فيروس "يسخر" لقتل الخلايا السرطانية
يعتقد بعض العلماء ان بامكانهم القضاء على السرطان باستخدام رغبة خلاياه بالبقاء حية.
وقد طور علماء بريطانيون في مركز أبحاث السرطان نوعا من الفيروسات يستطيع مهاجمة الخلايا السرطانية بينما يتجنب الخلايا السليمة.
ومن المعروف ان الخلايا السليمة تنغلق على نفسها حين يحاول فيروس ما مهاجمتها وذلك من أجل منع انتشاره، ولكن الخلايا السرطانية لا تتحلى بهذه الميزة.
وقد نشرت نتيجة الأبحاث المذكورة في في المجلة العلمية المسماة "Molecular Therapy".
وتهاجم الفيروسات الجسم عادة بالتسلل الى الخلايا والسيطرة عليها.
ان قدرة الفيروسات على التسلل الى الخلايا تجعلها أداة ناجعة في مكافحة السرطان.
وتبقى المهمة الصعبة هي كيفية الحيلولة دون اصابة الخلايا السليمة بالفيروس.
وقد استطاع البروفيسور نك ليموان وزملاؤه في معهد الملكة ماريا الطبي ابتكار فيروس معدل يلائم هذا الغرض، فهو يفتقر الى الجين الذي يستعمل للتخفي ويمنحه القدرة على التسلل الى الخلايا.
بهذا الشكل تستطيع الخلايا أن تلاحظ كونها تتعرض للهجوم من قبل الفيروس وعندها تقدم على الانتحار، وبالتالي تحول دون أن يتمكن الفيروس من مهاجمة خلايا أخرى.
أما الخلايا السرطانية فلها طبيعة أخرى، فهي لا تقدم على الانتحار بأي حال من الأحوال ، مما يمكن الفيروس من الانتشار داخل الخلايا السرطانية ونسيج خلايا الورم.
وحين أجرى فريق الباحثين تجاربه في المختبر وجدوا أن الفيروس بقي في الأنسجة السرطانية ولكنه لم يستطع البقاء في الأنسجة السليمة.
انتقائية عالية
هذه التجارب تمهد الطريقة أمام طريقة في غاية الانتقائية لعلاج السرطان.
وفي الخطوة القادمة سيتمم إضافة جين سام في الفيروس من أجل تسميم خلايا السرطان.
ويعتقد الباحثون أن عددا قليلا من الفيروسات سيكون ضروريا وذلك لان الخلايا السرطانية نفسها ستقوم بإنتاج المزيد من الفيروسات.(1/1)
وقال بروفيسور ليموان رئيس فريق الباحثين" ان الشيء العظيم هنا ان الخلايا السرطانية تقوم بالجزء الأكبر من العمل".
وهذا سيجعل من الممكن حقن الفيروس في الدورة الدموية للمريض وليس كما في حال طرق العلاج الأخرى حيث يتم استهداف الانسجة السرطانية بشكل مباشر.
ويخطط فريق الباحثين لاختبار الفيروس مخبريا في العام القادم.
وقال البروفيسور روبرت سوهامي مدير الشؤون الطبية والخارجية في المعهد البريطاني لأبحاث السرطان: "في الأبحاث التي أجريت حتى الان ثبت أن هذا الاسلوب انتقائي وفعال مع ان التجارب المخبرية فقط ستبين فيما اذا كان هذا الاسلوب سيكون فعالا مع البشر.
__________________(1/2)