الحجامة في ضوء الحديث النبوي
والممارسة الطبية
الدكتور
يحيى بن ناصر خواجي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
أصبحت الحجامة مطلباً من مطالب الطب البديل، ليس فقط بين المجتمعات الإسلامية لكونها من التراث النبوي وحثت عليها السنة النبوية المطهرة فحسب، بل أصبحت أيضا مطلبا من مطالب الطب البديل بين المجتمعات الغربية المتقدمة مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا والدول الشرقية كالصين واليابان وكوريا وغيرها، وذلك لما حققت من نتائج جيدة في معالجة بعض الأمراض التي لم يستطع الطب الحديث من علاجها مما دفع التسابق بين المجتمعات العربية والإسلامية إلى بحث. ودراسة هذا النوع من الطب لا لكونه حقق فوائد صحية جمة، بل لكونه إحياء للسنة النبوية الطاهرة، مستندين في ذلك إلى ما ورد من أحاديث ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تحث على الحجامة مثل:
1- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:" إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار، ولا أحب أن أكتوي(1)".
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري(2)".
3- وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشفاء في ثلاث:شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي.(3)"
__________
(1) أخرجه البخاري 10/130 في كتاب الطب: " باب من اكتوى أو كوى غيره " ,10/6583, 5702, ومسلم 4/2205 باب: " لكل داء دواء ".
(2) رواه البخاري، والطبراني بسند حسن، وكما رواه ابن جرير في تهذيب الآثار 1/495.
(3) أخرجه البخاري 10/116 في كاب الطب: " باب الشفاء من ثلاث".(1/1)
من سياق هذه الأحاديث نستنتج أن الحجامة لها فوائد كثيرة سواء استطاعت الأبحاث والدراسات اكتشافها أو لا، ففوائدها محققة فهو - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى، عَلِمه مَنْ علمه، وجهله من جهله.
ومما لا شك فيه أن أوجه الإعجاز العلمي والطبي في بعض من الدراسات واضحة وبينة إلا أنه في البعض الآخر يحتاج إلى تمحيص وتدقيق حتى لا يكون في الأمر مبالغة.ولكون تطبيق الحجامة في المجتمعات العربية والإسلامية تشوبها بعض الأخطاء الطبية، ولا تخضع إلى تقنية صحية آمنة؛ لذا فان فريقنا الطبي الاستشاري أعد ضوابط صحية ووقائية في آخر البحث تمنع انتشار العدوى بين الحجام والمحجوم، مثل الالتهاب الفيروسي الكبدي والإيدز والسل....وغيرها. وهذه الضوابط ضرورية لكل من يرغب في ممارسة الحجامة سواء كان طبيباً أو ممرضاً أو ممارساً شعبيا.
الحجامة
تعريف الحجامة :
الحجامة: هي ما يفعله الحجام ويحترفه عند ممارسته للحجامة.
الحجَّام: هو المصاص وسمي بذلك لأنه يمص الدم الفاسد من المحجوم عن طريق المِحْجمة.
الحجم: لغة المص والمحجمة هي الآلة التي يمص بها الدم ويحجم بها المريض.
المحجم: يطلق على مشرط الحجام.
تاريخ الحجامة
(أ) الحجامة عند المصريين:
* يعد المصريون القدامى (الفراعنة) هم أول من استخدم العلاج بالحجامة منذ آلاف السنين وقد استخدموا الحجامة بنوعيها الجافة والرطبة.
* ففي عام 1550 قبل الميلاد قام ابرس باروس بكتابة كتاب (وهو أقدم كتاب طبي في مصر) وصف فيه العلاج بالإدماء عن طريق الحجامة لإزالة المواد الضارة الغريبة من الجسم.(1/2)
* وفي عام 413 قبل الميلاد قام الطبيب هرودوتس جريسي بكتابة أول كتاب عن الحجامة في مصر، موضحا فيه كيفية استخدامات الحجامة فقال: " إن الفصد والحجامة هي القوة التي تفرغ الآلام من الرأس، وتقلل الالتهابات، وتفتح الشهية، وتزيل الدوخة، وتعالج الميل للإغماء، وتمنع النزف، وتنظم الدورة الشهرية، وتقلل العفن الذي يؤدي إلى السخونة، وتحسن قوة المعدة.
(ب) الحجامة عند الصينيين:
*ورد في كتاب شن بن للدكتور هي شونج في كتابه "الاتصالات الشخصية "1995م" أن العلاج بالحجامة قد بدأ قديما في الصين".
*وفي سنة 28 بعد موت المسيح: ذكر في كتاب للطبيب الشعبي الصيني زهو فانج والذي أورد فيه أنه استخدم الحجامة في علاج بعض المرضى.
*وفي سنة 281م – 341م : استخدم جن هونج، في مقاطعة جن دانستي، الحجامة بالقرون في شفط الخراجات.
*وفي سنة 755م: سجل في كتاب وايت آنواي أن الحجامة استخدمت لعلاج السل.
*وفي سنة 1055م: كتب سوسن لانج فانج: " أن الحجامة هي العلاج المثالي للسعال المزمن والدواء الناجع ضد سم الحية ".
*وفي سنة 1500م: استخدم الجراح الصيني الشهير الدكتور وي كي زن زونج، الحجامة في ممارسة الجراحة.
*وفي سنة 1800م : ذكر الدكتور الصيني زهوكسو منج في كتابه (بن كاو جانج ميوشي يا):" أن العلاج بالإبر الصينية والحجامة تعالج أكثر من نصف الأمراض " كما وصف تفصيلياً تاريخ الحجامة وأشكالها وأصلها وأنواعها، وظيفة وتطبيقا.
*وفي القرن السادس عشر الميلادي كتب الطبيب برسبرالبنيس الذي أقام في مصر وعمل كطبيب (أن الحجامة تعتبر علاجاً لمعظم أنواع الأمراض إلى جانب المحافظة على الصحة.
*وفي 1644م – 1911م: في مقاطعة كونج دانستي أوصى الطبيب زهو زومينج في كتابه (ملخص الصيدلة العشبية):"باستخدام الحجامة في العلاج".(1/3)
*وفي 1973م اكتشف أقدم سجل للحجامة في " بوشو " وهو كتاب أثري مكتوب بالحرير، في معبد أثري في هان دانيستي، وذكرفيه" أنه استبدلت بقرون الحجامة كؤوس الفخار ثم السراميك ثم كأس الزجاج".
*وفي القرن التاسع عشر في الخمسينات1950م أثبت الباحثون في الصين وإخصائي العلاج بالابر الصينية من الاتحاد السوفيتي أن الحجامة هي العلاج الفعال والممارس في جميع المستشفيات في أنحاء الصين وعلى أثره عملت الأبحاث المستمرة لتطويرالحجامة.
(ج) الحجامة عند الأوروبيين والأمريكان:
* انتقلت الحجامة من المصريين إلى الإغريقيين قديما بواسطة الطبيب الإغريقي " سكروبس" عام 2448 قبل الميلاد والذي هاجر مع رفاقه من مصر واستقر في مستعمرة إغريقية، وبنى مدينة أثينا.(عاصمة اليونان حالياً).
*وفي عام 462 – 361 قبل الميلاد: استخدم أبيقراط (وهو أشهر الأطباء الإغريقيين القدامى) كؤوس كبيرة في الحجامة.
*وفي عام 360 قبل الميلاد:كتب الطبيب الأوروبي "أوباسيس"عن الفصد والحجامة.
*وفي عام 129-200 الميلادي: ذكر جالين : "المرض هو حالة غير طبيعية للجسم تؤدي إلى خلل في وظائفه. والصحة هي الحالة الطبيعية للجسم. ثم تابع قوله:"إن الحجامة تعمل على طرد المواد الضارة المسببة للأمراض، أو تنقل الدم من جزء إلى آخر، وفائدة الحجامة عن غيرها من طرق العلاج بالإدماء أن الطبيب له القدرة على التحكم بمجرى الدم".
*وفي القرن التاسع الميلادي انتشر الفصد والحجامة في أسبانيا بعد فتح الأندلس على أيدي المسلمين العرب.
*وقد استخدم الطبيب العربي الرازي "الفصد والحجامة " بنجاح لعلاج الملك همت الذي تعرض لنزيف بالدماغ.
*أما بالنسبة لإيطاليا فقد انتفلت الحجامة من العرب إليهم في القرن الخامس عشر ميلادي، وفي عام 1638م قام الطبيب الايطالي "بيليني" بالعلاج بالحجامة الجافة.(1/4)
*وفي عام 1796م – 1867م: ذكر الجراح البريطاني وليم مارستون "أنه استخدم الحجامة في مستشفى الحربية الملكية وفي مستشفى مارستون الملكية في لندن.
*وفي عام 1823م كتب الحجام " سمول بايفيلد: أن الحجامة فن".
*وفي عام 1826م كتب الجراح شارلس كندي: "فن الحجامة معروفة وفائدتها تظهر من الممارسة لها" والمصريون هم الذين علموا الإغريقيين الفصد والحجامة.
*و في عام 1827م: استنتج الدكتور مارتن باري، من ادنبيرج والمقيم في باريس، من أبحاثه أن الحجامة تنفع في طرد السموم من الجسم عند وضع كأس الحجامة على الجلد في مكان الجروح التي يوجد بها السم وبذلك ينقذ من الموت، مع أن العمليات الجراحية لا تستطيع استخراج هذا السم.
*وفي عام 1813م – 1830م: قام الحجام تومس مالبسون بوضع قائمة للأمراض التي تعالج بالحجامة وهي:-
الذبحة الصدرية، المياه البيضاء في العين، التشنجات، شد العضل، أمراض المفاصل والحوض والركبة، الصمم، الصرع، الدوخة، الدوران، النقرس، السعال الديكي، استسقاء الرأس، حب الشباب، التهاب الرئة، التسمم، التعب العام، آلام الظهر، التنميل في الأطراف، الانسدادات، أمراض العين، التهاب الغشاء البلوري، الشلل، اختلالات التنفس، الروماتزم، استرجاع الراحة، عرق النساء، صعوبة التنفس، آلام الحلق، الآلام الجانبية للصدر.
*وفي عام 1832م - أكمل الجراح " جيم دافس لين اسكيو " أبحاثه القديمة حجاماً في المعهد الذي كان يعمل به.
*وفي عام 1834م: " استخدم الطبيب الأمريكي من فرجينيا الدكتور جلسبي " الذي عدَّ الحجامة بالقرون هي الطريقة المثلى للحجامة من الكؤوس الزجاجية لسهولة كسرها وكتب ذلك في مجلة الطب والجراحة في بوستن في عام1834م.
*وفي عام 1860م: استخدم الأطباء الأوروبيون والأمريكيون العلاج بالحجامة الرطبة عن طريق الفصد والحجامة ولكن بعد ذلك قل اهتمامهم بالحجامة الرطبة وأصبحوا يفضلون العلاج الدوائي والحجامة الجافة.(1/5)
*وفي عام 1869م: وصف الطبيب الانجليزي دايس دوك استخدام العلاج بالحجامة الجافة.
*وفي بداية القرن العشرين بدأت ممارسة الحجامة تقل في أمريكا وأوروبا تدريجيا. وقد كان آخر استخدام للحجامة في أمريكا وأوروبا عام 1915م. كما كتب في ذلك أحد الأطباء الجراحين الأمريكيين " هاينرش ستيرن".
أما بالنسبة لحجامة الثدي:
فقد اكتشف الأطباء الامريكان في القرن التاسع عشر مضخة الثدي التي استخدمت للأمهات اللواتي يعانون من صغر أثديتهن أو التهاب الثدي.
وقد قام الجراح الأمريكي سامول جروس باستخدام قارورة لها عنق طويل تستخدم مضخة للثدي بطريقة ميكانيكية عام 1920م وبعدها استخدمت المضخة بالطريقة الكهربائية.
*وفي نهاية القرن العشرين عادت أوروبا وأمريكا لاستخدام الحجامة بالطرق الحديثة الصحية المقننة والآمنة وأدرجت تحت العلاج بالطب البديل.
(د) الحجامة عند المسلمين:
عرفت الحجامة كحرفة عند العرب منذ زمن بعيد قبل الإسلام، ولم يكن لها شأن كبير، حيث إنها لم تدون، ولم يثبت تدوينها في أي من الكتب القديمة. ومع بزوغ الدين الإسلامي أصبح لها شأن عظيم لأنها وردت في أحاديث كثيرة حث عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما لها من فوائد جمة لحفظ صحة الإنسان كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث صحيحة كثيرة ومنها:
عن جابر بن عبدالله سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار وما أحب أن أكتوي(1)".
__________
(1) أخرجه البخاري 10/130 في " كتاب الطب ": " باب من اكتوى أو كوى غيره " 10/6583، 5072، 4/2205: " باب لكل داء دواء "ومسلم.(1/6)
وفي "الصحيحين ":من حديث "طاوس"، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -"احتجم وأعطى الحجام أجره(1)".
وفي "الصحيحين": عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طيبة، فأمر له بصاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه من ضريبته وقال:" خير ماتداويتم به الحجامة." (2)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما:" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجم في الأخدعين والكاهل"(3).
عن ابن عباس رضي الله عنهما:عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن يكن في شيء شفاء، ففي مصَّة الحجام، ومصة العسل"(4).
عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي - صلى الله عليه وسلم -" يحتجم في الأخدعين وبين الكتفين ". وفي رواية للطبراني: "كان يحتجم ثلاثا: في الأخدعين وبين الكتفين"(5).
__________
(1) أخرجه البخاري 10/124 في " كتاب الطب: " باب السعوط " ومسلم 1202 في السلام: " باب لكل داء دواء " وزاد في آخره: " واستعط ".
(2) أخرجه البخاري10/126, 127 في "كتاب الطب": "باب الحجامة من الدواء"، 2277في" كتاب الإجارة: " باب ضريبة العبد "، ومسلم في " كتاب المساقاة: " باب حل أجرة الحجامة "، وأبو داود 3424، والترمذي 1278، وابن ماجه 2164.
(3) أخرجه الترمذي في سننه 2052، وفي " الشمائل " 2/223، وأبو داود 3860، وابن ماجه 3483، وأحمد 3/119، 192 وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
(4) رواه البزار في مسنده، ورواه البخاري في صحيحه 10/116 والحديث له شاهد من حديث ابن عمر عند ابن جرير في تهذيبه.
(5) رواه أحمد في المسند برقم 2155، و2981، و3078، وإسناده صحيح.(1/7)
عن سلمى مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت:"ما كان أحد يشتكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجع برأسه إلا قال احتجم، ولا في رجليه إلا قال أخضبهما".وفي رواية:"فأمره بالحجامة في وسط رأسه"(1).
وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"الشفاء في ثلاث:شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي." (2).
عن جابر، " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سقط عن فرسه على جذع فانفكت قدمه فاحتجم على ظهر قدمه"(3).
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه:"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركه من وَثْي كان به"، وفي رواية: "احتجم وهو محرم من ألم كان بظهره أو بوركه"(4).
ومن هذه الأحاديث نستنتج أن الحجامة مطلب من مطالب الصحة والوقاية من أمراض عديدة. وقد حث عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ووقَّت لها أوقاتاً معينة، واحتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الكاهل، والأخدعين، وعلى ظهر القدم وعلى وركه.
وقد استخدمت الحجامة على هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عهده وعهد الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين، فكانت علاجا لكثير من الأمراض.
وعلى عهد ابن سينا كان للحجامة شأن لابأس به:
__________
(1) رواه أحمد في المسند 6/462، وأبو داود 3858، وابن جرير في تهذيب الآثار، وروى "زيادة الخضاب" الترمذي 4/392، ابن ماجه 3502، والبخاري في التاريخ الكبير 1/4111, والحديث لا بأس به بالشواهد والمتابعات وصححه الحاكم في المستدرك 4/206.
(2) أخرجه البخاري 10/116 في " كتاب الطب ": " باب الشفاء من ثلاث ".
(3) رواه أبو داود في سننه 3863، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه 3485 وإسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة 1615، ورواه أحمد 3/300.
(4) رواه أبو داود في سننه (2863)، وأحمد 3/305، والنسائي 5/193، والبيهقي 9/340، وسنده حسن.(1/8)
فقد ذكر ابن قيم الجوزية (691 – 751هـ ) في كتابه "زاد المعادفي هدي خير العباد"(1): أن ابن سينا كتب في"القانون في الطب" عن نوعي الحجامة:الجافة والرطبة والأدوات التي تستخدم فيها الحجامة وطريقة تطبيقها فقال: « إن الحجامة تنقيتها لنواحي الجلد أكثر من استخراجها للدم الغليظ ومنفعتها في الأبدان الغليظة الدم قليلة لأنها لا تبرز دماءها، ولا تخرجها كما ينبغي بل الرقيق جدا منها، وتحدث الحجامة في العضو المحجوم ضعفاً »
وكذلك فقد ذكر في قانونه عن أماكن الحجامة وفائدتها فقال: "على الكاهل خليفة الباسليق تنفع من وجع المنكب والحلق. وعلى الأخدعين خليفة القيفال تنفع من ارتعاش الرأس وتنفع الأعضاء التي في الرأس مثل الوجه والأسنان والضرس والأذنين والعينين والحلق والأنف، لكن الحجامة على النقرة تورِّث النسيان حقا كما قيل، فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ وتضعفه الحجامة، وعلى الكاهل تضعف فم المعدة."
وقد كتب في قانونه أيضا "الحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والفكين."
وقد ذكر في قانونه الأوقات التي يفضل بها الحجامة فقال:"يؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت أو هاجت، ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجه تابعة في تزايدها لزيادة النور في جرم القمر، واعلم أن أفضل أوقاتها في النهار الساعة الثانية والثالثة".
__________
(1) الجزء الرابع "الطب النبوي" [1، 2 ].(1/9)
ثم بدأت الحجامة تتقهقر؛ بسبب جهل الناس بفائدتها، ولعدم استخدامها على نهجه - صلى الله عليه وسلم - وكادت تنقرض، ولكن بفضل الله على هذه الأمة الإسلامية ثم بفضل المهتمين بالحديث النبوي عاد استخدام الحجامة والاهتمام بها وممارستها، كما جاء في هديه - صلى الله عليه وسلم - وبذلك ظهرت فائدتها واضحة وجلية ليس فقط عند المسلمين، بل عند غير المسلمين من الشرق والغرب تحت مفهوم "الطب البديل"
ونحن نشجع الاهتمام بالحجامة على النهج الصحيح الذي ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، على أن تكون الممارسة لها بالطريقة الصحية والوقائية الآمنة مع اتخاذ الضوابط اللازمة لذلك؛ لمنع انتشار العدوى بين الحجام والمحجوم.
أنواع الحجامة :
أولاً: الحجامة الجافة المتحركة ( المتزحلقة، وهي المساج بالحجامة )
الطريقة:
وضع قليل من زيت النعناع (أبو فأس) مع زيت الزيتون الجيد على مكان الألم.
وضع كأس الحجامة على مكان الألم وسحب الهواء سحبا متوسطا ثم تحريك الكأس حركة دائرية على أماكن الروماتزم والألم مدة خمس دقائق يوميا.
ثانياً: الحجامة الجافة الثابتة (كؤوس الهواء)
الطريقة:
وضع كأس الحجامة على موضع الألم مع الشفط الجيد مدة خمس دقائق يوميا وبدون تشريط، وعادة تكون بعد الحجامة المتحركة مدة أسبوع أو أسبوعين.
ثالثاً: الحجامة الرطبة (المبزغة) ويجب أن يقوم بها أطباء أو متخصصون في الحجامة:
الطريقة:
اختيار النقاط والمكان المناسب بعد تشخيص المرض.
تطهير المكان بالمطهرات الطبية.
وضع المحجم على النقطة الموضحة وعمل حجامة جافة لمدة ثلاث دقائق لتجميع الأخلاط الرديئة.
ينزع المحجم ويتم عمل خدوش بسيطة جدا بمشرط معقم.
* في حالة مرضى سيولة الدم والسكر يتم وخز المكان بسن المشرط.
* يجب أن تكون الخدوش بطول الجسم (ممنوع التشريط بالعرض).
* يجب إبعاد التشريط عن الأوردة البارزة وخاصة في القدم واليد.(1/10)
* الخدوش البسيطة تضمن لنا سحب الأخلاط من السائل البيني وفي حالة التشريط العميق تخرج الدماء من الأوردة المتوسطة وهذا غير مرغوب فيه.
يوضع المحجم على الموضع نفسه ويتم سحب الهواء فتخرج كمية من الدماء. ويكرر رفع المحجم ووضعه وسحب الهواء حتى يتم التخلص من التجمع الدموي.
يطهر المكان بالمطهرات الطبية وينصح المريض بالراحة.
ملاحظات:
يفضل استخدام أدوات لمرة واحدة (دسبوسبول).
أو أدوات شخصية قابلة للتعقيم أو تعقيم أدوات الحجامة المتعارف عليها تعقيما طبياً جيداً.
الأحاديث النبوية الواردة في الحجامة:
أولاً: ما ورد في فضل الحجامة:
1- عن جابر بن عبدالله، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن كان في شيء من أدويتكم خير، ففي شرطة محجم، أو شربة من عسل أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي"(1).
2- وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"خير ما تداويتم به الحجامة والفصد". وفي حديث آخر:"خير الدواء الحجامة والفصد". وفي لفظ من حديث أنس:"إن أمثل ما تداويتم به الحجامة"(2).
3- من حديث طاوس، عن ابن عباس:" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره"(3).
__________
(1) أخرجه البخاري 10/130 في " كتاب الطب ": " باب من اكتوى أو كوى غيره " 10/6583، 5072، 4/2205: " باب لكل داء دواء ". ومسلم
(2) أخرجه دون قوله: " والفصد "، البخاري 10/126، 127 من حديث أنس بلفظ: " إن أمثل ما تداويتم به الحجامة "، وأخرجه مسلم 1577 بلفظ: " إن أفضل ما تداويتم به الحجامة " أو " هو من أمثل دوائكم "، وأخرجه أحمد 3/107 بلفظ " خير ما تداويتم به الحجامة ".
(3) أخرجه البخاري 10/124 في " كتاب الطب ": " باب السعوط "، ومسلم 1202 في السلام: " باب لكل داء دواء "، وزاد في آخره: " واستعط "(1/11)
4- عن ابن مسعود، قال:" حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن ليلة أسري به أنه لم يمر على ملأ من الملائكة، إلا أمروه أن مُرْ أمتك بالحجامة"(1).
5- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما عرج بي إلى السماء لم أمر بملأ من الملائكة، إلا قالوا: عليك يا محمد بالحجامة"(2).
6- عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:"إن يكن في شيء شفاء ففي مصة الحجام ومصة العسل"(3).
7- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري"(4).
8- وعن أبي هريرة قال:" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة"(5).
9- عن سمرة بن جندب، قال:" كنت قاعدا، عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فدعى الحجام فعلق عليه محاجم قرون، ثم شرطه بشفرة، فدخل عليه أعرابي من بني فزارة، فقال يا رسول الله : ما هذا يقطع جلدك. قال: هذا الحجم. قال وما الحجم ؟ قال من خير دواء يتداوى به الناس" وفي رواية "خير ما تداويتم به الحجامة"(6).
__________
(1) رواه الترمذي في سننه 2052, وقال: " هذا حسن غريب " والحديث حسن بشواهده من حديث علي.
(2) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في اتحاف السادة المهرة 2/161 وهو حديث حسن بمتابعاته وشواهد.
(3) رواه البزار في مسنده، ورواه البخاري في صحيحه تعليقا 10/116 والحديث عند ابن جرير في تهذيبه من حديث ابن عمر.
(4) رواه ابن جرير في تهذيب الآثار 1/491, والطبراني بسند حسن.
(5) أخرجه أبو داود في سننه 3857 وابن ماجه 3476 وسنده حسن.
(6) رواه الطبراني في الكبير 7/6787 والبيهقي 9/239، وأحمد 5/9، ورواه النسائي في الكبرى 4/79 كما في تحفة الأشراف والحاكم 4/208 وهو حديث صحيح.(1/12)
10- عن أبي كبشة الأنماري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ويقول:" من أهراق منه هذه الدماء فلا يضره أن يتداوى بشيء لشيء"(1).
11- عن سلمى مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت:" ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعا في رأسه إلا قال: احتجم، ولا رجليه إلا قال اخضبهما"، وفي رواية "فأمره بالحجامة في وسط رأسه"(2).
12- جاء عيينة بن حصن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يحتجم، فقال:" ما هذا؟"، قال:" هذا ؟ خير ما تداوى به العرب"(3).
13- عن مويلح بن عبدالله الخطى، عن أبيه قال:" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" خمس من سنن المرسلين، الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطر"(4).
14- روى مالك في الموطأ، من بلاغاته، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن كان دواء يبلغ الداء، فإن الحجامة تبلغه"(5).
15- عن أبي قتادة، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن كان شيء مما تعالجون به، يصيب الداء أو يطلب الداء ففي الحجامة"(6).
__________
(1) رواه ابن ماجه 3484 وله شاهد من حديث عبدالرحمن بن خالد بن الوليد: ابن سعد 1/446، والطبراني وابن جرير في تهذيب الآثار وهو حديث حسن.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 1/4111، ورواه أحمد في المسند 6/462، وأبو داود 3858, وابن جرير في تهذيب الآثار, وروى زيادة " الخضاب "، الترمذي 4/392، وابن ماجه 3502 وصححه الحاكم في المستدرك 4/206.
(3) رواه ابن جرير في تهذيب الآثار ورجاله ثقات.
(4) رواه الطبراني وابن جرير في تهذيب الآثار، في 4/2/10 وله شاهد من حديث ابن عباس وهو حديث حسن.
(5) الموطأ 2/974.
(6) رواه ابن جرير في تهذيب الآثار ورجاله ثقات.(1/13)
16- عن الحسن قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنكم لا بد أن تداووا، وخير ما تداويتم به الحجامة"(1).
17- وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشفاء في ثلاث:شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، أنا أنهى أمتي عن الكي." (2).
18- عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن كان في شيء شفاء ففي ثلاث : شربة عسل، أو شرطة محجم، أو كية بنار تصيب ألما وأنا أكره الكي، ولا أحبه"(3).
ثانياً: ما ورد في موضع الحجامة:
19- عن عكرمة عن ابن عباس قال:" احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به"(4).
20- عن ابن عباس، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجم في الأخدعين وبين الكتفين. وفي رواية للطبراني، كان يحتجم ثلاثا في الأخدعين وبين الكتفين(5).
21- عن جابر، " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سقط عن فرسه على جذع فانفكت قدمه فاحتجم على ظهر قدمه"(6).
__________
(1) هذا حديث مرسل وقد رواه ابن جرير في تهذيب الآثار والمتن له شواهد متعددة، ورواه البيهقي 9/340.
(2) أخرجه البخاري 10/116 في " كتاب الطب ": " باب الشفاء في ثلاث ".
(3) رواه أحمد في المسند 4/146، وابن جرير في تهذيب الآثار، وقال الهيثمي في " المجمع " 91، 92 رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا عبدالله بن الوليد بن قيس وهو ثقة.
(4) رواه البخاري 10/5700، و4/1835، 1938، وانظر الفتح 10/153.
(5) رواه أحمد في المسند 2155، و2981، و3078 وهو صحيح.
(6) رواه أبو داود في سننه 3863، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه 3485 واسناده صحيح وصححه ابن خزيمة 1615، ورواه أحمد 3/300.(1/14)
22- عن أنس بن مالك قال:"احتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الأخدعين والكاهل"(1).
23- وعنه:" أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم على ظهر القدم، من وجع كان به"(2).
24- عن عبدالله بن جعفر قال:" احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على طرفه بعدما سم"(3).
25- عن عبدالله بن بحينة يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، احتجم بلحى جمل من طريق مكة وهو محرم في وسط رأسه(4).
26- عن صهيب الرومي قال:" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بالحجامة في جوزة القمحدورة فإنها شفاء من اثنين وسبعين داء"(5).
27- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه:"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركه من وَثْي كان به "، وفي رواية:"احتجم وهو محرم من ألم كان بظهره أو بوركه"(6).
__________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 2052 وفي " الشمائل " 2/223، وأبو داود 3860، وابن ماجه3483، وأحمد 3/119، 192، والحاكم 4/210 واسناده صحيح وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(2) رواه أبو داود 1837 والترمذي والنسائي 5/194، والحاكم في المستدرك 1/453، وابن حبان 1400 وهو حديث صحيح.
(3) رواه أبو يعلى وأبو نعيم في الطب، وابن جرير في تهذيب الآثار 1/525 وأبو داود الطيالسي وقال الهيثمي في " المجمع " 5/92 رواه الطبراني بإسنادين ورجاله ثقات وعند ابن سعد 2/200, 201، وأحمد في المسند 1/305، 1/374 وسنده حسن.
(4) رواه البخاري في صحيحه 10/5698، ومسلم 2/1203.
(5) ذكره الهيثمي في " المجمع " 5/94 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(6) رواه أبو داود 2863، وأحمد 3/305، والنسائي 5/193، والبيهقي 9/340 وسنده حسن.(1/15)
28- وفي سنن "أبي داود" من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:"احتجم على وركه من وَثْي كان به"(1).
ثالثاً: ما ورد في وقت الحجامة:
29- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:"أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم"(2).
30- عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" من أراد الحجامة، فليتحرَّ سبع عشرة، أو تسع عشرة، أو إحدى وعشرين، ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله"(3).
31- عن أبي هريرة، قال:" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من احتجم لسبع عشرة، ولتسع عشرة، ولإحدى وعشرين، كان شفاء من كل داء"(4).
التفسير العلمي المحتمل لتأثير الحجامة
النظريات القديمة لتأثير الحجامة:
وهي (نظرية القنوات الكهرومغناطيسية) وهي أن الجسم يحتوي على قنوات تجري فيها الطاقة المغناطيسية وهي تحدد صحة الإنسان وعافيته فكلما كانت تسير هذه الطاقة وبدون عوائق، يكون الإنسان صحيحاً. وإلا فإنه يصبح عرضة للأمراض فالحجامة تعمل على تصحيح مسار الطاقة وتقويتها في قنوات الطاقة.
__________
(1) أخرجه أبو داود 3864 ورجاله ثقات، وأخرجه النسائي 5/194 في الحج " باب حجامة المحرم على ظهر القدم " بلفظ: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وثءٍ كان به ".
(2) رواه البخاري 4/1938.
(3) أخرجه ابن ماجه 3486 وفي سنده النهاس بن قهم وهو ضعيف لكن يشهد له حديث أبي هريرة وهو عند أبي داود 3861 وم طريقه البيهقي 9/340 وسنده حسن، وعند الحاكم في المستدرك 4/212 وله شاهد حديث ابن عباس.
(4) أخرجه أبو داود 3861 وسنده حسن، ورواه البيهقي 9/310، والطبراني في الأوسط 680.(1/16)
إن هذه النظرية هي نظرية فرعونية. دل على ذلك وجود رسوم وخرائط للقنوات الحيوية على مقابر القدماء ومعابدهم ويبنون آراءهم على ذلك ثم انتقلت هذه النظرية من مصر إلى آسيا عن طريق القبائل الآسيوية مثل الهكسوس الذين عاشوا فترة من الزمن في مصر فنقلوا إلى آسيا العلم والطب إلى بلادهم. وكانت فكرة العمل تنشيط الموجات الكهرومغناطيسية للجسم، فقد استخدم القدماء هذا العلاج بطرق متقدمة مثل الحجامة والفصد والكي وغيرها.
النظريات الحديثة لطرق تأثير الحجامة:
1- النظرية الشرقية.
2- النظرية الغربية.
3- النظرية الإسلامية.
ورغم اختلاف النظرية الشرقية والنظرية الغربية على التعليل العلمي للحجامة إلا أنهما اتفقتا على مواضع الحجامة وأماكنها.
(1) النظرية الشرقية:
اختلف العلماء الصينيون للتعليل العلمي للحجامة، فهناك عدة نظريات أهمها:
أولاً: نظرية الطاقة الكهرومغناطيسية:
إن هذه النظرية لعمل النقاط للحجامة لا تختلف كثيراً عن نقاط عمل النظرية الصينية القديمة في العلاج بالوخز ولكن النظرية الصينية الحديثة تقول: (إن الجسم فيه اثنتا عشرة قناة أساسية وأربع قنوات فرعية، وهذه القنوات تجري فيها طاقة كهرومغنطيسية وتحدد هذه الطاقة صحة الإنسان وعافيته. فإذا كانت هذه الطاقة تسير في هذه القنوات في يسر وبدون أي عوائق فإن الإنسان يكون في صحته وعافيته أما إذا حدث أي خلل في مسير هذه الطاقة فإنه يؤثر في صحة الإنسان فعلى نقاط هذه المسارات الكهرومغنطيسية توجد نقاط. وتعطي إشارات لأجهزة خاصة تشير إلى حدوث ضعف للمقاومة في هذه المنطقة فكل عضو له نقطة لها دلالتها الخاصة التي تدل على وجود مشكلة صحية في مكان ما في الجسم وأيضا هي نقاط تقوية، فعند التعامل مع هذه النقاط (نقاط الدلالة) على مسارات القوى الكهرومغنطيسية فإنه يعود للجسم صحته وعافيته.(1/17)
كما أن الصينيين يقولون: إن الجلد والقنوات التي تجري في ثناياه هي وسيلة تشخيص وعلاج المرض أيضا. فالجلد هو الأكثر تعرضا بين داخل الجسم وخارجه وهو يعكس صحة الجسم وعافيته فجلد وبشرة نضرة تدل على صحة وعافية أعضاء الجسم الأخرى، وكما هو معروف، فالجلد هو أكبر عضو في الجسم، ويحتوي على سوائل ودم وأوعية دموية وأنسجة ضامة وعضلات، كما يحتوي على أكبر شبكة عصبية وتبعا للنظرية الشرقية فإنه يحتوي على أكبر شبكة كهرومغنطيسية في الجسم ولذا فإنه مركز التأثير العلاجي في النظرية الشرقية، كما يحتوي على أكبر شبكة من الأوعية الدموية واللمفاوية. لذا فإن الجلد هو شبكة الاتصال بين المعالج والمريض في النظرية الشرقية.
ثانياً: الطاقة الحيوية "تشي"
تعد النظرية الشرقية أن الطاقة الحيوية أو" تشي" هي سائل الحياة الذي يجري في القنوات وهو ينقسم إلى عدة أنواع تتعلق بالمناعة والمقاومة ودورات الحياة الأخرى وهذه الطاقة هي التي تتحكم في أجزاء الجسم المختلفة.
(2) النظرية الغربية:
بالرغم من أن نقاط العلاج بالضغط التي يتبعها الأوربيون لا تختلف كثيراً عن النقاط التي يعمل بها الحجامة، فقد وضعت نظريات مختلفة عند الغرب للتعليل العلمي للعلاج بالحجامة وأهم هذه النظريات هي:
أولاً: نظرية بوابة التحكم في الآلام:(1/18)
وهي أقدم نظرية عند الغرب للإحساس بالألم وقد وضعها العالمان "ملزاك" و" دل " في سنة 1965م. وتنص هذه النظرية على: " أن إحساسنا بالألم يستقبل خلال بوابات متعددة على مسار الجهاز العصبي المركزي، وخلال الألياف الدقيقة وفي الظروف العادية هذه البوابات تكون مفتوحة بشكل جيد، يسمح لإشارات الألم أن تعبر خلالها بسهولة، ولكن عندما يتم التأثير في مناطق التأثير الحجامي فإن موجة أخرى من الإشارات تؤدي إلى إغلاق المنافذ غير المؤلمة عبر الألياف الغليظة إلى الجهاز العصبي المركزي فإنها تصل إليه، وبذلك يحدث المفعول التسكيني، ويعتقد أن الجهاز السمبتاوي له دور في هذه التوصيلة.
ثانياً: نظرية بومرز:
يعتقد العالم "بومرز" أن مواد كيميائية وبيولوجية لها أثر في تسكين الألم وهذه المواد هي الأندورفين المفززة بالجسم هي التي تؤدي إلى هذا المفعول. فهناك أكثر من مائة موصل عصبي تحت الدراسة حتى الآن لتسكين الألم في حالة الحجامة بنظرية " برومرز " تقول: " إن الغدة النخامية تفرز مادة تسمى " الانكفالين " وهي الأندورفينات التي تلعب الدور التسكيني عن طريق الالتحام مع مستقبلات الألم في الالتهابات العصبية مما يؤدي تقليل الجهد المعمول على النهاية العصبية وتقليل التوصيل، كما أن الخلايا العصبية المستقبلة للإشارات تستقبل موجات أقل وإحساسا أقل مما يؤدي إلى انحسار في الإحساس بالألم بطرق مختلفة.
ثالثاً: نظرية رد الفعل المنعكس:
إن " نظرية ملزاك " شرحت تفسير موضع علاج الألم، ولكن لم تفسر العلاجات الأخرى كالالتهاب والأمراض السرطانية وغيرها، ولهذا وضعت نظرية معدلة لنظرية ملزاك وهي " رد الفعل المنعكس Reflex " وتقول هذه النظرية: " إنه بالتأثير في نقطة معينة في الجسم فإن هذا التأثير يذهب إلى الجهاز العصبي المركزي الذي يؤدي بدوره إلى تفاعلات أجهزة الجسم الأخرى للتعامل مع عنصر الخلل الذي حدث.(1/19)
مثال ذلك: التهاب المفاصل فالتأثير في النقاط لهذا المفصل يؤدي إلى إرسال إشارات عصبية إلى الجهاز العصبي المركزي، ومنه إلى الأعصاب الداخلية المسؤولة عن إفرازات المواد المناعية ومضادات الألم ومضادات الالتهابات التي تعمل على مقاومة هذه المسببات، وتحسن الخلل الوظيفي الحادث.
أساس عمل النظرية:
1 - كل نقطة على مجرى الطاقة متصلة عصبياً بالحبل الشوكي، وهو متصل في دورة أخرى عصبية بالأعضاء الداخلية للجسم.
2 - النقاط القريبة من الأعضاء الداخلية متصلة بهذه الأعضاء شبه مباشرة Spinous Mechanism.
3 - النقاط البعيدة من المناطق الداخلية تؤثر في الأعضاء الداخلية من خلال اتصالها بالمخ Supra spinous Mechanism.
4 - يوجد بالمخ أربعة مناطق تعمل بمنزلة مراكز لقنوات الطاقة وتتحكم فيها ولها دور في تحديد كهربية النقاط الموجودة على الجلد.
5 - في هذه المراكز خلايا عصبية لها خصيصة استقبال المعلومات من نقاط المجال المغنطيسي فعند حدوث مشكلة صحية يتم التأثير في نقاط المجال فيقود الجسم بتصحيح نفسه.
6 - صيوان الأذن له خاصية معينة جلدية أو مغنطيسية حيث إن فيها نقاطاً معينة. تتفاعل هذه النقاط عند حدوث مشكلة ما يؤدي إلى حدوث احمرار أو الألم الموضعي وانخفاض المقاومة الكهربية في الأذن ومن المعتقد أن العصب الحائر (العاشر) يقوم بتوصيل إشارات الأعضاء الداخلية من الجسم إلى صيوان الأذن.
تفسير العلاقة بين نقاط التأثير "الحجامة" في مواقع القوى الكهرومغنطيسية للجسم والأعضاء الداخلية للجسم:
تفسر هذه العلاقة من علم تطور الأجنة، فأساس الإنسان هو بويضة مخصبة واحدة ثم تنقسم إلى عدة انقسامات ثم تتطور إلى ثلاثة أجزاء رئيسية.(1/20)
من هنا نرى أن جسم الإنسان كان نقطة واحدة ثم أصبح نقاطاً كثيرة ولكنها يرتبط بعضها ببعض كذلك فإن أجزاء الجسم البعيدة والقريبة مرتبطة كل مع الآخر ارتباطا وثيقا بشكل مباشر أو غير مباشر؛ ولذا فإن أي خلل في عضو ما داخل الجسم يترتب عليه تغيير في مقاومات الجسم السطحية.
رابعاً: مفعول مقاوم:
* وجد العالم " ليسو " أن التعامل مع نقاط المقاومات الطبيعية في الجسم يؤدي إلى زيادة في عدد كريات الدم البيضاء وجاما جلوبيولين الذي تنتجه الخلايا الليمفاوية البائية عبر التعامل مع النقاط مباشرة يحدث بعد ثلاث ساعات من التفاعل ويعود إلى شكله العادي بعد (24) ساعة. أما جاما جلوبيولين يزيد بعد ثلاثة أيام ويعود إلى شكله العادي بعد أسبوع من التعامل، وكذلك الأجسام المناعية الأخرى بمقدار ضعفين أو ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف.
* كما وجد " شن " ورفقاؤه أن التأثير في النقاط له دور تأثيري مقاوم في فئران التجارب، حيث إنه وجد أن السائل التفاعلي من التهاب المفاصل تقل عند التعامل مع هذه النقاط كما وجد زيادة في كريات الدم البيضاء في الدورة الدموية.
* وجد أن مادة الإنتروفيرون تزيد في الدم بعد التعامل مع بعض هذه النقاط، إذ لها مفعول مضاد للالتهابات الفيروسية وبعض الأورام السرطانية.
خامساً: المفعول الهرموني :
أثبتت " أوميرة " أن التعامل مع النقاط الهرمونية ينتج عنه زيادة في الهرمون المنشط لكورتيزون الجسم الطبيعي المفرز من الغدة النخامية عند التعامل مع نقطة زوسان لي الصينية (المعدة 36) الدولي (نفس الترقيم الحجامي الدولي للطريقة ).
سادساً: نظرية القوى الحيوية، تشي عند الغرب:
تعد الموجات الكهرومغنطيسية هي التي تجري في قنوات الجسم.
سابعاً: تنشيط مراكز الحركة في الجسم:(1/21)
وجد أن تنشيط هذه النقاط يساعد على استعادة نشاط الخلايا العصبية الساكنة والتالفة وذلك خلال دورة عصبية يشترك فيها. يسمى خلايا " كاجال " و" تشو " لذا يحدث التحسن في حالات الضمور والشلل بعد سنوات من حدوثه.
ثامناً: تنشيط الموصلات العصبية:
مثل مادة الدوبامين التي تعمل على تنشيط الموصلات العصبية التي يؤدي نقصها إلى أعراض عصبية مثل الشلل الرعاشي.
خلاصة النظريات الحديثة والقديمة:
النظريات الجديدة لتفسير أثر الحجامة في شفاء كثير من الأمراض:
يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 - سرعة الوصول إلى الهدف بعد تنشيط النقاط المتفاعل معها.
2 - تحقيق النجاح عند التعامل مع هذه النقاط سواء عن طريق تحسين الأعراض والفحوصات المعملية بالمتابعة المستمرة لآثار نجاحه.
3 - إمكان تأثير النقاط بطرق مختلفة سواء كان التعامل مع نفس النقطة بالحجامة أو بالوخز أو الكي.. وغيرها.
4 - مع التطور الفسيولوجي والباثولوجي تبين أن للحجامة دوراً فعالاً في علاج كثير من الأمراض.
ميكانيكية عمل الحجامة:
يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 - تنشيط النقاط الواقعة على المسارات المغنطيسية للجسم بهدف ما: مثل مفعول مسكن، أو رفع المقاومة المناعية للجسم، أو معالجة الأخطاء المناعية في الجسم.
2 - تنشيط الدورة الليمفاوية للجسم الذي يؤدي إلى سرعة تنقية سوائل الجسم.
3 - تنشيط الدورة الدموية للجسم فيتغلب على ضعف التروية الدموية في أجزاء الجسم المختلفة التي تنتج عنها مشاكل في بعض أجزاء الجسم.
(3) النظرية الإسلامية:(1/22)
كتب ابن سينا في كتابه " القانون في الطب " عن التعليل العلمي للحجامة، وكما جاء في كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن قيم الجوزية في الطب النبوي في فصل هديه في العلاج بشرب العسل والحجامة والكي أن الحجامة تستعمل لكثرة الدم أو فساده أو لتسكين الوجع والآلم وذكر صاحب "زاد المعاد" أن الحجامة تنفع في تنقية دم سطح البدن أكثر من الفصد، والفصد لأعماق البدن أفضل، والحجامة تستخرج الدم من نواحي الجلد.
ويرى ابن سينا أن دم الحجامة هو دم فاسد يحتوي على أخلاط ولا يحتاج الجسم إليه بل وجوده يسبب أضراراً للجسم.كما وضح ابن سينا عن أفضل وقت للحجامة فقال:" إن استعمال الحجامة ليس في أول الشهر، لأن هذه الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر" لذا يستحب الحجامة في الربع الثالث من أرباع الشهر لأن الأخلاط تكون في نهاية التزايد كما فسر صاحب " القانون " : أوقاتها في النهار: من الساعة الثانية أو الثالثة (7-9صباحا) ويجب توقيتها بعد الحمام إلا فيمن كان دمه غليظ فيجب أن يستحم ثم يستجم ساعة ثم يحتجم.
وتفضل الحجامة على الريق، لأن الحجامة على الشبع ربما أورثت سدداً وأمراضاً رديئة، ولاسيما إذا كان الغذاء رديئاً غليظاً. وفي الأثر: "الحجامة على الريق دواء، وعلى الشبع داء، وفي سبعة عشر من الشهر شفاء". واختيار هذه الأوقات للحجامة في حالة إذا عملت الحجامة وقاية من الأمراض وعلى سبيل الاحتياط والتحرز من الأذى حفظا للصحة، وأما في مداواة الأمراض فحيثما وجد الاحتياج إليها وجب استعمالها، فإنها تنفع في أي وقت كان من أول الشهر أو آخره.(1/23)
وفي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " دلالة على ذلك، ولكن يجب الحرص عندما تعمل في الوقت الذي يكون الدم هائجا حتى لا يؤثر في حياة الشخص. وكان الإمام أحمد بن حنبل يحتجم أي وقت هاج به الدم، وأي ساعة كانت.
أما اختيار أيام الأسبوع للحجامة فقال الخلال في "جامعه": أخبرنا حرب بن إسماعيل قال: قلت: لأحمد: تكره الحجامة في شيء من الأيام؟ قال: قد جاء في الأربعاء والسبت. ولكن الأحاديث التي ورد فيها كراهية الاحتجام في يوم السبت والأحد والثلاثاء والأربعاء والجمعة، وأنها تسبب الإصابة بالجذام والبرص فهي أحاديث ضعيفة.
التعليل العلمي للحجامة عند المسلمين حديثاً:
لم يختلف التعليل العلمي للحجامة عند المسلمين قديما وحديثا بل إن الطب الحديث أثبت مخبريا وعمليا وتجريبيا صحة التعليل القديم حيث أثبت فحص دم الحجامة مخبريا على أنه دم فاسد ويحتوي على أخلاط كما ذكر ابن سينا في كتابة " القانون في الطب ".
ولكن ما تفسير الدم الفاسد علميا ومخبريا حديثا؟ وما الأخلاط؟ وما صفتها؟.
لقد أثبت الطب الحديث أن الأمراض تحدث بسبب وجود شوائب في الدم (وهي ما تسمى بالأخلاط) فما هذه الشوائب وما علاقتها بفساد الدم؟.(1/24)
إن الدم الفاسد هو الدم الذي يحتوي على شوائب من خلايا الدم الحمراء العاجزة والهرمة والتالفة وجزئيات كبيرة ذات وزن جزيئي مرتفع حيث إن هذه الخلايا الحمراء الهرمة تفقد مرونتها وقدرتها على أن تنثني على نفسها لتمر في الشعيرات الدموية الصغيرة، فتتجمع مع البلايين من مثيلاتها إلى جدران الأوعية الدموية تتدافعها الخلايا الحمراء الفتية معرقلة جريان الدم مما يؤدي إلى اختلالات في الجهاز الدوري مع ضعف في سيره إلى أعضاء الجسم المختلفة مما يؤثر في وظيفة ونشاط هذه الأعضاء ناتجا عن نقص في التروية الدموية الناتجة عن إعاقات بسبب ترسب الخلايا الحمراء الهرمة؛ لذا فإنها تظهر واضحة مع تقدم السن لعجز أجهزتهم من التغلب على هذه المشكلة التي تكون مصاحبا لها تشكل الخثرات الدموية وبسبب لزوجة سطوح هذه الخلايا الدموية الحمراء وكثافتها العالية بجانب لزوجة بروتينات بلازما الدم مما يؤدي إلى التصاق عشوائي لهذه الخلايا الهرمة والميتة التي فقدت خاصية المرونة خصيصة التي باستطاعة الخلايا الفتية أثناء تدافعها خلال دورة الدم من التغلب على الالتصاق العشوائي والمنتظم بعضها ببعض بشكل تراكبي، ولكن هذه الخلايا الهرمة والميتة لا تستطيع الانفصال، عن بعضها وبوجود الألياف والصفيحات الدموية تتشكل الخثرات الدموية التي بدورها تعيق حركة الدم، ولهذين السببين: (الترسبات على جدران الأوعية الدموية وعرقلة سير الدم) يرتفع ضغط الدم وتتصلب الشرايين.(1/25)
وأما أثر الحجامة في حل هذه المشكلة فهو أثر عظيم، حيث إنها تعيد الدم إلى طبيعته ونقائه وتؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية بعد إزالة ما زاد من الدم الفاسد المحتوي على نسبة كبيرة من خلايا حمراء هرمة وأشباهها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى الذي يعجز الجسم عن التخلص منه والذي يؤدي وجودها إلى عرقلة سريان الدم في الجسم مما يقلل من عمل الخلايا الحمراء الفتية فيؤدي إلى إصابة الجسم بضعف، ويصبح فريسة للأمراض. فإذا احتجم الشخص أعاد الدم إلى طبيعته، وأزال الفاسد منه وزال الضغط عن الجسم، فاندفع الدم النقي الذي يحتوي على الخلايا الحمراء الفتية ليغذي خلايا الجسم وأعضاءه ويزيل عنه الرواسب الضارة من فضلات وثاني أكسيد الكربون والبولينا وحمض اللبن(حمض اللاكتيك) وغير ذلك فينشط الجسم ويعود إلى حالته الطبيعية.
لذا فإن الحجامة وقاية قبل حدوث المرض بسبب تجمع هذه الشوائب وهي علاج بعد حدوث المرض الذي أحدثته هذه الشوائب والتي عند إزالتها تتحسن وظيفة العضو المترسب عليه هذه الشوائب.
التعليل العلمي لإجراء عملية الحجامة في منطقة الكاهل:
اختيرت منطقة الكاهل وهي المنطقة المنصوص عليها في الحديث الذي أخرجه أبو داود عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم في الكاهل. والتعليل عند المسلمين للحجامة في منطقة الكاهل تتلخص فيما يلي:
1 - تجمع الكرات الدموية الحمراء الهرمة والتالفة في هذه المنطقة ولاسيما عند النوم.
2 - منطقة ليس فيها شرايين ولا أوردة كبيرة؛ لذا فإن النزف الدموي في هذه المنطقة ضعيف.
3 - التئام الجروح في هذه المنطقة سريع.(1/26)
تأوي الكريات الدموية الحمراء والهرمة والتالفة والعاجزة والشوائب الدموية والجزيئات الكبيرة ذات الوزن الجزيئي المرتفع وتترسب هذه الشوائب في منطقة الكاهل لأنها منطقة أقل نشاطا وحركة، وبخاصة أثناء النوم كما أنها تعد أركد منطقة في جسم الإنسان؛ لأنها خالية من المفاصل المتحركة والعضلات الموجودة فيها هي عضلات شد وتثبيت للعظام، ومنطقة الكاهل تكثر فيها الشعيرات الدموية وتكون أشد تشعبا وغزارة لذا تنخفض سرعة الدم في الأوعية السطحية في الجلد وفي الأوعية الدموية العميقة منها (طبقات الجلد العميقة والعضلات) فتترسب على جدار هذه الأوعية الدموية الكريات الدموية الحمراء الهرمة والتالفة والعاجزة والشوائب مما يخفض سرعة الدم أكثر؛ ومما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الجسم بجانب أن الكريات الدموية الحمراء الهرمة من الصعب عليها اجتياز الأوعية الدقيقة وهذه تظهر على شكل آلام في الظهر، بسبب تراكم الشوائب الدموية والسموم والمواد الضارة المسببة للألم (مثل حمض اللبن).
وقد استنتج الطبيب الياباني كواكورواوا من أبحاثه في الحجامة بأن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة.
كما أن الحجامة لها أثر هام في تخليص الجسم من لزوجة الدم الزائدة بحيث لا يؤثر ذلك في وظائفه بل يزيل كل العوائق التي تقلل من سرعة جريان الدم وبذلك يتحرك الدم بسهولة وحرية تحت ضغط دم طبيعي منتظم؛ مما يعيد للدورة الدموية نشاطها دون معاناة من ارتفاع ضغط الدم، ويؤدي إلى تنشيط وظائف أعضاء الجسم.(1/27)
ولكن قد يتساءل بعضهم: أما للكبد والطحال دور في ابتلاع هذه الكريات وتحطيمها، والحد من تأثيراتها السلبية في الدورة الدموية؟ إن الحجامة مساعدة للكبد والطحال في أداء وظيفتيهما الفسيولوجية على أتم وجه لأن عدد هذه الكريات الدموية الهرمة والمقبلة على الهرم والأشباه منها والعاجزة والشوائب كميات كبيرة؛ لذا فإنها تأوي إلى الأماكن الهادئة للدوران الدموي في الجسم وتترسب على جدران الأوعية الدموية الموجودة في الجلد والأنسجة والشبكات الدموية لأعضاء هذا الجسم مهما تخلص الكبد والطحال من هذه الكريات فإن عدداً كبيراً يظل في الدورة الدموية مما يعيق الدورة الدموية فيؤثر في وظائف أعضاء الجسم.
كما يتقاعد ويبطئ حركته فلا يصل إليهما. وهنا يبرز دور الحجامة في اجتثاث المتبقي من الكريات الهرمة والشوائب الأخرى من الدم فيمنح مجالا أفضل للكبد والطحال والبالعات في البدن من أجل إتمام وظائفها وعند التحليل المخبري لدم الحجامة من منطقة الكاهل وجد أنه دم فاسد يحتوي على خلايا الدم الحمراء الهرمة والعاجزة والميتة والشاذة وأشباهها وغير ذلك.
الحجامة على الأخدعين:(1/28)
قال أنس رضي الله عنه:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجم على الأخدعين والكاهل"(1) فالأخدعان هما جمع الأخدع وهو " الوريد الودجي الظاهر الخلفي " كما سمي في الطب الحديث وهما على جانبي العنق من الخلف وهو ينقل الدم من الرأس إلى القلب وتتشعب بعض الأوعية الدموية الدقيقة التي تصبُّ في هذا الوريد في الجلد لهذه المنطقة. وقد يكون الدم راكدا أثناء فترة النوم كمنطقة الكاهل، وتترسب به الشوائب والمواد الضارة المسببة للألم كحمض اللبن. كما أنه تترسب به الكريات الدموية الحمراء الهرمة والميتة والخثرات، ولكن الحجامة على الأخدعين وأجزاء التشطيبات في هذه المنطقة خطر جدا، وتحتاج إلى انتباه ودقة بالغة لأنها تصيب الوريد الودجي الظاهر عندما يقع التشريط عليه مما يؤدي إلى إحداث نزيف قد يصعب إيقافه، وهو أقل ترسب لخلايا الكريات الدموية الحمراء والميتة والشوائب عن منطقة الكاهل فالأنفع والأكثر أمنا هي الحجامة على الكاهل.
التعليل العلمي لحجامة الرأس:
__________
(1) رواه أبو داود " كتاب الطب ": " باب في موضع الحجامة " رقم 3860، والترمذي " كتاب الطب ": " باب ما جاء في الحجامة " رقم 2052 وابن ماجه 3483 وقد صححه الأرنؤوط في تحقيقه لزاد المعاد.(1/29)
جاء في الصحيحين: أن أنس بن مالك رضي الله عنهما "أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به". وفي رواية من شقيقة كانت به"(1). فحجامة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الرأس كما هو في هديه - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية: "احتجم في وسط رأسه"(2) كانت كعلاج لذا فينصح بها علاجاً لمرض الشقيقة والصداع وليس كوقاية التي يفضل استخدامها في منطقة الكاهل ؛ وذلك لأن الحجامة في وسط الرأس بعيدة عن الأوعية الدموية الكبيرة تسكن ألم الصداع الشقيقي بحدوث انعكاسات على الأوعية الدموية الدماغية التي يؤدي انقباضها إلى حدوث ذلك الصداع.
حجامة ظهر القدم:
عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: " احتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ظهر القدم من وجع كان به "(3). فاحتجام الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ظهر القدم لتسكين الألم علاجٌ من هذا الوجع الذي كان يعاني منه.
أما حجامة الورك والظهر:
فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركه من وثي كان به"(4). وفي رواية "من وثاء كان به". وفي رواية "احتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْرم من ألم كان بظهره أو بوركه"(5).
__________
(1) رواه البخاري 10/5700، و4/1835، 1938، وانظر الفتح 10/153.
(2) رواه البخاري في صحيحه 10/5698، ومسلم 2/1203.
(3) رواه أبو داود 1837 والترمذي والنسائي 5/194، والحاكم في المستدرك 1/453، وابن حبان 1400 وهو حديث صحيح.
(4) رواه أبو داود 2863، وأحمد 3/305، والنسائي 5/193، والبيهقي 9/340 وسنده حسن.
(5) أخرجه أبو داود 3864 ورجاله ثقات، وأخرجه النسائي 5/194 في الحج " باب حجامة المحرم على ظهر القدم " بلفظ: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وثءٍ كان به ".(1/30)
فالوثي هو التواء المفصل الشديد المسبب تمطط الأربطة وانقطاعها، فاحتجامه - صلى الله عليه وسلم - من ألم الورك والظهر إنما لتسكين الألم وذلك لأن الحجامة في هذه المناطق تعمل على استخراج الدم الفاسد الذي يحتوي (كما سبق) على الخلايا الدموية الحمراء التالفة والهرمة والعاجزة وكذلك المواد الضارة والمسببة للالم " كحمض اللبن " الذي يؤثر في الأعصاب ويهيجها مسببا الألم في العضلات، فالحجامة تزيل هذه المواد، فيخفف ذلك من الإحساس بالألم وتشفي منه بإذن الله.
الحجامة للتسمم:
عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم على قرنه بعدما سم"(1). فقد احتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من السم حتى يزيل ما يسببه هذا السم من تأثير في الخلايا الدموية الحمراء وإتلافها وكذلك المواد الضارة الأخرى التي تنتج من هذا السم. وقد أثبت الطب الحديث أن الحجامة والفصد تنفع في تخليص الجسم من بعض السموم. وتدل هذه الأحاديث أن استخدام الرسول - صلى الله عليه وسلم - الحجامة، كان علاجاً لتسكين الألم عن طريق التخلص من الدم الفاسد، كما تدل على امكان إجراء عملية الحجامة في أي منطقة يشتكي صاحبها من آلام أو ورم أو أي مرض آخر يؤثر في صحة الشخص.
الموعد السنوي:
حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الحجامة ولو مرة بالسنة لما فيها من فوائد جمة.
الموعد الفصلي :
تفضل الحجامة في فصل الربيع ولا تفضل في باقي الفصول بل لها خطورتها.
التعليل العلمي لوجوب تطبيق عملية الحجامة في فصل الربيع:
__________
(1) رواه أبو يعلى وأبو نعيم في الطب, وابن جرير في تهذيب الآثار 1/525 وأبو داود الطيالسي وقال الهيثمي في " المجمع " 5/92 رواه الطبراني بإسنادين ورجاله ثقات وعند ابن سعد 2/200، 201، وأحمد في المسند 1/305، 1/374 وسنده حسن.(1/31)
هذا الفصل يكون حاراً رطباً على طبع الدم، أورد العالم ابن سينا في كتابه (القانون في الطب) أن فصل الربيع موسم تهيج فيه الأمراض وتكثر المشاكل الصحية المتعلقة بالدم.
فالربيع أفضل فصل للحجامة لأنه مناسب لمزاج الروح والدم وهو مع اعتداله يميل إلى حرارة معتدلة ورطوبة طبيعية، وفي الربيع تهيج الأخلاط التي تجمعت في الشتاء لنهمه وقلة الرياضة يستعد في الربيع للأمراض التي تهيج تلك المواد بتحليل الربيع لها. وإذا طال الربيع واعتداله قلت الأمراض الصيفية وأمراض الربيع واختلاف الدم وخاصة الشتوي فيه الذي يسيئه الشتاء ويسوء ولا يخلص من أمراض الربيع شيء مثل الفصد والاستفراغ والتقليل من الطعام.
وقد أثبتت التحاليل المخبرية بمقارنة دم الحجامة التي أجريت في فصل الربيع بأن دم الحجامة في هذا الفصل هو دم فاسد يحتوي على الشوائب وخلايا دم حمراء تالفة وهرمة وميتة ومواد أخرى ضارة في الجسم تعيق تفضل صحة الإنسان.
باختصار: تفضل الحجامة في فصل الربيع لأنه مناسب لمزاج الروح والدم؛ فيكون حاراً ورطباً على طبع الدم، ولأنه يهيج الأخلاط في الجسم التي تتجمع في الشتاء لكثرة الطعام وقلة الرياضة فالربيع يحلل هذه المواد التي تسبب هذه الأمراض.
التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الصيف :(1/32)
تجد أن ميوعة الدم تزداد في فصل الصيف مما يؤدي إلى اختلاط الدم مع لزوجة الدم؛ لأنه مع زيادة درجة الحرارة تقل اللزوجة (ازدادت الميوعة)، فيتحرك الدم بسهولة وسرعة في الشرايين الدموية عامة في منطقة الكاهل مما يقلل تجمع الكريات الحمراء الهرمة والعاجزة والشوائب الدموية الموجودة فيها، وتنتشر في أنحاء الجسم مما يؤثر في دوران الدم ورفع ضغط الدم. فإذا ما أجريت الحجامة في هذا الفصل فإن الجسم يفقد دمه الجيد بدلا من الدم الفاسد المحتوي على كريات دموية حمراء هرمة مما يؤدي إلى ضعف الجسم. وقد بينت التحاليل المخبرية أن دم الحجامة في هذا الفصل يشابه الدم الوريدي.
التعليل لعدم تطبيق الحجامة في فصل الخريف :
فصل الشتاء البارد ينشغل الجسم فيه بإنتاج حرارة لمقاومة درجة الطقس البارد لذا يحتاج الجسم الأغذية لحرقها وتوليد الطاقة التي تحافظ على حرارة الجسم عوضا عن بناء عناصر دموية جديدة بدلا من الدم الفاسد المفقود من الحجامة أي التي أجريت في فصل الخريف مما يؤدي إلى ضعف الجسم، حيث إن كريات الدم الحمراء تحتاج لتكوينها شهرين. وقد أثبتت التحاليل والفحوصات المخبرية والعلمية أن دم الحجامة التي أجريت في فصل الخريف يشابه دم الوريد.
التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الشتاء :(1/33)
فصل الشتاء يزيد لزوجة الدم وتقليل ميوعته، فيساعد على ترسيب الشوائب الدموية في منطقة الكاهل ليهيأ الحجامة في فصل الربيع، وكما أسلفنا فإن الحجامة لا تطبق في فصل الشتاء؛ لأن الجسم يستفيد من الغذاء لإنتاج الطاقة التي تحافظ على حرارة الجسم وتحرير العناصر الدموية وتدفئة الجسم والتكيف مع برودة الشتاء. أما الحجامة في هذا الفصل فإن الدم الفاسد المفقود عن طريقها يحتاج إلى تعويض من الغذاء الذي تناوله الجسم فيسخره لتكوين كريات دموية حمراء عوضا عن الاستفادة منه في توليد الطاقة التي تحافظ على درجة حرارة الجسم. وأوضحت الفحوصات المخبرية أن دم الحجامة في فصل الشتاء هو دم وريدي.
الموعد الشهري :
تفضل الحجامة في اليوم السابع عشر حتى اليوم السابع والعشرين من آخر الشهر القمري وذلك لأن الجسم يحتوي على ماء من دم وسائل ليمفاوي وسوائل أخرى وهذه تتأثر كغيرها بالماء الموجود على سطح الأرض، مثل مياه البحر، حيث هناك علاقة بين القمر وظاهرة المد والجزر التي تحدث أيضا في ماء الجسم؛ لذا كان توقيت الحجامة في آخر الشهر العربي من اليوم (17) إلى اليوم (27) لأن القمر يبلغ ذروة تأثيره في مرحلة البدر فيؤثر في ضغط الدم رافعا إياه مهيجا الدم مما يثير الشهوة ففي الأيام الأول وحتى الخامس عشر من الشهر القمري يهيج الدم ويبلغ حده الأعظم، وبالتالي يحرك كل الكريات الحمراء الهرمة والشوائب المترسبة على جدران الأوعية الدموية العميقة والسطحية وعند التفرعات وفي أنسجة الجسم سواء الداخلية والخارجية فلا يكون قد أدى فعله بعد في حمل الرواسب والشوائب الدموية من الداخل إلى الخارج للتجمع في الكاهل فيتهيأ للحجامة.(1/34)
ثم يبدأ تأثير القمر بالانحسار من (17-27) فيبقى للقمر تأثير مد، ولكن أضعف بكثير مما كان عليه. فإذا أجريت الحجامة صباحا بعد النوم والراحة للجسم والدورة الدموية ويكون القمر أثناءها ما يزال مشرقا لدى ظهور الشمس صباحا فيكون له تأثير مد خفيف يبقى أثناء إجراء الحجامة، حيث يكون له تأثير جاذب للدم من الداخل إلى الخارج مما يساعد على إنجاز الحجامة من حيث تخليص الجسم من كل شوائب دمه. أما لو أجريت الحجامة في أيام القمر الوسطى (12-13-14-15) فإن القمر القوي في تهيج الدم فإذا عملت الحجامة يفقد الدم الكثير من كرياته الفتية.
الموعد اليومي :
(أ) في الصباح الباكر:
أفضل الحجامة هو عملها في الساعات الأولى من النهار بعد شروق الشمس وتنتهي عند اشتداد حرارتها.لأن بقاء الإنسان الذي يريد الاحتجام إلى ساعات متأخرة قد يتعب ويشعر بالدوار لتأخره في الإفطار؛ لأنها تفضل على الريق بين الساعة 7-10 صباحا، كما أن تأخير الحجامة للظهيرة فإن الإنسان يتحرك ويعمل مما يحرك الدم في منطقة الكاهل المحتوي على كريات دموية حمراء هرمة وشوائب إلى دورة الدم العادية، فيقلل من الدم الفاسد في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى التقليل من الفائدة المرجوة من الحجامة. أثبتت التحاليل المخبرية والفحوصات المعملية أن الحجامة في الوقت الباكر يكون الدم فاسداً، ويحتوي على الشوائب والمواد الضارة لصحة الفرد. أما بعد الظهيرة فإن الدم يكون وريديا نقيا لا يحتوي على هذه الشوائب.
(ب) الحجامة على الريق:(1/35)
يحذر المرء المحتجم من تناول أية لقمة صباح يوم حجامته ويبقى صائما عن الطعام ويسمح له بكأس من الشاي والقهوة قليلة السكر حيث لا يحتاج إلى عمليات الهضم المعقدة مما يؤدي إلى تحرك الدم، مما يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وتنظيم في ضغط الدم وضربات القلب بجانب أنها تحتوي على منبه عصبي بسيط يجعل المحجوم يتقبل الحجامة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة"(1).
فقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن تناول الطعام قبل الحجامة حيث إنها تنشط جهاز الهضم في عمله وتنشط الجهاز الدوري حتى تتوافق مع عملية الهضم فتزداد ضربات القلب وينشط جريان الدم ويزيد ضغط الدم؛ مما يؤدي إلى تحرك الراكد والمتقاعد من الرواسب الدموية في الأوعية الدموية السطحية والعميقة كذلك أثناء توزيع الغذاء الناتج من الهضم ينشط الدم لينقل الغذاء إلى خلايا الجسم فالوضع لا يناسب الحجامة، ولو عملت الحجامة تحت هذا الظرف فإن الدم يكون دماً غير فاسد فلا يحصل على الفائدة المرجوة من الحجامة.
كما أثبتت الفحوصات المعملية والتحاليل المخبرية أن دم الحجامة على الريق هو دم فاسد يحتوي على شوائب ومواد ضارة للصحة، بينما دم الحجامة على الشبع فهو دم وريدي نقي.
أوقات الحجامة :
يفضل إجراء الحجامة في الأيام التي رغب فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي أيام 17، 19، 21 من الشهر العربي.
يفضل أن تكون الحجامة صباحا بعد الاستيقاظ (على الريق).
وقت الظهر أفضل للحجامة من الليل.
__________
(1) أخرجه ابن ماجه في السنن (3487) و(3488), والحاكم في مستدركه (4/209)و(211) والتبريزي في مشكاة المصابيح(4573), والذهبي في الطب النبوي, والمنذري في الترغيب والترهيب(4/315), والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/39), والعجلوني في كشف الخفاء (1/415و416), وحسنه الألباني (صحيح سنن ابن ماجه رقم 2826، والصحيحة رقم 766).(1/36)
يفضل الحجامة في البلاد الحارة عنها في البلاد الباردة.
يمكن عمل أكثر من كأس للفرد الواحد في نفس اليوم ثم يلزم الراحة.
قد يحتاج الفرد أحيانا إلى الحجامة كل شهر مرة أو كل سنة مرة حسب استجابته للحجامة بذهاب الألم.
لا يفضل الحجامة بعد الأكل مباشرة، ولكن على الأقل بعد ساعتين بعد الطعام.
مواضع الحجامة
مواضع الحجامة التي ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -احتجم بها وهي:
1- الكاهل.……2- الأخدعان.
3- وسط الرأس.……4- ظهر القدم.
5- على الورك.
فوائد الحجامة :
امتصاص الأخلاط والسموم التي توجد تجمعات دموية بين الجلد والعضلات(منطقة الفاشية).
تنشيط الدورة الدموية موضعيا.
تقوية المناعة العامة في الجسم وذلك بإثارة غدد المناعة.
تنظيم الهرمونات.
تسليك العقد والأوردة الليمفاوية المنتشرة في كل أجزاء الجسم، فيمكنها تخليصه أولا بأول من الأخلاط ورواسب السموم.
تنشيط أماكن ردود الفعل بالجسم.
تسليك مسارات الطاقة (اللين واليانج وتشي)[وهي الطاقة الحيوية] التي تقوم على زيادة حيوية الجسم (اكتشفها الصينيون القدماء).
العمل على موائمة الناحية النفسية.
تنشيط الغدد الصماء خاصة الغدة النخامية.
تنشيط مراكز المخ، الحركة، السمع، الإدراك، الذاكرة.
رفع الضغط عن الأعصاب.
الحجامة تمص الأحماض الزائدة في الجسم.
تحسين وتنشيط وظائف الجسم كما أثبتت البحوث العلمية عن الحجامة وهي:
أ) زيادة نسبة الكورتيزون في الدم.
ب) تحفيز وإثارة المواد المضادة للسموم.
ج) تقلل نسبة الكولسترول في الدم.
د) تقلل نسبة البولينا في الدم.
هـ) زيادة نسبة المورفين الطبيعي في الدم.
الحالات المرضية التي عولجت بالحجامة:(1/37)
جاء في كتاب "الدواء العجيب "لمحمد أمين شيخو، وكتاب"الطب الصيني التقليدي" أن هناك أبحاثاً أجريت لبعض المرضى المصابين بأمراض مختلفة، وقد تحسنت حالاتهم السريرية والمخبرية، إلا أن عدد هذه الحالات التي أجريت ليست كافية للحكم على مدى تأثير الحجامة في علاج هذه الأمراض لإقناع غير المسلمين بوجه الإعجاز في التداوي بالحجامة. ومن هذه الأمراض:
أمراض الدم: سرطان الدم - الثلاسيميا – الرعاف- الناعور – خلل عوامل التخثر – احمرار الدم – فقر الدم – جلطات دموية.
الجهاز الدوري: نقص تروية قلبية – احتشاء العضلة القلبية – ارتفاع ضغط الدم وهبوطه – الدوالي – آلام الصدر – تصلب الشرايين – ارتفاع توتر شرياني مزمن.
الجهاز التنفسي: الربو – التهاب رئوي – ارتشاح رئوي – السعال المزمن.
الجهاز البولي: التهاب مجرى البول – قصور كلوي – التبول غير الإرادي – تضخم البروستاتا – هبوط المثانة.
الأمراض السرطانية: سرطان الدم – سرطان الثدي – سرطان الرحم – سرطان البروستاتا – هودجكن – سرطان القناة الكبدية الجامعة – كتل سرطانية تحت الجلد.
الجهاز الهضمي: الإمساك – آلام البطن.
أمراض الكبد: تليف الكبد – التهاب الكبد الأنتاني – اليرقان.
أمراض الطحال: تضخم الطحال.
الأمراض المعدية: الخرجات الجلدية - الحمى المالطية – تقرحات معدية – الإيدز – الزكام – الرشح – النكاف.
أمراض المناعية: مرض متلازمة بهجت – تحسس الجلد.
العقم عند الرجال نتيجة نقص عدد أو زيادة عدد الحيوانات المنوية.
أمراض العظام: الروماتزم – تضيق القناة الشوكية – فتوق نواة لبية في فقرات العمود الفقري – الانزلاق الغضروفي – آلام الظهر - تمزق أربطة المفاصل.
سكر الدم وارتفاعه.
زيادة الشحوم الثلاثية والكلسترول.
الجهاز العصبي: الشلل – احتشاء دماغي نازف – صرع – ضمور الدماغ – الشقيقة – الصداع – ضعف الرؤية – عرق النسا – شلل العصب الوجهي.(1/38)
وهن عام – اعتلال عضلي – الأرق – تدمع العين بسبب عيب خلقي أو خلل عصبي.
عسر الحيض وهبوط الرحم.
وتأكيدا لما سبق فإن هناك بعض الحالات المرضية التي عولجت بالحجامة وتحسنت حالتها وهي كما يلي:
هيثم عثمان:- مصاب بسرطان في البلعوم، واختفت الأورام تماماً بعد الحجامة كما زاد عدد الكريات الدموية البيضاء من (2200) إلى (5700) بعد الحجامة.
خلود قادري:- أصيبت بالتهاب السحايا أدى إلى فقدانها النطق وارتخاء في المفاصل وعدم الحركة، وبعد الحجامة أصبحت قادرة على النطق وأصبحت تمشي من جديد.
سليم مندور:- يعاني من تليف كبدي وبعد الحجامة تحسنت وظائف الكبد وعادت الكبد إلى عملها الفسيولوجي من جديد.
محاسن ضبعان:- تشتكي من كتل ليفية في الثدي وفتقين في الفقرات العظمية مع انزلاق غضروفي في فقرات العامود الفقري، وبعد الحجامة زالت الكتل الليفية مع زوال الألم نهائياً وزوال ألم الظهر تماماً وألم المفاصل، وألم الأعصاب كل ذلك مصحوب بنشاط عام.
د. أحمد ماهر بركات:- يعاني من الشقيقة وآلامها المستمرة بعد الحجامة زال الصداع وأحس بنشاط عام كبير.
د. محمد جمال مرتضى:- ضعف مناعة أدى إلى التهابات مزمنة في اللوزتين مع ضعف عام، وبعد الحجامة تحسنت مناعته وأصبح التهاب اللوزتين نادراً.
حميد الجارح:- يعاني من حساسية مفرطة في الرئتين، وبعد الحجامة تحسن من هذه الحساسية تماماً وشعر بنشاط عام وراحة الصدر.
بديعة علال:- تعاني من ارتفاع في الضغط وربو تحسسي، وبعد الحجامة انخفض الضغط وذهب الربو ولم تعد تستعمل الأدوية.
من كتاب "الدواء العجيب":(1/39)
السيد درويش حاج درويش:- تبين أن لديه احتشاء دماغياً في جسم النواة المذنبة اليسرى مما أدى إلى قلة النطق يشبه الحبسة الكلامية منذ (8) أشهر وضعف في النواة العضلية في الطرف الأيمن بمقدار 4/5 بالذراع والساق الأيمن مرافق ضعف بالذاكرة (ضمور دماغي) وبعد إجراء الحجامة تحسن تحسناًً ملحوظاً شديداً في حركة الذراع والساق واستطاع النطق بشكل طبيعي.
السيد جمعة كاج بن بشير:- تبين أن لديه احتشاء عضلة قلبية سفلى، ويتعرض لنوب خناق صدر متكررة وتالية للاحتشاء القلبي ويستخدم حبوب النيتروجليسرين تحت اللسان للسيطرة على النوب المتناهية وبعد إجراء الحجامة له شعر المريض بتحسن للأمراض السريرية وزالت نوبة خناق الصدر ولم يعد يضطر إلى استخدام حبوب النيتروجليسرين تحت اللسان، كما تحسن التخطيط الكهربائي للقلب بتحسن زحول قطعة S T بالمساري السفلية.
محظورات الحجامة :
تجنب الحجامة للإنسان المصاب بالبرد أو الحرارة العالية أو الرشح إلا بعد شفائه.
يجب ألا توضع الكأس فوق الرباط الممزق للمصابين بتمزق في الأربطة.
المصاب بالماء في الركبة لا يوضع الكأس فوق المنطقة المصابة وإنما بجوارها.
الدوالي بالساقين تكون الحجامة بجوار الدوالي وبحذر.
المرضى المصابون بأمراض الكبد يحتاجون لاحتياطات شديدة.
المرضى المصابون بسيولة بالدم أو السكر لا يتم لهم التشريط بل وخز بسيط..
المصاب بانخفاض في ضغط الدم:
أ) …يتجنب الفقرات القطنية له.
ب) وكذلك تتم له الحجامة واحدة ثم واحدة.
ج) لا يوضع له أكثر من محجم أو محجمين للحجامة في
وقت واحد.
د) …إذا حدث إغماء يتم نزع الكؤوس ويعطى شرابا سكريا.
مرضى الأنيميا:
أ) تعمل له الحجامة واحدة ثم يتلوها واحدة أخرى حسب استعداد جسمه وتحمله.
ب) تجرى له الحجامة وهو مستلقٍ على جنبه.
ج) إذا حدث له إغماء تنزع الكؤوس ويعطى شراباً سكرياً.(1/40)
أهمية التهيئة النفسية للفرد الجديد على الحجامة عن طريق إعطائه فكرة عن فوائدها وفضلها كما يفضل أن يرى إنساناً يحتجم أمامه.
الأدوات المستخدمة للحجامة كالمشرط والقفاز يجب أن تكون لمرة واحدة.
أهمية سؤال المريض عن بعض الأمراض التي قد يكون
مصابا بها:.
أ) سيولة الدم.…… ب) تكسير الدم.
ج) أمراض القلب.…… د) أمراض الكبد.
هـ) الإصابة بالسرطان. و) تمزق الأربطة.
ز) الماء على الركبة.
لا تعمل الحجامة للمصابين بالمس والسحر والحسد وما شابه ذلك إلا بواسطة إنسان يستطيع أن يتعامل مع مثل هذه الحالات (مثل أحد الشيوخ).
بالنسبة لحجامة النساء يفضل أن تتم بواسطة النساء اللاتي لهن ممارسة جيدة في الحجامة.
يحذر استعمال الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي.
لا يتم عمل الحجامة:
أ ) لمن تبرع بالدم إلا بعد يومين أو ثلاثة أيام حسب صحته.
ب) اللديغ حتى يفيق ويرتاح.
ج) لمن يتعاطى المنبهات حتى يتركها.
د)…الخائف حتى يطمئن.
هـ) من ركب جهازاً لتنظيم ضربات القلب.
و) لا تتم الحجامة الرطبة فوق الشد العضلي، بل توضع كاسات هواء فقط بدون تشريط.
ز) لمن يأخذ دواء لسيولة الدم إلا مع حذر.
ح) للمجهد والتعبان حتى يستريح.
ط) يحذر عمل الحجامة على الشبع الشديد أو الجوع الشديد.
لا تتم الحجامة في حالة الجلطة الوريدية إلا تحت إشراف طبيب.
الضوابط اللازم اتخاذها لممارسة الحجامة بالطرق الآمنة:
لنتحدث عن هذه الضوابط يجب أن نجيب أولاً عن هذه الأسئلة:
1) ماذا تعني الحجامة للجراح؟ هي جروح سطحية على الجلد.
2) لماذا هذا الاهتمام بها؟
أ) مصدر للعدوى بالجراثيم للحجام.
ب) مدخل للجراثيم لجسم المحجوم.
3) ما هي الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم والجروح؟
أ) الأمراض البكتيرية:
*الكزاز. ……*التعفن الغازي(الغرغرينا).
*الجمرة الخبيثة. …*السل.
* التهاب خلوي. …*التهاب صديدي.
ب) الأمراض الفيروسية:
*التهاب كبدي فيروسي (ب)، (جـ).
*نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).(1/41)
*الفيروسات المضخمة للخلايا.
*فيروسات أبشتاين-بار.
هذه الأمراض قد تنتقل من وإلى الحجام والمحجوم إذا كان أي منهما يحمل هذه الميكروبات.
أي جروح في الجلد الناتجة من التشريط للحجامة قد تسبب مشاكل صحية خطيرة إذا لم تراع الضوابط اللازمة ولم يتبع الاحتياطات الضرورية عند الحجامة.
لعدم حدوث أي مضاعفات أو مشاكل عند إجراء الحجامة، يلزم أن تؤخذ الاحتياطات بأن يتم إجراؤها:
* للشخص المناسب.
* بواسطة الشخص المناسب.
* في المكان المناسب.
* بالأدوات المناسبة.
4) ما الضوابط والشروط اللازم اتباعها لممارسة الحجامة؟
أولا: من يقوم بالحجامة؟
أن يكون الممارس طبيبا أو ممرضا أو ممارسا شعبيا من الذين شهد لهم بمهارتهم في الحجامة.
أن يكون مسلماً، متعلماً.
أن يكون هدفه اتباع السنة.
أن يكون مقتنعاً بجدوى الحجامة.
أن يكون عارفاً بمناطق الحجامة معرفة جيدة.
أن يكون ماهراً في عملية الحجامة.
أن يكون ملماً بالمضاعفات التي قد تحدث أثناء الحجامة أو بعدها وكيفية الوقاية منها وكيفية علاجها.
أن يكون ملماً بطرق التعقيم المعمول بها في المجال الصحي.
أن يكون متعرفاً للأدوات الحديثة المستخدمة في عملية الحجامة.
أن يكون لائقاً صحياً للعمل بالمجال الصحي وذلك بأن لا يكون مصابا بأي من الأمراض المعدية كالتهاب الكبدي الوبائي والسل أو الإيدز... وغيرها.
أن يأخذ التطعيمات للأمراض التي قد تنتقل عن طريق الدم كالتهاب الكبدي الوبائي أو السل والكزاز وغيرها.
ثانيا: أين تجرى عملية الحجامة؟
عيادة الحجامة: في المستشفى أو المركز الصحي - عيادة الحجامة خارج المستشفى.
أ) شروط المكان:
يشترط في المكان أن يكون في أحد الموقعين التاليين:
في العمليات الصغرى Minor- Surgery
في عيادات بعيدة ومنفصلة عن العيادات الخارجية.
ب) مواصفات العيادة:
أن تكون مساحة المكان مناسبة.(1/42)
أن يكون المكان نظيفاً متبعاً فيه الاحتياطات اللازمة للتعقيم والتطهير كتطهير الأرض بالمطهرات الكيميائية كما يفضل وجود Ultera-Vilot-Ray على الجدار لتقليل إمكان إصابة المحجوم بالعدوى.
أن يكون خارج العيادة مغسلة لتعقيم الأيدي قبل وبعد العملية.
أن يكون المكان مناسباً واسعاً جيد التهوية.
ج) محتويات العيادة:
سرير مريح كأسرة المستشفيات المستخدمة في أثناء فحص المريض.
أن تكون مغطاة بشرشف أبيض نظيف أو بالورق المنزوع تدريجيا.
تواز مكتب وكرسي.
دولاب نظيف يوضع به أدوات الحجامة ويجب أن تكون معقمة ومرصوصة بشكل جيد يسهل استخدامها إلى جانب الأدوات الأخرى المهمة في أي عملية صغرى كالشاش والمطهر والجفت والقفازات المعقمة.
تواز Surgical Trolly لتجهيز الأدوات عليها.
أن يوجد جهاز لقياس ضغط الدم وترمومتر لقياس درجة الحرارة، بعض الأدوية التي يحتاج إليها الحجام لمعالجة المضاعفات التي قد تحدث كالمحاليل الوريدية... وغيرها.
جهاز التعقيم.
د) وجود غرفة قريبة من العيادة حتى يغير المريض ملابسه ويلبس ملابس العمليات التي يلبسها المرضى الذين يعمل لهم عمليات أخرى.
عيادة الحجامة ... المغاسل ... غرفة تغيير الملابس
هـ) أما إذا كانت الحجامة تعمل في العلميات الصغرى فيعمل بجميع الاحتياطات المعمول بها في هذه العيادات وهي أسلم وأفضل.
و) وضع لوحات إعلامية إرشادية على جدران العيادة عن الحجامة سواء من الناحية الدينية مثل الأحاديث الشريفة عن التداوي أو الناحية العملية كصور للحجامة وصور لمناطق الحجامة وغيرها حتى تعطي فكرة للمريض.
الهيئة الفنية التي تمارس الحجامة:
يجب أن يكون الطبيب أو الممرض أو الممارس الشعبي مدربا على الحجامة تدريباً جيداً.
يجب وجود ممرض أو ممرضة للمساعدة أثناء الحجامة.
يجب أن يكون لدى الممارس الشعبي إلمام بالمضاعفات التي يمكن أن تحدث للمحجوم وطرق التغلب عليها (حضور دورة تدريبية للحجامين).
شروط الإجراءات:(1/43)
الاحتياطات والإجراءات التي يجب اتباعها قبل الحجامة:
1- يجب تعقيم الأدوات جميعها إما بالغليان أو بالاوتوكلاف وهي الأفضل سواء الأدوات المستخدمة في الحجامة أو الأدوات الأخرى كالقفازات المستخدمة لمرة واحدة (Disposable).
2- تجهيز التروللي الجراحي Surgical Trolly وتكون أدوات الحجامة مرصوصة بطريقة مناسبة ومريحة أثناء العملية وتحتوي على:
أ) أجهزة الحجامة: المحاجم سواء الزجاجية أو البلاستيكية وتكون معقمة إما بالغليان أو بالأوتوكلاف وملفوفة إما بالأكياس المستخدمة في التعقيم بالأوتوكلاف أو محاطة بمناشف معقمة، كما يجب أن يكون مشرط الحجامة معقماً بالغليان أو بالأوتوكلاف.
ب) قفازات معقمة تستخدم لمرة واحدة.
ج) أداة مناولة معقم.
د) جاون معقم للحجام ومساعده.
هـ) شاش 4 × 4 وقطن معقم وبكمية مناسبة.
و) مشرط معقم يستخدم مرة واحدة.
3- يجب أن تتبع الإجراءات الآتية للمريض قبل الحجامة:
أ) يوقع المريض أو ولي أمره على الموافقة بالحجامة (Consent).
ب) أن يكون المريض لائقا صحيا للحجامة وذلك بفحص طبي يبين أنه ليس هناك أي مانع طبي لعمل الحجامة.
ج) أن يعمل الفحوصات التالية قبل الحجامة: CBC، HBV للالتهاب الكبدي الوبائي، HIV لمرض الإيدز، تحليل سكر FBS + P.P.BS بالدم، عمل وظائف الكبد للتأكد من سلامته.
عمل اختبار للتجلط: Bleeding Time
Clotting Time
PT، PTT.
أما بالنسبة للمرأة عمل تحليل حمل للتأكد من خلوها من الحمل.
4- يجب تهدئة المريض نفسيا وإعطاؤه فكرة مبسطة عن الحجامة وخطواتها حتى يقل قلقه وخوفه وذلك من قبل الممرض أو تنفيذها لمريض آخر أمامه ليطمئن.
5- قياس ضغط دم المريض والنبض والحرارة.
6- يقوم المريض بلبس الثوب الخاص بالعمليات.
7- يوضع المريض على السرير إما جالسا أو مستلقيا(وهو الأفضل).
الاحتياطات التي يجب اتباعها أثناء عملية الحجامة:(1/44)
تحضير الأدوات المعقمة المستخدمة الموجودة على التروللي الجراحي Surgical Trolly أو طاولة نظيفة:
1 - قفاز معقم Disposable يستخدم للمرة الواحدة.
2 - مشرط طبي معقم يستخدم للمرة الواحدة.
3 - محاجم للحجامة معقمة.
4 - شفاط لشفط الهواء (يدوي أو كهربائي) معقم.
5 - مطهر لتعقيم جلد المريض.
6 - شاش 4 × 4 معقم.
7 - جفت مناولة.
8 - جاون وفوط معقمة.
الطريقة:
1 - إعطاء الجاون الخاص بمرضى العمليات.
2 - وضع المريض على سرير إما جالسا أو مستلقيا (وهو الأفضل).
3 - أن يتبع الحجام طرق التعقيم المتبعة كغسل اليدين ولبس قفاز معقم وكذلك مساعده.
4 - تعقيم المكان المراد استخدامه للحجامة من قبل الممرض أو مساعد الحجام.
5- يكشف المريض الجزء المراد استخدامه للحجامة.
6 - وضع فوط معقمة حول مكان الحجامة ويرش المكان بالمخدر الموضعي.
7 - يوضع الكأس بإحكام على مكان الألم، ويتم شفط الهواء الذي بداخل المحجم حتى يتم تفريغ أكبر جزء من الهواء فيتم شفط جزء من جلد المريض والنسيج الذي تحته داخل المحجم، فيتم مص الدم والأخلاط إلى سطح الجلد على صورة منطقة دائرية حمراء مكان فوهة الكأس نتيجة لحدوث تجمع دموي في المكان.
8 - يترك الكأس في هذا المكان من 3 – 5 دقائق، ثم ينزع الكأس ويسمى هذا المحجم ويفيد هذا في نقل الأخلاط من الأماكن المهمة مثل المفاصل إلى الأماكن الأقل أهمية مثل سطح الجلد، وبذلك يختفي جزء كبير من الألم.
9 - يتم تطهير مكان الحجامة مرة أخرى قبل التشريط.
10 - يتم عمل تشريط أو خدوش بسيطة في الطبقة الخارجية من الجلد بعمق قليل جدا أو 0.1 مم أي خدوش بسيطة جدا لا تصل لوريد أو شريان وبطول حوالي 4مم بـ 15 شرطة وذلك بالمشرط الطبي المعقم، ويجب أن يكون اتجاه التشريط بطول الجسم من ناحية الرأس إلى ناحية البلعوم (يمنع التشريط بالعرض) ويكون التشريط بعيدا عن بعضه (بـ 3 مم).(1/45)
11- يتم نفخ الهواء داخل الكأس ويترك فرصة لشفط الدم والهواء داخل الكأس.
12- يوضع الكأس فوق نفس المكان بإحكام ويتم الشفط بشدة فيخرج بعض الدم عن طريق هذه الخدوش البسيطة من الجلد ويترك المحجم مدة دقيقتين إلى خمس دقائق حتى يتجلط الدم الذي تم شفطه من المكان.
13- يتم نزع الكأس بحذر حتى لا يسيل الدم على جسم المريض مع وجود الفوط المعقمة الموضوعة سابقا، ويسيطر على الكأس باليد اليسرى ويغلق فوهة الكأس بشاش وتقلب الكأس للخارج مع مسح آثار الدم بالشاش في اليد اليسرى.
14- يتم التخلص من الدم ثم معاودة الخطوات السابقة لإخراج الدم حتى يتم التخلص من التجمع الدموي الذي كان في المكان، بحيث يتوقف خروج الدم من الجسم في الكأس وأحيانا يخرج قطرات من سائل أصفر وبذلك تتم عملية الحجامة.
15- ينظف ويعقم مكان التشريط ويغطى بشاش معقم.
الإجراءات اللازم اتباعها بعد عملية الحجامة:
1 - تجميع الأدوات المستخدمة من قبل الممرض أو الممرضة أو مساعد الحجام لإعادة تعقيمها.
2 - الأدوات ذات الاستخدام الواحد توضع في سلة خاصة، حيث تجمع، ثم يجب إعدامها بالطرق المتبعة في ذلك.
3 - طريقة التخلص من الدم: يقلب المحجم فوق سلة المهملات ثم ينفخ في المحجم فيسقط الدم في السلة ويتم تغيير المحجم وإعادة وضع المحجم مرة ثانية وذلك بشفط الهواء من المحجم.
4 - يجب التخلص من المحجم والمشرط وعدم استخدامهما لمريض آخر ولكن يمكن استخدامها للمريض نفسه في مكان آخر من جسده.
5 - بالنسبة للمحاجم تنظف بالماء والصابون أولا ثم تنقع بمادة مطهرة حتى حين تعقيمها بطرق التعقيم أو الغليان أو الأشعة فوق البنفسجية.
6 - يجب استخدام المحجم لشخص واحد فقط يكتب عليه اسمه ولا يستخدم لشخص آخر.
7 - بالنسبة للمرضى المصابين بالالتهاب الكبدي (ب) أو (ج) يجب أن تتوافر أدوات مخصصة لهم ولا تستخدم للمرضى الآخرين.
8 - ينصح المريض بعد الحجامة:(1/46)
أ - بالراحة لمدة يوم أو يومين بعد الحجامة.
ب- بتجنب الجماع يومين أو ثلاثة بعد الحجامة.
ج- الاهتمام بنظافة مكان الحجامة.
د - قد ترتفع درجة الحرارة بعد24ساعة من الحجامة وهذا يزول بسرعة وفي حالة استمرارها يجب معرفة السبب ومعالجة ذلك.
الضوابط اللازم اتخاذها لممارسة
الحجامة بالطرق الآمنة
1- يجب اتباع النصائح الموجهة من الحجام حتى يزول الألم بسرعة.
2- بعض الناس يشعر بالشفاء بسرعة والراحة من أول حجامة وبعضهم الآخر يحتاج لأكثر من مرة، وعليه أن يتحرى الأيام الموصى بها من الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الشهر العربي وبعضهم يحتاج إلى الحجامة كل سنة.
3- الدواعي التي يفضل أن يكون وضع المريض مستلقياً على السرير على جنبه:
أ) لمن يشعر بالخوف عند إجراء الحجامة.
ب) لمن له مشاكل بالدورة الدموية.
ج) المصابين بالأنيميا.
د) المرضى ذوو الضغط الدموي المنخفض.
4- لا يترك المحجم أكثر من خمس دقائق لأن ذلك يؤدي إلى خروج السائل اللمفاوي إلى الجلد مما يؤدي إلى ظهور فقاعات كالحروق وهو أمر غير مرغوب فيه حيث تكون محتوية على السائل اللمفاوي. وإذا حدث فيتم وخزها لإخراج السائل ولكن لا يفضل ذلك، بل تطهر ثم يوضع عليها مراهم مطهرة ومسكن وتعامل في تعقيمها، مثل الجروح والحروق البسيطة.
5 - المرضى ذوو الضغط المنخفض:
أ - التقليل من عدد الحجامات.
ب- مراقبة درجة وعيه أثناء الحجامة حتى لا يحدث إغماء.
ج- تجنب عمل الحجامة على الفقرات القطنية لأنها تسبب انخفاض ضغط الدم.
6 - في حالة حدوث إغماء للمريض أثناء الحجامة يعمل الآتي:
أ) يستلقي المريض على جنبه مع رفع الرجلين وخفض الرأس ويقاس ضغطه.
ب) نزع المحجم فورا ويعطى شيئاً سكرياً يشربه.
ج) تهدئة المريض وطمأنته إذا كان خائفا.
د) وضع محاليل وريدية للمريض إذا كان في المستشفى أو المركز الصحي.
التعقيم والتطهير:(1/47)
تعريف التعقيم: هو قتل الكائنات الحية المتحوصلة وغير المتحوصلة وإبادتها إبادة كاملة من الوسط المراد تعقيمه سواء كان هذا الوسط صلبا أو سائلا أو غازا.
تعريف التطهير: هو قتل الميكروبات غير المتحوصلة أو منع نموها، أو إيقاف نشاطها من الوسط المراد تطهيره.
أهداف التعقيم:
1- منع انتقال وانتشار الأمراض.
2- منع التلوث.
العوامل التي تؤثر في كفاءة التعقيم:
1- كمية البكتيريا الملوثة.
2- طبيعة البكتيريا الملوثة.
3- العوامل البيئية المؤثرة.
4- الوقت الذي يستغرقه التعقيم.
5- طبيعة الجسم المراد تعقيمه.
احتمالات آلية قتل الميكروبات:
تدمير الجدار الخلوي.
تغيير نفاذية الغشاء السيتوبلازمي.
تغيير في طبيعة البروتوبلازما الغروية.
تدمير النشاط الأنزيمي والبروتيني للخلية المكروبية.
التدخل والتأثير في العمليات الحيوية.
طرق التعقيم:
أولاً: الطرق الطبيعية
1- الحرارة.
(أ) الحرارة الجافة:
1) الفرن الهوائي الساخن.
2) التلهيب لدرجة الاحتراق.
3) التلهيب الكحولي.
(ب) الحرارة الرطبة:
1) الغليان.
2) الأوتوكلاف.
2 - الأشعة:
(أ) الأشعة فوق البنفسجية:
* الطول الموجي 260-270ملليميكرون.
* تعقيم بشكل سطحي.
* تستخدم لتعقيم المكان المخصص لعيادة الحجامة.
(ب) الأشعة السينية وأشعة جاما:
* الطول الموجي005، 0-1ملليميكرون.
* تعقيم بشكل عميق.
3- الطرق الميكانيكية:
تعريفها: إزالة الميكروبات المتعلقة بالجلد وبالآلات عن طريق غسلها عدة مرات بالماء والصابون المطهرات.
4- الترشيح:
تعريفه: إزالة الميكروبات من المحاليل والسوائل بواسطة حجزها بطرق ميكانيكية من خلال تمريرها على مادة مرشحة تعمل على حجز الميكروبات.
تستخدم هذه الطريقة قي تعقيم المحاليل والسوائل الحساسة للحرارة مثل المضادات الحيوية، المصال، اللقاحات، والأنزيمات.
ثانياً: الطرق الكيميائية:(1/48)
للمواد الكيميائية دور هام في قتل الجراثيم (وهو ما يسمى بالتطهير) ولكن ليس ثمة مادة كيميائية واحدة تعد من أفضل المواد القاتلة للميكروبات أو أنها تنفع لجميع الأهداف. وهذه المواد الكيميائية تسمى بالمطهرات.
صفات المطهرات:
أن تكون سامة للجراثيم.
الثبات.
أن تكون غير سامة أو مهيجة للإنسان أو الحيوان.
لها القدرة على الاختراق.
هـ) أن تكون متوافرة بالأسواق.
تتم الطرق الكيميائية باستخدام المطهرات:
أ)… الغازية (الأوزون، الفورمالدهيد).
السائلة (الديتول، الكحول، الفينول، سايدكس، الكلور، إلخ..).
تعقيم أدوات الحجامة:
يراعى في استخدام عملية التعقيم لأدوات الحجامة ما يلي:
أ) …نوعية المادة المصنوع منها أدوات الحجامة.
ب) مدى مقاومتها للحرارة.
ج)…مقاومتها للكسر أو التلف.
الطرق المثلى للتعقيم:
1 - الأوتوكلاف.… 2 - الأفران الهوائية الساخنة.
3 - الغليان.……4 - المطهرات الكيميائية.
الأوتوكلاف: هي أفضل طريقة لتعقيم الأدوات والآلات الجراحية.
فكرة عمله:
زيادة الضغط داخل وعاء محكم الإغلاق يسبب تكثيف البخار مما يزيد من درجة الحرارة فيقلل من الزمن المطلوب في التعقيم. فزيادة الضغط يؤدي إلى حدوث تكثيف البخار عند ملامسته للأشياء الأقل برودة بداخله فيتولد عن هذا التكثيف طاقة التبخر الحرارية التي تقتل جميع الميكروبات في الأشياء المراد تعقيمها سواء كانت المتحوصلة أو غير المتحوصلة.
مميزات هذه الطريقة:
1 - قتل جميع الميكروبات المتحوصلة وغيرالمتحوصلة.
2 - القدرة على الوصول إلى داخل الأشياء والتغلغل فيها.
3 - تعقيم صحيح مضمون.
4 - تقليل الزمن المستخدم للتعقيم بالطرق الأخرى.
الاحتياطات الواجب اتباعها عند التعقيم بالأوتوكلاف:
التأكد من سلامة كفاءة الجهاز وصلاحيته.
تنظيف الأشياء المراد تعقيمها قبل وضعها في الجهاز وتجفيفها.
تأكد من نظافة المكان الذي تحفظ فيه الآلات وغَطّه بفرش نظيف.(1/49)
اتباع أسس التعقيم أثناء عملية التعقيم مثل تعقيم اليدين وغطاء الرأس ولبس الجاون المعقم.
يجب فحص الأدوات والتأكد من نظافتها وسلامتها قبل تعقيمها.
توضع الآلات داخل قطع مربوطة من الشاش مع كتابة اسم الآلة عليها، وتوضع في أسطوانة التعقيم داخل الأوتوكلاف.
بالنسبة للعلب يجب تنظيفها وتجفيفها ووضعها مفتوحة داخل الجهاز.
توزع الأدوات داخل الأوتوكلاف وترتيبها متباعدة ومتفرقة حتى يتخللها البخار بسهولة.
التأكد من المواد وعددها قبل وضعها في الجهاز، ويكتب تاريخ التعقيم ومحتويات الجهاز في تذكرة معلقة على العلبة، تحفظ الآلات بعد تعقيمها في مكان أو دولاب نظيف آمن.
الأدوات المستخدمة لتعقيمها بالأوتوكلاف:
1 - مناشف العمليات – الملايات – الشاش – القطن – الأربطة اللنت (قماش من الكتان للأغراض الطبية)
2 - الجوانتيات والقساطر الكوتشوك والدرانق وأنابيب المعدة.
3 - الآلات المعدنية غير الحادة.
4 - الأدوات الجراحية المعدنية – الحقن المعدنية – الأطباق المعدنية.
5 - الأدوات الزجاجية والحقن الزجاجية.
6 - الخيوط الجراحية التي لا تفسد بالحرارة.
الأفران الهوائية: (التعقيم بالحرارة الجافة)
الطريقة:
هو وضع الأدوات المراد تنظيفها وتجفيفها ويجب ترتيبها متباعدة متفرقة في الفرن الكهربائي. ويجب وضع الجفتات والمقصات مفتوحة حتى يمكن للهواء الساخن الوصول إليها. ثم يعقم الأدوات عند درجة 160درجة م لمدة1-3ساعات إلى180درجة م نصف ساعة - ساعة.
المواد الممكن تعقيمها بهذه الطريقة:
1- الشاشات.
2- الأدوات الزجاجية.
3- الأدوات المعدنية الحادة الجراحية.
الغليان: (الحرارة الرطبة) وهذه الطريقة تستخدم في عيادة الحجامة.
الاحتياطات الواجب اتباعها عند استعمال الغلايات:
1- تنظيف الغلايات من الداخل يوميا بالماء والصابون لإزالة الرواسب.
2- تنظيف المصفاة التي داخل الغلاية جيدا وإعادتها وملء الغلاية بالماء النظيف استعدادا للتشغيل.(1/50)
3- غسيل الآلات والأدوات المراد تعقيمها بالماء النظيف وشطفها بالماء الجاري قبل وضعها بالغلاية أو بالمطهرات الكيميائية ثم شطفها بالماء.
4- يجب أن تغمر الماء الآلات والأدوات الموضوعة في المصفاة في الغلاية.
5- تفصل المكونات الزجاجية وتلف بقطعة فوط أو شاش لئلا تكسر.
طريقة استخدام الغلاية:
1- توضع الأدوات المراد تعقيمها داخل الغلاية
2- تغمر الأدوات بالماء مع إضافة بيكربونات الصوديوم بنسبة
2 % على الماء لمنع الأشياء المعدنية كما يساعد في قتل الميكروبات المتحوصلة.
3- ترفع درجة حرارة الماء إلى أن تصل إلى درجة الغليان وتحسب بعده مدة نصف ساعة غليان مستمر للآلات الخاصة بالغيارات، أما الآلات التي تستخدم للعمليات الجراحية فتغلى لساعة كاملة.
4- تترك المواد داخل الغلاية حتى تنخفض درجة الحرارة ثم تستخرج المواد المعقمة من الغلاية بواسطة المصفاة أو جفت المناولة حتى لا تنكسر الأدوات الزجاجية أو يتكثف الهواء على سطحها الساخن فتتلوث مرة أخرى.
5- توضع الأدوات على فوط معقمة أو في مطهر للمحافظة على تعقيمها.
الأدوات المستخدمة بهذه الطريقة (الغليان):.
1- الآلات المعدنية غير الحادة مثل الجفت بأنواعها ولا تعقم الأدوات الحادة مثل أسطحة المشارط أو المقصات لئلا تزول حدتها.
2- الأدوات الزجاجية.
3- القفاز والقسطرة فولي وأنابيب رايل والدرانق.
الأدوات التي لا تعقم بهذه الطريقة:
1- الأدوات الحادة.
2- الأدوات المصنوعة من الكاوتشوك.
3- الأدوات التي تتلف من التعقيم بالحرارة مثل الخيوط... وغيرها.
كيفية غسل الأيدي :
الأدوات اللازمة:
1 - حوض الغسيل.
2 - صابون مطهر سائل أو صابون من النوع المعتاد.
3 - فوط أو ورق تجفيف.
الطريقة:
1 - قص الأظافر التي قد تحمل الميكروبات بجانب أنها قد تؤذي المريض.
2 - خلع الخواتم والساعة من اليد.
3 - إذا وُجد جروح يوضع عليها غيار أو جوانتي لمنع التلوث.(1/51)
4 - أثناء تعقيم الأيدي ينصح بالوقوف مستقيما أمام حوض الغسيل مع عدم الانحناء كما يراعي عدم تبلل الملابس وفي حالة انخفاض حوض الغسيل تثنى الركب.
5 - عند فتح صنبور الماء يستخدم الورق أو الكوع.
6 - يضبط صنبور الماء لجعل الماء دافئا.
7 - يبلل اليدين مع الذراعين بالماء الجاري مع جعل الكوع أسفل الرسغ فينحدر الماء إلى الرسغ.
8 - يوضع الصابون على راحة اليد أو باستخدام الفرشاة الجاهزة مع جهاز الايوداين، المستخدم في تعقيم الأيدي بالعمليات، أو باستخدام الصابونة العادية.
9 - يدلك راحة اليد جيدا ثم ظهرها ثم بين الأصابع بطريقة التشابك العكسي ثم أصابع كل يد على حدة بطريقة دائرية وبشدة بادئا بالإبهام ولمدة 15 ثانية تقريبا لكل إصبع.
10- اشطف يديك ثم ذراعك ابتداء من الرسغ إلى المرفق بحيث يصبح مستوى الرسغ أعلى من المرفق.
11- تكرر العملية.
12- يغلق الصنبور بالكوع أو باستخدام أوراق جافة بعكس طريقة الفتح.
13- يجفف اليدين بفوط معقمة.
أوجه الإعجاز العلمي والطبي في بعض أبحاث الحجامة:(1/52)
بعد الاطلاع على الأبحاث التي تناولت الحجامة كما ورد في كتاب الدواء العجيب لمحمد أمين شيخو، والذي جمعه وحققه عبدالقادر يحيى، الشهير بالديراني، والذي أضاف إلى عنوان الكتاب معجزة القرن العشرين الذي شفي منه مرضى القلب القاتل، ومرضى الشلل والناعور، والشقيقة، والعقم، والسرطان، والذي قام على أبحاث هذا الكتاب فريق طبي سريري مكون من ثمانية أساتذة في الطب السريري، وسبعة أساتذة في الطب المخبري ينتمون لجامعة دمشق بسوريا. وقامت وكالات الأنباء العالمية والمحلية والسورية والفضائية والإذاعات الدولية وبعض صحف العالم بالاهتمام البالغ بنشر هذا الفتح الطبي الوقائي والشافي من الأمراض التي عجز عن شفائها الطب الحديث في هذا العصر الحاضر؛ مما دفعني لدراسة هذا الكتاب الذي يحوي خمسمائة صفحة مليئة بالبحوث السريرية والمخبرية وعرضه على فئة من المتخصصين في مجال الطب السريري والمخبري لمناقشة بعض الحالات وبعض التحاليل الذي ظهر فيها الإعجاز العلمي والطبي كشفاء لبعض الأمراض المستعصية على الطب الحديث مثل الشلل النصفي أو مرض الناعور والسرطان وغيرها من الأمراض المزمنة التي في مفهوم الطب الحديث ليس لها علاج.
وهنا يتجلى الإعجاز العلمي والطبي في الحجامة التي حث عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومن سياق هذه الأحاديث نجزم بأن الحجامة لها فوائد كثيرة سواء استطاعت الأبحاث والدراسات اكتشافها أم لا ففوائدها محتمة فهو - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى، علمه من علمه، وجهله من جهله. ومما لا شك فيه أن أوجه الإعجاز العلمي والطبي في بعض الدراسات واضحة بينة إلا أنه في بعض الأحيان تخفى علينا فلا يجب أن نبالغ ونُقحم السنة في متاهات؛ لكي نثبت للناس وجه الإعجاز.(1/53)
ومن الاستدلال على ذلك ما قيل في هذا البحث: إن النساء لا يحتجمن إلا بعد سن اليأس، لأن الدورة الشهرية عند النساء بمنزلة الحجامة عند الرجال وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم شهريا وهذا ليس فيه منطق والقياس على ذلك خاطئ فالدورة عند النساء ليست بمنزلة الحجامة ودم الحيض ليس يشابه دم الحجامة والنساء يمرضن كما يمرض الرجال قبل سن اليأس وبعد سن اليأس فلو كانت امرأة تعاني من سرطان في سن مبكرة، وقد ثبت أن الحجامة تشفي من السرطان، فهل تعمل لها الحجامة أو تنتظر حتى تبلغ سن اليأس؟ وفي هذه الحالة يكون السرطان قد قضى عليها.
كما أن أبحاث الكتاب تناولت حالات مرضية عديدة ومتنوعة مثل ارتفاع السكر وارتفاع الضغط، الالتهاب الكبدي، مرض الإيدز والاحتشاء الدماغي الحاد، الفشل الكلوي وسرطان الدم، ومرض هدجكن، وغيرها كثير ولقد أجريت لهؤلاء المصابين بهذه الأمراض حجامة، وبفضل من الله اختفت هذه الأمراض، وأكدت النتائج بالفحوصات المخبرية والإشعاعية.
ونظراً لأن هذه الدراسات تناولت حالة أو حالتين لكل مرض وهذه النتائج لا تكفي ولا تفي بالغرض بتعميمها لنشرها بين المجتمعات لتصبح قاعدة أو منهج جديد في الطب، وكان بالأحرى أن تكون هذه الأبحاث والدراسات مبنية على منهج بحثي متكامل غير قابل للنقد.
هذه الدراسة يجب أن نشجعها ولا نقلل من قيمتها وحتى لو كانت بسيطة إلا أنها تعد خطوة جيدة لفتح الباب أمام الأطباء والباحثين لمواصلة المسيرة البحثية في مجال التداوي بالحجامة.
الخاتمة(1/54)
يعلم بعض المسلمين أن الطب النبوي حافل بالعلوم الدوائية والعلاجية لكثير من الأمراض المستعصية والتي ظهرت في عصر الطب الحديث الذي وقف حائرا أمامها، وهاهي الحجامة عنصر من عناصر الطب النبوي التي لم يعط لها بال، تفتح لنا اليوم بابا جديدا في علاج بعض الأمراض التي لم يتمكن الطب الحديث من علاجها (كما ورد في كتاب الدواء العجيب) وتفتح بابا آخرا أمام الأطباء والباحثين لجعلها أحد دعائم الطب البديل للمساهمة في تخفيف المعاناة المرضية في المجتمعات الإسلامية وغيرها.
ولا يخفى على المسلمين بأن الكتاب والسنة مليئان بالكنوز العلمية التي يجب أن نؤمن بها بلا تأويل ولا تحريف ولا تعليل لتوافق عقولنا كما حدث في قصة قميص يوسف الذي ألقاه البشير على وجه أبيه، فارتد بصيراً وقد أولها بعض المجتهدين بأن يعقوب عليه السلام من المحتمل أنه شم عرق يوسف، أو وضع عرق يوسف على عينيه فشفي وبدأ الباحثون في تحليل العرق واستخدامه كقطرات للعين لعلاج مثل الحالة التي كان عليها نبي الله يعقوب عليه السلام.
أما القصة الأخرى ما ورد في كتاب الدواء العجيب، الذي علل فيه بأن الحجامة تصلح للرجال البالغين ولا تصلح للنساء إلا بعد سن اليأس؛ لأن الدورة الشهرية عند النساء هي بمنزلة حجامة شهرية واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم شهريا.
وعلى أثر ما تقدم فإني أحذر نفسي وزملائي المجتهدين من هذه التأويلات التي من الممكن أن تقودنا والله أعلم إلى الزلل.
المراجع
- "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" للإمام الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، (773- 852هـ) عن الطبعة الأولى – حققها – الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – الجزء العاشر – "باب الشفاء في ثلاث- ص(168-190).(1/55)
- "زاد المعاد في هدى خير العباد" لابن القيم الجوزية- (691 – 751هـ) – الجزء الرابع، (الطب النبوي) – حقق نصوصه وخرَّج أحاديثه وعلق عليها: "شعيب الأرنؤوط وعبدالقادر الأرنؤوط) الطبعة السابعة والعشرين – "باب هديه في العلاج بشربة العسل والحجامة والكي" ص: (50-63) مؤسسة الرسالة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان – 1414هـ.
- "الحجامة: أحكامها وفوائدها، كما جاءت في الأحاديث والآثار الصحيحة". تأليف: إبراهيم بن عبدالله الحازمي- الطبعة الثالثة/1423هـ - دار الشريف للنشر والتوزيع – الرياض – المملكة العربية السعودية.
- "التداوي بالحجامة بين الطب والشرع" تأليف: علي بن عبدالعزيز موسى – الطبعة الأولى دار طويق للنشر والتوزيع – الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى – 1423هـ.
- "الحجامة نت" المؤلف: د. هاني علي الفزاوي.
- معجزة القرن العشرين: الدواء العجيب – لفضيلة الشيخ العلامة "محمد أمين شيخو" جمعه وحققه: عبدالقادر يحيى الشهير بالديراني" – دار نور البشير – دمشق – سوريا 22/4/1999م.
- Cui Jin, Zhang Guangi,. A hand book of prescriptions for emergencies. Journal of Traditional Chinese Medicine.
- Brain P. Galen on blood letting. Cambridge University Press, Cambridge.
- Bay field S A treatise on Pratical cupping E. Cox and Sopn, London,P.P.
- Kennedy C An essay on cuppings. Jackson, London.
- Mapleson T. Treatise on the art of cupping. John Wilson, London.
- Duck worth D on the employment of dry cupping the Practitioner.
- Sandwith F. Surgeon Compassionate: The Story of Dr. William Marsden MD, MRCS Peter Davis, Great Britain.
- Royal Free Hospital Archives, London.(1/56)
- Traditional Chinese Medicine, Cupping Therapy IIkay Zihni Ehirali, Forward by Julian Scott. Churchill Living stone, Edinburgh, London, NewYork, Philladelphia, Sydney, Toronto,. Chapter – P..
- Chen Bin, Dr. Hechong, Personal Communications, .
- "Manual of clinical Microbiology" th Ed. Washington, DC: American Society For Microbiology,.
- Disinfection,Preservation and Sterilization" nd Ed. London; Black well Scientific,.
- "Sherris Medical Microbiology" rd Ed. Kenneth J. Ryan –.
- Evans As, ed. "Viral Infections of Humans: Epidemiology and Control" rd Ed. New York: Plenum Press;.
- "Fundamentals of Nursing; concepts, Process and Pratice" fourth edition, Potter and Perry –– Mosby.
- "Foundation of Nursing" third edition, Christensen, Kockrow –– Mosby.
فهرس المحتويات
المقدمة…1
الحجامة…3
تعريف الحجامة :…3
تاريخ الحجامة…3
(أ) الحجامة عند المصريين:…3
(ب) الحجامة عند الصينيين:…4
(ج) الحجامة عند الأوروبيين والأمريكان:…5
(د) الحجامة عند المسلمين:…8
أنواع الحجامة :…13
أولاً: الحجامة الجافة المتحركة ( المتزحلقة، وهي المساج بالحجامة )…13
ثانياً: الحجامة الجافة الثابتة (كؤوس الهواء)…13
ثالثاً: الحجامة الرطبة (المبزغة) ويجب أن يقوم بها أطباء أو متخصصون في الحجامة:…13
الأحاديث النبوية الواردة في الحجامة:…15
أولاً: ما ورد في فضل الحجامة:…15
ثانياً: ما ورد في موضع الحجامة:…18
ثالثاً: ما ورد في وقت الحجامة:…20
التفسير العلمي المحتمل لتأثير الحجامة…21
النظريات القديمة لتأثير الحجامة:…21
النظريات الحديثة لطرق تأثير الحجامة:…22
(1) النظرية الشرقية:…22
ثانياً: الطاقة الحيوية "تشي"…23
(2) النظرية الغربية:…23
خلاصة النظريات الحديثة والقديمة:…28
التعليل العلمي للحجامة عند المسلمين حديثاً:…30(1/57)
التعليل العلمي لإجراء عملية الحجامة في منطقة الكاهل:…32
الحجامة على الأخدعين:…34
التعليل العلمي لحجامة الرأس:…35
حجامة ظهر القدم:…36
أما حجامة الورك والظهر:…36
أوقات الحجامة…42
مواضع الحجامة…43
فوائد الحجامة :…43
الحالات المرضية التي عولجت بالحجامة:…44
محظورات الحجامة :…48
الضوابط اللازم اتخاذها لممارسة الحجامة بالطرق الآمنة:…50
الضوابط اللازم اتخاذها لممارسة الحجامة بالطرق الآمنة…60
التعقيم والتطهير:…61
أوجه الإعجاز العلمي والطبي في بعض أبحاث الحجامة:…71
الخاتمة…73
المراجع…74
فهرس المحتويات…77
…(1/58)