ نسخة مصورة في مكتبة خاصة.
87- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ط/ دار الكتاب العربي.
88- موارد الظمآن، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
89- كشف الأستار، ط/ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
علي بن الجعد بن عبيد البغدادي:
90- المسند (المخطوط والمطبوع، نسخة مصورة بمكتبة الجامعة الإسلامية، ط/ مكتبة الفلاح ـ الكويت) .
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ:
91- العلل ومعرفة الرجال، ط/ دار الوعي بحلب.
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدارقطني:
92- السنن، ط/ السيد هاشم بالمدينة المنورة.
93- العلل قسم المخطوط، نسخة مصورة في مكتبة خاصة.
العلل قسم المطبوع، ط/ دار الطيبة في الرياض.
94- غرائب مالك، مخطوط نسخة مصورة في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية ـ المدينة المنورة.(2/1133)
95- أحاديث الموطأ، ط/ دار نشر الثقافة الإسلامية، تحقيق الكوثري.
عز الدين أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن الأثير الجزري:
96- اللباب، ط/ دار صادر ـ بيروت.
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عراق الكناني:
97- تنزيه الشريعة، ط/ مكتبة القاهرة ـ القاهرة.
الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر الشهير بابن ماكولا:
98- الإكمال، نشر محمد أمين دمج ـ بيروت.
الوزير جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي:
99- إنباه الرواة، ط/ دار الكتب المصرية.
عمر بن بدر بن سعيد الحنفي:
100- الوقوف على الموقوف/ مخطوط/ نسخة مصورة في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري.
القاضي عياض بن موسى اليحصبي:
101- بغية الرائد، ط/ المغرب.
102- الإلماع، ط/ سيد صقر.
أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ:
103- غريب الحديث، ط/ الكتاب العربي ـ بيروت.
104- الأموال، مكتبة الكليات الأزهرية ودار الفكر ـ القاهرة.(2/1134)
كي لسترنج:
105- بلدان الخلافة الشرقية، ط/ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
مالك بن أنس:
106- الموطأ، ط/ دار إحياء التراث العربي بتخريج محمد فؤاد عبد الباقي.
مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن الجزري ابن الأثير:
107- النهاية في غريب الحديث، ط/ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
108- الغرائب الطوال، ط/ مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
أبو عبد الله شمس الدين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الذهبي:
109- سير أعلام النبلاء، ط/ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
110- تذكرة الحفاظ، ط/ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
111- ميزان الاعتدال، ط/ دار المعرفة ـ بيروت.
112- العبر في أخبار من غبر، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
113- معرفة القراء الكبار، ط/ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
114- العلو للعلي الغفار (مختصر الألباني) ، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت.
115- المشتبه، ط/ البابي الحلبي ـ القاهرة.(2/1135)
116- الكاشف، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
محمد بن إدريس الشافعي:
117- الرسالة، ط/ دار التراث ـ القاهرة.
118- المسند بترتيب السندي، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
119- الأم، ط/ دار المعرفة ـ بيروت.
أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة السلمي:
120- صحيح ابن خزيمة، ط/ المكتب الإسلامي.
محمد بن إسحاق السراج:
121- المسند، مخطوط/ نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده:
122- الإيمان، ط/ المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل البخاري:
123- صحيح البخاري (فتح الباري) ، ط/ المكتبة السلفية ـ القاهرة.
124- الأدب المفرد، ط/ الكتبة الأثرية ـ باكستان.
125- جزء القراءة خلف الإمام، ط/ المكتبة السلفية ـ باكستان.
126- جزء رفع اليدين في الصلاة، ط/ دار الأرقم ـ الكويت.
127- التاريخ الكبير، ط/ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي.(2/1136)
128- التاريخ الصغير، ط/ دار التراث ـ القاهرة.
الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني:
129- توضيح الأفكار، ط/ مكتبة الخانجي ـ بالقاهرة.
130- سبل السلام، ط/ المكتبة التجارية الكبرى ـ القاهرة.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أيوب بن يحيى بن الضريس:
131- فضائل القرآن، مخطوط/ نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية ـ المدينة.
شمس الدين أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية:
132- تهذيب سنن أبي داود، ط/ المكتبة الأثرية ـ باكستان.
133- جلاء الأفهام، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري:
134- التفسير، ط/ البابي الحلبي ـ القاهرة.
135- التاريخ، ط/ دار المعارف ـ القاهرة.
أبو حاتم محمد بن حبان البستي:
136- صحيح ابن حبان (ترتيب العلاء) ، ط/ المكتبة السلفية بالمدينة المنورة.
137- المجروحين، ط/ الوعي ـ حلب.
138- الثقات، ط/ الدار السلفية ـ بومباي الهند.(2/1137)
محمد بن الحسن الشيباني:
138- الطبقات الكبرى، ط/ دار القلم ـ بيروت.
محمد بن سعد:
139- الطبقات الكبرى، ط/ دار صادر ـ بيروت.
الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن سلامة القضاعي:
140- مسند الشهاب، ط/ مؤسسة الرسالة.
محمد بن طاهر بن علي بن القيسراني:
141- أطراف غرائب الأفراد للدارقطني، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن إبراهيم الشافعي:
142- الفوائد (الغيلانيات) مخطوط، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية، ومطبوع (بالإستنسل) .
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن البيع الحاكم النيسابوري:
143- المستدرك، ط/ دار الكتاب العربي ـ بيروت.
144- معرفة علوم الحديث، ط/ المكتبة التجارية ـ بيروت.
محمد بن عبد الرحمن السخاوي:
145- فتح المغيث، ط/ المكتبة العلمية، المدينة المنورة، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.(2/1138)
محمد بن طاهر بن علي الهندي:
146- المغني في ضبط أسماء الرجال، ط/ دار الكتاب العربي ـ بيروت.
أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي:
147- السنن، ط/ البابي الحلبي ـ تحقيق شاكر وعبد الباقي وعطوه.
148- الشمائل، ط/ مؤسسة الزعبي حمص ـ بعناية عزت الدعاس.
شمس الدين أبو الخير محمد نب محمد الجزري:
149- غاية النهاية في طبقات القراء، ط/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن غيلان:
150- الغيلانيات، ط/ بالأستنسل، رسالة دكتوراة بالجامعة الإسلامية.
أبو الفيض محمد بن مرتضى الزبيدي:
151- تاج العروس، ط/ دار مكتبة الحياة ـ بيروت.
محمد بن المظفر:
152- غرائب مالك، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية ـ المدينة.
محمد بن مكرم بن منظور:
153- تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر، ط/ دار الفكر ـ بيروت.(2/1139)
محمد ناصر الدين الألباني:
154- إرواء الغليل، ط/ المكتب الإسلامي.
أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد الأموي المروزي:
155- مسند الصديق، ط/ المكتب الإسلامي ـ بيروت.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يزيد بن ماجه القزويني:
156- السنن، ط/ فؤاد عبد الباقي.
مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي:
157- القاموس المحيط، ط/ دار الجيل ـ بيروت.
أبو الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء:
158- طبقات الحنابلة، ط/ دار المعرفة ـ بيروت.
أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري:
159- الفائق في غريب الحديث، ط/ البابي الحلبي ـ القاهرة.
أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري:
160- صحيح مسلم، ط/ فؤاد عبد الباقي ـ بيروت.
161- الكنى والأسماء، ط/ المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية.
وكيع بن الجراح:
162- الزهد، ط/ مكتبة الدار ـ بالمدينة المنورة.(2/1140)
شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي:
163- معجم البلدان، ط/ دار صادر ـ بيروت.
أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي:
164- شرح صحيح مسلم، ط/ المطبعة المصرية ومكتبتها.
يحيى بن معين:
165- التاريخ، ط/ مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الإسفراييني:
166- المسند، المخطوط، نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.
يعقوب بن سفيان الفسوي:
167- المعرفة والتاريخ، ط/ مطبعة الإرشاد ـ بغداد.
أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري، ابن عبد البر:
168- التمهيد، ط/ وزارة الأوقاف المغربية.
169- الاستيعاب، ط/ المكتبات الأزهرية ـ بهامش الإصابة.
يوسف العش:
170- الخطيب البغدادي، ط/ المكتبة العربية بدمشق.
أبو الحجاج جمال الدين يوسف المزي:
171- تهذيب الكمال، المخطوط والمطبوع، ط/ مؤسسة الرسالة، والمخطوط تصوير دار المأمون.(2/1141)
172- تحفة الأشراف، ط/ الدار القيمة ـ بومباي الهند.
أبو بكر بن المقرئ:
173- المعجم مخطوط ـ طبع بالأستنسل رسالة دكتوراة في الجامعة الإسلامية.
أبو القاسم الشيباني:
174- الفوائد، مخطوط ـ نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.(2/1142)