بماذا يتميز عسل عن آخر .. موضوع استفدت منه ورجوته لكم
--------------------------------------------------------------------------------
بالأضافة الى حتمية أن يكون العسل كي يحمل أسم العسل قد جناه النحل من الأزهار على الطبيعة يبقى هناك فرقا كبيرا بين الأعسال ولو كانت غير مغشوشة.
الفارق الأول والأهم هو أن يكون العسل مجنى من أزهار البرية التي تستعمل في مداواة الأمراض وتحسين الصحة العامة، والفرق الثاني أن يكون هذا العسل قد جني بعيدا عن تلوث المدن ، والفارق الثالث أن يكون للعسل طعم أطيب ورائحة أذكى ومنظر أجمل من حيث اللون والدسامة.
وهذه المعرفة في تقييم الأعسال يكتسبها الأنسان سنة بعد أخرى حتى يصل به الأمر بعد بضعة سنوات الى التعرف الى كل أنواع الأعسال ومصادر الرحيق بحيث لا يصعب عليه ليس فقط تحديد الأزهار التي جني منها العسل بل حتى المنطقة الجغرافية، ولا يعود للتحليل المخبري ألا أن يثبت صحة ذلك.
أن صفات العسل هي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالبيئة وبالنباتات وبالأدوية التي استعملت عليها وكل هذه الأمور تؤثر بشكل او بآخر على نوعية العسل. وبسبب عولمة الأقتصاد وبالتالي انفتاح الأسواق على بعضها تمتلىء المتاجر اليوم بأعسال مستوردة من شتى أنحاء العالم وخصوصا من الصين بأسعار ومواصفات متدنية جدا حتى ولو كانت معبئة في السعودية تحت اسم عسل الشفاء أو غيره. والأتجاه السائد اليوم هو التعريف بالعسل على انه عسل مجنى من كل أزهار الربيع أو الصيف أو من زهرة واحدة رئيسية مثل عسل الأكاسيا مثلا أو نسبة الى المنطقة التي جني منها مثل عسل الجبال أو عسل غابات السنديان والشوح في القموعة.
[c]العسل الأسود له قوة أكبر في محاربة الضعف أكثر من الأعسال الفاتحة [/c](1/1)
يلقح النحل أزهار المزروعات التي نأكلها كما يجني لنا عسلها بنفس الوقت. وكلما كان لهذه الأزهار قيمة طبية كلما كان العسل المجنى منها يحمل مكثفا هذه الصفات الصيدلانية. وفي دراسة جديدة حول هذا الموضوع تبين من تحليل أجرته جامعة أيللنوي على 19 مصدر رحيق منوعة أن العسل المجنى من رحيق الحنطة السوداء يحتوي على 20 مرة أكثر من مضاد التأكسد من العسل الذي جناه النحل من أزهار القصعين. ويأتي النفل الذي يكون أهم مصدر رحيق يقصده النحل في متوسط السلسلة.
لأن المواد المضادة للأكسدة التي تبطىء تأكسد باقي المواد الأخرى تعاكس مفاعيل السموم للجذور الحرة التي يمكن أن تتسبب بأضرار كبيرة على ال د ان آ DNA قد تؤدي الى مشاكل ذات علاقة بالعمر مثل التهاب المفاصل والسكتة الدماغية والسرطان. والجذور الحرة هي ذرات أو جزيئيات التي تكون عادة ناشطة غير مستقرة.
وفي بحث نشر في مجلة علم النحل و يؤكد الباحثون في المجلس الوطني للعسل وفي كلية علم الحشرات بجامعة أيللنوي أن الأعسال السوداء تحتوي على نسبة أقل من الماء وأكثر من مضادات التأكسد من الأعسال ذات الألوان الفاتحة. ويشدد الباحث في برنامج الأغذية الصحية ماي برنبوم أن الأعسال ليست كلها مثل بعضها.
فمضادات التأكسد الموجودة في الحنطة السوداء توازي وتزيد أكثر بكثير من الحامض الأسكوربيك المضاد للتأكسد الموجود في البندورة. جرام مقابل جرام ، مضادات التأكسد في عسل الحنطة السوداء توازي مثيلاتها في الفواكه والخضار مثل عرانيس الذرة الحلوة والبندورة، فهي تخزن قوة مضادات التأكسد التي للفيتامين سي C في البندورة، ولكن معظم الناس الذين يرغبون في أكل رأس بندورة بكامله سوف يحرنون لو أرادوا أكل ما يوازي محتواه نسبة الى العسل.(1/2)
لذلك يعتبر العلماء العسل مصدرا رديفا لمضادات الأكسدة، علما أن كثيرا من الفواكه والخضار تحتوي غالبا على منابع أخرى ضد الأكسدة. كما ان العسل لا يمكنه أن يأخذ محلها في برامج الحمية كمصدر لمضادات الأكسدة. فهو له منافع أكبر بكثير من سكر المائدة في حقل التحلية.
وبحسب مصادر الأزهار الرحيقية، يتلون العسل بألوان تذهب من الأبيض المائي الى العنبري القاتم وكذلك فيما يختص بمحتواه من الرطوبة ومن السكريات والرماد والنتروجين والمعادن.
وبعد التحاليل التي أجريت في العامين 1994 و 1995، وما تةصل أليه العلماء قد يفيد في تنمية صناعة تربية النحل التي بدأت كهواية ثم أصبحت مهنة. فالنحل ضروري جدا لتلقيح الأزهار وزيادة الأنتاج الزراعي وأيضا لسلامة البيئة وتنقية الهواء من ثاني اوكسيد الكربون وتحويله الى اوكسيجين صالح للتنشق بالأضافة الى تلطيف المناخ واستمطار المطر وتعبئة خزانات الأرض من ماء الشرب والري.
وتقدر مساهمة النحل بزيادة الأنتاج الزراعي في الولايات المتحدة وحدها بعشرة بلايين دولار سنويا ويمكن الأستخلاص انه بما أن مصادر الرحيق ليس كلها متساوية فأن الأعسال كذلك ليست كلها بذات القيمة ولا بذات النكهة ولا بذات الفوائد الصيدلانية.
لذلك على المشتري أن يعرف ماذا يشتري وممن ومن أين، لأن الصين اليوم تورد عسلها الى كل بلدان العالم وخصوصا الى ألمانيا والسعودية واليونان اللواتي تعدن تصديره ألينا وكأنه عسل ألماني أو سعودي أو أتيكي من دون ذكر بلد المنشأ وهذا يشكل غشا للمستهلك ويعتبر مخالفة كبيرة للمواصفات القياسية التي وضعناها للعسل في لبنان.
رشيد يزبك - نقيب النحالين اللبنانيين(1/3)