انهضاماً من الأخضر، وإذا انهضم في المعدة انقلب إلى المرة الصفراء ثم تعفن فصار وداء، ولذلك صار فاسداً مظلماً للعينين. إسحاق بن عمران: الزيتون الأسود مع نواه من جملة البخورات للربو وأمراض الرئة. ابن سينا: والخلط المتولد من الزيتون قليل مذموم فإن أكل في وسط الطعام أحد الشهوة وقلل إبطاء الطعام في المعدة.نهضاماً من الأخضر، وإذا انهضم في المعدة انقلب إلى المرة الصفراء ثم تعفن فصار وداء، ولذلك صار فاسداً مظلماً للعينين. إسحاق بن عمران: الزيتون الأسود مع نواه من جملة البخورات للربو وأمراض الرئة. ابن سينا: والخلط المتولد من الزيتون قليل مذموم فإن أكل في وسط الطعام أحد الشهوة وقلل إبطاء الطعام في المعدة.(1/357)
زيت: جالينوس في 6: والزيت العذب المتخذ من الزيتون المحرك يرطب ويسخن إسخاناً معتدلاً، وأما المعتصر من الزيتون الغض وهو الأنفاق فبمقدار ما فيه من القبض فيه أيضاً من البرودة، وأما العذب المتخذ من الزيتون العتيق فهو أشد إسخاناً وأكثر تحليلاً، وأما الزيت العتيق من الأنفاق فما دام قبضه قائماً فقوته مجففة حتى إذا انسلخ عنه القبض بتة صار حينئذ شبيهاً بالزيت المتخذ من الزيتون العذب، والذين يلقون مع الزيتون أيضاً أغصاناً من الشجر ويعصرونها معه فعلها هذا قريب من الزيت الأنفاق في قوته وليس ينبغي أن يقتصر على المسألة عن الزيت هل فعل به هذا حين اعتصر دون أن يذوقه فإن وجد في شيئاً من القبض فليظن أن فيه شيئاً من البرودة مثل ذلك المقدار والزيت المجلوب من أنولياهو على هذا الصفة وهو المسمى ساح فإن أنت ذقت الزيت ولم تجد فيه قبضاً أصلاً بل تجده عذباً صادق العذوبة فينبغي أن يعدوه حاراً باعتدال، فإن وجدته مع هذا لطيفاً وهو أيضاً في جوهره الحد المستشف الذي إذا أخذ منه شيء يسير امتد على موضع من البدن كثيراً من غير أن ينقطع ويبتلعه البدن وينشفه، فينبغي أن يظن به أنه جيد جداً وأن فضيلة الزيت موجودة فيه. وهذا صفة الزيت المسمى سابيون والزيت إذا غسل صار لا يلذع بتة. ديسقوريدوس: ألوان الزيت الذي يعمل من الزيتون الغض الذي لم ينضج هو زيت الأنفاق وهو أوفق للأصحاء، وخاصة ما كان حديثاً غير لذاع طيب الرائحة وقد يستعمل منه ما كان على هذه الصفة في إدهان الطيب وهو جيد للمعدة لما فيه من القبض ويشد اللثة ويقوي الأسنان إذا أمسك في الفم ويمنع من العرق والزيت العتيق الذي من الزيتون النضيج يصلح للأدوية وجميع أصناف الزيت حارة ملينة للبشرة تمنع البرد من أن يسرع إلى الأبدان وتنشطها للحركة وتلين الطبيعة وتضعف قوة الأدوية التي تخرج ويسقى منه للأدوية القتالة فتتقيأ ويكون ذلك دائماً وإذا شرب منه 9 أواق بماء الشعير مثله أو بماء حار أسهل البطن، وإذا طبخ بالشراب وسقي منه وهو سخن 9 أواق نفع من به مغص، وأخرج الدود الذي في البطن، وينفع إذا احتقن به من به القولنج العارض من ورم المعي ومن سدة عارضة من رجيع يابس، والعتيق منه أشد إسخاناً وتحليلاً ويكتحل به ليحد البصر فإن لم يحضرك زيت عتيق واحتجت إليه نصب في إناء من أجود زيت تقدر عليه واطبخه حتى يثخن ويصير مثل العسل ويستعمله فإن قوته مثل قوة الزيت العتيق، وزيت الزيتون البري قابض منفعته في الطب دون منفعة الزيت الذي ذكرنا قبل وموافقته لمن به صداع مثل موافقة دهن الورد ويحقن العرق ويمنع الشعر القريب من السقوط من أن يسقط ويجلو النخالة من الرأس والقروح الرطبة والجرب المتقرح وغير المتقرح ويمنع الشيب أن يسرع إذا دهن به كل يوم، وإذا تضمض به للثة التي تدمي كثيراً نفعها ويشد الأسنان المتحركة وقد يهيأ منه إذا سحق كماد يصلح للثة التي يسيل إليها الفضول، وينبغي عند ذلك أن يؤخذ صوف ويلف على ميل ويغمس في زيت ويوضع على اللثة إلى أن تبيض وإن أحببت أن تبيض الزيت فاعمل هكذا أعمد إلى زيت لونه إلى البياض ما هو لم يأت عليه أكثر من حول واحد فصبه في إناء من خزف جديد واسع الفم ويكون كيل الزيت 75 رطلاً وصيره في الشمس وأغرفه بصدفة في كل يوم إذا انتصف النهار وأعل يدك لتشتد حمية الزيت إذا انحدر فتنقلب بسرعة الحركة ويرغو في اليوم 8 من تصييرك إياه في الشمس خذ حلبة منقاة وزن 50 مثقالاً وأنقعها في ماء حار فإذا لانت فألقها في الزيت قبل أن يفصل ماؤها، وألق فيها أيضاً من أدسم ما يكون من خشب التنوب مقطعاً قطعاً قطعاً صغاراً مثل ما ألقيت من الحلبة فإذا أنت عملت ذلك وأتت عليه 8 أيام فاغرف الزيت بالصدفة فإن كان مستحكماً فصبه في إناء جديد مغسول بخمر عتيق، وقد فرشت فيه من إكليل الملك وزن 12 مثقالاً ومثله من دهن نوع من السوسن المسمى إيرسا وإن كان غير مستحكم فدعه في الشمس واعمل به على ما وصفت ثم اغرفه بصدفة صفة الزيت الذي يعمل في الجزيرة التي يقال لها سقيون. خذ من زيت أنفاق أبيض جيد تسعة أرطال وصبه في إناء مرصص برصاص قلعي واسع الفم، ومن الماء أربعة أرطال ونصفاً واطبخه بنار لينة وحركه قليلاً فإذا غلي غليتين فاخرج النار من تحته ودعه حتى يبرد ثم اجمعه بصدفة وصب عليه ماء آخر واغله وافعل ذلك(1/358)
ثانياً كما فعلت به أولاً، واخزنه. وهذا الزيت يعمل صالحه خاصة بالجزيرة التي يقال لها سقيون ويقال له السيتوي وله قوة مسخنة إسخاناً يسيراً، ويوافق الحميات وأوجاع الأعصاب ويتغمز به النساء. جالينوس: والزيت المتخذ من الزيتون البري قوته مركبة تجلو وتقبض معاً وهو زيت يابس جداً على قياس أنواع الزيت والأدهان. الفلاحة: إن اكتحل منه من بعينه ريح السبل أو في أجفانه رطوبة غليظة باردة يابسة بيسير من زيت عتيق أزال ذلك عنه وقوي بصره وزاده نوراً إلى نوره، وإذا اكتحل بالزيت المبيض بالطبخ بالماء والنار اللينة من في عينيه بياض وأدمنه أذاب ذلك البياض وأزاله على طول الأيام وشفاه من جميع العلل العارضة من زيادة الرطوبة وهو يقوم للعين النازل فيها الماء مقام القدح بالحديد إذا قطر فيها، وإذا حكيت رأس الميل حكاً كثيراً، ويجب أن يكون هذا الزيت قد عتق سنة وما زاد على ذلك كان أفضل. مجهول: من لسعته العقرب أخذ الزيت العتيق فسخنه ودهن به مخرجه سكن الوجع على المكان.ً كما فعلت به أولاً، واخزنه. وهذا الزيت يعمل صالحه خاصة بالجزيرة التي يقال لها سقيون ويقال له السيتوي وله قوة مسخنة إسخاناً يسيراً، ويوافق الحميات وأوجاع الأعصاب ويتغمز به النساء. جالينوس: والزيت المتخذ من الزيتون البري قوته مركبة تجلو وتقبض معاً وهو زيت يابس جداً على قياس أنواع الزيت والأدهان. الفلاحة: إن اكتحل منه من بعينه ريح السبل أو في أجفانه رطوبة غليظة باردة يابسة بيسير من زيت عتيق أزال ذلك عنه وقوي بصره وزاده نوراً إلى نوره، وإذا اكتحل بالزيت المبيض بالطبخ بالماء والنار اللينة من في عينيه بياض وأدمنه أذاب ذلك البياض وأزاله على طول الأيام وشفاه من جميع العلل العارضة من زيادة الرطوبة وهو يقوم للعين النازل فيها الماء مقام القدح بالحديد إذا قطر فيها، وإذا حكيت رأس الميل حكاً كثيراً، ويجب أن يكون هذا الزيت قد عتق سنة وما زاد على ذلك كان أفضل. مجهول: من لسعته العقرب أخذ الزيت العتيق فسخنه ودهن به مخرجه سكن الوجع على المكان.
زتيار: الرازي: هو ثقل الزيت. جالينوس في الثانية: هذا الثفل هو من جوهر أرضي حار إلا أن حرارته ليست بكثيرة فيخرج به إلى التلذيع المتين فإن هو طبخ كان أغلظ وأشد تجفيفاً فليوضع في الدرجة الثانية من درجات التجفيف والأسخان ممتدة، وبسبب هذا يشفي القروح التي تحدث في الأبدان اليابسة ويفتح القروح الحادثة في غيرها من الأبدان كلها لأن فيها تهييجاً وتغيراً كمثل ما في الراتينج والزفت اليابس والقفر، فإن هذه أيضاً تدمل الخراجات والنواصير الحادثة في الأبدان اليابسة وتفتح وتنفذ ما يحدث في الأبدان الأخر كلها جداً. ديسقوريدوس في الأولى: أمورعى وهو عكر الزيت إذا طبخ في إناء من نحاس قبرسي إلى أن يثخن ويصير مثل العسل كان قابضاً وصالحاً لما يصلح له الحضض ويفضل على الحضض بأنه إذا خلط بعسل أو شراب ساذج أو شراب أونومالي ولطخ به كان صالحاً لوجع الأسنان والجراحات وقد يقع في أخلاط أدوية العين المراهم وإذا عتق كان أجود له وتهيأ منه حقنة نافعة للمعدة والقرح في الرحم، وإذا طبخ بماء الحصرم إلى أن يثخن ويصير مثل العسل فلطخ به على الأسنان المتآكلة قلعها وإذا خلط بالدواء الذي يقال له حامالاون مع نقيع الترمس ولطخت به المواشي قلع جربها وأما ما كان منه حديثاً لم ينضج فإنه إذا سخن وصب على المنقرسين والذين بهم وجع المفاصل نفعهم وإذا لطخ على جلد ووضع على بطون المحبونين حط الانتفاخ العارض لهم.(1/359)
زئبق: أرسطوطاليس: حجر الزئبق حجر منحل في تركيبه يكون في معدنه كما تكون سائر الأحجار وهو جنس من الفضة لولا آفات دخلت عليه في أصل تكوينه منها تخلخله وأنه شبيه بالمفلوج، وله أيضاً صرير ورائحة ورعدة وهو يحمل أجسام الأحجار كلها إلا الذهب فإنه يغوص فيه. الطبري: أصل الزئبق من أذربيجان من كورة تدعى الشير. المسعودي: وبالأندلس معدن الزئبق وليس بالجيد. ابن سينا: منه منقى من معدنه ومنه ما هو مستخرج من حجارة معدنه بالنار كاستخراج الذهب والفضة وحجارة معدنه كالزنجفر ويظن ديسقوريدوس وجالينوس: أنه مصنوع كالمرتك لأنه مستخرج بالنار فيجب أن يكون الذهب أيضاً مصنوعاً. ديسقوريدوس في الخامسة: الزئبق يصنع من الجوهر الذي يقال له منينون وبالاستعارة فيناباري على هذه الصفة تؤخذ طرجهارة من حديد وتصير في قدر نحاس ويجعل في أتون ويجعل في طرجهارة فيناباري ويركب عليه أنبيق ويطين حول الأنبيق ويوضع القدر على جمر فإن الدخان الذي يتصاعد على الأنبيق إذا جمع يكون زئبقاً وقد يوجد أيضاً الزئبق في سقوف معادن الفضة مذروراً جامداً كأنه قطر من الماء إذا تعلق ومن الناس من زعم أنه قد يوجد الزئبق في معادن له خاصة، وقد يوعى الزئبق في أوان متخذة من الزجاج والرصاص والآنك والفضة لأنه إن أوعى في أوان غير هذه الجواهر كلها أفناها.
جالينوس: لم أجربه هل يقتل إذا شرب أم لا. ولا ما الذي يفعل إذا وضع من خارج البدن. الرازي: الزئبق بارد مائي غليظ فيه حدة وقبض ويدل على ذلك جمعه الأجساد، وأنه يقلح ريحه، وإذا صعد استحال فصار حاراً حريفاً محللاً مقطعاً، والدليل على ذلك إذهابه للجرب والحكة إذا طلي به على الجسد وتقريحه للجلد وإذا قتل كان محرقاً جيداً للجرب والقمل. ماسرحويه: تراب الزئبق ينفع من الجرب والحكة إذا طلي عليها مع الخل. أرسطوطاليس: ترابه يقتل الفأر إذا عجن له في شيء من طعامه ودخان الزئبق يحدث أسقاماً ردية كالفالج ورعدة الأعضاء وذهاب السمع والعاقل والغشاوة وصفرة اللون والرعشة وتشبك الأعضاء وتبخر الفم وتيبس الدماغ والموضوع الذي يرتفع فيه دخانة تهرب منه الهوام من الحيات والعقارب وما أقام منها قتلها، والزئبق له خصوصية في قتل القمل والقردان المتعلق بالحيوان. بولس: أما الزئبق فقلما يستعمل في أمور الطب لأنه من الأشياء القتالة، ومن الناس من يحرقه حتى يصير كالرماد ويخلطه مع أنواع أخر ويسقيه أصحاب القولنج وأصحاب العلة التي تسمى أيلاوس. ديسقوريدوس: وإذا شرب قتل بثقله لأنه يأكل ما يلقاه من الأعضاء الباطنة بثقله وقد ينفع من مضرته اللبن إذا شرب منه مقدار كثير يقيء، والخمر أيضاً ينفع من مضرته إذا شرب بالأفسنتين وبزر الكرفس أو بزر النبات الذي يقال له أرمنين، وإذا شرب الخمر أيضاً مع الفوذنج الجبلي أو مع الزوفا نفع من مضرته. الرازي: أما الزئبق العبيط فلا أحسب له كثير مضرة إذا شرب أكثر من وجع شديد في البطن والأمعاء ثم يخرج كهيئته لا سيما إن تحرك الإنسان وقد سقيت منه قرداً كان عندي فلم أر عرض له غير ما ذكرت وعلمت ذلك من تلويه وقبضه بفمه ويديه على بطنه وقد ذكر بعض القدماء أنه يعرض منه مثل أعراض المرتك، فإنه ينبغي أن يعالج بعلاجه وأما إذا صب منه في الأذن فإن له نكاية شديدة، فأما المقتول منه والمتصاعد خاصة فإنه قاتل رديء حاد جداً يهيج منه وجع شديد في البطن ومغص وخلفه الدم.
زيز: ديسقوريدوس في الثانية: مطليس وهو حيوان صغير إذا شوي وأكل نفع من أوجاع المثانة. جالينوس في 11: قد يستعملونه قوم بعد أن يجففوه ويداوون به من به وجع القولنج فيسقون منه عدداً مع عدد مثله من الفلفل فيجعلون الشربة 3 حيوانات من هذه أو 4 أو 7 مع فلفل عدده مثل عددها، ويسقون ذلك في وقت سكون الوجع وفتراته، وفي وقت صعوبته وهيجانه، وقوم يأخذون هذا الحيوان فيشوونه ويطعمونه من به علة في مثانته فينتفع بذلك.(1/360)
زيت السودان: هو زيت الهرجان والهرجان هو الذي يسميه البربر بالمغرب الأقصى أرجان وأرقان وهي شجرة عظيمة مشوكة لها ثمر مثل ثمر صغار اللوز فيه نوى، وتأكله المعز والإبل فتلقى نواه فيجمع حينئذ فيكسر ويعصر منه زيت يتأدمون به بمراكش وما والاها، وهو حلو كزيت الزيتون فيما زعم من أكله، وقيل: إن زيت السودان غير زيت الهرجان، وهو زيت يجلب من بلاد السودان حار مسخن جداً ينفع من الأوجاع والعلل الباردة.
زيت ركابي: هو زيت الأنفاق وهو الزيت المتخذ من الزيتون الفج وتسميه أهل العراق زيتاً ركابياً لأنه يؤتى به من الشام على الركائب وهي الإبل وتسميه أهل مصر الزيت الفلسطيني. وزعم الزهراوي وحده أن الزيت الركابي هو الزيت الأبيض المغسول، وقال: سمي ركابياً لأنه بمنزلة الركاب قاتل لقوى الأدوية لأنه ساذج نقي.
زيتون الحبش: وزيتون الكلبة هو أيضاً الزيتون البري وقد ذكر فيما مضى.
زيتون الأرض: هو المازريون وسنذكره في الميم.
زيزفون: اسم دمشقي أوله زاي مفتوحة بعدها ياء باثنتين من تحتها ساكنة بعدها زاي أخرى مفتوحة ثم فاء مروسة مضمومة ثم واو ساكنة بعدها نون، اسم للنوع الذي لا يثمر من شجر الغبيرا بدمشق وما والاها، وسيأتي ذكر الغبيرا في حرف الغين المعجمة إن شاء اللّه تعالى تم.
/حرف السين
ساذج:
ديسقوريدوس: مالايتزن وهو الساذج، وقال إن قوماً يتوهمون أنه ورق الناردين أندى ويغلطون من تشابه الرائحة، وقد توجد أشياء كثيرة تشبه رائحتها رائحة الناردين من الفوة والأسارون والوج والدواء الذي يسمى نغرس وهو الأرشا، وليس هو كما ظنوا بل هو جنس آخر ينبت في أماكن من بلاد الهند فيها حمأة وهو ورق يظهر على وجه الماء في تلك المواضع بمنزلة عدس الماء وليس له أصل وإذا جمعوه من على المكان يشكونه في خيط كتان ويجففونه ونونه. ويقال أن الماء إذا جف في الصيف تحرق الأرض هناك بحطب ويوقد في ذلك الموضع وإن لم يفعل به ذلك لم ينبت الورق. وأجوده ما كان منه حديثاً لونه إلى البياض ما هو وإلى السد لا يتفتت صحيح ساطع الرائحة دائماً طيب الرائحة فيه شيء من رائحة الناردين ليس بمالح ولا مرخ وأما المسترخي منه المتفتت الذي رائحته رائحة الشيء المتكرج فإنه رديء. جالينوس: في وقوة هذه شبيهة بقوة سنبل الطيب. ديسقوريدوس: وقوته شبيهة بقوّة الناردين غير أن الناردين أشد فعلاً منه، وأما الساذج فإنه أدر للبول منه وأجود للمعدة وهو صالح لأورام العين مرة إذا غلي بشراب ولطخ بعد السحق على العين وقد يوضع تحت اللسان لطيب النكهة ومع الثياب ليحفظها من التآكل وتطيب رائحتها. الرازي في جامعه: هو حار في الدرجة الثانية يابس في الثالثة وقال في المنصوري إنه نافع للخفقان والبخر.
؟ساج:
الشريف: هو شجندي وليس في الشجر ما هو أكبر منه خشبه أسود وصلب يسمو في الهواء كثيراً وفروعه تستمتد وله ورق كثير وفيما يحكى أن الشجرة منه تظلل خلقاً كثيراً وخشبه لا يتغير مع أم وهو بارد يابس إذا أحرق وطفئ في ماء ومامينا وسحق ونخل واكتحل به قوى الحدقة ولين ورم الأجفان، وإذا حك خشبه على حجر وخلط بماء بارد ولطخ على الصداع الحار أذهبه وكذا يفعل في الأورام الصفراوية والدموية، ويحللها لا سيما إذا خلط بأحد المياه الباردة ويصنع من تمره دهن يعرف بدهن الساج تغش به نوافج المسك فيغوص فيه غوصاً لا يتبين ويزيد في وزنه. الرازي في الحاوي: إن نشارة خشب الساج تخرج الدود من البطن بقوّة إذا هي استعملت شرباً.
ساذروان:(1/361)
ابن واقد: معناه بالفارسية سواد العصارة وهو شيء أسود يصبغ به العود بعمان وهو يدخل في الطيوب والغوالي ولا رائحة له. التميمي في المرشد: هو شيء شبيه بالصمغ أسود اللون مثل حصى السبج يتكوّن في التجويفات الكائنة في أصول أشجار الجوز الكبار العتيقة التي قدمت وتخوّخت أصولها، فإذا قطعت الشجرة وجد الساذروان في داخل تلك التجويفات والنخر والجيد منه إذا كسرته كان له بصيص فإذا أنقعته في الماء الحار انحل ويؤدّي لونه محلولاً إلى الشقرة وقد يشبه كسره كسر الأقاقيا صافياً بصاصاً وفي طعمه يسير مرارة وإذا سحق منه وزن درهم وشرب بماء لسان الحمل قطع نفث الدم وحبس الطبيعة وقطع الإسهال لأن فيه قبضاً وبغش به وقد يدخل في السفوفات الحابسة للدم وفي كثير من الأضمدة القابضة الممسكة القاطعة لانبعاث الدم من الأعضاء، وإذا عملت منه المرأة في فرزجة بعد عجنه بالخل قطع النزف وقوى عروق الرحم وأوردتها وقد يفعل مثل ذلك إذا سقي بعصير لسان الحمل وإذا حقنت الرحم به أيضاً فعل ذلك، وقد يحل في ماء ورق الآس الأخضر منه وزن مثقالين، ويسكب عليه من دهن الآس وزن ثلاثة دراهم أو أربعة وتغلف به المرأة شعرها إذا كان يتساقط ويسقى أصول الشعر به محلولاً بماء الآس فيقوي بها أصول الشعر ويمنعه من السقوط والانتثار. ابن ماسويه: هو دواء هندي بارد يابس في الدرجة الثانية قباض. الرازي في الحاوي: ينفع من ورم الخصي والذكر إذا طلي عليها بخل خمر. بديغورس: خاصيته تقوية الشعر.
سالابيدرا:
وهي السحلية. ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من أصناف ضورا بطيء الحركة مختلف اللون وباطل مما قيل فيه أنه إذا أدخل النار لم يحترق وله قوّة معفنة مقرحة مسخنة وقد يقع في أخلاط المراهم الأكالة والمراهم الملائمة للجرب المتقرح كمثل ما تقع الذراريح ويخزن كما تخزن الذراريح ويحلق زيته الشعر إذا طبخ فيه حتى يتهرى بالزيت وقد تخرج أمعاؤه وتقطع رأسه ويداه ورجلاه، ويخزن في العسل أو دهن ويستعمل لجميع ما ذكر، وقال في المقالة الثانية وهي في مداواة الأدوية القتالة: الذين يسقون أو يطعمون هذا الحيوان يعرض لهم ورم في ألسنتهم وتذهل عقولهم ويعرض لهم خدر يسير واسترخاء، ويحدث في أبدانهم بقع ألوانها لون الباذنجان وهذه المواضع إذا لم يتدارك السم بما يدفعه عفنت وسقطت من بدن الإنسان، وينبغي أن يتدبروا بالتدبير الذي يدبر به من سقي الذراريح ويخص هؤلاء بأن يهيأ لهم لعوق من الراتينج والعسل أو من الناردد وهي اللعبة والعسل أو يسقون طبيخ الكمافيطوس ويطعمون القريض بعد أن يطبخ الكمافيطوس أو يطعمون ورق السوسن مطبوخاً بزيت وقد ينتفعون بأكل بيض السلحفاة البرية والبحرية مسلوقاً في ماء، وينفعهم أيضاً مرق الضفادع إذا طبخت في ماء وألقي عليها أصل الحشيشة التي يقال لها أرتجي وهي القرصعنة.
سام أبرص:
هو الوزغ. ديسقوريدوس في الثانية: صورا رأسه إذا دق دقاً ناعماً ويوضع على العضو انتزع منه السلاء وغيره مما غاص في اللحم وقلع الثآليل التي تسمى باليونانية النملية والبثور والصنف الثاني من الثآليل التي يقال لها أيلون وكبد صورا إذا وضع على المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها، وإذا شق صورا ووضع على لسعة العقرب خفف الوجع، ابن سينا: بوله ودمه عجيب في فتق الصبيان وقد يجعل في بوله أو لحمه شيء من المسك ويجعل في إحليل الصبي فيكون بليغ النفع في الفتق.
سابقة:
هي كزبرة البئر وفي بعض التراجم وهي البرشاوشان وقد ذكرت في حرف الباء.
سابيزج:
وسايبرك وهو اللفاح لفاح اليبروح وسيأتي ذكره مع اليبروح في حرف الياء.
سبستان:(1/362)
هي المخيطا ومعنى سبستان بالفارسية أطباء الكلبة. إسحاق بن عمران: المخيطا هو الدبق بالعربية وهو شجرة تعلو على الأرض نحو القامة لها خشب لون قشرها إلى البياض وأغصان قشرها إلى الخضرة ولها ورق مدور كبار ولها عنب وعناقيد طعمه حلو وعنبه في قدر الجلوز ثمر يصفر ثم يطيب وفي داخله لزوجة بيضاء تتمطط وحبه كحب الزيتون يجمع ويجفف حتى يصير زبيباً وهو المستعمَل، وهو متوسط في مزاجه بين الحرارة والبرودة يسهل الطبائع للمحرورين نافع من السعال المتولد من الحر واليبس ملين للصدر ويستخرج البلة القطاعة برطوبته نافع لحرقة البول المتولدة من لذع الصفراء في الكلى والمثانة مخرج للحيات من الأمعاء وإنما فعل ذلك لتشبثه بالعذوبة التي فيه. مسيح: غذاؤه قليل. الطبري: شبيه بالعناب في القوة وفيه قبض. ابن سينا: يسكن العطش. غيره: وربما خرج عليه صمغ يلين الحلق والبطن تلييناً بليغاً. التجربتين: يقع في الأدوية المسهلة تجويد فعلها وينفع من الحميات الحارة السبب وهي الدموية والصفراوية والتي من البلغم المالح.
سبح:
هو حجر يؤتى به من الهند وهو أسود شديد السواد برّاق شديد البريق رخو ينكسر سريعاً، وهو بارد يابس نافع في الأكحال إذا وقع للعيون يمسك البصر ويقويه إذا اتخذ مرآة نفع من ضعف البصر الحادث عن علة الكبر وعن علة حادثة وأزال الخيالات وبدو نزول الماء. الشريف: من لبس منه خرزة أو تختم به دفع عنه عين العائن.
سبع الأرض:
هو كزبرة البئر.
سبع الكتان:
سمي بذلك لأنه إذا كثر على الكتان أهلكه وهو النبت المعروف اليوم وقبله عند أطباء بلاد الأندلس والمغرب وأفريقية ومصر بالكشوث، وتسميه عامة الأندلس بقريعة الكتان وأهل مصر يسمونه أيضاً بحامول الكتان وهو خلاف الكشوث الذي يأتي من العراق وكشوث العراق هو الأحق بهذا الإسم والأخص به من حامول الكتان وسبع الكتان كما قدمنا وسيأتي ذكر الكشوث في حرف الكاف.
سبع الشعراء:
قيل هو الأفتيمون.
سجلاط:
بالجيم هو الياسمين وسيأتي ذكره في حرف الياء.
سجا:
أبو حنيفة: أخبرني بعض الأعراب أنه ينبت نبات الفجل في ورقه وهو خشن يعلق بباطن ألسنة الغنم ويتداوى به من المغص وله نورة حمراء كأنها جلنارة وقد قارب وصف الشنجار إلا أنه سماه السجا.
سخبر:
الرازي: قال ابن ماسة: السخبر حار يابس يقوّي المعدة الرطبة ويفتح سدد الكبد بمرارته ويهضم الطعام وخاصته تقطيع البلغم اللزج الغليظ من المعدة، ويفتح السدد. قال الرازي في دفع مضارّ الأغذية: السخبر مسخن طارد للرياح جيد لأصحاب الصرع، ولا يصلح للمحرورين وينبه ويجلب الحمى سريعاً.
سدرونبق:(1/363)
أبو حنيفة: السدر لونان فمنه غبريّ ومنه ضال، وأما الغبري فما لا شوك له إلا ما يطير فأما الضال فهو ذو شوك والسدر ورقه عريضة مدوّرة في غبريه وضاله وشوكة الضال حجناء حديدة، وربما كانت السدرة محلاً لا دوحة والدوحة العريضة الواسعة وللسدر برمة ونبق. غيره: ما ينبت من السحر في البر فهو الضال وما ينبت على الأنهار فهو الغبري، ونبق الضال صغار وتسميه بعض العرب الدوم وشجره دان من الأرض، وأجود نبق يوجد بأرض العرب نبق يهجر في بقعة واحدة بحمى للسلطان وهو أشد نبق يعلم حلاوة وأطيب رائحة يفوح فم آكله، وللسدر خشب قضيف خفيف وليس له صمغ. ابن ماسويه: النبق بارد يابس في وسط الدرجة الأولى واليبس فيه أقل من يبس الزعرور، وهو نافع للمعدة عاقل للطبيعة ولا سيما إذا كان يابساً وأكله قبل الطعام أحمد. إسحاق بن عمران: لأنه يشهي الأكل وهو مثل الزعرور في البرد وأفرط منه في اليبس. غيره: وهذه الأشياء الباردة المفرطة اليبس إذا صادفت رطوبة في المعدة والمعي عصرتها فأطلقت البطن كفعل الهليلج الذي يفعل بالبرد والعفوصة. الطبري: النبق فيه اختلاف في رطبه ويابسه وعذبه وحامضه وغضه ونضجيه فيابسه فيه قوة قابضة تحبس البطن، والرطب الغض أيضاً بتلك المنزلة والنضيج منه العذب أقل قبضاً وهو سريع الإنحدار عن المعدة، مسيح: الغض منه يدبغ المعدة، والغذاء المتولد منه يسير والخلط المتولد منه غليظ وينفع من الإسهال الذريع. البصري: النبق بطيء الإنهضام وليس برديء الكيموس. ابن سراينون: ماء النبق الحلو يسهل المرة الصفراء المجتمعة في المعدة والأمعاء ويقمع أيضاً الحرارة والشربة منه ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع سكر.
سذاب:(1/364)
هو الفيجن. الفلاحة: منه بري وبستاني فالبستاني يفرع فروعاً تطلع من ساق له قصيرة تتشعب عليه شعب مثل الأغصان، ويحمل في أطراف أغصانه رؤوساً تتفتح عن ورد صغار الورق أصفر وإذا انتشر سقط منه الحب، وأما البري، فهو أصغر ورقاً من البستاني وزهره مثل زهر البستاني. جالينوس في 8: أما السذاب البري فهو في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف وأما السذاب البستاني فهو في الدرجة الثالثة وليس هو حاد حريفاً عند من يذوقه فقط بل هو مع ذلك مر فهو بهذا السبب يقطع ويحلل الأخلاط الغليظة اللزجة ولمكان هذه القوّة صار يستفرغ ويخرج ما في البدن بالبول وهو مع هذا لطيف، ويحل ويذهب النفخ فهو بهذا السبب من أنفع شيء للنفخ والرياح مانع لشدة شهوة الجماع يحلل ويجفف تجفيفاً شديداً، ديسقوريدوس في الثالثة: بتغال وهو السذاب، أما الذي ليس ببستاني منه فإنه أحد من البستاني وأشد حرافة وليس بصالح للطعام، وأما البستاني فالذي ينبت منه عند شجرة التين أوفق للطعام وكلاهما مسخنان محرقان مقرحان مدران للبول والطمث إذا أكل أحدهما أو شرب عقل البطن فإذا شرب من بزر أحدهما مقدار أكسوثافن بشراب كان دواء نافعاً للأدوية القتالة وإذا تقدم في أكل الورق وحده أو مع جوز ولَين يابس أبطل فعل السموم القاتلة ووافق ضرر الهوام إذا استعمل على ما وصفنا، وإذا أكل السذاب أو شرب قطع المني وإذا طبخ مع الشبث اليابس وشرب سكن المغص، وإذا استعمل على ما وصفنا كان نافعاً لوجع الجنب ولوجع الصدر وعسر النفس والسعال والورم الحار العارض في الرئة وعرق النسا ووجع المفاصل والنافض، وإذا طبخ بالزيت واحتقن به كان صالحاً لنفخ المعي الذي يقال له قولون ونفخ الرحم ونفخ المعي المستقيم، وإذا سحق وعجن بالعس ولطخ على فرج المرأة إلى المقعدة نفع من وجع الرحم الذي يعرض منه الإختناق وإذا أغلي بالزيت وشرب نفع وأخرج الدود وقد يعجن بالعسل ويتضمد به لوجع المفاصل ويضمد به مع التين للحبن اللحمي وإذا طبخ بالشراب إلى أن يصير على النصف وشرب نفع أيضاً من هذا الصنف من الحبن فإذا أكل مملوحاً أو غير مملوح أحد البصر، وإذا تضمد به مع السويق سكن ضربان العين وإذا استعمل بالخل ودهن الورد نفع من الصداع وإذا صير في الأنف مسحوقاً قطع الرعاف، وإذا تضمد به مع ورق الغار نفع من الورم الحار العارض في الأنثيين، وإذا استعمل بالقيروطي المتحد بدهن الآس نفع من البثر، وإذا اغتسل به مع النطرون للبهق الأبيض شفاه، وإذا تضمد بما وصفنا قلع التواء الصلب الذي يقال له تومس والثآليل التي يقال لها مرميقيا وإذا وضع على القوابي مع الشب والعسل نفع منها وعصارته إذا سخنت في قشر رمان وقطرت في الآذان كانت صالحة لوجعها وإذا خلطت بعصارة الرازيانج والعسل واكتحل بها نفعت من ضعف البصر، إذا استعملت مع الخل وإسفيذاج الرصاص ودهن الورد وتلطخ بها نفعت من الجمرة والنملة وقروح الرأس الرطبة، وإذا مضغ السذاب بعد أكل البصل والثوم قطع رائحتهما، وإذا أكثر من الذي ليس ببستاني منه قتل آكله وإذا جمع إنسان البري منه بعد ظهور زهره ليصلحه حمي وجهه وورم اليدين ورماً شديداً مع حكة، وينبغي لمن أراد أن يجمعه أن يتقدم في جمعه بدهن لوجه واليدين ثم يجمعه، وزعم قوم أن عصارته إذا رشت على الدجاج منعت النموس أن تأكلها، وزعم قوم أن السذاب النابت بالبلاد التي يقال لها ماقدونيا عند النهر الذي يقال له القيمس إذا أكل قتل آكله من الموضع الذي ينبت فيه جبل ملآن أفاعي، وبزره إذا شرب كان صالحاً للأوجاع الباطنية، وقد يقع في أخلاط الأدوية المعجونة وينتفع به. الطبري: إذا دق بزره وشرب منه وزن درهم أو درهمين بالعسل أو بالسكنجبين فإنه نافع من الفواق الذي يكون من البلة والبرودة في رأس المعدة. ابن سينا: وهو يشهي ويمري ويقوي المعدة وينفع من الطحال والنافض أكله والتمريخ بدهنه. ابن سينا: ينفع من الفالج والرعشة والتشنج، إذا شرب منه كل يوم وزن درهم مجرّب، وإذا شرب من ماء طبيخه قدر سكرجة مع أوقيتين عسلاً نفع من الفواق مجرب. الرازي: أطرد البقول كلها للريح وأنفعها للأمعاء السفلى ولمن يعتريه القولنج غير أن ذلك ليس بجيد للمعدة وهو رديء لمن يسرع إليه الصداع جداً. التجربتين: يشرب منه أعني من البستاني للأوجاع نحو من ثلاثة دراهم للكبار(1/365)
وللصبيان من قيراط إلى نحوه وإذا طلي بماء ورقه داخل مناخر الصبيان نفعهم من الصرع الذي يعتريهم كثيراً المعروف بأم الصبيان وإذا تضمد به للتهيج المتولد عن رياح نافخة أو بلغم رقيق حلله حيثما كان، وإذا شرب أو تضمد به نفع من لسعة العقرب والحيات والرتيلا وعضة الكلب الكلب، وبالجملة هو حافظ من السموم إذا خالط ماؤه الإكحال أحدّ البصر وجفف الماء النازل في العين، دوقس: السذاب يمنع الحبل. الغافقي: يحلل الخنازير وينفع من عرق النسا إذا شرب من بزره من درهم إلى درهمين وإذا أكثر من أكله بلد الفكر وأعمى القلب وكذا تفعل سائر الأشياء التي لها رائحة كريهة وذلك أن كل كريه الرائحة هو مضادّ للروح النفساني وأكله باعتدال يحدّ البصر والإكثار منه يظلمه وقد يصرع ويولد شقيقة وهو نافع من الصرع جداً، والسذاب إذا شرب نفع من القولنج الريحي وإذا طبخ في الزيت وكمدت به المثانة نفع من عسر البول. إسحاق بن عمران: وإذا سحق القشر من السذاب الجبلي سحقاً ناعماً وطلي منه على موضع داء الثعلب أزاله فإن كان داء الثعلب عتيقاً فبعصارة السذاب الجبلي وأصله يخلط معه الشمع ويجعل على الموضع ولا يعالج بغيره فإنه ينبت الشعر. من قيراط إلى نحوه وإذا طلي بماء ورقه داخل مناخر الصبيان نفعهم من الصرع الذي يعتريهم كثيراً المعروف بأم الصبيان وإذا تضمد به للتهيج المتولد عن رياح نافخة أو بلغم رقيق حلله حيثما كان، وإذا شرب أو تضمد به نفع من لسعة العقرب والحيات والرتيلا وعضة الكلب الكلب، وبالجملة هو حافظ من السموم إذا خالط ماؤه الإكحال أحدّ البصر وجفف الماء النازل في العين، دوقس: السذاب يمنع الحبل. الغافقي: يحلل الخنازير وينفع من عرق النسا إذا شرب من بزره من درهم إلى درهمين وإذا أكثر من أكله بلد الفكر وأعمى القلب وكذا تفعل سائر الأشياء التي لها رائحة كريهة وذلك أن كل كريه الرائحة هو مضادّ للروح النفساني وأكله باعتدال يحدّ البصر والإكثار منه يظلمه وقد يصرع ويولد شقيقة وهو نافع من الصرع جداً، والسذاب إذا شرب نفع من القولنج الريحي وإذا طبخ في الزيت وكمدت به المثانة نفع من عسر البول. إسحاق بن عمران: وإذا سحق القشر من السذاب الجبلي سحقاً ناعماً وطلي منه على موضع داء الثعلب أزاله فإن كان داء الثعلب عتيقاً فبعصارة السذاب الجبلي وأصله يخلط معه الشمع ويجعل على الموضع ولا يعالج بغيره فإنه ينبت الشعر.
سرخس:(1/366)
يعرف في زماننا هذا بجبلي لبنان وبيروت بالشرد بضم الشين المعجمة والراء بعدها دال، ديسقوريدوس في آخر الرابعة: بطارس ومن الناس من سماه فلحون هو نبات ليس له ساق ولا زهر ولا ثمر وله ورق نابت في قضيب طوله نحو من ذراع والورق مشرف منتشر كأنه جناح وله رائحة فيها شيء من تين وله أصل في وجه الأرض أسود إلى الطول تتشعب منه شعب كثيرة في طعمها قبض وينبت هذا النبات في مواضع جبلية وأماكن صخرية، جالينوس في 8: أنفع ما في هذا النبات أصله خاصة وذلك أنه يقتل حب القرع إذا شرب منه وزن أربعة مثاقيل بماء العسل وعلى هذا النحو أيضاً يقتل الأجنة الأحياء ويخرج الأجنة الموتى وليس ذلك منه بعجب إذا كان مراً وكان فيه مع ذلك شيء من القبض، وبسبب هذا إذا هو وضع على الجراحات جففها تجفيفاً شديداً لا لذع معه. ديسقوريدوس: وإذا شرب من أصله مقدار أربع درخميات مع الشراب المسمى ماء الفراطن أخرج الدود المسمى حب القرع وإن سقي منه أحد أوبولوقيتمر مع سقسمونيا أو مع خربق أسود كان أجود، وينبغي لمن أراد شربه أن يتقدّم بأكل الثوم. وأما السرخس الأنثى فهو نبات له ورق شبيه بورق بطارس وهو السرخس الذكر غير أن ليس له قضيب ولحد فقط مثل مالبطارس، ولكن شعب كثيرة وورقه أكثر إرتفاعاً وله عروق طوال آخذة بجوانب كثيرة في لونها حمرة مع سواد ومنها ما يكون أحمر لونه إلى الدم. جالينوس: قوّته مثل قوة الآخر بعينها، ديسقوريدوس: وهذه العروق أيضاً إذا خلطت مع العسل وعمل منها لعوق واستعمل أخرج الدود المسمى حب القرع، وإذا شرب منه مقدار ثلاث درخميات مع الشراب أخرجت الدود الطوال وإذا أعطي منه النساء قطعت عنهن الحبل وإن أخذت منها الحبلى أسقطت وقد يجفف ويسحق ويفر على القروح الرطبة العسرة البرء ويبرئ أعراف الحمير، وورق هذا النبات في أول ما ينبتَ قد يطبخ ويؤكل فيلين البطن. مسيح: السرخس حار يابس في الدرجة الثانية جلاء مفتح للسدد. كتاب التجربة: صحت التجربة عندي في أغصانه الرخصة أوّل خروجها من الأصل إذا أكلها من وقع في عينيه تبن أو شيء من الواقعات ألقاه من العين في الحين وصحت التجربة أيضاً عندنا وكذا ببلاد الشام في إخراج الفضول حيث كانت في البدن ضماداً. الشريف: إذا سحق أصله وشرب منه وزن مثقال في ثلاث بيضات مسخنة بنميرشت ثلاثة أيام متوالية نفع من رض اللحم والهتك عن ضربة أو سقطة. عبد اللّه بن صالح: السرخس الذكر يسمى بالبربرية أقوسق وجرب في هذا الصنف أن رجلاً كان قد أقعد من وجع الوركين والمائدة فدل عليه فأخذت أصوله غضة وغسلت من التراب ثم قطعت قطعاً صغاراً ودق دقاً ناعماً وطرح منها نحو 6 أرطال في نحو 12 رطلاً من العسل فصار العسل كالماء فلم يزل يشربه كما هو في أيام فلم يتمه حتى برئ برءاً تاماً. وجرب منه أيضاً أن ورقه إذا دقت يابسة وعجنت بالحناء وحمل على رأس من في عينيه إمارات الماء كان ذلك برأه. البكري: لا يقرب البرغوث موضعاً فرش فيه ورقه.
سرو:(1/367)
جالينوس في الثامنة: ورق هذا النبات وقضبانه وجوزه ما دامت طرية لينة تذبل الجراحات الكبار الحادثة في الأجسام الصلبة وهذا مما يدل على أن قوّتها جميعاً قوّة مجففة ليست معها حدة ولا حرافة ظاهرة، وطعمها يشهد على ذلك وذلك أنه يوجد في طعم جملة هذه الشجرة حدة وحرافة يسيرة ومرارة كثيرة جداً وعفوصة وهي أيضاً أشد وأقوى كثيراً من المرارة وإنما فيها من المرارة والحدة مقدار ما يتذرق ويوصل القبض في عمق البدن من غير أن يحدث هو في البدن حرارة أصلاً ولا لذعاً. ولذلك صارت هذه الشجرة تفني ما كان محتقناً في العمق في العلل المرهلة المتعفنة وتذهبه إذهاباً يجمع البعد عن الأذى والأمن في العافية معاً، وذلك أن الأدوية التي تسخن وتجفف وإن كانت تفني الرطوبات المحتقنة في العمق فإنها مع هذا تجذب إلى المواضع بحدتها وبحرارتها رطوبات أخر وبهذا السبب صار السرو ينفع أصحاب الفتق، لأنه يجففه ويكسب الأعضاء التي قد استرخت بسبب الرطوبة قوة وذلك لأن قبضه يصل إلى عمق تلك الأعضاء من طريق أن الذي يخالطه من الحرارة يتذرق ذلك القبض ويؤذيه لأن مقدار حرارة السرو مقدار يمكنه التذرقة والإيصال ولم يبلغ بعد إلى حد ما يلذع، وقد يستعمل السرو قوم في مداواة الجمرة والنملة بعد أن يخلطوه مع دقيق الشعير، وذلك من طريق أنه يفني الرطوبة الفاعلة لهذه العلة من غير أن يسخن وقوم آخر يستعملونه أيضاً في مداواة الجمرة فيخلطونه إما مع الشعير والماء أو مع خل ممزوج مزاجاً مكسوراً بالماء، وعلك السرو في طعمه حدة وحرافة ويستعمل فيما يستعمل سائر العلوك. ديسقوريدوس في 1: يقبض ويبرد وإذا شرب ورقه مسحوقاً بطلاء وشيء يسير من المر نفع المثانة التي تنصب إليها الفضول ومن عسر البول، وجوز السرو إذا دق وهو رطب وشرب بخمر نفع نفث الدم وقرحة الأمعاء والبطن التي يسيل إليها الفضول وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب والسعال، وطبيخ جوز السرو أيضاً يفعل ما يفعله جوز السرو وإذا دق جوز السرو طرياً وخلط بتين لين الصلابة وأراقولونس وهو لحم ينبت في الأنف من باطنه وإذا طبخ بالخل ودق وخلط بالترمس قلع الآثار البيض العارضة للأظفار، وإذا تضمد به أضمر الأدرة من الفتق، وورق السرو يفعل ما يفعله جوز السرو وقد يظن أنه يطرد البق إذا دخن بأغصانه والورق، وورق السرو إذا كان مسحوقاً وتضمد به ألزق الجراحات وقد يقطع الدم وإذا دق وخلط بالخل سود الشعر، وقد يتضمد به وحده وبالسويق للجمرة والنملة والجمر والأورام الحارة العارضة للعين، وإذا خلط بموم وزيت عذب ووضع على المعدة قواها. ابن سينا: طبيخه بالخل نافع لوجع الأسنان ورماده إذا فرّ على حرق النار وعلى سائر القروح الرطبة نفعها.
سرقسانة:
الغافقي: هو نبات يشبه الصعتر له ورق دقاق يشبه ورق القيصوم ولونها أخضر إلى الغبرة وله سويقة دقيقة أدق من الثيل مدوّر يعلو نحو شبر وأقل وأعلاها ثلاث شعب أو أربعة مملوءة من غلف في هيئة غلف الحرف داخلها زر دقيق جداً شبيه بالسمسم في شكله، إلا أنه أصغر بكثير ونباته الجبال الصخرية وبالأرض الغليظة الخشنة وخاصيته أنه يسهل إسهالاً قوياً ويجلب البلغم والماء الأصفر.
سرغنت:
وسرغند أيضاً ويقال إسرغنت وهو إسم بربري للنبات المعروف ببخور البربر. الغافقي: هو نبات له خيطان كثيرة يخرج من أصل واحد في غلظ الإبر وتفرش على وجه الأرض عليها ورق دقيق جداً مدور فيما بين الورق زهر أبيض دقيق جداً وله أصل غائر في الأرض في غلظ الإبهام أو نحوه في هيئة الخرزة أصهب اللون طيب الرائحة، وإذا قلع وجفف انفتل كانفتال الثوب المعصور وأكثر نباته في الرمل وأصله هو المستعمل وهو عسر ما يندق لرطوبة فيه وقوته مسخنة باعتدال، وخاصته أن يدرّ البول ويطيب رائحة العرق ويقوي الأعضاء الباطنة إذا شرب طبيخه ويزيد في الباه، ويخصب البدن إذا أخذ منه وزن درهمين في كل يوم في نبيذ أو في حسو وإذا استنشق دخانه قوى الدماغ ونفع من الزكام.
سرطان نهري:(1/368)
جالينوس في الحادية عشرة: أما سرطانات النهر فرمادها يجفف كما يجفف رماد هذه الأشياء التي ذكرناها وفي خصوصيته أن جملة جوهره ينفع نفعاً عجيباً من نهشة الكلب الكلب إذا استعمل وحده وإذا استعمل مع الجنطيان والكندر وينبغي أن يؤخذ من الكندر جزء ومن الجنطيان خمسة ومن رماد السرطانات 15 جزءاً. وقد استعملنا نحن هذه السرطانات في بعض الأوقات وهي محرقة بضروب من الحرق مختلفة ولكن أكثر ما نحرقها على ما كان يحرقها أسحريون المجرب الذي كان جرب الأدوية تجربة جليلة عظيمة، وكان شيخاً من مشايخ مدينتنا ومعلماً من معلمينا. وكان إذا أراد أن يحرق هذه السرطانات إتخذ قدراً من نحاس أحمر فوضع فيه هذه السرطانات أحياء وأحرقها حتى تصير رماداً فيسهل بذلك سحقها. وكان أسحريون هذا يتخذ هذا الدواء فيكون عنده معدّاً في منزله أبداً وكان يحرق السرطانات في الصيف من بعد طلوع الشعرى العبور إذا كانت الشمس في الأسد والقدر قد مضت له 18 ليلة وكان يسقى من هذا من نهشه كلب كلب حتى يمضي له 45 يوماً، والشربة منه كان يجعلها مقدار ملعقة كبيرة ويذرّها على الماء ويسقى المنهوش فإن لم يتهيأ له أن يتولى علاج المنهوش منذ أوّل أمره لكن بعدما يمضي له أيام كان ينثر من هذا الدواء على الماء مقدار ملعقتين ويسقيه وكان يضع على موضع النهشة من خارج المرهم المتخذ بالزيت المسمى باليونانية بروطيا وهو الذي نقع فيه الجاوشير والخل ومقدار ما نفع فيه من الزيت رطل ومن الخل قسط بالقسط المنسوب إلى إيطاليا ويجعل الخل نقيعاً جداً ومن الجاوشير ثلاث أواق وإنما ذكرت هذا في هذا الكتاب، وليس هو مما يدخل في هذا الكتاب لثقتي بهذا الدواء، وعلمي بأنه لم يمت من نهشة الكلب أحد ممن استعمله على هذه الصفة التي ذكرت. ديسقوريدوس: في ب: ما كان منها نهرياً فإنها إذا أحرقت وأخذت من رمادها ثلاثة مثاقيل مع مثقال ونضف من جنطيانا وشرب بشراب ثلاثة أيام نفع منفعة بينة من عضة الكلب الكلب، وإذا خلط بعسل مطبوخ نفع من شقاق الرجلين والمقعدة والشقاق العارض من البرد، والسرطانات إذا دقت نيئة وسحقت وشربت بلبن الأتن نفعت من نهش الهوام والرتيلا ولسعة العقرب، وإذا طبخت وأكلت بمرقها نفعت من به قرحة في رئته، ومن شرب شيئاً من الأرنب البحري، وإذا دقت مع الباذروج وسحقت وقربت من العقرب قتلتها، والسرطانات البحرية تفعل مثل ذلك إلا أنها أضعف. الشريف: إن شرب منه شيء بشراب أبيض نفع من عسر البول وفتت الحصاة وأنضجها، وإذا طبخت مع رازيانج وكرفس وصفي الماء وشرب منه مقدار ثلاث أواق أدر البول والطمث، وإذا سحق نيئاً وغسل بماء ثم صفي وتغرغر به مقدار سكرجة نفع من الخوانيق ووجع اللوزتين وسكن الوجع مكانه وحيا. وإن علقت عين السرطان على من به حمى غب شفاه ذلك. البصري: لحم السرطانات النهرية ومرقتها تنفع المسلولين وتزيد في الباه. غيره: ينفع أصحاب السل وخاصة إذا شق بطنه وغسل برماد وملح وطبخ مع السعتر، وإذا وضع على موضع نهش الحيات والأفاعي نفع ويحلل الأورام الحاسية ورماده نافع في أدوية البهق والكلف، وإذا بل بالخل ووضع على موضع عضة الكلب الكلب نفع من ذلك، وإذا شرب بلبن الأتن نفع من نفث المرة الصفراء من الصدر. الطبري: إذا سحقت وطليت على لدغ العقرب نفعت. التجربتين: النهري منه إذا طبخ بحشيش السعتر نفع من ابتداء السل المتولد عن يبس الصدر والرئة. ابن سينا: عسر الهضم كثير الغذاء ويصلحه الطبخ بالماش ويخرج الأزجة والشوك ضماداً. ابن التلميذ: قد يؤخذ من رماده فينفع المسلولين مع الطين المختوم والصمغ والكثيراء ورب السوس مجرب. خواص ابن زهر: إن طبخ السرطان بالشبت وتغرغر به الملسوع شفاه وإن علقت أرجل السرطانات على شجرة مثمرة سقط ثمرها من غير علة وإن أحرق وطلي به ثدي من بها سرطان نفعها وأبرأها.
سرطان بحري:(1/369)
ابن سينا: إذا قيل سرطان بحري فليس يعني به كل سرطان من البحر بل ضرب منه خاص حجري الأعضاء كلها. المجوسي: يجلو آثار القروح من العين ويحد البصر ويجلو الأسنان إذا سحق واستنّ به. التميمي في كتابه المرشد: هذا السرطان مستحجر بارد يابس في الدرجة الثالثة ويدخل في الأكحال محرقاً وغير محرق والمحرق أفضل وأقوى لفعله وفيه أيضاً قبض وجلاء وتنشيف للرطوبات المنصبة إلى طبقات العين وتقوية لطبقاتها وعضلاتها. أمين الدولة: يقوي أعصاب العين ويزيد في جلائها وإذا أحرق بالنار ازداد لطافة ويبوسة، ويستعمل هذا السرطان في المركبات المارستانية في الكحل العزيري وفي أخلاط التوتيا الهندي. لي: يقال أنه يكون سرطان في بحر بلاد الصين فإذا خرج من البحر ولقيه الهواء تصلب وتحجر مكانه ولذلك تجد سرطاناً مكمل الخلقة حجرياً ولم يذكره ديسقوريدس ولا جالينوس في بسائطهما البتة، وأما الحيوان الذي سماه حنين في مفردات جالينوس بالسرطان البحري فليس هو بسرطان كما قال، وإنما هي السمكة المسماة بالرومية سيبيا وسنذكره فيما بعد في آخر هذا الحرف ويعرف في بعض سواحل بحر المغرب بالقناطة بالقاف المفتوحة والنون المشددة وتؤكل مشوية ومطبوخة ويستعمل منها في الطب خزفتها التي في باطنها وهي الخزفة المعروفة عند الأطباء بلسان البحر فافهمه.
سرشاد:
هو البنجنكست في بعض التراجم.
سرمق وسرمج:
وهو القطف وسيأتي ذكره في القاف.
سرما:
هو نبات يسمى باليونانية مريق عن البطريق وسنذكره في الميم إن شاء اللهّ تعالى.
سرة الأرض:
هو النبات المسمى باليونانية قوطوليدون وقد ذكرته في حرف القاف ويسمى بأذن القسيس أيضاً.
سراج القطرب:(1/370)
التميمي في كتابه المرشد: هو اليبروح الوقاد ويسمى شجرة الصنم وهذه الشجرة هي سيدة اليباريح السبعة وزعم هرمس إنها شجرة سليمان بن داود التي كان منها تحت فص خاتمه وبها كان يصنع العجائب وكانت تنطاع له بها أرواح المردة، وزعم أيضاً أن بهذه الشجرة كان يدبر ذو القرنين الملك الإسكندر في مسيره إلى المغرب وإلى المشرق. قال هرمس: وهذه الشجرة مباركة من الأشجار نافعة لكل داء يكون بابن آدم من جنة وخبل ووسواس وتنفع لكل داء من الأدواء الكبار التي تعرض له في باطن جسمه، كالفالج واللقوة والصرع وداء الجذام وفساد العقل والتولة وكثرة النسيان. وأصل هذه الشجرة الكائن في بطن الأرض في صورة صنم قائم في يدين ورجلين وله جميع أعضاء لإنسان، ومنبت قضيبها وورقها الظاهر فوق الأرض ومطلعه من وسط رأس ذلك الصنم وورقها مثل ورق العليق سواء وهو أيضاً يتعلق بما يقرب منه من الشجر ينفرش عليه ويعلوه وله ثمرة أحمر لونها طيب ريحها ورائحتها كرائحة عسل اللبني ومنبتها يكون في الجبال والكرومات. ويزعمون أن قلعها يستصعب على من يريده وذلك أنه يحتاج في بدء الأمر أن يكون قد أحكم الإختبار لوقت قلعها وعرفه فلا يقصدها عازماً على قطعها حتى يكون المريخ مسعوداً مستقيماً في سيره وهو في أحد بيوته والأحب إليّ أن يكون في بيته الأعلى وهو الحمل أو في بيت شرفه وهو الجدي ويشرق في 24 درجة منه، أو في إحدى مثلثاته، أو في حد من حدوده التي يكون فيها قوي الفعل وليحفر طالبه أن يقصده وهو هابط أو راجع أو متحيز للرجوع أو وهو في بيت وباله أو وهو محترق تحت جرم الشمس وإن كان مشرقاً مستقيماً فهو أفضل وإن نظرت الزهرة أو المشتري إليه من شكل محمود كان أسعد له. وينبغي أن يراعى أمر القدر في وقت ما يهم بقلعه بأن يكون مقارناً للمريخ أو معه في برجه فإذا أحكم ذلك فليعد إليه وإلى شجرته يوم الثلاثاء عند طلوع الشمس، وأما أصحاب الأعمال البرانية فيزعمون أنه لا يمكن قلعه إلا أن ربط إذا خلخل ما حوله من التراب ولم يبق إلا على عروق رقاق في عنق كلب قد جوّع يوماً ثم يتباعد الرجل منه ويصيح بالكلب فإن الكلب إذا جذبه متحاملاً نحو صاحبه قلعه، ويزعمون حينئذ أن الكلب يسقط ميتاً فأما أنا فأرى ذلك محالاً وباطلاً بل أرى قلعه وإنه لا بأس عليه ويلفها في خرقة بيضاء وليكن قلعه إياها بفروعها وورقها وما فيها من الثمر فإن ثمرها أكثر منفعة من أصلها وهذه الشجرة تصلح لأعمال كثيرة ليست مما تستعمل في الطب. فمن ذلك أنه إن أخذ إنسان قطعة من أعضاء ذلك الصنم فسحقها مع شيء يسير من ثمرها وأنعم سحقها ودافها بدهن بان أو دهن الخلوق المطيب أو في زئبق رصاصي ويمسح الرجل من ذلك الدهن إذا أراد لقاء الأكابر ولقاء في سلطان فمسح منه عينيه وجبينه ووجهه وبدنه ثم لقي من أحب من السلاطين فيما أحب فإنه يكون عنده وجيهاً وتكون منزلته عنده عالية وتقضى حوائجه ولا يرى منه إلا ما يجب وإن أخذ من ثمرها الأبيض ما لم يتكامل بلوغه فدقه وسحقه بدهن ورد فارسي وأمر المرأة أن تدهن به بطنها وظهرها إذا هي خافت من أن تسقط فإنها لا تسقط بإذن الله ويتم حملها إلى وقت الولادة. قال هرمس: وإن أخذ كمة من زهره من قبل أن تنفتح فربطها في خرقة كتان وشدها بخيط صوف معمول من 7 ألوان ثم علقه على الطفل الذي يعرض له الصرع فإنه يذهب عنه ولا يعود إليه ما دامت تلك معلقة عليه ومن أخذ كمة من زهرها مما قد انفتحت ودقها وقلاها بزيت ثم صفى الزيت ودهن به بطن الحامل التي قد عسر عليها ولادتها فإنه يسهل عليها الولادة وتلد من غير وجع، ومن بخر بشيء من الأصل الذي هو الصنم منزله أو المكان الذي يسكنه هربت منه الجن والشياطين من ساعته ولم تقربه سنيناً كثيرِة وإن بخر بهذا الصنم إنسان به هذيان وفساد عقل ذهب عنه. قال هرمس: وهذا الصنم حرز عظيم في المنفعة لمن يحمله متقلداً به أو كسر عضواً من أعضائه وخرز عليه جلد أديم ويعلقها في عنقه أو في عضده فإنه حينئذ يأمن من كل آفة وعاهة ومن كل لص وسارق ومن الغرق والحريق ومن كل بلية، وإن علق منه شيء على من يعتاده الصرع أبرأه وكان فعله في ذلك أبلغ من عود الفاونيا ومنافع هذه الشجرة كثيرة وخاصة أصل هذه الشجرة وهو الصنم وثمرته ينفعان من الأكلة الساعية والقروح المتخبثة. كتاب الخواص: من علق عليه أصل منه الشجرة(1/371)
أو شيء منها أطفأ غضب الرؤساء ومن علق عليه شيء منها فليكن في امتلاء القدر. لي: وهو يقال على أدوية كثيرة منها الدواء الذي قدمنا ذكره وأيضاً يقال على الدواء المسمى باليونانية أواقينوس وهو المعروف بالحدقي وقد ذكرته في الألف التي بعدها واو، وزعم الرازي في الحاوي أنه النبات المسمى باليونانية لوسيماخيوس وقد ذكرته في حرف للام التي بعدها واو وقال في موضع آخر منه: هو الدواء المسمى باليونانية لخبيس، وقد ة كرته أيضاً في حرف اللام التي بعدها خاء معجمة. وقال الغافقي: زعم بعض المحدثين أنه نبات ينبت بين الكتان ويعلو عليه كثيراً وله فقاح كالورد الأحمر وله أصل كالجوزة ويسمى بعجمية الأندلس بخيلة أي جويزه يأخذه حفارو الكرم ويأكلونه. وقال الشريف الإدريسي: سمي هذا الدواء سراج القطرب لأن القطرب هي الدويبة التي تضيء بالليل كأنها شعلة نار وهذا النبات هو معروف ببلاد الشام ونباته بها كثير مما يقرب من البحر، وقشر عود هذا النبات إذا أظلم عليه الليل أضاء منه باطنه ما دام رطباً حتى يخيل للناظر أنه نار وإذا جف هذا بطل فعله، وإذا جعل في خرقة مبلولة بالماء وترك فيها عادت إليه رطوبته فيسرج فإذا جف بطل ولا يعرف له في الطب فضل، ولقد اتفق لي من هذا الفن شيء أخبر به فإني حضرت قطع شجرة السرو واستخرجتَ عروقه فأخذت منه عرقاً وسرت به إلى منزلي. رميت به في زاوية البيت ونمت فلما كان من الليل انتبهت من نومي ففتحت عيني فرأيت شيئاً يتألق نوراً فما شككت فيه أنه نور فقمت لأرى ما هو فوجدته عرق شجرة السرو الذي جئت به من البستان فتفقدتها وجعلتها مني ببال وكانت تضيء إلى أن جفت وبطل فعلها والذي يضيء منه مما يلي العود وهذا شيء غريب مجرب.أو شيء منها أطفأ غضب الرؤساء ومن علق عليه شيء منها فليكن في امتلاء القدر. لي: وهو يقال على أدوية كثيرة منها الدواء الذي قدمنا ذكره وأيضاً يقال على الدواء المسمى باليونانية أواقينوس وهو المعروف بالحدقي وقد ذكرته في الألف التي بعدها واو، وزعم الرازي في الحاوي أنه النبات المسمى باليونانية لوسيماخيوس وقد ذكرته في حرف للام التي بعدها واو وقال في موضع آخر منه: هو الدواء المسمى باليونانية لخبيس، وقد ة كرته أيضاً في حرف اللام التي بعدها خاء معجمة. وقال الغافقي: زعم بعض المحدثين أنه نبات ينبت بين الكتان ويعلو عليه كثيراً وله فقاح كالورد الأحمر وله أصل كالجوزة ويسمى بعجمية الأندلس بخيلة أي جويزه يأخذه حفارو الكرم ويأكلونه. وقال الشريف الإدريسي: سمي هذا الدواء سراج القطرب لأن القطرب هي الدويبة التي تضيء بالليل كأنها شعلة نار وهذا النبات هو معروف ببلاد الشام ونباته بها كثير مما يقرب من البحر، وقشر عود هذا النبات إذا أظلم عليه الليل أضاء منه باطنه ما دام رطباً حتى يخيل للناظر أنه نار وإذا جف هذا بطل فعله، وإذا جعل في خرقة مبلولة بالماء وترك فيها عادت إليه رطوبته فيسرج فإذا جف بطل ولا يعرف له في الطب فضل، ولقد اتفق لي من هذا الفن شيء أخبر به فإني حضرت قطع شجرة السرو واستخرجتَ عروقه فأخذت منه عرقاً وسرت به إلى منزلي. رميت به في زاوية البيت ونمت فلما كان من الليل انتبهت من نومي ففتحت عيني فرأيت شيئاً يتألق نوراً فما شككت فيه أنه نور فقمت لأرى ما هو فوجدته عرق شجرة السرو الذي جئت به من البستان فتفقدتها وجعلتها مني ببال وكانت تضيء إلى أن جفت وبطل فعلها والذي يضيء منه مما يلي العود وهذا شيء غريب مجرب.
سالي هو الساساليوس.(1/372)
ديسقوريدوس في الثالثة: أما ما كان منه بالمكان الذي يقال له مصاليا فله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له ماراثون وهو الرازيانج إلا أنه أغلظ منه ساقه أخشن أغصاناً وعليه إكليل شبيه بإكليل الشبث فيه ثمر إلى الطول ما هو حريف يسرع إليه الثآليل وله أصل طويل طيب الرائحة. جالينوس في 8: أصل هذا النبات أقوى ما فيه أكثر من أصله بزره وقد يبلغ من إسخانه أنه يدر البول إدراراً كثيراً وهو مع هذا لطيف حتى إنه يبلغ أنه ينفع من يصرع ومن به نفس الإنتصاب. ديسقوريدوس: وقوة ثمره وأصله مسخنة وإذا شربا أبراً تقطير البول وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وقد ينفعان من أوجاع الأرحام التي يعرض معها الإختناق والمصروعين ويدران الطمث ويحدران الجنين وينفعان من الأوجاع ويبرئان السعال المزمن أكثر من غيرهما والثمرة إذا شربت بشراب هضمت الطعام وحللت المغص وهو نافع من الحمى التي يقال لها أسالس وقد يسقى بالفلفل والشراب للبرد في الأسفار وقد يسقى منه المعز الإناث وسائر المواشي لكثرة نتاجها. وأما الساساليوس الذي يقال له أنيوبيقون له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أقصر منه مستطيل في مقدار النبات الذي يقال له بارقلوماثن وهو تمنش عظيم له قضب طولها نحو من شبر ورؤوس شبيهة برؤوس الشبت وزر أسود كثيف مثل الحنطة وهو أشد حرافة وأطيب رائحة من الساساليوس الذي من مصاليا وهو لذيذ الطعم وقوته كقوة الذي من مصاليا فأما الذي يكون بالجزيرة التي يقال لها مالوبويقس فله ورق شبيه بورق الفربيون إلا أنه أخشن منه وأغلظ وله ساق أكبر من ساق ساساليوس الذي من مصاليا شبيه في شكله بالقنا وعليه إكليل واسع فيه ثمر أعرض وأكبر شحماً وأطيب رائحة من ثمر ساساليوس الذي من مصاليا وقوته شبيهة بقوته وينبت في مواضع وعرة ومواضع مائية وعلى تلول وقد ينبت أيضاً في المكان الذي يقال له أندي. وأما طرديلن فإن من الناس من يسميه أيضاً سسالي فريطيقون وتأويله ساليوس قريطيقي وقد ينبت في الجبل الذي يقال له أماللتن الذي بالبلاد التي يقال لها قليقيا وهو عشب يستعمل في وقود النار وله زر صغير مستدير يرى كأنه طنفيني طعمه إلى الحرافة فيه عطرية ويشرب لعسر البول وإدرار البول وعصارة أصل هذا النبات وزره إذا كان طرياً وشرب منه مقدار ثلاث أوبولوسات بميبختج 15 يوماً أبرأ من وجع الكلى وأصل هذا النبات قوي وإذا عجن بالعسل ولعق منه أخرج الفضول التي في الصدر. الغافقي: يسهل الولادة ويذيب البلغم الجامد ويفتح السدد وهو جيد للمعدة نافع للكليتين والمثانة ورياح الخاصرة والحالبين.
سطرونيون:(1/373)
فسره حنين في الثامنة من مفردات جالينوس بالكندس وهو بعيد عن الصواب وكذا كل من قال بقوله أيضاً في هذا الدواء لأن الكندس مشهور ولا يستعمل منه في الشراب المقدار المستعمل من سطرونيون ولا يغسل به الصوف أيضاً كما يغسل بسطرونيون الذي هو عند مشايخنا الثقات في هذه الصناعة من أهل الأندلس منهم أبو العباس النباتي وعبد الله بن صالح الكتاني وابن حجاج الأشبيلي هو النبات المعروف اليوم وقبله ببلاد الأندلس بالقوليله وعند البربر بالمغرب الأقصى والأوسط أيضاً يعرفونه بالتاغيفيث وباللوزن وتاغيغشت أيضاً. وقد ينبت أيضاً بظاهر الإسكندرية والساكن بها من أهل المغرب يقتلعون أصوله ويدقونها ويغسلون بها الصوف فينقيه وهو مشهورعندهم وليس بينه وبين الكندس شبه إلا في كون أصوله تحرك العطاس مثل الكندس، وسطرونيون هو نبات لهَ ساق دقيقة منعقدة ولا أغصان له وله ورق متباعد في قدر الإبهام ما بين الإستدارة والطول لها عرض وهي محددة الرأس لونها كلون ورق الكرنب وفي طرفه شعب لطاف صغار عليها نفاخات بيض صنوبرية الشكل عليها زهر أبيض وله أصل طويل أبيض في طعمه حرارة يسيرة مع شيء من طيب رائحة وأكثر ما ينبت بين الحنطة. ديسقوريدوس في الثانية: وهذا الدواء يستعمله غسالو الصوف لتنقيته وهو معروف عندهم وهذا أصله حريف يدر البول وإذا أخذ منه وزن فلنجارين بعسل نفع من أمراض الكبد وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الإنتصاب والسعال واليرقان ويسهل البطن، وإذا شرب بالجاوشير وأصل الكبر فتت الحصا وأخرجه مع البول وحلل ورم الطحال وإذا احتمل أدر الطمث وقتل الجنين قتلاً قوياً، وإذا تضمد به مع السويق والخل نفع الجرب المتقرح، وإذا طبخ بدقيق الشعير والشراب حلل الجراحات في ابتدائها وقد يقع في أخلاط الشيافات المحدة للبصر وفي أخلاط المراهم ويحرك العطاس، وإذا سحق وخلط بالعسل واستعط به أحدر الفضول من الرأس إلى الفم. جالينوس في الثامنة: أكثر ما يستعمل من هذا أصوله خاصة وطعم هذه الأصول حادّ حريف وهو حار يابس المزاج كأنه في الدرجة الرابعة من شأنه أن يجلو وأن يفتح ولذلك صار يحرك العطاس بمنزلة الأشياء الأخرى الحارة المزاج أبو العباس النباتي: والأندلسيون يستعملونه في الفرزجات المنقية للنساء وهو بذلك معلوم عندهم، ابن حجاج الأشبيلي: ينفع من وجع الضرس إذا قطر من ماء أصله في الأنف نقطتان وهذا الأصل يغلى في الماء حتى تخرج قوته ويغسل به الثياب من الصوف والكتان. قال هرمس القبطي: إذا أخذ من أصله وزن ربع درهم وخلط معه 25 حبة من كمون أسود ثم ديف بزيت أنفاق واستعط به صاحب اللقوة فإنه يبرئه.
سطوني:
غلط من قال إنه الخلاف جداً. ديسقوريدوس في 4: هو نبات ثمره وورقه يقبضان ولذلك يحتقن بطبيخهما لقرحة الأمعاء وقد يقطر في الأذن التي يسيل منها القيح وإذا تضمد بورقه نفع من اتساع ثقب حجاب العين الذي يقال له العيني العارض من ضربة وهو الذي يقال له باليونانية سحنس وقطع نزف الدم. جالينوس في 8: أنفع ما في هذا النبات ثمرته وورقه وقوتهما قوّة تقبض بلا لذع وهو يجفف تجفيفاً بيناً كأنه في الدرجة الثالثة عند منتهاها ولذلك صار طبيخه يستعمل في الحقن لقروح الأمعاء ويقطر في الأذن التي يسيل منها القيح ويلزق الجراحات العظيمة وأبين ما يكون فعله في ذلك إذا استعمل مع الشراب الأسود القابض وذلك لأنه يجفف تجفيفاً شديداً كل رطوبة تجري على غير المجرى الطبيعي وورقه أيضاً ما دام طرياً إن هو سحق ووضع من خارج حبس الدم بما فيه من هذه القوة وإذا ضمدت به العين نفع من اتساع الحدقة وهو الانتشار متى كان ذلك إنما يحدث عن ضربة.
سطراطيوطس:(1/374)
منه نهري وهو قار في الماء. ديسقوريدوس في الرابعة: سطراطيوطس النابت على الماء هو ورق يكون على الماء ويظهر على وجهه وليس له أصل والورق شبيه النبات الذي يقال له حي العالم إلا أنه أكبر منه. جالينوس في 8: ما كان من هذا النبات منسوباً إلى الماء فيه قوة رطبة باردة. ديسقوريدوس: وقوته مبردة وإذا شرب قطع نزف الدم العارض من الكلى، وإذا تضمد به مع الخل منع الورم من الخراجات ونفع من الحمرة والأورام البلغمية وأما أسطراطيوطس الذي يقال له ذو الألف ورقة وهو تمنش صغير طوله نحو من شبر أو أكثر له ورق شبيه بريش الفرخ في ابتداء ظهوره قصار جداً مشقق وقد يشبه الورق أيضاً في قصره ورق الكمثري البري وهو أقصر منه وإكليل هذا النبات أكثف وأغلظ إلا أن على أطراف هذه الأكاليل عيداناً صغاراً وله على كل عود إكليل مثل ما للشبث وله زهر أبيض صغار وأكثر ما ينبت في أرضين معطلة من العمارة فيها خشونة وعند الطرق. جالينوس: وما كان منه منسوباً للبر ففيه شيء من قبض وبسبب هذا صار يمكن فيه إلزاق الجراحات وينفع القروح ومن الناس أيضاً من يستعمله عند انفجار الدم وفي مداواة النواصير. ديسقوريدوس: وهذا النبات نافع جداً من نزف الدم والقروح العتيقة والحديثة والنواصير.
سطاحيس:
هو النبات المعروف ببلاد الأندلس بالفارّة وبالأقوشة بعجمية الأندلس أيضاً. ديسقوريدوس في الثالثة: هو تمنش شبيه بفراسون إلا أنه أطول منه وله ورق صغار كثير متين طيب الرائحة أبيض عليه زغب يسير وله قضبان كبيرة مخرجها من أصل واحد أشد بياضاً من قضبان الفراسيون وينبت في أماكن جبلية ومواضع خشنة. جالينوس في 8: طعم هذا حريف حاد مر وهو في الدرجة الثالثة من درجة الأشياء المسخنة ولذلك صار يدر البول والطمث ويفسد مع ذلك الأجنة ويحدر المشيمة ويخرجها. ديسقوريدوس: وله قوة مسخنة ولذلك إذا شرب بماء طبيخ ورقه أدر الطمث وأخرج المشيمة. أبو العباس: قال بعض شيوخنا إنما سمي عندهم فارّة لأن القلب يفر منه الخفقان إذا شرب هذا. الغافقي: الفارّة تقيئ المرة السوداء وتنفع من الماليخوليا وجميع أعراض المرة السوداء وتقوي القلب والنفس وتذهب السهر وحديث النفس وأوجاع الجوف الحادثة من رياح غليظة أو خلط غليظ بارد وتنفع من عضة الكلب الكلب إذا تقيئ بها ما لم يفزع صاحبها من الماء وإذا أغليت في الزيت نفعت من وجع الأسنان.
سطاح:
يقال على كل ما ينسطح على الأرض من النبات كالحرسا وما أشبهه.
سطركا:
هو بالسريانية وأهل الشام يسمونه الأسطركا وهو ضرب من الميعة.
سطوال:
إسم للزرنباد عند الجنوبيين وهم كثيراً ما يستعملونه أكلاً لتسخين أبدانهم وكذا سائر الفرنج وقد ذكرته فيما تقدم.
سعد:(1/375)
ديسقوريدوس في ا: فيقارس وهو السعد ويسميه بعضهم أروسيسقيطون ويسمى بعضهم بهذا الإسم الدارشيشغان له ورق شبيه بالكراث غير أنه أطول منه وأدق وأصلب وله ساق طولها ذراع أو أكثر وساقه ليست مستقيمة بل فيها إعوجاج على زوايا شبيهة بساق الأذخر على طرفه أوراق صغار ثابتة وزر وأصوله كأنها زيتون ومنه طوال ومنه مدوّر مشتبك يعني أن أصوله شبيهة بثمر الزيتون بعضها مع بعض طيبة الرائحة سود فيها مرارة وينبت في أماكن غامرة وأرض رطبة وأجود السعد ما كان منه ثقيلاً كثيفاً عسراً غليظ الرض فه خشونة طيب الرائحة مع شيء من حدة والسعد الذي من قليصا والذي من سوريا والذي من الجزائر التي يقال لها قويلادس وهو على هذه الصفة. جالينوس في 8: الذي ينتفع به من السعد إنما هو أصله خاصة وأصول السعد تسخن وتجفف بلا لذع فهو لذلك ينفع منفعة عجيبة من القروح التي قد عسر إندمالها بسبب رطوبة كثيرة لأن فيها مع هذا شيئاً من قبض ولذلك صار ينفع من القروح التي تكون في الفم وينبغي أيضاً أن يشهد لأصول السعد بأن فيها قوة قطاعة بها صارت تفتت الحصاة وتدر البول وتحدر الطمث جداً. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة مفتحة لأفواه العروق وإذا شرب يدر البول لمن به حصاة وحبن وينفع من سم العقرب وهو صالح إذا تكمد به لبرد الرحم وانضمام فمها ويدر الطمث وهو نافع من القروح اللواتي في الفم والقروح المتأكلة إذا استعمل يابساً مسحوقاً وقد يقع في المراهم المسخنة وقد يحتاج إليه في بعض الأدهان المطيبة وقد يقال إن بالهند نوعاً آخر من السعد شبيهاً بالزنجبيل إذا مضغ صار لونه مثل لون الزعفران وإذا لطخ على الشعر والجلد حلق الشعر على المكان. لي: زعم ابن رضوان في مفرداته أن هذا النوع من السعد هو الزرنباد وهو قول بعيد عن الصواب لأن صفة هذا النوع من السعد وفعله بعيد عن صفة الزرنباد وفعله بينهما فرق كبير. الرازي في الحاوي: يزيد في العقل ويكثر الرياح ويدبغ المعدة ويحسن اللون وهو جيد للبواسير نافع للمعدة والخاصرة ويطيب النكهة وإن شرب مع دهن الحبة الخضراء شد الصلب وأسخن الكلى ونفع المثانة الباردة ونفع من وجع المثانة وضعفها وجربها جداً ويقطر البول ويحرق الدم ويتخوف من إكثاره الجذام. وقال في المنصوري يسخن المعدة والكبد الباردتين وهو جيد للبخر والعفن في الفم والأنف نافع للمعدة واللثة الرطبة. مسيح بن الحكم: صالح لرطوبة السفل واسترخائه، نافع للأسنان. ابن سينا: ينفع من استرخاء اللثة ويزيد في الحفظ وينفع من الحميات العتيقة جداً شرباً ويقوّي العصب. التجربتين: يقطع القيء ضماداً ومشروباً وإذا خلط بالزفت نفع من البثور في رؤوس الصبيان. غيره: هو حار يابس في الثانية.
سعوط:
هو المسمى باليونانية بطومنقي ومعناه المعطس ويسمى عود العطاس أيضاً وهي الشجرة التي يعمل منها سعوط الدواب عند البياطرة بالأندلس. أبو العباس النباتي رحمه الله: السعوط، الذي يسعط به الدواب كثيراً ما يكون بشرق الأندلس ومنه بجبال غلزا شيء كثير ومنها يحمل إلى غرناطة ورقه كورق الغاسول الشيحي النابت بالسواحل الزيتوني الشكل الورق لونه إلى البياض وأصوله في غلظ الأصبع لونه إلى الكمدة وداخله إلى البياض أعاليه ممتلئة وأسافله إلى الرقة ما هي وفيها خشونة وله زهر دقيق إلى الصفرة وثمره إلى الإستدارة ما هو صلب وقوته حادة جداً. ديسقوريدوس في ا: وهو شجرة لها أغصان رقاق كبيرة مستديرة شبيهة بأغصان القيصوم عليها ورق مستطيل شبيه بورق الزيتون كثير وفي أعلاه إكليل صغير شبيه بالذي للبابونج حادّ الرائحة محرّك للعطاس ولذلك يسمى بطرمنقامسع. جالينوس في الثامنة: زهرة هذه النبتة قوتها تعطس، ولذلك سماها اليونانيون بطرمنقي لأن العطاس يقال له باليونانية بطارقوس وجملة هذا النبات أن اتخذ منه ضماد وهو طري فهو نافع ومحلل لما يكون في الوجه من النمش ومن سائر ما يحدث من الدم تحت الجلد، ذلك لأن مزاجه حار يابس إلا أنه ما دام طرياً فهو من الحرارة واليبس في الدرجة الثانية وأما إذا يبس فإنه يصير في الدرجة الثالثة منهما. ديسقوريدوس: وإذا تضمد بورقه مع زهره قلع أثر كمنة الدم تحت العين والبرص وزهره يحرك العطاس حركة شديدة وينبت في الجبال وبين الصخور. الشريف: إذا استعط به نفع من الخشم ونقى الرأس بالعطاس.
سعدان:(1/376)
كتاب الرحلة هو إسم عربي مشهور لنبات حسكي الورق وعلى صفة أغصانه ومقداره إلا أن هذا أشد بياضاً من ذلك وألين ورقاً وأعذب طعماً وفيه يسير لزوجة ويخالف الحسك في أن ورقه يكون أعرض وأكبر بقليل وأكثره ثلاثة ثلاثة متوازية من الجهتين والزهر الزهر والثمر بخلاف ذلك السعدان وثمره مفرطح لاطئ على قدر الدرهم مستدير أعلاه مشوك بشوك دقيق فيه بعض تحجين يتعلق بالثياب وبكل ما يلامسه، وهو ذو طبقتين وفيما بينهما بزر صغير على قدر الحلبة إلى الخضرة منابتة الرمال وحسكته تكون خضراء فإذا يبست ابيضت فإذا عنقت اسودت.
سعالى:
هو فنجبون المعروف بحشيشة السعال، وقد ذكرته في الفاء.
سفاديكس:
ديسقوريدوس في الثانية: هو بقل بري صغير طعمه إلى الحرافة ما هو فيه شيء من مرارة يؤكل نيئاً ومطبوخاً وهو يسهل البطن جيد للمعدة وطبيخه إذا شرب نفع المثانة والكلى والكبد. جالينوس في 8: هذا نوع من البقول الدشتية كان فيه حرافة وحمة ومرارة يسيرة فيكون على هذا القياس من الإسخان واليبس، أما في الدرجة الثانية ممتدة، وأما في الدرجة الثالثة مقبضة فهو لذلك يدر البول ويفتح السدد الحادثة في الأعضاء الباطنة من طريق أنه مركب من هذه الكيفيات. الشريف: سفندفس هو نبات يكون في العمارات له ساق طوله نحو من شبر فما دونه وله ورق مشرف متفرق شبيه بورق الشاهترج لكنه أكبر منه وله زهر أبيض مثل الأقحوان كبير جداً وفي وسطه صفرة ناتئة وقد يكون الزهر أصفر ووسطه أبيض وطعمه إلى الحرافة ما هو فيه شيء من مرارة ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وهو حار يابس يسهل البطن ويدر البول جيد للمعدة وطبيخه إذا شرب نفع من الجرب والحكة ويصفي الدم وإذا شرب من زهره مجففاً خمس دراهم مع مثله إهليلج أصفر ومثله سكر أسهل البطن وإن شرب من ماء عصره من ثلث رطل إلى نصف رطل مع خمسة الدراهم إهليلج أصفر ومثله سكر أسهل.
سفندوليون:
هو الكلخ أندلسي وبالبربرية تافيفرا. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات له ورق فيه شبه يسير من ورق الدلب وفيه مشاكلة أيضاً من ورق الجاوشير وله سوق طولها نحو من ذراع أو أكثر شبيه بالنبات الذي يقال له ماراتون وبزر على طرفه شبيه بساليوس مضاعف طبقتين إلا أنه أوسع منه وأشد بياضاً وأشبه بالتين ثقيل الرائحة وله زهر أبيض وأصل أبيض شبيه بالفجل وينبت في آجام وأماكن رطبة وبزره إذا شرب أسهل بلغماً وشفى وجع الكبد واليرقان وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع. جالينوس في 8: ثمرة هذا النبات قوتها قوة حارة قطاعة فهي لذلك من أنفع ما يكون من الأدوية للربو ولمن يصرع وهي نافعة لمن به يرقان وكذا أصله أيضاً قوته مثل هذه القوة وهو موافق لهذه العلل بأعيانها ويقلع أيضاً الصلابة التي تكون في البواسير وينبغي إذا عولجت به هذه الصلابة أن ينحت ثم يوضع في تجوف ثقب النواصير وقد تحفظ عصارة زهرته وينتفع بها جداً في مداواة القروح الحادثة في الآذان إذا طالت. ديسقوريدوس: وبزره إذا شرب أسهل بلغماً وشفى من وجع الكبد واليرقان وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع ووجع الأرحام الذي يعرض منه الاختناق وإذا تدخن به نبه المسبوتين وإذا نطل به الرأس مع الزيت وافق قرابيطس وشرغش والصداع وإذا تضمد به مع الشراب منع النملة من أن تسعى في البدن وقد يعطى من الأصل لليرقان ووجع الكبد ويحك ويجعل في النواصير الجاسية فيحل جساوتها وعصارة زهره إذا كان رطباً يوافق الآذان التي فيها القروح والآذان التي تسيل قيحاً وعصارته تجعل في الشمس وتخزن مثل سائر العصارات.
سقمونيا:(1/377)
وهي المحمودة ولم يذكرها جالينوس في بسائطه البتة. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له أغصان كبيرة مخرجها من أصل واحد طولها نحو من ثلاثة أذرع أو أربعة عليها رطوبة تدبق باليد وشيء من زغب وله ورق وعليه زغب وهو شبيه بورق النبات الذي يقال له العسني أو ورق النبات الذي يقال له فسوس إلا أنه ألين من ورق الفسوس ذو ثلاث زوايا وله زهر أبيض مستدير أجوف شبيه في شكله بالقرطالة ثقيل الرائحة وأصل طويل غليظ في غلظ العضد أبيض ثقيل الرائحة ملآن من رطوبة وقد تجمع هذه الرطوبة بأن يقطع رأس الأصل ويقور على استدارة فإن الرطوبة تسيل في ذلك التجويف وتجمع على الصدف، ومن الناس من يحفر الأرض على استدارته ويأخذ ورق الجوز ويصيره في الحفرة ويصب عليه هذه الرطوبة ويدعونها هناك حتى تجف ثم يرفعونها وأجود ما تكون من هذه الرطوبة وهي السقمونيا ما كان منه صافياً خفيفاً متخلخلاَ شبيهاً في لونه بالغراء المتخذ من جلود البقر وفيه تجاويف دقاق شبيهة بالأسفنجة والذي يؤتى به من الموضع الذي يقال له مونسا التي من البلاد التي يقال لها آسيا هو على هذه الصفة. ولا ينبغي لممتحن هذه الصفة أن يقتصر على بياض لونها عند ملاقاة اللسان لها فإنها قد يعرض لها ذلك إذا غشت بأن يخلط بها لبن اليتوع، وأيضاً من علامة الجيد منها أن لا يحذو اللسان حذواً شديداً فإن ذلك إنما يعرض لها إذا خلط بها لبن اليتوع. وأردأ أصنافها ما كان من الشأم ومن فلسطين فإنهما رديئان متكاثفان لأنهما يغشان بلبن اليتوع ودقيق الكرسنة، وإذا أخذ من هذه الصمغة مقدار درخمي أو ثلاث أوثولوسات مع الشراب الذي يقال له مالقراطن أو مع الماء أسهل مرة وقد يكتفى منه بمقدار أوثولوسين يخلطان بسمسم أو ببعض البزور لتليين الطبع والبطن وإذا احتيج إلى أن تقوى الشربة منها أخذ مقدار ثلاث أوثولوسات وخلط بأوثولوسين من الخربق الأسود ومقدار درخميين من الملح وقد يعمل ملح مسهل بأن يخلط بستة فوانوسات مقدار25 للقوي منها والشربة منه على قدر القوة وأما التامة فمقدار ثلاث فلجنارات، وأما الوسطى فمقدار فلجنارين، وأما الصغرى فمقدار فلجنار واحد وقد يؤخذ من أصل شجرة السقمونيا مقدار درخميين ويخلط بما ذكرنا فيسهل، ومن الناس من يأخذ الأصل فيطبخه ويشربه وقد يؤخذ فيطبخ بالخل ويدق ناعماً مع دقيق الشعير ويعمل ضماداً لعرق النسا ولرطوبة الأصل إذا صيرت على صوفة واحتملتها المرأة الحامل قتلت الجنين، وإذا خلطت بالعسل والزيت ولطخت بها الجراحات حللتها، وإذا طبخت بالخل ولطخت على الجرب المتقرح حللته وقشرته وقد يخلط بدهن الورد والخل ويصير على الرأس للصداع. مسيح: حارة يابسة في الثالثة. حبيش بن الحسن: وحرارتها أكثر من يبسها وأجود ما يكون منه ما كان أبيض ضرب إلى الزرقة، كأنه قطع الصدف المكسور إذا كسرته وفركته أسرع التفرك والذي يوجد من جبل اللكام هو بهذه الصفة وما خالفه رديء ومثل السقمونيا الذي ينبت في بلاد الجرامقة الذي يضرب لونه إلى السواد وشكله إلى الاستدارة صلب متغير لا ينفرك سريعاً باليد فإن هذا إذا شرب أورث مغصاً وكرباً وسجعاً في الأمعاء وتركه أصلح من استعماله، وإصلاح الصفة الأولى منه أن تعمد إلى تفاحة أو سفرجلة فتقطع رأسها قطعاً صحيحاً كما تدور شبيهاً الطبق وتعزله ناحية ثم قور سائرها واجعل فيها السقمونيا ثم رد عليه الطبق الذي عزلته وشكه بخلال من خشب أو تلوثه ليلزم الطبق عليها كلها بعجين وضعه على آجرة أو خزفة في تنور سكن ناره واتركه حتى ينضج ثم أخرجه واستخرج منه السقمونيا ودعه في الظل حتى يجف وقدر الشربة منه مصلحاً من الدانق إلى الدانقين، واعلم أن السقمونيا لا تتغير ولا تنكسر حدتها وإن طال بها المكث إلا بعد الثلاثين أو الأربعين سنة إلا ما قد أصلح فإنه إذا أصلح وطال مكثه انكسرت قوته، ولذلك ينبغي أن يكون إصلاحك إياها عند استعمالك لها وإذا تناول منه أكثر من المقدار وذلك مقدار نصف درهم فما زاد أمسك الطبيعة أولاً فأصاب شاربه كرب وعرق بارد وغشي ولربما انبعثت الطبيعة بإفراط من الإسهال حتى إنه ربما كثيراً ما يعقبه التلف، والمقدار الذي يجب أن يؤخذ منه هو من وزن ست شعيرات إلى عشرين. ومن خاصته إسهال المرة الصفراء واللزوجات واجتذاب الفضول الرديئة من أقاصي البدن وكثيراً ما يعقب المحرورين الحمى الحارة(1/378)
إذا شربوه واجتنابه أفضل في أمثال هؤلاء إلا أن تدعو الحاجة إليه فيؤخذ منه بمقدار قصد. التجربتين: وقد تشوى السقمونيا بالمصطكي وصفة شيها أن تسحق المحمودة مع مثلها من المصطكي وتشويها في جوف السفرجلة بعد أن تنقيه من البزر وتنظفه على الصفة المذكورة أولاً وتشويها ثم ترفعها وتستعملها فلا غائلة لها بوجه، وقد تستعمل في الحميات في الأطفال وغيرهم متى احتاجوا إلى إخراج الخلط الصفراوي والسفرجلة المشوية على هذه الصفة إذا شوي في جوفها من المحمودة من درهم إلى درهمين وأكل لحمها كله بعد إزالة المحمودة منها أسهل بلا غائلة وإذا درس لحم هذه السفرجلة مع مثله من زهر البنفسج مسحوقاً وأضيف إليه من المحمودة المشوية مع المصطكي مقدار ما يكون في كل درهمين منها ثمن درهم مع المحمودة وصنع منها أقراص وجففت كانت أفضل أنواع القرص من البنفسج في إحدار المحمومين وهو يحمر الصفراء على تنوعها والبلغم المالح المخالط للصفراء ويجذب من أعماق البدن وينفع من جميع العلل الصفراوية المحتاجة إلى الإستفراغ كحميات الصفراء النضجة الأخلاط والحميات المحتاجة في أولها والرمد الصفراوي وصداع الرأس والحمرة والجرب حيثما كانت، وغير ذلك مما يكون سببه خلط صفراوي أو مالح أو هما معاً، وإذا خلطت بأدوية البرص والبهق والكلف الذي تستعمل في طلاء قوت فعلها. مسيح: وأصل شجرة السقمونيا منق للبرص. المنصوري: ومتى خفنا نكايته أصلحناه بأن نعجنه بماء السفرجل الحامض أو التفاح أو ماء الورد وقد نقع فيه سماق بقدر ما ينعجن ونتخذه أقراصاً رقاقاً ونجففه في الظل ونعرف وزنه قبل ذلك، ويسقى من دانق إلى نصف درهم. ابن سرابيون: السقمونيا فيه مضار للمعدة والأحشاء وهو رديء للمعدة أكثر من الأدوية المستعملة كلها ويسهل الفضل المري اللطيف الصافي المحتبس في الدم ويجب أن يحذره من كانت به حمى ومن كان به ضعف المعدة، ويجب أن يخلط به الأدوية التي تنفع المعدة كالأشياء العطرية المقوية بروائحها والتي تحطه عن المعدة سريعاً كالزنجبيل والأنينون والفلفل والملح فإذا دعت الضرورة إلى أخذه مع ضعف المعدة خلطت به أدوية مقوية للمعدة كالصبر والعود والمصطكي للمبرودين وعصارة الورد ورب السفرجل للمحرورين. ابن ماسويه: يذهب بالشهوة ويورث غماً وكرباً وتهوعاً فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل في إصلاحها ويمزجها بالأنيسون وبزر الجزر البري المسمى دوقو وبزر الكرفس وبدهن اللوز الحلو ويشوى في تفاحة أو في سفرجلة مقورة ثم يكون أخذه لها بعد ذلك ولا يجيد سحقها لئلا يلتصق بخمل المعدة فيضربها لبعد تخلصها منها. البصري: وإذا أردنا أن نسقي منه خلطنا معه الورد والسفرجل وعجناه بماء الكرفس. غيره: السقمونيا مغث. ابن سينا: هو مما يؤذي القلب ويعطش. وقال بعضهم: إن العتيق وهو ما جاوز الأربعين إذا تنوول منه مقدار قليل أدر ولم يسهل وينفع من لسعة العقرب شرباً وطلاء. الشريف: وإذا أخذ منه مقدار جزء وخلط بجزء تربد وشربا بلبن حليب على الريق أخرجا الدود كبارها وصغارها وهو عجيب في ذلك مجرب. المجوسي: يضر بالكبد الضعيفة مضرة عظيمة وأفضله ما جلب من أنطاكية وإن سقيته مع بعض الأدوية فمن دانق نصف دانق، ومتى أعطي منه أكثر من ثلثي درهم أسهل إسهالاً عنيفاً جداً يهلك صاحبه ما لم يسهل فأما ما ينبغي أن يخلط معه ليدفع ضرره فالنشا والأنيسون من كل واحد جزء بوزن السقمونيا، وينبغي إن كان المتناول للسقمونيا صاحب ترفه ودعة أو محروراً أن يشوي السقمونيا في تفاحة أو سفرجلة.ذا شربوه واجتنابه أفضل في أمثال هؤلاء إلا أن تدعو الحاجة إليه فيؤخذ منه بمقدار قصد. التجربتين: وقد تشوى السقمونيا بالمصطكي وصفة شيها أن تسحق المحمودة مع مثلها من المصطكي وتشويها في جوف السفرجلة بعد أن تنقيه من البزر وتنظفه على الصفة المذكورة أولاً وتشويها ثم ترفعها وتستعملها فلا غائلة لها بوجه، وقد تستعمل في الحميات في الأطفال وغيرهم متى احتاجوا إلى إخراج الخلط الصفراوي والسفرجلة المشوية على هذه الصفة إذا شوي في جوفها من المحمودة من درهم إلى درهمين وأكل لحمها كله بعد إزالة المحمودة منها أسهل بلا غائلة وإذا درس لحم هذه السفرجلة مع مثله من زهر البنفسج مسحوقاً وأضيف إليه من المحمودة المشوية مع المصطكي مقدار ما يكون في كل درهمين منها ثمن درهم مع المحمودة وصنع منها أقراص وجففت كانت أفضل أنواع القرص من البنفسج في إحدار المحمومين وهو يحمر الصفراء على تنوعها والبلغم المالح المخالط للصفراء ويجذب من أعماق البدن وينفع من جميع العلل الصفراوية المحتاجة إلى الإستفراغ كحميات الصفراء النضجة الأخلاط والحميات المحتاجة في أولها والرمد الصفراوي وصداع الرأس والحمرة والجرب حيثما كانت، وغير ذلك مما يكون سببه خلط صفراوي أو مالح أو هما معاً، وإذا خلطت بأدوية البرص والبهق والكلف الذي تستعمل في طلاء قوت فعلها. مسيح: وأصل شجرة السقمونيا منق للبرص. المنصوري: ومتى خفنا نكايته أصلحناه بأن نعجنه بماء السفرجل الحامض أو التفاح أو ماء الورد وقد نقع فيه سماق بقدر ما ينعجن ونتخذه أقراصاً رقاقاً ونجففه في الظل ونعرف وزنه قبل ذلك، ويسقى من دانق إلى نصف درهم. ابن سرابيون: السقمونيا فيه مضار للمعدة والأحشاء وهو رديء للمعدة أكثر من الأدوية المستعملة كلها ويسهل الفضل المري اللطيف الصافي المحتبس في الدم ويجب أن يحذره من كانت به حمى ومن كان به ضعف المعدة، ويجب أن يخلط به الأدوية التي تنفع المعدة كالأشياء العطرية المقوية بروائحها والتي تحطه عن المعدة سريعاً كالزنجبيل والأنينون والفلفل والملح فإذا دعت الضرورة إلى أخذه مع ضعف المعدة خلطت به أدوية مقوية للمعدة كالصبر والعود والمصطكي للمبرودين وعصارة الورد ورب السفرجل للمحرورين. ابن ماسويه: يذهب بالشهوة ويورث غماً وكرباً وتهوعاً فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل في إصلاحها ويمزجها بالأنيسون وبزر الجزر البري المسمى دوقو وبزر الكرفس وبدهن اللوز الحلو ويشوى في تفاحة أو في سفرجلة مقورة ثم يكون أخذه لها بعد ذلك ولا يجيد سحقها لئلا يلتصق بخمل المعدة فيضربها لبعد تخلصها منها. البصري: وإذا أردنا أن نسقي منه خلطنا معه الورد والسفرجل وعجناه بماء الكرفس. غيره: السقمونيا مغث. ابن سينا: هو مما يؤذي القلب ويعطش. وقال بعضهم: إن العتيق وهو ما جاوز الأربعين إذا تنوول منه مقدار قليل أدر ولم يسهل وينفع من لسعة العقرب شرباً وطلاء. الشريف: وإذا أخذ منه مقدار جزء وخلط بجزء تربد وشربا بلبن حليب على الريق أخرجا الدود كبارها وصغارها وهو عجيب في ذلك مجرب. المجوسي: يضر بالكبد الضعيفة مضرة عظيمة وأفضله ما جلب من أنطاكية وإن سقيته مع بعض الأدوية فمن دانق نصف دانق، ومتى أعطي منه أكثر من ثلثي درهم أسهل إسهالاً عنيفاً جداً يهلك صاحبه ما لم يسهل فأما ما ينبغي أن يخلط معه ليدفع ضرره فالنشا والأنيسون من كل واحد جزء بوزن السقمونيا، وينبغي إن كان المتناول للسقمونيا صاحب ترفه ودعة أو محروراً أن يشوي السقمونيا في تفاحة أو سفرجلة.(1/379)
سقولوقندريون:
يعرفه شجارو الأندلس بالعقربان وباعة العطر بالديار المصرية يعرفونه بكف النسر. ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بالدود الذي يقال له سقولوقندريا كثيراً منبته من أصل واحد وينبت في صخور وفي حيطان منبته محصى ظليلة ولا ساق له ولا زهر ولا ثمرة وورقه مشرف مثل ورق البسفانج والناحية السفلى من الورق إلى الحمرة وعليها زغب والناحية العليا خضراء. جالينوس في ا: هذه الحشيشة لطيفة لكنها ليست بحارة ولذلك صارت تفتت الحصا التي في الكلية والمثانة وتحلل صلابة الطحال ديسقوريدوس: والورق إذا طبخ بخل وشرب 45 يوماً حلل ورم الطحال وينبغي أن يضمد به الطحال وقد سحق بشراب وخلط به وهو نافع في تقطير البول والفواق واليرقان وتفتيت الحصاة التي تكون في المثانة وقد يظن أنه يمنع من الحبل إذا علق وحده أو مع طحال بغل، وزعم من يظن هذا الظن أن من يستعمله لمنع الحبل ينبغي أن يعلقه في يوم لم تكن في ليلته الماضية قدر.
سقولوقندريا بالاسيا:
ديسقوريدوس في الثانية: هو حيوان بحري ويسمى باسم الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين إذا طبخ بزيت وتمسح به حلق الشعر وإذا مسه من الجلد عرضت له حكة.
سقونيوبداس:
ومعناه باليونانية الشبيه بذنب العقرب وقد ذكرته في حرف الذال المعجمة.
سقتقور:(1/380)
ديسقوريدوس في الثانية: منه ما هو مصري ومنه ما هو هندي ومنه ما يتولد في بحر القلزم ومنه ما يوجد في البلاد التي يقال لها لوريا التي من بلاد مورسيارس وهو جنس من الحراذين يجفف في الخريف وقد قيل إنه إذا شرب منه وزن درخمي بشراب من الموضع الذي يلي كلى السقنقور أنهض شهوة الجماع وإذا شرب طبيخ العدس بالعسل، وإذا شرب بزر الخس بالماء سكن نهوض الشهوة وقد يقع في أخلاط الأدوية المعجونة. قال ابن جميع: السقنقور حيوان شديد الشبه بالورل يوجد في الجبال في الرمال التي نيل مصر وأكثر ذلك يوجد في نواحي صعيدها وهو مما يسعى في البر ويدخل في الماء أعني ماء النيل، ولذلك قيل إنه الورل المائي أما الورل فيشبهه في الخلقة وأما المائي فلدخوله في الماء واكتسابه فيه وذلك أنه يغتذي في الماء بالسمك وفي البر بحيوانات أخر كالعظامات وقد يسترط ما يغتذي به من ذلك إستراطاً وقد شاهدت في أمعائه في حال عمله العظايات بحالها وصورتها لم تتغير بعد وهو مما يتولد من ذكر وأنثى ويوجد للذكور بالتشريح خصيتان كخصيتي الديوك في خلقتهما ومقدارهما وموضعهما، وإناثه تبيض فوق العشرين بيضة وتدفنه في الرمل فيكمل كونه بحرارته وكذا يكون وما يقال أنه من نتاج التمساح إذا ريء في البر ظاهر المحال، والفرق بين السقنقور والورل يكون من وجوه منها من الماوي فإنه يكون في البراري والحواجر ونحوها والسقنقور يأوي إلى شطوط النيل النهرية الرملية وما قرب منها ومنها من ملمس جلده فإن جلد الورل أصلب وأخشن وجلد السقنقور ألين وأنعم، ومنها من لون ظاهره فإن ظهر الورل أصفر أغبر وظهر السقنقور مدبج بصفرة وسواد. وذكر التميمي في كتابه المرشد: إن للذكر من السقنقور إحليلين وللأنثى فرجين وليس ذلك من أحواله بالبين الظاهر بل مما يحتاج إلى بحث مستقصى من جهة التشريح، وذكر أيضاً في هذا الكتاب أنه وجد في بعض كتب الخواص وسمع من أهل الصعيدان السقنقور يعض الإنسان ويطلب الماء فإن وجده دخل فيه وإن لم يجده بال وتمرغ في بوله فإذا فعل ذلك مات المعضوض في الحال وسلم السقنقور، فإن اتفق أن سبق المعضوض إلى الماء فدخله قبل دخول السقنقور في الماء وتمرغه في بوله انقلب السقنقور على قفاه ومات لوقته وسلم المعضوض من الخواص العجيبة إن صح، والمختار من هذا الحيوان الذكر فإنه الأبلغ والأفضل في المنافع المنسوبة إليه من أمر الباه قياساً وتجربة بل يكاد أن يكون هو المخصوص بذلك دون الأنثى والمختار من أعضائه وجملة أجزاء جسمه هو ما يلي متنه وأصل ذنبه ومحاذي سرته وشحمه وكشيته فإن هذه الأجزاء منه هي أبلغ ما فيه نفعاً بل هي المستعملة منه خاصة والوقت الذي ينبغي أن يصاد فيه من أوقات السنة ويعد لما يصرف فيه من أمر الأدوية نافع هو فصل الربيع فإنه في هذا الوقت من السنة يهيج للسفاد ويكون نافعاً بليغاً وكيفية إعداده وتهيئه لذلك هي أن يذكى في يوم صيده فإنه إذا ترك بعد صيده حياً ذاب شحمه وهزل وضعف فعله ثم يقطع رأسه وأطرافه وذنبه ولا يستأصل الذنب بل يترك مما يلي أصله شيء ثم يشق جوفه طولاً ويخرج جوفه ما خلا كشيته وكلاه وينظف ويحشى ملحاً ويخاط الشق ويعلق منكساً في الظل في موضع معتدل من الهواء إلى أن يستحكم جفافه ويؤمن فساده ويرفع ذلك في إناء لا يمنع الهواء من الوصول إليه وترويحه كالسلال المضفورة من قضبان شجرة الصفصاف أو الطرفاء أو خوص النخل ويصان من الفار ونحوه مما يعدو عليه إلى وقت الحاجة إليه، ولحم هذا الحيوان ما دام طرياً حار الطبع رطبه حرارته ورطوبته في الدرجة الثانية من درجات الأدوية الحارة الرطبة وأما مملوحه المجفف فإنه أشد حرارة وأقل رطوبة ولا سيما ما مضت عليه بعد تعليقه مدِة طويلة، ولذلك صار لا يوافق استعماله ذوي الأمزجة الحارة اليابسة كما يوافق ذوي الأمزجة الباردة الرطبة بل ربما أضرهم إن لم يركب معه ما يصلحه وليس لمعترض أن يعترض هذا القول فيقول بقول من قال إنه إنما يفعل المنسوبة إليه بخاصية فيه لا بمزاجه لأن ذي الخاصية قد توافق بعض مستعمليه دون من جهة الطبيعة وخاصية لحمه وشحمه هما إنهاض الشهوة ويهيج الشبق ويقوي الإنعاظ وينفع أمراض العصب الباردة والزيادة لهذه الأسباب في الجماع وخاصة مما يلي متنه وأصل ذنبه ويحاذي سرته وكلاه وكشيته سيما المملوح منه والمجفف كما ذكرنا، وهو ينفع(1/381)
المنافع المذكورة إن استعمل بمفرده وإن ألقي في أخلاط الأدوية المركبة لهذا العرض إلا أنه إذا استعمل بمفرده كان أقوى فعلاً وأبلغ نفعاً وذلك بأن يؤخذ من مجففه على ما قدمنا وصفه من وزن مثقال إلى ثلاثة مثاقيل بحسب مزاج المستعمل له وسنه وبلده والوقت الحاضر من أوقات السنة فيسحق ويلقى على خمر عتيق مروح ويسقى لمن يستجيز التداوي بالخمر أو على ماء العسل غير المطبوخ أو نقيع الزبيب الحلو لمن لا يستجيز ذلك أو يذر على صفرة بيض الدجاج الطري المشوي نيمرشت ويتحسى، وكذا يفعل بملحه إذا ألقي في أخلاط الأدوية والأطعمة الباهية أو أخذ منه وزن درهم إلى درهمين بحسب استعمال المستعمل له بمقتضى مزاجه وذر على صفرة البيض المذكور بمفرده أو مع مثله من بزر الجرجير المسحوق. لي: السقنقور على الحقيقة هو هذا الذي ذكره ابن جميع ولا يعرف اليوم في عصرنا هذا في الديار المصرية إلا في بلد الفيوم خاصة ومنها يجلب إلى القاهرة لمن عسى أن يطلبه وأكثر ما يقع صيده عندهم فيما زعموا في أيام الشتاء في الأربعينية منها وهو إذا اشتد عليه برد الماء خرج منه إلى البر فحينئذ يظفر به ويصاد وهذا الحديث لا شك فيه. ابن جميع: قال ديسقوريدوس: إن منه ما يوجد في مواضع من بلاد الهند وبلاد الحبش، أخبرني الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن اليمني أنه شاهد في بلاد المشرق حيواناً بحرياً يسمى سقنقوراً يؤتى به من سقشين ويذكر أنه حيوان طويل يبلغ طوله خارجاً عن ذنبه نحو الذراعين وعرضه أكثر من نصف ذراع ولونه أغبر والذي يستعمل منه ما يلي متنه وأصل ذنبه فإن هذا الجزء منه لحم وإن لحمه يبقى غير مملوح زماناً فلا يفسد ولا يتغير كما يفسد ويتغير غيره من لحوم الأسماك ونحوها قال: وأقام معي من لحمه جملة حملته من معدنه إلى أن وصلت إلى أصفهان ولم يتغير، قال: وأهل بلاده يستعملونه بالحموضات كالخل ونحوه لشدة حرارته. وقال: وهو يزيد في الباه زيادة ما مثل زيادة الجزر ونحوه من الأدوية الباهية.منافع المذكورة إن استعمل بمفرده وإن ألقي في أخلاط الأدوية المركبة لهذا العرض إلا أنه إذا استعمل بمفرده كان أقوى فعلاً وأبلغ نفعاً وذلك بأن يؤخذ من مجففه على ما قدمنا وصفه من وزن مثقال إلى ثلاثة مثاقيل بحسب مزاج المستعمل له وسنه وبلده والوقت الحاضر من أوقات السنة فيسحق ويلقى على خمر عتيق مروح ويسقى لمن يستجيز التداوي بالخمر أو على ماء العسل غير المطبوخ أو نقيع الزبيب الحلو لمن لا يستجيز ذلك أو يذر على صفرة بيض الدجاج الطري المشوي نيمرشت ويتحسى، وكذا يفعل بملحه إذا ألقي في أخلاط الأدوية والأطعمة الباهية أو أخذ منه وزن درهم إلى درهمين بحسب استعمال المستعمل له بمقتضى مزاجه وذر على صفرة البيض المذكور بمفرده أو مع مثله من بزر الجرجير المسحوق. لي: السقنقور على الحقيقة هو هذا الذي ذكره ابن جميع ولا يعرف اليوم في عصرنا هذا في الديار المصرية إلا في بلد الفيوم خاصة ومنها يجلب إلى القاهرة لمن عسى أن يطلبه وأكثر ما يقع صيده عندهم فيما زعموا في أيام الشتاء في الأربعينية منها وهو إذا اشتد عليه برد الماء خرج منه إلى البر فحينئذ يظفر به ويصاد وهذا الحديث لا شك فيه. ابن جميع: قال ديسقوريدوس: إن منه ما يوجد في مواضع من بلاد الهند وبلاد الحبش، أخبرني الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن اليمني أنه شاهد في بلاد المشرق حيواناً بحرياً يسمى سقنقوراً يؤتى به من سقشين ويذكر أنه حيوان طويل يبلغ طوله خارجاً عن ذنبه نحو الذراعين وعرضه أكثر من نصف ذراع ولونه أغبر والذي يستعمل منه ما يلي متنه وأصل ذنبه فإن هذا الجزء منه لحم وإن لحمه يبقى غير مملوح زماناً فلا يفسد ولا يتغير كما يفسد ويتغير غيره من لحوم الأسماك ونحوها قال: وأقام معي من لحمه جملة حملته من معدنه إلى أن وصلت إلى أصفهان ولم يتغير، قال: وأهل بلاده يستعملونه بالحموضات كالخل ونحوه لشدة حرارته. وقال: وهو يزيد في الباه زيادة ما مثل زيادة الجزر ونحوه من الأدوية الباهية.
سكر:(1/382)
ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من العسل جامد ويوجد على القصب ببلاد الهند وبلاد المغرب المخصبة وقوامه شبيه بقوام الملح يتفتت تحت الأسنان كالملح إذا ديف بماء وشرب أسهل البطن وكان جيداً للمعدة نافعاً من وجع المثانة والكلى إذا اكتحل به جلا ظلمة البصر. جالينوس في السابعة: أما السكر المجلوب إلينا من بلاد الهند ومن بلاد المغرب فيزعمون أنه شيء يستخرج من القصب فيجمد وهو أيضاً نوع من أنواع العسل وحلاوته أقل من حلاوة هذا العسل الذي يكون عندنا فأما قوته فشبيهة بقوته في أنه يجلو ويجفف ويحلل ولكنه من جهة ما هو غير ضار للمعدة كمضرة هذا العسل الذي عندنا ولا يعطش أيضاً كإعطاشه وهو بعيد عن جوهر هذا وطبيعته في هذه الخصلة. وقال في حيلة البرء في المقالة الثامنة منها أن السكر يدخل في عداد الأشياء الجلاءة الفتاحة للسدد المنقية للمجاري. ابن ماسويه: هو حار في الدرجة الأولى أو في الثانية في أولها رطب في وسط الدرجة الأولى نافع للمعدة بجلائه ما فيها ولا سيما لمن لا تغلب المرة الصفراء على معدته، فمن كانت غالبة على معدته كان ضاراً لها لتهييجه إياها وليس الطبرزد بملين كالسليماني وكالفانيذ وعسل القصب أكثر تلييناً من الفانيذ وعسل الطبرزد أكثر تلييناً من عسل النحل وهو أقل تلييناً من عسل القصب. عيسى البصري: الحديث من السكر حار رطب والعتيق حار يابس صالح للرياح الكثيرة الحادثة في الأمعاء والبطن يحلل الطبيعة وإن شرب مع دهن لوز حلو فإنه يمنع القولنج، والعتيق منه نافع للبلغم الذي في المعدة إلا أنه يعطش ويولد دماً عكراً. الشريف: السكر إذا شرب بالسمن نفع من احتباس البول وهو أبلغ دواء في ذلك مجرب، وإذا شرب من السكر أوقية مدوفة في أوقيتين من سمن بقر طري ويتحسى فاتراً فإنه ينفع من وجع السرة والجوف وينقي مواد النفساء مجرب. وإذا شرب بالماء الحار نفع من بحة الصوت الكائنة عن النزلات وإدمان أخذه متوالياً بالماء الحار ينفع من السعال والتضايق ويؤخذ منه أوقية في كل يوم فإنه نافع في ذلك، وأنه إذا أخذت قطعة من سكر أحرش وحك بها جرب أجفان العين حتى تدمى نفع ذلك منه وينبغي أن يعاود ذلك وإن احتيج إلى ذلك يعاد فإذا بخر بالسكر قطع الزكام ونفع منه وحيا. التجربتين: ينفع من السعال الذي يحتاج إلى جلاء وإذا كسرت به قوى الإكحال الحادة لم تنكا العين وحسن فعلها. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: هو معتدل الحر لطيف جلاء صالح للصدر والرئة ملين لهما مخرج لما فيهما جيد لخشونة المثانة موافق للمحرورين والمبرودين لإعتداله ولا يحتاج إلى إصلاح إذا أصيب فيه موضعه، وينبغي أن يحذر الإكثار منه عند لين الطبيعة وسحج الأمعاء ولا يحتاج إلى دفع مضار أكثر من أن لا يأكله المسلولون والفانيذ. أما الشجري منه فيلين البطن ويكسر الريح ويسخن إسخاناً بيناً والحراني يلين الصدر إلا أنه دون الشجري في ذلك وفي الإسخان وليس يحتاج إلى إصلاح ما لم يكثر منه ولم يكن آكله محروراً، وإذا احتيج منه إلى ذلك اكتفى منه بأدنى شيء مما ذكرنا من أخذ الفواكه المزة عليه. الشريف: والفانيذ يلين البطن وينفع من السعال البلغمي ويسخن نواحي الكلى. غيره: هو في علل الصدر المحتاجة إلى الترطيب جيد جداً. الرازي: أما نبات السكر فيختلف على حسب اختلاف الشيء الذي ينبت منه لأنه إن كان نباته من سكر قد طبخ بماء الورد كان أبرد وأخف وأقل إطلاقاً للبطن، وإن كان من سكر قد طبخ بماء ورق البنفسج كان ألين وأطلق للبطن.
سكر العشر:
ابن سينا: هو من يقع على العشر وهو كقطع الملح وفيه مع الحلاوة قليل عفوصة ومرارة فمنه يماني أبيض ومنه حجازي إلى السواد وفيه جلاء مع عفوصة وهو يحد البصر نافع للرئة والإستسقاء مع لبن اللقاح وليس يعطش كسائر أنواع السكر لأن حلاوته قليلة، وهو جيد للمعدة والكبد وينفع الكلى والمثانة. إسحاق بن سليمان: ينفع من البياض العارض في العين إذا اكتحل به. الشريف: إِذا شرب منه في خمسة وثلاثين يوماً متوالية كل يوم أوقية بماء فاتر نفع من الربو وعسر النفس مجرب.
سكبينج:(1/383)
ديسقوريدوس في الثالثة: هو صمغة نبات شبيه بالقثاء في شكله ينبت في البلاد التي يقال لها ماه وأجوده ما كان منه صافي اللون وكان خارجه أحمر وداخله أبيض ورائحته فيما بين رائحة الحلتيت ورائحة القنة حريف. جالينوس في الثامنة: السكبينج صمغه يسخن ويلطف على مثال ما تفعل الصموغ الأخر وفيه شيء من الجلاء وبسبب هذا صار ينقي الأثر الحادث في العين ويلطفه ويرقه وهو أيضاً من أفضل الأدوية للماء النازل في العين ولظلمة البصر الحادثة عن أخلاط غليظة. ديسقوريدوس: وقد يصلح لوجع الصدر ووجع الجنب وخضد العضل وأطرافها والسعال المزمن وقد يقطع الفضول الغليظة التي في الرئة وقد يشفي الصرع والفالج الذي يسمى أوقسوطيوس وهو الذي يعرض فيه ميل الرقبة إِلى خلف ووجع الطحال والفالج الذي يسمى فارالكسيس وهو الذي يذهب فيه الحس والحركة من بعض الأعضاء من البرد العارض للأعصاب والحميات ذوات الأدوار وقد يمسح به أيضاً لهذه الأوجاع وينتفع به، وإذا شرب بأدرومالي أثر الطمث وقتل الجنين، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام وإذا استنشقت رائحته مع الخل العتيق أنعش النساء اللواتي عرض لهن إختناق من وجع الرحم، وقد يجلو آثار القروح العارضة في العين والغشاوة وظلمة البصر والماء العارض في العين وقد يحل مثل ما يحل الحلتيت مع لوزمر، وماء سذاب وخبز حار لينماع. أبو الصلت: هو حار يابس في الدرجة الثالثة يسهل البلغم اللزج والرطوبات الغليظة ويستخرج الغائص منها في المفاصل وينفع من عرق النسا الذي سببه البلغم ومن الريح الغليظة ومن القولنج البارد، وهو بالجملة دواء جيد جداً لغلبة البلغم البارد في الأمعاء والظهر والوركين والمختار منه الصافي الأحمر الظاهر الأبيض الباطن الحريف الدسم الذي فيه شيء من مرارة والشربة منه من درهم إلى مثقال. حبيش بن الحسن: ينفع من القولنج إذا شرب أو احتقن به وينفع من أوجاع البواسير إذا شرب مفرداً أو مؤلفاً ويصلح للأدوية المسهلة ويمنع من أن تحمل على الطبيعة ويخرج الريح الغليظة من أعضاء الجوف. أريناسوس: يقاوم السموم القتالة وفعله في ذلك كبر من فعل القنة. إسحاق بن عمران: إذا ديف بخل ولطخ به الشعيرة التي تكون في شفر العين حللها. الطبري: ينفع من البرد في المقعدة والأرحام والأمعاء ويدر البول ويسهل الماء الأصفر وينيب الحصاة في الكلى وينشف بلة العين ويطلى على لدغ الحيات والعقارب ويسعط به للصرع ويشرب منه لذلك مثقال بطلاء. الفارسي: السكبينج الأصفهاني يزيد في الباه وهو جيد للكبد. ابن سينا: يحلل الصداع البارد والريحي وينفع من الإستسقاء والمغص شرباً ويحلل الخنازير وصلابة المفاصل والتعقد والسلع وخاصة إذا أذيب بخل ولطخ به ويجذب السلاء والشوك ضماداً ويقتل الدود وحب القرع شرباً. غيره: ينفع من النقرس البارد السبب ويخرج المادة التي في الوركين شرباً وحقنة به وينفع من أوجاع المفاصل الرديئة وينقي الصدر بقوة ويخرج الأخلاط النيئة وينفع من أوجاع الأرحام وإسهاله برفق. التجربتين: هو دواء لا يستعمله إلا المبرودون في العلل الباردة التي لا مشاركة للحر فيها فإنه يشعل الحرارة الغريزية إشعالاً قوياً فيجب أن يتجنبه المحررون فإنه يحمهم وكثيراً ما يورم أعضاءهم الداخلة وهو عظيم المنفعة للمبرودين ومن العلل الباردة.
سك:(1/384)
ابن ماسه: هو قابض مانع للقيء الحادث من الرطوبات ويعقل البطن ويقوي الأعضاء الباطنة. بديغورس: خاصيته الزيادة في الجماع ويفتح السدد والتحليل. المنصوري: يقطع ريح العرق الرديء والبورة. ابن سينا: إن السك الأصلي هو الصيني المتخذ من الأملج والآن لما عسر ذلك صاروا يتخذونه من العفص والبلح على نحو عمل الرامك وهو حار في الأولى يابس في الثانية جيد لأوجاع العصب ويمنع النزف. التجربتين: السك الممسك ينفع من الإستطلاق المتولد عن ضعف المعدة والكبد والأمعاء إذا كان ضعفها من برد ومن ضعف القوة الماسكة وينفع من إستطلاق بطون الصبيان منفعة بالغة إذا كان ما ينزلون به غير نضيج وينفع ضماداً للمعدة من القيء البلغمي السبب أو الكائن عن رطوبة كثيرة في المعدة. إسحاق بن عمران: السك مركب من قوى مختلفة أعني القبض والحرارة التي يكسبها من المسك والأفاويه والسك أربعة أضرب: سك المسك وسك الأكراش وسك الجلود وسك الماء، فصنعة سك المسك أن تأخذ الرامك فتدقه وتنخله بمنخل شعر وسط بين الخفيف والصفيق ثم تعجنه بالماء ناعماً وتعركه عركاً شديداً وتمسحه بشيء من دهن الخيري أو زنبق جيد والخيري أفضل لئلا يلصق بالإناء وتتركه ليلة في إنائه الذي عجنته فيه فإذا كان من الغد عمدت إلى ما شئت من المسك فسحقته ولقمته الرامك المسحوق والمعجون ثم عركته في صلاية عركاً جيداً كما يعرك العجين ثم قرصته أقراصاً على قدر فلكة المغزل وأكبر إن شئت ولا تدع أن تمسح يحك بالدهن إن شئت في الصلاية وإن شئت على رأسك لئلا تلتصق يدك وتضعه على غربال شعر يومين أو ثلاثاً حتى يشتد، ثم تثقبه بمثقب حديد وتنظمه في خيط قنب بين الدقيق والغليظ مثل نظمك الرامك وتجعل بين كل فلكتين عوداً صغيراً لئلا يلتصق بعضها ببعض وتعلقه حتى يأتي عليه الحول وكلما بقي وأقام عتق وطابت رائحته وقوي فعله، وهذا أفضل أنواع السك وهو الذي يجب استعماله وهكذا صفة غيره، لكن اعلم أن الجلود هي نوافج المسك مع الرامك، وسك الماء هو من نقاع النوافج في الماء مع الرامك وسك الأكراش هو تقطيعها وعجنها بالرامك.
سكتج:
سليمان بن حسان: هو حجر غاغاطيس وقد ذكرت هذا الحجر في حرف الحاء.
سكي رغلا:
وسقي رغلا أيضاً معناه الكثير الأرجل بالسريانية وهو البسبايج وقد ذكرته في الباء.
سكسنبونة:
ويقال بالجيم أيضاً سبجسنبونة. الفلاحة: هو بالفارسية المشحونا بالسريانية وهو حب شجرة يكون نباته في أرض الخزر كثيراً وهو حب لطيف أسود متشنج مستدير حار يابس إذا سحق بالخل وطلي به على القوابي والكلف والنمش قلعه، وإذا طلي به مسحوقاً مع خل وملح أزال القوابي والنمش والبهق إذا عود عليه مراراً.
سليخة:(1/385)
ديسقوريدوس في آقسيا: وهي السليخة هي أصناف كثيرة تكون في بلاد العرب المثبتة للأفاويه ولها ساق غليظ القشر وورق شبيه بورق النوع من السوسن الذي يسمي إيرسا واختير منها ما كان ياقوتياً حسن اللون لونه شبيه بلون البسد دقيق الشعب أملس غليظ الأنابيب طويلها ممثل يلذع اللسان ويقبضه ويحذوه حذواً يسيراً عطر الرائحة طيبها عفص الطعم دقيق القشر مكتنز فيه شيء من رائحة الخمر، وما كان منه على هذه الصفة فإن أهل البلاد التي يكون بها تسميه باسم آخر ويسميه تجار الإسكندرية داقسطس ويسوق هذا الصنف صنف آخر وهو الأسود وفيه فرفيرية ويقال له خرلوا رائحته تشبه رائحة الورد وهو نافع جداً في الطب، والصنف الثاني بعده هو الصنف الذي ذكرنا قبل، والصنف الثالث بعد هذين يقال له نقطس موسوليطس، وأما الأصناف الباقية فإنها رديئة مثل الصنف الذي يقال له أسوفي وهو أسود كريه دقيق القشر وما كان مشقق القشر مثل الصنف الذي يقال له قطو ودرافا وقد يوجد منه شيء شبيه جداً بالسليخة وليس هو بالحقيقة سليخة وقد يستدل عليه من طعمه لأنه ليس بحريف ولا عطر ولا قشره لاصق بشحمه وقد توجد أنبوبة عريضة لينة خفيفة خشنة الشعب وهي أجود من الصنف الآخر ودونه ما كان من السليخة لونه إلى البياض ما هو أجوف، رائحته تشبه رائحة الكراث وما كان منها ليس بغليظ الأنبوبة بل دقيق أجرب. جالينوس في 7: هذا دواء يسخن ويجفف في الدرجة 3 وهو مع هذا كثير اللطافة وفي طعمه حرافة كثيرة وقبض يسير فهو لهذه الخصال كلها يقطع ويحلل ما في البدن من الفضول وفيه مع هذا تقوية للأعضاء وهو نافع من إحتباس الطمث إذا كان لا يدر ويستفرغ بالمقدار الكافي بسبب كثرة الأخلاط الزائدة وغلظها. ديسقوريدوس: وقوتها مسخنة ميبسة مدرة للبول قابضة قبضاً رقيقاً هي صالحة إذا خلطت بأدوية العين المحدة للبصر وبأخلاط بعض المراهم وإذا خلطت بعسل ولطخ بها الرطوبة اللبنية التي تكون في الوجه قلعتها وتمر الطمث وتنفع من سم الأفعى إذا شربت ومن أوجاع الكلى، وتنفع من الأورام كلها الحارة العارضة في الجوف إذا شربت، وتنفع من إتساع الرحم إذا جلس النساء في مائها ويدخن بها فإن لم يوجد سليخة وجعل بدلها في الأدوية من الدارصيني ضعف ما يجعل منها فعل فعلها وهي كثيرة المنافع جداً. ابن سينا: محلل للرياح الغليظة وفيه قبض قليل مع حرافة كثيرة ولطافة كثيرة فيقطع للحرافة وهو بقبضه يعين القابضة وبتحلله يعين المسهلة وهو بما فيه من التحليل والقبض واللطافة يقوي الأعضاء. مهراريس: يطرح الولد بقوة قوية. التجربتين: يسخن الأعضاء الباطنة ويفتح سددها ويسقط الأجنة الأحياء والموتى والمشيمة، وينفع من أوجاع الصدر والجنبين المتولدة عن أخلاط لزجة أو عن رياح غليظة ويسهل النفث، وإذا دخن به الرحم ينقيه من الرطوبات الفاسدة العفنة ويحسن رائحته ويجب أن يضاف إليها في أدوية الصدر عروق السوس وإذا وضعت على مقدم الدماغ منثورة بعد السحق أو تضمد بها نفعت من النزلات.
سلق:(1/386)
الفلاحة: هو ثلاثة أصناف فمنه كبير شديد الخضرة يضرب إلى السواد ورقه كبار عراض لينة حسنة المنظر ويسمى الأسود ومنه صغير الورق جعد سمج المنظر ناقص الخضرة، ومنه صنف ورقه نابت على ساق طويل وورقه كثير رقيق الأصل في أسفله جعودة وفىِ أعلاه الدقيق سبوطة طويل الساق إلى موضع الورق، وخضرته ناقصة جداً يضرب إلى الصفرة. جالينوس في 8: في السلق قوة بورقية تجلو وتحلل وتقبض فضل الدماغ من المنخرين حتى أنه إذا طبخ خرج ما فيه من البورقية وهذه الحدة وصارت قوته قوة تبطل كمون الأورام ويحلل تحليلاً يسيراً، والسلق الأبيض فيه من قوة الجلاء والتحليل أكثر من طريق أن الأسود منه فيه شيء من القبض، وخاصة في أصوله هذا القبض أكثر منه في جميع أجزائه. وقال في أغذيته: إن فيه رطوبة تجلو جلاء معتدلاً وبتلك الرطوبة تهيج البطن للإنطلاق وتلذع الأمعاء والمعدة وخاصة إذا كانت جيدة الحس ولذلك صار السلق ضاراً للمعدة وخاصة لمن معدته بهذه الحال إذا أكثر منه وغذاؤه يسير كغذاء سائر البقول، إلا أن السلق أنفع من الملوكية وهي الخبازي في تفتيح السدد في الكبد وغيره وخاصة متى أكل مع الخردل فإن لم يكن مع خردل فلا أقل من أن يؤكل مع الخل وهو دواء بليغ لمن كان طحاله عليلاً من سدد إذا أكل على ما وصفت. ديسقوريدوس في الثالثة: السلق صنفان الأسود منه يعقل البطن وإذا أكل مطبوخاً بالعدس وخاصة أصله كان أشد عقلاً للبطن والصنف الآخر يسهل البطن وكلا الصنفين رديء الكيموس للبطن، وعصارتهما إذا سعط بها بماء العسل تنقي الرأس وتنفع من وجع الأذن وطبيخ ورق السلق، وأصله إذا غسل به الرأس قلع الصيبان ونقى النخالة، وإذا صب على الشقاق العارض من الشرد نفع منه وقد يضمد البهق بورقه نيئاً بعد أن يتقدم في غسل البهق بنطرون ويضمد به داء الثعلب بعد أن يتقدم في غسل جلده والقروح الخبيثة، وإذا طبخ ورقه أبرأ البثور وحرق النار والحمرة. ماسرحويه: إنه من الأطعمة التي فيها غلظ. قسطس في الفلاحة الرومية: إن عصيره إذا دلك به الرأس يقتل القمل ويذهب بالحزازون جعل عصيره قيروطياً وسقي ووضع على الورم سكنه وإن طلي على الكلف أذهبه ويذهب بالقروح في الأنف وإن طلي داء الثعلب به أنبت فيه الشعر. الطب القديم: إنه جيد للقولنج. ابن سينا: مركب القوة وورقه يقطع الثآليل ضماداً وينفع من القوابي طلاء بالعسل ويسعط بمائه مع مرارة الكركي فيذهب باللقوة وماؤه فاتراً يقطر في الأذن فيسكن الوجع ويذهبه وأصله رديء للمعدة مغث ويحقن بمائه لإخراج الثفل وجميع المسلوق يولد النفخ والقراقر ويمغص وهو جيد للقولنج إذا أخذ بالتوابل والمري. المنصوري: هو مقطع للبلغم. الغافقي: غذاؤه قليل رديء وينفع من الرعشة ويسهل النفس وربما حرك شهوة الجماع وإذا جعل ورقه كما هو غير مدقوق على القروح الشهدية التي في رؤوس الصبيان مراراً نقاها من الصديد، وزعم قوم أن عصير ورقه إذا صب على الخمر رده بعد ساعتين خلاً وإن صب على الخل قلبه خمراً بعد أربع ساعات، وأصول السلق قد تؤكل مطبوخة وهي محرقة للدم فإن أخذ أصل السلق طرياً ومسح بخرقة من التراب ودق واعتصر ماؤه واستعط منه بنصف مسعط نفع من وجع الأسنان ومنع من معاودة الوجع ونفع من وجع الأذن والشقيقة وقد تشرب الأدوية المسهلة للبلغم بماء السلق فيعينها على إخراج البلغم وينفع صاحب النقرس وأوجاع المفاصل. التجربتين: وماء أصله أقوى فعلاً في النفع من سدد الخياشيم، وإذا تمودي على تقطيره في أنف المصروعين المتولد صرعهم من اجتماع أخلاط لزجة في الدماغ، نفعهم جداً وقد أبرأ بعضهم وينفع من النزلات المنصبة إلى الصدر لصرفه المادة إلى سبل الخياشيم والمسلوق منه بالخردل المصنوع إذا أكل قبل استعمال الأدوية المقيئة قطع الأخلاط وأعدما للقيء، وإذا حل في مقدار نصف أوقية من مائه درهم ونصف غاريقون وشرب أخرج أخلاطاً لزجة أغلظ من التي يخرجها الغاريقون.
سلق الماء:
هو جار النهر وقد ذكرته في الجيم.
سلق بري:
هو ضرب من الحماض.
سلت:(1/387)
أبو حنيفة: هو صنف من الشعير يتجرد من قشره كله وينسلت حتى يكون كالبر سواء وينبت بأرض العرب وهو صنفان ويسمى بالسريانية السحة وتفسيره الشعر العاري. الغافقي: قد ذكره جالينوس في كتاب أغذيته ووصفه وسماه طبقاً ولم يذكر ديسقوريدوس طبقاً ولكنه ذكر طراعيس وقد ذكر أكثر المترجمين أنه السلت ويمكن على هذا أن يكونا صنفاً واحداً ويمكن أن يكونا نوعين متقاربين. جالينوس في الأولى من أغذيته قال: الطبقا صنف من الحنطة ويسميه بعض الناس حنطة صغار وهو أشد شقرة من الحنطة وأقرب إلى الحمرة وهو ملزز كثيف أصغر من الحنطة بكثير ومزاجه شبيه بمزاج الحنطة ولا يضر الخيل إن أكلته وهي لا تسلم من مضرة الحنطة وقشره كقشر الشعير ونباته قصبة واحدة رقيقة وأكثر ما يتخذ في البلاد الباردة وخبزه ما دام حاراً أفضل من الخبز البائت فإنه إذا برد تكاثف تكاثفاً شديداً حتى إن من يأكله بعد يوم أو يومين يظن أن في بطنه طيناً، ويبطئ إنهضامه وانحداره. ديسقوريدوس في الثانية: طراغيس شكله شبيه بشكل الصنف من الحبوب الذي يقال لها حندروس وهو أكثر غذاء منها بكثير لما فيه من كثرة اَلنخالة ولذلك هو عسر الإنهضام ملين للبطن. الشريف: يولد النفخ والقراقر وإذا طحن وصنع منه رغيف وطبخ نصف طبخة ووضع حاراً على رأس من به ماليخوليا نفعه، وإذا عمل من دقيقه حريرة أعني حساء خفيفاً ثم جعل فيه زيت كثير وتحسى منه قدح وهو فاتر يفعل ذلك ثلاث غدوات أو خمساً فإنه نافع من داء الموم والهذيان وحسوه نافع ينقي الصدر وينفع من السعال الشديد ويدر البول وينقي الكليتين والمثانة إلا أنه يضر بالمعدة.
سلخ الحية:
جالينوس في الحادية عشرة: قد ذكر قوم أنه إذا غلي سلخ الحية بالخل شفى وجع الأسنان. ديسقوريدوس: إذا طبخ بالشراب وقطر في الأذن كان علاجاً نافعاً من أوجاعها وإذا تمضمض به نفع من وجع الأسنان، وقد يخلطه قوم في أدوية العين وخاصة سلخ الحية الذكر منها. الشريف: إذا طبخ في زيت وصنع منه قيروطي نفع من وجع الشفتين والمقعدة، وإذا بخر به في النار هربت منه الحيات من ذلك الدخان، وإذا طبخ مع ورق الكبر وتمضمض بمائه شفت من أوجاع الأسنان الحادثة وحيا، وإن دس منه في ثلاث تمرات زنة درهم وأطعمت لمن به الثآليل نفعت منه، وإن أخذ منه وزن درهم وقطع أجزاؤه وخلط معه وزن درهمين دقيق شعير وعجن ثم قرص ودفن في رصيف نار إلى أن ينضج ثم أطعمته صاحب البواسير الباطنة والظاهرة نفعت منه نفعاً بيناً ظاهراً. الرازي في كتاب خواصه: إذا شد سلخ الحية على ورك المرأة الحامل عند الطلق أسرعت الولادة وليؤخذ عنها أول ما تلد. التجربتين: إذا أغلي في الزيت نفع من أوجاع الأذن الباردة ومن قروحها ومن سيلان المادة منها وإذا غشي في الزيت وعلق ذلك الزيت في الشمس الحارة أياماً نفع من أدواء الأجفان ومن الرمص ومن إنتثار الأشفار ومن غلظها كحلاً. ابن ماسه البصري: إذا اكتحل به أحدّ البصر. ديمقراطيس: إذا بخرت امرأة قد رجعت مشيمتها أو مات ولدها في بطنها ألقت ما في بطنها مجرب. غيره: ومحرقه ينبت الشعر في داء الثعلب لطوخاً.
سلدانيون:
الشريف: ذكره ابن وحشية في كتابه وقال: هي شجرة ترتفع على الأرض نحواً من ثلاثة أذرع وتنبت في المواضع الوعرة وهو يورد ورداً أحمر يعقد بعده حباً على قدر الشاهدانج، وهذا النبات مع الحب من أبلغ الأدوية نفعاً لنهش الحيات والهوام كلها ذوات السموم، وإذا شربت غمرت الصدر والحلق وأزالت الخشونة منه وأصلحت الصوت.
ديسقوريدوس:(1/388)
ودم السلحفاة البحرية إذا شرب بشراب وأنفحة أرنب وكمون وافق نهش الهوام ومن شرب الحيوان الذي يقال له فورنوقس وهو الضفدع الآجامي ودم السلحفاة البرية إذا شرب وافق من به صرع ومرارة السلحفاة يصلح للحباق لطوخاً وللقروح الخبيثة العارضة في أفواه الصبيان وإذا وضعت في منخري من به الصرع نفعته. أطهورسعس: قال إن أحرقت سلحفاة بحرية حتى تبيضٌ بالحرق وسحقت مع السمن وطلي على شيء ووضع على السرطان المتقرح نقى أوساخه وألحمه ومنعه أن يعود وهو أولى بأن يبرئ جميع القروح وحرق النار. ابن سينا: وبيضه صالح لسعال الصبيان. الشريف: هي ثلاثة أنواع بحرية ونهرية وبرية وإذا ذبحت السلحفاة البحرية وأخرج ما في بطنها وأحرقت وخلط رمادها بشيء من فلفل وعجن بعسل وشرب منه العليل بالغداة والعشي قدر ملعقة نفع من اللهث والربو، وإذا أخذ دم السلحفاة البحرية وخلط بدقيق شعير وعجن بعسل وصنع منه حب أمثال الفلفل وسقي منه المصروع في كل يوم على الريق وكل عشية نفع من ذلك نفعاً عجيباً، وإذا لطخت على الأقدام والأيدي بدمها نفعت من وجع المفاصل والنقرس لا سيما إذا توولي على ذلك، وإذا تمسح بشحم السلحفاة نفع من التشنج والكزاز وأكل لحم السلحفاة يفعل من ذلك أيضاً وكذا يفعل دمها إذا سقي منه صاحب التشنج وإذا احتقن بدمها مع جندبادستر كان أبلغ دواء في نفع التشنج، وإذا أحرقت سلحفاة بحرية وخلط رمادها ببياض البيض وطلي به على الشقاق وخاصة شقاق القدمين شفاه وأزاله، ويقال إنه إذا وضعت حدقة سلحفاة على قدر يغلي سكن غليانها، ويقال إنه إن علق على رأس مصدوع سكن صداعه. ومن كتاب الفلاحة أن البرد إذا كثر نزوله بموضع وأضر بذلك المكان وأخذت سلحفاة وقلبت على الأرض يداها ورجلاها إلى الهواء وتركت كذلك لم يزل البرد في ذلك المكان. خواص ابن زهر: مرارة السلحفاة إذا جففت وسحقت بعسل لم يصبه دخان واكتحل به منع نزول الماء. وقال ماسرحويه: ينفع من نزول الماء والبياض في العين والبلة والدموع في العين. غيره: يقال إنها إذا طبخت بماء وقعد فيه الصبي الذي قد عرض له الفتق نفعه.
سلوى:
هو السمان وسنذكره فيما بعد.
سلور:
هو الجربي وقد تقدم ذكره في حرف الجيم.
سلاخه:
هي أبوال التيوس الجبلية وذلك أنها تبول أيام هيجانها على صخرة في الجبل تسمى السلاخة فتسود الصخرة وتصير كالقار الدسم الرقيق تستعمل في الأدوية المشروبة النافعة من الجذام.
سلطان الجبل:
هو النبات المسمى بصريمة الجدي عند شجاري الأندلس وسنذكر الصريمة في حرف الصاد.
سماق:(1/389)
ديسقوريدوس في 1: السماق الذي نستعمله في الطعام وهو ثمر نبات يقال له رؤوس برسوديسمقوس وبالعربية سماق الدباغة إنما سمي هكذا لأن الدباغين يستعملونه في دباغ الجلود، وهو شجر ينبت في صخور طولها نحو من ذراعين وفيها ورق طويل لونه إلى حمرة الدم ما هو مشرف الأطراف عل هيئة المنشار وله ثمر شبيه بالعناقيد كثيف وفي عظم الحبة الخضراء إلى العرض ما هو وفي قشر الحب المنفعة جالينوس في 8: هذه الشجرة تقبض وتجفف ولذلك يستعملونها ليجففون ويقبضون بها الجلود التي يدبغونها، ولذلك صار نوع عن السماق يعرف بسماق الدباغين وأنفع ما في هذه الشجرة ثمرتها وعصارتها لأن في الثمرة والعصارة طعماً قابضاً بليغاً وأفعال هذه الثمرة وهذه العصارة التي تفعلها في الأشياء الجزئية شيء موافق لمن يحس بطعم كل واحد منها فالسماق دواء يجفف في الدرجة الثالثة ويبرد في الثانية. ديسقوريدوس: وقوة الورق قابضة يصلح لما يصلح له الأفاقيا وطبيخ الورق يسود الشعر ويعمل منه حقنة لقرحة الأمعاء ويشرب منه ويجلس فيه لألمها أيضاً ويقطر منه في الآذان التي يسيل منها القيح، وإذا تضمد بالورق مع الخل والعسل أضمر الداحس ومنع الورم الخبيث الذي يقال له عنعرانا من أن يسعى في البدن وطبيخ الورق اليابس إذا طبخ بالماء إلى أن يصير طبيخه مثل العسل في الثخن كالذي يفعل بالحضض يوافق ما يوافقه الحضض والثمر أيضاً يفعل ما يفعله الورق، ويوافق إذا وقع في الطعام لمن كان به إسهال مزمن وقرحة في الأمعاء، وإذا تضمد به بالماء منع الورم عن قحف الرأس ومنع الورم من أن يعرض في مواضع الضرب وآثاره والخدوش التي تعرض في البدن وإذا خلط بعسل جلا خشونة الأجفان ويقطع سيلان الرطوبة البيضاء من الرحم ويبرئ من البواسير إذا خلط بفحم خشب البلوط مسحوقاً ووضع على البواسير ونقيع الثمر إذا طبخ إلى أن يثخن كان فعله أجود من فعل الثمر وقد يكون منه صمغ يصير في المواضع المأكولة من الأسنان فيسكن وجعها. ماسرحويه: وإذا طبخ وصب ماؤه على الوثي لم يرم. الرازي في الحاوي: إن شرب بشراب قابض قطع الإسهال ونزف الدم من الرحم وكثرة البول، وزعم قوم أنه إن شد في صوف مصبوغ بحمرة وشد على صاحب النزف من أي عضو كان قطع الدم. ابن ماسويه: يشهى الطعام بحموضته ويشد الطبع بعفوصته وينفع الإسهال المزمن الذي يكون من الصفراء إذا أكل واصطبغ به وهو في مذهب الخل إلا أن الخل ألطف منه وأدخل في البدن وإن طبخ به لحم أو دراج شد البطن وإن ضمد به المعدة والبطن شدهما وينفع من تحلب الصفراء من الكبد إلى المعدة والأمعاء وإذا قلي كان عقله للبطن أكثر غير أن قواه الأخر تضعف وإذا نقع في ماء ورد واكتحل بذلك الماورد نفع ذلك من ابتداء الرمد الحار مع مادة وقوى الحدقة وسويق السماق عاقل للبطن نافع للمعدة نافع لهيجان الصفراء وإسهالها. إسحاق بن عمران: إن اكتحل بمائه المنقع فيه نفع من السلاق والإحتراق وقطع الحكة العارضة للعين فإن أخذ من به قيء دائم حتى لا يثبت في معدته شيء من الطعام ولا الشراب من السماق والكمون فدقه دقاً جريشاً وشرب منهما بماء بارد انقطع عنه القيء. الشريف: وإن طبخ منه أوقية في نصف رطل ماء حتى تخرج قوته فيه ثم تغمس في الماء خرقاً نقية وتكمد بها العينان التي فيهما جرب وأكال وسلاق وجد ما نفعه مجرب، وإذا سحق بمفرده وأخذ بمفرده بماء بارد قطع سيلان الدم من أي عضو انبعث. غيره: نقيع السماق يقطر منه في عين المجدور إذا احمرت فإنه يؤمن به ظهوره في عينيه. التجربتين: وإذا غسل حبه بماء الورد وتمضمض بماء الورد وحده نفع من القلاع وورقه أيضاً كيفما إستعمل يمسك الطبيعة، وإذا ضمد به بطون الصبيان أمسك طبائعهم وإذا استخرجت عصارة ورقه بالطبخ وعقدت حتى تغلظ قوت الأعضاء ومنعت إنصباب المواد إليها وهي في ردع المواد عن العينين بالغة المنفعة، وإذا حلت في ماء لسان الحمل وطليت بها القروح الخبيثة حيثما كانت جففتها، وإذا ضمدت به السرة والقفا وأصل القضيب نفعت من سلس البول الذي سببه استرخاء.
سمسم:(1/390)
جالينوس في 8: فيه من الجوهر اللزج الدهني مقدار ليس باليسير ولذلك هو للسحاج متين ويسخن أيضاً إسخاناً معتدلاً وهذه القوة بعينها هي موجودة في دهنه وهو الشيرج والماء أيضاً الذي يطبخ فيه نبات السمسم كما هو قوته هذه القوة بعينها. وقال الرازي في أغذيته: إنه أكثر البزور دهناً ولذلك يزنخ سريعاً ويتغير ويشبع أكله سريعاً وهو يغثي ويبطئ في الإنهضام ويغذو البدن غذاء دسماً دهنياً وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه ليس يمكن أن يقوي المعدة وغيرها من الأعضاء التي في البطن كما لا يمكن ذلك في شيء من الأشياء الدهنية ولأن الخلط المتولد من السمسم خلط غليظ ضار لا ينفك أيضاً من المعدة سريعاً ويهيج العطش. ديسقوريدوس في 2: هو رديء للمعدة يبخر الفم إذا أكل وبقيت منه بقايا فيما بين الأسنان، وإذا تضمد به حلل غلظ الأعصاب، ويبرئ الحصد العارض للآذان والأورام وحرق النار ووجع معي القولون وعضة الحية التي يقال لها قارسطس وإذا خلط بدهن الورد سكن وجع الرأس العارض من إسخان الشمس وشجرة السمسم إذا طبخت بشراب فعلت هذه الأفعال وخاصة في أورام العين وضربانها وقد يستخرج منه دهن وتستعمله أهل مصر. ابن ماسويه: حار في وسط الأولى رطب في آخرها لزج مفسد للمعدة مرخي الأعضاء التي في الجوف ودهنه أضعف فعلاً من جسمه وإن أكل بالعسل قل ضرره. وإذا لطخ الشعر بماء طبيخ ورقه لينه وأطاله وأذهب الأتربة العارضة في الرأس، وإن طبخ دهنه بماء الآس وبالزيت الأنفاق كان محموداً في تصلب الشعر ونقى الحكة الكائنة من الدم الحار والبلغم المالح وخاصة إذا شرب دهنه بنقيع الصبر وماء الزبيب بلا عجمه ومقدار ذلك أوقيتان من نقيع الزبيب وأوقية ونصف من الشيرج يؤخذ على الريق مع أوقية من الأنيسون وهذا نافع أيضاً من الشقاق العارض في الرجل والخشونة الكائنة في البدن، وإن صير مع ذلك وزن خعم فانيذ كان أحمد والمقلو من السمسم أقل ضرراً. ماسرحويه قال: نقيع السمسم يدر الحيضة ويطرح الولد وإذا قلي السمسم وأكل مع بزر الكتان زاد في الباه. الرازي في الحاوي: دهن الخل بالحاء المهملة ضار للمعدة مفسد لها وإنما منفعته لمن كانت فيه كثرة من المرة السوداء أو الشقاق في أطرافه وحده فإن هؤلاء ينتفعون بأكله لأنه يبسط أطرافهم المنقبضة ويلينها ويلحم التشقق الذي من يبس المرة السوداء. المنصوري: وإذا قشر وقلي صلح غذاؤه وهو يسمن إذا هضمته المعدة تسميناً صالحاً. إسحاق بن عمران: نافع من أمراض الصدر والرئة والسعال ويعمل منه لعوق وحساء الدم الذي يتولد منه بين الجيد والرديء ودهنه يقطر في الآذان للسدة التي تكون فيها. الرازي في الحاوي، وفي دفع مضار الأغذية: ويذهب بوخامة السمسم ويسرع بإنزاله أن يتجرع عليه شيء من المري. الشريف: وإذا مزج دهنه بمثله موم وعمل منه ضماد على الوجه حلل تقبضه ولينه وصقله وحسن لونه، وإذا تضمد به على المقعدة نفع من الشقاق فيها، وإذا تضمد به على العصب الملتوي بسطه وقومه. التجربتين: ودهنه ينفع من التشنج اليابس أكلاً ودهناً ويلين صلابة الأورام وإذا عرك بالطري منه البيض الرخصة الطبخ وضمد به العين نفع من ورمها وسكن الأورام الحارة حيثما كانت وفتحها. ابن سينا: جيد لضيق النفس والربو مسقط للشهوة ويسرع نزوله بقشره، فإذا قشر أبطأ نزوله وينفع دهنه مع فوة وورد للصداع الإحتراقي. الغافقي: السمسم يسكن الحرقة واللذع العارضين في المعدة من خلط حاد أو من شرب الشراب أو من شرب دواء حاد، ودهنه ينفع من السعفة وينفع بإدمان أكله بالخبز من في صدره قرحة ومن قد استولى على يديه اليبس.
سمقوطن:(1/391)
بطراوز ومعناه أصخري. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت بين الصخور وله أغصان صغار شبيهة بأغصان النبات الذي يقال له أوريعان وورق دقاق ورؤوس صغار شبيهة برؤوس النبات الذي يقال له بومش وهو الحاشا وأجزاء هذا النبات كلها جاسية وهو طيب الرائحة حلو الطعم، وإذا مضغ حلب من الفم اللعاب وله أصل مستطيل لونه إلى الفرفيرية في غلظ أصبع السبابة. جالينوس في 8: هذا مركب من قوى متضادة وذلك أن فيه شيئاً قطاعاً بسببه صار يمكن فيه أن ينقي القيح المحتقن في الرئة والصدر وفيه أيضاً شيء يجمع ويشد بسببه صار ينفع من نفث الدم منها وفيه مع هاتين الخصلتين ثالثة وهي رطوبة حادة وحرارة معتدلة بسببها صار يجده من ذاقه حلواً في المذاق طيب الرائحة، وإذا مضغه الإنسان سكن عطشه وإذا تعالج به من به خشونة في قصبة رئته شفاه وبتركيب هذه القوى صار يحلل تحليلاً بليغاً ويجمع ويشد الأعضاء المحتاجة إلى ذلك ولذلك صار يوضع على الفتق الذي ينزل فيه الأمعاء ويشرب مع الخل والعسل لقروح العضل والعصب، فأما الذين يطبخونه بشراب ويسقونه لمن به قروح الأمعاء والنزف العارض للنساء إذا كان دم النزف أحمر قانئاً فيستعملونه في هذه الوجوه من طريق أنه يجفف ويجمع ويشد فأما الذين يسقونه لمن به وجع الكليتين فإنما يستعملونه من طريق أنه يقطع وينقى. ديسقوريدوس: وهذا النبات إذا طبخ بالشراب الذي يقال له ماء ألقراطن وشرب منه نقى الفضول التي في الرئة وقد يسقى منه بالماء لنفث الدم الذي من الصدر ووجع الكلى ويطبخ بالشراب ويشرب لقرحة الأمعاء ونزف الدم من الرحم وقد يسقى بالسكنجبين لشدخ العضل، وإذا مضغ وابتلع قطع العطش ووافق خشونة الحلق، وإذا وضع على الجراحات في أول ما تعرض ألزقها، وإذا تضمد به صاحب قيلة الأمعاء منع من ازديادها، وإذا طبخ مع اللحم أنضجه.
سمقوطن آخر:
ويسمى بعجمية الأندلس الشبيطة. ديسقوريدوس في الرابعة: له ساق عليه زغب طوله نحو من ذراعين وأكثر مزوي مجوف مثل أنبوبة البقل الدشتي وعليه ورق ليس ببعيد بعضه من بعض عليه زغب وهو دقيق إلى الطول ما هو شبيه بالنبات الذي يقال له لسان البقر وعلى الأعضاء عند الزوايا التي فيما بين الأغصان والساق الذي يتفرع منه ورق ملتزق وله زهر أصفر وثمر على الساق شبيه بثمر النبات الذي يقال له فلومس وعلى الساق وعلى الورق شيء شبيه بالغبار والزغب خشن في اللمس يعرض منه لليد إذا مسكته حكة وله عروق لون ظاهرها أسود ولون باطنها أبيض لزجة وإنما تستعمل هي من هذا النبات فقط. جالينوس في الثامنة: وأما سمقوطن آخر وهو الأكثر فإن قوته شبيهة بقوة ذلك ولكنه إذا ذاقه الذائق لم يجد في طعمه حلاوة ولا له أيضاً طيب رائحة إذا شمه الإنسان بل هو في هذه الخصال بعيد عن النوع الذي ذكرناه قبله، ولما كان فيه شيء لزج يهيج الحكة صار شبيهاً بالعنصل من هذا الوجه وهو يستعمل في جميع الوجوه التي يستعمل فيها النوع الذي قبله. ديسقوريدوس: وإذا شرب كان صالحاً لنفث الدم من الصدر ومن عرض له في وسط بعض عضله شدخ وقد يخلط بورق النبات الذي يقال له أبريفازن، ويضمد به الأورام الحارة وخاصة العارضة في المقعدة وينتفع بها وإذا ضمدت به على الجراحات في أوّل ما تعرض ألزقها، وإذا طبخ مع اللحم ألزق بعضه ببعض.
سمانى:
ابن سينا: أكل لحمه يخاف منه التمدد والتشنج لا لأنه يأكل الخربق فقط بل لأن في جوهره هذه القوة وأظن أن اغتذاءه بالخربق هو لمشاكلة المزاج. الشريف: يسمى قتيل الرعد من أجل أنه إذا سمع صوت الرعد مات وهو طائر يخرج من البحر. إذا لعقت مرارته نفعت من الصرع وإذا قطر دمه في الأذن شفي وجعها وإذا استعمل أكله دائماً لين القلب القاسي، ويقال إن هذه الخاصية موجودة في لبه فقط. ابن زهر في أغذيته: أما جرمها فبإجرام العصافير أشبه وأما مزاجها فكأنها بين مزاج الدجاج والحجل وهي إلى مزاج الدجاج أميل وهي ألطف جوهراً وأميل إلى الحر قليلاً وهي جيدة الكيموس طيبة الطعم نافعة للأصحاء والناقهين ولحومها تفتت الحصاة وتدر البول.
سمك:(1/392)
ديسقوريدوس في الثانية: سماريس وهو صنف من السمك رأس المملوح منه إذا أحرق قلع اللحم الزائد في القروح ومنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويقلع الثآليل التي يقال لها أبلو واللحم الزائد في الأبدان الذي يقال له باليونانية بومو وتسميه الأطباء بالعربية اليوث ولحمه يوافق من لسعه العقرب أو عضه كلب كلب كالذي يفعله لحم كل سمك مالح. وفرميون وهو سمك بحري الطري منه إن أخذ وصير في بطن خنزير وخيط البطن وطبخ بثمانية عشر رطلاً ماء إلى أن يصير إلى ثلاثة أرطال وصفي وبرد وسقي منه أسهل إسهالاً كثيراً برفق وإذا تضمد به من عضه أو نهشه شيء من الهوام انتفع به. الرازي في دفع مضار الأغذية: فلنقل الآن في السمك فنقول إن الفاضل جالينوس قد حكم حكماً كلياً بأن جميع السمك رديء عسر الهضم وهو كذلك ولعسره ما يتولد منه الدم وإذا تولد كان مملوءاً بلزوجات ويتولد منه بلاغم غليظة رديئة، ويتولد منها أمراض خبيثة وأعظم ضرره على من لم يعتده إذا الجئ إلى إدمانه وهو يختلف بحسب أجناسه وعظم جثته وجودة مائه ومكانه الذي يتكون ويكون فيه وبحسب مواضيع منه من شيء أو قلي أو مقر أو تمليح والعظيمة الجثة منها أكثر غذاء وأكثر فضولاً والكثير السهوكة المنتنة الرائحة القليلة اللذاذة رديء الخلط جداً لا ينبغي أن يؤكل وبالجملة أجود السمك ألذه وأقله سهوكة صغيراً كان أو كبيراً وقلما يكون السمك الجيد في النقائع والآجام والمياه القائمة الرديئة وقد يكون في الأودية العظام والقنى العذبة وفي البحر وفي مواضع من البحر دون بعض سمك جيد حسن اللون طيب الرائحة قليل السهوكة وما اصفر وما اسود من السمك فهو رديء في أكثر الأمر وقد يصلح السمك الهاربا وإذا اتخذ بالخل للمحمومين والمحرورين وينفع أصحاب اليرقان والأكباد الحارة وأضر ما يكون السمك بأصحاب الأمزجة الباردة والمعد البلغمية فإنه يولد في هؤلاء عن إدمانه أمراضاً رديئة في العصب والدماغ، ولذلك ينبغي لمن يضطر منهم إلى إدمانه أن يقليه أو يشوبه بدهن الحور والزيت وأن يأكله بالفلفل المسحوق ويأخذ عليه الزنجبيل المربى ويشرب عليه الشراب الصرف القوي المقدار ويصابر العطش ما يمكن فإن السمك طريه ومالحه جميعاً معطش وإن اتفق في حالة أن يشرب عليه من الماء فإنه يميد المعدة ويشتاق إلى القيء والأجود أن لا يأكل السمك إلا يوماً يعزم فيه على القيء ومتى أكل منه ولم يتفق القيء شرب بعده دواء مسهلاً ليخرج من المعدة والبدن ما يولده من البلغم اللزج والزجاجي الذي كثيراً ما يكون سبباً للقولنج الصعب والفالج والسكتة والعسل أيضاً مما يصلح إذا أخذ عليه ويجلو بلاغمه ويغير مزاجه ولا سيما إن كان مع شيء من الأفاويه إلا أنه من قبل أن يزيد في العطش إنما كان الخل أوفق منه في إصلاحه وذلك لمن يكثر به العطش ويسرع إليه. والمكبب من السمك على الجمر أخف على المعدة من المقلو في الدهن ولا سيما الهاربي والصغار منه فأما ما لوث في الدقيق وقلي بالدهن فوخم جداً كثير الأعطاش بطيء النزول والمالح من السمك أيضاً فلا يخلو من توليد البلاغم الزجاجية على ممر الأيام ولكن أكثر وأسرع ما يتولد منه البلاغم المالحة التي تكون سبباً للجرب المتقشر والقوابي البيض ويفسد المزاج على الأيام ويؤدي إلى الإستسقاء وذلك أنه لا يدر البول بل يسد مجاريه ومجاري الكبد ويدعو إلى كثرة شرب الماء إلا أنه أقل توليداً للقولنج فيمن لم يعتلى ويكثر منه، فأما من اعتاده فربما جفف البطن تجفيفاً شديداً ويصلح السمك المالح مرة بالخل إذا أكل معه أو مقربه فيقل توليده للعطش ويلطف البلغم المتولد منه ومرة بأن يقلي بالدهن ويؤكل بعده العسل والفانيذ، فيغير الدهن مزاجه القشف الذي أكسبه الملح ويقلل أيضاً إعطاشه. الرازي في الحاوي: قال جالينوس في كتاب الأغذية: إن السمك يختلف النوع الواحد منه بحسب اختلاف مكانه فلحم ما يكون منه في مواضع فيها حمأة وعكر وكدر وفضول كثيرة فعلى غاية اللزوجة والذي يكون في الماء الصافي أجود وأفضل وخاصة إن كان ذلك الماء يحرك برياح تهب والذي يكون في الماء الصافي بحيرات يسترها عن الريح شيء فهو أجود مما يكون في بحيرات كثيرة الأمواج لأن رياضته تكون أكثر وفضوله أقل وأخس من هذا الذي يكون في فوهة النهر مخرج أقذار مدينة وأوساخها وما كان في بحيرة تتصل بنهر(1/393)
عظيم من أحد جانبيه وببحر عظيم من الجانب الآخر وما كان في بحيرات منقطعة عن الأنهار والبحار خاصة إن كانت هذه غدراناً صغاراً لا ينصب إليها أنهار كبار ولا فيها عيون عظام تتبع والذي في المياه التي ليست جريتها قوية رديء أيضاً والذي في نقائع الماء والآجام لحمه في الغاية القصوى من كثرة الفضول والرداءة والذي يكون في الأنهار فأجوده ما يكون في أنهار قوية الجرية حادتها، وأما ما يكون في أنهار تفيض إلى بحيرات فليس هو الجيد وجودة السمك تكون من قبل غذائه وذلك أن منه ما يغتني من حشيش وأصول نبات يكون لحمه لذلك أجود ومنه ما يغتذي من حمأة وأصول رديئة فيكون أخس ومنه ما يغتني من أقذار مدنية وأوساخها فيكون لذلك أيضاً أردأ من جميع السمك حتى أنه إن مكث فضل قليل بعد إخراجه من الماء نتن وما كان من السمك كذلك فكله رديء الطعم عسر الهضم والذي فيه من الغذاء الجيد مقدار يسير ومن الفضول كثير. وأفضل السمك ما كان في بحر صاف نقي الماء جداً وخاصة إن كان شط ذلك البحر ليس أرضاً ترابية ردغة بل إما رملية وإما خشنة صخرية فإن كان مع ذلك البحر ليس أرضاً ترابية وكان سمكه يستقبل الشمال كان سمكه بكثير أفضل وذلك أنه تكثر حركته بمهب الريح الذي يخالطه لما وصفناه مما يزيد في جودة الطبع وفضيلة جوهره والسمك الذي يكون في البحيرة المتصلة من أحد جانبيها بنهر عظيم، ومن الجانب الآخر ببحر لحمه بين السمك البحري والنهري لأنها تستريح إلى الماءين ومن طبع هذا السمك أن يغالب جريه ماء النهر ويبعد عن البحر كثيراً إلا أن السمك البحري ليس له شوك صغار وأما السمك الذي يدخل إلى البحر من الأنهار فإنه مملوء شوكاً صغاراً يؤخذ ليعرف الجيد من السمك بأن لا يكون في لحمه فضل حدة وحرافة وأما التفه الطعم أو الغالب في طعمه طعم الشحم والدسم فهو أحسن في اللذاذة وأردأ في عسر الهضم وهو أيضاً رديء للمعدة رديء الغذاء. وما كان من السمك فيه رطوبة ولزوجة مخاطية فإنه إذا ملح أذهب الملح عنه ذلك والقريب العهد بالملح أفضل والدم المتولد من جميع السمك أرق وألطف من المتولد من المواشي وغذاؤه أسرع تحليلاً وأما السمك القليل الرطوبة الذي يكون يكاد يتفتت لعدم الرطوبة والسمين فإنه كثير الغذاء لأنه صلب أرضي قليل الرطوبة والدسم ينفذ سريعاً أول ما يؤكل ثم يرجع فيقلل الشهوة، وأما السمك الصخري فسريع الإنهضام وفي غاية الجودة والموافقة لحفظ الصحة لأنه يولد دماً متوسط القوام ويتلو السمك الصخري في الفضل السمك اللجي والذي يرعى في مواضع أقذار مدنية فإنه ما ازداد سمناً كان أردأ غذاؤه وأكثر فضولاً وما صلب لحمه وغلظ من السمك أكل بالصباغات وبالأشياء الملطفة. وما كان منه فاضلاً محموداً فإنه يصلح أسفندياجاً للناقهين. وأما الأصحاء الأعضاء فيصلح لهم المشوي على الطابق المكبب. ابن ماسه: المارماهي يزيد في الباه. جالينوس في السادسة: من منافع الحيوان أنه أبرد الحيوان والدليل على أن السمك بارد أنه إما عديم الدم وإما قليله، وقال في الخامسة من تدبير الأصحاء أن السمك مدحه في كثير من الناس باطل فإنه وجميع ما يتخذ منه عسر الهضم يولد السدد في الأحشاء وغيرها، وإنما يقلل من سدده إذا أكل معه عسل كثير ويسخنه العسل ويلطفه ويسرع إخراجه ولا ينبغي أن يؤخذ على السمك المالح الجوارشنات الحارة كي لا يلتهب البدن منه من ساعته ويثور الحمو بل يكفي في ذلك العسل والفانيذ وليس يجوز أن يأخذ أيضاً ذلك عليه من كان محروراً لكن ينبغي أن يشرب عليه السكنجبين الحامض ويتجرع عليه الخل ويؤكل ممقوراً وأشر ما يكون السمكَ وأوخمه وأبطؤه نزولاً إذا جمع إلى البيض ولا يكاد يسلم من أكله من الهبضة. ولذلك ينبغي أن يشرب عليه من ساعته شراب يسير صرف حتى إذا نزل قليلاً عن فم المعدة شرب عليه شراباً كثيراً ممزوجاً ليلين عليه البطن سريعاً ويخرج ثم يؤكل الغذاء بعد خروجه بيوم من الجلنجبين العسلي أو العتيق من السكري على حسب مزاج البدن ويشرب عليه من به غثى شربة من رب السفرجل ومن لا غثى به شربة من ماء حار يغلي غلياناً. من أحد جانبيه وببحر عظيم من الجانب الآخر وما كان في بحيرات منقطعة عن الأنهار والبحار خاصة إن كانت هذه غدراناً صغاراً لا ينصب إليها أنهار كبار ولا فيها عيون عظام تتبع والذي في المياه التي ليست جريتها قوية رديء أيضاً والذي في نقائع الماء والآجام لحمه في الغاية القصوى من كثرة الفضول والرداءة والذي يكون في الأنهار فأجوده ما يكون في أنهار قوية الجرية حادتها، وأما ما يكون في أنهار تفيض إلى بحيرات فليس هو الجيد وجودة السمك تكون من قبل غذائه وذلك أن منه ما يغتني من حشيش وأصول نبات يكون لحمه لذلك أجود ومنه ما يغتذي من حمأة وأصول رديئة فيكون أخس ومنه ما يغتني من أقذار مدنية وأوساخها فيكون لذلك أيضاً أردأ من جميع السمك حتى أنه إن مكث فضل قليل بعد إخراجه من الماء نتن وما كان من السمك كذلك فكله رديء الطعم عسر الهضم والذي فيه من الغذاء الجيد مقدار يسير ومن الفضول كثير. وأفضل السمك ما كان في بحر صاف نقي الماء جداً وخاصة إن كان شط ذلك البحر ليس أرضاً ترابية ردغة بل إما رملية وإما خشنة صخرية فإن كان مع ذلك البحر ليس أرضاً ترابية وكان سمكه يستقبل الشمال كان سمكه بكثير أفضل وذلك أنه تكثر حركته بمهب الريح الذي يخالطه لما وصفناه مما يزيد في جودة الطبع وفضيلة جوهره والسمك الذي يكون في البحيرة المتصلة من أحد جانبيها بنهر عظيم، ومن الجانب الآخر ببحر لحمه بين السمك البحري والنهري لأنها تستريح إلى الماءين ومن طبع هذا السمك أن يغالب جريه ماء النهر ويبعد عن البحر كثيراً إلا أن السمك البحري ليس له شوك صغار وأما السمك الذي يدخل إلى البحر من الأنهار فإنه مملوء شوكاً صغاراً يؤخذ ليعرف الجيد من السمك بأن لا يكون في لحمه فضل حدة وحرافة وأما التفه الطعم أو الغالب في طعمه طعم الشحم والدسم فهو أحسن في اللذاذة وأردأ في عسر الهضم وهو أيضاً رديء للمعدة رديء الغذاء. وما كان من السمك فيه رطوبة ولزوجة مخاطية فإنه إذا ملح أذهب الملح عنه ذلك والقريب العهد بالملح أفضل والدم المتولد من جميع السمك أرق وألطف من المتولد من المواشي وغذاؤه أسرع تحليلاً وأما السمك القليل الرطوبة الذي يكون يكاد يتفتت لعدم الرطوبة والسمين فإنه كثير الغذاء لأنه صلب أرضي قليل الرطوبة والدسم ينفذ سريعاً أول ما يؤكل ثم يرجع فيقلل الشهوة، وأما السمك الصخري فسريع الإنهضام وفي غاية الجودة والموافقة لحفظ الصحة لأنه يولد دماً متوسط القوام ويتلو السمك الصخري في الفضل السمك اللجي والذي يرعى في مواضع أقذار مدنية فإنه ما ازداد سمناً كان أردأ غذاؤه وأكثر فضولاً وما صلب لحمه وغلظ من السمك أكل بالصباغات وبالأشياء الملطفة. وما كان منه فاضلاً محموداً فإنه يصلح أسفندياجاً للناقهين. وأما الأصحاء الأعضاء فيصلح لهم المشوي على الطابق المكبب. ابن ماسه: المارماهي يزيد في الباه. جالينوس في السادسة: من منافع الحيوان أنه أبرد الحيوان والدليل على أن السمك بارد أنه إما عديم الدم وإما قليله، وقال في الخامسة من تدبير الأصحاء أن السمك مدحه في كثير من الناس باطل فإنه وجميع ما يتخذ منه عسر الهضم يولد السدد في الأحشاء وغيرها، وإنما يقلل من سدده إذا أكل معه عسل كثير ويسخنه العسل ويلطفه ويسرع إخراجه ولا ينبغي أن يؤخذ على السمك المالح الجوارشنات الحارة كي لا يلتهب البدن منه من ساعته ويثور الحمو بل يكفي في ذلك العسل والفانيذ وليس يجوز أن يأخذ أيضاً ذلك عليه من كان محروراً لكن ينبغي أن يشرب عليه السكنجبين الحامض ويتجرع عليه الخل ويؤكل ممقوراً وأشر ما يكون السمكَ وأوخمه وأبطؤه نزولاً إذا جمع إلى البيض ولا يكاد يسلم من أكله من الهبضة. ولذلك ينبغي أن يشرب عليه من ساعته شراب يسير صرف حتى إذا نزل قليلاً عن فم المعدة شرب عليه شراباً كثيراً ممزوجاً ليلين عليه البطن سريعاً ويخرج ثم يؤكل الغذاء بعد خروجه بيوم من الجلنجبين العسلي أو العتيق من السكري على حسب مزاج البدن ويشرب عليه من به غثى شربة من رب السفرجل ومن لا غثى به شربة من ماء حار يغلي غلياناً.(1/394)
سميكة صيدا:
الشريف: إن هذا الحيران يوجد في عين بقرب مدينة صيدا من أرض الشام وهي أشبه شيء بصغير الوزع وهذه السميكة تصاد في أيام الربيع لا في غير ذلك من فصول السنة وذلك عند هيجانها وكثرة حركتها والمنتفع منها بالذكور خاصة. ولها علامات يمتاز لها الذكور من الإناث ما دامت حية فإذا ماتت وجفت خفيت علامتها فلم يكن لها فضل وهذه السميكة إذا صيدت ملحت بقليل ملح وجففت فإذا احتيج إليها وأخذ منها وزن نصف درهم مسحوق في خمر أبيض وذلك في إثر الطعام ونيم عليها حركت شهوة الجماع وأسرعت الإنعاظ. وزعم قوم أن من علامتها الدالة على ذكورها من إناثها صغر رؤوسها وطول أبدانها ومستعملها قليل. ابن جميع في كتاب الإرشاد: أجودها ما صيد بعد نصف شهر شباط والذكر منها ما يهيج باه الرجال وعلامته رقطة تحت حنكه الأسفل وتراكب رجليه والأنثى تهيج باه النساء والمستعمل منه نحو الخروبة يلقى على بيضة وتقلى وتؤكل.
سمن:
جالينوس في 15: والسمن هو محلل منضج ولذلك يستعمل في الأورام التي تحدث خلف الآذان وأورام الأربيتين وغيرها إذا أردنا تليينها وسرعة إنضاجها. قالت الخوز: سمن البقر يمنع سم الأفاعي من الوصول إلى القلب. الرازي: أخبرني ابن سوادة أنه نهش بالبادية رجلاً أفعى فسقاه سمن بقر عتيق كان معه فلم ينله ضرر البتة. ابن سينا: هو يفعل أفعال الزبد وهو أقوى في الإنضاج والأرخاء والتليين والإسخان حار رطب في الأولى منضج محلل وأكثر فعله في الأبدان الناعمة والمتوسطة دون الصلبة وينضج الأورام وخصوصاً الذي في أصل الإذن خصوصاً للصبيان والنساء وتليين الصدر وينضح الفضول فيه وربما عقل البطن وربما أطلقه وهو ترياق للسموم المشروبة. الشريف: إذا احتقن به مع ماء الرماد نفع الزحير وقروح الأمعاء وإذا وضع منه في قطنة وضمدت به القروح أذهب الخشكريشة منها، وإذا وضع منه في قطنة ووضعت على فم جرح منعه أن يلتحم يفعل هذا به عند الإحتياج إلى تنقية القروح ذوات الغور وكثيراً ما يستعمله الأطباء في توسيع أفواه الجراحات وإذا عجنت الحناء بعتيقه وطلي بها على الجرب العتيق أذهبه، وإذا شرب منه أوقية مع نصف أوقية من السكر أطلق البول المحتبس وحيا جرب ذلك فحمد، وإذا احتمل في فرزجة نفع من قروح الأرحام وينفع من البواسير إذا لطخ به على المقعدة وإذا خلط أوقية منه مع سكرجتين ماء رمان نفع من الداوسنطاريا منفعة بينة، وخاصته تليين صلابة العين إذا طلىِ عليها وإذا خلط به زيت وطلي به على الأجفان الجرية نفعها وإذا اكتحل به مع ماء عنب الثعلب نفع من ضربان العين وأورامها ونفع من أوجاع الأذنين وإذا لعق على الريق رطب السعال المزمن اليابس ونفع منه وينبغي أن يجتنب في العلل الرطبة وإذا طلي بالسمن على الوجه ليلاً وينام به يفعل ذلك سبع ليال نقى الوجه وحسن ديباجته وصقله وكذا يفعل الزبد.
سميقلس:
ديسقوريدوس: وأهل رومية يسمون طقس وهو شجرة شبيهة بشجرة الأرطي في ورقها وعظمها وينبت في المواضع التي يقال لها أنطاليا والبلاد التي يقال لها أسبانيا وهي بلاد الأشنان وقد يعتلف ثمر ما ينبت من هذا النبات بالبلاد التي يقال لها أنطاليا طائر من صغار الطيور فيسود ومن أكله من الناس عرض له من ذلك استطلاق البطن، وأما ما كان منه نابتاً بالبلاد التي يقال لها مونيونيا فقد أفرطت قوته في المضرة حتى أنه إن قعد أحد تحته أو نام في ظله ضره وكثيراً ما يموت وإنما ذكرنا هذا النبات في كتابنا هذا ليحترز منه. جالينوس في الثامنة: هذه الشجرة قوتها قوة قتالة.
سماقيل:
هو السماق وقد ذكر.
سمنة:
قد ذكر في حرف الحاء حب السمنة.
سمرنيون:
هو الكرفس البري وسنذكره في الكاف.
سمار:
هو الأسهل وقد ذكر في الألف.
سمق:
هو المرزنجوش بالعربية وسنذكره في الميم.
سمسم بري:
هو الجلبهنك وقد ذكر في الجيم.
سم الحمار:
هو الدفلي وقد ذكر من قبل في الدال.
سم الفار:
وهو التراب الهالك عند أهل العراق وأهل الأندلس يعرفونه برهج الفأر وهو الشك وسنذكره في الشين المعجمة.
سم السمك:
هو الماهي زهره ويذكر في حرف الميم.
سمور:(1/395)
كتاب التكميل يكون في بلاد الأتراك حار يابس يسخن إسخاناً كثيراً فوق إسخان سائر الأوبار، وهذا الحيوان أشد حرارة على الإنسان من جميع الحيوانات السبعية وجلده سريع التغير لأنه لا يدبغ كما تدبغ سائر الجلود. المنهاج: هو والدلق متقاربان وهو يسخن إسخاناً ويجفف ولبسه ينفع المشايخ والمبرودين. وقال غيره: إن لباس السمور جيد للصدر والكليتين.
سني:
أبو حنيفة الدينوري قال: الفراء وهو هذا الذي يتداوى به ويسمى السني المكي وأخبرني بعض الحجازيين قال: يخلط السنى المكي بالحناء فيكون شباباً له يسود به. وقال أبو زياد الأعرابي: السنى من الإعلاث وفيه كل شيء ينعت في العشرق إلا أن ورقته دقيقة وإذا جف صار له زجل لأن له سنفة وهي خرائط طوال فيها حب منتظم ولتلك السنفة معاليق دقاق فإذا هبت عليه الريح تخشخشت حتى تضمه الرعاء ويخلط ورقه بالحناء فيسود الشعر. غيره: المستعمل منه ورقه وهو شبيه بورق المازريون وأجوده المكي. أمية بن أبي الصلت: السنى حار يابس في الأولى يسهل المرة الصفراء والمرة السوداء والبلغم ويغوص في العضل إلى أعماق الأعضاء ولذلك ينفع من النقرس وعرق النسا ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط المرة الصفراء والمرة السوداء والبلغم والشربة منه في المطبوخ من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم. إسحاق بن حنين: قال بولس: إنه ينفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق العارض في اليدين وينفع من تشنج العضل ومن انتثار الشعر ومن داء الثعلب والحية والقمل العارض في البدن وبنفع من الصداع العتيق ومن الجرب والبثور والحكة ومن الصرع. حبيش بن الحسن: السنى حار يابس يسير الحرارة ويبسه قريب من الحرارة وله بشاعة في وقوعه في المعدة يقوي حزم القلب فإن خلطت به الأدوية التي ذكرت أنها تصلح البنفسج أصلحته وشرب مائه مطبوخاً أصلح من شربه مدقوقاً وإذا شرب وحده فالشربة منه مدقوقاً من درهمين إلى ثلاثة ومطبوخاً من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم. الشريف: إذا طبخ في زيت أنفاق وشرب منه أخرج الخام بليغاً وينفع من أوجاع الظهر والوركين.
سنبل:(1/396)
الشريف: هو ثلاثة أصناف هندي ورومي وجبلي فلنبدأ منه بسنبل الطيب وهو الهندي وهو العصافير. ديسقوريدوس في ا: بارديين هو الناردين وهو جنسان أحدهما يقال له الهندي والآخر يقال له السوري لا لأنه يوجد بسوريا بل لأن الجبل الذي فيه يوجد منه ما يلي سوريا ومنه ما يلي بلاد الهند وأجود ما يكون من السوري ما كان حديثاً خفيفاً وافر الجمة أشقر طيب الرائحة جداً فيه شيء من رائحة السعد سنبله صغير مر يجفف اللسان ويمكث طيب الرائحة في الفم إذا مضغ طويلاً. وأما الذي يقال له الهندي فمنه ما يقال له غاميغطس واشتق له هذا الإسم من إسم نهر يجري إلى جانب الجبل الذي يقال له غيغيطس ينبت بالقرب منه وهو أضعفه قوّة لرطوبة الأماكن التي بنيت فيها وهو أطوله وأكثره سنبلاً ومخرج سنبله من أصل واحد وجمام سنبله وافرة وهو ملتف بعضه ببعض زهم الرائحة ومنه ما هو داخل في الجبل وهو خير من الذي وصفنا طيب الرائحة قصير السنبل رائحته تشتبه برائحة السعد وفيه كل ما وصفنا في الناردين السوري وقد يوجد نبات يقال له ناردين سقاريطيقي واشتق له هذا الإسم من إسم الأماكن التي ينبت فيها كثيراً وله سنبل أشد بياضاً من الذي وصفنا وربما كان له في وسطه ساق رائحته مثل رائحة البيش فينبغي أن يرفض هذا الصنف وربما بيع الناردين وقد أنقع بالماء ويستدل على ذلك من بياض السنبل وفحله ومن أن ليس فيه تراب وقد يغش بأن يرش عليه أثمد بماء وسكر ليتلبد ويثقل وقد ينبغي أن ينقى عند الحاجة إليه إن كان في أصوله شيء من طين وينخل ويؤخذ ترابه فإنه يصلح لغسل اليد. جالينوس في 8: هذا السنبل يسخن في الدرجة الأولى ويجفف في الدرجة الثانية يجفف نحو آخرها وهو مركب من جوهر قابض كثير المقدار وجوهر حار حاد ليس بكثير المقدار وجوهر مائل إلى الحرارة يسير المقدار ولما كان مركباً من هذه القوى كان حقيقياً بأن ينفع الكبد وفم المعدة إذا شرب وإذا وضع من خارج وأن يدر البول ويشفي اللذع الحادث في المعدة ويجفف المواد المتحدرة المنصبة إلى المعدة والأمعاء والمواد المجتمعة في الرأس والصدر وأقوى أصناف السنبل في ذلك السنبل المعروف بالهندي وهو أشد سواداً من السنبل الرومي. ديسقوريدوس: وقوة الناردين مسخنة ميبسة مدرة للبول ولذلك إذا شرب يعقل البطن، وإذا عمل منه فرزجة واحتملته النساء قطع النزف ويجفف الرطوبة السائلة من القروح وإذا شرب بماء بارد سكن الغثيان وينفع من الخفقان والنفخ ومن اعتلت كبده ومن به يرقان ومن كانت بكلاه علة، وإذا طبخ بالماء وتكمد به النساء وهن جلوس في مائه أبرأهن من الأورام الحارة العارضة للأرحام وهو صالح لسقوط الأشفار لقبضه وإثنائه إياها وقد يذر على الأجساد الكثيرة العرق وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة ويحتاج إليه في أدوية العين وقد يسحق ويعجن بالخمر ويوعى في إناء جديد ليس بمقير يستعمل في أدوية العين، وأما الدواء الذي يقال له ناردين إقليطي فهو السنبل الرومي والسنبل الأقليطي والمنجوشة أيضاً. ديسقوريدوس في ا: يكون في جبال البلاد التي يقال لها لنجوريا ويسمونه أهل تلك البلاد البي ليفقا وقد يكون أيضاً بسوريا وهي شجيرة صغيرة وقد يقلع بأصوله ويعمل منه حزم تملأ الكف وله ورق طويل لونه إلى الشقرة ما هو وزهر أصفر وإنما يستعمل منه ساقه وأصله فقط وفيهما طيب الرائحة والمنفعة فينبغي أن يتقدم بيوم في رش الحزم وأن ينقى من الطين وأن يوضع على موضع ندى وقد جعلتها في قراطيس وفي اليوم الثاني ينقى فإنه لا يتبين حينئذ الجيد من الرديء لما أفادته الرطوبة من القوّة ويغش بعشبة تقلع معه شبيهة به ويسمونها لزهومة رائحتها رائحة البيش والمعرفة بها هينة وذلك أنه ليس لها ساق وهي أشد بياضاً وورقها أقصر من ورق الناردين الأقليطي الحقيقي وليس لها صل مر ولا طيب الرائحة مثل أصله وإن أحببت أن توعيه فاعزل سوقه وأصوله واسحقهما في إناء من خزف جديد واستقص تغطيته، والجيد منه ما كان حديثاً طيب الرائحة كثير الأصول ليس بهين الإنفراك ممتلئاً. جالينوس في 8: قوة هذا السنبل هي من جنس قوّة سنبل الطيب الذي ذكرناه من قبل إلا أنه أضعف منه في جميع خصاله خلا الإدرار للبول وهو أشد حرارة من ذلك السنبل وقبضه أقل من قبض ذلك. ديسقوريدوس: وقوته مثل قوة الناردين السوري غير أنه أدر للبول وأصلح للمعدة(1/397)
وينفع إذا شرب بطبيخ الأفسنتين من الأورام الحارة العارضة من الكبد ومن اليرقان ونفخ المعدة، وإذا شرب بخمر نفع من ورم الطحال وأوجاع المثانة والكلى ومن نهش الهوام ونفع في أخلاط المراهم وأشربة ولطوخات حارة. ديسقوريدوس في 5: وأما الشراب الذي يتخذ بالسنبل الرومي وهو المنجوشة وبالساذج فهذه صفته يؤخذ من كل واحد من هذه الأدوية نصف من ويلقى في كوز من العصير ويروق بعد شهرين ويشرب مقدار قوانوس ممزوج بثلاثة أضعافه ماء ينفع من العلل التي تكون في الكلى واليرقان وعلل الكبد وعسر البول وفساد اللون وعلل المعدة. ومن الناس من يتخذه على هذه الصفة يأخذ من الوج أوقيتين ومن المنجوشة ثلاث أواق فتلقيه على جرة من عصير. ديسقوريدوس في ا: وأما الدواء الذي يقال له ناردين وهو الجبلي ويسميه بعض الناس بولاقيطس وبيرس فإنه يكون بقليقيا وسوريا ورقه شبيه بورق القرصعنة وأغصانه شبيهة بأغصانها غير أنها أصغر وليس هي بخشنة ولا متشوكة وله أصلان أو أكثر سود طيبة الرائحة كالتي للخنثى غير أنها أدق وأصغر بكثير وليس له ساق ولا ثمر ولا زهرة وأصله يصلح لكل ما يصلح له ناردين إقليطي. جالينوس: هذا السنبل ينبت كثيراً في بلاد قيلقيا وهو أضعف من جميع أنواع السنبل التي ذكرتها. ديسقوريدوس: وأما الشراب الذي يتخذ بالسنبل البري فهذه صفته يؤخذ أصل السنبل البري وهو حديث فيسحق وينخل ويلقى منه ثمانية مثاقيل في مقدار كوز يقال له خوس من العصير ويترك شهرين ويصفى وهذا الشرب أيضاً ينفع من علل الكبد ومن عسر البول ومن علل المعدة والنفخ. إسحاق بن عمران: السنبل مفتح لسدد الرأس مذك للذهن مقو للمعدة والكبد مسخن لهما ولسائر الأعضاء محسن للون يذهب بعسر النفس. التجربتين: ينفع من الإستسقاء اللحمي منفعة بالغة ويمسك الطبيعة ويقوي فعل القوة الماسكة في داخل البدن كله ويقطع القيء البلغمي ويحلل الرياح المتولدة في المعدة. إذا شرب بطبيخ الأفسنتين من الأورام الحارة العارضة من الكبد ومن اليرقان ونفخ المعدة، وإذا شرب بخمر نفع من ورم الطحال وأوجاع المثانة والكلى ومن نهش الهوام ونفع في أخلاط المراهم وأشربة ولطوخات حارة. ديسقوريدوس في 5: وأما الشراب الذي يتخذ بالسنبل الرومي وهو المنجوشة وبالساذج فهذه صفته يؤخذ من كل واحد من هذه الأدوية نصف من ويلقى في كوز من العصير ويروق بعد شهرين ويشرب مقدار قوانوس ممزوج بثلاثة أضعافه ماء ينفع من العلل التي تكون في الكلى واليرقان وعلل الكبد وعسر البول وفساد اللون وعلل المعدة. ومن الناس من يتخذه على هذه الصفة يأخذ من الوج أوقيتين ومن المنجوشة ثلاث أواق فتلقيه على جرة من عصير. ديسقوريدوس في ا: وأما الدواء الذي يقال له ناردين وهو الجبلي ويسميه بعض الناس بولاقيطس وبيرس فإنه يكون بقليقيا وسوريا ورقه شبيه بورق القرصعنة وأغصانه شبيهة بأغصانها غير أنها أصغر وليس هي بخشنة ولا متشوكة وله أصلان أو أكثر سود طيبة الرائحة كالتي للخنثى غير أنها أدق وأصغر بكثير وليس له ساق ولا ثمر ولا زهرة وأصله يصلح لكل ما يصلح له ناردين إقليطي. جالينوس: هذا السنبل ينبت كثيراً في بلاد قيلقيا وهو أضعف من جميع أنواع السنبل التي ذكرتها. ديسقوريدوس: وأما الشراب الذي يتخذ بالسنبل البري فهذه صفته يؤخذ أصل السنبل البري وهو حديث فيسحق وينخل ويلقى منه ثمانية مثاقيل في مقدار كوز يقال له خوس من العصير ويترك شهرين ويصفى وهذا الشرب أيضاً ينفع من علل الكبد ومن عسر البول ومن علل المعدة والنفخ. إسحاق بن عمران: السنبل مفتح لسدد الرأس مذك للذهن مقو للمعدة والكبد مسخن لهما ولسائر الأعضاء محسن للون يذهب بعسر النفس. التجربتين: ينفع من الإستسقاء اللحمي منفعة بالغة ويمسك الطبيعة ويقوي فعل القوة الماسكة في داخل البدن كله ويقطع القيء البلغمي ويحلل الرياح المتولدة في المعدة.
سندروس:(1/398)
إسحاق بن عمران: صمغ أصفر يشبه الكهرباء إلا أنه أرخى منه وفيه شيء من مرارة. ابن ماسويه: حار يابس في الدرجة الأولى يقطع فضول البلغم من المعدة والأمعاء ويقتل الدود وحب القرع وينفع من استرخاء العصب الحادث من إفراط البرودة والرطوبة والإمتلاء. ماسرحويه: إن دخن به النواصير جففها. الطبري: يشبه الكهرباء في قوته وتنفع دخنته من الزكام. المنصوري: ينفع من نفث الدم والبواسير شرباً. حبيش بن الحسن: حار شديد الحرارة يابس يسير اليبس إذا تبخر به أنزل البلة من الرأس ونفع النزلة وإن نثر على القروح جففها. بديغورس: خاصته النفع من النزلات ونزف الدم. إسحاق بن عمران: وإذا خلط بدهن الورد حتى يغلظ نفع من الشقاق المزمن الواغل في اللحم الكائن في اليدين والرجلين. ابن سينا: خاصته يحبس الدم ويستعمله المصارعون ليخففوا وليقووا ولا ينبهروا وينفع من الخفقان ومن الربو الرطب بتجفيفه وينفع الطحال وهو جيد للإسهال المزمن. الغافقي: إذا سحق وذر على كبد عنز وشويت على النار واكتحل بالصديد الذي يسيل منه نفع من الغشاء وإذا شرب بماء العسل أدر الطمث والبول وإذا قطر في العين جلا الآثار جلاء عجيباً بمنزلة السحر ويمنع دخانه النوازل ويحبس الدم من أيّ موضع كان شرباً.
سندريطس:
البطريق: تأويل هذا الإسم الحديدي ويسمى بالسريانية سسميقا. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه إيراقلنا وهو نبات مستأنف كونه في كل سنة وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له فراسيون إلا أنه أطول منه مثل ورق النبات الذي يقال له الأسفافس أو مثل ورق شجر البلوط إلا أنه أصغر منه وهو خشن له قضبان مربعة طولها نحو شبر أو أكثر ليست بكريهة الطعم يقبض قبضاً يسيراً عليه شيء شبيه بالفلك مستديرة مثل مالفراسيون وفي تلك الفلك بزر أسود وينبت في مواضع فيها صخور. جالينوس في 8: في هذا النبات شيء يجلو ورطوبة كثيرة وهو مبرد قليلاً وفيه مع هذا شيء يسير من القبض فهو بهذا السبب يمنع من حدوث الأورام الحارة ويدمل الجراحات الحادثة عن السياط. ديسقوريدوس: ورق هذا النبات إذا تضمد به ألحم الجراحات ومنع منها الورم.
سندريطس آخر:(1/399)
ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له أغصان طولها نحو من ذراعين دقاق وورق على قضبان طوال تخرج من الأغصان شبيهة بورق النبات الذي يقال له بطارس وهو السرخس مشرف كثير العدد نابت من جانبي القضبان وعلى الأغصان النابتة في أعلى موضع من النبات شعب رقاق طوال في أطرافها رؤوس مستديرة شبيهة في استدارتها بالأكرخشنة فيها بزر شبيه ببزر السلق إلا أنه أشد إستدارة منه وأصلب وقوّة هذا النبات وورقه يوافق الجراحات. لي: هذا النبات تسميه عامتنا بالأندلس خير من ألف ومنهم من يسميه توث الثعلب والتوثية أيضاً وأما أهل المغرب الأقصى والأوسط أيضاً فيعرفونه بعشبة كل بلاء. ديسقوريدوس: وقد يكون سنديريطس آخر وقراطوس تسميه إيراقلنا وهو نبات ينبت في الحيطان ومراجات الكروم وله ورق كثير نابت من أصل واحد شبيه بورق الكزبرة على أغصان طولها نحو من شبر ملس غضة لونها إلى البياض مع شيء مع حمرة وزهر أحمر قان صغار لزج في المذاق وهذا النبات إذا وضع على الجراحات ألزقها في ابتداء ما يعرض ومن الناس من يسمي النبات الذي يقال له أخيلوس سندريطس وهو نبات له قضبان طولها نحو من شبر أو أكثر شبيه بالمغازل عليها ورق صغار مشرف الجانب تشريفاً متقارباً شبيه بورق الكزبرة ولونه إلى الحمرة ما هو قوّي الرائحة ليست بكريهة رائحته قريبة من رائحة الأدوية وعلى أطراف القضبان أكر مستديرة وزهر أبيض في ابتداء كونه ثم بآخره يتلوّن بلون الذهب وينبت في أماكن جيدة التربة، وهذا النبات إذا دق ناعماً ووضع على الجراحات بدمها ألحمها ومنع منها الورم وقد يقطع نزف الدم أيضاً وإذا احتملته المرأة قطع نزف الدم من الرحم وقد يجلس النساء في طبيخ هذا النبات فيقطع سيلان الرطوبة من الرحم وقد يشرب طبيخه لقرحة الأمعاء. جالينوس: قوّة هذا النوع شبيهة بقوّة الصنف الأول من الخصال التي ذكرناها إلا أن هذا النبات يفوق تلك الحشيشة في القبض ولذلك هو نافع من انفجار الدم وقروح الأمعاء والنزف العارض للنساء. لي: زعم بعض التراجمة المصنفين في هذا الفن أن عصارة هذا النوع هو دم الأخوين، ولعمري لقد غلط في ذلك لأن دم الأخوين دموع شجرة كبيرة تكون بجزيرة سقطرا معروفة بهذا وهذا النوع المسمى أخيلوس من العشب وليس بشجر له عظم.
سنباذج:
إسحاق بن عمران: قال أرسطوطاليس طبع حجر السنباذج البرد في الدرجة الثانية واليبس في الدرجة الثالثة ومعدنه في جزائر بحر الصين وهو حجر كأنه مجتمع من رمل خشنِ ويكون منه حجارة متجسدة كبار وصغار وخصوصيته أنه إذا سحق فانسحق كان أكثر عملاً منه إذا كان على تخشينه ويأكل أجسام الأحجار إذا حكت به يابساً ومرطباً بالماء وهو مرطب بالماء أكثر فعلاً وفيه جلاء شديد وتنقية للأسنان وله حدة يسيرة ويستعمل في الأدوية المحرقة والأدوية المجففة والأدوية المبرئة لترهل اللثة وتغير الأسنان وإن أحرق بالنار وسحق وألقي على القروح والبثر العفنة التي قد طال مكثها أبرأها. جالينوس في 9: قوته قوة تجلو جلاءً شديداً والدليل على ذلك أن النقاشين والخراطين يستعملونه في المواضع التي يحتاجون فيها إلى ذلك وقد جربناه نحن من أنه ينقي الأسنان ويجلوها وفيه قوة حادة ولذلك صار بعض الناس يخلط منه في الأدوية المحرقة والأدوية المجففة التي تنقي اللثة المترهلة. ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر يستعمله نقاش الخواتيم في جلاء الفصوص وقد يصلح لأن يستعمل في أخلاط المراهم المتعفنة والمراهم المحرقة وقد ينفع اللثة المسترخية ويجلو الأسنان. لي: زعم ابن واقد في مفرداته أن حجر السنباذج هو حجر الماس وأضاف إليه ما قاله ديسقوريدوس وجالينوس في السنباذج إلى قول غيرهما في الماس ولم يعلم رحمه الله أن حجر الماس لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس.
سنجاب:
كتاب التكميل إسخانه يسير لأن الغالب على مزاج حيوانه كثرة الرطوبة وقلة الحرارة لإغتذائه بالفواكه ولذلك يصلح لبسه للمحرورين والشبان ومن يداوم شرب النبيذ لأنه يسخن إسخاناً معتدلاً.
سنجفر:
هو الزنجفر وقد ذكر في حرف الزاي.
سنديان:
هو شجر البلوط عند أهل الشام بلا خلاف.
سنديان الأرض:
زعموا أنه الفراسيون والصحيح أنه النبات الذي سماه ديسقوريدوس في الثالثة بلوطي وقد ذكرته في الباء.
سني أندلسي:(1/400)
هو العينون وسنذكره في العين المهملة.
سنبل الكلب:
هو ثمر شجر الدردار المعروفة بألسنة العصافير.
سنور:
بعض علمائنا: الفرو المتخذ من السنور الهندي حار يابس شديد الإسخان يجري مجرى الثعلب وهو منمر الجلد يشبه في اكتنازه جلد الذئب وفي حره ويبسه جلد الثعلب. عبد الملك بن زهر: ومقارنة القطط وأنفاسها يورث الذبول والسل. الشريف: إذا ذبح سنور وألقي كما هو بدمه في قدر وطين عليه وأحرق حتى يصير رماداً وأخذ ذلك الرماد وخلط بخل وطلي منه بريشة على الشقاق الكائن بين الأصابع من اليدين والرجلين أبرأها وحيا. الغافقي: لحمه حار رطب ينفع من أوجاع البواسير ويسخن الكلى وينفع من وجع الظهر. التجربتين: وزبل القطط يسقط المشيمة بخوراً كان أو حمولاً. ابن ماسه: لحم السنور إذا جفف ودق استخرج النصول والأزجة لأن له جذباً شديداً.
سورنجان:(1/401)
هي العكبة بالديار المصرية واللعبة البربرية عند أطباء العراق. ديسقوريدوس في الرابعة: فلحيقن ومن الناس من سماه بلبوسا ومنهم من سماه أقيمارون وهو نبات يظهر له زهر في آخر الخريف لونه أبيض شبيه في شكله بزهر الزعفران ومن بعد ذلك يخرج ورقاً شبيهاً بورق البلبوس وفيه شيء من رطوبة يدبق باليد وله ساق طوله نحو من شبر وعليه ثمر لونه أحمر قاني إلى السواد وأصل عليه قشر في لونه حمرة وإذا قشر الأصل ظهر باطنه أبيض وهو لبن حلو ملآن من رطوبة وهو مستدير شبيه ببصلة البلبوس ويخرج من وسطه الساق وعليه زهر وكثيراً ما ينبت هذا النبات في المكان الذي يقال له قلخى، وفي البلاد التي يقال لها ماشنينا وإذا أكل قتل بالخنق كمثل ما يقتل الفطر وإنما ذكرناه في كتابنا هذا لئلا يغلط أحد فيأكله بحساب البلبوس فإنه مشتهي لذيذ يدعو إلى أكله من لم يجربه في علاجه وعلاجه كعلاج أكل الفطر وينتفع به أيضاً بلبن البقر إذا شربه وإذا استعمل لبن البقر في هذه العلة لمن يحتج معه إلى غيره من العلاج في باب أقيمارون. جالينوس في السادسة: الدواء الذي يقال قلحيقون دواء قتال. نقل ابن البطريق في ترجمته الأدوية عن جالينوس له قوة مسهلة وكذلك الماء الذي يعمل به ويعطى خاصة لمن به وجع المفاصل في أوقات النزلات بعينها وهو رديء للمعدة جداً. الغافقي: السورنجان أصل كالقسطلة في الشكل عليها قشر كقشرها ويجرد عن مثلها هكذا يكون في زمن الخريف ثم يطلع من عرض القسطلة حذاء أطرافها المحملة نورة لاصقة بالأرض على هيئة السوسنة البيضاء وردية اللون وربما كانت بيضاء وصفراء فإذا جفت أبدت ورقاً كورق العنصل أو أغلظ منه لاطئاً بالأرض وذلك زمن الربيع وتعود حينئذ تلك القسطلة التي كانت أصل هذا النبات بصلة كبصلة العنصل ثم لا تزال تتلاشى هذا البصلة حتى تجدها زمن الخريف قسطلة والمستعمل من هذا النبات أصله إذا كان في شكل القسطل وأكثر ما ينبت في سطوح الجبال وفي الروابي. التميمي: وله خاصية في النفع من البواسير الباطنة عجيبة ظاهرة الأثر ليس يأباه لها كثير من الأطباء وذلك أنه إن سحق وأخذ منه وزن نصف درهم وعجن بسمن الغنم العتيق وأخذ في قطنة حمولاً في المقعدة ليلتين نفع ولم يحتج الوصب إلى معاودة التحمل به ليلة ثالثة ويسكن وجع المفاصل الآلمة لطوخاً ببعض المياه. حبيش بن الحسن: السورنجان حار في وسط الدرجة الثالثة يابس في أول الثانية وله خاصية في تسكين أوجاع المفاصل والنقرس والخدر في الأبدان وأجوده ما ابيض داخله وخارجه وصلب مكسره فأما الأسود والأحمر منه فإنهما ضاران جداً إذا خلطا مع أدوية الإسهال حبساها وأوقفاها في المعدة وهما يقتلان إذا شربا بالرداءة فعلهما. المنصوري: السورنجان يزيد في المني. ابن ماسه: هو مجفف للقروح العتيقة. مجهول: السورنجان الأبيض يزيد في الباه. المسيحي: نافع لوجع النقرس غير جيد العاقبة وإذا أكثر منه حجز الفضلات وقفع المفاصل ولذلك ينبغي أن يستعمل من أكثر منه تليين المفاصل وترطيبها. ابن أبي الصلت: يسهل البلغم والخام وينفع من أوجاع المفاصل والنقرس بإسهاله المادة المولدة لهما والشربة التامة منه وزن مثقال مع السكر وشيء يسير من الزعفران وإذا خلط مع الأدوية فمن نصف مثقال إلى درهم وهو مكرب غير مأمون. ابن سينا في مقالته في الهندبا: السورنجان مركب من جوهرين: أحدهما مسهل، والآخر قابض فإذا فعل الحار الغريزي والقوة الطبيعية فيه انفصل اللطيف المسهل ففعل فعلاً وتحليلاً وجذباً للمادة المرتبكة في المفاصل حتى يستفرغها ويعقبه بعد زمان الجوهر البارد اليابس القابض فيرد على تلك الأعضاء والمنافذ فيقبضها ويبردها ويقويها على الامتناع من عود ما سال وانصباب ما ذاب من موضع آخر إليها ولذلك كان من أنفع الأشياء في علل المفاصل وقال في الثاني من القانون: يسكن الوجع في الوقت ضماداً وإن استكثر منه ضماداً صلب الورم وحجره. وينبغي أن يخلط به فلفلاً وكموناً إذا سقي لوجع المفاصل.
سوس:(1/402)
ويقال عود السوس. ديسقوريدوس في الثالثة: علوقريا ومعناه باليونانية الحلو وهو ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها قيادوقيا والبلاد التي يقال لها نيطش وهو شجرة لها أغصان طولها ذراعان عليها ورق نحاسي شبيه بورق شجر المصطكى عليه رطوبة تدبق باليد وزهره شبيه بزهرة النبات المسمى براقينس وهو زهر فرفيري اللون ناعم وثمر في عظم ثمر الشجر المسمى قلاطانس وهو أخشن منه وله غلف شبيهة بغلف العدس حمر طوال وأصول طوال شبيهة في لونها بالخشب الذي تسميه أهل الشأم بكسيس وهو الشمار مثل أصول الجنطيان فيها قبض وهي حلوة وتخرج عصارتها مثل الحضض. جالينوس في 6: أنفع ما في نبات السوس وعصارة أصله وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل مع قبض فيها يسير ولذلك صارت تملس الخشونة الحادثة لا في المريء فقط لكن في المثانة أيضاً وذلك لاعتدال مزاجها فجوهرها جوهر مناسب لجوهرنا مشاكل له إذ كان قد تقدم البيان بأن الشيء الحلو حاله هذه الحال ولكن إذا كان فيها مع الحلاوة قبض قد علم من ذلك أن جملة مزاجها في الحر والبرد إنما هو كالسخونة الفاترة فهي لذلك قريبة من المزاج المعتدل ولما كان كل شيء حلاوته معتدلة فهو مع ذلك رطب حق لهذه العصارة أن تقطع العطش من طريق أنها رطبة رطوبة معتدلة باردة أكثر من مزاج بدن الإنسان. وقد زعم ديسقوريدوس أن السوس إن جفف وسحق صار دواء جيداً للظفرة التي تخرج في عين الإنسان واللحم الزائد الذي يخرج في أصول الأظافر. ديسقوريدوس: وعصارتها تصلح لخشونة قصبة الرئة وينبغي أن تجعل تحت اللسان ويمتص ماؤها وإذا شربت بطلاء توافق إلتهاب المعدة، وأوجاع الصدر وما فيه من الآلات والكبد وجرب المثانة ووجع الكلى، وإذا امتص ماؤها قطعت العطش وقد تصلح للجراحات إذا لطخت بها وتنفع المعدة إذا مضغت وابتلع ماؤها وطبيخ أصول السوس وهي حديثة توافق ما توافقه العصارة وأصل السوس إذا جفف وسحق وضمد به نفع من الداحس، وإذا استعمل ذرور أنفع من الظفرة التي تخرج في العين. التجربتين: ربه وطبيخه نافعان من السعال حيث يصير الحل وإذا ألقي في المطبوخات المسهلة دفع ضررها وهون احتمالها على الأعضاء وينفع من جميع أنواع السعال إلا أنه فيما يكون عن أخلاط لزجة ضعيفة فإذا قُوي بأدوية أكثر حلاً وتقطيعاً تقوّى تأثيره وينبغي أن يوضع في علاج جميع علل الصدر والمثانة فإنه أنفع دواء للحرقة والخشونة إذا تمودي عليه وكذلك ربه إذا خالط أدوية الكبد لجميع عللها حسن تأثيرها وعدلها قاطع للعطش على اختلاف أنواعه فإنه بالذات وبمزاجه يقطع العطش الحار السبب واليابسة والمالحة، وأما المتولد عن سدد بلغمية في الماساريقا أو في الكبد وعن خلط لزج لاصق بالمعدة فإنه يسكنه إذا مزج بالماء اجتذاب الطباع إياه لعذوبته وبما فيه من القوة الجلاءة. ابن سينا: يصفي الصوت وينقي قصبة الرئة والحميات العتيقة وينفع من الإختلاج ووجع القصب.
سوندا:
الرازي: قالت الخوذ: إنه بارد رطب يبرئ الورم والصلابة ويحلل المرة وعصارته تحلل الأورام من الأعضاء.
سورج:
ديسقوريدوس في الخامسة: هو شيء يتولد من البحر وهو جنس من الزبد ويتولد على المواضع الصخرية القريبة من البحر وله قوّة مثل قوّة الملح. جالينوس في 11: هذا إنما هو شبيه بالزهرة أو بالزبد يرتفع فوق الملح وهو ألطف من الملح بكثير فهو لذلك يمكن فيه أن يلطف ويحلل أكثر من الملح كثيراً وأن يجمع أكثر ما يبقى من جوهر الجسم الذي يلقاه كما يفعل الملح.
سولان:
ابن سينا: دواء رومي حار يابس في الرابعة يحرق الجلد وينفع من اللقوة إذا سعط منه بحبة بماء السماق ويفش أورام الأجفان وتهييجها والأورام العارضة تحت العين.
سوسن:(1/403)
هو ثلاثة أصناف فمنه أبيض ونسميه السوسن الإزاذ ومنه بستاني وبري. جالينوس في 7: زهرة السوسن مزاجها مزاج مركب من جوهر أرضي لطيف اكتسبت منه مرارة الطعم ومن جوهر مائي معتدل المزاج ولذلك صار الدهن المتخذ من السوسن المطيب منه وغير المطيب قوته تحلل بلا لذع وتليين ومن قبل ذلك صار نافعاً جداً من الصلابة التي تكون في الأرحام وأصل السوسن أيضاً وورقه إذا سحق على حدة فشأنه أن يجفف ويجلو ويحلل باعتدال ولذلك صار ينفع من حرق الماء الحار لأن هذا الحرق يحتاج أيضاً إلى دواء يجمع التجفيف والجلاء المعتدلين معاً وأصل هذا السوسن الأبيض يؤخذ فيشوى ويسحق مع دهن ورد ويوضع على الموضع الذي يحرقه الماء الحار حتى يندمل ويبرأ وهو من وجه آخر أيضاً دواء جيد محمود ينجح في إدمال جميع القروح وتليين صلابة الأرحام ويدر الطمث، وأما ورق السوسن الأبيض فإنهم يطبخونه ويضعونه لا على الحرق الحادث عن الماء الحار فقط لكن على سائر القروح إلى أن تندمل وتنختم آخر ختمها. وفي الناس قوم يكبسون هذا الورق في الخل ويستعملونه في إدمال الجراحات وقوة الجلاء في أصل هذا السوسن أكثر منها في ورقه مع أن الأصل منه أيضاً ليس فيه من قوة الجلاء مقدار كثير كما قد قلت قبل لأنه إنما هو في الطبقة الأولى من طبقات الأدوية التي تجلو من أجل ذلك متى أردنا أن نجلو به بهقاً أو جرباً والعلة التي ينقشر معها الجلد أو سعفة أو شيئاً من أمثال هذه خلطناه مع بعض الأدوية التي جلاؤها أقوى من جلائه بمنزلة العسل ومتى كان ما يخلط معه من العسل مقداراً معتدل المقدار صار أيضاً نافعاً من جراحات العصب ومن القروح ومن سائر العلل التي كلها محتاجة إلى التخفيف الشديد من غير لذع. وقد اتخذت مرة من ورق هذا السوسن عصارة فجربتها واحتفظت بها للعلاج وطبخت العصارة مع خل وعسل وكان مقدار العصارة أربعة أضعاف كل واحد من الخل والعسل فوجدته عندما بلوته دواء نافعاً فائقاً لجميع العلل المحتاجة إلى التجفيف القوي خلواً من اللذع بمنزلة الجراحات الكبار وخاصة ما كان منها في رؤوس العضل وجميع القروح العتيقة العسرة الإندمال. ديسقوريدوس في الثالثة: زهر السوسن يستعمل في الأكلة ويسميه بعض الناس ليربون ويعمل منه الدهن الذي يقال له ليربس ومنهم من يسميه سوسن وهو دهن السوسن وهو ملين للأعصاب والجساء العارض للرحم وورق هذه العشبة إذا تضمد به نفع من الهوام ونهشها وإذا طبخ كان صالحاً لحرق النار وإذا عمل بالخل كان جيداً للجراحات، وعصارته إذا خلطت بالخل والعسل وطبخت في إناء من نحاس وعمل منها دواء سيال موافق للقروح المزمنة والخراجات في حدثان ما تكون واصلة إذا طبخ بدهن ورد واستعمل أبرأ حرق النار ولين الجساء العارض في الرحم وأدر الطمث وأدمل القروح وإذا سحق وخلط بالعسل أبرأ انقطاع الأعصاب والتواءها ويجلو البهق والجرب المتقرح والنخالة العارضة في الرأس والقروح الرطبة العارضة فيه وإذا غسل به الوجه أنقاه وأذهب تشنجه وإذا سحق وحده أو خلط بالخل أو مع ورق البنج ودقيق الحنطة سكن الأورام الحارة العارضة للأنثيين وقد يشرب بزره لضرر الهوام فينتفع به وقد يدق البزر والورق دقاً ناعماً ويخلطان بشراب ويعمل منه ضماد نافع من الحمرة. الغافقي: طبيخ أصله نافع لوجع الأسنان وخصوصاً البري منه وينفع من نفس الإنتصاب ومن غلظ الطحال ولا نظير لدهنه في أمراض الرحم وصلابته شرباً وتمريخاً ويخرج الجنين وينفع من المغص وإذا شرب من دهنه أوقية ونصف أسهل ونفع إيلاوس الصفراوي وهو ترياق البنج والكزبرة الرطبة والفطر وأصله إذا طبخ في الزيت يفعل ما يفعله دهنه. وزهر السوسن الأبيض إذا شرب نفع من نهش الهوام ويصلح للسعال وينفع من أوجاع العصب ورطوبة الصدر ومن أوجاع الرحم خاصة، وإذا شرب بشراب أدر الطمث وأصله أيضاً يفعل ذلك، وإذا تكمد بطبيخه النساء نفعهن من أوجاع الرحم وإذا إحتمل أدر الطمث. ابن سينا: وإذا شرب أصله بماء وعسل أحد الذهن وأسهل الماء الأصفر والشربة منه من مثقال إلى ثلاثة ودهنه نافع من وجع العصب وضربات الأذن. وقال في الأدوية القلبية: السوسن الإزاذ قريب في الطباع من الزعفران قريب الأحكام من أحكامه ولكنه أنقص حرارة ويبساً منه وهذا أصلح لتقوية القلب وذلك للتفريح فإن في السوسن من تمتين الروح قريباً مما في الزعفران(1/404)
وليس فيه من البسط الشديد والتحريك العنيف للروح إلى خارج ما في الزعفران فالزعفران لا ينفع في الغشي منفعته لأن السوسن يحرك الروح تحريكاً أنقص مع ضبط وإمساك أشد وذلك يحرك تحريكاً أشد وإمساكاً أقل. ومن السوسن صنف يسمى إيرساتريا وهو سوسن أحمر ويسمى باليونانية كسورس. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه كسيرس ومنهم من سماه إيرس أعريا وأهل رومية يسمون غلاديوان وهو نبات له ورق شبيه بورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أعرض ورقاً منه وورقه حاد الطرف له ساق خارج من وسط الورق وطوله ذراع غليظ جداً عليه غلف ذات ثلاث زوايا وعلى الغلف زهر لونه الفرفير ولون وسط الزهر أحمر قان وله غلف فيها ثمر شبيه في شكله بالقثاء والثمر مستدير أسود حريف وله أصل كثير العقد طويل أحمر يصلح للجراحات العارضة في الرأس والكسر العارض لقحف الرأس، وإذا خلط به من زهرة النحاس ثلث جزء ومن أصل القنطوريون خمس جزء وعسل وتضمد به أخرج من اللحم بلا وجع كل ما كان من السلاء غائراً في اللحم ومن الأزجة وما أشبه ذلك، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ الأورام البلغمية والأورام الحارة وقد يشرب بالشراب الحلو المعمول بماء البحر لشدخ العضل وعرق النسا وتقطير البول والإسهال، وإذا شرب من ثمره مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب أدر البول إدراراً كثيراً وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال. جالينوس في 8: أصل هذا قوته قوة جاذبة لطيفة محللة وإذا كانت كذلك فقد علم أيضاً أنها مجففة وبزره في هذه الخصال أكثر من الأصل وهذا البزر يدر البول ويشفي الطحال الصلب. ديسقوريدوس في 4: ومن أنواع السوسن نوع يسمى أقيمارون ومن الناس من يسميه أيضاً إيرسااعريا أي برياً وهو نبات له ورق وساق شبيهان بورق وساق الإيرس إلا أنهما أدق من ورق وساق الإيرس وزهر أصفر مر الطعم صغير وثمر لين المغمز وأصل واحد في غلظ الأصبع مستطيل قابض طيب الرائحة وينبت تحت الشجر وفي المواضع الظليلة. جالينوس في 7: هو دواء قابض طيب الرائحة معاً وذلك مما يدل على أن قوته ومزاجه مركب من قوة مائعة ومن قوة محللة وأفعاله شبيهة بذلك وذلك أن أصله نافع لوجع الأسنان إذا طبخ وتغرغر به وورقه نافع لكل خراج في وقت تزيد الخراجات ووقت منتهاها وينبغي أن يطبخ هذا الورق بشراب ويعمل منه ضماد ويوضع على الخراجات قبل أن تنضج. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا تمضمض به سكن وجع الأسنان وإذا طبخ ورقه بالشراب وضمدت به الأورام البلغمية والخراجات الفجة التي لم تجمع بعد رطوبة حللها ومن السوسن البري صنف يقال له سفرعليتو وهو نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له كسيقيون إلا أنه أدق منه وأشد انحناء وأطول وله ساق على طرفه شيء نابت كأنه بنادق فيها بزر وقد يسقى أصل هذا النبات وبزره بالشراب لنهش الهوام ذوات السموم. جالينوس ني 8: قوة هذا النبات قوة أيضاً فيها تجفيف. فيه من البسط الشديد والتحريك العنيف للروح إلى خارج ما في الزعفران فالزعفران لا ينفع في الغشي منفعته لأن السوسن يحرك الروح تحريكاً أنقص مع ضبط وإمساك أشد وذلك يحرك تحريكاً أشد وإمساكاً أقل. ومن السوسن صنف يسمى إيرساتريا وهو سوسن أحمر ويسمى باليونانية كسورس. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه كسيرس ومنهم من سماه إيرس أعريا وأهل رومية يسمون غلاديوان وهو نبات له ورق شبيه بورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أعرض ورقاً منه وورقه حاد الطرف له ساق خارج من وسط الورق وطوله ذراع غليظ جداً عليه غلف ذات ثلاث زوايا وعلى الغلف زهر لونه الفرفير ولون وسط الزهر أحمر قان وله غلف فيها ثمر شبيه في شكله بالقثاء والثمر مستدير أسود حريف وله أصل كثير العقد طويل أحمر يصلح للجراحات العارضة في الرأس والكسر العارض لقحف الرأس، وإذا خلط به من زهرة النحاس ثلث جزء ومن أصل القنطوريون خمس جزء وعسل وتضمد به أخرج من اللحم بلا وجع كل ما كان من السلاء غائراً في اللحم ومن الأزجة وما أشبه ذلك، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ الأورام البلغمية والأورام الحارة وقد يشرب بالشراب الحلو المعمول بماء البحر لشدخ العضل وعرق النسا وتقطير البول والإسهال، وإذا شرب من ثمره مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب أدر البول إدراراً كثيراً وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال. جالينوس في 8: أصل هذا قوته قوة جاذبة لطيفة محللة وإذا كانت كذلك فقد علم أيضاً أنها مجففة وبزره في هذه الخصال أكثر من الأصل وهذا البزر يدر البول ويشفي الطحال الصلب. ديسقوريدوس في 4: ومن أنواع السوسن نوع يسمى أقيمارون ومن الناس من يسميه أيضاً إيرسااعريا أي برياً وهو نبات له ورق وساق شبيهان بورق وساق الإيرس إلا أنهما أدق من ورق وساق الإيرس وزهر أصفر مر الطعم صغير وثمر لين المغمز وأصل واحد في غلظ الأصبع مستطيل قابض طيب الرائحة وينبت تحت الشجر وفي المواضع الظليلة. جالينوس في 7: هو دواء قابض طيب الرائحة معاً وذلك مما يدل على أن قوته ومزاجه مركب من قوة مائعة ومن قوة محللة وأفعاله شبيهة بذلك وذلك أن أصله نافع لوجع الأسنان إذا طبخ وتغرغر به وورقه نافع لكل خراج في وقت تزيد الخراجات ووقت منتهاها وينبغي أن يطبخ هذا الورق بشراب ويعمل منه ضماد ويوضع على الخراجات قبل أن تنضج. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا تمضمض به سكن وجع الأسنان وإذا طبخ ورقه بالشراب وضمدت به الأورام البلغمية والخراجات الفجة التي لم تجمع بعد رطوبة حللها ومن السوسن البري صنف يقال له سفرعليتو وهو نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له كسيقيون إلا أنه أدق منه وأشد انحناء وأطول وله ساق على طرفه شيء نابت كأنه بنادق فيها بزر وقد يسقى أصل هذا النبات وبزره بالشراب لنهش الهوام ذوات السموم. جالينوس ني 8: قوة هذا النبات قوة أيضاً فيها تجفيف.(1/405)
سوار الهند:
هو الدواء الذي يسمى بالفارسية كشت بركشت وسيأتي ذكره في الكاف.
سويق:
منه سويق الحنطة والشعير وسائر الأسوقة. الرازي: في كتاب دفع مضار الأغذية: إن كل سويق مناسب للشيء الذي يتخذ منه فسويق الشعير أبرد من سويق الحنطة بمقدار ماء الشعير أبرد منها وأكثر توليداً للرياح والذي يكثر استعماله من الأسوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير وهما جميعاً ينفخان ويبطئان النزول عن المعدة ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غلياناً جيداً ثم يصفيا في خرقة صفيقة ليسيل عنهما الماء ويعصرا حتى يصيرا كبة ويشربا بالسكر والماء البارد فيقل نفخهما ويسرع إنحدارهما، وينفعان المحرورين والملتهبين إذا باكروا شربهما في الصيف ويمنعان كون الحميات والأمراض الحادة وهذا من أجل منافعه ولا ينبغي لمن يشربه أن يأكل ذلك اليوم فاكهة رطبة ولا خياراً ولا بقولاً ولا يكثر منها، وأما المبرودون ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع الظهر والمفاصل العتيقة والمشايخ وأصحاب الأمزجة الباردة جدّاً فلا ينبغي لهم أن يتعرضوا للسويق البتة فإن اضطروا إليه فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل وبعد اللت بالزيت ودهن الحبة الخضراء ودهن الجوز، وسويق الشعير وإن كان أبرد من سويق الحنطة فإن سويق الحنطة لكثرة ما يتشرب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغاً أكثر ولا سيما في ترطيبه فيكون أبلغ نفعاً لمن يحتاج إلى ترطيبه، وسويق الشعير أجود لمن يحتاج إلى تطفئة وتجفيف وهؤلاء هم أصحاب الأبدان العثلة الكثيرة اللحوم والدماء. وأما الأوّلون فأصحاب الأبدان الضعيفة القليلة اللحم والمصفرة وأما سائر الأسوقة فإنها تستعمل على سبيل دواء لا على سبيل غذاء كما يستعمل سويق النبق وسويق التفاح والرمان الحامض ليعقل الطبيعة مع حرارة وسويق الخرنوب والغبيرا أيضاً يعقل الطبيعة. التجربتين: وأما سويق الشعير فإنه إذا عجن بماء الرمانين أو سف به جفف بلة المعدة ونفع من السعي الصفراوي ومن صداع الرأس المتولد عن أبخرة حادة وسكن الغثيان وقوى المعدة، وإذا جعل سويق الشعير غذاء الأطفال بأن يطبخ منه حسواً وعصيدة بإحدى الحلاوات وافقهم وأخصب أبدانهم وقطع عنهم ما يعتري الأطفال من الغثيان والإطلاق، ومتى عجن بشراب ورد وزبد طريّ نفع من السحج المقلق المكثر الإختلاف من غير إطلاق.
سيسير:
ديسقوريدوس في 3: ومن الناس من سماه أرقلس وهو ينبت في الأرض المنورة وهو شبيه بالنعنع إلا أنه أعرض ورقاً منه وأطيب رائحة ويستعمل في الأكلة. جالينوس في 8: مزاج هذا وقوّته لطيفة محللة وهو يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة وبزره أيضاً لطيف يسخن ولذلك صار بعض الناس يسقي منه لمن به فواق ولمن به مغص بشراب. ديسقوريدوس: وله قوة مسخنة وبزره إذا شرب بالشراب وافق تقطير البول والحصا وهو يسكن المغص والفواق ويضمد بورقه على الأصداغ والجبهة للصداع وقد يتضمد به أيضاً للسع الزنابير والنحل وإذا شرب سكن الغثي والفواق والقيء.
سيسارون:
ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات معروف أصله إذا طبخ كان طيب الطعم جيداً للمعدة يحرّك شهوة الطعام ويدر البول. جالينوس في 8: أصل هذا إن طبخ نفع المعدة وأدر البول وهو حار في الدرجة الثانية وفيه مع هذا شيء من المرارة والقبض اليسير. لي: زعم بعض التراجمة أنه القلقاس وليس الأمر فيه كما زعموا لأنه ليس يظهر من كلام ديسقوريدوس وجالينوس أن سيسارون هذا القلقاس فتأمله. وقال الرازي في الحاوي: إن حنيناً فسر سيسارون هذا بخشب الشونيز وهو قول بعيد عن الصواب لأن سيسارون دواء غذائي والشونير ليس يوصف بأن له خشباً والمستعمل منه بزره فقط والمستعمل من سيسارون إنما هو أصله فقط فبينهما فرق كبير ظاهر، والأولى أن يقال أن سيسارون دواء مجهول في زماننا هذا وعليه البحث حتى يصح.
سيسبان:(1/406)
أوّله سين مهملة مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم سين أخرى مهملة بعدها باء منقوطة بواحدة مفتوحة ثم ألف بعدها نون إسم بالديار المصرية لشجر حوار العود يرتفع نحو القامتين في غلظ عصا الرمح لونها أخضر ويتدرج في منبته وورقه حمصي الشكل إلى الطول ما هو مزدرع متراصف على غصينة بعضه إلى بعض وقضبانه دقاق رقاق وغصنه على غلظ الرمح الممتلئ من الدردار وكله أخضر وزهره أصفر اللون مليح المنظر فيه شبه من زهر القندول يخلف سنفة مجتمعة في معلاق واحد طولها شبر أو أكثر أو أقل في ورقه الميل معوجة في داخلها ثمر شبيه بالحلبة منه أسود ومنه إلى الصفرة والشجر كله مليح المنظر يغرسونه لتحصين البساتين والحيطان قريباً بعضه من بعض تتداخل أغصانه وعصيه بعضها في بعض. مجهول: منه بري ومنه بستاني وكثيراً ما ينبت بفلسطين طبيعته يابسة وهو دبوغ للمعدة يقويها ويحبس الطبيعة ويدخل في أشياء كثيرة من الطب. لي: وأما السيسبان الذي ذكره الرازي في الحاوي عن يوتس فيوشك أنه أراد به شجر الأثل لا غير فلينظر فيه.
سيبيا:
سمكة معروفة وخزفتها التي في باطنها هي التي تسمى لسان البحر وتسمى ببعض سواحل المغرب بالقناطة بالقاف والنون والطاء والهاء. ديسقوريدوس في الثانية: هي سمكة معروفة بناحية بيت المقدس إذا طبخت وأكل الأسود منها وهي حوصلتها كان عسر الإنهضام مليئاً للبطن وإذا شكل من حدقتها شياف كان صالحاً لأن تحك به الجفون الخشنة وإذا أحرق بغطائه إلى أن يسقط عنه الغطاء وسحق جلا البهق والأسنان والكلف وقد يخلط بأدوية العين إذا غسل، وإذا نفخ في عيون المواشي كان صالحاً للبياض العارض لها، وإذا سحق واكتحل به مع الملح أبرأ الظفرة. جالينوس في 11: من مفرداته أما الدميا فهو رخو رخاوة شديدة وليس مثل خزف الحلزونات والأصداف حجرياً والجلاء هو شيء عام للدميا ولجميع الأصداف وكذا التجفيف وأما لطافة الجوهر فهي موجودة فيه أكثر منها في الصدف ولذلك نستعمله محرقاً في مداواة البهق والكلف والنمش والجرب، فإذا هو أيضاً خلط مع الملح المحتفر أذاب ومحق الظفرة التي تكون في العين وقبل أن يحرق أيضاً إذا دق وسحق جلا الأسنان وجفف القروح والخراجات وقد يستعمل أيضاً هذا الدواء لمكان ما فيه من الخشونة المعتدلة في حك الأجفان إذا كان فيها خشونة شديدة فيتخذ منه شبيه بالشيافة المتطاولة ويحك به باطن الجفن حتى يدمى فإنه إذا فعل بالعين الجربة هذا الفعل كان كعمل الشيافات التي تقلع الجرب إذا اكتحل به فيها وأجود. الغافقي: اللعاب الأسود الذي يخرج من هذا الحيوان ينبت الشعر في داء الثعلب وقد يكتب به كالحبر ولذلك يسميه قوم الحبر.
سيف الغراب:
هو نوع من السوسن المسمى كسيفيون وهو الدلبوث، وقد ذكرته في الدال المهملة.
سيسنيريون:
هو حرف الماء، وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.
سيكران:
هو البنج بالعربية وقد ذكرته في الباء.
سيكران الحوت:
سمي هذا الدواء بهذا الإسم لأنه إذا جمع بطراته ودق على صخر ورمي في ماء راكد وحرك فيه حتى يختلط به فإن كل سمك يكون في الماء يطفو على وجه الماء منقلباً على ظهره، ويسمى باليونانية قلومس، وهو البوصير من مفردات جالينوس، وقد ذكرته في حرف الباء التي بعدها الواو، وأطباء الشام والعراق يصرفون قشر أصل هذا النبات، أنه الماهي زهره فاعلم ذلك.
حرف الشين
شاهترج:(1/407)
هو على الحقيقة ليس هو الدواء المعروف بخرزيون كما زعم أصطفن وإنما هو الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة 4 وسماه فقيض، وذكره الفاضل جالينوس وسماه في المقالة السابعة فسانيوس ومعناه الدخاني وسماه حنين في كتابه المسمى فسقسموها كمونابريا. الغافقي: وهذا النبات صنفان أحدهما ورقه صغار لونه مائل إلى لون الرماد والثاني أعرض ورقاً ولونه أخضر إلى البياض وزهره أبيض وزهر الأول أسود إلى الفرفيرية ويسميان كزبرة الحمام، وقد ظن قوم أن الصنف الأول منهما هو الشاهترج والثاني فقيض وليس ذلك بصحيح لأن صفة الأول هي صفة ديسقوريدوس لفقيض وقد يكون صنف آخر وهو نبات شبيه بالأول من هذين الصنفين إلا أنه أشد غبرة وأدق ورقاً وورقه كورق الأفسنتين وليس منبسطاً على الأرض بل هو قائم النبات وله ساق قائمة وزهره هو أشد سواداً من زهر الأول وأكثر اجتماعاً وأصله عرق لطيف، وليس هذا من الشاهترج في شيء وإنما يشبهه فقط فإنه ليس فيه مرارة ولا قبض، ولا طعم ظاهر، وهو منتن الرائحة وإذا أكلته البقر قتلها وقد ظن قوم أنه الشاهترج الصحيح. ديسقوريدوس: فقيض هو نبات ينبت بين الشعير، وهي عشبة تشبه التمنش وهو شبيه بالكزبرة جداً إلا أن ورقه أشد بياضاً من ورقها وفي لون الورق ميل إلى لون الرماد وهو كثير الغدد نابت من كل جانب وله زهر لونه فرفيري. جالينوس في 7: طعم هذا الدواء حريف مر وفيه أيضاً قبض فهو لذلك يجدد من البول المراري شيئاً كثيراً ويشفي السدد والضعف الكائن في الكبد وعصارته أيضاً تحد البصر بأن تخرج من العين الدموع الكثيرة كما يفعل الدخان ولذلك سمي في لغة اليونانيين باسم الدخان وأعرف إنساناً كان يستعمل هذا الدواء على أنه يقوي فم المعدة، ويطلق البطن وكان يجففه ويحفظه ثم يسحقه فينثر منه لمن أراد أن يطلق بطنه على ماء العسل، ولمن أراد أن يقوي معدته ويشدّها على شراب ممزوج ويسقى صاحبه. ديسقوريدوس: عصارة هذا النبات حادة تحد البصر وتحدر الدموع وإسم هذا النبات وإسم الدخان واحد وإنما سمي بإسمه لأنه يشبهه في حدته وإحداره الدموع، وإذا خلطت عصارته بالصمغ ووضعت على موضع الشعر النابت في العين بعد أن يقلع نفعه من أن ينبت وإذا أكل من هذا النبات أخرج المرّة بالبول. الإسرائيلي: مقو للمعدة ودابغ لها وللثة جميعاً منبه لشهوة الطعام مفتح لسدد الكبد محدر للمرة المحترقة مصف للدم، وإذا شربت عصارته الرطبة نيئة غير مطبوخة أحدرت الإحتراقات المرّية ونقت عفونة الدم ووسخه، ونفعت من الحكة والجرب العارضين من الدم العفن والصفراء المحترقة والبلغم المتعفن وهذه خاصة عصارة الرطب منه، والمختار منه ما كان حديثاً أخضر ظاهر المرارة. ابن ماسويه: والشربة من طبيخه من 5 دراهم إلى15 درهماً ومن جرمه من ثلاثة دراهم إلى 7 مع مثله من الأهليلج الأصفر فإن أراد مريد شرب مائه معتصراً فلا يطبخه ويأخذ منه ما بين 4 أواق إلى 8 أواق مع وزن 8 دراهم أو 7 دراهم من الإهليلج الأصفر ووزن 15 سكراً أبيض. ابن عمران: وإذا ربب بالخل وأكل سكن القيء وأذهب الغثيان العارض من البلغم، وهو ينقي المعدة والأمعاء من الفضول المحتبسة. الرازي: إذا نقع من حشيشة في الماء ثم غسل بمائه الرأس واللحية أذهب القمل منها والصيبان المؤذية في الرأس والأتربة، وإذا عجنت الحناء بعصارته واختضب بها في الحمام أذهب الحكة والجرب، وإذا تمضمض بماء طبيخه شدّ اللثة وأذهب حرارة الفم واللسان، وإذا استعمل عصيره مع التمر هندي ممروساً فيه وشرب نفع من الحكة والجرب وقوّى المعدة وفتح السدد في الكبد. الرازي في كتاب إبدال الأدوية: وبدله في الجرب والحميات العتيقة نصف وزنه من السنى المكي وثلثا وزنه من الإهليلج الأصفر.
شاه صيني:
ابن رضوان: هذا الدواء يجلب إلينا ألواحاً رقاقاً سوداً يعمل من عصارة نبات قوته مبردة نافعة من الصداع الحار ومن الأورام الحارة إذا حك ووضع على الموضع.
شاطل:(1/408)
التميمي: في المرشد هو دواء هندي شبيه في شكله بالكمأة المجففة في تدويرها ومقدارها وهو في طبعه حار يابس في آخر الثالثة مسهل للكيموسات الغليظة اللاحجة في الأعصاب وفي رباطات المفاصل وقوته على ذلك قوّة قوية جداً وقد يدخل في أخلاط حب النجاح الهندي وينفع من الفالج واللقوة وداء الصرع والارتعاش وتشبيك المفاصل وإعلال الدماغ التي من الرطوبة الغليظة. غيره: يسهل الكيموسات المحترقة والشربة منه نصف درهم مع مثله سكراً طبرزداً يتجرع بماء حار.
شاذنه وشاذنج:
وحجر الدم. ديسقوريدوس في الخامسة: أجود ما يكون منه ما كان سريع التفتت إذا قيس على غيره من الشاذنه وكان صلباً مشبع اللوم مستوي الأجزاء وليس فيه شيء من وسخ ولا عروق. جالينوس في 9: الشاذنه يخلط مع شيافات العين وقد تقدر أن تستعمله وحده في مداواة العين وخشونة الأجفان فإن كانت الخشونة مع أورام حارة دقت الشاذنة وحللته ببياض البيض أو بماء قد طبخ فيه حلبة وإن كانت خشونة الأجفان خلواً من الأورام الحارة فحل الشاذنة ودقها بالماء واجعل مبداك في كل وقت من هذه الأوقات من الماء المداف فيه الحجر، وهو من الرقة على اعتدال وقطره في العين بالميل حتى إذا رأيت القليل قد احتمل قوة ذلك الماء المداف فيه الحجر فزد في ثخنه دائماً واجعله في آخر الأمر من الثخن في حد يحمل على الميل، وأكحل به العين من تحت الجفن أو تقلب الجفن وتكتحل به، وهذا الحجر بعينه إذا حك على هذا المثال على المسن نفع من نفث الدم ومن جميع القروح فإن سحق وهو يابس حتى يصير كالغبار أضمر القروح التي ينبت فيها اللحم الزائد، وإذا حك الشاذنة بالماء كما وصفت قبل وقطر بالميل أدمل وختم القروح، وهو وحده مفرداً. ديسقوريدوس: وقوّة الشاذنة قابضة مسخنة إسخاناً يسيراً ملطفة تجلو آثار القروح وهو وحده مفرداً يجلو آثار العين ويذهب الخشونة التي في الجفون، وإذا خلط بالعسل وخلط بلبن امرأة نفع من الرمد والصرع والدموع في العين والحرق التي تعرض في العين والعين المدمية إذا طلي به وقد يشرب بالخمر لعسر البول والطمث الدائم ويشرب بماء الرمانين لنفث الدم، ويعمل منه شيافات إذا خلط بأفاقيا صالحة لأمراض العين والجرب فيها وقد يحرق كما يحرق الحجر الذي يقال له قرن حبوس إلا أنه لا يستعمل في إحراقه الجمر مثل ما يستعمل في إحراق قرن حبوس، ولكن مقدار إحراقه إلى أن يصير وسطاً في الخفة وأن يكون شبيهاً بالنفاخات وقد يأخذ قوم من الحجر الذي يقال له سخطوس وهو المشقق ما كان منه كثيفاً مستديراً وهو الصنف الذي يقال له أحسيا يؤخذ فيصير في رماد حار في إجانة وتدعه قليلاً ثم تخرجه وتجعله على مسن وتنظر فإن كان له لون في محكه شبيه بلون الشاذنج اكتفي بذلك المقدار من الإحراق وإن كان ليس له لون كذلك رد ذلك ثانية إلى النار، واتركه قليلاً ثم أخرجه وجربه على المسن والسبب في قلة تركه إياه وقتاً طويلاً في النار، فساد لونه ثم إنه يذوب، وقد يغش الشاذنج بهذا الحجر وقد يعرف هذا الحجر الذي ليس هو شاذنه من أنه ينكس على خطوط مستقيمة إلى صفائح والشاذنج ليس هو كذا ويستدل على ذلك أيضاً من اللون وذلك أن الحجر الذي ليس هو شاذنه إذا حك على المسن خرج محكه خشن اللون، والشاذنج إذا حك كان لونه أعتق من لون الحجر الآخر وكان شبيهاً بلون الجوهر الذي يقال له فيثاباري وقد يوجد منه في المغارة التي يقال لها السبنولي وقد يعمل أيضاً عملاً من الحجر الذي يقال له مغنيطس إذا أحرق وأطيل حرقه وقد يحفر على الشاذنج من معادن بمصر.
شاهسفرم:(1/409)
سليمان بن حسان: هو الحبق الكرماني وهو نوع من الحبق، دقيق الورق جداً يكاد أن يكون كورق السذاب عطر الرائحة وله وشائع فرفيرية كوشائع الباذروح ويبقى نواره في الصيف والشتاء. ماسرحويه: ينفع من الحرارة والإحتراق والصداع ويهيج النوم وبزره يحبس البطن المستطلقة من الحرارة والحرقة إذا شرب منه مثقال بماء بارد. ابن عمران: بزره إذا شرب منه مقلواً وزن مثقال بماء أو بماء السفرجل قطع الإسهال المزمن. المصري: حار في الأولى يابس في الثانية طيب الشم نافع للمحرورين إذا شم بعد أن رش عليه الماء البارد ووضع على الأعضاء وفي ورقه قبض لطيف ومن أجل ذلك صار فيه برد اكتسبه من المائية التي فيه لا من نفس مزاجه وهو مقو للأعضاء وبعض المتطببين ذكر أنه بارد والدليل على ذلك قبضه وإن شدة رائحته ليست بأصدق رائحة من الكافور وأنه لم نر أحداً من المبرسمين تأذى برائحته فضلاً عن الأصحاء. غيره: مفتح لسدد الدماغ وينفع جداً من القلاع. الرازي: إذا رش عليه الماء البارد برد وجلب النوم.
شاهلوك وشاهلوج:
وهو الإجاص الأبيض. وفي الفلاحة النبطية: الشاهلوج إجاص كبير فاسد وأصله إجاص كبير فسد في منبته فاستحال إلى الصفرة وقد ذكرت الإجاص في حرف الألف.
شاهبلوط:
هو القسطل وقد ذكرته في الباء مع البلوط.
شادانق:
هو الشاهدانج وهو بزر العنب وسيأتي ذكره في القاف.
شاهنجير:
زعم قوم أنه التين الفج. وقال آخرون: إن الشاهنجير بالفارسية هو خير أنواع التين فاعرفه.
شاهبابك:
ويقال شابابك وهو البرنوف. الغافقي: قيل أنه ضرب من القيصوم ويقال أنه شاهنانج. وفي الحاوي أنه حب الشبرم البري ورأيت في بعض الكتب أن الشاهبابك هي شجرة إبراهيم الصغيرة التي تكون في الدور وهي التي يسميها بعض الناس شجرة مريم، وتتخذ في الدور والصحيح فيه ما ذكرته أولاً وأنه البرنوف.
شالينه:
هي الناعمة وهي الدواء المسمى الأسفاقس وقد ذكرته في حرف الألف.
شبث:(1/410)
جالينوس في الثانية: يسخن ويجفف إسخاناً يظن به معه أنه في الدرجة الثانية ممتداً، وأما في الدرجة الثالثة مسترخياً أما في تجفيفه في الدرجة الثانية عند ابتدائها وفي الدرجة الأولى عند منتهاها، ولذلك صار متى طبخ بالزيت صار ذلك الزيت دهناً يحلل ويسكن الوجع ويجلب النوم وينضج الأورام اللينة التي لم تنضج لأن الزيت الذي يطبخ فيه الشبث يصير مزاجه قريباً من مزاج المقنحة المنضجة إلا أنه على حال أسخن منها قليلاً وألطف فهو بهذا السبب محلل فإذا أحرق الشبت صار في الدرجة الثالثة من درجات الإسخان والتجفيف، فهو لذلك ينفع القروح المترهلة الكثيرة الصديد إذا نثر عليها وخاصة ما حدث منها في أعضاء التناسل وأما القروح القديمة التي تكون في القلفة فهو يدملها على ما ينبغي جداً، وأما الشبت الطري فالأمر فيه أنه أرطب وأقل حرارة وذلك أن عصارته باقية فيه فهو لذلك ينضج ويجلب النوم أكثر من الشبث اليابس ويحلل أقل منه وبهذا السبب أحسب القدماء كانوا يتخذون منه أكاليل يضعونها على رؤوسهم في أوقات الشرب. ديسقوريدوس في الثالثة: طبيخ حمة هذا النبات وبزره إذا شربا أدرا البول وسكنا المغص والنفخ وقد يقطعان الغثي الذي يعرض من طفو الطعام في المعدة، ويسكنان الفواق وإذا أدمن شرب الشبت أضعف البصر وقطع المني وإذا جلس النساء في طبيخه انتفعن به من أوجاع الأرحام وإذا أحرق بزره وتضمد به على البواسير النابتة قلعها. ابن سينا: عصارته تنفع من وجع الأذن السوداوي وتيبس رطوبة الأذن. الغافقي: وطبيخه مع العسل ينقي البلغم والصفراء وإذا سحق الشبت مع العسل وطبخ حتى ينعقد ولطخ على المقعدة أسهل إسهالاً وهو يفش الرياح إذا أكل وإذا شرب بقوة ويدفعها إلى ظاهر البدن. ابن ماسة البصري: بزر الشبت إذا جعل في الأحشاء أثر اللبن والكامخ المعمول فيه الشبت أصلح الكواميخ وأنفعها وأصلحها للمعدة لقبض فيه وأقلها ضرراً وهو أصلح من كامخ الحندقوقا لإعتدال مزاج الشبت. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الشبت حار جيد لوجع الظهر والرياح إذا وقع في الطبيخ إلا أنه يبخر الرأس ولا يصلح للمحرورين في الجملة فإن هم أكلوا من طبيخ فيه شبت كثير فليشربوا عليه من السكنجبين الساذج وأما المبرودون فينتفعون به، وإذا وقع في طبيخهم. وقال في المنصوري: وكامخ الشبت جيد لمن أراد أن يتقيأ رديء إذا أكل فوق الطعام. وقال التجريبيون: طبيخ الشبت بجملته ينفع من وجع الكلى والمثانة إذا كانت عن سمد أو رياح غليظة.
شبرم:(1/411)
ديسقوريدوس في الرابعة: نيطواسا هو نبات قد يظن به أنه من أصناف اليتوع المسمى قيارسيس ولذلك يعد من أصنافه وله ساق طولها أكثر من ذراع كثيرة العقد وعليها ورق صغار حاد الأطراف شبيه بالنوع من شجرة الصنوبر المسمى نيطس وهو الذي يسمى جملته قمل قريش وله زهر صغير لونه إلى الفرفيرية وثمر عريض شبيه بالعدس، وأصل أبيض غليظ ملآن من لبن وقد يوجد في بعض الأماكن هذا النبات عظيماً جداً وأصله إذا أخذ مقدار درخمي وهي مثقالان وشرب بالشراب المسمى ماء ألقراطن أسهل البطن وأما ثمره فإنه يسهل إذا شرب منه فلجيارين وقد خلط بدقيق وحبب وأما ورقه فإنه يسهل إذا شرب منه ثلاث ألصاب وهي ثلاثة مثاقيل والمثقال 18 قيراطاً. جالينوس في 8: يظن قوم أيضاً أن هذا النبات نوع من أنواع اليتوع وذلك لأن له من اللين مثل ما لليتوع ويسهل أيضاً كما يسهل اليتوع وقوله في سائر الخصال الأخر شبيهة بقوة اليتوع. حبيش بن الحسن: الشبرم حار في الدرجة الثالثة يابس في آخر الثانية وفيه مع ذلك قبض وحدة إذا شرب. غيره: مصلح ووجد له قبض على اللهاة وفي الحنك وطرف المريء الذي يلي أصل اللسان وقد كان القدماء يستعملونه في الأدوية المسهلة فوجدوه ضاراً لمن كان الغالب على مزاجه الحرارة وتحدث لأكثر من شربه منهم الحميات ومع ذلك فإنه مضر لمن كان به شيء من البواسير ويفتح أفواه العروق التي في المقعدة ويرخيها لأن تلك العروق كانت من الأصل مسترخية منتفخة فلما وصل إليها قبض الشبرم ويبسه زادها انتفاخاً ورخاوة لأن الشبرم يفعل هذا بالخلتين اللتين وصفت فيه بالإسهال وما كان من الأدوية يسهل بالقبض والحدة مثل الشبرم والمازريون فإن هذا فعله وما يفعل بالقبض من إمساك الطبيعة مثل البلوط والشاهبلوط وحب الزبيب وقشر الرمان الخارج والطرابيث والعفص والقرظ وحب الآس وأشباه ذلك كان فعله ضد ما يفعل الشبرم والمازريون من إمساك الطبع وتضمير تلك العروق وقطع الدم السائل منها، فإذا صلح على نحو ما سأصفه نفع نفعاً بيناً وكان له عمل في إسهال الماء الأصفر ويخرجه بالخلقة وينزل القولنج والمرة السوداء ويسهل البلغم الغليظ من المفاصل أعني الخام. وأجود الشبرم ما احمر لونه حمرة خفيفة وكانت القطعة من ذلك كأنها جلد ملفوف وكان دقيق اللحاء فأما الذي يكون على خلاف هذه الصورة في غلظ الجسم وقلة الحمرة وإذا كسرته لم يكد ينكسر من غلظه ورأيت فيها شيئاً شبيهاً بالخيوط فذلك شر الشبرم. والفارسي أردأ الشبرم وإصلاح الشبرم أن تعمد إليه فتنقعه في اللبن الحليب يوماً وليلة ولا تزد على ذلك شيئاً يبطل أكثر فعله في إخراجه الكيموسات الرديئة وجلا له اللبن الحليب في ذلك اليوم والليلة مرتين أو ثلاثاً فإن ذلك يصلحه جداً ويصلح من قبضه ويبسه كثيراً ثم جففه في الظل تفعل ذلك به وهو قطع غير مدقوق ثم أخلطه مع الأدوية المسهلة الملائمة له، كالأنيسون والرازيانج والكمون الكرماني والتربد والإهليلج فإن هذه الأدوية وإن كان في بعضها قبض فإنها على خلاف حدة الشبرم لأن في هذه الأدوية مزاجات صالحة في نفع الطبائع والأبدان خلاف ما في الشبرم لأنها ملطفة وتذهب بحدته فإن أردته لمعالجة أصحاب القولنج الكائن من الريح الغليظة والبلغم فأمزجه بمقل اليهود والكبينج والأشق وصيره حباً، وإن أردته لعلاج أصحاب الماء الأصفر والأورام والسدد فإذا أخرجته من اللبن وجففته فانقعه في عصير الهندبا والرازيانج وعنب الثعلب، معصوراً ماؤها مصفى ثلاثة أيام بلياليها ثم جففه واعمل منه أقراصاً مع شيء من ملح هندي والتربد والإهليلج والصبر فإنه دواء موافق فائق فأما لبن الشبرم فلا خير فيه ولا أرى شربه وقد قتل به أطباء الطرقات خلقاً من الناس لقلة علمهم به ومقدار الشربة من الشبرم المصلح بما وصفت من الأدوية ما بين أربعة دوانيق إلى دانقين بحسب القوة.
شبرم آخر:
كتاب الرحلة إسم عند بعض الأعراب لنوع من الشوك ينبت بالجبال لونه أبيض وورقه صغير وشوكه على شبه شوك الجولق الكبير الذي عندنا وزهره كزهر إكليل الجبل أزرق اللون إلى الحمرة ما هو طعمه إلى المرارة بيسير قبض وأصله خشبي ضخم وكل هذه الشجرة نصف قامة وأقل ويزعمون أنه ينفع للوباء إذا شرب، والشبرم أيضاً غير هذا عند آخرين. وقد ذكر ابن دريد هذا النوع من الشوك وسماه الشبرم.
شبيه:(1/412)
الغافقي: ويقال شبيهان وهو ضرب من الشوك ويسمى بالسريانية شاباهي وباليونانية فالنورس. الفلاحة: هي شجرة شبه شجرة الملوخ ترتفع ثلاثة أذرع أو نحوها تنبت في الوعر والبر الخالي وعلى أغصانها شوك صغار متشنج وهي صلبة الأغصان رقيقتها وورقها كورق الآس أخضر يشوبه صفرة وأغصانها قليلة الشعب وتورد ورداً لطيفاً أحمر خفيفاً وتعقد حباً كالشهدانج إذا اعتصر خرج منه لزوجة كثيرة ومائية لزجة جداً. وهذا الحب وعصارته من أبلغ الأدوية نفعاً لنهش ذوات السموم من الهوام، ويغري الصدر. ديسقوريدوس في ا: فالنورس هي شجرة معروفة مشوكة صلبة بزرها دسم لزج إذا شرب نفع من السعال وفتت الحصى التي في المثانة وكان صالحاً لنهش الهوام وورقها وأصلها قابضان وإذا شرب طبيخها عقل البطن وأدر البول ونفع من السموم القاتلة ومن نهش الهوام. وأصلها وورقها إذا دقت وسحقت وتضمد بها حللت الجراحات في ابتدائها والأورام البلغمية. جالينوس في 8: ورق هذا وأصله فيهما قبض بين حتى إنهما يحبسان البطن المستطلقة وفيهما من قوة التحليل ما يشفيان الجراحات التي ليست بكثيرة الحرارة ولا ماثلة إلى جنس الورم المسمى فلغموني وأما ثمرته ففيها من قوة التقطيع ما تفتت به الحصاة المتولدة في المثانة وينفع أيضاً ويعين في خروج ما يخرج بالنفث من الصدر.
شب:(1/413)
ديسقوريدوس في الخامسة: أصنافها كلها إلا القليل منها توجد في معادن بأعيانها بمصر، وقد يكون في مواضع أخر مثل المواضع التي يقال لها ميلص والبلاد التي يقال لها ماقدونيا، والمواضع التي يقال لها لينيارا، والمواضع التي يقال لها سورون، والمدينة التي يقال لها ليارانوس التي من البلاد التي يقال لها فروعيا والبلاد التي يقال لها نينوى وأرمينية، ومواضع أخر كثيرة مثل ما توجد المغرة وأصناف الشب كثيرة إلا أن الذي يستعمل في الطب ثلاثة أصناف. أحدها الصنف الذي يقال له سحطمي، وهذا الإسم المشقق والآخر الذي يقال له أسطريقولي ومعناه المستدير والآخر الذي يقال له أوغرا ومعناه الرطب وأجود هذه الثلاثة الذي يقال له المشقق، وأجود المشقق ما كان حديثاً أبيض شديد البياض شديد الحموضة ليس فيه شيء من الحجارة مثل الذي يقال له طرحيلي ومعنى هذا الإسم الشعري ويكون بمصر وقد يوجد صنف من الحجارة التي هي شبيهة جداً بهذا الصنف من الشب، والفرق بينهما أن الحجر الأبيض لا يقبض والشب يقبض، وأما الصنف من الشب الذي يقال له المستدير فإن منه ما يعمل عملاً وهو مما ينبغي أن يترك ولا يستعمل وقد يستدل من شكله ومنه ما هو مستدير بالطبع وينبغي أن يستعمل ومنه شيء شبيه بالتوتياء لونه بياض يقبض قبضاً قوياً وفيه شيء من صفرة مع دهنية وليس فيه شيء من الحجارة وهو سريع التفتت ولكن من الموضع الذي يقال له ميلس أو من مصر، وأما الصنف الذي يقال له الرطب فينبغي أن يختار منه ما كان صافياً شبيهاً باللبن متساوي الأجزاء كل أجزائه رطبة ليس فيه حجارة وتفوح منه رائحة نارية وقوة هذه الأصناف مسخنة قابضة تجلو غشاوة وتقلع البثور اللبنية وقد تذيب اللحم الزائد في الجفون وسائر ما يزيد من اللحم في الأعضاء وينبغي أن تعلم أن الصنف من الشب الذي يقال له المشقق هو أقوى من المستدير وقد تحرق هذه الأصناف وتشوى كما يحرق ويشوى القلقطار وقد يمنع القروح الخبيثة من الانتشار ويقطع نزف الدم ويشد اللثة التي يسيل منها اللعاب. وإذا خلطت بالخل والعسل أمسكت الأسنان المتحركة وإذا خلطتَ بالعسل نفعت من القلاع وإذا خلطت بعصارة الحشيشة التي يقال لها برشيان داروا نفعت من البثور ومن سيلان المواد إلى الأذن، وإذا طبخت بورق الكرم أو ماء العسل وافقت الجرب المتقرح وإذا خلطت بالماء وصبت على الحكة والآثار البيض العارضة في الأظفار والداحس والشقاق العارض من البرد نفعت منها، وإذا خلطت بدردي الخل مع جزء مساو لها من العفص نفعت من الأكلة، وإذا خلطت بالماء أو بجزء من الملح نفعت من القروح الخبيثة المنتشرة، وإذا لطخت على الرأس بماء الزفت قلعت النخالة، وإذا لطخت بماء قتلت القمل والصيبان ونفعت من حرق النار وقد تلطخ بها الأورام البلغمية فينتفع بها ويلطخ بها للآباط المريحة فيقطع رائحتها وإذا صير منه شيء في فم الرحم بصوفة قبل الجماع وكانت صالحة لقطع نزف الدم وقطع الحبل وقد يخرج الجنين وهىِ صالحة لورم اللثة واللهاة والنغانغ والفم وقد يصلح لأوجاع الآذان وأوجاع القروح والأنثيين. جالينوس في 1: القبض فيه كثير جداً وجوهر غليظ إلا أن ألطف ما فيه الشب المعروف باليماني وبعده المعروف بالمستدير، وأما الشب الرطب والشب المعروف بالصفائحي فكلها شديدة الغلظ. الرازي في خواصه: وإذا طرح الشب في الماء الكدر والنبيذ صفاه وروقه في أسرع زمان وأقربه. وقال في كتاب الأدوية الموجودة أنه إذا وضع الشب تحت الوسادة ذهب بالفزع والغطيط الكائن في النوم.
شب الأساكفة:
وشب العصفر هو شب القلى.
شبرق:
أبو حنيفة هي عشبة ذكروا أن لها أطرافاً كأطراف الأسل فيها حمرة وهي قصيرة ومنابتها الرمل وهي شبيه بالأسل إلا أنه أدق وأحمر شديد الحمرة، وهو مر وهو الضريع.
شبطباط:
هو عصا الراعي وتفسيره بالسريانية عصية.
شبهان:(1/414)
ابن جلجل: هو النحاس الأصفر المشبه بالذهب، وهو صنفان مصنوع ومخلوق فالمصنوع هو النحاس الأحمر الذي يصنع بالجوهر الذي يعرفه الصفارون بالتوتياء وأما المخلوق فإنه جوهر يستخرج من معادن بأرض خراسان وهو نحاس أصفر يشبه الذهب وأهل بغداد والبصرة والمشرق الأعلى يعرفونه ويصرف سحيقه في العلاج في شيافات للعين وغيرها. الغافقي: والشبه والشبهان أيضاً شجر من ذوات الشوك وقد تقدم القول عليه ويسمى بالسريانية ساباهي وهي باليونانية فالينورس. أبو حنيفة: هي شجرة شبيهة بالسمرة وليس بها كثيرة الشوك والصمغ قيل أنه الشبان والشبهان أيضاً مثل النمام إلا أنه أشد تفرقاً منه، وألزم للماء.
شبوط:
هو ضرب من الحوت معروف بالشرق وهو كثير بالفرات وبالشط أيضاً وتستعمل مرارته في أدوية العين.
شبوقة:
هو الخمان الكبير باللطينية وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.
شجرة أبو مالك:
تعرف بدمشق بصابون القاق. الغافقي: هو نبات ينبت بالمواضع الرطبة الظليلة وربما ينبت في وسط النهر ولها ساق واحدة مربعة خضراء وربما تكون حمراء فرفيرية فيها كعوب متباعدة وعليها ورق عريض في قدر الكف أو نحوه مشرف الجوانب كتشريف المنشار في كل عقدة من الساق ورقتان على قصبتين في أسفل الورقة بيض كأنها ورق صغار كثيرة الشعب عليها زهر لونه إلى الفرفيرية صغير في أقماع خضر يخلف رؤوساً صغاراً مستديرة في قدر الحمص ينفتح عن بزر دقيق أسود، وهذا النبات ثقيل الرائحة وله قوة حادة باعتدال يجلو ويحلل قليلاً وله أصل أبيض الداخل لزج عليه قشر لونه أسود يضرب هذا الأصل مع الماء فيصير له رغوة كرغوة الصابون يغسل بها الثياب ثلاث مرات فينقيها ويضمد بورقه للصداع وأما أصله فإنه يسهل المرة السوداء إسهالاً في رفق وينفع من جميع أدوائها حتى أنه ربما ينفع أصحاب الجذام.
شجرة الطحال:
هو الدواء المعروف بصريمة الجدي وسنذكره في حرف الصاد المهملة.
شجرة حرة:
هي شجرة الأزادرخت وقد ذكرت في الألف.
شجرة الله:
هي الأبهل الهندي وبالفارسية ديوار وقد ذكرته في الألف.
شجرة الدب:
الغافقي: قيل أنه الزعرور وقيل عليق الكلب وقد يمكن أن يكون القطلب أيضاً. وفي كتاب السمائم لابن الجزار أقسوس: وهو شجرة الدب وقد يشبه الباذنجان في لونه وفي عظمه، وأقسوس الذي ذكره ديسقوريدوس في السمائم هو الأشخيص الأسود.
شجرة الحيات:
هي السرو لأنها مأوى الحيات.
شجرة الدبق: هي المخاطة.
شجرة الدم: هو الشنجار وسنذكره فيما بعد.
شجرة الضفادع: هو الكيكنج وسنذكره في الكاف.
شجرة الكلب: هو ألوس وقد ذكرته في الألف.
شجرة الطلق: هي فيما زعموا دويح مجتمع إذا ألقي في النار امتد وإذا جف تشنج وتسقى المرأة ذلك الماء وهي في الطلق فتلد للحال.
شجرة باردة: هي اللبلاب الصغير وسنذكره في اللام.
شجرة موسى: هي عليق الكلب وسنذكره في العين.
شجرة التيس: هي الشجرة المسماة باليونانية طراعيون وسنذكره في الطاء.
شجرة رستم: هي الزراوند الطويل عند أهل إفريقية وقد ذكرناه في حرف الزاي.
شجرة البراغيث: هي الطباق وسنذكره في الطاء.
شجرة التنين: هي اللوف الكبير المعروف بلوف الحية وسنذكره في اللام.
شجرة الخطاطيف: هي العروق الصفر وسنذكره في العين.
شجرة اليمام: هي التنوم وبالسريانية صامريوما وسنذكره في الصاد.
شجرة البق: هي الدردار عند أهل الشأم وقد ذكر في الدال.
شجرة إبراهيم:
الغافقي: تقال على البنجنكشت وعلى الشاهدانج فيما زعم قوم. وفي الفلاحة شجرة إبراهيم عظيمة طويلة تعظم جداً وتذهب في السماء طولاً ذات شوك كبار حديد وورق كثير وزهره أصفر طيب الرائحة جداً يسمى البرم، وهي أخت شجرة الغبيرا وينبت في الصحارى وفي المواضع القفرة اليابسة وربما خلط وردها باللخالخ والطيب. لي: وقد ذكرت البرم في الباء.
شجرة مريم:(1/415)
إسم مشترك يقال في بلادنا بلاد الأندلس على ضرب من النبت وهو الأقحوان على الحقيقة وهي الكافورية عند أهل المغرب وفي رائحتها ثقل ويقال أيضاً على النبات المسمى باليونانية ليناقوطس وقد ذكرته في حرف اللام ويقال أيضاً على نحور مريم وعلى شجرة البنجنكشت وقد ذكرتها في حرف الباء، وعلى شجرة أخرى تكون بالشأم جميعها بجبالها وببلاد الروم أيضاً يشبه شجرة السفرجل غبراء اللون ولها ثمر يعمل منه السبح ببلاد الشام، وتعرف بالديار المصرية بحب الفول تستعمله نساء مصر في أدوية السمنة وتعرف الشجرة بأرض الشأم بالعبهر وشجرة الليثي والإصطرك أيضاً وهذه الأسماء يطلقها أطباؤنا على الميعة.
شجرة الكف:
سليمان بن حسان: هي شجرة لها أصل ككف إنسان براحة وخمس أصابع وتعرف بكف مريم والنساء يعملن منه فرزجة تعين على الحبل وهي من السموم وهذا قوله وتعرف كثيراً وهي الأصابع الصفر وتسميها بعض الشجارين بكفّ عائشة وليست من السموم وإنما هي من الأدوية النافعة من السموم.
شجرة البهق: هي القنابري وسنذكره في القاف.
شحم: ذكرت كثيراً منه مع حيواناته. جالينوس في 15: شحم الخنزير أرطب الشحوم كلها، ولذلك صار فعله قريباً من فعل الزيت إلا أنه يلين وينضج أكثر من الزيت ولهذا صار يخلط مع الأدوية التي تنفع من الأورام الحارة فأما من كان به لذع في معاه المستقيم أو في المعي المسمى قولون فنحن نحقنه بشحم الماعز أكثر ما نحقنه بشحم الخنزير لا من طريق أنه أشد تسكيناً وقمعاً للحلة ولذلك صار يخلط أيضاً في الأدوية النافعة للجراحات بمنزلة المراهم التي تسمى باراغرون ولكن إنما يفعل ذلك لأن شحم الماعز يجمد سريعاً لكونه غليظاً وشحم الخنزير يجري ويسيل ويزلق بسهولة مثل الزيت، فبهذا السبب صرنا نحقن به بخاصة متى وجدنا أنه حدث في الأمعاء قرحة أو زحير وأردنا أن نسكن اللذع الحادث في هذه العلل مع أن هذا الشحم بسبب لطافته هو أشد تسكيناً متى كان الشيء المؤذي مستكناً في عمق الأعضاء لأن الشيء الغليظ أقل غوصاً ونفوذاً في جميع جوهر العضو الذي فيه يكون اللذع أقل ممازجة لجميع الرطوبات اللذاعة ومن قبل هذا صار شحم البط أشد تسكيناً للرطوبات المجربة للذع في عمق الأعضاء وهو أشد تسخيناً من شحم الخنزير، وأما شحم الديوك والدجاج فهو بين هذين وفي كل موضع فشحم الذكور من الحيوان أشد حراً من شحم الإناث ومن شحم الذكور أيضاً شحم الخصي أقل تسكيناً وتسخيناً وتجفيفاً من شحم الفحل لأن كل ذكر يخصى يكون أبداً شبيهاً بالأنثى الذي من جنسه وجملة هذا القول أن أصناف شحوم الحيوان إنما تكون بحسب مزاجها وقوة كل شحم تسخن وترطب بدن الإنسان ولكن أصنافه قد تختلف في الزيادة والنقصان بحسب كل واحد من الحيوان فشحم الخنزير على ما وصفنا يرطب ترطيباً بليغاً وليس يسخن على هذا المثال كما لا يسخن الزيت، فأما شحم الثور الفحل فهو أشد حرارة ويبساً من شحم الكبش وشحم الكباش أحر وأيبس من شحم الخنزير وينبغي لك ههنا أن تعلم أن الذكر أحر وأيبس من الأنثى وأن الخصي أيضاً يصير شبيهاً بالأنثى كما أن الفتى من الحيوان أرطب من مسن الحيوان أيضاً فإن شحم العجل أقل حرارة ويبساً من شحم الثور والأنثى أرطب من الذكر وأقل حرارة منه، وكذا أيضاً شحم الماعز أقل حرارة من شحم التيوس وشحوم فحولة الثيران أقل في ذلك من شحم الأسد، لأن شحم الأسد أكثر تحليلاً جداً من شحوم جميع الحيوانات من ذوات الأربع لأن شحم الأسد أشد حرارة من حرارته وألطف جداً من جميع الشحوم ولذلك صار متى خلطته مع الأدوية المانعة للجراحات والأورام الحادثة الحارة، مع ما لا ينفع العليل بذلك شيئاً من المنافع ستضره أيضاً لما يحدث في الخراج والورم من الحدة أكثر مما ينبغي فأما الأورام المزمنة الصلبة المتحجرة فشحم الأسد من أنفع الأشياء لها، وأما شحم الخنزير فليس يمكنه أن يفعل هذا، وأما شحم فحولة الثيران وكأنه(1/416)
بعيد عن هذين جميعاً بُعداً سواء فبحسب ما يسخن يجفف أكثر من شحم الخنزير، فكذا يفعل الأمرين جميعاً أقل من شحم الأسد فلما كان موضوعاً في الوسط صار حقيقياً بأن يخلط مع هذين الجنسين كلاهما من أجناس الأدوية التي تشفي الأورام الصلبة ومع الأدوية التي تنضج الأورام الحارة بمنزلة المراهم التي يقع فيه أربعة أدوية وهو الباسليقون المتخذ من شمع وزفت وشحم وراتينج فإن هذا المرهم الذي يقع فيه شحم ثور فحل أو شحم عجل أو شحم تيس أو شحم عنز أو شحم خنزير كان الدواء الذي يعمله دواء يفتح وينضج ولكنه إن وقع فيه شحم خنزير كان للصبيان والنساء أنفع، وبالجملة فجميع من لحمه رخص، وإن وقع فيه شحم ثور كان للفلاحين أنفع وللحصادين ولجميع من لحمه يابس صلب إما من قبل مزاجه بالطبع وإما من قبل التدبير الذي يتدبر به وكل شحم يعتق فهو يصير أشد حرارة مما كان وألطف فيكون بهذا السبب أكثر تحليلاً وهذا شيء على الأمر الأكثر موجود في جميع الأشياء التي لم تعتق متى لم تبادر إليها العفونة قبل ذلك ولما كانوا قد قالوا في شحوم الأفاعي أنه إن دلك به أصول الشعر الذي في الإبط بعدما ينتف لم ينبت رأيت أنه ينبغي أن أجربه فلما فعلت ذلك على ما أمروا به وجدتهم قد كذبوا فيه كما قد كذبوا في قولهم أنه إذا اكتحل به أبرأ ابتداء نزول الماء في العين، وإما شحم الدب فقد صدقوا في قولهم أنه ينفع من داء الثعلب ولكن لنا أدوية هي أنفع منه لهذه العلة. ديسقوريدوس في الثانية: أما ما كان طرياً من شحم الأوز وشحم الدجاج وعمل فيه بيسير ملح كان موافقاً لأوجاع الأرحام وما كان مملوحاً أو مستفيداً حرافة لطول ما أتى عليه من الزمان فإنه صار للأرحام، وعمل هذه الشحوم أن تأخذ منها شيئاً طرياً وتنقيه من الحجب التي فيه وتصيره في قدر جديدة من فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها، ثم غط القدر واستقص تغطيتها وضعها في شمس حارة ثم صف أولاً فأولاً ما ذاب من الشحم وصير الصفو في إناء خزف آخر ولا زال تصفي ما ذاب حتى لا يبقى منه شيء ثم خذ ما صفيت وأخزنه في موضع آخر بارد، واستعمله. ومن الناس من يأخذ القدر ويصيرها في ماء حار بدل الشمس أو على جمر ضعيف الإحراق وقد يعالج الشحم على جهة أخرى وهو أنه إذا نقي من حجبه سحق بعد ذلك ويذاب في قدر ويذر عليه شيء يسير من ملح مسحوق ثم يوضع في خرقة كتان ويخزن ويوافق الأعياء إذا وقع في أخلاط الأدوية النافعة منه، وشحم الخنزير وشحم الدب هكذا يعالج به. خذ منه ما كان طرياً كثير الدسم مثل شحم الكلى وصيره في ماء كثير من ماء المطر وليكن بارداً جداً ونقه من حجبه وأمرسه في جوف الماء مرساً شديداً بيدك ثم اغسله مراراً كثيرة بماء بعد ماء ثم صيره في قدر فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها ثم صب عليه من الماء ما يغمره وضعه على جمر ضعيف الإحراق وحركه بشيء فإذا ذاب فصفه بمصفاة على ماء آخر، ودعه يبرد ثم صب ماءه واستقص ذلك ثم صيره أيضاً في قدر مغسولة وصب عليه ماء وأذبه برفق وخذ ما صفي منه وارم بالغير وخذ الصفو وصيره في صلاية أو قدر واسعة ممسوحة بأسفنج مبلول بماء بارد فإذا جمد فأخرجه وما كان فيه من وسخ في أسفل الإناء فاعزله ثم أذبه ثالثة في قدر بغير ماء ثم صبه في صلاية أو قدر ثم إذا جمد خذ صافيه كما فعلت وصيره في إناء من خزف وغطه واخزنه في موضع بارد، وشحم التيوس وشحم الضأن وشحم الأيل هكذا يعالج به خذ من شحوم هذه الحيوانات مثل الصنف الذي وصفنا لك ونقه من حجبه واغسله على ما وصفنا لك في ذكر شحم الخنزير ثم صيره في إناء وامرسه ورش عليه من الماء قليلاً قليلاً ولا تزال تفعل ذلك إلى أن لا يظهر منه شيء من دم ولا يظهر على الماء شيء من وسخه ويبيض وينقى وصيره في قدر من فخار وصب عليه من الماء ما يغمره وصيره على جمر هين لين الحرارة وحركه فإذا ذاب فصبه في إناء فيه ماء بارد واغسله ونشف القدر وأذبه بآنية وافعل ذلك كما وصفت لك آنفاً وفي المرة الثالثة أذبه بغير ماء ثم صبه في إناء قد مسح بالماء ودعه حتى يبرد وينعقد ثم اخزنه على ما وصفت لك في ذكر شحم الخنزير، وشحم الكلى من البقر الإناث يؤخذ ثم ينقى من حجبه ويغسل بماء البحر ويصير في هاون ويدق ناعماً ويرش عليه من ماء البحر وهو يدق فإذا هو سحق صير في قدر فخار ويصب عليه من ماء البحر ما يزيد عليه مقداراً(1/417)
يسيراً ويطبخ حتى تذهب رائحته الطبيعية وألق على كل من من الشحم قدر أربعة دراهم من الموم الذي من البلاد التي يقال لها طرفى ثم صفه وما كان في أسفل القدر من وسخ طرح وصيرت الصفو في قدر فخار جديدة، ووضعت كل يوم في الشمس مغطاة لكي يبيض ويذهب عنه نتن الرائحة، وشحم الثور هكذا يعالج جداً خذ أيضاً شحم الكلى من الثور طرياً واغسله بماء ونقه من حجبه وصيره في قدر خزف جديدة وذر عليه شيئاً من ملح ودفه وصفه في ماء صاف فإذا بدا أن يجمد فاغسله بكلتا يديك وأدلكه دلكاً شديداً وأبدل ماءه مرات إلى أن ينقى ثم صيره في قدر فخار جديدة وأطبخه بشراب ريحاني مساو له في الكمية فإذا غلى غليتين فارفع القدر عن النار ودع الشحم فيها يوماً وليلة وبعد ذلك إن وجدت فيه شيئاً من رائحته وزهومته فخذه وصيره في قدر أخرى جديدة، وقد يذاب أيضاً بغير ملح يذر عليه على ذلك للأمراض التي يصر بها الملح والذي يعمل على هذه الجهة لا يكون شديد البياض وكذلك فليعالج شحم النمر وشحم الأسد وشحم خنزير البر وشحم الجزور وشحم الخيل، وما أشبه ذلك، وشحم العجل والثور والإيل ومخ كل واحد منها تطيب رائحته على هذه الصفة. خذ شحم أياً ما تريد أن تطيب رائحته فانزع حجبه منه واغسله على ما وصفت وأطبخه بشراب ريحاني لم يقع فيه ماء البحر ثم خذ القدر عن النار ودع الشحم فيها ليلة ثم بدل الشراب بشراب آخر من ذلك الجنس وعلى تلك الكمية وأذبه ثم اجمعه بصدفة واطرح على كل 9 قوطوليات من الشحم 7 درخميات من الأذخر الذي يكون في بلاد العرب، فإن أحببت أن تكون رائحته أطيب فاجعل فيه من فقاح الأذخر مقدار ثمان درخميات ومن الدارشيشعان وعود البلسان من كل واحد وزن درخمين فتدق هذه الأدوية دقاً جريشاً ثم خذ شراباً ريحانياً وصبه عليه وغطه وضع الإناء على جمر واغله ثلاث غليات وارفع الإناء عن النار ودع الشحم فيه ليلة، فإذا أصبحت فصب عليه الشراب وصب عليه أيضاً شيئاً من شراب آخر من ذلك الجنس واغله ثلاث غليات أيضاً ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ الشحم وصب عنه الشراب كما فعلت أولاً واصنع به ذلك ثلاثة أيام، فإذا كان في غداة الرابع فأهرق الشراب وخذ الشحم واجعل عليه شراباً آخر ثم اغسل الشحم واغسل الإناء أيضاً ونظفه من الوسخ الذي في أسفله، وصير فيه الشحم وأذبه وصفه واخزنه واستعمله على هذه الصفة أيضاً تطب رائحة الشحوم التي تقدم ذكرها، وقد يتقدم أيضاً في تربية ما ذكرنا من الشحوم ليكون قبولها لقوة الأدوية أقوى وذلك يكون على هذه الجهة. خذ من الشحوم ما أحببت منها واغله بشراب واجعل معه من أغصان الآس ومن النمام البستاني ومن السعد والدارشيشعان من كل واحد منهما مدقوقاً جريشاً ومن الناس من يكتفي بواحد من هذه الأفاويه وإذا غلى الغلية الثالثة فارفعه عن النار وصفه بخرقة كتان وطيبه كما وصفت لك بدءاً، وقد تقدم أيضاً في تربية الشحوم على هذه الجهة وخذ منها الذي أحببت وليكن طرياً نقياً من الدم وفيه من جميع الخصال التي ذكرناها وصيره في قدر جديدة وصب عليه من الشراب الرقيق الأبيض العتيق الريحاني ما يفضل عليه مقدار 8 أصابع واغله بنار لينة إلى أن تذهب عنه الرائحة الطبيعية ويخرج منه شيء من رائحة الشراب ثم ارفع الإناء عن النار حتى يبرد وخذ من الشحم الذي فيه منوين واجعله في قدر جديدة وصب عليه ثلاثة أرطال من الشراب الذي صببت عليه أولاً وألق عليه من ثمرة النبات المسمى لوطوس من الصنف الذي يستعمل حبه صناع النباتات أربعة أمناء مدقوقة، واغله بنار لينة وحركه حركة دائمة فإذا ذهبت عنه رائحة الشحم فصفه ثم خذ من الدارشيشعان المدقوق مناً ومن فقاح الأقحوان أربعة أمناء واعجنه بشراب عتيق ودعها فيه ليلة فإذا أصبحت فخذ قدراً من فخار جديدة تسع نحو35 رطلاً فصير فيه الأفاويه والشحم وصب عليه من الشراب نصف حواوس وأقل بقليل واغلها به فإذا صار في الشحم من قوة الشراب والأفاوية ورائحتها فارفع القدر عن النار وصف الشحم ثم أذبه أيضاً وصفه بمصفاة ثم أخزنه وإن أحببت أن تزيد في طيب رائحته فزد على ما ألقيت عليه من الأفاويه من المر الدسم 8 دراهم منه مدقوقاً بشراب عتيق وشحم الدجاج وشحم الأوز وهكذا يطيب خذ من الشحم ما أحببت مما تقدم في علاجه 4 قوطولي وصيره في قدر من فخار واطرح عليه من الدارشيشعان وعود البلسان وقشري(1/418)
الكفري وقصب الذريرة من كل واحد مدقوقاً دقاً جريشاً قدر درخمي 12 وصب عليه من الشراب العتيق الذي من الموضع الذي يقال له أسلس 9 أواقي وضعه على جمر واغله ثلاث غليات، ثم ارفع القدر عن النار ودعها بما فيها يوماً وليلة فإذا أصبحت فاسخن القدر حتى يذوب الشحم ثم صفه في إناء من فضة بخرقة كتان نظيفة فإذا جمد فخذه بصدفة وصيره في إناء خزف وسد فمه سداً جيداً واخزنه في موضع بارد وليكن فعلك لما وصفت في الشتاء فإنه في الصيف لا يجمد ومن الناس من يخلط به الموم من موم البلاد التي يقال لها طولى ليجمد وعلى هذا فلتطيب شحم الخنزير وشحم الدب وما أشبه ذلك من الشحوم وقد يطيب الشحم في الجملة بالمرزنجوش على هذه الصفة. خذ من الشحم الذي قد أجيد علاجه نحواً من من وأصلح ما استعمل فيه هذا التدبير شحم الثور ومن المرزنجوش الطري مرضوضاً رضاً غير شديد مقدار من ونصف واخلطهما واعمل منهما أقراصاً ثم خذ الأقراص وصيرها في إناء وصب عليه من الشراب مقداراً صالحاً وغط الإناء ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ ما فيه وصيره في قدر فخار وصب كليه ماء واغله بنار لينة فإذا ذهب عن الشحم رائحته فضعه في إناء وغطه ودعه الليل أجمع إذا أصبحت فخذ من الشحم ما وصفنا واطرح عكره واخلط به أيضاً منِ المرزنجوش مدقوقاً كما وصفت مقدار من ونصف وصيره أقراصاً وافعل به كما فعلت أولاً فإذا بلغت من هذا التدبير المقدار الكافي وأغليته في آخر مرة وصفيته وطرحت عكره ووسخه إن كان له وسخ وعكر وخزنته في موضع بارد، وإذا أحببت أن تحفظ الشحم على وجهه من غير أن يعالج بما وصفنا من العفن والفساد فافعل هكذا خذ من أي شحم أحببت طرياً واغسله واستقص غسله ثم ضعه في ظل فوق منخل فإذا جف فضعه في خرقة كتان واعصره بيدك عصراً شديداً ثم شكه في خيط كتان وعلقه في ظل وبعد أيام كثيرة ضعه في قرطاس جديد واخزنه في موضع بارد، وإن صيرت أيضاً الشحوم في عسل وخزنت لم تعفن وقوة الشحوم مسخنة وشحم الثور يقبض قبضاً يسيراً وكذا شحم إناث البقر وشحم العجاجيل وقد تشبه هذه الشحوم شحم الأسد، وقد يقال أنه إذا تمسح به إنسان لم ينله ممن يخاف غائلته أذى من الناس إذا لقيهم مكروه، وشحم الفيل وشحم الأيايل إذا تلطخ به طرد الهوام وشحم الأوز وشحم الدجاج نافعان لأوجاع الرحم والشقاق العارض للشفتين ولصقال الوجه ووجع الأذن وشحم سمك نهري إذا أذيب في الشمس وخلط بعسل واكتحل به أحد البصر وشحم الأفعى إذا خلط بقطران وعسل من عسل البلاد التي يقال لها أطيقي وزيت عتيق من كل واحد جزء وافق الغشاوة والماء العارض في العين وإذا نتف تحت الإبط ولطخ بشحم الأفعى على أصوله وحده وهو طري منعه من أن ينبت. التجربتين: وشحم الدجاج الطري منه إذا طبخ مع الأوز ومع الإحساء الرقيقة نفع من حرقة المثانة. ابن سينا: شحم الأوز ينفع من داء الثعلب طلاء وشحم الدجاج نافع لخشونة اللسان، وشحم الببر من أشد النفع من الفالج والببر سبع كبير عظيم مثل الأسد يكون بأرض فارس.ب الذريرة من كل واحد مدقوقاً دقاً جريشاً قدر درخمي 12 وصب عليه من الشراب العتيق الذي من الموضع الذي يقال له أسلس 9 أواقي وضعه على جمر واغله ثلاث غليات، ثم ارفع القدر عن النار ودعها بما فيها يوماً وليلة فإذا أصبحت فاسخن القدر حتى يذوب الشحم ثم صفه في إناء من فضة بخرقة كتان نظيفة فإذا جمد فخذه بصدفة وصيره في إناء خزف وسد فمه سداً جيداً واخزنه في موضع بارد وليكن فعلك لما وصفت في الشتاء فإنه في الصيف لا يجمد ومن الناس من يخلط به الموم من موم البلاد التي يقال لها طولى ليجمد وعلى هذا فلتطيب شحم الخنزير وشحم الدب وما أشبه ذلك من الشحوم وقد يطيب الشحم في الجملة بالمرزنجوش على هذه الصفة. خذ من الشحم الذي قد أجيد علاجه نحواً من من وأصلح ما استعمل فيه هذا التدبير شحم الثور ومن المرزنجوش الطري مرضوضاً رضاً غير شديد مقدار من ونصف واخلطهما واعمل منهما أقراصاً ثم خذ الأقراص وصيرها في إناء وصب عليه من الشراب مقداراً صالحاً وغط الإناء ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ ما فيه وصيره في قدر فخار وصب كليه ماء واغله بنار لينة فإذا ذهب عن الشحم رائحته فضعه في إناء وغطه ودعه الليل أجمع إذا أصبحت فخذ من الشحم ما وصفنا واطرح عكره واخلط به أيضاً منِ المرزنجوش مدقوقاً كما وصفت مقدار من ونصف وصيره أقراصاً وافعل به كما فعلت أولاً فإذا بلغت من هذا التدبير المقدار الكافي وأغليته في آخر مرة وصفيته وطرحت عكره ووسخه إن كان له وسخ وعكر وخزنته في موضع بارد، وإذا أحببت أن تحفظ الشحم على وجهه من غير أن يعالج بما وصفنا من العفن والفساد فافعل هكذا خذ من أي شحم أحببت طرياً واغسله واستقص غسله ثم ضعه في ظل فوق منخل فإذا جف فضعه في خرقة كتان واعصره بيدك عصراً شديداً ثم شكه في خيط كتان وعلقه في ظل وبعد أيام كثيرة ضعه في قرطاس جديد واخزنه في موضع بارد، وإن صيرت أيضاً الشحوم في عسل وخزنت لم تعفن وقوة الشحوم مسخنة وشحم الثور يقبض قبضاً يسيراً وكذا شحم إناث البقر وشحم العجاجيل وقد تشبه هذه الشحوم شحم الأسد، وقد يقال أنه إذا تمسح به إنسان لم ينله ممن يخاف غائلته أذى من الناس إذا لقيهم مكروه، وشحم الفيل وشحم الأيايل إذا تلطخ به طرد الهوام وشحم الأوز وشحم الدجاج نافعان لأوجاع الرحم والشقاق العارض للشفتين ولصقال الوجه ووجع الأذن وشحم سمك نهري إذا أذيب في الشمس وخلط بعسل واكتحل به أحد البصر وشحم الأفعى إذا خلط بقطران وعسل من عسل البلاد التي يقال لها أطيقي وزيت عتيق من كل واحد جزء وافق الغشاوة والماء العارض في العين وإذا نتف تحت الإبط ولطخ بشحم الأفعى على أصوله وحده وهو طري منعه من أن ينبت. التجربتين: وشحم الدجاج الطري منه إذا طبخ مع الأوز ومع الإحساء الرقيقة نفع من حرقة المثانة. ابن سينا: شحم الأوز ينفع من داء الثعلب طلاء وشحم الدجاج نافع لخشونة اللسان، وشحم الببر من أشد النفع من الفالج والببر سبع كبير عظيم مثل الأسد يكون بأرض فارس.(1/419)
شحرور:
الرازي، في كتاب السر: لحمه رطب وهو محمود الكيموس سريع الإنهضام. وحكى قراطس الروحاني: أنه أفضل الأغذية لمن بدا به وجع الماليخوليا.
شحم المرخ:
هو الخطمي البري وقد ذكرته في الخاء المعجمة.
شحيرة:
الغافقي: أجودها وأنفعها الصفراء السريعة السحق وهي أجود ما يكون لمن به في حلقه ورم من نزلة تحل بخل وتذاب وإذا احتيج إليه استعمل وليكن خل العنصل.
شحمة الأرض:
هي الخراطين وقد ذكرت في الخاء المعجمة.
شرش:
يقال بكسر الشين المعجمة والراء الساكنة المهملة والشين المعجمة أيضاً. عبد الله بن صالح: تعرف هذه الشوكة ببطن فارس شوكة مغيلة ومغيلة بلد من بلاد المغرب ومنهم من يسميها زوبعة إبليس لأجل تفرقها على الطرق. ديسقوريدوس في 3: أقونش وهو صنف من الشوك له أغصان طولها نحو شبر في شكل أغصان ما صغر من الشجر وهو صنف من الشجر الذي يقال له نميش كبيرة العقد يتشعب منها شعب كبيرة ولهذا النبات رؤوس كثيرة مستديرة وورق صغار دقاق شبيهة بورق السذاب أو الحندقوقا التي تنبت في المروج عليه زغب ورقه طيب الرائحة، وقد يتخذ من هذا النبات قبل أن يخرج شوكه مملح يكون طيباً وفي أغصانه شوك حاد شبيه الأشفى صلب وله أصل أبيض يسخن إذا شرب قشره بشراب أدر البول وفتت الحصاة وهو يقلع خبث القروح وإذا طبخ بماء أو بخل وتمضمض بطبيخه سكن وجع الأسنان. جالينوس في 8: قوة أصل هذا النبات قوة تسخن إسخاناً كأنه في الدرجة الثالثة وأنفع ما في هذا لحاؤه وفي هذا اللحاء قوة تقطع وتجلو ومن أجل ذلك صار ليس إنما يدر فقط بل قد أذهبت الحصاة وبسبب هذه القوة أيضاً تقلع القشرة المحرقة من القروح، وقد يستعمل أيضاً في مداواة وجع الأسنان بالماء ويتمضمض به صاحب الوجع.
شربب:
هو الفراسيون وسيأتي ذكره في الفاء.
شربين:(1/420)
ديسقوريدوس في ا: فادرس هي شجرة عظيمة منها يكون القطران لها ثمر شبيه بثمر السرو غير أنه أصغر منه بكثير وقد تكون شجرة شربين صغيرة مشوكة لها ثمر شبيه بثمر العرعر وعظمه مثل عظم حب الآس مستديرة وأما قدرنا وهو القطران فأجوده ما كان به ثخيناً صافياً قوياً كريه الرائحة إذا قطر منه ثبتت قطراته على حالها غير متبددة. جالينوس في 7: مزاج هاتين الشجرتين حار يابس قريب من الدرجة الثالثة وأما الدهن الذي يخرج من هذه الشجرة وهو القطران فأجود ما كان منه ثخيناً ويظن أنه قريب من الرابعة لأنه يسخن إسخاناً كثيراً جداً ومن شأنه أن يعفن اللحم الرخص اللين سريعاً تعفيناً لا وجع فيه كما يفعل سائر الأشياء الأخر كلها التي في حرارتها في مثل هذه الدرجة الرابعة بعينها وجوهرها جوهر لطيف، وأما اللحم الصلب فكذا يفعل فيه بعد مدة طويلة وجميع ما هذا سبيله من الأدوية يقال له أدوية معفنة وأدوية تعفن وإنما يخالف بعضها بعضاً في كثرة فعلها لذلك وقلته والقطران من أمثال هذه الأدوية في المرتبة الأولى ضعيف وذلك أن جلها قوي بليغ القوة ولذلك صارت هذه كلها تشد الجثث الميتة وصار القطران أيضاً يشد الجثث الميتة ويحفظها من العفونة ويفني ما فيها من الرطوبة والفضل من غير أن يؤثر وينكي في الأعضاء الصلبة، وإذا أدني القطران من الأجسام التي تحيا في الحرارة التي في تلك الأجسام ينميها ويزيد في قوتها وتكون هي السبب في إحراقه اللحم الرخص اللين وإذا كان القطران على ما وصفت فليس بعجب أن يقتل القمل والديدان والحيات المتولدة في البطن والدود والكائنة في الأذن، وإذا استعمل أيضاً من أسفل قتل الأجنة الأحياء وأخرج الموتى كما من شأنه أن يفسد النطفة إذا مسح به رأس الذكر في وقت الجماع ولذلك صار أنفع الأدوية كلها في منع الحبل ويصير من استعمله على ما وصفت عقيماً وأفعاله الأخر التي يفعلها فأولاهن دليله على ذلك أنه يسخن غاية الإسخان بمنزلة ما يفعل إذا قطر منه شيء في السن والضرس المأكولة من تسكين الوجع وتكسر السن والضرس وهو أيضاً يرقق الآثار الحادثة في العين ويشفي الحمرة الحادثة عن الأخلاط الغليظة، وأدسم ما في القطران وهو الجزء الدهني منه الخالص الدهنية التي تجتمع في الصوف الذي يعلق عليه إذا طبخ هو ألطف من القطران كله وأقل حدة منه إلا أن إسخانه دون إسخانه ومنزلة ما يبقى من القطران بعدما يطبخ وهو غليظ عند هذا اللطيف كمنزلة تفل الزيت، ولذلك صار القطران من طريق أنه غليظ يلذع ويفتح فهو بهذا السبب يهيج القروح ويورمها، وأما ذلك القطران الأخر المضاعف الذي قلنا أنه دهني دسم فقوته ساكنة لينة تبلغ من لينها وسكونها أن ذوي الغباوة من الناس قد تعلموا بالتجارب أن يدهنوا به الجراحات العارضة للغنم في وقت الجز بالمقاريض ليشفوها بذلك مثل ما يداوونها بالزفت الرطب، وقد يستعمل العوام القطران أيضاً في مداواة الحكة والقردان العارضة للصبيان والغنم. وأما حب الشربين فقوته معتدلة حتى أنه يمكن أن يؤكل على أنه من أكثر من أكله تصدع رأسه وأسخن بدنه ووجد له لذعاً في معدته. ديسقوريدوس في 2: وللقطران قوة أكالة مقطعة للأبدان الحية حافظة للميتة، ولذلك سماه قوم حياة الميت ويحرق النبات والجلود بإفراط في إسخانه وتجفيفه، وقد يصلح في الإكحال لحدة البصر ويجلو البياض والأثر العارض من اندمال قرحة في العين، وإذا قطر مع خل في الآذان قتل دودها، وإذا طبخ بماء قد طبخ فيه الزوفا وقطر فيها سكن دويها وطنينها، وإذا قطر في الموضع المأكول من السن فتت السن وسكن الوجع، وإذا تضمد به مع الخل فعل ذلك أيضاً، وإذا لطخ على الذكر قبل الجماع منع الحبل، وإذا لطخ على الحلق نفع من الخناق وورم اللوزتين، وإن لطخ به الحيوان قتل القمل والصيبان، وإذا تضمد به مع الملح نفع من نهشة الحية التي يقال لها فارسطس وهي حية لها قرنان، وإذا شرب بطلاء نفع من شرب الأرنب البحري، وإذا لعق منه أو تلطخ به منع داء الفيل، وإذا تحسى منه مقدار أوقية ونصف نقى القروح التي في الرئة وأبرأها، وإذا احتقن به قتل الدود الدقيق منه والغليظ ويجذب الجنين، وقد يكون منه دهن يجمع بصوفة تعلق عليه عند طبخه كما يفعل بالزفت ويفعل كما يفعله القطران غير أن الدهن خاصته يبرئ جرب المواشي والكلاب إذا دهنت به ويقتل قردانها ويرطب(1/421)
قروحها العارضة لها من بعد جز صوفها، وينبغي أن يجمع دخان القطران كما يجمع دخان الزفت وقوة دخان القطران مثل قوة دخان الزفت وثمر الشربين يقال له قدد ديرس وقوته مسخنة وهو رديء للمعدة وينفع من السعال وشدخ العضل وتقطير البول، وإذا شرب مسحوقاً مع الفلفل أدر الطمث، وقد ينفع إذا شرب بالخمر من شرب الأرنب البحري، وإذا خلط بشحم الإيل أو بمخه ثم مسح الجلد به لم يقربه شيء من الهوام، وقد يستعمل في أخلاط المعجونات. الرازي: إذا مسح به الأطراف أمنت من أن تعفن من البرد، وإن كان قد بدأ بها ذلك. الغافقي: القطران الذي يخرج من كلا صنفي الشربين أجود القطران وأصفاه وهو أحد ريحاً من القطران الذي يخرج من ذكر الصنوبر والبق وأشد كراهة، والآخر أقل ريحاً وأسرع جموداً وأغلظ وأقل سيلاناً، وإذا طبخ القطران بنار لينة جمد فصار يابساً أسود، وأهل بابل يسمون القطران المعقود هكذا زفتاً، وكذا أهل الشأم أيضاً والمغرب، وقد يشرب القطران مخلوطاً ببعض الأدوية فينفع من شرب السم ولسع الهوام ويطرد الرياح الغليظة المؤلمة التي قد انعقدت في بعض الأحشاء، وإذا خلط بزيت ودقيق شعير وشيء من ماء عذب وضمد به الحلق والصدر حلل الرطوبة المجتمعة في قصبة الرئة وفي الحلقوم.ها العارضة لها من بعد جز صوفها، وينبغي أن يجمع دخان القطران كما يجمع دخان الزفت وقوة دخان القطران مثل قوة دخان الزفت وثمر الشربين يقال له قدد ديرس وقوته مسخنة وهو رديء للمعدة وينفع من السعال وشدخ العضل وتقطير البول، وإذا شرب مسحوقاً مع الفلفل أدر الطمث، وقد ينفع إذا شرب بالخمر من شرب الأرنب البحري، وإذا خلط بشحم الإيل أو بمخه ثم مسح الجلد به لم يقربه شيء من الهوام، وقد يستعمل في أخلاط المعجونات. الرازي: إذا مسح به الأطراف أمنت من أن تعفن من البرد، وإن كان قد بدأ بها ذلك. الغافقي: القطران الذي يخرج من كلا صنفي الشربين أجود القطران وأصفاه وهو أحد ريحاً من القطران الذي يخرج من ذكر الصنوبر والبق وأشد كراهة، والآخر أقل ريحاً وأسرع جموداً وأغلظ وأقل سيلاناً، وإذا طبخ القطران بنار لينة جمد فصار يابساً أسود، وأهل بابل يسمون القطران المعقود هكذا زفتاً، وكذا أهل الشأم أيضاً والمغرب، وقد يشرب القطران مخلوطاً ببعض الأدوية فينفع من شرب السم ولسع الهوام ويطرد الرياح الغليظة المؤلمة التي قد انعقدت في بعض الأحشاء، وإذا خلط بزيت ودقيق شعير وشيء من ماء عذب وضمد به الحلق والصدر حلل الرطوبة المجتمعة في قصبة الرئة وفي الحلقوم.
شري:
هو الحنظل، وقيل إنه العلقم وهو قثاء الحمار، وقد ذكرت الحنظل في الحاء وسنذكر قثاء الحمار في القاف.
ششترة:
أبو العباس الحافظ: هي إسم للمرقيرة ومعنى ذلك المرقيرة الحسنة منابتها الجبال الثلجية وهي معروفة عند شجاري الأندلس وهي المصرفة بالمغرب عن الفو، ورقها وبزرها كموني الصورة صغير طعمه حريف ينتشر حلاوة أصوله مجتمعة مستقيمة ومعوجة وليست بصلبة وجرب منه النفع من رياح المعدة وإدرار البول وتفتت الحصاة، وفيها بعض منافع الفو وبعض شبه أصوله.
ششرنب:
بضم الشين الأولى وإسكان الثانية والراء المهملة المضمومة بعدها نون ساكنة بعدها باء بواحدة، إسم لنبات يجلب للقاهرة ومصر من موضع يعرف بدير الغرباء المستعمل منه أصوله في إسهال الماء الأصفر، ولا نظير له في ذلك يخرجه من غير كرب ولا مشقة وهو مسخ الطعم وهو مجرب فيما ذكرت عنه الشربة منه مسحوقاً من مثقال إلى درهمين مع سكر.
شطريه:
إسم للصعتر البستاني الطويل الورق ببلاد الأندلس وهو بمصر مزروع كما هو عندنا بالأندلس سواء أول الإسم شين معجمة مفتوحة ثم طاء مهملة ساكنة بعدها راء مهملة مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم هاء، وقد ذكرت جميع أنواع الصعتر في الصاد.
شطيبة:
أوله شين معجمة مضمومة ثم طاء مهملة مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم باء بواحدة ثم هاء. أبو العباس النباتي؟ إسم للنبتة الربيعية المشوكة الوشائع المسماة عند أهل البادية بالأندلس بالسسترة مخصوصة بالنفع من النواصير، وجرب منها بالقيروان النفع من الحمى، وببادية بلادنا بالأندلس النفع من الأكلة مجرب في ذلك، وكذا أيضاً هي مجربة لداء الشوكة.
شعير:(1/422)
ديسقوريدوس في الثانية: أجود ما كان نقياً أبيض وهو أقل غذاء من الحنطة. جالينوس في 7: الشعير في الدرجة الأولى من التبريد والتجفيف، وفيه مع هذا شيء من الحر يسيراً وهو أكثر تجفيفاً من دقيق الباقلا المقشور بشيء يسير وأما في سائر خصاله الأخر كلها فهو شبيه به إذا استعمل من خارج، وأما إذا أكل الشعير مطبوخاً فهو أفضل من الباقلا في واحدة، وهو أنه ينسلخ ما فيه من توليد النفخ، والباقلا متى طبخ فتوليده للنفخ يبقى فيه دائماً لأن جوهره أغلظ من جوهر الشعيرة، فهو لذلك أكثر غذاء من الشعير، ولما كان هذان البزران قليلي الميل عن المزاج الوسط صار الناس يستعملونه في أشياء كثيرة لأن الأدوية التي هي على مثل هذه الحال تخلط في أدوية أخر كثيرة على طريق ما تخلط المواد، ولذلك صار الشمع والدهن يخلطان في أدوية أخر كثيرة. وأما سويق الشعير فهو أكثر تجفيفاً من الشعير. ديسقوريدوس: ودقيق الشعير إذا طبخ مع التين أو مع ماء ألفراطن حلل الأورام البلغمية والأورام الحارة، وإذا خلط بالزفت والراتينج وخرء الحمام أنضج الأورام الصلبة، وإذا خلط بإكليل الملك وقشر الخشخاش سكن وجع الجنب، وقد يخلط ببزر الكتان وحلبة وسذاب ويضمد به للنفخ العارضة في الأمعاء، وإذا خلط بزفت رطب وموم وبول غلام لم يحتلم وزيت أنضج الخنازير، وإذا استعمل بالآس والشراب والكمون البري أو ثمر العليق وقشر الرمان عقل البطن، وإذا تضمد به مع السفرجل بالخل نفع من الأورام الحارة العارضة من النقرس، وإذا طبخ بخل ثقيف ووضع سخناً على الجرب المتقرح أبرأ منه، وإذا صب عليه ماء حتى يصير في قوام الحسو الرقيق وطبخ مع زفت وافق الأورام وفتحها، وإذا جعل مكان الماء خل وطبخ مع زفت وافق سيلان الفضول إلى المفاصل، وسويق الشعير قد يمسك الطبيعة ويسكن وجع الأورام الحارة. غيره: إذا رض الشعير وسخن بالنار وكمدت به الأوجاع الحارة سكنها وقد يعمل منه طلاء على الكلف. التجربتين: دقيقة إذا عجن بإحدى العصارات الباردة كالخس والرجلة وماء عنب الثعلب وضمد به العين الوارمة ورماً حاراً حط الرمد وسكن أوجاعه، وكذا يفعل إذا طلي به سائر الأورام الحارة كالحمرة والحمر والفلغموني، وإذا عجن بالخل وطلي به الجبهة للصداع الحار سكنه ويكسر به حدة الأدوية القوية الحادة ويسكن فعلها ويزيل عاديتها، ولا تضعف التأثير. وإذا عجنت به ألبان اليتوعات أزال كثيراً من غائلتها وإفسادها، وإذا أخذ دقيقه وعجن بماء السيكران وعرك به حتى يتكرج وضمد به الوثي والفسخ إذا كان معه وجع سكن الوجع وقوي العضو، وإذا طلي به على الصدغين والجبهة منع انصباب المواد الحارة إلى العينين سواء كانت متقادمة أو حديثة، وإذا درس كما هو حب بالماء واستخرجت لبنيته وتغرغر بها لأورام الحلق الباطنة حارة في أولها سكن وجعها وردعها، وإذا تغرغر به في آخرها وتمودي عليه فجرها، وإذا خلط خميره الظاهر الحموضة في اللبن الحامض المخيض وترك فيه ليلة وشرب كما هو قطع عطش الحميات وسكن لهيب المعدة ونفع من القيء الصفراوي والإسهال العارض من الصفراء أيضاً، ويسقى منها بحسب الاحتمال والشكاية والفصل.
شعير رومي:
هو الخندروس، وقد ذكرته في الخاء المعجمة.
شعر:(1/423)
جالينوس في 11: الشعر أيضاً إن هو أحرق صارت قوّته مثل قوّة الصوف المحرق. أعني قوة تسخن وتجفف إسخاناً وتجفيفاً شديداً. الرازي في الحاوي: قال أطهورسفس: وإن شعر الإنسان إذا بل بخل ووضع على عضة الكلب الكلب أبرأه من ساعته، وإذا بل بشراب صرف وزيت ووضع على الجراحات العارضة في الرأس منعها أن ترم وإن دخن به واشتم رائحته نفع من خنق الأرحام والسيلان، والشعر المحرق إذا سحق بالخل ووضع على البثر نفعه وأبرأه، وإذا سحق مع عسل ولطخ على القلاع العارضة في أفواه الصبيان نفع منها نفعاً بيناً، وإذا سحق مع كندروذ على الجراحات العارضة في الرأس بعد أن يطلى الجرح بالزيت أبرأها، وإن سحق بعسل ووضع على الجراحات أبرأها، وإذا سحق الشعر المحرق مع مرتك وطلي على العين الجربة والحكة الشديدة سكنها، وإن سحق الشعر المحرق بسمن الغنم وطلي به على موضع العثرة والأورام الدبابة أبرأها، وإذا خلط بدهن الورد وقطر في الأذن سكن وجع الأسنان. غيره: وإذا طلي على حرق النار نفعه واشتمام دخانه ينفع من الصرع والمسح البالي، وإذا أحرق ونثر على المقعدة البارزة ردها إلى موضعها. خواص ابن زهر: إن علق إنسان شعر صبي طفل قبل صلابته على من به نقرس أو لسعة العقرب نفعه وخفف الوجع، وشعر الإنسان إذا بخر به شيء صفره وماؤه السمتقطر ينبت الشعر في داء الثعلب لطوخاً.
شعر الجبار:
هو البرشياوشان وهو كزبرة البئر.
شعر الفول:
قيل: إنه البرشياوشان ولم يصح ذلك، وإنما هو الدواء الذي ذكر ديسقوريدوس في المقالة الرابعة بعد ذكره البرشياوشان ماهيته ومنفعته وسماه باليونانية طرنجومالس. وقال: ومن الناس من يسميه أردنابطن وهي كزبرة البئر وهو نبات ينبت في المواضع التي ينبت فيها شعر الجبار، وهو يشبه النبات الذي يقال له بطارس وهو السرخس، وله ورق طوال جدّاً مرصفة من كلا الجانبين رقاق شبيهة بورق العدس محاذية بعضها لبعض على قضبان دقاق صلاب صقيلة، لونها مائل إلى السواد، وقد يظن أنه يفعل ما يفعل شعر الجبار.
شفنين بري:
هو الطائر المعروف باليمام. الرازي في كتاب السر: هي فاضلة الغذاء مائلة إلى الحر وهي أنفع وأصلح للمشايخ والناقهين بعد فراخ الحمام، ولها قوة عجيبة في صرف الدم على القليلي الدماء، وحكى أرسطو أن خاصيته بقوته القوة الماسكة وهو في ذلك أبلغ من الفتخ وهو الحجل. المنهاج: أجودها الصغار وهي حارة يابسة ويبسها قوي تنفع من الفالج وتحدث سهراً ويصلحها الخل والكزبرة، ولا ينبغي أن يؤكل منها ما جاوز السنة فإنه شديد الضرر، وينبغي أن تؤكل بعد أن تترك بعد ذبحها يوماً. ابن زهر في أغذيته: لحم اليمام يزيد في الحفظ ويذكي الذهن ويقوي الحواس.
شفنين بحري:
الغافقي: هي دابة بحرية شكلها شكل الخفاش لها جناحان كجناحي الخفاش ولونها كلونه، ولها ذنب كذنب الفأرة في أصله شوكة كمقدار الإبرة تلسع بها فتؤلم ألماً شديداً. لي: نحن نسمي هذه بمدينة مالقة من بلاد الأندلس بالأبرق. ديسقوريدوس في الثانية: طريقون بالاسيا وهو حيوان بحري يسمى باسم الشفنين حمته إلى ذنبه المنقلبة إلى خلاف الناحية التي ينبت إليها قشره يسكن وجع الأسنان، وذلك أن يفتت السن الوجعة ويرمى بها. الشريف: إن بالت امرأة أو رجل في موضع وغرزت في موضع البول شوكة يمامة البحر لم يزل صاحب البول يجد حرقة ووجعاً شديداً ما دامت الشوكة مغروزة هناك حتى إذا نزعت منه برئ من وجعه. وقال مهراريس: إذا وضعت هذه الشوكة تحت وسادة نائم لم ينم البتة حتى تنزع من تحته، وإن دقت في أصل شجرة لم تعش، وإن دفنت في دار قوم تفرّقوا وإن أحرقت وسحقت وفرق رمادها على نفسين تفرقا وتباغضا، وأهل إسبانيا يسمونها حوت البر.
شفلج:
هو قثاء الكبر، وقد ذكرت الكبر في الكاف.
شقائق النعمان:(1/424)
ديسقوريدوس في الثانية: هو صنفان بري وبستاني، ومن البستاني ما زهره أحمر، ومنه ما زهره إلى البياض وإلى الفرفيرية، وله ورق شبيه بورق الكزبرة إلا أنه أدق تشريفاً، وساقه أخضر دقيق، وورقه منبسط على الأرض، وأغصانه شبيهة بشظايا القصب رقاق على أطرافها الزهر مثل زهر الخشخاش في وسط الزهر رؤوس لونها أسود وكحلي إلى السواد، وأصله في عظم زيتونة وأعظم وكله معقد وأما البري منه، فإنه أعظم من البستاني وأعرض ورقاً منه وأصلب ورؤوسه أطول ولون زهر أحمر قان وله أصول دقاق كبيرة ومنه ما لونه وورقه أسود وأصفر وهو أشد حرافة من غيره من البري، ومن الناس من لم يفرق بين شقائق النعمان البري وبين الدواء الذي يقال له أرغاموني. وزهر الصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس، وهو رمان السعالى لتشابه لون زهرهما في الحمرة وغلط أيضاً فظن أن الأرغاموني هو الأغافث، وذلك خطأ وزهر أرغاموني وزهر الصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس أقل إشباعاً في الحمرة مثل ظهور شقائق النعمان وظهور زهرهما في الحمرة مثل ظهور شقائق النعمان والأرغاموني يخرج منه دمعة لونها لون الزعفران حريفة الطعم جداً، والصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس دمعته أقرب إلى البياض من دمعة أرغاموني وهي جامدة ولهما في أوساط زهرهما رؤوس شبيهة بالخشخاش البري إلا أن أعلى رؤوس أرغاموني إلى العرض، وأعلى رؤوس رواس إلى الدقة، وأما شقائق النعمان فليست له دمعة ولا خشخاش لكن يكون له شيء شبيه بأطراف الهليون، وأكثر ما ينبت أرغاموني ورواس في الحروث جالينوس في 6: جميع الشقائق قوتها حادة جاذبة غاسلة فتاحة، ولذلك صار الشقائق إذا مضغ اجتذب البلغم، وعصارته تنقي الدماغ من المنخرين وهي تلطف وتجلو الآثار الحادثة في العين عن قرحة، والشقائق تنقي أيضاً القروح الوسخة ويقلع ويستأصل العلة التي ينقشر معها الجلد ويحدر الطمث إذا احتملته المرأة ويدر اللبن. ديسقوريدوس: والبستاني والبري من شقائق النعمان جميعاً لهما قوة حادة، ولذلك إذا دقت أصولهما وأخرج ماؤهما واستعط به نقى الرأس، وإذا مضغت قلعت البلغم، وإذا طبخت بطلاء وتضمد بها أبرأت أورام العين الحارة، وقد تجلو الآثار التي فيها من اندمال القروح وتنقي القروح الوسخة، وإذا طبخ الورق مع القضبان بحشيش الشعير وأكل أدرَّ اللبن، وإذا احتمل أدر الطمث، وإذا تضمد به قلع الجرب المتقرح. عيسى بن علي: شقائق النعمان حار يابس في الثانية إن خلط زهره مع قشور الجوز الرطب صبغ الشعر صبغاً شديد السواد، ويقلع القوباء، وإن جفف أدمل القروح. التجربتين: عصارته تذهب بياض العين، ولا سيما من أعين الصبيان، وإذا سقيت بمائه الإكحال المركبة للعين قواها وحسن فعلها. الشريف: إذا اكتحل بماء عصارته سود الحدقة ومنع من ابتداء الماء النازل في العين وقوى حاستها وأحد البصر، وإذا جفف وسحق منه درهمان بمثله هيج وشفى من الوجع الطارق بغتة، وإذا أخذ من الشقائق رطل وجعل معه من قشر الجوز الأخضر مثل نصفه ووضعا في زجاجة ودفنا في زبل حار أسبوعين وخضب به الشعر سوده، وإذا ملئت منه رطلية زجاج وجعل في أسفلها أربعة دراهم من الروستخج وهو النحاس المحرق مسحوقة وفي أعلاها مثل ذلك وطمس فوها ودفنت في زبل ثلاثة أسابيع، ثم أخرجت فإنه يوجد الشقائق قد عاد ماء رجراجاً أسود اللون يخضب به الشعر خضاباً على المشط فإنه عجيب، وإن خضبت به أيدي الجواري كان منه خضاب أسود. ابن رضوان: بزر شقائق النعمان أشفيت به من البرص بأن سقيت منه أياماً متتابعة وجربت ذلك مراراً كثيرة فسقيت منه كل يوم وزن درهم بماء بارد فانتفع به.
شقاقل:(1/425)
ابن واقد: يشبه ورقه ورق الجلبان المعروف بالبسيلة وهو نبات له عروق في غلظ السبابة والإبهام طوال منسحبة على ما يقرب من وجه الأرض مثل النيل معقدة ينبت في كل عقدة ورقة تشبه ورق البسلة وهو الجلبان الكثير، وفي طرف القضيب يخرج زهره في آخر الربيع وأول الحصاد في لون نور البنفسج إلا أنه أكبر منه فإذا سقط الزهر أخلف بزراً أسود على قدر الحمص مملوء من رطوبة سوداء حلوة الطعم، ولذلك هذا العرق نباته في المواضع الظليلة وعند أصول الثمار الكبار والمواضع الندية، ويجب أن يجمع عند الحصاد وهو حار رطب في الأولى رطوبته أكثر من حرارته، وهو مهيج للجماع زائد في الباه والإنعاظ وخاصة إذا كان مربى بالعسل. المنصوري: المربى منه قوي الحرارة يسخن المعدة والكبد وخيم يسقط الشهوة غير أنه يزيد في المني زيادة كثيرة إذا أدمن. ابن سينا: يظن أن تسخينه اللطيف وترطيبه يزيد في قوة الروح. الرازي: وبدله للباه بوزيدان مثله سواء.
شقرديون:
هو الحشيشة الثومية ويعرف بحافظ الأجساد وحافظ الموتى وهو المطر، قال عند عامة الأندلس وليس هو ثوم الحية كما ظن من لم يتحققه. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ينبت في أماكن جبلية وفي آجام، وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له كمادريوس إلا أنه أعظم منه، وليس له من التشريف مثل ما لذلك، وفيه شيء من رائحة الثوم وطعمه قابض وفيه مرارة، وله قضبان مربعة وعليها زهر لونه أحمر قاني. جالينوس في 8: هذا نبات مركب من طعوم وقوى متفتتة، وذلك أن فيه شيئاً من مرارة وحدة وقبض وحدته وحرافته من أشبه شيء بحدة الثوم وحراقته وأحسبه إنما سمي ثوماً برياً بهذا السبب وهو ينقي الأعضاء الباطنة ويسخنها معاً ويدر الطمث والبول، وإذا شرب شفى فسوخ العصب والعضل ووجع الأضلاع الحادث عن السدد والبرودة، ويلزق الجراحات العظيمة إذا وضع عليها وهو طري وينقيها إن كان فيها وسخ ويدمل الجراحات الخبيثة ويختمها إذا جففت ونثر عليها. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء: إن القتلى الذين وقعت أجسادهم على نبات الأشقرديون بقيت أجسادهم بغير عفن. ديسقوريدوس: وقوة هذا النبات مسخنة مدرة للبول وقد يدق وهو طري أو يطبخ بشراب وهو يابس ويسقى لنهش الهوام والأدوية القتالة ويسقى منه وزن درخمي بالشراب الذي يقال له أدرومالي للذع العارض في المعدة وقرحة الأمعاء وعسر البول، وقد ينقى من الصدر كيموساً غليظاً ثخيناً، وإذا خلط وهو يابس بحرق وعسل دراتينج وهيء منه لعوق كان صالحاً للسعال المزمن وشدخ العضل، وإذا خلط بقيروطي سكن ورم ما دون الشراسيف الحار المزمن، وإذا خلط بالخل الثقيف ولطخ على موضع وجع النقرس أو خلط بماء وتضمد به كان صالحاً، وإذا احتملته المرأة أدرَّ الطمث، وإذا استعمل في الجراحات ألزقها، وإذا خلط بالعسل نقى القروح المزمنة وختمها، وإذا استعمل يابساً أذهب اللحم الزائد وقد تشرب عصارته للأوجاع التي ذكرنا، وأقوى ما يكون منه بالبلاد التي يقال لها نيطش، ومن الجزيرة التي يقال لها قريطش.
شقراق:
البالسي: هو حار ظاهر الحرارة وفيه زهومة قوية إلا أنه محلل للرياح الغليظة التي في المعي إذا أكل وهو دسم.
شقر: هو شقائق النعمان وقد ذكر.
شقراص:
هو نوع من الحطب شعراوي يحرق عندنا في الأفران في بعض بلاد الأندلس تسمي عامتنا أحد نوعيه الوسيل وباليونانية قسيوس، وهو الذي ترجمه حنين في كتاب ديسقوريدوس بلحية التيس وأعجب من حنين كيف سماه بهذا الإسم ولا شبه له به، وقد ذكرت لحية التيس في حرف اللام.
شكاعا:(1/426)
ديسقوريدوس في الثالثة: افتيارا ومعناه الشوكة البيضاء بالعربية. جالينوس في 6: هذا النبات يشبه الباذاورد إلا أن قوته قوة تجفف وتقبض أكثر منه، ولذلك صار أصله نافعاً من النزف العارض للنساء، وينفع أيضاً من جميع العلل التي ينفع منها الباذاورد، وثمرته وأصله أقوى ما فيه، ولذلك صارا نافعين للهاة الوارمة وينفعان أيضاً من الأورام الحادثة في المقعدة وأصله يدمل القروح لأن فيه قوة دابغة باعتدال. ديسقوريدوس: طبيعة هذا الدواء فيما يظن به قريبة من طبيعة أقشالوقي، وهذا الباذاورد قابض وثمرته أقوى بكثير وينفع من استرخاء اللهاة ويدمل القروح لأن فيه قبوضة يسيرة غير عنيفة، وأصله يوافق سيلان الرطوبات من البدن كذلك. ابن سينا: ينفع من الحميات العتيقة وخصوصاً بالصبيان.
شك:
هو التراب الهالك عند أهل العراق وهو سم الفار أيضاً، وعند أهل المغرب هو رهج الفار. وقال الرازي في خواصه: الشك شيء يؤتى به من بلاد خراسان من معادن الفضة وهو نوعان أبيض وأصفر إن جعل في عجين وطرح في بيت فأكل منه الفار مات ومات كل فارة تشم ريح ذلك الفار حتى يموت الكل أجمع وهو صحيح وقد وقفت عليه. الرازي في المنصوري: الزنجفر والشك يعرض من شربهما مثل ما يعرض من الزئبق المقتول إلا أن الشك أقوى جداً لأنه قاتل لا يتخلص منه وعلاجه مثل علاج من سقي الزئبق.
شكوهج:
هو الحسك وقد ذكرته في الحاء المهملة.
شلجم:
ويقال بالسين المهملة أيضاً وبالمعجمة وهو اللفت. جالينوس في 7: بزر هذا النبات يهيج شهوة الجماع لأنه يولد رياحاً نافخة، وكذا أيضاً أصله نافخ عسر الإنهضام يزيد في المني. ديسقوريدوس في الثانية: أصله إذا طبخ وأكل كان مغذياً مولد للرياح مولد للحم الرخو محرك لشهوة الجماع، وطبيخه يصب على النقرس والشقاق العارض من البرد فينفع منها، وإذا تضمد به أيضاً فعل ذلك، وإذا أخذت سلجمة وجوفت وأذبت في تجويفها موما يدهن ورد على رماد حار كان نافعاً من الشقاق المتقرح العارض من البرد، وقلوب ورقه تؤكل مطبوخة فتدر البول، وبزر الشلجم يستعمل في أخلاط بعض الأدوية المعجونة النافعة من لسع ذوات السموم المسكنة للأوجاع، وقد ينفع من الأدوية القتالة، وإذا شرب أنهض شهوة الجماع، وإذا عمل الشلجم بالماء والملح كان أقل لغذائه إذا أكل غير أنه يحرك شهوة الطعام، وأما الشلجم البري فإن شجرته كثيرة الأغصان طولها ذراع وتنبت في الحروث ملساء الطرف لها ورق أملس عريض عرض الأبهام، وله ثمرة في غلف وتنفتح تلك الغلف فيظهر فيها بزر صغير أسود إذا كسرت كان داخلها أبيض، وقد نفع البزر في أخلاط الغمر والأدوية التي تنقي البشرة مثل الأدوية التي تعمل من دقيق الترمس ودقيق الحنطة أو دقيق الكرسنة. الفلاحة: أصل الشلجم البري حار حريف كريه الرائحة لا يؤكل، وقد يطبخ ورقه ويؤكل. ومن الشلجم البري صنف آخر ينبت في البراري الممطرة بالقرب من الغدران، وأصله على قدر الكبار من الجبار ويعلو عليه فرع مقدار عظم الذراع، وعليه ورقات متقطعات مثل ورق الشلجم البستاني إلا أنه أدق منه وألطف، وفيه تشريف من أوله إلى آخره، ويحمل في أيار ونيسان. وبزره شبيه ببزر الشلجم إلا أنه إلى السواد ورقه أملس لا خشونة فيه، وأصله يؤكل مطبوخاً. غيره: وإذا أخذ عرق من عروق الشلجم التي تمتد في الأرض فسحق سحقاً جيداً رطباً كان أو يابساً وخلط بعسل ولعقه من يشتكي طحاله أو من به عسر البول نفعه وشفاه. الشريف: وإذا علق بزر الشلجم في العنق نفع من ورم الأرنبة مجرب. الفلاحة: ومن الشلجم صنف يسمى أبو شاد وهو شلجم يزرع في البساتين صغيره أحمر وبزره ألطف من بزر الشلجم، وله ساق في مقدار ثلاثة أصابع مضمومة. ديسقوريدوس في الثانية: يونياس هو صنف من الشلجم صغير، إذا أكل أصله مطبوخاً ولد نفخاً وكان غذاؤه أقل من غذاء الصنف الآخر من الشلجم، وإذا تقدم في شرب بزره أبطل فعل الأدوية القتالة، وقد يخلط ببعض الأدوية المعجونة. وهذا الصنف من الشلجم يعمل أيضاً بالماء والملح. عبد الله بن صالح: بزر هذا النوع هو المستعمل في الترياق الفاروق. لي: يعرف هذا النوع من الشلجم ببلاد الأندلس باللفت الطليطلي يستعمل منه أصله لا ورقه.
شل:(1/427)
يقال بشين معجمة مضمومة ولام بعدها. إسحاق بن عمران: الشل بالهندية هو سفرجل هندي وهو ثمر مدور بمنزلة الجلوز لا قشر عليها وقوته مثل قوة الزنجبيل حار في الدرجة الثالثة رطب في الأولى يلطف الكيموسات الغليظة وينفع من صلابة العصب. ابن سينا: طعمه مر حريف قابض بكسر الرياح وفيه تحليل عجيب نافع للعصب.
تنبيه: لما ذكر صاحب المنهاج هذا الدواء وهو الشل أورد فيه ما أوردته من ماهيته ومنفعته ثم قال بعد ذلك ما هذا نصه: وقدر ما يؤخذ منه نصف درهم، وقد يعرض من شربه شبيه بما يعرض من شرب الزئبق المقتول، وربما عرض عنه إسهال وهو أول علامته ويداوي بالأمراق الدسمة هذا كلام صاحب المنهاج في هذا الدواء، وهو كلام بين فساده وظاهر انتقاده لأنه تكلم في ترجمة الشل على دواءين مختلفين في الماهية متباينين في الفعل والقوة على أنهما دواء واحد، وهذا محض الغلط أحدهما الدواء المعروف بالشل بالشين المعجمة واللام، وهو نباتي الجنس هندي المنبت وأضاف إليه القول على دواء آخر هو المعروف بالشك بالشين المعجمة والكاف، وهو سم الفار عند الناس ويعرف بالعراق لتراب الهالك، وقد تقدم ذكره في هذا الباب فتأمل ما قلته فيه وجميع الأعراض المذمومة السمية التي ذكرها ابن جزلة للشل ليست له بل هي للشك فاعلمه، وفيما نبهت عليه كفاية.
شمع:(1/428)
ديسقوريدوس في الثانية: أجوده ما كان لونه إلى الحمرة ما هو وكان علكاً دسماً طيب الرائحة في رائحته شيء من رائحة العسل نقياً من الوسخ، والذي رأيناه منه على هذه الصفة إما أن يكون من الجزيرة التي يقال لها قريطي، أو من البلاد التي يقال لها نيطش، وما كان فيه أبيض بالطبع علكاً دسماً فهو بعد الصنف الذي ذكرنا، وأما تبييض الموم فهو على هذه الصفة: خذ منه ما كان إلى البياض علكاً فحله ونقه من وسخه وصيره في إناء فخار جديد وصب عليه من ماء البحر ما يكتفي منه وذر عليه شيئاً من نطرون واطبخه، فإذا غلى غليتين أو ثلاثة فارتفع الإناء عن النار ثم خذ قدراً أخرى جديدة وبل أسفلها بماء بارد وأمِرها على الموم مراراً كثيرة وأنت تبل أسفل القدر بالماء في كل وقت لتأخذ من الموم شيئاً كثيراً قليلاً قليلاً وليجمد على أسفلها، وافعل ذلك دائماً كما وصفت لك إلى أن لا يبقى من الموم شيء، ثم شد الأقراص في خيط كتان وتكون مفرقة بعضها عن بعض وعلقها بالنهار في الشمس ورشها بالماء رشاً دائماً، وبالليل علقها في القدر لا تزال يفعل ذلك إلى أن يبيض فإن أحب أحد أن يكون بياض الموم مفرطاً فليفعل كما وصفنا غير أنه ينبغي أن يطبخه مراراً كثيرة، ومن الناس من يصب على الموم مكان ماء البحر ماء حاراً جداً ويطبخه على ما وصفت مرة أو مرتين، ويأخذه بأسفل إبريق ضيق مستدير السفل له مقبض، ثم يصير الأقراص على حشيش كثيف ويعصره إلى أن يبيض جداً، وينبغي أن يفعل ما وصفناه في الربيع في وقت انخفاض حرارة الشمس ورطوبة الهواء كي لا يذوب الموم وقوة الموم مسخنة ملينة تملأ القروح ملأ وسطاً ليس بقوي وقد يتخذ منه حب صغير مثل الجاورش ويؤخذ منه 5 حبات ويشرب مع بعض الأحساء لقرحة الأمعاء ويمنع اللبن من التعقد في ثدي المرضعات. جالينوس في 7: الموم كأنه وسط من الأشياء التي تبرد وتسخن والأشياء التي ترطب وتجفف وفيه مع هذا شيء غليط قليلاً دبقي، ولهذا ليس إنما لا نجفف فقط بل عساه أن يظن به أنه يرطب بالعرض أخرى، إذ كان ليس بدبقيته يمنع التحليل. ومن أجل ذلك صار هو أيضاً مادة لجميع الأضمدة الأخرى التي تبرد، والتي تسخن. وأما هو في نفسه فهو من الأدوية التي تنضج إنضاجاً ضعيفاً ليس من الأدوية التي ترد إلى جوف البدن لكن من الأدوية التي تجعل من خارج، وفيه مع هذا أيضاً شيء يسير يحلل ويفتر، وهذا الشيء في العسل كثيراً. ابن سينا: ينفع من خشونة الصدر طلاء ولعقاً وخصوصاً، وقد ضرب بدهن البنفسج وقيل: إنه يجذب السموم ويجعل على جراحات النصول المسمومة طلاء فلا تضره. الشريف: إذا خلط بدهن سوسن أو دهن زئبق وطلي به على الوجه حسنه وصفى لونه وأذهب كلفه، وإذا طلي على العصب الجاسي حلل جساءه، وإذا خلط مع الشحم المصفر غمره من الدهن وشمس ثلاثة أسابيع ثم طلي به الورم الذي يكون خلف الأذنين في الأرنبتين حللها، وينفع من انصباب المادة فيها. التجربيين: هو مادة المراهم واللطوخات ورائحته قاطعة للرياح الرديئة، ولذلك ينفع استنشاقه في الوباء الواقع من اجتماع الناس على تضايق والكائن عن اقتراب مواضع المقابر ونتن الجيف، وإذا أذيب مع دهن ورد وزيت عذب يكونان مناصفة وشرب أو احتقن به نفع من السحج كيف كان منفعة بالغة، غير أن شربه يذهب شهوة الطعام. غيره: هو أحد الأدوية للمراهم التي تلين الصلابات، وإذا حل بشيء من دهن الخل وخذ منه الشيء اليسير نفع من وجع الحلق والصدر واللهاة ويصفي الصوت وينفع من السعال الحادث من اليبس ويلحم الشقاق، وإذا خلط بالدهن وصنع منه قيروطي ينضج الدماميل.
شمار:
هو الرازيانج عند أهل مصر والشام وقد ذكرته في الراء.
شمشار:
هو البقس وقد ذكرته في حرف الباء.
شمشير:
هو القاقلة الصغيرة وسنذكر في حرف القاف.
شمام:
هو إسم لنوع من البطيخ صغير حنظلي الشكل مخطط بحمرة وخضرة وصفرة رائحته طيبة يسميه أهل الشام اللقاح، واللقاح غيره، وقد ذكرت هذا النوع من البطيخ مع أنواعه في حرف الباء.
شنجار:(1/429)
هو الشنكار أيضاً والكحلاء والحميراء ورجل الحمامة، وبالسريانية حالوما وهو أربعة أصناف. ديسقوريدوس في الثانية: الحنينا. ومن الناس من يسميه أبغليا ومنهم من يسميه فالقس وهو نبات له ورق شبيه بورق الخس الدقيق الورق وعليه زغب وهو خشن أسود كثير العدد نابت من حول الأصل لاصق بالأرض مشوك، وله أصل في غلظ أصبع يكون لونه في الصيف أحمر إلى حمرة الدم يصبغ اليد إذا مس وينبت في أرضين طيبة التربة. جالينوس في 7: ليس قوة أنواع الشنجار كلها قوة واحدة بعينها، لكن قوة النوع منها الذي يقال له أونوقليا أصله قابض فيه مرارة يسيرة وهو دابغ للمعدة لطيف يجلو الأخلاط المرارية والأخلاط المالحة، وقد قلنا في المقالة الأولى من هذا الكتاب أن الطعم العفص إذا اختلط بالمر من شأنه أن يفعل هذه الأفعال، ولذلك صار هذا الدواء نافعاً لأصحاب اليرقان ولمن به وجع الكليتين ووجع الطحال، وهو مع هذا مبرد، وبهذا السبب صار متى خلط في الضماد مع دقيق الشعير نفع من الورم المعروف بالحمرة ويجلو إذا شرب، وإذا وضع من خارج، ولذلك صار يشفي البهق والعلة التي ينقشر معها الجلد إذا سحق بالخل وطلي على الموضع، فهذه أفعال أصل هذا النوع والقوى التي تحدث هذه الأفعال، فأما ورقه فقوته أضعف من قوة الأصل، ولكنه هو أيضاً ليس ببعيد عن التجفيف والقبض، ولذلك صار يشفي الاستطلاق إذا شرب بشراب. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات قابض، وإذا غلي بالزيت والموم كان صالحاً لحرق النار والقروح المزمنة، وإذا تضمد به مع السويق أبرأ الحمرة، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ البهق والجرب المتقرح، وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين وقد يسقى طبيخه مع الشراب الذي يقال له مالقراطن من به يرقان ووجع الكلى ووجع الطحال وورمهما والحمى، وورقه إذا شرب بالشراب عقل البطن، وقد يستعمل العطارون هذا الأصل في تركيب بعض الأدهان. والصنف الثاني لوقسيوس، وهو نبات له ورق شبيه بورق الخس إلا أنه أطول منه وأغلظ وهو أخشن وأثخن وأعرض من ورق الخس منقلب إلى ناحية الأصل وله ساق طويل خشن قائم تتشعب منه شعب كثيرة طول كل واحدة منها نحو من ذراع خشنة عليها زهر صغار شبيه بلون الفرفير، وله أصل لونه شبيه بلون الدم قابض وينبت في الصحارى. جالينوس: وأما الشنجار الآخر المسمى لوقاسيوس، فهو أيضاً نافع من الورم المعروف بالحمرة على مثال ما ينفع الأول، وأصل هذا النوع الثاني أشد قبضاً من أصل النوع الأول بكثير. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا تضمد به مع السويق أبرأ الحمرة وإذا تمسح به وقد سحق وخلط بالدهن أدر العرق. وقد يكون صنف آخر من أنجشا ويسميه بعض الناس الفاريوس ويسمونه أيضاً أبو خينس، والفرق بين هذا الصنف والصنف الأول أن هذا أصغر ورقاً من ورق الأول وأغصانه صغار رقاق لونها لون الفرفير مائل إلى الحمرة القانئة، وله عروق حمر في حمرة الدم صالحة الطول يعرض منها شيء شبيه بالدم أيام الحصاد، وورقه خشن وينبت في مواضع رملية. جالينوس: قوته أشد من قوة ذينك النوعين، ومن أجل ذلك صار يتبين في طعمه من الحراقة مقدار كثير وهو نافع جداً منفعة بالغة لمن نهشته أفعى، وإذا وضع من خارج على موضع النهشة كالضماد أو أدنى منه فقط أو أكله المنهوش. ديسقوريدوس: وعروق هذا النبات وورقه إذا أكلا أو شربا أو علفا ينفعان من نهش الأفاعي، وإذا مضغ أحد شيئاً من العروق أو الورق وتفله في فم شيء من ذوات السموم قتله. وقد يكون صنف آخر من أنجشا شبيه بالصنف الثالث إلا أنه أصغر منه وله ثمر أحمر قانىء وإن مضغه أحد وتفله في فم شيء من الهوام قتله، وله أصل إذا شرب منه مقدار أكسوثافن مع الدواء الذي يقال له الزوفا أو الحرف أخرج من البطن الدود الذي يقال له حب القرع. جالينوس: وأما النوع الرابع الذي ليس له اسم يخصه، فالحال فيه مثل ما في النوع الثالث إلا أنه أشد مررارة منه وأقوى، ولذلك صار يصلح لحب القرع إذا شرب منه مقدار مثقال ونصف مع زوفا وقردمانا. وقال غيره: تضمد به الخنازير والنقرس مع الشحم وعرق النسا وتحلل الأورام الصلبة حيث كانت، وتستعمل عصارته بالعسل للقلاع ويسعط بها فينقي الرأس والأثر الباقي في العين وغلظ الطبقات وينفع من الأورام الصلبة في الرحم حمولاً وجلوساً في مائه، وإذا كبس ورقه بالخل نفع الطحال شرباً وضماداً وزهره أقوى من ورقه، وأصله(1/430)
أقوى ما فيه، وإذا طبخ في زيت كان من أنفع شيء لوجع الأذن، ويستعمل دهنه بالشمع لوجع المقعدة ويمر الطمث بقوة إذا احتمل أو شرب منه مقدار مثقال ونصف، وبزره قريب من أصله إلا أنه أضعف.أقوى ما فيه، وإذا طبخ في زيت كان من أنفع شيء لوجع الأذن، ويستعمل دهنه بالشمع لوجع المقعدة ويمر الطمث بقوة إذا احتمل أو شرب منه مقدار مثقال ونصف، وبزره قريب من أصله إلا أنه أضعف.
شنبليذ:
التميمي: هو ورد السورنجان وهو زهر يبدو على وجه الأرض وهو مورد اللون في شكل صغار السوسن، بل في شكل نوار الزعفران سواء وينحو في توريده إلى لون نوار اللوز المر متوسطاً بين البياض والحمرة، وهو أول زهرة تطلع من الأرض إذا وقع المطر الموسمي كما يوسم الأرض أول مطرة، ويمضي لذلك أسبوع يبدو الشنبليذ وله رائحة ذكية وهو حار يابس في الثانية وشمه نافع من الصداع البارد في الدماغ والخياشيم، ويطرد شمه الرياح الغليظة الكائنة في الدماغ ويفتح السدد الكائنة في الدماغ والخياشيم.
شنج:
التميمي في المرشد: هو الحلزون الكبار البحري المقرن الجوانب، وهو نوع من الحلزون عظيم غليظ الوسط مستدير الطرفين مملوء الجوانب بقرون له نابتة وجوفه خال، وقد يجلب من بلاد الهند وبحر الحبش ونهر اليمن ولون باطنه أبيض غليظ الجسم، وربما كان يعلو ظاهره صفرة ورقطة، وزعموا أن البحر يقذف به مع الزلف، ويكون فيه حيوان لزج على شكل البزاقات يسمى الحلزون، وهو إذا أحرق يدخل في كثير من إكحال العين الجالية، وفي كثير من شيافاتها وأدويتها وتحجيراتها. وقد يحرق ويسحق ويكتحل به فيجلو ما على الطبقة القرنية من البياض، وهو إذا اكتحل به غير مسحوق كان أقوى لجلائه، وإذا اكتحل به محرقاً كان أقوى لتنشيفه وتجفيفه، وإن غسل بعد إحراقه كان تنشيفه من غير لذع، وقد يقوي حس البصر وينشف الرطوبة المنصبة إليه، وفيه قوتان نشافة وجلاوة. لي: هو ودع كبير الجرم والضمانات التي ذكرت فيه هي مذكورة في الودع وقد ذكرته في الواو.
شنار:
هو الفراسيون وسنذكره في الفاء.
شندلة: البكري: هي الإسجارة والإسحارة وهي أروسيمن باليونانية وهو التوردي أول الإسم شين معجمة مضمومة بعدها نون ساكنة ثم دال مهملة مفتوحة بعدها لام مفتوحة مشددة ثم هاء، وقد ذكرت التوردي في التاء.
شهدانج:
هو القنب وسنذكره في القاف.(1/431)
شوكران: هو الحفوظة بعجمية الأندلس. ديسقوريدوس في الرابعة: قونيون هو نبات له ساق ذات عقد مثل ساق الرازيانج، وهو كثير له ورق شبيه بورق القثاء وهو الكلخ إلا أنه أدق من ورق القثاء ثقيل الرائحة في أعلاه شعب وإكليل فيه زهر أبيض وبزر شبيه بالأنيسون إلا أنه أشد بياضاً منه وأصله أجوف، وليس بغائر في الأرض. جالينوس في الثانية: جميع الناس يعلمون أن قوة هذا الدواء قوة تبرد غاية التبريد. ديسقوريدوس: وهذا الدواء هو من الأدوية القتالة ويقتل بالبرد، وقد يستعمل الشراب الصرف لدفع مضرته فينتفع به منه، وتؤخذ جمة هذا النبات قبل أن يجف البزر وتعصر وتؤخذ العصارة وتجفف في الشمس، وقد ينتفع به في أشياء كثيرة، ويقع في الشيافات المسكنة لأوجاع العين فينتفع بها وإذا ضمد بها سكنت الحمرة والنملة، وإذا دق هذا النبات بورقه وضمدت به الأنثيان سكنت عنه كثرة الاحتلام، وإذا ضمدت به المذاكير أرخاها، وإذا ضمدت به الثديان قطع اللبن ومنع ثدي الأبكار من أن تعظم، وإذا ضمدت به خصي الصبيان صغرها وأضمرها، وأقوى ما يكون من هذا النبات ما يكون من الجزيرة التي يقال لها قريطي والبلاد التي يقال لها ماغانه والبلاد التي يقال لها أطيقي والجزيرة التي يقال لها منسوس والبلاد التي يقال لها قليقيا، وقال في الثانية في مداواة أجناس السموم: إذا شرب هذا الدواء أذهب العقل وأسحر العين حتى لا يبصر صاحبه شيئاً وأخذ منه الفواق وتخليط الفكرة وبرد أطراف الأعضاء وفي آخر الأمر يتشنج العصب ويأخذه الخناق من ضيق قصبة الرئة والحنجرة من الريح، وينبغي لصاحبه أن يبدأ بالتقيؤ ثم يسهل بطنه حتى يقوى على دفع ما انحدر إلى الأمعاء، ثم يسقى الأشياء النافعة وهي الطلاء الصرف ويمهله ثم يسقيه من بعده ألبان الأتن أو الأفسنتين مع الفلفل الحديث وجندبادستر وسذاب مع طلاء وقردمانا وميعه وفلفل مع بزر الأنجرة، ومع طلاء وورق الغار وأنجذان وحلتيت مع دهن وسلافة ومطبوخ يشرب وحده فينتفع به نفعاً بيناً.
شونيز:(1/432)
ديسقوريدوس في الثالثة: هو تمنس صغير دقيق العيدان طوله نحو من شبرين أو أكثر، وله ورق صغار شبيهة بورق النبات الذي يقال له أريغازن إلا أنه أدق منها بكثير وعلى طرفه رأس شبيهة بالخشخاش في شكله طويله مجوفة تحوي بزراً أسود حريفاً طيب الرائحة وربما خلط بالعجين وخبز. جالينوس: هذا يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة ويشبه أيضاً أن تكون له قوة لطيفة ولهذا صار يشفي الزكام إذا صير في خرقة وهو مقلو وشمه الإنسان دائماً وهو مع هذا يحلل النفخ غاية الحل إذا ورد إلى داخل البدن وهذا مما يدل منه على أنه جوهر لطيف قد أنضجته الحرارة إنضاجاً مستقصى ولذلك هو مر، وإذا كان الأمر في الشونيز على ما وصفت فليس من العجب أن يكون شأنه قتل الديدان لا إذا هو أكل فقط لكن إذا وضع على البطن من خارج ولا فيما يفعله أيضاً من قلعه العلة التي يتقشر معها الجلد، وقلع الثآليل المتفلقة والمنكوسة والخيلان ما يستحق العجب منه ولذلك نجد أيضاً الشونيز نافعاً لمن به العلة المعروفة بانتصاب النفس ونجده يحدر الطمث فيمن يحتبس طمثها من النساء بسبب أخلاط غليظة لزجة، وبالجملة حيثما احتجنا إلى التقطيع والجلاء والتجفيف والإسخان فالشونيز نافع لنا في ذلك منفعة كثيرة جداً. ديسقوريدوس: وإذا ضمدت به الجبهة وافق الصداع وإذا استعط به مسحوقاً بدهن الإيرسا وافق ابتداء الماء النازل في العين، وإذا تضمد به مع الخل قلع البثور اللبنية والجرب المتقرح وحلل الأورام البلغمية المزمنة والأورام الصلبة، وإذا دق وخلط ببول صبي لم يحتلم قد عتق ووضع على الثآليل المسمارية قلعها، وإذا طبخ بالخل مع خشب الصنوبر وتمضمض به نفع من وجع الأسنان، وإذا ضمدت به السرة مخلوطاً بماء أخرج الدود الطوال، وإذا سحق وجعل في صرة واشتم نفع الزكام، وإذا أدمن شربه أياماً كثيرة أدمن البول والطمث واللبن، وإذا شرب بالنطرون سكن عسر النفس، وإذا شرب منه مقدار درخمي بماء نفع من نهشة الرتيلا وإذا دخن به طرد الهوام. وقد زعم قوم أن من أكثر من شربه قتله. ابن ماسه: خاصته إذهاب الحمى الكائنة عن البلغم والسوداء وقتل حب القرع. ابن سينا: وإذا نقع في الخل ليلة ثم سحق من الغد واستعط به وتقدم إلى المريض حتى يستنشقه نفع من الأوجاع المزمنة في الرأس ومن اللقوة وهو من الأدوية المفتحة جداً للسدد في المصفاة وينفع من البرص والبهق طلاء بالخل أيضاً ويسقى بالعسل والماء الحار للحصاة الكائنة في المثانة والكلية. غيره: وهو يضر الحلق ويهيج الخوانيق القاتلة إذا أكثر منه. أحمد بن إبراهيم: الشونيز إن عجن بعد سحقه بماء الحنظل الرطب أو المطبوخ وضمدت به السرة كان فعله في إخراج حب القرع أقوى فإن عجن بماء الشيح أخرج الحبات وإن سحق وخلط بشيء من دهن الحبة الخضراء وقطر منه في الأذن ثلاث قطرات نفع من البرد العارض للأذنين والريح والسدد، وإذا قلي ودق ونقع في زيت وقطر من ذلك الزيت في الأنف ثلاث قطرات أو أربعة نفع من الزكام إذا عرض معه عطاس كثير، وإذا أخذ شونيز وأحرق وخلط بشمع مداف بدهن سوسن أو بدهن حناء وطلي على الرأس نفع من تناثر الشعر، وإذا قلي الشونيز بنار لينة ودق وعجن بماء ورد وطلي منه على القروح التي تخرج في الساقين بعد أن تغسل القروح بالخل نفعها وأبرأها وأزالها، وإذا سحق مع دم الأفاعي أو دم الخطاطيف، وطلي به الوضح غيره، وإذا استعط بدهن الشونيز نفع من الفالج والكزاز وقطع البلة والبرد الذي يجتمع فيصير منه الفالج. مسيح بن الحكم: ودهنه إذا استعط به نفع من الفالج واللقوة. مجهول: إذا سحق ونخل واستف منه كل يوم درهمان بماء فاتر نفع من عضة الكلب الكلب. التجربتين: إذا سحق وشرب بسكنجبين نفع من حميات الربع المتقادمة والظاهرة النضح وإذا عجن بسمن وعسل نفع من أوجاع النفساء عند امتساك دم النفاس وينفع بهذه الصفة لأوجاع الأرحام ووجع الكلى، وإذا سحق ببول ووضع على قروح الرأس الشهدية، وتمودي عليه قلعها وأنبت الشعر فيها، وإذا نثر على مقدم الرأس سخنه ونفع من توالي النزلات وإذا خالط الأكحال نفع ابتداء الماء النازل في العين، وإذا سحق وعجن بدهن الورد وخل نفع من أنواع الجرب، وإذا ضمد به أوجاع المفاصل نفعها وهو يدر الطمث إدراراً قوياً ويخرج الأجنة أحياء وموتى ويسقط المشيمة. الشريف: إذا أخذ منه 7 حبوب عدداً وغمرت بلبن(1/433)
إمرأة ساعة وسعط بها في أنف من به يرقان واصفرت منه العينان ينفع ذلك جداً نفعاً بليغاً وحيا بشدة تفتيحه للسدد.أة ساعة وسعط بها في أنف من به يرقان واصفرت منه العينان ينفع ذلك جداً نفعاً بليغاً وحيا بشدة تفتيحه للسدد.
شواصرا:
يسمى مسك الجن وهذا أحد أنواع البلتجاسف. ديسقوريدوس في الثالثة: بطوس هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة وهو شبيه في قدره بالتمنش وهو كله أصفر مفترش النبات على الأرض وله أغصان كثيرة وبزره ينبت في جميع كل واحد من الأغصان وله ورق شبيه بورق الدشتي وجميعه طيب الرائحة جداً ولذلك يجعل في الثياب وأكثر نباته في الأدوية التي إنما تحمل من ماء الأمطار في الغدران، وإذا شرب بالشراب سكن عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وأهل قيادوقيا يسمون هذا النبات أميروسيا ومن الناس من يسميه أرطاماسيا.
شويلا: هو البرنجاسف وقد ذكرته في الباء.
شوع: هو شجر البان.
شوشميز: هو القاقلة الصغيرة بالفارسية.
شوك الدارجين: هو مشط الراعي وباليونانية دنيساقوس وقد ذكرته في حرف الدال المهملة.
شوك الدمن: هو العكوب وسنذكره في العين.
شوك العلك: هو الأشخيص، وتد ذكرته في الألف.
شوكة عربية: هي الشكاعا وقد ذكرتها في هذا الحرف.
شوكة يهودية: هي القرصعنة الزرقاء وسنذكر القرصعنة في حرف القاف.
شوكة قبطية: هي شجرة القرظ وسنذكرها في القاف.
شوكة مصرية: هي شجيرة القرظ أيضاً.
شوكة زرقاء: هي القرصعنة الزرقاء.
شوكة شهباء: هو الينبوت وقد ذكرته في الياء فيما بعد.
شوكة منبتة: قال حنين: هي الطباق وزهرة الشجرة ليست بمشوكة وقد زعم قوم أن منه ما له شوك وسنذكر الطباق في الطاء.
شوكة بيضاء: هي الباذاورد وقد ذكر في الباء.
شورة: كتاب الرحلة: إسم حجازي للشجر النابت في أقاصير البحر الحجازي الشبيه بالغار المثمر ثمراٌ أخضر شبيهاً بالبلاذر وقد كتبنا صفته في هذه التعاليق، ويزعمون أن صمغته نافعة في الباه، ويسكن وجع الأسنان وهو أيضاً مجرب وهي عندي في صمغة الأسرار التي ذكرناها في حرف الألف أول الإسم شين مفتوحة ثم واو ساكنة ثم راء ثم هاء.
شوادنيق: هو طائر معروف لحمه حار يابس قليل الغذاء وكيموسه كدر.
شيطرج: هو العصاب بالبربرية. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات معروف يعمل باللبن مع الماء والملح، جالينوس في 15: من الميامث عن ديمقراطيس أنه ينبت كثيراً في القبور والحيطان العتيقة والمواضع التي لا تحرث وهو ناضر أبدأ إلا أنه أحمر ورقه شبيه بورق الحرف يطول قضيبه نحواً من ذراع، ويحفه في الصيف ورق دقاق لا يزال عليه حتى يضربه البرد فإذا برد الهواء جف من الورق ما يجف قضيبه وانتثر وبقيت منه بقايا نحو أصله فإذا كان في الصيف خرج في قضبانه زهر صغار كثير الورق ولونه لون اللبن وأردف ذلك بزراً صغيراً في غاية الصغر لا يمكن أن ترى له حساً لصغره، وأصله له رائحة حادة جداً وهو أشبه شيء بالحرف. جالينوس في 7: من الأدوية المفردة هذا في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المسخنة ورائحته قوية وطعمه شبيه بقوة الحرف ورائحته وطعمه إلا أنه أقل تجفيفاً منه. ديسقوريدوس: وقوة ورقه حادة مقرحة ولذلك يعمل منه ضماد لعرق النسا يلذع جداً إذا دق دقاً ناعماً وخلط بأصول الراسن ووضع عليه ربع ساعة وكذا أيضاً يوضع على الطحال وإذا لطخ على الجرب المتقرح قلعه وقد يظن بأصول الشيطرح أنه متى علقت على من عرض له وجع في أسنانه سكنه. ابن سينا: يقلع البهق الأبيض والبرص والتقشر والجرب إِذا طلي بالخل وإذا شرب نفع من أوجاع المفاصل.
شيلم:(1/434)
أبو حنيفة وغيره: هو الزوان الذي يكون في الحنطة فيفسدها ويخرج منها ويقال شالم ونباته سطاح يذهب على الأرض وورقه كورق الخلاف النبطي شديد الخضرة رطباً والناس يأكلون ورقه إذا كان رطباً وهو طيب لا مرارة له وحبه أعصى من الصبر. الرازي: أجوده الخفيف الوزن غير الثخين اللزج عند المضغ ولونه بعد المضغ إلى الحمرة وقبل المضغ إلى الصفرة وفيه عفوصة يسيرة. جالينوس: وهذا دواء يسخن إسخاناً عظيماً حتى يتجاوز أن يقرب من الأدوية الحريفة وهو في هذا الباب أكثر من أصول السوسن إلا أنه ليس في اللطافة كأصول السوسن بل هو في فلك أقل منها بكثير فيجوز أن يجعله الإنسان في مبدأ الدرجة الثالثة من درجات الإسخان ووجدناه في منتهى الثانية من درجات التجفيف هكذا في ترجمة البطريق في مبدأ الدرجة الثالثة من درجات الإسخان، ووجدنا في كل نسخة رأيناها من ترجمة حنين في مبدأ وليس يخفى أن هذا خطأ مما تقدم. ديسقوريدوس في الثانية: هذا ما ينبت منه بين الحنطة فإن له قوة تقلع القروح الخبيثة إذا خلط بقشر الفجل والملح وتضمد به وإذا خلط بالزيت ثم طبخ بخل أبرأ من القوابي الرديئة والجرب المتقرح وإذا طبخ ببزر الكتان وسذاب وزبل الحمام حلل الخنازير وفتح الأورام العسرة النضج وأنضجها، وإذا طبخ بماء القراطن وتضمد به نفع من عرق النسا، وإذا بخر به مع سويق ومر وزعفران وكندر وافق الحبل. غيره: ودهنه أبلغ في القوابي من دهن الحنطة. غيره: والشيلم هو قوي التحليل وفيه جنب وإذا دق وعجن ووضع على عضو جذب منه السلى والشوك وأخرجها وينفع من وجع الوركين إذا تضمد به وينفع من البرص إذا خلط بكبريت ولطخ به. الشريف: إذا أكل مخبوزاً أسكر وأسمر وإذا نقع في شراب وسقي أسكر ونوم نوماً كثيراً ثقيلاً وإذا استخرج دهنه ودهنت به الأصداغ نوم نوماً معتدلاً.
شيبة:
الغافقي: قال قسطا في الملحق في الرابعة: يسمى النبات الأشيب والريحان الأبيض وهو نبات أبيض كأنما قرطت ورقه بمقراض طيب الرائحة حادها ينبت في البساتين والسباخات وقد يزرعه الناس في المساكن وقد يسميه قوم الأشنة البستانية وله قوة مسخنة حادة إذا دق وضمدت به الأورام العارضة من رياح البلغم حللها وقد ينفع المزكومين إذا شموه ويفتح سدد المنخرين وقد ينضج النزلات وإذا ضمد به الورم في ابتداء ما يعرض حلله ومنعه أن يجمع وقد ينفع طبيخه سخناً للنساء اللواتي عرض لهن نزف الدم إذا جلسن فيه أو احتملته وينقي الرطوبات العارضة للرحم والأورام التي تعرض من الرياح الغليظة ويفتح فم الرحم ويدر الطمث ويجذب الجنين.
شيح:
ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسمي هذا الدواء الذي يقال له ساريقون أفسنتينا بحريا وهو ينبت كثيراً في الجبل الذي يقال له طوريس بالبلاد التي يقال لها قيادوقيا وفي الموضع الذي يقال له بوصير من بلاد مصر ويستعمله أهل تلك البلاد بدل أغصان الزيتون، وهو نبات دقيق الثمر شبيه بصغير النبات الذي يقال له أمرقطويون ملآن من البزر وطعمه إلى المرارة رديء للمعدة ثقيل الرائحة قابض مع حرارة يسيرة. جالينوس في 8: وهو شبيه بالأفسنتين في منظره وطعمه وإنما الفرق بينهما أنه ليس يقبض مثل ذلك وفي أنه يسخن أكثر منه وفيه من المرارة أكثر مع ملوحة يسيرة، وأما في قوته فإنه يخالفه من طريق أنه يضر المعدة ويقتل الديدان أكثر من الأفسنتين إذا وضع من خارج وإذا ورد من داخل البدن وهو يسخن في الدرجة الثالثة ممتداً ويجفف في الثانية. ديسقوريدوس: وإذا طبخ وحده ومع الأرز وشرب بالعسل قتل الصنف من الدود المتولد في البطن الذي يقال له أسقيدريدس مع إسهال خفيف للبطن وإذا طبخ بالعدس وتحسى فعل ذلك أيضاً والغنم إذا اعتلفته وخاصة بقيادوقيا أسمنها.
شيربخشير:
البالسي: يجلب من الهند وهو عروق لونها إلى الصفرة وقوتها حارة يابسة يسهل المرة السوداء والبلغم ويخرج الأخلاط الغليظة المحرقة والمواد الفاسدة والذي يؤخذ منه من دانق إلى نصف درهم.
شيخ الربيع: هو الدواء المسمى باليونانية أريقارون وقد ذكرته في الألف.(1/435)
شيخ البحر: الشريف: هو حيوان بحري يسميه عامة المغرب الثل مرين يكون في قدر الزق الصغير الجسم له رأس وأنف شبيه بفم العجل وهو فيما يذكر يسبت كل يوم سبت لا يدخل البحر البتة. جلده إذا اتخذ منه نعل ولبسه المنقرس نفعه ذلك نفعاً بيناً، وإذا بخر بقطعة منه نفع من به حمى العفونة البلغمية، وإن بخر به البق قتلها.
شيزرق:
قيل هو زبل الخفاش وقيل بوله. المجوسي: هو زبل الخفاش وخاصته تفتيت حصى المثانة. غيره: يقلع بياض العين كحلاً.
شيبة العجوز: هو الأشنة وقد ذكرت في الألف.
شيان:
يقال على الصمغ المجلوب من جزيرة سقطري وهو المعروف بدم الأخوين وقد ذكرته في الدال، وأما عامة الأندلس فيوقعون هذا الإسم على النوع الكبير من حي العالم.
شير:
هو اللبن بالفارسية، وإذا قالت الأطباء شير أملج فإنما يريدون به الأملج الذي ينقع في اللبن.
شيرخشك:
بعض علمائنا: هو طل يقع من السماء ببلاد العجم على شجر الخلاف بهراة وهو حلو إلى الإعتدال وهو أقوى فعلاً من الترنجبين ونحو أفعاله. التميمي: هو أفضل أصناف المن وأكثرها نفعاً للمحرروي الأمزجة وخاصته النفع من حمى الكبد واحتراقها وأورامها الحارة ومن السعال الحار السبب وقد ينفع الصدر ويلينه ويلين الطبيعة ويعدلها فأما كيفيته فإنه حب أبيض مثل حب الترنجبين بل هو أكثر حباً منه وأنعم جسماً ومن طبعه أنه إن بقي في اليد ساعة انحل، ويدبق بالأصابع فإن مضغ الإنسان منه وزن دانق وجد في فيه طعم الكافور وحرافته وعطريته جداً.
حرف الصاد
صامريوما:
هو إسم سرياني وهو الطريشول بعجمية الأندلس ويعرف بالديار المصرية بحشيشة العقرب والغبيرا أيضاً، وهو بها كثير ينبت بين المقابر وينبت كثيراً ببركة الفيل بين القاهرة ومصر إذا جف عنها الماء. ديسقوريدوس في آخر الرابعة: اينتوطرونيون طوماغا ومعنى اينتوطرونيون المستحيل أو المتغير والمنتقل مع الشمس ومعنى طوماغا الكبير ومن الناس من يسميه سفرنيوش ومعناه ذنب العقرب وسموه بهذا الإسم من شكل الزهر، وأما السبب في أنه يسمى إينتوطرونيون فلأن ورقه يدور مع دوران الشمس وهو نبات له ورق شبيه بورق الباذروج إلا أنه أكثر زغباً وأميل إلى السواد وله ثلاثة قضبان أو أربعة ناتئة من الأصل يتشعب منها شعب كثيرة وعلى طرف هذا النبات زهر أبيض مائل إلى الحمرة مسخن مثل العقرب وأصل دقيق لا ينتفع به في الطب وينبت في مواضع خشنة، وإذا أخذ منه مقدار حزمة واحدة وطبخ بالماء وشرب أسهل البطن بلغماً ومرة، وإذا شرب بالشراب أو تضمد به وافق الملسوعين من العقارب، ومن الناس من يعلق على الملسوعين من العقارب أصل هذا النبات لتسكين الوجع وقد يقول بعض الناس أنه إن أخذ من ثمر هذا النبات أربع حبات وشرب بالشراب قبل أخذ حمى الربع بساعة ذهبت مثل الحمى المثلثة، وهذا الثمر إذا تضمد به جفف الثآليل التي تسمى مرمثيثا والثآليل التي تسمى أفروخوذونس واللحم الزائد المسمى بومن وما يظهر في الجلد ويسمى أينتقطيدس وورق هذا النبات يضمد به النقرس ولإلتواء العصب العارض من الأورام في حجب أدمغة الصبيان والأورام المسماة سوبايلين فينتفع به، وإذا احتمل به مسحوقاً أدر الطمث وأحمر الجنين وأما الصغير من ذلك فهو نبات ينبت عند المياه القائمة وله ورق شبيه بورق النبات الذي قبله غير أنه أشد استدارة منه وثمره مستدير معلق مثل الثآليل المسماة أقروخوذونس ولهذا النبات قوة إذا شرب مع ثمره ومع النطرون والزوفا والحرف والماء يخرج الدود المسمى حب القرع والدود المستطيل، وإذا تضمد به مع الخل قلع الثآليل المسماة أفروخوذونس.
صاصلي:
ويقال صاصلا وصوصلا. الغافقي: وجد في بعض الكتب أنه النبات المسمى باليونانية أرنيون غالا. ديسقوريدوس في الثانية: أرنينوس غالا هو قضيب صغير دقيق رخص لونه إلى البياض ما هو طوله نحو شبرين له في أعلاه شعب ثلاثة أو أربعة لينة يظهر منها زهر ظاهر لونه مثل لون الحشيش، وإذا انفتح كان لون ما داخله شبيهاً بلون اللبن وفي وسط الزهر بزر شبيه ببزر لينابوطس منقلع يخبز مع الخبز مكان الشونيز وله أصل شبيه بأصل البلبوس صغير يؤكل نيئاً ومسلوقاً.
صابون:(1/436)
ابن واقد: قوته حارة يابسة في الرابعة. بولس: يجلو ويعفن. البصري: صالح لإنضاج الورم ويجمع القيح ويلين الأورام الجاسية. الرازي: حاد مقرح للجسد قوي في ذلك. ابن سينا: يحلل القولنج ويسهل الخام محمولاً. الشريف: إذا وضع منه في خرقة صوف ودلكت به الحزار والقوباء دلكاً شديداً أذهبها وإذا خلط بمثله ملحاً وتدلك به في الحمام أذهب الحكة والجرب المتقرح، وإذا خلط بمثله حناء وطلي بهما على الركبة الوجعة سكنها، وإذا أغلي مع دهن ورد وطلي به على القروح التي في رؤوس الصبيان جفف رطوبتها وأبرأها، وينبغي أن يتوالى على ذلك حتى تبرأ وإذا طليت به القروح الشهدية وتركت 7 أيام ثم تغسل بعد ذلك بماء حار فإنه أجل دواء فيها وإذا خلط الصابون بمثله حناء وطلي به على النمش قلعه وحيا مجرباً، وإذا أخذ منه وزن درهمين وأضيف إليها درهم سيلقون ومثله نورة مطفأة وخضب بها اللحية في الحمام بعد الغسل والإنقاء وصبر عليه مقدار نصف ساعة صبغ الشعر وغير الشيب تغييراً خروبياً وهو في ذلك غريب عجيب مجرب وإن غسل به الرأس في الحمام أذهب صيبانه وقتل قمله وأذهب الأتربة. التجربتين: يجلو البهق والنمش وإذا عجنت به أدويتها قوي فعلها، وإذا وضع على الأورام البلغمية العسرة الإنضاج مضافاً إلى أدويتها أو وحده أنضجها وحللها وإذا عجبت به الأدوية المفجرة للأورام مثل الحرف وخرء الحمام، وأصل قثاء الحمار قوى فعلها. غيره: يجعد شعر الرأس إذا غسل به ويفتح أفواه الجراحات.
صابون القلى:
إسم بدمشق للنبات المسمى بشجرة أبي مالك وقد ذكرت في الشين المعجمة.
صاب:
قيل إنه قثاء الحمار ولم يصح وقال بعض علمائنا: أظنه اليتوع لقول أبي حنيفة عن أبي عبيدة أن الصاب شجر إذا اعتصر خرج منه كهيئة اللبن فربما بدت منه بدية أي قطرة فيقع في العين فكأنها شهاب نار.
صاره: هو بعجمية الأندلس اللوف الصغير وسنذكره في اللام.
صالبيه:
كتاب الرحلة: هو بالصاد المهملة التي بعدها ألف ساكنة بعدها لام مكسورة بعدها باء بواحدة مكسورة ثم ياء ثم هاء إسم عجمي عند أهل صقلبة لنوع دقيق من الشالبية صغير الورق طعمه طعمها وريحه ريحها وهو عندهم في إبراء بياض العين مجرب.
صبر:(1/437)
ديسقوريدوس في الثالثة: شجرة الصبر لها ورق شبيه في شكله بورق الأسقيل عليه رطوبة يلصق باليد إلى العرض ما هو غليظ إلى الاستدارة مائل إلى خلف، وفي حرفي كل ورقة شبيه بالشوك ناتئ قصير متفرق وله ساق شبيه بساق أصاريقن وهو ساق نبات يسمى سقود السن وجميع هذه الشجرة ثقيل الرائحة مر المذاق جداً وعرقها واحد شبيه الوتر وتنبت في بلاد الهند كثيراً وقد تنبت أيضاً في بلاد العرب والبلاد التي يقال لها آسيا وفي بعض السواحل والجزائر مثل الجزيرة التي يقال لها أيدروس وليس لما ينبت منها في هذه المواضع صمغ ينتفع به إلا أنها إذا دقت وتضمد بها صلحت لإلصاق الجراحات وعصارتها نوعان منها ما هو رملي وهو شبيه بالعكر الصافي ومنها كبدي فاختر منها ما كان لازوقاليس فيه حجارة وله بريق إلى الحمرة ما هو كبدي سهل الإنفراك سريع الترطيب شديد المرارة، وأما ما كان منه أسود عسر الإنفراك فاتقه وقد يغش بصمغ، ويبين الغش فيه من المذاق والمرارة وشدة الرائحة ومن أنه لا ينفرك بالأصابع إلى أجزاء صغار ومن الناس من خلط به ألاقاقيا. جالينوس: في 6: والذي يحمل الناس إلينا عصارته ويسمونه كلهم صبراً فيه منافع كثيرة وذلك أنه يجفف تجفيفاً لا لذع معه وليس طبعه طبعاً بسيطاً مفرداً والشاهد على ذلك طعمه فإن فيه قبضاً ومرارة معاً إلا أن قبضه يسير ومرارته شديدة وهو يحدر أيضاً الثفل من البطن ولذلك صار في عداد الأدوية التي تخرج الثفل من البطن، وفي جميع ما وصفناه من أمره ما يعلم به أنه دواء يجفف في الدرجة الثالثة من درجات التجفيف ويسخن أيضاً إما في الدرجة الأولى ممتدة أو في الدرجة الثانية مسترخية ومما يشهد على أن قوة الصبر مركبة مخلوطة ما يفعله من أفعاله الجزئية أولاً فأولاً وذلك أنه أنفع للمعدة من كل دواء آخر ويلزق النواصير الغائرة ويدمل القروح العسرة الإندمال وخاصة ما يكون منها في الدبر والذكر وينفع أيضاً من القروح الحادثة في هذه المواضع إذا ديف بالماء وطلي عليها ويدمل الجراحات على ذلك المثال وينفع إذا استعمل من الأورام الحادثة في الفم وفي المنخرين والعينين، وبالجملة شأنه أن يمنع كل ما يتحلب ويحلل كل ما قد حصل، وفيه مع هذا جلاء يسير يبلغ من قلته أنه لا يلذع الجراحات الطرية النقية. ديسقوريدوس: وقوته قابضة مجففة منومة محصنة للأبدان، وإذا شرب منه فلنجارين بحليب لين بماء بارد أو فاتر في فتورة اللبن حين يحلب أسهل البطن ونقى المعدة، وإذا شرب منه مقدار ثلاث أوثولوسات أو درخمي بماء قطع نفث الدم ونقي اليرقان وإذا حبب مع الراتينج أو بالماء أو بالعسل المنزع الرغوة أسهل الطبيعة وإذا أخذ منه ثلاث درخميات نقي تنقية تامة، وإذا خلط بسائر الأدوية المسهلة قلل ضررها للمعدة، وإذا ذر وألصق على الجراحات ألصقها وأعمل القروح ومنعها من الإنبساط وشفى خاصة القروح المقرحة ويلزق الجراحات الطرية، وإذا ديف بشراب حلو شفى من البواسير الناتئة والشقاق العارض في المقعدة ويقطع الدم السائل من البواسير ويدمل الداحش المتقرح، وإذا خلط بالعسل أبرأ آثار الضرب الباذنجانية وإذا خلط بالخل ودهن الورد ولطخ على الجبهة والصدغين سكن الصداع، وإذا خلط بشراب أمسك الشعر المتناثر، وإذا خلط بالعسل والشراب وافق أورام العضل الذي عن جنبتي أصل اللسان واللثة وسائر ما في الفم وقد يشوى على خزف نقي محمى حتى يستوي من جميع نواحيه ويستعمل في الأكحال وقد يغسل ويخرج منه الأشياء الرملية التي فيه لأنه لا منفعة فيها ويؤخذ صافيه ونقيه. أبو جريج: هو ثلاثة أنواع السقوطري والعربي والسمجاني فالسقوطري يعلوه صفرة شديدة كالزعفران، وإذا استقبلته بنفس حار من فيك خلت أن فيه ضرباً من رائحة المر وهو سريع التفرك وله بريق وبصيص قريب من بصيص الصمغ العربي فهذا هو المختار، وأما العربي فهو دونه في الصفرة والرزانة والبصيص والبريق، وأما السمجاني فرديء جداً منتن الرائحة عديم البصيص وليست له صفرة والصبر إذا عتق وانكسرت حدته والمغشوش أسرع في ذلك.(1/438)
الرازي في الحاوي: قال جالينوس في تدبير الأصحاء: من طبع الصبر جذب الصفراء وإخراجها. وقال في الثانية: من الميامن أن الصبر الغير المغسول أكثر إسهالاً والعسل ينقص من قوته الدوائية نقصاناً كثيراً ويخرجه عن طبيعته الدوائية خروجاً كثيراً حتى إنه لا يكاد يسخن. وقال: في الصبر قوة إسهال ليست بالقوية بل إنما مقدار قوته أن يبلغ إلى أن يسهل ما في البطن مما يلقاه ويماسه وإن سقي منه فضل قليل بلغت قوته إلى ناحية الصدر والكبد، وإما أن يكون الصبر من الأدوية التي تنقص البدن كله فلا. وقال: والصبر أبلغ الأدوية لمن يعرض في معدته علل من جنس المرار حتى أنه يبرئ كثيراً منها في يوم واحد. وقال: وينبغي أن يعلم أن العلل الحادثة في المعدة والبطن من قبل أخلاط رديئة أنه ينتفع أصحابها بالأدوية المتخذة بالصبر، والصبر لا يستطيع أن يجذب الرطوبات الغليظة لما هو عليه من ضعف قوته المسهلة، وإذا خلط به الأفاويه اللطيفة قوته. وقال الفارسي: الصبر يسخن المعدة، ويدبغها أيضاً ويطرد الرياح ويزيد الفؤاد حدة ويجلوه. الحور: الصبر العربي يطلى على الأورام وهو أجود في ذلك من السقوطري ولا يستعملون السقوطري في الطلائية ولا العربي في الشرب. مهراريس: الصبر يضر الكبد والبواسير. الطب القديم: الصبر يسهل السوداء وهو جيد للماليخوليا وحديث النفس. الرازي قال: وأصبت لابن ماسويه أنه نافع أيضاً للعينين مجفف للجسد يطلى بمائه الشقاق الذي يكون في اليدين فينفعه. ماسرحويه: أنه يجذب البلغم من الرأس والمفاصل ويفتح سدد الكبد. ابن سينا: ينفع من قروح العين وجربها وأوجاعها ومن حرمة المآقي ويجفف رطوباتها. إسحاق بن عمران: ينفع من ابتداء الماء النازل في العين ومن الإنتشار وينقي الرأس والمعدة وسائر البدن من الفضول المجتمعة فيها وينقي الأوساخ من في العروق والأعصاب ويصفي الذهن. المنصوري: يسهل الصفراء والرطوبات والشربة منه من مثقال إلى مثقالين ومن كان في أسفله علة فليأخذه بالمقل إن لم يكن محروراً أو بالكثيراء إن كان محروراً وإن كان بمعدته أو بكبده علة فليأخذه مع المصطكي والورد. حبيش بن الحسن: الصبر هو ثلاثة أجناس السقوطري والعربي وهو اليماني والسمجاني فأما السقوطري، فيعلوه صفرة شديدة كالزعفران إذا استقبلته بنفس حار من فيك حسبت أن فيه شيئاً من رائحة المر، وإذا فركته انفرك سريعاً وله بريق وبصيص مثل الصمغ العربي، فهذا هو المختار الذي ينبغي أن يستعمل، وإما الصبر العربي فهو دونه في الصفرة والرائحة والبصيص والبريق وقوته أضعف من قوة السقوطري بكثير وكثيراً ما يورث كرباً ومغصاً ويبقى منه بقايا في طبقات المعدة ولا يكون له من القوة ما يقاوم بها الداء فلم يخلف إلا بعد يوم أو يومين من أخذه، والسقوطري على ضد ذلك وذلك أنه إذا شرب تصاعدت منه طائفة لطيفة إلى الرأس فنقت الدماغ من الفضول التي تجتمع فيه من البلغم ومن البخار الذي يتصاعد من المعدة إلى الرأس فيقوي بذلك البصر وذلك أنه إذا تصاعد إلى الرأس جزء لطيف إلى العصب الأجوف الذي يشبه أنبوبة الريش دفع ما فيها من الفضول بالرشح فإذا نقي ذلك العصب زاد ضوء البصر لأن ضوء البصر محمول فيه، ولهذا المعنى كانت الأوائل تدخل الصبر في الأرياجات الكبار والمعجونات وليس ينبغي أن يسقى الصبر في البرد الشديد ولا في الحر الشديد ولكن في الأنام المعتدلة الحرارة والبرودة لأنه إذا شرب في الأيام الباردة أضر بالمقعدة، وربما أسال منها الدم يرخي العروق التي حول المقعدة فيفتح أفواهها فيجري منها الدم وهو ينقي المعدة والرأس للمشاركة التي بينهما وذلك أن العرق الذي يسميه بعض الأوائل الأجوف المنحدر من مؤخر الرأس ينحدر إلى المعدة فيجذب ما فيها بقوة ويصعد إلى الرأس. وأما السمجاني فرديء جداً منتن الرائحة تقرب رائحته إذا استقبلته بنفس حار من فيك من إناء أو ثوب قد مسه شيء من الأغمار وصفرته يسيرة جداً عديم البصيص وغير سريع التفرك واجتنابه أصلح من استعماله ومن إصلاحه أن يمزج بالورد والمصطكي لتؤمن غائلته، ومن أحب أن يبالغ في إصلاحه فليستعمله على ما أصف يؤخذ من الصبر السقوطري رطل فيسحق وينخل بمنخل ضيق ثم خذ من الإفسنتين الرومي ربع رطل ومن أفراد الأبارج المصطكي وحب البلسان وعوده والسلبخة والدارصيني والسنبل والأسارون من كل واحد(1/439)
ثلاثة دراهم، ثم تطبخ الأفاويه برطلين من ماء عذب حتى يذهب نصفه وينزل ويمرس إذا فتر ويصفى وساد الصبر المسحوق إلى الهاون ويصب عليه من الماء ويغسل أولاً فأولاً ويؤخذ في إناء فإذا ألقي في الماء صفيته عن الصبر الذي غسلته ثم رددت على الذي في الهاون وغسلته حتى لا يبقى فيه إلا ما يشبه التراب ثم صببت الماء عنه كلما صفى، وإذا خلص الصبر من الماء فألق عليه من الزعفران ثلاثة دراهم وسطه حتى يختلط وارفعه واستعمله عند الحاجة ومقدار الشربة منه مدبراً ما بين الدرهم إلى الدرهمين، والصبر إذا عتق اسود وانكسرت حمته والمغسول أسرع في ذلك من الذي لم يغسل. ابن سرانيون: يعطى من الصبر بالغداة مثقال مع ماء العسل وقوم يعطونه بالليل ليناموا عليه وذلك غلط منهم وخطأ من فعلهم لأن أخذه على الطعام رديء وهو يستفرغ المرة الصفراء الغليظة التي قد خالطها رطوبة غليظة فهو يفعل في تلك الرطوبة أكثر مما يفعل في الرقيقة المائية لأنه ضعيف الإسهال وإن كانت كمية الشربة منه أقل من هذا أسهل الزبل فقط. غيره: الأوائل تقول إن خاصة الصبر تنظيف الأمعاء وتقويتها ودفع ما فيها وجلاؤها وهو مع أنها لا يضر المعدة فهو ينفعها والأدوية المسهلة غيره تضرها فلذلك ينفع الذين معدهم ضعيفة وتجتمع الفضول فيها والذين يحسون بثقل في الرأس. ويزيد أنه ينقي المعدة والأمعاء التي ترتقي منها الفضل إلى الرأس فينتفع الرأس بذلك ولمن يناله رمد من صفراء ولمن يعطس كثيراً من قبل الصفراء والذين يقلقهم التخيل المؤدي والأحلام المؤذية في النوم من غير حمى يعني إذا كان بهم مرار صفراوي وسوداوي معاً والذين يحسون بدبيب القشعريرة في أجسادهم وهذا يكون من صفراء وسوداء مركبتين معاً والذين يستفرغون من أسفل رياحاً حادة صفراوية تلذع أمعاءهم أو يحسون في معدهم بتلهب أو بتقلب أنفسهم من قبل انحدار الصفراء إلى معدهم من أجل كثرة الفضول المحتبسة في أعالي البدن منهم لا نقدر أن نعالجهم بالحقن، وهو ينقي المعدة والبطن والأمعاء والمواضع القريبة من هذه فأما الجسد كله فليس يستفرغه إلا أن يعطي منه كمية وافرة نحو مثقالين أو ثلاثة على رأي القدماء فأما على رأي المحدثين فمن مثقال إلى مثقال ونصف والمصطكي والورد والإهليلج الأصفر والمقل وما أشبه ذلك يعينه على إسهاله ويذهب ضرره وهذا يقال لها بادزهرات الأدوية يعني أنها تزيل ضررها وهو وحده يضر المقعدة لأنه يابس في الدرجة الثالثة والمقعدة عصبية ومزاجها يابس، وإذا انحدر عليها شققها واليبس يضر بالعضب. ابن سمحون: الذي يؤكد هذا الحال أن الفضل الذي يحدره يابس أيضاً حريف وهو مع ذلك بطيء الإسهال طويل الوقوف هناك. إبن ماسويه: ويجيد سحقه ليلتصق بخمل المعدة فيكون أكثر لتنقيته لها وجذبه لفضول الرأس لطول مكثه في المعدة إذا كان شديد السحق. الشريف: إذا سحق بماء كراث وطلي به على البواسير مراراً أسقطها وهو أبلغ دواء في علاجها مجرب. ويتبع ذلك عند سقوطها بدهن ورد محكوك بين رصاصتين، وكذا إذا طرح في النار واستنشق دخانه على قمع كان أبلغ دواء في النفع من الربو ولا سيما إن فعل ذلك متوالياً. التجربتين: إذا وضع على مقدم الدماغ مع الملح والنطرون نفع من النزلات منفعة قوية وسخن الدماغ وجفف رطوبته إذا حل بماء لسان الحمل أو الخل وطلي به على قروح رأس الصبيان الرطبة منها قلعها وإذا حل مع الأقاقيا وطليت به شؤون الصبيان المتفتحة سدها ومنافعه للبصر أن يقطع الدم المنصب إليه وأن يرق غلظ أجفانه وأن يحد نظره وأن يملأ قروحه الغائرة ويدملها ويسويها بما في سطحه منها وإذا حل بماء لسان الحمل وطليت به على قروح الأنف والأذن ابرأها ويحتقن به أيضاً المخابي والنواصير فينقيها ويجففها، وإذا حل بخل وطليت به الحمرة والشري نفع منها، وإذا حل ببعض المياه القابضة وطلي به على الفسخ والرض والكسر نفع منه، وكذا إذا حل أيضاً في ودح الصوف المستخرج بالخل حتى يغلظ الودح المذكور وطلي به لفسخ أو الرض سكن أوجاعها وقوى الأعضاء التي حدثا فيها. صباحية: هو الجزر وقد ذكر فيما تقدم.لاثة دراهم، ثم تطبخ الأفاويه برطلين من ماء عذب حتى يذهب نصفه وينزل ويمرس إذا فتر ويصفى وساد الصبر المسحوق إلى الهاون ويصب عليه من الماء ويغسل أولاً فأولاً ويؤخذ في إناء فإذا ألقي في الماء صفيته عن الصبر الذي غسلته ثم رددت على الذي في الهاون وغسلته حتى لا يبقى فيه إلا ما يشبه التراب ثم صببت الماء عنه كلما صفى، وإذا خلص الصبر من الماء فألق عليه من الزعفران ثلاثة دراهم وسطه حتى يختلط وارفعه واستعمله عند الحاجة ومقدار الشربة منه مدبراً ما بين الدرهم إلى الدرهمين، والصبر إذا عتق اسود وانكسرت حمته والمغسول أسرع في ذلك من الذي لم يغسل. ابن سرانيون: يعطى من الصبر بالغداة مثقال مع ماء العسل وقوم يعطونه بالليل ليناموا عليه وذلك غلط منهم وخطأ من فعلهم لأن أخذه على الطعام رديء وهو يستفرغ المرة الصفراء الغليظة التي قد خالطها رطوبة غليظة فهو يفعل في تلك الرطوبة أكثر مما يفعل في الرقيقة المائية لأنه ضعيف الإسهال وإن كانت كمية الشربة منه أقل من هذا أسهل الزبل فقط. غيره: الأوائل تقول إن خاصة الصبر تنظيف الأمعاء وتقويتها ودفع ما فيها وجلاؤها وهو مع أنها لا يضر المعدة فهو ينفعها والأدوية المسهلة غيره تضرها فلذلك ينفع الذين معدهم ضعيفة وتجتمع الفضول فيها والذين يحسون بثقل في الرأس. ويزيد أنه ينقي المعدة والأمعاء التي ترتقي منها الفضل إلى الرأس فينتفع الرأس بذلك ولمن يناله رمد من صفراء ولمن يعطس كثيراً من قبل الصفراء والذين يقلقهم التخيل المؤدي والأحلام المؤذية في النوم من غير حمى يعني إذا كان بهم مرار صفراوي وسوداوي معاً والذين يحسون بدبيب القشعريرة في أجسادهم وهذا يكون من صفراء وسوداء مركبتين معاً والذين يستفرغون من أسفل رياحاً حادة صفراوية تلذع أمعاءهم أو يحسون في معدهم بتلهب أو بتقلب أنفسهم من قبل انحدار الصفراء إلى معدهم من أجل كثرة الفضول المحتبسة في أعالي البدن منهم لا نقدر أن نعالجهم بالحقن، وهو ينقي المعدة والبطن والأمعاء والمواضع القريبة من هذه فأما الجسد كله فليس يستفرغه إلا أن يعطي منه كمية وافرة نحو مثقالين أو ثلاثة على رأي القدماء فأما على رأي المحدثين فمن مثقال إلى مثقال ونصف والمصطكي والورد والإهليلج الأصفر والمقل وما أشبه ذلك يعينه على إسهاله ويذهب ضرره وهذا يقال لها بادزهرات الأدوية يعني أنها تزيل ضررها وهو وحده يضر المقعدة لأنه يابس في الدرجة الثالثة والمقعدة عصبية ومزاجها يابس، وإذا انحدر عليها شققها واليبس يضر بالعضب. ابن سمحون: الذي يؤكد هذا الحال أن الفضل الذي يحدره يابس أيضاً حريف وهو مع ذلك بطيء الإسهال طويل الوقوف هناك. إبن ماسويه: ويجيد سحقه ليلتصق بخمل المعدة فيكون أكثر لتنقيته لها وجذبه لفضول الرأس لطول مكثه في المعدة إذا كان شديد السحق. الشريف: إذا سحق بماء كراث وطلي به على البواسير مراراً أسقطها وهو أبلغ دواء في علاجها مجرب. ويتبع ذلك عند سقوطها بدهن ورد محكوك بين رصاصتين، وكذا إذا طرح في النار واستنشق دخانه على قمع كان أبلغ دواء في النفع من الربو ولا سيما إن فعل ذلك متوالياً. التجربتين: إذا وضع على مقدم الدماغ مع الملح والنطرون نفع من النزلات منفعة قوية وسخن الدماغ وجفف رطوبته إذا حل بماء لسان الحمل أو الخل وطلي به على قروح رأس الصبيان الرطبة منها قلعها وإذا حل مع الأقاقيا وطليت به شؤون الصبيان المتفتحة سدها ومنافعه للبصر أن يقطع الدم المنصب إليه وأن يرق غلظ أجفانه وأن يحد نظره وأن يملأ قروحه الغائرة ويدملها ويسويها بما في سطحه منها وإذا حل بماء لسان الحمل وطليت به على قروح الأنف والأذن ابرأها ويحتقن به أيضاً المخابي والنواصير فينقيها ويجففها، وإذا حل بخل وطليت به الحمرة والشري نفع منها، وإذا حل ببعض المياه القابضة وطلي به على الفسخ والرض والكسر نفع منه، وكذا إذا حل أيضاً في ودح الصوف المستخرج بالخل حتى يغلظ الودح المذكور وطلي به لفسخ أو الرض سكن أوجاعها وقوى الأعضاء التي حدثا فيها. صباحية: هو الجزر وقد ذكر فيما تقدم.(1/440)
صبيب:
قيل أنه الميتان وليس به. أبو حنيفة: هي شجرة تشبه السذاب تطبخ، ويؤخذ لصيرها فيعالج به الخضاب وقد جاء في بعض الكتب: الصبيب هو الميتان وهو تصحيف.
صبار: هو التمر هندي الحامض الذي يتداوى به ويقال صباري وقد ذكرت التمر هندي في التاء.
صحناة:
هو السمك المطحون. ابن ماسه: حارة يابسة في الثانية رديئة الخلط تنشف رطوبة التي في المعدة وتولد جرباً ودماً سوداوياً وحكة وتطيب النكهة الحادثة من فساد المعدة. ابن ماسويه: مجففة للمعدة جالية لما فيها من البلغم نافعة من رداءة النكهة قاطعة للبلغم صالحة من وجع الورك المتولد من البلغم. الشريف: إدمانها يحرق الدم ويذهب بالصنان ونتن الآباط. الرازي في إصلاح الأغذية: وأما الصحناة فمذهبة لوخامة الأطعمة الدسمة البشعة ولا يصلح أن يعتمد عليها وحدها في التأدم، وينبغي أن يصلحها المحرورون بصب الخل الثقيف الطيب الطعم فيها والأضطباع فيها وأما المبرودون فيأكلونها بالصعتر والزيت أو دهن الجوز.
صدف:
جالينوس في 11: الصدف المسمى فيروقس والمسمى فرفورا ينبغي استعمالها محرقة لأنها صلبة جداً فإذا أحرقت صارت قوتها تجفف تجفيفاً بليغاً وينبغي أن تسحق سحقاً ناعماً وهذا هو باب عام لجميع الأشياء التي جوهرها حجري فإذا استعملت وحدها كانت نافعة للجراحات الخبيثة لأنها تجفف من غير لذع فإن عجنت بخل وعسل أو شراب وعسل كانت نافعة جداً للجراحات المتعفنة، فأما جثة الحيوان المسمى أوقنطراون فقوتها مثل هذه القوة إلا أنها ألطف وفي جميع هذه قوة تجمع الأجزاء فإذا أحرقت سلخ ذلك عنها بالإحراق وصار لها قوة مخالفة لهذه وهي المحللة فإن غسلت بعد الحرق صارت غسالتها تسخن إسخاناً لطيفاً حتى إنها ربما أخذت عفونة ويصير الباقي أرضياً لا يلذع أصلاً وهذا يكون نافعاً جداً لجميع الجراحات الرطبة لأنه ينبت اللحم فيها ويختمها، وخزفة أوسطراون خاصة إذا أحرقت تستعمل في مداواة الجراحات الغائرة العتيقة التي يعسر نبات اللحم فيها بسبب مادة تنصب إليها وفي جراحات قد صارت نواصير وغارت فلتوضع حولها من خارج منه مع شحم خنزير عتيق وضع في نفس الجرح من داخل الأشياء التي تنبت اللحم في هذه القروح وهذه القوة في حرف أوسطراون وبعده في حرف قبروقس، وبعده في حرف فرفورا ورماد جميعها يجلو ويبرق الأسنان لا بقوته فقط لكن بخشونته أيضاً وليس يضطر في هذا الموضع إلى سحقها كثيراً وإن خلط معها الملح كان جلاؤها أقوى حتى تجفف اللثة المترهلة وتنفع الجراحات المتعفنة. ديسقوريدوس في الثانية: فرفورا وهو صدف الفرفير إذا أحرق كانت له قوة ميبسة جالية للأسنان ناقصة للحمم الزائد منقية للقروح مدملة ويفعل ذلك الحيوان الذي يقال له فيروقس إذا أحرق فهو أشد حرقة إذا وضع على البدن وإن حشاه أحد بملح وصيره في قدر من طين وأحرقه وافق جلاء الأسنان وحرق النار وإذا ذر عليه فإنه إذا اندمل سقط من نفسه وقد يعمل من هذا الحيوان كلس وما كان داخل صدف فرفورا وداخل صدف فروقس في الموضع الأوسط الذي يلقي عليه الصدف قد يحرق أيضاً على ما وصفنا وقوته أشد إحراقاً من فيروقس وفرفورا إلا أنه إذا وضع على اللحم أكله، ولحم الفيروقس وفرفورا طيب جيد للمعدة وليس يلين البطن، وأما أمناقس وهو صنف من الصدف، وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها نيطس إذا أحرق يفعل مثل ما يفعل فيروقس، وإذا غسل مثل ما يغسل الرصاص واستعمل في أدوية العين وافق أوجاعها، وإذا خلط بالعسل أذاب غلظ الجفون وجلا بياض العين وسائر ما يظم البصر، ولحم أمناقس يوضع على عضة الكلب الكلب فينفع منها وأما طلبنا وأهل مصر يسمونه الطلبيس فهو صنف من الصدف صغير العظم إِذا كان طرياً وأكل لين البطن لا سيما مرقه وأما ما كان منه عتيقاً وأحرق وخلط بقطران وسحق وقطر على الجفون لم يدع الشعر الزائد أن ينبت في العين ومرق الصدف من فوات الصدف التي يقال لها خثمي وسائر أصناف ذوات الصدف الصغار يسهل البطن إذا طبخت مع شيء يسير من ماء ومرقها إذا استعمل للجشا مع شراب نفع، وصدف الفرفير إذا طبخ وادهن به أمسك الشعر المتساقط وأنبته، وإذا شرب بخل أذبل الأورام في الطحال، وإذا بخر وافق النساء اللواتي عرض لهن اختناق من وجع الأرحام وأخرج المشيمة منهن.
صدف البواسير:(1/441)
كتاب الرحلة: هو نوع من الصدف يوجد كثيراً في ساحل بحر القلزم وغيره في أماكن أخر من بحر الحجاز وجرب منه النفع من البواسير دخنة من أسفلها فيسقطها ويحرق أيضاً ويعجن بعسل فيقطع الثآليل وينفع من الزحير أيضاً وشكلها شكل ما عظم من الحلزون الكبير إلا أنها ذات طبقات وهي كريهة لونها فرفيري إلى السواد، لي: تعرف هذه الصدفة بالقلزم بالركبة فاعرفه.
صريمة الجدي:
تسميه شجارو الأندلس بسلطان الجبل. ديسقوريدوس في المقالة الثانية: فتلامينوس آخر له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أصغر منه وله أغصان غلاظ ذات عقد تلتف على ما قرب منها من الشجر وله زهر أبيض طيب الرائحة وثمر مثل حب القسوس لين فيه حرافة، ليست بمفرطة ولزوجة وأصل لا ينتفع به وينبت في مواضع خشنة. جالينوس في 7: أصله لا ينتفع به لشيء، وأما ثمرته فقوية في غاية القوة ولذلك صار متى شرب من بزره أياماً كثيرة متوالية مقدار ثلاث أواقي في يوم مع الشراب أبرأ الطحال بأن يدر البول ويلين البطن وهو يخرج المشيمة وينفع من به ربو وطعمه حار حريف وكان فيه لزوجة. ديسقوريدوس: وإذا شرب من الثمر وزن درخمي بقوابوشين مع شراب أبيض 45 يوماً حلل ورم الطحال بإخراجه الفضول التي فيه بالبول والغائط وقد يشرب لعسر النفس الذي يعرض فيه الانتصاب وإذا شربته النساء نقاهن.
صرصر:
والجمع صراصير وهي الجقالة عند أهل الأندلس بالجيم والقاف وهي الزنر أيضاً، وأما أهل الشام فالصراصير عندهم بنات وردان وقد ذكرتها في الباء والصرصر في الزنر في حرف الزاي.
صرفان:
هو الرصاص الأسود والصرفان أيضاً من التمر ضرب رزين أحمر علك صلب يختاره أطباء العراق على غيره.
صعتر:(1/442)
هو أصناف كثيرة وهي مشهورة عند أهل الأماكن التي ينبت فيها فمنها بري ومنها بستاني وجبلي وطويل الورق ومدوره ودقيقة وعريضة ومنه ما لونه أسود وهو المعروف عند بعض الناس بالفارسي ومنه أبيض وهو صعتر الحور ويقال له صعتر الشواء أيضاً ومنه أنواع أخر أيضاً وكلها متقاربة وأكثرها مشهور كما قلنا. ديسقوريدوس في الثالثة: أوريعانش إيرقلا أوطيقي ومن الناس من يسميه قويلي له ورق شبيه بورق الزوفا وإكليل ليس على هيئة الدوارة لكنه منقسم منفصل وعلى أطراف الأغصان بزر ليس بالكثيف وقوة هذا النبات مسخنة ولذلك إذا شرب طبيخه بالشراب وافق نهش الهوام، وإذا شرب مع الميبختج وافق من شرب الشوكران ومن شرب عصارة الخشخاش الأسود، وإذا شرب بالسكنجبين وافق من شرب الجبسين أو السم الذي يقال له أقيمارن، وإذا أكل بالقثاء وافق رض اللحم من العضل ورض أطرافها والحبن، وإذا شرب منه يابساً مقدار أكسوثافن بماء العسل أسهل فضولاً سوداوية وأدر الطمث، وإذا لعق بالعسل شفى من السعال وإذا شرب طبيخه في الحمام نفع من الحكة والجرب واليرقان وعصارته وهو طري تنفع من ورم العضل الذي عن جنبتي اللسان وورم اللهاة والقلاع إذا استعمل لذلك وإذا استعط بها مع دهن الإيرسا أخرجت من الأنف فضولاً، وإذا استعطت مع اللبن سكنت وجع الأذن ويعمل منه دواء يقيئ مع البصل والسماق الذي يؤكل بأن تؤخذ جميعها فتعصر في إناء نحاس قبرسي في الشمس 45 يوماً بعد مغيب كوكب الكلب وإذا فرش هذا النبات في موضع طرد الهوام عنه والصنف الذي يقال له أونيطس ورقه أشد بياضاً من هذا الصنف الذي ذكرنا وأشبه بالزوفا وبزره كأنه رؤوس وهو متكاثف وقوته في قوة الصعتر الذي ذكرنا قبله إلا أنه دونه في القوة والصنف منه الذي يقال له أوريعانس أعرنااي البري وهو الذي يسميه بعض الناس فاياقس ويسميه أيضاً أبوقليا ويسمونه أيضاً قوبولي ورقه شبيه بورق أوريعانس، وله أغصان دقاق طولها شبر عليها إكليل شبيه بإكليل الشبث وزهر أبيض وله عرق دقيق لا منفعة فيه وورقه وزهره إذا شربا بالشراب نفعا خاصة من نهش الهوام والصنف من ذلك الذي يقال له طراعورفعانش وهو صغير التمنش في مقداره وورقه وأغصانه تشبه ورق النمام وأغصانه وقد يوجد في بعض المواضع من هذا الصنف ما هو أعظم وأعرض ورقاً وأكبر جمة بكثير ويوجد في بعض الأماكن دقيق العيدان دقيق الورق ويسميه بعض الناس مراسا، والذي بقيليقيا منه ما هو جيد جداً والذي بالجزيرة التي يقال لها فورا والجزيرة التي يقال لها حنس والمدينة التي يقال لها أسحربا والجزيرة التي يقال لها أقريطي وجميع هذه كلها قوتها مسخنة مدرة للبول وإذا شرب طبيخها أسهل البطن لأنه يطلق ويحدر فضولاً مرية، وإذا شربت بالخل وافقت المطحولين وإذا شربت بالشراب وافقت من شرب السم الذي يقال له أكيسا وهو يحدر الطمث ويستعمل بالعسل في اللعوق للسعال، وورم الطحال والرئة الحارة وشربه صالح لمن وجد غثياناً وكل فاسد المعدة وكل من يتجشأ حامضاً وقد يعطاه من جاشت نفسه وكان بدنه مع ذلك حار أو إذا تضمد به مع السويق حلل الأورام البلغمية. جالينوس في 8: الذي يعرف منه بالأنوقلي أقوى من المسمى أونيطس وأقوى منهما جميعاً المعروف بأوريغانس البري وجميع أجناسه قوتها ملطفة قطاعة مجففة مسخنة في الدرجة الثانية، وأما طراعواريعانس ففيه شيء من القبض ومن الصعتر نوع يقال له ثبراد. ديسقوريدوس في الثالثة: نميرا وهو الصعتر هو نبات معروف عند الناس ينبت في أرض رقيقة ومواضع خشنة وهو شبيه بالنومش وهو الحاشا إلا أنه أصغر منه وألين وله سنبلة ملآنة من الزهر لونها بين الصفرة والخضرة وقوته كقوة الحاشا، والاستعمال له كالاستعمال للحاشا ويصلح للاستعمال في أوقات الصحة وقد يكون منه شيء يزرع في البساتين وهو أضعف في أفعاله من غيره إلا أنه أصلح في الأطعمة للين حرافته. ابن ماسويه: مذهب للثقل العارض من الرطوبة ولذلك يؤكل مع الباذروج والفجل وهو نافع من وجع الورك أكلاً وضماداً به مع الحنطة المهروسة والبري أقوى. الرازي في دفع مضار الأغذية: مشه للطعام منق للمعدة والأمعاء من البلاغم الغليظة ملطف للأغذية الغليظة ويحل نفخها إذا أكل وطبخ به مع ماء الكمأة والباقلي الرطب وما أشبهه وإذا وقع مع الخل أيضاً لطف اللحوم الغليظة والأعضاء العصبية كالأكارع ولحوم(1/443)
العجاجيل وأكسبها فضل لذاذة. مسيح: الصعتر حار يابس في الدرجة الثالثة وهو طارد للرياح هاضم للطعام الغليظ ويدر البول والحيض ويحد البصر الضعيف من الرطوبة وينفع من برد المعدة والكبد ويلطف الأخلاط الغليظة ويفتح السدد. إسحاق بن عمران: وإذا طبخ قضيبه بالعناب وشرب ماؤه أرق الدم الغليظ وهذه خاصية فيه ويذهب بالأمغاص ويخرج الحيات وحب القرع إذا طبخ وشرب ماؤه ومضغه ينفع من وجع الأسنان الذي يكون من البرد والريح وينقي المعدة والكبد والصدر والرئة ومن البلة وإذا أكل بالتين يابساً هيج العرق وهو يحدر مع البراز فضلاً غليظاً ويحسن اللون. ابن سرانيون: فقاح جميع الصعاتر تسهل المرة السوداء والبلغم إسهالاً ضعيفاً ويشرب منه وزن مثقالين بملح وخل. التجربتين: الصعتر ينفع من أوجاع المعدة المتولدة عن برد أو رياح غليظة ومن القولنج المتولد عنها ويخرج الثفل وينفع من أوجاع الرحم والمثانة وإذا ربب بالعسل أو بالسكر فعل ما ذكرنا وأحد البصر ونفع من الخيالات المتولدة من أبخرة المعدة والتمادي عليه يجفف ابتداء الماء النازل في العين، وإذا شرب بطبيخه الدواء المسهل منع من توليد الأمغاص منه، وإذا شرب ماء طبيخه بالسين أو السكر كان توطئة للدواء المسهل، وإذا شرب منه مقدار صالح من ذلك نفع من لسعة العقرب وكذا إذا تضمد به وقد أكل منه بعض الملسوعين أوقية معجونة بالعسل، فأزال عنه وجع اللسعة وجميع أنواعه إذا طبخ به القرع حسن هضمه. الشريف: وإن أخذ من مرباه كل ليلة عند النوم مثقال ونام عليه نفع من نزول الماء في العين وحسن الذهن. غيره: إن قرن الصعتر لجميع البقول المضعفة للبصر أذهب ضررها.اجيل وأكسبها فضل لذاذة. مسيح: الصعتر حار يابس في الدرجة الثالثة وهو طارد للرياح هاضم للطعام الغليظ ويدر البول والحيض ويحد البصر الضعيف من الرطوبة وينفع من برد المعدة والكبد ويلطف الأخلاط الغليظة ويفتح السدد. إسحاق بن عمران: وإذا طبخ قضيبه بالعناب وشرب ماؤه أرق الدم الغليظ وهذه خاصية فيه ويذهب بالأمغاص ويخرج الحيات وحب القرع إذا طبخ وشرب ماؤه ومضغه ينفع من وجع الأسنان الذي يكون من البرد والريح وينقي المعدة والكبد والصدر والرئة ومن البلة وإذا أكل بالتين يابساً هيج العرق وهو يحدر مع البراز فضلاً غليظاً ويحسن اللون. ابن سرانيون: فقاح جميع الصعاتر تسهل المرة السوداء والبلغم إسهالاً ضعيفاً ويشرب منه وزن مثقالين بملح وخل. التجربتين: الصعتر ينفع من أوجاع المعدة المتولدة عن برد أو رياح غليظة ومن القولنج المتولد عنها ويخرج الثفل وينفع من أوجاع الرحم والمثانة وإذا ربب بالعسل أو بالسكر فعل ما ذكرنا وأحد البصر ونفع من الخيالات المتولدة من أبخرة المعدة والتمادي عليه يجفف ابتداء الماء النازل في العين، وإذا شرب بطبيخه الدواء المسهل منع من توليد الأمغاص منه، وإذا شرب ماء طبيخه بالسين أو السكر كان توطئة للدواء المسهل، وإذا شرب منه مقدار صالح من ذلك نفع من لسعة العقرب وكذا إذا تضمد به وقد أكل منه بعض الملسوعين أوقية معجونة بالعسل، فأزال عنه وجع اللسعة وجميع أنواعه إذا طبخ به القرع حسن هضمه. الشريف: وإن أخذ من مرباه كل ليلة عند النوم مثقال ونام عليه نفع من نزول الماء في العين وحسن الذهن. غيره: إن قرن الصعتر لجميع البقول المضعفة للبصر أذهب ضررها.
صغد:
أصول سود عليها عروق دقاق كالشعر، طعمها أصل طعم الخرشف سواء وورقه مشوك شبيه بورق الأشخيص الأبيض معروفة بالشام ومصر عند باعة العطر بها وقد شاهدت نباته ببلاد إنطاليا على ما وصفته. مجهول: هذه أصول نبات تستعمله النساء في إطالة شعورهن فيحمدنها وخاصة تطويله حيثما كان وقد يسحق قوم هذه العروق بدهن البان الطيب ويصيرونها في المواضع التي يبطئ نبات الشعر فيها فتنبته وتسرع خروجه وقد تحفظ الشعر من جميع الآفات العارضة له مجرب. وقد يستعمل مسحوقاً مع بعض الأدهان اللطيفة في علاج القرع العارض للرأس طلاء فينتفع به.
صفرا:
أبو العباس النباتي: إسم عربي لنبات ينبت في الرمل بأرض الينبوع وما والاها وله ورق دقيق يشبه ورق رجل الحمامة وأغصانه دقاق عليها زغب وزهره أصفر يشبه زهرة السراخية والنبتة كلها لونها أصفر يسقى ماؤها المستسقين فينتفعون به طعمه تفه بيسير مرارة.(1/444)
صفراغون: إسم طائر يسمى بالإفرنجية هكذا وهو المسمى طرغلوديس وسنذكره في الطاء.
صغنية: هي شجرة الأبهل من مفردات الشريف.
صفيرا: يقال على الشجرة التي تصبغ الصباغون بخشبها وأهل مصر يعرفونها بعود القيسة وشجرته لا تسمو من الأرض كثيراً وورقها يشبه ورق الخرنوب الشامي سواء إلا أنه أمتن من ورق الخرنوب وفيه نقط سود وحمر على أغصانه قشر إلى السواد هكذا رأيته ببلاد إنطاليا، وأما أهل المغرب الأوسط فيوقعون هذا الإسم على الشجر المسمى بالبربرية أمليلس وقد ذكرته في الألف وزعم بعض شجارينا بالأندلس أنه الدلب وليس كما زعم وقد ذكرت الدلب في الدال المهملة.
صقر:
الشريف: هو طائر يشبه البازي صغير يصيد العصافير ويأكل فراخها ويسمى بالبربرية تانينا وأيضاً أبو عمارة وهو حار يابس لحمه إذا صلح وجفف ثم سحق وشرب منه درخميان بماء بارد على الريق ثلاثة أيام ولاء نفع من السعال البارد والربو ومرارته تنفع من ابتداء الماء النازل في العين ويقوي البصر كحلاً وذرقه إذا لطخ به الكلف أزاله وحيا.
صليان:
كتاب الرحلة: هو من المرعى المحمود عند العرب في القديم والحديث وليس من نبات بلادنا كما زعم بعض الناس نباته نبات الزرع وسوقه كذلك وله مكاسح مثل مكاسح القصب الصغير وسنابل متعددة، وإذا انتهت تلبدت فابيضت وتكاثرت وله بزر دقيق إلى الصفرة ما هو وعصارة ورقه تنفع بياض العين كحلاً.
صلول:
إسم بأرض الجزيرة والموصل لخروب الخنزير وهو الذي يثمر الثمر الذي يعرف بمصر بحب الكلى وهو مجرب عندهم في النبتة والشربة منه نصف درهم وهو الدواء المسمى باليونانية أباغودس وقد ذكرته في الألف.
صمغ:
إذا قيل مطلقاً فإنما يراد به الصمغ العربي الذي هو صمغ شجرة القرظ. ديسقوريدوس في الأولى: والجيد من صمغ هذه الشوكة ما كان شبيهاً بالدود ولونه مثل لون الزجاج الصافي وليس فيه خشب والثاني بعد الجيد ما كان منه أبيض وأما ما كان منه شبيهاً بالراتينج وسخاً فإنه رديء. جالينوس في 7: قوته تجفف وتغري وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يشفي ويذهب بالخشونة. ديسقوريدوس: وله قوة مغرية تمنع حدة الأدوية الحادة إذا خلط بها، وإذا لطخ ببياض البيض على حرق النار لم يدعه أن يتنفط. حبيش: بارد قليل الرطوبة يمسك الطبيعة من كثرة الحلفة ويغري المعي إذا وقع فيها سحج ويمسك الكسر من العظام وغيرها إذا ضمد به ويسكن السعال إذا وضع في الفم وامتص ما يتحلب منه أو خلط ببعض الأدوية التي تقع السعال وينفع من القروح التي في الرئة إذا شرب منه وينفع من الرمد في العيون ويصلح للأدوية المسهلة إذا خلط بها ويدفع حدتها ويكسر عاديتها ومقدار ما يؤخذ منه للسعال وإمساك الطبيعة مثقال وإذا خلط بالأدوية فنصف مثقال. حنين في كتاب الترياق: في الصمغ مع التغرية يبوسة غالبة ولذلك هو بالغ في الأمكنة التي يحتاج فيها مع التغرية إلى تجفيف، والكثيرا وإن كان يغري كتغرية الصمغ فإنه لا يجفف ولذلك يطرح مع الأدوية المسهلة ولا يطرح الصمغ. التجربتين: إذا حل في ماء الورد وقطر في العين نفع الرمد وخشونة الأجفان وحرقتها، وإذا أمسك في الفم نفع من السعال وغلظ المواد الرقيقة المنصبة إلى الصدر من الدماغ وهيأها للنفث. ابن سينا: يصفي الصوت ويقوي المعدة والمقلو منه في دهن الورد أقوى منفعة في قطع انبعاث الدم من الصدر وغيره. الشريف: إذا شرب منه مسحوقاً زنة مثقال في أوقية سمن بقري مذاب وفعل ذلك ثلاثة أيام نفع من نزف الدم من أي موضع كان من البدن ومن البواسير في الأرحام.
صمغ البلاط:
ديسقوريدوس في الخامسة: ليثوفلا ومعناه غراء الحجر وهو شيء يعمل من الرخام ومن الحجر الذي من البلاد التي يقال لها قونيا إذا خلط أحدهما بالغراء المتخذ من جلود البقر وقد ينتفع به في إزالة الشعر النابت في العين، سليم بن حسان: قد زعم غير ديسقوريدوس أنه إذا ذر على الجراحات بدمها ألحمها ومنعها من التقيح ويصلح للقروح الرطبة وهو معدوم جداً قليل الوجود وأكثر ما يكون ببلاد الروم ويوجد منه شيء قديم أولى أن لا يعرف كثير من الناس أمصنوع هو أو مخلوق لشدة جهلهم به وقلة معرفتهم له.
صمغ الاجاص:(1/445)
ديسقوريدوس في الأولى: صمغة شجرة الإجاص تلزق القروح وتغري وإذا شربت بشراب فتتت الحصاة وإذا خلطت بخل ولطخت على القوابي العارضة للصبيان أبرأتها. جالينوس في 6: إن كان هذا الصمغ يفعل هذا فالأمر فيه بين أنه قطاع ملطف. مجهول: هو شبيه في القوة بالصمغ العربي إلا أنه أضعف وإذا اكتحل به أحد البصر. التجربتين: ينفع من السعال المحتاج إلى تعديل الخلط المهيج له أو إلى تغليظه ممسوكاً في الفم وإذا حل بخم نفع الصبيان من البثور الخارجة عليهم كالحرار والشري والحصف وهو بثور غلاظ حمر.
صمغ السماق: إذا جعل على الأضراس الوجعة سكن وجعها ويلزق الجراحات ويجعل في بعض الشيافات المحدة للبصر.
صمغ الخطمي:
بعض علمائنا: يلفظ عند شدة الحر ومنه أصفر إلى البياض ومنه أحمر. ماسرحويه: صمغ جيد الخطمي بارد رطب مسكن للعطش ويحبس البطن ويقبض. بديقورس: صمغ الخطمي خاصته النفع من المرة الصفراء.
صمغ السذاب:
أبو جريج: حار في آخر الثالثة في الثانية يبرئ من قروح العين إذا نثر عليها وينفع من الخنازير في الحلق والإبط إذا استعط منه بوزن دانق.
صمغ الدامينا:
المنهاج: هو صمغ شجرة ببلاد فارس وأجوده ما كان صافياً يضرب إلى الحمرة وهو قوي الحدة والحرافة ملطف ينفع من الرياح الغليظة التي تعرض في المعدة والأمعاء ويلطف البلغم الذي يكون في المعدة ويحلله ويعين على الاستمراء وهو شبيه بالحلتيت في قوته إلا أن رائحته ليست بكريهة.
صمغ اللوز:
ديسقوريدوس: صمغ شجرة اللوز المر يقبض ويسكن، وإذا شرب نفع من نفث الدم وإذا خلط بخل ولطخ به القوابي العارضة في ظاهر الجلد قلعها، وإذا شرب مع خل ممزوج نفع من السعال المزمن وإذا شرب بالطلاء نفع من به الحصاة.
صمغ الزيتون:
ديسقوريدوس في ا: وصمغ الزيتون البري فيه مشابهة من السقمونيا في لونه شبه من لون الياقوت الأحمر وهو مركب من قطرات صغار يلذع اللسان وأما ما كان منه شبيهاً بالصمغ عظيم القطرات أملس ليس يلذع اللسان، فإنه رديء لا ينتفع به والزيتون البستاني والبري الذي بالبلاد التي يقال لها قيلقيا قد يخرج صمغاً على هذه الصفة. والصنف الآخر من صنفي صمغ الزيتون البربري يصلح لغشاوة العين إذا اكتحل به ويجلو وسخ القرحة التي يقال لها لوقوما التي تكون في العين ويدر البول والطمث وإذا وضع في المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها وقد يعد من الأدوية القتالة وقد يخرج الجنين ويبرئ الجرب المتقرح. محمد بن الحسن: حار فيه بعض التيبس ينفع من الجراحات إذا صير في المراهم وينشف بلة الجراحات.
صمغ السرو:
إبن سمحون: قال سليمان بن حسان: له حدة وحرافة وهو دون الصموغ كلها في المنفعة والفعل وإذا استعط به نقى الرطوبة من الدماغ وقوته شبيهة بقوة صمغ السذاب وصمغ الصنوبر إلا أنه أضعف بقليل ولذلك صار القطران الذي يخرج من شجره أضعف من القطران الذي من الجنس من الصنوبر الذي يقال له الشربين. حبيش بن الحسن: إن نثر على القروح التي تكون في الرأس مع الجلنار أبرأها وفي سائر الجسد.
صنوبر:(1/446)
جالينوس في 8: ثمرة الصنوبر الكبير إذا كانت طرية ففيها شيء من مرارة وحرافة مع رطوبة ولذلك صارت نافعة لمن به قيح مجتمع في صدره ولسائر من يحتاج إلى إصعاد شيء محتقن إلى صدره أو رئته وقذفه بالسعال بسهولة، وأما الذي يؤكل من هذه الثمرة فهو على سبيل الغذاء أعسر انهضاماً يغذو البدن غداء قوياً وعلى سبيل الدواء شأنه أن يغري ويملس الخشونة وخاصة إذا نقع في الماء حتى ينسلخ عنه جميع ما فيه من الحدة والحرارة والحرافة، فإن الذي يبقى بعد ذلك يكون في غاية البعد من التلذيع وفي غاية التغرية واللحوج وهو وسط فيما بين الكيفية الحارة والباردة ممزوج من جوهر مائي وجوهر أرضي وأما الجوهر الهوائي فهو فيه قليل زنخ جداً. ديسقوريدوس في ا: إذا أكل أو شرب مع بزر القثاء بالطلاء أدر البول ومنع حرقة الكلى والمثانة، وإذا شرب منه بعصارة البقلة الحمقاء سكن لذع المعدة ويفيد البدن الضعيف قوة ويقمع فساد الرطوبات وإذا أخذت ثمرة الصنوبر بغلفها من شجرتها ورضت كما هي طرية وطبخت بطلاء وأخذ من طبيخها أربع أواقي ونصف في كل يوم وافقت السعال المزمن وقرحة الرئة. مسيح: حب الصنوبر الكبار حار يابس في الدرجة الثانية وهو نافع من وجع المثانة والكليتين الكائن من حرافة المدة، وإذا ضمدت به المعدة الممغوصة مع عصارة الإفسنتين أذهب مغصها وهو مقو للأبدان المسترخية، وقال الرازي في الحاوي: حب الصنوبر الكبار حار رطب مفتح غليظ الكميوس وليس برديء الكيموس. الرازي في دفع مضار الأغذية: يسخن إسخاناً قوياً حتى إنه يصلح للمفلوجين أن يتنقلوا به ويزيد في الباه ويسخن الكلى جداً ويكسر الرياح ولا ينبغي للمحرورين أن يقربوه ولا سيما في الزمان الحار فإن أخذوا منه فليأخذوا عليه الفواكه الحامضة الباردة، وأما المشايخ والمبرودون فينتفعون به في إسخان أبدانهم وقلع ما في رئاتهم من البلاغم وإسخان أعصابهم وقال في المنصوري: ينفع من به رعشة وربو ويزيد في المني. البصري: سريع الإنهضام يغذو غذاء قوياً. إسحاق بن عمران: حب الصنوبر الكبار حار في الدرجة الثانية رطب في الأولى يغذو غذاء صالحاً غليظاً بطيء الإنهضام وإذا أكل مع العسل زاد في شهوة الجماع ونقى الكلى والمثانة من الحصاة والرمل. ابن ماسويه: حار في الثانية يابس في أولها كثير الغذاء غليظ بطيء الإنهضام نافع للإسترخاء العارض في البطن مجفف للرطوبة الفاسدة المتولدة في الأعضاء، وإذا شرب بعقيد العنب جلا الخلط الغليظ الكائن في الكلى والمثانة نافع من القيح والحصا فيها والرطوبة العفنة ويقوي المثانة على إمساك ما فيها من البول. جالينوس: وأما الحب الصغار المعروف بقضم قريش فهو ثمرة النوع المسمى من أنواع الصنوبر نيطس وقوم آخرون يسمون هذا النوع المسمى قوفا بهذه الإسم على طريق الإستعارة وقوته منقية من قبل أنه يقبض وفيه شيء من حدة وحرافة مع مرارة فهو لذلك نافع لما ينفث من الصدر ومن الرئة. ديسقوريدوس: نيطويداس هو قضم قريش وهو ثمر التنوب والأرز وقد يكون في غلف وقوته قابضة مسخنة إسخاناً يسيراً ينفع من السعال ومن وجع الصدر إن استعمل وحده أو بماء العسل. غيره: الإكثار منه يمغص. أبو حنيفة: الأرز هو ذكر الصنوبر لا يثمر شيئاً ولكنه يستصبح بخشبه كما يستصبح بالشمع وسمي ذلك الذي يستصبح به دادي بالرومي. الفلاحة: الأرز شجرة غليظة الخشب ورقها كالأخلة المجتمعة رؤوسها دقاق حادة وأسافلها أغلظ بقليل يعلو كعلو شجرة الدلب والفرق بينه وبين الصنوبر الذكر أن الذكر لا يحمل شيئاً ويستخرج منه القطران وهذه الشجرة تحمل وليس لها قطران وخشبها كثير العقد، وتحمل في تلك العقد حباً كحب الحمص أسود الخارج وداخله أصفر كريه الريح والطعم قليل الغذاء وإنما يأكله أهل ساحل القلزم لعدمهم للفواكه وعلكها شبيه بعلك ذكر الصنوبر في الصورة والقوة. جالينوس: لحاء شجر الصنوبر الصغير فيه من قوة القبض ما يبلغ به إلى أن يشفي من السحج إذا وضع عليه كالضماد شفاء لا غاية بعده، وإذا شرب حبس البطن ويدمل إحراق الماء الحار وكذا أيضاً النوع المسمى قوقا هو شبيه بهذا إلا أن قوته أقل من قوة هذا وأما ورق هاتين الشجرتين فمن طريق أنه أرطب من لحائهما فيه قوة تدمل مواضع الضرب، وأما الصنوبر الكبار فقوة ورقه وقوة لحائه قوة واحدة وإن كانت شبيهة بقوة الذكر، وهاتان(1/447)
الشجرتان لحاؤهما أقوى منهما حتى لا يمكن أن يفعل واحدة من تلك الخصال التي ذكرناها فعلاً حسناً بل فيه لذع مؤذ، وأما الدخان الذي يرتفع من هذه التي ذكرناها فهو نافع جداً للأجفان التي قد استرخت وانتفخت أشفارها والأماقي التي قد ذابت وتأكلت وصارت منها تسيل دمعة. ديسقوريدوس: نيطس وهو التنوب وقوفا وهو الأرز وهو ضرب منه وقشر كليهما قابض موافق للشجوج إذا سحق وذر عليها وإذا خلط بالمرداسنج ودخان الكندر وافق القروح الظاهرة في سطح الجلد وإحراق النار، وإذا استعمل بشمع مذاب بدهن الآس أدمل القروح العارضة للأبدان الناعمة وإذا سحق وخلط بالقلقنت منع القروح التي تسمى النملة من أن تنتشر وتسعى في البدن وإذا دخن به النساء أخرج المشيمة والجنين وإذا شرب عقل البطن وأمسك البول، وإذا دق ورق هذا الشجر وتضمد به سكن الأوجاع من الأورام الحارة ومنع الجراحات الطرية أن تنزف، وإذا طبخ بالخل وتضمد به حاراً سكن وجع الأسنان وإذا ضرب منه وزن ألفي وهو مثقال بماء أو بماء العسل وافق من كان بكبده علة وكذا يفعل قشر الصنوبر وورقه إذا شربا وإذا شقق خشبه وقطع صغاراً وطبخ بخل وأمسك طبيخه في الفم سكن وجع السن الألمة وقد يهيأ منه سواط للأدهان المعمولة المحللة للأعياء وتساط به الفرزجات وقد يحرق ويجمع دخانه فيصلح لأن يتخذ منه المداد وتصنع منه الأكحال التي تحسن هدب العين ولتساقط الأشفار والمآقي والدمعة. وقال في الخامسة: هذه صفة شراب حب الصنوبر يؤخذ من حب الصنوبر ما كان حديثاً فيرض ويلقى في العصير وقوته مثل قوة الراتينج وهو يصدع ويهضم الطعام ويدر البول ويوافق النزلة والسعال والإسهال المزمن وقرحة الأمعاء والإستسقاء وسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ومن أخذ حب الصنوبر فأنقعه بشراب حلو ثم طبخه وشربه كان موافقاً جداً للقرحة في الرئة. الشريف: وإذا دق ثمر الصنوبر الكبار وعجن بعسل وسقي منه ثلاثة دراهم كل يوم على الريق نفع من الفالج وإذا طبخ خشبه بماء وغسلت به الأعضاء التعبة نفع من أعيائها. لحاؤهما أقوى منهما حتى لا يمكن أن يفعل واحدة من تلك الخصال التي ذكرناها فعلاً حسناً بل فيه لذع مؤذ، وأما الدخان الذي يرتفع من هذه التي ذكرناها فهو نافع جداً للأجفان التي قد استرخت وانتفخت أشفارها والأماقي التي قد ذابت وتأكلت وصارت منها تسيل دمعة. ديسقوريدوس: نيطس وهو التنوب وقوفا وهو الأرز وهو ضرب منه وقشر كليهما قابض موافق للشجوج إذا سحق وذر عليها وإذا خلط بالمرداسنج ودخان الكندر وافق القروح الظاهرة في سطح الجلد وإحراق النار، وإذا استعمل بشمع مذاب بدهن الآس أدمل القروح العارضة للأبدان الناعمة وإذا سحق وخلط بالقلقنت منع القروح التي تسمى النملة من أن تنتشر وتسعى في البدن وإذا دخن به النساء أخرج المشيمة والجنين وإذا شرب عقل البطن وأمسك البول، وإذا دق ورق هذا الشجر وتضمد به سكن الأوجاع من الأورام الحارة ومنع الجراحات الطرية أن تنزف، وإذا طبخ بالخل وتضمد به حاراً سكن وجع الأسنان وإذا ضرب منه وزن ألفي وهو مثقال بماء أو بماء العسل وافق من كان بكبده علة وكذا يفعل قشر الصنوبر وورقه إذا شربا وإذا شقق خشبه وقطع صغاراً وطبخ بخل وأمسك طبيخه في الفم سكن وجع السن الألمة وقد يهيأ منه سواط للأدهان المعمولة المحللة للأعياء وتساط به الفرزجات وقد يحرق ويجمع دخانه فيصلح لأن يتخذ منه المداد وتصنع منه الأكحال التي تحسن هدب العين ولتساقط الأشفار والمآقي والدمعة. وقال في الخامسة: هذه صفة شراب حب الصنوبر يؤخذ من حب الصنوبر ما كان حديثاً فيرض ويلقى في العصير وقوته مثل قوة الراتينج وهو يصدع ويهضم الطعام ويدر البول ويوافق النزلة والسعال والإسهال المزمن وقرحة الأمعاء والإستسقاء وسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ومن أخذ حب الصنوبر فأنقعه بشراب حلو ثم طبخه وشربه كان موافقاً جداً للقرحة في الرئة. الشريف: وإذا دق ثمر الصنوبر الكبار وعجن بعسل وسقي منه ثلاثة دراهم كل يوم على الريق نفع من الفالج وإذا طبخ خشبه بماء وغسلت به الأعضاء التعبة نفع من أعيائها.
صندل:(1/448)
إسحاق بن عمران: هو خشب يؤتى به من الصين وهو ثلاثة أصناف أبيض وأصفر وأحمر وكلها تستعمل وهو بارد في الدرجة الثالثة يابس في الثانية موافق للمحرورين صالح جيد لضعف المعدة والخفقان الكائن من التهاب المرة الصفراء إذا سحق بالماء ووضع من خارج، وإذا عجن بماء الورد مع شيء من كافور وطلي على الأصداغ نفع من الصداع المتولد عن الحر وإذا خلط مع جزء من صندل أبيض محكوك نصف جزء من أنزروت وعجن ببياض البيض وطلي به الصدغان نفع من الصداع الحار ومنع من النزلات إلى العين وإذا تدلك به في الحمام مع النورة أذهب رائحتها والصندل الأحمر أبرد من الأبيض إذا عجن بماء عنب الثعلب أو بماء حي العالم أو بماء الرجلة أو بماء الطحلب نفع من النقرس المتولد من الحرارة ومن الأورام الحارة ويمنع من أن تتحلب الفضول إلى العضو وأجوده الأصفر الدسم وبعده الأصفر اليابس وهو مما يدخل في الدخن لا يضره يبسه، وبعده الأحمر وهو أيبس من الأصفر وهو مما يصلح للحل والدق والطحن والأبيض بارد في الدرجة الثانية ويدق ويحك بماء الورد ويتمرخ به للحرارة، ويوضع على الجبهة والمعدة الحارتين فيبردهما وينفع من الحمى الحارة والبرسام وضعف المعدة من الحرارة وإذا حك بالماء ووضع على الجبهة والمعدة نفع من الحمى الحارة من ضعف القلب والصداع الحار. الرازي في المنصوري: إن طلي به الندب في الحمام أورث الحكة والحرارة. الشريف: إذا حك على شقف فخار جديد أحمر بماء ورد وحمل على بثور الفم أذهبه مجرب. وإذا سحق ومزج بدهن نبق ومرخ به اللحم أخرج المليلة من العظام حيثما كانت والأحمر أشد برداً من سائر أصنافه. ابن سينا في الأدوية القلبية: فيه خاصة تفريح القلب وتقويته ويعينها عطريته وقبضه وتلطيفه لطيف ما فيه وأما برده فإنما يعينها في الأمزاج الخارجة عن الطبيعة إلى الحرارة والأبيض منه أشد برداً ويبسه أقل من يبس الأحمر وهو في الثانية أيضاً إلا أن يبس الأول في أولها ويبس الأحمر في آخرها وتستفيد منه الروح حركة انبساطية مع متانة وفي الأمزاج الحارة برده، والأبيض أشد برداً وأقل يبساً على أن كل ذلك في الثانية.
صن وبر:
إسم يمني لصمغة يؤتى بها من اليمن كيلاً فيها رصانة لونها لون المر تداوى بها الجراحات وتصلح لقطع الإسهال ومن هذه الصمغة أيضاً ما يأتي على صورة قرص الحضض ويذكرون أنها من الشجرة التي منها الصمغة وإنهم يعصرونها ويجمدونها. يجفف ويصلح للمعقور من الدواب والجراحات الخبيثة وهذه القرص شبيهة بقرص الحضض إلا أن هذه أرض وليس لها من الصفرة ما لتلك وفي طعمها ثقل وحدة. لي: هذه الأقراص المعمولة من هذا الدواء هي بول الإبل على الحقيقة.
صنين:
كتاب الرحلة: إسم لنبت صغير يشبه ورق ما صغر من ورق القريلية وله ساق طولها شبر ونحوه تتشعب في أعلاها ويكون لها زهيرة صغيرة إلى الحمرة ما هي ثم تسقط فيخلفها غلف دقاق طولها طول الظفر ثلاثة مكان كل زهرة في رقة الإبر على هيئة شوك الهليون ولها أصل دقيق وطعمها إلى المرارة ما هي تنفع النفخ.
صنار: هو الدلب وقد مضى ذكره في الدال.
صوف:(1/449)
ديسقوريدوس في الثانية: أجوده ما كان ليناً وكان من رقبة الشاة وفخذيها. جالينوس في 11: أما الصوف الذي هو بعد بوسخه فهو يصلح لقبول الأشياء التي توضع على الأعضاء التي يعرض لها الفسخ ويصيبها الضربة من أي شيء كان ذلك إذا كان ما جمع من جنس ما يدهن به ويعرق به العضو، فإنه يعين هذه الأشياء على اللحوج بما فيه من الوسخ، وإما الصوف المغسول الذي لم يبق فيه شيء من الوسخ فإنما يصلح أن يكون مادة لقبول الرطوبة التي يغمس فيها وإذا أحرق الصوف صارت قوته حارة مع شيء من لطافة حتى أنه يسرع في إذابة اللحم المترهل الذي يكون في الجراحات ويفنيه ويقع أيضاً في الأضمدة المجففة وإحراقه يكون كما تحرق أشياء أخر كثيرة بأن تملأ منه قدر جديدة ويغطى رأسها بغطاء كثير الثقب جداً. ديسقوريدوس: الصوف الوسخ إذا بل بخل وزيت أو بشراب ثم تضمد به وافق الجراحات في ابتدائها والوثي والفسخ وآثار الضرب وكسر العظام وهو ملين للوسخ الذي فيه وإذا بل بخل ودهن ورد كان صالحاً للصداع ووجع العين وسائر الأعضاء والصوف المحرق له قوة يكوى بها ويقلع اللحم الزائد في القروح ويدملها وقد يغسل ويمشط ويجعل في قدر من طين ويحرق كما يحرق سائر الأشياء، وكذا يحرق القرمز ومن الناس من يمشط الصوف بوسخه ويسقيه بالعسل ويحرقه على الجهة التي ذكرناها ومن الناس من يأخذ مسامير وما أشبه ذلك ويصيرها على فم إناء من خزف واسع الفم ويجعل بين المسمار والمسمار فرجة ويضع قطعاً رقاقاً من قطع خشب الصنوبر على المسامير ويأخذ صوفاً ممشوطاً قد بل بزيت لا بإفراط فيقطر منه شيء من الزيت فيضعه فوق الخشب وتضع أيضاً على الصوف قطع خشب من خشب الصنوبر وتجعل ما أحببت من عدد الصوف على هذا المثال، ثم تلهب النار في الخشب برفق فإذا احترق الصوف أخذ المحرق والوسخ واللزوجة ويخزن لأدوية العين وقد يغسل هذا الرماد ويستعمل في أدوية العين. وغسله على هذه الصفة يؤخذ فيصير في إجانة خزف ويصب عليه ماء آخر ويحرك بالأيدي حركة شديدة ثم يترك حتى يصفو الماء فإذا صفا أريق وصب عليه ماء آخر ويحرك أيضاً بالأيدي حركة شديدة ولا يزال يفعل به ذلك حتى إذا قرب من اللسان لم يلذعه وكان فيه قبض. الشريف: إذا ربطت خرقة صوف حول عنق الرجل الماشي حط عباه ولم يجد لمشيه ألماً وإذا حشي بالصوف المودح بين الأصابع المشققة من اليدين والرجلين نفع من شقاقها وينبغي أن يترك يوماً وليلة ثم يزال ويعاود من الغد إلى أن يبرأ في أسرع وقت. ابن رقيا: وثياب الصوف حارة لدنة، والمرعز ألدن من الصوف لكنه أقل حرارة منه. وقال الرازي: الصوف والشعر حاران حسنان منهكان للجسد وخاصة في الصيف وما اتخذ من أوبار الإبل والمعز حار يابس يلزم البدن ويسخنه إسخاناً شديداً وهذه تعدل ثياب الصوف والمرعز وهي جيدة للعطنة والكليتين واللبد المتخذ من صوف الحملان كالطليعان وما شاكله مندمج الأجزاء مكتنز يمنع الهواء أن يصل إلى الأبدان ويمنع البخارات أن تتفشى فيكون إسخانه بيناً ومن لبس ثوباً يكون صوفه من شاة افترسها ذئب أصابته حكة في جسمه فأما وبر الجمال فللقطرانية التي فيه هو أشد حراً منه وهو خفيف شديد اليبس. ديمقراطيس: ومن أخذ حبل صوف وربط به ركبة الثور الصعب ذل وسهل انقياده فيما زعموا، والفراء المتخذة من الحملان حارة رطبة لمشاكلتها طبيعة الإنسان موافقة في لبسها لكل إنسان وكل البلدان ولا سيما لمن كان معتدل المزاج وما يعمل منها بالمصيصة معتدل الإسخان طيب الرائحة موافق للجسم وما عمل منها من الجلي فهو أقل إسخاناً وليناً وإن الحملان أحر من الجدي وأنفع للظهر والكليتين.
صوف البحر:(1/450)
كتاب الرحلة: كان بعض الناس فيما مضى يزعم أنه نوع من الطحلب البحري ينبت على حجارة أقاصير البحر وليس الأمر كما ظن بل هو شيء يوجد في بحر المشرق وببلاد الروم وبأقاصير أسفاقس أيضاً من بلاد القيروان وأكثرها يكون بمقربة من بلاد القيروان وأكثرها بمقربة من قصر زياد وبمقربة من قيودية أيضاً يوجد في صدفة كبيرة على قدر يد الإنسان أعلاها عريض وطرفها دقيق إلى الطول ما هو كأنه فم طائر ظاهرها خشن فيه زوايا طويلة ناتئة منها دقاق ومنها ما يكون في غلظ أقلام الكتاب فارغة الداخل ولون الصدفة كلون صدفة اللؤلؤ وداخلها لونه أصفر مليح المنظر إلى الحمرة ما هو وفي داخل الصدفة حيوان مؤلف من أشياء تشبه الأعصاب والكبد الأبيض والأسود كنبات اللوبيا قائم غير معوج المصير، وفي الطرف من المصير مما يلي الطرف الحاد من الصدفة يكون الصوف المعروف خلقة عجيبة للخلاق العليم سبحانه وتعالى. وأخبرني بعض أهل الجهة التي بها يُصاد أن حيواناً خزفياً من حيوان البحر مسلط على هذه الصدفة يرصدها في الأقاصير إذا بدا منها هذا الصوف التقمه منها وحده ولا يتعرض لغير ذلك.
صوطلة:
أبو العباس النباتي في كتاب الرحلة: إسم لنوع من السلق رأيته بحران وغيرها يبيع أصله البقالون ويقطعونه قطعاً وهو على شكل ما عظم من أَصول الجزر لونه أصفر إلى الحمرة يشوبه مسكية من ظاهره وباطنه طعمه حلو يشوبه مرارة مستعذبة يؤكل مسلوقاً وحده ومع الحمص أيضاً وماء الرمان والسماق ورقه ورق السلق بعينه إلا أنه أصغر وألطف وساقه كساقه وبزره كبزره. غيره: هو في أفعاله وقوته قريب من قوة السلق الأحمر وفعله إلا أنه ليس برديء للمعدة كالسلق فاعرفه.
حرف الضاد
ضأن:
الرازي في دفع مضار الأغذية: لحوم الضأن أكثر غذاء من المعز وأكثر إسخاناً وترطيباً وأكثر فضولاً والدم المتولد عنه أمتن وألزج وأسخن من الدم المتولد من لحوم المعز ولحوم الضأن أوفق لأصحاب الأمزجة المائلة عن الاعتدال إلى البرودة ومن تعتريهم الرياح في الأزمان والبلدان الباردة ولمن يكد ويرتاض كداً معتدلاً ويحتاج إلى قوة وجلد فليتخير حسب ذلك فإن اضطر في بعض الأوقات فإن لحم الضأن أوفق له من لحم المعز وبالضد فليتلاحق دفع مضرة ذلك بالصنعة فليصنع لحم الضأن بالخل في حال يحتاج مع التلطيف إلى تبريد وبالمري حيث يحتاج إلى تلطيف وسرعة إخراج وبالمصل والرائب والكشك والسماق وحب الرمان حيث يحتاج إلى تدبير فقط ويجب أَن تأكل عليه كلما يبرد ويجفف ويشرب عليه الشراب الأبيض الرقيق القهوي ويقل عليه من أكل الحلواء ويكثر من أكل الفواكة المرة والحامضة، قال: ولحوم الحملان أرطب من لحوم الضأن بحسب قرب عهدها بالولادة، وقال ابن سينا: ولحوم الحملان المحرق نافع للدغ الحيات والعقارب والحرارات ومع الشراب للكلب الكلب ورماده ينفع بياض العين وهو طلاء جيد للبهق، ديسقوريدوس: ومرارة الضأن تصلح لما يصلح له مرارة الثور غير أنها أضعف فعلاً وبعر الضأن إذا تضمد به مع الخل أبرأ الشري والثآليل التي يقال لها أقروخودونس، واللحم الزائد الذي يقال له التوث وإذا خلط بموم مداف بدهن ورد أبرأ من حرق النار. جالينوس: وكان رجل من أهل أثينا مشهور بالطب يعالج بزبل الضأن الثآليل النملية وهي التي يحس فيها بدبيب كدبيب النمل واللحم الزائد النابت إلى جانب الأظفار وكان في وقت استعمالها يعالجها بالخل ثم يطلى بها وكثيراً ما كان يستعملها في القروح الحادثة عن حرق النار لأنها تختم القروح.
ضال: هو ثمر السدر وهو خدر الشوك ونبقه صغار منابته الجبال وقد ذكرت السحر والنبق في حرف السمين المهملة.
ضبع عرجاء:(1/451)
الشريف: هذا حيوان يشبه الذئب إلا أنه إذا جرى كان كأنه أعرج ولذلك سمى ضبع العرجاء ولحمه حار يابس في الثانية مثل لحم الكلب وإذا أمسك إنسان في يده حنظلة فرت الضبعان عنه وإذا أخذ أحد أسنانها وأمسكها إِنسان معه ومر بالكلاب لم تنتجه وإذا أطعم الموسوسون دمها نفعهم وإذا أديفت مرارتها مع مثلها من دهن الأقحوان ووضعا في إناء نحاس وترك ثلاثة أيام ثم طلي به العين المشتكية في كل شهر مرتين أزال بياضها بتاتاً وكلما عتق هذا الدهن كان أجود وإذا طلي الوجه بمرارتها مع شحم أسد صفي اللون وصقله وأزال كلفه وإذا اكتحل بمرارتها وحدها أحدت البصر، وزعم بعض الأطباء أن الجلد الذي يكون حول خاصرتها إذا أحرق وسحق بزيت ودهن به دبر المأبون أذهب الإبنة عنه ويقال إن يدها اليمنى إذا قطعها إنسان وهي حية وأمسكها معه ودخل على الملوك عظم عندهم وقضيت حوائجه، وإذا أخذت الضبعة العرجاء وألقيت في دهن وقتلت فيه غرقاً ثم طبخت بالدهن أو بالماء والشبث والحمص نفع من وجع المفاصل وتعقدها وإذا جلس العليل المزمن في ذلك الزيت نفعه من جميع علل المفاصل وأزال النقرس وأذهب الرياح الغليظة، وهذا الحيوان بغاء وذلك أنه لا يمر به حيوان من جنسه إلا وعلاه. غيره: مخ ساق الضبع إذا ديف بزيت أنفاق وطلي به على النقرس نفع منفعة عظيمة وجلد الضبعة إن شد على بطن امرأة حامل لم تسقط وإن كانت مسقطة وإن جلد به مكيال وكيل به البزر أمن ذلك الزرع من سائر آفاته وإن جلد به قدح وجعل فيه ماء وقرب لمن نهشه كلب كلب شربه ولم يفزع منه.
ضجاج:
الغافقي: قال أبو حينفة: هو بكسر الضاد صمغ شجرة مثل شجر اللبان شائكة غير عظيمة ينبت بجبل يقال له قهوان من أرض عمان وهو صمغ أبيض تغسل به الثياب فينقيها إنقاء الصابون وتغسل الناس به رؤوسهم وله حب مثل حب الآس أسود يلذع اللسان. والضجاج بالفتح كل شجرة تسم بها السباع مثل الخروج والقشيب والألب.
ضجع:
الغافقي: قال أبو حنيفة: هو مثل الضغابيس إلا أنه أغلظ بكثير وهو مربع القضبان وفيه حموضة ومرارة يؤخذ فيشدخ ويعصر ماؤه في اللبن الذي قد راب فيطيبه ويحدث فيه لذع اللسان قليلاً ومرارة وهو جيد للباه.
ضدخ: وهو البربون وهي البقلة اليمانية وقد ذكرت في الباء.
ضرو:(1/452)
أبو حنيفة الدينوري: هو من شجر الجبال والواحدة منه ضروة. وأخبرني أعرابي من أهل السراة أنه مثل شجرة البلوط العظيمة إلا أنها أنعم وتضرب أطراف ورقها إلى الحمرة وهي لينة وتثمر عناقيد مثل عناقيد البطم غير أنه أكبر حباً وإذا أدرك شابها الحمرة وكذا الورق ويطبخ ورقه حتى ينضج ثم يصفى الماء عنه، ويرد إلى النار فيطبخ ورقه حتى يعقد فيصير كأنه القسط فيرفع ويعالج به لخشونة الصدر والسعال وأوجاع الفم وفيه عفوصة، وإذا ظهر علكه ظهر صغيراً ثم لا يزال يربو حتى يصير مثل البطيخة قال: ويسيل من الضرو أيضاً حلب لزج أسود مثل القار ومساويك الضرو طيبة نافعة وكذا العلك ينفع في العطر وشبهها شجر البطم، وقال قوم: والضرو هو الحبة الخضراء وزعموا أن الكمكام ورق شجر الضرو، وقيل لحاؤها وهو أفواه الطيب وكذا علك الضرو. البصري: صمغ الضرو يعرف بالكمكام وهو حار في الثانية يابس في الأولى جلاء محلل جذاب طيب الرائحة. إسحاق بن عمران: صمغ ضرو اليمن الكمم يضرب إلى السواد يشبه الصمغ متراكب بعضه على بعض يشبه ريح اللبان والمصطكي، ويقع منه يسير في الند والبرمكية والمثلثة، إسحاق بن سليمان: خاصة دهن حبه طرد الرياح البلغمية. الرازي في المنصوري: الضرو نافع من استطلاق البطن والقلاع غاية النفع. الشريف: يستخرج من ثمره دهن كثير منفعته طرد الرياح وشفاء الأمغاص إذا شرب ويدهن به وهو مجفف محلل وإذا طبخ ورقه بالدهن وقطر في الأذن نفع من وجعها، وإذا طبخ بماء وتمضمض بماء طبيخه شد اللثة وأزال بلغمها وكذا إذا طبخ من أطرافه الغضة إلى أن تخرج قوتها في الماء ثم صفي وشرب من صفو الماء مقدار أوقيتين أو ثلاثة على قدر قوة العليل قيأ قيئاً عظيماً وأخرج البلغم عن المعدة بقهر من غير أن ينال من ذلك كثير مضرة، وإذا أحرق من غض ورقه مقدار قبضة حتى يكون رماداً، إن خلط ذلك الرماد بماء وطبخ أيضاً طبخاً شديداً، ثم صفي وشرب منه صاحب وجع الخاصرة مقدار ثلاثة أواقي أبرأه وفحم خشبه إذا حشي به الجراحات سدها وقطع دمها ونفع منها وخاصة في جراح الختان. إسحاق بن عمران: وبدل ضرو الكمم اليمني ضرو الأندلس.
ضرب:
الشريف: هو السهم بلغة همذان وهو حيوان يكون في قدر الكلب الصغير إلا أنه كله شوك شارع مثل شوك القنفذ فإذا دنا منه حيوان اجتمع بعضه في بعض ثم زرق شوكه فيصيب بها كالسهام وهو حيوان قليل الوجود وهو من أنواع الحيوان المشهور ذكره لحمه حار يابس إذا أكل نفع النقرس في القدمين وكذا إن ضمد بدمها القدم شفى نقرسه ونفع منه، وإذا تلطخ بدمه أزال أوساخ البدن عنه وجلا الكلف.
ضريع:
الشريف: هو نبات يقذف به البحر المالح من جوفه يوجد على ساحل البحر وهو حار يابس إذا طبخ بماء وجلس فيه صاحب وجع المفاصل نفعه نفعاً بيناً وإذا بخر به المزكوم وهو جاف أذهب زكامه وإذا جفف واغتسل به في الحمام نفع من الحكة والجرب الرطب.
ضروع الكلبة: إسم يمني عربي لشجر بجبال مكة وتعرفه أهل اليمن بالزقوم أيضاً وقد ذكرته في حرف الزاي.
ضرس العجوز: إسم لحسك السعدان وقد ذكرته في السين.
ضرع:
جالينوس في أغذيته: إذا كان مملوءاً لبناً فغذاؤه إذا استمرى استمراء جيداً قريب من غذاء اللحم فإذا لم يستحكم هضمه تولد منه خلط خام أو بلغمي. ابن ماسويه: بارد يابس للعصبية التي فيه وينبغي أن يؤكل بالأفاويه ليسرع انحداره عن المعدة. إبن سينا: هو عن الحيوان الجيد اللحم جداً جيد الخلط غليظه قويه. الشريف: إذا أكلته المرأة القليلة اللبن أدر لبنها.
ضرم: قيل إنه الأسطوخودوس وقد ذكرته في الألف.
ضغابيس:
أبو حنيفة: واحدها ضغبوس وهو نبات ينبت له ساق مثل ساق الهليون سواء فما كان فيه فوق الأرض فهو أخضر حامض وما تحت الأرض أبيض حلو وكله يؤكل وإذا جف حثته الريح فطيرته ويقال أيضاً للقثاء الصغار ضغابيس.
ضفادع:(1/453)
ديسقوريدوس في الثانية: النهرية منها إذا طبخت بملح وزيت واستعملت كانت بادزهراً للهوام كلها ومرقها أيضاً إذا عمل على هذه الصفة وخلط مع موم ودهن ورد كان موافقاً للأمراض المزمنة العارضة للأوتار والقروح ذوات المدة وإذا أحرقت الضفادع ودر رمادها على الدم السائل من العضو قطع سيلانه والرعاف أيضاً وإذا خلط بزفت رطب ولطخ على داء الثعلب أبرأ منه ودم الضفادع الخضر إذا قطر على موع الشعر النابت في العين وقد نتف منعه أن ينبت وإذا طبخت بماء وخل وتمضمض بطبخها نفع من وجع الأسنان. جالينوس: وأدمغة الضفادع المحرقة يقال إنها تقطع انفجار الدم إذا نثرت عليه وإذا عولجوا به وزعموا أنه إن خلط مع الزفت الرطب شفا داء الثعلب، وزعموا أن دم الضفادع الخضر إذا نتف الشعر الزائد في الأجفان ووضع منه على موضع الشعر لم ينبث فوجدت ذلك كذباً عند التجربة. الرازي في الحاوي قال إسحاق: أن رجلاً أصابه سهم فنشب في عظم جبهته وبقي مدة طويلة إلا أنه عالجه علاجاً كثيراً فلم ينفعه حتى أنه وضع عليه ضفدعاً قد سلخ جلده ورمي برأسه وأطرافه فأخرج لزج في يوم وليلة وبرز من ذاته حتى سال اللحم الرخو الذي كان على فم الجراحة وأنا أظن أن لهذا قوة بليغة في الجذب وذلك أنه يقلع الأسنان. غيره: الضفدع البري قتال، وإذا تناولته الدواب في الرعي سقطت أسنانها وقد يستعمل شحمه لقلع الأسنان وحراقته جيدة لداء الثعلب ولحم الضفدع ينفع من لسع الهوام.
ضفائر الجن: هي البرشاوشان.
ضومر: هو الحوك وهو الباذروح عند أبي حنيفة.
ضومران:
أبو حنيفة: هي لغة في الضميران وأيضاً فإن الضومران عندنا بالأندلس المعروف بهذا الإسم هو ضرب من حبق الماء وهو الفودنج النهري يشبه في نباته النعنع البري وقد ذكرته مع أصناف الفودنجات في حرف الفاء.
حرف الطاء
طاليسفر:
قال الغافقي: هو الداركيسة وأكثر الناس على أنه البسباسة وليس ذلك صحيحاً ويسمي هذا الدواء حنين المسمى باليونانية ماقر في كتاب ديسقوريدوس الطاليسفر. وزعم ابن جلجل وحده أن الطاليسفر قيل عنه أنه لسان العصافير وقيل هو عروق شجرة هندية قال غيره الطاليسفر هو عروق العشبة التي يعلف بها عود الحرير. المجوسي: هو ورق شجرة الزيتون الهندي. غيره: هو قشور هندية تسمى باليونانية داركيسة. ديسقوريدوس في ا: ماقر هو قشر يؤتى به من بلاد اليونانيين لونه إلى الشقرة ما هو غليظ قابض جداً وقد يشرب لنفث الدم وقرحة الأمعاء وسيلان الفضول إلى البطن. جالينوس في 7: هذه قشرة تجلب من بلاد الهند في طعمها قبض شديد مع شيء من حدة وعطرية يسيرة ورائحتها طيبة مثل طيب رائحة جل الأفاويه المجلوبة من الهند ويشبه أن تكون هذه القشرة أيضاً مركبة من جواهر مختلفة والأكثر فيها الجوهر الأرضي والأقل فيها الجوهر اللطيف الحار فهو لذلك يجفف ويقبض تجفيفاً وقبضاً شديداً ولذلك صار يخلط في الأدوية التي تنفع من الإستطلاق وقروح الأمعاء لأنها في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تجفف، وأما الإسخان والتبريد فليس لهذا الدواء ولا في واحد منها فعل بين. الغافقي: والذي يبدو من قولي ديسقوريدوس وجالينوس في هذا الدواء أنه ليس هو من البسباسة في شيء فإن القبض فيها يسير والحرارة أغلب عليها وهو قشر رقيق ليس بغليظ، كما قال ديسقوريدوس وهذه الصفة هي بالأرماك أشبه. ابن عمران: هي عروق دقاق قشرها أغبر وداخلها أصفر وطعمها عفص ولها رائحة تشبه رائحة الكركم وهي عفصة وفيها حرافة وهي حارة يابسة في الدرجة الثانية وخاصته النفع من البواسير والأورام الظاهرة والباطنة. المجوسي: هو من البرودة واليبوسة في الدرجة الثانية ينفع من وجع الأسنان إذا طبخ بالخل وماؤه المطبوخ فيه ينفع القلاع الأبيض إذا أمسك في الفم. بديغورس: وبدل الطاليسفر إذا عدم ثلثا وزنه من الكمون ونصف وزنه من الأبهل. الرازي: وإسحاق بن عمران: مثله.
طاووس:(1/454)
الشريف: طير معروف يطير بعد ثلاث سنين وفيها يكمل ريشه ويفرخ مرة في العام ولحمه وشحمه إذا طبخا أسفيذباجا وأكله أو تحسى مرقه من به ذات الجنب نفعه وإذا ديف لحمه مع ماء وسذاب وعسل نفع من أوجاع المعدة والقولنج وشحمه ولحمه يزيدان في الجماع ومرارته إن خلطت بخل نفعت من نهش الهوام. جالينوس في أغذيته: لحمه أصلب من لحم الشفنين والورشان والبط وأغلظ وأبطأ انهضاماً وأقرب إلى شبه الليف. ابن ماسه: لحومها رديئة المزاج. المنهاج: أجودها الحديثة السن وهي حارة تصلح المعدة الحارة الجيدة الهضم ويجب أن تترك بعد ذبحه يومين أو ثلاثة ويشد في أرجله الحجارة ويعلق ويثقل ثم يطبخ بالخل. ابن زهر: في أغذيته كانت القدماء من الأطباء يذبحون الطيور الصلبة اللحم قبل طبخها ويتركونها معلقة بريشها، هذا طلباً منهم لأن يسرع إنهضامها كما أن الخمير في الخبز يجيد إنهضامه كذا اللبث في هذه الأشياء وأشباهها من الأطيار الصلبة يجيد إنهضامها. الرازي في الحاوي: إذا رأى الطاوس طعاماً فيه سم رقص وصاح قال ولحظه السم يوهن صورته. خواص ابن زهر: إن سقي المبطون من مرارته بالسكنجبين والماء الحار أبرأه وإن خلط دمه بالأنزروت والملح وطلي على القروح الرديئة الرطبة التي يخاف منها الأكلة أبرأها وإن طلي زبله على الثآليل قلعها وعظامه إن أحرقت وسحقت وطلي بها الكلف أبرأته وإن دلك منه على البرص غير لونه.
طالقوز:
علي بن محمد: هو نحاس يدبر بتوبال النحاس المنقع في أبوال البقر والمرجان المنقع في ماء الأسنان الرطب فيحدث فيه سمية وحدة قوية. غيره: هو صنف من النحاس الأصفر، والفرق بينه وبين سائر أنواع الصفر أن هذا وحده إذا حمي في النار وضرب عند خروجه من النار تمدد وصار أصفر لا ينكسر حتى يبرد. الطبري: هو نحاس مدبر بتوبال النحاس وهو الذي يرتفع من القبة التي تكون على موضع السبك المنقع في أبوال البقر. كتاب الأحجار: هو من جنس النحاس غير أن الأولين ألقوا عليه الأدوية الحادة حتى حدث في جسميته سمية فهو إذا خالط الدم عن جراحة أصاب ذلك الحيوان منه إضرار مفرط وإن عمل منه الطاليقون صنانير الصيد السمك ثم علق بها لم يطق أن يتخلص منها، وإن عظم خلقه وصغر قدرها لما فيه من الحدة ومبالغة السمية وإن أحمي الطاليقون في النار ثم غمس في الماء لم يقرب دابة وإن عمل منه منقاش وأدن نتف الشعر به بطل ذلك الشعر، ولم ينبت أبداً، ومن أصابه لقوة وأدخل في بيت مظلم لا يدخله الضوء وأدمن النظر فيه إلى مرآة من طاليقون يرى منها.
طارطقة: باللاطينية هو الماهودانه وسيأتي ذكرها في الميم.
طباشير:(1/455)
ماسرحويه: هو شيء يوجد في جوف القنا الهندي. علي بن محمد: هو رماد أصول القنا الهندي يجلب من ساحل الهند كله وأكثر ما يكون بموضع منه يسمى صندابور من بلد كلي حيث يكون الفلفل الأسود قالت الهند: إن أجوده أشده بياضاً وخاصة عقده وفلوسه التي في جوف قصبه وشكلها مستدير كالدرهم وإنما يوجد هذا منه مما احترق من ذاته عند احتكاك بعضه ببعض بريح شديدة تهب عليه وقد يغش بعظام أصول الضأن المحرقة إذا ارتفعت قيمته في غير موضعه، وأما في موضعه فإنه يسلم من ذلك لا تضاع قيمته هناك وقيمة المن من 6 دراهم إلى 8. مسيح الدمشقي: هو بارد في الثانية يابس في الثالثة يقوي المعدة وينفع من قروح الفم. الخوزي: جيد لإحراق المرة الحمراء ويشد البطن ويقوي المعدة إذا سقي وإذا طلي به. الرازي: جيد للحمى الحادة والعطش. إسحاق بن عمران: يقطع القيء الكائن من المرة الصفراء ويبرد حر الكبد الخارج عن الاعتدال وينفع من القروح والبثور والقلاع العارضة في أفواه الصبيان إذا اتخذ منه برود وحده أو مع الورد الأحمر والسكر الطبرذزي وينفع من البواسير. ابن سينا: فيه قبض ودبغ وقليل تحليل وتبريده أكثر من تحليله لمرارة يسيرة فيه وهو مركب القوى كالورد وينفع من أورام العين الحارة ويقوي القلب من الخفقان الحار والغشي الكائن من انصباب الصفراء إلى المعدة سقياً وطلاء وينفع من التوحش والفم نافع من العطش وإلتهاب المعدة وضعفها ويمنع انصباب الصفراء إليها ومن الكرب ويمنع الخلفة الصفراوية وينفع من الحميات الحارة شرباً بماء بارد، وقال في الأدوية القلبية له خاصية في تقوية القلب وتفريحه والمنفعة من الخفقان والغشي ويعينها قبضه وفي الأمزجة الحارة تبريده في الثانية وقد يعدل بالزعفران في الأمزجة الباردة ويشبه أن يكون تفريحه وتقويته بأحداث نورانية في الروح مع متانة. الرازي في الحاوي: قال جرجس أنه يذهب بالباه شرباً. غيره: ينشف البلة العتيقة من المعدة ويقوي الأعضاء التي قد ضعفت من الحرارة.
طباق:(1/456)
الغافقي: عامة الأندلس يسمونه الطباقة وهي بالبربرية الترهلان وترهلاً أيضاً وهي التي يستعملها أكثر أطبائنا على أنه الغافث قبل أن يعرفوا الغافت الصحيح وأخبرت أن أهل الشرق إياها يستعملون. ولذلك خالفوا في الغافث قول ديسقوريدوس وجالينوس. قال أبو حنيفة: هو شجر نحو القامة، ينبت متجاوراً لا تكاد ترى منه واحدة منفردة وله ورق طوال رقاق خضر تتلزج إذا غمز يضمد به الكسر فيلزقه وينفعه فيجبر وله نوار أصفر يجتمع تجرسه وتجتنيه النحل. وقال: هذا النبات يسخن إسخاناً بيناً وينفع من أوجاع الكبد الباردة وتفتح سمدها ويزيل التهيج والنفخ العارضين من ضعفها ويقوي أفعالها وأظن من ههنا غلط فيه الناس فظنوا أنه الغافث حتى قدماء الأطباء فإن الرازي يقول في الغافت أنه يدر الطمث فهو إنما هو فعل الطباق لا الغافت، وهو ينفع من سموم الهوام وخصوصاً العقارب شرباً وضماداً ومن الأوجاع الطارقة ويسهل الأخلاط المحترقة في رفق فهو لذلك ينفع من الحميات العتيقة والجرب والحكة إذا شرب طبيخه أو عصارته فأما الطباق المنتن وهو النبات المسمى باليونانية فوتيرا فهو أحد قوة وأشد حرارة وأقل في منفعة الكبد والمرق بينهما سهوكة الرائحة والطباق طيب الرائحة وإن كان فيه سهوكة يسيرة وطعمه حلو والفوتيرا فيها حرافة ومرارة ظاهرة وقد يستعملها كثير من الأطباء بدل الغافت وبدل الطباق وإنما غلطوا بشبهها للطباق والفوتيرا هي التي يسميها الناس شجرة البراغيث. ديسقوريدوس في الثالثة: من هذا النبات مما يقال له إنه الفوتيرا الأصغر وهو أطيب رائحة من غيره ومنه ما يقال له فوتيرا الأعظم وهو أعظم نباتاً من الآخر وأوسع ورقاً ثقيل الرائحة وكلاهما يشبه ورقهما ورق الزيتون إلا أن عليهما زغب وفيهما رطوبة تدبق باليد وطول ساق الأعظم نحو من ذراعين والأصغر ساقه مقدار قدم وله زهر هش إلى المرارة ما هو أصفر شبيه بالشعر في شكله وعروق لا ينتفع بها. جالينوس في 7: مزاجهما وقوتهما شبيهة إحداهما بالأخرى وفي طعمهما حرافة ومرارة وهما يسخنان بالفعل إسخاناً بيناً إن سحق ورقهما مع عيدانهما اللينة ووضع على عضو من الأعضاء، وإن طبخ الورق والعيدان بالزيت واستعمل الإنسان ذلك الزيت، فإنه قد يقال في هذا الزيت إنه يحلل ويشفي الناقض الكائن بأدوار وزهرة هاتين الشوكتين أيضاً فوتها هذه القوة بعينها، ولذلك قد يأخذ قوم هذه الزهرة أيضاً فيسحقونها مع الورق ويسقونها من أرادوا به من النساء إدرار الطمث بالعنف وإخراج الأجنة ومن هذه الشوكة نوع ثالث ينبت في المواضع الكثيرة الرطوبة، ورائحته أشد نتناً من رائحة ذلك النوعين اللذين ذكرناهما من أنواع هذه الشوكة المنتنة وقيل كلاهما من الإسخان والتجفيف في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس: وقوة هذا التمنش إذا افترش بورقه أو دخن به أن يطرد الهوام ويشرد البق ويقتل البراغيث وقد يتضمد بورقه لنهش الهوام والجراحات وقد ينتفع به ويشرب الزهر والورق بالشراب لإحدار الطمث وإخراج الجنين وتقطير البول والمغص واليرقان وإذا شرب بالخل نفع من الصرع، وطبيخه إذا جلس فيه النساء أبرأ أوجاع الرحم وإذا احتملت عصارته أسقطت الجنين وإذا تلطخ بهذا النبات مع الزيت نفع من الكزاز وأما الأصغر منه فإنه إذا ضمد به الرأس أبرأ من الصداع وقد يكون نوع ثالث من هذا النبات أغلظ ساقاً وألين وأعظم ورقاً من النوع الصغير وأصغر من الكبير وليست فيه رطوبة تدبق باليد وهو أثقل رائحة من الآخرين بكثير وأكره وأضعف قوة وينبت في الأماكن المائية.
طبرزذ:
قال السجستاني فارسي معرب وأصله تبرزذاي أنه صلب ليس برخو ولا لين والتبر الفاس بالفارسية يريدون أنه نحت من نواحيه بالفاس. الرازي: الملح الطبرزذ هو الصلب الذي ليس له صفاء وقد ذكرت السكر في حرف السين وقصبه في القاف.
طثرج: هو صغار النمل في اللغة وسنذكره في النمل في النون.
طحلب:(1/457)
ديسقوريدوس في الرابعة: الطحلب النهري هو الخضرة المشبهة بالعدس في شكلها الموجودة في الآجام على المياه القائمة. جالينوس في 8: مزاج هذا رطب وهو من الخصلتين كأنه في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: ولذلك إذا تضمد به وحده أو مع السويق وافق الحمرة والأورام الحارة والنقرس وإذا ضمدت به قيلة الأمعاء العارضة للصبيان أضمرها وإما الطحلب البحري فهو شيء يتكون على الحجارة والخزف الذي يقرب من البحر وهو دقيق شبيه في دقته بالشعر وليس له ساق. جالينوس في 6: هذا النبات قوته مركبة من جوهر أرضي وجوهر مائي وكلاهما بارد وذلك أن طعمه قابض وهو قابض وهو يبرد وإذا عمل منه ضماد نفع من جميع العلل الحارة نفعاً بيناً. ديسقوريدوس: وهو قابض جداً ويصلح للأورام الحارة المحتاجة إلى التبريد من النقرس. ابن سينا: يحبس الدم من أي عضو كان إذا طلي به وخاصة البحري والنهري وإذا غلي في الزيت لين العصب جداً.
طحال:
ابن سينا: خير الأطحلة طحال الخنزير ومع ذلك فهو رديء الكيموس وفيه بعض القبض ويولد دماً أسود وهو بطيء الهضم لعفوصته. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الطحال فإن الدم المتولد عنه أسود غليظ لا يؤمن على مدمنه الأمراض السوداوية ولذلك ينبغي أن يتعاهد من أكله نفسه بما ينقص السوداء ويشرب الشراب الرقيق الصافي جداً أو يأخذ الكبر المخلل وسائر الأشياء التي تلطف غلظ الطحال ويحذر أطحلة الحيوانات العظيمة الجثة وإذا أخرج عروقه ودمه مع الشحم وطبخ بعد في مصارين نقية جاد غذاؤه وقل توليده للسوداء.
طخش:
الغافقي: هو خشب ويتخذ من خشبه القسي بالأندلس وزعم قوم أنه سميلقس ولم يصح ذلك، وزعم بعضهم أنه المران وقيل بل هو الشوحظ وصفته بصفة الشوحظ أشبه وهو شجر وورقه نحو من ورق الخلاف وله ثمر أخضر إذا نضج احمر وداخله نوى وفيه دهنية وفي طعمه قبض، وهذا هو الطخش المعروف عندنا ويحكى أنه من شجر آخر قتال يشاركه في الإسم فقط ولم نره.
طخشيقون: ويقال طقسيقون وتأويله القوسي لأنه يسم بها السهام وهو دواء معروف عند أهل أرمينية يسمون به سهامهم في الحرب والحلتيت بادزهره.
طرفاء:(1/458)
ديسقوريدوس في الأولى: الطرفاء شجرة معروفة تنبت عند مياه قائمة ولها ثمر شبيه بالزهر وهو في قوامه شبيه بالأشنة وقد يكون بمصر والشأم طرفاء بستاني شبيه بالبري في كل شيء خلا الثمر فإن ثمره يشبه العفص، وهو مضرس. الفلاحة: هي ثلاثة أصناف منها، الكزمازك ورقه كورق السرو ومنها صنف آخر ألطف من الكزمازك قليل الورق يورد ورداً أبيض يضرب إلى الحمرة في العناقيد تحته الزنابير من النحل، وصنف ثالث لا يورد ولا يعقد على أغصانه حباً كأنه الشهدانج أحمر يضرب إلى الخضرة تصبغ به الثياب صبغاً أحمر لا ينسلخ عنها ومنه صنف آخر رابع كثير وهو الأثل. جالينوس في 7: قوة الطرفاء قوة تقطع وتجلو من غير أن تجفف تجفيفاً بيناً وفيه مع هذا قبض ولما كان فيه هذه القوى وهذه الوجوه صار نافعاً جداً للأطحلة الصلبة إذا طبخ ورقه وأصوله أو قضبانه بالخل أو بالشراب فيسقى من ذلك ويشفي أيضاً وجع الأسنان وأما ثمر الطرفاء ولحاها ففيهما أيضاً قيض ليس بيسير حتى إِن قوتهما في ذلك قريبة من قوة العفص الأخضر إلا أن العفص إنما تتبين فيه عفوصة فقط وأما ثمر الطرفاء فمزاجه مزاج غيره متساو لأنه خالطه شيء مبرد لطيف ليس بيسير وليس ذلك بموجود في العفص وقد يمكن الإنسان أن يستعمله إذا لم يقدر على العفص وكذا أيضاً الأمر في لحاء الطرفاء ورماد الطرفاء أيضاً إذا أحرق تكون قوته قوة تجفف تجفيفاً شديداً والأكثر فيه الجلاء والتقطيع والأقل فيه القبض. ديسقوريدوس: ثمر الطرفاء يستعمل بدل العفص في أدوية العين وأدوية الفم ويكون موافقاً لنفث الدم إذا شرب وللإسهال المزمن وللنساء اللواتي يسيل من أرحامهن الرطوبات زماناً طويلاً ولليرقان ولمن نهشته الرتيلاء، وإذا تضمد به أضمر الأورام البلغمية وفعل قشره مثل فعل الثمر وإذا طبخ ورقه بماء ثم مزج بشراب وشرب أضمر الطحال وإذا تمضمض به نفع من الأسنان وقد يوافق النساء اللواتي يسيل من أرحامهن الرطوبات زماناً طويلاً إذا جلسن في طبيخه وقد يصب طبيخه على الذين يتولد فيهم القمل والصيبان فينفعهم ورماد خشب الطرفاء إذا احتمل قطع سيلان الرطوبة من الرحم وقد يعمل بعض الناس من ساق خشب شجرة الطرفاء مشارب يستعملها المطحولون ويشربون فيها ما يشربون بدل الأقداح ويرون أن الشراب فيها نافع لهم. ماسرحويه: إذا ذر رماد الطرفاء على القروح الرطبة جففها وخاصة القروح التي تكون من حرق النار. الطبري: الطرفاء ينفع من استرخاء اللثة ويدخن به للزكام والجدري فينتفع به نفعاً عجيباً. ابن واقد: أخبرني ثقة أن امرأة ظهر عليها الجذام فسقيت من طبيخ أصول الطرفاء والزبيب مراراً فبرئت وأنه جرب ذلك في امرأة أخرى فعادت إلى صحتها. وأنا أقول ذلك لأن علة هؤلاء كانت لورم الطحال أو لسدة فيه امتنع بسبب أحدهما من جذب الخلط السوداني من الدم وتصفيته عنه، فكان ذلك سبباً لظهور هذا الداء فيهم فلما تحلل الورم وانفتحت السدة باستعمالهم هذا الدوا بما في طبعه من التقطيع والجلاء عادوا إلى الصحة. الخوز الطرفاء: ينفع من الأورام الباردة إذا دخن ولا كثر الأورام. الإسرائيلي: وإذا تدخن بها نفعت من انحدار الطمث في غير وقته. الرازي في الحاوي: أخذ عن تجربة تبخر البواسير بالطرفاء ثلاث مرات، فإنها تجف وتذبل وتندر بعد ذلك مجرب. الشريف: وإذا بخرت العلقة الناشئة في الحلق بورق شجر الطرفاء سقطتها.
طراغيون:(1/459)
ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت بالجزيرة التي يقال لها أقريطش وله ورق وقضبان وثمر شبيه بورق وقضبان وثمر النبات الذي يقال له لحيبس إلا أنها أصغر مما للحيبس وله صمغة شبيهة بالصمغ العربي. جالينوس في 8: وهذا النبات ورقه وثمره وصمغه قوتها تحلل وهو لطيف القوة حار حرارته كأنها في الدرجة الثالثة في مبدئها ولذلك صار يخرج السلاء ويفتت الحصا ويدر الطمث إذا شرب منه مقدار مثقال واحد وهو نبات ينبت في أقريطش وحدها وهو شبيه بشجر المصطكي. ديسقوريدوس: ورق هذا النبات وثمره وصمغه إذا تضمد بها مع الشراب إجتذبت من جوف اللحم السلاء ما أشبه ذلك وإذا شربت أبرأت تقطير البول وفتت الحصاة المتولدة في المثانة وأدرت الطمث والذي يشرب منه إنما هو مقدار درخمي وقد يقال أن العنور البرية إذا وقع النشاب فيها وارتعت من هذا النبات سقط عنها نشابها، وقد يكون طراغيون آخر وهو نبات له ورق حمر شبيه بورق سقولوقندريون وأصل أبيض دقيق شبيه بالفجلة البرية. جالينوس: وأما النوع الآخر منه وهو أصغر من هذا ورقه شبيه بورق سقولوقندريون فهو ينبت في مواضع كثيرة وفيه من قوة القبض مقدار ليس باليسير، وهو موافق للعلل السيلانية جداً. ديسقوريدوس: إذا أكل نيئاً أو مطبوخاً نفع من قرحة الأمعاء ورائحته قوية وورقه حريف شل رائحة البيش ولذلك سمي طراغيون البيشي.
طراغيون آخر:
ديسقوريدوس في 4: ومن الناس من يسميه سقرينوس ومنهم من سميه طرغاين وهو تمنش صغير على وجه الأرض طوله شبر وأكثر قليلاً ينبت في السواحل البحرية، وليس له ورق على أغصانه شيء كأنه حب العنب صغار أحمر في قدر حبة الحنطة حاد الأطراف كثير العدد قابض وثمر هذا النبات إذا شرب منه نحو من عشر حبات بشراب نفع من الإسهال المزمن وسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم سيلاناً مزمناً، ومن الناس من يدق هذا الحب ويعمل منه أقراصاً ويخزنه ويستعمله في وقت الحاجة.
طراشنة:
الغافقي: هذا النبات نوعان أحدهما يشبه ورقه ورق السلجم البري إلا أنه أرق وهي مشققة جعدة وهي في خضرة ورق الكرنب وعليها شيء كالغبار أبيض ولها ساق يعلو دون القامة في أعلاه شعب صغار في أطرافها زهر أصفر كزهر الطباق أو زهر الهندباء، ولها أصل أبيض كثير الشعب إذا شرب عصير هذا النبات أبرأ من النفخ ويدر الاستسقاء وضعف الكبد والطحال وعصارته يكتحل بها لبياض العين وهي في ذلك قوية الفعل والصنف الآخر شبيه بهذا إلا أن خضرته تميل إلى الصفرة وهو أقصر ساقاً من الأول وأرق وأكثر أغصاناً وشعباً من الأول ونباتهما في الآجام والمواضع الرطبة وهو من نبات الصيف وهذا الصنف يقلع بياض العين أيضاً وقد سمي هذا النبات أيضاً بالجعفرية وعشبة العجول لأنها تبرئ بياض أعينها.
طرخون:(1/460)
بقلة معروفة عند أهل الشام وهي قليلة الوجود بمصر وزعم مسيح وحده أنه بقلة العاقر قرحا وليس كما زعم ومن الناس أيضاً من زعم أن الطرخون لا بزر له وليس الأمر كذلك أيضاً. أبو حنيفة: ورقه طوال دقاق. علي بن محمد: هو نبات طويل الورق دقيق السوق يعلو على الأرض نحواً من شبر إلى ذراع ويشبه النباتات الرخصة في أول طلوعه قبل أن يصلب عوده ويغلظ ساقه وهو من بقول المائدة يقدم عليها منه أطرافه الرخصة مع النعنع وغيره من البقول فينهض الشهوة ويطيب النكهة وإذا شرب الماء عليه طيبه وطاب به. الفلاحة: الطرخون صنفان بابلي طويل الورق ورقه مدور وهو من بقول الصيف وطعمه مر حريف لذاع. مجهول: الطرخون له ورق أحمر كورق الجماجم وهو على ساق لونه أحمر يعلو نحو الشبر وأكثر وفي طعمه حرافة يسيرة وله زهر دقيق بين أضعاف الورق. ابن ماسويه: حار يابس في وسط الدرجة الثالثة بطيء في المعدة عسر الإنهضام. مسيح: يجفف الرطوبات وينشف البلة بإبطائه. الطبري: جيد الكيموس وفيه ثقل. الرازي: غليظ نافخ وقال في دفع مضار الأغذية: إنه جيد للقلاع في الفم إذا مضغ وأمسك في الفم زماناً طويلاً وينبغي أن لا يكثر منه المبرودون وهو يطفئ حدة الدم ويقطع شهوة الباه. إسحاق بن عمران: فيه دهنية كثيرة بها صار لدناً عسر الإنهضام بطيء الإنحدار ولذلك صار واجباً أن يختار منه ما كان طرياً غضاً ليناً قريباً من ابتداء النبات لأن ذلك أقل لدهنيته ولدونته ويؤكل مع الكرفس لأنه يمنع ضرره ويجيد انحداره وانهضامه. التميمي: الطرخون مخدر للهوات واللسان بما في طبعه من الحرافة الكافورية اللطيفة، وفي طعمه شيء من طعم العاقر قرحا وقد ينفع مضغه من يكره شرب الأدوية المطبوخة فلا يلبث في معدته فإذا مضغ الطرخون خدر لهوانه ولسانه وأضعف ما فيهما من حدة الحس بما فيه من قوة التخدير فهان عليهم وسهل شرب الدواء ولم يحدث بهم بعد شربه غثيان وقد يدخل ماؤه مع ماء الرازيانج الأخضر في شراب الهندي المسمى شراب الكدر النافع من فساد الهواء المانع لكون الجدري والحصبة، وهو من أنفس أشربة ملوك الهند وملوك خراسان وخاصة ماء الطرخون إن يفعل ذلك الفعل وأن يمنع حدوث علل الوباء.
طراثيث:
أبو حنيفة: الطرثوث ينضض الأرض تنضيضاً فأعلاه هي بكعته وهي منه قيس أصبع وعليه نقط حمر وهي مرة وربما طال الطرثوث وربما قصر وهو نفسه كأير الحمار وبكعته أشبه شيء ببرعمة النبات الذي يسمى بستان أبروز وينبت تحت أصول الحمص وهو ضربان فمنه حلو يؤكل وهو الأحمر ومنه مر وهو الأبيض يتخذ للأدوية وبكعته يصبغ بها. الخليل بن أحمد: الطرثوث نبات كالفطر مستطيل دقيق يضرب إلى الحمرة منه مر ومنه حلو يجعل في الأدوية وهو دباغ للمعدة. البصري: الطراثيث تجلب من البادية وفي مذاقه عفوصة وهو بارد قباض عاقل للطبيعة وإذا شرب بمخيض البقر وبلبن الماعز حليباً ومطبوخاً أصلح استرخاء المعدة. بديغورس: خاصة الطراثيث حبس الدم وعقل البطن وبدله نصف وزنه قشر البيض محرقاً وثلثا وزنه قرط وسدس وزنه قرط وسدس وزنه عفص وعشر وزنه صمغ. لي: هذا الطراثيث هو المعروف رب رياح. الرازي: هو بارد يابس في الثالثة يقطع نزف الدم من المنخرين والأرحام والمقعدة وسائر الجسد.
طريفلن:(1/461)
معناه باليونانية ذو الثلاثة أوراق وهذا الإسم إسم مشترك يقال على الحندقوقي وقد ذكرتها في حرف الحاء المهملة وعلى أحد نوعي النبات الذي يسمى خصاء الثعلب وقد ذكرته فيما قبل ويقال أيضاً على هذا الدواء الذي زيد ذكره ههنا وهو الأخص به ويسمى بالعربية حومانة. ديسقوريدوس في الثالثة: طريفلن ومن الناس من يسميه متواسس ومنهم من يسميه أسفلطس وهو تمنش طوله ذراع أو أكثر وله قضبان دقاق سود شبيه بالأذخر فيها شعب في كل شعبة ثلاث ورقات شبيه بورق الشجرة التي تدعى لوطوس في ابتداء نبات الورق تشبه رائحته رائحة القفر، وله زهر فرفيري اللون ونوره إلى العرض ما هو عليه شيء من زغب وفي أحد طرفيه شيء كأنه خلط وله أصل دقيق مستطيل صلب. جالينوس في 8: هذا النبات يسميه اليونانيون بأسماء كثيرة منها ثلاثة اشتقت واستخرجت من الأعراض اللازمة له ومنها إثنان آخران لا أدري من أين استخرجا ومن أين سميا، فأما قوته فحارة يابسة على مثال قوة قفر اليهود لأن رائحته شبيهة برائحة ذلك القفر وهما في القوتين جميعاً من الدرجة الثالثة ولذلك صار إذا شرب شفى وجع الأضلاع الحادث عن السدد ويدر البول ويحدد الطمث. ديسقوريدوس: وبزره وورقه إذا شربا بالماء نفعا من الشوصة وعسر البول والصرع وابتداء الإستسقاء ووجع الأرحام وقد يدر الطمث وينبغي أن يسقى من البزر ثلاثة درخميات ومن الورق أربعة وورقه إذا شرب بالسكنجبين نفع من نهش الهوام وزعم قوم أن طبيخ هذا النبات، إذا أخذنا بأصله وورقه وصب على موضع نهش الهوام سكن الوجع إلا أنه إن كانت ممن يصب عليه قرحة فأصابها عرض له فيها شبيه بما كان به من نهش الهوام ومن الناس من يسقى من ورقه في الحمى المثلثة ثلاث ورقات ومن بزره ثلاث حبات بشراب وفي الحمى الربع أربع ورقات أربع حبات لتذهب الحمى وقد يقع أصل هذا النبات في أخلاط الأدوية المعجونة.
طرنة:
الشريف: يسمى بساط الغولب بالعربية وهو نبات من العشب مشهور ببلاد الأندلس، عند عامتها وهو نبات يحمي في الأرض الخرشاء تمتد قضبانه على الأرض وورقه دقيق جداً لاصق به وله مع أصل الورق بزر أبيض دقيق جداً وله ثمر كأنه نفاخات الماء كثيرة متصلة بعضها ببعض وقوة هذا الدواء حار يابس وخاصته إذا جفف وسحق وشرب بماء الطرفاء ينفع من البواسير وكذا إذا سحق وعجن بعسل منزوع الرغوة ولعق منه كل يوم على الريق مقدار ثلاثة دراهم نفع من البواسير مجرب.
طرستوج:
الغافقي: يقال سرستوج وهو حوت بحري يسمى باليونانية طريقلا وبعجيمة الأندلس المل. ديسقوريدوس في الثانية: هو صنف من السمك البحري إذا أدمن أكله أورث العين غشاوة وإذا شق ووضع على نهشة تنين البحر وعقربه وعنكبوته أبرأ منه.
طرغلوذيس:
الرازي في كتاب الكافي: أنه عصفور صغير أصغر من جميع العصافير أكثر ما يظهر في الشتاء لونه متوسط بين لون الرماد والصفرة وفي جناحيه ريش ذهبي ومنقاره دقيق وفي ذنبه نقط بيض له حركات متواترة وهو دائم الصفير قليل الطيران له خاصية عجيبة في تفتيت الحصاة المتكونة في المثانة ومنع ما لم يتكون. الرازي، في الحاوي: إنه يسمى بالإفرنجية صفراغون. ديسقوريدوس في الثانية: هو نوع من الطير يسمى بالإفرنجية صفراغون إذا شرب من جوفه قليل فتت الحصاة.
طريحومانس: هو شعر الغول وقد ذكرته في حرف الشين.
طراغوثوغن:
هذا النبات ذكره الرازي وسماه قوسي. ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسميه قومسي وهو قصب قصير له ورق شبيه بورق النبات الذي يحمل الزعفران وأصل طويل وللقضيب رأس كبير في طرفه ثمر أسود وهذا النبات يؤكل أيضاً. الغافقي: قال الرازي قومسي حشيشة تنبت بين الحنطة وغيرها ويسمى المثلث، وقال صاحب الفلاحة هو قضيب ينبت قصير وربما طلع عليه ورق طوال دقاق كأنها من الحشيش شديدة الخضرة وربما كان بغير ورق وله عرق طويل غليظ أغبر عليه قشر غليظ ويحمل في رأسه شبيهاً بجوز القطن فيه بزر وهو مأكول مستلذ طيب وأصله حلو صالح الحلاوة يؤكل الأصل مع القضيب وهو نافع من كثرة دموع العين مطيب للنكهة.
طريقوليون:(1/462)
زعم بعضهم أنه التربد وليس هو. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت في السواحل في الأماكن منها التي إذا فاض البحر غطاها وليس هو في جوف الماء ولا بناء عنه حتى إذا فاض لم يصل إليه وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له أساطس وهو النيل إلا أنه أغلظ منه وله ساق طوله نحو من شبر مشقق الأعلى وقد يقال أن زهر هذا النبات يتغير لونه ثلاث مرات بالنهار فبالغداة يكون أبيض ونصف النهار يكون مائلاً إلى لون الفرفير وبالعشي يكون أحمر قانتاً وله أصل أبيض طيب الرائحة إذا ذيق أسخن اللسان وإذا شرب منه مقدار درخمين بشراب أسهل من البطن الماء وأدر البول وقد يتخذ ليستعمل في دفع ضرر السموم مثل سائر البادزهرات وأما الفاضل جالينوس فلم يذكره في مفرداته البتة.
طريفون: وهو الشفنين باليونانية وهو التمام وقد ذكرت الشفنين البري والبحري في الشين المعجمة.
طرخشقوق: وطرشقوق وهو الهندبا البري وسنذكره في الهاء.
طريخ:
محمد بن عبدون: هو صنف من السمك على قدر شبر يصاد ويجلب إلى بغداد من بلد أرجيش بناحية أذربيجان. المنهاج: أجوده غير العتيق وهو حار يابس يطلق الطبع واليسير منه يلطف السوداء في حميات الربع وهو يضر بالطحال، ويصلحه الدهن الكثير.
طرنشول:
إسم ببلاد الأندلس للدواء المسمى بالسريانية صامريوما وقد ذكر في الصاد المهملة والطرنشول إسم لطيني أوله طاء مهملة مضمومة ثم راء مهملة مضمومة ساكنة بعدها نون مضمومة ثم شين معجمة مضمومة أيضاً ثم واو ساكنة بعدها لام.
طلق:
محمد بن عبدون: حجر براق يتحلل إذا دق إلى طاقات صغار دقاق ويعمل منه مضاوىء للحمامات فيقوم مقام الزجاج ويسمى الفتخ والحسميا بالسريانية، وكوكب الأرض وعرق العروس. وقال الرازي في كتاب المدخل التعليمي الطلق: أنواع بحري ويمان وجبلي وهو يتصفح إذا دق صفائح بيض دقاق لها بصيص وبريق قال في كتاب علل المعادن: الطلق جنسان جنس يكون متصفحاً يتكون من حجارة الجص ويكون في جزيرة قبرص. ديسقوريدوس: الطلق هو حجر يكون بقبرص شبيه بالشب اليماني يتشظى وتتفسخ شظاياه فسخاً ويلقى ذلك الفسخ في النار ويلتهب ويخرج وهو متقد إلا أنه لا يحترق. الغافقي: هذا الجنس هو الجبسين وهو الطلق الأندلسي وقال علي بن محمد: الطلق ثلاثة أصناف يمان وهندي وأندلسي فاليمان أرفعها والأندلسي أوضعها والهندي متوسط بينهما فأما اليمان فهو صفائح دقاق أدق ما يكون مثل صفائح الفضة غير أن لونها لون الصدق والهندي مثل اليمان في شكله إلا أنه دونه في فعله والأندلسي يتصفح أيضاً غير أنه غليظ متجبس ويعرف بعرق العروس، وقال أرسطوطاليس وخاصيته أنه لو دقه الداق بالحديد والمطارق والهاون وكل شيء تدق به الأجسام لم تعمل فيه شيئاً وإن أمر عليه حجر الماس كسره من موضعه ثم تصيبه صحيحاً على ما وصفنا وليس يحتال له في حيلة لسحقه إلا بأن يجعل معه أحجار صغار ويجمع في مسح شعر أو ثوب خشن جداً ويحرك مع تلك الأحجار دائماً حتى يتحتت جسمه وتأكله شيئاً فشيئاً. قال علي بن محمد: حله يهون بأن يجعل في خرقة مع حصيات ويدخل في الماء الفاتر ثم يحرك برفق حتى ينحل ويخرج من الخرقة في الماء ثم يصفى عنه الماء ويترك في الشمس حتى يجف فيبقى في أسفل الإناء كالدقيق المطحون. قال الرازي: ويطلى بالطلق المواضع التي تدنى من الناركي لا تعمل النار فيها. ابن سينا: قال بعضهم في سقيه خطر لما فيه من تشبثه بشظايا المعدة وخملها وبالحلق والمريء وهو بارد في الأولى يابس في الثانية قابض حابس للدم وينفع من أورام الثديين والمذاكير وخلف الأذنين وسائر اللحم الرخو ابتداء ويحبس نفث الدم من الصدر بماء لسان الحمل ويحبس الدم من الرحم والمقعدة سقياً للمغسول منه بماء لسان الحمل وطلاء وينفع من دوسنطاريا. الغافقي: جيد للقروح التي تهيج بأطراف المجذومين ينقيها ويجبرها.
طلع:(1/463)
ابن سحون: قال الخليل بن أحمد: الطلع يخرج من النخل كأنه نعلان مطبقان والحمل بينهما منضود والطرف محدد. أبو حنيفة: طلع النخل هو ما يبدو من ثمرته في أول ظهورها وقشره يسمى الكفرى وما هو داخل جوفه الوليع والأغريض وبه شبه الثغر الأبيض. وقال مرة أخرى: تلقيح النخل هو أن يجعل في الجوف في طلعة الأنثى منكوساً رأس الجوف إلى أصل الطلعة لينتثر دقيقه في جوفها ويتوخى أن يجعل في وسط الطلعة ولشماريخ الفحال دقيق راكبه إذا نفض انتفض، وقال العتبي: النخلة تكون تحت الفحل وتجد ريحه فتلقح بتلك الرائحة وتكتفي بذلك. وقال الياقوتي: دقيق طلع النخل الذكر وهو مثل دقيق الحنطة يلقح به النخل وهذا الدقيق ينفع من الباه ويزيد في المباضعة. ديسقوريدوس في ا: وقوة الثمر الذي في جوف الكفرى مثل قوة الكفرى في جميع الأشياء ما خلا المنفعة في الأدهان. جالينوس في 8: فأما الذي يخرجه النخل عندما يعقد وهو الطلع فقوته تلك القوة بعينها التي قلنا موجودة في الجمار. الرازي في كتاب أغذيته: الكفرى مركب من جوهر أرضي بارد ومن جوهر مائي مائل عن الاعتدال إلى البرد شيئاً يسيراً وما كان منه حلواً نعماً فالجوهر المائي الذي وصفنا فيه أغلب ولذلك هو أسرع انهضاماً وأصلح جداً بعد الإنهضام لما يتولد من الغذاء وما كان منه قابضاً صلباً فالجوهر الأرضي البارد أغلب عليه ولذلك هو أعسر إنهضاماً وما يتولد منه غليظ. ابن ماسويه: أما الطلع فاليبس عليه أغلب منه على الجمار ويبسه في وسط الدرجة الثانية وبرده كبرد الجمار وهو بطيء في المعدة عاقل للطبيعة يورث من أكثر منه وجعاً في المعدة وهذا الفعل له خاصية في توليد النفخ والقولنج ولذلك ينبغي أن يؤكل مسلوقاً ويؤكل بالخردل والمري والفلفل والزيت والكراويا والسذاب والكرفس والنعنع والصعتر فإن أراد مريد أكله نيئاً مع الأطعمة الدسمة كالدجاج السمين وشحومها والحدا وشرب بعده النبيذ العتيق. الرازي: الطلع يقوي المعدة ويجففها ويسكن ثائرة الدم. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الطلع والجمار ينفعان المحرورين ويسكنان ثائرة الدم ويدفع ما تولده هذه في المعدة من النفخ وبطء النزول بالزنجبيل المربى بالبندايقون وجميع الجوارشنات الحارة.
طلح:
قال الخليل بن أحمد: هو في القرآن الموز وسنذكره في الميم. قال أبو حنيفة: هو أيضاً أعظم العضاه وأكبر ورقاً وأشد خضرة وليس له شوك ضخم طويل وشوكه من أقل الشوك أذى وله زهرة بيضاء طيبة الرائحة وغلفه كقرون الباقلا كبار تأكله الغنم والإبل وصمغه أحمر عظيم كثير وله خشب صلب ولا ينبت إلا بأرض غليظة شديدة خصبة ولا ينبت بالجبال ولا بالرمال، وقال وهي التي تسميه العامة أم غيلان.
طليسا:
هو صنف من الصدف صغار يسميه أهل الشأم طلينس وأهل مصر دلينس يتأدم به مملوحاً بالخبز وقد ذكرته مع الصدف في الصاد.
طمطم: هو السماق من الحاوي.
طمر: هو الخروع من الحاوي وقد ذكرناه في الخاء المعجمة.
طهف:
الغافقي: قيل هو الذرة وقيل هو طعام يتخذ من الذرة. وقال أبو حنيفة: الطهف عشب صغار من المرعى له شوك وورق مثل ورق الدخن وله حبة رقيقة جداً طويلة ضاوية حمراء إذا اجتمعت في مكان واحد ظهرت حمرتها وإذا تفرقت خفيت تؤكل في الجهد. قال الفراء: هو شيء يختبر من الذرة.
طوفريوس:
هو نوع من الكمادريوس النعنعي يسميه أهل شرق الأندلس الشويعة وهو باللطينية يربه اسلي ومعناه عشبة الطحال بها يمحق الطحال شرباً وقد جمعت هذا النبات ببلاد إيطاليا بتخوم أرض قلعة فلحصارشلي. ديسقوريدوس في 3: هو عشبة قضبانها كأنها عصاً في شكلها تشبه النبات الذي يقال له خامادريوس وهي دقيقة الورق وورقها شبيه بورق الحمص وقد ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها قليقيا فيما يلي منها المكان الذي يقال لها حيطاس والمكان الذي يقال له فيبس. جالينوس في 8: قوة هذا الدواء قوة قطاعة لطيفة ولذلك صار يشفي حساؤه الطحال وإذا كان ذلك كذلك فليضعه الإنسان في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المجففة وفي الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة. ديسقوريدوس: وله قوة إذا شرب طرياً مع خل ممزوج بماء وإذا كان يابساً وطبخ وشرب طبيخه أن يحلل ورم الطحال تحليلاً شديداً وقد تضمد به المطحولون مع تين وخل ويتضمد به المنهوشون من الهوام بخل فقط.(1/464)
طواره:
هي حشيشة تنبت مع الأنتلة قتالة وزعموا أنها صنف من البيش وأن الأنتلة هي الجذوار وقد ذكرت الأنتلة في الألف والجذوار في الجيم.
طوط: هو القطن المعروف وأيضاً قطن البردي عند عامة الأندلس يسمى هكذا.
طوبه:
هو إسم عجمي لنوع من الشوك. البكري: شطاح يفشو في منابته ويكبر ورقه في طول الذراع شاك الحروف مقطعها أغبر أزغب يقوم في وسطه أنبوبة جوفاء في أعلاها خرشفة غير أن في رأسها هدباً نواره أحمر وهي مرة المذاقة وهي الأشتر عند العرب ويتخذ من أنابيبها منافخ النار.
طوله:
يقال بضم الطاء المهملة وإسكان الواو وضم اللام وتسكين الهاء وقيل أنه هو الغيطل وهو الذي يسمى باليونانية سفندرليون كذا قال بعض المفسرين وقد ذكرته في السين المهملة.
طلاء:
ابن سمحون: قال الخليل بن أحمد: الطلاء ضرب من القطران شبيه به خاثر المنصف وقال أحمد بن داود: وبعض العرب يسمي رب العنب الطلاء تشبيهاً بطلاء الإبل، وقال البصري: هو المنخنخ المعروف بالمثلث، وقال جالينوس في كتاب حيلة البرء: والمطبوخ هو الشراب الحلو الذي يسميه أكثر الناس طلاء وعقيد العنب وقال في كتاب الميامن: والشراب الذي يسميه اليونانيون عندنا مطبوخاً هو الذي يسميه بعض اليونانيين عقيداً.
طيلاقيون:
ديسقوريدوس في آخر الرابعة: ومن الناس من يسميه أيدرختي أعريا ومنهم من يسميه أيرون وورق هذا النبات وساقه يشبه ورق البقلة الحمقاء وساقها وينبت عند كل ورقة قضيبان يتشعب منهما 7 شعب صغار مملوءة من ورق ثخان يظهر منها إذا فركت رطوبة لزجة وله زهر أبيض وينبت بين الكروم والحروث. جالينوس في 8: قوة هذا النبات تجفف وتجلو ولكنها ليست تسخن إسخاناً بيناً بل الأولى أن يضعه الإنسان من الإسخان في الدرجة الأولى، وأما تجفيفه ففي الثانية ممتدة أو في مبدأ الثالثة ولذلك صار موافقا للجراحات المتعفنة ويشفي البرص والبهق إذا عولج بالخل. ديسقوريدوس: وورقه إذا تضمد به وترك ضماده 6 ساعات على البرص كان علاجاً له موافقاً وينبغي أن يستعمل دقيق الشعير بعد أن يضمد به وإذا دق وخلط بالخل وتلطخ به في الشمس قلع البهق وينبغي أن يترك إلى أن يجف ثم يمسح عن البدن.
طيهوج:
طائر يعرفه عامتنا بالأندلس بالضريس وضاده مضمومة معجمة وراؤه مهملة مفتوحة مشددة والياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها والسين مهملة. علي بن محمد: هو طائر شبيه بالحجل الصغير غير أن عنقه أحمر ومنقاره ورجله أحمران مثل الحجل وما تحت جناحه أسود وأبيض. الخوز: هو خفيف مثل الدراج ينفع من إسهال البطن إذا جعل مصوصاً بخل. المنهاج: أجوده السمين الرطب الخريفي وهو معتدل الحر يعقل البطن وينفع الناقهين ولا يصلح لمن يعالج الأثقال ولا ينبغي أن يدمن عليه الأصحاء خصوصاً أصحاب الرياضة وينبغي أن يطبخ لهؤلاء هريسة ليغلظ غذاوه.
طبقي:
هو في الحاوي الدادي. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له ورق شبيه بورق السعد وله ساق أملس وعلى طرف الساق زهر أبي متكاثف شبيه بالشعر في شكله يسميه بعض الناس أشلى إذا خلط بشحم خنزير مغسول عتيق أبرأ حرق النار وينبت في آجام ومياه قائمة.
طيب العرب: هو الأذخر.
طيطان: هو كراث البر ومنابته الرمل عن أبي حنيفة وسنذكر الكراث بجميع أنواعه في الكاف.
طين مختوم:(1/465)
جالينوس في 9: الطين المجلوب من لميون هو الذي يسميه قوم مفرة لمنية ويسميه آخرون خواتيم لمنية بسبب الطابع الذي تطبعه في ذلك الموضع المرأة الموكلة بالهيكل الذي هناك المنسوب إلى أرطامس فإن تلك المرأة القيمة بهيكل أرطامس تأخذ هذه الأرض بضرب من الإجلال والإكرام على ما قد جرت به عادة أهل تلك البلاد وليست تذبح لها ذبائح لكن تقرب لها قرابين توصلها إلى ذلك الموضع بسبب ما تأخذه منه من تلك الأرض ثم تأتي بما تأخذه من ذلك التراب إلى المدينة فتبله بالماء وتعمله طيناً رقيقاً ولا تزال تضربه ضرباً شديداً ثم تدعه بعد ذلك حتى يسكن ويرسب فإذا رسب صبت أولاً ما يكون فوقه من الماء الذي يقوم عليه وأخذت ما هو منه سمين لزج وتركت ما هو حجري رملي مما قد رسب أسفل الطين وحده وهو الذي لا ينتفع به ثم إنها تجفف ذلك الطين الدسم حتى يصير في حد الشمع اللين ثم تأخذ منه قطعاً صغاراً فتختمها بالخاتم المنقوش عليه صورة أرطاميس وتجفف تلك الخواتيم في الظل حتى يذهب عنها الندى وتجفف جفوفاً خفيفاً فيصير من هذه الخواتيم دواء يعرفه جميع الأطباء يسمونه الخواتم اللمنية وهي خواتيم البحيرة والطين المختوم، وإنما سمي هذا الطين بهذا الإسم لمكان الطابع الذي يطبع به وقوم يسمونه لمكان لونه مغرة لمنية فلون هذا الطين شبيه بلون المغرة وإنما الفرق بينه وبين المغرة إنه لا يلطخ من يد من يقلبه ويمسه كما تفعل المغرة وذاك أن ذلك التل الذي في لميون أحمر اللون كله وليس فيه شجرة ولا نبات ولا حجارة بل إنما فيه هذه التربة وحدها وفي هذه التربة الموجودة هناك ثلاثة أصناف أحدها هذا الصنف الذي ذكرنا وقلنا إنه للمتولي لأمر هيكل أرطاميس لا يقربه أحد سوى تلك المرأة، والصنف الثاني مغرة وهي التي يستعملها النجارون خاصة في ضرب الخيوط على الخشب، والصنف الثالث تراب أرض ذلك التل هو تراب يجلو ويستعمله كثير ممن يغسل الكتان والثياب فلما قرأت كتاب ديسقوريدوس وكتب غيره إنه يخلط في ذلك الطين المنسوب إلى لميون دم التيوس وإن تلك المرأة التي هي موكلة بالهيكل هناك تأخذ من ذلك التراب المعجون بهذا الدم فتجمعه وتختمه وتجعله هذه الخواتيم المعروفة بالطين المختوم تاقت نفسي إلى مباشرة هذا الخلط وتعرف مقدار ما يخلط مع التراب من الدم والوقوف عليه بنفسي. ولما داعتني نفسي إلى المضي إلى جزيرة قبرص بسبب المحتفرات التي هناك وإلى الغور بفلسطين بسبب قفر اليهود وغيره مما هناك من الأشياء الكثيرة التي تسحق المباشرة لها والنظر إليها كذلك لم أكسل عن المسير إلى لميون وذلك إني لما خرجت من إنطاكيا وسرت إلى ماقدونيا وجزت هذا البلد كله وصلت إلى المدينة المعروفة بفللنيس وهي مجاورة براقي ثم انحدرت منِ ههنا أيضاً إلى البحر القريب من هذا البلد وبعد هذا البحر عن هذا الموضع نحو 125 ميلاً، ثم انحدرت من هناك وجلست في مركب وسرت أولاً إلى باسوس فسرت نحواً من 255 ميلاً، ثم سرت من هذا الموضع أيضاً إلى الجزيرة التي يقال لها لميون نحواً من 755 ميلاً أخرى، وسرت من هذه الجزيرة إلى الإسكندرية التي في طرفا 755 ميلاً أخرى ولم أذكر هذا المسير وهذه الأميال ههنا جزافاً بل إنما وصفت ذلك كيما أن أراد أحد أن ينظر إلى المدينة المسماة أنفسطياس كما قد نظرت أنا علم من قولي هذا أين موضع تلك المدينة وأستعد للسفر إليها استعداداً جيداً يبلغه إليها فجميع هذه الجزيرة المسماة لميون فيها من شرقيها المدينة المسماة أنفسطياس ومن غربيها المدينة المسماة مودنية، وفي الوقت الذي سرت أنا إلى هذه الجزيرة جاءت تلك المرأة القيمة بأمر هيكل أرطاميس إلى هذا التل فألقت هناك عدداً معلوماً من الحنطة والشعير وفعلت أشياء أخر على عادة أهل ذلك البلد في دينهم، ثم حملت من تلك التربة وقر عجلة كما هي وسارت بها إلى المدينة كما وصفت قبل وعجنت ذلك الطين وعملت منه طيناً مختوماً وهذا هو الطين المختوم المعروف في كل موضع، فلما نظرت إلى ذلك رأيت أن أسأل هل كان فيما مضى من الدهور يخلط في هذا الطين دم التيوس والمعز فبلغهم ذلك عن قوم رووه عن غيرهم بالتقليد منهم فضحك مني جميع من سمع مسألتي هذه وكانوا قوماً ليسوا بالسواذج من الرجال بل قوم قد تأدبوا بجمل الحديث عن أحبار بلدهم المتقادمة. وفي رواية قصصهم وبأشياء أخر كثيرة وأخذت(1/466)
أيضاً من واحد من علمائهم كتاباً وضعه رجل كان في بلدهم على قديم الدهر يذكر فيه وجوه استعمال هذا الطين المأخوذ من لميون ومنافعه كلها فدعاني ذلك إلى الجد في تجربة هذا الدواء وترك التكاسل عنه فأخذت منه نحو عشرين ألف خاتم وكان ذلك الرجل الذي دفع إلي الكتاب يعد رئيساً بتلك المدينة أنفسطياس وكان يستعمل هذا الدواء في وجوه شتى وذاك أنه كان يداوي به الجراحات الطرية بدمها والقروح العتيقة العسرة الإندمال وكان يستعمله أيضاً في مداواة نهش الأفاعي وغيرها من الهوام، وكان يتقدم فيسقي منه من يخاف عليه أن يسقى شيئاً من الأدوية القتالة ويسقى منه من قد شرب منها شيئاً أيضاً بعد شربه السم فكان يزعم أن هذا الدواء المتخذ بحب العرعر وهو الذي يقع فيه من هذا الطين المختوم مقدار ليس باليسير، وكان هذا الرجل قد امتحنه فوجده يهيج القيء إذا شربه الإنسان والسم الذي تناوله في معدته بعد، ثم جربت أنا أيضاً ذلك فيمن شرب أرنباً بحرياً ومن شرب الذراريح بالحدس مني عليهم أنهم قد شربوا هذين السمين فتقيؤوا من ساعتهم السم كله بعد شربهم الطين المختوم ولم يعرض لهم شيء من الأعراض اللاحقة بمن تناول أرنباً بحرياً أو ذراريح ولما تقيؤوا تبين في القيء ما كان سقوه من الأدوية القتالة وليس عندي أنا علم من هذا الدواء المتخذ بحب العرعر في الطين المختوم وهل معه هذه القوة بعينها في الأدوية الأخر القتالة، فأما ذلك الرجل الذي دفع إلي الكتاب فكان يضمن عن هذا الطين المختوم ذلك ويزعم أيضاً أنه يسقي به من قد عضه كلب كلب بأن يسقى منه بشراب ممزوج وكان يزعم أنه يطلى على القرحة الحادثة عن العضة من هذا الطين بخل ثقيف، وكذا زعم أن هذا الطين إذا ديف بخل شفى نهش جميع الهوام بعد أن يوضع من فوقه إذا طلي بعض ورق العقاقير التي قد علمنا من أمرها أنها في قوتها مضادة العفونة وخاصة ورق الدواء المسمى سقرديون وبعده ورق القنطوريون الدقيق وبعده ورق القراسيون، وأما الجراحات الخبيثة المتعفنة فإنا لما استعملنا هذا الطين المختوم في أدويتها نفعها منفعة عظيمة واستعماله يكون في هذا الموضع بحسب عظم رداءة الجراحة وخبثها وذلك لأن الجراحة المنتنة جداً المترهلة الوسخة يحتمل أن يطلى عليها الطين المختوم مذاباً بخل ثقيف ثخنه مثل ثخن الطين المبلول على مثال ما تذاب الأقرصة التي يستعمل كل واحد من الأطباء في هذا الموضع قرصه منها غير التي يستعمل الآخر وهي أقرصة بولوايداس وأقرصة فاسبون وأقرصة أيدرون وغيرها فإن جميع هذه الأقرصة لما كانت تجفف تجفيفاً شديداً صارت تنفع الجراحات الخبيثة بعد أن تداف مرة بشراب حلو ومرة بعقيد العنب ومرة بشراب معسل ومرة بشراب أبيض أو بشراب أحمر على حسب ما تدعو إليه الحاجة، وعلى هذا المثال قد تداف أيضاً هذه الأقرصة في بعض الأوقات بالخل وبالشراب وبالماء وبالسكنجبين والخل الممزوج بماء العسل وهذا الطين المجلوب أيضاً من لميون المعروف بالخواتيم وبالطين المختوم الحال فيه كهذه الأقرصة لأنه قد يداف بكل واحد من هذه الأنواع فيكون منه دواء نافع في لزاق الجراحات الطرية وفي شفاء الجراحات المتقادمة والخبيثة أو العسرة الإندمال. ديسقوريدوس في الخامسة: هذه التربة تستخرج من معادن ذاهبة في الأرض شبيهة بالسرب ويخلط بدم عنز والناس الذين هناك يطبعونها بخاتم فيه مثال عنز يسمونها شقراحنس ومعناه علامة الخاتم أن يؤثر الخاتم في الشيء المختوم، والطين المختوم إذا شرب فقوته بها يضاد الأدوية القتالة مضادة قوية، وإذا تقدم في شربه وشرب بعده الدواء القتال أخرجه بالقيء ويوافق لذع ذوات السموم القتالة من الحيوان ونهشها وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المركبة. ماسرحويِه: إذا سحق وخلط بالخل ودهن الورد والماء البارد وطلي على الورم الحار نفعه وأبرأه ويقطع الدم من حيث خرج. ابن سينا في الأدوية القلبية: الطين المختوم معتدل المزاج في الحر والبرد مشاكل جداً للإنسان إلا أن يبسه أكثر من رطوبته وفيه رطوبة شديدة الإمتزاج باليبوسة فلذلك فيه لزوجة وتغرية ولأن اليبوسة فيه أكثر ففيه مع ذلك تشف وله خاصة عجيبة في تقوية القلب وتقريحه ويخرج إلى حد التقريح والترياقية المطلقة حتى يقاوم السموم كلها، وإذا شرب على السم أو قبله حمل الطبيعة على قذفه ويشبه أن تكون خاصيته تنوير القلب(1/467)
وتقريحه وتعديله ويعينهما ما فيه من اللزوجة والقبض ويزيد الروح مع ذلك متانة فتجتمع إلى التقريح التقوية. مسيح: وينفع شرب سحيقه وشرب نقيعه من الوباء في زمن الوباء. الخوز: أجوده الذي ريحه ريح الشب وإذا ذر على فم الجرح السائل منه الدم قطعه. بولس: إذا حقن به الدوسنطاريا المتآكل بعد أن يغسل المعي قبل ذلك بماء العسل ثم بماء مالح أبرأه.ه وتعديله ويعينهما ما فيه من اللزوجة والقبض ويزيد الروح مع ذلك متانة فتجتمع إلى التقريح التقوية. مسيح: وينفع شرب سحيقه وشرب نقيعه من الوباء في زمن الوباء. الخوز: أجوده الذي ريحه ريح الشب وإذا ذر على فم الجرح السائل منه الدم قطعه. بولس: إذا حقن به الدوسنطاريا المتآكل بعد أن يغسل المعي قبل ذلك بماء العسل ثم بماء مالح أبرأه.
طين الأرض:
هو الأبليز. جالينوس: وطين الأرض السمينة الدسمة فإني رأيت أهل الإسكندرية وأهل مصر يستعملونها فبعضهم يستعملها بإرادته وهواه وبعضهم بمنام يراه ولقد رأيت بالإسكندرية مطحولين ومستسقين كثيراً يستعملون طين أرض مصر وخلق كثير يطلون من هذا الطين على سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم وأعضائهم وظهورهم ورؤوسهم وأضلاعهم فينتفعون به منفعة بينة عظيمة وعلى هذا النوع قد ينفع هذا الطلاء للأورام العتيقة والأورام المترهلة الرخوة، وإني لأعرف قوماً قد ترهلت أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل وانتفعوا بهذا الطلاء نفعاً بيناً، وقوم آخرون شفوا بهذا الطين أيضاً أوجاعاً مزمنة وكانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكناً شديداً فبرئت وذهبت. ديسقوريدوس في الخامسة: كل أصناف الطين الذي يستعمل في أعمال الطب لها قوة تقبض وتنفع في التبريد والتغرية وتختلف بأن لكل واحد منها خاصية في المنفعة من شيء دون شيء آخر وينفع منه غيره من جنسه بلون من الإستعمال ومن هذا صنف آخر يقال له أراطرياس ومعناه طين الأرض المحروثة وهذا الصنف منه شيء أبيض شديد البياض له خطوط ومنه شيء لونه لون الرماد وأجود ما كان لونه شبيهاً بالماد وكان ليناً جداً وإذا حك على شيء من النحاس خرج لون محكه شبيهاً بلون الزنجار وقد يغسل مثل ما يغسل أسفيذاج الرصاص وهو على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان فيدق ويسحق ويصب عليه ماء ثم يترك حتى يصفو ثم يصب عنه الماء ويؤخذ الطين ويجفف في الشمس ويؤخذ ويصب عليه الماء في السحق ويفعل به ذلك النهار كله، فإذا كان بالعشي ترك حتى يصفو الماء فإذا كان في السحر صفي الماء عنه وسحق الطين في الشمس وعمل منه أقراص إن أمكن ذلك فإن احتيج إلى أن يشوى فليؤخذ منه قطع أمثال الحمص ويصير في إناء من فخار مثقب بثقب كبيرة ويسد فمه ويستوثق منه ويصير في جمر ويروح عليه دائماً فإذا صار لون الطين شبيهاً بلون الرماد الأسود رفع عن النار. جالينوس: فأما الطين المسمى أراطرياس فهو أقوى من الطين المجلوب من قريطس إلا أنه ليس له من زيادة القوة ما يلذع فإذا هو غسل صار ليناً مثل تلك الأنواع الأخر التي ذكرناها وقد يمكن أن لا يقتصر بهذا الطين على الغسل مرة واحدة ولكن يغسل مرتين وكذا القيموليا وقد يحرق بعض الناس هذا الطين فيجعلونه بذلك ألطف وأحد بكثير حتى يتغير فتصير قوته قوة محللة فإن هو غسل من بعد ما يحرق غسل وسلخ حدته وأخرجها وتركها في الماء وتبقى له اللطافة التي اكتسبها من الحرق فيصير أشد تجفيفاً ومن أجل ذلك لما كان هذا الطين نافعاً لمداواة القروح بالسبب العام الموجود في كل طين صار أنفع ما يكون لها إذا هو غسل من بعد الإحراق وهو أيضاً نافع جداً للقروح التي لا تجيب إلى نبات اللحم فيها بسهولة ويعسر اندمالها، وهذا الطين المسمى أراطرياس نوعان فواحد يضرب لونه إلى الرماد وآخر أبيض وأجودهما الرمادي. ديسقوريدوس: وقوة هذا الطين قابضة مبردة ملينة تلييناً يسيراً يملأ القروح لحماً ويلزق الجراحات في أول ما تعرض وهي بعد بدمها.
طين ساموش:(1/468)
ديسقوريدوس: ومنه صنف ثالث يقال لها صاماعي ومعناه طين ساموش وينبغي أن يختار منه ما كان أبيض مفرط البياض خفيفاً وإذا ألصق باللسان لصق كالدبق وإذا بل بالماء إنماع سريعاً وكان ليناً هين التفتت مثل الصنف الذي يقال له قولوريون فإنه صنفان أحدهما هو الذي وصفنا والآخر شيء يقال له أسطرا أي الكواكب وهو كوكب الأرض وكوكب ساموش وهو ذو صفائح كثيف بمنزلة المسن. جالينوس: نحن نستعمل النوع المسمى من هذه التربة كوكب ساموش في مداواة نفث الدم حيث كان وفي مداواة قروح الأمعاء من قبل أن تتعفن بأن يحقن به بعد غسل القرحة بماء العسل الذي له فضل صروفة أي قليل الماء ثم بماء الملح بعد ذلك ثم يحقن به بماء لسان الحمل ويسقى منه أيضاً بخل ممزوج مزجاً كثيراً بالماء وهو نافع للأورام الحارة ولا سيما إذا كانت بأعضاء لها فضل رطوبة وكانت رخوة بمنزلة الثديين والبيضتين وجميع اللحم الرخو المعروف بالغدد فإذا عرض ذلك فاستعمل هذا الطين من بعد أن تسحقه وتعجنه بالماء وتخلط معه من دهن الورد الفائق مقدار ما يمنع الدواء المخلوط أن يجف، وإذا خلط هذا الطين بهذه الصفة كان نافعاً جداً للأورام الحارة ولأوارم الحالبين عند ابتدائها والنزلة التي تنصب إلى الرجلين في علل النقرس، وبالجملة في مربع المواضع الذي تريد أن تبردها تبريداً معتدلاً وتسكنها. ديسقوريدوس: وقوة هذا الطين وحرقه وغسله شبيه بقوة وحرق وغسل الطين الذي يقال له أراطرياس وقد يقطع نفث الدم ويسقى بجلنار الرمان البري للطمث الدائم، وإذا خلط بالماء ودهن الورد ولطخ به الثدي والخصي الوارمة ورماً حاراً سكن ورمها وقد يقطع العرق، وإذا شرب بالخمر نفع من نهش الهوام ومن الأدوية القتالة وقد يوجد في ساميا حجر تستعمله الصاغة في التمليس وأجوده ما كان أبيض صلباً وقوة هذا الحجر مبردة قابضة، وإذا شرب ينفع من وجع المعدة وقد يغلظ الحواس وينفع من البياض والقروح العارضة في العين إذا استعمل باللبن وقد يظن أنه إذا علق على المرأة التي قد حضرها المخاض أسرع ولادتها وإذا علق على الحامل منعها أن تسقط الجنين.
طين جزيرة المصطكى:
ومنه صنف يقال له حيا وطين حيا وهي جزيرة المصطكى وهي حيوس. ديسقوريدوس: وينبغي أن يختار منه ما كان لونه أبيض مائلاً إلى لون الرماد شبيهاً بصاماعي، وهذا الطين رقيق ذو صفائح وقطعه مختلفة الأشكال وقوة هذا الطين شبيهة بقوة الطين الذي يقال له سامياعا وقد يصقل الوجه وسائر البدن وقد يغسل به في الحمام مكان النطرون والطين الذي يقال له سالينوما فعله كفعل الطين الذي يقال له حيا وأجوده ما كان منه شديد البياض ثقيلاً سريعاً في التفتت وإذا بل بشيء من الرطوبة انماع سريعاً. جالينوس: التربة المنسوبة إلى لينوساليسا والمنسوبة إلى ليوس فيهما قوة تجلو جلاء يسيراً جداً ولذلك صار يستعملها كثير من الناس في النساء لغمر وجوههن وهما من أفضل الأدوية للقروح العارضة عن حرق النار وهما ينفضان عن طين ساموش من طريق أنهما لا ينفعان من الأورام الحارة التي تكون في الثديين والأرنبتين والبيضتين وشبهها.
طين قيموليا:(1/469)
ديسقوريدوس: هو نوعان أحدهما أبيض والآخر فيه فرفيرية وهو دسم وإذا لمس وجد بارد المجسة وهو أجود النوعين. جالينوس: وقوته قوة مركبة وذلك أن فيه شيئاً يبرد وشيئاً يحلل بعض التحليل ولذلك صار متى غسل خرج عنه هذا الجزء المحلل ومتى لم يغسل فإنه يعمل بالقوتين كلتيهما وإذا طلي به موضع حرق النار من ساعته بعد أن يخلط معه خل نفعه وينبغي أن لا يكون الخل ثقيفاً جداً وإن كان على هذه الصفة فالأجود أن يخلط معه ماء قليل وكذلك يفعل كل طين خفيف الوزن أعني ينفع من حرق النار إذا طلي من ساعته بالخل والماء ويمنعه من أن يحدث في المواضع نفاخات. ديسقوريدوس: وإذا ديف كلا النوعين بخل ولطخت به الأورام العارضة في أصول الأذان وسائر الجراحات حللها وإذا لطخ كل واحد من النوعين على حرق النار في أول ما يعرض نفع منه ومنع الموضع من التنقط وقد يحلل كل واحد منهما الأورام الجاسية العارضة في الأنثيين والأورام الحارة العارضة في جميع أعضاء البدن والحمرة وبالجملة ما كان من هذا الطين خالصاً فإنه كثير المنافع. ابن حسان: أهل البصرة يسمون طين قيموليا الطين الحر وأصنافه كثيرة ومنه أرمني ومنه سلجماسي ومنه أندلسي والأرمني لم نره بعد وهو أجود الكل وبعده السجلماسي وهو أفضل في العلاج من الأندلسي وهو أبيض شديد البياض صلب الجرم مكتنز الأجزاء لا ينكسر بسرعة ولا ينحل في الماء إلا بعد برهة غير أنه إذا انحل ففيه من اللزوجة أكثر مما في غيره والأندلسي صنفان أبيض وأسود رديء والأبيض الشديد البياض وهو الذي نستعمله في العلاج والأسود رديء لا يصلح له ولا يتصرف في شيء منه. محمد بن عبدون: الطين الحر هو الطين العلك الخالص من الرمل والحجارة. علي بن محمد: الطين الحر هو الخالص من الرمل وربما خصوا بهذا الإسم طين شيراز لنقائه وتداخل أجزائه وهو طين رخص شديد الرخوصة لونه أخضر مشبع الخضرة أكثر خضرة من الطفل حتى أن خضرته تقرب من خضرة الزنجار وإذا دخن بقشر اللوز ليؤكل احمر لونه وطاب طعمه وقلما يؤكل غير مدخن. علي بن رزين: والطين الحر بارد يابس في اعتدال جيد لجميع أنواع الحرارة إذا أنقع ووضع على الموضع الذي فيه الحرارة وقال في كتاب الجوهرة: الطين الحر يطلى بالخل على لسع الزنابير فيسكنه. ابن سمحون: وقال بعض الأطباء: وبدل طين قيموليا إذا عدم وزنه من طين مصر. ديسقوريدوس: ومن أصناف الطين صنف يقال له قسلس عنى ومعناه في اليوناني الطين الخناقي وهو طين لونه شبيه بلون الطين الذي يقال له أراطرباس وهو عظيم المدر بارد المجس فإذا ألصق باللسان اشتدت لزوقته فتعلق باللسان وهو مثل العسل وقوة هذا الطين شبيهة بقوة الطين الذي يقال له قيموليا إلا أنه أضعف منه بقليل ومن الناس من يبيع هذا الطين بحساب الطين الذي يقال له أراطرباس على جهة التدليس. جالينوس: قوته شبيهة بقوة القيموليا وأما لونه فبعيد جداً من لونه لأنه أسود مثل الطين الكرمي وله من اللزوجة مثل ما لطين ساموش أو أكثر. ديسقوريدوس: والطين الذي في حيطان الأياتين الذي قد اشتد شيه واحمر قوته مثل قوة خزف التنور ومنه صنف يقال له ميلياعي وهو طين يلدقو وهو طين قريطس وهو طين لونه شبيه بلون أحد الصنفين من الطين الذي يقال أراطرياس الذي يشبه لونه الرماد وفيه خشونة وإذا فرك بالأصابع سمع له صرير مثل ما يعرض من القيشور إذا فرك وقوته تشبه قوة الشب إلا أنه أضعف منها وقد يستدل على تلك من المذاق وقد يجفف اللسان تجفيفاً ليس شديداً وقوته تنقي وسخ البشرة وتجلو ظاهر البدن وتحسن اللون وتبرق الشعر وتقلع البهق والجرب المتقرح وقد يستعمله المصورون في الأصناع لطول مكثه في الصور لئلا تندرس سريعاً وقد يقع في أخلاط الأدوية التي يقال لها أخلودي، وينبغي أن يختار من هذا الطين ومن سائر أصناف الطين ما لم يكن فيه حجارة وكان قريب العهد بالمعدن الذي قد أخرج منه وكان ليناً سريع التفتت والإنمياع وإذا خلط بشيء من الرطوبات إنماع سريعاً. جالينوس: وأما الطين المجلوب من أقريطس فهو شبيه بهذه الأنواع من الطين لكنه أضعف منها بكثير والأكثر فيه الجوهر الهوائي وفيه أيضاً جلاء ولذلك صار الناس يجلون به آنية الفضة إذا نسخت فبهذه الأشياء ينبغي أن تستعمل هذه التربة في جميع الوجوه التي يحتاج أن تجلو بلا لذع.
طين كرمي:(1/470)
ديسقوريدوس: ومن الطين صنف يقال له أساليطس ومعناه الكرمي ومن الناس من يسميه قرماقيطس واشتقاق هذا الإسم من قرمان ومعناه الدواء وقد يكون هذا الطين بالمدينة التي يقال لها سلوقية إلى البلاد التي يقال لها سوريا وينبغي أن يختار منه ما كان أسود اللون وكان شبيهاً بالفحم المستطيل المتخذ من خشب الأرز وكان فيه أيضاً شيء من شكل الحطب المشقق صغاراً متساوي الصقالة ليس ببطيء الإنمياع إذا سحق وصب عليه شيء من الزيت فأما ما كان منه أبيض رمادياً لا ينماع فينبغي أن يعلم أنه رديء. جالينوس: سميت هذه التربة كرمية لا لأنها تصلح لغرس الكرم فيها لسكن لكونها إذا طليت على عود الكرم قتلت الدود الذي يتولد في مبدأ الربيع عندما يورق فتأكل عين الكرم وتفسده ولذلك يطلي الفلاحون هذه التربة عند أصول تلك العيون ويسمونها تربة كرمية وتربة دوائية وقتلها لهذا الدود يدل على مقدار ما فيها من قوة وهي بعيدة جداً من جميع الأنواع الأخر من أنواع الأرض التي نستعملها في علاج الطب وذلك لأنها قريبة من جوهر الحجارة، وإنما خلط بالأدوية في المواضع التي ينبغي أن يجفف فيها شيء وتجلو وتحلل. ديسقوريدوس: وقوة هذا الطين قابضة ملينة مبردة وقد يستعمل في الأكحال التي تنبت الأشفار في موضع الشعر وقد يلطخ به الكرم حين يبتدئ نبات ورقه وأغصانه ليمنع الدود أن يأكله ويقتله.
طين أرمني:
جالينوس: الطين الأرمني يجلب من أرمينية القريبة من قيادوقيا وهو طين يابس جداً يضرب لونه إلى الصفرة وينسحق بسهولة كما تنسحق النورة وكما أن النورة إذا سحقت لم يوجد فيها شيء رملي كذا لا يوجد أيضاً في هذا الطين شيء من الرملية وذلك أن هذا الطين إذا سحق صار من الإستواء والملاسة وعدم الحجارة الصغار كالنورة والطين المعروف بكوكب الأرض ولكن ليس هو من الخفة على مثل ما عليه كوكب الأرض فهو لذلك أشد إكتنازاً منه وليس هو من الهوائية كذاك ولهذا السبب يخيل لمن ينظر إليه نظر متهاون به أنه حجر وكان الرجل الذي أعطاناه في الطاعون والموتان العظيم الذي قد أصاب الناس يسميه كوكب الأرض وليس هو خفيفاً كذاك بل هو مكتنز وهو يجفف تجفيفاً شديداً جيداً في الغاية وذلك أنه نافع جداً للقروح الحادثة في الأمعاء والإستطلاق من البطن ولنفث الدم ولنزف الطمث ونوازل الرأس والقروح المتعفنة في الفم وينفع من ينحدر من رأسه إلى صدره مادة نفعاً عظيماً، ولذلك صار عظيم المنفعة لمن يضيق نفسه من قبل هذا السبب ضيفاً متوالياً وينفع أصحاب السل وذلك أنه يجفف الجرح الذي في رئتهم حتى لا يستعلون بعد ذلك إلا أن يقع في تدبيرهم خطأ عظيم ويتغير الهواء دفعة إلى حال رديئة والذين أصابهم الربو وضيق النفس مراراً متوالية في هذا الموتان العظيم لما شربوا من هذا الدواء برئوا بسرعة، وأما الذين لم ينفعهم ذلك فكلهم ماتوا ولم ينتفع أحد منهم به لما عولجوا به فكان ذلك دليلاً على أنهم لم يبرؤوا أصلاً، وهذا الطين يشرب مع شراب لطيف رقيق القوام ممزوج مزجاً معتدلاً متى لم يكن العليل محموماً وكانت حماه يسيرة وأما متى كانت شديدة فالشراب يمزج مزاجاً مكسوراً بالماء جداً على أن الحميات التي تكون في وقت الموتان ليست تكون صعبة ولا شديدة، فأما الجراحات التي تحتاج إلى تجفيف فلست أحتاج أن أصف كيف قوة هذا الطين وفعله فيها. إسحاق بن عمران: هو طين لونه أحمر إلى السواد طيب الرائحة ومذاقته ترابية وله تعلق باللسان وهو بارد يابس في الأولى ينفع أصحاب الطواعين إذا شرب منه أو طلي عليها. وبدله وزنه من الطين الحجازي المسمى بالأندلس الإنجبار. الدمشقي: يخرج من المقعدة قشور البواسير ويجبر الكسر. غيره: أجوده المورد الناعم والطين اللامي قريب منه في الفعل وهو نافع من كسر العظام إذا طلي عليها بالأقاقيا.
طين نيسابوري:(1/471)
وهو طين الأكل. ابن سمحون: قال الرازي: الطين المتنقل به هو الطين النيسابوري. قال ثابت بن محمد: هو طين أبيض طيب الطعم يؤكل نيئاً ومشوياً. وقال علي بن محمد: طين الأكل هو الطين النيسابوري وهو من الطين الحر ولونه أبيض شديد البياض في لون أسفيذاج الرصاص لين المذاق يلطخ الفم من شدة لينه وفي طعمه ملوحة فإذا دخن نقصت ملوحته وطاب طعمه ومن الناس من يصوله ثم يعجنه بماء الورد المفتوق بشيء من الكافور ويتخذ منه أقراص وطيور وتماثيل، وقوم آخرون يضعونه في المسك أو الكافور أو غيرهما من الطيب حتى يأخذ ريحه ويتنقلون به على الشراب فيطيب النكهة ويسكن ثوران المعدة. وقال محمد بن زكريا: وطين الأكل بارد مقوة لفم المعدة يذهب بالغثي. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: الطين النيسابوري المتنقل به يسكن القيء ويذهب بوخامة الأطعمة الحلوة والدسمة إذا أخذ منه بعد الطعام شيء يسير ولا سيما إن كان مربى بالأشنان والورد والسعد والأذخر والكبابة والقاقلة وأحسب أنه ليس يقع مع هذا الطين خاصة من توليد السدد والتحجر في الكلى والمثانة ما مع سائر الأطيان ولا سيما القوى المقلو منه الذي لا ينفرك ولا يتدبق من الريق في الفم، وينبغي أن يجتنب الطين أصحاب الأكباد الضيقة المجاري ومن يتولد الحصى في كلاه وهم في الأكثر أصحاب الأبدان النحيفة الصفر والسمر والخضر. وقال في مقالته في الطين، الطين النيسابوري خاصة يشد فم المعدة وينفع من الغثي والهيضة ومن يتقيأ طعامه دائماً ومن هو رهل المعدة ويكثر سيلان الريق منه في حال النوم ومن به الشهوة الكلبية مع إنطلاق الطبيعة وقد خلصت به رجلاً من هيضة صعبة شديدة كان قد أشرف منها بشدة القيء وتواتره على الهلاك وبدأ به التشنج ففزعت إليه حين لم يبلغ لي رب الرمان ولا أقراص العود ولا نحوها من الأدوية والأشربة والأغذية المسكنة للغثي المبلغ الذي أردت بأن سحقت منه وتعمدت الموضع المقلو والسواد والملح وزن 35 درهماً فسقيته إياها في ثلاث مرات مرتين بماء التفاح المز ومرة بطبيخ السعد فسكن عنه غثيه وكربه أسرع تسكين وأعجب من ذلك أنه قواه ونشطه حتى كأنه قد غذاه واعتمدت أيضاً عليه في علاج الممعودين ومن يعتريه غثي وكرب يعقب طعامه وأشرت على من يعتريه ذلك أن يتناول منه شيئاً قليلاً بعد طعامه فكان يسكن عنهم وخامة الطعام ورعدة المعدة والتشوف إما إلى القيء وإما إلى نزول الطعام إلى أسفل البطن ولأنه يخصف المعدة ويشد أعاليها حتى يجف بسرعة ويبطل الغثي والكرب وجعلته اكبر الأدوية جزءاً في علاج الممعودين ولا سيما الذين لم أقدر أن في أكبادهم سدداً ولا في مجاريها ضيقاً شديداً فإن هؤلاء قلما يضرهم بل منهم خلق كثير يخصب عليه وعالجت به أيضاً قوماً كانوا يتأذون بكثرة سيلان اللعاب وجماعة من أصحاب الشهوة الكلبية فبرؤوا برءاً تاماً.
طين حر: مذكور مع القيموليا.
حرف الظاء
ظفرة:
الغافقي: وتسمى أيضاً التسترية هي نبتة ضعيفة تنفرش على الأرض على خيطان رقاق لها ورق مستدير يشبه ما صغر من الأظفار وما كبر فهو قريب من ورق قوطوليدون في شكله وظاهر الورق أخضر وباطنه أحمر ويخرج من ورقه سويقة رقيقة مدورة تعلو نحو الشبر وأقل في رأسها زهرة صفراء ولها أصل أسود الظهر أبيِض الداخل في قدر أنملة وهو حاد حريف أكال اللحم العفن ينفع القروح العميقة الخبيثة والأكلة والنواصير ويقلع الثآليل ويبرئ من القرع.
ظفر قطورا:(1/472)
بالسريانية. الشريف: هو نبات شعري ينبت في الأرض الحرشاء الجبلية والجرف الساحلية في الأعم ويكون برياً أيضاً وهو نبات له ساق خشن دقيق عليه قشرة رقيقة حرشاء وخشب الساق أحمر ويعلو على الأرض قدر شبر ونصف ونباته على أصل خشبي يكون أكثره ظاهراً على وجه الأرض داخله أحمر وعليه قشر أسود ويتفرع عن الأصل أغصان متفرقة وعلى الأغصان ورق دقيق كورق الشيح متباعد بعضه من بعض وله زهر شبيه بزهر أناغالس الأحمر إلا أن لونه مستحيل الحمرة ويخلف ثمراً شبيهاً بثمر هيوفاريقون. وهذا النبات لا يكاد أن يسقط شتاء وصيفاً والمستعمل منه قشر أصله وهو بارد يابس في الثالثة وخاصته إلحام الجراحات إذا كانت بدمها غباراً وإذا سحقت ونخلت وعجنت بعسل منزوع الرغوة واتخذ منها معجون كان أبلغ الأدوية في النفع لقرحة الأمعاء وسحجها وخاصة هذا الدواء قطع الدم من أي عضو كان من أعضاء البدن.
ظفر القطة: الشريف: هذا النبات يسمى باليونانية لوماين وسنذكره في اللام.
ظفر النسر: الشريف: هو النبات المسمى باليونانية قاطابيفي وتفسيره كف العقاب وسنذكره في الكاف.
ظفرا: وظفيرة أيضاً هو الفودنج البري فيما زعم قوم.
ظفيرة العجوز: إسم لثمر الحسك بالقيروان والشام والديار المصرية أيضاً.
ظلف: المذكور من الأظلاف ظلف المعز وظلف الجاموس وظلف الأيايل وقد ذكرت كل واحد منها مع حيوانه فلينظر هناك.
ظليم: هو ذكر النعام وسنذكره في النون.
ظمخ:
من كتاب الرحلة الظمخ بالظاء المعجمة المكسورة من بعدها ميم مشددة مفتوحة ثم خاء معجمة إسم لثمر الجوذر عند العرب بالقيروان وغيرها من بلدانهم وقد ذكرت الجوذر في الجيم.
ظيان:(1/473)
الشريف: هو الياسمين البري ويسمى باللاطينية تربة دقوقة ومعناه عشبة النار وهو المرعف شما ويسمى بالبربرية إيزيز وهو نبات ينبت في البراري ورؤوس التلال الرطبة وكأنه ضرب من اللبلاب يلتف بعضه ببعض وله زهر ياسميني الشكل صغير ورقه شبيه بورق النوع الكبير من القسيني إلا أنه أصلب منه بكثير وله على قضبانه شوك شبيه بشوك الورد وكثيراً ما ينبت مع العليق أبداً لا يفارقه وله أصل أسود طويل تتشعب منه شعب دقاق سود وليس بين أحد من أهل الأندلس خلاف بأنه هو الخربق الأسود وذلك أن كل ما ينسب إلى الخربق الأسود من الإسهال وعام المنافع موجود في عرق هذا النبات وحرارته تزيد على حرارة الخربق الأسود، ويقال أنه حار يابس في الدرجة الرابعة إذا وضع على الجسم أحرقه وحيا وفعل فيه ما يفعله الشيطرج، وإذا سحق مع تبن علك وضمد به البهق الأبيض والأسود أذهبه ونقاه، وإذا سحق بالخل فعل ذلك إلا أنه ينبغي أن لا يترك حيناً كثيراً وإذا ضمد به فوق عرق النسا قرح العضو وفعل فيه كفعل النار ونفع منه نفعاً بيناً وإذا سعط بوزن حبة مدوفاً بدهن بنفسج نفع من الشقيقة الباردة السبب، وإذا طبخ منه نصف أوقية في رطل ماء إلى أن ينقص نصف الماء ثم صفي ووضع عليه وزنه سكر أو صنع منه شراب كان من أبلغ الأدوية في إذهاب البهر والتضايق والسعال المزمن وإذا ركب منه دهن نفع من الفالج والاسترخاء وإذا سحق بخل وحك به على موضع داء الثعلب حتى يدمي نفع من ذلك بحكة واحدة وإذا أدخل منه عود في الناصور وترك ساعات قلع الصلاية وإن شرب منه مقدار ثلاثة أرباع درهم ملتوتاً بدهن لوز وخلط بمثله أفسنتينا أسهل بلغماً ومرة، وإذا سحق بماء الخيار وشرب منه وزن نصف درهم قيأ قيئاً بليغاً حسناً بلا أذى وعصارة ورقه وأغصانه إذا جففت وسقي منها زنة درهم قيأ حسناً بلا أذى وعروقه إذا شرب منها وزن ثلثي درهم مع وزنه بسفايجا ومثله مقلا أزرق أسهل اثني عشر مجلساً خلطاً سوداوياً ونقى شيئاً صالحاً، وينفع من الربو وعسر النفس. الغافقي: عروقه إذا طبخت بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وزهره ينفع من الصداع البارد والرياح الغليظة في الرأس إذا شم، وقد يتخذ منه دهن حار لطيف قوي التحليل ينفع من اللقوة والفالج وعرق النسا والرعشة والشقيقة الباردة وشبهها من الأمراض الباردة، ومنه صنف آخر دقيق الورق جداً، وهذا الصنف هو الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الرابعة نحو آخرها، وسماه باليونانية قليماطس، وقال: هو نبات يخرج أغصاناً لونها إلى الحمرة دقاقاً شبيهة بالحلفاء، ورقها حريف يقرح اللسان ويلتف على الشجر مثل ما يلتف النبات المسمى سميلقس. جالينوس في 7: ورق هذا النبات قوته محرقة حتى أنه يكشط عن الجلد، فهو لذلك في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المسخنة عند ابتداء الدرجة الرابعة. ديسقوريدوس: وثمر هذا النبات إذا شرب بالماء أو بالشراب المسمى أدرومالي وهو مسحوق أسهل بلغماً ومرة وورقه إذا تضمد به قلع الجرب وقد يتخذ بالملح مع الشيطرج للأكل.
حرف العين
عاقر قرحا:(1/474)
ديسقوريدوس في الثالثة: قوريون هو نبات له ساق وورق مثل ساق وورق الدوقو الذي ليس ببستاني أو النبات الذي يقال له ماراثن وإكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر شبيه بالشعر وعرق في غلظ الإبهام. لي: هو دواء معروف عند الجميع وهو المسمى بالبربرية بتاغندست وهو غير هذا الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا وليس به لأن العاقر قرحا نبات لا يعرف اليوم وما قبله بغير بلاد المغرب خاصة ومنها يحمل إلى سائر البلاد وأول ما وقفت عليه وشاهدت نباته بأعمال أفريقية بظاهر مدينة يقال لها قسطينة الهوى بالجانب القبلي منها بموضع يعرف بضيعة لواتة. ومن هناك جمعته عرفني به بعض العربان وهو نبات يشبه في شكله وقضبانه وورقه وزهره جملة النبات المعروف بالبابونج الأبيض الزهر المعروف بمصر بالكركاش إلا أن قضبان العاقر قرحا عليه زغب أبيض وهي ممتدة على وجه الأرض وهي كثيرة مخرجها من أصل واحد على كل قضيب منه رأس مدور كشكل رأس البابونج الصغير المذكور أصغر الوسط وله أسنان دائرة بالأصغر منها باطنها مما يلي الأرض أحمر وظاهرها إلى فوق الأرض أبيض وله أصل في طول فتر في غلظ أصبع حار حريف محرق فهذه صفة العاقر قرحا على الحقيقة، وأما الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس، وسماه باليونانية قوريون وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا كما قلنا وليس به فهو دواء اليوم أيضاً عند أهل صناعتنا بدمشق يعرف بعود القرح الجبلي ويعرفون التاغندست بعود القرح المغربي وهذا الدواء المعروف بعود القوح الجبلي كثير بأرض الشام يشبه نباته ما عظم من نبات الرازيانج وله ثمر وقد رأيته وجمعته بظاهر دمشق في رأس وادي بردة بموضع يعرف ببابل السوق على يسرى الطريق وأنت طالب الزبداني على الصورة التي وصفه ديسقوريدوس بها فاعرف ذلك وتحققه. جالينوس في 8: أكثر ما يستعمل من هذا أصله خاصة وقوته محرقة تحرق وبسبب هذه القوة صار يسكن وجع الأسنان الحادث من البرودة وينفع من النافض والقشعريرة الكائنة بأدوار إذا دلك به البدن كله قبل وقت الحمى مع زيت وينفع من به خدر في أعضائه ومن به إسترخاء قد أزمنه. ديسقوريدوس: يحذو اللسان إذا ذيق حذواً شديداً ويجلب بلغماً وكذا إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وإذا مضغ جلب البلغم وإذا سحق وخلط بزيت وتمسح به أدر العرق ونفع من وجع الكزاز إذا كان يعرض للإنسان كثيراً ويوافق الأعضاء التي قد غلب عليها البرد والتي قد فسد حسها وحركتها وينفع منها نفعاً بيناً. ابن سينا: هو شديد التفتيح لسدد المصفاة والخشم وإذا طبخ بالخل وأمسك خله في الفم شد الأسنان المتحركة. التجربتين: إذا دق وذر على مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات وينفع المفلوجين والمصروعين الذين صرعهم من خلط غليظ في الدماغ وإذا مضغ مع الزفت أو مع المصطكي جذب بلغماً كثيراً لزجاً وإذا أخذ منه معجوناً بعسل لعقاً ذوب بلغم المعدة ويزيد في الجماع في أمزجة المبرودين والمرطوبين جداً وإذا سحق وخلط بدقيق الفول وملئت منه خريطة وجعل فيها الذكر مع البيضتين وتركا كذلك يوماً كاملاً أعان على الجماع للمبرودين ولا سيما لمن يجد في أنثييه برداً ظاهراً. الدمشقي: العاقر قرحا حار يابس في الدرجة الرابعة. إسحاق بن عمران: ينفع إذا طبخ بالخل وتمضمض به لسقوط اللهاة واسترخاء اللسان العارض من البلغم. أبو الصلت: إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم. الشريف: ودهنه ينفع من اللقوة والإسترخاء والفالج وإذا دهن به القضيب قبل الجماع بعث على الشهوة وأعان على إسراع الإنزال وصفة دهنه يحق من أصله قدر أوقية ويطبخ في رطل ماء حتى يرجع إلى أوقيتين ويلقي عليها مثلها زيتاً ويطبخ الجميع حتى ينضب الماء ويبقى الزيت ثم يصفى ويرفع لوقت الحاجة إليه. الغافقي: إذا دق وعجن بعسل وشرب نفع من الصرع ونبته يفعل ذلك أيضاً.
عاقر شمعا: هو الشنجان وقد ذكرته في الشين المعجمة.
عاج: مذكور مع الفيل في حرف الفاء.
عبيثران:(1/475)
ويقال عبوثران وزعم قوم أنه القيصوم وليس به. أبو حنيفة الدينوري: هو أغبر ذو قضبان دقاق شبيهة بالقيصوم إلا أن له شمرا خامدلي على نوار أصفر شبيه بالذي يكون في وسط الأقحوان وهو قريب الشبه من القيصوم في الغبرة وذفرة الريح ونواره مثل نواره ورائحته طيبة جداً ليست من رائحة القيصوم في شيء يشاكل رائحة سنبل الطيب ويزرع في البصرة في البساتين ويوضع في المجلس مع الفاغية فلا يفوقه ريحان. وأقول: تجلبه البادية للقاهرة على أحمال الفجم مع القيصوم لأنهما كثيراً ما ينبتان في موضع واحد وقد جربنا منه أنه إذا سحق وعجن بعسل واحتملته المرأة في صوفة أسخن الرحم الباردة وحسن حالها وأعان على الحبل ولو كانت المرأة عاقراً، وشمه يقوي الدماغ الضعيف البارد وينفع من الصداع البارد ويفتح سدده وينفع من الزكاة وهو حار يابس في الدرجة الثانية. ابن سينا: وماؤه يحد البصر كحلاً.
عبهر:
هو النرجس عن أبي حنيفة وغيره والعبهر أيضاً عند أهل الشام في زماننا هذا إسم لشجر يعرف بشجر اللبني وبشجر الأصطرل أيضاً وثمره حب الفول الذي يتخذ منه السبح بالبيت المقدس وهذه الأسماء التي ذكرتها لهذه الشجرة فإن الأطباء تسمي بها الميعة وهذه الشجرة رأيتها بالشام كثيراً ولم أر لها صمغة ولا دهناً البتة.
عبب:
هو إسم لثمر الكاكنج يعرف ذلك بالقاهرة أيضاً سمعته من الخولة في بستان الكافوري حين سألتهم عن شجرة الكاكنج ما اسمه عندهم فقالوا عبب وهو ينبت بنفسه عفواً وهذا النوع من الكاكنج تعرفه عامة الأندلس بحب اللهو ومنه نوع آخر ذكره أبو حنيفة وقال: إن العبب هو حب أحمر كأنه خرز العقيق أصغر من النبق وأكبر من حب العنب في أخبية في كل خباء واحدة قال: فأريته الكاكنج فقال ليس به وذكر أن الناس يلتمسون ورقه الذي لم يتثقب فيدق وتضمد به الأوجاع فينتفع به وورقه كثيف واسع وخيطانه عسلة طوال وهي إلى الغبرة والتثقب إليه سريع، ولذلك تزعم العرب أن الجن تثقبه حسداً للإنس. لي: هذا النوع من الكاكنج هو المستعمل اليوم بالشام والشرق في الأقراص وغيرها وهو كثير في بساتين مدينة الرها بهذه الصفة المذكورة وهو كثير أيضاً ببلاد الأندلس وأهله معروف بها يتخذونه في منازلهم ويعرفونه بالغالبة بالغين المعجمة والباء بواحدة من أسفلها وسيأتي ذكر الكاكنج في هذا الباب في رسم عنب الثعلب.
عتم:
قال أبو عبيد البكري: هو الزيتون الجبلي يعظم شجره جداً وثمره هو الدغنج وهو حب أسود له نوى فيه حرافة وورقه كورق الزيتون ومساويكه كمساويكه جياد. وقال صاحب المنهاج مثله أو نحوه. الغافقي وابن جلجل: العتم هو الدواء المسمى باليونانية قيلورا. ديسقوريدوس في الأولى: قيلورا هي شجيرة شبيهة بشجر الحناء في عظمها لها ورق كورق الزيتون غير أنه أوسع وأشد سواداً منه ولها ثمرة شبيهة بثمرة شجرة المصطكي أسود اللون في طعمه حلاوة وكأنه في عناقيد ونبات هذه الشجرة في أماكن وعرة وورقها يقبض كما يقبض ورق الزيتون البري وتصلح لكل ما يحتاج إلى قبض وخاصة قروح الفم إذا مضغ أو تمضمض بطبيخه وإذا شرب طبيخه أدر البول. نقص صفحة 160 - 161 وهو بارد قوي البرودة ويضر بالشيوخ وأولي الأمزجة الباردة ويصرف فيما يحتاج فيه إلى التبريد والقبض ولم يذكره ديسقوريدوس.
عدس الماء: هو الطحلب وقد ذكرته في الطاء.
عديسة:
كتاب الرحلة: إسم للنبتة المسماة عندنا ببلاد الأندلس بالمروشة والعديسة التي عندنا يسمونها بالمزودة وهي تنفع عندهم من الربة التي تكون في رؤوس الأطفال تقلى بالزيت ويدهن بها أعني المروسة والعديسة المعروفة تنفع من الثآليل.
عذية: هو ثمرة الأثل عند أهل مصر وقد ذكرت مع الأثل في الألف.
عرطنيثا:(1/476)
تقال على بخور مريم وأيضاً على هذا الدواء الذي نريد ذكره ههنا وهو المهد عند أهل الشام وخاصة بساحل غزة ومنهم من يسميه العلج وأهل المشرق يسمونه القبلعي ويغسلون به ثياب الصوف فينقيها جداً. ديسقوريدوس في الثالثة: لا وبطوباطبالي وتفسيره كف الأسد هو نبات له ساق طولها نحو شبر فيها أغصان كثيرة على أطرافها غلف شبيه بغلف الحمص فيها حبتان من بزره أو ثلاث له ورق شبيه بورق الكرنب وأصول لونها أسود شبيهة بالسلجم فيها أشياء نابتة شبيهة بالعقد وينبت في الحروث وبين الحنطة. جالينوس في 7: أكثر ما يستعمل من هذا أصله خاصة وهو محلل مسخن يجفف في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس: أَصله إذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام وأسرع في تسكين وجعه وقد نفع في أخلاط الحقن المستعملة لعرق النسا. كتاب الرحلة: يعالج به الجراحات الخبيثة مسحوقا ذروراً ومعجوناً بالعسل ويغسل به ثياب الصوف والكتان فينقيها ويبيضها.
عروق الصباغين:(1/477)
هي العروق الصفر أيضاً وهي بقلة الخطاطيف وهي صنفان كبير ويسمى بالفارسية زردجوبه وهو الهرد بالعربية وزعموا أنه الكركم الصغير وزعموا أنه الماميران. ديسقوريدوس في الثانية: خاليدونيون طوماعا ومعناه الكثير له ساق طولها ذراع وأكثر رقيقة تتشعب منها شعب كبيرة كثيفة الورق شبيهة بورق النبات الذي يقال له باليونانية بطراخيون وهو الكسكح وورقه يشبه ورق الكزبرة إلا أنه أنعم منه ولونه إلى الزرقة ومع كل ورقة زهرة شبيهة بالزهر الذي يقال له لوقانيون ولون عصير هذا النبات لون الزعفران حريف يلذع اللسان لذعاً يسيراً وفيه شيء من مرارة منتن الرائحة وأعلى الأصل واحد وأسفله متشعب وله ثمر شبيه بثمر الخشخاش جداً. جالينوس في 8: قوتها قوة تجلو جلاء شديداً وتسخن وكذا عصارة هذه العروق نافعة للبصر تزيد في حدته إذا تعالج بها من يجتمع عند حدقته شيء يحتاج إلى التحليل وقد استعمل قوم آخرون هذه الأصول في مداواة أصحاب اليرقان الحادث عن سدد الكبد فأسقوهم هذه الأصول وكانت نافعة لهم وشفتهم كان بشراب أبيض مع الأنيسون ومتى مضغت هذه الأصول كانت نافعة جداً لوجع الأسنان. ديسقوريدوس: وعصير هذا النبات إذا دق وأخرج ماؤه وخلط بالعسل وطبخ في إناء نحاس على جمر أحد البصر وقد يعصر الأصل والورق والثمر في أوّل الصيف ويؤخذ عصيرها ويصير في ظل حتى يثخن ثم يعمل منه أقراص، وإذا شرب أصله بالأنيسون والأبيض من الشراب أبرأ من اليرقان وإذا تضمد به مع الشراب أبرأ من النملة وإذا مضغ سكن وجع الأسنان، وقد يظن قوم أن هذا النبات إنما سمي خاليدونيون وتفسيره الخطافي لأنه ينبت إذا ظهرت الخطاطيف ويجف عند غيبوبتها ويظن قوم أنه إنما سمي بذلك لأنه إذا عمي فرخ من فراخ الخطاطيف جاءت الأم بهذا النبات إلى الفرخ فردت به بصره، وأما خاليدونيون الصغير فهو نبات مرتفع الأغصان له ساق عليها ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أشد استدارة منه وأصغر وأقرب إلى البياض واللزوجة وأصله ذو شعب تخرج من موضع واحد كثيرة صغار شّبيهة بحنطة مجموعة ويكون منها ثلاثة أو أربعة أطول من الباقية وتنبت عند المياه والآجام. جالينوس في 8: أحدّ من العروق جداً وإذا وضع على الجلد أحرقه سريعاً ويقلع الأظفار الصلبة البرصة ويرمى بها وإذا استعط بعصارته نفض من المنخرين فضل الدماغ لأنه حار جداً. ولذلك ينبغي أن يوضع في الدرجة الرابعة من الحر واليبس عند مبدئها وأما العروق فهي في الدرجة الثالثة عند منتهاها من اليبس والحر. ديسقوريدوس: وقوته حارة شبيهة بقوة شقائق النعمان تقرح الجلد وتقلع الجرب وتشقق الأظفار وتقشرها وإذا أخرج عصير الأصول وخلط بالعسل واستعط به نقى الرأس. الغافقي: قد زعم جماعة المترجمين والمفسرين أن هذا الصنف الصغير هو الماميران وكذا قال أكدرهم في الكبير أنه الكركم وقوة هذا الدواء وهي العروق المذكورة أقوى من قوة الكركم والماميران الموجودين بكثير والكركم يجلب إلينا من الهند وهو دواء مجفف للقروح نافع للجرب ويحد البصر ويذهب البياض من العين والماميران يجلب من الصين وقوته شبيهة بقوة الكركم، وإذا خلط بالخل جلا الكلف. وأما العروق بصنفها فقد تنبت بالأندلس وببلاد البربر وبلاد الروم أيضاً وهما أقوى من الكركم والماميران المجلوبين بكثير. والروم يسمون نباتيهما خاليدونيون أي الخطافية وكذا يعرف بالأندلس.
عرن:
النقص 164 و165.
عسل:(1/478)
ديسقوريدوس في الثانية: مالي ما كان منه قانياً وهو مثل العسل الذي من البلاد التي يقال لها أطيقي أجود ما يكون من هذا الصنف الذي يقال له أقيطيقون ثم من بعده العسل الذي من الجزيرة التي يقال لها صقلية ويقال لها سقيموس والجيد من كل واحد من هذه الأصناف ما كان في غاية الحلاوة وكان فيه حذو للسان طيب الرائحة إلى الحمرة ما هو ليس برقيق بل متين قوي وإذا أخذ بالأصبع إنجذب المتعلق بها إليه. جالينوس في الأولى: العسل يسخن ويجفف في الدرجة الثانية وجوهره من جوهره ومزاج هذا يبسط بقدر ما يمكن إلا أنه من النوع الذي نسميه نحن بالعادة النوع الجلاء، وإذا طبخ وأنضج صار قليل الحدة والجلاء ولذلك قد نستعمله نحن في هذه الحال في إدمال النواصير والقروح الغائرة فإن كان يوجد عسل مر بمنزلة العسل الذي يكون في سردونيا فالأمر فيه معلوم إن قوته مركبة بمنزلة ما لو أن إنساناً خلط مع العسل أفسنتينا. وقال في حيلة البرء: وأفضله الأحمر اللون الناصع الطيب الرائحة الصافي الذي ينفذ فيه البصر لصفائه ومذاقته حريفة حادة لذيذة في غاية اللذاذة إذا أنت رفعت منه شيئاً بأصبعك سال إلى الأرض ولم ينقطع فإن انقطع فإنه أرق أو أغلظ مما ينبغي في الجملة وذلك أنه غير متشابه الأجزاء، والعسل الغليظ في أجزائه كلها أو في بعض أجزائه كثير الموم والرقيق كثير الفضول غير نضيج عسر الإنهضام وما ظهر فيه طعم الموم ووسخ الكور فهو عسل سوء وما سطعت منه رائحة حادة قوية فليس بمحمود فإن كانت خفيفة فليس بضائر. ديسقوريدوس: وقوة العسل جالية مفتحة لأفواه العروق يجذب الرطوبات ولذلك إذا صب في القروح الوسخة العميقة وافقها، وإذا طبخ ووضع على اللحم المشقق ألزقه، وإذا طبخ مع الشبث الرطب ولطخت به القوابي أبرأها، وإذا خلط بملح مسحوق من الملح المحتفر من معادنه وقطر فاتراً في الأذن سكن ورمها ودويها وأبرأها من أوجاعها وإذا تلطخ به قتل القمل والصيبان وإذا كان إنسان قلفته صغيرة من غير ختان فمرسها بعد خروجه من الحمام ولطخ عليها العسل وفعل ذلك شهراً كاملاً أطالها وهو يجلو ظلمة البصر وإذا تحنك به أو تغرغر به أبرأ أورام الحلق وأورام العضل التي عن جنبتي اللسان والحنك واللوزتين والخناق ويدر البول ويوافق السعال إذا شرب سخناً بدهن الورد وينفع من نهش الهوام وشرب عصارة الخشخاش الأسود، وإذا ألعق أو شرب نفع من أكل الفطر القتال ومن عضة الكلب الكلب والذي لم تؤخذ رغوته نافخ يحرك السعال ويسهل البطن، ولذلك ينبغي أن يستعمل وقد نزعت رغوته وأجوده الربيعي وبعده الصيفي وأردؤه الشتوي لأنه أغلظها، وإذا غلظ لم تكن له تلك القوّة، وأما العسل الذي يكون في الجزيرة التي يقال لها سردونيا مر الطعم لرعي الأفسنتين فإنه إذا لطخ به الوجه نقى الكلف العارض فيه وسائر الأوساخ العارضة من فضول الكيموسات وقد يكون بالبلاد التي يقال لها أرقليانيطيقي في بعض الأزمنة بخاصة في الزهر عسل يعرض منه لآكله ذهاب العقل يعمه بغتة والعرق الكثير وإذا أكلوا السذاب والسمك المالح وشربوا الشراب المسمى أويومالي انتفعوا به وينبغي أن يعاود الأكل مرة بعد مرة ويتقيؤوا بعد أكله وشربه، وهذا العسل حريف وإذا شم حرك العطاس وإذا تلطخ به بعد أن يخلط بالقسط نقى الكلف وإذا خلط بالملح ذهب بآثار الضرب الباذنجانية. البصري: سريع الإستحالة إلى الصفراء لحاس للبلغم جيد للمشايخ والمبرودين رديء في الصيف لذوي الأمزاج الحارة. البصري: له جلاء وطيب ولطافة يجذب الرطوبات من قعر البدن وينقي أوساخ الجروح وهو صالح للمبلغمين والمرطوبين يلين الطبيعة ويغذو الأبدان إلا أنه رديء لأصحاب الصفراء ولا سيما الصعتري منه فأما الوردي منه فإنه طيب الرائحة والمذاقة وهو أقل حرارة من الصعتري، وأجود العسل ما حلا جداً وكان أحمر فيه حدة يسيرة وطيب رائحة ولم يكن سيالاً ولا متيناً، وأما العسل الذي يشوبه مرارة من رعي الأفسنتين فهو أصلح من جميع أنواع العسل للكبد والمعدة ويفتح السدد وهو صالح لمن به حبن، وأما العسل الذي يعمله النحل من الحاشا فنافع للسدد أيضاً فتاح لها وخاصة العسل جذب الرطوبات وحفظ اللحوم من أن تفسد أو تنتن. وقال: وأما العسل الغير المطبوخ فصالح للمعدة الباردة والأمعاء الوارمة ووجع المعدة الكائن من البلغم منه للطعام ويغذو غذاء جيداً(1/479)
وينفع اللقوة. قال: وأما العسل المطبوخ فصالح للقيء ملين للطبيعة يقيأ به من شرب أدوية قتالة مع دهن سمسم رطلاً وهو المثلث. قال: وشراب ماء الشهد ليس بجيد للمريض لما يشوبه من الشمع وهو شراب من كان من الأصحاء قوى المعدة. وقال الرازي في الحاوي: والعسل أحمد ما يتعالج به للثة والأسنان وذلك أنه قد يجمع مع التنقية والجلاء لها صقلها إلى أن ينبت لحم اللثة وهو من أنفع ما عولج به وأسهله إستعمالاً وقد ظن قوم أن العمل يرخي المعدة واللثة لحلاوته ولم يعلموا أنه لا يرخي اللثة من الحلاوات إلا ما كان في طبعه رطباً والعسل يابس وإنما ترخي الحلاوة إذا كانت مفردة لا حراقة معها كما مع العسل أو قبض كما مع المر ولا جلاء وإذا كان كذلك فهو يرخي لا محالة ويعرف يبس العسل من بعده عن العفونة ومن حفظه لأجسام الموتى. وفي موضع آخر منه: العسل يحفظ على الأسنان صحتها إذا خلط بالخل وتمضمض به في الشهر أياماً وإذا إستن به على الأصبع صقل الأسنان واللثة ويبيض الأسنان ويمسك عليها صحتها. الشريف: إذا خلط مع دهن ورد ولطخ على الشهدية والرئة وسائر القروح البلغمية المالحة أبرأها مجرباً، وإذا حقنت القروح والجراحات الغائرة به مع لسان الحمل وفعل ذلك ثلاثة أيام نقاها من أوضارها وغسلها وألحمها. التجربتين: العسل إذا جعل مع الأدوية الجلاءة أحد البصر وقواه وإذا تحنك به أو تغرغر به عند انفجار الدم وأورام اللوزتين نقاها وكذا يفعل في كل جراحة تحتاج إلى جلاء وتنقية وإذا عجن بدقيق الحواري فتح الأورام الصلبة وأنضجها والنضيجة يفتحها ويمتص ما فيها من المدة وهو على هذه الصفة من أنفع الأدوية للقرحة الحادثة في الظهر، وإذا عجن به الزراوند الطويل أو الكرسنة أنبت اللحم في الجراحات العميقة وإذا أضيف إلى هذه اللوز المر ولب حب المحلب ودقيق الشعير وما أشبهها وطلي به البدن أدر العرق وإذا شرب بالماء نقى الصدر المحتاج إلى تنقية فضل فيه وهيج شهوة الجماع إذا شرب بالماء عند العطش واقتصر عليه أياماً وهو من أنفع ما يشربه المفلوجون والمخدورون وإذا استعمل بالماء وهو غير منزوع الرغوة كان فيه تلين للبطن وكان تهييجه للجماع أشدّ، وإذا شرب بالماء نقى القروح والأمعاء وهيأها للأدوية كما يفعل المري وإذا خالط الحقن قوى إسهالها وإذا عجنت به أدوية البرص والبهق زاد في جلائها.نفع اللقوة. قال: وأما العسل المطبوخ فصالح للقيء ملين للطبيعة يقيأ به من شرب أدوية قتالة مع دهن سمسم رطلاً وهو المثلث. قال: وشراب ماء الشهد ليس بجيد للمريض لما يشوبه من الشمع وهو شراب من كان من الأصحاء قوى المعدة. وقال الرازي في الحاوي: والعسل أحمد ما يتعالج به للثة والأسنان وذلك أنه قد يجمع مع التنقية والجلاء لها صقلها إلى أن ينبت لحم اللثة وهو من أنفع ما عولج به وأسهله إستعمالاً وقد ظن قوم أن العمل يرخي المعدة واللثة لحلاوته ولم يعلموا أنه لا يرخي اللثة من الحلاوات إلا ما كان في طبعه رطباً والعسل يابس وإنما ترخي الحلاوة إذا كانت مفردة لا حراقة معها كما مع العسل أو قبض كما مع المر ولا جلاء وإذا كان كذلك فهو يرخي لا محالة ويعرف يبس العسل من بعده عن العفونة ومن حفظه لأجسام الموتى. وفي موضع آخر منه: العسل يحفظ على الأسنان صحتها إذا خلط بالخل وتمضمض به في الشهر أياماً وإذا إستن به على الأصبع صقل الأسنان واللثة ويبيض الأسنان ويمسك عليها صحتها. الشريف: إذا خلط مع دهن ورد ولطخ على الشهدية والرئة وسائر القروح البلغمية المالحة أبرأها مجرباً، وإذا حقنت القروح والجراحات الغائرة به مع لسان الحمل وفعل ذلك ثلاثة أيام نقاها من أوضارها وغسلها وألحمها. التجربتين: العسل إذا جعل مع الأدوية الجلاءة أحد البصر وقواه وإذا تحنك به أو تغرغر به عند انفجار الدم وأورام اللوزتين نقاها وكذا يفعل في كل جراحة تحتاج إلى جلاء وتنقية وإذا عجن بدقيق الحواري فتح الأورام الصلبة وأنضجها والنضيجة يفتحها ويمتص ما فيها من المدة وهو على هذه الصفة من أنفع الأدوية للقرحة الحادثة في الظهر، وإذا عجن به الزراوند الطويل أو الكرسنة أنبت اللحم في الجراحات العميقة وإذا أضيف إلى هذه اللوز المر ولب حب المحلب ودقيق الشعير وما أشبهها وطلي به البدن أدر العرق وإذا شرب بالماء نقى الصدر المحتاج إلى تنقية فضل فيه وهيج شهوة الجماع إذا شرب بالماء عند العطش واقتصر عليه أياماً وهو من أنفع ما يشربه المفلوجون والمخدورون وإذا استعمل بالماء وهو غير منزوع الرغوة كان فيه تلين للبطن وكان تهييجه للجماع أشدّ، وإذا شرب بالماء نقى القروح والأمعاء وهيأها للأدوية كما يفعل المري وإذا خالط الحقن قوى إسهالها وإذا عجنت به أدوية البرص والبهق زاد في جلائها.(1/480)
عسل داود: هو الأومالي وقد ذكرته في الألف.
عشر:
أحمد بن داود: العشر من العضاه عراض الورق وينبت صعداً وله سكر يخرج في فصوص شعبه ومواضع زهره يجمع منه الناس شيئاً صالحاً وفي سكره شيء من المرارة ويخرج له نفاخ كأنه شقائق الجمال التي تهدر ويخرج في جوف ذلك النفاخ حراق لم يقتدح الناس في أجود منه ويحشون به المخاد والوسائد ومنبته في بطون الأدوية وربما نبت بالرمل وذلك قليل وإذا قطف ورقه وقطعت أطرافه اهراقت لبناً فالناس في بعض البلدان حيث يكبر يأخذون ذلك اللبن في الكيزان ثم يجعلونه في مناقع فينقعون فيها الجلود فلا يبقى فيها شعراً ولا وبرة ثم تلقى على الدباغ، وأخبرني العالم به أنه يملأ الكوز الضخم من ثمرتين لكثرة لبنهما وخشب العشر خفيف خوار مستوغل وهو ناعم النبات ونوره مثل نور الدفلي مشرف حسن المنظر. غيره: لبنه حار محرق وهو من أقوى لبن جميع اليتوعات مسهل. ابن سينا: لبنه مضعف للأمعاء وينفع جداً من السعفة والقوباء طلاء. لي: العشر ليس منه شيء ببلاد الأندلس وأول ما وقفت عليه بظاهر طرابلس المغرب بالجهة الشرقية منها وبعد ذلك بديار مصر بظاهر القاهرة بمقربة من المطرية وأما سكره فقد ذكرته في حرف السين مع السكر فتأمله هناك.
عشرق:
أبو العباس الحافظ: هو معروف عند العرب ورقه يشبه ورق السنا إلا أنه أشد خضرة وأقل عرضاً وزهره إلى الحمرة وبعضه لازرودي الشكل إلا أنه أصغر وأميل إلى الاستدارة وغلافه حمصي الشكل مزغب فيه حب عدسي الشكل ومنه نوع آخر أصغر من هذا وسنفته كرسنية الشكل متدلية وحبه صغير. الغافقي: هو قرفا باليونانية. ديسقوريدوس في الثالثة: قرفا هو نبات له ورق شبيه بورق عنب الثعلب البستاني وله شعب كبيرة وهو أسود كبير وبزره شبيه بالجاورس وغلف شبيهة بالخرنوب الشامي في شكلها وعروقها ثلاثة أو أربعة طولها نحو شبر بيض طيبة الرائحة وأكثر ما ينبت هذا النبات في أماكن صخرية فياحة شامسة، وأصل هذا النبات إذا أخذ منه مقدار ربع من ورض وأنقع في 6 قوطوليات من شراب حلو يوماً وليلة وشرب ذلك في ثلاثة أيام نقى الرحم وبزره إذا جعل في حسو وشرب أدر اللبن. جالينوس في 7: أصله إذا شرب بشراب نقى الأرحام من طريق أنه طيب الرائحة دهني وأما ثمرته فإن أخذت في بعض الأحساء أعانت على توليد اللبن. قال الغافقي: وحبه يؤكل رطباً ويابساً وهو جيد للبواسير ويسود الشعر.
عشبة السباع:
هو نبات له قضبان كقضبان المنتان وورق طويل قليل العرض حديد الأطراف غليظ أخضر ناعم كثير متكاثف وفي أطرافه زهر في هيئة النواقيس لونه بين الغبرة والحمرة مائل إلى أسفل وهذا النبات شديد المرارة ومن أهل البوادي عندنا من يأخذ من ماء ورقه قليلاً ويشربه بزيت كثير ويمرقه في سمن فيقيء قيئاً شديداً عنيفاً وينفع من عضة الكلب الكلب، ويقال أنه ينفع من الجذام ولأمراض السوداوية وهو دواء قوي غير مأمون إن لم يتحفظ منه وإذا تضمد به شفى القروح الخبيثة وأظن هذا الصنف هو الكراث الذي ذكره أبو حنيفة.
عصا الراعي:(1/481)
هو البطباط وهو نوعان ذكر وأنثى. ديسقوريدوس في الثالثة: وأما الذكر فإنه من المستأنف كونه في كل سنة وله قضبان كثيرة رقاق رخصة معقدة تسعى على وجه الأرض مثل ما يسعى النبات الذي يقال له النيل وله ورق شبيه بورق السذاب إلا أنه أطول منه وأشد رخوصة وله عند كل ورقة نور ولهذا يقال لهذا الصنف منه الذكر وله زهر أبيض وأحمر قان. جالينوس في 8: في هذا النبات شيء يقبض إلا أن الأكثر فيه الشيء المائي البارد فهو في الدرجة 2 من درجات الأدوية التي تبرد في مبدأ الدرجة 3، فهو لذلك نافع لمن يجد في فم المعدة إلتهاباً إذا وضع عليه وهو بارد من خارج وكذا ينفع أيضاً من الورم المعروف بالحمرة ومن الأورام الحارة الحادثة عن الدم لأنه على ما وصفت يمنع ويردع المواد المنصبة وبهذا السبب صار الناس يظنون أنه يجفف فهو لذلك من أنفع الأشياء للأورام المعروفة بالحمرة إذا كانت تسعى وتنتشر من موضع إلى موضع ولسائر القروح وينفع نفعاً بيناً للقروح المتورمة ورماً حاراً والقروح التي تنصب إليها المواد ويدمل أيضاً الجراحات التي هي بعد طرية بدمها وينفع القروح التي تكون في الأذن وإن كان فيها أيضاً قيح كثير جففه ولمكان هذه القوة صار يقطع النزف العارض للنساء ويشفي قروح الأمعاء ونفث الدم وانفجاره من حيث كان إذا أفرط في جميع هذه الخصال هو أقوى من الأنثى. ديسقوريدوس: وقوته قابضة مبردة وإذا شرب ماؤه وافق نفث الدم من الصدر والإسهال والمرض الذي يقال له حولاوا ويقطر البول لأنه يدر البول إدراراً قوياً، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام ذوات السموم وإذا شرب قبل الحمى بساعة نفع من الحميات ذوات الأدوار وإذا احتملته المرأة كالفرزج قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وغيره، وإذا قطر في الأذن وافق أوجاعها وسيلان المدة منها، وإذا طبخ بالشراب وخلط به شيء من عسل نفع منفعة بالغة في الغاية من القروح التي تكون في الفروج وقد يتضمد بورق هذا النبات للإلتهاب العارض في المعدة ونفث الدم والحمرة والنملة والأورام الحادة والأورام البلغمية والجراحات في أول ما تعرض، والصنف الذي يقال له الأنثى هو تمنش صغير له قضيب واحد رخص شبيه بالقصب وله عقد متقاربة وأوراق شبيهة بورق الصنوبر وله عروق لا ينتفع بها في الطب وينبت عند المياه وله قوة قابضة مبردة تفعل كل ما يفعله الصنف الأوّل إلا أنه أضعف منه.
عصفر:
أبو حنيفة: هو الذي يصبغ به ومنه ريفي ومنه بري وكلاهما ينبت بأرض العرب وبزره القرطم ويقال للعصفر الأحريض والخربع والبهرم والبهرمان والمربق. ماسرحويه: هو حار قابض باعتدال إن سحق وطلي بالعسل على القوابي ذهب بها البتة وإن طلي بالعسل على القلاع في فم الصبيان ذهب بها وببلة اللسان والفم. الرازي: العصفر حار جيد للبهق والكلف. المنهاج: العصفر نفسه يطيب الطبيخ ويهري اللحم الغليظ. الشريف: إدمانه يفسد المعدة ويبخر الرأس وينوم وإذا حل بخل نفع من الحمرة والأورام الحارة وسيأتي ذكر الفرطم في القاف.
عصاب: هو الشيطرج بالبربرية وقد ذكرته في حرف الشين.
عصيفيرة: هو بالتصغير إسم للخيري الأصفر الزهر ببغداد والموصل وقد ذكرت الخيري في الخاء المعجمة.
عصب: هو النبات المسمى باليونانية نوارس وقد ذكرته في النون.
عصير الدب: إسم عند أهل الأندلس لثمر شجر القطلب.
عصيه: هو اللبلاب المسمى باليونانية قسوس وسنذكره في القاف.
عصافير:(1/482)
وسودانيات. الرازي: في دفع مضار الأغذية: وأما العصافير الأهلية والجبلية والمرجية فكلها مجففة قليلة الغذاء وتختلف بمقدار إسخانها للبدن والعصافير الأهلية تسخن البدن إسخاناً بيناً وتزيد في الإنعاظ والباه ولا سيما أدمغتها وفراخها إذا اتخذت منها عجة بصفرة البيض والزيت ولا توافق المحرورين ولا المبرودين ومن يشتكي الرياح، وينبغي أن يشرب المحرورون عليها السكنجبين الحامض والمطجنة منها بالمري أسرع خروجاً وأما المشوية فعسرة الخروج وربما أورثت عظام العصافير إذا أكلت بنهم وابتلاع عظامها خدوشاً في المري وفي الأمعاء وفي المقعدة فلذلك ينبغي أن تلقى من عظامها ويجاد هضمها ومضغها وطبخها لئلا تلتصق قطع العظام الحادة الأطراف فيمكن أن يحدث عنها هذا العارض وأمراق أكثر العصافير تلين البطن إذا طبخت بماء وملح ولحومها تعقله لا سيما أمراق القنابر ولحومها فإن للحومها قوة في إمساك البطن ولأمراقها للبطن إطلاق وليس تسخن إسخان العصافير الأهلية. وأما السودانيات وهي الزرازير فأردأ لحماً من القنابر وأقل غذاء. وينبغي أن تصلح بالدهن الكثير فإن في لحومها حدة لكثرة أكلها من الجراد وسائر الحشرات وما كان من هذه العصافير سميناً بالطبع فهو أجود غذاء وأسرع نزولاً ولا ينبغي أن يؤكل منها ما لم تجربه العادة والتجربة بأكله فإن فيها عصافير تأكل الهوام السمية وأكثر هذه جبلية وقلما تكون في المروج وللحومها روائح وألوان منكرة. أبو العلاء بن زهر: العصافير كلها حارة يابسة وكلها تنفع من الإسترخاء والفالج واللقوة ومن أنواع الإستسقاء وتزيد في قوة الجماع وأما الزرازير السمان فإنها تأكل حيوانات سمية فإنه ربما أضرت لذلك بآكلها ولذلك يجب إمساكها يومين أو ثلاثة ثم تستعمل لأن الله تعالى جعل فيها قوّة على هضم الرديء حتى يكون محموداً ولحم عصفور الشوك حار يابس قليل الغذاء جداً. جالينوس في 15: وزبل الزرازير إذا اعتلفت الأرز وحده فإنه يجلو الكلف جلاء قوياً. ابن ماسة: خرء العصافير يجلو وينقي ويذهب بالآثار الحادثة في الوجه. الطبري: وإذا ديف بلعاب إنسان وطليت به الثآليل قلعها.
عضرس:
الغافقي: قيل إنه الخطمي البري المعروف بشحم المرج. قال أبو حنيفة: هو نبت أشهب إلى الخضرة يحتمل الندى إحتمالاً شديداً وقيل هو من أجناس الخطمي وقيل هو من ذكور البقل لونه لون البقل فيه ملحة أي بياض وهو أشد البقل كله رطوبة. كتاب الرحلة: هو نبات تمنشي الشكل أبيض اللون دقيق الورق في تضاعيفه شبه الشوك دقيق ليس بالحاد وأصله خشبي وزهره إلى الزرقة في شكل القمع طعمه طعم الغاريقون حلاوة يعقبها مرارة يسيرة.
عضاه:
هو في اللغة إسم يقع على كل شجر من شجر الشوك أسماء مختلفة يجمعها العضاه والغضى الخالص منه ما عظم واشتد شوكه وما صغر من شجر الشوك فإنه يقال له العض والشربين، فإذا اجتمع جميع ذلك قيل لما له شوك من صغاره عض ولا يدعى عضاها فمن العضاه السمر والعرفط والسيال والقرظ والقتاد الأعظم والكنهبل والعوسج والسدر والغار والغرب فهذه عضاه أجمع.
عطشان:
هو النبات المسمى باليونانية دينساقوس وقد ذكرته في آخر حرف الدال المهملة.
عطب: هو القطن وسأذكره في القاف.
عطارد: هو السنبل الرومي من الحاوي وقد ذكر في السين المهملة.
عظام:(1/483)
جالينوس: قوّتها محرقة تحلل وتجفف تحليلاً وتجفيفاً بليغاً، وقد زعم قوم أن هذه القوّة إنما هي لعظام الناس خاصة وإني لأعرف إنساناً كان يسقي عظام الناس محرقة من غير أن يعلم القوم الذين كانوا يشربونها ما الذي يشربون كيما لا ينفروا منه وتنفر أنفسهم عنه ويأبوه وكان هذا الرجل يشفي بهذه العظام المحرقة كثيراً ممن يصرع ومن به وجع المفاصل. ديسقوريدوس في الثانية: وقد يأخذ قوم ناب الكلب إذا عض إنساناً فيجعلونه في قطعة من جلد ويشدونه في العضد ليحفظ من شد عليه من الكلاب الكلبة. خواص ابن زهر: ناب الكلب إن علق على من يتكلم في نومه أزال عنه ذلك وإن علقت أنيابه على صبي خرجت أسنانه بلا وجع ولا تعب وإن علق نابه على من به يرقان نفعه ومن حمله معه لم تنبحه الكلاب. التجربتين: العتيقة منها إذا أحرقت نفعت القروح التي في الأعضاء اليابسة المزاج مثل الذكر والأنثيين وأشباههما ومتى كانت العظام أكثر تلززاً كانت منفعتها أبلغ. الشريف: إذا طبخت العظام البالية بالخل وصب طبيخها على الرأس قطع الرعاف، وإذا سحقت النخرة منها الموجودة في الحيطان وعجنت بماء ورد وضمد بها السلخ والقروح نفعها، وإذا ذر منها على الكل نفع منها نفعاً بليغاً، وإذا سحقت وعجنت بماء الشعير وطلي بها آثار الجدري غيرتها وأذهبتها، وكعب التيس إذ أحرق وشرب رماده بالسكنجبين حلل ورم الطحال وإذا شرب بعسل هيج الباه وإذا أحرقت العظام التي في سوق البقر وأفخاذها وشرب رمادها مع عصارته عصى الراعي قطع نزف الدم ونفع من استطلاق البطن وأما عظام الموتى إذا سحقت وسقيت صاحب حمى الربع دون أن يعلم العليل بذلك نفع منه مجرباً. الغافقي: ورماد العظام المحرق إذا سحق بخل وتضمد به نفع من حرق النار وكذا زعموا أن كعب ابن عرس إذا أحرق منه وهو حي وعلق على المرأة لم تحبل. خواص ابن زهر: وإن جعل سن الصبي أوّل ما يسقط قبل أن يقع على الأرض في صحيفة فضة وعلق على المرأة منع من الحبل وإن علق عظم إنسان ميت على الضرس الوجع سكن وجعه وأبرأه وإن علق على من به حمى الربع نفعه وإن أحرقت قلامة أظفار الإنسان العشرة وسقي إنسان رمادها عمل في روحانية المحبة والتألف، وإن أخذ ضرس إنسان وعظم الجناح الأيمن من الهدهد وجعل تحت رأس نائم لم ينتبه ما دام تحت رأسه، وإن علق شيء من أسنان التمساح التي من الجانب الأيمن منها على رجل زاد في جماعه، وأنياب الثعلب إن علقت على المصروع أو واحد منها برئ وإن دفنت جمجمة إنسان ميت عتيق في برج حمام كثر فيه الحمام، وضلع الضبعة العرجاء يعلق على رأس صاحب الشقيقة فينفعه الأيمن للأيمن والأيسر للأيسر، وكذا الناب للناب والضرس للضرس. قال: وفي طرف جناحي الديك عظمان مثقوبان إن علق الأيمن على من به الحمى الدائمة أبرأه، وهذان العظمان ينفعان الأعياء والتعب إذا علقا على إنسان أو بهيمة.
عظاية:
حيوان من جنس الجراذين يشبه الوزغ. ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسميه خلقيديقي صورا أي صورا الذي من المدينة التي يقال لها خلقيس إذا شرب بشراب أبرأ من نهشته.
عظلم:
هو النبات الذي يتخذ منه النيلج. قال بعض علمائنا: هو الوسمة الذكر وسيأتي ذكرها في الواو.
عفاز:
زعم قوم أنه ثمرة قاتل أبيه وعندي فيه نظر لأن شيخنا أبا العباس النباتي قال في كتابه الموسوم بكتاب الرحلة: العفار معروف بمكة عند العرب، وبالمدينة عند سكانها، وكذلك عند أعرابها ورقه فيما بين ورق الترنج وورق الرند، وزهره أصفر نرجسي الشكل إلى الطول ما هو وله سنفة خرنوبية الشكل فيها ثمر لاط على قدر نوى الزيتون. لي: وهذه الصفة مباينة لصفة شجر قاتل أبيه فتأمله.
عفص:(1/484)
ديسقوريدوس في ا: منه ما يؤخذ من شجره وهو غض صغير مضرس ملزز ليس بمثقب ويسمى أيفاقليس لأنه غض، ومنه ما هو أملس خفيف مثقب وينبغي أن يختار أيفاقليس لأنه أقوى من الصنف الآخر. جالينوس في 7: أما الأخضر من العفص وهو حصرمه فهو دواء يقبض جداً والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد، ولذلك صار مجففاً ويرد المواد المنصبة ويجمع ويشد الأعضاء الرخوة الضعيفة ويقاوم جميع العلل الحادثة عن تحلب المواد، ويمنع تحلبها وليوضع من اليبس في الدرجة الثالثة، ومن التبريد في الثانية، وأما العفص الأخر الذي كأنه أحمر رخو كبار فهو أيضاً يجفف إلا أنه أقل تجفيفاً من ذلك بحسب نقصانه عنه في قوة القبض ومتى طبخ العفص وحده وسحق ووضع كالضماد كان دواءاً نافعاً قوي المنفعة لجميع الأورام الحادثة في الدبر ولخروج المقعدة، وينبغي لنا نحن إذا احتجنا إلى القبض اليسير أن نطبخ العفص بالماء، ومتى أردنا التقبيض الشديد فينبغي أن نطبخه بالشراب، وإذا كانت أيضاً الحاجة إلى التقبيض أشد فليطبخ بشراب فيه عفوصة، وهذان النوعان كلاهما من العفص إذا أحرقا فقوتهما تقطع الدم والأمر في العقص المحرق معلوم أنه يكتسب من الحرق حرارة وحدة ويصير ألطف وأشد تجفيفاً من العفص الغير المحرق، وينبغي لك متى أردت أن تجعله يقطع الدم أن تشويه على الفحم ثم تطفئه بشراب. ديسقوريدوس: وكلاهما يقبضان قبضاً شديداً، وإذا سحقا أضمرا اللحم الزائد ومنعا الرطوبات من أن تسيل إلى اللثة واللهاة ونفعا من القلاع وما داخل العفص إذا وضع على المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها، وإذا أحرق على جمر وأطفئ بشراب أو بخل وملح قطع الدم، وقد يصلح طبيخ العفص ليجلس فيه لخروج الرحم وسيلان الرطوبات السائلة منها سيلاناً مزمناً، وإذا أنقع في خل أو في ماء سود الشعر، وإذا سحق وذر على ماء أو شراب وافق الذين بهم قرحة الأمعاء وإسهال مزمن ويوافقهم أيضاً إذا خلط بالطعام الملائم لهم، وإذا تقدم في سلقه بالماء الذي يطبخ فيه طعامهم، وبالجملة ينبغي أن يستعمل العفص حيث يحتاج إلى القبض والإمساك والتجفيف. ابن سينا: إذا طلي به مسحوقاً بالخل على القوابي ذهب بها. التجربتين: يجب أن يشرب لإمساك السيلانات بفصوص البيض النيمرشت أو بالصمغ العربي محلولاً في الماء لإضراره بالحلق، وإذا طبخ بالماء نفع ذلك الماء من نتوء الصبيان إذا كمد به مراراً، وإذا طبخ بالخل وطلي به الحمرة نفع منها في ابتدائها ومنع النملة أن تسعى إذا طليت به أيضاً. إسحاق بن عمران: وإذا وضع مسحوقاً ناعماً ونفخ في الأنف قطع الرعاف، وإذا سحق بخل ثقيف وطلي منه على السلاق الذي يكون في الفم أزاله.
عقيق:
أرسطوطاليس: هو أجناس كثيرة ومعادنه كثيرة ويؤتى به من بلاد اليمن وسواحل بحر رومية وأحسنه ما اشتدت حمرته وأشرق لونه، وفي العقيق جنس أقلها حسناً وإشراقاً يشبه لونه لون الماء الذي يتحلب من اللحم إذا ألقي عليه الملح وفيه خطوط بيض خفية من تختم به سكنت روعته عند الخصام وانقطع عنه نزف الدم من أي موضع كان من البدن وخاصة النساء اللواتي يدمن الطمث، ومن أخذ نحاتته من أي لون كان فذلك بها أسنانه أذهب الصدأ، والحفر عنها وبيضها ومنع الأسنان أن يخرج من أصولها الدم. غيره: محرقه يمسك الأسنان المتحركة ويثبتها.
عقرب:(1/485)
ديسقوريدوس في الثانية: إذا أخذ نيئاً ودق وسحق ووضع على لسعة العقرب أبرأها وقد يشوى ويؤكل فيفعل ذلك أيضاً. الشريف: إذا اكتحل برماده نفع من ضعف البصر، وإذا سحق العقرب محرقاً وخلط بمثل نصف وزنه خرء فأر واكتحل به أحد البصر ونفع من جرب العين، وإن سحق عقرب كبير أسود بعد تجفيفه مع خل وطلي به البرص نفع منه وأبرأه، وإذا أحرق في زيت حتى يحترق ودهنت به القروح الخبيثة العسرة الاندمال وذر عليها سحيق العقرب المحرقة نفعها وأبرأ منها، وإذا أحرق العقرب ثم وزن بعد حرقه كان وزنه ثمان عشرة حبة لا تزيد حبة. عبد الرحمن بن الهيثم: إن أخذ عقرب واحدة وقد بقي في الشهر ثلاثة أيام أو أربعة وجعل في إناء وصب عليها زيت وسدّ رأس الإناء وترك حتى يأخذ الزيت قوتها، ثم يدهن به من به وجع الظهر والفخذين فإنه يبرئه، وقيل: إن طلي من هذا الدهن على البواسير الظاهرة جففها وأسقطها، وإن أخذت عقرب ميتة وجعلت في خرقة وعلقت على المرأة التي تسقط أولادها لم يسقط الجنين وحفظه الله عليها. ابن ماسويه في كتابه الجامع: ينبغي أن تحرق العقارب ومعها قليل كبريت. غيره: رماد العقارب المحرقة يفتت الحصاة وكذا المعجون المتخذ منه. قال ابن سينا في الثالثة من القانون: وأما رماد العقارب فيدبر بأن تطين قارورة ثخينة تطين الحكمة ثم يجعل فيها العقارب في تنور حارة ليلة أو أقل من غير مبالغة في الإحتراق ويرفع من الغد والزجاج خير من الخزف الناشف الآخذ للقوة. لي: إذا قليت عقرب في زيت حتى يحترق وطلي بذلك الزيت موضع داء الثعلب أنبت فيه الشعر مجرب.
عقرب بحري:
الزهراوي: عقرب البحر هو حوت صغير أغبر اللون إلى الحمرة في رأسه شوكة بيضاء بها يضرب وجسمه كثير الشوك رأسه أكبر من جسده، رأيته وأخذته فلسعني في يدي وآلمني ألماً شديداً كألم العقرب البري أو أشد. ديسقوريدوس في الثانية: سفرنيوس بالاسيوس هو حيوان بحري يسمى باسم العقرب مرارته توافق الماء الذي في العين والغشاوة والقرح الذي يسمى لوقوما العارض في العين.
عقربان:
شجارو الأندلس يسمون بهذا الإسم الدواء المسمى باليونانية سقولوفندريون، وقد ذكرته في حرف السين.
عقار كوهان:
وعقار كوهن وتأويله رأس أصل الكاهن أو دواء الكاهن ويقال: إنه العاقر قرحا، وقد تقدّم ذكره في هذا الحرف.
عقيد العنب: هو الميبختج وهو الرب أيضاً المتخذ منه.
عقاب:
الشريف: طائر معروف من جوارح الطير وهو أكبر في جثته من البازي بكثير وخلقهما واحد ولحمه حار يابس إذا أكل كان بمنزلة لحم البقر، ومرارته إذا اكتحل بها نفعت من ابتداء الماء النازل في العين ويحدّ البصر، وإذا بخر بريشه نفع من اختناق الأرحام، وإذا لطخ على الكلف والبثور في الوجه يزيله ويذهبه وينفع منها. جالينوس في 15: زرق البازات والعقبان فيها فضل حدة، وقد زعم قوم أنها تحلل الخنازير.
عقعق:
طائر معروف لحمه حار يابس رديء الكيموس. جالينوس: زعم قوم أن زبل العقعق ينفع من الربو وهو مبطل في قوله.
عكوب:(1/486)
ديسقوريدوس في الرابعة: سلوين هي شوكة عريضة لها ورق شبيه بورق الأبيض من النبات الذي يقال له خامالاون ويسلق في حدثان ما ينبت ويؤكل بالزيت والملح والدمعة المستخرجة من الأصول إذا شرب منها مقدار درهمين بالشراب الذي يقال له ماء القراطن هيج القيء. التميمي: العكوب تأكله الناس بالشام وغيرها وهو نوع من الشوك الذي ترتعيه الجمال، وهذه الشوكة لها قلب يعلو من الأرض نحواً من ذراعين ولها ورق عريض واسع أخضر مجزع ببياض كأنما قد نفش ذلك التجزيع والورقة من ورقه مشوكة الحروف يلذع شوكها اليد ممن يمسها، وقد يثمر في رأس قضيبه ثمرة مستديرة إلى الطول ما هي حرشفية ملتبسة بشوك كأمثال ما دق من الإبر داخلها وهي غضة رطبة طيبة تقلى وتؤكل، وإذا عسا ثمرها فقد يتكوّن في تلك الثمرة إذا هي فتحت وأزهرت زهر أحمر اللون ويلقى ذلك الزهر ويتكوّن مكانه بزر شبيه بحب القرطم يكون بين تضاعيفه زغب أبيض مثل زغب الباذرود، وهذا البزر يضرب في لونه إلى الغبرة والخضرة في لبه دهانة، وقد يحمص ويؤكل وهو لذيذ الطعم، ويتنقل به على النبيذ، وهذا البزر طبعه حار يابس في الدرجة الثانية، وشجرته إذا كانت خضراء فإنها حارة في الدرجة الأولى رطبة في الثانية، وقد تلقط تلك الجمجمة التي تكون في رأس قلب هذه الشجرة وهي غضة رطبة من قبل أن يعسو ويصلب ما عليها من الشوك يلتقطها الفلاحون ويسمونها العكوب، وتباع للنصارى في أيام صومهم فينقون ما كان على كل ثمرة منها من الشوك لقطاً بالمقاريض فإذا لم يبق عليها شيء من الشوك سلقوه سلقة خفيفة ثم يهرقون ماءه ويمرغونه في دقيق حواري، وقد خلط فيه ملح مسحوق كمثل الذي يمرّغ فيه السمك الطري، ويكون في ذلك الدقيق شيء من الزعفران قد خلط به موم ثم يقلونه بزيت أنفاق أو بالشيرج كما يقلى السمك ويأكلونه، يفعل ذلك النصارى في أيام تحريمهم اللحم وكثير من المسلمين يأكلونه أيضاً كذلك، وقد يولد الإدمان على أكله كيموساً غليظاً، فأما بزره الذي يقلى ويتنقل به على الشراب فإنه لذيذ الطعم، وقد تعقر أصول شجره إذا غشا وبزره فيخرج منه رطوبة تنعقد وتصير صمغاً وهو الصمغ المسمى صمغ الكنكرزد وطبعه مغث مقيئ للمرة الصفراء والبلغم الغليظ ومرة سوداء في الأحيان وقد ينتفع به. لي: ذكرت صمغ الخرشف في الصاد.
عكنة:
وهي اللعبة البربرية أيضاً وهي السورنجان بلا شك، ولقد وهم فيه من ظن أنه غير السورنجان وأكثر نباته يكون بالديار المصرية بثغر الإسكندرية، ومنها يحمل إلى الشام جميعه وتعرفه عامّة مصر بالعكنة، ونحن في بلاد الأندلس نعرف هذا النوع بالسورنجان الدقيق، وينبت عندنا بالجبال وهو أيضاً موجود بإفريقية والنساء بديار مصر تشربه للسمنة مع عروق المستعجلة وهو مأمون لا يجدون منه مضرّة ألبتة. الرازي: العكنة تزيد في الباه وتحمر الوجه وتحسنه إذا شربت في الأسوقة لا تخطئ إلا أنها ربما هيجت أمراضاً حادة ويبلغ من قوتها أنها ربما أعقبت حمرة لون قانية مثل الشامة في الوجه والرأس والمفاصل.
عكير:
الغافقي: ليس هو وسخ الكوائر كما زعم ابن سمحون وابن واقد وغيرهما، ووسخ الكوائر هو شيء أسود ويوجد في حيطان الكوائر ملطخاً، وهو أول ما يضع النحل ثم يبنى الشمع عليه، وأما العكير فهو شيء كالخبيص ليس بشمع ولا عسل، وإذا غمزته تفرق وليس بشديد الحلاوة وتجيء به النحل على أعضادها وسوقها كما تجيء بالشمع، ويقال: عكير وأكثر ما يكثر منه النحل في السنة المجدبة ويوجد في أفواه الكوائر، ومداخل النحل ومخارجها، ويؤكل كما يؤكل الخبز فيشبع وهو مفسد للعسل والناس يكرهونه لذلك.
عكرش:
زعم قوم أنه الثيل نفسه، وقال آخرون: إنه النوع القصبي منه المسمى فالامغرسطس، ومنهم من زعم أن العكرش نوع من الحرشف. وفي الكتاب الحاوي العكلش هو النبات المسمى باليونانية أرارانوطاي وهي العشبة المقدسة، وقال في موضع منه أنه ألنيطاقلن، وقال فيه إنه النبات المسمى باليونانية أفاراني وهو البلسكي بالعربية. وفي موضع آخر من كتاب الرحلة العكراش إسم عربي وهو عند العرب بالحجاز البكرش مخصوص بنوع من النبات منبسط على الأرض عدسي الشكل له زهر دقيق يخلف بزراً على قدر الجاورس في غلفه حمصي الشكل طعمه طعم البقل الحمصي أول الإسم عين مكسورة بعدها كاف ساكنة ثم راء مكسورة بعدها شين معجمة.(1/487)
عليق:
ديسقوريدوس في الرابعة: باطس وهو العليق نبات معروف. إسحاق بن عمران: وورقه مشاكل لورق الورد في خضرته وشكله وخشونته وله ثمر شبيه بثمر التوت. جالينوس في 6: ورق هذا النبات وأطرافه وزهره وثمرته وأصله جميعاً فيها طعم قابض بين إلا أنها مختلفة في هذا الطعم فالورق منه خاصة الطري الغض لما كانت المائية فيه كثيرة صار قليل القبض، وكذا أطرافه وبهذا السبب متى مضغت شفت القلاع وغيره من قروح الفم وهي أيضاً تدمل الجراحات كلها لأن مزاجها مركب من جوهر أرضي بارد، ومن جوهر مائي فاتر، وأما ثمرته فإنها إن كانت نضيجة فإن الأكثر فيها يكون الجوهر الأرضي، ولذلك تكون غضة وتجفف تجفيفاً شديداً وكلاهما يجففان ويحفظان فإذا جففا كانا أشد تجفيفاً منهما إذا كانا رطبين وزهرة العليق أيضاً قوتها هذه القوة بعينها الموجودة في ثمرته وينفع على ذلك المثال من قروح الأمعاء واستطلاق البطن ولضعف قوة الأمعاء ولنفث الدم، وأما أصل العليق مع قبضه ففيه جوهر لطيف لشر بيسير فهو لذلك يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين. ديسقوريدوس: وورقه قابض مجفف وأغصانه إذا طبخت مع الورق صبغ طبيخها الشعر، وإذا شرب عقل البطن وقطع سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ويوافق نهش الدابة التي يقال لها قرسطس وهي حية لها قرنان، وإذا مضغ الورق شدّ اللثة وأبرأ القلاع، وإذا تضمد بالورق منع النملة من أن تجري في البدن وأبرأ قروح الرأس الرطبة ونتوء العين والظفرة والبواسير الناتئة في المقعدة والبواسير التي يسيل منها الدم وإذا دق الورق ناعماً ووضع على المعدة العليلة والضعيفة التي تسيل إليها المواد وافقها وعصارة الورق إذا جففت في الشمس كانت في فعلها قوية وعصارة ثمره إذا كان ناضجاً تاماً توافق أوجاع الفم، وإذا أكل ثمره ولم يستحكم نضجه عقل البطن، وأما زهره إذا شرب بالشراب عقل البطن، وأما عليق أنداء وهو نبات في الجبل المسمى أنداء، وإنما نسب إلى هذا الجبل لأنه كثير فيه فهو ألين أغصاناً بكثير من العليق الذي وصفناه قبل هذا، وفيه شوك صغار وربما لم يكن فيه شوك ألبتة. الغافقي: يشبه النسرين وله ثمر أحمر كثمر الورد. ديسقوريدوس: وفعل هذا العليق شبيه بفعل العليق الذي وصفناه قبل هذا إلا أنه يفضل على ذلك بأن زهر هذا إذا دق ناعماً مع العسل ولطخ على العين نفع من الورم الحار العارض لها، وإذا لطخ على الحمرة سكنها، وقد تسقى الزهرة بالماء لوجع المعدة. الشريف: وإذا دق ورق العليق مع أطرافه الغضة وضمد بها سحج الفخذين في الاسسفار نفع من ذلك وحيا، ويتخذ منه شياف ينفع من جميع علل العين الظاهرة فيها وفي أجفانها، وصفة الشياف الذي يتخذ منه يدق غضه ويعصر ويصفى ويسحق على صلاية إلى أن يسخن ويحلل الصمغ العربي بماء ويصفى، ويمزج منه القليل ويشيف ويرفع لوقت الحاجة.
عليق الكلب:
وهو عليق العدس ويسمى في بعض الجهات بورد السباج ونسرين السباج أيضاً. ديسقوريدوس في ا: هو تمنش أكبر من العليق بكثير شبيه في عظمه بالشجر وورقه أعرض من ورق الآس، وفي أغصانه شوك صلب وله زهر أبيض وثمر طويل شبيه بنوى الزيتون إذا نضجت احمرت وفي داخلها شيء شبيه بالصوف. جالينوس في 7: ثمرة هذا النبات تقبض قبضاً قوياً، وأما ورقه فيقبض قبضاً يسيراً، وإذا كان كذلك فالوجه بالانتفاع بكل واحد منهما معلوم، وينبغي أن يحذر ما في ثمرته من الزغب الشبيه بالقطن فإنه صار ينكي قصبة الرئة. ديسقوريدوس: والثمر إذا جفف ونزع داخله منه لإضراره بقصبة الرئة ثم طبخ بالشراب وشرب عقل البطن. غيره: ويمسك البول أيضاً.
علس:
هو الأشغالية بعجمية الأندلس. ديسقوريدوس في الثانية: راا هو صنفان أحدهما يوجد فيه حبة والآخر يوجد فيه حبتان، والخبز المعمول منه أقل غذاء من خبز الحنطة. جالينوس في 6: قوة أنواعه قوة وسط بين قوة الحنطة والشعير، فهو بهذا السبب يقرب من ذينك. غيره: إذا طبخ بالماء وجلس في مائه من به البواسير سكن وجعها وحرقتها.
علك:(1/488)
جالينوس في 8: جميع أنواع العلك تسخن وتجفف، وإنما خالف بعضها بعضاً من قبل أن في كل واحد منها من الحرافة والحدة في الطعم والحرارة في القوة مقدار أكثر ومقدار أقل، ومن طريق أن بعضها قليل اللطافة وبعضها كثير اللطافة وبعضها فيه قبض وبعضها لا قبض فيه، وأفضل أنواع العلك وأولاها بالتقديم علك الروم وهو المصطكي، وذلك أنه مع ما فيه من القبض اليسير الذي به صار نافعاً لضعف الكبد والمعدة، ورقه فيه أيضاً تجفيف لا أذى معه، وذلك أنه لا حدّة له أصلاً وهو لطيف جداً، وأما سائر أنواع العلك فأجودها علك البطم وليس لهذا العلك قبض معروف مثل قبض المصطكي وفيه مع هذا شيء من المرارة وبسبب هذا يحلل أكثر من تحليل المصطكي ولمكان هذا الطعم أيضاً صار في هذا العلك شيء يجلو حتى أنه يشفي الجرب، وذلك لأنه يجذب من عمق البدن أكثر من الأنواع الأخر من أنواع العلك لأنه ألطف منها، وأما العلك الذي يكون من النوع المسمى من أنواع الصنوبر قوقا، والعلك الذي يكون من شجر الصنوبر المسمى سطرموليا وهو الصنوبر الكبار فهما أشد حرافة وحدّة من علك البطم، ولكنهما ليسا يحللان ولا يجذبان أَكثر منه، وعلك الصنوبر الكبار في هذه الخصال أشد وأكثر من علك الصنوبر المسمى قوقا، فأما علك الصنوبر الصغار وعلك الشجرة المسماة لاطي فهما وسط بين الأمرين لأنهما أحد من علك البطن وأقلّ حدّة من علك قوقا وعلك الصنوبر الكبار، ولعلك البطم مع هذا شيء من اليبس وبعده في اليبس المصطكي، وأما علك السرو فله حرافة وحدّة والعلك المسمى لاركس هو أيضاً شبيه بعلك البطم. ديسقوريدوس في ا: وصمغ شجرة الحبة الخضراء يؤتى به من بلاد الغرب، ومن البلاد التي يقال لها بطرا وقد يكون بفلسطين وسوريا وبقبرس وبلينوي وبالجزيرة التي يقال لها قليقلاوس، وهو أجودها. وهذه صفته هو أصفاها ولونها أبيض شبيه بلون الزجاج مائل إلى لون السماء طيب الرائحة تفوح منها رائحة الحبة الخضراء، وأجود هذه الصموغ صمغ شجرة الحبة الخضراء وبعده صمغ المصطكي وبعده صمغ بنطوقنداس وهو التنوب وهو شجرة قضم قريش وبعده صمغ الشجرة التي يقال لها لاطي، وبعده صمغ قوقا وهو الأرز وصمغ الصنوبر، وكل واحد من هذه الصموغ مسخن ملين مذوب منق موافق للسعال وقرحة الرئة ونفث الدم منق لما في الصدر إذا لعق وحده أو بعسل مدر للبول منضج ملين للبطن موافق لالتزاق الشعر بالجفون، وإذا خلط بزنجار وقلقنت ونطرون كان صالحاً للجرب المتقرح والآذان التي تسيل منها رطوبات، وإذا خلط بعسل وزيت يصلح لحكة القروح مثل الأنثيين والرحم، وقد يقع في أخلاط المراهم والأدهان المحللة للأعياء، وينفع من أوجاع الجنب إذا تمسح به وحده، وإذا تضمد به كان نافعاً من الخراج والجراحات وغيرها من الأدواء وأجود هذه الصموغ ما كان صافياً يبرق، ومن صمغ التنوب وصمغ قوقا وهو الأرز ما يكون رطباً ويؤتى به من غالاطيا، ومن البلاد التي يقال لها هونيا وقد كان يؤتى به أيضاً فيما مضى من البلاد التي يقال لها قولوفون، ولذلك سمي ما أتى به من تلك البلاد قولوفنيا وقد يؤتى منه بشيء من غالاطيا ومن البلاد التي يقال لها بلاد السرو، وتسميه أهل تلك البلاد لارقس، عظيم المنفعة من السعال المزمن إذا لعق منه وحده، وهذه الصموغ الرطبة هي مختلفة الألوان(1/489)
وذلك أن منها ما لونه أبيض ومنها ما لونه زيتي ومنه ما يشبه لونه لون العسل مثل لارقس، وقد تكون أيضاً من السرو صمغة رطبة تصلح لما ذكرناه، وقد يوجد من يابس هذه الصموغ ما يكون من الصنوبر ومن الأرز ومن التنوب ومن الشجرة التي يقال لها لاطي، واختر منها أطيبها رائحة صافي اللون لا يابساً ولا رطباً يشبه الموم هين الإنفراك وأجودها صمغ التنوب وصمغ لاطي لأنهما طيبا الرائحة ورائحتهما تشبه رائحة الكندر، وقد يؤتى من هذه الصموغ بضروب من الجزيرة التي يقال لها مطروشيا وهي بلاد إسبانيا، وأما صمغ قوقا وهو الأرز وصمغ الصنوبر وصمغ السرو فإنها أضعف من صمغ التنوب وصمغ لاطي وليس لها من القوة ما لتلك غير أنها تستعمل في كل ما تستعمل فيه تلك، وأما المصطكي فإن قوّته قريبة من صمغة الحبة الخضراء، وقد يطبخ ما كان من هذه الصموغ رطباً في إناء يسع 4 أضعاف الرطوبة التي تصير فيه، فينبغي أن يصير في إناء نحاس من الصمغ 9 أرطال ومن ماء المطر ثمانية عشر رطلاً ويطبخ طبخاً رفيقاً على جمر ويحرك حركة دائمة إلى أن تبطل رائحته ويجف جفوفاً شديداً ويهون انفراكه حتى ينفرك بالأصابع، ثم يبرد ويوعى في إناء من خزف غير مقير، وهذا الصمغ إذا طبخ ابيض واشتد بياضه، وينبغي أن يتقدم في تصفية كل واحد من هذه الصموغ أيضاً ما كان منه رطباً ويطبخ على جمر بلا ماء طبخاً رقيقاً أولاً، فإذا قرب من الانعقاد يوضع تحته جمر كثير ويطبخ طبخاً دائماً ثلاثة أيام وثلاث ليال حتى يصير إلى الحد الذي وصفنا آنفاً ثم يوعى أيضاً كما وصفنا، وأما ما كان من هذه الصموغ يابساً فإنه يكتفي فيه بأن يطبخ النهار كله من أوّله إلى آخره ثم يوعى، وقد ينتفع بهذه الصموغ المطبوخة في المراهم الطيبة الرائحة والأدهان المحللة للأعياء وفي تلوين الأدهان، وقد يجمع دخان هذه الصموغ مثل ما يجمع دخان الكندر ويصلح لصنعة الأكحال التي تحسن هدب العين والمآقي المتآكلة والأشفار الساقطة والدمعة وقد يعمل منه مداد يكتب له. إسحاق بن عمران: علك الأنباط وهو علك شجرة الفستق ولونه أبيض كمد، وطعمه فيه شيء من مرارة ويلقيه الشجر في شدة الحرّ وهو حار يابس في الدرجة الثالثة يحلل وينقي الأوساخ وينفع الحكة العتيقة ويجذب البلة من داخل الجسد، وينزل البول وينفع من السعال ووجع الصدر العارض من الرطوبة وخاصة الرطوبة المنحدرة إلى صدور الصبيان، وبدل صمغ الأنباط صمغ البطم أو صمغ الضرو. غيره: يجذب السلاء والشوك وما ينشب في البدن وينبت اللحم في القروح إذا خلط في المراهم وصمغ أكرامتنا حار يابس يحلل الرياح ويطردها ويحلل الأورام الصلبة. الشريف: والراتينج هو صمغ شجرة الصنوبر وهو ثلاثة أنواع فنوع منه سيال لا ينعقد، ومنه نوع آخر صلب ساذج، ومنه نوع ثالث صلب بعد طبخه بالنار، وهو الذي يسمى قلقونيا، وإذا أذيب بالنار إلى أن ينسبك ويصب على جزء منه مثله زيت البزر وضمدت به الثآليل التي قد تدلت عن المقعدة وقد أعيت الأطباء نفع منها وأبرأها بتوالي ذلك عليها إلى أن تسقط، وينفع هذا الدهن من شقاق الكعبين، وإذا بلت في خرق وجففت في الشمس ثم دخن بها صاحب الزكام البارد أزاله وحيا، وإذا بخر به صاحب الحمى المزمنة أبرأها، وإذا سحق وشرب منه نصف مثقال في بيضتين خفاف على الريق نفع من السعال والربو وقروح الرئة، وإذا أخذ منه جزء ومن بعر الأرنب والزرنيخ الأحمر والشحم من كل واحد نصف جزء وديف الكل حتى يذوب على نار لينة ثم يقرص الكل أقراصاً كل قرص من نصف مثقال ويتبخر به عند الحاجة إليه بقرص واحد على نار رقيقة بقدح من أنبوب قصب أو قمع نفع ذلك من السعال يبخر بها في اليوم ثلاث مرّات ويتحسى العليل دخانها فإنه عجيب في نفعه من السعال وقروح الرئة، وإذا أخذ منه جزء فسبك بالنار، ثم صب عليه مثله زيت بزر ومثل نصف جزء أسفيذاج وأنزل عن النار واستعمل كان مرهماً عجيباً للجراحات ملزقاً لحديثها مجففاً لعتيقها، وإذا سحق منه درهمان وذر عل حسو نخالة وتحسى الكل 7 أيام متوالية نفع من السعال المزمن وقروح الرئة والشهدية وجففها ونفع منها. ابن سينا: ينبت اللحم في الأبدان الجاسية لكنه يهيج الأورام التي في الأبدان الناعمة وقد تبرأ به القروح مع الجلنار والعروق ونحوها.
علق:(1/490)
الشريف: ينفع تعليقاً على الأعضاء الضعيفة التركيب مثل أن تركب فوق الآماق والوجنتين والساقين والمواضع الآلمة لأنها تقوم مقام الحجامة لا سيما في الأطفال والنساء وأهل الرفاهية، وذلك أن العلقة إذا علقت على نفس العضو الذي فيه الملكونيا والقروح الخبيثة مصت منها الدم الفاسد، وكذا تعليقها في الأصداغ فتجذب بمصها الدم الفاسد في الأجفان، وإذا أحرقت العلق ثم عجن رمادها بخل ثقيف ثم طلي به على موضع الشعر النابت في الأجفان بعد تنقيته منعه أن ينبت. ومن خواص العلق أنه إذا بخر به حانوت الزجاج تكسر جميع ما فيه من الزجاج.
علك: هي صمغة تعلك أي تمضغ.
علقى: قيل إنه النبات المسمى أوشيرس وقد ذكرته في الألف.
علك يابس: هي القلفونيا، وقد ذكرت فيما مضى.
علقم:
هو قثاء الحمار تعرفه الناس كلهم بهذا الإسم. قال أبو حنيفة: العلقم الحنظل وكل ذي مرارة علقمة. كتاب الرحلة: هو إسم عربي مشهور ويوقعونه ببلاد الحجاز اليوم على نبتة ورقها شبيه بورق الكرمة البيضاء وزهرها كذلك يمتد على الأرض حبالاً وثمره على قدر الصغير من الخيار الشتوي، ولونه ما بين الخضرة والبياض وفيه طرق خضر عليها شوك دقيق ظني أنها اللويفة تكون بصعيد مصر كشوك الخيار، والبزر داخل الثمر دون شحمه على شكل ما في داخل الخيار وطعمه كطعم القثاء والخيار المر.
علجان:
قال أبو حنيفة: نباته الرمل والسهل وهو خيطان دقاق خضر جداً مظلمة تضرب إلى الصفرة جرداء وتكون كعقدة الأشنان وله نوار أصفر تأكله الحمير فتصفر أسنانها ولا تأكله الإبل والغنم إلا مضطرة. وفي كتاب الرحلة: هو عند عرب إفريقية إسم عربي ببلاد أفريقية للنبات المسمى بالقراح وسأذكره في القاف.
عاث: هو النبات المسمى باليونانية خندريلي، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.
عنبر:(1/491)
ابن حسان: العنبر هو روث دابة بحرية، وقيل هو شيء ينبت في قعر البحر فتأكله بعض دواب البحر فإذا امتلأت منه قذفته رجيعاً وهو في خلقته كالعظام من الخشب، وهو دسم خوار دهني يطفو على الماء ومنه ما لونه إلى السواد وهو مبذول وهو جاف قليل النداوة وهو عطر الرائحة مقو للقلب والدماغ نافع من الفالج واللقوة وأمراض البلغم الغيظ، وهو سيد الطيب واختباره بالنار. ابن سينا: العنبر فيما يظن نبع عين في البحر، والذي يقال إنه زبد البحر أو روث دابة بعيد، وأجوده الأشهب القوي السلايطي ثم الأزرق ثم الأصفر، وأردؤه الأسود ويغش من الجص والشمع واللاذن والمندة وهو صنفه الأسود الذي كثيراً ما يوجد في أجواف السمك الذي تأكله وتموت، وهو حار يابس يشبه أن تكون حرارته في الدرجة 2 ويبسه في الأولى ينفع المشايخ بلطف تسخينه، ومن المندة صنف يخضب اليد ويصلح ليتبع به نصول الخضاب وينفع الدماغ والحواس وينفع القلب. وقال في الأدوية القلبية: فيه متانة ولزوجة وخاصية شديدة في التقوية والتقريح معاً وتعينها العطرية القوية، فهو لذلك مقو لجوهر كل روح في الأعضاء الرئيسة مكثر له وأشد اعتدالاً من المسك، وقد عرفت موجب هذه الخصال التي هي عطرية مع تلطيف ومتانة ولزوجة. ابن رضوان: العنبر ينفع من أوجاع المعدة الباردة ومن الرياح الغليظة العارضة في المعي ومن السدد إذا شرب، وإذا طلي به من خارج ومن الشقيقة والصداع الكائن عن الأخلاط الباردة إذا بخر به، وإذا طلي به، ويقوي الأعضاء ويقاوم الهواء المحدث الموتان إذا أدمن شمه والبخور به وإذا شرب. التميمي: وقد تضمد به المفاصل المنصب إليها الرطوبات ورياح البلغم فينتفع به منفعة بينة، ويقوي رباطاتها ويحلل ما ينصب إليها من الرطوبة، وقد يسعط منه محلولاً ببعض الأدهان المسخنة كدهن المرزنجوش أو دهن البابونج أو دهن الأقحوان أو دهن الجماجم، فيحلل علل الدماغ الكبار العارضة من البلغم الغليظ والرياح ويفتح ما يعرض في لفائفه من السدد ويقويه على دفع الأبخرة والرطوبة المتراقية إليه، ويتخذ منه شمامات على مثال التفاح يشمها من يعرض له الفالج واللقوة والكزاز فينتفعون بشمها، ويدخل في كثير من المعاجين الكبار والجوارشنات الملوكية. التجربتين: دخنته نافعة من النزلات الباردة مقوية للدماغ وإذا حل في دهن البان نفع من جميع أوجاع العصب والخدر إذا دهن به فقار الظهر وهو مقو لفم المعدة إذا غمس فيه قطنة ووضع عليها، وينفع مأكولاً من استطلاق البطن المتولد عن برد وعن ضعف المعدة. وبالجملة فهو مقو للأعضاء العصبية كلها. غيره: إن طرح منه شيء في قدح شراب وشربه إنسان سكر سكراً سريعاً.
عنبا:
الشريف: هو نبات هندي لا يكون نابتاً بغير الهند والصين وهو شجر ذو ساق غليظة وأغصان وأوراق شبيه بشجر الجوز سواء، وله ثمر يشبه المقل الأندلسي وأهل الهند يجمعونه إذا كمل عقده ويكبسونه بالملح والماء ويعمل بالخل، ويكون طعمه كطعم الزيتون سواء، وهو أجل الكوامخ المأكولة عندهم ويشهي الطعام، وإذا أديم أكله حسن رائحة العرق وقطع رائحة الأحشاء.
عنب الثعلب:(1/492)
منه بستاني وهو القنا بالعربية والبرنوف والبلبان وتعرفه عامتنا بالأندلس بعنب الذئب، ومنه ذكر وهو الكاكنج وهو صنفان منه بستاني، وهو الذي تعرفه عامة الأندلس وبالمغرب بحب اللهو ومنه بري جبلي ويعرف بالعنب وتعرفه الناس بالأندلس بالغالية، وكثيراً ما يتخذونه في الدور وهو منوم ومنه مجنن ديسقوريدوس في الرابعة: البستاني منه ما هو تمنش قد يؤكل وليس بعظيم وله أغصان كثيرة وورق لونه إلى السواد أكبر وأعظم وأعرض من ورق الباذروج وثمر مستدير ولونه أخضر وأسود، وإذا نضج احمر، وإذا أكل هذا النبات لم يضر أكله. جالينوس في 8: جميع الناس يعرفونه ويستعملونه في العلل المحتاجة إلى القبض والتبريد لأنه يقدر أن يفعل الأمرين. كلاهما في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: له قوة قابضة مبردة، ولذلك إذا تضمد بورقه مع السوبق وافق الحمرة والنملة، وإذا دق ناعماً وتضمد به أبرأ الغرب المنفجر والصداع ونفع المعدة الملتهبة، وإذا دق دقاً ناعماً وخلط بالملح وتضمد به حلل الأورام العارضة في أصول الآذان، وماؤه إذا خلط بأسفيذاج الرصاص والمرادسنج ودهن الورد كان صالحاً للحمرة والنملة، وإذا خلط به الخبز وافق الغرب المنفجر، وإذا تضمد به رؤوس الصبيان مع دهن ورد وأبدل ساعة بعد ساعة نفع من الأورام العارضة في أدمغتهم، وقد يداف به الشياف المعمول لسيلان الرطوبات الحادة من العين بدل الماء وبدل بياض البيض، وإذا قطر في الأذن نفع من وجعها وإذا احتملته المرأة في صوفة قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم. حبيش بن الحسن: أما عنب الثعلب فممزوج فيه قوة حارة يسيرة يقرب من الاعتدال ويبس فيه خفي غير أن فيه قوة خاصة في تحليل الأورام الباطنة في أعضاء الجوف، ومن ظاهر إذا شرب مدقوقاً معصوراً ماؤه غير مغلي بالنار مصفى ومقدار ما يشرب منه أربعة أواق بالسكر، وإن مزج بغيره من ماء الرازيانج والهندبا والكشوث بمقدار ما يصير من مائه أوقيتان، وكذا كل واحد من ماء هذه البقول الثلاثة مغلي مصفى، وهذه البقول إذا مزجت مياهها كان لها نفع في تحليل الأورام الباطنة التي تكون في الكبد والطحال وورم الحجاب الذي يكون بين الكبد والطحال، ومن الورم الذي في المعدة ومن بدو الماء الأصفر. الإسرائيلي: ومن الواجب أن لا يقصد العلاج به في ابتداء حدوث الأورام لأن الأورام في ابتدائها تحتاج إلى تقويته أكثر من تلطيفه مثل لسان الحمل وعصي الراعي، وأما عنب الثعلب فليس كذلك لأن تلطيفه أكثر من تقويته ولذلك وجب أن لا يستعمل إلا في آخر العلل. إسحاق بن عمران: وإذا حقن بمائه من به الموم برد جسمه وأطلق بطنه بعفوصته وأكله مسلوقاً ينفع من الأورام الحارة العارضة للكبد. التجربتين: يسكن العطش شرباً وضماداً، وإذا خلط ماؤه بالأسفيذاج نفع من حرق النار طلاء، ونفع من الجدري المتقرح ويسكنه ويجففه، وإذا درس كما هو ووضع على السرطان المتقرح سكنه، وإذا تمودي عليه أضمره ومنع قروحه من أن تسعى. غيره: أكل ثمرته يقطع الاحتلام. ديسقوريدوس: وقد يكون صنف آخر من عنب الثعلب ويسمى النفقاين وهو الكاكنج ورقه شبيه بورق الصنف الأول إلا أنه أعرض منه، وقضبانه بعد أن تطول تميل إلى أسفل وله ثمر في غلف مستديرة شبيهة بالمثانة حمر مستديرة ملس مثل حب العنب، وقد يستعمل في الأكاليل وقوته شبيهة بقوة الصنف الأول، غير أن هذا الصنف لا يؤكل، وثمرة هذا النبات تنقي اليرقان بإدرارها البول. جالينوس: قوة ورقه شبيهة بقوة عنب الثعلب النابت في البساتين وثمرته تدر البول، ولذلك قد تخلط هذه الثمرة وهي حب الكاكنج في أدوية كثيرة تصلح للكبد والكليتين والمثانة. حبيش: الكاكنج صنفان جبلي وبستاني، والجبلي أفضل في العلاج وأشبه بعنب الثعلب البستاني.
الشريف: الكاكنج ينفع من الربو واللهب وعسر النفس شرباً، وإذا ابتلع من حبه مثقال في(1/493)
كل يوم شفى من اليرقان بإدراره البول، ويقال: إن المرأة إذا ابتلعت من حبه بعد طهرها 7 أيام في كل يوم 7 حبات منعت الحبل. ديسقوريدوس: وقد يستخرج عصارة هذا الصنف الأول والثاني ويجففان في الظل للخزن وفعلهما واحد. قال: ومن عنب الثعلب صنف ثالث يقال له المنوم وهو تمنش له أغصان كثيرة متكاثفة متشعبة عسرة الرض مملوءة ورقاً، وفيه رطوبة تدبق باليد يشبه ورق السفرجل، وزهر أحمر في حمرة الدم صالح العظم وثمر في غلف، ولونه شبيه بلون الزعفران، وله أصل له قشر لونه إلى الحمرة وهو صالح العظم ينبت في أماكن صخرية. جالينوس: هو من جنس الشجر ولحاء أصله إذا شرب بالشراب جلب النوم، والذي يشرب منه زنة مثقال واحد، وأما في سائر خصاله فهو شبيه بالأفيون ولكنه أضعف منه حتى يكون هذا في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد والأفيون في الرابعة، وبزر هذا النوع قوته تدر البول ومتى شرب منه أكثر من 12 حبة أحدثت لشاربه جنوناً. ديسقوريدوس: وإذا شرب من قشر الأصل مقدار درهمين أياماً نوم نوماً أخف من صمغة الخشخاش وثمره يدر البول إدراراً قوياً. وقد يسقى من كان به جنون من ثمره نحو من اثنتي عشرة حبة، إلا أنه إن شرب أكثر أسكر ومن عرض له ذلك فإنه إذا شرب شراباً كثيراً من الشراب الذي يقال له ماء القراطن انتفع به، وقد يستعمل قشر الأصل في الأدوية المسكنة للأوجاع، وفي أخلاط بعض الأقراص، وإذا طبخ بالشراب وأمسك طبخه في الفم نفع من وجع الأسنان، وإذا خلطت عصارة الأصل بالعسل واكتحل بها أحدت البصر. قال: ومن عنب الثعلب نوع رابع يقال له المجنن، وهو نبات له ورق شبيه بورق الجرجير إلا أنه أكبر منه مثل ورق الشوكة التي يقال لها فاداوس، وأغصان كبار يخرج من الأصل عشرة أو اثنا عشر طولها نحو من ذراع وفي أطرافها رؤوس شبيهة بالزيتون إلا أن عليها زغباً مثل جوز الدلب وهو أكبر من الزيتونة وأعرض وزهر أسود وبعد الزهر يكون له حمل شبيه بالعناقيد فيه 15 حبة أو 12 والحب مستدير أسود رخو في رخاوة العنب شبيه بحب النبات الذي يقال له فسوس، وله أصل أبيض غليظ أجوف طوله نحو من ذراع وينبت في أماكن جبلية ومواضع تخترقها الرياح فيما بين شجر الدلب. جالينوس: هذا النوع لا ينتفع به أصلاً فيما يعالج به البدن من داخل، وذلك أنه إن شرب منه إنسان وزن أربعة مثاقيل قتله، وإن شرب أقل من هذا المقدار أحدث به جنوناً، فأما إن شرب منه وزن مثقال واحد فإنه لا يؤذي ولكنه في هذه الحال أيضاً لا ينتفع به، فأما من خارج فإنه إذا عمل منه ضماد شفى القروح الرديئة الساعية وأنفع ما في هذا لحاء أصله، وهذا اللحاء يجفف تجفيفاً كأنه في الدرجة الثانية عند منتهاها. ديسقوريدوس: وإذا شرب من الأصل مقدار درهمين خيل لشاربه خيالات ليست بوحشة وإذا شرب منه مقدار درخميين أسكر ثلاثة أيام وإذا شرب منه مقدار أربع درخميات فعل ذلك وقتل وباد زهرته هو الشراب الذي يقال له مالقراطن إذا شرب منه كثير وتقيء وفعل ذلك مراراً كثيرة.
عنب الدب:(1/494)
كتاب الرحلة: هو إسم لشجرة جبلية كثيراً ما تنبت عند الصخور وعليها، وتسميها العجم غابش بالغين المعجمة والباء بواحدة مفتوحة مشددة قبلها ألف وبعدها شين معجمة، وبالإسم الأول وقعت عند جالينوس في كتاب الميامن تكون في منبتها متدوحة على قدر القامة تميل على الأرض ميلاً كثيراً ويلصق بعضها على الحجارة وفيها اعوجاج وغصونها صالبية الشكل غير مشوكة ورقها رماني الشكل صغير مفلطح في مشابهة ورق الرجلة، وثمرها على قدر المتوسط من النبق أحمر مليح الحمرة وداخله عجم صغير أربع أو خمس وطعمه قابض وطعم الثمر حلو بيسير مرارة يخالطه لزوجة وقبض يسير، وينبت بالأندلس أيضاً بالجبال كأغرناطة وجيان ورندة يؤكل غضاً ويتخذ من يابسه سويق وهو نافع من الإسهال المزمن وزهرها فيه مشابهة من زهر الحبي إلا أنه أدق ولونه ما بين الصفرة والخضرة إذا سقط خلفه الثمر على الصفة التي وصفناها عناقيد تتعلق من معاليق صغار وهي مما ينبت بجبال رندة بمقربة من عين شبيلة وبجبال غرناطة بمقربة من الكنيسة. قال جالينوس في الميامن عن أسقلبيادس: إنه يكون في نيطش وهو ثمر نبات منخفض شبيه بما يكون بين الشجر والحشيش، وورقه شبيه بورق النبات الذي يقال له قاتل أبيه، ويحمل ثمراً مدوراً أحمر في طعمه قبض يقع في الأدوية النافعة من نفث الدم.
عنب الحية: يقال على ثمر الهزارجسان وهي الكرمة البيضاء واليونانيون قد يسمون بهذا الإسم ثمر الكبر أيضاً، وسنذكر كل واحد منهما في بابه.
عنكبوت:
جالينوس في 11: قد ذكر قوم أن نسجه إذا وضع على الجراحات الحادة في ظاهر البدن حفظها بلا ورم. ديسقوريدوس في 2: العنكبوت إذا خلط بالمراهم ولطخ على خرقة وصير على الجبهة أو على الصدغين أبرأ من الحمى حمى الغب، ونسجه إذا وضع وحده على موضع يسيل منه دم قطعه، وإذا وضع على القروح التي لا عمق لها منع منها الورم، ومن العنكبوت صنف يكون نسجه أبيض كثيفاً وهو على ما زعم قوم إذا شد في جلد وعلق على العضد منع من حمى الربع، وإذا طبخ بدهن ورد وقطر في الأذن وطليت به نفع من وجعها. الشريف: إذا أخذ نسجه وقطر عليه خل ووضع على الحمل أول ظهوره وترك عليه إلى أن يجف نفعه ومنعه أن يتزايد وجففه، وإذا دلكت العضة المتغيرة بنسجه جلاها وحيا، وإذا أخذ البيت وربط في خرقة وعلق على الصدغ الأيسر من صاحب حمى الورد أبرأه مجرب.
عنصل:(1/495)
أبو حنيفة: هو بصل البر له ورق مثل ورق الكراث يظهر منبسطاً، وله في الأرض بصلة عريضة وتسميه العامة بصل الفار، ويعظم حتى يكون مثل الجمع ويقع في الدواء، ويقال له العنصلان أيضاً، وأصوله بيض وله لفائف إذا يبست تبقشت والمتطببون يسمونه الأشقيل. جالينوس في 8: قوته قطاعة تقطيعاً بليغاً، ولكنه ليس يسخن إسخاناً قوياً إنما ينبغي أن يضعه الإنسان من الإسخان في الدرجة الثالثة، والأجود أن يأخذ البصلة الواحدة فيشويها أو يطبخها وينضجها ثم يأخذها الآخذ فإنه إذا فعل بالعنصل هذا انكسرت شدة قوته. ديسقوريدوس في الثانية: له قوة حادة محرقة، وإذا شوي وأكل كان كثير المنفعة، وإذا أردنا شيه لطخناه بعجين أو بطين وصيرناه في تنور مسجوراً ودفناه في جمر إلى أن يجود شي العجين أو الطين، ثم تقشر عنه فإن كان قد نضج نضجاً جيداً وكان منفسخاً وإلا لطخناه أيضاً بعجين أو بطين وفعلنا به أيضاً كما فعلنا أولاً فإنه متى لم يشو هذا الشي وأخذ منه أضر بالجوف وقد يشوى في قدر ويغطى ويصير في تنور، وينبغي إذا نضج أن يؤخذ جوفه ويرمى بقشره، ومنه ما يقشر ويستعمل وسطه، ومنه ما يقطع ويسلق ويصب ماؤه ويبدل مراراً إلى أن لا يظهر فيه مرارة ولا حرافة، ومنه ما يقطع ويشك في خيوط كتان وتفرق القطع حتى لا يماس بعضها بعضاً ويجفف في الظل، فالمتقطع منه يستعمل في الخل والشراب والزيت، وأما وسطه الذي منه فإنه يطبخ بالزيت ويذاب معه الراتينج ويوضع على الشقاق العارض في الرجلين، ويطبخ بالخل ويعمل منه ضماد للسعة الأفعى، وقد يؤخذ جزء من الأشقيل المشوي والسمن ويخلط به ثمانية أجزاء من ملح مشوي ويسقى منه على الريق فجلنارين واحد واثنين لتليين البطن، وقد يستعمل في أشربة وأدوية مما يقع فيه الأفاويه، وإذا أردنا أن يدر البول للمحبونين والذين يشكون معدهم ويطفو فيها الطعام واليرقان والمغص والسعال المزمن والربو ونفث الدم ونفث القيح من الرئة وينقي الصدر فيكتفي منه بوزن 3 أديولوسات مطبوخاً بعسل يلعق، وقد يطبخ بالعسل ويؤكل فينتفع به لما وصفنا وينفع من سوء الهضم خاصة ويسهل البطن كيموساً غليظاً لزجاً، وإذا أكل أيضاً مسلوقاً فعل ذلك، وينبغي أن يجتنبه من كانت في جوفه قرحة، وإذا شوي ولطخ على الثآليل التي يقال لها أفروخوذويس والشقاق العارض من البرد كان صالحاً لهما، وبزره إذا دق ناعماً وصير في تينة يابسة أو خلط بعسل وأكل لين البطن، وإذا علق صحيحاً على الأبواب كان بادزهراً للهوام. الغافقي: وإذا طلي بالعنصل على الجسم آذاه وقرحه وينفع من أقراحه المرادسنج وحيثما وقع العنصل طرد الهوام والحيات والنمل والفار والسباع وخاصة الذئب، وكثير من الوحوش، والذئب إذا وطئ ورق العنصل عرج وربما مات، وإذا كله الفار مات ثم يجف ويصير كالجلد العتيق من يومه، ولا يفوح له رائحة ولا تسيل منه الرطوبة البتة، وإذا اعتصر ماؤه وعجن بدقيق الكرسنة وعمل منه أقراص وخزن كان نافعاً للمستسقين، وبزره يشفي من القولنج الصعب الذي لا دواء له بأن يدق ناعماً ويعجن بخمر ويحبب كالحمص ويجعل منه حبة في تينة قد نقعت في العسل الرقيق يوماً ويمضغ العليل التينة بما فيها ويشرب بعدها ماء حاراً قد أغلي فيه بورق، وقد يعمل لعوق من عصير ورقه إذا طبخ مع ضعفه عسلاً منزوع الرغوة للربو والبهق ولا يصلح العنصل إلا للمشايخ والمبرودين وليتجنبه من سواهم، وينبغي أن تحذر منه البصلة الواحدة النابتة في الأرض وحدها مفردة فإنها قاتلة، وبالجملة فإن الإكثار منه يقتل بالتقطيع. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما خل العنصل فصنعته على هذه الصفة: يؤخذ من بصل العنصل الأبيض فينقى ويقطع بسكين عود، وتشك قطعه في خيط وتكون القطع متفرقة لا يماس بعضها بعضاً ويجفف في ظل 45 يوماً، ثم يؤخذ منه مقدار من ويلقى عليه 12 قسطاً من خل ثقيف، ويوضع في الشمس 25 يوماً وتكون الآنية التي فيها الخل والعنصل مغطاة ويستوثق من تغطيتها، ثم يؤخذ العنصل فيعصر فإذا عصر رمى به، ويؤخذ الخل فيصفى ويرفع، ومن الناس من يأخذ من العنصل مناً ويلقى على 5 أقساط من الخل، ومنهم من يأخذ العنصل فينقيه ولا يجففه، ولكن يستعمله طرياً ويأخذ منه مقدار من فيلقيه على الخل ويدعه 6 أشهر، وخل العنصل الذي يعمل على هذه الصفة هو أشد تقطيعاً للكيموس الغليظ من سائر خلول العنصل، وإذا(1/496)
تمضمض بخل العنصل شد اللثة المسترخية وأثبت الأسنان المتحركة وأذهب نتن الفم، وإذا تحسى صلب الحلق وجسى لحمه وصفى الصوت وقواه، وقد يستعمل لضعف المعدة ورداءة الهضم والسدد والمرض العارض من المرة السوداء الذي يقال له مالنخوليا وايليمسيا وهو الصرع والجنون، ولتفتيت الحصى الذي في المثانة والاختناق العارض من وجع الرحم، ولورم الطحال وعرق النسا، وقد يقوي أعضاء البدن الضعيف ويفيده صحة ويحسن لونه ويحد البصر، وإذا صب في الأذن نفع من ثقل الأذن. وبالجملة فقد يوافق في أمراض الجوف كلها ما خلا قرحة إن كانت في الجوف، وينبغي أن يسقى على الريق ويسقى منه في أول يوم يستعمل شيء يسير ويزاد قليلاً بعد قليل إلى أن يبلغ مقدار قوانوس. ومن الناس من يسقى منه مقدار قوانوسين أو أكثر، وأما شراب العنصل فصفته أن يؤخذ بصل العنصل ويقطع كما قلت آنفاً ويجفف في الشمس، ويؤخذ منه مقدار من ويدق وينخل بمنخل ضيق ويصر في خرقة كتان رقيقة وتؤخذ الصرة وتصير في 25 قسطاً من عصير حلو جيد حديث في أول ما يعصر وتترك فيه ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يصفى الشراب ويفرغ في إناء آخر ويرفع بعد أن يسد رأسه ويستقصى سده، وقد يمكن أن يعمل العنصل رطباً على هذه الصفة يؤخذ وهو رطب فيقطع كما يقطع السلجم ويؤخذ منه نصف ما يؤخذ من اليابس فيلقى عليه العصير ويوضع في الشمس 45 يوماً ويعتق، ويعمل أيضاً شراب العنصل على صفة أخرى يؤخذ العنصل فينقى ويقطع ويؤخذ منه 3 أمناء ويلقى على جرة من الجرار التي يستعملها أهل أنطاليا من عصير جيد يوم يعصر ويغطى ويترك 6 أشهر، وبعد ذلك يصفى ويرفع في إناء وشراب العنصل ينفع من سوء الهضم وفساد الطعام في المعدة، ومن البلغم الغليظ اللزج الذي يكون في المعدة وفي الأمعاء، ومن وجع الطحال وعرق النسا، ومن فساد المزاج المؤدي إلى الاستسقاء ومن الاستسقاء واليرقان وعسر البول والمغص والنفخ والفالج العارض من الاسترخاء ومن السدد والنافض الموهن، ومن شدخ أطراف العضل، وقد يدر الطمث ومضرته للعصب يسيرة وأجود شراب العنصل ما كان عتيقاً، وينبغي أن يجتنب شربه في الحمى، وإذا كانت في البدن قرحة. الشريف: وإذا شوي العنصل وخلط به ستة أمثاله ملحاً وشرب منه مثقالان على الريق أسهل الأخلاط الغليظة، وإذا رب من خيوط أصله وهي العروق التي إلى أسفل مقدار قيراط قيأ قيئاً معتدلاً بلا مغص ولا تنكيل ولا مشقة، وإذا شويت بيضتان في جوف عنصلة وتركت حتى تنضج ثم سقيتا على الريق أسهلتا الخام ونفعتا من الإقعاد، وإذا أغلي من العنصل نصف أوقية في أوقيتي دهن زنبق حتى ينضح ثم يصفى عنه ويرفع الدهن ويدهن به أسفل القدمين ونام الرجل في فراشه ولا يمشي بقدميه على الأرض فإنه يفعل في الإنعاظ فعلاً عجيباً يفعل ذلك 7 أيام متوالية، وإذا دق قلبه وخلط بالخل العتيق وتدلك به في الحمام أذهب البهق الفاحش الذي لا يوجد له دواء، وإذا دق وخلط به مقدار ربعه نطرونا ووضع الكل في خرقة خشنة سحيقة ويحك بها موضع داء الثعلب حتى يدمي أنبت فيه الشعر، وربما لم يحتج فيه إلى عودة فإن احتيج إلى ذلك أعيد مرة أخرى بعد أن يبرأ جرح الموضع. التجربتين: إذا قطعت بصلة وغمست في الزيت وقليت فيه حتى تجف نفع ذلك الدهن من جمود الدم في الأطراف، وإن قلي معه الثوم كان أبلغ، وإن حل في هذا الزيت شمع أصفر ويسير كبريت مسحوق وصنع من الجميع قيروطي وطلي به الجرب المتقرح واليابس والحكة والحزاز أبرأها، وإذا حل فيه الزفت والكبريت ينفع من قروح الرأس الشهدية، وإذا حل فيه الزفت وحده وعجن بالحناء نفع من البثور اليابسة المتولدة في رؤوس الصبيان. وهذا الزيت المذكور يسكن أوجاع المفاصل وأوجاع النقرس عن أسباب باردة، وإذا قطر هذا الدهن في الأذن نفع من وجعها البارد وفتح سددها، وإذا خلط هذا الدهن بالعسل ولعق نقى الصدر من الأخلاط اللزجة، وإذا حل في خله قليل من الشبث كان أقوى في إثبات الأسنان المتحركة، وإذا ضرب خله في أطلية الجرب والبهق والقروح العفنة والقوابي وما أشبهها من البثور الظاهرة على الجلد قوي فعلها جداً.مض بخل العنصل شد اللثة المسترخية وأثبت الأسنان المتحركة وأذهب نتن الفم، وإذا تحسى صلب الحلق وجسى لحمه وصفى الصوت وقواه، وقد يستعمل لضعف المعدة ورداءة الهضم والسدد والمرض العارض من المرة السوداء الذي يقال له مالنخوليا وايليمسيا وهو الصرع والجنون، ولتفتيت الحصى الذي في المثانة والاختناق العارض من وجع الرحم، ولورم الطحال وعرق النسا، وقد يقوي أعضاء البدن الضعيف ويفيده صحة ويحسن لونه ويحد البصر، وإذا صب في الأذن نفع من ثقل الأذن. وبالجملة فقد يوافق في أمراض الجوف كلها ما خلا قرحة إن كانت في الجوف، وينبغي أن يسقى على الريق ويسقى منه في أول يوم يستعمل شيء يسير ويزاد قليلاً بعد قليل إلى أن يبلغ مقدار قوانوس. ومن الناس من يسقى منه مقدار قوانوسين أو أكثر، وأما شراب العنصل فصفته أن يؤخذ بصل العنصل ويقطع كما قلت آنفاً ويجفف في الشمس، ويؤخذ منه مقدار من ويدق وينخل بمنخل ضيق ويصر في خرقة كتان رقيقة وتؤخذ الصرة وتصير في 25 قسطاً من عصير حلو جيد حديث في أول ما يعصر وتترك فيه ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يصفى الشراب ويفرغ في إناء آخر ويرفع بعد أن يسد رأسه ويستقصى سده، وقد يمكن أن يعمل العنصل رطباً على هذه الصفة يؤخذ وهو رطب فيقطع كما يقطع السلجم ويؤخذ منه نصف ما يؤخذ من اليابس فيلقى عليه العصير ويوضع في الشمس 45 يوماً ويعتق، ويعمل أيضاً شراب العنصل على صفة أخرى يؤخذ العنصل فينقى ويقطع ويؤخذ منه 3 أمناء ويلقى على جرة من الجرار التي يستعملها أهل أنطاليا من عصير جيد يوم يعصر ويغطى ويترك 6 أشهر، وبعد ذلك يصفى ويرفع في إناء وشراب العنصل ينفع من سوء الهضم وفساد الطعام في المعدة، ومن البلغم الغليظ اللزج الذي يكون في المعدة وفي الأمعاء، ومن وجع الطحال وعرق النسا، ومن فساد المزاج المؤدي إلى الاستسقاء ومن الاستسقاء واليرقان وعسر البول والمغص والنفخ والفالج العارض من الاسترخاء ومن السدد والنافض الموهن، ومن شدخ أطراف العضل، وقد يدر الطمث ومضرته للعصب يسيرة وأجود شراب العنصل ما كان عتيقاً، وينبغي أن يجتنب شربه في الحمى، وإذا كانت في البدن قرحة. الشريف: وإذا شوي العنصل وخلط به ستة أمثاله ملحاً وشرب منه مثقالان على الريق أسهل الأخلاط الغليظة، وإذا رب من خيوط أصله وهي العروق التي إلى أسفل مقدار قيراط قيأ قيئاً معتدلاً بلا مغص ولا تنكيل ولا مشقة، وإذا شويت بيضتان في جوف عنصلة وتركت حتى تنضج ثم سقيتا على الريق أسهلتا الخام ونفعتا من الإقعاد، وإذا أغلي من العنصل نصف أوقية في أوقيتي دهن زنبق حتى ينضح ثم يصفى عنه ويرفع الدهن ويدهن به أسفل القدمين ونام الرجل في فراشه ولا يمشي بقدميه على الأرض فإنه يفعل في الإنعاظ فعلاً عجيباً يفعل ذلك 7 أيام متوالية، وإذا دق قلبه وخلط بالخل العتيق وتدلك به في الحمام أذهب البهق الفاحش الذي لا يوجد له دواء، وإذا دق وخلط به مقدار ربعه نطرونا ووضع الكل في خرقة خشنة سحيقة ويحك بها موضع داء الثعلب حتى يدمي أنبت فيه الشعر، وربما لم يحتج فيه إلى عودة فإن احتيج إلى ذلك أعيد مرة أخرى بعد أن يبرأ جرح الموضع. التجربتين: إذا قطعت بصلة وغمست في الزيت وقليت فيه حتى تجف نفع ذلك الدهن من جمود الدم في الأطراف، وإن قلي معه الثوم كان أبلغ، وإن حل في هذا الزيت شمع أصفر ويسير كبريت مسحوق وصنع من الجميع قيروطي وطلي به الجرب المتقرح واليابس والحكة والحزاز أبرأها، وإذا حل فيه الزفت والكبريت ينفع من قروح الرأس الشهدية، وإذا حل فيه الزفت وحده وعجن بالحناء نفع من البثور اليابسة المتولدة في رؤوس الصبيان. وهذا الزيت المذكور يسكن أوجاع المفاصل وأوجاع النقرس عن أسباب باردة، وإذا قطر هذا الدهن في الأذن نفع من وجعها البارد وفتح سددها، وإذا خلط هذا الدهن بالعسل ولعق نقى الصدر من الأخلاط اللزجة، وإذا حل في خله قليل من الشبث كان أقوى في إثبات الأسنان المتحركة، وإذا ضرب خله في أطلية الجرب والبهق والقروح العفنة والقوابي وما أشبهها من البثور الظاهرة على الجلد قوي فعلها جداً.(1/497)
عناب:
مسيح: العناب حار رطب في وسط الدرجة الأولى والحرارة فيه أغلب من الرطوبة، ويولد خلطاً محموداً إذا أكل أو شرب ماؤه ويسكن حمة الدم وحرافته، وهو نافع من السعال والربو ووجع الكليتين والمثانة ووجع الصدر والمختار منه ما عظم حبه، وإن أكل قبل الطعام فهو أجود. ابن سينا: ينفع حدة الدم الحار وأظن أن ذلك لتغليظه الدم وتلزيجه إياه والذي يظن من أنه يصفي الدم ويغسله ظن لست أميل إليه وغذاؤه يسير وهضمه عسير. الإسرائيلي: رطبه يتولد عنه دم بلغمي ورطبه أفضل من يابسه إلا في الصدر والرئة، وإذا كان نضيجاً لين الطبيعة، ولا سيما اليابس منه، وإذا كان غضاً عفصاً حبس الطبيعة وسكن هيجان الدم وحدته وليس بمسكن للدم الغالب عليه الرطوبة. غيره: قد جربته مراراً في السعال اليابس وفي خشونة الحلق نقوعاً ومطبوخاً فوجدته ينفع منهما نفعاً ظاهراً وفيه تطفئة لنوع من البثور أيضاً فقد جربته فيها بأن كنت أسقي ماءه مع شراب السكنجبين وأجعل الغذاء عنه مع العدس المصفى منه فينفع من ذلك نفعاً بينا وفي مدة قريبة. الرازي: جيد للحلق والصدر. وقال في دفع مضار الأغذية: العناب يلين خشونة الصدر وهو بطيء الانحدار، ولم يذكر جالينوس فيه غير ذلك ولا القدماء في تطفئة الدم شيئاً، لكن التجربة تشهد بذلك وهو يطفئ ويبرد ويسكن ثائرة الدم على جلائه، ولا سيما إذا طبخ بالعدس وشرب ماؤه والإكثار منه ينفخ ويمدد البطن، وإذا شرب الجلاب الحار عليه أحمره وهو مقلل للمني ويضعف الأنعاظ ويصلح أن يتنقل به على النبيذ ولا سيما المحرورون، ولا سيما إن نقع بماء ورد وسكر يسير. الشريف: إذا جفف ورقه وسحق ونخل ونثر على الأكلة نفع من ذلك نفعاً بيناً لا يبلغه في ذلك دواء وينبغي أن يتقدم بأن يطلى على الأكلة بريشة بعسل خاثر، وإذا دق قشر ساق شجرتها وخلط بمثله أسفيذاجا وحشي به الجراحات الخبيثة نقاها وشفاها، وقد يفعل القشر ذلك وحده، وإذا طبخ ورقه بماء ثم صفي وشرب من طبيخه خمسة أيام بسكر كل يوم نصف رطل فإنه يذهب الحكة عن البدن مجرب، وإذا طحن نواه وصنع منه سويق وشرب بماء بارد أمسك الطبيعة وعقل البطن وإذا طحن بجملته كان نافعاً من قرحة الأمعاء، وإذا حل صمغه بخل وطلي به على القوابي نفعها وأذهبها لا سيما إذا توالى ذلك. غيره: ورق العناب إذا مضغه من يتكره شرب الأدوية المسهلة خدر لهواته ولسانه وأضعف ما فيهما من حدة الحس، وسهل عليه شرب الدواء ولم يحدث له بعد شربه غثيان، وكان في ذلك أبلغ من ورق الطرخون.
عنب:(1/498)
ديسقوريدوس في الخامسة: زهر العنب ما كان حديثاً فإنه كله يسهل البطن وينفخ المعدة وما عتق منه زماناً فإن فيه شيئاً يسيراً من ذلك، لأن أكثر ما فيه من الرطوبة التي قد جفت وهو جيد للمعدة وينهض الشهوة ويصلح للمرضى، وأما العنب المجنى في الثجير فالمجني في الجرار فإنه طيب الطعم جيد يعقل البطن ويضر بالمثانة والرأس ويوافق الذين يتقيئون الدم، والعنب الذي يصير العصير شبيهاً به، وأما العنب الذي يصير في الطلاء الذي يسمى أناما وفي الشراب الحلو فهو رديء للمعدة، وقد يتقدم في تزبيب العنب ثم يكبس بماء المطر فيكون فيه شيء يسير من قوة الشراب وهو يقطع العطش وينفع من الحميات المحرقة المزمنة. ابن سينا: الأبيض من العنب أحمد من الأسود إذا تساويا في سائر الصفات من المائية والرقة والحلاوة وغير ذلك، والمتروك بعد القطف يومين أو ثلاثة خير من المقطوف في يومه، وقشر العنب بارد يابس بطيء الهضم وحشوه حار رطب وحبه بارد بابس، وهو جيد للغذاء موافق مقو للقلب وللبدن، وهو شبيه بالتين في قلة الرداءة وكثرة الغذاء وإن كان أقل غذاء منه، والمقطوف في الوقت منفخ والنضيج أقل ضرراً من غير النضيج، وإذا لم ينهضم العنب كان غذاؤه فجاً نيئاً وغذاء العنب بحاله أكثر من غذاء عصيره، ولكن عصيره أسرع نفوذاً وانحداراً. الرازي: العنب ينفخ قليلاً ويطلق البطن ويخصب البدن سريعاً ويزيد في الإنعاظ وهو جيد للمعدة ولا يفسد فيها كما تفسد سائر الفواكه. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: العنب معتدل وأحلاه أسخنه وما كان فيه مزازة لم يسخن البدن والدم المتولد منه أصلح من الدم المتولد من الرطب، وإذا أخذ منه حلوه ونضيجه ولم يكثر منه لم يحتج إلى إصلاح، وقد يعطش ويحمى عليه أصحاب الأمزاج الحارة جداً، ويكفي في ذلك أن يشرب عليه شربة من السكنجبين أو يقمح عليه رمان حامض أو يؤكل طعام فيه حموضة، وأما من يكون أذاه بنفخه وتمديده البطن فليحذر أن يأخذه بقشره أو مع الحب أو الفج منه أو يشرب عليه ماء الثلج فإن تأذى من النفخة مع ذلك فليشرب شربة من ماء الكمون أو يأخذ شيئاً من الشراب العتيق، وينبغي أن يحذر من الإكثار منه أصحاب القولنج الريحي.
عندم: قال أبو حنيفة: هو البقم. وقال غيره: هو دم الأخوين وقد ذكرت كل واحد في بابه فيما مضى.
عنقز: هو المرزنجوش وسأذكره في الميم.
عنجد: هو عجم الزبيب.
عنزروت: هو الأنزروت وقد ذكر في الألف.
عنم:
كتاب الرحلة: هو معروف عند أهل الأعراب ينبت ببلاد الحجاز وغيرها، وهو شيء ينبت على أغصان شجر أم غيلان وعلى السيال والسمر وأشباه هذه يخرج من نفس أغصان الشجرة قصب تشبه أعواد اللوز عليها ورق كثيف شديد الخضرة على قدر ورق اللوز إلا أن أطرافه ليست بمحددة ويكون أصغر من ورق اللوز وبين ذلك، ومنه ما يشبه ورق الينتومة النابتة أيضاً بالأندلس والعدوة على شجر الزيتون والرمان واللوز إلا أن ورقه أشد قبضاً وأكثر خضرة وأنعم، ويتفرع عن قصبها أغصان كثيرة كما يتفرع ذلك ويكون على أطرافها زهر أحمر اللون بخلاف الينتومة، فإن زهر الينتومة دقيق إلى الصفرة كزهر الزيتون، وزهر هذه كزهر اللوز مليح المنظر إلا أنه إلى الطول فيه مشابهة من زهر صريمة الجدي الكبيرة إلا أنها أضخم وأمتن وأشد حمرة، وفيه شيء من بعض مشابهة من جنبذة الريانة أول خروجها وأطراف الزهرة متفرجة وفي غاية العفوصة والإبل حريصة على أكلها. وزعم أهل الصحاري أنها تذهب مجاعة الإبل وأهل الصحاري الغربية يسمونها أكباب.
عهن: هو الصوف في اللغة وقد ذكرته في الصاد.
عوسج:(1/499)
ديسقوريدوس في ا: هو شجيرة تنبت في السباخ لها أغصان قائمة مشوكة مثل الشجرة التي يقال لها أفساأفنس في قضبانها وشوكها وورقها إلى الطول ما هو يعلوه شيء من رطوبة تدبق باليد، ومن العوسج صنف آخر غير هذا الصنف أبيض أشد بياضاً منه، ومنه صنف آخر ورقه أشد سواداً من ورقه وأعرض مائل قليلاً إلى الحمرة وأغصانه دقاق طوال يكون طولها نحواً من خمسة أذرع وهي أكثر شوكاً منه وأضعف وشوكه أقل حدة وثمره عريض دقيق كأنه في غلف شبيهة بالدواء الذي يقال له سفندوليون. جالينوس في 8: هو شويكة تجفف في الدرجة الثالثة وتبرد في الأولى نحواً من آخرها وفي الثانية عند مبدئها، ولذلك صارت تشفي النملة والحمرة التي ليست بكثيرة الحرارة وينبغي أن يستعمل منها في مداواة هذه ورقها اللين. ديسقوريدوس: ورق أصناف العوسج إذا تضمد به كان صالحاً للحمرة والنملة، وقد زعم قوم أن أغصانه إذا علقت على الأبواب والكواء أبطلت السحر. التجربتين: وعصارة ورقه إذا طبخ الورق بالماء حتى يثخن ويغلظ وينعقد ويحتفظ بها من الحرق تنفع من بياض عيون الصبيان، وإذا سقيت بماء ورقه التوتيا المصنوعة بردت العين ونفعت من الرمد. الشريف: إذا عصرت أوراقه نفعت من الجرب الصفراوي، وإذا دق وعصر ماؤه وعجن به الحناء وتدلك به في الحمام نفع من الحكة والجرب، وإذا دخن بأغصانه طرد الهوام، وإذا دق وعصر ماؤه في العين 7 أيام متوالية نفع من بياض العين قديماً كان أو حديثاً، وإذا أخذ من ثمر العوسج ودق ثم عصر وترك عصيره حتى يجف ثم ديف منه وزن دانق ببياض البيض أو ألبان النساء، وقطر في العين فإنه من أبلغ الأدوية نفعاً من جميع أوجاع العين وخاصة بياض العين. وقال: إن أطباء فارس والهند والسريانيين كانوا يعالجون به الجذام في ابتدائه بأن يصنعون منه شراباً على هذا الصفة يؤخذ أصول العوسج فيقطع ثم يطبخ في المطبوخ الريحاني حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث، ثم يصفى ويعطى العليل منه ثلث رطل في شربة فإنه يسهل 4 مجالس أو5 مرة سوداء محترقة، ويتقدم قبل أخذه بثلاث ليال بأن يعطى العليل فيها لحم الضأن مطبوخاً أسفيدباجا، ويغب الدواء يومين ويؤخذ في الليلة الثالثة. لي: أكبر الأطباء ممن تكلم في العوسج يصف إليه منافع العليق ويتكلم عليها، وهذا من عدم التحرير وقلة النظر لأنهما دواءان مختلفان في الماهية وغيرها، وقد ذكرت العليق فيما مضى فانظره هناك.
عود:(1/500)
ديسقوريدوس في 1: أعالوحن وهو العود الهندي هو خشب يؤتى به من بلاد الهند ومن بلاد العرب شبيه بالصلاية منقط طيب الرائحة قابض، وفيه مرارة يسيرة، وله قشر كأنه جلد موشى ويصلح إذا مضغ أو تمضمض بطبيخه لتطييب النكهة، ويهيأ منه ذرور وينثر على البدن كله لتطييب رائحته، وقد يستعمل في الدخن بدل الكندر، وإذا شرب من الأصل قدر مثقال نفع من لزوجة المعدة وضعفها ويسكن لهبها وإذا شرب بالماء نفع من وجع الكبد ووجع الجنب وقرحة الأمعاء والمغص جالينوس في ترجمة البطريق: أعالوحن وهو العود الهندي وهو طيب الرائحة، وإذا شرب من أصله وزن درهم ونصف أذهب الرطوبة العفنة التي تكون في المعدة. قال الشيخ الرئيس: أجود أصناف العود المندلي ويجلب من وسط الهند عند قوم ثم الذي يقال له الهندي وهو جبلي ويفضل على المندلي بأنه لا يولد القمل وهو أعبق في الثياب، ومن الناس من لا يفرق بين المندلي والهندي الفاضل، ومن أفضل العود السمندوري وهو من سفالة الهند ثم القماري وهو صنف من السفالي، ومن بعد ذلك القاقلي والبري والقطفي والصيني ويسمى القشمري وهو رطب حلو وهو دون ذلك والحلالي والمانطاقي واللوالي والمربطاني والمندلي عامته جيدة ثم أجود السمندوري الأزرق الرزين الصلب الكثير الماء الغليظ الذي لا بياض فيه الباقي على النار، وقوم يفضلون الأسود منه على الأزرق وأجود القماري الأزرق النقي من البياض الرزين الباقي على النار الكثير الماء، وبالجملة فأفضل العود أرسبه في الماء والطافي عديم الحياة والروح رديء، والعود عروق أشجار تقلع وتدفن في الأرض حتى تتعفن منها الخشبية والغير، ويبقى العود الخالص والعود حار يابس في الثانية لطيف مفتح للسدد كاسر للرياح ذاهب بفضل الرطوبة ويقري الأحشاء ويقوي الأعصاب ويفيدها دهانة ولزوجة لطيفة وينفع الدماغ جداً ويقوي الحواس والقلب ويفرحه. إسحاق بن عمران: وينزل البلغم من الرأس إذا تبخر به ويحبس البطن ويمنع من إدرار البول الكائن من الأبردة وضعف المثانة.
عود الحية:
الشريف: ذكره مؤمن القروي في كتابه ويسمى بالبربرية اصعععر وهو نبات ينبت في بلاد السودان مشهور وهو شبيه بعود السوس صلب في طعمه مرارة، وإذا بخر به سطعت له رائحة حادة، وإذا سقي منه نصف درهم شفى من كل سم حار أو بارد وكان ذلك من فعله وحيا، وإذا أمسكه ماسك بيده لم يعد عليه شيء من الحيات، وزعم قوم أنه متى أمسكه الإنسان ووقعت عينه على حية اسبتت ولم تتحرك البتة عن موضعها وإذا مضغ وتفل في فم الأفعى ماتت وحيا.
عود الصليب: هو الفاوانيا وسنذكره في الفاء.
عوقيا: هو النبات المسمى حشيشة الزجاج، وقد ذكرت في حرف الحاء المهملة.
عود الريح: إسم مشترك يقال بالشأم غلى عود الفاوانيا يقال بمصر على النوع الصغير من العروق الصفر وهو الماميران، وقد تقدم ذكره، ويقال أيضاً على قشور أصل شجر البرباريس وهو المسمى بالبربرية أرغيس، وقد ذكرته في حرف الألف ويقال أيضاً على عود الوج وسنذكره في الواو.
عود النسر: زعم الشريف أنه النبات المسمى باليونانية أناغورس وقد ذكرته في حرف الألف. وقال غيره: هو عود شجرة الخطمي، وقال آخر: هو عود المحلب. وقال آخر: هو الأراك وقد ذكرته في الألف.
عود الدقة: هو المحروث وهو أصل الأنجذان فاعرفه.
عود العطاس: هو الكندس، وسنذكره في الكاف.
عينون:(2/1)
الغافقي: هذا الإسم يسمى به عندنا نوعان من النبات، أحدهما يقال له الكحلي والكحلوان والسليس وهو نبات له ساق وقضبان طوال دقاق صلبة منتظمة بورق صغير كورق الآس اللطاف فيها متانة ولون قضبانها بين السواد والحمرة، وفي كل قضيب زهرة كحلاء مستديرة كالدرهم، ونباته بالجبال وطعمه شديد المرارة ويعرفه أطباؤنا بالأندلس بالسنا البلدي. وزعم قوم أنه الماهي زهره، وهذا النبات حار يابس يسهل البلغم والسوداء، وإذا أخذ منه قبضة وطبخت مع التين وشرب طبيخها ينفع جداً من وجع الوركين إلا أنه يكون غير مأمون، والنبات الآخر هو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع قائمة طوال رقاق بيض مخرجها من ساق واحد قريب من الأصل عليها ورق يشبه بورق المرزنجوش إلا أنه أطول منه ولونه إلى البياض، وفي أطراف القضبان زهر أصفر وطعم هذا النبات قابض ونباته بالجبال وهو نافع أيضاً إذا شرب طبيخه نفع من وجع الظهر والوركين وهو أسلم من الأول وأحسن للاستعمال.
عيون الديكة:
ابن رضوان: هو حب شبيه بحب الخرنوب غير أنه أشد تدويراً منه أحمر اللون صقيل حار رطب يعين على الباه ويزيد في المني زيادة كثيرة إذا شرب منه وزن درهم.
عين الهدهد:
إسم بإفريقية للنوع من النبات المعروف بآذان الفار الرومي، وهو مجرب عندهم لعرق النسا يسقى في ألية الكبش وهو المذكور في آخر المقالة 2 من ديسقوريدوس، وقد ذكرته مع أنواعه في حرف الألف.
عين ران: هو الزعرور عند عامة ديار بكر وإربل وغيرها من بلاد المشرق، وقد ذكرت الزعرور في حرف الزاي.
عيون البقر:
أهل المغرب والأندلس يسمون بهذا الإسم الإجاص. وقال أبو حنيفة: هو عنب كبير أسود غير حالك مدحرج ليس بصادق الحلاوة، وقد ذكرت الإجاص في الألف.
عيثام: زعم بعض الرواة أنه شجر الدلب، وقد ذكرت الدلب في الدال.
عيدا: أبو حنيفة: هو شجر جبلي ينبت في الشواهق عيداناً نحو الذراع أغبر لا ورق له ولا نور كثير العقد كثيف اللحاء، يؤخذ ورقه فيدق ويضمد به الجرح الطري فيلحمه.
حرف الغين
غافث:
ديسقوريدوس في الرابعة: أناغوربوس هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة يستعمل في وقود النار، ويخرج قضيباً واحداً قائماً دقيقاً أسود صلباً خشبياً عليه زغب طوله ذراع أو أكثر عليه ورق متفرق بعضه من بعض مشرف 5 تشريفات أو أكثر، وهذه الشرف مشرفة مثل تشريف المنشار شبيهة بورق النبات الذي يقال له نيطافلن أو ورق الشهدانج، ولون الورق إلى السواد وعلى الساق من نصفه بزر عليه زغب يسير مائل إلى أسفل إذا جف يتعلق بالنبات. جالينوس في 6: قوة هذا الدواء قوة لطيفة قطاعة تجلو من غير أن تحدث حرارة معلومة، ولذلك صار يفتح سدد الكبد، وفيه مع هذا قبض يسير بسببه صار يقوي الكبد. ديسقوريدوس: وورق هذا النبات إذا دق ناعماً وخلط بشحم الخنزير العتيق ووضع على القروح العسرة الإندمال أبرأها، وهذا النبات أو بزره إذا شربا بالشراب نفعا من قرحة الأمعاء ومن نهش الهوام. لي: قد كثر الاختلاف في هذا النبات بين الأطباء مشرقاً ومغرباً حتى أنه لم يثبت له حقيقة عند أحد منهم فأطباء المغرب الأقصى وأفريقية يستعملون مكانه النبات المسمى بالبربرية برهلان وهو الطباق ورجعوا في ذلك إلى قول إسحاق بن عمران وأحمد بن أبي خالد وهذا غلط منهم فاحش لأن البرهلان قد ذكره ديسقوريدوس في الثالثة وسماه باليونانية فوتيرا وهو الطباق بالعربية وقد ذكرته في حرف الطاء، وأما بعض أطباء الأندلس فإنهم يستعملون هذا الدواء الذي تكلمنا في هيئته وقوته كديسقوريدوس وجالينوس وأهل أطباء شرق الأندلس أعاده الله إلى الإسلام يسمونه الزيمنده بعجمية الأندلس، وأما أطباء العراق والشأم والديار المصرية فليس يعرفون شيئاً مما ذكرناه وإنما يستعملون نباتاً آخر شديد المرارة له زهر أزرق إلى الطول ما هو وله قضبان مدورة دقاق تشبه الدقيق من الأسل ولون ورقه وقضبانه إلى الصفرة وجميعه شديد المرارة أمر من الصبر وهو أشد قوة وأظهر نجحاً في تفتيح سدد الكبد وغيرها من الدواء الذي قالت التراجمة عنه أنه الغافث في مفردات ديسقوريدوس وجالينوس فاعلمه. وقال بديغورس: وبدله نصف وزنه أسارون ووزنه ونصف وزنه أفسنتين.
غار:(2/2)
أبو حنيفة: هو شجر عظام له ورق طوال أطول من ورق الخلاف وحمل أصغر من البندق أسود القشر له لب يقع في الدواء وورقه طيب الريح يقع في العطر ويقال لثمره الدهشمت وهو إسم أعجمي وهو من نبات الجبال، وقد ينبت في السهل وأهل الشام يسمونه الرند. ديسقوريدوس في الأولى: دافني، ومنه ما ورقه دقيق ومنه ما ورقه أعرض من النبات الآخر وكلاهما ملين مسخن، ولذلك إذا جلس في مائهما وافق أمراض المثانة والرحم والطري من ورقهما يقبض قبضاً يسيراً، وإذا تضمد به مسحوقاً نفع من لسع الزنابير والنحل، وإذا تضمد به مع خبز أو سويق سكن ضربان الأورام الحارة، وإذا شرب أرخى المعدة وحرك القيء، وأما حب الغار فإنه أشد إسخاناً من الورق وإذا استعمل منه لعوق بالعسل أو بالطلاء كان صالحاً لقرحة الرئة وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب والصدر الذي يسيل إليه الفضول، وقد يشرب بخمر للسعة العقرب، وقد يقلع للبهق، وإذا خلط كسبه بخمر عتيق ودهن ورد وقطر في الآذان نفع من دويها وألمها ومن عسر السمع، وقد يقع في أخلاط الأدهان المحللة للأعياء، وفي أخلاط مسوحات محللة مسخنة وقشر أصل الغار إذا شرب منه مقدار 9 قراريط فتت الحصاة، وقتل الجنين، ونفع من كانت كبده عليلة. جالينوس في 6: ورق هذه الشجرة وثمرتها وهي حب الغار يسخنان ويجففان إسخاناً وتجفيفاً قوياً وخاصة حب الغار، وأما لحاء أصل هذه الشجرة فهو أقل حدة وحرافة وأشد مرارة وفيه شيء قابض فلذلك يفتت الحصاة وينفع من علل الكبد ويشرب منه وزن 4 دوانق ونصف بشراب ريحاني. الفلاحة: من قطف من ورقه واحدة بيده من غير أن يسقط إلى الأرض ويجعلها خلف أذنه شرب من الشراب ما شاء ولم يسكر، وزعم قوم أنه إن أخذ عود من عود شجر الغار وعلق على الموضع الذي ينام الطفل فيه الذي يفزع دائماً نفعه منفعة كبيرة. إسحاق بن عمران: حب الغار نافع من وجع الطحال الكائن من الرطوبة إذا شرب مع الراسن، وينفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والرياح الغليظة. الرازي: يستعط به للقوة. الغافقي: إن شرب منه مقدار ملعقتين يابساً مسحوقاً سكن المغص من ساعته فإن رش نقيعه في البيت طرد عنه الذباب، وورقه إذا طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان.
غاليون:
ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه غاليون وغالارتون فاشتقاق هذين الإسمين من اللبن وكل واحد منهما فيه شبه من اللبن قريب مثل شبه اللبني من اللبن، وإنما اشتق اسمه من اللبن لأنه يجمد اللبن مثل ما تجمده الأنفحة وهو نبات له ورق وقضيب شبيه بورق وقضيب النبات الذي يقال له فاريني وهو قائم النبات وعليه زهر أصفر دقاق كثيف كبير طيب الرائحة. جالينوس في 6: قوته مجففة فيها من الحدة والحرافة شيء يسير وزهرته تنفع انفجار الدم، وقد ظنوا أنها أيضاً تشفي حرق النار ورائحته طيبة ولونها شبيه بلون السفرجل. ديسقوريدوس: وزهره إذا تضمد به وافق حرق النار والنزف، وقد يخلط بقيروطي متخذ بدهن ورد ويشمس إلى أن يبيض، وإذا فعل به ذلك كان صالحاً لوجع الأعياء، وأصل هذا النبات يحرك شهوة الجماع وينبت في الآجام.
غالسيفس:
عامتنا بالأندلس تسميه بالحملج وأهل مصر تسميه بالمنتنة وهو كثير بالبساتين ينبت بنفسه من غير أن يزرع يشبه نباته نبات القريص، إلا أنه أملس لا يلذع البتة. ديسقوريدوس في 4: هو نبات يشبه فاليقي وهو الأبخرة في جميع الأشياء إلا أن ورقه أشد ملاسة من ورق فاليقي، وإذا فرك ورقه فاحت منه رائحة منتنة جداً، وله زهر دقاق لونه إلى الفرفيرية، وينبت في السياجات وفي الطرق والخربات وقوة الورق والقضبان محللة للجساء والأورام السرطانية والخنازير والأورام التي يقال لها قوحثلا، والأورام العارضة في أصول الآذان، فينبغي إذا احتيج إلى ضماد ودق هذا النبات أو قضبانه أن يدق الورق والقضبان ويخلط المستعمل منها بالخل، ويعمل منها ضماد وتضمد به هذه الأورام وهو فاتر مرتين في النهار، وقد ينتفع بطبيخ الورق والقضبان في هذه الأورام التي ينتفع بالضماد فيها إذا صب عليها والورق والقضبان إذا تضمد به مع الملح كانا صالحين للقروح الخبيثة والأكلة. الشريف: قوته حارة يابسة في الثالثة إذا أكل ورقه رعياً نفع من السعال المزمن والنهش والتضايق ولا يوجد دواء يعدله في ذلك.
غاريقون:(2/3)
ديسقوريدوس في الثالثة: هو أصل شبيه بأصل الأنجدان ظاهره ليس بكثيف مثل أصل الأنجدان بل هو متخلخل كله وهو صنفان ذكر وأنثى وأجودهما الأنثى، فأما الأنثى فإن في داخله طبقات مستقيمة والذكر مستدير ليس بذي طبقات بل هو شيء واحد وكلاهما في الطعم متشابهان، وأول ما يذاقان يوجد في طعمهما حلاوة ثم من بعد يتغير طعمهما عما كان فيه من الحلاوة ثم يتزايد التغير فيه إلى أن يظهر فيه شيء من مرارة ويكون بالبلاد التي يقال لها غارفا من البلاد التي يقال لها سرماطيقي. ومن الناس من زعم أنه أصل نبات، ومنهم من قال: إنه يتكون من العفونة في شجار تتسوس كمثل ما يتكون الفطر والغاريقون أيضاً يكون في الأرض التي يقال لها غالاطينا من البلاد التي يقال لها آسيا، وفي البلاد التي يقال لها قليقيا على الشجر الذي يقال لها الشربين إلا أنه ريع التفتت ضعيف القوة. جالينوس في 6: الغاريقون هو دواء إذا ذاقه الإنسان وجد له حلاوة في أول مذاقته ثم إنه في آخر الأمر يجد له مرارة وبعد أن يمضي لذلك وقت تتبين منه حرافة وشيء من قبض يسير وهو أيضاً رخو الجرم، وهذه الأشياء كلها يعلم منها أن هذا الدواء مركب من جوهر هوائي وجوهر أرضي قد لطفته الحرارة وأنه ليس فيه شيء من المائية أصلاً، ومن أجل ذلك قوته قوة محللة مقطعة للأشياء الغليظة، فهو بهذا السبب فتاح للسدد الحادثة في الكبد والكليتين ويشفي من اليرقان الحادث عن سدد الكبد وينفع أيضاً أصحاب الصرع بسبب هذه القوة، وكذلك يشفي أصحاب النافض الذي يكون بأدوار وهي النافض التي تكون من الأخلاط الغليظة اللزجة وهو نافع من نهشة الأفعى أو لسعة دابة من الهوام التي تضر ببرودتها، أعني سمها إذا وضع من خارج على موضع اللسعة كالضماد، وإذا شرب منه أيضاً الملسوع مقدار مثقال واحد بشراب ممزوج وهو مع هذا دواء مسهل. وقال في الأدوية المقابلة للأورام: الغاريقون لا يمكن أن يغش وكلما كان أخف وزناً فهو أجود، وما كان أقرب إلى الخشبية فهو أردأ. ديسقوريدوس: والغاريقون هو قابض مسخن وهو صالح للمغص والكيموسات الفجة ووهن العضل خلا ما كان منه في أطرافها، والسقطة إذا سقي منه مقدار أوثولوسين بالشراب المسمى أويومالي وليست به حمى، وأما من كانت به حمى فليسق بماء القراطن، وإذا سقي منه مقدار درخمين بماء نفع من وجع الكبد والربو وعسر البول ووجع الكلى واليرقان ووجع الرحم الذي يعرض فيه الاختناق ومن فساد لون البدن وقد يسقى لقرحة الرئة بالطلاء ويسقى لورم الطحال بالسكنجبين، وإذا مضغ وحده وابتلع بلا شيء يشرب على إثره من الأشياء الرطبة نفع من وجع المعدة والجشاء الحامض، وإذا شرب منه مقدار ثلاث أوثولوسات بالماء قطع نفث الدم من الصدر وما فيه من الآلات، وإذا أخذ منه أيضاً مقدار ثلاثة أوثولوسات بسكنجبين كان صالحاً لعرق النسا ووجع المفصال والصرع، وهو قد يدر الطمث. وإذا شرب منه المقدار الذي ذكرنا نفع من الرياح العارضة في الأرحام، وإذا شرب منه قبل وقت دور الحمى أبطل نفض النافض، وإذا شرب منه درخمة واحدة أو درخمتين بماء القراطن أسهل البطن، وقد يؤخذ منه درخمتان ويشرب بشراب ممزوج للأدوية القتالة، وإذا شرب منه مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب نفع منفعة عظيمة من الهوام لسع الهوام ونهشها، وبالجملة فإنه دواء نافع من جميع الأوجاع العارضة في باطن البدن وقد يسقى منه بعض الناس بالماء وبعضهم بالشراب وبعضهم بالسكنجبين وبعضهم بالشراب المسمى بماء القراطن على حسب العلة ومقدار قوّة الإنسان. ابن سينا في الأدوية القلبية: حار في الأولى يابس في الثانية له خاصية الترياقية من السموم كلها وهو للطافته مع مرارته مفتح وهو مسخل للخلط الكدر وجميع ذلك يفيده بخاصية تقوية القلب وتفريحه. وقال في الثاني من القانون: ينقي الدماغ والعصب بخاصية فيه ويسهل الأخلاط الغليظة المختلفة من السوداء والبلغم، وقد يعين الأدوية المسهلة ويبلغها إلى أقاصي البدن إذا خلط بها ويدر البول وينفع من الحميات العتيقة والصرع وفساد الأخلاط الغليظة واللون ويضمد به للسع الهوام. أبو الصلت: وزعم بعض الأطباء أنه يسهل البلغم والصفراء. التجربتين: ومتى احتقن به في ابتداء النزلات الوافدة الحادثة عن وبائية الهواء أبرأها، ومتى أخذ مفرداً نفع من أوجاع المعدة كلها ونقاها من كل خلط ينصب إليها(2/4)
وينفع من طفو الطعام ومن حموضته في المعدة كلها ونقاها، ومتى أخذ مع الأنيسون نفع من الأوجاع الباطنة الباردة كلها حيث كانت، وإذا أخذ مع الراوند الجيد نفع من حصاة الكلية منفعة قوية جداً وينفع من جميع أوجاع العضل والعصب، وإذا سقي مع الأنيسون نفع من الربو ونفس الانتصاب منفعة بالغة بالإحدار، وإذا شرب مع مثله من رب السوس نفع من السعال البلغمي المزمن، وإذا أخذ مع الراوند نفع من وجع الظهر من الخام وينفع وحده ومع ما يصلح للعلة من الأدوية من النزلات وغروب الذهن، وإذا أخذت شربته المعلومة مع يسير جندبادستر أبرأ القولنج البلغمي والثفلى، وجميع أنواع الإيلاوس، وكذا إذا احتقن بها ويبرئ الحميات البلغمية إذا سقي بعد النضج، وإذا شرب مع مثله من الأسارون وتمودي عليه نفع من الاستسقاء اللحمي والزقي معجوناً بعسل ويحلل أورام النغانغ والحلق غرغرة بالميبختج أو أخذ مصفى فهو أنجع وجرب منها فيما كان من مادة رطبة أو باردة وأجوده ما كان خفيف الوزن أبيض اللون سريع التفرك. وقال بعض القدماء: يجب أن يجاد سحقه ويرش عليه المطبوخ. وقال آخر: لا يسحق بل يحك على منخل شعر وتأخذ منه حاجتك. وزعم بعضهم أنه يسهل بلا أش ولا غائلة ولا يحتاج إلى إصلاح. ويقال: إنه إن علق على أحد لم يلسعه عقرب. غيره: الأسود منه والصلب رديئان جداً. من طفو الطعام ومن حموضته في المعدة كلها ونقاها، ومتى أخذ مع الأنيسون نفع من الأوجاع الباطنة الباردة كلها حيث كانت، وإذا أخذ مع الراوند الجيد نفع من حصاة الكلية منفعة قوية جداً وينفع من جميع أوجاع العضل والعصب، وإذا سقي مع الأنيسون نفع من الربو ونفس الانتصاب منفعة بالغة بالإحدار، وإذا شرب مع مثله من رب السوس نفع من السعال البلغمي المزمن، وإذا أخذ مع الراوند نفع من وجع الظهر من الخام وينفع وحده ومع ما يصلح للعلة من الأدوية من النزلات وغروب الذهن، وإذا أخذت شربته المعلومة مع يسير جندبادستر أبرأ القولنج البلغمي والثفلى، وجميع أنواع الإيلاوس، وكذا إذا احتقن بها ويبرئ الحميات البلغمية إذا سقي بعد النضج، وإذا شرب مع مثله من الأسارون وتمودي عليه نفع من الاستسقاء اللحمي والزقي معجوناً بعسل ويحلل أورام النغانغ والحلق غرغرة بالميبختج أو أخذ مصفى فهو أنجع وجرب منها فيما كان من مادة رطبة أو باردة وأجوده ما كان خفيف الوزن أبيض اللون سريع التفرك. وقال بعض القدماء: يجب أن يجاد سحقه ويرش عليه المطبوخ. وقال آخر: لا يسحق بل يحك على منخل شعر وتأخذ منه حاجتك. وزعم بعضهم أنه يسهل بلا أش ولا غائلة ولا يحتاج إلى إصلاح. ويقال: إنه إن علق على أحد لم يلسعه عقرب. غيره: الأسود منه والصلب رديئان جداً.
غاريتوان:
ديسقوريدوس في الخامسة: معناه عندهم الغرنوقي، والنوع الأول منه يعرف بثغر الإسكندرية باليمان وباليمين أيضاً بالتصغير سمعته من عرب برقة وهو بظاهر الإسكندرية من غربيها بالحمامات وغيرها. ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق شقائق النعمان مشرف إلا أنه أطول وله أصل مستدير حلو يؤكل، وإذا شرب منه وزن درخمي بشراب حلل الرياح النافخة العارضة في الرحم، وقد يسمي بعض الناس جنساً آخر من هذا النبات بهذا الإسم وهو نبات له أغصان رقاق عليها شيء شبيه بالغبار طوله نحو من شبرين، وله ورق شبيه بورق الملوخية، وفي أطراف الأغصان شيء ناتئ مائل شبيه برأس الغرنوق مع منقاره أو بأسنان الكلاب وليس يستعمل في الطب أصلاً. الغافقي: هذا الصنف يستعمله الناس عندنا لقلع الثآليل يدق ويضمد به مع ملح وزاج.
غالية:
ابن سينا: تلين الأورام الصلبة وتداف بدهن البان أو الخيري وتقطر في الأذن الوجعة وشمها ينفع المصروع وينعشه والمسكوت وتسكن الصداع البارد، وإذا جعل منه في الشراب أسكر وشم الغالية يقرح القلب وهي نافعة من أوجاع الرحم الباردة حمولاً من أورامها الصلبة والبلغمية ويدر الطمث ويستنزل الرحم المختنفة والمائلة وينقيها ويهيئها للحبل.
غالوطا:
هو الباقلا القبطي، وقد ذكرته في حرف الباء.
غاسول رومي:
هو أبو قابس وقد ذكرته في حرف الألف والغاسول أيضاً هو الأشنان وقد ذكر في الألف.
غبيراء:(2/5)
كتاب الرحلة: شجرة معروفة ببلاد المشرق كله وهي بالعراق كثيرة جداً وبالشام كذلك إلا أن التي بالعراق أكبر وأكثر لحماً، وقد يكون ثمرها على قدر الزيتونة المتوسطة ونواها صغير إلى الطول ما هو مهزول محدد الطرفين ولونها أحمر ناصع الحمرة وطعمه حلو بقبوضة مستعذبة، ورأيت منها بالشام مثمرة وغير مثمرة، والشجرة واحدة ويسمون الشجرة التي لا تثمر منها بدمشق الزيزفون، وكذا رأيتها بقابس أيضاً. ديسقوريدوس في 1: أواآ وهي الغبيراء وهي شجرة معروفة فما جنى من شجرة وهو بعد غض أصفر وجفف في الشمس وأكل كان ممسكاً للبطن، وطحين الغبيراء إذا استعمل بدل السويق فعل ذلك أيضاً وكذا يفعل طبيخ الغبيراء. جالينوس في 8: طعم هذا طعم قابض، لكنه أقل قبضاً من الزعرور جداً، فهو لذلك لذيذ المأكل، ولذلك حبسه للبطن أقل من حبس الزعرور، والغبيراء باردة في وسط الدرجة الأولى يابسة في آخر الدرجة الثانية تغذو غذاء يسيراً، دابغة للمعدة تعقل الطبيعة وكذا فعل السويق المتخذ منها إذا لم يكن فيه سكر. ابن ماسويه: الغبيراء: مسكنة للقيء. المنصوري: خاصتها النفع وقمع حدة الصفراء المنصبة إلى البطن والأمعاء. الرازي في الحاوي: نافعة جداً من الصداع وسمعت ناساً يقولون إنهم إذا تنقلوا بها أبطأ بالسكر جداً. التميمي في المرشد قال: إن أنوار شجرة الغبيراء لها قوة عظيمة في تهييج النساء إلى الباه، وحكي أن الخبير بذلك أخبره أن ببلد من بلاد المشرق من شجر الغبيراء شيء كثير، فإذا كان أبان نوار تلك الشجر عرض للنساء في ذلك الصقع عند شمهن روائح زهرها ما يعرض للسنانير حتى يكدن يفتضحن ورجالهن في تلك الأيام يشدونهن ويحفظونهن ويصونونهن ويمنعونهن عن الدخول والخروج ويحجزونهن إلى أن تنقضي مدة نوارها ويرجعن إلى حال الهدء، ومن نظم هذا النوار على غصن من أغصان شجرة فيه ورقه كما نزع منه وعمل منه إكليلاً على رأسه وهو مكشوف فرح فرحاً عظيماً وطرب ووجد في نفسه سروراً وطرياً عظيماً.
غبارنة:
كتاب الرحلة: الغبارنة هي شجرة جبلية تشبه في مقدارها المتوسط من الشمر الأبيض وورقها كورقه في اللون إلا أنها إلى الطول وفي حافاتها تشريف كتشريف المنشار، ولها زهر دقيق تفاحي الشكل وثمر صغير على قدر العناب وأكبر وأصغر، وفي داخلها نويات تفاحية الشكل إلا أنها أصغر وهي في أطراف أغصان الشجرة قائمة إلى فوق غير متدلية طعمها قابض تتخشخش في فم آكلها وطعمها مر بيسير حلاوة، وأهل الجبل يسمونه بالنفورنية وبعض من مضى كان يسمي هذه الشجرة بالغبيراء وصحفها آخرون بالعبيرا وليست بالغبيراء، فاعلم ذلك وهي موجودة بجبال رندة وبجبال وغرناطة وأخلق بهذه الشجرة أن تكون سطانيون عند ديسقوريدوس تحت ترجمة مستنقلن.
غريرا:
الغافقي: هو البسباس الدقيق البزر الطيب الرائحة. وقال أبو حنيفة: ويقال أن نباتها مثل نبات الجزر، ولها أيضاً حب كحبه ونواره وبزرة بيضاء ناصعة وهي سهيلة وريحها طيبة. ديسقوريدوس في الثالثة: هو بزر صغير الجثة يكون بالشام شبيهاً ببزر الكرفس طويل أسود يحذي اللسان ويشرب لوجع الطحال وعسر البول واحتباس الطمث وأهل البلاد التي ينبت بها يستعملونه كاستعمالهم أحد التوابل ويسلقون القرع ويصبون عليه الخل ثم يتبلونه بهذا البزر. جالينوس في 8: هذا نبات كان في طعمه مرارة فهو لذلك ينضج ويدر البول ويفتح السدد الكائنة في الأعضاء الباطنة.
غراء:(2/6)
جالينوس في 7: الغراء الذي يدبق به الكتب هو المتخذ من سميذ ومن غبار الرحى قوته تغري وتنضج إذا وضع على عضو من الأعضاء أي عضو كان كما يوضع الضماد. ديسقوريدوس في الثانية: وإذا عمل منه حسو رقيق وتحسى منه مقدار فلجارين وافق نفث الدم من الصدر. ابن ماسه: والغراء المتخذ من السميذ ومن غبار الرحى له منفعة إذا ضمد به في جميع الأعضاء مع لصق شديد. ديسقوريدوس في الثالثة: وأما غراء البقر فأجوده ما كان من الجزيرة التي يقال لها رودس، وإنما يعمل من جلود البقر وله قوة إذا ديف بالخل أن يجلو القوباء، وأن يقشر الجرب المتقرح الذي ليس بغائر، وإذا ديف بالماء الحار ولطخ به على حرق النار لم يدعه يتنقط، وإذا أذيب بالعسل والخل كان صالحاً للجراحات وأما غراء السمك فإنه يعمل من نفاخة سمكة عظيمة وأجوده ما كان من البلاد التي يقال نيطش وهو أبيض وفيه خشونة يسيرة وليس بأجرب سريع الذوبان، وقد يصلح أن يقع في مراهم الرأس وأدوية الجرب المتقرح وغمرة الوجه، وإن ألقي في الأحشاء نفع من نفث الدم. التجربتين: غراء السمك إذا حل بالخل في قوام اللصاق منه وجمعت به أدوية الفتق نفع منه وأطال لبثها لينه ومتى حلت جميع الأغرية بخل وطلي بها جلد أرنب حتى يمتزج بوبره جداً كان أبلغ في المنفعة في حرق النار. الشريف: غراء السمك إذا طلي به على ظفر مبيض نفعه مجرب وقد يظن به أنه يبسط تشنج الوجه إذا استعمل وقد يحرق غراء جلود البقر ويغسل ويستعمل بدل التوتياء. بولس: غراء السمك موافق في أدوية البرص وفي شقاق الوجه وتمديده جداً. الرازي في المنصوري: غراء الجلود جيد للسعفة العتيقة.
غرب:
ديسقوريدوس في 1: أطاء وهو الغرب وهو شجرة معروفة وقوّة ثمرها وورقها وقشرها وعصارتها قابضة وورقها إذا شرب مسحوقاً مع فلفل قليل وشراب قليل وافق القولنج المسمى أبلاوس، وإذا أخذ وحده بالماء منع من الحبل وثمره إذا شرب نفع من نفث الدم والقشر أيضاً يفعل ذلك، وإذا أحرق القشر وعجن بخل وتضمد به قلع الثآليل التي في اليدين والرجلين ويحل حساء القروح وعصارة ورقها والقشر الرطب منها إذا سحق مع دهن ورد في قشور الرمان نفع من وجع الآذان وطبيخها يستعمل في الصب على أرجل المنقرسين فينفعهم ويجلو نحالة الرأس، وقد يستخرج منه رطوبة إذا قشر قشرها في أبان ظهور الزهر منها فإنها توجد داخل القشر مجتمعة قوتها جالية لظلمة العين. جالينوس: وأما ورق الغرب فإنه يستعمله الناس في إدمال الجراحات الطرية، وأما زهره وورده فجميع الأطباء يستعملونه في أخلاط المراهم المجففة لأن قوته تجفف بلا لذع وفيه شيء من عفوصة ومن الناس قوم يتخذون من ورق الغرب عصارة، فيكون منها دواء يجفف بلا لذع خاصة إذا كان يحتاج إلى قبض يسير قليل، ولحاء هذه الشجرة قوتها مثل قوّة وردها وورقها إلا أنه أيسر مزاجاً منها مثل جميع أنواع اللحاء، ومن الناس قوم يحرقون ورق الغرب ويستعملون رماده في جميع العلل التي تحتاج إلى تجفيف كثير بمنزلة الثآليل، وخاصة الثآليل البيض المدورة الشبيهة برؤوس المسامير والثآليل المنكوسة المركوزة في الجلد، فإن هذه كلها قوتها يقلعها رماد لحاء الغرب إذا عجن بالخل وطلي عليها، ومن الناس قوم يعمدون إلى هذه الشجرة في وقت ما تورق فيشرطون لحاءها بمشراط ويجمعون الصمغة التي تجري من ذلك الموضع ويستعملونها في مداواة جميع الأشياء التي تقف في وجه الحدقة فيظلم البصر لأن هذه الصمغة دواء يجلو ويلطف، ومن أجل ذلك قد يجوز أن يستعمله الإنسان إذا كان على ما وصفته في أشياء كثيرة. بديغورس: في الغرب أن خاصيته إخراج العلق من الحلق وإلحام الجرح الطري بدمه. ابن ماسه: إن ورق الغرب يورث العقم إذا شرب وينفع من قذف الدم. غيره: عصير ورقه أبلغ شيء في علاج المدة التي تسيل من الأذن، وينفع من سدد الكبد، وقد يظهر على خشب الغرب ملح أبيض رفيق يسمى ملح الغرب يستعمل كالبورق وسائر الأملاح ولحاء أصله يدخل في خضاب الشعر.
غرقد:
كتاب الرحلة: هو إسم عربي يسمي به بعض العربان النوع الأبيض الكبير من العوسج، والغرقد قد ذكره أبو حنيفة بصفة أخرى، وقد ذكرت العوسج فيما مضى.
غرز:
إسم للنوع الصغير من عصى الراعي وهو المعروف بالأنثى، وقد ذكرت عصى الراعي فيما تقدم.
غزال:(2/7)
الرازي في دفع مضار الأغذية: لحوم الغزلان أصلح لحوم الصيد وألذها وأقربها إلى الطبيعة وهو مجفف للبدن بالقياس على لحم الماعز الأهلي فضلاً عن لحوم الضأن، ولذلك يصلح الأبدان الكثيرة الفضول في الرطوبات، ولا يصلح أن يغتذي به من يحتاج إلى إخصاب بدنه وحفظ قوته وهو خفيف سريع الهضم، وليس بكثير الأغذاء فمن اضطر إليه أو إلى إدمائه ممن ليس بمحتاج إلى تجفيف بدنه وتلطيفه فليصلحه بالأدهان التفهة كدهن اللوز والسميم المقشر، وأما من تعتريه الأمراض والرياح الباردة فليتخذه بدهن الجوز والزيت المغسول والماء والملح، وإذا شوي كان أعسر خروجاً من البطن فليجتنبه، وهو أكثر لحوم الصيد إضراراً لمن يعتريه القولنج وعسر خروج الثفل وليس لاتخاذه بالخل وجه، لأنه لا يحتاج إلى تلطيف ولا تجفيف ويبطئ إذا اتخذ به نزوله ويقل غذاؤه جداً، وبعر الغزلان يضمر الأورام البلغمية إذا طبخ بالخل ووضع عليها.
غسل: هو الخطمي وقد ذكرته في الخاء المعجمة.
غسلة:
هو إسم للنبات الذي يسميه عامتنا بالعينون، وقد تقدم ذكره في حرف العين المهملة عند أهل إفريقية وهو مجرب عندهم في إخراج الخام من الظهر.
غلقى:
نبات مشهور بالديار المصرية بهذا الإسم غين معجمة مفتوحة بعدها لام ساكنة بعدها قاف بعدها ألف مقصورة وورقها علم شكل ظفر إبهام الرجل متان خضراء أطرافها محددة كما هي تكون على أغصان لونها إلى البياض في غلظ المغزل صلبة وأصلها على شكل الفجلة هلالي لين وكذا الورق يرتفع عل الأرض نحو الذارعين ثم ينفرش قليلاً ويخرج بين تضاعيف ورقها زهر كرنبي الشكل يتدلى من أعاليها كالنواقيس وهو أضخم من زهر الحرمل، وإذا سقط خلفه ثمر على شكل المتوسط من الكبر لونه أخضر إلى البياض ما هو وكذلك النبتة كلها والثمر مزوي بثلاث زوايا لين المغمز وفي داخله شعر دقيق قطني اللون والمجسة بل ألين من القطن مع بزر شبيه بالكمثري صلب، ولبن هذه الشجرة محرق يستعملونه في قلع الثآليل، ومنهم من يتمشى به وهو غير مأمون. وذكر أبو حينفة: العلقى في حرف العين المهملة وبالغين المعجمة سمعتها من الأعراب، وعلى أن الصفة ذكرها أبو حنيفة عن الأعراب ليست بصفة الغلقى بالغين المعجمة. الغافقي: قال أبو حنيفة: علقى هي شجرة تشبه العظلم مرة جداً لا يأكلها شيء تجفف ثم تدق وتضرب بالماء وينقع فيها الجلود فلا يبقى فيها شعرة ولا وبرة إلا أنقتها قال: وورقها كورق الكبر إلا أن فيها غبرة ولها لبن لين يتوقاه الناس لأنه يضر بما أصاب من الجسد وهي تنبت في السهل والجبل ويتمشى بها فتفرط في الإسهال وهي بجميع أرض الحجاز وتهامة واليمن والحبشة يسم بها السلاح فلا تصيب شيئاً إلا قتلته ويطبخونها ويطلون بمائها.
غلوكس:
ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق صغير شبيه بورق النبات الذي يقال له: قسطس أو ورق العدس ولون أعلى الورق أخضر وأسفلها أميل إلى البياض من أعلاه وله عيدان منبسطة على الأرض خمسة أو ستة رقاق طولها نحو من شبر ومخرجها من الأصل وزهر شبيه في شكله بالخيري ولونه فرفيري، وينبت بالقرب من البحر، وإذا طبخ هذا النبات مع دقيق الشعير والملح والزيت وتحسى به أدر اللبن. جالينوس في 6: وهذا ظن أنه يولد اللبن وإن كان الأمر فيه على هذا فمزاجه حار رطب.
غليجن: هو الفوذنج البري.
غليجن اغريا: هو المشكطرامشير أيضاً وسنذكرهما في رسم الفوذنج في حرف الفاء.
غلوفيريا: هو أصل السوس ومعناه باليونانية الأصول الحلوة. وقد ذكرت السوس في حرف السين.
غمام: هو إسفنج البحر، وقد ذكر في حرف الألف.
غملول: هو الثملول وهو القنابري وسنذكره في حرف القاف.
غنقيلي: بضم الغين المعجمة وهو الشلجم، وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.
غوشنة: هي كثيرة بأرض البيت المقدس وتعرف هناك بالكرسنة. ابن سينا: هو جنس من الكمأة والفطر شكله شكل كأس على كرش صغير منقسم متشنج ناعم اللمس يجف وينضم كغضروف وتغسل به الثياب، ويؤكل في الحموضات وكان في طعمه لجمية وملوحة. الرازي: فيها ملوحة وبورقية يذهبها السلق إذا سلقت كان في جرمها غلظ وخشونة ولزوجة وليس لها من الغلظ واللزوجة ما للكمأة فضلاً عما للفطر وهي أقل هذه الأصول المتكونة تحت الأرض يبساً وبرداً.(2/8)
غوره: هو الحصرم بالفارسية، وإذا قيل غورافشرج كان معناه بالفارسية رب الحصرم، وقد ذكرت الحصرم في حرف الحاء المهملة.
غلاصم: ابن ماسويه: هي أسرع انهضاماً من غيره.
غيم وغمام: هو إسفنج البحر وقد مضى ذكره في الألف.
حرف الفاء
فاوانيا: هو ورد الحمير عند عامة الأندلس وشجاريها. ديسقوريدوس في الثالثة: علقيدي له ساق طولها نحو شبرين تتشعب منها شعب كثيرة، ومنها ما يسميه اليونانيون بلغتهم الذكر، ومنها ما يسمونه الأنثى، فأما الذي يسمونه الذكر فورقه يشبه ورق الجوز، وأما الذي يسمونه الأنثى فورقه مشرف مثل ورق النبات الذي يقال له سمرنيون وعلى طرف الساق غلف تشبه غلف اللوز إذا انفتحت تلك الغلف يظهر منها حب أحمر في حمرة الدم كثيرة صغار تشبه حب الرمان وبين ذلك الحب في الموضع الوسط حب أسود فيه فرفيرية، وأصول الذكر منه في غلظ أصبع وطولها نحو من شبر قابضة بيض، وأصول الأنثى متشعبة وشعبها شبيهة بالبلوط وهي سبع أو ثمان مثل أصول الخنثى. جالينوس في 7: أصل هذا النبات يقبض قبضاً يسيراً مع حلاوة فإن مضغ مدة طويلة ظهرت فيه حدة وحرافة مع مرارة يسيرة، ولذلك صار يدر الطمث إذا شرب منه مقدار لوزة واحدة بماء العسل، وينبغي أن يسحق سحقاً ناعماً وينخل نخلاً رقيقاً ثم يسقى وهو مع هذا ينقي الكبد والكليتين إذا كان فيهما سدد وأفعاله هذه أيضاً يفعلها من طريق ما فيه من الحدة والحراقة والمرارة، فأما من طريق أن فيه شيئاً من القبض فهو يحبس البطن المستطلقة، وينبغي أن يصلح في هذا الموضع بنوع من أنواع الأشربة الحلوة العفصة ويشرب، وقوته بالجملة لطيفة مجففة تجفيفاً شديداً، وفيه حرارة يسيرة، وإذا شك في شيء وعلق على الصبيان الذين يصرعون شفاهم فلا يعودون إلى الصرع بتة ما دام معلقاً عليهم. ديسقوريدوس: وقد يسقى من أصله مقدار لوزة للنساء اللواتي لم تستنظف أبدانهن من الفضول في وقت النفاس فينفعهن بإدرار الطمث، وإذا شرب بالشراب نفع من وجع البطن واليرقان ووجع الكلى والمثانة، ولو طبخ بالشراب وشرب عقل البطن، وإذا شرب من حبه الأحمر عشر حبات أو اثنتا عشرة حبة بشراب أسود اللون قابض قطع نزف الدم من الرحم وإذا أكل أيضاً نفع من وجع المعدة واللذع العارض فيها وإذا أكله الصبيان أو شربوه ذهبت بابتداء الحصا عنهم، وأما حبه الأسود فإنه إذا شرب منه خمس عشرة حبة بالشراب الذي يقال له ماء القراطن أو بالشراب نفعت من الاختناق العارض من ألم الأرحام والوجع العارض فيها ومن الاختناق والكابوس. الغافقي: الذي ينفع منه المصروعين هو الأنثى خاصة، وزعم قوم أنه إن قطع بحديد أبطل منه هذه الخاصية وهو يجلو الآثار السود في البشرة وينفع من النقرس، وقد يشفي الضربة والسقطة والصرع، وإذا تدخن بثمره نفع من الصرع والجنون. التميمي: وثمر الفاوانيا إن تدخن به نفع من الصرع والجنون، وإن نظمت منه قلادة وعلقت في عنق صبي يفزع ذهب ذلك عنه ولم تقر به الأرواح المفسدة والدهن المستخرج منه إن سعط المصروعون بشيء يسير منه مع مسك وزعفران وديف بماء السذاب فإنه يبرئ من الصرع. إبن ماسه: عود الفاوانيا إذا سحق وجعل في صرة واستنشقه المصروعون دائماً نفعهم جداً. الرازي في كتاب السموم: زعم ديمقراطيس أن أصله وثمره نافع لكل مرض إذا تدخن به وينفع المجانين الذين يصرعون بغتة ويعتريهم تغير العقل، وإذا علق على من يمشي في البراري حفظه من جميع الآفات. قال بديغورس: وبدله إذا عدم وزنه قشور الرمان وفرو السمور وعظام أسوقة الغزلان فإن هذه إذا جمعت أدت من خاصة الفاوانيا.
فاط: الرازي: هذا دواء يجلب من بلاد الترك يدفع ضرر السموم من نهش الهوام ويسكن الوجع الشديد إذا سقي بماء بارد.
فاغرة: ابن ماسه: الفاغرة حارة يابسة في الدرجة الثانية تدخل في الأدوية المصلحة للكبد والمعدة. إسحاق بن عمران: الفاغرة هي حبة تشبه حبة الحمصة، وفي داخلها حبة صغيرة مدحرجة سوداء ظاهرها الأعلى أصهب وعصارتها يتمضمض بها من الريح في الفم فتنفعه والفاغرة تتصرف في النضوجات واللخالخ وما أشبههما. غيره: تحلل وتقبض وتعقل البطن.(2/9)
ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات يخرج من أصول دقاق لا ينتفع بها وله أغصان كثيرة طولها نحو من قبضتين معقدة شبيهة بالقصب مشاكلة لأنابيب راء إلا أنها أدق منها وهي حلوة في المذاق ولها ورق شبيه بورق راء وبزر أبيض في قدر الحاورش إلى الطول ما هو. جالينوس في 8: بزر هذا النبات وعصارته وورقه إذا شرب نفع من أوجاع المثانة من قبل أن فيه شيئاً مسخناً لطيفاً. ديسقوريدوس: وإذا دق هذه النبات وأخرجت عصارته بالماء أو بالشراب كانت صالحة لأوجاع المثانة، وإذا شرب من بزر مقدار فلنجارين بماء فعل ذلك أيضاً.
فار: ديسقوريدوس في الثانية: اتفق الناس على أنه إذا شق ووضع على لسعة العقرب نفع منها نفعاً بيناً، وإذا شوي وأكله الصبيان الكثيرو اللعاب جفف لعابهم في أفواههم. غيره: زعم قوم أنه يقلع الثآليل ويشفي الخنازير إذا هو شق ووضع عليها مشقوقاً بحرارته، وإن طبخ بماء وقعد فيه من به عسر البول نفعه وكل لحمه يولد النسيان المفرط ويغثي ويفسد المعدة وإن شق ووضع على الشوك والنصول استخرجها. جالينوس في 11: وزبل الفار زعم بعضهم أنه ينفع من داء الثعلب وكان طبيب يهيئ منه شيافات تحقل من أسفل لإسهال الطبيعة. ديسقوريدوس في الثانية: وخرء الفار إذا خلط بخل ولطخ به على داء الثعلب أبرأه، وإذا شرب بالكندر وبالشراب المسمى أوثومالي فتت الحصاة وبولها وإذا عملت منه شيافة واحتملتها الصبيان أسهلت بطونهم. غيره: ورؤوس الفيران إذا جففت وأحرقت ودقت ناعماً وخلط رمادها بالعسل نفعت من داء الثعلب لطوخاً.
غارة البيش: مذكورة في حرف الباء في رسم بيش موش.
فاشرا:(2/10)
وهزارجشان بالفارسية وباليونانية إينالس لوقي ومعناه الكرمة البيضاء وبالبربرية ورحالوز. ديسقوريدوس في الرابعة: هذا نبات له أغصان وورق وخيوط شبيهة بأغصان وورق وخيوط الكرم الذي يعتصر منه الشراب إلا أنها كلها أكثر زغباً وتلتف على ما يقرب منها من النبات، وتتعلق بخيوطه وله ثمر شبيه بالعناقيد حمر وتحلق الشعر من الجلود. جالينوس في 6: هذا النبات قد يسمى أيضاً بروانيا ويسمى أيضاً حالق الشعر وأطرافه في أول ما يطلع تؤكل على ما قد جرت به العادة في وقت الربيع من طريق أنها تنفع المعدة بقبضها وفيها مع القبض مرارة يسيرة وحراقة، ولذلك صارت تدر البول باعتدال، وأما أصل النبات فقوته قوة تجلو وتجفف وتلطف وتسخن إسخاناً معتدلاً، ومن أجل ذلك صار يذوب الطحال الصلب إذا شرب، وإذا وضع من خارج أيضاً كالضماد مع التين ويشفي الجرب والحكة والعلة التي يتقشر فيها الجلد، وأما ثمرة هذا النبات التي هي في أمثال العناقيد فينتفع بها الدباغون كلهم. ديسقوريدوس: وقلوب هذا النبات في أولى ما ينبت تطبخ وتؤكل فتدر البول وتسهل البطن وقوة ورقه وثمره وأصله حادة محرقة ولذلك إذا تضمد بها مع الملح نفعت من القروح المسماة خيرونيا، والقروح المسماة عارانيقا، والمسماة رانمافانيقا، والمسماة صابرمك فيما وفيما، وأصله إِذا خلط بالكرسنة والحلبة غسل ظاهر البدن ونفاه وصقله وأذهب الكلف والثآليل المسماة أينرسوا والبثور اللبنية والآثار المسودة العارضة من اندمال القروح، وإن طبخ بدهن حتى يصير مثل الموم نفع من هذه الأوجاع ويقلع الخصف والمدة والبواسير في المقعدة وإن ضمد به مع طلاء بدد الورم وفجر الأورام الحادة وجبر كسر العظام، وإذا طبخ بالزيت حتى يتهرى وافق ذلك أيضاً، وقد يذهب بكمنة الدم العارضة فيما دون العين، وإذا تضمد به مع الشراب سكن الداحس وهو يحلل الأورام الحارة ويفجر الدبيلات وإذا تضمد به أخرج العظام، وقد تقع في أخلاط المراهم التي تأكل اللحم، وقد يشرب منه في كل يوم مقدار درخمين للصرع، وإذا استعمل أيضاً هكذا نفع من الفالج المسمى إبيلميسيا ومن السكتة، وإذا شرب منه مقدار درخمين نفع من نهشة الأفعى ويقتل الجنين، وقد يحدث أحياناً في العقل تخليطاً، وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين والمشيمة، وإذا شرب أدر البول وقد يعمل منه مخلوطاً بالعسل لعوق للمختنقين، والذين فسدت نفوسهم والذين بهم سعال ووجع الجنب وشدخ العضل يعطون منه، وإذا شرب منه ثلاثين يوماً في كل يوم مقدار ثلث أونولوسات بالخل حلل ورم الطحال وقد يضمد به مع التين لورم الطحال فينتفع به، وقد يطبخ لتجلس النساء في طبيخه فينقي أرحامهن، وهذا الطبيخ يخرج الجنين، وقد تستخرج عصارة الأصل في أيام الربيع وتشرب بالشراب المسمى مالقراطن لما وصفنا وتسهل بلغماً والثمرة تصلح للجرب المتقرح، والذي ليس بمتقرح إذا لطخ بها أو تضمد بها وساق هذا النبات إذا استخرجت عصارته وتحسيت مع حنطة مطبوخة أدرت اللبن. غيره: عصارة هذا النبات إذا شربت قيأت قيئاً جيداً سهلاً وأخرجت بالقيء أخلاطاً غليظة.
فاشرشنين: وبالفارسية ششبندان وبالسريانية أيناليس ماليا، ومعناه الكرم الأسود وهي المعروفة بعجمية الأندلس بالبوطانية والبربرية الميمون. ديسقوريدوس في 4: هو نبات له ورق شبيه بورق النبات المسمى قسوس بل هو أميل في الشبه إلى ورق النبات المسمى سملنقس وأغصانه أيضاً كذلك إلا أن ورق هذا النبات وأغصانه أكثر، وقد يلتف هذا النبات على ما قرب منه من الشجر ويتعلق به بخيوط وله ثمر شبيه بالعناقيد خضر في ابتداء كونها سوداً إذا نضجت وأصل ظاهره أسود وداخله، لونه شبيه بلون الخشب المسمى بوكسس. جالينوس في 6: هذا النبات أيضاً يخص بأن يسمى بروانيا وهو في أمثال النبات الذي ذكرنا قبله إلا أنه أضعف منه. ديسقوريدوس: وقلوب هذا النبات أيضاً في أول ما نبت تطبخ وتؤكل فتدر البول والطمث وتحلل الأورام من الطحال وتوافق الصرع والفالج المسمى نار الوسيس، وأصل هذا النبات له قوة شبيهة بقوة أصل الكرمة البيضاء ويصلح لما يصلح له ذلك، غير أن قوة هذا الأصل أضعف من قوة ذلك الأصل، وورق هذا النبات إذا ضمد به مع الشراب وافق أعراف الحمير إذا تقرحت، وقد يستعمل هذا أيضاً هكذا لالتواء العصب.
فالتجيقن:(2/11)
تأويله باليونانية الرتيلاء لأنه ينفع من لدغتها. ديسقوريدوس في الثالثة: من الناس من يسميه فالانجيطس، ومنهم من يسميه لوقافينس له قضيبان أو ثلاثة، وربما زاد متفرقة بعضها عن بعض وزهر أبيض شبيه بزهر السوسن فيه تشريف قليل، وله بزر أسود مثل نصف عدسة إلا أنه أدق منه وأصله صغير دقيق، وفي أول ما يقع من الأرض يكون لونه أصفر ثم يبيض من بعد وينبت في تلول ترابية، وورقه وبزره وزهره إذا شرب بالشراب نفع من لسعة العقرب ونهشة الرتيلاء ويحلل المغص. جالينوس في 8: فالانجيطس هذا نبات يسمى باليونانية بهذا الإسم من قبل أن ينفع من نهشة الدابة المسماة فالانجفون، ويقال: إنها الرتيلاء وقوة هذا النبات قوة لطيفة مجففة، ولذلك يقال أنه نافع لمن يجد مغصاً.
فاجشة: هو الجندبادستر، وقد ذكرته في حرف الجيم.
فاغية: هو الزهر يقال أفغى النبات اذانور وقد خصت الحناء باسم الفاغية فتعرف بالفاغية من غير شبه، وهي تخرج جمعاً ثم تظهر في رؤوسها نوارة بيضاء صغيرة كأنها زهرة كزبرة وهي نكتة حمراء.
فانش اليوناني: وهو الباقلاء.
فانش القبطي: هو الباقلا القبطي وهو الخامة وغلط من جعله الترمس، وقد ذكرت الباقلاء القبطي في حرف الباء.
فافير: وهو البردي وقيل هو نبات يشبهه معروف بمصر وصقلية، وهو الذي كانت تتخذ منه القراطيس في قديم الزمان وقد ذكرت ذلك في حرف الباء في رسم بردي.
فانيد سجزي: بالسين والزاي منسوب إلى سجستان على هذه الصفة.
فانافس أسقلينوس: وهو الصنف الكبير من الزوفرا.
فانافس حمرونيون: منسوب إلى أول من عرفه أيضاً وهو الصنف الصغير من الزوفرا، وقد ذكرت نوعي الزوفرا في حرف الزاي.
فانافس أبرافليون: هو شجر الجارشير باليونانية، وقد ذكرت الجاوشير في الجيم.
فالرعس: هو اللقلق وهو البلارج وهو طائر معروف.
فارسطاريوس: هو باليونانية رعي الحمام، وقد ذكرته في حرف الراء.
فارنوخيا: تأويله حشيشة الداحس، وقد ذكرتها في حرف الحاء المهملة.
فاختة: الرازي في دفع مضار الأغذية: لحوم الفواخيت والشقانين حارة يابسة قليلة الغذاء تذهب مذهب الفراخ والقول فيها كالقول فيها مجهول وزبل الفاختة إذا علق على صبي يصرع بالليل نفعه.
فتائل الرهبان: هرمس في كتاب الأسرار شجيرة نباتها من الأرض قدر ذراع وزيادة قليلاً، ولها ورق مثل ورق الحناء الصغير، ولونه أغبر إلى الشهوبة ما هو كأنه لون الشبث، وربما وجدت ورقه يشبه ورق الشونيز وفيه كهيئة الزغب أملس اللمس، وله عرق طيب الرائحة فإن نزعت منه غصناً فألقيت ورقه ثم جعلته في مصباح وجعلت فيه زيتاً فإنه يسرج والرهبان يجعلونه فتائلهم، وله جذور دقاق بعرق طويل في الأرض طرية فيها تشقيق ولونه إلى الصفرة والغبرة قليلاً، وله طعم حار وعرف طيب وله ثمرة صغيرة صفراء مجتمعة في أطراف عيدانها مرة الطعم، وله حب مثل حب الجرجير، ولأصل هذا النبات قوة حارة تطرد البرد، وتأكل البلغم وهي تنبت بالشأم وفي السواحل أيضاً وفي الرمال ويؤخذ من ورقه وهو أخضر فيدق مع لبان وطلاء ثم يلصق منه على ورم الخصي وعلى كل ورم فسخ أو لحم مرضوض أو انفساخ عصب أو ضربان مفاصل وكلما جف كان ألزم له وتطبخ عروقه بماء، ثم يشرب منه من كان به زكاماً شديداً ومن به برد في رأسه ومن به برد في صدره أو من به سعال. لي: تعرف هذه الحشيشة بالديار المصرية وخاصة بثغر الإسكندرية بالزنجبيلية وهي كثيرة بها على ساحل البحر وكثيرة أيضاً بساحل غزة من أرض الشأم، وقد جمعته من هناك مرة وعملت من لحاء أصوله مربى بالعسل، وكان من أبدع الأشياء وألذه طعماً وأطيبها رائحة وهو مسخن مطيب للنكهة والجشاء هاضم للطعام نافع من الأبردة مدر للبول مسخن للكلى والمثانة.
فتيت:(2/12)
الرازي: والفتيت أيضاً أجود ما يستعمله الناس للاغتذاء استعمالاً كثيراً وهو أيضاً منفخ ويولد الأمراض الباردة والريحية كالقولنج ووجع الجنب والخواصر، ويذهب ذلك منه أن يتخذ خبزه بالسمسم والكمون والنانخواه ويكثر بورقه ويجاد تخميره ويشرب بالسكر فيسرع انحداره ويقل ويلطف نفخه، وينبغي أيضاً أن لا يجمع بين الفتيت والفواكر الرطبة ولا أن يؤخذ في وقت قريب بعضه من بعض ولا يتعرض له أصحاب أوجاع المعدة والقولنج. غيره: يجب أن يلت قبل أخذه بدهن اللوز الحلو وأن يكون قد جففه في الظل تجفيفاً محكماً والسكر يصلحه جداً. فجل:(2/13)
ديسقوريدوس في الثالثة: هو مولد الرياح طيب الطعم ليس بجيد للمعدة مجشيء يدر البول مسخن، وإذا أكل بعد الطعام لين البطن ويعين في نفوذ الغذاء، وإن أكل قبل الطعام دفع الطعام إلى فوق ولم يدعه يستقر في المعدة، وإذا أكل قبل الطعام سهل القيء، وقد يلطف الحواس، وإذا أكل مطبوخاً كان صالحاً للسعال المزمن والكيموس الغليظ المتولد في الصدر وقشر الفجل وحده إذا استعمل بالسكنجبين كان أشد تسهيلاً للقيء من الفجل وحده، ويوافق المحبونين وإذا تضمد به وافق المطحولين، وإذا استعمل بعسل وتضمد به قلع القروح الخبيثة والعارض تحت العين مع كمودة لون الموضع ونفع من لسعة الأفعى، وإذا خلط بدقيق الشيلم أنبت الشعر في داء الثعلب وجلاء البثور اللبنية، وإذا أكل نفع من الاختناق العارض من أكل الفطر القتال، وإذا شرب أدر الطمث، وبزر الفجل إذا شرب بالخل قيأ وأدر البول وحلل ورم الطحال، وإذا طبخ بالسكنجبين وتغرغر بطبيخه وهو حار نفع من الخناق، وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الحية التي يقال لها فرسطس، وإذا تضمد به بالخل قلع قرحة الغنفرانا قلعاً قوياً، وأما الفجل البري الذي تسميه أهل رومية أرموراميون فإن ورقه شبيه بورق الفجل البستاني وهو أشبه شيء بالخردل البري منه بالفجل البستاني، وله أصل دقيق طويل طعمه إلى الحرافة ما هو وقد يطبخ الورق والأصل ويؤكل والفجل البري مسخن ملهب مدر للبول. الفلاحة: وأما الفجل الشامي وهو الفجل المروس فهو نبات ورقه كورق السلجم وأصله كأصله أبيض نقي البياض حريف يؤكل نيئاً ومطبوخاً وهو أسخن من السلجم مدر للبول محلل للرطوبات مزعج لها، وإذا أكثر من أكله غثي. جالينوس في 8: الفجل يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الثانية، وأما الفجل البري فهو أقوى في الأمرين جميعاً، وبزر هذه البقلة أيضاً قوي في الأمرين جميعاً، وبزر هذه البقلة أيضاً أقوى من جميع ما فيها وفي جميعها قوة محللة، ولذلك صار الفجل بسبب هذه القوَة المحللة ينفع من النمش الذي يكون في الوجه ومن الخضرة في أي موضع كانت من البدن. روفس: الفجل ينفع من البلغم ويهيج القيء ويضر بالرأس وبالعين والأسنان والحنك ويفسد الطعام وهو رديء لجميع علل النساء محدث للرياح في أعلى البطن. حنين بن إسحاق: سبب رداءته الجوهر المتعفن الذي فيه. أرساسيس: إن في الفجل قوة محللة، ومن أجل ذلك يستعمل في الآثار في البدن وسائر المواضع الكمدة اللون فيعظم نفعه. بولس: بزر الفجل يحلل المدة الكائنة تحت الصفاق القرني. الفارسي: بزر الفجل يدفع ضربان المفاصل والنفخة التي في البطن ويسهل خروج الطعام ويشهيه جيد لوجع المفاصل جداً. قسطس في كتاب الفلاحة: قال: الفجل نافع من وجع الكلى والمثانة والسعال ويهيج الباه ويزيد في اللبن ويمنع لذع الهوام، وإذا طلي به البدن نفع نهش الهوام وبزره ينفع السموم والهوام بمنزلة الترياق، وإن شدخت قطعة فجل وطرحتها على عقرب ماتت. الرازي: أخبرني صديق لي أنه جرب هذا وصح أنه قطر ماء ورق الفجل عليها فرآها همدت وانتفخت وانشقت في نصف ساعة وينفع من حمى الربع والنافض ووجع الجوف بزره مع العسل، وإن لسعت العقرب من أكل فجلاً لم توجعه كثير وجع، ويقلع آثار الضرب والوثي والرض، وينبت الشعر في داء الثعلب. قال: وإن أدام أكله من تمرط شعره أنبت شعره، وبزره إذا استف يبرئ وجع الكبد، لكنه يكثر القمل في الجسد، وإن شرب من عصير الفجل نقص الماء من المستسقى قال: ومن اختيارات الكندي يعصر الفجل بعد دقه بلا ورق ويسقى منه على الريق أوقية فإنه يفتت الحصى الكبار والصغار التي في المثانة ويفعل ذلك بخاصية عجيبة. مسيح: أكثر ما يؤكل ليطلق البطن ويدر البول وهو من الأصول الحريفة المذاق وله قوة ملطفة غير أن الغذاء الذي يتولد منه في البدن يسير والكيموس المتولد منه رديء. حامد: يجلو الكلى والمثانة ويقلب الطعام ويعين الكبد على الطبخ وينفع مطبوخاً من السعال المتولد من الرطوبة ويغثي عن السكنجبين وورقه يبعث الشهوة إذا بلغت السقوط، والفجل إذا طبخ بالخل حتى ينضج وتغرغر به فتح الخوانيق. الطبري: الفجل يحل الغلظ وينفع بزره من القوباء وما ورقه ينفض اليرقان ويفتت الحصاة. الخوز: إنه يزيد في الإنعاظ والمني وبزره يقيء. ابن ماسويه: إن أكل بعد الطعام هضمه وخاصة ورقه وهو يحد البصر وماء ورقه نافع من(2/14)
اليرقان والسدد العارضة في الكبد، وخاصة إذا شرب معه السكنجبين السكري إن كانت هناك رطوبة، وبزره يفعل ذلك أيضاً، وإن دق بزره مع الكندس وعجنا بخل وطلي به البهق الأسود في الحمام ذهب به، وإن أكثر من أكله نيئاً أمغص وخاصته النفع من اليرقان الأسود ولحمه يغثي، والفجل يعفن ويعفن الطعام كله والدليل على ذلك جشاؤه. الشريف: إذا قور رأس فجلة وفتر فيها دهن ورد وقطر في الأذن الوجعة أبرأها وحيا مجرب، وإذا أخذت قطعة من فجل وقور فيها حفرة ووضع فيها وزن أربعة دراهم بزر لفت ورد عليها غطاؤها وستر الكل بالعجين ثم دس في غصني نار إلى أن ينضج العجين ثم تستخرج الفجلة وقد نضجت وتبرد قليلاً ثم تطعم صاحب الحصى فإنها تفعل فعلاً عجيباً تفعل ذلك ثلاثة أيام متوالية.رقان والسدد العارضة في الكبد، وخاصة إذا شرب معه السكنجبين السكري إن كانت هناك رطوبة، وبزره يفعل ذلك أيضاً، وإن دق بزره مع الكندس وعجنا بخل وطلي به البهق الأسود في الحمام ذهب به، وإن أكثر من أكله نيئاً أمغص وخاصته النفع من اليرقان الأسود ولحمه يغثي، والفجل يعفن ويعفن الطعام كله والدليل على ذلك جشاؤه. الشريف: إذا قور رأس فجلة وفتر فيها دهن ورد وقطر في الأذن الوجعة أبرأها وحيا مجرب، وإذا أخذت قطعة من فجل وقور فيها حفرة ووضع فيها وزن أربعة دراهم بزر لفت ورد عليها غطاؤها وستر الكل بالعجين ثم دس في غصني نار إلى أن ينضج العجين ثم تستخرج الفجلة وقد نضجت وتبرد قليلاً ثم تطعم صاحب الحصى فإنها تفعل فعلاً عجيباً تفعل ذلك ثلاثة أيام متوالية.
فربيون:(2/15)
التاكوت بالبربرية ويعرف بالديار المصرية والشام باللوبانة المغربية. ديسقوريدوس في الثالثة: هي شجرة تشبه شجرة القثاء في شكلها تنبت في البلاد التي يقال لينوى، وفي الناحية من البلاد التي يقال لها موروشيا في المواضع التي يقال لها أوطومولناس مملوءة صمغاً مفرط الحد، وقد يحذره القوم الذين يستخرجونه لإفراط حدته، ولذلك يعمدون إلى كروش الغنم فيغسلونها ويشدونها إلى ساق الشجرة ثم يطعنونها من البعد بمزراق فينصب منه في الكرش صمغ كثير على المكان كأنه ينصب من إناء وقد ينصب منه أيضاً في الأرض لحميته في خروجه ويخرج منه في شجرته صنفان منه ما هو صاف يشبه الأتزروت وهو في مقدار الكرسنة، ومنه متصل شبيه بالسكر، وقد يغش بأنزروت وصمغ ويخلطان به فاختر منه ما كان صافياً حريفاً ومحنته بالمذاق عسرة لأنه إذا لذع اللسان مرة واحدة دام لذعه له فكلما لقي اللسان بعد ذلك ظن أنه خالص، وأول من وقع على هذا الذوق برناس ملك لينوي. جالينوس في الميامير: إن الفربيون هو لبن بعض النبات السائل. الغافقي: ذكر بعض الناس ممن رأى نباته في بلاده أنه صنفان أكثر ما يكون في بلاد البربر وهو كثير في جبل درنه ويسمى بالبربرية تاكوت وهو عساليج عراض كالألواح مثل عساليج الخس بيض لها شعب وهي مملوءة لبناً ولا ينبت حوله نبات آخر والآخر نباته ببلاد السودان أكثر شوكه ويسمى بالبربرية أرند وهو شوكة لها أغصان كثيرة تنبسط على الأرض فتتدوح كثيراً وشوكه دقيق حاد ورقها كورق السلينش، ولها لبن كثير جداً، وأظن هذا الصنف هو المعروف بلبن السوداء. جالينوس في 6: وقوة هذا الدواء لطيفة محرقة مثل قوة الصموغ الأخر الشبيهة به، وقال في الثالثة: من المياميران الفربيون الحديث أشد تسخيناً من الحلتيت على أن الحلتيت أشد ألبان الشجر إسخاناً. ديسقوريدوس: ولهذا الصمغ إذا اكتحل به قوة جالية للماء العارض في العين إلا أن لذعه لها يدوم النهار كله، ولذلك يخلط بالعسل والشيافات على قدر إفراط حدته، وإذا خلط ببعض الأشربة المعمولة بالأفاويه وشرب وافق عرق النسا، وقد يطرح قشور العظام من يومه، وينبغي أن يوقى اللحم الذي حوالى العظام منه، أما بقيروطي وأما بعصائب، وزعم قوم أن من نهشه شيء من الهوام إن شق جلد رأسه وما يليه إلى أن يبلغ به القحف وجعل هذا الصمغ في جوف الشق مسحوقاً وخيط لم يصبه مكروه. وفي كتاب الحاوي قال جالينوس في قاطا حابس: إن العتيق من الفربيون لا ينقي لونه الرمادي، لكنه يضرب إلى الشقرة والصفرة ويكون مع ذلك في غاية الجفوف وإذا دقته بالزيت لا ينداف معه إلا بكد والحديث يخالف ذلك فإنه ينداف بسرعة وذوق الحديث بمنزلة النار، حتى أنه يحرق اللسان، والعتيق يسير الحدة والفربيون الفائق تبقى قوته أكثر شيء ثلاث سنين أو أربعاً، وتبطل قوته من الرابعة إلى السابعة والعاشرة. أبو جريج: قال في الأدوية المسهلة: إن الفربيون يجعل في إنائه مع باقلا مقشر فتحفظ قوته ولا يتآكل مدة. قالت الخوز: الفربيون يضم فم الرحم جداً حتى يمنع الأدوية المسقطة إن تسقط الجنين. بديغورس: خاصته النفع من الماء الأصفر. السموم قال: إن فتق في الدهن وتمرخ به نفع من الفالج ومن الخدر جداً ويقتل منه وزن ثلاثة دراهم في ثلاثة أيام بأن يقرح المعدة والأمعاء. ابن ماسويه: إختر منه الحديث الصافي الأصفر اللون الحاد الرائحة الحريف الطعم وخاصته إسهال البلغم اللزج العارض في الوركين والظهر والأمعاء إلا أنه يورث غماً وكرباً ويبساً ويورث حرقة وزحيراً في المقعدة وإصلاحه أن لا يجيد سحقه ويخلطه بالمقل أو برب السوس أو بالأفاويه كالسنبل والدارصيني والسليخة ونحوها أو يلت بدهن اللوز الحلو والمختار منه ما كان صافياً حديثاً قد أتى عليه ما بين سنة إلى ثلاثة، والشربة منه ما بين قيراطين إلى أربعة. التجربتين: إذا أضيف إلى السكبينج والأشق والمقل أحدر معها بلغماً لزجاً من أمزجة المبرودين فنفعهم من الخدر ومن استرخاء العضل، ومن وجع المائدة والمفاصل، والشربة منه من ربع درهم إلى نحوه مع درهم ونصف أو نحوه من تلك الصموغ المذكورة، وإذا سحق واستعمل مع السك نفع النساء استطراقاً وجفف رطوبات الرحم وشدها، وهو بهذه الصفة نافع من إسقاط الأجنة الذي يكون سببه رطوبة تنصب إلى الرحم ترخى جرمه إذا تقدم في استعماله قبل الحبل لمن(2/16)
يعتريه ذلك كثيراً. المجوسي وغيره: الفربيون حار يابس في الرابعة قوي الحدة أكال ينفع من وجع عرق النسا إذا خلط مع الأفاويه، وإذا طلي على لسع الهوام نفعه وينفع من عضة الكلب الكلب، وينفع من اللقوة والقولنج وبرد الكلى منق للفضول البلغمية من المفاصل والأعصاب مسهل للماء الأصفر، رديء لأصحاب المزاج الحار، ومن كان يغلب عليه الدم، ولا ينبغي أن يشرب مفرداً ويضر بالأمعاء الأسفل منها ويشرب منه ست حبات وإن شرب منه أكثر من دانق أورث شاربه غماً وكرباً وقبضاً على فم المعدة، ويصلح بصمغ أو كثيراً ودهن اللوز.ه ذلك كثيراً. المجوسي وغيره: الفربيون حار يابس في الرابعة قوي الحدة أكال ينفع من وجع عرق النسا إذا خلط مع الأفاويه، وإذا طلي على لسع الهوام نفعه وينفع من عضة الكلب الكلب، وينفع من اللقوة والقولنج وبرد الكلى منق للفضول البلغمية من المفاصل والأعصاب مسهل للماء الأصفر، رديء لأصحاب المزاج الحار، ومن كان يغلب عليه الدم، ولا ينبغي أن يشرب مفرداً ويضر بالأمعاء الأسفل منها ويشرب منه ست حبات وإن شرب منه أكثر من دانق أورث شاربه غماً وكرباً وقبضاً على فم المعدة، ويصلح بصمغ أو كثيراً ودهن اللوز.
فراسيون:(2/17)
ديسقوريدوس في الثالثة: هو تمنش ذو أغصان كثيرة مخرجها من أصل واحد وعليه زغب يسير، ولونه أبيض وأغصانه مربعة، وله ورق في مقدار أصبع الإبهام إلى الاستدارة ما هو عليه زغب وفيه تشنج مر الطعم وزهره وورقه متفرقة في الأغصان التي فيها وهي مستديرة شبيهة بالفلك خشنة وتنبت في الخراب من البيوت. جالينوس في 8: كما أن طعم هذا مر كذلك فعله فيمن يستعمله فعل موافق لمرارته، وذلك أنه مفتح لسدد الكبد والطحال وينقي الصدر والرئة بالنفث ويحدر الطمث، وكذا يفعل أيضاً إن هو وضع من خارج البدن جلا وحلل، وإذا كان ذلك كذلك فليوضع من الحرارة في الدرجة 2 نحو آخرها ومن اليبس في 3 عند وسطها أو عند انقضائها وعصارته تستعمل لتحديد البصر ويسعط به أيضاً أصحاب اليرقان لينقي يرقانهم ويستعمل أيضاً في مداواة وجع الآذان إذا طال وعتق واحتيج له إلى شيء ينقي ويفتح ثقب المسامع والأجزاء التي تجيء من عصبة السمع من الغشاءين المغشيين للدماغ. ديسقوريدوس: وورقه إذا كان يابساً ثم طبخ بالماء مع بزره وإذا أخذ وهو رطب فدق وعصر ماؤه وخلط بعسل شفي من كان به قرحة في الرئة أو كان به ربواً، ومن كان به سعال، وإذا خلط به أصل الأيرسا اليابس قلع الفضول الغليظة من الصدر، وقد يسقى منه النساء لإدرار الطمث وإخراج المشيمة وعسر الولادة ويسقى منه من شرب بعض الأدوية القتالة إلا أنه ليس بموافق للمثانة والكلى، وإذا تضمد بورقه مع العسل، نقى القروح الوسخة وقلع الداحس واللحم المتآكل وسكن وجع الجنب وعصارته أيضاً المتخذة من ورقه المجففة في الشمس تفعل ذلك، وإذا اكتحل بها مع العسل أحدت البصر وهي تستفرغ الفضول التي يعرض منها في العين صفرة يرقانية من الأنف، وإذا قطرت في الأذن وحدها أو مع دهن ورد وافق وجعها الشديد. التميمي: عصارته تدخل في علاج العين وفي قلع الجرب العتيق منه والحديث، وقد تقلع أصناف جرب العين الثلاثة وتبرئ منه، وخاصة إذا حكت بماء الرمان الحامض وقلب الجفن وطليت عليه، وقد يجلو الاكتحال بها منها آثار القروحات والبياض الكائن من ذلك قديمة وحديثة، وتدخل في كثير من الشيافات الجالية لغشاوة العين المقوية للنور الباصر، وتدخل في تحجيراتها وفي أضمدتها ولها قوة تجلي بها الفضول من جميع الأعضاء الباطنة وتنقي الرئة والصدور وآلات النفس من الرطوبات المتكونة المنصبة إليها والقرحات المتكونة فيها المؤدية إلى السل، وإلى نفث القيح، وذلك أنه إن سقي الوصب منها وزن نصف مثقال إلى وزن درهم مداقاً في طبيخ الزوفا ودهن اللوز الحلو حلل ذلك وأخرجه بالنفث وقطعه ونقى الرئة والصدر منه تنقية عجيبة، وإن سقي منها وزن نصف درهم مداقاً في شراب البنفسج أو في الجلاب نفع من السعال الرطب وقرحات الصدر وأبرأها وأدملها وأخرج ما فيها من الرطوبات بالنفث وإذا حكت هذه العصارة بيسير من ماء ورد وديفت في عسل النحل وتضمدت بها الخراجات العفنة الخبيثة فإنها تجلوها وتنقي ما فيها من الوسخ وتدملها، وإذا ضمد بها على الجراحات وعلى الدماميل الفجة وعلى الخنازير فإنها تحلل جساءها وتنضجها وتلينها بغير وجع ولا أذى وتفتحها. الشريف: الفراسيون إذا كان طرياً ودق مع شحم كلي ووضع على الأورام حللها، وكذا يفعل بالخراجات إذا أصابها الريح، وإذا احتفر حفرة في الأرض على قدر الإنسان وفرش في قعرها رمل، وأوقد فيها النار حتى تسخن جيداً ثم أزيلت النار عن الحفرة وأخذ من نبات الفراسيون بنوعيه كثير وفرش في أسفل الحفرة ومتن به ثم يرقد العليل الذي أقعدته الرياح وعجزته عن المشي وعن التصرف في الحفرة، والفراسيون تحته وفوقه ويغطى العليل بالنبات، ثم يدثر على الكل بالثياب الكثيرة ويترك مقيماً ولا يزال ذلك عنه إلى أن تبرد الحرارة فإن العليل يقوم صحيحاً مجرب، وإذا ربب ورقه مع العسل المنزوع الرغوة كان من أنفع الأشياء للسعال والربو والتضايق، وإذا استخرج مائية النخالة وصنع منها حساء ووضع معها عند الطبخ نصف أوقية من ورق الفراسيون وتحرك إلى أن يكمل طبخ الحساء وتحسى نفع من السعال المفرط وغلظ النفث، وينبغي أن يفعل ذلك ستة أيام موالية فإنه عجيب مجرب، وإذا دق ورقه غضاً وتضمد به نفع من تعقد الأمعاء ووجعها، وإذا عصر ماؤه وشرب منه مقدار أوقيتين مع دهن ورد إن أمكن وإلا بزيت عتيق نفع من أوجاع الأمعاء نفعاً عجيباً.(2/18)
التجربتين: الفراسيون ينفع بالجملة من الرياح الغليظة جداً كيفما استعمل مشروباً وضماداً أو كماداً بطبيخه، وإذا وضع ضماده على الصدر نفع من ضيق النفس، وإذا ضمد به انتفاخ الأعضاء من الرياح كان ذلك يوجع أو دوئه كالسرة والخاصرة والجنين حللها وسكن أوجاعها، وإذا طبخ بالماء وضمد به الطحال نفع من وجعه المتولد عن ريح غليظة وماؤه اكتحالاً به مع العسل ينفع من ابتداء نزول الماء في العين، وإذا تضمد به أنواع الانتفاخ في الأجفان مع دهن بنفسج أبرأها، وإذا درس غضاً مع أحد الشحوم ووضع على الفسخ الوجع حلل انتفاخه وسكن وجعه ونفع منه منفعة عجيبة بالغة جداً، وإذا مضغ ورق الفراسيون كما هو وابتلع نفع الفالج والأوجاع المتولدة في المعدة والجوف، ومتى طبخ بالماء والزيت أو بالماء وحده وكمدت به العانة من الرجال والنساء نفعهم من الأوجاع العارضة فيها من عسر البول ومن الريح ومن جميع أصناف الأوجاع. إسحاق بن عمران: من خاصته الإضرار بالكلى والمثانة، وربما بول الدم، وبزر الرازيانج البستاني يدفع مضرته عن الكلى والمثانة إذا خلط معه أو شرب قبله أو بعده. ديسقوريدوس: وأما الشراب الذي يتخذ بالفراسيون فهذه صفته يؤخذ ورق فراسيون حديث فيدق ويؤخذ منه مكوكان بالمكوك الذي يقال له حونقس ويلقى في ماء طيوطس من عصير ويترك ثلاثة أشهر ثم يروق ويوعى في الأواني، وهذا الشراب ينفع من العلل التي تكون في الصدر ومن كل ما ينفع الفراسيون.جربتين: الفراسيون ينفع بالجملة من الرياح الغليظة جداً كيفما استعمل مشروباً وضماداً أو كماداً بطبيخه، وإذا وضع ضماده على الصدر نفع من ضيق النفس، وإذا ضمد به انتفاخ الأعضاء من الرياح كان ذلك يوجع أو دوئه كالسرة والخاصرة والجنين حللها وسكن أوجاعها، وإذا طبخ بالماء وضمد به الطحال نفع من وجعه المتولد عن ريح غليظة وماؤه اكتحالاً به مع العسل ينفع من ابتداء نزول الماء في العين، وإذا تضمد به أنواع الانتفاخ في الأجفان مع دهن بنفسج أبرأها، وإذا درس غضاً مع أحد الشحوم ووضع على الفسخ الوجع حلل انتفاخه وسكن وجعه ونفع منه منفعة عجيبة بالغة جداً، وإذا مضغ ورق الفراسيون كما هو وابتلع نفع الفالج والأوجاع المتولدة في المعدة والجوف، ومتى طبخ بالماء والزيت أو بالماء وحده وكمدت به العانة من الرجال والنساء نفعهم من الأوجاع العارضة فيها من عسر البول ومن الريح ومن جميع أصناف الأوجاع. إسحاق بن عمران: من خاصته الإضرار بالكلى والمثانة، وربما بول الدم، وبزر الرازيانج البستاني يدفع مضرته عن الكلى والمثانة إذا خلط معه أو شرب قبله أو بعده. ديسقوريدوس: وأما الشراب الذي يتخذ بالفراسيون فهذه صفته يؤخذ ورق فراسيون حديث فيدق ويؤخذ منه مكوكان بالمكوك الذي يقال له حونقس ويلقى في ماء طيوطس من عصير ويترك ثلاثة أشهر ثم يروق ويوعى في الأواني، وهذا الشراب ينفع من العلل التي تكون في الصدر ومن كل ما ينفع الفراسيون.
؟؟فرفوديلاون: هو الشوك المعروف بالتيمق والتيمط أيضاً بلا شك ببلاد الأندلس والمغرب الأقصى، وتعرف هذه الشوكة في بعض بوادي بلاد الأندلس برعي الحمير. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات شبيه بالخمالاون الأسود وينبت في جبال ذوات شجر ملتف وله أصول، طويل خفيف إلى العرض ما هو ورائحته حادة مثل رائحة الحرف، وأصله إذا طبخ بالماء وشرب أحدث رعافاً كثيراً، وقد يعطى منه المطحولون فينفعهم منفعة شافية. جالينوس في 8: هذا حريف عطري يدر البول ويحدر الطمث فإذا كان كذلك وقوته إذاً حارة تحلل وتجفف فالعصارة المتخذة من قصبه، ومن بزره قوتها مثل هذه القوة وهي بهذا السبب نافعة لمن به علة في كليته، فأما أصله فينفع في نفث ما ينفث من الصدر والبلغم منفعة قوية، وذلك لأنه أقل حدة وحرافة من بزره وليس هو بدونه في المرارة وهو أيضاً يرعف. وقال في موضع آخر: إنه ينفع من القولنج. الشريف: إذا خلط بكثيراء ولطخ بهما الكلف جلاه.
فرنجمشك:(2/19)
ويقال برنجمشك وفلنجمشك وافلنجمشك أيضاً وهو الحبق القرنفلي. ديسقوريدوس في الثالثة: أفنيس عشب دقيق القضبان يستعمل في الأكاليل شبيه بالباذروج طيب الرائحة كأن فيه زغباً، وقد يزرعه بعض الناس في البساتين، وقد يعقل البطن ويقع الطمث، وإذا شرب أو تضمد به شفي الأورام التي يقال لها فوحثلا والحمرة. بعض علمائنا: الفرنجمشك صنفان. أحدهما: بستاني ويقال له الهنوي والآخر بري ويقال له الصيني والأول مربع العيدان ورقه كورق الباذروج، ولونه بين الخضرة والصفرة ورائحته كرائحة القرنفل ويسمى باليونانية افنيس والصيني ينبت في الصخور دقيق الورق شبيه بورق النمام البري، ورائحته أشد وأحد من رائحة البستاني. ابن ماسويه: حار يابس في آخر الدرجة الثانية يفتح السدد العارضة في الدماغ شماً وأكلاً وطلاء وينفع من خفقان القلب العارض من البلغم والسوداء، وإن أكل أو شم فتح سدد المنخرين. سندهشار: ويزيد في المسرة وهو جيد للبواسير. القلهمان: أعدل من المرزنجوش والنمام وليس فيه من اليبس ما فيهما. الشريف وغيره: ينفع الكبد ويقوي القلب والمعدة الباردة ويهضم الأطعمة الغليظة ويجشي جشاء طيباً ويطيب النكهة ويذهب بحديث النفس ويشد الأسنان واللثة نفعاً بليغاً، ويزيل منها الرطوبة الرديئة وبزره إذا شرب جفف المني وربما استعمل في الطبيخ والفرنجمشك يمنع الفساد عن الخمر وسائر الأشربة والخلول إذا قطعت أغصانه وطرحت فيه وربما صدع المحرورين.
فرودوماهان: الرازي: هو عقير فارسي ينفع من النفخ والرياح في البطن والأعضاء عجيباً.
فراخ الحمام: ابن ماسويه: فيها حرارة ورطوبة فضلية ومن أجل ذلك صار فيها بعض الغلظ والنواهض أخف وأحمد غذاء وينبغي أن يأكلها المحرور بماء الحصرم والكزبرة ولب الخيار. ابن ماسة: الفراخ أحر من جميع لحوم الطير المألوفة مع عسر انهضامه وكثرة توليد الدم ورطوبته. الخوز: يعالج بالفراخ خاصة من قد استولى على بدنه برد من طول المرض. ابن سينا: الفراخ تهيج الخوانيق إلا مصوصاً. المنهاج: تنفع من الفالج أكلاً ولحفها كثير الفضول سريع العفونة، وربما أحدث سهراً. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: أما الفراخ فلحومها حارة ملهبة ولشحومها حرارة ظاهرة بينة، ولذلك لا توافق المحرورين إلا أنها أسهل خروجاً من البطن من لحوم الدجاج ولا سيما إذا طبخت بماء وحمص وشبث وملح فإنها عند ذلك سهلة الخروج من البطن وتوافق أمراقها المبرودين وأصحاب البطون المعتقلة فتنفع من وجع الظهر الغليظ المزمن وتسمن الكلى وتزيد في الباه إلا أن الفراخ خاصيتها مضرة بالدماغ والعين ولا سيما المشوية، فينبغي أن يدفع ذلك بأن يشرب عليه بعض ما ذكرنا من الأشربة المانعة من صعود البخار إلى الرأس وجوذاباتها إذا كثر فيها من شحومها وافق الكلى، وكانت أشد زيادة في الباه. الشريف: وإدمان أكل فراخ الحمام محشوة بالأفاويه يحل الدم ويحرقه، وربما أدى إلى الجذام ولا سيما في الأطفال الصغار وأولي الأمزجة الحارة، وإذا طبخت فرخي حمام في قدر في غمرها من دهن الشيرج بلا ملح ولا توابل فإذا نضجت أكلها صاحب الحصاة فإنه يبرأ بإذن الله.
فرصاد: هو التوت العربي وقد ذكر في التاء.
فرفير: هي البقلة الحمقاء وقد ذكرتها في حرف الباء، والفرفير أيضاً صمغ أحمر يسمى باليونانية الديقون وتأويله الهندي، وقد ذكرته في حرف الألف.
فستق:(2/20)
جالينوس في 8: هذه شجرة أكثر ما تكون في بلاد الشام وثمرتها ثمرة لطيفة، ومنها شيء كأنه إلى المرارة عطري فلذلك هي تفتح السدد وتنقي الكبد خاصة وتنفع من علل الصدر والرئة. وقال في كتاب أغذيته: وليس عندي للفستق شيء أشهد به عليه أنه ينفع أو يضر الكبد كثير منفعة أو مضرة كما لا أشهد له أنه يطلق البطن أو يحبسه، والذي يناله البدن من الفستق من الغذاء يسير جداً، ومنافعه أن يقوي الكبد وينقي ما قد لحج وصار كالثفل في منافذ الغذاء منها. ديسقوريدوس في المقالة الأولى: ما كان منه بالشأم وهو شبيه بالصنوبر فإنه جيد للمعدة وإذا أكل أو شرب مسحوقاً بالشراب نفع من نهش الهوام. ابن سينا: هو حار في آخر الثانية وفيه رطوبة وينفع من وجع الكبد الحادث من الرطوبة والغلظ ويمنع الغثيان وتقلب المعدة ويقوي فمها. وقال في الأدوية القلبية له: فيه عطرية وقبض مع لزوجة فيشبه أن يكون لذلك مفرحاً مقوياً للقلب، ولذلك عد في الترياقات. الشريف: من خاصيته تطييب النكهة وقمع أبخرة المعدة التي ترقى إلى الأعلى ويزيل المغص أكلاً. غيره: وقشره الخارج الرقيق إذا أنقع في الماء وشرب قطع العطش والقيء وعقل البطن ودهنه مضر بالمعدة بخاصية فيه. أرحجانس: الفستق أشد حرارة من اللوز والجوز جداً.
فسافس: هو البق الموجود في الحيطان والأسرة. ديسقوريدوس في الثانية: هو حيوان يشبه القراد يوجد في الأسرة وفي غير الأسرة فما كان منه موجوداً في الأسرة إذا أخذ منه سبعة عدد أو جعلت في ثقب باقلا وابتلعت قبل أخذ الحمى نفعت من حمى الربع، وإذا ابتلعت من غير باقلا نفعت من لسع الحية التي يقال لها اسيقس، وإذا اشتمت نفعت النساء اللواتي عرض لهن اختناق من وجع الأرحام وإذا شربت بخل أو بشراب أخرجت العلق، وإذا سحقت ووضعت في ثقب إحليل أبرأت من عسر البول.
فشع: هي الزيولة بعجمية الأندلس وثمرها الأحمر هو المعروف عند عامة الأندلس والمغرب بحب النعام. ديسقوريدوس في الرابعة: ملتقص طراخيا ومعناه الخشنة له نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له باريلوماين، وقضبان كثيرة دقيقة مشوكة مثل قضبان الشوك الذي يقال له قاليورس، أو مثل قضبان العليق، ويلتف على الشجرة القريبة وينبسط في العلو وفي السفل، وله حمل شبيه بالعناقيد إذا نضج كان لونه أحمر ويلذع اللسان لذعاً يسيراً وأصل غليظ صلب وينبت في آجام ومواضع خشنة. جالينوس في 7: ورقه يجد فيه من يفوقه حدة وحراقة ومن استعمله أسخنه. ديسقوريدوس: ورق هذا النبات وثمره ينفعان من الأدوية القتالة إن تقدم في شربهما قبل أن يشرب الدواء القتال، وإن شربا بعد أن يشرب وقد زعم قوم أنه إن أخذ من هذا النبات شيء وفرك وبلعه الطفل لم يضره شيء من الأدوية القتالة، وقد يستعمل في بادزهرات السموم، وأما ملتقص لبا ومعنى لبا الأملس فهو نبات شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه ألين منه وأدق وله قضبان تشبه قضبان ملتقص الخشنة إلا أنها ليست بمشوكة وهي ملس، وقد يلتف بالشجرة الغريبة منه كما يلتف ملتقص الآخر، وله ثمر شبيه في شكله بالترمس أسود صغير عليه زهر كبير أبيض مستدير في الشجرة كلها، وقد يعمل من هذا النبات أكواخ في الصيف وفي الخريف يطرح ورقه، وقد يقال إنه إن أخذ من ثمرة هذا النبات وثمر النبات الذي يقال له درسيمون من كل واحد ثلاث أوبولوسات لطيفات وخلطا وشربا فإنهما يعرض منهما أحلام كثيرة مشوشة. جالينوس في 7: قوة هذه شبيهة بقوة تلك الحشيشة فيما يزعمون.
فصفصة:(2/21)
أبو حنيفة: هو رطب القت ويسمى الرطبة ما دامت رطبة، فإذا جفت فهي القت وهي كلمة فارسية الأصل ثم عربت وهي بالفارسية أسفست. ديسقوريدوس في 2: تشبه في ابتداء نباتها الجندقوقا النابت في المروج فإذا نمت صارت أدق ورقاً منه ولها أغصان شبيهة بأغصان الحندقوقا عليها بزر عظيم مثل عظم العدس في غلاف معوج مثل القرون إذا جف، ويستعمل مع الأشياء التي يتطيب بها، وإذا تضمد بها رطبة نفعت الأعضاء المحتاجة إلى تسكين ألمها، ويستعمل هذا النبات الذين يعلفون الخيل والحمير والمواشي مكان النبات الذي يقال له أغرسطس. إسحاق بن عمران: الفصفصة تنبت على المياه ولا تجف صيفاً ولا شتاء، والمستعمل منها بزرها وورقها وهي حارة رطبة وفيها شيء من نفخة وبذلك يزيد في المني ويحرك الجماع ويزيد في منفعة الأدوية المتخذة لذلك ويدخل بزرها في كثير من الجوارشنات القوية. اربياسيس: الرطبة الحارة وبزرها يزيد في المني واللبن. الرازي في الحاوي: فيطبخ ويدق حتى يصير من المرهم ويضمد به اليدان للذان بهما رعشة كل يوم مرتين فإنها تبرئهما ودهن الفصفصة أيضاً يذهب بالرعشة شرباً وتمريخاً. الغافقي: حار رطب يسمن الدواب ورطبها يلين البطن ويابسها يعقله وينفع السعال وخشونة الصدر وبزرها فيه قبض ويعقل البطن.
فضة: ابن ماسه: سحالتها باردة يابسة باعتدال. ابن سينا: وسحالتها إذا خلطت في الأدوية كانت نافعة من الخفقان وتنفع من البخر والرطوبة اللزجة وفعلها على حكم فعل الياقوت ولكنها أضعف منه بكثير. غيره: والشراب في آنية الفضة يسرع بالسكر. إسحاق بن عمران: وإن سحلت الفضة وخلطت بالأدوية المشروبة نفعت من كثرة الرطوبات ومن البلغم اللزج ومن العلل الكائنة من العفونة، وإن شمت الفضة رائحة الكبريت اسودت والملح يغسلها ويزيد في جلائها وإن مستها ريح الرصاص أو ريح الزئبق تكسرت عند المطارق.
فضية: الغافقي: سميت بذلك لبياضها وهي عشبة لها أغصان كثيرة صغار قصار جعد خارجة من أصل واحد وورق نحو من ورق المرزنجوش وعلى جميعها زغب أبيض، وهي لينة تحشى بها الفرش لا مائية لها البتة، وإن دق وتضمد به ألحم الجراحات الطرية ويقطع نفث الدم والإسهال. ديسقوريدوس في الثالثة: عناقليان هو نبات يستعمل ورقه في حشو المخاد وما أشبهها للينه وإذا شرب الورق بالشراب القابض نفع من قرحة الأمعاء. جالينوس في 6: إسم هذا النبات غاليون مشتق من إسم القطن، والذي يتدثر به الناس في فراشهم لأن ورقه ناعم لين يستعمل مكان النبق الزبيري، والشيء الذي له خمل، وفي هذا الورق قبض يسير ولذلك يسقى منه قوم أصحاب قروح الأمعاء بشراب قابض.
فطر: ديسقوريدوس في الرابعة: منه ما يصلح للأكل ومنه ما لا يصلح ويقتل والأسباب التي يكون منها الفطر قتالاً كثيرة، فمنها أنه ربما ينبت بالقرب من مسامير صدئة أو خرق متعفنة أو أعشاش بعض الهوام الضارة أو شجر خاصيتها أن يكون الفطر قتالاً إذا نبت بالقرب منها، وقد يوجد على هذا الصنف من الفطر رطوبة لزجة، وإذا قلع ووضع في موضع فسد وتعفن سريعاً، وأما الصنف الآخر فيستعمل في الأمراق وهو لذيذ، وإذا أكثر منه أضر لأنه لا ينهضم ويعرض منه اختناق أو هيضة والسبيل في علاج الضرر العارض من جميع الفطر هو أن يسقى المضرورون بالفطر النطرون، وماء الرماد بالخل والملح وبطبيخ الشعير أو فوتنج جبلي أو خرء الدجاج بالخل أو يخلط بعسل كثير أو يلعق والفطر يغذو غذاءاً زائداً إلا أنه عسر الإنهضام، وأكثر ذلك إنما يخرج في البراز صحيحاً غير متحلل. جالينوس في 7: قوة الفطر قوة باردة بطيئة شديدة، ولذلك هو قريب من الأدوية القتالة ومنه شيء يقتل وخاصة كلما كان يخالط جوهره شيء من العفونة. وقال في أغذيته: إن الجيد منه غير المؤذي بارد الغذاء وإن كان أكثر منه ولد خلطاً رديئاً، ومنه أنواع رديئة قتالة، وقد رأيت رجلاً أصابه منه ضيق نفس وغشي وعرق بارد وتخلص منه بعد جهد بسكنجبين، وقد طبخ فيه فوتن ونثر عليه رغوة البورق فنقي ذلك الفطر الذي كان استحال في معدته إلى خلط غليظ. وقال في كتاب الكيموس: إن له كيموساً بارداً لزجاً غليظاً. الخوز: الإكثار منه يورث عسر البول. ابن ماسويه: الأجود أن يعمل معه الكمثري الرطب واليابس والحبق الجبلي والقرنفلي ويشرب عليه نبيذاً صرفاً وخاصيته إبراء الذبحة.
فقع:(2/22)
الفلاحة: هو شيء يتكون تحت الأرض بقرب المياه وهو مدور أبيض أكبر من الكمأة يوجد في الأرض وكل واحدة منه قد شققت ثلاث أو أربع قطع إلا أن بعضها ملتصق ببعض وهو أسلم من الفطر، وليس فيه شيء يقتل كما في الفطر وهو بارد رطب غليظ.
فقاع: جالينوس في 8: هذا يتخذ كثيراً من الشعير والخلط المتولد منه رديء من طريق أنه إنما يكون بالعفونة وهو مع هذا نافخ وفيه شيء حاد حار وأما أصله فبارد مائي حامض. ديسقوريدوس في 2: يعمل من الشعير وهو يدر البول ويضر بالكلى وحجب الدماغ والأعصاب ويولد نفخاً وكيموسات رديئة، وإذا أنقع فيه العاج سهل عمله وعلاجه. ابن ماسويه: الفقاع المتخذ من دقيق الشعير والفلفل والسنبل والقرنفل والسذاب والكرفس يولد خلطاً رديئاً ونفخاً في المعدة ويضر بالعصب والحجب التي فوق الدماغ ويحدث قراقر أو نفخاً كثيراً في المعدة إلا أنه نافع من الجذام جداً، والمتخذ من الكرفس والخبز والنعنع محمود للمحرورين فإن أراد مريد أن يحده فليجعل معه الأفاويه وخاصة الفقاع النافع من الجذام ويضر لمن لم يكن به ذلك، وأما الفقاع المتخذ من العسل فحار يابس يفعل فعل العسل، وأما المتخذ من السكر فأحمد لأصحاب الحرارة لقلة حرارته ووقت شرب أصناف الفقاع كله على الريق، وأن يؤخر الطعام ويتجنب على الطعام فإنه يعفنه في المعدة. التميمي في المرشد: وأما الفقاع فإنه يتخذ على ضروب وذلك أن منه شيئاً يتخذ من دقيق الشعير المنبت المجفف المطحون المخمر بالعسل والسذاب والطرخون، وورق الأترج والفلفل، ومنه ما يتخذ بالخبز السميد المحكم الصنعة وماء دقيق الحنطة وماء دقيق الشعير المنبت فإن كان منه يتخذ من دقيق الشعير المنبت والنعناع والسذاب والطرخون وورق الأترج والفلفل، فإذا فعل كذلك كان حاراً يابساً كثير التعفن مفسداً للمعدة ومولداً للنفخ والقراقر مضراً بعصب الدماغ لأنه يملأ الدماغ أبخرة غليظة حارة وبعيدة الانحلال، وربما أحدث بجذبه وعفونته إسهالاً، وربما أحدث للمدمنين عليه عللاً في المثانة وحرقة البول، وأما المتخذ منه بخبز السميد المحكم الصنعة والكرفس ودقيق الحنطة المنبتة أو ماء دقيق الشعير المنبت فإنه أقل ضرراً من الأول وأوفق للمحرورين فمن أحب من المعتدلي المزاج أن يزيل عنه نفخه ورياحه وقراقره ويفيده حرارة معتدلة وتقوية المعدة فليجعل معه بعض الأفاويه العطرية المطيبة للمعدة المقوية لها بعطريتها وتنشيفها لرطوباتها مثل السنبل والمصطكي وقرفة الطيب ودار فلفل والمسك وشيء من القافلة والبسباسة والقرنفل ولتكن جملة ما سحق من هذه الأفاويه لكل عشرين كوزاً من كيزان الفقاع الضاربة مثقال واحد أو وزن درهمين فإن أراد مريد أن يفيده لذاذة فليصير في كل كوز قلباً من قلوب الطرخون وورقتين من ورق قلب شجرة الأترج مع يسير من سذاب ويسير من نعنع، وقد يتخذ منه ساذج بماء خبز السميذ المحكم الصنعة مروقاً ونقيعه بالمسك والمصطكي فقط مع قلب نعنع أو قلب طرخون في كل كوز فقظ.
فقوس: الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما الفقوس فرديء عسر الإنهضام ولا سيما ما صلب منة وكبر فأما الصغار والرطب منه فدون ذلك، وإن أكثر منه تولد عنه نفخ في الإمهاء غليظ ووجع في البطن، وينبغي في ذلك الوقت أن يستعمل القيء ويشرب عليه شراباً صرفاً أو يؤخذ عليه الجوارشنات.
فقد: بفتح الفاء والقاف وهو حب البنجنكشت وسمي بذلك لأنه يفقد النسل فيما زعموا. قال أبو حنيفة: إنه يلقى في شراب العسل فيشده.
فقاح: هو النور أي نور كان.
فقلامينوس: يقال بفتح الفاء وإسكان القاف التي بعدها لام ألف مفتوحة ثم ميم مكسورة بعدها ياء ساكنة ثم نون مضمومة ثم واو ساكنة وبعدها سين، إسم يوناني للنبت المسمى بخور مريم وقد ذكر في الباء.
فقلامينوس آخر: هو النبت المسمى عند بعض شجارينا الأندلس بصريمة الجدي، وقد ذكر في الصاد المهملة.
فلنجة: مسيح: حارة في أول الدرجة الثانية قواها مختلف في التحليل والقبض.(2/23)
إسحاق بن عمران: الفلنجة تدخل في الطيب وهي حارة يابسة مفتحة للسدد في الرأس مقوية للدماغ وهي في صفتها مثل حب الخردل وأكبر لها عيدان صغار مثل العقد وأكبرها أجودها وأقواها ريحاً وأشدها حراً وأوزنها وزناً وأدناها الخفيفة السوداء. الفلاحة: وأما الفلنجة فإن لها خاصية في أنها أيضاً تضاد العقارب مضادة طبيعية حتى أنه متى أخذ إنسان قد لدغه عقرب من الفلنجة شيئاً فسحقه وطلاه بزيت على موضع اللدغة شفاء. غيره: الفلنجة نافعة إذا وقعت في الأدهان المسخنة للمعدة وتحلل الرياح منها.
فلفل:(2/24)
ديسقوريدوس في الثانية: قال: قيل إنه شجرة تنبت في بلاد الهند لها ثمر يكون في ابتداء ظهوره طويلاً شبيهاً باللوبيا وهو الدارفلفل في جوفه حب صغار شبيه بالجاورس، وإذا استحكم صار فلفلاً، وذلك أنه يتفرق فيصير شبيهاً بعناقيد فيها حب الفلفل صغار فمنه ما يجيء نضيجاً وهو الفلفل الأسود ومنه ما يجتني غضاً وهو الفلفل الأبيض، والفلفل الأبيض هو يقع في أخلاط الإكحال وفي الأدوية المعجونة، والدارفلفل أصلح للترياقات والمعجونات لفجاجته، والفلفل الأسود أشد حرافة من الأبيض والأبيض أضعف قوة منه لأنه لم يدرك فاختر من الأسود ما كان رزيناً ممتلئاً أسود ولا يكون شديد التكمش ويكون حديثاً، ولا يكون فيه شيء شبيه بالنخالة، وقد يوجد في الفلفل الأسود حب متخشف فارغ خفيف يقال له برشياج. جالينوس في 8: أما أصول الفلفل فشبيهة بالقسط، وأما ثمرته فهي أول ما تطلع دار فلفل، ولذلك صار الدارفلفل أرطب من الفلفل المستحكم، والدليل على رطوبة الدارفلفل أنه إذا طالت به المدة قليلاً تأكل وتفتت وإنه إذا ذاقه الذائق لم يجد له في أول مذاقه لذعاً وإنما يتبين اللذع بعد قليل ثم يبقى على تلذيعه مدة ليست باليسيرة، وأما ثمرة الفلفل التي هي كالفجة التي لم تنضج فهو الفلفل الأبيض فهو أحد وأشد حرافة من الفلفل الأسود، وذلك أن الأسود من قبل أن ينضج قد صار كأنه احترق ويبس احتراقاً ويبساً مفرطين، والنوعان كلاهما من الفلفل يسخنان ويجففان إسخاناً وتجفيفاً قوياً. ديسقوريدوس: وقوة الفلفل في الجملة مسخنة هاضمة للغذاء ميسرة للبول جاذبة محللة جالية لظلمة البصر، وإذا شرب أو تمسح به في بعض الأدهان وافق الناقض وبنفع من نهش الهوام، ويحدر الجنين، وقد يظن أنه إذا احتملته المرأة بعد الجماع منع الحبل، وإذا استعمل في اللعوقات والأشربة وافق السعال وسائر أوجاع الصدر، وإذا تحنك به مع العسل وافق الخناق، وإذا شرب مع ورق العار الطري نفع من المغص، وإذا مضغ مع الزبيب الجبلي قلع البلغم، وقد يسكن الوجع وإذا وقع في أخلاط الصباغات كان موافقاً للأصحاء يفتق الشهوة ويعين في انهضام الطعام، وإذا خلط بالزفت حلل الخنازير، وإذا خلط بالنطرون جلا البهق وقد يقلى في فخار جديد ويحرك في وقت القلي كما يحرك العدس وليس أصله الزنجبيل كما زعم قوم، ولكن أصله يشبه الفطر ويسخن اللسان ويجذب الرطوبة وإذا خلط بخل أو تضمد به أو شرب حلل ورم الطحال، وإذا مضغ مع الزبيب وتغرغر به مع الميويزج قلع البلغم. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الفلفل هاضم للطعام كاسر للرياح موافق لأصحاب الأمزاج الباردة وبالضد فليصلح ضرره المحرورون بالخل وربوب الفواكه الحامضة وأجرامها وشرب ماء الثلج، وأما المبرودون فليكثروا منه في طبيخهم وليأكلوه في أغذيتهم فإنه يلطفها ويجيد هضمها، ويمنع من توليد الفضول الغليظة فيها ويسخن الدم ويرقه حتى يحمر اللون ويسخن المعدة ويذهب بالجشاء الحامض ويبذرق كل ما يحثر منه سريعاً ويقطع كل غذاء غليظ ويعلى للهضم ويجتنبه من به قرحة في بطنه أو حرقة في البول أو به حمى وحرارة في الكبد، ولا سيما في الأزمان الحارة. قال ايبذيمبا: الأسنان المتآكلة الوجعة إن حشيت بفلفل بعد أن تكون المادة قد انقطع مجيئها نفعها. التجربتين: إذا سحق وخلط مع الملح والبصل وضمد به داء الثعلب بعد دلكه ناعماً أنبت فيه الشعر، وإذا خلط مع دقيق الحمص أو الفول وطلي به البهق جلاه، وإذا خلط بمرهم الدياخيلون وحمل على الأورام البلغمية أضمرها وعلى التهيج الريحي أزاله، وإذا سحق وغلي في الزيت وتمسح بمجموعهما نفعا من الفالج والخدر وسخن الأعضاء التي قد غلب عليها البرد، وإذا جعل في جميع الأطعمة المطبوخة مع اللحم أزال زهومة اللحم وحسن هضمه، وأعان عليه وسخن المعدة والكبد وسائر الأعضاء، وإذا تمودي على ذلك وعلى استعماله حفظ المعي من تولد القولنج، وكذلك يحفظ الصدر من اجتماع الأخلاط اللزجة فيه ويعين على زوال ما كان اجتمع منها قبل الاستعمال، وإذا خلط بأدوية فيها قبض نفع من تقطير البول للمبرودين، وكذلك ينفع من الفالج والخدر والرعشة. وبالجملة، ينفع من علل العصب الباردة كلها منفعة بالغة لا يدركه فيها دواء. غيره: الفلفل الأسود قد يحلل أكله ظلمة البصر وينفع بالخل لوجع الأسنان، والأبيض أجود للمعدة من الأسود وهو من(2/25)
أنفع الأشياء لها، والدارفلفل يحل غلظ الرياح النافخة ويدفع ما على المعدة إلى أسفل ويعين على الهضم وهو من أنفع الأشياء للمعدة الباردة، وهو يسخن العصب والعضل تسخيناً لا يوازيه غيره فيه، وينفع من الأوجاع الباردة والتشنج منفعة بالغة عظيمة. إبن ماسويه: والدارفلفل حار رطب كالزنجبيل هاضم للطعام مقو على الجماع طارد للرياح من المعدة والأمعاء ضار للمحرورين. ابن ماسه: الدار فلفل صالح للمعدة والكبد الباردي المزاج. الرازي: الدار فلفل صالح يذهب مذهب الفلفل إلا أنه أغلظ وأقل إسخاناً والقول فيه كالقول في الفلفل، وقال أيضاً: والفلفل كالدار فلفل المربيان في نحو الزنجبيل المربى. الغافقي: وأصل الفلفل يحسن اللون ويخرج المرة السوداء على رفق لا على سبيل إخراج الأدوية المسهلة ويزيد في الباه.فع الأشياء لها، والدارفلفل يحل غلظ الرياح النافخة ويدفع ما على المعدة إلى أسفل ويعين على الهضم وهو من أنفع الأشياء للمعدة الباردة، وهو يسخن العصب والعضل تسخيناً لا يوازيه غيره فيه، وينفع من الأوجاع الباردة والتشنج منفعة بالغة عظيمة. إبن ماسويه: والدارفلفل حار رطب كالزنجبيل هاضم للطعام مقو على الجماع طارد للرياح من المعدة والأمعاء ضار للمحرورين. ابن ماسه: الدار فلفل صالح للمعدة والكبد الباردي المزاج. الرازي: الدار فلفل صالح يذهب مذهب الفلفل إلا أنه أغلظ وأقل إسخاناً والقول فيه كالقول في الفلفل، وقال أيضاً: والفلفل كالدار فلفل المربيان في نحو الزنجبيل المربى. الغافقي: وأصل الفلفل يحسن اللون ويخرج المرة السوداء على رفق لا على سبيل إخراج الأدوية المسهلة ويزيد في الباه.
فلفل الماء: ديسقوريدوس في الثانية: وأكثر ما ينبت في المياه القائمة والجارية جرية بطيئة، وله ساق ذات عقد وأغصان طولها ذراع وورق كالذي لهتراما وهو النعنع غير أنه أبر وأشد بياضاً وأنعم حريف الطعم مثل الفلفل إلا أن رائحته ليست بعطرية، وله ثمر صغار ناتئة في قضبان صغار مخرجها من أصول الورق مجتمع بعضه إلى بعض كالعناقيد حريف أيضاً، وإذا تضمد بورقه مع ثمره حلل الأورام البلغمية والأورام المزمنة الجاسية وقلع الأثر العارض من كمنة الدم تحت العين وقد يجفف ثمره ويخلط بالملح ويلقى مع الأبازير في ألوان الطعام بدل الفلفل، وله أصل طويل لا ينتفع به. جالينوس في 8: ينبت في مواضع رطبة وطعمه شبيه بطعم الفلفل إلا أنه يسخن مثل أسخان الفلفل وإذا استعمل طرياً بأن يتخذ منه مع ثمره ضماد أذهب نمش الوجه وكلفه إذا كان صلباً وحلله جداً.
فلفل السودان: ابن واقد: يسمى بالبربرية حرفي وهو حب يشبه الجلبان وأوعيته وهو أسود اللون حريف الطعم مثل الفلفل يجلب من بلاد السودان وينفع من وجع الأسنان وتحركها.
فلفمويه: ابن ماسه: وغيره: هو أصل شجرة الفلفل وقد ذكرتها مع الفلفل فيما مضى. وقال الرازي في جامعه الكبير: وهو عيدان الفلفل. إسحاق بن عمران: هي عروق دقاق تشبه في قدرها الأسارون وأدق ولونها إلى الغبرة والخضرة ومذاقتها حارة ورائحتها طيبة يؤتى بها من الصين ولها ثمر صورته وشكله ولونه كصورة حب الأترج وهو حار يابس في الدرجة الثالثة ينفع من القولنج والنقرس وسائر الأوجاع الكائنة من البرودة وبدله إذا عدم وزنه من النارمشك وثلثا وزنه من السورنجان وثلث وزنه من القرطم المقشر.
فلفل الصقالبة: قد يسمى بهذا الإسم ثمر البنجنكشت وقد ذكرته في الباء وقد يسمى به أيضاً بزر الحرف المشرقي وقد ذكر في الحاء.
فليفلة: هي الهونوة وسيأتي ذكرها في الهاء وعامتنا بالأندلس يسمى بهذا الإسم أيضاً الناتخواه، وسنذكرها في النون، وبعضهم يسمى به ثمر البنجنكشت المقدم ذكره.
فلفل القرود: هو حب الكتم، وسنذكر الكتم في الكاف.
فلفل الأخوص: هو حب الماهويدانة ينبت بالشأم وغيرها من بلاد المشرق.
فلومس: هو البوصير، وقد ذكر في الباء.
فل: إسحاق بن عمران: هو دواء هندي وهو ثمرة في قدر الفستق عليها قشر يشبه في لونه قشور الحلوز وفي داخله ثمرة دسمة نحو ما في داخل حب الصنوبر الكبار لونها ما بين الصفرة والبياض وهي المستعملة وهو حار يابس في الثالثة نافع من استرخاء العصب وأرياح البواسير.
فنجنكشت: تأويله ذو الخمسة أصابع، ويقال بنجنكشت أيضاً، وقد ذكرته في الباء. فنجيون:(2/26)
ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أعظم منه وعدد الورق ست أو سبع ومنبته من أصل النبات ولون ما يلي الأسفل أبيض وما يلي أعلاه أخضر، وفي الورق زوايا كثيرة وله ساق طولها نحو شبر، ويظهر له في الربيع زهر أصفر ويسقط زهره وساقه سريعاً، ولذلك ظن قوم أن هذا النبات لا زهر له ولا ساق وله أصل دقيق وينبت في مروج ومواضع مائية. جالينوس في 6: هذا النبات إنما سمي باليونانية فنجيون لأن الناس كلهم قد وثقوا به لأنه نافع للسعال ولنفس الانتصاب متى أخذ الإنسان منه ورقه وأصله يابساً فيخربه وانكب عليه حتى يستنشق البخار المتصاعد منه وهو حاد حريف باعتدال، ومن أجل ذلك صار يفجر الدبيلات والخراجات التي تكون في الصدر تفجيراً غير رديء، ولا مؤذ، وأما ورقة فينفع ما دام طرياً للأعضاء التي يحدث فيها أورام غير نضيجة إذا وضع عليها من خارج كالضماد وذلك بسبب ما يخالط هذا الورق من الرطوبة المائية، وذلك أنّ ورق هذا النبات المسمى فنجيون إذا جف فقوته أشدّ حدّة وحراقة حتى لا ينفع الأعضاء الوارمة. ديسقوريدوس: وورقه إذا تضمد به مسحوقاً مع العسل أبرأ الحمرة وكل ورم حادّ ومن كان به سعال يابس أو عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب فإذا تدخن بورقه يابساً واجتذب الدخان بنفسه إلى جوفه من فمه أبرأه، وقد يفجر الدبيلة التي تكون في الصدر، وقد يفعل ذلك أصل هذا النبات إذا تدخن به، وإذا طبخ أيضاً بالشراب الذي يقال له أدرومالي أخرج الجنين الميت.
فنك: بعض علمائنا الفنك هو حار طيب الرائحة أطيب من جميع أنواع الفرا يجلب كثيراً من الصقالبة، ويشبه أن يكون في لحمه حلاوة، وهو أبرد من السمور وأعدل في الحرارة منه وأحر من السنجاب، وأكثر الناس على اختلاف أسنانهم يحتملون ليس الفنك. قال الرازي: والفنك والقاقم والحواصل معتدلة في الحرارة وهي مع ذلك خفيفة تصلح للأبدان المعتدلة، وأما سائر الأوبار فهي حامية لا تصلح إلا لأصحاب الأبدان الجافية.
فو: ديسقوريدوس في ا: ويسميه بعض الناس سيلاً برياً ويكون في البلاد التي يقال لها نيطس وهو موضع من ساحل البحر الأسود وهو بحر الروم، وله ورق شبيه بورق الدواء الذي يقال له بالسريانية رعياذيلا وبالدواء الذي يقال له انوسالينون. قال حنين: هو كرفس عظيم الورق والقضبان وساقه ذراع أو أكثر أملس ناعم، ولونه مائل إلى لون الفرفير مجوف ذو عقد، وله زهر شبيه بزهر النرجس إلا أنه أكبر منه، وفي ميله إلى البياض شيء من فرفيرية وغلظ أعلى موضع من أصله مثل غلظ الخنصر ويتشعب من أسفل الأصل شعب معوجة مثل الأذخر والخربق الأسود متشبكة بعضها ببعض لونها إلى الشقرة ما هي طيبة الرائحة فيها شيء من رائحة الناردين مع شيء من زهومة. جالينوس في 8: أصل هذا النبات فيه عطرية وقوته شبيهة بقوة السنبل إلا أنه في آسيا كثيراً حسن من ذلك ويدر البول أكثر من سنبل الطيب، ومن السنبل الشامي وفعله لأنه كذلك مثل فعل المنتجوشة. ديسقوريدوس: وقوّة الأصل مسخنة مدرة للبول إذا شرب يابساً وطبيخه يفعل ذلك أيضاً، وينفع من وجع الجنب ويدر الطمث ويقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة ويغش بأصل آس بري ويخلط به والمعرفة به هينة لأنه صلب عسر الرض وليس بطيب الرائحة. غيره: وهو قوي الإسخان منق للعروق والصدر.
فوة:(2/27)
ديسقوريدوس في الثالثة: القوة عرق نبات لونه أحمر ويستعمله الصباغون ومن هذا النبات ما ينبت من غير أن يزرع ومنه ما ينبت بأن يزرع مثل الذي ينبت بين آجام في مواضع يقال لها أمازي من البلاد التي يقال لها أنطاليا للغلة التي تكون منها فإنها كثيرة وله أغصان مربعة طوال خشنة شبيهة بأغصان النبات الذي يقال له أباراني إلا أنها أعظم منها وأصلب وعليها الورق متفرقاً ومخرجه باستدارة حوالى العقد التي في الأغصان فكأنه كواكب وله ثمر مستدير، وفي أوّل ما يظهر يكون لونه أخضر ثم يصير بعد ذلك أحمر، وإذا نضج كان أسود وعرق هذا النبات الذي هو القوة كما قلنا هو رقيق طويل أحمر. جالينوس في 6: هذا دواء أحمر يستعمله الصباغون وهو مر الطعم، ولذلك صار ينقي الكبد والطحال ويفتح سددهما ويدر البول الغليظ الكثير، وربما بول الدم ويدر الطمث ويجلو جلاء معتدلاً في جميع الأشياء المحتاجة إلى الجلاء فهو لذلك ينفع من البهق الأبيض إذا طلي عليه مع الخل، وفي الناس قوم يسقون منه أصحاب عرق النسا ووجع الورك ومن عرض له استرخاء في أعضائه يسقونه إياه بماء العسل. ديسقوريدوس: وله قوة بها يدر البول، ولذلك إذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن نفع من اليرقان وعرق النسا والفالج المسمى قرابيس، وقد يبوّل بولاً كثيراً غليظاً، وربما أبال الدم وينبغي للذين يشربونه أن يستحموا كل يوم، وإذا شرب بعض أغصانه بورقه نفع من نهش الهوام وثمره إذا شرب بسكنجبين حلل ورم الطحال وعرقه إذا احتمل أدر الطمث وأحدر الجنين، وإذا تلطخ بالخل على البهق الأبيض أبرأه. الدمشقي: القوة حارة في الدرجة الثانية تنقي الطحال والكبد وتنقي الأعضاء وتنفع إذا عجنت بخل من البرص ولغيره إذا طلي بها وتنفع من أوجاع الخاصرة ولها قوة صابغة لطيفة جداً. بديغورس: وبدله في تنقية الكبد والطحال وإنزال الحيض والبول وزنه ونصف وزنه سليخة وثلث وزنه زبيب أسود.
فوفل: أبو حنيفة: نبات الفوفل نخله مثل نخلة النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل أمثال التمر، وليس في نبات أرض العرب ومنه أسود ومنه أحمر. إسحاق بن عمران: الفوفل هو الكوتل وهو ثمره قدره قدر جوزبوا ولونه شبيه بلونه، وفيه تشنج وفي طعمه شيء من حرارة ويسير من مرارة بارد شديد القبض مقو للأعضاء ينفع الأورام الحارة الغليظة طلاء وقوّته كقوة الصندل الأحمر. ابن رضوان: الأحمر منه إذا شرب منه من درهم إلى درهمين أسهل برفق إسهالاً معتدلاً. الغافقي: يطيب النكهة ويقوي القلب ويمنع التهاب العين وجربها وحرارة الفم ويقوّي اللثة والأسنان. غيره: وبدله إذا عدم وزنه من الصندل الأحمر ونصف وزنه من الكزبرة الرطبة.
فودنج:(2/28)
أجناسه ثلاثة بري وجبلي ونهري، فأما البري فهو نبات معروف وهو اللبلابة بعجمية الأندلس وعامة مصر تسميه فلية بالفاء المروّسة وهي مضمومة ولام مفتوحة وياء منقوطة باثنتين من أسفل وهي مفتوحة أيضاً ثم هاء وهي المسمى باليونانية غليجن بالغين المعجمة وهي مفتوحة بعدها لام مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من أسفل ساكنة ثم جيم مضمومة ثم نون أصطفان. وقفت على غليجن فرأيت الروم يسمونه بهذا الإسم وهو ينبت في الصحاري ونباته طاقة طاقة، وورقته مدورة شبيهة بورق الصعتر ورائحته وطعمه يشبهان رائحة الفودنج النهري وأهل الشام يسمونه الصعتر. جالينوس في 7: هذا النبات أيضاً لما كانت فيه حدة وحرافة ومرارة يسيرة صار يلطف تلطيفاً قوياً، والدليل الكافي في أنه يسخن أنه نجده إذا وضع من خارج كالضماد أحمر الموضع وإن تركه الإنسان مدة طويلة أحدث حرقة ومما يعلم به أنه ملطف أمران: أحدهما: أن الأخلاط الغليظة اللزجة التي تخرج بالنفث من الصدر والرئة يسهل خروجها ونفثها. والآخر: أنه يدر الطمث. ديسقوريدوس في الثالثة: غليجن وهو ملطف مسخن منضج، وإذا شرب أدر الطمث وأحدر المشيمة وأخرج الأجنة، وإذا شرب بالملح والعسل أخرج الفضول التي في المقعدة وهو ينفع من به أصغصموص، وإذا شرب بالخل الممزوج بالماء سكن الغثيان والحرقة العارضة في المعدة وهو يسهل فضولاً سوداوية، وإذا شرب بالشراب نفع نهش الهوام، وإذا قرب من الأنف مع الخل ذهب بغشي المغشي عليهم، وإذا جفف وأحرق وسحق واستعمل للثة المسترخية شدها، وإذا تضمد به وحده وأدمن التضميد به إلى أن يحمر الموضع نفع من النقرس، وإذا استعمل مع القيروطي أذهب الثآليل التي تسمى أنيتوا، وإذا تضمد به مع الخل نفع المطحولين، وإذا استجمر بطبيخه سكن الحكة، وإذا جلس في طبيخه النساء كان موافقاً للريح العارضة في الرحم والصلابة وارتفاعها إلى داخل، وقد سماه قوم غليجن واشتقوا له هذا الإسم من ثغاء الغنم لأن الغنم إذا رعته كثر ثغاؤها، وأما دقطمين وهو الذي يسميه بعض الناس غليجن أغريا ويسميه بعضهم مائن وهو المشكطرا مشيغ فإنه ينبت بالجزيرة التي يقال لها اقريطي حريف جداً شبيه بغليجن، إلا أن ورقه أكبر شبيه بورق النبات الذي يقال له عيافيلن وورق عيافيلن أبيض لين يحشى به الفرش مثل الصوف فيقوم مقامه، وعلى غليجن دقطمين هي كالصوف وليس له زهر ولا ثمر ويفعل كما يفعله الغليجن الأهلي إلا أنه أقوى منه بكثير لأنه ليس يطرح الأجنة الميتة بالشرب فقط، لكنه قد يفعل ذلك إذا احتمل وإذا تدخن به وزعم قوم أن المعز باقرمطي إذا رميت بالنشاب رعت من هذا النبات فيتساقط عنها ما رميت به. جالينوس في 6: جوهر المشكطرا مشير يلطف أكثر من جوهر الفودنج البري، وأما في سائر خصاله الآخر فهو شبيه به ههنا. ديسقوريدوس: وأما النبات الذي يقال له قشر دود قطمين وتأويله مشكطرا مشيرزور فإنه ينبت في مواضع كثيرة وهو شبيه بالدقطمين إلا أنه أصغر منه ويفعل كما يفعله الدقطمين إلا أنه أضعف، وقد يؤتى به من أقرمطي بنوع آخر من الدقطمين، ورقه يشبه ورق الصف من النمام الذي يقال له سنسنريون إلا أن أغصانه أكبر من أغصانه، وفي أطرافه شبه بزهر اوربغانس الذي ليس ببستاني أسود اللون ناعم ورائحة ورقه فيما بين السنسنريون ورائحة النبات الذي يقال له الاسفاقس ورائحته طيبة جداً، ويفعل كما يفعله الدقطمين إلا أنه أضعف منه، وقد يقع في أخلاط المراهم النافعة من نهش الهوام، وأما مالاميسي وهو الفودنج النهري فمنه ما هو أولى بأن يقال له جبلي، وهو ذو ورق شبيه بورق الباذروح، وله أغصان وقضبان مزواة وزهر فرفيري، ومنه ما يشبه غليجن غير أنه أكبر منه، ولذلك سماه بعض الناس غليجنا برياً لأنه شبيه بما وصفنا في الرائحة أيضاً، وأهل رومية يسمونه بباطن، ومنه صنف ثالث يشبه النعناع الذي ليس ببستاني إلا أنه أطول ورقاً منه وساقه أكبر من ساق النوعين الآخرين وأغصانهما وقوته أضعف وورق جميع هذا الأصناف حريف الطعم يحذي اللسان حذياً شديداً وعروقها لا ينتفع بها وتنبت في صحاري وفي مواضع خشنة ومواضع فيها مياه، وإذا شربت أو تضمد بها نفعت من نهش الهوام، وإذا شرب طبيخها أدر البول ونفع من رض العضل وأطرافها وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والمغص والهيضة والنافض، وإذا تقدم في شربها بالخمر وافقت(2/29)
من السموم القتالة وهي تنفع اليرقان، وإذا أخذت مطبوخة أو نيئة فدقت وشربت بالعسل والملح قتلت دود البطن الذي يقال له المنيشق وهو الدود الطوال والدود الذي يقال له شفاريدوس، وإذا أكلت وشرب من بعدها ماء الجبن نفعت من داء الفيل، وإذا احتمل ورقها مسحوقاً قتل الأجنة وأدر الطمث، وإذا دخن بورقها مسحوقاً طرد الهوام، وإذا افترش فعل ذلك أيضاً وهي إذا طبخت بشراب وضمد بها شبهت آثار القروح السود بالبدن وهي تذهب لون الدم الميت الذي يعرض تحت العين، وقد يتضمد بها لعرق النسا فتحرق الجلد وتنقل العضو عن تلك الحال، وعصارتها إذا قطرت في الأذن قتلت الديدان المتولدة فيها. جالينوس في 7: طبيعة هذا الدواء لطيفة ومزاجه حار يابس ومرتبته في هذين النوعين كأنه في الدرجة الثالثة، والدليل الواضح على ذلك طعمه ومما يعرف من أمره بالتجربة وذلك أن طعمه فيه طعم حدة وحرافة وحرارة بينة، وفيه شبيه بالمرارة اليسيرة ومن جربه حين يعالج به البدن وجده أنه متى وضع على البدن من خارج وهو مسحوق أسخن في أول الأمر ولذع وسحج الجلد، ثم أنه آخر الأمر يجرح، وإن شرب وحده وهو يابس في ماء العسل أسخن إسخاناً بيناً ويدر العرق ويحلل ويجفف البدن كله، ومن أجل ذلك قد استعمله قوم في مداواة النافض الكائن بدور، ومن خارج يطبخونه بالزيت ويدهنون به البدن كله ويدلكونه دلكاً شديداً واستعملوه أيضاً من داخل بأن يسقوه على ما وصفت وقوم آخرون يضعونه على الورك إذا كان الإنسان بوجع عرق النسا فيضمدونه به على أنه دواء عظيم المنفعة لأنه يحدث حرارة من داخل البدن ويسخن المفصل كله إلا أنه يحرق الجلد كله إحراقاً بيناً، ويدر الطمث ويحدره إحداراً قوياً إذا شرب وإذا احتمل من أسفل وهو أيضاً من الأدوية النافعة جداً لأصحاب الجذام لا من طريق أنه يحلل الأخلاط اللطيفة فقط تحليلاً قوياً، لكن من طريق أنه مع هذا مقطع ملطف جداً للأخلاط الغليظة تقطيعاً وتلطيفاً شديدين، وهذه الأخلاط هي المولدة لهذا الوجع، ولذلك أيضاً من شأنه أن يجلو الآثار السوداوية ويذهب اللون الحائل في محاجر العين، وأجود ما يستعمل في هذه المواضع بأن يطبخ بشراب ويضمد به الموضع، وخاصة إذا كان طرياً لأنه إذا كان يابساً كان قوياً جداً فيحرق بسهولة وسرعة، ولما كان على هذا من الحال صار الناس يستعملونه في مداواة من نهشة شيء من ذوات السموم من الهوام كما يستعملون الكي وجميع الأدوية الأخر التي تسخن ولها حدة وحرافة ولطافة فهي تجتذب إليها بسهولة من عمق البدن جميع الرطوبات التي نجدها في المواضع، فأما المرارة التي في هذا الدواء فهي يسيرة جداً لكنها تفعل ما يفعله غيرها من المرارة الكثيرة الموجودة في الأشياء الأخر، وذلك أنها مع حرارة كثيرة ومع جوهر لطيف، وصار هذا الدواء من هذا الوجه إذا شرب عصيره، وإذا احتقن به قتل الديدان الصغار والكبار، وعلى هذا المثال أيضاً يقتل الدود الذي يكون في الأذان أو في جراحة قد تعقبت متى كان في جزء آخر من البدن أي جزء كان، وعلى هذا السبيل صار يفسد الأجنة ويخرجها إذا شرب، وإذا تضمد به من أسفل فقوته قوة قطاعة لمكان حرارته ولطافته ومرارته، فيه أيضاً قوة تجلو مكان مرارته وهو ينفع ضيق النفس بسبب هذه الصخال التي تكون وذكرتها، وقد ينفع أيضاً أصحاب اليرقان بسبب مرارته خاصة كما أن جميع الأدوية المرة نافعة لهم لأنها تجلو وتفتح سدد الكبد والفودنج الجبلي أنفع في هذه الوجوه كلها من هذا النهري.من السموم القتالة وهي تنفع اليرقان، وإذا أخذت مطبوخة أو نيئة فدقت وشربت بالعسل والملح قتلت دود البطن الذي يقال له المنيشق وهو الدود الطوال والدود الذي يقال له شفاريدوس، وإذا أكلت وشرب من بعدها ماء الجبن نفعت من داء الفيل، وإذا احتمل ورقها مسحوقاً قتل الأجنة وأدر الطمث، وإذا دخن بورقها مسحوقاً طرد الهوام، وإذا افترش فعل ذلك أيضاً وهي إذا طبخت بشراب وضمد بها شبهت آثار القروح السود بالبدن وهي تذهب لون الدم الميت الذي يعرض تحت العين، وقد يتضمد بها لعرق النسا فتحرق الجلد وتنقل العضو عن تلك الحال، وعصارتها إذا قطرت في الأذن قتلت الديدان المتولدة فيها. جالينوس في 7: طبيعة هذا الدواء لطيفة ومزاجه حار يابس ومرتبته في هذين النوعين كأنه في الدرجة الثالثة، والدليل الواضح على ذلك طعمه ومما يعرف من أمره بالتجربة وذلك أن طعمه فيه طعم حدة وحرافة وحرارة بينة، وفيه شبيه بالمرارة اليسيرة ومن جربه حين يعالج به البدن وجده أنه متى وضع على البدن من خارج وهو مسحوق أسخن في أول الأمر ولذع وسحج الجلد، ثم أنه آخر الأمر يجرح، وإن شرب وحده وهو يابس في ماء العسل أسخن إسخاناً بيناً ويدر العرق ويحلل ويجفف البدن كله، ومن أجل ذلك قد استعمله قوم في مداواة النافض الكائن بدور، ومن خارج يطبخونه بالزيت ويدهنون به البدن كله ويدلكونه دلكاً شديداً واستعملوه أيضاً من داخل بأن يسقوه على ما وصفت وقوم آخرون يضعونه على الورك إذا كان الإنسان بوجع عرق النسا فيضمدونه به على أنه دواء عظيم المنفعة لأنه يحدث حرارة من داخل البدن ويسخن المفصل كله إلا أنه يحرق الجلد كله إحراقاً بيناً، ويدر الطمث ويحدره إحداراً قوياً إذا شرب وإذا احتمل من أسفل وهو أيضاً من الأدوية النافعة جداً لأصحاب الجذام لا من طريق أنه يحلل الأخلاط اللطيفة فقط تحليلاً قوياً، لكن من طريق أنه مع هذا مقطع ملطف جداً للأخلاط الغليظة تقطيعاً وتلطيفاً شديدين، وهذه الأخلاط هي المولدة لهذا الوجع، ولذلك أيضاً من شأنه أن يجلو الآثار السوداوية ويذهب اللون الحائل في محاجر العين، وأجود ما يستعمل في هذه المواضع بأن يطبخ بشراب ويضمد به الموضع، وخاصة إذا كان طرياً لأنه إذا كان يابساً كان قوياً جداً فيحرق بسهولة وسرعة، ولما كان على هذا من الحال صار الناس يستعملونه في مداواة من نهشة شيء من ذوات السموم من الهوام كما يستعملون الكي وجميع الأدوية الأخر التي تسخن ولها حدة وحرافة ولطافة فهي تجتذب إليها بسهولة من عمق البدن جميع الرطوبات التي نجدها في المواضع، فأما المرارة التي في هذا الدواء فهي يسيرة جداً لكنها تفعل ما يفعله غيرها من المرارة الكثيرة الموجودة في الأشياء الأخر، وذلك أنها مع حرارة كثيرة ومع جوهر لطيف، وصار هذا الدواء من هذا الوجه إذا شرب عصيره، وإذا احتقن به قتل الديدان الصغار والكبار، وعلى هذا المثال أيضاً يقتل الدود الذي يكون في الأذان أو في جراحة قد تعقبت متى كان في جزء آخر من البدن أي جزء كان، وعلى هذا السبيل صار يفسد الأجنة ويخرجها إذا شرب، وإذا تضمد به من أسفل فقوته قوة قطاعة لمكان حرارته ولطافته ومرارته، فيه أيضاً قوة تجلو مكان مرارته وهو ينفع ضيق النفس بسبب هذه الصخال التي تكون وذكرتها، وقد ينفع أيضاً أصحاب اليرقان بسبب مرارته خاصة كما أن جميع الأدوية المرة نافعة لهم لأنها تجلو وتفتح سدد الكبد والفودنج الجبلي أنفع في هذه الوجوه كلها من هذا النهري.(2/30)
فيروزج: كتاب الأحجار: هو حجر أخضر تشوبه زرقة وفيه ما نتفاضل في حسن المنظر وهو حجر يصفو لونه مع صفاء الجو، ويتكدر بكدره وفي جسمه خلو وليس من لباس الملوك. ابن ماسه: هو بارد يابس يجلب من نيسابور من معادن في الأرض يصاب في القطعة من درهم إلى خمسة أساتير يدخل في الكيمياء وفي أدوية العين، وإذا سحق وشرب نفع من لسع العقارب. ديسقوريدوس في 3: هو صنف من الحجارة، وقد يظن أنه إذا شرب نفع من لدغة العقرب، وقد يشرب أيضاً في القروح العارضة في الجوف، وقد يقبض نتو الحدقة والبثرة التي يقال لها قلوقطيا وهو ينفع أيضاً من غشاوة البصر ويجمع في حجب العين المنحرفة. جالينوس في 9: وقد وثق الناس منه بأنه إذا شرب نفع من لسعة العقرب قال الشاشي وغيره: وهو يجلب من معدن بجبل نيسابور، ومنه يحمل إلى سائر البلدان، ومنه نوع يوجد بنيسابور إلا أن النيسابوري خير منه، والفيروزج نوعان: منه سنجابي ومنه قيحيحي والخالص منه هو العتيق وهو السنجابي وأجوده الأزرق الصافي اللون المشرق الصفاء الشديد الصقالة المستوي الصبغ، وأكثر ما يكون فصوصاً، وذكر الكندي أنه رأى منه حجر وأوزنه أوقية ونصف وهو يقبل الجلاء أكثر من اللازورد يحسن صفاؤه عليه، وإذا أصابه شيء من الدهن أفسد حسنه وغبر لونه، وكذا العرق يفسده ويطفئ لونه بالكلية وكذلك المسك إذا باشره أفسده، وأبطل لونه وأذهب حسنه، وذكر أرسطو أن كل حجر يستحيل عن لونه فهو رديء للابسه.
فيل: وهو حيوان معروف ونابه هو العاج: ديسقوريدوس في الثانية: الأكعس ناب الفيل برادته قابضة إذا تضمد بها أبرأت من الداحس وأوجاعه. الشريف: إذا شرب من نشارة العاج في كل يوم وزن درهمين بماء وعسل كانت جيدة للحفظ، وإذا شربتها المرأة العاقر سبعة أيام متوالية في كل يوم وزن درهمين بماء وعسل ثم جومعت بعد ذلك فإنها تحبل بإذن الله تعالى، وإن أخذ من برادته جزء وخلط مع مثله من برادة الحديد وسحقا وذرا على البواسير في المقعدة نفعا منها نفعاً بيناً. قال الطبري: إنه إن علق من ناب فيل في عنق صبي أمن من وباء الأطفال. البصري: خرء الفيول إذا عملت منه فرزجة مع العسل واحتملتها المرأة لم تحبل أبداً. غيره: إذا بخر به صاحب الحمى الغب العتيقة نفعه، وإذا أحرق وطلي به السعفة الرطبة أبرأها، وإن بخر به موضع البق طرده، وإن أديم عليه هربن من ذلك الموضع ولم يعدن إليه. خواص ابن زهر: إن بخر الكرم والزرع والشجر بعظم الفيل لم يقرب ذلك المكان دود وإن علقت قطعة من العاج وهو ناب الفيل على البقر في خرقة سوداء منعها أن يصيبها الوباء وطرده أبداً عنها، وإن شرب من برادته وزن عشرة دراهم بماء الفودنج الجبلي الجبلي وهو صعتر القدس أياماً متوالية أوقف الجذام عن صاحبه ولم يزد به، وإن وضعت قطعة من العاج على موضع من البدن يكون فيه عظم مكسور جذبه وأخرجه سهلاً.
فبليطس: يعرفه شجارو الأندلس بذنب الحدأة وينبت في سروب المياه وفي الحيطان الندية. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له ورق شبيه بورق الحماض إلا أنه أطول منه وورقه ست ورقات أو سبع قائمة باطنها أملس شبيه بورق الحماض، وفي ظاهرها شيء كأنه ديدان ملتزقة بالورق ينبت في المواضع الظليلة والبساتين وهي عفصة وليس له زهر ولا ساق ولا ثمر، وورقه إذا شرب بالشراب وافق من نهش الهوام، وإذا أوجرت به المواشي نفعها، وقد يشرب لقرحة الأمعاء والإسهال. جالينوس في 9: كيفية هذا الدواء كيفية قابضة، ولذلك إذا شرب نفع من استطلاق البطن ومن قروح الأمعاء.
فيلون: ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ينبت في الصخور، ومنه ما يقال له فيلن أغريون وله ورق شبيه بالأسنة أشد خضرة من ورق الزيتون وساق دقيقة قصيرة وأصل دقيق وبزر صغار مثل الخشخاش ومنه ما يقال له أرانوعين وهو شبيه في حالاته بالنوع الذي ذكرنا إلا أنه يخالفه في البزر، وذلك أن بزر هذا شبيه بالزيتونة وأول ما ينعقد في شكل عنقود، ويقال: إن أرانوعين إذا شرب أولد ذكوراً وأن فيلوعين إذا شرب أولد إناثاً، والذي ذكر هذه الأشياء قراطوش والذي أتوهمه أنا أن هذا كله كلام فقط.
فيطل: تسمية عامة الأندلس بالطفلة وبالكمون البري أيضاً وبالبربرية هوايثربوليس، وهو السنفدوليون كما زعم قوم، وقد ذكرته في السين المهملة.(2/31)
فيجن: هو السذاب بنوعيه برية وبستانية، وقد ذكرته في حرف السين المهملة.
فيلجوش: معناه أذن الفيل وهو اللوف الجعد وسنذكره في اللام.
فيلزهرج: هو الحضض ومعناه بالفارسية مرارة الفيل وسمي الحضض بذلك لأن هذه العصارة إذا جمعت وجعلت في كرش شبلية شبهت في لونها وعظمها بمرارة حيوان عظيم، فسميت بمرارة الفيل مجازاً، وقد ذكرت الحضض في حرف الحاء المهملة وغلط من توهم أن الدواء المسمى باليونانية أمعاافقس وتأويله الشوكة الحادة هو الفيلزهرج وهو كلام ابن حسان وتابعه الغافقي في ذلك والصحيح ما ذكرته.
فينك: ويقال فينج أيضاً وهو حجر القيشور، وسنذكره في القاف إن شاء الله تعالى.
تم الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع أوله حرف القاف
حرف القاف
قاقلة: الغافقي: هو من الأفاويه العطرية وهو صنفان كبير وصغير والكبير يسمى الهبل ويسمى الذكر وهو حب أكبر من النبق بقليل له أقماع وقشر وفي داخله حب صغير مربع طيب الرائحة ذو دسم أغبر يؤتى به من أرض اليمن والهند وهو حريف يحذي اللسان كالكبابة مع قبض وعطرية وقشره وأقماعه أشد قبضاً وقوّته حارة في آخر الدرجة الثانية وهو أذكى رائحة وألذ عند الطباع من الصغير وفيه تحليل وقبض وتقوية ويعين على الهضم وينفع من غثيان المعدة والقيء، وخاصة إن شرب بأقماعه وقشره مع ماء الرمانين وينفع من أوجاع الكبد الباردة وسددها إذا شرب منه وزن درهم بسكنجبين ثلاثة أيام وينفع من ذلك ومن الحصا الكائن في الكليتين إذا خلط ببزر القثاء والخيار أجزاء متساوية ويشرب منه وزن درهمين في كل يوم بسكنجبين، وينفع من الصرع والإغماء وإذا نفخ في الأنف حتى يعطس وينفع من الصداع إذا كان عن ريح غليظة، وأما الهبل وهو القاقلة الصغيرة وهو الأنثى وهو يشبه القاقلة إلا أنه ليس له أقماع ولا قشر وطعمه أكثر حرافة وأقل قبضاً وهو ألطف من الكبير وينشف الرطوبة من الصدر والحلق والمعدة ويعين على الهضم أكثر.
قاقاليا: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق أبيض مالح العظم وساق خارجة من وسط الورق قائمة وعليه زهر شبيه بزهر النبات الذي يقال له بروانيا وينبت في الجبال فإذا أنقع أصل هذا النبات بالشراب مثل ما ينفع الكثيراء ويصير منه لعوق أو مضغ أبرأ السعال وخشونة الحلق، وأما الحب الذي يظهر بعد الزهر فإنه إذا دق ناعماً وخلط بقيروطي ولطخ به الوجه مدده ونفع من التشنج. جالينوس في 7: أصل هذا الدواء قوته تجذب قليلاً من غير لذع وجوهره غليظ فهو لذلك إذا أنقع في الشراب كما ينقع الكثيراء ولعق منه أبرأ الخشونة الحادثة في قصبة الرئة وفي المريء، وإذا مضغه الإنسان فعل مثل ذلك لأن العصارة التي تخرج منه إذا مضغ تنفع قصبة الرئة كما ينفعها رب السوس.
قاطانيقي: هذا الإسم معناه كف العقاب. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات منه صنف له ورق صغير شبيه بورق النبات الذي يقال له قوروقوس وأصل دقيق مثل أصل الأذخر وستة أو سبعة رؤوس فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة فإذا جف هذا النبات إنحنت الرؤوس إلى أسفل وكان شكلها شبيهاً بشكل مخالب الحدأة الميتة، ومنه صنف آخر له رؤوس مثل التفاح الصغير وأصل مثل حب الزيتون وورق شبيهة في شكلها ولونها بورق الزيتون إلا أنه أكبر منه، وله ثمر صغير مثقب في مواضع كثيرة كأنها حمص أحمر. وقد زعم قوم أن كلا الصنفين يوافقان في التحبب، ويقال إن نساء البلاد التي يقال لها أنطاليا يستعملنها في التحبب.
قاقلي:(2/32)
أبو حنيفة: القلام تسميه الأنباط قاقلي، وهو من الحمص والناس يأكلونه مع اللبن وهو مثل الأشنان إلا أن القلام أعظم منه وورقه شبيه بورق الحرف وهو أشد من الحمص رطوبة وأكثر مائية. إسحاق بن عمران: القاقلي يشبه الكشوث في الفعل وهو حار يابس في الدرجة الأولى وخاصته تطييب الجشاء وماؤه يسهل الماء الأصفر وينفع الرهل وضعف الكبد إذا كان بغير حمى وهو جيد الكيموس وله أيضاً في المعدة ثقل لما فيه من اللزوجة اليسيرة. حبيش بن الحسن: القاقلي شبيهة بنبات الأشنان وليس هو منه في شيء وفيها بعض الحرارة لموضع ملوحتها، وإذا تطعمتها ذكرتك ملوحتها ملوحة البورق وينبت في السباخ والخرائب ولها خاصة في إسهال الماء الأصفر إن سقي من مائها من به الماء الأصفر أسهله أياماً ونقصه من ورمه ونفعه جداً، وليس ينبغي أن يغلى على النار فتذهب قوته ولكن يسقى عصيرها من غير أن يغلى على النار ومقدار الشربة منه من ثلثي رطل إلى رطل مع وزن عشرة دراهم من سكر أحمر شديد الحمرة فإن الأحمر مع القاقلي واللبلاب والشاهترج أقوى فعلاً من الأبيض. ابن سينا: يدر البول ويولد المني وهو يسهل الصفراء والمائية بالرفق. المنصوري: يدر اللبن. قانصة: جالينوس في 11: قانصة دجاج الماء قد حدها قوم أنها دواء ينضج متى أكلت مطبوخة أو شويت يابسة ولكنا نحن لما جربناها وجدنا هذا الضمان عنها باطلاً وكذا الطبقة الداخلة من قانصة الدجاج قد يجففها قوم ويزعمون أنها تنفع إذا شربت من علل المعدة. وقال في كتاب أغذيته: قوانص الطير تغذو غذاء كبيراً ومنها ما هو لذيذ جداً بمنزلة قوانص البط وبعد قوانص البط قوانص الدجاج المسمن. المنهاج: القوانص من أغذية أصحاب الكبد وإذا انهضمت ولدت دماً محموداً والذي من الدجاج لا ينهضم بسرعة ويولد القولنج إذا أكثر منها، وكذلك ينبغي أن ينضج جيداً ويضاف إليها الملح والمري.
ديسقوريدوس في الثانية: إِذا شق الديك وأخذ الحجاب الذي في باطن حوصلته وهو الذي يطرح عند الطبخ وجفف وسحق وشرب بشراب وافق من كانت معدته وجعة. سفيان الأندلسي: الطبقة الداخلة منها إذا جففت وسحقت وشربت نفعت من استطلاق البطن وزلق الأمعاء ومهما جفف مراح الحيوان الذي تكون فيه كانت أبلغ.
قاوند: أبو العباس الحافظ: هو دهن معروف لونه مثل لون السمن وقوامه في الجمود كذلك هو معروف بالحجاز يؤتى به من اليمن ومن بلاد الحبشة ويأتيهم من الهند مختبر عندهم في النفع من الأوجاع الباردة وقد يأكله بعضهم فيما ذكر لي، ويقال إنه يستخرج من ثمرة شجرة لم تنعت لي والثمر كله شكله شكل الجلوز ويطحن في المعاصير ويخرج منه دهن لونه أبيض خاثر ثم يجمد ويصير في القوام الذي ذكرت له حسبما رأيته ويدهنون به كثيراً الأوجاع الباردة وأمراض الأعصاب. غيره: يسقى منه درهم في بعض الأحساء للسعال القديم البارد وسائر الأوجاع في الظهر والخاصرة مجرب.
قاتل النمر:هو خانق النمر، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة وكذا قاتل الذئب وقاتل الكلب أيضاً ذكرتهما هناك.
قاتل أبيه: هو القطلب وسمي بذلك لأن القطلب ثمر لا يجف حتى يطلع من الأرض مثله، وسنذكر القطلب فيما بعد.
قاتل النحل: قيل أنه النيلوفر وسيأتي ذكره في النون.
قاتل العلق: هو النوع الأنثى الأزرق الزهر من أناغلس وقد ذكرته في الألف.
قارة: بالقاف هي النبت المسمى باليونانية سطاخينس وقد ذكرته في حرف السين المهملة.
قاتل أخيه: هو خصي الكلب وقد ذكرته في الخاء المعجمة وسمي هذا الدواء بهذا الإسم لأن له أصلين كأنهما زيتونتان تكون في هذه السنة إحداهما ممتلئة والأخرى متشنجة فإذا كان في السنة الأخرى تعود الممتلئة متشنجة والمتشنجة ممتلئة.
قاتل نفسه: هو ضرب من الأشق.
قاقيا: هو رب القرظ والقرظ ثمرة الشوكة المصرية المعروفة بالسنط وسنذكر القرظ فيما بعد.
قبج: هو الحجل وقد ذكرته في حرف الحاء.
قتاد: هو شوك شجر الكثيراء وهو كثير الشوك حديده وسيأتي ذكر الكثيراء في حرف الكاف.
قت: هو يابس الرطبة والرطبة هي الفصفصة وقد ذكرتها في الفاء.
قثاء:(2/33)
قد تكلمنا على القثاء وبزره في ذكر البطيخ في حرف الباء فتأمله هناك ونقول فيه ههنا على الإنفراد ما ذكرته المحدثون من الأطباء. قال الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: فأما القثاء فأخف من الخيار وأسرع نزولاً وهو أيضاً يبرد ويرطب في ذلك وليس يسخن البدن بل كثيراً ما يبرد أصحاب الأمزجة الحارة ولا تحتاج المحرورون إلى إصلاحه إلا أن يكثروا منه، وقد يصلح ما تولد منه من الثقل والنفخ في البطن الجوارشن الكموني أو السفرجلي ونحوهما، وهو أعني القثاء والخيار والقرع من طعام المحرورين ويضر المبرودين. وينبغي أن لا يكثروا منه ويتلاحقوا أضراره بالشراب القوي الصرف والجوارشنات الحارة.
قثاء الحمار:(2/34)
هو القثاء البري وهو العلقم عند عامتنا بالأندلس. ديسقوريدوس في الرابعة: هذا النبات مخالف للقثاء البستاني في ثمره فقط إلا أنها أصغر منه كثيراً من القثاء البستاني شبيهة بالبلوط المستطيل وله أصل أبيض كبير وهذا النبات ينبت في خرابات ومواضع رملية وهو في كليته صغير. جالينوس في 8: عصارة بزر هذا النيات وهي المسماة باليونانية الأطريون وعصارة أصله أيضاً وورقه فهي التي ينتفع بها في الطب والعصارة الأولى المسماة الأطريون شأنها أن تحدث الطمث وتفسد الأجنة إذا احتملت من أسفل كما قد يفعل ذلك جميع الأشياء الأخر التي لها مرارة ولطافة معاً، ولا سيما إذا كانت فيها حرارة ما بمنزلة ما في عصارة قثاء الحمار فإن هذه العصارة مرة غاية المرارة وهي حارة حرارة يسيرة كأنها في الحرارة من الدرجة 2: وما كان كذلك فقوته قوة محللة ولذلك صار بعض الناس يطلي من هذه العصارة على أورام الحنجرة مع العسل أو مع الزيت العتيق منه، وهي أيضاً نافعة من اليرقان الأسود إذا استعط بها مع اللبن ومن استعملها على هذا الوجه فيمن به الصداع المعروف بوجع البيضة شفاها فهذه حال عصارة نفس الثمرة ولكنها أضعف منها وأصل قثاء الحمار أيضاً قوته مثل هذه القوة وذلك أنه يجلو ويلين ويحلل وهذا الأصل يجفف أكثر منه. ديسقوريدوس: وعصارة هذا النبات إذا قطرت في الأذن وافقت أوجاعها، وأصله إذا تمضمض به مع سويق الشعير حلل كل ورم بلغمي عتيق، وإذا وضع على الخراجات مع صمغ البطم فجرها، وإذا طبخ بالخل وتضمد به نفع من النقرس وطبيخه حقنة نافعة من عرق النسا ويتمضمض به لوجع الأسنان، وإذا استعمل يابساً مسحوقاً نقى البهق والجرب المتقرح والقوابي والآثار السود العارضة من اندمال القروح والأوساخ العارضة في الوجه، وإذا أخذ من عصارة هذا الأصل مقدار أوثولوسين ونصف على أقله وأخذ من أصله مقدار أكسويافن أسهل كل منهما بلغماً ومرة صفراء وخاصة من أبدان الناس الذين عرض لهم الإستسقاء من غير أن يضر بالمعدة، وينبغي أن يؤخذ من الأصل نصف رطل يسحق معه قسطين من شراب وخاصة من الشراب المصري ويعطى منه المستسقي ثلاث قوانوسات على الريق كل ثلاثة أيام إلى أن يضمر الورم ضموراً شديداً، وأما الذي يسمى الأطريون فإنه يعمل من ثمرة قثاء الحمار على هذه الجهة. اعمد إلى القثاء الذي يندرس موضعه حين يمس فأجمعه ودعه ليلة واحدة ثم خذ في القابلة إجانة وضع عليها منخلاً ليس بصفيق وانصب سكيناً نصباً يكون فيه الجانب الحاد من السكين إلى فوق وخذ واحدة واحدة من القثاء فأمرها على السكين وأعصر ما فيها من الرطوبة في الإجانة وما تساقط من لحمه على المنخل فأعصره أيضاً لينفذ من خلله وما بقي فصيره أيضاً في إجانة أخرى، فإذا فرغت فرده إلى المنخل وصب عليه ماء عذباً وأعصره ثم إرم به وحرك ما في الإجانة من العصارة وغطه بثوب، وإذا انفصل الرقيق من الثخين فصب الماء وما يطفو عليه وافعل ذلك من الآخرة إلى أن لا يصفو الماء الذي يطفو عليه ثم استقص صب الماء الذي يطفو عليه عنه وألق العصارة الراسبة في الإجانة في صلاية واسحقها ثم صيرها أقراصاً، وبعض الناس يعمدون في ذلك إلى رماد منخول فيفرشونه على الأرض ويعمقونه في الوسط ويأخذون ثوباً فيطوونه ثلاث طيات ويضعونه على الرماد ويصبون العصارة بما فيها من الماء على الثوب ويعلقون ذلك ليصل ما فيها من الماء سريعاً، وإذا مصل سحقوا العصارة في صلاية كما قلت. ومن الناس من يصب على القثاء ماء بحرياً مكان الماء العذب ويغسله به ومنهم من يغسله في آخر غسله بالشراب المسمى ماء القراطن وأجوده ما كان منه ليس بمفرط البياض وكان لدناً خفيفاً أملس مفرط المرارة وإذا قرب من سراج كان سهل الإحتراق، وأما الكراثي الخشن الكدر اللون المملوء كرسنة ورماداً قد غش بهما فإنه رزين رديء. ومن الناس من يغش هذه العصارة بأن يخلط بها عصارة القثاء البستاني. ومن الناس من يغشها مع عصارة القثاء البستاني النشاشتج الحنطة يشبه المغشوش بالخالص في البياض والخفة وأما ما أتى عليه سنون كثيرة إلى عشر سنين من هذه العصارة فإنه موافق للإسهال والشربة التامة منه مقدار أوثولوسين وأقل ما يشرب منه مقدار نصف أوثولوس، وأما الصبيان فينبغي أن يعطوا منها مقدار فلفوسين فإنهم إن أعطوا أكثر من ذلك أكسبهم مضار وهذه العصارة تخرج(2/35)
بالقيء والإسهال بلغماً كثيراً ومرة والإسهال بها نافع جداً للذين بهم رداءة التنفس فإن أحببت أن تسهل بها فاخلط بها ضعفها من الملح ومن الإثمد مقدار ما يغير لونها تغييراً صالحاً واعمل منها حباً أمثال الكرسنة واسقه بالماء والملح وليتجرع بعده من الماء الفاتر مقدار أثولوسين فإن أحببت أن تقيئ بها فدفها بالماء ثم خذ منها بريشة والطخ الموضع الذي يلي أصل اللسان من داخل، فإن كان الإنسان عسر القيء فدفها بزيت أو بدهن السوسن وامنع الذي تريد أن يتقيأ من النوم، وينبغي أن يسقى الذين حمل عليهم القيء ولم يسكن شراباً مخلوطاً بزيت فإنهم يهدؤون ويسكن عنهم القيء فإن هو لم يسكن فينبغي أن يسقوا سويق الشعير بالماء البارد والخل الممزوج بالماء ويطعم بعض الفواكه وسائر ما يستطيع أن يشد المعدة وهذه العصارة تدر الطمث وتقتل الجنين إذا احتملت، وإذا استعط بها مع اللبن نقت اليرقان وذهبت بالصداع المزمن، وإذا تحنك بها مع الزيت العتيق أو مع العسل أو مرارة ثور نفعت منفعة قوية من الخناق. حبيش: وينبغي أن يجتني من شجره في آخر الصيف ويؤخذ منه ما قدر اصفر والذي أصابه الندى يقلع سريعاً ويخرج حبه منه وأجوده ما كثرت ثمرته في شجرته وكثر ماؤه وهو يسهل الخام الغليظ والمرة السوداء والماء الأصفر والذي يوافقه من الأدوية التي يخلط بها الصبر والقنطوريون الصغير والسورنجان والبوزيدان والكمافيطوس والقسط والمر والزعفران وسنبل الطيب والدارصيني والسلنجة والزراوند المدحرج والأنيسون وبزر الكرفس الجبلي والبستاني والجاوشير والسكبينج والمقل والزبد والملح الهندي وحب البلسان، فإذا خلط ببعض هذه الأدوية نفع من أدواء كثيرة ومن أوجاع المفاصل والنقرس والقولنج واللقوة وخمر اليدين والرجلين وأوجاع المرة السوداء ولا يخلط معه من الأدوية المسهلة الحادة مثل السقمونيا وشحم الحنظل إذا صير حباً ويخلط معه إذا صير معجوناً لأن الحب يشرب في مدة يسيرة فربما حمل على الطبيعة واستضر بحدته والمعجون يبقى مدة طويلة فيصح أن يخلط معه غيره من الأدوية الحادة ومقدار الشربة من العصارة وزن دانق فإن أردت أن تكسر من حدته إذا جعلته في الحبوب فاسحق معه مقدار وزنه من الصمغ العربي ونصف وزنه من الطين الأرمني وليس يحتاج معه في المعجونات إلى كسر حدته، واعلم أن عصارة قثاء الحمار إذا طال مكثها نقصت حدتها وقل فعلها وربما يكسر حدته صمغ اللوز الحلو والمر ومن طبخ قثاء الحمار بدهن الخل ثم طلي به البواسير الظاهرة حول المقعدة أو جعل مكان دهن الخل بزر الكتان نفعها وجففها. إسحاق بن عمران: ودهن قثاء الحمار يتخذ من عصارته مع الزيت تؤخذ عصارة قثاء الحمار فتنقع في زيت مقدار ما يغمره مرتين ويسد رأس الإناء ويترك في شمس حارة، وقد يستعمل بعد أن يصفى ومنه ما يطبخ بالزيت والماء حتى يذهب الماء ويبقى الزيت وهو نافع من برد الجسد إذا مرخ به ويجلب الفضول من العضل وينفع من الكلف والعدسيات التي تخرج في الوجه وينفع من الدوي والطنين الذي يسمع في الأذن ويذهب بثقل السمع الحادث عن الرياح الغليظة. غيره: وقد يتخذ عصارة قثاء الحمار في الحقن فينفع من وجع الظهر إلا أنها تسحج وتنزل الدم وتلقى في الحقن من وزن درهم إلى مثقال واستعماله وحده في الحقن خطر إلا مع غيره من الحجب، وإذا طبخ القثاء بدهن اللوز والخل نفع من وجع الأسنان وإن أصل قثاء الحمار يسهل البلغم وإن عصارة قثاء الحمار نفسها تسهل الصفراء. الشريف: إذا شرب من طبيخ ورقه أو أصوله نفع من الجذام جداً. التجربتين: إذا سحق أصله ووضع على أورام خلف الأذنين والأورام البلغمية في العنق حللها ويطبخ هذا الأصل بالميبختج وما هو في قوّته، وإذا ضمد به مطبوخاَ بهذه الصفة أوجاع المفاصل والنقرس البارد ووجع الظهر وتمودي عليه أبرأها كلها مع التمادي عليها، وإذا ضمد به جوف المحبون حبنا لحمياً أضمره ودهنه ينفع من وجع المفاصل المزمنة والحديثة دهناً ومشروباً والشربة منه للقوي درهمان ملتوتاً بدقيق الشعير وهو يحدر الخام والأخلاط اللزجة وينفع من الربو ونفس الانتصاب وإذا لم يحدر من مرة أعيد أخذه معه حتى يرضى فعله.قيء والإسهال بلغماً كثيراً ومرة والإسهال بها نافع جداً للذين بهم رداءة التنفس فإن أحببت أن تسهل بها فاخلط بها ضعفها من الملح ومن الإثمد مقدار ما يغير لونها تغييراً صالحاً واعمل منها حباً أمثال الكرسنة واسقه بالماء والملح وليتجرع بعده من الماء الفاتر مقدار أثولوسين فإن أحببت أن تقيئ بها فدفها بالماء ثم خذ منها بريشة والطخ الموضع الذي يلي أصل اللسان من داخل، فإن كان الإنسان عسر القيء فدفها بزيت أو بدهن السوسن وامنع الذي تريد أن يتقيأ من النوم، وينبغي أن يسقى الذين حمل عليهم القيء ولم يسكن شراباً مخلوطاً بزيت فإنهم يهدؤون ويسكن عنهم القيء فإن هو لم يسكن فينبغي أن يسقوا سويق الشعير بالماء البارد والخل الممزوج بالماء ويطعم بعض الفواكه وسائر ما يستطيع أن يشد المعدة وهذه العصارة تدر الطمث وتقتل الجنين إذا احتملت، وإذا استعط بها مع اللبن نقت اليرقان وذهبت بالصداع المزمن، وإذا تحنك بها مع الزيت العتيق أو مع العسل أو مرارة ثور نفعت منفعة قوية من الخناق. حبيش: وينبغي أن يجتني من شجره في آخر الصيف ويؤخذ منه ما قدر اصفر والذي أصابه الندى يقلع سريعاً ويخرج حبه منه وأجوده ما كثرت ثمرته في شجرته وكثر ماؤه وهو يسهل الخام الغليظ والمرة السوداء والماء الأصفر والذي يوافقه من الأدوية التي يخلط بها الصبر والقنطوريون الصغير والسورنجان والبوزيدان والكمافيطوس والقسط والمر والزعفران وسنبل الطيب والدارصيني والسلنجة والزراوند المدحرج والأنيسون وبزر الكرفس الجبلي والبستاني والجاوشير والسكبينج والمقل والزبد والملح الهندي وحب البلسان، فإذا خلط ببعض هذه الأدوية نفع من أدواء كثيرة ومن أوجاع المفاصل والنقرس والقولنج واللقوة وخمر اليدين والرجلين وأوجاع المرة السوداء ولا يخلط معه من الأدوية المسهلة الحادة مثل السقمونيا وشحم الحنظل إذا صير حباً ويخلط معه إذا صير معجوناً لأن الحب يشرب في مدة يسيرة فربما حمل على الطبيعة واستضر بحدته والمعجون يبقى مدة طويلة فيصح أن يخلط معه غيره من الأدوية الحادة ومقدار الشربة من العصارة وزن دانق فإن أردت أن تكسر من حدته إذا جعلته في الحبوب فاسحق معه مقدار وزنه من الصمغ العربي ونصف وزنه من الطين الأرمني وليس يحتاج معه في المعجونات إلى كسر حدته، واعلم أن عصارة قثاء الحمار إذا طال مكثها نقصت حدتها وقل فعلها وربما يكسر حدته صمغ اللوز الحلو والمر ومن طبخ قثاء الحمار بدهن الخل ثم طلي به البواسير الظاهرة حول المقعدة أو جعل مكان دهن الخل بزر الكتان نفعها وجففها. إسحاق بن عمران: ودهن قثاء الحمار يتخذ من عصارته مع الزيت تؤخذ عصارة قثاء الحمار فتنقع في زيت مقدار ما يغمره مرتين ويسد رأس الإناء ويترك في شمس حارة، وقد يستعمل بعد أن يصفى ومنه ما يطبخ بالزيت والماء حتى يذهب الماء ويبقى الزيت وهو نافع من برد الجسد إذا مرخ به ويجلب الفضول من العضل وينفع من الكلف والعدسيات التي تخرج في الوجه وينفع من الدوي والطنين الذي يسمع في الأذن ويذهب بثقل السمع الحادث عن الرياح الغليظة. غيره: وقد يتخذ عصارة قثاء الحمار في الحقن فينفع من وجع الظهر إلا أنها تسحج وتنزل الدم وتلقى في الحقن من وزن درهم إلى مثقال واستعماله وحده في الحقن خطر إلا مع غيره من الحجب، وإذا طبخ القثاء بدهن اللوز والخل نفع من وجع الأسنان وإن أصل قثاء الحمار يسهل البلغم وإن عصارة قثاء الحمار نفسها تسهل الصفراء. الشريف: إذا شرب من طبيخ ورقه أو أصوله نفع من الجذام جداً. التجربتين: إذا سحق أصله ووضع على أورام خلف الأذنين والأورام البلغمية في العنق حللها ويطبخ هذا الأصل بالميبختج وما هو في قوّته، وإذا ضمد به مطبوخاَ بهذه الصفة أوجاع المفاصل والنقرس البارد ووجع الظهر وتمودي عليه أبرأها كلها مع التمادي عليها، وإذا ضمد به جوف المحبون حبنا لحمياً أضمره ودهنه ينفع من وجع المفاصل المزمنة والحديثة دهناً ومشروباً والشربة منه للقوي درهمان ملتوتاً بدقيق الشعير وهو يحدر الخام والأخلاط اللزجة وينفع من الربو ونفس الانتصاب وإذا لم يحدر من مرة أعيد أخذه معه حتى يرضى فعله.(2/36)
قثاء النعام: هو الحنظل وقد ذكر في حرف الحاء.
قثاء هندي: هو الخيار شنبر وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.
قثد: هو الخيار المأكول واحدها قثدة وقد ذكرته في الخاء المعجمة.
قثاء الحية: هو الزراوند الطويل وقد ذكرته في حرف الزاي المعجمة.
قدميا: هي الإقليميا باليونانية وسنذكرها فيما بعد.
قدح مريم: هو النبات المسمى باليونانية قوطوليون وسنذكره فيما بعد.
قردمانا: أبو العباس النباتي: هو عندنا كثير بالأندلس وخاصة بجبل شلير من غرناطة ولم نره إلا ثمراً وتسميه الشجارون بالكرويا الجبلية لشبهه به في منبته بالكرويا وورقها وزهرها وثمرتها، إلا أن ثمر القردمانا أطول وأصلب من ورقها أيضاً وأعظم وأشد خضرة وساقها أطول وأخشن، ومنبتها على مجاري المياه من الجبل المذكور وهي نوعان دقيقة وجليلة كما ذكرنا، والدقيقة الثمرة هي النابتة في الجبال وبين الصخور وهي المعروفة عندنا بالجبلية. إسحاق بن عمران: هي حشيشة تشبه حشيشة البابونج في خلقتها ولها ورق أخضر وقشر وقضبان مدورة معوجة صفراء إلى البياض. ديسقوريدوس في ا: الجيد منه ما يؤتى بها من البلاد التي يقال لها بسوقورس وقد تكون أيضاً ببلاد الهند وبلاد العرب فاختر منه ما كان عسر الرض والكسر.
قوكامومن: وهو القردمانا المصمت الطرفين الجيد منه ما يؤتى به من البلاد التي يقال لها باغيثا وأرمينية والبلاد التي يقال لها بسيفورمس. ديسقوريدوس: وقد يكون أيضاً ببلاد الهند وبلاد العرب فاختر منه ما كان عسر الرض والكسر ممتلئ العود منضماً فإن الذي منه على غير هذه الصفة مرذول، وأجوده ما كان من أرمينية وكان ساطع الرائحة طعمه حريف مع شيء من مرارة. جالينوس في 7: قوة هذا يسخن إسخاناً شديداً إلا أنه ليس في قوة الإسخان مثل الحرف ولكن بحسب فضل طيب رائحته على الحرف كذلك نقصان في حرارته عن الحرف إلا أن هذا أيضاً إن وضع على ظاهر البدن أنكأه حتى يجرحه، وفيه أيضاً مرارة يسيرة بسببها صار يقتل الديدان ويجلو ويقطع الجرب قطعاً قوياً إذا طلي عليه بالخل. ديسقوريدوس: قوته مسخنة وإذا شرب بماء نفع من الصرع ومن السعال وعرق النسا الذين بهم الفالج ومن الاسترخاء ومن وجع الكلى والذين بهم استرخاء رض العضل المغص ويخرج حب القرع، وإذا شرب بخمر وافق الذين بهم عسر البول ومن لسعة العقرب، وبالجملة لكل من لسعة شيء من ذوات السموم، وإذا شرب منه شيء من وزن درخمي مع قشر أصل الغار فإنه يفتت الحصاة، وإذا دخن به الحوامل قتل أجنتها، وإذا خلط بالخل ولطخ به الجرب قلعه وقد يعفص به بعض الأدهان الطيبة.
قرنفل: إسحاق بن عمران: هو ثمر وعيدان يستعملان جميعاً يؤتى به من أرض الهند فيه العيدان وفيه الرؤوس ذوات الشعب وهو أجوده وأجوده أصهبه ومنه دقاق وجلال وجلاله هو المقطوع يقطع سلس البول والتقطر إذا كانا عن برد ويسخن أرحام النساء، وإن أرادت أن تحبل المرأة شربت في كل ظهر وزن درهم قرنفل، فإذا أرادت أيضاً أن لا تحبل فتأخذ في كل يوم حبة قرنفل ذكر فتزدردها، وإن شربت من القرنفل نصف درهم مسحوقاً يؤخذ مع شيء من لبن حليب على الريق فإنه مقو على الجماع. غيره: رائحته عطرية وطعمه حريف مع شيء من مرارة وقوته حارة يابسة في الثالثة، ويستعمل كثيراً في أنواع الأدوية وفي الطبيخ نفع أصحاب السوداء ويطيب النفس ويفرحها وينفع من القيء والغثيان. حكيم بن حنين: يستعمل في الإكحال التي تحد البصر وتذهب الغشاوة وتنفع السبل جداً. الإسرائيلي: مشجع للقلب بعطريته وذكاء رائحته ومقو للمعدة والكبد وسائر الأعضاء الباطنة ومنق للعلل العارضة فيها ويعين على الهضم طراداً للرياح المتولدة عن فضول الغذاء في المعدة وفي سائر البطن ومقو للثة ومطيب للنكهة. التجربتين: يسخن المعدة والكبد ويزيل فزع المتملخن وينفع من زلق الأمعاء عن رطوبات باردة تنصب إليها وينفع من الإستسقاء اللحمي منفعة بالغة، وربما يسخن الكبد الباردة ويقويها ويقوي الدماغ ويسخنه إذا برد وينفع من توالي النزلات، وبالجملة هو من أدوية الأعضاء الرئيسة كلها مقو لها وهو بذلك يزيد في الجماع كيفما استعمل.
قراصيا:(2/37)
وأهل صقلية يقولون جراشيا وهو حب الملوك عند أهل الغرب والأندلس ويعرف بدمشق قراصيا بعلبكي وهي شجرة مشهورة ورقها وأغصانها سبطة مشوبة بحمرة وورق شبيه بورق المشمش ولها ثمر شبيه بالعنب مدور يتدلى من شيء شبيه بالخيوط الخضر إثنان إثنان ولونه يكون أولاً أحمر ثم يكون مسكياً ومنه ما يكون أسود ومنه حلو ومز. بعض علمائنا: هو أنواع فمنه حلو ومنه الحامض ومنه عفص والحلو منه حار رطب في الدرجة الثانية ينحدر عن المعدة سريعاً ويثير التخم ويرخي المعدة ويستحيل مع كل طبع غالب، وإذا أكل أسهل البطن ولين الطبيعة ولا سيما إن ابتلع بنواه وهو مع ذلك يزيد في الإنعاظ. إسحاق بن عمران: إن خلطه غليظ مزلق فاسد الغذاء يولد السوداء وحامضه الذي لم يطب قاطع للعطش عاقل للبطن. جالينوس في 7: هذه شجرة تحمل ثمراً فيه قبض ولكن ليس قبض هذه الثمرة في جميع هذه الشجرة سواء بل الحال فيها كالحال في التفاح والرمان فإن بعضها نوع فبعضه يقبض قبضاً شديداً وبعضها حامض كما يعرض ذلك في التوت إلا أن التوت ما كان منه لم ينضج فنوع الحموضة فيه أكثر من نوع القبض، فأما ثمرة هذه الشجرة وهي القراصيا فليست في كل وقت على هذا الحال وما كان منها حلواً فهو ينحدر عن المعدة بسهولة وينفعها نفعاً يسيراً وما كان منها عفصاً فهو ضد ذلك، وأما الحامض منها فهو نافع للمعدة البلغمية المملوءة فضولاً لأن هذا الخامض منه يجفف أكثر تجفيف مما هو منها عفص وفيه مع هذا شيء قطاع، فأما صمغ هذه الشجرة ففيه من القوة العامية الموجودة في جميع الأدوية اللزجة التي لا لذع معها فهو لذلك نافع من الخشونة الكائنة في قصبة الرئة ولهذه الصمغة شيء تنفرد به وإن كان ما حكاه عنها قوم في كتبهم حقاً وهي أنها إذا شربت بشراب نفعت من الحصا وإن كانت تفعل هذا فالأمر فيها بين أن فيها قوة لطيفة. ديسقوريدوس في ا: القراصيا إذا استعمل رطباً لين البطن وإن استعمل يابساً أمسكها وصمغ القراصيا إذا خلط بشراب ممزوج بماء أبرأت السعال المزمن وتحسن اللون وتحد البصر وتنهض الشهوة وإذا شربت بشراب وحده نفعت من به حصاة.
قرتمن: يعرف بمالقة من بلاد الأندلس بقرن الأيل. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات لاحق بالصنف من الشجر المسمى بهنش وهو نبات طوله نحو من ذراع ينبت فيما بين الصخور في سواحل البحر وورقه حسن الإجتماع غير متفرق وفيه لزوجة ولونه إلى البياض ما هو شبيه بورق البقلة الحمقاء إلا أنه أكبر منه وأطول وأعرض وطعمه إلى الملوحة وله زهر أبيض وحمل شبيه ببزر النبات المسمى لينابوطس، وهو رخو طيب الرائحة مستدير إذا جف يقلع ويظهر في جوفه بزر شبيه بحب الحنطة أحمر وأبيض وله في أصله ثلاثة عروق أو أربعة غلظها مثل غلظ أصبع طيب الرائحة والطعم. الفلاحة: ومنه صنف ثان أكثر إرتفاعاً من الأول وأغصانه أكثر من أغصانه وله ورق شبيه بورق الباذروج إلا أنه أصغر بكثير وكلاهما مجتمع الورق كثير الأغصان وأغصانهما مجوفة تتشظى كالقضيب إذا جفت، وثمره كثمر الأول إلا أنه مستطيل وبزرهما وزهرهما واحد. جالينوس: هذا مالح طعمه وفيه مع الملوحة شيء يسير من المرارة ولذلك صارت قوته تجفف وتجلو إلا أنه في الأمرين كليهما ضعيف. ديسقوريدوس: وإذا طبخ الورق والثمر والأصل بشراب وشرب ذلك نفع من عسر البول واليرقان ويدر الطمث وقد يؤكل هذا النبات مطبوخاً وغير مطبوخ وقد يعمل بالماء والملح.
قرة العين:(2/38)
هو كرفس الماء. ديسقوريدوس في ا: هي شجرة تنبت في المياه القائمة غليظة الساق والأغصان عليها رطوبة لزجة يلزق باليد ولها ورق شبيه بورق الكرفس الذي يقال له أفوسالينوس غير أنه أضعف منه وهو طيب الرائحة. جالينوس في 8: بحسب ما في هذا النبات من فضل العطرية في رائحته وفي طعمه كذلك فيه من القوة المسخنة وهو مع هذا يحلل ويدر البول ويفتت الحصاة التي تكون في الكليتين ويحدر الطمث. ديسقوريدوس: وإذا أكل مطبوخاً وغير مطبوخ فتت الحصاة التي تكون في الكليتين وأخرجها بالبول ويدر الطمث والبول ويخرج الجنين، وإذا أكل نفع من قرحة الأمعاء. وقال قراطوس: أنها نبات يشبه شجرة صغيرة كثيرة الورق وورقها مستدير أكبر من ورق النعنع أسود رطب دسم أملس قريب الشبه من ورق الجرجير. التجربتين: تسخن المزاج حتى إنها تحمر الوجه والبدن إذا أكثر منها وتحسن لون المريض إذا أدمنها كثيراً وتنفع من أوجاع الجنبين. الغافقي: يحلل ويفتح السدد يسخن المعدة وإذا طبخ واغتسل بمائه سكن النافض والإقشعرار وأكثر الناس عندنا يغلطون في قرة العين فيظنون أنه النبات المسمى بالعجمية قرنوشن وأقرنون وقرة العين يسميها بعض الناس بالعجمية قتالة وهي تميل إلى الكرفس وتشبهه في ورقها وطعمها ورائحتها والأقرنون طعمه كطعم الحرف وورقه قريب في الشبه من ورق الجرجير. لي: الأقرنون هو حرف الماء وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.
قرع:(2/39)
جالينوس في 7: مزاجه بارد رطب وهو منهما في الدرجة الثانية ولذلك صار عصر جرادته نافعاً من وجع الآذان الحادث عن ورم حار متى استعمله الإنسان مع دهن ورد ولذلك أيضاً جملة جرم القرع إذا عمل منه ضماد برد الأورام الحارة بطفيه ويبرد بالإعتدال. وإذا أكل القرع ولد لجلى المعدة وقطع العطش. وقال في أغذيته: القرع ما دام نيئاً فطعمه كريه ومضرته للمعدة عظيمة وقد رأيت إنساناً أقدم على أكله نيئاً فأحس في معدته بثقل وبرد وأصابه عليه غثيان وقيء ولا دواء لهذه الأعراض التي تعرض منه إلا القيء فإذا هو سلق فيغذو غذاء رطباً وكذا غذاؤه يسير مثل غذاء جميع الأطعمة التي تولد خليطاً نيئاً رقيقاً وانحداره عن المعدة سريع لما ذكرنا من رطوبته ولما فيه من الملاسة والزلق، وإذا انهضم فليس خلطه برديء متى لم يسبق إليه الفساد قبل انهضامه والفساد يعرض له أما من الصنعة وإما من خلط رديء في المعدة وأما من قبل إبطائه في المعدة كما يعرض لجميع الفواكه الرطبة الفساد إذا أبطأت في المعدة ولم يسرع الإنحدار لها، وإن أكل وحده تولد منه خلط تفه فإن أكل مع غيره تولد منه خلط طعمه طعم ذلك الشيء الذي معه لأنه ينقلب ويتشبه به فإن كان مع خردل تولد منه خلط حريف مع حرارة قليلة وإن أكل مع مالح تولد منه خلط مالح وإن أكل مع الأشياء القابضة قبض وقال في ذكر التوت إن القرع مع ما هو عليه من أنه أقل الثمار الصيفية كلها مضرة متى لم ينحدر عن المعدة سريعاً فسد فساد سوء غريب لم ينطق به أبداً. ديسقوريدوس في 2: إذا تضمد به نيئاً سكن وجع الأورام البلغمية ووجع الأورام الحارة، فإذا ضمدت به يافوخات الصبيان نفعهم من الأورام الحارة والعارضة في أدمغتهم وكذا أيضاً ينفع إذا تضمد به الأورام الحارة العارضة في العين وفي النقرس وعصارته إذا خلطت بدهن ورد نفعت من وجع الأذن وماء قشر الأصل إذا استعط به وحده أو مع دهن ورد نفع من وجع الأسنان، وإذا طبخ كما هو وعصر وشرب ماؤه بعسل وشيء يسير من نطرون أسهل البطن إسهالاً خفيفاً، وإن جوفت قرعة نيئة وصب في تجويفها شراب ونجمت وشرب ذلك الشراب أسهل البطن إسهالاً خفيفاً. وقال الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: القرع بارد مولد للبلغم وهو من طعام المحرورين يطفئ ويبرد ويسكن اللهيب والعطش وينفع من الحميات، وإذا طبخ بالخل نقص من غلظه وبطء هضمه وكان أشد تطفئة للصفراء والدم إلا أنه في هذا الحال لا يصلح لأصحاب خشونة الصدر وللسعال وهو لأصحاب الأكباد الحارة أصلح، وأما من به سعال وحمى فليطبخه مع كشك الشعير ومع الماش المقشر ودهن اللوز الحلو وليجتنبه المبرودون والمبلغمون لأنه يولد فيهم القولنج الغليظ، وإن أكلوه فليأكلوه مطجناً بالزيت ومطيباً بفلفل وليشربوا عليه الشراب الصرف وليأخذوا عليه الجوارشنات. وقد يصلح منه أيضاً الخردل والمري فإذا هو وضع مع اللبن والماست أصلح منه الخردل وإذا طجن أصلح منه المري والخل أيضاً فإنه يصلح غلظه، لكن لمن لا يصلح برودته فليستعمل بحسب الحاجة ويصلحه الأكل له بما هو موافق له فيمن احتاج إلى تبريده وكثرة تبريده بالخل أوفق وما يصلحه وكثرة غلظه ولم يحتج إلى تبريده فالمري يصلحه منه، ومن خشي برده وغلظه جميعاً فليطبخه بعدما يسلقه بالزيت ويأكله بالتوابل والأبازير. ابن ماسويه: إنه يغذي غذاء بلغمياً نيئاً نافع لمن به حرارة ويبس سريع الاستحالة ضار لأصحاب السوداء والبلغم جيد لأصحاب الصفراء إذا سلق واتخذ بعد بماء الحصرم وماء الرمان وخل خمر ودهن لوز وزيت الأنفاق، وهو بهذه الصفة يولد خلطاً سليماً وإن آثر أخذه أحد من المبرودين فليطبخه بالزيت الركابي ثم يصنعه بالخردل والفلفل والسذاب والكرفس والنعناع، وسويقه نافع من السعال ووجع الصدر العارض من الحرارة قاطع للعطش نافع من الكرب الحادث من الصفراء. قالت الحور: إنه نافع من وجع الحلق. عيسى بن ماسه: يورث القولنج البارد. إسحاق بن سليمان: إلا أنه لقلة إزلاقه وتليينه البطن يطفو في أعلى البطن ويستحيل سريعاً ويفعل فعل حسو الشعير في أصحاب القولنج، وإذا لطخ بعجين وشوي في الفرن أو التنور واستخرج ماؤه وشرب ببعض الأشربة اللطيفة سكن حرارة الحمى الملهبة وقطع العطش وغذي غذاء حسناً، وإذا شرب بعد أن تمرس فيه فلوس خيار شنبر وترنجبين وبنفسج مربى أحدر صفراء محضة. حبيش بن(2/40)
الحسن: ويشرب من مائه المستخرج بالشيّ مع وزن عشرين درهماً من الجلاب أو عشرة دراهم من السكر الأبيض ومقدار ما يشرب من ماء القرع أربع أواقي إلى نصف رطل. الرازي: يسقط الشهوة ويطفئ لهيب المعدة والكبد الحارتين قال: ودهن القرع في نحو دهن البنفسج أو دهن النيلوفر جيد للحر والسهر. إسحاق بن عمران: ماؤه يذهب الصداع إذا شرب أو غسل به الرأس وقد ينوم به من يبس دماغه في مرض الموم والمبرسمون إذا قطر منه في الأنف وهو يلين البطن كيف استعمل ولم يداو المبرسمون والمحرورون بمثله ولا أعجل نفعاً منه. الشريف: صغيره أول عقده إذا لف بعجين وشوي وإذا اكتحل بمائها أذهب صفرة العين الكائنة من اليرقان وإذا اكتحل بماء زهره أذهب الرمد الحار وشفاه وقشر القرع اليابس إذا أحرق وذر على الدم المنبعث قطعه وإذا أحرق وسحق وعجن بخل وطلي به على البرص نفعه، وإذا قشر حبه ودق واستخرج دهنه انتفع به من وجع الأذن ووجع الأمعاء الحارة، وإذا قصد القرع عند انتهائه وفتح في جوفه فتحاً وحشي خبث الحديد حتى يمتلئ ورد طابقه عليه ثم يترك بعد ذلك أربعين يوماً ثم يقطف ويستخرج ما في جوفها من الحشو ويعصر فإنه يخرج منه ماء أسود يؤخذ فيملأ منه زجاجة وترفع، فإذا عجن بهذا الماء الحناء وخضب به الرأس سود شيبه وحسنه وهو خضاب عجيب. التجربتين: وجرادة القرع إذا ضمدت بها العين من الرمد الحار في ابتدائه نفعت منه وسكنت أوجاعه ولا سيما إذا عجنت بدقيق الشعير، وكذلك يسكن الصداع الحار إذا لطخ على مقدم الدماغ ومكان الوجع منه كان من الحميات أو غيرها من سائر أسبابه، وإذا ضمدت به الحمرة ردع مادتها وسكن وجعها وحرافة قشر القرع اليابس صالحة من قروح الدبر وتجففها وكذلك تنفع من قروح الأعضاء اليابسة المزاج وهي جيدة لتطهير الصبيان ولحرق النار معجونة بسمن، ولب بزره ينفع من السعال الحار السبب ويرطب الصدر ويقطع العطش ممروساً في الماء وينفع من حرقة المثانة المتولدة عن خلط حاد، ودهنه من أجود الأدوية لتنويم المحمومين والمسلولين كيف استعملوه، ومرقة الفروخ المطبوخة بالقرع منعشة للمغشى عليه من حدة الأخلاط الصفراوية ومن الحميات.لحسن: ويشرب من مائه المستخرج بالشيّ مع وزن عشرين درهماً من الجلاب أو عشرة دراهم من السكر الأبيض ومقدار ما يشرب من ماء القرع أربع أواقي إلى نصف رطل. الرازي: يسقط الشهوة ويطفئ لهيب المعدة والكبد الحارتين قال: ودهن القرع في نحو دهن البنفسج أو دهن النيلوفر جيد للحر والسهر. إسحاق بن عمران: ماؤه يذهب الصداع إذا شرب أو غسل به الرأس وقد ينوم به من يبس دماغه في مرض الموم والمبرسمون إذا قطر منه في الأنف وهو يلين البطن كيف استعمل ولم يداو المبرسمون والمحرورون بمثله ولا أعجل نفعاً منه. الشريف: صغيره أول عقده إذا لف بعجين وشوي وإذا اكتحل بمائها أذهب صفرة العين الكائنة من اليرقان وإذا اكتحل بماء زهره أذهب الرمد الحار وشفاه وقشر القرع اليابس إذا أحرق وذر على الدم المنبعث قطعه وإذا أحرق وسحق وعجن بخل وطلي به على البرص نفعه، وإذا قشر حبه ودق واستخرج دهنه انتفع به من وجع الأذن ووجع الأمعاء الحارة، وإذا قصد القرع عند انتهائه وفتح في جوفه فتحاً وحشي خبث الحديد حتى يمتلئ ورد طابقه عليه ثم يترك بعد ذلك أربعين يوماً ثم يقطف ويستخرج ما في جوفها من الحشو ويعصر فإنه يخرج منه ماء أسود يؤخذ فيملأ منه زجاجة وترفع، فإذا عجن بهذا الماء الحناء وخضب به الرأس سود شيبه وحسنه وهو خضاب عجيب. التجربتين: وجرادة القرع إذا ضمدت بها العين من الرمد الحار في ابتدائه نفعت منه وسكنت أوجاعه ولا سيما إذا عجنت بدقيق الشعير، وكذلك يسكن الصداع الحار إذا لطخ على مقدم الدماغ ومكان الوجع منه كان من الحميات أو غيرها من سائر أسبابه، وإذا ضمدت به الحمرة ردع مادتها وسكن وجعها وحرافة قشر القرع اليابس صالحة من قروح الدبر وتجففها وكذلك تنفع من قروح الأعضاء اليابسة المزاج وهي جيدة لتطهير الصبيان ولحرق النار معجونة بسمن، ولب بزره ينفع من السعال الحار السبب ويرطب الصدر ويقطع العطش ممروساً في الماء وينفع من حرقة المثانة المتولدة عن خلط حاد، ودهنه من أجود الأدوية لتنويم المحمومين والمسلولين كيف استعملوه، ومرقة الفروخ المطبوخة بالقرع منعشة للمغشى عليه من حدة الأخلاط الصفراوية ومن الحميات.(2/41)
قرانيا: الغافقي: شجرة تنبت في الجبال الباردة ورقه كورق الزادرخت. ديسقوريدوس في ا: هي شجرة عظيمة لها ثمر شبيه بالزيتون طويل أخضر في حين غضاضته فإذا نضج كان لونه شبيهاً بلون الدم وهو يؤكل وهو قابض ويوافق إسهال البطن وقرحة الأمعاء إذا جعل في الطبيخ وأكل وقد يملح مثل ما يملح الزيتون والرطوبة السائلة من الورق إذا كان رطباً إن أخذت ولطخت بها القوابي وافقتها. جالينوس في 7: ثمرة هذا فيها عفوصة بليغة وهو مع هذا يؤكل، وإذا كان كذلك فليس يجب أن يكون يحبس البطن حبساً شديداً كما يفعل الزعرور وورقها وقضبانها عفصة الطعم تجفف تجفيفاً قوياً ولذلك صارت تحمل الجراحات الكبار ولا سيما ما يكون منها في الأبدان الصلبة، فأما الجراحات الصغار والجراحات التي تكون في الأبدان اللينة فهي مضافة لها ولذلك إنها تهيج هذه وتثيرها لأنها تجففها أكثر مما ينبغي.
قرصعنة:(2/42)
عامتنا بالأندلس تسميه بشويكة إبراهيم وهي أنواع كثيرة وكلها مشهورة عند الأطباء والشجارين أيضاً ببلاد العرب والأندلس. أبو العباس النباتي في كتاب الرحلة: رأيت منها بجبال القدس آمنه الله تعالى نوعاً ورقه يشبه الصغير من ورق الخامالاون ملتصقاً بالأرض يخرج سوقاً كثيرة في دقة المغازل معقدة مشوكة حول العقد ثم يزهر زهراً أبيض كزهر النوع الذي عندنا إلا أن ورقها أصغر وأصولها ضخام طوال ممتلئة من اللحم، طعمها حلو بيسير حرافة وهي معروفة عندهم، ومن القرصعنة بأفريقية أنواع متعددة منها ما يكون ورقها كورق القرصعنة البيضاء أول خروجها من الأرض قبل أن يحسن ويشوك أملس شديد الحضرة كثيرة مجتمعة فما على الأصل يخرج ساقاً من نحو الذراع ودون ذلك ويتشعب من نصفه شعباً كثيرة تشبه شعب القرصعنة الزرقاء تكون خضراء ثم تتلون كالذي عندنا إلا أن هذه أشد طبعاً وهم يعلقونه على الأبواب لمنع الذئاب، وأصل هذا النوع طويل سبط لونه كلون أصل السوسن البري، ومنها نوع آخر ورقه إلى الإستدارة مقطع وأصله كأصل تلك وساقه أبيض وزهره كذلك، ومنها ما يكون ورقه ملتصقاً بالأرض في استدارة وهو مستدير على شكل الدنانير يخرج ساقاً واحدة طولها ذراع وأكثر معقدة مشوكة لونها إلى الزرقة وأصل هذا النوع على شكل الفاونيا ظاهره أسود وباطنه أبيض، وبهذا النوع يغش البهمن الأبيض عريض الورق جداً ويسمونه تفاح الحمل ورأيت بجبال قبر لوط عليه السلام قرصعنة بيضاء خشنة السوق كثيرة الورق حادة الشوك جمتها أضخم وأكبر من جمة النوع الذي عندنا بكثير حتى كأنها خرشفة متوسطة طويلة تشبه النوع الجبلي من القرصعنة المحدب الورق المفرد الساق القوي الحرارة وهو مجرب بالقدس وأعماله لوجع الظهر، والقرصعنة التي تكون بساحل البحر وهو نوع من القرصعنة البيضاء إلا أن الساحلية أعرض ورقاً وأشد بياضاً وأصولها أشد حلاوة رخصة قليلة الخشونة بل هي إلى الأملاس أقرب وأصولها حلوة بيسير من حلاوة وحرارة، ونذكر قول المجرب في القرصعنة في عسلوجها في تقوية الإنعاظ حتى اتخذ منه معجون قريب كالجوز فجاء أفضل منه بكثير، وجربت أنا عساليج النوع الساحلي منه في تهييج الإنعاظ فألفيته عجيباً جداً ورأيت نوعاً من القرصعنة البيضاء حوالي البيت المقدس في الأرض الحجرية كبير الأصل نحو العظيم من أصل القرصعنة البيضاء عندنا وأعظم ورقه صغير يشبه ما صغر من ورق الخامالاون الأبيض إلا أنه أقصر وأدق وله أغصان كثير تخرج من الأصل على دقة المغازل التي يغزل بها القطن معقدة وحول العقد الورق في تضاعيف ذلك وعلى الأطراف الزهر كزهر القرصعنة الزرقاء سواء إلا أنها أصغر رؤوساً من تلك، وطعم الأصول فيها يسير مرارة وهم يسمونها بالقدس قرصعنة. الشريف: القرصعنة هي البقلة اليهودية أيضاً وهو نبات شوكي يقوم على ساق طوله شبر ونصف إلا أنه مدرج وله أوراق مستديرة فيها انكماش مزوي وعلى حافاتها شوك خارج كالسلي دقيق وهي تستدير حول الساق وعلى عقد ولون الجسد والقضبان والورق أبيض ما هو، وعلى أطرافها رؤوس مستديرة كأنها كواكب يستدير بها شوك شارع كالألسن عدد كل واحد ستة، ولهذا النبات أصل مستطيل في غلظ الأصبع السبابة ويكون طوله ثلاثة أذرع ونصفاً وكأنه أصول الهليون في الشبه إلا أنه إلى السواد مائل خارجه إذا ذقته وجدت فيه بعض الحلاوة ويبدو منه مع وجه الأرض ليف دقيق ليس بالطويل وينبت في الرمال وبمقربة من البحر، ومنه نوع آخر يشبه نباته الأول في القدر والهيئة إلا أن لون الورق أخضر فستقياً ما دامت غضة فإذا تهشمت كانت بيضاء ويعرف بشرق الأندلس وأحواز داتبه فرفلة ولها أصل طويل كثير العقد وهي أيضاً نوع من القرصعنة لا شك فيها. ديسقوريدوس في الثالثة: أترنجي هو صنف من الشوك يتخذ ورقه مملوحاً في أول نباته ورقه عراض خشنة الأطراف عطرة إذا تطعم بها فإذا كبر صار له أغصان كثيرة على أطرافها رؤوس مستديرة كأنها كواكب حواليها شوك حاد صلب ولون الرؤوس أبيض وربما كان كحلياً وله عرق مستطيل أسود الظاهر وداخله أبيض في غلظ أصبع الإبهام طيب الرائحة وينبت في الصحاري والمواضع الخشنة. جالينوس في 7: وفي هذه البقلة من الحرارة ما يفوق الإعتدال قليلاً ويكون مثلها وفيها من اليبوسة اللطيفة مقدار ليس باليسير. ديسقوريدوس: وله قوة مسخنة وإذا شرب أدر الطمث وحلل(2/43)
المغص وإذا شرب بالشراب وافق وجع الكبد ونهش الهوام والسموم القاتلة ويشرب منه وزن درخمي مع بزر الجزر لأكثر ما يشرب له. وقد زعم بعض الناس أنه إذا علق على الأورام الخراجية أو ضمدت به حللها. الغافقي: هي ملطفة سريعة الإنحدار مولدة الخلط المحمود ويحلل البلغم الرقيق من المعدة ويزيله من الأمعاء ويدر البول وطعمها طعم الجزر وأصله نافع من الأوجاع الحادثة في الجنب والصدر ونهش الهوام والعقارب، وقد يطبخ ماؤه فيسكن الأورام والبثور ويحلل الخراجات الرديئة والدبيلات وينفع الأخلاط المحترف والفاسدة من البدن. ابن رشد: القرصعنة زعموا أن شرب ماء طبيخها أمان من أورام الجوف. الشريف: قوتها حارة يابسة في آخر الدرجة الأولى وتحلل تحليلاً يسيراً وفي الأصل بعض التسخين، وإذا طبخ وشرب ماء طبيخها حلل النفخ، وإذا أكلت أصول القرصعنة غضة أو مربية بالعسل طيبت الأحشاء وذهبت بذفر البدن، وإذا أخذ منه جزء ومن دقيق الشعير جزء وعجنا بماء هندبا وطليت به الأورام التي تكون في الساقين التي يسيل منها الماء نفع منها، وينفع من ابتداء داء الفيل، وإذا طبخ عروقها مع مثلها ورق السذاب وسقي من ماء طبيخها مقدار أربع أواق نفع من أوجاع الشراسيف مجرب.مغص وإذا شرب بالشراب وافق وجع الكبد ونهش الهوام والسموم القاتلة ويشرب منه وزن درخمي مع بزر الجزر لأكثر ما يشرب له. وقد زعم بعض الناس أنه إذا علق على الأورام الخراجية أو ضمدت به حللها. الغافقي: هي ملطفة سريعة الإنحدار مولدة الخلط المحمود ويحلل البلغم الرقيق من المعدة ويزيله من الأمعاء ويدر البول وطعمها طعم الجزر وأصله نافع من الأوجاع الحادثة في الجنب والصدر ونهش الهوام والعقارب، وقد يطبخ ماؤه فيسكن الأورام والبثور ويحلل الخراجات الرديئة والدبيلات وينفع الأخلاط المحترف والفاسدة من البدن. ابن رشد: القرصعنة زعموا أن شرب ماء طبيخها أمان من أورام الجوف. الشريف: قوتها حارة يابسة في آخر الدرجة الأولى وتحلل تحليلاً يسيراً وفي الأصل بعض التسخين، وإذا طبخ وشرب ماء طبيخها حلل النفخ، وإذا أكلت أصول القرصعنة غضة أو مربية بالعسل طيبت الأحشاء وذهبت بذفر البدن، وإذا أخذ منه جزء ومن دقيق الشعير جزء وعجنا بماء هندبا وطليت به الأورام التي تكون في الساقين التي يسيل منها الماء نفع منها، وينفع من ابتداء داء الفيل، وإذا طبخ عروقها مع مثلها ورق السذاب وسقي من ماء طبيخها مقدار أربع أواق نفع من أوجاع الشراسيف مجرب.
قراطاوغوين: ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق الحنطة وأغصان كثيرة ذات عقد نابتة من أصل واحد وبزر شبيه بالجاورس وينبت أكثر ذلك في مواضع ظليلة وسياجات وهو حريف جداً. جالينوس في 7: ثمرة هذا النبات يجد لها من ذاقها حدة وحرافة ويجدها من استعملها قوية. ديسقوريدوس: وزعم قوم أنه إذا شربته المرأة صيرها تلد ذكراً متى شربته أربعين يوماً على الريق بعد الظهر وقبل أن يدنو منها الرجل ويكون مقدار ما تشرب منه في كل يوم ثلاث أوثولوسات بقواثوسين من ماء وكذا فليشرب الرجل بعدة الأيام التي شربت فيها المرأة ويدنو منها.
قرمز:(2/44)
الشريف: القرمز إسم حيوان واقع على شجر الإمارة وهو نوع من نبات البلوط سواء ويسمى باللطينية الإمارة ويثمر بلوطاً مراً لا يحلو البتة وهو على الورق يسقط مر أحمر كأنه العدس محبب صادق الحمرة يكون ذلك في شهر مايو فإن غفل عنه ولم يجمع تكون منه حيوان طائر فلا يبقى منه هناك شيء، وهذا الحب الأحمر منه شي يسمى قرمزاً وخاصته صبغ ما كان من حيوان مثل الصوف والحرير فقط ولا يأخذ في الكتان ولا في القطن. بعض علمائنا: هو حيوان يتكون على الشوك وعلى نبات يستعمل في وقود النار يكون بين الشجر والعشب في الوسط وقضبانه كثيرة دقاق ويتكون هذا الحيوان عليه كأنه العدس وهو في أول تكونه صغير ثم لا يزال يكبر حتى يكون في قدر الحمص وفي داخله دمية وعند رؤوس حبه حيوان كبير دقيق فإذا كمل نضجه انفتح وخرج منه ذلك الحيوان يسعى حوالي الشجرة التي يتكون فيها وعلى الحب، والذي يبقى منه إلى سنة أخرى يتولد منه ذلك الحب وهو بمنزلة زريعة الحرير، ويكون في ابتدائه في شهر مارس وهو آذار ولا يزال يعظم حتى إلى شهر مايو فحينئذ ينفرون الذين يتجرون به يكسرونه ويختلط مائيته ودمه بأجزائه، والذي يبقى صحيحاً يخرج في شهر العنصرة حيواناً أحمر كأنه الصيبان ويدور حول الجف حتى يموت في تلك الأيام، وهو أيضاً في النقصان من رتبته إلى آخر شهر العنصرة فيبقى على حاله ويعتق كلما قدم كان أجود للصبغ وقد يتولد على شجر البلوط ويجمعه الرجال والنساء ويسمونه نفيض. ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش يستعمل في وقود النار عليه حب كأنه العدس وقضبانه كبيرة دقاق يؤخذ ويجمع ويخزن وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها آسيا والبلاد التي يقال لها قيليقيا وأحسنها كلها ما كان من بلاد الأسنان، وقوة هذا الحب قابضة يوافق إذا ا دق ناعماً وخلط بالخل أبرأ جراحات الأعصاب وسائر الأعضاء. جالينوس في 7: قوة هذا الدواء لها قبض ومرارة معاً وهو يجفف بها تجفيفاً لا لذع معه بين ولذلك صار يصلح للجراحات الكبار وجراحات العصب إذا عولجت به وقوم يسحقونه بالخل ويعالجون به وقوم يسحقونه بالخل والعسل. الشريف: حار يابس في الثالثة، ومن خاصته أنه إذا شربته المرأة سبعة أيام ولاء في كل يوم درهمين بعسل قطع الطمث مجرب، وإذا استعمل بالخل قطع الولد، وإذا نظم في خيط حرير أحمر وعلق على المحموم أبرأه.
قرقمان: هو الخشب الحجازي الذي في جوف المقل الحجازي والصعيدي بارد يابس يدخل في السفوفات فيقوي لحم اللثة والأسنان وينقيها ويبيضها.
قرظ:(2/45)
أوله قاف مفتوحة ثم راء مهملة مفتوحة أيضاً بعدها ظاء مشالة معجمة إسم لثمرة الشوكة المصرية المعروفة بالسنط من هذه الثمرة تعتصر الأقاقيا وهي رب القرظ. ديسقوريدوس في ا: تنبت بمصر وهي شوكة لاحقة في عظمها بالشجر وأغصانها وشعبها ليست بقائمة. أبو حنيفة: ولها سوق غلاظ، وخشب صلب إذا تقادم أسود كالأبنوس وقبل ذلك يكون أبيض ويسمى بمصر السنط ومنه أجود حطبهم وهو ذكي الوقود قليل الرماد ورقه أصغر من ورق التفاح وله حلبة مثل قرون اللوبيا وحب يوضع في الموازين يدبغ بورقه وثمره. ديسقوريدوس: وله زهر أبيض وثمر مثل الترمس أبيض في غلف منه تعمل العصارة وتجفف في ظل وإذا كان الثمر نضيجاً كان لون عصارته أسود وإذا كان فجاً كان لون عصارته إلى لون الياقوت ما هو فاختر منها ما كان كذلك وكانت إذا أضيفت إلى سائر الأقاقيا طيبة الرائحة وقوم يجمعون ورق الأقاقيا مع ثمره ويخرجون عصارتهما والصمغ العربي إنما يكون من هذه الشجيرة. جالينوس في 7: وهذا المواء شجرته شجيرة قابضة جداً وكذا ثمرته وعصارته لذاعة وهذه العصارة إن هي غسلت نقصت حرارتها وصارت غير لذاعة لأنها ترمي بما فيها من الحدة في الغسل وإن مسح بهذه العصارة عضو صحيح رأيتها على المكان تجففه وتمدده وليس يحدث فيه حرارة بل يحدث فيه برودة ليست بالشديدة وهذا مما يعلم به أنه بارد أرضي ويخالط هذا شيء من الجوهر المائي وإني لأحدس أن أجزاءه ليست بمتشابهة بل فيه أجزاء لطيفة حارة مفارقة إذا هو غسل فليوضع إذاً في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المجففة وفي الثانية من درجات التبريد إذا غسل فأما إذا لم يغسل فليوضع في الدرجة ا. ديسقوريدوس: وقوة الأقاقيا قابضة مبردة وعصارة الأقاقيا ترافق إذا وقعت في أخلاط أدوية العين وتوافق الحمرة والنزف والسعال العارض من البرد والداحس وقروح الفم وتصلح لنتو العينين وتقطع سيلان الرطوبات السائلة من الرحم سيلاناً مزمناً وترد نتوء المقعدة والرحم إذا برزت إلى خارج وإذا شرب أو احتقن به عقل البطن وسود الشعر وقد يغسل الأقاقيا ليستعمل في أدوية العين بأن يسحق بالماء ويصب على الذي يطفو عليه ولا يزال يفعل به ذلك حتى يظهر الماء نقياً ثم أنه تعمل منه أقراص وقد يحرق الأقاقيا في قدر من طين يصير في أتون مع ماء يراد به أنه يصير في فخار وقد يشوى على جمر وينفخ عليه وطبيخ شوكة الأقاقيا إذا صب على المفاصل المسترخية شدها. غيره: الأقاقيا تحد البصر وتنفع من البثور في العين. التجربيين: الأقاقيا يرد سرر الصبيان الصغار ويشد شؤون رؤوس الصبيان إذا طليت به محلولة في إحدى العصارات النافعة من ذلك، وينفع إنصباب المواد إلى أي الأعضاء كانت ولا سيما العينان إذا طليت به على الجبهة والأصداغ ويقع في الأدوية النافعة من الكسر والوثي وينفع من سلس البول ضماداً على العانة والفضاء وأصل القضيب وتكون المواد التي يحل فيها بحسب الأخلاط المنصبة. ديسقوريدوس: وقد تنبت في البلاد التي يقال لها نيطس أقاقيا أخرى شبيهة بالأقاقيا التي تنبت بمصر غير أنها أصغر منه وهو أغض وهو فمي ممتلئ شوكاً كأنه السلي وله ورق شبيه بورق السذاب وتبزر في الخريف بزراً في غلف مزدوجة كل غلاف ثلاثة أقسام أو أربعة وبزره أصغر من العدس وهذه الأقاقيا أضعف قوة من الأقاقيا التي تنبت بمصر وليست تصلح أن تستعمل في أدوية العين.
قرط: بضم القاف وإسكان الراء المهملة بعدها طاء مهملة. أبو حنيفة: هو شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقاً ويسمى بالفارسية الشبدار. ابن رضوان: هو نبات يزرع بمصر فتسمن الدواب عليه وهو حار رطب يلين البطن إذا كان رطباً ويعقله إذا كان يابساً وينفع من السعال وخشونة الصدر وثمره المسمى برسيم أقوى منه وفيه قبض ويحبس البطن.
قرط: بكسر القاف وإسكان الراء المهملة والطاء المهملة أيضاً. إسم لنوع من الكراث ويعرف بكراث المائدة وكراث البقل وسيأتي ذكره مع أنواع الكراث في الكاف.
قرطم:(2/46)
هو العصفر. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق طوال مشرف خشن مشوك وله ساق طولها نحو الذراعين بلا شوكة عليها رؤوس في مقدار حب الزيتون الكبار وله زهر شبيه بالزعفران ونوار أبيض وأحمر مستطيل مزوي وقد يستعمل زهره في الطعام وقد يدق بزره ويخرج ماؤه ويخلط بالشراب الذي يقال له أدرومالي أو بمرق بعض الطيور فيسهل البطن وهو رديء للمعدة وقد يعمل منه وهو مقشر مخلوط بلوز ونطرون وأنيسون وعسل مطبوخ ناطف ملين للبطن، وينبغي أن يؤخذ منه مرتين أو ثلاثة في كل مرة أربع قطع في كل قطعة مقدار جوزة قبل العشاء وعمل الناطف على هذه الصفة يكون يؤخذ من القرطم الأبيض قسط واحد ومن اللوز المقلو المقشر الحلو ثلاث قواثوسات ومن الأنيسون درخمي ومن النطرون در لحمي ومن داخل التين اليابس ثلاثين تينة عدداً وأما القرطم فيجمد اللبن ويصيره أشد إسهالاً. جالينوس في 7: الذي نستعمله نحن في هذا النبات إنما هو بزره فقط ليسهل به البطن وهو في الدرجة الثانية من الإسخان متى أراد إنسان استعماله من خارج. التجربتين: حب القرطم إذا مرست منه خمسة دراهم في اللبن وشرب أسهل أخلاطاً محرقة وماء اللبن المجمد بلب القرطم إذا شرب أسهل أخلاطاً محترقة ونفع من الجرب ومن أنواعه كلها وإن لم يسهل من مرة واحدة أعيد أخذه أياماً وهذا الماء بعينه إذا شرب مع الأفتيمون نفع من الماليخوليا والجذام وإذا مرس فيه فلوس خيار شنبر نفع من الحمى البلغمية عند النضج ويكون من اللبن مقدار رطلان ومن حب القرطم عشرون درهماً محروساً ممروساً في ماء. ماسرجويه: حب القرطم يدفع الرياح ويزيد في المني. ابن ماسه: يحسن الصوت ويسهل الكيموسات المحترقة الغليظة. الدمشقي: يحلل اللبن الجامد ويجمد الذائب. ابن سينا: ينقي الصدر ويصفي الصوت وينفع من القولنج ويسهل البلغم المحترق ويزيد في الباه إذا خلط بلبن أو بعسل أو تين. ابن ماسويه: خاصة القرطم ولبابه إسهال البلغم والشربة منه من عشرة دراهم ويشرب إلى عشرين درهماً بعد أن يصب عليه نصف رطل من ماء مغلي ثم يمرس ويصفى ويصير فيه من الفانيد الأحمر وزن عشرة دراهم ويشرب. أبو الصلت: وهكذا أيضاً ينفع أصحاب الإستسقاء الزقي واللحمي. ابن سرانيون: الشربة منه مقشراً خمسة مثاقيل مع شيء من الملح لإسهال البلغم.
قرطم بري: ديسقوريدوس في الثالثة: أرطوقطولوس. ومن الناس من يسميه فيتغراغريون وهو القرطم البري وهو شوكة تشبه شوكة القرطم البستاني إلا أنها أطول ورقاً من ورق القرطم بكثير وورقها إنما ينبت في ظرف القضيب وأما باقي القضيب فإنه معرى من الورق ويستعمله النساء مكان المغزل وعلى طرف القضيب حمة مشوكة وزهر أصفر وله أصل دقيق لا ينتفع به. جالينوس في 7: قوته مجففة يسخن باعتدال. ديسقوريدوس: وإذا سحق ورقها أو حمتها أو ثمرتها وشرب بفلفل وشراب نفع من لدغ العقرب ومن الناس من زعم أنه مها أمسكه الملسوع معه لا يجد وجعاً فإذا هو طرحها معه عاد إليه الوجع.
قرون: قرن الأيل قد ذكرنا ما قال فيه ديسقوريدوس، فنعود في ذكر الأيل وقرن الثور مع ذكر البقر.
قرون السنبل: بعض الأطباء قيل أنه نوع من السنبل أبيض قتال يوجد مع السنبل وقيل إنه أصل النبات المسمى خانق النمر. وفي كتاب المنهاج وهو دواء قتال يقارب البيش من سقي منه بال الدم واسود لسانه واختلط ذهنه، ويداوي بالقيء ويسقى مثقالين من الكافور مع ماء الرمان وماء الورد وماء بزر البقلة الحمقاء مبرداً بالثلج مع الحلاب أو مخيض البقر مع قرص الكافور ويسقى اللبن الحليب ويسقى من سويق التفاح الحامض أو سويق الشعير بماء الثلج والحلاب والبطيخ الرقي وماء الشعير وتبرد كبده وقلبه بالأضمدة المبردة كالصندل والكافور وماء الورد ونحو ذلك.
قرفا: زعم الغافقي أنه العرق وقد ذكرته في حرف العين المهملة.
قراص: قال أبو قتيبة القراص هو البابونج وقال غيره هو الأقحوان وقد ذكرته فيما تقدم.
قرن البحر: هو الكهرباء وسيأتي ذكرها في حرف الكاف.
قرول: وقروالنون وهو البسد وقد ذكرته في الباء.
قرمومغما: هو ثفل دهن الزعفران باليونانية.
قرنيا:(2/47)
هو الحيوان المعروف بالهندية وسيأتي ذكره في حرف الهاء وقيل أن القرنيا هو الخنفساء وقد ذكرتها في الخاء المعجمة وقد يقال القرنيا أيضاً لبعض النبات وهو الحماض الصغير الدقيق المسمى الحمضيض. وقد ذكرته في الحاء المهملة.
قرنباذ: هو الكراويا وسيأتي ذكرها في حرف الكاف.
قريض: هو الأنجرة، وقد ذكرتها في الألف.
قرنفاد: هو الكراويا أيضاً.
قرنوة: الغافقي: قال قوم أنها الهرنوة والقرنوة أيضاً حشيشة. قال أبو حنيفة: هي عشبة يضرب ورقها إلى الحمرة وهي مرة يدبغ بها. وقال أيضاً عن بعضهم: هي خضراء غبراء على ساق لها ثمرة كالسنبلة ومنابتها السهول وهي مرعى. وقال آخر: القرنوة عشبة يطول ورقها كورق الحندقوقا عفصة تستعمل في دباغة الجلود وقيل أنها هذه الحشيشة المعروفة بالأنجبار.
قردامن: هو الحرف باليونانية وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.
قردمامومن: هو القردمانا باليونانية وقد تقدم ذكرها فيما سلف.
قرطاس: متى قيل يراد به القرطاس المحرق الذي كان يصنع قديماً بمصر من البردي وقد ذكرته مع البردي في حرف الباء.
قرطم هندي: قيل أنه حب النيل وقيل أنه حب آخر غيره يسبه القرطم البستاني أبيض اللون أزغب لا قشر عليه دهن فيه قبض مع يسير مرارة يؤتى به من بلاد الهند ويستعملونه بدل الفلفل الأبيض.
قرطمان: هو الخرطان وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.
قرم: قال أبو حنيفة: هو شجرة تنبت في أخوان في بحر عمان في جوف ماء البحر يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره وخشبه أيضاً أبيض وورقه مثل ورق اللوز ولا شوك له وله ثمر مثل ثمر الضومران وهو مرعى الإبل والبقر تخوض إليه الماء حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحمل حطبه في السفن إلى المدن والقرى فيستوقد به لطيب رائحته ومنفعته وماء البحر عدو للشجر كله إلا القرم والكندلا. غيره: ورق القرم والكندلا إذا شرب من سحيقهما درخميان أسهلت البطن سريعاً.
قرقسيون: ومرقسيا هي الكبابة باليونانية وقد ظن قوم أنها البسباسة وذلك خطأ. الغافقي: هذا قول جل المفسرين، وكذا سمى حنين هذا الدواء في كتاب جالينوس بالكبابة فأما في كتابه في الأدوية المقابلة للأدواء فإنه ترك إسمه هكذا ولم يفسره وأظنه فعل ذلك لما رأى صفته التي وصفها مخالفة للكبابة وذلك أن جالينوس يقول في هذا الكتاب إن العارقشيتا هي عيدان دقاق تشبه عيدان الدارصيني والكبابة إنما هو حب فإن كان هذا الدواء هو الكبابة فهو عودها وأصلها. وقد ذكر قوم أن الكبابة إنما هو أصل نبات وإنما حبها حب العروس وهي الكبابة المعروفة لكن أصل الكبابة قل من ذكره وكذلك ذكره جميع المترجمين في العرقشيتا أنها الكبابة ولا أعلم من خالفهم في ذلك إلا قوم من المتأخرين عن المترجمين زعموا أنها البسباسة ولا يلتفت إلى قولهم فإنه غلط ورأيت في بعض التفاسير العرقشيتا هي الفراسيول.
قرف: إسم للقشر كله ومنه قرفة الطيب وقد ذكرت مع الدارصيني في حرف الدال.
قرطمانا: هو القردمانا وقد ذكرته.
قزاح: كتاب الرحلة: يقال بالقاف المضمومة والزاي المفتوحة المشددة بعدها ألف ثم حاء مهملة إسم معروف بالقيروان لنوع من الرازيانج ترعاه الإبل إلا أنه أدق ورقاً من الرازيانج وأصغر أغصاناً وهو متشعب الأغصان وتتداخل بعضها في بعض مزواة على أطرافها زهر أصفر وثمر دقيق يشبه الأنيسون وطعمه طعم الرازيانج إلا أنه متشعب متباعد الشعب وكله عطر الرائحة طيب ثمره وورقه وأغصانه تحرك الجشاء كثيراً وتستعملها أهل تلك الجهة في التوابل في ماء الشراب الطيب الرائحة وأهل البوادي بالقيروان وأعمال المهدية وما هنالك يسمونه بالقزاح أيضاً وبعضهم يسميه العلجان وهو بصحراء برقة كثير أكثر من الذي بأفريقية يكون نحو قعدة الإنسان. لي: هو أيضاً كثير بديار مصر وهو حار يابس في الثالثة يدر البول ويسكن الأوجاع الباردة من الجوف ويحلل الرياح أيضاً وهو قوي في ذلك إذا طبخ وشرب ماء طبيخه بسكر مجرب.
قسطس:(2/48)
هو القسط. ديسقوريدوس في الأولى: أجوده ما كان من بلاد العرب وكان أبيض خفيفاً وكانت رائحته قوية طيبة وبعد هذا الصنف الذي من بلاد الهند وهو غليظ أسود خفيف مثل القثاء وبعد هذا صنف ثالث وهو من البلاد التي يقال لها سوريا وهو ثقيل لونه لون الخشب الذي يقال له البقس وهو الشمشاد تتبين رائحته ساطعة وأجوده ما كان حديثاً ممتلئاً كله كثيفاً يابساً لا متآكلاً ولا زهماً يلذع اللسان ويحذوه، وكان حديثاً وقوته مسخنة مدرة للبول والطمث نافعة من أوجاع الأرحام وإذا استعمل في الفرزجات والتكميد والتبطيل وإذا شرب نفع من سم الأفاعي وإذا شرب بخمر وأفسنتين بوزن درخمي نفع من أوجاع الصدر وشدخ العضل وهتكه وخرقه والنفخ ويحرك شهوة الجماع إذا شرب بخمر وعسل لما فيه من الرطوبة النافخة ويخرج حب القرع إذا شرب بالماء ويعمل لطوخاً بالزيت لمن به نافض قبل أخذ الحمى ولمن به فالج باسترخاء وينقي الكلف ويقلعه إذا لطخ بماء أو بعسل ويقع في أخلاط بعض المراهم والأدوية المعجونة وقد يغش به قوم بأخلاطهم به أصول الراسن الصلبة التي هي من البلاد التي يقال لها مماعينا والمعرفة به هينة لأن الراسن لا يحذي اللسان وليست له رائحة قوية ولا ساطعة. جالينوس في السابعة: في القسط كيفية من مرارة كثيرة جداً وكيفية حرافة وحرارة حتى أنه يقرح ولذلك صار يدلك به جميع بدنه من أخذه النافض بأدوار قبل وقت النوبة وكذا يستعمل أيضاً في أبدان أصحاب الإسترخاء وأصحاب العلة المعروفة بالنساء، وبالجملة متى أرادوا أن يسخنوا عضواً من الأعضاء ويجذبون من عمق البدن إلى ظاهره خلطاً من الأخلاط استعملوا القسط وبهذا السبب صار يدر البول ويدر الطمث وينفع من الهتك والفسخ الحادث في العضل ومن وجع الجنبين وبمكان ما فيه من المرارة شأنه أن يقتل حب القرع ومن قبل هذا صاروا يستعملونه في مداوة الكلف فيطلونه عليه بالماء والعسل وفي مزاج جميع القسط مع ما وصفت رطوبة نافخة بسببها صار ينفع ويعين على الجماع إذا شرب بالشراب. الرازي في المنصوري: القسط جيد للزكام البارد إذا بخر به الأنف ودهنه ينفع العصب وينفع من الخدر والرعشة. البصري: إذا سحق بالعسل أو بالماء نفع من التشنج الظاهر في الوجه والسعفة والجراحات. مسيح: وإن سحق وذر على القروح الرطبة جففها. الطبري: القسط مفتح للسدد الحادثة في الكبد شرب. إسحاق بن عمران: القسط ضربان أحدهما الأبيض المسمى البحري والآخر الهندي وهو غليظ أسود خفيف مر المذاق وهما حاران يابسان في الدرجة الثالثة والهندي أشد حراً في الجزء الثالث وهما منشفان للبلغم الرديء الذي في الرأس قاطعان للزكام وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وبردهما والقسط الأبيض فيه منفعة عجيبة من الأوجاع العتيقة التي تكون في الرأس من الأبردة ويطرد الرياح المخدرة للدماغ إذا إستعط به بماء المطر أو طبخ في سمن عربي وهو سمن العز أو سمن البقر. القلهمان: أن يدخن به في قمع قتل الولد وأدر الحيض. التجربتين: إذا نثر على مقدم الرأس نفع من النزلات الباردة ويسخن الدماغ وإذا تبخر به نفع من النزلات أيضاً ومن الوباء الحادث عن التعفن وإذا ضمدت به الأوجاع الباردة سكنها في العضل والمفاصل وكذا دهنه وإن قطر من دهنه في الأذن سكن أوجاعها الباردة وفتح سددها وإذا سحق وعجن بالعسل وشرب نفع من أوجاع المعدة والمغص ومن أوجاع الكلى وفتت الحصاة المتولدة منها، وإذا شرب بالسكنجبين نفع من حمى الربع المتقاعدة وإذا لعق بالعسل نفع من البهر وإذا طلي به البهق والنمش والكلف أزالها معجوناً بالعسل أو بالخل أو بالقطران حسبما توجبه العلة وينبت الشعر في داء الثعلب ونفعه في تقطع الأخلاط اللزجة وفي النفع من الأدواء المتولدة عنها قوي جداً.
قسوس:(2/49)
هو المعروف بحبل المساكين وهو اللبلاب الكبير الذي يعرش على الأشجار وغيرها وفي المنازل. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات شبه اللبلاب غير أنه أصلب منه وهو أصناف كثيرة وأجناسه ثلاثة أحدها يقال له الأبيض، والثاني يقال له الأسود، والثالث يقال له القس والذي يقال له الأبيض ثمره أبيض والذي يقال له الأسود ثمره أسود وفي بعضه مع السواد شبه في لونه بالزعفران ويسميه بعض الناس تريوسيون وأما الذي يقال له القس وهو المشتبك فلا ثمرة له وهو دقيق الأغصان وورقه دقاق مزواة حمر وكل أصناف قسوس فهو حريف قابض ضار للعصب وإذا أخذ من زهره مقدار ما تحمله ثلاث أصابع وشرب بشراب كان صالحاً لقرحة الأمعاء وينبغي إذا احتيج إلى شربه أن يشرب منه مرتين في النهار وإذا دق وسحق وخلط بموم مذاب بزيت وافق حرق النار والطري من ورقه إذا طبخ بالخل ودق كما هو نيئاً أبرأ من وجع الطحال وقد يدق ورقه ورؤوسه ويخرج ماؤها ويخلط بدهن السوسن البري الذي يقال له أرسا وعسل ونطرون ويسعط به لأوجاع في الرأس مزمنة وقد يخلط بالخل ودهن الورد ويبل به الرأس لذلك أيضاً وإذا خلط بالزيت فيبرئ من وجع الأذن ويفتحها وسيلان القيح منها والقسوس الأسود إذا أخرج ماؤه وشرب الأكثر منه أضعف البدن وشوش الذهن وإذا أخذت من رؤوسه خمسة ودقت ناعماً وسحقت في قشر رمانة مع دهن الورد وقطر في الأذن المخالفة للسن الألم فيسكن الوجع وهي تسود الشعر وإذا طبخ ورقه بشراب وعمل منه ضماد كان موافقاً لكثير من القروح الخبيثة العارضة من حرق النار ويجلو الكلف وثمره الذي يقال له القس ورؤوسه إذا شربت أدرت الطمث وإذا أخذ منها درخميين وبخرت به المرأة بعد طهرها منعت من الحبل، وإذا أخذ قضبانه بورقه وغمست بالعسل واحتملته المرأة أدرت الطمث وإذا احتمل يعين في سهولة إخراج الجنين وإذا دق وأخرج ماؤه وقطر في الأنف نقى نتنه والعفونة العارضة فيه ودمعته إذا لطخ بها الشعر حلقته وقتلت القمل والأصول إذا دقت وأخرج ماؤه وخلط بخل وشرب نفع من نهشة الرتيلا. جالينوس في السابعة: هذا مركب من قوى متضادة وذلك أن فيه جوهراً قابضاً وهو بارد أرضى وفيه أيضاً قوة جاذبة حريفة وهي حارة وطعمه شاهد على ذلك وفيه مع هذا جوهر ثالث وهو الجوهر الموجود فيه وما دام رطباً حتى إذا جف ولا بد ضرورة أن يتحلل أولاً هذا الجوهر ويبقى فيه ذانك الجوهران الآخران أعني الجوهر البارد الذي يقبض والجوهر الحار الذي له الحدة والحرافة وورق هذا اللبلاب إذا طبخ بالشراب ما دام طرياً أعمل الجراحات الخبيثة وألحم الجراحات الخبيثة ويحتم القروح الحادثة من حرق النار وإن طبخ ورق هذا بالخل نفع الطحال وأما زهره فهو أقوى وبهذا السبب صار إذا سحقت مع القيروطي كانت من أبلغ شيء لحرق النار وأما عصارة هذا النبات فهو دواء يسعط به ويشفي أيضاً المادة المتحلبة إلى الآذان إذا هي عتقت والقروح العفنة التي تكون في الأنف، وإذا كانت عصارته في بعض الأوقات حارة فينبغي أن يخلط بها دهن ورد ودهن آخر عذب وأما صمغة هذا النبات فإنها تقتل القمل وتحلق الشعر لأن قوتها تحرق إحراقاً خفيفاً وذلك أنه بمنزلة صمغ مائي وكذا صمغ كل شجرة أخرى أي الصموغ كانت مما تسمى دمعة الشجر.
قسطرن:(2/50)
ديسقوريدوس في الرابعة: وقد يقال له قسحروطروقون أي المغتذي بالبارد وإنما سمي بهذا الإسم لأنه إنما ينبت في أماكن باردة، وأهل رومية يسمون هذا النبات ناطرفيقي، ويسمونه أيضاً رسوارنيا وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة وله ساق دقيقة طولها نحو من ذراع أو أكبر مربع وورق طوال لينة شبيهة في شكلها بورق شجر البلوط مشرفة طيبة الرائحة وما يلي الأرض من الورق هو أعظم من سائر الورق وعلى طرف الساق زر مجتمع قريب من اجتماع السنبلة شبهه بالسعتر الذي يقال له نميراً وورق هذا النبات ينبغي أن يجتمع وأن يجفف وإن أكثر شيء منهما يستعمل من هذا النبات ورقه وله عروق دقاق مثل عروق الحريق. وهذه العروق إذا شربت بالشراب الذي يقال له أدرومالي قيأت البلغم وقد يسقى من الورق مقدار درخمي بالشراب الذي يقال له أدرومالي بالماء لشدخ العضل ووجع الأرحام الذي يعرض معه الإختناق وغيره من أوجاعها وقد يسقى أيضاً من الورق ثلاث درخميات مع قوطولوس من الشراب لنهش الهوام ذوات السموم وإذا تضمد أيضاً بهذا النبات نفع أيضاً من نهشها وإذا شرب منه مقدار درخمي بالشراب وافق ضرر الأدوية القتالة وإذا تقدم إنسان في شربة وشرب من بعد شربه إياه شراباً قتالاً لم يحك في وقد يدر البول ويسهل البطن وإذا شرب منه مقدار بالماء أبرأ من الصرع والجنون ووجع الكبد وإذا شرب منه مقدار درخمي بخل وعسل أبرأ من وجع الطحال وإذا أخذ منه بعد الطعام مقدار باقلاة بعسل منزوع الرغوة هضم الطعام وقد يسقى منه أيضاً من يعرض له جشاء حامض وقد يعطي منه من كان فاسد المعدة ليمضغه ويبتلعه ويتحسى بعده شراباً ممزوجاً فينتفع به وقد يسقى منه من به نفث الدم من الصدر مقدار ثلاث أوثولوسات بقوانوس من الشراب الممزوج قريباً من الفاتر فينتفع به، وقد يسقى منه بالماء من به حبن إن كان محموماً مقدار درخمين بالشراب الذي يقال له أدرومالي وإن كان ليس بمحموم فبالشراب الذي يقال له أونومالي، وإذا شرب منه مقدار درخمي بالشراب أبرأ من اليرقان وأدر الطمث وإذا شرب منه مقدار أربع درخميات بعشر قوانوسات من الشراب الذي يقال له أدرومالي أسهل الطبيعة وإذا استعمل بالعسل كان صالحاً لقرحة الرئة المزمنة والقيح الكائن في الصدر والرئة ويجب لمن يخزن ورق هذا النبات أن يجففه أولاً ثم يدقه ناعماً ثم يجعله في إناء من فخار. جالينوس في السابعة: هذا دواء يقطع الأخلاط وطعمه دليل على ذلك إذ كان مراً وكان مع هذا حريفاً وتجربته أيضاً تدل على ذلك إذ كان يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين وينقي ويجلو الرئة والكبد والصدر ويدر الطمث وينفع أصحاب الصرع ويشفي من الهتك والفسخ العارض في العضل وإذا وضع كالضماد على نهش بعض الهوام الخبيثة نفع وإذا شرب نفع من عرق النسا ومن الجشاء الحامض. الغافقي: إذا غسل بطبيخه الوجه نفع من الرمد والكمنة وإذا قطرت في الأذن عصارته نفعت من وجع الأسنان وإذا أخذ من وشائعه ثلاث وطبخت في الماء وشربت قطعت القيء الذريع.
قسط هندي: هو الأسود الحلو.
قسط بحري: هو الأبيض المر.
قسط شامي: هو الراسن وقد ذكر في الراء.
قسطوره: هو الجندبادستر وقد ذكرته في حرف الجيم.
قشمش: هو الكشمش وهو زبيب صغير لا نوى له وسيأتي ذكره في الكاف.
قسطانيقي: هو البقلة اليمانية بلغة أهل السواد وقد ذكرته في حرف الباء.
قسطريون: هو الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم.
قستوس: بالتاء المنقوطة باثنين من فوقها وهي بين السين والواو وهو إسم لنوع من الحطب وهو حطب شعراوي ويحرق عندنا أنواعه بالأفران ويسميه عامتنا بالسكوس وهو أيضاً يسمى السقواص وهو الذي ترجمه حنين في كتاب ديسقوريدوس بلحية التيس وقد ذكرته في اللام.
قسب: إسم لنوع من التمر يكون بالعراق جليلاً على هيئة التمر المسمى بالمغرب بالمقلقل الذي يجلب من بلاد فزان إلا أن القسب صغير النوى أطيب منه طعماً جداً لونه أحمر إلى البياض.
قشور:(2/51)
جالينوس في 9: من القشور ما هي قشور النحاس وهي نافعة لأشياء كثيرة ومنها قشور الحديد وقشور الشابرقان وههنا قشور أخر يقال لها قشور المسامير وجميع القشور يجفف تجفيفاً شديداً والفرق والخلاف بين بعضها وبعض في أنها تجفف أكثر أو أقل وفي أنها أيضاً من جوهر غليظ أو من جوهر لطيف بعض أكثر من بعض وفي أن فيها قبضاً أكثر وأقل فالقشور التي يقال لها قشور المسامير تجفف أكثر من الجميع لأنها ألطف من الغير من أنواع القشور وذلك لأن فيها مع هذا زنجاراً. وأما قشور الحديد فالقبض فيها أكثر وهو في قشور الشابرقان أكثر منه في قشور الحديد أعني بالشابرقان الحديد الذي هو صلب جداً ولذلك صار هذان النوعان من القشور أنفع في الجراحات الخبيثة من قشور النحاس. وأما قشور النحاس فهي تنقص اللحم وتذيبه أكثر من قشور الحديد وقشور الشابرقان، وأما قشور المسامير فهي في ذلك أكثر من قشور النحاس وجميع أنواع القشور يلذع بالذوق وهي مما يدل على أن قوام جوهرها ليس بكثير اللطافة بل الأحرى أن يكون أغلظ وذلك أن الألطف دائماً من الأشياء التي في قوتها قوة واحدة بعينها هو أقل تلذيعاً.
قشر ترجيه: الرازي: هو عقار فارسي معروف بهذا الإسم يؤكل مثل الباقلا الرطب ينفع جداً للباه.
قشبة: كتاب الرحلة: إسم حجازي لقشور تجلب إلى مكة يشبه ما غلظ من قشر السليخة الحمراء يشوبه خشونة يسيرة طعمه فيه قبوضة وعفوصة يسيرة يستعملونه في بخورات الشراب يؤتى به من اليمن أول الإسم قاف مكسورة ثم شين معجمة ساكنة ثم باء بواحدة من تحتها مفتوحة بعدها هاء ساكنة.
قصب: ديسقوريدوس في ا: منه ما يقال له بسطرس وهو المصمت وهو الذي يعمل منه النشاب ومنه ما يقال له شلس وهو الأنثى وهو الذي يعمل منه ألسن النايات، ومنه ما يقال له سورلعبات وهو الكباي وهو كثير العقد غليظ الجرم ويصلح لأن يكتب به ومنه ما هو غليظ مجوف ينبت على شواطئ الأنهار يقال له دوهس ومن الناس من يسميه وقورباس ومنه ما يسميه فرعنطس وهو الساحلي إلى الرقة ما هو لونه أبيض وجل الناس يعرفون أصله. إذا تضمد به وحده أو مع بصل الزير جذب من عمق البدن واللحم أزجة النشاب وشظايا الخشب والقصب والسلاء وما أشبه ذلك وإذا تضمد به مع الخل سكن انفتال العصب ووجع الصلب وإذا دق ورقه وهو طري ووضع على الحمرة وعلى الأورام الحارة أبرأها وقشره إذا أحرق وتضمد به مع الخل أبرأ داء الثعلب وزهر القصب إذا وقع في الأذن أحدث صمماً وقد يقع بفعل القصب الذي يقال له فريوربوس مثل ما يفعل الأموغثطس. جالينوس في 7: أصل القصب قد ذكر قوم أنه إذا خلط مع بصل الزير اجتذب من عمق البدن السلاء والإبر لأن فيه قوّة جاذبة وفيه من قوّة الجلاء شيء يسير من غير حدة ولا حرافة. وأما ورق القصب فما دام طرياً فهو يبرد تبريداً يسيراً، وفيه مع هذا شيء من قوّة الجلاء، وأما قشور القصب إذا أحرقت فقوتها لطيفة في غاية اللطافة محللة وفيها أيضاً شيء يجلو، وإسخانها أكثر من تجفيفها وينبغي أن يحذر القطن الذي في أطراف القصب فإنه إن دخل في الأذن منه شيء لحج بها وتعلق فيها جداً فأضر بالسمع حتى إنه مراراً كثيرة يحدث صمماً. غيره: والندى الذي ينزل على القصب ينفع من بياض العين. الشريف: وإذا افترش ورقه في بيوت المحمومين غضاً ورش عليه الماء البارد برد وكسر حدة حرّ الهواء القوي ونفع ذلك بمعونته في تبريد الهواء الواصل إلى العليل وإذا أحرق الأصل وسحق وديف بمثله حناء وخضب به الرأس شد أجزاءه وغلق مسامه وأعان على إنبات الشعر.
قصب الذريرة:(2/52)
ديسقوريدوس في الأولى: مالاحش الذراماطيطس ينبت ببلاد الهند وأجوده ما كان لونه ياقوتياً متقارب العقد إذا هشم ينهشم إلى شظايا كثيرة أنبوبية طويلة لونها إلى البياض ما هو، ملامن شي لونه إلى البياض ما هو شبيه بنسج العنكبوت لزج إذا مضغ فهو قابض فيه حرافة. جالينوس في 7: في هذا القصب قبض قليل وفيه أيضاً حدة وحرافة يسيرة وأما أكثر جوهره فهو من طبيعة أرضية وطبيعة هوائية متمازجين تمازجاً حسناً على توسط من الحرارة والبرودة فهو لذلك يدر البول إدراراً يسيراً ويخلط في الأضمدة التي تتخذ في المعدة والكبد وفي الأدوية التي يكمد بها الرحم بسبب أورام تحدث فيه وبسبب إدرار الطمث وإذا خلط في هذه الأدوية نفع منفعة كثيرة جداً وإذا كان الأمر فيه على هذا فليوضع من الدرجة الثانية من الإسخان والتجفيف وخاصة من درجات الأدوية التي تجفيفها أكثر من إسخانها وفيه مع هذا شيء لطيف كما في الأفاويه الأخر إلا أن اللطيف موجود في كثير من الأشياء الطيبة الروائح بمقدار قبض جداً وأما في قصب الذريرة فليس هو بكثير. ديسقوريدوس: وإذا شرب أدر البول وكذلك إذا طبخ مع الثيل أو مع زر الكرفس وشرب وافق من به حرق ومن كانت بكلاه علة والذين بهم تقطير البول وشدخ العضل وإذا شرب أو احتمل أدر الطمث ويبرئ من السعال إذا تدخن به وحده أو مع صمغ البطن واجتذب رائحة دخانه في أنبوبة في الفم وقد يطبخ فينفع من أوجاع الأرحام إذا جلس النساء في مائه وقد يقع في أخلاط بعض المراهم وفي أخلاط بعض الدخن لطيب رائحته.
قصب السكر: أبو حنيفة: هو أنواع فمنه أبيض ومنه أصفر ومنه أسود والأسود لا يعصر وهو يغلظ ويعبل حتى لا تحيط به الكفان وإنما يعتصر الأبيض والأصفر ويقال لعصارته عسل القصب وأجوده ما يجاء به من أرض الزنج أصفر مثل الأترج والقند ما يجمد من عصر قصب السكر ثم يتخذ منه السكر ويقال لما جعل فيه القند من السويق وغيره مقنود ومقند كما يقال معسول ومعسل. الدمشقي: وقصب السكر لطيف ملائم للبدن نافع من الخشونة التي تعرض في الصدر والرئة والحلق ويجلو الرطوبة اللطيفة المتولدة فيها ويدر البول ويولد نفخاً ولا سيما إذا أخذ بعد الطعام وقصب السكر ملين للطبيعة واستعماله لتهييج القيء صالح إذا شرب على أثره ماء فاتر وتهوع بريشة طويلة وغمست في دهن الشيرج. المنصوري: هو حار باعتدال يدر البول ويذهب بالحرقة الكائنة عند خروجه وينفع من السعال جداً. إسحاق بن عمران: يقطع الإلتهاب العارض في المعدة برطوبته ولطافته وينقي المثانة جداً.
قصاص: هو النحلي. ديسقوريدوس في الرابعة: قرطس هو تمنش كله أبيض وله قضبان طولها نحو من ذراع أو أكثر عليها ورق شبيه بورق الحلبة أو الحندقوقا التي يقال لها طريقلن إلا أنها أصغر منه وفي وسط الورق شيء شبيه بالصلب من ظهر الإنسان وإذا فرك فاحت منه رائحة المر وطعمه شبيه بطعم الحمص الطري. جالينوس في 7: وورق هذا النبات قوته محللة مخالطة كقوة مائية ورق الملوكية. ديسقوريدوس: ولورق هذا النبات قوة مبردة وإذا دق ناعماً وخلط بالخبز وضمدت به الأورام البلغمية في ابتداء كونها حللها وطبيخ الورق إِذا شرب أدر البول، ومن الناس من يزرع هذا النبات بالقرب من مواضع النحل لأن عندهم يجتمع إليه النحل.
قصد: هو العوسج وقد ذكرته في العين.
قضم: هو القطن العتيق وسنذكره فيما بعد إن شاء الله.
قضاب مصري:(2/53)
كتاب الرحلة: إسم عربي أوله قاف مضمومة ثم ضاد معجمة مفتوحة مشددة ثم ألف ثم باء بواحدة إسم لنوع كبير من عصا الراعي بأرض مصر وهو من الجنبة قضبانها طوال ويحمر إذا جفت وهو أكثر حطب الأفران بمصر والقاهرة. لي: القضاب بالديار المصرية خاصة وليس هو عصا الراعي الذكر كما زعم بعض الناس بل هو النبات المذكور في أول المقالة الرابعة من ديسقوريدوس المسمى باليونانية قلياطيس. ديسقوريدوس: ومن الناس من يسميه مرسنويداس ومعناه الشبيه بالآس ومنهم من يسميه قولوغونداس ومعناه الشبيه بعصا الراعي وهو نبات ينبت على وجه الأرض وله قضبان طوال رقاق شبيهة بقضبان الأذخر وورق صغار شبيه في شكله بورق الغار غير أنه أصغر منه بكثير وإذا شرب ورق هذا النبات مع قضبانه بالشراب قطع الإسهال ونفع من قرحة الأمعاء وإذا خلط باللبن ودهن الورد أو اللبن ودهن الحناء واحتملته المرأة في فرزجة أبرأ أوجاع الرحم وإذا مضغ سكن وجع الأسنان وإذا وضع على نهشه شيء من ذوات السموم نفع منها. وقد يقال أنه إذا شرب بالخل نفع من نهشة الثعبان وينبت في أرضين معطلة من العمارة. جالينوس في 7: وأما الدواء المسمى قلياطيس ويسمى أيضاً الشبيه بالغار ويسمونه قوم أخر الشبيه بالآس وقوم أخر يسمونه الشبيه بالبطباط وليس بحاد ولا حريف ولا هو محرق بل هو نافع من استطلاق البطن وقروح الأمعاء، وإذا شرب بالشراب أو مضغ سكن وجع الأسنان وإذا احتمل من أسفل نفع من وجع الأرحام.
قضب: هي الرطبة والفصفصة وقد ذكرتها في حرف الفاء.
قضم قريش: ويقال فم قريش وهو حب الصنوبر الصغار وقد ذكرته في حرف الصاد.
قطلب: القطلب عند أهل الشام هو الشجر المسمى أيضاً قاتل أبيه وبعجمية الأندلس مطرونية وثمره هو الحناء الأحمر وعامتنا بالأندلس يسميه عصير الدب. ديسقوريدوس في ا: هي شجيرة تشبه شجرة السفرجل وهو أدق ورقاً وثمرها مساو للإجاص في عظمه وليس له نوى، ويقال لثمره ماقولا وإذا نضج يصير لونه مائلاً إلى لون الزعفران أو الياقوت الأحمر وإذا كل بقي منه في الفم ثفل كالتبن وكان ردئاً للمعدة ويسدد سريعاً ويصدع. جالينوس في 7: هذه الشجرة ورقها وثمرتها يقبضان وثمرها رديء للمعدة. الغافقي: ثمره ينفع من السموم القتالة وإذا حمل مدقوقاً على العين أنضح الماء النازل فيها وهيأ للتقرح، وورقه إذا طبخ وشرب طبيخه سكن ثوران الدماميل والإبنات وإذا جفف وذر على الجراحات ألزقها ويجفف القروح الرطبة وينفع حرق النار.
قطن: ابن سمحون: أخبرني بعض أعراب حلب أن القطن يعظم عندهم شجره حتى يكون مثل شجر المشمش ويبقى عشرين سنة قال وأجوده الحديث وما زرع من عامه، ويسمى حديثه القور وعتيقه القضم، وهو خشن كله جداً قال أبو مسحل هو القطن والبرس والخرفع والعطب والكرفس والطوط وزعم بعض الرواة أنه يقال لحب القطن الخيشفوج. البصري: القطن حار رطب اللباس وهو شديد الإسخان ناعمه ما دام فيه طراوة لأنه يتلبد ودهن حبه نافع للكلف والنمش والجراحات الحارة الحادثة في الوجه. مسيح: حب القطن مسخن للصدر نافع للسعال. الرازي: حب القطن يلين ويسخن ويزيد في الباه، وعصارة ورقه تنفع إسهال الصبيان. الشريف: وإذا أحرق القطن البالي وحشي بحراقته الجراح قطع دمها وحيا، وإذا ألصق على الدماميل قلع ما فيها وقتلها لأن من خاصيته اجتذاب المواد من عمق البدن وإذا عمل منه فتل وأوقد طرفها ثم كوي به الثآليل المسمارية ثلاثاً قطعها وحياً، وإذا اشتم دخانه المزكوم نفعه. وذكر صعترين في الفلاحة النبطية أنه إذا أخذ من ورق القطن الصغار الغض شيئاً صالحاً وطرح في قدر وغمر بالماء وطبخ مع شيء من أصول القطن حتى يخرج قوّته وجلس فيه النساء نفع من اختناق الرحم وأوجاعها لما فيه من الخصوصية فلذلك إذا ضمد به مع ورق الرطبة نفع من وجع المفاصل الحارة والباردة وله خاصية في تسكين النقرس والضربان الدائم الحادث منه لا سيما إن خلط بشيء من دهن ورد. غيره: وثياب القطن أدفأ من ثياب الكتان تربي اللحم حارة لينة معتدلة في الحرارة واللين وهي أفضل شيء لمن كان مزاجه مائلاً إلى البرد، وبالجملة فإن القطن شديد الإسخان ناعم ما دام فيه طراوة حتى يتلبد فيذهب ذلك منه والقطن البالي العتيق يذهب اللحم الميت ويأكله من الجرح إذا وضع عليه.
قطرات كوثي:(2/54)
الشريف: إسم فارسي ذكره إبن وحشية في كتابه المنتخب وسماه قطرات كوثي يطلع من الأرض حوله ثلاث أو أربع قضبان هن أقصر منه وله أصل متمكن قوي جداً ذو عروق كثيرة ويعلو مقدار شبر ونصف وأشف في لونه أدنى حمرة مقنع بها له في رأسه فيقلة شبيهة بالفستقة فيها نوار أغبر له رائحة الطين إذا فرك وأكثر نباته بناحية حلوان وهو يؤكل كما تؤكل البقول مع اللحم في القلايا والمطحنات التي فيها حموضة لأن طعمه كطعم الماء يشوبه أدنى ملوحة مع رطوبة وهو بذلك يطيب مع الأشياء اليابسة من المأكولات والأشياء الحامضة، وقد يجفف ويرفع فيزداد ملوحة فإذا احتيج إليه في شيء من الطبيخ قطع وأنفع في ماء ثم يطبخ باللحم وقد يسلق ويؤكل بالخل والزيت والمري وخاصيته إصلاح الأحشاء ويطيب الجشاء جداً.
قطف: هو السرمق بالفارسية. ديسقوريدوس في الثانية: هو بقلة معروفة وهي صنفان منها بري ومنها بستاني. جالينوس في السادسة: مزاج القطف مزاج رطب بارد إلا أنه رطب في الدرجة الثانية بارد في الأولى وليس في القطف قبض بل هو مائي وليس بأرضي منه كالملوكية ونفوذه في البطن سريع لأن فيه لزوجة كلزوجة الملوكية وفيه مع هذا من التحليل شيء يسير جداً، وأما القطف والملوكية المزروعان في البساتين يرطبان ويبردان أكثر من الذي يخرج منهما في البر ولذلك صار النافع منهما للأورام الحارة والعلل المعروفة بالجمرة ما دام كل واحد منهما في ابتدائه أو في تزيده، وما كان ليناً بعد كان يغلي ويفور، وما كان منهما بستانياً فهو الأنفع والأوفق لها وفي وقت منتهاها وفيما بعد المنتهى وإذا هي صلبت وبردت فما هو بري منها فهو الأنفع والأوفق لها وأما بزر القطف فقوته تجلو فهو لذلك نافع لمن يحدث به اليرقان بسبب سدد في الكبد. ديسقوريدوس: وقد يطبخ قليلاً ويؤكل فيلين البطن وإذا تضمد بها مطبوخة أو غير مطبوخة حللت الأورام التي يقال لها فوحثلا والجمرة وإذا شرب بزرها بماء القراطن أبرأ من اليرقان. الرازي في المنصوري: جيد الغذاء نافع لأصحاب الأكباد الحارة وقال في دفع مضار الأغذية: يغذو غذاء بارداً رطباً لزجاً وهو صالح للمحمومين والمحرورين وهو مع ذلك سريع النزول ولا يحتاج أصحاب الأمزجة الحارة إلى إصلاحه فإنه لهم موافق ولا سيما إذا طبخ بالزيت فأما أصحاب الأمزاج الباردة فليأكلوه بعد السلق مقلواً بالزيت مطيباً بالأفاويه والأبازير. غيره: رديء للمعدة ويولد رياحاً غليظة نافخة. إسحاق بن عمران: بزر القطف صالح للأمزاج الحارة إلا أنه من السمائم القاتلة إذا أخذ منه بغير تقدير وهو متى استعمل مع الملح والعسل ينقي المعدة وأخذه غرر ويجلو وإن شرب منه قدر درهمين بعسل وماء حار قيأ مرة صفراء. الشريف: إذا غمست الأيدي الجربة الصفراوية في ماء طبيخه وهو حار نفع منها وإذا اكتحل ببزره مع مثله سكراً مسحوقين نفع من جرب العين وخاصيته تحليل الأورام في الحلق وتليين الصدر أكثر وأما بزره فإنه في نهاية ما يكون من شفاء الأورام الباطنة والظاهرة بأن يدق ويبل بماء القطف ويطلى عليها وفي الباطنة أن تنعم سحقه ثم يشرب بأي الأشربة أمكن مثل السكنجبين والجلاب والماورد أو بالماء وحده وهو دواء جيد للإستسقاء إن شرب منه ثلاثة أسابيع في كل يوم درهمين، وإذا تلطخ بورقه في الحمام مرضوضاً نفع من الحكة وإذا غسلت ثياب الخز والحرير الوسخة بماء طبيخه أزال وضرها من غير أن يضر بالألوان وأما النوع البري منه فإن بزره إذا طبخ منه نصف أوقية في مقدار رطل ماء إلى أن ينقص النصف ثم يصفى ويسقى المرأة لإمتساك المشيمة أسقطتها وإن كان لها بها أيام فإنه بليغ في ذلك مجرب.
قطف بحري: هو الملوخ وسيأتي ذكره في الميم.
قطران: قد ذكر في حرف الشين المعجمة في رسم شربين.
قطيفة: هو النبات المسمى باليونانية عيافيلون من الحاوي، وقد ذكرته في حرف الفاء في رسم فضة.
قطاة:(2/55)
قالت الحوران: لحمه يابس ليس بحار نافع لمن به سدد وضعف في الكبد وفساد المزاج والإستسقاء ويولد السودا. المنهاج: هي عسرة الإنهضام رديئة الغذاء ويقلل ضررها الدهن الكثيرة. الرازي: وأما القطاة وما أشبهه من الطيور الحمر اللحم جداً فإن الخل يصلحها وأكثر ما تؤكل مصوصاً. خواص ابن زهر: عظام القطاة إن حرق وأخذ رماده وغلي بزيت انقاق وطلي به على رأس الأقرع وموضع داء الثعلب أبنت فيه الشعر مجرب.
قطائف: الرازي في دفع مضار الأغذية: القطائف المحشوة بالجوز ودهنه مسخن مبثر للفم إلا أن يقشر جوزه وهو كثير الأغذاء ولذلك ينبغي أن يعتني بعد أكله بغسل الفم وبتنقيته ويشرب عليه المحرورون السكنجبين الحامض ويأخذ بعض ما يفتح سدد الكبد لأن خبزه خبز فطير والقطائف المتخذة بالجوز أسرع نفوذاً ونزولاً وأوفق للمشايخ والمبرودين من المتخذة باللوز واللوزي أوفق للمحرورين. المنهاج: القطائف المحشوة أجوده الرباعي المحتمر النضيج والمعمول منه بالجوز أشد حرارة وهو ينضج صالح لمدمني الرياضة ولذات الصدر وإذا عمل بلوز وسكر غذى كثيراً ويبطئ هضمه ويحدث الحصا في المثانة ويصلحه الرمان المز والسكنجبين.
قعبل: ديسقوريدوس في الثانية: سفراطيون ومن الناس من يسميه سقلاريون وهو نبات له أصل شبيه ببلبوش كثيراً لونه إلى الحمرة مر الطعم يحذي اللسان وله ورق شبيه بورق السوسن إلا أنه أطول منه. جالينوس في 8: أصل هذا النبات شبيه ببصل الفار وفي قوته وفي طعمه ومن أجل ذلك قد يستعمله قوم مكان بصل الفار إذا لم يقدروا على البصل لأنه يفعل جميع ما يفعله من الأفعال الغليظة إلا أنه في فعله أضعف منه جداً. ديسقوريدوس: وقوته مثل قوة الأسقيل ولذلك إذا خرج ماؤه وعجن بدقيق الكرسنة وعملت منه أقراص وسقي منها المطحولون والمجنونون بالشراب المسمى أدرومالي انتفعوا بها جداً.
قعنب: الغافقي: يسمى بعجمية الأندلس طرنبة وهي شجرة تنبت على ساق ولها ورق قريب من ورق الأسفاناخ ولونها إلى الصفرة ولها رؤوس صفر تؤكل عساليبها كما يؤكل الرازيانج وهي نافعة حلوة فإذا انتهت صار فيها مرارة ويعرفها بعض أهل البادية باللعاس والقعنب أيضاً هو الثعلب.
قفر اليهود:(2/56)
ويقال كف اليهود. التميمي في المرشد: وأما القفر اليهودي فيختص به أحد النوعين من القفر المستخرجين من بحيرة يهودا وهي البحيرة المنتنة التي من أعمال فلسطين بالقرب من البيت المقدس التي هي ما بين الغورين غور زغر وغور أريحا وهي القفر المحتفر عليه المستخرج من تربة ساحل هذه البحيرة وهو أفضل نوعي قفر اليهود وهذا الصنف هو الذي يدخل في أخلاط الترياق الأكبر المسمى الفاروق والمعول عليه وذلك أن القفر اليهودي يسمى بتلك الناحية الخمر من أجل أن أهل تلك الضياع الشامية كلهم يخمرون به كرومهم. ومعنى التخمير أن يحل أحد نوعي هذا القفر المستخرج من هذه البحيرة بالزيت فإذا هم زبروا كرومهم أي قلموها عند نفش الكرم وبرزت عيونه أخذوا هذا القفر المحلول بالزيت ثم جاؤوا إلى كل عين من عيون الكرم فيغمسوا في ذلك القفر المحلول عوداً في غلظ الخنصر، ثم حكوا به تحت العين بالقرب منها خطة دائرة على ساق الغصن أو القضيب أو ساق الكرم ليمنع الدود من الرقي إلى عيون الكرم ومن أكلها فإذا فعلوا ذلك سلمت لهم كرومهم من فساد الدود، وإن هم أغفلوا ذلك الفعل صعد الدود إلى عيون الكرم فرعاها وأفسد الثمر والورق جميعاً فمن القفر اليهودي هذا الصنف المحتفر عليه المسمى بالشام أبو طامون، ومنه صنف آخر يرمى به بالحيرة في الأيام الشاتية إلى ساحلها وهو في منظره أحسن لوناً من أبو طامون وأشد بصيصاً وبريقاً وأشد رائحة وذلك أن رائحة هذا الصنف الذي ترمى به البحيرة رائحة النفط الشديد الرائحة وذلك أنه ينبع من قرار هذه البحيرة ويخرج من عيون الصخور التي في قرارها كمثل ما ينبع العنبر في قرار البحر ويركب بعضه بعضاً فإذا كان في أيام الشتاء واشتدت الرياح وكثرت الأمواج وكثر البحر واشتدت حركة مائه انقلع ذلك القفر الجامد اللاصق بالصخور فيطفو فوق وجه الماء الذي فيه من جوهر الدهنية وخفتها فترمي به الريح إلى ساحل البحيرة وليس للقفر اليهودي في جميع بلدان الأرض معدن غير هذه البحيرة، وأما الصنف منه المسمى أبو طامون وهو القفر اليهودي بالحقيقة فإنه يحتفر عليه في ساحل البحيرة المنتنة بالقرب من الماء ومن تكسر أمواجها نحواً من الذراع أو الذراعين من الأرض فيجدونه مجتمعاً في بطن الأرض متولداً في نفس تلك التربة قطعاً مختلطاً بالملح والحصا والتربة فيجمعون منه شيئاً كثيراً ويصفونه مما فيه من الحصا والتراب بالنار والماء الحار كمثل ما يصفون الموم ثم يخرجوه بعد التصفية فيأتي لونه مطفياً كمداً ليس له شدة البصيص كالقفر الذي ترمي به البحيرة ولا روائح النفط الموجود فيما ترمي به بل تكون رائحة هذا النوع الذي يحتفرون عليه ويضفونه ويسمونه أبو طامون تضرب إلى رائحة القبر العراقي وإذا كسرت القطعة منه لم يكن لها من البصيص ما للقفر الذي ترمي به البحيرة. ديسقوريدوس في الأولى: القفر اليهودي بعضه أجود من البعض والجيد من القفر ما كان لونه شبيهاً بلون الفرفير براقاً قوي الرائحة رزيناً. وأما الأسود منه الوسخ فرديء لأنه يغش بزفت ويخلط فيه وقد يكون بالبلاد التي يقال لها قوتيقيا والمدينة التي يقال لها صيدون والمكان الذي يقال له باقلون والمدينة التي يقال لها صاراقبيس وقد يكون في بلاد القوم الذين يقال لهم أمرعسطو سوى الذي من صقلية رطوبة تطفو على مياه العيون يستعملها الناس في السرج بدل الزيت ويسمونها دهناً صقلياً، ويغلطون لأنه إنما هو نوع من القفر اليهودي الرطب ويدعى بطالاطالس. جالينوس في 11: القفر اليهودي هذا أيضاً واحد من الأنواع التي تتولد في ماء البحر وفي غيره من المياه الشبيهة به ولذلك صار يؤخذ هذا الدواء طافياً على مياه الحمامات في أوبولوقيا وفي أسوس من المواضع وفي غير ذلك من البلدان بمنزلة الزبد وما دام يسيح فوق الماء فهو رطب سيال ثم أنه يجف بعد ذلك حتى يصير أصلب من الزفت اليابس وقد يتولد من هذا القفر مقدار كثير جداً في البحيرة المعروفة بالمنتنة وهي بحيرة مالحة في بلاد غور الشام. وقوة هذا الدواء تجفف وتسخن نحواً من الدرجة الثانية ولذلك صار يستعمل في إلزاق الجراحات الطرية بدمها وفي سائر ما يحتاج إلى التجفيف مع الإسخان اليسير. حبيش: في شقشما هي كقفر يهودا وهو الخمر وهو أرفع ما يكون من الموميا إذا أصبته خالصاً ينفع بإذن الله تعالى من إرضاض اللحم ومن الكسر(2/57)
إذا ضمدت به من خارج ويغلى بالزيت الخالص ويسقى للمرضوض اللحم ويؤخذ المشاقة وشيء منه وتوضع عليه من خارج فيبرأ بإذن الله. ديسقوريدوس: ولكل قفر قوة مانعة من تورم الجراحات ملزقة للشعر النابت في الجفون محللة ملينة، وإذا احتمل أو اشتم أو تدخن به كان صالحاً للأوجاع العارضة للنساء التي يعرض منها الإختناق ولخروج الرحم وإذا تدخن به نفع صرع من به صرع كما يفعل الحجر الذي يقال له ماغناطيس، وإذا شرب بجندبادستر وخمر أدر الطمث ونفع من السعال المزمن وعسر النفس ونهش الهوام وعرق النسا وأوجاع الجنب وقد يحبب ويعطى منه من كان به إسهال مزمن وإذا شرب بخل ذوب الدم المنعقد وقد يذوب ويحتقن به مع ماء الشعير لقرحة الأمعاء وإذا استنشق دخانه نفع من النزلات وإذا وضع على السن الوجعة سكن وجعها. واليابس من القفر إذا استعمل مسحوقاً بميل ألزق الشعر النابت في العين وإذا تضمد به مع دقيق الشعير ونطرون وموم نفع المنفرسين ومن كان به إسهال ووجع المفاصل. التميمي: يحلل الأورام الحاسية الباردة ويدمل القروح ويلين ويمدد ويجلو البياض من العين ويجفف رطوبات القروح الرطبة تجفيفاً شديداً ويدملها مع فضل حرارة فيه قوية ويبس ويقتل الديدان في الشجر ويمنعها من أكل عيون الكرم أول ما تعين ويقتل ما في الآبار والصهاريج من الديدان الصغار الحمر وقد يدخل في كثير من المراهم المنبتة للحم المرملة المجففة للقروح وهو طراد للرياح الغليظة الكائنة في المعدة والشراسيف حتى إنها تخرجها بالجشاء وقد يدخل في سفوفات الأطفال وفي وجوراتهم وفي سفوفات النساء والرجال المعينة على هضم الأغذية المحللة للنفخ والقراقر، وقوم يدخلونه في الدخن وإذا دخن به في المنزل والمكان لشيء طرد منه الهوام وطرد الحبات والعقارب وسائر الهوام وقد يسميه الصيادلة الأشبرطم. قال ابن سينا: يقوي الأعصاب وينفع من بياض الأظفار لطوخاً وينضج ويفتح الخنازير ويطلى على القوابي وينفع من قروح الرئة ويعين على النفث ويخرج المدة من الصدر وينفع من أمراض اللوزتين ومن الخناق وينفع من صلابة الرحم.إذا ضمدت به من خارج ويغلى بالزيت الخالص ويسقى للمرضوض اللحم ويؤخذ المشاقة وشيء منه وتوضع عليه من خارج فيبرأ بإذن الله. ديسقوريدوس: ولكل قفر قوة مانعة من تورم الجراحات ملزقة للشعر النابت في الجفون محللة ملينة، وإذا احتمل أو اشتم أو تدخن به كان صالحاً للأوجاع العارضة للنساء التي يعرض منها الإختناق ولخروج الرحم وإذا تدخن به نفع صرع من به صرع كما يفعل الحجر الذي يقال له ماغناطيس، وإذا شرب بجندبادستر وخمر أدر الطمث ونفع من السعال المزمن وعسر النفس ونهش الهوام وعرق النسا وأوجاع الجنب وقد يحبب ويعطى منه من كان به إسهال مزمن وإذا شرب بخل ذوب الدم المنعقد وقد يذوب ويحتقن به مع ماء الشعير لقرحة الأمعاء وإذا استنشق دخانه نفع من النزلات وإذا وضع على السن الوجعة سكن وجعها. واليابس من القفر إذا استعمل مسحوقاً بميل ألزق الشعر النابت في العين وإذا تضمد به مع دقيق الشعير ونطرون وموم نفع المنفرسين ومن كان به إسهال ووجع المفاصل. التميمي: يحلل الأورام الحاسية الباردة ويدمل القروح ويلين ويمدد ويجلو البياض من العين ويجفف رطوبات القروح الرطبة تجفيفاً شديداً ويدملها مع فضل حرارة فيه قوية ويبس ويقتل الديدان في الشجر ويمنعها من أكل عيون الكرم أول ما تعين ويقتل ما في الآبار والصهاريج من الديدان الصغار الحمر وقد يدخل في كثير من المراهم المنبتة للحم المرملة المجففة للقروح وهو طراد للرياح الغليظة الكائنة في المعدة والشراسيف حتى إنها تخرجها بالجشاء وقد يدخل في سفوفات الأطفال وفي وجوراتهم وفي سفوفات النساء والرجال المعينة على هضم الأغذية المحللة للنفخ والقراقر، وقوم يدخلونه في الدخن وإذا دخن به في المنزل والمكان لشيء طرد منه الهوام وطرد الحبات والعقارب وسائر الهوام وقد يسميه الصيادلة الأشبرطم. قال ابن سينا: يقوي الأعصاب وينفع من بياض الأظفار لطوخاً وينضج ويفتح الخنازير ويطلى على القوابي وينفع من قروح الرئة ويعين على النفث ويخرج المدة من الصدر وينفع من أمراض اللوزتين ومن الخناق وينفع من صلابة الرحم.
قفوز: أبو حنيفة: هو نبات ترعاه القطاة. ابن ماسويه: بزره حار يابس في الثالثة يجفف رطوبات الرأس ويحللها.(2/58)
قفلوط: هو ضرب من الكراث الشامي وسيأتي ذكر الكراث في حرف الكاف.
قلقاس: بعض علمائنا هو شيء ينبت على المياه وله ورق كبير أملس يشبه ورق الموز إلا أنه ليس بطوله وهو مجفف يشبه الطرغة أو يشبه ورق القرع ولكل ورقة من ورقه قضيب منفرد غلظه كالأصبع وأكبر ونبات القضيب من الأصل الذي من الأرض، وليس لهذا النبات ساق ولا ثمر وأصله شبيه بالأترجة إلا أن ظاهره مائل إلى الحمرة وداخله أبيض وكثيف مكتنز مشاكل للموز وطعمه فيه قبض مع حرافة قوية تدل على حرارته ويبسه وهو يابس في الأولى إذا سلق بالماء زالت حرافته جملة واكتسبت مع ما فيه من القبض اليسير لزوجة مغرية كانت فيه بالقوة إلا أن حرافته كانت تسترها وتخفيها ولذلك صار غذاء غليظاً بطيء الإنهضام ثقيلاً في المعدة لكثافة جسمه ولزوجته إلا أنه لما فيه من القبض والعفوصة صارت فيه قوة مقوية للمعدة معينة على حبس البطن إذا أخذ منه مقدار لا يثقل على المعدة فتحيله ضرورة لثقله وبعد انهضامه ولما فيه من اللزوجة والتغرية صار نافعاً من سحوج الأمعاء وقشره أقوى على حبس البطن من لحمه لأن القبض فيه أغلب. غيره: يزيد في الباه ويسمن وإدمانه يولد السوداء.
قلقل: أبو حنيفة: هو شجرة خضراء تنهض على ساق ونباتها الآكام دون الرياض ولها حب كحب اللوبيا حلو طيب يؤكل والسائمة حريصة على أكله، ومنابته الغليظ والجلد من الأرض وحب القلقل مهيج على النكاح يأكله الناس لذلك ويقال القلقل وقلقلان وقلاقل. وقال أبو عمر: والقلقلان أحمر بطون الورق أحمر ظهورها والقلقل من النبات الذي إذا جف ثم هبت عليه الريح كان له جرس وزجل. كتاب الرحلة: هو معروف بالعراق مزدرع على السواقي في مزارع القطن وغيره فيعظم شجره حتى يكون في قدر شجر الشهدانج المتوسط ويتخذ منه الأرشية كما يتخذ من العنب وهو عندهم أنجب في الماء من ذلك وورقه ثلاث ثلاث سمسمية الشكل وشهدانية الشكل ويكون أيضاً حبه في كل معلاق، إلا أنه أقل تشريفاً وأصلب وأقصر وخضرتها مائلة إلى الدهمة وساق شجرتها إلى الحمرة فيها قليل زغب وطعم الورق مر وزهره قطني الشكل، إلا أنه أميل إلى البياض وثمره في أوعية خشنة على شكل بزر الشوكة الطويلة إلا أنه أكبر نحو من نوى القرطم في القدر ولونه أغبر وطعمه حلو وفيه لزوجة وقد إزدرعته في بلادنا فانجب. ابن ماسويه: حار رطب زائد في الجماع وخاصة إذا خلط بالسمسم وعجن بعسل الطبرزد وفانيذ وليس يكون جيداً ولا هو رديء الخلط وإن قلي فهو أحمد والإكثار منه يتخم ويورث هيضة. ماسرحويه: حار رطب في الثانية زائد في الباه وإن تنقل به على الشراب صدع وليس خلطه برديء وخاصة إذا قلي. مسيح والرازي: مثله.
قلب: أوله قاف مضمومة بعدها لام ساكنة ثم باء واحدة. سليمان بن حسان: إنما سمي هذا النبات بهذا الإسم وهو من أسماء الفضة لأن له بزراً صلباً شبيهاً بالفضة في بياضها وصلابتها وينبت في بلاد الأندلس كثيراً وهو معروف بها ولم أره بموضع من المواضع التي سلكتها من بلاد الشام ورأيته بديار بكر بظاهر مدينة آمد قبالة برج الزاوية المعروف ببرج الصالح عند الطاحون التي هناك في فصل الخريف ولا يتوهم أنه حب القُلْب الذي ذكرته في الحاء المهملة بل هو غيره، ويسمى هذا النبت بعجمية الأندلس سحس إقراعيه ومعناه كاسر الحجر وباليونانية لبيس قزمن ومعناه البزر الحجري. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له ورق شبيه بورق الزيتون إلا أنه أطول منه وألين وأعرض وما كان منه مما يلي الأرض فإنه مفترش عليها وله أغصان قائمة دقاق في رقة عيدان الأذخر صلبة وعلى أطراف الأغصان شيء كأنه ساق ينقسم نصفين وفيه ورق صغار وعند الورق بزر صلب كأنه الحجر مستدير أبيض في عظم الكرسنة الصغيرة وينبت في أماكن خشنة ومواضع غالية وقوة البزر إذا شرب بشراب أبيض أنه يفتت الحصاة ويدر البول. الغافقي: وقد يدر الطمث ويذهب الربو والفواق وهو جيد لإستطلاق البطن والبواسير مجفف للمني والشربة منه وزن درهمين.
قلانش:(2/59)
كتاب الرحلة: إسم لنوع من النبات المسمى عندنا بخوخ المروج في صفاتها كلها من لون أغصانه ولون ورقه إلا أن ورق هذا أقصر وأعرض بقليل وقصبه متقاربة العقد رخصة خوارة وتنبسط على الأرض بخلاف ذلك وهو بضفتي نيل مصر كثيراً ويسمونه كما ذكرت وطعمه تفه بيسير لزوجة فيه ويستعملونه في الأصبغة مكان الحشيشة والحشيشة عندهم إسم لليردن. أول الإسم قاف مفتوحة ثم لام ثم ألف ثم نون مشددة بعدها شين معجمة. غيره: عصارته إذا شربت نفعت من نفث الدم من الصدر مجرب ويقطع نزف الدم أيضاً حمولاً وفعله في ذلك قريب من فعل الدواء المسمى باليونانية لرسيماحيوس المذكور في حرف اللام وكأنه نوع منه ولم أره بغير مصر.
قلشونوذيون: ديسقوريدوس في الثالثة: هو شجيرة صغيرة تستعمل في وقود النار طوله نحو من شبر ينبت بين الصخور ولها ورق شبيه بورق صنف من النمام الذي يقال له أرقلس وزهر شبيه بأرجل السرير متفرق بعضه من بعض مثل زهر قراسيون. جالينوس في السابعة: قوة هذا قوة حارة لم تبلغ بعد إلى أن تحرق وهو مع هذا لطيف الجوهر فيمكن الإنسان من هذا أن يضعه في الدرجة الثالثة من الإسخان واليبس. ديسقوريدوس: وقد يشرب هذا النبات وطبيخه لنهش الهوام وشدخ العضل ويقطر البول وقد يدر الطمث ويحمر الجنين ويطرح الثآليل إذا أدمن شربه عدة أيام أعني الثآليل التي تسمى أفروحودونس.
قليميا: جالينوس في التاسعة: هذا يكون من الأتاتين التي يذاب فيها النحاس إذا ما ألقيت المرية فيها كلها التي تكون منها النحاس في الأتون وارتفع وقد تكون القليميا في المعادن التي تخرج منها الفضة عندما تخلص هذا التخليص وإذا أذيب أيضاً الحجر المعروف بالمرقشيثا صار منه قليميا، وقد يوجد القليميا أيضاً من غير أتون في جزيرة في قبرس في الماء أو في مجارية وهذا النوع من القليميا أفضل وأجود من سائر أنواعها وهو القليميا الحجري. وأما القليميا الذي يكون في الأتون فمنه نوع يقال له العنقودي ومنه نوع يقال له الصفائحي والعنقودي هو النوع الذي يجمع في أعلى بيوت الأتاتين إذا سجرت وأما النوع الصفائحي فهو الذي يجتمع في صفائح أسافل البيوت. ديسقوريدوس في الخامسة: أجود القليميا القبرسي وهو الذي يتعارفه اليونانيون فيما بينهم نيطرونطش وهو العنقودي وهو أسود كثيف وسط في الخفة والثقل بل هو مائل إلى الخفة وشكله شبيه بشكل العنقود ولونه شبيه بلون الصنف من التوتيا الذي يقال له سنودس، وإذا كسر كان لون باطنه إلى لون الرماد ولون الزنجار وبعد هذا الصنف من القليميا في الجودة الصنف الذي لون ظاهره شبيه بلون السماء ولون باطنه أبيض وفيه عروق شبيهة بالحجر الذي يقال له أبوخيطس وهو الظفري والذي يستخرج من المعادن القديمة من القليميا شبيه بالقليميا الطفري. وقد يكون صنف آخر من القليميا يسمونه سقطرانيس ومعناه الخزفي وهو كثير رقيق أكثر ذلك يكون أسود اللون وظاهره ربما كان شبيهاً بالخزف وربما كان شبيهاً بالطين اليابس وقد يكون أيضاً من القليميا صنف آخر أبيض اللون وهو رديء، وأما الصنف من القليميا الذي يقال له العنقودي والصنف الذي يقال له الظفري فإنهما يصلحان ليستعملا في أدوية العين فأما سائر الأصناف فإنها تصلح للمراهم والذرورات التي تدمل القروح والجراحات وقد تصلح لذلك أيضاً القليميا القبرسي فأما القليميا الذي يجلب في البلاد التي يقال لها ماقدونيا وأسبانيا وبرقة فإنه لا يصلح لشيء. جالينوس: الأمر في أن النوع العناقيدي ألطف والنوع الصفائحي أغلظ أمر معلوم وكلاهما قوته مجففة مثل قوة جميع الأدوية الأخر المحتقرة والحجارية الأرضية والأقليميا مع تجفيفه يجلو جلاء معتدلاً إلا أن الذي يكون منه في الأتاتين فيه شيء يسير من قوة النار وبهذا السبب صار متى غسل اتخذ منه دواء يجفف ويجلو باعتدال من غير أن يلذع نافع من القروح المحتاجة إلى دواء يملأ(2/60)
قروح العين وقروح جميع البدن فأما القروح الخبيثة الرطبة رطوبة كثيرة أو المتعفنة فإنها إذا كانت في الأبدان اللينة الرخصة نفعها هذا القليميا وقوته بالجملة تجفف وتجلو جلاء قليلاً وأما في الحرارة أو البرودة فهو معتدل. ديسقوريدوس: وقوة القليميا قابضة وهو يملأ الجراحات المتعفنة وينقي أوساخها وقد يغرى ويجفف وينقص اللحم الزائد ويدمل القروح الخبيثة وقد يكون القليميا من النحاس إذا أدخل في الأتون وقد حمي فيحلل البخار منه والتزاقه بجوانب الأتون ورأسه وهذه الأتاتين التي يجمع فيها الأقليميا هي معمولة من حديد وأعلاها مجتمع مقبب ليجتمع فيه ما يرتفع من بخار النحاس. ومن أجوده ما كانت حجارته كباراً ويسخنون الرماد من أفطراسمول الذي يطبخه دائماً يعقد على الأتون قليلاً واحداً من فوق واحد وربما يكون من هذا البخار صنف واحد من القليميا وربما يكون صنفان وربما كانت تكونت الأصناف كلها، وقد يستخرج القليميا أيضاً من معادن في الجبل الشامخ الذي يقال له صولاون وقد يعمل بأن يحرق الحجر الذي يقال له نوريطس وهو المرقشيثا وقد يوجد أيضاً في هذا الجبل عروق فيها قلقطار وعروق فيها زاج وعروق فيها سوري وهو إلزاج الأحمر وعروق فيها ماليطرانا وهو الأسود وعروق فيها حصى قرانيص لزاق وهو نوع من الزنجفر وعروق فيها حر وسوقلا وهو لون الذهب وعروق فيها قيلقيت وعروق فيها وبقر وحش وهو فيما زعم قوم أسفيذاج الجص. ومن الناس من زعم أنه قد يوجد قليميا في بعض معادن الحجارة وإنما غلطوا لأنهم رأوا حجارة شديدة الشبه بالقليميا مثل الحجر الموجود بالبلاد التي يقال لها فوهي وهذه الحجارة ليست من قوة الإقليميا قليلاً ولا كثيراً ويمكننا أن نعرفها من أنها أخف من القليميا ومن أنها إذا مضغت لم تتفتت وكانت مؤذية للسان لصلابتها ولم يكن لها سهولة مضغ القليميا، ومن أن القليميا إذا سحق بالخل وجفف في الشمس اجتمع بعضه إلى بعض ولا يعرف ذلك في الحجر ومن أن الحجر إذا سحق وألقي على النار نبا عنها وكان الدخان المتولد عنه شبيهاً بسائر الدخان، والقليميا إذا ألقي على النار لم ينب عنها وكان الدخان المتولد عنها أصفر شبيهاً بلون النحاس كأنه العسل ومن أن الحجر إذا دخل في النار وأخرج لم يتغير إلا أن يترك في النار ساعات كثيرة وقد يتكون أيضاً من الفضة إقليميا أشد بياضاً وأخف وأضعف قوة من الذي وصفناه وقد يحرق القليميا على هذه الصفة يؤخذ فيصير في الجمر ويترك إلى أن يحمى ويبرق ويلمع ويظهر فيه نفاخات مثل ما تكون من خبث الحديد ثم يطفأ في الخمر الذي يقال له اقيناون وإن احتيج إليه في أدوية جرب العين أطفئ في الخل. ومن الناس من يأخذ القليميا المحرق على هذه الصفة فيسحقه بالخل ثم يصيره في قدر معمولة من طين ثم يحرقه ثانية إلى أن يتفتت مثل القيشور ثم يؤخذ أيضاً فيسحق ويحرق ثالثة إلى أن يصير رماداً ولا يكون فيه شيء خشن ويستعمل مكان التوتيا وقد يغسل بأن يسحق بالماء ويصب الماء إلى أن لا يطفو على الماء شيء من الوسخ ثم يجمع باليد ويرفع.
قلقونيا: الغافقي: هو صمغ الصنوبر الذي يسمى باليونانية قوفا من كتاب ديسقوريدوس. وقال جالينوس في فاطاحانس فالامالاون وهو العلك الرطب السائل من تلقاء نفسه من علك قوفا وإذا طبخ كان منه القلقونيا وقال حنين: هو الراتينج بعينه وقد غلط قوم فقالوا إن القلقونيا هو الرتبنج وإنه هو العلك كله وهذا خطأ لأن حنيناً إنما خص واحداً من أصناف العلك وهو القلقونيا بإسم الراتينج فسماه خاصة راتينجا وسائر أصنافه يسميها علوكاً وصموغاً وقد ذكرت العلوك في حرف العين.
قلى: هو شب العصفر. قال أبو حنيفة: القلى هو يتخذ من الحمض وأجوده ما اتخذ من الحرض وهو قلى الصباغين وسائر ذلك للزجاجين. مسيح: حار في الدرجة الرابعة ومنافعه كمنافع الملح إلا أنه أحد من الملح ينفع من البهق والقروح وينفع من الجرب ويأكل اللحم الزائد.
قلوماين:(2/61)
لم يذكره جالينوس في بسائطه البتة وذكره ديسقوريدوس في المقالة الرابعة وسماه بما ذكرناه وقال هو نبات له ساق مربع شبيه بساق نبات الباقلا وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لسان الحمل وعلى الساق غلف أطرافها مائلة بعضها إلى بعض شبيهة بورق السوسن الذي يقال له أرسا أو أرجل الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين وأجوده ما كان جبلياً. وقد تخرج عصارة هذا النبات كما هو بأصوله لقبضها وتبريدها لنفث الدم من الصدر والإسهال المزمن ونزف الدم من الرحم وقد يقطع الرعاف وورقه إذا دق ناعماً ووضع على الجراحات في ابتداء ما يعرض ألزقها وأدملها. عبد الله بن صالح: يعرف بالأندلس بالستيرة باللطينية، ويعرف بالمغرب بأبي مالك، قال: وهو صنفان بري ونهري ويسمى البري منه ببطرقاس أناغياله ويسمى النهري أعني النابت على المياه أبا مالك وهو ينفع من الجذام وقد جربته في ذلك فوجدته نافعاً وكذلك من الحزاز الرديء، وبالجملة من القروح الرديئة كلها ويقطع نزف الدم من النفساء خصوصاً البري منه فهو الذي يفعل ما ذكرت وكانت امرأة بفارس يتشقق لحمها ويسيل منها ماء رديء فلم تزل تعمل ذلك في طعامها على مائه أياماً فبرئت برءاً تاماً وإنما سمي هذا النبات ستيرة لأنه إذا دق ناعماً كانت له رغوة كثيرة وهو ينفع من الخنازير أيضاً ولا سيما البري منه.
قلنسدناردين: تأويله بلسان أهل الشام السرياني عود السنبل وإنما يقصدون بهذا الإسم الدارشيشعان وليس هو عيدان السنبل على الحقيقة.
قللجه: كتاب الرحلة: هي المعروفة بأبي قانس وهي نبتة لها زهر فيه شبه من وجه إنسان على رأسه قانس مفرج أعلاه لونه أبيض يخالطه صفرة وموضع اللحي من الوجه إلى الطول وزهره متراصف على الساق من النصف الأعلى ويخلف ثمراً على قدر ما صغر من عجم الزبيب تحويه غلف صغار ويزعمون بأفريقية أن هذا البزر نافع للتحبيب وهو عندهم على ضربين في لون الزهر منه أبيض بصفرة كما ذكرت وبنفسجي اللون بحمرة وصفرة ويكون هذا النبات في المروج، وفيه أيضاً شبه من ورق عصا الراعي أنه أمتن ولونه إلى البياض وكثيراً ما ينبت في الزرع والطرق وفي جبل الشرق بإشبيلية ومنه كثير وزمره مختلط بحمرة وصفرة وورقه دقيق جداً وأصله دقيق وبزر هذا النوع دقيق فيه شبه من الشونيز البري ويسميه بعضهم بالحباحب وفي تلك الأنواع ما له ساق واحدة وأكثر من ذلك اه.
قلجونه: كتاب الرحلة: إسم لنبتة معروفة بأفريقية وبعض عربان القيروان يسمونها كرنجونه ورقها يشبه ورق الشطرونيون إلا أنها أضخم وأكثف وأطراف الورق إلى العرض ما هي فيها بعض المشابهة من ورق الرجلة البستانية إلا أنها أضخم مدوحة في منابتها أغصانها كثيرة غير معقدة ترتفع عن الأرض نحو الشبر في أطرافها رؤوس مستديرة على قدر الزيتون تنفتح عن زهر أصفر مثل زهر الأقحوان الأصفر، وأصل هذه النبتة صغير طيب وطعم هذه النبتة كله بيسير حرافة ومرارة وقبض لطيف والنساء يستعملنه في علاجات عللهن كثيراً وقد ينبت أيضاً بالسواحل البحرية وغيرها.
قلب: الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما القلب فصلب بطيء الهضم ليس بجيد الغذاء ولا لذيذه والأجود أن لا يؤكل وإن أكل فليؤكل مع شحم الكبش يطجن بالمري والزيت ويكبب تكبيباً رقيقاً مقلواً في دهن الخل أو دهن اللوز. المنهاج: القلوب الجيد منها ما كان من حيوان صغير السن وهي حارة يابسة صلبة صالحة لأصحاب الكبد وإذا استحكم إنهضامها غذت غذاء كبيراً جداً ويضر بآلات الهضم لعسر إنهضامها ولذلك ينبغي أن يعمل بخل وأنجدان أو بالمري والفلفل والكمون والسعتر ويستعمل بعدها مربى زنجبيل.
قمل: الشريف: إذا أخذت قملة رأس ووضعت في ثقب فولة وسقيت صاحب حمى الربع نفعت منها مجرب.
قمر قريس: ويقال قمر قريش وهو حب الصنوبر الصغار وقد مضى ذكره فيما تقدم. قماشير: هو الكماشير وسأذكره في حرف الكاف وذكر الكندي في كتاب السموم أن الكماشير ضرب من الكماة.
قمحة: هي الذريرة وأيضاً القمحة السفوف الذي يقتمح أي الذي يستف ويقال قمحة أيضاً لقصب الذريرة وقد تقدم ذكرها.
قنابري:(2/62)
هو القملول والنملول ويسمى بالنبطية القنابري وبالفارسية برعشت وهي بقلة شتوية تبكر في أول الربيع تأكلها الناس. الفلاحة: هو صنف من البقول البرية ذوات الشوك ينبت في الأرض الطينية للشوك والعوسج في البساتين وشطوط الأشجار وله ورق أصغر من ورق الطرخشقوق وزهر رقيق أبيض وبزر دقيق. ابن سينا: حار في الأولى لطيف جلاء مقطع يولد السوداء وخاصة ما كبس منه بالملح ويقلع الكلف والبهق وبالحقيقة هو أنفع للوضح أكلاً وضماداً يذهبه في أيام يسيرة وهذا مما تعرفه العرب وهي تنقي الصدر والرئة من الكيموسات الغليظة وسدد الكبد والطحال وماؤه يطلق الطبيعة وهو ضماد للبواسير. الرازي: القنابري هو مطلق صالح للمعدة والكبد يلائم المحرورين والمبرودين لإطلاقه الطبيعة ولأنه ليس بشديد الميل إلى حر أو برد.
قنطوريون كبير: ديسقوريدوس في الثالثة: له ورق شبيه بورق الجوز أخضر مثل ورق الكرنب وأطرافه مشرفة مثل تشريف المنشار وله ساق شبيهة بساق الحماض طولها ذراعان أو ثلاثة أذرع وله شعب كثيرة من أصل واحد عليها رؤوس شبيهة بالخشخاش مستديرة إلى الطول ما هو استدارة وزهر لونه شبيه بلون الكحل وثمر شبيه بالقرطم في جوف الزهر والزهر شبيه بالصوف وأصل غليظ صلب ثقيل طوله ذراعان ملآن من رطوبة حريف مع قبض يسير وفيه حلاوة يسيرة لونه إلى الحمرة الدموية وإن عصارته مثل لون الدم وقد ينبت في أرض سهلة يطول مكث الشمس عليها وفي جبال ذوات شجر ملتف وفي تلال، وينبت كثيراً في المواضع التي يقال لها لوقيا والمواضع التي يقال لها نيطش والتي يقال لها أرداقاديا والتي يقال لها ماسيا والتي يقال لها قولون والتي يقال لها سمريا. جالينوس في 7: أصل هذا الدواء في طعمه مذاقات مختلفة متضادة وبحسب ذلك إِذا استعمل فعل أفعالاً متضادة وطعمه عند الذوق فيه حدة وحرافة وقبض مع شيء من حلاوة يسيرة، وأما فعله بالحدة والحرافة يفعل في البدن فعل الحرارة فيدر الطمث ويخرج الأجنة الميتة ويفسد الأجنة الأحياء ويخرجها والقبض يفعل منه أفعال البرودة الغليظة الأرضية وذلك أنه يدمل الجراحات وينفع من نفث الدم ومقدار الشربة منه مثقالان وإن كان الشارب محموماً شربه بماء وإن لم يكن محموماً شربه بشراب. وهو ينفع بفعله الذي يفعله بكيفياته هذه كلها من الهتك والفسخ الحادث في العضل وضيق النفس والسعال العتيق وذلك لأن هذا علل ليس يحتاج فيها إلى إخراج ما هو في الأعضاء على غير المجرى الطبيعي فقط بل ينبغي مع ذلك أن تقوي الأعضاء بسببها الذي يستخرج ذلك منها واستفراغ ما استفرغ ينتفع فيه بالحدة والحرافة إذا لم تكن مفردة وحدها خالصة ولكن يخالطها شيء من الحلاوة، وإذا لم تكن حلاوة شيء فيخالطها على حال شيء من المرارة وذلك لأن الحدة والحرافة إذا كان يخالطها شيء من الجواهر المعتدلة المزاج لم يكن لها حينئذ شدة وعنف والشيء الحلو هو معتدل المزاج، فأما شد الأعضاء وتقويتها عند الإستفراغ فيحتاج وينتفع فيه بالقبض وهذه الأشياء التي يفعلها أصل القنطوريون الجليل فقد يفعلها بأعيانها عصارته ومن الناس قوم يستعملون عصارة القنطوريون الجليل مكان الحضض. ديسقوريدوس: والأصل إذا أعطي منه من ليست به حمى مقدار درخميين بشراب ومن به حمى بالماء وافق الوهن ووجع الجنب والربو والسعال المزمن ونفث الدم من الصدر والمغص وأوجاع الأرحام وإذا حلّ وصر في شكل فرزجة واحتمل في الرحم أدر الطمث وأخرج الجنين وعصارته تفعل ذلك وإذا كان رطباً دق واستعمل بعد ذلك أيضاً للجراحات لأنه يضمر ويلون وإن أخذه أحد فدقه وطبخه مع اللحم جمعه والذين في البلاد التي يقال لها لوقيا يخزنون عصارته ويستعملونه مكان الحضض.
قنطوريون صغير:(2/63)
ديسقوريدوس في الثالثة: ينبت عند المياه وهو شبيه بالعشب الذي يقال له هيوفاريقون والفودنج الجبلي وله ساق طولها أكثر من شبر مزواة وزهر أحمر إلى لون الفرفير شبيه بزهر النبات الذي يقال له تحنيس وورق صغار إلى الطول شبيهة بورق السذاب وثمر شبيه بالحنطة وأصل صغير لا ينتفع به وطعم هذا النبات مر جداً. جالينوس في 7: أصل هذا النبات لا ينتفع به أصلاً وإنما قضبانه وورقه وزهره الذي يكون له فينفع منفعة كثيرة جداً ونوع آخر المرارة فيه أكثر من غيرها وفيها أيضاً قبض يسير، ولهذا المزاج صار يجفف تجفيفاً لا لذع معه وأمثال هذه الأدوية تنفع منفعة كثيرة جداً فإنه يدمل الجراحات الكبار العتيقة العسرة الإنضمام إذا وضع عليها كالضماد وهو طري ويختم الجراحات الكبار العتيقة العسرة الإنضمام إذا استعمل على ما وصفنا وإذا يبس خلط في المراهم الداملة والمجففة التي يمكن فيها أن تندمل والبواسير والقروح الغائرة وأن يلين الأورام الصلبة العتيقة وأن يشفي الجراحات الرديئة الخبيثة وقد يخلط أيضاً مع الأضمدة التي تشفي من العلل الحادثة عن المواد المنصبة إلى الأعضاء، وأفضل هذه الأدوية ما كان يجفف تجفيفاً قوياً مع شيء من القبض من غير أن يكون فيه من اللذع شيء ألبتة، ومن الناس قوم يطبخون القنطوريون ويأخذون ماءه فيحقنون به من أصابه عرق النسا فيخرجون خلطاً مرارياً لأنه دواء يسهل ويخرج من البدن أمثال هذه الأخلاط وإذا أسهل أيضاً كثيراً حتى يخرج خلطاً دموياً كان أكثر لنفعه وعصارة هذا القنطوريون أيضاً قوتها مثل هذه القوّة أعني قوة تجفف وتجلو فهي تفعل جميع ما وصفنا فعلاً جيداً ويكحل بها العين مع العسل، وإذا احتملت أحدرت الأجنة والطمث وقوم آخرون يسقون منه من به علة في عصبه من طريق أنه يجفف وينقص الأخلاط اللاحجة فيها تجفيفاً ونقصاناً لا أذى معه وهو من أفاضل الأدوية لسدد الكبد نافع جداً من صلابة الطحال إذا وضع عليه من خارج وكذا يفعل إن أحب إنسان أن يجمعه ويشربه. ديسقوريدوس: وإذا دق وهو رطب ويضمد به ألزق الجراحات ونقى القروح المزمنة وأدملها وإذا طبخ وشرب طبيخه أسهل مرة صفراء وكيموساً غليظاً وقد تهيأ منه حقنة لعرق النسا لتسهل دماً ويخفف الوجع، وعصارته إذا خلطت بالعسل جلت ظلمة البصر، وإذا احتمل منه فرزجه أدرت الطمث وأخرجت الجنين وإذا شربت وافقت أوجاع العصب خاصة وقد تستخرج عصارة هذا النبات وبزره فيه بعد أن ينقع خمسة أيام ويطبخ ثانية إلى أن يصير في قوام العسل، ومن الناس من يأخذ هذا النبات وهو طري وبزره فيه فيدقه ويخرج عصارته ويجعلها في إناء خزف غير مقير ويضعه في الشمس ويحركه بعود وما يجف منه في أعلاه يخلطه بالرطب ويغطيه بالليل ويستقصى تغطيته فإن النور يمنع العصارة من أن تثخن وكلما احتاج إلى استخراج عصارتها من الأصول اليابسة أو النبات اليابس ودق اليابس فإنه يطبخ ويعمل به كما يعمل بالدواء الذي يقال له الجنطيانا وكلما احتيج إلى أن يستخرج عصارته من القشور الرطبة والأصول الرطبة والنبات الطري فإنه يعصر فإن عصارته تصير في الشمس ويفعل بها كما ذكرنا آنفاً وعلى هذه الجهة تستخرج عصارة الدواء الذي يقال له يافسيا واليبروح والحصرم وما أشبه ذلك، وأما شجرة الحضض والأفسنتين وهيوفاقسطيداس وما أشبه ذلك فإنها تطبخ حتى يثخن ماؤها كما ذكرنا بالطبخ على ما وصفنا أيضاً. ابن سرانيون: القنطوريون الدقيق إذا كان طرياً أسهل المرة الصفراء اللزجة الغليظة المخاطية ونفع من عرق النسا ويجب أن يطبخ منه مثقالان مع ثلاثة أرباع رطل ماء حتى يذهب النصف ويشرب طبيخه. المجوسي: خاصته إسهال المرّة الصفراء المخالطة للبلغم المخاطي وينفع من أوجاع المفاصل وعرق النسا ووجع القولنج إذا شرب طبيخه وإذا احتقن به والشربة منه وزن مثقالين وإذا طبخ للحقنة فوزن خمسة دراهم. المنصوري: يسهل الحام. ابن ماسويه: يحتقن بماء طبيخه مع دهن شيرج. الطبري: نافع من القولنج الذي سببه البلغم ويخرج الجنين الميت من الكزاز. غيره: ينقي الأعصاب والدماغ تنقية بليغة وينفع من الصرع نفعاً عجيباً. الحور: يسهل الماء الأصفر إسهالاً قوياً. التجربتين: القنطوريون الدقيق إذا تضمد بطريه القروح الخبيثة نقاها وأعملها وإذا درس بالشحم ووضع على انتفاخ الخراجات الطرية والعتيقة حللها وأعملها وإذا ضمد(2/64)
به أوجاع العضل وأوجاع المفاصل الباردة بدقيق الترمس والحارة بدقيق الشعير سكنها وإذا طبخ بالماء نقى الأبرية من الرأس وإذا كمد به الأوجاع سكنها وإذا احتقن به نفع من أوجاع المعدة وأحمر خلطاً لزجاً وإذا شرب طبيخه بشراب الأصول وما أشبهه نفع من أوجاع المعدة والظهر ومن أوجاع المفاصل كلها وأسهل الطبيعة بأخلاط لزجة وإذا شرب زهره نفع من لسعة العقرب والأفعى وكذلك إذا ضمد به وعصارته تنفع من جميع ما ذكرنا ودهنه يسخن العصب ويقويه وينفع من أوجاعه وبحب أن يكرر زهره على الزيت من أوله مراراً وإذا احتقنت به المخابي والنواصير بمائه معصوراً أو مطبوخاً نقاها وأعملها ويدر الطمث وينفع من أوجاع الأرحام ويفتح سدد الكبد والطحال وينفع أوجاعه وكذا إذا تضمد به. محمد بن أحمد اليمني في كتابه المرشد قال: وأما عصارة القنطوريون الدقيق فإنها تنفع من وجع الرأس الكائن من حرارة الشمس أو من شرب الشراب الصرف بأن يذاب بالخل ويضمد به الصدغان والجبهة والجبين وقد يبرئ من قروح الرأس بعد أن يحلق الرأس بالنورة وينعم غسله ثم تداف هذه العصارة بالخل وتطلى عليه وقد تحرك العرق وتبعثه إذا خلطت بالشراب ولطخ به الرأس من غير أن يحلق وتنقي الرأس من الأبرية إذا ديفت بالخل وطليت عليه في الحمام وإن ديفت بالماء وخلطت بيسير من العسل وجعلت في الشعر قتلت القمل والصئبان وإن حكت هذه العصارة بالماء على مسن أخضر ولطخت على الجبين قطعت الدمعة عن العين التي تدمع وإن ديفت بلبن أم جارية وطليت على أجفان العين نفعت من أورامها ووجعها. وقد تحل الغلظ الكائن في أجفان العين وفي أماقيها إذا جربت العينان بها محلولة في ماء الكاكنج وينفع من البياض الكائن في الطبقة القرنية من آثار القروح وتجلوه وتنفع من كل وجع عتيق يعرض للعين إذا ديفت بماء المطر واكتحل بها وتنفع من الورم الحادث في جفن العين المسمى شعيرة، وإذا حكت على المسن بماء وطليت عليه فإن حكت هذه العصارة بماء الرمان الحامض وقلبت أجفان العين الجربة ولطخت بها وترك الجفن مقلوباً ساعة زمانية ثم غسلت عنه فإن لها عند ذلك سلطاناً قوياً على قلع الجرب الحادث في الأجفان وقد ينفع في القرحات الكائنة في الطبقة القرنية إذا حكت على المسن بلبن أم جارية وقطرت فيها وتنفع من استرخاء الجفون وغلظها ومن ريح السبل إذا خلطت بماء المرزنجوش الرطب وكحلت به العين وتنفع من ضربان الأذن ووجعها إذا ديف منها بدهن حسيري أو دهن سوسن قد فتر وقطر في الأذن فإن كان الوجع من حرارة فليدف بدهن ورد فارسي ويقطر فيها، وتنفع من القروح الكائنة في الأذن فإن كان في الأذن دود متولد من قروحها فلتحك بماء ورق الخوخ الأخضر ويقطر فيها ومع ذلك فإنها إذا قطرت في الأذن لعلة من هذه العلل أزالت الدوي والطنين الكائنين فيها وإن ديفت بعصارة الفجل أو بدهن بزره وقطرت في الأذن الثقيلة السمع فتحت السمع وأزالت ثقله ومن شأنها أن تحلل الورم الكائن في عصبة السمع إذا ديفت بدهن السوسن أو بدهن النرجس أو بدهن الخردل أو بخل خمر ولطخت به فتيلة فأدخلت في الأذن إلى أن تصل إلى الصماخ وترك بعضها خارجاً ليجتذب عند إخراجها به فإنها عند ذلك تحل الورم الكائن في عصبة الصماخ وتزيل الصمم. وقد تنفع من القروح الكائنة في الأنف وتبرئها وتحبس الرعاف المنبعث إذا ديفت بخل وقد يسحق فيه شيء من الزاج أو من القلقطار في المنخر الذي يجري منه الرعاف وإن اعتصر ماء البلح الأخضر وحلت فيه ثم سعط المرعوف بها قطعت رعافه وخاصة إذا سحق بماء البلح مع نحو من نصف حبة كافور رياحي. وتنفع من تغير رائحة الفم إذا حلت بماء ورد فارسي ثم يمضمض بها وأمسك في الفم طويلاً وقد تنفع من القروح الكائنة في الفم المنتن الرائحة التي يسيل منها القيح إذا حكت بالشراب العتيق القابض ويتمضمض بها من شقاق الشفتين إذا حك منها على مسن بالماء وطلي عليها وقد يرفع اللهاة الساقطة وورم اللوزتين والخوانيق إذا حكت بماء ورق العوسج أو بماء لسان الحمل أو بماء عنب الثعلب وتغرغر بها، وقد تشد الأسنان المتحركة إذا حكت بماء قد طبخ فيه ورق السرو أو جوزه أو ثمر الأثل المسمى العذبة ويتمضمض به وأديم إمساكه في الفم وإن حكت في ماء طبيخ الحلبة مع العسل ودهن اللوز وشربت نفعت أصحاب البشيمة وعلة الإنتصاب. ونفع من لسع الزنابير(2/65)
والنحل إذا حكت على مسن بشراب ولطخ بها على موضع اللسعة وإن حكت ببول كلبة وطليت على الثآليل ثم طلي منها على خرقة وضمد بها عليها قلعتها وأبرأتها وتنفع من عرق النسا ووجع الوركين إذا حكت في طبيخ الأصول وسقيت، ومقدار ما يحل منها في الشراب وزن درهم في ثلاث أواقي من ماء طبيخ الأصول المحكم الصنعة وقد ينفع من نهش الأفاعي والهوام ذوات السموم ولسعهما إذا حك منه وزن درهم بماء قد أغلي فيه أوقيتان من الباذورد اليابس ويشرب. إذا حكت على مسن بشراب ولطخ بها على موضع اللسعة وإن حكت ببول كلبة وطليت على الثآليل ثم طلي منها على خرقة وضمد بها عليها قلعتها وأبرأتها وتنفع من عرق النسا ووجع الوركين إذا حكت في طبيخ الأصول وسقيت، ومقدار ما يحل منها في الشراب وزن درهم في ثلاث أواقي من ماء طبيخ الأصول المحكم الصنعة وقد ينفع من نهش الأفاعي والهوام ذوات السموم ولسعهما إذا حك منه وزن درهم بماء قد أغلي فيه أوقيتان من الباذورد اليابس ويشرب.
قنة: هو البارزذ بالفارسية وباليونانية خلباني. ديسقوريدوس في الثالثة: هو صمغ نبات يشبه القنا في شكله وينبت في البلاد التي يقال لها سورية وتسميه بعض الناس ماطونيون وأجوده ما كان منه شبيهاً بالكندر وكان مقطعاً نقياً مندبقاً باليد ليس فيه كثير من الخشب ولكن فيه شيء يسير من بزر نباته وخشبه ثقيل الرائحة ليس بمفرط الرطوبة ولا مفرط اليبس وقد يغش براتينج يخلط به ودقيق باقلا واشق. جالينوس في 8: قوتها ملينة محللة وهي من الإسخان في مبدأ الدرجة الثالثة وفي الثانية عند منتهاها. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء: إن القنة نوعان: أحدهما زبدي خفيف الوزن وهو أشد بياضاً، والآخر أكثف وأشد تلززاً وهو أجودهما، وإياه ينبغي أن يستعمل. ديسقوريدوس: وله قوة مسخنة ملينة جاذبة ومحللة وإذا احتملته المرأة أو تدخنت به أدر الطمث وأحدر الجنين وإذا تضمد به مع الخل والنطرون قلع البثور اللبنية وقد يؤخذ للسعال المزمن وعسر النفس والربو وخضد العضل وأطرافها وإذا شرب بالشراب والمر كان بادزهر للسم الذي يقال له طقسيقيون وإذا شرب أيضاً على هذا المثال أخرج الأجنة الميتة وقد يتضمد به لوجع الجنب والدماميل وإذا استنشقت رائحته أنعشت المصروعين والنساء اللواتي عرض لهن اختناق من وجع الأرحام والذين يعرض لهم سدد وإذا خلط بالدواء الذي يقال له سقندولون وزيت وقرب من الهوام قتلها وإذا وضع على السن الوجعة المتآكلة سكن وجعها، وقد يظن به قوم أنه يسكن عسر البول وإن أريد به أن يشرب حل بلوز مر وماء أو سذاب أو ماء القراطن أو خبز حار ليماع وإن أريد به شيء آخر دق مع أفيون أو نحاس محرق أو مع الرطوبة التي تكون في المرارة، وإذا أردت أن تنقيه من وسخه فافعل به هكذا أَعمد إليه وصيره في ماء مغلي فإنه يذوب وما كان فيه من وسخ فإنه يطفو على الماء ثم تأخذ ما طفا وتشمه في خرقة نظيفة رقيقة وتعلقه في إناء من نحاس أو فخار ولا يماس الصرة أسفل الإناء وتسد فمه وتصيره في ماء مغلي فإن ما كان في الصرة من القنة ذاب وتصفى وصار في الإناء وما كان فيها من الخشب وما أشبه ذلك بقي في الخرقة. حبيش: القنة تدفع مضرة سموم الحيات والعقارب ومن أجل ذلك تصير في الترياقات وتنفع الجراحات إذا صرت مع المراهم وتنفع من الخنازير إذا ضمدت به وتقع في المعجونات الكبار. مسيح: القنة تنفع من الأعياء والكزاز وتجلو الكلف. ابن سينا: القنة تفسد اللحم وتقلع العدسيات وتنفع من الصداع والأوجاع الباردة في الأذان وتحلل أورامها وأوجاعها بلا أذى وذلك إذا حل في دهن السوسن وفتر وقطر فيها وهو يقاوم كل سم دون مقاومة السكبينج. غيره: القنة يسقى منها وزن درهمين بالماء للبواسير فإنه يبرئه فإن سقي منه ثلاث مرات لم تعد البتة. قال الرازي في الحاوي: أصبت هذا صحيحاً في اختبارات حنين والكندي ولا يصلح أن تستعمل في محرور فليتوقف فيه. التجربتين: القنة إذا حلت بعسل ولعقت فتحت السدد الكائنة في الكلى وفتتت الحصاة المتولدة فيها وتسهل الولادة وتسقط المشيمة بالتدخين في قمع والشربة منه مثل الشربة من السكبينج. الرازي في المنصوري: القنة تحلل الرياح وتنبت اللحم. إسحاق بن عمران: وبدل القنة وزنها من السكبينج ونصف وزنها من صمغ الجاوشير. قنبيل:(2/66)
عيسى بن ماسه: القنبيل يشبه الرمل ويعلوه صفرة وفيه قبض شديد وهو يسهل حب القرع. التميمي في كتابه الموسوم بالمرشد: والأغلب عند كثير من الناس أن القنبيل أحد الأمنان الساقطة من السماء وسقوطه يكون بأودية اليمن وهو حار يابس في أول الدرجة الثانية وقد يجفف تجفيفاً قوياً وينشف رطوبات القروح الرطبة والبثور التي تطلع في رؤوس الأطفال ووجوههم التي تسميها النساء الراية وهي عند الأطباء السعفة إذا دهنت بدهن الورد ونثر القنبيل عليها جففها وأنشف رطوباتها. ابن واقد: وفي الجامع للرازي القنبيل يقع على أرض بيضاء لا تزرع ويجمع بإخثاء البقر وهو أحد الأشياء التي تنزل من السماء. وقال غيره: تربة حمراء يشوبها صفرة تشعب بها قدور البرام إذا انكسرت ويقال أنها توجد على وجه الأرض بخراسان تحت المطر فتجمع من هناك وإذا شربت مسحوقة أخرجت الدود القرع من البطن وأسهلت الطبيعة.
قنا: هو المعروف عند عامة المغرب بالكلخ وباليونانية يريقس. ديسقوريدوس في الثالثة: لبه إذا كان رطباً وشرب نفع من نفث الدم والإسهال المزمن ويسقى منه بالشراب لنهشة الأفعى وإذا جعل في المنخرين قطع الرعاف وبزره إذا شرب نفع من المغص وإذا تمسح به مع الزيت أثر العرق وإذا أكل ساقه صدع وقد يعمل بالملح ويؤكل. جالينوس في 8: بزر هذا النبات يلطف ويسخن وحبه ما دام طرياً فيه شيء من قوة القبض وهو نافع لذلك من نفث الدم واستطلاق البطن ويستعمل في البخورات لأهل الأعمال.
قنفذ: جالينوس في 511: القنفذان كلاهما أعني البحري والبري إذا أحرق بدن كل واحد منهما جملة وصير منهما رماد يجلو ويحلل ويفني اللحم الزائد وقد استعمله قوم في مداواة الجراح الوسخة والجراحات التي ينبت فيها لحم زائد، وقالوا إن لحم القنفذ البري إذا جفف وشرب نفع المجذومين ومن به سوء مزاج قد تمكن وينفع أيضاً من الفسخ وعلل الكليتين ومن به استسقاء فإن كان هذا اللحم من شأنه أن يفعل هذه الأشياء التي وصفوا بقوته تحلل وتجفف تحليلاً وتجفيفاً شديداً جداً. ديسقوريدوس في الثانية: القنفذ البحري هو جيد للمعدة طيب الطعم ملين للبطن مدر للبول وقد يخلط جلده وهو في غير محرق بالأدوية المبرئة للجرب، وإذا أحرق جلده وخلط بالأدوية التي تصلح لغسل الرأس الذي فيه القروح جذب المادة وينقي القروح الوسخة وينقص اللحم الزائد وقنفذ البر إذا أحرق جلده وخلط بزفت رطب ولطخ به داء الثعلب وافقه ولحمه إذا عمل نمكسوداً وجفف وشرب بماء وسكنجبين نفع من وجع الكلى ومن الحبن اللحمي والفالج وداء الفيل وابتداء الحبن جملة ويقطع سيلان المواد إلى الأحشاء وكبد القنفذ البري إذا أخذت وجففت على خرقة في الشمس الحارة وافقت الحبن اللحمي وسائر ما يوافقه لحمه. غيره: ومرارة القنفذ تنفع من انتشار القروح في البدن وتنفع المجذومين وإن سقيت امرأة في بطنها ولد ميت مرارة قنفذ معجونة بشمع خرج الولد الميت وإن اكتحل بمرارته أيضاً أبرأ البياض من العين. ابن سينا: لحم القنفذ البري نافع جداً من الخنازير والعقد الصلبة وينفع من أمراض العصب كلها والسل ولمن يبول في الفراش من الصبيان حتى إن إدمان أكله ربما عسر البول وهو نافع من الحميات المزمنة ونهش الهوام. الغافقي: لحم البري منه إدمان أكله يفسد المزاج للمعدة والكبد.
قنب:(2/67)
ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات ينتفع به في أن يعمل منه حبال قوية وله ورق شبيه بورق الشجرة التي يقال لها أماليا وهي شجرة الران منتن الرائحة وقضبان طوال فارغة وبزره مستدير ويؤكل وإذا أكثر منه قطع المني وإذا كان البزر طرياً وأخرج ماؤه وقطر في الأذن وافقها. جالينوس في 7: بزر هذا النبات يطرد الرياح ويحلل النفخ ويجفف تجفيفاً يبلغ من قوته أن الإنسان إذا أكثر منه جفف المني وقوم آخرون يعصرون ذلك وهو طري ويستعملونه في مداواة وجع الأذن وأحسبهم يداوون به الوجع الحادث عن شدة. ابن سينا: رديء الخلط قليل الأذى والغذاء. الدمشقي: حار في الدرجة الثانية يابس في الأولى منشف لرطوبة المعدة قاتل للديدان منق للدماغ إذا استعط بمائه. إسحاق بن عمران: هو عسر الإنهضام رديء للمعدة مصدع والدم المتولد منه راجع إلى الصفراء ويصير له بخار يورث الصداع ويعقل البطن ويدر البول. إسحاق بن سليمان: والمقلو من حبه أقل ضرراً، وربما يدفع ضرره أن شرب بعده السكنجبين السكري، وأما ورقه فإنه إذا دق وغسل بمائه الرأس نقى الأبرية من أصول الشعر. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: يصدع ويظلم البصر ويمنع ذلك منه شرب الماء البارد وقضم الثلج عليه أو الأخذ من الفواكه الحامضة، وأما القنب البري فإن ديسقوريدوس قال: له قضبان شبيهة بقضبان الثاآ وهو الخطمي إلا أنها أشد سواداً وأصغر طولها نحو من ذراع وورق شبيه بورق القنب البستاني إلا أنه أخشن منه وأقل سواداً وزهره إلى الحمرة شبيه بزهر النبات الذي يقال له أنجشا وهو حشيش الحمار وأصوله وبزره يشبهان بزر وأصول النبات الذي يقال له الثاآ وأصوله إذا طبخت وضمد بها الأورام الحارة والأعضاء التي قد تحجرت فيها الكيموسات المتحجرة وقشر هذا النبات أيضاً ينتفع به في أن يعمل منه حبال. لي: ومن القنب نوع ثالث يقال له القنب الهندي ولم أره بغير مصر ويزرع في البساتين ويسمى بالحشيشة عندهم أيضاً وهو يسكر جداً إذا تناول منه إنسان يسيراً قدر درهم أو درهمين حتى أن من أكثر منه يخرجه إلى حد الروعنة، وقد استعمله قوم فاختلت عقولهم وأدى بهم الحال إلى الجنون وربما قتل ورأيت الفقراء يستعملونها على أنحاء شتى فمنهم من يطبخ الورق طبخاً بليغاً ويدعكه باليد دعكاً جيداً حتى يتعجن ويعمله أقراصاً، ومنهم من يجففه قليلاً ثم يحمصه ويفكره باليد ويخلط به قليل سمسم مقشور وسكر ويستفه ويطيل مضغه فإنهم يطربون عليه ويفرحون كثيراً وربما يسكرهم ويخرجون به إلى الجنون أو قريباً منه كما قدمنا وهذا ما شاهدته من فعلها وإذا خيف من الإكثار منه فليبادر بالقيء يسمن وماء سخن حتى تنقى منه المعدة وشراب الحماض لهم في غاية النفع.
قنبرة: ديسقوريدوس في الثانية: هو طير صغير له على رأسه قنزعة شبيهة بما للطاوس، إذا شوي وأكل نفع من وجع القولنج. قال جالينوس في 11: القنابر إذا طبخت اسفيذياجا نفعت من القولنج وينبغي لمن يعالج بها أن يدمن أكلها مراراً كثيرة مع مرقتها وذلك أنها شبيهة بالعصفور من العصافير التي يقال لها الجوسقية، وإنما الفرق بينها وبين هذه العصافير بقنزعتها وبأنها أكبر من العصفور بقليل. الرازي: مرقتها تطلق البطن ولحمها يحبسه وكذا غيرها من العصافير إلا أن هذه لها فضل قوة في الأمرين جميعاً.
قند: أبو حنيفة: هو ما يجمد من عصير قصب السكر ثم يتخذ منه السكر.
قرنبيط: هو مذكور مع الكرنب.
قندس: هو القندس عن ابن الجرار وسأذكره في حرف الكاف والقندس أيضاً حيوان معروف.
قوقالس: هو البقلة المسماة بعجمية الأندلس أقحالة. ديسقوريدوس في الثانية: ومن الناس من يسميه ذوقواعريا أي ذوقوانريا هو قضيب صغير طوله شبر عليه زغب يسير، وله ورق شبيه بورق الرازيانج دقاق مزغبة وفي أطرافه إكليل أبيض طيب الرائحة يؤكل نيئاً ومطبوخاً ويدر البول وهو نبات يكبس ويحفظ. الغافقي: يفتح ويحلل ويعين على خروج العرق من البدن ويطرد الريح وينفع من علل السفل ويسكن المغص ويلين البطن ويعصر ماؤه ويستعمل لعلل اللثة بأن يدلك بالأصبع دائماً.
قومن:(2/68)
هو المزر وسيأتي ذكره في حرف الميم التي بعدها زاي معجمة. الغافقي: قال الرازي هي حشيشة تنبت بين الحنطة وغيرها تسمى المثلث. الفلاحة: هو قضيب ينبت قصيراً وربما يطلع عليه ورق دقاق طوال كما يكون من الحشيش شديد الخضرة، وربما كان بغير عروق وله عرق طويل غليظ أغبر عليه قشر غليظ ويحمل في رأسه شبيهاً يجوز القطن فيه بزر وهو مأكول مستلذ طيب وأصله حلو صالح الحلاوة يؤكل الأصل مع القضيب وهو نافع من كثرة الدموع في العين يطيب النكهة. ديسقوريدوس: في 2: طولقونوعن ومن الناس من يسميه قومن وهو قضيب صغير له ورق شبيه بورق النبات الذي يحمل الزعفران وأصل طويل وللقضيب رأس كبير في طرفه ثمر أسود وهذا النبات يؤكل أيضاً.
قوطوليدون: هو المسافق وأذن العسيس ودلائف الملوك عند أهل المغرب. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بالمكيال الذي يسمى أكسويافن وهو مستدير معمق تعميقاً خفياً وساق قصيرة عليها بزر وأصل شبيه بحبة زيتون مستديرة. جالينوس في 7: هذا دواء قوته مركبة من جوهر رطب يميل إلى البرودة ومن جوهر يقبض قبضاً ضعيفاً ومن جوهر قليل المرارة ولذلك صار يبرد ويردع ويجلو ويحلل فهو بهذا السبب يشفي الأورام الحارة التي تضرب فيها الحمرة والحمرة التي تضرب فيها الأورام الحارة وغايته ونفعه أكثر من كل شيء للهيب المعدة إذا ضمدت بورقه وأصله وقد وثق الناس منهما أنهما إذا أكلا فتتا الحصاة وأدرا للبول. ديسقوريدوس: وعصارة الأصل والورق إذا خلطت بالشراب ولطخت على القلقة الضيقة الثقب من ورم أو حقنت به حللت الورم فاتسع الثقب وإذا تضمد بهذا النبات نفع من الأورام الحارة والحمرة والشقاق العارض من البرد ومن الخنازير والمعدة الملتهبة وإذا أكل الورق مع الأصل فتت الحصاة وأدر البول وقد يسقى بالشراب الذي يقال له أونومالي للحبن وقد يستعمل بعض الناس هذا النبات في التحبيب وقد يكون صنف آخر من قوطوليدون ورقه أعرض من الصنف الأول وفيه رطوبة تدبق باليد وشكله شكل الألسن وهو متراصف ومنه حوالي القضبان، حتى كأن الشكل الملتئم منه فيما يلي أصول الورق شكل عين على نحو نبات ورق حي العالم الكبير وهذا الورق يقبض اللسان ولهذا النبات قضيب صغير رقيق عليه ورق وزهر وبزر شبيه بماء النبات الذي يقال له أوفاريقون وأصل أكبر ويصلح هذا لما يصح له حي العالم.
قوطاما: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق شطرونيون إلا أنه أصغر منه وله ثمر كثيف مثقب وله أصل صغير دقيق مع وجه الأرض وقد زعم قوم أن الأصل من هذا النبات صالح التحبيب.
قوفس البحري: ديسقوريدوس في الرابعة: هو عدة أصناف فمنه ما هو إلى العرض ومنه ما هو إلى الطول ولونه إلى الحمرة ومنه جعد وينبت عند الأرض في الجزيرة التي يقال لها اقريطي، وهو حسن الزهر جداً وليس بعفن وقوة هذا الأصناف كلها قابضة وتصلح ليضمد بها النقرس وسائر الأورام الحارة وينبغي أن تستعمل هذه الأصناف وهي رطبة قبل أن تجف، وزعم نيقدوس أن الصنف الذي لونه إلى الحمرة يصلح لضرر ذوات السموم ومن الناس من ظن أن هذا الصنف هو الذي يستعمله النساء وإنما هو أصل صغير يشارك هذه الأصناف في الإسم فقط.
قوبيا: هو ماء الرماد باليونانية.
قوثيرا: هو الطباق وقد ذكرته في حرف الطاء وزعم البطريق أن قوثيرا هو هذا الينبوت وذلك خطأ.
قوفي: تأويله باليونانية البخور ومنه سمي معجون القوفي لأنه كان يستعمل في بخور إلهياً كل قديماً ويسمون بهذا الإسم شجر الأرزقي طيب رائحته أيضاً.
قيصوم:(2/69)
ديسقوريدوس في الثالثة: منه أنثى وهو التمنش إلا أنها تشاكل الشجر إلى البياض ما هي مليء ورقاً على الأغصان متشققاً دقيق التشقق مثل ورق ساريقون وعلى أطرافها زهر إلى الاستدارة يكون ذهبي اللون في الصيف وهو طيب الرائحة مع ثقل قليل حر الطعم، وقد يظن أن الذي يصقل به منه على هذه الصفة والصنف الآخر يسمى ذكر أو له أغصان دقاق صغير الثمر مثل الأفسنتين وقد يكون كثيراً في البلاد التي يقال لها قيادوقيا وفي عالاطيا التي بآسيا وفي منبج. جالينوس في 6: قوته حارة يابسة في الدرجة الثالثة وطعمه في غاية المرارة فإن جردت أطرافه وزهره فإن سائر عوده إنما هو خشب لا ينتفع به وإذا سحقتها وأنقعتها في الزيت وصببت ذلك الزيت على الرأس أو على المعدة وجدته يسخن إسخاناً بيناً وكذا إذا دلكت به أبدان أصحاب النافض الكائنة بأدوار أو دهنتها به قبل الوقت الذي يبتدئ فيه النافض خف النافض حتى لا يقشعر صاحبها إلا شيئاً يسيراً جداً وبسبب مرارته يقتل الديدان ويقطع ويحلل أكثر من الأفسنتين ويضر المعدة مضرة شديدة لمرارته والقيصوم المحرق نافع من داء الثعلب إذا طلي عليه مع بعض الأدهان اللطيفة كدهن الخروع أو دهن الفجل وينبت اللحية إذا أبطأت في الخروج إذا أنقع في دهن الأذخر أو أحد هذه الأدهان المذكورة. ديسقوريدوس: وثمره إذا طبخ بالماء وشرب أو شرب مسحوقاً نيئاً غير مطبوخ نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب ومن خضد لحم العضل وخضد أطرافها وعرق النسا وعسر البول واحتباس الطمث، وإذا شرب بشراب كان دواء للعقاقير القتالة ويهيأ منه مع الزيت مطبوخ يتمسح به للناقض وإذا فرش أو تدخن به طرد الهوام وإذا شرب بالشرب نفع من نهشها ووافق خاصة سم الرتيلا وسم العقرب وإذا تضمد به مع سفرجل مطبوخ نفع أو خبر نفع من أورام العين الحارة وإذا طبخ مسحوقاً مع دقيق الشعير حلل الأورام الخراجية ونفع في خلط دهن الأرسا.
قينا: هو نوع من البقلة الحمقاء تكون كثيراً بظاهر القاهرة أيضاً وقد مضى ذكره في رسم جوز الأنهار في حرف الجيم.
قيقيهن: ديسقوريدوس في ا: هو قطع صمغ شجر يكون في بلاد الغرب فيها شبه يسير من المر وهو كريه الطعم وقد يتدخن به الناس ويدخن به النبات مع المر والميعة ويقال إن له قوة مهزلة للسمان إذا شرب منه وزن أربع دوانق ونصف بماء أو سكنجبين أياماً كثيرة وقد يسقى منه المطحولون والذين يصرعون والذين بهم الربو، وإذا شرب بماء العسل أدر الطمث وقد يجلو آثار العين جلياً سريعاً ويبرئ من ضعف البصر إذا ديف بشراب واكتحل به وليس يعد له شيء في منفعته من وجع الأسنان وتساقط اللثة. لي: وزعم قوم أنه السندروس وزعم آخرون أنه اللك، وليس بواحد منهما كما زعموا لأن هذه الصمغة كريهة الرائحة واللك والسندروس ليسا كذلك وإن كانا يشتركان معه في التهزيل.
قيمص: ديسقوريدوس في الرابعة: هي عشبة طولها أصبعان لها ورق صغار دقاق صلبة طولها ثلاثة أصابع أو أربعة وعليه زغب وما يلي الأصل فإن رائحته إلى الطيب ما هي ولونه إلى البياض وعلى أطراف القضبان رؤوس فيها ثمر مثقبة بعسر النظر إليها للشيء الذي عليه الشبيه بالغبار وله أصل صغير ويقال أن الأصل صالح للتحبيب.
قيشور:(2/70)
مر الفنيل وهو الحجر الخفاف. ديسقوريدوس في 5: ينبغي أن يختار منه ما كان خفيفاً جداً كثيراً التحريف متشققاً ليس له كثافة ولا صلابة الحجارة هش أبيض وينبغي أن يحرق على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان ويدفن في جمر وإذا حمي أخذ وطفئ في خمر ريحاني ثم يدفن في الجمر ثانية ويطفأ أيضاً بما أطفئ به أولاً ثم يدفن ثالثة، فإذا حمي أخرج عن النار وترك حتى يبرد من تلقاء نفسه بلا أن يطفأ بشيء ثم يرفع ويستعمل في وقت الحاجة إليه وله قوة تقبض اللثة وتجلو غشاوة البصر والآثار مع إسخان وتملأ القروح الغائرة وتحملها وتقلع اللحم الزائد فيها، وإذا سحق ودلكت به الأسنان جلاها وقد يستعمل في حلق الشعر وزعم ثاوقرسطس أنه إن ألقي في خابية فيها خمر تغسلي سكن غليانها على المكان. جالينوس في 9: قد يقع في الأدوية التي تبني اللحم وفي الأدوية التي تحلو الأسنان إذا كان غير محرق وإذا أحرق أيضاً فإنه في ذلك الوقت يكون ألطف على مثال الأدوية الأخر التي تحرق ولكنه يكتسب من الإحراق شيئاً حاراً حاداً يخرج منه إذا هو غسل وهو عند الناس يجلو الأسنان ويجعلها براقة لا بقوته فقط بل بحسب خشونته أيضاً كالسنباذج والحرف وغير ذلك مما أشبهه إذا سحق جلا الأسنان وعساه ينفع في ذلك للخلتين جميعاً أعني لأن فيه شيئاً من الجلاء والخشونة على هذا النحو صارت القرون إذا أحرقت صار منها دواء يجلو الأسنان.
قيموليا: ابن حسان هو الطفل الطليطلي وقد ذكر قيموليا مع الأطيان في حرف الطاء.
قيرس: هو الشمع باليونانية وأهل المغرب يسمون الشمع قيرا وأصله رومي والقير أيضاً هو القاروقيل هو الزفت الرطب وقد كرت كل واحد منهما في بابه.
حرف الكاف
كافور:(2/71)
ابن واقد: قال المسعودي رحمه الله ببلاد فنصورا جزيرة سرنديب وإليها يضاف الكافور الفنصوري والسنة التي تكون كثير الصواعق والرجف والقذف والزلازل يكثر فيها الكافور وإذا قل ذلك نقص وجوده وقال في جبال بحر الهند والصين يكون شجر الكافور. ابن سينا: الكافور أصناف الفنصوري والرباحي ثم التاردف الأزاد والأسفرل والأزرق وهو المختلط بخشبه والمتصاعد عن خشبه. وقد قال بعضهم أن شجرته تظلل خلقاً وتألفه النمورة فلا تصل إليها إلا في مدة معلومة من السنة وهي سفحية بحرية على ما زعم بعضهم وأما خشبه فقد رأيناه كثيراً وهو خشب أبيض هش جداً خفيف وربما اختبأ في خلله شيء من أثر الكافور. إسحاق بن عمران: الكافور يجلب من سفالة ومن بلاد كلاه والزانج وهريج وأعظمه من هريج وهي الصين الصغرى وهو صمغ شجر يكون هناك ولونه أحمر ملمع وخشبه أبيض رخو يضرب إلى السواد وإنما يوجد في أجواف قلب الخشب في خروق فيها ممتدة مع طولها فأولها الرباحي وهو المخلوق ولونه ملمع ثم يصعد هناك فيكون منه الكافور الأبيض وإنما سمي رباحياً لأن أول من وقع عليه ملك يقال له رباح وإسم الموضع الذي يوجد فيه فنصور فسمي الفنصوري، وهو أجوده وأرقه وأبقاه وأشده بياضاً وأجله جلالاً وأجل ما يكون فيه مثل الدرهم ونحوه وبعده كافور يدعى الفرفون وهو غليظ كمد اللون ليس له صفاء الرباحي وهو ما كان دون الجلال وقيمته أقل من قيمة الرباحي وبعده كافور يقال له الكوكثيبت وهو أسمر وثمنه دون ثمن الرباحي وبعده اليالوس وهو مختلط فيه شظايا من خشب الكافور مرسم مصمع على قدر اللوز والحمص والفول والعدس وتصفى هذه الكوافير كلها بالتصعيد فيخرج منها كافور أبيض صفائح يشبه في شكله صفائح الزجاج التي تصعد فيها ويدعى المعمول، وقد يكون في الياولس وفي الكوكسيبت ما يخرج من المن رطل مصعد ورطل ونصف وهو أوسط الكوافير ثمناً وقد يدخل الكافور في الطيب كله ما خلا الغالية والعنبر والذرائر الممسكة وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة نافع للمحرورين وأصحاب الصداع الصفراوي إذا استنشقوا رائحته مفرداً أو مع ماء الورد والصندل معجوناً بالماء ورد نفعهم أعضاءهم وحواسهم وإذا أديم شمه قطع شهوة الجماع وإذا شرب كان فعله في ذلك أقوى وإذا استعط منه بوزن شعيرتين مع ماء الخس كل يوم قطع حرارة الدماغ ونوم وذهب بالصداع وقطع الرعاف وحبس الدم المفرط. ماسرحويه: أخذ رجل من معار في ستة مثاقيل كافوراً في ثلاث مرات ففسدت معدته حتى لم يعد يهضم البتة وانقطع عنه الباه بواحدة ولم يعرض مرض غير هذا فقط. مسيح: يقطع الرعاف إذا استعط به مع عصير البسر الأخضر. الرازي: بارد لطيف ينفع من الصداع والأورام الحارة في الرأس ولجميع البدن والإكثار منه ومن شمه يسهر وإن شرب برد الكلى والمثانة والأنثيين وأجمد المني وجلب أمراضاً باردة في هذه النواحي. قال في الحاوي: قيل في الطب القديم إنه يعقل البطن ويسرع بالشيب. البصري: فيه أحداد يسير وينفع المحرورين إذا أصابهم الدم من حرارة مفرطة وإذا خلط منه كمية يسيرة مع أدوية كثيرة يعقل البطن المستطلق من الصفراء ونفع من إسهالها. التجربتين: الكافور ينفع من سوء المزاج الحار في العين كيفما استعمل وإذا خالط الأدوية الحارة المكتحل بها كف غائلتها عن العين وسكن حدتها عن العين، وإذا قطر في الأنف محكوكاً بماء الكزبرة الرطبة قطع الرعاف الدماغي وإذا حل في دهن الورد وقطر في الأنف نفع من سوء المزاج الحار دون المادة المتولدة في الأصداغ والعين وعلامته أنه يأخذ عند طلوع الشمس ويزيد مع ارتفاعها وينحط بانحطاطها ويرتفع بالليل وسببه المشي الكثير في الزمن الحار ثم كشف الرأس في هواء بارد فتنسد المسام ويبقى سوء المزاج محتقناً وإذا خلط بدهن الورد والخل وطلي به مقدم الرأس نفع من الصداع الحار ولا سيما للنفساء. ابن سينا: ينفع الأورام الحارة طلاء ويمنع من القلاع نفعاً شديداً ويولد الحصاة في الكلى والمثانة شرباً ويقع في أدوية الرمد الحار. وقال في الأدوية القلبية له خاصية قوية في ملاءمة جوهر الروح يغلب برده إذا اعتدل مقداره وربما أعانها تبريده في الأمزجة الحارة وإذا كان سوء المزاج بسبب ضعف جوهر الروح وتحلله وأما عطريته فهي معينة بالخاصية مقوية ملطفة بحسب مزاج دون مزاج، وقد يعدل تبريده بالمسك والعنبر وتجفيفه(2/72)
بالأدهان المحللة العطرية الرطبة مثل دهن الخيري والنبفسج وهو ترياق وخصوصاً للسموم الحارة وتستفيد منه الروح لطافة ونورانية شديدة وبذلك تقوى وتفرح والكهرباء يشاركه في هذا المعنى مشاركة ما إلا أن الكافور أقوى خاصية واستيلاء. غيره: يمنع إن تتسع مواضع التآكل في الأسنان إذا تحسى به وهو عجيب في ذلك.لأدهان المحللة العطرية الرطبة مثل دهن الخيري والنبفسج وهو ترياق وخصوصاً للسموم الحارة وتستفيد منه الروح لطافة ونورانية شديدة وبذلك تقوى وتفرح والكهرباء يشاركه في هذا المعنى مشاركة ما إلا أن الكافور أقوى خاصية واستيلاء. غيره: يمنع إن تتسع مواضع التآكل في الأسنان إذا تحسى به وهو عجيب في ذلك.
كاشم رومي: ديسقوريدوس في الثالثة: ليسطيقون ينبت كثيراً في البلاد التي يقال لها ليفوريا في الجبل الذي يقال له أمانيس وهو جبل مجاور البلاد التي يقال لها ألكيس وأهل تلك البلاد يسمونه قاياقس لأن أصله وساقه يشبه الدواء الذي يقال له قاياقس بن فلاطيفون وقوته شبيهة بقوته وينبت في الجبال الشاهقة الخشنة المظللة بالأشجار وخاصة في المواضع المجوفة الشبيهة بالحفر وله ساق صغير دقيق يشبه ساق الشبت ذو عقد عليه ورق شبيه بورق إكليل الملك إلا أنه أنعم منه طيب الرائحة والورق الذي عند أعلى الساق أدق من سائر الورق وأكثر تشققاً وعلى طرف الساق إكليل فيه ثمر أسود مصممت إلى الطول ما هو شبيه ببزر الرازيانج حريف المذاق فيه عطرية، وله أصل أبيض فيه شبه بأصل النبات الذي يقال له قاياقس بن فلاطيفون طيب الرائحة. جالينوس في 7: أصل هذا النبات وبزره يبلغ من إسخانهما أنهما يحدران الطمث ويدران البول وهما مع هذا يطردان الرياح ويحللان التشنج. ديسقوريدوس: وقوة بزر هذا النبات وأصله مسخنان هاضمان للغذاء يوافق أوجاع الجوف والأورام البلغمية والنفخ وخاصة العارضة في المعدة ولسع الهوام وإذا شربا أدرا البول والطمث وإذا احتملت المرأة أصله فعل ذلك أيضاً وقد ينتفع بالبزر والأصل في أخلاط الأدوية المسرعة في إحداره والهاضمة للطعام وبزره طيب جداً ولذلك أهل البلاد التي ينبت فيها يستعملونه بدل الفلفل ويبتلون به الطبيخ وقد يغش ببزر آخر شبيه به فيعرف بالمذاق لأنه مر ومن الناس من يغشه بأن يخلط معه بزر النبات الذي يقال له مارانون وبزر النبات الذي يقال له ساساليون. ابن ماسويه: حار يابس في الثالثة مذهب للقراقير نافع من النفخ والسدد العارضة في الكبد والرطوبة. الحور: يسقى منه درهم بشراب ممزوج للحيات في البطن والمستسقين درهمين بماء حار. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية الكاشم حار لطيف يعين على تلطيف اللحوم الغليظة إذا وقع مع الخل ولذلك يستحمل في البهرية كثيراً وليس يتولد عنه كثير إسخان إذا وقع مع الخل وخاصة إذا بردت مرقته وانحل عنه بخاره، وأما وهو حار فمسخن بحرارته وكثيراً ما يصدع أصحاب الرؤوس الحارة وليس ذلك بصداع دائم بل يسكن سريعاً ثم الماء ورد والكافور. لي: زعم بعض المتأخرين إن الكاشم مطلقاً هو النوع الرابع من ساساليوس المسمى باليونانية طرديلن وقد ذكرته في ذكر الساساليوس.
وهذا الدواء تعرفه عامتنا بقول السعال لأنه يوجد في ثمرته نار الزناد وليس هو بالكاشم أصلاً ولا من أنواعه فاعلم ذلك. ابن ماسه: إذا صيره مع الأطعمة طيبها وخاصته تقليل رطوبة المعدة إذا شرب. وقال ساذوق: وبدل الكاشم البستاني إذا علم وزنه وربع وزنه من الكمون الأبيض. إسحاق بن عمران: إن الكاشم شبيه القوة بالكمون وربما جعل بدله إذا عدم. غيره: بدله وزنه من بزر الجزر البري.
كادي:(2/73)
هو كثير بأرض اليمن معروف بها نباته مشهور فيما أخبرني الثقة عنه. أبو حنيفة: نبات الكادي ببلاد العرب بنواحي عمان وهو الذي يطيب الدهن الذي يقال له دهن الكادي وأخبرني من رآه قال: إنه نخلة ولها طلع فإذا أطلعت قطع ذلك الطلع قبل أن ينشق فألقي في الدهن وترك حتى يأخذ الدهن من رائحته ويطيب والخراطون يملسون أصابعهم ويخلصونها بخوص الكادي وهو صلب وله مثانة ولين. ابن سمحون: قال علي بن محمد: كثر ما يكون الكادي بأرمايل من أرض الهند وهي نخلة في جميع صفتها إلا أنها لا تطول طول النخلة وطلعه مثل طلعه فإذا أطلع أخذ من قشره فتائل قبل أن ينشق قشره عما في جوفه وأنقع في الدهن وربب فيه يوماً فيوماً حتى يطيب ريحه ويأخذ قوته، وإن ترك طلعه حتى ينشق قشره عنه صار بلحاً وتناثر ولم يوجد له رائحة طيبة. الرازي في الحاوي: قيل في كتاب الأسماء الهندية إن الكادي يستأصل الجذام ويقطعه وقال في كتاب الجير والحصبة إن الهند تقول: متى شرب من شراب الكادي من قد خرج عليه تسع جدريات لم تصر عشرة. التميمي في المرشد: وأما شراب الكادي فإنه المعروف بشراب الكدر وقد أثبت نسخته في كتابي الموسوم بمادة البقاء في المقالة التاسعة من مقالات الكتاب المفردة للأشربة فمن أحب الوقوف عليه فلينظره هناك. قال المؤلف: وقد أثبت أيضاً منه أمين الدولة بن التلميذ نسخته في أقراباذينه وهي مختارة.
كاوزاون: ابن سينا: إسم حشيشة أظنه كازوان أي لسان الثور بالفارسية خاصيته التقريح وإزالة الغم.
كاوجشم: هو إسم البهار بالفارسية وقد ذكرت البهار في حرف الباء.
كاسر الحجر: هو بزر القلت وقد ذكرت القلت في القاف.
كاكنج: تعرفه عامة المغرب بحب اللهو وقد ذكرت الكاكنج مع عنب الثعلب في حرف العين.
كاول: هو كراث الكرم وسيأتي ذكر الكراث فيما بعد.
كارباء: هو الكهرباء ومعنى الكارباء بالفارسية سالب التين وسنذكره فيما بعد.
كبر:(2/74)
ديسقوريدوس في الثانية: هو شجيرة مشوكة منبسطة على الأرض باستدارة وشوكتها معففة مثل الشصوص على شكل شوك العليق ولها ورق شكله مثل شكل السفرجل وثمر شبيه بالزيتون في شكله إذا انفتح ظهر منه زهر أبيض، وإذا سقط منه الزهر كان شبيهاً بالبلوط مستطيلاً إذا فتح ظهر من جوفه شبيه بحب الرمان صغار حمر وأصوله كبار في حد الخشب كثيرة وينبت في أماكن خشنة وأرض نباتها قليل لغلبة الحجر عليه وجزائر وخرابات. جالينوس في 7: قشر أصل الكبر الغالب عليه الطعم المر وبعده الطعم الحريف وبعدهما الطعم القابض وهذا مما يدل على أنه مركب من قوى مختلفة متضادة وذلك أنه يقدر أن يجلو وينقي ويفتح ويقطع لمكان مرارته، وأن يسخن ويحلل لمكان حرافته وأن يجمع ويشد ويكنز لمكان قبضه ولذلك صار قشر هذا الأصل أنفع من كل دواء آخر يعالج به الطحال الصلب إذا ورد إلى داخل البدن أيضاً بأن يشرب بالخل أو بالخل والعسل وبغير ذلك مما أشبهه أو بأن يجفف ويسحق ويخلط بهذه وذلك أنه يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة إذا شرب على هذه الصفة تقطيعاً بيناً ويخرجها في البول وفي الغائط ومراراً كثيرة قد يخرج من الغائط شيئاً دموياً فيسكن الطحال ويخفف أمره على المكان وكذا يفعل في وجع الورك وهو مع هذا يدر الطمث ويحدر البلغم إذا تغرغر به الإنسان، وإذا مضغه وينفع من الهتك الذي يقع في رأس العضلة وفي وسطها، وإذا وضع أيضاً قشر هذا الأصل على الجراحات الخبيثة كما يوضع الضماد نفعها أعظم المنفعة من طريق أنه يقدر أن يجففها ويجلوها جلاء وتجفيفاً قوياً وكذا ينفع من وجع الأسنان فمرة إذا استعمل بالخل ومرة إذا استعمل مطبوخاً بالشراب ومراراً كثيرة يستعمل أيضاً وحده بأن يعض عليه الإنسان ويمضغه وقد يجلو البهق إذا طلي عليه بالخل ويحلل الخنازير والأورام الصلبة إذا خلط مع الأدوية النافعة لذلك، وأما ثمرة هذا النبات فقوتها على مثال قوة قشر الأصل منه إلا أنها أضعف من القشر وأما ورقه وقضبانه فقوتها أيضاً تلك القوة وإني لأعلم أني حللت في بعض الأوقات صلابة الخنازير في أيام يسيرة بورق الكبر وحده وقد يخلط مع الورق بعض الأشياء التي يمكن فيها أن تكسر من شدة قوته وإذا كان هذا الورق كذلك فليس من العجب أن تكون عصارته تقتل الدود في الأذن لمكان مرارتها، فأما الكبر الذي يكون في البلد الكثير الحرارة بمنزلة الكبر الذي في بلاد تهامة فهو أَشد حدة وحرافة من الذي يكون عندنا بمقدار كثير جداً ففيه بهذا المسبب من القوة المحرقة مقدار ليس باليسير وقال في كتاب أغذيته ثمرته المملحة قبل الغسل تطلق البطن ولا تغذو البتة وأما إذا غسلت ونقعت حتى تذهب عنها قوة الملح بتة صارت على مذهب الطعام تغذو غذاء يسيراً جداً وأما على مذهب الأدام التي يتأدم بها فتؤكل مع الخبز ليطيب بها أكله، وأما على مذهب الدواء فإنها تكون حينئذ موافقة لتحريك الشهوة المقصرة ولجلاء ما في المعدة والبطن من البلغم وإخراجه بالبراز ولتفتيح ما في الكبد والطحال من السدد وتنقيتهما ومتى استعملت هذه الثمرة في هذا الوجه فينبغي أن تستعمل مع خل وعسل أو مع خل وزيت قبل سائر الطعام كله وقضبان الكير أيضاً تؤكل طريها كما يؤكل قضاب البطم ويكبس أيضاً كما تكبس تلك أما في الخل والملح وأما في الخل وحده. ديسقوريدوس: وقد تعمل قضبانه وثمره بالملح وإذا أكل لين البطن وهو رديء للمعدة معطش وإذا أكل مطبوخاً كان طيب الطعم وإذا شرب من ثمره ثلاثين يوماً في كل يوم وزن درهمين بشراب حلل ورم الطحال ويدر البول ويسهل الدم، وإذا شرب نفع من عرق النسا ومن الداء المسمى قوالوسيس ومن وهن العضل، وإذا شرب أدر الطمث وإذا مضغ قلع البلغم وثمره إذا طبخ بالخل وتمضمض بطيخه سكن وجع الأسنان وقشر أصل الكبر حار يوافق الأمراض التي ذكرناها ويوافق القروح المزمنة الوسخة الجاسية وقد يخلط بدقيق الشعير ويتضمد به للورم في الطحال ومن كان بسنه ألم فعض على أصل الكبر بسنه الألم نفعه من ألمه وإذا دق ناعماً وخلط بالخل ولطخ على البهق الأبيض جلاه، وإذا دق ورقه وأصله واستعمل للخنازير والأورام الصلبة حللها وإذا دق وأخرج ماؤه وقطر في الأذن قتل الدود المتولد فيها والكبر النابت بالبلاد التي يقال لها مرماريطا ينفخ نفخاً مفرطاً والكبر الثابت في البلاد التي يقال لها اقوليا يحرّك القيء(2/75)
والكبر الذي من بحر القلزم والذي من نينوى حريف جداً ينفط الفم ويأكل اللثة حتى تتغير منه الأسنان فلذلك لا يصلح هذا الصنف من الكير للمطعم. ابن ماسويه: والكبر النابت في البلاد وفي المروج والآجام كثير النفخ فلذلك ينبغي أن لا يتعرض لما ينبت منه في هذين الموضعين. البصري: ورق الكبر وثمره متساويان في القوة إلا أن في الثمر ببعض الزيادة على الورق وأقوى منهما أصله واليبس في أصله أغلب من الحر والكبر حار يابس في الدرجة الثالثة رديء للمعدة، وإن نقع بخل ذهب الخل بضرره للمعدة. الفارسي: الكبر ترياق يطيب الفم ويطرد الريح ويزيد في الباه. الجون: يشفي النواصير التي تكون في الآماق وأصله جيد للبواسير إذا دخن به. الطبري: أصله ينفع من القروح الرطبة إذا وضع عليها من خارج وإذا طبخ وصب ماؤه على الرأس الذي فيه قروح رطبة نفعه وإذا أكل مع الفلفل والسذاب نفع من السمة التي تكون في الكبد من البرد. إسحاق بن عمران: حبه رديء الغذاء يتعفن فيصير مرة سوداوية وقضبانه أجمد منه. ابن سمحون: قال ابن ماسه: الكبر وفقاحه وقضبانه نافعة للطحال فإذا أريد اتخاذه فينبغي أن ينقع بماء وملح أياماً ثم يغسل بماء عذب مرتين أو ثلاثاً ثم يخلل فإذا عزم على كله لذلك يكون بعد أربعين يوماً بعد أن يصب عليه زيت مغسول، قال وكامخ الكبر من صالحي الكوامخ المسخنة للمعدة وأقلها ضرراً وينبغي أن يؤكل بالزيت قبل الطعام لسرعة انهضامه وأنه لا يبطئ في المعدة وهو يصدع الرأس إذا أكثر منه وكامخ حب الكبر أيضاً مثله في كل أحواله إذا صير معه صعتر رطب أو افرنجمشك أو مر ماخور وكامخ الكبر جيد للمعدة والطحال. التجربيين: ورقه ولحاء أصله إذا جفف وسحق وأضيف أحدهما إلى الزفت وضمد به قروح الرأس الشهدية اليابسة العتيقة أبرأها إذا تمودي عليه وكذا يفعل في القروح الخبيثة الغليظة المواد ولا سيما إذا كانت في الأعضاء الجافة وتستعمل في المرطوبي المزاج في قروحهم الخبيثة مدروساً بالشحم، وإذا درس ورقه مع الشحم ووضع على أورام العنق البلغمية والخنازير والغمد ألحمها وحللها كلها وكذا يحلل الأورام البلغمية في سائر الجسم إلا أنه في أورام العنق والأبط والأربية أقوى وكذا يوضع أيضاً على فسوخ العضل ولا سيما في الأعضاء الصلبة فينفعها، وإذا سحق أصله وخلط بأحد الأدوية العطرية المقوية كالسنبل والأسطوخودوس والأذخر وعجن بعسل ولعق وافق وحلل ما في الصدر من البلغم اللزج وأخرجه بالنفث ونفع من أوجاعه الحادثة عنه وسهل نفثه وينفع من أوجاع المعدة والمائدة ويفتح بهذه الصفة سدد الكلى ويضمر الطحال وينفع من أوجاعه منفعة بالغة، وإذا تغرغر به وبطبيخ سائر أجزائه كلها نقى الدماغ وأحدر منه بلغماً لزجاً وماء ورقه إذا شرب قتل أصناف الحيوان المتولدة في الجوف وشربته من أربعة دراهم إلى ما حولها. الرازي في كتاب الحاوي: أدام صديق لي أكل كامخ الكبر فسحجه وأرى إن حقن بعصير الكبر من به عرق النسا كان بليغاً جداً. وقال في موضع آخر: كامخ الكبر حار يابس مهزل للبدن والكبر المخلل أقل حرارة من المكبوس بالملح، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية كامخ الكبر رديء للمعدة معطش ملهب ليست منفعته للطحال كالكبر المخلل بل دون ذلك بكثير وذلك أنه يعطش ويسقى الماء بملوحته والماء يربي الطحال ويعظمه ولا سيما إن كان حاراً أو ماء بطيء النزول ولكنه يقطع ويجلو ويشهي الطعام ويدفع فضوله إلى أسفل وهكذا تفعل الكوامخ المالحة فإنها كلها معطشة ملهبة ضارة للعين إذا أدمنت فأما ما ينقع في الخل وتعتريه حموضته فأقل إعطاشاً وإلهاباً للبدنه وأوفق للمحروريين وقال: والكبر المخلل يلطف الطحال ولا يسخن ولا يعطش إلا قليلاً ويضر من به سعال أو إسحاج وخلفه ضرراً شديداً فإن أخذ منه فليتلاحق بصفرة البيض النميرشت بعد التغرغر بماء حار مرات. الذي من بحر القلزم والذي من نينوى حريف جداً ينفط الفم ويأكل اللثة حتى تتغير منه الأسنان فلذلك لا يصلح هذا الصنف من الكير للمطعم. ابن ماسويه: والكبر النابت في البلاد وفي المروج والآجام كثير النفخ فلذلك ينبغي أن لا يتعرض لما ينبت منه في هذين الموضعين. البصري: ورق الكبر وثمره متساويان في القوة إلا أن في الثمر ببعض الزيادة على الورق وأقوى منهما أصله واليبس في أصله أغلب من الحر والكبر حار يابس في الدرجة الثالثة رديء للمعدة، وإن نقع بخل ذهب الخل بضرره للمعدة. الفارسي: الكبر ترياق يطيب الفم ويطرد الريح ويزيد في الباه. الجون: يشفي النواصير التي تكون في الآماق وأصله جيد للبواسير إذا دخن به. الطبري: أصله ينفع من القروح الرطبة إذا وضع عليها من خارج وإذا طبخ وصب ماؤه على الرأس الذي فيه قروح رطبة نفعه وإذا أكل مع الفلفل والسذاب نفع من السمة التي تكون في الكبد من البرد. إسحاق بن عمران: حبه رديء الغذاء يتعفن فيصير مرة سوداوية وقضبانه أجمد منه. ابن سمحون: قال ابن ماسه: الكبر وفقاحه وقضبانه نافعة للطحال فإذا أريد اتخاذه فينبغي أن ينقع بماء وملح أياماً ثم يغسل بماء عذب مرتين أو ثلاثاً ثم يخلل فإذا عزم على كله لذلك يكون بعد أربعين يوماً بعد أن يصب عليه زيت مغسول، قال وكامخ الكبر من صالحي الكوامخ المسخنة للمعدة وأقلها ضرراً وينبغي أن يؤكل بالزيت قبل الطعام لسرعة انهضامه وأنه لا يبطئ في المعدة وهو يصدع الرأس إذا أكثر منه وكامخ حب الكبر أيضاً مثله في كل أحواله إذا صير معه صعتر رطب أو افرنجمشك أو مر ماخور وكامخ الكبر جيد للمعدة والطحال. التجربيين: ورقه ولحاء أصله إذا جفف وسحق وأضيف أحدهما إلى الزفت وضمد به قروح الرأس الشهدية اليابسة العتيقة أبرأها إذا تمودي عليه وكذا يفعل في القروح الخبيثة الغليظة المواد ولا سيما إذا كانت في الأعضاء الجافة وتستعمل في المرطوبي المزاج في قروحهم الخبيثة مدروساً بالشحم، وإذا درس ورقه مع الشحم ووضع على أورام العنق البلغمية والخنازير والغمد ألحمها وحللها كلها وكذا يحلل الأورام البلغمية في سائر الجسم إلا أنه في أورام العنق والأبط والأربية أقوى وكذا يوضع أيضاً على فسوخ العضل ولا سيما في الأعضاء الصلبة فينفعها، وإذا سحق أصله وخلط بأحد الأدوية العطرية المقوية كالسنبل والأسطوخودوس والأذخر وعجن بعسل ولعق وافق وحلل ما في الصدر من البلغم اللزج وأخرجه بالنفث ونفع من أوجاعه الحادثة عنه وسهل نفثه وينفع من أوجاع المعدة والمائدة ويفتح بهذه الصفة سدد الكلى ويضمر الطحال وينفع من أوجاعه منفعة بالغة، وإذا تغرغر به وبطبيخ سائر أجزائه كلها نقى الدماغ وأحدر منه بلغماً لزجاً وماء ورقه إذا شرب قتل أصناف الحيوان المتولدة في الجوف وشربته من أربعة دراهم إلى ما حولها. الرازي في كتاب الحاوي: أدام صديق لي أكل كامخ الكبر فسحجه وأرى إن حقن بعصير الكبر من به عرق النسا كان بليغاً جداً. وقال في موضع آخر: كامخ الكبر حار يابس مهزل للبدن والكبر المخلل أقل حرارة من المكبوس بالملح، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية كامخ الكبر رديء للمعدة معطش ملهب ليست منفعته للطحال كالكبر المخلل بل دون ذلك بكثير وذلك أنه يعطش ويسقى الماء بملوحته والماء يربي الطحال ويعظمه ولا سيما إن كان حاراً أو ماء بطيء النزول ولكنه يقطع ويجلو ويشهي الطعام ويدفع فضوله إلى أسفل وهكذا تفعل الكوامخ المالحة فإنها كلها معطشة ملهبة ضارة للعين إذا أدمنت فأما ما ينقع في الخل وتعتريه حموضته فأقل إعطاشاً وإلهاباً للبدنه وأوفق للمحروريين وقال: والكبر المخلل يلطف الطحال ولا يسخن ولا يعطش إلا قليلاً ويضر من به سعال أو إسحاج وخلفه ضرراً شديداً فإن أخذ منه فليتلاحق بصفرة البيض النميرشت بعد التغرغر بماء حار مرات.(2/76)
كبيكج: هو كف السبع عند بعض سحاري الأندلس وتعرفه أهل مصر بالبار عللت وهذا إسم بربري. ديسقوريدوس في الثانية: بطراحيون. ومن الناس من يسميه شالبين أغريون وهو أصناف كثيرة وقوته حادة مقرحة جداً ومنه صنف ورقه شبيه بورق الكزبرة إلا أنه أعرض منه ولونه إلى البياض فيه رطوبة لزجة وزهر أصفر وربما كان لونه لون الفرفير وله ساق ليس بغليظ طوله نحو من الذراع وله أصل صغير أبيض مر الطعم وتتشعب منه شعب مثل شعب الخربق وينبت بالقرب من المياه الجارية، ومنه صنف فخر كثير بالبلاد التي يقال لها سردونيا وهو حريف جداً ومن الناس من يسميه سالبين أغريون ومنه صنف ثالث صغير جداً رديء الرائحة ولون زهره شبيه بالذهب ومنه صنف رابع شبيه بالثالث إلا أن لون زهره مثل لون اللبن. جالينوس في 6: أنواع هذا النبات أربعة وكلها قوية حادة حريفة شديدة حتى أنها إن وضعت من خارج أحدثت قروحاً مع وجع وأما إن استعملها إنسان بعذر فإنها تقلع الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد الأظفار التي يظهر فيها البياض ويحلل الآثار وينثر الثآليل المعلقة والمركوزة التي يحدث بها إذا لقيها برد الهواء وجع شبيه بقرص السمك. وينفع من داء الثعلب إذا وضعت عليه مدة يسيرة وذلك أنها إن أبطأت وطال مكثها قشطت الجلد وأحدثت في الموضع قرحة وهذه الأفعال كلها أفعال ورق هذه الأنواع وقضبانها ما دامت طرية، وإن هي وضعت من خارج كالضماد فأما أصلها إن هو جفف وحفظ صار دواء نافعاً لتحريك العطاس كمثل جميع الأدوية التي تسخن إسخاناً قوياً ويجفف وينفع أيضاً من وجع الأسنان مع أنها تفتتها لأنه يجفف تجفيفاً قوياً وبالجملة فأنواع الكبيكج كلها مع أصولها وقضبانها وورقها تسخن وتجفف إسخاناً وتجفيفاً قوياً. ديسقوريدوس: وإذا تضمد بورقه وأغصانه طرية أقرحت بالسم، ولذلك تقلع تشقق الأظفار وتقشرها والجرب والنمش والثآليل التي يقال لها أقروخوذونس وإذا تضمد به وقتاً يسيراً لداء الثعلب قلعه وإذا طبخ وصب طبيخه وهو فاتر على الشقاق العارض من البرد نفع منه وأصله إذا جفف ودق ناعماً وقرب من المنخرين حرك العطاس وإذا علق في الرقبة خفف من وجع الأسنان ولكنه يفتتها.
كبابة: إسحاق بن عمران: هو حب العروس ونعتها مثل نعت الفلفل ولها أذناب وأطرافها ولونها أصهب. ابن الهيثم: هي صنفان كبيرة وصغيرة والكبيرة هي حب العروس والصغيرة هي الفلنجة. الغافقي: قال حنين والبطريق وغيرهما من التراجمة قالوا: إن الكبابة في ترجمة البطريق تسمى باليونانية قرقيسون والدواء الذي سماه جالينوس في كتابه في ترجمة البطريق قرقيسون سماه حنين الكبابة وقد قال جالينوس في كتاب الأدوية المقابلة للأدواء: إن القرقيسون عيدان دقاق تشبه قضبان الدارصيني والكبابة عندنا إنما هي حب ولم نر هذه العيدان ولكن قد يمكن أن تكون هذه العيدان عيدان النبات الذي هذا حبه. وقال جالينوس في 7: هذا دواء يشبه الفو في طعمه وفي قوته إلا أنه ألطف منه جداً، ولذلك صار أشد تفتيحاً منه للسدد العارضة في الأحشاء وهو مدر للبول منق للكليتين من الحصا المتولد فيها ولكن ليس له من اللطافة ما يمكن بها الإنسان أن يستعمله بدل الدارصيني كما كان يفعل قرانيطس، والجيد منها ليس يداني الدارصيني في قوته بل هو دون السليخة الجيدة فضلاً عن الدارصيني. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء: كان قرانيطس يلقي من هذا الدواء المسمى قارقاسيون في الترياق بدل الدارصيني إذا لم يجده، وهو شبيه بالفو إلا أنه أقوى منه ولذلك له مع ذلك رائحة عطرية وأكثر نباته بالجبل المسمى شندي من بلاد مقوليا ولذلك صار يمنياً وهو عيدان دقاق يشبه قضبان الدارصيني. مسيح بن الحكم: في الكبابة قوتان متضادتان من الحرارة والبرودة والحرارة فيها أغلب وهي جيدة للوجع في الحلق ولحبس البطن. الرازي: ينقي مجاري الكلى والبول ويصفي الحلق. ابن سينا: جيد للقروح العفنة في اللثة والقلاع في الفم وريق ماضغه يلذذ المنكوحة. غيره: يقوي المعدة والأعضاء الباطنة شرباً. الشريف: إذا أمسكت في الفم حسنت اللثات وتطيب النكهة وتعطر الأنفاس وتتصرف في كثير من الطيوب ويخرج الحصاة من الكلى والمثانة.
كبريت:(2/77)
ابن سمحون: قال الخليل بن أحمد: الكبريت عين تجري فإذا جمد ماؤها صار كبريتاً أصفر وأبيض وأكدر ويقال: إن الكبريت الأحمر هو من الجواهر ومعدته خلف ثنية في وادي النمل الذي مر به سليمان بن داود وأن تلك النمل أمثال الدواب تحفر أسراباً فيأتيها الكبريت الأحمر. قال أرسطوطاليس: الكبريت ألوان كثيرة فمنه الأحمر الجيد الحمرة الذي ليس بصاف، ومنه الأصفر الشديد الصفرة الصافي اللون، ومنه الأبيض القليل البياض الحاد الريح، ومنه المختلط بألوان كثيرة والكبريت يكون كامناً في عيون يجري منها ماء حار ويصاب في ذلك الماء رائحة الكبريت والأحمر يسرج بالليل في معدنه كما تسرج النار حتى يضيء ما حوله على فراسخ وإذا أخذ من معدنه لم يصب فيه هذه الخصوصية ويدخل في أعمال الذهب كثيراً ويحمر البياض جداً ويصبغه جيداً. ماسرحويه: والكبريت ثلاثة ضروب أحمر وأبيض وأصفر وكلها حارة يابسة لطيفة. إسحاق بن عمران: الكبريت أربعة أضرب فمنه أحمر وأسود وأصفر وأبيض، وهو حجر رخو من جواهر الأرض والمطبوخ منه أغبر إلى السواد والمحرق منه أسود. الرازي: هو حار يتولد من البخار اليابس الحار الدخاني إذا ماس شيئاً رطباً من البخار الرطب لأن البخار بخاران بخار رطب وبخار حار لطيف يابس فيطبخ البخار الرطب كطبخ حرارة الشمس لرطوبة الماء حتى تحيله في سبخة دهناً وكطبخ حر الأرض والبخار الرطب الغليظ حتى تحيله قاراً أو نفطاً أو ما أشبه ذلك والكبريت من البخار الدخاني والبخار الرطب امتزجا وطبخهما حر الشمس حتى صار ما فيه من الرطوبة دهناً لطيفاً حاراً خفيفاً، ولذلك أسرع اتقاده لأنه شديد الحر فتسرع إليه النار بمرة لأن النار تطلب من الرطوبة أحرها لقربها منها بطرف واحد والدليل على ذلك أن الأشياء الرطبة الباردة لا تحترق بمضادتها للنار بطرفيها والأشياء الباردة اليابسة لا تحرق لأنها لا رطوبة فيها وإنما غذاء النار الرطوبة لأنها صاعدة وليست تقيم في أسفل إلا معلقة بما جذبها إلى أسفل كما لا يقيم الحجر في الجو إلا بما يعمده. جالينوس في كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان: الكبريت النهري هو كبريت القصارين وقال مرة أخرى: كبريت القصارين هو كبريت الماء. وقال في المقالة 7 من مفرداته: كل كبريت فقوته قوة جلاءة لأن مزاجه وجوهره لطيف ولذلك صار يقاوم ويضاد جل السموم من ذوات السموم من الهوام واستعماله يكون بأن يسحق وينثر على موضع اللسعة أو يعجن بالريق ويوضع عليه ويعجن بالبول أو بزبل عتيق أو عسل أو علك البطم وقد يشفى به الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد والقوابي إذا عولجت به مع علك البطم يبرئها برءأً تاماً مراراً كثيرة لأنه يجلو ويقلع هذه العلل كلها من غير أن يدفع شيئاً منها إلى عمق البدن. ديسقوريدوس في 5: يعلم أن أجوده ما لم يقرب إلى النار وكان صافي اللوم صقيلاً ليس بمتحجر، فأما ما قرب منه من النار فينبغي أن يختار منه الأحمر الذي فيه دهنية وقد يكون كثيراً في المواضع التي يقال لها قيبلص والمواضع التي يقال لها البيارا، والصنف الأول يسخن ويحلل وينضج السعال ويخرج القيح الذي في الصدر سريعاً، وإذا صير في بيضة أو شرب أو تدخن به نفع من الربو وإذا دخنت به المرأة طرحت الجنين وإذا خلط بصمغ البطم قلع الجرب والقوابي وقلع البهق، وإذا خلط بالراتينج أبرأ من لسعة العقرب، وإذا خلط بالخل نفع من مضرة سم التنين البحري ومن لسعة العقرب، وإذا خلط بالنطرون وغسل به البدن سكن الحكة العارضة فيه وإذا أخذ منه معدا فلجماريوس وشرب بالماء أو ببيضة حسواً نفع من اليرقان وقد يصلح للزكام والنزلة، وإذا ذر على البدن قطع العرق وإذا لطخ على النقرس مع النطرون والماء نفع منه وقد ينفع إذا تدخن به من الطرش وقد يقطع النزف، وإذا خلط بالعسل والخمر ولطخ على سدح الآذان أبرأه. أرسطو: والكبريت الأحمر ينفع من داء الصرع والسكتات والشقيقة والكلف إذا استعط به. الدمشقي: وقوة الكبريت في الحرارة واليبوسة من الدرجة الرابعة يذهب بالبرص ويجلو الكلف ويذهب بطنين الأذن وضربانها. التجربتين: الكبريت إذا خلط بأدوية قروح الرأس العتيقة جلاها وأدملها، وإذا حل في زيِت قد غلي فيه أشقيل وخلط بشيء من الشمع نفع من نوعي الجرب الرطب واليابس ومن الحكة منفعة بالغة، وإذا خلط بالفلفل وحل بخل أو بحماض الأترج أو بحماض(2/78)
النارنج وطلي على السعفة العتيقة جلاها وأدملها إذا تمودي عليه، وإذا عجن بالحناء وسائر أدوية القوابي جلاها وأذهبها وكذا بعصارة ورق الدثم الغض فعل في ذلك فعلاً قوياً، وإذا خلط بالنطرون نفع من القروح الوسخة جداً والمترهلة والأواكل، وإذا خلط بالعاقر قرحا وعجنا بعسل ثم حل بالخل وطليت به القروح المتولدة في أجسام تدب فيها العلة الكبرى وفي قروح تشبه القوابي خشنة يتشوه بها الجلد ويذهب حسنه نفع منها منفعة عجيبة. وطلي على السعفة العتيقة جلاها وأدملها إذا تمودي عليه، وإذا عجن بالحناء وسائر أدوية القوابي جلاها وأذهبها وكذا بعصارة ورق الدثم الغض فعل في ذلك فعلاً قوياً، وإذا خلط بالنطرون نفع من القروح الوسخة جداً والمترهلة والأواكل، وإذا خلط بالعاقر قرحا وعجنا بعسل ثم حل بالخل وطليت به القروح المتولدة في أجسام تدب فيها العلة الكبرى وفي قروح تشبه القوابي خشنة يتشوه بها الجلد ويذهب حسنه نفع منها منفعة عجيبة.
كبسون: زعم بعضهم أنه الكشوث وليس بصحيح إنما الكبسون نبات حبشي ومنها يجلب إلينا بالديار المصرية وهو حب مدور أسود في صفة الكزبرة الشامية فيه حرافة، وقوم يقولون: إنه الأبرنج وليس به أيضاً إلا أنه يشبهه في الفعل والحبشة كثيراً ما يستعملون الكبسون بالشراب بأن يأخذوه ويدقوه وينخلوه ويلعقوه بعسل أو يشربوه في لبن حليب فيسهلهم بلا مشقة ويخرج من بطونهم الدود وحب القرع وهو مجرب عندهم في ذلك وهو حار يابس في الأولى فيما زعم بعض أطباء مصر.
كباث: قيل أنها ثمر الأراك إذا نضج واسود، وقيل الكباث منه ما لم ينضج، وقيل الكباث من ثمر الأراك صنف منه ليس له عجم كبير العنقود صغير الحب فويق حب الكزبرة، وفي الفلاحة أنه ينبت بقرب الأراك ويشبهه في اللون والطعم وله حب يعقده في رأسه كحب الكزبرة ويسحق منه خمسة دراهم ويستف منه مع مثله سكراً ويتجرع عليه ماء بارد عذب فيسهل البطن. وفي كتاب إبدال الأدوية خاصته النفع من الدود وحب القرع في البطن وبدله وزنه أبرنج ونصف وزنه قسط أبيض وثلث وزنه قنبيل. لي: غلب على ظني أنه الكبسون المقدم ذكره. فتأمله.
كبد: ذكرت كثيراً من الكبود مع حيواناته وإنما نتكلم في هذا الموضع بحسب الغذاء. التجربتين: والأكباد كلها إذا شرحت وذر عليها ملح وصمغ عربي وشويت نفعت من قروح الأمعاء واستطلاق البطن لمن قويت معدته على هضمها. جالينوس في كتاب أغذيته: أكباد المواشي والحيوانات المألوفة الأكل تولد خلطاً غليظاً عسر الهضم بطيء الإنحدار عن المعدة والنفوذ في المعي وأفضل الكبود في جميع الأحوال الكبود المسماة التبنية من أجل أن حيواناتها تعتلف التبن اليابس حتى يصير كبدها في هذه الحال. ابن ماسه: أكباد جميع الحيوانات حارة رطبة بطيئة الهضم تولد دماً غليظاً كالذي يتولد من الطحال والخصي. كتاب الكيموسين: إن الكبد غليظ الخلط لكنه ليس برديء الخلط. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الكبد فجيد الغذاء غليظه كثيره ولا سيما كبود الحيوان المختار كأكباد الجدا والحملان وخير منها أكباد الدجاج المسمنة والديوك إلا أن لها ثقلاً وعسر إنهضام، ولذلك لا ينبغي أن يكثر منه ولا ينفرد به وليؤكل مطجناً بالمري والزيت ويكبب على الجمر تكبيباً رقيقاً بالملح والدارصيني أيضاً، وقد يصلح أن يتخذ للمحرورين باردة بالخل والكراويا والكزبرة اليابسة بعد أن يجاد شيها وإن لم يكثر منها ولم بد من لم يخش منها مكروه لأن الدم المتولد منها صحيح جيد.
كبست: هو شحم الحنظل فيما زعموا.
كتان:(2/79)
كلامنا ههنا على الكتان نفسه وأما بزره فقد ذكرته في حرف الباء في رسم بزر الكتان. أبو حنيفة: الكتان مفتوح الكاف شديد التاء وهو معروف. بولس: إذا أحرق الكتان نفسه يكون له دخان لطيف يفتح سدد الزكام ويصلح الرحم التي تتقلص وتصير إلى فوق. ماسرحويه: والثياب تختلف قواها بقدر الأصل الذي يصنع منه وثياب الكتان معتدلة في الحر والبرد والرطوبة واليبس وهي أجدر أن تستعمل في الدواء وخاصة في القروح فإنه جففها ويأكل غشها وينشف البلة والعرق في الجسد. عيسى بن ماسه: الكتان بارد من لباس الصيف والدليل على برده أنه يقتصر كل قوم على لبسه. الرازي: هو أبرد الملابس على البدن وأقلها لزوقاً به وتعلقاً ولذلك هو أقلها إقمالاً. مسيح: ومن أردنا أن يضمر بدنه أمرناه أن يستشعر من ثياب الكتان في الشتاء الجديد الناعم وفي الصيف الغسيل الناعم، ومن أردنا أن يتنشف لحمه أمرناه أن يستشعر منها في الشتاء الغسيل الناعم وفي الصيف الجديد الناعم لأنه ليس يلتصق ببدنه جداً فيحميه وهو أفضل الملابس للأبدان من ثياب القطن وينشف البلة والعرق من الجسد.
كتم: أبو حنيفة: الكتم هو من شجر الجبال وهو يعد شيا بالحناء يجفف ورقه ويدق ويخلط بالحناء ويخضب به الشعر فيسود لونه ويقويه قال وقال بعض أعراب الشراة الكتم لا يسمو صعداً وينبت في أصعب ما يكون من الصخور وأمنعه فيتدلى تدلياً خيطاناً لطافاً وهو أخضر وورقه كورق الآس وأصفر ومجتناه صعب. الغافقي: الكتم معروف عندنا بالأندلس نبات ينبت في السهول ويسمو ورقه قريباً من ورق الزيتون أو ورق الميتان ويعلو فوق القامة وله ثمر في قدر حب الفلفل في داخله نوى، وإذا نضج اسود وقد يستعصر منه دهن يتسمرج به في بعض البوادي ويدق ورقه وتستخرج عصارته ويشرب منها قدر أوقيهَ فتقيئ قيئاً بليغاً وتنفع من عضة الكلب الكلب، ومنه نوع آخر وهو الغتم وسنذكره في موضعه وأما الذي ذكره الكندي أن من بزر الكتم ماء إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأه وأظنه أراد به هذا الكتم الذي نعرفه وقد يمكن أن يكون نوعاً آخر منه ويمكن أن يكون حب الميتان فإنه يشبه الميتان ويستعمل كما يستعمل الكتم في خضاب الشعر وأصل الكبر إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به.
كتبينية: الغافقي: هي عشبة لها ورق طولها نحو نصف أصبع مفترشة على الأرض فيها متانة وملاسة وخضرتها تميل إلى الدهمة وهي مشرفة ولها ساق رقيقة تعلو نحواً من نصف ذراع فيها صلابة وهي كساق ونبات الكتان وعليها ورق كورقه ومن نصف الساق إلى أعلاها زهر دقيق يشبه زهر الكتان أزرق اللون فيه بياض إلا أنه أصغر منه بكثير يخلفه بزر كبزر الشاهترج وطعم هذا النبات مر، وكذا بزره وتشربه الناس لإخراج الخام والبلغم ووجع الورك فينتفعون به والشربة القوية منه درهمان، وإذا طبخ هذا النبات في الزيت وجعل على القوابي أبرأها وقد يكون نبات آخر يعرف بالكتبن أيضاً له قضبان رقاق تتشعب من بنات ساق رقيق وهي مجتمعة حول الساق معقدة حرش بلا ورق ونباته في أرض رقيقة جبلية وهو من نبات الصيف وهو أقوى من الصنف الأول في إخراج البلغم وإنزال الحصاة والشربة منه القوية درهم ونصف. أبو العباس النباتي: هي مجربة في قطع الحبل حمولاً وهذا يقبض مزاجها.
كتيلة: أول الإسم كاف مضمومة بعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها ثم ياء ساكنة منقوطة باثنين من تحتها بعدها لام مفتوحة ثم هاء. إسم بأرض الشام خصوصاً بجبال البيت المقدس والخليل وجبل نابلس لنبات من التمنش دقيق الأغصان ذو أغصان كثيرة مخرجها من أصل واحد طولها نحو من شبر إلى ذراع وهي صلبة والورق عليها متراصف أزغب حديد الرائحة طيبها يشبه ورق الآس وأدق منه ويميل في لونه إلى البياض حار يابس إذا وضع منه اليسير في الخوابي الممتلئة خمراً قبل أن تغلي حفظها من الفساد وطيب رائحتها وقوى طعمها، وأهل مصر يعرفون هذا النوع من الشراب الذي يلقى فيه هذا الدواء بشراب الحشيشة وفيه تسخين قوي.
كثيراء:(2/80)
يكون منه كثيراء بجبل بيروت ولبنان من أرض الشام. ديسقوريدوس في الثالثة: طراعاقينا: وهو شجرة الكثيراء هو أصل عريض خشبي يظهر منها شيء على وجه الأرض يخرج منه أغصان صلبة تنتشر على وجه الأرض كثيراً لها ورق صغار رقاق كثيرة فيما بينها شوك مستتر بالورق أبيض مستوي القيام صلب والأطراعاقينا هو الكثيراء والرطوبة التي تظهر عن هذا الأصل إذا ما قطع في موضع القطع فأجوده ما كان منه صافياً أملس رقيقاً نقياً إلى الحلاوة ما هو. جالينوس في 8: قوة الكثيراء شبيهة بقوة الصمغ وهي قوة تلزق وتلحج وتغري وتكسر حدة الأشياء الحادّة وهي أيضاً تجفف كما يجفف الصمغ. ديسقوريدوس: وقوته مغرية شبيهة بقوة الصمغ وتستعمل في الأكحال والسعال وخشونة قصبة الرئة وانقطاع الصوت بأن يهيأ منه معجون بالعسل ويوضع تحت اللسان ويبتلع ما يذوب وينحل منه أولاً فأولاً وقد يشرب منه وزن درهمين إذا أنقع في ميبختج وخلط به شيء من قرن إيل محرق مغسول أو شيء يسير من شب يماني لوجع الكلى وحرقة المثانة. مسيح بن الحكم: قوة الكثيراء باردة في الدرجة الثانية مانعة للرطوبات المتحلبة من الرأس. إسحاق بن عمران: الكثيراء هو ثلاثة ضروب بيضاء وحمراء وصفراء. حبيش: فيه شيء يسير من حرارة ورطوبة تسهل الطبيعة وتنفع من قروح الرئة وتقوي الأمعاء إلا أنه يزيد في الخلفة وينفع من قروح العين والبثر والرمد إذا أنقع واكتحل به وبمائه أو جعل مع بعض الذرورات وتصلح للأدوية المسهلة الحادة إذا خلطت بها وتدفع مضارها وتمنعها من أن تحمل على الطبيعة حملاً شديداً. غيره: يطرح في الأدوية المسهلة ويصلح أن يستعمل في أدوية الإسهال بدل الصمغ، وأصل شجرة الكثيراء إذا دق ناعماً وخلط بخل نقى الكلف والبهق. التجربتين: الكثيراء تغلظ المواد الرقيقة المنصبة إلى الصدر وتعدل الخلط المالح المنصب إليها فيسكن بذلك السعال وتقطع الدم المنبعث لرقته بتغليظها الدم إذا تمودي عليها وتسكن حرقة الأجفان وتلين خشونتها وتنفع من الرمد تقطيراً وتعدل الخلط الصفراوي، وإذا حلت في الماء أو في أحد الألعبة وطلي بها الشعر نفعت من تشققه فإن تمودي عليها سبطت الجعد منه. إيلاونظره قالت: وبدله عند عدمه لب حب القرع. تيادوق: وبدلها إذا عدمت وزنها من الصمغ العربي.
كتاه: هو بزر الجرجير وقد ذكرته في الجيم.
كثير الأرجل: هو البسبايج وقد ذكرته في حرف الباء.
كثير الأضلاع: هو لسان الحل وسنذكره في اللام.
كثير الورق: هو المريافلن وسنذكره في الميم.
كثير الرؤوس: هو النبات المسمى باليونانية بولوفتيمن وقد ذكرته في الباء ومنهم من يسمي القرصعنة بهذا الإسم.
كثير الركب: وكثير العقد أيضاً وهو النبات المسمى باليونانية بولوغاباطن وقد ذكرته في الباء.
كحيلا: عامة الأندلس والمغرب يسمون بهذا الإسم لسان الثور وسنذكره في اللام.
كحلا: هو يقال على لسان الثور أيضاً وهو يقال أيضاً على نبات آخر يشبهه في الصورة والقوة وليس به يسمى لساناً مطلقاً وسنذكره في اللام ويقال أيضاً على أنواع الشنجار وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة، وقد يقال أيضاً على النبات الذي تسميه عامتنا بالأندلس بالعنيون وقد ذكرته في العين المهملة.
كحل: إذا قيل مطلقا فإنما يراد به الكحل الأسود وهو الأثمد وقد ذكرته في الألف وهو كحل سليم أيضاً وكحل الجلاء.
كحل السودان: هو الحبة السوداء المعروفة بالبسمة وبالشيمرح أيضاً وقد مضى ذكرها في حرف التاء هناك.
كحل فارس: هو الأنزروت وقد ذكرته في الألف.
كحل خولاون: هو الحضض اليماني وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.
كرفس:(2/81)
منه البستاني والآجامي والجبلي والصخري والمشرقي والقبرسي فالبستاني معروف. جالينوس في 8: يبلغ من إسخان الكرفس أنه يدر البول والطمث ويحلل الرياح والنفخ وخاصة بزره. وقال في كتاب أغذيته: الكرفس البستاني أنفع للمعدة من سائر أنواع الكرفس لأنه ألذ منها وأكثر اعتياداً. ديسقوريدوس في الثالثة: هذا النبات يوافق كل ما توافقه الكزبرة وإذا تضمد به مع الخبز والسويق سكن أورام العين الحارة والتهاب المعدة، ويسكن ورم الثدي الحار، وإذا أكل نيئاً ومطبوخاً أدر البول وإذا شرب طبيخه مع أصوله نفع من الأدوية القتالة ويحرك القيء ويعقل البطن، وبزره أشد إدراراً للبول منه وينفع من نهش الهوام وشرب المرداسنج ويحلل النفخ وينتفع به في أخلاط الأدوية المسكنة للأوجاع والأدوية المركبة لضرر سموم الهوام وأدوية السعال والنبات الذي يقال له الأوسالس هو الكرفس النابت في المروج وهو أعظم من الكرفس البستاني وقوته مثل قوته. ابن ماسويه: الكرفس حار في أول الثالثة يابس في وسط الثانية. حكيم بن حنين: إن حذاق الأطباء من المحدثين يضعون الكرفس في أول الدرجة الثانية من الحرارة واليبوسة. قسطس في كتاب الفلاحة قال: الكرفس يفتق شهوة الباه من الرجال والنساء ولذلك تمنع المرضعة منه لأنه يهيج الباه ويقل اللبن والكرفس يطيب النكهة. روفس: يملأ الأرحام رطوبة حريفة. أبو جريج: نافع للكبد الباردة وإن طلي على الأورام المفتحة الحارة ألهبها. مسيح: مفتح لسدد الكبد والطحال. الطبري: ينفع ورقه رطباً المعدة والكبد الباردتين ويذيب الحصاة وينفع عصيره وورقه من حمى النافض التي تكون من البلغم إذا شرب وحده أو مع عصير ورق الرازيانج الرطب وحبه أقوى من ورقه. الرازي: ينبغي أن يجتنب أكله إذا خيف من لذع العقارب، وقال في دفع مضار الأغذية: يغزر اللبن وإذا أكثرت المرضعة من أكله أورث المرضع منه صرعاً والمربى منه صالح للمعدة مسكن للغثي ونفخته قليلة لطيفة تنحل سريعاً ولا تحتاج أصحاب الأمزجة الباردة إلى إصلاحه إلا أن يكثروا منه جداً فيحتاجون حينئذ إلى ما يحل النفخ ويكفي أصحاب الأمزجة الحارة من إصلاحه أن يصطنعوا معه الخل. ابن سمحون: حكى عن جالينوس أنه قال: إن المرأة الحامل إذا أكثرت في وقت حملها من أكله تولد في بدن الجنين بعد خروجه من البطن بثور رديئة وقروح عفنة ولهذا كره جميع الأطباء أن تطعم الحامل كرفساً لئلا يخرج الجنين أحمق ضعيف العقل وهذا من فعل الكرفس بتصعيده فضول البدن إلى أعاليه وفعل ورقه أقوى من بزره وأصله وعروقه أكثر إطلاقاً للبطن من ورقه لأن أصله يفعل على سبيل الدواء وورقه على ما فيه من الحرافة والتلطيف بعد الإنهضام والإنحدار بجذبه الرطوبة إلى المعدة وجب أن لا يقدم أكله على الطعام لأن أكله بعده أرفق يسيراً. الإسرائيلي: وإذا أكل مع الخس أكسبه ذلك إعتدالاً ولذاذة وصيره قريباً من الكرفس المربى لما في الخس من البرودة والرطوبة ومن خاصية بزر الكرفس الإضرار بمن به الصرع. عيسى بن ماسه: ينقي الكبد والكلى والمثانة ويفتح سددها ويحلل الرياح والنفخ التي تحتوي في المعدة ويضر بصاحب الصرع. إسحاق بن عمران: موسع للنفس يهضم الطعام ويصلح المعدة ومن خاصيته أنه بتفتيحه طرق الفضول يجذب إلى المعدة والرأس والأرحام رطوبات حادة فضلية ولذلك صار مضراً لأصحاب الأيليمسا وللأجنة التي في الأرحام من قبل أن المفضول إذا انحدرت إلى الأرحام واختلطت بغذاء الجنين ولدت في بدنه رطوبات حارة عفنة من جنس الطواعين. الشريف: الكرفس بخاصية فيه إذا دق وخلط بعسل وأكل نفع من الورشكين نفعاً لا يعدله في ذلك دواء وأنفع من ذلك إذا أكل رعياً وإذا دق بزره بمثله سكر أو لتَّ بسمن بقري وشرب ثلاثة أيام فإنه يزيد في الجماع أمراً كثيراً وليكن الطعام عليه لحوم الديوك وأخصيتها، وإذا خلط عصيره مع دهن ورد وخل وتدلك به في الحمام ستة أيام متوالية نفع من الحكة والجرب ومن ابتداء الحصبة، وإذا أخذ من ماء عصيره أوقية ونصف أوقية سكر ومثله ماء رمان حلو وشرب أياماً متوالية فإنه بالغ في التسكين. وعروق الكرفس تلين البطن أكثر من ورقه وفعل أصله أقوى من فعل الورق والبزر. إسحاق بن سليمان: زعم بعض الأوائل أن الكرفس المشرقي والجبلي جميع يضران بكل السموم لأنهما يطرقان للسم ويوصلانه إلى القلب بسرعة، وبرهان(2/82)
هذا القول ظاهر في فعل الكرفس وبخاصة إذا تقدمٌ الكرفس قبل الدواء المسموم أو كان بعده بيسير لأن الكرفس يفتح المجاري ويطرق للسموم ويوصلها إلى القلب إلا إذا أخذ بعد أن تضعف قوة السم وتخلق وكانت له قوّة تنشفه وتغثيه وتدفع ضرره. التجربتين: إذا شربت عصارته بعد التغلية والتصفية مضافاً إليه السكر نفعت من العطش المتولد عن بلغم مالح في المعدة والمعا ويسكن أوجاعها ويوصل قوى الأدوية إلى المثانة ويزيل غائلة الأدوية المسهلة وينفع من الجفوف والتهاب المعدة المتولد عنها، وبزره يحل نفخ المعدة ويقل ما تولده الأوجاع من السحج والكرب وهو في ذلك قوي المنفعة جداً ولذلك يخلط مع الأدوية المذكورة ومتى حدث عنها شيء من الإفراطات استعمل في تداركها مفرداً ومع غيره. الغافقي: إذا دق ورق الكرفس وتدلك به في الحمام نفع من الحكة منفعة عظيمة، ومن الكرفس نوع آخر يسمى أوراسالينون ومعناه كرفس جبلي. ديسقوريدوس: هو نبات له ساق طولها نحو من شبر مخرجة من أصل واحد دقيق وعلى الساق أغصان صغار وورقه مثل الفربيون إلا أنها أدق بكثير فيها الثمر مستطيل حريف طيب الرائحة شبيه بالكمون وينبت في صخور وفي أماكن جبلية. جالينوس: هو أقوى من الكرفس المستعمل. ديسقوريدوس: وقوة ثمره وأصله إذا شربا بشراب أدرّ البول وقد يدران الطمث ويقعان في أدوية مركبة وأدوية مسخنة وليس ينبغي أن يظن أن أوراسالينون لا ينبت إلا في الصخر. ومن الكرفس ضرب آخر يسمى باليونانية بطراسالينون وتأويله الكرفس الصخري وهو الكرفس الماقدونوي وقد ينبت في البلاد التي يقال لها ماقدونيا وبنبت في أماكن صخرية قائمة وله بزر شبيه بالنانخواة غير أنه أطيب رائحة منه وأشدّ حرافة وهو عطر الرائحة. جالينوس في 8: أنفع ما في هذا بزره خاصة وجملة النبات مع ورقه وقضبانه شبيهة بالبزر كما أن طعمه حريف مر كذا هو في قوّته حار قطاع وبهذا السبب صار يحدر الطمث والبول إدراراً كثيراً ويحل النفخ ويذهبه وإذا كان كذلك فهو إذاً في الدرجة الثالثة من درجات الإسخان والأشياء المسخنة المجففة. ديسقوريدوس: مدر للبول والطمث يوافق نفخ المعدة والمعا الذي يقال له قولون والمغص وإذا شرب أيضاً وافق وجع الجنب والكلى والمثانة وقد يقع في أخلاط الأدوية المدرة للبول والأدوية المركبة ومن الكرفس صنف آخر يقال له باليونانية أقوسالينون ومعناه الكرفس العظيم وهو الكرفس النبطي والكرفس المشرقي والكرفس الشتوي وهو الكرفس العريض ويسمى بالبربرية تجصيص. ديسقوريدوس: وهو أعظم من الكرفس البستاني ولونه إلى البياض ما هو وله ساق أجوف طويل ناعم كأن فيه خطاً وورق أوسع من ورق الكرفس البستاني وفي لون ورقه ميل يسير إلى الحمرة القانية وله حمة شبيهة بحمة النبات الذي يسمى كينابوطس بلا رؤوس تنفتح ويظهر منها زهر وبزر شبيه بلونه أسود مستطيل مصمّت حريف فيه رائحة عطرية وأصل أبيض طيب الرائحة والطعم ليس بغليظ وينبت في المواضع المظللة بالشجر وعند الآجام ويستعمل أكله كاستعمال الكرفس البستاني وقد يؤكل أصله مطبوخاً ونيئاً وقد يطبخ الورق والقضبان ويؤكل وربما طبخ مع السمك وأكل وقد يعمل بالملح. جالينوس: هو أضعف من الكرفس المستعمل. ديسقوريدوس: وبزره إذا شرب بالشراب الذي يقال له أوتومالي أحدر الطمث، وإذا شرب بالشراب أو تلطخ به أسخن المبرودين وينفع من تقطير البول وأصله يفعل ذلك أيضاً، ومن الكرفس البري صنف آخر أيضاً يقال له باليونانية سمريتون وهو الكرفس البري. ديسقوريدوس: ينبت كثيراً بالجبل الذي يقال له أماتس له ساق شبيهة بساق الكرفس فيه شعب كثيرة وورق أوسع من ورق الكرفس وما يلي الأرض من ورقه فهو منحن إلى خارج وفي الورق رطوبة يسيرة تدبق باليد وهو صلب طيب الرائحة مع حدة وطعم ورقه مثل طعم الأدوية ولونه إلى الصفرة ما هو وعلى الساق إكليل كإكليل الشبت وله بزر مستدير مثل بزر الكرنب لونه أسود حريف رائحته كأنها رائحة المر بعينها وله أصل حريف طيب الرائحة ليس بكثير الماء يلذع الحنك عليه وله قشر خارجه أسود وداخله أصفر وهو إلى البياض ما هو ينبت في أماكن صخرية وعلى تلول. جالينوس: هذا نبات من جنس الكرفس البستاني والجبلي وهو أقوى من البستاني وأضعف من الجبلي ولذلك صار يحدر الطمث والبول ويسخن ويجفف في الدرجة الثالثة فأما الذي من البلاد التي يقال(2/83)
لها قيليقيا وتسميه أهل تلك البلاد كرفساً جبلياً فهو هذا النبات إلا أنه أقل حدة من هذا وهو يحلل الموضع الذي تحدث فيه الصلابة وأما غير ذلك من جميع قوته فهو مثل قوة الكرفس البستاني والجبلي ولذلك صرنا نستعمل بزره في إدرار الطمث والبول وفي مداواة النزل. ديسقوريدوس: وقوة أصله وفروعه وثمره مسخنة وقد يعمل ورقه بالملح ويؤكل ويعقل البطن، وإذا شرب أصله وافق نهش الهوام وسكن السعال وأبرأ عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب وعسر البول، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية في حدثان قوتها والأورام الحارة والأورام الصلبة ويصلح لعلاج الجراحات في جميع حالاتها إلى أن تنختم، وإذا خلط واحتملته المرأة أسقطت الجنين وبزره يوافق وجع الكلى والمثانة والطحال ويخرج المشيمة ويدر الطمث، وإذا شرب وافق عرق النسا، ويسكن النفخ العارضة في المعدة ويحرك الجشاء ويدر العرق ويشرب خاصة للحبن وأدوار الحمى. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما الشراب المتخذ ببزر الكرفس فهذه صفته يؤخذ من بزر الكرفس الحديث مسحوقاً منخولاً سبعون درخمياً ويصر في خرقة ويلقى في جرة من عصير ويترك ثلاثة أشهر ثم يروق ويوعى في إناء آخر وهذا الشراب يفتق الشهوة وينفع المعدة ويوافق من به عسر البول وهو سريع التحليل من البدن وكذا يصنع من الشراب المتخذ من البطراساليون وقوته كقوته.قيليقيا وتسميه أهل تلك البلاد كرفساً جبلياً فهو هذا النبات إلا أنه أقل حدة من هذا وهو يحلل الموضع الذي تحدث فيه الصلابة وأما غير ذلك من جميع قوته فهو مثل قوة الكرفس البستاني والجبلي ولذلك صرنا نستعمل بزره في إدرار الطمث والبول وفي مداواة النزل. ديسقوريدوس: وقوة أصله وفروعه وثمره مسخنة وقد يعمل ورقه بالملح ويؤكل ويعقل البطن، وإذا شرب أصله وافق نهش الهوام وسكن السعال وأبرأ عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب وعسر البول، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية في حدثان قوتها والأورام الحارة والأورام الصلبة ويصلح لعلاج الجراحات في جميع حالاتها إلى أن تنختم، وإذا خلط واحتملته المرأة أسقطت الجنين وبزره يوافق وجع الكلى والمثانة والطحال ويخرج المشيمة ويدر الطمث، وإذا شرب وافق عرق النسا، ويسكن النفخ العارضة في المعدة ويحرك الجشاء ويدر العرق ويشرب خاصة للحبن وأدوار الحمى. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما الشراب المتخذ ببزر الكرفس فهذه صفته يؤخذ من بزر الكرفس الحديث مسحوقاً منخولاً سبعون درخمياً ويصر في خرقة ويلقى في جرة من عصير ويترك ثلاثة أشهر ثم يروق ويوعى في إناء آخر وهذا الشراب يفتق الشهوة وينفع المعدة ويوافق من به عسر البول وهو سريع التحليل من البدن وكذا يصنع من الشراب المتخذ من البطراساليون وقوته كقوته.
كرم بستاني: ديسقوريدوس في 4: الكرم الذي يعتصر منه الشراب ورقها وخيوطها إذا سحقا وتضمد بهما سكنا الصداع والورق إذا كان بارداً قابضاً فإنه إذا تضمد به وحده أو مع سويق الشعير سكن الورم الحار العارض للمعدة والإلتهاب العارض لها وعصارة الورق تنفع الذين بهم قرحة الأمعاء والذين يتقيؤون الدم ويشكون معدتهم والحوامل من النساء وخيوط الكرم إذا أنقعت بالماء وشربت فعلت ذلك، ودمعة الكم وهي شبيهة بالشمع تحمل على القضبان وإذا شربت مع الشراب أخرجت الحصا، وإذا تلطخ بها أبرأت القوابي والجرب المتقرح والذي ليس بمتقرح وينبغي إذا احتيج إلى التلطخ بها أن يتقدم بغسل العضو بالنطرون، وإذا تمسح بها مع الزيت دائماً حلقت الشعر وخاصة الدمعة المجموعة من قضبان الكرم الطرية، وإذا أحرقت ورشحت منها الدمعة كما رشح العرق وهي التي إذا لطخت على الثآليل المسماة مرمعا ذهبت بها، ورماد قضبان الكرم ورماد شجير العنب إذا تضمد به مع الخل أبرأ المقعدة التي قد قلع منها البواسير وأبرأ من التواء العصب وقد ينفع من نهشة الأفعى، وإذا تضمد به مع دهن ورد وسذاب وخل خمر نفع من الورم الحار العارض في الطحال. جالينوس في السادسة: والكرم الذي يفلح قوته قوة الكرم البري إلا أنها أضعف.
كرم بري:(2/84)
ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات يخرج أغصاناً طوالاً شبيهة بأغصان الكرم الذي يقتصر منه الشراب خشبه خشنة متعلقة القشور وورقه شبيه بورق عنب الثعلب البستاني إلا أنه أعرض منه وأصفر وزهره شبيه بحب الطحلب وثمره شبيه بالعناقيد الصغار لونها إلى الحمرة إذا نضجت وشكل الحب مستدير، وأصل هذا النبات إذا طبخ بالماء وشرب بقوانوسين من الشراب المعمول من ماء البحر أسهل البطن رطوبة مائية وقد يعطى منه المحبونون فأما العناقيد فإنها تنقي الكلف وما أشبهه من الآثار وقد يتخذ بالملح وورق هذا النبات في أول ما ينبت يصلح للأكل. جالينوس في السادسة: هذا أيضاً نبات عناقيده لها قوة تذهب بالكلف والنمش وجميع ما في سبيله مما يحدث في ظاهر البدن وفيها مع هذا دباغة وكذا أيضاً في أطرافه التي تكبس وتحفظ. ديسقوريدوس في الرابعة: قال: أنيالس أغريا ومعناه الكرمة البرية أيضاً هي صنفان وذلك أن منها ما لا يعقد عنباً وإنما يحمل زهراً وهو المسمى أوتيني، ومنها ما يعقد حباً صغاراً ويسود أخيراً وفيه قبض وقوة ورق هذا الكرم وخيوطه وقضبانه شبيهة بقوة ورق وخيوط وقضبان الكرم الذي يعتصر منها الشراب وزهرة هذه الكرمة البرية إذا كانت مزهرة ينبغي أن ترفع في إناء من خزف غير مقير بعد أن تجمع وتوضع على ثوب وتجفف في ظل وقد يكون منه شيء جيد ببلاد سوريا وقيليقيا وقونيقي وقوة هذا الزهر قابضة ولذلك إذا شرب كان جيداً للمعدة ويدر البول بإمساكه البطن ويقطع نفث الدم وهو صالح للمعدة التي يعرض فيها الكرب ويحمض فيها الطعام، وقد يخلط بالخل ودهن الورد ويبل الرأس بهما للصداع وقد يتضمد به رطباً ويابساً ويمنع الأورام من الخراجات، وإذا خلط وهو مسحوق بالعسل والزعفران ودهن الورد والمر وتضمد به فينفع من الجرب المتقرح في ابتدائه وينفع اللثة والقروح الخبيثة العارضة في القروح وقد يقع في أخلاط الشيافات التي يتحمل بها لقطع الدم ويتضمد به مع السويق والشراب لسيلان الفضول إلى العين ولإلتهاب المعدة، وإذا أحرق في خزفة موضوعة على جمر كان صالحاً لأوجاع العين ويبرئ مع العسل الداحس والظفرة واللثة المسترخية التي يسيل منها الدم وأما الشراب الذي يتخذ من عنب الكرم البري أسود قابض فينفع من يسيل إلى معدته وأمعائه فضول ولا سيما سائر العلل التي يحتاج فيها إلى القبض والجمع.
كرمة بيضاء: هو الفاشرا وقد ذكرته في الفاء.
كرمة سوداء: هو الفاشرشين، وقد ذكر في الفاء.
كرمة شائكة: هي الفشغ وقد ذكر في الفاء التي بعدها شين معجمة.(2/85)
كرنب: الإسرائيلي: الكرنب النبطي هو الكرنب على الحقيقة وهو شبيه بالسلق صغير القلوب. علي بن محمد: الكرنب النبطي هو الكرنب الأندلسي وهو صنفان جعد وسبط وكلاهما يؤكل ساقه وورقه والجعد أطيب طعماً وأصدق حلاوة وأشد رخوصة من القنبيط بكثير. الفلاحة: الكرنب صنفان منه نبطي وهو الكرنب المعروف ومنه كرنب خوزي وهو غليظ الورق جداً شديد الخشونة. جالينوس في السابعة: الكرنب الذي يؤكل قوته قوة تجفف إذا أكل وإذا وضع من خارج ولكن ليس بظاهر الحدة والحرافة بل قوته تبلغ به إلى إدمال الجراحات وإشفاء القروح الخبيثة والأورام التي قد صلبت وصارت في حد ما يعسر انحلاله والحمرة التي تصيبها مثل هذه الصفة وبهذه القوة بعينها تشفي النملة والشري وفيه مع هذا جلاء به صار يشفي العلة التي يتقشر معها الجلد، وبزر الكرنب يقتل الدود إذا شرب وخاصة بزر الكرنب المصري من طريق أنه أيبس مزاجاً ومن البيِّن أن طعمه أيضاً مر فإن مرارة الطعم شيء موجود في جميع الأدوية النافعة من الديدان وبهذه القوة صار ينفع من النمش والكلف والديدان والكلف الكائن في الوجه، ومن سائر العلل التي يحتاج فيها إلى اليسير من الجلي، وأما قضبان الكرنب إذا أحرقت فيصير منها رماد يجفف تجفيفاً شديداً حتى أنّ قوّته تكون قوة محرقة ومن أجل ذلك صاروا يخلطون معه شحماً عتيقاً ويستعملونه في مداواة وجع الجنين إذا عتق وسائر العلل الأخر الشبيهة بهذا النوع من الوجع إلا أن هذا يجفف تجفيفاً ويحلل تحليلاً قوياً. ديسقوريدوس في الثانية: إن سلق سلقة خفيفة وأكل أسهل البطن، وإن سلق سلقاً جيداً ولا سيما إن سلق سلقتين بماء بعد ماء أمسك البطن. والكرنب الذي ينبت في الصيف رديء للمعدة وأشد حرافة من سائر الكرنب البستاني، والكرنب الذي ينبت بمصر لا يؤكل لمرارته وإذا أكل الكرنب نفع من ضعف البصر والإرتعاش وإذا أكله المخمور سكن خماره، وقلب الكرنب أجود للمعدة وأدر للبول من سائره وإن عمل بالملح والماء صار رديئاً للمعدة مليناً للبطن، وعصارة الكرنب إذا خلط بها أصل السوسن البري الذي يقال له إيرسا وثطرون وشرب أسهل البطن، وإذا خلط بالشراب وشرب نفع من لسعة الأفعى، وإذا خلط بدقيق الحلبة والخل وتضمد به نفع من النقرس ووجع المفاصل والقروح الوسخة العميقة، وإذا استعط بعصارته نقى الرأس وإذا احتملته المرأة مع دقيق الشيلم أدر الطمث، وورق الكرنب إذا دق ناعماً وتضمد به وحده أو مع سويق نفع من كل ورم من أورام البدن ومن الأورام البلغمية ومن الحمرة ويبرئ الشري والجرب المتقرح، وإذا خلط بالملح قلع النار الفارسية وتمسك الشعر المتساقط، وإذا أكل الورق نيئاً مع الخل نفع المطحولين، وإذا مضغ ومص ماؤه أصلح الصوت المنقطع وطبيخه إذا شرب أسهل البطن وأدر الطمث وزهره إذا عمل منه فرزجة واحتملتها المرأة بعد الحبل قتل ما في بطنها، وبزر الكرنب الذي ينبت بمصر خاصة إذا شرب قتل الدود وقد نفع في أخلاط الترياقات وينقي الوجه والبثور اللبنية وقضبان الكرنب الطرية إذا أحرقت مع الأصول وخلط رمادها بشحم خنزير سكن أوجاع الجنب المزمنة. مسيح: قوته في الحرارة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية. أرصحانس: الكرنب حار يابس وبزره أحر منه. قسطس في كتاب الفلاحة الرومية: الكرنب ينفع السعال القديم والنقرس إذا صب طبيخه على المفاصل وإن أطعم الصبيان نشؤوا سريعاً وعصيره إن شرب بالنبيذ أياماً أذهب وجع الطحال ورماده يبرئ حرق النار ويبرئ عصيره الجرب والحكة، وإن خلط بالراح والخل وطلي به على البرص والجرب نفع وإن خلط رماده ببياض البيض أبرأ حرق النار ويجلب النوم إذا أكل وينقي الصوت وينفع من عضة الكلب ويضمد به للطحال. الرازي: مرق الكرنب ينفع من السعال ومن وجع الظهر العتيق ووجع الركبة. روفس: الكرنب يحسن اللون أكلاً. مشاوس: إن سلق الكرنب مرتين ثم طيب بكمون وزيت وملح وفلفل وأغلي عليه نفع أصحاب العقر في الأمعاء. وقال مرة أخرى: والماء الذي يغسل به الكرنب أو يطبخ فيه ينقي البدن ويجفف الصداع وينقي العينين الذي يجد فيهما صاحبهما ظلمة من رطوبة أو بخار غليظ وينفع الحجاب والأحشاء ولا سيما الطحال الغليظ والذين غلب عليهم السوداء لأنه ينقي العروق، ابن ماسويه: هو مولد للمرة السوداء والدم العكر وإن طبخ باللحم السمين قلت غائلته.(2/86)
جالينوس: وأغذية الكرنب تحدث في البصر الظلمة كما يحدث العدس وذلك ليبسه إلا أن يكون مجاوز الاعتدال في الرطوبة. والكرنب والعدس يجففان جميعاً على مثال واحد إلا أن العدس يغذو غذاء كثيراً وغذاؤه غليظ قريب من السوداء والكرنب يغذو غذاء يسيراً وغذاؤه أرق وأرطب من غذاء العدس لأنه ليس من الذي هو يابس الجرم ولكنه ليس يولد الكرنب دماً محموداً كما يولد الخبز لكنه ما يؤكل منه كثيراً وهو رديء كريه الرائحة ليس له عمل لا في جودة ولا في رداءة وهو من الأشياء التي تلطف. الرازي في دفع مضار الأغذية: الكرنب يسخن البدن ومرقه يطلق البطن ولا سيما إن سلق بماء وإدمانه يولد دماً أسود ولذلك يجب أن يجتنبه المستعدون لأمراض السوداء والذين قد بدت بهم أشياء كالماليخوليا والسرطان وداء الفيل والدوالي والبواسير وليس هو موافقاً بالجملة للمحرورين فإن أكلوه فليشربوا عليه شراباً كثير المزاج، وأما المبرودون فليأكلوه بالخردل والثوم وليتجنبوا عليه مرقته وذلك يسرع إخراج جرمه من البدن. الطبري: محلل من داخل إذا طبخ وأكل وإذا وضع على الورم من ظاهر حلله وذهب به وفيه قوة منقية وأصله وجسمه أقوى وأشدّ تنقية من حبه وورقه. الرازي: الكرنب النبطي حار يابس مولد للسوداء ويفسد الأحلام غير أنه يلين الحلق والصدر ويطلق البطن ويخفف السكر. علي بن محمد: والكرنب الشامي صنف آخر يسمى الموصلي أيضاً وله ورق أخضر جعد مثل ورق الكرنب الأندلسي غير أنه منبسط على وجه الأرض وله عسلوج طويل مرتفع من وسطه ويسمو قدر ذراع وفيه ورق صغير منظوم من أسفله إلى أعلاه وما تحت الأرض من أسفله غليظ مدوّر كأنه اللفت الكبير ويؤكل مطبوخاً كما يؤكل اللفت ولا يؤكل منه غير أصله. الرازي: وأما الكرنب الموصلي والهمذاني فإنه أبرد ويجري قريباً من مجرى اللفت ويزيد في المنيّ. ابن ماسويه: وأما الكرنب المدعو بالقنبيط فهو أغلظ وأقوى وأبطأ في المعدة من الكرنب وورقه الناشئ حواليه أقل إضراراً وأصلح من جمارته الناشئة في وسطه للمائية الغالبة عليه واجتنابه كله أحمد لتوليده الدم العكر والإكثار منه يضعف البصر وهو مطلق للبطن كثير البخار يورث أحلاماً رديئة وسدداً ومرة سوداء وأصلح ما يؤكل مطبوخاً باللحم أو بدهن اللوز مع زيت الأنفاق وبيضه الذي يسمى جماره يهيج القراقر والنفخ ويزيد في المني ويعين على المباضعة. الطبري: القنبيط بارد يابس غليظ عسر الإنهضام رديء الغذاء وإذا طبخ بيضه الذي هو ثمره وصب ماؤه ثم أكل بالخل والزيت والمري زاد في المني لأن في بيضه نفخاً. الرازي: القنبيط مثل الكرنب النبطي إلا أنه أقل حدّة وحرافة منه. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: القنبيط مثل الكرنب النبطي وهو أكثر في توليد السوداء من الكرنب وينبغي أن يجتنبه البتة من به ابتداء أمراض سوداوية وهو مستعد لذلك. وقد يصلح مضرته الدهن واللحم السمين ويصلح خلطه ويكون توليده للسوداء أقل فأما ما اتخذ منه بالخل والمري فهو أحرى أن لا يسخن المحرورين لكنه أسرع إلى توليد الدم الأسود إن أدمن وإن الأغذية التي تولد خلطاً من الأخلاط لا يتبين ذلك في مرة أو مرتين وما لم يكثر منها أو يدمن. إسحاق بن عمران: القنبيط أكثر خلطاً وأبطأ في المعدة من الكرنب وهو أفضل في إدرار البول وإطلاق البطن منه ولمائيته خاصية في منفعة السكر. ابن ماسويه: وخاصة بزر القنبيط إفساد المني إذا احتملته المرأة بعد الطهر من الطمث. الإسرائيلي: وإذا شرب قبل الشراب منع من السكر وإذا شربه المخمور حلل خماره. التجربتين: إذا أحرق ورق الكرنب كما هو في قدر فخار جديدة ثم أخذ وأضيف إلى بعض الشحوم قد يبرئ من الأورام الصلبة التي في العنق التي منها الخنازير، وحراقة غساليجه إذا استاك بها لحفر الأسنان وورقه مطبوخاً إذا أضيف إليه السمن أو بعض الشحوم حلل الأورام البلغمية الصلبة منها وعيونه إذا طبخت بدجاجة سمينة كانت غذاء صالحاً نافعاً للنزلات في الصدر والسعال وطبيخ ورقه إذا عجنت به أدوية الإستسقاء وطلي به الجوف قويت منفعتها وإذا طبخت في مائه أدوية الأدهان الحارة كالقسط والعلقم وهو قثاء الحمار تقوت منفعتها وبزره ضماداً يفعل في الأورام ما يفعل الورق. ديسقوريدوس في الثانية: قرنبي أغريا وهو الكرنب البري أكثر ذلك ينبت في سواحل البحر في مواضع عالية نواحيها التي ينبت(2/87)
فيها من تلك المواضع قائمة وهو شبيه بالكرنب البستاني غير أنه أبيض منه وأكبر زغباً وهو مر. جالينوس: هذا أحدّ مزاجاً من الكرنب البستاني وأيبس كما أن سائر البقول البرية هي أقوى في هاتين القوتين من البقول البستانية المجانسة لها ولذلك صار هذا الكرنب إن ورد إلى داخل البدن لم يسلم الإنسان من أذاه لكثرة بعده عن مزاج الناس، وبهذا السبب صار يجلى من يذوقه أمز طعماً من الكرنب البستاني وذلك أن في الكرنب البستاني أيضاً شيئاً من المرارة والحرارة إلا أن هذين الطعمين جميعاً في الكرنب البري أقوى فلذلك صار يحلل ويجلو أكبر من الكرنب البستاني. ديسقوريدوس: وإذا سلق قلبه بماء الرماد لم يكن رديء الطعم وإذا تضمد بورقه ألزق الجراحات وحلل الأورام البلغمية والحارة. لي: أخبرني من أثق به وهو تاج الدين البلغاري رحمه الله تعالى أنه كان بظاهر مدينة الرها بضيعة منها تعرف بالقنيطرة قس من النصارى يسقي دواء لنهشة الأفعى فيتخلص منها وشاع بذلك خبره في جميع الجزيرة وكان الناس يقصدونه في هذا الشأن من جميع البلاد القريبة، وأخبرني أنه بذل له جملة على أن يعرفه هذا الدواء فلم يفعل فبذل لزوجته فعرفته وأعطته من عين الدواء وكان عروق الكرنب البري كان يقتلعها من جبل الرها فيجففها ويسحقها ويسقي منها وزن درهمين بشراب فيتخلص من نهشة الأفعى مجرّب. وهذا الدواء أعني الكرنب البري كثير أيضاً بأرض حماة وحمص ينبت في مقاثئ العجور وفي بعض بساتين دمشق منها أيضاً شيء كثير وثمره مدوّر أبيض اللون على هيئة الفلفل الأبيض المعروف بالصيني وخلقته وهو أيضاً ينفع من نهشة الأفعى فيما ذكر بعض القدماء. ديسقوريدوس: وأما الكرنب الذي يقال له البحري فهو بعيد الشبه من البستاني وورقه طوال شبيه بورق الزراوند الذي يقال له المدحرج وأصول الورق التي بها أنصاله هي قضبان حمر صغار وموضعها من ساق الكرنب على مثال ما يظهر ورق النبات الذي يقال له قسوس وله لبن ليس بكثير طعمه مائل إلى الملوحة مع يسير من مرارة. جالينوس: هذا مع ما هو عليه من الأنته للبطن من قبل أن طعمه مائل إلى الملوحة والمرارة وقد يجوز أن يستعمل أيضاً خارج البدن في الوجوه التي يحتاج فيها إلى تلك الكيفيات التي ذكرناها. ديسقوريدوس: إذا أكل مطبوخاً أسهل البطن ومن الناس من يطبخه بلحم سمين. إسحاق بن عمران: بزر الكرنب البحري يفعل في قتل الدود وإخراج حب القرع أكثر من فعل البستاني.من تلك المواضع قائمة وهو شبيه بالكرنب البستاني غير أنه أبيض منه وأكبر زغباً وهو مر. جالينوس: هذا أحدّ مزاجاً من الكرنب البستاني وأيبس كما أن سائر البقول البرية هي أقوى في هاتين القوتين من البقول البستانية المجانسة لها ولذلك صار هذا الكرنب إن ورد إلى داخل البدن لم يسلم الإنسان من أذاه لكثرة بعده عن مزاج الناس، وبهذا السبب صار يجلى من يذوقه أمز طعماً من الكرنب البستاني وذلك أن في الكرنب البستاني أيضاً شيئاً من المرارة والحرارة إلا أن هذين الطعمين جميعاً في الكرنب البري أقوى فلذلك صار يحلل ويجلو أكبر من الكرنب البستاني. ديسقوريدوس: وإذا سلق قلبه بماء الرماد لم يكن رديء الطعم وإذا تضمد بورقه ألزق الجراحات وحلل الأورام البلغمية والحارة. لي: أخبرني من أثق به وهو تاج الدين البلغاري رحمه الله تعالى أنه كان بظاهر مدينة الرها بضيعة منها تعرف بالقنيطرة قس من النصارى يسقي دواء لنهشة الأفعى فيتخلص منها وشاع بذلك خبره في جميع الجزيرة وكان الناس يقصدونه في هذا الشأن من جميع البلاد القريبة، وأخبرني أنه بذل له جملة على أن يعرفه هذا الدواء فلم يفعل فبذل لزوجته فعرفته وأعطته من عين الدواء وكان عروق الكرنب البري كان يقتلعها من جبل الرها فيجففها ويسحقها ويسقي منها وزن درهمين بشراب فيتخلص من نهشة الأفعى مجرّب. وهذا الدواء أعني الكرنب البري كثير أيضاً بأرض حماة وحمص ينبت في مقاثئ العجور وفي بعض بساتين دمشق منها أيضاً شيء كثير وثمره مدوّر أبيض اللون على هيئة الفلفل الأبيض المعروف بالصيني وخلقته وهو أيضاً ينفع من نهشة الأفعى فيما ذكر بعض القدماء. ديسقوريدوس: وأما الكرنب الذي يقال له البحري فهو بعيد الشبه من البستاني وورقه طوال شبيه بورق الزراوند الذي يقال له المدحرج وأصول الورق التي بها أنصاله هي قضبان حمر صغار وموضعها من ساق الكرنب على مثال ما يظهر ورق النبات الذي يقال له قسوس وله لبن ليس بكثير طعمه مائل إلى الملوحة مع يسير من مرارة. جالينوس: هذا مع ما هو عليه من الأنته للبطن من قبل أن طعمه مائل إلى الملوحة والمرارة وقد يجوز أن يستعمل أيضاً خارج البدن في الوجوه التي يحتاج فيها إلى تلك الكيفيات التي ذكرناها. ديسقوريدوس: إذا أكل مطبوخاً أسهل البطن ومن الناس من يطبخه بلحم سمين. إسحاق بن عمران: بزر الكرنب البحري يفعل في قتل الدود وإخراج حب القرع أكثر من فعل البستاني.(2/88)
كرات:(2/89)
منه الشامي ومنه النبطي ومنه كراث الكرم. حنين بن إسحاق: الكراث الشامي هو الذي له رؤوس. الفلاحة: الكراث الشامي هو مما يؤكل أصله دون فرعه. ديسقوريدوس في الثانية: الكراث الشامي نافخ رديء الكيموس وتعرض منه أحلام رديئة ويدر البول ويلين البطن ويحدث غشاوة العين ويدر الطمث ويضر بالمثانة المتقرحة والكلى وإذا طبخ بماء الشعير أخرج الفضول التي في الصدر وورقه إذا طبخ بماء البحر والخل وجلس النساء فيه نفعهن من انضمام فم الرحم والصلابة العارضة له وقد يحلى بأن يسلق سلقتين بماء بعد ماء ثم ينقع في ماء بارد وإذا فعل به ذلك حلا طعمه وقلت نفخته. الغافقي: قال علي بن محمد: الكراث الشامي صنفان منه صنف أعناقه كبيرة طويلة ورؤوسه صغار وصنف منه أعناقه قصيرة ورؤوسه كبار أطيب طعماً من الأول وأكبر رأساً ورؤوسه أمثال رؤوس البصل يملأ الكف، والصنف الأول هو الأندلسي وزعموا أن هذا الصنف هو القفلوط والأشبه أن القفلوط هو الأندلسي وكذلك في الفلاحة فإنه قال فيها: الكراث الشامي أصوله بيض مدورة كبار وربما كبر حتى يصير في قدر السلجم ثم قال: ومن الكراث الشامي صنف يقال له القفلوط لطيف الأصل أصغر من الشامي مدور أبيض وهو أشد حرافة من الثاني رديء للمعدة مضر بالبصر جداً، وإذا أدمن أكله أحدث الغشاء في العين وهو أقوى من الشامي في إدرار البول. الرازي في دفع مضار الأغذية: الكراث الشامي هو القفلوط يسخن وينفخ ويهيج الباه والإنعاظ وهو أسكن وأقل في الحدة والأعطاش من البصل وأغلظ جرماً وأبطأ نزولاً وانهضاماً ويصلح منه الخل والمري إذا اتخذ به وقال في موضع آخر والمخلل منه قريب من الكراث يلين البطن ويفتح سدد الكبد والطحال. ابن ماسه: خاصة أصله النفع من القولنج وإذا أكل الكراث أو شرب طبيخه نفع من البواسير الباردة وورق الكراث الشامي خاصته النفع للرحم التي فيها رطوبة يزلق الولد. أبقراط: يسكن الجشاء الحامض وينبغي أن يؤكل آخر الطعام. ابن سمحون: قال علي بن محمد: الكراث النبطي هو كراث المائدة ويخرج من تحت الأرض ورقاً ثلاثاً لابساً ذو أعناق في لون ورق الكراث الأندلسي وشكله إلا أنه دقيق جداً وما تحت الأرض مر أصله قدر عقدين أو ثلاثة أبيض مستطيل غير مستدير. ديسقوريدوس: والكراث النبطي هو أشد حرافة من الكراث الشامي وفيه شيء من قبض ولذلك ماؤه إذا خلط بالخل ودقاق الكندر قطع الدم وخاصة الرعاف ويحرك شهوة الجماع، وإذا خلط بالعسل ولعق كان صالحاً لكل وجع يعرض في الصدر وقرحة الرئة، وإذا أكل نقى قصبة الرئة وإذا أدمن أكله أظلم البصر وهو رديء للمعدة وماؤه إذا خلط بماء القراطن نفع من نهش الهوام، وإذا تضمد بالكراث أيضاً فعل ذلك وماؤه إذا خلط بالخل والكندر واللبن أو دهن الورد وقطر في الأذن نفع من وجعها ومن الدوي العارض لها، وإذا تضمد به مع السماق قطع الثآليل التي يقال لها أنصفون ويبرئ الشري وإذا تضمد به مع الملح قلع خبث القروح، وإذا شرب من بزره وزن درخميين مع مثله من حب الآس قطع نفث الدم من الصدر ونفعه. ابن ماسويه: الكراث النبطي حار في الدرجة الثالثة يابس في الثانية مصدع يولد خلطاً رديئاً ويرى أحلاماً رديئة، وإن سلق وطحن وأكل وضمد به البواسير العارضة من الرطوبة نفع منها وينفع من السدد العارضة في الكبد المتولدة من البلغم. الرازي: مفتق لشهوة الطعام معين على استكثار الباه ولا يصلح لأصحاب الأمزجة الحارة ومن يسرع إليه الرمد والإمتلاء إلى رأسه. اليهودي: خاصته إفساد الأسنان واللثة. إسحاق بن عمران: نافع من سدد الكبد والطحال إذا وجد في المعدة أو المعي بلغماً أساله وألان الطبيعة وإذا وجد فيها مرة عقلها وهو على سبيل الغذاء يحدث ظلمة في البصر وأحلاماً كثيرة مفزعة ومن كان محروراً أو كان به هوس أو كان في رأسه شدة فليحذره أصلاً، وإذا دق وعمل منه ضماد وضمد به على لسعة الأفعى نفع منها. بولس: بزر الكراث يخلط مع الأدوية التي تصلح للعلل التي في الكلى والمثانة. ماسرحويه: وإذا دخنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسير. ابن ماسويه: إن سحق بزر الكراث وعجن بقطران وبخرت به الأضراس التي فيها ديدان نثرها وأخرجها وسكن الوجع العارض فيها وإن قلي مع الحرف نفع من البواسير وعقل الطبيعة وحلل الرياح التي في الأمعاء. الرازي في الحاوي: بزر الكراث إذا شربت منه(2/90)
ملعقة أحدث انتشاراً صحيحاً. بليناس في كتاب الطبيعيات: من أحب أن يجامع ولا يؤذيه فليشرب من بزر الكراث مع شراب. الرازي في كتاب خواصه: وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنك إن ألقيت بزر الكراث في الخل أذهب حموضته. وأما كراث الكرم فهو الكراث البري. ديسقوريدوس في الثانية: وكراث الكرم أردأ للمعدة من الكراث وأسخن وأدر للبول وقد يدر الطمث وإذا أكل وافق نهش الهوام. جالينوس في 6: إن أنت توسطت شيئاً متوسطاً فيما بين الكراث والثوم وجدت قوة هذا النبات وكذا أعني الكراث البري ولذلك صار أشد حرافة وأكثر تجفيفاً من الكراث كما أن أكثر حشيش الصحراء أقوى مما يزرع منه في البساتين، ومن أجل ذلك صار الكراث البري أردأ للمعدة وهو حريف. وتقطيعه وتفتيحه أكثر من تقطيع الكراث البستاني وتفتيحه للسدد ولذلك صار يدر البول والطمث إدراراً كثيراً إن كان كل واحد قد احتبس بسبب خلط غليظ بارد ومعه من الإسخان ما يحدث بسببه قروحاً متى وضع على البدن من خارج وقد قلت قبل أن جميع الأدوية التي تسخن مثل هذا الإسخان فهي في أقصى الدرجات. الغافقي: وقال في الفلاحة الكراث أربعة أصناف فمنها الكراث النبطي المعروف ومنها الكوهيان والكليكان وهما أغلظ ورقاً وينبت الكوهيان بخراسان وأكثر منابته ببلاد الصعيد والكليكان ينبت بالري وخراسان ومنها السلابس وهو ينبت ببابل وبزره أسود غير مدور وكل هذه الأصناف مسخنة مصدعة مضرة بالدماغ والمعدة والكبد والقلب والسلابس خاصة خاصيته أنه ينفع من البواسير إذا أكل أو اعتصر ماؤه فيجرع منه مع عسل أو سكر أو استف من بزره مدقوقاً مع السكر كل يوم وزن درهم وتخالط حرافتها مرارة وقبض والقبض أقلها والحرافة أكثرها، وإن أخذ دقاق الكندر فسحق وخلط بماء الكراث وسقي منه عشرة دراهم نفع من سيلان الدم من السفل وكذا يقطع الرعاف إذا شربت منه فتيلة وألصقت بالأنف، وإذا قطر ماؤه مع الكندر نفع من الدوي في الأذنين ويحرك شهوة الجماع ويرى أحلاماً رديئة ويلين البطن، وأما الكوهيان فهو مصلح للمزاج إذا أدمن أكله مطبوخاً وهو يصلح المعدة ويهضم الطعام ويقوي الظهر ويزيد في الباه ويزيل الكسل والضعف وعسر النفس ويسخن الأحشاء باعتدال ويقوي الكبد والطحال ويصلح المزاج. والكليكان خشن الجسم غليظ قريب من عمل الكوهيان، وأما السلابس فهو ألطفها وأسرعها هضماً وهو يلين الطبع جداً ويفعل في إصلاح المزاج والتقوية مثل فعل الكوهيان وقد قيل أنه يشفي العنين ويرده إلى الحال الطبيعية، وأما الخضراويا فهي بقلة تشبه الكراث إلا أنها أدق ورقاً منه تنبت ببلاد الترك في الجبال دون السهل وورقها طوال مع رقة وهو حريف أشد حرافة من الكراث ويشوب حرافتها حموضة بينة ولونها أشد خضرة من الكراث وتسكن أوجاع المثانة والورك والجوف والرياح الغليظة وتقطع الحمار وهي بليغة في ذلك وتشهي الطعام وتنقي الأمعاء وتؤكل نيئة ومطبوخة. ابن سينا: طبيخ أصول الكراث النبطي أسفندياجه بدهن اللوز وشيرح نافع من القولنج وعصارته يابسة تسهل الدم. الفلاحة: وأما المسمى فروصانمي وهو كراث الثوم والكراث فهو نبات له ورق فيها مشابهة من ورق الكراث ومشابهة من ورق الثوم وله أصل قريب من أصل الكراث الشامي بثلاثة أصناف أو أربعة كانفصال الثوم إلا أنه ليس له قشور كالقشور التي بين أسنان الثوم بل تراه كله شيئاً واحداً وفي طعمه شبه من الكراث وشبه من الثوم وكذا قوته مركبة تفعل كل ما يفعله الكراث والثوم إلا أن فعله أضعف، وقد يطبخ ليعذب ويؤكل مثل ما يؤكل الكراث الشامي. جالينوس في 8: سقردافراس كما أن هذا النبات المسمى بهذا الإسم وتفسيره الثوم الكراثي إذا تفقدت طعمه ورائحته وجدت فيه كيفية مركبة من ثوم وكراث كذا قوته على هذا المثال. الفلاحة: وأما سومكراث فهو نبات له ورق مثل الكراث الشامي وأقل عرضاً ولونها في الخضرة مثل لون ورق الكراث وله أصل كأصول الكراث ينبت أصولاً متلاصقة، وإذا عتق احمر قشره كما يحمر قشر البصل، وهو رديء للمعدة شديد الإسخان إذا مكث في المعدة جداً وإذا اتفق أن ينحدر عنها في زمان يسير لم يحس له بمثل ذلك الإسخان وقد يغير رائحة البول والبراز إلى النتن تغييراً شديداً، وقد يدر البول والطمث إدراراً شديداً ويحلل تحليلاً شديداً ويأخذ بالحلق وإذا استف بزره شهى الطعام ونفع من نهش الهوام كلها.ة أحدث انتشاراً صحيحاً. بليناس في كتاب الطبيعيات: من أحب أن يجامع ولا يؤذيه فليشرب من بزر الكراث مع شراب. الرازي في كتاب خواصه: وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنك إن ألقيت بزر الكراث في الخل أذهب حموضته. وأما كراث الكرم فهو الكراث البري. ديسقوريدوس في الثانية: وكراث الكرم أردأ للمعدة من الكراث وأسخن وأدر للبول وقد يدر الطمث وإذا أكل وافق نهش الهوام. جالينوس في 6: إن أنت توسطت شيئاً متوسطاً فيما بين الكراث والثوم وجدت قوة هذا النبات وكذا أعني الكراث البري ولذلك صار أشد حرافة وأكثر تجفيفاً من الكراث كما أن أكثر حشيش الصحراء أقوى مما يزرع منه في البساتين، ومن أجل ذلك صار الكراث البري أردأ للمعدة وهو حريف. وتقطيعه وتفتيحه أكثر من تقطيع الكراث البستاني وتفتيحه للسدد ولذلك صار يدر البول والطمث إدراراً كثيراً إن كان كل واحد قد احتبس بسبب خلط غليظ بارد ومعه من الإسخان ما يحدث بسببه قروحاً متى وضع على البدن من خارج وقد قلت قبل أن جميع الأدوية التي تسخن مثل هذا الإسخان فهي في أقصى الدرجات. الغافقي: وقال في الفلاحة الكراث أربعة أصناف فمنها الكراث النبطي المعروف ومنها الكوهيان والكليكان وهما أغلظ ورقاً وينبت الكوهيان بخراسان وأكثر منابته ببلاد الصعيد والكليكان ينبت بالري وخراسان ومنها السلابس وهو ينبت ببابل وبزره أسود غير مدور وكل هذه الأصناف مسخنة مصدعة مضرة بالدماغ والمعدة والكبد والقلب والسلابس خاصة خاصيته أنه ينفع من البواسير إذا أكل أو اعتصر ماؤه فيجرع منه مع عسل أو سكر أو استف من بزره مدقوقاً مع السكر كل يوم وزن درهم وتخالط حرافتها مرارة وقبض والقبض أقلها والحرافة أكثرها، وإن أخذ دقاق الكندر فسحق وخلط بماء الكراث وسقي منه عشرة دراهم نفع من سيلان الدم من السفل وكذا يقطع الرعاف إذا شربت منه فتيلة وألصقت بالأنف، وإذا قطر ماؤه مع الكندر نفع من الدوي في الأذنين ويحرك شهوة الجماع ويرى أحلاماً رديئة ويلين البطن، وأما الكوهيان فهو مصلح للمزاج إذا أدمن أكله مطبوخاً وهو يصلح المعدة ويهضم الطعام ويقوي الظهر ويزيد في الباه ويزيل الكسل والضعف وعسر النفس ويسخن الأحشاء باعتدال ويقوي الكبد والطحال ويصلح المزاج. والكليكان خشن الجسم غليظ قريب من عمل الكوهيان، وأما السلابس فهو ألطفها وأسرعها هضماً وهو يلين الطبع جداً ويفعل في إصلاح المزاج والتقوية مثل فعل الكوهيان وقد قيل أنه يشفي العنين ويرده إلى الحال الطبيعية، وأما الخضراويا فهي بقلة تشبه الكراث إلا أنها أدق ورقاً منه تنبت ببلاد الترك في الجبال دون السهل وورقها طوال مع رقة وهو حريف أشد حرافة من الكراث ويشوب حرافتها حموضة بينة ولونها أشد خضرة من الكراث وتسكن أوجاع المثانة والورك والجوف والرياح الغليظة وتقطع الحمار وهي بليغة في ذلك وتشهي الطعام وتنقي الأمعاء وتؤكل نيئة ومطبوخة. ابن سينا: طبيخ أصول الكراث النبطي أسفندياجه بدهن اللوز وشيرح نافع من القولنج وعصارته يابسة تسهل الدم. الفلاحة: وأما المسمى فروصانمي وهو كراث الثوم والكراث فهو نبات له ورق فيها مشابهة من ورق الكراث ومشابهة من ورق الثوم وله أصل قريب من أصل الكراث الشامي بثلاثة أصناف أو أربعة كانفصال الثوم إلا أنه ليس له قشور كالقشور التي بين أسنان الثوم بل تراه كله شيئاً واحداً وفي طعمه شبه من الكراث وشبه من الثوم وكذا قوته مركبة تفعل كل ما يفعله الكراث والثوم إلا أن فعله أضعف، وقد يطبخ ليعذب ويؤكل مثل ما يؤكل الكراث الشامي. جالينوس في 8: سقردافراس كما أن هذا النبات المسمى بهذا الإسم وتفسيره الثوم الكراثي إذا تفقدت طعمه ورائحته وجدت فيه كيفية مركبة من ثوم وكراث كذا قوته على هذا المثال. الفلاحة: وأما سومكراث فهو نبات له ورق مثل الكراث الشامي وأقل عرضاً ولونها في الخضرة مثل لون ورق الكراث وله أصل كأصول الكراث ينبت أصولاً متلاصقة، وإذا عتق احمر قشره كما يحمر قشر البصل، وهو رديء للمعدة شديد الإسخان إذا مكث في المعدة جداً وإذا اتفق أن ينحدر عنها في زمان يسير لم يحس له بمثل ذلك الإسخان وقد يغير رائحة البول والبراز إلى النتن تغييراً شديداً، وقد يدر البول والطمث إدراراً شديداً ويحلل تحليلاً شديداً ويأخذ بالحلق وإذا استف بزره شهى الطعام ونفع من نهش الهوام كلها.(2/91)
كرسنة: ديسقوريدوس في الثالثة: هو شجيرة صغيرة دقيقة الورق والأغصان لها ثمر في غلف. جالينوس في 8: هذا دواء يجفف في الدرجة الثانية ممتداً ويسخن في الدرجة الأولى وبحسب ما فيه من المرارة كذلك يقطع ويجلو ويفتح السدد وإن أكثر من أخذه بول الدم. ديسقوريدوس: يطحن منه دقيق نافع في الطب وإن أكلت الكرسنة صدعت وأطلقت البطن وبولت الدم وإذا اعتلفتها البقر مطبوخة أسمنتها والدقيق الذي يطحن منه على هذه الصفة فليطحن خذ من الكرسنة ما كانت سمينة بيضاء وصب عليها ماء وحركها ودعها أوقاتاً كثيرة لتشرب الماء وحركها ثم أخرجها من الماء ثم أقلها إلى أن ينقشر قشرها ثم أطحنها وأخرج دقيقها بمنخل صفيق وأخزنه وهذا الدقيق مسهل للبطن مدر للبول محسن للون وإذا أكثر من أكله أو من شربه أسهل الدم بمغص وبول الدم، وإذا خلط بالعسل نقى القروح والبثور اللبنية والكلف والآثار الظاهرة في الجلد من الكيموسات وينقي سائر البشرة ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويلين الأورام الخبيثة التي تسمى غنغرايا ويلين الأورام الصلبة العارضة في الثدي وغيره من الأعضاء ويقلع النار الفارسية والقروح التي يقال لها الشهدية، وإذا عجن بشراب وتضمد به أبرأ من عضة الكلب ونهشة الأفعى وعضة الإنسان، وإذا استعمل بالخل نفع من عسر البول وسكن الزحير والمغص وإذا قليت الكرسنة ثم دقت ناعماً ثم خلطت بعسل وأخذ منها مقدار جوزة وافقت المهازيل وأما طبيخ الكرسنة إذا صب على الشقاق العارض من البرد والحكة العارضين للبدن أبرأ منها. الحور: الكرسنة نافعة للسعال. التجربتين: إذا اعتلفتها الدجاج نفع لحمها المخدورين وأصحاب الأمزجة الباردة، وإذا عجنت بالخل مع الأفسنتين وضمد بها للسع العقارب نفعت منه وتنبت اللحم في الجراحات الغائرة مفردة ومعجونة بالعسل ومع الزراوند المدحرج وتنبت لحم اللثة المتآكلة. ابن ماسه: وقد استعملها الأطباء إذا ما هي حلت بالماء وخلط معها العسل لتنشيفها الرطوبات الغليظة في الصدر والرئة.
كراويا: هي القرنباد والقرنقار أيضاً فيما زعموا. ديسقوريدوس في الثالثة: هو بزر صغير الحبة معروف عند الناس. جالينوس في 7: تسخن وتجفف في الدرجة الثالثة وفيها حرافة معتدلة فهو لذلك يطرد الرياح ويدر البول لا بزره فقط بل جميعه. ديسقوريدوس: يدر البول وهو طيب الرائحة مسخن جيد للمعدة يهضم الطعام ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة التي تسرع في إحدار الطعام وقوته شبيهة بقوة الأنيسون وأصله يطبخ ويؤكل كالجزر. جالينوس في أغذيته: أصله إذا أكل رديء الخلط. ابن ماسويه: هو أغلظ من الكمون يخرج حب القرع من البطن مقو للمعدة عاقل للبطن أقل من الكمون. الطبري: ينفع من الريح الذي يهيج في الأمعاء إذا عمل في الطعام أو خلط في الدواء وهو شبيه في القوة بالكمون والكاشم ولكن ليس فيه حدة الكمون وهو أهضم للطعام من الكمون والكاشم. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الكراويا حار لطيف طارد للرياح مجشئ جيد للمعدة الباردة يلطف الأغذية الغليظة، وإذا وقع مع الخل قل إسخانه وعقل الطبيعة ولم ينقص تلطيفه للأطعمة الغليظة، وإن وقع مع المري لم يعقل الطبيعة وأعان على الهضم وحلل النفخ ويصلح أكثر الأغذية النافخة ولذلك يعالج به بالخل وبالمري كالهليون والحرشف والباقلا والجزر والقنبيط أو نحوها فيصلح منه ويقل نفخها ويسرع هضمها. إسحاق بن عمران: الكراويا صالحة في الأمراض الباردة مذهبة للتخم وتنفع المعدة التي أضرت بها الرطوبة. التجربتين: إذا أخذ منها كل يوم على الريق مقدار درهمين كما هي حباً أمسكت في الفم حتى تلين ومضغت وبلعت نفعت من ضيق النفس منفعة عظيمة وحللت نفخ المعدة ونفعت من أوجاعها وبالتمادي عليها تذيب البلغم المتولد في المعدة وتنفع من الخفقان المتولد عن أخلاط لزجة في المعدة ولذلك تنفع من البهر المتولد من ضعف فم المعدة كما يفعل الأنيسون، وإذا عجنت بالعسل نفعت مما ذكرناه وإذا طبخت بالماء وشرب ماؤها كان فعلها أضعف وإن طبخت بطبيخ دقيق عتيق كانت أقوى فعلاً في جميع هذه الوجوه وكذلك الكمون إذا طبخ فيه أيضاً وإذا تمادى عليها معجونة بالعسل مع بزر الكرفس نفعت من التنمل الذي يجلى المبرودون بعد سكون وجع لسعة العقرب.(2/92)
كراويا: فارسية وشامية وكراويا رومية وكراويا جبلية زعموا أنها القردمانا وقد ذكرته في القاف.
كراث: بفتح الكاف وتخفيف الراء. قال أبو حنيفة: هي شجرة جبلية لها ورق طوال دقاق وأغصان ناعمة إذا فرغت اهراقت لبناً والناس يستمشون بلبنها. قال ويؤتى بالمجذوم حتى يتوسط به منبت الكراث فيقيم به ويخلط به طعامه وشرابه ولا يلبث إلى أن يبرأ من جذامه. قال: وهو مما يتخذ أرشية أي حبالاً من قشره ولا نعلمه إلا بري كسا وهو جبل الزهران، وببلاد هذيل واد يقال له عروان به الكراث. الغافقي: أظنه نباتاً رأيت بعض الناس تسميه في بعض بوادي بلاد الأندلس عشبة السباع وفيها مشابهة من نبات الميتان إلا أنها أنعم منه بكثير وأطول ورقاً ولها قشر صلب متين قوي كقشر الميتان يصلح أن يتخذ منه حبال وهو شديد المرارة وله لبن كثير إلا أنه ليس بأبيض ولا غليظ كلبن اليتوع، ورأيت أهل تلك الناحية التي ينبت فيها يزعمون أنه إن أخذ من عصارته أو لبنه شيء يسير فيخلط بزيت كثير أو مرقة دسمة كثيرة وشرب قيأ بقوة وأسهل أيضاً ونفع بذلك من الجذام والماليخوليا وعضة الكلب الكلب.
كرمدانة: ابن سمحون: قال علي بن محمد: الكرمدانه بالفارسية حبة معروفة ومعناه عود الكرم لأن الكرم بالفارسية هو الدود، ودانه هو الحب. وزعم الغافقي وغيره أنها ثمرة شجرة الميتان وسيأتي ذكره في الميم.
كركم: الغافقي: قيل أنه أصل النبات الذي سماه ديسقوريدوس خاليدونيون طوماغا وهو الصنف الكبير من عروق الصباغين وهي العروق الصفر ونباتها هو المسمى بقلة الخطاطيف وقد ذكرت في حرف العين. والكركم المعروف عندنا عروق يؤتى بها من الهند ويسمى القرد بالفارسية وليس لها من القوة ما ذكر. جالينوس: وليس هي عروق الصباغين قال ابن حسان: يسمى بالفارسية الهرد وأهل البصرة يسمونها الكركم والكركم هو الزعفران شبهوه بالزعفران لأنه يصبغ به صبغ أصفر كما يصبغ بالزعفران يؤتى به من جزائر الهند واليمن. وزعم قوم أنه أصول الورس وقيل أن الورس صنف آخر منه وهي أصول غلاظ صلبة كالزنجبيل إلا أن فيها دعاثير تدخل في المراهم النافعة من الجرب وتنشف القروح وتحد البصر وتذهب البياض من العين.
كرشف: هو القطن وقد ذكر في القاف.
كركر: هو الصنوبر الصغير الذي يعرف بقمل قريش من كناش ابن إسحاق.
كركمان: هو الحندقوق وقد ذكر في الحاء المهملة.
كرديلن: زعم بعضهم أنه الكاشم وليس به وإنما هو نوع من أنواع الساساليون، وصوابه بالطاء المهملة طرديلن وقد ذكر مع ساساليوس في حرف السين.
كركند: الغافقي قيل أنه حجر يشبه الياقوت الأحمر غير أنه ليس في نضارته ولا جنسه وإذا نفخ عليه النار انكسر والمبرد يعمل فيه عملاً خفيفاً.
كركرهن: قيل هو العاقر قرحا وقد ذكر في حرف العين.
كروش: الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما الكروش والأمعاء فقليلة الإغذاء بالإضافة إلى اللحم وباردة أيضاً وما كان من الأمعاء أدسم وأكثر شحماً كان أسخن وأكثر غذاء كالقبة وسائر الأمعاء الغلاظ وقد يلطفها ويسرع هضمها الخل الثقيف إذا طبخت به مع السذاب والكرفس والبقول والأفاويه والأبازير الملطفة الطيبة الرائحة ولا بد أن يتولد من إدمانها بلاغم كثيرة يعسر خروجها من البطن ولذلك ينبغي أن يتعاهد بعدها الجوارشنات المسهلة. قال: وقد يتخذ من الكروش أسفيذباجة وأما الأمعاء فلا تصلح لذلك، وإذا اتخذت أسفيذباجات فلتكن كروش الحملان وثني الضأن فإنها أجود من كروش المعز في هذا الموضع وألذ ولتطبخ بالماء والملح حتى تتهرى ثم يصب عليها الزيت أو دهن الجوز والأبازير ويصب فيها من الكراث والكزبرة وتطيب به وتصلح. المنهاج: الكروش باردة عصبية صالحة لمن يتدخن غذاؤه وهي عسرة الهضم قليلة الغذاء رديئة الكيموس بلغمية تحدث الدوالي في الساقين، وينبغي أن تعمل بسكباج بخولنجان وفلفل.
كركي:(2/93)
جالينوس في أغذيته: لحمه عضلي ليفي ولذلك يؤكل بعد أن يذبح بأيام. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الكراكي فيصلحها الطبخ بالخل مرة وبالماء والملح أخرى على نحو ما ذكرنا قبل فإن كانت تشوى فتلقى بسرعة إخراجها من البطن بما يسهل خروج الأثفال بما ذكرناه أو تأخذ عليها فانيذ أو حلواء متخذة بفانيذ وكذلك على شواء الأوز وما عظم من البط. الشريف: أنه إن أخذ من دماغه ومرارته فخلط بدهن زنبق وسعط بهما إنسان كثير النسيان ذهب ذلك عنه ولم يعد ينسى شيئاً بعد البتة ومن اكتحل بدماغه ومخه نفع من العشاء وامتناع النظر بالليل، وإذا خلطت مرارة كركي مع ماء ورق السلق ويستعط به صاحب اللقوة ثلاثة أيام على الولاء فيذهبها عنه البتة، ودماغ الكركي إذا أديف بماء الحلبة وطلي به على الورم الذي في اليدين حلله وكذا الذي في الرجلين الكائن من التخمة فينفعه، وإذا ملحت خصيتاه وجففت وخلط بها خرء ضب وزبد البحر أو سكر أجزاء متساوية وكحل بها بياض العين الكائن عن جدري وطرفة أذهبه البتة وإذا ديف شحمه وخلط مع خل عنصل وسقي منه أياماً المطحول نفعته نفعاً بيناً وإن ديفت مرارته مع عصارة مرزنجوش وسعط بها صاحب اللقوة مخالفاً للجنب الذي فيه اللقوة سبعة أيام ويدهن اللقوة بدهن جوز ويمتنع العليل أن يرى الضوء سبعة أيام فإنه عجيب. غيره: مرارة الكركي تنفع من الجرب المتقرح والأتربة والرض لطوخاً.
كزبرة:(2/94)
جالينوس في السابعة: قد سماه ديسقوريدوس فوريون وهو يزعم أنها باردة وهو في ذلك غير مصيب لأنها مركبة من قوة متضادة والأكثر فيها الجوهر المر، وقد بينا أن هذا الجوهر أرضي قد يلطف وفيها أيضاً رطوبة مائية فاترة القوة ليست يسيرة المقدار وفيها مع هذا قبض يسير وهي بسبب هذا القوة تفعل جميع تلك الأفعال المتفننة المختلفة التي وصفها ديسقوريدوس في كتابه إلا أنها ليست تفعل هذه الأفعال من طريق أنها تبرد بل أصف لك السبب في فعلها واحداً واحداً من الأفعال الجزئية على أني قد كنت عازماً على أني لا أذكر في كتابي هذا إلا ما أراه أنا من الرأي فقط ولكن ما أحسب أنا ههنا شيئاً يبلغ من أن يفعل هذا أيضاً بل رأينا أن نقول الحق فيه فإنه أوجب علينا. قلنا إن ما يجري من القول على هذا الوجه في الدواء بعد الدواء نافع من بعض الوجوه وفيه إذا كان بالعرائض والقوانين التي ذكرناها وأول ما أقول أن ديسقوريدوس ليس هو فقط بل وغيره من الأطباء أيضاً كثيراً ما قد حكموا في الأدوية التي تصلح للأمراض أحكاماً مهملة لا حد معها ولا تبصير ولذلك تجد في وقتنا هذا أيضاً كثيراً من الأطباء المشهورين الموصوفين بالبصر بأشياء أخر قد يخطؤون في هذا الباب خطأً عظيماً وذلك أنه قد نبهنا مراراً كثيرة أن يكون عضو قد كانت حدثت فيه العلة المعروفة بالحمرة ثم أخضر واسود وبرد فهو في ذلك الوقت ليس يحتاج إلى أدوية تستفرغ وتحلل منه الخلط الذي قد سحج ورسخ ولحج في العضو، والأطباء بعد مقيمون على تبريده، وربما انتقلوا مراراً كثيرة إلى الأدوية المحللة. ومنهم من يزعم أنهم إنما يداوون الحمرة ويصفون في كتبهم للحمرة التي هي في الابتداء وفي التزيد أدوية غير الأدوية التي يصفونها للحمرة التي هي في الأدبار والإنحطاط وليس الأمر كذلك لأن الورم إذا سكن ما هو عليه من اللهيب والغليان وإفراط المرار فليس ينبغي أن يسمى في هذا الوقت حمرة ولا ينبغي أيضاً أن يظن أن الأدوية التي تشفي مثل هذه العلة أدوية باردة، بل كما أنا متى رأينا إنساناً قد أصيب على عضو من أعضائه وأصابه شيء آخر حتى ورم ذلك العضو، ورأينا ورمه اخضر أو اسود لم نشك أن العلة علة باردة وأنها تحتاج إلى أدوية محللة لذلك أرى من الرأي أنه متى تغيرت علة حارة في وقت من الأوقات إلى علة باردة فينبغي أن تسمى تلك العلة بالعلة الأولى، وتسمى هذه بالعلة الثانية أو إسم آخر فإن لم تحب أن تغير الإسم وأحببت أن تصف في كتابك لهذه العلة أدوية ما ولانحطاطها أدوية غيرها فافعل، ولكن لا تظن أن أدوية الانحطاط هي أدوية باردة فإنك إن سميت هذه العلة في وقت انحطاطها حمرة تسامحت في ذلك، وإن أحببت أن تلقبها بهذا اللقب فأما أن تسميها علة حارة بعد أن بردت فليس ينبغي أن يقبل ذلك منك، وإذا كان هذا ليس بجائز فالدواء أيضاً الذي ينفع لهذه العلة في هذا الوقت ليس ينبغي أن يظن أنه بارد كما ظن ديسقوريدوس بالكزبرة بأنها باردة من قبل أنها إن اتخذت منها ضماداً مع خبز أو سويق الشعير ووضع على الحمرة شفاها فإن الكزبرة مع الخبز لم تشف ولا تشفي في وقت من الأوقات حمرة خالصة وهي أيضاً متى يكون منها لهيب ويكون لون الورم أحمر بل إنما تشفي الحمرة التي قد جمدت وبردت.(2/95)
ولمكان هذا أشرنا نحن على من يريد أن يعرف قوى الأدوية في المواضع التي أمرنا فيها بأن يكون اختبار قوّة كل واحد من الأدوية واعتبارها بالتجارب التي يجري أمرها على تحديد وتحصيل فنعتبر أن نختار لتجربة مرض أبسط ما يمكن أن يكون الدواء ونجربه عليه، وجل الأطباء لا يعلمون هذه الخصلة فضلاً عن غيرها أعني أن يكون أكثر الأمراض منذ أول أمرها وفي ابتدائها مركبة ولأن الحمرة الخالصة هي مرض غير هذا المرض التي قد جرت عادتنا معشر اليونانيين أن نسميه فلغموني وهو الورم الحادث عن الدم على أن القدماء لم يكونوا يعنون بقولهم فلغموني هذه العلة، ولا يعلمون أيضاً أن فيما بين هاتين العلتين عللاً أخرى كثيرة بعضها في المثل حمرة فلغمونية وبعضها فلغموني حمرته، وربما وجدت في بعض الأوقات هاتين العلتين لا تغلب واحدة منهما صاحبتها بل هما على غاية التكافؤ والمساواة، وكذا أيضاً قد نجد عياناً أنه يكون مراراً كثيرة حمرة يخالطها ورم بلغمي وحمرة يخالطها ورم صلب سوداوي، وإذا كان الأمر على هذه العلل في كتاب حيلة البرء وفي كتاب آخر فأما ههنا فيجب ضرورة أن نقول فيها أن الضماد الذي وصفه ديسقوريدوس وهو الذي ذكره قبل ليس يشفي في وقت من الأوقات الحمرة الخالصة. أعني بقولي حمرة خالصة الحمرة التي تكون عندما يمتلئ العضو مادّة من جنس المرار وأنت تقدر أن تعلم أن الكزبرة بعيدة عن أن تبرد من أسباب قالها ديسقوريدوس نفسه بينها في كتابه، وذلك أنه زعم أنها تحلل وتذهب الخنازير إذا استعملت مع دقيق الباقلا، ولا أحسب ديسقوريدوس شك في أن الأدوية الباردة ليس شيء منها يفي بحل الخنازير وإذهابها إذ كان قد وصف في كتابه من الأدوية التي تشفي هذه العلة المعروفة بالخنازير أدوية كثيرة كلها موافقة ومزاجها حار وفعلها التحليل. ديسقوريدوس في الثالثة: فوريون وباللطيني فابيرة له قوّة مبردة وكذا إذا تضمد به مع الخبز أو السويق أبرأ الحمرة والنملة، وإذا تضمد به مع السعل والزبيب أبرأ الشرى وورم البيضتين الحار والنار الفارسي، وإذا تضمد به مع دقيق الباقلا حلل الخنازير والجراحات وبزره إذا شرب منه شيء يسير بالمتبجيح أخرج الدود الطوال وولد المني. وإذا شرب منه شيء كثير خلط الذهن ولذلك ينبغي أن يتحرز من كثرة شربه وإدمانه، وماء الكزبرة إذا خلط بأسفيذاج أو الخل ودهن الورد أو المرداسنج ولطخ على الأورام الحارة الملتهبة الظاهرة في الجلد نفع منها. ابن سينا: في الثاني من القانون عندي أنّ المائية فيها برودة غير فاترة البتة اللهم إلا أن يكون بسبب جوهر لطيف حار يخالطها يسرع مفارقته لها، وقد قال حنين أيضاً أن جالينوس نفى البرد عن الكزبرة معاندة لديسقوريدوس. أقول: وقد شهد ببردها روقس وأركاغانيس وغيرهما وهي باردة في آخر الأولى إلى الثانية يابسة في الثانية. وعند أبي جريج في الثالثة وعندي أن اليابسة مائلة إلى تسخين يسير. جالينوس: إذا كانت تحلل الخنازير فكيف تكون باردة وقد يمكن أن يقال له أن تحليل الكزبرة للخنازير لخاصية فيها أو لأن فيها جوهراً لطيفاً غواصاً ينفذ ويغوص ولا يغوص الجوهر البارد لكنه إذا شرب يحلل الحَمَار بسرعة وينقي البارد والألم يكن. يجب أن يكون الإكثار من عصارتها مائلاً إلى التبريد والكزبرة تنفع من الدوار الكائن عن بخار مراري أو بلغمي كائن من ذلك وتولد ظلمة البصر أكلاً وتنفع الخفقان شرباً وقال في مقالته في الهندبا: ومنها أن يكون لكل واحد من المنفصلين خاصية بوجه نحو عضو خاص مثل الكزبرة فإنّ فيها جوهراً حاراً لطيفاً مقوياً للقلب وهذا الجوهر يبادر إلى القلب وجوهراً آخر كثيفاً بارداً أرضياً ينحدر إلى الأعضاء السفلية فينفع من السحج وحمرة الأحشاء، وقد علم أهل التجربة وشهد به ديسقوريدوس أن الكزبرة الرطبة بالسويق تحلل الخنازير وذلك بسبب أن الحار الغريزي يحلل منه الجوهر الحار اللطيف ويغوص في داخل الجلد حتى يأتي المادّة الغليظة التي هي سبب الخنزير ويبقى الجوهر الغليط خارجاً لا يزاحم الجوهر المحلل بتكثيفه بل بأن يتقدمه شيء بقوّة يسيرة من البرد ويعين الحار الغريزي على الخارج عن الاعتدال بسبب عفونة أن كانت في الخنازير،، ومنها أن يكون الفصل والتفريق بتدبير الطبيعة المسخرة لمثل ذلك بإذن خالقها، وقال في كتابه في الأدوية القلبية: الكزبرة اليابسة(2/96)
لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه وخصوصاً في المزاج الحار وتعينها عطريتها وقبضها. ابن ماسه: قاطعة للدم إذا شرب منها مثقالان بثلاث أواقي ماء لسان الحمل مقصوراً غير مقلي، والطربة منها إذا مضغت نفعت السلاق الكائن في الفم. يوحنا بن ماسويه: الكائنة منها رطبة نافعة من هيجان المرّة الصفراء إذا أكلت ومن كان يجد في معدته إلتهاباً فأكلها رطبة بالخل أو بماء الرمان المرّ الحامض كانت نافعة له وخاصيتها نفع الشرا الظاهر في الفم واللسان إذا تمضمض بمائها أو دلكت به واليابسة إن قليت عقلت البطن وقطعت الدم شرباً وذروراً على موضع النزف قال الإسكندران: الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك يخلط في طعام صاحب الصرع الذي من بخار يرتفع من المعدة. الخوز: إذا أنقعت اليابسة وشرب ماؤها بسكر قطع الإنعاط الشديد ويبس المني.لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه وخصوصاً في المزاج الحار وتعينها عطريتها وقبضها. ابن ماسه: قاطعة للدم إذا شرب منها مثقالان بثلاث أواقي ماء لسان الحمل مقصوراً غير مقلي، والطربة منها إذا مضغت نفعت السلاق الكائن في الفم. يوحنا بن ماسويه: الكائنة منها رطبة نافعة من هيجان المرّة الصفراء إذا أكلت ومن كان يجد في معدته إلتهاباً فأكلها رطبة بالخل أو بماء الرمان المرّ الحامض كانت نافعة له وخاصيتها نفع الشرا الظاهر في الفم واللسان إذا تمضمض بمائها أو دلكت به واليابسة إن قليت عقلت البطن وقطعت الدم شرباً وذروراً على موضع النزف قال الإسكندران: الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك يخلط في طعام صاحب الصرع الذي من بخار يرتفع من المعدة. الخوز: إذا أنقعت اليابسة وشرب ماؤها بسكر قطع الإنعاط الشديد ويبس المني.(2/97)
الرازي: وكذلك إذا استف مع سكر. حبيش: في كتاب الأغذية قال أبقراط: الكزبرة الرطبة حارة تعقل البطن وتسكن الجشاء الحامض إن أكلت في آخر الطعام وتجلب النوم. الرازي في الحاوي: حكى حكيم بن حنين عن جالينوس أن عصارة الكزبرة إذا قطرت في العين مع لبن امرأة سكنت الضربان الشديد، وأما ورق الكزبرة فإذا ضمدت به العين قطع انصباب المواد إليها. وقال الرازي: أيضاً قيل في بعض الكتب أن الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك تدفع الصداع والسكر وتمنع نفث الدم وتنفع إذا شربت مع السكر من وجع الرأس والظهر الحار وقال مرة أخرى: الكزبرة الرطبة تمنع الرعاف إذا قطرت في الأنف ونشق ماؤها. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: الكزبرة الرطبة تمنع الطعام من النزول في المعدة وتوقفه زماناً طويلاً فتنفع لذلك أصحاب زلق الأمعاء والإسهال ومن لا تحتوي معدته على الطعام، وخاصة إذا أكلت مع الخل والسماق، وأما الكزبرة اليابسة فإنها تطيل لبث الطعام في المعدة حتى تجيد هضيمه ولذلك ينبغي أن تكثر في طعام من يقيء طعامه ويطرح معها الأفاويه المسخنة المطلقة ولا سيما الفلفل، وليقلل منها في طعام من به ربو ويحتاج إلى أن ينفث من صدره شيئاً ومن تعتريه البلادة والمرض البارد في الدماغ فلا يكثرون منها بل يطرحون معها التوابل الملطفة المسخنة. التجربتين: ماء الكزبرة الرطبة إذا طبخت به الدجاج المسمنة كانت أمراقها نافعة من حرقة المثانة وبزرها اليابس ينفع من الوسواس لحار السبب شرباً وماؤها يقطع الرعاف تقطيراً في الأنف إذا حل فيه شيء من الكافور وهو حبتان في مقدار درهم من الماء. أبو جريج: الكزبرة باردة في آخر الدرجة الثالثة مخدرة تورث الغمر والغشي وهي سم مجمد. الغافقي: أما المحدثون من الأطباء فقالوا في الكزبرة ووصفوا أنها في حد الشوكران والأفيون من الأدوية المخدّرة فكل ذلك منهم كذب وجهل بعد أن بين جالينوس أنه ليس يمكن أن يقع الشك في شيء من الأدوية المفرطة كما لا يشك أحد في برد الشوكران والأفيون ولا في حرارة الفلفل والعاقرقرحا، وإنما يقع الشك في الأدوية التي هي قريب من الوسط فلو كانت الكزبرة تفعله بإفراط بردها فليس قولهم بخجة وذلك أن كثيراً من الأدوية الحارة يفعل نحو ما تفعله الكزبرة كالزعفران، والذي يظهر من الكزبرة لمن شرب عصارتها إنما هو جنون وفساد فكر وتنويم كثير وقد يمكن بما يصعد عنها إلى الرأس من بخارات رديئة، وأما من يزعم أنها تمنع صعود البخار فكذب وزور، والحس والتجربة يشهد أن يكذب قولهم وأظنهم إنما قالوه قياساً على اعتقادهم الفاسد بأنها في غاية البرودة غالبة عليها فليست منها في الغاية وفيها لا محالة كيفية رديئة سمية، وإن جربت الكزبرة في مرض حار دون مادّة وهي التجربة التي يتبين منها فعل الدواء المبرد لم تجد لها في التبريد فعلاً بيناً البتة وقد يكون كزبرة برية وهي شبيهة بالبستانية وهي أدق ورقاً ورائحتها وبزرها كبزرها إلا أنه ملتصق مزدوج اثنتان وهي أقوى من البستانية في أفعالها وأردأ كيفية وأكثر سمية، وإن خلط ماؤها بعسل وزيت نفع من الشري الكائن من الدم الغليظ. علي بن رزين: الكزبرة الرطبة تعلق على فخذ المرأة العسرة الولادة فإنها تلد بسرعة وتسهل ولادتها، وينبغي أن ترفع عنها بعد الولادة بسرعة وقال وهو مجرب أصل الكزبرة يقلع قلعاً رقيقاً وتعلق عروقها على فخذ المرأة العسرة الولادة فيسهل ولادها. كتاب السموم: الكزبرة الرطبة إن شرب من عصيرها أربعة إواق قتلت سريعاً. ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم: هذا النبات لا يخفى شربه لرائحته إذا شرب ويغلظ الصوت ويعرض منه جنون وخدر شبيه بخدر الكاري وكلامهم سفه وخنى. ورائحة الكزبرة تفوح من جميع أبدانهم فلتقيئ بدهن السوسن الصرف ساذجاً أو مع ماء أفسنتين وينفعهم أيضاً البيض يفقص في إناء ويصب عليه ماء الملح ويتحسى أو يطعم مرق الدجاج أو البط الغالب عليه الملوحة. الرازي: وبعد أن يطعموا ذلك يسقوا عليه شراباً صرفاً قليلاً قليلاً فإن كفاهم وإلا سقوا الشراب بالدارصيني وأعطوا الفلفل بالشراب. الطبري: وأفضل ما عولج به شاربها القيء بماء الشبث المطبوخ ودهن الخل وشرب السمن والطلاء. حبيش بن الحسن: الكزبرة اليابسة إن أكثر مكثر من مائها كانت سماً وإن صير ماؤها مع غيره من البقول منعه أن ينفش في(2/98)
البدن ووقفه فإن سقي معصوراً نيئاً أو مغلى أورث كرباً وغماً وغثياً وقبضاً على فم المعدة وهي بقل من البقول وسم مع السموم.بدن ووقفه فإن سقي معصوراً نيئاً أو مغلى أورث كرباً وغماً وغثياً وقبضاً على فم المعدة وهي بقل من البقول وسم مع السموم.
كزبرة الثعلب: الغافقي: هو نبات له خيطان دقاق مزواة منبسطة على الأرض لونها إلى الحمرة الدموية كثيراً وعليها ورق صغير مرصف من جانبين مشرف الجوانب تشريفاً متقارباً لونه إلى الحمرة والسواد، وله ساق دقيقة قائمة مدوّرة على طرفها رأس في قدر الأنملة من الإبهام صنوبرية الشكل فيه زهر دقيق إلى الحمرة وبزره دقيق ونباته الجبال، وهذا النبات إذا نقع في الماء وشرب ماؤه عرض عنه حالة شبيهة بالسكر مع اختناق وخشونة في الحلق والصدر، والعلاج لمن عرض له ذلك بالقيء بماء الشبث المطبوخ ودهن الخل والزيت ويسقى بعد ذلك دهناً، ورب العنب وعصارته يكتحل بها مع السكر فيشفي من الغشاء في العين ويحد البصر ويذهب غشاوته، وإذا دق ورقه يابساً وشوي كبد التيس ولت في سحيقه وأكل سخناً وفعل ذلك مراراً أبرأ الغشاء ويقال أن هذا النبات يشفي الخنازير.
كزوان: الغافقي: قيل أنه الباذرنجويه وقيل أنه نبات يسمى الباذرنبويه. الفلاحة: البقلة الأريحية قد تسمى الباذرنجويه ويسمى أيضاً القليقلة لحرافتها وهي بقلة طيبة الريح والطعم ورقها يخرج من الأرض بلا ساق ويشبه ورق الجرجير في رأسه تدوير وفي أسفله تشريف قليل لونه ناقص الخضرة فستقيّ ورائحته وطعمه كرائحة وطعم قشر الأترج مع عطرية عجيبة، وهذه البقلة تؤكل وهي حادة جيدة لفم المعدة والقلب مطيبة للنفس مسخنة للبدن تسخيناً شديداً ملهبة له مضادة للسموم وخاصة سم العقرب وتنفع من الخفقان البارد منفعة بليغة يحدث إدمانها حرقة البول وصداعاً في الرأس. بديغورس: الحشيشة المسماة بالفارسية كزوان خاصيتها نفع الفؤاد ودفع الهم.
كزمازك: الكزمازك بالفارسية هو حب الأثل بالعربية ومعناه عفص الطرفاء وقد ذكرت حب الأثل مع الأثل في الألف.
كسمويا: الغافقي: قال المسعودي في كتاب السموم، هي حشيشة تنبت منبسطة على الأرض مدوّرة قطرها قدر قطر ورقها وهي شبيهة بورق المرزنجوش وطعمها لزج كطعم النبق الصفار الغض ويجفف ويخزن ويداف ويشرب بماء للسع العقارب فيسكن على المكان.
كسيلي: عيسى بن ماسه: هي عيدان يعلوها سواد يشبه عيدان الفوة سواء. ابن عبدون: هي حب كحب الحرف وعوده كعود الفوة وكلاهما يقع في دواء السمنة. المجوسي: أجوده ما كان دقيقاً مائلاً إلى الحمرة وهو حار يابس جيد للمعدة مقوّ للأجسام وينفع أصحاب البلغم والرطوبة. الحور: معتدل في الحرارة والرطوبة يقوي المعدة ويسمن ويستعمله النساء لذلك. التميمي في المرشد: خاصيتها أنها تفتح ما يعرض في الأرحام وفي الكلى من السدد وإحدار الطمث الممتنع المتعذر وتدر البول وتجلو الكلى والمثانة. غيره: والمستعمل منه ثلاثة دراهم. لي: الدواء المعروف اليوم بالكسيلي في عصرنا هذا بالديار المصرية قشور شبيهة بقشور السليخة ولكن ليست في طعمها ولا حرافتها. وقد تكلم ابن سينا فيه ونسب إليه بعض أفعال الكثيراء وتابعه في ذلك جماعة من أصحاب الكنانيش ولم يصب واحد منهم في هذا القول.
كسيفيون: هو نوع من السوسن بريّ يعرف بالدلبوث وبسيف الغراب ويسمى دور حولي أيضاً وقد ذكرته في حرف الدال المهملة في رسم دلبوث.
كسبرة: يقال بالسين وبالزاي وقد تقدم ذكره من قبل.
كسبرة البير: هو البرشاوشان وهو مذكور في الباء.
كسبرة الحمام: هو صنف من الشاهترج وقد ذكرته في ترجمة شاهترج في فاتحة الشير المعجمة.
كسبرة الثعلب: يقال على نبات قد تقدم ذكره وعلى نبات آخر يسمى باليونانية بالثبطون وقد ذكرته في حرف الثاء المنقوطة بثلاث من فوقها والمعروف اليوم عند شجارينا بالأندلس بكزبرة الثعلب هو صنف من سنديريطس وقد ذكرته في السين المهملة.
كسبرة: أيضاً هو الزفت اليابس باليونانية وقد ذكرته في الزاي.
كشنج:(2/99)
الرازي في الحاوي: هو بقلة معروفة. ماسرحويه: وتقرب قوّتها من قوة البقلة اليمانية. ابن ماسه البصري: أنه من جنس الفطر وهو جنس من القرشية في الطبع وهو بارد إلا أن برده ليس بقوي. ابن سينا: هو شيء جنس من الكماة ملوّن ملزز مجتمع في عظم الكلية إلا أنه محزز جداً غائر التحازيز ينبت في الرمال نبات الكماة والفطر لذيذ جداً يكثر في بلاد ما وراء النهر وخراسان أيضاً ولم يبلغنا قط أنه ضر أحداً مضرة الفطر والكماة وإذا قيس طعمه إلى طعم الكماءة والفطر كان أقرب يسيراً إلى الحلاوة وهو بارد دون برد سائر الكمآت والفطر، ولا يخلو من رطوبة غريبة مع يبوسة جوهره وهو بطيء غليظ. الرازي في دفع مضار الأغذية: إصلاح أكلها بالزيت والمري والتوابل والملح والصعتر.
كشت بركشت: تأويله بالفارسية زرع على زرع. ومنهم من يسميه سوار السند والهند مجهول يسمى سوار الأكراد له ورق مثل ذنب العقرب ولها أفرع أربع إذا جفت انفتلت كالحبل المفتول والسوار المفتول وهو مفتح للسدد ويدخل في الأدوية الكبار. ابن رضوان: هي عيدان دقاق مفتولة منعطفة يميناً وشمالاً لونه أغبر وطوله عقد، وأجوده الهندي وهو حار يابس في الأولى يجلو القوابي والجرب ويؤثر فيها أثراً حسناً. ابن سينا: هو شبه خيوط ملتف بعضها على بعض أكثر عددها في الأكثر خمسة ويلتف على أصل واحد لونه إلى السواد والصفرة وليس لها كبير طعم. وقال بعضهم: أنه البرشكان وقال بعضهم: قوّته قوّة البرشكان وهذا أصح. بديغورس: خاصيته قطع شهوة الجماع.
كشوت:(2/100)
هو على الحقيقة الموجود بالشام والعراق وهو المستعمل أيضاً عند أطبائها وأما النبت الذي يسمى بالمغرب وأفريقية ومصر الأكشوث فليس به وهو نبت يتخلق على الكتان ويعرف بمصر بحامول الكتان أيضاً، وبالأندلس بقريعة الكتان وقد ذكرته في القاف. ابن سمحون: قال الخليل بن أحمد: هو من كلام أهل السواد غير عربية ويقولون كشوثار وهو نبات محبب مقطوع الأصل أصفر اللون يتعلق بأطراف الشوك ويجعل في النبيذ. وقال أحمد بن داود: يقال كشوث والكشوث وكشوثا وهو شيء يتعلق بالنبات مثل الخيوط يشرب من ماء النبات الذي يتعلق به ولا أصل له في الأرض ولا ورق لكن في أطراف فروعه ثمر لطاف وهو يسمو في الشجر وتشتبك فروعه ويكثر في الكروم والرطاب وكثيراً ما يفسد النبات ويتداوى به الناس وفيه مرارة ويجعل في الشراب فيشده ويعجل به السكر. وقال سابور بن سهل: ومقدار حرارة الحار من الكشوث وبرودة البارد بمقدار الشجر الذي يتخلق عليه يسخنه إن كان سخناً ويبرده إن كان بارداً. ابن ماسويه في أغذيته: والكشوث مؤلف من قوى مختلفة ومرارة وعفوصة فمرارته صيرته حاراً وعفوصته صيرته بارداً أرضياً والغالب عليه الحرارة في الدرجة الأولى وهو يابس في آخر الثانية دابغ للمعدة لمرارته وعفوصته مقو للكبد مفتح للسدد العارضة فيها وفي الطحال مخرج للفضول العفنة من العروق والأوردة نافع من الحميات المتقادمة ملين للطبيعة، ولا سيما ماؤه وهو صالح للحميات العارضة للصبيان إذا شرب مع السكنجبين وإن أكثر من أكله ثقل في المعدة لعفوصته وجوهر أرضيته التي فيها. وقال في كتاب إصلاح الأدوية المسهلة: خاصيته إسهال المرة الصفراء وقوّته دون قوّة الأفسنتين فإن أراد مريد أخده فليأخذ من مائه نصف رطل مغلي وغير مغلي بوزن عشرة دراهم سكراً سليمانياً. الطبري: الكشوث إذا شرب عصيره رطباً مع سكر طبرزد نفع من اليرقان. مسيح: ينقي البدن ويجلو الكبد والمعدة. ابن سينا: يقوي المعدة خصوصاً المغلي منه. وإذا شرب بالخل سكن الفواق وعصارة الرطب منه أو إذا هو سحق وذر على الشراب قوى المعدة الضعيفة والكشوث ينقي الأوساخ من بطن الجنين لتنقيته العروق ويدر البول والطمث وينفع من المغص ويحتمل فينقص نزف الدم والمغلي منه يعقل البطن ويقبض سيلان الرحم. الغافقي: إن نقع من غير أن يطبخ كان أعون على الإسهال وإن طبخ كان أكثر تفتيحاً للسدد، ومن شرب عصارته أو بزره فيفعل ما يفعله نقيعه وطبيخه وهو غير موافق للمحرورين، وإذا غسل بطبيخه أو بعصارته اليد والرجل نفع من النقرس وأوجاع المفاصل. التجربتين: إذا وضع مع أدوية الجرب قوى فعلها. إسحاق بن عمران: قد ينفع ماؤه من الحميات المركبة من البلغم والمرّة الصفراء وغذاؤه ليس بالرديء. ابن ماسه: كامخ الكشوث جيد للمعدة ولا سيما إذا صير معه الأنيسون وبزر الكرفس أو بزر قلبا وهو الرازيانج. ابن سمحون: قال بعض علمائنا: وبدله إذا عدم ثلثا وزنه من الأفسنتين.
كشني: هو الكرسنة وقد تقدّم ذكرها.
كشوث رومي: قال أبو جريج: هو الأفسنتين الرومي.
كشط: محمد بن حسن: هو القسط بالكاف والقاف وقد ذكرته في حرف القاف.
كشة: هو إسم للأسطوخودس الأوقص بتونس وما والاها من أعمال أفريقية أوّله كاف مكسورة بعدها شين معجمة مشدّدة مفتوحة.
كشمش:(2/101)
هو زبيب صغير لا نوى له. أبو حنيفة: أخبرني جماعة من أهل الأعراب أن بالسراة منه كثيراً وعناقيده بيض مثل أذناب الثعالب، وإذا زبب فمنه ما زبيبه أحمر ومنه ما يجيء زبيبه أصفر ومنه أخضر قالوا: وكل ذلك كشمش ولكن اختلاف ألوانه من جهة اختلاف أجناسه، وقد أخبرني رجال من أهل هراة عن كشمشهم أنه ما زبب منه في الشمس جاء أحمر وما علق تعليقاً حتى يزبب يجيء أصغره مثل الفلفل وأكبره كالحمص لونه أخضر وما نشر في البيوت في الظل يجيء أخضر. علي بن محمد: الكشمش بالعربية هو القشمش بالفارسية وهو زبيب صغير لا نوى له أصغره كالفلفل وأكبره كالحمص ولونه أخضر وأحمر يكون ببلاد فارس وخراسان حلواً شديد الحلاوة والخراساني أجود من الفارسي لأنه أشد حمرة وأصدق حلاوة وعنبه حلو جداً وعناقيد طوال دقاق مثل قدر الذراع، ورأيت منه بدرعة وسجلماسة شيئاً كثيراً حلواً شبيهاً بالخراساني غير أن لونه أسود. الرازي: في كتاب دفع مضار الأغذية: والقشمش يشبه الزبيب إلا أنه أقل قبضاً وألين وأسهل خروجاً. ابن سرانيون: أما القشمش فينفع السعال والصدر وصفته أن يطبخ بالماء وحده ويؤخذ منه جزء ومن الفانيذ نصف جزء ويطبخ حتى يصير له قوام.
كصيبون: هو الباذنجان البري عند عامة الأندلس ويسمونه بالمرماعوي لأنه يلتزق بثياب لامسه ورأيته بالديار المصرية بظاهر قلبوب في البركة التي قبل الضيعة التي قبل مناقع الكتان من الجانب القبلي. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه أفاريين وقصعاين وخصعان وحولاه وليرن وهو نبات ينبت في أرضين وغدران قد جفت، وله ساق طوله نحو من ذراع عليه رطوبة تدبق باليد مزوّاة ويتشعب منه شعب كثيرة وله ورق شبيهة بورق السرمج منقسم، ورائحة هذا النبات شبيهة برائحة الحرف وله ثمر مستدير في قدر الزيتون العظيم مشوكة شبيهة بجوز الدلب تتعلق بالثياب إذا ماستها. جالينوس في السابعة: بزر هذا النبات قوّته قوّة محللة جداً. ديسقوريدوس: وثمر هذا النبات إذا جنى قبل أن يستحكم جفافه ودق ورفع في إناء من خزف ثم أخذ منه مقدار طروبلون وديف بماء فاتر وضمد به الشعر وقد تقدم غسله بالنطرون شقره، ومن الناس من يدقه ثم يخلطه بشراب ثم يرفعه وقد يتضمد بالثمر للأورام البلغمية. الشريف: زعم قوم أن ورقه إذا جفف وسحق واكتحل به لبياض العين ينفعه بإذن اللهّ تعالى. لي: كحلت به ناساً كثيرين فرأيته يحد البصر ويحدر الدموع نهاية.
كف الضبع: الغافقي: قد يسمى بهذا الإسم الكبيكج المقدم ذكره وهذا الدواء الذي نريد ذكره ههنا من أنواعه إلا أنه ليس في قوّته وهو نبات له ورقات متشققة ومن ورق الكرفس تسطح على الأرض عليها زغب وهي في شكل كف الكلب والسبع إذا بسطها على الأرض وهي على أذرع شبيهة بأذرع الكرفس إلا أنها أصغر، وله زهر أصفر ذهبيّ على قضبان دقاق خوارة ورؤوس صغار، وله عروق كثيرة مخرجها من أصل واحد مثل أصل الخربق وينبت بقرب المياه وفي مواضع رطبة، وأصل هذا النبات ينفع من القروح ويأكل اللحم الغث منها وينبت اللحم الصحيح وينقيها ويقلع الثآليل.
كف الهر: الغافقي: هو نبات يلحق بالنوع المذكور قبله وهو نبات دقيق له ورق مستدير مشرف لاصق بالأرض عوده نحو ثلاث أو أربع وله سويقة دقيقة مدوّرة تعلو قريباً من شبر وفي طرفها زهر أصفر براق طيب الرائحة وله أصل في قدر زيتونة فيه شعب كثيرة وينبت في أوّل مطر الخريف ويعرفه العامة بالمدلوكة لتربعه وملامسته زهره ويسمونه الصغير أيضاً ويسميه بعضهم الحوذان، وأصل هذا النبات أيضاً ينفع من القروح الخبيثة العفنة ويمنع الثآليل وإذا احتمل في فرزجة أعان على الحبل.
كف آدم: الغافقي: هو نبات له ساق يعلو نحواً من ذراع وورق في قدر ورق الآس أطرافها إلى التدوير ما هي وأصول خشبية لونها ما بين السواد والصفرة وداخلها إلى الحمرة ويستعملها بعض شجارينا بالأندلس على أنها البهمن الأحمر وليست به.
كف أجذم:(2/102)
والكف الجذماء أيضاً زعم بعض علمائنا أنه شجر البنجنكشت، ومنهم من قال أنه أصول السنبل الرومي، ومنهم من قال أنه نبات له أصل كالشلجمة لونه أغبر إلى الحمرة هش خفيف رخو ينشأ منها شبه الأصابع إثنان أو ثلاثة، ولهذا النبات ساق مربعة لونها فرفيري عليها زهر فرفيري كزهر النبات المسمى خصي الكلب وكأنه صنف واحد وينبت في رمال قريبة من البحر ويستعمل أصله بدل البهمن الأحمر وقوّته كقوته سواء.
كف الأسد: هو النبات المسمى باليونانية لأورطوطالون وهو العرطنيثا على الحقيقة وقد مضى ذكره في حرف العين.
كف الذئب: هو الجنطيانا فيما زعمت التراجمة.
كف مريم: قيل أنها الأصابع الصفر وأما أهل غرب الأندلس فيوقعون هذا الإسم على نبات النيطافلن، ومنهم من يوقعه على البنجبنكشت، وأما أهل الديار المصرية فيوقعونه على نبات آخر ذكره أبو العباس الحافظ في كتاب الرحلة المشرقية له. قال: وأما النبتة المسماة بكف مريم الحجازية وهي نبتة منبسطة على الأرض رجلية الورق إلى الإستدارة ما هي صلبة الأغصان في ورقها جعودة ويسير قبض مزغبة ما هي شديدة الخضرة تتكون على الأرض في إستدارة على قدر الشبر تخرج فيما بين تضاعيف الورق على الأغصان زهرة دقيقة إلى الصفرة ما هي على شكل زهر الرجلة ثم يسقط فيخلفه بزر أصفر من الحلبة صلب ويسقط وتورق وتنقبض الأغصان وترتفع على الأرض حتى ترجع على الشكل الذي يتعارفه الناس على حسب ما تجلب إليهم وقل من يعرفها على الصفة التي وصفت أيضاً ولم يحللها أيضاً أحد قبلي فيما علمت، وقد رأيتها بصحراء مصر وهو أيضاً بالمغرب بصحراء سجلماسة ونهرها، ورأيت منه نوعاً بجبال بيت المقدس صغيراً أبيض اللون دقيق العيدان مدحرج الخلقة دقيق البزر وهذا النوع هو موجود أيضاً بطريق عسقلان في الصحاري.
كف الكلب: هو البدشكان من كتاب المنهاج وفي كتاب الرحلة لأبي العباس كف الكلب أسمر عند العرب يتخذ للنبتة المسماة بكف مريم الحجازية وهذا النبات قد تقدم ذكره تحت ترجمة كف مريم.
كف: غير مضاف إلى شيء هو الرجلة وقد ذكرت.
كفري: ابن سمحون: قال الخليل بن أحمد: الكفري وعاء الطلع واحد مذكر والجمع الكوافر وإذا ثني قالوا كفريان ومنهم من يقول كفر. قال الأصمعي: هو وعاء طلع النخل ويقال له أيضاً فقور. قال أبو حنيفة: الكفري والكافور قشر طلع النخل ويسمى بذلك لأنه يكفر الوليع أي يغطيه والكفر التغطية. سليمان بن حسان: فينقس باليونانية هو قشر الكفري والنخل ذكر وأنثى والذكر منه هو الذي له الكافورة وهو الفحال من النخل والكافورة هي القشرة التي تتعلق عن قشرة الفحال، ولذلك قيل لها الكفري وهي عفصة قابضة تعفص بها الأدهان. ديسقوريدوس في الأولى: فينقس ومن الناس من يسميه الاطي وهو طلع النخل ويسمونه أيضاً سعارين وهو قشر الكفري يستعمله العطارون في تعفيص الأدهان وأقوى الكفري ما كان منه طيب الرائحة عفصاً رديئاً كثيفاً داخله دسم وقوّته قابضة مانعة للقروح الخبيثة بما ينبغي أن يخلط به من الضمادات نفع البطن والمعدة الضعيفة وينفع من أوجاع الكبد، وإذا غسل الشعر بطبيخه كثيراً سوده وإذا شرب طبيخه وافق من كان به وجع العصب أو وجع الكلى أو المثانة أو الأحشاء ويبرئ سيلان الفضول إلى البطن والرحم، وإذا طبخ وهو غض براتينج وموم ووضع ليناً على الجرب وترك عليه عشرين يوماً أبرأ منه، والثمر الذي في جوفه هذا القشر يقال له ألاطي، ومن الناس من يسميه بوارسيس، وهو الحفري وهو أيضاً عفص وقوّته مثل قوّة قشره في جميع الأشياء ما خلا المنفعة في الأدهان. جالينوس في الثامنة: في قشور الطلع كيفية قابضة إلا أنها تجفف أكثر من جميع ما وصفنا من طريق أن قوام جوهر هذا الققشر أيضاً في نفسه أشد يبساً ولا رطوبة فيه أصلاً ولذلك صار الناس باستعمالهم إياه في مداواة الجراحات المتعفنة مصيبون وقد يخلطونه في الأدوية التي تشد المفاصل الرخوة وفي الأدوية النافعة للكبد ولفم المعدة ولما يوضع من خارج ويشرب.
؟كفر اليهود: هو القفر أيضاً بالفارسية وقد ذكرته في حرف القاف وهو الحمار وقيل له كفر اليهود وهو منسوب إلى موضع بغور أريحا يقال له في القديم كفر يهوذا من بلاد فلسطين وتولده في البحيرة المنتنة وهي بحيرة لوط.
؟كلن:(2/103)
ابن سينا: هو خشب هندي يكثر جلبه إلى بلادنا ولا يبعد أن يكون المقل الهندي عظيم النفع في أمر الكسر والوثي والخلع. لي: بهذا وصف الرازي في الحاوي هذا الدواء. وزعم الغافقي أنه خشب الكادي والصحيح أنه ليس بخشب الكادي بل هو غيره.
؟؟كلية: جالينوس في أغذيته: الخلط المتولد من هذه زهم رديء ظاهر الرداء وهضمها عسر شاق. حبيش بن إسحاق: لا تحمد في الهضم لبشاعتها وغلظ جوهرها ولا في الغذاء لرداءة الكيموس المتولد عنها ولا في إطلاق البطن لغلظ جوهرها وبطء انحدارها. ابن ماسويه: الكلى باردة يابسة غير محمودة وفيها أيضاً زهومة يسيرة من قبل مائية البول وكلى الحملان أحمد وخاصة إن أكلت حارة. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الكلى فرديئة الغذاء عسرة الإنهضام ولا ينبغي أن يؤكل كلى الحيوانات العظام وأما كلى الجسدي فينبغي أن تؤكل بلحومها وشحومها مع الملح والفلفل والدارصيني وكذا كلى الحملان سواء.
كلب: ديسقوريدوس في الثانية: كبده القول فيه مستفيض أنه إذا أكل مشوياً نفع الذي عرض له الفزع من الماء. جالينوس في الحادية عشرة: وأما كبد الكلب فقد ذكر قوم من أصحاب الكتب أنها إن شويت وأكلت نفعت من نهشة الكلب الكلب وقد رأيت منهم قوماً أكلوا منها فعاشوا لكنهم لم يقتصروا عليها وحدها وبلغني أن قوماً اقتصروا على كبد الكلب الكلب وحدها وبقوا عليها فماتوا في آخر الأمر بل استعملوا معها أدوية أخر وقد جربناها نحن في نهشات الكلب الكلب وحدها. ديسقوريدوس: ودم الكلاب إذا شرب وافق عضة الكلب الكلب ومن شرب السم الذي يقال له طقسقيون وهو سم السهام الأرمنية. وقال في مواضع أخر: وخرء الكلب إذا أخذ في الصيف بعد غروب نجم الكلب وجفف في ظل وشرب بشراب أو بماء عقل البطن. وقال في موضع آخر: وقد زعم قوم أن لبن الكلبة في أول بطن تضع يحلق الشعر إذا لطخ عليه، وإذا شرب كان بادزهراً للأدوية القتالة ويخرج الأجنة الميتة. جالينوس: وأما ألبان الكلاب فقد ذكروا أن لها منافع لم يصح شيء منها سوى قولهم إذا لطخ به الشعر على موضع العانة من الصبيان وخصاهم لم ينبت فيها الشعر وقولهم أنه يمنع من نبات الشعر الذي ينبت في باطن الأجفان بعد أن ينتف منه الشعر ويلطخ بهذا اللبن في موضعه، وقولهم أنه إذا شربته المرأة أخرج الجنين الميت من البطن. وقال في موضع آخر: وكان من معلمينا من يأخذ زبل الكلاب التي قد اعتلفت العظام فإنه عند ذلك يكون أبيض جافاً غير متين فيجففه ويخزنه فإذا أراد استعماله سحقه سحقاً ناعماً وعالج به الخوانيق وأورام الحلق وخلطه مع غيره من الأدوية النافعة لذلك، وإذا أراد استعمالها للدوسنطاريا خلطها باللبن الذي قد طبخ بالحجارة أو الحديد المحمى، وقد جربت هذا أنا وتوليته بنفسي بأن سقيت منه أناساً كثيرة فنفعهم ذلك منفعة عجيبة، وكذا ينفع من القروح المتقادمة، وإذا خلط مع غيره من الأدوية النافعة لتلك الأعراض والقروح وكان هذا الرجل يخلطه أيضاً بالأدوية المحللة للأورام فيجد له منفعة عظيمة. الرازي في الحاوي: إن سقي المعضوض من الكلب الكلب أنفحة جرو صغير برأ. ابن سينا: وبول الكلبة من أخذه وتركه حتى ينعقد وغسل به الشعر سوّده كأحسن ما يكون من الخضاب. الخواص: وشعر الكلب الأسود البهيم زعموا أنه إذا علق على المصروع نفعه وإن أطعم كلب عجيناً فيه دارصيني مدقوق رقص وطرب، ورأس الكلب إذا أحرق وسحق وعجن بخل وضمد به عضة الكلب الكلب نفع ذلك، وزعموا أن الكلب إذا أكل لحم كلب مثله كَلِب. ديسقوريدوس: وقد يأخذ قوم ناب الكلب إذا عض إنساناً فيجعلونه في قطعة من جلد ويشدونه في عضد ليحفظ من علق عليه من الكلاب. خواص ابن زهر: ناب الكلب إن علق على من يتكلم في نومه أزاله وإن علقت أنيابه على صبي خرجت أسنانه بلا وجع وبغير تعب وتفرقت وإن علق نابه على من به يرقان نفعه وإن حمله معه أحد لم تنبحه الكلاب.
كلس:(2/104)
هو النورة والجير أيضاً. ديسقوريدوس في الخامسة: قد يعمل على هذه الصفة يؤخذ صدف الحيوان الذي يقال له فروقس البحري فيصير في نار أو في تنور محمى ويترك فيه ليلة فإذا كان من غد نظر إليه فإن كان مفرطاً في البياض يخرج من النار والتنور وإلا فليرد ثانية ويترك حتى يشتد بياضه ثم يؤخذ فيغمس في ماء بارد في فخار جديد ويستوثق من تغطيته ويحرق ويترك في الفخار ليلة ثم يخرج منها غداً وقد تفتت غاية التفتيت ويرفع، وقد يعمل أيضاً من الحجارة التي يقال لها فوحلافس وهي فيما زعم قوم حجارة مستديرة بالطبع مثل الفهور، وقد يعمل أيضاً من رديء الرخام والذي يعمل من الرخام يقدم على سائر الكلس وقوّة كل كلس ملهبة ملذعة محرقة تكوي، وإذا خلط بمثل الشحم والزيت كان منضجاً محللاً مليناً مدملاً وينبغي أن يعلم أن الكلس الحديث الذي لم يصبه ماء أقوى من الحديث الذي أصابه ماء. جالينوس: أما النورة التي لم يصبها ماء فتحرق إحراقاً شديداً حتى إنها تحدث في المواضع قشرة محرقة، وأما النورة المطفأة فهي في ساعة تطفأ تحدث قشرة ثم من بعد يوم أو يومين يقل إحراقها ويقل إحداثها القشرة المحترقة، وإذا مرت عليها فإن غسلت النورة مراراً زال تلذيعها في الماء فصار ماؤها المعروف بماء الرماد وصارت تجفف تجفيفاً شديداً من غير أن تلذع. ابن سينا: النورة تقطع نزف الدم من الجراحة وإذا غسلت بالماء مرات كثيرة نفعت من حرق النار.
كلخ: هو عند عامتنا بالأندلس القنة وقد ذكرته في القاف التي بعدها نون والكلخ أيضاً عند أهل مصر هو الأشق وقد ذكرته في الألف.
كماشير: ماسرحويه: صمغ يشبه الجاوشير قوّته حارة في الدرجة الرابعة فينزل الحيض ويطرح الولد ويخرج الجنين. قالت الخوز: لا مثل له في طرح الولد وإسهال الماء. الرازي في الحاوي: خاصيته الإذابة والتحليل وينزل البول جداً.
كمثري:(2/105)
جالينوس في السادسة: ورق هذه الشجرة وأطرافها قابضة فأما ثمرتها ففيها مع قبضها حلاوة ومائية وهذا مما يعلم به أن أجزاء هذه الثمرة ليست بمتساوية المزاج وأن منها ما هو أرضي ومنها ما هو مائي، وإن شئت قلت من وجه آخر أن بعضها بارد وبعضها معتدل المزاج ومن أجل ذلك متى أكل الكمثري قوى المعدة وسكن العطش ومتى وضع كالضماد جفف وجلا جلاء يسيراً، وبهذا السبب إعلم أني قد أعملت به الجراحات عندما لم أكن أقدر على دواء آخر، والكمثري البري أكثر قبضاً وتجفيفاً من سائر الكمثري فهو لذلك يدمل الجراحات العظيمة ويمنع المواد من التحلب. ديسقوريدوس في الأولى: آقيوس وهو الكمثري هو أصناف كثيرة وكلها قابضة ولذلك يستعمل في الضمادات المانعة من مصير الموادّ إلى الأعضاء، وإذا أكل وشرب طبيخه بعد أن يجفف عقل البطن وإذا أكل الكمثري والمعدة خالية أضر آكله، وورق الكمثري إذا شرب نفع من لذع العقارب والأفاعي وإذا تضمد به نفع من ذلك أيضاً، والكمثري بطيء النضج وبريه أقل قبضاً من بستانيه ولذلك يوافق من يوافقه البستاني وورقه أيضاً قابض ورماد خشبه قوي المنفعة للذين يعرض لهم خنق من أكل الفطر. وقال قوم: إنه إذا طبخ الكمثري البري مع الفطر لم يضر آكله وورق شجر الكمثري البري وأطرافه قابضة. إسحاق بن عمران: قال ديسقوريدوس: وإن أكل الكمثري على الريق فهو مضر بآكله ولم يخبر بالسبب في ذلك ولا أيّ الكمثري يفعل ذلك فنقول أنه ذم الكمثري على الريق إذا أخذ على سبيل اللذة والغذاء لا على سبيل الحاجة والدواء وخاصة إذا كان عفصاً أو قابضاً وإن كان العفص أخص بذلك لأن من خاصيته أن الإكثار منه يولد النفخ، وإن أخذ على خلاء المعدة تمكن من جرمها وقام فعله فيها ولم يؤمن على صاحبه مع الإدمان عليه أو يورثه قولنجاً بعسر انحلاله فأما على سبيل الدواء فإن استعماله على الريق لا محالة أفضل لأن استعماله بعد الطعام مطلق وزائد في ضعف المعدة لأن بإفراط قبضه يجمع أعلى المعدة ويقبض ويقهر القوّة الممسكة التي في أسفلها. وقال في موضع آخر: الكمثري يختلف في فعله وانفعاله على حسب اختلاف طعمه ومزاجه وذلك أن منه العفص الأرضي الغليظ ومنه القابض ومنه الحامض المركب من جوهر هوائي وأرضية يسيرة ومنه الحلو المعتدل في مزاجه المائل إلى الحرارة قليلاً ومنه التفه المائي، وأما العفص فهو أقل غذاء وأقطعها للإسهال والقيء المراري وأشدها مؤنة للمعدة والأمعاء لأنه لإفراط خشونته وغلظ جسمه وبعد انقياده مضر بعصب المعدة جداً والأمعاء ولذلك وجب أن يتلطف له بما يرخي جسمه ويزيل غلظه ويلين خشونته مثل سلقه في الماء أو تعليقه على بخار الماء الحار حتى ينضج أو يلبس بعجين ويشوى ويربى بسكر الطبرزد أو عسل على حسب مزاج المستعمل له، وأما القابض فلأنه مركب من جوهر أرضي وجوهر مائيّ صار أعدل وألطف وأكثر غذاء لأن رطوبته أرق وأزيد وجسمه ألين ولذلك صار إضراره بالمعدة أقل واستغنى عما يلطفه ويلينه ويعين على هضمه لأنه يقوم مقام العفص المدبر ولذلك صار أحمد في قطع القيء والإسهال جداً. ابن سينا: ومن الكمثري في بلادنا نوع يقال له شاه أمرود كبير الحجم شديد الإستدارة رقيق القشر حسن اللون كأنه مشف وكأنه ماء سكر منعقد جامد يتكسر للجمود لا لغلظ الجوهر طيب الرائحة جداً إذا سقط عن شجرته إلى الأرض اضمحل وهذا مما لا مضرة فيه من أصناف الكمثري وهو معتدل رطب، وأما المعروف بشاه أمرود في بلاد خراسان دون غيرها فهو ملين للطبيعة خشن الكيموس. وقال في الأدوية القلبية: الكمثري فيه عطرية وقبض ومتانة جوهر وهو أميل إلى البرودة وفيه خاصية تقوية القلب ويعينها ما ذكرناه من طبيعته والتفاح الحلو خير منه في ذلك. البصري: الكمثري الحلو بارد في الدرجة الأولى يابس في الثانية، والصيني منه بارد في الدرجة الثانية رطب في الأولى. إسحاق بن عمران: الحامض منه دابغ للمعدة مدر للبول منبه للأكل. أبقراط: ما كان منه صلباً فهو يبرد ويجفف ويعقل البطن وما كان منه ليناً نضيجاً حلواً فهو يسخن ويرطب ويطلق البطن. وقال في كتاب التدبير: الكمثري ليس بدون التفاح في اللذاذة وما يتولد منه في البدن أحمد مما يتولد من التفاح وهو أسرع إنهضاماً. الرازي في كتاب الحاوي: الخالص الحلاوة من الكمثري لا يبرد وكله يعقل البطن إلا أن يؤكل بعد الطعام(2/106)
فيسرع بإحدار الثفل ثم تكون عاقبته تعقل البطن والصيني أقل ماء وأقوى فعلاً وأشدها عقلاً وأكثرها تسكيناً للعطش. وقال في دفع مضار الأغذية: الكمثري كثير النفخ بطيء الإنهضام وينبغي أن يحترزه من يعتريه القولنج ولا يشرب عليه ماء بارداً ولا يؤكل بعده طعام غليظ، وإذا أخذ منه فليكن على جوع صادق وليطل النوم بعده بعد أن يشرب شراباً عتيقاً صرفاً أو يأخذ عليه زنجبيلاً مربى ثم يجعل أدامه في ذلك اليوم مرقة أسفيذباجة أو مرقة مطجنة ويدع لحمها وخاصة المهزول ولا يتعرض للشواء ولا للزوباجة وإن أكل مع السمين المهري بالطبخ لعقاً لم يضره ذلك. والكمثري مقوّ للمعدة ضار للمبرودين ومن يعتريه القولنج لما ذكرنا وشره أفجه وأقله حلاوة وكذا سبيل جميع هذه الفواكه الرطبة وبالضدرع بإحدار الثفل ثم تكون عاقبته تعقل البطن والصيني أقل ماء وأقوى فعلاً وأشدها عقلاً وأكثرها تسكيناً للعطش. وقال في دفع مضار الأغذية: الكمثري كثير النفخ بطيء الإنهضام وينبغي أن يحترزه من يعتريه القولنج ولا يشرب عليه ماء بارداً ولا يؤكل بعده طعام غليظ، وإذا أخذ منه فليكن على جوع صادق وليطل النوم بعده بعد أن يشرب شراباً عتيقاً صرفاً أو يأخذ عليه زنجبيلاً مربى ثم يجعل أدامه في ذلك اليوم مرقة أسفيذباجة أو مرقة مطجنة ويدع لحمها وخاصة المهزول ولا يتعرض للشواء ولا للزوباجة وإن أكل مع السمين المهري بالطبخ لعقاً لم يضره ذلك. والكمثري مقوّ للمعدة ضار للمبرودين ومن يعتريه القولنج لما ذكرنا وشره أفجه وأقله حلاوة وكذا سبيل جميع هذه الفواكه الرطبة وبالضد فأحلاه وأنضجه أسرعه نزولاً وأقله برداً إلا أنه ليس يخلو على حال وإن كان في غاية الحلاوة والنضج من الإنفاخ وطول الوقوف ولذلك ينبغي أن يتلاحقه المبرودون بما ذكرنا فأما من كان شديد حرارة المعدة ملتهباً فليس يحتاج مع النضج إلى إصلاح وربما انتفع به. ابن ماسويه: رب الكمثري عاقل للطبيعة دابغ للمعدة قاطع للإسهال العارض من المرة الصفراء. ابن سرانيون: شراب الكمثري نافع من انحلال الطبيعة ويشد المعدة وخاصة إذا عمل من الكمثري الذي فيه بعض الفجاجة.
كمأة:(2/107)
ديسقوريدوس في الثانية: وهو أدي ودي وهو أصل مستدير لا ورق له ولا ساق لونها إلى الحمرة ما هو ويوجد في الربيع ويؤكل نيئه ومطبوخه. جالينوس في الثامنة: قوام جرم الكمأة من جوهر أرضي كثير المقدار يخالطه شيء يسير من الجوهر اللطيف. الرازي: قال جالينوس في كتاب الغذاء إنما يعمه من جميع الأطعمة المائية التفهة أن الخلط الغليظ المتولد عنها لا طعم له إلا أنه أميل إلى البرودة والغذاء المتولد من الكمأة أغلظ من المتولد من القرع. وقال في كتاب الكيموس أن الكمأة غليظة الكيموس قليلة الغذاء إلا أنه ليس برديء الكيموس. وقال: وجدت في كتاب مقالة تنسب إلى جالينوس في السموم أن الكمأة تورث عسر البول والقولنج وكذا الفطر وقال: وجدت في كتاب التدبير الملطف لجالينوس من نقل قديم أن الكمأة أقل غلظاً من الفطر وأجودها ما كان من موضع فيه رمل قليل. وقال في موضع آخر: أن الكمأة تجيء منها الذبحة فقيئهم بطبيخ الشبث وأعطهم رماد الكرم بسكنجبين أو أعطه قدر مثقالين ذرق الدجاج بالسكنجبين ليقيء به. القلهمان: الكمأة الحمراء قاتلة. سفيان الأندلسي: أجودها أشدها تلززاً وأملاساً وأميلها إلى البياض وأما المتخلخل الرطب والرخو فرديء جداً وهو أجود في المعدة الحارة وهو غذاء جيد لها وإذا لم ينهضم للإكثار منه أو لضعف المعدة فخلطه رديء جداً غليظ مولد للأوجاع في الأسفل من الظهر والصدر. عيسى بن ماسه: الكمأة باردة رطبة في الثانية تورق ثقلاً في المعدة. المسيح: تولد السدد أكلاً وماؤها يجلو البصر كحلاً. ابن ماسويه: بطيئة الإنهضام وخاصتها إيراث السكتة والفالج ووجع المعدة وينبغي لآكلها أن يقشرها وينقيها تنقية كثيرة ليصل إليها الماء ويخرج غلظها ويسلقها بالماء والملح والفودنج والسذاب سلقاً بليغاً ثم يؤكل بالزيت الركابيّ والمري والصعتر والفلفل والحلتيت، واليابس منها أبطأ في المعدة وأكثر أضراراً فينبغي أن يجاد إنقاعها وتدفن في الطين الحر يوماً وليلة ثم تستعمل بعد الغسل لتعمل الرطوبة فيها من الماء وتكون شبيهة بالطرية وتقل غائلتها ويشرب بعد أكلها النبيذ المعسل الصرف الشديد ويؤخذ الترياق والزنجبيل المربى والمسحوق. وقال الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الكمأة باردة تولد دماً غليظاً وليس يحتاج المحرورون فيها إلى كثير إصلاح اللهم إلا أن يكثروا منها ويدمنوها فيولد الإكثار منها أدواء البلغم والبهق الأبيض خاصة وثقل اللسان كثيراً وضعف المعدة ولذلك ينبغي أن تؤكل بالمري فإنه يقطعها تقطيعاً بليغاً ولا يتولد منها لزوجة البتة وإن سلقت بالماء ثم طبخت بالزيت وطيبت بالأبازير الحارة كالفلفل والدارصيني أذهب عنها أيضاً توليدها للبلاغم اللزجة، وإن سلقت بالماء والملح والصعتر والمري قل ذلك منها أيضاً وإن كببت فلتؤكل بالمري والفلفل والمشوي منها أيضاً في بطون الجداء والحملان اكتسب من شحومها ما يصلح به بعض الصلاح، لكن الأجود أن تؤكل بالفلفل والملح ويشرح منها مواضع بالسكين ويجعل فيها من الزيت والفلفل قبل ذلك، وأما اختلاطها باللحم فليس بصالح وليس شيء في الجملة يبلغ في إصلاح الكمأة ما يبلغ المري والخردل وكذلك من الفطر وما أشبهه. الغافقي: ينبغي أن لا تؤكل نيئة وليجتنب شرب الماء القراح بعدها ومن خواصها أن من أكلها أيّ شيء من ذوات السموم لدغه والكمأة في معدته مات ولم يخلصه دواء آخر البتة، وماء الكمأة من أصلح الأدوية للعين إذا ربي به الأثمد واكتحل به فإن ذلك يقوّي الأجفان ويزيد في الروح الباصر وفيه قوّة وحدّة ويدفع عنها نزول الماء. التجربتين: الكمأة اليابسة إذا سحقت وعجنت بماء وخضب بها الرأس نفعت من الصداع العارض قبل وقته مجرب. الشريف: الكمأة إذا جففت وسحقت وعجنت بغراء السمك محلولاً في خل نفعت من قيلة الصبيان المعائية ومن نتوء سررهم ومن الفتوق المتولدة عليهم مجرب.
كمافيطوس:(2/108)
أصله باليونانية حامانيطس ومعناه صنوبر الأرض ومنهم من زعم أن معناه المفترشة على الأرض والأوّل أصح. ديسقوريدوس في 2: حامانيطس هذا من النبات المستأنف كونه في كل سنة وقد يسعى في الأرض في نباته إلى الإنحناء ما هو له ورق شبيه بورق الصغير من حي العالم إلا أنه أدق منه وفيه رطوبة تدبق باليد وعليه زغب وورقه كثيف على أغصانه ورائحته شبيهة برائحة شجر الصنوبر، وله زهر دقيق أصفر وأصوله شبيهة بأصول النبات الذي يقال له فيحوريون. جالينوس في الثامنة: الطعم المر الذي هو في هذا النبات أكثر وأقوى من الطعم الحاد الحريف الذي في ذوقه وفعله أن ينقي ويفتح ويجلو الأعضاء الباطنة أكثر مما يسخنها ولذلك صار من أنفع الأدوية لمن به يرقان، وبالجملة لمن يحدث به في كبده السدد بسهولة وهو مع هذا يحدر الطمث إذا شرب مع العسل وإذا احتمل من أسفل، وينفع أيضاً في إدرار البول وبعض الناس من يسقي منه لمن به وجع الورك بعد أن يطبخ بماء العسل وما دام طرياً فهو يقدر أن يلزق ويدمل الجراحات الكبار وأن يشفي الجراحات المتعفنة وأن يحلل الصلابة التي تكون في البدن لأنه في التجفيف في الدرجة الثالثة وفي التسخين من الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: وإذا شرب من ورقه مع الشراب سبعة أيام متوالية أبرأ اليرقان، وإذا شرب مع الشراب الذي يقال له أدرومالي أربعين يوماً متوالية أبرأ عرق النسا وقد يسقى منه أيضاً لعلة الكبد ووجع الكلى والمغص ويسقى طبيخه لضرر السم الذي يقال له أفونيطن وهو خانق النمر وقد يهيأ لهذه العلل التي ذكرناها ضماد يتخذ من طبيخه وقد خلط به سويق فينتفع به، وإذا سحق وخلط بالتين وهيئ منه حب وأخذ حل الطبيعة وإذا طبخ بتوبال النحاس والراتينج وشرب أسهل الفضول، وإذا خلط بالعسل واحتمل نقى الفضول من الرحم، وإذا وضع على الثدي الجاسية حلل جساءها وإذا تضمد به مع العسل ألزق الجراحات ويمنع النملة من أن تسعى في البدن وقد يكون صنف آخر من الكمافيطوس له أغصان طولها نحو من ذراع في خلفة الأذخر دقيقة الشعب وورق وزهر شبيهان بزهر وورق الصنف الأول من الكمافيطوس، وله بزر أسود ورائحته شبيهة برائحة الصنوبر، وقد يكون صنف آخر من الكمافيطوس ثالث يقال له الذكر وهو نبات له ورق صغار دقاق بيض عليها زغب وساق خشنة بيضاء وزهر صغير أصفر وبزر صغير على أغصانه ورائحة هذا الصنف شبيهة برائحة الصنوبر أيضاً وقوّة الصنفين كليهما قوّة شبيهة بقوّة الصنف الأوّل غير أن قوّة الصنف الأول أشد من قوتيهما. ابن سرانيون: الكمافيطوس يسهل بلغماً غليظاً والشربة منه مثقال ونصف. إسحاق بن عمران: إذا شرب منه مثقالان بماء التين المطبوخ نقى الأمعاء العليا. بديغورس: وبدله إذا عدم وزنه من الساساليوس وربع وزنه من السليخة. ابن ماسويه: وبدله إذا عدم وزنه من الكمون الكرماني.
كمادريوس:(2/109)
أصله باليونانية خامادريوس ومعناه بلوط الأرض. ديسقوريدوس في الثالثة: ومن الناس من يسميه طوفوريوس أيضاً لأن فيه شبهاً يسيراً من طوفوريوس وقد ينبت في أماكن خشنة صخرية وهو شجرة صغيرة طولها نحو من شبر ولها ورق صغار شبيهة في شكلها وتشريفها بورق البلوط من الطعم وزهر شبيه لونه بلون الفرفير صغار، وينبغي أن تجمع هذه العشبة وثمرها فيها بعد. جالينوس في الثامنة: الأكثر في هذا الدواء الكيفية المرة وفيه مع هذا حدة وذلك مما يدل على أنه دواء حقيق بتذويب الطحال وإدرار الطمث والبول ويقطع الأخلاط الغليظة وينقي السدد الحادثة في الأعضاء الباطنة فليوضع في الدرجة الثانية من درجات التجفيف والإسخان على أن إسخانه أكثر من تجفيفه ديسقوريدوس: وإذا شرب طرياً أو مطبوخاً بالماء نقع من تشنج أطراف العضل وجسو الطحال والسعال وعسر البول وابتداء الإستسقاء وقد يدر الطمث ويحدر الجنين، وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال وإذا شرب بشراب أو تضمد به كان صالحاً لنهش الهوام ويمكن أيضاً أن يسخن ويعجن ويحبب ويستعمل للعلل التي ذكرناها، وإذا خلط بالعسل نقى القروح المزمنة وإذا سحق وخلط بالشراب واكتحل به أبرأ قرحة العين التي يقال لها حالوس وهو الناصور وإذا تمسح به أسخن البدن ماسرحويه: الكمادريوس إذا دق ووضع على الطحال من ظاهر أضمر. الرازي: مذهب لليرقان شرباً. الشريف: خاصيته إذا طبخ مع ماء قليل وزيت وشرب منه ثلاثة أيام متوالية على الريق في كل يوم وزن ثلاثة أواق فاتر أنفع من الحصا نفعاً عجيباً. مجهول: ينفع من الأوجاع المزمنة العارضة في نواحي الصدر والرئة إذا سحق وشرب منه ثلاثة أيام معجوناً بجلاب أو بعسل ومقدار الّشربة منه كذلك وزن ثلاثة دراهم والكمافيطوس يفعل ذلك أيضاً. ديسقوريدوس: وشرابه مسخن محلل ينفع من التشنج واليرقان والنفخ التي يكون في الرحم وبطء الهضم وابتداء الإستسقاء. بديغورس: بدله إذا عدم وزنه من السقوفندريون. بنادوق: وبدله وزنه من السليخة.
كمون:(2/110)
جالينوس في السابعة: أكثر ما يستعمل من هذا النبات إنما هو بزره كما يستعمل الأنيسون وبزر الكاشم الرومي وبزر الكراويا وبزر الكرفس الجبلي وقوة الكمون حارة مثل قوّة كل واحد من هذه البزور التي ذكرناها وشأنه إدرار البول وطرد الرياح وإذهاب النفخ وهو في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة. ديسقوريدوس في الثالثة: منه طيب الطعم خاصة الكرماني الذي سماه بقراطيس بأسليقون وتفسيره الملوكي وبعده المصري وبعده سائر الكمون وقوّته مسخنة مجففة قابضة، وإذا طبخ بالزيت أو احتقن أو تضمد به مع دقيق الشعير وافق المغص والنفخ وقد يسقى بخل ممزوج بالماء لعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب وقد يسقى بالشراب لنهش الهوام وينفع من ورم الأنثيين إذا خلط بالزيت ودقيق الباقلا أو قيروطي ووضع عليها وقد يقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وقد يقطع الرعاف إذا قرب من الأنف وهو مسحوق وخلط بالخل ويصفر البدن إذا شرب أو تلطخ به. ابن سينا: الكمون منه كرماني ومنه فارسي ومنه شامي ومنه نبطي والكرماني أسود اللون والفارسي أصفر اللون والفارسي أقوى من الشامي والنبطي هو الموجود في سائر المواضع ومن الجميع بري وبستاني، والكرماني أقوى من الفارسي والفارسي أقوى من غيره، وإذا مضغ مع الملح وقطر ريقه على الجرب والسبل المكشوطة والطفرة منع اللصق. بولس: والكمون الكرماني يعقل البطن والنبطي يسهله. ابن ماسويه: إن قلي الكمون وأنقع في الخل عقل الطبيعة المستطلقة من الرطوبة وهو نافع من الريح الغليظة يجفف المعدة وهو صالح للكبد، وإذا احتملته المرأة مع زيت عتيق قطع كثرة الحيض. إسحاق بن عمران: الكمون الكرماني شبيه في خلقته بالكراويا وهو أصغر منه إلا أنه على لونه ورائحته وطعمه طعم الكمون الأبيض. التجربتين: إذا أنقع في الخل وجفف وسحق وتمودي عليه وعلى أخذه سفوفاً قطع شهوة الطين وما أشبهه، وإذا مضغ بالملح وابتلع قطع سيلان اللعاب. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الكمون طارد للرياح مجش هاضم للطعام إلا أنه لا يلزم الخل ملازمة الكراويا بل يلازم الأسفيذياجات وماء الحمص والشبث والمري والدارصيني ونحوه، وإذا وقع في هذه لطف اللحم الغليظ وجشي وهضم الطعام وأطلق البطن وأدر البول وحلل النفخ الغليظ ويكسر من إسخانه وإضراره بالمحرورين ما ذكرنا من قبل. ديسقوريدوس في الثالثة: الكمون البري ينبت كثيراً في البلاد التي يقال لها حلقيدون التي من البلاد التي يقال لها اسبانيا وهو نبات له ساق طويل نحو من شبر دقيق عليه أربع ورقات أو خمس مشققة مثل وروق الشاهترج وعلى طرفه رؤوس صغار خمسة أو ستة مستديرة ناعمة فيها ثمرة وفي الثمرة شيء كالتبن أو النخالة يحيط بالبزر وبزره أشد حرافة من الكمون البستاني وينبت على تلال ويشرب بزره بالماء للمغص والنفخ، وإذا شرب بالخل سكن الفواق وإذا شرب بالشراب وافق ضرر ذوات السموم من الهوام والبلة العارضة في المعدة، وإذا مضغ بزيت وعسل وتضمد به قطع أثر لون الدم العارض تحت العين، وإذا تضمد به مع ما وصفنا أبرأ أورام الأنثيين الحارة. عبد الله بن الهيثم: الكمون الأسود هو البري الشبيه بالشونيز. ديسقوريدوس: وقد يكون جنس آخر من الكمون الذي ليس ببستاني بل شبيه بالبستاني، ويخرج منه من جانبين غلف صغار شبيهة بالقرون عاليه فيها البزر شبيه بالشونيز وبزره إذا شرب كان نافعاً جداً من نهش الهوام وقد ينتفع به الذين بهم تقطير البول والحصا والذين يبولون دماً منعقداً، وينبغي أن يشرب بعده ماء بزر الكرفس. بيادوق: وبدل الكمون الكرماني إذا عدم وزنه من الكمون. غيره: وبدله إذا عدم وزنه من الكراويا.
كمون حلو: هو الأنيسون وقد ذكرته في الألف.
كمون حبشي: هو الكمون البري الذي له بزر أسود شبيه بالشونيز وقد تقدم ذكره.
كمون أرمني: هو الكراويا وقد تقدم ذكرها.
كمون بري:(2/111)
أورد الرازي في الحاوي تحت هذه الترجمة جميع ما هذا نصه. قال جالينوس في المقالة السابعة في سادس دواء منها وهو الدواء المسمى باليونانية فانيوس وتفسيره الدخاني وهو الشاهترج الفرفيري الزهر على أنه كمون بري، ثم أن الرازي ذكر أيضاً في موضع آخر بجدول من هذا الكتاب المذكور هذا الدواء وقال ما هذا نصه: فانيوس هو كمون بري في الأكثر وفي الأصل أنه شاهترج. لي: أقول أعلم أن ديسقوريدوس لم يسم فانيوس كموناً برياً بل ذكر الكمون البري في المقالة الثامنة منه بإسمه وقسمه نوعين لكل نوع منهما ماهية وكيفية لا مدخل لها في ماهية وكيفية فانيوس، ثم أن الفاضل جالينوس من بعده لم يذكر الكمون البري في مفرداته البتة لا بإسم ولا بماهية ولا بكيفية فقول الرازي قال جالينوس في الكمون البري أن هذا الدواء حريف، ثم أورد كلامه على فانيوس الذي هو الشاهترج تقول عليه ما لم يقل لكنه ركب إسم الكمون البري على الشاهترج وجالينوس إنما قال فانيوس كما قال ديسقوريدوس، وفانيوس في كلامهما هو الدواء المعروف عند علمائنا وأئمة صناعتنا بالشاهترج وهي على الحقيقة ماهية وفعل وإسم وهذا يدل دلالة ظاهرة على أن فانيوس لم يرد به ديسقوريدوس الكمون البري مع إعطائه الماهية والكيفية المخالفين لماهية وكيفية فانيوس الذي هو الشاهترج فقد تقول الرازي على جالينوس وقوله في الموضعين من كتابه ما لم يقله إذ كان يقول: قال جالينوس في الكمون البري ثم يورد كلامه في فانيوس الذي هو الشاهترج عنده وعند ديسقوريدوس، وأعجب من ذلك أن الرازي ذكر في كتابه بعينه الكمون البري وأورد فيه نص كلام ديسقوريدوس بعينه وإنما توهم على جالينوس أن فانيوس عنده هو الكمون البري وذلك باطل بل لم يذكر ديسقوريدوس الكمون البري البتة لا بالإسم ولا بالماهية ولا بالكيفية كما بيناه، وما وهمه الرازي عليه في ذلك باطل وما قاله زور وما نسب إليه محال.
كمون أسود: هو الكمون البري على الحقيقة وقد يقال أيضاً على الحبة السوداء بالعربية وهو الشونيز وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.
كمكام: قيل أنه صمغ الضرو وقيل قشره وقد ذكرت الضرو في الضاد المعجمة.
كندر:(2/112)
ابن سمحون: الكندر هو بالفارسية اللبان بالعربية. الأصمعي: ثلاثة أشياء لا تكون إلا باليمن وقد ملأت الأرض الورس واللبان والعصب يعني برود اليمن. قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من أهل عمان أنه قال: اللبان لا يكون إلا بالشجر شجر عمان وهي شجرة مشوكة لا تسمو أكثر من ذراعين ولا تنبت إلا بالجبال ليس في السهل منها شيء ولها ورق مثل الآس وثمر مثل ثمره له مرارة في الفم وعلكه الذي يمضغ ويسمى الكندر ويظهر في أماكن تعفر بالفؤوس وتترك فيظهر في آثار الفؤوس هذا اللبان فيجتنى. ديسقوريدوس في الأولى: ليبانوا وهو الكندر وقد يكون في بلاد الغرب المعروفة عندنا باليونانيين بمنبته الكندر وأجود ما يكون منه هبال هو الذكر الذي يقال له سطاعونيس وهو مستدير الحبة وما كان منه على هذه الصفة فهو صلب لا ينكسر سريعاً وهو أبيض، وإذا كسر كان ما في داخله يلزق إذا مس وإذا دخن به احترق سريعاً وقد يكون الكندر أيضاً ببلاد الهند إلى اللون الياقوتي وإلى لون الباذنجان، وقد يحتال له حتى يصير مستديراً بأن يأخذوه ويقطعوه قطعاً مربعة ويخلونه في جرة ويدحرجونها حتى يستدير وهو بعد زمان يصير لونه إلى الشقرة ويقال له: سنغورس والكندر الذي من بلاد الغرب هو الثاني من بعده في الجودة مع الكندر المسمى السميلوطس ويسميه بعض الناس بوقسيس وهو أصغرها حصا وأميلها إلى لون الياقوت، ومن الكندر نوع يسمى أمريسطن وهو أبيض وإذا فرك فاحت منه رائحة المصطكي، وقد يغش الكندر بصمغ الصنوبر وصمغ عربي والمعزفة له إذا غش هينة وذلك أن الصمغ العربي لا يلتهب بالنار وصمغ الصنوبر يدخن به. والكندر يلتهب وقد يستدل أيضاً على المغشوش من الرائحة. جالينوس في السابعة: هذا يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الدرجة الأولى وفيه مع هذا قبض يسير إلا أن الكندر الأبيض ليس يتبين فيه قبض البتة. وقال في الثامنة: الكندر ينضح ويحلل من غير أن يقبض. ديسقوريدوس: والكندر يقبض ويسخن ويجلو ظلمة البصر ويملأ القروح العميقة ويدملها ويلزق الجراحات الطرية بدمها ويقطع نزف الدم من أي موضع كان ونزف الدم من حجب الدماغ الذي يقال له سسعس وهو نوع من الرعاف ويسكنه ويمنع القروح الخبيثة التي في المقعدة وفي سائر الأعضاء من الإنتشار إذا خلط بلبن وعمل منه فتيلة وجعلت فيها، وإذا خلط بالخل والزيت ولطخ به في ابتداء الوجع الذي يقال له مرميقيا قلعه وقلع القوابي، وإذا خلط بشحم البط أو شحم الخنزير أبرأ القروح العارضة من إحراق النار والشقاق العارض من البرد، وإذا خلط بالنطرون وغسل به الرأس أبرأ قروحه الرطبة، وإذا خلط بالعسل أبرأ حرق النار والداحس، وإذا خلط بالزفت أبرأ شدخ صدف الآذان، وإذا خلط بالخمر الحلو وقطر في الأذان نفع من سائر أوجاعها وإذا خلط بالطين المسمى قيموليا ودهن الورد ولطخ به نفع الأورام الحارة العارضة في الثدي في النفاس وقد يخلط بالأدوية النافعة لقصبة الرئة والضمادات المحللة لأورام الأحشاء، وإذا شرب نفع من نفث الدم وإذا شربه الأصحاء نفعهم وشجعهم، وإذا شرب منه شيء كثير بخمر قتل. أبو جريج: يحرق الدم والبلغم وينشف رطوبات الصدر ويقوي المعدة الضعيفة ويسخنها والكبد والمعي إذا بردتا وإن أنقع منه مثقال في ماء وشرب كل يوم نفع المبلغمين وزاد في الحفظ وجلا الذهن وذهب بكثرة النسيان غير أنه يحدث لشاربه إذا أكثر منه صداعاً. الفارسي: الكندر يهضم الطعام ويطرد الريح وهو جيد اللحمي. حكيم بن حنين: قال جالينوس: إذا كحلت به العين التي فيها دم محتقن نفع من ذلك وحلله. الرازي: الكندر يقطع الخلفة والقيء وربما أحدث وسواساً وينفع الخفقان. الدمشقي: ينفع من قذف الدم ونزفه ووجع المعدة واستطلاق البطن واختلاف الأعراس ويجلو القروح الكائنة في العينين. البصري: الكندر يأكل البلغم ويذهب بحديث النفس ويزيد في الذهن ويذكيه. ابن سينا: في الثاني من القانون أجودها الذكر الأبيض المدحرج الدبقي الباطن والذهبي المكسور والأحمر أحلى من الأبيض وماء نقيعه يغسل به الرأس وربما خلط بالنطرون فينقي الحرارة ويجفف قروحه وقشوره وينقي المعدة ويقويها ويشدها. المجوسي: الكندر إذا مضغ جذب الرطوبات والبلغم من الرأس، وإذا سقي أصحاب الزحير مع شيء من النانخواء نفعهم. إسحاق بن عمران: وإذا مضغ الكندر مع صعتر فارسي أو زبيب الخل جلب(2/113)
البلغم وينفع من اعتقال اللسان. ابن سينا في الأدوية القلبية: الكندر مقو للروح الذي في القلب والذي في الدماغ فهو لذلك نافع من البلادة والنسيان وحاله مناسب لحال البهمن إلا أنه أضعف منه في تقوية القلب وأقوى عطرية وبالترياقية التي فيه تنفع دخنته من الوباء. غيره: الكندر ينفع من السعال ومضغه يشد الأسنان واللثة ويصلحها والإكثار منه ربما أورث الجذام والبرص والبهق الأسود خاصة ودخانه إن أحرق مع الفطر أنبت الشعر في داء الثعلب. إسحاق بن عمران: وبدله وزنه وربع وزنه من دقاقه. ديسقوريدوس: وقد يحرق الكندر بأن يؤخذ منه حصاة وتلهب في نار السراج وتوضع في فخارة نظيفة حتى تحترق، وينبغي أنه إذا أحرق منه ما يكتفي به أن يغطى بشيء إلى أن يجمد فإنه إذا فعل به ذلك لم يصر رماداً، ومن الناس من يغطي الفخارة بإناء من نحاس مثقوب الوسط مجوف ليجتمع دخان الكندر، ومن الناس من يصيره في فخار جديد ويغليه على الجمر حتى ينقطع غليانه ولا يظهر منه رطوبة تغلي ولا بخار، وإذا احترق يهون فركه وأما قشر الكندر فأجوده ما كان ثخيناً يلزق وطيب الرائحة حديثاً أملس ليس برقيق فإن سائر القشور لا تلهب وقد يغش بأن يخلط معه قشر ثمرة الصنوبر أو قشر شجرة الينبوت وهو شجرة قضم قريش ومعرفة ذلك بأن يعرض على النار فإن سائر القشور لا تلتهب وتدخن مع طيب رائحة وقد يحرق قشر الكندر كما يحرق الكندر. جالينوس: قشر الكندر يقبض قبضاً بيناً فهو لذلك يجفف تجفيفاً بليغاً وهو أغلظ من الكندر وليس فيه حدة ولا حرافة أصلاً، ولما كانت له هذه الكيفيات والقوى صار الأطباء يكثرون استعماله في مداواة من ينفث الدم ومن معدته رخوة ومن به قرحة الأمعاء وليس يقتصرون على خلطه في الأضمدة التي يداوى بها من خارج دون أن يلتوه أيضاً في الأدوية التي ترد إلى داخل البدن. وقال في كتاب حيلة البرء: وقشور الكندر تقبض وتجفف تجفيفاً شديداً، وبهذا السبب صرنا نستعمله في انبثاق الدم اليسير حرقاً كما أنا نستعمله في انبثاق الدم الشديد محرقاً في ذلك الوقت وأيضاً نستعمله وحده مدقوقاً منخولاً وقد يسحق حتى يصير كالغبار. وقال في الميامن: قشور الكندر تقبض قبضاً قوياً إلا أنه على حال أقل قبضاً من القلقند وقشور الشابرقان وما أشبههما. ديسقوريدوس: وقوة قشور الكندر مثل قوة الكندر غير أن القشر أقوى وأشد قبضاً، ولذلك إذا شرب كان أوفق من الكندر لمن ينفث الدم وللنساء اللواتي يسيل من أرحامهن رطوبات مزمنة إذا احتملته ويصلح لجلاء الآثار وقروح العين ولعلاج قروحها التي يقال لها قيلوماطا وأوساخ العين وإذا غلي كان صالحاً لحكتها. الدمشقي: قشور الكندر قوي القبض واليبس وينفع من نزف الدم وقروح الأمعاء، وإذا وضع كالمرهم يحبس البطن ويجفف القروح. إسحاق بن عمران: قوة قشر الكندر في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثانية وبدله وزنه من الكندر مرتين ووزنه من دقاقه. جالينوس في حيلة البرء: ودقاق الكندر دواء فيه قبض قليل فهو بهذا السبب أفضل من الكندر في كثير من العلل إذا كان الكندر إنما فيه قوة تفتح بسبب أنه لا يقبض وخاصة ما كان منه أكثر دسومة وكان لونه أحمر قانياً يضرب إلى الحمرة أشد تجفيفاً من الشديد اليابس الأبيض ودقاق الكندر يخالطه من قشور الكندر شيء يسير يكسبه قبضاً. وقال مرة في كتاب قاطاحابس: في دقاق الكندر تحليل وتليين وجلاء مع قبض يسير وقال مرة أخرى: دقاق الكندر أشد قبضاً من الكندر والكندر أبلغ في الإلزاق والتغرية من دقاقه. وقال في كتاب الميامن: دقاق الكندر هو ما ينزل من المنخل إذا نخل الكندر غير مسحوق فقط وهو ما يتفتت منه في الأعدال الكبار ويخالطه أجزاء صغار جداً من قشر الكندر وإذا كان كذلك فبينه وبين الكندر من الفرق أن فيه مع ما له مما للكندر من الإنضاج والتسكين قبضاً يسيراً. ديسقوريدوس: وأجود دقاق الكندر ما كان منه أبيض نقياً ذا حصا وقوته مثل قوة الكندر غير أنه أضعف وقد يغشه قوم بأخلاطهم به صمغ الصنوبر منخولاً وغبار الرحى، وقشر الكندر ومعرفة ذلك بالنار فإنه إذا غش لا يبخر بخاراً صافياً ولكن كدراً أسود فأما دخان الكندر فإنك إذا أحببت أن تعمله من الكندر فاعمله هكذا. خد بكليتين حصاة حصاة وألهبها بنار السراج وصيرها في إناء فخار جديد أو عتيق وغطه بإناء من نحاس مجوف مثقوب الوسط مجلو(2/114)
مستقصى إستقصاء في الجلاء وصير على شفة الفخار من ناحية واحدة أو من ناحيتين حجارة طولها أربعة أصابع لتنظر إلى الكندر وتعلم أن كان يحترق وليكن مكاناً لما يدخل أولاً من حصا الكندر وقبل أن تطفئ الحصاة التي صيرتها في الفخارة انطفاء تاماً فضع حصاة أخرى ولا تزال تفعل ذلك حتى تعلم أنه قد اجتمع من الدخان ما تكتفي به وامسح خارج الإناء التي من النحاس مستجاداً بأسفنجة مبلولة بماء بارد فإنك إذا فعلت ذلك لم يحم النحاس حمياً شديداً ويتراكم الدخان بعضه على بعض، وإن لم تفعل ذلك رجع الدخان من إناء النحاس إلى أسفل واختلط برماد الكندر، وأحرق من الكندر ما بدا لك واجمع الدخان أولاً فأولاً فاجمع رماد الكندر المحترق وصيره على حدة وقوة دخان الكندر مسكنة لأورام العين الحارة قاطعة لسيلان الرطوبة منها نافعة لقروحها منبتة للحم في قروحها التي يقال لها قيلوماطا مسكنة للورم العارض فيها المسمى سرطاناً، وقد يجمع دخان المرودخان الميعة التي يقال لها أصطرك على هذه الصفة ويوافق لما وافقه دخان الكندر وكذا ما جمع من دخان سائر الصموغ.ستقصاء في الجلاء وصير على شفة الفخار من ناحية واحدة أو من ناحيتين حجارة طولها أربعة أصابع لتنظر إلى الكندر وتعلم أن كان يحترق وليكن مكاناً لما يدخل أولاً من حصا الكندر وقبل أن تطفئ الحصاة التي صيرتها في الفخارة انطفاء تاماً فضع حصاة أخرى ولا تزال تفعل ذلك حتى تعلم أنه قد اجتمع من الدخان ما تكتفي به وامسح خارج الإناء التي من النحاس مستجاداً بأسفنجة مبلولة بماء بارد فإنك إذا فعلت ذلك لم يحم النحاس حمياً شديداً ويتراكم الدخان بعضه على بعض، وإن لم تفعل ذلك رجع الدخان من إناء النحاس إلى أسفل واختلط برماد الكندر، وأحرق من الكندر ما بدا لك واجمع الدخان أولاً فأولاً فاجمع رماد الكندر المحترق وصيره على حدة وقوة دخان الكندر مسكنة لأورام العين الحارة قاطعة لسيلان الرطوبة منها نافعة لقروحها منبتة للحم في قروحها التي يقال لها قيلوماطا مسكنة للورم العارض فيها المسمى سرطاناً، وقد يجمع دخان المرودخان الميعة التي يقال لها أصطرك على هذه الصفة ويوافق لما وافقه دخان الكندر وكذا ما جمع من دخان سائر الصموغ.
كندس:(2/115)
هذا دواء لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس البتة وإنما حنين نقل عن جالينوس في مفرداته وترجم الدواء المسمى سطرونيون بالكندس وليس به وقد تكلمت عليه في حرف السين المهملة. إسحاق بن عمران: هو عروق نبات داخلة أصفر وخارجه أسود وشجرته فيما يقال شبيهة بالكنكر المسمى قناريه وهو الخرشف المسمى البستاني أرقط لون الورق بياض وخضرة والمستعمل منها العروق ويجمع في يونيه. بديغورس: خاصيته قطع البلغم والمرة السوداء الغليظة ويحلل الرياح من الخياشيم. حبيش بن الحسن: وقوة الكندس من الحرارة في أول الدرجة الرابعة ومن اليبوسه في آخر الدرجة الثالثة وهو دواء شديد الحرارة وشربه خطر عظيم ومقدار الشربة منه ليتقيأ به من دانق إلى أربعة دوانيق مسحوقاً منخولا بحريرة صفيقة مدوفاً بصفرة ثلاث بيضان وقد شويت شياً لم ينضج وفيها رقة مع ماء قد أغلي فيه عدس وشعير مرضوض مقشور مقدار نصف رطل فإنه يقيئ قيئاً جيداً. ماسرحويه: هو حديد الطعم وإذا سحق ونفخ في الأنف هيج العطاس وإذا شرب منه مقدار ما ينبغي قيأ الإنسان جيداً وينزل البول والحيضة وهو من الأدوية القاتلة إذا لم يرفق به. وقال يقيئ بقوة ويسهل ويعطش وقال هو حريف جلاء لكنه يجفف الحلق ويهيج وجع البطن وينبغي أن يسقي اللبن ودهن الخل. الرازي في الحاوي: عن الكندي كان أبو نصر لا يبصر القدر ولا الكواكب بالليل فاستعط بمثل عدسة كندس بدهن بنفسج فرأى الكواكب بعض الرؤية في أول ليلة وفي الثانية برأ برءاً تاماً وجربه غيره وكان كذلك، وهو جيد للغشاء جداً. إسحاق بن عمران: وإذا كان الولد ميتاً في البطن لثلاثة أشهر أو أربعة وسحق الكندس وعجن بالعسل واتخذت منه فتيلة واحتملته المرأة فإنها تلقيه ولا يستعط به في القيظ ولا في الصيف فإنه ينشف الرطوبة ويسعط به فيما سوى ذلك. التجربتين: إذا سجن بالخل وطلي به البهق وتمودي عليه أزاله، وإذا أغلي في الخل وضرب بدهن ورد نفع من الحكة، وإذا سحق وصير في خرقة واشتم عطس ونقي الدماغ ونبه المصروعين والمفلوجين وأعان بالعطاس على دفع المشيمة، وإذا شرب منه وزن ربع درهم أو نحوه بالسكنجبين والماء الحار قيأ بلغماً لزجاً، وإذا خلط بالزفت ووضع على القوباء العتيقة وتمودي عليه قلعها. ابن سينا: يجلو البهق والبرص وخصوصاً الأسود من البهق وبدله في القيء جوز القيء وزنه وثلث وزنه فلفل وهو من جملة الأدوية المنقية للأذن من الوسخ وينفع من الخشم ويفتح سدد المصفاة.
كنكر: هو الخرشف البستاني. ديسقوريدوس في 3: هو صنف من الشوك ينبت في البساتين والمواضع الصخرية والتي فيها مياه وله ورق أعرض بكثير وأطول من ورق الخس مشرف مثل ورق الجرجير عليه رطوبة تدبق باليد أملس إلى السواد وساقه طولها ذراعان ملساء في غلظ أصبع وفيما يلي طرف الساق الأعلى ورق صغار شبيهة بما صغر من ورق النبات الذي يقال له قسوس مستطيل لونه شبيه بزهر النبات المسمى براقيس يخرج فيما بينه زهر أبيض، وله بزر مستطيل أصفر اللون وفي طرفه كرأس الدبوس وأصوله لزجة فيها شيء شبيه بالمخاط في لونها حمرة النار طوال، وإذا تضمد به بالماء وافق حرق النار والتواء العصب وإذا شربت أدرت البول وعقلت البطن ونفعت قروح الرئة وخضد لحم العضل وخضد أطرافها. وقال الرازي في دفع مضار الأغذية: هو غليظ الجرم بطيء الإنهضام والإنحدار وينفخ ويزيد في الباه ويسخن الكلى والكبد والمثانة وإصلاحه أن يهري بالطبخ ويكثر فيه هذه التوابل والأبازير اللطيفة ويؤكل جرمه. قسطس في الفلاحة: إن أذيب قيروطي وشرب بماء الكنكر حلل جميع الأورام الصلبة سريعاً وإن غسل الرأس بمائه أذهب الحكة وإن طلي بالدهن والشمع المشرب بماء الكنكر على البرش في الوجه مرات قلعه وإن طلي على داء الثعلب أنبت الشعر في داء الثعلب. ماسرحويه: بارد يزيد في المرة السوداء جداً. ديسقوريدوس: وقد يكون من هذا النبات بري شبيه بالشوكة التي يقال لها سقولومس وهو نبات مشوك أقصر من البستاني وقوة أصل البستاني كالبري. حامد بن سمحون: هذا هو الكنكر البري وهو صنف من الشوك يسمى أفثيس باليونانية والهيسر بالعربية.
كنكرزذ: معناه صمغ الخرشف وهو تراب القيء وقد ذكرت صمغ الخرشف في الصاد المهملة.
كنهان:(2/116)
بالفارسية. الفلاحة: ورقها يشبه ورق الحبة الخضراء ولونها وحدتها وقوتها مثلها ولها أغصان تتفرع على ساق حسنة غليظة ويعرق عروقاً طوالاً وصورتها كشجرة طويلة صغيرة وزرعها أهل بلد بابل فأنجبت وهي أصغر من شجرة الحبة الخضراء وأرطب ورقاً وأغصاناً وفيها خاصية عجيبة لطرد العقارب حتى لا يرى عقرب واحدة منها في موضع تكون فيه ولقد أخذنا من ورقها وطرحناه في طست فيه ثلاث عقارب فنفرت عظيماً ونهش بعضها بعضاً حتى كففن عن الحركة وتماوتن بعد ساعتين، وقد يدخلها الأطباء في الضمادات المسخنة وإذا أكثر شمها وجد منها رائحة الدخان وهي تؤكل فتسخن الدماغ والبدن سريعاً شديداً إذا أكثرت منها وتسخن الكبد والطحال.
كنيب: أوله كاف مفتوحة بعدها نون مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم باء بواحدة من تحتها، وهو نوع من العلس يحمل حبة واحدة في غلاف وهو معروف باليمن بهذا الإسم. ديسقوريدوس في الثانية: أوليدا هو حب من جنس را غير أنه أقل غذاء منه بيسير وقد يعمل منه خبز ويطحن أيضاً جريشاً أجرش من الدقيق. جالينوس في الثامنة: جوهر هذه الحبة متوسط بين الحنطة والشعير على طريق الغذاء وعلى طريق الدواء، ولذلك ينبغي أن يستعمل الحدس في تعرف الحال فيها مما وصفنا به الحنطة والشعير.
كنباب: الغافقي: هو نبات ينبت في المياه القائمة والقليلة الجري ويمتد ويطول تحت الماء وقضبانه طوال دقيقة كثيرة ويخرج من أصل واحد فيها عقد كثيرة والورق على العقد محيط بها من كل جانب كثيرة متكاثفة، وورقه هدب خشن المجس يقال أنه إذا غسل ودق وربي بماء الورد وضمد به قيل الصبيان نفع منها.
كندلا: أبو حنيفة: هو من نبات بلاد الدنبل ينبت في ماء البحر وبه تدبغ هناك الجلود الدنبلية الحمراء الغليظة. مجهول: قشرها هو الأيدع وهو قشر أحمر يقع في أدوية الفم وفي الأدوية النافعة من نفث الدم. ابن حسان: وينبت أيضاً في جوار هذه الشجرة في جوف الماء في البحر شجر يقال له التنوم يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره وخشبه أيضاً أبيض وورقه مثل ورق اللوز والأراك ولا شوك له ولا ثمر وهو مرعى للغنم والبقر والإبل تخوض عليه الماء حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحمل حطبه إلى المدن والقرى ويبيعونه ويستوقدونه لطيب رائحته ومنفعته وهو كثير بسواحل بحر عمان وماء البحر عدو لكل الشجر إلا الكندلا والتنوم وكلاهما يقبضان شديداً ويشدان.
أقول: هذه الشجرة هي التي تنبت في بحر الحجاز وتعرف بالشورة وقد ذكرتها في الشين المعجمة.
كهرباء:(2/117)
زعمت التراجمة في متن كتاب ديسقوريدوس وجالينوس أن الكهرباء هو صمغ الجوز الرومي وليس كما زعموا بل غلطوا فيه لأن جالينوس لما ذكر الجوز الرومي قال فيه: ورد هذه الشجرة قوته حارة في الدرجة الثالثة وصمغتها شبيهة بزهرتها وهي أسخن من الزهرة، وأما ديسقوريدوس فقال فيه أنه إذا فرك فاحت منه رائحة طيبة هذا قول الرجلين الفاضلين في صمغ الجوز الرومي، وليس في الكهرباء شيء من ذلك لا في الماهية ولا في القوة ولا في طيب الرائحة ولا في الإسخان أيضاً فقد ظهر من كلام التراجمة أنهم تقولوا على الفاضلين ما لم يقولا أن الكهرباء هي صمغة الجوز الرومي فتأمل ذلك. الغافقي: هي صنفان منها ما يجلب من بلاد الروم والمشرق، ومنها ما يوجد بالأندلس في غربيها عند سواحل البحر تحت الأرض وأكثر ما يوجد منها عند أصول الدوم، وزعم جهال الناس أن تلك المواضع كانت قبوراً في القديم وأن ملوك الروم كانوا يديبونها ويصبونها على موتاهم لأنها تحفظ صورة الميت وتبدو صورته بأشفافها، وهذا كذب لأن تلك المواضع لو كانت قبوراً لكان أكثر ما تصاب في البراحات وتجمعها الحراثون وتؤخذ قطرات كالصمغ وهي أحسن وأصغر وأصلب من المشرقية وأقوى فعلاً. وأخبرني الخبير به أنها رطوبة تقطر من ورق الدم لأنه هناك في هذه الناحية عند طلوعه من الأرض تقطر منه رطوبة شبيهة بالعسل هو يكون منها هذا الدواء وقد يكون فيه الذباب والتبن والمسامير والحجارة والنمل. ابن سينا: هو صمغ كالسندروس مكسره إلى الصفرة والبياض شفاف وربما كان إلى الحمرة يجذب التبن والهشيم من النبات ولذلك سمي كاه رباء أي سالب التبن بالفارسية وقال في الأدوية القلبية: لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه معاً بتعديلها المزاج وتمتينها الروح. ابن عمران: هي باردة يابسة وإذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس الدم الذي ينبعث من انقطاع عرق في الصدر ويحبس نزف الدم من أي موضع كان وينفع خفقان القلب الكائن من المرة الصفراء من قبل مشاركة القلب لفم المعدة وينفع من وجع البطن والمعدة. الخوز: يقطع الرعاف وإذا علق على صاحب الأورام الحارة نفعها. ثاوفرسطس: إن علق على الحامل حفظ جنينها ويحفظ صاحب اليرقان وينفعه تعليقاً، وإن سحق ولطخ على حرق النار نفعه جداً. ماسرحويه: إن شرب منه مثقال حبس التحلب من الرأس والصدر إلى المعدة. أنطيلس: الآمدي يبرئ من عسر البول، وإذا شرب مع المصطكي نفع أوجاع المعدة. أبو جريج: له خاصية في إمساك الدم وخاصة الزحير. الرازي: جيد لسيلان دم الطمث والبواسير والخلفة شرباً. بديغورس: إذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس القيء ونفع من الكسر والرض. نبادوق: بدله إذا عدم وزنه من الطين الأرمني مرتين وثلثا وزنه من السليخة ونصف وزنه من البزرقطونا المقلو. غيره: بدله وزنه من السندروس.
كهورات: الفلاحة: هي بقلة حارة حريفة ليس لها كثير إسخان مع حرافتها وحرارتها ومرارتها ورقها مدور شديد التدوير في صورة ورق الخبازي وألطف منه ولها رائحة ذكية طيبة وفيها أدنى لزوجة وهي شديدة الخضرة وتبزر بزراً بغير ورد وبزره حار رطب طيب الرائحة والطعم يرتفع شبراً أو أرجح بقليل وينبت في الصيف وهي صالحة للمعدة مفتقة للشهوة هاضمة للطعام وتؤكل نيئة ومطبوخة، وقيل أنها تطرد الوزغ والدود وبزرها إذا سحق وتمرخ به بدهن ورد نفع من الأعياء.
كهكم: هو الباذنجان من جداول الحاوي وقد ذكر في الباء.
كهيانا: هو عود الفاوانيا وذكرته في الفاء.
كوارع:(2/118)
الرازي في الحاوي: قال جالينوس في كتاب الكيموسين أنها تولد كيموساً لزجاً لكنه ليس غليظاً وهي صالحة في الإنهضام عديمة الفضول بلزوجتها حسنة الكيموس سريعة الإنهضام. ابن ماسويه: أطراف الحيوان لزجة عصبية تغذو غذاء يسيراً وتسهل الطبع بلزوجتها بطيئة الهضم نافعة من السعال المتولد من حرارة وخاصة إذا طبخت مع ماء الشعير المقشر. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الأكارع فقليلة الغذاء والفضول لأنها كثيرة الحركة تولد دماً بارداً لزجاً وقد ينتفع بإدمان أكلها لمن يحتاج أن ينجبر منه عظم مكسور وإذا عملت بالخل والأنجدان قلت لزوجتها وبردها واندفع عنها توليد القولنج الثفلي الصعب الشديد فإنه كثيراً ما يتولد عن إدمان أكل الأكارع ذلك وإن أبطأ خروجها من البطن في حالة فينبغي أن يبادر بالجوارشنات المسهلة وهي صالحة للمحمومين ولمن يحتاج إلى غذاء قليل ولمن به نفث الدم أو سحج المعي وجري الدم من أفواه البواسير، وبالجملة فلمن يحتاج إلى تغرية وتسديد أو لتوليد الدشبذ لينجبر به عظم مكسور. قال الشريف: الإغتذاء بها ينفع من شقاق اللسان والشفتين الكائن عن حر ومن سحج الأمعاء ويلين خشونة الحلق.
كور: هو مقل اليهود أيضاً وسنذكره في الميم.
كوركندم: هو جوزجندم وقد ذكرته في الجيم.
كواكف: هو الباذاورد من جداول الحاوي وقد ذكر في الباء.
كوشاد: هو الجنطيانا الرومي المعروف بالبسلسكة وقد ذكر في الجيم.
كوكب شاموس: هو طين شاموس المعروف وقد ذكرته مع الأطيان في الطاء.
كوكب الأرض: الغافقي: هو ملح سبخة يقال لها كوكب قيموليا. الرازي في الحاوي: قال كوكب الأرض هو الطلق. قال إبن إسحاق: هي شجرة تضيء بالليل وقال بعضهم أنه تصحف على ناقلة من صخرة تضيء بالليل وهو الطلق أيضاً.
أقول: قد ذكرت الطلق في الطاء وما قيل في سراج القطرب في السين المهملة.
كوكم: هو الفلفل أيضاً من فهرست الأسماء للغافقي.
كوبرا: أقول هو الفلفل بالهندية من الحاوي.
كيلدارو: هو السرخس بالفارسية وقد ذكرته في السين المهملة.
كية: هو بكسر الكاف وبالياء المنقوطة باثنتين من تحتها وهي مشددة مفتوحة ثم هاء إسم للمصطكي وهو علك الروم وسيأتي ذكره في الميم.
كيخرس: بالرومية هو الجاورس أوله كاف مكسورة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم خاء معجمة وساكنة أيضاً بعدها راء مهملة مضمومة ثم سين مهملة.
كيلكان: مذكور مع أنواع الكرّاث.
حرف اللام
لاذن:(2/119)
ديسقوريدوس في الأولى: قد يكون صنف من القسوس ويسميه بعض الناس ليدون وهي شجرة شبيهة بالقسوس، إلا أنّ ورقها أطول وأشدّ سواداً ويحدث له شيء من رطوبة تلتصق بيد اللامس لها في الربيع، زهر قابض يصلح لكل ما يصلح له القسوس ومن هذا الصنف من القسوس يكون الدواء الذي يقال له لاذن فإن المعز ترتعيه ويلتزق بها من رطوبة هذا الدواء لأنه شبيه بالدبق ويتبين لك في أفخاذها وفي لحى التيوس منها ومن الناس من يأخذ هذا فيصفيه ويعمل منه أقراصاً ويبخر به الناس ومنهم من يأخذ حبالاً فيمرها على هذه الشجرة فما التزق منها من رطوبة جمعه وعمله أقراصاً وأفواه ما كان طيب الرائحة لونه إلى الخضرة ما هو سهل لين إذا دلك يدبق باليد ليس فيه شيء من الرمل وليس بهش يشبه الراتينج، والذي بقبرس هو على هذه الصفة وأما الذي في بلاد المغرب والذي من لينوى فإنه أحسن. جالينوس في السابعة: الذي يكون من هذا الدواء في بلدان حارة ليس من جنس غير هذا الذي يكون منه عندنا ولكنه بسبب البلد الذي يكون فيه يكون قد اكتسب حرارة لدنة محضة فهو بها مخصوص وقد خالف ما يكون عندنا في الأمرين جميعاً أعني أنه لا برودة فيه أصلاً وإن فيه مع ذلك شيئاً من الحرارة، وأما سائر ما فيه من الخصال الأخر فهو فيها مثل هذا الذي عندنا وأما الدواء المسمى لاذن فيكون من هذا النبات وهو حار في الدرجة الثانية في آخرها حتى يكاد أن يكون في الثالثة أيضاً وفيه مع هذا قبض يسير وجوهره جوهر لطيف جداً فهو بسبب هذه الخصال كلها يلين تلييناً معتدلاً ويحلل تحليلاً على ذلك المثال والأمر فيه معلوم أنه ينضج إنضاجاً وليس بعجيب أن يكون نافعاً من علل الأرحام إذا كان فيه مع هذا الخصال الموصوفة قبض يسير فهو لذلك صار يقوي وينب الشعر الذي ينتشر في البدن لأنه يفني جميع ما في أصوله من الرطوبه الرديئة، ويجمع ويسد بقبضه المسام التي فيها مراكز الشعر، فأما داء الثعلب والحية فليس يمكنه أن يشفيهما لأن هاتين علتان يحتاجان إلى أدوية تحلل تحليلاً كثيراً بالإضافة إلى تحليل اللاذن وذلك أن هذه أدواء تكون من رطوبات كثيرة غليظة لزجة لا يقدر عليها إلا الأدوية المقطعة المحللة فينبغي أن يكون مع تحليلها وتقطيعها لطيفة الجوهر لا قبض فيها أصلاً، وينبغي أن يبلغ من لطافتها أن تجفف وتفنى مع الأخلاط اللزجة المجتمعة هناك الرطوبات الطبيعية التي بها ينمو ويزيد الشعر، فإنها إذا كانت كذلك تنمي الشعر في الفزع المبتدئ فضلاً عن داء الثعلب. ديسقوريدوس: وقوّته مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق وإذا خلط بشراب ومر ودهن الآس أمسك الشعر المتساقط، وإذا لطخ بشراب على آثار اندمال القروح حسنها وإذا قطر في الأذن مع الشراب المسمى أدرومالي أو مع دهن الورد نفع وجعها وقد يدخن به لإخراج المشيمة وإذا وقع في أخلاط الفرزجات واحتمل أبرأ صلابة الرحم وقد يقع في أخلاط الأدوية المسكنة للأوجاع وأدوية السعال والمراهم فينتفع به، وإذا شرب في شراب عتيق عقل البطن وقد يدر البول. التجربتين: يسكن الأوجاع من أيّ موضع كانت متى حل بدهن بابونج أو شبث وإذا حل في دهن ورد وطلي به يافوخات الصبيان نفع من نزلاتهم ومن السعال المتولد عنها وإذا ضمد به مقدم الدماغ وتمودي عليه لدويّ الأذان نفعها ونفع من النزلات وإذا وضع على فم المعدة المسترخية شدها وعلامتها الغثيان وسيلان اللعاب وقلة العطش وإذا حل بشحم خنزير ووضع على أورام المقعدة وأوجاعها سكنها، وإذا حل بدهن ورد واحتقن به للسحج نفع منه. غيره: نافع للسدد.
لازورد:(2/120)
ديسقوريدوس في الخامسة: أرمانيا، وينبغي أن يختار منه ما كان ليناً لونه كالسماء مشبعاً وكان مستوياً ولم يكن فيه حجارة هين التفتت يتفتت سريعاً قطعه كبار. بعض علمائنا: أرمانيا هذا ليس هو اللازورد وإنما هو الحجر الأرمني لأن اللازورد حجر صلب وهذا رخو. جالينوس في التاسعة: قوّته قوّة تجلو مع حدة يسيرة وقبض يسير جداً فهو لهذا صار يخلط في أدوية العين وقد يسحق وحده سحقاً جيداً، ويستعمل كما يستعمل الذرور ليقوي به الأشفار إذا كانت قد انتثرت من قبل أخلاط حادّة وبقيت لا تزيد ولا تكثر وكانت دقاقاً صغاراً لأن حجر اللازورد ههنا يفني رطوبات الأخلاط الحادة فيردّ العضو إلى مزاجه الأصلي الذي به يكون نبات الأشفار ويقويها ويزيدها وينميها. ديسقوريدوس: وقوته شبيهة بقوّة لزاق الذهب إلا أنه أضعف منها وقد ينبت شعر الأشفار كثيراً. الغافقي: اللازورد أشبع لوناً من الحجر الأرمني وقوّته شبيهة بقوّة الحجر الأرمني إلا أنه أضعف منه وهو يسهل السوداء وكل خلط غليظ يخالط الدم وينفع أصحاب الماليخوليا والربو والشربة منه أربع كرمات ويدر الطمث إدراراً صالحاً شرباً واحتمالاً وينفع من وجع المثانة ويقلع الثآليل ويحسن الأشفار ويجعد الشعر وزعم بعضهم أنه إذا كان فيه عيون الذهب وسحق مع شجيرة مطرية فهو أجودها ما يكون للقرحة التي تكون تأكل اللحم وتجري في الجسد وإذا طلي مسحوقاً بالخل على البرص أبرأه.
لاعبة: الغافقي: قال أبو جريج: هي شجرة تنبت في سفح الجبل لها ورد أصفر طيب الرائحة قليلاً يقع على وردها الراعي من النحل في أيام الربيع ولها لبن غزير وهو يسهل إسهالاً قوياً وهي من أصناف اليتوع فإذا ألقي منها شيء في غدير سمك أطفأه ولبنها ينفع من الإستسقاء وتسهل الماء، وورقها إذا طبخ وأطعم صاحب هذا المرض نفعه بإسهاله الماء إسهالاً قوياً، وإذا دق ورقها وعصر ماؤه وسقي إنساناً أسهله وقيأه إلا أن اللبن أقوى فعلاً من الورق. لي: وقعت ترجمة هذا الدواء في السابعة من مفردات جالينوس على غير هذا المسمى وإنما حنين وضعه على الدواء المسمى باليونانية بلوطي وقد نبهت عليه هناك في الباء فتأمل ما قيل هناك.
لاغون: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات إذا شرب بالشراب عقل البطن، وإذا شربه المحموم بالماء عقل بطنه وقد يعلق على الأورام الحارة الغليظة العارضة للأرنبة وتنبت في المساكن الخربة التي تنقطع عنها العمارات. جالينوس في السابعة: قوّة هذا تجفف ما ينحدر من الرطوبات إلى البطن ويخرج المواد حتى أنه يجفف تجفيفاً بيناً ويجفف الأرنبة. لي: أقول هذا الدواء واسم الأرنب في اليونانية واحد ولذلك سمي الأرنبي ومنهم من سماه رجل الأرنب أيضاً قال بعضهم سمي الأرنبي لأنه يشفي من وجع الأرنبة. والأوّل أصح ومنهم من زعم أنه نوع من الخرشف وليس كذلك وإنما الأمر فيه الأولى أن يقال أنه دواء مجهول لأن ديسقوريدوس لم يحك عليه البحث حتى يصح.
لالا: الرازي في الحاوي: هي حشيشة تجلب من مكة نافعة من البواسير إذا تدخن بها وتسكن وجع المقعدة.
لبلاب:(2/121)
تسمى بعجمية الأندلس قريوله بضم القاف والراء المهملة التي بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وواو بعدها لام وهاء وتفسيرها شويكة وهو اللبلاب الصغير. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق قسوس إلا أنه أصغر منه وقضبان طوال متعلقة بكل ما يقرب منها من النبات وتنبت في السياحات وأمرجة الكروم وبين زروع الحنطة. إبن عمران: له نور شبيه بقمع أبيض يخلفه غلف صغار أسود وأحمر اللون فيه حب صغير أسود وأحمر. جالينوس في 6: وقوّة هذا النبات قوّة محللة. ديسقوريدوس: وإذا شرب عصارة ورق هذا النبات أسهلت البطن. حبيش بن الحسن: اللبلاب يسهل باللزوجة التي فيه ويخرج المرة الصفراء ويسهل الطبيعة برفق إذا خلط بالسكر وإن أحببت أن تزيده قوّة في الإسهال فزد فيه فلوس خيار شنبر محلولاً بالماء المغلي ولا ينبغي أن يشرب من ماء اللبلاب مغلي لأنه إذا غلي ذهبت قوّته ولزوجته التي بها تسهل الطبيعة. الغافقي: الشربة منه نصف رطل مع عشرين درهماً من السكر الطبرزذ فيسهل مرة صفراء وإن غلي بالنار ذهبت قوّته، وينفع السعال، وينفع من القولنج الذي يكون من خلط حار ويحلل الأورام التي تكون في المفاصل والأحشاء إذا استعمل مع خيارشنبر، وإن طبخ ماؤه قل إسهاله وكان أكثر تفتيحاً للسدد وهو نافع من الحمى الصالبة.
لبخ: قال أبو حنيفة: أخبرني العالم بخبره أن بانصنا من صعيد مصر وهي مدينة السحرة شجراً في الدور الشجرة بعد الشجرة هي الدواء المسمى اللبخ وهي عظام كالدلب ولها ثمر أخضر شبيه بالتمر حلو جداً إلا أنه كريه جيد لوجع الأسنان. ديسقوريدوس في آخر الأولى: فرشاء وهي شجرة تكون بمصر لها ثمر يؤكل تكون جيدة للمعدة وربما وجد في هذه الشجرة صنف من الرتيلاء يقال له قراقيوما وخاصة ما كان منه بناحية الصعيد وقوِّة ورق هذه الشجرة تقطع الدم إذا جفف وسحق وذر على المواضع التي يسيل منها الدم وقد يزعم قوم أن هذه الشجرة كانت تقتل من قبل في بلاد الفرس، فبعد أن نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر. جالينوس في الثامنة: هذه الشجرة ورقها له قوّة وقبض معتدل حتى يمكن فيه أنه إذا وضع في بعض الأوقات على الأعضاء التي ينفجر منها الدم نفعها. الإسرائيلي: ثمرته لها قبض بين، فلذلك صارت مقوية للمعدة مانعة للإسهال وأما ما في داخل نواه فزعم أهل مصر أن من أكله حدث به صمم.
لبسان: الغافقي: زعم بعض الأطباء أنه الخردل البري وهي بقلة تشبهه في الصفة وليست من حرارته في شيء ويسمى باللطينية أخشنية. ديسقوريدوس في الثانية: هي بقلة برية معروفة أكثر غذاء وأجود للمعدة وأحسن من الحماض وقد تطبخ وتؤكل. جالينوس في السابعة: أما على سبيل الطعام فقد يولد خلطاً بارداً وأما على سبيل الدواء فإنه إذا ضمد به كان له جلاء وتحليل. الشريف: إذا طبخ وجلس في طبيخه الأطفال الذين لا يمشون لضعف عصبهم وبرده أعانهم على المشي وبزره إذا سحق وعجن بلبن ولطخ على كلف الوجه أذهبه وإدمانه يورد الوجه ويحسنه وإذا صنع من بزره لعوق وأخذ على الريق نفع من السعال المزمن وإذا شرب بالطلاء نفع الحصا.
لبن:(2/122)
قال الرازي في الحاوي: قال جالينوس في الرابعة من حيلة البرد نحو آخرها أن اللبن لا تزيد حرارته على برودته ولا برودته على حرارته وقال في الخامسة من الأدوية المفردة: اللبن له حرارة فاترة أنقص من الدم بقليل لأن الدم معتدل الحرارة والصفراء مجاوزة الحرارة عن الاعتدال والبلغم مجاوز الإعتدال إلى البرودة فأما اللبن فهو في حرارته بين البلغم والدم بل هو إلى الدم أقرب وعن البلغم أبعد. ماسرحويه: هو بين الحرارة والرطوبة وخاصة إذا غلظ. ابن ماسويه: قوته عند حلبه الحرارة والرطوبة وحرارته يسيرة ودليل حرارته حلاوته وقربه من الإستحالة وقال قوته من الحرارة في وسط الدرجة الأولى ومن الرطوبة في أول الثانية. جالينوس في العاشرة: إن التي تذكر ههنا من الألبان هي الصحيحة الطبيعية التي لم يشبها من الأخلاط أو يغلب على كيفيتها غيرها وأنت تعرف أن هذا اللبن إذا أخذته وهو صاف نقي من الكدورة، وجدته عند تطعمك إياه لا يخالطه شيء من الحموضة والحرافة والملوحة بل يكون فيه حلاوة يسيرة وتكون رائحته طيبة غير مذمومة، فإن اللبن الذي يكون على هذا السبيل يكون قد تولد عن دم صحيح بريء من الآفات وإذا كان كذلك نفع من النوازل الحريفة اللذاعة ونقى الأعضاء من الكيموسات الرديئة بغسله لها وجلائه ويلحج فيها ويلتصق بها فيمنع حدة الأخلاط الحريفة من الوصول إليها كما يلتصق بياض البيض الرقيق والشمع المغسول وما أشبه ذلك من الأشياء التي تسكن لذع الأخلاط الرديئة، وينبغي أن تعلم أن الألبان أسرع الأشياء كلها استحالة وتغير إذا ناله حرارة الهواء فتحيله عن كيفيته التي أخذ لها وأوفق هذه الألبان ألبان النساء الصحيحات الأبدان اللواتي لم يطعن في السن ولم يكن في سن الفتيات لكن معتدلات المزاج ويكون غذاؤهن محموداً وبعد ألبان النساء في الجودة والموافقة ألبان الحيوانات التي لم تبعد من طبيعة الإنسان بل قريبة منها وروائح لحوم الحيوانات تدل على جودة ألبانها ودمائها وصحتها وبعدها وقربها من مزاج الإنسان إذا كان في الحيوانات تدل على جودة ألبانها ودمائها وصحتها وبعدها وقربها من مزاج الإنسان إذا كان في الحيوانات التي تولد الكيموسات النقية ولا تكون منتنة اللحوم كالكلب والذئب والفهد والسباع بل طيبة الرائحة كالخنزير والضأن والبقر والخيل والمعز والحمير الوحشية والأهلية والظباء وغيرها مما يغتني بلحمها الناس ولذلك يتخذ الناس ألبانها سوى الحمير لأنها ملائمة لهم وألبان الحمير رقيقة مائية ولا جبنية فيها ولا غلظ ولا دسم ولبن الضأن دسم كثير الغلظ وألبان المعز متوسطة بين ذلك، وقد علمت أن اللبن مركب من ثلاثة جواهر جبنية ومائية وزبدية، فإذا تميزت هذه الجواهر وفارق بعضها بعضاً بضروب العلاج صار لكل منها فعل خاص لغذاء ودواء ولغلبة الدسم على ألبان البقر يتخذ منه السمن الكثير قال: وإذا استعمل اللبن وفيه جبنه فإنه يلتصق بالأحشاء ويسكن لذع الأخلاط المؤذية، وإذا أخذ على الصفة التي سنذكرها سكن استطلاق البطن المفرط وقطع اختلاف الأشياء اللزجة الدمية. وصفته: أن يؤخذ من الحجارة الملس التي تكون في مقدار ملء الكف الصم التي لا تفلقها حرارة النار في أول لقائها له وتنظف مما يعلوها من الأرضية وتطرح في النار حتى تحمى ويجعل اللبن في إناء وتؤخذ هذه الحجارة بالكلبتين وتطرح في اللبن ثم تطبخ اللبن طبخاً ينقص فيه مائيته وينزل عن النار ويستعمل، وأما نحن فقد استعملنا مكان هذه الحجارة الحديد المستدير النقي من الصدأ فوجدناه أجود منها لقبضة اليسير وجميع الألبان نافعة للرمد في العين الكائن عن النوازل الحارة وربما جعلناه على الأجفان إذا كان المريض يريد النوم، وإن صيرنا معه دهن ورد وشيئاً من بياض البيض وجعلناه على الأجفان الورمة نفعها، وينبغي أن يكون اللبن الذي يستعمل في هذه طرياً كما حلب وكثيراً ما تحقن به الأرحام ذوات القروح إما وحده أو مخلوطاً بأدويتها الموافقة لها، ولذلك ينفع القروح في المعدة إذا حدثت عن خلط حار لذاع انصب إلى ذلك الموضع، وكذا ينفع من البواسير وقروح المعدة والأنثيين من خلط حاد لذاع، وبالجملة فنحن نستعمله في كل الأورام اللذاعة والقروح السيالة من كثرة الرطوبة اللذاعة فيها، وإذا خلط به بعض الأدوية المسكنة مثل الدواء الذي يوجد في الأتانين التي يذاب(2/123)
فيها النحاس نفع من القروح السرطانية وسكن وجعها، وإذا تمضمض به من كان في فمه قروح نفعها وينفع من أورام اللوزتين واللهاة وإذا كان جوهره ليناً بريئاً من اللذع فيحق أن يسكن الأوجاع وخاصة إذا هو طبخ فإنه حينئذ يكون بالغ المنفعة في تسكين الأوجاع ولذا يسقييه كثير من الأطباء لشارب الدواء القاتل مثل الذراريح وما أشبهه فيصيبون في مداركتهم له باللبن. ديسقوريدوس في الثانية: اللبن كله جيد الكيموس مغذ ملين للبطن نافخ للمعدة والأمعاء ولبن الربيع أكثر من لبن الصيف ولبن الحيوان الذي يرتعي النبات الطري أرطب من المرتعي اليابس والجيد منه الشديد البياض المستوي الثخن، وإذا قطر على الظفر كان مجتمعاً لم يتبدد، وإذا ارتعى الحيوان شجر السقمونيا والخربق أو النبات المسمى قليماطين أفسد لبنه المعدة والأمعاء كالذي رأينا في الجبال التي يقال لها أرسطو فإن المعز ترتعي ورق الخربق الأبيض ويعرض لها في أول ما ترتعي أن يكون لبنها مرخياً للمعدة مغثياً وكل لبن إذا طبخ عقل البطن وخاصة إذا نشف ماؤها النحاس نفع من القروح السرطانية وسكن وجعها، وإذا تمضمض به من كان في فمه قروح نفعها وينفع من أورام اللوزتين واللهاة وإذا كان جوهره ليناً بريئاً من اللذع فيحق أن يسكن الأوجاع وخاصة إذا هو طبخ فإنه حينئذ يكون بالغ المنفعة في تسكين الأوجاع ولذا يسقييه كثير من الأطباء لشارب الدواء القاتل مثل الذراريح وما أشبهه فيصيبون في مداركتهم له باللبن. ديسقوريدوس في الثانية: اللبن كله جيد الكيموس مغذ ملين للبطن نافخ للمعدة والأمعاء ولبن الربيع أكثر من لبن الصيف ولبن الحيوان الذي يرتعي النبات الطري أرطب من المرتعي اليابس والجيد منه الشديد البياض المستوي الثخن، وإذا قطر على الظفر كان مجتمعاً لم يتبدد، وإذا ارتعى الحيوان شجر السقمونيا والخربق أو النبات المسمى قليماطين أفسد لبنه المعدة والأمعاء كالذي رأينا في الجبال التي يقال لها أرسطو فإن المعز ترتعي ورق الخربق الأبيض ويعرض لها في أول ما ترتعي أن يكون لبنها مرخياً للمعدة مغثياً وكل لبن إذا طبخ عقل البطن وخاصة إذا نشف ماؤه(2/124)
بحصى محمى أو حديد، وقد ينفع من القروح الباطنة وخاصة التي في الحلق وقصبة الرئة والأمعاء والكلى والمثانة ومن حكة الجلد ومن الشري والحصف والبثر وفساد الجسد بالكيموسات الرديئة وقد يستعمل اللبن الحليب مخلوطاً بعسل فيه شيء يسير من الماء والملح، وإذا غلي غلية واحدة ذهبت نفخته وإذا طبخ بالحصى المحمى إلى أن يصير إلى النصف نفع من إسهال البطن ومن قرحة الأمعاء واللبن الحليب يصلح للحرقة واللهيب العارض من الأدوية القتالة كالذراريح التي يقال لها فساريدس والتي يقال لها فسطيون والتي يقال لها بيريسطس والدواء الذي يقال له أسطارون وهو الفطر، ولبن البقر من الألبان ملائم لهذه الأدوية وقد يتمضمض باللبن لقروح الفم ويتغرغر به للقروح العارضة في جوانب الحنك ولبن البقر والمعز والضأن إذا طبخت بالحصا المحمى قطعت الإسهال العارض من قروح الأمعاء ويسكن الزحير وقد يحتقن به وحده أو بماء الشعير أو بماء الصنف من الحنطة التي يقال لها حندروس فيسكن لذع الأمعاء، وقد يحتقن به أيضاً لقروح الرحم ولبن النساء أجلى وأغذى من سائر الألبان وإذا سقي منه شفى لذع المعدة وقرحة الرئة ومن سقي الأرنب البحري وقد يخلط به كندر مسحوق وقد يقطر في العين التي قد عرض لها طرفة أو قرحة، وإذا خلط به عصارة الخشخاش الأسود وموم بزيت عذب ولطخ على النقرس نفع منه، والألبان كلها غير موافقة للمطحولين وعليلي الكبد والمحمومين والمصدوعين ومن به سحر أَو نسيان أو صرع إلا أن يستعمل ماؤه للتنقية، جالينوس في كتاب أغذيته: هو من الأغذية التي يغتذى بها من الحيوانات ويختلف كثيراً بالوقت من السنة وحاله يختلف أيضاً فيما أرى من قبل أصناف الحيوانات وذلك أن كل لبن النعاج أغلظ الألبان ولبن الإبل أرطب الألبان وأقلها دسماً وبعد لبن الإبل لبن الخيل وبعدها لبن الأتن، فأما لبن المعز فمعتدل بين الرقة والغلظ وأما اختلاف الألبان من قبل الحال الحاضر فحكمه هكذا وذلك لأن الذي يكون عقيب الولادة أرطب من كل الألبان وكلما مضى عليه الزمان غلظ أولاً فأولاً إلى الصيف فإنه يكون في حال متوسطة من طبعه وبعده يغلظ أولاً فأولاً حتى ينقطع أصلاً وكما أنه يكون في الربع رطباً جداً كذا يكون كثيراً أيضاً، وأما اختلاف الألبان بحسب أنواع الحيوانات فذلك أمر سنوضحه ونبينه في آخر الكلام،. وإنما نستدل على اختلافه في الرقة والثخن واختلاف جبنه لأن الرقيق ماؤه كثير والغليظ كثير الجبن ولذلك صار الأول يطلق البطن والثاني أكثر غذاء إلا أن يطبخ الأول فيصير كالثاني صرنا نرمي فيه الحجارة والحديد لأنه يتجبن سريعاً ويخلط به عسل وصلح وأجود ما يخلط به ذلك وهو يطبخ وكذا يفعل كثير من الأطباء وليس بعجب ولا يكون منكراً أن يكون اللبن بعد أن تفنى مائيته يصب عليه ماء آخر وذلك أن الأطباء لم يهربوا في فعلهم هذا من رطوبة ماء اللبن إنما هربوا من حدتها التي تطلق بها البطن لأن كل لبن مركب من جواهر مختلفة ومتضادة أي ماء اللبن وجبنه، وفي اللبن مع هذين جوهر آخر ثالث وهو الذي قلت أنه كثير في ألبان البقر، وأما لبن الضأن والمعز فلهما أيضاً شيء من الدسم إلا أن ذلك فيهما أقل منه في لبن البقر، وأما لبن الأتن فالدسم فيه قليل جداً ولذلك صار لا يتجبن في المعدة إلا في الندرة بأن يشرب ساعة يحلب فإن خلط معه ملح وعسل لم يمكن أن ينعقد في المعدة ويتجبن وبسبب رطوبته صار يطلق البطن أكثر من قبل مائه وما فيه من الجبن فقوته قوة تحبس البطن وتعقله وبحسب ما عليه ماء اللبن من الصفة في توليد الدم الجيد إذا قيس إلى الجوهر الآخر الجيد الذي فيه كان يفوق جميع الأشياء المطلقة للبطن وأحسب أن بهذا السبب كانت القدماء تستعمل شرب ماء اللبن في موضع الحاجة إلى إطلاق البطن، وينبغي أن يخلط معه من العسل مقدار ما يعذب طعمه ويستلذه الشارب له من غير أن يغثي، وعلى هذا القياس ينبغي أن يكون ما يخلط معه من الملح ما لا يؤذي حاسة الذوق وإن أردت إطلاق البطن كثيراً فأكثر الملح.(2/125)
قال: واللبن الجيد أجود الأغذية كلها توليداً للدم المحمود، وينبغي أن لا يفوتك الإستثناء والشرط الذي قدمت في قولي فإني لم أقل مطلقاً أن كل لبن فهو أجود من جميع الأطعمة توليداً للدم المحمود لكن استثنيت فقلت: اللبن الجيد وذلك لأن اللبن الرديء الذي قد خالطه خلط رديء لا يبلغ من بعده أن يولد دماً محموداً لأنه إذا استعمله من أخلاط بدنه أخلاط محمودة أفسد أخلاطه وولد فيها دماً رديئاً وإني لأعرف طفلاً توفيت أمه فأرضعته امرأة رديئة الأخلاط فامتلأ بدنه قروحاً كثيرة وكانت تغتذي في الربيع بالبقول الدستية لسبب مجاعة أصابت أهل بلدها فامتلأ بدنها قروحاً بهذا السبب كمثل القروح التي امتلأ منها بدن الطفل، وكذلك أصاب قوماً أخر ممن كان مقيماً في تلك البلاد يغتذي بغذاء شبيه بهذا، ورأيت ذلك عرض لنسوة كثيرة ممن كان في ذلك الوقت يرضع وكذا أصاب من اغتذى بمثلها، ولو أن عنزاً أو حيواناً آخر اغتذى نبات السقمونيا أو اليتوع وتناول إنسان من لبنه ليغتذي به لكان بطنه على كل حال مستطلقاً، وإذا كان كذلك فينبغي أن تفهم عني جميع ما أصفه لك فإني لست أقول ذلك في اللبن كله مطلقاً أي لبن كان إنما أقوله في اللبن الجيد منه في غاية الجودة الفائق في كل واحد من أجناس الحيوان وأما اللبن الذي هو دون الجيد الفائق في كل واحد من سائر الحيوانات فمقصر عما يحتاج إليه منه في نفع المغتذي به بحسب ذلك لأن اللبن الذي يكون كثير الماء فاستعماله وإن دام واتصل أقل خطراً من استعمال سائر الألبان، فأما اللبن الذي تكون هذه الرطوبة فيه قليلة ويكون كثير الجبن ليس في الإكثار منه خير لأنه يضره بالكليتين لتوليد الحصا ويحدث في الكبد سدداً فيمن يسرع إلى كبده، وإذا طبخ اللبن مع أحد الأغذية الغليظة ذهب نفخه غير أنه يصير أكثر ملاءمة لتولد السدد في الكبد والحصا في الكليتين، فينبغي أن يتفكر في أنه إذا خالط اللبن سائر الأشياء التي يخلطها الناس به ويأكلونها فإن قوى الأشياء التي تخلط معه لا تخلو إما أن تكون زائدة في واحدة من هذه القوى منمية لقوة اللبن أو ناقصة من واحدة منها مقللة، فأما ههنا فنجرد القول في اللبن وحده على الإنفراد فنقول: أن اللبن وحده مفرداً جيد الغذاء كثير لأنه مركب من جواهر وقوى متضادة أعني من قوة تطلق البطن وجبنه يحبسها مولد للأخلاط الغليظة التي بسببها يحدث السدد في الكبد والحصا في الكليتين وإدمان استعماله مضر بالأسنان، وينبغي لمن يتناوله التمضمض بعده بشراب ممزوج والأجود أن يخلط معه عسل فإن ذلك مذهب ويجلوها والتمضمض بالشراب الصرف أصلح لمن يضر رأسه وكذا مع العسل، وأجود من ذلك في دفع الضرر عن الأسنان التمضمض قبله بعسل أو بشراب عفص قابض، وقال في كتاب الكيموسين: أكثر الأطباء يشقون باللبن قروح الرئة ومن البين أن ذلك يكون من قبل أن تعظم القرحة وتصلب ولبن النساء عندهم في ذلك أحمد من سائر الألبان. الرازي في الحاوي: اللبن يملأ المعدة وتولد كثرته حمى وقملاً. روفس في كتاب الأغذية: هو أفضل الأغذية للأخلاط السوداوية والعقر في الأعضاء ودواء للسموم وهو حار رطب قوي في ذلك واستدل على ذلك بأنه قد انهضم أكثر من انهضام الدم وعن الدم كان فهو أشد انهضاماً منه. حنين: ينبغي أن ينظر أي الأعضاء هضمته فإنه إنما هضمته أعضاء باردة ولذلك قد رجع بارداً إلا أن كل شيء يهضم شيئاً لشبهه بنفسه ومن البين أن الثديين هضمته وهما باردان. روفس: ولأن اللبن دسم نضيج صار إلهابه للحرارة سريعاً ولذلك صار يعطش وإشعاله للحمى أسهل. حنين: ذلك لسرعة استحالته إلى ما يصادف. روفس في كتاب اللبن: يختلف اللبن باختلاف حيواناته وسنه وغذائه ورياضته وقرب عهده بالولادة وصفته ويقع الخلاف في ذلك بما يمكن أن يكون دواء وغذاء ويختلف ذلك بحسب الأبدان فإن من الناس من يخف عليه شربه وإن أكثر منه وبالضد قال، واستدل على صحته وسقمه بما هنالك من الدلائل ورقة جلودها وقلة شعرها وتناثرها وامتناعها من العلف يدل على مرضها فليحذر لبن الحيوان السقيم إلا أن يقصد به الإسهال فإن انحدار هذا اللبن أسرع، ولبن الحيوان الصحيح أغذى وأطيب ولبن الحيوان الأبيض ضعيف القوة لأن الحيوان في نفسه كذلك والأسود أقوى وأحمد لتغير الأزمنة ولبنه أبطأ إنهضاماً وأجود، ولبن الأبيض أسرع انحداراً ولبن الربيع(2/126)
أرطب وأرق والصيفي أثخن وأجف وأجود بكثير لأن الزرع في هذا الوقت أدسم وأغلظ وإذا أكله الحيوان انهضم ناعماً والراعي منها في الآجام والمروج أرطب لبناً والراعية في الجبال أجف وأسخن والأول أطلق للبطن والمتولد عن رعي الأدوية المسهلة يسهل وأجوده لبن المتناهي في السن، ولبن الصغير أرطب والهرم يابس والقليل التعب غليظ والتعب رقيق سهل الإنهضام، قال: ولبن الحيوان الذي مدة حمله أقل من حمل الإنسان أو مساوية فهو ملائم والأكثر ليس بملائم ولذلك صار لبن البقر أليم. قال: وبالجملة أن اللبن يغذو غذاء كافياً ويولد لحماً ليناً رطباً وقال: أما الصبيان فيشربونه إلى أوان نبات الشعر في العانة ثم يدعونه وخاصة المحرورين منهم فإنه يتجبن في معدهم ويورث كرباً وقلقاً في المعدة الحارة المزاج وهو ينفع الصبيان لأنه يرطبهم ويزيد في نمائهم ولا يوافق المتناهي الشباب لغلبة الحرارة فيهم وبعد الإنتهاء فهو جيد لأنه يرطب ويعدل الأخلاط ويسكن الحدة العارضة في أبدان الشيوخ، ولا ينبغي أن يسقى لأصحاب الأمزجة الحارة والمهن والبلدان الحارة لأنه يستحيل فيهم إلى المرار وينفخ الأحشاء ويورث ثقلاً في الرأس ويضر أصحاب السدد وظلمة البصر وزرقة العين والعشاء، ولذلك من يتجشى جشاء حامضاً فلا ينبغي أن يسقاه ومن لا يحمض فليسقاه ويضر البصر إذا لم يتم انهضامه لأنه متى أصاب المعدة ضرر شاركها الرأس ومتى تنوول فليدع جميع الأطعمة والأشربة إلى أن ينحدر إلى أسفل لأنه إن خالطه شيء وكان قليلاً فسد وأفسد اللبن معه ولذلك تستعمله الرعاة لتخصيب أبدانهم، وينبغي أن يؤخذ بالغداة ولا يؤكل عليه إلى أن ينهضم ويحذر التعب عليه لأنه يمخضه فيحمضه لأن التعب يحمض الأطعمة القوية فضلاً عن اللبن والسكون بعده أصلح بعد أن يكون مستيقظاً فإن ذلك أحرى أن ينحدر اللبن في أول مرة يأخذه وهو إلى ذلك محتاج، فإذا انحدر ما أخذ منه أولاً أخذ منه شيء آخر فإذا انحدر أيضاً أخذ منه. قال: وهو في أول أمره يخرج ما في المعي ثم أنه إذا دام يدخل بعد ذلك في العروق ويغذي غذاء جيداً ويعدل ما فيها من الأخلاط ولا يطلق البطن بل يحبس ومن أراده لإطلاق البطن أخذ منه مقدار أكثر ومن أراده للتغذي والترطيب فمقدار أقل قدره إلا أن يثقل عليهم بتة. وقال: وشربه نافع من العلل المزمنة في الصدر والسعال ونفث المدّة ولا ينبغي أن يدمن عليه بل يغبّ. أبقراط في آخر الخامسة: من كتاب الفصول هو رديء لمن يتأذّى بالصداع والحمى ومن ما دون شراسيفه منتفخة وفيها قراقر ولمن به العطش ولمن غلب عليه المرار ولمن هو في حمى حارة ولمن اختلف دماً كثيراً وينفع أصحاب السل إذا لم يكن بهم حمى قوية ولأصحاب الدق الذين تذوب أبدانهم.أرطب وأرق والصيفي أثخن وأجف وأجود بكثير لأن الزرع في هذا الوقت أدسم وأغلظ وإذا أكله الحيوان انهضم ناعماً والراعي منها في الآجام والمروج أرطب لبناً والراعية في الجبال أجف وأسخن والأول أطلق للبطن والمتولد عن رعي الأدوية المسهلة يسهل وأجوده لبن المتناهي في السن، ولبن الصغير أرطب والهرم يابس والقليل التعب غليظ والتعب رقيق سهل الإنهضام، قال: ولبن الحيوان الذي مدة حمله أقل من حمل الإنسان أو مساوية فهو ملائم والأكثر ليس بملائم ولذلك صار لبن البقر أليم. قال: وبالجملة أن اللبن يغذو غذاء كافياً ويولد لحماً ليناً رطباً وقال: أما الصبيان فيشربونه إلى أوان نبات الشعر في العانة ثم يدعونه وخاصة المحرورين منهم فإنه يتجبن في معدهم ويورث كرباً وقلقاً في المعدة الحارة المزاج وهو ينفع الصبيان لأنه يرطبهم ويزيد في نمائهم ولا يوافق المتناهي الشباب لغلبة الحرارة فيهم وبعد الإنتهاء فهو جيد لأنه يرطب ويعدل الأخلاط ويسكن الحدة العارضة في أبدان الشيوخ، ولا ينبغي أن يسقى لأصحاب الأمزجة الحارة والمهن والبلدان الحارة لأنه يستحيل فيهم إلى المرار وينفخ الأحشاء ويورث ثقلاً في الرأس ويضر أصحاب السدد وظلمة البصر وزرقة العين والعشاء، ولذلك من يتجشى جشاء حامضاً فلا ينبغي أن يسقاه ومن لا يحمض فليسقاه ويضر البصر إذا لم يتم انهضامه لأنه متى أصاب المعدة ضرر شاركها الرأس ومتى تنوول فليدع جميع الأطعمة والأشربة إلى أن ينحدر إلى أسفل لأنه إن خالطه شيء وكان قليلاً فسد وأفسد اللبن معه ولذلك تستعمله الرعاة لتخصيب أبدانهم، وينبغي أن يؤخذ بالغداة ولا يؤكل عليه إلى أن ينهضم ويحذر التعب عليه لأنه يمخضه فيحمضه لأن التعب يحمض الأطعمة القوية فضلاً عن اللبن والسكون بعده أصلح بعد أن يكون مستيقظاً فإن ذلك أحرى أن ينحدر اللبن في أول مرة يأخذه وهو إلى ذلك محتاج، فإذا انحدر ما أخذ منه أولاً أخذ منه شيء آخر فإذا انحدر أيضاً أخذ منه. قال: وهو في أول أمره يخرج ما في المعي ثم أنه إذا دام يدخل بعد ذلك في العروق ويغذي غذاء جيداً ويعدل ما فيها من الأخلاط ولا يطلق البطن بل يحبس ومن أراده لإطلاق البطن أخذ منه مقدار أكثر ومن أراده للتغذي والترطيب فمقدار أقل قدره إلا أن يثقل عليهم بتة. وقال: وشربه نافع من العلل المزمنة في الصدر والسعال ونفث المدّة ولا ينبغي أن يدمن عليه بل يغبّ. أبقراط في آخر الخامسة: من كتاب الفصول هو رديء لمن يتأذّى بالصداع والحمى ومن ما دون شراسيفه منتفخة وفيها قراقر ولمن به العطش ولمن غلب عليه المرار ولمن هو في حمى حارة ولمن اختلف دماً كثيراً وينفع أصحاب السل إذا لم يكن بهم حمى قوية ولأصحاب الدق الذين تذوب أبدانهم.(2/127)
وقال جالينوس في شرحه لهذا الفصل: اللبن مضر لمن في شراسيفه ورم مّا أي ورم كان بلغماً أو حمرة أو ترهّلاً أو سقيروس أو دبيلة لم تنفجر وهو يزيد في العطش لمن عطشه بالطبع أقوى أو من شربه على عطش شديد. ابن ماسويه: هو ضار للرأس ببخاره ورطوبته وللمعدة والطحال لغلظه والأحمد اجتناب اللبن إذا لم يكن البدن نقياً. الرازي في دفع مضار الأغذية: اللبن يخصب البدن ويدفع عنه القشف والأمراض اليابسة كالحكة والجرب والقوابي والدق والسل والجذام ويحفظ رطوبات البدن الأصلية فتطول لذلك مدة النشو بإذن الله تعالى، وينبغي أن يجتنب اللبن ويقلل منه من يعتريه القولنج ومن به بهق وصداع ومن تقيأ عليه قيئاً مراً ويحترس من مضرته، أما إذا كان ينفخ فبالجوارشنات الطاردة للرياح وبإدمان الرياضة والحمام، وإن كان يستحيل فيه إلى المرار فبأن يؤخذ منه ما بدت حموضته ويشرب عليه ربوب الفواكه الحامضة. أطرا الهندي: اللبن يزيد في النطفة ويحفظ الحياة ويغذي كالجبن ويزيد في الحفظ ويذهب الأعياء ومن مرض من كثرة الجماع واليرقان وهو ترياق للسموم ويصفي اللون ويكثر لبن المرأة ويسكن العطش ويدر البول. الساهر: أجود أوقات شربه الربيع لأنه حينئذ أكثر مائية وفي الخريف قليل المائية كثير الجبنية وفي الشتاء لا يمكن شربه بتة ولا يشرب إلا بعد ولادة الحيوان بأربعين يوماً ليقل لبؤه ويؤمن تجبنه. ابن سينا: واللبن بالجملة إذا استولت عليه حرارة فاضلة ردته إلى طبيعة الدم المعتدل بسرعة ولميله إلى البرد يضر أصحاب البلغم لأن حرارتهم لا تحيله إلى الدم كما ينبغي والبدن يستعمله قبل الاستحالة لقربه منه، ولذلك ينفع أصحاب المزاج الحار اليابس إذا لم تكن في معدهم صفراء ثم للألبان مناسبات مع الأبدان لا تدرك أسبابها ولكنه كثيراً ما يحدث الوضح، واللبن علاج للنسيان والغم والوسواس وهو ضار لأصحاب الخفقان الرطب كيف كان من دم أو بلغم. ديسقوريدوس: ولبن المعز أقل ضرراً للبطن من غيره من الألبان لأن أكثر ما ترتعي أشياء قابضة كالمصطكي والبلوط والزيتون وشجرة الحبة الخضراء ولذلك صار جيداً للمعدة. روفس: لبن المعز أضعف إسهالاً من لبن البقر فأما في سائر أحواله فمنفعته معتدلة. اليهودي: لبن المعز يستحيل إلى لبن جيد نافع من السعال ونفث الدم ونحول الجسم. الطبري: عن بعض كتب الهند أنه جيد للحمى العتيقة واستطلاق البطن لأن المعز كثير المشي قليل الشرب وترعى ما كان مراً خفيفاً. وقال مرة أخرى: لبن الماعز يدر البول. الرازي: لبن المعز معتدل بين لبن البقر ولبن الأتن فأما لبن النعاج فأكثر فضولاً. ديسقوريدوس ولبن الضأن ثخين حلو دسم ليس(2/128)
بجيد للمعدة كلبن الماعز. روفس في كتاب اللبن: لبن الضأن أغلظ الألبان وأكثرها جبناً وهو بطيء الإنحدار ملهب للبطن. اليهودي: لبن الضأن جيد للسعال والربو ويصفي اللون جداً ويكسب اللحم ويزيد في الدماغ والنخاع والباه. الطبري عن بعض كتب الهند: لبن الضأن أردأ الألبان وهو حار غير ملائم للبدن يهيج القراقر والمرار والبلغم. حنين: نافع من نفث الدم وعلل الصدر وينبغي أن تعلف النعجة هندبا وكزبرة رطبة ويابسة وثيلا ولسان الحمل ولسان الثور والبقلة الحمقاء ويسقى العليل من هذا اللبن أربعة أواق إلى نصف رطل بكثيرا ورب السوس وصمغ اللوز ونحوه. ديسقوريدوس: ولبن البقر والخيل أسهل للبطن من غيره من الألبان. الطبري عن بعض كتب الهند: لبن البقر أفضل الألبان يبطئ بالهرم وينفع من السل والربو والنقرس والحمى العتيقة. الرازي: لبن البقر أغلظ الألبان وأوفقها لمن يريد خصب بدنه. روفس: لبن الرماك مدر للحيض المنقطع من قبل الحرارة واليبس مفتح لأورام الرحم شرباً. الطبري: إذا حقنت المرأة بلبن الرماك وهو حار نقى الرحم من القروح. الرازي في كتاب الشراب: أما لبن الرماك فيشبه أن يكون أسخن ألبان المواشي وشاهدت خلقاً من الترك زعموا أنهم كانوا يشربون منه ويسكرون وليس ينبغي أن يظن به أنه مثل الشراب في أفعاله لكنه يحط الطعام ويلين الصدر والبطن على حال. روفس: ولبن الخنازير كنت أشفي به السل ومن أدمنه أورثه وضحاً. جالينوس في كتاب تدبير الأصحاء: ينبغي أن يستعمل في بعض الأوقات لبن المعز وفي بعضها لبن الأتن ويستعملهما جميعاً في أوقات مختلفة لأن ألبان الأتن ألطف وأكثر مائية من لبن المعز وأما لبن المعز، فمختلف الغلظ فهو لذلك أكثر غذاء متى كانت الحاجة لي كثرة الغذاء فأما لبن الأتن فاستعماله في جميع الأنحاء مأمون لأنه إن أخذ وحده بلا خبز أسرع الإنحدار ونفخه أقل وليس يتجبن في البطن ولا سيما متى خلط مع ملح وعسل. ديسقوريدوس: لبن الأتن خاصة إذا تمضمض به شد اللثة والأسنان. الطبري: هو نافع من عسر البول واللهب واشتعال القلب والرئة جيد لقروح الرئة نافع لكل أمراض الصدر جيد لقروح المثانة ومجاري البول ويسقى منه ثلاث أواق بالغداة أو أكثر أو أقل على قدر المصلحة. الطبري: إن شرب لبن الأتن نفع من الأدوية القتالة ومن الدوسنطاريا ومن الزحير، وإذا حقنت به المرأة نفع قروح الرحم. حنين: فإن أردت أن تسقيه للسل والسعال فاحذر أن يكون صاحبه خبز، وينبغي أن تعلف الأتان قبل شرب لبنها بعشرة أيام الثيل والهندبا والتبن والنخالة والشعير المنقع في الماء والبقلة الحمقاء والخس مع الحشيش ويسقى منه أوّلاً أوقيتان ثم ثلث رطل مع كثيرا وصمغ عربي ورب السوس والفانيذ والسكر الطبرزذ والدهن الموصوف للسل ودهن حب القرع الحلو وإن أردت أن تسقيه لمن به نفث الدم أو قرحة فأعلف الأتان كزبرة رطبة أو يابسة وورق الينبوت والحماض ولسان الحمل وأطراف العوسج والشعير المنقع مع كزبرة يابسة منقعة في ماء البقلة الحمقاء ويسقى معه مع كثيرا وطين أرمني أو طين مختوم أو صمغ عربي ومن الأقراص الموصوفة لقطع الدم، وإن أردت أن تسقيه لمن به سدد في صدره أورثته أو أردت أن تجلو المثانة من الكيموس الغليظ فأعلف الأتان كرفساً ورازيانجاً وشيحاً وقيصوماً وهندباً مع الشعير وبزر الكرفس والخس وأشق السفوف الموصوف له. الساهر: وبدل لبن الأتن إذا عدم لبن الماعز. اليهودي: لبن اللقاح نافع من الماء الأصفر والبهر وضيق النفس ويفتح السدد ويطرّي الكبد ويقوي الجسم والأجود أن يسقى للمستسقى مع بولها ويسقى لتصفية ألوان النساء. الطبري: في لبن اللقاح حرارة وملوحة وله خفة وينفع من البواسير والإستسقاء والدبيلة ويهيج شهوة الغذاء والجماع. الرازي في الحاوي: قال بعض الأطباء لبن اللقاح ينفع من حرارة الكبد ويبسها نفعاً بليغاً ويسقى منه من رطل إلى رطلين حليباً بخمسة دراهم من سكر العشر فينفع من الإستسقاء الحادّ. ابن ماسويه: يفتح السدد المتولدة في الكبد من الورم الصلب. حنين: لبن اللقاح نافع من نوعي الإستسقاء الزقي والطبلي ويحلل الغلظ الكائن في الكبد وينفع الأورام الجاسية وينبغي أن يجعل دستور يعمد في سقي اللبن في الإستسقاء أن لا يسقى اللبن في الإستسقاء ولا في الأورام التي يؤول أمرها إلى الإستسقاء إلا بعد استحكام(2/129)
الماء فإنك إذا فعلت ذلك لم يسهل اللبن من الماء شيئاً بل يسهله ما يحل قواه عند خروجه وهذا شيء عرفناه بالتجربة، فإذا استحكم الماء فاسقه اللبن ما لم تكن به حمى وآخر من جربنا عليه هذه القضية البوشنجالي فإني لم أسقه اللبن حتى استحكم ماؤه فلما سقيته بسكر العشر فلم يزل يسهله حتى برئ في خمسة وعشرين يوماً. قال الساهر: وأما في الأورام التي لا تؤول إلى الماء فيمكن أن يسقى في أول الأمر ويسقى الأورام الصلبة كلها في الجوف بالأدهان مثل دهن الخروع ودهن اللوز المرّ والحلو ودهن الفستق ودهن القسط ودهن الناردين ودهن السوسن. جالينوس: وينبغي أن تعلف الناقة رازيانجاً وشيحاً وهندباً وقيصوماً وثيلاً وحرشفاً ولبلاباً ويلقم بالعشي من دقيق الشعير معجوناً ببزر الكرفس والرازيانج والأفسنتين عشرة أيام ويحلب من لبنها بعد عشرة أيام رطل ويشرب بماء القاقلي وسكر العشر ويشرب أيضاً بدواء اللك الصغير والكبير ويشرب أيضاً مع الكاكنج.اء فإنك إذا فعلت ذلك لم يسهل اللبن من الماء شيئاً بل يسهله ما يحل قواه عند خروجه وهذا شيء عرفناه بالتجربة، فإذا استحكم الماء فاسقه اللبن ما لم تكن به حمى وآخر من جربنا عليه هذه القضية البوشنجالي فإني لم أسقه اللبن حتى استحكم ماؤه فلما سقيته بسكر العشر فلم يزل يسهله حتى برئ في خمسة وعشرين يوماً. قال الساهر: وأما في الأورام التي لا تؤول إلى الماء فيمكن أن يسقى في أول الأمر ويسقى الأورام الصلبة كلها في الجوف بالأدهان مثل دهن الخروع ودهن اللوز المرّ والحلو ودهن الفستق ودهن القسط ودهن الناردين ودهن السوسن. جالينوس: وينبغي أن تعلف الناقة رازيانجاً وشيحاً وهندباً وقيصوماً وثيلاً وحرشفاً ولبلاباً ويلقم بالعشي من دقيق الشعير معجوناً ببزر الكرفس والرازيانج والأفسنتين عشرة أيام ويحلب من لبنها بعد عشرة أيام رطل ويشرب بماء القاقلي وسكر العشر ويشرب أيضاً بدواء اللك الصغير والكبير ويشرب أيضاً مع الكاكنج.
لبن حامض:(2/130)
جالينوس في أغذيته: لا يضر الأسنان وإنما ينالها مضرة إذا كانت في مزاجها الطبيعي والعرضي باردة أبرد مما ينبغي، فإذا كانت كذلك نالها من المضرة منه كما ينالها من سائر الأنواع الباردة، وكثيراً ما يعرض لها من اللبن الحامض الضرس كما يعرض من التوت الحامض الذي لم ينضج وغيره من الأشياء الباردة العفصة والأمر في أن المعدة الباردة على أي الجهات كان بردها لا تستمرئ اللبن الحامض على ما ينبغي أمر ظاهر، فأما المعتدلة المزاج فهضمها له يعسر إلا أنها أي حال لا يقويها على هضمه حتى لا تهضمه أصلاً، وأما المعدة التي هي أسخن كما ينبغي أما بالطبع منذ أول أمرها وأما لسبب عارض عرض لها في آخر الأمر فإنها مع ما لا تضرها الأغذية التي سبيلها هذا السبيل قد ينتفع بها بعض الانتفاع وتصير محتملة التناول للبن ولو كان قد برد بالثلج فضلاً عن سواه. قال: ولما كان اللبن مركباً من جواهر وقوى متضادة غير أنه فيما تبين منه للحس بسيط مفرد فلهذا صار يعرض منه لو كان في طبعه جيداً أن يتغير في المعدة بحسب اختلافها فيحمض مرة في معدته الواحدة ويجف أخرى ويحدث جشاء دخانياً على أن المزاج الذي يعرض منه للشيء أن لا ينهضم في المعدة أن يستحيل ويتغير إلى الحموضة خلاف المزاج الذي منه يعرض له أن يتغير ويستحيل إلى الدخانية من إفراط الحدة والحرارة وزيادتها، وهذان الأمران كلاهما يعرضان للبن من قبل أن جميع المائية والدسم الذي فيه جبنية أيضاً ولذلك صار اللبن المحمض متى لم يتم لم يستعل أصلاً إلى الدخانية ولو ورد معدة في غاية التوليد للمرار وفي غاية الحرارة والإلتهاب لأن هذا اللبن المحمض بسبب أن زبده وماءه قد أخرجا عنه فليس فيه القوة الحادة التي كانت في اللبن الحليب بسبب مائيته ولا الكيفية الدسمة المعتدلة الحرارة التي كانت فيه بسبب الزبد لأن اللبن المحمض إذا فعل ذلك به لم يبق فيه إلا الجزء الجبني وحده مع أن هذا الجزء لم يبق على ما طبعه لما كان منذ أول أمره بل تغير واستحال حتى صار أبرد مما كان، وإذا كان اللبن المعمول بهذه الصفة يسمى لبناً مخيضاً على هذا فحسبنا أن نقول فيه أنه يولد خلطاً غليظاً بارداً، وأنه يتبع هذين الأمرين أعني البرودة والغلظ أن يكون هذا اللبن الجامع لهما لا تستمرىء به المعدة التي مزاج جرمها مزاج معتدل ويولد الخام وينفع هذا الغذاء وما يجري مجراه المعدة الملهبة وهو في غاية المضرة للباردة. ماسرحويه: مخيض البقر قد يسقى من الدوسنطاريا وهو جيد له خاصة وللسل وللحرارة في الكبد والمعدة ولكل احتراق وحدة وقد يسقى في الأطريفل ومع خبث الحديد فيقوي المعدة ويطفئ الحر والسم وهو جيد للقلاع الذي في أفواه الصبيان مع العسل. ابن سينا: والحامض منه والماست يهيجان الجماع في الأبدان الحارة المزاج بما يرطب وينفخ. حنين: في كتاب الكيموسين مخيض البقر يقوي المعدة ويقطع الإسهال ويشهي الطعام ويسكن الحرارة ويخصب البدن ويسمنه فإن أردت أن تسقيه إنساناً فأعلف البقر أرزاً وجاورساً أو خرنوباً ثم خذ بالعشي من لبنها ساعة تحلب أربعة أرطال فصب عليه نصف رطل من لبن حامض وصيره في إناء وألق عليه كرفساً وسذاباً وورق الأترج وقشره وكموناً مقلواً ونعنعاً ومصطكي وقرطاً وطراثيث وغط رأس الإناء، وفي الغد إن أردت إخراج ما فيه فأخرجه فإن لم تخرجه لم يضر شيئاً ثم أمخض اللبن وافتح رأسه بعد ساعة وتفقده فإذا اجتمع زبده فصفه بمنخل وأتركه حتى يسكن فإذا سكن طفا فوقه فصفه عنه وأسقه ثلاث أواق أول مرة مع وزن ربع درهم خبث الحديد في كل يوم تمام الأسبوع وإسقه منه في اليوم الثامن تسع أواق في ثلاث مرات مع ثلاثة دراهم سكر في كل يوم مرة واحدة ثلاثة أيام واسقه في اليوم ثلاث أواق مرة مع وزن درهمين من سكر، وينبغي أن ينظر فإن كان الشارب له لم يستمرئه حسياً وإلا فلا تعطه هذا المقدار من اللبن وتقدم إليه بأن يغتذي في أول شربه له بغذاء صالح المقدار وكلما زاد في كمية اللبن نقص من مقدار الغذاء فأما غذاؤه عليه فليكن زيرباجا أو سماقيا بدجاج مع كعك وليتعهد ماء قد أغلي فيه أنيسون ومصطكي وشيئاً من عود، وينبغي أن يؤخذ هذا اللبن للخلفة مع سفوف حب الرمان من وزن درهمين إلى ثلاثة دراهم وكعك من ثلاثة دراهم إلى خمسة، فأما إن أردت أن تسقيه لتسكين الحرارة وتخصيب البدن وتسمينه(2/131)
فوحده أو مع كعك. الرازي: الماست والرائب والشيراز كلها تبرد وتطفئ وتنفخ وينبغي أن يجتنبها من بدأ به البهق الأبيض وأصحاب القولنج ووجع المفاصل والظهر والورك لأن الماست والشيراز غليظان بطيئا النزول والرائب أسرع نزولا وأشد تطفئة وأكثر نفخاً وكل ما كان أحمض كانت هذه الخلال فيه أقوى.ه أو مع كعك. الرازي: الماست والرائب والشيراز كلها تبرد وتطفئ وتنفخ وينبغي أن يجتنبها من بدأ به البهق الأبيض وأصحاب القولنج ووجع المفاصل والظهر والورك لأن الماست والشيراز غليظان بطيئا النزول والرائب أسرع نزولا وأشد تطفئة وأكثر نفخاً وكل ما كان أحمض كانت هذه الخلال فيه أقوى.
لبأ: جالينوس: هو اللبن الذي يحلب وقت الولادة إذا لم يخلط بعسل كان أبطأ انهضاماً وأبلغ في توليد الخلط الغليظ وأبطأ في الإنحدار عن المعدة والنفوذ في الأمعاء، وإذا خلط معه العسل كان ما يرد إلى البدن منهما من الغذاء مقداراً كثيراً. ابن ماسه: هو رديء للمرطوبين يهيج القولنج ويولد الحصا في المعدة ووجعها. المنهاج: هو بارد رطب يخصب البدن ويصلح مزاج الكبد الحارة ويحدث جشاء حامضاً دخانياً ويهيج الفواق. الرازي في دفع مضار الأغذية: واللبن الرطب وهو اللبأ أوخم وأشد إذهاباً لشهوة الطعام من الجبن غير أنه أسرع نزولاً وأقل تسديداً. ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم: ومن شرب لبأ قد صيرت فيه أنفحة سي فإنه يأخذه الخناق من ساعته لأن اللبن يجمد في بطنه فينفعه أن يشرب خلافيه أنفحة مراراً كثيرة ويشرب ورق قالاسني وهو حبق التمساح يابساً كان أو رطباً وعصارته إن كان رطباً مع أصل الجنطيانا وأصل الأنجذان والحاشا مع الخل والرماد الذي يعمل به الطين ولا يقربن شيئاً من الملوحة فإن اللبن يزداد جموداً وتجبناً ولا ينبغي لهم أن يستعملوا القيء لئلا يقف اللبن على المعدة فيكون منه موت سريع ولا يستعملوا القيء فإن بانجذابه إلى المريء وتشربه هناك وهو جامد يخنق. الرازي: اللبن الحليب كثيراً ما ينعقد في المعدة إذا شرب وخاصة ما كان له غلظ ومتانة، وإذا جمد في المعدة عرض منه الغثي والعرق البارد والنافض وكثيراً ما يقتل إن لم يتدارك وينفعهم أن يسقوا من لبس التين الخفيف وزن درهم ويستف سفة من الحرف مع ماء حار ويسقوا ماء العوسج والسكنجبين الحامض العسلي فإذا تقيأ ذلك أو قاء منه فاسقه ماء العسل مع طبيخ بزر الكرفس وأعطه ماء حاراً مرات كثيرة، وقد تحدث هذه الأعراض عن جمود الدم في المعدة فليعالج بهذا فأما جموده في المثانة فليعالج بعلاج الحصاة. وقال: ربما استحال اللبن إلى كيفية رديئة ومال عن الحموضة إلى أن يستحيل إليها في أكثر الأمر إلى حال عفن ورداءة، ويعرض عن أكلة الهيضة القوية القتالة فمن عرض له عن أكل اللبن أمر منكر كريح أو غشي أو عصر على فم المعدة أو دوار فليبادر بالقيء بماء العسل ويسقى شراباً صرفاً مع الجوارشن القلاقلي وتكمد معدته بدهن الناردين.
لبن السوداء: ابن رضوان: هو صمغ يجلب من المغرب شديد الحرارة مفسد للأبدان إذا شم أرعف وعطس إرعافاً وإعطاساً شديداً مهلكاً، وإذا لطخ على الأورام الصلبة منعها من التصلب وفجرها.
لبني: الخليل بن أحمد: هو شجر له لبن كالعسل يقال له عسل لبني، وقال مرة أخرى: هو شيء يشبه العسل لا حلاوة له يتخذ من شجر اللبني. أبو حنيفة: هو حلب من حلب شجرة كالدوم ولذلك سميت الميعة لانمياعها وذوبها. الرازي في الحاوي: اللبني هي الميعة، أقول وسيأتي ذكرها في الميم.
لبان: هو الكندر وقد ذكرته في الكاف.
لحم:(2/132)
جالينوس في العاشرة: أقول أن لحم الحيوان الذي له فضل حرارة بالطبع ليس إنما يغذو البدن فقط بل يسخنه مع ذلك ولحوم الحيوان التي لها فضل برد هي أيضاً تبرد البدن، وعلى هذا المثال تجد لحوم الحيوان التي لها فضل يبس تجفف البدن ولحوم الحيوان التي لها فضل رطوبة ترطبه فأحضر الآن ذكرك ما قد تعلمته من كتاب المزاج فإذا تعرفت من حيوان ما أن مزاجه يابس بمنزلة الخنزير الذي هو أيبس من الخنزير الأهلي فاعلم أن لحمه أيضاً أشد تجفيفاً، وقس على هذه الصفات الأصناف الأخر من الحيوانات أصناف المزاج هذا القياس بعينه. مثال ذلك أن الكبش أيبس مزاجاً من الخنزير والمعز أيبس مزاجاً الكبش والثور أيبس مزاجاً من المعز والأسد أيبس مزاجاً من الثور، وعلى هذا فافهم الأمر في الحرارة فإن الأسد أشد حرارة من الكلب والكلب أحر من فحل الثيران والثور الفحل أحر من الخصي فعلى قياس اختلاف أصناف مزاج الحيران تختلف أيضاً لحومها، ولذلك ينبغي أنك متى أردت أن تجفف البدن أن تطعم الإنسان لحوم الحيوانات التي مزاجها أيبس ومتى أردت أن تسخنه فتطعمه التي مزاجها حر، وكذا إن رأيت أن تبرده فأطعمه لحوم التي مزاجها أبرد وكذا إن أحببت أن ترطبه فأطعمه لحوم الحيوانات التي مزاجها الترطيب. وقال في كتاب أغذيته: ليس قوة جميع أعضاء الحيوان قوة واحدة بعينها لكن اللحم منها إذا استمرئ كما ينبغي تولد منه دم جيد فاضل نافع لصاحبه ولا سيما لحوم الحيوانات التي يتولد من لحمها خلط جيد كالخنزير، وأما الأعضاء العصبانية فالغالب على دمها البلغم فلحم الخنزير يغذو أكثر من جميع الأغذية وقد جربت ذلك في الحيوانات التي في مزاجها بالطبع فضل يبس وفتيها وصغيرها أجود مزاجاً من كبيرها لما في طراءة سنها من المعونة على اعتدال المزاج، وأما التي بالطبع أرطب فإذا صارت إلى منتهى الشباب في سنها اعتدلت في مزاجها ولذلك صارت لحوم العجاجيل أفضل انهضاماً من لحوم مستكمل البقر، ولحوم الجداء أفضل انهضاماً من لحوم كبير الماعز لأنه وإن كان مزاجه أقل يبساً من مزاج مستكمل البقر فإن لحوم الحملان أيضاً من اللحوم التي غذاؤها أرطب وأكثر توليداً للبلغم، ولحوم النعاج أكثر فضولاً وأردأ خلطاً، ولحوم الأناث المسنة من الماعز تولد أيضاً خلطاً غليظاً رديئاً فأما لحوم التيوس فخلطها رديء جداً وانهضامها عسر جداً وبعدها في البرد لحوم الكباش وبعدها لحوم البقر، واعلم أن الخصي من لحوم جميع هذه الحيوانات أفضل وأجود من كل ما لم يخص، ولحم كل هرم من الحيوان رديء الحال في انهضامه وفيما يتولد منه من الدم وما يناله البدن منه من الغذاء حتى أن الخنازير وإن كانت لحومها رطبة المزاج فإنها إذا هرمت صار لحمها صلباً كالليف يابس فيعسر هضمه قال: وأما لحوم الثعالب فالصيادون يأكلونها عندنا في الخريف لأنها فيه تسمن وتخصب أبدانها من أكل العنب، وكذا جميع الحيوانات إذا صادفت من الغذاء الموافق لها مقداراً كثيراً صار لحمها للأكل أجود وأفضل ما كان قبل ذلك، ولذلك صار جميع الحيوان الذي يغتذي العشب والكلأ وأغصان الأشجار وأوراقها وقضبانها وسوقها يكون في الوقت الذي تجد فيه ذلك كثيراً أخصب أبداناً وأسمن لحماً ويكون غذاؤها للأبدان المغتذية بها أوفق وأصلح في جميع الوجوه، ولذلك صار مما كان من الحيوان يرتعي العشب الكبير الطويل الغليظ بمنزلة البقر يكون بدنه في الشتاء وفي أول الربيع وسطاً قضيفاً مهزولاً والدم المتولد من لحمه رديء حتى إذا طال الوقت ونما العشب وكثر وطال وغلظ وبلغ إلى حد توليد البزر صارت أحسن حالاً وأغلظ أبداناً وصار المتولد من الدم من لحمها أجود، فأما الحيوانات التي يمكنها أن ترتعي العشب الصغار فحالها في الربيع وفي وسطه أجود بمنزلة الكباش والنعاج، وأما الماعز فأحسن ما يكون حالاً في أول الصيف وفي وسطه وفي الوقت الذي يكون فيه النبات الذي فيما بين الشجر والعشب كثيراً ويكون قد أسنف وبزر فإن الماعز إنما من عادته أن يغتذي من هذا النبات وغذاؤه حينئذ غذاء موافق وصار لحمه للأكل أجود وفي أيام ذلك العشب يكون أسمن. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: اللحم هو طعام كثير الغذاء جيد يتولد منه دم صحيح كثير الغذاء وجيد يتولد منه دم متين صحيح كثيف وهو من الأغذية للأقوياء والأصحاء ومن يكد ويتعب ولا يحتمل إدمانه(2/133)
غيرهم لأنه يسرع بالإمتلاء ويورث الأمراض الإمتلائية ويختلف بحسب اختلاف أجناسه وألوانه ومواضعه وأزمانه وأعضائه فتكون لحوم الحيوانات البرية في أكثر الأمر أيبس من الأهلية، ولحوم الفتية أرطب ولا سيما القريبة العهد بالولادة، ولحوم الجبلية أيبس من البرية والأهلية أرطب وأكثر غذاء وفضولاً والأحمر منه أكثر غذاء وأبطأ نزولاً والمجزع معتدل بينهما والأعضاء الكثيرة الحركة القليلة اللحم والشحم كالأكارع أقل أغذاء، والمنضج المهري بالصنعة والأبازير الحارة والخلول الثقيفة أسرع إنهضاماً وأقل إغذاء والغير المنضجة بالضد، ولحوم الطير في الأكثر أخف وأرق دماً وأفضل فضولاً اللهم إلا لحوم طير الماء والآجام، والأغلظ من اللحوم والأكثر إغذاء أوفق لأصحاب التعب والرياضة الكثيرة والألطف والأقل إغذاء أوفق لمن تعتريهم الأمراض الرطبة كالمستسقين ونحوهم والأرطب أوفق للمحرورين والنحفاء ولمن تعتريهم أمراض يابسة كالدق ونحوه. ابن سينا في الثاني من القانون: لحوم الضأن هي الفاضلة وهي حارة لطيفة والفتي من الماعز والعجاجيل ولحوم الصغار منها أقبل للهضم وألطف غذاء والجدي أقل فضولاً من الحمل، ولحم الرضيع عن لبن محمود جيد وأما عن لبن غير محمود فرديء وكذا لحم العجيف ولحم الأسود أخف وألذ، وكذلك لحم الذكر والأحمر المفصول من الحيوان الكثير السمن والبياض أخف والمجزع أقل إغذاء ويطفو في المعدة، وأفضل اللحم غائره بالعظم والأيمن أخف وأفضل من الأيسر والمطبوخ بالأبازير والمري ونحوه قوته قوة أبازيره والسمين والشحم رديء الغذاء قليله ملطف للطعام، وإنما يصلح منها قدر يسير بقدر ما يلذذ واللحم السمين يلين الطبع مع قلة غذائه وسرعة استحالته إلى الدخانية والمرار وينهضم سريعاً وأبعد اللحمان عن أن تعفن أقلها شحماً وأيبسها جوهراً قال: ومن الناس من مدح لحوم السباع لبرد المعدة ورطوبتها وضعفها وسرعة الإنهضام والإنحدار وبطئهما وليس بحسب غلظ الغذاء ورقته، فإن لحم الخنزير البري والأهلي على ما يقال أسرع إنهضاماً وإنحداراً وهو قوي الغذاء غليظه لزجه. ديسقوريدوس: ولحوم السباع وذوات المخلب من الطير والجوارح كلها جيدة للبواسير العتيقة وتنفع من فساد المعدة وتقوي البصر وتلين البطنم لأنه يسرع بالإمتلاء ويورث الأمراض الإمتلائية ويختلف بحسب اختلاف أجناسه وألوانه ومواضعه وأزمانه وأعضائه فتكون لحوم الحيوانات البرية في أكثر الأمر أيبس من الأهلية، ولحوم الفتية أرطب ولا سيما القريبة العهد بالولادة، ولحوم الجبلية أيبس من البرية والأهلية أرطب وأكثر غذاء وفضولاً والأحمر منه أكثر غذاء وأبطأ نزولاً والمجزع معتدل بينهما والأعضاء الكثيرة الحركة القليلة اللحم والشحم كالأكارع أقل أغذاء، والمنضج المهري بالصنعة والأبازير الحارة والخلول الثقيفة أسرع إنهضاماً وأقل إغذاء والغير المنضجة بالضد، ولحوم الطير في الأكثر أخف وأرق دماً وأفضل فضولاً اللهم إلا لحوم طير الماء والآجام، والأغلظ من اللحوم والأكثر إغذاء أوفق لأصحاب التعب والرياضة الكثيرة والألطف والأقل إغذاء أوفق لمن تعتريهم الأمراض الرطبة كالمستسقين ونحوهم والأرطب أوفق للمحرورين والنحفاء ولمن تعتريهم أمراض يابسة كالدق ونحوه. ابن سينا في الثاني من القانون: لحوم الضأن هي الفاضلة وهي حارة لطيفة والفتي من الماعز والعجاجيل ولحوم الصغار منها أقبل للهضم وألطف غذاء والجدي أقل فضولاً من الحمل، ولحم الرضيع عن لبن محمود جيد وأما عن لبن غير محمود فرديء وكذا لحم العجيف ولحم الأسود أخف وألذ، وكذلك لحم الذكر والأحمر المفصول من الحيوان الكثير السمن والبياض أخف والمجزع أقل إغذاء ويطفو في المعدة، وأفضل اللحم غائره بالعظم والأيمن أخف وأفضل من الأيسر والمطبوخ بالأبازير والمري ونحوه قوته قوة أبازيره والسمين والشحم رديء الغذاء قليله ملطف للطعام، وإنما يصلح منها قدر يسير بقدر ما يلذذ واللحم السمين يلين الطبع مع قلة غذائه وسرعة استحالته إلى الدخانية والمرار وينهضم سريعاً وأبعد اللحمان عن أن تعفن أقلها شحماً وأيبسها جوهراً قال: ومن الناس من مدح لحوم السباع لبرد المعدة ورطوبتها وضعفها وسرعة الإنهضام والإنحدار وبطئهما وليس بحسب غلظ الغذاء ورقته، فإن لحم الخنزير البري والأهلي على ما يقال أسرع إنهضاماً وإنحداراً وهو قوي الغذاء غليظه لزجه. ديسقوريدوس: ولحوم السباع وذوات المخلب من الطير والجوارح كلها جيدة للبواسير العتيقة وتنفع من فساد المعدة وتقوي البصر وتلين البطن(2/134)
وتمري بحرافتها وكل لحم ذبح وأكل من يومه سريعاً فهو أقوى وأصح لا ينبغي أَن يؤكل الميت والمهزول والسمين جداً، والذي ولد لأقل من شهر أو ضربه سبع أو حريق أو مريض أو غريق. قال غيره: وأكل اللحوم البائتة من مواد الأسقام رديء. ابن سينا: ولحوم السباع رديئة وجميع الطيور الكبار المائية ذوات الأعناق والطواويس والغربان والحمامات الصلبة والقطا كثيراً ما تولد السوداء والعصافير كلها رديئة وأجنحة الطير الغليظة جيدة الكيموس وخير لحوم الوحوش لحوم الظباء مع ميلها إلى السوداوية ولحم الطير أجمع أيبس من لحم ذوات الأربع ولحوم البقر والأيائل والأوعال وكبار الطير تحدث حميات الربع. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الصيد من الطير فالمختار منها الطيهوج ثم الدراج ثم الحجل ثم التدرج كلها جيدة الغذاء لا تحتاج إلى إصلاح غير أنها لا تصلح أن يديمها الأصحاء ويعتمدوا عليها ولا سيما من يكد ويتعب وهو جيد للمعدة قوي الهضم، وأما الضعفاء والمرضى ومن يحتاج إلى تلطيف تدبيره فلا شيء أوفق لهم منها وينبغي أن يصنع صنعة موافقة فتصنع للمحرورين بالخل وماء الحصرم ونحوهما ولمن ليس بملتهب البدن فتطحن بالمري والزيت ولمن يريد أن يزيد في تجفيف بدنه فالشواء والكرذبان وكلها مجففة للطبيعة ويعسر خروجها من البطن ولا سيما ما لم تكن سمينة وما شويت، فلذلك ينبغي أن يأكلها من يتأذى بيبس طبيعته بأسفيذباجات قد صب فيها دهن الزيت المغسول ويتعاهد باللبن للطبيعة باعتدال ويأكل معها شيئاً من الحلو ليستدرك بذلك قلة إغذائها وليسهل خروجها أيضاً، اللهم إلا أن يميل إلى قلة الغذاء ولم يحتج إلى تدبير ملطف من المرضى فإن هؤلاء ينبغي أن يسهلوا خروج هذه اللحوم من بطونهم بالأشياء الملينة للإسهال ليخرجه كل من المبرودين والمحرورين بما هو أوفق لهم، وقد وصفنا من هاتين الصفتين جميعاً صفات كثيرة.
لحية التيس:(2/135)
أبو حنيفة: تسمى ذنب الخيل وهي بقلة جعدة ورقها كالكراث لا يرتفع كورقه ولكن يتسطح والناس يأكلونها ويتداوون بعصيرها. لي: هذا الدواء معروف عند أهل الشام والغرب والشرق وديار مصر وقد ينبت أيضاً منه شيء في أعمال بلاد الفيوم من أعمال مصر، وأما الدواء الذي سماه حنين في كتاب جالينوس وديسقوريدوس بلحية التيس فهو ليس هذا الدواء المذكور قبل ولا من قبيله ولا من أنواعه وليس بينهما مناسبة في ورد ولا في صدر بل هو دواء آخر غيره يسمى باليونانية قسيوس ونحن متبعون حنيناً في ذلك إذ كان هذا هو المقصود في كتب الأطباء بهذ الإسم، وهذا الدواء الذي سماه حنين لحية التيس هو المعروف عند عامتنا بالأندلس بالسوراص وهو مشهور بها بذلك. ديسقوريدوس في ا: قسيوس ومنهم من يسميه فستادون وقصارن أيضاً وهو شجرة تنبت في أماكن صخرية كثيرة الأغصان خشنة ليست طويلة لها ورق مستدير عليه زغب وزهر شبيه بالجلنار، وأما القسيوس الأنثى فزهره أبيض. جالينوس في السابعة: وهذا نبات وسط بين الشجرة والعشب وفيه قبض ليس باليسير وذلك موجود في مذاقته وفي أفعاله الجزئية أوّلاً فأولاً وذلك لأن ورقه الغض إذا سحق جفف وقبض تجفيفاً ويبساً يبلغ به أن يدمل الجراحات. وزهرته أيضاً أقوى من ورقه حتى أن من شرب شيئاً منها مع شراب أبرأت ما يكون به من قروح الأمعاء وضعف المعدة وتمنع ما يتحلب إليها من الرطوبة الغالبة، وإذا اتخذ منه ضماد نفع الجراحات المتعفنة لأن قوّتها قوية التجفيف وذلك أنها من اليبوسة في الدرجة الثالثة عند منتهاها وفي هذا الدواء من البرودة مقدار ما قد صارت به حرارته فاترة جداً. ديسقوريدوس: وقوٌة الزهر قابضة، وإذا شرب مسحوقاً بشراب قابض نفع من ضعف البطن واختلاف الدم ولذلك يوافق من كانت في معدته قرحة إذا أخذ مرتين في النهار، وإذا تضمد به منع القروح الخبيثة أن تسعى في البدن، وإذا خلط بموم وزيت عذب أبرأ حرق النار والقروح المزمنة، وقد ينبت عند أصول قسوس الدواء الذي يقال له أبو قسطس ومن الناس من يسميه أمرقيون ومنهم من يسميه قفطنين وهو دواء يشبه الجلنار ومنه ما لونه ياقوتي ومنه ما لونه أشقر ومنه ما لونه أبيض ويعصر كما يعصر ألاقافيا، ومن الناس من يعصره ثم يجففه ثم يدقه وينقعه ويطبخه ويفعل به كما يفعل بالحضض. جالينوس: وأما الهيوفسطيداس فهو أشد قبضاً من ورق لحية التيس جداً وهو بليغ القوّة في شفاء جميع العلل التي تكون من تحلب المواد بمنزلة نفث الدم وانطلاق البطن ونزل الطمث وقروح الأمعاء فإن أردنا أن نقوي به عضواً من الأعضاء قد ضعف من قبل رطوبة كثيرة اكتسبه إذا وضع عليه قوة وليست بالدون وبهذا السبب صار يخلط في الأدوية النافعة لهم المقوية للكبد ويقع أيضاً في المعجون المتخذ بلحوم الأفاعي وهو الترياق ليقوي الأعضاء ويشدها وقوته قوة الأفاقيا غير أن قوّة هذا الدواء أشد قبضاً وتجفيفاً ويصلح إذا شرب أو احتقن به لمن كان به إسهال مزمن أو قرحة في الأمعاء ولنفث الدم وسيلان الرطوبات من الرحم سيلاناً مزمناً.
؟لحاء الغول: الشريف: يسمى بالفارسية أردمانة ويسمى بالبربرية تامرت وشسيون وهو نبات ينبت في الإقليم الثالث لا في غيره من الأقاليم وهو نبات يصدر عن الأرض خصلاً خصلاً صغاراً كالشعر دقيق أسود لا فروع له ولا ورق ولا زهر، وإنما يكون مرسلاً على التراب إذا جمع انقبض وإن ألقي في النار سطعت منه رائحة الشعر، وقد يسمى نبات الغول أو ينبت كثيراً بالمغرب الأقصى بفحص مشسيون بين مدينة قلمان ومدينة فاس وهو بهذا الفحص كثير جداً ويعرف هناك بلحية مشسيون وهو حار يابس خاصيته أنه إذا بخرت به الحمى الرابع أبرأها وحيا وقد جرب وصح، وإذا علقه المسافر في عضده وكان ماشياً لم يتعب أصلاً.
لحام الذهب:(2/136)
ولحام الصاغة أيضاً. ديسقوريدوس في الخامسة خروشفلا أجوده ما كان من أرمينية لونه شبيه بالكراث مشبع الحمرة اللون، وبعده في الجودة ما كان من البلاد التي يقال لها ماقدونيا وبعده ما كان بقبرس فليختر من كل واحد من هذه الأصناف كلها ما كان نقياً وكان ليس فيه حجارة أو تراب وقد يغسل على هذه الصفة بوجه الكفاية ويسحق ويلقى في صلاية ويصب عليه ماء ويدلك باليد على الصلاية مع الماء دلكاً شديداً ويودع الإناء حتى يصفو ثم يصب عليه ماء آخر ويدلكه ولا يزال يفعل به ذلك إلى أن ينقى ثم يؤخذ ويجفف في الشمس ويستعمل، وقد يحرق على غير هذه الصفة يؤخذ منه ما يكتفي به ويسحق ويقلى في مقلاة وتوضع المقلاة على جمر ويعمل فيه ما وصفنا من الكلام في غيره. جالينوس في التاسعة: هذا الدواء أيضاً من الأدوية التي تذوّب اللحم لكنه ليس يلذع لذعاً شديداً، وأما تحليله فشديد وكذا تجفيفه. ومن الناس من يسمي بهذا الإسم الدواء الذي يتخذ في هاون من نحاس ودستيج من نحاس تبول فيه الأطفال، وقوم آخرون يدخلون هذا الصنف في عداد الزنجار ويجعلونه نوعاً من أنواعه والأجود أن يتخذه المتخذ له في الصيف ويكون سحقه بالبول في الهاون في الهواء الحار إن كان لم يتهيأ له وقت الصيف، والأجود أن يكون النحاس الذي يتخذ منه الهاون والدستج نحاساً أحمر فإنه إذا كان كذلك كان ما يسحق به منه وينحل بدستج الهاون إذا سحق به أكثر مما ينحل ويسحق أيضاً إذا كان النحاس ليناً، وهذا دواء جيد للجراحات الخبيثة إذا استعمل وحده أو خلط مع غيره وهو وإن كان يجفف أكثر مما يجفف اللزاق المغربي فهو أقل تلذيعاً منه إذا كان يفوقه في اللطافة، وإن أنت أيضاً أحرقت اللزاق الآخر المحتفر لطفته أكثر. ديسقوريدوس: وله قوّة تجلو بها اللثة وتقطع اللحم الزائد في القروح وتنقيها وتقبض وتسخن وتعفن تعفيناً برفق مع لذع يسير وهو من الأدوية التي تهيج القيء وتغثي. لي: لحام الذهب عند كثير من الناس هو التنكار والصاغة يلحمون به أيضاً لكن اللحام الذي تقدم القول فيه لديسقوريدوس وجالينوس ليس هو التنكار بل هو دواء آخر غيره.
لحية الحمار: هو كزبرة البير فاعرفه.
الحياني: قال الرازي في الحاوي: أنه الخرشف وفي الفلاحة أنه صنف من الشوك ويسمى خبز الكلب وأشار بصفته إلى النبات المسمى باليونانية دنيشاقوس وهو العطشان وقد ذكرته في الدال المهملة.
لخينس الأكليلية: أبو العباس النباتي: سميت به لأنهم كانوا يضعونها في الأكاليل قال: وهي عندي النوع الجبلي من الخيري البنفسجيّ النور. ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات له زهر شبيه بزهر الخيري وفي لونه فرفيرية يعمل منه أكلة، وبزره إذا شرب بالشرب نفع من لسعة العقرب، وأما الخينس أغريا ومعناه الذي ليست ببستانية وهو شيء شبيه في كل حالاته بلخينس البستاني إلا أن بزره إذا أخذ منه مقدار درخميين أسهل البطن وزعم بعضهم أنه إذا وضع على العقارب أخدرها وأبطل فعلها.
إلزاق الذهب: هو لحام الذهب المتقدم ذكره.
لزاق الرخام: ولزاق الحجر وهو صمغ البلاط وهو مذكور في الصاد المهملة.
لسان الحمل:(2/137)
ديسقوريدوس في الثانية: أويقانس أو باله وباللطيني بكناش وهو صنفان كبير وصغير فالكبير عريض الورق قريب الشبه من البقول التي يغتذي بها وله ساق أيضاً مزوّاة إلى الحمرة طولها ذراع عليها بزر دقيق في شكلها من وسطها إلى أعلاها وله أصول رخوة عليها زغب أبيض غلظها كأصبع وتكون في الآجام والسباخات والمواضع الرطبة وأكبر صنفي لسان الحمل أكثرهما منفعة، وأما الصغير فله ورق أدق وأصغر من ورق الكبير وأشد ملاسة له ساق مزوّي مائل إلى الأرض وزهر أصفر وبزر على طرف الساق. جالينوس في 8: مزاج هذا النبات مركب من مائية باردة وفيه قبض والقبض هو من جوهر أرضي بارد فهو لذلك يجفف ويبرد في الأمرين جميعاً بعيد عن الوسط بعداً هو في الدرجة الثانية وجميع الأدوية التي تجفف مع قبض نافعة للقروح الحادثة في الأمعاء لأنها تقطع الدم وإن كان هناك شيء من اللهب والتوقد أطفأه ويدمل النواصير وسائر القروح الرطبة معاً ولسان الحمل إما أن يكون أوّلاً مقدّماً في جميع أمثال هذه الأدوية وإما غير مختلف عن واحد منها حتى يكون تابعاً لها في اعتدال مزاجه لأن له يبساً غير لذاع وبرودة لم تبلغ إلى حال البرودة التي تخدر، وثمرته وأصله قوّتهما مثل قوة ورقه إلا أنهما ألطف وأقل برودة وأيضاً فإن ثمرته ألطف وأقل برودة وذاك لأن العضل المائي الذي فيه يفنى ويتحلل، ولهذا السبب صرنا نستعمل أصل هذا النبات في مداواة وجع الأسنان يستعطي صاحب الوجع أصله ليمضغه ويطبخ الأصل أيضاً بالماء ويعطى ذلك الماء للتمضمض به، وأما في مداواة السدد العارضة في الكبد والكليتين فإنا نستعمل بزره أكثر مما نستعمل في ذلك ثمرته لخاصيته لأن جميع هذه فيها قوّة تجلو وعسى أن تكون هذه القوّة موجودة في نفس الحشيشة من الرطوبة فلا يتبين فعلها لأن الرطوبة تغمرها. ديسقوريدوس: ولورقه قوّة قابضة مجففة ولذلك إذا تضمد بها وافق القروح الخبيثة والوسخة ومن به داء الفيل ويقطع سيلان الدم منها والقروح التي تسمى الحمرة وإفسنطيداس المنتشرة والنار الفارسية والنملة والشري من أن تسعى في البدن ويبرئ ويدمن القروح المزمنة ويبرئ القروح الخبيثة التي تسمى خيلونيا ويلزق الجراحات العميقة بطراوتها، وإذا تضمد به مع الملح نفع مع عضة الكلب الكلب وحروق النار والأورام التي يقال لها فوحثلا وورم اللوزتين والخدر العارض من البرد والخنازير ونواصير العين، وإذا طبخ هذا البقل وأكل بخل وملح وافق حرقة النار وقرحة الأمعاء والإسهال المزمن، وقد يطبخ أيضاً مع العدس بدل السلق وقد يؤكل مسلوقاً للمحبونين حبناً لحمياً ويصلح للمصروعين وأصحاب الربو، وأما الورق إذا تمضمض به دائماً أبرأ القروح التي في الفم، وإذا خلط بالطين المسمى فيموليا أو بأسفيذاج الرصاص أبرأ الحمرة، وإذا حقنت به النواصير نفعها، وإذا قطر في الأذن الوجعة نفعها، وإذا ديف بعصارتها الشيافات وقطر في العين نفع من الرمد وينفع اللثة المسترخية الدامية وينفع نفث الدم من الصدر وما فيه من الآلام وقرحة الأمعاء، وقد يحتمل في صوفة لوجع الرحم الذي يعرض فيه الاختناق ولسيلان الفضول من الرحم، وثمره إذا شرب قطع الفضول السائلة إلى البطن ونفث الدم من الصدر وما فيه، وإذا طبخ أصله وتمضمض بطبيخه أو مضغ الأصل سكن وجع الأسنان وقد يشرب الأصل والورق بالطلاء لأوجاع الكلى والمثانة، وقد زعم قوم أنه إذا شرب ثلاث أصول من لسان الحمل بأربع أواق ونصف شراباً ممزوجاً بمثله ماء نفع من حمى الغب، وأنه إذا شرب أربع أصول نفعت من حمى الربع، ومن الناس من يعلق الأصول في رقاب من بهم الخنازير يريدون بذلك تحليلها. ديسقوريدوس: ويجب أن يعالج مدقوقاً حيث تكون القرحة كثيرة الوسخ أو ضعيفة أو كثيرة القيح به، وإذا احتيج إلى جلاء يسير أو نبات لحم أو تحدث في القرحة رطوبة قليلة وضعت كما هي أوراقاً بغير دق وشرب ماء مغلي مصفى ينفع من به استطلاق البطن إذا كان عن حر يستدعي شرب ماء كثير فيفسد الهضم لذلك ويلين الطبيعة ومن له خلط سوداوي أو صفراوي.
لسان الثور:(2/138)
ديسقوريدوس في الرابعة: بوغلص وهو نبات يشبه النبات الذي يقال له قلومس خشن أسود وأشد سواداً من قلومس الأبيض وأصغر منه ويشبه في شكله ألسن البقر وقد يظن به أنه إذا طبخ في الشراب وشرب أحدث لشاربه سروراً. جالينوس في السادسة: هذا نبات مزاجه حار رطب، ولهذا صار إذا ألقي في الشراب يكون سبباً للفرح وهو نافع لمن به سعال من خشونة قصبة الرئة والحنجرة إذا طبخ بماء العسل. ابن سينا: حشيشة عريضة الورق كالمرو وخشنة الملمس، وقضبان خشبه كأرجل الجراد ولونه بين الخضرة والصفرة، ويجب أن يستعمل منه الخراساني الغليظ الورق الذي له على وجهه نقط هي أصول شوك أو زغب مئبري عنه وهو حار رطب في الأولى وله خاصية في تقريح القلب وتقويته عظيمة جداً ويعينها ما فيه من إسهال السوداء الرقيق فينقي بذلك جوهر الروح ودم القلب وتقويته عظيمة وقد جمع هذا الدواء قوّة الخاصة مع قوّة الطبيعة إلى الاعتدال ولا إيثار عليه. التجربتين: يلين الطبيعة ويعين على انحدار الأخلاط المحترقة وينفع من السوداء المتولدة عن خلط صفراوي ويسكن جميع أعراضها من الوسواس والخفقان والفزع وحدة النفس. الخوز: وإذا أحرق ورقه نفع من رخاوة اللثة والقلاع وخاصة في أفواه الصبيان ومن جميع الحرارة التي تكون في الفم. ابن ماسويه: خاصية لسان الثور إسهال المرة والصفراء ونفع الخفقان العارض منها إذا أخذ منه أخذ مع الطين الأرمني والشربة منه ما بين ثلاثة دراهم إلى خمسة مع السكر السليماني وإن أخذ مع الخفقان فوزن درهمين مع وزن درهم من الطين الأرمني.
لسان الجمل: أبو حنيفة: هي عشبة من الحشيشة لها ورق مفترش خشن لخشونته كأنه المناخل لخشونة لسان الثور ويسمو من وسطها قضيب كالذراع طولاً في رأسه نواة كحلاء وهي دواء من أوجاع ألسنة الناس والسنة الإبل من داء يسمى الخارس وهو بثور تظهر بالألسن مثل حب الرمان. الغافقي: قد ظن قوم أن هذا هو لسان الثور وليس به وهذا نبات تسميه الناس أذن الثور ويسمى أيضاً الكحلاء، والفرق بينه وبين لسان الثور أن ورق هذا عراض مدورة وزهرته متدلية إلى الأرض ورائحة ورق هذا كرائحة القثاء ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وهو نافع من الخفقان أيضاً وحرارة المعدة وينفع من القلاع وأدواء الفم ويسمى بعجمية الأندلس أدادي. لي: يسمى هذا النبات بأفريقية أوساني وفيه لزوجة ظاهرة أكثر من التي في لسان الثور الشامي في حين طراوتها.
لسان العصافير: هو ثمر شجر الدردار وليس بشجرة النبق. ابن وافد: هو ثمر شجرة يشبه ورقها اللوز وثمرتها التي يقال لها لسان العصافير هي عراجين متفرّقة الخرنوب شبيه أوراق الزيتون إلا أنه أصغر منه بكثير وفي جوف كل خرنوبة لب كأنه لسان الطائر المسمى العصفور خارجه أحمر وداخله أبيض مائلاً قليلاً إلى الصفرة وطعمه حريف لذاع مع شيء من المرارة، ومن جعل قوته الأولى في الحرارة في آخر الدرجة الثانية لم يبعد من الصواب ومن المقنع أن يكون مع حرارته رطوبة لأنه لا يظهر تلذيعه إلا بعد إدامة مضغه. ابن ماسويه: ينفع من وجع الخاصرة ويفتت الحصاة ويسلس البول المأسور من الجروح ويزيد في الباه ويقوي على الجماع. بديغورس: نافع من الخفقان. غيره: وبدله وزنه جوزبوا مقشر ونصف وزنه بهمن أحمر. لي: هذا الدواء الذي ذكره ابن وافد هو ثمرة شجرة الدردار وهو معروف عند كافة الناس، وأما إسحاق بن عمران فزعم أن ألسنة العصافير هو غير هذا وأشار في وصفه له في الماهية بالدواء الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثانية ورسمه باليونانية إيدروصارون وقد ذكرته في الألف.
لسان السبع: الغافقي: هو نبات له ورق طوال حافة الأطراف جعدة خشنة تميل في خضرتها إلى البياض والصفرة مشرفة الجوانب كالمنشار وله قضبان مزواة حوارة تعلو نحو ذراعين عليها فلك كبار مستديرة فيها زهر فرفيري ونباته في الربيع، ويسميه بعض الناس بعجمية الأندلس المرزجون وهو نافع من الحصا إذا طبخ وشرب ماؤه وله أصل مربع أسود في طول أصبع وينبت في الأرض الغليظة الخصبة.
لسان الكلب:(2/139)
يقال على لسان الحمل ويقال على الحماض أيضاً وعلى نبات آخر وهو الذي نريد ذكره ههنا. الغافقي: هو نبات له ورق يشبه ورق لسان الحمل إلا أنه أطول منه وفيه انحقان وهي ملس شديدة الملاسة محددة الأطراف وله ساق تعلو أكثر من ذراعين وأكبر وتتشعب منها شعب كثيرة جداً رقاق صغار معقدة عليها زهر وهو دقيق فرفيري في أول الصيف، وله بزر دقيق أشهب اللون ونباته في مناقع المياه ومجاريه القليلة الجري ويسمى باللاطينية أميره وله أصل أبيض ذو شعب كثيرة رقاق كالخيوط مشتبكة بعضها ببعض وهو يلزق الجراحات ويدمل القروح، وإذا شرب نفع من جسو الطحال.
لسان: ابن سينا: هو جوهر مركب من لحم رخو نفذت فيه عروق وعصب وعضل وخلطه رطب. المنهاج: هو سريع الإنهضام معتدل الغذاء بين القلة والكثرة.
لسان البحر: وقد مضى ذكره في السين المهملة في رسم سيبيا وقد قلنا أنها السمكة التي سماها جالينوس في مفرداته الدمثا وفسرها حنين السرطان البحري وليس كما قال حنين.
لصف: هو الكبر وأظنه مفتوح الصاد المهملة.
لصيفي: هو النبات الذي تسميه علماؤنا بأذن الأرنب وقد ذكرته في الألف ويسميه قوم بأذن الغزال أيضاً وله بزر خشن يلصق بالنبات، وقد يقال اللصيفي أيضاً لحشيشة أخرى وهو البلسكي وقد ذكرته في الباء.
لعبة بربرية: ابن سينا: هو شيء كالسورنجان يجلب من نواحي أفريقية يفش به السورنجان وقد يحرك الباه. لي: هو السورنجان بعينه وهو النابت بظاهر ثغر الإسكندرية والإسكندرانيون وغيرهم من أهل الديار المصرية يسمونه بالعكنة أيضاً فلا يتوهمون أن السورنجان غير اللعبة البربرية. الرازي في الحاوي: رأيت العماد في نهش الأفاعي كلها خاصة وأكثر السموم من الهوائم على تقوية الحرارة الغريزية لتكون أقوى من أن يمكن أن يعمل فيها ذلك السم فلذلك أرى أن الخمر موافق جداً، ورأيت اللعبة البربرية تثير في البدن حراً كثيراً كأنه طبيعي فلذلك أحسب أنه شديد الموافقة لذلك وأحسب أنه أشرف دواء له يكون الفزع إليه.
لعبة مطلقة: هو أصل اليبروح عند أهل مصر وسيأتي ذكره في الياء.
لفاح: هو على الحقيقة ثمر اليبروح وأيضاً بأرض الشام ومصر نوع من البطيخ صغير كالأكر وجسمه مخطط كأنه الثياب العتابية ورائحته طيبة المشم وتسمى الشمامات عندهم فيعرف باللفاح أيضاً.
لفت: مذكور في رسم شلجم في حرف الشين المعجمة.
لك: ابن سينا: يهزل السمان بقوة شديدة وينفع من الخفقان وينفع الكبد ويقويها وينفع من اليرقان والإستسقاء اللحمي إذا أضيف إلى أحد المعجونات النافعة لذلك ويؤخذ كل مرة في ذلك المعجون من درهم إلى نحوه، وإذا شرب بالخل أياماً أهزل البدن والمشروب منه على الريق درهمان بأوقية من الخل. لي: زعم بعض التراجمة أن هذا هو الذي سماه ديسقوريدوس في الأولى قيقهن وليس كما زعم وقد ذكرته في القاف. إسحاق بن عمران: قوته من الحرارة واليبوسة في الدرجة الثانية. الرازي في جامعه الكبير: هو مفتح للسدد يقوي الأحشاء. ابن الجزار: إذا غسل اللك كان أبلغ في فعله وألطف في مذهبه وما يراد من إصلاح الكبد وأما صفة غسله فأن يؤخذ وينقى من عيدانه ويسحق ويصب عليه ماء قد أغلي فيه الراوند وأصول الأذخر ويحرك بدستج الهاون ناعماً ويصفى بمنخل ويرمى ثفله ويترك ماؤه حتى يصفو ويرسب ثم يصفى الماء عنه برفق ويؤخذ الثفل الذي يرسب ويجفف في الظل ويرفع في إناء زجاج ويستعمل فإن لم يبق إلا الثفل والدردي المختلط فليعد الماء الحار عليه ثانياً ويحرك ويصفى كذلك على ما وصفت. الرازي: في كتاب إبدال الأدوية: وبدله في تفتيح السدد والنفع من ضعف الكبد ثلثا وزنه من الزراوند ونصف وزنه من الأسارون وثلثا وزنه من الطباشير البيض.
لملم: كتاب الرحلة: إسم لشجرة القطف البحر بصحراء برنيق من أعمال برقة عند بعض العربان بها ويزعمون أن أصله نافع للمجذوم فاختره. لي: هو المعروف بالملوح في كتب الأطباء وسيأتي ذكره في الميم وهو أكثر حطب أهل الإسكندرية.
لنخيطس:(2/140)
ديسقوريدوس: في الثالثة هو نبات له ورق شبيه بورق الكراث إلا أنه أعرض ورقاً منه ولون ورقه إلى الحمرة كالدم وأكثر ورقه إنما ينبت عند أصله وورقه منحن مائل إلى ناحية الأرض وأقله ينبت في الساق وعلى طرف الساق زهر أسود شبيه بالقلانس فيه وجه شبيه بوجه الكرح فيه شيء شبيه بالفم المفتوح وقريب منه شيء أبيض شبيه باللسان قريب من الشفة السفلى، ولهذا النبات ثمرة شبيهة في شكلها بزج الحربة وطرفها ذو ثلاث زوايا وله أصل شبيه بالجزرة وينبت في أماكن خشنة رطبة، وأصل هذا النبات إذا شرب بالشراب أدر البول. جالينوس في السابعة: هو دواء يدر البول. لي: أخبرني من أثق به أنه شاهد هذا النبات بجبل لبنان وبالجهة المطلة منه على بلد صيدا من أرض الشام وهذا الموضع يعرف بالتومين وتعجب من ماهيته غاية التعجب، وهذا الرجل لم يكن من أهل هذه الصناعة ولم يكن يحفظ ما قال ديسقوريدوس منه.
لنخيطس آخر: ديسقوريدوس في الثالثة: هو نبات خشن له ورق شبيه بورق سقولوقندريون إلا أنه أخشن منه وأعظم تشريفاً، وإذا وضع على الجراحات نفعها ومنع عنها أن يضربها الحمرة، وإذا شرب بالخل نفع وحلل ورم الطحال. جالينوس في السابعة: ورقه ما دام طرياً يصلح لإدمال الجراحات فإذا يبس فإنه يشفي الطحال إذا شرب بالخل. لي: وهذا النوع يعرفه شجارو الأندلس بالرقعة الصخرية وهو مشهور عندهم بذلك.
لوز:(2/141)
جالينوس في السادسة: أما المر منه فقوته قوة ملطفة ودليله طعمه وما يختبره من أمره بالتجربة وذلك أنه يفتح السدد الحادثة في الكبد عن الأخلاط الغليظة اللزجة المتضاغطة في أقصى العروق تفتيحاً بليغاً ويجلو النمش ويعين على نفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصدر والرئة، ويشفي أيضاً الأوجاع الحادثة في الأضلاع وفي الطحال والكليتين والقولنج وأمثال هذه الأشياء، وجملة شجرة هذا اللوز قوتها مثل هذه القوة، ولذلك قد يؤخذ أصلها فيطبخ ويوضع من خارج على الكلف فيذهبه. ديسقوريدوس في الأولى: أصل شجرة اللوز المر إذا طبخ ودق ناعماً وسحق نقى الكلف في الوجه واللوز أيضاً إذا تضمد به فعل ذلك أيضاً، وإذا احتمل أدر الطمث، وإذا خلط بدهن الورد وخل وتضمد به الجبين نفع من الصداع، وإذا خلط بشراب كان صالحاً للشري، وإذا خلط بالعسل كان صالحاً للقروح الخبيثة والنملة وعضة الكلب الكلب، وإذا أكل سكن الوجع ولين البطن وجلب النوم وأدر البول، وإذا استعمل بالنشاشتج من الحنطة ومع النعنع كان صالحاً لنفث الدم، وإذا شرب بالشراب وخلط بصمغ البطم ولعق كان صالحاً لمن بكلاه وجع ومن ورمت رئته ورماً حاراً، وإذا استعمل بالميختج المسمى أعليقي نفع من عسر البول وفتت الحصا، وإذا لعق منه مقدار جوزة بالعسل واللبن نفع من وجع الكبد والطحال والسعال والنفخ في الأمعاء المسمى قولون وإذا تقدم في الأخذ منه قدر خمس لوزات منع السكر، وإذا أكله الثعلب مع الطعام قتله. مسيح: اللوز المر حار في الدرجة الثالثة. إسحاق بن عمران: اللوز المر هو عاقل للطبيعة ينقلب إلى المرار ويكثر الصفار ومذهبه مذهب الدواء لا مذهب الغذاء وأما شجرة اللوز الحلو فهي أضعف بكثير من شجرة اللوز المر وهذه أيضاً ملطفة مدرة للبول، وإذا أكل اللوز الحلو وهو طري أصلح به المعدة. جالينوس: أما اللوز الحلو ففيه أيضاً مرارة يسيرة وإنما لما كان الغالب عليه الحلاوة صارت مرارته تخفى فلا يعلم بها وإنما تظهر المرارة ظهوراً بيناً إذا هو عتق وكل حلو الطعم فهو معتدل الحرارة. الرازي في كتاب أغذيته: وليس في طعم اللوز الحلو قبض أصلاً بل الغالب عليه الحلاوة والتلطيف ولذلك يجلو الأعضاء الباطنة وينقيها ويعين على قذف الرطوبات. مسيح بن الحكم: وأما اللوز الحلو فحار رطب في وسط الدرجة الأولى ويغذو البدن غذاء يسيراً وإن أكل رطباً بقشره دبغ اللثة والفم وسكن ما فيهما من الحرارة بالبرودة والعفوصة والحموضة التي في قشره الخارج قبل أن يصلب ويشتد. ابن ماسويه: وإن قلي يابسه كان أنفع للمعدة بالدبغ. المنصوري: يلين الحلق وهو ثقيل طويل الوقوف في المعدة غير أنه لا يسدد بل يفتح السدد ويسكن حرقة البول، وإذا أكل بالسكر زاد في المني. وفي كتاب دفع مضار الأغذية: هو معتدل السخونة جيد للصدر والرئة والمثانة الخشنة والأمعاء أيضاً وهو يغذوها ويزلق ما فيها ويسرع انحداره وإنهضامه سريعاً بالسكر الطبرزذ والفانيذ الخزائني فإن ثقل في حالة لكثرة ما أخذ منه فليشرب عليه ماء يقبل كثرته ويجب بعد كثرته شرب ماء العسل، وإن أكثر من الرطب منه فليؤخذ عليه الكموني والجوارشن السفرجلي المسهل وأكل الجوز واللوز المرطبين بالمري مما يسرع إخراجهما إلا أنهما لا يغذوان في هذا الحال كما يغذوان إذا أكلا مع السكر والفانيذ وقلما يصلحان مع المري لينقل بهما وتعليل النفس على الشراب وعند الجوع الكاذب بهما، فأما إذا قشرا وأكلا مع السكر الطبرزذ والفانيذ الخزائني فإنهما يزيدان في المخ والدماغ ويخصبان البدن ويغذوانه غذاء كثيراً. غيره: اللوز الحلو ينفع السعال اليابس أكلاً.
لوز البربر:(2/142)
ابن رضوان: هو ثمر شبيه بصغير البلوط أصفر اللون في أحد جوانبه ثقب غير نافذة إلى داخله وداخله شبيه بحب الصنوبر يجلب من شجر كبار بالمغرب الأقصى حار يابس للبطن ودهنه ينفع من الطرش القديم ووجع الأذن نفعاً بيناً والشربة منه التي تمسك البطن نصف درهم. لي: هذا هو الهرجان، والبربر بالمغرب الأقصى يسمونه أرجان وهو شجر يكون بالمغرب الأقصى بقبيلة مراكش ببلاد دحاحا وركراكا كثير الشوك حديده يمنع شوكه من الوصول إلى جني ثمرته ويستخرج من ثمرته دهن بأن تعطى ثمرته المعز أو الإبل تأكله عند نضجه على شجره، فإذا أكلته ورمت بنواه من بطونها فحينئذ يلقطونه ويكسرونه كاللوز ويأخذون لبه فيطحن كالزيتون ويستخرج منه دهن يتأدم به وهو عندهم من أفضل الأدهان وأرفعها ويسمى زيت الأركان.
لوبيا: الغافقي: هو صنفان أحدهما يؤكل بغلفه لأنه غض وهو المسمى باليونانية سميلقن. ديسقوريدوس في الثانية: سميلقن ومن الناس من يسمي ثمره أسفاراغس وله ورق شبيه بورق قسوس إلا أنه أنعم منه بكثير وقضبانه دقاق شبيهة بالخيوط تشتبك بالنبات المجاور لها ويستطيل جداً حتى يستظل تحته وله غلف شبيهة بغلف الحلبة غير أنه أطول وأسمن وفي جوفه حب شبيه بحب الكلى في شكله مختلف اللون منه ما لونه إلى الحمرة ومنه إلى البياض ومنه إلى السواد وقد يؤكل كالهليون وهو مدر للبول. الفلاحة: هو شبيه بكبار اللوبيا يؤكل بغلفه لأنه غض لا يخشن وهو مبرد قليل البرد قريب من الإعتدال مدر للبول سريع الإنحدار يملأ الرأس بخاراً ويضر الزكام والدماغ الضعيف ومن يعتاده السهر، فإذا أكل غضا أرى أحلاماً رديئة مفزعة وإذا أكل مسلوقاً كان فعله لذلك أقل. ابن ماسويه: حارة رطبة في وسط الدرجة الأولى وما احمر منها كانت أكثر حرارة وهي تدر الحيض إذا صير معها القنة ودهن الناردين. قال: ومن أدلة رطوبتها سرعة نفخها وهي مولدة لخلط غليظ بلغمي رديئة للمعدة فإن أكل معها خردل منع ضررها والأحمر منها أحمد خلطاً وأما الأبيض فغليظ كثير الرطوبة عسر الإنهضام ويعين على هضمه أكله حاراً بالمري والزيت والكمون ولا يؤكل قشره الخارج، وأما رطبه فأحمد أكله بالملح والفلفل والصعر ليعين على هضمه ويشرب عليه نبيذ صرف والمربى منه بالخل قليل الرطوبة بطيء الإنهضام من أجل يبس الخل. ابن سينا: هو أقل نفخاً من الباقلا وأكثر نفخاً من الماش وأسرع انهضاماً وخروجاً منه وليس بأقل غذاء منه وهو جيد للصدر والرئة. الغافقي: اللوبيا الأحمر حار في الدرجة الأولى وماؤه المطبوخ ينقي دم النفاس ويخرج الأجنة الميتة والمشيمة. الرازي في دفع مضار الأغذية: هو كثير النفخ وليس بصالح للمعدة بل يغثي ويبخر الرأس أيضاً ولذلك ينبغي أن يؤكل بالخل والخردل والسذاب والمري، فإن الخل يمنع تبخيره إلى الرأس وتوليده الغثي والخردل أو الخل والمري يذهبان بما فيه من تقليبه المعدة ويطيبانه ويشهيانه إلى الطبع ويسرعان إخراجه من البطن والسذاب يكسر رياحه ونفخه جداً.
لوقاقيثا: ديسقوريدوس في الثالثة: له أصل شبيه بالشعر شديد المرارة إذا مضغ سكن وجع الأسنان، وإذا طبخ بالشراب وشرب منه ثلاث قوابوسات نفع من أوجاع الجنب المزمنة وعرق النسا وخضد لحم العضل والتشنج، وإذا شربت عصارته أيضاً فعلت ذلك. جالينوس في السابعة: أصل هذا مر فهو لذلك يحلل ويجفف في الدرجة الثالثة، وأما الإسخان فهو في الأولى منه يقوي الأعضاء ويشدها وقوته مثل قوة الأقاقيا غير أن قوة هذا أشد قبضاً وأشد تجفيفاً ويصلح إذا شرب، وإذا احتقن به لمن كان به إسهال مزمن أو قرحة في الأمعاء.
لوقاس: الغافقي: سماه البطريق حرف أبيض وسماه حنين سفند اسفنذ. وفي الكتاب الحاوي سفندا سنفدو وهي امتداريا البيضاء، وقيل أنه نوع من المر. ديسقوريدوس في الثالثة: لوقاس الجبلية وهي أعرض ورقاً من البستانية وثمرها أشد حرافة وأمر وأردأ طعماً من البستانية وكلتاهما إذا تضمد مبهما أو شربتا بشراب وافقتا ضرر ذات السموم من الحيوان وخاصة البحرية. جالينوس في السابعة: الغالب على هذا في طعمه الحرافة ومزاجه بارد يابس قريب من الدرجة الثالثة.
لوسيماجيوس:(2/143)
يعرفه بعض شجاري الأندلس بالقصب الذهبي وبالخويخة تصغير خوخة وبخوخ الماء أيضاً وبعود الريح أيضاً. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له قضبان نحو من ذراع وأكثر دقاق شبيهة بقضبان التمنش من النبات معقدة عند كل عقدة ورق نابت شبيه بورق الخلاف قابض في المذاق وزهر أحمر شبيه في لونه بالذهب وينبت بالآجام وعند المياه. جالينوس في السابعة: الأغلب على طعمه القبض ولهذا يحمل الجراحات ويقطع الرعاف إذا تضمد به وهو مع هذا يقطع كل دم ينبعث حيث كان من نفس جرمه وعصارته إلا أن عصارته أبلغ فعلاً منه، ولذلك صار إذا شرب واحتقن به شفى قروح الأمعاء وهو دواء لمن ينفث الدم وللنزف. ديسقوريدوس: وعصارة ورقه موافقة يقبضها لنفث الدم من الصدر وقرحة الأمعاء مشروبة كانت أو محتقناً بها، وإذا احتملته المرأة قطع سيلان الرطوبات المزمنة دماً كان أو غيره من الرحم، وإذا سد المنخران بهذا النبات قطع الرعاف، وإذا وضع على الجراحات ألحمها وقطع عنها نزف الدم، وإذا دخن به خرج له دخان حاد جداً حتى أنه يبلغ من حدته أن يطرد الهوام ويقتل الفأر.
لؤلؤ: ابن ماسه: يجلب من البحار إلا أن فيه لطافة يسيرة وهو نافع لظلمة العين ولبياضها وكثرة وسخها ويدخل في الأدوية التي تحبس الدم ويجلو الأسنان جلاء صالحاً. ابن عمران: الدر معتدل في الحر والبرد واليبس والرطوبة وكباره خير من صغاره ومشرقه خير من كدره ومستويه خير من مضرسه وخاصته النفع من خفقان القلب والخوف والفزع والجزع الذي يكون من المرة السوداء ولذلك كان يصفي دم القلب الذي يغلظ فيه ويجفف الرطوبة التي في العين لشدة أعصاب العين. وزعم أرسطو: أنه من وقف على حل المر كباره وصغاره حتى يصير ماء رجراجاً ثم طلي به البياض الذي يكون في الأبدان من البرص أذهبه في أول طلية يطليه ومن كان به صداع من قبل انتشار أعصاب العين وسعط بذلك الماء أذهب عنه ما به وكان شفاؤه في أول سعطة. وقال بعض علمائنا: وحله يكون بأن يسحق ويلت بماء حماض الأترج ويجعل في إناء ويغمس بماء حماض الأترج ويعلق في دن فيه خل ويدفن الدن في زبل رطب أربعة عشر يوماً فإنه ينحل. ابن زهر: إمساكه في الفم يقوي القلب عموماً.
لوف:(2/144)
هو ثلاثة أصناف منها المسمى باليونانية ووراقيطون ومعناه لوف الحية من قبل أن ساقه يشبه سلخ الحية في رقته وهو اللوف السبط والكبير أيضاً وعامتنا بالأندلس تسميه غرغينة، وبعضهم يسميه الصراخة لأنهم يزعمون عندنا أن له صوتاً يسمع منه في يوم المهرجان وهو يوم العنصرة ويقولون أن من سمعه يموت في سنته تلك، والثاني هو المسمى باليونانية أأرن ويسمى بالبربرية أيرن وهو الصفارة بعجمية الأندلس وهو اللوف الجعد، والثالث هو المسمى باليونانية أريصارن وهو الصرين وأهل مصر تسميه بالذريرة. ديسقوريدوس في الثانية: دراقيطون وهو الفليجوس ومعناه باليونانية أذن الفيل له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسيوس في لونه فرفرية وآثار مختلفة الألوان وهو مثل عصا في غلظه وله في أطراف الساق شبيه بعنقود أول ما يظهر لونه إلى البياض شبيه بلون الخشخاش وإذا نضج كان لونه شبيهاً بلون الزعفران ويلذع اللسان وأصله إلى الإستداره ما هو شبيه بأصل النبات الذي يقال له ثليوس مشاكل لأصل النبات الذي تسميه السريانيون لوفا، ويقال له باليونانية أأرن وعليه قشر رقيق وينبت في أماكن ظليلة ورطبة في السباخات. جالينوس في السادسة: أما أصل هذا النبات وورقه فهما شيء شبيه بالنوع الآخر من اللوف المسمى أأرن إلا أن هذا أحد من ذلك وأشد مرارة منه فهو لذلك أسخن منه وألطف وفيه يسير قبض إذا كان موجوداً مع هذه الأشياء التي ذكرنا، أعني مع الحدة والمرارة وكان النبات عند ذلك أقوى وأصله أيضاً ينقي ويفتح سدد الكبد والطحال والكليتين لأنه يلطف الأخلاط الغليظة اللزجة وهو نافع جداً للجراحات الرديئة وذلك أنه يجلوها وينقيها تنقية بالغة قوية وينفع من جميع العلل المحتاجة إلى الجلاء، وإذا طلي عليها بالخل قلع البهق وورقه أيضاً قوته هذه القوة بعينها فهو لذلك يصلح للقروح والجراحات الطرية وكلما كان ورقه أقل جفوفاً كان إدماله للجراحات أكثر بحسب ذلك لأن الورق الكثير الجفوف قوته تكون أحد مما يصلح للجراحات الحادثة عن الضربات، وقد وثق الناس منه أنه يحفظ الجبن الرطب إذا وضع عليه من خارجه ويمنعه من التعفن لمزاجه اليابس وبزره أقوى من ورقه ومن أصله فهو لذلك يشفي السراطين والأورام الحادثة في المنخرين التي تسميها الأطباء الكثيرة الأرجل وهي نواصير الأنف وعصارته تنقي الأثر الحادث في العين عن قرحة. ديسقوريدوس: وثمره إذا أخرج ماؤه وخلط بالزيت وقطر في الأنف أذهب اللحم الزائد فيه الذي يقال له فولونس والسرطان، وإذا شرب من ثمره نحو من ثلاثين حبة بخل ممزوج بماء أسقط الجنين، ويقال أن المرأة إذا علقت واشتمت رائحة هذا عند ذبول زهره أسقطت، وأصله مسخن ينفع من عسر النفس الذي يعرض فيه الإنتصاب ومن الوهن العارض في المفصل والسعال والنزلة، وإذا طبخ أو شوي وأكل وحده أو بعسل سهل خروج الرطوبات من الصدر وقد يجفف ويدق ويخلط بعسل ويلعق فيدر البول، وإذا شرب بشراب حرك شهوة الجماع، وإذا خلط بالدواء الذي يقال له القير أو عسل وصير بمنزلة المراهم نقى القروح الخبيثة وأدملها، وقد يعمل منه شيافات للنواصير وإخراج الأجنة وقيل أنه إذا أخذ الأصل ودلك على بدنه لم تنهشه حية، وإذا دق وخلط بخل ولطخ به البهق قلعه والورق إذا دق وصير في الجراحات الطرية بدل الفتل وافقها، وكذا إذا طبخ بالشراب ووضع على الشقاق العارض من البرد، وإذا لف فيه الجبن لم يدود وماء الأصل يوافق قرحة العين التي يقال لها فالنون والتي يقال لها قوما والتي يقال لها حيلوس أيضاً وقد يؤكل الأصل في وقت الصحة مطبوخاً ونيئاً عند الجزيرة التي يقال لها عيدرس والتي يقال لها بلاندس فيأخذون الأصل ويطبخونه بدل الزلابية، وينبغي أن تجمع الأصول وقت الحصاد وتقطع وتمسك في خيوط كتان وتجفف في الظل. مسيح: دراقيطون أصله حاد حريف فإذا استعمل طعاماً فينبغي أن يطبخ مرة ويلقى ماؤه ثم طبخ ثانية ليذهب الطبخ بما فيه من قوة الدواء ويستعمل كالسوس لأصحاب السعال والكيموس الغليظ الذي يحتاج إلى قوة قوية وهو يسير الغذاء ويحرق الدم وكذا سائر الأشياء المرة فأما الأشياء التفهة والأشياء الحلوة فغذاؤها كثير لا سيما إذا كانت أجرامها ليست رطبة بل صلبة وأما أأرن الذي تسميه السريانيون لوقا فورقه شبيه بهذا إلا أنه أصغر منه نقي من الآثار وله ساق طولها شبر إلى(2/145)
الفرفيرية شكله كدستج الهاون عليه ثمر لونه إلى الزعفران وله أصل أبيض كهذا شبيه بأصل دراقيطون. جالينوس في السادسة: جوهر هذا جوهر حار أرضي فهو لذلك يجلو ولكن ليس قوة الجلاء فيه قوية كقوتها في اللوف الآخر المسمى دراقيطون وهو في التجفيف والإسخان في الدرجة الأولى وأصوله أنفع ما فيه، وإذا أكلت قطعت الأخلاط الغليظة تقطيعاً معتدلاً ولذلك صارت نافعة لما ينفث من الصدر، والنوع الآخر من اللوف وهو دراقيطون أنفع في ذلك. ديسقوريدوس: وقد يهيأ ورقه للأكل على أنحاء شتى وقد يجفف وحده ويطبخ ويؤكل وقد يؤكل ورقه وثمره وأصله كالدراقيطون، وإذا تضمد بأصله مع إخثاء البقر كان صالحاً للنقرس وقد يخزن الأصل كالدراقيطون وأكثر ما يستعمل منه ورقه للأكل لقلة حرافته. غيره: أصله إذا كان رطباً وغلي في دهن نوى المشمش حتى يحترق وطلي به البواسير الظاهرة حلقها ورمى بها، ويحتمل أيضاً في صوفة للباطنة وقد يقطع صغاراً وينقع في شراب يوماً وليلة ثم يمسك ما أمكن في الدبر فإنه نافع من البواسير وهو عجيب في ذلك إلا أنه صعب، وإذا بخرت البواسير بأصل اللوف جففها، وأما أرنصارون فقال ديسقوريدوس هو نبات صغير له أصل شبيه بحبة الزيتون أشد حرافة من أصل اللوف، ولذلك إذا تضمد به منع سعي القروح الخبيثة في البدن ويعمل منه شيافات قوية الفعل للنواصير وإذا احتمل في فروج الحيوان أفسدها. الشريف: وأما اللوف الصغير فإن لأصله في النفع من داء الشوكة فعلاً عجيباً إذا طلي به مع دهن بنفسج مسخن، وإذا سحق مع الدهن وطليت به أطراف المجذوم أوقف التآكل فإن أديم الطلي عليها أبرأها، وإذا سقي مع الدهن العتيق شفى من الدماميل. جالينوس: هو أسخن كثيراً من اللوف.ة شكله كدستج الهاون عليه ثمر لونه إلى الزعفران وله أصل أبيض كهذا شبيه بأصل دراقيطون. جالينوس في السادسة: جوهر هذا جوهر حار أرضي فهو لذلك يجلو ولكن ليس قوة الجلاء فيه قوية كقوتها في اللوف الآخر المسمى دراقيطون وهو في التجفيف والإسخان في الدرجة الأولى وأصوله أنفع ما فيه، وإذا أكلت قطعت الأخلاط الغليظة تقطيعاً معتدلاً ولذلك صارت نافعة لما ينفث من الصدر، والنوع الآخر من اللوف وهو دراقيطون أنفع في ذلك. ديسقوريدوس: وقد يهيأ ورقه للأكل على أنحاء شتى وقد يجفف وحده ويطبخ ويؤكل وقد يؤكل ورقه وثمره وأصله كالدراقيطون، وإذا تضمد بأصله مع إخثاء البقر كان صالحاً للنقرس وقد يخزن الأصل كالدراقيطون وأكثر ما يستعمل منه ورقه للأكل لقلة حرافته. غيره: أصله إذا كان رطباً وغلي في دهن نوى المشمش حتى يحترق وطلي به البواسير الظاهرة حلقها ورمى بها، ويحتمل أيضاً في صوفة للباطنة وقد يقطع صغاراً وينقع في شراب يوماً وليلة ثم يمسك ما أمكن في الدبر فإنه نافع من البواسير وهو عجيب في ذلك إلا أنه صعب، وإذا بخرت البواسير بأصل اللوف جففها، وأما أرنصارون فقال ديسقوريدوس هو نبات صغير له أصل شبيه بحبة الزيتون أشد حرافة من أصل اللوف، ولذلك إذا تضمد به منع سعي القروح الخبيثة في البدن ويعمل منه شيافات قوية الفعل للنواصير وإذا احتمل في فروج الحيوان أفسدها. الشريف: وأما اللوف الصغير فإن لأصله في النفع من داء الشوكة فعلاً عجيباً إذا طلي به مع دهن بنفسج مسخن، وإذا سحق مع الدهن وطليت به أطراف المجذوم أوقف التآكل فإن أديم الطلي عليها أبرأها، وإذا سقي مع الدهن العتيق شفى من الدماميل. جالينوس: هو أسخن كثيراً من اللوف.
لوقا:(2/146)
أبو العباس الحافظ: هذا إسم لنوع من حي العالم المسمى بأذن القسيس بالبلاد المصرية وبالشام أيضاً عصارته عندهم مع الدهن مغلاة تنفع من وجع الأذان وكثيراً ما يتخذونها في البساتين وعلى القبور وفي السطوح في المراكز وهي أيضاً مختبرة في الإسهال المزمن وورقها على شكل ورق المساقق النابتة على الحجارة إلا أنها أصلب وأشد خضرة مقعرة جداً تميل إلى الطول قليلاً وهي مجتمعة متكاثفة وفي بعضها انقباض أمتن من المساقق براقة طعمها طعم الحصرم ثم يعقبه مرارة تحذي اللسان يخرج من وسطها ساق نحو قامة وأقل وأكثر وعليه ورق وأسفله وأعلاه معرى منه إلا ما لا خطر له وهي رخصة معقدة وتصلب إذا انتهت وتتكوّن ويتداخل في داخلها زهر فستقي الشكل فيه بعض شبه من زهر حي العالم النابت على الجدران لونه بين البياض والصفرة وهي دائمة الخضرة كل السنة أوله لام مضمومة ثم واو ساكنة ثم فاء مروسة مفتوحة بعدها ألف ساكنة.
لوفيون: هو شجرة الحضض باليونانية وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.
لوطوس: يقال على نوعي الحندقوقا وعلى البشنين أيضاً فإن ديسقوريدوس سماه لوطوس وهو الذي يكون بمصر ومن أجل هذا الإشتراك جعل حنين البشنين حندقوقا مصري ولست أرى ذلك صحيحاً ويقال لوطوس أيضاً على نوع من الشجر ذكره ديسقوريدوس في الأولى وفسره حنين بالسدر وهو بعيد عن الصواب وغيره من التراجمة أيضاً فسره بالميس أيضاً وهو أقرب إلى الصواب.
ليثابوطس:(2/147)
هو نبات ذو أصناف ومعناه الكندريات لأجل رائحة الكندر الموجودة فيها واشتق لها هذا الإسم من ليثابو الذي هو الكندر. زعم ابن جلجل: أنه الإكليل الجبلي المعروف عند أهل الأندلس بإكليل النفساء وهو غلط محض وتابعه جماعة ممن أتى من بعده كالشريف الإدريسي فإنه لما ذكر الإكليل الجبلي في مفرداته تكلم فيه على أنواع الليثابوطس على أنها الإكليل وهذا تخبيط وعدم تحقيق في النقل والليثابوطس بأنواعه هو من أنواع الكلوخ فمنه ما يعرف عند شجارينا بالأندلس بالبريطور الساحلي لأنه أكثر ما يكون عندنا بالسواحل، ومنه نوع آخر يعرفه أهل غرب الأندلس بالبريطور السحراوي وليس به في الحقيقة، ومنهم من يعرفه بالاشتر وبالعساليج وبالقليقل أيضاً لأن عساليجه إذا كان في زمن الربيع تؤكل وهي رخصة جداً فيها حرارة مع حرافة مستلذة ومنه ما لا ساق له ولا ثمر ومنه ما له ساق وثمر وأصوله كلها تشبه رائحة الكندر، والنوع الساحلي منه زهره أبيض وثمره مثل ثمر الرازيانج. ديسقوريدوس في الثالثة: ليثابوطس هو نبات ذو أصناف منه صنف له ثمر يقال له تحررا ومن الناس من يسمي هذا الصنف راء ويسمونه أيضاً قميصانا وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له ماراثون إلا أنه أعرض منه وأغلظ منبسط على الأرض باستدارة طيب الرائحة وله ساق طولها نحو من ذراع أو أكثر فيها أغصان كثيرة وعلى أطرافها أكلة فيها ثمر كثير أبيض شبيه بثمر النبات الذي يسمى سغندرايون مستدير وفيه زوايا حريف وفي طعمه شبه بالصنف الذي وصفنا، وإذا مضغ حذى اللسان وله عرق أبيض رائحته كرائحة الكندر كثير، ومنه صنف آخر شبيه بالصنف الذي وصفنا في سائر الأشياء إلا أن له بزراً عريضاً أسود وهو شبيه بثمر النبات الذي يقال له سفندوليون طيب الرائحة لا يحذي اللسان وله عرق لون ظاهره أسود ولون باطنه أبيض، ومنه صنف يشبه الصنفين الآخرين جميعاً في سائر الأشياء إلا أنه ليس ينبت له ساق ولا زهر ولا بزر وينبت الليثابوطس في مواضع صخرية وأماكن وعرة. جالينوس في السابعة: أنواع هذا النبات ثلاثة واحد لا ثمر له والآخران يثمران وقوتها كلها شبيهة بعضها ببعض لأن قوته تحلل وتلين وعصارة حشيشه وأصوله إذا خلط كل واحد منهما بالعسل شفت ظلمة البصر الحادثة عن الرطوية الغليظة والذي يطبخ فيه النوع الذي يتخذ منه الأكاليل من أنواع هذا الدواء هو الذي تسميه الروم وسمافيون فإنه إذا شربه أصحاب اليرقان نفعهم وذلك أن قوة أنواع هذا النبات وهو الذي تسميه الروم وسمافيون تجلو فقط. ديسقوريدوس: وإذا تضمد به مدقوقاً قطع سيلان الدم من البواسير وسكن الأورام الحارة العارضة في المقعدة والبواسير النابتة وأنضج الخنازير والأورام العسرة النضج، وأصوله إذا استعملت يابسة مع العسل نقت القروح، وإذا شربت بالخمر أبرأت المغص ووافقت نهش الهوام وأدرت البول والطمث، وإذا تضمد بها رطبة حللت الأورام البلغمية وماء الأصل منه وغير الأصل إذا خلط بعسل واكتحل به أحد البصر، وثمره إذا شرب فعل ذلك أيضاً وإذا شرب بالفلفل والشراب نفع من الصرع وأوجاع الصدر المزمنة واليرقان، وإذا تمسح به مع الزيت أدر العرق، وإذا دق وخلط بدقيق الشيلم والخل وتضمد به وافق شدخ العضل وأطرافها، وإذا خلط بخل ثقيف نقى البهق، وينبغي أن لا يستعمل للدبيلات بزر الليثابوطس المسمى فجروا لكن بزر الآخر لأن الفجروا حريف يخشن الحلق قال ثاوفرسطس: أنه ينبت مع الشجرة التي يقال لها أرنقي صنف من الليثابوطس له ورق شبيه بورق الخس البري وعرق قصير إلا أن ورقه أشد بياضاً وأخشن من ورق الخس وأن أصله إذا شرب حرك القيء والإسهال، والفجروا له قوة مسخنة مجففة جداً ولذلك يخلط بأشياء يغسل بها الرأس ويذر عليه ويترك ثلاثة أيام ثم من بعد ذلك يغسل منه فيوافق العين التي تنصب إليها الفضول.
ليمونيون:(2/148)
ابن حسان: معناه باليونانية السبخي لأنه أكثر ما ينبت في السباخ وهو النوع الكثير من الحماض وله سنابل كالدخن لينة الملمس. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق السلق إلا أنه أدق منه وأصغر وهو عشرة عدداً أو أكثر بقليل وساقه قائم دقيق شبيه بساق السوسن ملآن من ثمر أحمر قابض، وثمره إذا دق ناعماً وشرب منه مقدار أكسوثافن في شراب قابض نفع من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن وقد يقطع نزف الدم من الرحم وينبت في البساتين وفي الآجام. جالينوس في السابعة: وثمره لما كان قابضاً صار ينفع من استطلاق البطن واختلاف الدم ونفثه وشربها بالشراب أيضاً نافع لنزف الطمث، وإذا احتيج إليه في كل ذلك فيكتفي بأكسوثافن في الشربة الواحدة.
لينج: ديسقوريدوس في الخامسة: قوامص قد يكون بعضه في معادن النحاس القبرسية وبعضه وهو أكثره يعمل من الرمل الموجود في مغاير وحفر البحر وأكثره يوجد في جوف البحر وهو أجوده، وليختر منه ما كان مشبع اللون جداً وقد يحرق كما يحرق القليميا ويغسل كما يغسل. جالينوس في التاسعة، قوته حادة تنقص وتحلل أكثر من الزنجفر وفيه أيضاً بعض قبض. ديسقوريدوس: وله قوة يقلع بها اللحم ويعفن تعفيناً يسيراً ويحرق ويقرح.
ليقيه: أبو العباس: الحافظ إسم عربي لنبت لونه قاني منسطح يخرج جراء على شكل جراء قثاء الحمار إلا أنها أكبر وهي مزواة مشوكة بشوك حاد إلى السواد والجراء لونها كالخيار الأبيض والشوك متحجر وفي داخل الجراء ثمر دلاعي الشكل وهو عندهم نافع لحيات البطن، وإذا انتهت الجراء اصفرت رأيتها بأرض الغور وبصعيد مصر وببطن مرو ورأيتها أيضاً بأرض الحجاز ويسمونها بالعلقم وقد ذكرته في العين. لي: منها شيء كثير ينبت بموضع من صعيد مصر يقال له زماخر ويسمونها باللويقة أيضاً والشّربة منه وزن ربع درهم فيسهل إسهالاً ذريعاً وطعمها في غاية المرارة وجراؤها على حكم الخيار كما وصف.
ليمون:(2/149)
ابن جميع: مركب من ثلاثة أجزاء مختلفة المنافع والقوى وهو القشر والحماض والبزر أما قشره فيتبين في تطعمه عند مضغه مرارة كثيرة وحرافة قليلة وقبض خفي وله مع ذلك عطرية ظاهرة ويدل ذلك على أن طبعه التسخين القريب من الاعتدال والتجفيف البين، ولذلك يكون مزاجه حاراً في أول الدرجة الثانية وهو يابس في آخر الدرجة الثانية ولما فيه من المرارة والقبض والعطرية صار مقوياً للمعدة خاصة منبهاً لشهوة الطعام معيناً على جودة الإستمراء مطيباً للنكهة محركاً للطبيعة مجشئاً مطيباً للجشاء مقوياً للقلب مصلحاً لنفث الأخلاط الرديئة، وفيه مع ذلك بادزهرية يقاوم بها مضار السموم المشروبة ويخلص منها، وهكذا حكمه إذا أخذ على جهة الدواء فأما على جهة الغذاء فهو عسر الهضم بطيء الإنحدار قليل الغذاء ويدل على ذلك صلابة جرمه وتكون حجمه وعسرة مضغه وبقاء طعمه وريحه في الجشاء مدة طويلة. قال: وهو يقبض وبالجملة يستعمل بعد تقشره من قشره الخارج الأصفر حتى ينسلخ منه ولا يبقى عليه إلا القشر الرقيق الأبيض الذي يشبه غراء البيضة وقد يعتصر وقشره باق عليه والمعتصر بعد تقشيره فعصارته باردة يابسة في الدرجة الثالثة والمعتصر بقشره فعصارته باردة يابسة في آخر الدرجة الثانية أو في أول الثالثة من قبل أن برودة عصارة حماضه تنكسر بحرارة ما يخالطها من عصارة قشره، وإنما نتكلم نحن على المعتصر بقشره لأنه المستعمل والمعتاد فنقول: أن طبعه بارد يابس في الدرجة الثانية وهو لطيف الجوهر شديد الجلاء قوي التقطيع للأخلاط الغليظة اللزجة ملطف لها، أما برده ويبسه فيدل على قوة حموضته، وأما لطافة جوهره فتدل عليها سرعة استحالته بما يخلط به كالسكر والملح، وأما شدة جلائه فتدل عليها أفعاله الظاهرة في ظاهر بدن الإنسان وغيره من الأبدان مثل غسله ظاهر البدن وتنقيته إذا تدلك به وجرده للنحاس وجلائه من جميع ما يركب عليه من الأوساخ وقلعه الصبغ في الثوب ونفعه البهق الأسود والكلف والقوابي إذا تدلك به وطلي عليها، وأما قوة تقطيعه فيدل عليها ما يظهر من فعله في البلاغم الغليظة اللزجة المنشفة الملاصقة بالحنك والحلق من تقطيعها وتخليعها وتسهيل خروجها ونفثها، ولهذه الخواص والقوى صار مبرد الإلتهاب المعدة مطفئاً لحدة الدم وتوهجه مسكناً لغليانه ملطفاً لغلظه نافعاً من الحميات المطبقة الكائنة من سخونته والكائنة من العفونة والبثور والأورام المتولدة منه كالشري والحصف والدماميل وأورام الحلق واللهاة واللوزتين والخوانيق مانعاً لما يتحلب إليها من المواد ولا سيما إذا تغرغر به نافعاً من حدة المرة الصفراء كاسراً من سورتها وهيجانها جالياً لما يجتمع منها في الكبد والمعدة وما يليها ولذلك صار نافعاً من الكرب والغم والغشي الكائنة عنها قاطعاً للقيء المري مزيلاً للغثي ويقلب النفس منبهاً لشهوة الطعام نافعاً لها مسكناً للصداع والدوار والسدر المتولد من أبخرتها نافع من الخفقان الكائن من أبخرة المرة السوداء موافقاً لأصحاب حميات الغب الخالصة وغير الخالصة منها، وبالجملة نافع لأصحاب الحميات العفنة كلها لتطفئة حرارتها وتقطيعه وتلطيفه لما غلظ من موادها وغسله وجلائه لما لحج، واحتقن في المجاري والمنافذ منها فولد السدد الموجبة للعفونة جالياً لما يجتمع في المعدة والكبد من الأخلاط الغليظة اللزجة مقطعاً ملطفاً لغلظها معيناً على صعود ما يحتاج إلى صعوده وخروجه من فوق بالقيء، وعلى حدور ما يحتاج إلى حدوره وخروجه من أسفل بالإسهال قاطعاً للقيء البلغمي الكائن من خلط محتبس فيها مانعاً من تولد الخمار إذا تنقل به على الشراب نافعاً منه إذا أخذ بعده مزيلاً لوخامة الأطعمة الكثيرة اللزجة والدهانة المرخية لفم المعدة الملطخة لها لغسله إياها من فضالتها ودهانتها وإزالته بذلك رخاوتها المكتسب منها، وهو مع هذه المنافع بادزهر مقاوم بجوهره جملة سم ذوات السموم المصبوبة والمشروبة كسم الأفاعي والحيات والعقارب وخاصة العقارب المعروفة بالجرارات التي تكون بعسكر مكرم(2/150)
وسم كثير من الأدوية القتالة إذا تقدم بأخذه قبلها أو أخذ بعد استفراغ ما في المعدة وما داخلها وما خالطها بالقذف المستقصى بعد أخذ اللبن والسمن ونحوهما، وبالجملة فمنافعه كثيرة، وفوائده غزيرة وليس له مضرة تخشى ولا نكاية في شيء من الأعضاء خلا أنه غير جيد لمن كان عصبه ضعيفاً والغالب على مزاجه البرد، وأكثر ذلك متى أخذ بمفرده واستعمل بمجرده غير مخلوط بما يصلحه، ولذلك صار أوفق للمصريين من الخل لما عليه معدهم وأمعاؤهم من الضعف وقلة الاحتمال لنكاية الخل بل بقيامه مقام الخل في النفع وميزته عليه بنفعهما أعني المعدة والأمعاء ولذلك ما اختاروا شرابه وكثر استعمالهم له فاستغنوا به عن السكنجبين في كثير من الأحوال هذا إذا أخذ على جهة الدواء، فأما على جهة الغذاء فليس له في التغذية فائدة يعتد بها ليس يكاد أن يعزى إلى الأغذية ولا يعد منها. وأما بزره: فإن فيه بادزهرية يقاوم بها ذوات السموم كالتي في حب الأترج الحامض إلا أنها أضعف منه بقليل والشربة منه من مثقال إلى درهمين مقشوراً إما بشراب أو بماء حار. وأما المملوح منه: فهو أدام يطيب النكهة والجشاء ويقوي المعدة ويذهب بلتها ويعين على جودة الإستمراء وهضم الأغذية الغليظة ويزيل وخامتها ويقوي القلب والكبد ويفتح سددها، وسدد الكلى ويدر البول وينفع من كثير من العلل الباردة كالفالج والإسترخاء ويقاوم سم ذوات السموم. وأما الليمون المركب: فإنه مركب من ليمون على أترج ونحن نقول بأن في قشره من المرارة والحرافة ما يزيد قوته على ما في قشر الأترج منها وينقص عما في قشر الليمون وفيه مع ذلك حلاوة يسيرة ليست فيهما ولذلك صارت فيه غذائية ليست فيهما وصار كالمتوسط في أفعاله من أفعالهما، فأما لحمه ففيه حلاوة ظاهرة ورخاوة بينة وهشاشة وتخلخل ليست في لحم الأترج ولذلك صار أقل برد أو أقرب إلى الاعتدال من لحم الأترج وأسرع هضماً وأخف على المعدة منه، فأما حماضه فكحماض الأترج في سائر أحواله ولذلك صار ينفع من جميع ما ينفع منه حماض الأترج فصار شرابه كشراب حماض الأترج. قال: وأما شراب الليمون الساذج وهو المعمول من عصارته مع السكر وصفة اتخاذه على هذه الصفة يدق السكر ويجعل في قدر برام وهو الأفضل أو في قدر فخار مدهون فإن لم يتهيأ لك ففي طنجير نحاس مرتك ثم يلقى عليه لكل رطل سكر أربعة دراهم أو نحوها من اللبن الحليب، فإن لم يتيسير اللبن فبياض البيض ويلت به السكر لتاً جيداً ثم يلقى عليه من الماء قدر الكفاية ويحرك إلى أن ينحل ثم يرفع على النار وأجودها نار الفحم فيترك إلى أن يتسق بالغليان وترفع رغوته كلها ثم يبادر إلى قطعها ونزعها لئلا تغوص فيه ثم يطبخ إلى أن يقارب الإنعقاد ثم يلقى عليه من ماء الليمون المصفى المعتصر على شيء من السكر لئلا يثمر وبقدر ما يلتذ طاعمه فإن من الناس من يوافقه القليل الحموضة منه ومنهم من يوافقه ظاهرها، فأما ما جرت به عادة أكثر الناس والشرابين بالديار المصرية بأن يلقوا لكل رطل من السكر من ثلاث أواق إلى أربع ثم يطبخ إلى أن يعود إلى قوامه قبل إلقاء ماء الليمون عليه، ثم يخفف النار تحته ويطبخ إلى أن يبلغ من القوام إلى الحد الذي يؤمن عليه من الفساد وينزل عن النار ويرفع، ومن الناس من يقصد تحسين لونه فمن أراد ذلك فليتفقده في حال عقده بأن يأخذ منه شيئاً في قارورة زجاج صافية وينزل عن النار ويرفعه وقتاً بعد وقت ويتأمل لونه فإن أرضاه والأرش عليه من الماء المروق الصافي أما وحده أو مضروباً مع شيء من بياض البيض ويتركه قليلاً ثم يمتحنه كما تقدم، فإن أرضاه وإلا فعل مثله حتى يستوي فظاهر أن هذا الفعل يضعف قوة الشراب وهذا أفضل صفته. ومن البين أن هذا الشراب ينفع من جميع ما تنفع العصارة التي قدمناها وبينا أمرها اللهم إلا ما كان مثل منفعة البهق والقوباء والكلف إلا أنا نذكر منافعه ههنا على جهة أخرى ولا نبالي إن كررنا بعض ما قدمنا فنقول: أن هذا الشراب متى أخذ الإنسان منه شيئاً بعد شيء فإنه يجلو ما يصادفه في الحلق والحنك والمريء والمعدة من الأخلاط المرية الغليظة والبلاغم اللزجة ويقطعها ويلطفها ويعين على صعود ما يحتاج إلى خروجه من أسفل بالإسهال فيرطب يبس الفم وجفاف اللسان ويقطع العطش، وإن كان ذلك على جهة التنقل على الشراب والسكر نفع الخمار إذا أخذ في الفم(2/151)
وابتلع ما ينحل منه أولاً فأولاً وتغرغر به نفع أورام الحلق واللوزتين واللهاة والخوانيق وقلل ما ينصب ويتحلب إليها من المواد وفتح الحلق ويسهل المبلع، فإذا فعل ذلك فقد سخن حتى صار فوق الفاتر قليلاً وكان تقطيعه للأخلاط اللزجة ومنفعته للخوانيق الكائنة عن الأخلاط الغليظة أبلغ وأقوى وينفع من التشنج المعدي الرطب المقترن بالحمى ويطلق عقلة اللسان المانعة له ولا سيما تشنج الأطفال والصبيان العارض عند امتداد حمياتهم واحتباس بطونهم فإنه لا نظير له فيهم ولا سيما إن اتخذ بالشيرخشت والزنجبين عوضاً عن السكر فإن نفعه لهم مع ما ينضاف إليه من تليين البطن يكون أبلغ وأكثر، وإذا جعل في الفم وأرخيت عضل الحلق وترك ما ينحل منه ينزل وينحدر في قصبة الرئة من غير ابتلاع أولاً فأولاً سيما الرمل منه بنفسه غسل قصبة الرئة وجلاها وملس خشونتها، ولا سيما إن خلط به شيء من دهن اللوز الحلو فنيفع من السعال الكائن من النزلات والمواد الغليظة اللزجة ويسهل نفث ما يجتمع في الصدر منها ولا سيما إن أضيف إليه شيء من رب السوس الطرسوسي العاتق انتفع به أصحاب الشوصة وذات الجنب، وإذا تعسر عليهم النفث بسبب غلظه ولزوجته، وإذا مزج بالماء البارد وشرب قطع العطش ونبه الشهوة والقوة وأنعشها لما فيه من التغذيةلع ما ينحل منه أولاً فأولاً وتغرغر به نفع أورام الحلق واللوزتين واللهاة والخوانيق وقلل ما ينصب ويتحلب إليها من المواد وفتح الحلق ويسهل المبلع، فإذا فعل ذلك فقد سخن حتى صار فوق الفاتر قليلاً وكان تقطيعه للأخلاط اللزجة ومنفعته للخوانيق الكائنة عن الأخلاط الغليظة أبلغ وأقوى وينفع من التشنج المعدي الرطب المقترن بالحمى ويطلق عقلة اللسان المانعة له ولا سيما تشنج الأطفال والصبيان العارض عند امتداد حمياتهم واحتباس بطونهم فإنه لا نظير له فيهم ولا سيما إن اتخذ بالشيرخشت والزنجبين عوضاً عن السكر فإن نفعه لهم مع ما ينضاف إليه من تليين البطن يكون أبلغ وأكثر، وإذا جعل في الفم وأرخيت عضل الحلق وترك ما ينحل منه ينزل وينحدر في قصبة الرئة من غير ابتلاع أولاً فأولاً سيما الرمل منه بنفسه غسل قصبة الرئة وجلاها وملس خشونتها، ولا سيما إن خلط به شيء من دهن اللوز الحلو فنيفع من السعال الكائن من النزلات والمواد الغليظة اللزجة ويسهل نفث ما يجتمع في الصدر منها ولا سيما إن أضيف إليه شيء من رب السوس الطرسوسي العاتق انتفع به أصحاب الشوصة وذات الجنب، وإذا تعسر عليهم النفث بسبب غلظه ولزوجته، وإذا مزج بالماء البارد وشرب قطع العطش ونبه الشهوة والقوة وأنعشها لما فيه من التغذية(2/152)
المستفادة من السكر وتعديل المزاج وتقوية العضو الباطن وبرد إلتهاب الكبد والمعدة ويسكن وهج الحميات الحادة لا سيما إذا أضيف إلى الجلاب المعمول بماء الورد العطر وفت عليه حبة أو حبات من الكافور العنصوري أو أضيف إليه شيء من لعاب بزر قطونا أو حلبت بعض البزور المبردة كبزر البقلة الحمقاء وبزر الخيار والقثاء وقمع حدة المرة الصفراء إذا كانت حموضته ظاهرة وطفأ لهيبها وسكن هيجانها وسهل قيأها وكسر سورتها وكيفيتها وأذيتها بما تمر به وجلاها وأزال إكرابها والغم والغشي الكائنين عنها وعن بخار المرة السوداء المتولدة عن تشيطها واحتراقها وسكن الخفقان الكائن في الحميات وعن الأخلاط الحادة سيما إن أخذ مع الجلاب المتقدم ذكره أو مع الورد نفسه ونفع من الصداع والدوار والسدر الكائنة من تراقي أبخرتها وقطع الهيضة وأطفأ حدة الدم ونفع من الشري والبثور الدموية والصفراوية وسكن سورة الخمار، وإذا مزج بالماء الحار وشرب غسل المعدة من أخلاطها وجلاها وأحدر ما فيها من الأخلاط وفضلات الغذاء إلى أسفل، وذلك إذا كان الماء شديد الحرارة بقدر ما يمكن شربه وسهل خروجها وذلك إذا كان الماء في الفتورة بالقيء وينفع من الغثي وتقلب النفس والحميات العتيقة العفنة المتولدة عن أخلاط حارة والمتولدة عن أخلاط باردة سيما إن طبخ في ذلك الماء بعض البزور أو الحشائش الملطفة المدرة للبول، كالبابونج والرازيانج وأصوله وبزره مثله والبرشياوشان وبزر الهندبا، وإذا أخذه صاحب الحمى الدائرة في ابتداء الدور جفف قشعريرته والنافض وسهل عليه احتمالها سيما إن تقيأ بعد أخذه، وإذا أدمن القيء به أيضاً وببعض البزور والحشائش وتعوهد قبل الطعام نفع من كثير من أوجاع المفاصل المتولدة من المواد المركبة من البلغم ومن المرة الصفراء، وإذا تناوله العازم على تناول الدواء المسهل لتنقية بدنه من الفضول أَياماً قبل شرب المسهل لطف المادة المجتمعة وقطع لزوجتها وجلا ما في المجاري منها وسهل سبيل ما سد فيها وهيأ البدن للتنقية سيما إن طبخ في الماء بعض الأدوية المنضجة الملطفة وإذا تعاهد الصحيح أكله كسح ما في معدته من فضلات هضمه ونقى جداول كبده وجود استمراءه فمنع بذلك من أمراضه واستقامت ودامت صحته سيما إن كان يستعمل الرياضة قبل الغذاء ويقوم عن الطعام ولم يمتلئ، وإذا تقدم الإنسان بأخذه لمن قد أعطي الأدوية القتالة دفع شر الأدوية القتالة وقاوم أذاها وضررها، وإذا أخذه من قد أعطيها بعد استفراغ ما في معدته بميعة بالقيء المستقصى بأخذ اللبن ونحوهما قاوم أيضاً مضارها وهو ترياق لسم العقارب الخضر الأنجدانية المقدم ذكرها، وتقوم مقام الترياق الفاروق في التخليص من نهش الحيات والأفاعي وشفع من سم من عداها من ذوات السموم. قال: وأما شراب الليمون السفرجلي وهو المعمول من عصارته مع السكر وعصارة السفرجل فهذه صفته يعمل في لت السكر باللبن وحله وتنزع كما تقدم رغوته، ثم يلقى عليه من ماء الليمون المصفى لكل رطل سكر ثلاث أواق من عصارة السفرجل البالغ المنقى من حبه وأغشية الحب الذي قد طبخت حتى انقطعت رغوتها ونقصت السدس أو الربع لكل رطل سكر نصف رطل ويساق في طبيخه كما تقدم إلى أن يكمل وينزل عن النار ويرفع. ومنافعه: أنه يقوي الكبد والمعدة المسترخية القابلة للفضول جداً ويجلو فيها من البلاغم والمرة الصفراء، ويمنع سيلان ما يسيل من الفضول إليها وإلى سائر الأحشاء ويعين على جودة الهضم ويقوي الإستمراء ويزيل سقوط الشهوة ويسكن العطش ويقطع القيء المري والإسهال الصفراوي ويمنع من الحميات العارضة معهما ويحبس البطن إذا أخذ من قبل تناول الغذاء ويقطع الهيضة ويعين على نزوله وانحداره عنها، ويمنع إذا تنفل به على الشراب من حدوث الخمار. قال: وأما شراب الليمون المنعنع وهو المعمول من عصارته مع السكر وعصارة النعنع والنعنع نفسه، فصفة عمله كما تقدم من عمل شراب الليمون الساذج ما خلا أنه يلقى فيه وقت إلقاء ماء الليمون قبضة نعنع رخصة ممسوحة من الغبار مسحاً جيداً بخرقة ناعمة وتترك فيه إلى أن يأخذ قوّتها وتخرج منه وتعتصر ويرمى بها، وأما شيء من عصارة ورقه وأغصانه الرطبة المصفاة فظاهر أن قوة المتخذ منه بالعصارة أقوى ومنافعه أنه يقوي المعدة الرهلة المسترخية ويجوّد هضمها ويزيل الغثي وتقلب النفس ويقطع القيء(2/153)
الكائن من امتزاج البلغم مع المرة الصفراء وينفع من القيء البلغمي والسوداوي أيضاً ويزيل وخامة الطعام وينفع من الفواق الرطب ولمن عضه كلب كلب قبل أن يفزع من الماء. من امتزاج البلغم مع المرة الصفراء وينفع من القيء البلغمي والسوداوي أيضاً ويزيل وخامة الطعام وينفع من الفواق الرطب ولمن عضه كلب كلب قبل أن يفزع من الماء.
حرف الميم
ماهودانه: تأويله بالفارسية أي القائم بنفسه أي أنه يقوم بذاته في الإسهال ويسميه عامة الأندلس طارطيه وبعضهم يسميه بالسيسبان أيضاً ويعرف بحب الملوك أيضاً عند أطباء المشرق. ديسقوريدوس في الرابعة: لانورنس هو نبات قد يعده الناس من أصناف اليتوع له ساق طولها نحو من ذراع جوفاء في غلظ إصبع وفي طرف الساق شعب من الورق ما هو على الساق ومنه على الشعب فالذي على الساق مستطيل كورق اللوز وأشد ملاسة والذي على الشعب أقصر منه يشبه ورق الزراوند المستطيل، وورق النبات الذي يقال له قسوس وله حمل على أطراف الشعب مستدير كأنه حب الكبر في جوفه ثلاث حبات مفترق بعضها من بعض بغلف هي فيها والحب أكبر من الكرسنة وإذا قشر كان أبيض وهو حلو الطعم وله أصل دقيق لا ينتفع به في الطب وهذا النبات كما هو مملوءاً ليناً كاليتوع. جالينوس في السابعة: قد زعم أن هذا أيضاً نوع من أنواع اليتوع لأن له لبناً مثله ويسهل كما يسهل وجميع قوته شبيهة بقوته، وإنما الفرق بينهما بقوة واحدة وهي أن بزره إذا ذاقه الذائق وجده حلواً وهذا البزر هو الذي فيه خاصية قوة الإسهال. ديسقوريدوس: وبزره إذا أخذ منه سبع أو ثمان عدداً وعمل منه حب وشرب أو مضغ بلا أن يعمل منه حب وازدرد وشرب بعده ماء بارد أسهل بلغماً ومرة وكيموساً مائياً ولبنه إذا شرب كما يشرب لبن اليتوع فعل ذلك وقد يطبخ ورق هذا النبات مع الدجاج أو مع البقول فيفعل ذلك إذا أكل. الغافقي: قال ابن جريج هو صنفان وكلاهما طويل الورق وأحد صنفيه ورقه مشرف أشبه شيء بالسمك الصغار في طول أصبع وقد يسميه بعض السريانيين لذلك سمكاً وبزره إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم والصفراء وكان في إخراج البلاغم الغليظة بالغاً ويقيئ الماء بقوة وإذا ابتلع بزره كان إسهاله ألين، وإن أجيد مضغه كان أقوى والإسهال به ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والاستسقاء والقولنج وهو إن لم يصلح مضر بفم المعدة. غيره: يولد الغشي وينفع من وجع الظهر ويجب أن لا يشربها إلا من كان قوي المعدة.
ماهي زهره: معناه بالفارسية سم السمك. حبيش بن الحسن: فيها خاصية النفع من وجع المفاصل ولمن أصابه تشبك في أصابعه وإنما ينفع من شجرته لحاؤها الذي هو خارج الأغصان ويدخل في أدوية كبار معجونة وقد ذكر بعض الناس أنه رأى من ورق هذه الشجرة نحو ما وصفت في شجرة اللاعية إلا أنه قال: إذا صيرت في غدير فيه ماء وسمك، ثم خلطت بالماء أسكر السمك وأجوده ما رق عن اللحاء وكان فيه طعم حدة يسيرة، وما أخذ من شجره من قرب ولم يطل مكثه ومقدار الشربة منه مع السكر مثقال، وإن طبخ مع غيره من الأدوية في مطبوخ كان مقدار الشربة منه درهمين أو ثلاثة. المنصوري: حار مسهل جيد لوجع النقرس ووجع الورك والظهر وقال في المسهلات: هو أحد اليتوعات إلا أنه نافع للمفاصل الغليظة الباردة. لي: بحثت عن حقيقة هذا الدواء مشرقاً ومغرباً فلم أقف له على حقيقة أكثر مما أني رأيت أهل الشام والمشرق أيضاً يستعملون مكانه قشر أصل الدواء المعروف بالبوصير وقد ذكرته في الباء وأهل المغرب والأندلس يعرفونه بشوكران الحوت أيضاً بالبرشكوا أيضاً وهي ثلاثة أنواع نوعان جبليان ونوع بستاني والنوعان الجبليان هما القويان وهي المستعملة والجبلية في جبال الشام كلها.
مازريون:(2/154)
ديسقوريدوس في الرابعة: خامالا وهو تمنش صغير يستعمل في وقود النار وله أغصان طولها شبر وورق شبيه بورق الزيتون إلا أنه أدق منه وهو مر متكاثف يلذع اللسان. جالينوس: في الثامنة فيه طعم كثير المقدار من المرارة فهو لذلك يمكن فيه تنقية القروح الكثيرة الوسخ وقلع القشرة العسرة العظيمة الجارية في وجه القرحة عن الحرق إذا استعمل بالعسل. ديسقوريدوس: وورق هذا النبات يسهل بلغماً لا سيما إن خلط بجزء منه جزء من الإفسنتين وعجن بعسل أو بماء وعمل منه حب واستعمل والحب المتخذ منه إذا شرب لم يثبت في الجوف وخرج كله في البراز وإذا أخذ ورق هذا النبات ودق ناعماً وعجن بعسل نفى القرحة الوسخة وقلع الخشكريشة. قالت الخوز: هو حار يابس في الرابعة يأكل الرطوبة من الكبد ومن جميع الجسد ويسرع الإستسقاء إلى شاربه. حبيش بن الحسن: هو جنسان كبار الورق إلى الرقة ما هو وجنس آخر صغار الورق إلى الثخن ما هو جعد وهو أردأ الجنسين والكبار الورق أصلحهما، وأعني بالكبار والصغار الذي ليس يلقط من شجرة واحدة فيختار الكبار الرقيق منه ويبقى الصغار والجعد من الورق ولكنه أجناس وشجرة مفردة لكل جنس منها. وقوة المازريون كقوة الشبرم في الحرارة واليبس والحدّة والقبض فإذا سقي منه إنسان من غير أن يصلح إعتراه غم وكرب شديد وربما قيأ شاربه وأسهله معاً وربما دفعت الطبيعة بأحدهما دون الآخر، وإذا سقيه إنسان من غير أن يصلحه أخلفه شيئاً مثل غسالة المعي أو مثل عجين الدقيق الذي حل بماء وإنما ذلك من جملة المعي اللحم يجردها وأصحاب الرطوبات أكثر احتمالاً لشربه من أصحاب الحرارات والمشايخ أحمل من الشباب لشربه والمكتهلين، لأن هذه الأدوية الحارة لا تكاد معد الشباب تحتملها لفرط حرارتهم واجتماع المرة الصفراء فيهم، وهي تعكس الدواء من معدهم ويمسهم عليه كرب وغم، فإذا أردت إصلاحه فاعمد إلى أصلح الجنسين وهو أعرضهما وأطولهما ورقاً فأنقعه كما هو في خل ثقيف يومين وليلتين وغير له الخل مرتين أو ثلاثة وصب ذلك الخل الذي نقعته فيه وأغسله بالماء العذب مرتين أو ثلاثة وجففه في الظل أو في الشمس إن لم يسرع جفافه في الظل ثم خذه ودقه دقاً فيه بعض الجراشة ولته بدهن اللوز الحلو ودهن البنفسج أو دهن الخل، فإن أحببت أن تخلطه بما يصلحه من الأدوية فاخلطه بالتربد والأفتيمون والإهليلج الأصفر والورد ورب السوص والكمون الكرماني والملح الهندي فإنه حينئذ يكون دواء موافقاً لعل المرة السوداء فيخرجها بالإسهال، وينفع من أوجاع البلغم، فإن أردت أن تعالج به من الماء الأصفر فاخلطه بعد تدبيره بما ذكرناه بأصول السوسن الإسمانجوني وتوبال النحاس والأسارون والمر الصافي والسكبينج والملح الهندي والإهليلج الأصفر وبزر الكرفس البستاني وعصارة الغافث وعصارة الأفسنتين وسنبل الطيب والمصطكي واسقه ماء عنب الثعلب والرازيانج المعصور المصفى، فإن كانت الطبيعة شديدة فزد فيه مع الخيار شنبر ماء البقول فإنه يسهل الماء الأصفر وإن شئت جعلته حباً وإن شئت أقراصاً غير أنه يسقى من كان قوياً ولا يحتمله الضعفاء ولا الذين قد سقطت قواهم ولا المحرورون ولا يسقوا في زمان حار وبلد حار فإن دبر هكذا وخلط بهذه الأدوية فالشربة منه مدبراً في القوي الذي ليس به علة ولا سقم نصف درهم إلى دانقين فأما المرضى فعلى قياس قدر قواهم، وأما أصحاب الماء فالشربة منه للقوي منهم من أربع حبات إلى ستة. الطبري: هو في حره ويبسه يفسد مزاج الجوف ويسهل الماء الأصفر والمرة الصفراء، والبلغم وإن أنقع في الخل ووضع على الطحال أدبله ويصلح بأن يطبخ منه أوقية بثلاثة أرطال ماء حتى يبقى الثلث ثم يمرث ويصفى ويصب عليه أوقية دهن لوز حلو ويطبخ حتى يذهب الماء، ويبقى الدهن ويشرب من ذلك الدهن ما بين وزن درهم إلى خمسة فقط. ديسقوريدوس في الخامسة: وقد يتخذ شراب منه في وقت ما يزهر تؤخذ قضبانها بورقها وزن إثني عشر درهماً فيلقى على الكيل الذي يقال له حوس من العصير ويترك شهرين ثم بعده يروق في إناء آخر وهذا الشراب ينفع من الإستسقاء ووجع الكبد أو من عرض له الوجع الذي يقال له الإعياء وقد ينقي النفساء التي تعسر تنقيتها.
ماميثا:(2/155)
أبو العباس النباتي: ويقال مميثا والإسمان مشهوران عند أكثر الناس ووصفهما ديسقوريدوس وذكر أنها تغش بالخشخاش السواحلي يغلط كثير من الناس فيها أو كلاماً هذا معناه. ورأيته بالشأم على ما وصف ورأيت منها نوعاً صغيراً جداً ينبت بين الصخور الجبلية وأهل حلب يستعملونه في علاج العين ويسميها بعضهم بالحضض على أن الحضض معلوم عندهم، وقد ذكر الأطباء كلهم الماميثا ولم يصفوها في كتبهم إتكالاً على وصف ديسقوريدوس إلا أن إسحاق بن عمران الإفريقي من المتأخرين وصفها وهي بإفريقية معروفة وأهل تلك البلاد يسمون بزرها بالسمسم الأسود في الحقيقة غيرها وقد كنت رأيتهما ولا شبه بينهما وقد تكون الماميثا ببلاد الأندلس بجهة لبلة وبقرطبة وما والاها وبغرناطة أيضاً فهذه صفتها وهي تشبه النبتة المعروفة بإشبيلية مميثا سواء بسواء إلا أن زهر هذا النوع الذي يكون في البر منه ما يكون في الأكثر لونه فيه نكتة إلى الحمرة ما هي ومنه ما لا نكتة فيه أيضاً والصورة الصورة، وأما الذي يستعمل بإشبيلية فصح لي بالخبر بطول المزاولة أن الصالحين فيما مضى إزدرعوه في البساتين مما جلب إليهم من سواحل البحر من بزر الخشخاش الساحلي وذلك من ظن أهل السواحل الأندلسية وما والاها من بر العدوة في هذا الدواء وهو الخشخاش المذكور أنه الماميثا. والأمر بخلاف ظنهم وقلة بحث المتظننين القدماء والمحدثين وقد جرى الغلط في هذا إلى هذه الغاية وعلى أني رأيت أبا الحسن مولى الحيرة وكان له تحقيق بهذا الشأن قد ظن أن الماميثا الإشبيلية المزروعة في البساتين ماميثا صحيحة وقد كنت أظن قبل ذلك به غيره وجعل الفرق بين الخشخاش الساحلي وبين الماميثا الإشبيلية النكتة النعمانية الموجودة في ورق الخشخاش الساحلي، وقال إن هذا الفرق بين الماميثا البستانية على ظنه وبين الخشخاش المعروف بالمقرن، وهذا الفرق ليس بصحيح فإن الخشخاش الساحلي وإن كان كما قال فإن منه في السواحل أيضاً ما لا نكتة فيه وزهره كله أصفر ولذلك نجد الماميثا المحققة النابتة في البراري في زهرها المنكت وغير المنكت لكن الفرق الثابت الذي لا يشكل ولا يحتاج معه إلى فرق آخر، وقد خفي على من مضى من المحدثين ولم يعلمه كثير من المتأخرين أن الخشخاش الساحلي فيه الحبة المنكتة وغير المنكتة والماميثا المحققة في البرّ مستأنفة الكون في كل سنة وتنحطم عند انتهاء الصيف والمزدرع من الخشخاش الساحلي بالبساتين المسمى ماميثا عند أهل إشبيلية فإن الذي ينبت منه على الأصل تنحطم أغصانه وتبقى أرومته ينبت منها في المقبل، فاعلم ذلك وتحققه وقد أوضحت لك القول في هذا الدواء الكثير المنافع العظيم الفائدة في علاج العين وغيره، واعلم أن الخشخاش المقرن والماميثا لا فرق بينهما في صورة الورق والزهر والثمر ولون الأصل من الصفرة التي فيها إلا ما أنبأتك به أوّلاً وآخراً من اختصاص الماميثا بالبراري والأرض الطيبة واختصاص الخشخاش بالسواحل البحرية برمليها وبحجريها وكذا قد أعلمتك أن من الماميثا ما يكون في أسفل ورقه نكتة دكنة اللون، ومنه ما لا نكتة فيه وكذا من أنواع الخشخاش ما يشبهه إلا أن زهر هذا أحمر وشنفته قائمة فصار فيها خشونة بخلاف شنقه الخشخاش المقرن، والماميثا فإن زهر ثمرتها معوج كالقرون وهذا النوع من الخشخاش قد ذكره ديسقوريدوس في الرابعة وقد بينا ذلك في موضعه. ديسقوريدوس في الثالثة: علوفيون وهو نبات ينبت في المدينة التي يقال لها منبج ورقه شبيه بورق الخشخاش الذي يقال له فاراعيس وهو المقرن إلا أن فيه رطوبة تدبق باليد، وهو قريب من الأرض ثقيل الرائحة من الطعم كثير الماء ولون مائه شبيه بلون الزعفران. جالينوس في السابعة: هذا نبات فيه قبض مع بشاعة يبرد تبريداً بيناً حتى أنه مراراً كثيرة يشفي العلل المعروفة بالحمرة إذ لم تكن قوّته ومزاجه مزاجاً مركباً من جوهر مائي وجوهر أرضي وكلاهما باردان إلا أن برودتهما ليست بشديدة لكن كبرودة مياه الغدران. ديسقوريدوس: وقد تعمد إليه أهل تلك البلاد ويصيرونه في قدر نحاس ويسخنونه في تنور ليس بمفرط الحرارة إلى أن يضمر ثم يدقونه ويخرجون ماءه ويستعملونه في الأكحال في ابتداء العلل لبرده وهو قابض. المسيح: يبرد في الدرجة الثانية. الطبري: جيد للأورام الحارة وحرق النار إذا طلي به. التجربتين: إذا عجن بماء ورقه(2/156)
دقيق الشعير سكن أوجاع الحمرة وحللها في ابتدائها وسكن أوجاع الغلغموني وإذا حلت عصارتها بحل نفعت من الصداع والصدغين من الوجع الصفراوي، وإذا حلت هذه العصارة في ماء الورد نفعت من القلاع في أفواه الصبيان وإذا حلت بماء الورد أيضاً وطلي بها متمادياً جباه الصبيان قطعت انصباب المواد إلى أعينهم وعصارة الزهر إذا أحكمت صنعتها ولم تحرق في الطبخ نفعت من الدمعة وتقوي العين وتنفع في آخر الرمد. إسحاق بن عمران: حبها صغير أسود شبيه بالخردل يؤكل ويسمن به النساء ويبرئ الحمرة وورم السرة النقرس.يق الشعير سكن أوجاع الحمرة وحللها في ابتدائها وسكن أوجاع الغلغموني وإذا حلت عصارتها بحل نفعت من الصداع والصدغين من الوجع الصفراوي، وإذا حلت هذه العصارة في ماء الورد نفعت من القلاع في أفواه الصبيان وإذا حلت بماء الورد أيضاً وطلي بها متمادياً جباه الصبيان قطعت انصباب المواد إلى أعينهم وعصارة الزهر إذا أحكمت صنعتها ولم تحرق في الطبخ نفعت من الدمعة وتقوي العين وتنفع في آخر الرمد. إسحاق بن عمران: حبها صغير أسود شبيه بالخردل يؤكل ويسمن به النساء ويبرئ الحمرة وورم السرة النقرس.
ماش: شينه معجمة. سليمان بن حسان: بعض الأطباء يجعله الجلبان وهو خطأ والماش حب صغير كالكرسنة الكبيرة أخضر اللون براق وله عين كعين اللوبياء مكحل ببياض وشجره كشجر اللوبياء في غلف كغلفه، ويتخذ في المشرق ببساتينها ويؤكل أصله باليمن ويسمى الأقطف وهو طيب الطعم. جالينوس في أغذيته: هو في جملة جوهره شبيه بالباقلا ويخالفه في أنه لا ينفخ كنفخه فإنه لا جلاء فيه ولذلك كان انحداره عن المعدة والبطن أبطأ من انحدار الباقلا. ابن ماسويه: بارد في الدرجة الأولى معتدل في الرطوبة واليبس غير أنه إلى اليبس أقرب ولا سيما إذا قشر وطبخ وجعل معه مري ودهن لوز حلو وفي قشره بعض العفوصة والخلط الذي يولده محمود ليس بنافخ، وإذا ضمدت به الأعضاء الواهية نفعها وسكن وجعها، ولا سيما إذا عجن بالمطبوخ والزعفران والمر وأحمد المعالجة به في الصيف أو في المزاج الحار والأوجاع الحارة، وإن أراد أحد أن يذهب نفخه ويلين به الطبيعة فليطبخه بماء القرطم ودهن اللوز الحلو إذا لم يكن هناك حمى صفراوية أو ورم، فإن كان هناك حمى حادة فاطبخه بماء البقلة الحمقاء والخس والسويق والسرمق وشعير مرضوض مجروش فإن أحببت أن يعقل البطن فاطبخه بالماء بقشره وصب الماء وألق عليه ماء البقل الحماض ويصير معه ماء رمان وسماق وزيت الأنفاق فإن الطبيعة تعقل إذا صيرته كذلك ويسكن الحرارة فإن كرهت الزيت فاجعل مكانه دهن اللوز الحلو. سندهشار: الماش يسكن المرّة وينقص الباه. ماسرحويه: هو نظير العدس غير أنه أقل برداً منه. الرازي في دفع مضار الأغذية: إذا أكله المحرورون والمحتاجون إلى تدبير لطيف لم يحتج إلى إصلاح ولم يكن فيه كثير مضرة فينبغي أن لا تدفع لأنه يبرد ويغذو غذاء ليس بالكثير وأما المبرودون وأصحاب الرياح فينبغي أن تدفع ضرره بالجوارشن الكموني وأكله بالخردل. غيره: ماؤه يلين البطن والحسو المتخذ منه ينفع السعال والنزلات وهو نافع للمحمومين ومن كان به منهم سعال، وإذا طبخ بالخل نفع من الجرب المتقرح.
مارون: حنين في قاطا حابس: هو المرماخور: ديسقوريدوس في الثالثة: وقد يسمى أيضاً أيصورس وهو عشيب معروف في مقدار ما يصلح لقتل القناديل وله زهر شبيه بزهر أوريعاس وورقه أشد بياضاً من ورق اوريعاس بكثير وزهره طيب الرائحة وقوته شبيهة بقوة النمام البري وفيه قبض يسير وله تسخين لين ولذلك إذا تضمد به منع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن. وقد يستعمل في المسوحات المسخنة وقد ينبت كثيراً في البلاد التي يقال لها مقنيسا والتي يقال لها طورس.
ماركيونا:(2/157)
الغافقي: قال صاحب الفلاحة: هي شجرة تنبت في المواضع الوعرة على المياه لها أغصان كثيرة صلبة عسرة الرض تطول مقدار خمسة أذرع ورقها أصغر من ورق الزيتون ناعم أملس وتورد في الربيع ورداً أحمر كالخيري وتعقد ثمراً كالبندق وفي جوفها حب أسود كالفلفل لين إذا دق اندق بسهولة ولون ثمرها أغبر أدكن وهو حار منضج محلل وقشر هذه الشجرة إذا جمع وجفف وسحق وذر على الأورام الغليظة الجاسية حللها وثمرتها إذا بخرت بها البواسير تبخيراً دائماً متتابعاً جففها ورماد ورقها وثمرها وأغصانها إذا خلط به زرنيخ وعجن بالماء حلق الشعر، وإذا طلي هذا الرماد على الكلف ثلاث طليات قلعه.
ماسفود: الرازي: هو دواء معروف هندي حار لطيف يدخل في الأدهان وهو يشبه الياسمين الأبيض إلا أن ورقه ألطف وهي أقل حرارة منه.
ماس: وسينه مهملة. كتاب الأحجار: هو أربعة أنواع. الأول الهندي: ولونه إلى البياض وعظمه في قدر باقلاة وفي قدر بزر الخيار والسمسم وربما كان في قدر الجوزة إلا أن هذا قليل الوجود ولونه قريب من لون جيد النوشادر الصافي. والثاني: هو الماقدوني لونه شبيه بالذي قبله وأما عظمه فإنه أكبر منه عظماً وقدراً. والثالث المعروف بالحديدي إلا أن لونه شبيه بلون الحديد وهو أثقل يوجد في أرض اليمن في بلاد سوقة وهو شبيه بالمنشار. الرابع القبرسي: وهو موجود بالمعادن القبرسية أبيض كالفضة إلا أن سوطافس الحكيم لا يرى نوعه من أنواع الماس لأن النار تناله ومن خاصية الماس أنه لا يرى حجراً إلا هشمه وإذا ألح به عليه كسره، وكذا يفعل بجميع الأجساد الحجرية المتجسدة إلا الرصاص فإنه يفسده ويهلكه ولا تعمل فيه النار ولا الحديد وإنما يكسره الرصاص. وقد يسحق هذا الحجر بالرصاص ثم يجعل سحيقه على أطراف المثاقب من الحديد ويثقب به الأحجار واليواقيت والدر، وزعم قوم أنه يفتت حصا المثانة إذا ألزقت حبة منه في حديدة بعلك البطم وأدخلت في الإحليل حتى تبلغ إلى الحصاة فيفتتها وهذا خطر، وإن أمسك هذا الحجر في الفم كسر الأسنان.
ماء: ديسقوريدوس في الخامسة: تمييز الماء عسر لاختلاف الأماكن التي يكون فيها أو يمر بها واختلاف الهواء وأشياء أخر يتغير بها ليست بقليلة وأجوده ما كان صافياً عذباً لا يشوبه كيفية أخرى سريع الذهاب من البطن سلس التنفيذ للغذاء وليست له نفخة ولا يفسد.
؟؟ماء البحر:(2/158)
هو حار حريف رديء المعدة مسهل للبطن ويسهل بلغماً، وإذا صب على البدن وهو سخن جذب وحلل وكان موافقاً لألم العصب والشقاق العارض من البرد من قبل أن يتقرح وقد يقع في أخلاط الأضمدة المتخذة من دقيق الشعير والمراهم المحللة وقد ينتفع به في الحقنة فاتراً، وإذا احتقن به سخناً نفع من المغص وقد يصب على الجرب والحكة والقوابي والصنان وأورام الثدي فينفعها وإذا تضمد به حلل الدم المجتمع تحت الجلد وإن تضمد به وأدخل فيه وهو سخن نفع من نهش الهوام التي يعرض من نهشها الإرتعاش وبرد البدن ولدغة العقرب ونهشة الرتيلا والأفعى والاستحمام به ينفع الأمراض المزمنة العارضة للبدن كله والأعصاب خاصة وبخاره إذا كان سخناً نفع من الإستسقاء والصداع وعسر السمع، وإذا أخذ ماء البحر خالصاً لم يخالطه شيء من الماء العذب ورفع في إناء أذهب زهومته ومن الناس من يطبخه أوّلاً ثم يرفعه وقد يسقى منه أيضاً بخل ممزوج بماء أو شراب أو سكنجبين لإسهال البطن وقد يسقى منه وحده لإسهالها ويسقى بعد الإسهال من شربه مرق دجاجة أو سمكة ليكسر اللذع العارض من حدته. وقال جالينوس حيث ذكر الملح وماء الملح قوته وفعله مثل فعل الملح إلا أنه يجلو ويقبض ويلطف ويحقن به لقرحة الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن ويصلح للصب على الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه يقوم مقام ماء البحر في النفع. جالينوس في الأولى: من مفرداته الماء العذب الذي للشرب إذا سحق به القيروطي كان منه دواء مبرد لجميع الأطراف، وينبغي أن يسقى القيروطي من الماء مقداراً كثيراً ما أمكن أن يشربه ويسحق به حتى يمتزج وماء البحر إن سحق به القيروطي كذلك كان مجففاً محرقاً. ابن سينا: في الكليات الماء جوهر نفيس في تسهيل الغذاء وترقيقه وتذرقته إلى العروق نافذاً به إلى العروق ونافذاً إلى المخارج ولا يستغنى عن معونته هذه في إتمام أمر الغذاء، ثم المياه مختلفة لا في جوهر المائية لكن بحسب ما يخالطها وبحسب الكيفيات التي تغلب عليها، فأفضل المياه مياه العيون ولا كل العيون ولكن ماء العيون الحرة الأرض التي لا يغلب على تربتها شيء من الأحوال والكيفيات الغريبة أو تكون حجرية فتكون أولى بأن لا تعفن العفونة الأرضية لكن ما طينته حرة خير من الحجرية ولا كل عين حرة بل التي هي مع ذلك جارية ولا كل جارية بل الجارية المكشوفة للشمس والرياح فإن هذا مما تكتسب به لجارية فضيلة، وأما الراكدة فربما أكسبها الكشف رداءة لا تكتسبها بالغور والستر لها أولى والطينية الميل خير من الحجرية لأن الطين ينقيه ويروقه ويأخذ منه الممزوجات الغريبة بخلاف الحجارة لكن يجب أن يكون طين مسيلها حراً لا حمأة فيه ولا سبخة ولا غيرهما. فإن اتفق أنه يكون الماء غمراً شديد الجري يحيل بكثرته ما يخالطه إلى طبعه يأخذ في جريانه إلى المشرق وخصوصاً الصيفي منه فهو أفضل لا سيما إذا بعد جداً عن مبدئه وبعده ما يتوجه إلى الشمال والمتوجه إلى المغرب والجنوب رديء وخصوصاً عند هبوبها والذي ينحدر من العلو مع ما قدمنا من الفضائل أفضل، وكذا ما لا يحتمل الخمر إذا مزج به إلا قليلاً وكان خفيف الوزن سريع التبريد والتسخين لتخلخله بارداً في الشتاء حاراً في الصيف لا يغلب عليه طعم البتة ولا رائحة ويكون سريع الإنحدار من الشراسيف سريع التهري لما طبخ فيه واعلم أن الوزن من الدستورات المنجحة في تعرف حال المياه فإن الأخف في الأكثر أفضل وقد يعرف الوزن بالمكيال بأن يبل فيه خرقتان بمانيتان أو قطنتان متساويتا الوزن ثم يجففان تجفيفاً بالغاً ثم يوزنان فالماء الذي قطنته أخف أفضل والتصعيد والتقطير مما يصلح المياه الرديئة فإن لم يمكن ذلك فالطبخ فقد شهد العلماء أن المطبوخة أقل نفخاً وأسرع انحداراً قال وإن تركت المياه الغليظة مدة كثيرة لم يرسب منها شيء يعتد به، وإذا طبختها رسب في الوقت شيء كثير فصار الماء الباقي خفيف الوزن صافياً فكان سبب الرسوب الترقيق الحاصل بالطبخ ألا ترى أن مياه الغدران الكبار كجيحون وخصوصاً ما اغترف من آخره يكون كدراً عند الإغتراف ثم يصفو في زمان قصير كرة واحدة بحيث إذا استصفيته مرة أخرى لم يرسب شيء يعتد به، وقوم يفرطون في مدح النيل إفراطاً شديداً ويجمعون محامده في أربعة بعد منبعه وطيب مسلكه وغمورته وأخذه إلى الشمال عن الجنوب ملطفاً لما يجري(2/159)
فيه من المياه أما غمورته فيشاركه فيها غيره والمياه الرديئة إذا استصفيتها كل يوم من إناء إلى إناء رسبت كل يوم ولا يرسب عنها ما من شأنه أن يرسب إلا بأناة من غير إسراع ومع ذلك فلا يتصفى تصفياً بالغاً والعلة فيه أن المخالطات الأرضية يسهل رسوبها عن الرقيق الجوهر الذي لا غلظ له ولا لزوجة ولا دهنية ولا يسهل رسوبها عن الكثيف تلك السهولة ثم الطبخ يفيده رقة الجوهر وبعد الطبخ المخض، ومن المياه الفاضلة ماء المطر وخصوصاً الصيفي ومن سحاب راعد، وأما الذي يكون من سحاب ذي رياح عاصفة فيكون كدر البخار الذي يتولد منه وكدر السحاب الذي يقطر منه فيكون مغشوش الجوهر غير خالصة إلا أن العفونة تبادر إلى ماء المطر وإن كان أفضل ما يكون لأنه شديد الرقة فيؤثر فيه المفسد الأرضي والمفسد الهوائي بسرعة وتصير عفونته سبباً لتعفن الإخلاط ويضر بالصوت والصدر قال قوم: والسبب في ذلك أنه متولد عن بخار مصعد عن رطوبات مختلفة ولو كان السبب ذلك لكان ماء المطر مذموماً غير محمود وليس كذلك ولكنه لشدة لطافة جوهره يتعفن فإن كل لطيف الجوهر قوامه قابل للإنفعال، وإذا بودر إلى ماء المطر وأغلي قبل قبوله العفونة والحموضات إذا تنوول مع وقوع الضرورة إلى شرب ماء مطر قابل للعفونة أمن ضرره ومياه الآبار والقنى بالقياس إلى ماء الأعين رديئة لأنها مياه محتقنة مخالطة للأرضية مدة طويلة لا تخلو عن تعفين ما، وقد استخرجت وحركت بقوة قاصرة لا بقوة فيها مائلة إلى الظهور والإندفاع بل بالحيلة والصناعة بأن قرب لها السبيل إلى الرشوح وأردؤهما ما جعل له مسالك في الرصاص فيأخذ من قوته ويوقع في قروح الأمعاء والنز أردأ من ماء البئر لأنه يستجد نبوعه بالنزح فتدوم حركته ولا يلبث اللبث الكثير في الحفر ولا يريث في المنافس ريثاً طويلاً فأما ماء النز فيها فيطول تردده في منافس الأرض المعفنة ويتحرك إلى النبوع والبروز حركة بطيئة لا تصدر عن قوة اندفاعها بل لكثرة مادتها ولا يكون إلا في أرض فاسدة عفنة وأما المياه الجليدية والثلجية فغليظة والمياه الراكدة والآجامية خصوصاً المكشوفة رديئة ثقيلة وإنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج وتولد البلغم وتسخن في الصيف بسبب الشمس والعفونة فتولد المرار ولكثافتها واختلاط الأرضية بها وتحليل اللطيف منها يتولد في شاربيها أطحلة وترق مراقهم وتجسو أحشاؤهم وتقصف منهم الأطراف والمناكب والرقاب وتغلب عليهم شهوة الأكل والعطش وتحتبس بطونهم ويعسر قيؤهم وربما وقعوا في الإستسقاء لاحتباس المائية فيهم، وربما وقعوا في ذات الجنب وذات الرئة وزلق الأمعاء والطحال وتضمر أرجلهم وتضعف أكبادهم ويقل غذاؤهم بسبب الطحال ويتولد فيهم الجنون والبواسير والدوالي والأورام الرخوة خصوصاً في الأحشاء ويعسر حبل نسائهم وولادتهن جميعاً ويلدن أجنة متورمين ويكثر فيهم الحبل الكاذب ويكثر بصبيانهم الأدرة وبكبارهم الدوالي وقروح الساق ولا تبرأ قروحهم وتكثر شهوتهم ويعسر إسهالهم ويكون مع أذى وتقرح الأحشاء وتكثر فيهم الربع وفي مشايخهم المحرقة ليبس طبائعهم، وبالجملة فالمياه الراكدة غير موافقة للغذاء وحكم المغترف من العين قريب من الراكد لكنه يفضل عليه بأن بقاءه في موضع واحد غير طويل وما لم يجرفان فيه ثقلاً ما لا محالة فربما كان في كثير منه قبض وهو سريع الإستحالة إلى التسخن في الباطن، فلا يوافق أصحاب الحميات والذين غلب عليهم المرار بل هو موافق للعلل التي تحتاج إلى حبس أو إلى إنضاج. والمياه التي يخالطها جوهر معدني وما يجري مجراه والمياه العلقية كلها رديئة لكن لبعضها منافع فالذي يغلب عليه قوة الحديد ينفع في تقوية الأحشاء ويمنع الذرب وإنهاض القوة الشهوانية كلها وسنذكر حالها وحال ما يجري مجراها فيما بعد والجمد والثلج إذا كان نقياً غير مخالط لقوة رديئة فسواء حلل ماء برد به الماء من خارج أو ألقي في الماء فهو صالح فليس تختلف أحوال أقسامه اختلافاً كثيراً فاحشاً إلا أنه أكثف من سائر المياه ويستضربه صاحب وجع العصب وإذا طبخ عاد إلىه من المياه أما غمورته فيشاركه فيها غيره والمياه الرديئة إذا استصفيتها كل يوم من إناء إلى إناء رسبت كل يوم ولا يرسب عنها ما من شأنه أن يرسب إلا بأناة من غير إسراع ومع ذلك فلا يتصفى تصفياً بالغاً والعلة فيه أن المخالطات الأرضية يسهل رسوبها عن الرقيق الجوهر الذي لا غلظ له ولا لزوجة ولا دهنية ولا يسهل رسوبها عن الكثيف تلك السهولة ثم الطبخ يفيده رقة الجوهر وبعد الطبخ المخض، ومن المياه الفاضلة ماء المطر وخصوصاً الصيفي ومن سحاب راعد، وأما الذي يكون من سحاب ذي رياح عاصفة فيكون كدر البخار الذي يتولد منه وكدر السحاب الذي يقطر منه فيكون مغشوش الجوهر غير خالصة إلا أن العفونة تبادر إلى ماء المطر وإن كان أفضل ما يكون لأنه شديد الرقة فيؤثر فيه المفسد الأرضي والمفسد الهوائي بسرعة وتصير عفونته سبباً لتعفن الإخلاط ويضر بالصوت والصدر قال قوم: والسبب في ذلك أنه متولد عن بخار مصعد عن رطوبات مختلفة ولو كان السبب ذلك لكان ماء المطر مذموماً غير محمود وليس كذلك ولكنه لشدة لطافة جوهره يتعفن فإن كل لطيف الجوهر قوامه قابل للإنفعال، وإذا بودر إلى ماء المطر وأغلي قبل قبوله العفونة والحموضات إذا تنوول مع وقوع الضرورة إلى شرب ماء مطر قابل للعفونة أمن ضرره ومياه الآبار والقنى بالقياس إلى ماء الأعين رديئة لأنها مياه محتقنة مخالطة للأرضية مدة طويلة لا تخلو عن تعفين ما، وقد استخرجت وحركت بقوة قاصرة لا بقوة فيها مائلة إلى الظهور والإندفاع بل بالحيلة والصناعة بأن قرب لها السبيل إلى الرشوح وأردؤهما ما جعل له مسالك في الرصاص فيأخذ من قوته ويوقع في قروح الأمعاء والنز أردأ من ماء البئر لأنه يستجد نبوعه بالنزح فتدوم حركته ولا يلبث اللبث الكثير في الحفر ولا يريث في المنافس ريثاً طويلاً فأما ماء النز فيها فيطول تردده في منافس الأرض المعفنة ويتحرك إلى النبوع والبروز حركة بطيئة لا تصدر عن قوة اندفاعها بل لكثرة مادتها ولا يكون إلا في أرض فاسدة عفنة وأما المياه الجليدية والثلجية فغليظة والمياه الراكدة والآجامية خصوصاً المكشوفة رديئة ثقيلة وإنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج وتولد البلغم وتسخن في الصيف بسبب الشمس والعفونة فتولد المرار ولكثافتها واختلاط الأرضية بها وتحليل اللطيف منها يتولد في شاربيها أطحلة وترق مراقهم وتجسو أحشاؤهم وتقصف منهم الأطراف والمناكب والرقاب وتغلب عليهم شهوة الأكل والعطش وتحتبس بطونهم ويعسر قيؤهم وربما وقعوا في الإستسقاء لاحتباس المائية فيهم، وربما وقعوا في ذات الجنب وذات الرئة وزلق الأمعاء والطحال وتضمر أرجلهم وتضعف أكبادهم ويقل غذاؤهم بسبب الطحال ويتولد فيهم الجنون والبواسير والدوالي والأورام الرخوة خصوصاً في الأحشاء ويعسر حبل نسائهم وولادتهن جميعاً ويلدن أجنة متورمين ويكثر فيهم الحبل الكاذب ويكثر بصبيانهم الأدرة وبكبارهم الدوالي وقروح الساق ولا تبرأ قروحهم وتكثر شهوتهم ويعسر إسهالهم ويكون مع أذى وتقرح الأحشاء وتكثر فيهم الربع وفي مشايخهم المحرقة ليبس طبائعهم، وبالجملة فالمياه الراكدة غير موافقة للغذاء وحكم المغترف من العين قريب من الراكد لكنه يفضل عليه بأن بقاءه في موضع واحد غير طويل وما لم يجرفان فيه ثقلاً ما لا محالة فربما كان في كثير منه قبض وهو سريع الإستحالة إلى التسخن في الباطن، فلا يوافق أصحاب الحميات والذين غلب عليهم المرار بل هو موافق للعلل التي تحتاج إلى حبس أو إلى إنضاج. والمياه التي يخالطها جوهر معدني وما يجري مجراه والمياه العلقية كلها رديئة لكن لبعضها منافع فالذي يغلب عليه قوة الحديد ينفع في تقوية الأحشاء ويمنع الذرب وإنهاض القوة الشهوانية كلها وسنذكر حالها وحال ما يجري مجراها فيما بعد والجمد والثلج إذا كان نقياً غير مخالط لقوة رديئة فسواء حلل ماء برد به الماء من خارج أو ألقي في الماء فهو صالح فليس تختلف أحوال أقسامه اختلافاً كثيراً فاحشاً إلا أنه أكثف من سائر المياه ويستضربه صاحب وجع العصب وإذا طبخ عاد إلى(2/160)
الصلاح فأما إذا كان الجمد من مياه رديئة أو ثلج مكتسباً به قوة قريبة من مساقطه فالأولى أن يبرد به الماء محجوباً عن مخالطة الماء، والماء البارد المعتدل المقدار أوفق المياه للأصحاء وإن كان قد يضر بالعصب ويضر أصحاب الأورام في الأحشاء وهو مما ينبه الشهوة ويشد المعدة، والماء البارد جداً رديء للصدر والرئة ولقروحهما بما يبرد ويرطب، وهو خلاف الواجب في تدثير القروح ويضر أصحاب السدد لكنه ينفع أصحاب التخلخل والسيلان أي سيلان كان من أي عضو كان ويقوي القوى كلها على أفعالها إذا كان باعتدال أعني الهاضمة(2/161)
والدافعة والجاذبة والماسكة إلا أنه رديء للباه ويعقل البطن ويسكن حركات المني وسيلانه، قال والماء الحار يفسد الهضم ويطفئ الطعام ولا يسكن العطش في الحال وربما أدى إلى الإستسقاء والدق ويذبل البدن، فأما المسخن إذا كان فاتراً أعني وإن كان أسخن من ذلك وتجرع على الريق فكثيراً ما غسل المعدة وأطلق الطبع لكن الإستكثار منه رديء يوهن قوة المعدة والشديد السخونة ربما حلل القولنج وكثر الرياح والذين يوافقهم الماء الحار بالحقيقة أصحاب الصرع والماليخوليا وأصحاب الصداع والرمد والذين بهم بثور في الحلق والعمور وأورام خلف الأذنين وأصحاب النوازل والذين بهم قروح في الحجاب وانحلال انفرد في نواحي الصدر وهو يدر الطمث والبول ويسكن الأوجاع والماء المالح يهزل ويقشف ويسهل أولاً بالجلاء الذي فيه ويعقل بعده لتجفيف طبعه ويفسد الدم ويولد الحكة والجرب. والماء الكدر يولد الحصارة والسدد فليتناول بعده ما يدر على أن المبطون كثيراً ما ينتفع به وبسائر المياه الغليظة والثقيلة لإحتباسها في بطنه وبطء انحدارها ومن ترياقاته الدسم والحلاوات. روفس: وماء المطر خفيف الوزن لطيف نقي حلو يسرع نضج ما يطبخ به ويسرع إلى السخونة وجميع فضائل الماء موجودة فيه وهو جيد للهضم وإدرار البول وللكبد والطحال والكلى والرئة والعصب إلا أنه ليس معه قوة مبردة شديدة التبريد لكنه أكثر ترطيباً وهو ينفذ سريعاً للطافته. والماء البارد يسكن شهوة الباه وينفع الإنتفاخ المسمى الألفي وينفع لمن هضمه بطيء ولمن يعرق كثيراً شرباً واستحماماً ولمن يبول في الفراش وللهيضة ولمن أفرط به إسهال الدواء ولانفجار الدم من المنخرين أو من جراحة أو من أفواه العروق التي في أسفله ولمن شرب شراباً صرفاً كثيراً فعرض له إلتهاب في المعدة ولمن به حمى محرقة متى لم يكن به جساء فيما دون الشراسيف لأنهم إذا أكثروا من شربه عرض لهم منه قيء وانحلت الحمى وخرجت من العروق ويشد اللثة ويقوي العصب وينفع من به ذوبان المني إذا شرب أو استجمر به وينفع من الكرب والفواق ونتن رائحة الفم والعرق. حنين: القليل بالشراب الممزوج يكون أكثر نفعاً لنتن عرق البدن. غيره: الماء البارد على الطعام إذا أخذ منه قليل قوى المعدة وأنهض الشهوة ولا ينبغي أن يشرب على الريق. الطبري: عن الهند: ولا ينبغي أن يشرب الماء البارد الضعيف المعدة والضعيف البدن القليل اللحم والناقة ومن به طحال أو يرقان أو استسقاء أو بواسير أو اختلاف. غيره: والماء العذب يقوي الجسد والذي يجري على الجبل والحصا ولا يخرج إلى غيرها ثقيل لا يمري ويورث الشوصة والربو وضيق النفس. روفس: والحار منه يجود جميع حس البدن ويسهل حركات البدن وينفع الأحشاء والرأس وينضج الأورام الباطنة شرب أو احتقن به ويسكن الأعراض الحادثة عن نهش الهوام ويسكن الإقشعرار وكل برد يجده الإنسان وربما سكن الحكاك شرباً كان أو استحماماً. غيره: رديء إذا أكثر منه وأدمن لأنه يرخي الجسد ويسقط الشهوة فإن تجرع منه على الريق غسل المعدة من فضول الغذاء المتقدم وربما أطلق البطن غير أن الإسراف منه يخلق البدن ويوهنه ويسهل حركاته وينفع الأحشاء والرأس وينضج الأورام الباطنة. روفس: والماء الكبريتي يستفرغ البدن وينفع القوابي والبهق ويقشر الجلد والبثر والجرب والقروح المزمنة وأورام المفاصل وصلابة الطحال والكبد والرحم وأوجاع البطن والركبة والإسترخاء والثآليل المتعلقة والسعفة. غيره: ماء الكبريت ينفع وجع الرحم والنساء التي لا يحبلن من كثرة رطوبات أرحامهن إذا استحممن به ويبرئ الجراحات والأورام الحادثة عن عض السباع وحيات البطن ومن المرة السوداء ويلين العصب ويسخنه ويضعف المعدة ويذهب بالشراء الكائن في الجلد وينفع من الشخوص. الرازي في دفع مضار الأغذية: الماء الكبريتي يهيج الصداع ويظلم العين ويضعف البصر ويسخن الكبد ويعد الدم للعفونة إلا أنه يكسر الرياح وشربه يدفع هذه المضار بأن لا يشرب وقت غرفه بل بعد وقت طويل وصبه من إناء إلى إناء وخاصة في الأواني الخزف الجدد، فإنه يذهب وينقشع عنه بهذا التدبير أكثر رائحة الكبريت ثم يصب على طين حر ويصفى عنه مع رب السفرجل والريباس وحماض الأترج والرمان ويؤخذ من هذه الفواكه، أو مائها قبله أو بعده وليحذر أن يشرب عليه شراب أو يمزج به وإما القفرية والنفطية(2/162)
فحالهما كحال الكبريتية. غيره: ماء القفر خاصته يثقل الرأس والحواس ويسخن البدن جداً وينفع العصب إذا قعد فيه، وأما ماء النحاس فقال الرازي في دفع مضار الأغذية: ينفع من القولنج ويولد سحج الأمعاء العسر المتآكل الواغل في جرم الأمعاء وينفع أيضاً من به قرحة عتيقة عفنة في رئته، ويدفع مضرته الأخذ مما يغري ويمنع السحج كصفرة البيض والصمغ والطين وشحم الكلى والأرز المطبوخ باللبن ونحوها. غيره: وماء النحاس صالح لفساد المزاج وينفع الفم واللهاة والأذن والعين والأحشاء الضعيفة والبواسير وهو غير موافق للأصحاء ويورثهم سوء المزاج وأما الماء الحديدي فقال الرازي فيه أنه يقوي المعدة ويضمر الطحال ويزيد في الإنعاظ إلا أنه قابض حامض. غيره: ماء الحديد الذي ينبع من معادن الحديد يقوّي القلب والكبد ويشجع ويذهب بالخفقان وينفع من اللون الرصاصي ومن كثرة العرق وإذا غسل به الشعر أمسك الشعر المتساقط، وأما الماء الرصاصي فقال الرازي في دفع مضار الأغذية: يولد القولنج الشديد ويحبس البول ولذلك ينبغي أن يتلاحق بما يدره ويسهل البطن والمتولد في معادن الذهب فهو دون ماء النحاس في الرداءة وينفع من الخفقان والماليخوليا والتوحش وكذا المتولد في معادن الفضة فإنه دون الرصاصي في مضرته وينفع من الخفقان وأما المر فيفتح السدد ويلطف الأخلاط الرديئة إلا أنه يفسد الدم بكثرة الإسهال، ولذلك ينبغي أن يطرح فيه السكر أو يقطع قصب السكر أو يلقى فيه من الخرنوب الشامي كثيراً فهو أجود ومن حب الآس أو العناب أو البسر المطبوخ وتتعاهد الأغذية الممسكة للبطن والماء القابض ينفع من استطلاق البطن وترهل البدن وكثرة التخلخل ويضر بعقله الطبيعة وإمساكه البول وبطء نزوله عن المعدة ويسد مسام البدن ويجفف اللحم بقلة نفوذه إلى الأعضاء ويضر الصوت والنفس بتجفيفه الرئة وقصبتها. وهذا في الأكثر شيء أو راجي أو حديدي أو يجري على الحجارة التي فيها هذا الطعم وتدفع هذه المضار بأكل العسل وشرب مائه وشرب دهن الخل على نقيع الزبيب وتدسيم الغذاء وإدمان الحمام، وينفع هذا الماء من زلق الأمعاء ودرور البول وكثرة جري العرق والطمث. غيره: وأما المياه الشبية فإنها تنفع من سيلان دم الطمث ومن نفث الدم وتمنع الإسقاط والقيء وتمنع سيلان دم البواسير غير أنها تثير الحميات في الأبدان الحارة وهي من أنفع الأشياء للقروح المتحلبة إليها الموادّ ومياه المعادن إذا أدمنت ولدت عسر البول والبخر وهي تفسد الدم ولا توافق الأصحاء لأنها كأدوية الماء النوشادري تطلق الطبع إن شرب منها أو جلس فيها أو احتقن بها.الهما كحال الكبريتية. غيره: ماء القفر خاصته يثقل الرأس والحواس ويسخن البدن جداً وينفع العصب إذا قعد فيه، وأما ماء النحاس فقال الرازي في دفع مضار الأغذية: ينفع من القولنج ويولد سحج الأمعاء العسر المتآكل الواغل في جرم الأمعاء وينفع أيضاً من به قرحة عتيقة عفنة في رئته، ويدفع مضرته الأخذ مما يغري ويمنع السحج كصفرة البيض والصمغ والطين وشحم الكلى والأرز المطبوخ باللبن ونحوها. غيره: وماء النحاس صالح لفساد المزاج وينفع الفم واللهاة والأذن والعين والأحشاء الضعيفة والبواسير وهو غير موافق للأصحاء ويورثهم سوء المزاج وأما الماء الحديدي فقال الرازي فيه أنه يقوي المعدة ويضمر الطحال ويزيد في الإنعاظ إلا أنه قابض حامض. غيره: ماء الحديد الذي ينبع من معادن الحديد يقوّي القلب والكبد ويشجع ويذهب بالخفقان وينفع من اللون الرصاصي ومن كثرة العرق وإذا غسل به الشعر أمسك الشعر المتساقط، وأما الماء الرصاصي فقال الرازي في دفع مضار الأغذية: يولد القولنج الشديد ويحبس البول ولذلك ينبغي أن يتلاحق بما يدره ويسهل البطن والمتولد في معادن الذهب فهو دون ماء النحاس في الرداءة وينفع من الخفقان والماليخوليا والتوحش وكذا المتولد في معادن الفضة فإنه دون الرصاصي في مضرته وينفع من الخفقان وأما المر فيفتح السدد ويلطف الأخلاط الرديئة إلا أنه يفسد الدم بكثرة الإسهال، ولذلك ينبغي أن يطرح فيه السكر أو يقطع قصب السكر أو يلقى فيه من الخرنوب الشامي كثيراً فهو أجود ومن حب الآس أو العناب أو البسر المطبوخ وتتعاهد الأغذية الممسكة للبطن والماء القابض ينفع من استطلاق البطن وترهل البدن وكثرة التخلخل ويضر بعقله الطبيعة وإمساكه البول وبطء نزوله عن المعدة ويسد مسام البدن ويجفف اللحم بقلة نفوذه إلى الأعضاء ويضر الصوت والنفس بتجفيفه الرئة وقصبتها. وهذا في الأكثر شيء أو راجي أو حديدي أو يجري على الحجارة التي فيها هذا الطعم وتدفع هذه المضار بأكل العسل وشرب مائه وشرب دهن الخل على نقيع الزبيب وتدسيم الغذاء وإدمان الحمام، وينفع هذا الماء من زلق الأمعاء ودرور البول وكثرة جري العرق والطمث. غيره: وأما المياه الشبية فإنها تنفع من سيلان دم الطمث ومن نفث الدم وتمنع الإسقاط والقيء وتمنع سيلان دم البواسير غير أنها تثير الحميات في الأبدان الحارة وهي من أنفع الأشياء للقروح المتحلبة إليها الموادّ ومياه المعادن إذا أدمنت ولدت عسر البول والبخر وهي تفسد الدم ولا توافق الأصحاء لأنها كأدوية الماء النوشادري تطلق الطبع إن شرب منها أو جلس فيها أو احتقن بها.(2/163)
ماء الجبن:(2/164)
ديسقوريدوس في الثانية: وكل لبن من الألبان لا يخلو من أن تكون فيه رطوبة مائية إذا انفصلت عنه واستعملت كانت صالحة لإسهال البطن جداً إسهالاً قوياً إذا أردنا أن نسهل من غير سقي شيء حرّيف كما يفعل بأصحاب الماليخوليا والصرع والجرب المتقرح وداء الفيل أو البثور في كل البدن وتخرج هذه المائية هكذا. يؤخذ اللبن فيغلى في قدر فخار جديدة ويحرّك بقضيب تين قطع من شجرته قريباً وبعد غليتين أو ثلاثة يرش عليه لكل تسع أواق أوقية ونصف من سكنجبين وهكذا يفصل الماء من الجبن وينبغي أن تؤخذ إسفنجة فتشرب بالماء ويمسح بها شفة القدر مسحاً دائماً في وقت طبخ اللبن لئلا يشتد غليانه وينبغي أن يؤخذ إبريق فيصبه مملوءاً ماءاً بارداً ويصير في اللبن وقد تسقى هذه الرطوبة وهي ماء الجبن وقتاً بعد وقت في كل وقت تسع أواق حتى ينتهي إلى ثلاثة أرطال وتسع أواق، وينبغي لشارب ماء الجبن أن يتمشى فيما بين الوقت والوقت. جالينوس في العاشرة: قوة ماء اللبن الذي قد تميز من الدسم والجبنية ينقي ويغسل الأحشاء وينقى عنها الفضول العفنة إذا شرب أو احتقن به يفعل ذلك من غير لذع بل له في تسكينه فعل جيد ويغسل القروح التي فيها قيح رديء فاسد ويبرئها إذا غسلت به ومن الناس من يخلط بهذا الماء الأدوية التي تفش الماء النازل في العين ويستعملها فينفع من ذلك وكذا فعله أيضاً في جلاء الكلف وقد يشفي به أورام العين والدم المنصب إليها إذا خلط ببعض أدويته الموافقة له. روفس في كتاب اللبن: ماء الجبن يسقى من يحتاج إلى أن يسهل إسهالاً قوياً ويتخذ على هذه الصفة غير أنه يرش عليه مرة سكنجبيناً ومرة شراباً ومرة ماء العسل على قدر الحاجة فإن كان الخلط بلغمياً يرش عليه سكنجبين وقد يخلط معه في أول الأمر ملح فإن أخذ معه أدوية مسهلة فليستقص مقدارها فإن الخطأ فيها عظيم إن أفرط وزنها وأما هو وحده فلا يعرض منه خطأ والمجبن منه بالقرطم يرفق في إسهاله وإن طبخ بعد أخذه وجعل فيه ملح أسهل بقوة ومن احتاج إلى مسهل ولم يقو على الأدوية فليسق مع الملح أو ماء البحر فإنه يستفرغه إستفراغاً صالحاً ويخلط فيه حاشا أو أفتيمون وقد يسقى للأمعاء التي يخاف أن تحدث بها قرحة والتي يخرجها البراز المراري وقروح المثانة ولا ينبغي أن يجعل معه في هذه الحالة ملح ولحرقة البول ولا يتوقى أخذه في الصيف كما تتوقى الأدوية المسهلة وينفع القوى والإسهال منه للجراحات والبثر الكمدة وإخراج الأخلاط الرديئة المجتمعة تحت الجلد والقروح الحديثة والقديمة والخبيثة والشقيقة والموادّ السائلة إلى العين والأجفان والكلف والقروح والحميات المزمنة الكامنة الطويلة ومن يتخوّف عليه الإستسقاء. ابن رضوان في الأدوية المسهلة: وماء اللبن مادة موافقة لأن تخلط به الأدوية المسهلة إن خلط به الأدوية التي تستفرغ المرار الأصفر استفرغ مرة صفراء وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ المرار الأسود استفرغ مرة سوداء وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ البلغم استفرغ وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ الماء استفرغ الماء الأصفر لأن اللبن قريب من طبيعة البدن وله قوة يجلو بها ويغسل من غير تلذيع فوجب أن يقمع حدة الأدوية ويكسر من تلذيعها للأحشاء وإن يعين في إسهالها بقوة مسهلة واستحالته إليها والأجود في خلطه معها أن يسحق وينفع فيه حتى يأخذ قوتها ثم ينزع منه ويسقى ماء اللبن فإنه في هذه الحال يسهل الخلط المطلوب استفراغه بسهولة لا خوف معها على الأحشاء من نكاية الأدوية المسهلة التي يفعلها بالقوى الذاتية في إجرامها ولا عنف فيها لأن القوى المسهلة قد انكسرت حدتها برطوبته لأن المرار الأصفر والمرار الأسود مفرطا الحدة والنكاية والمحمودة أيضاً لها حدة عظيمة، وكذا الأفتيمون وما جرى مجراهما فكان ماء اللبن عجيب النفع في استفراغ هذين الخليطين أما في المرار الأصفر فإنه ينفع فيه المحمودة وما قام مقامها وأما في المرار الأسود فبأن ينقع فيه ثمر أفتيمون أو ما قام مقامه وذلك إن ماء اللبن يحمل قوى هذه الأدوية ويوصلها إلى البدن فتستفرغ الأخلاط التي تستفرغها بلا حدة ولا حرارة قوية تعرض منها في الأمعاء والأحشاء والمعدة والماساريقا والكبد وتجاويف العروق وقد اختار بعض الأطباء إذا كان في شيء من الأحشاء مرار مجتمع أن يعطي قبل ماء اللبن شيئاً من الصبر أو(2/165)
الأفسنتين أو الإهليلج الأصفر ليحرّك ذلك المرار الغليظ أعني: الذي قد غلظ بمخالطة البلغم ونحو ذلك لأن ماء اللبن أيضاً إذا صار إلى الأحشاء التي هذا حالها لم يؤمن عليه أن يستحيل إلى طبيعة ذلك المرار الذي يخالطه فيها، ولذلك ينبغي أن يعطي قبل أخذه ما يحرّك المرار إلى الإنحدار عن الأحشاء، فإذا جاء بعده ماء اللبن وجده متهيأ للخروج والإنحدار فاحدر جميعه وأخرجه بالإسهال فهذه منافع اللبن في الإسهال. أمين الدولة بن التلميذ: وصفة عمل ماء الجبن في الربيع يتخذ من لبن المعز الفتية التي عهدها بالولادة نحو شهر وتختار الحمراء الزرقاء الفتية فإنها صنف جيد المزاج وتعلف قبل استعمال لبنها بأيام شعيراً مجروشاً مبلولاً مع نخالة وثيل وهندبا وشاهترج ثم يحلب رطلان من لبنها في كل يوم ويطبخ في طنجير حجر بنار هادئة ويحرك بخشبة من خشب التين رطبة مأخوذ عنها لحاؤها مرضوضة يقصد بذلك أن تعلق بماء الجبن من اللبنية واليتوعية التي في الخشب الرطب قوة تعينه على الإسهال في رفق وقد يعتاض عنه بشجرة خلاف رطبة إذا لم يوجد خشب التين وكان يسقى ماء الجبن للترطيب دون الإسهال ويمسح حول القدر بخرقة مبلولة بماء عذب، فإذا غلى اللبن فليترك الطنجير على ناره ويرش على اللبن الذي فيه ثلاثون درهماً من السكنجبين الساذج السكري فربما رش معه ثلاثة دراهم من خل خمر صاف وليكن السكنجبين والخل باردين جداً يسرع إلقاؤهما لتتميز الجبنية من المائية ويحرك بالعود المذكور ويترك هنية حتى يجمد وتتميز المائية ثم يصفى في خرقة كتان صفيقة أو زنبيل خوص صفيق النسج ويعلق حتى ينقطع سيلان ماء الجبن عنه وتبقى فيه الجبنية ويعاد الماء فيه إلى الطنجير بعد غسله ويغلي برفق ويلقى عليه نصف درهم من ملح دراني مسحوق ويصفى ثانياً ويؤخذ من ماء الجبن المذكور نصف رطل إلى ثلثي رطل على تدريج بسكر طبرزذ ويؤخذ في وقت بسفوف مسهل وفي وقت بسفوف مبدل. سفيان الأندلسي: ماء الجبن دواء مسهل تستعمله الصبيان فمن فوقهم دون فرق وإذا كان القصد به الإسهال فيجب أن يغلى على النار بعد عصره من الجبن ليتميز ما فيه من الجزء الجبني والماء المستخرج من اللبن المعقود بالأنفحة فهو يسهل أولاً فإذا تمودي عليه وألفه البدن اغتذى به ولم يسهل ويطيب ولا سيما الأجسام دماؤها فاسدة وهي التي يكثر أكلها وينهضم ولا يخصب البدن وأكثره إسهالاً أرقه لبناً وأكثره ترطيباً أغلظه لبناً.ن أو الإهليلج الأصفر ليحرّك ذلك المرار الغليظ أعني: الذي قد غلظ بمخالطة البلغم ونحو ذلك لأن ماء اللبن أيضاً إذا صار إلى الأحشاء التي هذا حالها لم يؤمن عليه أن يستحيل إلى طبيعة ذلك المرار الذي يخالطه فيها، ولذلك ينبغي أن يعطي قبل أخذه ما يحرّك المرار إلى الإنحدار عن الأحشاء، فإذا جاء بعده ماء اللبن وجده متهيأ للخروج والإنحدار فاحدر جميعه وأخرجه بالإسهال فهذه منافع اللبن في الإسهال. أمين الدولة بن التلميذ: وصفة عمل ماء الجبن في الربيع يتخذ من لبن المعز الفتية التي عهدها بالولادة نحو شهر وتختار الحمراء الزرقاء الفتية فإنها صنف جيد المزاج وتعلف قبل استعمال لبنها بأيام شعيراً مجروشاً مبلولاً مع نخالة وثيل وهندبا وشاهترج ثم يحلب رطلان من لبنها في كل يوم ويطبخ في طنجير حجر بنار هادئة ويحرك بخشبة من خشب التين رطبة مأخوذ عنها لحاؤها مرضوضة يقصد بذلك أن تعلق بماء الجبن من اللبنية واليتوعية التي في الخشب الرطب قوة تعينه على الإسهال في رفق وقد يعتاض عنه بشجرة خلاف رطبة إذا لم يوجد خشب التين وكان يسقى ماء الجبن للترطيب دون الإسهال ويمسح حول القدر بخرقة مبلولة بماء عذب، فإذا غلى اللبن فليترك الطنجير على ناره ويرش على اللبن الذي فيه ثلاثون درهماً من السكنجبين الساذج السكري فربما رش معه ثلاثة دراهم من خل خمر صاف وليكن السكنجبين والخل باردين جداً يسرع إلقاؤهما لتتميز الجبنية من المائية ويحرك بالعود المذكور ويترك هنية حتى يجمد وتتميز المائية ثم يصفى في خرقة كتان صفيقة أو زنبيل خوص صفيق النسج ويعلق حتى ينقطع سيلان ماء الجبن عنه وتبقى فيه الجبنية ويعاد الماء فيه إلى الطنجير بعد غسله ويغلي برفق ويلقى عليه نصف درهم من ملح دراني مسحوق ويصفى ثانياً ويؤخذ من ماء الجبن المذكور نصف رطل إلى ثلثي رطل على تدريج بسكر طبرزذ ويؤخذ في وقت بسفوف مسهل وفي وقت بسفوف مبدل. سفيان الأندلسي: ماء الجبن دواء مسهل تستعمله الصبيان فمن فوقهم دون فرق وإذا كان القصد به الإسهال فيجب أن يغلى على النار بعد عصره من الجبن ليتميز ما فيه من الجزء الجبني والماء المستخرج من اللبن المعقود بالأنفحة فهو يسهل أولاً فإذا تمودي عليه وألفه البدن اغتذى به ولم يسهل ويطيب ولا سيما الأجسام دماؤها فاسدة وهي التي يكثر أكلها وينهضم ولا يخصب البدن وأكثره إسهالاً أرقه لبناً وأكثره ترطيباً أغلظه لبناً.(2/166)
ماء الفحم: ابن سينا في الأدوية القلبية: اللحم وإن كان غذاء صرفاً فإن ماءه يدخل في معالجات ضعف القلب فلا بأس أن نتكلم فيه فنقول أن ماء اللحم إذا كان اللحم محمود أما لحم الحولي منه والفتيّ من الضأن وأما لحم الحملان والجداء فإنه أنفع شيء لضعف القلب فإن كان من رقة الروح فلحم الحولي من الضأن والفتي منها، وإن كان من غلظه وكدورته مع قلته فالذي هو أخف منه، وأكثر أطباء زماننا يظنون أن ماء اللحم هو المرقة التي يطبخ في مائها اللحم وليس كذلك بل ماء اللحم ما يخرجه المدقوق بالطبخ حتى يسيل منه رشح وعرق وينقلي فيه اللحم ثم يصفى ويشرب.
ماء الشعير:(2/167)
ديسقوريدوس في الثانية: هو أكثر غذاء من سويق الشعير يماع في الطبخ وهو صالح لقمع حدة الفضول وخشونة قصبة الرئة وتقرّحها وبالجملة يصلح لكل ما يصلح له كشك الحنطة غير أنّ ماء كشك الحنطة هو أكثر غذاء منه وأدر للبول وإذا طبخ الكشك من الحنطة أيضاً ببزر الرازيانج وتحسى أدر اللبن وكشك الشعير أيضاً يدر البول وهو جلاء نافخ رديء للمعدة منضج للأورام البلغمانية. ابن رضوان في مقالة له في الشعير: وما يتخذ من الشعير المقشور أقل جلاء من الذي ليس بمقشور فإنا متى احتجنا إلى استعمال شيء مما يتخذ من الشعير نظرنا فإن كنا نحتاج مع ذلك إلى فضل جلاء أخذنا من شعير مقشور سواء كان ذلك ماءه أو حساءه أو كشكه أو غيره وكذا متى احتجنا إلى فضل تجفيف فيما نتخذه من سويقه قلينا الشعير بقشره وإن لم نحتج إلى فضل تجفيف قليناه مقشوراً ولذلك متى احتجنا إلى اعتدال البراز استعملناه مقشوراً قال: وينبغي أن يتخير الشعير ويؤخذ أفضله ويرذل الحديث منه والقديم ويقشر بأن ينقع في الماء وقتاً يسيراً ويلقى في مهراش ويلين باليد مسحاً ويهرش إلى أن تنسلخ قشوره حساء، ثم يكال ويلقى في طنجير ويصب عليه ماء كثير بحسب ما يرى من صلابته ولينه أما اللين فلا يحتاج إلى ماء كثير لأنه ينضج بسرعة وأما الصلب فيحتاج إلى ماء كثير لأنه يبطئ في الطبخ قبل أن ينهضم وتقدير الماء يختلف ويزيد وينقص وليس له حد يقف عليه وذلك أنه إن كان المطلوب ماء الشعير فيحتاج إلى ماء كثير وإن كان المطلوب حساءه الذي هو عصارته والمطلوب كشكه فلا يحتاج إلى ماء كثير وأكثر ما ينبغي أن يصب عليه من الماء ثلاثون كيلاً بكيل الشعير وأقله خمسة عشر والأجود أن يكون في قدر أخرى ماء يرفع على النار إذا غلي فإن رأيت الشعير قل ماؤه صببت عليه من الماء المغلي كفايته وينبغي أن تكون نار طبخ الشعير هادئة أو نار جمر والحد في استخراج مائه أن يطبخ إلى أن ينتفخ الشعير وينشق فإذا انشق أنزلته وبردته وصفيت ماءه واستعملته والحد في استخراج عصارة الشعير أو كشكه أن يطبخ إلى أن يتهرى أو يماع الشعير والفرق بين عصارته وكشكه أن تصب مع الماء منذ أول الطبخ زيتاً جيداً بقدر الحاجة وطاقات يسيرة من كراث وشبث ويطبخ حتى إذا انتفخ الشعير ورأيته قد أخذ يتشقق صببت فيه خلاً جيداً صافياً ليس بالحديث جداً ولا بالشديد القدم مقدار ما يصير به طعمه مزالاً حامضاً، ويطبخ حتى ينحل الشعير فإذا انحل وتهرى الشعير جعلت فيه من الملح الطيب بقدر الحاجة وأنزلته عن النار وناولت العليل منه إما إن كنت تريد الحال الوسطى بين تلطيف الغذاء وتغليظه فتناوله بثفله، وأما إن كنت تريد دون هذه الحالة صفيته وناولت المريض عصارته فقط ورميت بثفله وكذا الحال فيما يفعل بحساء الشعير المقدم ذكره. قال أبقراط في كتابه في الأمراض الحادة: اقتصر فيما اتخذ من الشعير على كشكة فقط ويسمى المصفى منه حساء وهو عصارته وكثيراً ما يسمى دلك ماء الشعير وإنما يسمى اللطيف الرقيق من هذه العصارة ماء الشعير وصرح في كلامه أن كشك الشعير أفضل الأغذية في الأمراض الحادة لأنه يستجمع فيه عشر خصال لا يمكن اجتماعها بوجه ولا بسبب في غيره من الأغذية في هذه الأمراض وأنا أنبه على ذلك. قال أبقراط في المقالة الأولى من كتابه في الأمراض الحادة: إن كشك الشعير عندي بالصواب غذاء اختير على سائر الأغذية التي تتخذ من سائر الحبوب في هذه الأمراض وأحمد من قدمه واختاره على غيره وذلك لأن فيه لزوجة معها ملاسة واتصالاً وليناً وزلقاً ورطوبة معتدلة وتسكيناً للعطش وسرعة انغسال إن احتيج إلى ذلك أيضاً منه وليس فيه قبض، ولا تهيج رديء ولا ينفخ ويربو في المعدة لأنه قد انتفخ وربا في الطبخ غاية ما يمكن فيه أن لا ينفخ ويربو. قال ابن رضوان: وأنا أعد العشر خصال التي عدها أبقراط في كشك الشعير فأقول الأولى قوله فيه لزوجة معها ملاسة هذه الخصلة يدل بها على أنه متشابه الأجزاء وليس يوجد ذلك في شيء من الأغذية ولذلك يقاوم ما تحدثه الأمراض الحادة من الخشونة والتلذيع، الثانية هذه الخصلة أيضاً دل بها على أن أجزاء المتشابهة باتصالها تنهضم سريعاً معاً وتولد معاً كيموساً جيداً، الثالثة كونه ليناً وذلك مما يقاوم بها الزعارة ولا يحتاج فيه إلى مضغ ولا غيره، الرابعة كونه زلقاً دل به على أنه يجوز ويمر(2/168)
بالمري من غير أن يبقى فيه شيء كما يبقى ما يلحج ويلصق من الأشياء اللزجة مثل حسو الحنطة وهو مع زلقه يجلو ما يجده في ممرّه، والخامسة كونه رطباً رطوبة معتدلة، السادسة تسكينه للعطش وهاتان الخصلتان نافعتان المنافع العظيمة جداً في الحميات لأنهما يقاومان جفاف البدن وحرارته ولذلك يضادان ويقاومان ما تحدثه الحمى في البدن، والسابعة سرعة انغساله وإن ذلك دليل على تليينه للبطن وإنما أراد أبقراط بقوله إن احتيج إلى ذلك منه أنه ليس في كل حمى حادة يحتاج معها إلى تليين البطن، والثامنة قوله وليس فيه قبض لأن القبض رديء في هذه الحميات من قبل أنه يسد مجاري الغذاء النافذ إلى البدن وإنما يحتاج معها إلى الأغذية القابضة متى كان في فم المعدة والكبد ما يحتاج معها إلى تقويتها بالأشياء القابضة. والتاسعة قوله: ولا تهيج رديء أراد به أنه لا يحدث في وقت انهضامه شيء من التهيج مثل النفخة أو اللذع أو غير ذلك من الأشياء التي تعوق المعدة عن الإنهضام بالسوية على الغذاء، والعاشرة أن لا ينتفخ ويربو في المعدة كسائر الأطعمة، وهذا من أفضل خصاله فهذه العشر لا تجتمع في غيره ولذلك يقاوم الحمى الحارة الحادة ببرده ويبسها برطوبته وما تحدثه في البدن من سائر الأعراض ينافي خصاله. التجربتين: وماء الشعير المتخذ من المحمص منه فإنه ينفع المحمومين الذي أصابهم إسهال ذريع. وأما: ماء الشعير على الصفة المشهورة فإنه ينفع من جميع الحميات بحسب صنعته، فيتخذ للصفراء المحضة مفرداً ولسائر الحميات الباردة السبب مع البزر والأصول ومع أعناق الكراث في المختلطة، فإذا احتيج أن يكون أكثر تغذية أخذه بكشكه فهو بكشكه أنفع للمسلولين ولا سيما إذا طبخت فيه السراطين النهرية، وإذا طبخت مع الشعير السراطين النهرية وعرق السوس فينفع من السعال ومن الصدر إذا نفث منه الدم المتولد عن حدة ومتى شربه ساذجاً من يسهل عليه القيء من المحمومين وأكثر منه حتى يتكرهه قيأه ونقى معدته من الأخلاط وانتفع به.المري من غير أن يبقى فيه شيء كما يبقى ما يلحج ويلصق من الأشياء اللزجة مثل حسو الحنطة وهو مع زلقه يجلو ما يجده في ممرّه، والخامسة كونه رطباً رطوبة معتدلة، السادسة تسكينه للعطش وهاتان الخصلتان نافعتان المنافع العظيمة جداً في الحميات لأنهما يقاومان جفاف البدن وحرارته ولذلك يضادان ويقاومان ما تحدثه الحمى في البدن، والسابعة سرعة انغساله وإن ذلك دليل على تليينه للبطن وإنما أراد أبقراط بقوله إن احتيج إلى ذلك منه أنه ليس في كل حمى حادة يحتاج معها إلى تليين البطن، والثامنة قوله وليس فيه قبض لأن القبض رديء في هذه الحميات من قبل أنه يسد مجاري الغذاء النافذ إلى البدن وإنما يحتاج معها إلى الأغذية القابضة متى كان في فم المعدة والكبد ما يحتاج معها إلى تقويتها بالأشياء القابضة. والتاسعة قوله: ولا تهيج رديء أراد به أنه لا يحدث في وقت انهضامه شيء من التهيج مثل النفخة أو اللذع أو غير ذلك من الأشياء التي تعوق المعدة عن الإنهضام بالسوية على الغذاء، والعاشرة أن لا ينتفخ ويربو في المعدة كسائر الأطعمة، وهذا من أفضل خصاله فهذه العشر لا تجتمع في غيره ولذلك يقاوم الحمى الحارة الحادة ببرده ويبسها برطوبته وما تحدثه في البدن من سائر الأعراض ينافي خصاله. التجربتين: وماء الشعير المتخذ من المحمص منه فإنه ينفع المحمومين الذي أصابهم إسهال ذريع. وأما: ماء الشعير على الصفة المشهورة فإنه ينفع من جميع الحميات بحسب صنعته، فيتخذ للصفراء المحضة مفرداً ولسائر الحميات الباردة السبب مع البزر والأصول ومع أعناق الكراث في المختلطة، فإذا احتيج أن يكون أكثر تغذية أخذه بكشكه فهو بكشكه أنفع للمسلولين ولا سيما إذا طبخت فيه السراطين النهرية، وإذا طبخت مع الشعير السراطين النهرية وعرق السوس فينفع من السعال ومن الصدر إذا نفث منه الدم المتولد عن حدة ومتى شربه ساذجاً من يسهل عليه القيء من المحمومين وأكثر منه حتى يتكرهه قيأه ونقى معدته من الأخلاط وانتفع به.
ماء الورد:(2/169)
من كتاب المغني المفرد في أوصاف الورد أجوده النصيبي العطر العرق الذكي الرائحة المستخرج بانبيق وقرع فوق بخار الماء وهو بارد في الدرجة الأولى معتدل فيما بين الرطوبة واليبس مائل إلى الرطوبة يقوي الدماغ ويسكن الخفقان والصداع الحار شماً وطلاء وكذلك يقوي القوى كلها وآلاتها، ويقوي المعدة والقلب شماً وطلاء وشرباً، وشمه يزيل الغشي وينبه الحواس الخمس ويبسط النفس وينفع من الخفقان الحار ويقوي الجسم بعطريته وقبضه ويسكن وجع العين من حرارة وينفع من كثير من أدوائها تحجيراً به وكحلاً وتقطيراً ويشد اللثة مضمضة، وإذا تجرع نفع من العشي ويقوي المعدة وينفع من نفث الدم وهو يخشن الصدر ويصلحه نبات الجلاب وإذا صب على الرأس حلل الخمار وسكن الصداع. الرازي: ماء الورد بارد لطيف والإكثار منه يبيض الشعر وإذا شرب من ماء الورد الطري وزن عشرة دراهم أسهل فوق عشرة مجالس. حكيم بن حنين: يمنع انصباب المواد إلى العين ويمنع تزيد ما قد حصل فيها من العلل. خلف الطييي: أجوده الذي يتخذ من الورد الأبيض لأنه أبقى.
ماء الكافور: إبن بطلان: في تقويم الصحة هو حار يابس في الثالثة جيد الشبه بصفرة دهن البلسان منفعته أنه يستخرج الذفر ومضرته أنه يصدع الرأس للمحرور ودفع مضاره أن يخلط بدهن بنفسج وهو موافق للأمزجة الباردة وللمشايخ في الشتاء وفي البلدان الباردة سوى الجنوبية. وذكر ماسرحويه ويوحنا والرازي: أنه يخرج من بدن شجرة الكافور إذا شرطت سال منها وهؤلاء هم شيوخ الصيادلة وذكر أنه شاهده وقال أن الكافور منه ما هو في أبدان شجره صافياً وهو القنصوري ومنه ما يوجد مختلطاً باللحاء والقشر وهذا يطبخ ويصفى فتتميز منه في طبخه هذه المائية الدهنية وخاصيته أنه إذا ألقي على طعام لم يقربه الذباب.
ماء الخيار: ابن ماسه: خاصية ماء الخيار الحلو إسهال المرة الصفراء التي تعرض في المعدة والأمعاء وتطفف حدتها وتليين الصدر، وإن أراد أحد أن يأخذه فليأخذ منه ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع وزن عشرة دراهم سكراً سليمانياً. حبيش بن الحسن: ماء الخيار والقثاء ينفعان من لهب الحمى، ويسكنان العطش ويسهلان برفق وليس ينبغي أن يسقوا ذلك إذا كانت طبائعهم منعقدة جداً لأنه ليس لهما من القوة ما يسهلان الطبيعة المنعقدة فربما وقفا في المعدة فأكربا كرباً شديداً وربما قيئآ وربما نفخا وهما صالحان معصورين مفردين أو مؤلفين ويسقى ماؤهما مع بعض الأمراض النافعة للحميات.
ماء برطاع: أخبرني به الشيخ الأمين نفيس الدين هبة الله مقدم الطب بالديار المصرية أن هذا الماء كان منه شيء بخزانة البيمارستان بالقاهرة المحروسة وكان من خواصه أنه إن سقي منه شيئاً من تشبث في حلقه عظم أو شوك أو حديد أذابه في ساعته ولو أخذ منه نصف درهم أو أقل. ونقد جميعه من الخزانة ولم يعتض بغيره ولم يقع إلينا منه شيء آخر بعد ذلك فنبحث عنه.
ماء الحمة: سألت عنه جماعة من التجار المترددين إلى بلاد الهند وغيرها من تلك الأقاليم فأخبرت عنه أنه ماء أسود كالبحر سهك الرائحة جداً نتنها يوجد في جوف سمكة معروفة بالحمة تصاد في بحر الصين وهذا الماء يكون في جوفها في كيس كالمزادة لا يوجد فيها سواه ومن خواصه أنه إن سقي منه وزن حبتين أو أكثر بقليل لمن قد سقط من موضع عال وانكسر عضو من أعضائه فإنه يجبره على المكان وهو في ذلك عجيب مجرب.
ماء الرماد:(2/170)
ديسقوريدوس في 1: قد يستعمل من التبن البري والتين البستاني بأن تحرق الأغصان ويستعمل رمادها وينبغي أن ينفع الرماد بالماء مدة ثم يصفى ثم ينقع فيه رماد آخر ويفعل به ذلك مرات كثيرة ويعتق. جالينوس في السابعة: ماء الرماد يكون بحسب الرماد الذي يعمل منه فإن كان للرماد حدة كان ماء الرماد أيضاً حاداً وإن كان الرماد غير حاد كان ماؤه لا حدة له ليناً ولذلك صار ماء الرماد يخلط في الأدوية التي يقال لها المعفنة، لأن فيه حرارة محرقة لكنها تحرق من غير وجع للطافة جوهرها، وسائر مياه الرماد في قوة الجلاء والتجفيف بحسب ما تكون قوة الخشب الذي يعمل منه سوى ماء رماد خشب التين ورماد اليتوع وهذان الماءان قريبان في قوتهما من الأدوية المعفنة. ديسقوريدوس: وقد يصلح أن يستعمل في الأدوية المحرقة والقروح الخبيثة وقد يأكل اللحم الزائد في القروح ويستعمل في بعض الأحايين بأن تبل به إسفنجة فاتراً وتوضع على المكان ويحقن به لقرحة الأمعاء وللسيلان المزمن في القروح العظيمة الخبيثة لأنه يقلع اللحم الفاسد ويبني اللحم ويلحم ويلزق كما تلزق أدوية الجراحات اللازقة لها في أول ما تعرض وقد يصفى شيء من حديثه ويسقى منه أوقية ونصف مع شيء يسير من زيت لجمود الدم والسقطة من موضع عال والوهن وقد يسقى منه وحده أوقية ونصف لمن به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء، وإذا خلط بزيت وتمسح به جلب العرق ونفع من وجع العصب والفالج وقد يشربه من شرب الجبسين وينفع من نهشة الرتيلا وقد تفعل ذلك مياه أصناف الرماد الباقية وخاصة ماء رماد خشب البلوط وكلها فيها قبض شديد.
مانون: جالينوس في الحادية عشرة: ماء السمك المالح وهو المانون ينفع الجراحات المتعفنة كما ينفعها الجري وينفع أيضاً من وجع الورك والنسا وقروح الأمعاء إذا احتقن به العليل وذلك أنه بحدته يجذب الأخلاط الحاصلة من الورك ويخرجها من الأمعاء ويغسل ويجفف القروح المتعفنة في الأمعاء، وأكثر من يستعمله في هذه الوجوه قوم من الأطباء وماء الجري المملح وماء السميكات المملوحة وهو مانون الصحناة وقد استعملنا نحن أيضاً هذا المانون في مداواة القروح المتعفنة الحادثة في الفم.
ماء الملح: ديسقوريدوس في 5: ماء الملح قوته وفعله كقوة الملح لأنه يجلو ويقبض ويلطف ويحتقن به لقروح الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن ويصلح لنصب الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه ويوم مقام ماء البحر في النقع.
ماست: هو الرائب الذي لم يستعد حمضه وقد ذكر في آخر القول في اللبن.
؟ماء القراطن: ابن حسان: معناه باليونانية عسل مقصور. الرازي في الحاوي: هو الشراب المسمى باليونانية حنديقون. ديسقوريودس في الخامسة: هو بعض الأشربة وقوته كالشراب الذي يقال له أويومالي ويستعل ما لم يطبخ منه إذا أردنا أن نلين البطن أو نهيج القيء إذا سقي إنسان دواء قتالاً فنسقيه منه بالزيت للقيء والمطبوخ منه نسقيه لتحليل القوة وضعف البدن وللسعال والورم الحار العارض في الرئة. بعض علمائنا: وصنعته كما قال ديسقوريدوس يؤخذ من العسل جزء ومن ماء المطر المعتق جزء فيخلط به ويوضع في الشمس ومن الناس من يأخذ من ماء العيون فيخلطه بالعسل ويطبخه حتى يذهب الثلثان ويرفعه.
؟ماعز:(2/171)
الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: لحوم الماعز أوفق لأصحاب الأبدان الملتهبة والقليلة الرياضة وأبطأ إلى الإمتلاء ولمن تهيج به الجراحات والأمراض والحميات الحادة والدماميل والبثور وتصلح في الأوقات الحارة، ولمن يحتاج إلى كثير قوة وكد ويختار السمين منها ويصنع بالبصل والزيت والحمص والجزر وبالجملة فالإسفيذباجات منها جيدة ويؤخذ قبلها وبعدها من الفواكه والبقل والأشربة ما يتلاحق به دفع ضررها ويقصد ما يسخن ويرطب منها عند أكل لحومها كالتمر واللوز والفانيذ والنارجيل، ويشرب عليها من الشراب الأحمر الذي له أدنى غلظ وحلاوة وليس بالعتيق جداً ويكثر عليه من أكل الحلو ويجتنب عليه الفواكه المزة والحامضة فإنه بهذا التدبير يمكن أن يسلم من اضطر إلى لحم الماعز. قال: ولحوم الجداء أرطب منه لأنها موافقة لأهل الترفه والدعة لأنها قليلة الفضول معتدلة في الحر والبرد والرطوبة واليبس فهي أوفق لهم منه ومن لحوم الحملان إذا كان لا يسرع بالإمتلاء ولا تضعف عليه القوة ولا ينهك البدن ولا سيما في الصيف والبلدان الحارة. ديسقوريدوس في الثانية: وشحم العنز أشد قبضاً من غيره من الشحوم ولذلك يعالج به من قرحة الأمعاء بالسويق والنخالة وقد يذاب ويحقن به مع ماء الشعير وقد يصلح المرق الذي يقع فيه إذا تحثى لمن في رئته قرحة وقد ينتفع به من شرب الذراريح وشحم التيس أشد تحليلاً منه وإذا عجن شحم التيس ببعر ماعز وزعفران ووضع على النقرس شفاه. التجربيين: وشحم الماعز إذا شرب في حسو رقيق مصنوع من نشاء أو أرز مطحون نفع من السحج والإسهال المتولد عن أخلاط لذاعة ومن إفراط الدواء المسهل. جالينوس في الحادية عشرة: وبعره قوته حارة نافعة من الأورام الجاسية ولذلك يستعمله بعض الأطباء في أورام الطحال الجاسية وغيرها من الأورام الصلبة وأورام الركبة المتقاعدة إذا خلطوا بها دقيق شعير وعجنوها بالخل والماء ووضع عليها فإنه مما ينبغي أن يستعمل في علاج الأكرة وشبههم ولا يعالج به من كان رطب البدن رخصه، وقد يستعمل هذا الزبل في أصحاب وجع الطحال وجسائه وفي الحبن، وإذا أحرقت هذه الزبول صارت ألطف وأشد جلاء مما كانت أولاً فينفع ذلك من داء الثعلب ومن كل داء يحتاج إلى أدوية منقية جالية كالجرب والوضح والقروح الرديئة وشبهها وكثيراً ما نخلطه في الضمادات المحللة بمنزلة الضماد النافع من الأورام العارضة في أصول الأذان والأرنبتين المتقاعدة، وكثير من أطباء القرى يعالجون أهلها بمثل هذه الزبول لكثرة ما فيها من التحليل فيشفون بها من نهش الأفاعي وغيرها من الهوام وكانوا من تداركوه منهم وعالجوه نجا، ومنهم من كان يسقي أصحاب اليرقان فيبرئهم ومن الأطباء من كان يسقي ذلك النساء فيسكن به نزف الدم عنهن سريعاً. ديسقوريدوس: وبعر الماعز إذا شرب ولا سيما الجبلية منها بشراب نفع من اليرقان وإذا شرب ببعض الأدوية والأشربة أدر الطمث ويخرج الجنين وإذا دق اليابس منه ناعماً وخلط بكندر واحتملته المرأة في صوفة قطع سيلان نزف الدم المزمن من البدن وإذا أحرق وخلط بسكنجبين أو خل ولطخ على داء الثعلب أبرأ منه وإذا تضمد به مع شحم خنزير عتيق نفع من النقرس وقد يطبخ بالخل والشراب ويوضع على نهش الهوام والنملة والحمرة المنتشرة وأورام خلف الأذنين فينفعها وإذا كوي به نفع عرق النسا والكي به على هذه الصفة، أن يأخذ زيتاً ويشرب فيه صوفة ويضعه على الموضع العميق الذي بين الإبهام والزند وهو إلى الزند أقرب ثم تأخذ بعرة وتلهبها بالنار حتى تصير جمرة ثم تضعها على الصوفة ثم لا تزال تفعل ذلك حتى يصل الحر بتوسط العضد إلى الورك ويسكن الألم وهذا الضرب من الكي يسمى الكي العربي. الطبري: وبعره يوضع مسحوقاً بالشراب على لذع الهوام كلها وعض السباع فينفعها وإذا سحق بالعسل وطلي به البدن نفع من النقرس ووجع المفاصل، وإن طبخ بشراب صلباً حتى يصير كالعسل ووضع على الدبيلة أياماً حللها. مجهول: وإن طبخ ببول صبي ووضع على البطن نفع من القولنج العارض من البلغم اللزج والرياح ويسهل الماء الأصفر. ديسقوريدوس: وظلفه إذا أحرق وخلط بخل وتلطخ به يبرئ داء الثعلب. جالينوس في الحادية عشرة: إن كان الأمر على ذلك فقوة هذا الرماد قوة تلطف الأخلاط الغليظة. الشريف: إذا أحرق ظلافه وسحق رماده وخلط بمثله ملحاً معدنياً واستن به نفع(2/172)
من قلح الأسنان وصفرتها خضرتها وإذا عجن رماده بخل وطلي به على المسامير المنكوسة أذهبها وإذا بخرت به المنازل هربت الحيات منها. الغافقي: وظلفه إذا أحرق وعجن بعسل وشرب بالماء نفع من البول في الفراش. التجربتين: أظلاف المعز إذا أحرقت وسحقت وذرت على القروح المرهلة التي في الأعضاء اليابسة المزاج جففتها. ديسقوريدوس: ومرارة المعز الوحشية إذا اكتحل بها أبرأت غشاوة العين لخاصية فيها وقد تفعل ذلك أيضاً مرارة التيس وتقلع اللحم الزائد أيضاً الذي يقال له البوث، وإذا تلطخ بها نفعت من داءمن قلح الأسنان وصفرتها خضرتها وإذا عجن رماده بخل وطلي به على المسامير المنكوسة أذهبها وإذا بخرت به المنازل هربت الحيات منها. الغافقي: وظلفه إذا أحرق وعجن بعسل وشرب بالماء نفع من البول في الفراش. التجربتين: أظلاف المعز إذا أحرقت وسحقت وذرت على القروح المرهلة التي في الأعضاء اليابسة المزاج جففتها. ديسقوريدوس: ومرارة المعز الوحشية إذا اكتحل بها أبرأت غشاوة العين لخاصية فيها وقد تفعل ذلك أيضاً مرارة التيس وتقلع اللحم الزائد أيضاً الذي يقال له البوث، وإذا تلطخ بها نفعت من داء الفيل أيضاً. غيره: ومرارة التيوس الجبلية ترياق للمنهوشين. جالينوس في 11: وأما كبد الماعز فيشويه قوم ويأخذون الصديد الذي يقطر منه فيكحلون به أصحاب العشاء ويأمرونهم أيضاً بفتح أعينهم وأن ينكبوا على هذه الكبد ليدخل فيها البخار المرتفع منها ويزعمون أيضاً أنها إذا أكلت مشوية نفعت من هذه العلة وتنفع من به صرع وتكشف أمره إذا أكلت ويقولون إن كبد التيوس تفعل أيضاً ذلك وقال ديسقوريدوس مثله. التجربتين: رطوبة كبد المعز المستخرجة بالشي إذا ذر عليها في وقت الشي زنجبيل ودارفلفل وبولغ في شيها ثم جمع الزنجبيل مع ما خالطه من الرطوبة وسحق واكتحل به نفع من العشاء. الشريف: إذا شويت كلي ماعز وذر عليها سحيق كرنب وحل بما يسيل منها على البهق الأبيض أذهبه من حينه سريعاً.
؟؟مالكي: هو طير الماء من أقراباذبن سابوربن سهل فاعرفه.
ماميران: هو الصنف الصغير من العروق الصفر وقد ذكرته في العين.
مالي: هو العسل وقد ذكرته في العين.
مالسوفلن: معناه النحلي سمي بذلك لاستطابة النحل الحلول فيها وهو الباذرنجبويه وقد ذكر في الباء.
ماطرسيله: معناه باللطيني أم الشعراء وهو صريمة الجداء وقد ذكرته في الصاد المهملة.
مارماهيج: هو السليناج المعروف بالنون وهو حوت طويل كالحيات مشهور.
ماطونيون: هي شجرة القنة باليونانية وهي مذكورة في القاف.
متيل: هو الأترج وقد ذكر في الألف.
مثنان:(2/173)
ديسقوريدوس في الرابعة: يومالاآ وقد يسمى خامالاآ ومن الناس من يسميه بوروس أحني ويسمى أيضاً قسطرون والدواء المعروف المسمى بأفنديوس قوقس، وهو ثمرة هذا النبات وإنما يلتقط من هذا النبات ثمرته والقوم الذين يقال لهم أربواس يسمون هذه الثمرة أطبوليوس ومن الناس من يسميه ليقوس ومعناه الكتاني وهذا النبات يخرج قضباناً كثيرة حساناً طولها نحو من ذراعين وورقها شبيه بالنبات الذي يقال له خامالا أغبر أنه أدق منه وعليه رطوبة تدبق باليد والفم وهو لزج يدبق عند المضغ وله زهر أبيض فيما بين الزهر ثمر صغير شبيه بحب الآس مائل إلى الإستدارة وهو في ابتداء كونه أخضر ثم يحمر وقشره صلب أسود وداخله أبيض يسهل البطن رطوبة مائية ومرة وبلغماً إذا شرب منه عشرون حبة عدداً وإذا شرب وحده أحرق الحلق ولذلك ينبغي أن يشرب مع الدقيق أو السوس أو في حبة عنب أو يزدرد ملطخاً بعسل مطبوخ وقد تلطخ الأبدان التي يتعسر عرقها بلطوخ يعمل من هذا الحب مسحوقاً مخلوطاً بنطرون وبخل، وأما ورق هذا النبات وهو الذي نسميه خاصة فيارون فإنه ينبغي أن يجمع في أوان الحصاد ويجفف في الفيء ويرفع وإذا احتيج أن يسقى منه فينبغي أن يدق ويجمع ما فيه من الشظايا فإذا فر منه مقدار أكسوثافن في شراب ممزوجاً بماء أسهل البطن رطوبة مائية وإذا خلط بطبيخ العدس أو بالفول المسحوق أسهل إسهالاً ليناً وقد يخزن مسحوقاً معجوناً بعصارة الحصرم مصنوعاً أقراصاً وهو رديء للمعدة وإذا احتمل قتل الجنين وينبت في مواضع جبلية حسنة والذين يظنون أن أفينديوس هي ثمرة الشجرة المسماة خامالاا يغلطون وإنما يعرض لهم ذلك من تشابه الورق. لي: قال الرازي في مواضع كثيرة من الحاوي: أن يوقس عنديوس هي الحبة المسماة بالفارسية كرمدانه وصحح ذلك بأن قال وهي حبة شريفة جليلة القدر ذكرها أبقراط وتعمل إعمالاً جميلة جليلة. قالت الخوز: النساء يستعملن هذه الحبة لتسخين الفروج. غيره: الكرمدانة تسهل البلغم الغليظ وتمنع من أبخرة الدم المرتفعة إلى الرأس وأبخرة السوداء وتقيء أيضاً وهو دواء قتال إن أكثر منه لأنه يسحج المعي ويلهب المخرج ولا يحتمله إلا الأقوياء والغلاظ الطبائع. وقد يعالج به البرص وأفضله إذا طبخ بالزيت ولطخ به الجرب والقوابي والقروح في الرأس نفع من ذلك.
مثنان آخر: هو النبات المعروف بهذا الإسم بالديار المصرية والسواحل الشامية أيضاً ويتخذ بها من قشره أرسان للدواب وخاصة بأرض غزة والدارون أيضاً فإنه بتلك الرمال كثير جداً. كتاب الرحلة: هو شجر متدوح وورقه دقيق جداً تكون الأغصان على هيئة الفتل وزهره رقيق إلى الصفرة ما هو ثمره صلب صغير فيه شبه من بزر الأنجرة يكون في غلف صغار في كل غلاف حبتان وأغصانه مائلة إلى الأرض لونها أبيض وأصله أبيض غائر تحت الأرض مشعب فهذا هو المثنان بديار مصر وببرقة من هذا المثنان الذي وصفت نوع إذ قطعت من ورقه أو من أغصانه شيئاً أراق لبناً وورقه دقيق منبسط على الأرض. الشريف: هو نبات يكون أكثر نباته في الرمال وقرب ماء البحر وهو نبات له ساق يعلو نحو شبرين أو أكثر متفرق ذو أغصان كثيرة متدوح وله ورق دقيق مترادف بعضه على بعض شبيه بورق الأبهل بل أدق منه وله بزر أبيض كثير نابت من الورق وله أصل خشبي لا ينتفع به وهو يابس في الثالثة إذا أصلح ورقه بأنواعه بالخل ثم جفف في الظل وخلط بدهن لوز وعسل وأخذ منه درهم أسهل الديدان وحب القرع، وأسهل كيموساً مائياً وهو جيد في علاج المستسقين فإن طبخ منه وزن خمسة دراهم مع أوقية زبيب منقى من عجمه في رطل ماء إلى أن ينقص الثلثان ثم صفي وألقي عليه درهم دهن لوز حلو وقيراط صمغ مربى ثم يشرب الكل أسهل البلغ المسمى خاماً والدود الصغار من المعي، وإذا صنع من قشر أغصانه قتل ودست في الجراحات والخنازير كانت مقام الموامس وكان لها علاجاً موافقاً وإذا سحق ورقه وخلط مع مرهم الأكلة قواها ونفع منها مجرب.
مج: قد زعم قوم أنه الماش المعجم الشين.
محلب:(2/174)
لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس البتة. أبو حنيفة: هو شجرة يابسة بيضاء النور وثمره يقع في الطيب. الفلاحة: يعلو كقامة الرجل وورقه شبيه بورق المشمش وأصغر منه بقليل وينتشر شجره عرضاً ويحمل حباً متبدداً منتشراً على أغصانها طيب الرائحة عطري يدخل في كثير من الطب. إبن حسان: هو حب شجرة تشبه الصفصاف في ورقها وعودها إلا أنها دونها في الطول وهو بالأندلس كثير وحب المحلب مدور عليه قشر الحمرة والسواد تحتها قشر خشبية صلبة داخلها طعمة بيضاء عطرية فيها شيء من مرارة وشجره يسمو وله خشب غليظ صلب ويستعمل حب المحلب في المسوحات والنقاوات. إسحاق بن عمران: المحلب ضروب أبيض وأسود وأخضر صغير الحب وأكبره مثل الجلنارة وهو الجزيري وأصغره الأندلسي وأجوده أبيضه وأنقاه وأذكاه رائحة وأردؤه أسوده ويستعمل منه قلوبه دون قشره وهو أسود القشر وداخله أبيض يؤتى به من أذربيجان ونهاوند ويجمع في أيلول. ابن واقد: قال ابن ماسويه: أنه حار لين نافع لوجع الخاصرة إذا شرب نفع من الغشي وهو أحد الأدوية النافعة للتنقية للفضول المخرجة للدود وحب القرع والنافعة للنقرس. البصري: هو حار في الثانية يابس في الأولى مفتت لحصى الكلى والمثانة الرازي: ملين للأعضاء العاطلة الطويلة المرض من ضربة. الطبري: ينزل دم الحيض. ابن سينا: جلاه محلل لطيف مسكن للأوجاع جيد لأوجاع الظهر نافع للغشي مشروباً بماء العسل وهو نافع للقولنج. التجربتين: يفتح سدد الكلى ويقوي الكبد وينفع من الأوجاع الباطنة المتولدة من السدد حيث كانت من الصدر أو من الأحشاء ويجب أن يتمادى على استعماله وطبيخ حبه إذا هشم وكان فيه اللب ينفع كما ينفع اللب. الغافقي: يفتح سدد الكبد والطحال ويعين على نفث ما في الصدر والرئة ويقلع الكلف إذا دق وخلط به وطلى عليه.
محروث: هو أصل الأنجذان وقد ذكرته في الألف وهو بالتاء بنقطتين من فوقها.
محمودة: هو السقمونيا وقد ذكرته في السين المهملة ولم يذكره جالينوس في مفردات.
محاجم: أهل الأندلس يسمون بهذا الإسم الدواء المعروف عند أطباء الشام بالمخلصة وسنذكره فيما بعد.
مخلصة:(2/175)
أبو عبيد البكري: هو أصناف فمنه ما يطلع فروعاً وورقه على مقدار ورق الكرفس إلا أنه ألين وكل ورقة منه مشققة شقوقاً كثيرة وإذا طلع الفرع وسما دقت الأوراق وصارت على شكل ورق الكتان والفرع أملس أخضر يطلع في استقبال القيظ له نوار أزرق منكوساً كأنه في شكل المحاجم ومنه صنف آخر مثله سواء إلا أن نوره بين الزرقة والحمرة منكوس أيضاً وصنف آخر مثله صغير ينبت في الرمل وورقه هدب ونواره أبيض فيه صفرة ورسمه سواد لطيف منكوس أيضاً ومذاقتها كلها مرة. لي: هذا النوع الثالث ينبت بثغر ظاهر الإسكندرية ويعرف هناك برأس الهدهد. التميمي في مقالته في الترياق: هذه شجرة ذات ساق مستطيل القضبان لها ورق على شكل القضيب وهي دقيقة الساق جداً ترتفع عن الأرض وساقها أخضر مستدير على شكل القضيب الذي من دونه سنبلة البزر وهو رأس العضلة التي تكون السنبلة معلقة به. وإذا كان في آخر حزيران وعند أول تموز التبس بفرعها بزر متعلق من فروعها بقضيب ضئيل والزهر في صورة العقارب التي لها جمة ولونها إسمانجوني وعند ذلك يجب لقطها وجمعها وقال لي من امتثل قوله وأثق بعقله أنه سقى من هذه الشجرة لجماعة أمرهم بأخذ الأفاعي والتعرض لنهشها ففعلوا ذلك ولم يضرهم سمها وأن منهم من أقام حولاً كاملاً يتعرض لنهش الحيات والعقارب ولا يضره ذلك من تلك الشربة الواحدة فلما تم عليه الحول ولسع بعد ذلك أحس بدبيب السم في جسده وإيذائه فجاء إلى الرجل بعد ذلك وشكا إليه فسقاه شربة أخرى فلم يضره وعاد إلى ما كان عليه من قلة الإكتراث بها عند لسعها فعلمنا بذلك أن نفعها وقوتها تلبث في الجسم فتمنع فعل السموم وتدفعه عن النفوس حولاً كاملاً. قال المؤلف: وأيضاً حشيشة أخرى تفعل في نهش الأفاعي كما ذكره التميمي في هذه وأول ما اشتهر أمرها من بلد الشام في حماة من رجل غريب من بلاد المشرق وكان يعرفها فعبر على ضيعة من بلد حماة فوجدها نابتة هناك فسكن بالضيعة المذكورة ولقطها وصار يسقي منها الناس شربة بثمن معلوم ويأمرهم بالتعرض لنهش الحيات فلا يجدون لها ألماً واكتسب بذلك مالاً عظيماً، وهي حشيشة ربيعية ذات ساق مربع وورق مشرف إلى التدوير ما هو يشبه في تشريفه وتدويره ورق النبات المسمى بالفارسية بأذرنجيبويه وهو والريحان سواء إلا أنها ليس لها رائحة وطعمها مر وأصلها لا ينتفع به ويوجد كثيراً بجبل نابلس وغيره من بلاد الشام. وأخبرني من أثقه من رؤساء أهل الشام وأكابرهم وهو القاضي فخر الدين قاضي نابلس سلمه الله أنه لم يسق منها منهوشاً أو ملسوعاً إلا خلص ويسقي منها للمنهوش أو الملسوع وزن درهم إلى مثقال بزيت مجربة في ذلك وقد عرفناها وتحققناها وأيضاً حشيشة أخرى تعرف بديار المشرق وخاصة بأرض حران وهناك عرفت وتعرف بالكيننفشة يشرب منها نصف درهم ويتعرض شاربها للعقارب فإن لسعته لم يجد لها ألماً ألبتة وتبقى كذلك حولاً كاملاً كما ذكره التميمي أيضاً في المخلصة وهي حشيشة شكعة العيدان غير سبطة صلبة غبراء اللون مرة الطعم جداً قليلة الورق وهو مع قلته إلى الطول والدقة ما هو وعلى أطراف قضبانها رؤوس زغبانية فيها فرفيرية، كأنها رؤوس البابونج الفرفيري اللون بلا أسنان وأصلها لا ينتفع به في الطب وهي أيضاً بجميع أرض الشام وشاهدتها بمجدل يابا إلى قبر الكلبة وجمعته من هناك وهو ههنا أجود من غيره لصلابة الأرض التي تنبت فيها هناك ومنها كثير أيضاً بغير تلك الأراضي بظاهر غزة بموضع يعرف بالحسى إلى جبل الخليل وإلى جبل بيت المقدس كثيراً جداً وبموضع من أعمال حلب أيضاً يعرف بنهر الجوز منها كثير جداً.
مخاطة: وهي المخيط والدبق أيضاً والسبستان بالفارسية وقد ذكرته في السين المهملة.
مخ:(2/176)
جالينوس في العاشرة: قوة مخ العظام تحلل وتلين الصلابات والتحجر إن كان في العضل أو في الوترات والرباطات والأحشاء والذي جربته أنا أيضاً فوجدته ينفع منفعة كثيرة مخ عظام الإبل وبعده مخ عظام العجل، أما مخ فحول البقر والتيوس فهي أشد حر وحدة وأكثر تجفيفاً فهو لذلك لا يقدر أن يحلل الصلابة المتحجرة ومخ عظام الإبل وعظام العجل قد يركب منها أشياء تلين وتمسك من أسفل فتنفع علل الأرحام وتوضع منه أضمدة على الرحم من خارج وقوتها قوة تلين وقد يوجد في مثل هذه المواضع مخ العظام الذي هو بالحقيقة مخ ويؤخذ معه أيضاً مخ الصلب وهو النخاع الذي هو أصلب وأيبس من المخ الآخر وذلك أن المخ المأخوذ من العظام له من اللين والدسومة أكثر ما للنخاع، وأن من شأني أنا أن أخزن وأحفظ النخاع وأعني بأن لا يعفن مخ العظام ولا مخ الصلب وهو النخاع ولا يتكرج، وبهذا السبب أنا آخذهما في الشتاء كالشحم ثم أجففهما في غرفة ليس فيها نداوة مع ورق الغار اليابس لأن الورق الرطب القوي تكتسب الأمخاخ من طعمه وقوته حتى تصير بسببه أشد حرافة وحدة، فإن كنت تخزن مخاً وكان الهواء في ذلك الوقت جنوبياً فأعد لذلك بيتاً لا يكون من قوة الحرارة على مثال ما عليه البيوت المستقبلة للجنوب، فإنه يعفن في هذه البيوت ولا يكون أيضاً مستقبلاً للجنوب ولا مستسفل الأرض ندياً فإنه يتكرج في مثل هذا البيت لكن بيتاً علوياً مستقبل الشمال فيكون فيه كوي وروازن ليدخلها الريح الشمالي في الليل والنهار. ديسقوريدوس في الثانية: مخ الإبل أقوى ما يكون من أصناف المخ فعلاً وبعده مخ الفحل ثم مخ الثور ثم مخ الماعز والضأن وإنما يحمد في آخر الصيف لأنه في سائر الأزمنة إنما يوجد في العظام كأنه فضلة دموية جامدة أو لحم يابس يماث إذا ميث وليس يعرف هذا إلا بأن يباشر كسر العظام وإخراج المخ وجميع أصنافه محللة ملينة تملأ القروح ومخ الإبل إذا تلطخ به طرد الهوام، وإذا عولج الطري من مخ الإبل فليؤخذ ويمرس كالشحم ويصب عليه ماء وينقى من العظام ويصفى بخرقة كتان ويغسل إلى أن ينقى ماؤه ثم يصير في قدر ثم يجعل القدر في قدر أخرى فيها ماء ويؤخذ ما يظهر عليه من الوسخ بريشة ثم يصفى في إناء ويودع حتى يجمد، ثم يؤخذ صفوه ويطرح عكره ويخزن في إناء جديد من فخار وإن أحببت أن تخزنه من غير معالجة فافعل به ما وصفت لك في شحم الإوز وشحم الدجاج.
مخيض: مذكور في رسم لبن حامض.
مداد: ديسقوريدوس في آخر الخامسة: ما كان منه يستعمله المصورون فإنه يجمع من المواضع التي يعمل فيها الزجاج وهو أوفق للمصورين من غيره من السواد وقوته قابضة معفنة وإذا خلط بقيروطي ودهن ورد أدمل حرق النار وأما ما يكتب به فقد يتخذ من دخان خشب الصنوبر المسمى دادي المجتمع المتراكم بعضه على بعض ومن الصمغ بأن يؤخذ من الصمغ أوقية فيخلط بثلاث أواقي دخان وقد يعمل أيضاً من دخان الراتينج ومن السواد الذي يستعمله المصورون بأن يؤخذ من السواد ومن دخان الراتينج من ومن الصمغ رطل ونصف ومن الغراء المتخذ من جلود البقر أوقية ونصف ومن القلقنت أوقية ونصف، وقد يستعمل من المراهم المعفنة وقد يصلح لحرق النار وينزل عليه ولا يحرك حتى يسقط من نفسه فإذا اندمل الموضع سقط من نفسه. جالينوس في التاسعة: هذا مما يجفف تجفيفاً شديداً وإذا حل وديف بالماء وطلي على حرق النار وينزل عليه ولا يحرك نفع من ساعته وإن كان مع خل كان أنفع. إبن سينا: أجوده أخفه وزناً وأحلكه سواداً وكله حار مجفف إلا الهندي فإن بولس يعد أنه في المبردات ويجعل على الأورام الحارة فينفعها.
مذهب الكلب: هو الدواء المسمى آألوسن وبه فتحت الألف.
مرزجوس:(2/177)
ويقال مرزنجوش ومردقوش وهو فارسي واسمه السمسق بالعربية والعنقر أيضاً وحبق القثاء. ديسقوريدوس في الثالثة: يكون بالبلاد التي يقال لها قبرس بالجزيرة التي يقال لها مرس شيء جيد، فأما بمصر، فإنه دون هذا في الجودة ويسمونه قورنفس وأهل الجزيرة التي يقال لها صقلية إمراس وهو نبات كثير الأغصان ينبسط على الأرض في نباته وله ورق مستدير عليه زغب شبيه بالقالامني الدقيق الورق وهو طيب الرائحة جداً مسخن وقد يستعمل في الأكاليل. جالينوس في السابعة: قوة هذا قوة لطيفة لأنه يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة فاعرفه. ديسقوريدوس: وطبيخه إذا شرب وافق ابتداء الإستسقاء وعسر البول والمغص وإذا أخذ من ورقه يابساً واستعمل ذهب بأثر الدم العارض تحت العين وقد يحتمل لإدرار الطمث وقد يضمد به للسعة العقرب وقد يعجن بقيروطي ويوضع على التواء العصب والأورام البلغمية ويضمد به مع المغرة لأورام العين الحارة وقد يقع في أخلاط الأدهان المذهبة للوجع الذي يسمى وجع الأعياء والمراهم الملينة لتسخن به. مسيح: نافع من الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة والصداع المتولد منهما والشقيقة الحادثة من المرة السوداء والبلغم إذا أغلي وصب ماؤه على الرأس أو شم ورقه والمرزنجوش محمود الفعل في كل علة وعلة اللقوة وهو أكثر فعلاً من النمام. عيسى بن ماسه: يفتح السدد الكائنة في الرأَس والمنخرين شماً ونطولاً وخاصة إذا دق وصب ماؤه في محجمة بعد الفراغ من الحجامة وصير على العنق ذهب بالآثار البيض الكائنة من الشرط. التجربتين: إذا خلط ماؤه في الأدوية التي تحد البصر والتي تجفف ابتداء الماء النازل في العين قواهما وإذا درس ورقه رطباً بالملح ووضع على التهيج الريحي والحادث من بلغم رقيق حلله وإذا درس ورقه الرطب بالملح والكمون وأكل نفع من الفواق البارد ومن الخفقان المتولد عن خلط لزج في فم المعدة، وإذا طبخ مع التربد والزبيب نفع من الماليخوليا المعائية وهو يسخن المعدة والأحشاء ويحلل النفخ والسدد ويدر البول إدراراً قوياً ويجفف رطوبات المعدة والأمعاء وإذا مضغ بالملح وابتلع قطع سيلان اللعاب، وإذا عجن به الأدوية النافعة من كثرة النزلات الموضوعة على مقدم الدماغ قواها وإذا درس مع لحم الزبيب ووضع على نتوء الخصيتين أزاله إذا كان الورم هادياً وإن كان شديد الحرارة رطب بالخل ومتى استعط بمائه مع شيء من العسل نقى الدماغ من الأخلاط الباردة وسخنه. إبن عمران: هو مفتح للسدد التي في الرأس مذيب للبلغم قاطع للصداع البارد ملائم لأهل الزكمة نافع من الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة ومن الصداع ومن الشقيقة المتولدة من المرة السوداء ومن البلغم إذا أغلي وصب ماؤه بعد انكبابه على الرأس، وإذا شم فتح السدد الكائنة في الرأس والمنخرين وينفع من الأوجاع الباردة والرياح الغليظة وإذا شم على النبيذ أسرع السكر لما فيه من الحر والتفتيح.
مران: ديسقوريدوس في ا: ماليا هو شجرة معروفة ورقها إذا شربت عصارتها بشراب أو تضمد بها نفعت من نهشة الأفعى وقشره إذا أحرق ولطخ به على الجرب المتقرح أذهبه ويقال: إن نحاتة خشب المران إذا شربت قتلت شاربها. لي: ليس هذا هو المران المذكور في السابعة من مفردات جالينوس بل هو دواء آخر غيره والدواء الذي قالت التراجمة فيه من مفردات جالينوس أنه المران هو الدواء المسمى في آخر المقالة الأولى من كتاب ديسقوريدوس باليونانية قرانيا وقد ذكرته في القاف.
مر:(2/178)
ديسقوريدوس في الأولى: هو صمغ شجرة تكون ببلاد الغرب شبيهة بالشجرة التي تسمى باليونانية بالشوكة المصرية تشرط فتخرج منها هذه الصمغة وتسيل وتصير على حصر وبواري قد بسطت لها ومنها ما يجمد على ساقها، ومنها ما يسمى ودنانستاس وهو دسم ومنه تخرج الميعة السائلة إذا عصر ومنه ما يسمى عابيدا وهو دسم جداً وشجرته تكون في أرض طيبة سمينة، وإذا عصر ماؤه أخرج ميعة سائلة كثيرة وأجوده المر الذي يقال له طرعلود وطيقي، ويسمى بهذا الإسم في البلاد التي يكون منها ولونه إلى الخضرة ما هو لذاع صاف ومنه ما يقال له ليطي وهو بعد الأول وفيه لين تحت المجسة مثل ما لمقل اليهود في رائحته شيء من زهومة وشجرته تكون في مواضع شمسية ومنه ما اسمه قوقاليس وهو حسن جداً أملس أسود كان فيه أثر تلويح النار، وأردأ ما يكون من المر هو الذي يقال له أرغاسيتي وهو هش ليس بدسم حريف يشبه الصمغ في المنظر والقوة والمر الذي يقال له أمني هو أيضاً مرذول وقد يعمل أقراص من ثفل المر فإن كان المر دسماً فإن الأقراص طيبة الرائحة، وإن كان يابساً لا تكون طيبة الرائحة ولا دسمة ولا ضعيفة القوة لما خلط فيها من الدهن لما قرصت وقد يغش المر بصمغ قد أنقع في ماء المر فاختر من المر ما كان حديثاً هشاً خفيفاً لونه واحد، وإذا كسر كان في كسره أشياء بيض شكلها شكل الأظفار أملس صغير المحاجم مر طيب الرائحة حار مسخن وأما ما كان منه ثقيلاً لونه مثل لون الزفت فلا خير فيه. جالينوس في الثانية: هذا في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف ولهذا صار إذا نثر على الشحج العارضة في الرأس أذهبها وأمكن فيه أن يلزقها وفيه من المرارة ما ليس باليسير وبسبب هذه المرارة أيضاً صار يقتل الديدان والأجنة ويخرجها وفيه من قبل هذا أيضاً جلاء، ولذلك صار يخلط في الأكحال التي تتخذ للقروح والآثار الغليظة التي تكون في العين وبهذا السبب أيضاً صار يخلط في الأدوية التي يشربها من به السعال القديم والربو القديم وليس يحدث في قصبة الرئة خشونة كما تفعل أشياء أخر من الأشياء التي تجلو بل إنما فيه من الجلاء مقدار قصد ولاعتدال جلائه صار بعض الناس يخلطه في أدوية تشرب لخشونة قصبة الرئة خاصة من طريق أنه يسخن ويجفف إسخاناً وتجفيفاً بليغاً ولا يخافون أصلاً فضل مرارته وجلائه، وقال في الأدوية المقابلة للأدواء هو صنفان ويخلط به لبن شجرة بأرض فارس وهي شجرة قتالة فيصير هذا المر إن أكل قتالاً لكنه عجيب في الإكحال لأنه يحلل المدة بغير لذع وربما جفف الماء في ابتدائه إذا كان رقيقاً وقال في الميامن: يصل إلى عمق البدن والأعضاء لأن طبيعته لطيفة حتى يبرئ الأعضاء الوارمة ويستقصي برأها. الرازي: ولذلك هو من أدوية العين وقد يخلط بالقوابض فيوصلها. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة ويعمل شيافاً للالتصاق قابضاً ويلين فم الرحم المنضم ويفتحه وإذا استعمل مع الإفسنتين أو مع الترمس أو عصارة السذاب أدر الطمث وأحدر الجنين بسرعة، وقد يشرب منه مقدار باقلاة للسعال المزمن وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الإنتصاب ووجع الجنب والصدر وكذا يشرب للسعال والإسهال وقرحة الأمعاء وكذا إذا شرب مقدار باقلاة بفلفل قبل أخذ النافض بساعتين سكنها، وإذا جعل تحت اللسان وابتلع ما ينحل منه لين خشونة قصبة الرئة وصفى الصوت ويقتل الدود ويطيب النكهة إذا ليك في الفم وقد يخلط بشب ويلطخ به الإبط النتنة وإذا تمضمض به بخل وزيت شد اللثة والأسنان ويذر على القروح في الرأس فيذهبها، وإذا لطخ مع جوف الحيوان الذي في الصدف أبرأ انصداع الأذن المشدوخة وكسا العظام العارية من اللحم وإذا خلط بأفيون وجندبادستر وماميثا أبرأ الآذان التي يسيل منها قيح وأورامها الحارة، وقد يستعمل مع السليخة والعنصل لطوخاً على الثآليل وإذا خلط بالخل جلا القوابي وإذا خلط باللاذن والخمر ودهن الآس أمسك الشعر المتساقط، وإذا أخذ بريشه ولطخ به المنخران قطع النزلات المزمنة ويبرئ قروح العين ويجلو بياضها وظلمتها وينفع خشونة الجفون وقد يجمع أيضاً دخانه كما يجمع دخان الكندر والعسل لما يصلح له المرّ. ابن الجزار: وإذا سحق وعجن بماء الآس واحتملته المرأة التي تفوح منها رائحة منتنة أزالها، وإذا عجن بزيت فلسطين ووضعه الرجل على إبهام رجله اليمنى لم يزل يجامع ما دام على إبهامه، وإذا سحق(2/179)
بخل جيد حتى يصير كعصارة الكشك ومسح به الرأس نفع من وجع الصدغين والرأس الذي يكون من أسباب لا تعرف. الرازي في جامعه: ينفع من أوجاع الكلى والمثانة ويفتح ويذهب نفخ المعدة والمغص ووجع الأرحام والمفاصل وينفع من السموم ويفتح ويخرج الديدان ويذهب ورم الطحال ويحلل الأورام. وقال في المنصوري: يسدد وينوم وينفع من لذع العقارب شرباً. ابن سينا: يمنع التعفن حتى أنه يمسك الميت ويحفظه من التعفن والتغير والنتن ويجفف الفضول الخامية. الغافقي: يجفف البلغم وينقي الأعضاء الباطنة ويفتح السدد وإذا شربت منه المرأة التي قد أشرف عليها نزف الدم وزن نصف درهم في بيضة نميرشت أمسك عنها الدم. التجربتين: إذا خلط بخل العنصل وتمضمض به أبرأ اللثة الدامية وإذا عمل بالشراب منه فرزجة واحتمل أسقط الجنين وإذا نثر على الجراحات اليابسة المزاج الطرية بدمها ألصقها، وإذا خلط بالكمون وعجن بالسمن وطليت به قروح الرأس الرطبة واليابسة أبرأها وكذلك إن حل في ماء السلق والخل نفع من الأتربة، وإذا حل في رقيق البيض أو لبن النساء أبرأ قروح القرنية، وإذا حل في ماء شقائق النعمان، أو ماء ورق العوسج أذهب بياض العين وإذا حل في ماء قد طبخ فيه الكركم أو ماء الشمار أو الفوذنج النهري واكتحل به أحدّ البصر ونفع من ابتداء نزول الماء في العين وإذا سحق بالسنبل واكتحل به نفع من خشونة الأجفان، وإذا حل في ماء الفجل وطلي به الدم المنعقد تحت العين حلله وإن طلي به الكلف أذهبه إن تمودي عليه به وإن حل في ماء حماض النارنج وطليت به السعفة وتمودي عليه أزالها وجففها، وإذا حل بالخل ودهن الورد وطلي به الجرب المتفرّج أبرأه وكذا يبرئ الحكة، وإذا حل في ماء الورد والزعفران وطلي به الشعيرة جففها وأزالها وإذا حل في ماء المرزنجوش وماء الحبق القرنفلي وطلي به كل يوم داخل الأنف في زمن الشتاء منع من النزلات مع التمادي عليه وإذا تمضمض به كل يوم مع الشبث محلولاً في خل العنصل أو الخل وحده أو في ماء قد طبخ فيه أصول الهليون أو زنجار شد الأسنان المتحركة المتولدة من رطوبة تنصب أو من خشونة الصدر والقيح، وإذا أمسك في الفم صفى الصوت وأزال البحوحة منه وذوب الخلط الكائن في الحلق، وإذا خلط بدارصيني وسكر كان في ذلك أبلغ وينفع من السعال والبهر ويسهل نفث الأخلاط اللزجة من الصدر والقيح إن أمسك في الفم أو أخذ منه مشروباً، وإذا شرب نفع من أوجاع الجوف وطرد الرياح وأدر البول ونفع من قروح المثانة والسحج في الأمعاء والعتيق منه وأحدر الحيض المتوقف عن سدد حادثة في مجاريه أو خلط غليظ ودم فاسد وإذا شرب أو احتقن به نفع من الطلق وأحدر المشيمة والجنين، وإذا حل في ماء الحلبة واحتقن به لين صلابة الرحم، وإذا حل في ماء الكزبرة الرطبة والكرفس الرطب أو ودح الصوف المستخرج بالخل وطلي به شدخ العضل والورم المتولد منه سكن وجعه وحلله، وإذا ديف بماء النعنع خاثراً وقطر في الخياشيم أزال نتنها وكذا إن حقنت به الرحم وهو بهذه الصفة فعل ذلك وكذا إن طلي به الإبطان أيضاً. ديسقوريدوس: وأما المر الذي من البلاد التي يقال لها تيروطيا فإنه يقطع من أصل شجرة تكون هناك فاختر منه ما كان شبيهاً رائحة المر في طيب رائحته وقوّته مسخنة ملينة محللة وقد يقع في اختلاط الدخن. جالينوس: قوته تلين وتسخن وتحلل. غيره: وبدله وزنه من صمغ اللوز المرّ وقصب الذريرة والقسط المرّ ودهن الأذخر.بخل جيد حتى يصير كعصارة الكشك ومسح به الرأس نفع من وجع الصدغين والرأس الذي يكون من أسباب لا تعرف. الرازي في جامعه: ينفع من أوجاع الكلى والمثانة ويفتح ويذهب نفخ المعدة والمغص ووجع الأرحام والمفاصل وينفع من السموم ويفتح ويخرج الديدان ويذهب ورم الطحال ويحلل الأورام. وقال في المنصوري: يسدد وينوم وينفع من لذع العقارب شرباً. ابن سينا: يمنع التعفن حتى أنه يمسك الميت ويحفظه من التعفن والتغير والنتن ويجفف الفضول الخامية. الغافقي: يجفف البلغم وينقي الأعضاء الباطنة ويفتح السدد وإذا شربت منه المرأة التي قد أشرف عليها نزف الدم وزن نصف درهم في بيضة نميرشت أمسك عنها الدم. التجربتين: إذا خلط بخل العنصل وتمضمض به أبرأ اللثة الدامية وإذا عمل بالشراب منه فرزجة واحتمل أسقط الجنين وإذا نثر على الجراحات اليابسة المزاج الطرية بدمها ألصقها، وإذا خلط بالكمون وعجن بالسمن وطليت به قروح الرأس الرطبة واليابسة أبرأها وكذلك إن حل في ماء السلق والخل نفع من الأتربة، وإذا حل في رقيق البيض أو لبن النساء أبرأ قروح القرنية، وإذا حل في ماء شقائق النعمان، أو ماء ورق العوسج أذهب بياض العين وإذا حل في ماء قد طبخ فيه الكركم أو ماء الشمار أو الفوذنج النهري واكتحل به أحدّ البصر ونفع من ابتداء نزول الماء في العين وإذا سحق بالسنبل واكتحل به نفع من خشونة الأجفان، وإذا حل في ماء الفجل وطلي به الدم المنعقد تحت العين حلله وإن طلي به الكلف أذهبه إن تمودي عليه به وإن حل في ماء حماض النارنج وطليت به السعفة وتمودي عليه أزالها وجففها، وإذا حل بالخل ودهن الورد وطلي به الجرب المتفرّج أبرأه وكذا يبرئ الحكة، وإذا حل في ماء الورد والزعفران وطلي به الشعيرة جففها وأزالها وإذا حل في ماء المرزنجوش وماء الحبق القرنفلي وطلي به كل يوم داخل الأنف في زمن الشتاء منع من النزلات مع التمادي عليه وإذا تمضمض به كل يوم مع الشبث محلولاً في خل العنصل أو الخل وحده أو في ماء قد طبخ فيه أصول الهليون أو زنجار شد الأسنان المتحركة المتولدة من رطوبة تنصب أو من خشونة الصدر والقيح، وإذا أمسك في الفم صفى الصوت وأزال البحوحة منه وذوب الخلط الكائن في الحلق، وإذا خلط بدارصيني وسكر كان في ذلك أبلغ وينفع من السعال والبهر ويسهل نفث الأخلاط اللزجة من الصدر والقيح إن أمسك في الفم أو أخذ منه مشروباً، وإذا شرب نفع من أوجاع الجوف وطرد الرياح وأدر البول ونفع من قروح المثانة والسحج في الأمعاء والعتيق منه وأحدر الحيض المتوقف عن سدد حادثة في مجاريه أو خلط غليظ ودم فاسد وإذا شرب أو احتقن به نفع من الطلق وأحدر المشيمة والجنين، وإذا حل في ماء الحلبة واحتقن به لين صلابة الرحم، وإذا حل في ماء الكزبرة الرطبة والكرفس الرطب أو ودح الصوف المستخرج بالخل وطلي به شدخ العضل والورم المتولد منه سكن وجعه وحلله، وإذا ديف بماء النعنع خاثراً وقطر في الخياشيم أزال نتنها وكذا إن حقنت به الرحم وهو بهذه الصفة فعل ذلك وكذا إن طلي به الإبطان أيضاً. ديسقوريدوس: وأما المر الذي من البلاد التي يقال لها تيروطيا فإنه يقطع من أصل شجرة تكون هناك فاختر منه ما كان شبيهاً رائحة المر في طيب رائحته وقوّته مسخنة ملينة محللة وقد يقع في اختلاط الدخن. جالينوس: قوته تلين وتسخن وتحلل. غيره: وبدله وزنه من صمغ اللوز المرّ وقصب الذريرة والقسط المرّ ودهن الأذخر.(2/180)
مرس: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه مروا وهو نبات له ساق وورق شبيهان بساق وورق النبات الذي يقال له قرينون وله أصل لين المغمز مستدير إلى الطول ما هو لذيذ الطعم طيب الرائحة. جالينوس في السابعة: أصل هذا طيب الرائحة حلو المذاق ويحدر الطمث وينقي الرطوبات من الصدر والرئة فهو لذلك في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة وفيه مع هذا شيء لطيف. ديسقوريدوس: إذا شرب بالشراب نفع من نهشة الرتيلا وقد يدر الطمث ويبقي النفساء وإذا طرح في الإحساء وتحساه من في رئته قرحة نفعه وزعم بعضهم أنه إذا شربه أحد مرة أو مرتين أو ثلاثاً بالنهار بالشراب في وقت فساد الهواء الذي يعرض فيه الطاعون انتفع به ولم يعمل في بدنه فساد ذلك الهواء.
مريافلون: معناه ذو الألف ورقة. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ساق صغيرة غضة ليس لها أغصان ولا شعب وله أصل واحد وعليه ورق أملس كثير شبيه بورق الرازيانج وفي الساق شيء من تجويف ولونه مختلف وهو لاصق بالأرض كالمطروح وينبت في الآجام وإذا تضمد به يابساً أو رطباً مع الخل نفع الجراحات في ابتدائها ومنع من ورمها وقد يسقى بالماء والملح للسقطة. جالينوس في 7: قوته مجففة ويبلغ من تجفيفه أنه يدمل الجراحات.
مريافلون آخر: يعقوب بن إسحاق الكندي: هو دواء يجلب من الشام وهو عروق يشبه أصل اللقاح إذا دق ناعماً وأخذ منه قدر درهم وأنقع في لبن حليب أو نبيذ ليلة وشرب على الريق من الغد ولم يؤكل شيء إلى نصف النهار أمن شاربه من السموم كلها سنة قال بعض الأوائل: ينفع الدهر كله وكل ما زيد من شربه كان أنفع. لي: زعم جماعة من أطباء الشام أن هذا الدواء هو الأول وليس كذلك إنما هو المعروف اليوم عند المحققين لصناعة النبات بأرض الشام بالحزنبل والطرقيون يسمونه بالحرمد أنه بضم الحاء المهملة وإسكان الراء المهملة وقد تقدم ذكرهما في الحاء المهملة.
مرطولست: الفلاحة هي شجرة تعلو كقامة الرجل وورقها كذوائب الشعر لأنها تطلع من أغصانها رقاقاً ويلتف بعضها على بعض وفي ورقها رطوبة مدبقة وكذا أغصانها إلا أن ورقها أشد تدبقاً، وإذا تضمد به نهش الأفاعي نفع منها جداً وإذا أحرق ورقها ولحاؤها وطلي برمادها الجرب في الحمام ثلاث طليات قلعه، وإذا اعتصر ورقها وشرب من مائه قدر أوقيتين قتل بعد يوم أو يومين، وزعم قوم أنه من أخذ من ورقها واحدة وغرسها في الأرض أنبتت شجرة السبستان وإن قطعت قضبانها ودفنت في التراب وسقيت بالماء أنبتت بعد نيف وأربعين يوماً الفطر المشاع أكله.
مرار: بضم الميم وفتح الراء المشددة بعدها ألف ثم راء مهملة إسم لنوع من النبات الشوكي يكون في آخر الربيع وفي أول الصيف وهو معروف بالديار المصرية بالمرير وأطباؤها يستعملونه بدل الشكاعا وليس ببعيد عن فعله وسمعت أهل ديار بكر يسمونه بالربدرية. أبو حنيفة: له ورق طوال يلزم الأرض لونه إلى السواد ثم يعود في القيظ شجره وله شعب ذات عقد من أصل واحد وزهر أصفر، وإذا دنا منه أحد التبس به شوكه من أعاليه وذلك في موضع الزهرة حيث كانت يخرج له ثمر شوكه حاد فيه مثل حب العصفر وهي مرة جداً شديدة المرارة ومنابتها القيعان وإجراف الزروع والسائمة كلها ترعاها ولا شيء أسمن للإبل منها الغافقي: هو صنفان منه مازهر مهدب يخلفه ثمر في قدر الفول فيه شوك حديد ومنه مازهره أحمر مهدب أيضاً وشوكه أطول وليس للمرار شوك إلا في ثمره وموضع زهره فقط وشوكه أبيض، وقد يؤكل بعد سلقه ويطبخ باللحم والبربر تأكله نيئاً على شدة مرارته ويسمونه عندهم شوكة مغيلة ومغيلة بلد من بلادهم وقد يظنه قوم أنه الشكاعا وآخرون يظنونه الباذاورد ويغلطون وقد يؤكل ساقه مقشراً وهو أقل مرارة من ورقه وخاصة هذا النبات إذا أكل يفتح السدد ويطفئ حرارة الدم ويصفيه وينفع من الحميات المتقادمة وذات الجنب والجرب والحكة، وإذا أكل ثفله أو شرب ماؤه نفع الرمد الحار إذا ضمد به.
مرانية:(2/181)
المجوسي: خاصتها تفتيت الحصا المتولد في المثانة وإدرار البول. ابن هرزداري الهروي: هرم المجوس بالفارسية يسمى بهذا الإسم وهو دواء حار يابس في الثانية وفيه تجفيف بليغ. المنهاج: فيها بعض الجلاء والحدة وأجود زهرها الأغبر الذي يعلوه صفرة فيكون حديثاً يحبس الدم من الجراحات إذا دق ووضع عليها وإذا طبخ وشرب ماؤه أذاب الفضول.
مرو: الغافقي: قال صاحب الفلاحة هو سبعة أصناف فمنه المرماحور وهو أجودها وأنفعها للجوف وأكثرها دخولاً في الأدوية والتالي له في المنفعة مر ويقتلونه والثالث مرواطوس، والرابع مرواهان، والخامس مرومريدان، والسادس مروالهرم، والسابع مروكلائل وهو أصغرها نباتاً وأقلها دخولاً في الأدوية تتشابه في الصورة قليلاً إلا أن المرماحور أشرفها وأنفعها ويرتفع من الأرض شبراً وزيادة ساقه خشبي وعروقه نابتة متقاربة وهي قريبة من مقدار فروعه ويتفرع ورقه على ذلك الساق بشيء يمتد منه إِلى الورقة وريح ورقه طيب قليلاً وطعمه مر وفيه أدنى بشاعة تخالط مرارته أول ما يخالط الفم ويبزر في طرفه بزر يلقط في تموز كبزر الكتان وهو في ورقه أدنى تحديد في رأسه منكسر الخضرة نحو السلق والآس ومن أصناف المرو ثلاثة ورقها مدور، أحدها ورقه كورق الخبازي إلا أن فيه تشريفاً، وآخر أصغر منه، وآخر ورقه كورق الكبر سواء، والآخر يشبه ورقة ورق اللبلاب وهو أصغر منه وبزر جميع أصنافه ينضج الأورام الصلبة والدماميل والجراحات وهو يصلح المعدة الضعيفة والكبد، ويزيل ضرر الرطوبات وفساد المزاج ويذهب الرياح أكثر من كل شيء ويزيل الضعف العارض من سوء المزاج العارض بسبب كثرة الأكل وكثرة شرب الماء البارد، وإذا أدمن المستسقى اقتماح وزن درهمين في كل يوم من ورقها وبزرها مع مثله سكراً على الريق جفف الماء وأخرجه بالبول والعرق دائماً. إسحاق بن عمران: هو صنف من الأحباق وهو أربعة أضرب وهو حبق الشيوخ وحبه وورقه أجرش أغبر فبعضه يسمى مردارون وهو حار يابس في الدرجة الثانية،. وصنف يسمى أردشيردار وصنف يسمى داروما وهو المرو الأبيض وحبه أبيض وهو معتدل في الحرارة والرطوبة وصنف منه يسمى مرماحور وهو مروالجبل ويسمى بأفريقية أوسهومة وتفسيره رجل صالح وكلها تجمع في الربيع ولها عود مربع خوار تشبه ورقته الحبق والمرماحور حار يابس في الثالثة نافع من الخفقان الكائن في القلب من المرارة والمرة السوداء مفتح لسدد الرأس نافع من أوجاع الرحم والنساء الحوامل إذا شرب بالشراب لا سيما إذا كانت العلة من برد وهو أجود شيء نفعاً من الأوجاع وهو على اختلاف أنواعه ينفع المرطوبين ومن به بلغم فإن أكثر شمه على النبيذ أسكر وصدع. قالت الخوز: المرماحور إن نقع في الشراب وشرب أسكر شاربه سكراً شديداً والمسمى مردارون يسكر كالحرمل وأشد ما يكون إذا كان بشراب والصنف المسمى الدرومة تستعط منه الصبيان ليناموا. أبو جريج: وبزره أقل حرارة من بزر الكتان لكنه أشد إنضاجاً للجراحات وإذا قلي عقل البطن وقوى الأمعاء فإن لم يقل أسهل وكذا حال البزور اللعابية. ابن سينا: هو أنواع لكن الأبيض معتدل مفرح وجميع أصنافه مفش للريح لطيف محلل للنفخ والبلغم مفتح للسدد الباردة حيث كانت ويقطر ماؤه مع اللبن في الأذن الوجعة ومنه نوع يسمى مستيهار نافع من الصداع الحار وأصنافه كلها تنفع من الصداع البارد ويقوي المعدة ويفتح سدد الأحشاء وينشف رطوبتها ويقوي الأمعاء. غيره: وإذا قرش ورقه الغض في الحمام ورقد عليه صاحب الرياح الجائلة في الأعضاء فبينفعه نفعاً بيناً بليغاً وهو من أبلغ الأدوية فيه.
مرماحور: تقدم ذكره في المرو.
مريخ: الرازي في الحاوي: هو حب هندي شبيه بالدوقو حار يابس في الثالثة يدر الطمث ويفتح سدد الكبد والطحال.
مرعود الجن: ابن ماسوية: هو حار يابس في الثالثة جلاء لطيف.(2/182)
مري: جالينوس في الحادية عشرة: قوته حارة يابسة ولذلك يستعمله قوم من الأطباء في مداواة القروح العتيقة ويلقون منه في الحقنة التي يحقن بها من به قرحة في الأمعاء ومن به وجع في الورك. ديسقوريدوس في الثالثة: عارس وهو المري المعمول من السمك المالح واللحوم المالحة إذا صب على القروح الخبيثة منعها أن تسعى في البدن ويبرئ عضة الكلب الكلب، ويحتقن به لقرحة الأمعاء لتكونها وأما لعرق النساء فيحرك الأعضاء على دفع الفضول. الرازي: يعمل عمل الملح إلا أنه أقوى منه وألطف ويسهل البطن ويقطع اللزوجات ويلطف الأغذية الغليظة ويعطش ويسخن المعدة والكبد ويجففهما وأقوى أصنافه المري النبطي إذا تجرع منه قليل على الريق قتل الديدان والحيات ويكتحل به صاحب الجدري فيمنع أن يخرج في العين وإن خرج فيها منه شيء أذابه. وقال في دفع مضار الأغذية في ذكر التوابل يسخن البدن ويجففه ويعطش وليس بموافق لمن في صدره خشونة ولمن به حكة أو بواسير فليتلاحق هؤلاء ضرره بالأشياء الحلوة الدسمة ويكثروا من الدخول في الماء الفاتر العذب وهو قطع ويلطف ويمنع من اجتماع البلغم الغليظ في المعدة ولذلك ينفع من يعتريه القولنج ويتولد فيه الديدان وبالجملة فإنه مجفف للبدن بذاته وهو أقوى فعلاً في ذلك من الملح لكن له في تفتيقه الشهوة أن تتولد عنه التخم من الإكثار من الطعام وبتلطيفه وتقطيعه يعين على جودة الهضم فيخصب البدن كأكله مع الهريسة والفلفل، فإن البدن يخصب في هذا الوقت لا من أكل المري والفلفل لكن من أجل تجويدهما لهضم الطعام ويفتق الشهوة. التجربتين: وإذا تغرغر به جذب بلغماً كثيراً من الدماغ والحنك ونقى أورام النغانغ إذا انفجرت. الجاحظ في رسالته في المري: هو جوهر الطعام وروح البارد المستظرف، والحار المستنظف يصلح بالليل والنهار ويطيب بالبارد والحار، ويدبغ المعدة ويشهي الطعام ويغسل أوضار الجوف الفاسدة وينشف البلغم ويذهب بخلوف الفم.
مرهيطس: كتاب الأحجار: هذا الحجر أسود رخو عليه خطوط ناتئة وهو يبرئ النملة التي تخرج في الرأس إذا حمله إنسان معه وكذا يبرئ أيضاً من انفجار القيحة التي تكون في أطراف الأصابع.
مرطيس: كتاب الأحجار: هذا حجر له خشونة الصخور ولونه لون اللازورد وليس به يوجد بمصر ونواحي بلاد الغرب إذا سحق خرج منه شيء شبيه برائحة الخمر وإن شرب منه وزن ثلاث شعيرات بماء بارد نفع من وجع الفؤاد.
مرداسنج:(2/183)
وهو المرتك. ديسقوريدوس في الخامسة: منه ما يعمل من الرمل الذي يقال له موليدانيطس ومعنى هذا الإسم الرصاصي وإنما يعمل منه بأن يؤخذ فيحمى حتى يصير ناراً ومنه ما يعمل من الفضة ومنه ما يعمل من الرصاص وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها أشبانيا وبعده ما كان من البلاد التي يقال لها أرخيااوفيا والذي من الهند وبعده الذي من صقلية وقد يكون في هذه المواضع لأنه يعمل من صفائح رصاص تحرق ومنه ما لونه أحمر وهو صقيل ويقال له حورسطس ومعناه الذهبي وهو أجود أصنافه وبعده الفضي وبعده ما يعمل من الرصاص ومنه ما لونه إلى الفرفيرية ويقال له أرخوسطس ومعناه الفضي والذي يعمل من الفضة يقال له أريونيطس وقلويدس، فأما الذي يعمل من الرصاص فإنه يقال له موليدنيطس. جالينوس في التاسعة: هذا أيضاً يجفف كما تجفف سائر الأدوية المعدنية الأخر والحجارية والأرضية إلا أن تجفيفه قليل جداً وهو في كيفيته وقواه الأخر كأنه منها في الوسط وذلك أنه لا يسخن إسخاناً بيناً ولا يبرد وجلاؤه أيضاً وقبضه يسيران فهو لذلك دون الأدوية التي تجلو جلاء معتدلاً ودون الأدوية التي تجمع وتقبض، وهو دواء نافع للسحج الحادث في الفخذين إلا أن هاتين القوتين فيه قليلان فحق له أن يعد في الطبقة الوسطى من طبقات الأدوية التي يحتقن بها ولذلك نستعمله مراراً كثيرة كالمادة فنخلط منه الأدوية التي قوتها شديدة أما لذاعة أو قابضة أو تفعل فعلاً آخر شبيهاً بهذا كما تفعل بالأدوية التي تذوب الشمع كالمادة في كثير من الأدوية لأن الشمع أيضاً في الوسط بين الأدوية الشديدة العنيفة القوة. ديسقوريدوس: وقوة جميعه قابضة ملينة مسكنة مبردة تملأ القروح العميقة لحماً وتذهب اللحم الزائد في القروح وتحملها وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيرض حتى يصير قطعاً كقطع الجوز ثم يصير على جمر ويترك عليه حتى يصير ناراً ثم يترك حتى يبرد ثم يصفى من وسخه ويرفع. ومن الناس من إذا أخذها من الجمر أطفأها بالخل والخمر ثم يفعل به ذلك مرة ثانية ويرفعها وقد يغسل كما يغسل القليميا ويبيض على هذه الصفة يؤخذ المرتك الذي يقال له أرخونيطس، فإن لم يحضر منه شيء فيؤخذ من غيره فيرض ويصير أمثال الباقلا ويؤخذ منه مقدار المكيال الذي يقال له سوقس المستعمل في البلاد التي يقال لها أطيقي ويصير في قدر حديد ويصب عليه الماء ويلقى عليه من حنطة البر الأبيض مقدار سوقس ويؤخذ من الشعير حفنة وتشد في خرقة صوف جديدة رقيقة لطيفة وتربط بإذن القدر وتعلق في داخلها وتطبخ إلى أن يتفلق الشعير ثم يرفع ما في القدر في إجانة واسعة ويؤخذ البر ويرمى به ويصب على المرادسنج ماء ويغسل ويدلك دلكاً شديداً ويؤخذ فيجفف ويسحق في صلاية من البلاد التي يقال لها سافس ويصب عليها ماء سخن إلى أن تذوب وتنحل مع الماء ثم تترك حتى تصفو ثم يصب عليه ماء آخر ثم يسحق النهار كله، فإذا كان العشاء صب عليه ماء حار ويترك وإذا كان من الغد صفى عنه الماء وصب عليه ماء آخر ويترك أيضاً ساعة ثم يصفى عنه ويفعل به ذلك ثلاث مرات في سبعة أيام متوالية، فإذا تمت خلط به بكل درهم من المرداسنج خمس درخميات من الملح الدراني ثم يصب عليه ماء حار ويسحق ويصفى عنه الماء ثم يصب عليه ماء آخر فإذا ابيض صب عليه ماء آخر حار وفعل به كما فعل أولاً حتى لا يبقى فيه شيء من الملوحة ثم يجفف في شمس حارة ويترك حتى لا يبقى فيه شيء من النداوة ويرفع ويؤخذ من المرداسنج الذي يقال له أربورنيطس منا فيسحق ناعماً ثم يؤخذ من الملح الحراني مسحوقاً مع مثله ثلاثة أمثال المرداسنج فيخلط به ويصير في قدر جديدة ويصب عليه من الماء ما يغمره ويحرك في كل يوم بالغداة والعشي ويمد بالماء قليلاً في كل يوم من غير أن يصب عليه شيء من الماء الأول ويفعل به ذلك ثلاثين يوماً واعلم أنه إن لم تحركه جمد وصار كالخزف ويحرك بالماء قليلاً لئلا يجمد ويتحجر، فإذا تمت ثلاثون يوماً صب عليه الماء صباً رقيقاً وألقي في صلاية من البلاد التي يقال لها لبني وسحق وبعد السحق يصير في إناء من خزف ويصب عليه ماء ويصفى عنه حتى لا يبقى فيه شيء من الملوحة ثم يترك حتى يجف قليلاً ثم يعمل منه أقراص ومن الناس من يرض المرداسنج ويصيره قطعاً كالباقلا ثم يجعله في معدة خنزير ثم يطبخه بالماء حتى تنضج المعدة ويخرجه منها ويخلط به من الملح(2/184)
مقداراً مساوياً ويغسله كما وصفنا ومن الناس من يأخذ منه رطلاً ويخلط به من الملح مثله ثم يصب عليه ماء ويسحقه في الشمس ولا يزال يبدل ماءه حتى يبيض وقد يبيض أيضاً على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان ويلف بصوف أبيض ويصير في قدر فخار جديدة ويصب عليه ماء صاف ويلقي عليه ماء ويؤخذ من الباقلا الحديث، ويطبخ بماء فإذا انقلع الباقلا واسود الصوف أخرج من لفف الصوف ثم يؤخذ ماء صاف ويصب عليه ويلقى عليه من الباقلا كالأول ويطبخ ثانية ويفعل به ذلك وأكثر حتى يصب الصوف ثم يؤخذ فيصير في صلاية ويلقى على كل ثمان درخميات منه بالدرخمي المستعمل بالبلاد التي يقال لها أطيقي رطل من الملح المراني ويسحق وتلقى عليه من النطرون الأبيض الشديد البياض سبعة وأربعين مثقالاً مدافاً بماء ويسحق أيضاً حتى يبيض ويشتد بياضه ويلقى في إناء خزف واسع الفم ويصب عليه ماء كثير ويحرك ويترك حتى يصفو ويصب عليه ماء آخر ولا تزال تفعل به ذلك حتى يصفو ويعذب ولا يبقى فيه شيء من الملوحة، ثم تصفي الماء عنه ثم تصيره في الشمس أربعين يوماً ويكون صيفاً وإذا تمت الأربعون واستحكم جفافه استعمل وقد يقال أن المرداسنج المغسول يصلح إن استعمل في الأكحال وأنه يجلو الآثار السمجة العارضة من القروح التي في الوجه كالكلف ونحوه. الخوز: الأبيض يقطع رائحة الإبط ويحسن العرق. بليناس: المرداسنج إن طرح في الخل بدل الحموضة حلاوة وإن طرح في نورة الحمام إسود بدن من استعملها إسحاق بن عمران: يدخل في بعض الحقن التي تقي الخلقة وإذا أخذ المرتك وكبريت أصفر بالسوية وسحقا مع خل ودهن الآس حتى يثخن كالعسل ولطخ به الشر أو النفاخات نفع منها. ابن سينا: النساء في بلادنا يسقينه الصبيان للخلفة وقروح الأمعاء هذا ويلقونه في كيزان الماء ليقل ضرره وهو قابض يحبس البول وينفخ البطن والحالبين ويقبض اللسان ويخنق ويضيق النفس. التجربتين: ينفع من حرق النار والماء منفعة بالغة لا سيما من حر النار، وإذا نثر على القرحة المتولدة في أصابع القدمين من قلة غسلهما وانضمامهما على الوسخ المجتمع أزالها وإذا خلط بسائر أدوية الجرب والحكة نفعها. غيره: وإذا طلي الرأس به مع خل وزيت نفع من القمل وإن سحق وطبخ بأربعة أمثاله زيتاً حتى يصير في قوام الزفت الرطب وقطر هو حار في الشقاق المزمن الواغل في اللحم نفع منه. ديسقوريدوس: إن شرب كان منه ثقل في البطن والمعدة ومغص شديد وربما شق المعي بثقله وانتفخ الجسد كله ويجعل لونه مثل لون الآبار وينفع صاحبه بعد التقيؤ ببزر أرميس البري ومرزنة ثلاثة عشر مثقالاً وإفسنتين وزوفاً، وبزر الكرفس أو فلفل وفاغية الحناء مع طلاء وفرق الحمام البري اليابس مع ناردين وطلاء. الرازي في الحاوي: يجب أن يقيأ بماء الشبث المطبوخ والتين ويسقى من المر ثلاثة دراهم بماء فاتر وألزمه لحوم الخرفان وأسقه خل خمر أسود واكد عرقه.اً مساوياً ويغسله كما وصفنا ومن الناس من يأخذ منه رطلاً ويخلط به من الملح مثله ثم يصب عليه ماء ويسحقه في الشمس ولا يزال يبدل ماءه حتى يبيض وقد يبيض أيضاً على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان ويلف بصوف أبيض ويصير في قدر فخار جديدة ويصب عليه ماء صاف ويلقي عليه ماء ويؤخذ من الباقلا الحديث، ويطبخ بماء فإذا انقلع الباقلا واسود الصوف أخرج من لفف الصوف ثم يؤخذ ماء صاف ويصب عليه ويلقى عليه من الباقلا كالأول ويطبخ ثانية ويفعل به ذلك وأكثر حتى يصب الصوف ثم يؤخذ فيصير في صلاية ويلقى على كل ثمان درخميات منه بالدرخمي المستعمل بالبلاد التي يقال لها أطيقي رطل من الملح المراني ويسحق وتلقى عليه من النطرون الأبيض الشديد البياض سبعة وأربعين مثقالاً مدافاً بماء ويسحق أيضاً حتى يبيض ويشتد بياضه ويلقى في إناء خزف واسع الفم ويصب عليه ماء كثير ويحرك ويترك حتى يصفو ويصب عليه ماء آخر ولا تزال تفعل به ذلك حتى يصفو ويعذب ولا يبقى فيه شيء من الملوحة، ثم تصفي الماء عنه ثم تصيره في الشمس أربعين يوماً ويكون صيفاً وإذا تمت الأربعون واستحكم جفافه استعمل وقد يقال أن المرداسنج المغسول يصلح إن استعمل في الأكحال وأنه يجلو الآثار السمجة العارضة من القروح التي في الوجه كالكلف ونحوه. الخوز: الأبيض يقطع رائحة الإبط ويحسن العرق. بليناس: المرداسنج إن طرح في الخل بدل الحموضة حلاوة وإن طرح في نورة الحمام إسود بدن من استعملها إسحاق بن عمران: يدخل في بعض الحقن التي تقي الخلقة وإذا أخذ المرتك وكبريت أصفر بالسوية وسحقا مع خل ودهن الآس حتى يثخن كالعسل ولطخ به الشر أو النفاخات نفع منها. ابن سينا: النساء في بلادنا يسقينه الصبيان للخلفة وقروح الأمعاء هذا ويلقونه في كيزان الماء ليقل ضرره وهو قابض يحبس البول وينفخ البطن والحالبين ويقبض اللسان ويخنق ويضيق النفس. التجربتين: ينفع من حرق النار والماء منفعة بالغة لا سيما من حر النار، وإذا نثر على القرحة المتولدة في أصابع القدمين من قلة غسلهما وانضمامهما على الوسخ المجتمع أزالها وإذا خلط بسائر أدوية الجرب والحكة نفعها. غيره: وإذا طلي الرأس به مع خل وزيت نفع من القمل وإن سحق وطبخ بأربعة أمثاله زيتاً حتى يصير في قوام الزفت الرطب وقطر هو حار في الشقاق المزمن الواغل في اللحم نفع منه. ديسقوريدوس: إن شرب كان منه ثقل في البطن والمعدة ومغص شديد وربما شق المعي بثقله وانتفخ الجسد كله ويجعل لونه مثل لون الآبار وينفع صاحبه بعد التقيؤ ببزر أرميس البري ومرزنة ثلاثة عشر مثقالاً وإفسنتين وزوفاً، وبزر الكرفس أو فلفل وفاغية الحناء مع طلاء وفرق الحمام البري اليابس مع ناردين وطلاء. الرازي في الحاوي: يجب أن يقيأ بماء الشبث المطبوخ والتين ويسقى من المر ثلاثة دراهم بماء فاتر وألزمه لحوم الخرفان وأسقه خل خمر أسود واكد عرقه.(2/185)
مرعزي: ابن رقية: ثيابه حارة رطبة الدن من الصوف وأقل حرارة منه تلائم طبيعة الإنسان وتشاكل جميع أصناف الناس وتنعم الأبدان الكثيرة اللين والتي فيها لين وتسخن الكلى وتقوي الظهر. مرقشيثا: كتاب الأحجار: منها ذهبية وفضية ونحاسية وحديدية وكل صنف يشبه الجوهر الذي نسب إليه في لونه وكلها يخالطها كبريت وهي تقدح النار مع الحديد النقي. ديسقوريدوس في الخامسة: هو صنف من الحجارة يستخرج منه النحاس وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهاً بلون النحاس وكان خروج شرر النار منه هيناً وينبغي أن يحرق على هذه الجهة يؤخذ فيغمس في عسل ويوضع على جمر لينة ويروح دائماً إلى أن يحمر ويخرج ومن الناس من يضع الحجر مغموساً بالعسل في جمر كثير فإذا بدا أن يحمر لونه أخرج من النار ثم نفخ عنه الرماد ثم أعاده إلى النار نار الجمر وقد غمسه أيضاً بالعسل فلا يزال يفعل به ذلك إلى أن تصير أجزاؤه هشة وربما احترق ظاهره دون باطنه فإذا أحرق على هذه الصفة وجفف، فإن احتيج إلى أن يغسل فليغسل كما يغسل القليميا. جالينوس في التاسعة: هو واحد من الحجارات التي لها قوة شديدة جداً ونحن نستعمله بأن نخلطه في المراهم المحللة ونلقي معه أيضاً من الحجر المسمى سحطبوس وقد حلل هذا المرهم مراراً كثيرة الفيح والرطوبة الشبيهة تعلق الدم إذا كان كل واحد منهما مجتمعاً في المواضع التي بين العضل. ديسقوريدوس: وقوته محرقاً كان أو غير محرق مسخنة ملينة محللة تجلو غشاوة البصر منضج للأورام الجاسية إذا خلط بالراتينج وقد يقلع اللحم الزائد في القروح مع شيء من تسخين وقبض ومن الناس من يسمى هذا الحجر إذا أحرق على هذه الصفة يافروخس. وقال الرازي في المنصوري: هو حار يابس يقوي العين مع جلاء يسير. الرازي في الحاوي: إن علق على الصبي لم يقرع فإنه يجعد الشعر وإن سحق بالخل وطلي على البرص أبرأه. غيره: يحلل المدة الكائنة في العين ويقوي البصر ويطلى بالخل على النمش فينفعه. ابن ماسه: البصري: فيه تنشيف للقيح والرطوية الشبيهة بالدم الحادثة بين العضل ويتلوه في القوة حجر الرحا.
مرمر: الغافقي: قيل أنه صنف من الرخام أبيض أكثر ما يوجد في معادن الجزع وهو أفضل أصناف الرخام ويسمى باليونانية الأشطريطس وزعم قوم أن الأشطريطس هو الجزع ويسمى باليونانية ألوفرسطس وهو حجر يوجد في أرض دمشق والشام وهو أبيض في لونه خطوط شبيهة بمناطق فيؤخذ ويحرق ويجعل معه ملح داراني ويسحق ناعماً، وتدلك به الأسنان فينفعها ويشد اللثة وينفع من حرق النار أيضاً وذلك أنه يؤخذ فيدق ويسحق ويذر على موضع الحرق وهذا الحجر يوجد بمصر كثيراً. جالينوس في التاسعة: إذا أحرق هذا الحجر نفع في الطب وقوم يسقون منه من هو عليل فم المعدة فيجدونه نافعاً. ديسقوريدوس في 5: إذا أحرق هذا الحجر وخلط بالراتينج والزفت حلل الأورام الصلبة وإذا استعمل بقيروطي سكن وجع المعدة وهو يشد اللثة.
مرارة:(2/186)
ديسقوريدوس في الثانية: كل مرارة هكذا تخزن خد مرارة طرية وأربط فمها وصيرها في ماء حار مغلي ودعها فيه بقدر ما يعدو الإنسان ثلاث مرات وأخرجها من الماء وجففها في ظل في موضع غير ندي، وأما المرارات التي نستعملها في أدوية العين فاربط أفواهها بخيط كتان وهي طرية وصيرها في إناء من زجاج فيه عسل وأربط طرف الخيط بفم الإناء وغطه واخزنه والمرارت كلها حريفة مسخنة يخالف بعضها بعضاً في شدة القوة وضعفها. جالينوس: ما كان من الحيوان مسكنه في المواضع التي هي أشد حرارة كانت المرارة فيها ضرورة أكثر وأزيد من سائر الأخلاط الأخر وإن كانت في موضع أقل حرارة كانت أقل وقد توجد مائيتها صفراء في لونها وربما كانت خضراء والسبب في خضرتها غلبة الرطوبة عليها فما كان لونه طبيعياً أصفر فهو أشد حرارة من الأخضر فإن أحرقت الصفراء صارت سوداء وذلك ربما يكون من شدة عطش الحيوان الحار المزاج أو جوعه ولذلك تجد مرارة الحيوان الذي تأتيه هذه الآفة عند التشريح يضرب لونها إلى الزنجار ومرة إلى اللازوردية ومرة إلى لون النبات المسمى سنديريطس إذا كان هذا النبات في خضرته أكثر من خضرة الكرنب وكانت إلى السواد أميل فمن أراد استعمال شيء من هذه المرارات فينبغي أن يفحص فحصاً بليغاً ولا يستعمل منها إلا ما كان لونه طبيعياً صحيحاً لم تعتره هذه العلل التي ذكرنا فقد تقع هذه المرارات في كثير من أدوية العين وغيرها فمرة يخلطون منها مع أدوية أخر ومرة وحدها مفردة وأما قوة هذه المرارات في كثير من أدوية العين فمرارة الثور الفحل أشد حرارة ويبوسة من الخصي فإن كان حيوان خصي فطبعه إلى الإناث أميل فمرارة الثور الفحل أقوى من جميع مرارة الحيوان المشاء وبعده على ما ذكر بعضهم مرارة الضبعة العرجاء البرية ومرارة الرق البحري ومرارة العقرب البحري ومرارة الثور أقوى من مرارة الضأن وأحر من مرارة الخنزير وأيبس، وأما مرارة الطير فجميعها حارة لذاعة يابسة قوية ويفعل بعضها في ذلك فعلاً قوياً وبعضها فعلاً ضعيفاً ومرارة الديك والدراج أقوى وأكثر دخولاً في العلاجات الطبية ومرارة العقبان والبزاة شديدة اللذع قوية الحدة أكلة اللحم، ولذلك لونها زنجاري وربما كانت سوداء، وأما مرارة الظباء فقد ذكر بعض الناس أنها نافعة من ظلمة البصر ومن الأطباء من يمدح مرارة بعض الحيوان ويحمدها في ذلك وزعموا أنها تحد البصر وتجلوه وتنفع من الماء النازل في العين مثل مرارة السمكة البحرية المسماة قليمويون ومرارة الضبعة العرجاء والديك والدراج، وزعموا أن مرارة الضبع أضعف وأقل لذعاً للقروح من غيرها والريفية منها أكثر رطوبة ومائية من البرية والبرية من التي تأوي في المواضع اليابسة الصخرية أشد يبساً وأقل رطوبة ومرارة الخنزير ذكروا أنها إذا طليت على قروح الآذان نفعتها فإن كانت القروح فاسدة جداً واحتاجت إلى ما هو أقوى من هذه المرارة وعدمت أدويتها فيجعل مكانها مرارة التيس فإنها أشد حدة ومرارة الدب أيضاً أو الثور أيهما حضرت على مقدار ما يراد من حدة من يعالج بها من هذه القروح وغيرها، ومن الأطباء من يجعل مرارة الثور على البواسير إذا أرادوا أن يفتحوا أفواه العروق التي فيها وربما جاوزت المقدار في تفتيحها لحدة المرارة وشدة لذعها، ولذلك لا ينبغي أن يستعمل شيء من هذه المرارات إلا بعد رعاية ومعرفة الأبدان التي تعالج بها إذ من الأبدان ما تحتمل العلاج القوي، ومنها ما لا يحتمل ذلك على قدر سرعة حس العضو الألم وإبطائه وحدة الدواء ولينه فقد تبين لك أن المرارة الصفراء حادة تفتح أفواه العروق التي في البواسير بلذغ شديد وحرقة موجعة ولا ينبغي أن يقرب منها شيء للمحرورين وجميع المرارات تدخل في كثير من الشياقات المتخذة للعين، وإذا خلط أيها حضر بماء الرازيانج واكتحل به أحد البصر وجلاه. ديسقوريدوس: ومرارة السمك البحري الذي يقال له أسفدينوس ومعناه العقرب والصنف من السمك الذي يقال له بلوبوس وهو الشبوط والسلحفاة البحرية والضبعة العرجاء والقبج والدجاج والعقاب والسنور والمعز الوحشية فإنها شديدة القوة وتوافق ابتداء الماء النازل في العين والقرحة في العين الذي يقال لها أحليس والتي يقال لها أرعامر وجربها ومرارة الثور أقوى من مرارة الضأن والتيس والخنزير والدب والمرارات كلها تحرك الإسهال وخصوصاً في(2/187)
الصبيان إذا صيرت في صوفة واحتملت في المقعدة. ابن سينا: كلها نافعة من الخشم مفتحة جداً لسدد المصفاة وكلها تنفع من ابتداء الماء النازل والانتشار ولكن لا ينبغي أن تستعمل إلا بعد تنقية البدن والرأس وأنفع المرارات للعين أما من ذوات الأربع فمرارة الظبي، وأما من الطير فمرارة القيح وأما من السمك فمرارة الشبوط ومرارة السمك أقل حدة من سائر المرارات وإن سقيت إمرأة في بطنها ولد ميت مرارة قنفذ معجونة بشمع خرج الولد الميت وإن اكتحل لمرارته أيضاً أبرأ البياض. إذا صيرت في صوفة واحتملت في المقعدة. ابن سينا: كلها نافعة من الخشم مفتحة جداً لسدد المصفاة وكلها تنفع من ابتداء الماء النازل والانتشار ولكن لا ينبغي أن تستعمل إلا بعد تنقية البدن والرأس وأنفع المرارات للعين أما من ذوات الأربع فمرارة الظبي، وأما من الطير فمرارة القيح وأما من السمك فمرارة الشبوط ومرارة السمك أقل حدة من سائر المرارات وإن سقيت إمرأة في بطنها ولد ميت مرارة قنفذ معجونة بشمع خرج الولد الميت وإن اكتحل لمرارته أيضاً أبرأ البياض.
مريق: هو العصفر عن أبي حنيفة وقد ذكرته في العين المهملة.
مرقد: يقال على الأفيون وعلى جوز مائل أيضاً وقد ذكرت كل واحد منهما في بابه.
مرار الصحراء: هو الحنظل وقد ذكرته في الحاء المهملة التي بعدها نون.
مرجان: قد تقدم القول عليه في رسم بسد في حرف الباء المنقوطة بواحدة من تحتها.
مروية يلبوشة: هذا الإسم لطيني للدواء الذي سماه ديسقوريدوس في الثالثة بلوطي وقد ذكرته في حرف الباء المنقوطة بواحدة من تحتها، ومن الناس من زعم أنه الباذرنجيويه ولم يصب في ذلك.
مرورية: هو العلف وهو اليعضيد وهو صنف من الهندبا البري شديد المرارة، وفي الكتاب الحاوي المرورية صنف من الخس له مرارة يسيل منه لبن.
مزر: جالينوس في 7: قومنى هذا شراب يتخذ من شعير وهو يولد خلطاً رديئاً كالفقاع ويصدع الرأس ويضر بالعصب جداً. ديسقوريدوس في الثانية: قومني وهو شراب يعمل من الشعير ويستعمل عند بعض الناس بدل الخمر مصدع رديء للأعصاب وقد يعمل من الحنطة مثل هذه الأشربة كما يعمل في غري البلاد التي يقال لها أشربا وبرطانا أيضاً. التميمي في كتابه المرشد: فأما ما يتخذ من الحنطة والشعير والجاورس المنبتة من الشراب الذي يسكر ويسمى بمصر المزر فإنها النبذة تسكر سكراً شديداً غير أنها تبعد عن قوته ومنافعه بعداً شديداً، وقل إن يجد شاربها من الفرح والإنبساط والطرب وتطييب النفس شيئاً فإذا أكثر منها أثارت الغثيان والقيء وأكثرت الرياح والإزدحام، وقد يستخرج بها على طريق العلاج بالقيء الأخلاط المرّية والبلغمية الراكدة في المعدة ولكنه لا يجب أن يطمع منها في حل نفخة ولا بدرقته بغذاء بعد كمال نضجه بل قل أن يحل الطبع ويدر البول ويسهله لكنه ينفع منه بعض المنافع.
مزمار الراعي: ويقال زمارة الراعي. ديسقوريدوس في الثالثة: العما. ومن الناس من يسميه طاماسونيوت ومنهم من يسميه لوزن وهو نبات له ورق شبيه بورق لسان الحمل إلا أنه أدق منه وهي منحنية إلى الأرض ولها ساق دقيقة ساذجة طولها أكثر من ذراع وعلى طرفها رأس شبيهة برأس العمود والذي يسمى حيدار أوله زهر أبيض إلى الصفرة ما هو دقاق وأصوله شبيهة بأصول الخربق الأسود دقاق طيبة رائحتها جداً حريفة فيها رطوبة يسيرة تدبق باليد وهذا النبات ينبت في أماكن مائية. جالينوس في السادسة: جربت منه أنه يفتت الحصا المتولد في الكليتين إذا طبخ وشرب ماؤه وإذا كان كذلك فمعلوم أن قوته تجلو كثير. ديسقوريدوس: وإذا شرب من أصله مقدار درخمي واحدة أو اثنتين مع شراب وافق من شرب سم الأرنب البحري وسم الضفدع التي يقال لها فرونوس وضرر الأفيون، وإذا شرب وحده أو مع جزء مساو له من الدوقو أسكن المغص ونفع من قرحة الأمعاء ويوافق شدخ أطراف العضل وأوجاع الأرحام، وإذا شرب هذا النبات عقل البطن وأدر البول والطمث وإذا ضمد به الأورام البلغمية سكنها. ابن سينا: ينفع من الأورام الرخوة والثقيلة في الأحشاء.
مسك:(2/188)
ابن واقد: قال المسعودي في كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر الأرض التي فيها ظباء المسك من التبت أرض واحدة متصلة وإنما بان فضل المسك النبتي على الصيني بجهتين إحداهما أن ظباء التبت ترعى سنبل الطيب وأنواع الأفاويه وظباء الصين ترعى الحشيش دون ما ذكرنا من أنواع حشائش الطيب التي ترعاها التبنية، والجهة الأخرى إن أهل التبت لا يتعرضون لإخراج المسك من نوافجه ويتركونه كما هو بخلاف الصين فإنهم يخرجونه ويلحقه الغش بالدم وغيره، وأن الصيني أيضاً قطع ريحه طول المسافة في البحار وكثرة الأنداء واختلاف الأهوية وإن عدم من أهل الصين الغش في مسكنهم وأودعوه البراني الزجاج وأحكم عفاصها ووكاؤها وورد إلى بلاد الإسلام وفارس وعمان والعراق وغير ذلك من الأمصار كان كالنبتي وأجوده وأطيبه ما خرج من الظباء، بعد بلوغه النهاية في النضج وذلك أنه لا فرق بين غزلاننا هذه وغزلان المسك لا في الصورة ولا في الشكل ولا في اللون ولا في القرن، وإنما يتبين ذلك بأنياب لها كأنياب الفيلة لكل ظبي نابان خارجان من الفكين قائمان منتصبان أبيضان نحو شبر أو أقل فينصب لها في بلاد التبت والصين الحبائل والشرك والشباك فيصطادونها وربما رموها بالسهام فصرعوها ويقطعون عنها نوافجها والدم في سررها خام وطري لم ينضج ولم يدرك فيكون في رائحته سهوكة، فيبقى زماناً حتى تزول سهوكته وتزول تلك الروائح الكريهة عنه ويستحيل بمواد من الهواء فيصير مسكاً وسبيل ذلك سبيل الثمار على الأشجار إذا قطعت قبل استحكام نضجها في شجرها واستحكام(2/189)
موادها فيه وخير المسك ما نضج في وعائه وأدرك في سرته واستحكم في حيوانه وتمام مواده وذلك لأن طبيعته تدفع مواد الدم إلى سرته، فإذا استحكم كون الدم الذي فيه ونضجه آذاه وحكه فيفزع حينئذ إلى أحد الصخور والأحجار الحادة من الشمس فيحتك بها ملتذاً بذلك فتنفجر حينئذ وتسيل على تلك الأحجار كالدمل والجراحة الدامية إذا نضجت فيجد لخروجه لذة، فإذا فرغ ما في نافجته اندمل حينئذ ثم مضى فاندفعت إليه مواد أخرى من الدم فيجتمع ثانيه هكذا فيخرج رجال التبت فيقصدون مرعاها بين تلك الحجارة فيجدون الدم قد جف على الصخر وقد أحكمته المواد ونضج بحر الشمس فوق نضجه في حيوانه وأثر فيه الهواء وذلك أفضل المسك فيأخذونه ويودعونه نوافج معهم قد أخذوها من غزلان اصطادوها معدة معهم فذلك هو المسك الذي تستعمله ملوكهم ويتهادونه فيما بينهم وتحمله التجار في النادر من بلادهم والتبت مدن كثيرة فيضاف مسك كل ناحية إليها. غيره: وللغزالة نابان مجدولان صغيران الأعلى منهما مدلى على أسنانه السفلى ويداه قصيرتان ورجلاه طويلتان وبلدهم وعر صعوداً أو هبوطاً فإذا صار هذا الحيوان في الهبوط يصاد فيه. العلهمان: هو حار في الثانية يابس في الثالثة. ابن ماسه: يطيب العرق ويقوي القلب ويشجع أصحاب المرة السوداء دافع للجبن العارض لهم، وإذا خلط مع أدوية تصلح لهذا الشأن قواها ويسخن الأعضاء الخارجة ويقويها إذا ضعفت وإذا وضع عليها ويقوي الأعضاء الباطنة شرباً وجماعة من أهل الأهواز وفارس ذكروا أن فيه رطوبة بسببها يعين على الباه وأنه إذا أخذ منه جزء يسير فأذيب بدهن خيري وطلي به على رأس الإحليل أعان على كثرة الجماع وسرعة الإنزال، وقال الرازي في كتاب الإجماع، أنه يبخر الفم إذا حل في الطبيخ. وقال في المنصوري: ينفع من العلل الباردة في الرأس وهو جيد للغشي وسقوط القوة. الطبري: لطيف يقوي الأعضاء لطيب رائحته وينفع إذا استعط به مع شيء من زعفران مدوفين من كل واحد نصف عدسة نفع من الصداع البارد ويقوي الدماغ. حكيم بن حنين: يستعمل في الأدوية المقوية للعين ويجلو لبياض الرقيق وينشف رطوبتها جداً. إسحاق بن عمران: ينفع المشايخ والمرطوبين وخاصة في الأزمان والبلدان الباردة ويصدع الشباب والمحرورين ولا سيما في البلدان والأزمان الحارة، وبالجملة فإنه ينفع من جميع العلل الباردة في الرأس ويفتح السدد وينفع من الرياح التي تعرض في العين وفي سائر الجسم ويعقل البطن ويزيل صفرة الوجه ويذهب عمل السموم وهو جيد للخفقان ويصلح الفكر ويذهب تحديث النفس. ابن سينا: هو أجل ترياق لليبس والبهميين وقرون السنبل وهو مقرح ينفع من التوحش ويعدل حره بالكافور ويبسه بالأدهان الرطبة مثل دهن البنفسج ودهن الورد. التجربتين: إذا استعمل في أدوية الحواس الأربع كلها ذكاها ويقوي الحرارة الغريزية، وإذا خلط بالأدوية المسهلة كان أبلغ في التنقية وينفع انبعاث الدم من البدن ومن أضعاف الدواء المسهل، وإذا استعط به المفلوجون وأصحاب السكتة الباردة نبههم ونفعهم ونقى أدمغتهم مع الأدوية التي يستعط بها، وإذا حل في الأدهان المسخنة وطلي بها فقار الظهر نفع من الخدر والفالج مع التمادي عليه، وإذا حل في دهن البان وطلي به الرأس منع من النزلات. ابن رضوان: ينفع من أوجاع البواسير الظاهرة طلاء عليها. غيره: ينفع من الرياح الغليظة المتولدة في الأمعاء شرباً. ابن رشد: وبدله جندبادستر في أوجاع العصب وينوب عنه في جميع أفعاله إلا في الطيب خاصة.
مسن:(2/190)
ديسقوريدوس في الخامسة: مسن الماء إذا سن عليه الحديد وأخذ ما ينحك منه ولطخ على داء الثعلب أنبت فيه الشعر وإذا لطخ على ثدي الأبكار منعها أن تعظم، وإذا شرب بالخل حلل أورام الطحال وينفع من الصرع. جالينوس في التاسعة: محكه ينفع ثدي الأبكار من أن تعظم قبل وقته ويمنع خصي الصبيان أن تعظم إن طلي عليها لأن قوته تبرد. الغافقي: قال بعض القدماء مسن الماء الأغبر الذي يفنى سريعاً من حكه بنحاس قبرسي وأخذ ما يخرج من مائه ولطخ به القروح التي تكون بالإنسان فجأة جففها وأبرأها وأما مسن الزيت الأخضر فإنه إذا كسر ثم شرب بخمر وسحق بالخل والنّطرون نفع الحكة والقوباء والخنازير والسرطان والأكلة، وإذا سحق هذا الحجر واكتحل به نفع من بياض العين. التجربتين: حكاكته تحد البصر وتقوي العين ولذلك يجب أن تحك الشيافات عند عملها عليه، وإذا سحق وجعل على القروح التي من حرق النار جففها.
مسحقونيا: الرازي: إنه ماء الجرار الخضر وماء الزجاج وذلك كتابه المسمى بالقوى والدساكر. الرازي في الحاوي: هو ماء الزجاج وفي كتاب أهرن القس أنه ماء الجرار الخضر حين تعمل. سليمان بن حسان: المسحقونيا هي الشجيرة وهو خلط يقوم من الملح والآجر يعرفه أهل صنعة تخليص الذهب. وزعم قوم: أنه حار جداً ولذلك يقلع البياض من العين ويجفف الرطوبة وينفع من الحكة والجرب إذا طلي به الجسم في الحمام.
مستعجلة: نبات مشهور بالديار المصرية ينبت بظاهر الإسكندرية ومنها يحمل إلى سائر بلاد الشام ورقه يشبه ورق الطرخشقوق حريفي الطعم تستعمل عروقه النساء ليسمنهن فيحمدنه كثيراً ويؤخذ أيضاً مع الإحساء وفي اللبن فيسمن ويحسن اللون جداً وأطباء مصر والشام يستعملونه مكان البوزيدان.
مسواك الراعي: قيل إنه الزوفرا وقيل هو الشيطرج وهو الأصح.
مسواك القرود: هي الأشنة سميت بذلك لأنها تصبغ الأفواه إذا استيك بها وقد ذكرتها في الألف.
مسواك العباس: قيل إنه رعي الإبر وقد يقال أيضاً على الدواء المعروف باليونانية بوارس.
مسك الجن: عامتنا بالأندلس يسمي بهذا الإسم النوع الصغير من الجعدة وقد يسمى أيضاً الشواصيرا بهذا الإسم.
مسمقورة: ومسمقارة ومسمقران إسم بربري للزرواند الطويل وقد ذكر في الزاي.
مشمش: جالينوس في السابعة: هي ثمرة رطبة باردة كأنها من الأمرين جميعاً في الدرجة الثانية. وقال في الأغذية: هو بجانس الخوخ إلا أنه أفضل منه في أنه لا يفسد كفساده في المعدة. ديسقوريدوس في الأولى: وأما أرمانيا فيقال له بالإفرنجية بارقوقيا أطيب طعماً من الخوخ وأطيب للمعدة. الحور: يسهل الماء الأصفر والصفراء ويولد خلطاً غليظاً. الرازي في الحاوي: كان برجل بخر فحدست أنه بخر معدته فأطعمته من رطبه فذهب البخر ثم كان يستعمل نقيعه في دائماً فلا أحسب أنه يوجد شيء أشدّ برداً للمعدة منه وتلطيخاً وأضعافاً.
وقال في دفع مضار الأغذية: يبرد المعدة جداً ويورث الجشاء الحامض ويقمع الصفراء والدم ولا سيما إن كان معه مرارة يسيرة وينبغي أن يجتنبه من تعتريه الرياح ومن يسرع إليه الجشاء الحامض، وإذا أخذ عليه الشراب الصرف والجوارشن الكموني والكندري والعنداديقون أو استف عليه من الناخواه نفعه، وأما أصحاب المعدة الحارة والجشاء الدخاني والعطش الدائم فكثيراً ما ينتفعون به ولا سيما في يوم بعد يوم ويوم يمسهم فيه حر وعطش دائم، ولا ينبغي أن يشرب عليه ماء الثلج ولا هؤلاء أيضاً ويؤخذ بعد إدمانه قبل مضي شهر طبيخ الإهليلج، ثم بزر الرازيانج والسكر أياماً ليؤمن بذلك من المائية التي تتولد عنه في الدم فإن تلك المائية تعفن بعض الأيام وتهيج حميات إن لم تتدارك بذلك إلا أن يتفق للإنسان أن يكثر بعد ذلك التعب وبجري منه عرق كثير ويصيبه هيضة قوية أو يدمن عليه شراباً قوياً يغزر عليه عرقه وبوله.
مشط الراعي: هوديساقوش باليونانية وقد ذكرته في آخر الدال وهو شوك الدراجين عند عامة أهل المغرب والأندلس.
مشكطرامشير:(2/191)
وهو الفودنج البستاني وقد ذكرته بأنواعه مع الفودنج في الفاء، وكان شجارو الأندلس أعرف بهذا الدواء من غيرهم وأطباء الشام والروم يستعملون مكانه النوع الأبيض من الهيوفاريقون، وهو غلط منهم وهذا النوع من الهبوفاريقون إذا مضغت أوراقه وهي رطبة وعصرت خرج منها ماء أحمر كالدم ولذلك قال أطباء العراق والشام، أنه إذا رعته الغنم حلبت دماً والحقيقي منه تسمية أطباء الأندلس وشجاروها باللطينية وهي عجمية الأندلس بلديه خرنوبه أي غبيرة الإبل وهو مشهور عندهم بما ذكرته ومنه نوع آخر يعرف بالكاذب أكثر ما رأيته بأرض الشأم وببلد حماة كثيراً بأرضها إذا فركت شيئاً من ورقه أدنى فرك أدى إليك رائحة الفوذنج المعروف بحبق التمساح ويفترش على الأرض في منبته وله زهر صغير أحمر قان ينبت في العمارات والحروث وفي الجبل أيضاً، ورأيت منه نوعاً يسمى بالنارجيل وهو أكثر نباتاً من الذي ينبت بأرض حماة.
مصطكا:(2/192)
وهو علك الروم. جالينوس في الثامنة: شجرة المصطكا مركبة من جوهر مائي حار قليل ومن جوهر أرضي بارد يابس ليس بكثير المقدار وبسببه صارت تقبض قليلاً وتجفف في الدرجة الثانية عند انقضائها وفي الدرجة الثالثة عند ابتدائها، وأما حالها في البرودة والحرارة فوسط معتدل المزاج والقبض في أجزاء هذه الشجرة على مثال واحد أعني في عروقها وقضبانها وورقها وأغصانها وأطرافها وفي ثمرتها أيضاً ولحائها وإن أحببت أن تتخذ من ورقها ما دام طرياً ضماداً كانت قوّة ذلك الضماد على مثال قوة هذه الأجزاء كأن يقبض قبضاً يسيراً، ولذلك قد يشرب وحده على حدة أو مع أدوية أخر لقروح الأمعاء واستطلاق البطن وهو أيضاً نافع جداً لمن به نفث الدم وللنساء إذا انفجر من أرحامهن الرطوبات، وإذا برز الرحم وخرجت المقعدة وليس هو في هذه الأفعال ببعيد عن لحية التيس. ديسقوريدوس في الأولى: مستجين وهو ثمرة المصطكا وهي شجرة معروفة كلها قابضة وأجزاؤها متساوية في القبض وقد يطبخ قشرها وأصلها وورقها طبخاً طويلاً، وإذا طبخت أخرجت من الماء ثم طبخ الماء حتى يصير كالعسل ثخناً فيصلح هذا الطبيخ لقبضة إذا شرب لنفث الدم واستطلاق البطن وقرحة الأمعاء ونزف الدم من الرحم وظهور الرحم والسرم، وبالجملة يمكن أن يستعمل بدل القاقيا والهيو فافسطيداس وهو الطراثيث وقد يقوم مقامه عصارة الورق، وإذا صب طبيخه الورق على القروح العميقة والعظام المكسورة بني اللحم فيهما وشد الأعضاء المسترخية وقد يقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويدر البول، وإذا تمضمض به شد الأسنان المتحرَكة وإذا عملت من أغصانها مساويك وتسوك بها جلت الأسنان وقد يكون من ثمرة هذه الشجرة دهن قابض يوافق كل ما احتاج إلى قبض، وقد يكون من هذه الشجرة صمغة يقال لها مستجى، ومن الناس من يسميها مسطيجي وهي المصطكا وقد يكون منها شيء جيد بالجزيرة التي يقال لها حيوس وأجودها ما كان يبرق وكان أحمر مشرقاً أو كان أبيض وكان بياضه مثل بياض الموم الذي من البلاد التي يقال لها طوريارا ثقيلة الحصا مفرطة اليبس هينة الإنفراك طيبة الرائحة، وأما الصفراء فهي دونها وقد تغش بكندر وصمغ صنوبر. جالينوس في السابعة: أما الأبيض من المصطكا وهو المسمى علك الروم فهو مركب من قوى متضادة أعني من قوة تقبض وتسخن وأخرى تلين فهو بهذا السبب نافع لأورام المعدة والمقعدة والأمعاء والكبد ويسخن ويجفف، وأما المصطكا الأسود المعروف بالنبطي فيجفف أشد من تجفيف المصطكا الأبيض وقوة القبض فيه أقل منها في ذلك فهو لذلك أنفع لمن يحتاج إلى تجفيف قوى وللأورام الصلبة جداً ودهنه أقل قبضاً ولا يكاد يتخذ من الأسود دهن. ديسقوريدوس: ينفع من نفث الدم والسعال المزمن شرباً وهو جيد للمعدة محرك للجشاء وقد يستعمل في أخلاط السنونات الجالية للأسنان وفي أخلاط الغمر لجلائها ويلزق الشعر النابت في الجفون نباتاً منقلباً، وإذا مضغ طيب النكهة وشد اللثة. أبو جريج: يسخن المعدة والكبد وله فعل في الرأس وجذب للبلغم إذا مضغ ولذلك جعل من الصبر ليصلح ويجذب بلغماً من الرأس. مسيح: يطيب النكهة ويفتق الشهوة ويحسن البشرة إذا طليت به ويسكن وجع اللثة. ابن عمران: يزيل حديث النفس. الإسرائيلي: مقو للمعدة محلل لرطوباتها ورياحها ومخرج لها بالجشاء ومسكن للأمغاص العارضة من الرطوبة. الغافقي: إن شرب بماء بارد أحدر البلة ورطوبة المعدة وإن شرب بماء حار لم يحدر ذلك ويسرع بانجبار الكسير ويسكن وجع العظام وينفع من الوثي والرض والفسخ، وأما ما يقال أنه يجبر العظام جبراً تاماً فباطل وهو نافع من الصداع البارد إذا سعط بدهن زنبق وإذا ديف بزيت ولطخ به شفاق الشفتين أبرأه، وإن خلط بالضمادات نفع من أوجاع الأمعاء. التجربتين: إذا سحقت المصكطا وشربت أو أخذت لعقاً أو مزجت بغيرها سخنت المعدة وفتحت السدد ونفعت من وجع المعدة الباردة إن كان عن خلط أو برد مفرط ولذلك تسخن الكبد وتنفع من عللها الباردة كلها، وإذا خلط بالأدوية العاقلة للجوف أو القاطعة للدم أعانها وإن كان في المعدة رطوبة كثيرة وأخذت بماء بارد أو ممروس فيه الورد المربى عصرتها ولينت الطبع فإن تمودي عليه عقلت وتسهل نفث الفضول من الصدر والرئة والشراب المتخذ منه يقوي الأعضاء الباطنة إذا أخذ ممزوجاً(2/193)
بالماء البارد عند العطش، وإذا تمودي عليه أدر البول وينفع مما تنفع منه المصطكا وإذا حل في الأدهان القابضة شد اللثة، وإذا تمودي عليه بالمضمضة منع من تحرّك الأسنان ونفع من وجع الأضراس والبلة المتولدة عن بلغم، وإذا ربي بالأدهان سكن الأوجاع الباردة المتولدة عن أخلاط أو رياح، وإذا دهنت الفسوخ بدهن ورد وذر عليها مسحوقاً وشدت بخرقة تمسكه سكن أوجاعها وحل جساوتها، وإذا دهنت المعدة بأحد الأدهان النافعة لها مما نذكر وذر عليها مصطكاً مسحوقة حتى تبتل بالدهن وضمدت بخرقة وتركت حتى تنقلع من ذاتها نفع من وجع المعدة ومن القيء.ماء البارد عند العطش، وإذا تمودي عليه أدر البول وينفع مما تنفع منه المصطكا وإذا حل في الأدهان القابضة شد اللثة، وإذا تمودي عليه بالمضمضة منع من تحرّك الأسنان ونفع من وجع الأضراس والبلة المتولدة عن بلغم، وإذا ربي بالأدهان سكن الأوجاع الباردة المتولدة عن أخلاط أو رياح، وإذا دهنت الفسوخ بدهن ورد وذر عليها مسحوقاً وشدت بخرقة تمسكه سكن أوجاعها وحل جساوتها، وإذا دهنت المعدة بأحد الأدهان النافعة لها مما نذكر وذر عليها مصطكاً مسحوقة حتى تبتل بالدهن وضمدت بخرقة وتركت حتى تنقلع من ذاتها نفع من وجع المعدة ومن القيء.
مصع: أبو حنيفة: ثمرة شجر العوسج وهي حمراء ناصعة نحو الحمصة حلوة طيبة تؤكل وفيها تطويل وفي جوفها حب مثل عنب الثعلب. الغافقي: هو عندنا بالأندلس صنفان جبلي وبستاني وهو ثمرة صنف من الشوك كالعوسج، والجبلي منه إذا ركب في العوسج الذي يعرف بالزيتون وهو العوسج الأحمر كان منه المصع البستاني، وأكثر ما يستعمل هذا التركيب بالمرية من بلاد الأندلس، ويباع بأسواقها كالفواكه ويسمونه المصع وثمر البري منه في قدر الباقلاء وأصغر وهو أحمر قان في داخله حب كعجم الزبيب وهو قابض عاقل للبطن، وإذا أكثر منه ولد القولنج وآذى العصب وإذا ركب في الزيتون الحب كان حبه كاللوز وأصغر وإذا غرس كبر شجره ولا ينبت من نواه، وورقه شبيه بورق الخوخ إلا أنه أصغر وعليها زغب وهي منحنية إلى خلف وله زهر شبيه بزهر العليق، وقد يجمع حبه في آخر الصيف وليس ينضج بعض النضج حتى يعفن إما بأن يدفن في شعير أو يجعل في ظرف ويغطى ويترك فيه حتى ينضج وحبه يؤكل، وزعم قوم أنه الأشج وليس بصحيح.
مصل: الرازي في دفع مضار الأغذية: يبرد ويطفئ المرة إلا أنه ينفخ ولذلك ينبغي أن يتلاحق ضرره بالجوارشنات والأدوية والأقاويه، ولا سيما في الأبدان الباردة والجبن أقل منه وأدون في هذه الحال وهو أقل برودة منه. ابن ماسه: هو بارد يابس في الثالثة رديء الكيموس ضار للمعدة ولأصحاب السوداء فإذا طبخ باللحم السمين صلح قليلاً.
مصباح الروم: هو الكهرباء وقد ذكرته في الكاف.
مطبوخ: هو عقيد العنب وقد ذكرته في العين المهملة.
مظ: هو الجلنار. أبو حنيفة: هو رمان يكون بالسراة جبلي ينور ولا يعقد له حطب جيد ويعمل منه دادين كدادين الأرز وله عسل يسمى المرخ يظهر في الجلنار وأكثره يمص الإنسان منه حتى يملأ فمه وتأكله الإبل وتجرسه النحل.
معشوق: هو الجمشت من الحجارة وأما من النبات فهو من الماهوندانة وقد ذكرتهما في بابيهما.
مغين: هو المازريون وقد ذكرته في هذا الحرف.
مغاث: ابن سينا: حار إلى الثانية رطب إلى الثالثة مقو للأعضاء مسمن نافع إذ ضمد به من الوثي والكسر ودهن العضل وينفع من النقرس والتشنج وهو جيد للدشبذ ولصلابة المفاصل ملين لصلابات الحلق والرئة وقيل أنه يحرك الباه وخصوصاً بزره. ماسرحويه: يلين التشبك وصلابة الرحم.
مغره:(2/194)
ديسقوريدوس في الخامسة: ما كان منها منسوباً إلى البلاد التي يقال لها سويس فأجوده ما كان كثيفاً صلباً ثقيلاً ولونه شبيه بلون الكندر وليس فيه حجارة ولا مختلف اللون وإذا بل بالماء ربا وقد يجمع بالبلاد التي يقال له قيادوقيا من بعض المغاير ويصفى ويحلب إلى البلاد التي يقال لها سويس ويباع هنالك، ولذلك ينسب إليها ولها قوة مجففة مغرية ولذلك تقع في أخلاط المراهم الملينة والأمراض المجففة وتمسك البطن وإذا تحسى ببيضة واحتقن بها عقلت البطن وقد تسقى لوجع الكبد والتي يستعملها النجارون هي في جميع أفعالها أضعف من المغرة المنسوبة إلى سويس، وأجودها المصرية والتي من قيادوقيا ومن المدينة التي يقال لها رسندنيون ولم يكن فيها حجارة وكانت هينة التفتت وقد تعمل المغرة فيما يلي الغرب من البلاد التي يقال لها لينس بأن يحرق الجوهر الذي يقال له الآجر فإنه إذا احترق استحال وصار مغرة. ابن سينا: باردة في الأولى يابسة في الثانية. البصري: تدخل في أدوية لزجة لاصقة وتقتل حب القرع. التجربتين: إذا حل في الخل وطلي به الحمرة والأورام الحارة كلها مع تقرح أو بغير تقرح وعلى حرق النار ردع المادة وأضمر الورم وجفف التقرح، وإذا سحقت وخلطت بالبيض النميبرشت وتحسيت قطعت الدم من أي موضع انبعث، وكذا إذا أخذت مع ماء لسان الحمل نفعت من قروح الأمعاء والمثانة وأمسكت الطبيعة والمأخوذ منها من درهمين إلى نحوهما ويتمادى عليها بحسب الشكاية في الضعف والقوة ولهذا إذا احتقن بها بماء لسان الحمل وما أشبهه قطع إفراط الدم من الحيض، وكذلك إذا احتقن بها لقرحة الأمعاء والدم المنبعث من المعا السفلي قطعه.
مغنيسيا: الرازي: هي أصناف فمنها تربة سوداء وفيها عيون بيض لها بصيص، ومنها قطع صلبة فيها تلك العيون، ومنها مثل الحديد ومنها حمراء. غيره: هو حجر لا يتم عمل الزجاج إلا به وهو ألوان كثيرة وقد يستعمل في الأكحال وقوته تبرد وتقبض وتجفف وتأكل الأوساخ كلها.
مغناطيس: هو الحجر الذي يجذب الحديد. ديسقوريدوس في الخامسة: أجوده ما كان قوي الجذب لازوردي اللون كثيفاً ليس بمفرط الثقل وإن سقي منه ثلاث أوثولوسات بالشراب الذي يقال له ماء القراطن أسهل كيموساً غليظاً ومن الناس من يحرقه ويتبعه بحسبات الشادنة. جالينوس في التاسعة: قوته كقوة الشادنة. البصري: قال الإنطيلس الآمدي عن بعض الناس أنه حجر إذا مسك بالكف نفع من وجع اليدين والرجلين ونفع من الكزاز. الطبري: يابس جداً جيد لمن في بطنه خبث الحديد نافع لعسر الولادة إذا وضع على المرأة النفساء أو أمسكته. غيره: يذهب الإسهال العارض من شرب خبث الحديد وإن ذر على جرح بحديد مسموم أبرأه.
مغافير: الغافقي: هو شيء يشبه العسل كالترنجبين فيه شيء من رائحة الموز. أبو حنيفة: يكون في الزفت وفي العشر وفي النمام فما كان في الزفت كان أبيض حلواً فيه لين وما كان في العشر فإنه يخرج فصوصه ومواضع زهره فييبس وتجمعه الناس فيسمى سكر العشر وفيه مرارة وهو شبيه بالصمغ تأكله الناس ويقال مغفر ومغفر ومغفار.
مغد: أبو حنيفة: هو اللقاح البري وقيل الباذنجان وزعم قوم أنه الكماة الصغار والأول أصح، قال وهو أيضاً شجر يلتوي على الشجر والكرم ورقه دقاق ناعمة طوال ويخرج جراء كجراء الموز إلا أنه أدق قشراً وأكثر حلاوة ولا يقشر لها حب كحب اللقاح ويبدو أخضر ثم يحمر إذا انتهى ويؤكل وهو كثير بواد يقال له بررة.
مغدود: ضرب من الكمأة صغير رديئة لآكلها.
مغرزة: أبو حنيفة: هي بقلة ربيعية لها ورق صفار أغبر مثل ورق الحرف وزهره أحمر يشبه زهرة الجلنار وهي تعجب البقر جداً وتغزر عليه ولذلك سميت بهذا.
مفرح: إذا قيل مطلقاً فإنما يراد به لسان الثور.
مفرح قلب المحزون: هو الباذرنجبويه وهو الترنجان وقد ذكرته في التاء.
مقل:(2/195)
ديسقوريدوس في الأولى: هو صمغ شجرة تكون ببلاد العرب وأجوده ما كان مراصاً في اللون كأنه الغراء المتخذ من جلود البقر وباطنه علك لازوقي سريع الإنحلال لا يخالطه شيء من خشب ولا وسخ وإذا بخربه كان طيب الرائحة شبيهاً بالأظفار وقد يوجد منه شيء أسود وسخ غليظ كبير المقدار رائحته كرائحة الدارشيشغان أو رائحة قشر الكفري يؤتى به من بلاد الهند وقد يؤتى بشيء منه من البلاد التي يقال لها باطوناس شبيه بالراتينج قريب من لون الباذنجان، وهو ثان بعد الجيد في قوته وقد يغش المقل بصمغ غربي وغراء يخلطونه وما كان هكذا فلا يكون له من المرارة ما للخالص ورائحته في التبخير طيبة. جالينوس في السادسة: هو جنسان صقلي وهو أشد سواداً وألين من المقل الآخر وقوته ملينة وعمله بهذه القوة بليغ والآخر عربي والعربي أيبس من الآخر وقوته أشد تجفيفاً من الأدوية الملينة وما كان منه حديثاً رطباً إذا عجن كان كاللبن فعمله كعمل الصقلي وكلما عتق حدثت في طعمه مرارة شديدة وصار حاداً حريفاً يابساً فقد خرج من طبيعة اعتدال الأدوية الملينة للأورام الصلبة ومن الناس من يستعمله وخاصة العربي في مداواة الأورام الحادثة في الحنجرة وفي قبلة الأمعاء وإذا أرادوا استعماله لينوه بريق إنسان لم يأكل شيئاً ثم لا يزالون يعجنونه حتى يصير كالمرهم وقد يظن بالمقل العربي أنه يفتت حصى الكليتين إذا شرب ويدر البول ويذهب الرياح الغليظة إذا لم تنضج ويفشها ويطردها ويشفي وجع الأضلاع وفسوخ العضل كلها. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة ملينة وإذا ديف بريق صائم حلل الجساء والورم الذي يقال له قريحوقيلي العارض في الحلق وأدرة الماء وإذا احتمل أو تبخر به فتح الرحم المنضمة ويحدر الجنين وكل رطوبة وإذا شرب فتت الحصا وأدر البول وإذا شربه من كان به سعال أو من نهشه شيء من الهوام نفع من ذلك وهو نافع من شدخ أوساط العضل والكزاز ووجع الجنب والرياح ويقع في أخلاط المراهم اللينة لصلابة الأعصاب وتعقدها ويلين بأن يدق ويصب عليه أما شراب أو ماء حار قليلاً قليلاً. ابن سرانيون: يسهل البلغم ويعطي منه على رأي القدماء والمحدثين مثقالان مع ماء العسل، وينفع خاصة الذين تقطع أعينهم الرطوبات. جامع الرازي: حار لين في الدرجة الثالثة وينفع من الطواعين. أبو جريج: المقل المسمى الكور حار يابس في آخر الثانية وله حدة وينفع من الجراحات إذا خلط بالمراهم وينقي أعضاءها ويدمل الخنازير وإن طلي على السعفة بالخل أبرها. حنين في كتاب الترياق: يحلل الورم الجامد. ابن ماسويه: يحلل الأورام الداخلة شرباً بمطبوخ والخارجة إن وضع عليها محلولاً بمطبوخ وإن خلط بالأدوية الحادة المسهلة منع حدتها ونفع من سحج الأمعاء والأضرار بها. ماسرحويه: إنه يحلل الأورام الصلبة في الأنثيين وغيرهما. ابن سينا: ينفع من أوجاع قصبة الرئة وأورامها والسعال المزمن، وينقي الرحم وينفع من البواسير شرباً. وحكى ابن واقد عن غيره أنه يزيد في شهوة الجماع ويسمن وينفع من جميع السموم كلها شرباً. التجربتين: إذا سحق وعجن برغوة الفول المطبوخ ووضع على الثآليل المتعلقة والقوباء وتمودي عليه قلعها وأزالها وإن ضمدت به الأورام البلغمية الصلبة حللها وقيله الماء وحفظ الأسنان ويضمر قيله اللحم للصبيان خاصة إذا كان معجوناً بهذه الرغوة أو لعاب الصائم حتى يصير كالمرهم ويسهل نفث الأخلاط كلها من الصدر والرئة ويدر الطمث إذا كان اعتقاله من سدد غليظة ويؤخذ منه درهم ونصف فما دونه، فيخرج الثفل ويسهل الولادة وينزل المشيمة شرباً وحمولاً وبخوراً، وإذا سحق وخلط بنخالة القمح الكبيرة وكون النخالة أغلب وطبخاً برب العنب وعركاً بسمن ووضعاً على أورام النغانغ من خارج حللها، وإذا وضع على البرودة الحادثة في الجفن محلولاً بلعاب الصائم حللها وإذا وضع على البواسير من خارج والثآليل المتعلقة هناك معجوناً بماء الكرم الجاري فيه من أول أمشير وهو أشباط أوقي مطبوخ زنبق في زيت عتيق ويعاد إلى الطبخ حتى يغلظ وتمودي عليه أضمرها، وإن خلط به شيء يسي من الزنجار بعد ظهورها أسقطها وهو مفتح للسدد في الكلى والمثانة.
مقل مكي:(2/196)
ابن واقد: هو ثمرة الدوم وهو ينضج بمكة ويؤكل خارجه لذيذ وأما بالأندلس فهو غير محرك بل هو كثير العفوصة قليل المائية خشن جداً عشبي بارد قابض يعقل البطن ويقوي المعدة. التجربتين: قشره مطبوخاً ينفع من تقطير البول. غيره: ينفع من انفجار الدم من العروق شرباً.
مقر: قيل إنه الصبر الحضرمي. أبو حنيفة: هو شجر الصبر وقد ذكر في الصاد.
مقلياثا: هو الحرف بالسريانية فيما زعموا. قال بعضهم: إنما سمي مقلياثا لما قلي منه خاصة وبه سمي السفوف سفوف المقلياثا لأن الحرف الذي يقع فيه مقلو.
مقدونس: هو الكرفس الماقدوني وهو منسوب إلى ماقدونيا بالروم وهو البطراساليون.
مكنسة الأندر: عامة الأندلس يسمي بهذا الإسم الدواء المسمى باليونانية قلومس وهو البوصير وقد ذكرته في الباء ويسمونه أيضاً بسيكران الحوت وهو الذي يستعمل أطباء الشام وغيرها من البلاد المشرقية لحاء أصوله على أنه الماهي زهره.
مكنسة قرشية: هي المخلصة عن البكري وقد ذكرتها في هذا الحرف.
ملح: ديسقوريدوس في الخامسة: أقواه المعدني وزعم قوم أن المعدني هو الأندراني وأقوى المعدني ما كان متحجراً صافي اللون كثيفاً متساوي الأجراء وما كان بهذه الصفة أقواه ما كان من البلاد التي يقال لها ليونيا وكان يتشقق وكانت عروقه متساوية. حنين: وملح أمرونيا هو النوشاذر المعدني وأما الملح البحري فينبغي أن يستعمل منه ما كان أبيض متساوياً ويكون منه شيء جيد من قبرس التي يقال لها سالاميني والموضع الذي يقال له ماغر، أو قد يكون أيضاً بصقلية وبالبلاد التي يقال لها لينوى منه شيء جيد إلا أنه دون الأول، وينبغي أن يختار منه ما كان في المواضع التي فيها مياه قائمة وأقواه الذي من البلاد التي يقال لها قيرقصا وهو الذي يسمى طاماون ويسمى أيضاً طاوعان. جالينوس في الحادية عشرة: الملح المحتفر من الأرض والملح البحري قوتهما واحدة بعينها في الجنس وإنما يختلفان في أن جوهر الملح المأخوذ من الأرض أشد اكتنازاً ولذلك صار الغلة والقبض فيه أكثر ولهذا السبب صار البحري ساعة يصب عليه الماء ينحل، والملح المأخوذ من الأرض لا يعرض له ذلك والملح المتولد في البحيرات والنقائع نوعه شبيه بالبحري وإنما هناك في الصيف يجتمع وتحترق مياهها فتنحجر الحمأة الشديدة الحرارة، كالذي يكون في طراغيسون بالقرب من منيس لأن المياه هناك مالحة فتجتمع في الصِف في موضع ليس بالواسع كثيراً، ولا يزال هذا الماء في جميع الصيف يفني ويجف بحرارة الشمس أولاً فأولاً إلى أن يتحجر وهناك ملوحة طبيعية فيصير جميع ذلك الماء ملحاً فسمي لإسم الموضع المبين وإسم ذلك الماء ملحاً طراغيسيا لأن الماء الذي في ذلك الموضع من الحمايات يسمى طراغيسيا وقوته مجففة جداً ويستعمله الأطباء هنالك للتجفيف، وقد كنت قلت في الملح الذي بسذوم والذي بالبحيرة المعروفة بالمتينة في المقالة الرابعة من هذا الكتاب قولاً لا يحتاج معه من كان له نظر واهتمام إلا إلى التذكرة به فقد وصفت لك كيفية الملح في المذاقة والطعم وعرفتك قوته ومن شأن الكيفية المالحة أن تجمع وتحل معاً جوهر الجسم الذي تدنو منه، وإنما الخلاف بين الملح والبورق الأفريقي أن البورق إنما الغالب عليه طعم واحد فقط وهو المرارة التي فيه وقوة محللة وليس له قوة تجمع جوهر الجسم الذي تلقاه وهو رطب لا يدع فيه البتة شيئاً منه ويجمع ما في جوهره الصلب بقبضه، ولذلك صار الملح يجفف الأجسام التي تعفن وإنما تعفن من قبل رطوبة فيها فضل وجوهرها جوهر منحل غير كثير، وبهذا السبب صارت الأجسام التي ليس فيها رطوبة فضلية بمنزلة العسل الفائق والأجسام التي جرمها كثيف بمنزلة الحجارة ليس يمكن أن تعفن، والملح بهذا السبب لا يمكن أن يستعمل في هذه الأجسام لكن في الأجسام التي يخاف عليها أن تعفن، والملح المحرق له من التحليل أكثر من الذي لم يحرق وحرقه يصيره ألطف بسبب القوة التي اكتسبها من النار كما يعرض لسائر ما يحرق من جميع الأشياء على ما بينا، ولكن ليس يمكن فيه أيضاً أن يجمع ويكثر جوهر الجسم الصلب الذي يلقاه كما يفعل الملح الذي لم يحرق.(2/197)
وقال في موضع آخر قبله: وأما الملح المتولد في البحيرة المتينة المعروفة ببحيرة الزفت، وهي بحيرة مالحة في غور بلاد الشأم ويسمى ملح سذوم باسم الجبال المحيطة بالبحيرة وهي بلاد سذوم فقوته قوة تجفف تجفيفاً أكثر من تجفيف سائر أنواع الملح وهو مع هذا ملطف لأنه قد ناله من إحراق الشمس أكثر من غيره من أنواع الملح وليس هو مر الطعم فقط لكنه مر المذاق لأن موضع هذه البحيرة غائر تحرقه الشمس فلذلك هو في الصيف أشد مرارة منه في الشتاء، وإن ألقيت هناك في ماء هذه البحيرة ملحاً لا يذوب لأنه يخالطه من الملح شيء كثير وإن انغمس فيه إنسان تولد فيه على بدنه عند خروجه منه غبار رقيق من غبار الملح كالسورج ولذلك صار ماء هذه البحيرة أثقل من كل مياه البحر ومقدار زيادة ثقله على مياهها كمقدار زيادة ثقل ماء البحار على ماء الأنهار، ولذلك إذا وقفت في هذه البحيرة ثم رمت أن تغوص إلى أسفل لم تقدر، وإن أخذت حيواناً فربطت يديه ورجليه وألقيته في ماء تلك البحيرة لم يغرق لأنه لا يرسب لكثرة ما يخالطها من جوهر الملح الثقيل الأرضي. ديسقوريدوس: وقوته قابضة تجلو وتنقي وتحلل وتقلع اللحم الزائد في القروح وتكوى وقد تختلف هذه الأفعال في الشدة والضعف على قدر اختلافه وقوة أصنافه وتمنع القروح الخبيثة من الإنتشار ويقع في أخلاط أدوية الجرب ويقلع اللحم النابت في العين ويذهب الظفرة ويصلح للحقن، وإذا خلط بالزيت والخل وتلطخ به أذهب الأعياء والحكة والجرب وهو صالح للأورام البلغمية العارضة لمن به إستسقاء، وإذا تكمد به سكن الوجع، وإذا خلط بالزيت والخل وتلطخ به بقرب النار إلى أن يعرق نفع الحكة والجرب المتقرح وغيره والجذام والقوابي، وإذا خلط بالخل والعسل والزيت وتحنك به سكن الخناق، وإذا خلط بالعسل نفع من ورم اللهاة والنغانغ وقد يضمد به مع الشعير المحرق والعسل للأكلة والقلاع واللثة المسترخية ويضمد به مع بزر الكتان للذعة العقرب ومع فودنج الجبل والزوفا لنهشة الأفعى الذكر ومع الزفت والقطران أو العسل لنهشة الأفعى والحية التي يقال لها فرسطس وهي التي لها قرنان، ومع الخل والعسل لمضرة سم الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين ولذع الزنابير ومع شحم العجل للبثور التي يقال لها سورداقيا إذا خرجت في الرأس وللحم الزائد في ظاهر البدن الذي يقال له يوميا، وإذا تضمد به مع الزيت والعسل نفع لتحليل الدماميل، وإذا خلط بفودنج الجبل وخمر أنضج الأورام البلغمية العارضة في الأنثيين ينفع من نهشة التمساح الذي يكون بنيل مصر، وإذا سحق وصر في خرقة كتان وغمس في خل حاذق وضرب به ضرباً رفيقاً ووضع على العضو المنهوش من بعض الهوام نفع من النهشة، وإذا استعمل بالعسل نفع من كمنة الدم الذي تحت العين وقد ينفع من الأفيون والفطر القتال إذا شرب بسكنجبين، وإذا خلط بالعسل والدقيق نفع التواء العصب وإذا خلط بالزيت ووضع على حرق النار لم يدعه أن يتنفط وقد يوضع على النقرس كذلك فينفعه ويستعمل بالخل لوجع الأذن، وإذا تضمد به مع الخل ولطخ به مع الزوفا منع الحمرة والنملة من الإنتشار في البدن وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيصير في إناء من جديد ويستوثق من تغطيته لئلا يندر الملح إذا أصاب حرارة النار أو يدفن في جمر ويترك إلى أن يحمى الملح ويخرج من النار، ومن الناس من يأخذ الملح العربي فيصيره في عجين ويضعه في جمر ويتركه حتى يحترق العجين، وقد يستقيم بأن يحرق سائر الملح على الصفة يؤخذ فيغسل بالماء غسلة واحدة ثم يجفف ويترك في قدر ويغطى ويوقد تحتها النار وحولها الجمر فلا يزال الملح يحرك حتى تسكن حركته. أبو جريج: هو حار يابس إذ بالأغذية الباردة كالجبن والسمك والكوامخ أحالها عن طباعها حتى تصير حارة يابسة على الإسهال والقيء ويحلل الأورام ويقلع البلغم اللزج من المعدة والصدر ويغسل ويهيج القيء ويعين على قلع السوداء والبلغم اللزج من أقاصي البدن. الرازي في المنصوري: يذهب بوخامة الطبيخ ويهيج الشهوة ويحدها والإكثار منه محرق للدم والبصر ويقلل المني ويورث الحكة والجرب. وقال في دفع مضار الأغذية: يعين على الطعام وينفع من سريان العفونة إلى البدن ويذهب بوخامة الدسم ويوافق أصحاب الأبدان الكثيرة الرطوبة ويضر النحفاء. غيره: هو أنواع فمنه ملح العجين ومنه نوع محتقر من معدته ومنه الأندراني(2/198)
الشبيه بالبلور ومنه نفطي سواده لأجل نفطية فيه، وإذا دخن طارت نفطيته وصار كالأندراني ومنه أسود ليس لنفطية فيه بل في جوهره ومنه المر ومنه الهندي الأحمر اللون. البصري: ملح العجين حار في الثالثة وأما الملح الأسود الذي ليس سواده شديداً ولا له رائحة النفط فحار في الثانية يسهل البلغم والسوداء والنفطي يسهل الماء والسوداء والبلغم العفن والأندراني حار يابس في الثانية: وأما المر فحار يابس في الدرجة الثالثة ويسهل السوداء بقوة والأحمر الهندي حار يابس في الثانية يسهل الكيموسات المختلفة. الخوز: الملح الهندي يسهل الماء الأصفر ويطرد الرياح ويلين الصدر والبطن ويذهب البلغم ويحد الفؤاد وينفع من وجعه ويشهي الطعام وبذهب بصفرة الوجه. غيره: الأندراني يحد الذهن والمر إذا سحق بشيء من صمغ الزيتون وحشي به الجرح الطري من ساعته ألحمه. التجربتين: إذا حل الملح بالخل وتمضمض به قطع سيلان الدم المنبعث من اللثات والمنبعث أيضاً بعد قلع الضرس، وإذا سخنا وأمسكا في الفم نفعا من وجع الضرس وإذا تغرغر بهما حلبا بلغماً وخماً ونقيا الدماغ وورم النغانغ، وإذا غسل بالملح والخل كل يوم الأواكل والنملة الساعية وبثور الأعضاء وتمودي على ذلك أبرأها، وإذا خلط وحده مع الأدوية المسهلة قطع الأخلاط وسهل اندفاعها، وإذا خلط الأندراني في أدوية العين أحد البصر وأضعف الظفرة وخفف البياض ونفع من السبل، وإذا خلط مع الصبر ووضع على الدماغ نفع من النزلات، وإذا سحق وسخن ووضع على الفسخ والوثي، والرض في أول حدوثها بعد أن يدهن الموضع بزيت أو غسل ويعصب عليه سكن وجعها، وإذا حل في خل وصابون نفع من الورم الرخو ومن تهيج الأطراف إذا كمدت بهما حارين وإذا حل في شراب السكنجبين أو شرب بالماء وحده فتح السدد حيث كانت وقلع البلغم اللزج ويؤخذ من درهمين إلى نحوهما.ه بالبلور ومنه نفطي سواده لأجل نفطية فيه، وإذا دخن طارت نفطيته وصار كالأندراني ومنه أسود ليس لنفطية فيه بل في جوهره ومنه المر ومنه الهندي الأحمر اللون. البصري: ملح العجين حار في الثالثة وأما الملح الأسود الذي ليس سواده شديداً ولا له رائحة النفط فحار في الثانية يسهل البلغم والسوداء والنفطي يسهل الماء والسوداء والبلغم العفن والأندراني حار يابس في الثانية: وأما المر فحار يابس في الدرجة الثالثة ويسهل السوداء بقوة والأحمر الهندي حار يابس في الثانية يسهل الكيموسات المختلفة. الخوز: الملح الهندي يسهل الماء الأصفر ويطرد الرياح ويلين الصدر والبطن ويذهب البلغم ويحد الفؤاد وينفع من وجعه ويشهي الطعام وبذهب بصفرة الوجه. غيره: الأندراني يحد الذهن والمر إذا سحق بشيء من صمغ الزيتون وحشي به الجرح الطري من ساعته ألحمه. التجربتين: إذا حل الملح بالخل وتمضمض به قطع سيلان الدم المنبعث من اللثات والمنبعث أيضاً بعد قلع الضرس، وإذا سخنا وأمسكا في الفم نفعا من وجع الضرس وإذا تغرغر بهما حلبا بلغماً وخماً ونقيا الدماغ وورم النغانغ، وإذا غسل بالملح والخل كل يوم الأواكل والنملة الساعية وبثور الأعضاء وتمودي على ذلك أبرأها، وإذا خلط وحده مع الأدوية المسهلة قطع الأخلاط وسهل اندفاعها، وإذا خلط الأندراني في أدوية العين أحد البصر وأضعف الظفرة وخفف البياض ونفع من السبل، وإذا خلط مع الصبر ووضع على الدماغ نفع من النزلات، وإذا سحق وسخن ووضع على الفسخ والوثي، والرض في أول حدوثها بعد أن يدهن الموضع بزيت أو غسل ويعصب عليه سكن وجعها، وإذا حل في خل وصابون نفع من الورم الرخو ومن تهيج الأطراف إذا كمدت بهما حارين وإذا حل في شراب السكنجبين أو شرب بالماء وحده فتح السدد حيث كانت وقلع البلغم اللزج ويؤخذ من درهمين إلى نحوهما.
ملح الدباغين: هو السورج من المنصوري.
ملح الصاغة: قيل هو التنكار فاعرفه.
ملح بونيه: هو النوشاذر وسيأتي ذكره في النون.
ملح سبخي: هو ملح العجين وقد ذكرناه.
ملح الغرب: هو ملح يوجد في شجرة الغرب.
ملح وسخ: هو ملح يوجد من نفس الأرض وقد ذكرناه.
ملوخ:(2/199)
هو القطف البحري. ديسقوريدوس في ا: السمون وأهل الشام يسمونه الملوخ وهو شجرة يعمل منها السباحات وهو شبيه بالعوسج غير أنه ليس لها شوك وورقها شبيه بورق الزيتون غير أنه أعرض منه وينبت في سواحل البحار في السباخات. جالينوس في السادسة: هو نبات يكون كثيراً في بلاد قاليقلا وأطرافه تؤكل إذا كانت طرية وتكبس وليستعذبها لوقت آخر ويولد في بدن كل من يستعمله منياً ولبناً وطعمه مالح يسير القبض وهذا كله مما يعلم به أن أجزاءه غير متساوية ولا متشابهة إلا أن جوهره حار باعتدال مع رطوبة غير نضيجة له نفخة يسيرة. ديسقوريدوس: وقد يطبخ ورقه ويؤكل وإذا شرب من أصله وزن درهمين بماء القراطن نفع من شدخ العضل وسكن المغص وأدر اللبن.
ملاخ: ابن حسان قال أبو حنيفة: أخبرنا أعرابي من ربيعة بأن قال الملاخ من الحمض مثل القلام له أغصان بلا ورق إلا أن القلام أخضر وفي الملاخ حمرة، قال: وأخبرني بعض أعراب بني أسد عن الملاخ أنه يؤكل مع اللبن يتنقل به، قال: ويسميه أهل البصرة بالفارسية الكشلج. ابن حسان: وسمي ملاخاً للون لا للطعم وقد ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة وسماه باليونانية أيدروطافاس. لي: وقد ذكرته في الألف.
ملوخيا: كتاب الرحلة: بقلة مشهورة بالديار المصرية كثيرة اللزوجة تربى في اللزوجة أكبر من الخطمي والخبازي والبزرقطونا وغيرها تشاكل البقلة اليمانية في هيئتها وأغصانها وورقها على هيئة الباذروج إلا أن أطرافها إلى الإستدارة وخضرتها مائلة إلى الذهبية مشرفة الحافات، وزهرتها صفراء فيها مشابهة من زهر القثاء إلا أنها أصغر تخلف إذا أسقطت مشفة عودية الشكل إلى الخضرة ما هي في داخلها بزر أسود كشكل بزر الشونيز البري وطعم البقلة كلها مسبخ الطعم. غيره: وهي ألذ طعماً من الخبازي وتنفع الطحال وتلين الطبع وترطب الصدر وبزرها إذا سقي منه درهمان أسهل إسهالاً ذريعاً وهو شديد المرارة.
ملطاه: هو مشط الغول وهو نبات يكون في الجبال الشامخة يدوح أغصاناً دقاقاً لا زهر له ولا ثمر له ورق شبيه بورق الكزبرة إذا شرب من مائه ثلاثة أواقي نفع من عضة الكلب الكلب. لي: هكذا زعم الشريف في نقله عن الفلاحة.
ملونيا: هو البطيخ الطويل وقد ذكر في الباه.
ملبن: الرازي في دفع مضار الأغذية: هو غليظ مولد للسدد والقولنج بطيء النزول رديء في أكثر أحواله واجتنابه أصلح، اللهم إلا أن يكون الإنسان جائعاً ويصلح منه ويسرع نزوله الفانيذ وينبغي أن يحذره من في كبده وطحاله غلظ والحصا يعتريه في كلاه وليس بضار للصدر والرئة.
من: مسيح: حار جلاء غسال إلا أن قوته تزيد وتنقص بحسب الشجر الذي يقع عليه. ماسرحويه: حار في الأولى معتدل الرطوبة واليبس جيد للصدر والرئة والذي يقع على الطرفاء نافع للسعال وخشونة الصدر. ابن ماسه: المن الذي ينزل على الطرفاء ويلتقط منها صالح للسعال والخشونة الكائنة في الصدر. جامع الرازي: المن يقع على ورق الخطمي كالعسل فما تخلص منه كان أبيض وما لم يتخلص وجمع بالورق كان أخضر. حبيش بن الحسن: حار في آخر الدرجة الثانية يقرب يبسه من حرارته وأجوده ما صفا لونه وكان بقرب من البياض يشوبه يسير حمرة لا يخالطه شيء من خشب الشجرة وهو ينفع استرخاء العصب والمعدة ويشد الطبع وينفع من الماء الأصفر إذا شرب منه وتضمدت به البطن وينشف البلة إذا استعط بوزن دانق منه ويجلو الدماغ ويخرج عنه الريح الغليظ، ويقوي الأدوية إذا خلط بها في الشراب والسعوط ويبدد الأورام التي من البلغم ويخلط بالأدوية الكبار لكثرة منافعه في البدن. لي: هذا القول الذي أورده حبيش في المن لا يسوغ إلحاقه به لما اشتمل عليه من كثرة المباينة له في الكيفية والقوة فتأمله ولو أورده في صمغ المر لكان أشبه به وأليق، وإنما ذكرت كلام حبيش ههنا بنصه لأنبه عليه لأن جماعة من الأطباء قد نقلوا هذا بعينه عنه ولم يذكروا ما نبهت عليه.
منيرة:(2/200)
بفتح الميم وتشديد النون بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم راء مفتوحة مهملة بعدها هاء. الغافقي: هو نبات له ساق جوفاء خوارة تعلو نحو ذراعين في داخلها شيء شبيه بالقطن وله ورق يشبه ورق الحبق وما قرب من الأرض كان أعظم وباطنها فرفيري اللون وجوانبها مشرفة كالمنشار، وفي طرف الساق إكليل كالشبت فرفيري وله أصل خشبي نباته بقرب الماء ويسميه بعض الناس أرجونية، وإذا دق هذا النبات وذر على القروح الخبيثة الساعية نفع منها وهو قتال لمن أكله خناق له.
منتجوشه: هو السنبل الرومي وقد ذكرته في السين المهملة.
منذغورة: هو اليبروح عند أهل مصر وأصله بالرومية منذاغورس وسيأتي ذكر اليبروح في الياء.
منثور: يقال على الخيري وقد تقدم في الخاء المعجمة ويقال على نوع من الخشخاش يسمى باليونانية منقش رواش وقد ذكر في الخاء.
ممسك الأرواح: وموقف الأرواح أيضاً وهو الأسطوخودس عن إسحاق بن عمران وقد ذكرته في الألف.
مها: كتاب الأحجار: هو صنف من الزجاج غير أنه يصاب في معدته مجتمعاً بالمغنيسيا ويوجد في البحر الأخضر وقد يوجد أيضاً بصعيد مصر، وهو حجر أبيض بهي جداً لا يوجد إلا أبيض ومنه نصف أقل حسناً وصبغاً وأشد صلابة إذا نظر إليه الناظر ظن أنه من جنس الملح، وإذا قرع به الحديد الصلب أخرج ناراً كثيرة والأول هو البلور ويستقبل به عين الشمس فينظر إلى عين الشعاع الذي قد خرج من الحجر مما شفته الشمس بضوئها فيستقبل بذلك الموضع خرقة سوداء فتأخذ فيها النار حتى تحرقها ومن أراد أن يشعل من ذلك ناراً فعل سريعاً. كسوقيراطيس: نافع من الرعدة والإرتعاش والسل العارض للصبيان ويمسح به ثدي المرأة إذا عسر عليها لبنها ويقوي، وقال دواوسطوس الجوهري، إن دم التيس إذا كان سخناً فصير فيه أذابه وحله. وذكر هرمس: أنه جيد لمن ثقل لسانه وفسد كلامه، وإذا سحق بخل وملح ومر وزعفران ونوشاذر وحل بعسل وعرك به اللسان مرار، أذهب ذلك منه. أبو طالب بن سليمان: يسهل الولادة بخاصية فيه وإن علقته المرأة في حين الطلق على وركها سهل الولادة. التميمي: إذا سحق وصول بالماء سهل الولادة لطخاً وقلع البياض من العين.
مهد: يقال بضم الميم وإسكان الهاء وبالدال المهملة إسم للنوع من العرطنيثا المعروف براحة الأسد وهو ينبت بأعمال الشام وأهل الشام يسمونه القيلعي وقد ذكرته في الراء المهملة.
مو: ديسقوريدوس في الأولى: قد يسمى أمامنطقون وهو المرقد يكون كثيراً بالبلاد التي يقال لها مقدونيا وهي الأندلس وقد يسمى لنا المرمنطيقن وساقه يشبه ساق الشبث وورقه شبيه بورقه غير أنه أغلظ من ساق الشبث وله إكليل كإكليلة فيه بزر يشبه الكمون عطر الرائحة نحواً من ذراعين متفرق الأصول وأصوله دقاق بعضها معوجة وبعضها مستقيمة طوال طيبة الرائحة يحذو اللسان. جالينوس في السابعة: أصول هذا هي التي ينتفع بها وهي حارة في الدرجة الثانية يابسة في الثالثة ولذلك صارت تدر البول وتحدر الطمث وإذا أكثر الإنسان من أخذ هذه الأصول أحدثت له صداعاً من طريق أنها تسخن أكثر مما تجفف لأن فيها رطوبة نافخة غير نضيجة فإذا أصعدت الحرارة هذه الرطوبة إلى الرأس صدعته وأوجعته كثيراً. ديسقوريدوس: وإذا أغليت بالماء أو لم تغل وشربت مسحوقة سكنت الوجع العارض من اختناق الفضول في المثانة والكلى، وهي صالحة لعسر البول، وإذ سحقت وخلطت بعسل ولعقت نفعت من الريح العارضة في فم المعدة والمغص وأوجاع الأرحام والمفاصل والصدر الذي تنصب إليه المواد، وإذا سلقت وجلس النساء في مائها أدرت الطمث، وإذا ضمد بها عانة الصبي أدرت البول وإذا أخذ منه أكثر من المقدار الكافي صدع. الشريف: ينفع من ضعف الكبد وبردها ونفخها شرباً كان أو ضماداً، مسيح: يغرز المني شرباً.
موز:(2/201)