ونظام الأشغال وَحُصُول مَال وَإِن كَانَ بِغَيْر لحم فَهُوَ مَحْمُود أَيْضا.
وَأما السمكا فَإِنَّهُ حُصُول مَال ورزق حَلَال.
وَأما السماقية فَإِنَّهَا تؤول بالغم والمصيبة وَرُبمَا كَانَت ضعفا.
وَأما الكروش المطبوخة فَمن رأى كرشا أَي كرش كَانَ فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالنعْمَة وَالْمَال خُصُوصا إِذا كَانَت من الْحَيَوَان الَّذِي يُؤْكَل لَحْمه.
وَأما السختورة فَقَالَ ابْن سِيرِين السختورة تؤول بِحُصُول المَال بِقدر كبرها وَكلما كَانَ طعمها طيبا كَانَت أبلغ.
وَأما الشوربا فَإِنَّهَا تؤول على أوجه.
قَالَ ابْن سِيرِين إِذا كَانَت بِلَحْم غنم لطيف وحوائج نظيفة وطعمها طيب فَإِنَّهَا تدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَإِن كَانَت بِخِلَاف ذَلِك فتعبيرها ضِدّه.
وَقَالَ جَابر المغربي إِذا كَانَت بِلَحْم لطيف وحوائج نظيفة فَإِنَّهَا تدل على هناء الْعَيْش وَحُصُول فَائِدَة ونعمة وراحة وَإِن كَانَ بِلَحْم غليظ كليف فَإِنَّهَا تؤول بضد ذَلِك.
وَأما العصيدة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَخَيرهَا مَا لَا يكون فِيهَا زعفران وَهِي تؤول بِالْمَالِ وَالنعْمَة وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه وضع فِي فَمه لقْمَة من العصيدة فَإِنَّهُ يدل على اسْتِمَاع كَلَام لطيف مِمَّن يُحِبهُ.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل عصيدة كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال بتعب وعناء وخصومة بِقدر ذَلِك.
وَمن رأى أَنه أَخذ لقْمَة من العصيدة فَإِنَّهُ يدل على اسْتِمَاع أَخْبَار سارة لذَلِك الشَّخْص وَحُصُول رزق لَهُ ويتعب من الْغَيْر.
وَأما القديد فَإِنَّهُ يدل على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين القديد يؤول بِالْمَالِ والنميمة.)
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل القديد من لحم الْغنم فَإِنَّهُ يدل على غيبَة رجل مصلح.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل القديد من لحم الْفرس فَإِنَّهُ يدل على غيبَة مَا يتَعَلَّق بِهِ وَكَذَلِكَ كل قديد ينْسب إِلَى حيوانه فَإِنَّهُ يؤول بغيبة من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْحَيَوَان فِي أصل علم التَّعْبِير.
وَقَالَ الْكرْمَانِي أَجود القديد مَا كَانَ سمينا قَلِيل الْملح وَفِي الْحَقِيقَة كره المعبرون أكل القديد لِأَنَّهُ يؤول بالغيبة وَقيل قديد اللَّحْم وقديد السّمك وقديد اللَّبن يؤول على سِتَّة أوجه هم وغم وَضعف وسقم وغيبة ونميمة.
وَأما التقلية فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَمَا كَانَ مطبوخا كَانَ أفضل مِمَّا هُوَ مقلو وَكلما كَانَت التقالي كَثِيرَة الابزار طيبَة الطّعْم كَانَت أحسن من غَيرهَا من نَوعه وَإِذا كَانَت من لحم الطُّيُور تؤول بِحُصُول مَنْفَعَة من قبل النِّسَاء بالمكر وَالْحِيلَة وَإِذا كَانَت تقلية سمك تؤول بِالسَّفرِ فِي صُحْبَة جليل الْقدر.
وَأما الكشك فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم.
وَأما الزلابية فرؤيتها تؤول بِالِاجْتِهَادِ إِلَى غَايَة مَا يكون فِي الطّلب وَحُصُول مَال وافر ووفور وسرور وعيش وطرب.
وَقَالَ جَابر المغربي إِن كَانَ بزعفران فَإِنَّهَا تؤول بالأمراض.
وَأما شريحات اللَّحْم فَهِيَ فِي التَّأْوِيل كالتقلية كَمَا تقدم والمطبوخ أَجود مِنْهُ.
وَأما اليخني قَالَ دانيال كل مَا كَانَ مطبوخا من اللَّحْم فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مَال سهل وكل مَا لم يخالطه شَيْء فَهُوَ أَجود وَأكل اللَّحْم المشوي حُصُول مَال بتعب ومشقة.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمًا مشويا فَإِنَّهُ يدل على مَال ونعمة تحصل.
فإمَّا المزورة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين المزورة إِذا كَانَت طيبَة حلوة تؤول بِحُصُول الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَالسُّرُور وَالْمَال وَإِذا كَانَت بِلَا طعم فتعبر بضده وَقيل رُؤْيا المزورة تؤول على ثَلَاثَة أوجه للضعيف بالعافية وللمتعافي بالضعف وَالْحمية.
وَأما المطجن فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة إِذا لم يتَغَيَّر طعمه وَإِن تغير فبضده.
وَأما طبيخ الحمص فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم وَإِذا كَانَ بِغَيْر سلق فَهُوَ أبلغ وَإِن كَانَ بحامض فَهُوَ مرض.
وَأما طبيخ الفول فَهُوَ من هَذَا الْمَعْنى وَلَا يحمد أكلهما سَوَاء كَانَا مطبوخين أَو بِغَيْر طبخ مبتلين أَو)
بِغَيْر بل.
وَأما الهريسة فَهِيَ على أوجه فَمن رأى أَنَّهَا طبخت من لطيف لحم غنم فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِلَحْم غليظ فتعبيرها بضده وَقيل هِيَ حُصُول ولد.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق من رأى أَنه يَأْكُل هريسة بِلَحْم غنم فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنْفَعَة وَقَضَاء الْحَوَائِج.
وَأما اللوبيا سَوَاء كَانَت فِي أوانها أَو غير أوانها مطبوخة أَو غير مطبوخة فَإِنَّهَا تؤول بالهم وَالْغَم.
وَأما النشا فَإِنَّهُ يؤول على أوجه أما هُوَ فِي نَفسه فَمَال حَلَال وَأكله نيئا هم وغم ومطبوخه سَوَاء كَانَ بالحلوى أَو غَيرهَا فَإِنَّهُ رزق وَمَنْفَعَة.
وَأما الْمَطْبُوخ من رأى نوع كَانَ فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يطْبخ شَيْئا لمريض يُوَافقهُ فَهُوَ صِحَة وَمَنْفَعَة لَهُ وَإِن لم يكن فتعبيره بضده.
وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَمن رأى أَنه يطْبخ مَا يساق فِي أَنْوَاع الْخَيْر فَهُوَ مَحْمُود.
وَمن رأى بِخِلَاف(1/845)
ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَمن رأى طبيخه مطبوخا من غير اصطناع فَإِنَّهُ يؤول بالراحة وَحسن الْمَعيشَة للمثل السائر بَين النَّاس لمن يكون فِي رَاحَة: طبيخه مطبوخ وماؤه فِي الْكوز.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق كل طبيخ دسم ويؤكل بالسهولة فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وكل طبيخ يكون بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه.
وَأما اللُّقْمَة من سَائِر المأكولات فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن أحدا وضع فِي فَمه لقْمَة لَطِيفَة من طَعَام طيب حُلْو فَإِنَّهُ يسمع كلَاما يسره أَو يقبله أحد من أَقَاربه وَإِن كَانَت اللُّقْمَة من طَعَام غليظ فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ جَابر المغربي إِن كَانَ الَّذِي أعطَاهُ اللُّقْمَة رجل مصلح فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حَلَال وَإِن كَانَ مُفسد فتعبيره ضِدّه.
وَمن رأى أَنه وضع فِي فَمه لقْمَة حارة فَإِنَّهُ يدل على وُقُوعه فِي بلَاء من كَلَام أحد.
وَمن رأى أَنه ينَال لقْمَة فَأدْخلهَا فَمه فتوقفت فِي حلقه فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة وهم وغم وتعطيل فِي)
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللُّقْمَة تؤول على خَمْسَة أوجه قبْلَة وَكَلَام حسن وَمَال وَمَنْفَعَة وَمِقْدَار ذَلِك.
وَأما مَا يعْمل من الْحُبُوب كالعجين وَالْخبْز وَمَا أشبه ذَلِك من أَنْوَاع شَتَّى فَتقدم تعبيرها فِي الْبَاب الثَّانِي وَالْأَرْبَعِينَ لمناسبتها لَهُ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللَّحْم مَعَ المرق مفروغ وَطَعَام الكوامخ كلهَا هموم وأحزان وأكلها أبلغ.
وَمن رأى أَنه ابتلع طَعَاما بغاية الْحَرَارَة دلّت رُؤْيَاهُ على نكد معيشته وَأكل مَا كَانَ لذيذا هُوَ أطيب عَيْش والشعرة فِي الْأكل هم وحزن وعسر.
وَأما الطَّعَام المنتن فَمن رأى أَنه يَأْكُل طَعَاما منتنا وَيدْفَع بَين يَدَيْهِ طيبا فَإِنَّهُ يَأْتِي حَرَامًا وَيتْرك من النِّسَاء حَلَالا وَرُبمَا كَانَ ثَنَاء قبيحا.
وَمن رأى أَنه يلحس أَصَابِعه فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا قَلِيلا.
وَمن رأى أَنه يشرب الطَّعَام كَالْمَاءِ فَإِنَّهُ تتوسع عَلَيْهِ معيشته.
وَمن رأى أَن فِي فَمه طَعَاما كثيرا وَفِيه سَعَة لاضافته غَيره فَإِن أمره يتشوش عَلَيْهِ وتدل رُؤْيَاهُ على أَنه ذهب من عمره بِقدر ذَلِك الطَّعَام وَبَقِي قدر مَا فِي فَمه سَعَة فَإِن عالج ذَلِك حَتَّى خلص مِنْهُ فَإِنَّهُ يسلم.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل مَا هُوَ مَكْرُوه فِي علم التَّعْبِير ويحمد الله عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يخلص من الْهم وَأكل المخ من أَي نوع كَانَ يدل على حُصُول مَال مدخر.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل شَيْئا فِيهِ بَيَاض من المطبوخات وَغَيرهَا فَإِنَّهُ بهاء وسرور.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل شَيْئا مُخْتَصًّا لَا يعرف نَوعه فهم وغم خُصُوصا إِذا كَانَ قَلِيل الدسم.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل كشكا فَإِنَّهُ حُصُول مَال قَلِيل بتعب ومشقة وَإِذا كَانَ حامضا جدا فَإِنَّهُ يؤول بِالْمرضِ.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل طَعَاما لَا دسم فِيهِ وَهُوَ يتكره مِنْهُ فَإِنَّهُ قَلِيل الْمَعيشَة وَهُوَ يتَمَنَّى الْمَوْت.
وَأما الذَّوْق فَمن رأى أَنه ذاق شَيْئا استلذ بِهِ واستطابه فَإِنَّهُ ينَال فَرحا وغنيمة لقَوْله تَعَالَى وَإِذا أذقنا الْإِنْسَان منا رَحْمَة فَرح بهَا.
وَمن رأى أَنه ذاق شَيْئا فكره طعمه حَتَّى كَاد يغيب عَن الصَّوَاب فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَوْتِ لقَوْله تَعَالَى فأذاقها الله لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف الْآيَة.)
وَمن رأى كَأَنَّهُ ذاق شَيْئا فَوجدَ طعمه مرا فَإِنَّهُ يطْلب شَيْئا يُصِيبهُ مِنْهُ أَذَى.
وَمن رأى أَنه ذاق شَيْئا مَجْهُولا فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر مَا دخله قطّ.: من رأى أَنه يَأْكُل فِي صَحْفَة واستوعب مَا فِيهَا أَو فرغ مَا يَأْكُلهُ من طَعَام فَإِنَّهُ يؤول بنفاذ وَمن رأى أَنه يَأْكُل طَعَاما سَوَاء كَانَ من صَحْفَة أَو غَيرهَا وَتَأَخر مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ قدر مَا تَأَخّر من عمره فليعتبر ذَلِك الطَّعَام وَيُقَاس على ذَلِك.
وَمن رأى أَنه يلعق وعَاء أَصَابِعه فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن إِمَّا فرَاغ أَجله أَو فرَاغ رزقه من ذَلِك الْمَكَان.
وَمن رأى أَن فَمه ملآن فَإِنَّهُ يؤول بِتَغَيُّر أُمُوره وسقوطه عَن حَاله.
وَمن رأى أَن فِي فَمه مَا يُؤْكَل وَهُوَ يجد سَعَة لغيره فَأَنَّهُ يؤول بطول الْعُمر وَكَثْرَة الرزق.
وَمن رأى أَنه يمضغ أكلا فَإِنَّهُ يكثر الْكَلَام وَرُبمَا كَانَ بِسَبَب شكاية.
3 - (فصل فِي رُؤْيا مَا يمد على الأسمطة والموائد)
وَهِي على أوجه فَمن رأى أَن طَعَاما كثيرا مد على سماطه وَهُوَ جَالس فِي صَدره فَإِنَّهُ يؤول على أحد عشر وَجها عز وَشرف وَولَايَة وَفَرح وختان ووليمة وَبشَارَة وعرس ودولة وَخير وَمَنْفَعَة.
وَمن رأى مآكل مُخْتَلفَة الألوان على سماط وَالنَّاس لَا يَجْلِسُونَ عَلَيْهِ فَلَيْسَ بمحمود.
وَمن رأى سماطا وَهُوَ قَائِم بِهِ فَلَا بَأْس بِهِ.
وَمن رأى أَنه مد لَهُ أكل على سماط وحاشيته تَأْكُل عَلَيْهِ فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن لم يكن أَهلا فَلَيْسَ بنائل وَقيل من رأى أَنه جَالس على سماط مَنْسُوب لَهُ فَهُوَ مهتم بتعظيم غَيره.
وَمن رأى أَنه جَالس على سماط ليَأْكُل مِنْهُ وَهُوَ بِغَيْر مرتبته فَلَيْسَ مَحْمُودًا.(1/846)
وَأما الْمَائِدَة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَأْكُل على مائدة فَإِنَّهُ ينَال خيرا وَرِزْقًا لقَوْله تَعَالَى اللَّهُمَّ رَبنَا أنزل علينا مائدة من السَّمَاء تكون لنا عيداً الْآيَة وَرُبمَا كَانَت الْمَائِدَة ميدانا للحرب واللقاء والمؤاكلة عَلَيْهَا مطاعنة بِالْأَيْدِي كل يحْتَمل لنَفسِهِ وَيعْمل فِي حَيَاة روحه.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل على مائدة وَكَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَإِن لم يَأْكُل عَلَيْهَا تكون الْبِنْت بكرا.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل على مائدة مَقْلُوبَة فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَة فِي دبرهَا.)
وَمن رأى أَنه يُبدل طَعَاما من بَين يَدَيْهِ بِشَيْء من نَبَات الأَرْض فَإِنَّهُ يفْتَقر وينتقل إِلَى الذل والمسكنة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رأى بعض الصلحاء إِن هاتفا يَتْلُو رَبنَا أنزل علينا مائدة الْآيَة فَقص رُؤْيَاهُ على بعض مَشَايِخ التَّعْبِير فَقَالَ أَنَّك رجل فَقير وَتَدْعُو الله بالفرج واليسر فيستجيب لَك وَكَانَ كَمَا قَالَ وَقد اخْتلف فِي الْمَائِدَة فَمنهمْ من قَالَ أَنَّهَا تؤول بِرَجُل شرِيف سخي وَالْقعُود عَلَيْهَا وَمن رأى أَنه على مائدة وَعَلَيْهَا أَقوام مجتمعون فَإِنَّهُ يواخي قوما على سرُور وَيَقَع بَينهم وَبَينه مُنَازعَة فِي أَمر معيشة لَهُ وَقيل الْمَائِدَة تؤول بِالدّينِ.
وَرُوِيَ أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَأَيْت البارحة مرجا أَخْضَر فِيهِ مائدة مَوْضُوعَة ومنبر مَوْضُوع لَهُ سبع دَرَجَات ورأيتك ارتقيت الدرجَة السَّابِعَة وتنادي عَلَيْهَا وَتَدْعُو النَّاس إِلَى الْمَائِدَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: أما الْمَائِدَة فالإسلام وَإِمَّا المرج الْأَخْضَر فَهُوَ الْجنَّة وَإِمَّا ارتقاء الْمِنْبَر إليآخره الزَّمَان وَأما النداء فَإنَّا أَدْعُو النَّاس إِلَى الْإِسْلَام وَالْجنَّة وَقيل الْمَائِدَة تؤول بِالْمَرْأَةِ.
وَقد رُوِيَ أَن رجلا رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل على مائدة فَكلما مد يَده إِلَيْهَا خرجت يَد كلب أشقر من تَحت الْمَائِدَة فَأكل مَعَه فَقص رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فَإِن غُلَاما لَك يشاركك فِي أهلك فتفحص عَن الْأَمر فَوَجَدَهُ كَمَا ذكر.
وَأما الْأكل على الْمَائِدَة. فيؤول بطول الْحَيَاة وَرفع الْمَائِدَة يدل على انْقِضَاء الْأَجَل.
(الْبَاب الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ)
(فِي رُؤْيا اللَّحْم والشحم والأدهان والالبان والاجبان وَنَحْوهَا)
وَهُوَ يؤول على أوجه عديدة وللمعبرين فِي تَعْبِيره كَلَام كثير واختلافات قَالَ دانيال رُؤْيا اللحوم إِذا كَانَت مطبوخة فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة بسهولة ومشويه بتعب ومشقة والنيء ألم وَمرض وتعب وَبيعه وشراؤه هم وغم ومصيبة وَأكل الْإِنْسَان لحم نَفسه يدل على الْغَيْبَة والنميمة فِي حق أَهله وأقاربه وَرُبمَا يصدر مِنْهُ أَمر ينْدَم عَلَيْهِ وَلحم الْآدَمِيّ يؤول بالغيبة خُصُوصا لمن أكله وَلحم المصلوب يؤول بِمَال حرَام من شخص عالي الهمة جليل الْقدر وَلحم الْغنم مَا لم يقطع إِذا دخل منزلا يؤول بِمَوْت أحد من ذَلِك الْمنزل يكون من الْأَعْيَان والمقطع دونه وَتقدم أَن القصاب يؤول بِملك الْمَوْت وَأخذ اللَّحْم مِنْهُ يؤول بِالْمَوْتِ.)
وَقَالَ الْكرْمَانِي اللَّحْم الْمَطْبُوخ رزق ونعمة والمشوي رزق أَيْضا بخوف لقَوْله تَعَالَى فأوجس مِنْهُم خيفة وَكَانَ ذَلِك حِين رأى الشواء.
وَمن رأى أَن بِيَدِهِ لَحْمًا سَوَاء كَانَ فِي سفود أَو غَيره وَهُوَ يشوي فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام وَرُبمَا كَانَ هما وحزنا وَلحم الْكَبْش إِذا شوي يؤول بِالْمرضِ وَلحم النعجة مرض الزَّوْجَة أَو الوالدة أَو من يقوم مقَامهَا وَلحم الخروف أَو الجدي إِذا شوي يؤول على وَجْهَيْن إِمَّا ضعف الْأَوْلَاد أَو ضعف العبيد.
وَمن رأى أَنه ابْتَاعَ لَحْمًا من قصاب وَلم يَأْتِ بِهِ إِلَى منزله فَإِنَّهُ يمرض ويشفى.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمًا منتنا فَإِنَّهُ يرتكب حَرَامًا.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لحم الْكَبْش فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال من جليل الْقدر وَلحم الْمعز يؤول بِالْمرضِ الْيَسِير ويشفى بعده.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللحوم تؤول بالاوجاع والاسقام والمجهولة مِنْهَا مُصِيبَة والطري موت وَرُبمَا كَانَ غيبَة إِذا رأى مَا يدل على خلاف الْمَوْت والمملح رزق بعد مُصِيبَة وَاللَّحم المهزول خسران والقديد مَال يخزن وتعسير من اغتياب.
وَمن رأى أَن فِي بَيته لحم ضَأْن لَا يعلم كَيفَ أَدخل إِلَيْهِ يؤول باتصاله بِمن يعرفهُ أَو يَسْتَفِيد إخْوَانًا يسر بهم(1/847)
هَذَا إِذا كَانَ سمينا وَإِن كَانَ مهزولا تكون الإخوان فُقَرَاء.
وَمن رأى فِي بَيته مسلوخة وَهِي سَمِينَة فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا فِي لحم الضَّأْن إِذا كَانَ مشويا يؤول على ثَلَاثَة أوجه إِذا كَانَ ناضجا يكون وَلَده أدوبا وَإِذا كَانَ نيئا فبضده وشواء السُّوق بِشَارَة.
وَلحم الثعبان يؤول بِمَال الْعَدو وَالْأكل مِنْهُ قهره.
وَلحم الْفرس بِمَال من الاكابر والعز والرفعة خُصُوصا لمن أكله.
وَلحم الْبَغْل يؤول بِالْمرضِ والسقم لمن أكله وَلحم الْبَقر يؤول بِالصِّحَّةِ وخضب السّنة.
وَلحم الْجمل يؤول بِمَال الْعَدو.
وَلحم الفصيل يؤول بِمَال الْيَتِيم والسقم والشفاء بعده وَرُبمَا يكون مَنْفَعَة من ملك.
وَلحم النعام يؤول بِمَال أهل الْبَادِيَة.
وَلحم الغزال يؤول بِمَال امْرَأَة جميلَة.
وَلحم السنونو الخطاف يدل على مَال رجل قد فَارقه.)
وَلحم البط يدل على المَال وَالنعْمَة.
وَلحم البلبل يؤول بِمَال غُلَام.
وَلحم النمر يؤول بِحُصُول الشّرف والتعب.
وَلحم الْفِيل مَال كثير من ملك عَظِيم جليل.
وَلحم السماني وَنَحْوه يؤول بِمَال رجل غدار.
وَلحم القبيسة يؤول بِمَال مَسْرُوق أَو حرَام أَو رَبًّا.
3 - (فصل)
أما كل نوع مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه فقد تقدم كل مِنْهَا فِي بَابه وتأويله وَإِنَّمَا أذكر هَذِه الْأَنْوَاع لأجل الِاخْتِلَاف فِيهَا ومناسبتها وَأما مَا ذكره المعبرون مِمَّا يُغني من تَفْصِيل كل حَيَوَان وجنسه وَقيل إِن جَمِيع لُحُوم الْحَيَوَان من سِبَاع الوحوش وكواسر الطُّيُور الْجَوَارِح فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَالِ الْحَرَام من قبل الْمُلُوك.
وَأما لحم سَائِر الطُّيُور فَمَا كَانَ مِنْهُ مذكرا فَإِنَّهُ يؤول بِمَال الرِّجَال وَمَا كَانَ مؤنثا فَإِنَّهُ يؤول بِمَال النِّسَاء وَمَا كَانَ يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَمَال حرَام وَكَذَلِكَ جَمِيع الْحَيَوَان.
وَلحم الْحَيَوَان المائي تَأْوِيله يفهم من بَابه.
وَأما لحم الْهَوَام فَإِنَّهُ يؤول بِمَال الْأَعْدَاء وَكَذَلِكَ بعض الحشرات وَلحم كل نوع لم يتَّفق عَلَيْهِ فَهُوَ مَذْكُور على مَا قَالَه كل أحد فِي بَابه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا اللَّحْم تؤول على خَمْسَة أوجه مَال وميراث وغنى وحزن ومصيبة.
3 - (فصل فِي رُؤْيا الشحوم)
هِيَ تؤول بِالْخَيرِ وَالنعْمَة وَالْخصب وتسهيل الْأُمُور الصعاب وشحم الْحَيَوَان الَّذِي لَا يُؤْكَل لَحْمه يدل على مَال حرَام.
وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الشحوم تؤول بِزِيَادَة الرزق خُصُوصا لمن أكلهَا وأفضلها شَحم الْغنم وَقيل رُؤْيا شحوم الكواسر سَوَاء كَانَت عَن وَحش أَو طير تؤول بِمَال العدا والملوك وشحم الحشرات
3 - (فصل فِي رُؤْيا الأدهان)
وَهِي تؤول على أوجه.
قَالَ دانيال الأدهان تؤول بِالْمَالِ وَالنعْمَة وَرُبمَا تؤول بِالْمِيرَاثِ والادهان السمينة كدهن البلسان ودهن الزنبق وَمَا أشبهمها تؤول بِالْعلمِ وَالْحكمَة وَقيل دهن البلسان يؤول بِالْمَنْفَعَةِ من الأكابر ودهن الياسمين حُصُول مَنْفَعَة من الهنود ودهن البنفسج يؤول بِمَنْفَعَة من الفلاحين ودهن النيلوفر ودهن السوسن يؤولان بِالْمَنْفَعَةِ من الأكابر ودهن الزنبق يؤول بِالْمَنْفَعَةِ من الْعَرَب ودهن الافسنتين والقطط وَمَا أشبهمها يؤولان بِالْمَنْفَعَةِ من الاروام.
وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى جسده ملوثا بالدهن فَإِنَّهُ يؤول بِالْمرضِ.
وَمن رأى أَنه دهن رَأسه بِلَا اسراف فَإِنَّهُ يدل على زِينَة.
وَقَالَ جَابر المغربي أكل الادهان والتدهن بهَا جُمْلَتهَا زِينَة إِلَّا التدهن بالاسراف فَإِنَّهُ يؤول بالغم.
وَمن رأى أَنه يدهن شَاربه وصدره فَإِنَّهُ يؤول بِالْيَمِينِ الكاذبة.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث الأدهان كلهَا حزن إِلَّا دهن الزَّيْت إِذا رأى أَنه يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ والتدهن يؤول بالحزن ودهن الزّبد يؤول بِالْمَالِ الْمَجْمُوع النافع وَالْغنيمَة وَكَذَلِكَ دهن السّمن إِلَّا أَن السّمن أقوى إِلَّا إِذا مسته النَّار وَرُبمَا دلّ الزّبد على ولد ودهن الشيرج خير وَمَنْفَعَة ودهن اللوز مَال من جِهَة رجل عسر وَقيل شِفَاء وراحة وَقيل فِي جَمِيع الأدهان المستخرجة من الْحُبُوب والقلوب والنباتات تؤول بِالْمَالِ الْمَنْسُوب إِلَى مَا نسب إِلَيْهِ ذَلِك وَتقدم ذكره فِي بَابه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الدّهن الطّيب الرَّائِحَة يؤول على سِتَّة أوجه امْرَأَة جميلَة وَجَارِيَة حسناء وثناء حسن وَمَنْفَعَة وَكَلَام طيب وطبع لطيف والدهن المنتن من أَي نوع كَانَ يؤول على ثَلَاثَة أوجه امْرَأَة فَاحِشَة وَرجل فَاسق وَكَلَام قَبِيح.(1/848)
3 - (فصل فِي رُؤْيا الألبان)
وَهِي تؤول على أوجه عديدة.
قَالَ دانيال اللَّبن كلما كَانَ حلوا طريا كَانَ أَجود لِأَنَّهُ إِذا كَانَ طريا حلوا يدل على زِيَادَة المَال وَالدّين وَإِن كَانَ حامضا يدل على نُقْصَان المَال وَالدّين بِقدر مَا أكل مِنْهُ.
وَمن رأى أَن اللَّبن صَار جبنا طريا وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال الْحَلَال وسعة الرزق وكب الْمَرْأَة اللَّبن على الْإِنْسَان يؤول بالسجن.
وَمن رأى أَنه يحلب حليبا من حَيَوَان وَيخرج من مَكَان الْحَلب دم فَإِنَّهُ يؤول بمخالفته للْملك وَإِن وَمن رأى لَبَنًا يَنْبع من الأَرْض فَإِنَّهُ يؤول بالجور لأهل ذَلِك الْمَكَان.
وَمن رأى أَنه يشرب اللَّبن من ثديه فَإِنَّهُ يخون فِي كَسبه ومعيشته.
وَمن رأى أَن امْرَأَة خرج حليب من ثديها وَجرى فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَزِيَادَة النِّعْمَة.
وَمن رأى أَنه يشرب لبن الْفرس إِن كَانَ معهودا بشربه فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وتقربه بِهِ إِلَى الْمُلُوك وَإِن لم يكن معهودا فيصل إِلَيْهِ مَكْرُوه.
وَلبن الْبَغْل يدل على صعوبة الأشغال وَالْخَوْف.
وَلبن النَّاقة يدل على حُصُول المَال وَالنعْمَة من ملك أَو من رجل جليل الْقدر بِقدر مَا شرب مِنْهُ.
وَلبن الغزال يدل على سَعَة الرزق.
وَلبن الْمعز يدل على حُصُول مَال من زَوجته.
وَلبن النمر يدل على الظفر بالعدو وَرُبمَا يظْهر لَهُ عَدو.
وَلبن الْفِيل يدل على مَال حرَام من رجل كَبِير.
وَلبن الجاموس يدل على سَعَة الرزق وَالْمَال.
وَلبن الْحمار يدل على الْمَرَض وَحُصُول الشِّفَاء عقبه.
وَلبن الأرنب يدل على حُصُول خير قَلِيل من امراة دنيئة.
وَلبن الْخِنْزِير يدل على بلهه وَقلة عقله وَرُبمَا دلّ على أكل مَال حرَام وَرُبمَا دلّ على حُصُول الْغم والمصيبة.
وَلبن الثَّعْلَب يدل على الْمَكْر وَالْحِيلَة وَالدّين وَرُبمَا دلّ على مرض يسير وَقيل إِن كَانَ مَرِيضا)
يشفى.
وَلبن الْمَرْأَة يدل على حُصُول الْمضرَّة لَهُ وَلمن ترْضِعه وَقيل الارضاع للنسوة خير وللرجال شَرّ.
وَلبن الْكَلْب يدل على حُصُول الْخَوْف وهول عَظِيم وَرُبمَا دلّ على الْمَرَض.
وَلبن الْأسد يدل على حُصُول المَال الشريف من ملك ويقهر عدوه وينال مَقْصُوده وَلبن ابْن آوى يدل على الْخُصُومَة مَعَ الْأَقَارِب.
وَلبن الْبَقر يدل على حُصُول الْخَيْر والرفعة فِي تِلْكَ السّنة فِي الدّين وَالدُّنْيَا.
وَلبن الْبَقر الوحشي يدل على السقم وَيُعَافى سَرِيعا.
وَلبن الْهِرَّة يدل على الْخُصُومَة وَالْحَرب وَرُبمَا دلّ على الضعْف والسقم.
وَلبن الذِّئْب يدل على الْخَوْف والفزع الشَّديد أَو يفوت مِنْهُ أَمر مُهِمّ.
وَلبن الضبع يدل على خِيَانَة عِيَاله مَعَه.
وَلبن الطُّيُور يدل على حُصُول المُرَاد بِتَمَامِهِ.
وَلبن الفهد يدل على حُصُول مَال حرَام من عدوه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحَلب فِي الأَصْل يؤول بالمكر إِلَّا حلب النَّاقة فَإِنَّهُ يؤول بالعمالة فِي أَرض الْعَرَب فَإِن خرج دم عوض الحليب جَار فِي تِلْكَ الْولَايَة وَمن لم يكن لائقا لذَلِك فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة صَالِحَة.
وَمن رأى أَنه يرضع حليبا من أَي نوع كَانَ إِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يحبس كَمَا تقدم وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: إِمَّا أَن تكون امْرَأَة عِنْده حَرَامًا وَهُوَ لَا يشْعر بهَا أَو جَارِيَة.
وَمن رأى لَبَنًا رائبا فَإِنَّهُ ينَال مَالا بِسَفَرِهِ.
والمخيض يؤول على وَجْهَيْن رزق بعد هم ووجع أَو مَال حرَام وَرُبمَا كَانَ الرَّائِي يطْلب الْمَعْرُوف مِمَّن لَا خير فِيهِ.
وَقَالَ السالمي اللَّبن الحامض يؤول بِالْمَالِ الْحَرَام والتعب وَالْمَشَقَّة والهم وَالْغَم.
وَمن رأى أَنه يشرب اللَّبن المشوب ويدع الْخَالِص فَإِنَّهُ يرضى بالعيش الدون وَيَأْكُل الْحَرَام وَرُبمَا كَانَ صَاحب بِدعَة فليتق الله تَعَالَى.
وَمن رأى أَنه يسقى أَوْلَاد السَّبع لَبَنًا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة من ملك.)
وَقَالَ جَابر المغربي لَا خير فِي حلب مَا لَا يُؤْكَل لَحْمه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا لبن الْإِنْسَان تدل على ثَلَاثَة أوجه رزق حَلَال وَمَال الْأَوْلَاد وغم وحزن من جِهَة الْعَيْش.
وَأما القنبريس فَإِنَّهُ يؤول بالغم والحزن وَكلما كَانَ القنبريس عِنْده أَو أعطَاهُ لَهُ أحد وَهُوَ لم يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ مَحْمُود جدا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي أكله خير وَمَنْفَعَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي أكله يدل على كَلَام خشن بِحَيْثُ يتألم مِنْهُ قُلُوب النَّاس.
وَأما الايران فَمن رأى أَنه يَشْتَرِي ايرانا فَإِنَّهُ يؤول على الْحزن وَالْغَم وشربه بِغَيْر طَعَام يدل على السقم وَأكله مَعَ الْخبز يدل على الْغم والحزن وَرُبمَا دلّ على مَال حرَام لِأَن زبده أخرج مِنْهُ.(1/849)
3 - (فصل فِي رُؤْيا الأجبان)
وَهِي على أوجه تؤول بِالْمَالِ والرزق بِقدر مَا رأى وطريها أحسن.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْجُبْن الْيَابِس مَال قَلِيل فِي سفر والطري مِنْهُ مَال كثير فِي الْحَضَر.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل الْجُبْن مَعَ الْخبز فَإِنَّهُ يحصل لَهُ قَلِيل مَال بالمشقة فِي السّفر وَرُبمَا دلّ على عِلّة تلْحقهُ ثمَّ يبرأ مِنْهَا سَرِيعا وَقيل من رأى أَنه يَأْكُل جبنا طريا فَإِنَّهُ يُصِيب ربح تِجَارَة وَرُبمَا كَانَ الرِّبْح من شَيْء استوجبه قبل ذَلِك.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْجُبْن مَال مَعَ رَاحَة وعافية وطريه مَال حَاضر لصَاحب الرُّؤْيَا وخصب عَام على النَّاس والجبنة الواحة بدرة مَال.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل جبنا وَمَعَهُ جوز وخبز أَصَابَته عِلّة.
وَأما الأقظ فَإِنَّهُ يؤول بِمَال عَزِيز لذيذ.
وَأما القرالنسة فَهِيَ محمودة وَقيل الْمُصَلِّي يؤول بالهم لحموضته وَقيل هُوَ مَال نَام زَائِد يَنُوب الْقَلِيل مِنْهُ مناب الْكثير وَيحصل بعد كد وتعب.
(الْبَاب الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ)
(فِي رُؤْيا الْغَزل والفتل والنسج والشقة)
أما الْغَزل يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يغزل صُوفًا أَو وَبرا أَو شعرًا مِمَّا يغزل الرِّجَال مثله فَإِنَّهُ يُسَافر ويصيب خيرا.
وَمن رأى أَنه يغزل كتانا أَو قطنا أَو نَحْوهمَا مِمَّا يغزل النِّسَاء مثله فَإِنَّهُ يُصِيب ذلا وَهَوَانًا وَيعْمل)
عملا حَلَالا وَهُوَ غير رَاض بِهِ وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تغزل وتسرع فِي الْغَزل فَإِن كَانَ لَهَا غَائِب يقدم عَاجلا وَإِن كَانَت على سفر فَإِنَّهَا تُسَافِر ويسافر أحد من تعلقاتها أَو يَسْتَفِيد أمرا على يَديهَا.
وَمن رأى أَنه ينْقض غزلا فَإِنَّهُ ينْقض الْإِيمَان والعهود لقَوْله تَعَالَى وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نقضت غزلها من بعد قُوَّة أنكاثا الْآيَة وَرُبمَا يؤول ذَلِك للْمَرْأَة على ولادَة جَارِيَة أَو اصابة أَخْبَار.
وَمن رأى أَنه يغزل فَانْقَطع مَا يغزله فَإِن كَانَ لَهُ غَائِب أَقَامَ عَن سَفَره وَإِن نوى السّفر فَإِنَّهُ لَا يُسَافر.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يغزل الصُّوف فَإِن مَاله يهْلك.
وَمن رأى أَنه يغزل الشّعْر فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا لَا يحمد لَهُ.
وَأما الْغَزل فَإِنَّهُ يؤول بالغم وَرُبمَا يكون مَالا وَإِمَّا المغزل فقد تقدم تَعْبِيره فِي الْبَاب الثَّانِي وَالسبْعين فِي مَحَله.
وَأما الفتل فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه سفر وإبرام وَشركَة وَنِكَاح وشغل.
وَأما النسج فَإِنَّهُ يؤول بِالسَّفرِ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه غزل ونسج وَفرغ من النسج فَإِنَّهُ يَمُوت.
وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَمن رأى أَنه نسج ثوبا ثمَّ قطعه وَهُوَ نَاقص عَن حَده فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ ينصرم.
وَقَالَ السالمي النسج يؤول بالهم وشغل السِّرّ والبال فَإِن تمّ النسج خلص من ذَلِك كُله وَإِن لم يتمه فبضده وَقيل تَمام النسج فرَاغ الْعَمَل.
وَمن رأى جمَاعَة ينسجون فِي دَاره فَإِنَّهُ يُخَاصم جمَاعَة وَرُبمَا يكونُونَ من أَقَاربه.
وَأما الشقة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَمن رأى أَنه يطوي شقة أَو اشْتَرَاهَا أَو وهبت لَهُ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا لقَوْله تَعَالَى وَلَكِن بَعدت عَلَيْهِم الشقة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الشقة الخضراء تؤول بسفر فِي خير والشقة الصَّفْرَاء تؤول بسفر مَعَ حُصُول سقم والشقة الْبَيْضَاء تؤول بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح والشقة الزَّرْقَاء والسوداء سفر غير مَحْمُود.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن أحدا أعطَاهُ شقة منسوجة فَإِنَّهُ يؤول بنسج الْمَوَدَّة بَينهمَا لقَوْل بعض العارفين: انسج الشقة.)
(الْبَاب السَّادِس وَالسَّبْعُونَ)
(فِي رُؤْيا الْخشب والقصب وأنواع الحبال)
أما الْخشب فَتقدم بعض الْكَلَام عَلَيْهِ بمعان شَتَّى فِي أَبْوَاب مُتَفَرِّقَة لمناسبتها وَأَنه يؤول بالمنافقين لقَوْله تَعَالَى كَأَنَّهُمْ خشب مُسندَة الْآيَة.
قَالَ دانيال من رأى خَشَبَة مقومة فِي مَكَان لَا يُنكر فَلَا بَأْس بهَا وَإِذا كَانَت(1/850)
بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا تؤول الْخَشَبَة على وَجْهَيْن لأهل الصّلاح بِرُؤْيَة من هُوَ فَاسد الدّين وَلأَهل الْفساد بالنفاق فِي الدّين.
وَمن رأى أَنه يقطع خَشَبَة بِأَيّ شَيْء كَانَ فَإِنَّهُ يظفر بِرَجُل مُنَافِق أَو بعدوه وَرَأى بعض المعبرين كَأَنَّهُ أَرَادَ الظُّهُور من بَاب فَوجدَ فِيهِ خَشَبَة مصلبة تَمنعهُ من ذَلِك فاستدعى بمنشار وقطعها إِلَى أَن سَقَطت إِلَى الأَرْض فَكَانَ بَينه وَبَين رجل جليل عَدَاوَة فظفر بِهِ وَقطع دابره.
وَأما القرمة فَإِنَّهَا تؤول بِأَقْوَام منافقين فاسدين مفسدين فِي الْعُمر لَيْسَ لَهُم مأوى إِلَّا جَهَنَّم لقَوْل النَّاس لمن كَانَ مسنا وَهُوَ قَبِيح الفعال: يَا قرمة جَهَنَّم.
وَأما الألواح فَإِنَّهَا تؤول بالنسوة.
وَأما الدرباس والمتراس فَإِنَّهُمَا يؤولان بالخدام الْمُنَافِقين الَّذين يحصل الِاعْتِمَاد عَلَيْهِم وَأما يعْمل من الأخشاب من أَي نوع كَانَ فَتقدم ذكره فِي مناسبته.
وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يحمل خَشَبَة فَإِنَّهُ يتَكَلَّف بمؤونة رجل مُنَافِق وَإِن ركب عَلَيْهَا وَأما الْقصب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَن مَعَه قصبا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شَيْء بتعب قَلِيل.
وَأما المقصبة فَإِنَّهَا تؤول على أنَاس ضخامتهم على قدر ضخامتها وَأما قصب السكر فَإِنَّهُ تقدم فِي فَصله وَمحله فِي الْبَاب الرَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى فِي يَده قَصَبَة وَهُوَ متكيء عَلَيْهَا فَإِنَّهُ قد بَقِي من عمره قَلِيل وَيكون مَوته فِي فقر وَالْأَصْل فِيهِ إِن كَانَ مجوف لَا بَقَاء لَهُ وَقيل أَنه يدل على النميمة وَقيل مَا عمل من الْقصب من آلَات فَإِنَّهَا تؤول بالخدم.
وَأما البواريء وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا تؤول على أوجه.
وَمن رأى أَن لَهُ بارة من قصب فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول مَنْفَعَة بِامْرَأَة.)
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق البارية تؤول على ثَلَاثَة أوجه مَنْفَعَة قَليلَة وَطلب امْرَأَة واشتغال فِي رياسة بَيته.
وَأما السلَاسِل وَمَا يسْتَعْمل من الْقصب وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهَا تؤول بالخدم فليعتبر ذَلِك الشَّيْء.
وَمن رأى سلا مَعْمُولا من قصب وَبِه شَيْء فَيعْتَبر ذَلِك الشَّيْء إِن كَانَ مِمَّا يحب نَوعه فَذَلِك الْخَادِم يكون صَالحا يَقْصِدهُ وَإِن كَانَ نَوعه مِمَّا يكره فتعبيره ضِدّه.
وَمن رأى أَنه ادخر شَيْئا من هَذِه الْأَنْوَاع جَمِيعهَا أَو ملكهَا فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ لَيْسَ لَهُ فِي ذَلِك انكار وَلَا كره لما فِيهِ من الْمَنَافِع.
وَأما القنب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَمن رأى أَنه مُمْسك حبلا من قنب فَإِنَّهُ يؤول بطول حَيَاته وَيكون محكما فِي الدّين.
وَمن رأى أَن عَلَيْهِ شَيْئا من قنب فَإِنَّهُ يكون سالكاً طَرِيق الشَّرِيعَة.
وَقَالَ جَابر المغربي القنب يؤول بِالْكَسْبِ الْحَلَال.
(الْبَاب السَّابِع وَالسَّبْعُونَ)
(فِي رُؤْيا أَرْبَاب الصَّنَائِع مفصلا)
السكرى يؤول بِرَجُل لطيف الْكَلَام وَبيعه مَحْمُود.
والعطار يؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه صَار عطارا فَإِنَّهُ يعْمل عمل يحمده النَّاس.
وَمن رأى عطارا يَبِيع بضَاعَة فِيهَا غش فَإِنَّهُ يعد النَّاس ويخلفهم.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه صَاحب عطارا بِحَيْثُ يجالسه فِي دكانه فَإِنَّهُ يشْتَهر بَين الْحداد من رأى أَنه صَار حدادا فَإِنَّهُ ينْتَفع النَّاس مِنْهُ فِي أُمُور الدّين وَالدُّنْيَا ويشتهر اسْمه بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح.
الْحلْوانِي يؤول بِإِنْسَان حسن الْكَلَام للنَّاس يحصل من كَلَامه فَائِدَة وَشِرَاء الْحَلْوَاء استفادة مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحلْوانِي رجل بار لطيف إِذا لم يَأْخُذ عَلَيْهَا ثمنا فَإِن أَخذ عَلَيْهَا ثمنا فَإِنَّهُ مراء.
والتاجر يؤول بِرَجُل عَظِيم صَاحب خطر للنَّاس وَرُبمَا يكون التَّاجِر صَاحب هموم وبدع لِأَنَّهُ يَبِيع النَّاس مَتَاعه بِالذَّهَب.)
وَمن رأى تَاجِرًا وَهُوَ يقايض صنفا بصنف غَيره فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة وَقَالَهُ بعض المعبرين وَرُبمَا يدل التَّاجِر وَبيعه على حُصُول شَيْء حَلَال لقَوْله تَعَالَى وَأحل الله البيع وَحرم الرِّبَا.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ التَّاجِر يؤول بِرَجُل صَاحب منصب فَإِن كَانَ عَلَيْهِ زِيّ التُّجَّار وَرَأى بِيَدِهِ مِمَّا يُنَاسب ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول رياسة وَخير وَمَنْفَعَة وَرُبمَا يَأْمَن الْفقر.
وَمن رأى أَنه يَبِيع النَّاس مِمَّا هُوَ كسْوَة فَإِنَّهُ يرشدهم إِلَى الصَّوَاب مَا لم يَأْخُذ الثّمن فَإِن أَخذ دَرَاهِم فَهُوَ أنسب من الدَّنَانِير وَالدَّنَانِير تقدم أَنَّهَا غم.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا التُّجَّار أَو من يكون تَاجِرًا تؤول بِحُصُول زِينَة الدُّنْيَا.
والحائك يؤول بِرَجُل ساع ومسافر يسيح فِي الْعَالم وَمن رأى حائكا ينسج نسجا فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة مَعَ الْغَيْر.
والحلاج يؤول(1/851)
بِرَجُل شَدِيد قوي تسهل أُمُور النَّاس على يَدَيْهِ وقوسه يدل على النِّفَاق وقوس الْمَرْأَة يدل على الشجَاعَة.
والحمال يؤول بِرَجُل ذِي جاه وخطر وَمن رأى أَن حمله خَفِيف وَهُوَ ملكه فَإِنَّهُ يدل على مِقْدَار ثقله من الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَحُصُول الرَّاحَة فَإِن كَانَ ثقيلا فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة الْمعاصِي لقَوْله تَعَالَى ليحملوا أوزارهم كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة.
وَمن رأى أَنه يحمل للْغَيْر بالكراء فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْغم والهم وَإِن لم يكن بالكراء فَإِنَّهُ يدل على إحسانه للْغَيْر.
والطبيب يؤول بِرَجُل عَالم مصلح وَمن رأى أَنه يتَعَلَّم الطِّبّ فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَعَلَّم الْقُرْآن من الْمُصحف.
وَمن رأى أَن طَبِيبا يعالج مَرِيضا وَأَصْلحهُ فَإِنَّهُ يدل على أَنه يرشد أحدا من الضَّلَالَة إِلَى الْهدى.
والجاني يؤول بالهم وَالْغَم.
والبقال قَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْبَقَّال تؤول على سِتَّة أوجه الْجهد فِي الْكسْب وأشغال الدُّنْيَا وَمَنْفَعَة وَخير وغم وهم.
والقزاز يؤول بِرَجُل كثير السّفر على طول فتله وقصرها وَرُبمَا يؤول برياضة النَّفْسِيّ وتسهيل الأشغال.)
والدباغ يؤول بِرَجُل يقْضِي أشغال النَّاس بالصلاح.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الدّباغ يؤول بِرَجُل ولي يقسم الْمِيرَاث لِأَن الْجلد هُوَ الْمِيرَاث.
وَالْكَاتِب يؤول بِرَجُل ذِي مكر وحيلة وَقَالَ دانيال من رأى أَنه صَار كَاتبا للعامة وَلم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ يؤول على أَخذ أَمْوَال النَّاس بالمكر وَالْحِيلَة.
وَمن رأى أَنه صَار كَاتبا للْملك فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الْمَنَافِع من الْغَيْر.
والنجار يؤول بِرَجُل أديب يُؤَدب النَّاس وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا النجار تؤول بمؤدب مصلح ذِي تَدْبِير فِي أشغال النَّاس فِي أُمُور الدّين ومزيل النِّفَاق وَالْفساد عَن أديانهم.
وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا النجار تؤول بمعلم الصّبيان.
والدلال يؤول بِرَجُل مصلح وَمن رأى أَنه صَار دلالا فَإِنَّهُ يدل على الاصلاح وَالْهِدَايَة وَالْعَمَل الصَّالح وَالثنَاء الْحسن فِي الْخلق.
والخياط يؤول بِرَجُل يمشي بَين النَّاس فِي صَلَاح وَمن رأى كَأَنَّهُ يخيط لنَفسِهِ فَإِنَّهُ يسْعَى لنَفسِهِ فِي صَلَاح الدّين.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يخيط وَلَا يحسن الْخياطَة فَإِنَّهُ يُرِيد أَن يجمع مفرقا وَلَا يجْتَمع.
وَمن رأى أَنه يخيط ثوب امْرَأَته أَصَابَته محنة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْخياط رجل تلتئم على يَدَيْهِ أُمُور مُتَفَرِّقَة.
والرفاء يؤول بِالْخُصُومَةِ أَو التُّهْمَة وَمن رأى أَنه يرفو شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة والتهمة وَالْغَم والملامة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه رفا ثوب أمه أَو أَبِيه بعد أَن ظَهرت عورتهما فَإِنَّهُ ينسبهما إِلَى فَاحِشَة ثمَّ يعْتَذر إِلَيْهِمَا بِالْكَذِبِ وَإِن رفا ثوب نَفسه يُخَاصم بعض أَقَاربه ويصاحب من لَا خير فِيهِ.
والسقاء يؤول بالديانة فَمن رأى أَن يسقى مَاء وَكَانَ قد حفظه لأَجله فَإِنَّهُ يدل على جمع مَال لنَفسِهِ ورزقه وَمَاله يؤول على مِقْدَار صفاء المَاء ولطافته وكثرته وقلته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه صَار سقاء ويسقى النَّاس بِلَا طمع وَلَا رَغْبَة فَإِنَّهُ يدل على رغبته فِي سلوك طَرِيق الدّين.
وَمن رأى أَنه مر بِالْمَاءِ إِلَى بَيت الْغَيْر فَإِنَّهُ يدل على جمع المَال لأجل الْغَيْر وَلم يحصل لَهُ من ذَلِك)
مَنْفَعَة وَلَا خير إِلَّا مَا أكل وَيكون مَاله فِي قسْمَة الْغَيْر وَقيل السقاء الَّذِي يسْأَل النَّاس فِيمَا يستقى بِهِ فَإِنَّهُ رجل ذُو بر ونقي.
والراعي يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين راعي الْغنم يؤول بِحُصُول المَال والرزق الْحَلَال.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الرُّعَاة تؤول بِالْولَايَةِ وَإِذا رأى الْأَعرَابِي أَنه يرْعَى غنما فَإِنَّهُ يقْرَأ الْقُرْآن وَلَا يُحسنهُ وَقيل الرَّاعِي يؤول على وَجْهَيْن محافظ على الْأُمُور النافعة أَو وَال على كور.
وَمن رأى أَنه يرْعَى الْغنم وخطف ذِئْب مِنْهَا غنما وَنَفر الْبَاقِي فَإِنَّهُ يدل على خراب ذَلِك الْمَكَان بِسَبَب ملك جَائِر وتعب أَحْوَال الرّعية.
وَقَالَ دانيال من رأى أَنه يرْعَى غنما فَإِنَّهُ يدل على أَنه ينَال خيرا بعددها.
وَمن رأى أَنه يرْعَى الْخَيل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة ومرتبة وَعز.
وَمن رأى أَنه يرْعَى الْحمير فَإِنَّهُ يدل على الشّرف والاقبال.
وَمن رأى أَنه يرْعَى الْبَقر فَإِنَّهُ يدل على خصب السّنة ووفور الْخيرَات.
والقصاب يؤول بِملك الْمَوْت.
والسلاخ رجل ظَالِم كالشرطي أَو التَّاجِر الَّذِي يذهب حُقُوق النَّاس وَيمْنَع أَمْوَالهم.
والطباخ يؤول بِرَجُل حَرِيص قَالَ ابْن سِيرِين وَمن رأى أَنه يطْبخ شَيْئا طيب الرَّائِحَة والطعم نظيفا لطيفا فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَحُصُول النِّعْمَة بِقدر ذَلِك.
وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على التجبر وَفعل الْخَيْر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الطباخ تؤول بِكَلَام مَعَ من يطْلب رزقا وسببا بِسَبَب الطَّعَام.
وَقَالَ جَابر المغربي الطباخ رجل مخاصم مجادل ذُو قَالَ وَقيل.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطباخ رجل يسحب النَّاس على وُجُوههم.
وَقَالَ الْأَوَائِل إِن رُؤْيا الطباخ فِي الْمنزل تدل على سرُور وتزويج(1/852)
للأغنياء والفقراء إِلَّا فِي الْمَرِيض فَإِنَّهَا تدل على شدَّة التهاب مَرضه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الطباخ كَلَام بِلَا أصل وَلَا فَائِدَة.
والشرابي يؤول بِرَجُل نفاع.
والصقال يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين يؤول بِالْملكِ وَرُبمَا يكون وزيرا.
وَمن رأى أَنه يصقل شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْعِزّ والجاه أَو ولَايَة ان كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِن لم)
يكن فَإِنَّهُ يخْدم ملكا أَو وزيرا أَو تنتظم أَحْوَاله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الصقل يؤول على وَجْهَيْن إِذا كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يؤول للرائي بِدُخُولِهِ فِي أَمر يتَعَلَّق بِالْملكِ يحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة وَأَن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بِالْكَذِبِ والملق والبهتان.
وصانع دَار الضَّرْب يؤول على أوجه والضراب رجل مُتَكَلم مفتخر بِكَلَامِهِ.
فَمن رأى أَنه يضْرب الدَّرَاهِم فَإِنَّهُ يَتَّصِف بِتِلْكَ الصّفة.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يضْرب دَرَاهِم غير مغشوشة فَإِنَّهُ يحسن كَلَامه وَإِن لم يكن حسنا.
وَمن رأى أَنه يضْرب دَرَاهِم مغشوشة فَإِنَّهُ يدل على الْكَلَام الدون.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ضراب الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير صَاحب نميمة وغيبة ينْقل الْكَلَام وَقيل إِن الضراب رجل بار لطيف الْكَلَام إِذا لم يَأْخُذ عَلَيْهِ أُجْرَة فَإِن أَخذ عَلَيْهِ أُجْرَة فَهُوَ مراء وَقيل إِن الضراب رجل مفتعل الْكَلَام الْحسن لِأَن الدَّرَاهِم كَلَام وضربها وضع الْكَلَام.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يضْرب الدَّرَاهِم بِبَاب الامام وَكَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن رأى كَأَنَّهُ يضْرب الدَّنَانِير فَإِنَّهُ يحافظ على الصَّلَوَات وَيُؤَدِّي الامانات.
والمكاس رجل لم يخف من ربه وَلم يشفق على خلق الله تَعَالَى.
قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يَأْخُذ المكس فَإِنَّهُ يصل إِلَى النَّاس من الْمضرَّة.
والعصار رجل مَنْسُوب إِلَى الثَّنَاء الْحسن قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يعصر شَيْئا من الادهان فَإِنَّهُ يشْتَغل بشغل مُهِمّ يحصل لَهُ بذلك من الْخلق الذّكر الْجَمِيل ويشتهر اسْمه بِالْخَيرِ والاحسان.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ عصار الدّهن إِن كَانَ سمسما فَإِنَّهُ رجل ذُو رياسة وَمَال وَإِن كَانَ من جوز فَإِنَّهُ يجمع مَالا بتعب ومشقة.
والغلام يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه صَار غُلَاما فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة وَيحصل من ذَلِك الضَّرَر.
وَمن رأى أَنه استخدم غُلَاما فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِأحد بِهَذِهِ الصّفة على مقاصده.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْغُلَام يؤول بالبشارة لقَوْله تَعَالَى يَا بشرى هَذَا غُلَام.
والغواص يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه غاص فِي بَحر واستخرج مِنْهُ درا فَإِنَّهُ يدل)
على حُصُول الْعلم والمعرفة وَمَال من قبل السُّلْطَان بِمِقْدَار ذَلِك.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه غاص فِي بَحر وَلم يسْتَخْرج مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على اشْتِغَاله بتَعَلُّم الْقُرْآن وَالْعلم وَلكنه لَا يتَعَلَّم أَو يشْتَغل بِخِدْمَة ملك وَلَا يحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة.
وَمن رأى أَنه استخرج من الْبَحْر درة ثمينة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مرامه وَقَضَاء حَوَائِجه وَيقرب عِنْد ملك بِمِقْدَار قيمَة تِلْكَ الدرة وَيحصل لَهُ مَال من قبل السُّلْطَان.
وَقَالَ ابْن سِيرِين الْفراش يؤول بالخطابة فَمن رأى أَنه صَار فراشا فَإِنَّهُ يخْطب امْرَأَة لرجل.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْفراش نخاس وَهُوَ دلال الرَّقِيق وَقيل هُوَ الَّذِي يَلِي أَمْوَال النَّاس.
والعالاني يؤول كتأويل الْفراش والقصار.
وَمن رأى أَنه قصر وَلم يبيض قصره فَإِن تَوْبَته لم تكن خَالِصَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْقصار رجل يجْرِي على يَدَيْهِ فعل الْخيرَات وتكفير الذُّنُوب ويشتهر بِالْمَعْرُوفِ.
والكحال رجل يُؤثر خير دينه على دُنْيَاهُ مَا لم يَأْخُذ ثمنا فِيمَا يَبِيعهُ فَإِن أَخذ الثّمن فَإِنَّهُ مُفسد دينه ودنياه والكحال يؤول بِرَجُل صَالح.
فَمن رأى أَنه يكحل النَّاس وينتفعون بكحله فَإِنَّهُ يَدْعُو النَّاس إِلَى الصّلاح وَطَرِيق الرشاد وَإِن لم ينتفعوا بِهِ فتأويله بضده.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكحال دَاع إِلَى الْخيرَات.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الكحال يؤول بِرَجُل جَامع بَين الْأَحِبَّة يحصل للنَّاس بِهِ رَاحَة.
وَالْفَقِير السائر يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يسْأَل النَّاس الحافا فَإِنَّهُ يدل على ازدياد الْخَيْر خَاصَّة من أَبْوَاب من يعطونه شَيْئا فَإِن لم يعطوه شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على تعسير أُمُوره وخسارته.
والفلاح يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه صَار فلاحا وَهُوَ يزرع فَإِنَّهُ يسْعَى فِي الْفَلاح وَطلب وَقيل الْفَلاح يؤول بدين وَصَلَاح وَطلب كسب معيشة من وَجه حل.
وَمن رأى أَنه يحرث ويبذر فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن فعل الْخيرَات أَو مرض.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْحَرْث وَالزَّرْع إِذا تمت كل شُرُوطهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول النِّعْمَة والعز واقبال الدولة.
وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره بضده.
وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يحرث فَإِنَّهُ ينْكح لقَوْله تَعَالَى نِسَاؤُكُمْ حرث لكم الْآيَة.)
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْفَلاح يؤول على سَبْعَة أوجه طلب رزق حَلَال وَخير وَمَنْفَعَة وَمرض وَعز وجاه وَكسب معيشة حَلَال.(1/853)
والمشرف وَهُوَ الَّذِي يكون مباشرا على مَا هُوَ فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول بالغم والهم.
والمشعبذ يؤول بِالْبَاطِلِ وَالْمَكْر والافتعال وارتكاب الافعال الَّتِي لَا تحمد.
والمنادي يؤول على وَجْهَيْن إِذا نَادَى بِمَا يُنَاسب الشَّرِيعَة فَإِنَّهُ أَمر مَحْمُود وَإِذا كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
والمعلم يؤول بكبير قوم جهال فَمن رأى أَنه يعلم أحدا علما فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شرف وعلو الرُّتْبَة عِنْد النَّاس.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يعلم أحدا علما فَإِن كَانَ لائقا للْملك يصل إِلَيْهِ وَإِن لم يكن كَذَلِك فَيحصل لَهُ منزلَة علية.
والمعبر كَالْقَاضِي أَو المقريء أَو الْوَاعِظ.
والنباش يؤول على وَجْهَيْن إِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يحصل لَهُ علم وَحِكْمَة وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ النباش رجل يجمع بَين النَّاس على الْفساد.
والناسج يؤول على وَجْهَيْن إِن كَانَ من أَهله فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَإِن لم يكن فَهُوَ تَحْصِيل شَيْء.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَنه ينسج يلون من الألوان فتعبيره عَائِد على ذَلِك اللَّوْن كَمَا تقدم فِي رُؤْيا الالوان فِي أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة.
والنحاس يؤول بِصَاحِب كَلَام واشاعات.
والصيرفي يؤول بِرَجُل حَلِيم عَالم عَارِف ذِي اختبار وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه صَار صيرفيا فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يكون من أهل الْعلم ويحتار الْقُرْآن وَإِن كَانَ من أهل الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يختارها على الْآخِرَة.
والدهان يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يدهن حَائِطا أَو سقفا أَو شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يكون مغرورا بهَا ويكتسب بالحيلة وَيكون فَاسِدا فِي دينه ويشغل النَّاس بِالْبَاطِلِ وَيتْرك الدّين وَالْهدى خُصُوصا إِن كَانَ تماثيل لقَوْله تَعَالَى مَا هَذِه التماثيل الَّتِي أَنْتُم لَهَا عاكفون.)
وَقيل الدهان يؤول بِرَجُل يزين لمن خالطه أَو عَامله.
وَالْوَكِيل يؤول بِالْخَيرِ والاقبال فَمن رأى أَنه وَكيل ملك وَهُوَ قَائِم فِي أشغاله بِالْعَدْلِ والانصاف فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر والاقبال وَكَذَلِكَ إِذا رَآهُ وَكيل القَاضِي فَإِن لم يكن فِي وكَالَة القَاضِي منصفا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ.
والاسكاف يؤول على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي الاسكاف يؤول بِرَجُل قسام وسمسار بَين الْخلق.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الاسكاف رجل قسام الْمَوَارِيث.
والقواس يؤول بِصَاحِب حُرْمَة ومقدرة وَرُبمَا يكون نَافِعًا للنَّاس.
وَقَالَ الْكرْمَانِي صَنْعَة الأقواس تؤول بِفعل صادر من السُّلْطَان.
والنشاب يؤول بالرسول وَرُبمَا كَانَ مُرْسلا لرَسُول.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه صنع نشابا وأكمله فَإِنَّهُ يتَحَمَّل رِسَالَة بَين الأكابر.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ النشابي يؤول بِملك قوي يغري العساكر.
صانع السِّلَاح يؤول بِرَجُل ينفع النَّاس وَيحصل بِهِ خير وَعدل.
والحداد يؤول بِرَجُل صَاحب قيل وَقَالَ إِن كَانَ من أهل الصّلاح فَهُوَ حُصُول خير.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحداد ملك مهاب بِقدر قوته وحذاقته فِي عمله تدل على انقياد سَائِر الْمُلُوك.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْحداد يؤول بجليس السوء.
والوزان يؤول بِالْقَاضِي فَمن رأى أَنه يزن شَيْئا فنقص فَإِن قضى ذَلِك الْمَكَان يمِيل فِي أَحْكَامه وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فبضده.
والطبال رجل كَذَّاب صَاحب أَقْوَال ضخمة شَدِيدَة.
والزمار يؤول على وَجْهَيْن مِنْهُم من قَالَ أَنه نَظِيره وَمِنْهُم من قَالَ صَاحب أنغام.
والشاعر يؤول بِرَجُل لَا يُوَافق قَوْله فعله فليحذر المعامل من مثله.
والمطرب يؤول بِرَجُل مرتكب الْحَرَام.
وَالْمُغني يؤول بالحكيم الْعَالم.
والمكاري يؤول بِرَجُل صَاحب رَأْي وتدبير وَولَايَة ومصلح الاشغال والمعيشة وَرُبمَا كَانَ معلما.)
والصياد يؤول بِرَجُل يحتال فِي رزقه بالمكر والخديعة وَرُبمَا يكون كَسبه من النسْوَة لتغلبه عَلَيْهِنَّ وصياد الكواسر من الوحوش والطيور يؤول بِملك ظَالِم يقهر الظلمَة والأكابر وصياد السّمك يؤول بِطَلَب معيشة من جِهَة النسْوَة لتمكنه من السّمك.
ونساج الْحَرِير من أَي نوع كَانَ يؤول على وَجْهَيْن تَاجر مُسَافر أَو ذِي صَلَاح فِي الدُّنْيَا وَفَسَاد دينه.
وَالْقطَّان يؤول بِرَجُل مخاصم وَكلما كَانَ قوسه قَوِيا كَانَ أبلغ فِي الْخُصُومَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْقطَّان صَاحب مَال وتعب.
وصانع الْمكيل يؤول بِرَجُل منصف عَادل.
والكيال يؤول بِرَجُل وَال عَادل إِذا لم يطفف.
والتربي يؤول بِرَجُل مصلح قسام الْمِيرَاث نفاع.
والامشاطي يؤول بِرَجُل مسهل الْأُمُور ومفرج الهموم وَهُوَ مصلح نَافِع صَاحب خير وَدين.
والنخاخ مُطلقًا يؤول بِرَجُل مخاصم صَاحب شعث.
وصانع البواري يؤول بِرَجُل سفلي يَبْتَلِي بِامْرَأَة حسيبة وَيحصل لَهُ الملالة والملامة.
والحمامي يؤول بِرَجُل ذِي هم من قبل النِّسَاء وكساده أصلح.(1/854)
والحطاب يؤول بِرَجُل ذِي نميمة وشعث لَيْسَ فِي رُؤْيَته خير.
والحجام يؤول بِرَجُل كَاتب خراج أَو حِسَاب أَو صَاحب كسب وشروط.
جماع اللَّبن يؤول بِرَجُل جماع المَال نفاع.
والخياط يؤول بِرَجُل موثر دينه على دُنْيَاهُ مَا لم يَأْخُذ دَرَاهِم ودنانير.
والخراز يؤول بِرَجُل نَافِذ الْكَلَام شَدِيد القَوْل كثير الْجمال.
وَالْبناء يؤول بِرَجُل ذِي خطر ومقدرة وأياد كَثِيرَة مَا لم يَأْخُذ أُجْرَة.
والبواب يؤول بِرَجُل ذِي سُلْطَان عَظِيم يحصل للنَّاس الانتظام على يَدَيْهِ.
والبقال يؤول بِرَجُل لَا خير فِيهِ لِأَنَّهُ صَاحب هموم وأحزان.
والخلقي لَا بَأْس فِيهِ وَلَا خير فِيمَن يَشْتَرِي الخلفان مِنْهُ وَبَيْعهَا مَحْمُود.
والفاكهاني يؤول بِرَجُل يُؤثر دينه على دُنْيَاهُ كثير التَّعَب فِي رزقه.
والريحاني يؤول بِرَجُل صابر على المصائب.)
وَقَالَ الْكرْمَانِي الريحاني يؤول على وَجْهَيْن ان كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يكون قاريء الْقُرْآن يبكي النَّاس من صَوته وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ صَاحب هموم وأحزان.
والطيوري يؤول بِرَجُل صَاحب رَقِيق إِذا كَانَ يَبِيع الدَّجَاج.
والجوهري يؤول بِرَجُل ذِي دين وَعلم ونسك وَعبادَة.
والكحال يؤول بِرَجُل سيء القَوْل للنَّاس.
والسمسار يؤول بِرَجُل يَدْعُو إِلَى السخاء وَيَأْمُر النَّاس بِهِ.
وَالْحمار يؤول بِرَجُل صَاحب مَال حرَام وَكسب فَاسد.
والسائس رجل يجمع بَين النَّاس على فَسَاد.
والطحان يؤول بِرَجُل يتعب فِي رزقه وَيحصل بِهِ نتيجة للنَّاس.
والسروجي يؤول بِرَجُل كذوب مُفسد للنِّسَاء لَا خير فِيهِ والسروجي يؤول بِرَجُل صَاحب نسَاء وإصلاحه فِيهَا إِصْلَاحه لَهُنَّ.
والصباغ يؤول بِرَجُل صَاحب بهتان.
والاقباعي يؤول بِرَجُل رَئِيس.
والطرزي يؤول بِرَجُل عَالم.
والفاخوري يؤول بِرَجُل ملك جَائِر يفقر رَعيته.
والفحام كَذَلِك لِأَن الْأَشْجَار رجال وَالنَّار سُلْطَان.
والقدوري يؤول بِرَجُل طَوِيل الْعُمر لقَوْله تَعَالَى وقدور راسيات الْآيَة.
والحجار يؤول بِرَجُل يَخُوض فِي أُمُور صعبة ويسرع فِي أُمُور رجال كبار وَإِن فصل بِالْعرضِ فَإِنَّهُ يلقِي الْعَدَاوَة وَيتم بَينهم ويطعن فِي أَحَادِيثهم.
وضارب اللَّبن يؤول بِجمع المَال وَمن رأى أَنه ضرب اللَّبن وجففه وَجمعه فَإِنَّهُ يجمع مَالا.
والجصاص يؤول بِرَجُل مُنَافِق مُسْرِف على النِّفَاق.
والمفسر يؤول بِرَجُل مصلح حصل للنَّاس مِنْهُ مَنْفَعَة ونتيجة.
والمقلش يؤول بِرَجُل مُفلس فَمن رأى مقلشا وَهُنَاكَ دَلِيل على الْخَيْر وَالرِّبْح فَإِنَّهُ يروج قَلِيلا وَإِن لم يكن دَلِيل ربح فَإِنَّهُ يفلس.
وَأما أَرْبَاب الصَّنَائِع الْمُتَعَلّقَة بِخِدْمَة الْمُلُوك وَهِي أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة فقد تقدم تعبيرها فِي محلهَا فِي الْبَاب)
الْخَامِس عشر.
وَقيل من رأى أَنه ترك صَنْعَة وَتعلم صَنْعَة غَيرهَا فَإِن كَانَت أحسن مِنْهَا أَو مثلهَا فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة فِي كَسبه وَإِن كَانَت بِخِلَافِهِ فبضده وَالله أعلم.
(الْبَاب الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ)
(فِي رُؤْيا أَشْيَاء مُفْرَدَات يَأْتِي تَعْبِير كل وَاحِد مِنْهَا على حِدته)
أما القنطرة فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يجوز على القنطرة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عز وجاه ورفعة وَمَال ووصول مَقْصُوده من قبل السُّلْطَان وَقيل من رأى أَنه جَازَ على قنطرة فَإِنَّهُ يخلص مِمَّا يكره للمثل السائر بَين النَّاس: فلَان جَازَ القنطرة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق القنطرة تؤول على أَرْبَعَة أوجه شجاعة وسلطنة وَخير وَمُرَاد.
والانبوبة تؤول بالجارية.
وَقَالَ ابْن سِيرِين تؤول بِالْمَرْأَةِ.
وَحكي عَن أبي خلدَة أَنه قَالَ حضرت عِنْد مُحَمَّد بن سِيرِين وَإِذا بِرَجُل أقبل فَقَالَ لَهُ إِنِّي رَأَيْت أَنِّي أشْرب من أنبوبة وَهِي برأسين أشْرب من الْوَاحِدَة مَاء حلوا وَمن الْأُخْرَى مرا مالحا فَقَالَ لَهُ ابْن سِيرِين لَك امْرَأَة وَلها أُخْت فَأَنت تستعملها فتب وارجع إِلَى الله عز وَجل.
والقبة وَالطير يؤولان على أوجه فَمن رأى أَنه حمل على رَأسه ذَلِك وَكَانَ أَهلا للمملكة فَإِنَّهُ ينالها وَإِلَّا فَهُوَ عز ورفعة.
والحساب يؤول على أوجه نفس رُؤْيَته يؤول بِالْمَالِ وَمن رأى أَنه يُحَاسب فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بمحنة.
والصليب يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أعْطى صليبا أَو أشتراه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خلل فِي دينه وميله إِلَى الْكفْر.
والزنار يؤول على وَجْهَيْن من رأى أَنه شده على وَسطه ان كَانَ مَسْتُورا فَإِنَّهُ يؤول بِحسن الدّيانَة والصيانة أَو مضى نصف عمره.
وَقَالَهُ جَابر المغربي من رأى إِن بِيَدِهِ زنارا فَإِنَّهُ يدل على ضعف دينه وَإِن رَآهُ فِي وَسطه يمِيل إِلَى الْكفْر.(1/855)
والقش يؤول بِالْخَيرِ وَالنعْمَة وَحُصُول المُرَاد من أَي نوع كَانَ.
والبيدر يؤول بِجمع المَال بتعب ويخزنه مَعَ امْرَأَته وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أشترى بيدرا أَو)
أعْطى لَهُ فَإِنَّهُ يدل على طلب امْرَأَة متصفة بِتِلْكَ الصّفة الْمَذْكُورَة وَالْبيع وَالشِّرَاء يؤولان على أوجه مِنْهُم من كرههما وَمِنْهُم من قَالَ البيع خير من الشِّرَاء وَمِنْهُم من قَالَ بيع مَا كَانَ نَوعه مَكْرُوها فَهُوَ مَحْمُود خِلَافه ضِدّه.
وَجلد الدَّوَابّ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة على قدر مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْجلد من الْحَيَوَان والجلود تؤول على أوجه.
قَالَ دانيال جلد الْآدَمِيّ يؤول بالزينة والرياسة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين الْجلد ستر وبركة.
وَمن رأى جلده أسود أَو أَزْرَق فَإِنَّهُ يدل على الْغم والهم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي جلد جَمِيع الْحَيَوَانَات هُوَ مَال وَمَنْفَعَة وَفَائِدَة.
والبكرة تؤول بخادم الخازندار فَمَا رُؤِيَ فِي ذَلِك من زين أَو شين يؤول فِيهَا.
والظل يؤول بِالْهبةِ وَالْوَقار والرفعة وظل الْجَبَل يؤول بالرفعة والجاه من قبل السُّلْطَان وَكَذَلِكَ ظلّ الْقُصُور وظل الْجِدَار فَإِنَّهُ رفْعَة من جليل الْقدر.
وظل الشَّجَرَة رَاحَة وسهولة من قبل رجل ذِي التجاء.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه فِي مَوضِع خراب قَاعد فِي ظلّ فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله لقَوْله تَعَالَى ألم ترى إِلَى رَبك كَيفَ مد الظل الْآيَة.
وظل الصيوان يؤول لمن جلس فِيهِ بِحُصُول مَنْفَعَة من ملك.
وبحار الرَّأْس يؤول بالهم وَالْغَم وَالْخُصُومَة وَالصَّيْد يؤول على أوجه أما صيد مَا يحل من جَمِيع الْحَيَوَان مُطلقًا سَوَاء كَانَ بريا أَو بحريا فَإِنَّهُ مَال حَلَال وغنيمة وَمَا لَا يحل مَال حرَام وَبَقِيَّة الْكَلَام فِي الصَّيْد والصياد والأنواع الَّتِي تصاد تقدم تَعْبِير كل شَيْء على حِدته فِي مَحَله وفصله.
والشبكة تؤول على أوجه مكيدة وَحُصُول أَمر مِنْهُ مكسب حَلَال وعزل ومكر وخديعة وَقبض على لصوص.
والصحبة تؤول على أوجه فَمن رأى أَنه صَاحب أحدا من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ جَابر المغربي مصاحبة الْمُلُوك تؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة وَحُصُول الْفَوَائِد مِنْهُم.
وَمن رأى أَنه صَاحب مُشْركًا فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله متابا.)
وَمن رأى أَنه صَاحب عجوزا فَإِنَّهُ يدل على مَرضه وميله إِلَى الدُّنْيَا.
وَالْكَسْر يؤول على وَجْهَيْن قَالَ ابْن سِيرِين وَمن رأى شَيْئا كسر من أَي نوع كَانَ يعرفهُ دلّ على حُصُول خسارة وَإِن لم يعرفهُ فتأويله عَائِد إِلَيْهِ.
وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا كسر مَا هُوَ مَكْرُوه أَو مَا هُوَ من آلَات الملاهي فَهُوَ مَحْمُود.
والعاج يؤول على أوجه مَال من قبل السُّلْطَان فَمن رأى أَن مَعَه عاجاً فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من قبل السُّلْطَان بِمِقْدَار ذَلِك.
وَمن رأى أَن مَعَه صندوقا من عاج فَإِنَّهُ يدل على طلب امْرَأَة من أَقَاربه أَو مِمَّن يتَقرَّب إِلَى السُّلْطَان.
وَمن رأى أَن لَهُ دَوَاة من عاج أَو أعطَاهُ إِيَّاهَا أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول جَارِيَة من سُلْطَان وَكلما كَانَ العاج أَبيض كَانَ مَاله أَزِيد وَأكْثر.
وَالْعَارِية تؤول على وَجْهَيْن فَإِذا أعَار الْإِنْسَان شَيْئا لمن يُحِبهُ فَإِنَّهُ يدل على ثُبُوت محبته وَإِن والعاشق يؤول بِرَجُل حَرِيص على الْخَيْر وَالصَّلَاح إِذا كَانَ من أَهله وَإِن لم يكن من أَهله فبالشر وَالْفساد.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى عَاشِقًا وصل من معشوقه إِلَى مَقْصُوده فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه عاشق صُورَة حَسَنَة وَنِيَّته حميدة فَهُوَ مَحْمُود وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه عشق وصبر على ذَلِك خوفًا من الله تَعَالَى أَو قدر عَلَيْهِ وعف عَنهُ يَمُوت شَهِيدا لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: من مَاتَ عَاشِقًا مَاتَ شَهِيدا.
والعرق يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أصَاب عرقا من غَيره فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا.
وَمن رأى أَنه خرج مِنْهُ عرق فَإِنَّهُ يؤول على الخسارة وَقيل رُؤْيا عرق مَا يُؤْكَل مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل مَال حرَام.
وَمن رأى حَيَوَانا عرق فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن تَعب ومشقة وَمَال وَمَنْفَعَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعرق الطّيب الرَّائِحَة لَا بَأْس بِهِ والكريه الرَّائِحَة ضِدّه.
وَمن رأى أَن ضَعِيفا عرق فَإِنَّهُ ينَال الشفا وَرُبمَا يَمُوت وَبَقِيَّة الْكَلَام فِي الْعرق تقدم فِي مناسبته)
والعزل يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه عزل وَكَانَ صَاحب منصب فَإِنَّهُ يدل على الثَّبَات لَهُ وَقيل من رأى شَيخا عزل فَهُوَ مَحْمُود وَإِن كَانَ شَابًّا فبضده والعزل لمن يَلِيق بِالْولَايَةِ يدل على نيلها.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه عزل وَكَانَ ملكا فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن فَسَاد فِي دينه ونقصان فِي مَنْزِلَته.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه عزل عَن منصبه فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح وَهُوَ سالك فِي منصبه الطَّرِيق الحميد فَلَيْسَ بمحمود وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره(1/856)
ضِدّه.
والعسس يؤول على أوجه من رأى أَنه يعس مَعَ شرطي فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه.
وَمن رأى أَن عسسا أمْسكهُ وَحصل مِنْهُ مشقة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة من قبل الْمُلُوك.
وَالْعقل يؤول على أوجه فَمن رأى إِن عقله مُصَور وَهُوَ يحدث وَيَقُول أَنا عقلك وَيعلم أَنه عقله فَإِن كَانَ الرَّائِي من أولى النَّهْي فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته ولد الْملك وَيحصل مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى الْعقل بِهَذِهِ الْهَيْئَة فَإِنَّهُ يدل على الْعِزّ والشرف والمرتبة والجاه.
وَقَالَ دانيال رُؤْيا الْعقل تؤول بالدولة والنصرة.
وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الْعقل وَالروح تؤول بِالْأَبِ وَالأُم سَوَاء كَانَا حاضرين أَو غائبين فَمن رأى شَيْئا مِنْهُمَا فَإِنَّهُ يرى أحد أَبَوَيْهِ.
وَحكي أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله رَأَيْت اللَّيْلَة روحي وعقلي مُجْتَمعين على صُورَة آدميين فجَاء إِلَيّ وشربا معي الْخمر كَمَا كُنَّا نَفْعل فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: الْعقل يؤول بقسمة الدُّنْيَا وَالروح تؤول بقسمة الْآخِرَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعقل وَالروح يؤولان على سِتَّة أوجه بخت ودولة وَأب وَأم وَمَال وَشرف.
والعلامة تؤول بِحُصُول الْولَايَة وَظُهُور الأشغال الصعاب وقهر الأعادي إِذا كَانَت الْعَلامَة جَيِّدَة وَإِذا لم تكن فبخلافه.
وَقَالَ جَابر المغربي الجيدة تتَعَلَّق بالديانة وتدل على الاقبال والسعادة الأخروية وَبَقِيَّة الْكَلَام تقدم فِيمَا يُنَاسِبه فِي الْبَاب السَّابِع وَالْخمسين.)
والهودج يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه فِي هودج فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة.
وَمن رأى أَنه نزل من الهودج فبخلافه.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه قعد فِي هودج بِوَاسِطَة بعض الأكابر فَإِنَّهُ يدل على الِاتِّصَال بِرَجُل وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى على بَابه هودجا أَو فِي دَاره وَكَانَ عِنْده مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت وَكَذَلِكَ المحار.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الهودج يؤول بِامْرَأَة وَكَذَلِكَ رُؤْيا المحارة من هَذَا النَّوْع.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الهودج تؤول على سَبْعَة أوجه علو قدر وَعز ومرتبة ورياسة ورفعة وَولَايَة واتصال بالأكابر.
والغارة تؤول بالهم وَالْغَم.
قَالَ ابْن سِيرِين وَمن رأى أَن مَاله نهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم بِقدر تِلْكَ الْغَارة.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن عَسْكَر الْإِسْلَام قد نهب دَار الْكَفَرَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة لأهل دَار الْكفْر.
وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْغَارة تؤول على سَبْعَة أوجه خُصُومَة وجدال وَنقص وخسارة وهم وغم وَرخّص السّعر إِذا كَانَت غنيمَة.
وَالْغَائِب يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى غَائِبا قدم عَلَيْهِ من السّفر فَإِنَّهُ يدل على وُصُول خبر سَار من ذَلِك الْغَائِب وَرُبمَا يدل على وُصُول الْغَائِب سَرِيعا.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن غَائِبا أقبل من السّفر فَإِنَّهُ يدل على تيسير أُمُوره وأشغاله.
وَمن رأى غَائِبا مَسْرُورا منشرح الصَّدْر قد أقبل بِمَال ونعمة فَإِنَّهُ يدل على الْفتُوح وَحُصُول الْخيرَات.
وَمن رأى غَائِبا عبوسا ومفلسا قد أقبل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْهم وَالْغَم.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث من رأى أَن غائبه أقبل من السّفر فَإِنَّهُ يدل على قدومه إِلَيْهِ سَرِيعا وَمن رأى غَائِبا أقبل عُريَانا مَاشِيا فَإِنَّهُ يدل على قطعه من الطَّرِيق وَيَأْتِي وَهُوَ مُفلس.
وَالْغنيمَة تؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين إِذا كَانَت من مَال الْكفَّار فتؤول بِحُصُول الْخَيْر وَإِن كَانَت من مَال أهل الْإِسْلَام فبضده.)
وَمن رأى عَسْكَر الْإِسْلَام أَتَى بغنيمة كَثِيرَة من دَار الْكفْر فَإِنَّهُ يدل على الرُّخص ووفور الْخيرَات بدار الْإِسْلَام.
وَمن رأى أَن الْكفَّار غزوا دَار الْإِسْلَام فتعبيره ضِدّه.
والتفاؤل على وَجْهَيْن قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه تفاءل وَكَانَ فاله جيدا فَإِنَّهُ يدل على الظفر بالأعداء وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الفال يؤول على ثَلَاثَة أوجه حُصُول ظفر والوصول إِلَى المرام وَقَضَاء وَالدّين يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن عَلَيْهِ دينا ووفاه فَإِنَّهُ يدل على الْحَج وَإِن كَانَ قد وعد يُوفى وعده وَإِن فَاتَت صلَاته فَإِنَّهُ يَقْضِيهَا.
والفرج يؤول على أوجه من رأى أَن لَهُ فرجا كفرج النِّسَاء فَإِنَّهُ يدل على المذلة والتحير للرائي.
وَمن رأى أَن أحدا يجامعه فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء حَوَائِجه مِنْهُ والتحكم فِي الْأُمُور يؤول على أوجه.
قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن أحدا يتحكم فِي أَمر يُريدهُ فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَإِذا كَانَ بِخِلَافِهِ لَا يضرّهُ.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِكَسْر الْخبز فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يغر إخوانه.
وَمن رأى أَن(1/857)
أحدا يَأْمُرهُ باحضار أكل فَإِنَّهُ يؤول بَحثه على الِاجْتِهَاد فِيمَا هُوَ بصدده.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِبيع الْقَمْح فَإِنَّهُ يؤول بَحثه على الِاجْتِهَاد فِي تَحْصِيل رزق حَلَال.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بشد وَسطه فَإِنَّهُ يحثه على قِيَامه فِي أشغاله بِمَا يحصل لَهُ بِهِ الْفَائِدَة.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بالتوقف فَإِنَّهُ يؤول بالظفر على أعدائه.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِأَن يصطلي بالنَّار فَإِنَّهُ يؤول بَحثه على حفظه مَاله.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ باطفاء السراج فَإِنَّهُ يحثه على خزن مَاله.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِأَن يزرع بزرا فَإِنَّهُ يدل على حثه على إصْلَاح معيشته من النَّار.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بالاغتسال فَإِنَّهُ يؤول بِالتَّوْبَةِ.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِمَا ذكر مفصلا فَهُوَ كأمره لَهُ والمعنيان فِي ذَلِك سَوَاء.
وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْأَوَامِر من الشَّاب لَا يَنْبَغِي الِالْتِفَات إِلَيْهَا وَلَا الِاعْتِمَاد عَلَيْهَا وَالْأَمر من الشَّيْخ غير مَحْمُود وَتعْتَبر من ذَلِك وَقيل من رأى أَنه يَأْمر وَينْهى فَإِن كَانَ مُوَافق الشَّرِيعَة فَهُوَ)
مَحْمُود وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فَهُوَ بضده.
وَمن رأى أَن أحدا يَأْمُرهُ بِمَا هُوَ صَلَاح لَهُ فَهُوَ خير وبركة.
وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
والنمو يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين النمو فِي الشَّيْء إِذا كَانَ فِيهِ مصلحَة فَإِنَّهُ يدل على الصّلاح وَحُصُول الْخَيْر وَإِن لم يكن فِيهِ مصلحَة فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ الْكرْمَانِي النمو فِي الْجَسَد إِذا لم يكن ضَرَرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال وَالنعْمَة لصَاحبه.
والقبة من أَي نوع كَانَ تؤول على سَبْعَة أوجه امْرَأَة ومرتبة وَشرف وَخير ونعمة وَعز وجاه.
وَالْقِسْمَة تؤول على أوجه وَمن رأى أَنه يقسم شَيْئا بَين جمَاعَة بِالْحَقِّ فَإِنَّهُ يدل على مُرَاعَاة الانصاف وتجنبه عَن الْميل وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَمن رأى أَنه يقسم مَالا لأجل فَسَاد فَإِنَّهُ يؤول بِالْفَسَادِ.
وَمن رأى أَنه يقسم مَالا للأجانب الغرباء فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد حَاله وتضييع أشغاله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يقسم شَيْئا بِلَا رضَا صَاحبه فَإِن تَأْوِيله عَن الْخَيْر وَالشَّر يؤول إِلَيْهِ والعض على الشَّيْء فِيهِ وَجْهَان إِذا كَانَ على نَحْو حَبل مِمَّا لَيْسَ فِيهِ نتيجة فَلَيْسَ بمحمود وَإِذا كَانَ مِمَّا يحصل نتيجة فَلَا بَأْس بِهِ.
والعض على أوجه فَمن رأى أَنه عض أحدا بمحبة ومودة فَإِنَّهُ يدل على ازدياد محبته فِي قلبه وَإِن عضه بِالْغَضَبِ والحقد فَإِنَّهُ يدل على خطر يَنَالهُ فِي مهماته وأشغاله بِسَبَب عضه.
وَمن رأى أَن رجلا مَعْرُوفا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة من عَدو وخسارة وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة.
وَمن رأى أَن فرسا عضه فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان فِي شرفه.
وَمن رأى أَن جملا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة من رجل جليل الْقدر.
وَمن رأى أَن حمارا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خلل فِي عزه.
وَمن رأى أَن بغلا عضه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مشقة فِي سَفَره.
وَمن رأى أَن شَيْئا من الْحَيَوَان عضه سَوَاء كَانَ بحريا أَو بريا أَو طيرا فَلَيْسَ بمحمود.
والضياع يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على خمول ذكره فِي ذَلِك الْمَكَان لِأَن الضائع لَا يعرفهُ أحد.)
وَمن رأى أَن عِيَاله قد ضَاعُوا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول غم وهم بِسَبَب الضائع.
وَمن رأى أَن شَيْئا ضَاعَ مِنْهُ إِن كَانَ ذَلِك الشَّيْء مَحْمُودًا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة بِمِقْدَار قيمَة ذَلِك الشَّيْء وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه.
والعجلة تؤول على أوجه وَمن رأى أَنه ركب عجلة وَهِي تسير بِهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشّرف والرفعة.
وَمن رأى أَن لَهُ عجلة وَهُوَ لم يقْعد عَلَيْهَا فَإِن الْمَرَض والتعب يكون أسهل وأخف.
وَمن رأى أَن ملكا أعْطى لَهُ عجلة فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا بِقدر كبرها.
وَمن رأى أَنه يتبع عجلة فَإِنَّهُ يتبع صَاحب سُلْطَان.
وَمن رأى أَنه على عجلة عَلَيْهَا أثقال وَهِي لَا تسير بِهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وحزن.
واهتزاز الْأَشْيَاء يؤول على أوجه وَمن رأى أَن السَّمَاء تهتز فَإِنَّهُ يدل على الْفساد وَالظُّلم والفتنة فِي ذَلِك الْمَكَان.
وَمن رأى أَن الشَّمْس أَو الْقَمَر تهتز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول آفَة ومشقة لملك ذَلِك الْمَكَان.
وَمن رأى أَن الأَرْض تهتز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الآفة لأهل ذَلِك الْمَكَان بِقدر اهتزاز الأَرْض.
وَمن رأى أَن الْجَبَل يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْبلَاء وَالْمَشَقَّة لملك ذَلِك الْمَكَان بِقدر اهتزاز الْجَبَل.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن الْعَرْش يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد عُلَمَاء ذَلِك الْمَكَان وَقلة أمانتهم.
وَمن رأى أَن اللَّوْح أَو الْقَلَم يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد الْكتاب وَأهل الْقَلَم.
وَمن رأى أَن السَّمَوَات السَّبع تهتز فَإِنَّهُ يدل على نزُول عَذَاب وَغَضب من الله تَعَالَى على أهل ذَلِك الْمَكَان(1/858)
بِسَبَب معصيتهم.
وَمن رأى أَن الشَّمْس وَالْقَمَر وَجَمِيع الْكَوَاكِب تهتز فَإِنَّهُ يدل على خُصُومَة مُلُوك ذَلِك الْمَكَان ومحاربتهم ومقاتلتهم وَسَفك الدِّمَاء الْكَثِيرَة.
وَمن رأى أَن قصر الْملك أَو دَاره يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع أهل ذَلِك الْمَكَان فِي المحنة.
وَمن رأى مَسْجِد الْجَامِع يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد الْعلمَاء ومعصيتهم.
وَمن رأى بَيته يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الآفة والمحنة لأَهله.)
وَمن رأى أَن جسده يَهْتَز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْفساد فِي دينه وَفِي الْجُمْلَة إِذا رأى شَيْئا من والمرهم يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يلطخ مرهما على عُضْو مَرِيض أَو يضع المرهم على جرحه فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالصَّلَاح وَالصِّحَّة وَأكل المرهم يدل على أكل المَال الْحَرَام أَو الْحزن والمضرة.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن المرهم يزِيد فِي جسده فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة النِّعْمَة وَالْمَال.
وَمن رأى أَن المرهم يَأْكُل لَحْمه من جسده فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان المَال وَالنعْمَة.
وَالسكر من أَي نوع كَانَ يؤول على أوجه فَمن رأى سَكرَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام وَيكون مقصرا فِي صلواته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه سَكرَان بِغَيْر سكر فَإِنَّهُ يدل على الْخَوْف والفزع الشَّديد ونقصان المَال وَأما كل نوع مِمَّا يسكر بِهِ إِذا اسْتَعْملهُ الْإِنْسَان فقد تقدم تَعْبِيره مَعَ نَوعه.
الْمشرق يؤول بِملك من تِلْكَ الْجِهَات فَمن رأى صَوبه مَا يزين أَو يشين فَهُوَ يؤول فِي ذَلِك.
وَمن رأى أَنه بالمشرق وَهُوَ نير وَالْمَكَان مَحْمُود فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه.
الْمغرب يعبر بضد مَا عبر فِي الْمشرق.
والكنز يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه وجد كنزا فَإِنَّهُ يمرض أَو يكوى أَو يحصل فِي قلبه مَا يؤلمه مثل الكي.
وَمن رأى أَنه وجد كنزا فِي مَكَان خراب فَإِنَّهُ يدل على هَلَاكه بِمَرَض أَو يطول مَرضه وَإِن كَانَ وجده بمَكَان معمور فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشِّفَاء.
الْقصر يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه دخل قصرا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول النِّعْمَة وَالْمَال خُصُوصا إِذا كَانَ الْقصر مَبْنِيا من لبن وطوب وَأَن كَانَ من جص وَحجر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَال وَالْفساد فِي الدّين وَحُصُول الْغم من جِهَة الْملك.
وَمن رأى أَن قصره اشتعل بالنَّار فَإِن الْملك يَأْخُذ مَاله.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْقصر يؤول على عشرَة أوجه نعْمَة وَمَال وَولَايَة ومرتبة ورياسة وَشرف وسلطنة وَحُصُول مُرَاد وَفَرح وسرور بِقدر علوه وَحسنه.
المعصرة تؤول على أوجه وَمن رأى معصرة يعصر بهَا مَا يكون نَوعه مَحْمُودًا فِي علم التَّعْبِير فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ملك فَإِن كَانَت المعصرة من خشب يكون الْملك ظَالِما وَإِن كَانَت من لبن يكون عادلا)
وَإِن كَانَت من جص فَإِنَّهُ يكون مهابا فَإِن لم يعصر فِيهَا شَيْئا لم ينل من الْملك مَنْفَعَة.
الخركاة تؤول بِامْرَأَة فَمن رأى أَنه قَاعد فِي خركاة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَيحصل لَهُ خير من مَتَاع الدُّنْيَا خُصُوصا إِذا كَانَت ملكه أَو يعرف مَالِكهَا وَإِن لم يعرف صَاحبهَا والخركاة إِن كَانَت خضراء أَو بَيْضَاء فَإِنَّهَا تدل على الْخَيْر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى خركاة مَجْهُولَة لَوْنهَا أَخْضَر وَهُوَ قَاعد فِيهَا فَإِنَّهُ يدل على مَوته شَهِيدا وَإِن كَانَت مَعْرُوفَة أَو كَانَت ملكه فَإِنَّهُ يدل على ديانته وتقواه وَإِن كَانَت بَيْضَاء فَإِنَّهُ يدل على المَال وَالْمَنْفَعَة وَإِن كَانَت حَمْرَاء فَإِنَّهُ يشْتَغل باللهو وشهوة الدُّنْيَا وَإِن كَانَت زرقاء فَإِنَّهُ يدل على الْحزن والمصيبة وَإِن كَانَت سَوْدَاء فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمَنْفَعَة القليلة خُصُوصا إِذا كَانَت ملكه وَإِن لم تكن ملكه فتأويلها رَاجع إِلَى صَاحبهَا من الْخَيْر وَالشَّر.
والناقوس يؤول بِرَجُل مُنَافِق كَذَّاب لَا يكون فِيهِ خير قطّ.
وَمن رأى أَنه يضْرب ناقوسا فَإِنَّهُ يصاحب رجلا منافقا كذابا وَإِن رأى أَنه يضْرب الناقوس فِي الْمَسْجِد فَإِنَّهُ يدل على محبته الْكفَّار وميله إِلَى مَذْهَبهم.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ضرب الناقوس يؤول على ثَلَاثَة أوجه كَلَام كذب ونفاق ومحبة الْكفْر.
والجديد والعتيق فِي جَمِيع الْأَشْيَاء يؤولان على وَجْهَيْن كل مَا كَانَ نَوعه جَدِيدا وَهُوَ مَحْمُود فَإِذا عتق صَار بضده وكل مَا كَانَ عتيقا وَهُوَ مَحْمُود فَإِن رَآهُ جَدِيدا يكون بضده.
وَفعل الْخَيْر من كل شَيْء يؤول بالعز وَالْقُوَّة والدولة والسعادة فِي الدّين وَالدُّنْيَا بِقدر مَا فعل من الْخَيْر وَيكون نجاة من عَذَاب الْآخِرَة.
والهباء يؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين الهباء يؤول بِالْبَاطِلِ من الْكَلَام وَالْفِعْل الَّذِي لَا يكون فِيهِ وَقَالَ جَابر المغربي من رأى هباء فِي الْهَوَاء إِن كَانَ أَحْمَر فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة والفتنة وَسَفك الدَّم فِي ذَلِك الْمَكَان وَإِن كَانَ أصفر يدل على الْمَرَض وَإِن كَانَ أسود يدل على الْحزن والمصيبة وَإِن كَانَ أَبيض يكون مَا ذكر أقل وأسهل.(1/859)
وَالْمطلب يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه حفر مَكَانا فَوجدَ فِيهِ مطلباً من ذهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْولَايَة بمقداره وَإِن كَانَ مصلحا يرزقه الله تَعَالَى الْعلم وَالْحكمَة وَإِن كَانَ صَاحب حِرْفَة فَإِنَّهُ يجمع المَال من كَسبه.
وَإِن وجد مطلباً من فضَّة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج من الأكابر امْرَأَة ذَات جمال وَمَال وَحسن وَنسب وَرُبمَا)
تَلد ولدا مُبَارَكًا.
وَإِن كَانَ مطلباً من نُحَاس أصفر فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع الصُّحْبَة بَينه وَبَين رجل كَبِير سيء الْفِعْل وَإِن كَانَ الْمطلب من حَدِيد فَإِنَّهُ يصاحب رجلا كَبِيرا ذَا قُوَّة وَكَلَام نَافِذ وَيحصل لَهُ مَال وَمَنْفَعَة كَثِيرَة.
وَإِن كَانَ مطلباً من زبرجد فَإِنَّهُ يكون صَاحب دولة أَو يحصل لَهُ مَنْفَعَة من قبل الْملك.
وَإِن كَانَ مطلباً من فيروزج فَإِنَّهُ يدل على الظفر والدولة وَحُصُول المُرَاد وقهر الْأَعْدَاء.
وَإِن كَانَ مطلباً من عقيق فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من ملك أَو رجل كَبِير وَإِن كَانَ مطلباً وَإِن كَانَ مطلباً من لَعَلَّ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الجاه والشرف والمنزلة وَيحصل لَهُ من ملك مَال ونعمة.
وَإِن كَانَ مطلباً من زمرد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الظفر وَحُصُول المُرَاد.
وَإِن كَانَ مطلباً من زئبق فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال ونعمة من رجل حسن الْمُعَامَلَة.
وَإِن كَانَ مطلباً من نوشادر أَو بورق فَإِنَّهُ يدل على الْحزن والخسارة.
وَإِن كَانَ مطلباً من نفط فَإِنَّهُ يفتضح بَين النَّاس وَيحصل لَهُ من النَّاس ملامة.
وَإِن كَانَ مطلباً من ملح فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة من رجل جليل الْقدر.
وَإِن كَانَ مطلباً من كحل أَو زاج أَو شَيْء يكون لَونه أسمر فَإِنَّهُ يدل على الْغم والمضرة وَإِن كَانَ الزاج أَبيض فَإِنَّهُ يدل على الْمَنْفَعَة.
وَإِن كَانَ مطلباً من مغناطيس فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته بِرَجُل قوي طماع.
والمبارزة تؤول على أوجه فَمن رأى أَنه صَار مبارزا وَكَانَ ملكا فَإِنَّهُ يدل على قُوَّة فِي ملكه وثباته وَإِن كَانَ الرَّائِي عَالما فَإِنَّهُ ينْفَرد بالمعرفة وَإِن كَانَ تَاجِرًا يحصل لَهُ من تِجَارَته مَال كثير وَإِن كَانَ فَقِيرا فَإِنَّهُ يَتَّسِع عَلَيْهِ الرزق.
والعش من رأى شَيْء كَانَ لأي صنف كَانَ من الطُّيُور فَإِنَّهُ يؤول على أوجه.
قَالَ ابْن سِيرِين من رأى طيرا عمر عشا فِي دَاره أَو منزله فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير بِمِقْدَار قيمَة ذَلِك الطير.
وَمن رأى أَنه خرب عش طير أَو رَمَاه فَإِنَّهُ يعْمل أمرا مَكْرُوها.
وَمن رأى أَن عش طير كَأَنَّهُ قد وَقع ثمَّ أَخذه وَوَضعه مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يعْمل شَيْئا يحصل مِنْهُ أجر)
وثواب.
وَمن رأى أَنه قعد فِي عش طير كَبِير فَإِنَّهُ يستظل بِرَجُل جليل الْقدر وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة.
والسرج يؤول على أوجه إِذا كَانَ على ظهر الْفرس فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين فَإِنَّهُ عَائِد على صَاحبه.
وَمن رأى أَنه اشْترى سرجا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة أَو يخْطب امْرَأَة ذَات مَال كثير وَيحصل لَهُ مِنْهَا مَال من جِهَة الْمِيرَاث.
وَمن رأى أَن سَرْجه انْكَسَرَ فَإِنَّهُ امْرَأَته تَمُوت.
وَمن رأى أَن سَرْجه قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته ويفارقها.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى سَرْجه مكللا بالجواهر فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال بِسَبَب الْمَرْأَة وَإِن كَانَ السرج مزينا بِالذَّهَب أَو الْفضة فَإِن امْرَأَته تكون معجبة متكبرة ضَعِيفَة فِي طَرِيق الدّين وَإِن كَانَ السرج خَالِيا عَن الزِّينَة فَإِن امْرَأَته تكون صَالِحَة ذَات ديانَة وَأَمَانَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السرج يدل على امْرَأَة عفيفة حَسَنَة غنية وَقيل ركُوب السرج إِصَابَة مَال وَقيل إِصَابَة ولَايَة وَقيل هُوَ استفادة دَابَّة وَمن رأى أَنه ركب سرجا نصر فِي كل أُمُوره.
واللجام يؤول على أوجه فَمن رأى أَن لجام فرسه انْقَطع أَو ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان شرفه وجاهه.
وَمن رأى على رَأسه لجاما كالخيول فَإِنَّهُ يدل على التَّوْبَة وَالصَّوْم وتجنبه عَن الْكَلَام الْبَاطِل كَمَا قَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ كرم الله وَجهه من كَانَ خَائفًا فلجامه فِي فَمه.
وَقَالَ جَابر المغربي اللجام على رَأس الْمُلُوك مَحْمُود لِأَنَّهُ يكون مُطيعًا لمَوْلَاهُ وَقيل رُؤْيا اللجام تؤول بالأدب لمن يكون فِي فَمه وَمن أصلحه فَإِنَّهُ يُؤَدب غَيره.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللجام يؤول على سِتَّة أوجه شرف وجاه وَصَوْم وسكوت وأدب ووقار فِي الْأُمُور.
وَضرب الكرة يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه يضْرب الكرة وَكَانَ ملكا فَإِنَّهُ يظفر بأعدائه وَإِن كَانَ عاميا فَإِنَّهُ يُخَاصم مَعَ أحد وَالْغَالِب يظفر وَرُبمَا يناظر غَيره وَيسمع كلَاما فَاحِشا.
وَقَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد الفرعوني الكرة تؤول بالكورة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت شخصا أَعْطَانِي كرتين)
فتوليت نِيَابَة كورتين وَهِي الكرك والشوبك.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكرة إِذا كَانَت من أَدِيم تؤول بِرَجُل رَئِيس أَو عَالم وَقيل اللّعب الكرة مخاصمة لِأَن من لعب بهَا كلما أَخذهَا ضرب بهَا الأَرْض.
والصولجان قد تقدم تَعْبِيره لمناسبة ذكره فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْخمسين.
والبرذعة تؤول على أوجه مِنْهُم من قَالَ امْرَأَة وَمِنْهُم من قَالَ غير(1/860)
ذَلِك.
وَمن رأى أَنه ركب على برذعة فَإِنَّهُ يَتُوب من ذنُوبه بعد طول تنعمه فِيهَا.
وَمن رأى على ظَهره برذعة فَإِنَّهُ يُطِيع امْرَأَته.
وَمن رأى أَنه ابْتَاعَ برذعة فَإِنَّهُ يبْتَاع جَارِيَة.
والقتب خَادِم حمول نفاع فمهما رأى فِيهِ من زين وشين يؤول فِي ذَلِك الْخَادِم.
والحقب يؤول بِالسنةِ فَمن رأى حقبا جَدِيدا وثيقا فَإِنَّهُ يؤول بِسنة مباركة خصبة.
وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَكَثْرَة الأحقاب محمودة.
وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا يؤول الحقب لمن ناله أَن يعمر ثَمَانِينَ سنة لقَوْل بعض الْمُفَسّرين فِي قَوْله تَعَالَى لابثين فِيهَا أحقابا الحقب ثَمَانُون سنة وَقيل سَبْعُونَ سنة.
والحزام يؤول بالخادم ونفاذ الْأَمر.
والركاب يؤول بالخادم وَرُبمَا كَانَ عزا لما تقدم أَنه من رأى نقصا فِي آلَات سَرْجه فَإِنَّهُ نقص فِي عزه.
والمهماز نَظِير ذَلِك فِي التَّأْوِيل وَرُبمَا كَانَ أَشد مِنْهُ.
والبروج الاثنا عشر تَعْبِير كواكبها تقدم فِي الْبَاب الثَّالِث والآن نذْكر نفس البروج.
قَالَ ابْن سِيرِين من رأى برج الْحمل فَإِنَّهُ تقضي حَاجته من رجل محتشم.
وَمن رأى برج الثور فَإِنَّهُ يَقع لَهُ شغل بِرَجُل جَاهِل فتقضي حَاجته بعد بطء.
وَمن رأى برج الجوزاء فَإِن لَهُ صَحبه بِرَجُل عَالم عَارِف فصيح كَاتب وتقضي حَاجته.
وَمن رأى برج الْأسد فَإِنَّهُ يَقع لَهُ أَمر بِملك أَو رجل جليل الْقدر وتقضي حَاجته ويعلو قدره.
وَمن رأى برج السنبلة فَإِنَّهُ يَقع لَهُ أَمر بِرَجُل فلاح أَو رجل بِلَا وَفَاء وَلَا يحصل لَهُ مَقْصُوده.
وَمن رأى برج الْمِيزَان فَإِنَّهُ يصطحب بعالم أَو قضا وتقضي حَاجته.
وَمن رأى برج الْعَقْرَب فَإِنَّهُ يَقع لَهُ أَمر بعدو أَو مَعَ امْرَأَة سَيِّئَة الفعال وَلَا تقضي حَاجته ويغتم.)
وَمن رأى برج الْقوس فَإِنَّهُ يَقع لَهُ أَمر بِرَجُل كَبِير غاز وتقضي حَاجته.
وَمن رأى برج الجدي فَإِنَّهُ ينَال الْعِزّ والدولة وتقضي حَاجته وَيُحِبهُ النَّاس.
وَمن رأى برج الدَّلْو فَإِنَّهُ يَقع لَهُ صُحْبَة بِرَجُل متوسط الْحَال لَا غَنِي وَلَا فَقير وتقضي حَاجته وَيُحِبهُ النَّاس.
وَمن رأى برج الْحُوت فَإِنَّهُ يدل على صحبته بِرَجُل سديد الرَّأْي مُشفق قَلِيل الْكَلَام وتقضي حَاجته.
وَأما الاستقصات وَهِي الدَّوَائِر الْأَرْبَع التُّرَاب وَالْمَاء والهواء وَالنَّار فَمن رأى النَّوْع الأول وَهُوَ التُّرَاب فَإِنَّهُ يؤول بِأَن السَّوْدَاء غالبة عَلَيْهِ فليدبر نَفسه ذَلِك.
وَمن رأى النَّوْع الثَّانِي وَهُوَ المَاء فَإِنَّهُ يؤول بِأَن البلغم غَالب عَلَيْهِ.
وَمن رأى النَّوْع الثَّالِث وَهُوَ الْهَوَاء فَإِنَّهُ يؤول بِأَن الدَّم غَالب عَلَيْهِ.
وَمن رأى النَّوْع الرَّابِع وَهُوَ النَّار فَإِنَّهُ يؤول بِأَن الصَّفْرَاء غالبة عَلَيْهِ وَقيل إِذا رأى الْإِنْسَان فِي غَالب مَنَامه ألوان السوَاد من جَمِيع الْأَشْيَاء فَإِن السوَاد تكون غالبة عَلَيْهِ وَإِذا رأى ألوان الْبيَاض فَإِن البلغم يكون غَالِبا عَلَيْهِ وَإِذا رأى ألوان الْأَحْمَر فَإِن الدَّم يكون غَالِبا عَلَيْهِ وَإِذا رأى ألوان الْأَصْفَر فَإِن الصَّفْرَاء تكون غالبة عَلَيْهِ وَالله أعلم.
(الْبَاب التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ)
(فِي رُؤْيا ابليس وَالشَّيَاطِين وَالْجِنّ والكهنة والسحرة)
أما إِبْلِيس اللعين.
فَقَالَ دانيال رُؤْيا ابليس تؤول بِرَجُل عَدو لَيْسَ لَهُ دين كَذَّاب ضال بِلَا حَيَاء عجول فِي الشرآيس من الْخيرَات وَيعلم النَّاس كل الشَّرّ وَهُوَ الْفساد والقبح ذُو حراءة.
وَمن رأى إِبْلِيس ينصحه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة فِي مَاله وَجَسَده.
وَمن رأى إِبْلِيس أمسك يَده وَقَالَ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بذنب عَظِيم ثمَّ ينجو بعد ذَلِك بنصيحة أحد.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من أطَاع إِبْلِيس بهواه فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بِالنَّفسِ.
وَمن رأى إِبْلِيس أعطَاهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام فَإِن كَانَ ذَلِك الشَّيْء دونا فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد الدّين.
وَمن رأى أَنه أَرَادَ أَن يضْرب إِبْلِيس بِالسَّيْفِ ليهلكه ثمَّ هرب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عدل وَولَايَة)
وإنصاف.
وَمن رأى أَنه قَتله فَإِنَّهُ يقهر نَفسه ويسلك طَرِيق الصّلاح.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَن إِبْلِيس مَسّه وَهُوَ مشتغل بِذكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يؤول بِأَن لَهُ أَعدَاء كَثِيرَة يُرِيدُونَ هَلَاكه فَلَا ينالون مِنْهُ مرَادا لقَوْله تَعَالَى إِن الَّذين اتَّقوا إِذا مسهم طائف من وَمن رأى أَنه يعادي إِبْلِيس أَو يحاربه فَإِنَّهُ يدل على صِحَة دينه.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس خَوفه فَإِنَّهُ يدل على إخلاصه فِي دينه.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس فَرح مسرور فَإِنَّهُ يشْتَغل بالشهوات.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس نزع لِبَاسه فَإِنَّهُ يعْزل عَن منصبه.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس يتخبطه فَإِنَّهُ يَأْكُل الرِّبَا.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس يغمزه فَإِنَّهُ يدل على أَن(1/861)
رجلا يقذف امْرَأَته ويغويها.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس يعذبه بِنَوْع من الْأَنْوَاع فَإِنَّهُ فرج من همه بعد حُصُول شدَّة لقَوْله تَعَالَى أَنِّي مسني الشَّيْطَان بِنصب وَعَذَاب وَقيل إِن إِبْلِيس يؤول بالسلطان الجائر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن إِبْلِيس ابتلعه أَو دخل فِي فَمه فَإِن كَانَ مُسَافِرًا فِي الْبَحْر فَإِنَّهُ يغرق وَإِن كَانَ نَاوِيا ذَلِك فَالْوَاجِب إِقَامَته عَنهُ مُدَّة.
وَأما الشَّيَاطِين فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الشَّيَاطِين تؤول برؤيا عَدو أَو جاسوس لاستراقه السّمع.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى كَأَنَّهُ قتل الشَّيْطَان نَالَ نصْرَة وصيتا حسنا.
وَمن رأى أَنه شَيْطَان فَإِنَّهُ يكون قد ارْتكب إِثْمًا أَو أفتري كذبا.
وَمن رأى أَنه يُنَاجِي شَيْطَانا فَإِنَّهُ يشاور أعداءه ويظاهرهم فِي قهر أهل الصّلاح فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ذَلِك لقَوْله تَعَالَى إِنَّمَا النَّجْوَى من الشَّيْطَان ليحزن الَّذين آمنُوا وَلَيْسَ بضارهم شَيْئا إِلَّا بِإِذن الله.
وَمن رأى أَنه ملك الشَّيَاطِين وانقادوا لَهُ فَإِنَّهُ ينَال رياسة وهيبة.
وَالْجِنّ تؤول بعدو كَبِير مكار ضار.
وَمن رأى أَن الْجِنّ توسوس فِي صَدره فَإِنَّهُ يدل على اجْتِهَاده بِعبَادة الله تَعَالَى واشتغاله بالطاعات ليظفر على عدوه لقَوْله تَعَالَى من شَرّ الوسواس الخناس الْآيَة.)
وَمن رأى أَن جنيا خطف ثَوْبه فَإِن كَانَ عَاملا يعْزل وَإِن كَانَ فلاحا يُصِيبهُ أَذَى لقَوْله تَعَالَى ينْزع عَنْهُمَا لباسهما الْآيَة.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى خَلفه جنيا فَإِنَّهُ يدل على ظفر الأعادي بِهِ.
وَمن رأى أَنه قَادر على الْجِنّ مسلط عَلَيْهِم وهم مطيعون لَهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشّرف ومرتبة السلطنة.
وَمن رأى أَنه قيد جنيا فَإِنَّهُ يظفر على الْعَدو.
وَمن رأى أَنه صَار أَسِيرًا فِي أَيدي الْجِنّ فَإِنَّهُ يدل على فضائحه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الْجِنّ تؤول على ثَلَاثَة أوجه خسران وهوان وَخَوف شَدِيد.
وَمن رأى أَنه يعلم الْجِنّ الْقُرْآن فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الرياسة.
وَمن رأى جنيا دخل دَاره فَإِن اللُّصُوص يدْخلُونَهَا وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْجِنّ على رُؤْيا أنَاس أَصْحَاب احتيال فِي أُمُور الدُّنْيَا وغرورها.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْجِنّ تؤول على ثَمَانِيَة أوجه رُؤْيَة الْأَعْدَاء وَفَسَاد الدّين وشهوات وَهوى نفس واشتغال وإهمال الْعِبَادَة وَالطَّاعَة وَبعد عَن أهل الدّين وَالصَّلَاح ويميل إِلَى أكل الْحَرَام. وَالْجُنُون تقدم تَعْبِيره فِي مَحَله فِي فَصله فِي الْبَاب الْعشْرين.
والكهنة تؤول على أوجه فَمن رأى كَاهِنًا وَهُوَ المنجم فيؤول بِرَجُل قريب من الْمُلُوك.
وَمن رأى أَنه صَار منجما فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ملك بِالْكَذِبِ والزور والبهتان وَقيل رُؤْيا المنجم تؤول بِرَجُل كَذَّاب لَا يشْكر نعم الله عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يتَكَلَّم بِكَلَام الكهنة والخطاطين وَنَحْوهم أَو يكلمهم بِكَلَام يُنَاسب ذَلِك فَإِن تَأْوِيله أباطيل وغرور وتصديق ذَلِك فِي الْمَنَام واليقظة جهل.
والسحرة تؤول بالْكلَام الْبَاطِل وَالْكذب والفتنة وَفعل قَبِيح وشغل ذميم بِلَا أصل وَلَا فرع وَهُوَ عَدو ظَالِم غدار ضال مكار.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه مسحور أَو يسحر فَإِن السحر يؤول بالفتنة والكيد فَإِن كَانَ السَّاحر جنيا فَهُوَ أقوى وأبلغ.
وَمن رأى أَنه يسحر وَلَا يُحَقّق سحره فَإِنَّهُ يقْصد أَن يكيد أحدا فَلَا يقدر عَلَيْهِ.
وَمن رأى أَنه سحر أحدا وَأفَاد مَعَه السحر فبخلافه.)
وَمن رأى سحرة مُجْتَمعين فِي مَكَان قَاصِدين فعل أَمر فَإِنَّهُم أَعدَاء فليحذرهم.
وَمن رأى ساحرا فعل شَيْئا يشْكر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يرتكب فَسَادًا ويذم على فعله وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فضده وَقيل من رأى أَن سحر أحدا لمحبة فَإِنَّهُ يحتوي على عقله وَيكون تمكنه من ذَلِك بِقدر احتوائه عَلَيْهِ وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فضده.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه صَار ساحرا فَإِنَّهُ لَا يفلح أبدا لقَوْله تَعَالَى وَلَا يفلح السَّاحر حَيْثُ أَتَى وَالله أعلم.
(الْبَاب الثَّمَانُونَ)
(فِي رُؤْيا نَوَادِر يَسْتَعِين بهَا الْإِنْسَان على التَّعْبِير)
نادرة روى إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من رَآنِي فقد رَآنِي حَقًا أَخْبرنِي من هُوَ مَقْبُول الرِّوَايَة إِن حَاكما رأى النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالصَّلَاة فِي الْمَنَام وَهُوَ عُرْيَان قَالَ فغطيته بسجادة كَانَت لي فَلَمَّا أَصبَحت أتيت مُسْتَبْشِرًا إِلَى بعض المعبرين(1/862)
فقصصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ أَنْت تحكم بِغَيْر الْحق لِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حق ورؤيته حق وتغطيتك إِيَّاه تَغْطِيَة الْحق قَالَ فَسمع بِهَذِهِ الرُّؤْيَا وتعبيرها قَاضِي الْقُضَاة بِتِلْكَ الْمَدِينَة فَعَزله عَن الحكم.
نادرة روى عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَرَانِي اللَّيْلَة عِنْد الْكَعْبَة فَرَأَيْت رجلا آدم كأحسن مَا أَنْت رَاء من الرِّجَال لَهُ لمة كأحسن مَا أَنْت رَاء من اللمم قد رجلهَا تقطر مَاء مُتكئا على رجلَيْنِ أَو على عواتق رجلَيْنِ يطوف بِالْبَيْتِ فَسَأَلت من هَذَا فَقيل الْمَسِيح بن مَرْيَم إِذا أَنا بِرَجُل جعد قطط أَعور الْعين الْيُمْنَى كَأَنَّهُ عنبة طافية فَسَأَلت من هَذَا فَقيل الْمَسِيح الدَّجَّال.
نادرة قَالَ أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدْخل على أم حرَام وَكَانَت تَحت عبَادَة بن الصَّامِت فَدخل عَلَيْهَا يَوْمًا فأطعمته وَجعلت تفلي رَأسه فَنَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك قَالَت: فَقلت مَا يضحكك يَا رَسُول الله قَالَ: نَاس من أمتِي عرضوا على غزَاة فِي سَبِيل الله يركبون ثبج هَذَا الْبَحْر ملوكا على الأسرة. أَو قَالَ مثل الْمُلُوك على الأسرة قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَدَعَا لَهَا ثمَّ وضع رَأسه فَنَامَ ثمَّ اسيقظ وَهُوَ يضْحك فَقلت مَا يضحكك يَا رَسُول الله فَقَالَ كَمَا قَالَ فِي الأولى قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم قَالَ أَنْت من الْأَوَّلين فركبت الْبَحْر فِي)
زمن مُعَاوِيَة فصرعت عَن دابتها حِين خرجت عَن الْبَحْر فَهَلَكت رَضِي الله عَنْهَا.
نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: بَيْنَمَا أَنا نَائِم أتيت بقدح لبن فَشَرِبت مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لأرى الرّيّ يجْرِي من أظافري ثمَّ أَعْطَيْت فَضله عمر. قَالَ فَمَا أولتها يَا رَسُول الله قَالَ: الْعلم.
نادرة قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت النَّاس يعرضون عَليّ وَعَلَيْهِم قمص مِنْهَا مَا يبلغ الثدي وَمِنْهَا مَا يبلغ دون ذَلِك وَعرض على عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ قَمِيص يجره. قَالُوا فَمَا أولته قَالَ: الدّين.
نادرة قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أريتك قبل أَن أتزوجك مرَّتَيْنِ رَأَيْت الْملك يحملك فِي سَرقَة من حَرِير فَقلت لَهُ اكشف فكشف فَإِذا هِيَ أَنْت فَقلت إِن يَك هَذَا من عِنْد الله يمضه ثمَّ رَأَيْته يحملك فِي سَرقَة من حَرِير فَقلت اكشف فكشف فَإِذا هِيَ أَنْت فَقلت إِن يَك هَذَا من عِنْد الله يمضه. وَفِي مَعْنَاهُ قَالَ بَعضهم فِي مدحها رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا من جملَة أَبْيَات: نادرة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَينا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي فِي الْجنَّة فَإِذا امْرَأَة تتوضأ إِلَى جَانب قصر فَقلت لمن هَذَا الْقصر قَالُوا لعمر فَذكرت غيرته فوليت مُدبرا فَبكى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ثمَّ قَالَ أعليك أغار يَا رَسُول الله.
نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كنت غُلَاما شَابًّا عزبا فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكنت أَبيت فِي الْمَسْجِد وَكَانَ من رأى مناماً قصه على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت اللَّهُمَّ إِن كَانَ لي عنْدك خير فأرني مناما يعبره لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنمت فَرَأَيْت ملكَيْنِ أتياني فَانْطَلقَا بِي فلقيهما ملك آخر فَقَالَ لي لن تراع إِنَّك رجل صَالح فَانْطَلقَا بِي إِلَى النَّار فَإِذا هِيَ مطوية كطي الْبِئْر وَإِذا فِيهَا نَاس قد عرفت بَعضهم فأخذا بِي ذَات الْيَمين فَلَمَّا أَصبَحت ذكرت ذَلِك لحفصة فقصتها على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن عبد الله رجل صَالح لَو كَانَ يكثر الصَّلَاة من اللَّيْل. فَكَانَ عبد الله رَضِي الله عَنهُ بعد ذَلِك يكثر الصَّلَاة من اللَّيْل.
نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَدِينَة مناما وَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة سَوْدَاء ثائرة الرَّأْس خرجت من الْمَدِينَة حَتَّى نزلت بمهيعة فَأَوَّلتهَا أَن وباء الْمَدِينَة)
نقل إِلَى مهيعة وَهِي الْجحْفَة.
نادرة أَخْبرنِي رجل من الثِّقَات قَالَ دخلت بَيت الْمُقَدّس فِي بعض السنين وَكَانَ لَهُ طاعون عَظِيم فأجتمعت(1/863)
على الشَّيْخ أبي بكر الْحلَبِي القاطن بالطيلونية الْمَعْرُوفَة بِالْقربِ من بَاب حطة وَكنت قَرَأت عَلَيْهِ الحَدِيث قَدِيما فَقَرَأت مَعَه ورده من الْقُرْآن بعد صَلَاة الظّهْر على عَادَته فَلَمَّا فرغ دَعَا بِهَذِهِ الْكَلِمَات ثَلَاث مَرَّات وَمَعَهُ جمَاعَة من تلامذته فَسَأَلته عَنْهَا فَقَالَ مأثورة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أَمر بعض الْجَمَاعَة أَن يكتبوها لي فكتبوها وصححوها عَلَيْهِ وَهِي هَذِه اللَّهُمَّ سكن هَيْبَة عَظِيمَة قهرمان الجبروت باللطيفة النَّازِلَة الْوَارِدَة من فيضان الملكوت حَتَّى نتشبث بأذيال لطفك وكرمك ونعتصم بك من إِنْزَال قهرك يَا ذَا الْقُوَّة الْكَامِلَة وَالْقُدْرَة الشاملة يَا الله يَا ألله يَا ألله الله أكبر الله أكبر الله أكبر عز جَارك وَجل ثناؤك وَلَا إِلَه غَيْرك اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الطعْن والطاعون والفجأة وَسُوء المنقلب فِي النَّفس والأهل وَالْمَال وَالْولد الله أكبر الله أكبر الله أكبر عدد ذنوبنا حَتَّى تغْفر اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد صَاحب الْحَوْض والكوثر الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللَّهُمَّ كَمَا شفعت فِينَا نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأمهلنا وأعمرنا وَأَعْمر بِنَا مَنَازلنَا وَلَا تُهْلِكنَا بذنوبنا وسيئاتنا وارحمنا بِرَحْمَتك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم ثمَّ سَأَلته عَن طَرِيق سَنَده إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَخْبرنِي بعض الْمَشَايِخ عَن رجل من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح كَانَ فِي بَلْدَة وَكَانَ يرى كل حِين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَنزل فِي تِلْكَ الْبَلَد طاعون كثير حَتَّى مَاتَ أَكثر أَهلهَا فأجتمع إِلَيْهِ بعض أَخْبَارهَا وسألوه أَنه إِذا رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عَادَته فِي الْمَنَام يسْأَله الشَّفَاعَة فيهم فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاملاه من فِيهِ هَذَا الدُّعَاء وَأمره أَن يَدْعُو بِهِ ويعلمه النَّاس ليدعو بِهِ فِي رفع الطَّاعُون قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف أَن أنساه أَو أختل فِي شَيْء مِنْهُ قَالَ فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا كَانَ مَعَه وَقَالَ: اكتبه لَهُ فِي كَفه. فَاسْتَيْقَظت فَوَجَدته فِي كفي مَكْتُوبًا على صيغته كَمَا أملانيه قَالَ مُؤَلفه فَسَأَلت من أَخْبرنِي بِهَذَا هَل أذن لَك الشَّيْخ أَبُو بكر أَن تروي عَنهُ هَذَا بِهَذَا السَّنَد قَالَ نعم.
نادرة قَالَ أَبُو الْقَاسِم بن الْعَلَاء الشَّاعِر رَأَيْت فِي الْمَنَام بعد موت الصاحب أبي الْقَاسِم بن عباد قَائِلا يَقُول لم لَا ترثي الصاحب مَعَ فضلك وشعرك فَقلت ألجمتني كَثْرَة محاسنه فَلم أدر بِمَ أبدأ)
مِنْهَا وَخفت أَن أقصر وَقد ظن بِي الِاسْتِيفَاء لَهَا فَقَالَ أجز مَا أقوله قلت قل فَأَنْشد.
ثوى الْجُود وَالْكَافِي مَعًا فِي حفيرة فأجبته: ليأنس كل مِنْهُمَا بأَخيه هما ضجعا حيين ثمَّ تعانقا فأجبته: ضجيعين فِي اللَّحْد بِبَاب كريه فَقَالَ: إِذا ارتحل الثاوون عَن مستقرهم فأجبته: أَقَامَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فِيهِ نادرة كَانَ بَعضهم شِيعِيًّا فَلَمَّا قرب أَجله أوصى ليدفن عِنْد رجْلي مُوسَى بن جَعْفَر الرِّضَا وَأوصى أَن يكْتب على قَبره وكلبهم باسط ذِرَاعَيْهِ بالوصيد فَرَآهُ بعض أَصْحَابه فِي الْمَنَام فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَأَنْشد شعرًا:
(أفسد سوء مذهبي ... فِي الشيع حسن مذهبي)
(لم يوص مولَايَ على ... سوئي لأَصْحَاب النَّبِي)
نادرة روى أَن رجلا كَانَ يَدْعُو لرابعة العدوية رَضِي الله عَنْهَا فرآها فِي الْمَنَام تَقول لَهُ هداياك تَأْتِينَا على أطباق من نور مخمرة بمناديل من نور.
نادرة قَالَ الشَّيْخ نصر الله مشارة الصِّنَاعَة وَكَانَ من ثِقَات أهل السّنة رَأَيْت فِي الْمَنَام عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه فَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تفتحون مَكَّة فتقولون من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن ثمَّ يتم على ولدك الْحُسَيْن يَوْم الطف ماتم فَقَالَ لي أما سَمِعت أَبْيَات ابْن الصيفي فِي هَذَا فَقلت لَا فَقَالَ لتسمعها مِنْهُ فَاسْتَيْقَظت فبادرت إِلَى دَار ابْن الصيفي فَخرج إِلَيّ فَذكرت لَهُ الرُّؤْيَا فشهق وأجهش بالبكاء وَحلف بِاللَّه إِن كَانَت خرجت من فمي أَو خطي لأحد وَإِن كَانَت نظمت إِلَّا فِي لَيْلَتي هَذِه ثمَّ أَنْشدني:
(ملكنا فَكَانَ الْعَفو منا سجية ... فَلَمَّا ملكتم سَالَ بِالدَّمِ أبطح)
)
(وحللتم قتل الْأُسَارَى وطالما ... غدونا على الأسرى فنعفو ونصفح)
(وحسبكم هَذَا التَّفَاوُت بَيْننَا ... وكل إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ ينضح)(1/864)
نادرة قَالَ أَبُو الْقَاسِم المغربي رَأَيْت فِي الْمَنَام عبد الرَّحِيم ابْن نباتة الْخَطِيب فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ دفع لي ورقة فِيهَا سطران بالأحمر وهما شعر:
(قد كَانَ أَمن لَك من قبل إِذا ... وَالْيَوْم أدخلتك فِي أماني)
(والصفح لَا يحسن عَن محسن ... وَإِنَّمَا يحسن عَن جاني)
نادرة روى أَن رجلا حج وفاتته زِيَارَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَضَاقَ صَدره لذَلِك فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِذا فاتتك الزِّيَارَة فزر قبر عبد الله بن أَحْمد طَبَاطَبَا. وَكَانَ صَاحب الرُّؤْيَا من أهل مصر رَحمَه الله.
وروى عَنهُ أَيْضا أَعنِي ابْن طَبَاطَبَا أَن رجلا زار قَبره وَكَانَ يحسن إِلَيْهِ قبل مَوته فَأَنْشد عِنْد قَبره:
(وخلفت الهموم على أنَاس ... وَكَانُوا بعيشك فِي كفاف)
فَرَآهُ فِي الْمَنَام فَقَالَ قد سَمِعت مَا قلت وحيل بيني وَبَين الْجَواب والمكافأة وَلَكِن سر إِلَى مَسْجِدي وصل رَكْعَتَيْنِ وادع يستجب لَك.
نادرة قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ رَأَيْت فِي الْمَنَام بشرا الحافي كَأَنَّهُ خَارج من مَسْجِد الرصافة وَفِي كمه شَيْء يَتَحَرَّك فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وأكرمني فَقلت فَمَا هَذَا الَّذِي فِي كمك قَالَ قدم علينا البارحة روح أَحْمد بن حَنْبَل فنثر عَلَيْهَا الدّرّ والياقوت فَهَذَا الَّذِي مِمَّا التقطت قلت فَمَا فعل بِيَحْيَى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل قَالَ تركتهما وَقد زارا رب الْعَالمين وَوضعت لَهما الموائد قلت فَلم لَا تَأْكُل مَعَهُمَا قَالَ قد عرف هوان الطَّعَام عَليّ فأباحني النّظر إِلَى وَجهه.
نادرة روى أَن أم جرير بن الخطفي رَأَتْ فِي الْمَنَام وَهِي حَامِل بجرير كَأَنَّهَا ولدت حبلا من شعر أسود فَلَمَّا سقط مِنْهَا جعل يَقع فِي عنق رجل فيخنقه ثمَّ يَقع فِي عنق آخر فيخنقه حَتَّى خنق رجَالًا كَثِيرَة فانتبهت مرعوبة فقصت الرُّؤْيَا على بعض المعبرين فَقَالَ تلدين غُلَاما شَاعِرًا ذَا شَرّ وَشدَّة وشكيمة وبلاء على النَّاس فَلَمَّا وَضعته سمته جرير باسم الْحَبل الَّذِي رَأَتْهُ قد خرج مِنْهَا والجرير فِي اللُّغَة هُوَ الْحَبل.
نادرة قَالَ عبد الله بن مَالك الْخُزَاعِيّ كنت شرطيا عِنْد هرون الرشيد فَأَتَانِي رَسُوله لَيْلًا فِي)
وَقت لم يأتني فِيهِ قطّ فانتزعني من فِرَاشِي وَمَنَعَنِي من تغير ثِيَابِي فراعني ذَلِك فَلَمَّا صرت إِلَى الدَّار أذن لي فِي الدُّخُول فَدخلت فَوَجَدته قَاعِدا فلي فرَاشه فَسلمت عَلَيْهِ سَاعَة فطار عَقْلِي وتضاعف الْجزع عَليّ ثمَّ قَالَ يَا عبد الله أَتَدْرِي لم طلبتك فِي هَذَا الْوَقْت قلت لَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ رَأَيْت قَالَ رَأَيْت السَّاعَة فِي مَنَامِي كَأَن عبدا حَبَشِيًّا قد أَتَانِي وَمَعَهُ حَرْبَة فَقَالَ إِن خليت عَن مُوسَى بن جَعْفَر السَّاعَة وَإِلَّا نحرتك بِهَذِهِ الحربة فَاذْهَبْ فَخَل عَنهُ فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أطلق مُوسَى بن جَعْفَر وعاودته ثَلَاث مَرَّات حَتَّى قَالَ امْضِ السَّاعَة حَتَّى تطلقه وأعطه ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَقل لَهُ إِن أَحْبَبْت الْمقَام قبلنَا وَلَك عندنَا مَا تحب وَإِن أَحْبَبْت السّير إِلَى الْمَدِينَة فالاذن فِي ذَلِك لَك قَالَ مَالك فَجئْت إِلَى الْحَبْس وأخرجته وأعطيته مَا أَمر بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقلت لَهُ قد رَأَيْت فِي أَمرك عجبا قَالَ فَإِنِّي أخْبرك إِنِّي كنت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا مُوسَى حبست مَظْلُوما فَقل هَذِه الْكَلِمَات فَإنَّك لَا تبيت هَذِه اللَّيْلَة فِي الْحَبْس فَقلت بِأبي وَأمي مَا أَقُول فَقَالَ قل يَا سامع كل صَوت وَيَا سَابق الْفَوْت وَيَا كاسي الْعِظَام لَحْمًا ومنشزها بعد الْمَوْت أَسأَلك بأسمائك الْحسنى وبأسمك الْأَعْظَم الْأَكْبَر المخزون الْمكنون الَّذِي لم يطلع عَلَيْهِ أحد من المخلوقين يَا حَلِيمًا ذَا اناة ارْحَمْ من لَا يقوى على اناة يَا ذَا الْمَعْرُوف الَّذِي لَا يَنْقَطِع أبدا وَلَا يحصي عددا فرج عني فَكَانَ كَمَا رَأَيْت.
نادرة روى أَن المستنجد رأى فِي مَنَامه فِي حَيَاة وَالِده المقتفي كَأَن ملكا نزل من السَّمَاء فَكتب فِي كَفه أَربع خا آتٍ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ أحضر معبرا فَقص عَلَيْهِ مَا رأى فَقَالَ تلِي الْخلَافَة فِي سنّ خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة مضى مِنْهَا خَمْسَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام.
نادرة روى إِن ثَلَاثَة نفر خَرجُوا إِلَى السّفر فَنَامَ أحدهم فَرَأى شَيْئا خرج من أَنفه مثل الْمِصْبَاح فَدخل غارا فَرَأى بِهِ مَا رأى ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَنفه فَاسْتَيْقَظَ يمسح وَجهه فَقَالَ رَأَيْت فِي هَذَا الْغَار كنزا فدخلوه فوجدوا بَقِيَّة كنز كَانَ فِيهِ فَأَخَذُوهَا.(1/865)
نادرة روى أَن رجلا اشْترى أَرضًا فَرَأى ابْن أَخِيه يمشي فِيهَا ويطأ على رُؤُوس الْحَيَّات فَأتى معبرا وقص رُؤْيَاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك لَا تغرس فِي تِلْكَ الأَرْض شَيْئا إِلَّا يصير حَيا.
نادرة روى أَن رجلا نَام وَكَانَ بجانبه رَفِيق مستيقظ فَأتى بِلَبن فِي اناء فَوَضعه وحز رَأس بطيخ وَوضع السكين على إِنَاء اللَّبن منتظرا استيقاظ رَفِيقه فَرَأى شَيْئا خرج من أنف رَفِيقه كالذبابة وَلم يتَحَقَّق مَا هِيَ فَمشى على تِلْكَ السكين ثمَّ عَاد إِلَى أَنفه فَاسْتَيْقَظَ وَقَالَ رَأَيْت عجبا كأنني)
على جسر مَضْرُوب من حَدِيد فِي وسط بَحر من لبن فتعجب رَفِيقه وعرفه عَمَّا رَآهُ خرج من نَفسه وَعَاد إِلَيْهِ.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت فِي أذن امْرَأَتي حَلقَة نصفهَا ذهب وَنِصْفهَا فضَّة فَقَالَ لَعَلَّك طَلقتهَا طَلْقَتَيْنِ وَبقيت على وَاحِدَة فَقَالَ نعم هِيَ كَذَلِك.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كأنني على حمَار وَلَا يزَال يلقيني فِي مَاء وطين ثمَّ رَأَيْت جَارِيَة اسْمهَا عقبَة فأردقتها خَلْفي فَقَالَ تعقب ذُرِّيَّة.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ إِنَّنِي أَشك فِي امْرَأَتي بِسَبَب رجلَيْنِ وَقد رَأَيْت اللَّيْلَة كلبين يقتتلان على فرجهَا ثمَّ عضاها فجرحاها فَنظر ابْن سِيرِين إِلَى وَجهه فَرَآهُ مَرْعُوبًا متغيرا فَقَالَ أجز على تَعْبِير رُؤْيَاك وَلَا ترعك فَإِن امْرَأَتك لم يجد مَا تنتف بِهِ فاستعملت مقرضا فجرحها وأثره الْآن عَلَيْهَا فَتوجه الرجل مسرعا ولمسها فَوَجَدَهَا كَمَا قَالَ فَسَأَلَ مِنْهَا عَن ذَلِك فَأَخْبَرته بِالْأَمر على صفته.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى معبر فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت أَنِّي قد بِعْت برا بشعير فَقَالَ إِنَّك استبدلت الْقُرْآن بالشعر.
نادرة قَالَ الشَّيْخ يُوسُف الكربوني رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ بثغر الاسكندرية نَائِب وَله خَمْسَة أَوْلَاد يمتحون وَهُوَ ممتحن بهم حَتَّى لَا يعدل عِنْده شَيْء فِي الدُّنْيَا حبهم فَنَامَ لَيْلَة فَرَأى كَأَن أَصَابِعه الْخمس قطعت فَحصل عِنْده وَجل عَظِيم فَاسْتَيْقَظَ مَرْعُوبًا وَخَافَ على أَوْلَاده قَالَ الشَّيْخ فَأرْسل خَلْفي وقص رُؤْيَاهُ عَليّ فَعلمت مَا فِي نَفسه وَقلت لَهُ لَيْسَ الْأَمر كَمَا تَخَيَّلت وَإِنَّمَا أحتاج مِنْك على هَذِه الرُّؤْيَا جَائِزَة فَقَالَ نعم فَقلت لَهُ الْأَصَابِع الْخَمْسَة هِيَ الصَّلَوَات الْخمس فَإنَّك لست بمواظب عَلَيْهَا فَقَالَ صدقت فَقلت اسْتغْفر الله وَتب إِلَيْهِ ولازم صلواتك.
نادرة روى أَن ملكا من الْمُلُوك كَانَ لَهُ أَوْلَاد وَكَانَ لَهُم فَقِيه من أهل الْخَيْر يعلمهُمْ الْقُرْآن ويؤدبهم فَمَاتَ فَخرج أَوْلَاده يَوْمًا إِلَى التربة بِسَبَب الزِّيَارَة فجسلوا عِنْد قَبره فتحدثوا بِشَيْء من أُمُور الدُّنْيَا واجتاز بهم بَائِع تين فاشتروا مِنْهُ وأكلوا وَجعلُوا يرْمونَ قشور التِّين عِنْد الْقَبْر ثمَّ رجعُوا إِلَى منزلهم فَرَأى والدهم تِلْكَ اللَّيْلَة فِي الْمَنَام الْفَقِيه فَقَالَ لَهُ قل لأولادك يقطعوا زيارتي فَإِنَّهُم آذوني بقشر التِّين وتحدثوا عِنْد قَبْرِي بِكَلَام يشبه الْكفْر فَلَمَّا أصبح سَأَلَ أَوْلَاده هَل زرتم الْفَقِيه وأكلتم عِنْده تين ورميتم القشور عِنْد قَبره وتحدثتم بشي من الدُّنْيَا قَالُوا نعم مَا كَانَ مَعنا أحد فَمن)
أخْبرك بِهَذَا فَقَالَ الشَّيْخ وقص عَلَيْهِم الرُّؤْيَا فتباكوا جَمِيعًا وَقَالُوا سُبْحَانَ الله مَا زَالَ يؤدبنا ويعلمنا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
نادرة روى أَن سُفْيَان الثَّوْريّ رَضِي الله عَنهُ رئى فِي الْمَنَام وَهُوَ يطير من شَجَرَة إِلَى شَجَرَة فَقَالَ الرَّائِي مَا فعل الله بك فَأَنْشد:
(نظرت إِلَى رَبِّي عيَانًا فَقَالَ لي ... هَنِيئًا رضائي عَنْك يَا ابْن سعيد)
(لقد كنت قواما إِذا اللَّيْل قد سجا ... بعبرة مشتاق وقلب عميد)
(فدونك فاختر أَي قصر تريده ... وزرني فوصلي مِنْك عير بعيد)
نادرة روى أَن امْرَأَة بِمَكَّة قَرَأت الْقُرْآن ثمَّ نَامَتْ فرأت كَأَن وصائف بأيديهن وعليهن معصفرات فَقَالَت سُبْحَانَ الله لم هَؤُلَاءِ حول الْكَعْبَة فَقيل لَهَا أما علمت أَن اللَّيْلَة عرس عبد الْعَزِيز أبي دَاوُد فَاسْتَيْقَظت فَسمِعت غاغة فَإِذا بِعَبْد الْعَزِيز قد مَاتَ.
نادرة روى أَنه كَانَ بِمَدِينَة ملك يُسمى يُوسُف وَكَانَ فِي لحيته ثَلَاث شَعرَات بيض وَكَانَ لَهُ نَائِب يُسمى يُوسُف أَيْضا بِجِهَة من الْجِهَات فَأخْبر أَن النَّائِب قد شَاب فِي لحيته ثَلَاث شَعرَات بيض كالملك فَنَامَ الْملك تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأى النَّائِب الْمَذْكُور قد حضر وَجلسَ بمرتبة الْملك وَالْملك وَاقِف بَين يَدَيْهِ فانتبه مَرْعُوبًا وَلم يُقَصَّص رُؤْيَاهُ على أحد واستدعى بالنائب الْمَذْكُور ليأمر بقتْله فَلَمَّا تمثل بَين يَدَيْهِ وَأَرَادَ ان يَأْمر الجلاد بقتْله استدعى بجليس لَهُ ذوق وَمَعْرِفَة وَيَدعِي علم(1/866)
التَّعْبِير فَعرفهُ عَمَّا رَآهُ وَعَما قَصده فِي النَّائِب الْمَذْكُور فِي تِلْكَ السَّاعَة فَقَالَ لَهُ حفظ مَوْلَانَا الْملك من الاسواء وحاشاه من قتل نفس من غير جريمة وتعبير مَا رَآهُ الْملك قد ظهر على صيغته قَالَ كَيفَ ذَلِك فَقَالَ أما رَآهُ الْملك من جُلُوس النَّائِب الْمَذْكُور على مرتبته الشَّرِيفَة فَهُوَ جُلُوس الْملك بِعَيْنِه لِأَنَّهُ سميه ومشابهه فِي المشيب وَأما وقُوف الْملك بَين يَدَيْهِ فَهُوَ وقُوف النَّائِب فِي هَذِه الْحَالة الَّتِي هُوَ بهَا وَقد خرجت الرُّؤْيَا.
نادرة روى أَن أَبَا الْأَبْيَض كَانَ رجلا فَاضلا فَنَامَ فَرَأى كَأَنَّهُ أَتَى إِلَيْهِ بِتَمْر وزبيب فَأكل مِنْهُ ثمَّ دخل الْجنَّة فجَاء إِلَى الْعَبَّاس بن الْوَلِيد فَقص رُؤْيَاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ أما التَّمْر وَالزَّبِيب فَهُوَ حَاضر عندنَا وَقد جِئْت قبل الْأكل فتأكلهما جَمِيعًا وَأما الْجنَّة فَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يعجل لَك بهَا واستدعى بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب فأكلهما جَمِيعًا وَقَالَ هَذِه بِشَارَة بتحقيق أَنَّك من أهل الْجنَّة فَخرج من عِنْده فَحمل عَلَيْهِ كَافِر فَقتله وَرُبمَا قتل فِي غَزْوَة فَكَانَ كَمَا رأى.)
نادرة ولي عمر قَاضِيا فِي الشَّام فسافر يَوْمًا عَن مَكَّة فَرَأى كَأَن الشَّمْس وَالْقَمَر يتقاتلان وَالْكَوَاكِب بَعْضهَا مَعَ الشَّمْس وَبَعضهَا مَعَ الْقَمَر وَأَنه صَار كوكبا فَعَاد ليقص رُؤْيَاهُ على الإِمَام عمر رَضِي الله عَنهُ فَلَمَّا أقبل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ لم عدت من طريقك قَالَ رَأَيْت رُؤْيا عدت لأقصها على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ الامام عمر رَضِي الله عَنهُ لما رَأَتْ أَنَّك كنت كوكبا فَرَأَيْت نَفسك مَعَ الشَّمْس أَو مَعَ الْقَمَر قَالَ مَعَ الْقَمَر قَالَ فَانْطَلق وَلَا تعْمل لي عملا أبدا فَلَمَّا خرج من عِنْده قَالَ الامام عمر لاصحابه وَإِن صدقت رُؤْيَاهُ يكون خَارِجا مَعَ من لَيْسَ ظفر علينا فَلَمَّا كَانَت وقْعَة صفّين قتل الرجل مَعَ أهل الشَّام.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة ضيقَة قَالَ تراود جَارِيَة عَن نَفسهَا.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة لَهَا رأسان رَأس مالح وَرَأس حُلْو قَالَ لَك امْرَأَة وَلها أُخْت وَأَنت تراود أُخْتهَا عَن نَفسهَا فَاتق الله تَعَالَى قَالَ صدقت وأشهدك على أَنِّي تبت إِلَى الله تَعَالَى.
نادرة روى أَن ملكا كَانَ عِنْده شخص صوفي بمدرسة وَكَانَ يقربهُ وَهُوَ عِنْده بمرتبته وَله فِيهِ اعْتِقَاد صَالح فَرَأى فِي بعض اللَّيَالِي أَنه بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي ينْسب ذَلِك الصُّوفِي إِلَيْهَا وَقد وجد عقربا فلسعته فَمَاتَ من لسعتها فَقص رُؤْيَاهُ على معبر حاذق فَقَالَ لَهُ إِن صدقت رُؤْيَاك يظْهر لَك من تِلْكَ الْمدرسَة من يحصل لَك مِنْهُ ألم بَالغ فتفكر فِي نَفسه عَن الصُّوفِي الْمَذْكُور قَالَ لَهُ هَذَا من أهل الْخَيْر مَا يصدر مِنْهُ مَا يُؤْذِي وَأما الْغَيْر فتحترس مِنْهُ فَكَانَ عَن قريب قد حصل للْملك أَمر مهمول ادّعى عَلَيْهِ بالْكفْر وَحضر من عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ من يتَوَلَّى ذَلِك على وَجه الشَّرْع فاستدعى بذلك الْملك إِلَى تِلْكَ الْمدرسَة فَكَانَ أول من وضع خطه بذلك الصُّوفِي الْمَذْكُور فَكَانَ نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي أمص ثَمَرَة وأعطيها لجاري فَقَالَ تشاركينه فِي مَعْرُوف يسير فغسلت ثَوْبه أَو ثوبا وَهُوَ يساعدها.
نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت رَأَيْت فِي حُجْرَتي لؤلؤتين إِحْدَاهمَا أعظم من الْأُخْرَى فسألتني أُخْتِي أعطاء إِحْدَى اللُّؤْلُؤَتَيْن فأعطيتها الصُّغْرَى قَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فَإنَّك تعلمت سورتين إِحْدَاهمَا أطول من الْأُخْرَى وَعلمت أختك القصيرة قَالَت صدقت.
نادرة روى ان ملكا رأى جمَاعَة دخلُوا عَلَيْهِ وَمَعَهُمْ مَا يهوله وَأَرَادُوا الْقَبْض عَلَيْهِ فاستفاق)
مَرْعُوبًا وَلم يُقَصَّص رُؤْيَاهُ على أحد وَكَانَ ملك نَظِيره بمَكَان فَفعل بِهِ مَا رأى لنَفسِهِ فَعلم ان مَا رَآهُ قد خرج فِي نَظِيره فَقص رُؤْيَاهُ على معبر وعرفه كَيْفيَّة الْأَمر فَقَالَ لَهُ الْأَمر كَمَا قلت.
نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت رَأَيْت ابْنة لي مَاتَت فَقلت لَهَا يَا ابْنَتي أَي الْأَعْمَال أحسن فَقَالَت: يَا أُمَّاهُ عَلَيْك بالجوز واقسمي على الْمَسَاكِين فَقَالَ ابْن سِيرِين إِن صدقت رُؤْيَاك فَإنَّك دفنت كنزا عنْدك فأخرجيه واعط الْمَسَاكِين مِنْهُ نصِيبهم فَقَالَت صدقت دَفَنته فِي أَيَّام الطَّاعُون.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت إِن يَدي قطعت قَالَ تحلف كَاذِبًا.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي وطِئت على فارة فَخرج من أستها نمرة فَقَالَ(1/867)
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت ثورا عَظِيما خرج من حجر صَغِير فصافحته ثمَّ أَرَادَ أَن يعود فِي ذَلِك الْجُحر فَضَاقَ عَلَيْهِ فَقَالَ ابْن سِيرِين هِيَ الْكَلِمَة الْعَظِيمَة تخرج من فَم الرجل ثمَّ ينْدَم عَلَيْهَا فيريد أَن يردهَا فَلَا يَسْتَطِيع.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت رجلا يبتلع اللُّؤْلُؤ صغَارًا ويخرجه أكبر مِمَّا ابتلعه فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا رجل يسمع الحَدِيث فَيحدث بِهِ أَكثر مِمَّا سَمعه.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت حَصَاة وَقعت فِي أُذُنِي فنفضتها فَزعًا فَخرجت فَقَالَ أَنْت رجل تجَالس أهل الْبدع فَتسمع كلمة فَاحِشَة وَلَكِنَّك تتوب.
نادرة روى أَنه لما قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وارتدت الْعَرَب فَخرج الطُّفَيْل الدوسي مَعَ الْمُسلمين وَسَارُوا حَتَّى فرغوا من طليحة وَأَرْض نجد كلهَا إِلَى أَن وصلوا إِلَى الْيَمَامَة فَنَامَ تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأى كَأَن رَأسه حلقت فَخرج من فِيهِ طَائِر وَكَأن امْرَأَة أدخلته فِي فرجهَا وَابْنه يَطْلُبهُ طلبا حثيثا وَأَنه حبس فِيهِ فَقص رُؤْيَاهُ على أَصْحَابه فَقَالُوا خيرا فَقَالَ أعبر هَذِه الرُّؤْيَا أما حلق رَأْسِي فَوَضعه وَأما الطَّائِر الَّذِي خرج من فمي فروحي وَالْمَرْأَة الَّتِي أدخلتني فِي فرجهَا فَهِيَ الأَرْض وحبسي فِيهِ هُوَ الْقَبْر الَّذِي ألبث فِيهِ وَالْولد الَّذِي يطلبني فَرُبمَا يُصِيبهُ مَا أصابني فَقتل الطُّفَيْل شَهِيدا ثمَّ أصَاب وَلَده كَذَلِك عَام اليرموك.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ إِنِّي رَأَيْت طائراً نزل من السَّمَاء فَوَقع على شَجَرَة ياسمين فَجعل يلتقط مَا عَلَيْهَا من الياسمين فَتغير وَجهه وَقَالَ يدل على موت الْعلمَاء فَكَانَ كَذَلِك.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة من أقاربي بَين يَديهَا اناء فِيهِ لبن كلما رفعته)
إِلَى فِيهَا لتشرب مِنْهُ أعجلها الْبَوْل فتضعه فَقَالَ هَذِه الْمَرْأَة صَالِحَة فَامْضِ فَتَزَوجهَا فَفعل كَذَلِك.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت الْمُهلب قد عقد طاقا بَين دَاري وداره فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا رجل نكح أمك فَاشْتَدَّ غَضَبه وأتى إِلَى أمه وَقَالَ لَهَا تعرفين الْمُهلب قَالَت نعم كنت أمته ثمَّ صرت إِلَى أَبِيك فتعجب من ذَلِك.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ إِنِّي خطبت امْرَأَة فِي الْمَنَام سَوْدَاء قَصِيرَة فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فَتَزَوجهَا فَإِن سوادها مَال وقصرها قصر عمرها وترثها سَرِيعا فَكَانَ كَمَا قَالَ.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة ملطخة بالقطران وَبَين يَديهَا معلقَة بَيْضَاء فَقَالَ هَذِه امْرَأَة لطخت بِمَال وتجسها الْأَيْدِي بِهِ.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أخذت جرة حبلها واثق فأدليتها فانفلتت الجرة عَن الْحَبل وَسَقَطت الجرة فَقَالَ أَنْت رجل أرْسلت شخصا لَك بِهِ عهد يخْطب لَك امْرَأَة فمكر بك وَتَزَوجهَا.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت عسلا من لبن جِيءَ حَتَّى وضع ثمَّ جِيءَ بِعَسَل آخر فَوضع فِيهِ فوسعه وصب عَلَيْهِ رغوة فَجعلت أَنا وأصحابي نَأْكُل من تِلْكَ الرغوة ثمَّ تحول رَأس جمل فَجعلنَا نَأْكُل مِنْهُ أَيْضا فَقَالَ ابْن سِيرِين بئس مَا رَأَيْت لَك ولأصحابك أما اللَّبن فالفطرة وَأما الَّذِي صب فِيهِ فوسعه فَمَا دخل فِي الْفطْرَة من شَيْء وَأما أكلكم رغوته فَإِنَّهُ يذهب جفَاء لَا تنتفعون بِهِ لقَوْله تَعَالَى فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء وَأما الْبَعِير فاعرابي وَرَأسه تؤول برئيس الْعَرَب وَهُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن عبد الْعَزِيز وَأَنْتُم تغتابونه وَالْعَسَل شَيْء تزينون بِهِ كلامكم.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رأى رجل أَنه يشق بيضًا من رؤوسها فَيَأْخُذ بياضها وَيتْرك صفارها فَقَالَ ابْن سِيرِين قل للرجل يأتيني لأعبرها لَهُ قَالَ أبلغه عَنْك ذَلِك قَالَ لَا ثمَّ كرر عوده إِلَيْهِ مرَارًا وَهُوَ يَقُول كَذَلِك وَفِي آخر الْأَمر قَالَ أَنا الَّذِي رَأَيْته فاستحلفه واستوثق مِنْهُ فَأمر أحد أَصْحَابه أَن يَأْتِيهِ بِأحد من دَار الشرطة ليحمله إِلَيْهِ ويعرفه بِأَنَّهُ نباش الْمَوْتَى وسارق أكفانهم فَقَالَ أشهدك أَنِّي تبت إِلَى الله وَلَا أَعُود لذَلِك.(1/868)
نادرة مِمَّا يُنَاسب ذَلِك روى بعض الثِّقَات ان الشَّيْخ سعد الدّين الضَّرِير نزيل حلب المحروسة جَاءَهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي خائص فِي نَار إِلَّا فَوق قدمي فَقَالَ ادن مني لأعبرها لَك فَلَمَّا دنا)
مِنْهُ أَشَارَ إِلَى بعض النَّاس أَن يقوم ويمسكه فَلَمَّا أمْسكهُ تكاثرت عَلَيْهِ النَّاس فَقَالُوا مَا شَأْن ذَلِك وَمَا فعل فَقَالَ رأى رُؤْيا ظهر مِنْهَا أَنه لص يسرق الْأَمْتِعَة من الْجَوَامِع والمساجد فاذهبوا بِهِ إِلَى الْوَالِي فَكل من سرق لَهُ نعل فليطلبه مِنْهُ قَالَ الرَّاوِي عَمَّن سمع أَنه أقرّ بنعال كَثِيرَة.
نادرة أَخْبرنِي أَيْضا رجل أَن رجلا أَتَى إِلَيْهِ وَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أَقرَأ سُورَة ق فقصصتها على الشَّيْخ سعد الدّين الْمَذْكُور فَقَالَ هَل ختمتها قَالَ لَا قَالَ علمت أَيْن وقفت قَالَ لَا قَالَ تعيش ثَمَانِينَ سنة وَلَو ختمت لعشت مائَة قَالَ الرَّاوِي وَكَانَ ذَلِك فِي عَام ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ثمَّ رَأَيْت ذَلِك الرجل بِمَنْزِلَة الْحساب مَعَ الركب الشَّامي فِي عَام أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت لَهُ هَذَا تَمام الثَّمَانِينَ قَالَ لَا أَنا فِي عشر السّبْعين وَكنت سَأَلته حِين أَخْبرنِي بِهَذِهِ الرُّؤْيَا كم رَأَيْت الرُّؤْيَا قَالَ من نَحْو عشْرين سنة.
نادرة أَخْبرنِي رجل أَيْضا ان الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ عِيسَى الرحاوي الْمَشْهُور بجبل بني عليم من بِلَاد حلب رأى فِي الْمَنَام كَأَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أعطَاهُ أَرْبَعِينَ جملا فجَاء إِلَى الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن المحسن المغربي وَكَانَ يَوْمئِذٍ بقرية من زَاوِيَة الْبَار نازلا بهَا وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ مكاشفة تعيش من يَوْمئِذٍ أَرْبَعِينَ سنة قَالَ الرَّاوِي فَأَقَامَ إِلَى تَمام الْأَرْبَعين فَأَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور أَن يحجّ فَإِنَّهَا آخر السّنة الَّتِي بقيت من بَقِيَّة الرُّؤْيَا فحج الشَّيْخ مُحَمَّد الْمَذْكُور فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قريته بسرحها الْمَذْكُور أَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام وَمَات وَدفن بازاء أَبِيه السَّيِّد عِيسَى الْمَذْكُور فصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور ثمَّ مَاتَ بعده قَالَ الرَّاوِي وَسمعت ذَلِك من الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور من فِيهِ وقصته مَشْهُورَة فِي بِلَاده.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت أَنِّي أنبش عِظَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ أَنْت تحيي سنته.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لَهُ إِنِّي رَأَيْت إِنِّي أخصبت ثمَّ أجدبت قَالَ تؤمن ثمَّ تكفر وَتَمُوت على ذَلِك فَقَالَ الرجل لم أر شَيْئا فَقَالَ لَهُ قضى لَك مَا قضى لصاحبي يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى سعيد بن الْمسيب فَقَالَ رَأَيْت على شرفات الْمَسْجِد حمامة بَيْضَاء حَسَنَة وَإِذا بصقر أَتَى فاحتملها فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فالحجاج يتَزَوَّج ببنت عبد الله بن جَعْفَر لِأَن الْحَمَامَة امْرَأَة وبياضها الْحسب والصقر ملك عَرَبِيّ وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا الْحجَّاج فَخرجت)
الرُّؤْيَا كَمَا عبرت.
نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت رُؤْيا وَكَانَ قَاعِدا على الْغذَاء فَقَالَ لَهَا تتركيني آكل أم أترك الْأكل وأقص رُؤْيَاك قَالَت كل فَأكل ثمَّ قَالَ لَهَا قصي فَقَالَت رَأَيْت الْقَمَر يدْخل فِي الثريا ومناد يُنَادي من خَلْفي تَوَجُّهِي إِلَى ابْن سِيرِين وقصي رُؤْيَاك فَلفظ يَده من الطَّعَام وَقَالَ لَهَا وَيلك وَكَيف رَأَيْت فاعادت عَلَيْهِ فَتغير لَونه وَأَخذه بَطْنه فَقَالَت لَهُ أُخْته مَالك يَا أخي قَالَ زعمت هَذِه الْمَرْأَة أنني ميت بعد سَبْعَة أَيَّام فَدفن فِي الْيَوْم السَّابِع.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت قمرا طلع من الشَّام ثمَّ غَابَ فأولت ذَلِك بِظُهُور خارجي وَعدم انتصافه فَلَمَّا كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ظهر ايناك الْحكمِي خَارِجا من الشَّام ثمَّ وَقع فِي القبضة الشَّرِيفَة وَأمر بقتْله فَقتل وَكَانَت الرُّؤْيَا كَمَا عبرت.
نادرة قَالَ الرَّاوِي أَيْضا رَأَيْت أَن جمالا تقتتل مَعَ خيل وَأَنا بَينهمَا فَصَعدت مصطبة وَإِذا أَنا بأناس كثيرين أَتَوا وَمَعَهُمْ دريس وَهُوَ البرسيم الْيَابِس فوضعوه قدامي كوما فأولت ذَلِك بِمَا ظهر لي إِن الْجمال قوم عجز وَالْخَيْل قوم ذُو حَرْب وبأس شَدِيد وهما عسكران يقتتلان وصعود المصطبة بالسلامة والارتقاء إِلَى المنصب وَوضع الدريس قدامي بغنيمة بِقدر ذَلِك الدريس فَلَمَّا كَانَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أَيْضا جرت وَاقعَة تغري ورمش نَائِب حلب وَكَانَت بِالْقربِ من مَدِينَة حماة وصحبته من العجزة التركمانية مَعَ الْعَسْكَر الشريف الْمَنْصُور وَحصل الظفر بِهِ والسلامة للرائي والارتقاء إِلَى منصبه وَحُصُول غنيمَة من غَنَائِم كَثِيرَة فَكَانَت الرُّؤْيَا كَمَا عبرها.(1/869)
نادرة رأى شخص سفل من أَصْحَاب الْجَهْل أَنه سَار سُلْطَانا وَهُوَ جَالس بتخت المملكة فَقص ذَلِك على بَعضهم وَنسب الْأَمر إِلَى من يُشبههُ وَهُوَ بِهَذِهِ الصّفة وَلم يعين نَفسه فعبرها لَهُ أَن يضْرب ويشهر بِهِ وَرُبمَا يكون حُصُول مُصِيبَة فَعَن قَلِيل حصل لَهُ ذَلِك بِعَيْنِه.
نادرة رأى بعض المعبرين وَهُوَ نَائِب السلطنة بكرك شَيخا بهَا بهلولا ثَائِر الرَّأْس عَلَيْهِ ثِيَاب حَسَنَة وسمته صَالح فَسَأَلَ مِنْهُ من أَي الْأَمَاكِن قدم فَقَالَ من بِلَاد بعيدَة فَقَالَ مَا أخْبرك فَأَجَابَهُ بِأَن فصلا عَاما يَأْتِي من قريب يَمُوت فِيهِ قريب من ثُلثي الْخلق فَقَالَ هَل أَمُوت أَنا الآخر مَعَهم قَالَ لَا حَتَّى تصل إِلَى كَيْت وَكَيْت وَأخْبرهُ بِأُمُور ثمَّ جَاءَ والفصل فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ من جملَة مَا قَالَه.
نادرة قَالَ بعض المعبرين كنت خَائفًا مترقبا حُصُول أَمر مهول فَلَمَّا كَانَ بعض اللَّيَالِي رَأَيْت كأنني)
خرجت من مراكب إِلَى الْبر وَبِيَدِي طير وَأَنا جَار وخائف خوفًا شَدِيدا فَاسْتَيْقَظت فعبرت الْخُرُوج من الْمركب إِلَى الْبر خروجي من ذَلِك الْهم وَالطير قُوَّة ونصرة والجري بُلُوغ مُرَاد وَالْخَوْف أَمن فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَحصل فِي الْجُمْلَة مَا عبرته وَزَالَ مَا كنت فِيهِ.
نادرة حكى بعض الثِّقَات أَنه رأى مَكَانا عَالِيا وَقد سقط مِنْهُ فَقَالَ فِي نَفسه أَنا أجتنب الِاجْتِمَاع على النَّاس وَالْخُرُوج من الْبَيْت مُدَّة فَلَمَّا كَانَ وَقت الظهيرة من النَّهَار الْمَذْكُور جَاءَ إِلَيْهِ صَاحب لَهُ وناداه من تَحت طَاقَة فَأَرَادَ أَن ينظر إِلَيْهِ وَلَا يخاطبه فَلَمَّا رَآهُ قَامَ لينْظر من الْمُنَادِي نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام بستانا مزينا وَفِيه أَنْوَاع الْفَوَاكِه كلهَا وَفِيه خِنْزِير كَبِير قَاعد وَقيل لي هَذَا الْبُسْتَان ملك هَذَا الْخِنْزِير فتعجبت من ذَلِك وَرَأَيْت فِي هَذَا الْبُسْتَان خنازير كَثِيرَة تَأْكُل فواكه الْبُسْتَان باذن الْخِنْزِير الْكَبِير فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان إِن ذَلِك الْخِنْزِير الْكَبِير ملك ظَالِم وَبَاقِي الْخَنَازِير الْعلمَاء الآكلون الْحَرَام المطيعون لذَلِك الْملك الظَّالِم وهم الَّذين يبيعون آخرتهم وَدينهمْ بالدنيا وَلَا يخَافُونَ من عُقُوبَة الله تَعَالَى.
نادرة روى أَن امْرَأَة رَأَتْ نَفسهَا حلقت رَأسهَا وَهِي مكشوفة الْوَجْه بَين الرِّجَال فَجَاءَت إِلَى معبر وقصت رؤياها فَقَالَ لَهَا يَمُوت لَك رجل يعز عَلَيْك وتنكشفين عِنْد النَّاس بفضيحة وَحسن لَهَا الْعبارَة فَلم تلبث إِلَّا يَسِيرا وَمَات زَوجهَا وَوَقعت فِي أَمر افتضحت بِسَبَبِهِ.
نادرة روى أَن رجلا رأى خيمة عَظِيمَة وَعَلَيْهَا شخص فَقير وَهُوَ يُنَادي بِلَفْظ تركي مَعْنَاهُ بالعربي ألف قَمِيص ياطرطر يُخَاطب أَمِيرا بذلك فَقص رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ هَذَا الْأَمِير يحصل لَهُ خير كثير فَعرف الرَّائِي ذَلِك الْأَمِير بِمَا رَآهُ وَمَا عبر لَهُ فَعَن قريب قد تسلطن وجلسن على تخت الْملك ولقب بِالْملكِ الظَّاهِر وكنى بِأبي الْفَتْح طرطر وَجَاء إِلَيْهِ الرَّائِي وَذكره بذلك فَأمر بتفرقة ألف قَمِيص على الْفُقَرَاء.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت كَأَن رجلا قَائِما وعينه مربوطة بِخرقَة زرقاء فَسَأَلت مِنْهُ عَن وَالِدي فَأَخْبرنِي أَنه قد مَاتَ وأتى بِي إِلَى قَبره فعانقت ذَلِك الْقَبْر وصرت أبْكِي بكاء بصراخ ثمَّ استيقظت وأعلمت صاحبا لي فَقَالَ موت والدك طول حَيَاته وبكاؤك فرج فَلَمَّا قبلت مِنْهُ ذَلِك التَّعْبِير لكوني أعلم تَعْبِير الْقَبْر والبكاء والصراخ فَعَن قَلِيل قدم وَالِدي سالما فعرفني ذَلِك الصاحب الَّذِي عبره إِن تَعْبِيره ظهر وَقد تعجبت من ذَلِك ثمَّ سَافَرت وغبت مُدَّة فَلَمَّا عدت مَرَرْت بتربة لنا وَإِذا على بَابهَا امْرَأَة قَائِمَة وعينها مربوطة بِخرقَة زرقاء فإستفهمت مِنْهَا عَن)
الْأَحْوَال لكَونهَا قيمَة التربة وعالمة أحوالنا فأجابت لَك طول الْعُمر والدك قد مَاتَ فَجئْت إِلَى الْقَبْر فعانقته وبكيت بصراخ مثل مَا رَأَيْت من غير زِيَادَة وَمَا خرجت الرُّؤْيَا كَمَا عبرها لي ذَلِك الصاحب إِذْ لَيْسَ لَهُ فِي ذَلِك يَد.
نادرة روى أَن بعض الثِّقَات رأى كَأَنَّهُ حج فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأخْبر فِي الْمَنَام أَنه يعِيش بعد عوده مُدَّة كَذَا فَلم يزل يترقب هَذِه الْمدَّة إِلَى أَن جاوزها فَقَالَ رَأَيْت مَا هُوَ كَيْت وَكَيْت وقص رُؤْيَاهُ مُتَعَجِّبا من خرم مَا وعد بِهِ وَقَالَ لَو لم أتجاوز الْمدَّة لما أخْبرت أحدا بذلك فَقيل لَهُ أما مَا رَأَيْت فخلل مَعَك فِي الْحساب أَو أضغاث أَحْلَام فَتوجه إِلَى منزله فَمَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة.(1/870)
نادرة روى عَن الْجُنَيْد رَحمَه الله تَعَالَى أَنه كَانَ جَالِسا على بَاب دَاره فَمر بِهِ أعمى يسْأَل النَّاس الحافا فَقَالَ فِي نَفسه لَو توكل هَذَا الرجل على الله تَعَالَى وَجلسَ فِي جنب زَاوِيَة أَو مَسْجِد لرزقه الله تَعَالَى من غير سُؤال قَالَ فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت فِي الْمَنَام طبقًا من نُحَاس وضع بَين يَدي وَفِي الطَّبَق ذَلِك الرجل الْأَعْمَى ممدودا وقائلا يَقُول كل من لحم هَذَا فَقلت وَالله مَا اغْتَبْته وَإِنَّمَا حدثت نَفسِي وَلم ينْطق بِهِ لساني فَقَالَ مَه يَا جُنَيْد لست من الَّذين تقبل مِنْهُم هَذِه الْحجَّة فَلَمَّا أَصبَحت جَلَست على بَاب دَاري متفكرا تَائِبًا إِلَى الله تَعَالَى وَإِذا أَنا بِالرجلِ الْأَعْمَى قد أقبل على حَالَته فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِم اكتفيت بِمَا رَأَيْت البارحة وتبت.
وروى عَنهُ أَيْضا أَنه رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك يَا جُنَيْد فَقَالَ ذهبت تِلْكَ الْعُلُوم وانمحت تِلْكَ الرسوم وَلم ينفعنا عِنْد الله إِلَّا ركيعات كُنَّا نركعها عِنْد السحر.
نادرة روى أَن رجلا من تلامذة حُسَيْن الحلاج سَأَلَهُ عَن حَقِيقَة الْكَرم فَمَاتَ مقتولا وقصته مَشْهُورَة فَلم يجبهُ قَالَ فَحصل عِنْدِي من ذَلِك شَيْء فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَكَأن النَّاس بَين يَدي الله تَعَالَى وَإِذا بالحسين الحلاج جَالس على كرْسِي من ذهب مرصع بالدر والياقوت وَإِذا بالفقهاء الَّذين أفتوا بقتْله واقفون بَين يَدَيْهِ وَكَأن الله تَعَالَى يَقُول مَا تُرِيدُ أَن أفعل بهؤلاء فَقَالَ يَا رب أَسأَلك الْمَغْفِرَة لَهُم أَجْمَعِينَ ثمَّ الْتفت إِلَيّ وَقَالَ يَا بني هَذِه حَقِيقَة الْكَرم.
نادرة روى أَن رجلَيْنِ قَالَ أَحدهمَا للْآخر إِذا لقِيت رَبك فَأَخْبرنِي بِمَا لقِيت مِنْهُ فَقَالَ وَأَنت كَذَلِك فَمَاتَ أَحدهمَا فَرَآهُ صَاحبه فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ توكل وأبشر فَمَا رَأَيْت مثل التَّوَكُّل ثَلَاث)
مَرَّات.
نادرة روى ان رجلا دخل مَقْبرَة فَحدث نَفسه فَقَالَ لَو كشف لي عَن بَعضهم فَسَأَلته بِمَ لَقِي ربه قَالَ فَنمت فَرَأَيْت فِي مَنَامِي رجلا يَقُول لَا تغتر بتشييد الْقُبُور من فَوْقهم التُّرَاب فَإِن الْقَوْم قد بليت خدودهم فِي التُّرَاب فَمنهمْ من ينْتَظر ثَوَاب الله وجنته وَمِنْهُم مغموم أسفا على عِقَابه فإياك والغفلة.
نادرة روى أَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة رأى سُفْيَان الثَّوْريّ فِي الْمَنَام قَالَ فَقلت لَهُ بِمَ يحبك الله تَعَالَى قَالَ بقلة معرفَة النَّاس قلت لَهُ أوصني فَقَالَ أوصيك بهَا فَقلت يَرْحَمك الله قد ورد أَكْثرُوا من الاخوان فَإِن لَك مُؤمن شَفَاعَة يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ لَيْتَني لَا أعرفك بعْدهَا أبدا هَل رَأَيْت مَا تكره إِلَّا مِمَّن تعرف فانتبهت باكيا.
نادرة يرْوى أَن زبيدة رَآهَا رجل فِي الْمَنَام وَهِي جالسة على كرْسِي جليل الْوَصْف فَقلت لَهَا بِمَ نلْت هَذِه الْمنزلَة قَالَت كنت يَوْمًا أَنا وجواري وصويحبات عِنْدِي فِي انْشِرَاح وطرب فَسمِعت الْمُؤَذّن حِين بَدَأَ بِالتَّكْبِيرِ فأسكتهن هَيْبَة وتعظيبا لله تَعَالَى إِلَى أَن فرغ فَأَعْطَانِي الله تَعَالَى مَا ترَاهُ نادرة وروى عَنْهَا أَيْضا أَنَّهَا رؤيت فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهَا الرَّائِي بِمَ غفر الله لَك قَالَت باربع كَلِمَات كنت أقولها بكرَة وعشيا فَقَالَ وَمَا هن قَالَت لَا الله إِلَّا الله أفنى بهَا عمري لَا إِلَه إِلَّا الله أَدخل بهَا قَبْرِي لَا إِلَه إِلَّا الله أَخْلو بهَا وحدي لَا إِلَه إِلَّا الله ألقِي بهَا رَبِّي.
نادرة روى أَن بعض الصَّالِحين رؤى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ الرَّائِي كَيفَ وجدت رَبك فَأَنْشد:
(حاسبونا فدققوا ... ثمَّ منوا فأعتقوا)
(هَكَذَا شِيمَة الْمُلُوك ... بالمماليك يرفقوا)
(كل من مَاتَ مُسلما ... لَيْسَ بالنَّار يحرق)
نادرة قَالَ بعض المعبرين كنت حَاجِب الْحجاب وناظر الْخَواص الشَّرِيفَة بثغر الاسكندرية المحروسة فَرَأَيْت كَأَنِّي على زكيبة بهار وَهِي بشاطيء جرف فَوَقَعت تَحْتَهُ فَقُمْت عَنْهَا بعد أَن سقطنا جَمِيعًا وَأَرَدْت النهوض من ذَلِك الجرف فعسر عَليّ فَأتى رجل مَعْرُوف وَأمْسك بيَدي وجذبني من ذَلِك الجرف إِلَى خضراء وأتاني بفرس أَبيض قرطاسي مُجَرّد بسرج ذهب وكنبوس مزركش وَرِيش وتشريف فَلبِست التشريف وَركبت ذَلِك الْفرس وَإِذا أَنا فِي وسط خلق كثير)
يَسِيرُونَ وَأَنا فِي وَسطهمْ فَلم يمض إِلَّا قَلِيل وَقد حصل بيني وَبَين نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة شنآن وَحصل مِنْهُ تشويش ونكد بالْقَوْل وَأَرَادَ فعل أُمُور عَظِيمَة فَلم يقدره الله على ذَلِك وَرَأَيْت من ذَلِك هولا فَكَانَ هُوَ تَعْبِير الزكيبة وَأَنا عَلَيْهَا(1/871)
ثمَّ بعد هَذِه الْقَضِيَّة بِمدَّة يسيرَة حضر من أَخْبرنِي بوصول ذَلِك الرجل الَّذِي رَأَيْته جذب بيَدي من تَحت الجرف بِعَيْنِه وصحبته تَقْلِيد شرِيف بتفويض نِيَابَة السلطنة الشَّرِيفَة بالثغر الْمَذْكُور عوضا عَمَّا حصل بيني وَبَينه الشنآن فظهرت لملاقاته وَإِذا أَنا بالفرس وآلته على صفة مَا رَأَيْت فَلبِست التشريف وسجدت شكرا لله تَعَالَى ولحقتني عِبْرَة بتعبيره وَركبت الْفرس وَسَار الْخلق على صفة مَا رَأَيْت فَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَقد ذكرت ذَلِك لاظهار نعم الله عَليّ.
نادرة روى أَن رجلا قَالَ لأبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ رَأَيْت أَنِّي أَعْطَيْت سبعين ورقة من شَجَرَة فَقَالَ تضرب سبعين جلدَة فَلم يمض إِلَّا وَقد وَقع عَلَيْهِ ذَلِك بِعَيْنِه ثمَّ بعد عَام رأى أَيْضا تِلْكَ الرُّؤْيَا فَأتى إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَأخْبرهُ أَنه رأى تِلْكَ الرُّؤْيَا الأولى على هيئتها فَقَالَ لَهُ يحصل لَك سَبْعُونَ ألف دِرْهَم فَقَالَ لَهُ يَا أَمَام الْمُسلمين السّنة الْمَاضِيَة رَأَيْت تِلْكَ الرُّؤْيَا فعبرتها سبعين جلدَة وَصَحَّ ذَلِك وَهَذِه السّنة عبرتها بسبعين ألف دِرْهَم فَمَا معنى ذَلِك فَقَالَ يَا هَذَا السّنة الْمَاضِيَة كَانَت الْأَشْجَار تنثر أوراقها وَالْيَوْم رؤيتك عِنْد نمو الْأَشْجَار واكتسائها بالأوراق فَلم يلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى وَقع بِيَدِهِ سَبْعُونَ ألف دَرَاهِم.
نادرة روى أَن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز روى عَن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه آخى بَين أبي بكر الصّديق وسلمان الْفَارِسِي رَضِي الله عَنْهُمَا فَرَأى سلمَان رُؤْيا لأبي بكر الصّديق فتباعد عَنهُ وَتَركه بِسَبَب تِلْكَ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر الصّديق لم تَرَكتنِي يَا أخي فَقَالَ لَهُ رَأَيْتُك فِي الْمَنَام وَقد غلت يدك فِي عُنُقك فَقَالَ ابو بكر الصّديق الله أكبر غلت يَدي وَقصرت عَن الشَّرّ فَأخْبر سلمَان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن رُؤْيَاهُ وَمَا قَالَه أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَصدقهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسْتَحْسنهُ مِنْهُ.
نادرة روى أَن امْرَأَة أَتَت النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَت يَا رَسُول الله رَأَيْت كَأَن عَمُود سقف بَيْتِي قد انْكَسَرَ فَقَالَ: يَأْتِي زَوجك من السّفر. أَو كَمَا قَالَ فمضت الْمَرْأَة وَأَقْبل زَوجهَا ثمَّ بعد ذَلِك رَأَتْ كَذَلِك فَأَتَت النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَلم تَجدهُ فَأَتَت أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وقصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهَا يَمُوت زَوجك وَالْمرَاد بذلك أَن رؤياها الأولى كَانَ زَوجهَا)
غَائِبا فَأقبل وَفِي الْمرة الثَّانِيَة كَانَ زَوجهَا حَاضرا والفصول مُخْتَلفَة.
نادرة روى أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ الرَّائِي مَا فعل الله بك فَقَالَ دَعْنِي لِأَنِّي لم أتمكن يَوْمًا من غسل جَنَابَة فألبسني الله ثوبا من نَار فَأَنا أتقلب فِيهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
نادرة روى أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ الرَّائِي مَا فعل الله بك يَا أخي قَالَ صليت نادرة روى أَن رجلا أَتَى معبرا فَقَالَ رَأَيْت كأنني آكل تينا فَقَالَ تَأْكُل بِعَدَد كل تينة عَصا فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ رأى بعد مُدَّة كَذَلِك فَأتى إِلَيْهِ وقص ذَلِك عَلَيْهِ ثَانِيًا فَقَالَ لَهُ يطلع فِيك بِعَدَد كل تينة دمل فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ مضى فَرَأى بعد مُدَّة كَذَلِك ثَالِثا فَلَمَّا وصل إِلَى بَاب منزله وجد كيسا فِيهِ مبلغ فَأَخذه ثمَّ قصّ عَلَيْهِ مَا رَآهُ مِمَّا تقدم فَقَالَ لَهُ تَجِد بِعَدَد كل تينة أكلتها دِينَار فَقَالَ وجدت ذَلِك وَكَانَ ذَلِك الْكيس وَقع من العبر فَلم يبد بِشَيْء من ذَلِك فَقَالَ لَهُ الرَّائِي سُبْحَانَ الله تَأْوِيل الرُّؤْيَا بِيَدِك وَمهما قلته ظهر قَالَ أما أكلك التِّين أول مرّة فَكَانَت الشَّجَرَة عَارِية عَن وَرقهَا وَهِي عَصا فَأَوَّلتهَا بذلك وَفِي الْمرة الثَّانِيَة أَكلته عَنهُ نبته فِي فروعه وَكَانَ يشبه الدماميل وَفِي الْمرة الثَّالِثَة أَكلته عِنْد استوائه وخيره فَكَانَ كالدنانير والكيس الَّذِي وجدته كَانَت صفته كَذَا وَكَذَا وَهُوَ لي وَقد وهبته لَك.
نادرة روى أَن بعض الْمُلُوك رأى فِي مَنَامه كَأَن بَين يَدَيْهِ ماعونا وَفِيه طَعَام وفأر بِجَانِب المعون يُدْلِي ذَنبه فِي الطَّعَام ويلتفت يمصه مرَارًا فَاسْتَيْقَظت مُتَعَجِّبا وَكَانَ قد رأى قبل أَن يتسلطن كَأَنَّهُ فِي خيمه نصفهَا فِي الْبر وَنِصْفهَا فِي الْبَحْر فاستدعى بمعبر وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا الثَّانِيَة فَقَالَ لَهُ عدني بِشَيْء فوعده فَقَالَ أَن صدقت رُؤْيَاك تكون سُلْطَانا ويطيعك أهل الْبر وَالْبَحْر فَكَانَ كَذَلِك وَنسي الْمعبر مَا وعده بِهِ فَلَمَّا رأى الْمَنَام الْمَذْكُور أَولا تذكر ذَلِك الْمعبر فَأرْسل خَلفه وَقَالَ قد نسيت مَا وعدتك بِهِ وَلَكِن عبر لي هَذِه الرُّؤْيَة وَلَك عِنْدِي مَا تُرِيدُ فَقص عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمعبر لأحضرن بَين يدك الفأر بِعَيْنِه وأريك الطَّعَام وماعونه أدخلني الْحَرِيم فَأدْخلهُ الْحَرِيم فَجمع جَمِيع الْجَوَارِي السود وَجعل يكْشف عوارتهن وَاحِدَة وَاحِدَة حَتَّى أنْتَهى إِلَى أسود بَينهُنَّ ملتبس بزِي النِّسَاء فَأَخذه بِيَدِهِ وَأخرجه إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ هَذَا الفأر بِعَيْنِه وَهَذَا(1/872)
ذَنبه وأشاره إِلَى ذكره وَإِمَّا الطَّعَام فَهُوَ مَعْرُوف وَكَذَلِكَ الماعون فَفِي الْحَال أَمر السُّلْطَان بقتْله وأنعم على ذَلِك الْمعبر بِشَيْء جزيل.
نادرة روى أَن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رأى الله تَعَالَى فِي النّوم فَقَالَ يَا رب بِمَا يتَقرَّب إِلَيْك)
المتقربون قَالَ بكلامي قلت رَبِّي بفهم وَبِغير فهم قَالَ يَا أَحْمد بفهم وَبِغير فهم.
نادرة روى أَن شريحا رأى الله تَعَالَى فِي الْمَنَام وَكَانَ أعجميا فَقَالَ الله تَعَالَى يَا شُرَيْح طلب كي قَالَ يَأْخُذ سرا بسر مَعْنَاهُ بالعربي رَأْسا بِرَأْس لَا عَليّ وَلَا لي.
نادرة روى أَن رجلا جَاءَ إِلَى بعض المعبرين فَقَالَ خُذ هَذَا الدِّرْهَم وَعبر لي مَا رَأَيْت فَأَخذه مِنْهُ وَقَالَ قل مَا رَأَيْت وَكَانَ بعد صباح الصُّبْح قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي جِئْت إِلَى بِئْر فرميت بنفسي فِيهَا وَبقيت نازلا نازلا وَلم يزل يُكَرر قَوْله نازلاً إِلَى قرب الزَّوَال قَالَ فوصلت إِلَى قَعْر الْبِئْر فَقَالَ لَهُ الْمعبر وصلت بسلامة فَقَالَ نعم قَالَ الْحَمد لله على السَّلامَة ثمَّ مَاذَا قَالَ دورت وَلَا زَالَ يُكَرر قَوْله دورت إِلَى قرب الْعَصْر ثمَّ قَالَ فَوجدت حجر الطاحون وأدخلت رَأْسِي فِيهِ وطلعت طلعت قَالَ لَهُ الْمعبر أمسك عنْدك وَخذ درهمك وامضي عَنَّا وأجرى على الله نزلت فِي الْبِئْر وَأَنت فارغ من بعد صَلَاة الصُّبْح فَمَا وصلت قعرها إِلَّا عِنْد الزَّوَال ودورت فِيهَا فَمَا فرغت إِلَّا عِنْد الْعَصْر فَوجدت حجر الطاحون فَوَضَعته فِي عُنُقك فَمَتَى تصل إِلَى فَوق.
نادرة روى أَن رجلا كَانَ لَهُ مبلغ مدفون فِي مَكَان فضعف فِي سَفَره وَكَانَ عَلَيْهِ بعض دينه فتفكر فِي نَفسه أَن يعلم أَصْحَابه بالمبلغ المدفون وَمَا عَلَيْهِ من الدّين فَقَالَ رُبمَا تحصل الْعَافِيَة وكتم ذَلِك فَمَاتَ فرأه وَلَده فِي الْمَنَام فَقَالَ مَا فعل الله بك فَقَالَ أَمْرِي موقف على وَفَاء الدّين ولي فِي الْمَكَان الْفُلَانِيّ مطمورة فِيهَا مبلغ فَخذه وأوف مِنْهُ ديني فَقَالَ وَلَده لبَعض أَصْحَابه الرُّؤْيَة الَّتِي رأها فَقَالَ هَذِه خرافات وَمضى عَلَيْهِ مُدَّة ثمَّ رأه ثَانِيَة فَقَالَ قلت لَك على أَمر يحصل لَك بِهِ نفع ولي بِهِ خلاص فَمَا فعلت فاستفاق وَتوجه إِلَى ذَلِك الْمَكَان وحفر فَوجدَ ذَلِك بِعَيْنِه فَانْتَفع بِهِ وأوفى دين أَبِيه.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت ملكا فِي مَكَان عَال وَكَأن جمَاعَة ينظرُونَ إِلَيْهِ فأولت ذَلِك الْعُلُوّ بانتهاء أمره وَنظر النَّاس إِلَيْهِ بإشتغالهم بِمَا يحصل لَهُ ثمَّ مضى على ذَلِك مُدَّة يسيرَة وَقد مَاتَ وأشتغل النَّاس بأَمْره.
نادرة روى أَن رجل أَتَى معبر فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت طيرا طَار من عبي ثمَّ أتيت إِلَى أُمِّي فأدخلتني جوفها فَقَالَ لَهُ الْمعبر إِن صدقت رُؤْيَاك تَمُوت وتدفن لِأَن طيران الطير من عبك خُرُوج روحك من جسدك وَأما دخولك جَوف أمك فَهِيَ الأَرْض لقَوْله تَعَالَى مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم.
نادرة روى أَن بعض الْخُلَفَاء قَالَ لمعبر إِنِّي رَأَيْت جَمِيع أسناني سَقَطت فَقَالَ جَمِيع أقَارِب مَوْلَانَا)
أَمِير الْمُؤمنِينَ يموتون فَتغير من ذَلِك واستدعى بعابر غَيره وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ إِن صدقت رُؤْيا مولَايَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُ يكون أطول عمرا من أَقَاربه فَأقبل عَلَيْهِ وَأحسن إِلَيْهِ وَالْمعْنَى وَاحِد والعبارة مُتَفَاوِتَة.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت وَأَنا بثغر الْإسْكَنْدَريَّة نَائِبا فِي أَيَّام الْملك الْأَشْرَف وَالْملك الظَّاهِر إِذْ ذَاك أَمِير الْإِسْلَام أَنه جَالس على مرتبَة الْأَشْرَف فَدخلت عَلَيْهِ وَقبلت الأَرْض أَمَامه فَأَعْطَانِي شَيْء من مَتَاع الدُّنْيَا وأعلمت بذلك ثقاتا من جُمْلَتهمْ الشَّيْخ سرُور المغربي وَالشَّيْخ شمس الدّين بن عبد المحسن وأعلموه بذلك فَبعد مُدَّة جلس على تخت الْملك الْأَشْرَف كَمَا رَأَيْت لَهُ وَقلت هَذِه تَأْوِيل رُؤْيَايَ من قبل قد جعلهَا رَبِّي حَقًا.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى بحرا ليشْرب مِنْهُ فَظهر لَهُ حَيَوَانا يمانعه ثمَّ رأى أَنه صَار حَيَوَانا وَنزل ذَلِك الْبَحْر وَصَارَ كل من جَاءَ ليشْرب مِنْهُ يناوله المَاء فَقص رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ إِن صدق رُؤْيَاك فَإنَّك تسْأَل فِي رزق ملكا ويمانعك من ذَلِك إِنْسَان يكون قَرِيبا للْملك وَأُمُور النَّاس منوطه بِهِ وَهُوَ فِي نَفسه كَهَيئَةِ الْحَيَوَانَات ثمَّ تجْرِي أَسبَاب تفضى إِلَى أَن توصلك إِلَى ذَلِك الْملك مَكَان الرجل وَيحصل للنَّاس بك نفع فَعَن قَلِيل خرجت الرُّؤْيَا كَمَا عبرت واستدعا الْمعبر وأعلمه بذلك وَأحسن إِلَيْهِ.(1/873)
نادرة روى أَن رجلا جَاءَ إِلَى الشَّيْخ مُحَمَّد القرعوني وَقَالَ لَهُ كَأَنِّي رَأَيْت الْأَمِير فلَانا رَاكِبًا على فرس عالي وَهُوَ لابس تَشْرِيفًا وَالنَّاس حوله فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك يتَوَلَّى هَذَا عَن قرب وَظِيفَة فَتَوَلّى أمرية الْحَاج.
نادرة رأى بعض الصَّالِحين الْمقر الكمالي لابسا خلعة سنية وَكَانَ ذَلِك الْوَقْت بِغَيْر وظيفته ثمَّ رأى مُؤَلفه أَنه لابس خلعة فَدخل الْمقر الكمالي من شَارِع الْمَدِينَة فَأعلمهُ الرَّائِي بذلك فَبعد مُدَّة يسيرَة توفى قَاضِي الْقُضَاة بِالشَّام المحروسة وَتَوَلَّى مُؤَلفه نيابه السلطنة الشَّرِيفَة بالكرك المحروس.
نادرة رأى بعض الثِّقَات رجلا جَاءَ إِلَى طَاقَة وَألقى نَفسه مِنْهَا فأنكسر ساقاه وَصَارَ يأخذهما بِيَدِهِ ويجرهما كالخرقة فَلم يمْضِي إِلَّا قَلِيل وَقد وَقع فِي أَمر مهول عِنْد أَمِير ظَالِم وأطلع على معيشته وَأخذ مِنْهُ مَاله وأضر بِهِ.
نادرة رُوِيَ أَن فِرْعَوْن رأى فِي مَنَامه كَأَن نَارا ظَهرت من الشَّام ثمَّ أَقبلت حَتَّى أَتَت إِلَى مصر فَلم تدع شَيْء إِلَّا حرقته وأحرقت بَيتهَا ومدائنها فَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْن فَزعًا مَرْعُوبًا فَجمع لَهَا خلقا كثيرا وقصها عَلَيْهِم فَقَالُوا لَئِن صدقت رُؤْيَاك ليخرجن رجل من الشَّام من ولد يَعْقُوب يكون هَلَاك مصر وَأَهْلهَا وهلاكك على يَده فَعِنْدَ ذَلِك أَمر فِرْعَوْن بِذبح الصّبيان حَتَّى أظهر الله تَعَالَى تَأْوِيل الرُّؤْيَا.
نادرة روى أَن بعض الصَّالِحين قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت فَقُمْت من قَبْرِي فَأتيت بِدَابَّة فركبتها ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء فَإِذا فِيهَا جنَّة فاردت أَن أنزل فَقيل إِنَّك تقعد حَتَّى ترى رَبك فَسَارُوا بِي فاذا الله تبَارك وَتَعَالَى وآدَم عَلَيْهِ السَّلَام وَاقِف بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي أجلسني عَن يَمِينه فَقلت يَا رب قد أفلحت بعفوك فَسمِعت قَائِل يَقُول قُم يَا آدم فقد عَفَوْنَا عَنْك.
نادرة روى بعض الصَّالِحين وَهُوَ بشر الحافي قَالَ رَأَيْت رب الْعِزَّة فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ سجدت على الْجَمْر مَا أدّيت شكري لما قد يثبت اسْمك فِي النَّاس.
نادرة روى عَن عُثْمَان تلميذ الشَّيْخ الشبلي قَالَ بَات عِنْدِي أَبُو سعيد فَلَمَّا مضى بعض اللَّيْل صَاح بِي عُثْمَان قُم أَسْرج فَقُمْت واسرجت فَقَالَ رَأَيْت السَّاعَة كَأَنِّي فِي الْآخِرَة وَالْقِيَامَة قد قَامَت فنوديت فوقفت بَين يَدي الله تَعَالَى وَأَنا ارتعد فَقَالَ أَنْت الَّذِي تُشِير فِي السماع إِلَيْهِ مُسلما لَوْلَا أعلم أَنَّك صَادِق لعذبتك عذَابا لَا أعذبه أحدا من الْعَالمين.
نادرة روى أَن رجلا رأى رَأسه مَقْطُوعًا وَهُوَ بِيَدِهِ ينظر إِلَيْهِ وَإِذا بطير من طيور الْجَوَارِح أَتَى فالطقته فقض رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك تجمع مَالك إِلَى أَن يضخم فَيَأْتِي ملك فَيَأْخذهُ مِنْك.
نادرة روى بِسَنَد صَحِيح مُتَّصِل إِلَى جمَاعَة قَالَ دخلت على حَمْزَة ابْن حبيب الزيات فَوَجَدته يبكي فَقلت مَا يبكيك قَالَ وَكَيف لَا أبْكِي وَقد رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَنِّي عرضت على الله تبَارك وَتَعَالَى اللَّيْلَة فَقَالَ لي يَا حَمْزَة اقْرَأ الْقُرْآن كَمَا علمتك فَوَثَبت قَائِما فَقَالَ لي يَا حَمْزَة اجْلِسْ فَإِنِّي أحب أهل الْقُرْآن ثمَّ قَالَ لي أَقرَأ فَقَرَأت حَتَّى بلغت سُورَة طه فَقلت طوى وَأَنا اخْتَرْتُك فَقَالَ لي بَين وَإِنَّا اخترناك ثمَّ قَالَ لي أَقرَأ فَقَرَأت حَتَّى بلغت سُورَة يس فَقَالَت تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم بِرَفْع اللَّام فَقَالَ عز وَجل تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم بِالنّصب يَا حَمْزَة كَذَا قَرَأت وَكَذَا قَرَأت حَملَة الْعَرْش وَكَذَا يقْرَأ المقرئون ثمَّ دَعَا بِسوار فسورني فَقَالَ عز وَجل هَذَا بِقِرَاءَتِك الْقُرْآن ثمَّ بمنطقة فمنطقني بهَا ثمَّ قَالَ عز وَجل هَذَا بصومك النَّهَار ثمَّ دَعَا بتاج فتوجني بهَا ثمَّ قَالَ هَذَا بِقِرَاءَتِك الْقُرْآن للنَّاس يَا حَمْزَة لَا تدع تَنْزِيل يَعْنِي بِنصب اللَّام فَإِنِّي نزلته تَنْزِيلا أفتلوموني إِن أبْكِي.)
نادرة وَبِسَنَد مُتَّصِل إِلَى سليم بن عِيسَى قَالَ دخلت على حَمْزَة بن حبيب الزيات رَضِي الله عَنهُ فَوَجَدته يمرغ خديه فِي الأَرْض ويبكي فَقَالَ أُعِيذك بِاللَّه مَا هَذَا الْبكاء فَقَالَ رَأَيْت البارحة فِي مَنَامِي كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَقد دعِي بقراء الْقُرْآن فَكنت مِمَّن حضر فَسمِعت قَائِلا يَقُول بِكَلَام عذب لَا يدْخل إِلَّا من عمل بِالْقُرْآنِ فَرَجَعت الْقَهْقَرِي فَهَتَفَ هَاتِف بإسمي أَيْن حَمْزَة ابْن حبيب الزيات فَقلت لبيْك دَاعِي الله لبيْك فبادرني ملك فَقَالَ قل لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك فَقلت كَمَا قَالَ فأدخلت دَارا سَمِعت بهَا ضجيج الْقُرَّاء فوقفت أرعد فَسمِعت قَائِلا يَقُول لَا بَأْس عَلَيْك ارق واقرأ(1/874)
فرقيت فادرت وَجْهي فَإِذا أَنا بمنبر من در أَبيض ومرقاة من ياقوت أَحْمَر ومرقاة من زبرجد أَخْضَر فَقيل ارق واقرأ فرقيت فَقَالَ لي أَقرَأ سُورَة الْأَنْعَام فَقَرَأت وَأَنا لَا أَدْرِي على من أَقرَأ حَتَّى بلغت رَأس السِّتين آيَة وَهُوَ القاهر فَوق عباده قَالَ يَا حَمْزَة أَلَسْت القاهر فَوق عبَادي فَقلت بِي قَالَ صدقت اقْرَأ فَقَرَأت الْأَعْرَاف حَتَّى بلغت آخرهَا فأوميت بِالسُّجُود فَقَالَ حَسبك فأمض لَا تسْجد يَا حَمْزَة من أَقْرَأَك هَذِه الْقِرَاءَة قلت سُلَيْمَان قَالَ صدق من أَقرَأ سُلَيْمَان قلت يحيى قَالَ صدق يحيى قَالَ على من قَرَأَ يحيى قلت على أبي عبد الرَّحْمَن قَالَ صدق أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ من أَقرَأ أَبَا عبد الرَّحْمَن قلت ابْن عَم نبيك عَليّ بن أبي طَالب قَالَ صدق عَليّ فَمن اقْرَأ عليا فَقلت نبيك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ صدق نبيي فَمن أَقرَأ نبيي قلت جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فَمن أَقرَأ جِبْرِيل فَسكت قَالَ يَا حَمْزَة قل أَنْت فَقلت لَا أحسن أَن أَقُول قَالَ قل أَنْت فَقلت أَنْت قَالَ صدقت يَا حَمْزَة وَحقّ الْقُرْآن لأكرمن أهل الْقُرْآن لَا سِيمَا أَن عمِلُوا بِالْقُرْآنِ يَا حَمْزَة الْقُرْآن كَلَامي مَا أَحْبَبْت أحدا كَحبي لأهل الْقُرْآن ادن مني يَا حَمْزَة فدنوت فَغمسَ يَده سُبْحَانَهُ فِي الغالية ثمَّ ضمخني بهَا ثمَّ قَالَ لست افْعَل بك وَحدك هَذَا يَا حَمْزَة قد فعلت بنظرائك من فَوْقك وَمن دُونك وَمن قَرَأَ الْقُرْآن كَمَا قَرَأت لم يرد غَيْرِي وَمَا خبأت لكم عِنْدِي فَأكْثر فَأعْلم أَصْحَابك بِمَا كَانَ من حبي لأهل الْقُرْآن فهم المصطفون الأخيار يَا حَمْزَة وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أعذب لِسَانا تَلا الْقُرْآن بالنَّار وَلَا قلباً وعاه وَلَا أذنا سمعته وَلَا عينا نظرته فَقلت سُبْحَانَكَ يَا رب فَقَالَ يَا حَمْزَة أَيْن نظار الْمَصَاحِف فَقلت يَا رب أَي حفاظها فَقَالَ هم وَلَكِنِّي لَهُم حَتَّى يلقوني إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَإِذا لقوني رفعت لَهُم بِكُل آيَة دَرَجَة أفتلوموني أَن أبْكِي وأمرغ وَجْهي فِي التُّرَاب.
3 - (فصل فِي فَوَائِد من بعض الْأُصُول تدل على مَا يَسْتَعِين بِهِ الْإِنْسَان على التَّعْبِير)
فَائِدَة فِي معرفَة حَقِيقَة النّوم قَالَ الْحُكَمَاء النّوم يحصل من بخار معتدل تصاعد مِنْهُ إِلَى الدِّمَاغ بعد أكل الطَّعَام وَيحصل مِنْهُ منفعتان فِي الْبدن الأولى رَاحَة الْأَعْضَاء والجوارح وَالثَّانيَِة هضم الطَّعَام.
فَائِدَة الْمَنَام الصَّحِيح الْوَاضِح إِذا كملت شُرُوطه على مَا ذَكرْنَاهُ وَهُوَ الْمُعْتَمد عَلَيْهِ وَمن جملَة ذَلِك أَن يكون أكله معتدلا لَا ممتلئاً وَأكل الثوم يشوش على الْمَنَام.
فَائِدَة قَالَ دانيال ان الْمَنَام يخْتَلف بأنواع شَتَّى كَمَا تخْتَلف الطباع وَكَذَلِكَ أهواء الْبدن.
فَائِدَة بَيَان اخْتِلَاف الرُّؤْيَا فرؤيا الْمُلُوك الصَّالِحين ألهام من الله تَعَالَى ورؤيا أَرْبَاب دولة الْمُلُوك على حسب ديانتهم وتقربهم ورؤيا الأرقاء إِذا كَانَت حَسَنَة تخرج لساداتهم ورؤيا النسْوَة تخرج عَن قريب ورؤيا الْفُسَّاق حجَّة يَوْم الْقِيَامَة عَلَيْهِم ورؤيا الْأَغْنِيَاء آكِد فِي الصِّحَّة من رُؤْيا الْفُقَرَاء لِأَن الْفُقَرَاء فِي هم وغم من الْعسر والإقتار ورؤيا الْفُقَرَاء تتأخر إِذا كَانَت حَسَنَة وَإِذا كَانَت غير جَيِّدَة تظهر سَرِيعا ورؤيا الطغار الَّذين لم يبلغُوا الْحلم أصح من غَيرهم لكَوْنهم لم يعصوا الله ورؤيا الَّذِي بلغ مِنْهُم أَضْعَف لكَوْنهم مشتغلين بشهواتهم ورؤيا الْجنب وَالْحَائِض والسكران لَيْسَ لَهَا أصل وَلَا صِحَة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين تصح مِنْهُم لِأَن الْكَافِر وَالذِّمِّيّ تصح مِنْهُمَا فبالأولى أَن تصح مِنْهُم.
فَائِدَة قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْمُسلم أصدق من رُؤْيا الْكَافِر ورؤيا الْعَالم أصدق من رُؤْيا الْجَاهِل ورؤيا المستور أصدق من رُؤْيا غير المستور ورؤيا الرجل النحس ورؤيا الشَّيْخ أصدق من رُؤْيا الشَّاب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق إِذا رأى الأنسان مناما ثمَّ نَسيَه فيحسب اسْمه وَيجمع حُرُوفه على حِسَاب ابجد ويطرح من ذَلِك تِسْعَة تِسْعَة ويحفظ مَا بقى مِنْهَا فَإِن وجده زوجا فَهُوَ خيرا وَإِن وجده فَردا فضده.
وَقيل يحْتَاج الْمعبر أَن يسْأَل مِمَّن يرأى رُؤْيا فنسيها لما اسْتَيْقَظَ من مَنَامه كَيفَ وجد حَاله فَإِن وجد يَده على أَصَابِعه فَيكون قد رأى أشجارا صغَارًا وَإِن وجدهَا على ظَهره فَيكون قد رأى بادية وَإِن وجدهَا على جنبه فَيكون قد رأى شخصا مُضْطَجعا وَإِن وجدهَا على)
أضلاعه فَيكون قد رأى نسْوَة وَإِن وجدهَا على استه فَيكون قد رأى مزبلة وَإِن وجدهَا على رَأسه فَيكون قد رأى عمودا ضخما أَو شَجَرَة كَبِيرَة وَإِن وجدهَا على فَخذه فَيكون قد رأى شَجَرَة(1/875)
طَوِيلَة وَإِن وجدهَا على ركبته فَيكون قد رأى نَهرا وَإِن وجدهَا على أَصَابِع رجله فَيكون قد رأى غابة صَغِيرَة.
وَقَالَ دانيال من رأى مناما ونسيه فَهُوَ من أَرْبَعَة أَشْيَاء كَثْرَة الذُّنُوب وَاخْتِلَاف الْأَعْمَال وَضعف النيات وَتغَير الأمزجة.
فَائِدَة فِي بَيَان قصّ الرُّؤْيَا وتعبيرها فَمنهمْ من قَالَ أَنه جَائِز فِي كل الْأَوْقَات وَيرجع من طُلُوع الشَّمْس إِلَى وَقت الزَّوَال وَمِنْهُم من قَالَ لَا يجوز بِغَيْر شمس وَمِنْهُم من قَالَ من طُلُوع الشَّمْس إِلَى فَائِدَة لَا يَنْبَغِي أَن تقص الرُّؤْيَا إِلَّا على معبر وَيجب على من لَا يعرف علم التَّعْبِير أَن لَا يعبر رُؤْيا أحد فَإِنَّهُ ياثم على ذَلِك لِأَنَّهَا كالفتوى وَهِي فِي الْحَقِيقَة علم نَفِيس وَقد ورد فِي الحَدِيث مَا مَعْنَاهُ أَن الْإِنْسَان إِذا لم يعلم الْجَواب وَسكت عَنهُ فَإِنَّهُ يُؤجر.
فَائِدَة يَنْبَغِي للمعبر أَن يَسْتَوْفِي قصّ الرُّؤْيَا فَمَا كَانَ مِنْهَا مُوَافقا لِلْأُصُولِ فيجتهد فِي تَعْبِيره وَمَا كَانَ خَارج عَنْهَا فيلغيه عَنهُ وَإِذا قصت عَلَيْهِ رُؤْيا وَرَأى مَا يكره فَلَا يَكْتُمهُ بل يعرف الرَّائِي بِعِبَارَة حَسَنَة بِحَيْثُ يفهم الرَّائِي مِنْهُ ذَلِك وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه يعبر الرُّؤْيَة الجيدة وَيتْرك ضدها بِحَيْثُ يَأْمر الرَّائِي بالتحذير وَالتَّوْبَة وَالصَّدَََقَة.
فَائِدَة إِذا أَرَادَ الْإِنْسَان أَن يرأى رُؤْيا صَادِقا تظهر لَهُ مَا فِي ضَمِيره ينَام على وضوء على جَانِبه الْأَيْمن وَيذكر الله وَيَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء الْمَرْوِيّ عَن جَعْفَر الصَّادِق وَهَذَا هُوَ: الله إِنِّي أسلمت نَفسِي إِلَيْك ووجهت وَجْهي إِلَيْك وفوضت إمري إِلَيْك وألجأت ظَهْري إِلَيْك رَغْبَة وَرَهْبَة إِلَيْك لَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك أمنت بكتابك الَّذِي أنزلت وَنَبِيك الَّذِي أرْسلت تَبَارَكت رَبنَا وَتَعَالَيْت أَنْت الْغنى وَنحن الْفُقَرَاء إِلَيْك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك يَا رب أَنا هارب مِنْك إِلَيْك اللَّهُمَّ أَرِنِي رُؤْيا صَادِقَة غير كَاذِبَة صَالِحَة سارة غير مَحْزَنَة نافعة غير ضارة. وَإِذا اسْتَيْقَظَ يذكر الله تَعَالَى ويقص رُؤْيا على معبر وَمهما عبر لَهُ يعْتَمد عَلَيْهِ.
فَائِدَة وَلَا بَأْس بالمعبر إِذا علم مَا يخْتَص بِكُل يَوْم من الْأَيَّام السَّبْعَة وسعودها ونحسها وساعاتها وَمَا يخْتَص بهَا وقص عَلَيْهِ رُؤْيا أَن يتحَرَّى سَاعَة سعد لتَكون أحسن من سَاعَة نحس.
فَإِنَّهُ إِذا رَأَيْت رُؤْيا فِي الْوَلَد من خير أَو شَرّ فيؤول على الْأَعْدَاء وَإِذا رئي فِي الْوَلَد من خير أَو)
شَرّ يؤول على الْوَلَد.
فَائِدَة روى أَن أَحْمد بن حَنْبَل رَحمَه الله تَعَالَى أجنب يَوْمًا فجَاء إِلَى الدجلة بِبَغْدَاد وَأَرَادَ التطهر مِنْهَا فَلم يجد مَعَه مَا يسْتَتر بِهِ فاستحيي من الله تَعَالَى أَن ينزل عُريَانا فَنزل بِقَمِيصِهِ واغتسل من الْجَنَابَة ثمَّ طهر وقميصه مبلول فَلم يسْتَطع عصره فَجَلَسَ فِي الشَّمْس والقميص عَلَيْهِ لينشفه فَأَخَذته سنة من النّوم فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: يَا أَحْمد كَمَا تبِعت سنتي وَاسْتَحْيَيْت أَن تنزل عُريَانا جعلتك ربع الْإِسْلَام وَكَانَ ذَلِك فِي ابْتِدَاء أمره فَكَانَ من أمره مَا كَانَ.
فَائِدَة روى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه فليغسل يَدَاهُ أَو قَالَ يَدَيْهِ ثَلَاثَة قبل أَن يدخلهما فِي الأناء فَإِنَّهُ لَا يدْرِي ايْنَ باتت يَده من جسده فَشك وَاحِد فِي ذَلِك فَنَامَ واستيقظ فَوجدَ يَده قد دخلت فِي دبره وَقيل أحد أَصَابِعه.
وَقَالَ مُؤَلفه النَّوَادِر والفوائد كَثِيرَة بِحَيْثُ يطول شرحها واختصرت انا وَوضعت فِي هَذَا الْبَاب مَا يُنَاسب فِيهِ لمساق الْكَلَام فِي الْمَعْنى وَالْمُنَاسِب فَمن رأى شَيْئا من ذَلِك فليعتبر الْأَبْوَاب وَمَا هُوَ مُنَاسِب فِي كل بَاب فيجده وَإِن لم اذكر فِي صدر كثير من الْأَبْوَاب مَا هُوَ مطول فِي تصديره لكَونه يُنَاسب الْمَعْنى فَإِذا أعتبر الرَّائِي تصدير الْأَبْوَاب وَلم يجد مَا رَآهُ فَلم يعلم مَعَ أَيهَا يُنَاسب فتنظر فِي جملَة الْبَاب الْمُنَاسب وَقد اعتذرت بإنه لَو اعْتمد المعبرون على كتب التَّعْبِير خَاصَّة لعجزوا عَن أَشْيَاء كَثِيرَة وَلَكِن يحْتَاج الْمعبر أَن يكون عَالما بأصول التَّعْبِير ويعبر بِمَا يظْهر لَهُ من الْمَعْنى وَقد الفت كتابا فِي ذَلِك وسميته الْكَوْكَب الْمُنِير فِي أصُول التَّعْبِير وَقد سبكت فِي هَذَا الْكتاب جملَة مُتَفَرِّقَة فِي أَمَاكِن ناسبت ذكرهَا والمعبر الفطن يفهم ذكره وَعلم الْأُصُول مَفْهُوم عِنْد أهل التَّعْبِير.
وختمت هَذَا الْكتاب بفائدة شرعيه مفيدة فِي الرُّؤْيَا وَهُوَ مَا رُوِيَ عَن عبد الْأَعْلَى بن النَّجْم قَالَ بت لَيْلَة فِي أَيَّام حريش وَابْن خلف الْمعَافِرِي(1/876)
بِمصْر وَكَانَت لَيْلَة جُمُعَة وانا أَقُول فِي نَفسِي لَا أَدْرِي من أتبع إِلَّا أَبَا حريش وَأَصْحَابه وَهُوَ يَقُول بِخلق الْقُرْآن أَو لِابْنِ خلف وَأَصْحَابه وَكَانَ يَقُول إِن الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق فَلَمَّا أويت إِلَى فِرَاشِي ونمت رَأَيْت هاتفا قد جَاءَنِي وَقَالَ قُم فَقُمْت فَقَالَ لي قل فَقلت وَمَا أَقُول فَقَالَ قل شعرًا:
(سُبْحَانَ من رفع السَّمَاء ... بِلَا عماد للنَّظَر)
(مَا قَالَ خلق بخلقة الق ... رآن إِلَّا قد كفر)
(لَكِن كَلَام منزل ... من عِنْد خلاق الْبشر)
وَقَالَ لي اكتبه فمددت يَدي إِلَى كتاب من كتبي وكتبته فِيهِ فَلَمَّا استيقظت وجدته مَكْتُوبًا بِالْكتاب وَالله أعلم بِالصَّوَابِ وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وصل الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وَالْحَمْد لله وَحده.
تمّ الْكتاب وَللَّه الْحَمد والْمنَّة)(1/877)