تطوير لقاح جديد لوباء الطاعون
ينتقل الوباء من الفئران الى البشر عن طريق البراغيث
حقق العلماء البريطانيون سبقا مهما بتطويرهم للقاح جديد للطاعون.
ويعد وباء الطاعون، الذي تسبب في وفاة الملايين في أوروبا في العصور الوسطى، حاليا أحد أخطر الأمراض القاتلة المتاحة أمام الإرهابيين.
ويقول الباحثون في مركز بورتون داون للابحاث الميكروبيولوجية التابع لوزارة الدفاع البريطانية، إن اللقاح الذي قاموا بتطويره قد يجاز "في غضون عام أو عامين".
ويصاب بالطاعون ما يقرب من 2500 شخص حول العالم، لكن إصابتهم تحدث بشكل طبيعي.
وينتج المرض عن العدوى ببكتيريا تسمى (يرسينيا بيستس)، والتي تصيب القوارض، وتنتقل البكتيريا عادة إلى البشر عن طريق البراغيث.
وبعد أن يصاب الشخص بالعدوى، تظهر عليه أعراض كالحمى والغثيان والقيء والإسهال وانتفاخ العقد الليمفاوية التي تنز دما، وهذه الأعراض تظهر خلال يومين إلى ثمانية أيام.
ولا يوجد علاج للطاعون، وهو يتسبب في وفاة ما يقرب من 60 بالمئة من المصابين به.
ومن الممكن أن يستخدم اللقاح في حماية القوات العسكرية من مخاطر الحرب البيولوجية، ولحماية من يعيشون في المناطق التي لا يزال الطاعون نشطا فيها.
إمكانية استخدام الإرهابيين للطاعون
وقام الباحثون في معامل بورتون داون، بقيادة البروفيسور ريك تيتبول، مؤخرا بإجراء اختبارات أمان للقاح الجديد على الانسان.
ووجدوا أن اللقاح لا تنتج عنه أي آثار جانبية، مما يعني أنه من الممكن البدء في تجربة هذا اللقاح على نطاق أوسع.
وقال متحدث باسم معامل بورتون داون: "هذه مرحلة مهمة للغاية، وفيها حققنا خطوة ناجحة للتأكد من أمان اللقاح، والآن يمكننا أن ننتقل إلى تجربة اللقاح على نطاق أوسع".
وقد تعرف البروفيسور تيتبول وفريق العمل المصاحب له على بروتينين لا ضرر فيهما على سطح بكتيريا الطاعون، وتبين أن لهما القدرة على إطلاق استجابة مناعية ضد المرض.(1/1)
وقال إن العمل على صنع لقاح ضد الطاعون أصبح ذا أهمية كبيرة هذه الأيام، حيث قد تسعى منظمات إرهابية إلى استخدام وسائل غير تقليدية، مثل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
وحذر البروفيسور من أن أي إرهابي يحمل درجة علمية في علم الأحياء الدقيقة يستطيع أن يصنع سلاحا مستخدما بكتيريا الطاعون.
وقال إن الطاعون يعد أحد المخاوف البيولوجية التي قد يستخدمها الإرهاب ويجب الاحتراز له.
وكان الباحثون في معامل بورتون داون يعملون على إنتاج لقاح للطاعون التنفسي منذ حرب الخليج عام 1991، عندما تبين أن العراق كان يقوم بتطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية، من بينها الطاعون والأنثراكس والبوتولينوم.
وتم حقن القوات التي شاركت في حرب الخليج عام 2003 بلقاح ضد الأنثراكس.
ويعمل علماء آخرون من مختلف أنحاء العالم أيضا على تطوير لقاح للطاعون.
لكن البروفيسور تيتبول يقول: "الأمريكيون متحمسون جدا لبرنامجنا لأنه برنامج متقدم عن غيره من الأبحاث الأخرى التي تعمل على تطوير لقاح في أماكن أخرى من العالم."
__________________(1/2)