المُعتَمَد
في الأدوية المُفرَدَة
تأليف
الملك الأشرف : عمر بن يوسف بن عمر بن رسول الغسَّاني التُّركُماني
المتوفَّى سنة 696 هـ
****
قدَّم له وعلَّق عليه
مجدي محمد الشهاوي
magshahawey@hotmail.com
التعريف بالمُصَنِّف
الأشرف الرسولي : عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول، أبو حفص، ممهد الدين، الملك الأشرف: ثالث ملوك الدولة الرسولية في اليمن ،كان عالما فاضلا حسن السيرة. مشاركاً في الفقه والحديث والنحو والأنساب والطب والفلك. وانتدبه أبوه « الملك المظفر » للمهمات، ثم نزل له عن الملك قُبَيل وفاته (سنة 694 هـ) فاستمر قرابة سنتين، وتوفي بتعز سنة 696 هـ . كان عالماً مُشَارِكاً في الفقه والحديث والنحو والأنساب والطب والفلك ، له كتب منها :
- الإسطرلاب .
- طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب .
- المعتمد في مفردات الطب ، وهو الذي بين أيدينا الآن .
- التبصرة في علم النجوم .
- المغني في البيطرة .
- تحفة الآداب في التواريخ والأنساب.
تنبيه : هذا وقد طُبِعَ كتاب « المعتمد في مفردات الطب » منسوباً إلى أبيه يوسف بن عمر، والأرجح ما ذكرناه [ الأعلام (5/69) ، معجم المؤلفين (8/6) ] .
مقدمة المُصَنِّف
الحمد لله الذي أوجد الأشياء بحكمته ، وابتدع المخلوقات إظهاراً لقدرته، وفضَّل الإنسان على سائر المخلوقات برحمته، وجعل له دواءً يقيه الداء بمشيئته ، وصلى الله على رسوله سيدنا محمد خيرته من خليقته ، وعلى آله وصحبه وذريته.
وبعد :
فإني اختصرت هذا الكتاب من كُتِبٍ كبار جمعت التطويل والإسهاب ، ولم أذكر إلا الموجود دون ما يعسر على الطلاب ، راجياً من الله سبحانه الإعانة وجزيل الثواب ، إنه كريم وهَّاب .(1/1)
واستخرجته من: كتاب الحكيم الفاضل عبد الله بن البيطار المغربي (1)
__________
(1) ابن البيطار : عبد الله بن أحمد المالقي، أبو محمد، ضياء الدين، المعروف بابن البيطار، إمام النباتيين وعلماء الأعشاب ،ولد في مالقة، وتعلم الطب، ورحل إلى بلاد الأغارقة Grece وأقصى بلاد الروم، باحثا عن الأعشاب والعارفين بها، حتى كان الحجة في معرفة أنواع النبات وتحقيقه وصفاته وأسمائه وأماكنه ،واتصل بالكامل الأيوبي (محمد بن أبي بكر) فجعله رئيس العشابين في الديار المصرية. ولما توفي الكامل استبقاه ابنه (الملك الصالح أيوب) وحظي عنده واشتهر شهرة عظيمة. وهو صاحب كتاب « الجامع في الأدوية المفردة » وهو أجمع ما جُمع في بابه ، ويُعرف بمفردات ابن البيطار، لم يصنَّف مثله. وله « المغني في الأدوية المفردة » مرتب على مداواة الأعضاء، و « ميزان الطبيب » و « الإبانة والإعلام، بما في المنهاج من الخلل والأوهام » ( مخطوط في مكتبة الحرم المكي برقم 36 طب ) نقد فيه « منهاج البيان » لابن جزلة . ومن العجيب عنه ما ذكره المحبي في « خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر » (1/473) قال : وقد وقع لابن البيطار المشهور أن بعض معاصريه امتحنه عند السلطان فجاء للسلطان بنبات وقال : إذا طلع إليك ابن البيطار مُره أن يشم من هذا المحل ؛ يتبين لك معرفته وجهله ، فلما طلع إليه أمره أن يشمه من المحل المعين ، فشمَّه منه فرعف لوقته رعافا شديدا ، فقلبه وشمه من الجانب الآخر فسكن رعافه لوقته ، ثم قال للسلطان : مُر الذي جاء به أن يشمه من الموضع الأول ؛ فإن عرف أن فيه الفائدة الأخرى فهو طبيب ؛ وإلا فهو مُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ ، فلما طلع أمَرَه بشمِّه من الموضع فرعف رعافا شديدا ، فقال له : اقطعه ؛ فعجز وحار في أمره ، وكاد أن يهلك ، فأمره أن يقلبه ويشمه ، ففعل ؛ فانقطع رعافه ، فمن يومئذ زادت مكانة ابن البيطار عند السلطان . توفي ابن البيطار رحمه الله في دمشق سنة (646 هـ = 1248 م ) ، وانظر مزيد ترجمته في : فوات الوفيات (1/204) ، دائرة المعارف الإسلامية (1/104) ، آداب اللغة (2/341 ) ، الوافي بالوفيات (4/80) للصلاح الصفدي ، التكملة لابن الأبار (2/661) ، سير أعلام النبلاء للذهبي (16/484) رقم (5834) ، تاريخ الإسلام للذهبي (10/395) ، العبر (5/189) ، عيون الأنباء في طبقات الأطباء (3 / 220 – 222) ، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي(20/28) ، فوات الوفيات لابن شاكر (2 / 159 – 160) ، العسجد المسبوك ( 567 – 568) ، حسن المحاضرة للسيوطي (1 /542) ، نفح الطيب (2/691 – 692) ، شذرات الذهب لابن العماد ( 5 /234) ، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان لليافعي (4/115) ، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر(1/42) ، هدية العارفين (1/240) ، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع (1/79) ، معجم المطبوعات (1/49-50) ، إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (1/146) ، (2/473 ، 496 ، 588 ، 677) ، الأعلام (4/67) ، معجم المؤلفين (6/22) .(1/2)
، المعروف بالعشَّاب « الجامع لقوى الأدوية والأغذية » ، وعلامة اسمه للاختصار«ع».
ومن كتاب ابن جَزْلَة (1)
__________
(1) يحيى بن عيسى بن جَزْلَة البغدادي، أبو علي: إمام الطب في عصره ، باحث، طبيب، عالم بعلم الكلام ومعرفة الألفاظ المنطقية ، من أهل بغداد ، كان نصرانيا، قَدْ قرأ الطب عَلَى نصارى الكرخ الَّذِين كانوا فِي زمانه ، وأراد قراءة المنطق ، فلم يكن فِي النصارى المذكورين فِي ذَلِكَ الوقت من يقوم بهذا الشأن ، وذُكر لَهُ أبو علي ابن الوليد شيخ المعتزلة فِي ذَلِكَ الأوان ، ووُصِف له بأنه عالم بعلم الكلام ومعرفة الألفاظ المنطقية ؛ فلازمه لقراءة المنطق ، فلم يزل ابن الوليد يدعوه إِلَى الإسلام ، ويشرح لَهُ الدلالات الواضحة ، ويبين لَهُ البراهين ، حَتَّى استجاب وأسلم في كهولته سنة 466 هـ ، وعلم بإسلامه القاضي أبو عبد الله الدامغاني قاضي القضاة يومئذ فسر بإسلامه ، وَقَدْ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِ خدمة بالطب ، فقربه وأدناه ورفع فِي محله بأن استخدمه فِي كتابة السجلات بَيْنَ يديه ، وَكَانَ مع اشتغاله بذلك يطبب أهل محلته وسائر معارفه بغير أجرة ؛ احتساباً ومروءة ، ويحمل إليهم الأدوية بغير عوض بل من ماله الخاص ، وصنف رسالة في الرد على النصارى وبيان عوار مذاهبهم، ومدح فيها الإسلام وأقام الحجة على أنه الدين الحق، وذكر فيها ما قرأه في التوراة والإنجيل من ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نبي مبعوث وأن اليهود والنصارى أخفوا ذلك ولم يظهروه، ثم ذكروا فيها معايب اليهود والنصارى. وهي رسالة حسنة أجاد فيها ، ولما مرض مرض موته وقف كتبه على مشهد أبي حنيفة ، قال الذهبي: كان ذكيا صاحب فنون ومناظرة واحتجاج، يداوي الفقراء من ماله ، ويتفقد الفقراء ويحسن إليهم. يُعرف عند الغربيين باسم Ben Gesla ، وله عدة كتب منها : « منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان من الأدوية المفردة والمركبة » رتبه على الحروف وجمع فيه أسماء الحشائش والعقاقير والأدوية (منه نسخة في مكتبة الفاتيكان رقم 374 - عربي ، وأخرى بدار الكتب المصرية رقم 107 - طب ) . « تقويم الصحة بالأسباب الستة» ،« كتاب أقرباذين » ، « الإشارة في تلخيص العبارة » ، « تقويم الأبدان في تدبير الإنسان» انظر ترجمته في : طبقات الأطباء ( 1/255) ، ووفيات الأعيان ( 2/261) ، دائرة المعارف الإسلامية (1/120) ، النجوم الزاهرة (5/166) ، أخبار العلماء بأخيار الحكماء للقفطي (365-366) ، الكامل لابن الأثير (10/105) ، تاريخ مختصر الدول لابن العبري (116) ، سير أعلام النبلاء (19/188) ، تاريخ الإسلام للذهبي (7/471) ، المنتظم (5/41) ، البداية والنهاية (12/195) ، المستفاد من تاريخ بغداد (ص 196) ، الأعلام (8/161) ، معجم المؤلفين (13/218) .(1/3)
المعروف بالمنهاج وعلامة اسمه: «ج».
ومن كتاب الحكيم أبي الفضل حُبَيش بن إبراهيم التَّفليسي (1)، وعلامة اسمه: «ف».
__________
(1) حبيش بن إبراهيم بن محمد كمال الدين أبو الفضل التفليسي ، الطبيب المنجم ، توفي بعد سنة 629 هـ ، من تصانيفه : « أصول الملاحم » ، « بيان الصناعات » ، « بيان النجوم » ، « تحصيل الصحة بالأسباب الستة » ، « ترجمان القوافي » فارسي ..، « تقويم الأدوية المفردة »، « تلخيص علل القرآن »، « صحة الأبدان » في الطب ..، « قانون الأدب في ضبط كلمات العرب » فارسي..، « كامل التدابير »، « لباب الأسباب »، « مدخل إلى علم النجوم » ، « ملحمة دانيال » ، « نظم السلوك ».. ، وغير ذلك. انظر ترجمته في : هدية العارفين (1/140) ، إيضاح المكنون (2/46) ، كشف الظنون (1/261-262، 467 ، 479 ، 1310 ، 1644 ، 1818) ، معجم المؤلفين (3/189).(1/4)
ومن أبدال الزهراوي (1) ، وعلامة اسمه: «ز» .
__________
(1) الزهراوي : أبو القاسم خلف بن العباس الزهراوي ، طبيب، من العلماء ، ولد في الزهراء (قرب قرطبة) وإليها نسبته ، جاء في دائرة المعارف البريطانية أنه أشهر من ألف في الجراحة عند العرب، وأول من استعمل ربط الشريان لمنع النزيف.كان طبيبا فاضلاً خبيراً بالأدوية المفردة والمركبة ، جيد العلاج ، توفي بالأندلس ، كان من أهل الفضل والدين والعلم، وعلمه الذي يسبق فيه علم الطب، وله تصانيف مشهورة في صناعة الطبّ وأفضلها كتابه الكبير المعروف بالزهراوي، ولعله: « التصريف لمن عجز عن التأليف » وهو أكبر تصانيفه وأشهرها، وهو كتاب تام في معناه ، عظيم الفائدة ، وله: « المقالة العاشرة في أعمال اليد »، وله أيضا : « تفسير الأكيال والأوزان » ، و ذكره أبو محمد بن حزم وأثنى عليه وقال : ولئن قلنا أنه لم يؤلف في الطب أجمع منه للقول والعمل في الطبائع لنصدقن. مات بالأندلس سنة 427 هـ . انظر ترجمته في : عيون الأنباء في طبقات الأطباء (2/52) ، بغية الملتمس (271-272) ، الصلة لابن بشكوال (1/166) ، جذوة المقتبس للحميدي (195) ، الوافي بالوفيات (4/379) ، تاريخ الإسلام للذهبي (6/463) ، معجم المؤلفين (4/105) ، الأعلام (2/310) .(1/5)
ومن أبدال أحمد بن خالد المعروف بابن الجزَّار(1) ، واسمه مُثبَتٌ : « ابن الجزَّار » ، من غير علامة .
ورتبته على حروف المعجم ؛ ليكون أقربَ مُتَنَاوَلاً وأفْهَمَ ، وسميته بكتاب : « المعتمد في الأدوية المفردة » ، وأنا أبذل المجهود ، وأسألُ من الله الإعانة على المقصود .
حرف الألف
* آطِرِيلال: هذا النبت يُعرف بالديار المصرية برِجْلِ الغراب. وبعضهم يعرفونه بجزَر الشيطان. وبَزْرُه هو المستعمل منه خاصّة في المُداواة، ينفع من البَهَق والوضَح نفعًا بيِّنًا شُرْبًا، وهو حارّ يابس في آخر الثانية؛ والشَّرْبة منه من درهم إلى مثقالين.
__________
(1) أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، ابن الجزَّار ، أبو جعفر القيرواني، الأفريقي الطبيب، طبيب مؤرخ، من أهل القيروان ، كان طبيباً حاذقاً دارساً، كتبه جامعة لمؤلفات الأوائل، فيه حسن الفهم لها، وله مصنفات فيه وفي غيره ، وكان مع ذلك حسن المذهب ، صائناً لنفسه، منقبضاً عن الملوك، ذا ثروة، ولم يكن يقصد أحداً إلى بيته، وكان له معروف، وأدوية يفرقها، توفي مقتولاً بالأندلس سنة 400 هـ . له من الكتب : « الاعتماد » في الأدوية المفردة ، « البغية » في الأدوية المركبة ، « البلغة » في حفظ الصحة ، « التعريف بصحيح التاريخ » ، وهوكتاب في التاريخ في أكثر من عشر مجلدات ، « زاد المسافر وقوت الحاضر»، في الطب وعلاج الأمراض ، مجلدان ، « زاد المسافرين في علاج الفقراء والمساكين » ، « إبدال الأدوية ».. وغيرها ، انظر ترجمته في : الوافي بالوفيات (5/110-111) ، معجم الأدباء لياقوت الحموي ( 2/136- 137) ، هدية العارفين (1/37) ، عيون الأنباء في طبقات الأطباء (2/38-39) ، الأعلام (1/85) ، معجم المؤلفين (1/137) .(1/6)
* آرْغيس: هو قشر أصل شجرة البَرْباريس. وأهل مصر يُسَمُونه: عود ريح مغربيّ، ويستعملونه في مداواة أمراض العيُون بدلاً من المَامِيران الصيني. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية. وبدله إذا عدم: المَامِيرانُ المكي.
* أبْهَل: «ع» هو صنف من العَرعَر كثير الحب، وثمرته حمراء دسمة، تشبه النبَّق في قدرها ولونها. وما داخله مصَوِّف له نوى لونه أحمر، إذا نضِج كان حلو المذاق، وفيه بعض طعم القَطِران. ينقِّي القُروح المسودَّة الوَسِخَة إذا وُضع عليها مع العسل، وبسبب لطافته يُدِرّ الطَّمْث أكثر من كل دواء. ويفسد الأجنَّة الأحياء. ويخرج الموتى؛ وشربه لإدرار الطَّمْث بالتمادي عليه. من درهمين إلى ثلاثة دراهم معجونًا بالعسل. «ف» حارّ يابس في الثانية. الشربة منه درهمان. «ج» بدله مثل نصفه دارصيني. «ز» بدله سَليخة، ووزنه جوز السَّرو.
* إبْرَيْسَم: «ع» وهو من المفرحات القوية، وأفضلُه الخام منه. وهو حارّ يابس في الأولى. «ف» الشَّرْبة منه درهم.
* آبُنُوس: «ف» خشبُهُ معروف، وفي مَذاقته لَذْع، وهو مُلَطِّف جَلاَّء، يجلو الغِشاوَة من العين، وينفع من الآثار والبياض الحادث فيها، ويَلْحُم الجراحات، وينفَع من القروح والجراحات العَفِنَة العتيقة، إذا دُقَّ وذُرَّ عليها، حارّ يابس في الثانية. الشربة منه درهم. بدله. عن أمين الدولة في الإسخان والقبض، خَشَبُ التين اليابس.(1/7)
* أُتْرُجّ: «ع» الأُتْرُجّ صنفان: تَفِه وحامض قاطع، فما كان تَفِها كان باردًا رطبًا في الدرجة الثانية، وما كان حامضًا كان باردًا يابسًا في الدرجة الثالثة، وكانت قوته تُلَطِّفُ وتَقُطَعُ وتُبَرِّد، وتُطْفِىءُ حرارة الكبد، وتُقَوِّي المَعِدة، وتَزيد في شهوة الطعام، وتقْمَعُ حِدة المِرَّة الصفراء، وتزيل الغم العارض منها، ويسَكِّن العطش، ويقطع الإسهال. وحُمَّاضُه من المقوَّيات للقلب الحار المِزاج، نافع من الْخَفَقان الحارّ، ومن الخُمار، وفيه تِرْياقية، وقِشْرُه حارٌ يابس في الثانية، ويقْرُبُ منه، وحُرَاقة القشر طلاءَ جيد للبَرَص، ونَفْسُ القِشْر يُطيِّب النَّكْهة إمساكًا في الفم، وعُصارة القشرة تنفع من نَهْش الأفاعي، وضِماد القشر نفسه نافع لها، ورائحة الأترجْ تصلح فساد الهواء والوباء، وينفع من الأدوية المسمومة شريا. وحب الأترج ينفع من لدغ العقارب إذا شرب منه مثقالان مقشرًا، بماء فاتر، وطلاء مطبوخًا؛ وإن دُق ووضع على موضع اللدغة كان نافعًا، وقوة ورقه محللة مجففة، ويقرب منه فُقَّاحه، وورقه هاضم للطعام، مسخِّن للمعدة، موسع للنفَس إذا ضاق من البلغم. «ف» قشره حارّ يابس، وشحمه وحُماضه بارد يابس، والشربة منه ثمانية دراهم.(1/8)
* أثْل: «ج» هو شجر عظيم، له ورق يشبه ورق الطرْفاء، في طعمه عفوصة، وليس له زهرة، ويثمر على عُقَد أغصانه حبًا كالحمص، أغبر إلى الصفرة، وفي داخله حب صغير، ملتصق بعضه إلى بعض، تسمى العَذْبة، إذا طبخ أصول هذه الشجرة بشراب أو بخلّ وسُقي، نفع من أوجاع الكبد منفعة عظيمَة، ويلين أورامها، وقد يفعل ذلك ماء طبيخ قلوب هذه الشجرة، ويبرئ أوجاع الأسنان. وتسمى الثمرة التي له الكَزْمازِك والجَزْمازِق والعذبة. وقوّة هذه الثمرة في البرودة من الدرجة الثانية، ومن اليبوسة في الدرجة الثالثة. والشرب من حبه مسحوقًا من ثلاثة دراهم إلى نحوها سَفوفًا بالماء، ولعقا بشراب الورد حيث تريد الإمساك. وبدله: وزنه من العفص أو من شحم الرمان.
* إثمد: هو حجر الكحل الأسود، وهو صلب مُلْمع، وبرّاق كحلي اللون، وأَجوده الذي يتفتت سريعًا، ويكون لفتُاته بريق ولمع، وكان ذا صفائح، وما داخله أملس، ولم يكن فيه شيء من الأوساخ. وقوة الإثمد مَغْريَّة قابضة مبردة، تذهب باللحم الزائد في القروح، وتَدْمُلها، وتنقي أوساخها وأوساخ القروح العارضة في العين، وتقطع الرُّعاف العارض من الحجب، فإذا خلط ببعض الشحوم الطرية، ولطخ على حرق النار، لم تعرض له الخشكريشة، والاكتحال به ينفع العين، وينفع في كثير من الأكحال، ويقوي أعصاب العين وينفعها، ويدفع الآفات من الأوجاع عنها، وينفع من الحرارة والرطوبة العارضة للعين، كحلاً، ويقطع سيلان دم الطمث إذا احتُمِل. وهو بارد يابس في الدرجة الرابعة. «ف» بارد يابس في الثانية. الشربة منه: نصف درهم. «ز» بدله وزنه تُوتيا، ووزنه لؤلؤ غير مثقوب.(1/9)
* إجَّاص: «ع» الإجاص: صنفان، أسود وأبيض. فالأسود: هو الإجاص على الحقيقة، والأبيض: هو المعروف بالشاهْلَوج، وهو يبرد ويطلق البطن، ويسكنِ العطش. وأقواه بردًا، وأقله إسهالاً أحمضه. وأعظمه أغلظه جِرمًا، وأشده حموضة، وهو رديء للمبرودين، وليس يحتاج المحرورون إلى إصلاحه، اللهم إلا لضعف المعدة منهم جدًّا، فإن هؤلاء يحتاجون أن يأخذوا عليه جَلَنجبينا عتيقًا، وأما المبرودون وأصحاب المعدة الضعيفة، فليكثروا عليه الشراب المقوي والجَوارِشنات؛ واليابس منه أقل إطلاقًا للبطن، وخاصته إطلاق المرة الصفراء، وكسر حدتها، وقطع القيء وتسكينه، والذهاب بالحكة زهرة الحمرة والأورام الحادّة، وقال: إنه يثقِّل الرأس، ويُسْبِت شما، فإذا شرب أدرّ البول، وإذا اتخذ منه فَرْزَجة للنساء اللاتي أمسكن عن الطمث أدرّ طمثهن. وقال: ماؤه المعتصر منه إذا طلي على الأعضاء المجاورة للأنثيين، وعلى الوركين، قوى على الجماع. ومن الحرارة في الدرجة الثالثة. ومن اليبوسة في الدرجة الثانية. «ف» يفتح سُدَد الكبد، ويحدر الرطوبات من البدن. الشربة منه ثلاثة دراهم. «ف» وهو مضر للمعدة والطِّحال. ويصلحه الأنيسون. بدله عن «ز»: وزنه شِبْت.(1/10)
* إقليميا: «ف» يؤخذ من الذهب والفضة، وهو يجفف القروح الرطبة، وينقيها بلا لذع، وينفع من الغشاوة والصفرة والانتشار العارضة في العين، وظلمة البصر وابتداء نزول الماء والسدة، إذا خلط بالتوتيا والمسك واكتحل به مرارًا. وينفع من بياض العين خصوصًا الذهبي، ويقوي العين، وهو بارد في الأولى. يابس في الثانية. الشربة منه نصف مثقال. «ج» إقليميا الفضة أبرد من إقليميا الذهب، وفيه مع تجفيفه جلاء باعتدال، وينفع من الجرب والقروح الرطبة في البدن ذَرورا. وفي المراهم ينبت اللحم في الجراحات، وينقي أوساخها. ويأكل لحومها الزائدة. ويدمل القروح الخبيثة، وينفع من ابتداء الماء في العين، ويجلو بياضها، ويقويها، وينفع من قروحها إذا غسل، ويحفظها من غير لذع. بدله: كل واحد منهما بدل عن الآخر، إلا أن إقليميا الفضة أقل نفعًا من إقليميا الذهب.
* أقاقيا: «ج» هو عصارة القَرظ. وهو اسم لثمرة الشوكة المصرية المعروفة بالسَّنْط. «ج» الأقاقيا: فيه لذع ويزول بالغسل إذ كان مركبًا من جوهرين: أرضي قابض، ولطيف لذاع. وأجوده الطيب الرائحة، الرزين، الصلب، الأخضر. وهو ينفع من سيلان الدم إذا تحمل به وإذا شرب، وينفع من قروح اللثة، ومن السَّحْج، ويعقل البطن شربًا وحقنة وضمادًا، ويردّ الرحم البارزة، وينفع الداحس، وينفع من بثور العين ذرورا. ويشد الأعضاء المسترخية إذا طبخ في ماء وصب عليها. «ع» يحد البصر، وينفع من البثور، ويرد سرر الصبيان الصغار. «ف» بارد في الأولى، يابس في الثانية. «ج» والمغسول بارد في الدرجة الثانية، مجفف؛ وغير المغسول بارد في الأولى مجفف في الثانية. «ع» إذا هو غسل بارد في الثانية، مجفف في الدرجة الثالثة؛ وإذا لم يغسل فليوضع في الدرجة الأولى. «ف» الشربة منه درهم. بدله: قال«ابن الجزَّار» عن بديغوريوس وزنه عدس مقشر، ووزنه صندل.
* إقطِن: «ع» هو الماش بلغة اليمن، وسىأتي ذكره في حرف الميم إن شاء الله تعالى.(1/11)
* إكليل الملك: «ج» هو نبت هلاليّ الشكل، تبِنْي اللون، فيه مع تخلخله صلابة. «ع» حشيشة ذات ورق مدرهم أخضر، وله أغصان دقاق جدًّا، وله زهر تخلفه مزاود دقاق مدورة، تشبه أسورة الصبيان الصغار، وهو نبات طعمه إلى المرارة، وله رائحة فيها عطرية. وقال: عريض الورق، قريب من ورق لسان الحمل، له أكاليل ملتوية، فيها بزر أصغر من الحلبة. وهو قابض ملين للأورام الحارة العارضة للعين والرحم والمقعدة والأنثيين، إذا طبخ بالمَيْبختج وتضمد به، وربما خلط معه صفرة بيض، أو دقيق الحلبة. «ج،ف» يضر الأنثيين، ويحلل قوتهما، وهو حار يابس في الدرجة الأولى. وقيل معتدل بين الحرارة والبرودة. والشربة منه «ج» درهم إلى درهمين. «ف» ونصف. بدله «ع» : وزنه من البابونج.
* أكارع: «ج» أجودها ما كان من الخرفان والجِداء، والمقاديم أفضل. ويطبخ بالكزبرة المسحوقة والدارصيني والشيرج والحمص المقشر، ومزاجها معتدل. وهي تولد دمًا لزجًا صالحًا غير غليظ، بل محمود قليل الفضول، وينفع من السعال الحارّ، ويجبر العظام، ويضر بأصحاب القُولَنج. ويصلحه أن يُعْمل بخل وزعفران.
* ألية: «ج» معروفة من الحيوان، وهي أردأ من اللحم السمين، وهي رديئة للمعدة والهضم، ويصلحها الأبازير الحارة، كالزنجبيل والفُلفُل والدارصيني والمُرِّيّ، ويستعمل بعدها الجَوارشنات، وهو ينفع العصب الجاسي ضمادًا. «ف» ويزيد في الباه، وهي حارة رطبة أكثر من الشحم المستعمل منها بقدر المزاج.(1/12)
* أملَج: «ج» هي ثمرة سوداء، تشبه عيون البقر، لها نوى مدور حاد الطرفين، فإذا نزعت منه قشرته انشق النوى على ثلاث قطع. والمستعمل منه ثمرته التي على نواه. وقال: يقرب فعله من فعل الهليلج الكابلي. وقد ينقع في بلده باللبن الحليب، فيسمى شبر أملج، وإنما ينقع في اللبن ليخرج منه بعض قبضه، وهو أجود من الأملج، وهو من الأدوية القلبية، فلذلك ينفع الذهن والحفظ. وبالجملة فهو من الأدوية المقوية للأعضاء كلها؛ وإصلاحه بالعسل، وإذا سحق وخلط بمثله سكرًا، ولت بقليل دهن من لوز، واستف على الريق منه وزن خمسة دراهم بماء فاتر، نفع من ضعف البصر وجلاه. «ج» وهو قابض، يقوي الشعر ويسوده، ويقوي المعدة والعصب والقلب، ويشهي الطعام، وينفع من البواسير، ويطفئ حرارة الدم. وهو بارد في الدرجة الثالثة. وقيل حار يابس بلا خلاف. «ف» بارد في الثانية. يابس. والشربة منه خمسة دراهم. وبدله عن «ز» بليلج.
* أمِيرباريس: «ع» وهو البرباريس، والزِّرِّشْك بالفارسية، وهو معروف، يمنع من الأورام الحادة إذا وضع عليها. ويقوي الكبد والأمعاء، وفيه قوة قابضة مانعة عاقلة للبطن، قاطع للعطش، جيد للمعدة والكبد الملتهبتين. ويقمع الصفراء جدًّا. ويمنع قروح الأمعاء. ويقطع نزف دم الأسفل إذا تمودي عليه، وهو بارد يابس في الثالثة. «ف» الشربة منه أوقية. بدله عن «ابن الجزَّار»: وزنه من حب الورد، وثلثا وزنه صندل.(1/13)
* إنجبار: «ع» هو نبات أكثر ما ينبت على شطوط الأنهار، وله ورق يشبه الرُّطْبة، عليه زَغب وزِئْبِر كالغبار، وله أصل خشبي غائر في الأرض، لونه أحمر إلى السواد، وجميع أجزاء هذه الشجرة تقبض قبضًا شديدًا، ولها لزوجة، وإذا قشرت أصولها ودق لحاؤها واعتصرت، كانت عصارتها حمراء مثل مَاء التوت. وأكثر ما يستعمل من هذا النبات هذه العصارة. وتستعمل رطبة ويابسة، وقد يستعمل لحاء الأصل مجففًا. والشربة من كلّ واحد منهما قدر مثقال، وقد تطبخ العصارة مع السكر والمَيْبَخْتج، ويعمل منها شراب يكون ألطف لمتناوله، وخاصة هذا الدواء النفع من نزف الدم من حيث كان من البدن، أعني ما ينفث من قصبة الرئة، وحُنجب الصدر، وسحُج الأمعاء، والبواسير، وانفتاح أفواه العروق. ويقطع الاختلاج المزمن، ويقوي الأمعاء، ويمسك البطن إمساكًا قويًا دون اعتقال يؤدى إلى أذى، ويبرئ من قروح الرئة، ويقطع القيء، وينفع من الوثى والرض وفسخ العضل والهتك، ويجبر الكسر والقطع في اللحم، ويلحُم الجراحات. وقد حدّث عنها من يوثق به، أنها أبرأت رجلاً من قرحة الرئة بعد ثلاثة أعوام من العلة وقد وقع في الذبول، وقذف قطع دم صديدي منتن كثير، وأبرأت آخر من بول الدم والمدة بعد عشرة أعوام.(1/14)
* أنجرة: «ع» وهو القَريص والخَربَق أيضًا. وقال: له ورقة خشناء، وزهره أصفر، ولو شوك دقيق ينبو عنه البصر، فإن مسه عضو من البدن، آلمه وأحرقه وحمره. وهو نوعان: كبير وصغير، والكبير كثير الورق، أصفر اللون، له بَزر كالعدس، وهو المستعمل في صناعة الطب. ومنه صنف ثالث أكبر ورقًا، وأشد خشونة، وبزره في قدر الخردل، إلا أنه مفرطح أبيض وأزرق، ورقه إذا ضمد به يحلل الخراجات والأورام التي تحدث عند الأذنين، ويهيج بزره شهوة الجماع، وخاصة إن شرب مع عقيد العنب، وإذا تضمد بورقه أبرأ القروح الخبيثة، والقروح السرطانية. وإن شرب من بزره وزن درهم أسهل بلغمًا باعتدال، وينقي الصدر والرئة من الأخلاط الغليظة. وقال: إذا دق بزر الأنجرة، وخلط بعسل، وطلي به الذكر، زاد في غلظه زيادة كثيرة. «ف» حار يابس في الثانية. الشربة منه درهمان. «ج» قدر ما يؤخذ منه: من دانقين إلى درهم.
* الأنْجُذان: «ع» الأنجذان: ورق شجرة الحَلتيت، والحلتيت: صمغه، والمحروث: أصله. وهو مجفف لرطوبة المعدة، بطيء فيها، بغير رائحة التفل والبول، ويستخرج الأجنة، ويسهل الطبيعة، وينفع الأكلة إذا سحق وذر عليها. «ج» ينفع من السموم والأدوية القتالة، ويحلل الخنازير ضمادًا مع شمع وزيت، ويزيل الآثار مع زيت، ويعين على الاستمراء، مع أنه هو بطيء الهضم، وهو يفتق الشهوة، وهو حار يابس في الدرجة الثالثة. «ف» حار يابس في الدرجة الثالثة، الشربة منه أربعة دراهم.(1/15)
* أنِيسُون: «ع» أنفع ما في هذا النبات بَزْره، وهو بزر حِرِّيف مُرّ. حتى أنه في حرارته قريب من الأدوية المحرقة، مدرّ للبول، محلل مذهب للنفخ الحادث في الباطن. «ج» هو بعد الرازيانج الرومي، فيه قبض يسير، وهو يحلل الرياح، ويدرّ البول والحيض والعرق واللبن، ويحبس البطن، وإذا بخر به نفع من الصداع الكائن من برد، وينفع من سُدد الكبد، ويدفع ضرر السموم والهوام، وهوحار يابس في الدرجة الثالثة. «ف» حار في الثانية، يابس في الثالثة، يرد الشهوة، ويقوي المعدة، ويدر البول. الشربة منه درهم ونصف. زيد له الكراويا، وهو بدل منها، ومثله قال «ابن الجزَّار».
* أنْزَرُوت: «ف» أنزروت بالفارسية، وهو عنزروت بالعربية. «ع» هو صمغ شجرة تنبت في بلاد الفرس، شبيهة بالكندر، صغار الحصى، في طعمه مرارة، له قوة ملزقة للجراحات، يقطع الرطوبات السائلة إلى العين، ويقع في أخلاط المراهم، ويجبر الوثى، وينفع القروح، وينقيها مع العسل، وإذا سحق ببياض البيض أو باللبن وجفف ثم سحق، نفع من الرمد. وقال: قد حذر بعض الأطباء من شربه إلا المقدار اليسير، ومن مثقال إلى درهمين وربع، بعد إصلاحه. وترى النساء بمصر يشربن في المرة الواحدة منه مقدار الأوقية والأوقيتين، ويستعملنه في جوف البطيخ الأصفر بعد خروجهن من الحمام، ويذكرن أنهن يسمنَّ عليه ولا يضرهن. «ف» ينفع من الرمد والرمص، ويسهل البلغم الغليظ، وهو حار يابس. الشربة منه درهمان. «ج» حار في الدرجة الثانية، يابس في الأولى، وقيل رطب في الثانية. وقيل حار جدًّا، وقدر شربته درهم، وهو يضر بالأمعاء، ويصلحه الصمغ العربي. بدله من صمغ البساتين.
* آنُك وأبَار: «ج» وهو الرصاص الأسود، وهو بارد رطب، وسيأتي ذكره في حرف الراء، إن شاء الله تعالى.(1/16)
* إنْفَحَة: «ع» الأنافح كلها حارة لطيفة محللة، يابسة في قوتها، فهي لذلك نافعة من الأشياء التي نذكرها. فإنفحة الأرنب مدافة بخل، إذا سقي منها من به صرع نفعته، وتحلل الدم واللبن الجامد في المعدة، وكذلك سائر الأنافح تحلل الدم واللبن الجامد في المعدة، غير أن إنفحة الأرنب أقوى في ذلك، وإن شرب من إنفحة الأرنب ثلاث أيولوسات بشراب، وافقت نهش الهوام، والإسهال المزمن، ووجع البطن، وقرحة الأمعاء. وإذا احتملتها المرأة بالزبد بعد الطهر أعانت على الحبل، وإذا شربتها بعد الطهر منعت الحبل. وقال: إذا شربت المرأة إنفحة الأرنب ثلاثة أيام بعد طهرها منعت الحبل. وإنفحة ولد الإيَّل إذا احتملتها المرأة ثلاثة أيام بعد الطهر منعت الحبل. «ج» أجودها اليابسة، التي قد زال عنها رطوبة اللبن، وهي حارة يابسة نارية، ملطفة محللة. وقال في إنفحة الخِشف والجدي والعجل وولد الجاموس والإيل: إنها تنفع من الشوكران ومن الفطر، وقدر ما يشرب منها إلى نصف مثقال.
* إنقرديا: «ج» هو البَلاذُر. وسنذكره في حرف الباء إن شاء الله تعالى.
* أنبَج: «ع» الأنبجات هي المربيات. وقال: هو حمل شجر بالهند تُرَبى بالعسل.
* إوزّ: «ع» فيه رطوبة فضلية كثيرة، وحرارة قوية، وهو بطيء الانهضام، إلا أنه أيسر زهومة من شحم بط الماء، وأصلح غذاء، وغذاؤه متوسط بين المذموم والمحمود، وكذلك كَيموسة المتولد عنه. «ج» أجودها المخاليف. وينبغي أن يطلى بعد شيه بزيت، لتذهب سُهُوكته، وهي حارة رطبة. وينبغي أن ينفخ في حلوقها البُورق قبل الذبح، وتطبخ بالأبازير الحارة. «ف» استعماله بقدر الحاجة.
* أونومالي: «ع» معناه شراب وعسل، لأن أونو باليونانية: شراب، ومالي: عسل.(1/17)
* إيْرِسَا: «ع» هو السوسن الأَسمانجوني. هو أصل الأسمانجوني، وله زهر مختلف الألوان، بياض وصفرة وأسمانجونية، ولهذا يسمى إيرسا: أي قوس قزح، وسماه قوم قوس الغمام. «ع» قوة الإيرِس مسخنة ملطفة، وتصلح للسعال، وتصلح ما عسر نفثه من الرطوبات التي في الصدر، وإذا سقي منه وزن سبع درخميات بماء العسل أسهل كيموسًا غليظًا بلغميًا، ومرة صفراء، وينفع من البرد والنافض، والذين يمذون بلا جماع. وإذا شرب بالشراب أدرّ الطمث، وإذا سلق وتكمد به النساء كان نافعًا لهن من أوجاع الرحم، وإذا هيئ منه فَرْزَجات ومن العسل واحتملت جذبت الجنين وأخرجته، وهو حار يابس في الثانية. «ج» ينفع من نهش الحيات ضمادًا على موضع النهش، وإذا شرب بالعسل، ومقدار ما يؤخذ منه إلى ثلاثة دراهم. «ع» بدله في إسهال الماء ثلث وزنه مازريون مع ثلاث أواقي لبن اللقاح. «ز» وإيرسا هو السوسن الأبيض، ومنه بستاني ومنه بري.
* أيْهُقان: «ع» قيل إنه الجرجير البريّ، وسنذكر الجرجير في حرف الجيم إن شاء الله تعالى.(1/18)
* إيَّل: «ع» لحوم الأيايل، الدم المتولد عنها غليظ، وهي عسرة الانهضام، فالأولى أن تجتنب، وخاصة ما كانت حديث عهد بالصيد، وله لحم غليظ رديء، ويصلح بشدة التهري والتدسيم بالأدسام، وبشرب الأشربة المطلقة للبطن، نحو شراب التين والفانيذ وماء العسل. وقال: قرن الإيل إذا أحرق وشرب منه قدر فلنجارين، وهو مثقالان مع كَثيرًا، وافق من به نفث الدم، وقرحة الأمعاء، والإسهال المزمن، واليرَقان، ووجع المثانة، ويوافق النساء اللاتي تسيل من أرحامهن رطوبات سيلانًا مزمنًا، إذا شرب مع بعض الأدوية النافعة من هذا المرض. وقال: إذا طلي به الثدي والعانة أدرّ الطمث، وقيل: إن علق قرنه على حبلى وضعت من غير وجع. وقال: وإنفحة ولد الإيل إذا احتملتها المرأة ثلاثة أيام بعد الطهر منعت الحبل. قال: وإذا علق قطعة من جلده على إنسان لم يقربه شيء من الحيات البتة، مجرب. ويقال إن البادزهر الحيواني حجر يوجد في قلبه، وهو من أفضل الأدوية لسائر السموم، وقد زعموا أن ظلف الإيل إذا تبخرت العلق بها تموت وَحيًّا. مجرب.
حرف الباء(1/19)
* بابونَج: «ع» ويسمى البابونق، وهو ثلاثة أصناف، والفرق بينها إنما هو في لون الزهر فقط، فبعضها زهره أبيض، وبعضها زهره لونه لون الذهب، وينبت في أماكن خشنة، وقوة هذا النبات وعروقه وزهره مسخنة ملطفة، إذا شرب أو طبخ وجلس النساء في مائة أدر الطمث، وأحدر الجنين عند الولادة، وأدر البول، وأباد الحصى، وقد يسقى طبيخها أيضًا للنفخ والقُولَنج الذي يقال له إيلاوس، ويذهب باليرقان، ويبرئ من وجع الكبد. وهو مفتح ملطف ملين لليبس، محلل من غير جذب، ويقوي الأعضاء العصبية كلها. وهو مقو للدماغ، نافع من الصداع البارد، ويستفرغ مواد الرأس. «ج» هو نافع في تسكين الإعياء. «ف» يحلل الأخلاط الرديئة، ويقوي الأعصاب، وينفع من الورم العارض في الدماغ من القلغموني. وينفع من الصداع والشقيقة والوسواس والصرع وأوجاع الدماغ، لا سيما الذي يغلب عليه البرد. والشربة منه ثمانية دراهم «ع، ج» وبدله في تقوية الدماغ والمنفعة في برده من الصداع: القيصوم، وهو البرنجاسف.(1/20)
* باذرنجبويه: «ج» هو الباذرنبويه، وأجوده الطري. ينفع من العلل البلغمية والسوداوية، ويطيب النكهة، وينفع من الجرب، ومن سُدَد الدماغ، ويقوي الكبد والقلب ويفرحه، ويذهب بالخفقان، ويعين على الهضم، وينفع من الفُؤَاق ويصفي الذهن، وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، وقيل في الأولى. وقدر ما يؤخذ من مائه عشرون درهمًا، وبدله في التفريح: مثل وزنه إبرسيم. وثلثا وزنه قشور الأترج. «ف» حار يابس في الثانية، مسهل المرة السوداء، ويفرح القلب، ويسمن. الشربة منه عشرة دراهم. «ع» يسمى الترجان، ويسمى مفرح قلب المحزون. وهو من الأدوية القلبية، وله خاصة عجيبة في تفريح القلب وتقويته، وهو مع ذلك ينفع الأحشاء كلها، ومن خواصه الجلية أنه إذا أخذ من ورقه وأصله وبزره، وجفف الجميع، وصير في خرقة، وشد بخيط إبريسم، وجعل في الجيب، فإن حامله يكون محبوبًا مقبولاً عند كلِّ من يراه، منجحًا في حوائجه، مسرورًا نشيطًا، ما دام عليه، وهو حار يابس في الثانية، وهو نافع من الهم والوحشة. وبدله في التفريح: ما قاله في المنهاج.
* باذاورد: «ج،ف» هي الشوكة البيضاء، ورقها يشبه ورق الخامالاون. «ع» يجفف ويقبض قبضًا معتدلاً، وكذلك من استطلاق البطن، ومن ضعف المعدة، ويقطع نفث الدم، وإن وضع من خارج كالضماد ضمر الأورام الرخوة، وإذا طبخ وتمضمض به كان نافعًا من وجع الأسنان. «ج» أصله يبرد ويجفف، وهو يسهل البلغم اللزج، وينفع من الأورام البلغمية، والتشنج، والحمى البلغمية العتيقة، ولسع الهوام، ويضمد به للسع العقرب. وشربته درهم ونصف. «ف» نافع من ضعف المعدة والحميات العتيقة، وهو بارد يابس في الأولى، والشربة منه خمسة دراهم. «ع» وبدله في النفع من الحميات العتيقة شاهْتَرَج. وقال: «ج» بدله في الحمية البلغمية شاهْتَرَج.(1/21)
* باذَرْوج: «ع» ويسمى الحَوْك، وقال: هو ريحانة معروفة. «ف» هو صنف من البقول. «ع» هذا حار في الدرجة الثانية، وفيه فضل رطوبة، وليس هو بنافع إذا ورد البدن. وأما من خارج فهو ينفع إذا اتخذ منه ضماد للتحليل والإنضاج. قال: إذا أكثر من أكله أظلم البصر، ولين البطن. ويهيج الباه. ويدر البول واللبن، وهو عسر الانهضام. وقال: فيه عطرية مع قبض وتسخين، وفيه رطوبة فضلية، ويفرح لخاصة تعينها العطرية التي يصحبها قبض. وأسكرجة من مائه تنفع من عسر النفَس، وهو مما ينقص الذهن. «ج» وهو يسرع إلى التعفن، ويولد خلطًا رديئًا. «ف» حار في الثانية، يابس في الأولى، يقوي القلب، وماؤه ينفع من سوء النفَس. والشربة منه ثلاثة دراهم. «ع» وبدله: مثله سيسنَبر.(1/22)
* باقلا: «ع» هو قريب من المزاج المتوسط في أنه يجلو، وفي أنه يجفف، وهو على سبيل الطعام أشد نفخة من كل طعام، وأعسر انهضامًا، إلا أنه يعين في نفث الرطوبة من الصدر والرئة. وأما إذا استعمل على سبيل الدواء فوضع من خارج، فإنه يجفف تجفيفًا لا أذى معه، وهو نافع ضمادًا لمن به ورم في الأثنيين أو في الثديين، لا سيما إذا كان ورم الثديين من تجبن اللبن فيهما، فإن هذا الضماد يقطع اللبن، فإن ضمدت عانة الصبيان به أبطأ نبات الشعر فيها، وإذا طبخ بالخل والماء وأكل بقشره، قطع الإسهال العارض من قرحة الأمعاء، والإسهال المزمن الذي ليس معه قرح؛ ويجلو من الوجه البهق. وإذا ضمد بقشره الموضع الذي ينتف منه الشعر. كان الشعر النابت فيه دقيقًا ضعيفًا. وبالجملة يبرد البدن والرطب واليابس منه يخصب، وماء الباقلا ينقي الصدر والرئة، ويمنع تولد الحصى في الكلى والمثانة، وقد قضى بقراط بجودة غذائه. وانحفاظ الصحة به. والأخضر منه إذا أكل بالزنجبيل قوى الإنعاظ. «ج، ف» هو قريب من الاعتدال، وقيل بارد في الأولى، يابس في الثانية، ومن مضاره: أنه يبلد الحواس، وينفخ، ويرى أحلامًا رديئة، فأصلح استعماله بالملح والصعتر والكمون والدارصيني والفلفل، وإذا طحن وطبخ دقيقًا نفع من السعال وخشونة الصدر والحنجرة، إذا أضيف إليه دهن اللوز والسكر وشرب فاترًا. الشربة منه مقدار الحاجة.
* باقلا مصري: «ع» تعرف أهل مصر بالجامسة وغلط من قال هو الترمس. وقال «ج» هو الترمس وسنذكر الترمس في بابه إن شاء الله تعالى، وهو أصغر من الباقلا المعروف. وقوته قابضة جيدة للمعدة، ودقيقة إذا شرب مع السويق، أو عمل منه حَسْوة، وافق من به إسهال وقرحة في الأمعاء.(1/23)
* باذنجان: «ع» اسم فارسي معرّب، ويسمي بالعربية الأنب والمغْد والوغْد، وهو جيد للمعدة التي تقيء الطعام. رديء للرأس والعين، يولد دمًا أسود يسير المقدار حارًا، ويتولد عنه كثيرًا، القوابي والبواسير والرمد والأمراض السوداوية، ويفتح سدد الكبد والطحال، وإذا سلق ثم قلي بالدهن ذهب عنه حدته وحرافته، وإنما تبقى الحدة والحرافة في المشوي بلا دهن، والمطبوخ بالخل أوفق للمحرورين وأصحاب الأكباد الحارة الغليظة، حتى أنه ينفعهم نفعًا بينًا، وهو حار يابس في الدرجة الثانية، وسحيق أقماعه المجففة في الظل طلاء نافع للبواسير، بعد أن يدهن بدهن مسخن، وليس للباذنجان نسبة إلى عقل أو إطلاق، لكنها إذا طبخت في الدهن أطلقت، وفي الخل عقلت. «ف» وهو معروف مشهور، ينفع من القيء، ومن ضعف المعدة المسترخية. وقال: الحذر من استعماله، فإنه مولد للسوداء، ودفع ضرره بالخل والدسومات. «ج» ينبغي أن يسلق بعد إنقاعه في الماء والملح، ثم يعمل بالدسم الكثير والخل والكراويا.(1/24)
* بادزهر: «ع» البادزهر: يقال على معنيين: يقال على كلّ شيء ينفع من شيء آخر، ويقاوم قوته. ويدفع ضرره بخاصية فيه، ويقال على حجر معلوم ذي عين قائمة، ينفع بجملة جوهره من السموم الحارة والباردة إذا شرب، وإذا علق. وقال: ألوانه كثيرة، فمنه الأصفر، والأغبر، والمنكت، والمشرب بخضرة، والمشرب ببياض، وأجوده الأصفر، ثم الأغبر، وهو نفيس شريف، لين المجسة لينًا غير مفرط، وحرارته غير مفرطة. خاصته: النفع من السموم الحيوانية والنباتية، إذا شرب منه مسحوقًا أو مسحولاً وزن اثنتي عشرة شعيرة، خلص من الموت، وأخرج السم بالعرق والرشح. وقال: حجر البادزهر نافع من سم العقارب، إذا لبس في خاتم ذهب، ونقشت فيه صورة عقرب والقمر في العقرب في وتد من أوتاد الطالع، ثم طبع به في كُندُر ممضوغ والقمر في العقرب. وقال: البادزهر حار قويّ الحرارة، إذا سقي منه ضعيف القلب من شدِّة الهم مقدار ثلث مثقال نفعه، وقوي قلبه. وقال: الموجود في قلوب الأيايل، وهو الحيواني، أفضل من جميع هذه الأصناف، حتى أنه إذا حُل بالماء على مسنّ، وسقي منه كل يوم وزن نصف دانق للصحيح على طريق الاستعداد والتقدم بالحوطة، قاوم السموم القاتلة، وحصن من مضارها، ولم يخش منه غائلة ولا إثارة خِلط حار، كما يخشى من المثروديطوس ولا يضر بالمحرورين، ولا النحفاء، لأنه إنما يفعل ذلك بخاصية جوهره.
* بارْزَد: «ع» هو القِنَّة، وسيأتي ذكر القِنَّة في حرف القاف إن شاء الله تعالى.(1/25)
* بان: «ع» البان: شجر يسمو ويطول كالأثْل في استواء، أوراقه هُدْب. وقضبانه شِحمة خُضْر، وثمرته تشبه قرون اللوبياء، وفيها حب، إذا انتهى انفتق وانتثر منه حب أبيض أغبر نحو الفستق، ومنه يستخرج دهن البان، ويقال لثمرته الشُّوع، وإذا أرادوا استخراج دهنه رض على الصلاية حتى ينعزل قشره، ثم يطحن ويعتصر، وهو كثير الدهن. دهنه يستعمل في الطيوب المرتفعة. وثَجيره الذي يبقى بعد استخراج دهنه، ينفع من الكَلَف والنَمش والبرشَ الكائن في الوجه من الجرب والحكة. «ج» أجود حبه الكبار الرزين، العطر، وهو حار يابس في الدرجة الثانية، وقشره قابض، وهو يجلو ويقطع الثآليل والكَلَف، وينفع الأورام الصُّلبة إذا جعل في المرهم «ف» يابس في الثانية، يزيل صلابة الكبد والطحال، إذا شرب من حبه بخلّ خمر، وهو رديء للمعدة، يغثي، وحبه ينفع من الكَلَف والبهَق والنمَش وآثار القروح، وكذلك دهنه. وينفع من السعفة، ومن شرب من عصارته مثقالاً بعسل قيأ بقوة، وأسهل أخلاطًا رديئة. الشربة منه درهمان. «ع» بدل حب البان وزنه مرة ونصف من قشور السليخة، ومثل عشر وزنه من البسباسة. وأيضًا قال: بدله وزنه قُوَّة، ونصف وزنه قشور السليخة، وعشر وزنه بسباسة.
* بِتْع: «ع» هو شراب مسكر، يتخذ من التمر الرطب. وسنذكر الأشربة في حرف النون.(1/26)
* بَخورُ مَرْيَم: «ج» هو شجرة مريم، وأصلها العَرْطَنيثا، وهو يقطْع ويفتح ويجذب ويسهل الطبع إذا تحمل به بصوفة، أو طلى به السرة. وشربه يخرج الدود وحب القَرَع، ويحدر الحيض والجنين والميت، وينفع من اليرقان، ويقلع الكلف، ويضمد به الطحال اليابس، فينفعه؛ وهو حار في الدرجة الثالثة، يابس في الثانية. «ع» إذا اكتحل به مع العسل ينفع من الماء النازل في العين، وينقي الدماغ إذا استعط به، وإن طلي به على مراقّ البطن أسهل البطن، وأفسد الجنين، وإن احتمل كان أقوى الأدوية في إفساد الأجنة. وزعم بعضهم أن المرأة إذا لعقته وهي حال أسقطت، وإن شد في الرقبة أو في العضد منع الحبل، ويشرب للأدوية القتالة والسموم، وخاصة سم الأرنب البحري، وإن ضمد به كان بادزهر لسموم الهوام. «ف» حار يابس في الرابعة. ينفع من الزكام البارد. ونزول الماء في العين. ويخرج الجنين الميت ويقتل الحي، ويخرج الحيات، وحب القرع. الشربة منه نصف.
* بَرَنْجاشَف: «ج» هو القيصوم، وهو نبات يشبه الأَفسنتين. ويقال بلنجاشف. «ع» أكثر نباته بالسواحل، وفيه رطوبة تدبق باليد، وهو يشبه الأفسنتين، وهو يسخن ويلطف. وإذا طبخ بالماء وجلس فيه النساء أدر الطمث، وأخرج المشيمة والجنين، وفتح انضمام الرحم، وينفع ورمه، وعصارته إذا دقت وسحقت مع المرّ واحتملته المرأة أحدر من الرحم ما يحدره ويخرجه طبيخه، وقد يسقى من جُمَّة هذا النبات وزن ثلاث دَرَخْميَات لإحدار ما ذكرناه وإخراجه، وهو ينفع من الصداع البارد ضمادًا ونطولاً بماء مسلوقة، وينفع من سُدَد الأنف والزكام. «ف، ج» حار في الثانية، يابس في الأولى، ينفع من الزكام، ويفتت حصى الكُلَى والمثانة. مضرته: يحل قوى الأنثيين. الشربة منه ثلاثة دراهم. بدله في الإسخان والتجفيف: مثله في الفُوتنْج أو شيح أرمني. قاله أمين الدولة.(1/27)
* بَرَنْج: «ع» وبرنق وبرنك وإبرنج، وهو حب صغير مُرَقَّط بسواد وبياض، مدور أملس في قدر حب الآس، لا رائحة له، في طعمه شيء من المرارة. وقال: هو حب هندي أو سندي، وهو نوعان: صغار غير مرقشة، وكبار مرقشة، وأفضلها الصغار، وهو أقوى فى إخراج حب القَرَع، وأسرع نفعًا، حتى أنه يلقى غشاءه كاملاً، ثم لا يعود، ويبول شاربه مثل لون البَقَّم. والشربة منه وزن عشرة دراهم مدقوقًا منخولاً مَدُوفًا باللبن الحليب. وله خاصية عجيبة في تنشيف الرطوبات، وقلع البلغم من المفاصل، وقوته: حار يابس في الدرجة الثانية. «ج» الشربة منه درهمان لإسهال البلغم اللزج. «ف» ينفع من الكَلَف والنمَش إذا طُلي عليهما، وينفع من الصَّرْع إذا شرب، ويقوي البدن، ويحفظ عليه صحته؛ ويزيد في المنّي، ويقوي الإنعاظ، ويكثر اللبن، وينزل الحيضة، ويدر البول. الشربة منه: درهمان ونصف. «ع» بدله وزنه ترمس، ووزنه قنِبيل. أظنه في إخراج حب القَرَع.(1/28)
* بَرْشاوْشان: «ع» ويسمى شعر الجبار، وشعر الأرض، وشعر الجنِّ، ولحية الحمار، وشعر الخنازير والساق الأسود، والساق الرصيف، وهو كزبرة البئر. وقال: هو نبات له ورق يشبه ورق الكزبرة، مشقق الأطراف، وأغصان سود صلبة دقاق، طولها نحو من شبر، وليس له ساق ولا زهر ولا ثمر؛ وينبت في مجمع المياه وظل الأماكن، ومسيل العيون، وهو دواء يجفف ويلطف ويحلل وينبت الشعر في داء الثعلب، ويحلل الخنازير والدبيلات، ويفتت الحصى إذا شرب، ويعين على نفث الأخلاط اللزجة من الصدر والرئة، ويحبس البطن. وقال: طبيخه ينفع من الربو واليرقان ووجع الطحال، وإذا خلط بلاذَن ودهن الآس والزُّوفا والشراب أمسك الشعر المتساقط، وطبيخه أيضًا إذا خلط بالشراب وماء الرماد وغسل به الشعر فعل مثل ذلك. وقال: ينفع من القُراع في الرأس. وقال: نافع من البَواسير والقروح الرطبة، وينفع من الجرب في العين، ورماده بالخل والزيت لداء الثعلب وداء الحية، وماء رماده ينفع من الحَزاز غسلاً، وينفع من جرب العين، وهو يخرج المشيمة، وينقي النفساء، وينفع من نهشة الكلب الكلب، إذا أخذ بالشراب؛ وخاصته إسهال المرة الصفراء التي تعرض في المعدة والأمعاء. والشربة منه ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم. « ف، ع » ينقي الفضول، وينفع من اليرقان، ويزيد في الباءة، ويقوي الذكَر، وينقي المعدة، ويحسن اللون. الشربة منه أربعة دراهم. بدله في النفع من الربو: وزنه من زهر البنفسج، ونصف وزنه من أصل السوسن. وقال «ز» مثله.(1/29)
* بَرْدِيّ: «ع» هو الخُوص، ويعرفه أهل مصر بالْفَافِير، وهو نبات ينبت في الماء، له خوص كخوص النخل، وله ساق طويلة خضراء إلى البياض، عليها مقلة كبيرة، ويتخذ منه كاغِد أبيض بمصر، ويقال له القراطيس، فمتى قيل في الطب قرطاس مُحرَق، فإنما يراد به القرطاس الذي يكون من البردي. قال: والبَردىُّ معروف في كل البلاد، ومنه كانت تعمل القراطيس المصرية المستعملة في الطب، وقد جُهِلت الآن. قال: وليس تستعمل في الطب إلا أن تنقع وتحرق، فيصير نافعًا. والبردي المحرق أنفع من القرطاس المحرق، وهو دواء مجفف، والبردي المحرق إذا أحرق إلى أن يصير رمادًا واستعمل، منع القروح الخبيثة التي في الفم وفي سائر الأعضاء من أن تسعى فيها، والقرطاس المحرق أقوى فعلاً منه. «ج» يذرّ على الجراحات الطرية، فيدملها، وينقع في الخل ويجفف ويدخل في الناصور فينفعه، ورماده نافع لأكلة الفم. ويمتصون البردي كما يمتص قصب السكر. وهو بارد في الدرجة الأولى. «ع» إذا مصه آكل الثوم والبصل أو شارب النبيذ قطع رائحته عنه، وهومبرد في الدرجة الثانية، مقبض باعتدال وقال عن «ج» رماد القرطاس إذا شرب منه نفع من قروح الرئة مع ماء السرطانات النهرية المطبوخة، ولم أقف عليها في المنهاج.
* بَرير: هو ثمر الأراك، وقد ذكر مع الأراك في حرف الألف.
* بُرّ: «ع» هو الحنطة، وستذكر في حرف الحاء إن شاء الله تعالى.
* بُرْقوق: هو المِشْمِش؛ وسيأتي ذكره في حرف الميم إن شاء الله تعالى.(1/30)
* بِزْر قَطُونا: «ع» هو الأسفيوس بالفارسية، وفسليون باليونانية. وتأويله البرغوثي. وقال: أنفع ما في هذا النبات بِزْرُه، وله قوة مبردة، إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والماء نفع من وجع المفاصل، والأورام الظاهرة في أصول الآذان، والخراجات، والأورام البلغمية، والتواء العصب؛ وإذا ضمد به فتلة الأمعاء العارضة للصبيان والسرر الناتئة أبرأها. يؤخذ منه قدر أكسويافن، يدق ويسحق وينقع في قوطولي ماء، فإذا جمد الماء ضمدت به السرة، وهو يبرد تبريدًا قويًا، وهو يبرد الحرارة ويلين الخشونة، ويطفئ العطش؛ وإذا ضرب بالماء حتى يرخى لعابه ويشرب، أطلق الطبيعة، ورطب الأمعاء، وذهب باليبس الحادث فيها من انصباب الصفراء، وخاصة إذا مزج مع دهن البنفسج برّد حرارة الدماغ، ولين الشعر، ورطبه، وذهب بتقصفه، ومنع من تشققه وطوله، يفعل ذلك أيامًا تباعًا. وقال: يسكن الصداع ضمِادًا، ويقطع العطش الشديد الصفراويَّ، ولعابه مع دهن اللوز والمقلو منه ملتوتًا بدهن الورد قابض. ويشرب وزن درهمين، فيعقل البطن، وينفع من السحْج وليُتَحفظ من سحقه والإكثار من شربه، فإنه ربما أضر جدًّا. «ج» المدقوق من بزر قطونا ربما قتل شاربه. «ف» بارد رطب في الثانية، يلين الصدر وينفع من السحج، والحميات الحارة. الشربة منه درهمان ونصف. «ع» بدله في تليين الطبيعة: حب السفرجل، وفي التبريد والترطيب بِزر البقلة الحمقاء.(1/31)
* بِزْر الكَتان: «ع» البزر: حب جميع النبات، والجمع بُزور، وقد خُص به بِزر الكتان، فصار اسمًا، وهو رديء للمعدة، عسر الانهضام، وغذاؤه يسير، ولا يطلق البطن ولا يعقله، ويخالطه شيء يسير من القوة في إدرار البول؛ وإذا قُلي فهو حار حابس للبطن، وأهل القرى كثيرًا ما يستعملونه بأن يخلطوا معه بعد ما يقلونه ويطبخونه عسلاً. وقال: قوته شبيهة بقوة الحُلْبة، وإذا خلط نيئًا بالعسل والزيت والماء حَلَّل الأورام الحارة ولينها، ظاهرة كانت أو باطنة. أظنه يعني طلاء. «ج» معتدل في الحرارة والبرودة، يابس في الدرجة الأولى. وهو ينضج الجراحات، ومع النطرون ينفع الكَلَف، ومع الشمع ينفع برص الأظفار، ودخانه ينفع الزكام. وقدر ما يؤخذ منه ثلاثة دراهم. وإذا جلس النساء في طبيخه حلل الأورام الجاسية التي في الرحم. وهو رديء للمعدة والأنثيين. «ف» حار في الأولى معتدل، ينفع من وجع الرئة والصدر وقروح الرئة والمثانة. الشربة منه ثلاثة دراهم. بدله: قال ابن سينا: قوته قريبة من قوة الحُلبة. وعن بعضهم: بدله عصارة الباقلاء، وعن أمين الدولة بدله في تهييج الباء: عصارة الباقلاَء.(1/32)
* بَسْفايَج: هو نبات ينبت في الصخور التي عليها خضرة، وغلظه في غِلظ الخنصر، وإذا حُل ظهر ماء لون داخله أخضر، وطعمه عَفِص مائل إلى الحلاوة، وخاصته: إسهال المِرة السوداء برفق، إذا شرب مفردًا مع السكر، أو خلط مع بعض المطبوخات. ومقدار الشربة منه مفردًا مع السكر درهمان، ومطبوخًا مع غيره أربعة دراهم. وهو حار في الدرجة الثالثة. يابس في الدرجة الثانية. «ج» بَسْفايَج: في طعمه قَرَنفلية، وأجوده القَرَنفليُّ الطعم، الغليظ مثل الخنِصر، الضارب إلى الصفرة، ومكسِره إلى الخضرة. وهو حار يابس في الدرجة الأولى، معتدل في الرطوبة واليُبْس، وقيل إنه حار في الثانية يسهل السوداء منه ثلاثة دراهم، ويسهِّل البلغم في مرق الديوك. وإذا أخذ في أدوية أخذ منه من مثقال إلى درهمين. بدله: نصف وزنه أفُتيمون، وربع وزنه من الملح الهندي. «ف» حار يابس في الثالثة يسهل السوداء والبلغم، ويحلل القُولَنج البارد، وينفع من الجُذام والبرص والبهق والكلف، إذا شرب منه مع الإهليلج ومع الغاريقون، يسهل المرار الأسود، ويحلل البلغم من سائر البدن، خصوصًا من الدماغ. الشربة منه ثلاثة دراهم.(1/33)
* بَسبْاسة: «ع» هو قشور جوزبُوَا التي تكون فوق القشرة الغليظة، والقشرة الغليظة لا تصلح لشيء، وثمره يصلح للطيب، وأجودها الحمراء، وأردؤها السوداء، وهي نافعة للطحال، وتقوّي المعدة الضعيفة، وتزيل الرطوبة التي فيها. وقال: هي تشبه أوراقًا متراكمة متغضنِّة يابسة، إلى الحمرة والصفرة، كقشور وخشب، وورقها يَحذُو اللسان كالكَبابة. حارة يابسة في الثانية، ولا شك في حره ويبسه، يحلل النفخ، وفيه قبْض، ويطيب النَّكْهة، ويحلل الصَّلابات الغليظة إذا وقع في القَيْروطيِّ وينفع من السَّحّج، وهي جيدة للرحم. وقال: شبيهة القوة بقوة جَوْزبُوَا ولكنها ألطف، وتنفع الكبد والمعدة الضعيفة، لطيب رائحتها، وإذا استُعِط بها بماء ودهن البنفسج، نفعت من وجع الرأس الذي يكون من البلّة والشقيقة. «ف» حار يابس في الثالثة، يقوي الكبد والمعدة، ويحلل الرياح من البدن، ويزيد في المني وشهوة الباه، ويغزر اللبن. وقال: يقوي شهوة الإنعاظ، ويزيد المباضعة، الشربة منه درهمان. «ع» وبدلها: ثلثا وزنها جوزبُوَا، وقيل وزنها جوزبوا.(1/34)
* بُسَّذ: هو العزول، وهو المَرجان، وقيل هو نبات بحْري ينبت في جوف البحر، فإذا خرج من البحر لقيه الهواء، واشتد وصلُب. وقال: البُسَّذ والمرجان حجر واحد، غير أن المرجان أصل، والبُسَّذ فرع ينبت. والبسذ والمرجان يدخلان في الأكحال، فينفعان من وجع العيون، ويُذهبان الرطوبة منها إذا اكتُحل بهما. ويجعلان في الأدوية التي تُحلِّل دم القلب الجامد، فينفعان من ذلك منفعة بينة. وقال: بارد في الأولى، يابس في الثانية، يقوي العين، وينشِّف الرطوبات المستكنة فيها، خصوصًا مُحْرَقًا مغسولاً، ويصلح للدَّمعة، ويعين على النفْث، وكذلك الأسود منه المغسول، وهو من الأدوية المقوية للقلب، النافعة من الخَفَقان، وفيه تفريح، لخاصية فيه، وهو حابس للدم، منشِّف للرطوبات، وهو يجلو الأسنان جِلاء صالحًا. «ج» هو أصل المرجان، ومنه أسود، ومنه أبيض، ومنه أحمر، وأجوده الأحمر الدقيق، وقد يستعمل مُحْرَقًا، وصفة حرقه: أن يجعل في كوز فخار جديد، ويُطين عليه بطين الحكمة، ويجعل في التَّنور وقد خُبِز فيه ليلة، ثم يخرج من الغد. وهو بارد في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، وفيه قبض وتجفيف، وهو يقطع نزف الدم ونفثه، ويذهب باللحم الزائد، ويقوي العين. وينشف رطوبتها إذا غسل بعد حرقه، وقدر ما يؤخذ منه درهم. «ف» بارد في الأولى، يابس في الثانية، يحبس نفث الدم، وينفع من قروح الأمعاء. وقال: هو المرجان. وقال قوم: هو أصل المرجان. الشربة منه درهم. «ف» بدله في حبس الدم: وزنه دم الأخوين.(1/35)
* بُسْر: «ف» البسر من ثمر النخل معروف. «ع» البسر في البلدان التي ليست حرارتها قوية لا ينضَج، ولا يصير رُطبًا مستحكمًا، فيأكله أهله كذلك، فيملأ أبدانهم خِلطًا نيئًا فِجًّا، فيحدث في أكبادهم سُدَدًا، ويحدث لهم قِشَعْريرة ونافضًا. والبسر: أشد قبضًا من القَسَب غير أنه يصدّع. وإذا أكثر من أكله أسكر، وهو حار في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، دليل حرارته حلاوته، ودليل يبسه عفوصته ودبغه، فلذلك صار نافعًا للثة والمعدة، ويَعقِل الطبيعة، ويولد قراقر ورياحًا ونفخًا، لا سيما إذا شرب على أثره الماء، ومَصُّ مائه وإلقاء ثفله أحمد من أكله بثفله. «ج» هو حار يابس في الدرجة الثانية، وقيل إنه حار، والحلو منه يميل إلى الحرارة. «ف» حار في الأولى، يابس في الثانية، يقوي المعدة واللِّثة، ويحبس الطبيعة. الشربة منه بقدر المزاج.(1/36)
* بَصَل: «ع» الطريُّ النيء أشد حرافة من المشويّ، ومن المعمول بالخل والملح. وكل البصل لذَّاع، مولِّد للرياح، وفاتق لشهوة الطعام، ملطف معطش، مَغْثٍ مقيء، ملين للطبع، مفتح لأفواه العروق والبواسير، وإذا احتيج إليه في فتحها، قُشِر وغمس في زيت، واحتمل في المَقعدة وماء البصل إذا اكتحل به مع العسل نافع من ضعف البصر، ومن الماء النازل في العين، ومن ظلمة البصر، إذا كانت من أخلاط غليظة، وإذا دُلك به داء الثعلب أنبت الشعر، وإذا قطر في الأذن نفع من ثقل السمع، وطنين الأذن وسيلان القيح منها، ومن الماء إذا وقع فيها. والبصل يزيد في الباه، ويهيج شهوة الجماع، إذا أكل مسلوقًا، والإكثار منه يولد في المعدة خِلطًا رديئًا، ويصدع. ويَقلع رَيحه من الفم أن يمضغ بعده الجوز المشوي والجبن المقلو بالزيت أو السمن إذا مضغ ورمي بثفله، وإن أُكل في الأسفار فرق المياه المختلفة، ونفع من اختلافها، وإذا خلل قلت حرافته ورطوبته، وقوى المعدة. ونفع الغثي الكائن من الصفراء أو البلغم وسكنها، والمشويُّ صالح للسعال وخشونة الصدر. «ف» معروف، وهو صنفان: بري وبستاني، وهو حار في الرابعة، رطب في الثانية، يصلح المياه المتغيرة، ويزيد في شهوة الباءة. الشربة منه بقدر الكفاية.
* بَصَل الفار: «ع» هو بصل العُنصْل. «ج» وهو الإشقيل، وسيذكر في العنصل، في حرف العين، إن شاء الله تعالى.
* بَصَل الزِّيز: «ج» وهو بليوس، ويشبه بصل الفار في قوته وطعمه، ويستعمل بدله، وهو أضعف منه، وهو حار، يسكن أوجاع الرحم البارد، وينفع من السموم، ولسعة العقرب، والرُّتيلاء شربًا وضمادًا إذا خلط بالتين. «ف» بليوس: بصل الزيز، وهو بصل صغار يشبه ورقه ورق الكُراث البستاني، يهضم الطعام، ويهيج الباءة، ويقوي الظهر، الشربة منه ثلاثة دراهم.(1/37)
* بُصاق: «ع» بصاق الممتلئ من الطعام ضعيف، وبصاق الجائع قويّ جدًّا، وهو يبرئ قوباء الأطفال، بأن تدلك به كل يوم. «ج» أقواه فعلاً بصاق الجائع على الريق، وخاصة من مزاجه حار، ينفع القُوباء إذا دلكت به مع كافور، وينفع الطَّرفة والبياض، ويقتل الهوام كلها، والحية والعقرب، ويقطر في الأذن المتأذية من الدود، فيقتله ويخرجه من ساعته، ويُنضج الخُراجات مع الحنطة الممضوغة، ويجلو آثار القروح الخفيفة.
* بَطٌّ: «ف» من الطيور المائية، وهو معروف، أجوده المتوسط بين الكبير والصغير، وهو أحسن من جميع الطيور، وشحمه يسكن الأوجاع الباردة في عمق البدن، ولحمه يسكن الرياح، ويسمن البدن. «ع» كثير الرطوبة، بطيء في المعدة، عسر الهضم ما خلا أجنحته، يصفي اللون والصوت ويسمن ويزيد في الماء، ويدفع الرياح. حار لين دسم، ولحمه حار في غاية الحرارة، وهو زَهِم سَهِك، ويصلح لحمه أن يطبخ بالخل والأفاويه الطيبة الملطفة، والبقول الملطفة، كالسَّذاب والكَرَفس، وإن شوي فيطلى بالزيت قبل شيه. «ف» الشربة منه بقدر الكفاية.
* بُطْم: «ع» هي شجرة الحبة الخضراء، ولحاؤها ثمرها وورقها في جميعها شيء قابض، وهي مع ذلك تسخن في الدرجة الثانية، وتجفف إذا يبست في الدرجة الثالثة، وهي تدرُّ البول، وتنفع الطِّحال، وتُدِر الطَّمْث، وتحلل النفخ، وتكسر الرياح، وتوافق ما توافقه شجرة المُصْطَكى، وصمغتها مثل صمغتها، واستعمالها مثل استعمالها، وتمرها يؤكل. وهي رديئة للمعدة مسخنة. «ف» الشربة منه عشرة دراهم.(1/38)
* بِطِّيخ: «ع» أما القِثاء النضيج، وهو البطيخ، فجوهره جوهر لطيف. وأما غير النضيج فجوهره جوهر غليظ؛ وفيهما جميعًا قوة تقطع وتجلو، ولذلكَ هما يدران البول، ويصفيان ظاهر البدن، وخاصة بِزرهما إذا جفف ودُقَّ وُنخل، واستعمل غَسولاً للبدن. وهما في الدرجة الثانية من البرد والرطوبة، وبزرهما إذا جفف كان مجففًا في الدرجة الأولى، وفي مبدأ الثانية، وفي البزور والأصل من الجلاء أكثر من اللحم الذي يؤكل، وهو ينقي الكَلَف والبَهَق الرقيق، الذي ليس له غَور، وبزره أجلى من لحمه. «ج» الحلو يسمى الخِرْبِز، بارد في أول الثانية، رطب في آخرها، وقال بعضهم: يدر البول، ويقطع الكَلَف والبَهَق والوسخ، وبزره أقوى جلاء من جِرْمه، وقشره يُلصق على الجبهة، فيمنع النوازل إلى العين، ولحمه ينقي حصى الكلَى والمثانة الصغار. ودرهمان من أصله يحرك القيء بلا عُنف. والبطيخ يستحيل إلى أي خلط كان في المعدة، فإن فسد فليُخْرَج بالقيء، وإلا كان سَمًا، وهو بارد رطب في الثانية. «ف» الحلو منه حار رطب يدر البول، ويفتت حصى الكُلى والمثانة. وقال: ينزل الحيض، هو نافع للحميات المحرقة، ويضر بالمشايخ وباردي المزاج. الشربة منه بقدر الحاجة.
* بِطِّيخ هندي: «ع» هو البِطِّيخ السِّندي، وهو الدُّلاَّع أيضًا. «ج» الحلو المائي: هو بارد رطب في الدرجة الثانية، ينفع من الأمراض الحارة والحميات المحرقة، والألزجة الملتهبة، ويسكن العطش، ومع السِّكَنْجَبين يدر البول، ويغسل المثانة، وماؤه مع السكر أبلغ في التبريد، وهو يسيء الهضم، ويضر بالمشايخ وأصحاب الأمزجة الباردة. «ف» المستعمل منه بقدر الحاجة.
* بَعْر: «ع» يذكر مع الزِّبْل في حرف الزاي، إن شاء الله تعالى.(1/39)
* بقلة حمقاء: «ع» هي البقلة المباركة، والبقلة اللينة، والفَرْفَج، والفَرْفجين أيضًا، وهي الرِّجلة: هذه البقلة باردة مائية المزاج، وفيها أيضًا قبض يسير، فهي تمنع المواد المتحللة، وتبرّد تبريدًا شديدًا لمن يجد لهيبًا وتوقدًا، متى وضعت على فم معدته، وإذا أكلت أو شربت فعلت ذلك، وهي تشفي الضَّرَس بتمليسها، وبسبب قبضها هي موافقة لمن به قرحة الأمعاء، وللنساء اللواتي يعرض لهن النزف، ومن ينفث الدم، وعصارتها أقوى في هذا الموضع، وهي باردة في الثالثة. وقال: باردة مطْفئة للعطش، تبرد البدن وترطبه، وتنفع المحرورين في الأزمان والبُلدان الحارة، ومن وضعها في فِراشه لم ير حلمًا، وإن شويت وأكلت قطعت الإسهال، وتنفع الحميات الحارة، وتقطع العطش المتولد من الحرارة في المعدة والقلب والكُلَى، وتنفع من حرق النار مطبوخة ونيئة، مضمَّدًا بها. «ج» باردة رطبة في الثالثة، وقيل في آخر الثانية، قابضة تمنع النزْف، وتقمع الصفراء. الشربة منها عشرة دراهم من مائها، ويدلك بها الثآليل فتقلعها، ويضمد بها الجمرة والأورام الحارة، وتضر بالباءة، «ف» باردة رطبة في الثانية، تطفئ حرارة الكبد، وتنفع من الحميات، وأجودها بزرها البستانيّ، وهي برّية وبستانية. الشربة منها عشرة دراهم.(1/40)
* بقلة يمانية: «ع» هي البقلة العربية أيضًا، والبُرْبُوز والجُرْبُوز وهي بقلة تؤكل، ليس فيها من قوة الأدوية شيء، مزاجها بارد رطب في الدرجة الثانية، وهي أكثر ترطيبًا من القرع والخس، وغذاؤها يسير، ونفوذها ليس بسريع، لفقدانها البُوْرَقية، ويُضْمَد بأصلها الأورام الحارة، والقروح بأصلها الشهدية، ويخلط عصيرها بدهن ورد، فينفع من الصداع العارض من إحراق الشمس، وتولد خِلْطًا محمودًا، ومذهبها مذهب الغذاء، لا مذهب الدواء، نافعة للمحْرورين، مسكنة للسعال والعطش العارض من المرة الصفراء والحرارة، لا سيما إذا طبخت، وصير فيها دهن اللوز الحلو، والكزبرة الرطبة واليابسة، وقال: هي أقل بردًا ورطوبة من القطف، وهي قريبة من الاعتدال، وأعدل من جل البقول، ولا يحتاج المحرور إلى إصلاحها. «ج» مثله، وينبغي أن تطيب بالخل والمري. «ف» تنفع من السعال والعطش، وتطفئ الحمى الحارة. الشربة منها أربعة دراهم. وقال: أجودها بزرها البستاني.(1/41)
* بَقَر: «ع» لحم البقر غذاؤه ليس بيسير، ولا سريع التحلل، إلا أن الدم المتولد عنه أغلظ من المقدار المحتاج إليه. وقال: ليس لحم أقوى ولا أطيب من لحم البقر، وإنما يضر من لم يقو على هضمه، وإذا انهضم غذي غذاء كثيرًا، وطول طبخه يهيئه لسرعة الهضم. وهو صالح لمن يديم الكد والتعب، ولا تصلح إدامته لغيره، والمتولد منه دم غليظ متين جدًّا، ومن أدمنه ممن ليس موافقًا له أورثه الأمراض المتولدة من السوداء، كغلظ الطحال، والدوالي، والسَّرَطان، والجُذام. فينبغي له إخراج السوداء بالإسهال. وقال: سَكْباجُه يمنع سيلان المواد إلى المعدة والأمعاء، ويمنع الإسهال المراري وتقطيعه، وكذلك قريض لحمه بالكزبرة والخل والحموضات التى تشبهه، والكزبرة اليابسة والزعفران القليل. «ج» أجودها الحديثة السن المرتاضة، وهي أيبس من لحم المعز، وأقل حرًا، وقيل إنه حار يابس في الرابعة، وهو كثير الغذاء، وقريضه يعقل البطن، وهو مولد للأمراض السوداوية، والوسواس، وحمى الرِّبْع، ويصلحه بعضَ الإصلاح ويقلل ضرره الدارصيني، والزنجبيل، والفلفل. «ف» بارد يابس، إذا قيس إلى لحم الضأن، والخلط المتولد عنه سوداوي. المستعمل منه بقدر الحاجة.
* بَقَّم: «ع» هو خشب شَجر عظام، تنبت بأرض الهند والزنج، وورقه مثل ورق اللوز الأخضر، وساقه وأفنانه حمر، ويصبغ بطبيخ خشبه، وهو يلحُم الجراحات، ويقطع الدم المنبعث من أي عضو كان، ويجفف القروح. ويقال إنه إذا شرب من أصله مسحوقًا قدر مَّا قتل صاحبه. «ج» خشب حار يابس، في الدرجة الثانية.(1/42)
* بُلّ: «ع» هو عَقَّار هندي، وهو مثل الشّلّ. وقال هو فَنا هنديّ. وقال: هو حبة سوداء تشبه في خلقها الذرة، إلا أنها أجلّ منها، وهي مجرودة الرأس، في داخلها ثمرة دْسِمة، وهي المستعملة، يؤتي بها من أرض الهند، حارة يابسة في الدرجة الثالثة، وفيها لطافة، وتنفع من استرخاء العصب، ومن النِّقْرس، وتزيد في الباه، وتنفع من أرواح البواسير. «ج» قابض يقوي الأحشاء، وينفع الصلابة للعصب وأمراضه الباردة ورطوبته، كالفالج واللقوة والاسترخاء، وينفع القيء، ويقع في الجَوَارِشَنات ويعقِل البطن، ويفشُّ الرياح. «ف» الشربة منه درهمان.(1/43)
* بَلاذُر: «ع» البَلاذُر بالهندية: انْقَرْذيا بالرومية. ومعناه الشبيه بالقلب، وهو ثمرة شجرة، لونه إلى السواد على لون القلب، وفي داخله شيء شبيه بالدم. وهذا هو المستعمل منه، جيد لفساد الذهن، وجميع الأعراض الحادثة في الدماغ، من البرودة والرطوبة، حار يابس في الرابعة، نافع من برد العصب، والاسترخاء، والنسيان، وذهاب الحفظ. وهو مُحْرق للدم، وإذا شرب منه نصف درهم نفع لجودة الحفظ، ويجب أن لا يقربه الشباب، ولا من مِزاجه حار، وهو جيد للفالج، ولمن يخاف عليه منه. وقال: عسل البَلاذُر إذا طلي على الوشم قلعه، ويقلع الثآليل، ويقرح الجلد، ولبه مثل لب الجوز، حلولاً مضرة فيه، وعسلُه لزج ذو رائحة. «ج» أجوده الرَّزِين الأسود، وإذا كسر وجد كثير العسل، عسله مقرِّح مورم، يحرق الدم والأخلاط، ويكثر الجنون والبِرسام، وقدر ما يأخذ منه من يحتاج إليه نصف درهم، بتوقٍّ وحذر، فإنه خطر، ومثقالان منه قد يقتل، ويورث ما ذكر، ومداواة آكله بمخيض لبن البقر، وشرب ماء الشعير، ودهن اللوز، ولعاب حبِّ السفرجل، ويجلس في ماء الثلج، وقد قيل إن من الناس من يأكله بالجوز فلا يبالي. «ف» ثمرة سوداء تشبه نواة التمر هنديّ، حارة يابسة في الرابعة، تنفع من اللقوة والفالج واسترخاء الأعصاب. عسله محرق الدم والأخلاط. الشربة منه: درهم. «ع» بدل البَلاذُر: وزنه خمس مرات من قلب البُندق، وربع وزنه من دهن البَلَسان، وسدس وزنه من النِّفْط الأبيض.(1/44)
* بَلَسان: «ع» شجر لا يعرف اليوم نباته بغير مصر خاصة، بالموضع المعروف منها بعين شمس. «ف» شجرة مصرية تشبه السَّذَاب، ولونها أبيض، أجود دهنها الطريُّ الذكي الرائحة، وعودها حار يابس في الثانية، ودهنها أقوى، وهي نافعة من عرق النَّسا والتشنج، ودهنها نافع من الأمراض الباردة، والشربة منه: نصف مثقال. «ع» قوة دهن البلسان شديدة جدًّا، وهو حار مفرط الحرارة، يجلو ظلمة البصر، ويبرئ من برد الرحم، إذا احتمل مع شمع ودهن ورد، ويُخرج المَشِيمة والجنين، وإذا طُليّ به أبطل النافض، وشربه موافق لمن به شيء من الهوامِّ. وبالجملة، أقوى ما في البَلَسان دهنه، وبعد دهنه حَبُّه، وبعد حبه عوده، وحبه نافع لمن به شَوصة، أو ورم حار في رئته، أو من به سُعال، أو عرق النَّسا، أو صَرْع، أو سُدَد، أو من لا يمكنه التنفس بدون الانتصاب، وإذا طُبِخ عوده وشرب نفع من سوء الهضم، ومن نهشة الهوام، ومن به تشنج في العصب، ويدرّ البول. وقال: دهن البَلَسان يفتت الحصاة، ويعين إذا احتمل على الحبل، وإن دهن به الذكر نفع من استرخائه، وكان في ذلك عجيبًا. وقال: دهن البلسان أحد أركان الترياق الفاروق، ومتى برد الدماغ حتى تحصل منه السكتة، وعمل منه ومن دهن الزنبق فتيلة، وتحمل بها، نفع من ذلك منفعة عجيبة، وينفع من ابتداء الماء كحلاً. والجيد منه ما كان حديثًا قويَّ الرَّائحة، خالصها، ليس فيه من رائحة الحموضة شيء، سريع الانحلال بالماء، لين قابض، يلذَع اللسان لذعًا يسيرًا، وقد يُغَش بالأدهان، كدهن حبة الخضراء، وكدهن شجرة المَصْطَكى، والسبيل إلى معرفة الخالص منه أن تَقْطُر منه على صوفة، ويغسل بالماء فإن لم ير فيها أثر فهو خالص، والمغشوش يبقى فى الصوفة منه أثر. وأيضًا الخالص منه إذا قطر على لبن أجمده والمغشوش لا يفعل ذلك، والخالص منه إذا قُطِرَ منه على ماء ينحلّ، ثم يصير إلى قوام اللبن بسرعة، والمغشوش يطفو مثل الزيت، ويجتمع ويتفرق، ويصير مثل(1/45)
الكوكب، والخالص على طول الزمان يثخُن وَيجمُد ويفسد، وأجود العود ما كان حديثًا، دقيق العيدان، أحمر، طيب الرائحة، خشنًا، يفوح منه رائحة دهن البَلَسان، وأجود حبه الأشقر الممتلئ الثقيل، الذي يلذع اللسان، ويحذوه حذوًا يسيرًا، ويفوح منه رائحة دهن البلسان. «ع» بدل دهن البلسان: ربع وزنه من الزيت العتيق. وقال: بدله: وزنه من ماء الكافور، وبدل حب البلسان في النفع من الفضول الغليظة نصف وزنه من قشور السليخة. وعشر وزنه من البَسباسة. وقال: وبدل حب البلسان: وزنه ونصف وزنه من عوده.
* بَلَس: «ع» هو التين. وسنذكره في حرف التاء، إن شاء الله تعالى.
* بُلْسُن: هو العدس. وسنذكره فى حرف العين، إن شاء الله تعالى.
* بَلَح: «ع» البلَح في النخلة بمنزلة الحِصْرم في الكَرْم، يشرب بالخمر للإسهال، وسيلان الرطوبة السائلة من الرحم سيلانًا مزمنًا، وقد يقطع الدم السائل من البواسير، وإذا نُضُمد به ألزق الجراحات، وهو بارد يابس في وسط الدرجة الثانية، دابغ للمعدة واللّثة، رديء للصدر والرئة، للخشونة التي فيه، ويحدث سُدَدًا في الكَبِد، وإدمانه يقطع عِرْق الجُذام، ويوقفه ويُغْزِرُ اللبن. «ج» يُغْزِرُ اللبنَ، ويوقع في النافض والقُشعريرة، وينفخ إذا شرب الماء على أثره خاصة.(1/46)
* بَلُّوط: «ع» جميع هذه الشجرة قوتها قوة تَقبِض، والذي منه شبيه بالغشاء فيما بين الغشاء والعود، أشد قبضًا، وكذلك الغشاء المستبطن لثمرته تحت قشر البَلُّوط، ملفوفًا على جِرْم البلوط، وهو جْف البلوط؛ وهي تشفي النزف العارض للنساء، ونفث الدم، وقروح الأمعاء، واستطلاق البطن. وأكثر ما يستعمل مطبوخًا. وقال: والبلوط قابض. والشاهبلوط أقل قبضًا منه، والبلوط بارد يابس في الثالثة، وفي الشاهبلوط قليل حرارة لحلاوته. «ج» هو أكثر قبضًا من الشاهبلوط، وأكثر منه قبضًا جُفُّه، وهو قشره الداخل على ثمرته، وهو بارد يابس في الثانية. وقيل في الأولى، وقيل إن يبسه في الثالثة، ويمنع سعي القُلاع، ويمنع من الصَّلابات مع شحم الجدي. وقال: أكثر ما يؤخذ منه عشرون درهمًا. «ف» ثمرته معروفة، أغذى من الخرنوب، تَعقِل البطن، وتنفع قروح الأمعاء والسَّحْج، وتمنع القروح الساعية إذا أحرقت. الشربة منه: بقدر الحاجة. «ع» بدل البلوط: وزنه من الخرنوب النبَطيّ. وقال: بدل جُف البلوط: وزنه من الآس، ونصف وزنه من قشر البلُّوط، ونصف وزنه وردًا بأقماعه.(1/47)
* بَلِيلَج: «ع» هو ثمرة خضراء تُرَضُّ وتجفف، فتصفر، وطعمه مرّ عَفِص. والمستعمل منه قشره الذي على نواه، يؤتى به من بلاد الهند، بارد قابض، وهو يشبه الهَلِيلَج، أصفر أملس القشر، فيه رَخاوة، وفي طعمه عُفوصة لذيذة، ومرارة، وفيه قوة تسهل السوداء إسهالاً لطيفًا، وهو بارد يابس في الثانية، وفيه قوة ملطفة وقابضة، يقوي المعدة بالدبغ والجمع، وينفع من استرخائها، ولا شيء أدبغ للمعدة منه. وربما عقل. وعند بعضهم يلين فقط، وهو الظاهر، نافع للمِعَى المستقيم والمعدة، وهو لاحق بالأمْلَج في القوة والعمل، والأملج يقرب فعله من الكابُلِيِّ والبَلِيلَج المربى بالعسل، وإن كان العسل قد لطفه فإنه عسير الانهضام، ويستعان على سرعة هضمه بأن يُجعل فيه الأفاويه، كالسُّنبل، والدارصينيّ، والقاقُلة الكبيرة، والعود، والمَصْطَكى وما أشبه ذلك، فإذا جعل فيه هذه هضم الطعام، وسخن المَعِدة، وجلا ما فيها من رطوبة، وإذا استعمل على الريق مع السكر أو بماء حار نفع من اللعاب السائل، وأحدّ البصر. بدله: فاغية يابسة، وثلث وزنه آس، وسدس وزنه هَلِيلج أسود. وقال: بدله: وزنه أملج. «ف» بارد يابس في الثالثة، يقوّي المعدة، وينفع وجع الأمعاء والمعدة. الشربة منه: ثلاثة دراهم. «ج» يقوي العين اكتحالاً.(1/48)
* بَنَفّسَج: «ع» هو معروف. ورقه إذا ضمد به وحده أو مع دقيق الشعير، سكن الأورام الحارة، ويبرد وينفع من التهاب المعدة، والأورام الحارة في العين، ونتوء المقعدة. والبنفسج الرطب من الرطوبة في الدرجة الأولى، ومن البرود في الدرجة الثانية. وفيه لطافة. يحلل الأورام، وينفع من السعال العارض من الحرارة، وينوم نومًا معتدلاً. والبَنَفْسج اليابس يسهل المرة الصفراء المتيبسة في المعدة والأمعاء. والبنفسج الرطب إذا ضمد به الرأس والجبين سكن الصداع الكائن من الحرارة، فإذا يبس نقصت رطوبته، وإذا شرب مع السكر أسهل الطبيعة إسهالاً واسعًا. غير أنه إذا طبخ وأخذ ماؤه سهل انحداره ونزوله، ولا سيما إن خلط بغيره من الأدوية مطبوخًا معها مثل الإجَّاص والعُنَّاب والتمر هنديّ. والهَلِيلَج والشاهْتَرَج وما أشبه ذلك. والشربة منه مدقوقًا منخولاً من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم، مع مثله من السكر، ويشرب بالماء الحار. زهره ينقي المعدة ونواحيها من الأخلاط الصفراوية، وإذا ربِّب البنفسج بالسكر نفع من السعال العارض من الحرارة. «ج» هو من جملة الأنوار، بارد في الثانية. رطب في الثالثة، وقيل بارد رطب في الأولى، وقيل إنه حار، وكونه باردًا هو الأصح، ويسهل الصفراء، من درهمين إلى أربعة دراهم بقوة جاذبة، وشربه يضر بالزكام البارد. «ف» من الرياحين المشمومة، جيده الطريّ، شمّه للصداع الحار، وشمّه يسهل الصفراء، والشربة منه ثلاثة دراهم. «ع» بدل زهر البنفسج. وزنه من أصل السَّوْسن، وقيل: بدله: لسان الثور. وقال عن مَسِيح: وللينوفر فعل كفعل زهر البنفسج، وأكثر منه.(1/49)
* بَنْج: «ع» البنج الذي نُواره أسود، يحرك جنونًا وسُباتًا، والبَنْج الذي بَزره أيضًا أحمر فهو قريب منه في القوة، وينبغي أن يجتنبا جميعًا. ووزن درهمين من يزر الأسود يقتل سريعًا. وأما البنج الأبيض الزهر والبزر، فهو من أنفع شيء في علاج الطب. وكأنه في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرِّد، وإذا دقّ دقًا ناعمًا وضُمد به مع الشراب، وافق النقْرِس والخُصَى الوارمة، والثُّدِي الوارمة في النفاس. ويخلط بسائر الضِّمادات المسكنة للوجع، فيُنْتَفَع بها، والأقراص المعمولة من ورقه نافعة في تسكين الوجع، إذا خلطت بالسويق وتضمد بها، أو وحدها، وإذا تُضُمد بالورق وهو طري سكن الوجع. وقال: بِزْر البنج الأبيض يدخل في التسمين، لعقده الدم وإجماده، وإن دُخِّن الضِّرْس الوجع بِبزره في أنبوب سكنه، ويحدث الخُناق والجنون، وإن أخذ من بِزر البَنج والأفيون، من كل واحد جزء بالسوية، وخلط بالطْلا أو بالعسل، وعجن وسقي منه قدر الباقلا، فإنه سم. «ج» هو ثلاثة أصناف: أحمر، وأبيض، وأسود. وزهر الأسود أرجوانيٌّ، وزهر الأحمر أصفر، وزهر الأبيض أبيض. وأردؤها الأسود. ولا يجوز استعماله بحال، والأحمر بينهما، والأبيض بارد في أول الدرجة الثانية، والأسود بارد يابس في آخر الدرجة الثالثة، وهو طلاء يسكن الأوجاع الضَّرَبانية كالنِّقْرس، وشربا قدر ثلاثة قراريط بماء العسل، وعصارته تنفع من وجع الأذن، وهو مع خل ودهن ورد لوجع الأسنان، ويُطلَى على أورام الثَّدْي الحارة، وهو يفسد العقل، ويُسْبِت ويُبْطِل الذِّهن، ويحدث خُناقًا وجنونًا، وورم اللسان، وخروج الزَّبَد من الفم، وحمرة العينين، وضيق النفس. ويداوى من شربه بالقيء بالماء الحار، والدهن والعسل، وتنظيف المعدة منه، ثم يسقى اللبن الحليب مرارًا، ومرق الدجاج والحُمْلان السمين إسفيذباجًا. «ج» بدل البنج: وزنه أفيون.(1/50)
* بَنجِنْكُشْت: «ع» تأويله بالفارسية ذو الخمسة الأصابع. وغلط من جعله البَنْطافِلُن، وورقه وحبه فقوتهما حارة يابسة، وجوهرهما جوهره لطيف، وزهره كذلك، وفي طعمهما جميعًا حَرَافة وعُفوصة، وإذا أكلت ثمرته أسخنت إسخانًا بيِّنًا، وأحدثت صُداعًا، وليس تُحدث نفخة في البطن أصلاً، فهي لذلك تقطع شهوة الجماع، وإذا شرب منها وزن درهمين أدر اللبن والطَّمْث. وهو يضعف قوة المنيّ، وإذا شرب مع الفُوتنج البريّ أو تُدُخِّن به، أو احتمل، أدر الطمث. وأما عيدانه فلا تستعمل في شيء. «ج» هو ذو الخمسة الأوراق، وهو فيطافلون، وورقه كورق الزيتون، والمستعمل منه زهره. وأما ورقه وثمره فلا يستعمل، وهو حار في الأولى، وقيل في الثانية، وقيل في الثالثة، وفيه قبض مع تفتيح، ودرهم منه يكثر اللبن مع تقليله المني، وهو ينفع سُدد الكبد، وصلابة الطحال مع السِّكَنْجَبين وإذا فُرش تحت الظهر يمنع الاحتلام والإنعاظ. وقدر ما يشرب منه إلى مثقال، وهو يُصَدِّع ويُسْبِت. «ف» نبات بقرب الماء، وورقه كورق الزيتون، حار في الأولى، يابس في الثانية، يفتح الكبد والطحال، وينفع الاستسقاء. الشربة منه درهمان. «ج» قوته في الإسخان والتجفيف مثل قوة السذاب، ولكنه ليس بمساو له، بل هو أقل منه في الأمرين.
* بَنْطافِلُن: «ع» ذكره بعد البنجنكشت، ووصفه بصفات قريبة من البَنْجَنْكُشْت. وأما «ج» فقال في البَنجنكُشت هو فيطافلون. وأما «ف» فلم يذكر فيطافِلون ولا بَنْطافِلُن.(1/51)
* بُنْدُق: «ع» هو الجِلَّوز. والبندق فارسي، والجِلَّوز عربي، وفيه من الجوهر الأرضي البارد أكثر مما في الجوز الكبار، فهو لذلك أكثر عفوصة منه في طعمه عند المذاق، وذلك موجود في شجره وثمره وقشوره؛ وأما في الخصال الأخرى فهو شبيه بالجوز الكبار، وهو رديء للمعدة، وإذا سخن وشرب العَسَل أبرأ من السعال المزمن، وإذا قُلِيَ وأُكِل مع شيء يسير من الفُلْفل أنضج النزلة، وإذا سُحِق مع الزيت وسُقيت به يافوخات الصبيان الزرق الحدق، سوّد أحداقهم وشعورهم، وهو يزيد في الدماغ أكلاً، وينفع من السموم إذا أكل قبل الطعام، وإذا أكل بعده مع التين والسذاب، نفع منها، وهو إلى حرارة ويبوسة قليلاً، ويهيج القيء. «ج» قيل حار في الدرجة الثالثة، رَطْب في الأولى، وقشره قابض، وهو يزيد في الباه، وينفع من النهوش، ومع التين والسذاب للسع العقارب، وقيل إن العقرب تهرب منه. «ف» حار في الثانية، رطب في الأولى، يزيد في الدماغ، ويقوي الباءة، ويدر الطمث، ويُغَزِّر اللبن، ويقوي الذكر، ويخرج الجنين، وينفع من الرَّعْشة ووجع القلب البارد، ومن بطلان الحس والذكر، ويُقِلُّ النسيان، والشربة: بقدر المزاج.(1/52)
* بُنْدُق هِنْدِيّ: «ع» هو جوز الرتة ، وغلط من قال هو الفوفل. وقال: جوز الرته هو مثل البندق، عليه لحاء، وداخله لُبّ مثل لب البندق، والهند تفخر بها، لأنها تصلح لأمور عجيبة، وهي ثمرة قدر البندقة متخشخشة، وتنفلق عن حبة كالنارجيل. وهو حار يابس، موافق للمعدة الباردة، معين لها على الهضم، وإن طُلِيَ على الأعضاء الرِّخوة شَدَّها، ونفع منفعة ظاهرة، والذي يؤخذ منه وزن نصف درهم بماء ورد مُغْلى، والذي يستعمل في الأضمدة من درهم إلى درهمين، وهو صالح للسموم، وإذا أدمَنَه من لا يقوم ذكره ألبتة أيامًا أبرأه. «ج» حار يابس في الدرجة الأولى، يحل الخنازير طِلاء، ويُسْعَط به للَّقوة، فيبرئها في ثلاثة أيام، بسيلان رطوبة من المنخرين، وينفع من الصَّرْع والسُّدد والماليخوليا، وينفع مع الماء في العين كُحْلاً، ومن السَّبَل سَعُوطًا بماء المَرزنجوش، وينفع من الإثمد من الحَوَل، ودرهمان منه ينفع من الربو، والفَرْزجة المكحولة منه المحتملة تُدرُّ الحيض، وتخرج الجنين، والقشر الأعلى يسعط منه على الشق الملسوع قدر عدسة فينفع.
* بَناتُ وَرْدان: «ع» جِرمها إذا سُحِق بزيت وقُطر في الأذن سكن وجعها، وينفع من أوجاع الأرحام والكُلَى، بعد أن يُكْسَر تحليله بزيت ومُوم ومُحِّ البيض، وهو يُدِرُّ الحيض والطمث والبول، ويسقط، وينفع مع قردمانا للبواسير، وينفع النافض وسموم الهوام، وإذا دُرِست وضُمِد بها قروح الساقين أبرأت منها جدًّا. «ج» مثله.(1/53)
* بَهار: «ع» هو الأُقحوان الأصفر عند بعض الناس، وهو نبات له ساق رَخْصة، وورقه شبيه بورق الرازِيانَج، وزهره أصفر، أكبر من زهر البابونَج، شبيه بعيون البقرة، وينبت في الدِّمَن، وله من الحِدة أكثر من البابونَج، وكذلك هو أكثر تحليلاً، حتى أنه يشفي الأورام الصُّلْبة إذا خلط بشمع مذاب ودهن، ويسمى بالفارسية كاوجثم: أي عين البقر، ورده أصفر اللون، أحمر الوسط، أسمن من ورد البابونَج، حار في الثانية، يابس في الأولى، ينفع من الرياح الغليظة في الرأس، ومنه نوع صغير الشكل جدًّا، يسمي بالشام عين الحَجَل، إذا جمع نُوَّاره وجُفِّف وسُحِق وجُعِل في بعض الأكحال، جلا ظلمة البصر، وقوى طبقات العين، ودفع الماء المنصبّ إليها، المفسِد لحسِّ البصر، وأحَدَّ نورها. «ف» حار في الثانية، يابس في الأولى، يحلل أخلاطًا بلغمية، وينفع من الرياح الغليظة. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* بَهْمَن: «ع» البهمن ضربان: أحمر وأبيض وهما جميعًا عروق في قدر الجَزَر الصغار، وكثيرًا ما تكون مفتولة ومعوِّجة، فالأحمر أحمر القشور، وباطنه أقل حمرة، والأبيض أبيض الظاهر، والباطن، ومذاقهما جميعًا طيب وقال: هي قطع خشبية، وهي أصول مجففة متشجنِّة متغضنة، حار يابس في الثانية، مسمِّن، يقوِّي القلب جدًّا، وينفع من الخَفَقَان، ويزيد في المنيّ زيادة بيّنة، والأحمر أشد حرارة، ولهما خاصيِّة في تقوية القلب. وقال: حاران في الدرجة الثانية، رطبان، زائدان في المنيّ، صالحان للباه «ج» يسمِّن، ويقوي القلب، وينفع من الخَفَقان، ويزيد في المنيّ، ويفتت حصاة المثانة، ومقدارما يؤخذ منه درهم. «ف» الأبيض ينفع من المِرَّة السوداء والبلغم اللزج، والأحمر ينفع من وجع الطِّحال المزمن، والمِرة السوداء، والبرَص والبَهَق، إذا شرب مع العسل المنزوع الرغوة، ويذكي الذهن. والشربة منه درهمان. «ع،ج» بدله إذا عدم: وزنه من التودري، ونصف وزنه من ألسنة العصافير.(1/54)
* بَهْرَم وبَهْرَمان: «ع» هو العُصفُر، وسيأتي ذكره في حرف العين، إن شاء الله تعالى.
* بُوريدان: «ع» هو أصول صُلْبة مُصْمَتة، تشبه البَهْمَن الأبيض، وتنفع من النَّقْرس وأوجاع المفاصل، وهو دواء هنديٌّ قبل التصرف. وقال هو ضرب من المستعجلة، حار يابس في الثالثة، ينفع من الأمراض الباردة، ويذيب الأخلاط الغليظة، ومنافعه مثل منافع السُّورَنْجان في تسكين أوجاع المفاصل، والنفع من النِّقرس، وهو حار يزيد في الباه، وهو ينفع من السموم. «ج» يسمى بالعربية المستعجلة، وأجوده الأبيض الغليظ الكثير الخطوط، الحديث، درهم منه يسهل الماء الأصفر، وينفع من الأخلاط الباردة والبلغمية. «ف» عِيدان بيض مشابِهة لقُوى البَهْمَن، حار في الثالثة، يابس في الثانية، ينفع من أوجاع المفاصل والماء الأصفر والنقرس. والشربة منه درهم ونصف.(1/55)
* بُوْرَق: «ع» أنواع البُوْرَق مختلفة، ومعادنه كثيرة كمعادن الملح، ومنه ما يكون أحمر وأبيض وأغبر، وألوانًا كثيرة، والنطرون وإن كان من البُوْرَق، فإن له أفاعيل غير أفاعيل البورق. وقال: صنوف البورق كثيرة، فمنه صنف يقال له البورق الأرمَني، ومنه صنف يسمى بُوْرَق الخبز، لأن الخبازين بمصر يحلونه بالماء، ويغسلون به ظاهر الخبز، فيكسبه بريقًا، ومنه قُطَّاع جَلاَّء، والناس يغسلون به أبدانهم في الحمام، فيجلوها ويغسل الوسخ، وقد يشفي من الحِكة، لأنه يحلل الرطوبات الصديدية التي تكون عنها تلك الحِكة. وزَبَد البورق قوته وطبيعته هذه القوة بعينها. وقال: قوة النطرون شبيهة بقوة الملح، إلا أن النطرون يفضل عليه بأنه يُسَكِّن المغَص، إذا سُحِق مع الكَمُّون، وشرب مع ملح أندراني، أو مع السذاب أو الشَّبَت. «ج» الأرمني منه يسمى النطرون، والبُورق أقوى من الملح، وأجوده الأرمني الخفيف الأبيض، وهو حار في آخر الدرجة الثانية، يابس في أول الثالثة، يجلو بقوة، ويقطع الأخلاط الغليظة، ويسكن المغَص إذا دق مع كمون، وشرب بمَيْبَختَج، وينفع الحِكة والبرَص طلاء، ويُنْضِج الدماميل، وينفع الصمَم بالخمر، ويضمد به الاستسقاء مع التين، ويجلو البياض العتيق من العين. «ف» ينفع من السموم، ومع الأدوية يقتل الديدان، وحبَّ القَرَع، وينفع من السموم القاتلة، وينفع من البرَص إذا شرب منه وزن درهم ثلاثة أيام في خل، معجونًا بالعسل المصفى، والشربة منه نصف درهم. «ع» بدل البورق الأرمني: ووزنه ونصف وزنه من الملح؛ وقال إسحاق بن عمران مثله.(1/56)
* بول: «ع» قوة البول قوة حادة، وفيه جلاء كثير، فلذلك يستعمله القصَّارون، ويغسلون به الثياب الدَّرِنة، ويقلعون به أوساخها، وما كان من الحيوان أشدّ حرارة، فبوله أشدّ وأقوى منه، وما كان منها باردًا فبوله أقل حرارة، وبول الإنسان أضعف من سائر بول الحيوان، ما خلا بول الخنزير الذي خُصِي، فإنه في ضعفه مثل بول الإنسان، وبسبب ما رأى الأطباء من قوة البول عالجوا به القروح العميقة، والجرب، والوسخ، والقروح الوسخة، الكثيرة الرطوبة، ويستعملونه في الآذان، ويُشْفى به من السِّعْفة في الرأس، ويذهب بالحَزاز، ولا يستعمل إلا لضرورة لعدم دواء آخر غيره في مثل العُلُوج والأكَرة، شفيت به من قروحهم، والدواء الذي يتخذ من بول الصبيان والغلمان المعروف بلزاق الذهب، دواء قوي المنفعة في القروح الخبيثة البطيئة البرء، وبول الإنسان إذا شربه صاحبه وافق نَهْش الأفاعي والأدوية القتالة وابتداء الحَبن؛ وبول الثور إذا سحق في المرِّ وقطر في الأذن، سكن وجعها. وقال: البول حار يابس، وبول الإنسان يُجعل في رماد الكرم على موضع النزف، فيقف. والبول نافع من التقشر، والحِكَّة، والبرَص، لا سيما إذا خلط بِبُورَق وماء حُمَّاض الأُتْرُجّ.(1/57)
* بِيش: «ع» قال: البيش ينبت في بلاد الصين، ولا يوجد في شيء من الأرض إلا هناك، وهو ثلاثة ألوان، فمنه ما يشبه القرون التي توجد في السُّنْبل الهنديِّ، عليه بياض كأنه سحيق الطَّلْق والكافور، وله بصيص، وهو عود كعقد نصف الإصبع، ولون آخر أغبر يضرب إلى الصفرة، منقط بسواد، يشبه عروق المَامِيران، ولون آخر له عود طويل معقد، كأنه أصل القَصَب الفارسيّ، كقدر الإصبع، وله لون يضرب إلى الصفرة، وهو أردؤها وأخبثها. وهو حار جدًّا إذا سُقي منه نصف مثقال قتل صاحبه، وفسخ جسمه، وهو أسرع نفوذًا في البدن من سَمِّ الأفاعي، وهو أسرع الأشياء قتلاً، وربما صُرِع مِنْ ريحه من شمّه من غير أن يشربه، وإذا سقي عصيره للنشاب قتل من يصيبه في الحال. «ج» البِيش في غاية الحرارة واليبوسة والحدة. يذهب بالبرَص طِلاء، وكذلك ينفع من الجُذام. «ف» الشربة منه: نصف دانق، وترياقه بفأرة البِيش، وهي فأرة تغتذي البيش.(1/58)
* بَيْض: «ع» الذي قد ألفِناه وسهل علينا وجوده، بيض الدَّجاج، فلسنا نحتاج معه إلى غيره. على أن طبع هذا البيض وذاك طبع واحد، ومِزاج هذا البيض أبرد قليلاً للبدن المعتدل والوسط، فهو يبرد تبريدًا معتدلاً، ويجفف تجفيفًا لا لذع فيه. ويجب أن تستعمل البيضة الطرية، لأن العتيقة قد نالها آفة. فأما بياض البيض، فيجب أن يستعمل في الأوجاع التي تحتاج إلى دواء بلا لذع معه، بمنزلة وجع العين، والخُراجات في المقعدة والعانة، وأما المحُّ فيصلحُ أن يستعمل مع القيروطيّ الذي لا لذع فيه معه، بعد أن تسلق أو تشوى، وفي الأدوية التي تمنع حدوث الأورام، بمنزلة الأضمدة النافعة للمقعدة، وجملة البيضة تستعمل بعد أن يخلط معها دهن الورد. في مداواة الورم الحاد في الثديين والأجفان، وفي الأذنين إذا كان قد أصابها ضربة أو تورم، وتستعمل نيئة على حرق المَاء الحار، وتعمل في الأضمدة التي توضع على الجبهة. وقال: النيمرشت أكثر غذاء من الرقيق، والصُّلب أكثر غذاء من النَّيْمَرِشت ينفع من السُّعال، والشَّوْصة والسُّل، وبُحوحة الصوت من حرارة، وضيق النفس ونفث الدم، وصفرته مُفَتَّرة أو مشوية، تنقلب إلى دخان، ويحتقن ببياضه مع إكليل الملك، للقروح في الأمعاء وعفونتها، وينفع من جراحات المقعدة، وإذا عملت فتيلة وغمست فيه وفي دهن ورد واحتملت، نفعت لورم المقعدة وضَرَبانها، وأما بيض البط ونحوه فهو رديء الخلط، وأيبس البيض بيض النعام والإوز، وصفرة بيض الدجاج إذا شويت وسحقت بعسل، نفعت طلاء للكلف والسواد، وبيض الحُبارَى واللَّقْلق خضاب جيد فيما يقال. وبيض السلحفاة البرية، ينفع من الصَّرْع، ومجرب لسُعال الصبيان أيضًا، وجميع البيض لا سيما بيض العصافير، يزيد في الباه، وبيض الأوز إذا خلط بزيت وقطر فاترًا في الرحم، أدرّ الطمث بعد أربعة أيام، وبيض الحِرباء سم قاتل. وقال: بيض النمل يسحق بالمَاء، ويطلى به على البدن، فلا ينبت فيه شعر، وقال:بياض البيض(1/59)
إذا خُلط بالسويق وشرب، حبس قيء الدم، ولا يستعمل بياض البيض في علل العين، إلا ما كان منها في الأجفان والحجاب الملتحم، الذي يكون فيه الرمد، ويحذر استعماله في العلل المتولدة عن المواد الحادة اللذاعة المحقنة في طبقات العين وحجبها الباطنة، لأنه يَسُد مسام العين الظاهرة، لغِرويته، ويحقن البُخارات في باطنها، ويمنع من تحللها. وقال: بياض البيض إذا عجنت به الأدوية المَانعة من انصباب المواد، شد الأعضاء، ومنع من انصبابها. ومح البيض إذا عمل منه ضماد بدهن بنفسج، لين الأورام الحارة، وأسرع نضجها، وحلل ما لم يجتمع منها، فإن كانت الأورام تحتاج إلى التقوية أكثر، جُعِل محُّ البيض أكثر مشويًا، وإن كانت تحتاج إلى التحليل أكثر جعل نِيّئًا، وإذا عمل منه ضماد بدُهن ورد ويسير زعفران ومُر، حلل الأورام المتولدة من الدم الغليظ. وقال: محاح البيض إذا وضعت نيئة أو قليلة الطبخ على الأورام الحارة أنضجتها، وسكنت آلامها، لا سيما في الأعضاء الحساسة، كالرمد وورم الأسفل وانتفاخه وحُرقته وشُقاقه. وقال: قشر البيض بارد في الدرجة الثانية، مجفف ينفع من الحكة والجرب الحادث في العين، إذا أحرق وسُحق واكتحل به، والمكلَّس من قشره يجفف القروح، وينقص من بياض العين كحلاً، ويقطع الرُّعاف إذا حل في ماء الكزبرة الرطبة، وقطر في الأنف. وقشر بيض النعام خاصة إذا سحق كما هو دون حرق النار، ولُعق بالعسل، نفع من وجع الجنبين. وقال: بيض البط يسهل، وهو في اللذاذة والنفع وجودة الدم المتولد عنه دون بيض الدجاج والدُّراج. وأما بيض الإوز والنعام فثقيل وخم. وأما بيض العصافير خاصة فيهيج الباه، وبياض البيض يولد دمًا لزجًا، وأما صفرته فتولد دمًا كثيرًا معتدلاً، «ج» أجوده الطري من بيض الدجاج، وأفضله محه، وأفضل صنعته نيمرشت وبياضه إلى البرد، وصفرته إلى الحر، وجملته إلى الاعتدال بين الحر والبرد، رطب غليظ «ع» وليس يوافق البيض وخاصة المسلوق منه أصحاب(1/60)
المعدة الضعيفة فإن اضطر إلى إدمان أكله فليؤكل بالملح والفُلْفُل والمُرِّي، فإن ذلك يلطفه، وليجتنب البياض خاصة، فإنه يتولد منه بلغم غليظ لزج، وإن سلق البيض بالخل، كان طعامًا نافعًا لمن به قروح الأمعاء، وينبغي أن يجتنب الإكثار من البيض المسلوق لمن يعتريه القُولَنج. وقال: صفرة بيض الحيوان المحمود اللحم، لها دخل في تقوية القلب.
* بِيقِية: «ع» تنبت في الحروث، وهي أطول من نبات العدس، وقال: قوة هذه الحبة قابضة كقوة العدس، وتؤكل كما يؤكل، وهي أعسر انهضامًا من العَدَس، وأقوى تجفيفًا، وحرارتها معتدلة. وقال: حابسة للبطن، رديئة الخِلط، سوداوية. وإذا قُلي حبها وطحن وطبخ مثل ما يطبخ العدس، قطع تَحلُّب المواد إلى المعدة والأمعاء، وقرحة الأمعاء، وقال: جيدة للمفاصل، ويضمد بها القُبُل والفتوق للصبيان، وتعقل البطن.
حرف التاء
* تانْبُول: «ع» هو المعروف بالتنبل، وهو من اليقطين، ينبت نبات اللُّوبِياء، ويرتقي في الشجرة، يزدرع ازدراعًا بأطراف بلاد العَرب، من نواحي عُمَان، وطعم ورقه طعم القَرَنْفُل، وريحه طيبة. وقال: ورق التانبول كصغار ورق الأُترجّ، عِطْرِيّ، إذا مضغ طيب النَّكْهة، وأزال الرطوبة المؤذية منها، وشهَّى الطعام، وبعث على الباه، وحَمَّر الأسنان، وأحدث في النفس طربًا وأريحية، وقوى البدن. وقال: له قوة قابضة مجففة، ولذلك يمنع من النزّف، وورم اللهاة، ويَلصَق الجراحات، ويقطع الدم السائل منها. ومن خاصيته تقوية الفم، ومضغه يقوي اللثة والأسنان والمعدة. وقال: حار في الأولى، يابس في الثانية، يجفف بَلَّة المعدة، ويقوي الكبد الضعيفة، ويقوي العمود، وإذا أكل ورقُه وشُرب بعده المَاء طيب النفس، وأذهب الوحشة، ومازج البقل قليلاً وأهل الهند يستعملونه بدلاً من الخمر، ويأخذونه بعد أطعمتهم، فيفرح نفوسهم، ويذهب بأحزانهم وقال: وبدله وزنه قرنفلاً يابسًا.(1/61)
* تاسممت: هو الحُمَّاض. وسيأتي ذكر الحماض في حرف الحاء، إن شاء الله تعالى.
* تاغندست: هو اسم للعاقر قَرْحًا. وسيأتي ذكره في العين.
* تاكوت: اسم للفريبون. وسيأتي ذكره في حرف الفاء إن شاء الله تعالى. وأهل المغرب الأوسط يوقعون هذا الاسم على حب الأثل، المعروف بالفارسية كوزمازك، وقد تقدم ذكره في الألف مع الأثل.
* تِبْن: «ع» يكون التبن من الحنطة والشعير والفول والجُلْبَّان، وهو بارد يابس. وتبن الجُلْبَّان النوم عليه يُفلج، ويفسد نشبة الأعضاء الطبيعية. وقال: له خاصية، يضر بالعصب إضرارًا شديدًا؛ وأما تِبْن الحنطة فإنه إذا أحرق وصُير رمادًا، وخلط بنصف مثله ملحًا، وعجن بخل، وطلي به على القروح التي تكون في الساقين، أبرأ من ذلك؛ وإذا طبخ بالمَاء، وطُلي به على القدمين، نفع من المشي في الثلج، وخوض الصقيع، وكذلك يَفعل إن غمست فيه الأطراف. وأما تبن الشعير فإنه إذا نِيم عليه، حفظ الأجسام وأنعشها، وينفع ذلك أكثر المحرورين. وأما رماد تبن الباقلاَّ فإنه إذا غسل به آثار الجرب، نقاها. وقال: إذا بخرت شجرة التين في أول ظهور ثمرها بتبن الفول، لم يسقط ثمرها.
* تبن مكة: هو الإذخر. وقد ذكرناه في حرف الألف.
* تَدْرُج: «ع» هو طائر مليح، يكون بأرض خُراسان وغيرها من بلاد فارس، إن أخذت مرارته وسُعِط بها من به خَبَل أو وَسواس نفعه، وإن شُوي لحمه، وأطعم منه ثلاثة أيام وهو حار أبرأه. «ج» هو حيوان كالدراج في أفعاله، وهو من أفضل لحوم الطير. وهو حار يزيد في الدماغ والفهم.
* تراب صيدا: هو تراب جبل يحفر عليه من مفازة في بعض ضياع جبل صَيدا، من أرض الشام، مجرب عندهم في النفع من كسر العظام، ويجبرها في أسرع وقت إذا شرب منه وزن مثقال واحد مسحوقًا في بيض نَيْمرشت.(1/62)
* تراب الشاردة: جزيرة في الأندلس، تراب هذه الجزيرة جميعه له خاصية عجيبة في قتل العَلَق المتعلق بالحلق، إذا أخذ منه يسير، وحُلّ في ماء، وقطر في أنف المعلوق، أسقط العلق للوقت من حلقه.
* تُرْبُد: «ع» يجلب من وادي خراسان، ورقه على هيئة ورق اللَّبلاب الكبير، إلا أنه محدد الأطراف، وله سوق قائمة. وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، مسهل للبلغم والرطوبة، منقٍّ للبدن، وأكثر ما يصلح به أن يُلَتَّ بعد دقه ونخله بدهن اللوز الحلو، وإن استعمل لمن به بلغم لزج في معدته أنعم دقه ونخله، ليلزق بالبلغم فيقلعه. ومقدار الشربة منه: من درهم إلى درهمين، وإن طبخ مع الأدوية فوزن أربعة دراهم. وقال: يورث استعماله يبسًا وجفافًا في البدن، لأنه يخرج الرطوبات الرقيقة، ولذلك يستعمل مع دهن اللوز، وينفع من أمراض العصب، ويسهل بلغمًا كثيرًا، وشيئًا من الأخلاط المحترقة قليلاً، هذا إذا أخذ مسحوقًا، وأما مطبوخًا فبالعكس. وقال: لا يجب أن يستعمل منه إلا الأبيض المصمغ الطرفين، السليم من السُّوس، المتوسط بين الغلظ والرقة، وشره المستاس، فإنه مؤذ لفم المعدة، مُكْرِب، مولد للعطش، غير مسهل. وأما المختار منه فإنه مخرج للبلغم اللزج، وينقي المعدة وطبقاتها منه، وينفع من أوجاع المفاصل والعضل المتولد من البلغم، ويخرج الخِلط الفاعل لها، وينقي الأرحام تنقية بالغة، مشروبًا ومحتقنًا به، ويفتح سُدَدها، وينفع من أوجاعها عند إقبال الحيض، وينفع من أوجاع المعدة والظهر، وبتنقيته الدماغ من البلغم اللزج ينفع من الفالِج والصَّرع، وبذلك ينفع من النَزَلات والسعال المتولد عن انصباب خلط، وينفع من السعال المتولد عن الرطوبات في فم المعدة، وإذا خلط بالكابلي كان دواء نافعًا جدًّا للمصروعين، «ج» هو خشب أجوده الصيني الأبيض المكسر، كأنابيب القصَب الدقيق الأُنبوب، الأملس السريع التَّفتُت، ليس بغليظ، في طعمه بعض الحدة، وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، ينفع(1/63)
من أمراض العَصَب، ويسهل بلغمًا كثيرًا، وشيئًا من الأخلاط المحرقة قليلاً، وشربته: من نصف درهم إلى درهم، وما كان منه أسود أو أصفر فلا يستعمل. «ف» دواء خشبيُّ الشكل، يسهل الأخلاط الرديئة اللزِجة والبلغمية، ويولد ضعف الأمعاء، ويصلحه الكثيرا والصمغ العربي. الشربة منه: إلى درهم ونصف. «ع» بدله: وزنه من قشور أصل التوت. «ز» بدله: قشور التوت.
* تُرْمُس: «ج» هو الباقلاء المصريّ، وهو حب مفرطح الشكل، مر الطعم، منقور الوسط. والبريّ منه أصفر، وهو أقوى. والترمس إلى الدواء أقرب منه إلى الغذاء، وأجوده الحديث الأبيض الكبار الرَّزين. «ع» يؤكل بعد أن يصلق وينقع بالماء أيامًا كثيرة، حتى تخرج مرارته، وغذاؤه يولد خِلْطًا غليظًا. وأما على سبيل الدواء فالمر يجلو ويحلِّل، وأيضًا يقتل الديدان إذا وضع من خارج، وكذلك إذا لُعق مع العسل، أو شرب مع الخل الممزوج؛ والمَاء الذي يطبخ فيه الترمس يقتل الديدان، وإذا صب من خارج نفع البهَق والسَّعْفة، أعني بالسعفة بثورًا صغارًا تكون في الرأس، وتكون رطبة مثل الغراء، وينفع من الجرب والقروح الخبيثة، ويدر الطمث، ويخرج الأجنة إذا احتمل من أسفل مع العسل والمر. ودقيق الترمس ينقي البشرة، وآثار الضرب، وينفع استعمال رطل من ماء طبيخه من البرص. وهو حار في الأولى، يابس في الثانية. «ج» مثله: الذي فيه مرارة يجلو ويحلل ويزيل الكَلَف والبَهَق والبَرَص، والقروح، والبُثور في الوجه، وينفع من الجرب. ودقيقه مع دقيق الشعير ينفع أوجاع الخُراجات ومن النار الفارسيّ، ويَُضمد به لعِرق النَّسا، ويفتح سُدَد الطِّحال والكبد وخصوصًا إذا طبخ بخل وعسل وسذاب. وقدر ما يؤخذ منه: ثلاثة دراهم. والمُر منه يخرج الديدان طبيخًا وطلاء على السُّرة، ولَعوقًا بالعسل، ويُدر الحيض، ويخرج الأجنة شربًا، وحمولاً مع المر والعسل، ويدر البول «ف» يفتح سُدَد الكبد، ويقتل الديدان، وحب القَرَع. والشربة منه: ثلاثة دراهم.(1/64)
* تَرَنْجَبين: «ع» هو طَلّ يقع من السماء، وهو ندًى شبيه بالعسل، جامد متحبب. وتأويله عسل الندى، وأكثر ما يقع بخراسان على شجر الحاج. وهو ملين للطبيعة، نافع من الحميات الحادة، ويرطب الصدر، وينفع المحرورين إذا مُرس في ماء الإجاص والعُناب، وهو أكثر جِلاء من السكر، ويسكن لهيب الحميات الحارة، ويقطع العطش، ويسهل الطبيعة في رفق، وينفع السُّعال، ويسهل الصفراء لخاصية فيه. وهو حار رطب في الأولى، صالح للحفظ، والشربة منه ما بين عشرة مثاقيل إلى عشرين مثقالاً. «ج» يسقط بخراسان على شجر القتاد، وهو الحاج، والشربة منه: من عشرة دراهم إلى عشرين مثقالاً، وهو يضر بالطحال، ويصلحه التمر هندي. «ف» أجوده الطريّ الأبيض، القليل الشوك، وهو معتدل إلى الحرارة، ينفع من السعال، ويلين الصدر، ويسهل الصفراء. الشربة منه: عشرون درهمًا.
* تَشْمِيزج: «ع» هو الجَمْشَك، وهو الحبة السوداء، والبَشْمة عند أهل الحجاز. وقد ذكر في حرف الباء، والمعروف في لغة اليمن « تشمة » بالتاء منقوطة باثنتين من فوق، والشين المعجمة، «ج» وهو حار يابس قابض، ينفع أوجاع العين والرمد.(1/65)
* تفاح: «ع» التفاح الحلو منه حار رطب في الدرجة الأولى. والحامض بارد يابس في الثالثة، والمر معتدل في الرطوبة والبرودة، قاطع للعطش الكائن من الصفراء، ويسكن القيء، ويشد الطبيعة؛ وشراب التفاح للغثي والقيء الكائنين من المرة الصفراء، ويعقل الطبيعة، ويقمع الحرارة، وعتيقه خير من حديثه لتحليل البخارات الرديئة، وهو مقوٍّ لفم المعدة، موافق للمحرورين، إلا أنه بطيء الانهضام، وينفخ لا سيما الفِجّ الحامض، وهو محمود في القيء المتولد من المِرة الصفراء، لا سيما ما كان منه مُرًّا أو عَفِصًا. قال: والحلو والحامض منه إذا صادفا في المعدة خلطًا غليظًا، ربما أحدراه في البِراز، وإن كانت خالية حبساه، وهو من الأدوية القلبية، له خاصية عظيمة في تفريح القلب وتقويته، ينفع الروح بما يغذوه وبما يعدله، وورقه الغض إذا شرب منه أوقية ينفع من السموم الحارة، ومن نهش الهوام. والتفاح من أنفع الأشياء للمُوَسْوَسين والمذبولين شمًا. «ج» يمنع الفضول، وخصوصًا ورقه، ولحاؤه يدمل. والتفاح المشوي في العجين نافع لقلة الشهوة، وينفع من الدود، ومن الدُّوسنطاريا، ويقوي المعدة، ويمنع القيء. «ف» معتدل الحر، رطب، يقوي القلب والمعدة. والحامض ينفع من الغثي. والشربة منه مقدار الكفاية.(1/66)
* تَمْر: «ع» التمر عسر الانهضام، يحدث صداعًا عندما يكثر الأكل منه، وإن كان في الكبد ورم أو صلابة أضر بها غاية الضرر والتعب، دابغ للمعدة، يعقِل الطبيعة، وخاصة الرطب. وللتمور إفساد اللثة والأسنان، وهو يسخن البدن ويخصبه، ويولد دمًا غليظًا، وهو صالح للصدر والرئة والمعى، يهيج الصداع والرمد، وينبغي أن يجتنب إدمانه. والتمر إذا نقع في اللبن الحليب أنعظ إنعاظًا قويًا، لا سيما إذا طرح في ذلك اللبن دارصينيّ. وقال في موضع آخر: قَرنفل. وأجود استعماله في الزمان البارد، فإنه يستخصب عليه البدن، ويحسن اللون، ويزيد في الباء زيادة كثيرة، ويستأصل أمراضًا وأوجاعًا باردة، إن كانت به. «ج» حار رطب في الدرجة الأولى، وحرارته أكثر من رطوبته، وهو يزيد في المنيّ ويُصَدِّع، ويصلحه اللوز والخَشْخاش، وبعده سكنجبين ساذج. «ف» من الثمار المشهورة، وأجوده البرني الكبار، حار رطب في الأولى، ويقوي الكبد، ويلين الطبع، ويزيد في المنيّ. الشربة بقدر المزاج.(1/67)
* تمر هنديّ: «ع» الحامض يتداوى به، وبعض الأعراب يقول: الحَومَر. وشجره عظام كشجر الجوز، وورقه نحو ورق الخِلاف البلخيّ، وثمره قرون مثل قرون ثمر القَرَظ، ويطبخه الناس، وأجوده الحديث الطريّ، الذي لم يذبل ولم يتحشَّف، وحموضته صادقة، وهو بارد يابس في الثالثة، مسهل، ألطف من الإجاص، وأقل رطوبة؛ ينفع من القيء والعَطَش والحميات، ويقبض المعدة المسترخية من كثرة القيء، ويسهل الصفراء، وينفع من الحميات ذوات الغَشْي والكَرْب، وخصوصًا مع الحاجة إلى لين الطبيعة. والشربة من طبيخه قريب من نصف رطل. وقد يظن أنه يقوي القلب، ويشبه أن يكون خاصًا بمن ساء مزاجه، ومال إلى الصفراء. وهو مصلح مسهل للأخلاط المحرقة، ويذهب بالحِكة شربًا، وينفع من القُلاع تمضمضًا، وحبه يستعمل في أدوية الجبر. «ج» بارد في الثالثة، وقيل في الثانية، يضر بالسعال والصدر. «ف» بارد، وفيه رطوبة، يسهل الصفراء من جميع البدن، ويقوي المعدة. الشربة منه: عشرون درهمًا. «ز» بدله في إحدار الصفراء وحدة الدم: الإجاص الذي فيه حموضة.
* تِنْكار: «ع» التنكار من أجناس الملح، موجود فيه طعم البُورَق، ويشوبه شيء من مرارة، وهو حار يابس لطيف، ينفع من تآكل الأسنان والأضراس، ويقتل دودها، ويجلوها. «ز» هو البُورق الهندي. حار يابس في الثانية، ينفع من وجع الأسنان وتآكلها، رديء بالمعدة والأحشاء، ويُشرب مع التين والترمس للديدان وحَبِّ القَرَع. وإذا ألقي مع شيء من كمون وعسل وشرب، حَلَّل الرياح الباردة، وربما يلين الطبيعة. الشربة منه درهم ونصف.(1/68)
* تُوت: الحلو هو الفِرصاد، ويجري مجرى التين في الإنضاج، إلا أنه أردأ غذاء، وأقل وأفسد دمًا، وأردأ للمعدة، وأجوده الكِبار الحلو، وهو حار في الأولى، رطب في الثانية. وقيل إنه بارد في الدرجة الأولى. والحامض هو المعروف بالشامي، وأجوده الكبار الأسود، بارد يابس في الدرجة الثانية، وقيل رطب، وفيه يُبْسِية في الأولى، وفيه قبْض، يحبس أورام الفم والحلق، وورقه يمنع الذبحة والخوانيق. «ع» وإذا كان نضيجًا فهو يطلق البطن، وما لم ينضج إذا جفف كان دواء لحبس البطن، وهو رديء للمعدة، وعصارته إن خلط بها شيء من عسل كان صالحًا، يمنع الموادّ من التحلل إلى الأعضاء، والقروح الخبيثة، والورم الحار العارض في العَضَل، الذي في جانبي الحَنَك وجنبي اللسان، وإذا أضيف إليه شَبٌّ يماني وعفص وسُكٌّ ومُر وزعفران وثمرة الطَّرْفاء والصنف من السوسن الذي يقال له إيرِساوكندر، اشتدت قوته، وقد يُجَفَّف التوت الرطب، ويستعمل بدل السُّمَّاق، والتوت الوحشي: هو ثمر العُلَّيق.
* تُودَرِي: «ع» يزرع في المدن، وينبت في البساتين والخَرابات، وله أوراق شبيه بورق الجرجير البريّ، وأغصان دقاق، وزهر أصفر، وعلى طرف الأغصان غُلُف شبيهة بالقرون دقيقة، مثل غلف الحُلبة، فيها بزر صغار شبيه ببزر الحرف، يلذع اللسان بقوة، وقوته شبيهة بقوة الحُرف، إذا خلط في اللَّعوق نفع من نفث الأخلاط الغليظة اللزجة، التي تصعد من الصدر والرئة، وينفع الأورام الصلبة، التي تحدث في أصول الأذنين، والصلابة المزمنة التي تكون في الثديين والأذنين، وإذا خلط بالعسل ولعق، كان صالحًا للصدر الذي يسيل إليه المواد والقيح إذا كان فيه السُّعال. وبالجملة فهو مسخن ملطف. «ف» هو بُزْر نبات مستطيل أسود. والبريّ منه مدحَرج، حار في الثانية، رطب في الأولى، يزيد في المنيِّ، ويرطب الأبدان، وينفع النِّقرِس. الشربة منه: درهمان.(1/69)
* تُوتِياء: «ع» التوتياء: منها ما يكون في المعادن، ومنها ما يكون في الأتاتين التي يُسْبَك فيها النحاس، كما يكون الإقليميا. والمعدنية ثلاثة أجناس: منها البيضاء، ومنها ما يكون إلى الخضرة، ومنها إلى الصفرة، مشرب بحمرة، وأجودها البيضاء التي تُرى كأن عليها مِلحًا، وإذا غسل التوتيا صار منه دواء أشد تجفيفًا من كل شيء مجفف، من غير أن يلذع، نافع للقروح السَّرَطانية، ولغيرها من القروح الخبيثة. ويخلط في الشِّيافات التي تعالج بها العين، إذا انحدر إليها شيء من المواد، وفي قروح المذاكير والعانة، وهي تجفف الرطوبات السيّالة إلى العين، وتمنعها من النفوذ في طبقاتها. وهي قاطعة للصُّنان. «ج» بارد في الدرجة الأولي، يابس في الثانية، يحفظ صحة العين إذا كان مغسولاً، ويمنع من قروح السُّفْل والمذاكير وأورامها. «ف» حجر رقيق أبيض، وأصفر، وأخضر، وأحمر. وأجوده الخفيف الأبيض، وهو بارد يابس في الثانية، ينفع من وجع العين والانتشار إذا خلط مع الإقليميا والمسك، ويقوي البصر، وإذا شرب وزن درهم مع الكَثيرا أنْقى الرأس من الرطوبات. الشربة: درهم. «ع» بدل التوتيا: وزنه من الشاذنة، ونصف وزنه من التوبال.(1/70)
* تُوْبال: «ع» ما كان من النحاس الأحمر من المعادن القُبْرسية فهو جيد، وهو ثخين، وتوبال النحاس الأبيض ضعيف القوة رقيق، ويختار ما كان لونه براقًا وفيه حمرة، وهو ثخين، وإذا رش عليه الخلُّ تزنجر. وقوته قوة لطيفة، ألطف من قوة النحاس المحرَق، وألطف من قشور النُّحاس، فلذلك يجعل مع الشِّياف الذي يقع فيه التوتيا، وهو يجلو ويقلع ويحلِّل من الأجفان الخشونة، والشايرقان يشبهه في أفعاله، إلا أنه في إسهال البطن أضعف منه. «ج» توبال النحاس ألطف من النحاس المحرَق، وهو ما تساقط من الطَّرْق عن النحاس. وينبغي أن يغسل بالماء دفعات قبل سحقه، إذا أريد به مداواة العين، وهو حار يابس، في الدرجة الثانية، قابض يقطع اللحم الزائد، ويذيبه ويحلل خشونة الأجفان، ويجلو ظلمة العين، غير أنه يؤثر في طبقاتها. وخاصيته إسهال البلغم والمَاء الأصفر. وشربته إلى نصف مثقال، مع علك البُطْم. وتوبال الحديد هو أقوى التوبال، وهو يتساقط من الطرق عن الحديد، وتوبال الشايرقان أقوى من توبال النُّحاس، وهو مجفف مقبض، ينفع من القروح الرديئة.(1/71)
* تِين: «ع» التين الرطب أقل حرارة ويبسًا من اليابس، وهو أحمد الفواكه، وإن كانت كلها تولد أخلاطًا غليظة لرطوبتها. وهو ملين للطبيعة، يغذو غذاء معتدلاً، ويجلو المثانة والكلى، ويخرج ما فيها من الفضول. وليس في الفواكه شيء أغذى منه، وهو أقل الفواكه نفخًا، وينبغي أن يجتنب أكله وأكل جميع الفواكه فِجًّا إلا بعد نُضجها، وهو جَلاَّء للكبد والطِّحال، والرطب أحمد من اليابس، والأبيض أصلح للأكل من الأسود، والأسود للأدوية أحمد، واليابس جيد للمبرودين، ولوجع الظهر، وتقطير البول، ويسخن الكُلَى ويُنْعِظ، ويخرج ما في الصدر والرئة، ويلين البطن. وهو يولد القَمْل، وإذا أكل مع الجوز المقشر كان غذاء حميدًا، يطلق البطن، كاسرًا للرياح، وهو يخصب البدن، ويزيد في اللحم، ويسكن الغضب من القلب بخاصية فيه. وهو حار في الدرجة الأولى عند ابتداء الثانية، بتنضيج الأورام الصُّلْبة وتحليلها. والتين البريُّ قوته حارة محللة، ولبن التين البريُّ يجمد اللبن، ويذيب الجامد منه مثل الخل، ويفتح أفواه العروق، وإذا احتمل بصفرة بيض، نقى الرحم، وأدر الطمث، وقد تفعل عُصارة الأغصان كذلك. «ج» التين: الرطب له في نفسه طبع، ولأوراقه ولبه طبع، وأجوده الذي إلى البياض، ثم الأحمر، ثم الأسود، وأجود أصنافه الوَزِيريّ إذا قشر، وهو حار في ابتداء الدرجة الثانية، رطب في الثانية، وفيه جِلاء، يُضمد به الثآليل والخِيلان والبهق، ويُحتَمل لبنه، فيدر الحيض، وينفع من لسعة العقرب والرُّتيلاء مَرُوخًا، والفِجّ منه يوضع على عضة الكَلْب الكَلِب، وورقه مع الكِرْسِنَّة على عضة ابن عِرس. وأكل التين يُؤْمن من السموم، وقضبانه تُهَرِّيء اللحم إذا طبخه معها، وعصارتها (قبل أن تورق تنفع إذا جعل في السن المتآكل). والتين اليابس حار في آخر الدرجة الأولى، معتدل في اليبس والرطوبة، لطيف قوي الجِلاء، منضج محلل، ينفع من خشونة الحلق، ويوافق قصبة الرئة. «ف» رَطْبه يفتتح(1/72)
سُدَد الكبد، وينفع الكلى والمثانة. الشربة منه: بقدر الحاجة. بدله: الصنوبر، عن بعضهم.
حرف الثاء
* ثافِسيا: «ج» ويقال: تافسيا بالتاء، وهو صمغ السَّذاب البريّ، وقيل الجبليّ، ويسمى اليَنْبوت، وأجوده الطريّ، وإذا أتي عليه سنة لم ينتفع به، وهو حار جدًّا، محرِق قويُّ الإسخان والتجفيف، وفيه رطوبة فَضْلية، لأجلها لا يلذع في الحال. وقيل إن حرارته في الدرجة الثالثة، وهو مُسْهِل مُنْضِج منقٍّ مفجِّر، يجذب جذبًا شديدًا من العُمق، وينبت الشعَر، وينفع من داء الثعلب والاسترخاء والنِّقرس والمفاصل الباردة، ويُحتقن به لعرق النَّسا. «ع» قشر الأصل وعصارته ودمعته مسهلة مقيئة، وأخطأ من جعله صمغ السذاب، وقد يخلط القشر وهو مسحوق، أو العصارة بأجزاء متساوية من الكُندر والمُوم، ويستعمل لكمتة الدم، والآثار الباذِنجانية في اللون، فيذهبها، ولا يترك أكثر من ساعتين. «ف» حار وفيه رطوبة، ينفع من عُسْر النفَس، ووجع الجنبين طِلاء. والشربة منه: درهم. «ع» بدله: في داء الثعلب الحُرْف، وعن بعضهم ثلثا وزنه كثيرًا.
* ثَجِير: «ع» ثجير العنب قد ينزع ويخزن، ويعمل منه مخلوط بالملح ضِمادًا للأورام الحارة والأورام الصُّلْبة، وأورام الثدي، وإذا احتُقِن بطبيخ ثجير العنب نفع من قرحة الأمعاء، والإسهال المزمن، وسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم، وقد يجلس النساء فيه، ويحتقنّ به في أرحامهن، وحب العنب الذي يجمع من الثجير، قابض جيد للمعدة، وإذا قلي وسُحِق وشُرب كما يشرب السَّويق وافق قُرحة الأمعاء، والإسهال المزمن، واسترخاء المعدة. وأما ثجير العصفر الذي يرمى به بعد تمام الصبغ به، إذا عُجن بخلّ وطليت به الحمرة، نفع منها، وحلل ورم الكبد الحار.(1/73)
* ثَدْي: «ع» لحمه رخو شبيه بالغُدد، وسيذكر في رسم ضَرْع «ج» أجوده ما كان من حيوان معتدل، وهو حار رطب؛ وقيل إن مزاجه إلى البرد، وهو صالح الغذاء، يزيد في اللبن، ولكنه قد يولد بلغمًا فيه غلظ، وهي بطيئة الاستمراء، ويصلحها الملح والصعتر.
* ثعلب: «ع» الثعلب: جلده أشد حرًا وإسخانًا من سائر الجلود التي تُلْبَس، لإفراط حرارتها ويُبْسها، ولذلك صار يبسها موافقًا لمر طوبي المزاج، ولمن كان الغالب عليه البرد، ولا يصلح للمحرورين. والسَّمُّور يتلو الثَّعلب في الحرارة، وإذا طبخ الثعلب في المَاء، ونُطِّلت به المفاصل، نفعها نفعًا عجيبًا، وكذلك الزيت الذي يطبخ فيه حيًا، بل هو أقوى، ويجب أن يطيل الجلوس فيه، والأجود أن يكون بعد الاستفراغ والتنقية، لئلا يجذب بقوة حدته وتحليله خلطًا إلى المفاصل، فإن عاد كان خفيفًا، وشحمه ربما جذب شيئًا أكثر مما يحلل، وقد يطبخ في الزيت حيًا ومذبوحًا، فيحلل ما في المفاصل. «ج» وشحمه يسكن وجع المفاصل، ووجع الآذان إذا قطر فيها، ودرهم من زيته مجفف نافع لصاحب الربو. «ف» حيوان معروف بريّ وبَحريّ، مختاره البرِّيّ، وشحمه الطريّ، وهو معتدل في الحرارة، وزيته ينفع من وجع الأذن، وشحمه ينفع من وجع المفاصل. وقال: لحمه ينفع من الجُذام، والفالِج، واللَّقوة، وداء الثعلب، وداء الحية ومن السِّرسام العارض من البرد. والشربة: نصف رطل.
* ثُفْل: «ج» أجوده ثُفل دُهن الزَّعفران، وأجوده أرزنه، وثُفل عصير الزيت حار في الدرجة الأولى، وقيل إنه حار يابس في الدرجة الثالثة، يدمل القروح العارضة في الأبدان اليابسة. «ف» ثفل دهن الزعفران مسخن ينفع من الخُشونة، ويقوي الأحشاء، الشربة منه: ثلاثة دراهم.(1/74)
* ثَلْج وجَلِيد: «ع» هو رديء للمشايخ، ولمن يتولد فيه الأخلاط الباردة، وهو يسكِّن وجعَ الأسنان الحارة، وهو يضر العصب، لحقنه البخارات الجارية فيها، ويضر بالمعدة التي يتولد فيها الأخلاط باردة، ويَهيج السُّعال، ويُجِّودُ الهضم، والمَاء المبرد بالثلج أحمد من الثلج. والجليد جودته ورداءته على حسب المَاء الذي هو منه، «ج» وأوفقه ما كان من ماء عذب، وهو بارد بالطبع والعَرَض، يابس بالعرض، ويبسه لا يؤثر في مِزاج الإنسان، بل يرطبه، لأن مزاجه الأصلي رطب، واليبس عارض، وإذا حُلِّل الجَمَد بمياه رديئة أصلحها. والثلج يعطِّش، لجمعه الحرارة. وأما المتحلل من الجمد والجليد فرديء، لأن ألطف ما فيه يحلل عند الجمود. «ف» أجود الثلج النقي من الرمل، ومن الجليد ما كان من ماء عذب، وهو ضار للمعدة، وهما باردان يابسان، الشربة بقد الحاجة.(1/75)
* ثلْج صيني: «ع» هو البارود، وهو المعروف بزهرة حجر أسيوس، وهو بعض الحجارة، وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهًا بلون القَيشور، وكان رَخوًا خفيفًا سريع التفتت، وفيه عروق غائرة صُفْر. وأما زهر هذا الحجر فهو مِلح يتكون عليه دقيق، ومنها ما لونه أبيض، ومنه ما لونه شبيه بلون القيشور، مائل إلى الصفرة، وإذا قرب من اللسان لذعه لذعًا يسيرًا. وقال: سمي هذا الحجر أسيوس، وليس هو صلبًا كالصخر، لأنه شبيه في لونه وقوامه بالحجارة المتولدة في قدور الحمامات، وهو رَخو يتفتت بسهولة، ويتكون عليه شيء شبيه بغبار الدقيق عند نخله، وهذا الدواء يسمى زهر الحجر المجلوب من أسيوس، وهذه الصخرة التي منها تتولد هذه الزهرة شبيهة بقوة الزهرة، لكن الزهرة أكثر إذابة وتحليلاً وتجفيفًا منها، وفيها مع هذا شيء مالح الطعم، يدل على أن تولد هذه الزهرة إنما هو من الطل الذي يقع على تلك الصخرة من البحر، ثم تجففه الشمس. وقال: قوة هذا الحجر وزهرته معفنِّة يسيرًا، محللة للخُرَاجات إذا خلط كل واحد منهما بصمغ البُطْم. «ج» وهو الحجر الذي يتولد عليه الملح، ويسمى زهره أسيوس، ويشبه أن يكون تكونه من نداوة البحر وطله الذي يسقط عليه، وقوته معفنِّة يسيرًا، يذيب اللحم العفن من غير لذع، ويحلل الخُرَاجات ضِمادًا مع صمغ البُطْم، ويضمد به النِّقرس مع دقيق الشعير، وينفع قروح الرئة مع العسل لُعوقًا، وينفع الطِّحال مع الخل والنورة طِلاء. «ج» الزهرة تقطع الدم المنبعث من اللِّثة دائمًا، وتقوي البصر، وتجلوه، وتقطع البياض من العين كحلاً.
* ثَلثِان: هو عنب الثعلب، وسنذكره في حرف العين.
* ثُمَام: هو معروف بمصر والحجاز، يستعمل في علاج العين لإزالة البياض، وهو من المرعى، وهيئة ورقه على هيئة ورق الزرع، وينبت متدوحًا، وأصوله لحمية متشعبة، ويخرج على شكل سنابل الدخن البريّ، طعمه حلو.(1/76)
* ثُوم: منه بستانيّ، ومنه بريّ، وهو أقوى. يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة، ويحلل النفخ، وينفع من القُولَنج الريحي. وقال: محرك للريح في البطن، والسَخونة في الصدر، والثقل في الرأس والعين، وهو رديء في البُلْدان والأبدان والأزمان الحارة، صالح فيما ضادها، ويخرج الديدان، ويلين البطن، ويدر البول لحرافته، وبها يضر البصر، لإحراقه صِفاقات العين، ورطوباتها، وتجفيفه، ويقطع العطش عن البلغم المَالح، لتحليله وتجفيفه إياه، ويقوم مقام الترياق في السموم الباردة. وقيل: أفضل ما فيه: يسخن البدن إسخانًا يشبه الغريزيّ، ويخلط بالأطعمة الغليظة فيلطفها، وهو رديء للبواسير والزَّحير، والمرضعات والحَبالى، ويهيج الأوجاع القديمة في الرأس والأذن. «ج» الثُّوم: منه بستانيّ، ومنه بريّ، ومنه كُرَّاثيّ، والبريّ فيه مرارة وقبض، ويسمى أيضًا ثوم الحية. والكراثيّ مركب القوي من الثوم والكراث، وهو حار يابس في الرابعة. وقيل في الثالثة، يحلل النفخ، وينفع من تغيير المياه، ورماده يُطلى به البهَق مع العسل، ولداء الثعلب والجرب والقوابي، ويخرج العَلَق من الحَلْق، وإذا جلس في مطبوخ ورقه وساقه أدر الحيض والبول، وأخرج المَشيمة، وكله يخرج الديدان، ويطلق الطبع، وهو نافع من لسع الهوام، وعضة الكَلْب الكَلِب سقيًا بشراب، وينفع السعال من برد، ويصفي الحَلق وهو مقرِّح للجلد، مصدّع مضعف للبصر، جالب بثورًا في العين، وإذا طبخ قلت حرارته وحَرافته، ويصلحه الحوامض، والأدهان، واللحوم السمان.
* ثُوم كراثيّ: يذكر مع الكُرَّاث في الكاف.
* ثُومَش: هو الحاشا، وسيذكر في حرف الحاء.
* ثُومَالا: هو الميتان. وسنذكره في حرف الميم.(1/77)
* ثِيل: «ع» هو النجم، وهو النَّجِيل والنَّجِير، وهو نبات له أغصان، طعمه حلو، وورقه طِوال، حادة الأطرافِ صلبة، مثل ورق الصعتر، يعتلفه المواشي، ويؤكل أصله طريًا، وهو حلو مَسِيخ الطعم، وفيه شيء من الحرافة والقبض. وأصله يابس بارد باعتدال، يدمُل الجِراحات الطرية. وحشيشته في الرطوبة واليبوسة متوسطة، وفي أصله لذع لطيف قليلاً، شرب مائه مطبوخًا يفتت الحصى، ويلحم الجراحات مسحوقًا تضميدًا، وشرب طبيخه نافع للمغص وعسر البول، وللقروح العارضة في المثانة، ومنه صنف ورقه وعروقه وأغصانه أكثر من الأول، إذا أكلته المواشي قتلها. «ج» هو بارد يابس في الأولى، وقيل معتدل، ينفع الجراحات الطرية إذا جعل عليها، ويمنع النوازل، وبزره يقطع القيء، ويمنع ما يتحلب إلى المعدة، وصالح لها، وبزره يعمل لَعُوقًا يفتت الحصى، وينفع من قروح المثانة.
حرف الجيم
* جاديّ: هو الزعفران. وسنذكره في حرف الزاي.
* جادكون: هي البِسْباسة؛ وقد ذكرتها في حرف الباء.
* جاد النهر: «ع» هو ورق شبيه بورق السِّلْق، ظاهر على المَاء ظهورًا يسيرًا، وعليه زَغَب. يبرد ويقبض، ويوافق الحِكة، والقروح العتيقة والخبيثة.
* جاسوس: هو الخَشخاش الزَّبَدِيّ، وسنذكره في الخاء مع أنواعه.(1/78)
* جاوشير: «ع» صمغ شجرة ورقها خشن، شبيه بورق السلق، شديد الخضرة، ولها ساق شبيهة بالقنا طويلة، وعليها زَغَب شبيه بالغبار أبيض، وورقه صغار جدًّا، وعلى طرفها إكليل شبيه بإكليل الشِّبْت، وزهره أصفر، وبِزر طيب الرائحة حادّ، وله عروق متشعبة من أصل واحد، بِيض ثقيلة الرائحة، عليها قِشْر غليظ مر الطعم، وأجود الأصول البيض الجافة المستوية، وهي تُحذِي اللسان عند الذوق، عطرة الرائحة، وأجود ما يكون من ثمره ما كان منه على الساق، وأجود ما يكون من ضمغه أشده مرارة، أبيض الباطن، زعفراني الظاهر. «ج» فأما الأسود منه اللبن فهو مغشوش بالأشَّق، وأجود ثمره ما على الساق، وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، وقيل في الثانية. وقال غيره: يسخن في الثانية، يوافق النافِض، وأوجاع الجَنب والمَغَص والسُّعال وتقطير البول شُرْبًا، ويخرج الجنين، ويُدِرُّ الطَّمث، ويُحَلل نفخ الرحم حُمولاً بعسل، ويُحِدُّ البصر كحلاً، ويضمد به عِرق النَّسا والعظام المعراة من اللحم، ويشرب بالشراب لاختناق الرحم، وبماء المَرْزَنجوش للرَّعدة بعقب الجماع، والشربة منه: درهم. ولبنه فيه أكثر هذه المنافع، وأصل نباته كذلك، لكنه أقل من الجاوشير ويخرج الرياح من الجوف، ويقلع الخام الغليظ، ويُحلل أوجاع المفاصل، وإذا احتمل أحدر الجنين الميت سريعًا. قال «ابن الجزَّار»: وإذا كان الولد ميتًا من ثلاثة أشهر أو أربعة، وعملت منه فتيلة، ولبستها المرأة، فإنها تلقيه سريعًا، وينفع من الحميات الباردة دهانًا. وقال: وبدله: وزنه من لبن التين ،«ابن الجزَّار»: بدله: وزنه من القنة.(1/79)
* جاوَرْس: هو صنف من الدُّخْن، صغير الحب، شديد القَبض، أغبر اللون، يبرد في الدرجة الأولى، ويجفف في آخر الثانية، وفيه لطافة، وهو أقل غذاء من سائر الحبوب التي يعمل منها الخبز، وإذا هيئ من خبزه ما يشبه الجَشيشة عقل البطن، وأدرّ البول، وإذا قُلِي وتُكُمِّد به حارًا نفع من المغص وغيره. وقال: الجاورس إذا طبخ مع اللبن، واتخذ من دقيقه حِساء، فصير معه شيء من الشحوم، غذى البدن غذاءً صالحًا، وهو أفضل من الدُّخْن، وأغذى وأعسر انهضامًا، وأقل حبسًا للطبيعة. وقال: وأما الجاوَرس والدُّخْن والذرة، فإنها عاقلة للطبيعة، مجففة للبدن، يُنْتفع بها حيث يراد عَقْل الطبيعة. «ج» الجاورس ثلاثة أصناف، أجودها الأصفر الرَّزين، الشبيه بالأرز في قوته، والأرز أغذى منه، والجاوَرس خير من الدُّخْن في جميع أحواله، إلا أنه أقوى قَبضًا، وهو بارد في الدرجة الأولى، يابس في الدرجة الثالثة، لطيف. وقيل إنه بارد يابس في الدرجة الثانية، وهو قابض مجفِّف بغير لَذْع، وهو بطيء الهضم، وغذاؤه أقل من سائر الحبوب، ويُسْقط الأجنة، ويصلح أن يطبخ باللبن، أو بالسمن، أو بالشَّيْرَج.
* جامُوس: لحمه من أغلظ اللحوم، وأردئها كيموسًا، وأبطئها هضمًا، وأثقلها على المَعِدة، وهي في الطبع باردة يابسة، بالإضافة إلى اللحمان الحارة، وهي في طبع لحوم النعام ولحوم النسور.(1/80)
* جُبن: «ع» أما الجُبن فإنه لبن ينعقد ويجمد، ويصير جُبنًا، وليس جميع الألبان تجمد، وتقبل التجبن، وإنما يتجبن من اللبن ما كان الغلظ عليه أغلب، فيسهل انعقاده، والزُّبْديَّة في ألبان البقر أغلب، فإذا جَمَد اللبن من غير أن يحال زُبده عنه، صار جسمًا دسمًا، والجبن الحديث قوته مخالفة للجبن العتيق، والجبن يكتسب من الإنفحة حدة، فإذا عَتُق صار حادًا جدًّا، ولذلك يُعْطِش ويولد الحصى، وما لم يكن عتيقًا فهو أقل رداءة، وأفضل الجبن الحديث، وخاصة المتخذ من لبن حامض، والجبن الرطب إذا أكل بلا مِلح، كان مغذيًا طيب الطعم، جيدًا للمعدة، ويزيد في اللحم، ويلين البطن تليينًا معتدلاً. وإذا طُبخ وعُصِر وشُوِي، عَقَل البطن. وقال: طريه بارد رطب في الثانية، ومملوحه العتيق حار يابس فيها، وأفضل الأجبان المتولد بين العُلوكة والهشاشة، المتخذ من اللبن الحامض والمَائل إلى الحلاوة، وألذُّه المعتدل الملح، الذي لا يبقى في الأحشاء كثيرًا. وينبغي أن يؤكل بعد الرَّطب الطري منه عسل. والجبن المتخذ من لبن البقر والجواميس غليظ، وما اتخذ من لبن النعاج بعده في الغِلَظ، فمن آثر أكله فيعمله بالصعتر والنعنع. «ج» الجُبن الرَّطب أفضله اللذيذ المَائل إلى الحلاوة، وقيل المتخذ من الحامض أفضل، وهو بارد رطب في الدرجة الثالثة، غاذٍ مسمن، وينفع من تورم الجراحات، وهو يولد الحصى والسُّدد، ويصلحه الجوز والزيت أو العسل، والجبن العتيق أجوده الدهن العذب، وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، وإذا سحق بالزيت نفع تحجر المفاصل ضمادًا، وإذا شوي أمسك الطبع. «ف» بارد رطب في الثانية، ينفع المشوي لقروح الأمعاء، ويمنع الإسهال. المستعمل منه بقدر الحاجة.(1/81)
* جِبْسين: «ع» هو الجِصّ، وهو حجر رخو بَرَّاق، منه أبيض، ومنه أحمر، ومنه ممتزج، وله قوة قابضة مَغْرِيَّة، تقطع نزف الدم، وتمنع العَرَق، وإذا شرب قتل بالخنق، وقوته فى البرودة واليبوسة في الدرجة الرابعة، وإذا عجن بالخلِّ وطلي به على الرأس، حبس الرعاف، ويطلَى به الجبهة، أو يغلب به الرأس، ليحبس به الرُّعاف، لا سيما مع الطين الأرمني والعَدس، وهيوقسطيداس بماء الآس، وقليل خل، ويخلط ببياض البيض، لئلا يتحجر، ويوضع على الرمد الدمويّ. «ف» إذا خلط بوبر أرنب وبياض بيض، منع خروج الدم من الشَّرْيان المحرَق، وإذا حُرِق لطف وزاد في تجفيفه، وإذا شرب قتل بالخنق. الشربة منه: درهم.
* جَدوار: «ع» وهو خشبة تشبه الزَّراوند، ينبت مع البِيش، وأي بيش جاوره لم يفرع ولم يثمر، وهو من المفرحات القوية، ومن المقويات العظيمة، وهو أجل ترياق للبيش، وللذع الأفعى، وليست حرارته مفرطة، مع أنه مفرح مقو. «ف» هو قِطع تشبه الزراوند، وأدق منه، حار يابس في الثالثة، ترياق لجميع السموم، وينفع من الأوجاع الباردة. الشربة منه: دانق إلى دانق ونصف. « ج، ف » وبدله في الترياق: ثلاثة أمثاله زرنباد. «ع» بدله إذا عدم: ثلاثة أمثاله زرنباد.(1/82)
* جراد: «ف» حيوان معروف، وأصنافه كثيرة، وأجوده السِّمين المذنب، وهو حار يابس في الثالثة، ينفع من تقطير البول، ولسع العقارب، والرُّتيلاء، ويورث الحِكة والجرب، وتنزع رؤوسها وأطرافها ويجعل معها قليل آس يابس، ويشرب، ينفع من الاستسقاء، والشربة: أربعة دراهم. «ج» أجوده السمين الذي لا أجنحة له، وهو حار يابس، أرجله تقلع الثآليل فيما يقال، إذا بخر به نفع من عسر البول خاصة في النساء، ويبخر به للبواسير، ويُشْوَى ويؤكل للسع العقرب. وقيل إن الجراد الطوال إذا علقت على من به حُمِّى الرَّبْع نفعته. «ع» يؤخذ من مستديراتها اثنا عشر عددًا، وتنزع رؤوسها وأطرافها، ويجعل معها قليل آس يابس، ويشرب للاستسقاء كما هي. وجوفه وبيضه إذا طلي على الكلف أبرأه.(1/83)
* جِرْجير: «ع» كثير الوجود ببلاد الإسكندرية مزدرعًا، ويسمونه بقلة عائشة، وهو صنفان: بريّ، وبستانيّ، والبريُّ يسمى الأيْهُقان، ويسمى خردلاً بريًا. والجرجير إذا أدمن أكله حرك شهوة الجماع. وبِزره يفعل ذلك، ويدر البول، ويهضم الطعام، ويلين البطن. وقد يستعمل بزره أيضًا في الطبيخ. والجرجير يسخن إسخانًا بينًا، فهو في الدرجة الثانية من الإسخان، فهو يولد المنيّ، ويَهيج شهوة الجماع، إلا أنه يُصَدِّع، سيما إذا أكل وحده، وإن أكل بالخل قل تبخيره إلى الرأس، وذهب عنه ما يهيج من الإنعاظ، وإذا أكل على الريق نفع من ذَفَر الإبطين وَنْتنهما. والجرجير بمرارة البقر لآثار القروح، وبِزره وماؤه يغسل النَّمَش والبهَق الأسود طلاء، وهو يُدِر البول، وإذا أكل وحده وشرب عليه الشراب، فهو ترياق لعضة ابن عِرْس. والأقراص المعمولة منه إذا طُلِي بها مُدافة بالخلّ وشيء من خل، نقَّت الآثار السود من الوجه والبدن، وجلتها. «ج» منه برِّيٌّ، ومنه بُسْتاني، وأجوده البستانيّ القليل الحرافة، وهو حار في الدرجة الثالثة، وقيل في الثانية، يابس في الأولى، وهو يزيد الباه والمني، ويطلق الطبع، وهو يصدِّع، ويصلحه الخَسّ والهِندَبا وبقلة الحمقاء، والخلّ «ف» أجوده الأخضر الطريّ البستانيّ، وهو حار يابس في الثانية، وفيه هضم للغذاء، ويقوي شهوة الإنعاظ. والشربة خمسة دراهم. «ع» بدل بِزْر الجرجير: ماء الجرجير نفسه. وقال: بزر الجرجير وبزر الكُرَّاث، كل واحد منهما بدل من صاحبه. وعن أمين الدولة أن بدله تَودري.(1/84)
* جَزَر: «ع» الجزر البستانيّ، منه أحمر، وهو أرطب، وأطيب طعمًا، والأخضر يضرب إلى الصفرة، وهو أغلظ وأخشن. فأما الجَزَر البريّ، فإنه يَنْبُت بقرب المياه، وربما ينبت في القفار، وذلك قليل، وهو يشبه البُسْتانيّ، وهو أقوى من البستانيّ في كل شيء، والبستانيّ يؤكل أكثر منه، وهو أضعف، وقوتهما قوة حارة مسخنة، فهما لذلك مُلَطِّفان، وأصلهما فيه مع ما وصفت قوة نافخة، تحرك شهوة الجماع، وبِزره البستاني فيه أيضًا شيء يحرك الجماع. وأما البريّ فلا ينفخ أصلاً، فلذلك هو يُدِرُّ البول، ويُحَدِر الطَّمث، إذا شربته المرأة واحتملته، ويوافق عُسْر البول والحَبَن والشَّوصَة ونهش الهوامِّ ولسعتها، وقد يعين في الحَبَل. وأصله إذا احتملته المرأة أخرج الجنين. والجزر البستاني أصلح للأكل من البريّ، وقوة البريّ من الحرارة في الدرجة الثالثة، وفي اليبوسة في الدرجة الثانية. والجزر يقوي المعدة التي فيها لزوجة وبلغم غليظ، ويفتح سُدَد الكبد، ويهضِم الطعام، وليس برديء الكيموس. وخاصته: يقطع البلغم، ويفتح السدد، وإذا ربِّي بالعسل جاد هضمه، وقلّت رطوبته، وزادت حرافته، وصار نافعًا للمعدة، مجففًا لمَا فيها من البَلَّة، ولا سيما إذا كانت فيه أفاويه، وينفع من برد الكبد، ويحرك شهوة الجماع، ويغزر المَاء، ويزيد في الباه، وينقي الرحم، ويخرج الرياح، ويشهي الطعام، ويؤخذ قبله وبعده فيهضمه، ويصلح للمرطوبين من أهل الحداثة، ويستعمل في الربيع والخريف، والبستانيّ حار في وسط الدرجة الثانية، رطب في وسط الدرجة الأولى. «ج» أجوده الأحمر الحلو، والشَّتْوِيّ يحرك الباه، ويسهل، ويلطِّف، ويدر البول. «ف» معروف. صنفان: بريّ وبستانيّ، أجوده الأحمر الشَّتْوِيّ، طبعه حار يابس في الثانية، رطب في الأولى، يقوي الظهر، ويزيد في شهوة الجماع، ويصلحه كثرة إنضاجه. المستعمل منه بقدر الكفاية. وقيل إن البريّ هو البَهْمَن، وقيل الشقاقُل. وبدل بذر الجزر: وزنه من(1/85)
الأنيسون.
* جَزْع: «ع» حجر معروف، وهو صنفان: يماني وصيِني. يقال إن من تختم به كثرت همومه وأحزانه، ورأى في منامه أحلامًا رديئة مفزعة، وكثر الكلام بينه وبين الناس؛ وإن علق على طفل كثر سيلان لعابه من فيه، وإذا سُحق جلا الياقوت، وحسَّن لونه، وكذلك يجلو الأسنان، وإن لف في شعر امرأة حين يضربها الطَّلْق أسرعت الولادة.
* جَعْدة: «ع» هو صنفان: جبلي، وآخر أكبر منه، وأضعف رائحة، ومن ذاق طعم الجعدة وجد فيها مرارة، وحِدّة يسيرة؛ يفتح جميع الأعضاء الباطنة، ويدر البول والطمث، وما دامت طرية فهي تدمل الضَّرَبات الكبار، وهي حارة في الثالثة، يابسة في الثانية، وطبيخ الصنفين إذا شرب نفع من ورم الطِّحال، وهو يصدع الرأس، ويضر بالمعدة، ويسهل الطبيعة، ويدر الطمث، وإذا افترش أو دُخِّن به طرد الهوام، وينفع من الحُميَّات المزمنة، ومن لسع العقارب، وطبيخها يخرج الحَيَّات وحب القَرَع من البطن، ويذكي الذهن، وينفع من النِّسيان واليرَقان الأسود. «ج» هو ضرب من الشيح، ويسمى فُوليون، وهي الكبيرة، والصغيرة الجبلية أحدّ وأمر، ثقيل الرائحة مع بعض طيب، وهي تذكِّي، وتنفع من النِّسيان، ويشرب منها وزن درهم. وهي مع وزنها من العسل تُحِدُّ البصر، وتجلو ظلمتَه، وبدلها في إخراج الدود، وإدرار الحيض: قشور عيدان الرُّمان الرطب، وقشور عيدان السَّليخة. «ف» حارة يابسة في الثانية. ينفع من اليرقان الأسود، ويدر البول والطمث. الشربة منه: درهم. «ز» بدل الجَعْدة في إخراج الدود وإنزال الحيض والبول: عيدان الرمان الرطب، وثلثا وزنه قشور عيدان السليخة.(1/86)
* جَفْت أَفريد: «ع» هذا الدواء يعرف بالشام والمشرق عند الخاصة والعامة بِخُصي الثعلب، وخصي الثعلب في الحقيقة غيره، وقال: هو شيء صَنَوْبَريّ الشكل، شبيه اللوز، في رأسه كالشوكتين، وربما انشق وانفتح. وهو يزيد في الباه. وقال: نبات مستأنف كل عام، طول ساقه قدر شبر، له غُلُف صنوبرية الشكل، كالإهليلج الأصفر، وداخلها حُجُب على الطول، مملوءة بِزرًا يشبه الحُلْبة، حار رطب، وقيل هو حار في الثانية، يابس في الأولى. إذا طبخ منه مقدار أوقية في لحم الحَوْلي، وأكله المستسقي، وشرب مرقه سبعة أيام متوالية، أذهب الاستسقاء. وإذا رُبِّب وهو غضٌّ زاد في الباه.
* جَفْت البَلُّوط: هو الغشاء المستبطن لقشر ثمرة البلوط، ملفوفًا على نفس جرم البلُّوطة، وقد ذكر مع البلوط.(1/87)
* جُلِّنار: «ع» معناه بالفارسية وَرد الرمان، وهو الرمان الذكر، وهو زهر الرمان البريّ، كما أن ورد الرمان زهرة الرمان البستانيّ، فطعم الجلنار طعم قويّ القبض، وهو بارد يابس في الدرجة الثانية، وهو نافع من اختلاف الأغراس شربًا، وإن وضع منه شيء على موضع قد انسحَج أدمله سريعًا، وفي مداواة نفث الدم وقرحة الأمعاء والإسهال، والنساء اللاتي يتحلب إلى أرحامهن شيء يخرج بالنزف، والأطباء كثيرًا ما يستعملونه في المداواة، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع اللثة الدامية. وهو يقطع الإسهال الصفراويّ، والذي يكون عن رطوبة في المعدة والأمعاء، ويقطع انبعاث الدم، وإذا ضمدت به الأعضاء التي تنصب إليه المواد قواها، وعصارته قوية في ذلك، وقد يستخرج طبيخه في المَاء حتى يغلظ ويعقد، والمأخوذ منه للإسهال ولنزف الدم. من درهم ونصف إلى درهمين، ويتمادى عليه، وبدله إذا عدم: وزنه من قشر الرمان. «ج» يسمى ثمرة الشوك المصريّ، وهو زهر رمان، فارسيّ معرب، ويكون أحمر، ومورّدًا وأبيض، وعصارته كعصارة لحية التيس. وهو بارد في الأولى، يابس في الثانية، يحبس السَّيَلان، ويدمل الجراحات العفِنْة، وينفع الفَتْق، ويقوي الأسنان المتحركة، ويلزق الجراحات بحرارتها. وقدر ما يؤخذ منه إلى درهمين، وبدله في أفعاله: أقماع الرمان، وجفت البلوط. «ف» زهر زمان، وهو صنفان: بريّ وبستاني، يعقِل الإسهال، وينفع قروح الأمعاء. الشربة درهمان.(1/88)
* جُلُبَّان: «ع» وهو من القَطانيّ المأكولة، وله قضبان مربعة، ينبسط على الأرض، وله ورق على الطول، ملتوية على القصَب، وله نوار إلى الحمرة، تخلفه مزاود فيها حب مُدَوَّر إلى البياض، وليس صحيح التدوير، حلو يؤكل نيّئًا في الربيع، ثم يجفف فيطبخ، وهو حب كثير الرِّياح، وإذا حمل من خارج شَدَّ وقوَّي ونفع من الشدخ والوثى، ولا سيما إن عجن ببعض المياه القابضة، وإذا شرب طبيخه بعسل أحدر الأخلاط الرديئة من الأمعاء، ويُدِر الطَّمْث، ويحلل ويلين فضول الصدر، وهو بارد يابس، قليل الغذاء، رديء الدم، مولد للسوداء، مضرّ بالعصب، وأظنه بلغة اليمن هو الذي يسمى العتر، ومنه صنف كبر لا يؤكل إلا مطبوخًا، ويسمى البِسلَّة، وورقه أكبَر من ورق الصنف الأول، يتعلق بالكرَمْ، ويلتف بما قرب منها من النبات، وإذا أُكل حبُّه ولد اللبن، وهو رديء الكيموس، يولد دمًا غليظًا، ورياحًا نافخة، وهو من أغذية الأَكَرة والفلاحين.(1/89)
* جُلُود: «ع» جلد الكَبش إن أخذ من ساعته حين ينسلخ، فيوضع على موضع الضرب ممن يجلد، نفعه من كل شيء. حتى يبرئ الضرب في يوم وليلة، والجلد العتيق من الخُف إذا أحرق نفع من السحْج العارض للرجل من الخف، إذا لم يكن مع السحج دم، ويشفي الجراحات في الفخذين. وجلد القنفذ البريّ إذا أحرق وخلط بزفت، ولطخ به داء الثعلب ونفعه. وقال: خير الجلود جلود الرضَّع لرطوبتها، وغذاؤه قليل لزج، وتقارب في أحوالها الأكارع. ونُحاتة جلود المَاعز إذا جعل على سيَلان الدم حبسه، وجلد الشاة ساعة يسلخ صالح للقروح الخبيثة والحِكة والجرب، والجلدة الداخلة في قوانص الطير وحواصلها، لا سيما الديوك، إذا جففت وسُحقت وشرب بطلاء، نفعت من وجع المعدة وقيل إنّ سَلخ المَاعز حارًّا إذا وضُع على نَهْش الأفاعي جذب السَّم. «ج» الجلد قريب من الأكارع؛ وهو معتدل في الكيفيات الأربع. وقيل إنه بارد يابس، غذاؤه قليل. «ف» معروف يختلف بحسب مزاجات الحيوانات، وهو بارد يابس. ورماد جلود البغال ينفع من حرق النار والجرب محرقة، وجلد ابن آوى حار يابس في الرابعة، ينفع من السَّدَر والخَدَر والسُّبات والسكُتة والدُّوار والصَّرْع والشقيقة ونزول المَاء في العين، والانتشار والبرد، وجميع أوجاع الرأس من البرد، إذا خلط بعسل وبِزْر الكَرَفْس وبِزْر الرازيانَج وأنِيسون، أجزاء سواء، واستعمل ذلك ثلاثة أيام في الشهر. الشربة: ثلاثة دراهم.
* جلْجُلان: «ع» هو السِّمسم، وهو صنفان: أبيض وأسود، وتسمي العرب دهنه السَّليط، وسيأتي ذكره في حرف السين.
* جِلَّوز: هو البُنْدق، وقد ذكر في الباء.
* جُلّ: «ع،ج» هو الورد بالفارسيّ، وسيذكر في حرف الواو.(1/90)
* جُلاَّب: «ج» هو معتدل، ويميل إلى برد ورطوبة. وقيل إنه بارد رطب، يحفظ الصحة، وينفع من الخُمار، ويطفئ حرارة المعدة ويقويها، ويسكن حدّة الحمى والعطش، وهو يضر بالذَّرَب والزَّلق والسَّحْج، ويصلحه شراب التفاح، وأجوده النضيج المعتدل، المتخذ بماء الورد. وصنعته على ضروب: منها أن يلقى على كَيْل من السكر الطَّبَرْزَذ المسحوق، ثلاثة أكيال ماء الورد العرق، ويغلى، وتؤخذ رغوته، ويرفع. ومنها أن يكون المَاورد والمَاء نصفين. ومنها أن يكون المَاء كيلين، ومن ماء الورد كيل واحد، ومنها أن يؤخذ خمسة أمنان سكرًا، وخمسة أرطال ماء، ويطبخ بنار هادئة، وتنزع رغوته، ويلقى عليه رطلان من ماء الورد العرق، ويطبخ حتى يثخن، ويبرد ويرفع.
* جَلَنْجَبين: «ع» هو الورد المرَبى بالعسل وبالسكر. «ج» السكريّ ينفع من البلاغم، ويقوي المعدة، ويعين على الهضم، وأجوده ما اتخذ من ورد أحمر. والعسلي ينفع من برد المعدة، والاستسقاء، وبرد الكبد، وسوء الهضم من برودة. وصنعته ووزنه: كالسكري وأوزانه. «ع» لم يذكر منافعه.
* جُمَّار: هو لُبّ النخلة، وهو قلب النخلة، يقال بضم القاف وفتحها، وإذا طبخ وأكل عمل ما يعمله الكُفُري، وقوة الجمار في البرودة من آخر الدرجة الأولى، وفي اليبوسة من وسطها، عاقل للطبيعة، نافع من المِرَّة الصفراء، والحرارة والدم الحريف. بطيء الهضم في المعدة، يغذو البدن غذاءً يسيرًا، فإن أكثر منه فليشرب بعده العسل المطبوخ، وهو يختم القروح، وينفع من نفث الدم، واختلاف الأغراس، واستطلاق البطن، ملائم لقيء المرة الصفراء، يسكن ثائرة الدم، ويدفع ضرر ما يتولد عنه في المعدة من النفخ، وبطء النزول، بالزنجبيل المرَبَّى، والجَوارِشنات الحادة، وهو ينفع من خشونة الحلق، وهو نافع للسع الزُّنبور ضمادًا. « ج، ف » مثله.(1/91)
* جَمْشَفَرَم: قيل معناه ريحان سليمان بالفارسية، وقوته شبيهة بقوة الشيح مع عنب الثعلب، وهو مفتِّح، مسكن للنفخ والرياح خاصة، ويحلل الرطوبات اللَّزِجة في المعدة، وينفع مِعَد الصبيان، وهو نافع لرياح الأرحام. «ج» مثله.
* جُمهوريّ: «ع» قال بعض أطبائنا: الجُمهوريّ ما بقي نصفه من عصير العنب بعد طبخه، والمثلث ما بقي ثلثه، والمَيْبَخْتَج ما بقي ربعه.
* جمل: «ع» لا يصلح أن يؤكل منها إلا ما كان فتيًا أعرابيًا، أحمر أو أشقر راعيًا، ولايُتَعَرَّض للبُخْتِيَّ ولا للمعلوفة المحبوسة. وتؤكل قَلِيَّة يابسة بالزيت الرِّكابي، والفلفل، والكراويا اليابسة، والكمون. ويطبخ بالمَاء والملح، ويأكل برَغوة الخردل، ويُشرب بعده وبعد كلّ طعام غليظ، الشراب العتيق الصافي، وهو يزيد في شهوة الطعام، وينفع من رداءة الإنعاظ بطبعه، وهو يولد دمًا سوداويًا عسر الهضم، وهو مسخِّن مُلْهِب، يصْلُح أن يأخذ منه من يعتريه الرياح والأمراض الباردة في آخرها، كحمى الرِّبع، ووجع الورك، وعرق النَّسا، إذا كانت مُزْمنة، وليؤْخذ من غير أن يُصنْع بخلّ، فأما غيرهم فليطبخه بخلّ، ليكبر حرارته، ويلطِّفه، ويهرئه، ويسرع إخراجه. وقال: حُراقة لحمه تنفع القوباء طِلاء. وقال: رئة الجمل دواء للكَلف مجرب، إذا ضُمد بها حارة. ومخ ساق الجمل إذا أخذته المرأة بقطنة أو صوفة، واحتملته بعد الطهر ثلاثة أيام، ثم جُومعت، أعانها على الحَبَل. وبعره إذا جفِّف وسُحِق ونُفِخَ في الأذن، قطع الرُّعاف، وهو شديد النفع من الخشَمَ، يفتح سُدَدَ المصفاة بقوة شديدة، وفؤاده إذا ربط في كمّ العاشق أزال عشقه.(1/92)
* جُميز: شجرة شبيهة بالتين، لها لبن كثير جدًّا، وورقها يشبه ورق التوت، ويثمر في السنة ثلاث أو أربع مرّات، وتخرج ثمرته من سُوقه، وهي ثمرة تشبه التين البريّ، وهو أحلى من التين الفِجّ، وليس بزره في عظم بزر التين، وليس ينضَج دون أن يُشْرط بمخلب من حديد. وهو مسهل للبطن، قليل الغذاء، رديء للمعدة، وفي قوته فضل رطوبة وبرودة، كما في التوت، فيوضع ما بين طبيعة التين والتوت. «ج» حاد فيه قوة جاذبة من العمق، وتحليل لما جذب، نافع من الأورام العسرة، والتحليل، والخنازير، ويلصق الجراحات، وكذلك طبيخه، وينفع النزف، وعصارة ورقه تقلع آثار الوشْم، وتنضج الدماميل، وتنفع من النُّهوش أكلاً وضِمادًا، رديء للمعدة، قليل الغذاء.(1/93)
* جُندَ بادَستر: «ع» حيوان يصلح أن يحيا فى المَاء وخارج المَاء، وأكثر ذلك يكون فى المَاء، ويغتذى فيه بالسمك والسراطين، وخصاه هو الجندبادَستر، وأكثر ما يكون مع الحيتان والتماسيح، وخصاه ينفع من نهش الهوام، ويَهيج العُطاس،ويصلح لأشياء كثيرة، وإذا شرب منه مثقالان مع فُوتَنج برِّيّ أدرَّ الطَّمْث، وأخرج الجنين والمَشيمة، ويشرب بالخل للنفخ والمغَص، والفُوَاق والأدوية القتالة، وإذا خُلط بدهن ورد وخلّ، ومُسح به أو شَمَّ نبه من به آثار غَشْي، وأي سُبات كان، وإذا بُخِّر به فعل ذلك، وإذا شُرِب أو تُمُسَّح به وافق الارتعاش والتشنُّج، وجميع أوجاع الأعصاب. وبالجملة قوته مسخنة، واختر منه المزدوجة، فإنه محال أن توجد المعمولات من مثانتين مزدوجة في حجاب واحد، التي داخلها شبيه بالدم، كريه الرائحة، زَهِم حارّ لذَّاع هيِّن الانفراك، وقد يُغَش بآشق أو بصمغ معجونًا بدم وجُندبادَستر، ويصيرونه في مَثانات، ويجففونه. وباطل ما يقال إن هذا الحيوان إذا لُحِق وطُلب يقلع خُصاه ويطرحها، لأنه محال أن يصل إليها. وهو دواء محمود، يسخن ويجفِّف. وهو لطيف لطافة بليغة، وهو أقوى الأدوية التي تسخن وتجفف. وإذا احْتَبَس الطَّمْث فتستفرغ المرأة استفراغًا معتدلاً، وتسقى الجندبادستر مع الفُوتَنج البريّ، فإنه يُدرِ الطمث من غير أن يضر المرأة شيء، وهو يسخن الأعضاء الباردة. وإذا شُرِب منه قدر الحِمَّصة نفع من نُتوء الرحم، ويردُّ فمها، ومن عَض السباع، وينفع من الرياح الباردة في الرحم، إذا احتُمل به بصوفة، وحرارته ويبوسته في الدرجة الثالثة، وإذا طُلي به داخل المنخِرين نفع من شَنَج الصبيان، المعروف بأم الصبيان. وإن شرب كان ترياقًا للسموم الباردة، حيوانية أو نباتية. وقال آخر: إن شرب إنسان من جندبادستر الذي إلى السواد وزن درهم، هلك بعد يوم، ويعرض لمن أكثر منه أعراض الحار، وربما قتل سريعًا، ويَعرض منه غَمٌّ على القلب، وجفاف في(1/94)
الفم، وبْثر في اللسان، فإن لم يُتدارك بالعِلاج هلك من يومه. ومداواة من سُقِي منه فأضرَّ به الشِّبْت والفُوتَنج والسِّبِسْتان والعسَل، ثم يعطى حُمَّاض الأُتُرَجِّ، فإنه بادزهره، وبدل الجندبادستر إذا عُدم: وزنه من المِسك، وقوتهما متقاربة في التلطيف والترقيق، وكل واحد منهما يصلح أن يكون بدلاً من الآخر، إلاَّ في الطِّيب، فليس يدخل الجندبادستر. «ج» مثله. وهو كمرارتي مَعْز مجففتين، ينكسر بأدنى مس. «ف» جيده ما كان خُصْيتين ملتصقتين. وهو حار في الرابعة، يابس في الثانية، ينفع من التشنُّج الرطب، والخَدَر والسَّدَر والفالِج، ويورث الدوَران في الرأس. قال: الشربة مقدار الحاجة. وأظنه غلط في ذلك.(1/95)
* جنْطيانا: «ع» هو صنفان: صنف يَنْبت في الجِبال في المواضع الندية، الباردة الثلجية، وهو الروميّ، وصنف يسمى الجُرْمَقاني، وعروقه سُود، فيه شيء من مرارة، وينبت في المواضع الندية، وقوة أصله قابضة مسخنة، إذا سُقِي منها مقدار درهمين مع فلفل وسذاب وشراب، نفع من نهش الهوام؛ وإذا شرب مع عصارته مقدار درهمين بماء، وافق وجع الجنب، والسقطة، ووهْن العَضَل، وأطرافِها، والتواء العصب، ووجع الكبد، ووجع المعدة. وإذا احتمل قدر حبة من الأصل، أخرج الجنين، وقوة الجنطيانا من الحرارة واليُبوسة في الدرجة الثالثة، وهو جيد للسع العقارب، والكبد الباردة والطحال الغليظة، وهو من كبار الأدوية التي تقع في الترياق، والأدوية الكبار المعجونة لدفع السموم، وخاصته النفع من عضة الكلْب الكَلِب، ومقاومة السموم القاتلة المشروبة، ونهش الأفاعي والحيات والعقارب والسباع ذوات السموم، والكَلِبة منها، ويدر البول، وينزل الحيضة إذا شرب منه مدقوقًا نصف مثقال، معجونًا بعسل، وشرب بالمَاء الفاتر. وبدله في إذابته الورم الصلب في الكبد والطحال. وزنه ونصف وزنه من الأسارون. «ج» ورقه الذى يلي أصله يشبه ورق الجوز، وورق لسان الحمل، وثمرته في أقماعه، وأصله متطاول شبيه بأصل الزراوند، وفيه قبض، أصله وعصارته يجلوان البهق، وينفع من سقط من موضع عالٍ، ويدر الحيض. وإذا احتمل أشيافه أسقط الأجنة، ويقوم مقامه مثله مرة ونصفًا أسارون، ونصف وزنه قشور أصل الكَبرَ «ف» نبات أحمر اللون، مجوف الساق، ينبت في الجبال، أجوده الروميّ، وهو أشد حمرة وأصلب. ينفع من سُدَد الكبد والطحال، والتواء الأعصاب، ويزيد في المنيّ، وينفع من عرق النَّسا، وأوجاع الوركين، والأمراض السوداوية. الشربة منه: نصف درهم.
* جَنْبَذ الرُّمان: «ع» هو زهر الرمان البستانيّ، وقيل هو عَقْد الرمان، ويطلع في آخر الربيع، ولم يذكر فيه شيئًا، وأظنه في قوة الجلَّنار الذي تقدم ذكره.(1/96)
* جَوْز: «ع» هذه الشجرة في ورقها وأطرافها شيء من القبض وهو في القشر الخارج من قشور الجوز إذا كان طريًا أبين. ويعتصر هذا وتطبخ عصارته مع العسل، فيتخذ منه دواء نافع جدًّا من الأدواء الحادثة في الفم والحنجرة، كعصارة التوت. وأما الجوز نفسه فهو دُهنيّ لطيف، تسرع إليه الاستحالة إلى المرارة، وخاصة ما عُتق منه، وقد يستخرج دهنه إذا عتق، فينفع الغَرْب، وهو الناصور الذي يكون في أماقي العين، ويستعمل في الجراحات الواقعة في العصب. فأما الجوز الطريّ الذي لم يستحكم بعد ولم يجفّ، فالحال فيه مثل الحال في الثمار الطرية كلها مملوءة رطوبة، وقشور الجوز اليابس إذا حرق صار دواء لطيفًا يجفف من غير أن يلذع. والجوز عسر الهضم، رديء للمعدة، مصدّع، ضار لمن به سُعال، وإن أكل على الريق هون القيء، وإن أخذ مع التين اليابس والسذاب قبل أن يأخذ الأدوية القتالة كان بادزهر لها، وإن أخذ بعدها فعل ذلك، والإكثار من ذلك يخرج حبّ القَرَع، وإن خلط بشيء من عسل وسذاب وضُمد به الثِدي الوارمة، نفعها. والجوز حار في وسط الدرجة الثانية، ورطوبته رطوبة فَضْلية، اكتسبها من المَاء عن عرضية لا طبيعية. وينسب إلى اليبس، والرطب منه أقل حرارة، وأكثر رطوبة، وهو ينفع من الكَلَف وتشنج الوجه، والمرَبى بالعسل يسخن الكُلَى جدًّا، ويطلق البطن، جيد للمعدة الباردة، فإذا مُضِغ لب الجوز على الريق، وعمل على قوباء الأطفال، نفع منها. والجوز شديد الحرارة والإسخان، يبثر الفم، ويورم اللوزتين، إن أكثر منه، وأعتقه أردؤه، وأصلحه أن يمتص بعده رمانًا حامضًا، وإن قلي ونزعت قشرته كان أصلح. وبدله: وزنه من الحبة الخضراء. وبدل دهنه: دهن السذاب. «ج» إذا أحرق الجوز بقشره سوّد الشعر، وأكله يضر بالمحرورين، والعتيق لا يصلح أكله، وربما عرض لآكله غَثَيان وكرب، مثل ما يعرض من العُنصل. «ف» أجوده الكبار الطريُّ الدسم، وهو حار في الثانية، يابس في الأولى، يسكن المغص،(1/97)
والمرَبى نافع للكلية الباردة. الشربة منه: بقدر المزاج.
* جَوزبُوَا: هو جوز الطيب، هو جوز في قدر العَفْص، سهل الكسر، رقيق القشر، طيب الرائحة، وقوته في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثاني، حابس للطبيعة، مطيب للنكْهة والمَعِدة، نافع من ضعف الكبد والمعدة، وخصوصًا فمها، هاضم للطعام، نافع للطحال، يؤتى به من بلاد الهند، وأجوده أشده حمرة، وأدسمه أرزنه، وأدناه أشده سوادًا، وأخفه وأيبسه. وهو مُذْهب للبَخَر، وينفع من النَّمَش والكَلَف والحِكة، وينفع الرياح، ويلين ورم الكبد الجاسي، وينفع من السل، ويقوي البصر، وينفع من عسر البول. وإذا وضع في الأدهان نفع من الأوجاع، وكذلك إذا وقع في الفَرْزَجات، ويمنع القيء. وبالجملة فهو نافع للمرطوبين المبرودين. ويحسن النَّكْهة المتغيرة عن أخلاط عفنة في المعدة، وينفع من الاستسقاء اللحمي. وبدله: وزنه من البَسْباسة. وقال: بدله: وزنه من السُّنْبُل الهندي. «ج» مثله، وهو حار يابس في الثالثة. وقدر ما يؤخذ إلى درهمين. وبدله: مثله مرة ونصف من سنبل الطيب، وهو يضر بالرئة، ويصلحه العسل. «ف» يقوي الكبد والمعدة، ويطيب النَّكْهة، ويعقل الطبيعة، ويذهب بالحَزاز والقَمْل والأتربة طِلاء، ويقتل الديدان وحبَّ القَرَع، إذا شرب مع الترمس. الشربة منه: درهمان ونصف.(1/98)
* جوز ماثِل: «ع» ويقال: جوز ماثِم، وجَوز ماثا، وهو ثمرة شجرة تشبه جَوزَ القَيْء، وحبه يشبه اللقاح، خشن، وطعمه عذب دسم، وقوته من البرودة في الدرجة الرابعة، وإن سُقِي منه قيراط في النبيذ أسكر سكرًا شديدًا، وإن سُقِي منه مثقال قتل من حينه. «ج» هو مُخَدِّر، ويُنَوِّم. وهو في الدرجة الرابعة، رطب، ينفع من الحرارة المفرطة الملتهبة، إذا أخذ منه وزن قيراط، وهو رديء للدماغ، يسكر منه دانق، ودرهم منه يقتل ليومه، ويداوى بالقيء بماء قد أغلي فيه نطرون مع دهن، ثم يسقى اللبن الحليب وخل قد طبخ فيه صَعْتَر وأَنجُذان وفُوتَنْج جبلي. «ف» يورث النوم، والإكثار منه يضني، وهو عدو للقمل.والشربة منه: دانق.
* جوز القيء: «ع» ثمرة شجرة يكون نباته باليمن، وقدره على قدر البندق، وأعظم منه قليلاً، في جوفه ست حجب، بين الحجاب والحجاب خشنة، شبيهة بحب الصنوبرة الكبيرة، وفيها بعض النَّتْن، إذا شرب منه وزن درهم كيلاً، بوزن مثقال من الأنيسون المسحوق، أو برز الرازيانج، وعجن بكفايته من العسل، وشرب منه بماء حار، هيج القيء، وقيأ فضولاً مرية وبلغمية، ويسهل أيضًا من أسفل على قدر القوة والفضل، ويهيج ويقيء بقوة شديدة، ويقيء مفردًا أو مؤلفًا بشيء من ملح العجين، فإن الملح يعين على القيء ويهيجه، ويكون مقدار وزنه درهمين؛ وهو حار يابس في الثانية، يقي الرطوبة والبلغم، وينفع من الفالج واللقوة. وبدله إذا عدم: بُوْرَق وخردل. «ج» مثله. وهو يشبه الخَرْبَق الأبيض.(1/99)
* جوز السَّرْو: «ع» في سرو، فقال: هذا وقضبانه وجوزه ما دامت طرية لينة تدمل الجراحات الكبار الحادثة في الأجسام الصلبة، وطعم جملة هذه الشجرة فيه حدة وحرافة يسيرة، ومرارة كبيرة جدًّا، وعُفوصة أشد وأقوى كثيرًا من المرارة، فهي لذلك تقيء ما كان محتقنًا في العُمق من العلل المترهلة المتعفنة، وتذهبه، وينفع أصحاب الفتق، ويخلط مع دقيق الشعير للحمرة والنملة. وعلك السرو في طعمه حدة وحرافة، وجوز السرو إذا دق وهو رطب وشرب بخمر، نفع نفث الدم، وقرحة الأمعاء، والبطن الذي يسيل إليه الفضول، وعُسْر النفَس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب، والسعال، وطبيخ جوز السرو أيضًا إذا أخذ طريًا بتين، لين الصلابة، وأبرأ اللحم النابت في الأنف من باطنه. وورق السرو يفعل ما يفعله جوزه. «ج» بارد يابس قابض. وقيل إنه حار. يضمد به الفتق مع الغرا والإشراس، ويقطع الدم، ويقوي الأعصاب، وإذا جلست المرأة الباردة الرحم في طبيخها نفعها، وينفع مع الشراب لعسر النفَس، والسعال المزمن، والبلغم، والنسيان. وقدر ما يؤخذ منه: نصف درهم. وكذلك لبرودة السفل. بدله: نصف وزنه قشور الرمان، ونصف وزنه أنزروت أحمر. «ف» هو ثمرة شجرة السرو البستاني، وهو معروف، أجوده الرزين منه، وهو حار يابس في الثالثة، ينفع من المرة السوداء، والبلغم الغليظ، وينفع من الصداع البارد، إذا استعمل ضمادًا مع العسل والماورد، وطلي به الرأس، ويقوي الكبد والمعدة والطحال والأمعاء، وينفع الشقيقة، ويذكي الذهن، ويطيب النكهة. والشربة منه: نصف مثقال.
* جوز هندي: «ع» هو النارَجيل. وسنذكره في حرف النون، إن شاء الله تعالى.(1/100)
* جوز جُندم: «ع» الجيم مضمومة، والدال مهملة. وهي كلمة فارسية. ويقال جوز كُندم، ويقال له شحم الأرض، ويقال له خرء الحمام، وهو تربة العسل، وهي تربة محببة، مثل الحمَّص، بيضاء إلى صفرة، يريب بها العسل، حتى يصير من أوقية رطل، وهي تُغْثِي وتقيء إذا شربت وحدها، وهو حار رطب، يزيد في المنيّ، ويسمن، ويمنع شهوة الطين أكلاً، مهيج للباءة، وفيه قوة تبرئ من القوباء، وتطفئ الحرارة، وتقطع الدم والنزف. «ج» مثله.
حرف الحاء(1/101)
* حاشا: «ع» يعرف بصعتر الحمير، وينبت كثيرًا بأرض البيت المُقَدَّس وما والاها، وجلّ الناس يعرفونه، وهو يقطع ويسخِّن إسخانًا بينًا، فهو لذلك يُدر الطمث والبول، ويخرج الأجنة، ويفتح سُدَد الأحشاء، وينفع النفث من الصدر ومن الرئة، فيوضع من الإسخان والتجفيف في الدرجة الثالثة، وإذا شرب بالملح والخل أسهل بلغمًا، وإذا استعمل طبيخه بالعسل، نفع من عسر النفَس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب، ومن الريق، وأخرج الدود الطوال من البطن، وأدرّ الطمث، وأخرج المَشِيمة، وإذا أكل نفع من ضعف البصر، وقد يصلح استعماله في وقت الصحة وينقي الكبد والمعدة، وإذا سحق وعجن بالمَاء والعسل، وشرب منه مقدار مثقالين، نفع من القُولَنْج، وحلل الفضول، وقوى الكُلَى، وهيج الجماع؛ وينفع من وجع الفم والحلق. ومما ينفع منه الأفتيمون، غير أنه دونه، وفُقَّاحه يسهل المِرة السوداء، إذا خلط مع الملح. والشربة من فُقاحه: مثقالان مع ماء وخل. والحاشا والصعتر يذهبان الظلمة التي في البصر، ويلطفان البلغم. والحاشا أقوى من الصعتر في ذلك. «ج» يسمى المأمون. وهو حشيشة لها زهر أبيض إلى الحمرة، وقُضُب دِقاق تشبه قُضُب الإذخر، وزهره مستدير، وورقه صِغار دِقاق، وهو حار يابس إلى الثالثة، أو فيها، محلل مقطع حتى الدم المنعقد، يخلط مع الطعام، فيحفظ قوة البصر، ويدر البول والحيض ولو طُلِيَ على القَطَن. وقدر ما يستعمل منه درهمان. «ف» ينِّقي المعدة والكبد، ويدر البول والطمث، وهو يضر بالرئة، ويدفع ضرره النَّعْنَع. الشربة منه: درهمان: «ز» بدله: صعت جبلي بالسواء، وقيل بدله أفتيمون إقريطيّ. وقال «ابن الجزَّار» مثله.
* حافر: «ع» حافر الحمار: يذكر في حرف الحاء، إن شاء الله .
* حافر البِرْذَون: محرق: ينفع من الصرع، وينفع إذا خلط بالزيت، وطُلِي به داء الثعلب والخنازير.(1/102)
* حب الزَّلمَ: «ع» هو حبٌّ دسم مُفَرْطَح، أكبر من الحِمَّص قليلاً، أصفر الظاهر، أبيض الباطن، طيب الطعم، لذيذ المذاق، يجلب من بلاد البَرْبَر، ويسمى فُلْفُل السودان عندنا، وفلفل السودان غيره، ويسمى حب عزيز، وهو حار في الثانية، رطب في الأولى، ويزيد في المني زيادة صالحة، وإذا مضغ ووضع على الكَلَف في الوجه أذهبه. وبدله: شقاقُل. «ج» مثله. «ف» أجوده الحديث الأبيض الطيب الطعم. يزيد في المني، ويقوي الإنعاظ، ويكثر اللبن، ويولد شهوة المباضعة، ويقوي الظهر، وينفع من أوجاع الكلية الباردة، ويقويها، ويَذْهَب بأوجاع الوركين والفخذين إذا أدمن أكله مع العسل المَاذْيّ والفانيذ، وينفع الأحشاء الباردة. الشربة منه: درهمان.
* حب السُّمْنة: «ع» حب شجرة تنبت في القِفار، على قدر الذراع، وورقها أبيض، ليس بشديد البياض، تحمل ثمرة على قدر الفلفل، لها لبن، وتحتها دهن. وهو حار رطب في الأولى، وفيه دهنية كثيرة، فهو بطيء في المعدة، وإذا انهضم كثر غذاؤه، وزاد في الباءة، وقدر ما يؤخذ منه إلى عشرة دراهم، ويُمرس بالمَاء، ويُصَفَّى ويُلقى عليه يسير سكر دقيق، ودهن لوز حلو، وشَيرَج طريّ، ويشرب بعد طبخه، فإنه ينفع الأبدان القضيفة من البرد واليبس. ويسمى شَهدانَج البر. وقوة لُب حب القُرْطم، يسهل إسهالاً برفق، وإذا سقي من عصير ورق شجرة قدر نصف رطل، حل الطبيعة اليابسة، وأسهل البلغم والمِرَّة الصفراء منها. «ج» مثله. وقال: هو يضر بالرئة، ويصلحه السكر. «ف» هو حب كالفُلْفُل، دهنيّ سهل الانكسار، أجوده الدسم الرزين، حار في الثالثة، رطب، يهيج الباءة، ويزيد في المنيّ. الشربة منه: ثلاثة دراهم.
* حَبّ الرأس: «ع» هو زبيب الجبل. ويذكر في حرف الزاي، ويسمى المِيُويزَج.
* حَبَّ اللهو: «ع» هو حب الكاكَنْج، وسيذكر مع عنب الثعلب، في حرف العين.
* حبة خَضْراء: «ع» هي ثمرة البُطْم، وقد ذكر مع البطم في حرف الباء.(1/103)
* حَبَّة حُلْوة: «ع» هو الأنيسون. وقد ذكر في حرف الألف.
* حَبّة الأثْل: «ع» هو الكَزْمازِك والكزمازِق. وقد ذكر في أثل، في حرف الألف.
* حَبة سوداء: «ع» يقال على الشَّوْنيز. وسيأتي ذكره في حرف الشين، إن شاء الله تعالى. ويقال على التَّشميزَج والبَشْمة، وقد ذكر.
* حَبُّ الملوك: «ع» يقال على الماهودانة. وسيذكر في حرف الميم إن شاء الله. وأما أهل المغرب والأندلس، فيوقعون هذا الاسم على القراصِيا البعَلْبَكِّي، ويوقعونه على حب الصَّنَوْبر الكِبار. وسيُذكر كل واحد منهما في موضعه إن شاء الله.
* حَبّ الفَقْد: «ع» بالعربية ثمرة البَنْجَنْكُشت بالفارسية، ويسمَّى حب الفقد، لأنه يفقد النسل فيما زعموا، وقد ذكر البنجنكشت في حرف الباء.
* حَبّ العروس: هو حب الكَبابة. وسيذكر في حرف الكاف، إن شاء الله تعالى.
* حَبّ الرَّشاد: «ع» هو الحُرْف. وسيذكر في حرف الحاء، إن شاء الله تعالى.
* حَبّ القِلْقِل: «ع» يذكر في قِلْقِل في حرف القاف، إن شاء الله تعالى.(1/104)
* حَبّ النِّيل: «ج» وهو القُرْطُم الهندي، وهو حار يابس في الدرجة الثانية، وقيل في الثالثة، وقيل بارد، وهو نافع من البرص والبهق الأبيض، ويسهل الأخلاط الغليظة، والسوداء، والبلغم، والديدان، وحب القرَع. وشَرْبته: ما بين دانق ونصف إلى نصف درهم، وهو مكرب مُغْث، فينبغي أن يلتّ بدهن اللوز، ويخلط مع الإهليلج. وبدله في الإسهال والنفع من السوداء: وزنه شحم الحنظل، مع سدس وزنه حجر إرمني. «ف» هو حب أسود اللون غير مدوَّر، بريّ وبستانيّ، أجوده الحديث المكتنز، وهو حابس في الأولى، يسهل البلغم اللَّزِج، والسوداء، والديدان، وإكثاره يضعف القلب، ويدفع ضرره العود الهنديّ، والسُّنبل. والشربة منه: درهم ونصف. ويقوى إسهاله إذا وقع مع الكثيرا. «ع» خاصيته إسهال البلغم، والتنقية، وإصلاحه تجويد سحقه، ولته بدهن اللوز الحلو، والمختار ما كان حديثًا رزينًا. والشربة منه: ما بين عشرة قراريط إلى ثمانية، وربما أصاب من شربه السُّبات، وأحدث كربًا وغمًا وقبضًا على فم المعدة، ومغصًا شديدًا، وشربته مع غيره من الأدوية نصف درهم. وينبغي أن يخلط مع السَّقَمونيا والإهليلج بقدر الحاجة، فإنهما يعينانه على الإسهال.
* حَبّ الفَنَا: «ع» هو حب عِنب الثعلب. وسيذكر في حرف العين، إن شاء الله تعالى.(1/105)
* حَبّ المَنْسِم: «ع» هو حب يشبه القُرْطُم أو حب الفُلْفُل، وفي مقداره، ولونه ما بين الصفرة والحمرة، أملس الظاهر، ذكيّ الرائحة، فيه عطرية تؤدي إلى رائحة الأفاويه، ويدخل في طيب النساء. حار يابس في الثانية، نافع للمعدة الباردة المسترخية، مسخن مقوٍّ لها، معين على الهضم، منشِّف للرطوبات الغالبة على مزاجها. «ج» هو حب في مقدار الفلفل، وفي لونه، إلا أنه سهل الانكسار، وأنه شديد البياض، عَطِر، جيد للمعدة الباردة المسترخية. «ف» مثله. ويقوي المعدة الباردة، ويزيد في شهوة الباءة، إلا أنه يورث ضعف الكبد، فيدفع ضرره بالراوَند الصينيّ والسكر. الشربة منه: درهم ونصف.(1/106)
* حَبّ المَحْلَب: «ع» في مَحْلَب: هو حب مدوَّر، عليه قشرة إلى الحمرة والسواد، تحتها قشرة خشبية صلبة، داخلها صمغة بيضاء عِطرية، فيها شيء من مرارة. وشجره يسمو، وله خشب غليظ. ويستعمل حبّ المحلب في المُسُوحات والنَّقاوات. وقال: هو ضروب: أبيض، وأسود، وأخضر، صغير الحبة، وأكبرها مثل الجُلُبانة، وأجوده أبيضه، وأنقاه وأذكاه رائحة، وأردؤه أسوده، ويستعمل منه قُلوبه دون قشره. وقال: إنه حار لين، نافع لوجع الخاصرة. وإذا شُرِب منه نفع من الغَشْي، وهو من الأدوية النافضة للفضول عن البدن، المسمنة، المخرجة للدود وحب القرع، النافعة من النّقرس. وقال: هو حار في الثانية، يابس في الأولى، مفتت للحصاة الكائنة في الكلى والمثانة، وينزل الحيض، جَلاَّء لطيف، مسكن للأوجاع، جيد لأوجاع الظهر، نافع للغَشْي مشروبًا بماء العسل، وهو نافع للقُولَنْج، ويقلع الكَلَف إذا طلي به، ويُدِرّ البول. «ج» أجوده الرزين. وهو حار يابس، وقيل بارد، يقلع الكَلَف إذا طُلي به، ويدر البول، ويفتح سُدَد الكبد والطحال، ويعين على نفث ما في الصدر والرئة من الرطوبة. «ف» أجوده الأبيض اللؤلؤيّ الصافي. وهو حار يابس في الأولى، ينفع الغِشاء بماء العسل، وينفع القُولَنْج، ويفتت حَصَى الكُلَى، وينفع من الأرياح الباردة شربًا.(1/107)
* حَبّ الغار: «ج» هو حب الدَّهُمَست، وهو كالبُنْدق الصغار، وقشره إلى السواد، رقيق، إذا غمز انقسم عن قسمين صلبيَّين إلى صفرة ما، وفيه يسير عطرية، وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، وإذا شرب مثقالان مع مَيْبَخْتَج نفع من عُسر الولادة، وهو نافع من تقطير البول، ويُحْدِر الحيض، وينفع من لدغ الهوام كلها، وهو رديء للكبد وما يليها. دفع مضرته بالأمبرباريس. وقال: إذا شرب مثقال منه مع شراب أو مَيْبَختج، نفع من عسر الولادة، وقد يتخذ منه لَعوق بالعسل لقُرَح الرئة، ونَفَس الانتصاب. الشربة منه: درهم ونصف... ويقتل الأجنة، ويفتت حصى المثانة، وهو تِرياق للسموم كلها بخاصية.
* حَبُّ الصَّنَوْبَر: «ج» يسمى الكبار منه الجِلِّوز، وحبه أدق من الفُستق، رقيق القشر، هَشُّه، ينكسر عن لُب متطاول أبيض، دُهُنِيّ لذيذ. والكبير منه إلى حرارة ورطوبة. والصغار فهي حب مثلث، أصلب قشرًا، وفيه حرارة وعفوصة، وهو أشبه بالدواء، حار يابس في الدرجة الثانية. هو مُنْضِبح، مسمِّن، محلِّل، ينفع من الاسترخاء وضعف البدن أكلاً، ويجفف الرطوبات الفاسِدة والرديّة، والقيح، ونزف الدّم، ويقوي المعدة، إذا ضمدت به مع الأفسنتين، وأربعة دراهم منه تزيد في المنيّ واللبن، ويدر البول والطمث، وينفع من المَغَص والصرع، ويزيد في شهوة الباءة، ويسمِّن، وينفع من البِرْسام والصِّرْع. الشربة منه: ثلاثة دراهم.
* حُباحِب: «ع» هو حيوان له جناحان كالذباب، يضيء بالليل، كأنه نار. ويقال إنه إذا سُحق بدهن ورد، وقُطر في الأذن، جفف القَيح السائل منها. وقال: هو الدود الذي يضيء بالليل، يجفف في الشمس، في إناء من نحاس، ثم يرمى برأسها، ويسقى منها صاحب الحصاة دودة واحدة، باثني عشرة مثقالاً من نقيع الحِلتيت ثلاثة أيام، فإنه ينتفع به. وقال: هو من نحو الذَّراريح، إلا أنَّه أقوى منها وأحدّ.(1/108)
* حُبْرُج: «ع» هو طائر معروف بالديار المصرية، مشهور بها. لحمه حار، في طبعه غلظ، بطيء الانهضام، يولد المِرَّة السوداء.
* حَبَق المساكين: «ع» هو اللَّبْلاب العريض الورق. المسمى باليونانية قُسِوس. وسيأتي ذكره في حرف القاف، إن شاء الله تعالى.
* حَبَق: هو بالعربية الفودَنج بالفارسيّة، وفيه مشابهة من الريحانة التي تسمّى النَّمَّام، ويكثر على المَاء نباته.
* حَبَق المَاء: «ع» هو الفُودَنْج النهريّ، وهو حَبَق التمساح بالدِّيار المصرية، وأهل الشّام يسمونه نَعْنَع المَاء، وسيذكر الفُودَنج بأنواعه في حرف الفاء.
* حَبَق الفنا: «ع» هو المَرْزَنْجُوش، وسيأتي ذكره في حرف الميم. وغلط من قال: إن حَبَق الفيل المَرْزنجوش. وأظنّه صحفه من حبق الفَنا.
* حَبَق الراعي: هو البَرَنْجاسِف والَبَلَنْجاسف، وبالعربية شُوَيْلاء، وقد ذكر في حرف الباء.
* حَبَق نَبَطِي: «ع» هو ريحان الحَماحِم. وسيذكر فيما بعد.
* حَبَق البقر: «ع» هو البابُونَج. وقد ذكر البابونج.
* حَبَق قَرَنْفُلِيّ: هو الفَرَنْجَمَشْك. وسيذكر في حرف الفاء، إن شاء الله تعالى.
* حَبَق تُرُنْجانيّ: هو الباذَرَنْجُويّه، وقيل: بل نوع من الريحان آخر.
* حَبَق صَعْتَرِي، وحبق كَرْمانِيّ: «ع» هو الشاهِسَفَرَم. وسيذكر في حرف الشين المعجمة.
* حَبَق الشيوخ: «ع» وريحان الشيوخ: هو المُرْ. وسيذكر في حرف الميم.
* حَبَق رَيْحانيّ: «ع» هو الحبق الدقيق الورق.
* حجَر لَبَنِيّ: «ع» وإنما سمي بهذا الاسم، لأنه إذا حُكّ خرج منه شيء شبيه باللبن. وهو رماديّ اللون، حلو الطعم، وإذا اكتحل به وافق سيلان الدم والفضول إلى العين، والقروح العارضة فيها. وينبغي إذا احتيج إلى استعماله أن يُسْحق بالمَاء، ويصيّر عصارته في حُقّ من رَصاص، ويرفع لما فيها من التدبُّق. «ج» قوته قوة الشادَنَج. وحجر آخر يسمى حجر علىّ، يشبهه في جميع حالاته.(1/109)
* حجر مُشَقَّق: «ع» أجوده ما كان مائلاً إلى لون الزعفران، وكان سريع التفتت والتشقق، وقد يشبه الأترنج في تركيب أجزائه، واتصال شظاياه بعضها ببعض. ويعمل عملاً قويًّا إذا عُولج به لانحراف العين ونتوئها، والخشونة العارضة في الجفون. وهو في قوة الشَّادَنَج. ويشبهها في قوته، إلاّ أنّه أضعف منها، وإذا أديف بلبن امرأة ملأ القروح العميقة العارضة في العين. والحجر المعروف بالعسليّ فيه حرارة موجودة، وهو بعيد من قوة الشادَنج.
* حَجر قِبْطيّ: «ع» هو حجر ينحل مع المَاء سريعًا، يوجد بمصر، يستعمل في نضارة الكتان وغسله، وهو مجفف، فيستعمل مع القَيروطيِّ في إدمال الجراحات الحادثة في الأبدان الدَّحضة اللَّحم، ويخلط مع شيافات العين، وبحسب لينه فُضِّل على تلك الحجارة، وليس فيه قوة من القوى الشديدة، لأنّه لا طعم له، فهو ألين للقاء البدن، وأكثر تسكينًا للوجع معًا.
* حَجَر يَهوديّ: «ع» هو في شكله شبيه بالبلُّوط، وإذا أخذ منه مقدار حمصة وحكّ على مسن المَاء كما تحك الشيافة، وشربّه بثلاث قوابوسات ماء حار، نفع من عسر البول، وفتت الحصاة المتولدة في المثانة، وفي حصاة الكلية أقوى. «ج» هو كالجِلَّوز الصغير إلى طول يسير، يقطعها خطوط، ناتئة من طرفها، وخطوط أخرى معارضة لها متوازية، وقد يكون مفرطحًا ومدورًا، ويكون متطاولاً، زيتوني الشكل، ينفع من حصاة الكُلَى بماء حار. والشربة منه: إلى نصف مثقال. وينفع من حصاة المثانة، ومن عسر البول. «ف» زيتونيّ الشكل، مخطط بصَّاص عند الكسر، أجوده النقيّ الكبير، طبعه معتدل، ينفع من عسر البول، ويفتت الحصى في الكلى والمثانة. الشربة: نصف درهم.(1/110)
* حجر الكَلْب: «ع» قال: إن هذا الحجر يذكره أصحاب كتب الخواصّ، وقد جربه في فعله كثير من الناس، فصح له؛ وذلك أنه يوجد في الكلاب صنف إذا رُمِيَ بالأحجار وثب إليها وعضها، وأمسكها بفيه، وللسحرة في هذا الحجر أمر عجيب في التباغض، وهو أن تأخذ سبعة أحجار باسم من يراد تباغضهما، ويقصد إلى كلب، فيرمي بها واحدة واحدة، ويؤخذ من تلك الأحجار اثنتان، فترمى في المَاء الذي يشربون منه، فإنه يقضي عجبًا في التباغض، وقد فعل هذا غير مرّة فصح، وإن طرحت في شراب وقع الشرّ بين من يشربه.
* حجر الإسفَنْج: «ع» الحصاة الموجودة في الإسفنج إذا شربت بالخمر فتت الحصاة المتولّدة في المثانة. وقال: إنها تقصر عن تفتيت حصى المثانة، ولعلّها تفتت حصى الكُلْيتين.
* حجر المِسَنّ: «ج» حُكاكته تُجعل على الثّدي والخُصْية لئلا تعظم، وتنفع من أورام الثدي الحارّة.
* حَجَر إقريطس: «ج» إذا اكتحل به حلل المِدَّة الكائنة في العين.
* حَجَر القَيْشور: «ج» هو الذي يحك به الورق، لتذهب عنه الكتابة، ومن خواصه أنه يجذب الفضة، وهو حار يابس جَلاَّء لطيف، يبيض الأسنان إذا اسْتُنَّ به، وإذا أُمر على الرأس والبدن حلق الشعر، وينبت اللحم في القروح. «ج» في قيشور: وهو الحجر الخَفَّاف، يُحرق في جمر، ويطفأ في خمر ريحاني ثلاثًا، ويترك حتى يبرد من نفسه، ويستعمل في قدر الحاجة إليه، وهو يقبض اللثة، ويجلو غشاوة البصر والآثار، مع إسخان، ويبيض الأسنان ويجلوها، ويجعلها براقة بقوته وخشونته.
* حَجَر الحَيَّة: «ع» هو صنف من الزَّبَرجَد، وهو صلب أسود اللون، ومنه رماديّ اللون، وفيه نقط، ومنه ما في كل واحد ثلاثة خطوط بيض. وقال: ينفع من المرض الذي يقال له الثُيرعش، ومن الصُّداع، وإنه ينفع من نهش الأفاعي إذا علق. «ج» الذي فيه ثلاث خطوط ينفع من النسيان، وأنواعه كلها تفتت الحصاة من المثانة إذا حك وشرب ماؤه.(1/111)
* حَجَر البِرَام: «ع» إذا أحرق واسْتُنَّ به كان نافعًا للأسنان منمىًا.
* حَجَر البَلُّور: «ع» قيل إنه ينفع من الفزع في النّوم تعليقًا.
* حَجَر النَّار: «ع» هو الحجر الذي يقدح منه النّار إذا لاقى جسم الفولاذ، وهو أنواع: فمنه أبيض، ومنه أحمر، ومنه أسود، وهو في ذاته شديد اليبس. وقال: متى علق عند الولادة على فخذ المرأة مشدودًا في خرقة سهلت ولادتها بإذن الله تعالى. وينزع عنها بعد الولادة سريعًا، وإذا سحق، وصير غبارًا، وذر منه على الخنازير، جففها ونقاها، وألحم أجزاءها، وكذلك إذا ذُرَّ على الجروح العسرة الاندمال، في أي مكان كانت.
* حَجَر البَقَر: «ع» ويقال له بالدِّيار المصرية خَرَزة البقر: وهذا الحجر يوجد في مرارة البقر، عند امتلاء القمر، وهو حجر ذو طبقات، مدوَّر صُلْب، لونه إلى الصفرة، وكثيرًا ما يستعمله النساء في الدِّيار المصرية للسمنة، بأن تشرب منه المرأة مع اللبن وزن حبتين في الحمام، أو عند خروجها منه، ثم تتحسى في أثره مرقة دجاجة سمينة مسلوقة. وهذا مجرب عندَّهم في أمرَّ السمنة. وقال: هو شيء يتكون في مرارة البقر، وفيه رطوبة لدنة، تحمد وتخرج من المرارة، وهي لدنة لزجة في لدونة مُحّ البيض المطبوخ، ثمَّ تجفف وتصلب، حتى تصير في قوام النُّورة المكلَّسة. وقال: هو حار يابس في الدّرجة الرابعة، وقد يقع في أكحال العين، ويحد البصر. قال: وزعم بعضهم أنه إذا سُحق وطلي به بماء بعض البقول على الحمرة والنملة نفع، وأظنه يعني النملةَ الساعيَة، وشبهها من القروح. وإذا سُعط به بمقدار عدسة مع أصول السِّلق، نفع من نزول المَاء في العين.(1/112)
* حجر أرْمَنِيّ: «ع» هو حجر يكون فيه أدنى لازَوَرْدِية، وليس يشبه لون اللاَّزَورد، ولا في اكتنازه، بل كان فيه رمليَّة مَّا، وهو ليِّن المَلْمَس، رديء للمعدة، ومغسوله لا يغثي، وغير المغسول يغثي، يسهل السوداء إسهالاً أقوى من اللازَوَرْد، وقد اقتَصر عليه وتَرك الخَرْبَق الأسود، لمَّا ظفر به لأمراض السوداء. «ج» فيه أدَّنى لازَورديَّة، وهو حارَّ يابس في الدَّرجة الأولى، يسهل السوداء، أقوى من اللازورد. «ف» حجر أغبر، ليس بخالص البياض، حارَّ يابس في الثانية، يسهل السوداء والبلغم اللزج، الشربّة منه: نصف مثقال.
* حَجَر البُسْر: بالباء الموحدة، والسين المهملة، والراء: اسم لحجر أبيض، على شكل ما عظم من الدُّر الكبار، ينفع من الحصى، يوجد في بحر الحجاز، ويدر البول إذا علق على موضع المثانة من خارج، ويقوي القلب، ومنه ما يكون إلى الزرقة، ويوجد ببحر جُدَّة ملتويًا في صدفة كبيرة، على شكل الصدف المعروف بالحافر، إلاَّ أنَّه أكبر منه بكثير.
* حجارة مَشْوِيَّة: «ع» هو الجير غير المطفأ، وهو الكِلْس، وسنذكره في حرف الكاف إن شاء الله تعالى.
* حجر الدم، وحجر الطور: «ع» هو الشاذَنَة، وسنذكره فى حرف الشين إن شاء الله تعالى.
* حجر مِغْناطيس: «ج» هو حجر يجذب الحديد، وإذا أحرق صار شادَنجا، وقوته كقوته، أجوده الأسود المشرب بحمرة، الخالص الذي لا خلط فيه. وقال: هو حارَّ يابس جدًّا، وهو جال منقّ، يسقي الشراب إذا احتبس في البطن خَبَثُ الحديد، فيجذبه ويستصحبه عند الخروج، ويسهل كَيموسا رديئًا، وقدر ما يؤخذ منه إلى درهمين، وقيل إنه إذا أمسك في اليد سكن وجع اليدين والرجلين والتشنج. «ف» مثله. وهو قابض مجفف، ينفع من نفث الدم، وسيلان الطمث، ويستعمل كالذَّرور على اللحم الزائد، فيضمده، ويسقى بالشراب الحديث أو المثلَّث لعسر البول، ولدوام سيلان الحيض.
* حَجَر شَجَريّ: «ع» هو البُسَّذ. وقد ذكر في حرف الباء.(1/113)
* حَجَر الرُّوشناي: «ج» معناه حجر النُّور، وهو المَرْقَشِيثا، وسيذكر في حرف الميم، إن شاء الله تعالى.
* حَجَل: «ع» هو طائر معروف في قدر الحَمَام، مُرَقَّش كالقطا، أحمر المنقار والرجلين، لحمه معتدل، جيّد الغذاء، سريع الهضم، دماغه إذا سقي بخمر صِرْف لصاحب اليرقان نفعه، وكبد الحجل إذا ابتلع منه وهو حار مقدار نصف مثقال، نفع من الصرع. ومرارة الحَجَل تنفع من الغشاوة والظلمة في العين، وإذا سُعط بمرارة الحجل إنسان في كل شهر، جاد ذهنه وقل نسيانه، وقوي بصره، وإذا خلط مرارة الحجل مع لؤلؤ غير مثقوب، ومثله مسك بالسوية، واكتحل به، نفع من البياض في العين، والطرفة، والغشاء. ودمَّه إذا جفف وسحق مع زجاج فرعوني ودار فلفل. أجزاء سواء، ثم ينخل ويداف بعسل، ويكتحل به لبياض العين والغشاء والجرب، نفع من جميع ذلك، وبيضه إذا طبخ بخل عنصل وأكل، نفع من وجع البطن والمغص. «ج» ويذكر في القاف.(1/114)
* حديد: «ع» يذكر خَبَثُه في حرف الخاء المعجمة. وقد ذكر توباله في حرف التاء. والحديد يستعمل في علاج الطب على ضروب كثيرة، هو وبُرادته وخَبَثُه وزِنجاره، وماؤه وشرابه اللذان أطفئ فيهما وهو مُحْمًى. وهو ثلاثة أصناف: سابُرقان، وبرماهن، وفولاذ. فالسابُرقان: هو الفولاذ الطبيعي، وهو الذكر، وهو الإسطام. والفولاذ المصبوغ هو المتخلص من البرماهن. وأما الحديد المحمّى، فإنه إذا أطفئ بالمَاء أو الخمر، فإنه موافق للإسهال المزمن، وقرحة الأمعاء، وورم الطحال، والهيضة، واسترخاء المعدة، والمَاء الذي يطفأ فيه الحديد شفاء لمن يخاف من المَاء من عضة الكَلْب الكَلِب، من غير أن يعلم، فإنه أنفع دواء كان، وهو عجيب جدًّا، وينفع المعدة التي فسدت من قبل المِرَّة، ويهيج الباءة، وينفع المبطونين، وإذا عُلِّقت بُرادات الحديد على من يَغِطّ في النوم لم يَغِطّ، وزنجار الحديد هو قابض، إذا احتملته المرأة قطع نزف الدم، وإذا شرب منع الحبل، وإذا خلط بالخل ولطخ على الحمرة المنتثرة أبرأها سريعًا. «ج» زنجاره قابض أكَّال، وخبثه أضعف من زِنجاره، وهو أقوى من كل خبث تجفيفًا، وصدره على الداحس بشراب ينفع، وكذلك على النَّقرس، والخل المطبوخ فيه صالح للقيح المزمن الجاري من الأذن، والمَاء المطفأ فيه الحديد ينفع من أورام الطِّحال، واسترخاء المعدة، وضعفها، وفي توباله قوَّة مسهلة للماء الأصفر، وصدؤه يحتمل فيقطع النزف، ويجفف البواسير، والشراب المطفأ فيه الحديد يحسن الإسهال المزمن، والدُّوسنطاريا، واسترخاء المعدَة، والسُّفل، وسلَس البول، ويقوّي على الباءة.(1/115)
* حِدأة: «ع» طائر معروف كالبازي، يأوِي المدن والعِمارات، يخطَف اللَّحم والجراد ونحو ذلك، لحمه تعافه النفوس، ولا تأكله، ودمه إذا خلط بقليل مسك وماء ورد، وشرب على الريق، نفع من الربو، وضيق النفَس. ومخ الحدأة إذا أغلي على كُرَّاث وعسل، وشربه صاحب الزَحير، أو من به بواسير، نفعه، وإذا أحرق ريش الحدأة بغير رأس، وشرب من رماده ما تحمله الثلاث الأصابع بالمَاء، نفع من النِّقرس، ومرارة الحِدأة إذا جففت في الظل، ورفعت، فإذا احتيج إليها فتبل بالمَاء، ثم يكتحل بها الملسوع مخالفًا، إن كانت اللسَّعة في الشق الأيمن اكتحل الملسوع في العين اليسرى، وإن كانت اللسعة في الأيسر اكتحل في العين اليمنى، ثلاثة أيام، فإنه يبرأ وَحِيًّا، وإذا قُلِي بيض الحدأة بدهن قليًا جيدًا، ودهن بذلك موضع الوضَح أبرأه وحِيًا.
* حَدَج: «ع» بطيخ الحنظل إذا ضخم قبل أن يصّفر.
* حَدَق: «ع» اسم لنوع من الباذنجان بريّ، وتمره يكون أخضر، ثم أصفر، وقدره على قدر الجوز، وشكلَه شكل الباذنجان سواء، وورقه وثمره وأغصانه، وسماه بعضهم شوك العقرب. وقال: إنه ينفع من لسع العقرَب، وفي اليمن يسمونه العَرْصَم، ويذكر أن ثمرته يتبخر بها للبواسير، فيجففها، وينفع منها، مجرب. وقد ذكر أن هذه الثمرة إذا قليت في زيت، وقطر ذلك الزيت في الأذن الوجِعة، سكّن وجعها. وهذه الثمرة تشبه ثمرة اللُفَّاح في المنظر والقدر سواء، إلاَّ أنّها تخالف اللفَّاح في الشوك المحيط بأقماعها، «ج» حَدَق هو الباذِنجان، وقد ذكر الباذنجان.(1/116)
* حَرْمل: «ع» الحرمل نوعَان: أبيض، وأحمر، فالأبيض هو الحرمل العربيّ، ويسمّى باليونانية مُولِي، والأحمر هو الحرمل العاميّ المعروف، ويسمّى بالفارسية إسفند. وقوته لطيفة حارّة في الدرجة الثالثة. ولذلك صار يقطع الأخلاط الغليظة اللَّزجة، ويخرجها بالبول، وإذا سحق بالعسل والشراب ومرارة الدَّجاج والزَّعفران وماء الرازيانَج الأخضر، وافق ضعف البصر، وهو يخرج حَب القَرَع من البطن، وينفع من القُولَنج، وعرق النسا، ووجع الورك إذا نُطِّل بمائه، ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج، ويحلل الرياح العارضة في الأمعاء، ويستعمل للسوداء، وهو غايَة للمصروعين، وينفع من برد الدماغ والبدن. وقال: الحرمل يُسْدِر وىَصْرَع ويُدِرُّ الطمث والبول، ويصفي اللون، ويحرّك الجماع، ويسمّن، وينفع أصحاب العشق بإسكاره وتنويمه لهم، وإذا استُفَّ منه زنة مثقال ونصف غير مسحوق، اثنتي عشرة ليلة، شَفي وجع عرق النَّسا، مجرب. وبدَّله: وزنه من القردمانا أو الحرمل العربيّ، وهو الأبيض. «ج» هو حارّ يابس في الدَّرجة الثالثة، وقيل في الرابعة، وهو مُقَطِّع ملطف، ينفع من وجع المفاصل طِلاء، وإذا خلط بالعسل ومرَارة القَبَج والدَّجاج وماء الرازيانَج، قوى البَصر، وهو يدرّ البَول، والطَمث، وينفع من القُولَنج شربًا وطِلاء، وهو يسكر ويُقَيِّئ بقوة. «ف» ينفع من الفالج، واللَّقوة، والتشنّج، وعلَل الكُلَى والمثانة، ويسهل مُرارًا أسود، وبلغمًا لزجًا. والشربَة منه: درهم ونصف.(1/117)
* حُرْف: «ع» هو الذي يُتَداوى به، ويسمى الثُّفَّاء بالعربية، والمقلياثا بالسريانية. وقال: المقلياثا هو الحرف المقلوُّ خاصة، وسفوف المَقليانا النافع من الزَّحير منسوب إليه، لأنَّه نقع فيه مقلوًّا، وقوَّته قوَّة تحرق، مثل بزر الحرمل، وهو يقطِّع الأخلاط الغليظة تقطيعًا، كما يقطّعها بِزر الخردل، فإنَّه شبيه به في كلّ شيء، وبقل الحُرْف نفسه إن جفف كانت قوَّته مثل قوة بزْره، فأمَّا ما دام طريًّا فهو يسبب الرطوبة المَائية، ناقص القوَّة عن البزر كثيرًا، وقوة البزر في الحرارة واليبوسة من آخر الدرجة الثالثة، إلى أول الرَّابعة، وهو مسخن حِرِّيف رديء للمعدة، ملين للبَطن، يخرج الدود، ويحلل أورام الطحال، ويقتل الأجنّة، ويحرك شهوةَ الجماع، ويشبه بِزر الخردل وبزر الجرجير، وإذا طبخ في الأحساء أخرج الفضول من الصدر، وإذا شرب نفع من نهش الهوام ولسعِها، وإذا دخن به في موضع طرد عنه الهوام، ويمسك الشّعر المتساقط، وإذا خلط بالسويق والخلّ، وتضمد به مع الماء والملح، أنضج الدّماميل، وورقه يفعل ذلك. وقال: ينفع من الاسترخاء في جميع البدن شربًا، وهو يقتل الأجنة قتلاً قويًا جدًّا، شربًا أو حمولاً، وينشِّف القَيْح من الجوف، ويزيد في الباءة، ويشهى الطعام، وإذا شرب بالمَاء الحارّ يحلّ القُولَنج، ويخرج الديدان وحبّ القَرَع، وإذا قلي أمسك الطبيعة، وإن شرب غير مقلوٍّ أسهلها، وإذا غسل بمائه الرأس نقاه من الأوساخ والرطوبات اللّزجة، وينفع من تساقط الشّعر، وإن سُحق نيئًا واستُفَّ نفع من البرص، وإن لطخ عليه وعلى البَهَق الأبيض بالخلّ نفعهما، وإذا ضمدت به لسعة العقرب نفعها. «ج» هو حبّ الرّشاد، وقوّته شبيهة بقوة بِزر الفُجْل والخردل مجتمعين وبزر الجرجير مع الخردل، ونصف مثقال منه يسهل المِرَّة، ويزيد في الباءة، ويسهل الدود، ويدر الحيض، والمقلو منه يحبس خاصّة إذا لم يُسْحَق، وثلاثة دراهم منه إذا سحقت بماء حار، تسهّل(1/118)
وتحلل الرِّياح، وينفع من لسع الهوام شربًا وضمادًا بالعسل، وهو يسقط الأجنة، ويضرّ بالصدر. «ف» ينفع من البَهَق وعرق النَّسا، وينقي الصدر والرئة والمعدة، ويحبس الطبيعة، وينفع سَحْج الأمعاء، ويذهب بالمغص الشديد الحادث منها، والشربّة منه: ثلاثة دراهم.
* حُرْف السطوح: «ع» ويسمّى حرفًا بابليًّا، وهو شبيه بالحرف المعروف، وله زهر لونه إلى البياض، ينبت في الطرق، وعلى الحِيطان والساحات، وقوته حارّة، حتى أنه يفجِّر الدُّبَيلات في الجوف إذا شرب، وهو يُدر الطَّمْث، ويفسد الأجنة، وإذا احتُقِن به نفع من عِرْق النَّسا، وإذا شرب أخرج من فوق ومن أسفل أخلاطًا مراريّة، والشربة منه: أربعة دوانق ونصف، وبعضهم يسميه خردلاً فارسيًّا ، وهذا النوع يسميه أهل الشام الخُرفق، وأهل مصر والإسكندرية بالخُرفوق، وبحشيشة السلطان، والحرف المشرقي قريب منه في المشابهة.
* حَرىر: «ع» هو الإبْرَيْسَم. وقد ذكر الإبْرَيْسَم في حَرف الألف. والحرير: اسم عربىّ، والإبريسم: اسم له، عجميّ معرّب.
* حَرْشَف: «ع» هو أنواع كثيرة، لكن المشهور نوعان: بستانيّ، ويسمّى الكَنْكَر، وبَرِّيّ رؤوسه كبار على قدر الرمان، وشوكه حديد، وليس له ساق. وأصله إذا سلق كشراب، وشُرِب ذلك الشراب، وأحدر بولاً كثيرًا منتنًا، ويذهب نتن الإبْطين، ونتن البدن كلّه، وهو حارّ في الدرجة الثانية، وهو أسخن من الهِلْيون، وأقلّ رطوبة، ويؤكل وهو طريّ مثل ما يؤكل الهِلْيون. «ج» وهو معتدل إلى الحرارة، رطب إلى الدّرجة الثالثة. وقيل إنه بارد. وقيل إنه حارّ في الدرجة الثانية. ويطلى به داء الثعلب، وماؤه يقتل القمل إذا غُسل به الرأس، ويزيل نَتْن الإبْط بخاصية فيه، إذا أكل، ويخرج البول المنتن، ويزيد في الباءة، ويلين الطبع، ويخرج البلغم. وقيل إنّه يولد السوداء، ويضر بالدّماغ، ويصلحه الأدهان.(1/119)
* حِرْذَوْن: «ع» هو في طبعه قريب من طبع الوَرَل، ومن خواصه: إن عُلِّق قلبُ الحِرْذوْن على صاحب حُمَّى الرِّبع في خرقة سوداء، أبرأها وأزالها، وجلده إن أحرق وطلي به إنسان لم يخف ما ناله من الضرب والقطع، وخرء الحِرْذَون يصلح للقُمْرة، ولتحسين اللون، وصقالة الوجه والبشرة، وأجوده الشديد البياض، الهين الانفراك، الذي يكون خفيف النشاسْتج، وإذا خُلط برطوبة انماع سريعًا. «ج» هو يشبه الضَّبّ، وطبعه قريب من طبعه، ولعلّه الذي يسميه اليونانيون سالامندار، وهو قَتَّال، يعرض لمن شرب من لحمه ورم اللسان، وحِكة وصُداع وحُرقة وغِشاوة عين، ويُدَاوي بالقيء، ثم بسمن البقر، ثمَّ باللَّبن الحليب، ويمرخ بالدَّهن ويستحم.
* حِرْباء: «ع» هو يسمّى باليونانيّة خاملاون. «ج» ودمه يقال إنّه ذا نتف الشعر النابت في العين، وجعل في أصوله، لم يتركه ينبت، ولحمه سم قاتل، يعرض لآكله ما يعرض من لحم الوَزَغ من القيء، ووجع الفؤاد، مداواة من أكله بالقيء، ثم بعلاج من أكل الذراريح، وبيضه سم ساعة، وقيل قاتل في الحال، فإن لم يُتَدارك لم ينفع منه شيء، ويداوَى يسقي ذَرْق البازي والطِّلاء، ثم يقيأ وتنظف معدته، ويُمَرّخ جسده بالسمن البقري، ويلبد رأسه بالملح، ويطعم التين اليابس والزبد والجَنطِيانا.
* حَزْاءة: ويقال حزاة أيضًا، والحزاءة يُسَمى بالفارسيّة الدينارويّة، هو الزُّوفَرا، وهو سذّاب البرّ، وله رائحة كريهة، شبيهة بالسذابّ، قاطع المنيّ، وهو يضاد سم العقرب، والأدوية القتالة بالبرد هاضمة للطعام الغليظ. «ج» حارّ يابس، نافع من بواسير السُّفل. وقدر ما يؤخذ منه: درهم.(1/120)
* حُزُنْبُل: «ع» هو عُروق شجرة تغلظ في بطن الأرض، لونه أسمر، يضرب إلى البياضَ والغُبرة، وإذا مضغ كان ليّن المضغ شمعيًّا يتعجن، كأن فيه دهانة، وفي طعمه حلاوة مع مرارة، مثل المرارة التي في الغاريقون، ونباته في الشّام وببيت المقدس، وإذا قلع في الربيع كان كذلك يتعجن في المضغ؛ وإذا قلع في الصيف عند استكمال ورقه، كان ورقه كالعظام في صلابتها، وتقيم سنين كثيرة لا يسرع إليها التآكل، وهذا هو المِرْيافِلُن النّافع من السموم كلّها عند أهل الشام وأطبائها بلا شكّ، فاعلمه. «ج» نبات يستخرج به الحيات من مكامنهن، ووزن دانق منه ينفع من نهشهن، وقبل نهشهن.(1/121)
* حَسَك: «ع» يسمى حمص الأمير، وهو صنفان: أحدهما بَريّ ينبت في الخَربات وعند الأنهار، وورقه شبيه بورق البقلة الحمقاء، إلاّ أنّه أدق منه، وله قضبان طوال منبسطة على الأرض، وعند الورق شوك مُلَزَّز صُلْب؛ ومنه صنف آخر ينبت عند الأنهار، وقضبانه مرتفعة على الأرض، خفيّ الشوك، عريض الورق، وله قضبان طوال، وساق طرفها الأعلى أغلظ من الأسفل، وعليه شيء يكون في دقة الشعر، يشبه سَفَى السنبلة، وثمره صلب مثل ثمرة الصنف الآخر، وثمرة البريّ منه تفتت الحصاة المتولّدة في الكليتين، وكلاهما يبردان ويقبضان، ويضمد بهما الأقدام الحارّة، وإذا خلط بالعسل أبرأ القُلاع والعفونات العارضة في الفم، وأورام العضَل التي عن جنبتي الحلق، ووجع اللثة، والصنف الأوّل منه إذا شرب منهم مقدار درهمين وتضمد به، نفع من نهش الأفعى، وإذا شرب بالشراب وافق الأدوية القتالة، وطبيخه إذا رشّ في موضع فيه براغيث قتلها. وثمرة الآخر جيّدة لوجع المثانة، وعُسْر البول، زائدة في المنيّ. «ج» هو بارد في الاعتدال في الأولى، وقيل إنّه حار في الدرجة الأولى، وقيل معتدل في الحرارة والبرودة، وهو يمنع انصباب المواد، وينفع قروح اللثة العفنة، وعصارته تقع في الأكحال، ويزيد في الباءة، ويفتت الحصاة، وينفع من عسر البول والقُولَنج، ودرهمان من البريّ ينفع من نهش الأفاعي، ودرهمان منه بشراب للسموم القتالة. «ف» هو شوك مثلث حادّ، وهو من النبات معروف. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من القُولَنج، ويفتت الحصى من الكلية والمثانة. والشربة منه: درهم.(1/122)
* حشِيشة الزُّجاج: وتسمى الحُبَيقة وبالحُبَيْقالة أيضًا، تصغير حبق؛ وتسمّى حشيشة الزجاج، لأنّ الزجاج يجلى بها، تقطع وترمى في أواني الزّجاج، مع المَاء، وتحرّك، فتجلوه بخشونتها وتنقيه، ولها قوة تجلو وتقبض معًا، قبضًا يسيرًا، مع رطوبة فيها باردة، تنفع الأورام الحارة، وتنفع أورام اللحم الرخو، وعصارتها نافعة مع دهن الورد، لوجع الأذن الحادث عن ورم حار، وقوّة الورق قوّة قابضة، مبردة، يضمد بها الحمرة والبواسير في المقعدة، وحرق النّار، والأورام الحارّة البلغمية. وعصارته إذا خلطت بإسفيذاج ولطخت، نفعت الحمرة والنملة. «ج» هو حشيشة يجلى بها الزّجاج، فيها قبض مع رطوبة، ملصِق ملىّن، يسكن الأورام البلغمية، ويجعل في قَيروطيّ للنقرس، وعصارته تزيل البواسير، وتنفع من السعال المزمن. والشربة منه: درهمان.(1/123)
* حِصْرِم: «ع» هو غَضّ العنب، وعصارته تسمى بالفارسيّة غورا فشرج، ومعناه رُبّ الحِصْرِم. وقوته في البرودة في الدرجة الثانية، ومن اليبوسة في الثالثة، وهو عاقل للبطن، قامع لِلمرة والدّم، ويولد رياحًا ومغصًا، ومن أدمن عليه أضعف معدته، وإذا جفف في الظل وسُحق، ودلك به البدن في الحمام، نفع من الحصَف، وقوَّى البدن، ومنع من أن يحدث فيه الحصَف في تلك السنة، ويبرد البدن، وعصارته تجفف في الشمس، وقد تعقد بالطبخ، وتوافق بالعسل أو بالشراب الحلو؛ عضَل اللّسان والحلق واللهاة، والقُلاع، واللثة الرَّخوة، التي تسيل إليها الفضول، وتنفع من وجع الأذن التي يسيل منها القيح، وإذا خلطت بالخل نفعت النواصير والقروح المزمنة الساعية، وإذا اكتحل بها أحدّت البصر، ووافقت خشونة العيون، ويحتقن بها لقرحة الأمعاء، ولسيلان الرطوبة من الرحم. وشراب الحِصْرم نافع للحوامل من النّساء، يقوي معدتهن، ويمنعها من قبول الكيموسات الرديئة اللزجة، ويمسك الجنين من أن يسقط. وبدل عصارة الحصرم: عصير التفاح الحامض. «ج» بارد في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، ينفع من الصفراء والحرارة الملتهبة، ويولد رياحًا ومغصًا، ويصلحه الجلنجبين «ف» معروف. وهو يقمع الصفراء جدًّا. وينفع المعدة والكبد، ويضر آلات المنيّ. ويصلحه العسل والأنيسون. والشربة منه: بقدر الحاجة.(1/124)
* حُضَض: «ع» هو شجرة مشوكة لها أغصان، طولها ثلاثة أذرع وأكثر، وعليها الورق، وهي شبيهة بورق شجر البَقْس ملزَّز، ولها ثمر كالفلفل، ملزز مرّ المذاق أملس، ومن هذه الشجرة يتخذ الحضض، وهو نوعان: مكيّ وهنديّ؛ فالمكيّ وهو دواء رطب، يستعمل في مداواة الكلف، ومداواة الأورام والقروح الحادثة في الفم، وفي الدبر، والنملة، والتعفن، والقروح الخبيثة، والأذن التي يخرج منها القيح، والسحْج، والرطوبة المختلفة في أصول الأظفار. وهو مركَّب من قوى مختلفة، إحداها لطيفة محللة حارّّة، والأخرى أرضيّة باردة، فلهذا يستعمل مرة لمَا يجلو جلاء شافيًا في الأكحال، لينقي ما يكون في وجه الحدقة من الظلمة، ومرّة يستعملونه على أنه يجمع العضو ويشدّه، ويسقون منه أصحاب الاستطلاق ومن به قُرحة في أمعائه، واللواتي بهن نَزْف. وأما النوع الآخر، وهو الهنديّ، فهو أقوى وأبلغ في الأشياء كلها. وقال: الفِيلَزَهَرْج ثلاثة ضروب: أحدها هنديّ، والثاني عربيّ، وهو الذي يسمّى الحضض، والثالث يعمل من الزَّرشك، وهو شوك الحضض الهنديّ، والذي يصنع من الزّرَشك قوّته قوّة دم الأخوين. إلاّ أنّه دون الصنفين الأولين. «ج» هو صنفان: مكيّ وهندي، والهنديّ؛ هو عصارة الفِيلَزَهَرْج، وهو جيّد لمداواة الشعر إذا طلي عليه، والمكيّ أجود للأورام. وهو معتدل في البرودة والحرّ، يابس في الدرجة الثانية. وقيل إنه بارد في الأولى. وفي الهنديّ تحليل وقبض يسير: وجميعه ينفع من الدّاحس بماء ورد، والأورام الرخوة، والنملة طلاء، والقروح الخبيثة، ويشدّ الأعضاء، وينفع من القُلاع، والرمد، وغشاوة العين، وجَرَب الجفن، ونفث الدّم، والسعال، واليَرَقان الأسود، والطحال شربًا وضمادًا. والهنديّ منه يشفي من عضة الكلْب الكَلِب. وبدله: فَوْفل وصندل متساويين. «ف» عصارة شجرة معروفة، مكيّ وهنديّ. والهنديّ أجود للشعر، والمكيّ للأورام، وهو بارد يابس في الثانية، ينفع من اليرقان الأسود،(1/125)
وشُقاق المعدة. والشربة منه: درهم. « ابن الجزَّار » بدل عصارة الحُضَض عصارة القَنْطُوريون. وقال «ز» إن السُّماق إذا طبخ في المَاء، إلى أن يصير طبيخه مثل العسل في الثخن، استعمل فيما يستعمل فيه الحُضَض، وكذلك يفعل ورق السُّماق مثل ما يفعله ورقه سواء.
* حُلْبَة: «ع» تسخن في الدرجة الثانية، وتجفّف في الدرجة الأولى، ولذلك صارت تهيج الأورام الملتهبة، فأما الأورام القليلة الحرارة الصَلْبة، فإنها تحللها وتشفيها، وإذا أكلت مع المُرِّيِّ قبل الطعام، لينت البطن، وكثيرًا ما تصدِّع، وربما غثت، وإذا أكلت مع الخبز قلّ تليينها للبطن، ولم تصدّع، ولم تغث، والمطبوخة مع العسل تطلق البطن إذا شربت، وتخرج ما في الأمعاء من الأخلاط الرديئة، وتحرك الأمعاء، وتستدعيها إلى البراز، ويخلط معها من العسل قليل كي لا تلذع، ودقيقها يصلح للأورام الحارّة، الظاهرة والباطنة ضمادًا، وإذا خلط بنطرون وضُمد به، حلل ورم الطحال. ويجلس النساء في طبيخ الحُلْبة، فينفعهن من وجع الأرحام العارض من وجع الرّحم وانضمامه، ويسهل ولادة الرّحم العسر الولادة للجفاف. وماء طبيخها يعصر ويغسل الرأس بعصارته، فينفع الشعر، ويجلو النخالة والقروح الرّطبة، ويجعِّد الشعر، ويذهب الحَزاز، ولعابها مع دهن الورد ينفع من الشُّقاق البارد، ولحرق النّار، ويدخل في أدوية الكلف، ويحسن اللون، ودقيقها يلين الدُّبيلات وينضجها. والحلبة تلين الصدر والحلق والبطن، وتسكن السعال والربو وعسر النفسَ، وتزيد في الباءة، جيدة للريح والبلغم والبواسير، وهي تغير النكهة، وتنتن رائحة العرق والبول، وتطيب الرجيع. «ج» الحلبة: تسمّى فَرِيقة. وهي حارّة في آخر الأولى، يابسة في الأولى، ولا تخلو من رطوبة فضلية. وقيل بل حارّة يابسة في الدّرجة الثانية. وهي ملينة، منضجة، ودقيقها يحلل الأورام البلغمية والصلبة الحارة الظاهرة والباطنة، وتنقّي الحَزاز غسلاً به للرأس، وتصفي الصوت إذا طبخت،(1/126)
وتغذو الرئة وتلين الصدر والحلق، وهي تحدر الحيض ودم النفاس إذا طبخت، وتولد كيموسًا رديئًا وتنتن رائحة البدن والعرق والبول. «ف» حب أصفر اللّون غير مدوّر معروف، حارّ في الثانية، يابس في الأولى، يسكّن السعال والرّبو وينفع من البواسير. ومضرته: يحل قوى الأنثيين. وقال: يقوّي البدن، ويَذهب بالجَرب والرمد من العين، وينفع من الحرارة والإبردة والسعفة، إذا طلي عليها بعسل منزوع الرغوة. وقال: إنها تزيد في الباءة، وتقوي الظهر، وتشهي الطعام، وتغذو البدن وتسمنه، وتزيد في الجماع، وتقوي الذكر، وتصفي اللون، وإذا خلطت بعسل وشربت لينت الطبيعة، وأحدرت الطمث. الشربة: ثلاثة دراهم.(1/127)
* حِلْتِيت: «ع» هو صمغة الأنَجْذان، ولها قوة تجذب جذبًا بليغًا، وتنقص اللحم وتذيبه. وقال: الحلتيت أكثر ألبان الشجر حرارة ولطافة، فلذلك هو أشد تحليلاً، وينفع في أورام اللهاة كما ينفع الفاوانيا من الصَّرْع، وإذا خلط بالعسل واكتحل به أحد البصر، وذهب بابتداء المَاء النازل في العين، ويوضع في التآكل العارض في الأسنان، فيسكن وجعها، وإذا شُرِب وتلطخ به نفع من ضرر الحيوان ذوات السموم، والجراحات العارضة من النُّشاب المسموم، ويداف بزيت، ويتمسح به للسعة العقرب، وإذا ديف بالمَاء وتجرّع على المكان، صفى الصوت الذي عرضت له البُحوحة، وقد ينفع من خشونة الحلق المزمنة، وإذا خلط بالعسل وتُحنك به، نفع ورم اللَّهاة، وإذا تضمد به مع خل قلع العلق المتعلق بالحلق، وإذ شرب بالمر والفلفل أدر الطمث، وإذا أخذ في حبة عنب نفع من الإسهال المزمن. والحِلتيت بليغ في علل وجع العصب، لا يعدله شيء في الإسخان، وجذب الحُمَّى، فليُعط منه القليل كالباقلا غدوة، ومثله عشية، يسقى بشراب جيّد قليل، فإنّه يلهب البدن من ساعته. والهند يعتمدون في الباه على الحلتيت، وهو قوي جدًّا، إلاّ أنه حارّ جدًّا، وهو منفخ، وإن جعل القليل منه في ثقب الإحليل أنعظ إنعاظًا شديدًا، وإن صُبَّ عليه دهن زَنْبَق قارورة وترك أيامًا، ثم يتمسح به، فإنّه يلذّذ الرجل والمرأة لذّة عجيبة، وينفع البواسير، ويدر البول، وينفع المغص، وينفع حُمَّى الرِّبْع جدًّا. «ج» هو صمغ المحروت، وهو صنفان: منتن، وطيب ليس بقوي الرائحة، وأحسنهما المنتن. وهو حار في أول الرّابعة، يابس في الدّرجة الثانية، يطرد الرياح، ويحلل الدم الجامد في الجوف، وينفع في داء الثعلب طلاء مع خلّ، ومن الثآليل المسمارية، ويُجعل على الأورام الخبيثة، وينفع من الفالج، ويصفي الصوت مدوفًا بالمَاء، ويلين البراز، ويسقط الأجنّة. وقدر ما يؤخذ منه شربًا: نصف مثقال. «ف» هو صمغ الأنجُذان منتن الرائحة، وطيب(1/128)
وأجوده المنتن الرائحة. حار في الرابعة، يابس في الثالثة، ينفع من البواسير والمغص وقروح الأمعاء، وينفع من وجع الوركين والساقين، وعرق النَّسا والفالج واللَّقوة، وإذا أخذ منه وزن درهم معجون بعسل، وصُير على البهق والكلف أبرأهما، ويقوي الإنعاظ، ويزيد في الباه، ويذهب بحزن القلب إذا استعمل معجونا بالعسل. والشربة منه: درهم. «ز» بدله: مثل وزنه ونصف سكبينج. وبدل درهم حلتيت طيب: وزن درهم من المحروت، ونصف درهم من صمغ السذاب. وقال بعضهم: بدل حلتيت مغربيّ: حلتيت شاميّ.
* حَلَزُون: «ع» منه جنس يسمّى فوحلياس، إذا أحرق مع جسمه، وخلط مع رماد وعفص أخضر وفلفل أبيض، نفع من القروح الحادثة في الأمعاء ما لم تعفن. يخلط من الفلفل جزء، ومن العفص جزء، ومن رماد الحلزون أربعة أجزاء، ويسحق الجميع سحقًا ناعمًا، ويذر منه على الطعام، ويسقى منه أيضًا بالشراب والمَاء الأبيض. والحلزون البريّ جيد للمعدة، وأما النهْريّ فإنه زَهِم. وأما البريّ اللاصق بالشوك والأشجار الصغار، فإنه يسهل البطن، وقوة أغطيتها كلها إذا أحرقت مسخنة محرقة، تجلو الجرب المتقرح والبهق والأسنان، وإذا أحرقت كما هي بلحمها وسحقت، واكتحل بها كما هي مع عسل، جلت آثار اندمال القروح العارضة في العين، وأبرأت قرحة العين، وتزيل الغِشاوة والكَلَف، ويضمد بها غير محرقة للانتفاخ فتضمره، ولا تفارق الانتفاخ حتى تنفي رطوبته، وتسكن أورام النقرس، وإذا ضمد بها جذبت السُّلاَّء من داخل اللحم، وإذا سحقت واحتملت أدرت الطمث، وإذا أخذت اللزوجة التي على اللّحم منها بطرف الإبرة، ووضعت على الشعر النابت في العين ألزقته. «ج» الحلزون: من جملة الأصداف. وهو يابس يطفئ الدّم، وإذا أحرق نفع من قروح العين.(1/129)
* حَلْق: «ع» هو شجرة تنبت نبات الكروم، تترقى في الشجر، وورقها شبيه بورق الكرم، حامض يطبخ به اللحم، وله عناقيد صغار كعناقيد العنب البريّ، يحمرّ ثم يسود، فيكون مُزًا، ويؤخذ ورقه فيطبخ، فيجعل ماؤه في العصفر، فيكون أجود من ماء حب الرمان، ويجمد إذا جفف في البلاد كذلك، ومنابته جَلَد الأرض. وقال: هو نوع من الكَشْك، يعمل من حشيشة باليمن، حامض جدًّا، بارد يابس، نافع للصفراء، يسكن الكرب الحادث عنها، نافع للحمار، قاطع للعطش. وقال: هو يكون باليمن شجرة قصيرة، تطرح حبًّا يشبه حبّ عنب الثعلب، وعيدانها تشبه عيدان الكَرْم، يؤخذ ورقها فيجمع، ويلقى في تنور وقد سكن ناره، فتصير قطعًا سودًا تشبه الكَشك البابليّ، وهو حامض جدًّا، بارد يابس في طبعه، يقمع الصفراء، ويسكن اللهيب الحادث عنها في المعدة والربو، ويؤخذ منه خمسة دراهم، ويلقى عليه ثلاثون درهمًا من المَاء، فإذا لان مُرِس وصُفِّيَ ذلك المَاء وشرب. وهذا الشجر باليمن يسمى القلفق، ومطبوخه المقرص يسمّى الحَلْقة، ويسمى الحامضة، ويشربونه للصفراء، فيقمعها ويطلقها من أسفل، وهو كثير معروف.
* حَلْفاء: «ع» نبت معروف. إذا أخذ منها ثلاثة وأوقدت وكُوِيَ بها الدماميل في أول ظهورها ثلاث مرات، منعها من التزايد، ورمادها إذا أحرق حار يابس، إذا غسل به الرأس نقاه من الإبْرِية تنقية بالغة وأزالها، ولا يعدلها في ذلك دواء آخر، وإذا شرب مع عسل وخلّ قتل الديدان في البطن. يؤخذ كذلك ثلاثة أيام متوالية، وإذا أوقدت أطرافه وكويت بها النملة الساعية، نفع منها نفعًا بليغًا.(1/130)
* حَمامَا: «ع» هي شجرة كأنّها عنقود خشب، مشتبك بعضه ببعض، وله زهر صغير مثل الدواء الذي يقال له الخيريّ، وله ورق شبيه بورق الفاشر، أو الفاشرشين؛ وأجوده ما كان لونه شبيهًا بالذهب، ولون خشبه إلى لون الياقوت، وهو طيب الرائحة جدًّا، وقوته شبيهة بقوة الوجّ، إلا أن الوجّ أكثر تجفيفًا، والحماما أكثر إنضاجًا، وقوته مسخنة قابضة ميبسة، ويجلب النوم، ويسكن الصداع إذا ضمدت به الجبهة، وينضج الأورام الحارة، وينفع من لسعة العقرب إذا ضمد بها مع الباذَروج المكانُ الملسوع. وخاصيتها النفع لطرد الرياح، وتنقية المعدة، وتقوية الكبد. وقوة الحماما في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة، وهي جيدة للسُّدد في الكبد مع برد. وبدل الحماما عند عدمها: وزنها من الأسارون، وإن شئت وزنها من الوجِّ، ووزنها من الكمون الأبيض. «ج» هو شجرة كعنقود من خشب مشتبك، وله زهر أبيض يشبه الساذج في اللون. وهو حار يابس في الدرجة الثانية، وقيل في الثالثة، وهو مرقِّق منضج، فيه قبْض، وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهمين. «ف» هو شجرة صغيرة كعنقود من خشب، فيها زهرة. حارّ يابس في الثانية، ينفع من النِّقرس وأوجاع الأرحام والمقعدة. الشربة منه: ثلاثة دراهم.(1/131)
* حِمَّص: «ع» هو جنس من الحبوب، ينفخ ويلين البطن، ويدرّ البول، ويزيد في اللبن والمنيّ، ويدرّ أيضًا الطمث. فأمّا الحمص الأسود فهو أكثر إدرارًا من سائر الحمص، وماؤه الذي يطبخ فيه يفتت الحصاة من الكلى. وقال: الحمص يدرّ البول، ويولد النفخ، ويحسن اللون ويدر الطمث، ويعين في إخراج الجنين، ويولد اللبن، وهو يغذو الرئة أكثر من سائر الأشياء، وكذلك إذا كان فيها قروح؛ يعمل من دقيقه حسو باللبن الحليب، ويعطى صاحب قروح الرئة. وهو يزيد في الشهوة، ويزيد في ماء الصلب، وقد تعتلفه فحول الخيل لهذا اللسبب، وغذاؤه كافٍ، ويحدث في اللحم انتفاخًا، ويفعل في البدن ما يفعله الخمير في العجين، والخل في الأرض. وهو نافع لمَا يعرض في الرأس والبدن كله من الحكة، وإن أنقع وأكل نيئًا وشرب ماؤه على الريق زاد في الإنعاظ، وقوَّى الذكر، والجماع يحتاج في تمامه إلى ثلاثة أشياء، وهي مجتمعة في الحمص: أحدها: طعام يكون فيه زيادة الحرارة واعتدالها، وما يقوي الحرارة الغريزية، وينبه الشهوة للجماع. والثاني: غذاء يكون فيه من قوة الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن، ويزيد في المني. والثالث: غذاء يكون فيه من الرياح والنفخ ما يملأ أوراد القضيب. وكل هذا موجود في الحمص، ورطبه أكثر توليدًا للفضول من يابسه، ويابسه يجلو النمش، وينفع من وجع الظهر، ونقيعه ينفع من وجع الضرس، وينفع من أورام اللثة الحارّة، ودهنه ينفع من القوباء، وإذا طبخ مع اللحم أعانه على نضجه، وإذا غسل به أثر الدّم قلعه من الثوب. والحمص الأسود أكثر حرارة، وأقل رطوبة من الأبيض، ولذلك صارت مرارته أظهر على حلاوته، وصار فعله في تفتيح سُدَد الكبد والطِّحال، وتفتيت الحصاة، وإخراج الدود وحب القَرَع من البطن، وإسقاط الأجنة، والنفع من الاستسقاء واليرقان العارض من سُدَد الكبد والمرارة فيه، أقوى وأظهر، وأما في زيادة المنيّ واللبن، وتحسين اللون، وإدرار البول، فالأبيض أخص لذلك وأفضل،(1/132)
لعذوبته ولذاذته وكثرة غذائه. «ج» منه أبيض، ومنه أحمر، ومنه كِرْسِنِّيّ، ويكون برِّيًا وبستانيًا، والبريّ أحدّ وأمرّ، وأشد تسخينًا، والأسود أقوى وأبلغ في أفعاله، وهو يسقط الأجنة. والأبيض حارّ رطب في الدّرجة الأولى، وقيل إنه يابس، وهو ملين، يجلو النمش، ويحسن اللون. «ف» حبّ معروف أبيض اللون، وأحمر، وأسود، وأجوده الأبيض الكبار. حارّ في الثانية، رطب في الأولى، ينفع وجع الظهر، ويصفي الصوت، ويزيد في الباءة، والأسود منه خير من الأبيض. الشربة: بقدر الحاجة.(1/133)
* حُمَّاض: «ع» الحُماض ضربان: حماض عَذْب، والآخر فيه مرارة، وفي أصولهما جميعًا إذا نبتا حمرة، وثمره سُنبلِ طوال الشعر خشنة، فإذا أدرك أبيضّ، فإذا فرك خرج منه حب أسود زَلاّل مُزَوَّى صغار، وبِزره وورقه يتداوى بهما، وينبت في آجام. ومنه شيء بستانيّ عريض الورق، شبيه بالسِّلق، لا يشبه الذي تقدم وصفه في الشكل. ومنه صنف بَرِّيّ قميء صغير ناعم، شبيه بالنبات الذي يقال له لسان الحَمَل، ومنه صنف رابع بَرْيّ، وله ورق شبيه بورق الحماض البريّ، وساق محدد الطرف، ليس بعظيم، وله ثمر في شعب على رأسه أحمر حرّيف. وكل أصناف الحماض إذا طبخت لينت البطن، وإذا تضمد بها نيئة وخلطت بدهن ورد وزعفران، حللت الأورام الشهدية. وبزر الحماض البريّ. والصنف الآخر ينفع من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن والغَثَيان، ولسعة العقرب. وإن تقدم أحد في شربه ثم لسعته لم يَحِك فيه لسعتها، وأصول هذه الأصناف التي ذكرناها من أصناف الحُماض إذا تضمد بها مع الخل، مطبوخة أو غير مطبوخة، أبرأت الجَرَب المتقرِّح، والقَوابي والشُّقاق العارض للأطفال. وينبغي أن يُضَمَّد المكان الذي يراد تضميده قبل بنطرون وخل في الشمس. وطبيخها إذا صبّ على الحِكة العارضة في البدن، أو خلط في المَاء واستحم به سكنها. والحماض التَّفِه هو السِّلق البريّ. والحُمَّاض الشبيه بالهندَبا بارد يابس، وفيه رطوبة عَرَضية، وبزره يعقل الطبيعة. والحماض ملطف قاطع للعطش، نافع من هيجان الصفراء، وسطوة الحرارة، يقطع القيء، ويشهِّي الأكل، ويذهب بالجماع، ويسكن الغَثيان الصفراويّ، ويذهب بالحمار، والحامض بارد يابس في الثانية، وبزره بارد في الأولى، يابس في الثانية. والحماض ينفع النساء من شهوة الطين وغيره من الأشياء الرديئة. وقيل: إن صُرَّ بزْر الحماض في خرقة، وعلّق على عضد المرأة الأيسر، لم تحبل ما دام عليها. «ج» الحماض صنفان: بريّ وبستانيّ، والبريّ يقال له السِّلق، وليس في البريّ(1/134)
كلّه حموضة، والبستانيّ يشبه الهِندَبا، فيه حموضة ورطوبة فضلية لزجة، وأجوده البستاني الحامض، وهو بارد يابس في الدرجة الثانية، وبِزْره بارد في الأولى، وفيه قبض، وينفع ضمادًا إذا طبخ للبرص والقُوباء والخنازير، ويسكن الأحشاء، ويقطع شهوة الطين. وبزره يعقل الطبع خاصة إذا قلي، وهو نافع من لسع العقرب، والبريّ أنفع من ذلك. «ع» وحماض البقر هو الحماض البريّ، وهو شبيه بالبستانيّ العريض، إلاّ أنّه أصغر، وبزره في غُلُف خشنة، يتعذر خروجه، وبزره صغير أحمر مثلث الشكل، وحماض السواقي هو الحماض الآجامي. «ج» وحماض الأترج ذكر مع الأترج.
* حُمَر: «ع» هو التمر الهنديّ، وقد ذكر في حرف التاء. وقد يسمى بهذا الاسم أيضًا قَفْر اليهود، وسيذكر في حرف القاف.
* حَمَاجم: «ع» هو الحَبق البستانيّ العريض الورق، ويسمى بالشام حبق نبطىّ. وله أغصان خضر مربعة خَوَّارة، ونوار أبيض، وبزره كبزر الحَبَق، وهو حار يابس في أول الثانية، جيد لأصحاب البلغم، نافع للزّكام الرطب. وهو أحر وأيبس من الشاهِسْفَرَم، وهو مقوّ للقلب، وليس بجيد للمحرورين، ويضمد بورقه الاحتراق، ويسقى بِزره مقلوًّا لأصحاب الإسهال المزمن، بدهن ورد وماء بارد. «ج» هو من الأنوار، ويسمى بستان أبروز. وقال: بارد في الأولى، يابس، يسكن حرارة المعدة والكبد، إذا شرب ماؤه المطبوخ مع جُلاَّب أو سكنجبين.(1/135)
* حمام: «ع» لحم الحمام جيد للكُلَى، ويزيد في المنيّ والدم. والحمام أخف من الفِراخ وأقل إلهابًا، وإذا شقت وهي أحياء، ووضعت على موضع نهشة العقرب، نفعت منها نفعًا بينًا، وشحمها إذا طلي به على موضع الخدوش، أذهبها، وأزال ذلك، وإذا أحرق رأس حمام مُسَرْوَل بريشه، وسُحق واكتحل به، نفع من الغشاوة وظلمة البصر، وإن سكن المجدور بقربه، أو كانت في غرفة وسكن المجدور تحتها، أو كانت هي في بيت وسكن هو فوقها، برأ، ومجاورتها أمان من الفالج والسكتة والخمود والسُّبات، وهذه خاصية عجيبة، جعلها الله تبارك وتعالى فيها. ودم الوَرشان والشُّفْنِين والقَبَج والحمام يؤخذ وهو حار، فيكتحل به للجراحات العارضة للعين وكمتة الدم فيها والغشاوة، ودم الحمام وهو حار إذا جعل في صدْع الرأس في الشق الذي أصيب به العظم نفعه، وإن قطر في العين التي أصابتها الطرفة نفعها، وإن أخذ ريش فرخ الحمام الناعمة المملوءة دمًا، وعصر وقطر في العين حارًا نفعها من الطُرفة، وإذا لم يوجد الحمام فدم الوَرَشان أو اليمام أو القَبَج يستعمل مكانه في ذلك. وزِبل الحمام أسخن وأشد إحراقًا من غيره من الزبول، وزبل الحمام البرية والجبلية أشد حدة، وإن طلي به على الشقيقة نفع منها، وإن طلي بالخل على صاحب الاستسقاء نفعه. وزِبْل الحمام الأحمر إذا شرب منه وزن درهمين مع ثلاثة دراهم دارصينيّ نفع من الحصاة. «ج» النواهض منها أخف من الفراخ، وبيضها حار جدًّا، وهو يسخن المحرورين، فينبغي أن يتخذ بماء الحِصْرم وماء الكُزْبرة، أو بالخل، ويستعمل قبلها لُبّ الخيار. «ف» من الطيور معروفة، وأصنافه كثيرة جدًّا، أجوده الفراخ النواهض، وهو حار كثير الرطوبة، ينفع من الفالج واللَّقوة واسترخاء البدن، المستعمل منه بقدر الكفاية.(1/136)
* حِمار أهليّ: «ع» قد يأكله قوم طبائعهم طبائع الحمير في أنفسهم. وهي رديئة، والدم التولد منها رديء، عسرة الانهضام، بشعة زَهِمة، لا تقبلها النفس، وإذا طبخ وقعد في طبيخه صاحب الكُزاز من يبوسة عظيمة، نفع جدًّا، وحافر الحمار إذا أحرق وشرب منه، نفع من الصَّرْع، وإذا خلط بزيت ووضع على الخنازير حَلَّلَها، وإذا تضمد به أبرأ الشُّقاق العارض من البرد. قال: وكبد الحمار إذا طبخ أو إذا شوي وأكل، نفع المصروعين، وليؤكل على الريق. ومما يضاد الصَّرْع بخاصية عجيبة فيه، أن يتخذ شِبر من جلد جبهة حمار، ويلبس السنة كلها، ثم يتخذ في السنة المقبلة، فإنه يحجب الصَّرْع البتة، وإن اتخذ خاتم من حافر حمار من اليمين، ولبسه المصروع لم يصرع. وإن علق جلد جبهة الحمار على الصبيان لم يفزعوا. ووسخ أذنه إذا سقي منه الصبيُّ البكاء وزن ثمن درهم لم يبك. وروث الحمار إذا كسر وعصر في الأنف نفع من انبعاث الدم الذي يكون من قطع شريان أو عرق وحبسه، وكذلك إن رش عليه خل واشْتُمَّ، وكذلك إن عصر وقطر في أنف المرعوف. وروث البِرْذَون يخرج المَشِيمة والجنين الميت، وإن ركب ملسوع العقرب حمارًا وجعل وجهه إلى ذنبه، صير الوجع فيه. قال: فإن تقدم الملدوغ إلى أذن الحمار وقال: إني لدغت، ذهب الوجع. «ج» حار يابس في الدرجة الثالثة. ورماد لحمه وكبده يجعل على الشِّقاق الكائنة من البرد مع الزيت، وينفع من الخنازير، ويُبرئ المجذوم والمكزوز، ولحمه وكبده مشوية على الريق ينفع من الصرع، وكذلك حافره المحرَق. «ف» حار رطب، ينفع من الصرع، ورماد كبده مع الزيت يحلل الخنازير، وكبده مشوية على الريق ينفع من الصَّرْع، وروثه إذا كُبِس به انبعاث الدم من شِرْيان أو عرق حبسه، ويستعمل بقدر الحاجة.(1/137)
* حمار وحشيّ: «ع» النظر إلى عين حمار وحشي تديم صحة النظر، ويمنع من نزول المَاء بخاصية بديعة جعلها الله تبارك وتعالى لدوام صحة العين، لا شبهة فيه، ولحمها ما كان منه سمينًا فتيًا فهو قريب من لحم الإبل، وهي غليظة جدًّا، فإذا طبخت سلقت بماء وملح، ثم يكثر فيها الدارصينيّ والزنجبيل، وأكل السمين من لحومها ينفع من وجع التشبك في المفاصل، والرياح الغليظة، ولحمها نافع من الكَلَف إذا طلي عليه، وإذا أغلي بدهن القُسْط كان نافعًا من وجع الظهر والكلى، العارض من البلغم والريح الغليظة، ومرارته تنفع من داء الثعلب لطوخًا.(1/138)
* حَنْدَقُوَقي: بستانيّ وبريّ. البستانيّ قوته تجلو جلاء معتدلاً، وكذلك هو في التجفيف، وهو معتدل المزاج، وعصارته إذا خلطت بالعسل نفعت القروح العارضة في العين وغشاوة البصر. والبريّ هو الذُّرَق والحباقَي الذي ينبت في المروج، وله بزر شبيه ببزر الحُلبة، إلا أنه أصغر منه بكثير، وهو كريه الطعم، ويسمي طِرِيفِلُن، وبزره حار في الدرجة الثالثة، وفيه مع هذا شيء يجلو، وقوته مسخنة، قابضة قبضًا يسيرًا، ينقي الكلف والأوساخ من الوجه إذا خلط بالعسل، ولطخ عليه، والحندقوَقي جيد لوجع الأنثيين وبدوّ الاستسقاء، وينفع المعدة الباردة، ويخرج الرياح الغليظة، وماؤه يشد البطن، ويدر الحيض والبول، ويولد دمًا عكرًا غليظًا. وخاصيته إحداث وجع الحلق، وإذا جلس الأطفال الذين أبطأت حركتهم في طبخه، أسرع بها، وكذلك يفعل دهنه، وهو وبزره يهيجان الباءة، ويتخذ من طبيخه دهن ينفع من الرياح في الجسد والزمَن، وإن صب ماؤه على لسع العقارب سكنه. وقال: في هذا نظر. «ج» الحندقوَقي برِّيّ وبستانيّ، ومنه مصريّ يتخذ منه الخبز بمصر، وأجوده البستانيّ. وهو حار يابس في آخر الثانية، وقيل في وسطها، وقيل في الأولى، وقيل في الثالثة؛ ودهنه نافع لأوجاع المفاصل، من ريح أو زمانة؛ وأما هو فينفع من الكلف، ومن الصرع، وعصارته مع العسل لبياض العين. وأما الحكيم عبد الله بن البيطار فخطأه في قوله: يُعمل منه خبز بمصر، وقال: لا يكون من بزر الحَناقوَقي بمصر ولا سواه، وإنما هو صنف من البزور، ويسمى البَشْنين. وليس هو من بزر الحَندقوقا. «ف» حشيشة مدورة الورق، بريّ بستانيّ، أجوده الطريّ البستانيّ، وهو حار يابس في الثانية، ينفع من وجع الأضلاع والمعدة الباردة، ويدر البول. الشربة منه: أربعة دراهم.(1/139)
* حِنْطة: «ع» أجود ما يستعمل منها في وقت الصحة الحديث الذي قد استكمل بالامتلاء، ولونه إلى الصفرة، والذي بين وقت ما يزرع ووقت ما يحصد ثلاثة أشهر. والحنطة إذا وضعت من خارج البدن تسخن البدن، وهي في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة، وفيها شيء لزج يشدّ ويُغرّي، والخيل إذا أكلت الحنطة لم تسلم من مضرتها، وإذا أكلت الحنطة لينة ولدت الدود، وإذا مَُضغت وتضمد بها نفعت من عضة الكَلْب الكَلِب، وأجودها الحديثة، المتوسطة في الصلابة والسخافة، العظيمة السليمة الملساء، التي بين الأحمر والأبيض، والحنطة السوداء رديئة، وهي معتدلة في الرطوبة واليبوسة، والكبيرة والحمراء أكثر غذاء، والمسلوقة بطيئة الهضم نفاخة، لكن غذاؤها إذا استُمرئ كثير. والدقيق الحُوَّارَي قريب من النَّشا، لكنه أسخن، والدقيق اللزج بطبعه غير اللزج بالصنعة، فليس للزج الصنعة ما للزج بطبعه. والحنطة أوفق حبة عمل منها الخبز، وأشدها ملاءمة لبدن الإنسان المعتدل، وإذا أكلت نيئة ربما تُولد حَبّ القَرَع، وإدمان أكل المقلوّ منها يعقل البطن، والمطبوخة والفَريكية ينفخان البطن جدًّا. «ف» حنطة مسلوقة أجودها الأحمر الكبار النضيج، وهي حارة رطبة، تنفع الأبدان المتخللة، وتزيد في قوة البدن، والحِساء المتخذ من دقيقها وماء الكَشْك المعمولان منها نافعان من السعال. «ف» حب معروف مشهور، أجوده الكبار الرزين، المَائل إلى الحمرة، طبعها حارة معتدلة في الرطوبة واليبوسة، الممضوغ منها ينضج الأورام الصُّلْبة، وسويقها بطِيء الانحدار، يستعمل بقدر الحاجة.
* حنطة رومية: «ع» هي الخَندَروس. وسيأتي ذكر الخندروس في حرف الخاء المعجمة إن شاء الله.(1/140)
* حَنْظَل: «ع» هو نبات يُخرج أغصانًا وورقًا مفروشة على الأرض، شبيهة بأغصان ورق القِثاء، البستانيّ، وورقه مشرَّف، وله ثمرة مستديرة، شبيهة بكرة متوسطة في العظم، شديدة المرارة. وينبغي أن يجني من شجرتها إذا ابتدأ لونها إلى الصفرة، والحبة الواحدة لا تجني، فإنها قتالة، وإذا كان الحنظل أخضر ودلك به الورك ممن يَوجَعه انتفع به، وشحم الحنظل خاصيته إسهال البلغم الغليظ، إذا شرب منه، وقلع صفرة اليرقان من العين إذا استعط بمائه، ويسهل البلغم الغليظ الذي ينصب إلى مفاصل البدن، وله أيضًا صعود إلى الرأس، يسهل منه الأخلاط السوداوية، ولا يسقى في برد شديد، ولا في حر شديد، وهو يسهل من لا تكاد طبيعته تجيب من أهل البلاد الباردة، ومن غذاؤه الألبان والأجبان. ومن أراد إصلاحه وخلطه بالأدوية فليخلص شحمه من حبه وقشره الخارج، ويُخلَط بوزنه صمغ أبيض وكثيرًا أو نَشَاسْتَج، منفردة أو مؤلفة، وأكثر ما يشرب منه إذا دبر بهذا التدبير مع غيره. دانقان، وأقله: قيراط، والأقوياء: نصف درهم. وإذا أخرج الشحم من البطيخة نقص فعله، فمن أراد بقاءه أبقاه فيها لوقت الحاجة. والحنظل صنفان: ذكر وأنثى، فالذكر ليفيّ، والأنثى رخو سلس، ولا يُجتنى حتى يصفر، ولا يُقرَب وهو أخضر، ومن أراد أن يجعله في الحُقَن ألقاه في طبيخ الحقنة صحيحًا، فإنه ينفع من القُولَنجِ، وينزل الخام والمرة السوداء، ويُلقي منه في الحقنة: من درهمين إلى أربعة دراهم، وليس ينبغي أن يستعمل في الأدوية شيء من قشور الحنظل، ولا من حبه، لأنهما غليظان يابسان جدًّا، يلصقان بالمعدة والأمعاء، ويمغصان إمغاصًا شديدًا، ولا يسهلان، فأما ورقه الغض فإنه يحلل الأورام إذا ضُمد به مع النَّشاسْتَج، وينفع انفجار الدم، وإذا طبخ ورقه كما يطبخ البقل أسهل الطبيعة أيضًا، وكذلك تفعل قضبانه. وأصله أعظم دواء للسع العقرب، والذكر الليفي أقوى من الأنثى الرخوة. والحنظل حار في الثالثة، يابس في(1/141)
الثانية. «ج» حنظل: هو العلقم، وحبه يسمى الهَبيد، ومنه ذكر، ومنه أنثى، والأخضر منه رديء، وما كان واحدة على شجرة فهي رديئة قتالة، وأجوده الأصفر المُدْرِكُ أيام الربيع، وهو حار فى الدرجة الثالثة، وقيل في الثانية، يابس في الثانية. وقال: عن الكندي إنه بارد رطب، وهو محلل مقطع، جاذب من بعد، ينفع إذا دُلك به من الجذام وداء الفيل، وينفع من أوجاع العَصب والمفاصل والنِّسا والنِّقرس البارد، وينقي الدماغ، ومن بدء المَاء في العين، وأصله نافع من الاستسقاء. وشحمه يسهل البلغم الغليظ من المفاصل، والمُرار الأسود والأصفر، وينفع من القُولَنج الريحيّ. والشربة منه: درهم مع عسل، ودانق ونصف مع الأدوية. وأصله ينفع من لدغ الأفاعي والعقرب طلاء وشربًا، وإذا احتمل قتل الجنين، والمجتني أخضر يُسْهل بإفراط، ويقيء بإفراط وكرب، حتى ربما قتل، والحبة المنفردة وحدها في شجرتها ربما قتل منها دانقان، ومن حبها وقشرها دانق. «ف» ثمرة كالبطيخة الصغيرة، أصفر اللون، أجوده البالغ الكثير العدد على شجرته. وهو حار يابس في الثانية، ويُسْهل الأخلاط البلغمية، وينفع من القُولَنْج الرطب، ويسهل البلغم الغليظ اللزج المخاطيّ من المفاصل، ويسهل المرة السوداء من الدماغ، وينفع دلكًا الجُذام وداء الفيل، وورقه الغصُّ يُحلل الأورام وينضجها، وأصله يطبخ مع الخل ويتمضمض به لوجع الأسنان، والاستفراغ به ينفع من انتصاب النفسَ، وأصله نافع للاستسقاء رديء للمعدة، وشحمه ينفع من القُولَنْج الرطب والريحيّ، وينفع من أوجاع الكُلَى والمثانة، والشربة منه: دانق، وبدله: حب الخِرْوع.(1/142)
* حِنَّاء: «ع» الحِناء شجرة كبيرة مثل شجر السدر، وزهره الفاغية، وكل نور طيب الرائحة يقال له الفاغية، لكن خص بهذا الاسم نَوْر الحناء، وهي ذكية الرائحة، تجتني وتربَّب بماء الدهن الذي يقال له دهن الحِناء، فيقال له دهن المفغوّ، وورق شجرة الحناء شبيه بورق الزيتون، وفيها وفي قضبانها قوة مركبة من جوهر مائيّ باعتدال، وجوهر بارد أرضي، فقد يطبخ الورق ويصب ماء طبيخه على الموضع الذي يحترق بالنار، ويستعمل أيضًا في مداواة الأورام الملتهبة، وفي مداوة الحُمْرة، وفي القُلاع والحَمَق الذي يعرض في أفواه الصبيان. وقال: ورقه قابض، إذا مُضغ أبرأ القُلاع والقروح التي تكون في الفم، التي تسمى الحَمَق، وإذا تضمد به نفع من الأورام الحارة، وزهره إذا سُحِق وضمدت به الجبهة مع خلّ سكن الصداع، والمَسوح الذي يعمل منه مسخن ملين للأعصاب، ويصلح للأشياء المسخنة التي تقع في الأخلاط الطيبة الرائحة. وقال: قوة الحناء من البرودة في الدرجة الأولى، ومن اليبوسة في الدرجة الثانية، وبعضهم لمَّا رآه يَخْضِب ويُحَمِّر ذكر أنه حار، وهو يفعل في الجراحات مثل ما يفعل دم الأخوين، وإذا دُقَّ ووضع على الورم الحارّ الرخو نفع منه، وينفع من تعقف الأظفار إذا شرب من ورقه منقوعًا عشرة دراهم، وإن أُلزمت الأظفار الطلاء بها معجونًا حسنها ونفعها، وإن نقِع ورق الحناء بماء عذب، وشرب من صفوه في كل يوم عشرون درهمًا، مدة سبعة وثلاثين يومًا في أول الجُذام، ويتغذى عليه بلحوم الخِرْفان، وقف جُذامه. وإذا بدأ الجُدَرِيُّ يخرج بصبي خضب أسافل رجليه بحناء معجون بماء، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيهما شيء من الجُدَريّ، وهذا صحيح مجرب. وإن طلي الحناء على موضع من البدن فيه قَشَف ويُبْس أزالهما، وإن تضمد به مسحوقًا معجونًا جِباه الصّبيان وأصداغهم، منع من انصباب المواد إلى أعينهم. ونور الحناء إذا جعل في طيّ الثياب الصوف، منع منها السوس وطيبها. «ج» الحناء:(1/143)
يسمى إرْقان. وأجوده الأخضر المطحون من ساعته، وهو حار باعتدال، وقيل: معتدل الحر والبرد، وقيل: بارد في الدرجة الأولى، يابس في الدرجة الثانية، وطبيخه نافع من الأورام الحارة، وحَرْق النار، وهو نافع لكسر العظام، وقروح الفم، ويدخل في مراهم الخُناق، وشرب نصف مثقال منه ينفع من القُولَنج. ومن خواصِّه أنه إذا خُضِبت به الرجل أصبح البول أحمر كبول المحموم. «ف» بارد في الأولى، يابس في الثانية، نافع من الأورام البلغمية والسوداوية والقولنج، وينفع من الشُّقاق العارض في البدن والبثور، ودهنه نافع من الصرّع والسِّدَر، لا سيما مع النبيذ الصرف، ويقوي الأعصاب، وينشّف رطوبتها، ويكثر فيها اللحم إذا خضبت به من خارج، وإذا دق وضمد به الورم الحار نفعه، وسكن وجعه في الوقت. الشربة منه: درهم.
* حَوْر: «ع» مِزاج الحَوْر مركب من جوهر مائي فاتر، وجوهر أرضيّ قد لطف، وقشر شجرته إذا شرب منه وزن مثقال نفع من عرق النَّسا وتقطير البول؛ ويقال إنه يقطع الحبَل إذا شرب مع كُلَى بغْل. ويقال إن ورقه يفعل ذلك إذا شربته المرأة بعد طهرها. وعصير الورق إذا قُطِر في الأُذن وهو فاتر نفع من ألمها. والحَوْر الروميّ قوته قوة حارة في الدرجة الثالثة، وهو إلى اليُبس أميل. وضمغتها هي الكَهْرَبا، وفيه نظر. ويقال إن ثمره إذا شرب بخلّ منع من الصرع «ف، ج » شجره يقال إن الروميّ منه صمغه الكهربا، وهو معتدل، ويبسه يسير، ينفع من الصَّرْع وتقطير البول، ومثقال من ثمرته يمنع الحبل إذا أخذ بعد الطهر، وإذا شرب من ثمرته وزن درهمين نفع من تقطير البول، ووزن مثقال من ورقه بالخل يمنع الحبل. الشربة منه: درهمان.
* حَوْجَم: هو الورد الأحمر، وسيأتي ذكره في حرف الواو، إن شاء الله تعالى.(1/144)
* حيّ العالم: «ع» سمي بهذا الاسم لأنه لا يطرح ورقه في وقت من الأوقات، وهو نبات له قُضبان طولها نحو من ذراع وأكثر، في غلظ الإبهام، فيها شيء من رطوبة تَدْبَق باليد وهي غضَّة، وقوته مبردة قابضة، يصلح إذا تُضُمد به وحده أو مع السويق، للحمرة والنملة والقروح الخبيثة، والأورام الحارة العارضة للعين، وحرق النار، والنقرس؛ وقد تخلط عصارته بدهن الورد، ويطلى بها الرأس من الصُّداع، ويسقاها من عضة الرُّتَيْلاء، ومن كان به إسهال، ومن قرحة الأمعاء، وإذا شرب بالشراب أخرج الدود المستطيل من البدن، وإذا احتملته المرأة قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم، وحيّ العالم الصغير ينبت في الحيطان وبين الصخور، له قضبان صغار، مخرجها من أصل واحد، مملوءة من ورق صغير مستدير، وله رطوبة تَدْبَق باليد، وله زهر أصفر. وقوة هذا مثل قوة الأول، وهما جميعًا يجففان تجفيفًا يسيرًا، ويبردان تبريدًا شديدًا، وهما في الدرجة الثالثة من درجات التبريد، نافعان من الورم والحمرة والأورام الساعية. وصنف ثالث يشبه ورق البقلة الحمقاء، وله قوة مسخنة حارة مقرحة للجلد، إذا سحق مع السمن العتيق حلل الخنازير. «ف» نبات معروف، وهو ثلاثة أصناف: بريّ، وبستانيّ، وجبليّ. أجوده البستاني الغَضّ الطريّ، وهو بارد في الثالثة، يابس في الأولى، نافع من نفث الدم، ويدخل في أدوية العين، وإذا اعتصر وشرب من مائه عشرون درهمًا، نفع من سُدد الكبد، وإذا شرب من مائه خمسة دراهم أطفأ حرارة الصفراء والدم الغالب، وينفع من الصُّداع إذا خلط بدهن ورد، وطُلِي على الصدغين. والشربة منه خمسة دراهم. «ج» بارد في الدرجة الثانية، يابس في الأولى، والبريّ حار في الأولى، يطلى به الأورام الحارة، والكبد والصدر الحاران. «ز» بدله: وزنه من عصارة الخَسّ، أو ماء عنب الثعلب.(1/145)
* حَيَّة: «ع» يستعمل مطبوخها بالماء والملح والشِّبْت والزيت، ويختار منها الأنثى غير القتالة ولا المعطشة. والأنثى هي التي لها أربعة أنياب، وللذكر نابان، فتقطع رؤوسهما وأذنابهما بقدر أربعة أصابع، وتسلخ وتطبخ في الحال، من غير أن تترك. ويقال إنّ لحمها إذا استعمل يطوّل العمر، ويقوي ويحفظ الحواسّ والشباب، وينفع من الجُذام نفعًا عظيمًا، ومرق الحية ولحمها يقوي البصر، وإذا شُقَّت الحية ووضعت على لسع العقارب سكن الألم. وينبغي أن تحذر المعطشة، التي تكون بنواحي البحر. «ف» حيوان معروف، وأصنافه كثيرة، يختار منها الأنثى للحمها، والذكر لسَلْخه، ولحمها ينفع من أوجاع العصب، ويقوي البصر، ويزيد في الباءة؛ وإذا استعمل على داء الثعلب نفعه نفعًا عظيمًا، وينفع مما قاله في المنهاج. الشربة: بقدر الحاجة.
حرف الخاء(1/146)
* خُبَّازَى: «ع» منه بستانيّ يقال له المُلوكِيَّة، ومنه بَريّ معروف، ومنه بريّ كالخِطميّ. والخُبازى البستانيّ، وهو الذي يسميه أهل الشام الملوكية، يصلح للأكل أكثر مما يصلح البريّ، وهو رديء للمعدة، ملين للبطن، ويدر البول، وخاصة قضبانه، نافعة للأمعاء والمثانة، وورقه إذا مضغ نيئًا وتضمد به مع شيء من الملح، نقى نواصير العين، وأنبت فيها اللحم، وإذا تضمد به كان صالحًا للسع الزنابير والنحل. والخبَّازى: بارد رطب في الأولى، وخاصة البستاني منه، رديء للمعدة الرطبة، نافع للمثانة، وبِزره أنفع، وهو نافع صالح لخشونة الصدر والرئة والمثانة، وإن طبخت بدهن، وضُمد بها الأورام الحادثة في المثانة والكُلَى نفع، وإن ضمدت به الأورام الحارة سكنها، وينفع غذاء من السعال اليابس، الحادث عن خشونة الصدر، وبزرها إذا أضيف إلى أدوية الحُقن أزال ضرر الأدوية الحادة. «ج» الخبازَى نوع من الملوخية، وهي الملوكية، وقيل: الملوخية هي البستانيّ، والخبازى هي البريّ. ومن الخبازى نوع يقال له ملوخيا الشجر، وهو الخِطْمِيّ، وقيل إن البقلة اليهودية أحد أصناف الخبازى، والبريّ ألطف وأيبس، وهو بارد رطب في الدرجة الأولى، وقيل إنه معتدل في الحر والبرد، والخبازَى ينفع من النملة والحمرة، وورق البريّ مع الزيتون ينفع من حرق النار، وكذلك طبيخه نُطولاً، ويمضغ للقُلاع، ويلين الصدر، ويغزر اللبن، ويسكن السعال عن حرارة ويبس. ويفتح السُّدد في الكبد، وزهره نافع لقروح الكُلَى والمثانة شربًا وضمادًا. ومن الخبازى البريّ الذي يدور مع الشمس ما يسهل مِرَّة وخامًا، وربما أفرط وأسهل دمًا. «ف» حشيشة معروفة، يقال لها الملوكية، مختارها البريّ الطريّ، وهي باردة رطبة في الأولى، ينفع من خشونة الصدر، وبزره من قروح المثانة. الشربة: بقدر الحاجة.(1/147)
* خَبَث: «ع» كل خبث فهو دواء يجفف تجفيفًا شديدًا، إلا أن خبث الحديد أشدِ تجفيفًا، وإن سحق مع الخل الثَّقيف جدًّا، ثم طبخ صار دواء يجفف القيح الجاري من الأذن زمانًا طويلاً، حتى يعجب منه من لا يجرّبه. وهو يحلل الأورام الحارة، وينفع من خشونة الجفن، ويقوّي المعدة، ويُنَشِّف الفضلَة، ويذهب باسترخائها، وإذا سُقِي في نبيذ عتيق أو في الطَّلاء يمنع الحبل، ويقطع نزف الحيض، وهو غاية فيه، وكذلك في البول، ويشد الدبر طلاء، وإذا خالط أدوية المعدة والكبد والطِّحال والأعضاء الداخلة، المحتاجة إلى التجفيف والقبض، فيجب أن يلطف قبل ذلك بسحقه مع الخل، وتجفيفه في الشمس. وهو يزيد في الباءة. وخبث الحديد قوته شبيهة بقوة زِنجار الحديد، إلا أنه أضعف، وخبث النحاس قوته شبيهة بقوة النحاس المحرق، ويغسل كما يغسل النحاس المحرق. وخبث الرصاص أشد قبضًا. «ج» خبث الحديد أقوى الخبث تجفيفًا، وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، وهو يجفِّف الرطوبات، ويحلل الأورام الحارة والداحس، ويمنع الحبل، ويقطع النزف حَمولاً بصوفة، وينفع من اللبن المنعقد في الثدي إذا شرب، وقدر ما يؤخذ منه دانق، ويعرض لمن شربه ما يعرض لمن سُقِي بُرادة الحديد، وعلاجه كعلاجه. وخبث الفضة قابض جدًّا، وفيه قبض وتجفيف، ينفع من الجرب والسَّعْفَة، ويَدْمُل القروح، ويمنع النزف. وخبث الرصاص قوته مثل قوة الرصاص المحرق. وهو بارد يابس، ينفع من قروح العين. «ف» خبث الفضة والحديد والنحاس والرَّصاص مسخنة كلها مجففة، أجودها الحديد الفُولاذي الصافي. الشربة: نصف درهم.(1/148)
* خُبْز: «ع» الضماد المتخذ من خبز الحنطة نفسها، فهو يجذب ويحلل. والخبز المتخذ من سَميذ الحنطة التي وصفنا أكثر من غذاء الخشْكار. وأما الخبز المعمول من دقيق الحنطة، فإنه أخف وأسرع نفوذًا، والخبز اليابس العتيق يعقل البطن المُسْهَلَ إن كان وحده، أو خلط بأشياء أخر. والخبز اللين إذا بل بماء وملح وتضمد به أبرأ من القوابي المزمنة، والكثير النخالة سريع الخروج من البطن، وبالضد القليل النخالة يبطئ ويكثر غذاؤه. والخبز الخشكار يلين البطن، والحُوَّارَي يعقله، والمختمر يلين، والفطير يعقل، والرغيف الكبير أحب من الصغير وأكثر غذاء، والخبز الحار يسخن ويجفف، والبارد لا يفعل ذلك، والخبز الذي من الحنطة الحديثة يُسْمِن، وأحمد أوقات أكله في آخر اليوم الذي يخبز فيه، ومن غَدِ ذلك اليوم، وقبل أن يصلب ويجف. وخبز المَلَّةِ أيبس الخبز، وأبطأ هضمًا، والخبز الحار فيه حرارة عرضية وبخارية تعطّش وتشبع دفعة، والخبز البارد لا يفعل ذلك «ج» ينبغي أن يكون الخبز نقيًا مملوحًا، قد أحكم تخميره، جيد النضْج في التَّنور. والخبز الذي يكون من الحنطة فغذاؤه بحسب الحنطة المتخذ منها، إن كان من حنطة كثيفة فغذاؤه أكثر مما يتخذ من حنطة رخوة، والخبز الرقيق يعقل البطن أكثر من الثخين، والثخين يغذو أكثر من الرقيق. والخبز المغسول: وهو أن يؤخذ لباب الخبز اليابس فينقع في المَاء الحار، ثم يصب عنه، ويجدد عليه المَاء حتى تذهب قوة الخمير، ويبلغ غاية انتفاخه، وهو مبرد قليل الغذاء، طاف على المعدة، صالح للمحرورين، ولا يولد سُددًا ولا يسخن. والخبز السَّميذ أغذى من غيره من الأخباز، والخبز الحُوَّاري متوسط بين السَّميذ والخشكار، والخبز الفَطير غليظ يعقل البطن، وينفع أصحاب الكَدّ، والأبدان المتخلخلة، لكثرة غذائه، ولأصحاب المعدة القوية الحرارة، وهو بطيء الهضم، ويولد الرياح والنفخ والحصى والسُّدد. وقد يقع من يداومه في أمراض خطرة لا يكاد يخلص(1/149)
منها. والخبز الخشكار أجوده القليل النخالة، وهو حار سريع النفوذ، يضمد به الأورام الحارة. ويبل بماء ويطلى على القوابي، وهو يلين الطبع، وينفع أصحاب القُولَنج. وهو قليل الغذاء، أردأ من جميع الأخباز المتخذة من الحنطة، ويولد جَرَبا وحِكة، ويصلحه الأُدُم الدُّهنية.
* خبزٌ روميّ: «ع» هو الكعْكُ المسمى بُقْسماط.
* خرنوب: «ع» هو الخُرنوب الشاميّ، وقوته قوة مجففة، في ثمرته شيء من الحلاوة، وهي ما دامت غضة بإطلاق البطن أحرى، وإذا جُففت حبست البطن من طريق أن رطوبتها تنحلّ، وهو يولد دمًا رديئًا، وفيه خَشَبيَّة، وهو عسر الانهضام، ولا ينحدر ولا يخرج عن البطن سريعًا، وإن دلك الثآليل بالخُرنوب الفِجّ دلكًا شديدًا أذهبها البتة. والخُرنوب الشامي ثلاثة أنواع، وهو حار في الدرجة الأولى، يابس في آخر الثانية، وهو حار حابس للبطن، قاطع لدم الطمث إذا جرى في غير وقته، وهو رديء للصدر والرئة، مقوّ للمعدة، وأفضل أنواعه النوع الصَّندلاني، فهو ألين من النوعين الآخرين، وأقوى حلاوة من جميعها، وأكثرها خشبية، وهو المأكول، والنوع الآخر يقاربه في حلاوته، غير أنه أخشن جسمًا وأقوى، وهو شديد القبض، ظاهر اليبس، ومنه يتخذ في الشام رُبُّ الخُرنوب. ومن أعجب ما فيه من قوة القبض: أنه إذا أكل على الريق حبس البطن، بالذي فيه من قوة القبض، وإذا طحن ونُقِع في المَاء واعتصر، واتخذ من مائه الرّبّ المسمى برب الخرنوب، كان مطلقًا للبطن، مائلاً إلى البرودة والرطوبة، محركًا للمرار الأصفر بسرعة استحالته إلى جوهرها إذا وافاها في المعدة. وأما الخرنوب البريّ فإنه نحيف القرون دقيقها ضئيل لا حلاوة له ولا طعم، وليس ينتفع بثمرته بشيء، وإنما ترتعيه المعز. والخرنوب الهنديّ هو الخِيار شنبر. والخرنوب النبَطيّ هو خرنوب الشوك، وخرنوب المعزى، وهو اليَنْبوت بالعربية، وسيذكر في حرف الباء، وخرنوب مصري، وخرنوب قبطي، وهو خرنوب شجر السنَّط، ومن هذا(1/150)
الخرنوب يعتصر الأقاقيا بالديار المصرية في حين غضاضته، ويقال لعصيره: رُبُّ القَرَظ، وقد ذكر القَرَظ في حرف القاف. «ج» الخرنوب الشامي: المجفف منه أصلح من الرطب، وهو قابض بارد يابس، يبسه في الدرجة الثانية، وقيل إنه حار في الدرجة الأولى، وهو يعقل البطن مع حلاوته ولا يلذَع، والرطب يطلق، واليابس ينفع من الخِلفة، والفِجّ إذا دلكت به الثآليل أذهبها. والخرنوب النبطيّ يقال له خروب. بغير نون، وهو خروب الشوك. ويسمى قَضْم قرْيش، وهو بارد قويّ القبض، يابس في الدرجة الثالثة. يذهب الثآليل إذا دلكت به دلكًا شديدًا، والمضمضة بطبيخه تقوي الأسنان، والجلوس في طبيخه يقوي السُّفْل، وهو نافع من سيلان الدم المفرط أكلاً واحتمالاً، وينفع من المَغَص والإسهال، وخِلطه رديء يقتل، وخاصة إذا أكل رطبًا. «ف» هو ثلاثة أصناف: نَبَطِيّ، وشاميّ. وبريّ. أجودها الشاميّ المجفَّف، بارد يابس في الثانية، يعقِل الطبع. والنبطيّ ينفع من بروز الرحم والبواسير. والشربة: خمسة دراهم.(1/151)
* خَرْدَل: «ع» ينبغي أن يُختار منه ما لم يكن مُفرِط اليُبْس، ولا قَحْلاً، ولا شديد الحمرة، وليكن كبير الحبة، وإذا دق كان داخله أصفر وفيه نداوة، فما كان على هذه الصفة فإنه جيد مستحكم. وللخرْدل قوة تسخن وتلطف، وتجذب وتقطع البلغم إذا مضغ، وإذا دق وقربَ من المَنْخِرين حرك العُطاس، وأنبه المصروعين والنساء اللاتي يعرض لهن الاختناق من وجع الأرحام، وإذا تضمد به نفع من النَّقْرسِ وقد يُحلق الرأس ويُضْمد به للمرض الذي يقال له ليثرعس، وإذا خلط بالتبن، ووضع على الجلد إلى أن يحمرَّ، وافق عرق النَّسا والطِّحال، وبالجملة فإنه موافق لكل وجع مزمن إذا أريد جذبه من عمق البدن إلى ظاهره. وهو يسخن ويجفف في الدرجة الرابعة، ويحلل الرطوبات من الرأس والمعدة وسائر البدن، وينفع من وجع الكبد والطِّحال، ومن الريح والرطوبة، ويحلل البلغم، ويجفف اللسان الثقيل من البلغم، وإذا سُحِقَ ووضع على مقدّم الدماغ من المبرودين سخنه، ونفع من النَّزَلات المتوالية، وإذا طليت به الأعضاء الباردة القليلة الحسّ سخنها وقوى حركتها، وإذا أكل مع الطعام هضمه وسخن المعدة. «ج» الخردل البريّ يسمى حَرْشاء، وأجوده البستانيّ الكبار الحديث الأحمر، وهو حار في الدرجة الرابعة، ومن خواصه إذا ألقي في عصير العنب منه، أن يغلى ويبقى على حاله. وهو يقطع البلغم، ويهرب من دخانه الهوامّ. وهو ينقي الوجه، والبريّ منه ينفع من داء الثعلب، ويحلل الأورام المزمنة والخنازير، ويطلى به الجرب والقوابي، ويفتح سُدَد المصفاة، ويستعمل في حل الغشاوة، وينفع من اختناق الرحم، ويذيب الطحال، ويشهِّي الباءة، وينفع من الحميات العتيقة، وقدر ما يؤخذ منه إلى مثقالين. والخردل الأبيض أجوده المائل إلى الصفرة، ويدرّ الحيض، وقدر ما يؤخذ منه درهم. «ف» بزر معروف، أبيض وأصفر، جيده الأصفر الكبار الرزين. وهو حار يابس في الرابعة، ينفع من الأمراض الباردة، والأخلاط البَلْغمية، ويقوّي(1/152)
البدن، ويزيد في المنيّ. ويحدّ البصر، وينفع من الغشاوة، ويذهب بالخَدَر، وإذا أدمن المجذوم استعماله نفعه وأبرأه. «ز» بدله: وزنه بزر الشلجم، وبزر الحُرف، والخردل الأبيض وزنه أُشَّج.
* خِرْوَع: «ع» شجرة تكون في مقدار شجرة التين صغيرة، ولها ورق شبيه بورق الدُّلْب، وثمرة خشنة إذا قشرت كانت شبيهة بالقراد، ومنها يعتصر دُهنُ الخِروع. وهذا الدهن لا يستعمل في الطعام بل في السُّرُج، وفي أخلاط بعض المراهم، وحب الخِروع يُسْهِل، وفيه مع هذا شيء يجلو، وكذلك الحال في ورقه. إلا أن الورق أضعف حرًا، ودهنه أحد وألطف من الزيت الساذج، فهو يحلل أكثر منه، وإذا دق حب الخِروع وتُضُمِّد به نفع الثآليل والكَلَف، وورقه إذا دق وخلط بسويق سكن الأورام البلغمية، والأورام الحارة العارضة للعين، وإذا تضمد به وحده أو مع الخل، سكن أورام الثدي الوارمة في النفاس والحُمْرة، وهو مسخن في الدرجة الثالثة، محلِّل ملين للعصب، مسهل للبطن، منق للعرق، نافع من الخام والإبْرِدة، وكذلك دهنه، وهو أبلغ الملينات لكل صلابة شربًا وضِمادًا، وحبه جيد للقُولَنج والفَالِج، وخاصة الترقيق والتلطيف، وورقه الغضّ إذا تضمد به مطبوخًا ونيئًا نفع من النَّقْرس البارد ووجع المفاصل، وكذلك إن ركب على ورقه دهن نفع من دلك، وحبه نافع من اللَّقوة ووجع المفاصل، وإذا أُسْهِل به، ويورث البدن صحة، وهو يسهل البلغم إسهالاً ضعيفًا. ويجب أن يقشر ويعطى منه إحدى عشرة حبة إلى سبع عشرة حبة. وورق الخِروع إذا سحق في خلّ ثقيف حتى يَحْمَى، وتُضُمدت به الأورام الكائنة في الحلق، المسماة نغانغ، ويعاود ذلك أسبوعًا ثلاث مرات بالليل، وثلاثًا بالنهار، حلله وأذهبه. مجرب. «ج» أجوده البحريّ. وهو حار يابس في الدرجة الثانية، وقيل رطب يُحْدِر الحيض. وقدر ما يؤخذ منه: إلى مثقال. وهو ينفع الصلابة. ويلين العَصَب. وخاصة البلغم، وينفع من القُولَنج والفالِج واللَّقوة، وشربته لذلك إلى(1/153)
عشر حبات مقشورة. «ف» مثله. والشربة إلى خمسة عشر حبة.
* خَرْبَق أبيض: «ع» هو نبات له ورق شبيه بورق لسان الحَمَل، أو ورق السِّلْق البريّ، إلا أنه أقصر وأميل إلى السواد، وزهره أحمر اللون، وله ساق نحو من أربع أصابع، مضمومة جوفاء، تتقشر إذا ابتدأت تجفّ، وعروق كثيرة دقاق، مخرجها من رأس واحد صغير مستطيل كالبصلة، وإذا شرب الخَرْبَق الأبيض نقى المعدة، وأخرج منها أشياء مختلفة، وإذا احتملته المرأة أدر الطَّمْث، وقتل الجنين، وقد يخلط في الشِّيافات الجالية لغشاوة البصر، وهو يَهيج العُطاس، وإذا خُلط بالسويق وعجن بالعسل، قتل الفأر. وخاصيته إسهال الفضول اللَّزِجة المخاطية، وربما أورث شاربه تشنُّجًا، ويقتل الإفراط منه الناس. وهو سمّ للكلاب والخنازير، ورجيع شاربه يقتل الدَّجاج، والسُّمَاني التي ترتعيه، والأجود أن يُنقع منه خمسة مثاقيل في تسع أواق من ماء المطر ثلاثة أيام، ثم يطبخ حتى يبقى الثلث، ثم يصفى ويشرب. وأجود منه أن يؤخذ منه رطل فيقطَّع، وينقع في قسطين من ماء المطر ثلاثة أيام، ثم يطبخ حتى يبقى الثلث، ثم يصفى ويطرح على المَاء عسل فائق مصفى قدر رطلين، ويرفع على النار حتى يصير له قوام الأشربة، وتنزع رِغوته. وتؤخذ منه مِلعقة كبيرة كما هو، أو مع ماء حار، وهذا سليم مأمون. «ج» حار يابس في وسط الدرجة الثالثة، وهو يجلب اللعاب، ويقيء البلغم، ويخاف من شربه مسحوقًا أن يُحْدِث معه تشنُّجًا. وهو يقيء بقوة، وهو خطر، فإنه ربما خنق، ولا ينبغي أن يشرب والمعدة خالية، ويداوى من سُقِي منه بمرق الدَّجاج، والأرايج الطيبة. «ف» يشبه التربد البحْري، أجوده الأبيض السريع التفتت، وهو حار يابس في الثالثة، يقيء البلغم والأخلاط الباردة الرديئة. الشربة منه: خمسة قراريط، بدله: قال «ابن الجزَّار»: وزنه تربد، ونصف وزنه غاريقون، وأربعة أمثاله زبيب منزوع العَجَم. والله أعلم.(1/154)
* خَرْبَق أسود: نبات له ورق أخضر، يشبه ورق الدَّلْب إلا أنه أصغر، وزهره أبيض، فيه شيء من لون الفِرْفير، وثمره يشبه حَبَّ القُرْطم، وله عروق دِقاق سود، مخرجها من أصل واحد، كأنه رأس بصلة. وإنما يستعمل من الخَرْبَق الأسود هذه العروق. وأجوده ما كان غير ضامر. جوفه دقيق. وهو حِرِّيف يحذو اللسان، والحِرْيفان الأبيض والأسود حاران يابسان في الدرجة الثالثة، وفي الطعم الأسود أشد حرافة، والأبيض أشدّ مرارة. والخَرْبقَ الأسود إذا أخذ منه مقدار درهمين. أو مقدار ثلاثة أُوثُولُوسات. وشرب وحده أو مخلوطًا بسَقَمونيا أو بملح، أسهل بلغمًا ومِرة. وقد يطبخ بالعدس والأمراق. ويستعمل للإسهال، وينفع من الصَّرْع. والمَالَيخوليا، والجنون، ووجع المفاصل، والفالج العارض مع استرخاء. وإذا احتملته المرأة أدر الطَّمْث، وقتل الجنين، ويدخل إلى ثقب النواصير، ويُترك ثلاثة أيام فينقيها، ويدخل في الآذان الثقيلة السمع، ويترك يومين أو ثلاثة أيام، فينتفع به. وإذا تُضُمد به وحده أو مع الخل أبرأ البَهق والقُوَب والجَرَب المتقرِّح، ويسهل المرَّة الصفراء الغليظة جدًّا، أكثر مما يستفرغها بالسَّقَمونيا، وربما أسهل المِرَّة السوداء، ويجب أن يُعطى من أصوله مثقال واحد، خاصة في ماء العسل على رأي القدماء؛ وأما المحدَثون فيعطون منه نصف مثقال، والذي يجود أخلاطه القُوتَنْج والصعتر وسائر الأدوية اللطيفة الحارة النافعة للمعدة، ومن أخذه فليأتدم قبله، ويمتنع من الأغذية الغير الموافقة، وهو مع التُّرْمُس بماء عذب يُذهب الكلَف والنمَش. «ج» هو مُلَطِّف محلِّل، يأكل اللحم الميت، وإذا نبت عند أصل كَرْم، صارت قوة شرابه مُسْهِلة، ويحيل البدن عن مِزاجه، ويفيده مِزاجًا جديدًا، ويوافق الرجال الأقوياء، ولا يصلح للنساء الضعيفات، ولمن بدنه رخو، وهو نافع من الوَسواس، والشقيقة المزمنة، والمالَيخوليا؛ وينفع من السوداء، ويُسْهِل من جميع البدن، وربما(1/155)
خنَق، ووزن درهمين منه يحدث تشنُّجًا. وبدله: نصف وزنه مازَرْيون، وثلثا وزنه غاريقون. وقال «ز»: بدله أصل الأنجَرة، يابس. وقال آخر: مثل وزنه شِيْطَرَج، وإن شئت مثل وزنه غاريقون، وأربع وزنات وثلث زبيب منزوع العَجَم. وذكر في القانون بدله: مثله كُنْدُس، والله أعلم. «ف» نبات خَشَبيُّ الشكل، أسود اللون، يُسْهِل السوداء والصفراء المحترقة. الشربة منه: دانقان. وهو ينفع من البَهَق الأسود والكلف والجذام، وكل برص سوداويّ. والشربة منه: من نصف درهم إلى نصف مثقال، مع مطبوخ الأفتيمون والغاريقون والأُسطُوخُودُوس.
* خَراطِين: «ع» هي الديدان التي إذا حفر الإنسان أو حَرَث وجدها تخرج من تحت الأرض، إذا سحقت ووضعت على العصب نفعته من ساعته منفعة عجيبة، وإذا شربت مع عقيد العنب كانت تدر البول، وتُدَقُّ وتوضع على الأعصاب المتقطعة فتلزقها، وينبغي بعد ثلاثة أيام أن تُحَل، وإن خلطت بشحم الإوز وقطر في الأذن أبرأها، وإن سُحِقت بدهن اللوز وضُمِد بها تَفَرُّق الشؤون من الرأس ألَّفه، وينفع منه منفعة عجيبة، وإذا ضمد بها فتوق الأمعاء ألحمتها بقوة خاصية لا توجد في غيرها، وإذا غسلت وجففت وسحقت ناعمًا وديفت في دهن سمسم، وطلي بها الذكر فإنها تغلظه. «ج» هي دود حُمْر توجد في عُمق الأرض، حار يابس في الدرجة الثالثة، يضمد بمدقوقه جراحات الأعصاب، ولا يحلّ عنها ثلاثة أيام، فيكون نافعًا جدًّا، ومع شحم الإوز لوجع الأذن، ويشرب بالطِّلاء، فيدر البول، وينفع من اليرقان والحصاة، ويستعمل طلاء لتعظيم الذكر. «ف» يتولد في الطين، أحمر اللون طوال، أجوده ما كان بين الصغير والكبير، يابس في الثالثة. وفيه حرارة. مدقوقه بالشراب ينفع من اليرقان، وينفع من وجع الأرحام الباردة منفعة بينة.(1/156)
* خَزَم وخُزَامى: «ع» الخَزَم والخُزَامى نبات ينبت في البستاتين، ذو أوراق قليلة العرض، يحمِل زهرًا متفرق الورق، لونه بنفسجي، بل هو أحسن من لون البنفسج، له رائحة حسنة، وهو كثير بأرض الفُرْس، وهم يعظمونه ويتبركون به. لأن شمه والنظر إليه يحدث سرورًا، ويفرح النفس، ويُزيل الغَم المعترض بلا سبب، وإذا أمسك إنسان ورقه في كفه حُبِّب إلى كل من ينظر إليه. والخزامى: هي خِيرِيّ البر، وهي طويلة العيدان، صغيرة الورق. حمراء الزهر، طيبة الرائحة، ليس في الزهر أطيب نفحة منها، تشاكل رائحة فاغية الحناء. وهو حار ملطف، مسخن للدماغ البارد إذا حمل عليه، ويشرب لسوء مِزاج الكبد والطِّحال، وإذا بخر به أذهب كل رائحة منتنة، ويسخن الرحم، ويجفف رطوباته السائلة منها سيلانًا مزمنًا، ويحسن حاله، ويعين على الحبَل إذا احتمل في فَرزَجة. مجرّب.
* خَزَف: قوة الخزف تجلو وتجفف، وخاصة خزف التنور. لأنه قد ناله من السِّجْر يبس كثير، ولهذا يكون المرهم الذي يقع فيه دواء نافعًا جدًّا في ختم الجراحات وإدمالها، وله قوة تكوى، فإذا خلط بالخل وتلطخ به نفع من الحكة والبثور، وقد ينفع من النِّقْرس، ويجفف من غير لذع، فينفع من القروح المترهِّلة، ومن انسلاخ الجلد، ويجلو الأسنان. «ج» ألطف الأخزاف خزف السَّرطَان البحْريّ المجفَّف، يجلو الكَلَف والنَمش. والمرهم المتخذ من الخزف قويّ الاندمال، وينفع من القروح، ويجلو الجرب. وخزف التنور يطلى على النِّقْرس والجرَب والحِكة والقُوباءَ والسَّعْفة والحصَف، مع الخلّ، فينفع. وخزف الأجاجين الخُضْر يجلو العين، ويقويها. وخزف الغَضَار الصيني ينفع من القروح والجَرَب والنِّقْرس الشربة منه: درهمان.(1/157)
* خَسّ: «ع» جيد للمعدة، مبرّد منوّم، مدرّ للبول. وإذا طبخ يكون أكثر غذاء، وإذا أكل كما يقلع وافق الذين يشكون مِعَدهم، وإذا شُرب بزره، نفع من الاحتلام الدائم، وقطع شهوة الجماع، وإذا أكل دائمًا أحدث غشاوة على العين. والخسّ البريّ شبيه بالخس البستانيّ، غير أنه أكبر منه ساقًا، وأشد بياضًا، وأدق وأخشن، وطعمه مر، ولبنه شبيه بلبن الخشخاش الأسود، وهو نافع لقروح قَرْنية العين، وينوم ويسكن الوجع، ويدر الطمث، ويشفِي لسعة العقرب، ونهشة الرُّتيلاء. والخس بارد رطب، وليس في الغاية، ولولا ذلك لكان مما لا يؤكل، لكن برودة الخس كبرودة مياه الغُدران، وهو أجود البقول غذاء، لأنه يولد دمًا ليس بكثير ولا بالرديء، إلا أنه ليس في غاية الجودة، ويبرد المعدة الحارة، ويصلُح للشيوخ مسلوقًا لمداومة السهر، وإذا دق وضمد به اليافوخ سكن الحرارة في الرأس والهذيان، وهو سريع الهضم، وهو دواء لاختلاف المياه وتغيرها، وتغير الأرَضين، ويسكن وجع الثدي، وإذا أخذ نيئًا بالخل سكن الصداع المتولد عن أبخرة صفراوية، ولا يصلح لمن به قيح في صدره، أو ربو، أو خِلط يحتاج أن يَرْمي به، فإنه يخنق هؤلاء خنقًا سريعًا. «ج» الخسّ بارد رطب في الدرجة الثالثة، وقيل إن بزره في الثانية، وغير المغسول منه أقل توليدًا للرياح، وإن استعمل في وسط الشراب منع من أمراض السكر. وينفع من الأورام الحارة والحمرة طلاء، ويضمد به الوَثّء. وينوم، ويزيل السهر نيئًا ومسلوقًا، وينفع من الهَذَيان وإحراق الشمس الرأس، ويضمد به الورم الحادّ. ولين البري منه يحلو آثار القَرْنية، ونصف درهم ربما أسهل كيموسًا مائيًا، ودوام أكلها يضعف العين ويظلمها، «ف» من البقول. بري، وبستانيّ. بارد رطب في الثانية، ينفع من العطش. وبالخل من اليرقان، ويشهِّي الطعام. الشربة منه: بقدر الحاجة.(1/158)
* خَشْخاش: «ع» منه بستانيّ. وبزره أبيض، ومنه بريّ. وبزره أسود، وله رؤوس إلى العرض مائلة، ومنه صنف ثالث بري أصغر من هذين الصنفين، وأشد كراهة، وله رؤوس مستطيلة. وجميع الخَشخاش قوته قوة تبرد، والخشخاش الذي يزرع في المناهل، بزره ينوم تنويمًا معتدلاً قصدًا، ولذلك صار الناس ينثرون منه على الخبز، ويأكلونه، ويخلطونه بالعسل. والثاني من جنس الأدوية، والدوائية عليه أغلب، ويبرد تبريدًا بليغًا. والثالث هو أكثر دخولاً في جنس الأدوية، ويبلغ من شدة تبريده أن يحدث خَدَرًا وتماوتًا. فلا يستعمله إلا الطبيب المجيد، ليكسِر قوة تبريده، لأنها في الدرجة الأخيرة الرابعة من درجات الأشياء المبردة. والأبيض منه إذا سحق الرأس منه كما هو بقشره. وحمل على مقدم الدماغ. سكن الصداع الحار ونوم. وإذا سحق الرأس كما هو بقشره وأضيف إلى مثله حُلْبة مسحوقة، وطبخ بماء أو ماء ورد، بحسب حرارة العلة، ووضع على الرمد في ابتدائه. سكن الوجعَ، وردَع المَادة، وإذا خُلط بالأدوية النافعة من السعال، بحسب استعماله مطبوخة أو ممسكة، نفع من السعال الرقيق المَادة، بأن يغَلِّظها، ومن الحارة بأن يعدّلها، ومما ينصبُّ من الدماغ، بأن يمنعه من انصباب المواد إلى الحلق. «ج» خَشْخاش أبيض: هو البستانيّ، وهو أصلح الخشاخيش للأكل. وأجوده الحديث الرزين. وهو بارد رطب في الدرجة الثانية. وقيل في الثالثة، وقيل إنه يابس في الثانية، وهو نافع من السعال البارد، ونوازل الصدر. ونفث الدم، والمواد الحارة النازلة من الرأس. وهو مع العسل يزيد في المَنِيّ، وقدر ما يؤخذ منه من درهمين إلى خمسة دراهم. وقشره أشد تقويمًا من بزره إذا طبخ وصب ماؤه على الرأس. والأسود هو البريّ المصريّ. وهو بارد يابس في الثالثة. وقيل في الرابعة. وقد يستعمل في وجع العين إذا اشتد عند الضرورة إليه، على خطر فيه. وهو نافع من شدة حرارة الكبد، وقدر ما يؤخذ منه دانقان، وهو منوِّم مخدر. يحتمل في(1/159)
فَتيلة فينوِّم. وخشخاش بحْريّ، ثمرته معقَّفَةَ كقرن الثور، ويعرف بالمقرَّن، وهو مقطِّع شديد الجِلاء، يطلى به النِّقْرس مع اللبن. «ف» الخشخاش الأبيض معروف. وهو صنفان: بريّ وبستانيّ، ينفع من السعال والنوازل في الصدر، وجرمه يحبس البطن، وماؤه يُسْهِل. الشربة منه: ثلاثة دراهم. والأسود بريّ وبُستانيّ، وأجوده المصريّ الحديث الرَّزين، وهو بارد يابس في الثانية، وينقي الصدر، وبالشراب للإسهال المزمن، ومنه يصنع الأفيون، أي من عصارته، وهو من الأدوية المُسْبِتة، إذا دق وأغلي وصب ماؤه على الرأس، وينفع من الصُّداع الحادث من إحراق الشمس، ومن الحرارة التي في البدن، فإذا أحرق وأخذ رماده، وطلي على الجرب مع دهن الخل ودهن الورد في الحمام، وترك حتى ينزل من تلقاء نفسه بالعرق. نفع مزمنه. والمقرَّن البحْريّ مقطَّع، شديد الجلاء، وورقه نافع من القروح الوسخة. ويأكل اللحم الزائد، ويقطع الخُشْكرِيشات. وكذلك زهره، ولا يصلح للقروح الظاهرة لفرط جلائه.(1/160)
* خُصَى الثعلب: «ع» يسمى باليونانية طِريفِلُن، أي ذو ثلاث ورقات، لأن أكثر نباته إنما له ثلاث ورقات مائلة نحو الأرض، شبيهة بورق الحُمَّاض، أو ورق السَّوسَن، إلا أنها أصغر منها، وفي لونها حُمرة مائلة إلى حمرة الدم، وساق رقيقة طولها نحو من ذراع، وزهره شبيه بزهر السَّوسَن الأبيض، وأصله شبيه ببصل البلبوس، مستدير فى مقدار تفاحة، أحمر الظاهر، أبيض الباطن حلو الطعم، طيب. ويقال إنه إذا شرب بشراب قابض أسود، نفع من الفالِج الذي يعرض فيه ميل الرأس والرقبة إلى خلف. وإنه يهيج الجماع. وقوته حارة رطبة، ولذلك يجد فيه من ذاقه حلاوة، ولكن رطوبته رطوبة فَضْلية نافخة. ولذلك صار يُهيج شهوة الجماع. وأصله يفعل هذه الأشياء بحسب ما ذكر عنه. ومنه نوع آخر له بزر شبيه ببزر الكتان، إلا أنه أعظم منه، وهو برّاق أملس صُلْب، ويقال فيه إنه يهيج الجماع مثل ما يهيجه السَّقَنْقُور، وقشره أصله أحمر رقيق، وداخله أبيض طيب الطعم. حلو؛ ويقال: إن من أمسك هذا الأصل بيده حركه للجماع، فإن شربه بشراب حركه أكثر. وقال: أما خُصَى الثعلب المعروف المستعمل بالأندلس، فهو غير الذي تقدم ذكره، وهو نبات له ورق على نحو الإصبع في الطول والعرض، أملس لازق، وله ساق طولها نحو من شِبْر، في أعلاه نُوَّارتان صفراوان، في وسط كل نُوَّارة شيء أسود، وله أصلان صغيران، كأنهما بيضتان صغيرتان مفترشتان، في كل بيضة منهما عِرق طويل دقيق. ينبت في طرفه حبة، وتصفر الأولى، ثم تبقى هذه أيضًا عامًا آخر كذلك، وتذبل هذه الأولى أبدًا إذا نبتت الأخرى، ويسمى لذلك قاتل أخيه. ولون هذه الأصول أبيض إلى الصفرة، وهي لزجة، وفي طعمها حَرافة يسيرة، ورائحتها رائحة المنيّ، وإذا شرب منها وزن مثقالين قوَّى الجماع. وقد يُرَبى بالعسل ويستعمل. «ج» هو ثمرة نبات خشنة حلوة، أجودها الحلوة، وهي حارة رطبة في الدرجة الأولى، وقيل هي باردة تنفع من التشنُّج والتمدد والفالِج، وتعين على(1/161)
الباه، ويقوم فيه مقام سَقَنْقور. الشربة منه: نصف درهم. «ز» بدله: وزنه من بزر الجِرْجير. وقيل بدله: وزنه شقاقُل.
* خُصَى الكلب: «ع» هو نبات له ورق منبسط على الأرض، وقريب منه، منبته من أصل الساق، وهو شبيه بورق الزيتون الناعم، إلا أنه أرق منه وأطول، وله أغصان طولها نحو من شبر، عليها زهر فِرْفِيريّ، وله أصل شبيه ببصل البَلْبُوس، إلا أنه أطول وأرقّ، مضاعف بازدواج، مثل زيتونتين، إحداهما فوق الأخرى، وإحداهما ممتلئة والأخرى متشنجة، وقد يؤكل هذا الأصل كما يؤكل البَلْبوس مسلوقًا ومشويًا، وقد يقال في هذا الأصل إنه إذا أكل الرجل القسم الأعظم منه، كان مولدًا للذكران، والقسم الأصفر إن أكلته النساء ولدن إناثًا. ويقال إن النساء بأنطاكية يستقين منه رَطْبًا بلبن المعز، ليحرك شهوة الجماع، ويستقين منه يابسًا لقطع شهوة الجماع، وإنّ أكل واحد منهما يبطل فعل صاحبه إذا شرب من بعده، وينبت في مواضع حَجَرية، ومواضع رملية. وقال: هذا مقرون زوجًا زوجًا، وهو شبيه بأصل الوتر. وقوته رطبة حارة، ومن أجل ذلك من ذاقه يجد فيه حلاوة، وما كبر من الأصلين يكون فيه رطوبة نُضجية نضجًا بليغًا، ومزاجه مائل إلى الحرارة واليبوسة، ولذلك أنه صار لا يحرك الجماع ويمنع. وهذان الأصلان يؤكلان كما يؤكل البَلبوس. ومنه صنف ورقه شبيه بورق الكُرَّاث طوال. إلا أنها أعرض منها، وفيها رطوبة تَدْبَق باليد، وساق طولها نحو من شبر. وزهر لونه إلى الفِرفير مائل، وأصل شبيه بالأنثيين، إذا تضمد به حلل الأورام البلغمية، ويمنع النملة من الانبساط في البدن، وقد يذكر في هذا الأصل ما ذكر في الدواء الذي قبله. «ج» خُصى الكلب. أصل كخُصى الثعلب. وهو نوعان: أصغر وأكبر، والأصغر هو زوجان: زوج تحت زوج، واحد رِخْو، والآخر ممتلئ، وهو حار رطب، وفي الأكبر رطوبة فَضْلية، وهو يحلل الأورام البلغمية، وينقِّي القروح، ويفتح النواصير، ويَدْمُل القروح الخبيثة المتآكلة،(1/162)
وينفع من القُلاع. وقيل إن الرطب منه يزيد في الباه، واليابس يقطعه، ويبطل كل واحد منهما فعل صاحبه. «ف» خُصى الكلب هو من الأصول، رخو، صغير وكبير ممتلئ، أجوده الكبار الحديث الممتلئ، وهو حار رطب، ينفع من الأورام البلغمية، والقروح والقُلاع، وإن تناول أكبرهما صار مذكارًا، وإن تناولت المرأة أصغرهما صارت مئناثًا. ويقال: الرطب منه يزيد في الجماع، واليابس يقطعه، ويبطل كل واحد منهما فعل الآخر. والشربة منه: درهم ونصف.
* خُصَى المواشي وغيرها: «ع» أما خُصى المواشي فهي من جنس اللحم الرخو، وفيها رداءة خِلط وزُهومة، وخُصى الحيوانات الفتية أفضل. وأما خصى التيوس والكباش والثيران فتأباها النفوس، وهضمها عسير، وخلطها رديء. وأفضل الخُصى خُصَى الديوك المسمَّنة، وخصى العِجل إذا جففت ودقت وشربت بشراب زادت في الإنعاظ. «ج» هى من اللحم الرِّخو، وجودتها ورداءتها بحسب الحيوان الذي هي منه. وهي حارة رطبة. وقال قوم: إنها يابسة. وهي جيدة الغذاء كثيرته، وخصية الديوك المسمَّنة تزيد في المنيّ، وهي عسرة الانهضام. وخصية الإبل إذا جففت وشربت بالشراب نفعت من نهْش الأفاعي؛ وخصية العجل إذا جففت وشربت أنعظت، وخصية البحر: هو الجُندبَادَسْتَر، وقد ذكرته في الجيم.(1/163)
* خطْمِيّ: «ع» منه بستانيّ، ومنه صنف بريّ، وله زهر شبيه بالورد، وهذا النبات يحُلِّل ويرخي، ويمنع من حدوث الأورام، ويسكن الوجع، وينضج الجراحات العسرة الاندمال والنضج، وأصله وبزره يفعلان ما يفعله الورق والقُضبان ما دام طريًا، إلا أنها ألطف وأكثر تجفيفًا وجلاء، حتى أنهما يشفيان البهَق. وبزره يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين، والمَاء الذي يطبخ فيه الخِطميّ ينفع من قروح الأمعاء، ومن نفْث الدم، ومن استطلاق البطن، من طريق أن فيه قوة قابضة، فالخطميّ حار باعتدال، يحلل التهيج في النفخة التي تكون في الأجفان، وهو نافع من السعال الحار، ويسهل النفث، وورقه ينفع في ضمادات الجنب والرئة، وبزره متى خُلط بالمَاء صار كالقريص جامدًا، ومتى خُلط في أدوية الحقن نفع من ضررها بالمقعدة، وورقه إذا طبخ وعُرِك بالسمن أنضج الأورام الحارة، ولعابه إذا استخرج بالمَاء الحار ينفع المقعدين والعُقْم من النساء، وإن أخذ جزآن من دقيق نوى التمر، ومن بزر الخِطميّ جزء مسحوق، ويعجن الجميع بخل، ويضمد به الأورام المتولدة في المذاكير التي قد أعيت المعالجين، نفعها. وورقه إذا دق يابسًا وغسل به الرأس واللحية نقَّى شعرها وغسلها. «ج» هو بارد رطب، وقيل حار باعتدال، وفيه تليين وإنضاج، وإرخاء وتحليل، ويُطْلَى به البهق مع الخل، ويجلس في الشمس، وينفع من عِرْق النَّسا والارتعاش، ويحلل الأورام، ونفخة الأجفان، وطبيخ أصوله ينفع شربًا من حُرقة البول والمِعَى والحصاة، وينفع من مضرة الهوام، وإذا غسل به الشعر لينه ونعمه، وإذا شرب منه مثقال نفع من القُولَنْج. «ف» شجرة معروفة، وتسمى كثيرة المنافع، وضمغه بارد ينفع من السعال ونفْث الدم، ويحلل الأورام الدموية، وينفع من الصداع والشقيقة والشَّوصة إذا تُضمد به، ومن ذات الجنب مع العسل ودقيق الشعير، ويجبر الأعضاء المنكسرة ويشدها، وينفع من الفالج والتشنج، ومن تقطع أوعية المنيّ، وينزل دم الحيض،(1/164)
ويُدرُّ اللبن، وينفع من الأخلاط السوداوية الرديئة. «ز» بدله: أصل البرديّ، وبدل صمغ الخطميّ: مثل وزنه صمغ عربيّ، وثلثا وزنه طباشير.
* خُطَّاف: «ع» كثير من الناس من يضع الخطاطيف المحرقة على الحنجرة ممن به الخوانيق، وعلى جميع العلل التي يكون معها ورم الحلق واللهاة، ومن الناس قوم يستعملون هذا الرماد في الكحل المحدّ للبصر. «ج» يقول: إن أول بطن من الخُطَّاف إذا شق وجد فيه حصاتان: إحداهما ذات لون واحد، والأخرى ذات ألوان كثيرة، وإذا جعل في جلد عجل قبل أن يصيب ترابًا، ووضع على عضد المصروع ورقبته، انتفع به. قال: وقد جُرْب. «ف» هو من الطيور معروف، أجوده دماغه ورماده، وهما باردان يابسان، وينفع رماده من الخُناق، ودماغه من ابتداء نزول المَاء. والشربة منه: درهم.
* خُفَّاش: هو الوَطواط. وسمي خفاشًا لصغر عينيه، وامتناع بصره بالنهار. ورؤيته بالليل، وهو يطير بالعِشاء، ولا يعلو في الهواء، ويأوي المدن والديار. وإذا ذبح وطُلِيَ به على عانات الصبيان قبل البلوغ، منع من نبات الشعر عليها، وإذا طُلي على ثدي الأبكار منعها أن تعظم. وقال عن جالينوس إنه جُرِّب ولم يصح. «ف» دماغه بعسل نافع من ابتداء المَاء في العين، ورماده يُحد البصر جدًّا.(1/165)
* خَلّ: «ع» الخلّ مركب من جوهرين: حارّ وبارد، والبارد فيه أكثر، والخل يجفف تجفيفًا بليغًا، حتى أنه من التجفيف في الدرجة الثانية عند منتهاها، إذا كان خَلاّ ثقيفًا، وهو يبرد ويقبض، وهو صالح للمعدة، يفتق الشهوة، ويقطع الدم من أيّ عضو كان إذا شرب، وإذا طبخ مع الطعام وافق البطن الذي يسيل إليه الفضول. وهو جيد للمعدة الملتهبة، وينفع الطِّحال، ويلطف الأغذية الغليظة، ويوافق أصحاب الصفراء والدم، ويضر أصحاب الطبائع السوداويَّة، والأمزجة الباردة، ويُقِلُّ المَنِيّ، ويضعف الانتشار، وإذا خلط بدهن الورد، وبُلّ به بصوفة غير مغسولة، ووضع على رأس من به صُداع من حر الشمس، نفع منه. وبخاره إذا كان سُخْنًا ينفع من الاستسقاء، وعُسر السمع، والدَّوِيّ العارض في الأذن، والطنين. وإذا قُطر في الأذن قتل الدود الذي فيها. «ج» بارد يابس في الدرجة الثالثة. وقيل: بارد في الأولى، قويُّ التجفيف، ينفع من انصباب المواد إلى داخل، ويلطِّف ويقطَع، ويُصَبُّ على نزف الدم إذا كان خارجًا، ويمنع الورم، ويعين على الهضم، ويضادّ البلغم، وينفع الصفراويِّين. وإذا وضع بصوف على الجراحات منع ورمها، وينفع من الجَرَب والقُوبا وحرْق النار، أسرع من كل شيء، ووضعه على الرأس ينفع من الصداع الحار، والمضمضة به تنفع من حركات الأسنان، خصوصًا مع الشبّ، وبخاره ينفع من عسر السمع، ويفتح سُدَد المِصفاة بقوة، ويحلل الدِّويّ، ويُتَحَسِّى للعلق الذي يتعلق بالحلق، ويصب على النهوش فينفع، وينفع من سُقِي الأفيون والشَّوْكَران؛ وبملح ينفع من عضة الكلْب الكلِب، والإكثار منه يضر بالسوداويين. وهو يضعف البصر، ويصفِّر اللون، ويضر بالعصب، وربما أدى إدمانه إلى الاستسقاء. «ف» أجوده العَنَبيّ الثقيف، وهو مركب من حر وبرد، ينفع الصفراء، ويشهي الطعام، ويعين على الهضم. وله مضرة في نكاية الأعصاب. الشربة: بقدر المزاج.(1/166)
* خَلُّ العُنْصُل: «ع» وإذا ركب على الخل أوقية من طبقات العُنصل المنشَّف والمظلَّل، وأغلي حتى يتهرأ، ويشمس ويترك سبعة أيام في الشمس، ثم يصفَّى ويشرب من هذا الخل في كل يوم على الريق وزن درهمين، نفع من نَتْن الفم الكائن عن جُشاء. «ج» هو الخل الذي يجعل فيه بصل العنصل، ينفع من عِرق النَّسا، وضيق النفَس. وإذا تمضمض به شَدَّ اللِّثة، ويُذهب نَتْن الفم، وإذا صُبَّ في الأذن نفع من ثقل السمع، وإذا تجرع منه ثلاث مرات على الريق أحدَّ البصر، وقوّى الأسنان.
* خِلال مأمونيّ: «ج» هو الإذخر. وقد ذكر في حرف الألف.(1/167)
* خِلاف: «ع» أصنافه كثيرة، منها الصَّفصاف، وهو صنفان: أحمر وأبيض. وقال: الخِلاف صنف من الصّفصاف وليس به. والفرق بينهما، وإن كانا في الشبه، والشكل، وسباطة الأغصان، وكيفية الورق سواء، إلاّ أنه ليس للصفصاف فُقَّاح الخِلاف؛ ذلك أنّ ثمرة الخلاف ذكية الرائحة. ناعمة المَشم والملمس، في لين الخزّ الفاختيّ اللون، وعلى السنابل مثل الزغب، وليس في الصَّفصاف من هذه شيء، وإنما يثمر الصَّفصاف حبًا أبيض اللون، ينتظم على فروعه وأغصانه مثل حب الجاوَرْس، يَضرِب في بياضه إلى الصفرة، وليس ينتفع به في علاج الطب. وفُقَّاح الخلاف إذا شُمّ كان نافعًا لمحروري الأمزجة، مرطبًا لأدمغتهم، مسكنًا لما يعرض لهم من الصداع الشديد، الكائن عن بخار المِرَّة الصفراء، ويُربى وهو رطب غَض بالسمسم المخلوع، ويستخرج دُهنه وهو رطب، وهو المسمَّى دهن الخِلاف، وهو دهن طيب الرائحة. «ج» خِلاف هو الصَّفصاف. وقد يخرج لورقه إذا شُدخ صمغ بَرْيّ. والخلاف البَلْخيُّ وهو البَهْرامَج: في حرف الباء. وأجوده الذي ينبت في عيونه، وهو بارد يابس، ثمرته وورقه قابضان بلا لذع، وفيه تجفيف، ورماده شديد التجفيف، وهو يحبس الدم إذا تُضْمِّد به رطبًا، وماؤه يسكن الصداع، وعصير ورقه بالغ في علاج المِدَّة التي تسيل من الأذن، وثمرته تُجعَل على ضربة الحدقة، وتنفع نزف الدم. «ف» من الأشجار المعروفة. وصمغه شديد الجلاء، يختار ماؤه وثمره الطريّ، وهو حار يابس، ينفع ماؤه من سُدَد الكبد واليَرقان، وثمرته للإسهال. الشربة من مائه: أوقيتان.(1/168)
* خَمْر: «ع» أما الأشربة العتيقة فإنها تضر الأعصاب والحواس، إلا أنها لذيذة الطعم؛ ولذلك ينبغي أن يُمنع منها إذا كان بعض الأعضاء مريضًا، وأما وقتَ الصحة فقد يُشرب منها الشيء اليسير. وهو مائيّ، فلا يضر، وإذا عُتِّق جدًّا وكان أبيض رقيقًا، فهو يُدِرّ البول، ولكنه يُصدِّع الرأس، ويضر المعدة. وأما الحديث فهو نافخ، عسر الانهضام، ويُدرّ البول. وأما المتوسط بين العتيق والحديث فهو المختار. فينبغي أن يشرب في وقت الصحة والمرض. وأما مقدار ما ينبغي أن يشرب فيكون بمقدار زمان السنة والسن والعادة وقدر قوة الشراب. وينبغي أن يشرب الشراب العتيق على عطش؛ وأما المسكر كله فضارّ لا سيما إذا أُدمن عليه. وإذا ألَحّ المسكر على العصَب ضعف واسترخى.(1/169)
القول في منافع الشراب ومضارّه وصنوفه : الشراب المسكر يسخن البدن، ويعين على هضم الطعام في المعدة، وسرعة تنفيذه إلى الكبد، وجودة هضمه، وتنفيذه إلى العروق وسائر البدن، ويسكن العطش إذا مزج بالمَاء ويخصِب البدن متى شرب على أغذية كثيرة الغذاء، ويحسن اللون، ويدفع الفُضول جميعَها، ويسهل خروجها من البدن، بالنجو والبول والعرق، والتحلل الخفيّ الذي بالمسامِّ، ويخرج الصفراء أيضًا في البول يومًا فيومًا، فيَمنَع أن يَكثر كميتها وكيفيتها، فهو لذلك عون عظيم على حفظ الصحة، إذا شرب على ما ينبغي، ويصلح وقتًا وقتًا بالقدر المعتدل، الذي تعهده الطبيعة، وتستولي عليه، ويطيب النوم ويثقله، فتستريح لذلك آلات النفَس راحة أكثر من راحتها عند النوم على غير الشراب، فيكون البدن من بعد ذلك النوم أقوى، والجراحات أخفّ، والحواس أذكى، والهضم أجود. ومن تركه ممن يعتاده بَرَد بدنه، وهاجت به الأمراض السوداوية، وضعُفت هضومه كلها، والمقدار الذي يُنتفع به في هذه الوجوه ثلاث كميات: أولها: أن يُشرب بعد الطعام بقدر ما يسكن العطش سكونًا تامًا، ولا يزاد غير ذلك من تفريح النفس وإطرابها، وهذا هو الحد للمحرورين، ولأصحاب الأبدان الملتهبة جدًّا، ولمن يحمّ ويحمي جسمه عليه. والحد الثاني: أن يؤخذ منه إلى أن يبلغ أن يَسُرَّ النفس ويطربها، باعتدال في ذلك، من غير ثقل في الرأس والحواس، ولا يميل إلى النوم الشديد. وأما ما جاوز ذلك إلى لَجْلَجة اللسان، وفقد صحة العقل، واضطراب مفاصل البدن، وضعفها عن الحركات، فإنها حالة السكر، وذلك ضار في وجوه كثيرة، ولا سيما إذا تواترت وتردافت. وقد ينفع إذا كان في الشهر مرة أو مرتين، فإن هذه الحالة تسخن البدن وترطبه، وترقق أخلاطه، وتفتح مجاريه، وتحلل كل ما بدأ ينعقد إذا لم يشرب المَاء في ذلك اليوم. ومما يحفظ الصحة أن يشرب الخمر يومًا، والمَاء يومين أو ثلاثة؛ وأما تواتر السكر، وشُربه على الخُمار، فجالب(1/170)
للأمراض المهلكة، كالصرْع، والرَّعشة، والفالِج، والأمراض الحارة، وتورُّم الأحشاء، لا سيما الكَبِد، والدُّبيلات، والجراحات، وفساد العقل، وكَدَر الحواس، وضعف الحركات، وترهُّل البدن، وذهاب شهوة الطعام. وهو يختلف في أفعاله هذه بحسب اختلاف أنواعه. والشراب الأسود الغليظ الحلو، أكثرها غذاء وتوليدًا للدم الغليظ الأسود، وهو شر لمن يعتريه الأمراض السوداوية، وجيد لمن يريد أن يزيد لحمه، وللمنهوكين. والأبيض الرقيق أقلها غذاء، أوفقها للمحرورين، والأحمر المعتدل في غلظه ورقته أعدل الشراب، وهو يولد دمًا جيدًا؛ وأما الأصفر القويّ الطعم جدًّا، فإنه يسخن إسخانًا قويًا، ويضر أصحاب الأمزجة الحارة، إلا أن يكثروا مزاجه جدًّا، ويتنقلوا بالفواكه الباردة. والريحانيّ منه أكثر صعودًا إلى الرأس، وتصديعًا له، فينبغي أن يحذره من يعتريه الصداع والرَمَد، ويسرع إلى رأسه الامتلاء، ويدفع مضرته متى اضطر إلى شربه: شم الرياحين الباردة، والكافور والمَاورد والصندل، وتدبير الرأس بها وبالخل، وبدهن الورد، والتنقُّل عليه بالسَّفَرْجَل. والعتيق أكثر تجفيفًا للبدن، وأقل بخارًا، والحديث كثير البخار، إلا أن بخاره رَطْب، لا يُنكِي الرأس كثيرَ نكاية، كما ينكيه الرَّيحانيّ. والكدر من الشراب أوفق للمحرورين، غير أنه يسقط شهوة الباه. ونبيذَ الزبيب المجرد يَذهب مذهب الشراب الأسود الغليظ، وهو أقل إسخانًا، وأشد قبضًا، والمعسَّل يسخن إسخانًا قويًا، وينقي الكُلَى، وينفع من أوجاع المفاصل. ونبيذ العسل مُلْهِب جدًّا، كثير التوليد للمُرار، ونبيذ التمر والدَّوشاب كثير التوليد للدم العكر، قليل المعونة على الهضم، مطلق للبطن إطلاقًا ليس بنافع جدًّا، بل من إزلاق وثقل على الطبيعة، ونبيذ السكر مُصَدِّع، سريع الصعود إلى الرأس، إلا أنه يدر البول، وينِّقي الكُلَى والمثانة، ويذهب بخشونة الصدر والرئة. وأما من يحدث به عن إدمان الشراب ذهاب شهوة الطعام(1/171)
والغَثْي وتقلُّب النفس، وتكسير البدن، مع ثقل الرأس، ونوم مضطرب وتشويش، فإن هذه أعراض الخُمار، والخمار تخمة من النبيذ، فينبغي إذا حدث ذلك أن يطلب النوم مدة طويلة، ويغمز منه الأطراف، ثم يدخل الحمَّام ويصب على الرأس ماءً فاترًا كثيرًا، ثم يخرج فيستريح؛ فإن خفت الأعراض، وجاءت شهوة الطعام، فذاك، وإلا طلب النوم أيضًا والسكون، ثم عاود الحمَّام، حتى تخفَّ الأعراض، وترجع الشهوة، ويتقيأ بالسِّكَنْجَبِين، والمَاء الفاتر مرات، حتى يخرج من المَعِدة أولاً، ثم يشرب رُبُّ الرمان والسفرجل أو الرِّيباس، وفيه من الطين النيسابوريّ، ويجعل أكله إذا عادت الشهوة فراريج بماء حصْرِم ونَعْنَع كثير؛ ومما يسكن عادية الخُمار الجُلاّب بالبلح والفُقَّاح، ورُبوب الفواكه الحامضة القابضة. «ج» الخمر: هو ماء العنب المعتصر المصَفى. يجعل في الجرار المقيَّرة في الشمس، ليغْلَى ويُخرِج زَبَده، ثم يطين. ومما يمنعه من الغليان وظهور الزَّبَد طرح الخردل في رؤوس الجِرار، فإنه لا يغلي، ويخرج بذلك عن كونه خمرًا، فيحل على رأي بعض الفقهاء. والخمر يختلف من قبل ألوانه، وأراييجه، وطعومه، وقوامه، وأزمانه في حديثه وعتيقه. فالأبيض أقل حرارة وغذاء، وأسرع انحدارًا؛ والأسود بالضد، والعَطِر يولد دمًا جيدًا، والكريه الرائحة بالضد، والحلو سريع الانهضام، ويطلق الطبع دون البول، والقابض بالضد، والذي بدا يحمُض ينفع أصحاب المِرَّة الصفراء، والغليظ كثير الغذاء، بطيء النفوذ؛ واللطيف بالضد؛ والحديث منفِّخ، والعتيق مجفف، وأجوده المعتدل القَوام، الأصفر اللون، الريحانيّ، المتوسط بين العتيق والحديث. وهو حار يابس في الدرجة الثانية، ينفع من الشهوة الكلْبية، والرمد البَلغميّ. والغَثْي، ويشفي من السموم، ويجوّد الهضم. وإذا مزجت سكنت العطش، وهو يدر البول، ويسهل الطبع، ويسرّ النفس. والإفراط في شربها يضر بالعقل والطِّحال والكبد الضعيفتين، ويبطل الباءة،(1/172)
ويقلل شهوة الغذاء، ويحدث النسيان، والبخَر، والرَّعشة، والدمع، وضعف البصر، والغضب، والحميات، والتبلد، والصَّرع، والسكتة، والموت فجأة، وشربه على الريق بعد التعب يحدث جفافًا والتهابًا وأوجاعًا.
وأما ما يمنع السكر، فبِزْر الكُرْنِب، بربِّ الحِصْرِم، ويقلل الغذاء، ويأكل الفالوذَج السكريّ، ويشمّ اللَّيْنُوفَر، والمحرور يتنقل الرمان المُزّ والتفاح المُزّ. وأصل الخَس والجُمَّار، ويغتذي قبل الشراب بالسُّمَّاقية والرُّمانية والحِصْرِمية. «ف» معروف. وأصنافه كثيرة، مختاره الأصفر الريحاني، وهو حار يابس في الثانية، يقوي القلب، وينعش الحرارة الغريزية ويقويها، ويبثها في جميع البدن، ويقوي النفْس، ويحدث لها سرورًا وفرحًا ونشاطًا، إذا استعمل بمقدار معتدل، في وقت الحاجة. والشربة: مقدار الحاجة.(1/173)
* خَمِير: «ع» قوة الخمير لطيفة، يسيرة الحرارة، تجذب من عُمْق البدن بلاء وأذى، وتحلل. وهو مركب من قوى متضادة؛ وذلك أن فيه حموضة باردة. وحرارة من قبل العفونة، وفيه حرارة طبيعية من قِبَل الملح، وقوة الخمير من دقيق الحنطة مسخن، حار، ملطف. وإذا خلط بالملح أنضج الدماميل، وفتح أفواهها، وينضج الأورام العارضة في أسفل القدم. وإذا عدم أصله فيتخذ من الدقيق والزيت، ويعجن الدقيق بقليل زيت، ويترك ليلة. فيصبح من الغد خميرًا قاطعًا، وإذا حُلَّ بالمَاء وخلط به مثل ربعه دهن بنفسج، وتغرغَر به، نفع من أورام الحلق الباطنة، وإذا حُلَّ بالمَاء، وصنع به حساء، وقطر فيه قطرات من خل يسيرة وشرب، أمسك البطن، وعقل إسهاله. «ج» رطوبته ويبسه بقدر كثرة ملحه وقلته. وطريُّه حار في الدرجة الثانية، وعتيقه حار يابس، في الدرجة الثالثة، وفيه قُوًى متضادة: برد من قبل حموضته، وحرارة من قبل عَفَنه. وحرارة طبيعية من قبل مِلْحه ودقيقه. وفيه قوة تجلو، وهو يجذب المواد البلغمية إلى ظاهر البدن، ويحلِّل، ويُضمَد به الوجع الكائن في أسفل القدمين، ويُنْضج الدماميل. «ف» معروف. والعتيق أقوى في جذب المواد، حار في الثانية. وعتيقة حار يابس. ضماده يُنضج الدماميل، ويحلل المواد العميقة، ويستعمل منه بقدر الحاجة.(1/174)
* خَنْدَرُوس: «ع» هو غذاء جيد مثل الحنطة. وهو صنف له حبتان، وهو أغذى من الأرز، وأشد عقلاً للبطن، وأجود للمعدة، وهو حب له تغرية وسُحوج، ومزاجه شبيه بمزاج الحنطة، إلا أنه أشد لزوجة منها، فلذلك يمكن فيه الإنضاج ما يمكن في الحنطة، وإذا طبخ بخل وتُمضد به، قلع الجرب المتقرح، وأبرأ الأظفار إذا عرض لها تشقق أو تقشر، وأبرأ النواصير العارضة في المَآقي، ويعمل من طبيخه حقنة نافعة من قرحة الأمعاء التي يعرض معها ألم مؤذ. «ج» هو الحنطة الرومية، وهي حارة رطبة لزجة، غذاؤها أبرد من غذاء الحنطة غير الرومية، وجيده الكبار الحديث الرَّزين، وهو حار رطب. الممضوغ منه ينفع الأورام الجاسية. ودقيقها خاصة بالزعفران دواء للكلَف. الشربة: بقدر الكفاية.(1/175)
* خُنْثَى: «ع» هو نبات معروف، وله ورق شبيه بورق الكُرَّاث الشاميّ، في رأسه زهر أبيض، وله أصول طوال مستديرة، شبيهة في شكلها بالبلوط. حِرِّيفة مسخنة. ولا ينتفع من هذا الدواء إلا بأصله، كما ينتفع من الليُّوف بأصله، وقوته تجلو وتحلل، فإن أُحرق وصار رمادًا كان أشد إسخانًا وتجفيفًا، وأكثر تلطيفًا وتحليلاً، وهو يشفي داء الثعلب إذا أحرق أصله، وضُمد برماده، بعد حك الموضع بخرقة خشنة. وإذا شُربت أدرت البول والطَّمْث، وإذا شرب منها وزن درهمين بشراب، نفعت من وجع الجنبين والسعال ووهْن العَضَل. وإذا أكل من أصله مقدار كفٍّ سهل القيء، وثلاث دراهم منه تشفي نَهْش الهوام. وينبغي أن يُضمد موضع النهشة أيضًا بالورق والأصل والزهر، مخلوطًا بالشراب. وطبيخ الأصل بدُرْديّ الشراب ضِمادًا ينفع من القروح الوسخة والخبيثة، وللأورام العارضة للثدي، والحصى والخُرَاجات والدَّماميل. وماؤه وحده أو مخلوطًا بكُنْدُر وعسل وشراب ومر، يفتر، ويُقْطر في الأذن التي يسيل منها القَىْح يوافقها، وفي الأذن المخالفة لناحية الضِّرس الوَجع يسكن وجعه. «ج» نبات ورقه كورق الكُرَّاث، وله ساق أملس، على رأسه زهر، وله أصول طوال مستديرة كاللينوفر، وهو حرِّيف، وأصله الإشراس. وهو حار يابس، وقيل: إنه بارد رطب، وهو قول بعيد، ورماده ينفع من البهق الأبيض، ويُطلى ويُجْلَس في الشمس، وزهره إذا نُقِع في شراب ينفع ذلك الشراب من لدغ العقرب.(1/176)
* خُنْفَساء: «ع» إن أُغليت في الزيت وقُطِر في الأذن سكن الوجع من ساعته، وإذا دفنت في ورد أحمر ماتت، وإذا دفنت في السِّرْجِين عاشت، وإن أخذت رؤوس الخنافس وجعلت في برج حمام اجتمعت إليه، وإن قطع مؤخَّره وغمس فيه مِيل واكتحل برطوبته قوّي البصر، ونفع من ضعفه، ومن الغشاوة، وإذا طبخ في الزيت حتى يخرج قوته وقطر في الأذن الوَجِعة، نفعها من الصمم الحديث، وإذا دُلكت بها قروح الساقين نفعها، وإذا دهنت بدهنه المطبوخ فيه البواسير النابتة في المقعدة نفعها نفعًا عجيبًا، فإذا أُدمِن ذلك أيامًا أذهبها بتاتًا، وإن شُدِخَت وربطت على لسعة العقرب أبرأتها.
* خِنْزِير: «ع» مرارة الخِنزير إذا طُليت بعسل وفُلفُل أنبتت الشعر في رأس الأقرع. مجرَّب. وشحمه موافق لأوجاع الرحم والمَقعدة، وحرق النار؛ والعتيق منه إذا أتي عليه زمان طويل يسخن ويلين، وإذا غُسل وخلط برماد وكِلْس وافق من به شَوْصَة، وكان صالحًا للأورام الحارة، وإذا سحق المحرق منه، وطلي به مع عسل على البرص، أجلاه ونفع منه.(1/177)
* خُولَنْجان: «ع» هو عروق متشعبة ذات عُقَد، لونها بين السواد والحمرة، شبيه بأصول النوع الكبير من السُّعُد؛ وهذه العروق حِرِّيفة الطعم، تُجلَب من بلاد الهند، وفيها عِطْرية، حارة يابسة في الثالثة، جيدة للمعدة، يطيب النكهة، ويهضم الطعام، كاسر للرياح، موافق لمن يكثر به القُولَنج الرِّيحي، والجُشاء الحامض، ويزيد في الباءة جدًّا، وينفع الكُلَى والخاصرة الباردتين، نافع لأصحاب البلغم والرطوبات المتولدة في المعدة، ويحرك المَنِيَّ ويهيجه، وإذا أخذ عود منه وأمسك في الفم قليلاً فإنه ينعظ إنعاظًا شديدًا؛ ومن أحسن الطرق في استعماله في أمر الباءة: أن يؤخذ منه وزن نصف مثقال أو درهم، ويُسحق ويُنخَل، ويذرَّ على مقدار نصف رطل لبن حليب بقريّ، ويشرب على الريق، فإنه غاية في أمر الباءة. وهذا مجرَّب صحيح. وهو من أنفع الأدوية لمبرودي المعدة والكبد، ويحسن هضمها تحسينًا بليغًا، ويقوي الأعضاء الباطنة، ويحبس البول الكثير شربًا. وبدله: وزنه دارصيني أو قَرَنفُل، وقيل: بدله من قرفة القرنفل وزنه، «ج» أجوده ما عظم منه. وهو حار يابس في الدرجة الثانية، محلل، مذيب ينفع من وجع القُولَنج ووجع الكُلَى، ويزيد في الباءة، ويطيب النَّكْهة، ويهضِم الغذاء، وهو جيد للمعدة، وينفع من عرق النَّسا، ويحبس البول الكثير من برد الكلى والمثانة. وقدر ما يؤخذ منه: درهم. وبدله: قرفة القرنفل. «ف» عروق خشنة، خارجها حمرة وسواد، وباطنها أبيض، أجودها الحديث الحادّ الطعم، حار يابس في الثانية، ينفع من القُولَنج ووجع الكُلَى، ويزيد في الباءة. والشربة منه: درهم.(1/178)
* خَوْخ: «ع» في الأنفس: شجرة الخوخ في قضبانها وفي ورقها مرارة، فلذلك صار ورقها يقتل الديدان متى سُحق ووضع على السُّرة، ومع هذا هو دواء يحلل. وأما ثمرته التى تؤكل فمزاجها رطب يبرد، والرطوبة المستكنة فيها وجرمها سريعًا الفساد، رديئان في جميع الخصال، فلا ينبغي أن يؤكل بعد الطعام، وكذلك تُمنَع الأطعمة المولدة للدم الرديء الرطبة اللزجة، السريعة الانحدار عن المعدة، فإنها إذا أكلت بعد الطعام فسدت، وأفسدت ما قبلها من الأطعمة. وهو بارد رطب في آخر الدرجة الأولى، أو في مبدأ الثانية، يولد بلغمًا غليظًا، سريع الفساد والعفونة في المعدة. وهو جيد للمعدة الحارة، والعطش الملتهب، واللهيب منها. وهو مشه للطعام، ويزيد في الباءة، ويطفئ الحرارة، ويشبه أن تكون زيادته للباءة في البلدان اليابسة الحارة. «ج» أجوده المسكيّ، والذي يخرج منه نواه بسهولة، وهو أسرع انهضامًا، وهو بارد رطب في آخر الدرجة الثانية، وقيل في الأولى، وهو مليِّن، وفيه قبض مَّا، وأقبضه المقدد، والبالغ منه صالح للمعدة، يشهِّي الطعام، ويزيد في الباءة لأصحاب الأمزجة الحارة اليابسة، وينفع من الحُميَّات المحرقة، فلا يفسد كفساد المِشمِش، ويولد بلغمًا رقيقًا، وقديده ليس بجيد الغذاء، بطيء الهضم، وإن أكله بارد المزاج فليأكل بعده زنجبيلاً مربى وعسلاً، «ف» نضيجه جيد للمعدة، وينفع من الجوع الكلبي، وهو بطيء الهضم، ويُعفِّن الأخلاط، ويدفع ضرره الحَلْواء والخمر الريحانيّ.
* خَوْلان: «ع» هو الحُضُض. وقد ذكر في حرف الحاء المهملة، والله الموفق.(1/179)
* خِيار: «ع» الخِيار أبرد وأغلظ وأثقل من القِثَّاء، لأن برودته في آخر الدرجة الثانية، وبرودة القثاء في وسطها، ولذلك صار الخيار أشد تطفئة وتبريدًا، ولأجل ذلك فعله في توليد البلغم الغليظ، والإضرار بعصب المعدة، وتفجيج الغذاء، أكثر من فعل القثاء، لأنه أثقل وأبعد انهضامًا، فهو يولد الخِلط البارد الغليظ المسمى خامًا. والمختار منه ما كان جسمه صغيرًا، وحبه رقيقًا غزيرًا متكاثفًا، وأفضل ما يؤكل منه لبه فقط، لأنه أسرع انهضامًا، وأكثر انحدارًا، وهو يوافق الكبد والمعدة الملتهبتين، ولبه ألطف من لب القثاء، وإذا أكل اليسير منه طيب النفس، وخاصة الخيار، إنه إن شمه من قد اختلف اختلافًا كثيرًا، أو أصابه غَشْي من حرارة مفرطة، وضعفت قواه، سكن عنه ما يجده. والخيار والقثاء إن جعل منهما سلائق، وأطعم صاحب الحميات الحادة، انتفع بها، وبزر الخيار بارد رطب في الثالثة، نافع من احتراق الصفراء والدم، والورم الحار في الكبد والطحال، ومن أوجاع الرئة وقروحها وجِرْم الخيار بطيء الانهضام، يدر البول إدرارًا كثيرًا، وهو قوي البرد جدًّا وربما هاج منه وجع الخاصرة، وليحذره من يعتريه الرياح الغليظة. ولبه ينفع المحرورين. «ج» يسمي القَثَد وهو ألطف من القِثاء وأبرد، وفيه يسير قبض، وهو بارد رطب في الدرجة الثانية، وينفع من الحميات المحترقة، ويدر البول، وإذا أخذ من مائه ما بين ثلث رطل مع عشرة دراهم من السكر السليماني أسهل المرار الأصفر، وقد يحدث عطشًا لآكله طريًّا، لاستحالته إلى المرار، ويحدث وجع المعدة والخواصر، ويصلحه العسل والزبيب. «ف» يبرد أحشاء المحرورين. ويسكن العطش. المستعمل منه: بقدر الحاجة.(1/180)
* خِيار شَنْبَر: «ع» الخيار شنبر معروف، وثمره مألوف، وهو بمصر وإسكندرية وما والاهما، ومنهما يحمل إلى الشام. وشجرته وورقه قريب من شجر الجوز، وورقه زهر يَاسمِينيّ الشكل، خمس ورقات في كل زهرة، في نهاية الصفرة، فإذا قارب أن يَذْوَى استحال لونه إلى البياض ويسقط، وتبرز أنابيب القضيب الشَّنْبرية، منها الطويل ومنها القصير، كعناقيد الخَرنوب، شديدة الخضرة، ثم تسودّ إذا انتهت، وداخل أنابيبه طبقات لُبّ سُود حلوة معسلة، وبين كل طبقتين نواة كنواة الخَرنوب في القدر، والمستعمل منه طبقاته، دون نواه وقصبه، والمختار منه ما اسودّ جوفه، وما كان برَّاقًا رَزينًا. ليس بمتحشّف، وكان في قصبه. والخيار شنبر معتدل في الحرارة والبرودة، وهو إلى الحرارة أميل، يسهل المِرة الصفراء المحترقة، ويسكن حدّة الدم، ويحلل الأورام الحارّة أيضًا. ويلين الصدر، وينقي العصب. والشربة منه: ثلاثة دراهم إلى عشرة دراهم، ويُحَلُّ بالمَاء الحار، ويشرب، وهو يلين الأورام الصَلْبة طِلاء وأورام الحلق والجوف. إذا تُغُرغر به مع طبيخ الزبيب. ومع عنب الثعلب، ويسهل بلا نكاية ولا أذى، ولا غائلة له. ويسقى للحَبالى للمشي. ويُمْشِي المِرّة، وينقِّي اليَرَقان، وينفع من وجع الكبد، ويُطْلَى على النِّقْرس والمفاصل، وإذا مُرِست فلوسه بماء الكزبرة الرطبة، ولعاب بِزر قَطونا، ثم تُغُرْغِر به، نفع من الخوانيق. ويسهل الطبيعة برفق، وينقي المعدة والأمعاء من الرطوبات والمُرار، ويسهل خروج البِراز المنعقد المتحجِّر، وإن سقي مع التمر هِنديّ أسهل الصفراء وإن سُقِي مع التُّربد أسهل بلغمًا ورطوبة. «ج» أجوده الهنديّ، وينفع من القُولَنج، وإسهاله بقوة جالية. والشربة: من خمسة دراهم إلى خمسة عشر درهمًا. وبدله: نصف وزنه تَرَنْجبُين. وثلاثة أوزانه لحم الزبيب، مع شيء من تُريد. «ف» مختاره الحديث الكثير العسل، معتدل في الحر والبرد، ينفع من اليرقان ووجع الكبد، ويسهل(1/181)
البلغم والمُرار، الشربة: عشرة دراهم. وقال: ينفع من المِرة والصفراء، ويقوي البدن، ويذهب بالحرارة والسَّحْج. «ز» بدله: مثل وزنه تَرَنْجُبين، ونصف وزنه زبيب منزوع العجَم. وقيل بدله: سكر سليماني.
* خِيرِيّ: «ع» نبات معروف، وله زهر مختلف، بعضه أبيض وبعضه فِرْفِيريّ، وبعضه أصفر نافع في أعمال الطب. وقوة هذا النبات قوة تجلو، وهي لطيفة مائية، وأكثر ما توجد هذه القوة في زهره، وهي في اليابس من الزهر أكثر منها في الرطب الطريّ، فهو يلطف، ويرفق الأثر الغليظ الكائن في العين، وماؤه إذا طبخ يُدِرُّ الطَّمْث، ويُحدر المَشِيمة والأجنة إذا جلس فيه، وإن شرب أيضًا فهو دواء يفسد الأجنة، لأنه شديد الحرارة، وماؤه الذي يطبخ فيه يَشفِي الأورام الحادثة في الأرحام إذا نُطِّل عليها، وخاصة لمَا طال مكثه وصلب. وأما بزر الخِيريّ فقوته قوة الخِيريّ بعينها، إلا أنه من أنفع الأشياء كلها في إحدار الطمث، إذا شرب مقدار مثقالين، وإذا احتمل من أسفل مع العسل فهو يفسد الأجنة الأحياء، ويخرج الموتى. وقوة أصوله قريب من قوته، إلا أنها أغلظ، وإذا خلط الأصل بالخل شفي الطحال الصُّلْب، وإن تضمد بعروقه يابسة مع الخل حللت أورام الطحال، وينفع من امتلاء الرأس من البلغم، وطبيخ أصوله بالخل نافع من وجع الأسنان. «ج» الأسود منه معتدل، والأصفر فيه حرارة، وقيل حار يابس في الدرجة الأولى. «ف» له زهر أصفر وأسود، جيده الأصفر الذكيّ الرائحة، حار يابس في الثانية، ينفع الرياح في المعدة والأمعاء، ويمنع من الفُؤاق، وورده محلل ملطف، إذا شم ينفع من برودة الدماغ ورطوبته، ويحلل الرياح الغليظة من الدماغ.(1/182)
* خيربُوَا: «ع» هو حب صغار مثل القاقُلَّة، حار يابس في الثالثة، قوته قوة القرنفل، يجلو ويلطف، وهو ألطف من القاقلة، جيد للمعدة والكبد الباردتين، وهو أحر للمعدة من القاقلة، يجلَب من الصقالبة. الشربة منه: درهمان. وقال فيه ما قاله عبد الله ، وكذلك ابن جَزْلة.
حرف الدال
* دَارْصِينيّ: «ع» معناه بالفارسية شجرة الصين، والدارصينيّ على ضروب: منه الدارصيني على الحقيقة، المعروف بدارصينيّ الصين. ومنه الدارصينيّ الدون، وهو الدارصوص. ومنه المعروف بالقِرفة على الحقيقة، ومنه المعروف بقرفة القرنفل.(1/183)
فأما الدارصينيّ على الحقيقة، فجسمه أشحم وأثخن، وأكثر تخلخلاً من جسم القرفة على الحقيقة، وسواد قرفة القرنفل، إلا أنه إلى القرفة أميل، وبها أشبه، لأن حمرته أقوى من سواده وأظهر. وأما لون سطحه فيقرب من لون السَّلِيخة الحمراء، وأما طعمه فأول ما يبدأ الحاسة الحرافة، مع يسير من قبض، ثم يتبع ذلك الحلاوة، ثم مرارة زعفرانية، مع دهنية خفيفة، وأما رائحته فمشاكلة لرائحة القرفة على الحقيقة، فإذا مضغته ظهر لك شيء كرائحة الزعفران، مع يسير من رائحة اللينوفر. وأما الدارصينيّ الدون، فجسمه يقرب من جسم القرفة على الحقيقة في خفته وتلحمه، وحمرة لونه، إلا أن حمرته أقوى، ولونه أشرق، وجسمه أرقّ وأصلب، وأعواده ملتفة دقاق مقصفة، شبيهة بأنابيب قصب الساج، إلا أنها مشقوقة طولاً غير ملتحمة ولا متصلة، وطعمه ورائحته مشاكلة لرائحة القرفة على الحقيقة، وطعمها في ذكائها وعطريتها وحرافتها، إلا أن الدارصينيّ أقوى حرارة، وأقلّ حلاوة وعفوصة. وأما القرفة بالحقيقة فمنها غليظ ومنها رقيق، وكلاهما أحمر وأملس، مائل إلى الحلو فيه قليلاً. وظاهره حسن أحمر اللون إلى البياض قليلاً، على لون قشر السَّلِيخة، ورائحتها ذكية عطِرة، وفي طعمها حدة وحرافة، مع حلاوة يسيرة. وأما المعروفة بقرفة القرنفل، فهي رقيقة صلبة إلى السواد مائلة، ليس فيها تخلخل، ورائحتها وطعمها كالقرنفل، إلا أن القرنفل أقوى قليلاً. وهذا الدواء في الغاية من اللطافة، ولكنه ليس بحار غاية الحرارة، بل من الحرارة في الدرجة الثالثة وليس في الأدوية المجففة شيء يجفف مثل تجفيفه، للطافة جوهره. فأما قرفة الدارصينيّ فكأنها دارصينيّ ضعيف، وبعض الناس يسميه دارصينيّ دون. وقوة كل دارصينيّ مسخنة مدرّة للبول، ملينة منضجة، وتدرّ البول وتسقط الجنين إذا شرب واحتمل مع مرّ، ويوافق السموم من كلّ شيء من دوابّ الأرض القتالة، ويجلو ظلمة البصر، ويقلع البثور اللينة والكلف، إذا خلط بعسل، وينفع(1/184)
من النزَلات والسُّعال المزمن والجَنب ووجع الكُلَى وعسر البول، وقد يقع في أخلاط الطيب الشريفة، وبالجملة هو كثير المنفعة، وقد يسحق ويعجن بشراب، ليبقى زمانًا طويلاً، ويجفف في الظلّ ويخزن، وهو مطيب للمعدة، مذهب لبردها، مسخن للكبد، مفتح للسُّدَد، محدّ للبصر، مجفف للرطوبة العارضة في الرأس والمعدة. وخاصته أن يُحد البصر الضعيف إذا اكتحل به، وإذا أكل، ويصفي الصوت الذي يخشن عن رطوبات منصبة، ويحلل البلغم من الحلق والنغانغ وقصبة الرئة، وبالجملة فهو أبلغ الأفاويه في تجفيف الرطوبات الفضْلية في أي عضو كانت، ويحسن الذهن تحسينًا جيدًا، ولا سيما إذا خلط مع الإهليلج الكابلي، ويسخن ويلطف الأغذية الغليظة، ويعدها للهضم، وينفع لكثرة أوجاع المعدة الباردة. وينبغي أن يكثر منه الممعودون، وفي طعام من به ربو، وأخلاط غليظة في صدره، وليس يبلغ ما يبلغه الفلُفل والخُولَنجان من كسر الرياح، بل ينفخ قليلاً، وبذلك يعين على الإنعاظ، وله خاصية في التفريح، وفيه قبض يسير، ويصلح كل عفونة، وكل قوّة فاسدة، وكل صديدية من الأخلاط. وإن طبخ مع المُصْطَكى وشرب ماؤه أزال الفؤاق وأذهبه. وبدل الدارصينيّ: ضِعف وزنه من الأبهل، ولا يستعمل هذا البدل للحبالى، وبدله في أيارج الفيقرا: السَّلِيخة الفائقة، وبدل السليخة الفائقة دارصينيّ، والدارصينيّ الفائق أقوى من السليخة الفائقة، ولكن السليخة بدله عن ضرورة. وقال في موضع آخر: تكون السليخة ضعف الدارصينيّ، وقيل: بدل الدارصينيّ وزنه من الكَبابة، والكبابة أقلّ منه لطافة، وقيل بدله خُولَنجان وزنه. «ج» إذا دقّ وعجن وعمل أقراصًا، فإنه يبقى خمسة عشر سنة، وأجوده الطيب الرائحة، الحادّ المزاج بلا لذع، الشديد الحمرة، الذي فيه حلاوة وليس بهش جدًّا. وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، وقيل في الثانية، ودهنه حار جدًّا. والدارصينيّ في غاية اللطافة، وجاذب مصلح للعفونة، نافع للزكام وظلمة العين أكلاً(1/185)
وكحلاً، ويفرح القلب، وينقي الصدر، ويفتح سُدَد الكبد، ويقوي المعدة، وينفع من الاستسقاء وأوجاع الرحم مع محّ البيض، وينفع من سموم الهوام، ويضمد به للسعة العقرب مع التين، وقدر ما يؤخذ منه: درهم. وبدله: قشور السليخة القابضة، أو ضعفه كبابة أو أبهل أو زَرْنب، ودهنه شديد النفع للرعشة والنافض. «ف» خشب معروف. وأصنافه كثيرة، وأجوده الأسود الطيب الرائحة، الحاد المذاق. حارّ يابس في الثانية، مفرح، وينفع من السعال والربو، ويحفظ على الإنسان قوّته أيام حياته، ويذكي الذهن، والشربة منه: درهم.(1/186)
* دارشَيْشَغَان: «ع» هو شجرة ذات غلظ، فيها شوك، والجيد منه ما كان رزينا، وإذا قشر كان لونه إلى لون الدم أو إلى لون الفِرفير، كثيفًا طيب الرائحة، في طعمه شيء من المرارة، وطعم هذا الدواء طعم حِرِّىف قابض. وقوّته بحسب ما يعلم من طعمه قوّة مركبة من حر وبرد، فهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، ينفع من استرخاء العصب، ينشف الرطوبات الغليظة، مقوّ للمثانة، ويتمضمض بطبيخه لحفظ الأسنان، ويسحق ويذرّ على قروح المثانة، ما بين الخصية والفَقْحة والمذاكير، فينفع من صلابتها في ساعتها، ويوافق القُلاع، وقروح الفم الوسخة، وقروح البدن الساعية، ونتن الأنف، ويخرج الجنين إذا وقع في خلال الفَزْزَجات. وبدله في النفع من استرخاء العصب: وزنه من الأسارون، وثلثا وزنه من الراوند، ونصف وزنه من الدرونج. وقال «ز»: بدله ثمرة الينبوت. وقال غيره: بدله من الزراوند وأسارون ودَرْونَج، من كل واحد نصف وزنه والله أعلم. «ج» شجرة غليظة، ذات شوك كثير، قشرها حِرِّيف، وزهرها حادّ، وعودها عفِص فيه بردمًا، وقيل هو أصل السنبل الهندي، وأجوده الرزين الذي يخرج من تحت قشره أحمر طيب الرائحة والطعم. حار في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، وقيل في الثالثة، وقيل في الأولى، وقيل إنه بارد. وهو يحلل الرياح، ويصلح العفونة، ويحبس النزف، وينفع استرخاء العصب، ونْتن الأنف إذا جعل فتيلة، وطبيخه للقُلاع وحفظ الأسنان ونفث الدم من الصدر، ويعقُل البطن، وينفع من عسر البول. وقدر ما يؤخذ منه: درهم. «ف» مثله، وينفع من ضَرَبان وجع الأسنان، وينفع من النفخ في المعدة، وإذا دلك به داء الثعلب وداء الحية أنبت الشعر. المستعمل منه: بقدر الحاجة.(1/187)
* دادِي: «ع» هو حبّ مثل حبّ الشعير، وأطول وأدقّ، أدكن اللون، مرّ الطعم. وقيل بارد: والصحيح أنه إلى الحرارة، يابس في الثانية، قابض يعقل، وبما فيه من القبض يحفظ النبيذ من الحموضة، وفيه تليين للصلابات، ونافع جدًّا لأوجاع المعدة ولاسترخائها جلوسًا في طبيخه، وإذا لتّ منه وزن درهمين بزيت واستفّ، نفع البواسير. وهو نافع من السموم، وأجوده ما كان أحمر حديثًا طيب الرائحة. وإذا عجن بالعسل ولُعِق قتل الدود والحيات التي في الجوف، ويقطع اليرقان، ويحس من شربه بحرارة في الوجنتين، وسَدَر من غَدِ يوم شربه. وقال في كتاب السمائم: يعرض لشاربه الدُّوار وهذيان، ويقطع الأمعاء. وبدله في تحليل الصلابات: ثلثا وزنه كُنْدُر، ونصف وزنه أبهل، إلا في الحَبَالى لا يستعمل الأبهل. «ج» مثله. «ف» ينفع البواسير، والجلوس في طبيخه يرد المَقعدة البارزة، والإكثار من شربه ربما قتل، ويُداوَى بالقيء والإسهال واللبن الحليب.
* دَادِي رُوميّ: «ع» هو الهيوفاريقون. ويذكر في حرف الفاء، إن شاء الله تعالى.
* دار فُلفُل: يذكر مع الفُلفُل إن شاء الله تعالى.(1/188)
* دِبْق: «ع» أجوده ما كان حديثًا، ولون باطنه شبيه بلون الكُرّاث، ولون ظاهره إلى الحمرة، ليس فيه خشونة ولا نخالة، وهو يعمل من ثمرة مستديرة، تكون في شجر البلوط التي ورقها شبيه بورق الشِّمشار، بأن يُدقّ ثم يغسل ثم يطبخ بماء، ومن الناس من يعمله بأن يمضغ الثمرة، وقد يكون من شجر التفاح، وشجرة الكُمَّثرى، وشجر آخر، ويوجد عند أصول بعض الأشجار الصغار. وهو حار في الدرجة الثالثة، يابس في آخر الدرجة الأولى، يجذب الرطوبة الغليظة، ويلطفها ويذيبها ويحللها، ولا يسخن إلا بعد مكثه من حين يوضع مدة طويلة، وقوته محللة ملينة، وإذا خلط براتِينَج ومُوم، أجزاء متساوية، أنضج الجراحات والدماميل الظاهرة في أصول الأذنين، وسائر الأورام، وإذا خلط بالكُندر أبرأ القروح المزمنة، وإذا خلط بالنُّورة وطبخ معها ووضع على الأورام الخبيثة، وعلى الطِّحال الجاسي، حلل الأورام والجُساء، وإذا خلط بالزّرنيج الأحمر أو الأصفر، ووضع على الأظفار قلمها وإذا خلط بالنورة وعصير العنب قوّاها، وبدله في تحليل الأورام الصلبة: ثلثا وزنه من الأبهل. «ج» ثمره كالحمص غير خالص الاستدارة، يكسر فتَدْبَق به اليد، معدنه البلوط والتفاح والكمثرى، ويلين ويقلَع الأظفار الفاسدة إذا وضع عليها مع زرنيخ، وينقع الأورام والشَّرَى، ويذوب الطِّحال إذا وضع عليها مع نُورة، وينفع من البلغم والنَّسا، إذا أخذ منه نصف درهم، ويجذب الرطوبة الغليظة، وينفع من نواصير المآقي. «ف» ثمره مثل الحمص الأسود، غير خالص الاستدارة، أجوده الأسود الحديث، حارّ فيه رطوبة، ينضج الجراحات، وينفع من عِرْق النَّسا والنِّقرس، ويحلل ما كان في الوركين والركبتين من الأخلاط الفاسدة. والشربة منه: درهمان.(1/189)
* دِبْس: «ع» أجوده البَصْريّ الذي من سَيَلان الرُّطَب الفارسيّ. وهو حارّ رطب، يجلو ويزيل الكَلَف لطوخًا مع القُسط والملح، ويلين الطبيعة، ويغذو، ولكنه يولد خِلْطًا غليظًا رديئًا عكِرًا، ويصلحه اللوز والخَشخاش وبعد السِّكنجبين الساذَج أو لب الخَس، والمصنوع من التمر لا حاجة إلى ذكره لاطراحه. «ج» مثله. وذكر المصْنوع من التمر.
* دُبَّاء: «ع» هو القَرْع. وسيذكر في حرف القاف إن شاء الله تعالى.
* دُبّ: «ع» هو حيوان معروف، يشبه الخنزير في فِرْطِسَتِه وخلقته، إلا أن يديه ورجليه كيدي الإنسان ورجليه، وهو من أفهم الحيوان، ويحاكي الإنسان في مشيته على قدمين، ورميه بالحجارة، ولا يكاد يظهر في الشتاء، وإذا جاع مص يديه ورجليه فاكتفى بذلك، ومرارته إذا دِيفت بالعسل والفلفل وطليت بها الفِرْطِيسة، أعني. القرع في الرأس، أذهبتها وأنبتت فيها شعرًا حسنًا، ولا سيما إذا أدمن ذلك ثلاثًا، أو خمسًا، وإن سخن شحمه في رمانة بعد إخراج حبها، وخلط بمثله زيتًا، ثم طلي به الحاجبان، أكثر شعرهما، وإذا حشي به الناصور أبرأه، وإن سحق شحمه وطلى به المفاصل المنعقدة الزمنة نفعها، وإن طلي به البرص متواليًا أبرأه، وشحمه نافع جدًّا من الخَلع والوَثْى والتعقد المزمن، والبرَص، ويلطف غلظ العصب إذا دلك به في الشمس دلكًا رقيقًا، حتى تشربه الأعضاء، وهو في غاية التليين، ودمه حارّ، إذا وضع في الأورام أنضجها سريعًا، وإذا لعق من مرارته من به صَرْع نفعه، وشرب أنفحته يسمن، وإذا اكتحل بمرارته مع عسل وماء الرازيانَج أحدّت البصر، ودمه إذا اكتحل به نفع من نبات الشعر الزائد في الأجفان بعد ما يقلع، وإن دلك المولود بشحمه مذابًا كان حرزًا له من كل سوء.(1/190)
* دَجاج ودِيك: «ع» مرق الدجاج المطبوخ إسفيذباجا قوّته قوّة مصلحة للمزاج، فأما مرق الديوك العتيقة فمطلق للبطن. وينبغي لمن أراد أن يتعالج به أن يطبخ الديوك بالماء طبيخًا كثيرًا، وهذه أشياء جُرْبت وصحت. وأدمغة الدجاج إذا شربت بشراب نفع من نهش الهوام الخبيثة، ويقطع نزف الدم العارض من حجب الدماغ. والدجاج إذا شقت ووضعت وهي سخنة على نهش الهوامّ نفعت منها، وينبغي أن تبدّل في كل وقت. ومرق الفراريج إذا كان ساذجًا استعمل خاصة لتعديل الأبدان السقيمة، والذين يعرض لهم التهاب في المعدة، ومرق الديوك المذكورة إذا أخرج أجوافها وصير مكانها ملح، وتخاط بطونها، وتطبخ بعشر قوطليات ماء إلى أن ترجع ثلاثة قوطليات ويطبخ معها قرطمًا وبسبايجا، فتسهل كيموسًا غليظًا لزجًا أسود، وتوافق الحميات المزمنة، ذات الأدوار والارتعاش، والربو، ووجع المفاصل، ونفخ المعدة، والدم الفاسد، وينفع القُولَنج جدًّا. ولحم الدجاج الفتيّ يزيد في العقل وفي المنيّ، ويصفي الصوت. ولحوم الدجاج الأهلية جيدة الغذاء، وغير السمين من الدجاج الأهلي أشدّ ترطيبًا للبدن من سائر الطيور الوحشية، وهو ملائم للبدن المعتدل، الذي لا يكدّ كَدًّا، ويحسن اللون، ويزيد في المنيّ والدماغ، وخاصة أدمغة الأهلية، فيغذو الدماغ غذاء كثيرًا، وتصلح من خف عقله، وليس يحتاج إلى كثير إصلاح إلا إذا أدمن، ولأصحاب الأمزجة الباردة، فإنه كثيرًا ما يعتريهم من القُولَنج، ولا سيما إذا أكلوه بالحصرم، وليس ينبغي أن يجمع بين لحم الدجاج والماء، فإنه يخشى منه تكون القُولَنج الصعب الشديد، وأكله أيضًا مع الجبن يعسر خروجه، وإذا طبخ المسمن بالزبد حتى ينضجها ويأكلها إن قدر بأسرها كانت بُرءَه، وإن سمنت دجاجة، بلحم القرطم اثني عشر يومًا، واستخرج شحمها وفتر، ودهنت به أطراف من ظهر به الجذام نفعه نفعًا بليغًا، وإذا فتر شحم الدجاج وطلي به رأس من به المالَيخوليا السوداوية نفعه نفعًا عجيبًا،(1/191)
ولا سيما إذا توالى ثلاث مرات، وإذا شربت أمراق الدجاج المشحمة، ويوالي أكلها صاحب صفرة اللون الذي لا يعرف، سبعة أيام، في كل يوم دجاجة بخبز حُوَّارَي، نفعه ذلك نفعًا عجيبًا. وزِبل الدجاج يفعل ما يفعله زبل الحمام، غير أن زِبل الدجاج أضعف، فعلاج أجودها ما لم تبض من الهندي الراعي، وهي المعتدلة الحر، تزيد في الدماغ والعقل، وهي من أغذية الناقهين ولا يصلح أن يداومها ذو الكد والرياضة. «ف» مثله. والدجاج يزيد في الدماغ، والديوك أمراقها جيدة لأصحاب القُولَنج، خصوصًا مع الشَّباتِج والشِّبْت.
* دَجَر: «ع» هو اللوبياء. وسيأتي ذكره في حرف اللام، إن شاء الله تعالى.
* دُخْن: «ع» الدخن جنسان: أحدهما أحرش من الآخر، وهو الذي يمكن أن ينسحل عنه قشره كما ينسحل عن الأرز، والآخر زلاّل وبارد لا ينسحل، وهو من جنس الحبوب يشبه الجاورش، وقوّته شبيهة بقوّته، وغذاؤه يسير مجفف، وهو يحبس البطن كما يفعل الجاورش، وأما من خارج فإنه إن وضع بَرَد وجفف، ويعمل منه الخبز كما يعمل من الجاورش، وهو أقل قبضًا. وقوة الدخن من البرودة في الدرجة الأولى، ومن اليبوسة في الدرجة الثانية، ويدرّ البول، ويبطئ الانهضام في المعدة، وإذا استعمل باللبن الحليب والدسوم والربوب قلّ ضرره ويبسه، وغذّي غذاء صالحًا. وسَوِيقه يقطع الإسهال والقيء العارضين من الصفراء. «ج» دخن: هو الجاورش بالفارسية. وهو بارد يابس في الثالثة، وقيل حارّ، يحبس الطبع، ويدرّ البول، وقد يغذو غذاء قليلاً، وإن طبخ باللبن الحليب عدل يبسه، وغذّي غذاء كثيرًا، ولكنه يولد السدد والحصى، ويصلحه السكر والعسل. «ف» حبوب معروفة، تشبه الجاورش، أجوده الحديث الرزين. بارد في الأولى، يحبس الإسهال، وضِماده جيد للأورام، ويعقُل البطن، وينفع من الإسهال المراري. والشربة منه: خمسة دراهم.(1/192)
* دُخان: «ع» كل دخان فهو مجفف لين، جوهره جوهر أرضيّ لطيف، وهو يختلف باختلاف أصناف المواد التي عن احتراقها يتولد. «ج» أقواها دخان القطران والنِّفط، ثم الزفت، ثم المَيْعة، ثم المر، ثم الكُندُر. وهو مجفف، وفيه يسير نارية. ودخان البُطْم نافع للرطوبات التي في العين التي لا رمد معها، ودخان الكُندرُ يمنع نبات الشعر في العين، وينفع من السيلان والتآكل والرطوبات التي لا رمد معها. ودخان المرّ بعيد عن الأذى، كدخان الكُندر، وما كان من أنواع الدخان أحدّ استعمل في مداواة أشفار العين، وفي مداواة العين الرطبة، التي لا ورم معها، ويستعملون الأنواع التي هي ألين في المداواة التي تصلح للعين الوارمة، التي فيها قرحة، كدخان الكُندر.(1/193)
* دَرُوْنَج: «ع» المستعمل من هذا الدواء أصله، وهو أصل شكله كشكل عقرب، يضمحل كل سنة منه البعض، ويخلف عنه البعض الباقي، وربما كبرت حتى تكون كعُقدتين أو ثلاثة في أصل واحد، وفي طعمه يسير مرارة، وقليل عطرية. وقوة الدرونج في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة، ينفع من الرياح النافخة، ومن لسع الهوام المسمومة، وينفع من أوجاع الأرحام الباردة، والخفقان مع برد، وينفع من لسع العقرب والرُّتيلاء شربًا وضِمادًا، وخاصيته في تفريح القلب وتفويته شديدة جدًّا، وهو ترياق للسموم كلها، قويّ مفرح، ويكسر شدةُ تسخينه بأن يخلط مع شراب التفاح، فإن أريد لخفقان حارّ جدًّا خلط به قليل كافور، فتبقى خاصيته، وتكسر كيفيته، وهو يسخن القلب والمعدة والكبد، ويهضم الطعام، وينفع من المالِيخوليا المعوية، لتحليله النفخ، وتلطيفه غلظ الأخلاط، وإذا علق منه قطعة داخل بيت لم يصب من فيه طاعون، وإن علق منه عودًا على امرأة حامل في حقويها مشكوك العود، مثقوبًا بخيط من غزلها، حفظ ولدها من كل آفة تصيب الحَبالى، وإن كانت تعسرت ولادتها عليها أسرعت الولادة، ومن علقه بخيط على رأسه، ويكون الأصل مثقوبًا في الطول، أمن من الأحلام الرديئة، ومن الفزع في النوم. وبدله في دفع الرياح عن الأرحام: وزنه زَرْنبًا، وثلثا وزنه قرنفل. وقال «ز» مثله. وقال بعض الأطباء: بدله: وزنه خُولَنجان وقال آخر: وزنه قُسَط. «ج» هو قطع خشبية، أصوله مقدار العقد وأصغر، أبيض الباطن، أغبر الظاهر، إلى الصلابة والرزانة، أجوده العطر. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، مُفَشّ للرياح، مقوّ للقلب، نافع للخفقان، وينفع من السموم شربًا وطَلاء. ومقدار ما يؤخذ منه: درهم. وقال أيضًا: درهمان. «ف» مثله. وأجوده الصلب الرزين الأحمر. حارّ يابس في الثانية، يقوي القلب، ويزيل الخفقان، ويحد الذهن. الشربة منه: درهمان.(1/194)
* دُرْديّ: «ع» ينبغي أن يستعمل من الدرديّ ما كان من عتيق الخمر، ودرديّ الخلّ شديد القوّة جدًّا، فينبغي أن يحرق كما يحرق زَبَد البحر، بعد أن يجفف تجفيفًا بليغًا. والدرديّ الذي ليس بمحرق إذا طلي وحده أو مع الآس الغض، يقبض الأورام البلغمية، ويشد البطن والمعدة، ويمنع عنها سيلان الرطوبات، وإن ضمد بها أسهل البطن، وعلى القروح قطع نزف الدم والطمث الدائم، وسكن أورام الثدي، فأما الدرديّ المحرق إذا خلط بالراتينَج ولطخ به الشعر، وترك ليلة حمره. وقد يغسل ويستعمل في أدوية العين كما تستعمل التوتياء، ويجلو آثار الدماميل والقروح العارضة فيها، ويذهب بالغشاوة من البصر. ودُرديّ الخمر يجلو الكلف والنمش، والآثار الشبيهة بالعدس من الوجه، إذا خلط بجزء أشنان، ويسحق ويستعمل كل يوم، وإن طرح في الغَمَر عمل عملاً مستقصي في جلاء الوجه وتنقيته. «ج» أجوده درديّ الخمر العتيق، وهو حارّ يابس، يحلل الأورام. ودُرديّ الخمر قد يحرق بعد تجفيفه في خزف مطين أو قدر، وغاية إحراقه إلى أن يبيض ويغسل كما تغسل التوتياء. والمحرق معفن، والذي ليس بمحرق فيه جلاء وقبض. «ف» معروف. أجوده درديّ الخمر العتيق المحرق، وهو حارّ يابس، والمحرق بارد، ينفع من لهيب البدن، وسيلان المواد إلى المعدة. وقيل إنه يذهب بالجرب والبثور العارضة في البدن، وإذا سُحِق وعجن بالعسل وخلّ الخمر الممزوج، وأديف حتى يذوب، وطلي به، ينفع منفعة بينة. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* دُرَاج: «ع» معروف من الطيور، لحمه أفضل من لحم القَبَج والفواخت، وأعدل وألطف وأيبس من لحم التَّدْرُج، وأقلّ حرارة منها، ولحمه يزيد في الدماغ والفهم، ويزيد أيضًا في المنيّ، أظنه غير موجود في اليمن.(1/195)
* دَرْدار: «ع» يسمى شجرة البق. وقوّتها في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى. فأما قشر شجرته فمرّ جدًّا؛ وإذا عجن بالخلّ وطلي على البرص أذهبه، فإذا أخذ عرق من هذه الشجرة، فجعل في النار حتى يَبس، وأخذت الرطوبة التي تقطر منه، وقطرت في الأذن، أبرأت الصمم العارض من طول المرض، وعصارة الورق إذا قطرت في الأذن فاترة نفعت من ورمها، وإذا خلطت بعسل واكتحل بها أبرأت غشاوة البصر. «ج» ورقه يؤكل غَضا كالبقول، وفيه قبض وجلاء، وقشره قابض، ورطوبة أقماعه تجلو الوجه، وقشره يُلَف على الجراحات فيدملها، وكذلك ما تناثر منه، وطبيخ أصله تُنطل به العظام المكسورة، وقشره الطريّ إذا أخذ منه مثقال بماء بارد، أسهل بلغمًا.(1/196)
* دِفْلَي: «ع» هو شجر ورقه يشبه ورق اللوز، إلا أنه أطول منه وأغلظ وأخشن، وزهره شبيه بالورد الأحمر، وحمله شبيه بالخرنوب الشاميّ، مفتح، في جوفه شيء شبيه بالصوف، مثل ما يظهر في زهر النبات المسمى أواقينس، وأصله حادّ الطرَف، طويل، مالح الطعم، وينبت في البساتَين، وفي السواحل، وأكثر الناس يعرفه إذا وضع على البدن من خارج، فقوته محللة تحليلاً بليغًا، وإذا تناوله إنسان حتى يردّ إلى داخل البدن، فهو قتال مفسد، وليس يقتل الناس فقط، بل يقتل كثيرًا من البهائم، ومزاجه من الإسخان في الدرجة الثالثة عند منتهاها، ومن التجفيف في الدرجة الأولى، وقوّة زهره وورقه قاتلة للكلاب والحمير والبغال وعامة المواشي. وأما الضعيف من الحيوان، مثل الضأن والمعز، فإنه إن شرب من ماء قد استنقع فيه هذا النبات قتله، وإن طبخ ورقه ووضع مثل المرهم على الأورام الصلبة من خارج حللها وأذابها، وقد ينفع عصير ورقه من الحِكة والجرب إذا طلي به من خارج البدن، وهو جيد لوجع الركبة والظهر المزمن العتيق، إذا ضُمِد به، وإذا أخذ قضيب دفلى وأحرق طرفه، وجعل الطرف الآخر في أنبوب قصب، وجعل طرف الأنبوب الآخر على الضرس الوجع، حتى يصل إليه بخار الدفلى ودخانه نفعه، وطبيخه يرش به البيت، فيقتل البراغيث والأرضة، وإذا جنيت عيون الدفلى الغضة، ودرست حتى تنعم، وطبخت في سمن حتى تتهرأ وتخرج قوتها إلى الدهن، وطلي بذلك الدهن الفِرْطِيسة، فعل في ذلك فعلاً عجيبًا، وأبرأ إبراء حسنًا، وإذا طبخ ورقه بما يغمره من المَاء حتى ينضَج وينقص، ثم يصفى ويلقى على كل رطل منه نصف رطل زيتًا عتيقًا، ويطبخ مع الصفو إلى أن ينضب المَاء ويبقى الدهن، ثم يلقى على الدهن شمع مذاب وزن ثمن رطل، ويصير مرهمًا، ويطلى به الجرب والحِكة، فإن في ذلك دواء عجيب، وإنه إذا طلي به البَرَص بعد الإنقاء اثنتي عشرة مرة أذهبه، وإن طبخت عيونه الغضة بالسمن بعد أن ترضّ حتى تتهرأ وتخرج قوتها، ويطلى به(1/197)
على الجرب والحِكة، نفعه نفعًا بليغًا، لا سيما إذا استعمل بعد الإنقاء. وخاصة هذا الدواء أن ينفع من الفِرْطيسة نفعًا عجيبًا، وإن طبخ ورقه وزهره بالزيت، نفع نفعًا بليغًا، وإذا دقّ ورقه يابسًا، ونثر على القروح جففها. وبدله في تحليل الأورام الصُّلْبة: وزنه من أصابع الملك، وثلث وزنه من ورق التين. «ج» هو صنفان: بريّ، ورقه كورق الحمقاء، بل أدقّ، وقضبانه طوال، ينبت في الخَربات. ونهري، ينبت في شطوط الأنهار، ورقه كورق الخلاف، مرّ الطعم جدًّا، وأعلى ساقه أغلظ من أسفله، وفُقَّاحه كالورد الأحمر، وعليه شيء يجتمع كالشعر، وثمرته صلبة محشوة شيئًا كالصوف، وأجوده الأخضر الكبار الورق، وهو حار يابس في الدرجة الأولى، وقيل في الثانية. خاصته إذا رش بطبيخه البيت قتل البراغيث والأرضة. وهو يحلل الأورام الصلبة والحِكة والجرب ووجع الظهر والركب ضِمادًا، وهو سم للناس والدواب، فالواجب ألاّ يشرب منه شيء. «ف» شجرة ورقها كورق الخلاف، مرّ الطعم، حارّ يابس في الثانية، ينفع من وجع المفاصل، وطلاؤه ينفع من الجرب. الشربة: نصف درهم.(1/198)
* دُلْب: «ع» الدلب شجر كبير متدوّح، له ورق كبير مثل كف الإنسان، يشبه ورق الخِرْوَع، إلا أنه أصغر منه. ومذاقه مرّ عفص، وقشر خشبته غليظ أحمر، ولون خشبه إذا شق خَلْنْجيّ، وله نَور صغير متخلخل، خفيف أصفر، ويخلفه إذا سقط حب أحرش أصفر إلى الحمرة والغُبرة، كحب الخروع، وأكثر ما ينبت في الصحارى الغامضة، وفي بطون الأودية، وإذا طبخ الطريّ من ورقه بخمر، وضُمدت به العين، منع من الرطوبات أن تسيل إليها، ونفس الأورام البلغمية والأورام الحارة، وقشره إذا طبخ بالخل وتُمضمض به، نفع من أوجاع الأسنان. وثمره إذا كان طريًّا بخمر، نفع من نهش الهوام، وإذا استعمل بشحم، أبرأ حرق النار، وغبار الثمر والورق إذا وقع في الأذن أو في العين، أضرّ بها، وجوزه مع الشحم ضِمادًا للنهش والعض، وقِشره إذا أحرق كان مجففًا جَلاّء، حتى أنه يشفي البرص. «ج» قشره وجوزه شديد اليبس، بارد في الدرجة الأولى، وخشبه بارد رطب. «ف» شجر تسميه أهل الفرس خيارًا، وهو ضارّ مختاره جوزه وقشره الحديثان، بارد يابس، وقيل: بارد رطب، ورقه ينفع من الأورام البلغمية، إذا ظلي به، وقشره ربما نفع من الصَّرْع، الشربة منه: درهم. وبدل ورق الدلب: ورق التين، عن «ابن الجزَّار»، قاله عن بعضهم.(1/199)
* دَلَبُوث: «ع» هو النوع الأحمر من السَّوْسَن البرّيّ، ويسمى سيف الغراب، وأكثر نباته في المزارع، وله بصلة بيضاء مُصْمَتة، عليها لِيف، وليس لها طاقات، تطبخ باللبن وتؤكل، وهي إذا كانت نيئة مُرة عَفِصة، لها أصلان: أحدهما مركب على الآخر، كأنهما بصلتان صغيرتان، وأحد الأصلين أسفل، والآخر فوقه، والأسفل منهما ضامر، والأعلى ممتلئ، وأكثر ما ينبت في الأرضين العامرة، وقوّته قوّة جاذبة ملطفة محللة مجففة، وخاصة الأعلى منهما، وإذا تضمد بالأصل الأعلى مع الكُندرُ والشراب، أخرج الأزِجَّة والسُّلاَّء من اللحم، وما أشبه ذلك، وإذا احتملته المرأة أدرّ الطمث، ويقال إنه إذا شرب بشراب حرك شهوة الجماع، ويقال إن الأصل الأسفل إذا شرب قطع شهوة النساء، ويقال إن الأصل الأعلى إذا سقي منه الصبيان الذين عرض لهم فتلة الأمعاء بالماء انتفعوا به، وإذا أخذ أصله، ونقع في النبيذ، وشرب من ذلك النبيذ كل يوم قدر رطل ونحوه، جفف أرواح المقعدة والبواسير، وهذا من فعله مجرب. وقد يجفف ويؤخذ منه كل يوم وزن درهم بماء العسل، فيفعل ذلك. وأصله يسمى ببغداد النافوخ، بالنون، تستعمله النساء بها كثيرًا للسمن، وفي حمرة الوجه لتحسين اللون، وهو عندهم ببواديها كثير.
* دَلَق: «ع» هو في الفِراء كالسَّمور في جميع حالاته.(1/200)
* دِماغ: «ع» قد ذكرت كثيرًا منها مع حيواناتها. والدماغ يولد غذاء بلغميًا، وهو غليظ بطيء الانحدار عن المعدة، والنفوذ في الأمعاء عن الانهضام، وهو ضار للمعدة، يغثي، ويهيج القيء، وهو بارد رطب. ومن أراد أكله فليأكله بالنَّعْنع والصَّعْتر والفُلفُل والخَرْدَل والمريّ والدارصينيّ والخلّ، وأفضل الأدمغة أدمغة الطيور الجبلية، وأفضل أدمغة ذوات الأربع دماغ الجمل. «ج» دماغ البقر إذا جُفف وسُقِي بخلّ ينفع من الصرع. ومن أحبّ القيء فليأكل الدماغ على طعامه. والدماغ يلين البطن. وينفع من سُقِي سَمّا. وينفع من نهش الحيوانات، ويزيد في الدماغ، ويخصب الجسم إذا انهضم، وهو يولد البلغم والأخلاط الغليظة، وأدمغة الطيور تنفع من المرعاف الحجابي. «ف» تختلف بحسب الحيوانات، وأفضلها أدمغة الطيور الجبلية، وكلها بارد رطب، يرطب الأمعاء والكُلَى، ويزيد في الباءة، ودماغ ابن عرس إذا شرب بالخلّ نفع من الصرع. الشربة: بقدر الحاجة.(1/201)
* دَم: «ع» قد ذكرت كثيرًا منها مع حيواناتها. والذي نخص ذكره هو الدم الطبيعيّ، الذي قد سلم صاحبه من الأسقام والعاهات. وكان بريئًا غير مذموم المزاج. والدم الطبيعي مختلف في الحيوان؛ وذلك أن من الحيوان ما دمه أرطب، ومنه ما دمه أيبس، ومنه ما دمه إما أحر وإما أبرد، فإن غلب عليه بعض الأخلاط فمال إليه أو عفن، فهو دم فاسد، وليس بصحيح طبيعيّ، ومنهم من يَسقِي دم المعز مخلوطًا بعسل لأصحاب الحَبَن، ومنهم من زعم أن دم الديوك والدجاج نافع من الدم السائل من أغشية الدماغ، ومنهم من زعم أن دم الخِرفان إذا شرب نفع من الصَّرْع، وزعموا أن دم الجِداء نافع من الصرع، ودم الدُّبّ والتيوس والكِباش والثور، إذا وضع على الأورام أنضجها سريعًا، وزعموا أن دم القِردانْ الكلبية، إذا نتف الشعر الزائد في الأجفان، ووضع منه على موضع الشعر لم ينبت، ودم التيس المجفَّف يفتت حصاة الكليتين، وإذا سُقِي منه ملعقة في شراب حلو في وقت سكون الوجع، أو في ماء الكرفس الجبلي، فترى أثرًا عجيبًا. «ج» دم الأرنب ينفع من الكَلَف والبهق إذا طليَ عليه حارًّا، ودم ابن عِرْس إذا طلي على الخنازير والمفاصل حللها، ودم الحمام والشُّفْنين والوَرَشان والدجاج، يقطر في الشِّجاج الهاشمة والآمة، فيمنع تولد الدم الحادث عَن السقط، مع دهن ورد مفتر، ويقطر للطرفة في العين خاصة دم جناح الحمام الرطب؛ ودم الفواخت يمنع الرُّعاف الكائن من حُجُب الدماغ، ودم الحائض إذا احتمل منع الحبل، ودم الخفاش يحفظ الثدي على حاله فيما زعموا. «ف» معروف، أوصافه كثيرة، ومختارها دم الأرنب والأيل، وكلها حارة رَطْبة تنفع من قروح الأمعاء إذا شرب بالنار اللينة، واحتمال دم الحائض يمنع الحبل، ونسبه إلى أبُقْراط. يستعمل بقدر الحاجة.(1/202)
* دَمُ الأخَوين: «ع» ويسمى دم التيس، ودم الثعبان، والشيان، والأيدع. وهو صمغ أحمر يؤتى به من جزيرة سُقُطْرَى جزيرة الصبر، وقوّته باردة في الدرجة الثالثة، قابضة، صالح لإدمال الجراحات الدامية بقطع السيف وشبهه، وإذا احتقن به عقل الطبيعة، وقوي الشَّرَج. وهو شديد القبض، يقطع النزف من أي عضو كان، وينفع من سَحْج الأمعاء إذا شرب منه نصف درهم في بيضَة نَيْمَرِشْت، وأما يبسه ففي الدرجة الثانية، يقوي المعدة، وينفع من شُقاق المقعدة. «ج» هو عصارة حمراء يؤتى بها من جزيرة سُقُطْرَى، وأجودها الحمراء الصافية التي ليس فيها خشب. وقال: فيه ما تقدم ذكره من المنافع، ويقوي العين. وقال: قيل بدله في جميع أفعاله الخسّ. «ف» هي عصارة حمراء، ويسمى قاطر الدم، أجوده الطريّ القاني، حادّ في الأولى، يابس في الثانية، ينفع من نزف الدم، ويقوي المعدة والكبد. ومنافعه كما تقدم ذكره، والشربة منه: درهمان.(1/203)
* دَنْد: «ع» الخِرْوع الصينيّ، وغلط من قال الماهودانة. وهو ثلاثة أصناف: صينيّ، وشِحْريّ، وهنديّ. فالصينيّ كبير الحبّ، أشبه شيء بالفُستق. والصخريّ يشبه حبّ الخروع، منقط بنقط سُود صغار. والهنديّ متوسط بينهما، وهو أغبر يضرب إلى الصفرة، والصينيّ أجود الثلاثة، وأقواها في الإسهال، وهو حارّ حادّ، في وسطه لسان كلسان العصفور، ولا يزال يتلاشى على مرّ الزمان حتي يفنى وينَفَد. وهو السَّم الذي يسهل، ولا ينبغي أن يشرب في البُلدان الحارّة. كالعراق ومصر والسواحل واليمن، ولا ينبغي أن يسقى في مثل هذه البلدان الأدوية الحارّة الحادّة، بل يُتَخيَّر لها ما لان، وكان فيه قبض مثل التُّرْبُد والإهليلج والبنفسج واللبلاب والتَّرَنْجَبين وشبهها. والدند: دواء إن لم يحترس من شربه قتل شاربه، فمن أراد شربه فليشرب الصينيّ الكِبار الحبّ، فإن تعذر فليشرب الهنديّ الذي دونه في القدر؛ وأما الصغير الحبّ الشِّحْريّ فلا يُشرب البتَّة، لأنه يورث كَرْبًا ومَغَصًا، وإن احتيج إلى شربه فلا تقشره إلا بحديدة، ولا ينال الشفة، فإنه إن نالها قشره أذهب صبغتها، وأورث فيها مثل البرَص، ويؤخذ لسانه الذي على مقدار النصف من الحبة، ويُرمَى بقشره الخارج، ويُدَقّ نفس الحبة مع النشاسْتج والورد المنقَّى من أقماعه، وشيء من الزعفران، فهو يسهل المِرّة السوداء والبلغَم الخام، ويحلل أوجاع المفاصل، ويمسك الشعر الأسود على حاله، ويمنعه من الشيب. ومقدار الشربة منه بعد إصلاحه للأقوياء الذين تحتمل طبائعهم الأدوية الشديدة الإسهال: من دانقين إلى نصف درهم. «ج» مثله، وهو حارّ يابس في الدرجة الرابعة، وهو دواء يسهل إسهالاً مُفْرِطًا. وشربته: حبة ونصف إلى حبتين، وكله خطر. «ف» حبّ، وهو صنفان: صينيّ، وبحريّ. مختاره ما هو كالفُستق، وهو الصينيّ، وهو حارّ يابس في الرابعة، يسهل الأخلاط البلغميَّة والسوداويَّة، ويقرح الأمعاء، والحذر من استعماله أصوب. والشربة(1/204)
منه: حبتان.
* دُهْن الإذخِر: «ع» قوّته قوّة دهن المُصْطَكى في النفع من أوجاع الأضراس واللثة الوارمة، ومن الأوجاع الباردة، ومن جميع أنواع الحِكة، حتى في البهائم، ويُذهب الإعياء، وهو جيد للبرَص، ولا شيء أبلغ منه. وصفة دهن الإذخر ما جرب منه: أن يؤخذ الزهر، فيوضع في زيت إنفاق طيب، بقدر ما يغمره مرتين، ويجعل في زجاجة بحر الشمس من أول الصيف، ويترك مدة ثلاثين يومًا، ثم يعصر، ويرمى به، ويوضع فيه غيره، يكرر ذلك عليه ثلاثًا، وما اتفقَ في طول زمان الحر، ويستعمل. «ج» ينفع من جميع ضروب الحِكة في الناس والبهائم، وينفع من الإعياء والبرَص إذا طلي عليه.
وصنعته. أن يؤخذ السمسم، فيريب ويدبر كما في تدبير البنفسج.
* دُهْن الأقحوان: «ع» يعمل من زيت إنفاق ودهن البان إذا عفصا بدهن البَلَسان، وإذْخِر وقصب الذريرة، وطيبا بأقحوان وقُسْط وحَماما وناردين وسَليخة وحبّ البَلَسان ومرّ، ودارصينيّ، وتلطخ الآنية بالعسل والشراب لمن أراد ذلك، ويعجن بهما الأفاويه المدقوقة، ودهن الأقحوان مسخن ملهب جدًّا، مفتح لأفواه العروق، مدرّ للبول، نافع في الأدوية المعفنة، ومن النواصير، ومن أُدرة المَاء، بعد أن يُشق، ويَقْشِر الخُشْكَرِيشة والقروح الخبيثة، ويوافق ورم المقعدة الحارّة، ويفتح البواسير إذا دهنت به المقعدة، ويدرّ الطمث إذا احتمل في الرحم، ويحلل صلابة الرحم وأورامه البلغمية، ويوافق خُرَاجات العَضَل والتواء الأعصاب إذا بُلَ به صوف، ووضع عليها، ويسبت إذا سُعط به، وينفع من وجع الآذان والقُولَنج ووجع المثانة وصلابة الطِّحال. والشربة منه: ثلاثة دراهم. «ج» مسخن موافق خُراجات العضل والتواء الأعصاب، إذا غمست فيه صوفة وجعلت عليها، وينفع من أورام السُّفل الحارّة، وصلابة الرحم، ويدرّ العرق والبول والطمث إذا تُحُمل به، وصنعته كصنعة البنفسج.(1/205)
* دُهْن الآس: «ع» أقوى ما يكون منه ما كان في طعمه مرارة، وكان الزيت عليه أغلب، وكان أخضر صافيًا، تسطع منه رائحة الآس، وقوّته قابضة مصلِّبة، يقع في أخلاط المراهم المدملة، التي تختم بها القروح، ويصلح لحرق النار، ولقروح الرأس والبثور والسحُج والشُّقاق الكائن في المقعدة والبواسير، واسترخاء المفاصل، ويجفف العرق. وخاصته تقوية الشعر، ومنعه من الانتشار والتساقط، ويقوّي أصوله، ويكثِّف نباته. وصفته: تأخذ من ورق الآس ما كان طريًا، ودقه واعتصره، واخلط بعصارته قدرًا مساويًا له من زيت الإنفاق، وضعهما على جمر، ودعهما حتى ينضجا، ثم اجمع الدهن.
وصفة أخرى: يؤخذ من ورق الآس، ويُنقع في زيت، ويوضع في الشمس، ومن الناس من يعفِّص الزيت قبل ذلك بقشر الرمان والسرو والسُّعُد والإذخِر. «ج» مبرد، يشد الأعضاء ويقوّيها، ويمنع الموادّ، ويشد منابت الشعر ويقوّيه، ويسوِّده، وينفع من القروح الرطبة في الرأس، واسترخاء المفاصل، ويحبس العرق والبول، وينفع من اليبس والشقوق، ومن السَّحْج في السُّفل والبواسير.
وصنعته: أن يعصر الآس الطريّ الغضّ، ويضاف إليه من الشَّيرَج، لكل رطل من الشيرج ثلاثة أرطال أو رطلان من ماء الآس، ويغلى في قدر مضاعفة، وهو أن تؤخذ أربعة أرطال شَيرجا، وعشرون رطلاً آسًا يابسًا مدقوقًا، ويجعل في شراب نبيذ أو زبيب وعسل، مقدار رطل ونصف، ينقع يومًا وليلة، ثم يطبخ حتى يذهب الماء، ويبقى الدهن، ومن أحب أن يقوّيه فليرد فيه من ماء الآس المعصور، وينضج ويبرد ويصفى. «ف» يتخذ من الآس ودهن الخل الطريّ، وأجوده ما كان بالخمر واللاذِن، وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، يشد الأعضاء ويقوّيها، ويسود الشَعر، ويحفظه، وينفع من انتشاره، ويسوده جدًّا، ويطوله ويقويه. ويستعمل منه: بقدر الحاجة.(1/206)
* دهن المَرْزَنجُوش: «ع» له قوّة مسخنة ملطفة حارة، تصلح لانضمام فم المعدة وانقلابه، ويدر الطمث، ويخرج المشيمة، وينفع من وجع الأرحام الذي يعرض معه الاختناق، ويسكن وجْع الظهر والأرنبة، ويحلل الإعياء، ويدخل في ضِمادات الفالِج، الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف، وفي ضروب الفالِج الأُخَر، ويدخل في أضمدة الكُزاز الكائن في مؤخر الرأس، وتشنج العصب.
وصنعته: يؤخذ من النمام وورق الآس والسيِّسنبريون والسَّليخة والقَيصوم وزهر الآس وزهر المرزنجوش، من كل واحد على قدر قوته، وتدقّ كلها معًا، ويصب عليها من زيت الإنفاق بقدر ما يعلم أن قوته لا تقهر قوتها، ويترك أربعة أيام، ويعصر، وينقع فيه ثانية مثل تلك الرياحين رياحين أخرى طرية، بمثل مقدارها، وتترك مثل مكث الأولى، ويستعمل. «ج» حارّ لطيف، يضمد به الفالِج المُمِيل إلى خلف، ولغيره من أنواعه، ويفتح سُدَد الدماغ، وينفع من الشقيقة والصداع السوداويّ، ويجعل بقطنة، فيفتح سِدَد الأُذن. وصنعته: كصنعة دهن الورد.
* دُهْن الشَّبْت: «ع» يلين الصلابة العارضة في الرحم، ويفتح انضمامه، ويوافق النافض بحرارته، ويحلل الإعياء، وينفع من وجع المفاصل، ومن أوجاع الأعضاء، ومنَ الارتعاش والقُشَعْريرة الكائنة من دور الحمى إذا دهن به. «ج» معتدل في الحرارة، وقيل: حارّ، ينفع من الإعياء، ولمن لقي البرد من الحميات والنافض، ويُفِش الرياح، وينوم، ويسكن الأوجاع.
وصنعته: شَيرَج رطل، وثمان أواقيّ، بزر الشِّبْت المجفف في الظل أوقية، يلقى في إناء زجاج، ويجعل في الشمس عشرين يومًا، ويُصَفَّى ويستعمل.(1/207)
* دُهْن السَّوْسَن الأبيض: «ع» وهو الرَّازِقيّ، حارّ لطيف، ينفع من وجع العصب والكليتين، الذي يكون من برد، ومن الفالِج والارتعاش والكُزاز ووجع الأضراس الذي يكون من برد وضعف الأعضاء إذا تمرخ به. ويقوّي الأعضاء الباطنة إذا تُمرّخ به لطيبه، ويحلل الورم الحادث في عصب السمع، ومن السُّدة الكائنة فيها من النَّزَلات البلغمية المنحدرة من الرأس، فإذا سخن منه اليسير، وقطر في الأذن الثقيلة السمع قطرات، حَلَّل ما فيها من الأورام، وفتح السُّدَّة التي في مجرى السمع، وسكن ما يعرض لها من الأوجاع الباردة، وينفع من الحَزاز والسَّعْفَة والثآليل والنار الفارسية والجراحات الحارة والباردة. «ج» دهن السوسن رديء للمعدة، ويبدل بدهن البان.
وصنعته: سَوْسَن أبيض مُنقَّي درهمان؛ شَيرج رطل ونصف، يجعل في إناء زُجاج في الشمس، حتى يأخذ قوته، ثم يصفَّى. ومن أراده أقوى فليجعل فيه سليخة وقُسطا وحبّ البَلَسان ومُصْطَكى وزعفرانًا، من كل واحد أوقية، وقرنفلاً وقرفة، من كل واحد نصف أوقية، يجعل مع ثلاثين سوسنة عددًا، بعد رمي ما فيها من صفرة، ويجعل مع الشِّيرَج في إناء زجاج، ويجعل في الظل، في موضع معتدل، حتى ىأخذ قوة الأدوية، ويُصفَّى ويستعمل.
* دُهْن الحِنَّاء: «ج» حارّ باعتدال، قابض محلل للإعياء، ويسود الشعر، وينفع من عِرْق النَّسا إذا مُرِخَ به الوَرِك، ولسائر أوجاع العصب.
وصنعته: أن يؤخذ نَوْر الحناء، ويُرَبَّب به السمسم كالبنفسج، وإن عدم فيؤخذ ورق الحناء، فيغلى في الشَّيرج، ويصفى. وبدله: دهن المرزنجوش. «ع» خاصية دهن الفاغية: تقوية شعور النساء، وتكثيفها وتربيتها، ويكسبِها حمرة وطيبًا.(1/208)
* دُهْن السَّذَاب: «ع» ينفع من برد الكُلَى والمَثانة والظهر والرحم، واسترخاء العصب، ووجع الجنبين، ويسكن الوجع المزمن، ويحلل الرياح، وينفع النافض إذا مرخ به البدن، ويسقى منه نصف أوقية في الحَمَّام، فإنه يبرئ من الرعشة، مجرب. وينفع من جميع الأوجاع التي تكون في أسفل البدن، ويفتح سُدَد الآذان إذا قطر فيها، وينفع من أوجاعها الباردة، وإذا احتقن به نفع من المغص ومن القُولَنج الذي يكون عن خِلْط لزج، وعن رياح غليظة.
وصنعته: زيت أربعة أرطال ونصف، ورق السَّذاب الطريّ أربعة أواق، ماء عذب رطل ونصف، يطبخ بنار لينة، في قدر نظيفة، حتى يذهب الماء، ويبقى الدهن، ويبرد ويصفى، ويستعمل. «ج» مثله سواء.
* دُهْن البابُونَج: «ع» حار يابس باعتدال، يسكن الأوجاع، وينفع من الإعياء، ومن الحمى العارضة عن استحصاف الجلد، ويرخي المواضع الممتدة، وينفع من الرياح الكائنة في المعى، ويحلل الأورام المركبة من البلغم والصفراء، ومن البلغم والسوداء.
وسبيله: أن تجعل نواره الأصفر رطبًا بزيت الإنفاق في الشمس الحارة أو يطبخ الزيت بنواره. «ج» .
صنعته: أن يؤخذ من الشَّيرج عشرون أوقية حُلْبة، وفُقَّاح الإذخِر، وبابونج مغسول منشف في الظل، من كل واحد أوقيتان، يجعل في إناء زجاج في الشمس أربعين يومًا، ويصفى ويستعمل.
* دُهْن السَّفرجَل والتُّفاح: «ج» أحدهما يقوم مقام الآخر، وهو قابض مبرد، يحبس العرق، وينفع من شقوق البرد، ومن النملة والقروح، وحرقة البول إذا قطر في القضيب، وينفع الكُلَى والمثانة.(1/209)
وصنعته: أن يؤخذ من ماء السَّفَرْجَل أو التُّفاح ثلاثة أرطال، ومن الشَّيرَج رطل، فيجعل في إناء زجاج أو غَضَار أربعين يومًا في الشمس، ويرفع. فإن أريد أن يكون أقوى حبسًا للعرق، فليؤخذ سفرجل وورد السفرجل، من كل واحد نصف رطل، ورد يابس ثلث رطل، يصب عليها خمسة أرطال ماء، ويطبخ حتى يعود إلى الربع، ويصفى ويطرح عليه مثل نصفه دهن ورد، ويطبخ حتى يفنى الماء ويبقى الدهن، ويصفى. «ع» الجيد منه ما سطعت منه رائحة السفرجل، وهو مائل للقبض والبرد، نافع من نَفْث الدم والصّداع الحارّ والزّكام وأورام الكبد والإسهال المزمن المتولد من الحرّ، والزَّحير، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء نفعًا بينًا.
* دُهْن زَهْر الكَرْم ودُهْن الكُفَرَّى: «ع» هما قريبان من دهن الورد، وقد ذكرتْ صنعته في كتاب عبد الله ، فإن احتيج إليه فليؤخذ منه.
* دُهْن البَنَفْسَج: «ع» يبرِّد ويرطِّب وينوِّم ويعدِّل الحرارة، وهو طلاء جيد للجرب، وينفع من الحرارة والحُرْقة التي تكون في الجسد، ومن الصُّدَاع الحادث في الرأس سَعْوطًا، وإذا قطر الحديث منه في الإحليل سكَّن حرقته وحرقة المثانة، وإذا حُلّ فيه شمع مقصور أبيض، ودهن به صدور الصبيان، نفعهم من السُّعال منفعة قوية، وينفع من يُبْس الخياشيم، وانتثار شعر اللحية والرأس وتقصفه، وانتثار شعر الحاجبين دهنًا، وإذا تُحُسِّي منه في حوض الحمام وزن درهمين بعد التعرّق على الريق، نفع من ضيق النفَس، ويعاهد المستعمل لذلك في كل جمعة مرة واحدة، وهو ملين لصلابة المفاصل والعصب، ويسهل حركة المفاصل، ويحفظ صحة الأطفال طلاء، وينوم أصحاب السهر، لا سيما ما عمل منه بحبِ القرْع واللوز، ويُعتاض عنه بدهن اللَّينوفَر.(1/210)
وصنعته العامة: أن يُقْطَف من عيدانه، ويلقى في طِنجير فيه شَيرَج طريّ، ويغلى فيه أو في شمس حارّة أيامًا كثيرة، حتى تخرج قوّته في الشَّيرَج، ثم يعصر ويلقى بثُفله، ويرفع الدهن، ويكون مقداره أربع أواقيّ من زهر البنفسج لكل رطل من الشَّيرَج، وهكذا يُتخذ الدهن من سائر الأدهان. وله في أقراباذين أمين الدولة ابن التلميذ صنعة أخرى في البَرْنيَّة. وقال: وعلى هذا المثال يتخذ دُهن البنفسج بلُبّ اللوز الحلو. وكذلك يُفعل بدهن الورد والنَّيْلَوْفَر والنرجس والخِلاف وغيره من الأدهان؛ فإن احتيج إلى عمله فليؤخذ من هناك. «ج» بارد رطب، ينفع من الجرب طِلاء ويلين صلابة المفاصل، وينوم أصحاب السهر. وبدله: دهن اللَّينوفَر. «ف» مثله. ويستعمل بقدر الحاجة.(1/211)
* دُهْن الوَرْد: «ع» له قوّة قابضة مبرِّدة، ويصلح الأدهان، ويخلط بالضِّمادات، ويسهل البطن إذا شرب، ويطفئ التهاب المعدة، ويبني اللحم في القروح العميقة، ويسكن رداءة القروح الرديئة، ويذهب قروح الرأس الرَّطبة، ويدهن به الرأس للصداع في ابتدائه، ويتمضمض به لوجع الأسنان، ويصلح للجفون التي فيها غلظ إذا اكتحل به، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والرحم، ويزيد في قوّة الدماغ والفهم نَطولاً، ويطلق إذا وجد مادّة تحتاج إلى الإزلاق، ويحبس الإسهال المَراريّ شربًا، ويبرد تبريدًا شديدًا، وهو إلى اليبس والرطوبة إما معتدل، وإما قريب من الاعتدال، وهو إلى التجفيف أميل، يقوي الأعضاء، ويردّع ما ينصب إليها، ويحلل ما حصل فيها، فليس للجراحات شيء أنفع منه لشدة ألمها في أول أمرها، ويحلل النفخ عنها، ويفعل في هذه المواضع ما لا يصدق بمثله، بمنزلة السحر. ودهن الورد العطر كان على زيت أو شَيَرج، يسكن أوجاع الدماغ الحارّة والباردة، والذي على الشَّيرَج أكثر تسكينًا إذا غمست فيه خرقة، وكرر وضعها على الرأس مرارًا، بعد أن يُضرب بالخلّ، والذي على الزيت أكثر تقوية الدماغ، وهو نافع من جميع القروح والبثور الحارّة السبب، الكائنة في سطح الجسد وفي باطنه، مبرد لها، مجفف لرطوبتها. «ج» معتدل إلى البرد، وقيل في الدرجة الثانية لطيف، ينفع من حرارة الدماغ، وابتداء ظهور الأورام، ويزيد في قوة الدماغ والفهم، ويسكن الصداع الحارّ إذا ضرب بالماء البارد مع يسير خلّ، ويطلى به بدن صاحب الحِكة فيسكنها، ويجفف البثور. وبدله في التبريد. دهن البنفسج، وصنعته المستقصاة في تربيبه بالسمسم وتعفيصه، قد وصفها «ع» في جامعه، وصاحب المنهاج.
وصنعته العامة له : مثل ما ذكر «ع» في صنعته العامة لدهن البنفسج. «ف» يتخذ من الشَّيرَج أو اللوز والورد الطريّ، وهو بارد في الثانية، ينفع من حرارة الدماغ، ويستعمل بقدر الحاجة.(1/212)
* دُهن النَّيلَوفَر: «ع» بارد رطب. وقالت الأطباء: منافعه كمنافع دهُن البنفسَج، إلا أنه أقوى فعلاً منه في الداعي الحارّ، فإنه ينفع منه منفعة بينة، وهو يقوم مقامه في غير ذلك، واتخاذه كما ذكر في دهن البنفسج والورد سواء، وصنعته مستقصاة في المنهاج. «ج» منافعه كمنافع دهن البنفسج، وصنعته كما يصنع دهن البنفسج. «ف» مثله. ويستعمل منه بقدر المزاج.
* دُهْن الخيريّ: «ع» لطيف محلل مسكن للجراحات، وخاصة ما عمل من الأصفر، وهو شديد التحليل لأورام الرحم، وأورام المفاصل، ولتحجر الأعصاب وتعقدها وتقبضها، وفعله في ذلك أكثر من جميع الأدهان المحللة، وهو يقوي شعر الرأس ويكثفه.
* دُهْن الزَّنْبق: «ع» يُرَبى السِّمسم بنُوار الياسمين الأبيض، ثم يعتصر منه دهن يقال له دهن الزَّنْبق، وهو حار يابس، نافع من الفالِج والصرْع واللَّقوة والشقيقة الباردة والصداع البارد، إذا دهن به الصدغان أو قُطِر في الأنف منه شيء، وإذا تُمرخ به حلل العرق والإعياء، ونفع من وجع المفاصل، وإن عمل منه مع الشمع الأبيض قَيْرُوطيّ، وحمل على الأورام الصلبة أنضجها وحللها، وإذا دق ورق الياسمين الرطب، وأُغلِي بدهن الخلّ، قام مقام الزَّنْبق.(1/213)
* دُهْن الياسَمين: «ج» دهن الياسمين الأبيض: هو دهن الزنبق، ودهن الياسمين الخالص، يرعف المحرور كما يشمه. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، لطيف يلين ويقوّي الأعضاء، وينفع من الإعياء، وينفع المشايخ وأمراض العصب الباردة، وقروح الرأس، ودَوِيّ الأذنين، وهو تِرياق من سُقِي البَنج أو الكُسْفرة أو الفُطر، وينفع من أوجاع الرحم، وإذا اكتحل بعَكَره حلل المَاء النازل في العين، ويمرخ به بدن المفلوج. وصنعته: كدهن النرجس، ودهن النرجس يصنع كصنعة البنفسج المذكور. «ف» دهن الزَّنْبق يُتَّخذ من الشَّيرَج والياسمين الأبيض، وأجوده الطريّ الذكيّ الرائحة، وهو حار يابس في الأولى، ينفع لأوجاع الكُلَى من البرودة، والفالِج، والإكثار منه يسخن الجسم، وسعوطه يفتح سُدد المصفاة، وينقي الدماغ من الأخلاط البلغمية. ويستعمل منه بقدر الحاجة.
* دُهْن الحَسَك: «ع» ينفع من وجع المفاصل، ويحسِّن اللون، ويزيد في الباءة، ويحث على الجماع، وينفع الكُلَى والظهر إذا شرب منه أوقية واحدة بمَيْبَخْتَج أو نبيذ، ويصب في الحُقنة فينفع جدًّا، ويفتت الحصاة من الكُلَى والمثانة، يدهن به ما سفل من فقارات الظهر والخواصر والأُنثيين، وينفع من عُسر البول منفعة عجيبة، ويحلل الأورام الحارّة بالقيروطيّ. وصنعته كما تصنع سائر الأدهان، من تربيته إما في السمسم، بالدهن الرّكابي، أو دهن السمسم، أو دهن اللوز، وتعيد عليه الحَسَك ثلاث مرات. وإن شئت صنعته بأن تُرضّه وتلقيه على الدهن والماء، وتحمله على النار، وتصفيه، وترفعه على ما تقدم. «ج» ينفع من عُسر البول منفعة عظيمة. وصنعته: أن يؤخذ أوقية من الشَّيرَج الطريّ، ورطل وربع ماء، وأربعة دراهم زنجبيلاً، ومن الحَسَك عشرة دراهم، يدق جريشًا، ويلقى في قدر، ويطبخ حتى يذهب المَاء ويبقى الدهن، ويصفى ويقطر منه في القضيب.(1/214)
* دُهْن القَرْع: «ع» بارد رطب، ينفع من حرارة الدماغ ويبسه، إذا استعط به، ولأصحاب البِرْسام والمَالَيخوليا إذا استنشق أو صب على رؤوسهم، مع يسير خلّ خمر، وينفع من كل حرارة تعرض في البدن. وصنعته أن يؤخذ القَرْع الكبار، فيقشر ويُدقّ ويعصر ماؤه، ويؤخذ من مائه أربعة أجزاء، ومن الشَّيرج الطريّ جزء، ويطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء، ويبقى الدهن، ولا يبقى من المَاء شيء بالجملة. وأما استخراج دُهْن حبّ القَرْع، فهو أن يقشر ويدقّ وينعم، ويرشّ عليه المَاء الحارّ، ويعجن إلى أن يخرج دهنه. وصنعته كصنعة دهن اللوز، وكذلك حبّ البطيخ والقثاء والخيار، ومنافعها متقاربة، تنفع من الصفراء والحرّ والصداع وخشونة الأنف، ويقطر منه وحده أو مع لبن امرأة، فإنه يجلب نومًا معتدلاً، ومنافع دهن البطيخ يستعمل في علل الإحليل من الحُرقة والحصى، يُزرَق فيه. «ج» قال في دهن القَرْع، وفي دهن حبّ القَرْع مثله. «ف» في دهن القرع مثله. وهو ينفع من المالَيخوليا، ويجفف الدماغ من السَّدَر. ويستعمل بقدر المزاج.
* دُهْن الأَمْلَج: «ع» يسود الشعر ويقويه، ويحسنه ويطيله، ويحفظه من الانتثار والتقصف. وصنعته: أملج منقى من النوى، وآس، وقشور أصل الصنوبر، بالسوية؛ يطبخ بالماء طبخًا جيدًا ويصفى، ويصب عليه مثل نصفه من الشَّيرَج، ويطبخ بنار لينة، في قدر مضاعفة، حتى يفنى المَاء ويبقى الدهن، ويرفع لوقت الحاجة. «ج» قال مثله.
* دُهْن المُصْطَكى: «ع» يعمل من المصطكى وهو مسحوق، ويصلح لأوجاع الأرحام كلها، لإسخانه برفق، وقبضه وتلينه، ويصلح للضَّمادات التي تضمد بها المعدة، ولمن به إسهال مزمن، ولمن به قرحة الأمعاء، ويجلو بشرة الوجه، وينفع من ضعف المعدة. وصنعته: أن يؤخذ دهن خل ثلاثة أرطال، ومُصْطَكى ستة أواق، ويطبخ بنار لينة، في قِدر مضاعفة، حتى تذوب المصطكى في الدهن، وتتحد به، وينزل عن النار، ويرفع لوقت الحاجة.(1/215)
* دُهْن الخِروع: «ع» هو أشبه شيء بالزيت العتيق، ولذا يستعمل بدله، وهو أكثر تحليلاً من الزيت الحديث وألطف، وهو أحدّ من الزيت الساذَج، وهو يصلح للجَرَب، والقروح الرطبة التي تكون في الرأس، وللأورام الحارة في المَقعَدة، ولانضمام فم الرحم، ولانقلابه، ولآثار السَّحْج إذا اندملت ولوجع الأذن، وإذا خُلط ببعض المراهم قوي فعلها، وإذا شرب أخرج الدود الذي في البطن وأسهل، ويقوّي العصب من اللزوجات.
وصنعته: يؤخذ من حبّ الخِرْوع المستحكم على شجرة، ويشمس، فإذا تشقق قشره وتساقط عنه، فأجمع ما في داخله، ودقه في هاوُن دقًا ناعمًا، ثم اطرحه في قدر مرصَّصة برصاص قَلْعيّ فيها ماء، وأغله، فإذا خرج دهنه، فأنزل القدر عن النار، وخذ الدهن بصوفة، واخزنه؛ وإن كان كبيرًا وأمكن عصره بلولب فاعصره. «ج» وله في المنهاج صفة غير هذه، لمن يريده مُفَوَّى بالأفلويه والعقاقير. وهو حار يابس في الدرجة الثانية، ومنافعه كما ذكرها عبد الله . وبدله: دُهْن الفُجْل، أو دُهن بزر الكَتَّان. «ف» حارّ رطب في الأولى، يخرج البلغم وحبّ القرَع، وينِّقي الأعصاب، ويستعمل بقدر الكفاية.(1/216)
* دُهْن اللَّوز: «ع» الحلو معتدل البرد، كثير الرطوبة، ينفع من ورم الوَثْى، ووجع الكُلَى والمثانة من حرارة، وينفع من عسر البول والحصى والقُولَنج والصداع ووجع المعدة والبِرسام، وخشونة الحلق، وقصبة الرئة والسعال، ويضر بالأحشاء الضعيفة، وهو أفضل الأدهان في الترطيب لأصحاب التشنج، ومن لازم فَقار الظهر بدهنه أمن من النِّقرس، وهو الانحناء الشيخوخي. ويستخرج كما يستخرج دهن الخِروع. واللوز المُرّ دهنه يصلح لأوجاع الأرحام، وانقلابها، وأورامها الحارّة، ووجعها الذي يعرض معه اختناق النساء، ووجع الآذان ودَوِيِّها وطنينها، ويقلع الآثار في الوجه، والكلَف، وينفع من تكدر البصر وكلاله. ويستخرج كدهن اللوز الحلو. «ج» دهن اللوز الحلو أجوده الطريّ العذب، وهو معتدل إلى البرد، كثير الرطوبة. ويستخرج إما بدقه وعجنه باليد، وإما بطبخه واستخراج دهنه بالمَاء الحارّ، كما تقدم في دهن الخِرْوع؛ ومنافعه كما ذكرها عبد الله في كتابه. واللوز المرّ مثله في الاستخراج، ومنافعه كما قد ذكر. وهو حارّ في الثانية يابس، وقيل رطب، ومع الشمع والعسل ينفع من البَرَص والكَلَف والآثار في الوجه، والدود في الأذن، وينفع الطَّحال والصداع من برد.
* دُهْن الجَوْز: «ع» قويّ الحرارة، محلل نافع للقُولَنج والفالِج والتشنُّج، إذا استعط به، أو مُرخ به البدن، وينفع النواصير في نواحي العين، وأصحاب الأمزجة الباردة، ودهن العتيق منه يلين العصب المتشنج، وينفع من القوباء وداء الثعلب لَطوخًا، وإذا شرب منه ثلاثة دراهم نفع من وجع الورك، مجرب، لا سيما إن عمله سبعة أيام متوالية. وإن دلك به البدن قطع القمل. «ج» مثله. ويستخرج دهنه كدهن اللوز. «ف» حارّ في الثانية، رطب في الأولى، ينفع من الفالِج واللَّقوة شربًا وتمريخًا. الشربة: بقدر المزاج.(1/217)
* دُهْن نَوَى الخَوْخ: «ع» نافع من دَوِيّ الآذان، ويفتح سُدَدها، وإذا تُمُودي عليه نفع الطَّرَش، ومن وجعها البارد، وأظن استخراجه مثل دُهن اللَّوز.
* دُهْن نَوَى المِشمِش: يحلل أورام السُّفل وغلظ الشَّرَج، وتضمد به البواسير الظاهرة، ويحتمل للباطنة منها، وهو شبيه القوّة بدهن اللوز المرّ، وينفع من الزّحير ومن الرطوبة. «ج» حار يابس في الدرجة الثانية، ينفع من البواسير، ومن الصداع الكائن عن برد ورطوبة.
* دُهْن النارَجِيل: «ع» وهو حارّ مسخِّن. ينفع من نقصان الباءة، ومن وجع المثانة، ويُحدّ الذهن. وهو نافع من الريح العارضة في الظهر والوركين، والبواسير المتولدة من السوداء والبلغم، إذا شرب مع دُهُن نوى المِشمش أو الخَوْخ، وإن طليت به البواسير نفع منها. وهو محلل لما يَلْحَج في المفاصل من البلغم اللزج الغليظ، سقيا في الأحشاء، ومروخًا في الحمام. «ج» حارّ ينفع من نقصان الباءة. ويستخرج دهنه بأن يُدَقّ ويُغلَى بالماء، ويصَّفى دهنه أو يعتصر، من غير أن يغلى مع الماء.(1/218)
* دُهْن البان: «ع» يصنع كما يصنع دهن اللوز. وقوّته تجلو الآثار من الوجه، والثاليل، والآثار السود الباقية بعد اندمال القروح، ويسهل البطن، ويوافق وجع الآذان وطنينها، إذا خلط بشحم وقُطِر بها، ويلين العصب، وينفع من الشِّق الحادث عن برد الشتاء، ودهنه المطيَّب إذا دهن به الرأس نفع من الأوجاع الباردة نفعًا بليغًا، وإذا حُلّ فيه العنبر بيسير مِسْك، وطُلِي به مقدم الرأس سخنه، ونفع من توالي النزلات، وإذا قُطِر في الأذن نفع من أوجاعها الباردة، وفتح سُدَدها، وإذا تُمضمض به نفع من وجع الضرس من برد، وإذا دهنت به المعدة، وذرّ عليها المُصْطَكى مسحوقة قطع القيء البلغميّ وقوّاها، وإن وضع عليها قطعة لِبْد غمست فيه، نفع من أوجاعها الباردة، وإذا حُلّ في مُصْطَكى ووضع على صلابة الكبد والطِّحال، وتمُودي عليها، حللها وسخن مزاج الكبد الباردة. «ج» حارّ رطب في الدرجة الثانية. ومنافعه كما تقدم. وأما المركب منه فقد حَقَّق عمله في المنهاج، فإن احتيج إليه أخذ من هنالك.
* دُهْن البِزر: «ع» وعكره هو دُهن بزر الكَتَّان، وهو حارّ رطب رديء للمعدة، وينفع من الرياح، ومن ضَرَبان العروق، ومن القروح التي في الأمعاء، إذا خُلط بدُهن الورد، واحتقن به، ومن القوابي، وسائر القروح الظاهرة، إذا طُلِيَ عليها، وإذا حُلّ فيه سًندروس كما يستعمله الدهَّانون، وطليت به الجراحات الطرية بدمها، دملها وجففها، ومنعها من التقيُّح. «ج» حارّ ينفع من وجع البواسير، وحِكة السَّفْل، إذا لم يكن هناك حرارة، ويستخرج دهنه بطبيخه وعصره.
* دُهْن الفستق: «ع» حارّ رطب ينفع من وجع الكبد عن رطوبة وغلظ، ويستخرج كما يستخرج دهن اللوز، ويضر المعدة. «ج» مثله.
* دُهْن البُنْدق: «ع» يستخرج كاللوز. وهو حارّ رطب، ينفع من السعال البارد، ووجع الصدر والكبد البارد المزاج، ويضر بالمعدة.(1/219)
* دُهْن بِزر الفُجل: «ع» يذهب القمل الحادث من المرض، ويجلو الخشونة من الوجه، ويشبه الزيت العتيق، وهو أسخن من دُهن الخِرْوع، لطيف ينفع من الريح في الأذن وأوجاعها من برد، ويجلو بشرة الوجه، والبَرَص والبَهَق، ويحلل تحليلاً قويًّا، ويسخن تسخينًا بينًا، وينفع الفالِج واللَّقوة. «ج» دُهن الفُجْل بارد يابس، في الدرجة الثالثة. وصنعته: أن يؤخذ من ماء الفُجل ثلاثة أجزاء، ومن الشَّيرَج جزء، ويطبخ بنار معتدلة، في قدر مضاعفة، حتى يذهب المَاء، ويبقى الدُّهن. ومنافعه كما تقدم في دُهن بِزْر الفُجل.
* دُهْن القُرْطُم: قوّته شبيهة بقوّة دهن الأنجرة، غير أنه أضعف منه، ومستفيض عند العامة بالديار المصرية أنّ زيت القُرطم يولد البرَص. استعماله مجرب. «ج» دهن القُرطم والأنجرة، كل واحد منهما يقوم مقام الآخر، ودهن القُرطم أضعف. وهو حارّ في الدرجة الأولى، وقيل إنه رطب في الثانية. واستخراج دهنه بدقه وتدبيره، كاللوز عند استخراج دهنه.
* دُهْن بِزْر الأنَجرة: «ع» يصنع كما يصنع دهن البَنْج، وفيه قوّة مسهلة للبلغم، نافع من وجع الظهر إذا شرب أو دهن به.
* دُهْن الشَّوْنِير: «ع» قوّته مثل قوّة بزر الفُجل، وهو مفتح للسُّدَد الكائنة في أغشية الدماغ وفي بطونه، إذا استعط بشيء منه مع ماء المَرْزَنُجُوش الرطب، وينفع الفالِج واللَّقوة والخَدَر والرَّعشة والكُزاز، مطرِق للروح الحيوانيّ بتفتيحه السُّدَد الكائنة في الدماغ والأعصاب.
* دُهْن الخَرْدَل: «ع» ينفع من الأوجاع المزمنة، ومن الصَّمم المزمن، محل لأورام الأذن، مفتح لسددها، ويحلل الأورام الباردة الصلبة، ويسخن الأعضاء الباردة، وما يعرض في فَقارات الظهر وفي مُؤَخَّر الدماغ من السُّدَد، وينفع من الخَدَر إذا تُمُرخ به في الحمام، وينفع من الفالِج والرَّعشة والنَّسا وفساد الذَّكر، نفعًا بينًا.(1/220)
* دُهْن الحَرْمَل: «ع» يستخرج على مثال ما يستخرج دهن الخردل وهو حارّ يابس في الثالثة، مفتح لما في أغشية الدماغ من السدُّدَ، طرّاد لمَا فيها من الرياح إذا استعط بشيء منه مع ماء البُرْنوف أو ماء المَرْزَنْجُوش، نافع من الفالِج والصرْع واللَّقوة إذا تُمُرخ به، وإذا دهنت به فقارات الظهر، فإنه عند ذلك يقوّي الحسّ والحركة، ويحلل الرياح المستكنة في الأعصاب والرباطات، وينفع من أوجاع المفاصل الباردة، وينفع من عِرق النَّسا ومن الخَدَر والرَّعشة.
* دُهْن الأتْرُجّ: «ع» نافع من أمراض الشيوخ، إذا دهنوا به من البرد والنافض العارض من حُمَّى البرد والرِّبْع، وإذا مُسِح به أسفل القدمين في الأسفار عند شدّة البرد سخنها غاية التسخين، وهو نافع من الفالِج واللَّقوة والرَّعشة، وينبت الشعر الذي قد أبطأ نباته، إذا طلي به موضعه، والتمرخ بدُهنه يطيب رائحة البشرة ورائحة العرق. وصنعته على ضروب: أهونها أن يؤخذ من دُهن الزَّنْبق ودُهن الخيريّ، من كل واحد رطل، ويؤخذ من قشر الأُتْرُجَ لكل رطل دهن، قشر ثلاث أترُجُات ويلَقى فيه، وتبدل في كل ثلاثة أيام، حتى يطيب الدهن، وتحسن رائحته، وسائر صنعته محققة في كتاب عبد الله . «ج» حارّ يابس، قويّ الحرارة، ينفع من جميع الأمراض الباردة البلغمية، ومن برد الأعصاب، ومن وجع الأسنان من برد، ومن الصداع من برد، إذا طُلِيَ به.
* دُهْن الكاذِي: «ع» إذا تُمُرخ به في الحمامات نفع من وجع الظهر والأوراك والمفاصل، ومن الرياح المستكنة فيها. وهو بارد قابض يابس، يقمع الحرارة، ويبرد، ويشُدّ الأعضاء المسترخية بقبضه، ولم يذكر صنعته.(1/221)
* دُهْن قِثَّاء الحِمار: «ع» يؤخذ ويُدقّ، ثم تؤخذ عصارته، ثم يضاف إليها مثلها زيتًا، ثم يطبخ حتّى تذهب العصارة ويبقى الدهن. أو يؤخذ قِثَّاء الحمار وهو أخضر، فيقطع ثم ينقع في الزيت، قدر ما يغمره مرتين، ويسدّ رأس الإناء، ويعلق في الشمس أربعين يومًا، ثم يصفى ويرفع. وهو ينفع من برد الجسد إذا دهن به، وينفع من الكَلَف والعَدَسيات التي تخرج في الوجه، وإذا قُطِر في الأذن نفع من الدَّويّ والطَّنِين، ويقتل دودها، ويذهب بثقل السمع الحادث من الرياح الغليظة.
* دُهْن الدِّفْلَى: «ع» يؤخذ من عصارة الدِّفْلَى قدر رطل، ويلقى عليه نصف رطل دهن ورد أو زيت إنفاق، ويطبخ حتى تذهب العصارة، ويبقى الدهن، ويصفى ويرفع، فينفع من الجرب الرطب، يذهب به البتَّة.
* دُهْن بِزْر الخَشْخاش: الأبيض «ع» نافع من السعال الذي يكون عن موادّ حارّة تنزل من الرأس إلى الصدر، شربًا وادهانًا به للصدر. وأما الأسود فدهنه من زهره: يوضع في دهن الخل، ويعلق في الشمس. وهو بارد مخدّر منوم إذا دهن به الأصداغ.
* دُهْن البَيْض: «ع» وهو أن تأخذ من البيض عشرة، وتسلقها ثم تقشرها، وتأخذ محها، وتجعله في مغرفة حديد على نار جمر حتى يحترق المُح، ويخرج منه دهنه، ويصير المُح فحمة، فترفعه في زجاجة. وهو ينفع من أوجاع المقعدة والضَّرَبان فيها، ووجع الأذن والضرس، وينبت شعر اللحية إن أبطأ في الخروج لطوخًا.
* دُهْن القمح: «ع» يستعمل في علاج القوابي. واستخراجه على ضربين: الأهون منهما: أن ىؤخذ القمح ويوضع على زجاجة، وتحمى صفيحة حديد غليظة، وتوضع على القمح، فإن الدهن يخرج، ويجمع برفق.
* ودُهْن الشَّيْلَم: مثله. واستخراجه كذلك.(1/222)
* دُهْن القُسط الساذَج: «ع» يؤخذ من القُسط الهنديّ ثلاثون درهمًا، ثم يُدقّ دقًا جَرِيشًا، وينقع في شراب رَيحانيّ يومًا وليلة، ثم يصب عليه من الزيت الرِّكاني أربعة أرطال، ويطبخ بنار لينة، حتى تذهب رطوبته، ثم يستعمل عند الحاجة. «ج» ينفع من وجع الكبد والمعدة من برد، ويُنبت الشعر ويجوده إذا طُلِي به، ويشدّ العصب ويقوّيه. «ع» مثله. وصنعة المُفَوّي منه بالأفاويه في المنهاج.
* دُهْن العاقِر قَرْحًا: «ع» يأخذ من العاقر قرْحًا ثلاثون درهمًا، ويفعل به كما يفعل بالقُسط. وهذا الدهن يقوّي المعدة، وينفع الأعضاء التي يغلب عليها البرد، وينفع من الفالِج واسترخاء العصب وسائر الجسد، وبطلان الحركة العارضة من غلبة البرد على الأعضاء. وإذا دهن به الظهر والقَفَار قَبْل أدوار الحميات ذات النوائب، نفع من النافض، وينفع من الضَّرَبان والخَدَر، وإذا قُطِر في أنف المصروع نفعه، وينفع من الشقيقة الباردة، والصداع البارد.
* دُهْن الحيَّات ودُهْن العقارب: مستقصى ذكرهُ في كتاب عبد الله ، وفي المنهاج، والحاجة إليه قليلة، لقلة الإقدام عليه.
* دُهْن الجُلّ: بالجيم، هو دهن الورد، وقد تقدم ذكره.
* دُهْن الحلّ: «ع» بالحاء المهملة، هو السمسم، وهو السليط المعروف، وسيذكر في حرف السين إن شاء الله تعالى.
* دُهْن البَلَسان: تقدم ذكره في حرف الباء، مع بلسان.(1/223)
* دَهْنَج: «ع» هو حجر أخضر في لون الزبرجد، يوجد في معادن النحاس، كما يوجد الزبرجد في معادن الذهب، وقد يضاف إليه نُحاس يخالط جسمه. وهو ألوان كثيرة، فمنه الشديد الخضرة، ومنه المُوَشَّى، ومنه الطاوُسيِّ، ومنه الكَمِد، ومنه ما بين ذلك، وربما أصيبت هذه الألوان في حجر واحد، يخرطه الخراطون، فتخرج فيه ألوان كثيرة، وهو حجر فيه رخاوة، وإذا حك انحل سريعًا لرخاوته، فَإن سُقِي من مُحَكِّه أو سُحالته شارب السَّم نفعه بعض النفع، وإن سقي لمن لم يشرب السم كان سمًا ناقعًا، يُنَفِّط الأمعاء، ويلهب البدن بثرًا، ويعفِّن، ولا يكاد يبرأ سريعًا. وقوّة الدَّهنج في الحرارة من الدرجة الرابعة، وإذا سحق فهو أجود ما يكون مُدافًا بمسك، للذي يصرع ولا يعرف حاله، يستعط به ثلاث مرات ويتبخر به ثلاث مرات فيبرأ... «ج» هو حجر يابس بارد، ولم يذكر له نفعًا ولا ضرًّا.
* دَهْمَسْت: «ع» هو حَبّ الغار، وسيأتي ذكره في حرف الغين.
* دُوْغ: هو مَخِيض البقر، يذكر مع اللبن إن شاء الله تعالى.
* دَوْمَر: «ع» هو شجر المُقْل، وله خُوص كخُوص النخل؛ وسيذكر المُقل في حرف الميم إن شاء الله تعالى.
* دُود البَقْل: «ع» يقال إنه إذا تلطخ به مطبوخًا مع الزيت، منع من نهش الهوام ذوات السموم. «ج» مثله.
* دُود الزِّبل: «ع» هو الدود الأصفر، الذي يتكوّن في الزِّبل، فإنه إذا طُبخ في زيت عَتيق حتى ينضج، ودُلك به الفرّطسة وداء الثعلب شفاهما بدوام دلكهما به، وهو في ذلك عجيب.
* دُوشاب: «ع» هو نبيذ التمر، وقد تقدم ذكره في حرف الخاء مع خمر.
* دُوقُو: «ع» هو بِزْر الجَزَر البريّ، وقد تقدم القول على الجَزَر، نوعيه: بريّ، وبستانيّ، في حرف الجيم.
حرف الذال(1/224)
* ذُباب: «ع» الذُّباب ألوان، فللإبل ذباب، وللبقر ذباب، وللنّاس ذباب، وأصله دود. وذباب الناس يتولد من الزِّبل، قال: فإن أخذ الذباب الكبير، فقطعت رؤوسه ويُحك بجسدها على الشعر الذى يكون في الأجفان حكًا شديدًا، فإنه يبرئه، وإن أخذ الذباب وسُحِق بصُفرة البيض سحقًا ناعمًا، وضُمدت به العين التي فيها اللحم الأحمر من داخل، الملتصق بها، فإنه يسكن من ساعته، وإن حُكَ بالذباب على داء الثعلب حكًا شديدًا، فإنه يبرئه، وإن مسحت لسعة الزُّنبور بالذباب سكن وجعه. «ج» ينفع من أوجاع العين وانتثار الهدب.
* ذَبْل: «ع» هو جلد السُّلَحفاة الهندية، إذا صنع منه مُشط ومُشِط به الرأس أذهب النخالة من الشعر، وأخرج الصِّئبان، وإذا أُحرق وعُجن رماده ببياض البيض، وطلي به على شُقاق الكعبين والأصابع نفعه، ونفع أيضًا من شُقاق الباطن العارض عند النفاس، ويذهب آثاره، وقيل هو جلد السُّلَحفاة البحرية.
* ذَراريح: «ع» مجرَّبة في علاج الأظفار البَرِصة، إذا وضعت عليها مع قَيروطيّ نافعة لها، أو مع مرهم قلعتها، حتى يسقطَ الظفر كله، وقد تخلط مع الأدوية النافعة للجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد، ومع أدوية تقلع الثاليل المنكوسة المعروفة بالمسامير. والذراريح سَمّ قاتل حارّ جدًّا، يقصد المثانة فيحرقها، ويخرج منها الدم واللحم بالبول، ويأخذ منها الغشاء، وتظلم منه العينان، وعلاجه أن يتقيأ بماء الشِّبْت المطبوخ وسمن البقر، ويَستنقِع في ماء حارّ، ويتمرخ بدهن الخلّ، ويحقن بماء كَشْك الشعير المطبوخ مع دهن ورد وبِزر الكَتان. «ج» ثلاثة طساسيج منها تحرق المثانة، ومداواته بما ذكر، وبشرب اللبن الحليب واللعاب، ودهن اللوز الحلو والجُلاَّب والأمراق الدسمة، والبيض النَّيْمْبِرشْت. «ف» حيوان صغير طيار، أحمر اللون منقط بسواد، مختارها ما كان وسط لونها ذهبيّ، طبعه حارّ يابس جدًّا ينفع من الجَرَب والبرَص طلاء، ويشرب من الاستسقاء. الشربة: دانقان.(1/225)
* ذُرَة: «ع» جنس من الحبوب يكون على ساق، أغلظ من ساق الحنطة والشعير بكثير، وورقها أغلظ وأعرض من ورقها، وأجودها الأبيض الرَّزين. وهي باردة يابسة مجففة، ولذلك صارت تقطع الإسهال، وإن استعملت من خارج كالضمادات برّدت وجففت. «ج» وتسمّى الجاوَرْس الهنديّ، ومنافعها مثله.
* ذَهَب: «ع» معتدل لطيف، سُحالته تدخل في أدوية السوداء، وأفضل الكَيّ وأسرعه بُرْءًا ما كان بمكوّى من ذهب، وإمساكه في الفم يزيل البخر، وتدخل سُحالته في أدويةِ داء الثعلب وداء الحَية طلاء، وفي مشروباته، ويقوي العين كُحلاً، وينفع من أوجاع القلب، ومن الخفَقان، وحديث النفس وخبثها، وإن ثقبت شحمة الأذن بإبرة من ذهب لم تلتحم، وإن علّق الذهب الإبريز على صبيّ لم يفزع ولم يُصْرع، مجرَّب. «ج» أجوده ما لم يدخل النار، ولم يخالطه غشّ، وهو معتدل لطيف، ينفع من أوجاع القلب والخفقان ويقويه، وقدر ما يؤخذ منه: قِيراط. وذكر من منافعه ما تقدم ذكره. «ف» معتدل، وأجوده ما كان خالصًا بلا غشّ، وهو حارّ لطيف، ينفع من الخفقان، ووجع القلب، وحديث النفس؛ ويضرّ بالمثانة وآلات البول، وينفع من حزن القلب والغموم، ومن رياح القلب والعِشق والفزع، ومن شدّة السوداء والسكتة، وخاصة النفع من وجع القلب، ويسمن البدن ويقوّيه، ويذهب الصَّفار، وينفع من الجُذام إذا استعمل مسحوقًا، وفي الضمادات، وينفع من عِرْق النَّسا والفالِج والنِّقرس، إذا شرب في الأخلاط البسفايَج والكماذَريوس. وينفع من جميع الأوجاع السوداوية، ويقوي الأعضاء جدًّا. «ز» وبدله في علل القلب: اللؤلؤ، وقيل بدله: درهم فضة وثلاث حبات كبريت مسحوقين.
* ذَرْق الخطاطيف: «ج» جلاء منقّ يجلو بياض العين.(1/226)
* ذِئب: «ع» كبد الذئب إذا سحق منها مثقال وألقي في شراب حلو ويسقى، فإنه ينفع من كل سوء مِزاج يحدث بالكبد من غير أن يضرّ الحارّ أو البارد، لأن منفعته بجملة جوهره، فإن كان بالعليل حُمَّى ظاهرة، فالأجود أن يسقى بماء بارد. وزبل الذئب يسقى لمن به وجع القُولَنج، ويسقاه في وقت هيجان الوجع، وربما سقي من قَبْل الوجع، وخاصة إذا كان ذلك يعرض للعليل بغير نفخة. وقال: رأيت بعض من شرب هذا الزِّبل لم يعرض له الوجع بعد ذلك، وإن عرض له لم يكن بالشديد المؤذي. وقال: من خواص بول الذئب إذا بالت المرأة على بول الذئب لم تحبل أبدًا، وإن أخذت خصيته اليمنى ودقتها وغمست فيها صوفة واحتملتها المرأة أذهبت شهوة الجماع. وقال: إن شرب صاحب الحمى العتيقة من مرارة الذئب وزن دانق، مع عسل أو طلاء، أذهبها. وعين الذئبة تمنع من الصرْع، ولا يقرب من عُلِّقت عليه شيء من السباع والهوامّ، ومرارة الذئب تمنع التشنج والكُزاز اللذين يتبعان جراحات العَصَب، خصوصًا من البرد.
حرف الراء(1/227)
* رَاسَن: «ع» ويسمّى [ عِرق ] الجَناح، وأنفع ما في هذا النبات أصله، وهو أصل عظيم طيب الرائحة، فيه حَرافة، ياقوتيّ اللون، ويكون في مواضع جبلية فيها شجر رطب. وأصله يُقلع في الصيف ويجفف، وليس هذا الأصل يسخن ساعة يَلْقَى البدن لكن بعد، فيقال إنه ليس بحارّ يابس صادق الحرارة واليبس، كالفلفل الأسود والأبيض، ولكنه فيه مع ذلك رطوبة فضل، ولذلك يخلط في اللَّعوقات النافعة لنفث الأخلاط الغليظة اللَّزِجة من الصدر والرئة، ويؤثر فيها أثرًا حسنًا، وإذا شرب طبيخه أدرّ البول والطمث، وإذا عُمِل منه لَعوق مع العسل وافق السعال وعسر النفَس، الذي يُحتاج معه إلى الانتصاب، وشدخ العضل والنفخ، ونهش الهوام لحرارته، وورقه إذا طبخ بالشراب وافق عِرْق النَّسا ضِمادًا، وهو حارّ يابس في وسط الثالثة، أو في أولها، وفيه رطوبة مائية، ضارّ للمحرورين، وخاصيته تقوية المثانة، والنفع من تقطيع البول العارض من البرد، وفيه إذهاب للحزن والغيظ، ويقوي فم المعدة، ويحلِّل الفضول التي في العروق، بالبول والطمث، وينفع من جميع الأورام والأوجاع الباردة، والرياح والنفخ، وفيه جِلاء بالغ، ويفتح سُدَد الكبد والطِّحال، ويسخن البدن، ويكسر الريح، ويجشىءُ ويهضم الطعام، وإن تدخنت به المرأة أنزل الحيض، ويقطع الأخلاط والبلغم، ويهيج الباءة، وينفع من اختلاج المفاصل الحادث عن الرطوبات، وأصول المصري منه تنفع من نهْش الهوامّ. «ج» منه بستانيّ، ومنه بريّ، ومنه نوع ورقه منفرش على الأرض كالنمَّام، وأنفعه أصله، وأجوده الأخضر الغضّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، وقيل في الثالثة. ينفع من الأورام الباردة، وعرِقْ النَّسا، ووجع المفاصل، إذا طبخ بدُهن وطُلِيَ به، ويعين على النفث لَعوقًا، ويفرح القلب ويقويه، ويدر الحيض والبول، وينفع من نهش الهوامّ، وخصوصًا المصريّ، وقدر ما يؤخذ منه درهمان، ويزيد في المنيّ، ويقويّ شهوة الجماع. والأصح أنه يقلل المنيّ. «ف»(1/228)
راسَن: يقال إنه زَنجبيل شاميّ، بريّ وبستانيّ، أجوده أصله الطريّ، وشرابه، وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من عِرْق النَّسا، ووجع المفاصل، ويقوّي القلب، وهو يزيد في الباءة، ويقوّي الإنعاظ، ويزيد في المنيّ، وينفع من فساد خلط مُزَلّع البدن من البرد. والشربة منه: ثلاثة دراهم. «ز» بدله: أصل السوسن.
* رَاوَنْد: «ع» أصل أسود قريب إلى الحمرة، لا رائحة له، رخو إلى الخفة، وأقواه فعلاً ما كان منه غير مسوّس، وكانت له لزوجة وقبض ضعيف، وإذا مُضغ كانت في لونه صفرة وشيء من لون الزعفران. وقال: هو أصناف: منها صينيّ، ومنها زَنْجيّ، ومنها تُرْكيّ، ومنها شاميّ، وأجودها الصينيّ، وله قوّة مركبة من برد وحرّ، وقيل حارّ يابس في الدرجة الثانية، إذا شرب نفع من الريح وضعف المعدة، ووهْن العَضَل، وورم الطَّحال، ووجع الكَبد، ومن الكُلَى والمَغَص، وأوجاع المثانة والصدر، وأوجاع الرحم، وعِرْق النَّسا، ونفْث الدم من الصدر، والربْو، والفُؤاق، وقُرحة الأمعاء، والإسهال، والحميات الدائرة. والشربة منه مثل الشربة من الغاريقون. وإذا سخن بالخلّ وطُلِيَ به أذهب الكلَف، وينفع من الإسهال الذي يكون من ضعف المعدة، وينفع من الامتلاء والفتق، وإذا طُلِيَ به بين الكتفين أذهب الروعة والخوف من القلب، ويقوّي الأعضاء الداخلة، ويفتح سُدَدها، ويجفف رطوباتها الفاسدة، ويشدّ الأعضاء المترهلة؛ وفعله في الكبد أقوى من ذلك، ويطلق الطبيعة ببلغم لَزِج، وبالخام وينفع منَ الاستسقاء، من ضروبه كلها، إلا ما كان منه عن ورم حارّ في الكبد، منفعة بالغة، ويفتت حصى الكُلى والمثانة، وينفع من أوجاعها منفعة بالغة، وإذا أخذ مع الكابُليّ قوَّى فعله، ونَّقى الدماغ تنقية جيدة، وحسَّنَ الذهن، وأقوى أنواعه الصينيّ، وبعده الفارسيّ والشاميّ. خاصيته النفع من علل الصدر، والحادثة عن ريح أو سُدَد. وقيل إنه راوَند الدوابّ، والزَّنجي ينحط عن أفعال الصينيّ والتركيّ،(1/229)
أقوى من الصينيّ في الإسهال. «ج» هو خشب يُغَش بأن يطبخ جيدًا، وتؤخذ مائيته، فتجفف عصارته، ثم يجفف خشبه بعد الطبخ، ويُباع كما هو، فيكون حينئذٍ أشدّ قبضًا وتكاثفًا. وهو صنفان: صينيّ وخُراسانيّ، يعرف براوَند الدوابّ، تستعمله البياطرة في أمراض الدوابّ، في مثل الأمراض التي ينفع منها الصينيّ في الناس؛ وقوّته دون قوّة الصينيّ بكثير، وأجوده الصينيّ الخالص الذكيّ الرائحة، الذي هو أشدّ جِلاء، وأقلّ قبضًا، أصفر زعفرانيّ اللون، يضرب إلى السواد، غير متآكل ولا مثقَّب. وهو حارّ، وقيل معتدل، ينفع من الكلف والآثار الباقية على الجلد إذا طلي مع خلّ، وللقوباء، وينفع من السقطة والضربة، وينفع من الرَّبْو ونفْث الدم وإسهاله، وينفع الكبد والمعدة والفُؤاق والخفَقان، ويُضْمر الطِّحال، ومن الذَّرَب والمغَص ووجع الكُلَى والمثانة والرحم، ونزف الدم، والحميات المزمنة، والسموم، ولدْغ الهوامّ. والشربة: إلى درهمين. «ف» دواء خشبيّ صينيّ وخراسانيّ، أجوده الصينيّ الهَش العطر الرائحة، يفتح سُدَد الكبد، ويقوِّي القلب والأحشاء، وإكثاره يضعف المعدة، والشربة منه دانق. «ع» بدله في ضعف الكبد والمعدة: وزنه ونصف وزنه ورد أحمر، منقَّى الأقماع، وخمس وزنه سُنْبُل عصافيريّ.(1/230)
* رازَيانَج: «ع» هذا دواء يسخن إسخانًا قويًا، حتى أنه يكون في الدرجة الثالثة، وأما تجفيفه ففي الدرجة الأولى، ولذلك صار يولد اللبن، وهو نافع لمن ينزل في عينيه المَاء من هذا الوجه، ويُدِرّ البول، ويُحْدر الطَّمْث، فإذا أكل زاد في اللبن، وبِزْره يفعل ذلك أيضًا إذا شُرب أو طبخ بالشعير، وطبيخ جُمَّته إذا شرب أدرَّ البول، ووافق وجع الكُلَى والمَثانة، وقد يسقى طبيخها بالشراب لنهش الهوامّ، وطبيخها يدرّ الطمَث، وإذا شرب بالمَاء البارد في الحُمَّيات سكن الغَثَيان والتهاب المعدة. وأصل الرازيانَج إذا تُضُمِّد به مدقوقًا مخلوطًا بالعسل، أبرأ عَضة الكلْب الكلِب، وماء الرازيانَج إذا جُفف في الشمس وخُلط في الأكحال المُحِدّة للبصر انتفع به، وقد يخرج أيضًا ماء الرازيانج وهو طريّ من الأغصان مع ورقها، ويستعمل منه على ما وصفنا، فينتفع به لحدة البصر، وحبه أشدّ حرارة من ورقه، وأسرع مَذهبًا في الأوجاع من حبه، وأصوله في العلاج أقوى من بزره، وورقه من شأنه تفتيح سُدَد الكبد والطِّحال، وإن خلط ماؤه المجفف مع عسل، واكتحل به أعين الصبيان الذين يشكون الرطوبة في أعينهم أبرأهم، وأكله وشرب ماء بِزره يُحدّ البصر، وعصارة ورقه الغَض وطبيخ أصله وطبيخ بزره متقاربة المنفعة، وطبيخ البريّ أقواها، وكلها نافعة من أوجاع الجنبين والصدر، المتولدة عن سُدَد أو رياح غليظة، ويحلِّل أخلاط الصدر، ويسهل النفث، ويسخن المعدة، ويجلو رطوباتها، ويُحدرها في البول، وينفع من أوجاعها، ومن حرقتها المتولدة عن البلغم الحامض، وهو ضعيف في إدرار البول والحيض، وورقه دابغ للمعدة، وبزره الجافّ مفتح لسُدَد الكُلى والمثانة، ويطرد الرياح النافخة، وليس يصدِّع كسائر البقول. «ج» يشبه بِزر الكَرَفس في الكثير من أفعاله، ومنه بريّ، ومنه بستانيّ وأجوده البستانيّ الطريّ، والبريّ حارّ يابس في الدّرجة الثالثة، وهو يفتح السُّدَد، ويُحدّ البصر، وخصوصًا صمغه،(1/231)
وينفع من ابتداء المَاء في العين عند نزوله، والهوامّ ترعى الرازيانَج ليقوّي بصرها، والحيات تحك عينها عليه إذا خرجت من مكامنها بعد الشتاء استضاءة للعين، فسبحان الذي ألهمها هذا وأرشدها إليه، ورطبه يغزر اللبن، ويُدرّ الطَّمْث والبول، والبريّ يفتت الحصاة، وهضمه بطيء، وغذاؤه رديّ. «ف» معروف. وهو بريّ وبستانيّ، حارّ في الثانية، يابس في الأولى، أجوده البستانيّ الطريّ، وهو يفتح سُدَد الأحشاء، ويغزر اللبن، ويُدرَ الطمْث، وعصارته إذا اكتحل بها نفعت من الماء النازل في العين. والشربة منه: درهمان. «ز» بدله: أسارون.
* رازَيانَج رُوميّ وشاميّ: هو الأنيسون، وقد ذكر في حرف الألف. والله أعلم.
* راتينَج: «ع» ويقال راتيانَج، وهو صمغ الصنوبر؛ وسيأتى ذكره في حرف العين مع العِلْك. «ج» هو صمغ الصنوبر. وهو حارّ يابس، يحبس ويجفِّف ويُحلل، وينبت اللحم في القروح. «ف» هو صمغ الصنوبر. أجوده الأبيض النقيّ، الذكّي الرائحة. حارّ في الثالثة، يابس في الأولى، يحلل الأورام، وينبت اللحم في القروح، ويحلل أخلاط البدن، وينفع من أوجاع الأوراك والمفاصل، ويقوّي الأعضاء، وينفض ما فيها من البلغم، ويكثر المنيّ، ويزيد في المباضَعة، ويقوّي البدن، وينفع من البَهق والكَلف والنمَش والعدَسة إذا عجن بالعسل المغلي.
* رامك: «ج» أجوده الضارب إلى الحمرة، وهو بارد يابس، وقيل حارّ، وهو قابض لطيف عاقل، يمنع من انصباب المواد، ويسكن الحرارة، ويقوّي المعدة والكبد إذا سقي مع ماء الآس. وقدر ما يؤخذ منه: درهم؛ وينفع من الذَّرَب ضِمادًا للبطن. وقيل إنه يضر بالمثانة، ويصلحه العسل، ولم يذكره عبد الله في جامعه، فإن أريد عمله فليؤخذ من المنهاج.
* رانَج: «ع» هو النارَجيل. وسيُذكر في حرف النون، إن شاء الله تعالى.
* رازِقيّ: «ع» هو السَّوسَن الأبيض، ودهنه هو دهن الرازقيّ، وقد ذكر دهنه في حرف الدال، وبعضهم توهم أنه دُهن الكَرْم الأبيض.(1/232)
* رُبّ العنب: «ج» حارّ يابس، والمرُّ منه أقلّ حرارة، ينفع أصحاب الأمزجة الباردة، وهو محرق للدم، ويصلحه الخِيار والخَسّ. وصنعته: أن يعتصر ماء العنب ويصفى، ويغلَى حتى يذهب ثلاثة أرباعه، فإن بقيت فيه رقة جعل في أجاجين في الشمس، لينشف ماؤه. والرُّبّ من جميع الثمار هو ماؤه المعتصر، إذا عُقِد بالنار أو الشمس، وهو من جملة المركبات، ولم يذكره عبد الله ، فإن اهتم في طلبه فمن المنهاج.
* رِجْلة: «ع» قد تقدم ذكرها في باب الباء، وهي البقلة الحمقاء والفَرْفَج.
* رُخام: هو حجر رخو معلوم، يقطع من معادنه وينشر، وألوانه كثيرة، والمخصوص منه باسم الرخام ما كان أبيض، فأما ما كان خمريًا أو أصفر أو أسود أو زُرزُوريًا، فكلها داخلة في أجناس الأحجار، ومعدودة منها. وهو بارد يابس، وإذا شرب منه ثلاثة أيام كلّ يوم مثقال مسحوق معجون بعسل، نفع من الدماميل إذا كثرت في البدن عن هيجان الدم، وإذا أحرق وسحِق وذُرّ على الجراحات الطرية بدمها قطع دمها وَحِيًّا، وقطع تورمها، وإذا خلط جزء منه بجزء من قَرْن ماعز مُحْرَق وطُلِيَ به حديد، ثم أحمي في النار، وسقي في ماء وملح، كان منه حديد ذكَر. «ج» حارّ في الثانية، يابس في الأولى، ينفع من السَّعْفة وداء الثعلب.(1/233)
* رَخَمة: «ع» يقطر من مرارتها بدهن البنفسج في الجانب المخالف للشقيقة، والمخالف من وجع الآذان، ويُسعَط بها الصبيان، أو يقطر في آذانهم، لما يكون بهم من رياح الصبيان، ويكتحل بمرارته لبياض العين بالماء البارد، وقيل إن زِبله يسقط الجنين بَخْورًا، ويخلط بزيت ويقطر في الأذن الثقيلة السمع، والتي بها طَرَش. وذُكِر عن بعضهم أنه جَرْبه لسَمّ العقرب والحية والزُّنبور، فكان نافعًا، وأحسبه لطوخًا؛ ولحمه إذا خلط بخردل وجفف وبخر به المعقود عن النساء سبع مرات، أطلقه ذلك، وإن أخذت ريشة من جناحها الأيمن، ووضعت بين رجلي المُطلقة، سهَّل ولادتها بإذن الله تعالى، وريشها إذا بخر به البيت طرد الهوامَّ الذبابية؛ ويداف زِبلها بخلّ خمر ويُطلَى به البرَص، يتغير لونه وينفعه، وكبدها يشوى ويسحق ويُداف بخلّ، ويسقى لمن به جنون كل يوم ثلاث مرات، ثلاثة أيام متوالية، فيبرئه، والجلد الأصفر الذي على قانصتها إذا أخذ وسحق بعد تجفيفه وشرب بطلاء، نفع من كلّ سَمّ، وإن علق رأسها على المرأة العسرة الولادة سهل ولادتها.
* رَخْبين: «ع» حارّ يابس في الثانية، رديء الخلط، جيد للمعدة الحارّة، ملين للبطن إن احتمل منه شيافة. «ج» هو نوع من المصّل، وهو ماء اللبن المطبوخ، وهو حارّ يابس في الثانية، إذا تحمل منه شيافة أحدر الطبع.
* رَشاد: «ع» قد ذكر في حرف الحاء، وهو الحُرْف. «ج» حارّ يابس ملطف. يقتل الدود، ويحلِّل الرياح، ويقطع البلغم، ويضر بالمعدة والمثانة، ويحدث تقطير البول. وينبغي للمحرور إذا أكله أن يخلطه بالهِندَبا والخَسّ.(1/234)
* رَصاص: «ع» قوّته قوّة تبرد، فإذا اتخذ منه هاوُن ودَسْتَج، وألقي في الهاون شيء من العصارات الباردة، بمنزلة عصارة الخَسّ وشبهه، وسُحِق حتى ينحلّ فيه من الرصاص، زاد في تبريد العصارات زيادة بيِّنة، وإن أريد بها التبريد أكثر ألقي معها زيت إنفاق، أو دهن ورد، أو دهن سفرجل، أو دهن آس، واستعملت في الأورام الحارة العارضة في المقعدة، أو في المذاكير والعانة والثديين. والرَّصاص ضربان: أسود وهو الأُسْرُبّ والآنُك، والآخر القَلْعيّ وهو القَزْدير، وهو أفضلهما، وإذا لطخت الأصبع بدهن أو شمع، وذلك به الرصاص، ولطخ به الحاجبان قوّى شعرهما وكَّثره، ومنع من انتثاره، والرَّصاص المُحرَق يصلح للجراح والقروح، إذا وقع في المراهم، ويوافق قروح العين إذا وقع في أدويتها، وإذا حُك الرَّصاص بشراب أو غيره نفع من الأورام الحارّة، وإن دُلك الرصاص بدهن وطُلِيَ به الحديد لم يصدأ، ومن لبس منه خاتمًا نقص بدنه، وإن طرحت قطعة رصاص في قدر لم ينضج اللحم، ولو أوقدوا عليه مدة، وإن اتخذ منه طَوق وطوقت به شجرة وهي مثمرة، فإنها لا يسقط من ثمرها شيء، وزاد بذلك ثمرها. «ج» ألطفه المحرَق والإسفيداج، وهو بارد رطب، وقيل إنه يابس، ومحرقه فيه تلطيف وتليين وتحليل، يقطع الدم، وإذا حك بشيء من العصارات الباردة ينفع من الأورام طلاء، وينفع من القروح الخبيثة، وإذا ضمد بقطعة منه البطن سكن شهوة الجماع. «ف» مثله. وقوّته كقوّة التُّوتياء المحرّق، والشربة: نصف مثقال.(1/235)
* رُطَب: «ع» هو التَّمر الطريّ. والرُّطَب يُورث نفخة في البطن، كما يفعله التين الطريّ، وهو حارّ في وسط الدرجة الثانية، رطب في الأولى، وغذاؤه أكثر من غذاء البُسْر، وأحمد الرطب الهَيْرُون وما أشبهه، والمختار بعده الأصفر، والمكروه منه الأسود. وخاصَّة الرُّطب والتمور إفساد اللثة والأسنان. والرُّطب يسخن ويولد دمًا غليظًا، تسرع استحالته إلى الصفراء، وهو رديء لأصحاب الأمزاج والأكباد الحارة، ولمن يسرع إليه الصداع والرمد والخوانيق والبثور والقُلاع والسُّدَد في كبده وطحاله. وأصنافه كثيرة، وأردؤها أغلظها جِرمًا، وأشدها حرارة أصدقها حلاوة، وليس بموافق للمحرورين. وأما من ليس بحار المزاج، ولا ضعيف الأحشاء متهيجًا، فإنه يسمنه ويخصب بدنه، ولا يحتاج إلى إصلاحه. «ج» أجوده الجنيّ من كلّ نوع، وهو حارّ في الدرجة الثانية، رطب في الأولى، وقيل إن حرارته أقلّ من رطوبته، فما كان أشدّ حلاوة فهو أشدّ حرارة، وهو نافع للمعدة الباردة، ويزيد في المنيّ، ويلين الطبع، والدّم المتولد منه رديء سريع التعفن، ويصلحه اللوز والخَشخاش معه، وبعده الخِيار والخس بالخلّ والسِّكَنجبين. «ف» مثله. ويستعمل مِقدار المِزاج، وإذا أكل مع اللوز يكسر ضرره، وينفع جدًّا، وإذا عُتق صار أقل رطوبة، وأكثر حرارة، ويولد المنيّ والصُّداع.
* رَطْبة: «ع» هي الفِصْفِصة، ويقال ليابسها القَتْ، وسنذكر الفِصْفِصة في حرف الفاء، وأظنه الذي يسمى في اليمن بلغة العامة القَضْب، وهو علَف الدوابّ.(1/236)
* رُقَع يماني: «ج» لشجرته ساق كساق الدُّلْبة. لها ورق كورق القَرْع، أخضر فيه صُهبة يسيرة، وثمرته كمثل التين العظام، كأنه صغار الرمَّان، له مَعاليق وحِمْل كثير جدًّا. وهو يابس، يقيء البلغم والرطوبات التي في المعدة، وينفع من الأخلاط الغليظة اللزجة. «ف» ثمر شجرة كأنها صغار الرمان، يختار منه ما كان حديثًا. وهو حارّ يابس، ينقي المعدة والرطوبات الغليظة اللزجة، وله ساق كساق الدُّلبة، وورق كورق القَرْع، ثمرته تُقيء بقوة، وتنفع من أوجاع الوركين والركبتين إذا كانت من الأخلاط البلغمية. والشربة منه: إلى درهمين. ولم يذكره عبد الله .(1/237)
* رُمَّان: «ع» جميع الرمان قابض، ولكن ليس الأكثر فيه القبض، لأنه منه حلوًا، ومنه حامض، ومنه قابض، فيجب أن يكون كل نوع بحسب طبعه الغالب عليه. وحبّ الرمان أشدّ قبضًا من عُصارته، وأشدّ تجفيفًا، وقشوره أكثر من ذلك قبضًا وتجفيفًا، وجُنْبُذ الرُّمان الذي يتساقط عن الشجرة، إذا هو سَقَط عَقَد وردة، أكثر من القشر في ذلك. والرمان كله جيد الكَيموس، جيد للمعدة، قليل الغذاء، والحلو منه أطيب طعمًا من غيره من الرمان، غير أنه يولد حرارة في المعدة ونفخًا، وليس بكثير، ولذلك لا يصلح للمحمومين. والحامض أنفع للمعدة الملتهبة، وما كان طعمه مشابهًا لطعم الخمر، فقوته متوسطة، وإن عُصر من الرمان الحلو والحامض مع شحمهما، وشرب من عصيرهما مقدار نصف رطل، مع خمسة وعشرين درهمًا من السكر، أسهل المِرّة الصفراء، وقوى المعدة. وأكثر ما يؤخذ منه من خمسة عشر أواقيّ، مع خمسة عشر درهمًا سكرًا، فإن هذا يقارب الإهليلج الأصفر، وينفع من حميات الغِبّ المتطاولة، ومن الحِكة والجرب، ويدبغ المعدةَ من غير أن يضر بعصبها، وشرابه ورُبُّه نافعان من الخُمار، والحلو ينفخ قليلاً، حتى أنه يُنعظ، ويَحُطّ الطعام عن فم المعدة إذا امتص بعده، والحامض ينفخ ويبرد الكبد تبريدًا قويًا، ويضر بالمبرودين، ويذهب شهوة الباءة، والحلو معتدل موافق لمزاج الرَّوح، لشفِّه وحلاوته، خصوصًا لرَوْح الكبد. وعصارته إذا شمست في قارورة حتى تغلظ، واكتحل بها، أحدت البصر، وكلما عَتُقَت كانت أجود، وفي جميع أصنافه حتى الحامض جلاء مع القبض. والمرّ ينفع من الحميات والتهاب المعدة، وَلأَن يمتصّ منه المحموم بعد غذائه، أولى من أنّ يقدّمه، وجميعه ينفع من الحميات، وعصارة الرّمانين إذا طبخا في إناء نحاس إلى أن يثخنا، واكتحل بهما، أذهبا الحِكة والجَرَب والسُّلاق، وزادا في قوة البصر، وإذا أفرغت رُمانة من حبها، وملئت بدهن ورد، وفترت على نار هادئة، وقطر منه في الأذن، سكن(1/238)
وجعها، ومع دهن البنفسج للسعال اليابس. وقشره إذا طبخ وجلس فيه النساء نفعهن من النزف، وإذا جلس فيه الأطفال نفعهم من خروج المقعدة، والرُّبّ المتخذ من الرمانين يقوي المعدة الحارة، ويقطع العطش والقيء والغثيان، والمُنَعْنَع منه أقوى في ذلك، وامتصاص الرّمان الطريّ وأخذ ربه، إذا أخذه المسلول بالماء عند العطش رطب بدنه، وإذا شويت رمانة حلوة، وضمدت بها العين الرمدة، سكن وجعها، وحط رمدها. «ج» الرمان الحلو أجودّه الكبّار الإمليسيّ الحلو، وهو بارّد في أوّل الدّرجة الأولى، رطّب في آخرها، وقيل إنّه حارّ باعتدال، وفيه جلاء مع قبض، وهو مليّن، وحبّه مع عسل ينفع من وجع الأذن، وهو يلين الصدر والحلق، ويجلو المعدة، وينفع من الخفقان، وحبه رديء، وهو يولد نفخًا ورياحًا في المعدة، وأقماعه المحرَقة تنفع الجراحات. والرمان الحامض أجوده الكبار الكثير الماء، والرمان بأسْره قابض، وأقبضه أقماعه، والحامض بارد يابس في الدرجة الثانية، وقيل إنه معتدل في الرطوبة واليبس. يقمع الصفراء، وينفع سيلان الفضول إلى الأحشاء، وحبه مع العسل يمنع من القُلاع، وعصارته تنفع من الصفراء، وحبه إذا نقع في ماء المطر نفع من نفث الدم، وهو ينفع من الخَفَقان، ويجلو الفؤاد، وينفع من التهاب المعدة والحميات، وإن امتصه المحموم بعد الغذاء منع من صعود البُخارات. وقال: هو أولى من أن يقدمه، فيصرف المواد عن أسفل. «ف» حلو وحامض ومزّ. الحلو: حارّ رطب، والحامض: بارد يابس، والحلو: ينفع من السعال، والمزّ والحامض: ينفع الكبد الحارّة، والشربة: بقدر الكفاية.(1/239)
* رَماد: «ع» الرَّمَاد هو الذي يبقى من إحراق الخشب، وهو مركَّب من جواهر وكيفيات متضادة، وهو يختلف بحسب اختلاف المواد التي عن احتراقها يكون. ورماد قُضْبان الكَرْم له قوّة محرقة، إذا تضمَد به مع الشحم العتيق، ومع الزيت والخلّ، ينفع من شَدْخ العضل، واسترخاء المفاصل، وتعقُّد العصب، وإذا تضمد به مع النطرون والخلّ، نقص اللحم المتربِّد في الجلدة الحامِلة للأنثيين، وإذا تضمد به مع الخلّ أبرأ نهش الهوامّ وعضة الكلْب الكلِب، ويقع في أخلاط الأدوية التي تكوى، ورماد تِبْن الباقلاّء إذا كان طَرِيًّا وتضمد به، أو تدلك في الحمام، أزال آثار الجرب الأسود من البدن. «ج» كلّ الرماد مجفِّف، ورماد الحطب القابض كالبلوط وغيره يحبس الدم، ورماد حطب الكَرْم أجوده ما كان من كرم عتيق، وهو بارد يابس، وقيل إنه حارّ، ينفع من قروح الأمعاء، وقدر ما يؤخذ منه نصف درهم، وقيل إنه يضر بالرئة، ويصلحه الكَثِيراء «ف» رماد المَازَرْيون يُحدّ البصر، وينفع من الذبحة. والرماد كله مجفف ويستعمل بقدر الحاجة.
* رنْد: «ع» هو شجر الغار، وسيذكر الغار في حرف العين المعجمة «ج» هو الآس، وقد ذكر الآس في حرف الألف.
* رَهْشَى: «ع،ج» هو السمسم المطحون قبل أن يعتصر ويستخرج دهنه. وسيذكر في حرف السين، وأظنه هذه التي تسمى الطِّحينة بلغة عامة اليمن، والله أعلم. وهو حار رطب، غليظ مُتْخم، وقد يحدره العسل والدِّبس.(1/240)
* رُؤوس: «ع،ج» أجود الرؤوس ما كان من حيوان معتدل الرطوبة، وهي حارة رطبة غليظة، كثيرة الغذاء، تزيد في المنيّ، وتصلُح لأصحاب الكَبد، ورأس الضأن إذا طبخ واحتقن به رطب الأمعاء السُّفلَى والكُلَى، وأخصب البدن، وزاد في الباه، إذا كانت قلته لحرارة ويبس، وأكل الرؤوس يُنتن الجُشاء والبول، ويضر بالمعدة، لبطء هضمها، فينبغي أن يستعمل معها الدارصينيّ، ويمضغ بعده المُصْطَكى. وفي الرؤوس مناسبة من الحيوان الذي هي منه، ويسخن قليلاً، ويغذو البدن كثيرًا إذا استولى عليه الهضم، ويزيد في الباه، ويثقل الرأس الضعيف المرتعش، وليس من طعام ضعفاء المعدة، فإن أكلوه فلا يشبعوا منه، وينبغي ألاّ يؤكل إلا على جوع صادق جدًّا. «ف» الرؤوس تختلف باختلاف الحيوان، أجودها ما كان من حيوان معتدل الرّطوبة، وهي حارّة رطبة غليظة، وهي تزيد في المنيّ، وتنفع أصحاب الكدّ والتعبّ، ويستعمل منه بقدر الحاجة.
* رَوْسَخْتَج: «ع» هو الراسَخت، وهو النُّحاس المحرق، وسيأتي ذكره في حرف النون.(1/241)
* رِيباس: «ع» الرِّيباس: بقلة ذات عساليج غَضّة، حمراء إلى الخضرة، ولها ورق كثير عريض مدور، طعم عساليجها إلى الحموضة. وهو بارد يابس، في الدرجة الثانية، ويدل على ذلك حموضته وقبضه، ولذلك صار دابغًا للمعدة، مقويًّا لها، وقاطعًا للقيء والعطش. ورُبّ الرِّيباس صالح للخفقان والقيء والإسهال الكائن من الصفراء، مقوّ للمعدة، مشهّ للطعام، ويستخرج لبه من عساليجه. بأن يُدَقّ ويعصر، وتطبخ العصارة، حتى يصير لها قَوام. وهو بارد يابس، وهو جيد للبواسير والخُمار أكلاً، وربه مثل رُبّ حُمَّاض الأُتْرُجّ، وإدمان أكله يطفئ الدماميل، ويطفئ الصفراء والدم، وعُصارته تُحِدّ البصر كحلاً، وهو نافع من الوَباء. «ج» له قوّة حُمَّاض الأترجّ والحِصْرِم، وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة، وقيل في الثانية، يطفئ الحرارة، ويقطع السكْر، وينفع من الإسهال الصفراويّ، والحَصْبة والجُدريّ، ويسكن الغَثَيان، ويقوّي الأحشاء. «ف» مثله. وهو يضرّ بالأعصاب، ويقطع الباه، ويقطع الدم، ويسكن الحرارة. والشربة من مائه: أوقية.
* رِئَة: رئة الجمل والخنزير تشفي الرجل من عقر الخُف، ورئة الحُملان إذا شربت بغير ملح، وأخذت الرطوبة السائلة منها فطليت بها الثآليل الجافة الناتئة، وتمودي عليها قلعتها. وإذا طليت بها القُوباء اليابسة لينتها، وهي قليلة الغذاء، وليست بسريعة الهضم، ولا تصلح إلا أن تطبخ البتة. «ج» حارّة رطبّة، سهلة الانهضام، تعقِل البطن، يعلل بها الناقهون للطافتها، وسرعة انحدارها، وغذاؤها قليل يميل إلى البلغمية، وقيل إنها يابسة عسرة الانهضام، ورئة الثعلب إذا وضعت في خلّ العنصل، نفعت من الربو وضيق النفس. «ف» كلها باردة رطبة، وتستعمل بقدر الحاجة.
* رَيحان الملك: «ع» هو الشَّاهِسْفَرَم، وسيذكر في حرف الشين.
* رَيحانيّ: هو الشراب الصرف الطيب الرائحة.(1/242)
* رِيش: «ع» ريش الطير إذا أحرق وذرّ رماده على الجراحات، خففها وألصقها، وقد ذكرت في منافع كل طير مع حيوانه الذي هو منه، والله الموفق.
حرف الزاي
* زَاج: «ع» الفرق بين الزاجات البيض والحُمر والصُّفر والخضْر وبين القَلْقديس والقَلْقند والسُّوريّ، والقِلْقطار: أن القلقطار هو الأصفر، والقلقديس هو الأبيض، والقلقند هو الأخضر، والسوريّ هو الأحمر، وكلها تنحل في المَاء والطبخ، إلا السوريّ، فإنه شديد التجسُّد الانعقاد، والأخضر أشدّ انعقادًا من الأصفر، وأشدّ انطباخًا، والزاج الذي يُخص بهذا الاسم هو الزاج الأخضر؛ فأما القلقديس ففيه قبض شديد يخالطه حرارة ليست باليسيرة، فهذا يدل على أنه يجفف اللحم الزائد الرطب أكثر من سائر الأدوية، وهذه الثلاثة، أعني الزاج الأحمر، والقلْقطار وهو الأصفر، والزاج الأخضر، فهي من جنس واحد في قوتها، وإنما تختلف في لطافتها وغلظها، فأغلظها الزاج الأحمر، وألطفها الزاج الأخضر، والقلْقطار قوّته قوّة وسطى بينهما، وهذه الثلاثة كلها تُحْرِق وتحدث في اللّحم قشرة صلبة بعد الإحراق، وفيها قبض أيضًا. «ج» أجود الزاج الأخضر المصريّ، الذي فيه كالذهب، وغير المحرق أقوى، والمحرَق ألطف. والزاج حارّ يابس في الدّرجة الثالثة، قابض محرِق، يحدث خُشْكَرِيشة، وينفع من الجرب، والسَّعفة، والناصور، والرُّعاف، وقروح الأذن، ومِدّتها، ولتآكل الأسنان، وصلابة الأجفان، وفيه قوّة سَمِّية: يجفف الرئة، ويؤدي إلى السلّ. «ف» معروف. أصنافه كثيرة، والأخضر المصريّ أقوى وألطف. وهو حارٌ يابس في الثانية، ينفع من الرُّعاف والأورام، وصلابة الجفون. ولم يذكر له شربة.(1/243)
* زَبيب: «ع» الزَّبيب: جفيف العنب خاصة، ويسمى العَنْجَد. وقوّة الزبيب تنضج وتحلل تحليلاً معتدلاً، وعَجَم الزبيب يجفف في الدرجة الثانية، ويبرّد في الدرجة الأولى، في جميع أنواعه قوّة جالية غسالة، ولذلك قد يتولد منه مَغَص. وهو حارّ باعتدال، يغذو غذاء صالحًا، ولا يسدِّد كما يفعل التمر، إلا أن التمر أغذى منه، ويخصب البدَن والكبدَ الحشِفَة ويسمنها، وليس يتأذى منه إلا المحرورون جدًّا، وهو ينفع المبرودين، ونفخته سريعة الخروج، وخاصته إذا أكل بعجَمه نفع من أوجاع الأمعاء، والحلو منه، وما لا عجَم له نافع لأصحاب الرطوبات، جيد الكيموس. والكِشْمِش صنف من الزبيب لا حبّ له. «ج» أجوده الكبار اللحم الصادق الحلاوة، لحمه حارّ رطبّ، في الدرجة الأولى، وحبه يابس بارد في الدرجة الثانية، وأكله بحبه يداوي المعدة والكبد والمعى، ويعين الأدوية على الإسهال إذا أخذ منه عشرة دراهم، وإذا نزع عَجَمه أطلق البطن، والإكثار منه يُحرق الدم، ويصلحه الخِيار الأخضر. «ف» هو صديق المعدة والكبد، ويُحدّ الذهن، وإذا أكل بحبه سمّن البدن، وإذا أكل بغير حبّه أهزل البدن، ولم يذكر له شربة.(1/244)
* زَبيب الجَبَل: «ع» هو الزبيب البريّ، وهو حبّ الرأس، وبالفارسية مِيُويِزَج. وهو نبات له ورق شبيه بورق الكَرْم البريّ مشرّف، وقضبان قائمة سود، وزهر شبيه بزهر نبات يقال له بطاطِس، وثمره في غُلُف خُضْر مثل ما للحمص، ذات ثلاث زوايا خشنة، لونها إلى الحمرة والسواد، وداخلها أبيض حادّ حِريف حرافة قوية، يُحدر من الرأس إذا مضغ وتُغرغر به بلغمًا كثيرًا، ويجلو جِلاء شديدًا، وهو نافع من العلة التي يتقشر معها الجلد، وفيه قوّة محرِقة، ومن أخذ منه خمس عشرة حبة، فدقها وسحقها، وأسقاها بالشراب المسمى بالقَراطن، قيأ كَيموسًا غليظًا. والميويزج حارّ يابس، في الدرجة الثالثة، إذا ضمد به داء الثعلب نبت فيه الشعر، وإذا سُحق وعجن بقطران وحُشي به الضرس، سكن وجعه، وهو يقوي الشعر ويطوله، ويمنعه عن الآفات، وإذا مضغ مع المُصْطَكى والكُندُر أخرج من الرأس بلغمًا كثيرًا، ونفع من احتباس الكلام الكائن من البلغم، وفي سقيه خطر، لأنه يُقرح المثانة، فإن كان مع المصلحات بقدر معتدل نقاها. وبدله: وزنه من العاقر قُرْحًا. «ج» مِيْوِيزَج: هو المعروف بزبيب الجبل وهو حبّ أسود كالحمص الأسود، وأجوده المتطاول، وهو حارّ يابس في الدّرجة الثالثة، محرِق أكَّال حِرّيف. وخاصته: أن يقتل القمل، خصوصًا مع الزِّرنيخ، ووحده لقتل قمل هدب العين، ويجعل وحده على الجَرَب والتقشر. «ف» ميويزج: ينفع من داء الثعلب والحية طلاء، وأكله يسهل البلغم. والشربة منه: درهم.(1/245)
* زَبَد البحر: «ع» هو خمسة أصناف: أحدها: صنف شكله شبيه بالإسفنجة، وهو رَزين زَهِم الرائحة، تشبه رائحته رائحة السمك. والصنف الثاني: يشبه رائحة الطُّحلَب البحريّ. والثالث: شبيه بشكل الدود، وفي لونه فِرْفِيرية. والرابع: يشبه الصوف الوسخ، كثير التجويف. والخامس: شبيه في شكله بالفُطْر، وليست له رائحة، وباطنه خَشِن، فيه شَبه من القَيْشور، وظاهره أملس، وهو حادّ القوّة. وهذا النوع في طعمه حرافة وحِدّة، وهو أحر من سائر أنواع زَبَد البحر، حتى أنه يحلق الشعر. والصنفان الأولان ينقيان البدن، ويقلعان البثور اللبنية، والنمَش من الوجه والكَلف، والقَوابي والبَرص، والجَرَب المتقرّح، والبهَق الأسود، والآثار العارضة في الوجه، وفي سائر البدن بما أشبه ذلك. والصنف الثالث يصلح لمن به عسر البول، وينفع من الحصى والرمل في المثانة، ووجع الطِّحال. والصنفان الباقيان ويستعملان في أشياء أُخَر تجلو وتنقى، وفيما يجلو الأسنان، وينبت الشعر إذا خلط بالملح، وقد يُحرَق في قدرِ طين غير مطبوخ، وتغطَّى ويُطَيَّن غطاؤها، وتُدخَل في أتُّون، فإذا انطبخت أخرجها، وأخذ ما فيها، ورفعه واستعمله، وقد يغسل مثل ما تغسل الإقليميا. وبدل زَبَد البحر: وزنه من حجر القيشور. «ج» هو أصناف، وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، وقيل رطب، ينفع من داء الثعلب مع الخل، وينبت الشعر، وهو يحلق الشعر النابت، وينفع من الخنازير والحرب والقوابي والنِّقرس مع دهن ورد وشمع، وينفع من الطِّحال والاستسقاء وعسر البول ورمل المثانة ووجع الكُلَى، ويدرّ الحيض. وقدر ما يؤخذ منه: دانق إلى دانقين. «ف» : مثله.(1/246)
* زُبْد: «ع» الزبد يستخرج من ألبان الضأن، وألبان الماعز، وألبان البقر، يُضرب من المخيض بوجوه العلاج. وقوته مسخنة منضجة، وفعله ذلك في الأبدان اللّينة أقوى، وأمّا الأبدان الجاسية ففعله فيها ضعيف جدًّا، وينفع من الأورام الكائنة في أصول الآذان والأرنبتين والفم، فيمن كان لين البدن ويستعمل خاصة في لثات الأطفال، ليسرع نباتها، يدلك به لثة الطفل، وإذا لُعِق بالعسل نفع من النفث الكائن من الرئة في أصحاب ذات الجَنْب والرئة، وهو وحده يُنضج أكثر، وعلى النفث أقلّ، وإذا كان بالعسل كان على النفث أكثر، وعلى النضج أقل، وإن لم يحضر زيت قام مقام الزيت في المنفعة من الأدوية القتالة، وينفع من القُلاع في أفواه الصبيان، ويَذهب بالحَصَف من البدن، ويغذوه ويسمنه إذا دلك به، وهو حارّ رطب في الأولى، ودرجته في الرطوبة أعلى، وينفع من السعال البارد اليابس، وخصوصًا مع اللوز والسكر، وينفع بمفرده في جراحات فم المثانة، وهو نافع لخشونة الحلق وللقُوباء، وللسعفة اليابسة والخشنة إذا دلكتا به، وهو وخيم يطفو في المعدة، ويذهب وخامته المِلح والجبن والعسل. «ج» أجوده الطريّ من لبن الضأن، وهو حار رطب في الدرجة الأولى، وهو منضج محلل مُرْخ، وإذا طلي به البدن سمنه وعدله، وينفع جراحات العصب، ويملأ القروح، وينفع أورام الأنثيين، وأصول الأذنين والفم، والبَثْر والقُلاع، ويسرع نبات أسنان الصبيان إذا دلكت به عُمورهم، وينفع من السعال اليابس والبارد مع السكر، ولذات الجنب والرئة، ويسهل النفَس، ويمنع نفث الدّم وقذف المدة، إذا أخذ منه أوقية ونصف بعسل، ويقاوم السموم، وينفع نَهشة الأفعى طلاء. «ف» حارّ رطب، ورطوبته أكثر، ينفع من السُّعال البارد اليابس وذات الرئة، ولم يذكروا قدر ما يستعمل منه.(1/247)
* زَباد: «ع» الزَّباد نوع من الطِّيب، يُجمع من بين أفخاذ هرّ معروف بالصحراء، يصاد ويُطعم ويُعرّق، فيكون هذا الطِّيب من عرق بين فخذيه، وهو أكبر من الهرّ الأهلي. والزَّباد حارّ في الدرجة الثالثة، معتدل الرطوبة، وخاصيته إذا ضُمِّخت به الدماميل جففها، وإذا استنشق المزكوم ريحه نفعه من الزُّكام، وإذا سُقِي منه درهم مع مثله زعفران في مرقة دَجاجة سمينةٍ للمرأة التي عَسُر بها النفاس، سهَّل ولادتها، وكان ذلك أنجح دواء، وإذا ذُوِّب منه زنة قيراط في أوقية من شراب مفرِّح، أذهب الخُفَقان، وكان دواء جيدًا نافعًا من ضعف القلب. «ج» حارّ في الثالثة، معتدل في الرطوبة، ولم يذكر منافعه.
* زَبَرْجَد: «ع» يذكر في الزمرد فيما بعد إن شاء الله تعالى.
* زِبْل: «ع» كل زِبل فهو محلِّل مجفف مسخِّن، وزبل الصبي المغتذي بالتُّرمْس، والذي يجتنب التخمة والأغذية الكثيرة الرطوبة، ينفع من الخُناق طِلاء على الحَلْق، وإنما يُحْمَى من الأغذية الكثيرة الرطوبة، ليقلّ نَتْنه، ويكون شبيهًا بزبل الكلاب. «ج» الزِّبل يختلف باختلاف الحيوان: فزِبل الجَراد للكلَف والبهَق، وزِبل الأطفال يُتَحَنَّك به للخُناق والذبحة، ويُنفَخ في الحلق لذلك، وزِبل الكلاب ينفع من القولَنج حقنة بماء حار، وزبل العصافير ينقَى ويُذهب الكلَف من الوجه، وإذا عُجن ببُصاق الإنسان، وطُلِىَ على الثآليل قلعها، وزِبل الرَّخَم، قيل إنه يسقط الأجنة، وزِبْل الفيل ذكر بعض الأطباء أنه إذا تحمَّلت به المرأة بصوفة، ينفع الحَبَل، وإن تَبَخَّر به صاحب الحمى العتيقة نفعه.(1/248)
* زُجاج: «ع» الزّجاج ألوان كثيرة، فمنه الأبيض الشديد البياض، الذي لا ينكر من البِلَّور، وهو خير أجناسه، ومنه الأحمر، ومنه الأسمانجُونيّ وغير ذلك؛ وهو حجر يميل لكل صبغ، وإلى كلّ لون يلوّن به، وهو سريع الانحلال مع حرّ النار، سريع الرجوع مع الهواء البارد إلى تحجره. والبلور: جنس من الزجاج، يصاب من معدنه مجتمعَ الجسم، والزجاج مفترق الجسم والزجاج يفتت حصى المثانة إذا شرب بشراب أبيض رقيق، والمحرَق منه يجفف بغير لذع. والزجاج حارّ يابس يدخل في أكحال العين، ويقلع الحَزاز، ويُسبِط اللحية والشعر كله، وهو حارّ في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، يجلو الأسنان، وينبت الشعر إذا طلي بدهن زَنْبَق، ويجلو العين، ويذهب بياضها، والمحرَق يقوي الشعر، والمسحوق منه والمحرق نافع جدًّا لحصاة المثانة والكلية إذا سُقِي بشراب. «ج» حارّ في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، يجلو الأسنان، وينبت الشعَر مع دهن زنبق، وفيه قبض ولطافة.
وصفة إحراقه: أن يُدْخل كِيرَ الحدّادين حتى يقارب الذوبان، ثم يخرج فيلقى في ماء القَلْى، ثم يسحق ناعمًا ويستعمل. «ف» أجوده الشفاف الأبيض المنقَّى، وهو حارّ في الثانية، يابس في الأولى، يجلو العين، والمحرق يفتت حصى الكُلَى والمثانة، وهو رديء للأحشاء، ولم يذكر منه الشربة.(1/249)
* زُرُنْباد: «ع» يسمّى عِرْق الكافور، وهو يشبه الزنجبيل في لونه وطعمه، ويؤتى به من أرض الصين، حارّ يابس في الثانية، يسمن تسمينًا صالحًا. وخاصيته قطع رائحة الثوم والبصل والشراب، ويحلل الرياح، خاصة التي في الأرحام، والرياح الغليظة، ويحبس القيء، وينفع من نهش الهوامّ، حتى أنه يقارب الجَدوار في ذلك، وفي تفريح القلب وتقويته معًا، بخاصية فيه، ويجعل في الترياقات الكبار، ولشدّة ملاءمته لجوهر الروح، يقوّي التي في الكبد، حتى يقطع في سُمومات، وهو محدّر للحيض، ومفشّ لأورام الرحم، مدرّ للبول، نافع من أمراض القلب، ومن الأعراض السوداوية، ومن فساد الفكر والهموم والوحشة وخفقان القلب، وقد يوافق في كثير من منافعه منافع الدَّرُونَج، ويجفف المعدة الرطبة، ويقوي القلب، وإذا أمسك في الفم وتمودي عليه نفع من وجع الأسنان وحفظها، ويقطع الروائح الكريهة من الفم، سواء كانت عن داء أو مما يستعمل من الأغذية، وإذا دُقّ رطبه ودلك به أسفل القدمين، أزال كلّ علة تكون في الرأس كالصداع والشقيقة ونحوهما، وإذا عمل منه دُخْنة وبخِّر به البيت هرب منها النمل ولم يعد، وإن طُلِيَ به صاحب داء الفيل على حقويه أوقفه ولم يزد، والخرزة الكبيرة الملساء منه إذا ثقبت وعلقت على حَقْوَي المنقطع عن الجماع من علة لا طبيعيّ أعاده إلى حاله، وهَيَّجت الباءة، وزادت في الانتشار. وبدل الزُّرُنباد في النفع من لدغ الهوامّ والرياح الغليظة: وزنه ونصف وزنه من الدَّرُونج، وثلثا وزنه من الطَّرَخْشَقُون البريّ، ونصف وزنه من حبّ الأُتْرُجّ. «ج» حشيشة تشبه السُّعْد، لكنها أعظم وأقلّ عطرية، وأجوده الصمغيّ. حار يابس إلى الثالثة، وقيل في الأولى، يحلِّل الرياح، ويدفع رائحة الثوم والبصل، ويسمن، ويفرح القلب، ويحبس القيء، وينفع لدغ الهوامّ جدًّا. ويسهل السوداء. والشربة منه: قدر درهم. «ف» أصل نبات يشبه السُّعْد قليل العطرية، وأجوده الطريّ الكثير الأجزاء،(1/250)
يابس في الثانية، مفرح، ويحبس القيء والإسهال والذَّرَب، وإكثاره يضعف القلب.
* زَرْنَب: «ع» الزَّرنب: هو من أدقّ النبات، وشجرته طيبة الرائحة، وليس من نبات أرض العرب، ويسمّى أرجل الجراد، وهو أدنى العِطر، مثل ورق الطَّرْفاء، أصفر، وقيل حشيش دقيق طيب الرائحة، يشبه رائحة الأترجَ، فيه قَبْض وحرارة ولطافة، يحبس البطن، وهو حارّ يابس في الثانية، قريب من الدرجة الثالثة، له خاصية في التفريح وتقوية القلب، كقوّة جوزة الطيب، لكنه ألطف منه، وإذا سُعِط منه بالمَاء ودهن بنفسج، نفع من وجع الرأس البارد الرطب، وينفع المعدة والكبد الضعيفتين، لطيب رائحته، وهو من الأدوية العَطِرة الرائحة؛ شبيه بالسَّلِيخة في القوّة، وبالكَبابة أيضًا. وقيل إنه يستعمل بدل الدارصينيّ. وقال: قوّة الزَّرنب كقوّة السَّليخة مع الكَبابة. وقال: الزَّرنب شبيه بالسَّليخة في اللطافة، وطيب الرائحة، إلاّ أنّه أسكن حرارة منها، ومن الدارصينيّ بكثير، وليس يصلح إذن بدلاً منها ولا منه مثلاً بمثل. «ج» فيه تحليل وقَبْض، ويُسعَط مع دهن ورد للصداع البارد، وينفع المعدة والكبد الباردتين. «ف» قضبان دقاق مستديرة، سود إلى صفرة، بين غلظ المِسَلة إلى الأقلام، ومنه شبيه بالتين، ينفع المعدة، والكبد الباردة، ومن وجع الأعصاب، ويعقل الطبيعة، ولم يذكر الشربة منه.(1/251)
* زَرَاوَند: «ع» منه المدحرج، ويقال له الأنثى، ومنه الطويل، ويقال له الذكر. فالمدحرج له ورق طيب الرائحة، مع شيء من الحدة، إلى الاستدارة ما هو ناعم، وهو في شُعَب صغيرة، مَخْرجها من أصل واحد، وأغصان طوال، وزهر أبيض. وما كان داخل الزهر أحمر فإنه منتن الرائحة. وأما الطويل فله ورق طِوال، أطول من ورق المدحرج، وأغصان دقاق طوال، طولها نحو شبر، ولون زهره مثل الفِرْفير، منتن الرائحة، وأصل الزراوند المدحرج مستدير، شبيه بالسَّلْجَمة، وأصل الزراوند الطويل طوله شبر وأكثر، في غلظ أصبع، وداخل الأصلين شبيه بلون الخشب المعروف بالشِّمشاذ، وطعمهما مُران زَهِمان. ومنه صنف ثالث، له أصول مفرطة الطول، عليها قشر غليظ، عطر الرائحة، يستعمل في تربيب الأدهان، وأنفع ما يحتاج إليه في الطبّ أصل الزراوند، وهو مرّ حِرّيف قليلاً، وألطف أنواع الزراوند المدحرج، وهو أقواها في جميع الخصال، والطويل أقل لطافة من المدحرج، والذي يستعمل قشره في أخلاط الأدهان الطبية، هو في أعمال الطبّ أضعف، وجميع أوصافه حارّة يابسة، في الدرجة الثالثة، فإن احتيج إلى تلطيف خِلْط غليظ، فالزراوند المدحرج أنفع في ذلك، ويشفي الوجع الحادث من قبل سُدّة أو ريح غليظ غير نضيجة خاصة، وهو يخرج السُّلاَّء، ويذهب العفونة، وينقي القروح الوسخة، ويجلو الأسنان واللِّثة، وينفع أصحاب الربو، وأصحاب الفُؤاق، وأصحاب النِّقرس، إذا شربوه بالماء، وهو موافق للفُسوخ الحادثة في أطراف العَضَل، وفي أوساطها من كلّ دواء آخر. والزراوند الطويل قوّته قوّة تجلو وتسخن، وجلاؤه وتحليله أقلّ، وأما إسخانه فأكثر من إسخان المدحرج، ولذلك إذا احتيج إلى دواء يجلو، كان الزراوند الطويل أنفع في إنبات اللحم في القروح، وفي قرحة الرحم، وإذا شرب منه مقدار دَرَخْمَيين بالشراب، ويضمد به، كان صالحًا لسموم الهوامّ والأدوية القتالة، وإذا شرب بفلفل ومُرّ، نَقَّى النُّفَساء من الفضول المحتبسة(1/252)
في الرحم، وأدرّ الطَّمْث، وأخرج الجنين، وإذا احتملته المرأة في فَرْزَج فعل مثل ذلك، وقد يفعل المدحرج ما يفعله الطويل، ويفعل ما تقدم من المنافع، فإن أخذ من الزراوند الطويل وزن درهم ونصف بشراب العسل، أخلف كما يخلف الحنظل، وينفع من الصرْع والكُزاز نفعًا عجيبًا شربًا، وإذا شرب منه درَخْمَى مسحوقًا أسهل أخلاطًا بلغمية ومُرارًا، ونفع المعدة، وبدل الزراوند الطويل في النفع من الرياح، وتحليل ما في البطن والطِّحال: وزنه من الزِّرنباد ونصف وزنه من الأنْزَرُوت، وبدل المدحرج: وزنه من الزَّرنباد، وثلث وزنه من البَسْباسة، ونصف وزنه من القُسْط، وقال: بدل المدحرج: وزنه ونصف وزنه من الزَّراوند الطويل. «ج» الزّراوند المدحرج حارّ إلى الثالثة. يابس في الثانية، جلاّء ملطف جذاب، يجذب السُّلاَّء والشوك والسِّهام، وينفع من البَهَق، ويجلو الأسنان، وينَقي القروح الخبيثة، وينبت اللحم وينقِّي وسَخَ الأذن، ويقوّي السمع، وينفع من لدغ العقارب، ومن السموم القتالة، وبدله كما تقدم سواء. والطويل حارّ في الثالثة، يابس في الثانية، ينبت اللحم، ويمنع خَبَث القروح، وإذا كان مع أصل السَّوْسَن الأسَمانجونيّ ملأها لحمًا، وهو مع المُرّ ينقِّي فَضول الرَّحِم، ويدرّ الحيض، ويخرج الجنين الحيّ والدود وحبّ القَرَع، وهو ينفع من الحميَّات، ولسع العقارب، إذا أخذ منه درهمان بشراب. «ف» أجوده المدحرج الطيب الرائحة، وهو حارّ في الثالثة، يابس في الأولى، نافع للأخلاط البلغمية والمرارية والنِّقرس.(1/253)
* زِرْنِيخ: «ع» الزِّرنيخ ألوان كثيرة، فمنه الأصفر والأحمر والأغبر، وفي الأصفر والأحمر ذَهَبية، وليست بذهَبيَّة على الحقيقة، وإذا كُلِّس أحد هذين النوعين حتى يبيض، ثم سُبِك النُّحاس الأحمر، وألقي عليه مع شيء من البُورَق، بيضه وحسن مكسره، وذهب برائحته المنتنة، وأجودهما الصفائحيّ الذي يستعمله النقاشون، والذي له لون كلون الذهب، وكانت صفائحه تنقشر، وكأنها مركبة بعضها فوق بعض، وليس فيه خلْط من جوهر آخر، وقوته تُحْرِق، مُحْرَقًا كان أو غير مُحرَق، والمحرق يصير ألطف، وقوته معفِّنة منضِجة، منقية للصدر، تلذع لذعًا شديدًا، وتقلع اللحم الزائد في القروح، وتحلِق الشعر، وله حرارة وحُرْقة شديدة. والزِّرنيخ الأحمر قوّته مثل قوّة الزّرنيخ الأصفر، ويُحرَق مثلَما يُحرق، وذلك بأن يُؤخذ ويصير في إناء خَزَف جديد، ويوضع على جمر، ويحرك حركة دائمة فإذا حَمِيَ وتغير لونه أنزل عن النار، وترك حتى يبرد، ويسحق ويرفع، وإذا خلط الزِّرنيخ الأحمر بالراتينَج، أبرأ من داء الثعلب، وإذا خلط بالزفت قلع الآثار البيض من الأظفار، وإذا خُلِط بالزيت ودُهِن به، نفع من القَمْل. ومنه صنف ثالث أبيض، وهو قاتل، والأصفر جيد للضرب بالعصا والسياط والخَدْش، وإذا طلي به أذهب آثار الدم الميت، والأحمر منه إذا سُحِق وعُجِن بعصارة البَنْج الأخضر، وطُلي به تحت الإبط بعد أن ينتف منه الشعر، لم ينبت فيه شعر أبدًا، والقيروطيّ المتخذ من الزرنيخ وخصوصًا الأحمر، ينفع لقروح الفم والأنف والأُكلة فيهما، وإذا أخذ منه اليسير وخلط بسائر أدوية اللثة، أنبت اللحم الناقص منها. وبدل الزرنيخ الأحمر نصف وزنه من الزِّرنيخ الأصفر. «ج» أجوده الأصفر الصفائحيّ، وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، مُحرِق، يحلِق الشعر، وقد يحدث في الجلد إذا طلي عليه كَلَفًا، لأنه يثوِّر الأخلاط ويجذبها، ويصلحه أن يُطلَى بعده بالأرز والعُصْفُر، والمصعَّد منه قاتل. «ف» مثله،(1/254)
وأجوده الأحمر المشبَّع، حارّ في الثالثة، يابس في الأولى، ينفع الصوت بماء العسل، ويَدْمُل الجراحات الرطبة.
* زِرِشْك: هو الأنبرباريس، وقد ذكر في حرف الألف.
* زَرْنَك: «ع» وزَرْدَك أيضًا، وهو زهر العصفر، وقيل هو ماؤه، وهو الصحيح.
* زَعْفَران: «ع» من أسمائه الجاديّ والجاد والرَّيْهقان والكُرْكُم أيضًا، وأقواه فعلاً في الطبّ ما كان حديثًا حسن اللون، وعلى شعرته بياض يسير، طويلاً ضخمًا، ليس بمتفتت، هشًا ممتلئًا، وإذا ديف صَبَغ اليد سريعًا، ليس بمتكَرِّج، ولا ندىٍّ ساطع الرائحة حادّها، وما لم يكن على هذه الصفة، فإما أن يكون عتيقًا، وإما أن يكون قد أنقع. وهو من الإسخان في الدرجة الثانية، ومن التجفيف في الدرجة الأولى، ينضج بعض إنضاج، ويقبض، وهو مصلح للعفونة، وقوّته مسخنة، ملينة قابضة، مدرّة للبول، محسنة للون، يذهب الخُمار إذا شرب بَمْيَبَخْتَج، ويمنع سيلان الرطوبات إلى العين إن لطخت به، وإذا اكتحل به بلبن امرأة، وينفع إن شرب الأدوية التي للأوجاع الباطنة، والقُروحات، والضمادات، وتحريك شهوة الجماع، ويسكن الحمرة وينفع من الأورام الحارة العارضة للأذن. وهو حارّ في الثانية، يابس في الأولى، فيه قبض وتحليل وإنضاج، وخاصيته شديدة في تقوية جوهر الروح، وتفريحه بما يحدث، حتى أنه ربما قتل منه وزن ثلاثة مثاقيل، لفرط بسْط الروح وتحريكه إلى خارج، حتى يعرض منه انقطاعه عن المَادة الغاذية، ويتبعه الموت. وهو يهضم الطعام، ويجلو غشاوة البصر، ويقوّي الأعضاء الباطنة الضعيفة، إذا شرب أو وضع من ظاهر عليها، ويفتح السُّدَد التي تكون في الكبد، وفي العروق باعتدال، إلا أنه يملأ الدماغ. وقال: الزعفران مسقط لشهوة الطعام، ويقيء، ويظلم البصر والحواس، وإذا تعسرت ولادة امرأة وسقيت منه درهمين، فتلد من ساعتها، وهو يسكر سكرًا شديدًا إذا جُعل في الشراب، ويفرح، حتى أنه يأخذ منه مثل الجنون. ومن خواصه إذا كان في بيت ألا يقربه(1/255)
الوَزَغ، وإن سحق الزعفران وعجن واتخذ منه خرزة لها عِظَم الجوزة، وعُلقت على المرأة بعد الولادة، أخرجت المشيمة، وكذلك إن عُلقت على إناث الأفراس، وهو يحفظ الأخلاط بشربه، وله تقوية. وبدل الزعفران وزنه من القُسْط، ووزنه من حبّ الأُتْرُجّ. وربع وزنه من السُّنْبل، وسدس وزنه من قشر السَّلِيخة. وقال بعض الأطباء: وزنه مرتين من خِلْطه، وهو ثُفْل دهنه. «ج» الزّعفران حارّ في الدرجة الثانية، يابس في الأولي، فيه قَبْض، وهو محلِّل منضج، ويصلح العفونة والبلغم، ويقوّي الأحشاء، ويحسن اللون، ويجلو البصر والغشاء، ويكتحل به للزرقة الحادثة من الأمراض، ويقوّي القلب ويفرحه، وينوِّم صاحب الشقيقة، ويهيج الباءة، ويُدرّ البول، ويسهل الولادة إذا شرب بمُحّ بيض، وينفذ الأدوية التي يخلط بها إلى جميع البدن، وأكثر ما يستعمل منه إلى درهم، ويبدل بمثل وزنه من قُسْط، ووزنه من حبّ الأترج، وربع وزنه من السُّنْبُل، وسدس وزنه من قشر السَّلِيخة. «ف» أجوده الطريّ الذكيّ الرائحة، وهو مفرح، ويقوِّى آلات النفَس، ويفتح سُدَد الكبد، وهو يورث الغَثَيان، ويصدِّع والشربة منه: درهم.(1/256)
* الزّعرور: هو شجرة مشوِّكة، ولها ثمر صغار شبيه بالتفاح في شكله، لذيذ، في كلّ واحدة منه ثلاث حبات، وهو قابض، جيد للمعدة ممسك للبطن، وقوّته في البرودة واليبوسة في الدرجة الأولى، ويسكن الصفراء والدم، ولا يستعمل إلا بعد أن ينضج، لأنه يولد القُولَنج. «ج» من الزعرور بُستانيّ وبَرِّيّ؛ فالبريّ كأنه تفِّاح بريّ، يعقل الطبع، ويقوّي المعدة والكبد الحارتين، ويقطع القيء، وهو أقبض من الغُبَيراء، وقدر ما يؤخذ منه في المداواة: ثلاثة دراهم. وزُعرور بستانيّ، بارد يابس، وقيل إنه رَطْب رديء للمعدة، يولد البلغم. «ف» الزعرور يحبِس الطبيعة جدًّا، ويقوي الظهر، والجبليّ ينفع من الغِشاء والغَثَيان. وهما باردان يابسان، يستعمل من الزعرور حقْنة، ومن الجبليّ منه: أربعة دراهم.(1/257)
* زِفت: «ع» الزفت الرطب يُجمع من أدسم ما يكون من خشب الأرَزْ والينبوت، وأجوده ما كان يبرق، وكان صافيًا نقيًا أملس، وهو يسخن أكثر مما يجفف، وفيه شيء من اللطافة، بسببها صار نافعًا لمن به ربو، ولمن يقذف المِدّة، ومقدار ما يستعمل منه لهذه العلة أوقية ونصف بعسل لَعْقًا، وهو يصلح الأدوية القتالة، وللسعال والربو، ولمن به قُرْحة في الرئة، وإذَا خلط به جزء من المُوم مساوٍ قلع الآثار البيض العارضة في الأظفار، وقلّع القَوابي، وحَلَّل الجراحات الصُّلْبة، وصلابة الرَحم والمَقعَدة. والزفت اليابس يسخن في الدرجة الثالثة، ويجفف أكثر ممّا يسخن، وقوّته مُسَخنة، ملينة، محللة للجراحات، وينمِّي اللحم في القُروح، ويُنتفع به في مراهم الجراحات. والنوعان من الزِّفت فيهما شيء يجلو، وشيء ينضِج، وشيء يحلل، وهما يُنضجان الأورام الصلْبة، التي لا تنضج إذا وقعا في الأضمدة، ودهن الزفت يُجمع في طبيخ الزفت، بأن يعلق صوف نقي على الزفت، فإذا ابتلّ من البخار المتصعِّد، عصر في إناء، ولا يزال يُفعَل به ذلك، والزفت يطبخ، وهو ينفع مما ينفع منه الزفت الرَّطْب، وقد يجمع من الزفت دخان. كما يجمع دخان الكندر، بأن يُوقد سراج، ويجعل فيه شيء من الزفت، ويكبّ عليه إناء فخار جديد، حتى يجمع من الدخان ما يريد، وقوّة هذا الدخان حارة قابضة، مثل دُخان الكُندُر، ويستعمل في الأكحال، ويُحسِّن هُدْب العين، ويُنبت الأشفار المتناثرة، وينفع العيون من ضعفها ودمعتها وقروحها، وإذا احتُقِن بالزفت الرطب، نفع من سَمّ العقارب وَحِيًّا، وإن حُلق وسط رأس من ابتلع عَلَقة، ودُهِنَ في الموضع المحلوق بقطران، أخرج العَلَقة وَحِيًّا، مجرّب. وزفت السفن ما يُجرد من السفن مثل الراتينَج المخلوط بالمُوم، وهو يذوب الفضول، لاستنقاعه من ماء البحر، ومنهم من يسمِّي صمغ التّنُّوب بهذا الاسم. «ج» الزفت ثلاثة ضروب: بريّ، وَبحْريّ، وجَبَلي. وقال: زفت رومي، أجوده ما(1/258)
ينفرك إذا فُتّ، وهو حارّ يابس، ينفع من عِرْق النَّسا والنِّقرس والمفاصل، وقدر ما يؤخذ منه إلى درهم. وزفت يابس، يكون رَطْبًا ثم يجف بالطبع، وأكثر من اليَنْبوت والأرَزْ، وهو حار في الدرجة الأولى، وقيل في الثانية، يابس في الثالثة، وهو أكثر تجفيفًا من الرَّطْب، ويُذهب القُوَب، وينقِّي القروح الفاسدة من الرطوبات، ويُنبت اللحم في القروح. والزفت الرطب هو سَيَّال، يدخل في المراهم، وهم من قبيل القار، والزفت قريب من دُهْن القطران. واتخاذ دهنه أن يُعلَّق فوقه في طبيخه صوف، ليعلق من بخاره، فإذا تندَّى عُصِر. وهو مسخِّن منضج للأخلاط الغليظة، ويقلع بياض الظفر، ويجذب الدم إلى الأعضاء، فيسمنها إذا كرر إلصاقه وقلعه ونزعه، ويُطلَى به شُقوق القدم. «ف» منه الروميّ، وهو سيال من شجر الصَّنَوبَر يكون رَطْبًا يجفِّف بالطبع، وهو حارّ يابس، ينفع من عِرْق النَّسا، ووجع المفاصل، ويقاوم السموم، وشربته: درهم ونصف. ومنه زِفت رَطْب، قيل إنه صمغ شجرة اليَنْبوت، أجوده الطريّ منه، وهو حارّ رطب إلى الثانية، ينفع من السَّعال المزمن، وينقِّي الجراحات العفنة. الشربة منه درهمان. ومنه زفت يابس، ينفع ذوات الرئة، والسُّعال البارد، والجذام. الشربة ثلاثة دراهم. وبدله عن «ابن الجزَّار»: الراتينج والقار والجاوشير.
* زَلابيَة: « ع، ج » هو أخفّ من اللَّوْزِينج والقطائف، وأسرع انهضامًا، وينفع من السُّعال الرطب، ورطوبة الصدر والرئة، ويولد سخونة، ويصلحها أن يؤخذ بعدها سكَنْجَبين أو رُمَّان مُزّ.(1/259)
* زُمُرُّد: «ع» الزُّمُرُّد والزَّبَرْجَد: حجران، يقع عليهما اسمان، وهما في الجنس واحد، وهو حجر أرضيّ، يتجسد في معادن الذهب بأرض العرب، أخضر شديد الخُضرة، يشفّ، وأشدّه خضرة أجوده، وناصره أجود من كَمِده في العلاج والقيمة. وحجر الدَّهْنَج شبيه به في المنظر، إلا أن الدّهنج لا يشف كما يشف الزُّمُرُّد والزَّبَرْجَد. وقال: الزمرد: حجر أخضر اللون، مختلف الخضرة، يجلَب من بلاد السودان. وقال: جبل الزمرد من جبال البُجاه، موصول بالمقطَّم جبل مصر، وطبع الزمرد الرطوبة واليبوسة، وخاصته إذا شرب نفع من السَّمّ القاتل، ومن نهش الهوامّ ذوات السموم باللدغ والعضّ، فمن حَلّ منه وزن ثمان شعيرات، وسقاه شارب السَّمّ قبل أن يعمل فيه خلص نفسه من الموت، لم يسقط شعره، ولم ينسلخ جلده، وكان شفاؤه؛ ومن أدمن النظر إليه أذهب الكَلال عن بصره، ومن تقلَّد حجرًا منه دفع داء الصَّرْع عنه إذا كان لبسه له قبل حدوث الدَّاء به، ومن أجل هذا صار يؤمر به أن يعلق على أولاد الملوك عند ولادتهم، ليدفع داء الصَّرْع عنهم، وهو نافع من نَزْف الدم وإسهاله إذا شُرب أو عُلِّق. والزبرجد نافع من الجُذام، إذا شَرِب حُكاكَته، وإن نظرت الأفَاعي إلى الزمرد سالت عيونها.
* زَمَّارة الراعي: «ع» هو مِزمار الراعي. وسيذكر في حرف الميم إن شاء الله تعالى.
* زَنْبَق: هو دُهن الخلّ المربَّب بالياسَمين.(1/260)
* زَنْجَبيل: «ع» هو عروق تسري في الأرض، وليس بشجر، ويؤكل رطبًا كما يؤكل البقل، ويستعمل يابسًا، وينبغي أن يُختار منه ما لم يكن متآكلاً، وقوّة الزنجبيل مُسَخنة، معينة في هضم الطعام، ملينة للبطن تليينًا خفيفًا، جيد للمعدة، وظلمة البصر، ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة. وبالجملة، في قوّته شَبَه من قوّة الفُلفُل، في آخر الدرجة الثالثة، رطب في أول الأولى، نافع من السُّدَد العارضة في الكبد، من الرطوبة والبرودة، معين على الجماع، محلل للرياح الغليظة في المعدة والأمعاء، زائد في المنيّ، صالح للمعدة والكبد الباردتين، يزيد في الحفظ، ويجلو الرطوبة عن نواحي الرأس والحلق، وينفع من سموم الهوامّ، وإذا رُبِّي أخذ العسل بعض رطوبته الفضلية، ويخرج البلغم والمِرَّة السوداء على رِفق وَمهَل، لا على طريق إخراج الأدوية المسهِّلة، وإذا خلط في الشيء مع رطوبة كبد المعز، وجُفف وسُحِق واكتحل به، نفع من الغِشاوة وظلمة البصر، وإذا مُضِغ مع المُصْطَكى أحدر من الدماغ بلغمًا كثيرًا، والزنجبيل المربَّى حارّ يابس، يَهيج الجماع، ويزيد في حرّ المعدة والبدن، ويَهضم الطعام، وينشِّف البلغم، وينفع من الهرم والبلغم الغالب على البدن. وبدل الزنجبيل: وزنه من الدار فُلفل أو الفلفل الأبيض. وقال بعض الأطباء: وزنه ونصف وزنه من الراسَن. «ج» الزنجبيل شبيه بالفلفل في طبعه، ولكن ليس له لطافته، ويعرض له تآكل لرطوبته الفضلية، وهو حار في آخر الدرجة الثالثة، يابس في الثانية، يحلل النفخ، ويزيد في الحفظ، ويجلو الرطوبة من الحلق ونواحي الرأس، وظلمة العين كحلاً وشربًا، وينفع من برد الكبد والمعدة، وينشِّف بِلَّة المعدة، ويَهيج الباءة، وينفع سُموم الهوامّ. وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهمين، والمرَبى حارّ يابس، ينفع الكُلَى والمثانة والمعدة الباردة، ويدرّ البول، وهو جيد للحمَّى التي فيها نافض وبرد. «ف» مثله. وأجوده الصينيّ، وهو ينفع مما تقدم ذكره،(1/261)
وينفع الفالِج واللَّقوة. والشربة: بقدر الحاجة. «ع» زنجبيل شاميّ، وزنجبيل بلديّ، هو الراسن. وقد ذكر في حرف الراء، وزَنَجبيل العَجَم هو الأشتر غَار.
* زِنجار: منه مصنوع، ومنه مَعْدنيّ؛ وقوة الزِّنجار من الحرارة واليبوسة في الدرجة الرابعة، وأجوده المستخرج من المعدن، وبعده المعمول، إلا أن المعمول أشدّ لذعًا، وأشدّ قبضًا، وهو يحلِّل، وينقص اللحم، ويأكله ويذيبه، ويلذع القروح، فإن خلط معه شيء يسير في قَيروطيّ صار دواء جلاء لا لذع منه، وقوّة جميع أصنافه شبيهة بقوة النحاس المحرق، وهو قابض مسخن، يجلو الآثار العارضة في العين عن اندمال القروح، ويلطف ويدر الدمع، ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار، والجراحات من الورم، وإذا خلط بالزيت والموم أدمل القروح الخبيثة، وإذا طبخ بالعسل نقَّى القرحة الوسخة، والبواسير الجاسية، وإذا خلط بالعسل واكتحل به حلل الجساء العارض في الجفون، وإذا عجن بالعسل أو طبخ به نفع من قروح الأعضاء اليابسة المزاج كلها، كقروح الفم وبثوره، واسترخاء اللثة، وقروح الأنف والأذن. وبالجملة، فهو من الأدوية الضارّة في كلّ ما ذكرنا، متى لم يجعل فيه مقدار القُسْط بحسب المزاج، وبحسب العلل المعالجة، فيجب أن يُتفقَّد فعله في كلّ مرّة، ويزاد فيه أو ينقص، بحسب ما يظهر منه. «ج» أجوده المعدني، المتولد في معادن النحاس وأقواه المتخذ من التُّوبال. واتخاذه: أن يُكَرَّج النُّحاس في دُردِيّ الخلّ، ويَدفن في الموضع النديّ، ثم يحكّ الزنجار عنه. وهو حار يابس إلى الرابعة، حادّ أكَّال للحم الصلب واللين، ويمنع القروح الساعية، ويَدْمُلُ مع القَيروطيّ، وينفع الجرب والبهَق والبَرَص طِلاء. «ف» يجلو العين، وينفع في أدوية البواسير، وينفع من الجرب في العين، والشَّتْرَة والسَّبَل والشعرة، إذا خُلط بأدوية الباسليقون وكحل به.(1/262)
* زُنْجُفْر: «ع» هو صنفان: مخلوق ومصنوع. فالمخلوق هو حجر الزئبق، والمصنوع يصنع من الكبريت والزئبق. وقوّة الزنجفر قوّة حارّة باعتدال، وفيه قبض، وله قوّة شبيهة بقوّة الشاذَنَج، إلا أنه أشدّ قوّة من الشاذَنج، لأنه أشدّ قبضًا منه. وقال: الأصحّ في طبعه أنه حارّ يابس في آخر الدرجة الثانية، وهو يَدْمُل الجراحات، وينبت اللحم في القروح، ويمنع تآكل الأسنان، ويقع في المراهم المدملة للقروح العفنة، ويستعمل ذَرورا على الأُكلة، وعلى كلّ ما فيه من القروح عفونة. «ج» قوّته كقوّة الشاذَنَج وهو معتدل الحرارة، وفيه قوّة محللة، وقيل إنه حار يابس في الدرجة الثانية، يمنع حرق النار، وتآكل الأسنان، وهو من السموم القاتلة، يعرض لمن شربه ما يعرض لمن شرب الزئبق المقتول. «ف» هو المتخذ من الزئبق، أحمر اللون معروف، أجوده الأحمر البصّاص الرزين، حارّ في الثانية، يابس في الأولى، ينبت اللحم في الجراحات، وينفع من بثور الرأس، ويمنع حَرق النار والحَصَف. واستعماله بقدر الحاجة.(1/263)
* زَهْرة: «ع» هو نبات له زهر، لونه فِرْفِيريّ إلى البياض، طيب الرائحة، وعروق شبيهة بالخَرْبَق، لها رائحة شبه الدارصينيّ، ينفع من الرضّ في العَضَل، ولمن وقع من موضع عالٍ، ومن عُسْر النفس، والسُّعال المزمن، وعُسْر البول، وقد يُدرّ الطمث، ويُحْدر الجنين. وزهرة الملح: شيء يخرج من النيل، فيجمد في مواضع مياه قائمة تبقى من ماء النيل، وهو دواء لطيف، ألطف من الملح المحرَق، فضلاً عن غير المحرق، وطعمه حارّ حِرِّيف، وقوّته محللة تحليلاً شديدًا. وبالجملة، هو في الحدّة والتلذيغ مثل الملح. وزهرة النحاس: شيء يتكون من النحاس إذا أذيب في البوادق المعدنية، إذا أخرج منها مثل القَليميا، وهي قابضة تنقص اللحم الزائد، وتحلل الأورام، وتجلو غشاوة البصر، مع لذع شديد، وتنبت اللحم الزائد في بطن الأنف، وفي المَقعدة، وما كان منها أبيض وسُحِق، ونُفخ بمنفخة في الأذن، أبرأ من الصمم المزمن، وإذا خُلط بعسل، وتحُنك به، حلل أورام اللَّهاة والنَّغانغ، وزهرة النحاس ألطف من النحاس المحرَق، وهو منقّ غسَّال، محلِّل لخشونة الأجفان. وزهرة الحجر: قيل إنه جَوز جَندم، وقيل جَرّار الصخر. «ج» زهرة، وتسمى زهرة الملح، وهي نبات فيه نوع عَدَسي الورق، منتصب الأغصان طول شبر، وفي طعمه ملوحة، ومنه نوع يكون بنيل مصر، يطفو فوق النقائع، مُدمِل يلطف الفضول، وينفع من الصَّرْع شربًا بالسِّكَنْجِبين. وزهرة النحاس أجوده الأبيض، وهو أكَّال لذّاع، بأكل اللحم الزائد، ويذهب بالصمَم المزمن، ويسهل الماء الأصفر، وينفع من البواسير. «ف» زهرة النحاس: تُوْبال النحاس الأبيض. وهو حارّ يابس جدًّا، إذا سُحِق ونُفخ في الأذن أذهب الصمم المزمن، وزهره هو حارّ لطيف، وهو نبات عَدَسِيّ الورق، يلطف الفضول، وينفع من الصرع. الشربة من زهرة النحاس نصف درهم، ومن الزهرة العدسية: درهمان. «ز» بدل زهرة النحاس: قشور النحاس، وبدل زهرة الملح: الملح، وقيل بدله العفر.(1/264)
* زُوفَى يابس: «ع» هو حشيشة في طول الذراع، ولها ورق من أغصان تنفرش على وجه الأرض، شبيه في قدره بورق المرزنجوش، ورائحتها طيبة، وطعمها مرّ، وهو صنفان: جبليّ وبستانيّ، وقوّته مسخنة، وإذا طبخ بالماء والتين والعسل والسَّذَاب، نفع من أورام الرئة الحارّة، ومن الربو والسعال المزمن، والنزلة التي تنحدر من الرأس إلى ناحية الحَلْق والصدر، وعُسْر النفَس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب، ويقتل الدود إذا لُعِق بالعسل، ويُتَضمد به مع التين والنطرون للطحال والْحَبن، ويُضْمَد به بالشراب للأورام الحارة، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به سكَّن وجع الأسنان، والجبلي أسخن وأقوى من البستانيّ كثيرًا، وإذا شربا بالشراب أيامًّا متتابعة نفعًا من الاستسقاء، ومن نهش الهوام، وإذا طبخا بالماء، وحملا على العين، نفعا من نزول الماء فيها. «ج» هو حشيش، منه جَبَليّ، ومنه بستانيّ، وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة لطيف كالشعر، بخار طبيخه مع التين ينفع من دَويّ الأذن إذا أخذ في قِمَع ويُضْمد به للطَّرْفة، وينفع الصدر والرئة والرَّبْو والسُّعال المزمن، والانتصاب والأورام الصُّلْبة والاستسقاء، وقدر ما يؤخذ منه: إلى أربعة دراهم. «ف» مثله، وأجوده الطريّ المائل إلى الصفرة، وهو حار يابس في الرابعة، ينفع من الربو والسعال المزمن وسَحْج الأمعاء والفالج، والشربة منه: ثلاثة دراهم. «ز» بدله عن درهم يابس :درهم وربع مَرْزَنْجُوش.(1/265)
* زُرْفا رَطْب: «ع» هو الدَّسَم الموجود في الصوف، وهو يجتمع على صوف الغنم والضأن في أفخاذها، ويسمى الزُّوفا الرطب. وهو يُنضج ويحلِّل، وهو حارّ رطب في الأولى، يحلل الأورام الصُّلْبة إذا تُضمد به، وينفع من برودة الكَبِد طلاء وسَقْيا، ويحلل الصَّلابات التي في ناحية المثانة والرحم، وينفع من برودتها وبرودة الكبد. «ج» زُوْفا رطب: هو وسخ يجتمع على أصواف أليات الضأن بإرمينية، ينزل على حشائش هناك يتوعية، فتكتسب قواها. وقد يكون سائلاً، فيطبخ هناك. وهو حار في الدرجة الثالثة، وقيل في الثانية، رطب في الأولى، منضِج محلِّل، وينفع من الاستسقاء وبرودة الكُلَى والمَثانة والرحم. «ف» مثله. والشربة نصف مثقال. «ز» بدل درهم زُوفا رطب: درهم ونصف مَرْزَنْجُوش رطب. وقال أمين الدولة ابن التلميذ: الزُّوفا الرطب: مخ عظام العجل.
* زَوْفَرَا: «ع» هو نبات يخرج ساقًا دقيقة، طولها نحو من ذراع، وله زهر لونه لون الذهب، وهو أقل إسخانًا من الجاوْشير، ويستعمل ورده وثمرته مع عسل، وتداوى به الجراحات والآكلة، وإذا شرب أصله كان صالحًا لضرر الهوام. «ج» شجرة يشبه حبها الأَنجُذان، يقال لها الحزا، ومنه ما يشبه السَّذاب، ويقال لشجرته الدينارية، وهي حارة يابسة، تحلل النفخ، وتنفع من لدغ العقارب شربًا وطِلاء، وتجفف المنيّ. «ف» شجر حبه كالأنجذان، وهو شبه السَّذاب، حارّ يابس في الثانية، يحلل النفخ، وينفع من الحِكَّة والجرَب، وينفع من سقوط الشعر من الرأس واللحية. الشربة منه: إلى درهم.(1/266)
* زِئْبق: «ع» حجر الزئبق حجر منحلّ في تركيبه، يكون في معدته كما تكون سائر الأحجار، وهو من جنس الفضة لولا آفة دخلت عليه في أصل تكوينه، ومنه ما هو مستخرج من حجارة معدنية بالنار، كالذهب والفضة، والزئبق بارد مائي غليظ، فيه حدة وقبض، ويدلّ على ذلك جمعه الأجساد، وأنه يُفلِج ريحه، وإذا صعِّد استحال، وصار حادًّا حرِّيفًا، محللاً مقطعًا، والدليل على ذلك إذهابه للجرب والحِكة إذا طلي به الجسد، وتقريحه الجلد، وإذا قُتل كان محرقًا جيدًا للجرب والقمل، وتراب الزئبق ينفع من الحكة والجرب إذا طلي عليهما مع الخلّ، ويقتل الفأر إذا عجن في شيء من طعامه، ودخان الزئبق يحدث أسقامًا رديئة، مثل الفالج، ورعدة الأعصاب، وذهاب السمع والعقل، والغَشْي، وصفرة اللون، والرعشة، وتشبك الأعضاء، وبخر الفم، ويُبْس الدماغ. والمواضع التي يرتفع إليها دخانه تهرب منها الهوامّ والحيات والعقارب، ومن أقام منها قتله. وقلما يستعمل الزئبق في أمور الطب، لأنه من الأشياء القتالة، خصوصًا المصعَّد منه والمقتول. «ج» الزئبق: منه مستخرج من حجارته، وحجارته في لون الزّنْجفُر. وهو حار محرق، وقيل إنه بارد رطب في الدرجة الثانية، مصعَّده قابض، وهو قاتل لشدة تقطيعه. والمقتول منه سَمّ للقمل، ومع دهن الورد للجرب والحِكة، ويقتل الفأر، وإذا صب في الأذن خلط العقل، ويُجنن بثقل عظيم في جانبه، وربما أدّى إلى الصرع. «ف» منه معدنّي، ومنه مستخرج من حجارة بالنار، وأجوده ما يستقى من معدنه، وهو بارد في الثانية، رطب، ينفع من الجرب مع دهن الورد، ويقتل القمل، ودخانه يحدث الفالج، واستعماله درهم.(1/267)
* زَيْتُون: «ع» ورق شجرة الزيتون وقضبانها فيهما برد وقبض، وثمرَتها ما كان منها نضيجًا مستحكم النضج، فهو حارّ حرارة معتدلة، وما كان منها غير نضيج فهو أشدّ بردًا وقبضًا، والزيتون البريّ ورقة قابض، فإذا دقّ وسخن منع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن، ومنع النملة والقُروح والبَثْر، والزيتون الأخضر بارد يابس عاقل للطبيعة، دابغ للمعدة، مقوّ لشهوتها، بطيء الانهضام، رديء الغذاء، فإذا ربّي في الخلّ كان أسرع انهضامًا، وأكثر عقلاً للبطن، وإذا عمل بالملح اكتسب منه حرارة، وكان ألطف من المُنقَع في المَاء. وماء الملح الذي كُبس فيه الزيتون إذا تُمضمض به شدّ اللثة والأسنان المتحركة، والزيتون الحديث الذي لونه إلى لون الياقوت ما هو، يحبس الطبع، وهو جيد للمعدة. وأما الزيتون الأسود النضيج فإنه سريع الفساد، رديء للمعدة، غير موافق للعين، وإذا أحرق وتُضُمد به منع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن، وقلع القروح. والزيتون الأسود حارّ يابس، وهو أسرع انهضامًا من الأخضر، وإذا انهضم في المعدة انقلب إلى المِرة الصفراء، ثم تعفن فصار سوداء، ولذلك صار مظلمًا للعين، وهو مع نواه من جملة البَخُورات للربو، وأمراض الرئة، والخِلط المتولد من الزيتون قليل مذموم، فإن أكل في وسط الطعام أحدّ الشهوة، وقلل إبطاء الطعام في المعدة. «ج» الزيتون الجبليّ يسمى العُتَم، حارّ يابس في الأولى، يفتُق الشهوة، وأما الزيتون المملوح فيحقن لعرق النَّسا، والزيتون الأسود أكثر غذاء من غيره من الزيتون، وهو يحدث سَهرًا وصُداعًا وخِلطًا سوداويًا، وينبغي أن يؤكل في وسط الغَداء، والخَل يكسر سَورته. وزيتون المَاء قابض، والفج منه بارد، والنضيج معتدل. والزيتون الأخضر أجوده الرطب، وهو بارد يابس، والمملوح منه يقوّي المعدة، وغير المملوح خمسة دراهم من مائة ينفع من المرة الصفراء. «ف» الزيتون من الأثمار، وهو صنفان: أخضر اللون وأسوده، وأجوده النضيج(1/268)
الرزين، والأخضر بارد يابس، والأسود حارّ رطب، والأخضر ينفع من الصفراء، والأسود من السوداء، ويستعمل بقدر الحاجة.
* زَيت: «ع» الزيت العذْب هو المعتصر من الزيتون الغضّ، وهو الإنفاق، فيه برد وقبض، والمتخذ من الزيتون العتيق هو أشدّ إسخانًا، وأكثر تحليلاً. والزيت الذي مذاقه لا قبض فيه، بل تجده عذبًا أصدق العذوبة حار باعتدال، وإذا وجدته لطيفًا، وجوهره مشفّ، وإذا أخذت منه اليسير امتد على موضع من اليد منه كثير، من غير أن ينقطع، ويبتلعه البدن وينشفه، فهذا هو جيد جدًّا، وفَضْلِيَّة الزيت موجودة فيه. وقال: والزيت المعمول من الزيتون الغضّ الذي لم ينضج، هو زيت الإنفاق، وهو موافقَ للأصحاء، وخاصة ما كان حديثًا غير لذّاع طيّب الرائحة، ويستعمل منه ما كان على هذه الصفة في أدهان الطبّ، وهو جيّد للمعدة، للقبض الذي فيه، ويشُدّ اللّثة، ويقويّ الأسنان إذا أمسك في الفم، والزيت العتيق الذي من الزيتون النضيج يصلح للأدوية، وجميع أصناف الزيت حارّة ملينة للبشرة، تمنع البرد من أن يسرع إلى الأبدان، وينشطها للحركة، ويلين الطبيعة، ويضعف قوّة الأدوية القتالة، وتُتقيأ به، والعتيق منه أشدّ إسخانًا وتحليلاً، ويكتحل به ليُحد البصر، وزيت الزيتون البريّ قابض، ومنفعته في الطب دون منفعة الزيت الذي ذكرناه قبل، وموافقته لمن به صداع مثل موافقة دهن الورد، ويمنع الشعر من السقوط، ويجلو النخالة من الرأس، والقروح الرطبة والجرَب القرْحيّ وغيره، وإذا تُمضمض به نفع اللّثة التي تدمى كثيرًا، ويشدّ الأسنان المتحركة. والزيت الركابيّ يسمونه بمصر الفلسطينيّ، وهو زيت الإنفاق. «ج» زيت: هو المعتصر من الزيتون المدرِك، وهو حارّ باعتدال، وإلى الرطوبة، فإن غسل فهو معتدل إلى الرطوبة واليبس: وغسله: أن يضرب مع الماء العذب المفتر دفعات، ويصفَّى. وزيت الإنفاق المعتصر من الزيتون الأخضر هو زيت الأصحاء، وأجوده العذب الطريّ، وهو بارد يابس في الدرجة(1/269)
الأولى، وقيل فيه رطوبة، جيد للمعدة. وزيت الزيتون البري كدهن الورد في كثير من المعاني، ينفع من الحمرة والشَّرَى والجرب والقُوَب والصداع، ويشدّ الأسنان المتحركة. وزيت ركابيّ: منسوب إلى الركاب، وهي الإبل، لأنه كان يحمل علي الإبل من الشام. «ف» الزيت مستخرج من الزيتون الفِجّ والمُدرِك، وأجوده زيت الإنفاق، وهو المستخرج من الفجّ، وهو حارّ في الأولى، رطب، يقوّي البدن، وينفع من الفالج واللقوة، ويستعمل بقدر الحاجة. «ج» وزيت السودان: زيت يجلب من بلاد السودان، حارّ مسخِّن، ينفع من الأوجاع والعلل الباردة. والله أعلم.
حرف السين(1/270)
* ساذَج: «ع» قال: قوم يُتَّهَمُون: إنه ورق النارِدِين الهنديّ، ويغلطون من تشابه الرائحة، وثم أشياء رائحتها شبيهة برائحة النارِدِين مثل الفُو والأسارون والوَجّ والإيِرِسا. وأجوده ما كان حديثًا، لونّه إلى البيّاض ما هو إلى السواد لا يتفتت، صحيح ساطع الرائحة دائمها، فيه شيء من رائحة النارِدِين، ليس بمالح، قوّته شبيهة بقوّة سنبل الطيب، وشبيهة بقوّة النارِدِين، غير أن الناردينَ أشد فعلاً منه، والساذج أدرّ للبول، وأجود للمعدة منه، وقد يوضع تحت اللسان لطيب النَّكْهة، ويجعل مع الثياب ليحفظها من التآكل، ويطيب رائحتها، وهو حارّ في الدرجة الثالثة، يابس في الثانيّة، نافع للخفَقان والبخَر. «ج» منه هنديّ، ومنه روميّ، والهنديّ قوّته قريبة من السنبل الهنديّ، إلاَّ أنّه ألين، وهو أوراق وقضبان كالشاهسْفَرَم، وله زهر، وينبت في بلاد الهند، في مياه تَستنقِع في أراض حَمِئة، فيقوم على وجه الماء كالنبات المعروف بعدَس الماء، من غير أصل. ودهنه أقوى من دهن الأقحوان ودهن الزعفران، وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، وقيل إنه رطب ومن خواصّه حفظ الثياب من السُّوس، ويطيب النَّكهة إذا جعل تحت اللسان، وينفع المعدة والكبد الباردتين، وينفع من وجع القلب، ويدرّ البول، ويذهب نْتن الآباط، ويُذَرّ على الداحس، فينفع منه، وقدر ما يؤخذ منه إلى مثقال، وبدله: مثله من سنبل الطيب. «ف» الساذَج: أوراق هندية قويّة قريبة من قوّة السنبل، حارّ يابس في الثانيّة، أجوده الطريّ الذكيّ الرائحة، ينفع المعدة والكبد، ويدرّ البول، ويزيد في اللبن، الشربة منه: درهمان. «ز» وبدله: سنبل روميّ، وقيل بدله: قشور السليخة.(1/271)
* ساج: «ع» هو شجر هنديّ، وليس في الشجر ما هو أكبر منه، وخشبه أسود صُلْب، ويسمو في الهواء كثيرًا، وفروعه تسمو وتمتدّ، وله ورق كبير. وفيما يحكى أن الشجرة منه تظل خلقًا كثيرًا، وخشبه لا يتغير مع القدم، وهو بارد يابس، إذا أحرق وطفِئ في ماء المامِيثا، وسُحق ونُخل واكتحل به، قوّى الحَدَقة، ونفع من ورم الأجفان، وإذا حكّ خشبه على حجر، وخلط بماء ورد، ولطخ على الصداع الحادّ أذهبه، وكذلك يفعل في الأورام الصفراوية والدموية، ويحللها، لا سيما إذا خلط بأحد المياه الباردة. ويصنع من ثمره دهن يعرف بدهن الساج، تغشّ به نوافج المسك، ويغوص فيها غوصًا لا يتبين، ويزيد في وزنه. وقال: إن نُشارة الساج إذا هي شُربت تخرج الدود من البطن.
* ساذَرْوان: «ع» دواء هندي، بارد يابس في الدرجة الثانية، قابض، وينفع من ورم الخُصَى والذكر إذا طلي عليها بخلّ خمر، وخاصيته تقوية الشعر. «ج» صمغ أجوده الضارب إلى الحمرة، وهو بارد في الدرجة الثانية، يابس في الثالثة، وقيل إنه حار، وهو يحبس الدم شربًا وضِمادًا من خارج، أو تحملاً به، ويمنع انتثار الشعر بخاصيته، وينقي المعدة، وقدر ما يؤخذ منه إلى نصف مثقال.
* سام أبرص، وسالامندر: «ع» سام أبرص: هو الوَزَغ، وسالامندار هو السِّحلية. هكذا قال. وهما من ذوات السموم وإن كان فيهما بعض منافع، ونحن أضربنا عنهما لقذارتهما.
* سابِيزَج: «ع» وسابِيزَك، وهو اللُّفَّاح، ويأتي ذكره مع اليَبْروح، في حرف الياء.(1/272)
* سِبِسْتان: «ع» يسمَّى المُخَيطا، ومعنى سِبِستان بالفارسيّة: أطباء الكلبة، والمخيطا هو الدِّبق بالعربية، وهي شجرة تعلو على الأرض قدر القامة، لها ورق مدوّر كبار، وقشرها إلى البياض، ولها عنب وعناقيد خُضْر، ثم تصفر وتطيب، في داخله لزوجة تتمطّط، وحبه كحب الزيتون، ويجمع ويجفف حتى يصير زبيبًا، وهو المستعمل. وهو متوسط بين الحرارة والبرودة، يسهل الطبع للمحرورين، وينفع من السعال المتولد من الحرّ واليبس، ويلين الصدر، ويستخرج البِلَّة القاطعة برطوبته، نافع لحرقة البول المتولد من الصفراء، وغذاؤه قليل، وهو شبيه بالعُناب في القوّة، وفيه قبض كثير، ويسكن العطش، ويقع في الأدوية المسهَّلة، لتحسين فعلها، وينفع من الحميات الحارة السبب، وهي الدموية والصفراوية والتي من البلغم المالح. «ج» قيل إنه بارد، وقيل إنه حارّ رطب، وهو يلين الصدر والحلق والبطن، ويسكن العطش، ويسهل السوداء، وقدر ما يؤخذ منه: ثلاثون حبة عددًا، وقيل إنه يولد البلغم. «ف» مثله. هذه الشجرة بلغة اليمن تسمى الطَّنَب.
* سَبَح: «ع» هو حجر يؤتى به من الهند، وهو أسود شديد السواد، برّاق شديد البريق، رخو ينكسر سريعًا، وهو بارد يابس، يقع في الأكحال، يمسك البصر ويقويه، وإن اتخذ منه مِرْآة نفع من ضعف البصر الحادث عن الكبر، وعن علة حادثة، وإزالة الخيالات، وبدوّ نزول الماء، من لبس منه خَرَزة أو تختم به، دفع عنه عين العائن.(1/273)
* سِدْر ونَبْق: «ع» السِّدر: لونان. فمنه غُبْريّ، وهو الذي لا شوك له إلا ما لا يضر، ومنه ضال، وهو ذو شوك حَجِن حديد، وللسدر ورقة عريضة مدورة، وقيل الضالّ ما ينبت في البرّ، والغُبْرِيّ ما ينبت على الأنهار، وثمره النبْق، والنبق بارد يابس في وسط الدرجة الأولى، واليبس فيه أقلّ من يبس الزُّعرور، وهو نافع للمعدة، عاقل للطبيعة، ولا سيما إذا كان يابسًا وأكله قبل الطعام، لأنه يشهِّي الأكل. وهذه الأشياء الباردة المفرِطة اليُبْس إذا صادفت رطوبة في المعدة والأمعاء عصرتها، فأطلقت البطن، كفعل الهَليلج الذي يفعل بالبرد والعفوصة، والنبْق فيه اختلاف يابس فيه قوّة قابضة، يحبس البطن، والرطب الغضّ بتلك المنزلة، والنضيج منه العذب أقلّ قبضًا، وهو سريع الانحدار عن المعدة. وأما النبق الحلو فهو يسهل المِرة الصفراء المجتمعة في المعدة والأمعاء، ويَقْمَع أيضًا الحرارة، والشربة منه: ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع سكر. «ج» السدر: أجوده الأخضر العريض، وهو بارد يابس، دخانه شديد القبض، وصمغه يذهب الحرارة، ويحمِّر الشعر. «ف» هو ورق شجر النبق. بريّ وبستانيّ، أجوده الطريّ البستانيّ، وهو معتدل فيه قبض، ينقي الأمعاء والبشرة، ويقوّيها، ويعقل الطبع، وهو مجفف للشعر، يمنع من انتثاره، وينضج الأورام، وفيه تحليل. الشربة منه: درهم.(1/274)
* سَذاب: «ع» هو الفَيْجَن. منه بريّ، ومنه بستانيّ، فالبريّ حارّ يابس في الدرجة الرابعة، والبستانيّ حارّ يابس في الدرجة الثالثة، وهو حادّ حِرِّيف، يُقَطِّع ويحلِّل الأخلاط الغليظة اللزجة، ويخرج ما في البدن بالبول، وهو محلل، ويذهب النفْخ والرياح، مانع لشدّة شهوة الجماع، يحلل ويجفف تجفيفًا شديدًا، والبريّ أحدّ من البستانيّ، وأشدّ حرافة، وليس بصالح للطعام، وإذا شرب من أحدهما مقدار كَسُونا كان دواء نافعًا للأدوية القتالة، وإذا تقدّم في أكل الورق وحده، أو مع جوز وتين يابس، أبطل فعل السموم القتالة، ووافق ضرر الهوامّ، وإذا أكل قطع المنيّ، وإذا طبخ مع الشِّبْت اليابس وشرب، سكن المغص، وإذا استعمل على ما وصفنا كان صالحًا لوجع الجنب، ووجع الصدر، وعُسر النفَس، والسعال، والورم الحارّ في السُّرّة، وعِرق النَّسا، ووجع المفاصل، والنافض. وإن كان مملوحًا أو غير مملوح أحدّ البصر، وإذا استعمل بالخلّ ودهن الورد نفع من الصُّداع، وإذا صير في الأنف مسحوقًا قطع الرُّعاف، وهو يشهِّي ويُمْري، ويقوّي المعدة، وينفع من الطِّحال، ومن النافض أكله والتمر بدهنه، وينفع من الفالِج والرعشة والتشنج، إذا شرب في كل يوم درهم، مجرب. وإذا شرب من ماء طبيخه قدر سُكُرُّجة مع أوقيتين من العسل، نفع من الفُواق، مجرب. وهو أطرد البقول كلها للرياح، وأنفعها للأمعاء السُّفلَى، ولمن يعتريه القُولَنج. غير أنه ليس بجيد للمعدة، وهو رديء لمن يسرع به الصداع. ويشرب من البستانيّ للأوجاع: نحو من ثلاثة دراهم للكبار، والصبيان: من قيراط إلى نحوه، وإذا طلي بماء ورقه داخل مناخر الصبيان، نفعهم من الصَّرع الذي يعتريهم كثيرًا، المعروف بأمّ الصبيان، وإذا شرب أو تضمد به نفع من لسعة العقرب والحيات والرَتيلاء، ومن عضة الكلب. وبالجملة، هو حافظ من السموم. والسذاب يمنع الحبل، وإذا أكثر من أكله بلَّد الفكر، وأعمى القلب، وأكله باعتدال يحدّ البصر،(1/275)
والإكثار منه يظلمه، «ج» أجوده الأخضر الحادّ الرائحة البستانيّ النابت عند شجر التين، والرطب حارّ يابس في الدرجة الثانية، واليابس في الثالثة، والبريّ في الرابعة، وقيل في الثالثة. وهو محلل مُفَشّ جدًّا، يذهب البهَق والثآليل والجرب، ورائحة الثوم والبصل، إذا مضغ بعده، ويدرّ الحيض، ويقتل الدود، ويعرض لمن يشربه جحوظ العين، وحرقة والتهاب، ويداوَى بالقيء، وهو يضرّ بالمنيّ والباءة، ومداواته بالأنيسون. والشربة: ثلاثة دراهم. «ف» من الحشائش المعروفة، بريّ وبستانيّ. أجوده البستانيّ، الحادّ الرائحة، وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من الفالِج وعِرق النَّسا، وأوجاع المفاصل، وينفع من الجُذام في ابتدائه، ويقطع دم الحيض، وشهوة الطعام. والشربة: نصف درهم.(1/276)
* سَرَخْس: «ع» هو نبات لا زهر له ولا ثمر، ولا ساق، له ورق نابت في قضيب طوله نحو من ذراع، والورق مَشَرَّف منتشر، كأنه جناح، وله أصل في وجه الأرض، أسود إلى الطول، يتعشب شعبًا كثيرة، وفي طعمه قَبْض. وإذا شرب وزن أربعة مثاقيل بماء العسل، قتل الأجنة الأحياء، وأخرج الموتى، وذلك بمرارته وقبضه، وهو مجفف الجراحات تجفيفًا شديدًا لا لذع معه، ويخرج الدود المسمَّى حبّ القَرَع، ومنه صنف يقال له الأنثى، له عروق طوال، في لونها حمرة مع سواد. ومنه ما لونه لون الدم، وقوّته مثل قوّة الأول. وهذه العروق إذا خلطت مع العسل، وعمل منها لعوق واستعمل، أخرج الدود المسمّى حبّ القَرَع، والدود الطوال، وإذا أعطي منها النساء قطعت عنهن الحبل، وإذا أخذت منه الحبلى أسقطت، والسَّرَخْس حارّ يابس في الدّرجة الثّانية، جَلاّء مفتح للسُّدَد، وصحت التجربة فيه أنه يُحدر الفضول من حيث كانت ضمادًا. «ج» هو دواء أجوده الأسود الكبار، وهو حارّ يابس، ينقي الدود والحيّات، وقدر ما يؤخذ منه: درهمان. «ف» هو أصول نبات معروف. وهو صنفان: ذكر وأنثى، أجوده الطريّ الذكيّ الرائحة، الحديث، حارّ يابس في الثانية، يسهل الديدان وحبّ القرَع والحيّات. والشربة: ثلاثة دراهم.(1/277)
* سَرْو: «ع» ورق هذا النبات وقُضبانه وجَوزه ما دامت طريَّة تَدْمُل الجراحات الكبار الكائنة في الأجسام الصلبة، نافع لأصحاب الفَتق والجمرة والنّملة، وهو يقبض ويبرّد، وورقه مسحوقًا بالطلاء وشيء يسير من المرّ، إذا شرب ينقي المثانة التي تنصب إليه الفضول، وينفع من عسر البول. وجوز السرو إذا أخذ طريًّا وخلط بتين، لين الصلابة، وأبرأ اللحم الذي ينبت في الأنف من باطنه، وإذا خلط بالترمس قلع الآثار البيض التي تعرض للأظفار، وإذا تضمد به أضمر الأُدرة من الفتق، وورقه يعمل ما يعمل جوزه. «ج» في طعمه حرافة وحدّة ومرارة وعفوصة وحرارة. وهو معتدل في الحرارة والبرودة، يابس في الدرجة الثالثة، وقيل إنه حار، وقيل إنه بارد، وورقه قابض محلِّل، قاطع للدّم، يذهب بالعفَن، وينفع من عُسْر البول، وقُرْحة الأمعاء، وسيلان الفُضول إلى المَثانة، ويبدل بنصف وزنه قشر الرمان، ووزنه أنزروت أحمر. «ف» مثله. حارّ في الأولى، يابس في الثانية، وورقه ينفع من الفتق، ويقوّي الأعصاب إذا ضمد به. الشربة منه: درهمان.
* سَرَطان نَهْريّ وَبحْريّ: «ع» السرطانات النهرية تُحرَق أحياء في قدر نحاس، حتى تصير رمادًا، فيسهل سحقها وإحراقها في الصيف من طلوع الشِّعْرَى العَبور، إذا كانت الشمس في الأسد، والقمر قد مضت له ثماني عشرة ليلة. وهي تشفي من نَهْشة الكلْب الكلِب، يسقَى منه مقدار مِلْعقة من أول ما نُهِش، تذرّ على وجه الماء حتى يمضي للمنهوش أربعون يومًا، فإن لم يعالج حتى مضت له أيام، يثنر على الماء من هذا الدواء قدر ملعقتين، ويسقاه، ويوضع على النهشة المرهم الذي يتخذ بالزيت، وهو الذي يقع فيه الجاوشير والخل.(1/278)
وصفة عمل المرهم: من الزيت رطل، ومن الخل قِسط أنطاكيّ، ويكون الخل ثقيفًا، ومن الجاوَشير ثلاث أواق. وقال: إذا أخذ من رمادّها وزن ثلاثة مثاقيل، مع مثقال ونصف من جَنطيانا، وشرب بشراب ثلاثة أىام، نفع منفعة بينة من عضّة الكلْب الكلِب. وإذا أخذ بعسل مطبوخ، ينفع من شُقاق الرجلين والمقعدة، والشُّقاق العارض من البرد. ولحم السرطانات النهرية ومرقها ينفع المسلولين، ويزيد في الباءة. وقال: ينفع أصحاب السُّلّ إذا شق بطنه، وغسل برماد وملح، وطبخ مع الشعير، وإذا وضع على موضع نَهْشِ الحيات والأفاعي نفع، ويحلل الأورام الجاسية، ورماده نافع في أدوية الكَلَف، والبهق، ويخرج الأزِجّة والشوك ضمادًا. وقال: قد يأخذ رماده فينفع المسلولين مع الطين المختوم المسحوق، والصمغ والكثيراء ورُبّ السوس، مجرب. والبحريّ منه -ليس يعني إذا قيل سرطان بحريّ كلّ السرطانات الحادثة من البحر، بل ضرب منه خاص، حجريّ الأعضاء كلها، وهو مستحجر بارد يابس في الدرجة الثالثة، ويدخل في الأكحال مُحرَقًا وغير محرق، والمحرق أفضل وأقوى لفعله، وفيه قبض وجلاء، وينشِّف الرطوبات المنصبَّة إلى العين، ويقوي طبقاتها وعضلاتها، ويستعمل في الكحل العزيري، وفي أخلاط التوتياء الهنديّ. «ف» حيوان معروف، بحريّ، ونهريّ، بارد رطب، أجوده ما يصطاد من النهر العذب الماء، ينفع لحمه المسلولين، ورماد النهريّ ينفع من القروح ووجع الجنبين والصدر والسعال المزمن، وينفع من السُّلّ، والبحْريّ ينفع من الديدان والحيّات، ويزيد في الجماع، ويقوّي الذكَر. والشربة: درهمان. «ج» البحْريّ بارد يابس، محرقه يجلو الأسنان والكلَف والنمَش، ويجفف القروح، وينفع من الجرب، ويمنع الدَّمعة، ويزيد في الباءة، وينفع من الظَّفِرة، ويُحدّ البصر. والنهريّ بارد رطب، ينفع المسلولين.
* سَرْمَق: «ع» ويقال له سَرْمَج، وهو القَطَف، وسيأتي ذكره في حرف القاف إن شاء الله تعالى.(1/279)
* سِراج القُطْرُب: «ع» هو اليَبْروح الوقاد، ويسمَّى شجرة الصنم، وهذه الشجرة هي سيدة اليباريح السبعة. وزعم هرمس أنها شجرة سليمان بن داود عليهما السلام، التي كان منها تحت فَصّ خاتمه. وبها كان يصنع العجائب، وكانت تنطاع له بها أرواح المَرَدة، وزعم أنّ هذه الشجرة كانت بيد ذي القرنين الإسكندر في مسيره إلى المشرق وإلى المغرب. قال: وهي شجرة مباركة من الأشجار، نافعة لكلّ داء من الأدواء الكبار، كالفالِج واللَّقوة والصَّرْع وداء الجُذام، وفساد العقل، وكثرة النسيان. وأصل هذه الشجرة الكائن في بطن الأرض في صورة صنم قائم ذي يدين ورجلين، وله جميع أعضاء الإنسان، ومنبِت قضبها وورقها الطالعة من فوق الأرض من رأس ذلك الصنم، وورقها يشاكل ورق العُلَّيق سواء، وهو أيضًا يتعلق بما يقرب منه من شجر، وله ثمرة حمراء اللون، طيبة الرائحة، ورائحتها كرائحة عسل اللُّبْنَى، ومنبتها يكون في الجبال والكرومات، ويزعمون أن قلعها يصعب على من أراد قلعها، حتى يرصد وقتًّا، وقد ذكره عبد الله في كتابه مشروحًا. وقال في الخواصّ: إنّ من علّق عليه شيئًا منها أطفأ غضب الرؤساء، ويكون تعليقه في امتلاء القمر. «ف» سراج القطرب شبيه بالزُوفا والخزَم، جيده بزره الحديث منه. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، يقطع نزف الدم، ويمنع النفث، ويمنع السحْج، وهو منفخ، والأغلب عليه القَبض، ويضمد به الرأس، فيقطع الرُّعاف، ويقطع الدم من أي موضع انبعث. وبزره ينفع من الأكلة ونزف الدّم منفعة بيّنة. والشربة منه: درهم. «ج» سِراج القُطْرُبُّل، ويقال سراج قُطْرُب، وهو الخَزم وهو نبات قريب من الزوفا، والمستعمل منه بِزره، وهو أجوده، وهو حارّ في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، قابض يقطع النزف والنفْث، ويَدْمُل، وينفع قروح الأمعاء إذا احتقن به.(1/280)
* السِّسالي: «ع» هو السِّساليوس، ورقه شبيه بورق الرازيانَج إلاّ أنّه أغلظ وأخشن ساقًّا وأغصانًا، وعليه إكليل شبيه بإكليل الشَّبْت، فيه ثمر إلى الطول ما هو حِرِّيف، يسرع إليه التآكُل، وأصله طويل طيب الرائحة، وأقوى ما فيه أصله، وبزره أشدّ قوّة في الإسخان، حتى يبلغ من إسخانه أنّه يدرّ البول إدرارًا شديدًا، وهو مع هذا لطيف، حتى أنه ينفع من به صَرْع ومن به الانصباب. وقال: وقوّة ثمره وأصلّه مسخنة، وإذا شربا أبرأ تقطير البول، وعُسْر النفَس، ومن اختناق الرحم والمصروعين، ويدرّان الطمث، ويُحْدِران الجنين، ويبرئان السعال المزمن، وعصارة أصل هذا النبات وبزره إذا كان طريًّا، وشرب منه مقدار ثلاث أوثولوسات بمَيْبَخْتَج خمسة عشر يومًا، أبرأ من وجع الكُلَى. «ف» سساليوس: خشبة يقال لها الأنجذان الروميّ، وهو الكاشِم الروميّ، ويشبه الأنجذان، ولكنّه أطول منه قليلاً، وأشدّ بياضًا، وأجوده الروميّ الصغار الورق. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، محلل ملطف، مسكن للأوجاع الباطنة، ويذيب البلغم الجامد، ويزيل المغَص الريحيّ، ويسهل الولادة، ويزيل عُسْر البول، واختناق الرحم، ووجع الكُلَى.(1/281)
* سُعْد: «ع» أجوده ما كان ثقيفًا ثقيلاً عسر الرضّ، خشنًا طيب الرائحة، مع شيء من حدّة، وليس ينتفع من السعد إلا بأصله خاصة، وهو مسخن ومجفف بلا لذع، وينفع منفعة عجيبة من القروح التي قد عَسْر اندمالها، بسبب رطوبة كثيرة، لأن فيه شيئًا من قبض، ولذلك صار ينفع قروح الرحم، وقوّته قطاعة، يفتت الحصاة، ويدرّ البول، ويحدر الطمث. وقال: هو يزيد في العقل، ويسكن الرياح، ويدبغ المعدة، ويحسن اللون، وهو جيد للبواسير، نافع للمعدة والخاصرة، ومطيب للنكهة، مسخن للمعدة والكبد الباردتين، جيد للبخَر والعفن في الفم والأنف، نافع للمعدة واللثة. «ف» الرطب نافع للأسنان واسترخاء اللثة، ويزيد في الحفظ، وهو حار يابس في الدّرجة الثانية، أجوده الأبيض، العَطِر الرائحة، يقوّي المعدة والكبد، وينفع من تقطير البول. والشربة منه: درهمان. «ج» حارّ في الأولى يابس في الثانية، يسخن ويجفف، ويَفْشُّ الرياح، ويحسن اللون، ويطيب النكهة، ويدمُل الأكلة، ويشدّ الصلب، وينفع عن عفن الأنف والفم والقُلاع، واسترخاء اللثة، ويزيد في الحفظ، ويسخن المعدة، وينفع من برد الرحم، ومن الحميات العتيقة والبواسير. وقدر ما يؤخذ منه: من مثقال. وفيه قوّة مسهلة، يخرج الدود والحيات وحبّ القَرَع إذا طبخ بشراب، وأخذ من ذلك الشراب قدر أوقية.(1/282)
* سَفَرْجَل: «ف» معروف من الفواكه، وأجوده الكبار اليانع، وهو بارد في الأولى، يابس في الثانية، ينفع من القيء والخُمار، ويدرّ البول، ويحبس الطبع، ويقوّي المعدة الحارّة، ويعقِل الطبيعة إذا أكل قبل الطعام، ويلينها إذا أكل بعد الطعام، وغذاؤه كثير، وما أكل وهو غير نضيج فهو عًسِر الانحدار، يحبس الطبيعة بقوّة، والحامض منه بارد يابس، والحلو معتدل، وكلّ ما كان أشدّ قبضًا فهو أشدّ يبسًا. «ج» أجوده الكبار اليانع. وهو بارد في آخر الدرجة الثانية، وقيل في الثالثة. والحلو منه بارد رطب، وقيل رطب معتدل في الحرّ والبرد، وهو أقلّ قبضًا من الحامض، ويسرّ النفس، ويُدِر البَول، وزهره كذلك. وهو يمنع سيلان الفضول إلى الأحشاء. وعصارته تنفع من انصباب النفَس والربو، وتنفع من القيء والخُمار، وتسكن العطش، وتنقي المعدة القابلة للفضول، وماؤه أفضل من جِرْمه في تقوية المعدة وإدرار البول، ورائحته تقوي الدماغ والقلب، وتقطع القيء والغَثَيان، وإذا أكثر من أكله ولد وجع العَصَب والقُولنَج والمغص. «ج» ذكره في جملة التفاح.(1/283)
* سَقَمُونِيا: «ع» هو المحمودة. قال: ولم يذكرها جالينوس في بسائطه، وهي حارة يابسة في الدرجة الثالثة، وقيل حرارتها أكثر من يبسها. وأجودها ما كان أبيض يضرب إلى الزرقة، كأنه قِطَع الصدف المكسورة، وإذا كسرته وفركته أسرع التفرك. وأردؤه ما كان لونه إلى السواد، وشكله إلى الاستدارة، صُلْب متغير لا ينفرك سريعًا، وأفضلها ما جُلِب من أنطاكية. واعلم أن السقمونيا لا تتغير ولا تنكسر حدّتها وإن طال عليها المُكْث، إلا بعد الثلاثين أو الأربعين سنة، لا ما قد صلح، فإنه إذا طال مكثه انكسرت قوّته، فينبغي أن يكون إصلاحك إياها عند استعمالها. وإصلاحها: أن تعمد إلى سفرجلة أو تفاحة، فتقطع رأسها قطعًا صحيحًا، كيما تدور شبيهًا بالطبَق، وتعزله ناحية، ثم تقور سائر باطنها، وتجعل فيه السقمونيا، ثم تردّ عليه الطبق الذي عزلته، وشكه بخلال من خشب أو عود ليلزم الطبق عليها، اطلها كلها بعجين، وضعها على آجرّة أو خزفة، وضعها في التنور وقد سكنت ناره، واتركها حتى تنضج، ثم أخرجها واستخرج منها السَّقَمُونيا. ومقدار الشربة منه مُصْلَحًا: من الدانِق إلى الدانِقين. وقال: من دانق إلى نصف دانق. ومن أُعْطِيّ منها إلى ثلثي درهم أَسْهل إسهالاً عنيفًا جدًّا، يهلك صاحبه، وربما لم يسهل. وأما ما ينبغي أن يخلط معها ليدفع ضررها، فالسَّنَي والأنيسون، من كلّ واحد جزء، وتوزن السقمونيا. وهي مضرّة بالكبد الضعيفة مضرّة عظيمة. «ف» يقال هي لبن حشيشة تشبه اللَّبلاب، أجوده الأنطاكيّ الأزرق المائل إلى البياض، وهي حارّة يابسة في الثانية، تسهل الصفراء من أقاصي البدن، وتنقي البرَص، وتنقي الأخلاط الصفراوية كثيرًا، وتحللها تحليلاً مفرطًا، وهي من أحدّ الأدوية السُّمومية القاتلة، وتسهل إسهالاً كثيرًا. الشربة منها: دانق. «ج» هي عصارة لَبْلابية، تبقى قوتها إلى ثلاثين سنة، وقيل إنه صمغ أجوده الأنطاكيّ الخلال، الأزرق إلى البياض، المتفرك السريع(1/284)
الانحلال، إذا اتخذ في الماء صيره كاللبن، ينفع طِلاء للبهق والبرص والكلف، ويحلل الجراحات إذا طليت به، وينفع من لسع العقارب طلاء وشربًا، وهو قاتل للجنين إذا احتملته المرأة، ويسهل الصفراء منه: قيراط إلى دانقين، على قدر البُلْدان والأمزجة. ومع الأدوية من قيراط إلى دانق، ويغِثي ويُعطِش ويذهب بشهوة الطعام. والشربة القاتلة منه: درهمان، فإن شرب أكثر مما ينبغي فيداوي بالدوغ وسويق التفاح ورُبّ السفرجل ورُبّ السُّماق والرِّيباس.
* سُقُولوقَنْدَرْيُون: «ع» يعرف بالعَقْربان، وباعة العِطر بمصر يعرفونه بكفّ النَّسر. وورقه مُشَرَّف، مثل ورق السالخ، والناحية السُّفْلَى من الورق إلى الحمرة، عليها زَغَب، والناحية العليا خضراء، وينبت في صخور وفي حيطان منبتة تحصى ظليلة، ولا ساق له ولا زهر ولا ثمر، وهي حشيشة لطيفة، وليست بحلوة، فلذلك صارت تفتت الحصاة التي في الكُلَى، وتحلل صلابة الطِّحال، وإذا طبخ بخلّ وشُرِب خمسة وأربعين يومًا، حلَّل ورم الطِّحال. وينبغي أيضًا أن يُضمد به الطحال وقد سحق وخلط بشراب، وهو نافع من تقطير البول، والفواق، واليرقان، ويفتت الحصاة التي تكون في المثانة. وقد يُظَنّ أنه يمنع الحبل إذا عُلِّق وحده أو مع طِحال بغل. ويزعم من يظنّ هذا الظنّ أن من يستعمله لمنع الحبَل، ينبغي له أن يُعَلِّقه في يوم لم يكن في ليلته الماضية قمر.(1/285)
* سَقَنْقُور: «ع» السقنقور: حيوان: شبيه بالوَرَل، يوجد في الرمال التي تلي نيل مصر، وأكثر ذلك يُوجد في نواحي مصر بالصعيد. وهو مما يسعى في البرّ، ويدخل في ماء النيل، ولذلك قيل إنه الوَرَل المائيّ، أما الوَرَل فلشبهه به في الخلقة، وأما المِائيّ فلدخوله في المِاء، واكتسابه منه، وذلك أنه يتغذى في الماء بالسمك، وفي البرّ بحيوانات أُخَر كالعظايات، وقد يسَتْرط ما يتغذى به من ذلك اسْتراطًا. وهو مما يتولد من ذكر وأنثى، ويوجد للأنثى خصيتان كخصيتي الذكر في خلقتهما ومقدارهما وموضعهما، وإناثه تبيض فوق العشرين بيضة، وتدفنه في الرمل، فيكمل كونه بحرارته. والمختار من هذا الحيوان الذكر، فإنه الأفضل والأبلغ في المنافع المنسوبة إليه. من أمر الباءة، قِياسًا وتجربة، بل هو المخصوص بذلك دون الأنثى. والمختار من أعضائه وجملة أجزاء جسمه، هو ما يلي متنه وأصل ذنبه، ومحاذي سرته وشحمه وكُشْيته، فإن هذه الأجزاء منه هي أبلغ ما فيه نفعًا، بل هي المستعملة منه خاصة، والوقت الذي ينبغي أن يصاد فيه هو فصل الربيع، فإنه يَهيج فيه للسِّفاد، فيكون أبلغ نفعًا. وكيفية إعداده لذلك أن يَذَكَّي في يوم صيده، فإنه إذا ترك بعد صيده حيًّا ذاب شحمه، وهزل لحمه، وضعف فعله، ثم يقطع رأسه وطرف ذنبه، ولا يستأصل الذنب، بل يترك مما يلي أصله شيئًا، ثم يشقّ جوفه طولاً، ويخرج ما في جوفه، ما خلاف كُشّيَته وكُلاه، وينظف ويحشى مِلحًا، ويخاط الشِّق، ويعلق مَنَكَّسًا في الظلّ، في موضع معتدل الهواء، إلى أن يستحكم جَفافه، ويُؤمَن فساده، ويرفع ذلك في إناء لا يمنع الهواء من الوصول إليه وترويحه، كالسِّلال المضفورة من قضبان شجر الصَّفصاف، أو ما أشبهه من نخل، ويُصان من الفأر ونحوه. ولحم هذا الحيوان ما دام طريًا حارّ بالطبع، رطبه، حرارته ورطوبته في الدرجة الثانية من درجات الأدوية الحارة الرطبة. وأما مملوحه المجفَّف فإنه أشدّ حرارة، وأقلّ رطوبة، ولا(1/286)
سيما ما مضت عليه بعد تعليقه مدّة طويلة، ولذلك صار لا يوافق استعماله ذوي الأمزجة الحارة اليابسة، كما يوافق ذوي الأمزجة الباردة الرَّطْبة، بل ربما ضرهم إن لم يُرَكَّب معه ما يصلحه؛ وليس لمعترض أن يعترض هذا القول بقول من قال: إنما يفعل الأفعال المنسوبة إليه لخاصيّة فيه، لا بمزاجه، لأن تلك الخاصية ربما قد توافق بعض مستعمليه دون بعضهم من جهة الطبيعة. وخاصية لحمه وشحمه: أنها تقوي شهوة الباءة، وتَهييج الشَّبَق، وتقوية الإنعاظ، والنفع من أمراض العصب الباردة لهذه الأسباب، وخاصة ما يلي متنه، وأصل ذنبه، وما يحاذي سُرّته وكلاه وكشيته، سيما المملوح المجفف، على ما قدمنا وصفه. وهو ينفع المنافع المذكورة مع الأدوية المركبة لهذا الغرض. وإن استعمل بمفرده كان أقوى فعلاً، وأبلغ نفعًا. وذلك أن يؤخذ من مجففه من مثقال إلى ثلاثة مثاقيل، بحسب مِزاج المستعمل له، وسِنّه، وبَلده، والوقت الحاضر من أوقات السنة، فيُسحق ويلقى على خمر عتيق مُروَّح، ويُسقى لمن يستجيز التداوي بالخمر، أو على ماء العسل غير المطبوخ، أو نَقيع الزبيب الحلو لمن لا يستجيز ذلك، أو على صُفْرة بيض الدَّجاج الطريّ المشويّ نيمبرشت، ويُتَحسّى، وكذلك يفعل بملحه إذا ألقي في أخلاط الأدوية والأطعمة البائيّة، أو أخذ منه وزن درهم إلى درهمين، بحسب استعمال المستعمل له، بمقتضى مزاجه، وذُرّ على صفرة البيض المذكورة بمفرده، أو مع مثله من بِزر الجرجير المسحوق. «ف» وَرَل: يصاد من نيل مصر، والمختار منه لحم السُّرّة، وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية. الشربة منه: درهم. يقوّي آلات المنيّ، ويزيد في شهوة الباءة، ويقوّي البدن، ويسمن ويهيِّج الجماع، وينقي المعدة، ويغسل ما فيها من البلغم، ويُذْهب الصفار، ويقوّى الظهر، ويشفي من الفالِج واللَّقوة. «ج» مثله. يقال إنه من نسل التمساح إذا وضعه خارج الماء فنشأ خارجًا، وأجوده المَصِيد في الربيع وقت هَيَجانه، وأجود(1/287)
أعضائه سُرّته وكُلاه .ونفعه: لمن يقصر في الجماع. وقدر ما يؤخذ منه: درهم، بحيث لا يسكن، فيشرب مرق العدس.
* سُكَّر: «ع» السكر يُستخرج من القصب، فيجمد، وحلاوته أقلّ من حلاوة العسل. وهو يدخل في عداد الأشياء الجلاّءة. الفتاحة للسُّدَد، المنقية للمجاري. وهو حارّ في الدرجة الأولى، أو في أوّل الثانية، رطْب في وسط الدرجة الأولى، نافع للمعدة بجلائه ما فيها، ولا سيما لمن لا تغلب المِرة الصفراء على معدته، فمن كانت غالبة على معدته كان ضارًّا لها، لتهييجه إياها، وليس الطَّبَرْزَذ بملين كالسكر وكالفانيذ. وعسل القصب أكثر يبسًا من عسل النحل. وقال: الحديث من السكر حارّ يابس، صالح للرياح الحادثة في الأمعاء والبطن، ويحلل الطبيعة، وإن شُرب مع دهن لوز نفع القُولَنج. وهو معتدل الحرّ، لطيف، جلاء، صالح للصدر والرئة، ملين لهما، مخرج لما فيهما، جيد لخشونة المثانة، موافق للمحرورين والمبرودين لاعتداله، لا يحتاج إلى إصلاح إذا أصيب فيه موضعه. وينبغي أن يُحذر الإكثار منه عند لين الطبيعة وتسحُّج الأمعاء، ولا يحتاج إلى دفع مضارّ أكثر من ألاّ يأكله المسلولون. والفانيذ: أما الشجريّ منه فيلين البطن، ويسكن الريح، ويُسْخِن إسخانًا بيِّنًا، والخَزائِنيّ يلين الصدر، إلا أنه دون الشجريّ في الإسخان. والفانيذ يلين الطبيعة، وينفع من السُّعال البلغميّ، ويسخن نواحيّ الكُلَى، وينفع من علل الصدر التي تحتاج إلى ترطيب. وأما نبات السكر فيختلف على حسب اختلاف الشيء الذي ينبت منه، لأنه إن كان نباته من سكر قد طبخ بماء الورد كان أبرد وأخفّ، وأقلّ إطلاقًا للبطن. وإن كان من سكر قد طبخ بماء ورق البنفسج، كان ألين وأطلق للبطن. «ف» السكر: معروف. وهو صنفان: أبيض اللون، وأحمره، وأجوده الأبيض. وهو معتدل مائل إلى الحرّ، يقوّي المعدة والكبِد، ويفتح سُدَد الكبد، وفي قصبه معونة على القيء. والشربة منه: أوقية «ج» أجوده الشفاف الطَّبَرْزذ،(1/288)
المجلوب من المشرق، وكلما عَتُق السكر كان ألطف، لأنه أميل إلى الحرارة، وأقلّ حرارة الطبرزذ، وهو حار رَطب في الأولى، والسليمانيّ أكثر تليينًا، وهو يقارب العسل في الحرارة والجِلاء والتنقية.
* سُكَّر العُشَر: «ع» هو شيء يقع على العُشَر، وهو كقطع الملح، وهو جيد للمعدة والكبد، وينفع الكُلَى والمَثانة، وينفع من البياض العارض في العين إذا اكتُحِل به، ويقارب مِزاج السكر، وهو ألطف منه. «ج» وهو يُحِدُّ البصَر، وينفع منَ الاستسقاء مع لبن اللِّقاح، ولا يعطش كأنواع السكر.(1/289)
* سَكَنْبِيج: «ع» هو صَمْغ نبات شبيه بالقِثَّاء. وأجوده ما كان صافيًا، وكان أحمر، وداخله أبيض، ورائحته ما بين رائحة الحِلتيت ورائحة القِنَّة، حِرِّيف. وهو يُسخِّن ويلطِّف، وينقي الأثر الحادث في العين، ويلطِّفه ويُرقُّه، وينفع من الماء النازل في العين، وظلمة البصر الحادثة عن أخلاط غليظة، ويسهل البَلغَم اللزِج، والرطوبات الغليظة، ويستخرج الغائص منها في المفاصل، وينفع من عِرْق النَّسا، ومن القُولَنج اللذين سببهما بلغم، والريح الغليظة. وهو بالجملة دواء جيد جدًّا لغلبة البلغم البارد في المعى، والظهر والوركين. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة. وهو دواء لا يستعمله إلا المبرودون في العلل الباردة، فإنه يُشْعِل الحرارة الغريزية إشعالاً قويًا، فيجب أن يتجنبه المحرورون. «ف» من الصُّموغ. وهو معروف، يُجلَب من أصفهان، أجوده المائل إلى البياض، الحادّ الرائحة. حار في الثالثة، يابس في الثانية. ينفع من الاستسقاء والقُولَنج والأخلاط اللينة، وينفع من جميع الأدواء البلغمية والسوداوية، والأرياح الباردة. والشربة منه: درهمان. «ج» هو صمغ شجرة لا منفعة فيها، بل في صمغها، وقيل إن من القِنَّة نوعًا يستحيل فيصير سَكَنْبِيجا. وهو محلِّل ملطِّف، وينفع من الفالِج، ويسهل المادة التي في الوركين، والقولنج والحصى، ويزيد في الباءة، ويُدرّ الحيض والماء الأصفر والخِلط اللزج. وينفع من ظلمة العين وغِلَظ الأجفان. وهو يقتل الأجنة. والشربة منه: إلى ثلاثة أرباع درهم بماء السذاب لسوء التنفس، وينقي الصدر، ومع السذاب للسع الهوامّ، والسموم القتالة. وينفع لَطوخًا في جميع ذلك.(1/290)
* سُكّ: «ع» الأصليّ هو الصينيّ المتخذ من الأمْلَج، والآن لمَّا عسُر ذلك فقد يتخذونه من العفُص والبلَح، على نحو عمل الرامَك. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، جيد لأوجاع العصب، ويمنع النزف. والسُّكّ ممسك وينفع من الاستطلاق المتولد عن ضعف المعدة والأمعاء والكبد، إذا كان ضعفهما من برد أو من ضعف القوّة الماسكة. وينفع من استطلاق بطون الصبيان منفعة بالغة، إذا كان ما ينزلونه غير نضيج، وينفع ضِمادًا للمعدة من القيء البلغميّ السبب، أو الكائن عن رطوبة كثيرة في المعدة. وقال: وخاصيته الزيادة في الجماع، وفتح السُّدد والتحليل. «ج» أجوده الذكيّ الرائحة، الجيد العمل. وهو حار يابس في الدرجة الثانية، وقابض مقوّ للأحشاء، وهو يعقل الطبع إذا ضمد به البطن، ويمنع النزف، وينفع أوجاع القلب، وقدر ما يؤخذ منه: نصف درهم. «ف» أجوده ما يتخذ من الأمْلَج. وهو حارّ يابس قابض، ينفع من الحزن والغمّ، ووجع الرحم إذا احتملته المرأة، ويزيد في الباءة، ويقوّي الذكَر، وينفع من يبول في فراشه لا سيما الصبيان. والشربة منه: درهم.(1/291)
* سَلِىخة: «ع» أصناف السَّليخة كثيرة، تكون في البلاد المنبتة للأفاويه، لها ساق غليظ القشر، وورق شبيه بورق النوع من السَّوسن الذي يسمى إيرِسَا. والمختار منها ما كان ياقوتيًا حسن اللون، لونه شبيه بلون البُسَّذ، دقيق الشُّعَب، أملس طويلاً غليظ الأنابيب ممتلئًا، يلذغ اللسان ويقبضه، ويحذوه حذوًا يسيرًا، عطِر الرائحة، فيه شيء من رائحة الخمر. وهو دواء يسخِّن ويجفِّف في الدرجة الثالثة، وهو مع هذا كثير اللطافة، في طعمه حرافة كثيرة، وقبض يسير، فهو لهذه الخصال كلها يُقَطِّع ويحلِّل ما في البدن من الفضول، وفيه مع هذا تقوية للأعضاء. وهو نافع من احتباس الطَّمْث إذا كان لا يُدرّ ويَستفرِغ بالمقدار الكافي، بسبب كثرة الأخلاط الزائدة وغلظها. وقوة السليخة مسخنة ميبسة، مدرّة للبول والطمث، وتسخن الأعضاء الباطنة؛ وتفتح سُدَدها، وتسقِط الأجنة الأحياء بقوّة قوية، والمَشِيمة، وتنفع أوجاع الصدر والجنبين، المتولدة عن أخلاط لزجة وعن رياح غليظة، وتسهل النفث، وإذا دخن بها الرحم نقته من الفضول الفاسدة، وحسَّنت رائحته. ويجب أن يضاف إليها في أدوية الصدر عروق السَّوسَن، وإذا وضعت على مقدم الدماغ منثورة بعد السحْق، وتُضُمِّد بها، نفعت من النَّزَلات. وبدلها إذا عُدِمت: ضِعفها من الدارصينيّ. «ز» مثله. «ج» هي خشب، منها صِنف طيب الطعم والرائحة، وصنف يشبه طعم السَّذاب، وصنف أسود رائحته كرائحة المسك، وصنف أسود رقيق الأُنبوب. وقيل: السليخة قد توجد على الدارصينيّ، وأجودها الأحمر اللون، الصافي الأملس المستطيل العود، والأسود رديء، وهي حارّة يابسة في الدرجة الثالثة، تحلِّل الرياح الغليظة مع قبض يسير، وتقوّي الأعضاء، ويُطلَى بها مع العسل الثآليل، وتنفع في أدوية العين لتحدّ بصرها، وتنفع الصدر، وهي تُدرَ البول والحيض، وتشفي من نَهْش الأفاعي. وقدر ما يؤخذ منها: إلى درهم. وهي تسقط الأجنة. «ف» هو نبات خشبيّ، وأصنافه كثيرة،(1/292)
وأجودها الأحمر الذكيّ الرائحة، تنفع من أوجاع الكُلَى والمثانة، ويُدرّ البول. والشربة منه: درهم.
* سِلْق: «ع» هو ثلاثة أصناف: فمنه كبير شديد الخضرة، يضرب إلي السواد، ورقه عراض لينة، حسنة المنظر، ويسمى الأسود. ومنه صغير الورق، جعد سَمِج المنظر، ناقص الخضرة، ومنه صنف ورقه نابت على ساق طويلة، ورقه كثيرة دِقاق الأصل، في أسفلها جُعودة، وفي أعلاها الدقيق سُبوطة، طويل الساقَ إلى موضع الورق، وخضرته ناقصة جدًّا، تضرب إلى الصُّفرة. وفي السِّلْق قوّة بُورَقية تجلو وتحلل، وتنفض فضل الدماغ من المنخرين، حتى أنه إذا طبخ خرج ما فيه من هذه البُورقية، وصارت قوّته تبطل كُمون الأورام، وتحلل تحليلاً يسيرًا. وفيه رطوبة تجلو جلاء معتدلاً، وبها يُهيج البطن للانطلاق، وتلذع الأمعاء والمعدة، وخاصة إذا كانت جيدة الحسّ، فإنه يضرّ المعدة إذا كانت على هذه الحالة إذا أكثر منه، وغذاؤه يسير كغذاء سائر البقول، إلا أنه أنفع من المُلوكية في تفتيح سُدد الكبد وغيره، وخاصّة متى أُكل مع الخَردل، فإن لم يكن مع خردل فلا أقلّ من أن يؤكل مع الخلّ وهو دواء بليغ لمن كان طِحاله عليلاً من سُدَد، إذا أكل على ما وصفْت، وطبيخ ورق السَّلق وأصله إذا غسل به الرأس قلع الصِّئْبان، ونقى النُّخالة، وإذا صبّ على الشُّقاق العارض من البرد نفع منه، وقد يُضْمَد البهق بورقه نِيّئًا بعد أن يُتَقَدَّم في غسل البهق بنطرون، ويُضمد به داء الثعلب بعد أن يتقدم في غسل جلده، والقروح الجنبية، وإن جُعل في قَيْروطيّ، ووضع على الورَم سكنه، وإذا طُلِي الكَلَف به أذهبه، ويُذهِب القروح في الأنف، وهو جيِّد للقُولَنج إذا أخذ بالتوابل والمُرّيّ. وورقه يقطع الثآليل ضِمادًا، وينفع من القوابي طلاء بالعسل، وماؤه فاترًا يقطر في الأذن، فيسكن الوجع. وأصله رديء للمعدة مُغْث. ويُحتقن بمائه لإخراج الثُّفْل. وجميع السِّلْق يولد القراقر والنفخ والمغَص، وهو مقطِّع(1/293)
للبلغم، ويسرّ النفس، وربما حرّك شهوة الجماع، وماء أصله أقوى فعلاً في النفع من سُدَد الخياشيم. وسِلْق الماء هو جار النهر؛ والسلق البريّ هو ضرب من الحُمَّاض. «ج» أجوده العذْب الطعم. وهو حارّ يابس في الدرجة الأولى. وقيل هو مركب القوّة. وقيل رطب في الأولى، فيه بُورَقية ملطفة، وتحليل وتفتيح. وفي الأسود قَبض، وينفع من داء الثعلب والكَلَف والحَزاز والثآليل إذا طلي عليها بمائه، ويقتل القَمْل، وهو رديء الكيموس، قليل الغذاء، يحرق الدم، ويصلحه الخلّ والخردل. «ف» من البقول المعروفة. وهو بريّ وبستانيّ، وأجوده البريّ الحديث العذب الطعم، وهو بارد في الثانية، والبريّ أقوى. وماء البريّ ينفع من الحَزاز وقروح الأنف. والمستعمل منه: قدر الحاجة.
* سُلْت: «ع» نوع من الشعير، يتجرد من قشره كله وينسلت، حتى يكون كالبرّ، خبزه عسر الانهضام، يولد النفخ والقَراقر، وإذا عُمِل من دقيق حَريرة، ثم جعل فيه زيت كثير، ويُتَحسى منه قدح وهو فاتر، يفعل ذلك ثلاث غُدُوات أو خمسًا نفع من داء المُوم والهَذَيان، وحسوه ينقي الصدر، وينفع السعال الشديد، ويدرّ البول، وينقي الكُلْيتين والمثانة، إلا أنه يضرّ بالمعدة. «ج» مثله.
* سَلْخ الحية: «ع» قد ذكر قوم أن سَلْخ الحية إذا أغلي بالخلّ شفى من وجع الأسنان، وقد خلطه قوم في أدوية العين، وخاصة سَلْخ الذكَر، وإذا بُخِّر به في النار هربت الحيات من ذلك الدُّخان. وفي الخواص: إذا شدّ سَلْخ الحية على ورك المرأة الحامل عند الطَّلْق، أسرعت الولادة، فليؤخذ عنها أوّل ما تلد، فإذا بخرت به امرأة قد رجعت مَشيمتها أو مات ولدها في بطنها، ألقت ما في بطنها. وقال: مجرب. ومُحرَقُه ينبت داء الثعلب لطوخًا. «ج» أجوده ما كان أبيض اللون، وهو بارد يابس، وطبيخه يُطلَى على الصُّدَاع. وإذا اكتحل به أحدّ البصر، واستكثاره يُكِلّ البصر. ويستعمل منه بقدر الحاجة.(1/294)
* سُلَحْفاة: «ع» السلحفاة ثلاثة أنواع: بحرية ونهرية وبرية، وإذا ذُبِحت البحرية وأخرج ما في بطنها وأحرقت، وخلط رمادها بشيء من فُلفل، وعجن بعسل، وشَرِب منه العليل مقدار ملعقة بالغداة والعشيّ، نفع من اللَّهَث والرّبْو، وإذا لطخت بدمها الأقدام والأيدي، نفع من وجع المفاصل والنَّقرس، لا سيما إذا تُوولي على ذلك، وإذا أُدمن المسح بشحمها نفع من التشنّج. «ج» مرارتها تنفع القُلاع وتُقطَر في مَنْخِرَي المصروع، ويُلطَخ به للخُناق. وبيضه لسعال الصبيان. ودم البرِّيِّة منه مع الإنفحة لنهش الهوامّ، ولمن سقي اليَتُّوع. «ف» من الحيوان معروف. وهو صنفان: بريّ وأهليّ، مختارها البريّ، ومرارتها وطبعها حارّ، ينفع من الصرْع نَشوقًا، ومرارتها من القُلاع. المستعمل منه: بقدر الكفاية.
* سَلْوَى: «ع» هو السُّمَاني. وسيُذكر فيما بعد إن شاء الله تعالى.(1/295)
* سُّمَّاق: «ع» الذي يستعمل في الطعام. وهو ثمر نبات شجرة تنبت في الصخور، طولها نحو من ذراعين، وفيها ورق طويل، لونه إلى حمرة الدم، مُشَرَّف الأطراف، على هيئة المنشار، وله ثمر يشبه العناقيد كثيف، وفي قشر الحب المنفعة، وهذه الشجرة تقبض وتجفف، فلذلك صاروا يستعملون نوعًا منها في دباغة الجلود، ويسمونه سُمَّاق الدبَّاغين. والسماق دواء يجفف في الدرجة الثانية، وورقه قابض، يصلح لما يصلح له الأقاقيا، والسُّماق يشهِّي الطعام لحموضته، ويشدّ الطبع بعفوصته، وينفع الإسهال المزمن، الذي يكون من الصفراء، إذا أكل واصطُبغ به. وهو في مَذْهب الخَلّ، إلا أن الخَلّ ألطف منه في البدن، وإن طبخ به لحم أو دُرَّاج شدّ البطن، وإن ضُمِدت به المعدة والبطن شدّهما، وينفع من تحلُّب الصفراء من الكبد إلى المعدة والأمعاء، وإذا قلي كان عقله للبطن أكثر، غير أن قواه الأخرى تضعف، وإذا نُقِع في ماء وَرْد واكتُحِل بذلك الماورد، نفع من ابتداء الرمد الحارّ مع مادة، وقوى الحدقة، وسَويِقه عاقل للبطن، دابغ للمعدة، وإذا اكتُحِل بمائه المُنقَع فيه، نفع من السُّلاَق والاحتراق، وقطع الحِكة العارضة للعين، وإن أخذ من به قيء دائم حتى لا يثبُت في معدته شيء من الطعام والشراب، من السماق والكمون، ودقهما دقًا جَريشًا، وشرب منهما بماء بارد، انقطع عنه القيء، وإن أخذ نَقيع السُّماق وقطر منه في عين المجدور إذا احمَّرت، فإنه يُؤْمَن به ظهوره في عينيه، وإذا غُسِل حبه بماء الورد، وتمضمض بماء الورد وحده، نفع من القُلاع، وإن أخذ وحده بماء الورد قطع سيلان الدم من أي عضو كان. «ج» منه خُرَاسانيّ، ومنه شاميّ، وهو أصغر من الخُراسانيّ، وأحمر، ويصلح لما يصلح له الورد والأقاقيا، وإذا طبخ وقوّم طبيخه كالعسل، صلح لما يصلح له الحُضَض. وأجوده الحديث الأحمر. وهو بارد يابس في الدرجة الثانية؛ وقيل في الأولى، وقيل في الثالثة؛ قابض مقوّ يمنع النزف، حتى أن(1/296)
قومًا يقولون إن تعليقه يفعل ذلك. وهو ينفع انصباب الصفراء إلى الأحشاء، وينفع من ورم الضربة وخُضرتها إذا ضُمِّدت به؛ وينفع من الدواحس، ويمنع تزيد الأورام، وسعي الخبيثة، وقيح الآذان والقُلاع، ويسكِّن العطش، ويشهِّي الطعام، ويسكن الغَثَيان الصفراويّ، ويمنع السحْج، ويعقل البطن، ويحتقن به للدُّوسِنْطاريا وسيلان الرحم والبواسير. وقدر ما يؤخذ منه للمداواة: خمسة دراهم. «ز» وبدله: التوت المجفف. «ف» مثله.
* سِمْسِم: «ع» فيه من الجوهر اللزِج الدُّهني مقدار ليس باليسير، وهو يسخن إسخانًا معتدلاً، وهذه القوّة فيه وفي دُهنه وهو الشَّيْرَج، وهو أكثر البزور دهنًا، ولذلك يزنَخ سريعًا ويتغير، ويتبع أكله سريعًا، وهو يُغْثِي ويبطئ في الانهضام، ويغذّي البدن غذاء دُهنيًا دسِمًا. والخِلْط المتولد منه خِلط غليظ، وهو رديء للمعدة، ويُبْخِر الفم إذا أكل وبقيت منه بقايا في الأسنان. وهو حارّ في وسط الدرجة الأولى، رطب في آخرها، لزج. ودهنه أضعف فعلاً من جسمه، وإن أُكل بالعسل قلّ ضررهُ، وإذا غُسل الشعر بماء طبيخ ورقه لينه وأطاله، وذهب بالأتربة العارضة في الرأس، وإذا طبخ دهنه بماء الآس وبزيت الإنفاق، كان محمودًا في تصليب الشعر، ونقَّى الحِكة الكائنة من الدم الحارّ والبلغم المالح. ونَقيع السِّمسم يُدِرّ الحيضة، ويطرح الولد، وإذا قُلِي السمسم وأكل مع بِزْر كَتان، زاد في الباءة، وإذا مُزِج دُهنه بمثله موم، وعُمل منه ضماد على الوجه، حلل نَفْضَه وصفاه ولَينه، وحسَّن لونه، وإذا ضُمِدت به المقعدة، نفع من الشُّقاق فيها، وإذا تضمد به على العصب الملتوي سبطه وقوّمه، وينفع من التشنج اليابس أكلاً ودَهنًا، ويلين صلابة الأورام، وينفع السَّعفة، وإدمان أكله بالجبن ينفع من في صدره قُرْحة، ومن استولى على جسده اليُبْس. وهو جيد لضيق النفَس والربو، ودهنه مع فُوَّة وورد، ينفع من الصُّداع الاحتراقي، وأكل السمسم يسكن الحُرقة واللذع(1/297)
العارضين في المعدة من خِلْط حارّ، ومِن شُرْب الشراب، ومن شرب دواء حادّ. «ج» يسمى الجُلْجُلان. وهو أكثر البزور دُهنية، وأجوده الكِبار الحديث، وجِرْمه أقوى من دُهنه، وهو حارّ في وسط الأولى، رطب في آخرها، وقيل في الثانية. وهو ملين مُغَرَّ محلِّل، ينفع خضرة الضَّرْبة الباذنجانيَّة، والدم الجامد، وينفع من الشُّقاق والخشونة السوداويتين، ويسمن ويطوِّل الشعر. ونفعه في إدرار الحيض شديد، حتى أنه يسقط الجنين، وهو نافع من عضّ الحية، ويزيد في المنيّ، وقدر ما يؤخذ منه: خمسة دراهم، رديء للمعدة والنَّكهة، ومن أراد أكله فليقلِه قليًا خفيفًا. «ف» دُهنه ميال إلى جميع العقاقير التي يطبخ بها والتي تصير معه، ونقيعه شديد في إدرار الحيض، حتى أنه يسقط الجنين، وقدر ما يؤخذ منه: حَفْنة.
* سُمَانَي: «ع» أكل لحمه يخاف منه التمدّد والتشنُّج، لأنه يأكل الخَرْبَق فقط. لأن في جوهره هذه القوّة، وأظنّ أن اغتذاءه بالخَرْبَق هو لمشاكلة المِزاج. ويسمَّى قتيلَ الرعد، لأنهم زعموا أنه إذا سمع الرعد مات. وقال: أما جِرْمها فبأجرام العصافير أشبه، فكأنه وسط بين مِزاج الدّجاج والحَجَل، وهي إلى فِراخ الدجاج أميل، وهي ألطف جوهرًا، وأميل إلى الحرّ قليلاً، وهي جيدة الكَيموس، طيبة الطعم، نافعة للأصِحاء، والناقهين. ولحومها تفتت الحصى، وتُدرّ البول. «ج» أجودها المخاليف الرطبة، وهي حارّة يابسة، تنفع من وجع المفاصل من برد، وتصلح أن تطبخ بالخل والكزبرة. «ف» هو صنف من الطيور معروف، حارّ يابس في الثانية، ينفع أوجاع المفاصل الباردة الرطبة، وهو رديء للكبد الحارّة ويستعمل منه بقدر الحاجة.(1/298)
* سَمَك: «ع» رديء عسير الانهضام، والدم المتولّد عنه مملوء لزوجات، ويتولد منه بلاغم غليظة رديئة، ويتولد منه أمراض خبيثة وأعظم ضرره على من لم يعتده إذا ألجئ إلى إدمانه. وهو يختلف بحسب أجناسه، وعظم جثته، وجودة مائه، ومكانه الذي يتكون فيه، وبحسب ما يصنع منه: من شَيّ أو قَلْي أو مَقْر أو تمليح. والعظيمة الجثة منه أكثر غذاء، وأكثر فضولاً، والكثيرة السُّهوكة المُنتنة الرائحة، القليلة اللذاذة، رديئة الخِلط جدًّا، لا ينبغي أن تؤكل. وبالجملة أجود السمك ألذه وأقله سُهوكة، صغيرًا كان أو كبيرًا، وقلما يكون السمك الجيد في النقائع والآجام والمياه القائمة الرديئة، وقد يكون في الأودية العظام، والقُنِيّ العذبة، وفي البحر في مواضع دون مواضع، سمك جيد، حسن اللون، وطيب الرائحة، قليل السُّهوكة، وما اصفرّ أو اسودّ من السمك فرديء في أكثر الأمر، ويصلّح السمك الهازباء إذا اتخذ بالخلّ للمحمومين والمحرورين، وينفع أصحاب اليرَقان والأكباد الحارّة. وأضرّ ما يكون السمك: بأصحاب الأمزجة الباردة، والمعدة البلغمية، فمن اضطرّ إليه فليقّلِه أو يَشْوِه بدهن الجوز والزيت، وأن يأكله بالفُلفل السحيق، ويأخذ عليه الزنجبيل المرَبَّى، ويشرب عليه الشراب الصِّرْف القويّ المقدار، ويصابر العطش ما أمكن. «ج» السمك الطريّ أجوده الصُّخوريّ الرقيق القشر، الصغير الفَلْس، المتوسط بين الصغير والكبير، والسِّمَن والهُزال، وهو لذيذ، وأفضل أنواعه: الشُّبُّوط والهازبيّ، ثم البنيّ، وأفضله ما تغذّى بالحشيش لا بالأقذار، وهو بارد رطب في الدرجة الثانية، يزيد في الباءة، ويخصب الأبدان. والمملوح أجوده ما كان قريب العهد بالتمليح، وينبغي أن يغلى الماء ثم يلقى فيه. وهو حارّ يابس، يخرج السُّلَيِّ الناشِب، خصوصًا السمك الجِرِّيّ، والمملوح الممقور، وهو يملَّح ويجعل في خلّ الخمر والكزبرة، وهو أحدّ من السمك المملوح الذي بغير أبازير. وهو بارد يابس،(1/299)
شهِيّ الغذاء، وهو أقلّ تعطيشًا من المملوح ومن الطريّ المقلوّ. والسمك المملَّح ينبغي أن يسقَى بالخلّ، ومعه السَّذاب والكرفس، ثم يشرَّح السمك فيه حتى يتهرأ في طبيخه، وتبقى لذّته. وهو بارد معتدل الرطوبة، وينفع الكبد الحارّة واليَرَقان والحميات الصفراوية، ويضر بالبصر. «ف» أصنافه كثيرة، وأجوده الصخوريّ الطريّ، بارد رطب، والمملوح حارّ يابس، والطريّ يسمن الجسم، والمملوح يذيب البلاغم اللزجة، ويستعمل بقدر المزاج.(1/300)
* سَمْن: «ع» السمن محلِّل منضج. وسمن البقر يمنع سمَ الأفاعي من الوصول إلى القلب، وإن سُقِي الملسوع من الأفعي منه شيئًا من عتيقه لم ينله ضرره. وهو يفعل أفعال الزُّبد، وهو أقوى في الإنضاج والإرخاء، والتليين والإسخان، حارّ رطب في الأولى، منضج محلل. وأكثر فعله في الأبدان الناعمة والمبسوطة، دون الصلبة، وينضج الأورام خصوصًا التي في أصل الأذنين، وخصوصًا في الصبيان والنساء، ويلين الصدر، ويلين الفضول، وربما عقل البطن، وربما أطلقه. وهو ترياق للسموم المشروبة، وإذا وضع منه على قطنة، ووضعت على فم جرح منعه أن يلتحم، فيفعل به هذا عند الاحتياج إلى تنقية القروح ذوات الغَوْر، وكثيرًا ما يستعمله الأطباء في توسيع أفواه الجراحات، وإذا عُجن الحناء بعتيقه وطُلي به على الجَرب العتيق أذهبه، وإذا شرب منه أوقية مع نصف أوقية سكر أطلق البول المحتبس وَحِيًّا، جُرِّب ذلك فوجد، وإذا احتمل في فَرْزَجة نفع من قروح الأرحام، وينفع من البواسير إذا طلي به على المَقعدة، وإذا خلط أوقية منه مع سُكُرُّجَتين ماء رُمَّان، نفع من الدُّوسنطاريا منفعة بينة. وخاصيته: تليين صلابة العين إذا طلي منه عليها، وإذا خلط به زيت، وطلي به على الأجفان الجربة نفعها، وإذا لُعِق على الريق رطب السعال المزمن اليابس، ونفع منه. وينبغي أن يجتنب في العلل الباطنة، وإذا طُلي على الوجه بالسمن ليلاً ويَنام به، يفعل ذلك سبع ليال، نقَّى الوجه وحسَّن دِيباجته وصَقَله، وكذلك يفعل الزُّبد. «ج» سمن: هو الزُّبد إذا أغلي فيه الملح وشيء من مُرّ. وهو يفعل أفعال الزُّبد، وهو أقوى في الإنضاج والإرخاء والتليين، وكلما عَتُق صار أحرّ وأقوى، وهو حار رطب في الأولى، يلين الصدر، ويحلِّل فضَلاتِ الرئة، والعتيق ينفع الناصور، والمستعمل منه: بقدر الحاجة.(1/301)
* سَمُّور: «ع» يكون في بلاد الأتراك. حارّ يابس، يسخن إسخانًا كثيرًا فوق سائر الأوبار. «ج» هو والدَّلَق متقاربان، وهو يسخن ويجفف، ولبسه ينفع المشايخ والمبرودين، وقيل إن لباس السمور جيد للصدر والكليتين.
* سَنا: «ع» هو الذي يُتداوى به، ويسمَّى السَّنَا المَكِّيّ، وفيه كلّ شيء ينعت في الشِّبْرِق، إلا أن ورقته رقيقة، ويخلط بالحِناء فيسوّد الشعر. والمستعمل منه ورقه، وأجوده المَكِّيّ، وهو حارّ يابس في الأولى، يسهل المِرة الصفراء والمرة السوداء. ويغوص في العضَل إلى أعماق الأعضاء، ولذلك ينفع من النِّقرس وعِرْق النَّسا، ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط المِرة الصفراء والسوداء والبلغم. والشربة منه من المطبوخ: من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم. وقال: إنه ينفع الوَسواس السَّوداوي، ومن الشُّقاق العارض في اليدين، وينفع من تشنج العَضَل، ومن انتثار الشعر، ومن داء الثعلب والحية، ومن القَمْل العارض في البدن، وينفع من الصداع العتيق، ومن الحَرب والبثور والحِكة، ومن الصرع. وشرب مائه مطبوخًا أصلح من شربه مدقوقًا، وإن شرب وحده فالشربة منه مدقوقًا: من درهم إلى ثلاثة دراهم، ومطبوخًا من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم. «ج» مثله. وأنه يضرّ بالمثانة، ويصلحه الهَليلج الأصفر. «ف» أجوده الحديث الكثير الأوراق، وهو حار يابس في الأولى، يسهِّل الصفراء، وينقِّي الفضول البلغمية. والشربة منه: درهمان. «ز» وبدله: السنَا البلديّ.(1/302)
* سُنْبُل: «ع» هو ثلاثة أصناف: هنديّ، وروميّ، وجَبَليّ، فلنبدأ منه بسنبل الطيب، وهو الهنديّ، وهو سنبل العصافير، وهو أشدّ سوادًا من السنبل الروميّ. وهو يسخِّن في الدرجة الأولى، ويجفف في الدرجة الثانية نحو آخرها، وهو ينفع الكبد وفم المعدة إذا شرب، وإذا وضع من خارج، ويدرّ البول، ويشفي اللَّذع العارض في المعدة، ويجفف المواد المنحدرة المنصبة إليها وإلى الأمعاء، والموادّ المجتمعة في الرأس والصدر، وهو أقوى أصناف السنبل في ذلك، وإذا عمل فَرْزَجة واحتملته المرأة قطع النزفَ، ويجفف الرطوبة السائلة من القروح، وإذا شرب بماء بارد سكن الغَثَيان، وينفع من الخَفَقان والنفخ، ومن اعتلت كبده أو كلاه، والجلوس في مائه الذي طبخ فيه يبرئ النساء من الأورام الحارّة العارضة في الأرحام، ويُذّر على الأجساد الكثيرة العَرَق فينفعها. وأما الروميّ، ويسمى النارِدِين، فقوّته مسخنة ملينة، يدّر البول، وقوّته من جنس قوّة سنبل الطيب، إلا أنه أضعف منه في جميع خصاله، خلا إدرار البول، وهو أشدّ حرارة من سنبل الطيب، وقبضه أقلّ من قبض ذلك. وأما الجبليّ فهو أضعف من جميع أنواع السنبل. «ج» سنبل الطيب هو سنبل العصافير. والسنبل الروميّ هو النارِدِين، وهو حار في الدرجة الأولى، يابس في الثانية. وهو مفتح محلِّل، وذريرته تمنع العَرَق، وهو يحلل الأورام، ويقوي الدماغ، وينبت هُدْب العين إذا وقع في الأكحال، وينفع من الخفقان، وينقِّي الصدر والرئة، ويفتح سُدَد الكبد والمعدة، ويقوّيهما، ويطيب النَّكْهة، وينفع من اليرقان ووجع الطِّحال، ويمسك الطبع. وقدر ما يؤخذ منه: درهم. «ف» أصنافه كثيرة، وأجوده السُّوريّ الطيب الرائحة كالسُّعْد، وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، يقوّي الدماغ، ويفتح سُدَد المعدة. والشربة منه: درهم ونصف. السنبل الهنديّ بدله سادج، والسنبل الروميّ بدله سنبل هندي، أو قشور عروق الكَبير.(1/303)
* سَنْدَرْوس: «ع» هو صَمْغ أصفر شبيه الكهربا، إلا أنه أرخى منه، وفيه شيء من المرارة، حارّ يابس في الدرجة الأولى، يقطع فضول البلغم من المعدة والأمعاء، ويقتل الدود وحَبَّ القَرَع، وينفع من استرخاء العَصب الحادث من فرط البرودة والرطوبة والامتلاء، وإن دُهن به البواسير جفَّفها، ودخنته تنفع من الزكام، وينفع من نفْث الدم شربًا، وإذا تُبُخِّر به أنزل البِلَّة من الرأس، وينفع من النزلة، وإن نُثر على القروح جففها، ويشبه الكهربا في قوّته، وخاصيته: النفع من النَّزَلات ونفث الدم، وإذا خلط بدهن الورد حتى يغلُظ نفع من الشُقاق المزمن الواغل في اللحم، الكائن في اليدين والرجلين. وهو يحبس الدم، وينفع من الخَفَقان، ومن الربو الرطب بتجفيفه، وينفع الطحال، وهو جيد للإسهال المزمن، وإن سُحِق وذُرّ على كبد عنز وشُويت على النار، واكتحل بالصديد الذي يسيل منه، نفع من الغشاء، وإذا شرب بماء العسل أدرّ الطمث والبول، وإذا قطر في العين جلا الآثار جلاء عجيبًا، بمنزلة السحر. ويمنع دخانه النوازل، ويحبس الدم من أي موضع كان شربًا. «ج» هو كالكهربا في جذبه التبن وما شاكله، وهو صمغ حارّ يابس في الدرجة الثانية، وفيه قبض يحبس، ومنفعته في تسكين وجع الأسنان لا يَعِدلها شيء. «ف» من الصُّموغ، وهو معروف، يجلَب من الروم، أجوده الأصفر الشفاف النقيّ. حارّ يابس في الثانية، ينفع من الخَفقان، والإسهال المزمن، ووجع الطِّحال. والشربة منه: درهم. «ز» بدله: ثلثا وزنه كهربا. وقيل: بدل السندروس الروميّ السندروس السودانيّ المعروف بصمغ الغربان.(1/304)
* سُنْبَاذَج: «ع» طبع حجر السنباذج البرد في الدرجة الثانية، ومعدنه في جزائر الصين، وهو حجر كأنه مجتمع من رمل خشن، ويكون منه حجارة متجسدة، كبار وصغار. وخصوصيته: أنه إذا سُحِق فانسحق كان أكثر عملاً منه إذا كان على تخشينه، ويأكل أجسام الأحجار إذا حكت به يابسًا ورطبًا بالماء، وهو رطبًا بالماء أكثر فعلاً، وفيه جلاء شديد، وتنقية للأسنان، وله حدّة يسيرة، ويستعمل في الأدوية المحرِقة، والأدوية المجففة، والأدوية المبرِئة لترهُّل اللِّثة، وتغير الأسنان. وإن حُرق بالنار وسُحِق وأُلقي على القروح والبْثر العفنِة التي قد طال مكثها أبرأها. «ج» قويّ الجلاء، يجلو الأسنان من الأوساخ جِلاء عجيبًا. «ف» أجوده ما كان خاليًا من الرمل. وهو بارد يابس، يجلو الأسنان، وينفع اللِّثة المسترخية. استعماله: درهم.
* سِنْجاب: «ع» إسخانه يسير لين، الغالب على مزاج حيوانه كثرة الرطوبة، وقلة الحرارة، لاغتذائه بالفواكه، ولذلك يصلح لبسه للمحرورين والشباب، ومن يداوم شرب النبيذ، لأنه يسخن إسخانًا معتدلاً. «ج» هو أقلّ حرارة من السَّمُّور، وقيل إنه بقياسه، بارد رطب، يصلح أن يلبسه المحرورون.
* سِنَّوْر: «ع» الفرو المتخذ من السِّنَّوْر الهنديّ حارّ يابس، شديد الإسخان، يجري مجرى الثعلب، ومقارنة القطط وأنفاسها تورث الذُّبول والسُّلّ، ولحمه حارّ رطب، ينفع من أوجاع البواسير، ويسخن الكُلَى، وينفع من وجع الظهر. وزِبل القط يُسقط المشيمة بَخورًا وحَمولاً ولحم السِّنور إذا جفف ودقّ استخرج النصول والأزجَّة، لأن له جذبًا شديدًا.(1/305)
* سُوْرِنَجان: «ع» السُّورنجان هي اللُّعْبَة بالديار المصرية، واللُّعبة البربرية عند أطباء العراق. وهي أصل كالقسطلة في الشكل، عليها قشرة كقشرها، ويجرد عن مثلها. هكذا يكون في زمن الخريف، ثم يطلع من عَرْض القسطلة حذاء أطرافها المحددة، نَوْرة لاصقة بالأرض، على هيئة السوسنة البيضاء، ورْدية اللون، وربما كانت بيضاء أو صفراء، وإذا جفت بدا ورقها كورق العُنصل أو أغلظ منه، لاطئ بالأرض، وذلك في زمن الربيع، وتعود حينئذ تلك القسطلة التي كانت أصل هذا النبات بصلة كبصلة العُنصل، ثم لا تزال تتلاشَى حتى تجدها في زمن الخريف قسطلة. والمستعمل من هذا النبات أصله إذا كان في شكل القسطل، وأكثر ما ينبت في سطوح الجبال والروابي، وله خاصة في النفع من البواسير الباطنة، عجيبة ظاهرة الأثر، وذلك إذا سحق وأخذ منه نصف درهم، وعجن بسمن الغنم العتيق، وأخذ في قطنة حَمولاً في المقعدة ليلتين نفع، ولم يحتج إلى معاودة التحمل به ليلة ثالثة. والسُّورنجان حارّ في وسط الدرجة الثالثة، يابس في أول الثانية، وله خاصية في تليين أوجاع المفاصل والنقرس والخَدَر في الأبدان، وأجوده ما ابيض خارجه وصَلُب مكسره، فأما الأسود والأحمر منه، فإنهما ضارّان جدًّا. وهو يزيد في المنيّ والباءة، ويجفف القروح العتيقة، ويسهل البلغم والخام. والشربة التامة منه: وزن مثقال مع السكر وشيء يسير من الزعفران. وإذا خلط مع الأدوية، فمن نصف مثقال إلى وزن نصف درهم. وهو مكرب غير مأمون. «ج» هو أصل نبات، وهذا الأصل منه أبيض، ومنه أحمر، ومنه أسود، ويغشّ باللُّعبة البربرية. وأجوده الأبيض الظاهر والباطن، والصُّلْب المكسر، والأحمر والأسود رديئان، وهما سَمّ لا يصلح استعمالهما، وهو حارّ إلى الدرجة الثالثة، وفيه قبض. وقيل إنه بارد في الثانية، وفيه قوّة مسهلة للبلغم، ينفع من الجراحات العتيقة والنِّقرس، ويسكن وجعه في الوقت ضِمادًا، ولا يستكثر منه، لئلا يُصَلِّب الورم،(1/306)
ويزيد في الباءة، وخصوصًا مع الزنجبيل والفُوتَنج والكَمُّون. وقدر ما يؤخذ منه: نصف درهم مع السكر. «ف» حارّ يابس في الثانية، يزيد في الباءة، وينفع من وجع المفاصل والنَّقرس، ويقوّي على الجماع، ويقوّي الذكر، ويدّر الطَّمث، وينفع من اختناق الرحم. والشربة منه: درهم. «ز» بدله: وزنه من الحناء، ونصف وزنه من كور أزرق.
* سُوْس: «ع» ويقال: عُود السوس. أنفع ما في نبات السوس عصارة أصله، وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل، مع قبض فيها يسير، ولذلك صارت تُمَلِّس الخشونة الحادثة لا في المريء فقط، لكن في المثانة أيضًا، لاعتدال مزاجها المعتدل بين الحر والبرد، ومن اعتدال الرطوبة، وهي تصلح لخشونة قصبة الرئة، وينبغي أن تجعل تحت اللسان ويمتص ماؤها، وإذا شربت بطلاء وافق التهاب المعدة، وأوجاع الصدر، وما فيه من الآلات، والكبد، وجَرَب المثانة، ووجع الكُلَى. وإذا امتصّ ماؤها قطعت العطش، وقد تصلح الجراحات إذا لطخت، وتنفع المعدة إذا مضغت وابتلع ماؤها. وطبيخ أصول السوس وهي حديثة، يوافق ما توافقه العصارة. وأصل السوس إذا جفف وسُحِق وتُضُمد به، نفع من الدواحس. وإذا استعمل ذَرورا نفع من الظَّفِرة التي تخرج في العين. وربُّه وطبيخه نافعان من السعال حيث يصير الجلّ، وإذا ألقي في المطبوخات المسهلة دفع ضررها، وهوّن احتمالها على الأعضاء، ونفع من جميع أنواع السعال، إلا أنه فيما فيها من أخلاط لزجة ضعيف، فإذا قوي بأدويته كان أكثر جلاء وتقطيعًا، ويقوي تأثيره ويجب أن يوضع في جميع علل الصدر والمثانة، فإنه أنفع دواء للحُرْقة والخشونة إذا تُمودي عليه، ويصفي الصوت، وينقي قصبة الرئة والحميات العتيقة، وينفع من الاختلاج ووجع العصب. «ج» أجوده الحديث الدقاق، وهو حارّ يابس، وقيل إنه معتدل، وقيل إنه بارد. وهو ينفع من وجع الكبد. وقدر ما يؤخذ: مثقال، وقيل إنه يضرّ بالطحال، ويصلحه الورد الأحمر. «ف» هو نبات معروف بري وبستاني أجوده(1/307)
عصارته إذا كان طريًّا. وهو معتدل مائل إلى الحرارة، يلين قصبة الرئة، وينفع من السحْج، وينفع من أوجاع الكبد والطحال، ومن الحمى المحرقة، ومن الصفراء، وخاصيته: تنقية المعدة. والشربة منه: درهمان. «ز» عرق السوس بدله: وزنه كثيراء ونصف وزنه لوز الصنوبر.
* سَوْسَن: «ع» هو ثلاثة أصناف: فمنه أبيض، ويسمى السوسن الأزاذ، ومنه بستانيّ، ومنه بريّ. وزهرة السوسن مزاجها مركب من جوهر أرضي لطيف، منه اكتسب مرارة الطعم، ومن جوهر مائي معتدل المزاج، ولذلك صار الدهن المتخذ من السوسن، المطيب منه وغير المطيب، قوّته تحلل بلا لذع، ويلين خصوصًا صلابة الأرحام. وأصل السوسن وورقه إذا سحق على حدته، فشأنه أن يجفف ويجلو ويحلِّل باعتدال، وينفع من حَرْق الماء الحارّ، فيؤخذ أصل السوسن الأبيض، ويشوى ويسحق مع دهن ورد، ويوضع على موضع حرق الماء، حتى يندمل ويبرأ. وهو دواء ينجح في إدمال جميع القروح، ويلين صلابة الأرحام، ويدر الطمث، وطبيخ أصله نافع لوجع الأسنان، خصوصًا البريّ منه، وينفع من انتصاب النفس، ومن غلِظ الطحال، ولا نظير لدهنه في أمراض الرحم وصلابته، شربًا وتمرخًا، ويخرج الجنين، وينفع من المغص، وإذا شرب من دهنه أوقية ونصف أسهل، ونفع إيلاوس الصفرة، وهو ترياق البَنْج والكزبرة الرطبة والفطر. وأصله إذا طبخ بالزيت يفعل ما يفعله دهنه، وزهر السوسن إذا شرب نفع من نهش الهوامّ، ويصلح للسعال، وينفع من أوجاع العصب ورطوبة الصدر، وإذا احتمل أدرّ الطمث، وأخرج الجنين، وإذا شرب أصله بماء وعسل أحدّ الذهن، وأسهل الماء الأصفر. والشربة منه: من مثقال إلى ثلاثة. ودهنه نافع من وجع العصب، وضَرَبان الأذن. وقال: السوسن الأزاذ قريب الطباع من الزعفران، قريب الأحكام من أحكامه، ولكنه أنقص حرارة ويبسًا منه، وهذا أصلح لتقوية القلب، وذاك للتفريح، فإن في السوسن من تمتين الروح قريبًا مما في الزعفران، وليس فيه من البسط الشديد والتحريك العنيف للروح(1/308)
إلى خارج ما في الزعفران، فالزعفران لا ينفع في الغَشْي منفعته. ومن السوسن ما يسمى إيرساتريا، وهو سوسن أحمر، ويسمى باليونانية كَسُورَك، وهو يشبه الصنف الذي يقال له إيرِسَا، وله ثمر في غُلُف شبيهة في شكلها بالقثِاء، والثمر مستدير أسود حِرِّيف، وله أصل كثير العُقَد، طويل أحمر، يصلح الجراحات العارضة في الرأس، والكسر العارض في القَحْف، ويخرج السُّلاَّء الغائر إذا تضمد به مع القَنْطُوريُون وزهرة النحاس. وقوّته حارّة لطيفة محللة. «ج» السَّوسن الأبيض: يسمى الزنبق، وأجوده الأسْمانُجُونيّ، ودهن السوسن ألطف، وأصله أقوى في الأفعال المخصوصة به. وهو حار في الدرجة الأولى، معتدل في اليبس، فيه تحليل وتلطيف. وقيل إن الأبيض البستانيّ حارّ يابس في الثالثة، وقيل في الأولى، وقيل معتدل. والبريّ أشدّ تسخينًا وتجفيفًا، وهو جَلاَّء ينفع من الكَلَف والنَمش، ويغسل به الوجه فيصقله، وينفع من الجرب المتقرّح والخُشْكَرِيشات. والبستانيّ من أفضل الأدوية لحرق الماء الحار، وينفع من أوجاع الطحال، ومن لسع الهوامّ، وخصوصًا العقرب. وشمّه يحلل فضول الدماغ، وأصله يسهل الماء الأصفر. «ف» السوسن: ضرب من الرياحين، وأصنافه كثيرة، وأجوده الأَسمانجونيّ الطريّ، وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من وجع الطحال المزمن، ونفَس الانتصاب. والشربة منه: ثلاثة دراهم. «ز» بدل السوسن الأَسمانُجونيّ لتربيب الأدهان خاصة: زهر السوسن الأبيض بدل منه.(1/309)
* سَوِيق: منه سَوِيق الحِنطة والشعير وسائر الأسوقة، وكلّ سويق مناسب للشيء الذي يتخذ منه. فسويق الشعير أبرد من سويق الحنطة، مِقدار ما أن الشعير أبرد منه، وأكثر توليدًا للرياح. والذي يكثر استعماله من الأسوقة هذان السويقان، وهما منفِّخان، وبطيئًا النزول عن المعدة، وذهاب ذلك عنهما أن يغليا بالنار غليًا جيدًا، ثم يصفيا في خرقة صَفيقة، ليسيل الماء عنها، ويعصرا حتى يصيرا كبة، ويشربا بالسكر والماء البارد، فيقلّ نفخهما، ويسرع انحدارهما، وينفعان المحرورين والملتهبين إذا ما كرّروا شربهما في الصيف، ويمنعان كمون الحميات والأمراض الحارّة. وهذا من أجل منافعهما. وينبغي لمن شربه ألاّ يأكل في ذلك اليوم فاكهة رطبة، ولا خيارًا، ولا بقولاً، ولا يكثر منها. وأما المبرودون، ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع الظهر والمفاصل العتيقة، والمشايخ، وأصحاب الأمزجة الباردة جدًّا، فلا ينبغي لهم أن يتعرّضوا للسويق بَتَّة، فإن اضطروا إليه فليصلحوه، بأن يشربوه بعد غسله بالماء الحارّ مرّات، بالفانيذ أو العسل، وبعد اللت بالزيت ودهن الحبة الخضراء أو دهن الجوز. وسويق الشعير، وإن كان أبرد من سويق الحنطة، فإن سويق الحنظة لكثرة ما يشرب من الماء يبلغ في تطفئته وتبريده للبدن مبلغًا أكثر، ولا سيما في ترطيبه، فيكون أبلغ نفعًا لمن يحتاج إلى ترطيب. وسويق الشعير أجود لمن يحتاج إلى تطفئة وتجفيف. وأما سائر الأسوقة فيستعمل على سبيل دواء، لا على سبيل غذاء، كما يستعمل سويق النَّبق وسويق التفاح والرمان الحامض وسويق الخَرنوب والغُبَيراء لعقل الطبيعة؛ وسويق الشعير إذا عجن بماء الرمامِين جميعًا، وسُفَّ منه، سكن بِلَّة المعدة، ونفع من القيء الصفراويّ، ومن صداع الرأس المتولد عن أبخرة حارّة، وسكن الغَثَيان، وقوّى المعدة. وإذا جعل سَويق الشعير غذاء للأطفال، بأن يُطبَخ منه حَسْو أو عصيدة بإحدى الحلاوات، وافقهم وأخصب أبدانهم، وقطع عنهم ما(1/310)
يعتري الأطفال من الغَثَيان والإطلاق. ومتى عجن بشراب ورد وزُبد طريّ نفع من السحْج المقلق المكثر للاختلاف من غير إطلاق. «ج» سويق الحنطة: أجوده المعتدل القَلِيّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الأولى. وقيل إنه لين، وإذا كان نقيعًا برّد وأطفأ الحرارة، وينفع الحَشَى الرطبة. وهو بطيء الانحدار، كثير النفخ؛ فلذلك ينبغي أن يستعمل بالماء الحار، ويضاف إليه السكر. وأما سويق الشعير فأجوده المعتدل القَلِيّ القليل النُّخالة، وهو أكثر تبريدًا من سويق الحنطة، يمسك الطبع، وينفع من الخِلْفة الصفراوية إذا شرب حالمًا يلقى عليه الماء، وإذا شرب بعد زمان أسهل، وهو يولد نفخًا ويصلحه السكر. «ف» مثله.(1/311)
* سِيْسَنْبَر: «ع» هو نبت يشبه النُّعْنُع، إلا أنه أعرض ورقًا منه، وأطيب رائحة، ويستعمل في الأُكلة. وقوّته لطيفة محللة، وهو يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة، وبزره لطيف يسخِّن، فلذلك صار يَشفِي من به فُواق، ولمن به مغص بشراب. وبِزره إذا شُرب بالشراب وافق تقطير البول والحصى، ويسكن المغص والفُواق، ويضمد بورقه على الصداع والجبهة، وقد يضمد به للسْع الزنابير والنحل. وإذا شرب سكن القيء والغَثْي. «ج» هو النَّمام، وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، ويسمى نَمَّام الملك. وسمي نمامًا لسطوع رائحته، نمّ بذلك على نفسه ومن تلبس به. وأجوده المُشْبَع الخضرة، الذكيّ الرائحة. وقد يقاوم العفونات، ويقتل القمل، وينفع الأورام الدموية الباطنة الشديدة الصلابة، ويُطبخ في خَلّ، ويخلط بدهن ورد، ويطلى به الرأس، فينفع من النسيان والصداع واختلاط الذهن، فإن شُرِب بشراب نفع من الفُواق من امتلاء، وكذلك بزره، وينفع من الديدان وحبّ القَرَع، ويخرج الجنين الميت، ويخرج الحصاة، وينفع من اللُّسوع، ويضمد به لسع الزنابير، ويشرب منه للسعة: مثقال في سَكَنْجَبين، وشمّه ينفع من الصداع من برد، ويحلل الفضلات البلغمية من الدماغ. «ف» والنمَّام يقتل الديدان إذا شرب بشراب، وينفع الفُواق، وينفع احتباس الطمث، ويدرّ البول. والشربة منه: درهمان.
* سَيْكَران: «ع» هو البنج. وقد ذكر فى حرف الباء. وسْيَكَران الحوت: يسمى بهذا الاسم، لأنه إذا دق ورُمِي به في ماء راكد، وحرك فيه حتى يختلط، فإن كل سمك في ذلك الماء يطفو على وجه الماء منقلبًا على ظهره، وهو البُوصِير، وأطباء الشام والعراق يصرفون قشر أصل هذا النبات على أنه المِاهي زهره.
* وسِوَار الهِند: «ع» هو الدواء الذي يسمى كشت بركشت بالفارسية. وسيأتي ذكره في حرف الكاف.
حرف الشين(1/312)
* شاهْتَرَج: «ع» هو صنفان: أحدهما ورقه صغار، ولونه مائل إلى لون الرماد. والثاني أعرض ورقًا، ولونه أخضر إلى البياض، وزهره أبيض، وزهر الأول أسود إلى الفِرفيريّ، ويسمى كُزبرة الحمام. والذى بزره أسود ليس من الشاهْتَرَج في شيء، وإنما يشبهه فقط، فإنه ليس فيه مرارة ولا قبض، ولا طعم، وهو مُنتن؛ وإذا أكلته البقر قتلها، وقد ظنّ قوم أنه الشاهَتَرَج الصحيح. والشاهترج مقوّ للمعدة، دابغ لها وللثة جميعًا، منبه لشهوة الطعام، مفتح لسُدَد الكبد، مُحْدِر للمرة الصفراء المحترقة، ومصّف للدم. وإئا شربت عصارته الرطبة نِيّئة غير مطبوخة، أحدرت الاحتراقات المُرِّية، ونقت عفونة الدم ووسخه، ونفعت من الحِكّة والجرَب العارضين من الدم العفن، والصفراء المحترقة، والبلغم المتعفن وهذه خاصة الرطب منه. والمختار منه ما كان حديثًا أخضر ظاهر المرارة. والشربة من طبيخه: من خمسة دراهم إلى عشرة دراهم، ومن جرمه: من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم، مع مثله من الإهليلج الأصفر، فإن أراد مريد شرب مائه معتصرًا فليطبخه، ويأخذ منه ما بين أربع أواق إلى ثمان أواق، مع وزن ثمانية دراهم أو سبعة من الإهليلج الأصفر، ووزن عشرة دراهم من السكر الأبيض. وإذا نقع حشيشه في الماء، ثم غسل بمائه الرأس أو اللحية، أذهب القَمْل منها والصِّئبان والأتربة، وإذا تُمضمض بماء طبيخه شدّ اللثة، وأذهب حرارة الفم واللسان، وإذا استعمل عصيره مع تمر هنديّ ممروسًا فيه وشرب؛ نفع من الحِكَّة والجرب، وقوّى المعدة، وفتح سُدَد الكبد وبدله في الجرَب والحميات العتيقة: نصف وزنه سَنامكِّي، وثلثا وزنه إهليلج أصفر. «ز» مثله. «ج» : أجوده الأخضر الحديث، ورقه أجود من قُضْبانه، وهو معتدل في الحرارة، يابس في الثانية، وقيل إنه بارد في الأولى. وهو يصفي الدم، ويشرب للحِكة والجرَب، ويشدّ اللِّثة، ويقوِّي المعدة، ويفتح سُدَد الكبد، ويلين الطبع، ويدرّ البول، ويسهل الصفراء، وشربته من(1/313)
مائة درهم إلى نصف رطل مع سكر، من غير أن يغلى. ومن يابسه في المطبوخ: من أربعة دراهم إلى عشرة دراهم. ومن مسحوقه وحده: من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم. وقيل إنه يضرّ بالطِّحال، ويصلحه الإهليلج الأصفر. وبدله في الجرب والحميات العتيقة: مثل وزنه سَنامَكِّي. «ف» مثله. والشربة منه: أوقية.
* شاهْ صينيّ: «ع» هذا الدواء يحلب ألواحًا رِقاقًا سُودًا، يعمل من عصارة نبات قوّته مبردة نافعة من الصّداع الحارّ، والأورام الحارّة، إذا حُكَّ ووضع على الموضع. وقد قيل إنه يفعل في الجراحات فعل دم الأخوين، وعلى كسر العظام بقَيروطيّ، والمستعمل منه: نصف درهم.(1/314)
* شَاذَنه: «ع» ويقال: شَاذَنَج، وحجر الدم. وأجوده ما يكون منه سريع التفتت إذا قيس على غيره من الشاذَنَة، وكان صُلْبًا مُشْبَع اللون، مستويّ الأجزاء، ليس فيه شيء من وسخ ولا عروق. وهي تخلط في شِيافات العين، وقد يستعمل وحده في مداواة خشونة الأجفان. وقوّة الشاذَنَة قابضة، مسخنة إسخانًا يسيرًا، ملطفة، تجلو الآثار التي في العين، وتذهب الخشونة التي في الجفون، وإذا خلط بالعسل، وخلط بلَبن امرأة، نفع من الرمد والصرْع والدموع في العين، والحُرَق التي تعرض في العين، والعين المدمية، إذا طلي به، وقد يشرب بالخمر لعسر البول والطمث الدائم، ويشرب بماء الرمامين لنفث الدم، ويُعمَل منه شيافات إذا خلط بأقاقيا صالحة لأمراض العين والجَرَب فيها، وقد يُحْرق إلى أن يصير وسطًا في الخفة، وأن يكون شبيهًا بالنفاخات. «ج» أجوده الشبيه بالعَدَس، السريع التفتت، المستوي الصُّلْب. وهو حارّ في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، والمغسول بارد في الدرجة الثالثة. وصفة غسله: أن يُدقّ ناعمًا، ويصبّ عليه الماء الصافي العذب، ويسحق ويصفي ما يجري منه مع الماء، ويحفظ، ثم يطرح عليه الماء دفعات، ويؤخذ عنه، ويحفظ مع الأول، يفعل ذلك حتى لا يبقى منه شيء غير رمله، ثم يترك حتى يصفو وترسب الشاذَنَة في أسفل الإناء، ويصفى عنه ويجفف. وفيه قبض شديد وتجفيف، يذرّ على اللحم الزائد، فيضمره، ويَدْمُل قروح العين، وخصوصًا إذا استعمل ببياض البيض وهو نافع من خشونة الأجفان، ولأورامها الحارّة بالماء، ويمنع زيادة اللحم في القروح، ويقطع الدم المنبعث منها، ويحفظ صحة العين. ويسقى بالشراب لعسر البول، ولسيلان الطمْث، وخروج المنيّ. «ف» الشاذَنَج: ضرب من الطين. وهو ضربان: عَدَسيّ، وخُرْدليّ. أجوده العَدَسيّ السريع التفتت، وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من قروح العين، ومن عسر البول بالشراب. والشربة منه: نصف درهم.(1/315)
* شاهِسْفَرَم: «ع» هو الحَبَق الكَرمانيّ، وهو نوع من الحبق دقيق الورق جدًّا، يكاد يكون كورق السذاب، عَطِر الرائحةِ، وله وشائع فِرْفِيرية كوشائع الباذَرُوج، ويبقى نُوَّاره في الصيف والشتاء، وينفع من الحرارة والاحتراق والصُّداع، ويهيج النوم، وبزره يحبس البطن المستطلق من الحرارة والحُرقة، إذا شرب منه مثقال بماء بارد، ويقطع بزره الإسهال المزمن إذا شرب مَقْلُوْا وزن مثقال بماء أو بماء السفرجل. وهو حارّ بارد في الدرجة الثانية، طيب الشم، نافع للمحرورين. وذكر بعض المتطبِّبين أن ورقه بارد وفيه قبض، وهو مفتِّح لسُدَد الدماغ، وينفع جدًّا من القُلاع، وإذا رشّ عليه المِاء البارد برد وجلب النوم. «ج» هو الرّيحان الصَّعْتريّ، وهو حارّ في الدرجة الأولى، ويابس في الثانية، وقيل إنه معتدل، وقيل إنه بارد، وهو يحلل فضَلاتِ الدماغ، ويملأ الدماغ البارد بخارًا. «ف» من الرياحين المشمومة، وأجوده الصَّعْتريّ. وهو حارّ في الأولى. يابس في الثانية، يحلل فضلات الدماغ من حرارة، ويقوّي الأمعاء، ويذهب الرياح العارضة من احتباس الحيض. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* شَاهْ لُوك: «ع» وشاهْ لُوج. وهو الإجاص الأبيض. وتقدّم ذكره في موضعه.
* شَاهْ بَلُّوط: «ع» هو القَسْطل. وقد ذكر في البلوط في موضعه.
* شاه بَابَك: «ع» ويقال: شابابك. وهو البُرْنوف. وقيل ضرب من القَيْصوم. «ج» هو في قوّته شبيه بقوّة القيصوم. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، ينفع من الصداع، ويقطع اللعاب السائل، وخصوصًا من أفواه الصبيان، ويحلل الرياح من بطونهم ومن الأرحام، ويقوم مقامه المَرْزَنْجُوش. «ف» شاهْ بَابَج: ينقي المعدة ويقوّيها ويزيد في المنيّ. والشربة منه: نصف درهم.
* شاهْ دَانَق: «ع» هو الشاهْ دانَج. وهو القِنَّب. وسيأتي ذكره فيما بعد إن شاء الله.(1/316)
* شَبّ: «ع» أصناف الشبّ كثيرة، إلا أن الذي يستعمل منها في الطب ثلاثة أصناف: الصنف المشقَّق، والصنف المستدير، والصنف الرطب. وأجودها المشقَّق، وأجوده ما كان أبيض شديد البياض، شديد الحموضة، ليس فيه حجارة. وقوّة الشبّ مُسَخِّنة قابضة، تجلو غِشاوة البصر، وتقلع البُثور اللِّبنية، وقد يذيب اللحم الزائد في الجفون، وسائرَ ما يزيد من اللحم في الأعضاء، وأقواها الصنف المشقَّق. وقد تُحْرق هذه الأصناف وتشوى، كما يحرق ويشوى القِلْقِطار، وقد يمنع القروح الخبيثة من الانتشار، ويقطع نزف الدم، ويشدّ اللِّثة التي تسيل منها اللعاب. وإذا خلطت بالخلّ والعسل أمسكت الأسنان المتحركة، وإذا خلطت بالعسل نفعت من القُلاع، وإذا طبخت بورق الكَرْم أو ماء العسل، وافقت الجرب المتقرّح، وإذا خلطت بالماء وصبت على الحِكة والآثار البيض العارضة في الأظفار، والداحس، والشقاق العارض من البرد، نفعت منها. وإذا خلطت بدُرديّ الخمر، مع جزء مساو لها من العَفْص، نفعت الأكلة. وإذا خلط جزء منها بجزء من الملح نفعت القروح الخبيثة المنتشرة، وإذا لطخت بماء الزِّفت على الرأس، قلعت النخالة، وإذا لطخت بالماء قلعت القمل والصِّئبْان، ونفعت من حَرْق النار؛ وتقلع رائحة الآباط المَرِيحة إذا لطخت بها، وإذا صُيِّر منها شيء في فم الرحم بصوفة قبل الجماع، كانت صالحة لقطع نزف الدم، وقطع الحبل، وقد تخرج الجنين، وهي صالحة لورم اللثة واللهاة والنَّغانغ والفم. والقبض فيها كثير جدًّا، وجوهرها غليظ، وألطف ما فيها الشبّ المعروف باليمانيّ؛ وإذا وضع الشبّ تحت الوسادة ذهب بالفزع والغطيط الكائن في النوم، وشبّ الأساكفة وشبّ العُصفُر: هو شبّ القلى. «ج» الشبّ المشقق: هو الشبّ اليمانيّ. وهو أبيض إلى صفرة. قابض، فيه حموضة، وهو يقطر من جبل باليمن، فإذا صار إلى الأرض استحال شَبّا، وأجوده اليمانيّ الأبيض. وهو يابس في الثانية، بارد. وقيل إنه حارّ يابس في الثالثة.(1/317)
وقيل حرارته في الثانية. ينفع من نزف كلّ دم وانصبابه. وطبيخه إذا تمضمض به نفع من وجع الأسنان. وشربه يضرّ جدًّا، حتى أنه ربما قتل، ويعرض عنه سُعال شديد، وربما أدّى إلى السُّلّ. «ف» ضرب من الزَّاج أبيض اللون. أجوده النقي الصافي إلى الصفرة. وهو حارّ يابس في الثانية. وهو مع مثله ملح جيد للأكْلة، وحرق النار. وإنه قابض يحبس الدم، ويقوّي اللحم المترهل، واللثة المسترخية، والتي يسيل منها الدم. ويستعمل منه: نصف درهم. «ز» الشبّ: أنواع كثيرة، وبعضها ينوب عن بعض في العلاج.(1/318)
* شِبْت: «ع» الشِّبْتُ يسخن ويجفف. إسخانه بين الدرجة الثانية والثالثة، وتجفيفه بين الأولى والثانية، وإذا طبخ بالزيت صار ذلك الزيت دهنًا يحلل، ويسخن الوجع، ويجلب النوم، وينضج الأورام التي لم تنضج. وإذا أحرق الشِّبْتُ صار في الدرجة الثالثة من درجات الإسخان والتجفيف، فينفع القروح المترهلة الكثيرة الصديد إذا نثر عليها، وخاصة ما حدث منها في أعضاء التناسل، ويَدْمل القروح القديمة، التي تكون في القُلْفَة على ما ينبغي؛ وأما الشِّبْت الطريّ فهو أرطب وأقلّ حرارة، وهو ينضج ويجلب النوم أكثر من اليابس، وطبيخ جملة الشِّبْت وبزره إذا شُرِبا أدرّا البول، وسكَّنا المغص والنفخ، وقد يقطعان الغَثْي الذي يعرض من طفو الطعام في المعدة، ويسكنان الفُواق، وإذا أدمن شرب الشِّبت أضعف البصر. وقطع المَنِيّ، وإذا جلس النساء في طبيخه انتفعن به من أوجاع الرحم، وإذا أحرق بزره وتُضُمد به على البواسير النابتة قلعها وعصارته تنفع من وجع الأذن السوداويّ، وتيبس رطوبة الأذن. وطبيخه مع العسل ينقِّي البلغم والصفراء. وإذا سحق الشِّبْت مع العسل، وطُبخ حتى ينعقد، ولُطخ على المقعدة، أسهل إسهالاً سهلاً، وهو يَفُشُّ الرياح إذا أكل أو شرب بقوّة، ويدفعها إلى ظاهر البدن، وإذا جعل بزر الشِّبْت في الأحساء أدرّ اللبن، وهو حارّ جيد لوجع الظهر والرياح إذا وقع في الطبيخ، ولا يصلح للمحرورين، وأما المبرودون فينتفعون به. وكامخ الشِّبْت جيد لمن أراد أن يتقيأ، رديء إذا أُكل فوق الطعام. وطبيخه بجملته ينفع من وجع الكُلَى والمَثانَة إذا كان عن سُدَد أو رياح غليظة. «ج» هو مُنْضج للأورام والأخلاط الباردة، مسكن للأوجاع، يفشُّ الرياح، ورطبه أشدّ إنضاجًا، ويابسه أشدّ تحليلاً، وهو يضنج الأورام، وينوّم. وقدر ما يؤخذ منه: خمسة دراهم. ويُدرّ اللبن، ورماده جيد لقروح السُّفْل والذكر، والقروح الرهلة، ويقطع البواسير إذا ضمدت به. «ف» من الحشائش، وهو(1/319)
معروف. أجوده ما أخرج زهرَه، خصوصًا طريًا، وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من المغص. وبزره ينفع من البواسير، وينفع من البلغم اللزج العارض في المعدة، ومن وجع الصدر والرئة، لأنه يحلل ما كان في المعدة من البلغم. الشِربة منه: نصف أوقية.
* شُبْرُم: «ع» الشُّبْرُم حارّ في الدرجة الثالثة، يابس في آخر الدرجة الثانية، وفيه مع ذلك قبض وحدّة إذا شرب، مصلِح، ويوجد له قبض على اللَّثة، وفي الحَنَك، وطرف المَرِيء. وقد كانت القدماء تستعمله في الأدوية المُسْهِلة، فوجدوه ضارًا لمن كان الغالب على مزاجه الحرارة، ويحدث لأكثر من شربه منهم الحَّميات. وقد يصلح بأن ينقع في الحليب يومًا وليلة. ويجدد له اللبن في ذلك اليوم والليلة مرتين أو ثلاثًا، فإن ذلك يصلحه ويصلح مِن قَبْضه ويبسه كثيرًا، ثم يجفف في الظلّ، يفعل به ذلك وهو غير مدقوق، ثم يخلط مع الأدوية المسْهلة الملائمة له كالأنيسون والرازيانَج والكَمون الكَرمانيّ والتُّربُد والإهليلج، فإن هذه ملطفة له، وتذهب بحدته. ومقدار الشربة من الشُّبرم المصلَح مع ما وصف من الأدوية: ما بين أربع دوانق إلى دانقين. وأما لبن الشُّبْرم فلا خير فيه، ولا نرى شربه البتة. وقد قَتَل به أطباء الطرقات خلقًا من الناس، لقلة علمهم به. «ج» ينبت في البساتين. له قصب دقيق، وزَغَب، وورق كورق الطَّرْخون. وأجوده الخفيف الذي إلى الحمرة كجلد ملفوف، رقيق اللحاء. وأما الغليظ القليل الحمرة، الصُّلْب، الخُيُوطِيّ فرديء. وكذلك الفارسيّ رديء. لا ينبغي أن يستعمل. وهو حارّ في أوّل الدرجة الثانية، يابس في الرابعة، ولا خير في لَبنه، ولا نرى شربه. وشربته: وزن دانق من حشيشه. والقاتل منه: درهمان. «ف» هو أحد السُّموم التي يجب على الطبيب التوقي منها، بإصلاحها، وهو ينفع من الاستسقاء، وبدر الماء. والشربة منه مصلحًا: خمسة قراريط.
* شِبْرِق: «ع» وهو الضَّرِيع: ولم يذكر قواه ولا منافعه.(1/320)
* شَجَرة مَرْيَم: «ع» اسم مشترك، يقال على ضرب من النبت، وهو الأقحوان على الحقيقة، وهي الكافورية عند أهل المغرب، وفي رائحتها ثقل، ويقال على بَخور مريم، ويقال على شجرة البَنْجَنْكُشْت، ويقال بمصر على حبّ الغُول، ويعرف بأرض الشام بالأبهر، ويمى اللُّبَنى والأصْطُرَك. وهذه الأسماء يوقعها الأطباء على المَيعة. «ج» هو بَخور مَريم، وهو ثلاثة أنواع بغير ثمرة، وأصلها: العَرْطنيثا. وهي حارّة يابسة في الثانية، تنفع من الزكام من برد، ولنزول الماء في العين.
* شَجَرة المَرْخ: «ع» هو الخِطْمِيّ، وقد ذكر في موضعه.
* شَحْم: ذكر منها مع حيوانها. وشحم الخنزير أرطب الشحوم، وفعله قريب من فعل الزيت، إلا أنه ينضج ويلين أكثر من الزيت.(1/321)
وجملة القول فيها: أن أصناف شحوم الحيوانات إنما تكون بحسب أمزجتها، وقوّة كلّ شحم تسخن وترطب بدن الإنسان، لكن أصنافه تختلف بالزيادة والنقصان، بحسب كلّ واحد من الحيوان، فشحم الخنزير رطب، وليس يسخن، وشحم الكِباش أحرّ وأيبس من شحم الخنزير، وشحم الثور الفحل أشدّ حرًّا ويبسًا من شحم الكبش، وشحم العجل أشدّ حرارة ويبسًا من شحم الثور، وشحم الماعز أقلّ في ذلك من شحم التيوس، وشحم فحولة الثيران أقلّ في ذلك من شحم الأسد، لأن شحم الأسد أشدّ حرارة وألطف جدًّا من جميع الشحوم، وشحم الذكر من سائر ما ذكر أحرّ وأيبس من الأنثى، والخَصِيّ أيضًا شبيه بالأنثى. وأما شحم البط فأشدّ تسكينًا للرطوبات المحدثة للذع في عمق الأعضاء، وهو أشدّ تسخينًا من لحم الخنزير، وأما شحم الديوك والدجاج فهو بين هذين، وفي كلّ موضع فشحم الذكور من الحيوانات أشدّ حرارة من شحم الإناث، وشحم الإوز والدجاج يوافقان وجع الأرحام، والشُّقاقَ العارض في الشَّفَتين، ولصقالة الوجه، وشحم الإوز ينفع من داء الثعلب طلاء، وشحم الدجاج نافع لخشونة اللسان. «ج» أجود الشحم ما كان من حيوان مستكمل. وهو حارّ رطب. ويختلف بحسب اختلاف الحيوان الذي يكون منه، وهو أقلّ رطوبة من السمين، لأنه لو أذيب الشحم السمين لأسرع الجمود إلى الشحم. وقيل إنه يابس، ينفع من خشونة الحلق، ويرخِي ويغثِي ويدخن. ويدفع ضرره بالليمون المملوح، والزنجبيل، والراسِن المخلل؛ وشحم البط أسخن من شحم الدجاج، وهو لطيف جدًّا، وشحم الدجاج أقلّ حرارة من شحم البط، وشحم الديك وسط، وشحم الدجاج ينفع من خشونة اللسان، وأوجاع الرحم، وشحم الإوز ينفع من داء الثعلب، وشقوق الوجه والشفة، وشحم الإيَّل شديد السخونة، ينفع من التشنج، وإذا تلطخ به طرد الهوامّ، وشحم الفيل حارّ إذا تلطخ به طرد الهوامّ، وشحم الأسد أسخن الشحوم، وأقلها رطوبة، وأيبسها وأقواها تحليلاً للأورام الغليظة الصُّلْبة، وشحم الحمار ينفع من(1/322)
انتشار الجلد، وحرق النار، وشحم المعز أقبض الشحوم، وشحم التيس أشدّ تحليلاً، وهو ينفع من لذع المعى وقروحها، وشحم المعز أقوى في ذلك من شحم الخنزير، لسرعة جموده، وشحم الخنزير ينفع من الأورام، وقروح المعى، ويسكنها، وينفع من لسع الهوامّ. وقدر ما يؤخذ منه: ثلاثة دراهم. والأولى أن يعتاض عنه بشحم المعز، فهو يقوم مقامه في ذلك، ويغني عنه، مع كونه محرمًا. وشحم البقر أحرّ وأيبس من شحم الضأن والمعز، وهو متوسط بين شحم الأسد والمعز، وشحم العجل أقلّ حرارة من شحم البقر، وشحم الأفعى حارّ حادّ، وأكثر الأطباء متفقون على أنه ينفع من نزول الماء إلى العين، ولكن لا يُجْسُر على القدوم عليه. «ف» شحم الذكر في جميعها أقوى، وكلها حارّة رطبة. والمستعمل: بقدر المزاج. وشحم الثعلب يسكن وجع الأذن إذا قطر فيها، وينفع من الربو، وشحم الإوز يحلل الأورام الصُّلبة، وينفع من ذات الجنب. المستعمل من جميعه: بقدر الحاجة. شحم الثعلب بدله شحم الذئب. وشحم الضبعة العرجاء: بدله شحم الثعلب.
* شَحْمة الأرض: هي الخَراطِين. وقد ذكر في حرف الخاء.
* شِرْبُب: هو الفَراسْيُون. وسيأتي ذكره في الفاء.(1/323)
* شَرْبِين: «ع» هو شجر يتخذ منه بعض أصناف القَطران. وهو حارّ يابس، قريب من الدرجة الثالثة، وأما الدهن الذي يخرج من هذه الشجرة وهو القطران، فقد يظنّ أنه قريب من الدرجة الرابعة، لأنه يسخن إسخانًا كثيرًا جدًّا، ومن شأنه أن يُعَفِّن اللحم الرَّخْص اللين تعفينًا سريعًا لا وجع معه، وكذلك القطران أيضًا يشدّ لحوم الجثث الميتة، ويحفظها من العفونة، ويفني ما فيها من الرطوبة والفضل، من غير أن يؤثر، وينكي في الأعضاء الصلبة. وأما إذا أُدني القطران من الأجسام التي تحيا بالحرارة التي في الأجسام، فيكون السبب في إحراقه اللحم الرخص اللين. وهو يقتل القمل والديدان. والحيات المتولدة في البطن، والدود الكائن في الأذن وإذا احتمل أيضًا من أسفل قتل الأجنة الأحياء، وأخرج الموتى، كما من شأنه أن يفسد النطفة إذا مسح به رأس الذكر في وقت الجماع، ولذلك صار أبلغ الأدوية كلها في منع الحَبل، ويصير مستعمله على ما وصفت عقيمًا، وهو يسكن الضرس والسن الوجعتين المتآكلتين، وينفع من تكسر السن والضرس، وقد يكون منه دهن يعمل بصوفة تعلق عليه عند طبخه، كما يفعل بالزفت. وأجوده القطران الذي يخرج من كلا صنفي الشَّربين وأصفاه. وهو أحدّ ريحًا من القطران الذي يخرج من ذكر الصنوبر والتين، وأشدّ كراهة. «ج» شَرْبين: هو شجرة القطران، وهي من جنس شجرة الصنوبر، وله ثمرة كثمرة السرو، ولكنها أصغر، ولها شوكة، وهي نوعان: طويل وقصير، في قشرها قبض، وهي حارّة يابسة، إذا طبخ ورقها بخلّ وتُمضمض به سكن وجع الأسنان. وثمرته تنفع من السعال البارد، والرطوبة، وتقطير البول. ويخرج المَشيمة، ويُدرّ البول مع فُلفل، ويخرج الجنين. «ف» هو شجرة القَطِران. وهي نوعان، وأجوده الحديث. وهو حارّ يابس جدًّا، ينفع من السعال البارد والرطوبة وتقطير البول، وإذا بُخر بقشرها أخرجت الجنين. والشربة منه: درهمان.(1/324)
* شَرْي: «ع» هو الحنظل. وقيل إنه العَلْقم، وهو قثاء الحمار. وقد ذكر الحنظل في حرف الحاء، ويذكر قثاء الحمار في حرف القاف.
* شَعِير: «ع» أجوده ما كان نقيًا أبيض، وهو أقل غذاء من الحنطة، وهو في الدرجة الأولى من التبريد والتجفيف، وفيه مع هذا شيء من الحرّ يسير، وهو أكثر تجفيفًا من دقيق الباقلاء المقشور بشيء يسير، وأما في سائر خصاله فهو شبيه به إذا استعمل من خارج، وأما إذا أكل الشعير مطبوخًا فهو أفضل من الباقلاء في واحدة، وهي أن ينسلخ ما فيه من توليد النفخ، والباقلاء متى طبخ فتوليده للنفخ يبقى قائمًا، لأن جوهره أغلظ من جوهر الشعير، فلذلك هو أكثر غذاء من الشعير، وأما سويق الشعير فهو أشدّ تجفيفًا من الشعير، وإذا طبخ مع التين بماء القَراطن حلل الأورام البلغمية، والأورام الحارّة، وإذا خلط بالزفت والراتينج وخرء الحمام، أنضج الأورام الصُّلبة، وإذا خلط بإكليل الملك وقشر الخَشخاش، سكن وجع الجنب، وقد يخلط ببزر كَتان وحُلْبة وسَذَاب، ويضمد به للنفخ العارض في المعى. وسويق الشعير يمسك الطبيعة، ويسكن وجع الأرحام الحارّة، ودقيق الشعير إذا عجن بإحدى العصارات الباردة، كالخس والرجلة وماء عنب الثعلب، وضُمد به العين الوارمة ورمًا حارًّا، حط الرمد، وسكن أوجاعه، وكذلك إذا طلي به سائر الأورام كالحمرة والغَلْغَمُونيّ وإذا عجن بالخلّ وطلي به الجبهة للصداع الحارّ سكنه، ويكسر به حدة الأدوية القوية الحادة، فيحسن فعلها بزوال عاديتها، ولا يضعف التأثير وإذا أخذ دقيقه وعجن بماء السِّيكَران، وعُرِك به حتى يتكرّج، وضمد به الْوَثى والفسخ إذا كان معه وجع سكن الوجع، وقوّى العضو، وإذا طلي به على الصدغين والجبهة منع انصباب المواد الحارّة إلى العين، سواء كانت متقادمه أو حديثة، وإذا دُرس كما هو حبّ بالماء، واستخرجت لبنيته وتغرغر بها لأورام الحلق الباطنة الحارّة في أوّلها، سكن وجعها وردعها، وإذا تغرغر به في آخرها(1/325)
وتُمودي عليه فجرها. «ج» الشعير منه نوع بغير قشر، ويسمى السُّلْت، وفعله قريب من الذي بالقشر، وأجوده الحديث الأبيض الكبار. وهو بارد يابس في آخر الدرجة الأولى، وقيل في الثانية، وفيه تحليل وجلاء، وغذاؤه أقلّ من غذاء الحنطة، ويطلى به الكَلَف مسخنًا. ويطلى به الجرب المتقرّح مع خلّ ومع السفرجل، والخلّ على النِّقرس، ويمنع سيلان الفضول إلى المفاصل، وأكله يحدث رياحًا ومغصًا، ولذلك ينبغي أن يقلى. «ف» من الحبوب مشهور. وأجوده الأبيض الرزين. وهو بارد يابس في الأولى، وماؤه ينفع من خشونة الصدر والحميات، والشربة منه: نصف رطل.
* شَعِير روميّ: «ع» هو الخنَدرُوس. وقد ذكر في حرف الخاء.(1/326)
* شَعْر: «ع» الشعر إن حرق صارت قوّته مثل قوّة الصوف المحرق. ويسخن ويجفف إسخانًا وتجفيفًا شديدًا، وشعر الإنسان إذا بلّ بالخلّ ووضع على عضة الكلْب الكلِب أبرأها من ساعته، وإذا بلّ بشراب صرف وزيت، ووضع على الجراحات العارضة في الرأس، منعها أن ترم، وإذا دخن به واشتمّ رائحته، نفع من خنق الأرحام والسيلان، والشِعر المحرق إذا سحق بالخلّ، ووضع على البثر نفعه وأبرأه، وإذا سحق مع عسل وطلي به على القُلاع العارض في أفواه الصبيان، نفع نفعًا بينًا، وإذا سحق الشعر المحرق مع مَرْتَك، وَطلي به على العين الجربة والحِكة الشديدة سكنها، وإذا سُحِق بدهن الورد وقطر في الأذن سكن وجعها، وسكن وجع الأسنان، وإذا طلي به على حَرْق النار نفعه، واشتمام دخانه ينفع من الصرْع. والمِسْح البالي إذا أحرق ونثر على المقعدة البارزة ردها إلى موضعها، وماؤه المستقطر ينبت الشعر لطوخًا. «ج» شعر الإنسان ينفع إذا ضمد به عضة الكلْب الكَلِب مسحوقًا مع الخلّ. والشعر يحرق، وصفة إحراقه: أن يُملأ به قِدْر جديد ويُطبق رأسها بطبق مُثقَّب، ثم يوضع على النار. وهو مسخن مجفف بقوّة. وقيل إنه حار يابس في الدرجة الثالثة، يجلو الأسنان، وإذا وضع على حَرْق النار نفعه، وماؤه ينفع القروح الوسخة الرهلة بقوّة، ويذيب اللحم الرهل، والثياب المعمولة من الشعر تسخن وتجفف، وتصلب الأعضاء. «ف» معروف وهو شعر الإنسان وغيره، وأجوده شعر الإنسان وهو مُحَرق. والمحرق حارّ يابس في الثانية، وينفع إذا أحرق وسحق مع الخلّ من عضة الكلْب الكلِب. الشربة منه: مثقال.(1/327)
* شَعْر الجَبَّار، وشَعْر الغُول: «ع» قيل إنه البرشياوشان في موضعه. وشعر الغول نبات يشبهه، وليس هو كزبرة البئر، وقد ذكر البَرْشِياوْشان في موضعه. «ج» هو نبات يقلع بعِرْقه، ولونه بين حمرة وسواد، وعروقه ليفية، وأعاليه منبسطة كالمُشط، متعقفة تعقفًا عجيبًا متفتتًا. وهو حارّ يابس، ينقي الصدر والرئة. «ف» شعر الغول بالفارسيّة يسمى بَرْسِياوْسان، ينقي الصدر والرئة من الأخلاط الرديئة. الشربة منه: درهمان.
* شُفْنِين بَرِّيّ: هو الطائر المعروف باليمام. وهي فاضلة الغذاء، مائلة إلى الحرّ، وهو أنفع وأصلح للمشايخ والناقهين بعد فِراخ الحمام، وله قوّة عجيبة في صرف الدم على القليلي الدماء. وحكى أرِسطو أنّ خاصيته تقوية القوّة الماسكة، وهو في ذلك أبلغ من القَبَج، وهو الحَجَل. ولحم اليمام يزيد في الحِفظ، ويذّكي الذهن، ويقوّي الحواسّ. «ج» أجوده الصغار، وهي حارّة يابس، ويبسها قويّ، تنفع من الفالِج، وتضرّ بالدماغ، وتحدث سهرًا، ويصلحها الخلّ والكزبرة، ولا ينبغي أن يؤكل منها ما جاوز السنة، فإنه شديد الضرر، وينبغي أن يترك بعد ذبحه يومًا ثم يؤكل. «ف» من الطيور معروف. والشَّفانين والفِراخ والفواخت متقاربة الطباع، والدّم المتولد منها دمّ قويّ الحرارة، سريع العفونة. والشفانين تنفع من الفالج إذا كان من برد. والمستعمل منها: بقدر المزاج.(1/328)
* شَقائق النُّعمان: «ع» هو صنفان: منه بستانيّ، وزهره أحمر، ومنه ما زهره إلى بياض وإلى فِرْفِيرية، وله ورق شبيه بورق الكُزبرة، إلاّ أنّه أدقّ تشريفًا، وساقه أخضر دقيق، وورقه منبسط على الأرض، وزهره مثل زهر الخَشْخاش، وفي وسط الزهرة رؤوس لونها أسود، كحليّ إلى السواد. وأمّا البريّ فإنّه أعظم من البستانيّ، وأعرض ورقًا، وأصلب، ورؤوسه أطول، ولون زهره أحمر قانيء، وجميع الشقائق قوّتها حادّة جاذبة غاسلة فتاحة، ولذلك صار الشقائق إذا مضغ اجتذب البلغم، عصارته تُنَقِّي الدماغ من المنخرين، وهي تلطف، وتجلوو الأثر الحادث في العين عن قُرْحة، وتنقِّي القروح الوسخة، وتقلع وتستأصل العلّة التي ينقشر معها الجلد، وتُحْدر الطمث إذا احتملتها المرأة، وتُدِرّ اللبن. وقوّتها حارّة، وإذا تُضُمد بورقه مطبوخًا قلع الجرب المتقرّح. وقال: شقائق النعمان حارّ يابس في الدرجة الثانية، وإن خلط زهره مع قشور الجوز الرطب، صبغ الشعر صبغًا شديد السواد، ويقلع القُوباء، وإن جُفف دَمَل القروح، وعصارته تجلو بياض العين، ولا سيما من أعين الصبيان، وإذا سُقِيت بمائه الأكحال المركبّة للعين، قَوي فعلها، وإذا اكتحل بماء عصارته سَوَّد الحدقة، ومنع من ابتداء الماء النازل إلى العين، وقَوَّى حاستها، وأحدّ البصر. وبِزر شقائق النعمان يُسْقَى منه كلّ يوم درهم بماء بارد أيامًا متتابعة، فيشفِي من البَرَص. «ج» شقائق النعمان يسمى الشَّقِر، وهو حارّ يابس في الدرجة الأولى. وقيل حارّ في الثانية، رطب، وهو محلِّل جاذب منضج، يسوّد الشعر، مخلوط بقشر الجوز. «ف» من الأزهار المعروفة، وهو بريّ وجبليّ، وهو حارّ يابس في الأولى، وعصارته تنفع من ظلمة البصر، وتدرّ البول. والشربة منه: درهمان.(1/329)
* شَقاقُل: «ع» يشبه ورقه ورق الجُلُبَّان. وهو نبات له عروق في غلظ السبابة والإبهام، طوال منسحبة على ما يقرب من وجه الأرض، معقدة، تنبت في كل عقدة ورقة تشبه ورق البِسِلَّة، وهي الجُلُبَّان الكبير، وفي طرف القضيب يخرج زهره في آخر الربيع، وأول الحصاد في لون نَور البَنَفْسج، إلاّ أنّه أكبر منه، وإذا سقط الزهر أخلف بزرًا أسود على قدر الحِمَّص، مَمْلوءًا من رطوبة سوداء حلوة الطعم، وكذلك العِرْق. وهو حارّ رطب في الأولى، ورطوبته أكثر من حرارته، وهو مهيِّج للجماع، زائد في الباءة والإنعاظ، وخاصته إذا كان مربَّى بالعسل، والمربَّى منه قويّ الحرارة: يسخن المعدة والكبد، وهو وخيم يسقط الشهوة، غير أنه يزيد في المنيّ زيادة كثيرة إذا أدمن، وتسخينه اللطيف وترطيبه يزيد في قوّة الروح. وبدله للباءة: بُوزيدان مثله سواء. «ج» شَقاقُل، ويقال الشقاقُل. وهو خشب حارّ رطب، في الدرجة الثانية، يلين ويهيج الباءة، ويبدل بالبوزبدان. «ف» هو الجزر البريّ معروف. أجوده الحديث المائل إلى الصفرة. وهو حارّ رطب في الثانية، يقوِّي المعدة وآلات المنيّ، ويزيد في الباءة، ويقوّي الإنعاظ، ويقوِّي البدن، وينزل دم الحيض، ويقوِّي الأعضاء الباردة، ويقوِّي الصُّلْب، ويزيد في المباضعة، ويسقط الجنين، وينفع اختناق الرحم، ومن عضة الكلْب الكلِب، ولسع الهوامّ الباردة، ونهش السباع. الشربة منه: درهمان.
* شِقِرّاق: «ع» حارّ ظاهر الحرارة، يحلِّل الرياح الغليظة التي في الأمعاء إذا أكل، وهو دسم. «ج» لحمه كاسر للرياح. «ف» هو شقائق النعمان، وقد ذكر.(1/330)
* شُكاعَى: «ع» ويسمى الشوكة البيضاء، وهو شبيه الباذاورد، وثمرته وأصله أقوى ما فيه، ولذلك صارا نافعين للهاة الوارمة، وينفع أيضًا من الأورام الحادثة في المقعدة، وأصله يَدْمُل القروح، لأن فيه قوّة دابغة باعتدال، وهو ينفع الحميات العتيقة خصوصًا. «ج» حشيشة تشبه الباذَاورد في القوّة، أجوده الأخضر الحديث، وقيل الأصفر، وهو حارّ يابس في الثالثة، وقيل حارّ فى الأولى، يابس في الثانية، محلِّل، لطيف جدًّا؛ وقيل إنّه إذا وضع تحت الوسادة للصبيان، نفع من سيلان لعابهم فيما يزعمون، وهو ينفع من الفالج طلاء وسَعوطًا وشُربًا بالشراب، وينفع من رطوبات المقعدة، ورياح الرحم. وقدر ما يؤخذ منه: درهمان. «ف» ويقال: هو الباذاورد، وهو نبات قوّته كقوّة الباذاورد، أجوده الأخضر الطريّ، وهو بارد يابس في الأولى، يقوّي المعدة، وينفع من الحميات المزمنة، وينفع من المِرّة السوداء والبلغم، ويصلح عادية الأدوية، ويقوِّي البدن، ويسمِّنه بعد أيام يسيرة، وينقِّي المعدة والأمعاء من الفضول الرديئة، وينفع من الجذام، وينفض السوداء من العروق، وينفع من الفالج والبرَص إذا دقّ وخلط مع الأَفسَنتين الروميّ، وشرب مع العسل، منفعة بينة. والشربة منه: نصف أوقيّة.
* شَكّ: «ع» هو التراب الهالك، وهو سَمّ الفأر، ويسمّى رَهَج الفأر عند أهل المغرب، ويقال الشّكّ، يؤتى به من خُراسان، من معادن الفضة. وهو نوعان: أبيض وأصفر، إن حصَل في عجين، وطُرح في بيت فأكل منه الفأر، مات، ومات كلّ فأر يجدّ ريح ذلك الفأر، حتى يموت الكلّ. وهو صحيح. وقال: قد وقفت عليه.(1/331)
* شَلْجَم: يقال بالشيّن المعجمة، ويقال بالسين المهملة، وهو اللِّفت. وبزر هذا النبات يهيج شهوة الجماع، لأنه يولد رياحًا نافخة، وكذلك أيضًا أصله نافع عسر الانهضام، ويزيد في المنيّ، وأصله إذا طبخ وأكل كان مغذيًّا، مولدًا للرياح، مولدًا للحم الرخو، محركًا لشهوة الجماع. وطبيخه يصبّ على النِّقرس، وعلى الشُّقاق العارض من البرد، فينفع، وإذا تضمد به أيضًا فعل ذلك، وإذا عُلِّق بزر الشَّلجم في العنق نفع من الإبرية. مُجَرَّب. ومنه صنف يعرف ببلاد الأندلس باللفت الطُّلَيطليّ، يستعمل بزره في الترياق الفاروقيّ. وقال: يستعمل منه أصله لا ورقه. «ج» يقال بالشين، ويقال بالسين. واللِّفت بريّ وبستانيّ. وهو حارّ في الدرجة الثانية، يغذو كثيرًا، ويولد مَنيًّا، ويدرّ البول، ولا يسهل، ويشهي الطعام إذا سلق دفعتين، وطيب بالخردل والخلّ. «ف» وهو صنفان: بريّ، وبستانيّ. وأجوده الكبار الحلو، والمستعمل: بقدر الحاجة.(1/332)
* شُلّ: «ع» يقال بشين معجمة مضمومة، ولام. الشُّلّ بالهنديِّة: السفرجل الهنديّ، وهو ثمرة مدورة، بمنزلة الجِلَّوز، لا قشر عليها، وقوّته مثل قوّة الزنجبيل، حارّ في الدرجة الثالثة، رطب في الأولى، يلطِّف الكيموسات الغليظة، وينفع من صلابة العصب، وطعمه مُرّ حِرِّيف قابض، يكسر الرياح، وفيه تحليل عجيب، نافع للعصب. وغلط فيه صاحب المنهاج، حيث أضاف القول فيه إلى القول في الشَّكّ، بالكاف، حيث قال: وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهم. وقد يعرض لمن شربه شبيه ما يعرض لمن شرب الزئبق المقتول. وإنما ذلك في الشكّ بالكاف، وقد تقدم ذكره. «ج» دواء هنديّ، يشبه الزنجبيل. وهو مُرّ قابض حِرِّيف، وأجوده الهنديّ. وهو حارّ يابس في الثانية، يكسِر الرياح، وله تحليل عجيب، وهو قابض، نافع للعصب والفسوخ وعرق النَّسا والنِّقِرس. وقدر ما يؤخذ: إلى درهم. وقد يعرض عن شربه شبيه بأعراض من سُقِي الزئبق المقتول، وربما عرض عنه إسهال، وهو أوّل علاماته. ويداوى بالأمراق الدسمة.(1/333)
* شَمْع: «ع» أجوده ما كان لونه إلى الحمرة ما هو، وكان عَلِكًا دَسِمًا طيِّب الرائحة، في رائحته شيء من رائحة العسل، نقيًّا من الوسخ. وما كان منه أبيض بالطبع علِكًا دسِمًا فهو بعد الصنف الذي ذكرناه، وقال: المُوم: كأنه في الوسط من الأشياء التي تبرد وتسخن، والأشياء التي ترطِّب وتجفِّف، وفيه مع هذا شيء غليظ دِبْقِيّ، ولهذا قال: قد يجفِّف ويرطب بالعَرَض، وهو مادّة لجميع الأضمدة التي تبرّد والتي تسخِّن، وهو في نفسه ليس من الأدوية التي تَرِد إلى جوف البدن، بل التي توضع من خارج البدن. وفيه شيء يحلِّل ويفَتر يسيرًا، وهذا الشيء في العسل كثيرًا. وقال: وهو ينفع من خشونة الصدر طلاء ولعقًا، خصوصًا وقد ضرب بدُهن البنفسج. وقيل: إنه يجذب السُّموم، ويجعل في جراحات النصال المسمومة طلاء فلا تضر، وإذا دهن به الوجه مخلوطًا بدهن سَوْسَن أو دهن زئبق، حسَّنه وصفَّى لونه، وأذهب كلَفه، وإذا طُليَ به على العصب الجاسي حلَّل جُساءه، وهو مادّة المراهم واللَّطوخات، ورائحته قاطعة للروائح الرديئة، ولذلك ينفع استنشاقه من الوباء الواقع من المضائق ومن المقابر والجِيَف، وإذا حُلّ بشيء من دهن الخَلّ، وأُخذ اليسير، نفع من وجع الحلق والصدر واللهاة، ويصفي الصوت، وينفع من السعال الحادث من اليبس، ويَلحُم الشُقاق، ويُنضج الدماميل، إذا خلط بالدهن وصنع منه قَيروطِيّ. «ج» هو المُوم. والصافي منه هو جُدْران بيوت النحل التي تبيض فيها وتفرخ، ويكون فيها العسل. والأسود من الشمع هو وَسَخ كُوَّاراته. وهو معتدل، وقيل إنه حارّ ملين، وإذا اتخذ منه إناء ودلي في ماء أخذت منه ماء عذبًا، وهو يرطِّب بالعَرَض، لشدّة المسام، وهو مادّة المراهم المبردة والمسخنة، وفيه إنضاج يسير، ويلين الخُشْكَرِيشات والأعصاب، وينفع من خشونة الصدر طلاء ولعقًا مع دهن البنفسج، ويمنع اللبن من التعقد في ثدي المرضعَات، إذا شربن منه حَبًّا كالجاورش، مقدار عشرة(1/334)
عددًا. وإذا أخذ منه هذا المقدّار في حِساء الجاورش والأرز، نفع لقروح الأمعاء، ويجذب. والأسود من الشمع يجذب من العُمْق جذبًا شديدًا، ويجذب السُّلاء، ويعطِّش بقوّة رائحته. والشمع يملأ القروح وَسَخًا، ولذلك ينبغي أن يضاف إليه ما يمنعه من ذلك كالزِّنجار. «ف» الشمع: يسمَّى المُوم بالفارسية، وهو جدران بيوت النحل التي تبيض فيها، وأجوده النقيّ الأصفر اللون منه. وهو معتدل في الحرارة والبرودة، وينفع من خشونة الصدر، وقروح الأمعاء، والسَّحْج ويحلّل الأورام، وينضج الدماميل. الشربة: ثلاثة دراهم.
* شَمَار: هو الرَّازِيانَج عند أهل مصر والشام. وقد ذكر في حرف الراء.
* شَمْشَار: «ع» هو البَقْس. وقد ذكر في حرف الباء.
* شَمَّام: «ع» اسم لنوع من البطيخ صغير، حَنظليّ الشكل والمقدار، مخطط بحمرة وخضرة وصفرة، رائحته طيبة، تسميه أهل الشام اللِّفَاح، واللفاح غيره، وقد ذكر اللُّفاح مع البطيخ.(1/335)
* شِنْجار: «ع» هو الشِّنكار أيضًا، والكَحْلاء، ورجل الحمامة، وبالسريانية: حالوما. وهو أربعة أصناف. وهو نبات له ورق شبيه بورق الخسّ الدقيق الورق، وعليه زَغَب، وهو خشن أسود كثير العدد، نابت حول الأرض، لاصق بها، له شوك، وله أصل في غلظ الإصبع، يكون لونه في الصيف أحمر، إلى حمرة الدم، يَصبغ اليد إذا مُسّ، وينبت في أرض طيبة التربة، وليس قواه الجميع سواء. ومنه صنف أصله قابض، وفيه مرارة يسيرة، وهو دابغ للمعدة، ملطِّف، يجلو الأخلاط المرارية، والأخلاط المالحة، وينفع أصحاب اليَرَقان، ومن به وجع الكليتين ووجع الطِّحال، وهو مع هذا مبرِّد. ومتى خلط مع دقيق الشعير نفع من الورم المعروف بالحُمرة، ويجلو إذا شرب، وإذا وضع من خارج، وهو يَشفِي البهَق، والعلة التي ينقشر معها الجلد. وإذا سحق بالخلّ وطُلي على الموضع يبرئ الجرب المتقرّح. ومنه صنف إذا احتُمِل من أصله، أو شرب منه مقدار مثقال واحد، أخرج الجنين، وأدرّ الطمث بقوّة. وبزره قريب من أصله، إلاّ أنّه أضعف. «ج» شِنْجار: هو خَس الحِمار، وهو أبو حلسا، وهو فيلوس. وهو عود له ورق كورق الخسّ، محدّد شاك، إلى سواد، يحمر في الصيف عوده كالدم، بحيث يصبغ اليد، وورقه أضعف ما فيه. وهو حارّ، وقيل بارد في الأولى، يابس في الثانية، يقبض ويجفِّف. وإذا مَرخ به مع الدُّهن، أدرّ العرَق، ويُطلَى به البهق، وهو مع الشحم يطلى به التقشير، ومع القيروطيّ يَدْمُل القروح. ومثقال ونصف منه مع زُوفا يخرج الديدان، وهو نافع من نهش الأفاعي. شربًا وضِمادًا، وينفع من النِّقرس، ومن أوجاع الأذن الحارّة إذا أغلي بدهن ورد وقطر فيها. «ف» هو ضرب من خَسّ الحِمار. وأصنافه أربعة، أجوده الطريّ الذكيّ الرائحة. وهو بارد في الأولى، يابس في الثانية، يدبُغ المعدة، وينفع من اليَرَقان والنقرس. والشربة منه: درهمان.(1/336)
* شَنج: «ع» هو الحَلَزَون الكِبار، وقيل هو الوَدَع. وسيذكر الودع في بابه. وقيل إنه يدخل في الأكحال مُحرَقًا، فيجلو ما على الطبقة القَرْنية. «ج» حَرْقه: أن يؤخذ قدر حَرْق، ويطين بطين حُرّ، ويُجعل في التنور وفيه حمرة، حتى يحترق. وعلامة احتراقه أن يخرج بيض، فإن لم يبيضّ فليعد ثانيًا، ثم يسحَق ويُصوَّل بالماء، ويجفَّف، ويُسْحَق. وهو بارد يابس. وقيل إنه رطب، يسكن الأوجاع الحارّة. ويؤخذ منه لذلك: نصف درهم. وهو ينفع من حَفَر القَرْنِيَّة وقروحها، ويُنَشِّف الدَّمعة، ويجلو البياض في العين.
* شَهْدانِج: «ع» هو القِنَّب. وسيذكر في حرف القاف.(1/337)
* شَوْكَران: «ع» ويسمى الجَقُوطة بعجمية الأندلس. وهو نبات له ساق ذات عُقَد، مثل ساق الرازِيانَج، وهو كبير، وله ورق شبيه بورق القِنّا، وهو الكَلَخ، إلا أنه أدق من ورق القِنّا، ثقيل الرائحة، في أعلاه شُعَب، وإكليل فيه زهر، وبزر شبيه بالأنِيسون، إلاّ أنّه أشدّ بياضًا منه. وأصله أجوف، وليس بغائر في الأرض. وقوّة هذا الدواء تبرّد غاية التبريد، وهو من الأدوية القتَّالة، يقتل بالبرد، وإذا أخذت عُصارته وضُمِد بها الأُنثَيان، نفعت من كثرة الاحتلام. وإذا ضمدت به المذاكير أرخاها. وإذا ضمد به الثَّديان قطع اللبن، ومنع ثدي الأبكار من أن تعظم. وإن ضمدت به خُصَى الصبيان صغَّرها وأضمرها. «ج» ساق هذا النبات وورقه كورق اليَبْرُوح، وأصغر وأشدُّ صُفرة، وأصله دقيق لا ثمر له، وبزره في لون النانخُواة بغير طعم ولا رائحة. وهو بارد يابس، في الثالثة إلى الرابعة. ثم قال: ساقه كساق الرازِيانَج، وورقه كورق القنّاء. وله زهر أبيض، وبزره كالأنِيسون، يمنع نزّف الدّم، ويطلى به على موضع الشعرَ، فيمنع نباته، ويضمدّ به الثدي، فلا يعظم، ويُطلى على النِّقرس الحارّ، ويمنع دُرور اللبن والطمث، ويضمد به الخُصَى فلا تعظم. ودانق منه إذا شرب أطفأ المِرَّة. وقيل إنه يُسَّهل الماء الأصفر، واليسير منه في النبيذ ينوّم. وهو مجمِّد للدم، سَمّ قاتل بالبرد، ومضرّته بالقلب، ويُدَاوَى بالقيء، ثم بالشراب الصِّرْف بالفُلفل. «ف» من اليتُّوع، قُضبان. وزهره وبزره معروف. المختار منه بزره الحديث وزهره. وهو بارد يابس إلى الرابعة. منفعته: يضمد به الأورام فيسكنها، وهو سَمّ قاتل، وهو ينفع من الرائحة الهاتكة المتلفة. والشربة منه: نصف درهم من التِّرياق.(1/338)
* شُوْنِيز: «ع» له رأس شبيه بالخَشخاش في شكله، طويل مجوَّف، يحوي بزرًا أسود حِرِّيفًا، طيّب الرائحة، وربما خُلِط بالعجين وخُبِز. وهو يسخن في الدرجة الثالثة، وله قوّة لطيفة، يشفي الزُّكام إذا صُرّ في خرقة مقلوا، ويَشمُّه الإنسان دائمًا. وهو يحلل النفخ غاية التحليل، ويقتل الديدان إذا أكل وطُلِي على البطن من خارج، ويقلع الثآليل المتفلقة والمنكوسة والخِيلان، وينفع من انتصاب النَّفَس، ويحدرِ الطمث. وحيث يُحتاج إلى التقطيع والتجفيف والإسخان فالشونيز نافع في ذلك منفعة كثيرة. وإذا ضمدت به الجبهة وافق الصداع، وإذا سُعط به مسحوقًا بدهن الإيرِسَا وافق ابتداء الماء النازل في العين. وإذا تضمد به مع الخلّ وافق البثور اللِّبَنِيّة، والجرب المتقرّح، ويحلل الأورام المزمنة، والأورام الصُّلْبة. وإذا ضُمِدت به السرّة مخلوطًا بماء أخرج الدود الطِّوال. وإذا أُدمِن شربه أيامًا كثيرة أدرّ البول والطمث واللبن. وإذا شرب بالنطرون سكن عُسْر النفَس. وإذا دخن به طرد الهوامّ. وزعم قوم أن من أكثر من شربه قَتَله. وخاصته: إذهاب الحمى الكائنة عن البلغم والسوداء، وقتل حبّ القَرَع. وإذا نُقِع في الخلّ ليلة ثم سحق من الغدر واستعط به، أو قدّم للمريض حتى يستنشقه، نفع من الأوجاع المزمنة في الرأس، ومن اللَّقوة. وهو من الأدوية المفتِّحة جدًّا لسُدَد المصفاة، وينفع من البهَق والبرَص طلاء بالخلّ، ويسقَى بالعسل والماء الحارّ للحصاة في المثانة والكُلَى. وإذا قُلِي ثم دق ونقع في زيت وقطر من ذلك الزيت في الأنف ثلاث قطرات أو أربع، نفع من الزكام إذا عرض معه عُطاس كثير. وإذا نُثر على مقدم الرأس سخنه، ونفع من توالي النَّزَلات. وإذا سحق وعجن بدهن الورد، نفع من أنواع الجرب. وهو يدرّ الطمث إدرارًا قويًا، ويخرج الأجنة أحياء وموتى، ويسقط المَشِيمة. وإذا أخذ منه سبع حبات عددًا، وغمرت بلبن امرأة ساعة، وسُعط بها في أنف من به(1/339)
يَرَقان، واصفرت منه العينان، نفع من ذلك نفعًا بليغًا وَحِيًّا، لشدة تفتيحه السُّدَد. «ج» ويسمى: شِيْنِيز. وهو حِرِّيف، وأجوده الرزين. وهو حار يابس في الثالثة، مقطَّع للبلغم، جلاّء، محلَّل للرياح والنفخ، ويقطع الثآليل والخِيلان والبهق والبرص والجرب، وينفع من الزكام العارض، مقلوًّا مجعولاً في خرقة كَتان، ومن جميع ما تقدم ذكره. «ف» من البزور المعروفة، أسود اللون، أجوده الحديث الرزين. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من انتصاب النفَس، وطلاؤه على السُّرّة يقتل الديدان. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* شُوْع: «ع» هو شجرة البان. وقد ذكر البان.
* شُوْشَمِيز: «ع» هو الشُّكاعى. وقد ذكر.
* شَوْكة يهودية: «ع» هي القِرْصَعْنَة الزرقاء. وستذكر في حرف القاف. «ج» هي حارّة لطيفة محللة، تنفع المفاصل ونفث الدم، ويُتمضمض بطبخها لوجع الأضراس.
* شَوْكة قِبطية: «ع» هي شوكة القَرَظ. وسنذكرها في حرف القاف.
* شَوْكة مصرية: «ع» هي شجرة القَرَظ أيضًا.
* شَوْكة شَهْباء: «ع» هي اليَنْبوت. وسيذكر في بابه.
* شَوْكة بيضاء: «ع» هي الباذَاورد. وقد ذكر في حرف الباء.
* شَوْرَة: «ع» هي اسم حجازي للشجر النابت في أقاصير البحر الحِجازيّ، الشبيه بالغار المثمر ثمرًا أخضر شبيهًا بالبلاذُر. ويزعمون أن صمغته نافعة في الباءة، وتسكن وجع الأسنان أيضًا. مجرَّب في ذلك. وهو عندي صمغة الأسرار التي تقدم ذكرها في حرف الألف.(1/340)
* شَيْطَرَج: «ع» هو عُصَاب بالبربرية. وينبت كثيرًا في القبور والحيطان العتيقة، والمواضع التي لا تُحْرَث. وزهره ناضر أبدًا، إلا أنه أحمر، وورقه شبيه بورق الحُرْف، يطول قضيبه نحوًا من ذراع، وهو في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المسخنة، ورائحته وقوّته وطبعه شبيه بقوّة الحُرْف ورائحته وطعمه، إلا أنه أقل تجفيفًا منه، وقوّة ورقه حارّة مقرحة، ولذلك يُعمل منه ضِماد لعرق النَّسا، يلذع جدًّا إذا دقّ ناعمًا وخلط بأصول الراسَن، ووضع عليه ربع ساعة، وكذلك يوضع على الطِّحال، وإذا لطخ به على الجرب المتقرّح قَلَعه، ومتى عُلِّقت أصوله على من عرض عليه وجع في أسنانه سكنه، ويَقلع البهق الأبيض والبرص والجرب إذا طلي بالخلّ. وإذا شرب نفع من أوجاع المفاصل. «ج» هو قِطَع خشب صغار دقاق، له قشور كقشور القَرَنفُل، ومكسره إلى الحمرة والسواد، وهو كالقَرْدمانا في رائحته وطعمه وقوّته، وأجوده الهنديّ والبحْريّ. وهو حارّ يابس في آخر الدرجة الثانية، وقيل إن حرارته في الرابعة، وينفع طِلاء بالخلّ على البهق والبرص والتقشر والجرب، ويشرب لوجع المفاصل، ويطلى على الطحال فيضمره. وقيل إن أصله إذا علق على أذن من به وجع الطحال سكنه. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال. وبدله: القُوّة. «ف» مثله. ويقطع من الأعماق الصرْع والجُذام وانتثار الشعر إذا شرب بالعسل. الشربة منه: درهمان «ز» شَيطرج هنديّ: بدله قَرْدمانا، وقيل بدله: فُوة. وقال آخر: بدله: آس.(1/341)
* شَيْلم: «ع» هو الزُّؤان الذي يكون في الحنطة فيفسدها، فيخرج منها، ونباته سَطَّاح، يذهب على الأرض، وورقه كورق الخِلاف النبطيّ، شديد الخضرة، والناس يأكلون ورقه إذا كان رطبًّا، وهو طيب لا مرارة له، وهو دواء يسخن إسخانًا عظيمًا، حتى يكاد يقرب من الأدوية الحِرِّيفة، وهو في أوّل الدرجة الثانية من درجات الإسخان، وفي منتهى الثانية من درجات التجفيف، وله قوّة تقلَع القروح الخبيثة إذا خلط بقشر الفُجْل والملح، وتُضُمِّد به، وإذا خلط بالزيت ثم طبخ بخلّ أبرأ من القوابي الرديئة، والجرب المتقرِّح، وإذا طبخ ببزر الكتان وسَذاب وبزِبل حمام، حلل الخنازير، وفتح الأورام العسرة النضج وأنضجها. وإذا بخر به مع سَويق ومُرّ وزعفران وكُندُر وافق الحبل، ودهنه أبلغ في قلع القوابي من دهن الحنطة. وإذا دقّ وعجن ووضع على عضو جذب منه السُّلاَّء والشوك وأخرجها، وينفع من وجع الوركين إذا تضمد به، وينفع من البرص إذا خلط بكبريت ولطخ به، وإذا أُكل خبزًا أسدر وأسكر، وإذا نقع في شراب أسكر ونوّم نومًا ثقيلاً، وإذا استخرج دهنه ودهنت به الأصداع نوّم نومًا معتدلاً. «ج» هو الزؤان. وأجوده الأدكن الرزين. وهو حارّ في الثالثة، وقيل في الأولى، وقيل في الثانية، وهو لطيف جَلاّء جدًّا، يحلل ويطلى على البهق مع كبريت، ويحلل الأورام والخنازير مع بزر الكتان، ويفجرها مع وسخ الحمام، ومع الحنطة ذَرورًا، وعلى القوابي، والبُخور به يعين على الحبل، وإذا دُقّ وعجن ووضع على عضو قد دخل فيه شوك أو سُلاَّء جذبه وأخرجه، وهو يسكر ويُسْدر. «ف» حبة رَزْنة تتبع نبات الحنطة، أجوده الكبار النقيّ الرزين منه الحديث. حارّ يابس في الثالثة، وإذا بخر به أعان على الحبل، وإذا طلي على البهق مع الكبريت نفع ذلك وأبرأه، وكذلك إذا طلي على القوابي، ويحلل الأورام والخنازير مع بزر كتان، ومع خرء الحمام، وإذا طبخ بماء العسل، ويضمد به عرق النَّسا نفع من ذلك، ويسكن وجعه(1/342)
جدًّا.
* شِيْح: «ع» هو شبيه بالأَفسنتين في منظره وفي طعمه، وإنما الفرق بينهما أنه ليس يقبض مثل الأفسنتين، وأنه يسخن أكثر منه، وفي المرارة أكثر مع ملوحة يسيرة. وأما في قوّته فإنه يخالفه، من طريق أنه يضرّ بالمعدة، ويقتل الديدان أكثر من الأفنسنتين، إذا وضع من خارج، وإذا ورد إلى داخل البدن. وهو يسخن في الدرجة الثالثة ممتدًا، ويجفف في الثانية، وإذا طبخ وحده ومع الأرز وشرب بالعسل، قتل الدود المتولد في البطن. «ج» الشيح صنفان: أحدهما أجوف العود، منزوي الورق؛ والآخر أرْمَنيّ أصفر. والشيح الجبليّ يسمى أفليون، وهو مُرّ، وهو حارّ يابس في الثالثة، وقيل إنّه في الثانية، يابس في الأولى، مقطَّع محلل للرياح، وفيه قبض دون قبض الأفَسنتين، ورماده ينفع مع دهن اللوز من داء الثعلب، ويمنع الأكلة، ويكمد بمائه مع بعض الأرماد فيحللها، وينفع من عسر النفَس، ويقتل الديدان وحبّ القَرَع، ويدرّ البول والطمث. ودهنه ينفع من برد النافض، وهو ينفع من لسع العقارب والرُّتيلاء، ومن السموم. وقدر ما يؤخذ منه: إلى مثقالين. وإذا أحرق وطلي به اللحية التي أبطأ نباتها نبتت. «ف» هو ضرب من الحشائش المعروفة. وهو تركيّ وأرمنيّ، وأجوده البريّ المائل إلى البياض، وهو حارّ يابس في الثالثة، يخرج الديدان والحيّات وحبّ القَرَع، ويُدرّ البول. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* شَيْبة العَجُوز: «ع» هو الأُشْنة. وقد ذكر في حرف الألف.
* شِيَّان: «ع» يقال على الصمغ المجلوب من جزيرة سُقُطْرَي، وهو المعروف بدم الأخوين، وقد ذكرته في حرف الدّال، وعامة الأندلس يوقعون هذا الاسم على النوع الكبير من حيّ العالم. «ج» مثله.(1/343)
* شِيْر: «ع» هو اللبن بالفارسية. وإذا قالت الأطباء شير أملج، فإنما يريدون أنه الأملج المنقع في اللبن. «ج» هو الأملج المنقع في اللبن. وهوأقلّ قبضًا من الأملج، وأجوده المجعول في اللبن أيامًا. وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة، وقيل إنه حارّ رطب، ينقِّي البلغم اللزج من غير أن يسحق، ويقوّي الشهوة، ويقطع القيء والبصاق، ويطفئ حرارة الدم، ومقدار ما يؤخذ منه: مثقال. «ف» مثله. وأجوده الحديث الأسود. وهو بارد يابس في الثالثة، ينشف الرطوبات من غير إسخان، وينقي الرأس. الشربة منه: مثقال. وينفع إذا أدمن أكله من جميع الأدواء الباردة.
* شِيْرخُشْك: هو طَلّ يقع من السماء ببلاد العجم، على شجر الخلافَ بَهراة، وهو حلو إلى الاعتدال. وهو أقوى فعلاً من التَّرَنْجُبِين، ونحو أفعاله، وهو أفضل أصناف المنّ، وأكثرها منفعة لمحروري الأمزجة، وخاصته النفع من حمى الكبد واحتراقها وأورامها الحارّة، والسعال الحارّ السبب، وقد ينفع الصدر، ويلين الطبيعة، ويعدّلها. وأما كيفيته فإنه حبّ أبيض مثال حبّ التَّرَنجُبين، بل هوأكبر حبًّا منه، وأنعم جسمًا، ومن طبعه أنّه إن بقي في اليد ساعة انحل، ويَدْبَق بالأصابع، فإن مضغ الإنسان منه وزن دانق، وجد فيه طعم الكافور وحرافته وعطريته. «ج» هو طَلّ يقع على شجر الخلاف والكثيراء بهراة، وهو حارّ إلى الاعتدال، وهو أقوى فعلاً من التَّرَنْجبِين ونحو أفعاله. «ف» طَلّ يقع بخراسان على شجر أو حجر، ويجفف كالصموغ. أجوده الطريّ الأبيض. حارّ رطب في الأولى، ينفع من السعال، ويسهل الصفراء لخاصية فيه، ويلين خشونة الصدر واللسان والرئة. والشربة منه: أوقية ونصف.(1/344)
* شَيْرَج: «ع» هو دهن الحَلّ. ويستخرج بطحن السِّمسِم وعجنه بالماء الحار. وهو حارّ رطب، مغذّ مليّن، ينفع من الشُّقاق والخشونة السوداويتين شربًا وطلاء، وإذا طبخ فيه الآس حفظ الشعر وقوّاه، وشربه يُذهب الحِكة البلغمية والدّموية بماء الزبيب، وينفع من ضيق النفَس، ويعدّل الطبع، ويضاد السمّوم، وينفع من خشونة الحلق والسعال، ويزيل سهوكة الطبيخ إذا وضع على الظَّرف. وفيه غلظ، وهو رديء للمعدة يرخيها. وإصلاحه أن يغلى. وقال بعضهم: لا منفعة فيه إلا لأصحاب السوداء. «ف» هو دهن السَّمسِم، ويسمونه دهن الحَلّ. أجوده الطيب الطعم. وهو لين، وفيه بعض حرارة، يحلل الأورام البلغمية، ويحلل القُولَنج، وينفع السعال، وهو رديء لفم المعدة. ويستعمل منه: بقدر الحاجة. «ع» قد تقدّم ذكره في السّمسم.
* شِيرْزَج: «ع» ويقال شِيْرَزْق. وهو بول الخُفَّاش، وقيل هو لبنه. وهو حارّ يابس، شديد الحرارة، حادّ جلاّء، ينفع الظَّفِرَة وبياض العين.
حرف الصاد(1/345)
* صامَرْيُومَا: «ع» يعرف بالديار المصرية بحشيشة العقرب، وبالغُبيراء وهو بها كثير، ينبُت بين المقابر، وينبت كثيرًا ببركة الفيل بين القاهرة ومصر، إذا جَفّ عنها الماء. وهو نبات له ورق يشبه ورق الباذَرُوج، إلاّ أنّه أكثر زَغَبا منه، وأميل إلى السواد، وله زهر أبيض مائل إلى الحمرة، مسخن مثل العقرب، وإذا شرب بالشراب أو تُضُمد به وافق الملسوعين من العقارب وقد يعلق أصله على الملسوعين من العقرب ليسكن الوجع. وقد يقال إنّه إذا أخذ من ثمر هذا النبات أربع حبات، وشُرب بالشراب قبل أخذ الحمَّى الربع بساعة، ذهبت. وإن أخذ ثلاث حبات ذهبت الحمى المثلثة. وهذا الثمر إذا تُضُمد به جفَّف الثآليل واللحم الزائد. وورقه يُضْمَد به للنِّقرِس، ولالتواء العصب، والأورام العارضة في أدمغة الصبيان. وإذا احتمل مسحوقًا أدرّ الطمث، وأجدر الجنين. ومنه صنف صغير ينبت عند المياه القائمة، له ورق شبيه بورق الأوّل، غيرأنه أشدّ استدارة منه، وثمره مستدير معلّق مثل الثآليل وإذا شرب مع ثمره ومع النَّطْرُون والزُّوفا والحُرْف والماء، أخرج الديدان المسماة بحبّ القَرَع، والدود المستطيل، وإذا تضمد به مع الخلّ قلع الثآليل، «ج» أجوده البريّ الشوكيّ. وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من قروح الكُلَى والمثانة، ويقتل الديدان. الشربة منه: إلى مثقال.(1/346)
* صَابُون: «ع» قوّته حارّة يابسة في الرابعة، يجلو ويُعفِّن. وهو صالح لإنضاج الأورام، ويجمع القيح، ويلين الأورام الجاسية. وهو حارّ مُقرِّح للجسد، قويّ في ذلك، ويحلل القُولَنج، ويسهل الخام حَمولاً، وإذا وضع منه في خرقة صوف، ودلكت به الحَزاز والقوباء أذهبها، وإذا خلط بمثله ملحًا، ودلك به في الحمام أذهب الحِكة والجرب المتقرِّح، وإذا خُلط بمثله جِناء، وطلي به على الركبة الوجعة، سكن وجعها، وإذا أغلي مع دهن ورد، وطُلِي به على القروح التي في رؤوس الصبيان، جفَّف رطوباتها وأبرأها. وينبغي أن يتوالى على ذلك حتى يبرأ. وإذا طليت به القروح الشَّهْدية، وتركت سبعة أيام، ثم تغسل بعد ذلك بماء حارّ، فإنّه أجلّ دواء فيها، وإذا خلط الصابون بمثله حناء، وطليّ به على النمش قلعه وَحِيّا. مجرّب. وإذا أخذ منه وزن درهمين، ودرهم سَيْلَقون، ومثله نورة مطفأة، وتخضب به اللحية في الحمام بعد الغسل والإنقاء، ويُصْبَر عليه مقدار ساعة صبغ الشعر، وغير الشيب تغييرًا خَرُّوبيًّا، وهو في ذلك عجيب غريب مجرّب. وإن غُسل به الرأس في الحمام أذهب صِئبانه، وقتل القمل، وأذهب الأتربة. وهو يجلو البهق النمش، وإذا عجنت به أدويتها قوّى فعلها، وإذا وضع على الأورام البلغمية العسرة الإنضاج، مضافًا إلى أدويتها أو وحده، أنضجها وحللها، وإذا عُجِنت به الأدوية المفجِّرة للأورام، مثل الحُرْف وخُرء الحمام وأصل قِثَّاء الحمار، قوّى فعلها. وهو يُجعِّد شعر الرأس إذا غسل به، ويفتح أفواه الجراحات. «ج» حارّ محرِق قويّ الجلاء، يحلل القُولَنج، ويسهل الخام ويجلو. وهو معفِّن مقرّح، وماؤه قاتل إذا شرب، وهو قريب الحال من النورة. «ف» على حسب ما يتخذ منه. وأصنافه مختلفة، وأجوده الرقيّ العتيق، وهو حارّ يابس، ينفع من القُولَنج، ويسهل الخام أو يُحْمَلُ منه بقدر أنملة.(1/347)
* صَاب: «ع» قيل إنه قِثَّاء الحمار، ولم يصح. وقيل إنه اليتُّوع. وربما خرج منه كهيئة اللبن، فإذا وقعت منه في العين قطرة، فكأنها شهاب نار.
* صَبِر: «ع» شجرة الصَّبِر لها ورق كورق الإشْقيل، وله رطوبة تلصق باليد، إلى العَرْض ما هو، غليظ إلى الاستدارة، مائل إلى خَلْف. وفي حرفي كلّ ورقة شبيه بالشوك، ناتئ قصير متفرّق، وجميع هذه الشجرة ثقيل الرائحة، مُرّ المذاق جدًّا، وعرقها واحد شبيه بوتد، وعُصارتها نوعان: فمنها رمليّ، وهو شبيه بالعكَر الصافي، ومنها كَبِديّ سهل الانفراك. واختر منها ما كان لازُوقًا ليس فيه حجارة، وله بريق، إلى الحمرة ما هو، كبدىّ، سهل الانفراك، سريع الترطيب، شديد المرارة، فما كان منها أسود عسر الانفراك فاتَّقِه. وقد يغشّ بصمغ، ويَتَبين الغشّ فيه من المذاق وشدّة الرائحة، ومن أنّه لا ينفَرك بالأصابع إلى أجزاء صغار. ومن الناس من يخلط به الأقاقِيا، وفيه منافع كثيرة. وذلك أنه يجفِّف تجفيفًا بلا لذع، وهو يحدر الثُّفْل من البطن، ويجفف، وطبعه في الدرجة الثالثة من درجات التجفيف. وهو يسخن: إما في الدرجة الأولى ممتدة، وإما في الدرجة الثانية مسترخية. والصّبِر أنفع الأدوية للمعدة، ويُلصِق النواصير الغائرة، ويَدْمُل القروح العسِرة الاندمال، وخاصة ما يكون منها في الدُّبُر وفي الذكر. وينفع من القروح الحادثة في هذه المواضع، إذا ديِفَ بالماء، وطلي عليها، ويَدْمُل الجراحات على ذلك المثال. ويستعمل في الأدواء الحادثة في الفم والمَنخِرين، وبالعينين. وبالجملة، شأنه أن يمنع كلّ ما يتحلَّب، ويحلل ما قد حصل فيه. وفيه مع هذا جِلاء يسير، يبلغ أنه لا يلذع الجراحات النقية. وإذا شرب منه مقدار ثلاث أوثولُوسات بماء، قطع الدّم، ونقَّى اليرقان. وإذا حُبِّب مع الرَّاتينَج بالماء والعسل المنزوع الرغوة أسهل الطبيعة، وقد يُشْوَى على خَزَف نقيّ حتى يستوي من جميع نواحيه باستواء، ويستعمل في الأكحال، وقد(1/348)
يُغسَل ويستخرج عنه الأجزاء الرمليّة، ويؤخذ صافيه ونقيه. والصِّبِر ثلاثة أنواع: الأُسقطريّ، والعربيّ، والسِّمنجانيّ. فالأسقطريّ تعلوه صفرة شديدة كالزعفران، وفيه ضرب من رائحة المُرّ، وهو التفرُّك، وله بريق وبصيص قريب من بصيص الصمغ العربيّ، فهذا هو المختار، والعربي: دونه في الصفرة والرزانة والبصيص والبريق. والسِّمِنْجانيّ رديء جدًّا، منتن الرائحة، عديم البصيص، وليس له صفرة. والصبر إذا عَتُق انكسرت حدّته، والمغشوش أسرع في ذلك. ومن طبع الصِّبر جذب الصفراء وإخراجها، وغير المغسول أكثر إسهالاً من المغسول، وقوّته في الإسهال مقدار أن يبلغ إلى أن يسهل ما في البطن مما يلقاه ويماسّه، وأمّا أنّه ينفض البدن كلّه فلا، وهو يسهل الصفراء والرطوبات. والشربة منه: من مثقال إلى مثقالين. ومن كان في أسفله علّة فليأخذه بالمُقّل إنّ لم يكن محرورًا، وبالكثيراء إن كان محرورًا، وإن كان بمعدته أو قلبه علة فليأخذه مع المَصْطَكى والورد. «ج» هو عصارة جامدة، بين حمرة وصفرة. منه سُقُطْرِيّ، ومنه عربيّ، ومنه سِمِنْجانيّ؛ وأجوده السُّقُطْرِيّ. وسُقُطْرَي: جزيرة بقرب ساحل اليمن. وماؤه كماء الزعفران، ورائحته كالمرّ، بصّاص متفرّك، إذا استقبلته بالنفَس الحارّ من فيك صار لونه لون الكبد، ورائحته رائحة السَّمْن. ويكون نقيًّا من الحصى. وأما العربيّ فهو دونه في الصفرة والرزانة والبصيص، وهو أصلب، والسِّمِنْجانيّ رديء، ولونه أسود. وهو حارّ يابس في الثانية، وقيل إن حرارته في الأولى، وقيل في الثالثة، وقوّته قابضة مجففة، والهنديّ منه كثير المنافع، مجفف بغير لذع، ينفع بالعسل على آثار الضربة، ويَدْمُل الدّاحس، وبالشراب على الشعر المتساقط يمنعه من ذلك، وينفع من أورام السُّفْل والمذاكير، ويَدْمُل القروح التي قد عسُر اندمالها، وينقِّي الفضول الصفراوية من الرأس، وقيل إنه يسهل السوداء، وينفع من قروح العين وجربها ووجع المآقي، ويجفف(1/349)
رطوباتها، ويحدّ البصر، وينقِّي البلغم من المعدة، وربما نفعها بيوم واحد. وقد يتناول منه بكرة وعشية حبات مخلوطة بعسل، فيسهل البطن من غير أن يفسد الطعام. وقدر شربته إذا كان مفردًا ما بين نصف درهم إلى درهمين. «ف» عُصارة معروفة. وهو ثلاثة أصناف: أجوده الأُسْقُطريّ المائل إلى الحمرة، وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، ينقي الفضول الصفراوية والبلغمية من المعدة والشربة: درهم ونصف. وقال: ينقِّي الرأس والمعدة وسائر البدن من الأخلاط الرديئة الفاسدة، ويقوّي الذهن، وينفع من العلل الباردة. «ز» بدله: عصارة ورق الكَبَر. وقال: بدله: حُضُض.
* صُبَّار: «ع» وهو التمر الهنديّ الحامض الذي يتداوى به، ويقال صُبَّارَى، وقد ذكر التمر هنديّ في حرف التاء. «ج» مثله.
* صَحْناة: «ع» هو السَّمَك المطحُون. وهي حارّة يابسة في الثانية، ورديئة الخِلط، تنشف رطوبة المعدة، نافعة من رداءة النكهة، قاطعة للبلغم، صالحة من وجع الوَرِك المتولد من البلغم، وإدمانها يحرق الدم، ويُذهب الصُّنان وَنْتن الإبط، ويذهب وَخامة الأطعمة الدَّسمة البشعة، ولا يصلح أن يعتمد عليها وحدها في التأدّم. وينبغي أن يصلحها المحرورون بصبّ الخلّ الثقيف الطيّب الطعم فيها، والاصطباغ معها. وأما المبرودون فيأكلونها بالصَّعْتَر والزيت ودهن الجوز. «ج» أجودها الطيبة الرائحة، وهي حارّة في الأولى، يابسة في الثانية، تجلو وتجفف، وتنفع من وجع الوَرِك، وتزيل البَخَر الكائن من فساد المعدة، وتجلو رطوبتها. «ف» يتخذ من السمك الصغار والملح، وهو يزيل البلغم من المعدة، ويشهي الطعام، ويجفف. الشربة منه: خمسة دراهم.(1/350)
* صَدَف: «ع» الصُّلْب منه لا يستعمل إلاّ مُحْرَقًا، فإذا أحرق صارت قوّته تجفف تجفيفًا بليغًا، وينبغي إذا استعمل أن يسحق ناعمًا. وهذا عام لجميع الأشياء التي جوهرها حَجَريّ، فإذا استعملت وحدها كانت نافعة للجراحات الخبيثة، لأنها تجفف من غير لذع، فإذا عُجنت بخلّ أو عسل أو شراب، كانت نافعة جدًّا للجراحات المتعفنَّة. وصدف البواسير يوجد في بحر القُلْزُم، ويوجد في بحر الحجاز، وشكله شكل ما عظم من الحَلَزون الكبير، إلا أنها ذات طبقات. وهي كريهة، لونها فِرْفِيريّ إلى السواد. «ج» الصَّدَف أجوده الأبيض الكائن من المياه العذبة. وهو يابس قويّ النشف. ولحم الصدف الريّ إذا سُحِق وطُلِي به البدن، جفف بقوّة. والصدف يجذب السُّلاَء والعظام، ويسكن وجع المعدة، وإذا تُضُمد به الطِّحال وترك، يسقط من ذاته، ونفع نفعًا بيِّنًا، وهو يُدِرّ الحيض احتمالاً، ولحمه ينفع من عضة الكلْب الكلِب. ومرق الصَّدَف الصغار يسهل البطن، ويبخر به لاختناق الرحم. ومُحْرَق الصَّدَف فيه تحليل، ويجلو الأسنان، ويقع في الأكحال، فينفع غلظ الأجفان، وينفع من قروح العين، وإذا طُلِي به على موضع الشعر الزائد في الجفن بعد نتفه منع النبت، وينفع من حرق النار، ومن أوجاع القلب. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال، ومن مائه: ثلاثة دراهم. وأغطية الصدف المحرق تجلو البهق والقروح وتنقيها. «ف» يُجْلَب من البحار، وهو معروف، وأجوده الأبيض المحرق. وهو بارد يابس، يجفف القروح التي في الصدر والرئة. الشربة منه: درهم.
* صَدَأ الحَديد: «ع» فيه تبريد وقبض. والعتيق حارّ يابس في الدرجة الثانية، وهو ينفع من نزف النساء. «ف» وهو من فُولاذ. والبرهمان أجوده العتيق، فولاذيّ حارّ، يابس في الثانية، ينفع من نَزْف النساء جدًّا، ويَدْمُل الجراحات.(1/351)
* صَعْتَر: «ع» الصَّعتر أصناف كثيرة، مشهورة عند أهل الأماكن التي ينبت فيها، فمنها ما هو بريّ، ومنها ما هو بُستانيّ وجبليّ، وطويل الورق ومدّور الورق، ومنه ما هو دقيق الورق، ومنه ما هو عريض الورق، ومنه ما لونه أسود، ويعرف بالفارسيّ، ومنه ما هو أبيض، يعرف بصعتر الحور. ومنه أنواع أخر كلها متقاربة. وهو مذهب للثقل العارض من الرطوبة، وكذا يؤكل مع الباذَرُوج والفُجْل، وهو نافع من وجع الورك أكلاً وضمادًا به مع الحنطة المهروسة. والبريّ أقوى، وهو مشة للطعام، منقّ للمعدة والأمعاء من البلغم الغليظ، ملطف للأغذية الغليظة، ويحلِّل نفخها إذا أكل وطبخ به مع ماء، كالكمأة والباقلاّء الرطْب وما أشبهه، وإذا وقع مع الخلّ أيضًا لطف اللحوم الغليظة والأعضاء كالأكارع ولحوم العجاجيل، وأكسبها فضل لذاذة. وهوحارّ يابس في الدرجة الثالثة، وهو طارد للرياح، هاضم للطعام الغليظ، ويدرّ البول والحيض، ويحدّ البصر الضعيف من الرطوبة، وينفع من برد المعدة والكبدّ، ويلطف الأخلاط الغليظة ويفتح السُّدَد، وإن طُبخ قصبه بالعُنَّاب، وشرب ماؤه، أرقّ الدم الغليظ. وهذه خاصية فيه. وهو يَذهب بالأمغاص، ويخرج الحَيَّات وحبّ القَرَع إذا طبخ وشرب ماؤه. ومضغه ينفع من وجع الأسنان الذي يكون من البرد والريح، وينقِّي المعدة والكبد، والصدر والرئة، ومن البِلَّة، وإذا أكل بالتين يابسًا هَيَّج العَرَق، وهو يُحدر مع البراز فضلاً غليظًا، ويحسِّن اللون. وفُقَّاح جميع الصعاتر يسهل المرة السوداء والبلغم إسهالاً ضعيفًا، ويشرب منه وزن مثقالين بملح وخلّ، وينفع من أوجاع المعدة المتولدة عن برد ورياح غليظة، ومن القُولَنج المتولد عنها، ويخرج الثُّفْل، وينفع من أوجاع الرحم والمثانة، وإذا رُبِّب بالعسل أو بالسكر، فعل ما ذكرناه، وأحدّ البصر، ونفع من الخيالات المتولدة عن أبخرة المعدة، والتمادي عليه يُجفِّف ابتداء الماء النازل في العين، وإذا شرب بطبيخه(1/352)
الدواء المسهِل منع من تولد الأمغاص. وإذا شُرب منه مقدار صالح نفع من لسعة العقرب، وكذلك إذا ضُمِد به، وقد أكَلَ منه بعض الملسوعين أوقية معجونة بعسل، فأزال عنه وجع اللَّسعة، وإن أخذ من مُرَبَّاه كلّ ليلة عند النوم مثقال، ونام عليه، نفع من نزول الماء في العين، وحسَّن الذهن. وإذا اقترن الصعتر بجميع البقول المضعفة للبصر، أذهب ضررها. «ج» البريّ منه يسمى البِدْع. وهو في قوّة الحاشا، وشرابه كشرابه، وهو نوعان: أحدهما طوال الورق، وهو أقوى فعلاً، والآخر مُدَوّر الورق، وأجوده الصغار الوَرق البريّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، وهو محلِّل ملطف، ينفع من أوجاع الوركين، ويسكن وجع الضِّرس إذا مُضِغ، وينفع الكبد والمعدة، ويخرج الديدان وحبّ القَرَع، ويدرّ البول والطمث، ويُمْرِيء ويُشَهِّي الطعام، ويحلِّل الرياح. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال. وأكله ينفع من غشاوة البصر الحادث عن الرطوبة، ودهنه ينفع الرئة والصدر. قال: وهو يضرّ بالأربية. ويصلحه الخلّ الخمريّ. «ف» نبات معروف. وهو صنفان: فارسيّ، وجُوْرِيّ. وأجوده الفارسيّ الصغار الورق. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع الكبد المعدة، ويخرج الديدان والحيّات. والشربة منه: ثلاثة دراهم. الصعتر الفارسيّ بدله: وزنه ونصف صعتر جَبَليّ.
* صُغْد: «ع» هو أصول سود، عليها عروق دِقاق كالشعر، وطعمها طعم أصل الحَرْشف سواء، وورقه مشوّك شبيه بورق الإشْخِيص الأبيض، معروفة بالشام ومصر عند باعة العطر. قال: وشاهدت نَباته على ما وصفته بأنطاكية. وهو أصول يستعملها النساء في تطويل شعرهن، فيحمدنها، وخاصيتها: تطويله حيث كان. وقد يَسْحق قوم هذه العروق بدهن البان المطيَّب، ويصيرونه في المواضع التي يبطئ نبات الشعر فيها، فتنتبه وتسرع خروجه. وتحفظ الشعر من جميع الآفات العارضة له، مجرَّب. وقد يستعمل مسحوقًا مع بعض الأدهان اللطيفة في علاج القَرَع العارض للرأس طلاء، فينتفع به.(1/353)
* صَقْر: «ع» طائر معروف، لحمه حارّ يابس إذا طبخ وجُفِّف، ثم سحق وشرب معه مقدار دَرْخَمَيَين بماء بارد، على الريق، ثلاثة أيام وِلاء، ينفع من السعال البارد والربو. ومرارته تنفع من ابتداء الماء النازل في العين، وتقوّي البصر كُحلاً. وذَرْقه إذا لُطِخ به الكلَف أزاله وَحِيًّا.
* صَمْغ: «ف» إذا قيل صمغ مطلقًا، فإنما يراد به الصمغ العربيّ، وهو صمغ شجَرة القَرَظ. والجيد من صمغ هذه الشوكة ما كان شبيهًا بالدود، ولونه مثل لون الزجاج الصافي، وليس فيه خشب؛ وبعده ما كان أبيض. وأما ما كان شبيهًا بالراتينَج وسِخًا، فإنه رديء. وقوّة الصمغ تجفف وتُغَرِّي، يسقَى فيذهب بالخشونة، ويمنع حدة الأدوية الحادّة، إذا خلط ببياض البيض، ولطخ على حَرْق النار، لم يدعه يتنفَّط. وهو بارد قليل الرطوبة، يمسك الطبيعة من كثرة الخِلْفة، ويغرَّي المِعَى إذا وقع فيها سَحْج، ويمسك الكسر من العظام وغيرها إذا ضمد به، وسكَّن السُّعال إذا وضع في الفم، وامتصّ ما ينحلّ منه، أو خُلط ببعض الأدوية التي تنفع من السُّعال، وينفع من القروح التي في الرئة، إذا شرب منه، وينفع الرمد في العيون، ويصلح الأدوية المسْهِلة إذا خُلِط بها، ويدفع حِدَّتها، ويكسر عاديتها، ومقدار ما يؤخذ منه للسعال وإمساك الطبيعة: مثقال، وإذا خلط بالأدوية: نصف مثقال، وإذا شرب منه مسحوقًا: زنة مثقال في أوقية سمن بقريّ مُدافًا، وفعل ذلك ثلاثة أيام، نفع من نزف الدم، أيّ موضع كان من البدن، ومن البواسير، ومن الأرحام. وهو يصفَّي الصوت، ويقوّي المعدة. والمقلوّ منه في دهن الورد أقوى منفعة في انبعاث الدم من الصدر. وإذا حُلّ في الورد، وقُطِر في العين، نفع من الرمد وخشونة الأجفان ومن قروحها. «ج» الصمغ العربيّ أجود الصموغ. وأجوده الصافي القليل الخشَب الأبيض، الذي إذا مضغ ألصق الأسنان بعضها ببعض. وهو معتدل، وقيل إنه حار، وقيل إنه بارد يابس، ومجفف باعتدال فيه قبض(1/354)
وتَغْرِيَة، مع تجفيف يلين السُّعال الحارّ، ويصفِّي الصوت، ويقوّي المعدة، وينفع من الإسهال الصفراويّ. وقدر ما ينفع منه إلى مثقالين. وينفع من خشونة الحلق، وقصبة الرئة، ويكسر من حدة الأدوية. «ف» أجوده الصافي اللون المعتدل. ينفع آلات النفَس والرئة والصدر ونفْث الدمَ. الشربة منه: نصف درهم. بدله: الآس.
* صَمْغ البَلاط: «ع» معناه غِراء الحجَر، وهو يعمل من الرّخام، ومن جلود البقر، وينتفع به في إزالة الشعر من العين، وإذا ذُرّ على الجراحات الطريَّة بدمها ألحمها، ومنعها من التقيُّح. وهو يصلح القروح الرطبة. وهو معدوم جدًّا، قليل الوجود، وأكثر ما يكون ببلاد الروم. ويوجد منه شيء قديم، لا يعرف كثير من الناس: أمخلوق هو أم مصنوع، لشدّة جهله، وقلة معرفته. «ج» منه معدنيّ ومنه مركَّب من صَبِر ومُرّ ودم الأخوين وعِلْك أنزروت وصمغ عربيّ، من كلّ واحد جزء؛ وأصل المرجان وزاج، من كلّ واحد نصف جزء، يدقّ ناعمًا وينخل، ويعجن بماء الصمغ العربيّ، ويُطلَى على حائط مُجَصَّص، ويترك حتى يجف، وكلما عَتُق كان أجود. وهو مجفف، يَلْحُم الجراحات، ويمنع خروج الدم، وينفع القروح.
* صَمْغِ الإجَّاص: «ع» يلزَق الجروح، ويغَرِّي. وإذا شرب بشراب فتت الحصى، وإذا خلط بخلّ ولطخت به القوابي العارضة للصبيان أبرأها، وهو قاطع ملطِّف. وهو شبيه القوّة بالصمغ العربيّ، إلا أنه أضعف، وإذا اكتحل به أحدّ البصر، وينفع من السُّعال المحتاج إلى تعديل الخِلط المهيج له، أو إلي تغليظه، ممسوكًا في الفم. «ج» أجوده ما كان من شجر عَتيق. وفيه حرارة ويُبْس. وقيل إنه حارّ رطب. وهو ينفع من أوجاع الرئة والصدر وحَصَى المثانة والكُلَى. وينفع من القوابي طِلاء مع خلّ. ويُلْزِقُ الجراحات. «ف» مثله. والشربة: أربعة دراهم.(1/355)
* صَمْغ السُّمَّاق: «ع» إذا جُعل في الأضراس الوَجِعة سكن وجعها، ويُلزِقُ الجراحات، ويجعل في بعض الشيافات المحِدّة للبصر. «ج» مثله. «ف» أجوده الصافي النقيّ الحديث. وهو حارّ رطب، يُلْزِقُ الجراحات العسرة الاندمال والقروح. الشربة منه: نصف مثقال.
* صَمْغ الخِطْمِيّ: «ع» يُلقَط عند شدّة الحر. ومنه أصفر إلى البياض، ومنه أحمر. وهو بارد رطب، يسكن العطش، ويحبس البطن. وخاصته: النفع من المِرة الصفراء. «ج» بارد رطب، يسكِّن العَطَش، ويحبس البطن. «ج» أجوده الصافي النقيّ الحديث. بارد رطب، ينفع من السُّعال المزمن، ويسكن العطش. الشربة: درهمان.
* صَمْغ السَّذَاب: «ع» حارّ في آخر الدرجة الثالثة، يابس في الثانية، يبرئ من قروح العين إذا نثر عليها، وينفع من الخنازير في الحلق والآباط إذا اسْتُعِط بوزن دافق. «ج» صمغ السذاب البريّ هو التافِسْيا. وقد تقدم ذكره في حرف الثاء. «ز» صمغ السذاب: بدله: وزنه ونصف وزنه سكنبيج.
* صَمْغ المامِيثا: «ع» هو صمغ شجرة ببلاد فارس. وأجوده ما كان صافيًا، يقرب إلى الحمرة. وهو قويّ الحدّة والحرافة، ملطف، ينفع من الرياح الغليظة التي تعرض في المعدة والأمعاء، ويلطف البلغم الذي يكون في المعدة ويحلله، ويعين على الاستمراء. وهو شبيه بالحِلتيت في قوّته، إلا أن رائحته ليست بكريهة. «ج» مثله. «ف» صمغ شجر قويّ الحدة والحرافة، أجوده الحديث الحادّ الطعم. حارّ يابس جدًّا، ينفع من الرياح الغليظة العارضة في المعدة. الشربة منه: نصف درهم.(1/356)
* صَمْغ اللَّوز: «ع» يقبض ويسكن. وإذا شرب نفع من نزف الدم. وإذا خلط بخلّ ولطخت به القوابي العارضة في ظاهر الجلد قلعها. وإذا شرب مع الخمر الممزوج نفع من السعال، وإذا شرب بالطلاء نفع من به حصاة. «ج» أجوده الأبيض من شجر قريب العهد بالغرس. وهو مائل إلى البرد، وقيل إنه حارّ رطب. وصمغ اللوز الحلو ينفع من وجع الحلق والسعال وحمى الدقّ، ويُسَمّن البدن، وصمغ اللوز المرّ يقبض ويسخن. وقيل: صمغ اللوز يضرّ بالطحال، وإنه يصلحه السكر والخَشخاش. «ف» بارد رطب. ينفع من وجع الحلق والسعال المزمن ووجع الصدر. والشربة: ثلاثة دراهم.
* صَمْغ الزَّيتون: «ع» صمغ الزيتون البريّ فيه مشابهة من السقمونيا، وفي لونه شبيه من لون الياقوت الأحمر، ومنه مركَّب من قطرات صغار تلذع اللسان. وأما ما كان منه شبيهًا بالصمغ عظيم القطرات أملس ليس بلذاع اللسان، فإنه رديء لا ينتفع به. والمقدم ذكره يصلح لغشاوة العين إذا اكتحل به، ويجلو وسخه القرحة التي تكون في العين، ويدرّ البول والطمث. وإذا وضع على المواضع المتآكلة من الأسنان سكن وجعها. وقد يعد من الأدوية القتالة، وقد يخرج الجنين، ويبرئ الجَرب المتقرِّح، وهو حارّ فيه بعض اليبس، ينفع من الجراحات إذا صير مع مرهم، وينشِّف بِلَّة الجراحات. «ج» صمغ الزيتون، قيل: هو الأصطُرَك. وهو حارّ يابس. البريّ منه ينفع الجرب المتقرِّح والقوابي، ويقع في مراهم الجراحات، ويجلو وسخ قروح العين والماء والبياض. «ف» صمغ معروف. وهو إلى السواد، وأجوده النقيّ الذكيّ الرائحة. وهو حارّ يابس. ينفع الأمعاء والمعدة، ويدرّ البول والطمث. الشربة: درهم. «ز» بدله: الطراثيث.(1/357)
* صَمْغ السَّرْو: «ع» له حدّة وحرافة، وهو دون الصموغ كلها في المنفعة والفعل، وإذا استُعِط به نقَّى الرطوبات من الدماغ. وقوّته شبيهة بقوّة صمغ السذاب وصمغ الصنوبر، إلا أنه أضعف، ولذلك صارت القَطَرات التي تؤخذ من شجره أضعف من قطرات الجنس من الصنوبر المعروف بالشَّرْبين. «ج» حارّ يابس في الثالثة. يطرد الرياح، ويحلل الأورام الصلبة. «ف» أجوده النقيّ الحديث. وهو حارّ رطب، ينفع من الجراحات والقروح والجرب المتقرّح وقروح الرئة. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* صَمْغ السُّمَّاق: «ع» إذا وضع على الأضراس سكَّن وجعها، ويُلْزِق الجراحات.
* صَمْغ المحْروت: «ج» هو الحِلتيت. وقد ذكر في الحاء.
* صَمْغ البُطْم: «ج» هو العَلْك. وهو حارّ محلل جلاء لطيف. «ع» في بطم: صمغه مثل صمغ شجرة المُصْطكى، ونفعه مثله، واستعماله مثله.
* صَمْغ الطَّرْثوث: «ج» هو الأُشَّق. وقد مضى ذكره.
* صَمْغ الجوز الروميّ: «ج» هو الكَهْرَبا. وسيذكر في باب الكاف، إن شاء الله تعالى.
* صَمْغ القِتاد: «ج» هو الكَثِىراء. وسيذكر في باب الكاف.
* صَمْغ الكُمَّثْري: «ج» أجوده ما كان من شجر عتيق، وهو حارّ رطب. ينفع من أوجاع الرئة وقروحها. وقدر ما يؤخذ منه: إلى مثقالين.
* صَمْغ الكَنْكَر: «ج» حارّ في الدرجة الثانية، يابس في الدرجة الثالثة.
* صَمْغ الصنَّوبر: «ج» هو الراتِينَج. وهو المعتدل.
* صَمْغ الحَرْشَف: «ج» هو الكَنْكَرْزَد: وهو تراب القيء.(1/358)
* صَنَوْبر: «ع» حبّ الصنوبر الكبار؛ حار يابس في الثانية. وهو نافع من وجع المثانة والكُليتين الكائن من حرافة المِرة. إذا ضُمدت به المعدة الممغوصة مع عصارة الأفسنتين أذهب مغصها، وهو مقوّ للأبدان المسترخية. وقال: حار رطب منفَّخ، غليظ الكيموس، وهو يسخن إسخانًا قويًا، حتى أنه يصلُح للمفلوجين أن يتنقلوا به، ويزيد في الباءة، ويسخن الكُلَى جدًّا، ويكسر الرياح، ولا ينبغي للمحرورين أن يقربوه، ولا سيما في الزمان الحارّ، فإن أخذوا به فليأخذوا عليه الفواكه الحامضة الباردة. وأما المشايخ والمبرودون فينتفعون به في إسخان أبدانهم، وقطع ما في رئاتهم من البلاغم، وإسخان أعضائهم، وينفع من به رَعشة وربو، ويزيد في المنيّ. وهو سريع الانهضام، يغذو غذاء قويًا. وقال: حبّ الصنوبر الكبار حارّ في الدرجة الثانية، رطب في الدرجة الأولى، يغذو غذاء غليظًا، بطيء الانهضام، فإذا أكل مع العسل زاد في شهوة الجماع، ونقَّى الكُلَى والمثانة من الحصى والرمل. وقال: حار في الدرجة الثانية، يابس في أولها، كثير الغذاء، غليظ بطيء الهضم، نافع للاسترخاء العارض في البدن، مجفف للرطوبة الفاسدة المتولدة في الأعضاء إذا شرب بعقيد العنب. وأما الحبّ الصغار المعروف بقضم قريش، فهو شجرة الينبوت والأرزْ، وقد يكون في غُلُف، وقوّته قابضة مسخنة إسخانًا يسيرًا، ينفع من السعال، ومن وجع الصدر إن استعمل وحده أو بماء العسل. «ج» يُسمى الكبار منه جِلَّوزًا، وحبه أدقّ من الفستق، رقيق القشرة، ينكسر عن لبّ متطاول أبيض دهنيّ لذيذ. وهذه الكبار التي هي من الصنوبر الكبار. وأما الصغار فهي حب مثلث أصلب قشرًا، وأحزّ لبًا، وفيه حرافة وعفوصة، وطريه فيه مرارة، وهو أشبه بالدواء. والكبار منه إلى الحرارة ويسير رطوبة، والصغار حارّ يابس في الدرجة الثالثة. وهو منضِج محلِّل مسمن، ينفع من الاسترخاء وضعف البدن أكلاً، ويجفف الرطوبات الفاسدة في الرئة، والقيح ونزف الدم،(1/359)
ويقوّي المعدة إذا ضمدت به مع الأَفسنتين، وأربعة دراهم تزيد في المنيّ مع سمسم وسكر طبرْزَذ، ويقوّي المثانة والكلى على حبس المائية. «ف» جيده حبه الطريّ ولحاؤُه. وهو حارّ في الثانية، يابس في الثالثة، التغرغر بطبيخ قشره يسهل، ويجلب بلغمًا كثيرًا، وسُلاقة لحائه صالحة إذا تمضمض بها لوجع الأسنان، وحبه ينفع من السعال البلغميّ. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* صَندل: «ع» خشب يؤتى به من الصين. وهو ثلاثة أصناف: أبيض، وأصفر، وأحمر. وكلها تستعمل. وهو بارد في الدرجة الثالثة، يابس في الدرجة الثانية، موافق للمحرورين، صالح جيد لضعف المعدة، والخفقان الكائن من التهاب المِرّة الصفراء، إذا سحق بالماء ووضع من خارج، وإذا عجن بماء الورد مع شيء من كافور، ووضع على الأصداغ، نفع من الصداع المتولد من الحرّ. وإذا خلط جزء من صندل أبيض محكوك، ونصف جزء من أنزروت، وعجن ببياض البيض، وطلى به الصدغان، نفع من الصداع الحارّ، ومنع من النزَلات إلى العين. وإذا تدلك به في الحمام مع النُّورة أذهب رائحتها. والصندل الأحمر أبرد من الأبيض، إذا عجن بماء عنب الثعلب، أو بماء حيّ العالم، أو بماء الرّجلة، أو بماء الطحلب، نفع من النِّقرس المتولد عن الحرارة، وينفع الحُمرة، وينشفها من الأورام الحارّة، ويمنع تحلب الفضول إلى العضو. وأجوده الأصفر الدسِم، وبعده الأصفر اليابس، وبعده الأحمر، وهو أيسر من الأصفر، وبعده الأبيض. وهو مما يصلح للحك والدقّ والصحن، والأبيض بارد في الدرجة الثانية، ويدق ويحكّ بماء الورد، ويُتَمرّخ به للحرارة، ويوضع على الجبهة والمعدة الحارّتين فيبردهما. وينفع من الحمى الحارة، والبِرْسام، ومن ضعف المعدة من الحرارة ومن الحمى الحادثة من ضعف القلب والصداع الحارّ. وإذا حكّ على شقف فخار جديد أحمر بماء ورد، وجعل على بثور الفم أذهبه. مجرب. وإذا سُحِق وعُجِن بدُهن زَنبق، ومُرِخ به الجسم، أخرج المَليلة من العظام حيث كانت.(1/360)
وفي الصندل خاصة تفريح القلب وتقويته، ويعينها عطريَّته وقبضه وتلطيف ما فيه. قال: والأبيض منه أشدّ بردًا، ويبسه أقل من يبس الأحمر. وهو في الثانية أيضًا، إلا أن يبس الأبيض في أوّلها، والأحمر في آخرها. «ج» الصندل الأبيض أجوده المقاصيريّ. وقيل إنه أقوى من الأحمر، وقيل إنه أضعف منه. وهو بارد في آخر الدرجة الثانية، وقيل في الثالثة. والله أعلم.
حرف الضاد
* ضَأن: «ع» لحوم الضأن أكثر غذاء من المعْز، وأكثر إسخانًا وترطيبًا، وأكثر فضولاً. والدم المتولد منه أمتن وألزج وأسخن من الدم المتولد من لحوم المعز. ولحوم الضأن أوفق لأصحاب الأمزاج المائلة عن الاعتدال إلى البرودة، ومن يعتريهم الرياح، وفي الأزمان والبُلْدان الباردة، ولمن يكدّ ويرتاض كدًّا معتدلاً، ويحتاج إلى قوّة وجَلَد. ولحوم الحُمْلان أرطب من لحوم الضأن، بحسَب قرب عهدها بالولادة. ولحوم الحُملان المحرَق نافع للسّع الحيات والعقارب والجَرّارات، ومع الشراب للكلْب الكلِب. ورماده ينفع بياض العين، وهو جيد للبهَق طلاء. ومرارة الضأن تصلح لما تصلح له مرارة الثور، غير أنها أضعف. وبعر الضأن إذا تُضُمد به مع الخلّ أبرأ من الشَّرَى والثآليل واللحم الزائد المسمى بالتوت. وإذا خلط بموم مذاب بدهن ورد أبرأ من حرق النار. «ف» معروف. ولحم الحَواليّ الطريّ أجوده. وهو حارّ رطب في الأولى. ينفع من المعدة المعتدلة، ويزيد في شهوة الجماع. ولحم الحَواليّ أغذى من لحم الصغار. ويعمل من يحتاج إلى تبريد بالخلّ. ولحم الخرفان يولد غذاء كثيرًا. وهو حارّ رطب، إلا أنه يولد البلغم. ويستعمل منه بقدر الحاجة.(1/361)
* ضَبُع عَرْجاء: «ع» هذا حيوان يشبه الذئب، إلا أنه إذا جرى كأنه أعرج، ولذلك سمي العَرْجاء. ولحمه حار يابس في الثانية، مثل لحم الكلاب. وإذا أمسك إنسان في يده حنظلة فرت الضِّبعان عنه. وإذا أخذ أحد أسنانها وأمسكها معه، ومرّ بالكلاب لم تنبحه، وإذا طعم الموسْوَسون دمها نفعهم، وإذا دِيفت مرارتها مع مثلها دهن أقحوان، ووضعا في إناء نحاس، وترك ثلاثة أيام، ثم طلى به العين المشتكية في كلّ شهر مرتين، أزال بياضها بتاتًا، وكلما عَتُق هذا الدُّهن كان أجود. وإذا طلي الوجه بمرارتها مع شحم أسد صفي اللون، وأزال كلفه وصقله. وإذا اكتحل بمرارتها وحدها أحدّ البصر. وزعم بعض الأطباء أن الجلد الذي يكون حول خاصرتها إذا أحرق وسحق بزيت، ودهن به دبر المأبون أذهب الأُبنة عنه. وإذا أخذت الضبع وألقيت في دهن وقتلت فيه غرقًا، ثم طبخت في الدهن أو تطبخ في الماء والشَّبْت والحمَّص، نفع من وجع المفاصل وتعقدها، فإن جلس العليل المزمن في الزيت نفعه من جميع علل المفاصل، وأزال النقرس، وأذهب الرياح الغليظة، ومخ ساقه إذا ديف بزيت إنفاق، وطلي به على النقرس، نفع منفعة عظيمة. وجلد الضبع إذا شدّ على بطن امرأة حامل لم تسقط وإن كانت تسقط، وإن جلِّد به مكيال وكِيل به البِزْر أمن ذلك الزرع من سائر الآفات، وإن جُلِّد به قدح وجعل فيه ماء وقرب ممن نَهَشه كلْب كلِب، شربه ولم يفزع منه. «ج» حارّة يابسة في الدرجة الثانية. وطبيخها بالماء والشِّبْت والحمص ينفع من وجع المفاصل وتعقدها إذا جلس فيه منفعة بينة. «ف» مثله. لحمه ينفع من برد المعدة ومن الحميات البلغمية والسوداوية، يذهب بالصفار والأوجاع الباردة.(1/362)
* ضبّ: «ج» يقارب الوَرَل في أفعاله، ويقارب الحِرْدَون. وبعره يُطلى به الكلَف والنَمش، ويقلع بياض العين. «ف» حيوان قريب الشكل من الوَرَل. وهو في بادية العرب، أجوده ما كان متوسطًا إلى الصغر. ولحمه أحرّ وأيبس من لحم الورل، ولحمه يقوّي شهوة الجماع، وزِبله لابتداء نزول الماء في العين. الشربة: خمسة دراهم.
* ضدخ: «ع» هو اليَرْبُوز. وهي البقلة اليمانية. وقد ذكرت في حرف الباء.
* ضِرْو: «ع» الضِّرو: من شجر الجبال، وهي مثل شجر البلوط، إلا أنها أنعم، وتثمر عناقيد مثل عناقيد البُطْم، ويطبخ ورقه حتى ينضج، ثم يصفى عنه الماء، ويردّ إلى النار، ويطبخ حتى يعقد، فيصير كأنه القُسْط، ويرفع، فيعالج به لخشونة الصدر والسعال. وفيه عفوصة، ويظهر عَلَكه صغيرًا، ثم لا يزال يربو حتى يصير مثل البطيخة. وقال: ويسيل أيضًا من الضِّرو حليب أسود لزج مثل القار. ومساويك الضرو طيبة نافعة، وكذلك العَلَك يقع في العِطر، ويشبهها شجرة البُطْم. وقال قوم: الضِّرو الحبة الخضراء. وقد زعموا أن الكَمكام ورق شجر الضِّرو، وقيل لحاؤُها، وهو من أفواه الطيب، وكذلك عَلَك الضرو. وقال: صمغ الضرو يعرف بالكَمكام. وهو حارّ في الدرجة الثانية، يابس في الأولى، جلاّء محلِّل جذّاب طيب الرائحة. وقال: صمغ ضِرو اليمن يضرب إلى السواد، يشبه الصمغ، متراكب بعضه على بعض، ينحو إلى ريح اللُّبان والمُصْطَكى، ويقع منه كثير في الندّ والبرمكية والمثلثة، وخاصة دهن حبه: طرد الرياح البلغمية. وقال: الضرو نافع من استطلاق البطن والقُلاع غاية النفع. وقال: شجرة الضرو يستخرج من ثمره دُهن كثير. ومنفعته طرد الرياح، وشفاء الأمغاص إذا شرب، ويدهن به. وهو مجفف محلل، وإذا طبخ ورقه بالدهن وقطر في الأذن نفع من وجعها، وإذا طبخ بماء وتمضمض بماء طبيخه شدّ اللثة، وأزال بلغمها، وإن طبخ من أطرافه الغضة بالماء إلى أن تخرج قوّته في الماء، ثم يصفى ويشرب من صفو الماء مقدار أوقيتين(1/363)
أو ثلاث، على قدر قوّة العليل، قيأ قيئًا عظيمًا، وأخرج البلغم عن المعدة بقهر، من غير أن ينال من ذلك كثرة مضرة. وإذا أحرق من غضّ ورقه قبضة حتى يكون رمادًا، أو خلط بماء وطبخ أيضًا جيدًا، ثم صفي وشرب منه صاحب وجع الخاصرة مقدار ثلاث أواق، أبرأه. وفحم خشبه إذا حشي به الجراحات شدّها، وقطع دمها، ونفع منها، وخاصة في جِراح الختان. وبدل ضِرو اليمن: ضرو الأندلس. «ج» هو نبات يشبه نبت الجبال، ويجلب من اليمن. وشجره عظيم، وصمغه يجلب من مكة، وهو كاللاذَن في قوّة الطيب، يدخل في طيب النساء، وهو حارّ في الثالثة، وقيل في الثانية. وهو رطب في الأولى، وقيل يابس في الثانية. وهو محلل جذّاب من عمق البدن، وينفع من سيلان البلغم، وهو صمغ الكمكام. الشربة منه: درهم.
* ضَرِيع: «ع» هو نبات يقذف به البحر المالِح من جوفه، يوجد على ساحل البحر. وهو حارّ يابس، إذا طبخ بماء وجلس فيه صاحب وجع المفاصل نفعه نفعًا بينًا، وإذا بخر به المزكوم وهو جافّ أذهب زكامه، وإذا جُفِّف وغسل بماء في الحمام نفع من الحكة والجرب الرطب.
* ضَرْع: «ع» إذا كان مملوءًا لبنًا فغذاؤه إذا استمرئ استمراء جيدًا قريب من اللحم، وإذا لم يستحكم هضمه تولد منه خلِط بلغميّ، وهو بارد يابس، وينبغي أن يؤكل بالأفاويه، ليسرع انحداره عن المعدة، وإذا أكلته المرأة القليلة اللبن أدرّ لبنها: «ج» أحمده ما كان من حيوان جيد اللحم، ويكون فيه لبن، وهو بارد يابس. وينبغي أكله بالأفاويه لينحدر سريعًا. «ف» أكله بالأفاويه يزيد في اللبن، ويكثر المنيّ، ويستعمل بقدر المزاج.
* ضَغابِيس: «ع» نبات مثل الهِليون، له ساق، ويقال للقثاء الصغار ضغابيس. وقد ذكر القثاء والخيار. «ج» صغار القثاء. «ف» هو صغار القثاء. رطب يلين الطبع، وينفع المعدة الحارّة ويلينها، وهو غير موافق للمبرودين، ويستعمل منه: بقدر الكفاية.(1/364)
* ضفَادع: «ع» النهرية منها إذا طبخت بملح وزيت كانت بادزهرا للهوامّ، ومرقها أيضًا إذا عمل على هذه الصفة، وخلط معَ موم ودهن ورد، كان موافقًا للأمراض المزمنة العارضة للأوتار، والقروح ذوات المِدَّة، وإذا أحرق الضفادع وذُرّ رمادها على الموضع الذي يسيل منه دم، قطع سيلان الدم والرُّعاف. وإذا خلط بزفت رطب، ولطخ على داء الثعلب، أبرأ منه. ودم الضفادع الخُضْر إذا قطر على موضع الشعر النابت في العين وقد نُتِف، منع أن ينبت. وإذا طبخت بماء وخلّ وتمضمض بطبيخها نفع من وجع الأسنان. وإذا سلخ الضفدع ورمي بجلده وأطرافه ووضع على الزُّجّ من السهم الناشب في الوجه، أخرجه في يوم وليلة، وأبرزه من ذاته، وهذا لقوّة جذبه، ولذلك أنه يقلع الأسنان. والضفدع البريّ قتال. وإذا تناولته الدوابّ في المرعى سقطت أسنانها. «ج» يقال إن لحمه ينفع من لسع الهوامّ. وإذا طبخ بملح وزيت كان فيما يقال بادزهر الجذام والهوامّ مأكولاً، وحُراقة لحمه تنفع من داء الثعلب طلاء، ورماده يحبس الدم إذا جعل على موضعه، وإذا رضّ وجعل على لسع العقرب والحية نفع، وأكل لحمه يورم البدن، ويُكْمِدُ لونه، ويحدث نزف المنيّ إن استعمل لحمه أو دمه حتى يموت. وأردأ الضفادع في ذلك الآجامية الخُضْر، والبَحْرية الحُمْر. «ف» حيوان مائيّ معروف، أجوده ما يكون في الأنهار العذبة الماء. وهو بارد رطب، ينفع طبيخه بالزيت الجُذام، ورماده يحبس الدم. الشربة منه: درهم ونصف.(1/365)
* ضَوْمران: «ع» هو لغة في الضَّيمرَان. وهو ضرب من حَبَق الماء، وهو الفُودَنْج النَّهريّ، يشبه في نباته النُّعنُع البريّ. وقد ذكر مع أصناف الفوذَنجان. «ج» ضَيمران هو شاهِسْفَرَم الحَماحم. وفيه حرارة. وهو يابس في الدرجة الثانية، وقيل إنه بارد ينفع المحرورين، وخصوصًا إذا رشّ عليه ماء الورد، ويُضمَد به الاحتراقات، وينفع من القُلاع. «ف» مثله. شاهِسْفَرَم الحمام. وأجوده الحديث الطريّ. وفيه حرارة ويبس، وهو مفتِّح لسُدَد الدماغ، وبزره للإسهال المزمن. الشربة منه: درهم.
حرف الطاء(1/366)
* طالِيسَفَر: «ع» هو الدّارْكِيسة باليونانية، أكثر الناس على أنه البَسباسة. ولست أرى ذلك بصحيح. قال: وزعم ابن جُلْجُل وحده أن الطاليسفر: هو لسان العصافير. وقال غيره: هو عروق شجرة هندية. وقال بعضهم: هو عروق العُشْبة التي يَعلَق بها دود الحرير. وقال: الطاليسفر: هو عروق دِقاق صُفر، قشرها أغبر، وداخلها أصفرَ، وطعمها عفِص، فيها حرافة. وهي حارّة يابسة في الدرجة الثانية. وخاصيته: النفع من البواسير والأورام الظاهرة والباطنة. وقال عن آخر: الطاليسفر معتدل الحرارة والبرودة، يابس في الدرجة الثانية، ينفع من وجع الأسنان إذا طُبخ بالخلّ. وماؤه المطبوخ فيه ينفع القُلاع الأبيض إذا أمسك في الفم. وبدله إذا عدم: ثلثا وزنه من الكَمُّون، ونصف وزنه من الإبْهِل. «ج» هو ورق الزيتون الهنديّ، وهو قشور هندية، فيها قَبض وحِدّة وعِطرية يسيرة. وأجوده الذي يضرب إلى الصفرة، العطِر الرائحة. عند جالينوس أنه ليس فيه حرّ ولا برد، معتدل. وقال غيره: إنه حارّ يابس في الدرجة الثانية، وقيل إن يبسه في الثالثة. ينفع من الذَّرَب وقروح الأمعاء ونزف الدم والبواسير، ومن الفالِج واللَّقوة. وقدر ما يستعمل منه: مثقال. وقيل: إنه يضرّ بالرئة، ويصلحه العسل. «ف» قشور شجرة هندية. ويقال: هو من العروق. أجوده ما كان عفِص الورق، مائلاً إلى الصفرة. وهو حارّ يابس في الأولى. ينفع من اللَّقوة والفالِج والسَّحْج وقروح الأمعاء. والشربة: درهمان.(1/367)
* طاوُس: «ع» هو طائر معروف. يطير بعد ثلاث سنين، وفيها يكمل ريشه، ويفرخ مرّة في العام. لحمه وشحمه إذا طبخا إسْفيذاباجا وأكله أو تحسَّى مرقه من به ذات الجنب نفعه، وإذا ديف لحمه مع ماء وسَذاب وعسل، نفع من أوجاع المعدة. ولحمه وشحمه يزيدان في الجماع. ومرارته إن خلطت بخلّ ثقيف نفعت من نهش الهوامّ. ولحمه أصلب من لحم الشُفْنين والورَشان والبط، وأبطأ انهضامًا، وأقرب إلى شَبَه اللِّيف. وهي رديئة المزاج، وأجودها الحديث السنّ، وهي حارّة، تصلح المعدة الحارّة الجيدة الهضم. وقال: الطاوس إذا رأى طعامًا فيه سَمّ يرقص ويصيح. قال: ولحظه السم يُوهِن سَوْرة السُّم، وإذا طلي زبله على الثآليل قلعها. وعظامه إذا أحرقت وسحقت، وطُلي بها الكلَفَ أبرأته، وإن دُلك به على البرص غيّر لونه.
* طالِقُون: «ع» هونُحاس يُدَبَّر بتُوتياء النحاس المحرَق في أبوال البقر. وقال: هو جنس من النُّحاس، غير أن الأوّلين ألقوا عليه الأدوية الحادّة، حتى حدث في جسمه سَمية، فهو إذا خالط الدم عن جراحة، أصاب ذلك الحيوان منه إضرار مفرط. وإن عُمل منه منقاش وأُدمِن نَتف الشعر به، بطل ذلك الشعر ولم ينبت أبدًا. ومن أصابه لَقوة فأُدخل في بيت مظلم لا يدخله الضوء، وأدمن النظر إلى مرآة من الطالقون. برئ منها.(1/368)
* طباشير: «ع» الطبَّاشير: هو شيء يكون في جوف القنا الهنديّ. ويجلب من ساحل الهند كله، وأكثر ما يكون بموضع منه يسمَّى سندابور، من بلد كلي، حيث يكون الفلفل الأسود. ويقول الهند: إن أجوده أشدّه بياضًا، وخاصة عُقَده التي في جوف قصبه، وشكلها مستدير، شكل الدرهم، وإنما يوجد هذا مما احترق من ذاته، عند احتكاك بعضه ببعض بريح شديدة تهبّ عليه. وقد يغشّ بعظام رؤوس الضأن المحرقة، وهو بارد في الثانية، يابس في الثالثة، يقوّي المعدة، وينفع من قروح الفم، وهو جيد لإحراق المِرَّة الصفراوية، ويشُدّ البطن، ويقوّي المعدة إذا سقي، وإذا طلي به، وينفع من الحمى الحادّة والعطش، ويقع القيء الكائن من المِرة الصفراء، ويبرد حرّ الكبد الخارج عن الاعتدال، وينفع من القروح والبثور والقُلاع العارضة في أفواه الصبيان، إذا اتخذ منه بَرود وحده أو مع الورود الأحمر والسكر الطبرزذ، وينفع من البواسير، وفيه قبض ودبغ وقليل تحليل، وتبريده أكثر من تحليله، لمرارة يسيرة فيه. وهو مركَّب القوى كالورد، وينفع من أورام العين، ويقوّي القلب، وينفع من الخَفَقان الحار، والغشاء الكائن من انصباب الصفراء إلى المعدة سقيًا وطلاء، وينفع من التوحُّش والغم والعطش والتهاب المعدة وضعفها، ويمنع من انصباب الصفراء إليها، ومن الكرب، ويمنع الخِلْفة الصفراوية، وينفع من الحميات الحادّة شربًا بماء بارد. وفيه خاصية لتقوية القلب وتفريحه، والمنفعة من الخفقان والغشي. «ج» هو أصول القنا المُحرَقة؛ وقيل إنها تحرق لاحتكاك أطرافها عند عُصوف الرياح. وأجوده الخفيف الوزن الأبيض السريع التفرك والسحْق. وهو بارد في الثالثة، وقيل في الثانية، وقيل إنه مركَّب القُوَى كالورد، فيه قبض ودبغ ويسير تحليل. وينفع من القُلاع وأورام العين الحارّة، والخفقان من حرارة، وما تقدم ذكره من أمراض الحمَّى والقلب. وقدر ما يؤخذ منه: نصف درهم. وقال: إنه يضرّ بالرئة، وإنه يصلحه الورد. «ف»(1/369)
هو فحم عُقَد القنا، يحترق عند عصوف الرياح. أجوده الضارب إلي الزرقة. وهو بارد في الثالثة، يابس في الثانية. ويقوّي الكبد والمعدة، ويقطع العطش. الشربة منه: درهم.
* طَبَرْزَذ: «ع» الطَّبَرْزَذ فارسيّ معرّب. وأصله تَبَرْزَذ، أي أنه صُلب، ليس برَخو ولا ليِّن. والتَّبَر: الفأس بالفارسية، يريدون أنه يُحَتّ من نواحيه بالفأس. والمِلح الطبرزذ: هو الصُّلب. وقد ذُكر السكر في حرف السين، وقصَبه في حرف القاف.
* طُحْلب: «ع» الطُّحلب النهريّ: هو الخضرة الشبيهة بالعدَس في شكلها الموجود في الآجام، على المياه القائمة. ومزاجه مزاج رطب، وهو من الخَصلتين كأنه في الدرجة الثانية، ولذلك إذا تضمد به وحده أو مع السويق وافق الحمرة والأورام الحارة والنِّقرس، وإذا ضمدت به قَيْلة. الأمعاء العارضة للصبيان أضمرها. وأما الطحلب البحريّ فهو شيء يتكوّن على الحجارة والخزَف التي تقرب من البحر، وهو دقيق شبيه في دقته بالشعر، وليس له ساق، وقوّته مركبة من جوهر أرضي ومائي، وكلاهما بارد، ولذلك أن طعمه قابض. وهو يبرد، وإذا عُمل منه ضماد نفع من جميع العلل الحارة نفعًا بينًا. وهو قابض جدًّا، ويصلح للأورام الحارة المحتاجة إلى التبريد من النقرس، ويحبس الدم من أي عضو كان إذا طلي به، وخاصة البحريّ، والنهريّ إذا أغلي في الزيت لين العصب. «ج» بارد في الثالثة، وقيل في الثانية. وهوحابس للدم، وينفع إذا طلي به الأورام الحارّة، والنقرس الحارّ، وأوجاع المفاصل الحارّة. ويلين العصب إذا أُغْلِي بزيت عتيق، ويضمد به قَيْلة الأمعاء فيضمرها. «ف» شيء كالصوف مجتمع على الماء، أخضر اللون. وأجوده ما كان ماؤه عذبًا باردًا. وهو بارد في الثانية، ينفع من النقرس الحارّ، وأوجاع المفاصل. يستعمل منه: بقدر الحاجة.(1/370)
* طِحال: «ع» خير الأطحلة طِحال الخِنزير، وهو مع ذلك رديء الكَيموس، وفيه بعض القبض، ويولد دمًا سوداويًا، وهو بطيء الهضم لعفوصته. «ج» أصلحه ما كان من حيوان سمين، لأنه أقل رداءة من الحيوان الهزيل. وهو حارّ يابس، وقيل إنه بارد، وفيه قبض، ويصلح لتغليظ المزاج، وهو رديء الكيموس، بطيء الهضم، يولد دمًا سوداويًّا. «ف» مثله.
* طَرْفاء: «ع» الطَّرْفاء شجرة معروفة، تنبت عند مياه قائمة، ولها ثمر شبيه بالزهر، وهو في قَوامه شبيه بالأُشْنة، قد يكون بمصر والشام طَرْفاء بستانيّ شبيه بالبريّ في كلّ شيء ما خلا الثمر، فإن ثمره يشبه العَفْص. وهو مضرَّس، وهو ثلاثة أصناف: منها الكَزْمازِك، وورقه كورق السرو. ومنها صنف آخر ألطف من الكَزْمازِك، قليل الورق، يورِّد وردًا أبيض، ويضرب إلى الحمرة في عناقيد، تحبُّه الزنابير والنحل. وصنف ثالث لا يورّد، ويعقد على أغصانه حبّ كأنه الشَّهْدانِج، أحمر، يضرب إلى الخضرة، يصبغ به الثياب صبغًا أحمر لا ينسلخ عنها. ومنه صنف آخر رابع كبير، وهو الأثل. وقوّة الطَّرْفاء قوّة تقطع وتجلو من غير أن تجفف تجفيفًا بينًا، وفيه مع هذا قبض، ولهذا صار نافعًا للأطلحة الصُّلْبة، إذا طبخ ورقه وأصوله وقضبانه بالخلّ أو بالشراب شَفَى من ذلك، ويشفي أيضًا وجع الأسنان. وأما ثمر الطرفاء ولحاؤها ففيهما قبض، وليس بيسير، حتى إن قوتهما قريبة من العَفص الأخضر، ويستعمل بدل العفص. ورماد الطرّفاء تكون قوّته تجفف تجفيفًا شديدًا، والأكثر فيه الجِلاء والتقطيع. والأثل فيه القبض. وثمرة الطرفاء تبدل من العفص في أدوية العين، وأدوية الفم، ونفث الدم إذا شربت، وللإسهال المزمن، وللنساء اللواتي تسيل من أرحامهن الرطوبات زمانًا طويلاً، ولمن نهشته الرُّتيلاء، وإذا تضمد به أضمر الأورام البلغمية، ويفعل قشره مثل فعل ثمره، وإذا طبخ ورقه بماء ثم مزج بشراب وشرب، أضمر الطِّحال، وإذا تُمُضمض به نفع من وجع الأسنان. وقد(1/371)
يعمل بعض الناس من ساق شجرة الطرفاء مشارب يستعملها المطحولون، ويشربون فيها الماء وسواه بدل الأقداح، ويرون أن الشراب فيها نافع لهم. وإذا ذُرّ رماد الطرفاء على القروح الرطبة جففها، وخاصة القروح التي تكون من النار. والطرفاء تنفع من استرخاء اللثة، ويدخَّن بها من الزكام والجُدَرِيّ فتنفع نفعًا عجيبًا. ويقال إنه إذا سُقِي من طبيخ أصول الطِّرفاء والزبيب مرارًا لمن ظهر به من النساء الجُذام أبرأها، وإذا بخر بالطرفاء نفعت من انحدار الطمث في غير وقته، وإذا بخرت البواسير بالطرفاء ثلاث مرات فإنها تجفّ وتذبل وتنتثر. وقال: مجرَّب. وإذا بخرت العلقة الناشئة فى الحلق بورق شجر الطرفاء أسقطها. «ج» منها نوع يعرف بالأثل. وهي باردة يابسة، وفيها قبض وتجفيف. وثمرته أشدّ قبضًا. وقيل إنه حار، وطبيخه يستعمل نَطولاً على القَمْل فيقتله، وورقه ضمادًا للأورام الرخوة، ودخانه يجفف القروح الرطبة. وثمرته مع رماده تأكل اللحم الزائد، والقروح العسرة الاندمال. وطبيخ ورقه بالسذاب ينفع من وجع الأسنان مضمضة. وثمرته تنفع من النفْث المزمن، ويُضْمَد بقُضبانه المطبوخة بالخلّ حتى تنضج وتتهرأ: الطحالُ. ويجلس في طبيخه لسيلان الرحم. «ف» الطرفاء من الأشجار معروف، وأجوده ثمرته، لأنها شديدة القبض. بارد يابس. ينفع من نفْث الدم المزمن والإسهال خاصة. الشربة: ثلاثة دراهم.(1/372)
* طَرْخُون: «ع» نبات طويل الورق، دقيق السوق، يعلو على الأرض من شبر إلى ذراع، وهو من بقول المائدة، يقدم عليها منه أطرافه الرخصة مع النُّعنع وغيره من البقول، فينهض الشهوة، ويطيِّب النَّكْهة. وإذا شرب الماء عليه طيبه. وهو حارّ يابس في وسط الدرجة الثالثة، بطيء في المعدة، عسر الانهضام، يجفف الرطوبات، وينشف البِلَّة. وهو جيد للقُلاع إذا مضغ الفم، ويطفئ حدّة الدم، ويقطع شهوة الباءة، مخدر للهَّوات واللسان، وفى طعمه شيء من طعم العاقر قَرْحًا. وهو ينفع مضغه من يكره شرب الأدوية المطبوخة. «ج» قيل: العاقر قرحًا: هو أصل الطَّرْخُون الجبليّ. وأجوده الغضّ البستانيّ. وهو حارّ يابس في الثانية، وفيه قوّة مخدِّرة، وقيل إنه بارد. وهو مجفف للرطوبات. «ف» مثله. يقوّى المعدة، ويعين الاستمراء، وينفع القُلاع، ويقطع شهوة الباءة. الشربة: ثلاثة دراهم.
* طَرَاثيث: «ع» الطُّرْثوث: ينضِّض الأرض، فأعلاه هي نَكْعَتُه وهي منه قياس أصبع، وعليه نقط حمر، وربما قصُر، وهو يشبه أيرَ الحِمار، ويسمَّى زُبَّ رُبَّاح. وهو يابس في الثالثة، يقطع نزف الدم والمنخرين، والأرحام والمقعدَة وسائر الجسد. وبدله: نصف وزنه قشر البيض محرقًا، وثلثا وزنه قَرَظ، وسدس وزنه عَفْص، وعشر وزنه صمغ. «ز» بدل عصاره الطراثيث: قاقِيا بالسواء. «ج» هو قطع خشب متعفنة في غلظ الإصبع. قابض الطعم، أغبر. وقوّته كقوّة الجُلَّنار. ومنه أحمر، ومنه أبيض، والأحمر حلو، والأبيض مرّ. وأجوده الأبيض. وهو بارد يابس، قابض، يمنع حركة الدّم إلى الأعضاء كلها، ويقوّي المفاصل المسترخية، واسترخاء المعدة والكبد، ويعقِل ويحبِس نزف الدّم واختلافه. بدله: الأمبرباريس شربًا في لبن ماعز مطبوخ. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال. وبدله: كما تقدم. «ف» قطع خشب متعفِّن أغْبَر، قابض الطعم. أجوده الحديث. بارد يابس في الثالثة، ينفع من استرخاء المعدة، وإسهال الدّم المِعَويّ. الشربة: درهمان.(1/373)
* طَرَخشقوق: ويقال طَرَشقوق، وهو الهندَبا البريّ، ومنه نوع يسمي اليَعْضِيد، وسيذكر في باب الهاء في هِندَبا. «ج» طَرَشْقوق، ويسمى طَرَخيْشَقُوق. وهو ضرب من الهندَبا، وهو البريّ منها. وهو بارد يابس في الدرجة الأولي. وقيل رطب. وبرده أكثر من رطوبته، ولبنه يجلو بياض العين. وعصارته تنفع من الاستسقاء. ويفتح سُدَد الكبد، ويقاوم السموم وينفع، ويضمد به الملسوع. وخصوصًا لسع العقرب. «ف» طَرَخْشَقوق، وهو الهندَبا البريّ. أجوده الغضّ الطريّ منه، وهو بارد في الثانية، رطب في الأولى، وعصارته تنفع من سُدَد الكبد، وينفع من الاستسقاء وحمى الربع وغير ذلك منفعة بينة. والشربة منه: ستة دراهم.(1/374)
* طَلْق: «ع» الطَّلْق: حجر بَرّاق، ينحلّ إذا دقّ إلى طاقات صغار ودقاق، يعمل منه مَضاوئ الحمامات، فيقوم مقام الزُّجاج، ويسمَّى كوكب الأرض، وعرق العروس. وهو أنواع: بحريّ، ويمانيّ، وجبليّ. وهو يتصفح إذا دقّ صفائح بيضًا رِقاقًا، لها بصيص وبريق، ومنه شيء يتكوّن من حجارة الجصّ، ويشبه الشبّ اليمانيّ، يتشظَّى، واليمانيّ أعلاه. ومن منافعه أنه يُطلى به المواضع التي تدنو من النار، كي لا تعمل النار فيها، وقال عن بعضهم: في سفيه خطر، لما فيه من تشبثه بشظايا المعدة وخَمْلَها، وبالحلق والمريء. وهو بارد في الأولى، يابس في الثانية، قابض حابس للدم، وينفع من أورام الثديين والمذاكير وخلف الأذنين وسائر اللحم الرخو ابتداء، ويحبس نفث الدم من الصدر بماء لسان الحمل، ويحبس الدم من الرحم والمقعدة سقيا، والمغسول منه بماء لسان الحمل ينفع من الدوسنطاريا، وينقي القروح التي في أطراف المجذومين ويجبرها. «ج» يسمى كوكب الأرض، وأجوده أرقه وأعظمه، والمكلَّس منه أقوى وألطف، وينفع لما تقدم ذكره، ونصف مثقال منه يفتِّت الحَصى التي في الكُلَى، وفي سقيه خطر، لما فيه من تشبثه بشظايا المعدة وخملها، وبالحلق والمريء. «ف» هو جوهر عربيّ، صفائح، بصّاص، وهو معروف. وأجوده النقىّ اللامع. وهو بارد يابس يحبس نفث الدم، وينفع من وجع حصى الكُلَى. والشربة منه: درهم، «ز» وبدله: زَبَد البحر.(1/375)
* طَلْع: «ع» هو طلع النخل أول ما يبدو من ثمرته في أول ظهورها، وقشره يسمى الكُفُرَّى، وما دخل جوفه يسمى الوَلِيع والإغريض. وقال: وقوة الثمرة التي في جوف الكُفُرَّى مثل قوّة الكُفُرَّى في جميع الأشياء، ما خلا المنفعة في الأدهان. وهو قريب من طبع الجُمَّار، بل الطلع اليُبْس عليه أغلب من الجمار، ويبسه في الدرجة الثانية، وبرده كبرد الجمار. وهو بطيء في المعدة، يورث من أكثر منه وجعًا في المعدة، ويولد القُولَنْج، فإن أراد مريد أكله نيئًا فليأكله مع الأطعمة الدسمة، كالدجاج السِّمان وشحومها والجِداء، ويشربُ بعده النبيذ العتيق. وقال: الطلع يقوّي المعدة ويجففها، ويسكن ثائرة الدم. والطلع والجمار ينفعان المحرورين، ويمسكان ثائرة الدم، وينفع ما يتولد من هذه في فم المعدة من النفخ وبطء النزول، الزنجبيل المربّى، والجَوارِشنات الحارّة. «ج» طلع: هو الكُفُرَّى، وهو مركَّب من جوهرين: بارد مائيّ حلو، وقابض صلب. وهو بارد في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، وما لم يكن فيه قبض فهو رطب. ويقوِّي الأحشاء، ويمنع انصباب المواد، ويحبس الطبع. وهو عسر الانهضام، ويصلحه الشهد.
* طَلْح: «ع» هو في القرآن العزيز الموز. وسيذكر في حرف الميم. وفي بعض لغات العرب: هو أعظم العِضاه، وليس له شوك ضخام، وله خشب صُلب، وله صمغ كثير أحمر. ويسمى أم غَيلان.
* طِهْف: «ع» قيل هو الذرة، وقيل طعام يتخذ من الذرة، وقيل الطَّهف عُشب صغار من المرعى له شوك، وورقه مثل ورق الدخن، له حبة دقيقة طويلة ضاوية حمراء تؤكل.(1/376)
* طِلاء: «ع» الطِّلاء ضرب من القَطِران خائر المَنْصف. وقيل إن بعض العرب يسمي ربّ العنب الطلاء، تشبيهًا بطلاء الإبل. وقيل إن الطلاء هو المَيْبَخْتَج المعروف بالمثلَّث. وقيل عن جالينوس: إن المطبوخ هو الشراب الحلو الذي يسميه أكثر الناس طلاء، ويسمى عَقيدًا عند بعض اليونانيين. «ج» طِلاء: هو الخمر، وقد ذكر في باب الخاء، والأطباء يشيرون بذلك إلى المطَبوخ، وهو المثلَّث، ويذكر في حرف الميم، إن شاء الله تعالى.
* طَىْهُوج: «ع» هو طائر شبيه بالحَجَل الصغير، غيرأن عنقه أحمر، ومِنقاره ورجلاه حمر مثل الحجل، وما تحت جناحيه أسود وأبيض. وهو خفيف مثل الدُّرّاج ينفع من إسهال البطن إذا جعل مَصُوصًا بخلّ. «ج» أجوده السَّمين الرطب الخريفيّ، وهو معتدل الحرّ، يعقُل البطن، وينفع الناقهين، ولا يصلح لمن يعالج الأثقال، ولا ينبغي أن يدمن عليه إلا الأصحاء، خاصة أصحاب الرياضة. وينبغي أن يطبخ لهؤلاء هَرِيسة، ليغلظ غذاؤه.
* طِين: «ج» الطين كله مبرد مجفف. والطين الحُرّ من الأرض التي تكثر عليها الشمس يجفف الأبدان الرهلة من غير لذع، فإن غُسل المحرَق منه صار مجففًا معتدلاً، وهو ينفع بقيروطيّ على الخنازير والصلابات، ويطلى به المستسقون والمطحولون، فينتفعون به. «ع» طين حرّ مذكور مع القيَموليا.(1/377)
* طِين مختوم: ويسمى مَغْرة، ويسميه قوم خواتيم لمنية، بسبب الطابَع الذي تطبعه به في تلك المواضع المرأة الموكلة بهيكل أرطاميس، وتسمَّى خواتيم البحيرة. والطين المختوم إذا شرب له قوّة تضاد الأدوية القتالة مضادّة قوية. وإذا تقدم في شربه وشرب بعده الدواء القتال أخرجه بالقيء. ويوافق ذوات السموم القتالة من الحيوان ونهشها، وقد يقع في بعض الأدوية المركبة. وإذا سُحِق وخلط بالخلّ ودهن الورد والماء البارد، وطلي على الورم، نفعه وأبرأه، ويحبس الدم من حيث يخرج. وقال عن ابن سينا: الطين المختوم معتدل المزاج في الحرّ والبرد، مشاكل المزاج الإنسان، إلا أن يبسه أكثر من رطوبته، وفيه رطوبة شديدة الامتزاج باليبوسة، فلذلك فيه لزوجة وتغرية، ولأن اليبوسة فيه أكثر ففيه مع ذلك نَشَف، وله خاصية عجيبة في تقوية القلب وتفريحه، ويخرج إلى حدّ الترياقية المطلقة، حتى يقاوم السموم، وإذا شرب بعد السم أو قبله حمل الطبيعة على قذفه. ويشبه أن يكون خاصيته تنوير الروح وتعديله، ويعينها ما فيه من اللزوجة والقبض. ويزيد الروح مع ذلك متانة، فيجتمع إلى التفريح التقوية. قال: وينفع شرب سحيقه وشرب نقيعه من الوباء. وأجوده الذي ريحه ريح الشبّ، وإذا ذُرّ منه على فم الجرح السائل منه الدم قطعه. «ج» وهو ينفع من السُّلّ ونفث الدم وسَحْج الأمعاء شربًا وحَقْنًا، وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهمين. وقد يقاوم السموم والنهوش، شربًا بالشراب، وطلاء بالخلّ. وقال جالينوس: إنه جرّبه في الأرنب البحْريّ وفي الذراريح، فوجده نافعًا، وجربه في الكلْب الكلب، وطَلَى به على نهش الأفعى، فوجده شديد النفع. «ف» طين: يجلب من بلاد وموضع يسمى بُحيرة. أجوده الذي له رائحة الشبّ، ويلصق باللسان. وهو بارد يابس، ينفع من قروح الرئة والسحْج في الأمعاء مع السرطان. الشربة منه: درهم ونصف. «ز» بدله: الطين الأرمَنيّ مغسولاً مصفى.(1/378)
* طىن أرْمَنِي: «ع» الطين الأرمنيّ يجلب من أرمينيَة. وهو طين يابس جدًّا، يضرب لونه إلى الصفرة، وينسحق بسهولة كما تنسحق النُّورة، ولا يوجد فيه شيء من الرملية، وقد يسمى الحجر الأرمنيّ. وهو مجفف كثيرًا جدًّا، وهو قريب من كوكب الأرض، وليس هو حقيقة مثل كوكب الأرض، بل هو مكتنز، يجفف غاية ما يكون، نافع للقروح الحادثة في الأمعاء، ولاستطلاق البطن، ولنزف الطمث، ولنفث الدم، ونوازل الرأس والقروح المتعفنة في الفم، وينفع من ينحدر من رأسه إلى صدره مادة نفعًا عظيمًا، وينفع من يضيق عليه نفسُه من قِبَل هذا السبب ضيقًا متواليًا، وينفع أصحاب السُّلِّ، إلا أن يقع في تدبيرهم خطأ عظيم. وينفع الربو وضيق النفَس. وهذا الطين يشرب بشراب لطيف رقيق القوام، ممزوج مزجًا معتدلاً، ما لم يكن العليل محمومًا، أو كانت حماه يسيرة؛ فأما متى كانت الحمى شديدة، فإن الشراب يمزج مِزاجًا مكسورًا بالماء جدًّا. وأما في الجراحات التي تحتاج إلى تجفيف فليس يحتاج إلى أن توصف قوّة هذا الطين وفعلها فيها. وهو طين لونه أحمر إلى السواد، طيِّب الرائحة، ومذاقته ترابية تعلق باللسان. وهو بارد يابس في الأولى، ينفع أصحاب الطواعين إذا شرب منه أو طلى عليها. وبدله: وزنه من الطين الحجازيّ المسمى بالأندلس انجبار، وأجوده المورَّد الناعم، واللاميّ قريب منه في الفعل، وهو نافع من كسر العظام إذا طلي عليها بالأقاقيا. «ع» هو طين أحمر إلى الغَبْرة. وأجوده الأحمر الصمغيّ المورّد الذي ليس فيه رمل، الماسك في اللسان إذا وضع على طَرَفه، وهو بارد في آخر الدرجة الأولي، يابس في الثانية، يحبس الدم، وينفع من الطواعين شربًا وطلاءً، وينفع من الجِرَاحات والقُلاع، ويمنع النَّزْلة والسُّلّ، وينفع من الحَمَّى، وينفع من الوباء إذا شرب مع شراب رقيق، أو مع شراب وماء ورد، لينزرق إلى القلب. وهو علاج ضيق النفس من النوازل. وقدر ما يُتَداوى به منه: مثقال. فإن كان حُمَّى(1/379)
فيؤخذ بماء ورد وماء بارد. «ف» مثله. والشربة منه: درهمان، وهو نافع من استطلاق البطن، وهو قريب من الَّلاميّ.
* طِين مِصْر: «ع» وهو الإبْليز، ينفع المطحولين والمستسقين، طلاء على بطونهم وأفخاذهم وسُوقهم وسائر أضلاعهم، وقد يُطلى على الأورام العَتيقة والمترهِّلة الرّخوة، وكلّ أصناف الطين التي تستعمل في الطبّ لها قوّة تقبض، وتنفع في التبريد والتغذية، وتختلف في أن لكلّ واحد خاصية في المنفعة دون غيره.
* طِين شامُوس: «ع» يختار منه ما كان أبيض مُفرِط البياض، وإذا لصق باللسان لصق كما يلصق الدَّبْق، وإذا بُلّ بالماء انماع سريعًا، وكان لينًا سريع التفتت، مثل الصنف الذي يسمى كوكب الأرض، وكوكب شاموس. وهو ذو صفائح كثيفة بمنزلة المسنّ. وهذا الكوكب شاموس يستعمل في مداواة نَفْص الدم حيث كان، وفي مداواة قروح الأمعاء، من قَبْل أنْ تتعفَّن، بأن يحقن به من بعد غسل القرحة بماء العسل، الذي هو قليل الماء، ثم ماء الملح بعد ذلك، ثم يحقن منه بماء لسان الحمَل، ويسقَى منه بخلّ ممزوج مزاجًا كثيرًا. وهو نافع للأورام الحارة إذا كانت بأعضاء لها فضل رطوبة، وكانت رخوة بمنزلة الثديين والبيضتين وجميع اللحم المعروف بالغُدَد، وإن سحق وخلط بدهن الورد كان نافعًا للأورام الحارّة، في جميع المواضع التي تريد أن تبردها تبريدًا معتدلاً وتسكنها. «ج» طين شاموس، ويقال شامُس، بغير واو، وقد يستعمل منه ما يسمى كوكب شامس. وقوم يرون أنه الطين المطلق. وهو أخف من الطين المختوم، وفيه لزوجة وتَغْرية لا يحتاج إلى غسل، وهو كالمختوم في حبس الدم، وينفع أورام الثديين، وتسكينه كثير للزوجته، والمختوم أنفع في حرق النار. «ف» يقال له كوكب شاموس، وهو كالطَّلْق، أجوده النقيّ الخالي من الرمل. وهو بارد يابس. ينفع من الدوسِنطاريا وأورام الثديين. والشربة منه: درهم.(1/380)
* طِين قَيْمُولِيا، وطين حُرّ: طين قيموليا نوعان: أحدهما أبيض، والآخر فيه فِرْفيرية، وهو دسم، وإذا مسّ وجد بارد المَجَسَّة، وهو أجود النوعين وقوته قوة مركبة. وذلك أنه فيه شيئًا يبرد، وشيئًا يحلل بعض التحليل، وإذا غسل خرج منه الجزء المحلل، ومتى لم يغسل فإنه يَعمل بالقوّتين كلتيهما، وإذا طلي به موضع حرق النار من ساعته، بعد أن يخلط معه يسير خلّ غير ثقيف، أو يخلط مع الخلّ ماء قليل، نفع من حرق النار إذا طلي عليه من ساعته، ويمنعه من أن يحدث معه نُفَّاخات. وكذلك يفعل كلّ طين خفيف الوزن. قال: وأهل البصرة يسمون طين قِيموليًا بالطين الحُرّ، وأصنافه كثيرة، فمنه أرْمَنِيّ، ومنه سِجِلْماسيّ، ومنه أندلسيّ. والأرمنيّ لم نره بعد، وهوأجود الكلّ، وبعده السّجِلْماسيّ، وهو أبيض شديد البياض، وصُلْب الجسم، مكتنز الأجزاء، لا ينكسر بسرعة، ولا ينحلّ بالماء إلا بعد برهة، غير أنه إذا انحلّ ففيه من اللزوجة أكثر مما في غيره. وقال: الطين الحُرّ: هو الطين العَلِك، الخالص من الرمل والحجارة. وربما خصوا بهذا الاسم طين شِيراز، لنقائه وتداخل أجزائه، وهو طين رَخْص، شديد الرُّخوصة، لونه أخضر مشبع الخضرة، أشدّ خضرة من الطَّفْليّ، حتى أن خضرته تقرب من الزِّنجار، وإذا دُخِّن بقشور اللوز لىؤكل احمرّ لونه، وطاب طعمه، وقلما يؤكل غير مدخَّن. والطين الحرّ بارد يابس في اعتدال، جيد لجميع أنواع الحرارة إذا نُقع ووضع على موضع الحرارة، ويطلى على لسعة الزنابير فيسكنها. وبدل طين قَيموليا: وزنه من طين مِصريّ. «ج» طين قَيموليا: هو صفائح كالرّخام بيض برّاقة طيبة، طعمها فيه كافورية، ومنه ما لا بريق له، وجميعه سريع التفرُّك. وهو رخام يكون في الطين السيرافيّ، وأجوده البرَّاق الصافي، وفيه تبريد وتحليل، وإذا غسل بطل تحليله، وصار باردًا يابسًا مجففًا، والخالص منه كثير المنافع، ينفع أورام ما تحت المعدة مع خلّ، ومن جميع الأورام الحارّة(1/381)
طلاء عليها، ويمنع أوّل الحَرْق من التقرُّح، وينفع حرق النار بالماء والخلّ، ومحرقه المغسول ينفع من القروح العسرة الاندمال.
* طِين نَيسابوريّ: «ع» وهو طين الأكل. وقال عن الرازي: الطين المتنقَّل به: هو الطين النَّيسابوريّ. وهو طين أبيض طيب الطعم، يؤكل نِيئًا ومشويًا، وهو من الطين الحُرّ، ولونه أبيض شديد البياض، في لون إسفيذاج الرَّصاص، لين المذاق، يلطخ الفم من شدّة لينه، وفي طعمه ملوحة، فإذَا دخن نقصت ملوحته، وطاب طعمه، ومن الناس من يُصَوِّلُه ويعجنه بماء الورد المقتول بشيء من الكافور، ويتخذ منه أقراصًا وطيورًا وتماثيل. وقوم يضعونه بين المِسك والكافور وغيرهما، فيطيب النَّكْهة، ويسكِّن فَوَران المعدة. وقال عن الرازيّ: وطين الأكل مقوّ لفم المعدة، يذهب بالغَثْي، ويسكن القيء، ويذهب بوخامة الأطعمة الحلوة الدسمة، وإذا أخذ منه بعد الطعام شيء يسير، لا سيما إن كان مربى بالأشنان والورد والسُّعْد والإذخر والكَبابة والقاقُلَّة، وأحسب أن ليس مع هذا الطين خاصة من توليد السُّدَد والتحجُّر في الكُلَى والمثانة، كما في سائر الأطيان، ولا سيما القويّ المقلوّ منه، الذي لا ينفرك ولا يتدبَّق من الريق في الفم. وينبغي أن يجتنب الطينَ أصحاب الأكباد الضعية المجاري، ومن يتولد الحصى في كُلاه، وهم أصحاب الأبدان الضعيفة، السُّمْر والصُّفْر والخُضْر. وهو يسدّ فم المعدة، وينفع من الغَثْي والهيضة، ومن يقيء طعامه دائمًا، وهو رَهِل المعدة، ويَكثر سيلان الريق منه في حال النوم، ومن به الشهوة الكَلْبية، مع انطلاق الطبيعة، ومن به كثرة سيلان اللعاب. «ف» الطين المأكول: معروف، وأصنافه كثيرة، وأجوده الأملس الهَشّ. وكله بارد يابس. وهو يسكن الغَثَيان والقيء، ويقوِّي فم المعدة. ومضدته: أنه يولد الحصى في الكلية، وقدر ما يؤخذ منه: من درهم إلى مثقال. وتركه أولى. «ج» سماه: طين خراساني. وقال فيه مثل قول من تقدم. ومن يدعي فيه(1/382)
تطييب النفس فهو بقياس الشهوة إليه. وتركه أولى، لما فيه من مضرّة، فإفساده أكثر من إصلاحه.
حرف العين
* عاقِرُقَرْحا: «ع» هو دواء معروف مشهور عند الجميع، ولا يعرف اليوم وما قبله بغير بلاد المغرب خاصة، ومنها يحمل إلى سائر البلاد. وهو نبات يشبه في شكله وقضبانه وورقه وزهره جملة النبات المعروف بالبابونَج الأبيض الزهر، المعروف بمصر بالكَرْكاش. وله أصل في طول فتر، في غلظ أصبع حارّ حرّيف محرق، ويسمى عود القرح العربيّ. وأكثر ما يستعمل من هذا أصله، وقوّته قوّة تحرق، وبسبب هذه القوّة يسكن وجع الأسنان الحادث من البرودة. وهو ينفع من النافض والاقشعرار الكائن بأدوار، إذا دلك به البدن كله قبل وقت نوبة الحمى مع زيت، وينفع من به خَدَر في أعضائه، ومن به استرخاء قد أزمنه، وإذا طبخ بخلّ وتُمُضمض به نفع من وجع الأسنان، وإذا مضغ حذا اللسان، وجلب البلغم، ويوافق الأعضاء التي قد فسد حستها وحركتها، وينفعها نفعًا بينًا. وقال: هو شديد التفتيح لسُدَد المصفاة والخَشَم، وإذا طبخ بالخلّ وأُمسك خَله في الفم شدّ الأسنان المتحركة، وإذا دقّ وذُرّ على مُقدَّم الدماغ سخنه، ونفع من توالي النزَلات، وينفع المفلوجين والمصروعين الذين صرعهم من خلط غليظ في الدماغ، وإذا مُضغ من المُصْطكى جلب بلغمًا كثيرًا لزجًا، وإذا أخذ منه معجونًا بعسل ذوّب بلغم المعدة، ويزيد في الجماع في أمزجة المبرودين والمرطوبين جدًّا، وإذا سحق وخلط بدقيق الفول، وملئت منه خَريطة، وجعل فيها البيضتان مع الذكر، وترك يومًا كاملاً، أعان على الجماع للمبرودين، ولا سيما لمن يجد في أنثييه بردًا ظاهرًا. وهو حارّ يابس في الدرجة الرابعة. وينفع إذا طبخ بالخلّ وتمضمض به لسقوط اللَّهاة، واسترخاء اللسان العارض من البلغم. ودهنه ينفع من اللَّقوة والاسترخاء والقُولَنج، وإذا دهن به القضيب قبل الجماع بعث الشهوة، وأعان على سرعة الإنزال.(1/383)
وصنعة دهنه: يدقّ من أصله قدر أوقية، وتطبخ في رطل ماء حتى يرجع إلى أوقيتين، ويلقى عليه مثلها زيتًا، ويطبخ حتى يذهب الماء ويبقى الزيت، ثم يصفى ويرفع لوقت الحاجة إليه، وإذا دُقّ وعجن بعسل نفع من الصرع، « ج، ف » هو أصل الطَّرْخُون الجبليّ، أجوده المكزّز الحادّ الطعم، الأبيض المَكْسِر الرزين الطوال. وهو حارّ يابس في الثالثة، إذا مسح به البدن نفع من استرخاء الأعصاب والكُزاز، ويفتح سُدَد المصفاة والخَشْم، ويجتذب الرطوبة من داخل. قدر ما يؤخذ منه: نصف درهم إلى درهم. «ز» بدله: من زبيب الجبل.
* عاج: «ف» هو أنياب الفيل، وأجوده ما كان من الإناث، فهو بارد يابس، يحبس الدم، وينفع من الرعاف ونزف الدم، وإذا شربت المرأة العاقر من نُشارته في كلّ يوم هيأها للحمل ونفعها. والشربة منه: درهم. «ع» ناب الفيل: هو العاج. وبُرادته قابضة، إذا تضمد بها أبرأت الداحس وأوجاعه، وإذا شرب من نُشارة العاج في كلّ يوم درهمين بماء وعسل، كانت جيدة للحفظ، وإذا شربتها المرأة العاقر سبعة أيام متوالية، في كل يوم وزن درهمين بماء وعسل، ثم جومعت بعد ذلك، فإنها تحبل بإذن الله تعالى. وإن أخذ من بُرادته جزء وخلط مع مثله من برادة الحديد وسُحِقا وذُرّا على بواسير المقعدة، نفع منها نفعًا بينًا. وإذا علق من ناب الفيل قليل على الأطفال في أعناقهم، أمنوا من وباء الأطفال. وإن بخر الكَرْم والشجر بعظم الفيل لم يقرب ذلك المكان دود. وإن علقت قطعة من العاج على البقر في خرقة سوداء منع عن البقر أن يصيبها الوباء وطرده. وإن شرب من بُرادته وزن عشرة دراهم بماء الفُوذَنج الجبليّ، وهو صعتر القُدْس، أيامًا متوالية، أوقف الجذام ولم يزد. وإن وضعت قطعة من العاج على موضع من البدن يكون فيه عظم مكسور جذبه وسهل خروجه.(1/384)
* عَبَيثران: «ع» ويقال عَبَوْثَران. وزعم قوم أنه القيصوم، وليس هو. وهو أغبر ذو قضبان شبيهة بالقيصوم، إلا أنّ له شِمْراخًا مدلى على نور أصفر، شبيه بالذي يكون وسط الأقحوان، ذَفِر الريح، رائحته قريب من سُنْبل الطيب. وقد جرّب أنه إذا سُحِق منه شيء وعجن بعسل، واحتملته المرأة بصوفة أسخن الرحم الباردة، وحسن حالها، وأعان على الحبل، ولو كانت المرأة عاقرًا. وشمه يقوّي الدماغ الضعيف البارد، وينفع الصداع البارد أيضًا، ويفتح سُدَده، وينفع من الزكام. وهو حار يابس في الدرجة الثانية. وماؤه يُحدّ البصر. وينقي الرأس من الفضلات الباردة الرديئة. وينفع من الدوار والصداع البلغمية والسوداوية منفعة بالغة، ويقوّي الأحشاء، ويفتح سُدَدها، ويحفظ صحة الأبدان. والشربة منه: درهمان.
* عبْهَر: «ع» العَبْهَر: هو النرجس، ويعرف اليوم بالشام العبهر بشجر اللُّبْنَى وشجر الأصطُرَك، وهو المَيعة، وليس لهذه الشجرة صمغ ولا دهن البتة. «ج» البعهر: النرجس. وسيذكر في حرف النون.
* عَبَب: هو اسم لثمر الكاكَنج، ويسمى بالأندلس بحبّ اللهو. وسيأتي ذكره في عنب الثعلب في موضعه إن شاء الله تعالى. وذكر الكاكنج في موضعه.
* عَتم: «ع، ج» هو الزيتون الجبليّ. وله ثمر حبّ أسود يسمى الرهَج. وله نوى فيه حرافة. وورقه كورق الزيتون، ومساويكه كمساويكه جياد، يصلح لكلّ شيء يحتاج إلى قبض، وخاصة قروح الفم إذا مضغ وإذا تُمُضمض بطبيخه. وإذا شرب طبيخه أدرّ البول والطمث.
* عَجَم الزبيب: «ف،ع» بارد يابس في الدرجة الأولى، وقيل يبسه في الدرجة الثانية. يعقل الإسهال، وينفع من الدوسنطاريا. وإذا أكل الزبيب بعجَمه أخصب البدن وسمَّنه. ومتى أريد به التهزيل أكل بغير عَجَمه. وقيل إن عجم الزبيب يذهب بغائلة السموم القاتلة، وينفع من البهق والبرص والجرب إذا سحق وعجن ببزر الفُجْل جزءان بعسل، وطلي به البدن في الحمام. وهو يعقل الطبيعة، ويشدّ الأعضاء.(1/385)
* عَدَس: «ع» أجوده أسرعه نضجًا. وهو يقبض قبضًا يسيرًا، وهو متوسط في البرد والحرّ، ويبسه في الدرجة الثانية. وإذا أُدمن أكله عرضت منه غِشاوة البصر، وهو عَسِر الانهضام، رديء للمعدة، ويولد الرياح في المعدة والأمعاء، وإذا طبخ بغير قشره عقل البطن، وإذا خلط بعسل جلا القروح العميقة، وقلع خَبَث القروح، ونقَّى وسخها، وإذا طبخ بخلّ حلَّل الخنازير والأورام الصُّلْبة، وإذا خلط بإكليل الملك أو سفرجل أو دهن وَرْد، أبرأ الأورام في العين الحارة، وأورام المقعدة. ومع قشر الرّمان أو ورد يابس يطبخ مع عسل، ينفع للأورام العظيمة، والقروح العميقة الحادثة فيها. قال: وهو يغلِّظ الدم، فلا يجري في العروق، ويقلِّل البول والطَّمْث. ويتولد منه خِلْط سوداويّ. والإكثار منه يولد الجُذام والأورام الصُّلْبة والسرطان. وشر ما طبخ: مع النمكشود. وإذا خلط معه حلاوة أورث سُدَدًا في الكبد، وإن طبخ بقشره يعقُل البطن، ويسكن أثر الدم، وينفع صاحب الجُدَرِيّ والأورام الحارّة إذا طبخ مع الخلّ وماء الحصرم ونحوه. «ف» من الحبوب معروف، أجوده الكبار الحبّ. بارد يابس في الأولى، ويقوّي المعدة، ويسكن حدة الدم والمرار، ويستعمل منه بقدر المِزاج. «ج» ويسمى أيضًا البُلْسُ. وهو نفَّاخ، مركب من قوّة قابضة وجالية، أجوده السريع النضج. وقشره شديد القبض. وهو معتدل في الحرّ والبرد، يابس في الدرجة الثانية، وقيل إن قشره حارّ في الأولى، والمقشور منه بارد في الثانية، وقيل في الأولى، يابس في الثالثة. وهو يملأ القروح العميقة مطبوخًا بالخلّ، وينفع من الشقوق العارضة من البرد، وينفع لأورام العين والثديّ من احتقان لبن أو دم بماء البحر. ومما يدفع ضرره أن يطبخ بلحم جمل سمين، أو بالسمن، أو بدهن اللوز والسِّلق والإسفاناج. وأضر ما أكل بالنمكشود.(1/386)
* عَدَس مُرّ: «ع» العَدَس المُرّ من الأدوية المقابلة للأدواء، ويستعمل في التِّرياقات والأدوية النافعة من السموم. وهو ثمر السَّوْسَن البريّ، وقد ذكر مع السوسن في حرف السين، فليتأمل هنالك. «ج» عدَس مُرّ: هو نوع من العَدَس بريّ رديء. وهو حارّ يُحدِر البول والطمث ويدرّهما، ويسهل الدم.
* عَدَس الماء: «ع» هو الطُّحْلَب. وقد ذكر في حرف الطاء.
* عَذْبة: «ع» هو ثمرة الأثْل عند أهل مصر، وقد ذكر في حرف الألف.(1/387)
* عَرْطَنِيثا: «ع» يقال على بَخور مريم أيضًا، ويسمى المَهْد عند أهل الشام، وخاصة بساحل غزة، ومنهم من يسميه العسلج، وأهل الشرق يسمونه السلعي، ويغسلون به ثياب الصوف فينقيها، ويسمى كف الأسد. وهو نبات له ساق نحو من شبر، له أغصان كثيرة على أطرافها غلف، شبيهة بورق الكُرْنُب، وأصول لونها أسود شبيهة بالسلجم، فيها أشياء ناتئة شبيهة بالعقد، وتنبت في الحروث وبين الحنطة، وأكثر ما يستعمل منه أصله خاصة. وهو محلِّل مسخِّن مجفِّف في الدرجة الثالثة. وأصله إذا شرب نفع من نهش الهوام وأسرع في تسكين وجعه، وقد يقع في أخلاط الحُقَن المستعملة لعرق النَّسا، ويصلح به الجراحات الخبيثة مسحوقًا ذَرورًا معجونًا بالعسل. «ج» المستعمل منه أصله. وهو بَخور مريم، وهو شوك كثيف قصير، له أصل أبيض، يغسل به الصوف، ويسمى أيضًا: قِقْلاَمِينوس، أصله حارّ يابس في الدرجة الثالثة. وهو مقطع محلِّل، جيد لأوجاع الوركين، معطش شديد التفتيح للجسم، وسُدَد المِصفاة، ويدفع الفُواق، وينفع من شرب اليَتُّوع، وهو يسقط الأجنة. وبدله في ذلك في النفع من السموم: زراوند طويل، وحبّ الأترجّ وفوذنج. وشربه يُغْثِي غَثيانًا عظيمًا، حتى أنه ربما خنق، وربما حرك الإسهال، والجمع يؤدي إلى غَشْي وسقوط القوّة وعرَق بارد. ويداوَى بالقيء والحقنة القوية وشرب اللبن. «ف» من الحشائش. ويقال أذرنبويه: أصله الطريّ الحادّ الرائحة. وأصله حارّ يابس، يخرج الديدان وحبّ القَرَع، ويحدّ البصر. الشربة منه: نصف مثقال، والمرأة إذا تحملت به وكانت حاملاً أسقطت، وإن تحملت به المرأة وكانت لم تحمل أسرعت الحمل.(1/388)
* عُروق الصبَّاغين: «ع» هي العروق الصّفْر أيضًا. وهي بقلة الخطاطيف. ويسمى بالفارسية زردجوبه، وهو الهَرّد بالعربية. وزعموا أنه الكركُم الصغير، وزعموا أنه المامِيرَان. وقوّة هذه العروق قوّة تجلو جلاء شديدًا وتسخن، وكذلك عصارة هذه العروق نافعة للبصر، وتزيد في حدّته إذا تعالج به من يجتمع عند حدقته شيء يحتاج إلى التحليل. وقد استعمل قوم آخرون هذه الأصول في مداواة أصحاب اليرقان الحادث عن سُدَد الكبد، فسقوهم إياه بشراب أبيض مع الأنيسون. ومتى مضغت هذه الأصول كانت نافعة جدًّا لوجع الأسنان. وهي في الدرجة الثالثة عند منتهاها من اليبس والحرّ. والصنف الصغير: هو الماميران، والكبير: هو الكركم. والكركم دواء مجفف للقروح، نافع للجرب، ويحدّ البصر، ويذهب البياض من العين. والماميرَان له قوّة شبيهة بقوّة الكركم، وإذا خلط بالخلّ جلا الكلَف. ومنها صنف يسمى العروق، ينبت ببلاد الأندلس وبلاد البربر وبلاد الروم، وهو نوعان، كلاهما أقوى من الكركم والماميرَان، ويسميان الخطافية. «ج» عروق صفر. وهي حارّة يابسة إلى الثالثة، وقيل في الثانية، فيها جلاء قويّ، ومضغها ينفع وجع الأسنان، وعصارتها نافعة في إحداد البصر، وجلاء البياض والماء، وينفع من اليرَقان الكائن عن السُّدَد، خصوصًا مع أنيسون وشراب أبيض، وإذا دقت ونثرت على القروح والبثور جففتها، وإن اكتحل به جلا البصر وقوّاه. «ف» عروق نبات أصفر اللون معروف، أجوده الحديث الحادّ الرائحة. وهو حارّ يابس إلي الثالثة. وينفع من وجع الأسنان واليرقان الكائن من سُدَد الكبد. وعصارتها تُحدّ البصر، وتجلو ما قدام الحدقة من البياض، وينفع من اليرقان مع أنيسون وشراب أبيض. والشربة نصف درهم.(1/389)
* عُرَن: «ع» هو الزوائد الظاهرة بقرب رُكَب الخيل وحوافرها. ويقال إنها إذا دقت وسحقت وشربت بخلّ أبرأت من الصَّرْع، وقد تستعمل في مداواة نهش الهوامّ، أيّ هوامّ كانت، وإذا بخر بنصف درهم منها صاحب حُمَّي الرِّبْع ذهبت بها.
* عَرَق: «ع» العرق إذا خلط به الغبار الذي يوجد في مواضع المصارعين ولطخ على الغلظ الخارج من الطبيعة حلله، ويحلل ورم الثدي وورم الأُنثَيين. وإن كان في هذه الأورام التي تعالج بالعَرَق يبس وصلابة، فينبغي أن تلين بدهن الحناء، أو بدهن الورد. «ج» عَرَق الإنسان: هو مائية الدم خالطها صديد مَراريّ. وهو أنضج من البول، إذ كان من فرط رطوبة بعد الهضم الأخير، والبول من فضل الهضم الثاني. وفيه تحليل.
* وعرق المصارعين: ينفع من ورم الأُرْبية ويحلله، ويابسه الذي قد خالطه تراب موضع الصَّرْع مع دهن الحناء يُجعل على أورام الثديّ فيُطفِئ لهيبها، وإذا ضُمدت به الدُّبيلة أنضجها.
* وعَرَق الدابة: وهو من الأشياء الضارة القاتلة إذا شرب يعرض منه اخضرار الوجه وصفرته، وورم داخل الحلق.
* والعَرَق المُنْتِن: ويداوى بالقيء بالماء الحارّ والعسل، ثم يأخذ دهن البنفسج ودهن اللوز مع المَيْبَخْتَج، ويعطى من الترياق الكبير والمثروديطوس، ويغذى بمرق إسفيذباج بلحم جمل وملح أندراني. «ف» العَرَق: مائية الدم يشوبها مرارة، وهو حارّ يابس. وأجوده عَرَق المصارعين. ينفع الأُربية وجمود اللبن في الثدي. وهو أنضج من البول، وفيه تحليل ليس بيسير.
* وعَرَق الجمال والدوابّ: يخدر الحواسّ، ويذهب الغَثْي وهما من السموم. ويداوى بالماء الحار والعسل، وبعده الترياق الفاروقي.(1/390)
* عَرْعَر: «ع» منه ما هو كبير، ومنه ما هو صغير. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة. يسخن ويلطف ويدرّ البول. وله ثمر، منه ما يوجد عظمه مثل عظم البندق، ومنه في عظم الباقلاء، وكله مستدير طيب الرائحة، حلو فيه شيء من مرارة. والثمرة من الحرارة في الدرجة الثالثة، ومن اليبوسة والتجفيف في الدرجة الأولى. وهو يسخن إسخانًا يسيرًا، قابض للمعدة، وإذا شرب كان صالحًا لأوجاع الصدر والسعال والنفخ والمغص وضرر الهوامّ، ويدرّ البول، ويوافق شدخ العضل، وأوجاع الأرحام. وهو مفتح للسدد، نافع لاختناق الأرحام. ومن شأنه تنقية الصدر والكبد شربًا، وهو جيد للسموم ونهش الهوامّ، وإذا أخذ الإنسان من حبّ العَرعر ثلاث حبات، فحملهن في قلنسوة رأسه، كان وجيهًا عند الناس، مطاعًا فيهم. وإدمان أكله ينفع من الصرع. «ج» هو السرو الجبليّ. ومنه صغير، ومنه كبير. وهو إلى الحرّ واليبس. وحبه حارّ يابس في الثالثة. وقيل إن شجره حارّ في الثالثة، يابس في الأولى. وهو مسخن ملطف جدًّا، وفي ثمره قبض، ويعقُل الطبيعة جدًّا. وهو جيد لأوجاع الصدر والسعال، وينقي ويفتح السدد، ويدرّ البول والحيض، وينفع من اختناق الرحم، ويدفع ضرر الهوامّ. والتدخن به يطردها. «ف» هو السرو الجبليّ، كبار وصغار، وأجوده أوراق الكبار الطريّ، وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من أوجاع الصدر والسعال، ويقوّي المعدة، ويفتح شدْح العضل. الشربة منه: درهمان.
* عروق صُفْر: «ع» هي عروق الصباغين. وقد ذكرت.
* عُروق حُمْر: «ع» هو الفُوّة. وسيأتي ذكرها في حرف الفاء.
* عُروق بِيض: «ع» هي المستعجلة. وسيأتي ذكرها في حرف الميم.
* عُروق الشَّجَر: هو العِلْك. وسيأتي ذكره فيما بعد.
* عَروق يابسة: «ع» هي القَلَفُونِيا. وستذكر مع العِلْك.
* عِرْصِم: «ع» اسم باليمن للباذِنجان الذي يسميه بعض الناس حَدَق. وقد ذكر في حرف الحاء المهملة.
* عُروق دارهرم: هو عروق السُّوس. وقد ذكرت في حرف السين.(1/391)
* عَرَقْصَان: «ع» هو الحَندقوقيَ. وقد ذكر في حرف الحاء المهملة.
* عَزَف: «ع» هو الخوص والدَّوم عند أهل المغرب واليمن. وقد ذكر الدوم والخوص.
* عَسَل: «ع» أجوده ما كان في غاية الحلاوة، وكان فيه حذو للسَان، طيب الرائحة إلى الحمرة ما هو، ليس برقيق بل متين، وإذا أخذ بالإصبع انجذب المتعلق بها الناصع اللون الصافي، الذي ينفذ فيه البصر. ومذاقته حِرِّيفة حادّة لذيذة، في غاية اللذاذة، إذا رفعت منه بأصبعك سال إلى الأرض ولم ينقطع، وما ظهر فيه طعم المُوم أو وسخ الكُوْر، أو سطعت منه رائحة قوية حادّة، أو كان رقيقًا، فليس بمحمود. والعسل يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة، وهو جِلاء، وإذا طبخ صار قليل الحِدّة والجِلاء. وقوّته جالية، مفتحة لأفراه العروق، يجلب الرطوبات، إذا صبّ في القروح الوسخة العميقة وافقها، وإذا طبخ ووضع على اللحم المشقق ألزقه، وإذا طبخ مع الشِّبْت الرطب ولطخت به القوابي أبرأها، وإذا خلط بملح مسحوق من الملح المحتفر من معادنه، وقطر في الأُذن، سكن دويهَّا، وأبرأها من أوجاعها، وإذا تلطخ به قتل القمل والصِّئبان، وإذا كان إنسان قُلْفته صغيرة من غير ختان، فمرسها بعد خروجه من الحمَّام، ولطخ عليها العسل، وفعل ذلك شهرًا كاملاً أطالها. وهو يجلو ظلمة البصر، وإذا تُحنُك به أو تُغِرغر، أبرأ أورام الحلق، وأورام العضل التي عن جانبي اللسان والحنك واللوزتين والخُناق. ويُدرّ البول، ووافق السعال إذا شرب سخنًا بدهن الورد، وينفع من نَهْش الهوامّ، ومن شرب عصارة الخشخاش الأسود، ومن أكل الفُطر القتال، ومن عضة الكلْب الكلِب. والذي لم تؤخذ رِغوته نافع لتحريك السعال، ويسهل البطن، فينبغي أن يستعمل منزوع الرغوة، وهو سريع الاستحالة إلى الصفراء، نخاس للبلغم، جيد للمشايخ والمبرودين، رديء في الصيف لذوي الأمزجة الحارّة، وله جِلاء وطيب لطافة، يجذب الرطوبات من قعر البدن. وينقيّ أوساخ الجرح. وهو للبلغميين المرطوبين(1/392)
يلين الطبيعة، ويغذو الأبدان، إلا أنه رديء لأصحاب الصفراء، ولا سيما الصَّعْتَريّ وأجود العسل ما حُليّ جدًّا، وكان أحمر فيه حدّة يسيرة وطيبة رائحة، ولم يكن سائلاً منتنًا، وماء العسل غير المطبوخ صالح للمعدة الباردة، والأمعاء الوارمة، ووجع المعدة الكائن من البلغم، مشّه للطعام، ويغذو غذاء جيدًا، وينفع اللَّقوة. وماء العسل المطبوخ صالح للقيء، ملَين للطبيعة، يقيأ به من شرب الأدوية القتالة مع دهن السمسم والطِّلاء، وشرب ماء الشهد ليس بجيّد للمريض، لما يشوبه من الشمع. وهو شراب من كان من الأصحاء قوي المعدة، وهو أحمد ما يُتعالج به للَّثة والأسنان. ويحفظ أجسام الموتى. وإذا خلط بالملح وتُمضمض به في الشهر أيامًا، واستُنّ به على الإصبع، شدّ اللثة وقوّاها، وحفظ على الأسنان صحتها وصقلها، وإذا خلط بدهن ورد ولطخ على القروح الشهدية، وسائر القروح البلغمية المالحة، أبرأها. مجرَّب. وإذا لطخ به جفف القروح والجراحات الغائرة، به مع لسان الحمل، وفعل ذلك ثلاثة أيام، نقاها من أوساخها، وغسلها وألحمها، وإذا عمل مع الأدوية الجَلاَّءة أحدّ البصر وقوّاه، وإذا عجن بدقيق الحَوَّارَى فتح الأورام النضيجة، وامتصّ ما فيها من المِدّة إذا جعل عليها، وإذا عُجن بالزّراوند الطويل أو الكِرْسِنَّة أنبت اللحم في الجراحات العميقة، وإذا شرب بالماء نقَّى الصدر المحتاج إلى تنقية فَضْل، وهيَّج شهوة الجماع. وهو أنفع ما يشربه المفلوجون، وإذا استعمل بالماء وهو غير منزوع الرغوة، كان تهييجه للجماع أشدّ، وَليَّن البطن. ونقَّى قروح الأمعاء، وهيأها للأدوية، كما يفعل المُرِّيّ، وإذا خالط الحقن قوّى إسهالها، وإذا عُجنت به أدوية البرص والبهق زاد في جلائها. «ج» عسل النحل: يدخر للتغذي به. وأجوده الربيعيّ الصادق الحلاوة، الطيِّب الرائحة، الذي ليس برقيق المزاج، والذي ليس يتقطَّع. ومنه أصناف رديئة، أعرضنا عن ذكرها. وإذا شرب ولم تنزع رغوته(1/393)
أسهل، وإن نُزِعت رغوته لم يسهل، بل ربما عقل، ويغذو أكثر من الذي لم تنزع رغوته. وهو نافع لأصحاب الأمزجة الباردة والشيوخ، إذ كان يقوّي جوهر حرارتهم الغريزية، ويولد فيهم دمًا جيدًا، لا سيما في الشتاء، وهو يضرّ بالشباب ومن غلب عليه المِرار، ويعطش، وإذا أكثر منه هَيَّج القيء. ويصلحه الرمان، وحُماض الأُترجّ، وربوب الفواكه. «ف» هو طَلّ خفيّ يقع على الأنوار، فتلقطه النحل. أجوده الصادق الحلاوة، منزوع الرغوة. وهو حارّ يابس في الثانية، يقوّي المعدة، ويلين الطبع، ويُحِدّ البصر، ويحفظ على البدن صحته في أيام حياته. وهو أجلّ ما استعمل في العلل الباردة، التي تحدث في سائر البدن من الرطوبات. ويقوّي البدن، ويمنع أن يحدث عليه علة بلغمية أو باردة، ويزيد في شهوة الباءة، ويقوّي الإنعاظ، ويزيد في المنيّ، ويحفظ صحة البدن، وينفع من الفالِج واللَّقوة والخدَر والاسترخاء، ولا أنفع منه للبدن. وتعجن به الأدوية يحفظها. والمستعمل منه: أوقية. «ز» بدله: المَيْبَخْتَج.
* عَسَل داود: «ع» هو الأُونومالي. وقد ذكر في حرف الألف.
* عسل الطَّبَرْزَذ: «ج» عسل الطبرزذ والقصب حارّ رطب في الدرجة الأولى. وعسل القصب يلين البطن، وعسل الطبرزذ لا يلين.
* عَسل اللُّبْنَى: «ج» حارّ رطب في الدرجة الثانية. ينفع من عِرق النَّسا ووجع المفاصل. وقدر ما يؤخذ منه: إلى نصف مثقال. وهو يورث الجرب، وقيل يصلحه الكَثِيراء. «ف» هو دمعة شجرة، وقيل إنه دهن شجرة رومية. أجوده الشهد الطيب الرائحة. وهو حارّ رطب في الثاني. ينفع من عرْق النَّسا والمفاصل والسعال. وهو مُسَخِّن ملين منضج، ولذلك ينفع من السعال والزكام والنزَلات، والبُحوحة التي تكون من الرطوبة، ويُحدر الطمث إذا تحملت به المرأة. وكذلك شربه يُدرّ إدرارًا صالحًا شربًا واحتمالاً. وقال عن بعضهم هو المَيْعة السائلة. الشربة منه: نصف مثقال.(1/394)
* عُشَر: «ع» العُشَر من العضاه عِراض الورق، ينبت صُعُدًا، وله سكر يخرج من فصوص شُعَبه، ومواضع زهره. وفي سكره شيء من المرارة، ويخرج له نُفَّاخ كأنه شقاشق الجمال التي تَهدِر، ويخرج من جوف ذلك النُّفَّاخ حُرَاق لم تُقدح النار بمثله. ولبنه حارّ مُحْرِق. وهو أقوى من لبن جميع اليَتُّوعات. يسهِّل وينفع من السَّعْفة والقوباء طلاء. وسكره قد ذكر في حرف السين مع السكر. «ف» شجرةَ يمانيَة. وهي أحد اليَتُّوعات، أجوده ما كان حديثًا. وهو حارّ يابس في الرابعة. ينفع من السَّعْفة طِلاء، ويسهِّل الطبيعة. ومنه ضرب يقتل الجلوسُ في ظله. والشربة منه: دانقان. ولبنه من السموم القاتلة، يقتل في يومين إذا شرب منه ثلاثة أيام، ويفتِّت الكبد والرئة، فينبغي أن يحذر استعماله. «ج» مثله. وينبغي أن يحذر من لبنه، ومن الجلوس في ظلاله، فإنه ضار، وربما قتل.
* عِشْرِق: «ع» العِشْرِق: ورقه كورق السَّنَا، إلا أنه أشدّ خضرة، وأقلّ عرضًا، وهو معروف عند العرب. وزهره إلى الحمرة، وبعضه لازَوَرْدِيّ الشكل، إلا أنه أصغر وأميل إلى الاستدارة، وغلافه حمْصيّ الشكل مزغَّب، فيه حبّ عَدَسيّ الشكل. وأصل هذا النبات إذا أخذ منه مقدار ربع منّ، ورُضّ، ونقع في ستّ قُوطُوليات من شراب حلو يومًا وليلة، وشرب ذلك ثلاثة أيام، نقَّى الرحم. وبزره إذا جعل في حسو وشرب أدرّ البول واللبن. وحبه يؤكل رطبًا ويابسًا. وهو جيد للبواسير، ويسود الشعر.(1/395)
* عصا الراعي: «ع» هو البَطْباط. وهو ذكر وأنثى، فأما الذكر فإنه من المستأنف كونه في كلّ سنة، وله قضبان كثيرة دقاق رخصة معقدة، تسعى على الأرض. وله ورق شبيه بورق السذاب، وأشدّ دحوضة، وله عند كلّ ورقة نَوْر، وله زهر أبيض وأحمر قان، وهذا الصنف هو الذكر. وهو بارد في الدرجة الثانية إلى أول الثالثة. نافع لمن يجد في فم المعدة التهابًا إذا وضع عليه. وهو بارد من خارج، وينفع الورم المعروف بالحُمرة والأورام الحارّة الحادثة عن الدمّ، ويردع المواد المنصبة والحمرة التي تسعى من موضع إلى موضع، والقروح المتورِّمة ورمًا حارًا، والقروح التي تنصب إليها الموادّ، وتَدْمُل الجراحات التي هي تعد طرية بدمها، وينفع قروح الأذن، ويجفف منها القيح، ويقطع النزف العارض للنساء، ويشفي قروح الأمعاء ونفث الدم وانفجاره من حيث كان، إذا أفرط، والذكر في هذه الحالات أقوى من الأنثى، وقوّته قابضة مبردة. والصنف الذي يقال له الأنثى صغير، له قضيب واحد دَحِض، وله عُقَد متقاربة، شبيهة بورق الصَّنَوبر. وله عروق لا تنفع في الطب. ينبت عند المياه، وله قوّة قابضة مبرّدة، تفعل كما يفعل الصنف الأول، إلا أنه أضعف منه. «ج» عصا الراعي هو البَطْباط. وهو بِرْسياندار، ومنه ذكر وأنثى، وهو بارد في الثانية، وقيل في الثالثة، وقيل إنه رطب. وهو قابض يمنع نزف الدم، ونفث الدم، ويمسك الطبع. ويضمد به الأورام الدموية والحمرة والنملة، ويدمل الجراحات الطريَّة. وعصارته تقتل دون الأذن. وقيل إنه يدرّ البول، وينفع من عُسْره، ومن القُولَنج المستعاذ منه. وقدر ما يستعمل منه: عشرة دراهم. «ف» مثله. وأجوده الذكَر الأخضر الحديث، وهو بارد رطب في الأولى. ينفع من نفث الدم، والتهاب المعدة، وقروح الأمعاء. ويضرّ بالرئة وما يليها. ويصلحه شراب البنفسج السكريّ. الشربة منه: خمسة دراهم.(1/396)
* عُصْفُر: «ع» هو الذي يصبغ به. ومنه ريفيّ، ومنه بَرِّيّ، وكلاهما ينبت في أرض العرب. وبزره: القُرْطم. ويقال للعصفر: الإحْريض، والخَرِيع، والبَهْرم، والبَهْرمان، والمُرِّيْق. وهو حارّ قابض باعتدال، إن سُحِق وطُلِي به على القوابي أذهبها البتة. وإن طلي بالعسل على القُلاع في فم الصبيان ذهب به، وببِلَّة اللسان والفم. وهو جيد للبهَق والكلف طلاء. «ج» وهو يطيِّب الطبيخ، ويُهَرِّئ اللحم الغليظ، إدمانه يفسد المعدة، ويبخِّر الرأس، وينوِّم، وإذا حُلّ بخلّ نفع من الحُمرة والأورام الحارّة. وسيأتي ذكر القُرطم في حرف القاف إن شاء الله تعالى.
* عُصَاب: «ع» هو الشَّيطَرَج. وقد ذكر في حرف الشين.(1/397)
* عصافير: «ع» وأما العصافير الأهلية والجبلية والمَرْجية، فكلها مجففة قليلة الغذاء، وتختلف بمقدار إسخانها للبدن. والعصافير الأهلية تسخن البدن إسخانًا بينًا، وتزيد في الإنعاظ والباءة، لا سيما أدمغتها وفراخها إذا اتخذت منها عُجَّة بصفار البيض والزيت، ولا توافق المحرورين، وتوافق المبرودين ومن سكنته الرياح. وينبغي أن يشرب المحرورون عليها السَّكنجبين الحامض. والمطجنة منها بالمُرِّي أسرع خروجًا، وأما المشوية فعسرة الخروج. والعصافير كلها حارّة يابسة، وكلها نافعة من الاسترخاء والفالج واللقوة، ومن أنواع الاستسقاء، وتزيد في قوّة الجماع. وأما الزَّرازير والسُّمانيّ فإنها تأكل حيوانات سَمِّية، فربما أضرّت لذلك آكلها، فيجب إمساكها يومين أو ثلاثًا، لأن الله تعالى جعل فيها قوّة على هضم الرديء حتى تكون محمودة؛ وخرء العصافير ينقِّي ويجلو الآثار الحادة في الوجه. وإذا ديف بلعاب الإنسان وطليت به الثآليل قلعها. «ج» أجودها الشَّتْوية السِّمان، وأردؤها ما سمن في البيوت، ولذلك يجتنب، فإن الدم المتولد منها رديء جدًّا. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية. وهو يزيد في الباءة، وخصوصًا أدمغتها، وتضرّ بالرطوبات الأصلية، وتولد خِلطًا صفراويًا، وينبغي أن تعمل بدهن اللوز، ويتوقى أن يؤكل من عظامها شيء، فإنه ربما نشِب في المعي شيء والمَرِيء، وأحدث سَحْجًا.(1/398)
* عِظام: «ع» قوّة العظام المحرقة قوّة تحلل وتجفف تحليلاً وتجفيفًا بليغًا. وقد زعم قوم أن هذه القوة لعظام الناس خاصة. وناب الكلب إذا علق على من يتكلم في نومه أزال عنه. وإذا علقت أسنانه على صبيّ خرجت أسنانه بلا وجع. وإن علق نابه على من به يرقان نفعه. ومن حمله معه لم تنبحه الكلاب. والعظام العتيقة إذا أحرقت نفعت القروح في الأعضاء اليابسة المزاج، مثل الذكر والأنثيين وما أشبههما. وإذا طبخت العظام البالية بالخلّ وصبّ على الرأس طبيخها قطع الرعاف، وإذا سحقت النخرة الموجودة في الحيطان، وعجنت بماء ورد، وضمد بها السلخ والقروح، وذرّ منها عليها، نفع منها نفعًا بينًا بليغًا. وإذا سحقت وعجنت بماء الشعير وطلي بها على آثار الجدريّ أذهبتها. وكعب التيس إذا أحرق وشرب رماده بالسَّكنجبين، حلل ورم الطِّحال. وإذا شرب بعسل هيَّج الباءة. وعظام الموتى إذا سحقت وسقيت لصاحب حمَّى الرّبع، دون أن يعلم العليل، نفع منه، مجرَّب. وكعب ابن عرس إذا أخرج وهو حيّ، وعلق على المرأة، لم تحبل أبدًا. وإن جعل سنّ الصبيّ أول ما يسقط قبل أن يقع على الأرض في صحيفة فضة، وعلق على المرأة منع من الحبل. وإن علق عظم إنسان على الضرس الوجع سكن وجعه. وإن علق على من به حمَّى الربع نفعه. وإن أُحرقت قلامة أظفار الإنسان العشرة، وسقى إنسان رمادها، عمل في روحانية المحبة والتآلف. «ج» العظام المحرقة مجففة. وقيل إن عظام الناس تشفي من الصَّرْع، إذا سُقِيها العليل سرًّا ولا يعلم. «ف» العظام باردة يابسة، وأصنافها كثيرة. وأجودها ما كان محرقًا.
* عِظْلِم: «ع» هو النبات الذي يتخذ منه النَّيْلَج، وهو الوَسْمة الذكر. وسيأتي في ذكر الوسمة في حرف الواو.(1/399)
* عَفْص: «ع» منه ما يؤخذ من أشجاره وهو غصّ صغير مضرَّس ليس بمثقَّب. ومنه أملس خفيف مثقب، وهو أردؤه، والأول أقوى منه. والعفص الأخضر هو حِصْرم العفص. وهو يابس في الدرجة الثالثة، بارد في الثانية. مقبض جدًّا، مجفف، ويردّ المواد المنصبة، ويجمع ويشدّ الأعضاء الرخوة الضعيفة، وجميع العلل الحادثة عن تحلب الموادّ. وإذا طبخ العفص وحده وسحق ووضع كالضماد، كان دواء نافعًا، قوى المنفعة لجميع الأورام الحادثة في الدُّبُر، ولخروج المقعدة، فإن احتيج إلى قبض يسير طبخ العفص بالماء، وإن احتيج إلى قبض شديد طبخ بالشراب. وإن أُحرق العفص اكتسب من الحرق حرارة وحِدّة، وصار ألطف وأكثر تجفيفًا من غير المحرَق. وينبغي إن أردته لقطع الدم أن تشويه على الفحم، ثم تطفئه بشراب. وإذا سحق أضمر اللحم الزائد، ومنع الرطوبات من أن تسيل إلى اللَّثة واللهاة، ونفع من القلاع. وإذا طلي به مسحوقًا بالخلّ على القوابي ذهب بها. وإذا طبخ بالماء نفع ذلك الماء من نتوء سرر الصبيان إذا كمد به مرارًا. وإذا طبخ بالخلّ وطلي به الحمرة نفع منها في ابتدائها، ويمنع النملة أن تسعى إذا طليت به، وإذا سحق سحقًا ناعمًا ونفخ في الأنف قطع الرعاف. وإذا سحق بخلّ وطلي به على السُّلاق الذي يكون في الفم أزاله. «ج» أجوده الفِجّ الرَّزين الأخضر الصُّلب؛ وأما الأشقر فهو رَخْو قليل القوّة، إذا أحرق وقلي بالزيت سوَّد الشعر. وهو بارد في الثانية. وقيل في الأولى. يابس في الثانية. وقيل في الثالثة. وقبضه شديد، يمنع الرطوبات من السَّيلان. «ف» هي ثمرة شجرة البلوط. وهو مقوّ للأعضاء، وسحيقه لقروح الأمعاء والإسهال. والشربة منه: درهمان. وبدله: قشور الرمّان.(1/400)
* عَقِيق: «ع» العقيق: أجناس كثيرة، ومعادنه كثيرة، ويؤتى به من اليمن وسواحل بحر رُومية. وأحسنه ما اشتدّت حمرته، وأشرق لونه. ونُحاتته إذا دلك بها الأسنان أذهب عنها الصدأ والحفَر، وبيَّضها، ويمنع أن يخرج الدم من أصولها. وإذا أحرق أمسك المتحرك منها وثبتها. ومنها جنس أقلها حسنًا وإشراقًا، لونه لون الدم المتحلِّب من اللحم إذا ألقي عليه الملح، وفيه خطوط بيض خفيفة، من تختم به سكنت عنه رَوعته عند الخصام، وانقطع عنه نزف الدم من أيّ موضع كان من البدن، وخاصة النساء التي يدمن الطمْث. «ج» المحرق منه بارد يابس، يقوي العين والقلب، وينفع من الخفقان، وهو قبل حرقه كذلك.
* عَقْرَب: «ع» إذا أُخذ نيئًا أو دُقّ، ووضع على لسعتها أبرأها. وإذا اكتحل برماده نفع من ضعف البصر. وإذا سحق العقرب محرقًا، وخلط بمثل نصف وزنه خرء فأر، واكتحل به، أحدّ البصر، ونفع من جرب العين. وإن سحق عقرب كبير أسود بعد تجفيفه مع خلّ، وطلي به البرص، نفع منه وأبرأه. وإن أحرق في زيت ودهنت به القروح الخبيثة، أو ذُرّ عليها سحيقه نفعها وأبرأ منها. وإذا أحرق العقرب ثم وزن بعد حرقه، كان وزنه ثمانية عشرة حبة لا تزيد. وإن أخذت عقرب ميتة، وجعلت في خرقة، وعلقت على المرأة التي تسقط أولادها، لم تسقط الجنين بإذن الله تعالى. ورماد العقارب المحرقة يفتت الحصاة، وكذلك المعجون المتخذ منها.(1/401)
وصورة إحراقها: أن تجعل في قارورة ثخينة مطينة بطين الحكمة، ثم تجعل في تنور حارّ ليلة أو أقلّ، من غير مبالغة في الإحراق، وترفع من الغد. والزجاج خير من الخَزَف الناشف الذي يأخذ قوتها. وقال: إذا قليت العقرب في زيت حتى تحرق، وطلي بذلك الزيت موضع داء الثعلب، أنبت فيه الشعر. «ج» أجودها الذكر من العقارب. وعلامة الذكر أن يكون دقيقًا نحيفًا، وإبرته أغلظ، والأنثى سمينة ضخمة، وإبرتها أدقّ. وهي باردة يابسة، وزيتها الذي تجعل فيه ينفع من أوجاع الأذن. وإذا سحقت ووضعت على لسعتها سكنت الألم، وكذلك الزيت الذي تغلى فيه.
وصفة حرقها: أن تجعل في قدر نحاس، وتطلى بعجين، ويطين رأسها، وتجعل في التنور ليلة، ثم تخرج وتبرّد، وتخرج عنها العقارب، وتجعل في ظرف زُجاج، فإنها تفتت الحصى من الكُلَى والمثانة. وقدر ما يؤخذ منه: دانق. وإذا أخذ منها قدر نصف درهم نفعت من نهش الحيات. وهي تضرّ بالرئة، ويصلحها بزر الكَرَفس والطين الأرمنيّ. «ف» أجودها الذكر المحرَق. وهو بارد يابس. يفتت حصى الكُلَى والمثانة، ويقويهما إذا شرب مع بزر الرازيانَج والأنيسون والكَثىراء. والشربة: دانقان.
* عقرب البحر: «ع» وعقرب البحر: هو حوت صغير أغبر اللون إلى الحمرة، في رأسه شوكة بيضاء بها يضرب، وجسمه كثير الشوك، ومرارته توافق الماء الذي في العين والغشاوة والقروح العارضة في العين.
* عَقِيد العنب: «ع» هو المَيْبَخْتَج، وهو الربّ المتخذ منه.
* عُقَاب: «ع» طائر معروف من جوارح الطير، وأكبر جثة من البازي بكثير، وخلقهما واحد، ولحمه حارّ يابس إذا أكل، بمنزلة لحم البقر، ومرارته إذا اكتحل بها نفعت من ابتداء الماء النازل في العين، وتحدّ البصر. وإذا بخر بريشه نفع من اختناق الأرحام. وإذا لطخ الكَلَف والبثور في الوجه بزبله أذهبها، ونفع منها. وذَرْق البُزاة والعِقبان فيه فضل حدة، منها تذهب الخنازير.(1/402)
* عُكْنة: «ع» هي اللُّعبة البربرية وهي السُّورِنجان بلا شك. وأكثر نباته بالديار المصرية، بثغر الإسكندرية. ومنها يحمل إلى سائر البلاد. والنساء في الديار المصرية يشربنه للسمنة مع عروق المستعجلة. وهو مأمون، لا يجدن منه مضرة البتة. والعُكْنة تزيد في الباءة، وتحمر الوجه وتحسنه، إذا شربت في الأسوقة لا تخطئ، إلا أنها ربما هيجت أمراضًا حارّة، ويبلغ من قوّتها أنها ربما أعقبت حمرة لون قانية، مثل الشامة في الوجه والرأس والمفاصل.
* عَكَر الزيت: «ج» أقواه اليابس. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، ينفع من الرياح الشديدة عند الطِّحال. والاكتحال به يحلل الماء النازل في العين، وقدر ما يستعمل منه: إلى دانق.
* عُلَّيق: «ع» ورقه مشاكل لورق الورد في خضرته وشكله وخشونته. وله ثمر شبيه بثمر التوت. وإذا مضغت ثمرته أو شيء من أطرافه وورقه شفت من القُلاع وغيره من قروح الفم. وزهرته قوّتها هذه القوّة. وقوّته مركبة من جوهر أرضيّ بارد، ومن جوهر مائيّ، وكلاهما يجفف تجفيفًا شديدًا، وإذا جففا كان التجفيف فيهما أشدّ منهما إذا كانا رطبين، أعني الورق والثمر. وينفع من قروح الأمعاء، واستطلاق البطن، ولضعف قوّة الأمعاء، ولنفث الدم. وأصول العُلَّيق فيها من القبض جوهر لطيف يفتت حصاة الكليتين. وورقه قابض مجفف. وأغصانه إذا طبخت مع الورق صبغ طبيخها. والشعر إذا شرب عقل البطن، وقطع سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم، ويوافق نهشة الحية التي لها قرنان. «ف» نبات ثمرة كالزيتون. ومنه صنف يسمونه عُلَّيق الكلب، أجوده ثمرته الطرية وأصله. وهو بارد يابس. وفي ثمرته حرارة. ينفع من السحْج والإسهال المزمن، ونفث الدم، وأوجاع الفم. والشربة منه: درهمان. «ج» يسمى بالفارسية الدرّ، ويضمد بورقه المعدة فيقوّيها، ويمنع ما ينصبّ إليها، وبعقل البطن.(1/403)
* عَلَق: «ع» ينفع تعليقًا على الأعضاء الضعيفة بالتركيب، مثل أن يركب فوق الآماق والوجنات والساق والمواضع الآلمة، لأنه يقوم مقام الحجامة، لا سيما في الأطفال والنساء وأهل الرفاهية، وذلك لأنه يَمَصّ الدم الفاسد من العضو الذي يكون فيه المَلكُونيا والقروح الخبيثة. وكذلك تعليقها في الأصداغ تجذب بمصها الدم الفاسد من الأجفان. وإذا أحرق العَلَق وعجن رماده بخلّ ثقيف، ثم طلي به موضع الشعر النابت في الأجفان بعد نتفه، منعه من أن يعود نباته. ومن خواصّ العَلَق: إذا بخر به حانوت الزَجَّاج، تكسر جميع ما فيه من الزجاج. «ج» إذا وضعت على المواضع التي فيها دم فاسد أو سَعْفة أو قوباء أو تُوتة، امتصت ذلك الدم الرديء، ونفعت نفعًا بينًا. وينبغي ألا توضع إلا بعد تنقية البدن بالفصد والإسهال، لئلا يكون في البدن فضلة رديئة، فتجذبها إلى الموضع الذي تمصّه. «ف» صنف من الدود أسود اللون، يكون في الماء الآسِن. أجوده المتوسط بين الصغير والكبير. وهو بارد يابس. يمص الدم الفاسد من الأعضاء وينقيها، ويوضع بقدر الحاجة.
* عَلْقَم: «ع» هو الحنظل. وقد ذكر الحنظل في باب الحاء. «ج» عَلْقم. هو قِثاء الحمار. وقيل العلقم: الحنظل. وكلّ مرارة علقمة.
* عَلَس: «ع» هو الأشْغَالْتة، بعجمية الأندلس. وهو صنفان: صنف يوجد فيه حبة واحدة، والآخر فيه حبتان. والخبز المعمول منه أقل غذاء من خبز الحنطة، وقوّة أنواعه قوّة وسط بين القمح والشعير. وإذا طبخ بالماء وجَلس في مائه من به البواسير، سكن وجعها وحرقها.(1/404)
* عِلْك: «ع» هو صمغة تعلك، أي تمضغ. وجميع أنواع العِلْك تسخن وتجفف؛ وإنما خالف بعضها من قِبَل أن في كل واحد منها من الحرافة والحدة في الطعم والحرارة في القوّة، مقدارًا أكثر ومقدارًا أقلّ، ومن طريق أن بعضها قليل اللطافة، وبعضها فيه قبض، وبعضها لا قبض فيه. وأفضل أنواع العِلك وأولاها بالتقديم عِلك الروم وهو المَصْطَكى، لأن فيه قبضًا يسيرًا، صار به نافعًا لضعف الكبد والمعدة وورمها، وفيه تجفيف لا أذى معه ولا حدّة له، وهو لطيف جدًّا. وأما سائر أنواع العِلْك فأجودُها علك البُطْم، وليس له قبض مثل قبض المَصطكى. وفيه مرارة بسببها يحلل أكثر من تحليل المَصطكى ويجلو، حتى أنه يشفي الجرب، لأنه يجذب من عمق البدن أكثر من أنواع العِلك. وأما عِلك الصنوبر فهو نوعان: من الصنوبر الكبار، ومن الصغار، وكلاهما أشدّ حرافة وحدة من عِلك البُطم، ولكنهما ليسا يحللان ولا يجذبان أكثر منه. وصمغ شجرة الحبة الخضراء لونه أبيض شبيه بلون الزجاج، مائل إلى لون السماء، طيب الرائحة، يفوح منه رائحة الحبة الخضراء، وهو أجود هذه الصموغ. وبعده صمغ التوت، وهو قَضم قريش. وبعده صمغ الصنوبر. وكلّ هذه الصموغ مسخن ملين مذوّب منقّ، موافق للسعال وقروح الرئة ونفث الدم، ومنقّ لما في الصدر إذا لعق وحده، وبعسل مدرّ للبول، منضج ملين للبطن، موافق لإلزاق الشعر في الجفون. وإذا خلط بزِنجار وقَلْقند ونَطرون، كان صالحًا للجرب المتقرّح، والآذان التي تسيل منها رطوبة. وإذا خلط بعسل وزيت نفع لحكة القروح، وقد ينفع في أخلاط المراهم والأدهان المحللة للإعياء، وينفع من أوجاع الجنب. وصمغ السرو قريب منه. والمَصطكى قوّتها قريبة من قوّة الحبة الخضراء. وعِلك الأنباط هو علك شجرة الفستق، ولونه أبيض كمِد، وطعمه فيه شيء يسير من مرارة، وتلقيه الشجر في شدّة الحرّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية. يحلل وينقي الأوساخ، وينفع الحكة العتيقة، ويجذب البِلَّة من(1/405)
داخل الجسد، وينزل البول، وينفع السعال ووجع الصدر العارض من الرطوبة المنحدرة إلى صدور الصبيان. وبدل عِلْك الأنباط: صمغ البُطْم وصمغ الضِّرو. «ج» اسم يعم كلّ صمغ له مَضْغة، فعلك الأنباط: هو صمغ البُطْم، وأجوده الأبيض الضارب إلى الصفرة. وهو حارّ يابس في آخر الدرجة الثانية، وقيل إنه رطب، وهو يقارب المَصطكى، ولكن لا قبض فيه. وهو يحلل، وينفع من الحكة العتيقة مع ماء الفُوتَنج النهريّ والخلّ إذا طلي به البدن. وينفع من السعال عن رطوبة، ويدرّ البول، وينفع من الشقوق والقروح، ويجذب من عمق البدن الرطوبة، ويجذب السُّلاَّء والشوك وما ينشَب في البدن، ويقع في المراهم لإلحام الجراحات، وينبت اللحم في القروح. وعِلك السرو أشدّ تحليلاً من عِلك الأنباط، وإن كان أقلّ إسخانًا منه. وينفع من وجع المفاصل، وعرق النَّسا. وقدر ما يؤخذ منه: درهم. «ع» والراتينَج: هو صمغ شجرة الصنوبر. وهو ثلاثة أنواع: منه سيال لا ينعقد، ومنه صلب ساذج، ومنه صلب يعقد بعد طبخه بالنار. وهو الذي يسمى قَلَفُونِيا. وإذا أذيب بالنار إلى أن ينسبك ويصبّ على جزء منه مثله من زيت البزر، وضمدت به الثآليل المتدلية من المقعدة، التي أعيت الأطباء، نفعت منها وأبرأتها، يتوالى على ذلك إلى أن تسقط. وينفع هذا الدهن من شُقاق الكعبين. وإذا بلت فيه خرقة وجففت في الشمس ثم دخن بها صاحب الزكام البارد، أزاله وحِيّا. وإذا بخر به صاحب حمى الربع المزمنة أبرأها. وإذا سحق وشرب منه وزن مثقالين في بيضتين خفاف على الريق، نفعت من السعال والربو وقروح الرئة. وإذا سحق منه درهمان على حسو نخالة وتحسَّى الكل سبعة أيام وِلاء، نفع من السعال المزمن، ومن قروح الرئة. وإذا نثر سحيقه على قروح الرئة والشَّهدية جففها، ونفع منها. وهو ينبت اللحم في الأبدان الجاسية، لكنه يهيج الأورام في الأبدان الناعمة. «ز» عِلْك الأنباط: بدله: وزنه من ربّ السوس، وإن شئت بدله: وزنه بارود. وقال(1/406)
آخر بدله: صمغ الصنوبر، وإن شئت وزنه صمغ البُطْم. وإن شئت وزنه مَصْطَكى. والعِلك اليابس هو القلفونيا. «ف» العِلك: من الصموغ، وأصنافه كثيرة. وعلك الأنباط أجوده الأبيض. وكلها حارّة يابسة، تنفع من الشُّقاق والقروح، وتحدث الرطوبة. والشربة منه: درهم ونصف.
* عِنَب: «ع» ما كان حديثًا فإنه يُسْهِل البطن، وينفع المعدة وما عَتُق منه زمانًا فإن فيه شيئًا يسيرًا من ذلك. وهو جيد للمعدة، ومنهض للشهوة، ويصلح للمرضى. وأما العنب المخبّى في الثَّجير وفي الجرار، فإنه طيب الطعم، جيد، يعقل البطن، ويضرّ بالمثانة والرأس، ويوافق الذين ينفُثون الدم. والعنب الذي يصير في العصير شبيه به. والعنب الأبيض أحمد من الأسود إذا تساويا في سائر الصفات، من المائية، والرقة، والحلاوة، وغير ذلك. والمتروك بعد القَطْف يومين أو ثلاثة خير من المقطوف في يومه. وقشر العنب بارد يابس بطيء الهضم. وحشوه حارّ رطب. وحبه بارد يابس. وهو جيد الغذاء، موافق مقوّ للبدن. وهو شبيه بالتين في قلة الرداءة وكثرة الغذاء، وإن كان أقلّ غذاء منه. والمقطوف في الوقت منفِّخ. والنضيج أقلّ ضررًا من غير النضيج. فإذا لم ينهضم العنب كان غذاؤه فِجًّا نيئًا، وغذاء العنب بحاله أكثر من غذاء عصيره، ولكن غذاء عصيره أسرع نفوذًا وانحدارًا. والعنب ينفخ قليلاً، ويطلق البطن، ويخصب البدن سريعًا، ويزيد في الإنعاظ، وهو جيد للمعدة، ولا يفسد فيها كما تفسد سائر الفواكه. وهو معتدل. وأسخنه أحلاه. والدم المتولد منه أصلح من الدم المتولد من الرُّطَب. وإذا أخذ منه حلوه ونضيجه لم يحتج إلى إصلاح. وقد يعطش، وتحمى عليه الأمزجة الحارّة جدًّا. ويكفي في ذلك أن يشرب عليه شربة من السَّكنجبين، أو يقمح عليه رُمّان حامض، أو يؤكل طعام فيه حموضة. ومن يتأذى من نفخه فليحذر أن يأكله بقشره، أو مع الخبز، أو يأكل الفِجّ منه، أو يشرب عليه ماء الثلج. فإن حصل ذلك فليشرب عليه شربة من شراب عتيق.(1/407)
ويحذر الإكثار منه أصحاب القولَنج الريحيّ. «ج» الأبيض أحمد من الأسود إذا تساويا في سائر الصفات. وهو يسمن بسرعة، ويولد دمًا جيدًا، وينفع الصدر والرئة. «ف» من الأثمار المعروفة. وأجوده الأبيض الرقيق الحرّ وهو حارّ رطب. يكثر الدم، ويلين الطبع، ويسمِّن البدن سريعًا. وما كان فيه حموضة أو قبض فمزاجه بارد يابس. والمستعمل منه: بقدر الكفاية. وعَجَمه نافع لأوجاع المعدة.
* عِنَب الثعلب: «ع» منه بستانيّ، ويسمى الفَنا بالعربية. ويعرفه عامة الأندلس بعنب الذئب. وهو الكاكَنج. وهو صنفان: بستانيّ، ويعرف بالأندلس والمغرب بحبّ اللَّهو، وبرّيّ جبلىّ، ويعرف بالعنب. وكثيرًا ما يتخذونه في الدور. ومنه منوِّم، ومنه مجنِّن، وله أغصان كثيرة. وورقه لونه إلى السواد. وثمره مستدير، لونه أخضر وأسود، وإذا نضج صار أحمر. فإذا أكل هذا النبات لا يضرّ أكله، ويستعمل في العلل المحتاجة إلى القبض والتبريد، لأنه في الدرجة الثانية منهما. وقوّته قابضة مبرّدة. وإذا تضمد به مع السَّويق وافق الحمرة والنملة. وإذا دقّ دقًا ناعمًا وتضمد به أبرأ الغَرْب المنفجر والصداع، ونفع المعدة الملتهبة. وإذا دقّ وخلط بالملح وتضمد به حلل الأورام العارضة في أصول الآذان. وإذا ضمد به رؤوس الصبيان مع دهن ورد، وأبدل ساعة بعد ساعة، نفعهم من الأورام العارضة في أدمغتهم. وإذا احتملته المرأة في صُوفة قطع سيلان الرطوبة من الرحم. ومن خاصيته: تحليل الأورام الباطنة في أعضاء الجوف والظاهرة، وإذا شرب من مائه مغلى بالنار مصفى فمقدار أربع أواقيّ بالسكر، وإن مزج معه من ماء الرازيانَج والهندبَا والكَشُوث، فبمقدار ما يصير من مائيته أوقيتان. وكذلك كل واحد من هذه البقول الثلاثة مغلى مصفى. وهذه البقول إذا مزجت كان لها نفع في تحليل الأورام الباطنة التي تكون في الكبد والطِّحال وورم الحجاب الذي بينهما، ومن ورم المعدة، ومن بُدوّ الماء الأصفر. ومن الواجب ألا يبدأ(1/408)
بالعلاج به في ابتداء حدوث الأورام، لأن الأورام في ابتدائها تحتاج إلى ما تقويته أكثر من تلطيفه، مثل لسان الحمل وعصا الراعي. وعنب الثعلب تلطيفه أكثر من تقويته، فاستعماله في آخر العلل أولى. والكاكَنج ورقه شبيه بورق الصنف الأول، إلا أنه أعرض، وقضبانه تميل إلى أسفل. وله ثمرة في غُلُف مستديرة شبيهة بالمثانة الحمراء، حمر ملس، مثل حبّ العنب. وقوته شبيهة بقوّة الصنف الأوّل، غير أن هذا الصنف لا يؤكل، وقد تخلط هذه الثمرة، وهي حبّ الكاكَنج، في أدوية كثيرة تصلح الكبد والكليتين والمثانة. وهي تنقي اليرقان بإدرارها البول. والجبليّ أفضل في العلاج، وأشبه بعنب الثعلب. والكاكَنج ينفع من الربو واللهيب وعسر النفَس شربًا، وإذا ابتلع من حبه مثقال كل يوم شفي من اليرقان بإدرار البول. ويقال إن المرأة إذا ابتلعت من حبه بعد طهرها سبعة أيام، كل يوم سبع حبات، منعت الحبل. مجرّب. ومنه صنف أغصانه كثيرة، وورقه كورق السفرجل، وزهره أحمر في حمرة الدم، وثمره في غُلُف، ولونه شبيه بلون الزعفران. وقشر أصوله لونه إلى الحمرة. وينبت في أماكن صخرية. ويقال له المنوّم. والذي يُشْرب منه مثقال واحد. وهو يشبه الأفيون في خصاله، إلا أنه أضعف منه، حتى كأنه في الدرجة الثالثة من البرد، والأفيون في الرابعة. ومتى أخذ من هذا النوع أكثر من اثني عشر حبة أحدث لشاربه جنونًا. وإذا شرب من قشر الأصل مقدار دَرْخمين نوم نومًا أخفّ من نوم صمغة الخشخاش. وثمره يدرّ البول إدرارًا قويًا. وقد يسقى من ثمره من كان به جُنون نحو من اثني عشر حبة. «ج» عنب الثعلب يسمى الفَنا. والذي يستعمل منه الأخضر الورق، الأصفر الثمر. وهو عدة أنواع: نوع مخدر منوم، قريب من الأفيون. ونوع قاتل. وليس ينفع عنب الثعلب إلا تضميدًا. وأجوده الطريّ الأخضر المجفَّف في الظّل. وهو بارد في الدرجة الأولى، وقيل في الثانية. وقيل حار رطب. وهو ينفع الأورام الحارّة ضمادًا في أواخرها.(1/409)
وقال في أصنافه الباقية ما قاله عبد الله . وينفع من الاستسقاء، وأورام المعدة. وقدر ما يؤخذ من مائه: عشرون درهمًا. بعد أن يغلى وتنزع رغوته، ويضاف إليه السكر. «ف» عنب الثعلب: ثمرة نبات كالعنب، وألوانه كثيرة مختلفة، وأجوده البالغ النضيج البستانيّ، وهو بارد يابس في الثالثة، يطفئ لهيب الأورام، ويدرّ البول والطمث. قدر ما يشرب من مائه: أوقيتان. وبدل عنب الثعلب: عصا الراعي.
* عنب الحية: «ع» يقال على ثمر الهَزارجُسان، وهي الكرمة البيضاء وسيذكر في بابه.
* عَنْباء: «ع» هي نبات هنديّ، لا يكون بغير الهند والصين، وشجره شبيه بشجر الجوز، وله ثمر يشبه المقل الأندلسيّ. وأهل الهند يجمعونه إذا كمل عقده، ويكبِسونه بالملح والماء، ويُعمل بالخلّ، ويكون طعمه كطعم الزيتون سواء، وهو عندهم من أجلّ الكوامخ المأكولة، يُشهِّي الطعام، وإذا أدين أكله سكن رائحة العرق، وقطع رائحة الأحشاء.(1/410)
* عَنْبَر: «ع» العنبر فيما يظنّ نبع عين في البحر. والذي يقال إنه زَبَد البحر، أو روث دابة: بعيد. وأجوده الأشهب القويّ، ثم الأزرق ثم الأصفر، وأردؤه الأسود، ويُغَشّ من الجص والشمع واللاذَن والمنَده، وهو صنفه الأسود، وكثيرًا ما يوجد في أجواف السمك الذي يأكله ويموت، وهو حارّ يابس، يشبه أن تكون حرارته في الثانية، ويبسه في الأولى. ينفع المشايخ بلطف تسخينه، وفيه متانة ولزوجة، وخاصته: شدة التقوية والتفريح، يعينها العِطْريَّة القوية. وهو لذلك مقوّ لجوهر كل روح في الأعضاء الرئيسة، مكثر لها، وهو أشدّ اعتدالاً من المسك. وهو نافع من أوجاع المعدة الباردة، ومن الرياح الغليظة العارضة في المعى، ومن السُّدَد إذا شُرِب، وإذا طلي به من خارج، ومن الشقيقة والصداع الكائنين من الأخلاط الباردة إذا تبخر به، وإذا طُلِي به، ويقوّي الأعضاء، ويقاوم الهواء المحدِث للمَوَتان إذا أدمن شمه والبخور به، وقد يسعط محلولاً ببعض الأدهان المسخنة، كدهن المَرْزَنجُوش ودهن البابُونَج ودهن الأقْحوان ودهن الحَماحِم، فيحلل عِلل الدماغ الكبار العارضة من البلغم الغليظ والرياح، ويفتح ما يعرض من لفائفه من السُدَد ويقوّيه على دفع الأبخرة والرطوبة المتراقية إليه، ويتخذ منه شَمَّامات على مثال التفاح، يشَمها من عرض له الفالِج واللَّقوة والكُزاز، فينتفعون بشمها، ويدخل في كثير من المعاجين الكبار. والجوارِشْنات الملوكية. ودخنته نافعة من النَّزَلات الباردة، مقوية للدماغ، وإذا حُلّ في دهن البان نفع من أوجاع العصب والخدر إذا دهن به فَقار الظهر، وهو مقوّ الفم المعدة إذا غمس فيه قطنة ووضع عليه. وبالجملة، فهو مقوّ للأعضاء العصبية كلها، وإن طرح منه شيء في قَدَح شراب وشربه إنسان، سكر سريعًا. «ج» هو عين في البحر، ويكون جماجم، أكبرها وزنه ألف مثقال، ويُغَشّ بالجِصّ والشمع واللاذَن. والأسود أردأ أصنافه، وكثيرًا ما يوجد في أجواف السمك الذي(1/411)
يأكله فيموت، وفيه سُهوكة، ومنه المَندَه، ولا رائحة له، وأجوده الأشهب القويّ الدسِم، ثم الأزرق ثم الأصفر. وهو حارّ في الدرجة الثانية. ينفع المشايخ بلطف تسخينه، ويقوّي الدماغ والحواسّ والقلب تقوية عجيبة، ويزيد في الروح. وقدر ما يشرب منه: إلى دانق. «ف» يقال إنه عين في الهند، ويقال إنها تنبع من عين في البحر. أجوده الأشهب العَلِك الهنديّ. وهو حارّ يابس دون المسك، يقوّي القلب والحواس، وينفع من أوجاع المعدة إذا طلي عليها. وقدر ما يستعمل منه: نصف مثقال. «ز» بدله: وزنه بالسواء أصْطُرَك. وقيل: بدله قُرْدمانا. والعنبر يستعمل فيما يستعمل فيه القردمانا.
* عُنّاب: «ع» العُناب حارّ رطب في أوّل الأولى. والحرارة فيه أغلب من الرطوبة، ويولد خلطًا محمودًا إذا أكل، وشرب مائه يسكن حدّة الدم وحَرافته. وهو نافع من السعال والربو ووجع الكليتين والمثانة ووجع الصدر. والمختار منه ما عظم حبه، وإن أكل قبل الطعام فهو أجود، ويلين خشونة الصدر منقوعًا ومطبوخًا. «ج» أجوده الجُرجانيّ غير المتآكل، وهو معتدل بين الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، وإن كان إلى يسير رطوبة أميل. وقيل إنه حارّ رطب في الأولى. وقيل بارد يابس في الأولى. ينفع من حدّة الدم لتغليظه إياه. وينفع الصدر والرئة. ويحبس الدم بقبضه، والماء المطبوخ فيه العناب يبرد ويرطب، ويسكن الحدّة واللذع الذي في المعدة والأمعاء والسعال عن حرارة، ويلين خشونة الصدر والحنجرة، وهو يولد بلغمًا. «ف» من الثمار معروف، أجوده الكبار الحديث. وهو حارّ رطب في الأولى، يعقل الطبع، ويسكن حدّة الدم، وينفع الصدر. والشربة منه: ثلاثون عددًا. وإذا شرب مع السِّبِستان والإجاص، أجزاء متساوية، نفع من هيجان الدم، والأورام الحارّة منفعة عظيمة. ويسكن الصداع الحادث من الدم والصفراوية، وينفع من الصداع والشقيقة، ويقوّي البدن، ويصفِّي اللون جدًّا.(1/412)
* عَنْدَم: «ع» هو البَقَّم. وقيل: هو دم الأخوين. وقد ذكر كل واحد منهما في بابه.
* عَنْجَد: «ع» هو عَجَم الزبيب.
* عَنْزَرُوت: «ع» هو الأنزَروت. وقد ذكر في حرف الألف.
* عُنْصُل: «ع» هو بصل البر، وله ورق مثل الكُرَّاث يظهر منبسطًا، وله في الأرض بصلة عريضة وتسميه العامة بصل الفأر، ويعظم حتى يكون مثل الجُمْع. ويقع في الدواء، ويقال له العُنْصُلات أيضًا وأصوله بيض وله لفائف إذا يبست تبقَّشَت، والمتطببون يسمونه: الأشقيل. وقوّته قوّة قطاعة تقطيعًا بليغًا، ولكنه ليس يسخن إسخانًا قويًا، إنما ينبغي أن يضعه الإنسان في الدرجة الثانية، والأجود أن تأخذ البصلة الواحدة، فتشويها أو تنضجها، ثم يأخذها الآخذ، فإنه إذا فعل هذا بالعنصل انكسرت شدّة قوّته، فإن قوّته محرقة، وإذا شوي وأكل كان كثير المنفعة.(1/413)
وصفة شيه: أن يلطخ بعجين أو بطين، ويصير في تَنُّور مسجور، أو يدفن في جمر إلى أن يحمرّ العجين أو الطين، ثم يقشر عنه، فإن نضج، وإلا أعيد عليه العجين، وأعيد شيه حتى ينضَج، فيُرمى بقشره، ويؤخذ جوفه. ومنه ما يقطع ويسلق ويصبّ ماؤه، ويبدل مرارًا إلى أن لا تظهر فيه مرارة ولا حَرافة. ومنه ما يقطع ويشكّ في خيوط كَتان، ويُفرق بين القطع حتى لا يماسّ بعضه بعضًا، ويجفف في الظلّ. والمقطع منه يستعمل في الخلّ والشراب والزيت، وقد يطبخ بالزيت ويذاب معه الراتينَج، ويوضع على الشُّقاق العارض في الرجلين، ويطبخ بالخلّ، ويعمل منه ضِماد للسعة الأفعى. وإذا أردنا أن يُدِرّ البول للمحبوسين، والذين يشكون معدتهم ويطفو فيها الطعام، ولليرقان والمغص والسعال المزمن والربو ونفث القيح من الرئة. وينقي الصدر، فيطبخ منه وزن ثلاثة أوثولوسات بعسل، ويلعق. وينبغي أن يجتنبه من في جوفه قُرْحة، وإذا عُلِّق صحيحًا على الأبواب كان بادزهرا للهوامّ. وحيثما وقع العُنصل طرد الهوامّ والحيّات والنمل والفأر والسباع، وخاصة الذئب. وإذا أكله الفأر مات، ثم يجف ويصير كالجلد العتيق من يومه، ولا تفوح له رائحة وإذا اعتصر ماؤه وعجن بدقيق الكِرْسِنَّة، وعمل منه أقراص وخزن، كان نافعًا للمستَسقين. وبزره يشفي من القُولَنج الصعب الذي لا دواء له، بأن يُدقّ ناعمًا، ويعجن بخمر، ويحبَّب كالحمص، ويجعل منه حبة في تينة قد نقعت في العسل الرقيق يومًا، ويمضغ العليل التينة بما فيها، ويشرب بعدها ماء حارًّا قد أغلي فيه بُورَق، وقد يعمل لَعوق من عصير ورقه إذا طبخ مع ضعفه عسلاً منزوع الرغوة للربو والبُهْر. ولا يصلح العنصل إلا للمشايخ والمبرودين، ويجتنبه من سواهم؛ وينبغي أن يحذر من البصلة النابتة وحدها في الأرض منفردة، فإنها قاتلة بالتقطيع.(1/414)
وأما خلّ العنصل فصنعته: أن يؤخذ من بصل العنصل فينقى، ويقطع بسكين خشب، وتشك قطعه في خيط متفرّقة، لا يماسّ بعضها بعضًا، ويجفف في الظلّ أربعين يومًا، ثم يؤخذ مقدار مَنْ، ويلقي عليه اثنا عشر قِسْطًا من خلّ ثقيف، ويوضع في الشمس ستين يومًا، وتكون الآنية التي فيها الخلّ مغطاة، ويستوثق من تغطيتها، ثم يؤخذ العنصل ويعتصر، فإذا عُصِر رمي به، ويؤخذ الخلّ فيصفَّى ويرفع، ومن الناس من يأخذ من العنصل منَا، ويقليه على خمسة أقساط من الخلّ، ومنهم من يأخذ العنصل فينقيه ولا يجففه، ولكن يستعمله طريًا، ويأخذ منه مقدار مَنّ، فيلقيه على الخلّ، ويدعه ستة أشهر، وخلّ العنصل الذي يعمل على هذه الصفة أشدّ تقطيعًا للكيموس الغليظ من سائر العنصل، وإذا تُمضمض بخلّ العنصل شدّ اللثة المسترخية، ويثبت الأسنان المتحركة، ويذهب نَتْن الفم، وإذا تُحُسِّي صَلَّب الحلق، وجَسَّى لحمه، وصفَّى الصوت وقوّاه. وقد يستعمل لضعف المعدة، ورداءة الهضم، والسُّدَد، والمرض العارض من المِرَّة السوداء، الذي يقال له المالَيْخوليا، ومن الصَّرْع والجنون، ولتفتيت الحصى في المثانة، ولاحتباس الدم في المثانة، ولاختناق الرحم، ولورم الطِّحال، وعرق النسا. وهو يقوّي البدن الضعيف، ويفيده صحة، ويحسن لونه، ويُحِدّ البصر؛ وإذا صُبّ في الأذن نفع من ثقل السمع.
وأما شراب العنصل فصنعته: أن يؤخذ منه مقدار مَنّ، ويدقّ وينخل بمنخُل صفيق، أو يُصَيَّر في خرقة كَتان رفيعة، وتؤخذ الصُّرّة، وتوضع في خمسة وعشرين قِسْطًا من عصير حلو جديد حديث في أول ما يعصر، وتترك فيه ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يصفى الشراب، ويوضع في إناء آخر، ويرفع بعد أن يُسدّ رأسه، ويُسْتقصَى سده.
وقد يمكن أن يعمل على هذه الصفة: وهو أن يؤخذ العنصل وهو رطب، فيقطع مثل ما يقطع السَّلْجَم، ويؤخذ منه نصف ما يؤخذ من اليابس، ويلقي عليه العصير ويوضع في الشمس خمسة وأربعين يومًا ويعتق.(1/415)
وشراب العنصل: ينفع من سوء الهضم، وفساد الطعام في المعدة، ومن البلغم الغليظ اللزج الذي يكون في المعدة، ومن وجع الطِّحال، وعرق النَّسا، ومن فساد المزاج المؤدي إلى الاستسقاء، ومن الاستسقاء واليَرَقان وعسر البول والمغص والنفخ، والفالج العارض من الاسترخاء، ومن السُّدَد والنافض الموهِن، ومن شدخ أطراف العَضَل؛ وقد يدرّ البول. ومضرته للعصب يسيرة؛ وأجوده ما كان عتيقًا. وينبغي أن يُجتنب شربه في الحُمَّى، ومَن في بدنه قرحة. «ج» أشْقِيل: هو بصل الفأر، وهو بصل العنصل. ويسمى بصل الفأر لأنه يقتل الفأر. وورقه كورق السوسن، وله زهر إلى السواد، وفي طعمه حلاوة مع حدّة ومرارة، ويكون برِّيًا وغير برّيّ، والبرّيّ أجوده. وهو حارّ يابس في الثانية، وقيل في الدرجة الثالثة. وهو مقطِّع، وفيه لزوجة محرقة، ويحلل ويجذب الدمّ إلى ظاهر البدن، ويقلع الثآليل. وهو مع العسل ينفع من داء الثعلب والحية، وينفع من انشقاق العَقِب خاصة عن برد، وينفع من الصَّرْع، ويزيد البصر، وينفع من الربو والسُّعال المزمن، ومن غائلة السموم. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال بعد شيه أو طبخه، لئلا يلذع الفم والمعدة. «ف» أشْقيل: بصل برّيّ؛ ولونه أصفر يميل إلى بياض، أجوده ما كان في طعمه حلاوة. وهو حارّ يابس في الثالثة. ينفع من الصَّرْع والربو والسعال العتيق. والشربة منه: درهمان.(1/416)
* عَنْكَبُوت: «ع» قيل إن نسج العنكبوت إذا وضع على الجراحات الحادثة في ظاهر البدن جففها بلا ورم. والعنكبوت إذا خلط بالمراهم ولطخ على خرقة، وصُيِّر على الجبهة وعلى الصدغين، أبرأ من الحُمَّى الغِبّ. ونسج العنكبوت إذا وضع وحده على موضع يسيل منه دم قطعه. ومن العنكبوت صنف يكون نسجه أبيض كثيفًا، وعلى ما زعم قوم، أنه إذا شدّ في جلد وعُلِّق على العَضُد منع من حُمَّى الربِّع. وإذا طبخ بدهن ورد وقطر في الأذن أو طليت به نفع من وجعها. وإن أخذ نسجه، وقطر عليه خلّ، ووضع على الدُّمَّل أول ظهوره، وترك عليه إلى أن يجفّ، نفعه ومنعه أن يتزايد وجففه. وإذا أخذ البيت وربط في خرقة، ووضع على الصدغ الأيسر من صاحب حُمَّى الربع أبرأه. مجرّب. «ف» حيوان معروف. وأصنافه كثيرة، المحتاج إليه منه نسجه، خصوصًا الأبيض. وهو بارد يابس. ينفع نسجه من نزف الدم، وتعليقه من حُمَّى الغِبّ. المستعمل منه: نسجه بقدر الحاجة. «ج» مثله.
* عِهْن: «ع» هو الصوف. وقد ذكر الصوف في موضعه.(1/417)
* عَوْسَج: «ع» هو شجر ينبت في السِّباخ، له أغصان قائمة مشوِّكة وله ثمر في غُلُف. وهذه الشوكة تجفف في الدرجة الثالثة، وتبرّد في الدرجة الأولى نحو آخرها، وفي الثانية عند مبدئها، ولذلك صارت تشفي النملة والحُمْآة التي ليست بكثير الحرارة. وينبغي أن يستعمل منها في مداواة هذه، ورقها اللين. وزعم قوم أن أغصانه إذا عُلِّقت على الأبواب والكُوَى أبطلت السحر. وعصارة ورقه إذا طبخ الورق بالماء حتى تغلظ وتنعقد، وتحفظ من الحَرْق، تنفع من بياضَ عيون الصبيان. وإذا سقيت بماء ورقة التُّوتياء المصنوعة، برّدت العين، ونفعت من الرمد. وإذا شربت عصارته نفعت من الجرب الصفراويّ. وإذا دقّ وعصر ماؤه، وعُجِن به الحِناء، ثم دُلِك به في الحمام، نفع من الحِكة والجَرب. وإذا دُخِّن بأغصانه طرد الهوامّ. وإذا دقّ وعصر ماؤه في العين سبعة أيام متوالية نفع من بياض العين، قديمًا كان أو حديثًا. ومن الأطباء من تكلم على العوسج يضيف إليه منافع العُلِّيق. وهذا من عدم التجربة، وهما دواءان مختلفان. «ج» هو العلُّيق، أو في خلاله. وأجوده البَرّيّ الأخضر. وهو بارد في الأولى، وقيل في الثانية قابض ينفع من التهاب الصفراء. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال. وإذا طلي على الجبهة نفع من انصباب الموادّ إلى العين بقبضه. وورقه إذا مضغ نفع من القُلاع وقروح الفم. «ف» قال بعضهم: هو العُلَّيق. أجوده الأخضر الطريّ. وهو بارد في الثانية، يابس فيها، ينفع من التهاب الصفراء. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال. وورقه ينفع من الحمرة الشديدة. والشربة منه: درهمان.(1/418)
* عُود: «ع» يسمي باليونانية: أغالوجَن وهو العود الهنديّ. وهو طيب الرائحة. وإذا شرب من أصله وزن درهم ونصف أذهب الرطوبة العفِنة، التي تكون في المعدة. وقال عن ابن سينا: أجود أصناف العود المَندَليّ، ويُجلَب من وَسَط بلاد الهند، ثم الهُنديّ، وهو جبليّ، ويفضَّل على المَندليّ بأنه لا يولِّد القَمْل، وأعبق في الثياب؛ ومن الناس من لا يفرّق بين المندَليّ والهنديّ. وقال عن الفاضل: وأفضل العود السَّمَنْدُوريّ، وهو من سُفالة الهند، ثم القَمارِيّ، وهو من سُفالة الهند أيضًا، والصّيفيّ، وهو صنف من السُّفالى؛ ومن بعد ذلك القاقُلِيّ والبريّ والقَطَفِيّ والصِّينيّ، ويسمَّى بالقَشْمَرِيّ. وهو رطب حلو، وهو دون ذلك، والحلاليّ والمانطانيّ واللوالي والربطانيّ. والمَندَليّ عامته جيدة، ثم أجوده السَّمَنْدُوريّ الأزرق الرَّزين الصُّلْب الكثير الماء، الغليظ الذي لا بياض فيه، الباقي على النار. وقوم يفضلون الأسود منه على الأزرق. وأجوده القَماريّ الأزرق النقيّ من البياض، الرزين الباقي على النار، الكثير الماء. وبالجملة، فأفضل العود راسبه في الماء، والطافي عديم الحياة والروح، رديء. والعود عروق أشجار تقلع وتدفن في الأرض حتى تتعفّن منها الخشبية والقشر، ويبقى العود الخالص.(1/419)
والعود حار يابس في الثالثة، لطيف مفتِّح للسُّدَد، كاسر للرياح، ذاهب بفضل الرطوبة، يقوي الأحشاء والأعصاب، ويفيدها دهانة ولزوجة لطيفة، وينفع الدماغ جدًّا، ويقوّي الحواسّ والقلب ويفرّحه، وينزل البلغم من الرأس إذا تبخر به، ويحبس البطن، ويمنع من إدرار البول الكائن من البرد وضعف المعدة، ويصلُح إذا مضغ أو تُمضمض بطبيخه لتطييب النكهة، ويهيأ منه ذَرور ينثر على البدن كله، فتطيب رائحته. وإذا شرب من الأصل قدر مثقال نفع من اللُّزوجة في المعدة، ومن ضعفِها، ويسكن لهيبها؛ وإذا شُرب بالماء نفع من وجع الكبد، ووجع الجنب، وقروح الأمعاء. «ج» هو الألَنجوج واليَلَنجوج. وهو عروق أشجار تقلع وتدفن في الأرض حتى تتعفن منها الخشبية، ويبقى العود الخالص. وأجوده الراسب في الماء، وأردؤه الطافي. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، لطيف مفتِّح للسُّدَد. ومضغه يطيِّب النَّكْهة، وله ما تقدم من المنافع. «ف» أصنافه كثيرة، وأجوده الخام الهنديّ الرطب. وهو حارّ يابس. يقوّي القلب والدماغ والأحشاء الباطنة، وينفع مِنَ الاستسقاء وأوجاع الكَبد، ويقوّي المعدة، وينفع من الدوسنطاريا السوداويّ، وإذا سحق وبُلّ بالماورد، وطلي به على الجبهة نفع من الصداع والشقيقة، لا سيما الاستنشاق.
* عُود الحيَّة: «ع» نبات ينبت في بلاد السودان، مشهور عندهم. وهو يشبه عود السوسن، وفي طعمه مرارة، وإذا بخر به سطعت له رائحة حادة، وإذا سقي منه درهم شفي من كلّ سَمّ حارّ أو بارد، وكان ذلك من فعله وَحِيّا، وإذا أمسكه ماسك بيده لم يعدُ عليه شيء من الحيات. وزعم قوم أنه متى أمسكه إنسان، ووقعت عينه على حية أسْبِتت، ولم تتحرك الحية من موضعها، وإذا مُضغ وتُفِل في فم الأفعى ماتت وحيا.
* عُود الصليب: «ع» هو الفَاوَانيا. وسيذكر في حرف الفاء إن شاء الله تعالى. «ف» كَمِد دقيق اللون، ذكر وأنثى، أجوده الحديث الغليظ منه. والشربة منه: درهمان.(1/420)
* عُود الزَّنْج: «ع» اسم مشترك على الفاوَانيا، ويقال بمصر على النوع الصغير من العروق الصفر، وهو الماميران، وقد تقدم ذكره. ويقال أيضًا على شجرة البَرْباريس. ويسمَّى بالبربرية آرْغِيس. ويقال على عود الوَجّ. وسيذكر عود الوجّ في الواو إن شاء الله تعالى.
* عُود النَّسر: «ع» يسمى باليونانية: أناغورس. وقد ذكر في حرف الألف.
* عُود الدقة: «ع» هو المحْروت، وهو الأنجُذان.
* عُود العطاس: «ع» هو الكُنْدُس. ويذكر في حرف الكاف.
* عيون البَقَر: «ع» أهل المغرب يسمونه الإجَّاص. وهو عنب أسود غير حالك، مُدَوَّر كبار مُدَحْرَج، ليس بصادق الحلاوة. وقد ذكر الإجَّاص في موضعه. «ج» هو عنب أسود مدحرَج، ليس بصادق الحلاوة.
حرف الغين(1/421)
* غافِت: «ع» هو من النبات المستأنَف كونُه في كلّ سنة، ويستعمل في وَقود النار، ويخرج قضيبًا واحدًا قائمًا دقيقًا أسود صُلبًا حَشنًِا، عليه زَغَب، طوله ذراع وأكثر، عليه ورق متفرق بعضه من بعض، مُشَرَّف خمس تشريفات أو أكثر، مثل تشريف المِنشار، شبيه بورق الشَّهدانَج، لون الورق إلى السواد، وعلى الساق من نصفه بِزر، عليه ورق مستدير مائل إلى أسفل، إذا جَفّ يتعلق بالثياب وقوّة هذا الدواء قوّة لطيفة قطاعة، تجلو من غير أن تحدث حرارة معلومة، ولذلك صار يفتح سُدَد الكبد، وفيه قبض يسير، بسببه صار يقوّي الكبد، وهذا النبات أو بزره إذا شرب بالشراب نفع من قرحة الأمعاء ونهش الهوامّ. وقال: قد كثر الخلاف بين الأطباء في هذا النبات شرقًا وغربًا، حتى أنه لم تثبت له حقيقة عند أحد منهم. وبدل الغافت: نصف وزنه: أسارون، ووزنه ونصف وزنه أفسنتين. «ج» غافت له ورق كورق الشهدانَج، وفيه قبض يسير وعفوصة، ومرارته شديدة كالصبر، وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية. وقيل إنه معتدل بين الحرّ والبرد. وقيل إنه بارد لطيف جَلاَّء، ينفع من ابتداء داء الثعلب، وينفع مع الشحم العتيق للقروح العسِرة الاندمال، وينفع من أوجاع الكبد وسُدَدها، وصلابة الطحال، وقروح الأمعاء، والحميات المزمنة. ويُخرج الصُّفْرة المحترقة. وقدر شربته: نصف مثقال، وقد يدر الحيض. وبدله: وزنه أسارون، ونصف وزنه أَفسنَتين. «ف» حشيشة ورقها كورق الشهدانَج حارّ في الأولى، يابس في الثانية، ينفع من أوجاع الكبد وسُدَدها، وصلابة الطحال. الشربة منه: مثقال. «ز» بدله: وزنه أسارون، ونصف وزنه أفسنتين.(1/422)
* غار: «ع» هو شجر عظام، له ورق طِوال أطول من ورق الخِلاف وخَمْل أصفر من البندق أسود القشر، له لبّ يقع في الدواء، وورقه طيب الريح، يقع في العِطْرية. ويقال لثمره الدَّهْمَسْت. وأهل الشام يسمونه الرَّند، وهو مسخِّن ملْين. وإذا جلس في مائه وافق أمراض المثانة والرحم. والطريّ منه ومن ورقه يقبض قبضًا يسيرًا، وإذا تُضُمد به مسحوقًا نفع من لسع الزنابير والنحل، وإذا تضمد به مع خبز أو سويق سكَّن ضربان الأورام الحارّة، وإذا شرب أرخى المعدة، وحرّك القيء. وأما حبه فأشدّ إسخانًا من الورق، وإذا استعمل منه لَعوق بالعسل أو بالطِّلاء، كان صالحًا لقُرحة الأمعاء والرئة وعسر النفَس الذي يُحتاج معه إلى الانتصاب، وللصدر الذي تسيل إليه الفضول. وقال: ورق هذه الشجرة وثمرها، وهو حبّ الغار، ويسخنان ويجففان إسخانًا وتجفيفًا قويًا، وخاصة الحبّ، ولحاء أصوله أقلّ حدّة وحَرافة وأشدّ مرارة، وفيه قبض، فهو يفتت الحصاة، وينفع من علل الكبد، ويُشرب منه وزن أربعة دوانق ونصف بشراب ريَحانيّ. وحبّ الغار نافع من وجع الطِّحال الكائن من الرطوبة إذا شُرب مع الشراب، وينفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والرياح الغليظة، ويستعط بهِ للَّقوة، وإن شرب من حبّ الغار مقدار ملعقتين يابسًا مسحوقًا سكن المغص من ساعته، وإن رشّ نقيعه في البيت طرد الذباب. وورقه إذا طبخ بالخلّ نفع من وجع الأسنان.(1/423)
* غارِيقُون: «ع» هو صنفان ذكر وأنثى، وأجودهما الأنثى. فأما الأنثى فإن في داخلها طبقات مستقيمة. والذكر مستدير ليس بذي طبقات، بل هو شيء واحد، وكلاهما مشابهان في الطعم، وأول ما يذاقان يوجد في طعمهما حلاوة، ثم يتبعها شيء من مرارة. وهو أصل نبات شبيه بأصل الأَنُجدان، ظاهره متخلخِل. ومنهم من قال: إنه يتكوّن من العفونة من أشجار تتسوّس كما يتكوّن الفطر. وهو دواء مركَّب من جوهر هوائي وجوهر أرضيّ قد أطفأته الحرارة، وإنه ليس فيه شيء من المائية، ومن أجل ذلك قوته محللة مقطَّعة للأشياء الغليظة، فتَّاح للسُّدَد الحادثة في الكبد والكليتين. وينقِّي اليرقان الحادث عن سُدَد الكبد، وينفع أصحاب النافض الذي يكون بأدوار عن الأخلاط الغليظة اللزجة. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، له خاصية التِّرْياقية من السموم. وهو مفتِّح مُسْهِل للخِلط الكدر، وجميع ذلك يفيده بخاصية تقوية القلب وتفريحه. وهو ينقي الدماغ والعصب، ويسهل الأخلاط الغليظة المختلفة من السوداء والبلغم. وقد يعين الأدوية المسهلة، ويبلغها إلى أقاصي البدن إذا خلط بها، ويدرّ البول، وينفع من الحميات العتيقة والصرع وفساد اللون، ويضمد به للسع الهوامّ. وقيل إنه يسهل الصفراء والبلغم، فمتى أخذ مفردًا نفع من أوجاع المعدة كلها، ونقاها من كلّ خلط ينصبّ إليها. وينفع من طفو الطعام، ومن حمضيته في المعدة، ومتى أخذ الأنيسون نفع من الأوجاع الباطنة كلها، من حيث كانت، وإذا أخذ مع الرّوانَد الجيد نفع من حصى الكلية منفعة قوية جدًّا، ونفع من أوجاع العَضَل والعصب. وإذا سُقِي مع الأنيسون نفع من الربو ومن نفَس الانتصاب منفعة بالغة. وإذا شرب مع مثله من رُبّ السوس نفع السُّعال البلغميّ المزمن، وإذا أخذت شربته المعلومة مع يسير من جندبادَستر، أبرأ القُولَنج السُّفْلِيّ والبلغميّ. وجميع أنواع الإيلاوس. وإذا شرب مع مثله من الأسارون وتُمودي عليه نفع من الاستسقاء(1/424)
اللحميّ والزِّقيّ معجونًا بعسل. ويحلل أورام النغانغ والحلق غرغرة بالمَيْبَخْتَج، أو أخذ مضغًا، وهو أنجع، وجرب منها فيما كان من مادة رطبة وباردة، وأجوده ما كان خفيف الوزن، أبيض اللون، وسريع التفرك. وصورة استعماله أن يُحك على مُنْخُل شعر، ويؤخذ منه قدر الحاجة. وزعم بعض من تقدم أنه يُسْحَق ويجاد سحقه وحكه على المُنْخُل. وهو يسهل بلا أذى ولا غائلة، ولا يحتاج إلى إصلاح. ويقال إنه إن علق على أحد لم يلسعه عقرب. والأسود والصُّلْب منه رديئان. «ج» مثله. والشربة منه: من دانق ونصف إلى نصف درهم. وهو حار في الأولى، يابس في الثانية. والأسود منه قاتل، فليجتنب بالمرة. «ف» من الأصول. وهو أصل يشبه الأنُجدان. أجوده الأبيض السريع التفرّك، حارّ في الأولى، يابس في الثانية، يفتح سُدَد الكبد والطحال، ويسهل الأخلاط. الشربة منه: إلى مثقال، وإنه يسهل البلغم والسوداء، وينقِّي من الأخلاط الباردة الرديئة.
* غالِيون: «ع» إنما اشتقّ له هذا الاسم من اللبن. لأنه يجمد اللبن مثل ما تجمده الإنفحة، وله قوّة مجففة، وفيها من الحدة والحرافة شيء يسير، وزهرته تصلح لانفجار الدم، وأصل هذا النبات يحرّك شهوة الجماع، وينبت في الآجام. «ج» هو دواء طيب الرائحة، وفيه يسير حدّة، يجمد اللَّبن، وينفع حَرْق النار. «ف» صنف من النبات طيب الرائحة، أجوده الذكي الرائحة، مجفف قليل الحدّة، يمنع انفجار الدم، وينفع حرق النار. الشربة منه: درهمان. وأكثر استعماله ضمادًا للأورام الحارة.(1/425)
* غالِية: «ع» الغالية تلين الأورام الصُّلْبة، وتداف في دهن البان والخِيرِيّ، وتقطر في الأذن الوجعة. وشمّها ينفع المصروع وينعشه والمسكوت، وتسكن الصداع البارد. وإذا جعل منه في الشراب أسكر، وشَمّ الغالية يُفْرح القلب، وهي نافعة من أوجاع الرحم الباردة حمولاً، ومن أورامها الصلبة والبلغمية، وتدرّ الطمث، وتستنزل الرحم المختنقة والمائلة، وتنقيها وتهيئها للحبَل. «ج» مثله. وصنعتها: أن يسحق السُّك والمسك، ويحلّ العنبر، ويجعل ذلك فيه، ويسحق الكافور، ويخلط الجميع بدهن البان أو دهن النَّيْلُوفَر، ويرفع. «ف» معروفة. وهي مركبة من الأشياء العطرة، أجودها الحديث الذكيّ الرائحة، وهي معتدلة وفيها حرارة تنفع من الصَّرْع والصداع البارد، وتفرح القلب. الشربة منها: نصف درهم.
* غاسول روميّ: «ع» هو أبوقابِس. وقد ذكر في حرف الألف. والغاسول أيضًا: هو الأشنان. وقد ذكر أيضًا في حرف الألف.
* غُبَيراء: «ع» شجرة معروفة. وثمرتها على قدر الزيتونة المتوسطة، ونواها صغير إلى الطول ما هو، مهزول محدّد الطرفين. ولونها أحمر ناصع الحمرة، وطعمها حلو بعفوصة مستعذبة. ومنها شجر غير مثمر، وما جُني من ثمرها وهو بعدُ غضّ أصفر وجفف في الشمس وأكل، كان ممسكًا للبطن. وطحين الغبيراء إذا استعمل بدل السَّويق فعل ذلك، وكذلك يفعل طبيخها. وحبسه للبطن أقلّ من حبس الزُّعرور، وهو أقلّ قبضًا منه في طعمه. والغبيراء باردة في وسط الدرجة الأولى، يابسة في آخر الدرجة الثانية، تغذو غذاء يسيرًا، دابغة للمعدة، مسكنة للقيء، تعقل الطبيعة. وإذا لم يكن في سويقها سكر فعل ذلك. ونُوَّار الغُبَيراء يَهِيج شهوة النساء، حتى يكدن أن يفتضحن. «ج» أجودها الكثير اللحم. وهي باردة في الأولى، يابسة في آخر الثانية. وتقمع الصفراء المنصبة إلى الأحشاء، وتبطئ بالسُّكر. «ف» مثله. والشربة: بقدر الكفاية. وتنفع من السعال الحارّ، والسحْج الصّفراويّ.(1/426)
* غُرَيْرَاء: «ع» نباتها مثل نبات الجَزَر، ولها أيضًا حبّ كحبه، وبِزرة بيضاء ناصعة، وهي سُهْلية، ورائحتها طيبة، ومنها صنف بالشام، بزره شبيه ببزر الكرفس، طويل أسود يُحذِي اللسان، ويشرب لوجع الطحال وعسر البول واحتباس الطمث، ويفتح السدد الكائنة في الأعضاء الباطنة.
* غِرَاء: «ع» الغراء الذي تُدَبَّق به الكتب: هو المتخذ من غبار الرحَى، ومن السَّمِيذ، قوّته تغرَّي وتنضج إذا وضع على أيّ عضو كان كما يوضع الضِّماد. وأما غراء جلود البقر فله قوّة إذا أديف بالخلّ، أن يجلو القوباء، وأن يقشر الجرب المتقرّح الذي ليس بغائر. وإذا لطخ على حرق النار بعد أن يذاب بالماء لم يدعه أن يَتَنَفَّط، وإذا أديف بالعسل وأكل كان صالحًا للجراحات. وأما غراء السَّمك فإنه يعمل من نُفَّاخة سمكة عظيمة، وهو أبيض وفيه خشونة يسيرة، سريع الذَّوَبان، وقد يصلح أن يقع في مرهم الرأس، وأدوية الجرب المتقرّح، وغُمرة الوجه. وإن ألقي في الأحساء نفع من نفث الدم، وإذا حُلّ بالخلّ في قَوام اللصاق منه، وجمعت به أدوية الفتق نفع منه، وأطال لبثها، وإذا طُلِي به على ظفر مبيضّ نفعه. مجرَّب وقد يَبسُط تشنج الوجه، وقد يحرق غراء جلود البقر ويغسل، ويستعمل بدل التوتياء، وغراء السمك موافق في أدوية البَرَص، وفي شُقاق الوجه وتمديده. وغراء الجلود جيد للسَّعْفة العتيقة. «ج» في كلّ غراء قوّة معروفة مجففة. وهو حار يابس في الدرجة الأولى.
وصنعة غراء جلود البقر والجاموس: أن تطبخ جلودها غير مدبوغة، ويؤخذ ما أنضج منها ويجمد. وغراء السمك: هو شحم من جوف السمك يلف ويجفف، وهو يابس، وفيه حرارة يسيرة. وغراء شجر التفاح والكمثرى يخرج المِدّة من الجراحات الرديئة. وقال في منافعها ما قال عبد الله . «ف» وغراء السمك قليل الحرارة يابس، يسقى بخلّ خمر لنفث الدم من الأحشاء، وهو أقلّ حرارة من غراء الجلود. الشربة منه: درهمان.(1/427)
* غَرَب: «ع» هو شجرة معروفة. وقوّة ثمرها وورقها وقشرها وعُصارتها قابضة. وورقها إذا شرب مسحوقًا مع قليل فلفل وشراب قليل، وافق القولَنج المسمى إيلاوس. وإذا أخذ وحده بالماء منع الحبل. وثمرتها إذا شربت نفعت من نفث الدم. والقشر أيضًا يفعل ذلك الفعل. وإذا أحرق القشر وعجن بخلّ وتضمد به، قلع الثآليل التي في اليدين والرجلين. وقد يستخرج منه رطوبة إذا قشر قشرها في أول ظهور الزهر فيها، فإنها توجد داخل القشرة مجتمعة، قوّتها جالية لظلمة العين، وورقها يستعمل في إدمال الجراحات الطريّة. وزهره يستعمل في أخلاط المراهم المجففة، وقد يتخذ من ورقه عصارة تكون دواء مجففًا، ولا يلذع، وقد تشرط الشجرة وقت ما تورق، وتجمع الصَّمغة التي تخرج منها، وتستعمل في مداواة جميع الأشياء التي تقف في وجه الحدقة، فيصلح البصر، لأن هذه الصمغة دواء يجلو ويجفف. وفي الغَرَب خاصية في إخراج العلَق وإلحام الجراحات، وشرب ماء ورقه يورث العُقْم. «ج» صمغة تخرج بالشرط، فيتولد عليه بُورق جيد من أجود أصناف البورق للأكل، وهو من كبار الشجر، حُوَّار أبيض، بارد يابس، وزهره وورقه وعصارته تجفف من غير لذع، وينفع ظلمة البصر. «ف» شجر يخرج صمغه بالشرط، فيتولد عليه بُورق، أجود ما فيه لحاؤه وورقه، وهو بارد يابس، وقيل حار يابس، ينفع الجراحات الطرية، وإذا صبّ ماؤه على النَّقِرس نفع. الشربة من مائه: درهم ونصف.
* غَزَال: «ع» لحوم الغِزْلان أصلح لحوم الصيد، وأقربها إلى الطبيعة، وألذها، وهو مجفف للبدن، بالقياس إلى لحم المعز الأهليّ، خلفًا عن لحوم الضأن، وهو يصلح للأبدان الكثيرة الفضول من الرطوبات، ولا يصلح أن يغذَّى به من يحتاج إلى إخصاب بدنه، وهو خفيف سريع الهضم، ليس بكثير الغذاء. وبعر الغِزلان يُضمِر الأورام البلغمية إذا طبخ بالخلّ ووضع عليها.
* غِسل: «ع» هو الخِطْميّ. وقد ذكر في حرف الخاء.(1/428)
* غَلِيجُن: هو الفوذَنْج البريّ. وغَليجُن أغريا: هو المشكطرامشيع أيضًا، وسنذكرهما في فوذَنْج، في حرف الفاء إن شاء الله تعالى.
* غَيْم وَغمام: «ع» هو إسْفَنْج البحر. وقد مضى ذكره. والله سبحانه أعلم.
حرف الفاء
* فاوَانيا: «ع» يسمَّى ورد الحمير عند عامَّة الأندلس وشَجَّاريها. وأصل هذا النبات يقبض قبضًا يسيرًا مع حلاوة، فإن مُضِغ مدة طويلة ظهرت منه حدّة وحَرافة، مع مرارة يسيرة، ولذلك صار يُدِرّ الطمث متى شرب منه مقدار لَوزة بماء العسل. وينبغي أن يسحق سحقًا ناعمًا، وينخل نخلاً رقيقًا، ثم يسقى. وهو مع هذا ينقي الكبد والكُلْيَتين إذا كان فيهما سُدَد، وأفعاله هذه يفعلها بما فيه من الحدة والمرارة، وبما فيه من القبض لحبس البطن المستطلِق. وينبغي أن يطبخ بنوع من الأشربة الحلوة العفِصة ويشرب. وقوّته بالجملة لطيفة مجففة تجفيفًا شديدًا، وإذا شُدّ في شيء وعُلِّق على الصبيان الذين يُصرَعون، شفاهم حتى لا يصرعوا بَتَّةً ما دام معلقًا عليهم. والذي ينفع المصروعين هو الأنثى خاصة. وزعم قوم أنه إن قطع بالحديد أبطل منه هذه الخاصية. وهو يجلو الآثار السود في البشرة، وينفع من النّقرس، وقد يشفي الضربة والسقطة والصَّرْع. وإذا تُدخِّن بثمره نفع من الصرع والجنون. وإذا نظمت منه قلادة وعُلِّقت في عُنق صبيّ يصرع، ذهب ذلك عنه، ولم تقربه الأرواح المفسدة. والدهن المستخرج منه إن سُعِط المصروعون بشيء منه مع شيء يسير من مسك وزعفران، وديف بماء السذاب، فإنه يبرأ من الصرع. وعود الفاوانيا إذا سحق وجعل في صُرَّة، واستنشقه المصروعون دائمًا نفعهم. وإذا علق منه شيء على من يمشي في البراريّ حفظ من جميع الآفات. «ج» ويسمَّى عود الصليب، ويسمى كَهيْانا، ومنه ذكر، ومنه أنثى، فللذكر أصول بيض غِلاظ كالإصبع، قابضة المزاج. والأنثى قابضة كثيرة الشُّعَب من الأصول والفروع. وأجوده الغليظ الروميّ، وهو أجود من الهنديّ. وهو حارّ يابس.(1/429)
وقيل إنه معتدل في الحرارة، وفيه تجفيف وقبض مع تحليل وتفتيح وتلطيف. ويجلو الآثار السود من البشرة، وينفع من النِّقرس، وينفع من الصَّرْع تعليقًا، وقد جُرِّب تعليقه، فوجدوه ينفع من الصَّرْع، والتدخين بثمرته ينفع المجانين والمصروعين. وإذا شرب مع المُدِرّات أدرّ الحيض. «ف» عود الصليب يُسَمَّى باليونانية فاوانيا، وهو خشب كَمِد دقيق اللون، ذكر وأنثى، أجوده الحديث الغليظ. وهو معتدل في الحرارة، ينفع من الصَّرْع واليرقان، وينفع سُدَد الكبد والسَّحْج. الشربة منه: درهمان. «ز» عن بذيغورُس: وبدله في خاصية الصرع: وزنه من قشور الرمان وفرو السَّمُّور وعظام أسوقة الغزلان، فإذا جمعت هذه أدت خاصية الفاوانيا.
* فاغِرة: «ع» هي حبة تشبه الحِمِّصة، وفي داخلها حبة صغيرة مدحرَجة سوداء، ظاهرها الأعلى أصهب، وعصارتها يُتمضمض بها للريح في الفم. والفاغرة تتصرف في النَّضوحات واللخالخ وما أشبهها. وهي يابسة في الدرجة الثانية، تدخل في الأدوية المصلحة للكبد والمعدة، وتحلل وتقبض، وتعقل البطن.
* فأر: «ع» اتفق الناس على أنه إذا شُقّ ووضع على لسعة العقرب نفع منها نفعًا بيّنًا. وأنه إذا شوي فأكله الصبيان الكثيرو اللعاب في أفواههم قطعه. وزعم قوم أنه يقلع الثآليل، ويشفي الخنازير إذا شقّ ووضع عليها مشقوقًا بحرارته. وإن طبخ بماء وقَعد فيه من به عُسْر البول نفعه، وأكل لحمه يولد النسيان المفرط، ويغثي ويفسد المعدة. وإن شقّ ووضع على الشوك والنُّصول استخرجها. وزِبل الفأر ينفع من داء الثعلب إذا خلط بالعسل ولطخ به، ويهيأ منه شيافات تحتمل لإسهال الطبيعة، خصوصًا للصبيان. «ج» مثله. «ف» من الحيوان معروف. وأصنافه مختلفة. وأجوده دمه وزِبله المحرَق. وهو حارّ جدًّا، ودمه يقلع الثآليل. وزبله ينفع من داء الثعلب، خصوصًا المحرَق إذا خلط بالعسل، وقال فيه ما قاله عبد الله . والمستعمل: بقدر الحاجة.(1/430)
* فأرة البِيش: «ع» مذكورة في حرف الباء في البِيش مُوش.
* فاشِرَا: «ع» هو الهَزَارجَشان بالفارسية، وباليونانية [ أنبالُس لُوقي]، ومعناه الكَرْمة البيضاء. وهذا النبات له أغصان وورق وخيوط شبيهة بأغصان الكرم المعروف. وورقه وخيوطه التي بها أكثر زَغَبًا. وتلتف على ما يقرب منها من النبات، وتتعلق بخيوطه، وله ثمر شبيه بالعناقيد أحمر، ويحلق الشعر من الجلود، وأطرافه أولَ ما يطلعُ تؤكل في وقت الربيع، فتنفع المعدة بقبضها، وفيها مع القبض مرارة يسيرة وحَرافة، بهما صار يُدِرّ البول باعتدال. وأما أصل هذا النبات فقوّته تجلو تجفف وتلطف، وتسخن إسخانًا معتدلاً. ومن أجل ذلك صار يذوب الطحال الصُّلب إذا شرب أو وضع من خراج كالضِّماد مع التين، ويشفي الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد. وأما ثمرته التي هي كالعناقيد فلدباغ الجلود. وقوّة ثمره وورقه وأصله حارّة حِرّىفة. وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين والمَشيمة. «ج» هو الهَزارجَشَان، وهي الكرمة البيضاء، وهي من الأصول. وهو حارّ يابس في الثالثة. وهو حادّ حِرّىف، يجلو ويلطف. وأصله مع الكِرْسِنَّة يجلو ظاهر البدن ويصفيه، ويذهب بالكلف والآثار السود، ويقلع الثآليل، ويضمد به الطحال مع تين. ويخرج العظام الفاسدة، ويشرب للفالِج، وينفع من الصرْع والسَّدَر، ويبدل بوزنه دَرُوْنَج، وبنصف وزنه بَسباسة. «ف» مثله. وهو حارّ يابس في الثانية، يقوي المعدة الباردة، ويقبضها بحرارتها إذا أكلت وهي طرية. المستعمل منه: قبضة.(1/431)
* فاشَرْشِين: «ع» وبالفارسية شَشْبِيدَار. وباليونانية أنبالُس ماليًا ومعناه الكَرْم الأسود. وهي قريبة من الدواء المذكور قبلها في قوّتها وأفعالها، إلا أنها أضعف قليلاً. «ج» له ورق كاللبَّلاب الكبير. وأصله أسود الداخل أصفر الخارج. وهو حارّ باعتدال، وهو مثل الفاشِرَا في أفعاله، ولكنه أضعف قليلاً. وأول ما يطلُع يؤكل، فينفع من الصَّرْع، ويدرّ البول والحيض والجنين. «ف» حارّ يابس في الثانية، ينقي الصدر، وينفع من الفالج والصَّرْع والخَدَر. الشربة منه: خمسة دراهم.
* فاغية: «ع» الفاغية: هي الزَّهْر. وقد خُصّ بهذا الاسم زهر الحِناء. وقد ذكر في حرف الحاء مع الحناء. «ج» الفاغية معتدل في الحرّ والبرد. «ف» مثله. وينفع من أوجاع العَصَب والفالِج والبثور في الفم والقُلاع. إذا دقت ونثرت عليها. والمستعمل منه: درهمان.
* فانيذ سَجْزِيّ: بالسين والزاي، منسوب إلى سِجِسْتان. «ج» أجوده الأبيض المعمول من سكر نقىّ، وهو أغلظ من السكر، وهو حارّ رطب في الأولى. وقيل إن حرارته في الثالثة. والسَّجْزِيّ منه: حارّ يابس في الثالثة، رطب في الأولى، ينفع من السعال، ويلين البطن، ويولد دمًا معتدلاً، وهو جيد للصدر. «ف» صنف من السكر أحمر اللون. وأجوده السكريّ الذي يحذو اللسان. وهو حارّ رطب في الأولى، ينفع من السعال البلغميّ، ويلين الطبع، ويحلِّل الأرياح، ويعطش، ويهيج الصفراء. وهو ينقي الصدر من الأخلاط البلغمية الرديئة اللزِجة. وكذلك ينفع من السعال البارد المزمن منفعة بينة.(1/432)
* فاختة: «ع» الفواخت والشَّفانين حارّة يابسة، قليلة الغذاء، تذهب مذاهب الفِراخ. والقول فيها كالقول فيها، وزِبل الفاختة إذا عُلِّق على صبيّ يُصرَع بالليل نفعه. «ف» لحمها أصلح من لحم القنابر. وأجودها السمان الرطبة، ولحمها حارّ رطب، ينفع من الفالج من برد. والفواخت والشفانين والفِراخ متقاربة يستعمل منها بقدر الحاجة. وتحدث سَهَرًا، ويقلل ضررها الخل والكزبرة.
* فَتِيت: «ع» الفتيت: منفِّخ، يولد الأمراض الباردة والريحية، كالقُولَنج ووجع الجنب والخواصر، ويُذهِب ذلك منه أن يتخذ خبزه بالسمسم والكمون والنانْخُواه، ويُكْثَر بورقه، ويجاد تخميره، ويشرب بالسكر، فيسرع انحداره، ويقلّ ويلطف نفخه. وينبغي ألا يجمع بين الفتيت والفواكه الرطبة، ولا يؤخذان في وقت قريب بعضه من بعض، ولا يتعرض له أصحاب أوجاع المعدة والقُولَنج. «ج» الفتيت أجوده المجفف في الظلّ المخلوط بدهن اللوز. وهو نَفَّاخ بطيء الهضم، ويصلحه الطَّبَرْزَذ.(1/433)
* فُجْل: «ع» هو مولّد للرياح، طيب الطعم، ليس بجيد للمعدة، مُجَشِّئ مدرّ للبول مسخن. وإذا أكل بعد الطعام لين الطبع، ويُعين في نفوذ الغذاء، وإذا أكل قبل الطعام دفع الطعام إلى فوق، ولم يدعه يستقرّ في المعدة، وإذا أكل مطبوخًا كان صالحًا للسعال المزمن، والكيموس الغليظ المتولد في الصدر. وقشر الفجل إذا استعمل بالسَّكنجبين كان أشد تسهيلاً للقيء من الفجل وحده. ويوافق المحبونين. وإذا تُضمد به وافق المطحولين. وإذا استعمل بعسل وتضمد به قلع القروح الخبيثة العارضة تحت العين، مع كمودة لون الموضع، ونفع من لسع الأفعَى. وإذا خلط بدقيق الشَّيلم أنبت الشعر في داء الثعلب، وجلا البثور اللبَنية. وإذا شرب أدرّ الطمث. وبزر الفُجل إذا شرب بالخلّ قيأ، وأدرّ البول، وحلل أورام الطحال. وإذا طبخ بالسَّكنجبين وتُغَرغر به وهو حارّ نفع من الخُناق. وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الحية. وأما الفجل البريّ فهو أشبه بالخردل البريّ؛ فهو أقوي في الأمرين جميعًا. والبزر أقوى من جميع ما فيها. وفي جميعها قوّة محللة، تنفع من النَّمَش في الوجه، ومن الخضرة في أي موضع كان من البدن. والبزر أيضًا ينفع ضربان المفاصل، وينفع من السموم ومن الهوامّ، بمنزلة الترياق. وإن شُدِخت قطعة فُجل وطرحت على عقرب ماتت. والبقل يجلو الكُلَى والمثانة، ويقلب الطعام، ويعين الكبد على الطبخ، وينفع مطبوخًا من السعال المتولد من الرطوبة، ويقيء مع السَّكنجبين. وورقه يبعث الشهوة إذا بلغت السقوط. «ج» البِزر أقوى ما فيه. بِزره، ثم قشره، ثم ورقه، ثم لحمه. وأجوده البستانيّ الغَصّ. وهو حارّ في الأولى، وقيل في الثانية، رطب فيها، يابس في الثانية. وأغذاه المسلوق، وغذاؤه بلغميّ. وهو ينبت الشعر في داء الثعلب وداء الحية. وإذا خلط بدقيق الشَّيْلَم ومع العسل يقلع الآثار والقروح الخبيثة. وماؤه يجلو العين إذا قُطِر فيها. وقيل إن ورقه يجلو البصر. وهو يزيد في اللبن،(1/434)
وأكله بعد الطعام يهضم، وخاصة ورقه، وجرمه يغثي، وقشره بالسكنجبين يسهل القيء. «ف» من البقول المعروفة بريّ وبستانيّ. وجرمه رديء للمعدة، ويغثِي. ويستعمل منه: بقدر المزاج.
* فِراخ الحَمام: «ع» فيها حرارة ورطوبة فَضْلية؛ ومن أجل ذلك صار فيها بعض الغلظ. والنواهض أخفّ وأحمد غذاء، ينبغي أن يأكلها المحرور بماء الحِصْرِم والكُزْبرة ولُبّ الخيار. ولحم الفراخ أحرّ من لحوم جميع الطير المَألوفة، مع عسرة انهضامها، وكثرة توليد الدم والرطوبة. ويعالج بها من قد استولى على بدنه البرد من طول المرض. ولحمه يهيج الخوانيق، إلا أن عملت مَصُوصًا. وهي تنفع من الفالج أكلاً، ولحمها كثير الفضول، سريع العفونة، وربما أحدث سهرًا. ولحومها حارّة ملهبة. ولشحومها حرارة ظاهرة بينة، فلا توافق المحرورين، إلا أنها أسهل خروجًا من البطن من لحم الدَّجاج، لا سيما إذا طُبخت بماء وحِمَّص وشِبْت وملح. وينفع من وجع الظهر الغليظ المزمن، وسِمَن الكُلَى، ويزيد في الباءة، ولا يصلح للأطفال، فربما أحرقت الدم، وأدت إلى الجذام. «ج» أجودها النواهض، وفيها حرارة ورطوبة فَضْلية، وغلظ ينفع من الفالج. وجَواذِبها تزيد في الباءة. وتنفع الكلى وربما ضرت بالدماغ والعين خاصة إذا شويت، وربما أحدثت سهرًا. ويصلحها الخلّ والكزبرة. «ف» أجودها النواهض البصرية، وهي حارّة رطبة، تنفع من أوجاع المفاصل، واسترخاء البدن. والإكثار منها يولد أمراضًا دموية، لأنها كثيرة الحرارة والرطوبة، سريعة العفونة. ويستعمل منها: بقدر الحاجة.
* فَراريج: «ج» أجودها حين تبتدئ بالصياح. وشحمها أجود من شحم الدجاج الكِبار، وغذاؤها موافق لجميع الناس، وإذا كانت إسفيذباجًا سكنت التهاب المعدة، وقيل إنها تهيج الخوانيق، إلا أن تطبخ مَصُوصًا.(1/435)
* فَرَاسِيُون: «ع» هو ذو أغصان كثيرة، مخرجها من غصن واحد، عليه زَغَب يسير، ولونه أبيض، وأغصانه مربعة، وله ورق في مقدار أصبع الإبهام إلى الاستدارة ما هو، وفيه تشنج، مُرّ الطعم. وزهره وورقه متفرقة في الأغصان التي فيها. وهي مستديرة شبيهة بالفَلك، خشنة، وتنبت في الخَرَاب من البيوت، وهي تفتح سُدَد الكبد والطحال، وتنقي الصدر والرئة بالنفث، وتُحدِر الطمث، وإن وضع من خارج البدن جلا وحلَّل، وهو من الحرارة في الدرجة الثانية نحو آخرها، ومن اليبس في الثالثة عند وسطها، أو عند انقضائها. وعصارته تستعمل لتحديد البصر، ويستعط به أصحاب اليرقان، لينقيَ يَرقانَهم. وتستعمل في مداواة وجع الأذن إذا طال وعتُق، واحتيج له إلى شيء ينقي، وتفتح ثقب المسامع والأجزاء التي تجيء من عصب السمع من الغشاءين المغَشِّيَين للدماغ. وورقه إذا كان يابسًا ثم طبخ بالماء مع بزره، أو أخذ وهو رطب فدقّ وعصر ماؤه وخلط بعسل، شَفى مَن كان به قرحة في الرئة، أو من كان به ربو، ومن كان به سعال وإذا طبخ به في أصل الإيْرِسَا قلع الفضول الغليظة من الصدر. ويسقى منه من شرب شيئًا من الأدوية القتالة، إلا أنه ليس بموافق للمثانة والكُلَى. وعصارته تدخل في علاج العين، وفي قلع الجرب، القديم منه والحديث، ومن أصناف جَرَبها الثلاثة، وخصوصًا إذا حُلّ بماء الرمان الحامض، وقلب الجفن وطليت عليه. ويدخل في كثير من الشِّيافات الجالية لغشاوة العين، المقوية للنور الباصر. وله قوّة تجلو الفضول من جميع الأعضاء الباطنة، وينقي الرئة والصدر وآلات النفَس من الرطوبة المنصبة إليها، ومن القروحات المتكوّنة فيها، المؤدية إلى السُّلّ، وإلى نفث القَيْح، إذا سقي الوَصِبُ منها وزن نصف مثقال، أو وزن درهمين، مُدافًا في طبيخ الزُّوفا ودهن اللوز الحلو. وإن سقي منها وزن نصف درهم مُدَافًا في شراب البنفسج، أو في الجلاب، نفع من السعال الرطب والقروحات في الصدر، وأبرأها وأخرج(1/436)
ما فيها من الرطوبات بالنفث. وإن حُلَّت بماء، وديفت بعسل، وضُمدت بها الجراحات الخبيثة، فإنها تجلوها وتنقي ما فيها من الوسخ وتَدْمُلها، وإن ضمدت على الثآليل الفِجَّة والخنازير، فإنها تحلِّل جُساءَها، وتنضجها وتلينها بغير وجع ولا أذى، وتفتحها. «ج» فَرَاسِيون هو: الكُرَّاث الجَبليّ. وهو حشيشة مرّة الطعم، وأجودها الأحمر الروميّ، وهو حارّ في الدرجة الثانية. يابس في الثالثة، وهو مفتّح يجلو ويذيب، ويحلل ويقطِّع. وعصارته لوجع الأذن المزمن، ومع العسل لتحديد البصر وتقويته، شربًا وكحلاً، ويفتح السُّدَد في الكبد والطحال، ويحدر الحيض، وقدر شربته: نصف درهم. «ف» مثله. وينفع من الجُذام والوَسواس السوداويّ. ولم يذكر هذا سواه.(1/437)
* فَرْبَيُون: «ع» وتَعرف بالديار المصرية والشام اللُّبانة المَغربية. وهو لبن بعض النبات السائل. وقوّته لطيفة محرقة، مثل قوّة الصموغ الأُخَر الشبيهة به. وقال: في الثالثة من التأثيرات: الفَرْبَيون الحديث أشدّ إسخانًا من الحِلْتيت، على أن الحِلتيت أشدّ ألبان الشجر إسخانًا، ولهذا الصمغ إذا اكتحل به قوّة جالية للماء العارض في العين، إلا أن لذعه لها يدوم النهار كله، ولذلك يخلط بالعسل والشِّيافات على قدر جذبته وإفراطها، وإذا خلط ببعض الأشربة المعمولة بالأفاويه، وشرب وافق عِرْق النَّسا. والفَربَيون تبقى قوّته أكثر شيء ثلاث سنين أو أربعًا، وتبطل قوّته من الرابعة. وقال: إن الفَربَيون يجعل في إنائه مع باقلاء مقشَّر، فيحفظ قوّته، ولا يتآكل مدة. وهو يضم الرحم جدًّا، حتى ىمنع من الأدوية المسقطة أن تسقط الجنين، وخاصته: النفع من الماء الأصفر. وإن فُتِق بالدهن وتُمُرخ به نفع من الفالج والخَدَر جدًّا. ويقتل منه وزن ثلاثة دراهم، في ثلاثة أيام، بأن يقرح المعدة والأمعاء، ويختار منه الحديث الصافي الأصفر اللون، الحاد الرائحة الحرّيف الطعم، وخاصته: إسهال البلغم اللزِج الغليظ في الوركين والظهر والأَمعاء، إلا أنه يورث غمًا وكربًا ويبسًا وحرقة وزَحيرًا في المقعدة. وإصلاحه ألا يجاد سحقه. ويخلط بالمُقْل وربّ السُّوس أو السُّنبل والدارصينيّ: أو يُلَتّ بدهن اللوز الحلو. الشربة منه: ما بين قيراطين إلى أربعة قراريط. وهو حارّ يابس في الدرجة الرابعة، ولا يشرب وحده. «ج» فَرْبَيون ويقال: أَفَرْبَيون. وهو صمغ حارّ، تتغير قوّته بعد ثلاث سنين أو أربع، والعتيق منه يضرب إلى الصفرة والشقرة. ولا ينداف في الزيت إلا بصعوبة، والحديث بخلافه. والحديث أقلّ إسخانًا من العتيق، ومنافعه كما ذكره عبد الله . والشربة منه: من قيراط إلى دانق مع بعض البزور الطيبة الرائحة وماء العسل. «ف» فَرْبَيون: صمغ المازَريون، حارّ يابس في(1/438)
الرابعة، ينفع من عرْق النَّسا وعضّة الكلْب الكلِب والاستسقاء. والشربة منه: من قيراط إلى دانق. «ز» بدله: وزنه وثلث وزنه مازَريون.
* فَرَنْجَمَشْك: ويقال بَرَنْجَمَشْك وفَلَنْجَمَشك وأفْلَنْجَمَشك. وهو الحَبَقَ القَرَنْفُليّ، وهو صنفان: بستانيّ، وبرِّيّ. ويقال للبستانيّ الهنديّ، وللبريّ الصينيّ. والأوّل مربع العيدان، وورقه كورق الباذَرُوج، ولونه بين الخضرة والصفرة، ورائحته رائحة القَرَنفل، وكأنّ فيه زَغَبًا. والصينيّ ينبت في الصخور، دقيق الورق، شبيه بورق النمَّام البريّ، ورائحته أشدّ من رائحة البستانيّ. وهو حارّ يابس في آخر الدرجة الثانية، يفتح السُّدَد العارضة في الدماغ شَمًّا وأكلاً وطِلاء، وينفع من خفَقان القلب العارض من البلغم والسوداء، وإن أكل أو شمّ فتح سُدَد المنخرين. ويزيد في المَسرَّة، وهو جيد للبواسير، وهو أعدل من المَرْزَنْجوش والنِمام، وليس فيه من اليُبْس ما فيهما، وينفع الكبد، ويقوّي القلب والمعدة الباردة؛ ويهضم الأطعمة الغليظة، ويجشِّئ جُشاء طيبًا، ويطيب النَّكْهة، ويذهب بحديث النفس، ويشدّ الأسنان واللِّثة، وينفع المعدة، ويزيل منها الرطوبة الرديئة. وبزره إذا شرب جفف المنيّ، وهو ينفع الفساد من الخمر، ومن سائر الخلول، إذا قطعت أغصانه وطرحت فيه، وربما صرع المحرورين. «ج» حارّ يابس في الثانية، لطيف ينفع من الخفقان العارض من السوداء والبلغم. «ف» صنف من البقول أعدل من المَرزنجوش، أجوده الطريّ الذكيّ الرائحة. وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من البواسير والخفقان السوداويّ والبلغميّ. والشربة منه: درهم ونصف.
* فِرْفِير: «ع» هو البقلة الحمقاء، وقد ذكرت في حرف الباء. والفِرْفِير صمغ أحمر، يسمى باليونانية أيذيقون، وتأويله: الهنديّ، وقد ذكرته في حرف الألف.(1/439)
* فُسْتُق: «ع» هذه الشجرة أكثر ما تكون في بلاد الشام. وثمرتها ثمرة طيبة، فيها شيء كأنه إلى المرارة، عِطريّ. فلذلك تفتح السُّدَد، وتنقي الكبد خاصة، وتنفع من علل الصدر والرئة. والذي ينال البدن من الفستق من الغذاء يسير جدًّا. ومنافعه أنه يقوّي الكبد، وينقي ما قد لَحِج وصار كالثُّفْل في منافذ الغذاء منها. وهو حارّ في آخر الدرجة الثالثة. وفيها رطوبة، وتنفع من وجع الكبد الحادث من الرطوبة والغلظ. وتمنعَ الغَثَيان، وتقلب المعدة، وتقوّي فمها، فأشبه أن يكون مفرِحًا مقويًا للقلب، ولذلك عُدّ في الترياقات ومن خاصته: تطييب النكهة، ويمنع أبخرة المعدة التي ترقى إلى أعلى، ويزيل المغص أكلاً. وقشره الخارج الرقيق إذا نقع في الماء وشرب قطع العطش والقيء، وعقل البطن، ودهنه مضرّ بالمعدة بخاصيَّة فيه. وقال بعضهم: هو أشدّ حرارة من اللوز والجوز. «ج» هو أشدّ حرارة من الجوز وهو من تركيب الجوز على الحبة الخضراء. وأجوده الحديث الكُبار. وهو حارّ في الثالثة، يابس في الثانية. وقيل إن حرارته في آخر الثانية، ويبسه في الثالثة؛ وقيل إن فيه رطوبة فَضْلية، وقيل رطوبته في الثالثة، وهو يفتِّح سُدَد الكبد لمرارته، وهو جيِّد للمعدة، ويمنع الغَثَيان، ويقوّي فم المعدة، ولا يليِّن البطن ولا يعقله، وينفع من نَهش الهوامّ، ويزيد في الباءة، وينفع من السُّعال البلغميّ، ومن لسع العقارب. «ف» من الأثمار المعروفة. وهو شاميّ وخراسانيّ. وأجوده الشاميّ الكُبار. وينفع من نهش الهوامّ. الشربة: مقدار الحاجة.(1/440)
* فَسافِس: «ع» هو البَقّ الموجود في الحيطان والأسرّة. وإذا أخذ من الذي في الأسرّة سبع عددًا، وجعلت في ثَقْب باقلاّة، وابتلعت قبل أخذ الحمى، نفعت من حمى الرِّبْع. وإذا بُلِعت بغير باقلاء، نفعت من لسع الحية التي يقال لها أسيقس، وإذا اشتمت نفعت من اختناق الرحم، ومن وجع الأرحام. وإذا شُربت بخلّ أو شراب أخرجت العَلَق. وإذا سُحِقت ووضعت في ثقب إحليل أبرأت من عُسْر البول. «ج» وإذا ابتلع منها سبع نفعت من لسع الهوامّ. «ف» حيوان كالقُراد يكون في الأسرة معروف. أجوده الأحمر الصغير القانئ. وهو حارّ، إذا شرب بخل يخرج العَلَق. الشربة منه: درهم.(1/441)
* فِصْفِصَة: «ع» هو رَطب القَتّ، فإذا جَفّ فهي القَتّ. وهي بالفارسية أسْبَسْت. وتسمى الرَّطْبة. وهي القَتّ بلغة اليمن. والرَّطْبة تشبه في ابتدائها الحَندقوقا النابت في المروج، فإذا نَمَت صارت أدقّ منه ورقًا، ولها زهر مُعَوّج مثل القرون إذا جَفّ، ويستعمل منها زهرتها وورقها، فتزيد في المنيّ واللَّبن، وإذا تُضُمِّد بها رطبة نفعت الأعصاب المحتاجة إلى تسكين ألمها، ويعلف بها الخيل والحُمُر والمواشي. وقال: الفِصفِصة تنبت على المياه، ولا تجف صيفًا ولا شتاء، وهي حارّة رطبة، وفيها شيء من نفخة، وبذلك يزيد في المنيّ، ويحرّك الجماع، ويزيد في منفعة الأدوية المتخذة لذلك، ويدخل بِزْرها في كثير من الجَوارِشنْات القوية. وتدقّ بعد طبخها حتى تصير كالمرهم، ويضمد بها اليد التي بها الرعشة كل يوم مرّتين، فإنها تبرئه. ودهنها أيضًا يذهب بالرعشة شربًا وثمريخا، وهي حارّة رطبة، تسمِّن الدوابّ. ورطبها يُلين البطن، ويابسها يعقله، وينفع السعال وخشونة الصدر. وبزرها فيه قبض يعقل البطن. «ج» رَطْبة تسمى إذا كانت رَطبة فِصْفِصَة، فإذا جفت فهي القَتّ. وأجودها الأخضر الأملس الورق. وهي حارّة رطبة، تزيد في المنيّ واللَّبن. دهنها ينفع الرَّعشة، يستعمل منها: بقدر الحاجة. «ع» ومنه نوع يسمي القُرْط، يزرع بمصر، يشبه الرَّطبة، وهو أجلّ منه، وأعظم ورقًا، ويسمي بالفارسية أسدار، يسمَن عليه الدوابّ؛ وهو حارّ رطب، يلين البطن إذا كان رطبًا، ويعقله إذا كان يابسًا، وينفع من السعال وخشونة الصدر. وثمره يسمى بِرْسِيما، وهو أقوى منه. وفيها قبض، ويحبس البطن.(1/442)
* فِضَّة: «ع» سَحَالتها باردة يابسة باعتدال. وإذا خُلطت سُحالتها في الأدوية كانت نافعة من الخفَقان، وتنفع من البخَر والرطوبة اللَّزِجة، وفعلها على حكم فعل الياقوت، ولكنها أضعف منه كثيرًا. والشرب في آنية الفضة يسرع بالسُّكر. وإذا سُحِلت الفضّة وخُلطت بالأدوية المشروبة، نفعت من كثرة الرطوبات، ومن البلغم اللزج، ومن العلل الكائنة من العفونة. «ج» أجودها ما لم يخالطها غِشّ، وهي باردة يابسة، وقيل معتدلة في الحرّ والبرد. وقيل قابضة جدًّا. وهي تبرّد وتجفِّف. وإذا خُلطت سُحَالتها بالأدوية نفعت من الرطوبات اللزِجة. وهي جيدة جدًّا للجرب والحِكَّة. وسُحالتها تنفع من البخَر مع أدويته، ومن الخَفَقان مع أدويته، وعُسْر البول. وقدر ما يؤخذ منه: دانق. وسُحالتها مع الزئبق ينفع طلاء للبواسير. «ف» أجودها ما لم يخالطه غِشّ. بارد يابس. ينفع من الغم والحزن وضعف القلب والخفقان. والمستعمل منه إلى درهم.
* فُطْر وفَقْع: لا يُحتاج إلى شرحهما، لأن منهما أصنافًا قتَّالة، وما لم يقتل فهو بارد الغذاء، مولد خلطًا رديئًا.(1/443)
* فُّقَّاع: «ع» الفُقَّاع يتخذ كثيرًا من الشعير، والخِلط المتولد منه رديء، من طريق أنه إنما يكون بالعفونة، وهو مع هذا نافخ، وفيه شيء حادّ. وأما أصله فبارد مائيّ حامض. وهو يُدِرّ البول، ويضُرّ بالكُلَى وحُجُب الدماغ والأعصاب، ويولد نفخًا وكَيموسات رديئة. والمتخذ من دقيق الشعير والفُلْفُل والقَرَنْفُل والسُّنْبل والسَّذَاب والكَرْفَس مثله، إلا أن فيه منافع من الجُذام. وأما الفُقَّاع المتخذ من العسل فحارّ يابس، يفعل فعل العسل. وأما المتخذ من السكر فأحمد لأصحاب الأمزجة الحارة، لقلة حرارته. ووقت شرب أصناف الفُقاع كله: على الريق. ويجتنب بعد الطعام، فإنه يُعفنه في المَعِدة. «ج» هو شراب غير مُسْكِر، والذي من الشعير يُدِرّ البول، ويكسر حدّة الحرارة، ولكنه يولد خِلطًا رديئًا. وهو رديء للمعدة، يغثي ويضرّ بالقضيب جدًّا. والذي بالأفاويه يسخن ويجفف. والمعمول من خبز الحُوَّارَى والنُّعْنُع والكَرَفْس هو أقلّ رداءة من الشعير، والمتخذ بماء الرمان يطفئ الحرارة ويسكن العطش، وينفع الصفراويِّين. «ف» يتخذ من خبز الحُوَّارَى ونُعْنع وكَرَفس وغيره. وأجوده ما كان فيه الأفاويه. وفيه حرارة ويبس، يقوي المعدة إذا كان جيد الصنعة، ورديء الصنعة يضرّ بالحواس. المستعمل منه من جيده: بقدر المزاج.
* فَقُّوس: «ع» الفَقُّوس رديء عسر الانهضام، ولا سيما ما صلُب منه وكَبِر. وأما الصغار والرطب منه فدون ذلك، وإن أكثر منه تولد عنه نفخ في الأمعاء غليظ، ووجع في البطن. وينبغي أن يستعمل عند حدوث ذلك القيء، ويشرب عليه شراب صرف، ويستعمل الجَوارشنات.
* فَقْد: هو حبّ البَنْجَنْكُشْت، وسمي بذلك لأنه مفقد النسل فيما زعموا.
* فُقَّاح: «ع» هو النَّوْر، أي نور أي شيء كان.(1/444)
* فَطْرَاسالِينُون: «ج» هو بِزْر الكَرَفْس الجبليّ. وهو حبّ أسود شبيه بالمَيُوِيزَج الجبليّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة. «ف» هو بِزْر الكَرَفْس الجبليّ أو الصخري وأجوده الرومي الذكي الرائحة. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع الكبد والطحال وضيق النفَس، ويدر البول والطمث، ويفتح سُدَد الكبد والعروق والصدر والرئة من خِلْط بلغميّ.
* فَقْلامِينوس: «ج» قيل هو بَخور مَرْيَم، وقد ذكر بخور مريم في حرف الباء. والله أعلم.
* فلَنجة: «ع» حارّة في أوّل الدرجة الثانية، قواها مختلفة في التحليل والقَبْض، تدخل في الطيب، وهي حارّة يابسة، مفتِّحة للسُّدَد في الرأس، مقوية للدماغ. وهي في صفتها مثل العُقَد، وأجودها أكبرها، وأقواها ريحًا، وأشدّ حرارة، وأرزنها. وأدناها الخفيفة السوداء. وخاصتها: مضادّة العقارب، حتى إنه إذا أخذ إنسان منها شيئًا وطلاه بزيت على لسعة العقرب بعد سحقه شفاه. وهي نافعة إذا وقعت في الأدهان التي تسخن المعدة، وتحلل الرياح منها، قيل إنها تشبه حبّ الخَردل. وهي حارّة يابسة في الدرجة الثانية. «ف» قيل إنها من الأثمار، وقيل إنها من الحبوب. أجودها الحديث الكُبار حارّة يابسة في الثانية. مقوّية للمعدة والكبد الباردتين، وتزيد في الباءة. الشربة منها: درهم.(1/445)
* فُلْفُل: «ع» يقال إنها شجرة تنبت في بلاد الهند، لها ثمر يكون في ابتداء ظهوره طويلاً شبيهًا باللُّوبياء، وهو الدار فلفل، في داخله حبّ صغار شبيه بالجاورش، وإذا استحكم صار فلفلاً، ومنه ما يُجنَى نضيجًا وهو الفلفل الأسود، ومنه ما يجتنى غَضًّا، وهو الفلفل الأبيض. والفلفل الأبيض يقع في أخلاط الأكحال، وفي الأدوية المعجونة، والدار فلفل أصلح للترياق والمعجونات لفَجاجته، والفلفل الأسود أشدّ حَرافة من الأبيض. والفلفل الأبيض أضعف قوّة من الأسود، لأنه لم يدرك. والمختار من الفلفل الأسود ما كان رزينًا ممتلئًا أسود، لا يكون شديد التكمُّش، ويكون حديثًا، ولا يكون فيه شيء مما يشبه النخالة. وأما أصول الفُلْفُل فشبيهة بالقُسْط. وقال: أما ثمره أولَ ما يطلع فهو دار فُلْفُل، وهو أرطب من الفلفل المستحكم. والدليل على رطوبته أنه إذا طالت به المُدة قليلاً تآكَل وتَفَتَّت. وأما ثمرة الفلفل التي هي كالفِجَّة التي لم تنضج، فهي الفلفل الأبيض، وهو أحدّ وأشدّ حرافة من الأسود؛ وذلك أن الأسود قد نضج، وصار كأنه قد احترق ويبس احتراقًا ويبسًا مفرِطين. والنوعان كلاهما من الفلفل، يسخنان ويجففان إسخانًا وتجفيفًا قويًا، وقوّة الفُلفل في الجملة مسخنة هاضمة للغذاء، ميسرة للبول، جاذبة جالية لظلمة البصر. وإذا شرب أو تُمُسِّح به في بعض الأدهان وافق النافض. وينفع من نَهْش الهوامّ ويُحدِر الجنين. ويقال إنه إذا احتملته المرأة بعد الجماع منع الحمل. وإذا استعمل في اللَّعوقات والأشربة وافق السُّعال وسائر أوجاع الصدر. وإذا تُحُنِّك به مع العسل وافق الخُناق. وإذا شرب مع القار الطريّ نفع من المغَص. وإذا مضغ مع الزيت الجبَليّ قلع البلغم. وإذا وقع في أخلاط الصِّباغات كان موافقًا للأصحاء لفتق الشهوة، والمعونة في انهضام الطعام. وإذا خلط بالزفت حلل الخنازير. وإذا خلط بالنَّطْرون جلا البَهق. وهو هاضم للطعام، كاسر للرياح، موافق(1/446)
لأصحاب الأمزجة الباردة. وبالضد فليصلح ضررَه المحرورون برُبوب الفواكه الحامضة وأجرامها، ويشربون ماء الثلج. وأما المبرودون فليكثروا منه في طبيخهم، وليأكلوه بأغذيتهم، فإنه يلطفها، ويجيد هضمها، ويمنع من تولد الفضول الغليظة منها، ويسخن الدم ويرقّه، حتى يحمرّ اللون، ويسخن المعدة، ويذهب بالجُشاء الحامض، ويُذْرِق كلّ ما تحجر فيه سريعًا، ويقطع كلّ غذاء غليظ، ويعدّه للهضم. وليجتنبه من به قُرحة في بطنه، أو قرحة في مجاري البول، ومن به حُمَّى أو حرارة في الكبد، لا سيما في الأزمان الحارّة. وإن حُشِيت به الأسنان المتآكلة الوجِعة بعد انقطاع المادة نفعها، وهو ينفع من الفالج والخدَر والرَّعشة، ومن علل العصب الباردة كلها، منفعة بالغة، لا يدركه فيها دواء. وبالخلّ ينفع من وجع الأسنان. والأبيض أنفع للمعدة من الأسود. والدارفلفل حارّ رطب كالزنجبيل، هاضم للطعام، مقوّ على الجماع، طارد للرياح من المعدة والكبد الباردتي المزاج. والفلفل والدارفلفل المربَّيان نحو الزنجبيل المربَّى. وأصل الفلفل يحسن اللون، ويخرج المِرة السوداء على رفق، ويزيد في الباءة. «ج» شجرة الفلفل مثل شجرة الرمان. وبين الورقتين منه شِمراخان منظومان بالفلفل. وشمراخه في طول الإصبع. وأول ما يطلع ثمره يكون الدارفلفل. ولذلك أن الدارفلفل أرطب. والفلفل الأبيض أجوده الخفيف، وهو أضعف حرارة ورطوبة من الأسود. وهو حارّ في الثالثة، يابس في الرابعة، يقع في الأكحال الجالية، ويجلو ويهضم ويشهِّي. وهو جيد لورم الطحال، يدرّ البول والحيض، ويقع في الترياقات، وينقي البلغم والسوداء. وقدر ما يؤخذ منه: إلى نصف مثقال. وهو يحدِر الجنين. والأسود وهو أشدّ حرافة من الأبيض الذي لم يبلغ شدّة الجفاف. وهو حارّ يابس في الرابعة، وفيه جذب وتحليل وجلاء، يستأصل البلغم، ويسكن العصب ويسخنه، ويجلو البهق مع النطرون، ويحلل الخنازير مع الزفت، ويلطف الأغذية، ويدرّ البول. وإن(1/447)
احتملته المرأة بعد الجماع منع الحبل. وهو ينفع من ظلمة البصر والدمعة. « ف، ز» حبّ معروف. صنفان: أسود وأبيض. والأسود أشدّ حرارة. حارّ يابس في الرابعة، ينفع من الفالج والرعشة واسترخاء الأعصاب. وهو أكثر يبوسة من الأبيض، ينفع من النسيان، ويحدّ الذهن، يقوّي الأمعاء، وينقي المعدة، ويَذهب بالصُفار، وينفع من أوجاع المعدة والبواسير والنواصير، إذا سحق وعجن بصفرة البيض المشويّ والقرطاس المحرَق، وطلي به المقعدة. والشربة منه: نصف درهم، ومن الأبيض: نصف مثقال. «ز» وبدل الفلفل الأبيض: وزنه فلفل أسود. وبدل الأسود: زنجبيل عن بعضهم. «ع» الدارفلفل يذهب مذهب الفلفل، إلا أنه أغلظ وأقلّ إسخانًا، والقول فيه كالقول في الفلفل.
* فُلْفُل الماء: «ع» ينبت في المياه القائمة البطيئة الجري، وله ساق ذات عُقَد وأغصان طولها ذراع، حِرِّيفة الطعم، مثل الفلفل، إلا أنه لا يسخن مثل إسخان الفلفل، وإن استعمل طريًا، بأن يتخذ منه مع ثمره ضماد، أذهب النَمش من الوجه إن كان صلبًا وحلله. «ج» وهي حشيشة بقلية تنبت في الماء، وتقرب منه، وفي مذاقتها فلفلية، وليس له حدّة الفلفل. وهو حارّ يابس، إذا طلي به على الآثار في الوجه قلعها إذا هو طرّي. «ف» ينفع من الأوجاع الباردة، ويحلل الأورام الصلبة. الشربة منه: درهم ونصف.(1/448)
* فِلْفِلْمُويَه: «ع» هو أصل شجرة الفلفل. وقد ذكر مع الفلفل فيما مضى. وقيل: عيدان شجر الفلفل. وقال عن غيره: هو عروق صفر، تشبه في قدرها الأسارون وأدق، ولونها إلى الخضرة والغبرة، ومذاقها حارّ، ورائحتها طيبة، يؤتى بها من الصين، وله ثمر صورته وشكله ولونه كصورة حبّ الأترجّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة. ينفع من القُولَنج والنِّقرس وسائر الأوجاع الكائنة من البرودة. وبدله إذا عدم: وزنه من النارَمْشك، وثلثا وزنه من السُّوَرْنجان، وثلث وزنه من القُرْطُم المقشَّر. «ز» مثله. «ج» فِلْفِلْمُويه أصل الفلفل. وهو خشب حِرِّيف، حارّ يابس حادّ، خاصته النفع من الأوجاع الباردة والتشنج والنِّقرس والقولَنج والرياح الباردة، ويطلى به الوَرِك، فينفع من عرق النَّسا. «ف» مثله: وقال: حارّ يابس في الثانية. الشربة منه: درهم.
* فُلَيْفِلة: «ع» هي الهَرْنُوَة. وسيأتي ذكرها في حرف الهاء. وبعضهم يسمي بهذا الاسم النانْخُواه، وبعضهم يسمي به ثمر البَنْجَنْكُشْت.
* فُلّ: «ع» هو دواء هنديّ. وهو ثمرة في قدر الفُستق، عليها قشر يشبه في داخله قشر الجِلَّوز، وفي داخله ثمرة دِسمة، نحو ما في داخل الصنوبَر الكبار، لونها بين الصفرة والبياض، وهي المستعملة. وهو حارّ يابس، نافع من استرخاء العصب وأرياح البواسير. «ج» هو أصل النَّيْلُوفَر الهنديّ، وقوّته كقوّة اليَبروح. وقيل إنه حارّ يابس، ينفع من الصداع ضمادًا، وإن شرب منه نصف درهم نفع من وجع المقعدة، وأضر بالمثانة، وإصلاحه بالعسل. «ف» فل: هو أصل النَّيْلُوفَر الهنديّ، وقيل: هو ثمره. وأجوده الحديث الرزين الطريّ. حارّ يابس، ضماده ينفع من الصداع واسترخاء العصب. ومقدار الشربة منه في الطبخ: إلى نصف أوقية، ويغير المطبوخ. إلى درهم. يسهل الماء الأصفر والأخلاط الرديئة.
* فَنْجَنْكُشْت: «ع» تأويله ذو الخمسة الأصابع. ويقال: بَنجنكشت أيضًا. وقد ذكر في حرف الباء.(1/449)
* فَنَك: «ع» الفَنَك: حارّ طيب الرائحة، أطيب من جميع أنواع الفراء، يجتلب كثيرًا من الصقالبة، ويشبه أن يكون في لحمه حلاوة. وهو أبرد من السَّمُّور وأعدل في الحرارة، وأحرّ من السِّنجاب. وأكثر الناس على اختلاف أسنانها يحتملون لبس الفَنَك. وقال: الفَنَك والفاقُم والحواصل معتدلة في الحرارة، وهي مع ذلك خفيفة، تصلح للأبدان المعتدلة. وأما سائر الأوبار فهي حامية، لا تصلح إلا لأصحاب الأبدان الجافية. «ج» هو أحرّ من السِّنجاب وأقلّ حرًّا من السَّمُّور.
* فُوْ: «ع» ويسميه بعض الناس سِيلابِرْيا. أصل هذا النبات فيه عطرية وقوّة شبيهة بقوّة السنبل، إلا أنه في أشياء كثيرة أحسن من ذلك، ويدرّ البول أكثر من سنبل الطيب، ومن السنبل الشاميّ. ومثله في ذلك مثل المَنْتَجوشة. وقوّة هذا الأصل مسخنة، مدرّة للبول، إذا شرب يابسًا، وطبيخه يفعل ذلك أيضًا، وينفع من وجع الجنب، ويدرّ الطمث، وهو صُلْب، عسِر الرضّ، قويّ الإسخان، منقّ للعروق والصدر. «ج» ورقه كورق الكَرَفْس العظيم الورق، وساقه ذراع أو أكثر، أملس ناعم غليظ، أغلظ من الإصبع، أرجُوانيّ ذو عُقَد، وله زهر كالنرجس. وهو حارّ يابس. وقوّة أصله مسخنة، وهو ينفع من وجع الجنب، ويدرّ الطمْث والبول، يابسًا ومطبوخًا. وقدر ما يؤخذ منه: نصف مثقال. «ف» أصل نبات، ورقه كورق الكَرَفْس، أُرْجوانيّ، أجوده البريّ الحديث. وهو حارّ يابس. وهو نافع للفالج من برد، ويزيد في المنيّ جدًّا. وقيل إنه يحلل قوى الأنثَيَين، ويصلحه بزر الرازيانَج. الشربة منه: نصف مثقال. وإذا سحق وخلط بالماء والعسل وضمد به الورك، نفع من عِرْق النِّسا منفعة بينة.(1/450)
* فُوّة: «ع» القوّة عروق نبات، لونها أحمر، يستعملها الصباغون. وهو مرّ الطعم، ينقي الكبد والطِّحال، ويفتح سُدَدهما، ويدرّ البول الغليظ الكثير، وربما بَوَّل الدم، ويدرّ الطمث، ويجلو جلاء معتدلاً في جميع الأشياء المحتاجة إلى ذلك الجلاء، وينفع البهَق الأبيض إذا طلي عليه مع الخلّ، ويسقى لأصحاب عروق النسا، ووجع الورك، ومن عرض له استرخاء في أعضائه يسقى بماء العسل. وعرقه إذا احتُمل أدرّ الطمث، وأحدر الجنين. والفُوة حارة في الدرجة الأولى. تنفع إذا عُجِنت بخلّ من البرص، وتغيره إذا طلي بها، ولها قوّة صابغة لطيفة. وبدله في تنقية الكبد والطحال وإنزال الحيض والبول: وزنه ونصف وزنه سَلِيخة، وثلث وزنه زبيب أسود. «ج» وتعرف بفوّة الصباغين. حارّة يابسة. وقيل فيها بعض البرد. وأجودها الحديثة الحمراء الرقيقة. ويسقى منها: من درهم إلى درهمين. وأغصانها مع ورقها تنفع من نهش الهوامّ، وعروقها لما تقدم ذكره. وينبغي لمن شربها أن يستحم كل يوم. «ف» عروق حمر معروفة. فيه تبريد ويبس. ينفع الكبد والطحال، ويدرّ البول والطمث. الشربة منه: درهم.(1/451)
* فَوْفَل: «ع» نبات الفَوفل نخلة مثل نخلة النارَجيل، تحمل كبائس فيها الفوفل أمثال التمر، وليس من نبات أرض العرب. ومنه أسود، ومنه أحمر. وهو بارد شديد القبض، مقوّ للأعضاء، ينفع الأورام الحارّة طلاء. وقوّته كقوّة الصندل الأحمر، وإذا شرب منه من درهم إلى درهمين أسهل إسهالاً برفق معتدلاً. وهو يطيب النكهة، ويقوّي القلب، ويمنع التهاب العين وجَرَبها وحرارة الفم، ويقوّي اللثة والأسنان. وبدله إذا عُدم: وزنه من الصندل الأحمر، ونصف وزنه من بزر الكزبرة. «ج» ينفع من الطَّرفة وحرارة الفم، وهو مبرّد بقوّة يابسة، بارد قابض، وقوّته قريبة من قوّة الصندل. «ف» ثمر شجرة هندية. أجوده الرزين الذكيّ الرائحة. وهو بارد يابس في الثالثة، يقوّي اللثة والمعدة، وينفع من الأورام الحارّة. وهو رديء لآلة المنيّ، ويطيِّب النَّكْهة، ويشدّ العُمور والأسنان.(1/452)
* فُوذَنْج: «ع» أجناسه ثلاثة: بريّ وجبليّ ونَهريّ. فأما البريّ فيسمى بمصر فُلَيَّة، وهو المسمى باليونانية غَلِيجُن. وأهل الشام يسمونه الصعتر، ورائحته وطعمه يشبهان رائحة الفوذَنج النهريّ، وفيه حدة ومرارة يسيرة، تلطف تلطيفًا قويًا، وتخرج الأخلاط الغليظة اللزجة، بالنفث من الصدر والرئة، ويُدِرّ الطمث. وهو ملطِّف مسخِّن منضج، وإذا شرب أدرّ الطمث، وأحدر المَشِيمة، وأخرج الأجنة، وإذا شرب بالملح والخل أخرج الفضول التي في المعدة، ويسهِل فضولاً سوداوية. وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوامّ. وإذا استحمّ بطبيخه سكن الحِكة والجرب. وإذا جلس النساء في طبيخه وافق الريح العارضة في الرحم. ومنه نوع يسمى المشكطرامشير، حِرِّيف جدًّا، وليس له زهر، فإنه يفعل ما يفعله الأول، بل هو أقوى منه بكثير، لأنه يطرح الأجنة بقوّة إذا احتمل وإذا تدخن به. وجوهره ملطف أكثر من جوهر الفوذَنج البريّ. وأما سائر خصاله الأخر فهو شبيه به، وأما الفوذَنج النهريّ فمنه ما هو أولى بأن يقال له جبلىّ. وهو ذو ورق شبيه بورق الباذَروج، وله أغصان وقضبان مَزوّاة، وزهر فِرْفِيريّ، ويسمي الضَّوْمَران، وحبَق التمساح. ومنه نوع ثالث يشبه النُّعْنُع الذي ليس ببستانيّ، إلا أنه أطول ورقًا، وساقه أكبر من ساق النوعين الآخرين وأغصانهما. وقوّته أضعف. وورق جميع هذه الأصناف حِرِّيف الطعم، يَحذِي اللسان حذيًا شديدًا، وعروقها لا ينتفع بها، وينبت في الصحارَى ومواضع خشنة، ومواضع فيها مياه. وإذا شربت أو تضمد بها نفعت من نهش الهوامّ. وإذا شرب طبيخها أدرّ البول، ونفع من رضّ لحم العضل، وأطرافه من عُسر النفَس الذي يُحتاج معه إلى الانتصاب، والمغَص والهيضة والنافض. وإذا تقدم شربُها بالخمر وافقت من السموم القتالة. وإذا شربت بالعسل والملح قتلت دود البطن وغيره، وإذا أكلت وشرب بعدها ماء جبن نفعت من داء الفيل، وإذا احتمل ورقها مسحوقًا قتل الأجنة وأدرّ الطمث،(1/453)
وإذا دخن بورقها طرد الهوامّ، وإذا افترش فعل ذلك، وإذا طبخت وتضمد بها حللت آثار القروح السود من البدن، وأذهبت لون الدم الميت تحت العين. وإذا قطرت عصارتها في الأذن قتلت الديدان المتولدة فيها. وطبيعة هذا الدواء لطيفة، ومزاجه حارّ يابس في الدرجة الثالثة، إذا وضع على الورك نفع من عرق النسا، ويخرج الأجنة إذا شرب واحتمل. والفوذَنج الجبليّ. أنفع في هذه الوجوه كلها من النهريّ. «ج» فوذَنج جبليّ، وهو شبيه بطعم الزُّوفا. وقيل إنه الحبق. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، يلطف تلطيفًا قويًا، ويدرّ العرَق. ويضمد به الآثار السود من البدن مطبوخًا بشراب، وينفع الجرب والحِكة، وينفع من الجُذام وقروح الفم، وينفع من الفُواق وأصحاب اليَرَقان والاستسقاء، ويسهل السوداء. وشربته: درهم وثلث بجُلاّب. وإذا دقّ بحاله أو طبخ وشرب قتل الأجنة. وفوذَنج نهريّ، قوّة شرابه كقوّة شراب الحاشا. وأجوده الأخضر الطريّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، إذا أكل وشرب أيامًا متوالية مع ماء الجبن نفع من داء الفيل والدوالي، وطبيخه ينفع من انتصاب النفَس. والمحلَّل القريب العهد بالتحليل، شمّه ينبه المَغْشِيّ عليه، وشربه والضماد به ينفع من نهش الهوامّ. وإن تقدم شربُه بشراب نفع السموم القتالة. والتدخين بورقه يطرد الهوامّ، ومضغه يزيل ريح الثُّوم. وقدر ما يشرب منه: درهم. وإذا طبخ بشراب وضمد به الجُذام نفع منه. وهو يقطع الباءة، ويمنع الاحتلام. «ف» فوذَنج: من البقول المعروفة. نهريّ وبريّ وجبليّ. أجوده الغضّ الطريّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، ينفع ماؤه للربو وضيق النفس واليرقان. والشربة منه: ثلاثة دراهم. والفوذَنْج الجبليّ ورقه صغَار، وهو أقوى من النهريّ، أجوده الطريّ الذكيّ الرائحة. وهو حارّ يابس في أوّل الرابعة، ويسهل بلغمًا لَزِجًا، وينفع من وجع الأضلاع. الشربة منه: درهمان.(1/454)
* فَيْرُوزَج: «ع» الفَيروزج: وهو حجر أخضر اللون تشوبه زُرقة، وفيه ما يتفاضل في حسن المنظر، وهو حجر يصفو لونه مع صفاء الجو، ويتكدر لكدورته، في جسمه رخاوة، وليس لباسَ الملوك، وهو بارد يابس، يجلب من معادن الأرض، تصاب القطعة من درهم إلى خمسة أساتير. يدخل في أدوية العين. وإذا سحق وشرب نفع من لسع العقارب، وقد يقبض من نتوء الحدقة، وينفع من غشاوة البصر، ويجمع حُجُب العين المنحرفة، ويوجد فصوصًا، وإذا أصابه الدهن فسد لونه. وذكر عن بعضهم أن كل حجر يستحيل لونه فهو رديء للابسه.
* فِيل: «ع» حيوان معروف. ونابه هو العاج. وبُرادة نابه قابضة، إذا تضمد بها أبرأ الداجس وأوجاعه، وإذا شرب من نُشارة العاج في كل يوم وزن درهمين بماء وعسل، كانت جيدة للحفظ. وإذا شربتها المرأة العاقر سبعة أيام، كل يوم درهمين بماء وعسل، ثم جومعت بعد ذلك، حَبِلت بإذن الله تعالي. وإذا أخذ من بُرادته جزء وخلط مع مثله من بُرادة الحديد، وسُحِقا وذُرًّا على بواسير المقعدة، نفع منها نفعًا بينًا. وإذا علق من ناب الفيل قليل في عنق طفل أمن من وباء الأطفال. وخرء الفيل إذا عمل منه فَرْزَجة مع العسل واحتملته المرأة لم تحبَل أبدًا، وإذا بخر به صاحب الحمى العتيقة نفعه، وإذا أحرق وطلى به السَّعْفة الرطبة أبرأها. وإن بخر به موضع البقّ طرده، فإن أديم عليه هرب من ذلك الموضع، ولم يعد إليه، وإن بخر الكَرْم والزرع والشجر بعظم الفيل، لم يقرب ذلك المكان دود. وإن علقت قطعة من نابه على البقر في خِرقة سوداء، منه من البقر أن يصيبها الوباء، وطرده عنها. وإن شرب من بُرادته وزن عشرة دراهم مع ماء الفُوذَنج الجبليّ، وهو صعتر القُدْس، أيامًا متوالية، أوقف الجذام ولم يزد، وإن وضعَت قطعة من العاج على موضع من البدن يكون فيه عظم مكسور جذبه، ويسهل خروجه.
* فَيْجَن: «ع،ج» هو السَّذَاب بنوعيه: برّيه وبستانيه، وقد ذكر في حرف السين.(1/455)
* فِيلزهرج: «ع» هو الحُضُض. ومعنى فِيلْزَهْرَج بالفارسية: مرارة الفيل. ويسمى الحُضُض بذلك لأن هذه العصارة إذا اجتمعت في كرش جاءت تشبه في لونه وعِظَمها مرارة حيوان عظيم، فسميت بذلك بمرارة الفيل مجازًا. وقد ذكر الحُضُض في حرف الحاء. «ج» شجرة الحُضُضُ لها ثمر كالفلفل. والحضض: هو عصارة تتخذ من ذلك، ومن الزِّرِّشْك. والأعرابي: نوع آخر. وهي معتدلة في الحرارة والبرودة، تُدرّ البول. وطبيخ ورقه يسهل البلغم. وقوّته قريبة من قوّة الحُضُض، ويدرّ الحيض. والشربة منه: درهمان.
حرف القاف(1/456)
* قاقُلَّة: «ع» هي من الأفاويه العطرية. وهي صنفان: كبير وصغير. وسمِّي الهِيل، ويسمَّى الذكر. وهو حبّ أكبر من النبِق قليلاً، له أقماع وقشر، وفي داخله حبّ صغير مربع، طيب الرائحة، ذو دَسَم أغبر، يؤتى به من بلاد أرض اليمن والهند. وهو يَحذي اللسان كالكَبابة، مع قبض وعطريَّة. وقشره وأقماعه أشدّ قبضًا. وقوّته حارّة في آخر الدرجة الثانية. وهو أذكى رائحة وألذ للطباع من الصغير، وفيه تحليل وقبض وتقوية، ويعين على الهضم، ويمنع من غَشَيان المَعِدة والقيء، خاصة إن شرب بأقماعه. وقشره مع ماء الرَّمامِين ينفع من وجع الكبد الباردة وسُدَدها، إذا شرب منه وزن درهم بسَكَنْجَبين ثلاثة أيام، وينفع من الحصى الكائن في الكُليتين إذا خلط ببزر القِثاء والخيار، أجزاء سواء، وشرب منه وزن درهمين في كل يوم بسكنجبين. وينفع من الصرْع والإغماء، إذا نفخ في الأنف حتى يعطس، وينفع من الصداع إذا كان عن ريح غليظة. وأما الهِيل فهي القاقُلة الصغيرة، وهي الأنثى، فهو يشبه القاقلة إلا أنه ليس له أقماع ولا قشر، وطعمه أكثر حرافة، وأقلّ قبضًا، وهو ألطف من الكبير، وينشف الرطوبة من الصدر والحلق والمعدة، ويعين على الهضم أكثر. «ج» هي صغار وكبار. فالكبار كالحمص الأسود، يتفرّك عن حبّ أبيض كالكبَابة، فيه عطريَّة. والصغيرة تسمى هِيل بَوّا، وهي كالعدَس، عِطريَّة، وأجودها الذكية الصافية. وهي حارّة يابسة في آخر الثانية، وأوّل الثالثة. وقيل إنه إلى الاعتدال، وفيها قبض مع تسخينها، وخصوصًا قمعها، ينفع من القيء والغثيان مع ماء الرمان. وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهم. «ف» من الحبوب. وهي نوعان: كبار وصغار، أجودها الكبار التي تحذي اللسان. وهي حارّة يابسة، تنفع من أوجاع الكبد الباردة والصرع. الشربة منه: درهم. وقال فيها ما قاله عبد الله . «ز» قاقُلة كبيرة: بدلها الهَرْنُوة، وقاقلة صغيرة بدلها: القاقلة الكبيرة.(1/457)
* قاقُلَّى: «ع» هو القُلاَّم، والأنباط تسميه قاقلَّى. وهو من الحَمْض، والناس يأكلونه مع اللبن، وهو مثل الأُشنان، إلا أن القلام أعظم منه، وورقه شبيه بورق الحُرْف. وهو أشدّ من الحمض رطوبة، وأكثر مائية، وهو يشبه الكَشُوت في الفعل، وهو حارّ يابس في الدرجة الأولى. وخاصيته: تطييب الجُشاء. وماؤه يسهل الماء الأصفر؛ وينفع الرَّهَل وضعف الكبد، إذا كان بغير حُمَّى. وهو جَيِّد الكَيْموس، وله أيضًا في المعدة ثُفْل، لما فيه من اللزوجة اليسيرة. القاقُلَّي شبيهة بنبات الأُشنان، وليس هي منه في شيء، وفيها بعض الحرارة، لموضع ملوحتها، وفي طعمها ملوحة البُورَق، وتنبت في السِّباخ والخراب. وله خاصية في إسهال الماء الأصفر، فإن سقي من مائها نقص ورمه ونَفَعه، وليس ينبغي أن يغلى على النار، فتذهب قوّته، ولكن يسقى من عصيرها من غير أن يغلى على النار. ومقدار الشربة منه: من ثلثي رطل إلى رطل، مع وزن عشرة دراهم سكرًا أحمر شديد الحمرة، فإن الأحمر مع القاقُلَّى واللَّبلاب والشاهَتْرَج أقوى فعلاً من الأبيض، وهو يُدرّ البول، ويولد المنيّ، ويسهل الصفراء المائية بالرفق، ويدرّ اللبن. «ج» حارّ يابس في الدرجة الأولى. يسهل الماء الأصفر. والشربة من مائه: من ثلث رطل إلى نصف رطل، مع سكر العُشَر. «ف» نبات يشبه الأُشنان، أجوده الطريّ الحديث. حارّ يابس في الأولى، يسهل الماء الأصفر، وينفع من الاستسقاء. والشربة من مائه: خمسون درهمًا.
* قانِصَة: «ع» القوانص من أغذية أصحاب الكَدّ، فإذا انهضمت ولَّدت دمًا محمودًا، والتي من الدجاج لا تنهضم بسرعة، وتولد القُولَنج إذا أكثر منها. وينبغي أن تنضج جيدًا، ويضاف إليها الملح والمُرّيّ. «ج» وقانصة الحُبارَى حارّة جيدة، تجلو آثار القَرْنِيَّة، وتحلل الماء النازل في العين.(1/458)
* قاوَنْد: «ع» هو دهن معروف لونه مثل لون السمن، وقَوامه كقوامه، يؤتى به من بلاد الحبشة، ومن الهند، فينفع من الأوجاع الباردة، وأمراض الأعصاب. ويسقى منه وزن درهم في بعض الأحساء للسعال القديم البارد، ولسائر الأوجاع الباردة في الظهر والخاصرة. مجرَّب.
* قاتِل النحْل: «ع» قيل إنه النَّيلُوفَر. وسيأتي ذكره في حرف النون.
* قاتل أخيه: «ع» هو النبات المعروف بخُصَى الكلب، لأن له أصلين كأنهما زيتونتان، تكون في هذه السنة إحداهما ممتلئة، والأخرى متشنِّجة، فإذا كان في السنة الأخرى تعود الممتلئة متشنجة، والمتشنجة ممتلئة. وقد ذكر في حرف الخاء المعجمة.
* قاتل نفسه: «ع» هو ضرب من الأُشَّق. وقد ذكر في موضعه.
* قاقِيا: «ع» ويقال أقاقِيا، وهو رُبّ القَرَظ، والقرظ: هو شوك الثمرة المصرية المعروفة بالسَّنْط. وسيذكر القَرَظ فيما بعد.
* قاطِر: «ج» حارّ يابس في الدرجة الثالثة.
* قاقُم: «ج» فَرْوه أقلّ حرارة من السَّمُّور، ويوافق الأبدان الحارّة المعتدلة.
* قَبَج: «ع» هو الحَجل. وقد ذكر الحجل في حرف الحاء. «ج» يقارب الطَّيْهُوج. وهي حارّة رطبة، تعقل الطبع، مشوية وغير مشوية، وتسمن وتزيد في الباءة، وتجلو الفؤاد، وتغذو كثيرًا إذا استمرئت، لأنها بطيئة الهضم. «ف» قَبَج: من الطيور الجبلية، وهو معروف. أجودها السمين الرطب. وهو حارّ وفيه رطوبة، يسمن البدن، ويزيد في الباءة، وينفع من الاستسقاء. المستعمل منه: بقدر الكفاية.
* قَتَاد: «ع» هو شَوك شجر الكَثِيراء، وسيأتي ذكر الكثيراء في حرف الكاف إن شاء الله تعالى.
* قَتّ: «ع» هو يابس الرَّطْبة، وهي الفِصفِصة. وقد تقدم ذكرها في حرف الفاء.(1/459)
* قِثَّاء: «ع» القِثاء أخفّ من الخيار، وأسرع نزولاً. وهو يبرد ويرطب. والقثاء والخيار والقَرْع من أغذية المحرورين، ويضرّ المبرودين. وينبغي ألاّ يكثروا منه. «ج» القِثَّاء بارد رطب، في الدرجة الثالثة، يسكن الحرارة والصفراء، ويدرّ البول، ويسكن العطش، ويوافق المثانة. وشمه يُنْعِش المُغْمَى عليه من حرارة، وورقه مع العسل على الشَّرَي البلغميّ. وأكله ينفع من عضة الكلْب الكلِب، وكيموسه رديء للمعدة، مستعد للعفونة، ويهيج حُمَّيات صعبة، لذهابه في العروق نِيئًا. ويدفع ضرره العسل والزبيب والنَّانْخُواة؛ ومن في معدته شدّة التهاب لا يضرّه. «ف» من الأثمار معروف. وأجوده الطريّ، وهو بارد رطب في الثانية، ويدرّ البول، وينفع من الحميات الحارّة. وهو رديء للمعدة والخاصرة، ويستعمل منه بقدر الحاجة.(1/460)
* قِثَّاء الحِمار: «ع» هو القِثَّاء البريّ. وهو العَلْقَم. وهو أصغر من القثاء البستانيّ، وله أصل أبيض كبير، وينبت في خَرِبات ومواضع رملية. وهو في كُلِّيِّته صغير. وعصارة ثمره تحدر الطمث، وتفسد الأجنة إذا احتملت من أسفل، وهي مرّة غاية المرارة، حارّة يابسة في الثانية. وعصارة أصله وورقه أيضًا ينتفع بها في الطبّ، وقوته قريبة من قوّة عصارة الثمرة. يجلو ويلين ويحلل، ولحاء الأصل يجفف أكثر، وإذا قطرت عُصارة هذا النبات في الأذن، وافقت أوجاعها. وأصله إذا تمضمض به مع سويق الشعير، حلّل كلَّ ورم بلغميّ عتيق، وإذا وضع على الجراحات مع صمغ البُطْم فَجَرها، وإذا طبخ بالخلّ وتضمد به نفع من النِّقرس، وطبيخه حُقنة نافع من عرق النَّسا، ويتمضمض به لوجع الأسنان. «ج» قثاء الحمار: أجوده المستقيم كالقثاء الأصفر، وأجود عصارته عصارة الأبيض الأملس الخفيف، الذي يشبه العُنْصُل المتفرّك، الذي قد أتى عليه سنه. واتخاذ عصارته: أن يؤخذ ثمره آخر الصيف، بعد أن يصفر، ويعلَّق في خِرقة، ليسيل ماؤه، ويروَّق ويجفف في عُصارته على رمَاد، ثم يوضع على لوح في الظِّلّ. وهو حارّ يابس في أوّل الثالثة، وقيل في الأولى. وقيل إن حرارته في الثانية، لطيف محلِّل. وأصله وثمرته تجلو، وعصارته تنفع من اليرقان. وذَرور يابسة يذهب آثار الجلد، إذا كان فيه آثار سود، ويذهب بالجَرَب والقوابي. وقدر ما يؤخذ منه في الحُقْنة: درهم. وعُصارته تحلل الشقيقة الغليظة، وتنفع من الاستسقاء، وتقيء إذا أذيبت بالماء، ويلطَخ به أصل اللسان، ويسهل البلغم والسوداء، ويدرّ البول والطمث. وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهم ونصف. وهو يدرّ البول، ويفسد الأجنة حمولاً. «ف» ثمرة تشبه الخِيار الصغار، أجوده الطريّ الشديد المرارة. وهو حارّ يابس في الثانية، يسهل البلغم، وعصارته إذا استعط بها تنفع من اليَرَقان. الشربة من عصارته: إلى دانق.(1/461)
* قِثَّاء هنديّ: «ع» هو الخيار شَنْسَبر. وقد ذكر في حرف الخاء المعجمة. «ج» قثاء هنديّ طويل. وقد ذكر في حرف الثاء.
* قَرْدَمانا: «ع» ويسمى الكَرَاوْيا الجبلية، لشبهه بالكراويا. ورقها وثمرها وزهرها. وقال: هو حشيشة تشبه حشيشة البابُونَج في خلقها، ولها ورق أخضر. وقُضْبان مُدَوَّرة معوَّجة، صفراء إلى البياض. وقوّة هذا الدواء يسخن إسخانًا شديدًا يقرب من الحُرْف، حتى أنه أيضًا إذا وضع على البدن أنكاه حتى يَجرحه، وفيه حرارة يسيرة، بها صار يقتل الديدان، ويجلو ويقلع الجرب قلعًا قويًا، إذا طلي عليه بالخلّ، وإذا شرب بماء نفع من الصَّرْع، ومن السعال، وعرق النَّسا، والذين بهم الفالج والاسترخاء، وينفع من رَضّ العضل والمغص، ويخرج حَبَّ القَرَع، وإذا شرب منه بخمر وافق الذين بهم وجع الكُلَى وعسر البول، ومن لسع العقرب والهوامّ ذوات السموم، وإذا دخن به الحاملُ قتل الأجنة. «ج» هو الكراويا البرّي. أجوده الحديث الأصفر الطويل الرزين. وهو حارّ في الدرجة الثانية، يابس منقّ للصدر، ينفع من السعال عن برد، وينفع من المغص والديدان ووجع الكُلى وعسر البول. وقدر ما يستعمل منه: مثقال. ويبدل بالإذخِر والحَرْمَل «ز» بدلها: سُعْد. وقيل: بدلها: حُرْف، ونصف وزنها شَيْطَرَج هنديّ. «ف» هو الكراويا البريّ فيما يقال. وأجوده الحديث الأصفر. وهو حارّ يابس في الثالثة. ينفع من الصرّع والسعال، ويقتل الديدان الحية. الشربة منه: درهم.(1/462)
* قَرَنْفُل: هو ثمرة وعيدان يستعملان جميعًا، ويؤتى به من أرض الهند، وأجوده الرؤوس ذوات الشعب، ومختاره أصهْبُه الدقاق الخشب. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة. ويستعمل كثيرًا في أنواع الأدوية، وفي الطبيخ، وينفع أصحاب السوداء، ويطيب النفْس ويفرحها، وينفع من القيء والغَثَيان، ويقطع سَلَس البول والتقطير، إذا كانا عن برد، ويسخن أرحام النساء. وإن أرادت المرأة أن تحبل شربت عند ظهرها وزن درهم قرنفلاً، وإن أرادت ألا تحبل فتأخذ في كل يوم حبة قرنفل ذكر، فتزدردها، وإن شرب من القرنفل وزن نصف درهم مسحوقًا يؤخذ مع شيء من لبن حليب، قوَّى على الجماع. ورائحته عَطِرة، وطعمه حِرِّيف، مع شيء من مرارة. ويستعمل في الأكحال التي تُحدّ البصر، وتُذهب الغِشاوة والسَّبَل. وهو مشجع للقلب بعطريته وذكاء رائحته، مقوّ للمعدة والكبد، مسخن لهما، وسائر الأعضاء الباطنة، منقّ للسُّدَد العارضة فيها، ويعين على الهضم، ويطرد الرياح المتولدة عن فضول الغذاء في المعدة وسائر البطن، ومقوّ للثة، ومطيب للنَّكْهة، وينفع من زَلَق الأمعاء، عن رطوبة باردة تنصب إليها. وينفع من الاستسقاء للحمَّى منفعة بينة، ويقوّي الدماغ، ويسخنه إذا برد، وينفع من توالي النَّزَلات. وبالجملة، هو من أدوية الأعضاء الرئيسة كلها، مقوّ لها كلها. وبذلك يزيد في الجماع كيفما استعمل. «ج» هو ثمرة شجرة في جزيرة الهند، كالياسمَين، لكنه أشدّ سوادًا منه. وذكَره كَنَوَى الزيتون، وأطول وأشدّ سَوَادًا منه. وعِلْكه في قوّة عِلْك البُطْم. وأجوده الشبيه بالنوَى، الجافّ العذْب الذكيّ الرائحة، الدقيق الخَشَب. وهو حارّ يابس في الثالثة، يقوّي المعدة والكبد، وينفع من الغَثَيان، والإكثار منه يصدّع. والشربة منه: درهم ونصف. «ز» بدله قِرْفة القَرنفل. وقيل: بدله: ورق الحَبَق القَرَنفليّ مجففًا، ثلاثة أوزان بوزنه.(1/463)
* قَرَاصِيا: «ع» ويقال جَراصِيا، ويسمَّى حبّ الملوك في دمشق، ويعرف بالقراصِيا البعلَبَكيّ. ومنه حامض، ومنه عَفِص؛ والحلو حارّ رطب في الدرجة الثانية، ينحدر عن المعدة سريعًا، ويثير التُّخَم، ويرخِي المعدة، ويستحيل مع كلّ طبع غالب. وإذا أكل أسهل البطن، ولَيَّن الطبيعة، لا سيما إن ابتلع بنواه، وهو مع ذلك يزيد في الإنعاظ. وخِلطه غليظ مُزْلِق، فاسد الغذاء، يولد السوداء، والذي لم يطب قاطع للعطش، عاقل للبطن. وهو نافع للمعدة البلغمية المملوءة فضولاً، لأنه يجفِّف، وفيه شيء قَطَّاع. وإن استعمل القراصِيا رطبًا لين البطن، وإن استعمل يابسًا أمسك البطن. وجميع القراصيا إذا خلط بشراب ممزوج بماء أبرأ السعال، ويحسن اللون، ويُحدّ البصر، ويُنهض الشهوة، وإن شرب باللبن وحده نفع من به حصى. «ج» قراصِيا ويقال قراسِيا، وهي ثمرة شبيهة بالتوت والعُلَّيق، بارد يابس، ينفع من الصفراء. وحامضه يسكن من الحرارة ويبرّد.(1/464)
* قَرْع: «ع» مزاجه بارد رطب في الدرجة الثالثة، تنفع عُصارة جُرادته من وجع الأذن الحادث عن ورم حارّ مع دهن ورد، وكذلك جملته إذا عمل منه ضِمادات برّد الأورام الحارّة، وأطفأها، تطفئة وتبريدًا باعتدال. وإذا أكل ولد بِلَّة في المعدة، وقطع العطش، وما دام طريًا فطعمه كريه. ومضرّته للمعدة عظيمة، ولا دواء لمن أكله كذلك إلا القيء، وإذا هو سُلِق فإنه يغذو غذاء رَطْبًا. وغذاؤه يسير، يولد خلطًا رقيقًا، وانحداره عن المعدة سريع، لِما فيه من الرطوبة والملاسة والزَّلْق، وإذا انهضم فليس خلطه برديء ما لم يسبق إليه الفساد قبل انهضامه، وإذا أكل وحده تولد منه خِلْط جِرِّيف، مع حرارة بينة، وإذا أكل مع مالح تولد منه خلط مالح، وإن أكل مع الأشياء القابضة قبض، وإن تضمد به نيئًا سكن الأورام البلغمية، ووجع الأرحام الحارّة، وإذا ضمدت به يافوخات الصِّبيان نفعهم من الأورام الحارة القابضة في أدمغتهم، ومن أورام العين الحارّة والنقرس الحارّ، وعصارته وقشره إذا خلطا بدهن ورد، نفعا من وجع الأذن. والقَرْع بارد مولِّد للبلغم، وهو من طعام المحرورين، يطفئ ويبرد، ويسكن اللهيب والعطش، وينفع من الحُميَّات. وإذا طبخ بالخلّ نقص من غلظه وبطء هضمه، وكان أشدّ تطفئة للصفراء والدم، ولا يصلح على هذه الصفة لأصحاب خشونة الصدر والسُّعال، وهو لأصحاب الأكباد الحارّة أصلح، وإذا وقع في اللبن والماسِت أصلَحَ منه الخردل، وإن طُحِّن بالمُرِّيّ والخردل أصْلَحَ منه المُرِّيّ]. «ج» يسمَّى الدُّباء، وأجوده الرطب الأخضر الحلو. وهو بارد رطب في الثانية. وقيل إنه حارّ رطب. ويتولد عنه غذاء شبيه بما يصحبه. وإذا دُفن في الخمر وشرب مع السكر نفع من الحميات. وهو يفسُد في المعدة بمخالطة خِلط رديء، ويضرّ بأصحاب السوداء والبلغم. «ف» القَرْع ثمرة شجرة، وهو معروف. أجوده الطريّ المتوسط الشكل. وهو بارد رطب في الثانية، ينفع الدماغ الحارّ، وخشونة الصدر،(1/465)
والنِّيْء منه رديء للمعدة. والمستعمل منه: بقدر الحاجة، وغذاؤه موافق للمحرورين، ولمن به عطش، ولأصحاب السعال المزمن. وينبغي متى أراد أكله صاحب المزاج البارد أن يُطيب بالتوابل الحارّة، كالفلفل والصعتر الفارسيّ وما أشبههما.
* قِرْمز: «ع» القِرْمِز: حيوان يكون على الشوك كأنه العَدَس، ثم لا يزال يكبَر حتى يصير في قدر الحِمَّص، فإذا كمل نضجه انفتح وخرج منه ذلك الحيوان صغارًا، ويكبَر. وهو أحمر اللون، يصبغ به الصوف والحرير ولا يأخذ في الكتان ولا القطن. وهذا الدود له قبض ومرارة، وهو يجفف تجفيفًا لا لذع معه، وهو حارّ يابس في الثالثة. ومن خاصيته أنه إذا شربته المرأة سبعة أيام ولاء، في كل يوم درهمين بعسل، قطع الطَّمْث. مجرَّب. وإذا استعمل بالخلّ قطع الولد، وإذا نظم في خيط حرير أحمر وعلِّق على المحموم أبرأه. «ف» هي دودة يستعملها الصباغون بألفاظ كثيرة. أجودها الطريّ الشديد الحمرة، مبرد وفيه يبس، ينفع من جراحات العصب مع السَّذاب، ومن الخشونة. الشربة منه: درهم.(1/466)
* قَرَظ: «ع» اسم لثمرة الشوكة المصرية، المعروفة بالسَّنْط، ومن هذه الثمرة يُعْتصر الأقاقِيا، وهو رُبّ القرَظ. وشجرة هذا الدواء شجرة قابضة جدًّا، وكذلك ثمرته، وعصارته لذاعة، فإذا غسلت نقصت حرارتها. وعصارته باردة في الدرجة الثانية، يابسة في الثالثة. إذا هي غسلت، فإن لم تغسل فهي باردة في الأولى، توافق إذا وقعت في أخلاط أدوية العين، وتوافق الحمرة، وللنزف والشُّقاق العارض من البرد، والداحس، وقروح الفم. ويصلح لنتوء العين، ويقطع الرطوبات السائلة من الرحم سيلانًا مزمنًا، ويرد نتوء المقعدة والرحم إذا برزت، ويحدّ البصر، وينفع من بثور العين، ويردّ سُرر الصبيان الصغار، ويشد شؤون رؤوسهم إذا طليت بها محلوقة في أحد العُصارات النافعة لذلك. وخشب القرَظ هو أجود شيء لوقود النور، ومنه الصمغ العربيّ. «ف» قَرَظ: أوراق الشجر. وعصارتها: الأقاقيا. وأجودها الذكيّ الرائحة، وثمره حارّ رطب، وورقه بارد يابس، وورقه يعقل الطبيعة، وينفع من سحْج الأمعاء. الشربة منه: ثلاثة دراهم.(1/467)
* قُرْطُم: «ع» هو حبّ العصفُر. وهو في الدرجة الثانية من الإسخان متى أراد الإنسان استعماله من خارج. وحبّ القُرْطم إذا مَرَسْت خمسة دراهم منه في ماء اللبن، وشرب يسهل من البطن أخلاطًا محترقة. وينفع من الجرب من أنواعه كلها، وإن لم ينفع مرة واحدة أعيد أخذه أيامًا. وهذا الماء بعينه إذا شرب مع الأفتيمون نفع من المَالِيْخُوليا والجُذام، وإذا مُرِس فيه فلوس خيار شنبر نفع من الحمى البلغمية عند النضج. ويكون من اللبن رطلان، ومن حبّ القرطم عشرون درهمًا مدروسًا ممروسًا فيه. وحبّ القرطم يدفع الرياح، ويزيد في المنيّ، ويحسن اللون، ويسهل الكَيموسات المحرقة الغليظة، ويحلل اللبن الجامد، ويحمد الرائب، وينقِّي الصدر، ويصفي الصوت، وينفع من القُولَنج، ويسهل البلغم المحترق، ويزيد في الباءة إذا خلط بلبن أو عسل. وخاصته ولُبابه: إسهال البلغم. والشربة منه: من عشرة دراهم إلى عشرين درهمًا، بعد أن يصب عليه رطل من مائه مغلى، ثم يمرس ويصَفَّي، ويصير فيه من الفانيذ الأحمر وزن عشرة دراهم، ويشرب. وهكذا أيضًا ينفع أصحاب الاستسقاء الزِّقيّ واللحميّ. والشربة: مقدار خمسة مثاقيل، مع شيء من الملح لإسهال البلغم. «ج» هو حب العصفُر. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، يحلل اللبن الجامد، ويجمد السائل، وينقي الصدر، ويصفي الصوت، وينفع من القُولَنج، ويسهل البلغم المحترق مع العسل، وينفع الباءة. وهو رديء للمعدة، ويجِّبن اللبن فيها. والقرطم الهنديّ هو حبّ النيل، وقد ذكر في حرف الحاء. والقرطم البريّ حارّ باعتدال. وقيل: حارّ في الدرجة الثانية، يابس في الثالثة، ثمره إذا سقي بشراب نفع لسعة العقرب. وقال قوم: إن الملسوع إذا حمله وأمسكه في فيه لم يجد ألمًا، وإذا نحاه عنه عاد الألم. «ف» القُرْطُم؛ هو حبّ العصفر، أبيض الخارج، ولبُّها أسمر دسِمٍ، أجوده الحديث الرزين. وهو حارّ في الثانية، رطب في الأولى، يسهل البلغم، ويحلِّل الأورام(1/468)
الصُّلْبة خمسة دراهم.
* قُرون: «ج» كلها مجفِّفة. أجوده قرون الإيَّل، ومختار قرون الإيَّل ما كان من إيل هرم. وينبغي أن يحرق حتى يبيض، وهو بارد يابس، محرقها يجلو الأسنان، ويشد اللِّثة. ومغسول قرون الإيل المحرَق يمنع المواد عن العين، ويجلو البصر اكتحالاً به، وينفع من دُوسِنطاريا وانبعاث الدم من كلّ موضع مع الكَثيراء، ويدرّ البول: وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهم. وإذا دُقّ وشرب نفع من نهش الأفاعي. وإن بخر به طرد الهوامّ، ونفع من وجع المثانة واليرقان. «ف» في قرون الإيل: مثله «ع» قرون الإيل قد ذكر مع الإيل، وقد ذكر قرون البقر مع البقر.
* قُرون السُّنْبل: «ع» قيل إنه نوع من السنبل أبيض قتَّال، يوجد مع السُّنْبل. وقيل إنه أصل نبات خانق النمر. «ج» هو دواء قتَّال يقارب البِيش، من سُقي منه بال دمًا، واسودّ لسانه، واختلط ذهنه، ويداوَى بالقيء، ثم يسقى مثقالاً من الكافور مع ماء الورد وماء الرمان وماء البقلة الحمقاء، مبرَّدًا بالثلج مع الجُلاب، أو مَخيض البقر مع قرص الكافور، ويسقَى اللبن الحليب، ويسقى من سَويق التفاح الحامض، وسويق الشعير بماء الثلج والجلاب والبطيخ الرَّقيّ وماء الشعير، ويضمد كبده وقلبه بالأضمدة المبردة، كالصندل والكافور وماء الورد ونحو ذلك.
* قَرْوَل: «ع» وقَرْوَاليون: هو البُسَّذْ، وقد تقدم ذكره في حرف الباء.
* قُرَّيْص: «ع» هو الأنجرة. وقد ذكرت الأنجرة في حرف الألف.
* قَرْنُوة: «ع» قال قوم إنها الهَرْنُوَة والقَرْنُوَة أيضًا: حشيشة. وقيل: هي عشبة يضرب ورقها إلى الحمرة. وقيل: خضراء غَبْراء على ساق، لها ورق كالسُّنْبُلَة. وقال آخر: هي عُشبة يطولُ ورقُها كورق الحَنْدَقوقا. وقيل إنها الإنجبار.(1/469)
* قِرْطاس: «ع» متى قيل قِرْطاس فإنما يراد به القِرْطاس الأحمر المحرَق، الذي كان يصنع قديمًا بمصر من البَرْدِيّ، وقد ذكر البَرْدِيّ في حرف الباء. «ج» أجوده المصريّ النقيّ البياض، لأنه معمول من البرديّ، فهو مع برده لا يضرّ بالكُلَى، ومحرَقه يمنع نزف الدم، وينفع السَّعفة والرُّعاف، وينقِّي قروح المعدة إذا شرب منه درهم، وينفع من قروح الرئة مع السرطانات النهرية المطبوخة. «ف» أجوده المصريّ المحرَق. وهو بارد يابس، ينفع من قروح الصدر والرئة والمقعدة. الشربة منه: درهم ونصف. «ز» وبدل القِرْطاس المحرَق: البرديّ.
* قِرْفة القرنْفُل: «ع» هي قِرفة الطِّيب. وهي قشور شجرة القِرْفة. والقرفة: قشور كل عود وشجره، وقوّته قريبة من القرنفل. وهي قشور غلاظ في لون القرفة، ولها طعم القَرَنْفُل من غير حلاوة، والدارصيني وإن كانت أحلى من القرنفل. وهي حارّة يابسة في الدرجة الثانية، وقيل في الثالثة، وقيل إنها معتدل في الحر والبرد.
* قِرْفَة الدارصينيّ: ذُكر القرفة من جملة الدارصينيّ. «ف» قرفة الدارصينيّ ضرب من الدارصينيّ أنبوبيّ الشكل، أجوده الأحمر اللون، الطيب الطعم. وهو حارّ يابس في الثالثة، ويقوّي الأعضاء الباطنة، وينفع الجرب والقوباء طلاء، ومن أمراض العصب والورك الباردين من بلغم.(1/470)
* قُسْط: «ع» القُسْط ضربان: أحدهما الأبيض المسمَّى البحْريّ، والآخر الهنديّ، وهو غليظ أسود خفيف، مرّ المذاق. وهما حارّان يابسان في الدرجة الثالثة. والهنديّ أشدّ حرارة، وهما منشفان للبلغم الذي في الرأس، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وبردهما. والقُسْط الأبيض فيه منفعة عظيمة من الأوجاع العتيقة، التي تكون في الرأس من الإربدة، ويطرح الريح المخدرة للدماغ إذا استعط به بماء المطر، أو طبخ بسمن عربيّ، وهو سمن المعز أو سمن البقر. وإن تدخن به في قِمع قتل الولد، وأدرّ الحيض، وإذا نثر على مقدم الرأس نفع من النزلات الباردة، ويسخن الدماغ. وإذا تبخر به نفع من النزلات أيضًا، ومن الوباء الحادث من التعفن. وإذا تضمدت به مواضع الأوجاع الباردة سكنها، في العضل أو في المفاصل. وكذلك دُهنه إن قطر منه في الأذن سكن أوجاعها الباردة، وفتح سددها. وإذا سحق وعجن بالعسل وشرب نفع من أوجاع المعدة والمغص، ومن أوجاع الكُلى، وفتت الحصاة المتولدة فيها، وإذا شرب بالسَّكنجبين نفع من حمى الربع. وإذا لعق بالعسل نفع من البُهْر. وإذا طلي به البهق والنمش والكلف معجونًا بالعسل أو بالخل أو بالقطران، حسبما توجبه العلة، أزالها. وينبت الشعر في داء الثعلب. ونفعه في تقطع الأخلاط اللزجة، وفي النفع من الأدواء المتولدة عنها قويّ جدًّا. وهو جيد للزكام البارد إذا بخر به الأنف. ودهنه ينفع العصب، وينفع من الخدَر والرعشة. ومنه صنف ثالث، وهو يقتل، ولونه لون الخشب، ورائحته ساطعة. «ج» مثله وقال: والمختار من القُسْط هو الأبيض البحريّ. والثاني أسود هنديّ خفيف. والثالث صنف رائحته رائحة الصِبر، وهو إلى السواد. والروميّ من هذه الأصناف له رائحة ساطعة. وأجوده الأبيض الحديث الممتلئ غير المتآكل، يلذع اللسان. ثم الهنديّ الأسود الخفيف. وهو يغشّ بأصول الراسَن الصلبة. وهو لا يَحذِي اللسان، ولا رائحة له قوية. والقُسْط حارّ في(1/471)
الدرجة الثالثة، وقيل في الرابعة، يابس في الثالثة، ينفع كل عضو يحتاج إلى إسخان، ويجتذب الخلط من عمق البدن، ويجلو الكلف من الجلد لَطوخًا بالعسل، وينفع من استرخاء العصب وعرق النَّسا ضِمادًا، ويدرّ الحيض شربًا وتبخيرًا في قمع، ويدرّ البول، ويخرج حب القَرَع والديدان، ويحرّك الطبع بشراب، ويقوّي على الباءة، وينفع من النافض ومن النهوش كلها بشراب وأفسنتين. وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهم. ويقتل الأجنَّة، ويملأ الدماغ بخارًا إذا شمَّ، ويبدل بنصف وزنه عاقر قرحا. «ف» دواء حبشيّ معروف. وهو ثلاثة أصناف، أجوده الهنديّ المرّ الحادّ الطعم. وهو حارّ في الثالثة، يابس ينفع من استرخاء الأعصاب. ويقوّي الكبد والقلب، وينفع من الفالج وأوجاع المفاصل والأوراك وعرق النسا شربًا وطلاء بماء الصبر. والشربة منه: إلى درهمين «ز» بدله: نصف وزنه من جوز شجر القِطران.
«ع» والقُسْط الهنديّ: هو الأسود الحلو. والقسط العربيّ: هو الأبيض المرّ. والقسط الشامي: هو الراسَن.
* قِسُوس: «ع» يعرف بحبل المساكين، وهو أصناف كثيرة، وقال: هو شبيه اللَّبلاب الكبير، الذي يعرش على الأشجار وغيرها، وفي المنازل، وهو غير معروف في اليمن، فأضربنا عن ذكره.
* قَسْب: «ع» هو تمر صغير النوى، طيب الطعم جدًّا، لونه أحمر إلى البياض.
* قُشور: «ع» منها قشور النحاس، وهي نافعة لأشياء كثيرة. ومنها قشور الحديد، وقشور السابرقان، وقشور المسامير. وجميع القشور تجفف تجفيفًا شديدًا. والفرق بين بعضها وبعض أنها تجفف أكثر وأقل. وقشور المسامير تجفف أكثر من الجميع، لأنها ألطف من غيرها من أنواع القشور، وذلك لأن فيها مع هذا زِنجارية. وأما قشور الحديد فالقبض فيها أكثر، وهي في قشور السابرقان أكثر. والسابرقان: هو الحديد الذي صلُب جدًّا، وهو أنفع للجراحات الخبيثة من قشور النحاس، وقشور النحاس تنقص اللحم وتذيبه أكثر من قشور الحديد والسابرقان.(1/472)
* قشور الجَوز: «ج» الأخضر الخارج إذا طبخ وعمل منه رُبّ نفع من الخوانيق التي من رطوبة وبلغم. وقشر الجوز الصلب إذا أحرق جفف رماده القروح تجفيفًا جيدًا من غير لذع.
* قُشُور الأُتْرُجّ: «ج» حارّ يابس في الدرجة الثالثة، إذا مضغ أزال رائحة الثُّوم، وإذا أكل قوّي الأحشاء الباردة. وقدر ما يؤخذ منه: إلى أوقية. وهو يحلِّل الرياح إذا أخذ منه مقدار يسير، وإن أكثر منه أضر بالكبد والمعدة، ويصلحه العسل.
* قِشْر الكُندُر: «ج» حارّ يابس، وفيه قبض قويّ. إذا نثر على الجراحات ألحمها، وإذا نثر على القروح العسرة البرء أبرأها. وبدل قشور الكُندُر مثلاه من الكُندُر، عن بعضهم.
* قُشور أصل الكَرَفْس والرازِيانَج: «ج» حارّ يابس في الدرجة الثانية، مفتِّح للسُّدد، مُدرّ للبول. وأصل الكرفس في ذلك أقوي من أصل الرازيانَج.
* قِشر أصل الكَبر: «ج» فيه مرارة وحدّة وقبض. وهو حارّ يابس، يجلو وينقى ويقطِّع ويكثِّف ويجمع، وينفع من أوجاع الطحال إذا شرب منه إلى درهم بسَكنْجَبين، ويقطِّع الأخلاط الغليظة اللزجة، ويخرجها بالبول والإسهال، ويدرّ الحيض. ويطلى به عِرق النَّسا مع السَّكنجبين، فيسكن ألمه. ويضمد به الطِّحال مع الخلّ فينفعه، ويجفِّف القروح العتيقة إذا نثر عليها تجفيفًا قويًا.
* قِشر أصل الرمان: «ج» بارد يابس. يقتل الدود وحبّ القَرَع. وقشر الرمان الحامض منه بارد يابس في الثانية. والحلو بارد رطب، ينفع من الأورام الحارة، والورد ينضج ضِمادًا.
* قِشْر البَيض: «ج» إذا غسل وسحق ناعمًا يجلو بياض العين، ويقوّيها، وينشف دمعتها، ويمنع المواد المنحدرة إليها، وينفع من قروحها وبثرها، وإذا طلي به الكلَف مع بزر البطيخ قلعه.
* قِشر القَصَب الفارسيّ: «ج» المحرَق منه حارّ يابس في الدرجة الثالثة. ينفع من داء الثعلب، ويجلو الأوساخ، والبياض الحادث في العين.(1/473)
* قِشْمِش: «ع» هو الكِشْمِش. وهو زبيب صغير لا نوى له، وسيذكر في حرف الكاف. «ج» ألطف من لحم الزبيب وأجود. ومنافعه تقارب منافع لحم الزبيب.
* قَصَب: «ع» هو أصناف كثيرة: مصْمَت، ومنه يعمل النُّشّاب. وغير مصمت، وهو المعروف. ينبت على شطوط الأنهار. أصله إذا تضمد به وحده أو مع بصل الزِّيز جذب من عمق البدن أزِجَّة النُّشَّاب، وشظايا الخشب والقصب وما أشبه ذلك، وإذا تضمد به مع الخل سكن وجع انفتال العصب، ووجع الصلب، وإذا دقّ ورقه وهو طريّ ووضع على الحمرة وعلى الأورام أبرأها. وزهر القصب إن وقع في الأذن أحدث صممًا، ولحِج فيها جدًّا، والندى الذي ينزل على القصب ينفع من بياض العين، وإذا فرش ورقه في بيوت المحمومين غَضًّا، ورشّ عليه الماء البارد، برد وكسر حدّة الهواء، ونفع ذلك بمعونته في تبريد الهواء إلى العليل، وإذا أحرق الأصل وأديف بمثله حناء، وخضب به الرأس، شد أجزاءه، وغلق مسامَّه، وأعان على إنبات الشعر. «ج» القَصَب هو شديد التبريد، ورماده حارّ يابس في آخر الأولى وأول الثانية. وفي أصله جِلاء يسير بغير حدّة، وكذلك ورقه، وأصله مع البصل يجذب السُّلاّة، وهو يدّر البول والطمث، وينفع من لدغ العقارب.(1/474)
* قَصَب الذَّرِيرة: «ع» ينبت في بلاد الهند. وأجوده ما كان لونه ياقوتيًا متقارب العُقد، وإذا هشم ينهشم إلى شظايا كثيرة، أنبوبية ملأى من شيء لونه إلى البياض ما هو شبيه بنسج العنكبوت، لزج إذا مضغ، قابض فيه حرافة، إذا شرب أدر البول، وإذا طبخ مع بزر الكَرَفْس وافق من به حَبَن، ومن كانت في كلاه عِلة، والذين بهم تقطير البول، وشدْخ العضَل، ويدرّ الطمث شربًا واحتمالاً، ويبرئ من السعال إذا تُدُخن به وحده أو مع صمغ البُطْم. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية. «ج» مثله. وقدر ما يؤخذ منه: درهم. «ف» ينبت بين جبال نهاوند، فإذا عَفِن صار ذَريرة. وهو حارّ يابس ينفع من ورم الكبد والمعدة، خصوصًا مع العسل. الشربة منه: درهم. وقيل إنه يفتح سُدد الكبد إذا صير في أقراص البزور منه وزن مثقال، أو شرب وحده في السكنجبين، ويقوّي المعدة إذا استعمل معجونًا بالعسل، ويزيد في شهوة الباءة، ويقوّي الذَّكر. «ز» وبدل قصب الذريرة: نصف وزنه سَليخة.
* قَصَب السُّكر: «ع» هو لطيف، ملائم للبدن، نافع من الخشونة التي تعرض في الصدر والرئة والحلق، ويجلو الرطوبة اللطيفة المتولدة فيها، ويدرّ البول، ويولد نفخًا، ولا سيما إذا أخذ بعده الطعام. وهو ملين للطبيعة، واستعماله لتهييج القيء صالح إذا شرب على أثره ماء فاتر وتَهَوَّع بريشة طويلة قد غمست في دهن شَيْرج. وهو حارّ باعتدال، يدرّ البول، ويذهب بالحُرقة الكائنة عند خروجه، وينفع من السعال، ويقطع الالتهاب العارض في المعدة، برطوبته ولطافته، وينقي المثانة. والقَنْد: ما يجمد من عصيره. وعسل القصب: هو عصارته مطبوخة. «ج» قصب السكر: هو في طبع السكر، وأشد تليينًا منه، وأجوده الحلو الغزير الماء. وهو حارّ رطب في الأولى.
* قَضْم قُرَيش: «ع» ويقال قَمل قريش، وهو حبّ الصنوبر الصغار. وقد ذكر في حرف الصاد.(1/475)
* قُطْن: «ع» القطن: حارّ رطب اللباس، وهو جيد الإسخان، ناعم ما دام فيه طراوة، لأنه يتلبَّد. ودهن حبه نافع للكلَف والنمَش والخُراجات الحارة الحادثة في الوجه، وإذا أحرق القطن البالي وحُشِي بحُراقته الجراح قطع دمها وَحِيًّا، وإذا ألصق على الدماميل قطع ما فيها ونقاها، لأن من خاصيته اجتذاب المواد من عمق البدن. وإذا عملت منه فتيلة وأوقد طرفها ثم كُوي بها الثآليل المسمارية قلعها وَحِيّا. وإذا شَمّ دخانَه المزكوم نفعه. وثياب القطن أدفأ من الكتان، تربّي اللحم، حارّة لينة، معتدلة في الحرارة واللين، وهي أفضل لمن كان مزاجه مائلاً إلى البرد. والقطن البالي يأكل اللحم الميت من الجراح إذا وضع عليه. «ج» القطن: يسمَّى الكُرْسف والبِرس والطُّوط والعُطْب. والحديث منه يسمى القَوْر، والعتيق يسمى القَضْم. وحبه حار، والثياب التي تتخذ منه مسخنة، فإن كانت ناعمة أسخنت ونعمت، وإسخانها أكثر من الإبْرَيْسَم. والخِشنة تهزل البدن، وكذلك التي لها زِئِبر من ملابس الشتاء. وهي تضرّ بالمحرورين، ويصلها الكتان من تحتها.(1/476)
* قَطَف: «ع» هو السَّرْمَق بالفارسية، وهي بقلة معروفة. بريّ وبستانيّ. مزاجها مزاج بارد في الدرجة الأولى، رطب في الثانية، مائيّ كالمُلوكية، ترطب وتبرد. وبزر القَطَف يجلو، وينفع من به اليَرَقان. والقَطَف جيِّد الغذاء، نافع لأصحاب الأكباد الحارة، يغذو غذاء باردًا رطبًا لزجًا، وهو صالح للمحرورين والمحمومين، وهو سريع النزول، ولا يحتاج أصحاب الأمزجة الحارة إلى إصلاحه، لا سيما إذا طبخ بالزيت. وهو رديء للمعدة، يولد رياحًا غليظة نافخة. وبزره صالح للأورام الحارّة، إلا أنه من السَّمام القاتلة إذا أخذ منه بغير تقدير، وإن شرب منه وزن درهمين بماء وعسل قيأ مِرّة صفراء. وإذا غمست الأيدي الجرِبة الصفراوية في ماء طبيخه وهو حارّ نفعها. وإذا اكتحل ببزره مع مثله سكرًا مسحوقين نفع من جرب العين. وخاصته: التحليل لأورام الحلق، ويلين الصدر أكثر. وإن تلطخ بورقه في الحمام مرضوضًا نفع من الحكة. وإذا غسلت ثياب الخز والحرير الوسخة بماء طبيخه أزال وضرها، من غير أن يضرّ بالألوان «ج» هو السَّرمَق. وهو رطب في الدرجة الرابعة، وقيل إن بزره في الأولى. وهو يحدر ويلين الطبع، وينفع من الحمى المحترقة واليرقان. وإن طيب بمُريّ وزيت أسهل، ونفع فم المعدة. وبزره يقيء. «ف» بارد في الأولى، رطب في الثانية، ينفع من السعال اليابس، والأورام الحارّة، ويستعمل منه: قبضة.(1/477)
* قطِران: «ع» قد ذكر في حرف الشين في رسم شَرْبين. «ج» هو دُهن شجر منها الشَّرْبين واليَنْبوت والعَرْعَر والعُتُم والتألَب. ويميز هذا الدهن بالصوف كما يميز الزفت. وأجوده الذي من العَرْعَر. وأردؤه الذي من التألب. وهو حارّ يابس في الرابعة، وقيل في الثالثة، يُحْمِي ويَكْوي، وينفع من القَمْل والصِّئبان، ويقتلهما حتى في المواشي، ويقوّي اللحم الرَّخْو، وينفع من الجرب، حتى من جرب ذوات الأربع، وينفع من داء الفيل والدوالي والاستسقاء لَطوخًا، ويسكن الصداع البارد طِلاء للرأس، وينفع الأسنان المتآكلة، ويُحدّ البصر، ويجلو آثار القروح في العين. والحقنة به تقتل الدود، وإذا لطخ به الذكر قبل الجماع منع الحبل، ويضمد به على نهشة الحية المقَرّنة، ويسقى بالشراب لمن سقي الأرنب البحريّ. وهو يحفظ جثة الميت، والتحمل به يفسد الجنين، وثمرة شجرته رديئة، تفسد المنيّ. «ف» يسيل من شجرة الشَّرْبين. وهو من جنس الصنَّوبر الشديد السواد، الطيب الرائحة. وهو حارّ يابس في الرابعة، ينفع من الصداع البارد طلاء، ومن قروح الرئة والصدر. الشربة: أربعة دراهم.
* قَطا: «ع» عظام القطا إذا أحرقت وأخذ رمادها وأغلي بزيت إنفاق وطلي به على رأس الأقرع وموضع داء الثعلب، أنبت الشعر فيه. مجرَّب. ولحمها بارد ليس بحارّ، نافع لمن به سُدَد وضعف في الكبد وفساد في المزاج والاستسقاء، وتولد السوداء، وهي عَسِرة الانهضام، رديئة الغذاء، ويقلل ضررها الدهن الكثير. ولحم القطا وما أشبهها من الطيور التي هي حمراء اللون، يصلحها الخلّ، وأكثر ما تؤكل مَصُوصًا. «ج» ضعيف الحرارة، شديد اليبوسة، إذا سُلقت وصُبّ عنها المرق عقلت البطن. وتنفع من الاستسقاء، وتولد السوداء. «ف» من الطيور معروف، قليل الحرارة شديد اليبس، ينفع من الاستسقاء واستطلاق البطن جدًّا. ويستعمل منه: بقدر الحاجة.(1/478)
* قَطائِف: «ع» القطائف المحشوّة بالجوز ودهنه مسخن مُبَثِّر للفم، إلا أن يُقْشر جوزه. وهو كثير الإغذاء، ويشرب عليه المحرورون السَّكَنْجبين الحامض. والمعمول بالجوز أسرع نزولاً، وأوفق للمشايخ والمبرودين. واللوزية أوفق للمحرورين. وأجودها المختم النضيج، وهو صالح لمدمني الرياضة، ولذات الصدر والرئة، وإذا عمل بلوز وسكر غذَّى كثيرًا، ويبطئ هضمه. وهو يحدث الحصاة في المثانة، ويصلحه الرمان الحلو والسَّكَنجبَين. «ج» ذكر كيفية عملها، وقال فيها مثل قول عبد الله .(1/479)
* قُفْر اليهود: «ع» القفر اليهوديّ بعضه أجود من بعض. والجيد منه ما كان لونه شبيهًا بلون الفِرْفِير، براقًا قويّ الرائحة رزينًا. وأما الأسود الوسخ فرديء، لأنه يغش بزفت. ومنه جنس رطب، يتولد من ماء البحر، وفي غيره من المياه القائمة بمنزلة الزَّبَد، وما دام فوق الماء فهو رطب سَيَّال، ثم إنه يجفّ بعد ذلك، حتى يصير أصلب من الزفت اليابس. وقوّة القفر قوّة تجفف، وتسخن نحوًا من الدرجة الثانية، يُلزِق الجراحات الطرية بدمها، وينفع من إرضاض اللحم، ومن الكسر إذا تضمد به من خارج، ويحلِّل ويلين، ويلوق الشعر النابت في الجفون. وإذا احْتُمِل أو شُمَّ أو تدخن به نفع من اختناق الرحم ولخروجها، وإذا تبخر به نفع صَرْع من به الصَّرْع، وإذا شرب بجُندَبادَسْتر وخمر أدرّ الطمث، وينفع من السعال المزمن، وعُسْر النفَس، ونهش الهوامّ، وعرق النَّسا، وأوجاع الجنب. ويقوّي الأعصاب، وينفع من بياض الأظفار لَطوخًا، وينضج الخنازير، ويُطْلَى على القَوابي. وينفع من قروح الرئة، يعين على النفْث، ويخرج المِدّة من الصدر. وينفع من أمراض اللوزتين، ومن الخُناق. وينفع من صلابة الرحم. «ج» هو قِطع سود متفرَّكة خفيفة، إذا مُضغت خرج منها طعم القار، ومنه يقع من بعض الجبال، ومنه ما يطفر على الماء، أجوده الفِرْفِيريّ البَصّاص. وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من الجرب والبهق، ويأكل اللحم الزائد، وكذلك ينفع من النهوش كلها إذا سقي بشراب. والشربة منه: درهمان. «ع» وهو أعلى من المومِياء في دَمْل الجراحات والقروح. وبدله عن أمين الدولة: زِفْت رَطْب، وهما متقاربان في التجفيف وإلزاق الجراحات.(1/480)
* قُلْقاس: «ع» هو شجر ينبت على المياه، وله ورق كبير أملس، يشبه ورق الموز، إلا أن ظاهره إلى الحمرة، وداخله أبيض كثيف مكتنز مشاكل للموز، وطعمه فيه قبض مع حرافة، قوّته تدل على حرافته ويبسه. وهو يابس في الأولى. وإذا سلق بالماء زالت حَرافته جملة، واكتسب ما فيه من القبض اليسير لزوجة مُغَرِّبَة، ولذلك صار غذاؤه غليظًا بطيء الهضم، ثقيلاً في المعدة، وفيه تقوية لها، معينة على حبس البطن، إذا أخذ منه مقدار لا يثقل على المعدة. وينفع من سُحُوج الأمعاء للزوجته وتغريته. وهو يزيد في الباءة ويسمِّن، وإدمانه يولد السوداء. «ج» حارّ رطب في الأولى. وقيل إنه معتدل الحرّ رطب في الثانية، يزيد في الباءة. «ف» حارّ يابس في الأولى، مفتت لحصاة الكُلى والمثانة، وينفع الإسهال، ويشرب منه: درهمان. وأظنه يعني من بزره أو من عُصارة ورقه، ولم يذكر أصله.(1/481)
* قِلْقِل: «ع» القِلْقل له حبّ كحبّ اللُّوبياء، حلو يؤكل، والسائمة حريصة عليه، ومنابته الغليظ والجَلَد من الأرض. وحبّ القِلْقل مُهيج على النكاح، يأكله الناس لذلك. ويقال قِلْقل وقِلْقِلان وقَلاقِل. وهو أحمر بطون الورق وظهورها. وإذا جَفّ حملها ثم هبت عليه الرياح كان له جرس وزَجَل، ويكون حبه نحو نَوَى القُرْطم في القَدر، ولونه أغبر، وطعمه حلو، وفيه لدونة، ويزدرع حبه في العراق على السواقي. وهو حارّ رطب، يزيد في الجماع، وخاصة إذا خلط بسمسم، وعجن بعسل الطَّبَرْزَذ وفانيذ، وإن قلي فهو أحمد، والإكثار منه يُتخم. وقال: حارّ في الثانية، زائد في الباءة، وإن تُنُقِّل به على الشراب صدّع، وليس خِلْطه برديء، وخاصة إذا قُلِي. «ج» القِلْقل: هو بِزر الرمان البريّ. وهو كالفُلْفُل الأبيض، أكبر من القرطم، ليس بخالص الاستدارة، بل هو قريب من حبّ اللوبياء، ينكسَر عن لُبّ طيب الطعم حلو، وقيل إن أصله هو المُغاث. وهو حارّ رطب. وقيل يابس. وهو يقوّي الأبدان المسترخية. والمقلوّ منه أخفّ، وهو يسمِّن، وإذا أضيف إليه السمسم والعسل السكريّ زاد في الباءة. «ز» مثله. والشربة منه: درهمان.(1/482)
* قَلِيمياء: «ع» قليمياء النحاس يكون في الأتاتين التي يذاب فيها النحاس وقد يكون من الفضة عندما تخلص في معادنها هذا التخليص. وإذا أذيب حجر المَرْقَشِيثا كان أيضًا قليمياء. وقد توجد الإقليمياء من غير أتُّون في جزيرة في قبرس، في الماء. وهذا أفضل أنواع القَلِيمياء. ومن القليمياء الموجود في الأتُّون نوع يقال له العُنقوديّ، ويجتمع على بيوت الأتاتين، ومنه الصفائحي، وهو الذي يجتمع في أسافل البيوت. وقوّة القليمياء قابضة. وهو يملأ الجِراحات المتعفنة، وينقِّي أوساخها، وقد يُغَرِّي ويجفف، وينقص اللحم الزائد، ويَدْمُل القروح الخبيثة. والصنف العُنقوديّ والظُّفْرِيّ يصلحان لأدوية العين، وسائر الأصناف للمراهم والذَّرورات، التي تَدْمُل القُروح والجراحات. وقليمياء الفضة أشد بياضًا، وأخفّ وأضعف قوة من الذي وصفناه. «ج» إقليمياء قد يتخذ الإقليمياء من الفضة والذهب، ومن النحاس والمرقشيثا، وهو ثُفْل يعلو السبك أو دخان، والذي يرسب صفائحيّ. وينبغي أن يحرق عند مداواة العين. وهو أن يجعل في كُوز فَخَّار جديد، ويطين رأس الكُوز ويجعل في التَّنُّور. وأجوده الرقيق الشبيه بالمَرْداسَنْج. وهو معتدل في الحرارة والبرودة، يابس. وهو أبرد من إقليمياء الذهب، وفيه مع تجفيفه جِلاء باعتدال. أعني إقليمياء الفضة، وفعله ذلك في الأبدان المعتدلة دون الصُّلْبة اللحم، وينفع من الجرب والقروح الرطبة في البدن، وفي العين ذَرورا، وفي المراهم. وينبت اللحم في الجراحات. والذهبية ألطف من إقليمياء الفضة. وتغسل وتحرق كما تحرق إقليمياء الفضة. وأجودها العُنقوديّ اللاَّزَوَرْدِيّ اللون، الطريّ. وهي معتدلة في الحرارة والبرودة، يابسة في الدرجة الثالثة، تملأ الجِراحات، وتنقي أوساخها، وتأكل لحومها الزائدة، وتَدْمُل القروح الخبيثة، وتنفع من ابتداء الماء في العين، وتجلو بياضها وتقوّيها، وتنفع قروحها إذا غسلت، وتحفظها بغير لذع. «ف» إقليمياء:(1/483)
يؤخذ من الذهب والفضة والنحاس، أجودها الصفائحيّ الذي يرسب في الماء. وهو بارد في الأولى، يابس في الثانية، يجفف القروح الرَّطْبة، وينقيها بلا لذع. ومقدار شربته: نصف درهم. «ز» وبدل إقليمياء الذهب: إقليمياء الفضة، إلا أن نفعها أقل من نفع إقليمياء الذهب.
* قَلَفُونِيا: «ع» هو صمغ الصَّنوبر، وهو الراتينَج في عَلَك الصنوبر، وهو أحد أصنافه الثلاثة، وهو المطبوخ بالنار الصُّلْب. وإذا أذيب بالنار وصبّ عليه مثله من زيت البِزر، وضمدت به الثآليل المتدلية في المقعدة، التي أعيت الأطباء، نفع منها وأبرأها، يُتوالى عليها بذلك إلى أن تَسقط. وينفع هذا الدهن من شُقاق الكعبين، وإذا بُلَّت فيه خِرَق وجففت في الشمس، ودَخَّن بها صاحب الزكام البارد أزاله وَحِيًّا، وإذا بَخَّر به صاحب الحمَّى المزمنة أبرأها، وإذا سُحِق وشرب منه وزن مثقال في بيضيتين على الريق، نفع من السعال والربو وقروح الرئة.
* قِلْى: «ع» هو شبّ العُصفُر. وهو يتخذ من الحَمْض، وأجوده ما اتخذ من الحُرُض، وهو قلى الصباغين، وسائر ذلك للزجَّاجين. وهو حارّ في الدرجة الرابعة. ومنافعه كمنافع الملح إلا أنه أحدّ من الملح، وينفع من البهَق، وينفع من الجرب، ويأكل اللحم الزائد. «ج» أجوده ما اتخذ من الأُشْنان، وقد يتخذ من أطراف الرِّمِث. وهو حارّ يابس محرق أكَّال، أقوى من الملح. وينفع من الجرب والبهق واللحم الزائد. «ف» هو أُشنان محرَق، أجوده الحديث الحادّ الرائحة. وهو حارّ يابس جدًّا، يسهل الماء الأصفر، ويدرّ البول والطمث، ويستعمل منه: دانِقان. وينفع الجرب والقوباء والبهق والكَلَف والنَّمَش طِلاء، وإكثاره يحرق الجلد، ويأكل اللحم.(1/484)
* قَلْب: «ع» لحم القلب بطيء الهضم، ليس بجيد الغذاء ولا لذيذه. والأجود إلا يؤكل، فإن أكل فليؤكل مع شحم كثير مَطجَّن بالمُرِّيّ، ويكبب تكبيبًا رقيقًا، مقلوًّا في دهن الخلّ أو دهن اللوز. وأجود القلب ما كان من حيوان صغير السن. وهي حارّة يابسة صلبة، صالحة لأصحاب الكدّ. وإذا استحكم انهضامها غَذَّت غذاء كثيرًا، وينبغي أن يعمل بالخلّ والمُرِّيّ والفُلفُل والكَمون والصَّعتر، ليسهل انهضامها. «ج» مثله.
* قَمْل: «ع» إذا أخذت قملة رأس ووضعت في ثَقْب فُولة وسقيت لصاحب حمى الربع، نفعت منها. مجرَّب.
* قَنْطُورْيُون كبير: «ع» أصل هذا النبات في طعمه مذاقة مختلفة حدّة وحرافة وقبضًا، مع شيء من حلاوة يسيرة. وهو يدرّ الطمث، ويخرج الأجنة الميتة، ويفسد الأجنة الحية، ويخرجها، ويَدْمُل الجراحات، وينفع من نفث الدم. ومقدار الشربة منه: مثقالان. وإن كان الذي يشربه محمومًا شربه بماء وإن كان غير محموم شربه بشراب. وينفع من الهَتْك والفَسْخ العارض في العضَل، وضيق النفَس، والسعال العتيق، والربو ونفث الدم من الصدر، والمغص وأوجاع الأرحام. وإذا حكّ وصُيِّر في شكل فرْزَجة واحتمل في الرحم أدرّ الطمث، وأخرج الجنين. وعصارته تفعل ذلك.(1/485)
* قَنْطُورْيُون صغير: «ع» شبيه بالفوذنج الجبليّ، وله ساق طولها أكثر من شِبْر مُزَوّاة، وزهر أحمر إلى لون الفِرفير، وورق صغار إلى الطول، شبيه بورق السذاب. وثمره وشبيه بالحِنطة، وأصل صغير لا ينتفع به، وطعم النبات مرّ جدًّا، وخاصته: إسهال المرة الصفراء المخالطة للبلغم المخاطيّ. وينفع من أوجاع المفاصل، وعرق النَّسا، ووجع القُولَنج إذا شرب طبيخه، وإذا احتقن به. والشربة منه: وزن مثقالين، فإذا طبخ للحقنة، فوزن خمسة دراهم. وهو يسهل الخام، ويخرج الجنين الميت، وينفع من الكُزاز، وينقي الأعصاب والدماغ تنقية بليغة، وينفع من الصَّرْع نفعًا عجيبًا. «ج» القَنْطُورْيُون: ضربان: كبير وصغير. والدقيق منه يسمي الكَرْفُون، وينبتان في آخر الربيع. والغليظ منه قضبان بيض وصفر في رؤوسها خُضْرة. وشجرة الصغير تشبه الفُوذنج الجبليّ، وورقه كورق السَّذاب، يتخذ من رطبه ويابسه عصارة، بأن يطبخ في الماء حتى يأخذ الماء قوّته، ثم يقوم ذلك الماء. وأجوده الرقيق العِطريّ. وهو حارّ يابس إلى الثانية، فيه جِلاء وقبض يسير، ويقع في حُفْنة عِرْق النَّسا وأوجاع العصب، وينفع من نَفْث الدم وعسر الولادة، وسُدَد الكبد، وصلابة الطِّحال، ويدرّ الحيض. والصغير منه طبيخه يسهل البلغم الخام والصفراء. وقدر الشربة منه: مثقال. وقد يؤخذ من الغليظ درهمان. ويحتقن من مائه للقولَنج من بلغم غليظ. وهو يخرج الجنين. «ف» نوعان: دقيق وغليظ، أجوده الدقيق الحادّ الطيب الرائحة. وهما حارّان يابسان. يسهلان البلغم. ويدران البول والطمث، ويقتلان الجنين الحيّ. الشربة: أربعة دراهم.(1/486)
* قِنَّة: «ع» هي البارْزَذ بالفارسية، وهو صمغ نبات شبيه القِثَّاء في شكله، وأجوده ما كان شبيهًا بالكُنْدُر، وكان متقطعًا نقيًا، متدبقًا باليد، ليس فيه كثير من الخَشَب، ولكن فيه شيء يسير من بِزر نباته. وخشبه ثقيل الرائحة، ليس بمفرط الرطوبة، ولا مفرط اليبس. وهو يغشّ براتينَج يخلط به، ودقيق باقلاء وأُشَّق. وقوّته ملينة محللة، مسخنة جاذبة. وهو من الإسخان في الدرجة الثالثة عند مبدئها. وفي الثانية عند منتهاها، وإذا احتملته المرأة أو تدخنت به أدرّ الطمث، وأحدر الجنين. وإذا تضمد به مع الخلّ قلع البثور اللينة، وقد يؤخذ للسعال المزمن، وعسَر النفَس والربو وخَضْد العضل وأطرافها، وإذا شرب بالشراب أخرج الأجنة الموتى، وإذا استنشقت رائحته نَعَشت المصروعين، ومن عرض له اختناق في الرحم. وإذا وضع على السنّ الوجِعة المتآكلة سكن وجعها. وهو يدفع ضرر سُمُوم الحيَّات والعقارب، ومن أجل ذلك يصير في التِّرياقات. وهي تفسد اللحم، وتقلع العَدَسات، وتنفع الصُّداع والأوجاع الباردة في الأذن، وتحلل أورامها وأوجاعها بلا أذى إذا حُلَّت في دهن السَّوْسَن، وفُتِّرَ وقطر فيها. وهي تقاوم كل سم دون مقاومة السَّكبْينج. والقِنة يسقى منها وزن درهمين بالماء للبواسير، فإنه يبرئه. فإن سقي ثلاث مرات لم تعد إليه البتة، ولا يصلح أن يستعمل في محرور، وإذا حلت بعسل ولعقت فتحت سُدَد الكُلَى، وفتت الحصى المتولد فيها، وتسهل الولادة، وتسقط المَشِيمة والجنين بالتدخين بها في قِمَع. والشربة منه: كالشربة من السَّكبينج. وهي تحلل الرياح، وتفسد اللحم، وتنفع من الإعياء والكُزاز، وتجلو الكلف. وبدلها: وزنها من السَّكبينج، ونصف وزنها من صمغ الجاوْشِير. وقال في القانون: بدلها: وزنها سَكبينج. وقال: «ز» بدلها: سَكبينج وزنُها، أو صمغ جاوْشير وزنها ونصف وزنها. «ج» هو البارْزَذ، وهو صمغ. وهو صنفان: زَبَديّ خفيف الوزن أبيض، والآخر أكثف وأثقل. وهو(1/487)
حارّ في الثانية. وقيل في الثالثة. ومنافعه كما ذكر عبد الله . «ف» من الصموغ. وهي بريّة وبحرية وجَبَلية. أجودها الصافي القويّ الرائحة. حارّة في الثالثة، يابسة في الثانية، تنفع من الصُّداع والصَّرْع والسَّدَر والسُّعال. والشربة: نصف أوقية.
* قِنَّب: «ع» القِنَّب: نبت يعمل منه حِبال قوية، وله شجر منتن الرائحة، له قضبان طوال فارغة، وبزر مستطيل يؤكل، وإذا أكثر منه قطع المنيّ، ويطرد الرياح، ويحلل النفخ، ويجفف تجفيفًا بليغًا، وقد يعتصر منه دهن ويستعمل في وجع الأذن عن سُدّة، وهو رديء الخلط، قيل الغذاء، حارّ في الدرجة الثانية، يابس في الأولى، منشف لرطوبة المعدة، قاتل للديدان، منقّ للدماغ إذا استعط بمائه، ومنه صنف برّيّ يشبه ورقه ورق الخِطْمِيّ، وقشره يعمل منه الحبال، وأصوله إذا طبخت وضمد بها الأورام الحارّة، والأعضاء التي قد تحجرت فيها الكيموسات، سكن الأوجاع وحلل الكَيموسات. ومن القِنَّب نوع ثالث يقال له القِنَّب الهنديّ، ويزرع في البساتين، وهو يسكر جدًّا إذا تناول منه قدر درهم، وأكثر ما يستعمله الفقراء، فقد يخرجهم إلى حدّ الجنون، وربما قتل، وإذا خيف منها أو أكثر منها مكثر فليبادر بالقيء بسمن وماء سخن، حتى ينقي المعدة منه، وشراب الحماض نافع لهم، غاية في ذلك. «ج» قِنَّب: منه بستانيّ وبريّ. وبزر البستانيّ هو الشَّهْدَانَج. والبريّ شجر يخرج في القِفار على قدر ذراع، يغلب على ورقه البياض. وثمرته كالفلفل، يشبه حبّ السُّمْنة، ويعتصر عليه دهن، وطبيخ أصول البريّ منه ضماد للأورام الحارّة والحمرة، وعصارته لوجع الأذن. «ف» نبات معروف، بريّ وبستانيّ، أجوده أصوله وعصارته. وهما حارّان يابسان، تنفع عصارته من وجع الأذن، وطبيخ أصله من الأورام الحارّة. وبزره يطرد الرياح ويجفف. والشربة منه: سبعة دراهم.(1/488)
* قِنْبِيل: «ع» القنبيل يشبه الرمل، وتعلوه صفرة، وفيه قبض شديد. وهو حارّ يابس في أَول الدرجة الثانية، يجفف تجفيفًا قويًا. ويقال إنه أحد الأمنان الساقطة من السماء. وينشف الرطوبات من القروح الرطبة، والبثور التي تطلع في رؤوس الأطفال، وإذا شرب مسحوقًا أخرج الدود وحبّ القَرَع من البطن، وأسهل الطبيعة. «ج» هو بُزور رملية، يعلوها حمرة دون حمرة الورس. وأجوده الأصفر. وهو حارّ يابس في الثالثة. وقيل رطب، وفيه قبض شديد. وهو يقتل الديدان وحبّ القَرَع ويخرجها. وقدر ما يشرب منه: إلى درهمين. وينفع من الجرب والسَّعفة منفعة بينة. ويصلحه الشيح الأرمنيّ. «ف» مثله. وهو ينزل من السماء. ومنافعه كما تقدم ذكرها.(1/489)
* قُنْفُذ: «ع» القنفذان كلاهما: البريّ والبحريّ، إذا أحرق بدن كل واحد منهما جملة، صار منه رماد يجلو ويحلِّل ويفني اللحم الزائد. ويستعمل في مداواة الجراح الوسخة، والجراحات التي ينبت فيها اللحم الزائد. ويقال إن القنفذ البريّ إذا جفف وشرب نفع المجذومين، ومن به سوء مزاج قد تمكن منه، وينفع من السَّحج وعلل الكُليتين ومن به استسقاء، ويحلل ويجفف تحليلاً وتجفيفًا شديدين. والقنفذ البحْريّ طيب الطعم، جيِّد للمعدة، ملين للبطن، مدرّ للبول. ومرارة القنفذ تنفع من انتشار القروح في البدن، وتنفع المجذومين، وإن سقيت امرأة في بطنها ولد ميت مرارته معجونة بشمع، خرج الولد الميت. وإن اكتحل بمرارته أيضًا أبرأ البياض من العين. ولحم القنفذ البريّ نافع جدًّا من الخنازير والعُقَد الصُّلْبة، وينفع من أمراض العصب كلها والسُّلّ، ولمن يبول في الفراش من الصبيان، وهو نافع من الحميات المزمنة، ونهش الهوامّ. «ج» البريّ منه: معروف. والبحْريّ: ضرب من البريّ. وهو حارّ يابس جَلاّء محلل. وزعم قوم أن لحمه يرطب. ولحمه جيد للجُذام، ولمن يبول في الفراش من الصبيان، ولنهش الهوامّ. ومقدار ما يؤخذ منه: خمسة دراهم. «ف» حيوان معروف، بريّ وبحريّ، أجوده البريّ العتيق الكبير. وهو حارّ يابس، ينفع من الجُذام وداء الثعلب، ومن يبول في الفراش. والشربة منه: أربعة دراهم.(1/490)
* قُنْبُرة: «ع» هو طائر معروف، له على رأسه قُنْزُعة شبيهة بما للطاووس. إذا شوي وأكل نفع من وجع القولَنج. وإذا طبخت إسفيذباجًا نفعت من به وجع القولَنج. وينبغي لمن يريد التداوي بها أن يدمن أكلها مرارًا كثيرة مع مرقها، وتشبه العصافير الجَوْسَقية. وسائر العصافير لحمها يمسك البطن، ومرقها يطلق البطن، وهذه تطلق البطن في الأمرين جميعًا. «ج» أجودها السِّمان الشَّتْوية، وهي حارّة يابسة. تعقل البطن، وخصوصًا إذا سلقت وصبّ عليها المرق. ومرقها ينفع من القولنج، وغذاؤها محمود، وليس هو برداءة العصافير، مع أنها تجفف وتضرّ بالرطوبات، ولذلك ينبغي أن تعمل بدهن لوز.
* قَنْد: «ع» هو ما يجمد من عصير قصب السكر.
* قُنَّبِيط: «ع» يذكر مع الكُرْنُب.
* قُندُس: «ع» يقال على الكُندُس. والقندس أيضًا: حيوان معروف.
* قَوانِص: «ع» أجودها ما كان من إِوز حديث سمان. وهي غليظة، كثيرة الغذاء. وقيل إن الطبقة الدّاخلة من القانصة إذا جففت نفعت من أوجاع المعدة، وخصوصًا قوانص الديوك، والتي من الدجاج لا تنهضم بسرعة، وتولد القولَنج إذا أكثر منها. وينبغي أن تنضج جدًّا، ويضاف إليها الملح والمُرِّيّ. «ف» هي معد الطيور معروفة، أجودها الإوز السمين. وهي غليظة جدًّا، والمجففة منها مدقوقةً تنفع من وجع المعدة وتقوّيها. ويستعمل منها: بقدر الحاجة.(1/491)
* قَيْصُوم: «ع» له زَهر ذهبيّ اللون، طيب الرائحة، مع ثُفل قليل مرّ الطعم. وهو صنفان: أحدهما زهره أصغر من الآخر، وورقه دِقاق، وقوّته حارّة يابسة في الدرجة الثالثة، وطعمه في غاية المرارة، والنفع بورقه وزهره، وعوده لا ينتفع به، وإذا سَحَقتهما وأنقعتهما في الزيت، وصبّ ذلك الزيت على الرأس أو على المعدة، أسخن إسخانًا بينًا. وكذلك إذا دلكت به أبدان أهل النافض الكائنة بأدوار. ويقتل الديدان بمرارته، ويقطِّع ويحلِّل أكثر من الأفسنتين. ويضرّ بالمعدة مضرّة شديدة لمرارته. والقيصوم المحرَق: نافع من داء الثعلب، إذا طلي عليه مع بعض الأدهان اللطيفة، كدهن الخِرْوَع ودهن الفُجْل. ويُنبت اللحية إذا أبطأت بالخروج، إذا نقع في دهن الإذخر، أو في أحد الأدهان المذكورة. وثمره إذا طبخ بالماء أو شرب مسحوقًا بماء غير مطبوخ، نفع من عُسْر النفَس الذي يُحتاج معه إلى الانتصاب، ومن خَضْد لحم العَضَل وأطرافَها، وعِرْق النَّسا وعُسْر البول واحتباس الطمث. وإذا شرب بالشراب كان دواء للعقاقير القتالة. «ج» قيصوم: هو البِرِنجاشف. وقيل إنه فِيلجوش، وفيه ملوحة وقبض. وهو طيب الريح، من رياحين البر. وأجوده الحديث. وهو حارّ في الأولى، وقيل في الثانية، وقيل إنه رطب في الأولى. وهو يسهل الصفراء والدود، وزهره أبلغ من الأفسنتين، فيه تفتيح. والمحرَق ينفع من داء الثعلب مع دهن الفُجل، وينفع من إنبات اللحية البطيئة النبات. وهو يدر الطمث، ويفتت الحصى، ودهنه لانضمام الرحم وعُسْر البول، والنافض في الحميات إذا مرخ به، وإذا فرش طرد الهوامّ، وإذا سقي بشراب نفع من السموم. وقدر شربته: مثقال. وهو يخرج الجنين. «ف» قيصوم: نبات. وهو نوعان: أبيض اللون وأصفر، وأجوده الأصفر الطريّ، وهو حارّ في الثانية. يابس في الأولى. ينفع من عِرْق النَّسا المزمن، ويفتت حصى الكُلَى. الشربة منه: درهمان. وبدله في الإسخان والتجفيف، عن أمين الدولة: الفوتَنج.(1/492)
* قِيسُوس: «ج» أصنافه كثيرة. منه شيء يسمى اللاذَن. وهو إما اللاذَن أو مقارب له في أحواله. وهو حارّ، وبعض أنواعه بارد. وصمغه قاتل للقمل جال. وإذا خلط بشراب ومُرّ نفع من تساقط الشعر. وهو يضرّ بالعصب. والبُخُور به يمنع الحبل، والتحمل به يخرج الجنين. «ف» من النبات. وهو أبيض اللون، وأحمر، وأسود. وأجوده الحديث الطريّ الأحمر. وفيه حرارة، وقيل هو بارد يابس يجفف القروح، وينفع من الرعاف والدُّوسِنطاريا. وقيل أصل اللاذَن أو مقارب له. «ع» ذكره في اللاذَن.
* قَيْشور: «ع» هو الفِينَك. وهو الحجَر الخَفَّاف. ويختار منه ما كان خفيفًا جدًّا، كثير التجويف، متشققًا، ليس له كثافة ولا صلابة الحجارة هشا أبيض. ويقع في الأدوية التي تجلو الأسنان إذا كان غير مُحْرَق، وإذا أحرق كان ألطف، ويكسب من الإحراق حرارة تذهب بالعسل. «ج» حجر القيشور: الذي يحكّ به الورق لتذهب الكتابة. ومن خواصّه: إنه يجذب الفِضة. وهو حارّ يابس جلاء، لطيف، يبيض الأسنان إذا اسْتنّ به. وإذا مُرّ على الرأس والبدن حلق الشعر، وينبت اللحم في القروح.
* قَيمُوليا: «ع» هو الطين الطُّلَيطليّ. وقد ذكر مع الأطيان.
* قِير: «ع» أهل المغرب يسمون الشمع قِيرا. واليونانيون يسمونه: قِىرُس. والقير أيضًا: هو القار. وقيل: هو الزفت الرطب. وقد ذكر الزفت في موضعه من حرف الزاي.
حرف الكاف(1/493)
* كافُور: «ع» الكافور: هو أصناف. منها القَيْصُورِيّ، والرَّياحيّ، ثم الأزاد، والأسفرل، والأزرق. وهو المختلط بخشبه، والمتصاعد عن خشبه. وقال بعضهم: إن شجرته تظلل خلقًا كثيرًا، وتألفه النمور، فلا يُوصل إليها إلا في مدة معلومة من السنة. وأحسنه الأبيض الهشّ جدًّا الخفيف. ويجلب من قَيْصُور ومن الصين الصغرى، وهو صمغ شجر هناك. ولونه أحمر، وخشبه أبيض رَخْو، يضرب إلى السواد، وإنما يوجد في أجواف الشجر، في خروق منها ممتدة في طولها. فأولها يسمَّى رباحيًا وهو المخلوق، ولونه أحمر ملمَّع ثم يصعَّد هناك، فيكون منه الكافور الأبيض. وسُمِّي رباحيًا، لأن أول من وقع عليه ملك اسمه رَباح، واسم الموضع الذي يوجد فيه فُنصُور، وهو أجوده وأرقه وأشده بياضًا، وأجله قطعًا وأجل ما يكون منه: مثل الدرهم. وبعده المعمول من كافور الفُرْفُون، والكوكشيبت، واليالوس، فكل هذه تصعَّد، فيخرج منها كافور أبيض صفائح، شبيه بصفائح الزجاج التي تصعد فيها، ويدعى المعمول، وهو أوسط، الكوافير ثمنًا. وقد يدخل الكافور في الطيب كله، خلا الغالية والعنبر والذرائر الممسَّكَة. وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة، نافع للمحرورين وأصحاب الصُّداع إذا استنشقوا رائحته، مفردًا أو مع الورد أو مع الصندل، معجونًا بماء الورد، وإذا أديم شمه قطع شهوة الجماع، وإذا شرب كان فعله في ذلك أقوى، وإذا استعط منه بوزن شعيرتين مع ماء الخسّ كل يوم، قطع حرارة الدماغ ونوم، وذهب بالصداع، وقطع الرُّعاف، وحبس الدم المفرِط. وهو بارد لطيف. وينفع من الصداع والأورام الحارّة في الرأس، وفي جميع البدن، والإكثار من شمه يُسهر، وإن شُرب برّد الكُلَى والمثانة والأنثيين، وأجمد المَنيّ، وجلب أمراضًا باردة في هذه النواحي. وهو ينفع من سوء المزاج الحارّ في العين كيفما استعمل، ويكفّ غائلة الأدوية الحارّة المكتحَل بها. وإذا قطر في الأُذن محلولاً بماء الكُزبرة الرطبة قطع الرُّعاف(1/494)
الدماغيّ. وإذا خلط بدهن الورد والخلّ وطلي به مقدم الرأس نفع من الصداع الحارّ، ولا سيما للنفساء. وينفع الأورام الحارة طِلاء، وينفع من القُلاع نفعًا شديدًا، ويقع في أدوية الرمد الحارّ، وله خاصية قوية في ملاءمة جوهر الرُّوح، يغلب برده إذا اعتدل مقداره، ويعينها تبريده في الأمزجة الحارّة، قد يعدلّ تبريده بالمسك والعنبر، وتجفيفه بالأدهان العطِرة الرطبة، مثل دهن الخِيريّ والبَنفسَج. وهو ترياق، وخصوصًا للسموم الحارّة، ويمنع أن تتسع مواضع التآكل في الأسنان إذا حُشِي به، وهو عجيب في ذلك. «ج» الكافور أصناف، أجوده القَيصوريّ والرياحيّ الأبيض الكبار. وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة، يمنع الأورام الحارّة والرّعاف مع عصير الثلج، أو ماء الباذَرُوج: وينفع من الصداع الحارّ، ويقوّي حواس المحرورين، ويعقل الخِلفة الصفراوية. ودانق منه ينفع الأورام الحارّة. ودرهم مُخَلِّص من ضربة العقرب الجرارة، مع ماء التفاح الحامض. وربع مثقال أو أكثر ينفع من سقي من قرون السُّنبْل مع ماء الرمان وماء بزر بقلة مع الثلج. وشمه يسهر في الحميات، ويصلحه البنفسج والنَّيلَوفر. «ف» الكافور صمغ شجرة. وهو أصناف كثيرة، أجوده القَيصوري الجُلال منه. وهو بارد يابس في الثانية، يمنع الخِلفة الصفراوية، ويقوّي القلب، ويرخي المثانة، ويقطع الباءة. وشربه يجفف المنيّ، ويقطع شهوة الجماع. والشربة منه: دانقان. ويداوى بالخُوْلَنجان والعسل.(1/495)
* كاشِم روميّ: «ع» ينبت في الجبال الشاهقة، وله ساق صغيرة دقيقة، شبيهة بساق الشِّبْت، وعُقَد عليها ورق شبيه بورق إكليل الملك، إلا أنه أنعم منه، طيب الرائحة، والورق الذي على الساق أدقُّ من سائر الورق، وأكثر تشققًا؛ وعلى طَرَف الساق إكليل فيه ثمر أسود مُصْمَت إلى الطول ما هو شبيه ببزر الرَّازِيانَج، حِرّيف المَذاق، فيه عِطرية، وله أصل أبيض طيب الرائحة. وأصل هذا النبات ونوره يبلغ من إسخانهما أنهما يُحدران الطَّمْث ويدران البول، ويطردان الرِّياح، ويحلِّلان النفخ، ويهضمان الغذاء، ويوافقان أوجاع الجوف، والأورام البلغمية والنفخ، وخاصة العارضة في المعدة، ولَسْع الهوامّ. وبزره طيِّب جدًّا، يستعمل في بعض البلاد عوضًا عن الفُلفُل، وَيْتَبِّلون به الطبيخ، ويُغَشّ ببزر ساساليوس. وهو حارّ يابس في الثالثة، مذهِب للقراقر، نافع من السُّدَد العارضة في الكبد والرطوبة. وهو حارّ لطيف، يعين على هضم اللحوم الغليظة إذا وقع معه الخلّ. ويسقى منه درهم بشراب ممزوج للحيات في البطن، ودرهمان بماء حار للمستسقين. وزعم بعض المتأخرين أن الكاشِم مطلقًا هو النوع الرابع من ساساليوس، وليس هو بالكاشم أصلاً ولا من أنواعه. والكاشم إذا صُيِّر مع الأطعمة طيبها. وخاصته: تقليل رطوبة المعدة إذا شرب. وبدل الكاشم البستانيّ إذا عدم: وزنه وربع وزنه من الكَمُّون الأبيض. وقال: الكاشم شبيه القوّة بالكَمُّون وربما جعل بدله إذا عُدم. وقال عن آخر: بدله: وزنه من بزر الجزر البريّ. «ز» بدل الكاشِم البريّ: بزر الجزر والكمون الأبيض. وبدل الكاشم البستانيّ: بزر السَّذاب اليابس. وقال: الكاشم البُستانيّ هو السِّيسالْيوس. «ج» الكاشِم الروميّ: هو الأنجذان الروميّ، وهو سيساليوس. وأجوده الأصفر الطريّ الكِبار الورق، والشبيه بورق الأنجْذان. ويشبه بقوّته الكَمُّون. وهو حار في وسط الثالثة، يابس في الثانية، وبزره وأصله مسخن، وبزره ميبس في الثالثة،(1/496)
يطرد الرياح، ويفتِّح. وهو منضج هاضم، يقوّي المعدة. والدرهم منه يسهل الديدان وحبّ القَرَع، ويُدر الحيض، وينفع من اللسوع. وقيل إنه يضر بالمثانة. ويصلحه الذّراريح. «ف» نبات أصفر اللون، شبيه بالأَنجُذان. أجوده بِزره الحديث الرزين. وهو حارّ يابس في الثالثة، هاضم دافع للرياح من الأحشاء والمعدة. والشربة منه: درهمان.
* كاذِي: «ع» الكاذِي كثير باليمن، معروف بها، ويُطيب به الدّهن، ينفع فيه، ويزيد يومًا فيومًا حتى تطيب رائحته، ويأخذ قوّته. والكاذي يستأصل الجذام ويقطعه، ومتى شَرِب شراب الكاذي مَن خرج عليه الجُدَريّ والحصبة، تسع جُدَرِيَّات لم يصرن عشرًا. وشرابه المعروف بشراب الكُندُر. وقد أثبت منه أمين الدولة ابن التلميذ في أقراباذينه نسخة مختارة. «ج» هو الكُنْدُر. وهو من نبات العرب، ويُطَيَّب به الدهن، يلقى فيه ويترك حتى يأخذ قوته. والكاذي معتدل، يستأصل الجذام ويقلعه. «ف» مثله. وينفع من الجُذام، يستأصله ويقلعه بخاصيته. ويصلح الأبدان الفاسدة الرديئة، وينفع من الأمراض البَلْغميَّة والسوداويَّة، مثل الخَدَر والسكتة والفالِج واللَّقوة. وينقَّي البدن من الأخلاط الباردة ويحفظه. وهو معتدل في الحرّ والبرد. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* كازْوَان: «ع» معناه لسان الثور بالفارسية. وخاصيته التفريح وإزالة الغم. والله أعلم.
* كاكَنْج: «ع» يعرف بحبّ اللهو. وقد ذكر مع عِنب الثعلب في حرف العين.
* كارَبَا: «ع» هو الكَهْربا. وسيذكر في موضعه إن شاء الله تعالى. ومعناه: سالب التين، بالفارسية.(1/497)
* كَبَر: «ع» هو شجرة مَشَوِّكة منبسطة على الأرض باستدارة، وشوكها معقَّف، على شكل شوك العُلَّيق، وله ورق شكله مثل ورق السَّفرجَل، وثمره شبيه بالزيتون، وقشر أصله الغالب عليه الطعم المرّ، وبعد المرارة الطعم الحِرِّيف، وبعدهما الطبع القابض. فهو مركَّب من قوى مختلفة متضادة، فهو يجلو وينقِّي، ويفتِّح ويقطِّع، ويسخِّن ويحلِّل، ويشُدُّ ويجمع ويُكْنِز، فهو أكبر دواء يعالج به الطحال الصلْب إن شرب بالخلّ والعسل، ويجفَّف ويسحَق ويخلَط بهذا ويشرب، فيقطِّع الأخلاط الغليظة اللزوجة تقطيعًا بينًا، ويخرجها في البول والغائط، ومرارًا كثيرة قد يخرِج مع الغائط شيئًا دمويًا، فيسكن الطحال، ويخفّ أمره على المكان وكذلك يفعل في وجع الورك. وهو يدرّ الطمث، ويحدّر البلغم إذا تغرغر به الإنسان. وقوّة الثمرة قريبة من قوّة قشر الأصل، بل إنها أضعف. وماء ورقه وقضبانه، فقوّتها أيضًا تلك القوّة، ويحلل الخنازير، وعصارته تقتل الديدان من الأذن. والكَبر الذي يكون في البلد الكثير الحرارة بمنزلة الكَبر الذي يكون في تهامة، فهو أشد حرارة وحدة، وقوّته المحرقة تكون ليس باليسيرة. وثمرته المملحة إذا غسلت ونقعت حتى تذهب عنها قوّة الملح، صارت على مذهب الطعام، تغذو غذاء يسيرًا، وعلى مذهب الإدام، تؤكل مع الخبز، ليطيب بها أكله، وعلى مذهب الدواء تكون محركة للشهوة المقصِّرة، ولجلاء ما في المعدة من البلغم وإخراجه في البراز، ولتفتيح ما في الكبد والطِّحال من السدَد وتنقيتها. ومتى استعملت هذه الثمرة، فينبغي أن تستعمل مع خلّ وعسل، أو مع خلّ وزبيب، قبل سائر الطعام. وقُضبان الكَبر أيضًا يؤكل طرّيها، وتكبس كما تكبس الثمرة: إما في الخلّ والملح، وإما في الخلّ وحده. والكَبر النابت في المروج والآجام كثير النفخ، فلا يُتَعرّض له. وورق الكَبر وثمره متساويان في القوّة، إلا أن في الثمرة بعض الزيادة على الورق، وقشر الأصل أقوى منهما، واليبس في(1/498)
أصله أغلب. والكَبر حارّ يابس في الدرجة الثالثة، رديء للمعدة، وإن نقع بخلّ ذهب الخلّ بضرره للمعدة. وهو تِرْياق، يطيّب الفم، ويطرّد الرياح، ويزيد في الباءة، ويشفي النواصير التي تكون في الآماق. وأصله جيد للبواسير إذا دخن به، وينفع من القروح الرطبة إذا وضع عليها من خارج. والكَبر فُقَّاحه وقُضْبانه نافعة من الطحال، فإذا أريد اتخاذه فينبغي أن ينقع في ماء وملح أيامًا، ثم يغسل بماء عذب مرتين أو ثلاثًا، ثم يصبّ عليه زيت مغسول. وينبغي أن يؤكل قبل الطعام لسرعة انهضامه، وإذا صيّر معه صَعتر رطبّ أو أفْرَنجَمَشْك أو مَرْماخور كان صالحًا للمعدة والطِّحال. «ج» هو الأَصَف، وهو اللَّصَف. وله ثمرة أخرى كالقِثاء غير الكبيرة، وهي حِرِّيفة جدًّا، حادّة تجعل في عصير العنب، فتحفظه من الغَلَيان كالخردل، وأصله مُرّ حريف. ومنه نوع يُبَثِّر الفم، ويورِّم اللثة، وأجوده البستانيّ، وأنفعه قشور أصله. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، وقيل في الثالثة. وهو محلِّل جدًّا، وأصله يقطِّع ويلطِّف ويقبض، ويحلِّل الخنازير والصَّلابات والقروح الخبيثة الوسِخة. وعرق النَّسا وأوجاع الورك، وهَتْك العضل. وقشور أصله للسنّ الألِم، وأغصانه والمملوح منه ينفع من الربو. وهو أنفع شيء للطحال مشروبًا وضمادًا بدقيق الشعير. والمتخذ بخلّ يفتِّح سُدَد الطّحال، ويحلِّل صلابته، وينقي البلغم من المعدة، وقدر ما يؤخذ منه: درهمان. وهو يُدرّ مادة الحيض، ويقتل الديدان، ويزيد في الباءة. وهو تِرياق. ويستفرغ من الطِّحال مادّة سوداويّة. «ف» نبات معروف. ويختار قشور أصله الحديث. وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع لعرق النسا، وصلابة الطّحال والبواسير. والشربة منه: درهمان. وإذا طبخ الكَبر والخلّ وتمضمض به سكن وجع الأسنان. «ز» بدله: وزنه من أصل الينبوت وأصل الطَّرْفاء.(1/499)
* كَبِيكَج: يسمّى كفّ السبع. وهو أصناف كثيرة. وقوّته حادّة مقرّحة جدًّا. ومنه صنف ورقه شبيه بورق الكزبرة إلا أنه أعرض منه، وزهره أصفر، وربما كان لونه لون الفرفير. وصنف لون زهره مثل لون اللبن. وأنواعه كلها حادّة حِرِّيفة شديدة، حتى إذا وضعت من الخارج أحدثت قروحًا مع وجع. فأَما استعمالها بقدر فيقلع الجرب في العلة التي يتقشر معها الجلد، ويقلع بياض الأظفار، ويحلِّل الآثار، ويبرئ الثآليل المتعلقة والمنكوسة، وينفع داء الثعلب إذا وضع عليه مدة يسيرة. فأما أصله إذا جفف وسحق كان دواء يحرّك العُطاس. «ج» هو أنواع يشبه ورقه ورق الكزبرة، وارتفاعه قدر ذراعين، ينبت على الشطوط الجارية الماء. ومنه نوع مشطَّب الورق، ونوع صغير جدًّا ذَهَبيّ اللون. هو حار يابس في الدّرجة الرابعة، وقيل في الثانية، وقيل حادّ لذاع محلِّل، يقلع برص الأظفار وبرص البدن والجرب والثآليل طِلاء، ومع خلّ للسَّعفة مطبوخًا، ومسحوقًا يفتت الضِّرْس. وهو يقتل لحدته. وأصله من المعطِّشات القوية. «ف» من النبات. وهو أربعة أصناف. يختار منه ما كان زهره أصفر، وورقه كورق الكزبرة. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من الجرب وداء الثعلب وداء الحية والثآليل. ضرره شديد. وقد ذكرناه لئلا يستعمله أحد في شيء من الأدوية. ومن ضرره أنه يحرق حرارة القلب. وهو من السموم القاتلة. والشربة منه: مثقال. ويقرّح الكبد.(1/500)
* كَبابة: «ع» هي حبّ العَروس. ونعتها مثل نعت الفُلْفُل. ولها أذناب في أطرافها، ولونها أصهب. وهي صنفان: كبيرة وصغيرة. فالكبيرة حبّ العروس، والصغيرة العلنجة. وهو دواء يشبه الفُوفى طعمه وفي قوّته، إلا أنه ألطف منه جدًّا، يفتِّح السُّدَد العارضة في الأحشاء. وهو مدرّ للبول منقّ للكليتين من الحصى المتولد فيهما، وينقي مجاريَ البول، ويصفِّي الحلق. وفيه قوّتان متضادتان: من الحر والبرد، والحرّ فيهما أغلب. وهي جيدة لوجع الحلق، وتحبس البطن، وتنفع القروح العَفِنة في اللِّثة، والقُلاع في الفم، وريق ماضغه يلذِّذ المنكوحة. وهو يقويّ المعدة والأعضاء الباطنة شربًا. وإذا أُمْسِكت في الفم حسَّنت اللَّثة، وطيبت النَّكْهة، وعطَّرت الأنفاس، وتتصرف في كثير من الطيب، وتخرج الحصاة من الكُلى والمثانة. «ج» أجودّها العَطِرةُ الرائحة التي تحذو اللسان، وهي حارّة يابسة إلى الثانيّة جيدة للقروح الغضة في اللَّثة والقلاع العفن، إذا أمسكت في الفم، وتصفي الصوت، وتفتح سُدَد الكُلَى والكبد، وتنقي مجاريَ البول من الرملية، وريق ماضغها يلذِّذ المنكوحة، ويصفي الحلق الأبحّ من البلغم، وتنفع من الشَّرَى الأبيض إذا شرب منها دانقان: «ف» حبّ يشبه الفُلْفُل الأسود، حادّ الطعم، أجوده الحديث الطيّب الرائحة. وهي حارّة يابسة في الثانية، تفتح سُدَد الكبد، وتنقي مجاري البول. الشربة منه: درهمان. وهي شبيهة بالفُوْ وبالدارصينيّ، إلاّ أنّ الدّارصينيّ أقوى. ولم يقل إنه بدل منها.(2/1)
* كِبْريت: الكبريت: عين تجري، فإذا جَمَد ماؤها صار كِبريتًا أصفر، وأبيض، وأكدر. ويقال إن الكبريت الأحمر هو من الجواهر خَلْف ثَنِيَّة في وادي النمل الذي مرّ به سليمان بن داود عليهما السّلام. وإنّ تلك النمل أمثال الدوابّ تحفر أسرابًا، فيأتيها الكِبريت الأحمر. وهو يدخل في أعمال الذهب كثيرًا، ويحمِّر البياض جدًّا ويصبغه. وكلّ أصناف الكِبريت حارّ يابس لطيف. والكبريت يقاوم جُلّ السموم من ذوات السموم من الهوامّ، بأن يسحق وينثر على موضع اللسعة، أو يعجن بالدقيق، ويوضع عليه. أو يعجن بالبول أو بزبل عتيق أو عسل أو عَلَك البُطْم، وقد يشَفى به الجرب، والعلّة التي يتقشر معها الجلد، والقوابي إذا عولجت به مع عَلَك البُطْم مرارًا كثيرة أبرأها، لأنه يجلوها من غير أن يدفع منها شيئًا إلى عمق البدن. وقوّة الكِبريت في الحرارة واليبوسة في الدرجة الرابعة، يذهب بالبَرص، ويجلو الكَلف، ويذهب بضَرَبان الآذان. وإذا خُلِط بالقَطِران نفع من القروح الوَسِخَة جدًّا والمترهِّلة والأواكل. وإذا خلط بالعاقر قرحًا وعجنًا بعسل، ثم حلّ بالخلّ، وطليت به القروح الخبيثة في أجسام من بدت به العلَّة الكبرى، نفع منها منفعة عجيبة. «ج» منه أصفر، ومنه أبيض. وهو حارّ يابس في الرابعة، وقيل في الثالثة. وهو ملطِّف جاذب، ينفع البَرص، وخاصة ما لم تمسه النار، وإذا خلط بصمغ البُطْم قلع الآثار التي تكون في الأظفار. وبالخلّ على البهق، ويحبس الزكام بَخورًا، ويبيض الشعر. «ف» حَجَر رَخْو. وهو نوعان: أبيض اللَّون، وأصفره. أجوده الأصفر المنتِن الريح. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من الجَرَب والقُوَباء أكلاً وطلاء، وينفع القروح. الشربة منه: درهم ونصف.(2/2)
* كَبْسُون: «ع» زعم بعضهم أنه الكَشُوث، وليس بصحيح، وإنما هو نبات حَبَشِيّ. وهو ورق وحبّ مدوّر في صفة الكزبرة الشامية، فيه حَرافة. وقوم يقولون إنه الإبْرِنْج، وليس به، إلا أنه يشبهه في الفعل. وهو حارّ يابس في الدرجة الأولى. ويدقّ ويخلط بالعسل أو باللبن الحليب ويشرب، فيخرج الدود وحبّ القَرَع، ويُسهِل البطن، وأكثر ما يستعمله الحبشة. وهو مُجَرَّب في ذلك عندهم.
* كبَاث: «ع» قيل إنه ثمر الأراك إذا نضج واسودّ. وقيل: الكبَاث ما لم يسود. وقيل: هو ثمر أراك ليس له عَجَم، كبير العنقود، صغير الحبّ، ليس هو من الأراك، بل من شجر يشبهه، وينبت بجنبه، وله حبّ يعقِده كحبّ الكُزبرة، يسحق منه خمسة دراهم، ويستفّ مع مثله سكرًا، ويتجرّع عليه ماء بارد عذب، فيسهِل البطن. وفي كتاب أبدال الأدوية: الكبَاث خاصته النفع من الدود وحبّ القَرَع في البطن. وبدله: وزنه إبْرِنْج، ونصف وزنه قُسْط أبيض، وثلثا وزنه قِنْبِيل. قال: وأظنه الكَبْسون المقدم ذكره. فيُتأمل.
* كَبِد: «ع» قد ذكر أكثرها مع حيوانها. وإنما نتكلم عليها في هذا الموضع بحسب الغذاء. والأكباد كلها إذا شُدِخت وذرّ عليها ملح وصمغ عربيّ وشُويت، نفعت من قروح الأمعاء واستطلاق البطن، لمن قويت معدته على هضمها. وهي حارّة رَطبة، تولد خِلْطًا غليظًا عسر الهضْم، بطيء الانحدار عن المعدة، والنفوذ في المعى. وأفضل الكبود في جميع الأحوال المسماة التِّبْنِيَّة، من أجل أن حيوانها يعتلف التِّبْن اليابس، حتى يصير كبده في هذه الحال، والدم المتولد منها صحيح جيد. ويصلحها الملح والدارصينيّ، وللمحرورين بالخلّ والكزبرة اليابسة والكراويا.(2/3)
* كَتَّان: «ع» الكلام هنا على الكَتان نفسه. وأما بِزره فقد ذكر في حرف الباء، في رسم بِزر الكتان. وإذا أحرق الكَتان نفسه يكون له دخان لطيف، يفتح سُدَد الزكام، ويصلح الرحم التي تَتَقَلَّص، وتصير إلى فوق. وثياب الكتان معتدلة في الحرّ والبرد، والرطوبة واليبس. وهي أجدر أن تستعمل في الدواء، وخاصة في القروح، فإنها تجففها، وتأكل غِشها، وتنشف البِلَّة والعرق عن الجسد. وهي باردة من لباس الصيف، وهي أبرد الملابس على البدن، وأقلها تعلقًا ولزوقًا، وأقلها قملاً، ومن أردنا أن يتنشف لحمه أمرناه أن يستشعر منها في الشتاء الغَسِيل الناعم، وفي الصيف الجديد الناعم، لأنه ليس يلصق ببدنه جدًّا فيُحْمِيَه، وهو أفضل لملامسة الأبدان من ثياب القطن. «ج» أجوده الناعم الصقيل. وهو بارد يابس، يعدل أبخرة البدن إذا لُبس. والشيزيّ ينعم البدن ويرطبه، ولبس الكتان قد يكثف، فيحقن الحرارة، ويصلحه الحرير.
* كَتم: «ع» من شجر الجبال، ويعد شِيابًا للحناء، يجفِّف ورقه، ويُخلَط بالحناء، ويخضب به الشعر، فيبقى لونه، ويقوّيه وهو أخضر، وورقه كورقة الآس وأصفر، ومجتناه صعب، لأنه ينبت في أصعب ما يكون من الصخور، وهو لا يسمو صُعُدًا. وقال: هو نبات ينبت في السهول ويسمو، ورقه قريب من ورق الزيتون، ويعلو فوق القامة، وله ثمر في قدر حبّ الفلفل، في داخله نوى، وإذا نضج اسودّ. وأصل الكَتم إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به. «ج» هي الوَسْمَة.(2/4)
* كَثِيراء: «ع» شجرة الكثيراء: هو أصل عريض خشبيّ، يظهر منها شيء يخرج منه أغصان تنتشر على وجه الأرض، لها ورق صغار، فيما بينها شوك مستتر بالورق، أبيض صُلْب مستقيم. والكثيراء هي الرطوبة التي تظهر على هذا الأصل إذا ما قطع في موضع القطع. وأجوده ما كان صافيًا أملس رقيقًا نقيًا إلى الحلاوة ما هو. وقوّة الكثيراء شبيهة بقوّة الصمغ، تُلحِج وتُغَرِّي، وتكسر حدّة الأشياء الحادّة، وتجفف كما يجفف الصمغ، وتستعمل في الأكحال والسعال، ويبتلغ ما يذوب منها، وينحلّ منها أوّلاً فأولاً. وقوة الكثيراء باردة في الدرجة الثانية، مانعة للرطوبات المتحللة من الرأس. وهي ثلاثة ضروب: بيضاء، وحمراء، وصفراء. وفيها شيء يسير من حرارة ورطوبة، تسهل الطبيعة، وتنفع من قروح الرئة، وتغَرِّي الأمعاء، إلا أنها تزيد في الخِلْفة، وتنفع من قروح العين والبثْر والرمَد إذا نقعت واكتحل بمائها، أو جعلت مع بعض الذَّرور، وتصلح الأدوية المُسهلة إذا خلطت بها، وتدفع مضارّها. وبدلها: لُبُّ حبّ القَرْع، أو وزنها صمغ عربيّ. «ج» كَثِيراء: هو صمغ القَتاد. وقوّته كقوّة الصمغ العربيّ. وقيل: إنه بارد يابس. وقيل: إنه رطب. ويقع في الأكحال في مواضع الصمغ، ويعين الأدوية على الإسهال. وقدر ما يؤخذ منه لذلك: نصف مثقال. وهو يكسر حدة الأدوية. «ف» هو حارّ رطب في الأولى، ينفع من السعال وخشونة الصدر، وقروح المثانة، وينفع من العلل السوداوية التي تحدث في سائر البدن. والشربة منه: درهمان ونصف. ولإصلاح الأدوية المسهلة: درهم.
* كُحْل: «ع» إذا قيل مطلقًا فإنما يراد به الكحل الأصْبَهانيّ، وهو الإثمِد. وقد ذكر الإثمد في حرف الألف. وهو كحل سليمان أيضًا، وكحل الجِلاء. «ج» كحل أصْبَهان، وهو الإثمد، وقد ذكر في باب الألف.
* كُحْل السُّودان: «ع» هو الحَبَّة السوداء المعروفة بالبشّمة والتَّشميزَج أيضًا، وقد ذكر في حرف الباء.(2/5)
* كحل فارس: «ع» هو الأنزروت. وقد ذكر في حرف الألف.
* كُحل خَوْلان: «ع» هو الحُضُض اليمانيّ. وقد ذكر في حرف الحاء.
* كَرَفْس: «ع» منه البُسْتانيّ، ومنه الآجاميّ والجبلىّ والصخريّ والمشرقيّ. فأما البستانيّ فمعروف. ويبلغ من إسخانه أن يُدرّ البول والطَّمْث، ويحلِّل الرياح والنفخ، خاصة بزره. والبستانيّ أنفع للمعدة من سائر أنواع الكَرَفس، لأنه ألذّ منها، وأكثر اعتيادًا. وهو يوافق كل ما يوافقه الكُزبرة وإذا تضمد به مع الخبز أو السويق سكن أورام العين الحارّة والتهاب المعدة، ويسكن أورام الثدي الحارة، وإذا شرب طبيخه مع أصوله نفع من الأدوية القتَّالة. والكرْفس حارّ في أول الدرجة الثانية من الحرارة واليبوسة، وهو يَفْتُق شهوة الباءة من الرجال والنساء، ولذلك تُمنع المرضعة منه، لأنه يهيج الباءة، ويقلِّل اللبن. والكَرَفس يطيب النَّكْهة، ويملأ الأرحام رطوبة حِرِّيفة. وهو نافع للكبد. وإن طلي على الأورام الحارّة ألهبها. وهو مفتِّح لسُدَد الكبد والطحال. وورقه رطبًا ينفع المعدة والكبد الباردتين، ويذيب الحصاة. وشرب عصيره وورقه ينفع من الحمَّى النافض، إذا كانت من بلغم، وشرب وحده أو مع عصير ورق الرَّازِيانَج الرطب. وحبه أقوى من ورقه، وإذا أكثرت المرضع منه أورث الرضيع صَرْعًا. والكَرَفْس المربَّى صالح للمعدة، مسكن للغَثْي، ونفخته قليلة لطيفة، تنحلّ سريعًا. وقال: إذا أكثرت المرأة منه في وقت حملها تولد في بطن الجنين بعد خروجه من الرحم بثور رديئة، وقروح عفنة، ولهذا كره الأطباء أن تطعم المرأة المرضع كرفسًا، لئلا يخرج الجنين أحمقَ ضعيف العقل. وإذا أكل مع الخبز أكسبه اعتدالاً ولذاذة وإذا خلط عصيره بدهن ورد وخلّ، وتدلك به في الحمام سبعة أيام متوالية، نفع من الحِكة والجرب، وينفع من ابتداء الحصبة. وعروق الكرفس تلين البطن أكثر من ورقه. وفعل الأصل أقوى من فعل الورق، وهو مُطَرّق للسموم، ويوصلها إلى القلب(2/6)
بسرعة، وهو يزيل غائلة الأدوية المسهلة المولدة للسحْج والكرْب، قويّ المنفعة في ذلك. والجبليّ منه وما أشبهه في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة المجففة، ويحدر البول والطمث كثيرًا، ويحلل النفخ ويذهبه، ويزيل المغَص، هو في ذلك أقوى من البستانيّ. «ج» مثله. وليس كل جبليّ يسمى فَطْرَاسالينون بل هو للصخريّ. وأقواه الروميّ الجبليّ. والمربّى منه أجود للمحرورين. وهو حارّ في الدرجة الأولى، يابس في الثانية. وقال: إن البستانيّ رطب، وأصله يابس باتفاق. وقيل: هو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، وقيل في الثانية. مفتِّح للسُّدَد يحلِّل النفخ، ويسكن الأوجاع. والبريّ منه ينفع من داء الثعلب، وشقوق الأظفار. والبستانيّ يطيب النَّكْهة، ويوافق من به عِرْق النَّسا، وينفع من الرَّبْو ومن ضيق النفَس، وأورام الثديّ والجسا، والروميّ أجوده للمعدة. وهو يدرّ البول والطمث. والجبليّ يفتت الحصاة، ويخرج المَشِيمة، ويهيج الباءة، فلذلك قالوا: تجتنبه المرضع لئلا يفسد لبنها بهيجان شهوة الباءة. وهو يضرّ بمن لسعته العقرب، ويهيِّج الصَّرْع بالمصروعين، ويضرّ الحبَالى، ويهيج الصداع. ويصلحه الخسّ. «ف» صنف من البقول المعروفة. بريّ وجَبَليّ وبستانيّ. أجوده البريّ الطريّ. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية. وينفع الكبد والطحال، ويضرّ بالحَبَالى والمصروعين. والشربة: ثلاثة دراهم.(2/7)
* كَرْم بُستانيّ: «ع» الكَرْم الذي يُعتصر منه الشراب. ورقه وخيوطه إذا سحقا وتضمد بهما سكنا الصداع. والورق إذا تضمد به وحده أو مع سويق الشعير سكن الورم الحارّ العارض للمعدة والالتهاب. وعصارة الورق تنفع من قُرْحة الأمعاء ونفْث الدم، ومن يشتكي معدته، وينفع الحوامل من النساء. وخيوط الكَرْم إذا نقعت في الماء وشربت فعلت ذلك. ودَمعة الكرم وهي شبيهة بالصمغ تجمد على القضبان، إذا شربت بالشراب أخرجت الحصى. وإذا تلطخ بها أبرأت القوابي والجَرَب. ورماد قضبان الكرم ورماد ثَجِير العِنَب إذا تضمد به مع الخلّ أبرأ المقعدة التي قد قلع منها البواسير، وأبرأ التواء العَصَب. وقد ينفع من نهشة الأفاعي. وإذا تضمد به مع دهن ورد شراب وخلّ نفع من الورم الحارّ العارض للطحال. والكرم الذي يفلح قوّته قوّة الكرم البريّ إلا أنه أضعف «ف» معروف. وهو شجر العنب. المختار منه قضبانه وورقه. وهو بارد يابس. وماؤه ينفع من قروح الأمعاء. وقضبانه تقوّي المعدة. ودمعته التي كالصمغ تفتت الحصاة، تشرب بشراب. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* كَرْم بريّ: «ع» هو نبات يخرج أغصانًا طوالاً شبيهة بأغصان الكَرْم البستانيّ، إلا أنه أعرض منه. وثمرته شبيهة بالعناقيد الصغار التي لونها إلى الحمرة. وشكل الحبّ مستدير. وقوّة ورقه وخيوطه وقضبانه شبيهة بقوّة الكرم الذي يعتصر منه الشراب، وورقه وخيوطه وقضبانه والعناقيد تنقي الكلف والآثار والنمش «ج» الكرم الجبليّ والبريّ له قضبان. وورقه كورق العِنب وأعرض. وثمره كالعناقيد، ويحمر عند النضج. ورماد قضبانه يقع في الأدوية الكاوية، ودُهْنه كدهن الورد، وورقه ضِماد للصُّداع، وورق البستانيّ لنفث الدم، ورماد ثجيره لنهش الأفاعي. «ف» وثمرة الكَرْم البريّ تنفع الجراحات.
* كَرْمة بيضاء: «ع» هي الفاشِرا. وقد ذكرت في الفاء. والكرمة السوداء هي الفاشرشين. وقد ذكرت أيضًا.(2/8)
* كُرْنُب: «ع» الكُرْنُب النبطيّ هو الكُرْنُب على الحقيقة. وهو شبيه بالسِّلق، صغير القلوب. وهو صنفان: جَعْد وسَبْط. وكلاهما يؤكل ساقه وورقه. والجعد أطيب طعمًا، وأصدق حلاوة، وأشد رخوصة من القُنَّبيط بكثير. والكُرْنُب الذي يؤكل قوّته قوّة تجفف إذا أكل، وإذا وضع من خارج، ولكنه ليس بظاهر الحدة والحَرافة، بل قوّته تبلغ إلى دَمْل الجراحات، وشفاء القروح الخبيثة، والأورام التي قد صَلُبت وعَسُر انحلالها، وتشفي النملة. وبزره يقتل الدود، وخاصة بزر المصري، وينفع من النمش والكلَف. وإذا سُلِق سلقة خفيفة وأكل أسهل البطن، وإن سلق سلقًا جيدًا بماء بعد ماء، أمسك البطن. وقلب الكُرْنُب أجود للمعدة، وأدرّ للبول من سائره. وإذا أكله المخمور سكن خُماره. وإن عمل بالماء والملح صار رديئًا للمعدة، ملينًا للبطن. وعصارة الكُرْنُب إذا خلط بها أصل السوسن الذي يقال له إيرسا ونطرون وشرب، أسهل البطن، وإذا خلط بالشراب وشرب نفع من نهشة الأفعى. وإذا خلط بدقيق الحُلْبة والخلّ وتضمد به نفع من النِّقرس ووجع المفاصل والقروح الوسخة العميقة. وإذا استعط بعصارته نقَّى الرأس. وإذا احتملته المرأة مع دقيق الشَّيْلم أدرّ الطمث. وإذا أكل الورق نيئًا مع الخلّ نفع المطحولين. وإذا مضغ ومُصّ ماؤه أصلح الصوت المتقطع. وزهره إذا عمل منه فَرْزجة واحتملته المرأة بعد الحبَل، قتل ما في بطنها. وقوّة الكُرْنُب من الحرارة في الدرجة الأولى، ومن اليبوسة في الدرجة الثانية. وبزره أحر منه. وورق الكُرْنُب يحسِّن اللون أكلاً، وهو يولد السوداء. وأما الكُرْنُب المسمَّى بالقُنَّبيط فهو أغلظ وأقوى وأبطأ في المعدة من الكُرْنُب، فاجتنابه أحمد لتوليده الدم العَكِر. والإكثار منه يضعف البصر. وهو بارد يابس غليظ عسر الانهضام، رديء الغذاء. وإذا طبخ بيضه الذي هو ثمرته، وصبّ ماؤه، ثم أكل بالخل والزيت، زاد في المنيّ، لأن في بيضه نَفخة. وهو أكثر في توليد(2/9)
السَّوداء من الكُرْنُب النَّبطيّ. وعرق الكُرْنب البريّ ينفع من نهش الأفعى. ويشرب منه وزن درهمين بشراب، يخلص من نهشة الأفعى، مجرَّب. «ج» منه بستانيّ، ومنه بحْريّ، ومنه بريّ، ومنه كُرْنُب الماء. والبريّ أمرّ وأحرّ وأبعد من أن يكون غذاء، وورقه كورق الزَّراوند. وينبت من أصل واحد، وأجوده النبطيّ الصغار. وهو حارّ في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، وقيل في الأولى وقيل إنه بارد. وهو منضِج ملِّين. ورماد قضبانه قويّ التجفيف، وينضج الصَّلابات، ويَدْمُل. وهو نافع من الرَّعشة، ويبطئ بالسكر. وعصارته مع الشراب تنفع من النهوش، ومن عضة الكلْب الكلِب. وهو يضر بالمعدة، ودمه رديء، ويصلح أن يطبخَ بلحم سمين أو بدهن لوز، ويظلم بصر مَن مِزاج عينه يابس، فأما من مزاج عينه رطب فربما نفعه. «ف» كُرْنُب: هو بريّ وبستانيّ. وأجوده النبطيّ الصغار. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، ينفع من الخَفقان، ويحلِّل الأورام، ويُدِرُّ البول والطمث، ويستعمل منه مقدار المِزاج. وأكله يصفي الصوت.
* كُرَّاث: «ع» منه الشاميّ، ومنه النبطيّ، ومنه كُرَّاث الكَرْم. والشاميّ هو الذي له رؤوس، ويؤكل أصله دون فرعه. وهو رديء الكَيموس، يعرض منه أحلام رديئة، ويَدُرّ البول، ويلين البطن، ويلطف، ويحدث غشاوة في العين، ويضُر الطمث، ويضر بالمثانة المتقرِّحة والكُلَى. وإذا طبخ بماء الشعير أخرج الفضول التي في الصدر.(2/10)
ومنه صنف يقال له القَفَلوط، له رؤوس كبار، يسخِّن وينفخ، ويهيج الباءة والإنعاظ. وهو أسكن وأقل في الحرارة من البصل، وأغلظ جرمًا، وأبطأ نزولاً وانهضامًا. ويصلحه الخلّ والمُرِّيّ، وخاصة أصله النفع من القُولَنج، وشرب طبيخه ينفع من البواسير الباردة. وورق الكُرَّاث الشاميّ خاصته النفع من الرحم التي فيها رطوبة يزلق الولد. والكُراث النبطيّ، وهو كُراث المائدة. ويخرج من تحت الأرض ورقًا. وأصله تحت الأرض قدر عَقْدين أو ثلاثة، أبيض مستطيل غير مستدير، وهو أشد حَرافة من الكُراث الشاميّ، وفيه شيء من القبض، ولذلك ماؤه إذا خلط بالخلّ ودُقاق الكُندر قطع الدم، وخاصّة الرُّعاف، ويحرّك شهوة الجماع. وإذا خلط بعسل ولعق كان صالحًا لكل وجع يعرض في الصدر، وقرحة الرئة. وإذا أكل نقَّى قصبة الرئة، وإذا أدمن أكله أظلم البصر. وهو رديء للمعدة، وإذا تضمد به نفع نهش الهوامّ. وماؤه إذا خلط بالخلّ والكُندر واللَّبن أو دهن اللوز وقطر في الأذن نفع من وجعها، ومن الدَّويّ العارض لها. والكُراث النبَطيّ حارّ في الدرجة الثالثة، يابس في الدرجة الثانية، مصدِّع، ويولد خِلطًا رديئًا، ويرى أحلامًا رديئة. وإن سُلِق وطُحِن وضُمِدَت به البواسير العارضة من الرطوبة نفع منها. وينفع من السُّدَد العارضة في الكبد، المتولدة عن بلغم. وهو فاتق لشهوة الطعام، منعظ، معين على الاستكثار من الباءة، ولا يصلح لأصحاب الأمزجة الحارّة، ومن يسرع إليه الرمد والامتلاء إلى رأسه، وهو يفسد الأسنان واللثة، وإذا دُخنت المقعدة ببزر الكُرّاث أذهب البواسير، وإن سحق بزره وعجن بقطران وبُخِّرت به الأضراس التي فيها ديدان، نثرها وأخرجها وسكَّن الوجع العارض فيها، وإن شرب من بزره ملعقة أحدثت انتشارًا صحيحًا. ومن أحبّ أن يجامع ولا يؤذيه، فليشرب بزر الكرّاث مع شراب.(2/11)
وأما كُراث الكَرْم فهو الكُراث البريّ، وهو أردأ للمعدة من الكراث وأدرّ للبول، وقد يدر الطمث. وإذا أكل وافق نهش الهوامّ، وتقطيعه وتفتيحه أكثر من الكراث البستانيّ. وإن وضع على البدن من خارج قرحه. وهو في أقصى الدرجات من الإسخان. «ج» منه شاميّ، ومنه نبطيّ، ومنه بريّ. وهو بين الكراث والثوم، وهو أحرّ وأيبس، وأشبه بالدواء من الغذاء. وأجوده النبطيّ الحرّيف، الذي ليس بكريه الرائحة. وهو حارّ يابس في الثالثة. والشاميّ أقلّ حرارة ويبسًا. وكراث الكَرْم حارّ في الرابعة، يابس في الثالثة. والكراث الجبليّ: هو الفَرَاسْيون. «ف» معروف. وهو نبطيّ وشاميّ، أجوده النبطيّ الطريّ. وهو حارّ يابس في الثانية. ينفع من القولَنج البلغميّ إذا احتقن به، ويدرّ البول. وهو غير موافق للمعدة، ويحرّك شهوة الباءة. والمستعمل منه: بقدر المزاج.(2/12)
* كِرْسِنَّة: «ع» شجرة دقيقة الورق والأغصان، لها ثمر في غُلُف. وهو حارّ في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، وطعمه فيه مرارة، يقطع ويجلو ويفتِّح. ودقيقها مسهل للبطن، محسن للون، مدرّ للبول. وإن أكثر من أكله أو شربه أسهل الدم بمغص، وبوّل الدم. وإذا خلط بعسل نقَّى القروح والبثور اللبَنِيَّة والكلف والآثار الصُّلبة العارضة في الوجه وغيره من الأعضاء، ويقلع النار الفارسية، والقروح الشَّهدية، وإذا ضمد به بعد عجنه بشراب أبرأ من عضة الكلْب الكلِب ونَهْش الأفعى، وعضة الأسنان. وإذا قليت الكِرْسِنَّة ثم دقت ناعمًا، ثم خلطت بعسل وأخذ منها مقدار جوزة، وافقت المهازيل. وهي نافعة من السُّعال، وإذا عجنت بالخلّ مع الأفسنتين، وضمد بها لسع العقارب نفعت منه، وأنبتت اللحم في الجراحات الغائرة، مفردة ومعجونة بالعسل، ومع الزَّراوند المدحْرَج ينبت اللحم في اللِّثة المتآكلة، وإذا خلطت بالماء والعسل نشَّفَت الرطوبات الغليظة من الصدر والرئة. «ج» قيل هي الجُلُبَّان، وهو حبّ في عظم العَدَس، غير مفرطَح، بل مضلَّع، ولونه ما بين الغُبرة والصُّفرة، وطعمه ما بين طعم الماش والعَدَس يعتلفه البقر. وبزره في أقماع، وأجوده المائل إلى البياض. وهو حارّ في الأولى إلى الثانية، وقيل في الثالثة، يابس في الثانية، وهو جال مفتِّح، ويُطلى على البهق والكلف والآثار، ويحسِّن اللون. وإذا أخذ الهزيل من دقيقه قدر جوزة نفعه، وإذا لُبتّ في الشَّيْرَج نفع من عُسْر البول، وسكَّن الزَّحير والمغص، ويضمد به مع شراب لنهش الأفاعي وعضة الكلْب الكلِب والإنسان الصائل. وقدر ما يؤخذ منه: ثلاثة دراهم. «ف» حبّ صغار كالعَدَس، ولونه بين الغُبْرة والصُّفرة، أجوده المضلع الذي طعمه طعم الماش. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، ينقي الصدر والرئة. الشربة منه: درهمان.(2/13)
* كَراويا: «ع» هو بزر صغير الحَبة، معروف عند الناس، يسخن ويجفف في الدرجة الأولى، وفيه حَرافة معتدلة، فهو يطرد الرياح، ويدرّ البول، لا بزره فقط، بل جميعه. وهو طيب الرائحة، مسخن جيد للمعدة، يهضم الطعام، ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة التي تسرع إحدار الطعام، وقوّته شبيهة بقوّة الأنيسون. وأصله يطبخ ويؤكل مثل الجزر، وهو أغلظ من الكمون، يخرج حب القَرَع من البطن. ويقوّي المعدة، ويعقل البطن أقلّ من الكمون، وينفع من الريح التي تهيج في الأمعاء إذا عمل في الطعام أو خلط في الدواء. وقال: هو شبيه القوّة بالكمون والكاشِم، وليس فيه حدة الكمون، وهو أهضم للطعام منهما. وإذا أخذ منها كل يوم على الرِّيق مقدار درخَمَيين كما هي، وأمسكت في الفم حتى تلين، ومضغت وبُلعت، نفعت من ضيق النفس منفعة عظيمة، وحللت نفخ المعدة، ونفعت من أوجاعها، وبالتمادي عليها تذيب البلغم المتولد في المعدة، وتنفع من الخفقان المتولد عن أخلاط لزجة في المعدة، وتنفع من البُهْر المتولد عن ضعف المعدة، كما يفعل الأنيسون. وإذا طبخت بمطبوخ دقيق عتيق، كان فعلها أقوى في جميع هذه الوجوه من طبيخها بالماء، وكذلك الكركم أيضًا. «ج» هو قريب الأحوال من الأنيسون، وهو أمرأ وأجود للمعدة من الكمون. وأجوده الحديث البستانيّ. وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، وقيل في الثانية، يطرد الرياح، ويجفف، ويمنع من الخفقان، ويقتل الديدان، ويدرّ البول، وينفع من المغص الشديد. وقدر ما يؤخذ منه: إلى درهمين. «ف» بزر معروف، قريب الأحوال من الأنيسون. أجوده الطريّ الحديث. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من الرياح، ويقتل الديدان وحبّ القَرَع. والشربة منه: درهمان.
* كَراويا فارسية: «ع» وكراوية رومية وجَبَلية. زعموا أنها القَرْدمانا. وقد ذكرت القردمانا في حرف القاف.(2/14)
* كَرَاث: «ع» بفتح الكاف، وتخفيف الراء. وهي شجرة جبلية، لها ورق طوال دِقاق، وأغصان ناعمة، إذا فُدِغت هراقت لبنًا. والناس يستمشون بلبنها. قال: ويؤتى بالمجذوم حتى يتوسط مَنبِت الكَراث، فيقيم به، ويخلط منه بطعامه وشرابه، فلا يلبث أن يبرأ من جُذامه.
* كَرْمَدَانة: «ع» حبة معروفة. وقيل إنها ثمرة شجرة المَيتان. وسيأتي ذكرها مع المَيْتان. «ج» ويقال: جَرْمَدَانة. وهي حبة سوداء محدّدة الرأس، عليها غشاء إلى البياض، وهي حارّة تسخن القلْب جدًّا، وتسهل الماء الأصفر. ودرهمان منها يعرِض عن شربهما حِكة وورم، ويقتل، ومداواته كمداواة من سقي الأَفَرْبِيون. «ف» مثله. وأجوده الحديث الشديد السواد، حارّ جدًّا يسهل الماء الأصفر والمِرَّة، ويقيء. والشربة منه نصف مثقال.
* كُرْكُم: «ع» قيل إنه الصنف الكبير من عروق الصباغين، وهي العروق الصفر. ويسمى نباتها بقلة الخطاطيف، وقد ذكر في حرف العين. والكركم معروف عندهم، وهو عروق يؤتي بها من بلاد الهند، ويسمى الهُرْد بالفارسية، وليس هي عروق الصبَّاغين. وأهل الصبرة يسمون الهُرْد الكركم، والكركم هو الزعفران، يشبهونه بالزعفران. وقيل إنه أصول الورس وهو أصول غلاظ صُلْبة كالزنجبيل، يدخل في المراهم النافعة من الجرب، وينشف القروح، ويحدّ البصر، ويُذهب البياض من العين. «ج» كركم: هو الزعفران. وقد ذكر في حرف الزاي.(2/15)
* كُروش: «ع» الكروش والأمعاء قليلة الغذاء بالإضافة إلى اللحم، وباردة أيضًا، وما كان من الأمعاء أدسم وأكثر شحمًا كان أسخن، وأكثر غذاء كالقِبَّة وسائر الأمعاء الغلاظ، وقد يلطفها ويسرع هضمها الخلّ إذا طبخت مع السَّذاب والكَرفْس والبقول والأفاويه والأبازير الملطفة والطيبة الرائحة. ويتولد عن إدمانها بلاغم كثيرة، يعسر خروجها. «ج» الكُروش عصبية صالحة لمن يتدخن غذاؤه، وهي عسرة الهضم، قليلة الغذاء، رديئة الكيموس، بلغمية، تحدث الدواليَ في الساقين. وينبغي أن تطبخ سِكْباجًا بخُولَنجان وفلفل. «ف» معروفة من الحيوان. وأجودها كروش الضأن الحَوْليّ. وهي باردة عصبية، جيدة لمن يتدخن غذاؤه، وتزيد في الباءة. يستعمل منها: بقدر الحاجة.(2/16)
* كُرْكيّ: «ع» لحمه عصبيّ ليفيّ. وينبغي أن يؤكل بعد أن يذبح بأيام، ويصلح لحمها الطبخ بالخلّ مرة، وبالماء والملح أخرى، فإن كانت تؤكل مشوية فيتلاً في سرعة إخراجها من البطن بما يسهل خروج الأثفال. ويؤخذ عليها فانيذ، أو حلوى متخذة بفانيذ. وكذلك على السواء الإوز وما عظم من البط وإن أخذ من دماغ الكُرْكيّ ومرارته فخلطهما بدهن زَنبق، وسعط بها إنسان كثير النسيان، ذهب عنه ذلك، ولم ينس شيئًا. وإذا اكتحل بمخ كُرْكيّ نفعه من الغشاء، ومن امتناع النظر بالليل. وإذا خُلِط مرارة كركيّ مع ماء ورق السَّلق، وسعط به صاحب اللَّقوة ثلاثة أيام وِلاء، أذهبها البتة، ودماغ الكركيّ إذا أديف بماء الحُلبة وطلي به الورم الذي في اليدين والرجلين من التخمة نفعه. وإذا ملحت خصيتاه وجففتا وخلط بهما مثلهما من خُرء ضبّ وزَبَد البحر وسكر، أجزاء سواء، وكحل بها بياض العين العارض عن جُدَرِيّ أو طَرْفة أذهبه البتة. وإذا ديفت مرارته مع عصارة مَرْزَنْجُوش وسعط بها صاحب اللقوة مخالفًا للجانب الذي فيه اللقوة سبعة أيام، وتدهن اللقوة بدهن جوز، ويمتنع العليل أن يرى الضوء سبعة أيام، فإنه عجيب في ذلك. ومرارة الكركيّ تنفع من الرجب المتقرِّح والأتربة والبرص لَطوخًا. «ج» أجودها صيد البازيّ. وهي حارّة يابسة، وقيل إنها باردة، وهي أصلح لأصحاب الكَبدّ، وهي تسيء الاستمراء، ولذلك ينبغي أن تطبخ بأبازير حارّة، ويتحلَّى بعدها بحلو السكر والعسل. «ف» من الطيور معروفة، باردة يابسة، لا تصلح إلا للمرتاضين. ويستعمل منها: بقدر المِزاج.(2/17)
* كُزْبَرة: «ع» قال عن ديسقوريدوس: إنها باردة. وقال عن جالينوس: إنها مركبة من قوى متضادّة، إذا ضمدت مع الخبز أو السَّويق على الحمرة أو النملة أبرأتها، وإذا تُضُمِّد بها مع العسل والزيت أبرأت الشَّرَى وورم البيضتين الحارّ والنار الفارسية. وإذا تُضُمِّد بها مع دقيق الباقلاء حللت الخنازير والجراحات. وبزرها إذا شرب منه شيء كثير خلط الذهن. وينبغي أن يُحترز من إدمانه، ومن الاستكثار منه. وماء الكزبرة، إذا خُلِط بالإسفيذاج أو الخلّ ودُهن الورد أو المرداسَنْج، ولطخ على الأورام الحارّة الملتهبة الظاهرة في الجلد، نفع منها. والإكثار من عصارتها قاتل بالتبريد. وخاصتها النفع من البثر الظاهرة في الفم واللسان، إذا تمضمض من مائها ودلكت به، واليابسة إن قليت عقلت البطن، وقطعت الدم شربًا وذَرورا على موضع النزف. وقال: إن الكزبرة الرطبة حارّة تعقل البطن، وتسكن الجَشاء الحامض إذا أكلت في آخر الطعام، وتجلب النوم، وإذا نقعت اليابسة وشرب ماؤها بسكر قطع الإنعاظ، ويَبَّس المنيّ، وكذلك إذا استُفَّت مع السكر. وعصارة الكزبرة إذا قطرت في العين مع لبن امرأة سكنت الضَّرَبان الشديد، وإذا ضمدت العين بورقها قطع انصباب المواد إليها. «ج» كُزبرة، ويقال كُسْفَرة. ومنها رطبة يابسة، وقوّتها مركبة، والغالب فيها الأرضية والمائية، وأجودها البستانيّ. وهي باردة في آخر الأولى، واليابسة منها في الثانية، وبِقراط يقول إن فيها حرارة وبرودة، وهي تزيل روائح البصل والثُّوم إن مضغت رطبة ويابسة. وهي تنفع الخَفَقان عن حرارة. وهي تمنع من الجُشاء والقيء الحامض بعد الطعام. وعصارتها قَطورًا تسكن ضَرَبان العين. وأربع أواق من عصارة الرطبة تقتل بالتبريد، وتورث غمًا وغثيًا وسُدَدًا. وأكثر مضرّتها بالقلب. ودواء ذلك القيء بطبيخ الشِّبْت، وبطعم البيض النَّيْمَرِشْت بملح وفلفل، ومَرَق الدجاج السِّمان بملح كثير وفلفل، وبشرب الشراب القويّ الصرف(2/18)
والمَيْبَخْتَج. «ج» من البزور المعروفة. وهي رطبة ويابسة. أجودها الحديث الكِبار. وهي باردة في الأولى، يابسة في الثانية. تنفع من الدُّوار المَراريّ، وتقوّي المعدة، وتورث النسيان والغَثْي، وتُصلَح بالعسل والقَرَنفُل والمَصْطَكى. ورطبها يطلى على الأورام الحارّة فينفعها، خصوصًا مع الفُوفَل وماء الهِندبَا، ويابسها من شدة غلبة الصفراء، وتصلح مزاج المرارة وتقويّها. والشربة منها: درهم ونصف. وتنفع الخنازير إذا دقت وعجنت، وضمد بها مرارًا.
* كَزْمازِك: «ع» الكَزْمازك بالفارسية: هو حبّ الأثْل بالعربية. ومعناه: عَفْص حبّ الطَّرْفاء. وقد ذكر مع الأثْل في حرف الألف. «ج» كَزْمازِك: هو جَزْمازِج. وهو ثمرة الطَّرْفاء. شبيه في قوّته بالعفص إلا أنه أقلّ بردًا. وهو بارد في الأولى، يابس في الثانية، قويّ القبض، يقوّي اللثة المسترخية، وينفع من بثور الفم.
* كسيلي: «ع» هو عيدان يعلوها سواد، تشبه عيدان الفُوَّة. وقال: هي حب كحبّ الحُرْف، وعيدان كعيدان الفُوّة، وكلاهما يقع في دواء السِّمْنة، وأجوده ما كان دقيقًا. وهو حارّ يابس، جيد للمعدة، مقوّ للأجسام، وينفع أصحاب البلغم والرطوبة. وقيل إنه معتدل في الحرارة والرطوبة يقوّي المعدة، ويسمِّن، ويستعمله النساء لذلك. وخاصيتها: تفتيح ما عرض في الأرحام والكُلَى من السُّدَد، ويُحْدِر الطمث الممتنع المتعذر، ويدرّ البول، ويجلو الكُلَى والمثانة. والمستعمل منه: ثلاثة دراهم. والمعروف اليوم بالديار المصرية بالكسيلا: هو قشور أشبه شيء بقشور السَّليخة، وليست في طعمها ولا في حَرافتها. «ج» مثله. وهو حارّ في حدود الدرجة الأولى، يابس. وقيل رطب. وهو مُغَرّ يكسر قوّة الأدوية الحارّة كالصمغ. وهو مسمِّن جيد لاسترخاء المعدة. وينفع أصحاب البلغم والرطوبة. وقدر ما يؤخذ منه: إلى ثلاثة دراهم. «ف» مثله. وهو ينقي الحمض، ويسمِّن، ويقتل الديدان. والشربة منه: أربعة دراهم ونصف.(2/19)
* كُزْبَرة البئر: «ع» هو البَرْشاوشان. وقد تقدم ذكره في حرف الباء.
* كُشْت بَرْكُشْت: «ع» تأويله بالفارسية: زرع على زرع. ومنهم من يسميه سِوَار الهند والسند. ويسمى سوار الأكراد. له ورق مثل ذنب العَقْرب، إذا جفت انفتلت مثل الحبل المفتول. وهو مفتِّح للسُّدَد، ويدخل في الأدوية الكبار. وهو عيدان دِقاق مفتولة، عطفة يمينًا، وعطفة شمالاً، لونه أغبر، وطوله عقد، أجوده الهنديّ. وهو حارّ يابس في الأولى، يجلو القَوابي والجَرَب، ويؤثر فيهما أثرًا حسنًا. وقال بعضهم: إنه البَرْشَكان، وهو أصح. وخاصته: قطع شهوة الجماع. «ج» هو نَبات يشبه خُيوطًا ملتفة، بعضها على بعض، أكثر عددها خمسة، وتلتف على أصل واحد. ولونه إلى السواد والصفرة. وليس له كثير طعم، قوّته شبيهة بقوّة البَرْشَكان. وهو حار يابس في الدرجة الثانية. وهو لطيف، يقطع شهوة الباءة.(2/20)
* كَشُوت: «ع» الكَشُوت على الحقيقة: هو الموجود بالشام والعراق، وهو المستعمل عند أطبائها. وأما الذي يسمى بمصر والمغرب بالأكْشُوت، وليس به، فهو نبت يتعلق على الكَتَّان، ويعرف بمصر بحامول الكَتَّان، وبالأندلس بقَرِيعة الكَتان، وقد ذكرت في حرف القاف. والكَشوت نبات محبَّب، مقطوع الأصل، أصفر اللون، يتعلق بأطراف الشوك، وكثيرًا ما يفسد النبات الذي يتعلق به، مثل الخيوط، ويتداوى به الناس، وفيه مرارة، ويجعل في الشراب فيشده، ويعجل به السكر، ومقدار حرارة الحار من الكَشُوث وبرد البارد: بمقدار الشجر الذي يتعلق عليه، يسخُن إن كان سَخِنًا، ويبرد إن كان باردًا. وهو مؤلف من قُوًى مختلفة مرارة وعفوصة فمرارته حارًا وعفوصته صيرته باردًا أرضيًا. والأغلب عليه الحرارة في الدرجة الأولى، يابس في آخر الدرجة الثانية، دابغ للمعدة بمرارته وعفوصته، مقوّ للكبد، مفتِّح للسُّدَد العارضة فيها وفي الطحال، يخرج الفضول العَفنة من العروق والأوراد، نافع من الحميات المتقادمة، ملين للطبيعة، ولا سيما ماؤه، وهو صالح للحميات العارضة للصبيان إذا شرب مع السَّكنجَبين. وخاصته: إسهال المِرّة الصفراء. وقوّته دون قوّة الأفسنتين. فإذا أراد مريد أخذه فليأخذ من مائه مع نصف رطل مُغلّى بوزن عشرة دراهم سكرًا يمانيًا. وينفع من اليَرَقان، وينقي البدن، ويجلو الكبد والمعدة. وإذا شرب بالخلّ سكن الفُواق. وبدله إذا عدم: ثلثا وزنه من الأفسنتين الروميّ. «ج» الكَشُوث وكُشوث وكَشوثاءَ. وهو شيء يلتف على الشجر، يشبه اللِّيف المكيّ، لا ورق له، وله زهر صغار أبيض، وفيه مرارة وعُفوصة. وهو حارّ في أول الدرجة الأولى، يابس في آخر الثانية، وقيل معتدل، وقيل بارد يابس، فيه حرارة يسيرة، وهو يخرج الفضول اللطيفة، وينقي المعدة، خصوصًا المقليّ منه. وهو ينفع الحميات العتيقة: بزره وماؤه. وقدر ما يؤخذ من مائه: خمسة عشر درهمًا. «ف» حشيش يلتف على الشوك، يشبه(2/21)
الليف، أجوده ما كان أصفر اللون، مرّ الطعم، وهو حارّ يابس في الأولى، يقوّي المعدة، ويفتح سُدَد الكبد. الشربة منه: ثلاثة دراهم. «ع» والكَشوث الروميّ هو الأفسنتين الروميّ.
* كِشْمِش: هو القِشْمش بالفارسية. وهو زبيب صغير لا نوى له، حلوّ شديد الحلاوة. وهو شبّه الزبيب، إلاّ أنّه ألين، وأقلّ قبضًا، وأسهل خروجًا. وماؤه ينفع السّعال والصدّر.
وصنعته: أن يطبخ القِشْمِش بالماء وحدّه، ويؤخذ منه جزء، ومن الفانيذ نصف جزء، ويطبخ حتى يصير له قوام. «ج» هو ألطف من لحم الزبيب الحلوّ، ومنافعه تقارب منافع الزبيب. وبدّله: زبيب روميّ.
* كَفّ: «ع،ج» غير مضاف لشيء. هي الرجلة، وهي البقلة الحمقاء. وقد مضى ذكرها.
* كفّ الضَّبُع: «ع» ويقال له كفّ السبع، وهو الكبِيكج المقدّم ذكره.
* وكفّ الهِرّ: هو نبات يلحق به، وهو نبات دقيق، له ورق مستدير مُشَرَّف، ينفع القروح الخبيثة، ويقلع الثآليل، وإذا احتمل في فَرْزَجة أعان على الحبل.
* كَفّ آدم: «ع» هو نبات يستعمل على أنه البهمن الأحمر، وليس به.
* كف الأجذم: «ع» ويقال الكف الجذّماء: زعم بعضهم أنّه شجر البَنْجَنْكُشْت. ومنهم من قال: إنّه أصول السُّنبل الروميّ. ومنهم من قال: هو صنف من النبات المسمَّى خُصَى الكلب، له ساق مربَّعة، وزهر فِرْفِيرِيّ اللون. ويستعمل أصله بدل البَهْمن الأحمر، وقوّته كقوّته.
* كف الأسد: «ع» هو العرطنيثا على الحقيقة، ومضى ذكرها في حرف العين.
* كفّ الذّئب: «ع» هو الجَنْطِيانا فيما زعموا.
* كَفّ مَرْيَم: «ع» قيل إنّه الأصابع الصُّفر. وقيل هو النِّيطافِلُن. وقيل: هو البَنْجَنكُشت. ومنهم من يوقعه على نبتة معروفة بالحجاز بهذا الاسم.
* كفّ الكَلْب: «ع» هو البَذْشَكان. قاله في المنهاج. وقيل: هو كف مريم الحجازية.(2/22)
* كُفُرَّى: «ع» هو قشر طلع النخل. ويسمّى بذلك لأنّه يكفر الوَلِيع: أي يغطيه. وهي عَفِصة قابضة، تعفص بها الأدهان. وأقواه ما كان طيّب الرائحة، عفصًا رزينًا كثيفًا داخله ثمر. وقوّته قابضة مانعة للقروح الخبيثة من أن تسعى في البدن. وإذا خُلط بالضَّمادات والمراهم شدّ المفاصل المسترخية. والثمر الذي في جوفه عَفِص. وقوّته مثل قوّة قشره في جميع الأشياء، ما خلا المنفعة في الأدهان. وهو يجفف كثيرًا، ويشدّ المفاصل الرخوة، ويقع في الأدوية النافعة للكبد، ولفم المعدة، ولما يوضع من خارج، ولما يشرب.
* كُفْر اليهود: «ع» هو القُفْر بالقاف. وقد ذكر في حرف القاف، ويسمَّى الحمار.
* كَلْب: «ع» كبد الكلب: القول فيه مستفيض أنه إذا شوي وأكل نفع الذي عرض له الفزع من الماء، إذا أضاف إليها أدوية، وقد جربت لذلك. ودّمه إذا شرب وافق من سَمّ السِّهام الأرمَنِية. وزِبل الكلاب التي تعتلف العِظام يكون ذلك أبيض جافًا غير منتن، ويخزن وتعالج به الخوانيق وأورام الحلق، يخلط مع الأدوية التي تنفع من ذلك، فيُنتَفَع به منفعة بينة. وشعر الكلب الأسود البهيم إذا علّق على المصروعين نفعهم. وإن علّق نابه على من به يَرَقان نفعه. ومن حمله معه لم تنبحه الكلاب.
* كِلْس: «ع» هو النُّورَة والجِير، يعمل من صدف حيوان بحْريّ. ومن حجارة مستديرة، ومن رديء الرخام، بأن يحرق حتى يبيض. وكِلْس الرُّخام يقدّم على الصنفين الأولين. وقوّة كلّ كلس محرقة ملهبة مُلذِعة تكوي. وإذا خلط بمثل الشحم والزيت كان منضجًا ملينًا، محللاً مدملاً. والذي لم يصبه الماء أشدّ إحراقًا. وإذا غسلت بالماء مرارًا كثيرة زال تلذيعها في الماء، فصار ماؤها المعروف بماء الرماد. والنُّورة تقطع نزف الدّم من الجراحات. وإذا غسلت بالماء مرارًا كثيرة نفعت من حرق النار.
* كَلَخ: «ع» الكَلَخ عندّ أهل الأندلس: هو القِنَّة. وعند أهل مصر هو الأُشَّق. وقد ذكرا في بابهما.(2/23)
* كماشِير: «ع» صمغ يشبه الجَاوْشِير. وقوّته حارّة في الدّرجة الرّابعة، ينزل الحيض، ويطرّح الولد، ويخرج الجنين، ولا مثل له في طرح الولد وإسهال الماء. وخاصيته: الإذابة والتحليل، وينزل البول. «ج» قيل إنّه صَمْغ. وقيل إنّه طَلّ. ويسمّى كماشير. وهو أقوى من الجاوْشِير في أحواله. وهو حارّ يابس في الدّرجة الثانية، وقيل إنّ حرارته في الرّابعة. وهو يسقط الأجنّة بقوّة قوية.
* كُمَّثرى: «ع» هو أصناف كثيرة. وكلّها قابضة. وأمّا ثمرتها ففيها مع قبضها جلاء ومائية. ومتى أكلت قَوِيت بها المعدة، وسكَّنت العطش. ومتى وضعت كالضماد جَفَّفت وجلّت جلاء يسيرًا. وهو يَدْمُل الجراحات، ويمنع المواد من التحلُّب. وإذا أكل أو شرب طبيخه بعد أن يجف عقل البطن. وإن أكل الكُمَّثرى والمعدة خالية أضرّ بآكله، بأن يورثه قُولَنجا يعسر انحلاله. والبريّ منه بطيء النضج. وقوّته أشدّ قبضًا من البستانيّ. وورقه أيضًا قابض. ومنه نوع يقال له شاه أمرود، كبير الحجم، شديد الاستدارة، رقيق القشر، حسن اللون، كأنّه ماء سكر منعقد. فهذا مما لا مضرّة فيه من أصناف الكُمَّثرى، وهو معتدل رَطْب. والكُمَّثرَى فيه عطرية وقبض، ومتانة جوهر، وهو إلى البرودة. وفيه خاصية تقويةِ القلب والتّفاح خير منه. والكُمثرى بارد في الدّرجة الأولى، يابس في الثانية. والصينيّ منه بارد في الدرجة الثانية، رطب في الدرجة الأولى. والحامض منه دابغ للمعدة، مدرّ للبول، مشه للأكل. وما كان منه صُلْبًا فهو يبرّد ويجفِّف ويعقِل البطن. وما كان لينًا نضيجًا حلوًا فهو يسخن ويرطب ويطلق البطن. ورُبُّ الكُمَّثْرى عاقل للطبيعة، دابغ للمعدة، مدرّ للبول، مشه للأكل. وما كان منه صُلْبًا فهو يبرِّد ويجفّف، ويعقل البطن. وقال: رُبّ الكمثرى عاقل للطبيعة، دابغ للمعدة، قاطع للإسهال العارض من المرة الصفراء. وشرابه نافع من انحلال الطبيعة، ويشدّ المعدة، وخاصّة إن عُمل من كمثرى فيه بعض(2/24)
فَجاجة. «ج» هو أنواع: صينيّ، وسِجسِتانيّ، وغيره. وأفضل أنواعه الشّاه أمرود، وبعده السِّجِستانيّ البالغ. وهو معتدل رطب. والكمثرى أكثر الفاكهة غذاء، ولا سيّما ما كان منه عظيمًا حُلْوًا. والحامض منه يعقل البطن، ويقوّي المعدة، ويقطع العَطَش، ويسكّن الصفراء. ورُبُّه ينفع من الخِلْفة الصفراوية. وهو يُحْدث القولَنج، ويضرّ بالمشايخ. ويصلحه ماء العسل، والمرَبَّى منه يقوّي المعدة.
وصنعته: أن يؤخذ كمثرى حلو، ويغلى في قدْرِ حجر، مع غمره بعسل الطَّبَرْزَذ غَلية خفيفة بنار ليّنة، ويرفع في بَرْنِيَّة خَضْراء، ويُتَعاهد غسله لئلاّ يُرْخِيَ ماء.(2/25)
* كَمْأةَ: «ع» الكمّأة: هو أصل مستدير لا ورق له ولا ساق، لونه إلى الحمرة، يوجد في زمان الربيع، ويؤكل نيئًا ومطبوخًا. وهو تَفِه لا طعم له، وخِلْطها المتولد منها لا طعم له، إلاّ أنّه أميل إلى البرودة. وتركها خير من أكلها، لأنها تورث عُسْر البول والقُولَنج. وكذلك الفُطْر. وتولّد السُّدَد. وهي باردة رَطبة في الثانية، وماؤها يجلو البصر كحلاً. وينبغي أن تجتنب ولا تؤكل نِيئة. ويجتنب شرب الماء القَراح عليها. ومن خواصها: أنّ من أكلها ولدغه شيء من ذوات السُّموم وهي في معدته مات. وماؤها أصلح الأدوية للعين إذا ربِّي به الإثمد واكتحل به، فإنّه يقوّي أجفان العين، ويزيد في الرُّوح الباصرة. وفيه قوّة وحدّة، ويدفع عنها نزول الماء. والكَمأة اليابسة إذا سحقت وعجنت بغِراء السمك محلولاً في خلّ، نفعت من فَتْلة الصبيان المِعائيّة، ومن نتوء سُرَرِهم، ومن الفتوق المتولدة عليهم. مُجَرَّب. «ج» هي عديمة الطعم، تقبل سائر الطعوم. وأردأ أنواعها الفُطْر. وخصوصًا ما ينبت تحت الأشجار. وخاصة شجر الزيتون في أرض رديئة، وعند جِحَرَة الهوامّ. ويابسه أردأ من طريه. وأجودها الرمليّة الخُلُنْجية الكِبار، التي ليس فيها رائحة رديئة. وهي باردة رطبة جدًّا. وقيل في الثانية، وماؤها على ما هو عليه يجلو العين، رُوِي ذلك عن النبي #، وبه قال بعض الحكماء. «ف» نبات يولد من عُفونة الأرض، لكثرة الأمطار. أجودها الطريّ الرمليّ الأبيض الطيِّب. وهي باردة في الثالثة، رطبة في الثانية. وماؤها يجلو البصر جدًّا، وأكلها يورث الفالِج والسكتة، وتركها أولى من أكلها.(2/26)
* كمانيطوس: «ع» أصله باليونانية: خامانيطس. ومعناه: صَنَوبر الأرض. وهو من النبات المستأنَف كونه في كلّ عام. حارّ في الدرجة الثانية، يابس في الدرجة الثالثة، طعمه مرّ، وفيه طعم حادّ حِرِّيف. وفعله ينقِّي ويفتِّح، ويجلو الأعضاء الباطنة أكثر مما يسخِّنها. وينفع من اليَرَقان وسُدَدِ الكَبد، ويُحْدِر الطمث إذا شُرِب مع العسل، وإذا احْتُمِل من أسفل، ويدرّ البول، ويُسْقَى لمن به وجع الوَرِك بعد طبخه بماء العسل، وما دام طريًّا فهو يُلْزِق الجراحات الكبار، ويَدْمُلُها، ويشفي الجراحات المتعفنِّة، ويحلّل الصلابة التي تكون في الثديين. ويُسقَى طبيخه للسَّم الذي يقال له خانق النَّمِر، ويسهل بلغمًا غليظًا. والشربة منه: مثقال ونصف. وإذا شرب منه مثقالان بماء كماء التين المطبوخ نقَّى الأمعاء العُليا. وبدّل الكَمانِيطوس: وزنه من السِّساليوس، وربع وزنه من السُّلِيخة. وقيل: بدله وزنه من الكَمُّون. «ج» قيل إنّه بِزْر الكَرَفس الروميّ. وهو قضبان وزهر أحمر إلى السواد. وأجوده البستانيّ. وهو حارّ مجفّف في الثانية. وهو مفتِّح جَلاّء، وخاصّة للأعضاء الباطنة، وفيه قوّة مسهلة. ومنافعه كما تقدّم. وقدر ما يؤخذ منه: إلى مثقال. ويبدَل بمثل نصفه سِساليوس، ومثل ربعه سَلِيخة. «ف» هو بِزْر الكَرَفْس الروميّ. وأجوده البستانيّ الذكيّ الرائحة. وهو حارّ في الثانية، يابس في الثالثة، يفتح سُدَد الكَبِد والطِّحال، ويُدِرّ البول، وينفع من الأمراض السَّوداوية، ويقوّي، وينفض البُرُودات من البدن. والشَّرْبة منه: درهمان.(2/27)
* كمادَرْيُوس: «ع» أصله باليونانية: خامادَرْيُوس، ومعناه: بلُّوط الأرض. وهي شجرة صغيرة، طولها نحو من شِبْر، ولها ورق صغار، تشبه في شكلها وتشريفها وَرَق البَلُّوط، مرّ الطعم. وزهر لونه إلى لون الفِرْفِير. وينبغي أن تجمع هذه العُشْبة وثمرتها فيها بعد. وهو في الدرجة الثانية من درجات التجفيف والإسخان. على أنّ إسخانه أكثر من تجفيفه، فهو يذَوِّب الطحال، ويدرّ الطمث والبول، ويقطع الأخلاط الغليظة، وينقي السُّدَد من الأعضاء الباطنة. وإذا شرب طريًّا أو مطبوخًا نفع من تشنج أطراف العضَل، والسُّعال وجُسُوّ الطحال، وعُسْر البول، وابتداء الاستسقاء، ويحدّر الجنين. وإذا شرب بشراب أو تضمدّ به كان صالحًا لنهش الهوامّ، وإذا سُحق وخلط بالشراب واكتحل به أبرأ الناصور من العين. وهو مُذهب لليرقان شُرْبًا، وإذا طبخ بماء قليل وزيت وشرب منه ثلاثة أيام متوالية على الريق، في كل يوم وزن ثلاثة أواق فاترًا، نفع من الحصى نفعًا عجيبًا. وينفع من الأوجاع المزمنة العارضة في نواحي الصدر والرئة، إذا سحق وشرب منه ثلاثة أيام معجونًا بجُلاّب أو بعسل. ومقدار الشربة منه لذلك: ثلاثة دراهم. «ج» والكَمادَرْيُوس مسخِّن محلِّل، ينفع من التشنج واليرقان، والنفخ الذي يكون في الرحم، ومن بط الهضم، وابتداء الاستسقاء. وبدل الكَمادَرْيُوس: وزنه من الأسقولوقَنْدَرْيُون. وهو بدل منه. «ف» الكَمادَرْيُوس من الحشائش. قُضبان ورقه كورق البلُّوط. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من ورم الطحال. شرب مائه يدرّ الطمث. الشربة منه: خمسة دراهم.(2/28)
* كَمُّون: «ع» أكثر ما يستعمل من هذا النبات بزره، كما يستعمل الأنيسون، وبزر الكاشِم الروميّ، وبزر الكَرَفْس الجَبَلي. وقوّة الكَمون حارّة مثل قوّة كلّ واحد من هذه البزور، وشأنه إدرار البول، وطرد الرياح، وإذهاب النفْخ. وهو في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة. ومنه طيب الطعم، وهو الكَرْمانيّ، وبعده المصريّ، وبعده سائر الكَمُّون. وقوّته مسخنة قابضة مجفّفة، إذا طبخ بالزيت واحتقن به أو تضمد به مع دقيق الشعير، وافق المغَص والنفخ. وقد يسقى بخلّ ممزوج بالماء لعسر النفَس الذي يُحتاج معه إلى الانتصاب. ويسقى بالشراب لنهش الهوامّ، وينفع من ورم الأُنثيين إذا خلط بالزيت، ودقيق الباقلاء أو بقيروطيّ، ووضع عليها. ويقطع سَيَلان الرّطوبات المزمنة من الرحم، ويقطع الرُّعاف إذا قُرِّب من الأنف وهو مسحوق، وقد خلط بالخلّ. وهو يصفر البدن إذا شرب أو تلطخ به. والكَمون منه كَرْمانيّ، ومنه فارسيّ، ومنه شاميّ، ومنه نَبَطي. فالكَرْمانيّ أسود اللّون، والفارسيّ أصفر اللون، وهو أقوى من الشاميّ، والنبطيّ هو الموجود في سائر المواضع. ومن الجميع بريّ وبستانيّ. والكرمانيّ أقوى من الفارسيّ. والفارسيّ أقوى من غيره. وإذا مضغ مع الملح وقُطِر ريقه على الجرَب والسَّبَل المكشوطة والظَّفِرة، منع اللَّصَق. والكمون الكَرْمانيّ يعقل الطبيعة المستطلقة من الرّطوبة. وهو نافع من الريح الغليظة، ويجفِّف المعدة. وهو صالح للكبد. وإذا احتملته المرأة مع زيت عتيق قطع كثرة الحيض، وإذا نُقِع في الخلّ وجُفِّف وسُحِق وتُمُودي على أخذه سَفوفًا قطع شهوة الطين، والأشياء الشبيهة به. وإذا مضغ بالخلّ وابتلع، قطع سيلان اللعاب. وهو طارد للرّياح، مجشئ هاضم للطعام. والكمّون البرىّ هو الأسود الشبيه بالشُّونيز. وبزره أحد حرافة من الكمون البستانيّ. وشراب بزره: للمغص والقُولَنج. وإذا شرب بالخلّ سكّن الفُواق. وإذا شرب بالشراب وافق ضرر ذوات(2/29)
السموم من الهوامّ، والبِلَّة العارضة في المعدة. وبدّل الكمون الكَرْمانيّ: وزنه من الكمون. وقيل بدّله: وزنه من الكراويا. «ز» بدّل الكَمُّون الأسود: الأبيض. والكمون الحلو: هو الأنيسون. والكمون الأرمَنِيّ: هو الكراويا. والكمون البريّ: قد تقدم ذكره أنه الأسود الحبّ الذي يشبه الشُّونيز، فإذا قيل كمون أسود: أريد به البريّ. وإذا قيل بريّ، فيراد به الأسود. وقد يقال أيضًا على الحبة السوداء التي هي الشونيز: كمون، وقد ذكرت الحبّة السوداء في موضعها. «ج» مثله. وهو حارّ يابس في الثالثة، وقيل إن حرارته في الثانية. وهو يقتل الدّود، ويحلِّل، ويطرد الريح وفيه تقطيع وقبض، وإن غسل الوجه بمائه صفاه، وكذلك أخذه بقدر الحاجة، ويؤخذ منه خصوصًا البريّ الذي يشبه الشّونِيز قدر درهمين بشراب لنهش الهوامّ. والإكثار منه يصفي اللون أكلاً وطِلاء بالجلد من خارج. «ف» بِزْره معروف. كَرمانيّ، وفارسيّ، ونَبَطيّ. وأجوده الكَرمانيّ، والأسود الفارسيّ. وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من المغص والنفخ وتقطير البول وعسره. والشربة منه: درهمان ونصف.
* كَمْكام: قيل: هو صمغ الضِّرو. وقد ذكر الضّرو في حرف الضّاد المعجمة.(2/30)
* كُنْدُر: «ع» الكُنُدر بالفارسيّة: هو اللُّبان بالعربية. وقال عن الأصمعي: ثلاثة أشياء لا تكون إلا باليمن وقد ملأت الأرض: اللبان والورس والعَصْب، يعني بُرود اليمن. وأكثر اللُّبان في شِجْر عُمان. وقيل إنّه لا يكون إلاّ فيه. وشجرته قدر ذراعين، ولها ورق وثمر كورق الآس، وثمره مرّ الطعم، وعلكه الذي يمضغ هو الكندر، يُعقَر بالفأس، فيظهر في مواضع العقر اللُّبان، فيجتَني. وأجوده الذكر، وهو الأبيض الصلب المستدير الحبّة، الذي لا ينكسِر سريعًا، وإذا انكسر كان ما في داخله يَلْزَق. وهو يسخّن في الدرجة الثانية، ويجفّف في الدرجة الأولى، وفيه قبض يسير، إلاّ أنّ الكندر الأبيض ليس يتبين فيه قبض. والكُندر بقبض ويحلّل من غير أن ينضج. وقال: يقبض ويسخن، ويجلو ظلمة البصر، ويملأ القروح العميقة ويَدْمُلها، ويُلْزِق الجراحات الطريّة التي بدمها، ويقطع نزف الدّم من أي موضع كان، وهو يُحرق الدّم والبلغم، وينشِّف رطوبات الصدر، ويقوّي المعدة الضعيفة، ويسخنها ويسخّن الكبد إذا بردتا، وإن نُقع منه مثقال في ماء وشرب كل يوم، نفع من البلغم، وزاد في الحفظ، وجلا الذهن، وذهب بكثرة النسيان، غير أنّه يحدث لشاربه إذا أكثر منه صُداع. وهو يهضم الطعام، ويطرد الرياح. وهو جيّد للحمَّى، ويقطع الخلفة والقيء، وينفع الخفقان، وربما أحدث لشاربه وَسواسًا، وإذا مُضغ جذب الرطوبات والبلغم من الرأس. ومضغه مع الصَّعتر أو زبيب الجبل يجلب البلغم، وينفع من اعتقال اللسان، وهو مقوّ للروح التي في القلب، والتي في الدماغ، فهو لذلك نافع من البلادة والنسيان. وحاله مناسب لحال البَهْمَن، إلا أنه أضعف منه لتقوية القلب، وأقوى عطرية، وبالترياقية التي فيه تنفع دخنته من الوباء. وهو ينفع السّعال، ومضغه يشد الأسنان واللّثة ويصلحها. وبدله: وزنه وربع وزنه من دُقاقه. والإكثار منه ربما ولد الجُذام والبرص والبهق الأسود خاصة. «ز» وبدّله: قشور الكُندر. وقد(2/31)
يُحرَق الكُندر، بأن يجعل في نار كنار السراج، ويوضع في فَخَّارة جديدة نظيفة حتى يحرق، ويغطى بشراب إلى أن يجمد، ولا يصير رمادًا. وأما قشور الكُندر فأجوده ما كان ثخينًا يَلْزَق، طيّب الرائحة حديثًا أملس، ليس بدقيق. وقد يغش بقشر الصَّنَوْبر وقشر اليَنْبوت، وقد يحرق كما يحرق الكُندر. وقشر الكندر من الحرارة واليبوسة في الدرجة الثانية، وهو يقبض قبضًا بينًا، ويجفّف تجفيفًا شديدًا، وهو أغلظ من الكُندر، وليس فيه حدّة ولا حَرافة ينفع من نفث الدّم، والمعدة الرخوة، ومن قرحة الأمعاء. وقال: وقوّة قشور الكندر مثل قوّة الكندر، وأقوى وأشدّ قبضًا، وهو أوفق من الكُندر لمن ينفث الدّم، وللنّساء اللاتي تسيل من أرحامهن رُطوبات مزمنة إذا احتملته، ويصلح لجلاء الآثار وقروح العين. وإذا طلي كان صالحًا لحكتها، وإذا وضع كالمرهم حبس البطن، وجفّف القروح. وبدّله: وزنه من دقاقه. وأما دقاق الكُندر فإنّه دواء فيه قبض قليل، فهو لهذا السبب أفضل من الكندر في كثير من العلل، وهو أشد قبضًا من الكُندر، وهو ما ينزل من المُنخُل إذا نخل، وليس هو بالكُندر المدقوق المنخول، بل هو ما تفت منه في الأعدال الكبار، ويخالطه أجزاء صغار من قشوره، وفيه الإنضاج والتسكين والقبض، وأجوده ما كان أبيض نقيًا ذا حصى. وقال: قوّته مثل قَوّة الكندر، وهو أضعف. «ج» الكندر يستعمل منه اللُّبان والدُّقاق والقُشار والدُّخان. وقُشاره مجفِّف في حدود الثالثة، وأقلّ حرارة. وقال: الكندر حارّ في الثانية، يابس في الأولى، وقيل في الثانية. وهو يجود الحفظ، ويحسن الدم، ولا يلذَع، وتجفيفه ليس بالقويّ. وقشوره جيّدة لآثار القروح، ولأورام الثدي مع دهن ورد وقَيْموليا، وهو يَدْمُل الجراحات الطريّة، ويقطع الرُّعاف الحِجابيّ، ويقوّي المعدة، ويحسن الخِلفةَ ونزفَ الدّم من الرحم، وقدر ما يؤخذ منه: نصف مثقال. «ف» هو صمغ أبيض وأحمر، يميل إلى الخُضْرة، أجوده الأبيض الذكيّ(2/32)
النقيّ الباطن. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من نفْث الدّم، وقروح الأمعاء والسَّحْج. وإذا مضغ جذب الرطوبة والبلغم من الرأس، وإذا سُقِي منه أصحاب الزَّحِير مع شيء من النانْخُوَاة نفعهم. والشربة منه: درهم.
* كُنْدُس: «ع» هو عروق نبات، داخله أصفر، وخارجه أسود. والمستعمل منه هو العروق. وخاصّته: قطع البلغم والمِرّة السوداء من الخياشيم. وقوّته من الحرارة في أول الدّرجة الرّابعة. ومن اليبوسة في آخر الدّرجة الثالثة. وهو دواء شديد الحرارة، وشربه خطر عظيم. ومقدار الشربة منه ليتقيأ به: من دانق إلى أربعة دوانيق، مسحوقًا منخولاً بحريرة صفيقة، مدقوقًا بصفرة ثلاث بيضات، قد شويت لم تنضج وفيها رقة، مع ماء قد أغلي فيه عَدَس وشعير مرضوضان مقشوران، مقدار نصف رطل، فإنّه يقيء قيئًا جيدًا. وقال: كان رجل لا يبصر القمر ولا الكواكب بالليل، فاستعط بمثل عدسة كُندُسًا بدهن بنفسج، فرأى الكواكب بعض الرؤية في أول ليلة، وفي الثانية برئ البتة بُرْءًا تامًا، وخبّر به غيره فنفع. وهو جيّد للغشاء جدًّا، وإذا كان الولد ميتًا في البطن لثلاثة أشهر أو لأربعة، فسحق الكُندس وعُجن بالعسل، واتخذت منه فتيلة واحتملتها المرأة، فإنها تلقيه. ولا يُسْتْعَط به في القيظ ولا في الصيف، فإنه ينشِّف الرطوبة، وإنما يستعط به في الخريف وفي الشتاء والربيع. وهو يجلو البهق والبرص، وخصوصًا البهق الأسود. وهو من جملة الأدوية المنقيَّة للآذان، الجالية للوسخ منها، وينفع من الخَشَم، مفتحًا لسُدَد المِصفاة بقوّة، ويعين في دفع المَشِيمة بالعُطاس. وبدّله في القيء: جوز القيء وزنه مع ثلث وزنه فلفل. «ز» أكثر ما يستعمل أصله. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة إلى الرابعة. وهو حِرِّيف مُعَطِّس مفزع لذَّاع، مقطِّع للبلغم والسوداء، ويجلو البرص والبهق، وخصوصًا البهق الأسود. وينفع من الجرب، وينقِّي الآذان من الوسخ، ويُذهِب صلابة الطحال، ويدرّ البول(2/33)
والحيض، ويفتت الحصاة، ويسهل البلغم اللَّزج من المفاصل، وشربته: إلى دانق ونصف. وهو يخرج الجنين، وهو من الأدوية القتَّالة، ويصلحه الكَثيراء، وهو يهيج القيء، ويغثي غثيانًا ربما خَنَقَ به. «ف» هو أصل نبات معروف مشهور، أجوده الحديث الحارّ الرائحة. وهو حارّ يابس في الرابعة، يدرّ البول والطمث، ويحرك العُطاس. والشربة منه: دانق.
* كَنْكَر، وكَنْكَرْزَذ: «ع» الكَنْكَر: هو الحَرْشَف البستانيّ، وهو صنف من الشوك ينبت في البساتين، له ورق أعرض وأطول من ورق الخَسّ، مشرَّف مثل ورق الجِرجِير، وهو غليظ الجِرْم، بطيء الانحدار، ينفخ ويزيد في الباءة، ويسخن الكُلَى والمثانة. وإصلاحه أن يُهَرّأ بالطبيخ، ويكثر فيه التوابل والأبازير اللطيفة، ويؤكل جِرمه نيئًا. وقوّة أصل البريّ مثل قوّة أصل البستانيّ. والكَنْكَر: هو صمغ الحَرْشَف، وهو تراب القيء. وقد ذكر صمغ الحرشف في حرف الصاد. «ج» الكَنْكَر البستانيّ بارد يابس، يحبس الطبع، وهو أغلظ من الباذنجان، وأعسر انهضامًا إذا أكل نيئًا. وهو يولد السوداء. وينبغي أن يسلق ثم يطبخ باللحم السمين والدّهن. والكَنْكَر البريّ. هو الحرشف. وهو حارّ رطبّ، يزيد في الباءة ويطيِّب العَرَق كالكَنْكَرزَذ، وهو صمغ الحرشَف، وهو تراب القيء. وهو مسيخ الطعم، حارّ رطب في الدرجة الأولى. وقيل إنه بارد. وهو يقيء بسهولة إذا شرب مع ماء حارّ وسَكنجبين أو مع العسل. «ف» كَنكرزذ هو صمغ الحرشف، وهو تراب القيء، أجوده الحديث المَسيخ الطعم. وهو حارّ رطب في الأولى يقيء بسهولة إذا شرب مع ماء حارّ. والشربة: ثلاثة دراهم.(2/34)
* كَهْرَبا: «ع» هو صمغ السَّنْدَرُوس. مَكْسِره أصفر إلى البياض، شفَّاف، وربما كان إلى الحمرة، ويجذب التبن والهَشِيم من النبات، ولذلك يسمّى كانْ رَبا أي سالب التبن بالفارسيّة. وله خاصية عجيبة في تقوية القلب وتفريحه وتعديله للروح. وهو بارد يابس، إذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس الدّم الذي ينبعث من انقطاع عِرق في الصدر، ويحبس نزف الدّم من أي موضع خرج من الجسد، وينفع من خفقان القلب الكائن من المِرَّة الصفراء، من قِبَل مشاركة القلب لفم المعدة، وينفع من وجع البطن والمعدة وقطع الرعاف، وإن عُلِّق على الحامل حفظ الجنين، وإن علِّق على صاحب اليرقان نفع جدًّا، وإن شرب منه مثقال منع التحلُّب من الرأس والصدر إلى المعدة. وله خاصيّة في إمساك الدّم، وخاصّة الزَّحير، ولدم الطمث والبواسير والخِلْفة شربًا. وإذا شرب منه نصف مثقال بماء الورد حبس القيء. وينفع من الكسر والرضّ. وبدّله: وزنه من الطين الروميّ مرّتين، وثلثا وزنه من السَّليخة، ونصف وزنه من بِزر قَطُوناء المقلوّ، وقيل بدله: وزنه من السَّندَرُوس، وهو كالسندروس، وهو صمغ الحوز الروميّ. وأجوده الشمعيّ اللون، الصافي الأحمر، الضارب إلى الصفرة. وهو بارد يابس، يبّسه في الثالثة، وقيل: إنّه حارّ في الثالثة. وهو حابس للدّم من أي موضع كان. وقيل إنّه إذا علّق على الأورام نفع. وهو نافع من الخفَقان إذا أخذ منه نصف مثقال بماء ورد، ويحبس القيء، ويقوّي المعدة مع المَصطكى. «ف» صمغ شجرة يقال لها الحوز الروميّ. أجوده النقيّ المائل إلى الحمرة. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من الخفقان ونفث الدّم، ويحبس الدّم. والشربة منه: مثقال.(2/35)
* كَوارِع: «ع» الكوارع تولّد كيموسا لزجًا ليس بغليظ، وهي صالحة في الانهضام عديمة الفضول، حسنة الكيموس، تغذو غذاء يسيرًا، نافعة للسعال المتولد من الحرارة إذا طبخت مع ماء الشعير المقشر، وتولد دمًا باردًا لزجًا. وينتفع بإدمان أكلها من أراد أن يجبر منه عظمًا مكسورًا. والاغتذاء بها ينفع من شُقاق الشفتين واللسان، الكائن عن الحرّ. وينفع من سَحْج الأمعاء، ويلين خشونة الحلق.
* كَوْر: «ع» هو المَقْل. وهو مَقْل اليهود أيضًا. وسيأتي ذكره في حرف الميم.
* كوْكبُ شاموس: «ع» هو طينُ شامُوس. وقد ذكر في حرف الطاء.
* كَوكَب الأرض: «ع» هو ملح سَبخة يقال لها كَوكَب قَيْموليا. ويقال: كوكب الأرض: هو الطَّلْق. وقد ذكر الطلق في حرف الطاء، وذكر جميع ما يقال إنّه يضيء بالليل من النبات في حرف السين، في سراج القُطْرب.
* كيل دارو: «ع» هو السَّرْخس بالفارسيّة. وقد ذكر السرخس في حرف السين.
حرف اللام(2/36)
* لاذَن: «ع» هو شيء من رطوبة يدبق بيد اللامس، يكون على شجرة القِيسُوس، فترعاه المعزّ، فتلزق الرّطوبة على أفخاذها ولحاها. ومن الناس من يأخذه فيصفيه، ويعمل منه أقراصًا. ومنهم من يأخذ حبالاً فيمرها على الشجر، فما لزّق بها من رطوبة جمعوه وعملوه أقراصًا، وليس فيه شيء من الرمل، وليس بهش شبيه الراتينَج. وهو دواء حارّ في الدرجة الثانية نحو آخرها، قريبًا من الثالثة، وفيه قبض يسير. وجوهره جوْهرٌ لطيف جدًّا، فهو يلين تليينًا معتدلاً، ويحلّل وينضج، وينفع من علل الأرحام، ويقوّي وينبت الشعر الذي ينتثر. وقوّة اللاذَن مُسَخنة ملَينة مفَتحة لأفواه العروق، فإذا خلط بشراب ومُرّ ودُهن الآس، أمسك الشعر المتساقط، وقد يدخَّن به لإمساك المَشيمة. وإذا وضع في أخلاط الفَرْزَجات واحتُمل، أبرأ صلابة الرحم. وهو يسكن الأوجاع من أيِّ سبب كانت، متى حُلّ بدهن بابونَج أو شبْت، وإذا حلّ في دهن ورد وطلي به يافوخات الصبيان، نفع من نَزَلاتهم، ومن السعال المتولد عنها. وإذا ضمد به مقدَّم الدِّماغ وتمودي عليه لذوي الأسنان، نفع من النَّزَلات. وإذا وضع على المعدة المسترخية شدّها. وعلامتها الغثيان، وسيلان اللعاب، وقلّة العطش، وهو مفتِّح للسدد. «ج» هو رطوبة تتعلَّق بشعر المِعْزَى الراعية لنبات يعرف بقيسوس، يقع عليه طلّ فيرتكم عليه، وإذا عَلِق بشعر المعزَى أخذ عنها وكان اللاذَن. وأجوده الدسم الرزين، الطيّب الرائحة، الذي لونه إلى الصفرة، ولا رمليّة فيه، وينحلّ في الدّهن، ولا يبقى له ثُفل. وهو حارّ في آخر الدرجة الأولى، وقيل في آخر الثانية، رطب. وقيل: إنه بارد قابض. وهو قول بعيد. وقيل: إنّه يابس لطيف جدًّا، وفيه قبض يسير. وهو منضج للرّطوبات الغليظة اللزَّجة، وينبت الشعر المنتثر، ويكثفه ويحفظه مع دهن الآس، ويخرج الجنين الميت والمشيمة تدخينًا في قِمع. وإن شرب بشراب عقل البطن وأدرّ البول. وهو ينقِّي البلغم. وقدر ما يؤخذ(2/37)
منه: إلى نصف درهم. ويلين صلابة المعدة والكبد، ويقوّيهما إذا كانا قد نالهما برد وضعف. «ف» هو طلّ يقع على أشجار وحشائش. أجوده الدّسم الطيب الرائحة. وهو حارّ في الثالثة، يابس في الأولى، يحلل أورام الرحم، ويخرج المشيمة، وينفع من الرياح الحادثة في المعدة، وينفع من سوء الهضم، وينقي المعدة، ويقوّيها إذا استعمل مع العسل. والشربة منه: درهم ونصف.
* لازَورْد: «ع» يختار منه ما كان لينًا، لونه لون السماء، مشبعًا، وكان مستويًا ليس فيه خشونة من حجارة. وقوّة اللازَورد قوّة تجلو مع حدّة يسيرة، ومع قبض شديد جدًّا. ويخلط مع الأدوية التي تنفع العين،ويسحق وحده، ويستعمل ذَرور التّقوى به الأشفار، إذا كانت قد انتثرت من أخلاط حارّة. وهو أشبع لونًا من الحجر الأرْمَنِيّ، وقوّته شبيهة بقوّة الأرْمَنِيّ، إلاّ أنّ اللازَوَرْد أضعف قوّة. وهو يسهل المِرّة السوداء، وكلّ خلط غليظ مخالط للدّم، وينفع أصحاب المالِيخُوليا والربو، والشَّرْبة منه: أربع كَرْمات. ويُدِرّ الطَّمْث دَرًّا صالحًا، وإذا طُلِي به مسحوقًا بالخلّ على البرص أبرأه. «ج» قوّة اللازورد كقوّة لِزاق الذّهب، وأضعف يسيرًا، وهو حارّ في الدرجة الثانية، يابس في الثالثة، وله قوّة معفِّنة وجَلاَّءة، مع قبض يسير وحِدّة وإحراق وتقريح، ويحسن أشفار العين ويكثرها، وينفع من السهر، ويسهل السوداء. وشربته: إلى درهم. وينفع من وجع الكُلَى وأصحاب المالِيخُوليا. «ف» حجر معروف يجلب من بلاد خُراسان. أجوده النقيّ الخالص الخالي من الرمل. وهو بارد يابس، يسهل المِرة السوداء، وينفع المالِيخُوليا. والشَّرْبة: نصف مثقال.(2/38)
* لاعِية: «ع» هي شجرة تنبت في سفوح الجبال، لها ورد أصفر ترعاه النحل، ولها لبن غزير، وهو حارّ يسهل إسهالاً قويًّا، وهو من أصناف اليَتُّوع، ولبنها نافع من الاستسقاء، يسهل الماء، وورقها إذا طبخ وأطعم صاحب هذا المرض نفعه بإسهاله إسهالاً قويًّا، وإذا دُقّ ورقها وعصر ماؤه وسُقي لإنسان أسهله وقيأه، إلاّ أن اللبن أقوى فعلاً من الورق. «ج» مثله. وهو حارّ يابس في الثانية، وقيل في الرابعة. ومن خواصّه أنّه إذا ألقى منه شيء في غدير فيه سمك أطفأه. «ف» شجرة وردها طيّب الرائحة، ترعاه النحل، أجودها ورقها وهو طريّ، وهو يابس في الثانية، يسهل المائية الرديئة، والأخلاط اللزجة. الشربة منه: درهم.(2/39)
* لَبْلاب: «ع» هو نبات له ورق شبيه بورق قِيسُوس، إلاّ أنّه أصغر منه، وقضبان طوال تتعلق بكل شيء هو بالقرب منها من النبات، وتنبت في السِّباخات وأمرجة الكروم، وبين زرع الحنطة. وله نَور شبيه بقمع أبيض، يخلفه غُلُف صغيرة، فيها حب صغار سُوْد وحُمْر، وقوّة هذا النبات قوّة مخللة. وإذا شربت عصارته أسهلت البطن، وهو يسهل ماء للزوجته التي فيه، ويخرج المِرَّة الصفراء، ويسهل الطبيعة برفق إذا خلط بالسكر، وإن أحببت أن تزيد قوّته زدت فيه فُلوس الخيار شَنْبر محلولاً بالماء المغلي، وليس ينبغي أن يشرب ماء اللَّبلاب مُغْلى، لأنه إذا أغلي ذهبت لزوجته التي تسهل الطبيعة، وانكسرت قوّته. والشربة منه: نصف رطل مع عشرين درهمًا من السكر الطَّبَرْزَذ. وهو ينفع من السعال إذا كان من جنس الطبيعة، وينفع من القُولَنج الذي يكون من خِلْط حارّ، ويحلل الأورام التي تكون في المفاصل والأحشاء إذا استعمل مع فلوس الخيار شنبر، وإن طبخ ماؤه قلّ إسهاله، فكان أكثر تفتيحًا للسُّدَد. وهو نافع من الحمَّى الصلبة. «ج» منه ما يعرف بحبل المساكين. واللَّبلاب هو شيء يلتوي على الشجر ويرتقي، فيه خيوط دقاق، وله ورق طوال، ومنه صنف رديء، وأجوده الحديث الكبار الورق. وهو معتدل الحرارة واليبس. وقيل إنه حارّ رطب، وهو ملين محلل، يقطر عصيره في الأذان الوجِعة بقطنة مع دهن اللوز، وينفع من الصداع المزمن، وينفع الصدر والرئة وسدد الكبد، وورقه بالخل نافع للطِّحال، وماؤه يسهل الصفراء المحترقة. وقدر ما يؤخذ منه: إلى ثلاثين درهمًا مع السكر، من غير أن يغلي، وينفع لأصحاب قرحة الأمعاء والسعال إذا طبخ بدهن لوز. والصنف الرديء منه يسهل الدّم، ولبن العظيم منه يجلو الشعر، ويقتل القمل. «ف» صنف من الحشائش التي تلتفّ على الأشجار، أجوده الطريّ الحديث. وهو حارّ يابس في الأولى، يفتح سُدَد الكبد، وعصارته تسهل الصفراء، وتسكن حدّة الدّم وغائلته، وتذهب بالصُّفار،(2/40)
وتُنَقِّي الأمعاء.
* لَبَخ: «ع» شجر عظام أمثال الدُّلْب، وله ثمر أصفر يشبه التَّمر، حلو جدًّا، إلاّ أنّه كريه، وهو جيد لوجع المعدة والأسنان، وقوّة ورق هذه الثمرة تقطع الدم إذا جفف وسحق وذُرّ على الموضع الذي يسيل منه الدّم، وقد زعم قوم أن هذه الشجرة كانت تقتل من قبل في بلاد الفُرس، فبعد أن نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر. وورق هذه الشجرة له قوّة لها قبض معتدل، يمكن أن يمنع انفجار الدّم إذا وضع على العضو الذي ينفجر منه. وثمرتها لها قبض بيِّن، به صارت مقوّية مانعة من الإسهال.
* لَبَن: «ع» اللبن حارّ رطب، وحرارته في وسط الدرجة الأولى، ورطوبته في أول الدرجة الثانية، وهذه قوّته عند حلبه. والتي تذكر من الألبان هي الصحيحة الطبيعية التي لم يشبها شيء من الأخلاط، ومعرفته: أنّه اللبن الصافي النقيّ من الكدورة، الذي لا يخالطه حموضة ولا حَرافة ولا ملوحة، بل يكون فيه حلاوة يسيرة، وتكون رائحته غير مذمومة، فإنّ ما كان على هذه الصفة متولد عن الدم الصحيح البريء من الآفات. وأوفق هذه الألبان ألبان النّساء الصحيحات الأبدان، اللواتي لم يطعنَّ في السنّ، ولم يكنّ في سنّ الفتيات، لكن يكنّ نَصفًا معتدلات المزاج، ويكون ما يأخذن من الغذاء الأشياء المحمودة، التي لم تولد الكَيموسات الرديئة. وبعد ألبان النساء في الجودة والموافقة، ألبان الحيوانات التي لم تبعد عن طبيعة الإنسان، مثل ألبان الخنازير والضأن والبقر والخيل والمعز والحمير الوحشية والأهليّة والظِّباء وما يجري مجراها، مما يتغذى بلحمه أكثر الناس، فهي قريبة من الإنسان، ملائمة له، فإذا أصيب على الجَودة الموصوفة، فإنّه ينفع من النوازل الحِرِّيفة اللَّذاعة، وينقي الأعضاء من الكيموسات الرديئة، بغسله إياها وجلائه، ويَلْحَج فيها، ويَلصَق بها، فيمنع حِدّة الأخلاط الحريفة من الوصول إليها.(2/41)
واعلم أنّ اللبن أسرع الأشياء كلّها استحالة وتغيرًا إذا نالته حرارة الهواء، فتحلله عن كيفيته التي أخذها. واللبن مركب من ثلاثة جواهر: جُبْنية، ومائية، وزُبْدية. فإذا تميزت هذه الجواهر، وفارق بعضها بعضًا، صار لكلّ واحد منها فعل خاصّ، من غذاء ودواء. والألبان تختلف اختلافًا ليس بيسير، من قِبَل الوقت الحاضر، ومن قبَل أصناف الحيوانات، ولذلك إن لبن البقر أغلظ الألبان كلُّها وأدسمها، ولبن الإبل أرطب الألبان كلّها وأقلّها دسمًا، وبعد لبن الإبل لبن الخيل، وبعدها لبن الأُتن. فأما لبن المعزّ فمعتدل بين الغلظ والرقَّة، ولبن النعاج أغلظ منه. واللبن يكون عقيب الولادة أرطب من سائر الألبان، وكلما مضى عليه الزمان غلظ، ولا يزال يغلظ أوّلاً فأولاً، وفي وسط الصيف يكون في حال وسط، من طبيعته، ومن بعد هذا الوقت لا يزال يغلظ حتى ينقطع أصلاً، كما أنه يكون في الربيع رطبًا جدًّا، ولذلك إن اللبن الأرطب يطلق البطن أكثر، واللبن الأغلظ يطلقه أقلّ، واللبن الأغلظ يغذو كثيرًا، واللبن الأرقّ يغذو أقلّ. ومن طبخ اللبن قبل شربه حتى يفنى ماؤه لم يطلق البطن بتّة، فإن ألقى فيه حصى مُحمّى حتى ينقى من الماء، صار يشفي من عرض له في معدته لذع من فَضْل حادّ، وكذلك إن ألقى فيه قطع الحديد محماة كان فعله أقوى. واللبن كله جيد الكَيموس، مغذّ ملَين للبطن، نافع للمعدة والأمعاء. ولبن الربيع أكثر مائيّة من لبن الصيف، ولبن المرتَعِي من الحيوانات النبات الطريّ أشدّ تليينًا من لبن المرتِعي النبات اليابس. واللبن الجيد ما كان مستوي الثِّخَن، وإذا قطر على الظفر كان مجتمعًا ولم يتبدّد. والمرتعِي شجرِ السَّقَمونيا والخَرْبَق وما أشبهه مفسد للمعدة والأمعاء، وليُحذر لبن الحيوان السقيم. ولبن الحيوان الأبيض ضعيف. وحيوانه ضعيف في نفسه، والأسود أقوى، ولبنه أجود، وهو أبطأ انحدارًا، والمتولد عن رعي الأدوية المسهلة يسهل. وأجود الألبان المتناهي(2/42)
السنّ، فإنّ لبن الصغير أرطب، ولبن الهرم يابس، ولبن الحيوان الذي مدّة حمله أكثر من مدّة حمل الإنسان أو أقلّ رديء، والمساوي ملائم له، ولذلك صار لبن البقر أكثر ملاءمة. وبالجملة، إن اللبن يغذي غذاء كافيًا، ويولد لحمًا لينًا، ويخصب البدن، ويرفع عنه القَشَف والأمراض اليابسة، كالحِكة والجرب والقوابي والدِّقّ والسُّلّ والجُذام، ويحفظ رطوبات البدن الأصلية، فتطول لذلك مدّة الإنسان بإذن الله تعالى. وينبغي أن يجتنب اللبن ويُقلَّ منه من يعتريه القُولَنج ومن ظهر البهق فيه، ومن يُصَدَّع عليه، ومن يتقيأ عليه قيئًا مرًّا. واللبن يزيد في النطفة، ويحفظ الحياة، ويغذو كغذاء الخبز، ويزيد في الحفظ، ويُذهب الإعياء، وينفع مَن مرض من كثرة الجماع واليرقان. وهو ترياق للسمّوم، ويصفي الصوت، ويكثر لبن المرأة، ويسكن العطش، ويدرّ البول، ولميله إلى البرد يضرّ أصحاب البلغم، لأن حرارتهم لا تحيله إلى الدّم. وهو ينفع أصحاب المزاج الحارّ اليابس، إذا لم يكن في معدتهم صفراء، ولكنّه كثيرًا ما يحدث الوضَح، إلاّ لبنَ اللِّقاح، فإنه أقلّ ما يخاف منه الوضَح. واللبن علاج النسيان والغمّ والوَسواس. وهو ضارّ لأصحاب الخفقان الرّطب كيفما كان من دم أو بلغم. قال: وبالجملة إن اللبن يغذي غذاء كافيًا، ويولد لحمًا لينًا رطبًا، فأمّا الصبيان فيشربونه إلى وقت نبات الشعر في العانة، ثم يدعونه، وخاصّة المحرورين منهم، فإنه يتجبن في معدتهم، ويورّث قلَقًا وكَرْبًا في كلّ معدة حارّة المزاج. وهو ينفع الصبيان، لأنّه يرطبهم ويزيد في نمائهم، ولا يوافق المتناهي الشباب، لغلبة الحرارة فيهم، وبعد الانتهاء فهو جيد، لأنه يرطب، ويعدل الأخلاط، ويسكن الحدّة العارضة في أبدان الشيوخ. ولا ينبغي أن يُسْقَى لأصحاب الأمزجة والمعَى والأبدان الحارّة، لأنّه يستحيل فيهم إلى المَوَادّ، وينفخ الأحشاء، ويحدث ثقلاً في الرأس، ويضرّ أصحاب السُّدَد، وظلمة البصر،(2/43)
وزُرقة العين والعشا، ومن يتجشأ حامضًا. وأمّا من لا يحمض في معدته فليُسقَه، ولا يضرّ بالبصر إلاّ إذا لم يتمّ انهضامه، لأنه متى أصاب المعدة ضرر شاركها الرأس، ومتى تناوله فليدَع جميع الأطعمة والأشربة، إلى أن ينحدر إلى أسفل، لأنّه إن خالطه شيء وكان قليلاً فسد، وأفسد ذلك اللبن معه، ولذلك يستعمله الرُّعاة، فتخصب أبدانهم عليه. وينبغي أن يؤخذ بالغداة، ولا يؤكل عليه إلى انهضامه، ويحذر التعب عليه، لأنه يمخَضه فيحمضه، لأن التعب قد يمخَض الأطعمة القوية فضلاً عن اللبن، والسكون بعده أصلح، بعد أن يكون مستيقظًا، فإنّ ذلك أحرى أن ينحدر اللبن في أوّل مرّة بأخذه، وهو إلى ذلك محتاج، فإذا انحدر ما أخذه أولاً أخذ منه شيئًا آخر، فإذا انحدر أخذ أيضًا منه. واللبن في أول مرّة من شربه يخرج ما في المِعَى، ثم إذا أدامه يدخل بعد ذلك في العروق، ويغذو غذاء جيد، ويعدّل ما فيها من الأخلاط، ولا يطلق البطن بل يحبس. ومن أراده لإطلاق البطن أخذ منه مقدارًا أكثر، ومتى أراده للتغذي والترطيب فمقدار أقلّ، فإنّه لا يثقل عليه البتة، والله أعلم. «ج» اللبن: من مائية، وجَبْنية، ودُسومة، وهي الزُّبد. وأجوده الشديد البياض، المعتدل القوام. ويستعمل عُقَيب ما يُحلَب. وأصلح الألبان للناس لبن النساء، وما شرب من الضرع أو عُقيبَ ما يُحلب. وأفضله الذي يثبت على الظفر ولا يسيل، ويكون رعى حيوانه جيدًا، ولا يكون فيه طعم قريب إلى حموضة أو مرارة أو حَرافة أو رائحة غريبة أو كريهة. وهو بارد رطبّ. والحليب أقلّ بردًا من غيره. واللبن معتدل، يقوّي البدن. وإذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الأخلاط الغليظة وأنضجها، ويغذّي غذاء جيدًا، ويزيد في الدماغ، وينبغي إذا شَرِب اللبن أن يَسكُن، لئلا يَفسُد في المعدة، ولا ينام عليه، ولا يتناول عليه غذاء آخر إلى أن ينحدر. وإذا شُب بالسكر حسن اللون، وخصوصًا النساء ويسمِّن، حتى أنّ ماء الجبن يسمن أصحاب(2/44)
المزاج الحارّ اليابس إذا جلسوا فيه، وينفع من الجَرب والحِكة، ويهيج الجماع. واللبن المطبوخ الملقَى فيه الحصى المحمَى أو الحديد، يعقل البطن. واللبن ينفع من السْحج، وشرب الأدوية القتالة، خاصّة من شرب الذراريح والأرنب البحْريّ وخانق النمر، وليس شيء أضرّ للبدن من لبن فاسد رديء في المعدة. وإذا أكثر من اللبن ولد القمل والبرص، ويضرّ الأمراض الباطنة والأعصاب، والأمراض البلغمية، ويضرّ اللِّثة والأسنان، ويظلم البصر، ويضرّ بالعَشاء والخفَقان والحصاة. وينبغي أن يتمضمض بعده لأجل اللثة بالعسل. «ف» اللبن معروف كثير. وأجوده ما كان معتدل القَوام، من حيوان صحيح. والحلو حارّ، والحامض بارد رطب، ينفع الحلو الصدر والرئة، والحامض للعطش، ويستعمل منه بقدر المزاج.(2/45)
* لَبن حامض: «ع» اللبن المَخيض ليس فيه القوّة الحادّة التي كانت في اللبن الحليب، ولذلك صار أبرد، وهو يولِّد خِلْطًا غليظًا باردًا. وهو ينفع المعدة الملتهبة، ويضرّ المعدة الباردة، ومخيض البقر يشفي الدُّوسِنْطاريا والسَّبَلَ والحرارة في الكبد والمعدة، ولكلّ احتراق وحدّة، ويسقى في الأطرِيفل، ومع خبث الحديد، فيقوي المعدة، ويطفئ الحرّ والسَّمّ. وهو جيّد للقُلاع الذي في أفواه الصبيان مع العسل واللبن الحامض والماسَت، يهيجان الجماع في الأبدان الحارّة المزاج، بما يرطب وينفخ. وَمخيض البقر يقوّي المعدة، ويقطع الإسهال، ويشهي الطعام، ويسكن الحرارة، ويخصب البدن ويسمنه. والماست والشِّيراز والرائب كلها تبرد وتطفئ. وينبغي أن يجتنبها من بدأهُ البهق وأصحاب القُولَنج ووجع المفاصل والظهر والأوراك. والرائب أسرع نزولاً من الماست والشيراز، وأشدّ تطفئة، وأكثر نفخًا، وكلما حمض كانت فيه هذه الخلال أقوى. «ج» اللبن الحامض أجوده الكثير الزُّبْد، فإن نُزع زُبده وحَمْض فهو المخيض، والذي نُزع زُبده ومائيته فهو الدُّوغ، وهو بارد يابس، وقيل إنّه رطب، وهو يوافق الأمزجة الحارّة، ولكنّه خام الخِلْط، بطيء الاستمراء، مضرّ باللثة والأسنان، والدّوغُ ينفع المعدة الحارة والمخيض لا يتجشأ منه جُشاء دخاني لانتزاع دهنه عنه، ويحبس الإسهال الصفراويّ والدمويّ، ويسكن العطش. وينبغي أن يتمضمض بعده بالعسل، لئلا يضرّ باللثة، وإن استحال في المعدة ربما عرضت منه هَيضة قتَّالة، فيداوَى بالقيء، وتنظف المعدة منه بماء العسل، ثم بالشراب الصِّرف أو المثلَّث، ويُكَمِّد المعدة بدهن النارِدين.
* لبن البقر: هو أفضل الألبان، يبطئ بالهرم، وينفع من السُّلّ والنِّقرس والحُمَّى العتيقة. وهو أغلظ الألبان، وأوفقها لمن يريد خِصْب بدنه. «ج» هو أكثر الألبان دُسُومة وغِلَظًا، وأكثر غذاء من سائر الألبان، وأبطأ انحدارًا.(2/46)
* لبَن اللٍّقاح: «ع» فيه حرارة وملوحة، وله خفة، ينفع من البواسير والاستسقاء والدُّبيلة، ويهيج شهوة الغذاء والجماع، وينفع حرارة الكبد وينفع حرارة الكبد ويبسها نفعًا بليغًا، ويسقى منه رطل إلى رطلين حليبًا، وفي خمسة دراهم من سكر العُشَر، ينفع الاستسقاء الحارّ، ويفتح السُّدَد المتولدة في الكبد من الدم الغليظ، ولا يسقى في الأورام التي يؤول أمرها إلى الاستسقاء إلاّ بعد استحكام الماء، فاسقه اللبن ما لم يكن به حُمَّى، يسكَّر العُشَر. «ج» لبن اللِّقاح، وهي النّوق، هو أقلّ الألبان دُسومة وجُبْنِية، وهو رقيق جدًّا مائيّ، لا يحدث سُدَدًا كغيره من الألبان، ينفع من الربو والاستسقاء، وأمراض الطحال والبواسير، وأجوده ما استعمل للاستسقاء مع أبوال الإبل، فإنّه يسهل الماء الأصفر، وهو سريع الانحدار عن المعدة، وأقلّ غذاء من سائر الألبان.
* لبن الرِّماك: «ع» سريع الانحدار، مدرّ للحيض المنقطع من قبل الحرارة واليبس، مفتِّح لأورام الرحم شربًا، وإذا احتقنت المرأة به. وهو حارّ ينقي من القروح، والترك يشربونه ويسكرون، وليس يبلغ مثلَ الشراب، بل يحط الطعام، ويلين البطن. «ج» لبن الخيل: الجُبنية فيه قليلة، والزُّبدية أيضًا، وهو مثل لبن الأُتُن في هذه الرتبة.
* لَبن الماعز: «ع» أقلّ ضررًا للبطن من غيره من الألبان، لأن المعز أكثر ما ترعى أشجارًا قابضة. وهو أصعب إسهالاً من لبن البقر، وهو نافع من السعال ونزف الدم والسُّلّ ونحول الجسم، وهو جيد للحمَّي العتيقة واستطلاق البطن، وهو معتدل بين لبن البقر ولبن الأُتُن، فأمّا لبن النّعاج فهو أكثر فضولاً. «ج» معتدل لاعتدال المائية والجُبنية والزُّبدية فيه، فينفع من الخوانيق وأورام اللَّهاة.(2/47)
* لبن الضأن، وهي النعاج: «ع» هو ثخين حُلْو دسم، وليس بجيِّد للمعدة مثل لبن الماعز، وهو أغلظ الألبان، وأكثرها جبنًا. وهو بطيء الانحدار، وهو جيد للسعال والرَّبْو، ويصفي اللّون جدًّا، ويكسب اللحم، ويزيد في الدماغ والنخاع والباءة. وقيل إنّه رديء حارّ غير ملائم للبدن، يهيِّج القَراقِر والمرار والبلغم. «ج» هو دَسِم غليظ، كثير الجُبنية والزبدية، ينفع من نَفْث الدّم وقروح الرئة، ويَتَدارك ضرر الجماع، ويقوّي على الباءة، وينفع من الأدوية القتالة والزّجير وقُروح الأمعاء، وليس محمودًا كلبن المعْز، وفيه التهاب، ويهيج القُولَنج.(2/48)
* لبَن الأُتُن: «ع» استعماله في جميع الأنحاء مأمون، لأنّه سريع الانحدار، وهو أقلّ نفخًا، وليس يتجَبَّن في البطن، ولا سيما متى خُلط مع ملح وعسل. وإذا تمضمض به شدَدَّ اللِّثة والأسنان. وهو نافع من عُسْر النفَس واللهيب، واشتعال القلب والرئة، جيد للقروح في الرئة، نافع لكل أمراض الصدر، وجيد لقروح المثانة ومجاري البول. يسقى منه ثلاث أواقٍ بالغَداة أو أقلّ أو أكثر، على قدر ما يرى، من أتان شَهْباء مُصلَحة العَلَف. وهو ينفع من شرب الأدوية القتَّالة، ومن الدُّوسنطاريا، ومن الزَّحير، وإذا حُقِنت به المرأة نفع من قروح الرحم، وإن أَردت أن تسقيه للسُّلّ والسعال فاحذر أن يكون صاحبه يُحَمّ. وينبغي أن تعلَف الأتان قبل شرب لبنها بعشرة أيام النِّيلَ والهندَبا والتِّبْن والنُّخالة والشعير المُنقَع في الماء والبقلة الحمقاء والخسّ مع الحشيش؛ ويسقى منه أوّلاً أوقيتان، ثم ثلث رطل مع كَثيراء وصمغ عربيّ وربّ السُّوس وفانيذ وسكر طَبَرْزذ، والدهن الموصوف للسُّلّ، ودهن حبّ القَرَع الحلو. وإن أردت أن تسقيه لمن به قرحة أو نفث الدّم، فاعلف الأتان كُزبرة خضراء أو يابسة والحُمَّاض ولسانَ الحمَل، وأطراف العَوْسَج، والشعير المنقع مع الكزبرة اليابسة منقعة في ماء البقلة الحمقاء، ويسقى مع كثيراء أو طين أرمنيّ أو طين مختوم وصمغ عربي، ومن الأقراص الموصوفة لقطع الدّم، وإن أردت أن تسقيه لمن به سُدَد في صدره أو رئته، أو أردت أن تجلو المثانة من الكيموس الغليظ، فاعلف الأتان كَرَفسًا ورازيانجًا وشيحًا وقيصومًا وهندَبًا مع الشعير، ويخلط بالشعير بزر الكرفس والخسّ، واسقه السَّفُوف الموصوف له. وبدّل لبن الأتن إذا عدم: لبن الماعز. «ج» قليل الدُّسومة، رقيق يشدّ الأسنان واللِّثة إذا تمضمض به، بخلاف غيره من الألبان، جيد للسعال والسلّ لنفث الدّم إذا شرب حليبًا حين يخرج من الضَّرع، وينفع من الأدوية القتَّالة والزَّحير وقروح(2/49)
الأمعاء.
* لبن النساء: «ج» يدرّ البول، وهو ترياق الأرنب البحْريّ، وينفع من الرمد إذا حلب في العين خاصة مع بياض البيض. وينفع من السلّ إذا شرب حين يخرج من الثدي، ولكن من امرأة صحيحة البدن، معتدلة المزاج. وينفع من أورام الأذن الحارّة وقروحها.
* لِبَأ: «ع» هو اللبن الذي يحلب في وقت الولادة، وإذا لم يخلط بعسل كان أبطأ انهضامًا، وأبلغ في توليد الخِلط الغليظ، وأبطأ في الانحدار عن المعدة، والنفوذ في الأمعاء. وإذا خُلِط مع العسل كان ما يرد إلى البدن من الغذاء منهما جميعًا مقدارًا كثيرًا. وهو رديء للمرطوبين، يَهيج القُولَنج، ويولد الحصى، ووجع المعدة. «ج» بارد رطب، يخصب البدن، ويصلح مزاج الكبد الحارّة. وهو بطيء الانهضام، ويحدث جُشاء دُخانيًا، ويهيج الفُواق، وإذا أصلح بالعسل غذَّى غذاء كثيرًا.
* لَبن اليَتُوعات: «ج» كالمازَرْيون والتين والحِلْتيت والعَرْطَنيثا: هو حارّ محرق رديء مفسد للدّم، وإن وقع على البدن منه شيء قرَّحه ونَفَّطه ويداوَى بالجلوس في الماء الشديد البرد، وبالأشياء المبردة. ولبن اللاغية: هو لبن يختاره الأطباء من بين ألبان اليَتُوعات، وهو أسلمها، وقد تقدم ذكره ووصفه، وهو يسهل إسهالاً قويًّا، ويقوّي البلغم والصفراء، ويستفرغ الماء الأصفر.
* لُبْنَى: «ع» اللبنى: شجر له لبن كالعسل، يقال له عسل اللُّبْنَى وهو يشبه العسل، ولا حلاوة له. وقيل هو حليب شجرة كالدَّوْم، ويسمى المائعة، لامتياعها وذوبها، واللُّبْنَى: هو المائعة. وسيأتي ذكر المائعة في حرف الميم.
* لُبَان: «ع» هو الكُندُر. وقد تقدّم ذكره في حرف الكاف.(2/50)
* لَحْم: «ع» اللحم. طعام كثير الإغذاء، جيد، يتولّد منه دم متين صحيح كثيف. وهو من الأغذية للأقوياء والأصحَّاء، ومن يَكُدّ ويتعب، ولا يحتمل إدمانه غيرهم، لأنه يسرع بالامتلاء، ويورث الأمراض الامتلائية. ويختلف بحسب اختلاف أجناسه وأزمانه ومواضعه وأعضائه، فيكون لحم الحيوانات البريَّة أيبس من الأهلية، ولحوم الفَتِية أرطب، ولا سيما القريبة العهد بالولادة. ولحوم الجبلية أيبس من لحوم البرية، ولحوم البرية أرطب وأكثر غذاء، وأبطأ نزولاً، والمجذَّع أيضًا معتدل فيما بينهما. والأعضاء الكثيرة الحركة، القليلة اللحم والشحم كالأكارع أقلّ غذاء، والمنضَج المُهَرْأ بالصعتر والأبازير الحارّة والخلول الثقيفة أسرع انهضامًا، وأقلّ غذاء؛ وغير المنضجة بالضد. ولحوم الطير في الأكثر أخفّ وأرق دمًا، وأقلّ فضولاً، اللهم إلا لحوم طير الماء والآجام. والأغلظ من اللحوم، والأكثر غذاء أوفق لأصحاب التعب والرياضة الكثيرة، والألطف والأكثر غذاء أوفق لمن يعتريهم الأمراض الرطبة، كالمستسقين ونحوهم، والأرطب أوفق للمحرورين والنُّحفاء ومن يعتريهم أمراض يابسة كالدِّق ونحوه. واللحوم الفاضلة هي لحوم الضأن، وهو مع حرارته لطيف. والفتيّ من الماعز والعجاجيل ولحوم الصغار منها أقبل للهضم، وألطف غذاء، والجِداء أقلّ فضولاً من الحُملان، ولحم الرضيع عن لبن محمود جيّد، وأمّا عن لبن غير محمود فهو رديء، وكذلك لحم العُجْف، ولحم الأسْود أخفّ وألذّ، وكذلك لحم الذّكر والأحمر المفصول من الحيوان الكبير السمين، والأبيض المجذَّع أقلّ غذاء، ويطفو في المعدة. وأفضل اللحم غائره بالعظم، والأيمن أخفّ وأفضل من الأيسر، والمطبوخ بالأبازير ونحوه قوّته قوّة أبازيزه. والسمين والشَّحم رديء الغذاء قليله، مُطْفٍ للطعام، وإنما يصلح منها قدر يسير بقدر ما يلذّذه. واللحم السمين يلين الطبع، مع قلّة غذائه وسرعة استحالته إلى الدخانية والمرار، وينهضم سريعًا، وأبعد(2/51)
اللُّحمان من أن يَعفَن أقله شحمًا، وأيبسه جوهرًا. ومن الناس من يمدح لحوم السباع لبرد المعدة ورطوبتها وضعفها، لسرعة الانهضام والانحدار. وأكل اللحوم البائتة من مواد الأسقام. ولحوم السباع رديئة، وجميع الطيور الكبار المائية، وجميع ذوات الأعناق الطوال والطواويس والغربان الصُّلبة والقَطا، وكثيرًا ما يتولد منها السَّوداء. والعصافير كلها رديئة، وأجنحة الطيور الغليظة جيدة الكيموس، وخير لحوم الوحوش لحوم الظباء، مع ميله إلى السوداء، ولحم الطير أجزع أيبس من لحم ذوات الأربع، ولحم البقر والإيَّل والأوعال وكبار الطير يحدث حميات الرِّبْع. وأمّا لحم الصيد من الطير، فالمختار منه الطَّيهوج ثم الدُّراج ثم الحَجَل، كلّها جيدة الغذاء، لا تحتاج إلى إصلاح، غير أنها لا تصلح أن يدمها الأصحاء. فأمّا الصغار والمرضى ومن يحتاج إلى تلطيف تدبيره، فلا شيء أوفق لهم منها. وينبغي أن يُصنع صنعة موافقة لمن يتغذى، على قدر مرضه أو مزاجه. «ج» اللحوم حارّة رطبة، كثيرة الغذاء، مولدة للدّم، ويفضل بعضها بعضًا في ذلك. وأجودها المتوسط بين السمن والهزال، ووسط العضَل هو أعدل اللحم، والخَصِيّ هو أفضل من غيره. وأبعد اللحم من أن يعفن أقله شحمًا، وأيبسه جوهرًا. واللحم من الأغذية المقوية للبدن، وأقرب الأغذية استحالة إلى الدّم. «ف» اللحم أجوده لحم الضأن الحَوْليّ. وهو حارّ رطب إذا قيس إلى المعز، يصلح للمعدة المعتدلة، ورماده إذا أُحْرِق نفع بياض العين. ويستعمل: بقدر الحاجة. وقال في سائر اللحوم كالقول فيه عن عبد الله .(2/52)
* لحم الحُملان: أفضل اللحوم وأجودها لحم الحَوْليّ. وهو حارّ رطب في الدرجة الأولى، جيد للأبدان المعتدلة، يولد غذاء كثيرًا حارًا رطبًا. وحُراقة لحمه تطلى على البهق والقوابي، ورماد لحوم البِيض منها ينفع بياض العين. ولحمه المحرق للسع الحيات والعقارب الحارّة. ومع الشراب لعضة الكلب الكلب. ويولد أكله بلغمًا، ويضرّ من يعتاده الغَثَيان. ويصلحه أن يعمل له بأمراق قابضة.
* لحم النِّعاج: «ج» أقلّ حرارة من لحم الحُملان، يولد دمًا رديئًا.
* لحم الخنزير: «ج» قالت النصارى ومن يجري مجراهم: إنّه خير اللحوم، وإن البريّ منه خير لحوم الوحش. (والصحيح أن خير لحوم الوحش لحم الظباء). وهو قويّ الغذاء، سريع الانهضام. وهو يوافق الإنسان المعتدل، على ما قاله جالينوس، لما يشبه من لحوم الآدميين.
* لحم الجِداء: «ج» هو أقلّ فضولاً من لحم الحُملان. والرضيع منها عن لبن محمود جيد، وإن كان لبنها غير محمود فهي رديئة، وأجودها لحوم السُّود منها، فهي أخفّ وألذّ. وقيل بل الحُمْر الزُّرْق. وهي أقلّ حرارة من الضأن، معتدلة في الرطوبة واليبس، سريعة الانهضام، نافعة لمن تهيج به الدماميل والبثور، وتولد دمًا جيدًا، معتدلاً بين اللطافة والغلظ، وتضرّ بالقُولَنج إذا كانت مشوية، ويصلحها حَلْواء العسل.
* لحم المعْز الإناث والتُّيوس: «ج» رديئة، خاصة التيوس، عسرة الانهضام، رديئة الغذاء، تولد دمًا مائلاً إلى السواد.(2/53)
* لحم البَقَر: «ج» أجودها الحديثة السنّ المرتاضة. وهو أيبس من لحم المعْز وأقلّ حرًّا، وقيل إنّه حارّ يابس في الرابعة. وهو كثير الغذاء، وإذا عمل منه سِكْباجا منع من سيلان المواد إلى المعدة، وقريصه يعقُل البطن، وهو من أغذية أصحاب الكدّ، وهو عَسِر الانهضام، غَليظ الغذاء، أسوده، يولد أمراضًا سوداوية، ويولد البهق والسَّرَطان والجَرَب والقُوباء والجُذام وداء الفِيل والدوالي والوَسواس وحمى الرِّبع، ويولد الطحال. ويقلل ضرره ويصلحه بعض الإصلاح: الدارصينيّ والزَّنجبيل والفُلْفُل.
* لحم العِجْل: خير من لحم البقر والكِباش. وأجوده القريب العهد ولادة. وهو حارّ رطب، معتدل الغذاء، يتولد عنه دم صالح، ويصلح لأصحاب الرياضة، ويضرّ بالمطحولين، ويصلحه الرياضة والاستحمام.
* لحم الخَصِيّ: «ج» هو من جميع الحيوان أجود من لحم غير الخَصِيّ، وخاصة إذا كان من حيوان مزاجه يابس، وأجوده حَوْلِيّ الضأن والمعز، وأفضله المتوسط بين السمين والهزيل، بل هو أفضل اللحوم بأسرها، وهو أقلّ حرارة من فحله، وهو سريع الانهضام، يولد دمًا معتدلاً، والسمين منه يرطب البدن، ويلين الطبع. والهزيل يجفّف الطبع، وهو يرخي المعدة، ويصلحه مياه الفواكه القابضة.
* لحم الغزال: «ج» هو أصلح لحوم الصيد، على أنها بأسرها رديئة، تولد دمًا غليظًا سوداويًا. والغزال أقلها رداءة، وأجودها الخِشْف. وهو حارّ يابس، ينفع من القُولَنج والفالج، ويصلح البدن الكثير الفضول. وهو يجفّف ويسخن، ويصلحه الأدهان والحوامض.
* لحم الأرْنب: «ج» هو بعد لحم الغزال في الجَودة. وأجوده ما يصيده الكِلاب. وهو حارّ يابس، مرقه يجلس فيه صاحب النقرس وأوجاع المفاصل، فيقارب منفعة مرقة الثعلب. ولحمه المشويّ جيد لقروح الأمعاء. وهو يعقل البطن، ويُدِرّ البول، وهو يحدث أرَقًا، ويصلحه الأبازير الملطِّفة.
* لحم الإيَّل: «ج» سريع الانحدار، ويدرّ البول، وهو غليظ، يحدث حُمَّي الرِّبع.(2/54)
* لحم الكِباش الجبلية والحمر الوحشية: «ج» حارّ يابس في الدرجة الثالثة، رديء الغذاء، عسر الانهضام.
* لحم الجَزُور: وهو الجمل «ج» شديد الإسخان، يصلح لأصحاب الكدّ الشديد، والرياضة الشديدة. وقيل إنّه يصلح لأصحاب عِرْق النَّسا، وأواخر حُمَّى الرِّبع. وهو غليظ الغذاء، أغلظ من سائر اللحوم الوحشية، وأشد توليدًا للسوداء. ويصلحه الزنجبيل المرَبى. «ع» تكلم على لحم الجزور في رسم جمل، في حرف الجيم، وقال: من خاصيته أنه يزيد في شهوة الجماع، ويقوّي الإنعاظ بعد الإنزال. وخيرها الأحمر والأبيض الشابّ.
* لحم السَّباع: «ج» وذوات المخالب: ينفع العين، ويقوّيها. وهو جيد للبواسير، ولكن تعافه المعدة.
* لحم الحُمُر الأهلية: «ج» يقلّ ضررها بأصحاب الكدّ العظيم الشديد والأبدان المتخلخلة. وهي أردأ من لحم الجِمال، وأغلظ وأكثر توليدًا للسوداء. وهي أبرد من سائر اللحوم.
* لحم الخيل: «ج» يصلح لأصحاب التعب الشديد، والرياضة القوىّة، والمسام المتخلخلَة. وهو كلحم الجِمال في الرداءة والغلظ، ويولد السوداء.
* لحم ابن عِرْس: «ع» يخلط بالشراب، ويشرب للصرْع.
* لحم السِّنَّور: «ج» حارّ رطب. وقيل إنّه بارد، ينفع من أوجاع البواسير، ويسخن الكُلَى، وينفع من وجع الظهر.
* لحم السَّقَنْقُور: «ج» ينفع لمن يقصر في الجماع، ويزيد في المنيّ، وخاصة سُرَّته وكُلاه.
* لحية التّيس: «ع» ويسمّى أذناب الخيل. وهي بقلة جَعْدة، ورقها أمثال ورق الكرّاث، ولا يرتفع ارتفاع ورق الكُرّاث، ولكن ينسطح، والناس يأكلونها ويتداوون بعصيرها. وهو نبات وسط بين الشجَر والعُشب. وفيه قَبض ليس باليسير. وذلك موجود في مَذاقه. وزهره أقوى من ورقه، وإذا شُرب زهره بشراب قابض نفع من اختلاف الدّم، وضعف البطن، وقُرحة الأمعاء. وإذا تضمد بورقه دَمَل الجراحات، ومنع القروح الخبيثة أن تسعى في البدن.(2/55)
* والهِيبُوقِسْطيداس: جنس منه. وقيل إنه دواء آخر، ينبت معه. وهو أشدّ قبضًا من لحية التَّيس جدًّا، وهو بليغ القوّة في شفاء جميع العلل التي تكون من جلب المواد، بنمزلة نفث الدّم واستطلاق البطن وقروح الأمعاء. ويخلط في الأضمدة النافعة لفم المعدة، المقوية لها وللكبد. ويقع أيضًا في المعجون المتخذ بلحوم الأفاعي، وهو التِّرياق، ليقوِّي الأعضاء ويشدها، وقوّته مثل قوّة الأقاقيا، ويعصر كما يعصر الأقاقيا. ومن الناس من يعصره، ثم يجففه، ثم يدقه، وينقعه ويطبخه، ويفعل به كما يفعل بالحُضُض. «ج» لحية التّيس: تسمّى بالروميّة هَيُوفُسْطَنْداس. ويسمّى بالعربية أذناب الخيل. وهي بقلة جَعْدة. وورقها أميل إلى الكُرّاث، لا يرتفع كارتفاعه، ولكنه ينبسط. وأجودها الطريّة. وهي باردة في الأولى، يابسة إلى الثالثة. وقيل في الثانية، وقيل إنها حارّة في الأولى. وهي تشد الأعضاء. وقال فيها ما قال عبد الله . «ف» من الحشائش، وهو معروف. أجوده الطريّ الحديث. وهو بارد في الأولى، يابس في الثانية. ينفع من الذَّرَب، وقروح الأمعاء، ونَفْث الدم. والشربة منه: درهمان.(2/56)
* لِحام الذَّهب: «ع» ويقال: لِحام الصاغة. ويقال: لِزاق الذهب. ومنه معدنيّ، ومنه ما يتخذ في هاوُن نحاس ودَستيج نُحاس تبول فيه الأطفال. وقوم يدخلونه في عداد الزِّنجار، وقوم يقولون: إن لحام الذهب هو التِّنكار، والقول هاهنا على المعدنيّ. ومنه ما كان لونه شبيهًا بلون الكُرّاث، وكان مُشْبَع اللون نقيًا. فأما الذي فيه حجارة أو تراب فرديء. وقد يغسل لِزاق الذهب، بأن يسحَق ويلقَى في صَلاية، ويصب عليه ماء، ويدلك باليد على الصَّلاية مع الماء دلكًا شديدًا، ويودع الإناء حتى يصفو، ثم يصب عليه ماء آخر، ويدلكه به أيضًا، ولا يزال يفعل كذلك إلى أن يُنَقَّى، ثم يؤخذ ويجفف في الشمس. ويستعمل. وقد يحرق بأن يسحق ويقلى في مقلاة على جمر. ويغسل كما تقدم. وهذا الدواء من الأدوية التي تنبت اللحم، وتحلل تحليلاً شديدًا، وتجفف. والمتخذ من أبوال الصبيان في الهاوُن النحاس والدَّستِيج النحاس. دواء جيد للجراحات الخبيثة، إن استعمل وحده، أو خلط مع غيره. وقد يجفف أكثر من لِزَاق المعدنيّ. وهو أقل تلذيعًا وألطف. وهو يجلو اللثة، ويقلع اللحم الزائد في القروح، وينقيها، ويقبض ويسخن، ويعفن تعفينًا برفع مع لذع يسير. والتِّنكار يُلْحم به الذهب. وليس هذا القول عليه، بل هو دواء آخر غيره. «ج» لزاق الذهب: اسم يقع على الأُشَّق، وقد ذكر في حرف الألف. ويقع على شيء يتخذ من بول الصبيان إذا سُحق في هاوُن نحاس، وخُلِّي في الشمس حتى ينعقد. وقد يكون معدنيًا، من زنجار يتولد في المعدن، ويحلل في مياه حارّة، ثم ينعقد. وهو الذي عليه القول. وهو حارّ قابض، مسخن معفِّن، لذّاع ليس شديد اللذع، يذوب به اللحم، ويُدَاوى به الجراحات العسرة الاندمال وهو منقّ لها.
* لزاق الرُّخام: «ع» هو صَمغ البلاط، وقد ذكر في حرف الصاد المهملة.(2/57)
* لسان الحَمَل: «ع» هو صنفان: كبير، وصغير. والصغير له ورق أدقّ وأصغر، وأشدّ ملوسة من ورق الكبير، وله ساق مُزَوّاة، مائلة إلى الأرض، وزهره أصفر، وبزره على طرف الساق، والكبير أخشن أغصانًا، عريض الورق، قريب الشبه من البقول التي يغتذى بها، وله ساق أيضًا مُزَوّاة إلى الحمرة، طولها ذراع، عليها بُزُور دقاق في شكلها، من وسطها إلى أعلاها، وله أصول رَخوة، عليها زَغَب أبيض، غلظها غلظ أصبع، ويكون في الآجام والسبِّاخات، والمواضع الرطبة. وأكبر صنفي لسان الحمل أكثرهما منفعة. وهو بارد قابض في الدرجة الثانية، نافع للقروح الحادثة في الأمعاء، ويقطع الدم، ويطفئ اللهيب والتوقّد، ويَدْمُل النواصير وسائر القروح الرطبة. وثمرته وأصله قوّتهما مثل قوّة ورقه، إلا أنهما ألطف وأقلّ برودة. ويستعمل بزره في مداواة السدد في الكبد والكُليتين. ولورقه قوّة قابضة مجففة، يضمد به القروح الخبيثة، والقروح التي تسيل إليها المواد والقروح الوسخة، وداء الفيل، فينفعها، ويقطع سيلان الدم، ويمنع القروح الخبيثة، والنملة، والنار الفارسية، والشَّرَى من أن يسرى في البدن، ويَدْمُل القروح المزمنة، ويُلزِق الجراحات العميقة بطراوتها. وإذا أكل هذا البقل بعد طبيخه بخل وملح وافق قرحة والأمعاء والإسهال المزمن. وقد يطبخ بالعدَس بدل السِّلْق ويؤكل. وقد يأكله مسلوقًا المحبونون حَبَنا لحميًا. ويصلح للمصروعين، ولمن به ربو. والورق إذا تمضمض بمائه دائمًا أبرأ القروح التي في الفم. وإذا دِيف بعصارته الشِّيافات وقطر في العين، نفع من الرمد. وينفع اللثة المسترخية والدامية. وإذا شرب نفع من نفث الدم من الصدر وما فيه، وقرحة الأمعاء. ويُحتمَل في صوفة لقرحة الرحم الذي يعرض فيه الاختناق، ولسيلان الفضول من الرحم. وقد يعالج به وهو مدقوق، حيث تكون القرحة وسخة. وإذا احتيج إلى جلاء يسير أو نبات لحم، أو تحدث في القرحة رطوبة قليلة، فتوضع ورقًا كما هي بغير(2/58)
دق. «ج» لسان الحَمَل: هو نبات يشبه لسان الحمل في شكله، وهو صنفان: كبير وصغير. وورق الكبير أكبر، وهو بارد يابس في الدرجة الثانية، يبرد بالمائية، ويقبض بالأرضية. وورقه رادع، يمنع سيلان الفضول. ويَبِسه غير لذّاع. ويعلق أصله على عنق صاحب الخنازير، فينفعه على ما قيل، ويوضع على عضة الكلْب الكلِب. «ف» حشيشة عريضة الورق، ينبت على شطوط الأنهار. بارد يابس في الثانية. أجوده الغَصّ الطَّريّ. وينفع من قروح الأمعاء والإسهال المَراريّ. والشربة منه: ثلاثة دراهم.(2/59)
* لِسان الثور: «ع» وهو نبات يشبه ورقه في شكله ألسنة البقر. وقد يظن أنه إذا طبخ في الشراب وشرب أحدث لشاربه سرورًا. ومزاجه حارّ رطب إذا ألقي في الشراب قرّح. وهو نافع لمن به سعال من خشونة في قصبة الرئة والحنجرة، إذا طبخ بماء العسل. قال: وهو حَشيشة عريضة الورق، خشنة الملمس، وقضبانه خشنة كأرجل الجراد، ولونه ما بين الخضرة والصفرة، ويصلح أن يستعمل منه الخُراسانيّ الغليظ الورق، الذي له على وجهه نقط هي أصول شوك، أو زَغَب متبرئ عنه. وخاصته: تفريح القلب وتقويته جدًّا، ويسهل السوداء الرقيق، فينقِّي جوهر الروح ودم القلب. وقد جمع هذا الدواء بخاصيته مع قرب الطبيعة إلى الاعتدال، فلا إيثار عليه. وهو يلين الطبيعة، ويعين على إحدار الأخلاط المحترقة، وينفع من السوداء المتولدة عن دم صفراويّ. ويسكن جميع أعراضها من الوَسواس والخَفقان والفَزَع وحديث النفس. وإذا أحرق ورقه نفع من رَخاوة اللِّثة والقُلاع، وخاصة في أفواه الصبيان، وجميع الحرارة التي تكون في الفم. ومن خاصته: إسهال المِرّة الصفراء، والنفع من الخفقان العارض منها، إذا أخذ منه مع الطين الأرمنيّ. «ج» أجوده الشاميّ والخراسانيّ الغليظ الورق، الذي على وجهه نقط. وهو حار رطب. وقيل: هو قريب من الاعتدال، وفيه رطوبة يسيرة، رطب في آخر الدرجة الأولى. واليابس أقلّ رطوبة. وقيل إنه بارد رطب في الدرجة الأولى. المحرَق منه يزيل قُلاع الصّبيان، ويسكن لهيب الفم، وهو مفرح للقلب، مقوّ له، ينفع من الخفقان والعلل السوداوية. وشربته: درهمان. وينفع من السعال، وخشونة الصدر إذا طبخ مع السكر. وقيل إنه يضر بالطحال، ويصلحه الصندل. «ف» حشيشة عريضة الورق، خشنة الملمس. وهو معتدل في الحر والبرد، مفرح للقلب، مزيل للخفقان والسوداء. والشربة منه: ثلاثة دراهم.(2/60)
* لسان العصافير: «ع» هو ثمر شجر الدَّرْدَار، وليس شجرَ البقّ. وهو ثمر شجرة يشبه ورقها ورق اللوز، وثمرتها: التي يقال لها لسان العصافير. وهو عراجين متفرقة كالخرنوب، يشبه أوراق الزيتون، إلا أنه أصغر منه بكثير. في جوف كل خُرنوبة لُبّ كأنه لسان الطائر المسمَّى العصفور، خارجه أحمر، وداخله أبيض مائلاً قليلاً إلى الصُّفرة. وطعمه حِرِّيف لذَّاع، مع شيء من المرارة. ومن جعل قوّته الأولى من الحرارة في آخر الدرجة الثانية لم يبعُد من الصواب. ومع حرارته رطوبة، لأنه لا يظهر تلذيعه إلا بعد إدامة مَضْعه. وهو ينفع من وجع الخاصرة، ويفتت الحصَى وسَلَس البول المأسور من الخروج، ويزيد في الباءة، ويقوّي على الجماع، وينفع الخفقان. وبدله إذا عُدم جوز مقشر من قشوره، ونصف وزنه بَهْمَن أحمر. وقال «ابن الجزَّار»: بدله جوز مقشَّر. ووزنه تُوذَريّ أحمر. «ف» لسان العصافير: هو من جملة الحبوب، مرّ الطعم، أجوده الحديث الطيب الرائحة. وهو حار في الثانية، يابس في الأولى، ينفع من الخفقان المزمن، ويزيد في شهوة الباءة. والشربة منه: درهمان. وبدله في تحريك الباءة: وزنه جوز مقشَّر، ووزنه تُوذَريّ أحمر.
* لسان: «ع» جوهر مركب من لحم رَخو، نفذت فيه عروق وعصب وعضَل وخِلْط رطب. «ج» وهو معتدل الغذاء بين الكثرة والقلة، سريع الانهضام.
* لَصَف: «ع» هو الكَبر، وقد تقدم ذكره.
* لُعْبة بربرية: «ع» هو السُّورِنجان. ويسميه أهل مصر بالعُكْنة. يثير في البدن حرًّا كثيرًا، كأنه طبيعيّ، فيوافق لذع السموم، كما يوافق الخمر. «ج» هو شيء كالسُّورِنجان. وهي حارّة في الثالثة. تحرّك الباءة.(2/61)
* لُفَّاح: «ع» على الحقيقة هي ثمر اليَبْروح بأرض الشام، نوع من البِطْيخ صغير كالأُكَر، وجسمه مخطَّط كالعَتَّابيّ من الثياب، طيب الرائحة، يسمى عندهم بالشَّمامات، ويعرف أيضًا باللُّفَّاح. «ج» يسمى سابِيرَج بالفارسية، ويسمَّى المَغْد. والمَعْد: اسم الباذِنجان أيضًا، أجوده الكبار الذكيّ الرائحة، البالغ الأصفر. وهو بارد رطب إلى الثالثة. وقيل إنه يابس في الثالثة، لأنه يقلع الكَلَف والنَّمَش بغير لذع. وهو ينفع إذا وضع على اللسُّوع مع العسل والزيت. وشمه ينفع من الصُّداع. وهو يبلِّد وينوِّم. والإكثار منه ومن شمّه يورث السَّكْتة. «ف» ويقال إنه ثمرة اليَبْروح البريّ، أصفر اللون. أجوده الكبار الرطب الطيب الرائحة. وهو بارد في الثانية رطب في الأولى، يُقَيِّئ مِرّة وبلغمًا كالخَرْبَق. وبِزره ينقِّي الرحم. والشربة منه: نصف درهم.
* لِفْت: «ع» مذكور في رسم شَلْجم، في حرف الشين المعجمة. واللفت: حار: في الثالثة، رطب في الأولى.
* لُكّ: «ع» قوّة اللُّكّ من الحرارة واليبوسة في الدرجة الثانية. وهو يهزل السِّمان بقوّة شديدة، وينفع الخفقان، وينفع الكبد الرطبة ويقويها، وينفع من اليرقان والاستسقاء وأوجاع الكبد شربًا، إذا أضيف إلى أحد المعجونات النافعة من ذلك. ويؤخذ من ذلك المعجون كلّ مرة درهم. وإذا شرب بالخلّ أيامًا أسهل البدن، والشربة منه لذلك على الريق: درهمان بأوقية من الخل. وإن غسل اللُّكّ كان أبلغ في فعله، وألطف فيما يراد به من إصلاح الكبد. وبدلُه في تفتيح السُّدَد، والنفع من ضعف الكبد: ثلثا وزنه من الزَّرَاوند، ونصف وزنه من الأَسارون. «ف» هو صمغ حشيشة تشبه المُرّ، أجوده الصافي الضارب إلى الحمرة. وهو حارّ يابس في الأولى. يفتح سُدَد الكبد، ويقوّي الأحشاء جدًّا. والشربة منه: درهمان.
* لَوْز: «ج» هو متوسط بين الجُبن الرطب وبين اللِّبأ، وهو أقلّ رطوبة من اللِّبأ، ويقاربه في منافعه.(2/62)
* لَوْزٌ مُرّ: «ع» اللوز المرّ: حارّ في الدرجة الثالثة، وقوّته قوّة ملطفة. والدليل عليه طعمه، وما اختبر من أمره بالتجربة. وذلك أنه يفتح السُّدد الحادثة في الكبد عن الأخلاط الغليظة اللزجة المتضاغطة في أقصى العروق، تفتيحًا بليغًا، ويجلو النمش، ويعين على نفث الأخلاط الغليظة اللَّزجة من الصدر والرئة، ويشفي وجع الأضلاع والطِّحال والكُلْيَتين والقُولَنج، ويؤخذ أصل شجره فيطبخ، ويوضع من خارج على الكلَف فيذهبه. وإذا احتمل أدرّ الطمث. وهو عاقل للطبيعة، ينقلب إلى المرار، ويكثر الصُّفار، ويذهب مذهب الدواء لا مذهب الغذاء. وأما اللوز الحلو فحارّ رطب في الدرجة الأولى. ويغذو البدن غذاء يسيرًا. وإن أُكل رطبًا بقشره دبغ اللثة والفم، وسكن ما فيهما من الحرارة، بالبرودة والعفوصة التي في قشره الخارج، قبل أن يصلُب ويشتد. وإذا أكل اللوز الحلو وهو طريّ أصلح بِلَّة المعدة. وإن قُلِيَ يابسًا كان أنفع للمعدة بالدبغ. وهو يلين الحلق، مع أنه ثقيل طويل الوقوف في المعدة، غير أنه لا يُسَدِّد بل مفتِّح للكُلَى، ويسكن حرقة البول. وإن أكل بالسُّكر زاد في المنيّ. وهو معتدل في السخونة، جيد للصدر والرئة والمثانة الخشنة والأمعاء، وهو يغذوها ويُزْلِق ما فيها، ويسرع انهضامَه وانحدارَه السكرُ الطبرزَذ والفانيذ الخزائنيّ، فإنهما يزيدان في المخَّ والدماغ، ويخصبان البدن، ويغذيانه غذاء كثيرًا. واللوز الحلو ينفع من السعال اليابس أكلاً. وأما شجرة اللوز الحُلو فهي أضعف بكثير من شجرة اللوز المرّ. وهو أيضًا مدرّ للبول. «ج» اللوز المرّ أجوده الكبار الدَّهِن. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، وفيه جِلاء وتنقية، وينفع إذا طلي على الكَلَف والآثار. وهو ينفع من وجع الأذن، وينظف الرأس إذا غسل به للحَزاز، مع الشراب، واستعماله قبل السكر يمنع السُّكْر، وقد قدر له خمسون عددًا. وهو يقوّي البصر. ويستعمل مع النَّشا لنفث الدم، ويفتت سُدَد(2/63)
الكبد والطحال والكُلَى. وينْفع من الحكة، ويعين على نفث الأخلاط الغليظة من الصدر والرئة. واللوز الحُلو: أجوده الكبار الدِّهِن العَذْب. وهو معتدل بين الحرّ والبرد، رطب في الدرجة الثانية، وقيل إنه حارّ رطب في الأولى. وهو يغذو غذاء متوسطًا بين الكثرة والقلة، وهو يسمِّن. والزَّنِخ من اللوز يُحْدث غَثَيانًا وكَرْبًا وغَشْيًا، ويداوَى بالقيء، وبربوب الفواكه الحامضة، كربّ التُّفاح والحِصْرم والرِّيْباس. «ف» ثمرة معروفة. منه مُرّ وحلو، والمرّ أقوى من الحلو، والمرّ حار يابس، والحلو حارّ رطب، ينفع من السعال، وينقي الصدر. والمُرّ يفتح سُدَد الكبد. والشربة منه: سبعة دراهم. «ز» وبدل اللوز المرّ: وزنه أفْسنتين، يقوم مقامه.(2/64)
* لُوبِياء: اللُّوبياء حارّة رطبة في وسط الدرجة الأولى، وما احمر منها فهو أكثر حرارة، وهي تدرّ دم الحيض إذا صير معها القِنَّة ودهن النارِدين. وهي سريعة النفخ، مولدة لخِلط غليظ بلغمي رديء للمعدة، فإن أُكل معها خَردل منع ضررها، والأحمر منها أحمد خلطًا، وأما الأبيض فغليظ، كثير الرطوبة، عسر الانهضام، ويعين على هضمه أكله حارًّا بالمُرِّيّ والزيت والكَمُّون، ولا يؤكل قشره الخارج. وأما رَطْبه فأحمد أكله أن يؤكل بالملح والفلفل والصعتر، ليعين على هضمه، ويشرب عليه نبيذ صرف. وهو أقل نفخًا من الباقلاء، وأكثر نفخًا من الماش، وأسرع انهضامًا وخروجًا، وهو جيِّد للصدر والرئة. وقال: واللُّوبياء الأحمر حارّ في الدرجة الأولى، وماؤه المطبوخ فيه ينقي دم النفاس، ويخرج الأجنة الميتة والمَشيمة. «ج» اللُّوبياء أسهل انهضامًا وخروجًا من الماش. وأقلّ نفخًا من الباقلاء، وأجوده الأحمر غير المتآكل. وهو حارّ في الأولى، معتدل في اليبس والرطوبة. وقيل إنه بارد يابس. والأحمر منه أسخن من غيره، وماؤه المطبوخ فيه يدرّ الطمث، وخصوصًا الأحمر، وينقي النفاس، ويدرّ البول، ويخصب البدن، ويخرج المَشِيمة والجنين الميت. وهو يولد خِلطًا بلغميًا ونفخًا. ويُصلَح أن يعمل بخردل وفلفل ودارصيني وصعتر. «ف» مثله. ويستعمل بقدر المزاج.(2/65)
* لُؤْلُؤ: «ع» اللؤلؤ يُجلَب من البحار، وفيه لطافة يسيرة. وهو نافع لظلمة العين وبياضها وكثرة وسخها، ويدخل في الأدوية التي تجلو الأسنان جلاء صالحًا، ويحبس الدم. وهو معتدل في الحرّ والبرد واليبس والرطوبة. وكباره خير من صغاره، ومُشْرِقه خير من كدره، ومستوِيه خير من مَضرَّسه، وخاصيته: النفع من خفَقان القلب، ومن الخوف، ومن الفزع الذي يكون من المِرَّة السوداء. وذلك أنه يصفِّي دم القلب الذي يغلُظ فيه، ويجفف الرطوبة التي في العين، لشده أعصاب العين. وزعم أرسطاطاليس أن من أمكنه حلّ الدرّ حتى يكون ماء رَجْراجًا، ثم طلي به البياض الذي يكون في الأبدان من البرص أذهبه، ومن كان به صداع من سبب انتشار أعصاب العين، وسُعط بذلك الماء، أذهبه عنه بأوّل سعطة.
قال: وحله: أن يسحق ويُلَتّ بماء حُمَّاض الأُترُجّ، ويجعل في إناء، ويغمر بماء حماض الأُترّجّ ويعلَّق في دنّ فيه خلّ، ويدفن الدّنّ في زِبل رَطب أربعة عشر يومًا، فإنه ينحلّ. قال: واللؤلؤ إمساكه في الفم يقوّي القلب عمومًا. «ج» أجوده النقيّ البياض الكبار. وهو بارد يابس ملطف، ينفع من وجع القلب والخفقان والغم ونفث الدم. وقدر ما يؤخذ منه: دانقان. وينفع من قروح العين، وينشِّفها ويقوّيها، ويحفظ صحتها. وقيل إنه يضرّ بالمثانة، وإنه يصلحه البُسَّذ. «ف» جسم حَجَريّ، وهو معروف مشهور، أجوده الأبيض النقيّ غير المثقوب. وهو معتدل في الحرّ والبرد، مجفف نافع من الخَفَقان العارض في القلب، ويجفف المواد. الشربة منه: مثقال. «ز» وبدل اللؤلؤ غير المثقوب. وزنة جوز مقشر من قشرته، ووزنتان من دُرْدِيّ الخمر، ونصف وزنة بَهْمَن أحمر. وقال: بدل الدرّ: وزنه ومثل وزنه من صَدَف خالص.(2/66)
* لُوف: «ع» اللوف ثلاثة أصناف: منها ما يسمى باليونانية دارقيطون ومعناه لُوف الحية، لأن ساقه يشبه سَلْخ الحية في رُقْشَته، وهو اللّوف السَّبِط. واللوف الكبير، ويسمى الفِيلْجُوس، ومعناه باليونانية أذن الفيل، له ورق في لونه فِرْفيرية وآثار مختلفة الألوان، وهو مثل عصا في غلظه، وله في طرف الساق شبيه بعنقود، أوّل ما يظهر لونه شبيه بلون الخَشْخاش، وإذا نضج كان لونه شبيهًا بلون الزَّعْفران، ويلذع اللسان. وأصله إلى الاستدارة ما هو، شبيه بأصل الثليوس. وهذا النبات ينبت في أماكن ظليلة، ومواضع رَطبة، وفي السِّباخات. والثاني هو اللون الجعْد. والثالث يعرف بالضرس. وأهل مصر يسمونه بالذَّرِيرة. وأصل اللوف وورقه حارّ مرّ، وفيه شيء من القَبض والتسخين والحدة. وهو ينقي الوسخ، ويفتح سُدَد الكبد والطِّحال والكُلْيتين، ويلطف الأخلاط الغليظة اللزِجة، وينفع جدًّا للجراحات الرديئة، ويجلوها وينقيها، ويجلو البهق وما أشبهه، إذا عُمل منه طلاء. وثمره إذا أخرج منه ماؤه وخلط بالزيت وقطر في الأنف أذهب اللحم الزائد والسَّرَطان. وإذا شرب من ثمره نحو من ثلاثين حَبَّة بخلّ ممزوج بماء أسقط الجَنين. ويقال إن المرأة إذا عَلِقت واشتمَّت زهر هذا النبات عند ذبول زهره، أسقطت. وأصله مسخن، ينفع من عُسْر النفَس الذي يعرض منه الانتصاب، ومن الوهْن العارض في العضَل، والسعال والنزلة، وإذا طبخ وشُوِي وأكل وحده أو مع عسل، سهل خروج الرطوبات من الصدر. وإذا جُفف ودقّ وخلط بعسل ولُعق أدرّ البول. وإذا شرب بشراب حرّك شهوة الجماع. وقد يعمل منه شيافات للنواصير وإخراج الأجنَّة. وقد يقال إنه إذا دلك أحد الأصل على بدنه لم تنهشه أفعى. وأصله إذا كان رَطبًا وأُغْلِي في دُهن نَوَى المِشمش حتى يحترق، وطلى به البواسير الظاهرة خلعها ورمى بها، ويُتحَمَّل به أيضًا في صوفة للباطنة. وقد يُقَطَّع صغارًا، وينُقَع في شراب يومًا وليلة، ثم يمسك ما أمكن(2/67)
في الدبُر، فإنه نافع من البواسير: وهو عجيب في ذلك، إلا أنه أصعب. وإذا بخرت البواسير بالأصل المذكور جففها. والأصل أسخن من الثمر والورق. «ج» اللُّوف: يسمى فِيلْجُوش. ومنه سَبْط، ومنه جَعْد. والجعد أسخن، والسبط أرضيته كثيرة، وهو أكثر من الجعد، وثمرته أصغر، وطوله وثمره يشبه ثمر العُنْصُل. والسَّبْط بارد يابس في آخر الأولى، والجعد في آخر الثانية. وهو يفتِّح السُّدَد، ويقطع الأخلاط الغليظة. وأصل الجعد يجلو الكلَف والبهق والنَمش مع العسل، ومع الشراب ينفع من شقوق البرد. وهو ينفع الربو العتيق، ويحرّك الباءة. وورقه جيد للجراحات الرديئة، وثمر الجعد يسقط الجنين، ومن دلك أصله على بدنه لم تنهشه أفعى. «ف» نبات. وهو صنفان: منه سَبْط، ومنه جَعْد. أجوده الجَعْد الطرِيّ. وهو حارّ يابس في الثانية، يحرّك الباءة بالشراب، وينقي الكُلَى والمثانة. والشربة منه: مثقال.(2/68)
* ليمون: «ع» الليمون: مركب من ثلاثة أجزاء مختلفة المنافع والقُوَى، وهو القِشر، والحُمَّاض، والبزر: أما قشره فيتبين في طعمه عند مضغه مرارة كثيرة، وحرافة قليلة، وقبض خفيّ، وله مع ذلك عِطْرية ظاهرة، وذلك يدلّ على أن طبيعته التسخين القريب من الاعتدال، والتجفيف البيِّن، فيكون مِزاجه حارًّا في الدرجة الثانية، يابسًا في آخرها؛ ولما فيه من المرارة والقبض والعِطرية صار مقويًا للمعدة، منبهًا لشهوة الغذاء، معينًا على جودة الاستمراء، مطيبًا للنَّكْهة، محركًا للطبيعة، مطيبًا للجُشاء، مقويًا للقلب، مصلحًا لكيفية الأخلاط الرديئة. وفيه مع ذلك بادزهر يقاوم مضارّ السُّموم المشروبة والمصبوبة، ويخلص منها. وهذا حكمه إذا أخذ على جهة الدواء؛ فأما إذا أخذ على جهة الغذاء فهو عسر الانهضام، بطيء الانحدار، قليل الغذاء. والليمون يُعتصَر بعد نزع قشره الخارج الأصفر، فتبقى عصارته باردة يابسة في آخر الدرجة الثانية، أو في أول الثالثة. قال: ونحن نتكلم على المعتصر بقشره، لأنه المستعمل المعتاد، فنقول: إن طبعه بارد يابس في الدرجة الثانية، وهو لطيف الجوهر، شديد الجلاء، قويّ التقطيع للأخلاط الغليظة اللَّزِجة، ملطف لها، ولهذا الخواصّ والقُوَى صار مبرِّدًا لالتهاب المعدة، مُطْفئًا لحدَّة الدم ووهجه، مسكنًا لغليانه، ملطفًا لغلظه، نافعًا من الحميات المطبِقة، الكائنة من سخونة، والكائنة من عفونة، والبثور والأورام المتولدة منه، كالشَّرَى والحصَف والدماميل وأورام الحلق واللَّهاة واللوزتين والخَوانيق، مانعًا لما يتحلَّب إليها من المواد، ولا سيما إذا تغرغر به، نافعًا لحدّة المِرّة الصفراء، كاسرًا من سَوْرتها وهيجانها، جاليًا لما يجتمع منها في الكبد والمعدة وما يليها، لذلك صار نافعًا من الكَرْب والغَثيْ والغَم الكائنة عنها، قاطعًا للقيء المَراري، مزيلاً للغَشْي، ويقلب النفس، منبهًا لشهوة الطعام، باعثًا لها، مسكنًا للصداع(2/69)
والدوار والسَّدَر المتولد من أبخرتها، نافعًا للخفَقان الكائن من أبخرة المِرَّة الصفراء، موافقًا لأصحاب الحميات الغِبّ الخالصة منها، ولأصحاب الحميات العفِنة كلها، جاليًا لما يجتمع في المعدة والكبد من الأخلاط الغليظة اللزجة، مقطِّعًا ملطفًا لغلظها، معينًا على صعود ما يحتاج إلى صعوده، وخروجه من فوق بالقيء، وعلى حُدور ما يحتاج إلى حدوره، وخروجه من أسفل بالإسهال، قاطعًا للقيء البلغميّ الكائن من غلظ محتبس فيها، مانعًا من تولد الخُمار إذا تُنُقِّل به على الشراب، نافعًا منه إذا أخذ بعد تواتره، مزيلاً لوخامة الأطعمة الكثيرة اللزوجة والدهانة، المرخية لفم المعدة، الملطخة لها، لغسله إياها من فضلاتها ودَهانتها. وهو مع هذه المنافع بادزهر، يقاوم بجملة جوهره سَمّ وذات السموم المصبوبة والمشروبة، كسَمّ الأفعى والحيات والعقارب، وخاصة الجَرَّارات، وسَمّ كثير من الأدوية القتالة إذا تقدم بأخذه قبلها، أو أخذ بعد استفراغ ما في المعدة وما خالطها بالقذف المستقصي، بعد أخذ اللبن والسَّمْن ونحوهما. فمنافعه كثيرة عزيزة، وليس له مَضرّة تخشَى ولا نكاية، إلا أنه غير جيد لمن عصبه ضعيف، والغالب على مِزاجه البرد متى أخذ بمفرده، واستعمل بمجرده غير مخلوط بما يصلحه، ولذلك صار أوفق للمصريين من الخلّ. لما عليه معدتهم من الضعف، فاستغنوا به عن السكنجبين في كثير من الأحوال. وأما نَوْر الليمون فإن فيه بادزهرية تقاوم سموم ذوات السموم، كالتي في حب الأترجّ الحامض، إلا أنها أضعف منه قليلاً. والشربة منه: من مثقال إلى درهمين مقشورًا، إما بشراب أو بماء حار. وأما المملوح منه فهو إدام يطيب النكهة والجُشاء، ويقوّي المعدة، ويُذهب بِلَّتها، ويعينها علي جودة الاستمراء وهضم الأغذية الغليظة، ويزيل وخامتها، ويقوي القلب والكبد، ويفتح سُدَد الكُلى، ويدرّ البول، وينفع من كثير من العلل الباردة كالفالج والاسترخاء، ويقاوم سموم ذوات(2/70)
السموم. وأما الليمون المركّب من ليمون على أُترُجّ، فإن في قشره من المرارة والحرافة ما يزيد قوّته علي ما في قشر الأترج منها، وينقص على ما في قشر الليمون، وفيه مع ذلك حلاوة يسيرة ليست فيهما، فصار كالمتوسط في أفعاله بينهما. وأما لحمه ففيه حلاوة ظاهرة، ورخاوة بينة، كالمتوسط في أفعاله بينهما. وأما لحمه ففيه حلاوة ظاهرة، ورخاوة بينة، وهشاشة وتخلخل، ليست في لحم الأترجّ، ولذلك صار أقلّ بردًا، وأقرب إلى الاعتدال من لحم الأترجّ، وأشد انهضامًا، وأخفّ على المعدة. وأما حُماضه فكحماض الأترجّ في سائر أحواله، ولذلك صار ينفع في جميع ما ينفع فيه حماض الأترجّ، وصار شرابه كشراب حماض الأُترجّ. وقشره وورقه حارّ يابس في الثالثة، وحبه حارّ يابس في الأولى، ومنافع حماضه حماض الأُترُجّ. «ف» من الأثمار معروف. أجوده الحَوْري الريان من الماء، وقشره حارّ يابس، وحماضه يقمع المواد، ويشهِّي الطعام جدًّا. والشربة من مائه: أوقية.
حرف الميم(2/71)
* ماهُودانَهْ: «ع» تأويله بالفارسية: القائم بنفسه؛ أي أنه يقوم بذاته في الإسهال، ويعرف عند أطباء المشرق بحبّ الملوك. وهو نبات يعدّ من بعض أصناف اليَتُوعات، له ساق طولها نحو من ذراع، جوفاء في غلظ أصبع، وفي أطراف الساق شعب وورق مستطيل، يشبه ورق اللوز، وأشد ملاسة، يكون على الرأس، والتي على الشُّعب أصغر من التي على الساق، وله حبّ على أطراف الشعب مستدير، كأنه حبّ الكَبر؛ وفي جوفه ثلاث حبات، يفترق بعضها من بعض بغُلُف هي فيها، والحب أكبر من الكِرْسِنَّة، وإذا قشر كان أبيض، وهو حلو الطعم، وله أصل دقيق، لا ينتفع به في الطب، وهذا كما هو مملوء لبنًا مثل اليَتُوع، ويسهل كما يسهل اليتوع، وجميع قوته شبيهة بقوّة اليتوع. والفرق بينهما أن قوّة بزر هذا إذا ذاقه الذائق وجده حلوًا، وهذا البزر هو الذي فيه خاصية قوّة الإسهال. وبزره إذا أخذ منه سبع أو ثمان عددًا، وعمل منه حب وشرب أو مضغ، من غير أن يعمل منه حبّ، وازدرد وشرب بعده ماء بارد، أسهل بلغمًا ومِرّة وكَيموسًا مائيًا، ولبنه إذا شرب يفعل ما يفعله اليَتُوع، وقد يطبخ ورقه مع الدجاج أو مع بعض البقول، فيفعل ذلك. ومنه صنف له ورق مُشَرَّف، أشبه شيء بالسمك الصغار، في طول أصبع. وبزره إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم والصفراء والأخلاط الغليظة والماء، وقيأ بقوّة. وإذا ابتلع كان إسهاله ألين. وإن أجيد مضغه كان أقوى. والإسهال به ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس وعرْق النَّسا والاستسقاء والقولَنج. وهو يضرّ بفم المعدة، فلا يشربه إلا من كان قويّ المعدة. «ج» يسمَّى حبّ الملوك. وورقه يشبه السمك الصغار في طول أصبع. وثمرها ثُلاثُ ثُلاثُ كالبنادق، وله في كل نور ثمرة وثلاث حبات سود، وله لبن كلبن اليَّتُّوعات. وهو حارّ يابس في الثالثة، وينفع من الاستسقاء والمفاصل والنقرس والنسا والقولنج، إذا طبخ من ورقه في مرق ديك هَرِم. وست حبات أو سبع من حبه يسهل بلغمًا ومرّة،(2/72)
ويُشرَب بعدها ماء بارد، وأكثر ما يؤكل منه خمسة عشر حبة، فإن مضغ أسهل بإفراط، وإن ابتلع على ما هو عليه أسهل باعتدال. وهو يقيء بقوّة، ولا يوافق المعدة، ويسهل كاليتوعات. ويُصلَح بالأنيسون والكَثِيراء.
* ماهِي زَهْرَهْ: «ع» معناه بالفارسية: سم السَّمَك. وفيه خاصية: ينفع من أوجاع المفاصل، ولمن أصابه تشبك في أصابعه، وإنما ينفع من شجرته لِحاؤها الذي هو خارج الأغصان، ويدخل في أدوية كِبار معجونة، وورقه إذا صير في غدير ماء وفيه سمك، ثم خلط بذلك الماء، أسكر السمك. وأجوده ما رقّ من اللحاء، وكان في طعمه حدّة يسيرة، ومقدار الشربة منه: وزن درهمين أو ثلاثة. وهو مسهل، جيد للنَّقرس ووجع الورك والظهر، وهو أحد اليَتُوعات، نافع لوجع المفاصل الغليظة الباردة. قال: وبحثت عن حقيقته. «ج» ويقال: ماهيزَهْرَج. وشجرته كشجرة الشُبْرُم وأزيد طولاً، في لونها غُبرة إلى صفرة. وقد يعده قوم من اليتوعات. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، ينفع من النقرس ووجع المفاصل والظهر والورك إذا وقع في الأدوية المُسْهِلة. ومن خواصّه: إذا طرح في الغدير أسكر السمك وأطفأه. ويضرّ بالمِعَى. وينبغي أن يلتّ بدهن اللوز، ويضاف إليه الكَثِيراء والنَّشا والأنيسون. «ف» وهو حارّ يابس في الثانية. وقال فيه مثل قول صاحب المنهاج.(2/73)
* مازَرْيُون: «ع» له أغصان طولها شبر، وورق كورق الزيتون، إلا أنه أدقّ منه. وهو مُرّ متكاثف، يلذَع اللسان، وينقي القروح الكثيرة الوسخ، ويقلع القشرة الغليظة الحادثة في وجه القُرحة عن الحرق إذا استعمل بالعسل، وورقه يسهل بلغمًا، لا سيما إذا خلط بجزء منه جزآن من الأفسنتين. والحبّ المتخذ منه إذا شرب لم يذُب في الجوف. وخرج كله في البِراز. وهو حارّ يابس في الرابعة، يأكل الرطوبات من الكبد، ومن جميع الجسد، ويسرع إلى صاحبه الاستسقاء. وهو جنسان: كبير الورق، وصغيره. وكبير الورق أصلحهما. «ج» المازَرْيُون الأسود: يسمى كماليون، وخاماليون، وخامالاون. وهو ضربان: كبير الورق رقيقه، والآخر صغير الورق ثخينه، وهو أردؤهما. وقوّته كقوّة الشُّبْرُم، بل هو أقوى من الشبرم. حارّ يابس في الرابعة، حادّ منقّ، ينفع البهق والبرص والنمش طلاء من خارج، ويقلع الخُشْكَرِيشات مع العسل، وللجرب، ويسهل الماء الأصفر، وخصوصًا المأخوذ رطبًا وقت زهره، ويسهل الحيات وحبّ القَرَع والسوداء مع أدويتها، ويسقى مع شراب لنهش الأفاعي والهوامّ؛ وأكثر ما يسقى منه إلى دانقين بحذر وتوقّ، بعد إصلاحه، وهو يضرّ بالكبد. «ف» يُسهل الماء الأصفر والرطوبات البلغمية، ويُحْذَر من سقيه إلا عند الحاجة.(2/74)
* مامِيثا: «ع» ويقال مَميثا. وهو نبات ينبت في المدينة التي يقال لها مَنْبج. ورقه شبيه بورق الخَشْخاش المقرِّن، إلا أن فيه رطوبة تَدْبق باليد، وهو ثقيل الرائحة، مرّ الطعم، كثير الماء، ولون مائيته شبيهة بلون الزعفران. وهو نبات فيه قبض مع بشاعة، يبرد تبريدًا بيِّنًا. ويستعمل في الأكحال في ابتداء العلل لبرده. وهو قابض ويبرد. وهو في الدرجة الثانية من البرد، جيد للأورام الحارّة وحرق النار، إذا طلي به. وإذا حلت عصارته المجمدة بخلّ، وطليت على الصدغين، نفعت من الصداع الصفراويّ. وعصارة الزهر إذا أحكمت صنعتها ولم يحترق في الطبخ، تنفع من الدمعة، وتقوّي العين، وتنفع في آخر الرمد. «ج» هو أشياف المامِيثا، وهو أمثال البلاليط، صُفْر اللون إلى السواد، سهلة الكسر، فيها مرارة، وأجوده ما اتخذ من حشيشة بمَنْبج، ساطعة الرائحة، مرّة الطعم، زعفرانية العُصارة. وهو بارد يابس في الدرجة الأولى، قابض ينفع من الأورام الحارّة، وابتداء الرمد، ويقوّي العين، وينفع من الوَرْديِنج. «ف» حشيشة واسعة الورق، مائلة إلى الصفرة. وأجودها ما ينبت في حَوَالَى الشام. وهي طرية، وهي باردة يابسة في الثانية، تنفع من الأورام الحارّة، ورمد العين وحمرتها. «ز» بدله: نصف وزنه عَدَس مقشَّر.(2/75)
* ماش: «ع» بعض الأطباء يجعلونه الجُلُبَّان، وهو خطأ. والماش: هو حبّ صغير كالكِرْسِنَّة الكبيرة، أخضر اللون برّاق، وله عين كعين اللوبياء، مكحَّل ببياض. وشجرته كشجرة اللُّوبياء، وهو من شجر اليمن، ويسمونه الأقطن. وهو طيب الطعم. وهو في جملة جوهره يشبه الباقلاء، ويخالفه في أنه لا ينفخ مثل الباقلاء، وأنه لا جلاء فيه، ولذلك انحداره عن المعدة والبطن أبطأ من انحدار الباقلاء، وهو يسكن المرّة، وينقص الباءة، وهو نظير العَدَس، غير أنه أقلّ بردًا منه، وإذا أكله المحرورون ومن يحتاج إلى تبريد لطيف، لم يحتج إلى إصلاح، وإلا كانت فيه مضرّة. وماؤه يلين البطن، والحسو المتخذ منه ينفع السعال والنَّزَلات. وهو نافع للمحمومين ولمن كان به سُعال، وإذا طبخ بالخلّ نفع من الجرب المتقرِّح. «ج» الماش يسمى المَجّ. وجوهره قريب من الباقلاء، وأقلّ نفخًا. وأجوده الأخضر الكبار الرزين. وهو بارد في الأولى، معتدل في الرطوبة واليبس إذا قُشِر. وقيل إنه يابس في الدرجة الأولى. وكيموسه محمود، ويُضمد به وجع الأعضاء، ويعقل البطن. وإذا طبخ بماء وصبّ عنه، ثم حُمِّص وأضيف إليه سُمَّاق، ينفع من السعال مع الحمَّى. وهو يضرّ بالباءة، وفيه نفخ، وليس فيه جلاء. والماش الهنديّ: هو قُليْب، وقد ذكر في باب القاف. «ف» من الحبوب معروف. معتدل بين الرطوبة واليبوسة، يسهل أخلاط الرئة، ويلين الصدر.(2/76)
* ماس: «ع» أنواعه أربعة: هنْديّ، ولونه إلى البياض، وعُظمه في قدر باقلاَّة أو جوزة، وذلك معدوم. وفي قدر بزر الخيار والسمسم. والثاني المقدونيّ، وهو يشبه الأول، وهو أكبر منه عظمًا. والثالث الحديديّ؛ ليِّن، لونه يشبه الحديد، وهو أثقل، يوجد في أرض اليمن. والرابع القُبْرُسيّ، موجود في معادن قُبْرس، ولونه كلون الفضة، إلا أن النار تناله، فلم يعدّه بعضهم في أنواع الماس. ومن خاصة الماس: أنه لا يلصق به حجر إلا هَشَمه، وإذا ألح به عليه كسره، وكذلك يفعل بجميع الأجساد الحجرية المتجسدة، إلا الرَّصاص، فإن الرصاص يفسده ويحلله، ولا تعمل فيه النار ولا الحديد، وإنما يكسره الرصاص، ويجعل سحيقه في أطراف المثاقب من الحديد، ويثقب الأحجار واليواقيت والدرّ، وإن أمسك في الفم كسر الأسنان. «ج» الماس حجر، قيل إنه بارد يابس. وقيل إنه حار يابس. وهو يجلو الأسنان جدًّا، وهو محرق معفن، وقيل إنه إن جعل في الفم كسر الأسنان. وهو سَم قاتل.(2/77)
* ماء: «ع» تمييز الماء عسِر، لاختلاف الأماكن التي فيها أو يمرّ بها، واختلاف الهواء، وأشياء أخر يتغير بها ليست بقليلة. وأجود الماء ما كان صافىًا عذبًا، لا تشوبه كيفية أخرى، سريع الذهاب من البطن، سلس التنفيذ للغذاء، ليس له نفخة ولا يفسد. والماء جوهر يعين في تسهيل الغذاء وترقيقه وتذرقته، وتنفيذه إلى العروق وإلى المخارج. ثم المياه مختلفة لا في جوهر المائية، ولكن بحسب ما يخالطها، ويحسب الكيفيات التي تغلب عليها. فأفضل المياه مياه العيون في الأرض الحارّة، التي لا يغلب على تربتها شيء من الأحوال والكيفيات الغريبة، ويكون طين مسلكها حُرًّا، لا حَمْأة فيه ولا سَبخة ولا غير ذلك، فإن الطين يأخذ منه اللزوجات الغريبة، أو تكون حجرية، فتكون أولى بأن لا تعفن عفونة الأرضية، لكن ما طينته حرّة خير من الحجرية، وتكون مع ذلك جارية مكشوفة للشمس والرياح، تأخذ في جريانها إلى الشمس، أو ما يتوجه إلى الشمال، والمتوجه إلى المغرب والجنوب رديء، والذي يتخذ من مواضع عالية أفضل، ويكون سريع التبريد والتسخين، باردًا في الشتاء حارًّا في الصيف، لا يغلب على طعمه ولا رائحته طعم ولا رائحة البتة، ويكون سريع الانحدار من الشراسيف، وتهرئة ما يهرأ فيه، وطبخ ما يطبخ فيه. والأخف في أكثر الأحوال أفضل، وقد تعرف خفته بالمكيال، وتعرف بأن تُبَلّ خرقتان أو قُطنتان متساويتان في الوزن، ثم تجففان تجفيفًا بالغًا ثم توزنان، فالماء الذي قطنته أخفّ، فهو أفضل، والتصعيد والتقطير مما يصلح المياه الغليظة، فإن لم يكن ذلك فالطبخ، فإن المياه المطبوخة أقلّ نفخًا وأسرع انحدارًا، وإن تركت المياه الرديئة مدة كثيرة لم يرسب منها شيء يعتد به، وإن طبختها رسب منها في الوقت شيء كثير، وصار الباقي خفيف الوزن صافىًا. وماء المطر من المياه الفاضلة، وخصوصًا ما كان صيفيًا، ومن سحاب راعد، لا يكون من سحاب ذي رياح عاصفة، فيكون كَدِر البخار، إلا أن العفونة تبادر(2/78)
إلى ماء المطر وإن كان أفضل، لأنه شديد الرقة، فتكون عفونته سببًا لتعفين الأخلاط، ويضرّ بالصوت والصدر. وإن بُودر إلى ماء المطر وأغلي قبل قبوله للعفونة والحموضات، إذ تنوول قبل وقوع الضرورة إلى شرب ماء المطر القابل للعفونة أمن من ضرره. وماء الآبار والقُنِيّ بالقياس إلى ماء العيون رديئة، لأنها محتقنة، مخالطة للأرضية طويلاً، لا تخلو عن تعفين ما. وماء النزّ أردأ من ماء البئر، لطول تردده في منافس الأرض العفنة، ويتحرك إلى النبوع والبروز حركة بطيئة، لا تصدر عن قوّة اندفاعه، ولا يكون إلا في أرض فاسدة عفِنة. والمياه الجليدية الثلجية غليظة. والمياه الراكدة الآجامية، خصوصًا المكشوفة: رديئة ثقيلة، وإنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج، فتولد البلغم، وتسخن بالصيف بسبب الشمس والعفونة، فتولد المرار، لكثافتها واختلاط الأرضية بها، وتحليل اللطيف منها، تولد في شاربيها أطحلة، وترقّ مَرَاقَّهم، وتجسو أحشاؤهم، وتقضَف أطرافهم ورقابهم ومناكبهم، ويقعون في الاستسقاء، وتكثر فيهم الآفات المهلكة. والمياه التي يخالطها جوهر معدنيّ وما يجري مجراه، كلها رديئة، لكن في بعضها منافع، وستذكر فيما بعد إن شاء الله. والماء البارد المعتدل أوفق المياه للأصحاء، وإن كان قد يضرّ بالعصب، ويضرّ أصحاب أورام الأحشاء، وهو ينبه الشهوة، ويشدّ المعدة. والماء البارد جدًّا أردأ للصدر والرئة ولقروحها، وإذا أخذ باعتدال قوَّى القُوَى كلها، أعني الهاضمة والجاذبة والماسكة والدافعة، إلا أنه رديء للباءة، ويعقل البطن، ويسكن حركات المنيّ وسيلانه. والماء البارد ينفع مَن هضمه بطيء، ومن يعرَق عرقًا كثيرًا، شرِبًا كان أو استحمامًا، وينفع من يبول في الفراش، ومَن به هَيضة، ومَن تناول دواء مسهلاً فأفرط عليه، ومَن به انفجار الدم: استحمامًا وشربًا، ومن به حُمَّى محرقة. وينفع من الكرب والفواق ونَتْن رائحة الفم والعرَق المنتن. والماء البارد على الطعام إذا(2/79)
أخذ منه قليل يقوّي المعدة، وينهض الشهوة، ولا ينبغي أن يشرب على الريق، ولا يصلح لضعيف المعدة، ولا لضعيف البدن. والماء العذب يقوّي الجسد، والماء الذي يجري على الحصى ثقيل لا يُمْرئ، ويورث الربو وضيق النفس. والماء الحارّ يفسد الهضم، ويطفو بالطعام، ولا يسكن العطش في الحال، وربما أدَّى إلى الاستسقاء والدِّق، ويُذبِل البدن. وأما المسخن فإنه إن كان فاترًا غَثَّى، وإن كان أسخن من ذلك وتُجرع على الريق غسل المعدة، وأطلق الطبيعة، لكن الاستكثار منه رديء، يوهن المعدة، والشديد السخونة ربما حلل القولَنج وكسر الرياح. والذين يوافقهم الماء الحارّ بالحقيقة هم أصحاب الصَّرْع والمالِيخوليا والصُّداع البارد والرمد وبثور الحلق والعُمور وأورام خَلْف الأذنين، وأصحاب النوازل، ومن بهم قروح في الحجاب وفي الصدر، ويُدِرّ الطمث والبول، ويسكن الأوجاع. والماء الحارّ يجود جميع حسّ البدن، ويسهل حركاته، وينفع الأحشاء والرأس، وينضج الأورام الباطنة شربًا، وإذا احتُقِن به يسكن الأمراض الحادثة عن نهش الهوامّ، ويسكن الاقْشِعرار وكلّ برد يجده الإنسان، وربما سكن الحُكال شُربًا كان أو استحمامًا.(2/80)
«ج» ماء العيون والأنهار: الماء الذي لا يغذو، بدليل أنه لا يشبع الجائع، ولا ينعقد في الطبخ، وأجوده ماء العيون الشرقية. وأجود المياه ما خرج بشدّة من أودية على مقابلة الشمال، وجرى على الحصى، أو لم يمرّ ببطائح، وكان برّاقًا صافيًا خفيف الوزن، عديم الرائحة والطعم، يسخن سريعًا، ويخفف ثقل الطعام عنها. وهو بارد رطب، ورطوبته في الدرجة الرابعة. والمقدار المعتدل منه يوافق الغذاء، ويوصله إلى الأعضاء، فيحفظ رطوبتها، ويكسب البدن نضارة، وهو رديء للقروح، والإكثار منه يولد رَهّلاً وكُزازًا ورَعْشة وسُباتًا ونسيانًا، فيقتصر على ما يُرْوِي، أو على دون الريّ. ولا ينبغي أن يعطش، فإن العطش يوهي القوّة، ويجفف الجسم، ويظلم البصر. والماء الحارّ منفعته مشروبًا إذا استعمل منه اليسير على الريق، أحدر ما في المعدة من بقايا الغذاء، وأعان على خروج الفضلات الرديئة، ويسهل خروج القيء، وإذا طلي به الأورام والجراحات أسرع نضجها وانفجارها، وإذا استحمّ به حلل ما في المسامّ من الفضلات، وأعان على خروج العرق وإدراره، وأزال الإعياء، وحلَّل السحْج. مضرّته شربًا: يعفن الدم، ويولد الحميات، ويورم الطحال والكبد، ويضعف الأبدان، ويصفر اللون، ويزيل نَضارته، ويرخي المعدة. دفع ضرره: أن يديم تدسره بأي وجه أمكنه، ويدفنه في وعاء في الأرض ساعات، فإنه يبرد، خاصة المشمس. ويشرب في أثره الربوبات من البارد، كرُبّ الرمان والسفرجل، ويتجرّع عليه من السكر شيئًا يسيرًا، ويجعل غذاءه الخلّ والمَخيض من اللبن، ويطلب النوم، ويتجنب أكل الحَلْواء والمالح والتعب. وماء المطر أجوده ما أخذ من أرض جيدة، وهو أبرد المياه وأعذبها، وأخفها وزنًا عند بُقراط، وهو أقلّ بردًا من ماء العيون، وهو ينفع من السُّعال، خاصة إذا طبخ به أدويته. وهو يضرّ بالبُحوحة عند ابتداء عفَنه. والمياه العفنة كمياه الآجام ومواضع الحمأة والمواضع التي تجري إليها أوساخ المدن وأقذارها،(2/81)
فيه حرارة. ويغلظ الطِّحال والكبد، ويفسد المعدة، ويولد الحميات. ومن اضطر إلى شرب الماء العفن فليمزُجه برُبوب الفواكه الحامضة، كرُبّ الرمان والحِصْرم وربّ الرِّيباس. والماء البارد أجوده العذب اللذيذ. وهو يبرد، فإن استُحمّ به أسخن بالعَرَض، لتكثيفه ظاهر الجسم، وحصره الحرارة إلى داخله، وكذلك الاستحمام به يجوّد الهضم، وهو يقوّي القُوَى الأربع على أفعالها، وهو يقوّي الشهوة، ويحسِّن الهضم. واليسير منه يُجزِئ في العطش، ويمنع من عفَن الدم والحميات المحرقة، ويحفظ الصحة. وهو يضرّ بالزُّكام والنَّزَلات والأورام التي لا تنضَج، وبأصحاب السُّدَد. والشديد البرد أجوده الخالي عن كيفية رديئة. وهو بارد رطب، يعقُل البطن، ويسكن سيلان المنيّ. وشربه على الريق أو عُقَب حَمَّام أو حركة عنيفة كثيرة أو جماع أو عطش شديد حادث بالليل بعد النوم، يفسد المزاج، ويولد الاستسقاء، فليجتنب. والثلج هو أبرد وأقلّ رطوبة من الماء كثيرًا. منفعته لأصحاب الأمزجة الحارّة، والألوان الحُمْر: يسكن عطشهم، ويمنع التهاب القلب وحرارة المعدة، ويمنع القُوبة، ويولد الحميَّات والأمراض الحارّة. ضرره بالأسنان والعصب ضرر عاجل، ويضرّ بالمشايخ، ومن كان ضعيف الحرارة الغريزية، ويفسد المزاج، ويمنع خروج الطَّمْث، ويولد في المفاصل والظهر بلغمًا كثيرًا، ويضرّ بمن في أحشائه ورم. دفع ضرره: ألا يستعمل دفعة، وإن اضطر إلى استعماله أن يأخذ بعده زنجبيلاً مربّى، أو شيئًا من الأنيسون، أو بزر الكَرَفْس، ويدخل الحمام. والماء المثلوج والثلج الجيد يمزج بالماء، والرديء الوسخ يجعل في مخازن الرصاص، ويجعل في الماء وهو بارد رطب بالطبع والاكتساب، وهو يُمْرِيء ويُؤَمِّن الرهَل إذا شرب منه باعتدال، ويبرد المعدة والكبد الحارّتين، وينهِضِ الشهوة، ويقوّي المعدة، ويضرّ بالأسنان والصدر والحنجرة والنِّقرس وأمراض الحشا البارد والعصب. ويصلحه الرياضة والاستحمام. ولا(2/82)
ينبغي أن يشرب على الريق، فإنه يفزع المعدة، وكثيرًا ما يهيج كُزازًا ونافضًا، ولا يشرب عند العطش الشديد الحادث بالليل عند النوم، فإنه يطفئ الحرارة الغريزية، إلا أن يكون قد تناول أشياء مالحة أو حارّة يابسة، مما يعطش، فإنه يجوز أن يؤخذ منه اليسير. والماء الحارّ أجوده الفاتر العذب اللذيذ الحرارة. وهو حارّ بالعَرَض، يكسر عادية النافض اغتسالاً به. وإذا مزج بماء ورد نفع المصروع وأورام اللَّهاة والحلق والصدر، وهو يجلو خَمْل المعدة، ويطلق الطبع إذا صادف خِلْطًا، خاصة إذا شرب مع السكر أو العسل، فإذا لم يمزج بماء بارد أضرّ بالمصروع، ولا يشفِي من العطش، والإكثار منه يفسد المزاج، ويُحدِث الرَّهَل، ويرخي المعدة، ويملأ الدماغ بخارًا، ويفسد الهضم. والماء الشديد الحرارة أجوده ما لم يُسرف حرّه، وهو حارّ بالعَرَض، إذا استحمَ به لطف البلاغم، وهو يسخن كثيرًا، ويحدث الغِشى، ويفسد الذهن، ويذيب اللحم. ولذلك ينبغي أن يخلط بماء ورد. والماء الكبْريتيّ يستفرغ البدن، وينفع القوابي والبهق، ويقشر الجلد والبَثْر والجرَب، والقروح المزمنة، وأورام المفاصل، والصلابة والطحال والكبد والرحم وأوجاع البطن والركبة والاسترخاء والثآليل المتعلقة والسَّعْفَة. وهو يهيج الصداع، ويظلم العين، ويضعف البصر، ويسخن الكبد، ويجعل الدم مستعدًا للعفونة.(2/83)
الماء الكِبْريتيّ منفعته لأوجاع الظهر والمفاصل، ويكسر الرياح إن شُرب أو استحم به. ضرره: مظلم للبصر، ومهيج للصداع، مضعف للمعدة. دفع ضرره ألا يشرب بعد خروجه، بل بعد وقت طويل، وينفذ من إناء إلى إناء، وخاصة في الأواني الفَخَّار الجديدة، فإنه ينفس منه أكثر رائحة الكبريت، ثم ينقَع فيه طين، ويصفى ويشرب. والماء الجاري على معادن النَّحاس منفعته من الاستسقاء. مضرته: يضرّ بالصدر، وسحْج الأمعاء، ويولد السعال. دفع ضرره: أن يؤخذ بعده البيض النَّيْمَرِشت أو الصمغ العربيّ والطين الأرمنيّ وشحم الوَزْ مطبوخًا باللبن الحَليب. والماء الجاري على معادن الحديد، أو يطفأ فيه الحديد. منفعته: يقوّي المعدة، ويضمر الطحال، ويحسن اللَّون، ويزيد في الإنعاظ. ضرره: بأصحاب السعال وضيق النفَس. دفع ضرره: أن يشرب بالسكر أو العسل. والماء الجاري على معادن الرَّصاص أو مجاري الرَّصاص يولد القُولَنج الشديد، ويحبس البول، ويضر بالكُلَى. دفع ضرره: أن يؤخذ في أثره شيء من الأنيسون. والقُفرية والنِّفطية: حالهما حال الكِبْريتية. وماء النُّحاس ينفع من يعتريه القولَنج، وهو يولد سحْج الأمعاء العسر المتآكل الواغل في جرم الأمعاء. وهو ينفع من به قروح في رئته عتيقة، وهو صالح لفساد المزاج، وينفع الفم واللهاة والآذان والعين والأحشاء الضعيفة والبواسير، وهو غير موافق للأصحاء، ويورثهم سوء المزاج. والماء الحديديّ القابل لكيفية الحديد يقوّي المعدة، ويضمر الطحال، ويزيد في الإنعاظ، إلا أنه قابض. وهو الذي ينبع من معادن الحديد، يقوّي الكبد والقلب، ويشجع النفْس، ويذهب بالخفقان، وينفع من اللون الرَّصاصيّ. والماء الرصاصيّ يولد القولَنج الشديد وعسر البول، والمتولد من معادن الذهب هو دون النحاسيّ في رداءته، وينفع من الخفقان والتوحش والمالِيخوليا، وكذلك المتولد في معادن الفضة، فإنه دون الرَّصاصيّ في مَضرّته، وينفع من الخفقان، والماء الشَّبِّيّ(2/84)
ينفع من سيلان الفضول والطمث، ومن نفث الدم، ويمنع الإسقاط، وينفع القيء، ويمنع سيلان دم البواسير. والماء النُّوشادريّ يطلق الطبيعة إذا شرب، وجلس فيه، واحتقن به. ومياه المعادن إذا أدمنت ولدت عُسر البول والبخَر، وهي تفسد الدم، ولا توافق الأصحاء، لأنها أدوية. والماء القابض هو إما شَبِّيّ أو زاجِيّ أو حديديّ. وتنفع هذه المياه من زَلَق الأمعاء، ودُرور البول، وكثرة جري العرَق والطَّمْث. والماء المرّ ينفع في تفتيح السُّدَد، وتلطيف الأخلاط، إلا أنه يفسد الدم بكثرة الإسهال. ولذلك ينبغي أن يطرح فيه السكر، أو يلقى فيه من الخرنوب الشاميّ كثير، أو من حبّ الآس، أو من العناب، أو من البُسْر المطبوخ، ويتعاهَد الأغذية الممسكة للبطن. «ج» ماء زِفْتِيّ أو كبريتيّ أو نِفْطيّ أو ماء القار، هذه المياه إذا جَرَت على هذه المواضع، أو انبعثت من عند هذه العيون، أسخنت وجففت. وهي تنفع من البرَص والبهق والثآليل المتعلقة، وأورام المفاصل والصلابات والجرب والقوابي استحمامًا بها، وتنفع من أوجاع العصب الباردة والاستسقاء جلوسًا فيها وشربًا، وهي رديئة للعين، وتحدث الحميات، ويصلحها رُبوب الفواكه الحامضة. والماء الشَّبِّيّ يبرد ويجفف ويمنع الإسقاط ونزف الدم. وهذه المياه لا تشرب، وإنما يُتداوى بها من خارج. والماء النطرونيّ يطلق البطن. والنَّطْرون: هو البُورَق الأرمنيّ. والماء الزئبقي يُغسَل به للحِكة والقَمْل. والماء الحديديّ يسخِّن ويجفف ويمنع الطحال والمعدة، ويحبس البطن، ويشدّ الأعضاء ويقوّيها. وأما الماء الذي يُطفأ فيه الحديد، فإنه ينفع من نفث الدم. وأما النُّحاسيّ فينفع الفم والأذن والطحال والمعدة ورطوبات البدن، وفساد المزاج، وهو يحدث عسر البول. والماء الفضيّ فيبرد ويجفف باعتدال.(2/85)
* ماء البحر: «ع» هو حارّ حِرِّيف، رديء للمعدة، مسهل للبطن، ويسهل بلغمًا، وإذا صبّ على البدن وهو سخن جذب وحلّل، وكان موافقًا لألم العصب، والشُّقاقَ العارض من البرد، وقد يصب على الجرب والحِكَّةِ والقوابي والصِّئبان وأورام الثديّ فينفعها، وإذا تضمد به حلَّل الدم المجتمع تحت الجلد، وإن تضمد به أو دخل أحد فيه وهو سخن، نفع من نهش الهوامّ التي يعرض من نهشها الارتعاش وبرد البدن، ومن لدغة العقرب والرُّتيلاء ونهش الأفعى. والاستحمام به ينفع من الأمراض المزمنة العارضة للبدن كله، وللأعصاب خاصة. وبخاره إذا كان سخنًا ينفع من به الاستسقاء، ومن الصداع وعسر السمع، وإذا أخذ ماء البحر خالصًا لم يخالطه شيء من الماء العذب، ورفع في إناء، ذهبت زهومته، ومن الناس من يطبخه أوّلاً ثم يرفعه. وقد يسقى منه وحده لإسهال البطن، ويسقى أيضًا بخلّ ممزوج بماء أو شراب أو سكنجبين لإسهال البطن، ويسقى بعد الإسهال من شربه مرقة دجاجة أو سمكة، ليسكن اللذع العارض من حدّته. وماء الملح قوّته وفعله مثل فعل الملح، يجلو ويقبض ويلطف، ويُحْتَقن به لقُرحة الأمعاء الخبيثة وعِرْق النَّسا المزمن؛ ويصلح للصبّ على الأعضاء مكان ماء البحر. وإذا احتيج إليه يقوم مقام ماء البحر في النفع. «ج» ماء البحر حارّ يابس، ينفع من الشقوق العارضة من البرد إذا غسلت به قبل أن تتقرح، ويقتل القَمْل، ويحلل الدم المنعقد تحت الجلد، وينفع من الجرب والحِكة والقوابي والفالج والخَدَر وأورام الثديّ، ويحتقن به للمغص، ويسقى فيسهل، والجلوس فيه ينفع من لسعة الأفاعي وسائر الهوامّ القتالة. وشربه يؤذي ويعطِّش. وماء المِلح أصلحه الجاري العادم المرارة. وهو حارّ يابس، يسخِّن ويجفف، ويطلق الطبع. وإذا أدمن عليه عَقله. وقد يدَبَّر الماء المالح ليعذب، بأن يصعَّد بإنبيق وقرع، كما يفعل بالورد، أو يوضع في إناء كالقدح من شمع، فإنه يرشح إليه من خارجه ماء عذب، أو يخلط بطين جيد،(2/86)
أو يخلط بسويق في جِرَار جُدُد، ويستقطر ويشرب على أغذية دسمة، فهو أقلّ لضرره. وأما المرّ فيمزج بالجُلاّب، وتؤكل عليه الأشياء الحلوة.
* ماء الجُبْن: «ع» إن استعمل كان صالحًا لأنْ يُسْهَل به البطن إسهالاً قويًا. وهو يسقى لمن كانت به ماليخوليا أو صرْع أو جرَب متقرح أو داء الفيل أو بثر في كل البدن. وهو ينقِّي ويغسل الأحشاء، وينفي عنها الفضول العَفِنة، ويفعل ذلك بغير لذع، بل يسكن اللذع، وإن خلطت به الأدوية التي يستفرغ بها المرار الأصفر والمرار الأسود. والبلغم والماء النازل في العين. استفرغ أيّ الأخلاط خُلِطَ به شيء من أدويتها. ولبن ماء الجبن قريب من الطبيعة البدنية، وله قوّة يجلو بها ويغسل من غير تلذيع. والأجود في خلطه مع الأدوية المسهلة أن تسحق وتنقَع فيه حتى يأخذ قوّتها، ثم تنزع منه ويشرب، فإنه بهذه الحالة يسهل الخِلْط المطلوب استفراغه بسهولة لا خوف معها على الأحشاء من نكاية الأدوية المسهلة. فأما في المرار الأصفر فبأن ينقع فيه المحمودة، وأما في المرار الأسود فبأن ينقع فيه ثمرة الأفتيمون وما جرى مجراه.(2/87)
وصفة عمله: يتخذ من لبن المعز الفتية، التي عهدها بالولادة نحو شهر، وتختار شاة حمراء أو زرقاء فتية، وتعلف قبل استعمال لبنها أيامًا شعيرًا مجروشًا مبلولاً مع نخالة وثيل وشاهْتَرَج، ثم يحلب رطلان من لبنها كل يوم، ويطبخ في قِدْر فخَّار، بنار هادئة، وتحرّك بعود من خشب التين رطب مأخوذ عنه، لحاؤه مرضوض، مقصود بذلك أن يعلق بماء الجُبن من اللبنية واليَتُوعية التي في خشب التين الرطب، قوّة تعينه على الإسهال. وقد يعتاض عنه بخشبة خِلاف رطبة إذا كان يسقى للترطيب دون الإسهال، ويمسح حافات القدر بخرقة مبلولة بماء عذب، فإذا أغلي اللبن فلينزل القدر عن ناره ويرشّ على اللبن الذي فيه ثلاثون درهمًا من السَّكنجبين السكريّ، وربما رشّ معه ثلاثة دراهم من خلّ خمر صادق صاف، وليكن السَّكنَجبين والخلّ باردين جدًّا، يسرع بإلقائهما، لتمييز الجبنية من المائية، ويحرك بالعود المذكور، ويترك هُنيهة حتى يجمد وتتميز المائية، ثم يصفى بخرقة كتان صفيق، أو زنبيل خوص صفيق النسج، ويعلق حتى ينقطع سيلان ماء الجبن، ثم يعاد الماء إلى القدر بعد غسلها، ويغلى برفق، ويلقى عليه نصف درهم من ملح أندرانيّ مسحوق، ويصفى ثانيًا، ويؤخذ من ماء الجبن المذكور من نصف رطل إلى ثلثي رطل، على تدريج بكسر طبرزذ، وقد يؤخذ في وقت بسَفوف مسهِل، وفي وقت بسَفوف مبدل. وأكثره إسهالاً أقله لبنًا، وأكثره ترطيبًا، أغلظه لبنًا. «ج» ماء الجبن. صفته: لبن حليب من ماعز فتَّية راعية لا تعلف، بل إن احتاجت إلى علف فليكن دقيق الشعير وهِندَبا وخيارًا ورازِيانَج، ولتكن العنز حمراء، ويؤخذ منه رطلان، ويعمل في قِدر بِرام، ويوقد تحته وقودًا ساكنًا، فإذا فار اللبن وارتفع إلى رأس القدر، صُبّ عليه أربع أواق من السَّكنجَبين السكريّ، ودرهم خلّ خمر، فإنه يتجبن، ويجتمع جبنه، ويطفو الماء، فينزل عن النار، ويترك لحظة حتى يسكن، ثم يصفى بمصفاة خوص، وبعد ذلك بخرقة، ثم يغلى ثانيًا(2/88)
وتنزع رَغوته، ثم يرفع ويجعل في قدحِ زجاج، ويجعل في ماء بارد، ويغير عليه مرارًا ليبرد، وإذا أغلي اللبن وبدأ يفور، فينبغي أن يمسح القدر بصفوة مبلولة بماء بارد حتى لا يفور. وهو ينفع من الكلَف والجرَب والآثار السود، طلاء وشربًا، ويسهل الصفراء، وينفع من اليرقان ومع الأفيتمون، يسهل السوداء المحترقة، وينفع من حرارة الكبد، وحدة الصفراء، ونحافة البدن. وأفضل الأوقات لشربه: الربيع. وقدر ما يؤخذ منه في كل يوم: رطل في ثلاث مرات، بين كل شربتين ساعتان، مع دانق من الملح الهنديّ.
* ماء اللحم: «ع» هو ما يخرجه الطبخ حتى يسيل من اللحم، من رَشْح وعَرق، ويتقلَّى فيه اللحم، ويصفى ويشرب. وهو يدخل في معالجات ضعف القلب، فإن كان من مُرَقِّه فلحم الحوليّ من الضأن والفتيّ منها، وإن كان من غلظه وكدورته مع قلته، فالثنيّ أخفّ منه. وأكثر أطباء زماننا يظنون أن ماء اللحم هو المرقة التي يطبخ في مائها اللحم، وليس كذلك.
* ماء الشعير: «ع» ماء الشعير أكثر غذاء من سَوِيق الشعير، وهو صالح لقمع حدة الفضول، وخشونة قصبة الرئة وتقرّحها. وبالجملة يصلح لكل ما يصلح له كَشْك الحنطة، وهو جلاء نافع، رديء للمعدة، منضج للأورام البلغمية. فإن اتخذ إلى فضل الجلاء اتخذ من الشعير المتوسط بين الحداثة والقدم.(2/89)
وصنعة ماء الشعير: أن يقشر الشعير، ويصبّ عليه ماء كثير، بحسب صلابة الشعير ولينه، والمعيار على الكيل الواحد خمسة عشر كيلاً من الماء، ويطبخ على نار هادئة إلى أن ينتفخ الشعير ويتشقق، فإذا تشقق نزل به، وبرِّد وصُفِّي ماؤه واستعمل. والجيد في اتخاذ عصارة الشعير أو كَشكه: أن يطبخ إلى أن يتهرأ أو يماع الشعير. «ج» أجوده النضيج الأملس، والمتخذ من السُّلت، والسلت: شعير بغير قشر. وأفضل صنعته: أن يؤخذ الشعير الحديث السمين الرزين، فينقع ويقشر ويمرس، ويلقى على كل كيل من الشعير أربعة عشر كيلاً من الماء العذب الصافي، وقيل يجعل على الكيل عشرة أكيال؛ ويطبخ بنار لينة، ويحرك وتكشط رَغوته، فإذا نضج رفع وصفي. وهو مبرّد ملطف، حابس حِدّة الأخلاط، ويدرّ البول، وينفع من الحميات الحادة والبلغمية مع الكرفس والرازيانَج. وهو ينفع الكبد الحارة، ويولد دمًا معتدلاً، ويسبب العطش، ويجلو ويسرع نفوذه في الأعضاء، ويخرج عن المعدة والمِعَى سريعًا، ويستفرغ معه الأخلاط المحترقة. ويضرّ الأحشاء الباردة، وينفخ. ويدفع ضرره الجَلَنْجَبين السُّكَّريّ.(2/90)
* ماء الورد: «ع» انفرد في أوصافه. الورد: أجوده النصيبينيّ العطِر العَرِق الذكيّ الرائحة، المستخرج بأنبيق وقَرْع فوق بخار الماء. وهو بارد في الدرجة الأولى، معتدل فيما بين الرطوبة واليبس، مائل إلى الرطوبة. ويقوي الدماغ، ويسكن الصداع الحارّ شمًّا وطلاءً، وكذلك يقوّي الكُلَى كلَّها وآلاتها، ويقوّي القلب والمعدة شَمًّا وشربًا وطلاءً، وشمه يزيل الغشي، وينبه الحواسّ الخمس، وينشط النفْس، وينفع الخفَقان الحارّ، ويقوّي الجسم بعطريته وقبضه، ويسكِّن وجع العين من حرارة، وينفع من كثير من أدوائها: تحجيرًا به، وكُحْلاً، وتقطيرًا. ويشد اللثة مضمضة، وإذا تجرع نفع من الغَشْي وقَوَّى المعدة، ونفع من نفث الدم. وهو يخشِّن الصدر. ويصلحه نبات الجُلاّب. وإذا صبّ على الرأس حَلَّل الخُمار، وماء الورد بارد لطيف، والإكثار منه يبيض الشعر، وإذا شرب من ماء الورد الطريّ وزن عشرة دراهم أسهل فوق عشرة مجالس. وهو مانع لانصباب المواد في العين، ومانع لما قد حصل فيها من العلل. وأجود ماء الورد المتخذ من الورد الأبيض، لأنه أنقاه. «ج» هو بارد، وقيل حارّ. وكلا القولين يُحكيان عن جالينوس. وقال فيه بعض ما قاله عبد الله .(2/91)
* ماء الكافور: «ع» هو حارّ يابس في الثالثة. جيده الشبيه بصفرة دُهن البَلَسان. منفعته: يستخرج الذفر، ومضرته: يصدع الرأس المحرور. دفع مضاره: يخلط بدهن البنفسج. وهو موافق للأمزاجة الباردة والمشايخ في الشتاء، وفي البلدان سوى الجنوبية. وقيل إنه يخرج من بَدَن شجر الكافور، إذا شرطت سال منها، وعُزِي هذا القول إلى ماسَرْجَوَيْهِ ويُوحَنَّا والرَّازِيّ، وهؤلاء شيوخ الصيادلة. وخاصته: إذا ألقي على طعام، لم يقربه ذباب. «ج» أجوده الشبيه بدهن البَلَسان. وقيل إنه يخرج من شجر الكافور، وقيل إن منه ما يؤخذ من شجر الكافور مختلطًا بلحائه، ويطبخ ويصفى، فتتميز منه هذه المائية الدهنية. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة. ومنافعه كما تقدّم.
* ماء الخيار: «ع» خاصة ماء الخِيار: إسهال المِرّة الصفراء، التي تعرض في المعدة والأمعاء، وتطفئة حدتها، وتليين الصدر. ويؤخذ منه: ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل، ووزن عشرة دراهم سكرًا سليمانيًا. وما الخيار والقثاء ينفعان من لهب الحمَّى، ويسكنان العطش، ويسهلان البطن إسهالاً رقيقًا. ولا ينبغي أن يُسْقَوا ذلك إذا كانت طبائعهم منعقدة جدًّا، لأن لين ماء الخيار والقثاء، ليس لهما من القوّة ما يسهل الطبيعة المنعقدة، فربما وقفا في المعدة، وأكربا كربًا شديدًا. وسَقْى مائهما مع بعض الأقراص النافعة للحميات.
* ماء الجُمَّة: «ع» قد سألت عنه جماعة من المتردِّدين إلى بلاد الهند وغيرها من تلك الأقاليم، فأُخْبِرت عنه: أنه ماء أسود كالحِبر، سَهِك الرائحة جدًّا، يؤخذ من جوف سمكة معروفة بالجمة، تصاد في بحر الصِّين وهذا يكون في جوفها في كيس المَرار، ولا يؤخذ منها سواه. ومن خواصّه: أنه إن سُقِيَ منه وزن حَبَّتين أو أكثر بقليل، مَنْ سقط من موضع عال، وانكسر منه عضو من أعضائه، فإنه يجبره على المكان. وهو في ذلك عجيب مجرب.(2/92)
* ماء الرماد: «ع» قد يعمل من التِّين البريّ والتين البستانيّ، بأن تحرق الأغصان، ويستعمل رمادها. وينبغي أن يُنقَع الرماد بالماء مدة، ثم يصفَّى، ثم يُنقَع فيه رماد آخر، ويفعل ذلك مرات كثيرة، ويعتَّق وماء الرماد يكون بحسب الرماد الذي عمل منه، فإن كان للرماد حدة، كان ماء الرماد أيضًا حادًا، وإن كان الرماد غير حادّ، كان ماؤه أيضًا لا حدّة فيه ولذلك صار يخلط ماء الرماد بالأدوية المعفِّنة. وذلك أن فيه حرارة محرقة، من غير وجع، للطافة جوهرها. وأما سائر مياه الرماد فهي في القوة في الجِلاء والتجفيف دون ماء رماد خشب التين واليَتُوع. وكلّ ماء الرماد قابض. وقد يستعمل في الأدوية المحرقة، وفي القروح الخبيثة، وقد يأكل اللحم الزائد في القروح، وقد يحقَن به لقُرحة الأمعاء والسَّيلان المزمن، وقد يصفى شيء من الحديث منه، ويسقَى منه أوقية ونصف، مع شيء يسير من زيت، لجمود الدم، والسقطة من موضع عال، وللوهْن، قدر أوقية ونصف، ولمن به إسهال مزمن، وقرحة في الأمعاء إذا تمسح به بعد خلطه بزيت، جلب العرق، ونفع من وجع العصب والفالِج. وقد يشرب من سَقْى الجِبْسَين، ومن نهشة الرُّتَيلاء، فخاصة بماء رماد خشب البلوط، وقد يفعل ذلك أصناف ماء الرماد الباقية.
* ماء العَسَل: «ع» حارّ يقوّي المعدة الباردة، ويشهي، ويدرّ البول، ويمنع من الأمراض الباردة، ويسهل الطبع إذا صادف خِلْطًا مستعدًا للاندفاع، وقد يحبِس إذا وَجَد في المعدة قوّة على تنفيذ الغذاء إلى البدن، ويعتبر به المشكوك في حملها، فإن حدث بها قَراقِر عند السُّرَّة فهي حامل، وإن لم يحدث بها ذلك فهي حائل. ويضرّ بأصحاب المَرار والورم الحارّ، ويُتَلافى ذلك بربوب الفواكه الحامضة.
وصنعته: جزء عسل، وجزآن ماء، يطبخان بنار هادئة، حتى يذهب منه الثلث، وينزل عن النار، ويصفَّى، فإن أريد فضل إسخان، جَعَل فيه مَصْطكى وزعفرانًا وزنجبيلاً وقَرَنْفلاً ودارَ فلفل.(2/93)
* ماء قَراطِن: «ع» معناه: عسل مقصور باليونانية. وهو الشراب المسمى بالفارسية حَنْدِيقُون. وهو بعض الأشربة. وقوّته قوّة الشراب الذي يقال له أنَوُمالي. ويستعمل ما لم يطبخ منه إذا أريد به تليين البطن، أو تهييج القيء، إذا سُقِي الإنسان دواء قتالاً، فإنه يُسْقى منه بالزيت للقيء. والمطبوخ منه، فإنه يسْقَى لتحليل القوّة، وضعف البدن والسعال والورم الحارّ العارض في الرئة. وقال عن بعض العلماء: وصنعته: يؤخذ من العسل جزء، ومن ماء المطر المعتَّق جزءان، فيخلط به، ويوضع في الشمس. ومن الناس من يأخذ ماء العيون، فيخلطونه بالعسل، ويطبخونه حتى يذهب الثلثان، ويرفعونه. وأظنه ماء العسل الذي تقدم ذكره.(2/94)
* ماعِز: «ع» لحوم الماعز قد تقدم الكلام عليها في لحم. وقال: هي أوفق لأصحاب الأبدان الملتهبة، والقليلة الرياضة، ولمن تهيج به الجراحات والحميات والأمراض الحارّة والبثور والدماميل، ولمن يحتاج إلى كثير قوّة وكَدّ، فيُصْلَح باختيار السمين منها، ويصنع بالبصل والزيت والحِمَّص واللِّفْت والجَزَر. وبالجملة، فالإسفيذباجات منها جيدة، ويؤكل بعدها التمر واللوز والفانيد والنارَجيل، ويشرب عليها من الشراب الأحمر الذي له أدنى غلظ وحلاوة، وليس بالعتيق جدًّا، ويؤكل عليها الحَلْواء، ويجتنب الفواكه المرة والحامضة، فإن بهذا التدبير يمكن أن يسلم من اضطر إلى إدمان أكل الماعز. ولحوم الجِداء أرطب، وهي مختارة موافقة لأهل الترفه والدعة، لأنه قليل الفضول، معتدل في الحرّ والبرد، والرطوبة واليبس، فهو أوفق لهؤلاء من لحوم الحُمْلان، ولا سيما في الصيف والأزمنة والبُلدان الحارّة. وشحم العنز أشدّ قبضًا من غيره من الشحوم، يُتعالج به من قرحة الأمعاء مع السويق والنخالة، وإذا شُرب في حَسْو رقيق مصنوع من نَشا أو أرز مطحون، نفع من السَّحْج والإسهال المتولد عن أخلاط لذَّاعة، ومن إفراط الدواء المسهل. وبعر الماعز قوّته قوة حارّة محللة، نافعة من الأورام الجاسية، وينفع من أورام الطحال الجاسية، والأورم الصلبة، وأورام الركبة المتقادمة، إذا خَلطوا بها دقيق الشعير، وعجنوها بالخلّ والماء، ووضع عليها. ولا ينبغي أن يُستعمل في علاج من كان رَطْب البدن رَخْصَه، بل في علاج الأكَرَة والعلوج، وإذا أحرقت هذه الزُّبول صارت ألطف وأشد جلاء مما كانت أولاً، فتنفع من داء الثعلب والجَرَب والوَضَح، والقروح الرديئة، وأشباهها، وكثيرًا ما يخلط بالضِّمادات المحللة لورم أصول الأذنين المتقادمة، وبعر المعز سيما الجبلية، إذا شرب بشراب نفع من اليَرَقان، وإذا شرب ببعض الأشربة أدرّ الطمْث، وأخرج الجنين، وإذا دُقّ اليابس منه دقًا ناعمًا، وخُلط(2/95)
بكُنْدُر، واحتملته المرأة في صُوفة، قطع سيلان الدم المزمن من البدن. وبعر الماعز يوضع مسحوقًا بالشراب على لذع الهوام كلها، وعض السباع، فينفع، وإذا سُحِق بالعسل وطُلِي به البدن نفع من وجع المفاصل، ومن النقرس. وإن طُبخ بشراب صُلْب حتى يصير مثل العسل، ووضع على الدُّبَيلة أيامًا حلَّلها، وإن طبخ ببول صبيّ، وألصق على البطن، نفع القُولَنج العارض من البلغم اللزِج والرياح، وأسهل الماء الأصفر. وأظلاف المعّْز إذا أحْرقت وخلطت بخلّ وتُلُطخ بها، أبرأت داء الثعلب. وإن أحرقت أظلاف المعْز، وسحق رمادها، وخلط بمثله ملحًا، واسْتُنّ به، نفع من قَلَح الأسنان وصفرتها وخضرتها. وإذا بُخِّرت المنازل بأظلاف المعْز هربت الحيات منها، وظِلْف التيس إذا أحرق وعجن بعَسَل وشرب، نفع من البول في الفراش. ومرارة المِعْزَى الوحشية إذا اكتحل بها أبرأت الغِشاء خاصة. وقد يَفعل ذلك مَرارةُ التيس، ومرارة التيوس الجبلية ترياق السموم، وكبد الماعز إذا شويت وأُخذ الماء الذي يقطر منها، وكحل به صاحب الغِشاء، ويؤمر أن يفتح عينيه، وأن يُكبّ على بخار هذه الكبد المشوية الذي يرتفع منها، حتى ىدخل في عينيه، نفعه. ويزعمون أنها إذا أكلت مشوية لهذه العلة نفعت، وأنها تنفع من به صَرْع، وتكشِف أمره إذا أُكلَت. ويقولون إن كبد التيُّوس تفعل ذلك. وإن ذُرَّ على الكبد المشوية المذكورة في وقت الشيّ زنجبيل أو دار فلفل، وبولِغ في شيها، ثم جمع الزنجبيل مع ما خالطه من الرطوبة وسحق، واكتحل به، نفع من العَشَا. وكُلى الماعز إذا شُويت وذُرّ عليها سحيق كِبْريت أصفر، وحُكّ بما يسيل منها البهق الأبيض، أذهبه من حينه.
* مامِيران: «ع» هو الصِّنف الصغير من العروق الصُّفر. وقد ذكرت في حرف العين. وهي تبدل منه.
* مالِي: «ع» هو العسل باليونانية، وقد ذكر في حرف العين.
* مَثان: «ع» ثمرته هي الكَرْمدانه. وقد ذكرت في حرف الكاف. وهو يسهل البلغم الغليظ.(2/96)
* مُثَلَّث: «ج» هو ماء العنب إذا أغلي وأخرجت رغوته، حتى يبقى منه الثلث، ويذهب الثلثان، ويرفع. وتقرب منافعه من منافع الخمر. ويُولِّد دمًا صحيحًا، ويهضِم الغذاء. وإذا مُزِج بالماء كان صالحًا للمحرورين.
* مَحْلَب: «ع» هو شجر يابس أبيض النَّور. وثمره يقع في الطيب. والمَحْلَب ضروب: أبيض، وأسود، وأخضر. صغير الحبة، وكبيرها مثل الجُلُبانة. وهو يستعمل في المَسُوحات والنَّقاوات. وأجوده أبيضه وأنقاه وأذكاه رائحة. وأردؤه أسوده. ويستعمل منه قلوبه دون قشره. وهو حارّ لين، نافع لوجع الخاصرة، وإذا شرب نفع من الغشي. وهو أحد الأدوية النافضة للفضول من البدن، المسمِّنة له، المخرجة للدُّود وحبّ القرح، النافعة من النقرس. قال: وهو حارّ في الثانية، يابس في الأولى، مفتت للحصاة في الكُلَى والمثانة. وينزل الحيض، جلاء لطيف محلِّل، مسكِّن لأوجاع الظهر، نافع للغشي مشروبًا بماء العسل. وهو نافع للقولَنج، يفتح سُدَد الكُلَى، ويقوِّي الكبد، وينفع من الأوجاع الباطنة المُتَولدة من السُّدَد حيث كانت، والطحال، ويعين على نفث ما في الصدر والرئة من الرطوبة، ويقلع الكَلَف إذا دقّ وطُلي به. «ج» أجوده الأبيض اللُّؤلُؤِيّ الصافي الكيار الرزين. وهو حارّ في الدرجة الأولى، وليس بشديد اليبس. وقيل معتدل. وقيل إنه بارد وهو جَلاَء لطيف محلِّل، مسكن للأوجاع كما تقدم ذكره. وهو يضرّ بالدماغ الحارّ. ويُصلحه خَلْطه بدُهن الورد.
* مَحْروث: «ع» هو أصل الأنجُذان. وقد ذكر في حرف الألف، وقد يقال محروت بالتاء، المنقوطة من فوق نقطتين. «ج» محروث: هو أصل الأنجذان. وهو دون الحِلْتيت في القوّة والمنافع. وأجوده الأبيض الخفيف. وهو حارّ يابس. يعين على الهضْم، وينقي المعدة والأمعاء، ويحلِّل الرياح والنفخ. وقدر ما يؤخذ منه: إلى نصف مثقال. «ج» مثله.
* مَحْمودة: «ع» هي السَّقَمُونيا. وقد ذكرت في حرف السين.(2/97)
* مَخّ: «ع» هو مُخّ العظام، يحلل ويلين الصلابات والتحجر في العضل والوَتَرات والرِّباطات والأحشاء. وأجودها مُخّ عظام الإبل، وبعدها مخ عظام العجل، ومخّ عظام فحول البقر والتيوس أكثر تجفيفًا، وأشدّ حرافة، وأقلّ تحليلاً، والنخاع أصلب وأيبس. «ج» هو ألذّ من الدماغ وأنعم. وأوفقها مخّ العجل والإبِل، ثم البقر، ثم الضأن. ومخّ الأطراف أيبس. وهو حارّ رطب، مسخن ملين، كثير الغذاء إذا استمرئ. وهو جيد للصلابات. وإذا احتمل من المِخاخ المحمودة فَرْزجة نفع من صلابات الأرحام، ويلين الأعضاء الصلبة بأسرها. وهو ينفع من شقوق اليدين والرجلين.
* مِدَاد: «ج» أجوده أن يؤخذ من الصدأ عشرة دراهم، ومن الصمغ العربي سبعة دراهم، يسحق الجميع جيدًا، وينقع في أوقية من ماء السِّلق حتى ينحلّ، ثم يجعل الدخان وهو الصدأ في الهاوُن، ويقطر عليه ماء الصمغ قليلاً قليلاً، ويُربَّى جيدًا ويرفع. وهو حارّ مجفف. وأما المتخذ من دخان خشب الصنوبر، فيجعل مع الصمغ والمَقْل على حَرْق النار، ويترك حتى يسقط بنفسه. «ج» هو مما يجفف تجفيفًا شديدًا، وإن حلّ ودِيف بالماء، وطُلِي على حَرْق النار، ويترك عليه ولا يحرك، نفع من ساعته. وإن كان مع خلّ كان أنفع. وأجوده أخفه وزنًا وأحلكه. وكله حارّ مجفف. وبعضهم يجعله في المبرِّدات، يجعل على الأورام الحارّة فينفعها. «ف» يُعمل من سُخام. والهنديّ يستخرج من جوف سمك، ويجفف، وكله حارّ مجفف إلا هذا، فإنه بارد يابس، ينفع من الأورام الحارّة. ومع المَقْل من حرق النار. ويستعمل منه ثلاثة أيام.(2/98)
* مَزْرَنجُوش: «ع» ويقال مَرْزَنجُوش، ومَرْدَقُوش. وهو فارسيّ واسمه السَّمسق بالعربية، والعبقر أيضًا، وحَبَقُ القثاء أيضًا. وهو نبات كثير الأغصان، ينبسط على الأرض في نباته، وله ورق مستدير، عليه زَغَب. وهو طيب الرائحة جدًّا، مسخن. وقد يستعمل في الأكاليل. وقوّة هذا النبات قوّة لطيفة، تسخن وتجفف في الدرجة الثالثة، وطبيخه إذا شرب وافق الاستسقاء في ابتدائه، وعسر البول والمغص. وإذا أخذ من ورقه يابسًا ذهب بأثر الدم العارض تحت العين. وإذا احتمل أدرّ الطمث. وقد يتضمد بالخلّ للسعة العقرب. وقد يعجن بقيروطيّ ويوضع على التواء العصب، وعلى الأورام البلغمية. وقد يقع في أخلاط الأدهان المذهبة للإعياء، وفي المراهم الملينة. وهو نافع من الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة والصداع، المتولد منهما والشقيقة الحادثة من المرّة السوداء والبلغم، إذا أُغلي وصُبَّ ماؤه على الرأس، وشُمّ ورقه. والمزرنجوش محمود الفعل في علة اللَّقوة. وهو أكثر فعلاً فيها من النَّمَّام، ويفتح السُّدَد الكائنة في الرأس والمَنْخِرَين: شمًّا ونُطولاً. وهو ملائم للزَّكْمة. وإذا شُمّ على النبيذ أسرع السكر، لما فيه من الحرّ والتفتيح. وإذا خلط ماؤه بالأدوية التي تُحدّ البصر، والتي تجفف ابتداء الماء النازل في العين، قوّاها. «ج» أجوده البستانيّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، وقيل في الرابعة، وقيل في الثانية. وهو لطيف محلِّل مفتح، يطلى على أثر الحجامة فلا يبيض أثر المشارط، يحلل الدم الجامد تحت العين، وينفع من الصداع عن رطوبة رديئة. وطبيخه ينفع مِنَ الاستسقاء. وخمسة دراهم تنفع من الشَّرَى البلغميّ، ومن عُسْر البول والمغص، ويضمد به لسعة العقرب مع الخلّ. «ف» صِنْف من الرياحين معروف. أجوده الذكيّ الرائحة. وهو حارّ يابس في الثالثة، يفتح سُدَد الدِّماغ، وينفع مِنَ الاستسقاء نُطُولاً بمائه، ويقتل الدِّيدان وحبّ القَرَع إذا شُرِب منه مع(2/99)
الشراب. والشربة: ثلاثة دراهم.
* مُرّ: «ع» هو صمغ شجرة تكون ببلاد العرب، شبيهة بالشوكة المصرية، تشرّط، فتخرج منها هذه الصمغة، فتسيل على حُصْر وبوارِي قد بسطت لها، ومنها ما يجمد على ساق الشجرة. وهو أنواع كثيرة، أجودها ما كان حديثًا هَشًّا خفيفًا، لونه واحد، وما لونه إلى الخُضْرة لَذَّاع صافي اللون، وإذا كُسِر ظهر في المكْسِر أشياءُ بيض، مثل الأظفار، مُلْس مراطِيب الرائحة. وهو حار مسخن. وأما ما كان ثقيلاً لونه لون الزِّفت فلا خير فيه. وقوّته في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف. وإذا نثر على الشجّ الحادث في الرأس ألزقه. ويقتل الديدان والأجنَّة، ويخرجها، ويُخلَط في الأكحال التي تتخذ للقروح، والآثار الغليظة التي تحدث في العين، ويشرب للسعال القديم، وليس يحدث في قصبة الرئة خشونة، وهو من أدوية الفتق، ويخلط بالقوابض فيوصلها، ويلين فم الرحم المنضم ويفتحه، وإذا استعمل مع الأفْسَنتين أو التُّرمُس أو عُصارة السَّذَاب أدرّ الطمث، وأخرج الجنين بسرعة. وقد يشرب منه مقدار باقلاّة للسُّعال المزمن وعسر النفَس الذي يُحتاج فيه إلى الانتصاب، وينفع الجنب والصدر والإسهال، ولقرحة الأمعاء. وإذا شرب منه مقدار باقلاّة قبل أخذ النافض بساعتين سكنها. وإذا أمسك في الفم طيب النَّكْهة. وقد يخلط بشَب ويلطَخْ به الإبْط. وإذا تُمضمض به بخلّ شدّ الأسنان واللِّثة. وإذا خلط باللاذَن والخمر ودُهن الآس، أمسك الشعر المتساقط، وإذا أُخذ بريشة ولطخ به المَنْخِران قطع النَّزَلات المزمنة، وملأ القروح التي في العين، ويجلو بياضها وظلمتها وخشونة الجفن، وإذا سُحِق المُرُّ وعجن بزيت فِلَسْطِين، وطلى به الرجل إبهامَ رجله اليمنى، فإنه يجامع ما دام ذلك على إبهامه، ويجفف البلغم، وينقي الأعضاء الباطنة، ويفتح السُّدَد. وإذا شربت المرأة التي قد أشرف عليها الدم وزن نصف درهم في بيضة نَيْمَرِشْت، أمسك الدم. وإذا خلط(2/100)
بالشراب وعملت منه فَرْزَجة أسقط الجنين. وبدل المر: وزنه من صمغ اللوز المرّ، أو قصب الذَّرِيرة أو القُسْط المرّ وزهر الإذْخِر.
* مَرْيافِلون: «ع» ويسمى الحَزَنْبَل. وهو نَافع من السموم عند أطباء الشام، فيتعرف شجره.
* مَرَّار: «ع» بالتشديد: اسم لنبات شوكي، يُعرف بالديار المصرية بالمُرَّيْر. يفتح سُدَد الكبد، ويطفئ حدّة حرارة الدم، ويصفيه، وينفع من الحميات المتقادمة وذات الجنب والجرب والحِكة، إذا أكل بقله، أو شرب ماؤه. وينفع الرمد الحارّ إذا ضمد به، ولم يصفه بصفة اليعضيد المسمَّى المُرارَ باليمن، وهو الطَرَخْشقوق.(2/101)
* مَرْو: «ع» هو أنواع سبعة: منها المرماحوز، وهو أجودها، وأنفعها للجوف، وأكثرها دخولاً في الأدوية. وهو نبات يرتفع من الأرض شبرًا وزيادة، وساقه خشبيّ، وعروقه قريبة من مقدار فروعه. ويتفرّع ورقه على ذلك الساق بشيء يمتد منه إلى الورقة، وكلها في الصورة قريب من قريب، وريح ورقه طيب قليلاً، وطعمه مُرّ فيه أدنى بشاعة، تخالطه مرارته، ويبرز في طرفه بِزرًا أكبر من بِزر الكَتَّان. وفي ورقه أدنى تحديد، وخضرته نحو السِّلْق والآس، وجميع أصناف المَرْو يُنضج الأورام الصُّلبة والدماميل والخُراجات. وهو مصلح للمعدة الضعيفة والكبد، مزيل لضرر الرطوبات، وفساد المزاج، مذهب للرياح أكثر من كل شيء، ويزيد الضعف العارض من تسبب كثرة الأكل وكثرة شرب الماء البارد. وإذا أدمن المستسقِي اقتماح وزن درهمين في كل يوم من ورقها وبزرها، مع مثله سكرًا على الريق، جفف الماء، وأخرجه بالبول والعرق دائمًا. والمرماحوز: حارّ يابس في الثالثة، ينفع من الخَفَقان الكائن من المِرّة السوداء، والسُّدد التي في الرأس، نافع من أوجاع الرحم والنساء الحوامل، إذا شرب بالشراب، لا سيما إذا كانت العلة من برد. والمرو على كثرة أنواعه واختلافه ينفع المرطوبين، ومن به بلغم، مفتِّح للسُّدَد الباردة حيث كانت، ويقطر ماؤها مع اللبن للأذن الوجِعة. وشم المرماحوز والإكباب على نَطوله والبخار، نافع من الصداع البارد، ويقوّي المعدة، ويفتِّح سُدَد الأحشاء، وينشف رطوبة المعدة، ويقوّي الأمعاء. «ج» هو أنواع. فمنه نوع طيب الريح، وهو المرماحوز. وذكر منافعه قد تقدم. «ف» المرماحوز: حشيشة. وزهرها أغبر، يميل إلى الخضرة، أجوده الحديث الطيب الرائحة. وهو حارّ في الثالثة، يابس في الثانية، يقوّي المعدة، ويفتِّح سُدَد الأحشاء. والشربة منه: درهمان.
* مَرْماحُوز: «ع» قد تقدم ذكره مع المرو.(2/102)
* مُرَّيّ: منه ما يعمل من السمك المالح، ومن اللحوم المالحة، إذا صُبّ على القروح الخبيثة منعها من السعي في البدن، ويبرئ عضة الكلْب الكلِب، ويُحتُقَن به لقرحة الأمعاء، لكونها حارّة، ولعرق النَّسا، ولتحريك الأعضاء على دفع الفضول. وقوّته قوّة حارّة يابسة، فتستعمل في مداواة القروح العتيقة، وهو يعمل عمل الملح، إلا أنه أقوى منه وألطف، ويسهل البطن، ويقطع اللُّزوجات، ويلطف الأغذية الغليظة، ويعطِّش، ويسخن المعدة والكبد ويجففها. والمُرِّيّ النَّبَطيّ هو أقوى أصناف المريّ. وإذا تجرع منه قليل على الريق قتل الدود والحيات، ويكتحل به صاحب الجُدَرِيّ، فيمنع أن يخرج في العين. وإذا خرج منه فيها شيء أذابه. وهو يسخن البدن ويجففه، ويعطش، وليس بموافق لمن به في صدره خشونة، ولمن به حِكة أو بواسير، فَلْيَتَلاَحَق هؤلاء ضرره بالأشياء الحلوة. وهو يقطِّع ويلطف، ويمنع من اجتماع البلغم الغليظ في المعدة، وبتفتيقه الشهوة قد يتولد منه التُّخَم، للاستكثار من الطعام، وبتلطيفه وتقطيعه يعين على جودة الهضم، فيكون سبب خِصب البدن، كالحال عند أكل الهَرِيسة بالمُرِّيّ والفلفل، فإن البدن يَخَصَب في ذلك الوقت، لا من أكل المُرِّيّ والفلفل، لكن من تجويدهما لهضم الطعام وتفتيق الشهوة. وإذا تغرغر به جذب بلغمًا كثيرًا من الدماغ والحنك، ونقَّى أورام النغانغ إذا انفجرت. وقال الجاحظ في رسالته في المُرِّيّ: هو جوهر الطعام، ورُوح البارد المستَطْرَف، والحارّ المستضعَف، يصلح بالليل والنهار، ويطيب البارد والحارّ، ويدبغ المعدة، ويشهِّي الطعام، ويغسل أوضار الجوف الفاسدة، وينشّف البلغم، ويذهب بخُلُوف الفم. «ج» الذي من الشعير حارّ يابس إلى الثالثة. وقيل إنه حارّ في الأولى. يابس في الثانية. يجلو الأخلاط الغليظة، وينشِّف وينقِّي البلغم، ويطيب النَّكهة، وينفَع من القروح العفنة، ومن وجع الورِك والنَّسا، ولرطوبة المعدة، ويقع في حفنة(2/103)
القُولَنج، وينفع من نهشة الكلب الكلِب. وصنعته: مذكورة في المنهاج. «ف» يتخذ من الخبز المكَرَّج والفودنج والملح. أجوده العتيق الأسود الطيب الطعم. وهو حارّ يابس في الثالثة، يجلو الرطوبات من الأحشاء، وينفع من الفالج. وقال فيه كما يقول القوم فيه.
* مَرْداسَنْج: «ع» هو المَرْتَك، وهو يعمل من الرَّصاص، ومنه ما يعمل من الفضة، ومنه ما لونه أحمر وهو صقيل، ويقال له الذهبيّ، وهو أجود أصنافه، وهو دواء يجفف كما يجفف جميع الأدوية المعدنية والحجرية والأرضية، إلا أن تجفيفه قليل جدًّا، وقوّته قابضة ملينة مسكنة مبردة مُغَرِّية تملأ القروح لحمًا، ويذهب اللحم الزائد في القروح ويَدْمُلها، وهو ينفع من حرق النار منفعة بليغة، وإذا نثر على القرحة التي بين أصابع القدمين، من قلة غسلهما، ومن انضمامها على الوسخ المجتمع بينهما، أزالها. وإذا خلط بسائر أدوية الجرب والحِكة نفع منها. وإذا طلي الرأس بالمَرْتك مع خلّ وزيت نفع من القمل. وإن سحق في أربعة أمثاله زيتًا، حتى يصير في مقام الزفت الرطب وهو حارّ، في الشُّقاق المزمن الواغل في اللحم، نفع منه. «ج» أجوده الصافي البراق، الضارب إلى الحمرة، اللين المَكْسِر. ويتخذ من الآنُك، وقد يتخذ من غيره. والمَرْداسَنج إلى البرد، والمغسول منه بارد لا محالة، قابض مجفف، وفيه جِلاء مع قبض وتغرية، وهو مادة المرهم، ويكسر إفراط التحليل والتأكيل، ويطيب رائحة البدن والإبْط، ويمنع سَحْج الفخذين، ويجلو الكلف والآثار السود والدم الميت وآثار الجُدَريّ، ويمنع العرق، وينبت لحم القروح بالعَرَض، والمغسول منه يجلو العين، وإذا طلي به تحت الإبط رد الفضلات إلى القلب، فلذلك ينبغي أن يخلط بدهن ورد.(2/104)
* مَرْقَشِيثا: «ع» من المَرْقشيثا ذَهبية، ومنها فضية، ومنها نحاسية. وكل صنف منها يشبه الجوهر الذي يُنْسَب إليه في لونه، وكلها يخالطها كِبريت. وهي تقدح النار مع الحديد النقيّ. وهو صنف من الحجارة يستخرج منه النحاس. وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهًا بلون النحاس، وكان خروج شرر النار منه هينًا. وينبغي أن يحرق ويغسل كما يغسل القَلِيميا. وقوّته محرقًا كان أو غير محرق مسخنة محللة، تجلو غشاوة البصر، منضجة للأورام الجاسية، إذا خلط بالراتينج. وقد يُقْلع اللحم الزائد في القروح، مع شيء من تسخين وقبض. وقال: هو حارّ يابس، يقوّي العين، مع جلاء يسير. وقال: إنه إن عُلِّق على الصبيّ لم يفزع، وإن سحق بالخلّ وطلي به على البرص أبرأه. ويحلِّل المِدّة الكائنة في العين، ويقوّي البصر. وبالخلّ ويطلى على النمش فينفعه. وفيه تنشيف للقيح والرطوبة الشبيهة بعبيط الدم، الحادثة بين العضَل. ويتلوه في القوّة حَجَر الرَّحى. «ز» وبدله: الحجر الذي يقدح منه النار. «ج» هو أصناف على ما تقدم. والفُرْس يسمونه حجر الرُّوشناي، أي حجر النور، لمنفعته البصر. وهو حارّ في الثانية، يابس في الثالثة، فيه قبض وإسخان وإنضاج وتحليل الأورام، وما لم يُنْعَم دقه لم تظهر منفعته. وهو يجلو العين ويقوّيها محرقًا، ويحفظ صحتها، وهو قاطع للدم. وقد تقدم ذكر منافعه. «ف» يسمى حجر النور. ذهبيّ وفِضيّ ونُحاسيّ وحديديّ. أجوده النقيّ الصافي الذهبيّ. وهو حارّ يابس في الثالثة، يجلو العين، ويحلل المادة من أجزاء العَضَل. وهو ينفع من الكلف والبرَص والبهَق والجرَب، إذا أذيب بالخلّ وطلي به في الحمام. وينفع من الصَّرْع إذا شرب مع العسل، ويجلو العين ويقوّيها، محرقًا كان أو غير محرق.(2/105)
* مَرَارة: «ع» كل مرارة هكذا تخزن. إن أريد خزنها: خذ مرارة طرية، فاربط فمها، وصيِّرها في ماء حارّ مُغْلى، ودعها فيه بقدر ما يعد الإنسان ثلاث عَدَّات، وأخرجها من الماء، وجففها في موضع غير نديّ وأما المرارات التي تريد استعمالها في أدوية العين، فاربط أفواهها بخيط كَتان، وصيِّرها في إناء من زجاج قد صيَّرت فيه عسلاً، واربط طرف الخيط بفم الإناء، وغطه واخزُنه. والمرارات كلها حِرِّىفة مسخنة، يخالط بعضُها بعضًا في شدّة القوّة وضعفها. والمرارات كلها نافعة من الخَشَم، مفتَّحة سُدَد المصفاة. وكلها تنفع من ابتداء الماء النازل والانتشار، ولكن لا ينبغي أن تستعمل إلا بعد تنقية البدن والرأس. وأنفع المرارات للعين: أما من مرارات ذوي الأربع، فمرارة الظبي. وأمَّا من الطير فمرارة القَبَج. وأما من السمك فمرارة الشَّبُّوط. ومرارة السمك أقلّ حرارة من المرارات. «ج» أسلم مرارات الطير مرارة الدِّيك والدَّجاج والقَبَج. وأما مرارات الجوارح فهي قوية جدًّا لَذَّاعة، وخصوصًا الكبار منها. والمختار من المرارات ما كان لونها أصفر طبيعيًا، فأما الزِّنجاريّ واللازَوَرديّ فرديء. وهي حارّة يابسة في الرابعة حادّة جلاّءة. ومن أراد استعمالها فليَفْحَص عنها فحصًا بليغًا، ولا يستعمل إلا ما كان لونه طبيعيًا صحيحًا. وإذا خلطت المرارات مع نَطْرون وقَيمُوليا، نفعت من الجرب المتقرح. وهي تنفع من ظلمة البصر، وخصوصًا مرارة الجوارح. خصوصًا اليابس منها، وتنفع من ابتداء الماء والانتشار، بعد تنقية البدن والرأس. والمَرَارات كلها تطلق البطن.(2/106)
* مَرارة النمِر والأفْعى والأرنَب: «ج» حادّة قتالة مهلكة، يعرض لمن سُقِي منها مرارة شديدة في الفم، وصُفرة في العين، وقيء مَرار أخضر، ويسرع هلاكه. فإن بقي أكثر من أربع ساعات، فقد يرجى برؤه. وأما مرارة الأفعى فلا يكاد يُخْلَص منها. ويداوَى باللبن الحليب، ومعجون الطيب المختوم، وترياق الفاروق، ورُبّ السفرجل، والتفاح، وماء بزر البقلة، وماء الشعير. فإن تواتر الغَثْى عليه يسقى ماء لحم الفراريج والشرب مع شيء من المِسْك أو دواء المِسْك.
* مُرْقِد: «ع» يقال على الأفيون. وعلى جوز ماثِل. وقد ذكر كل واحد منهما في بابه.
* مَرْجان: «ع» قد تقدم القول عليه في رسم بُسَّذ، في حرف الباء.
* مَرُوْرِيّة: «ع» هي اليعضيد. وهو صنف من الهِندَبا البريّ، شديد المرارة. وقال: هو صنف من الخسّ له مرارة، ويسيل منه لبن. وسيذكر اليعضيد.
* مِزْر: «ع» وهو شراب يتخذ من الشعير، كما يتخذ الفُقَّاع. وهو يُولِّد خِلْطًا رديئًا. وأما ما يتخذ من الحنطة والشعير والجاوَرْس المُنْبتة، من الشراب المسكر المسمى بمصر المِزْر، فإنها أنبذة تسكر سكرًا شديدًا، غير أنها تبعُدْ عن قوّة الشراب ومنافعه بعدًا شديدًا، بل قد تحدث شيئًا من الفرح والنشاط والطرب وتطييب النفس. وإذا أكثر منها أثارت الغَشَيان والقيء وكثرة الرياح والأورام. وقد يُسْتخرج بها على طريق العلاج بالقيء، الأخلاط الرديئة البلغمية، الراكدة في المعدة، ولكنه لا يُطمع منها في حل نفخه أو بذرقته بغذاء بعد كمال نضجه، بل قد يحل الطبيعة ويدرّ البول ويسهله، وينفع من ذلك بعض النفع.(2/107)
* مِزْمار الراعي: «ع» ويقال: زَمَّارة الراعي. وهو نبات له ورق شبيه بورق لِسان الحَمَل، إلا أنه أدقّ منه، وهي منحنية إلى الأرض، وساق طويلة ساذَجة، طولها أكثر من ذراع، وعلى طرفها رأس شبيه بطرف العمود. وله زهر أبيض إلى الصفرة ما هو، وأصول دِقاق طيبة الرائحة حدًّا حِرِّيفة، فيها رطوبة يسيرة تدبق باليد. وينبت هذا في أماكن مائية. وهو يفتت الحصى المتولدة في الكليتين إذا طبخ وشرب ماؤه، وفيه قوّة تجلو، وإذا شُرِب من أصله مقدار دَرْخَمَى واحدة، وافق سَمّ الأرنب البَحْرِيّ، وسَمّ الضِّفدَع، وضرر الأفيون. وإذا شرب عقل البطن، وأدرّ الطمث. وإذا ضُمدت به الأورام البلغمية سكنها. وينفع من الأورام الرَّخوة الثقيلة في الأحشاء. «ج» يجلو ويحلِّل الأورام الحارّة. وأصله ينفع من قروح الأمعاء. وهو يفتت حصى الكُلَى.(2/108)
* مِسْك: «ع» الأرض التي بها ظباء المسك من التُّبَّت والصين: أرض واحدة متصلة، وإنما بان فضل المسك التُّبَّتِيّ لأن ظباءه ترعى السُّنْبل، وظباء الصينيّ ترعى الحشيش. والجهة الأخرى: أن أهل التبت لا يُخرجون المِسك من نوافجه، وأهل الصين يخرجونه، ويلحقه الغشّ بالدم وغيره. وإن سَلِم من الغشّ وأُودع برانيّ الزجاج، وأحكم عِفاصها ووكاؤها، ورَدَ إلى الأمصار كالتُّبتيّ. وأجود المسك وأطيبه ما خرج من الظباء بعد بلوغه النهاية في النضج. وذلك أنه لا فرق بين غزلاننا هذه وبين غزلان المسك في الصُّورة والشكل واللون، إلا بأن غزلان المسك لها نابان مُعَقَّفَان أبيضان. خارجان من الفَكَّين، قائمان منتصبان، نحو الشبر أو أقلّ أو أكثر، فينصب لها الحبائل، فيصطادونها، وربما رموها بالسهام، فيصرعونها، ويقطعون عنها نوافِجها، والدم في سُرَرِها خامٌ لم ينضَج، وطريّ لم يدرك، يفكون لرائحته سُهُوكة، فيبقى زمانًا حتى تزول عنه تلك الروائح السَّهكة الكريهة، ويستحيل بموادّ الهواء، فيصير مِسكًا. وسبيل ذلك سبيل الثمار إذا نبتت على هذه الأشجار، وقُطعت قبل استحكام نُضجها في شجرها، واستحكام موادّها فيها. فخير المسك ما نضِج في وعائه، وأدركَ في سُرَّته، واستحكم في حيوانه وتمام موادّه. وذلك أن الطبيعة تدفع موادّ الدم إلى سُرّته، فإذا استحكم كون الدم ونضج، آذاه ذلك، فحكه ببعض الأحجار أو الصخور الحارّة من حرّ الشمس، متلذذًا بها، فتنفجر حينئذٍ، وتسيل على تلك الأحجار، كانفجار الخُرَاج والدُّمَّل، إذا نضِج ما فيه ويجد لخروجه لذة، فإذا فرغ ما في نافجته اندمل حينئذٍ، ثم اندفعت إليه مواد أخرى من الدم، تجتمع ثانية، فيجمعها أهل التبت من تلك الحجارة والجبال، ويجدون الدم قد جفّ على تلك الحجارة والصخور، فيأخذونه فيودعونه نوافجَ قد أخذوها من غِزلان اصطادوها، معدّة معهم لذلك، فذلك أعلى المسك، وهو الذي يستعمله ملوكهم، ويتهادونه بينهم،(2/109)
ويحمله التجار من بلادهم. والتبَّت ذو مدن كثيرة، فيضاف مسك كل ناحية إليها.
والمسك حارّ في الثانية، يابس في الثالثة، مطيب للعرق، مقوّ للقلب، مشجع لأصحاب المِرَّة السوداء، مزيل للجُبْن العارض لهم. وإذا خلط مع أدوية تصلح لهذا الشأن قوّاها. وهو مسخن للأعضاء، مقوّ لها. وأطباء الأهواز وفارس يذكرون أن فيه رطوبة يعين بسببها على الباءة. وأنه إذا أخذ جزء يسير، فديف مع دهن خِيريّ، وطلي به رأس الإحليل، أعان على كثرة الجماع، وسرعة الإنزال. ومن كتاب الإجماع أنه يُبْخِر الفم إذا أدخل في الطبيخ. وهو ينفع من العلل الباردة في الرأس، جيد للغَثْي وسقوط القوّة. وهو لطيف يقوِّي الأعضاء لطيب رائحته، وينفع إذا استُعِطَ به مع شيء من الزعفران مَدُوفين، من كلّ واحد نصف عَدَسة، من الصُّداع الذي يكون من البرد، ويقوّي الدماغ، ويستعمل في الأدوية المقوّية للعين، ويجلو البياض الرقيق، وينشِّف رطوبتها، وينفع المشايخ المرطوبين، ويصدّع الشباب والمحرورين، وينفع من جميع العلل الباردة في الرأس، ويفتِّح السُّدَد، وينفع من الرياح التي تعرض في العين وفي سائر الجسم، ويزيل صفرة الوجه، ويبطل عموم السُّموم. وهو جيد للخفقان، ويصلح الفكر، ويذهب بحديث النفس. وهو أجلّ ترياق للبِيض والنهوش من جهة رعيه البَهْمَن وقرونَ السُّنْبل. وهو مفرح، ينفع من التوحُّش، ويعدَّل حَرُّه بالكافور، ويبسه بالأدهان الرَّطبة، مثل البَنَفْسَجِ ودهن الورد، ويقوّي الحواسّ والحرارة الغريزية، وينفع الخدر والفالج، طِلاء على فَقار الظهر بالأدهان المسخنة. وبدله: جُندَبادَسْتر في أوجاع العصب. وينوب عنه في جميع أفعاله إلا في الطب خاصة. وقال غيره: بدله العَنْبر. «ج» هو سُرَّة دابَّة كالظبي، لها نابان أبيضان مُعَقَّفان إلى الجانب الإنسيّ كقرنين. وأجوده لسبب معدنه التُّبَّنِيّ. ومن جهة رَعي حيوانه البهْمَن وسنبل الطيب والمرّ، ومن جهة لونه الأصفر، ومن جهة(2/110)
ريحه التفاحيّ. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، وقيل في الثالثة. وهو لطيف يقوِّي الدماغ المعتدل والعين، وينشِّف رطوباتها، ويجلو البياض، ويوصل الأدوية إلى داخل طبقات العين، ويقوّي القلب، ويفرِّح، ويذكي، وينفع من الخفَقان. وهو ترياق السموم، وخصوصًا البِيش، وقدر ما يؤخذ منه: قيراط. ومن خواصه: أنه يُبْخِر الفم إذا وقع في الطبيخ. «ف» مثله. ويقوي القلب، وينفع المعِدة والدماغ البارد.
* مِسَنّ: «ع» الماء إذا سُنّ عليه الحديد، وأخذ ما ينحلّ عنه، ولطخ على داء الثعلب، أنبت الشعر. وإذا لطخ على ثدي الأبكار منعها أن تعظم. وإذا شرب بالخل حلَّل ورم الطحال، ونفع من الصَّرْع؛ ويمنع خُصَى الصِّبيان من أن تعظم. وأما مسنّ الزيت الأخضر فإنه إذا كُسر ثم شوي بالجمر وسحق بالخل والنَّطْرون، نفع من الحِكة والقوابي والخنازير والسرطان والأُكلة. وإذا سُحِق هذا الحجر واكتُحِل به نفع من البياض في العين. وحُكاكته تُحدّ البصر، وتقوّي العين؛ ولذلك يجب أن تُحكّ الشِّيافات عند عملها عليه. وإذا نثر على حروق النار جَفَّفها. «ج» هو حجر بارد يابس، فيه جِلاء يقطع بياض العين ويقوّيها.
* مَسْحَقُونيا: «ع» هو ماء الزُّجاج. وقيل ماء الجِرار الخضْر حين تعمَل. وهو خِلْط يقوم من المِلح والآجُرّ، يعرفه أهل صنعة تخليص الذهب. وهو حادّ جَلاّء، يقلع البياض من العين، ويجفف الرطوبة، وينفع من الحِكة والجرب إذا طلي به الجسم في الحمام. «ج» قيل هو زَبَد القَوَارير.. وهو حارّ حادّ يجلو آثار القَرْنِيَّة. «ز» بدله: الشَّجَرة التي يسجَر بها الذهب.(2/111)
* مُسْتَعْجِلَة: «ع» هو نبات مشهور بالديار المصرية جدًّا، ينبت بظاهر الإسكندرية، ومنها يحمل إلى سائر بلاد الشام. ورقه يشبه ورق الطَّرَخْشقُوق، حَرْشَفِيّ الطعم يستعمل النساء عروقه للسِّمنة، فيحمدونه كثيرًا، يؤخذ مع الأحساء واللبن، فيسَمِّن ويحسِّن اللون جدًّا. وأطباء الشام يستعملونه مكان البُوزَيدان. «ج» البُوزيدان. وقد ذكر في باب الباء.
* مِشْمِش: «ع» هي ثمرة رَطْبة باردة في الدرجة الثالثة، تجانس الخَوْخ إلا أنه أفضل من الخَوْخ. وهو يسهل الصفراء، ويولد خِلطًا غليظًا، يذهَب بالبَخَر من حَرّ المعدة، ويبردها تبريدًا شديدًا، ويلطفها ويضعفها ويورث الجُشاء الحامض، ويقمع الصفراء والدم. وينبغي أن يجتنبه من يعتريه الرياح، ومن يسرع إليه الجُشاء الحامض. ويؤخذ عليه الشراب الصِّرف والجَوارشن الكمُّونيّ والنانْخُواة. وأما أصحاب المعدة الحارّة والعطش فينتفعون به. وإدمانه يولد مائية في الدم، يعفِّن ويهيج الحميات، فيؤخذ بعد إدمانه طبيخ الإهليلج، ثم بزر الرازيانَج والسكر قبل أن يمضي شهر من إدمانه. «ج» هو بارد رطب في الدرجة الثانية. ونقيع المقدّد منه يسكن العطش، وينفع من الحميات الحارّة، ويبرّد. وخِلْط الرَّطب منه سريع العفونة. ويولد الحميات الحارّة، ويبرّد المعدة جدًّا، وإذا كان في المعدة طعام فسد ولم ينحدر، فلذلك ينبغي أن يؤخذ والمعدة نقية، قبل أخذ الطعام، ويتبع بسَكَنجَبين، وقيل بنصف درهم مَصْطَكى، ومثله أنِيسون، بشراب أو مَيْبَة مطيبة. «ف» مثله. ونقيعه يبرد المعدة، ويسهِّل الطبع، ويسكن العطش، ولا ينبغي أكله بعد الطعام. وينبغي لمن أكل الطريّ منه أن يتبعه بالسِّكنجبين العَسَليّ، أو بالمَيبة والمَصْطَكى والعسل للمبرودين، فإنه يدفع ضرره.(2/112)
* مُشَكْطَرامُشيغ: «ع» هو الفُوذَنج البِيشي. وقد ذكر الفُوذَنج بأنواعه. ومنه نوع يُؤَدِّي رائحة الفوذنج المعروف بحَبَق التِّمساح. وهو يفترش على الأرض في مَنبته، وله زهر صغير أحمر قانئ، وينبت في العمارات والحُروث، وفي الجبل أيضًا. «ج» مشكطرامشيغ: قضبان يشبه الشاهِسْفَرَم اليابس، ولا يوجد منه في أول الأمر كثير طعم ولا رائحة، ثم يُعْقِب مرارة وحِدّة، وإذا رعته الغنم يدرّ عوض لبنها دمًا، وأجوده المائل إلى الصُّفرة. وهو حارّ يابس إلى الدرجة الثالثة. وقيل إن يبسه في الرابعة، وهو يخرج الرطوبات اللزجة من الصدر والرئة. وشرابه بالغ في النفع من الغَشْي والكَرْب. وهو يُدِرْ الطمث والبول ودم النِّفاس، ويفتت حصى الكُلَى. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال. وهو يُبَوِّل الدم بفَرْط إدراره، ويخرج الأجنة شُرْبًا وتبخيرًا. «ف» مثله.(2/113)
* مَصْطَكى: «ع» هو عِلْك الروم. وشجرة المصطكى مركبة من جوهر مائي قليل حار، ومن جوهر أرضيّ بارد، فهي معتدلة في الحرّ والبرد والقبض في جميع أجزائها، فهي تُشْرب لقروح الأمعاء، واستطلاق البطن، ولانفجار دم النساء من أرحامهن، ولبروز الرحم والمقعدة، وليس هي تبعد في هذه الأحوال عن عصارة لحية التيس. ويمكن أن تستعمل في ذلك بدل الأقاقِيا والهِيُوفاقِسْطيداس وصمغها هو المصطكى. وأجوده ما كان يَبرُق، وكان أحمر مشرفًا، وما كان أبيض بياضه مثل بياض الموم، ثقيل الحصى مفرط اليبس، هيِّن الانفراك طيب الرائحة. وأما الأصفر فهو دون. وقد يغشّ بالكُندُر وصمغ الصنوبر. والأبيض منه يسمى عِلْك الروم. وهو مُرَكَّب من قوى متضادة، يقبض ويسخِّن، وقوّة تلين، فهو بهذا السبب نافع للأورام في المعدة والمَقعدة والأمعاء والكَبِد، ويسخن ويجفف في الدرجة الثانية. وأما المَصْطَكى الأسود المعروف بالنبَطيّ فتجفيفه أشدّ من تجفيف المَصْطكى الأبيض، وقوّة القبض فيه أقلّ منها في ذلك، فهو أنفع لمن كان يحتاج إلى التجفيف القويّ، ولذلك صار نافعًا للأورام الصُّلْبة التي تحدث في ظاهر البدن جدًّا. وأما دُهْن المَصطكى فيتخذ من الأبيض، ولا يتخذ من الأسود. وقوّته شبيهة بقوّة المَصْطكى، ينفع من نفْث الدم والسعال المزمن إذا شرب. وهو جيد للمعدة، محرك للجُشاء، وإذا مُضِغ طَيَّب النَّكْهة، وشدّ اللِّثة. وهو يسخِّن المعدة والكبد، وله فعل في الرأس وجذب البلغم إذا مضغ. ومن أجل ذلك جعل في الصبر، ليصلح ويجذب معه بلغمًا. وهو يطيب المعدة، ويفتُق شهوتها، ويحسن البَشَرة إذا طُلِيت به، ويسكن وجَع اللِّثة، ويسكن حديث النفس. وهو مقوّ للمعدة، محلِّل لرطوبتها ورياحها، مسكن لها بالجُشاء، مسكِّن للأمغاص العارضة من الرطوبة. وإذا شرب المصطكى بماء بارد أحدر البِلَّة والرطوبة من المعدة، وإن شرب بماء حارّ لم يحذر ذلك. وهو يسرع بانجبار الكسْر، ويسكن وجع(2/114)
العظام، وينفع من الوَثْى والرضَ والفسْخ. وإذا أديف بزيت ولطخ به شُقاق الشفتين أبرأها. وإذا خلط بالضِّمادات نفع من أوجاع الأمعاء. وإذا شُرِب المَصْطكى مسحوقًا أو أخذ لعقًا أو مزج بغيره سكن المعدة، وفتح سُدَدها، وينفع من وجعها إن كان عن خِلْط أو برد مفْرِط. ولذلك يسخن الكَبِد، وينفع من عِللها الباردة. وإذا خلط بالأدوية العاقلة للجوف، أو القاطعة للدم، أعانها. وإذا كان في المعدة رطوبة كثيرة، وأخذ بماء بارد ممروس فيه الورد المربَّى عصرها ولين الطبيعة. فإذا تمودي عليه عَقَل، ويسهل نَفْث الفُضول من الصدر والرئة. «ج» هو صَمْغ. منه رُوميّ أبيض، ومنه نَبَطيّ أسود. والمصطكى ألطف وأنفع من الكُنْدُر. وقيل إنه رطب قابض محلل، يجذب البلغم من الرأس وينقيه، ويلصِق به الهُدْب المنقلب. وينفع من السُّعال البلغميّ، ومن نفث الدم، ويقوّي المعدة والكبد، ويفتُق الشهوة، ويحرّك الجُشاء، ويذيب البلغم، وينفع من أورام الكبد ونزف الدم ونتوء الرحم والسُّفْل. وقدر ما يستعمل منه: درهم. «ف» مثله «ز» بدله إذخِر. وقال آخر: بدله من صَمْغ الصنوبر، وثلثا وزنه أفْسَنْتين. وقال عن دِيسقُوريدُس: إن صمغ شجرة المصطكى وصمغ الصنوبر وصمغ الأرز وصمغ السَّرْو كلّ واحد من هذه يستعمل مكان الآخر إذا عدم.
* مَصْل: «ع» المصل يبرد ويطفئ المِرة، إلا أنه ينفخ. وهو بارد يابس في الثالثة، رديء الكيموس، ضارّ بالمعدة وأصحاب السوداء. فإذا طبخ باللحم القليل صَلَح قليلاً.
* مَطْبوخ: «ع» هو عقيد العنب.(2/115)
* مُغاث: «ع» حارّ في الثانية، رطب في الثالثة، مقوّ للأعضاء. وهو مسمِّن نافع إذا ضمد به من الوَثْى والكسر ووهن العضَل. وينفع من النِّقرِس والتشنُّج. وهو جيد لصلابة المفاصل، ملين لصلابات الحَلْق والرئة. وقيل إنه يوافق الباءة، وخصوصًا بزره، ويلين التشبك وصلابة الرحم. «ج» قيل إنه عروق الرمان البَرِّيّ، وذلك لا يوافق ما يقال من أنه يوافق الباءة ويحركها بقوّة. وأجوده الهشّ الأبيض الضارب إلى الصفرة. وهو حارّ رطب في الدرجة الثانية، وقيل إنه يابس. وهو مقوّ للأعضاء مسمن، ينفع ضمادًا للوَثى والكسر والنَّقرس، ويحرك الباءة، وخصوصًا ماء بزره. وقدر ما يؤخذ منه: درهم. وقيل إنه يضرّ بالمثانة، ويصلحه العسل «ف» مثله.(2/116)
* مَغْرة: «ع» أجودها ما كان كثيفًا ثقيلاً، ولونه شبيه بلون الكُندُر وليست فيه حجارة، ولا مختلفة اللون، وإذا بُلِّت بالماء رَبَت، ولها قوّة قابضة مجففة مُغَرِّية، ولذلك تقع في أخلاط المراهم الملينة، وفي أخلاط الأقراص المجففة، التي تمسك البطن؛ وإذا تُحُسيت في بيضة أو احتقن بها عقلت البطن؛ وقد تسقَى لوجع الكبد. وأما المَغْرة التي يستعملها النجَّارون فإنها أضعف من المغرة المنسوبة إلى سُوس. وأجودها ما كان من مصر. والمَغْرة باردة يابسة في الثانية، تدخل في أدوية لزِجة لاصقة، وتقتل حَبّ القَرَع وإذا حُلَّت بخلّ وطلي بها الحمرة والأورام الحارّة كلها المتقرّحة وحَرْق النار، رَدَع ذلك المادة، وأضمر الورم، وجفف التقرّح. وإذا سُحقت وخلطت بالبيض النَّيْمَرِشْت وتُحُسِّيت قطع ذلك الدم من أي موضع انبعث، وكذلك لو أخذت مع لسان الحَمَل، نفعت من قروح الأمعاء والمثانة، وأمسكت الطبيعة والمأخوذ منها من درهمين إلى نحوهما ويتمادى عليه بحسب الشكاية في القوّة والضعف. «ج» تعدّ من الأطيان. وأجودها القانئ إلى الحمرة، النقي من شيء يشوبه. وهي باردة في الأولى، يابسة في الثانية، ذكر أنها في القبض والتجفيف أجود من الطين المختوم، وهو يَدْمُل الجراحات، ويقتل الدود، ويُتَحَسِّى مع البيض النيمرشت، فيغرِّي ويحبس الطبع جدًّا، وينفع من الأوجاع والأورام الحارّة طلاء. «ف» طين أحمر اللون. وهي معروفة. أجودها النقي الخالي من الرمل. وهو بارد يابس، ينفع من أوجاع الكبد، ويقتل الدود وحبّ القرَع.
* مَغْنِيسيا: «ع» هو حجر لا يتم عمل الزجاج إلا به. وهو ألوان كثيرة. وهو يستعمل في الأكحال. وقوّته تبرّد وتقبض وتجفف وتأكل الأوساخ. «ج» هو المَرْقَشِيثا. حارّ في الثانية، يابس في الثالثة، يجلو العين ويقوّيها محرَقًا وغير محرق.(2/117)
* مِغْناطِيس: «ع» هو الحجر الذي يجذب الحديد. وأجوده ما كان قويّ الجَذب، وكان لونه لازَورديًا كثيفًا، ليس بمفرط الثقل. وقوّته مثل قوّة الشاذَنَة. وهو يابس جدًّا. وهو جيد للذي في بطنه خَبَث الحديد، نافع لعسر الولادة إذا وضع على المرأة النُّفَساء أو أمسكته، ويذهب بالسعال العارض من شرب خَبَث الحديد. وإذا ذُرّ على جرح من حديد مسموم أبرأه. «ج» مثله. وقدر ما يؤخذ منه: درهمان.
* مَغافِير: «ع» هو شيء يشبه العسل كالتَّرَنجبين، وفيه شيء من رائحة المَوز، ويكون في الرِّمث وفي العُشَر وفي النمَّام، فما كان في الرمث كان أبيض حُلوًا، وما كان في العُشَر فإنه يخرج من فصوصه ومواضع زهره، فييبس ويجتمع، ويسمى سُكَّر العُشَر.
* مُفْرِح: «ع» إذا قيل مطلقًا فإنما يراد به لسان الثور.
* مُفْرح قلب المحزون: «ع» هو الباذَرَنجَبُويه. وهو الرَّيحان. وقد مضى ذكرهما في موضعيهما.(2/118)
* مُقْل: «ع» هو صمغ شجرة تكون ببلاد العرب. وأجوده ما كان مرًا صافي اللون، لا يخالطه شيء من خشب ولا وسخ، إذا بُخر به كان طيب الرائحة، شبيهًا بالأظفار، ومنه شيء وسِخ غليظ كبير المقدار، ورائحته مثل رائحة قشر الكُفُرَّى، يؤتى به من بلاد الهند. ومنه شيء شبيه بالراتينَج، قريب من لون الباذَنجان، وهو ثان بعد الجيد في قوّته، وقد يُغَشّ المقل بصمغ عربيّ يخلط به. والمغشوش ليس له من المرارة ما للخالص، ولا إذا بخر به كانت رائحته طيبة مثل رائحة المقل. والمقل حارّ لين في الدرجة الثالثة، وينفع من الطواعين. وقيل إن المسمى الكُور حارّ في آخر الثانية، وله حدّة، وينفع الجراحات إذا خلط بالمراهم، وينقي أعضاءها، ويَدْمُل الخنازير. وإن طلي على السَّعْفة بالخلّ أبرأها، وإن خلط بالأدوية الحادّة المسهلة منع حدتها، ونفع من سَحْج الأمعاء والإضرار بها، ويحلل أورام الأنثَيين الصُّلْبة، وينفع من أوجاع قصبة الرئة وأورامها، وينفع من السعال المزمن، وينقي الرحِم، وينفع من البواسير شربًا. والمقل زائد في قوّة الجماع، مسمِّن، نافع من جميع السموم. وإذا حلّ بلعاب الصائم وضمدت به قَيلة الماء لجميع الناس جففها، وقيلة اللحم للصبيان خاصة أضمرها، إذا كان معجونًا بلُعاب الصائم، وبرغوة الفول المطبوخ. وإن وضع على البواسير من خارج والثآليل المتعلقة هناك، معجونًا في مطبوخ زَنْبق، في زيت عتيق، ويعاد إلى الطبخ حتى يغلظ، وتمودي عليه، أضمرها. وإن خلط به شيء من ماء الزِّنجار بعد ظهورها أسقطها. وهو مفتِّح لسُدَد الكُلَى والمثانة، ويسهل نَفْث الأخلاط كلها من الصدر والرئة. ويحدر الطمث إذا كان اعتقاله من سُدَد غليظة. ويؤخذ منه: درهم ونصف فما دونه. ويخرج القمل، ويسهل الولادة، وينزل المَشِيمة شربًا وحَمولاً وبَخورًا.(2/119)
* والمُقْل المكيّ: هو ثمر الدوم. وهو يَنضَج بمكة، ويؤكل خارجُه، لذيذ. وهو قابض بارد. يعقل البطن. ويقوّي المعدة، وقشره مطبوخًا ينفع من تقطير البول، وينفع من انفجار الدم من العروق شربًا. «ج» المُقْل يسمى كُورًا، ويعرف بالمقل الأزرق، وبالمقل المكيّ، وبمقل اليهود. وهو غير مقل الروم. وهو صمغ يشبه الكُندُر طيب الرائحة، يكون شجره كشجر اللُّبان، وأكثر منابته ببلاد اليمن: الشِّحْر وعُمان. وذكر من منافعه كما تقدم ذكره. وقال: إنه يضرّ بالكبد، ويصلحه الزعفران، وبالرئة، ويصلحه الكَثيراء، والشربة منه: درهم. «ف» من الصموغ. والمكيّ: ثمر الشجر. أجوده الأزرق النقيّ. وهو حارّ ملين. والمكيّ بارد يابس، ينفع من السُّعال وأوجاع الجنب. والمكيّ يعقل الطبيعة.
* مَقْر: «ع» هو الصَّبِر. وقيل هو شجر الصبر. وقد ذكر الصبر.
* مَقْلِياثا: «ع» هو الحُرْف بالسُّريانية. وقيل يسمى مقلياثًا ما قُلِي منه خاصة. وبه سمِّي سَفوف المقلياثا، لأن الحُرْف الذي فيه مقلوّ.
* مَقْدونِس: «ع» هو الكَرَفْس الماقدونيّ وهو البَطْرَاسلِيون. «ج» هو الكَرَفْس الروميّ. وقد ذكر الكرفس.(2/120)
* ملْح: «ع» أقوى ما يكون منه المَعْدنيّ. وزعم بعض الناس أن المعدنيّ هو الأندَرانيّ. وأقوى المعدنيّ ما كان متحجرًا صافي اللون كثيفًا متساوي الأجزاء، وكان يتشقَّق، وكانت عروقه متساوية. وأما الملح البَحْريّ فيستعمل منه ما كان أبيض متساويًا، ويختار منه ما كان موجودًا في مواضع المياه القائمة. وقال: الملح المحتفَر والملح البحْريّ قوّتهما قوّة واحدة، يعينها اتفاقهما في الجنس، وإنما يختلفان في أن جوهر الملح المأخوذ من الأرض أشد اكتنازًا، ولذلك صار الغلظ والقبض أكثر. وقوّة الملح قابضة، يجلو وينقِّي ويحلِّل ويقلع اللحم الزائد في القروح، ويكوي. وقد تختلف هذه الأفعال فيه بالشدّة والضعف، على قدر اختلاف قوّة أصنافه. وقد يمنع القروح الخبيثة من الانتشار، ويقع في أخلاط أدوية الجرَب، وقد يقلع اللحم الزائد، ويذيب الظَّفرة، ويصلُح للحقن. وإذا خُلط بالزيت وتُمُسِّح به أذهب الإعياء والحِكة. والملح حارّ يابس، إذا خلط بالأغذية الباردة كالجبن والسَّمَك والكوامخ أحالها عن طباعها، حتى تصير حارّة يابسة، ويعين على الإسهال والقيء، ويحلِّل الأدوية، ويقلع البلغم اللَّزِج من المعدة والصدر، ويغسل المعَى، ويهيج القيء ويكثره، ويعين الأدوية التي تقلع السوداء على قلعها من أقاصي البدن. والملح يذهب بوخامة الطبيخ، ويَهيج الشهوة ويستحدّها، والإكثار منه يُحرق الدم، ويضعف البصر، ويقلل المنيّ، ويورث الحِكة والجرب، وهو يعين على هضم الطعام، ويمنع من سَرَيان العفونة إلى الدم، ويذهب بوخامة الدَّسَم، وهو موافق لأصحاب الأبدان الكثيرة الرطوبة، وأما النحفاء فصارّ لهم. والملح أنواع: فمنه ملح العجين، ومنه نوع آخر محتفَر من معدنه، ومنه الأندرَانيّ الشبيه بالبلَّور، ومنه أسود نِفْطيّ، سواده من جهة نَفْطيَّة فيه، وإذا دخن حتى تطير عنه النّفطية صار كالأندرانيّ ومنه أسود سواده من جهة ليس لأجل نفطية فيه. ومنه الأحمر اللون الهنديّ.(2/121)
فملح العجين حارّ في الدرجة الثالثة. وأما الملح الأسود الذي سواده ليس بشديد، ولا له رائحة النفط، فحارّ في الثانية، يسهل البلغم والسوداء. وأما النفطيّ فيسهل الماء والسوداء والبلغم العفن. وأما الأندَرانيّ فحارّ يابس في الدرجة الثانية، مسهل للكيموسات المختلفة. وقال: الملح الهنديّ يسهل الماء الأصفر، ويطرد الرياح، ويلين البطن، ويُذهب البلغم، ويُحدّ الفؤاد، وينفع من وجعه، ويشهِّي الطعام، ويذهب بالصفرة من الوجه. والملح الأندرانيّ يُحِدّ الذهن. والملح المُرّ يسحق بشيء من صمغ الزيتون، وتحشى به الجراح من ساعتها فيلحمها، وإذا حُلّ الملح بالخلّ وتمضمض به، قطع الدم المنبعث من اللسان، والمنبعث من قلع الضر. وإذا سخنا وأمسكا في الفم نفعا من وجع الضِّرس. وإذا تغرغر بهما جلبًا بلغمًا، ونقيا الدماغ وورم النغانغ. وإذا غمست فيه صوفة ووضعت على الجراحات الطرية قطع دمها المنبعث. وإذا خلط الصافي القَوام وهو الأندرانيّ في أدوية العين أحد البصر، وأضعف الظَّفِرة، ورقق البياض الحادث على العين، ونفع من السَّبَل. وإذا خلط بالصَّبِر ووضع على الدماغ نفع من النزلات. وإذا سحق وسخن ووضع على الفسخ والوَثْى والرضّ في أول حدوثها، بعد أن يدهن الموضع بزيت أو عسل ويُعْصَب عليه، سكن وجعها. وإذا حل بشراب السكنجبين أو شرب في الماء وحده، فتح السُّدَد حيث كانت، وقلع البلغم اللزِج. ويؤخذ منه لذلك: من درهمين إلى نحوهما. «ج» في الملح مرارة وقبض. والمرّ منه قريب من البُورَق، ومنه هَشّ، ومنه أندرانيّ أبيض رقيق. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية. وهو جَلاَّء محلل قابض، يكسر الرياح، ويمنع من العفونة، ويمنع من الأخلاط ويذيبها. واستعمال الملح بالعدل يحسن اللون، ومع العسل والزيت يضمد به الدماميل لينضجها. والأندوانيّ يُحدّ اللون، ومع العسل والزيت يضمد به الدماميل لينضجها. والأندرانيّ يُحد الذهن، ويشُدّ اللثة المسترخية، ويسهل الثفل(2/122)
وانحدار الطعام. وينفع من أوجاع المعدة الباردة، ويسهل البلغم العفن والخام والسوداء. وقدر شربته: نصف درهم. والملح المحرَق يجلو الأسنان، والمُرّ منه يسهل السوداء بقوة، وهو يضرّ بالدماغ والبصر والرئة، ويصلحه غسله وشيه، ويضاف إليه الصعتر. والملح الهنديّ حارّ يابس، وهو أشدّ أنواع الملح إسخانًا وتلطيفًا. والملح النفطي أجوده المنتن الرائحة. وهو حارّ يابس، يعين على القيء، ويسهل السوداء. وقدر شربته: إلى نصف درهم. ويضرّ بالأمعاء، ويصلحه الإهليلج. والملح بالأبازير حارّ يابس، يهضم الغذاء ويجففه وينفذه، ويجفف البدن. «ف» أصناف الملح كثيرة. وأجوده الأندرانيّ والنفطىّ، وهو حارّ يابس. والنفطيّ يسهل السوداء. والأندرانيّ يسهل البلغم الخام. والشربة منه: خمسة قراريط، وبدل الهنديّ ملح نفطيّ. وبالجملة، الأملاح يبدل بعضها من بعض.
* مِلْح الدبَّاغين: «ع» هو السُّورَج. وملح الصاغة: هو التَّنكار، وملح سَبَخيّ، وهو ملح العجين. وملح العرب: وهو ملح يوجد في بحر العرب. وملح وَسِخ، وهو يؤخذ من الأرض. وقد تقدم ذكرها.
* مُلُوخِيَّا: «ع» المُلُوخِيا: مشهورة بالديار المصرية، كثيرة اللزوجة جدًّا. وهي ألذّ طعمًا من الخُبَّازَى، وتلين البطن، وتنفع من السعال، وترطب الصدر. وبزرها إذا سقي منه وزن درهمين أسهل إسهالاً ذَريعًا، وهو مرّ شديد المرارة. «ج» هي المُلُوكِيَّة. وهي ضرب من الخُبَّازَى. وأجوده الأخضر العظيم الورق، الذي قضبانه إلى الحمرة. وهو بارد في الأولى، رطب في الثانية. وقيل إنه بارد رطب في الثالثة. ينفع من الالتهاب إذا ضُمِد به الصدر والمعدة، وينفع من سيلان الطمث، واختلاف الدم، وينفع من الصداع وأوجاع العين من حَرّ، إذا ضمد به مع دقيق الشعير. وقيل إنه مفتح سُدَد الكبد والمرارة، إذا شرب من مائه ثلاثون درهمًا.(2/123)
* مَنّ: «ع» المنّ: حارّ جَلاّء غَسَّال إلا أن قوّته تزيد وتنقص، على قدر الشجر الذي يقع عليه. وهو حارّ في الأولى، معتدل في الرطوبة واليبس، جيد للصدر والرئة. والواقع منه على شجر الطَّرْفاء جيد للسعال والخشونة التي في الصدر. والمنّ يقع على نبات الخَطْمِيّ مثل العسَل، ما تخلص منه كان أبيض، وما لم يتخلص وجمع بالورق كان أخضر. «ج» طَلّ يقع علي حَجر أو شجر، فيحلو وينعقد عسلاً، ويجف جفاف الصموغ كالشِّيْرخُشْك والتَّرْنجَبِين والعسل المجلوب من بلاد قَصْران بالرّي. وقوّته مركبة من قوّة حلاوته، وقوّة ما يسقط عليه. وأما المنّ الذي قد غلب عليه اسم المنّ أكثر من غيره، فهو الذي يقع على شجر البلُّوط والدِّفْلَى وغيرهما بنواحي سِنجار وديار بكر ونَصيبين، وهو حارّ في الدرجة الأولى، معتدل في الرطوبة واليبس. والذي يقع على البلوط يابس، وهو ينفع من السعال الرطب، وهو جيد للصدر والرئة، ويجلو رطوبتهما، ويليِّن خشونتهما. والذي يقع على الدِّفْلَى وما قاربه من الشجر رديء، فينبغي أن يجتنب. «ف» هو طَلّ يقع على شجر أو حجر أو نبات، أجوده الأبيض النقىّ الحجريّ. وهو معتدل إلى الحرارة، ينفع من السعال، ويليِّن الصدر، ويسهل المرة الصفراء. والشربة منه: أوقية.
* مَنثور: «ع» يقال على الخيريّ، وقد تقدم ذكره. ويقال على نوع من الخَشْخاش.
* مُمسِك الأرواح: «ع» ومُوقف الأرواح أيضًا. وهو الأسطوخودوس وقد مضى ذكره.(2/124)
* مَهاة: «ع» هو حجر أبيض جيد، لا يخالطه لون غير البياض. وهو البِلَّور، ومنه صنف أقلّ بهاء وحُسنًا. وأشدّ صلابة، إذا قُرع فيه الحديد أخرج النار. والمهاة: نافع من الرعدة والارتعاش والسُّلّ العارض للصبيان، وتمسح به المرأة إذا عسر لبنها. وهو جيد لمن ثقل لسانه، وكاد كلامه يفسد. إذا سحق بخلّ وملح ومُرّ وزعفران ونُوشادر، وحُلّ بعسل، وعُرك به اللسان مرارًا. وقال: يسهل الولادة بخاصيَّة فيه. إذا علقته المرأة على وركها حين الطَّلْق، وإذا سحق وصُوِّل بالماء قلع البياض من العين.
* مَوْز: «ع» : الموز حارّ في أول الدرجة الأولى، رطب في آخرها يغذو غذاء يسيرًا، والإكثار منه يثقل في المعدة، وينبغي لمن كان مزاجه باردًا وأكثر منه، أن يشرب بعده ماء العسل أو سَكَنْجَبِينًا معسلاً، ويؤخذ عليه الزَّنجبيل المربى. وهو ملَين للطبيعة، ويزيد في النطفة والبلغم. والإكثار منه يولد السُّدَد، وهو يحرّك الباءة، ويزيد في الصفراء، وهو دواء جيد للصدر والكلى، ويدرّ البول. «ج» أجوده الكبار البالغ الحلو. وهو معتدل. وقيل إنه حارّ رطب في الأولى. وهو ملَين ينفع حُرقة الصدر والحلق، ويحرّك الباءة، وينفع المَثانة، ويغذي كثيرًا. وقال قوم: يغذي يسيرًا. وهو يُدرّ البول، ويلين الطبع والإكثار منه يولد السُّدَد، ويزيد في الصفراء والبلغم، بحسب مزاج آكله، وهو يثقل على المعدة جدًّا، ويصلحه السكر الطَّبَرْزَذ والشهد. «ف» مثله.(2/125)
* مُومِيا: «ع» المُوميا: يوجد في السواحل وقد جَمَد وصار قارًا، يفوح منه رائحة الزفت المخلوط مع الماء بالقُفْر مع نَتن. وقوّة المُومِيا مثل قوّة الزفت والقُفْر إذا خلطا. قال: والموميا يقال على هذا الدواء المعروف بقُفْر اليهود، وعلى الموميا القُبُوريّ، ويقال على حجارة سود بصنعاء اليمن، وفيها أدنى تجويف، وهي إلى الخفة، وتكسر فيوجد فيها شيء سَيَّال أسود، أكثر ما توجد فيها متوفرة إذا كانت السنة عندهم كثيرة الأمطار، وهذه جميعها تجبر الكسر، وهي مجربة في ذلك. والموميا حارّ لطيف، جيد للسقطة والضربة والرياح ونفث الدم إذا شرب منها ثلاث شَعيرات في نبيذ، وهي نافعة للخَلْع والهَتْك في الأعصاب الباطنة، وتصلح الكسر والوهْن داخل البدن وخارجه، وتنفع الصدر والرئة. وهو قريب من الاعتدال، وله خصوصية في تسكين أوجاع الكسر، إذا شرب أو تمرِّخ به أو حقن به، وينفع من قروح الإحليل والمثانة إذا سُقِي منه قيراط باللبن. «ج» الموميا المعدني في قوّة الزفت والقُفْر المخلوطين وطبيعتهما، إلا أنه بالغ واسع المنافع. وهو حارّ في الدرجة الثالثة، لطيف محلِّل، ينفع من الأورام البلغمية والخلع والكسر والسقطة والضرب والفالج واللقوة، شربًا ومروخًا، وينفع من الشقيقة والصداع البارد والصرع والدُّوار، ويسعط منه بحبة بماء المَرْزَنجوش، ويشرب منه قيراط لثقل اللسان بطبيخ الصعتر الفارسيّ، ويمنع نفث الدم من الرئة، وينفع من الخُناق ووجع الحلق، ووزن قيراط منه بسَكَنْجَبين أو ربّ التُّوت أو وزن حبتين منه أو قيراط، ينفع من لسع العقرب بشراب صِرْف أو مُثلَّث، أو يجعل منه على موضع اللسعة بسَمْن. «ف» قيل إنه نوع من الزِّفت. وأجوده الحديث الدَّهِن. وهو حارّ معتدل في الرطوبة واليبوسة، وينفع من الكسر والوهْن، وينفع من نفث الدم. والشربة منه: قيراط «ز» وبدله عن درهم منه: درهم ونصف من الزفت.(2/126)
* مُوْم: «ع» هو الشَّمَع. وقد ذكر الشمع في حرف الشين المعجمة.
* مَيْعة: «ع» المَيْعة السائلة: هي دسم المرّ الطريّ، وتستخرج من المرّ بأن يدقّ بماء يسير، ويعتصر بلَوْلَب. وهي طيبة الرائحة، وأجودها ما لم يخالطها شيء من الأدهان. وهي تسخن كإسخان المرّ والأدهان المسخنة. وأما الاصطْرَك وهو ضرب من المَيْعة، فهو صمغ شجرة تشبه شجر السفرجل، وأجوده ما كان أشقر دَسمًا شبيهًا بالراتينج، في جسمه أجزاء ألوانها إلى البياض ماهي، طيبة الرائحة، إذا فُرك انبعث منه رطوبة كأنها العسل. وأما ما كان أسود هشًا كالنخالة. فإنه رديء. وقال: الميْعة: صمغة تسيل من شجرة تكون في بلاد الروم، تجلب منه، فتؤخذ وتطبخ، ويعتصر أيضًا من لحاء تلك الشجرة، فما عصر منه فهو ميعة سائلة، ويبقى الثَّجِير، فيسمى ميعة يابسة، والصمغة: هي اللُّبْنَى، وهي مَيعة الرّهبان، والميعة تسخن وتلين، وتنضج وتشفي من السعال والزكام والنوازل والبُحوحة، وتحدر الطمث إذا شربت وإذا احتملت من أسفل، ودخان الميعة إذا أحرقت يكون شبيهًا بدخان الكُندُر، يسخن ويلين جدًّا. والميْعَة اليابسة حارّة في أول الدرجة الثالثة، يابسة، ويبسها أقلّ من حرارتها، وتمسك الطبيعة، وتنفع السائلة من وجع الصدر والرئة، وتنشف البِلَّة، وتطيب المعدة، وتقوي أعضاءها. وتنفع من الرياح الغليظة. وتشبك الأعضاء إذا شربت أو طُليت من خارج البدن، وتنفع من القروح التي تكون في ظاهر البدن، والجرب والبثور، رطبة ويابسة، إذا طليت عليها ببعض الأدهان، ويابسها ينزل البِلَّة من الرأس إذا تُبُخِّر به، وإذا شرب من السائلة مثقالان بثلاث أواقيّ ماء حارّ، سهلت البلغم بلا أذى، واليابسة تمسك الطبيعة، ورائحة بخورها تقطع رائحة العفونة كيف كانت، وتنفع من الوَثى. «ج» الميعة السائلة: هي اللبْنَى، والرطبة منها ما تنحدر بنفسها صمغًا. ومنها ما يستخرج بالطبخ من لحاء الشجرة، فالمتحلب بنفسه أصفر، والمستخرج بالطبخ(2/127)
أسود، والثفل والثَّجيِر: هي اليابسة. وأجودها العَطرة، وفيها قبض وتجفيف. وهي حارّة يابسة. وقيل إنها رطبة، تسخن وتلين وتنضج. وقال قوم: إنها تنقي الدماغ. وهي تنفع من الجذام، وتمسك الطبع، ومقدار ما يؤخذ منها: إلى مثقال. وهي تنفع من السُّعال والزكام والنزلات والبُحوحة من رطوبة، وتحدر الحيض شربًا وحُمولاً «ف» من الصموغ. وهي صنفان: رطبة ويابسة، أجودها ما كان فيها عطريَّة. وهي حارّة يابسة، تنفع من بِلَّة المعدة، وتمسك الطبع. والشربة: ثلاثة دراهم.
* مَيْبَخْتَج: «ع» تأويله بالفارسية: مطبوخ العنب، وهو الربّ. «ج» المَيْبَختج يعين على النفث، وينفع من وجع الكُلَى والمثانة، ويجيد الهضم إذا ضعف عن برد.
وصنعته: أن يغلى ماء العنب حتى يذهب ثلثاه، ويبقى ثلثه، ثم يجعل على كل عشرة أرطال رطل من السكر أو من العسل، ويغلى حتى يذهب بقدره. وإن أريد بأفاويه فليجعل فيه خرقة كَتَّان قد شد فيها زَنجبيل وفلفل ودارصينيّ وعود هنديّ ومَصْطَكى وزعفران وسُنبل الطيب، من كلّ واحد درهم، وجَوز بَوّا خمس جَوزات، تدقّ وتشد في الخرقة، وتجعل فيه عند غليانه، ويمرس، ثم يرفع ويصفى، ويجعل في إناء زجاج.
* مَيْوِيزَج: «ع» زبيب الجبل. وقد ذكر في حرف الزاي. وهو حب الرأس أيضًا. «ج» هو المعروف بزبيب الجبل، وهو حب أسود كالحمَّص الأسود. وأجوده المتطاول. وهو حارّ في الدرجة الثالثة، محرِق أكَّال حِرِّيف. وخاصته: أن يقتل القمل، خصوصًا مع الراتينَج، ووحده يقتل قمل هُدْب العين. «ف» هو الزبيب الجبليّ حاد الطعم، أسود اللون، أجوده الحديث الكبار. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة ينفع من داء الثعلب والحية طِلاء، وأكله يسهل البلغم، وفي سقيه خطر، لأنه يقرِّح المثانة. «ز» وبدله: مثله عاقر قرحًا.(2/128)
* مَيْبة: «ج» وهو شراب السفرجَل. ينفع من ضعف المعدة والكبد والخِلْفة والغَثَيان والقيء والعَطَش. والمطيبة منها لها مع طبع شراب السفرجل طبع ما يقع فيها من الأفاويه.
وصنعتها: أن يؤخذ السفرجل الحامض العذْب الكثير الماء، فيقشر خارجه وينقى داخله، ويدقّ في حَجر ويعتصر، ويؤخذ من مائه عشرة أرطال، فينقع فيه تُفل السفرجل يومًا وليلة، ثم يعتصر ويضاف إلى ماء السفرجل، ثم يطبخ ذلك كله بنار معتدلة، في قدر برام نظيفة، حتى يذهب نصفه، ثم يُرَوَّق بثوب صَفيق مضاعف، ترويقًا جيدًا، ثم يلقَى فيه رطلان ونصف سكرًا أو عسلاً منزوع الرّغوة، ويعاد إلى القدر، فيغلى حتى يذهب بقدر العسل. ومن أرادها مطيبة فليأخذ من الزنجبيل والمَصْطَكى من كلّ واحد دانقين، قاقُلَّة كبارًا وصغارًا، من كل واحد أربعة دوانيق. دارصينيّ وعود هنديّ، من كلّ واحد نصف درهم. قَرنفُل دانقين. يدقّ ذلك جَرِيشًا، ويجعل في خرقة كتان رقيقة صلبة الشدّ، وليكن مع الأدوية يسير زَعْفران، ويغلى في القِدْر ويمرس وقتًا بعد وقت، إلى أن تستكمل فراغه، ثم ينزل عن النار ويصفَّى، ويؤخذ قيراط مِسك فيُسْحق ويداف بشيء منها، ويخلط بها، ويبرد ويرفع في إناء زجاج.
* مَيْسَوْسَن: «ج» هو شراب السَّوْسَن. وقد ذكر في باب السين.
حرف النون(2/129)
* نانْخُواه: «ع» هو اسم فارسيّ، معناه طالب الخبز، كأنه يشهِّي الطعام إذا أُلقي على الأرغفة قبل اختبازها. ويختار منه ما كان نقيًا ولم يكن فيه شيء شبيه بالنخالة. وأكثر ما يستعمل من هذا النبات بِزره خاصة. وقوّته مجففة مسخنة، وفي طعمه مرارة وحرافة، فهو يدرّ البول ويحلِّل، وهو من الإسخان والتجفيف في الدرجة الثالثة، ويصلح إذا شرب بالشراب للمغص وعسر البول ونهش الهوامّ. وقد يدرّ الطمث، وإذا خلط بالعسل وتضمِّد به قلع الكُمتة العارضة من الدم تحت العيون. وإذا شرب وتُلُطخ به أحال لون البدن إلى الصفرة. وإذا تُدُخِّن به مع الزفت والراتينَج نقى الرحم. وطبيخه يحلل النفخ البتة. وحبه يذهب البِلة والحميات العتيقة. وطبيخه يصبّ على لسع العقرب فيسكن وجعه على المكان. وهو يقطع القيح الذي في الصدر والمعدة، ويسكن الرياح، ويهضم الطعام. وهو جيد لوجع الفؤاد والغَثَيان، ويقلب النفْس، ولمن لا يجد طعم الطعام. ويسخن المعدة والكبد شربًا، وينقي الكلى والمثانة، ويذهب بالحصاة، وقد يخرج الدود وحبّ القَرع أكلاً بالعسل. وإذا حقن بها الرحم نفعته، وجففت رطوباته، وحسنت رائحته. وإذا وضعت في الأدوية المسهلة نفعت الذين يعتريهم أمغاص. وإذا طلي بها الوجه أذهبت البثور اللَّبَنِية. وإذا خلطت بالأدوية النافعة من البهق والبرص قوّت منافعها، وزادت في تأثيرها. «ج» أنفع ما فيه بزره، وأجوده الحديث الرزين الطيب الرائحة الأحمر. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة. وقيل إن حرارته في الثانية. يفتح السدّد، ويقع في أدوية البهق والبرص، وينفع من بِلَّة المعدة، ويسكن الغَثَيان، وينفع الكبد والمعدة الباردتين، ومع السَّذاب يُدرّ البول، ويخرج الحصى، وينقي الكُلى والمثانة، ومن الحميات العتيقة. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال. وطبيخه يصبّ على لذع العقرب فيسكن ألمه، ويشرب لنهش الهوامّ، وإذا قُطِر ماؤه المعتصر منه في العين حلَّل الدم الجامد فيها عن طَرْفة.(2/130)
«ف» من البزور معروف. أجوده الحديث الأخضر الطيب الرائحة. وهو حار يابس في الثالثة، ينفع المعدة والكبد الباردتين، وعُسْر البول. والشربة منه: درهم ونصف. وينفع من عِرْق النَّسا والنقرس إذا سحق ضِمادًا، وأكله ينفع من الفالج. قال: وأكله يزيد في المنيّ واللبن، ويقوّي الظهر، وينزل الحيض، وينفع من داء الثعلب والحية إذا شُرِب بالعسل المنزوع الرغوة، وينفع من وجع الوركين والركبتين واليبس، ومن الفالج وأوجاع الكُلَى والمثانة والحصى، ويدرّ الطمث، ويفتح السُّدَد في الكبد والطحال.
* نارَجيل: «ع» ويسمَّى الرانِج، هو جوز الهند. وهو ثمر نخلة طويلة لينة، ولها أقناء، في كلّ قنو إلى ثلاثين نارجيلة، ولها لبن يقطر من طلعها قبل أن ينشقّ إلى كِيزان، تربَط إليه، فيخرج مثل لبن الضأن، يشرب من ساعته بالشراب، فيسكر سكرًا معتدلاً لمن يألفه، ومن لا يألفه إن أدامه أفسد عقله. والنارَجِيل حارّ في الدرجة الثانية، رطب في الأولى، وليس برديء الكيموس، والأجود منه ما كان حديثًا طريًّا أبيض اللون، فيه ماء حُلو. وخاصة الزَّنخ منه إسهال الدِّيدان وحبّ القَرَع، والطريّ زائد في الباءة والمنيّ، ويسخن الكُلى ونواحيها، ويسخن البدن، وينفع من تقطير البول، وبرد المثانة، ووجع الظهر العتيق. وبجِرمه بطء انحدار، يصلح ذلك منه الفانيذ والسكر الطبرزذ، ولا يحتاج المبرودون والمشايخ إلى إصلاحه. «ج» أجوده الطريّ الشديد البياض العذب الماء الذي فيه، وإذا لم يكن فيه ماء دل علي عِتْقه، وهو حارّ في أول الدرجة الأولى، يزيد في الباءة، ويغذي كثيرًا، وينفع من تقطير البول وكدره. ودهنه جيد للبواسير، والعتيق منه يقتل الدود، ويعقل البطن، ويثقل على المعدة، وقشر لبه لا ينهضم، فيجب أن يزال عنه. ويؤكل بالفانيذ. والرانج يحدث غَثيانًا وكَرْبًا وغشيًا، ويداوَى بربوب الفواكه الحامضة بعد القيء.(2/131)
* نارَنْج: «ع» النارَنْج شجرة معروفة، وهو مركَّب من قوى مختلفة. فأما ثمره فقشرته الخارجة حادّة لطيفة، وحماضه بارد يابس في الثالثة، وبزره وعروقه حارّة يابسة، وإذا قشر وجُفف فقشر ثمرته إذا سحق وشرب بماء حارّ حلَّل أمغاص البطن وَحِيًا. وإذا أدمن شربها مع الزيت أخرجت أحناش البطن الطوال من الأمعاء، وإذا نُقِعت قشوره في دُهن وشُمِّست ثلاثة أسابيع نفعت من كلّ ما ينفع منه دهن النارِدين. وإذا شرب منه مثقالان نفع من لَدغة العقرب، وسائر نهش الهوامّ، وأكل حماضه على الريق يضعف الكبد، ويوهن المعدة الباردة المِزاج، وينفع مِن التهاب المعدة الحارّة. وهو يقلع الآثار والطُّبوع السود في الثياب البيض ويزيلها، وإذا جمعت عروقه الدِّقاق وجففت وسحقت وشربت بالشراب، كانت من أنفع الأدوية النافعة من السُّموم القاتلة الباردة السبب. «ج» قشره حارّ يابس في الدرجة الثانية. وحماضه بارد يابس في الثالثة. وحبه حارّ يابس في الأولى. وهو يحلِّل الرياح الباردة من الدماغ. وهو ألطف من الأُتْرُجّ، ويشبهه في أحواله. «ف» من الثمار معروف. أجوده ما قلت حُمُوضته وعُفُوصته. وقشره حارّ يابس. وحماضه بارد يابس، يقوّي المعدة، ويقطع البلغم، ويسكن الصفراء. وحماضه يُرْخي الأعصاب. يستعمل منه: بقدر الحاجة.(2/132)
* نارَمشّك: «ع» تأويله بالفارسية: مَشْك الرمان. وهو رمانة صغيرة مفتحة، كأنها وردة في لونها، بين البياض والحمرة والصفرة، وفي وسطها نَوْر لونه كذلك، وطعمه عَفِص، ورائحته طيبة، يؤتى به من خُراسان. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية. وخاصيته: الترقيق والتلطيف وقوّته كقوّة النارِدين. وهو لطيف محلِّل، جيد للمعدة والكبد البارِدتين. وبدله: ربع وزنه زَنْجبيل، ونصف وزنه قشر فُسْتُق، وسدس وزنه سُنْبل. «ج» هو نارغيسَت. وهو أقماع الرمان الهنديّ، وهو فُقَّاح وقشور وأقماع، يشبه البَسبَاسة، لكنه إلى الصفرة، عَطِر، وله قليل عفوصة، وينفع منفعة السنبل. وأجوده الطيب الريح. وهو حارّ في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، وهو لطيف جيد للمعدة والكبد الباردتين، يلطف الأخلاط الغليظة، ويحلِّل. وشربه وطلاؤه يحيل اللون إلى الصُّفرة. وبدله كما تقدم. «ف» مثله. وهو يطيِّب النَّكْهة، ويقارب النارِدين. والشربة منه: درهم ونصف. «ز» بدله: وزنه كمون كرماني، وثلث وزنه قُسْط بحْري.(2/133)
* نارِدِين: «ع» باليونانية إذا قيل مطلقًا فإنما يراد به السُّنبل الهنديّ، وإذا قيل نارِدين قَلِيطّي، فإنما يراد به السنبل الأقليطيّ، وهو الروميّ. وناردين أُورِيّ، وهو سُنبل جَبَلىّ. ونارِدين أعربا، معناه سُنْبل بريّ. ويقال على السنْبل الجَبَليّ. وعلى الفُوْ، وعلى الأسارون، لأن هذه كلها تدعى سُنْبلاً. «ج» نارِدين: هو السُّنْبُل الروميّ. وأجوده الحديث الطيب الريح، الكثير الأصول، الممتلئ الذي لا ينفرِك؛ وأما الذي إلى البياض وخصوصًا في وسطه، فليس بجيد. وهو حارّ في الدرجة الثانية. يابس في الثالثة، ينبت هُدْب العين إذا جعل في الأكحال. وهو يدرّ البول والحيض، وينفع من أورام الرحم جلوسًا في طبيخه. ودرهم منه ينفع من الفالِج واللَّقوة. «ف» نارِدين: هو السُّنبل الروميّ. وأجوده ما كان إلى الشقْرة طيِّب الرائحة، وهو حارّ في الثانية، يابس في الثالثة، يقوّي الدماغ، ويفتح سَدَد الكبد والمعدة. والشربة: درهم.(2/134)
* نار : النار جوهر مفرد، فاعل في الأجسام، نافع من الأمراض المزمنة. وهو دواء لا يعدله دواء في ذلك. وهي حارة يابسة في آخر الدرجة الرابعة. والكيّ بها يُنتفع به في كلّ مزاج يكون مع مادّة أو بغير مادة، إلا ما كان من ذلك حارًا من غير مادّة، أو يابسًا من غير مادّة. والكيّ بالنار أفضل من الكيّ بالدواء ما لم تفرط النار، وإذا كُوِيت بها الرأس نفعت من البرودة، والرطوبة المزمنة، والشقيقة المزمنة وغير المزمنة. وإذا نقط بها حَوْل الأذن من خارج نفع من بردها، وينفع من اللَّقوة والسَّكتة المزمنة والنسيان والفالج والصَّرْع والمالِيخوليا، وينفع الكيّ من الماء النازل في العين، ومن الدموع المزمنة، وَنْتن الأنف، واسترخاء الجفْن وناصورها، وينفع من شُقاق الشَّفَة وناصور الفم والأضراس، واللِّثة المسترخية. وينفع من الخنازير وضيق النَّفَس وبُحوحة الصوت والسُّعال الرطب، وينفع الكيّ بها من خلع رأس العضد، ومن برد المعدة ورطوباتها، ومن برد الكبد ورطوبتها وورمها، ومن ورم الطِّحال والكُلَى، ومن الاستسقاء الزِّقي وورم الساقين والقدمين والإسهال المزمن البارد، ومن بواسير المَقْعَدة والثآليل. وينفع من الوَثى ومن الجُذام والبرَص والدُّبَيلة والأُكْلة والمسامير المنكوسة، والنزف الحادث عن قطع الشِّرْيان وغيره.
* نَبِيذ: «ع» الأشربة المسكرة هي الشراب المتخذ من عصير العنب، والمطبوخ، والزَّبيبيّ، ونبيذ العسَل، ونبيذ التمر، ونبيذ السكر والفانيذ، ونبيذ البرّ والشعير والجاوَرْس، ونبيذ عصارات الفواكه، ونبيذ ما سال من غصون النارَجيل إذا شرب بشراب ولبن الرمان أيضًا، ويقال: إن منه شراب السَّكَنْجَبين.
فأما المطبوخ من الشراب فهو أشد إسخانًا للبدن من الشراب المطلق، وأشد تجفيفًا منه. وهو أوفق للأبدان التي تحتاج إلى إسخان من الشراب.(2/135)
وأما المشمَّش فإنه أشد إسخانًا وتجفيفًا وهو ضارّ بأصحاب الأبدان الملتهبة، يسرع إلقاءهم في الحميات، ويسرع بعفونة الدم، ويلهب الحمَّى والصداع، لما فيه من الريح والنّشوة، لكنه أكثر للرياح والنفخ والقراقِر، ويبلغ بالسخونة إلى الأعضاء البعيدة، وله فضل لطف وغَوْص، ويطيب ريح العرق، ولا يضرّ النَّكْهة كما يضرها الشراب المطلق.
وأما نبيذ الزَّبيب المجرّد فإنه أجود لتقوية المعدة، وأعقل للبطن من الشراب وهو أكثر غذاء. والدم المتولد عنه أمتن وأغلظ من الدم المتولد من الشراب الرقيق، وأقرب من الاستحالة إلى الخِلْط السوداويّ الأسود المسمَّى عَكَر الدم، الذي يستحيل من بعد سوداء، ولذلك يجتنبه من به سَوْداء، أو يُخاف عليه الأمراض السوداوية، كابتداء السَّرَطان والمالِيخوليا، وعظم الطِّحال ونحوه. ويجب أن يستعمله أصحاب الذَّرَب لضعف المعدة، ومن يلتهب من شرب الشراب المطبوخ سريعًا.
وأما نبيذ الزبيب المعسل، فإن العسل يزيده إسخانًا وقوّة وسورة في الصعود إلى الرأس، والنفوذ في سطوح البدن، وينقُص من قَبضه، فيكون حينئذ أقلّ تقوية للمعدة، وأقل عقلاً للبطن، ولكنه يكون أدرّ للبول، وأكسَر للرياح. ويسخِّن الكُلَى والمثانة، ويخرج عنهما الفُضول والحجارة، ويكون أصلح للصدر والرئة وما فيهما من الأخلاط التي تحتاج إلى حرّ.
وأما نبيذ العسل نفسه فقويّ الإسخان سريع الاستحالة إلى المَرار الأصفر، ضارّ بأصحاب المِزاج الحارّ، يصلح للمشايخ والبلغميِّين. وهو أوفق الأنبذة للذين بهم ضعف العصب وأمراض باردة، وأضرّها بأصحاب الأكباد الحارّة.
وأما نبيذ الدَّادِيّ فمصدِّع، وليس بجيد للمشايخ، وهو صالح لأصحاب البواسير.
وأما الذي يُطرح فيه الأفاويه فإنه يزيد أصحابه تصديعًا وإسخانًا، لكنه يزيد في تقوية المعدة وتجفيفها، سيما ما كان منه قويّ القبض كالمِسك والسُّعْد، أو قويّ التجفيف كالسُّنبل والعود والمَصْطَكى.(2/136)
وأما نبيذ الزعفران فإنه يصدع ويغثي، لأن الشراب الذي يقع فيه يكون أكثر في بسط النفس وتفريحها، حتى أنه يَكْسِب شاربه حالة شبيهة بالرُّعونة، لمن أكثر منه.
وأما نبيذ التمر والدُّوشاب والناطف فكلها وَخِمة ثقيلة. بالإضافة إلى الشراب، حتى أنها ربما كانت أكثر توليدًا للنفخ والقَراقر والإضرار بالمعدة والأمعاء، وليست في مجرى الشراب، ولا نبيذ الزبيب، بل دونه في الخِلال التي يحتاج إليها من الشراب، إلا في إخصاب البدَن وإسمانه، فإنها تزيد في ذلك على الشراب، بحسب غلظها ومائيتها، وكثرة غذائها وحلاوتها.
وأما نبيذ السكر والفانيذ فأرقّ من نبيذ الدُّوشاب وأنفذ، وهو جيد للكُلَى والمثانة وحرقة البول وعسره. ونبيذ الفانيذ جيد للصدر والرئة والأوجاع الكائنة من الأخلاط النِّيئة، ويسهل الطبيعة، ويمنع من القُولَنج.
وأما نبيذ التِّين فإنه جيد للصدر والرئة والكُلى والمثانة، مسخن للبدَن، مخصِب له، غير أنه بكثرة دفعه للفضول يُقْمِل ويولد جربًا وحِكة. وبالجملة، فكلّ هذه الأنبذة مقصِّرة عن الشراب. ونبيذ الزبيب في الخلال التي يحتاج إليها يقوم دون مقامه قليلاً، وأقربها إليه. ويقرب نبيذ العسل من نبيذ التمر.
وأما المتخذ من البُرّ والشعير وما أشبه ذلك، فأبعد قوّة من الشراب. على أنها تسكر بعض الإسكار، وتطيب النَّفْس، لكن لا ينبغي أن يطمع منها في حلّ نفخ، ولا دفع غذاء، بل تحلّ الطبع وتدرّ البول، وتنفع بعض النفع. وأما نبيذ الرمان الحلْو وما أشبه ذلك من عُصارة الفواكه الحُلوة، كعصارة الكمثرى الحلو والتفاح، إذا تركت حتى تنشف وتسكن، فإنها تجري في السكر مجرى الشراب، غير أنها سريعة الفساد، ولا قوّة لها.(2/137)
وأما شراب النارَجِيل، فقد قيل إنه يسكر سكرًا صالحًا، فأوجب القياس أن يكون مُسْخِنًا ملينًا، نافعًا لوجع الظهر والكُلى الحادث من الأخلاط الباردة. قال: ومن نبيذ العسل ما يتخذ نقيعًا بالبرّية المعروفة بجَوْز جَنْدُم ، وهذا النبت مولد للرياح والنفخ، ولذلك صار ينعش اللحم ويربيه، ويزيد فيه. وأهل الأندلس يستعملونه لرقيقهم وجواريهم دائمًا، لأنه ينفخ أبدانهم، ويحسن ألوانها. «ج» نبيذ الزبيب حارّ رطب، وحرارته دون حرارة الخمر الأسود الغليظ. وإذا جُعل فيه الأفاويه فله طبعها. وهو نافع من رطوبة المعدة، ولكنه لا يقارب منافع الخمر، وهو مسهل، وإن كان معه عسل كان أسخن وأنفع لأصحاب الأمزجة البلغمية، وخاصة ما عُمل بالأفاويه. وهو يحدث الخُمار أكثر من الخمر، ويضرّ بالمحرورين، ويولد الصفراء، ويحدث صُداعًا فيتنقَّل عليه بالرّمان المرّ والسفرجل، تمتص ويرمي جرمها، وإن عرض منه خُمار فيأخذ رُبوب الفواكه الحامضة، كَرُبّ الأُترُجّ والحِصْرم وما أشبه ذلك. ونبيذ التمر أجوده الطريّ. وهو حارّ رطب، يخصب البدن، ويغذي كثيرًا ويسخن دون إسخان غيره من الأنبذة ويولد دمًا كدرًِا سوداويًا، وهو أغلظ من سائر الأنبذة إلا الدُّوشابيّ.
ونبيذ الدُّوشاب أجوده ما يتخذ من سَيلان الرُّطب. وهو حارّ رطب أقل حرارة من التْمريّ. وهو يسهل الطبع، وإذا استمرئ غذي كثيرًا، وهو أغلظ من التمريّ، وأبطأ انحدارًا، وأكثر رياحًا. ونبيذ الفانيذ والتين يسهل الطبع، وهو صالح لأصحاب الصفراء، ومن به علة في الكُلى والمثانة.
* نَبِق: «ع» مذكور في السِّدر، في حرف السين.
* نَجْم: «ع» هو الثِّيل. وقد ذكر في حرف الثاء، وكل نبات لا ساق له فهو نجم. والنَّجيل: هو النجم المذكور، ويسمى النَّجير، بالراء المهملة.(2/138)
* نبات الجُلاّب: « ج، ف » أجوده النقيُّ الشَّفّاف الخفيف. وهو معتدل، يصفي الحلق الذي تنحدر إليه رطوبة من الرأس عند الصباح، وينفع من السعال والبُحوحة، ويوافق الصدر والرئة وقصبتها، وإن عمل منه لازَورد نفع من السوداء ولطفها.
* نَحَّام: «ع» هو من طيور الماء، ولحمه من أكرم لحوم الطير وأفضلها حارّ دسيم، يقوّي الجسم، وينشط للطعام، ويزيد في الماء، ويصلح الجسم كله. « ج، ف » هو من طيور الماء، وأكثره أحمر اللون. يختار من لحمه الطريّ وهو حار رطب يقوي الجسم ويزيد في شهوة الباءة جدًّا وإكثاره يولد الغَثَيان، ويستعمل منه بقدر المزاج. قال في المنهاج: والصحيح أنه وخم غليظ، لا يكاد أن يهضم، فلذلك ينبغي أن يعمل بأبازير مُمْرِية، وتتبع بالمثلث أو بعض الجوارِشنات.
* نُحاس: «ع» النحاس أنواع. فمنه أحمر إلى الصفرة، ومعادنه بُقْبرُس، وهو أفضله. ومنه أحمر ناصع. ومنه أحمر إلى السواد، فأما ما تدخله الصنعة فهو أنواع، منه الطالِقون. والنحاس إذا أحرق كان منه الرَّوْسَخْتَج. وحذر الحكماء من الأكل في آنية النحاس أو الشرب فيها. وخاصة ما فيه حموضة أو حلاوة أو دسومة. وقد يعرض عن الشرب في آنية النحاس إن أُدمِن داء الثعلب والسرطان ووجع الطحال والكبد وفساد المزاج. وقد يسحق الأكحال المائعة في صَلايَة من نحاس، بفِهْر منه، فتكون موافقة لغلظ الأجفان والجرب، وتقوّي العين، وتجفف رطوبتها، وتحد البصر. «ج» مثله. «ف» هو معروف، أصنافه كثيرة. وأجوده زهر النحاس القُبْرُسيّ. وهو حار يابس في الثالثة، يسهل الماء الأصفر إذا شرب بماء العسل. والشربة منه: درهمان.(2/139)
* نُحاس مُحْرَق: «ع» الجيد منه الأحمر، وهو الرُّوْسَخْتَج. وأما الذي لونه أحمر فإنه قد احترق أكثر مما ينبغي والنحاس المحرَقِ يقبض ويجفف ويلطِّف، ويشدّ ويجذب، وينقِّي القروح ويَدْمُلُها، ويجلو غشاوة العين، وينفض اللحم الزائد، ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار في البدن. وإذا شرب بالشراب الذي يقام له أدرومالي، ولعق بالعسل أو تحنك به، هيج القيء، وقد يغسل مثل ما يغسل القَلِيميا، بأن يبدل ماؤه أربع مرات إلى أن يطفو عليه شيء من الوسخ «ج» المحرَق من النحاس هو الرُّوْسَخْتَج. وهو حِرّيف، وفيه قبض. وإذا غُسل كان نافعًا، وأجوده الرقيق الأملس الأحمر من جانبيه. هو حارّ يابس في الدرجة الثالثة، وفيه حدة وقبض. ومما يوصف به النحاس أنه ينتف الشعر النابت في أجفان العين بمنقاش من طاليقون، فيمنع من أن ينبت فيها الشعر، والمحرق يسود الشعر، ويَدْمُل ويمنع الخَبَث، ويأكل اللحم الزائد، ويُحِدّ البصر، وينفع من خشونة الأجفان وصلابتها، ويسهل الماء الأصفر. والشربة منه: أكثرها درهم.(2/140)
* نُخالة: «ع» النخالة أقلّ حرارة وأكثر يبسًا عند إضافتها إلى لباب الحنطة. وقوّة النخالة مثل دقيق الكِرْسِنَّة، أجلى من دقيق الشعير. وإذا طُبخت نخالة الحِنطة بخلّ ثقيف، وضمد بها سُخْنة، قلعت الجرَب المتقرّح، وكانت نافعة من الأورام الحارّة في ابتدائها. وإذا طبخت في الشراب وتُضُمِّد بها سكنَّت أورام الثُّدِيّ التي ينعقد فيها اللبن، ووافقت لسعة الأفعى. والنخالة تجلو جلاء كثيرًا، وتسخن إسخانًا يسيرًا. وماؤها يجلو الصدر جلاء معتدلاً، ويلِّين الطبيعة. وماء النخالة المطبوخ حَسْوًا ينفع من خشونة الصدر، ومن السعال في جميع أوقاته، ويسهل النَّفْث. وماء النخالة إذا طبخت به الأحساء المسمَّنة قوّى فعلها، والنخالة نفسها إذا طبخ فيها ورق الفُجْل وضمد بها لسعة العقرب، سكن وجعها، وكذلك بالماء وحدها. والنخالة إذا نُقِعت في الخلّ، ووضعت على الجمر، واستنشق دخانها نفع من الزكام «ج» النخالة حارّة يابسة في الدرجة الأولى، فيها جلاء وتليين وتنقية كثيرة، وتلين الصدر، وخصوصًا الحسّو المتخذ من مائها مع السكر. وهي تحلل الرياح والبلغم، وإذا كمد بها المواضع التي فيها ريح حللتها. وذلك بأن تسحق وتجعل في خرقة، وتوضع على موضع الريح، وتضمد بالخلّ حارّ على الجرَب المتقرّح. «ف» هي قشور الحنطة والشعير وغير ذلك. أجودها نُخالة الحِنطة، وهي حارّة رطبة، ضمادها يحلِّل الأورام، وحسوها يلِّين الصدر.(2/141)
* نَرْجس: «ع» النرجس حارّ في الدرجة الثالثة، يابس في الدرجة الثانية. وإذا شُمّ نفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والمِرّة السوداء، ويفتح سُدَد الرأس. وشمّه ينفع الزكام البارد. وفيه تحليل قويّ، وبصله يجفف وينقِّي وينضج ويسيل القيح من القروح وينقيها ويجففها. وإذا شرب منه مثقالان بعسل قيَّأ، ويقتل الحيات التي في البطن. وزهره معتدل لطيف محلِّل، ويصدع رؤوس المحرورين إذا شمّ. وقال: أصله نافع من داء الثعلب طِلاء بخلّ. وإذا شرب منه أربعة دراهم بماء العسل أسقط الأجنة الأحياء والموتى. وإذا نقعت من أصوله ثلاثة في لبن حليب يومًا وليلة، ثم أخرجت وسحقت وطلي بها ذكر العِنِّين دون الرأس وضمد به أقامه، وفعل معه فعلاً عجيبًا. وإذا دُلك القضيب بأصله ساذجًا زاد في غلظه كثيرًا. وبزره إذا سحق وخلط بخلّ وطلي به أذهب الكَلَف والنَمش والبهَق. «ج» يسمى عَبْهرًا. وأجوده المضاعف، فإن المحدّق إذا شقّ بصله صليبًا وغرس. صار مضاعفًا. وهو معتدل في الحرّ واليبس لطيف. وقيل: إنه حارّ يابس في الدرجة الثانية. وقيل: في الثالثة. ويفتح السُّدَد التي في الدماغ، وينفع من الصداع عن رطوبة أو سوداء، ويصدِّع الرؤوس الحارّة، ويصلحه البنَفْسج والكافور. وأصله، وهو بصله، يجذب من القعر ويجلو، ويخرج الشوك والسُّلاّء، خصوصًا مع دقيق شَيْلَم، وينفع من داء الثعلب، ويفجر الرُّتَيْلات. وأكله يَهيج القيء. «ف» النرجس من الرياحين الطيبة. وهو معروف. أجوده المضاعَف الذكيّ الرائحة. وهو حارّ يابس في الثانية، يفتِّح سدد الدماغ، وينفع من أوجاع المثانة. والشربة منه: درهمان: وأصله يهيج القيء. وإذا شرب منه أربعة دراهم بماء العسل أخرج الأجنة الأحياء والموتى.(2/142)
* نِسْرِين: «ع» النِّسرين: نور أبيض. وهو ورد أبيض، وشجره ونُوّاره يشبه شجر الورد ونواره، أكثر ما يكون مع الورد الأبيض. وهو قريب القوّة من الياسمين. وسماه بعض الناس وردًا صينيًا. وهو نافع لأصحاب البلغم، ومن كان بارد المزاج. وإذا سحق منه شيء وذُرّ على الثياب والبدن طيبها. وأما نباته كله فإن له قوّة منقية لطيفة الأجزاء، وهذه القوّة في زهره أقوى، سيما إذا كان يابسًا، حتى أنه يدرّ الطمث، ويقتل الأجنة ويخرجها، وإن خلط به ماء حتى يكسر قوّته صلح أيضًا في الأورام الحارّة، سيما التي تكون في الرحم. وأصوله أيضًا لها قوّة قريبة من هذه القوّة، إلا أنها أغلظ أجزاء وأكثر أرضية، وهو يحلل الأورام الجاسية إذا صير عليها مع الخلّ. وقال: إنّ قومًا يسلقون من ورقه من الدرهم إلى الثلاثة، فيُسهل إسهالاً ذريعًا. وإذا طلي به على الآثار والكلف في الوجه قلعها. وإذا جفف وشرب منه نصف مثقال أيامًا متوالية أسرع الشيب. وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع من برد العصب، ويقتل الديدان في الأذن، وينفع من الطنين والدويّ. وينفع من وجع الأسنان. والبريّ منه تلطخ به الجبهة، فيسكن الصداع. وأصنافه تفتح سُدَد المَنْخِرين، وتنفع من أورام الحلق واللوزتين. وإذا شرب منه أربع دَرْخَمَيَات سكن القيء والفُواق. وخصوصًا البريّ. وهو نافع لأصحاب المِرّة السوداء الكائنة عن حَقْن البلغم. وقد يسخن الدماغ ويقوّيه ويقوّي القلب إذا أديم اشتمامه، ويحلل الرياح الكائنة في الصدر والرئة، ويخرجها بالعُطاس. وإذا تُدلك به في الحمام مسحوقًا طيَّب رائحة البشرة والعرق. «ج» هو كالياسَمين في أفعاله، وأضعف منه، ودهنه كدهن النرجِس. وهو حارّ يابس في الأولى. وهو منقّ ملطف، ينفع من برد العصب. وهو يقتل الديدان في الأذن، ويفتح سُدَد المَنْخِرين، وينفع من طنين الأذن ودَوِيّها، ويسكن القيء والفُواق. «ف» هو ضرب من الرياحين، في قوّة الياسمين. وأجوده الأبيض الطريّ(2/143)
الحديث. وهو حارّ يابس، يسكن القيء والفواق، وينفع من وجع الأذنين. وقيل: إنه يسهل مَرارًا أسود، ويقوّي الصُّلْب، ويسمن البدن، ويُحدّ الذهن، ويشفي القوابي، وينفع من وجع الأمراض السوداوية. والشربة منه: ثلاثة دراهم.
* نَسْر: «ع» هو طائر معروف، كبير الجسم، كثير الطيران. وهو من أقدر الطيور في العلوّ إذا استعلى طيرانًا، وربما طار من المشرق إلى المغرب، ثم انصرف من يومه. ولحمه حارّ يابس، إذا أكل نفع من التشنج. وهو أغلظ من لحوم الطير وأذفرها وأزهمها، ويولد مِرّة سوداء، وقد يقارب في الشَّبَه لحوم الكَراكيّ ويجانسه. وإذا اكتحل بمرارته سبع مرات بماء بارد، وطُلي منها حوالى العين، نفع من نزول الماء فيها، وإذا أذيب شحمه وقطر في الأذن حارًّا نفع من الصمم، لا سيما إذا تُوُولي عليه.(2/144)
* نَشا: «ع» وهو النَشاسْتَج. وأجوده ما عمل من الحنطة الجيدة، وهو يصلح لسيلان المواد من العين، والقروح العارضة لها. وإذا شرب قطع نزف الدم، ولين خشونة الحلق. وقد يخلط باللَبن وببعض الأطعمة. وهو يبرد ويجفف أكثر من الحنطة، وإذا خلط النَّشا بالزعفران، وطلي به الوجه أذهب الكَلَف. وهو يجفف الدمعة، وقروح العين. وإذا قلي حبس البطن. وأجوده ما كان نقيًا. والعذب المذاق الحلو منه، إذا أخذ كما هو في لبن النساء أو رقيق البيض، سكن قُرْحة العين، ولين خشونة الجفون. وإذا صنع منه حسو مبالغ في طبيخه مع شحم ماعز، نفع من السَّحْج، ومن الانطلاق، ومن إفراط الدواء المسهل. وإذا احتمل به مَقْلُوًّا نفع من السحج، وهو يولد السُّدَد. وهو صالح للصدر والرئة، ويلين الخشونة منهما، ويمنع نوازل الزكام. «ج» أجوده الهشّ. وهو بارد يابس في الأولى، وقيل إنه في الثانية رطب. وهو لزج، يقوّي ويلين. وإذا طبخ بثلاثة أمثاله ماء، وأضيف إليه السكر ودهن اللوز، نفع من السعال وخشونة الصدر والحلق وقصبة الرئة. وهو يَدْمُل القروح في العين وغيرها، ويمنع من الإسهال، وخصوصًا إذا قلي. وإذا طلي بشراب على نهشة الأفاعي نفع. وقيل: إنه أقلّ غذاء من جميع ما يعمل من الحِنطة، وأبطأ انحدارًا. «ف» هو لُبّ الحِنطة المغسولة، معروف. أجوده الأبيض الحديث النقيّ. وهو بارد يابس في الأولى، يلين الصدر، ويمنع النوازل، ويعقل البطن. والشربة: درهمان.(2/145)
* نُشارة الخَشب: «ع» ما كان منها من خشبي له قبض وجِلاء بمنزلة خشب بعض الشوك، فهي تنقِّي القروح الرطبة وتجلوها، ومتآكل الخشب العتيق الذي يشبه الدقيق إذا تضمد به نقى القروح الرطبة وجلاها ودملها، وإذا خلط بمثله من الأنيسون وعجنا بخل، وصيرا في خرقة، وأحرقا وسحقا وذرّ على القروح النملية، منعها من أن تسعى في الجسد. ونشارة خشب الأرز حارَة يابسة، إذا خلطت بالحناء وتدلك بها نفعت من الجرب الرطب، وإذا تدخن بها طردت الهوام وتقتل البقّ. «ج» طبعها طبع شجرها. ونُشارة الخشب المتآكلة تَدْمل، خصوصًا إذا كانت من شجرة قابضة كالشوك. ونشارة العاج إذا شربت منها المرأة التي لا تحبل في كل يوم هيأها إلى الحبل ونفعها.
* نُضار: «ع» هو الأثل النابت في الجبال. وقد ذكر الأثل.
* نطرُون: «ع» قد ذكر في المِلح. «ج» هو البُورَق الأرمَنِيّ. وأجوده ما جلب من نواحي مصر. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، وقيل إن حرّه في الثالثة، ينفع من القُولَنج الشديد المبرّح. وقدر ما يؤخذ منه نصف مثقال. وهو يرقِّق الأخلاط الغليظة، ويقلع بياض القَرْنِية. «ف» هو البُورَق الأرمنيّ. وألوانه مختلفة. وأجوده ما جلب من نواحي مصر. وهو حارّ يابس في الثانية، يسكِّن المغص إذا سحق بزيت، ويدخل في أدوية القُولَنج. وهو رديء للقلب والصدر. والشربة منه: نصف مثقال.(2/146)
* نُعْنُع: «ع» له قوّة قابضة مسخنة مجففة، فإذا شربت عصارته مع الخلّ قطعت نفث الدم. وهو يقتل الدود الطوال، ويحرّك شهوة الجماع، وإذا شرب بماء رُمان حامض سكن الفُواق والغَثْي والهيضة. وإذا تُضمد به مع السويق حلّل الدُّبيلات. وإذا وضع على الجبهة سكن الصداع. وإذا ضمد به الثدي الذي قد وَرِم من تعقُّد اللبن فيه، سكن ورمه. وإذا تضمد به مع الملح نفع من عضة الكلْب الكلِب. وإذا خلطت عصارته بماء القراطن وافق وجع الأذن. وإذا احتملته المرأة قبل وقت الجماع منع الحبل. وإذا دلك به اللسان الخشن لانت خشونته. وهو طيب الطعم، جيد للمعدة، يدخل في التوابل. وإذا وضع في اللبن الحليب حفظه من التجبُّن. وإذا مضغ نفع من وجع الأسنان وَحِيًا. وإذا مضغ ووضع على لدغة العقرب نفع منها منفعة عجيبة. وإذا سعط منه صاحب الخنازير الظاهرة في العنق ثلاث مرات، بوزن دانق من عصارته، مع دهن، نفع ذلك نفعًا بليغًا. وينفع البواسير ضِمادًا بورقه، وهو أنجح دواء. وبالجملة، فهو دواء موافق للمعدة مأكولاً وضمادًا، ويسكن الفواق إذا كان من ريح غليظة أو من أخلاط مؤذية لفم المعدة. وإذا خلط بالخلّ كان أبلغ في ذلك، ويقطع القيء البلغميّ الحادث عن ضعف فم المعدة. وإذا مضغ مع شيء من عود أو مَصطكى نفع من الفُواق ومن الخفقان، وهو من الأدوية المقوية للقلب. وأما مزاجه فيشبه أن تكون حرارته في آخر الأولى، ويبسه في آخر الثانية. «ج» أجوده البستانيّ الغضّ، وأجود يابسه ما جفف في الظلّ. وهو معتدل، وفيه رطوبة فَضْلية. وقيل إنه حارّ يابس في الدرجة الثالثة، ويبسه في الأولى. وهو ألطف البقول المأكولة جوهرًا، وإذا تركت منه طاقات في اللبن لم يتجبَّن، وعصارته تقطع سيلان الدم من الباطن. وهو مع السويق تضمد به الدُّبيلات، وتضمد به الجبهة للصداع مع سويق الشعير. وهو يمنع قذف الدّم ونزفه، ويقوي المعدة ويسخنها، ويسكن الفواق الحادث عن الامتلاء، ويهضم إذا أخذ منه(2/147)
اليسير، ويتخم إذا أخذ منه الكثير، ويمنع القيء البلغمي والدموي، ويمنع من اليرقان، ويعين على الباءة، ويقتل الديدان، وإذا احتمل قبل الجماع منع الحبل. «ف» من البقول المعروفة. وهو بريّ وبستانيّ. وأجوده البستانيّ الذكيّ الرائحة. وهو حارّ يابس في الثانية، يقوّي المعدة، ويمنع القيء البلغميّ وينقي الديدان. والشربة منه: درهم.
* نِفْط: «ع» هو صفوة القير البابليّ. ولونه أبيض وقد يوجد ما هو أسود، وللنفظ قوّة يسلب بها النار وإن لم يماسها. وهو نافع من الماء النازل في العين والبياض، وهو حارّ في الدرجة الرابعة، يدر الطمث والبول، وينفع من السُّعال العتيق والبُهْر ووجع الوَرِكين ولسع الهوامّ طلاء، والأبيض أقوى فعلاً، وهو صالح لتنقية الديدان الكائنة في الشِّرَج إذا استعمل في فَرْزَجة، وهو لطيف، وخصوصًا الأبيض، محلِّل مذيب مفتِّح للسُّدَد نافع من أوجاع المفاصل، ويسكن المغَص، ويكسِر من بروز الرحِم ورياحها، وهو يخرج المَشِيمة والأجنة الميتة، ويدحَن به لاختناق الرحم. ويدل النفظ الأبيض والأسود: ثلثا وزنه دهن بَلَسان، وثلثا وزنه من حبّ الصنوبر، ووزنه من صمغ الجاوْشِير. «ج» النِّفْط الأبيض هو معدِن. وقد يُصَاعَد الأسود بقَرْع أو أنبيق، فيخرج أبيض، وأجوده أشده بياضًا. وهو حارّ يابس في الرابعة، وقيل إنه رطب. وهو لطيف محلل، يفتِّح السّدَد وينفع من أوجاع الوَرِكين والمفاصل واللَّقْوة والفالج وبياض العين والماء النازل فيها، ومن الربو والسعال المزمن، وينفع من اللُّسوع طِلاء، ويخرج الأجنة الموتى، والمشيمة المحتبسة، ويقتل الديدان وحبّ القَرَع، والنِّفْط الأسود هو صفوة القار البابليّ، وهو حارّ يابس، إذا اتخذ منه فتيلة قتل الديدان. وهو يردّ الرحم البارزة. «ف» معروف. وهو صنفان أبيض وأسود، أجوده الأبيض الذكيّ الرائحة. وهما حارّان يابسان، ينقِّي الأمعاء، وينفع من الفالج واللَّقوة، ويضرّ بالرئة وآلات النَّفَس.(2/148)
وترفع مضرّته بلعاب السفرجل. والشربة منه: درهم.
* نَمَّام: «ع» منه بستانيّ فيه رائحة من رائحة المرْزَنْجُوش، ويستعمله الناس في الأُكلة. وهو الدبيب، لأنه يدِبّ في الأرض. وقوّته قوّة حارّة يبلغ من إسخانها أنه يدرّ الطمث والبول. وطعمه أيضًا شديد الحدّة. ومنه غير بستانيّ، وليس يدِبّ في نباته. بل هو قائم، وله أغصان دقاق في مقدار ما يصلح لفُتُل القناديل. وأغصانه مملوءة ورقًا شبيهًا بورق السَّذاب، إلى الدقة ما هو، أطول وأصلب من ورق السَّذاب. وزهره حِرّيف المذاق. ورائحته طيبة، ولا ينتفع به، وينبت بين الصخور. وهو أقوى وأسخن من البستانيّ، وأصلح في أعمال الطبّ؛ وذلك أنه يدر الطمث إذا شرب، ويدر البول، وينفع من المغَص وأوجاع العضَل وأطرافها، ومن ورم الكبِد الحارّة ويوافق ضرر الهوامّ إذا شرب أو تضمد به، وإذا طبخ بالخلّ ثم صير معه دهن ورد وصبّ على الرأس سكن الصداع، وإذا شرب منه أربع دَرْخَميات بخلّ سكن قيء الدم. وهو حارّ في الثالثة، يابس فيها، يقاوم العُفُونات، ويقتل القمل، وينفع من الأورام الباردة ومن القلغمونيّ الشديد الصلابة. وينفع من الديدان وحبّ القَرَع، ويخرج الجنين، وخاصة الميت، وهو يطيب رائحة الشعر الذي في الرأس والذقن إذا تدلك به بعد الخروج من الحَمَّام وينفع من السُّدَد المتولدة من الكَيموسات الغليظة في الدماغ، وسُدَد المَنْخِرين. وخاصته النفع من لسع الزُّنبور إذا شرب منه مثقال بسَكَنجبين. وقد تقدم فيه القول في السيسنبر في حرف السين بما يشبه هذا القول في النمام، ولم يقل هو النمام، ولا قال هنا هو السِّيسنبر. «ج» هو يسمى نمام الملك، ويسمَّى السِّيسنبر، ويسمى نمامًا لسطوع رائحته، نمّ بذلك على نفسه، ومن تلبس به. وأجوده المُشْبَع الخضرة الذكيّ الرائحة. وهو حارّ يابس في الثالثة، وقيل في الثانية، ومنافعه كما تقدم. «ف» يقال له بالفارسية سيسنبر، حارّ يابس في الثالثة، ينفع من الفُواق إذا(2/149)
شرب بشراب، ويقتل الدِّيدان. والشربة منه: درهمان.
* نَمْل: «ع» قال عن تَياذُوق: إنّ نمل المقابر الكبير منه إذا سحق بخلّ ولطخ به البرص بعد الإنقاء أزاله وَحِيًّا، وإن أخذ من النمل الكبير الأسود مائة عددًا، فتغرق في نصف أوقية من دهن الرازقيّ وتترك فيه ثلاثة أسابيع، ثم يدهن به الإحليل، فإنّه يسرع الإنعاظ، ويوَتِّر القضيب، ويصلب عصبه. وإذا سحق بالماء وطُلي به الآباط بعد نتفها أبطأ نبات الشعر فيها.
* نمر: «ع» هو حيوان فيه شَبَه من الأسد، إلاّ أنّه أصغر منه، منقط الجلد نقطًا سودًا. ودمه إذا لطخ به الكلف وترك إلى أن يجفّ أبرأه. وإذا احتيج إلى عودته أعيد عليه. وشحمه حارّ يابس، إذا تدهن به للفالج كان من أنفع الأشياء في علاجه، ولا يعدّله في ذلك دواء، ومرارته لا تقرب لفرط رداءتها. وقد قدّر لذلك قدر، فالأولى ألاّ يذكر. وكذا مرارة البَبْر، وهو سبع عظيم.
* نَمكسود، وقديد: «ع» لحم القديد والنَّمكسود يناسب اللحم الطري الذي يعمل منه، إلاّ أنّ التلميح يزيده فضل يبس وحرارة وبطء انهضام. وأمّا القديد فيزيد على ذلك كيفية أخرى بحسب الأبازير التي طبخت عليه. وهي بالجملة قليلة الغذاء بالإضافة إلى اللحم الطريّ. ويصلح لمن يريد تجفيف بدنه، ويضرّ بمن يعتريه القُولَنج، ويورث إدمانه الحِكَّة والجَرَب، ويجعل الدّم سَوْداويًّا غليظًا، وهو صالح للمستسقين إذا لم يكن كثير الملح، وكان نقع بالخلّ قلّ تقديده وطرحت عليه البزور المدرّة للبول. «ج» نَمكسود: هو اللحم إذا شُرِّح وجعل عليه الملح الأبازير. وأجوده السَّمين الرّطب. وهو حارّ مجفِّف، ينفع المصارِعين وأصحاب البلغم والرّطوبة، وهو قليل الغذاء، يخاف منه القولَنج، ويصلحه طبخه بدهن ولبن.(2/150)
* نُوشادر: «ع» هو صِنْفان: طبيعيّ وصناعي. فالطبيعيّ ينبُع من عيون حَمِئة في جبال بخراسان. وأجوده الطبيعيَّ الخراسانيّ، وهو الصافي كالبِلَّور. وقال: النوشادر صنف من الملح محتفر، يخرج من معدنه حَصًى صُلْبًا، ومنه شديد الملوحة يَحْذي اللسان حذيًا شديدًا. ومنه ما يكون من دخان الحمامات التي يحرق فيها الزِّبل خاصة. وأصنافه كثيرة: فمنه المُنَكَّت بسواد وبياض. ومنه الأغبر، ومنه الأبيض الصافيّ التنكاريّ. والنُّوشادر حارّ يابس في آخر الدرجة الثالثة، ملطِّف مُذِيب، ينفع من بياض العين، ويشُدّ اللهاة الساقطة إذا نُفِخ في الحلق، وينفَع من الخوانيق، ويلطِّف الحواسّ. وخاصيته: الجَذْب من عمق البدن إلى ظاهره، فهو لذلك يجلو ظاهر البدن ولا يغسله، وإذا حلّ بماء ورُشّ في بيت لم تقربْه حية ولا عقرب وإن صُبّ في كَوّاتها ماتت. وإذا سحقت بماء السَّذاب وتُجُرّع منه قتلَ العلَق. وإذا رُبِّب بدُهن ولُطِخ به على الجَرَب السوداويّ في الحمام جلاه وأذهبه. وإذا خُلِط بدهن البيض ودُهِن به البَرَص بعد الإنقاء أبرأه ونفع نفعًا بينًا، لا سيّما إذا أُدمِن عليه. وبدله: وزنه شبّ، ووزنه بُورَق، ووزنه ملح أندرانيّ. «ج» يقارب طبع الملح. وأجوده الصافي البِلَّوْرِي. وهو حارّ يابس في آخر الدرجة الثالثة، وهو ملطف مذيب، على ما تقدم القول فيه. «ف» هو معروف، معدنيّ وصناعيّ. أجوده الصناعيّ والتِّنكاريّ الصافي. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من بياض العين، ويرفع اللهاة الساقطة بنفخه فيها، وينفع من الخوانيق البلغمية إذا عمل مع أدوية أخَر، ويُنفَخ في الحلق، ويستعمل منه: نصف درهم.(2/151)
* نَوَى التمر: «ع» فيه قَبض وتغرِية يسيرة، ينفع بها القروح الخبيثة محرَقًا، فإن غسل بعد إحراقه وسحق وأمِرَّ بالمِيل على شعر العين أنبت الهُدْب. وإذا اكتُحِل به نفع من قروح العين، وذهب مذهب التُّوتِياء، وإن خلط بالسُّنْبل الهنديّ كان أبلغ في إصلاح الهُدْب. وشرب ماء طبيخه ينفع من الحصى.
* نُورَة: «ع» هو الكِلْس. وقد ذكر الكِلْس في حرف الكاف.
* نَيْلَوْفَر: «ع» هو اسم فارسيّ معناه النِّيليّ الأجنحة، والنيليّ الأرياش. وربما سُمِّي بالسُّريانية ما معناه: كُرْنُب الماء. وهو نبات ينبت في الآجام والمياه القائمة، ومنه ما يكون داخل الماء، وقد يظهر عليه، وله ورق كثير من أصل واحد، وزهر أبيض شبيه بالسَّوسَن، وسطه زفرانيّ اللون، إذا طُرِح زهره كان مستديرًا شبيهًا بالتُّفاحة في الشكل والخشخاشة، وفيه بزر أسود عريض مُرّ لزج، وله ساق ملساء ليست بغليظة، وأصل أسود خشن، شبيه بالجَزَر. ومتى شُرِب الأصل بالشراب نفع من الإسهال المزمِن وقُرحة الأمعاء، وحَلَّل ورم الطِّحال. وقد يُشرَب للاحتلام فيسكنه، وإذا أخَذَ يشربه أيامًا أضعف ذكره. وبزره أيضًا يفعل ما يفعله الأصل في هذه الأشياء جميعًا. وقوّة الأصل قوّة تجفف بلا لذْع، فهو لذلك يحبس البطن، ويقطع سيلان المنيّ ودُروره الكائن بلا احتلام، أو بإفراط خروجه على أيّ وجه كان. وزهره ينوّم ويسكن الصداع. وشرابه شديد التطفئة، نافع من الحميات الحادّة. وقال: النيلوفر قد يقرب في أحكامه من الكافور، إلاّ أنّه يبرد ويرطب كثيرًا، فإن أفرط عُمِل بالزعفران والدارصينيّ وهو بارد في الدّرجة الثانية، لطيف الأجزاء، غَوّاص يذهب بالسهر الكائن من الحرارة: وشرابه صالح للسُّعال والأوجاع الحادثة في الجنب والرئة والصدر، ويليِّن الطبيعة ويبرّد. وهو أكثر ترطيبًا من البنفسَج. «ج» لَيْنَوْفَر، بتقديم اللام، ويسمَّى حَبّ العَروس، وأصل اللَّينوفر الهنديّ في حكم اليبروح. وأجوده(2/152)
الأسمانجونيّ. وهو بارد رطبّ في الدرجة الثالثة. وأصله ينفع إذا جعل على البهق بالماء. وهو ينفع من الأورام الحارّة ضمادًا، وأصله ينفع من القروح. وهو منوِّم مسكن للصداع الحارّ، وينفع الاحتلام، ويكسر شهوة الباءة إذا شرب منه درهم بشراب الخشخاش، ويجمد المنيّ بخاصة فيه. وأصله ينفع أوجاع المثانة ضِمادًا. وبزره ينفع النزف. وإذا أُغْلِي بالماء وصُبّ على رأس من نالته حرارة نفعه. وقيل إن شربه يضرّ بالمثانة، وإنّه يصلحه السُّكر الطَّبَرْزَذ. «ف» هو من الرياحين المعروفة. وأصله أبيض وأسود. وأجودُه الأسْمانْجونيّ المجفف في الظلّ. وهو بارد رطب في الثالثة، ينفع من الشقيقة والصداع، ويسهِّل الطبيعة، وهو غير موافق للمعدة، ويصلح لها معجون الورد والمَصطكى. والشربة منه: ثلاثة درهم.(2/153)
* نِيْلَج: «ع» هو النِّيل، وهو العِظْلم. وهو الذي يستعمله الصَّبَّاغون، وليس هو الذي ذكره ديسقُوريدُوس، لأن الذي ذكره ديسقورِيدُوس قال: هو ورق يشبه ورق لسان الحمل. وأشد سوادًا منه وألزج، وله ساق أطول من ذراع، ومنه بريّ، ورقه أكبر يشبه ورق الخَس. وأقول: هذه الصفات تبعد عن صفة النِّيلَج المعروف. وقال: أما النِّيلَج المعروف عند الصبَّاغين، فهو نبات له ساق، وفيه صلابة، وله شُعَب دِقاق، عليها ورق صغار مَرَصّفة من جانبين، يشبه ورق الكَبر إلاّ أنّه أشدّ استدارة منه، ولونه إلى الغُبْرَة والزرقة، وساقه مملوءة من خراريب فيها بزر، تشبه خراريب الكِرْسِنَّة، إلاّ أنها أصغر، ولونها إلى الحمرة. وهذا النبات هو العِظْلم، ويتخذ منه النِّيل، بأن يغسل ورقه بالماء الحارّ، فيجلو ما عليه من الزرقة، وهو يشبه الغُبار على ظاهر الورق، ويبقى الورق أخضر، ويترك ذلك الماء، فيرسب النِّيلَج في أسفله كالطين، فيصبّ عنه الماء، ويجفَّف ويرفع. والأطباء الذين ذكروا النِّيلَج في الكتب لم يعلموا أن النيل الذي ذكره ديسقوريدوس وجالِينُوس غير هذا، فلذلك خلطوا القول فيه، ووصفوا له وصفًا أضافوا إليه ما ليس منه. وقوّة هذا النيل الثاني مبرِّد لا محالة، وهو يمنع من جميع الأورام في الابتداء. ويقال: إذا شرب منه يسير جدًّا قدر أربع شعيرات محلولات بماء، سكن الأورام الحارّة والدم، وأذهب العِشق قبل تمكنه. وزعم قوم أنه ينفع أيضًا لقروح الرئة والشَّوْصَة السوداوية، ويقطع دم الطمث، ويجلو الكلف والبهق، وينفع من داء الثعلب وحرق النار. وإذا شرب من النِّيل الهندي والكرمانيّ درهمان في أوقية ورد مربى، نفع من الوحشة والاغتمام، وأذهب الخفقان، وخاصة إذا خلط بمثل نصف وزنه مَرْداسَنج وفُلْفُل ودهن ورد وشمع، وطلي به الأُكلة، نفع منها. وينبغي أن يتقدّم في غسلها بماء لسان الحَمَل وعسل. مجرّب. وينفع من قروح الرأس إذا حلّ بخلّ ولطخ به، وإذا(2/154)
تمادى على التضمد به صاحب الخنازير المتفجرة، حلَّل باقي صلابتها ودَمَلَها. وبدّله إذا عدم: وزنه من دقيق الشعير، وثلثه من مامِيثا. «ج» النِّيل: حشيش. منه بستانيّ، ومنه بريّ. وعصارته هو النِّيلَج. وشجرته: هي العِظلم. وأجوده ورقه الأخضر الضارب إلى الحمرة. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية. وقيل إنه بار في الأولى. وقيل بارد باعتدال، متوسط بين الرّطوبة واليبوسة. وهو قابض، يمنع النزف، ويجلو الكَلَف والبهق، وينفع من داء الثعلب، والجراحات الرديئة في الأعضاء الصلبة، والعروق العفِنة، ويخرج الشوك، وينفع في سعال الصبيان الذي يقتلهم. وعصارته تنفع إذا سقيت لأصحاب الاستسقاء مع فلوس خِيار شَنْبَر. قال: ويضرّ الورمَ الرَّهِل. «ف» هو من العصارات المعروفة. وهو بريّ وبستانيّ، أجوده الطافي فوق الماء. وهو حارّ يابس في الثانية، ينفع انفجار الدم، ويصلح الجراحات العتيقة. وشربته: نصقف مثقال.
* نِيطافِلُن: «ج» مجفِّف بغير حدّة ولا لَذْع، يقطع النزف ضمادًا، وتضمد به الدُّبيلات والخنازير والصلابات والدّاحس والجرب وأوجاع المفاصل وعرق النَّسا. وورقه يشرب للصداع ثلاثين يومًا، وعصارة أصله لوجع الرئة والكبد واليرقان. «ف» هو من اليَتُوع، ويسمَّى: بخمسة أوراق، وأجوده أصله الحديث الأحمر. وهو حارّ مجفّف، ينفع من أوجاع المفاصل وعرق النَّسا والجرب. والشربة منه: درهمان. وقال: هو ينفع من الفَتْلة شربًا وضمادًا. «ز» قال: ذو الخمسة الأجنحة، وذو الخمسة الأقسام: هو النِّيطافِلُن. ولم يذكر منافعه ولا هيئته.
حرف الهاء
* هال: «ع» هو القاقُلَّة الصغيرة، وقد ذكرت القاقلَّة الصغيرة والكبيرة في حرف القاف.(2/155)
* هالُوك: «ع» هو عند أهل مصر وإفريقية: اسم لنوع من الطِّراثِيث، وهو الجُعْفيل. وباليونانية: أوروبَنْخي. ومعناه: أسد العَدَس. وقد ذكر أسد العدس في حرف الألف. وعند أهل العراق: هو التراب الهالك، وهو سَمّ الفأر. وأهل المغرب يسمونه: رَهَج الفأر. وهو الشُّك. وقد ذكر الشُكّ في حرف الشين المعجمة بعدها كاف.
* هَبِيد: «ع» هو حبّ الحنظل. وقد ذُكر الحنظل في حرف الحاء.
* هُدْبة: «ع» هو حمارُ قَبَّان. وهو دابة سوداء صغيرة، تكون في أثر رطوبات الماء، وعند الجِرار، وفي الطرقات الندية. وهي كثيرة الأرجل، تستدير حين تُلْمس. وقال: إذا شربت نفعت من عسر البول واليرقان. وإن لُف حِمار قَبَّانَ وعُلِّق على من به حُمَّى مثلثة، قلعها أصلاً.
* هُدْهُد: «ع» لحمه إذا طبخ بماء وشِبْت، وسقي من مائه، وطعم من لحمه. نفع من القُولَنج. وعينه إن عُلِّقت على صاحب النسيان ذكر ما نسيه. وإن علِّقت على من يُخاف عليه الوقوع في داء الجُذام أمن ما دام معلقًا عليه، وإن كان قد وقع أوقفه. وإن بخر بريشه بيت طَرْد الهوامّ عنه. وإذا حمله إنسان خاصم إنسانًا قَهَر خصمه، وقضيت حوائجه، وظفر بما يريد. ودمه إذا قطر على البياض الذي يكون في العين أذهبه، وإن بُخِّر به بُرْج حمام لم يقربه شيء يؤذيه. وإن علق هدهد بجملته وهو مذبوح على باب بيت، أمن كل من فيه من السِّحر وعين العائن. وإن أطعم المصاب من لحمه، واستعط من دماغه بدهن الخلّ أبرأها، وإن يبس مِعَى الهدهد وسحق مع السَّوْسَن، وحُلّ بدهن الخلّ ساعة يعصر، ودّهن به الشعر سوّده وجعده، ومن عَلَّق عليه لحاه الأسفل أحبه الناس. وإن بخر بجناحه قرية النمل ذهب بهنّ. وإن بخر المجنون بعُرْفه نفعه. ولحمه إذا بخر به مسحور أو معقود عن النساء أبرأه.(2/156)
* هَرْنُوَة: «ع» ويقال: قَرنوة. ويقال لها: ثمرة شجرة العُود. والهَرْنُوة: هي الفُلَيْفِلة. وهي في صورة الفُلْفُل الصغير، إلاّ أنّها لون إلى الصُّهوبة. وفيها قوّتان متضادتان من الحرارة والبرودة. وهي جيدة لوجع الحَلق، وتليِّن البطن. وهي حارّة رطبة، وفيها جلاء يسير. وقال عن بعض الأطباء: وبدل الهرنوة: وزنها من القاقلة الصغيرة. «ج» الهَرْنُوة يشبه الفُلْفُل إلاّ أنّه أصغر منه، لونه إلى الصفرة، عَطِر يشبه العود في رائحته. وهو معتدل. وقيل إنّه حارّ رطب، يقوّي المعدة والهضم. وطبيخه يذيب الحصاة، ويدرّ البول. «ف» مثله. والشربة منه: خمسة دراهم.
* هُرْد: «ع» هو الكركم. وقد ذكر في حرف الكاف.
* هَرْطَمان: «ع» هو صنف من الحبوب. وهو القَرْطَمان. وهو الخَرْطال. وقد ذكره في حرف الخاء المعجمة. وقال في الخرطال: إنه قريب من الشعير، وإنه ينبت كنبات الحنطة، وله ثمر في غُلُف مقسومة بقسمين، يقرب فعل ضِماد ثمرته من ضماد الشعير. والهَرْطَمان أيضًا عند أهل العراق: هو الجُلُبَّان. وهو غير القَرْطَمان. «ج» هذا الحب كالمتوسط بين الشعير والحِنطة. وسويقه أقبض من سويق الشعير. وهو معتدل بين الحرّ والبرد إلى الرّطوبة. وقيل إنّه شديد الحرارة يابس. وهو مجفف بغير لذع، وفيه تحليل وقبض. «ف» حبّ مدورّ أسود اللون، أجوده الحديث المُكتنز. وهو معتدل إلى الرّطوبة، نافع للصدر والرئة. ومن السعال المزمن. ويؤخذ منه مقدار الحاجة. وقال فيه ما قال صاحب المنهاج.
* هَزَارجُشان: «ع» تأويله بالفارسيّة: ألّف ذِراع. وهو الفاشرا بالسريانية، وقد ذكر الفاشرا في حرف الفاء.
* هَشْت دِهان: «ع» هو عود هنديّ حارّ، يابس في الثالثة، خاصيته النفع من النقرش. وبدّله إذا عدم: وزنه من القَنْطَرْيُون الدقيق.(2/157)
* هِلْيَوْن: «ع» هو الإسْفَزاج عند أهل المغرب. ومنه بستانيّ، يتخذ في البساتين بالديار المصرية. ورقه كورقة الشَّبْت. ولا شوك له، وله بزر مدوّر أخضر، ثم يسودّ ويحمرّ، وفي جوفه ثلاث حَبَّات كأنّها حبّ النِّيل صُلْبة. ومنه صنف كثير الشوك. وقوّة هذه الحشيشة قوّة تجلو، ليس لها إسخان بَيِّن، ولا تبريد ظاهر، إن وضعت من خارج، ولذلك صارت تفتح سُدَد الكبد والكُليتين، وخاصة أصلها وبزرها، وتشفي أيضًا من وجع الأسنان، لأنها تجفف من غير أن تسخن. وإن سُلِق سَلْقة خفية وأُكل، لَين البطن، وأدرّ البول. وإذا طبخت أصوله وشرب طبيخها، نفع من عسر البول واليرقان وعرق النَّسا ووجع المِعَى. وإذا طبخت بشراب نفع طبيخها من نهش الرُّتَيلاء. وينفع بزره مما ينفع منه الأصل. وهو حارّ رطبّ في آخر الدرجة الأولى وأول الثانية، مغير لرائحة البول، زائد في الباءة، مفتِّح للسُّدَد التي تعرض في الكبد والكُلى، نافع من وجع الظهر العارض من الريح والبلغم، وينفع من وجع القُولَنج. وإن أكثر منه غَثَّى. وهو يسخن البدن سخونة معتدلة، ويزيد في الباءة، ويسخن الكُلَى والمثانة، وينفع من تقطير البول الذي من برودة، وللمشايخ والمبرودين، ولوجع الظهر والورك العتيق، صالح للصدر والرئة، وليس بجيد للمعدة، بل وربما غَثَّى ولا سيما إذا لم يُسلَق، وليس يحتاج المبرودون إلى إصلاحه، وأمّا المحرورون فليأكلوه بعد سلقه وتمقيره بالخلّ والمُرِّيّ. ومن كان محرورًا فليطرح منه في المُطَيَّرة ونحوها. وإذا أُكل بعد الطعام غَذّى أكثر منه قبل الطعام. وهو حسن التغذية، حميد التنمية، يلطف ويهضم سريعًا. والبستانيّ: أعدل وأرطب، وأكثر غذاء من سائر البقول، زائد في المنيّ. والبريّ أكثر يُبْسًا وجفافًا منه. والصَّخْريّ أقلها رطوبة، وأقواها جلاء من غير إسخان ولا تبريد، ويدرّ الطمث. وماؤه وبزره يفتت الحصاة التي في المثانة والكُليتين، إذا شرب مع العسل وشيء من دُهن(2/158)
البَلَسان. وأكله يُحِدّ البصر، وينفع من ابتداء نزول الماء في العين. وإذا سحق أصله ووضع على أصل الضرس الوجع قلعه بلا وجع. «ف» هو أغصان غَضَّة مائلة إلى الخضرة. ويختار منه الطريّ الذي قطع في وقته. وهو معتدل، ينفع من وجع الظهر، ويزيد في المنيّ وشهوة الباءة، وينفع من الرياح الباردة وأوجاع الوركين وعرق النَّسا والفالج والنِّقرس، إذا استعمل على سبيل الأغذية، وإذا أخذ منه وجُفف في الظلّ، ثم أحرق وأخذ من رماده جزء، ومن العسل المصفى جزآن، ويستعمل ثلاثة أيام، كل يوم على الريق ثلاثة دراهم، فتت الحصى من الكُلى والمثانة، وقوَّى مجاري البول، ونفع من عُسْره وعسر الحَبَل.
* هَليلَج: «ع» هو أربعة أصناف: أصفر، وأسود هنديّ، وكابُلِيّ كبار، وصنف حَشف دقيق، يعرف بالصينيّ. والمختار من الهَليلج الأصفر ما اصفر لونه، وقرب من الحمرة، وكان رزينًا ممتلئًا ليس بنخر ولا ممتصّ. والأصفر منه يسهِّل المِرّة الصفراء، والأسود الهنديّ يسهل السوداء. وأمّا الذي فيه عُفوصة فلا يصلح للإسهال، بل يَدْبُغ المَعِدة. ولا ينبغي أن يُتخذ للإسهال، لكن ماؤه مع السكَّر. والأصفر بارد في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، يدبغ المعدة ويقوِّيها، وينفع من استرخائها وهو أشدّ بردًا من الكابُليّ، ويسهل الصفراء وشيئًا من البلغم. والشربة من جِرْمه: ما بين ثلاثة دراهم إلي عشرين درهمًا. وإصلاحه إذا شرب مدقوقًا مع الماء الحارّ: أن يُخلط بالسكر أو بالتَّرْنجَبِين، ليمنع من شدّة قبضه. وإذا طُبخ مع الإجَّاص والعُنَّاب والسَّبِسْتان وشرب، كان أصلح؛ لأنّ في هذه الأدوية لُزوجات مَغَرِّية، تكسر من قبضه، ويكسر هو من لُزُوجتها، فيعتدل قبضه، فيكون دواء نافعًا. ومقدار ما يشرب منه، مدقوقًا مخلوطًا بالسكر، ملتوتًا بدهن اللوز الحلو: من خمسة دراهم إلى سبعة دراهم. ومحلولاً بالماء: من عشرة دراهم إلى خمسة عشر درهمًا. وأجود الهَليلَج ما رسَب في الماء.(2/159)
والهَليلج الأسود بارد يابس في الدرجة الأولى، دابغ للمعدة والمقعدة، مقوّ لهما، حابس للطبيعة بقبضه. وينفع للبواسير. وخاصته: إسهال المِرّة السوداء المتولدة عن احتراق الصفراء، ويسهل المِرَّتين. والشربة من جرمه: ما بين درهمين إلى خمسة دراهم. ومن نقيعه أو طبيخه: من خمسة دراهم إلى أحد عشر درهمًا.
والكابُلِيّ يؤتى به من كابُل، وهو أفضل الهَلِيلَجات، وهو أسود دَسِم، أطيب طعمًا من غيره. والمختار منه: ما قرب لونه إلى الحُمرة، وكان رزينًا ممتلئًا، ليس بنخِر. وهو بارد يابس في الأولى، صالح للمعدة، نافع بطبعه من السوداء، مخرج للأخلاط الرديئة منها. ونفعه لخاصيّة فيه تدَّق عن العبارة، كما ينفع منها الهَلِيلَج الهنديّ والحجر الأرمنيّ، ومِزاجهما مثل مزاجها، وينشِّف ما يتولد من احتراقها في المعدة. وهو ينشف البلغم أيضًا، ويفعل في إخراج المرة الصفراء، وليس كفعله في المرة السوداء. والهنديّ يقرب من مذهبه، إلاّ أنّه ليس له قوّة الكابُليّ. ومقدار الشربة من جِرْمه: من مثقال إلى مثقالين. ومن طبيخه: من خمسة دراهم إلى عشرة دراهم. وقال: هو يسهل المِرَّة السوداء بقوّة، ويقوِّي المعدة والبطن جدًّا، وينفع من البواسير، لأنّها من السوداء، وينفع أيضًا الأعضاء العَصَبية. والشربة منه، إن أخذ مفردًا أو مطبوخًا: من خمسة دراهم إلى سبعة دراهم. وإن أخذ مسحوقًا فمن درهم إلى خمسة دراهم، ولا يُلَتُّ بالدّهن، فإنه لا يقبض كالأصفر. وقال أيضًا: والشربة من جرمه: ما بين درهمين إلى خمسة دراهم. ومن نقيعه أو من طبيخه: ما بين خمسة دراهم إلى أربعة عشر درهمًا.(2/160)
والهليلج الأسود المربى يقوّي المعدة وينقيها ويدبغها، ويدفع عنها فضول الرطوبات الباقية من الغذاء، والمتولدة فيها. وإذا أُدْمِن حَسَّنَ اللون، ومنع الشَّيْب أن يُسْرِع، والهَليلَج يخرج الثُّفْل من البطن، وينشِّف ويقوّي الحواسّ، ويزيد في الحفظ والذهن، وينفع من الجَذام والقُولَنج وعزوب الذهن والمَلِيلة العتيقة، والصُّداع والاستسقاء والطِّحال، ويجلب الغَثْي والقيء. وهو ينفع من خفقان القلب، ويصفِّي اللون، ويطفئ المِرّة، وينفع منها، وينفع آلات الغذاء كلها. والأصفر منه نافع للعين المسترخية، ويدفع المواد التي تسيل إليها كحلاً. ومن أخذ من الهَليلج الكابُليّ كلّ يوم حَبَّة منزوعة النَّوَى فلاكها في فيه حتى تذوب وابتلعها، وأدْمن ذلك، لم يشب، ومع ذلك يشُد اللثة، ويقوّي الأسنان، ويقوّي الدّماغ، ويزيل ضرر كثرة شرب الماء البارد. وهو أكبر أدويته.(2/161)
والهليلَج الصينيّ صِنف من الهَلىلَجات، حِشف رقيق أسود، يعلو لونه صفرة، تشبه الزيتون، ومنفعته أقلّ من منفعة سائر أصنافه. «ج» إهْليلَج في حرف الألف: أربعة أنواع: أصفر، وهو الفِجّ. وأسود، وهو البالغ النضيج، وهو أسمن؛ وكابُلِيّ، وهو أكبر الجميع. وصينيّ، وهو رقيق خفيف. وأجوده الأصفر الرزين، الممتلئ الشديد الصفرة، الضارب إلى الخضرة. وهو بارد في الدرجة الأولى، يابس في الثانية. وهو أسخن من الأسود، على ما ذكر القدماء. وهو ينفع العين المسترخية، والدمعة كحلاً، وينفع من الخَفَقان شربًا، ويسهل الصفراء ويسيرًا من البلغم. ومقدار شربته: من سبعة دراهم إلى عشرة دراهم منقوعًا، وغير المنقوع: من درهمين إلى خمسة دراهم. ويضرّ بالسفْل ويصلحه العُنَّاب. والهَليلج الأسود أفعاله كالكابُلِيّ إلاّ أنّه أضعف. وأجوده الهنديّ، وأجوده الصينيّ ذو المنقار. وهو بارد في الدرجة الأولى، يابس في الثانية. وهو أقلّ بردًا من الكابُلِيّ. وقيل: هو حار. وهو يصفِّي اللون. وينفع من الجُذام ووجع الطِّحال، ويعقل البطن مقلوًّا وغير مقلوّ، ويسهل السوداء، وينفع من البواسير. ومقدار شربته: من خمسة دراهم إلى عشرة دراهم منقوعًا، وغير منقوع: من ثلاثة دراهم إلى خمسة دراهم. وإذا اكتحل به قوّى البصر. قال: وشربه يضرّ بالكبد. وإصلاحه بماء العسل والهَليلَج الكابُلِيّ أجوده السَّمين الرزين الراسب في الماء، المائل إلى الحمرة أو إلى الصفرة قليلاً. وهو إلى البرد واليبس، وفي قليل حرارة. وقيل: هو حارّ باعتدال، وينفع الحواس والحفظ والعقل، وينفع من الصدّاع والاستسقاء والحميّات العتيقة، ويعقل الطبع مقلوًّا، وغير المقلو يسهل البلغم والسوداء، وينفع من القُولَنج. والشربة منه منقوعًا: من خمسة دراهم إلى عشرة دراهم، وغير المنقوع: من درهمين إلى خمسة دراهم. وقد يُسهِل الصفراء، إلاّ أنّ خاصيته: إسهال الأخلاط الغليظة كالبلغم والسوداء، ويضرّ بالرأس،(2/162)
ويصلحه العسل، والإهليلَج المربى يقوّي المَعِدة، ويهضِم الطعام، ويشُدّ خَمْل المَعِدة، ينفع البواسير والسدَد البلغمية. «ف» الإهليلَج الأصفر: ثمر فِجّ أصفر، يميل إلى الخضرة، يُجلَب من الهند، أجوده ما كان غير عفِن شديد الصُّفْرة. وهو بارد في الأولى، يابس في الثانية، يُسهِل الصفراء، وينفع من الخفقان المَرارِي. والشربة منه: تسعة دراهم. والهَليلَج الكابُليّ أكبر من الجميع. وأجوده ما ثقل ورسب في الماء وسمن، فطبعه لذلك يجذب بالبلغم والسوداء، وينقِّي الحواسّ جدًّا. والشربة منه: ستة دراهم. والإهليلَج الأسود: ثمر أسود صُلْب بلا نَوى، أجوده الحديث الشديد السواد، وهو أبرد من الأصفر، يسهل السوداء، وينفع من البواسير، ويقوّي المعدة، والشربة منه: خمسة دراهم.(2/163)
* هِنْدَباء : «ع» هو بري وبستاني. والبستانيّ أيضًا صنفان: أحدهما طويل الورق، أسمانْجُونيّ الزهر، كريه الطعم، خاصة في آخر الصيف. ومنه بريّ يشبهه في صورته وزهرته، إلاّ أنّه أقوى مرارة، وأشدّ كراهية. والصنف الثاني من البستانيّ عريض الورق، أبيض الزهر، تَفِه الطعم، عديم المرارة، خاصة في أول الربيع، ويعرف بالهندبا الشاميّ والهاشمّي والبريّ منه قريب في شكل ورقه، وقلّة مرارته، بعيد منه في شكل زَهْره وكثرة زَغَبه. وزعم أنه الطَّرَخُشَقُوق. وهو الصنف الأول من البريّ، وزهره أسمانجونيّ صغير. ومن البريّ ما زهره أصفر كثير الزهر. ومنه أيضًا صِنفان آخران، وهو اليَعْضيد، ويسمَّى باليونانية خَنْدَرِيليّ. وقد ذكر في حرف الخاء. وهو بارد يابس في الدرجة الأولى. والهندَبا البستانيّ تبريده أكثر من تبريد البريّ، وأقلّ يبسًا، وكلّ هذه الأصناف قابضة مبردة جدًّا للمعدة، وإذا طبخت وأكلت عَقَلت البطن، وخاصة البريّ، فإنّه أشدّ عقلاً للطبيعة، فإذا أكلت نفعت من ضعف المعدة والقلب. وإذا تُضُمِّد بها وحدها أو مع السويق، سَلَبت الالتهاب العارض من ضعف المعدة. وقد يستعمل منها ضمادًا للخفقان وأورام العين الحارّة، وإذا خُلِطت مع السويق والخلّ، وإذا تُضُمد بها مع أصولها نفعت من لسع العقرب. وقوّة الهندَبا في البرودة واليبوسة في الدرجة الأولى. يقوّي المعدة، ويفتح السُّدَد العارض في الكبد، ويجلو ما في المعدة، ويفتح سدد الطحال، ويطفئ حرارة الدم والصفراء. وهي صالحة للمعدة والكبد الملتهبتين. وليس معه من التطفئة والترطيب وتسكين العطش ما مع الخسَّ. والهندَبا مع الخلّ صالح للمعدة، نافع بعد الفَصْد والحِجامة، يفتح سُدَد الكبد، وينقِّي مجاريَ الكُلى، وإذا عصر ماؤه ونزعت رَغوته وشرب بسكَنجبين، فتح السُّدد، ونقَّي الرطوبات العفِنة. وينفع من الحميات المتطاولة، وهو جيد الكيموس، وإن قال قائل: إن فيه حرارة، لموضع مرارته في الصيف،(2/164)
لم يبعد في القول، والهندَباء البَريّ، وهو الطَّرَخْشَقُوق، بارد في أول الدرجة الثانية، واليبس عليه أغلب، وهو أقوى من الهندَبا في جميع أفعاله وقيل إنه أحر من الهندبا البستاني وأيبس «ج» الهندبا: منه بريّ وبستانيّ. وهو صنفان: عريض الورق، ودقيق الورق، وهو كالخسّ، إلاّ أنّه دونه في حاله. وهو أفضل من الخَسّ في تفتيح السُّدَد، وقد يشتدّ أمره في الصيف، فيميل إلى قليل حرارة لا تؤثر. وأجودها الرطبة العذْبة البُستانية، وأفضلها الشاميّة. وهي باردة في آخر الدرجة الأولى، رَطبة في آخرها أيضًا. والبرِّيَّة يابسة في الثالثة، وهي أقلّ رطوبة من البستانية. وهي تفتِّح السدَد والعروق، وفيها قبض ليس بالشديد، وهي تسكن الغَشَيان وهَيَجان الصفراء، وتقوّي المعدة، وتعقل البطن، وتنفع حُمَّى الرِّبع ولسع العقرب والهوامّ والزنابير والحيّة وسامّ أبرص، ضِمادًا مع السويق. ولبن البريّ يجلو بياض العين. والهندَبا بطيئة الهضم، يصلحها الرَّشاد. «ف» هي بقلة عريضة الورق بريّ، ودقيق الورق بستانيّ. أجودها البريّ الذي يسقى بالماء. وهو بارد رطب في الأولى. يقوّي المعدة، ويفتح سُدَد الكبد، ويقوّي القلب. الشربة منه: 70 درهمًا. قال: والبري أجود للمعدة من البستاني والهندبا البستاني بدله: هندبا بري.(2/165)
* هِيُوفارِيقُون: «ع» له ورق شبيه بورق السَّذاب، وطوله نحو من شبر، ولونه أحمر، وله زهر أبيض شبيه بالخِيريّ الأبيض. وبزره في شكله مستطيل مدور، وعِظَمه في قدر حبة الشعير. ولون البريّ أسود، وله رائحة شبيهة برائحة الراتينج، ينبت في أماكن خشنة، ومواضع وَعِرَة. وهذا دواء يسخن ويجفف. وجوهره لطيف، يدرّ الطمث والبول إذا سُقِي من ثمره وحبه، وإذا ضمد بورقه مواضع حَرْق النار والقروح ألحمها، وإذا احتمل أدرّ الطمث والبول، وإذا شرب بزره بالشراب أذهب حمى الرِّبع. وإذا شرب أربعين يومًا متوالية أبرأ عرق النَّسا. وهو حارّ يابس في الدرجة الثالثة. وخاصته: الإذابة والتحليل، ويفتح السُّدَد. وشرب ماء ورقه ينفع من النِّقرس نفعًا بليغًا. وبدل الهيوفاريقون إذا عدم: وزنه من أصول الإذخر، ونصف وزنه من عروق الكبَر. «ز» بدله: مثل وزنه شِبْت، ومثل وزنه أنيسون. «ف» من الحشائش. قُضبان وزهر وحبّ أصفر. أجوده ثمره الشاميّ مع بزره. وهو حارّ في الثالثة، يابس، يدرّ البول، وثمرته تسهل الصفراء. والشربة منه: ثلاثة دراهم. وهو ينفع من وجع الوَرِكين وعرق النَّسا مطبوخًا. وثمرته تسهل الصفراء، وتسقط الأجنة. ويبدل بمثله أصل الكبَر والمَرّ.(2/166)
* هِيبُوقِسْطيداس: «ع» نوع من الطَّراثيث صغير، ينبت في أصول شجر لحية التَّيْس. ومن قال هو لحية التيس فقد غلّط. وقد ذكره في حرف اللام مع لحية التيس، فقال: فأما هِيبُوقِسْطيداس فهو أشدّ قبضًا من ورق لحية التّيس. وهو بليغ القوّة في شفاء العلل التي تكون من تَحَلُّب المواد بمنزلة نفث الدّم، واستطلاق البطن، ونفث دّم الطمث، وقروح الأمعاء. ولذلك صار يُخلط في الأضمدة لفم المعدّة والكبد. ويقع في المعجون المتخذ بلحوم الأفاعي، وهو التِّرياق، ليقوِّي الأعضاء ويشدّها. وقوّته مثل قوّة الأقاقيا، غير أن قوّة هذا أشدّ قبضًا، وأشدّ تجفيفًا، ويصلح للإسهال المزمن، وقرحة الأمعاء، ونزف الدم، وسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم. «ف،ج» ذكراه في لحية التيس. وقد تقدم ذكره في حرف اللام، وقالا: هو بالرومية: هيبوقِسْطيداس. وبالعربية: لحية التّيس.
* هِيْل بَوّا: «ع» هو الهال. وقد تقدم ذكره. «ف» هِيل بَوّا: زهر أبيض أصفر اللون، مدور الشكل، أجوده الطريّ الذكيّ الرائحة. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، يهضِم الطعام، ويقوّي المعدة والكبد والأمعاء. وهو ردئ للرِّئة وما يليها. والشَّرْبة منه: درهمان. ينفع مع ثلاثة دراهم عسلاً منزوع الرغوة. «ج» هِيل بَوّا، ويقال: هال بَوّا، ويقال: خِير بَوّا، وهو القاقُلَّة الصِّغار. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثالثة، لطيف مقوّ للكبد والمعدة الباردتين، ويهضِم الغذاء. وقدر ما يؤخذ منه: مثقال. وهو يضرّ بالسُّفْل، ويصلحه الكثيراء.
* هَيْرون: «ج» هو نوع من التمر، جيد معروف.
حرف الواو(2/167)
* وَجّ: «ع» هذا نبات إنما يستعمل منه أصله فقط. وهو حارّ حِرّيف، وفي طعمه مرارة يسيرة، وليست رائحته رديئة، وقوّته حارّة حرّيفة، وجوهره جوهر لطيف. وأجوده ما كان أبيض كثيفًا، غير متخلخِل ولا متآكل، طيِّب الرائحة. وهو يدرّ البول، وينفع من صلابة الطحال، ويجلو ويلطِّف ما يحدث في الطبقة القَرْنية من طبقات العين من غِلَظ، وأنفع ما يكون منه لهذا عصارة أصله. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، ينفع من أوجاع الجنب والصدر والمغص وشَدْخ العَضَل. ويحلِّل أورام الطحال، وينفع من تقطير البول ومن نهش الهوامّ، ويخلط في الأدوية المعجونة، وهو نافع من وجع الأسنان، ويجفّف المفاصل الرطبة، ويصفي اللّون، ويزيد في الباءة، وهو جيد لثقل اللسان، وينفع من البهق والبرص والتشنج نَطولاً وشرْبًا، وينفع بياض العين والفتق ووجع المِعَى، ويسخِّن المعدة الباردة، ويحلِّل ما يتولد فيها من البلغم، ويسخن الدم البلغميّ، وينفع المبرودين، وإذا تُمُودي عليه سخَّن العصب، وينفع المفلوجين والمخدُورين. وإذا أمسك في الفم نفع من لثغة اللسان المتولدة من البلغم. وخاصته: طرد الرياح، وتنقية المعدة، وتقوية الكبد. قال: وبدله عن بَذِيغُورُس: وزنه من الكَمُّون الكَرْمانيّ، وثلث وزنه من الكمون الصينيّ. وقال عن إسحاق بن عمران: إن بدّله: وزنه وربع وزنه من أعواد القَرنفُل. «ج» هو عود الوَجّ. وهو أصل نبات كالبَرْدِيّ، وأكثر ما ينبت في الحِياض والمياه، وعلى هذه الأصول عُقَد إلى البياض، وفيها رائحة كريهة، ويسير من طينه. وهو حادّ حِرّيف، ولا يستعمل إلا أصله. وقوّته قريبة من الإيرِسا والراوَند. وأجوده أكثفه وأحلاه وأطيبه رائحة. وهو حارّ يابس في أول الدرجة الثانية. وقيل في الثالثة. يصفي اللون، ويشفي من البهق والبرص والتشنج ووجع الجنب والصدر والكُلْية الباردة وصلابة الطِّحال والمغص والفتْق، ويدرّ البول والحيض، وينفع من لسع الهوامّ، ويقلع بياض(2/168)
العين، ويجلو ظلمتها المتولدة عن رطوبة، وينفع من الصفراء والبلغم. وقدر ما يؤخذ منه: درهم. وبدله في طرد الرياح ونفع الكبد: مثله كمون، ومثل ثلثه رَاوَند. «ف» أصول نبات تنبت في الحياض وفي المياه، وهو عقد حادّ الرائحة، حارّ يابس في الثالثة، ينفع من الأمراض الباردة وأرياح الأحشاء، ويضرّ بالأعصاب الدماغية. وقدر شربته: درهم ونصف. «ز» بدله: أعواد القرنفُل. وقال عن «ابن الجزَّار»: بدّل درهم منه: درهم وربع من أعواد القرنفل، أو وزنه كمون كرمانيّ وثلثه رَاوَند صينيّ.
* وَخْشِيزَق: «ع» قيل إنه نبات يشبه الأَفْسنتين الروميّ أصفر اللون، سَهِك الرائحة، يؤتى به من خراسان. ويعرف بالحشيشة الخُراسانية، يخرج الدُّود وحبّ القَرع، وهو في ذلك قويّ الفعل، وأجودها ما كانت خضراء، وطعمها مرّ، ورائحتها ساطعة. وهي حارّة يابسة. وقيل هو شيح خُراسانيّ. وبدله: شيح أرمنيّ. والشربة منه: مثقال.
* وَدَع: «ع» واحدة: ودعة. وهي مَنَاقف صغار تخرج من البحر، يزين بها الأكاليل، بيض في بطونها مشق كمشق النَّواة. وهي جوفاء، وفي جوفها دودوة كلحمة. وقال عن بعضهم: الودع: صنف من المَحار يشبه الحَلَزون الكبير، إلاّ أنّه أصغر، وحرفه أصلب، وكلاهما يدخل في الطبّ محرَقًا وغير محرَق. وبعضهم يسمّي الوَدَع: سوار السِّند. والودع والحلزون إذا أُحرقا جففا البِلَّة، ونفعا من القروح في العين، وقطعا الدم، وإذا أحرق الودع تولد فيه حرارة ويبوسة، وجلاء البهق والقوابي وبياض العين، وجلاء البصر. والسَّبَج: من جملة الودع. وقد ذكر في حرف السين المهملة. «ج» هو كالصَّدَف في قوّته، وهو يابس جاذب للسُّلاَّء، وينفع الثآليل مسحوقًا، وإذا أُحرق جَلا بياض العين. وينفع من خشونة الأجفان وقروح العين وحرق النار. «ف» نوع من الصَّدَف معروف. أجوده: ما كان شديد البياض. وهو بارد يابس. ويقع في السَّفُوفات لتنشيف المواد. والشربة منه: درهم.(2/169)
* وَدَح: «ع» هو الوَدَك الذي من جنس الوسخ يكون في الصوف، ويسمّى الزُّوفا الرَّطْب، وقد تقدّم ذكر الزُّوفا في حرف الزاي.
* وَرْد: «ع» الورد: نور كلّ شجرة، وزهر كلّ نبتة، ثم خص به هذا الورد المعروف، فقيل لأحمره الحوجم، ولأبيضه الوَثِير، الواحدة: وَثيرة. وهو كله الجُلّ. الواحدة: جُلَّة. وأصله فارسيّ. وقد جرى في كلام العرب. والورد بأرض العرب كثير، ريفية وبرِّية وجَبَلية. وهو صنفان: أحمر وأبيض. وقد يكون منه أصفر، وقد يكون منه في العراق أسود. وأجوده الفارسيّ. وقيل إنّه لا يتفتح، والمختار من الورد القويّ الرائحة الشديد الحمرة، المندمج أوراق الزهرة. وهو مركب من جوهر مائيّ حارّ مع طعمين آخرين: قابض، وهو أرضيّ غليظ بارد؛ ومرّ، وهو لطيف حارّ. والورد اليابس أشدّ قبضًا من الطريّ. وقوّة الورد باردة في الدرجة الأولى، يابسة في الثانية، يقوّي الأعضاء هو وماؤه ودهنه، ويبرّد أنواع اللهيب الكائنة في الرأس، ولا سيما الأحمر. والأبيض دون ذلك في الفعل، وإن كان ألطف رائحة. والورد جيد للمعدة والكبد، مفتِّح للسُّدَد الكائنة في الكبد من الحرارة، جيد للحَلْق إذا طبخ مع العسل وتغرغر به. وهو يهيج العُطاس لمن كان حارّ الدماغ والمعدة، ويسكن الحمَّى، ويهيج الزكام، والنوم عليه يقطع الباءة، ويسهل إسهالاً كثيرًا، ويفتح جدًّا ويسكن حركة الصفراء، ويقطع الثآليل إذا استعمل مسحوقًا وينفع من القروح والسَّحْج بين الأفخاذ، وينبت اللحم في القروح العميقة. وقيل إنه يخرج الشَّوْك والسُّلاَّء مسحوقًا ضمادًا، ويابسه صالح لغلظ الأجفان. وامتزاج جوهره غير مستحكم على نحو ما قيل في الآس، ففيه جوهر مزاجه البرد في الدرجة الثانية، وجوهر مزاجه الحارّ في الدرجة الأولى، وفيه جوهر ملين، وجوهر مكثِّف يابس. وهو بعطْرِيته ملائم لجوهر الروح، وخصوصًا إذا سَخن مزاجه، فينفعه بقبضه وبرده وتمتينه، فهو لذلك نافع جدًّا من الغَثْي والخفَقان(2/170)
الحارّين إذا تُجُرّع ماؤه يسيرًا يسيرًا، وهو نافع للأحشاء كلها. وينفع من القُلاع والبْثر في الفم. وإذا رُبِّب بالعسل جلا ما في المعدة من البلغم، وأذهب العفونات منها ومن الأحشاء، وإذا رُبِّب بالسكر فعل فعلاً دون ذلك. وقال: الجَلَنْجَبين صالح للمعدة التي فيها رطوبة إذا أخذ على الريق وأجيد مضغه، يشرب عليه الماء الحارّ، ولا ينبغي أن يأخذه من يجد حرارة والتهابًا، وخاصة في القيظ، فإنه يسخن ويعطش، إلا أن يكون سُكَّريًا. وإذا ضمدت العين بورق الورد الطريّ نفع من انصباب المواد إليها، وإذا طبخ طريًّا كان أو يابسًا وضمدت به العين، نفع من الرمد، وسكن وجعه، ولا سيما إن جُعل معه شيء من حُلْبة، وإذا سُحِق الورد اليابس وذُرّ في فراش المجدورين والمحصُوبين نفعهم، وجفّف قُروحهم إذا سالت مواد قروحهم وشراب الورد المكرّر مرارًا يطلق الطبيعة بأخلاط صفراوية، وينفع من الحُميَّات الصفراوية المختلطة. ويجب عند صنعته أن يكرّر الورد في الماء مرارًا، حتى تظهر مرارته جدًّا. وشراب الورد كما يكون إذا تمودي عليه، قوّى الأعضاء الباطنة كلها، إذا شرب بالماء عند العرب، وإذا اتخذ الجُلاّب بماء الورد والسكر الطَّبَرْزَذ كان نافعًا لأصحاب الحُمَّى الحارّة والعطش والتهاب المعدة. «ج» يسمَّى جُلاّ. والورد العراقيّ هو الأحمر. وهو مركَّب من جوهر مائيّ، وأرضيّ فيه مرارة وقبض، ومرارته تقِلّ إذا يبس.(2/171)
ومن الورد نوع يعرف بالمُنْتِن، وأصله كالعاقر قَرْحًا، وهو حارّ محرِق من بين أنواع الورد. وأجوده الطريّ الجُورِيّ الفارسيّ. وهو بارد في الأولى، يابس في أول الثانية، متوسط في الغلظة واللطافة، تجفيفه أقوى من قبضه. وهو يقوّي الأعضاء الباطنة واللِّثة والأسنان. ويُصْلح نَتْن العَرَق إذا استعمل في الحمام، ويسكن الصُّداع، ويُعْطس. وأقماعه نافعة من نفث الدم. وهو نافع للكبد والمعدة، ويسكن أوجاع السُّفْل طلاء بريشة، ويحتقن بطبيخه لقروح الأمعاء. والطريّ يسهل منه عشرة دراهم عشرة مجالس، وثلاثة دراهم تنفع من حرارة حمَّى الرِّبع، ويابسه لا يُسْهل، وإذا أمسك في الفم نفع من البْثر والقُلاع، لا سيما إذا خُلط معه العَدَس والكافور. وشمّ الطريّ منه يسكن الصّداع الحارّ، ويقوّي الدماغ والقلب، وهو يقطع شهوة الباءة إذا اضطُجع عليه وأكل، لتبريده وتجفيفه. «ف» هو من الأنوار المعروفة، أبيض اللون وأحمره. أجوده الأحمر الجيِّد الفارسيّ، ومزاجه مركب يميل إلى البرودة، ويقوّي المعدة والكبد. وشمه يورث الزكام، والشربة منه: خمسة دراهم.
* وَرْد الحِمار: «ع» قيل إنّه البَهار. وهو ورد أحمر الداخل، أصفر الخارج، ومزاجه بارد يابس، يقوّي الأعضاء، ويسكن اللهيب العارض في الرأس من الأبخرة. وماؤه نافع من الصداع الحادث عن حرارة. «ج» حارّ يابس في الدرجة الأولى.
* ورد الحَمِير: «ع» عامة بلاد الأندلس تسمّي بهذا الاسم النوع الذكر من الفاوَانيا. وقد ذكر في حرف الفاء.
* ورْد الروابي: «ع» ورد الزينة، هو ورد شجرة الخطْميّ.
* ورد الحُبّ: هو الكَسْح. وقد ذكر في الكاف.
* ورْد صينيّ: «ع» هو النِّسْرِين. وقد ذكر النِّسرِين، وسائر الورود مذكور مع شجره. والله أعلم.(2/172)
* وَرْس: «ع» يزرع في اليمن. ونباته مثل نبات السِّمْسِم. فإذا جفّ عند إدراكه تفتق، فينتفض منه الوَرْس. وقيل إنّه يمكث في الأرض قدر عَشْر سنين، يثمر في كلّ سنة، وأجوده حديثه، ومنه صنف يسمّى الحَبَشيّ لسواد فيه، ويخرج صبغه أصفر خالص الصفرة، وأقرب إلى الحمرة، وقريب من صبغ الزعفران. وقيل: إن الكُرْكم عروقه، وله حبّ كحبّ الماش. وأجوده الورس الأحمر القليل الحبّ، اللين في اليد، القليل النُّخالة وهو حارّ يابس في أول الثانية، قابض، له قوّة صابغة، ويجلو البهق والكلف، وينفع الحِكَّة والبُثُور والسَّعْفة والقُوباء، إذا لطخ به. ويقال إنه من لَبِس ثوبًا مصبوغًا بالوَرْس قوّاه على الباءة. والذي يسمّى الورس ببلاد الأندلس وما والاها: هو الحَجر المعروف بخَرزة البقر، وهو شيء يجمد في مرارة البقر، وليس من هذا الورس الذي يُصبغ به في شيء. وقد ذكرت حَجَر البقر في حرف الحاء المهملة. «ج» يسمّى الحُصّ. وهو شيء أحمر قانئ يشبه الزعفران المسحوق. وهو حارّ يابس في الدرجة الثانية، قابض لطيف، ينفع من النمش والكلف طلاء. وإذا شرب نفع من الوضَح وفتَّت الحصى، ونفع من أوجاع الكُلَى والمثانة الباردة. وقدر ما يشرب منه درهم. «ف» نور أحمر يشبه الزعفران. أجوده ما كان يميل إلى الصفرة. وهو حارّ يابس في الثالثة، ينفع من وجع الكُلْية والمثانة، وينظف البَدَن. والشَّرْبَة منه: درهم.
* وَرَشان: «ع،ج» لحوم الوراشين كلحوم الحَمام الراعية، إلاّ أنّها أخف من الحمام، والحمام أخفّ من الفِراخ، وأقلّ إلهابًا، ويصلحها جميعًا الخلّ في حالة، والطبخ بالماء والملح والحمص في أخرى، وذلك للمحرورين، وهذا للمبرودين، وعندما يراد خروجه من البطن بسرعة.(2/173)
* وَرَلَ: «ع» هو العظيم من أشكال الوَزَغ وسامّ أبرَص، والطويل الذنب، والصغير الرأس، وهو غير الضّبّ، لحمه حارّ جدًّا، ويسمِّن بقوّة شحمه ولحمه، وخصوصًا النساء، وفيه قوّة في جذب السُّلاّء والشوك، وزِبله مجرّب لبياض العين، وكذلك زِبل الضّبّ أيضًا. وقيل إنه يُنبت الشعر في داء الثعلب، وزِبل الوَرَل البريَّ قوّته حارّة، يجلو الكلَف والوضَح والقُوباء، وإذا ذبح وألقي في قدْر كما هو بدمه في دهن حتى يتهرأ وعولجت به الفِرْطسة في رؤوس الصبيان، نفعهم ذلك منفعة بالغة، لا يعدّله في ذلك دواء آخر. قال: وشحم الوَرَل إذا طلي به الذَّكر فإنّه يعظُم، ويكون دلْكُهُ شديدًا. قال: وبدل شحم الوَرَل إذا عدم: شحم سَقَنْقُور. «ج» هو العظيم من أشكال الوَزَع وسامِّ أبرَص، وهو الطويل الذنب، الصغير الرأس. وقد ظنّ قوم أنه ضبّ، وليس كذلك، بل هو غيره، ويخالفه في شكل رأسه وبدنه، وهو حارّ اللحم جدًّا. وزبله يزيل النمَش والكلَف وبياض القَرْنِيَّة، ويجذب السُّلاّء والشوك. وقيل إنّه يسمّن العضو إذا طلي به.
* وَرَل مائيّ: «ج» هو السَّقَنْقور. وقد ذكر في باب السين.(2/174)
* وَسَخ: «ع» الوَسَخ يكون في ظاهر الجلد وباطنه، وفي الأذنين، غير أن القدماء تركوا ذكر وسخ الآذان لنزارته وقلته، وزعموا أن وسخ الأذن يشفي الأورام التي تقرب من الأظفار. فأما وسخ الجسد فقد يمكن جمعه من الحمامات ومواضع المصارعة، وهو ينفع لما ينفع منه العَرَق. والذي يدلّ على طبيعته أنه إذا كان مخرجه من المجاري الضيقة، فلا يخرج منها، إلا ما لطف ورق، ويبقى كدره وغليظه. وقوّته يابسة بغير شك، وفيه شيء من الحرارة. والوسخ المجتمع على البدن من الصِّراع وقد خالطه التراب، ينتفع به من العُقَد العارضة في الرحم إذا وضع عليها، وينفع من عِرْق النَّسا إذا وضع وهو سخن على الموضع بدل مرهم أو كِماد. ووسخ الحمامات يسخن ويحلِّل ويليِّن ويبني اللحم، ويوافق شُقاق المَقعدة والبواسير إذا لطخ به موضعها، ويلين تليينًا معتدلاً. ووسخ التماثيل النحاس مليِّن، وهما محلِّلان للجِراحات التي لم تنضَج، وينفع من الأورام الحارّة الحادثة في الثديين. ويطفئ لهيبهما، ويمنع ما ينصبّ إليهما منَ الانحدار، ويحلِّل ما قد انحدر، ووسخ الأذن ينفع من الدَّاحس. وإذا طلي به على الشفة المشقَّقَة في أول الشُّقاق نفعها، وينفع من نهْش الأفاعي نفعًا بينًا إن شُقّ ووُضِع عليه مرارًا كثيرة. ووسخ الحمام صالح للتنفط. «ج» مثله. «ف» الوسخ حارّ قويّ، يحلل ويوافق شُقاق المَقْعدة، ويجذِب السُّلاّءَ والشَّوْك. ووسخ الأذن ينفع من الداحس وشُقاق الشفة، ووسخ المصارعين جيِّد لأورام الثدْي، ووسخ الحمام للتنفُّط، ووسخ الكُور يجلو القُوَباء، ووسخ أبدان المصارعين نافع من عِرْق النَّسا إذا وضع سخينًا كالمرهم، ووسخ الحمَّام يليِّن ويحلِّل وينفع شُقاق المَقعدة والبواسير إذا لطخ به موضعها.(2/175)
* وَسَخ الكَوائِر: «ع» هو الوسَخ الموجود على أثواب الكَوائر وحيطانها. وقال قوم: هو العُكَير، وهو خطأ، والعكير: هو شيء آخر، وهو شبيه بالزِّفت. وهو أول شيء يضعه النحل في الكَوائر، ثم يبنى عليه الشمع والعسَل. وينبغي أن يختار منه ما كان لونه إلى الحمرة ما هو، وكان غليظًا طيب الرائحة، وكان شبيهًا بالأصْطُرَك، وكان لينًا يمتد مثل ما تمتدّ المَصْطَكى. وقوّته قوّة تجلو جِلاء ليس بالكثير، ويجذب جذبًا بليغًا، لأن جوهره جوهر لطيف. وهو يسخِّن في الدرجة الثانية، قريبًا من آخرها، أو في أول الثالثة. وقوّته مسخنة جاذبة للسُّلاّء، تخرجه من باطن اللَّحْم. وإذا تُبُخِّر به نفع من السعال المزمن، وإذا وضع علي القَوابي جَلاها. ويوجد في الكَوائر ما يشبه المُوم بالطبع. «ج» وَسخ كُور الزَّنابير: أجوده الأخضر. وهو مسخِّن في الدرجة الثانية، يجذب الشوك والسُّلاّء. «ف» وسخ الكُور يجلو القُوَباء. والمستعمل منه: ثلاثة دراهم. وبدله عن بعضهم: اللاذن.(2/176)
* وَسْمَة: «ع» هي ورق النِّيل. وهي حارّة قابضة، تصبغ الشعر، وفيها قوّة محلِّلة. وهي معتدلة، تميل إلى الحرارة. وهي صنفان: أحدهما ورقه بقدر وَرَق الأُتْرُجّ، يكون ثلاث ورقات وأربع تفترش على الأرض، وتلصق بها، ولون ظاهر الورق أخضر إلى السواد أدهم، وباطنه أبيض إلى الغُبْرة أزْغَب، وله ساق أغبر مجوَّف مدوَّر، يعلو نحوًا من الذراع. والصنف الثاني ورقه أعرض وأقصر من الأول، وهي مشرَّفة، وفيها شوك دقيق عليه زهر فِرْفِيريّ، يشبه الشعر. ويستعمل ورقه في صبغ الشعر، مع الحناء، وهو أحسن من الأول وأقوى صنعًا، وإذا فُرك باليد ورقه سوّدها، كما يفعل قشر الجوز الأخضر. «ج» الوَسْمَة: هي الخِطْر. وهو ورق النِّيل. وهي حارّة يابسة، حرارتها في آخر الأولى، ويبسها في الثانية، وفيها قبض وجلاء، وتخضِب الشعر. «ف» هي ورق النِّيل. أجوده الحديث الطريّ. حارّ في الأولى، يابس في الثانية، يخضب الشعر، ويَدْمُل الجراحات. الشربة منه: أربعة دراهم.
* وُشَّج: «ع» هو الأُشَّق. وقد ذكر في حرف الألف.
* وشق: «ع» فَرْوه حارّ يابس، يسخن إسخانًا قويًّا، وفيه قوّة معينة على الباءة، ومحركة للجماع، صالح للكُلَى والمتْن والظهر. وإذا لبسه المحرورون أسخن أجسادهم بقوّة، وأضرّ بهم. وإدمان لبسه أمان من البواسير.
* وَزَغ: «ع» لحمها قاتل. وإن وقعت في شراب وماتتت فيه وتفسخت كان ذلك الشراب سَمًّا، يعرض لمن شربه القيء ووجع الفؤاد الشديد. ويداوَى بالقيء وتنظيف المَعِدة، ويداوَى كمداواة من سُقِي الذراريح ، والله أعلم بالصواب.
حرف الياء(2/177)
* ياسَمِين: «ع» هو صنفان: أبيض وأصفر. والأبيض أطيبهما رائحة، وأقواهما حرارة ويبوسة. وقوّته من الحرارة واليبوسة في آخر الدرجة الثانية، أو في أول الدرجة الثالثة. وهو نافع للمشايخ ومن كان مزاجه باردًا، صالح لوجع الرأس الحادث من البلغم والمِرّة السوداء الحادثة من عُفُونة ولوجع الرأس الحادث من بَرْد ورياح غليظة، مقوّ للدماغ، محلِّل للرطوبات البلغمية. وينفع من اللَّقوة، ومن الشقيقة. وإذا دقّ رطبًا كان أو يابسًا ووضع على الكَلَف أذهبه. والأصفر منه محلِّل مسخِّن لكل عضو بارد، ونافع للمزكومين، مصدِّع للمحرورين، ويصلح استعمال دهنه في الشتاء. وإذا أخذ زهره وسُحِق وشرب من مائه ثلاثة أيام، في كلّ يوم مقدار أوقية، قطع نزف الأرحام. مجرَّب. وإذا استعمل يابسًا وذُرّ على الشعر الأسود بيضه. «ج» ويقال: ياسَمُون. ويسمى سِجِلاَّط. وهو أبيض، وأصفر، وأُرجوانيّ؛ والأبيض أسخنه، وبعده الأصفر. وهو حارّ يابس في الثالثة. وهو يلطف الرطوبات، ويذهب الكلَف، ويحلل الصُّداع البلغميّ إذا شُمّ، وينفع أصحاب اللَّقوة والفالج، ويفتح السدَد، وينفع عِرْق النَّسا، وكثرة شمه تورث الصُّفار، ورائحته مُصَدِّعة. ويصلحه الكافور. «ف» مثله. وهو يلطِّف الرطوبات، وينفع المشايخ دهنه، وينفع الأورام الباردة إذا طلي عليها مرارًا. والشربة من جِرْمه: أربعة دراهم. ولم يذكره ديسقورِيدوس ولا جالينوس.(2/178)
* ياقُوت: «ع» هو ثلاثة أصناف: أصفر، وأحمر، وكحْلِيّ. فالأحمر أشرفها وأنفسها. وهو حجر إذا نفخ عليه بالنار ازداد حسنًا وحمْرة، فإن كان فيه نقطة سوداء نقص سوادها. والأصفر منه أقل صبرًا على النار. وأما الكُحْلىّ فلا صبر له على النار البتة. وجميع أنواع اليواقيت لا تعمل فيها المَبارد. ويقال إن الياقوت يمنع جُمود الدم إذا علق. وأما طبعه فيشبه أن يكون معتدلاً. وأما خاصيته في تفريح القلب وتقويته ومقاومة السموم فأمر عظيم. وهو يفرّح القلب إمساكًا، وإذا جُعل على الفم، لخاصية فيه. «ج» أجوده الأحمر الرمَّانيّ. وهو ينفع من الوَسْواس والخَفَقان وضعف القلب. وقيل إنه يمنع جمود الدم إذا عُلِّق على الإنسان. «ف» أصنافه كثيرة مختلفة الألوان. وأجودها الأحمر الرَمَّانيّ. وهو معتدل مائل إلى الحرارة، ينفع من الوَسْواس السَّوْداويّ، وضعف القلب. والشربة منه: دانق.(2/179)
* يَبْرُوح: «ع» هو صنفان: أحدهما يعرف بالأنثى، ولونه إلى السواد، وورقه مشاكل لورق الخسّ، إلا أنه أدقّ منه وأصغر. وهو زَهِم رائحة، ينبسط على وجه الأرض، وعند الورق ثمره شبيه بالغُبَيراء، وهو اللُّفَّاح، أصفر طيب الرّائحة، وفيه حبّ شبيه بحبّ الكُمثرى، وليس له ساق. والصنف الآخر يعرف بالذكَر، وهو أبيض، وله ورق يشبه ورق السِّلْق، ولونه ولُفَّاحه ضِعف لُفَّاح الصنف الأول، وأشدّ بياضًا من لونه، يشبه الزَّعفران، طيب الرائحة مع ثقل. وقوّة اليبروح: بارد في الدرجة الثالثة، وفيه مع هذا حرارة يسيرة، فأمَّا لُفَّاحه ففيه أيضًا رطوبة، فهو لذلك يحدث السُّبات. وأما قِشْر أصل اليبروح فقويّ، مبرّد. وأما نفس الأصل الذي تحت القِشْر فضعيف. ومن الناس من يأخذ الأُصول ويطبخها بشراب، إلى أن يذهب الثُلُث، ويصفيه ويرفعه، ويأخذ منه مقدار قوانوس، ويستعمله للسهر وتسكين الأوجاع، ولمن أراد أن يبطل حِسّ عُضو إن احتاج إلى قطعه أو احتاج إلى الكَيّ. وإن شُرب من هذا الدواء مقدار أُويولوسَيْن بالشراب الذي يقال له ماء القَراطن قَيَّأ بلغمًا ومرّة، كما يفعل الخَرْبَق. وإن أخذ منه مقدار كثير قَتَل. وإن أخذ منه مقدار نصف أُويُولُوس واحتمل، أدرّ الطمث، وأخرج الجنين. وإذا صُيِّر في المَقعدة في شكل الفَتيلة أنام. واللُّفَّاح بارد، وفيه رطوبة فَضْلية، نافع من السَّهر، صالح لأصحاب المِرّة الصَّفْراء، محمود في شَمِّه لا في أكله. وهو يُخْدِر وينوّم، وإن أُكْثِر من أكله عرض منه الاختناق وحمرة الوجْه وذهاب العقل. وينفع منه أن يُسْقَى آكله سَمْنًا وعَسَلاً ودُهْنًا، ويتقيأ. واللُّفَّاح هو الشاهْترَج. وهو يَهيج النعاس، وإذا أكثر من أكله قتل. وبدل الشاهْترَج إذا عدم وزنه من بزر البَنْج. «ج» يسمى سابِيزج. وهو أصْل اللُّفَّاح البريّ. وهو اسم لأصل غيره من اللُّفَّاح. وهو شبيه بصورة إنسان. فلذلك سُمِّي يَبْرُوحًا، فإنه اسم صنم، وهي(2/180)
لفظة سُرْيانية، معناها أنه يعوده الروح. وهو خشب كالقُسْط الكبير. وأجوده الرَّزِين. وهو بارد في الثالثة، يابس في أولها، مخدّر، وله دَمْعة وله عُصارة، وعصارته أقوى. ومن أراد قطع عُضو منه لفساد لحقه سقي منه في شراب، فإنه يُسْبِت. وهذا الأصل قيل من خواصه أنه إن طبخ به العاج ست ساعات ليَّنه وسهَّل قياده، وإن دُلك بورقه البَرَش أسبوعًا ذهب به، من غير أن يقرِّح الموضع. ويجعل على الأورام الصُّلْبة والدُّبيلات والخنازير، ويجعل ضِمادًا لوجع المفاصل. ودَمْعته تسكن وجع العين المفرِط، ويعرض عن شربه ما يعرض عن الأفيون. وشر ما في اللُّفَّاح قُشوره. وشمّ الأبيض الورق منه يُسْبِت وينوّم. «ف» اليبروح هو أصل اللفَّاح البريّ، شبيه بصورة إنسان، أجوده الحديث الصَّنَمّي الشكل. وهو بارد يابس في الثالثة، لبنه0 يسهل المرار والبلغم، وكذلك دمعته. وهذا الدواء أحد السموم القاتلة، وينبغي أن يُحذر منه، ولا يسقى إلا على حَذَر وتوقّ.
* يَبْروح صَنَميّ: «ع» مذكور في رسم سِراج القُطْرب.(2/181)
* يَتُوع: «ع» اليَتُوع: كلّ ما كان له لبن حارّ يقرّح البدن، كالسَّقمونيا والشُّبْرُم واللاعية. ويقال إنها سبعة أصناف: صنف معروف بالذكر، وهو أقواها، ويسمى باليونانية قُوسليطس. وهو اليَتُوع الذكَر، ومنه صنف يسمى الأنثى، وهو باليونانية قُوسِيطس. وله ورق شبيه بورق الآس، ومن أنواعه العُشَر، والمَاهُودَانهْ، والحِلْتِيتا، والدُّلْب والشُّبْرُم، وغيرها، ومنها نوع يسمى بالكَبْوة، لا تخلو منه المَزارع، أحمر الساق، مستدير الورق، ويخرج منه لبن كثير، ويقرب فعله من فعل السَّقَمُونيا. وله أوراق مُتكاثِفة على قُضْبان حُمْر مدوّرة، خارجة من أصل واحد. ونباته بقرب الأنهار، وجميع اليَتوع قوّتها الكبيرة قوّة حادّة، وفيها مع هذا مَرارة؛ وأقوى شيء منها لبنها، وبعده بِزرها، وورقها. وفي أصولها أيضًا شيء من هذه القوّة، وليس ذلك في الجميع بمتساو، وأصول اليتوع إذا طبخت بالخلّ أذهبت وجعَ الأسنان، ولا سيما المتآكلة، ولبنها أشدّ فعلاً في ذلك إلا أنه إن نال الفم قَرّحه، وأحرق المكان، لأن لبن اليتوع في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن، وهذه درجات الأشياء التي تحرق، فلذلك صار لبن اليتوع إذا طلي به على موضع الشعر من البدن، حلق الشعر، ولكن لشدّة قوّته يحتاج إلى أن يخلط معه زيت، فإن فعل ذلك مرارًا كثيرة بطلت أصول الشعر، ولم تنبت، ولهذه القوّة صار يقلع الثآليل المتعلقة والمنكوسة، والخِيلان، واللحم الزائد والنابت إلى جانب الأظافير، والتُّوت، ويجلو القوابيَ والجرَب، وينقي القروح المتآكلة والمتعفنة متى استعمل في الوقت الذي ينتفع به فيه، وبالمقادير النافعة منه. وهو يقلع الصَّلابة التي تكون حول النواصير. وورقه وبزره يفعل ما يفعله لبنه، إلا أنهما أضعف من فعل اللبن، وهذا اللبن والبزر إذا طرحا في ماء قائم وفيه سمك أسكره وأطفاه، إذا كانا مدقوقين. ولبن اليتوع يخلِّف المِرّة قريبًا مما تخلفها قِثاء الحمار(2/182)
والسَّقمونيا، والذي يعطي من لبنه فوق أربع قَطَرات أو خمس، فينبغي أن يعجن ذلك بالسويق، ويبلغ سريعًا، فإنه إن طال إمساكه في الفم قرّح الفم واللسان وما حوله. ولبن اليتوع حارّ حِرّيف، قريب الشَّبَه من السَّقمونيا. ومقدار الشربة منه إذا أصلح: من دانق إلى أربعة دوانيق، وإن طال مكثه نقص فعله. وقوم يأخذونه من شجره، ويخلطونه بدقيق الشعير، فإن أصبته على هذه الصفة وأردت إصلاحه، فامزجه بشيء من النَّشاسْتَج، ولُتَّه بدُهن اللوز الحلو أو دهن البنفسج، وإن أصبته على وجهه فاخلطه بالنَّشاسْتَج، ولُتَّه بدُهن الورد، وأصلح ما يمزج به من الأدوية: الورد المطحون، ورُبّ السَّوْسَن والصَّبِر والتُّرْبُد والهَليلج والأفْسنَتين والغافِت أو عُصارتهما، والملح الهنديّ، والزعفران، والنَّشاستج وإذا مزج ببعض هذه الأدوية أصلح المزاج، ونفع من حُمَّيات الرِّبْع، وأسهل الماء الأصفر إسهالاً نافعًا، وإذا سقي على وجهه من غير إصلاح أفسد المزاج، وهيج الوجه، وأعقب وجع الكبد وفساد المعدة، وقلَّة الاستمراء للطعام. «ج» اليتوع: هو كلّ نبات له لبن دارّ مسهل محرِق مقطِّع. والمشهور منه هو العُشَر والشُّبْرمْ واللاعية والعَرْطَنِيثا والمازَرْيُون ونِيطافَلُون، وهو ذو الخمسة الأوراق، والماهودانهْ. وأكثر الغرض في لبنها، وقد يوجد من أصناف اليَتُوع ما هو خارج عن هذه المشهورة، مثل آذان الفأر، وضرب من اللَّبلاب والعَرْفج البريّ. وإذا أطلق الأطباء قولهم: اليتوع، فإنما يريدون به لبن اللاعية، لأنه أسلم اليَتُوعات. على أنه خَطر أيضًا. ومن اليَتُوع ذكر وأنثى، وأقواهما الذكَر، وتشبه قضبانه قضبان الزيتون، وينبت في وُعور الجبال. والأنثى أكبر من الحشيشة المعروفة بآذان الفأر، ويثمر سنة ولا يثمر في الأخرى، وثمرته لذاعة اللسان، تشبه الجوز. وأصنافه كثيرة، كلها رديئة. وأقوى ما في اليَتُوع لبنه، ثم بزره، ثم أصله، ثم ورقه. وهو حارّ يابس في(2/183)
الرابعة. ومنه ما يكون في الثانية إلى الثالثة. ولبنها يَحلق الشعر إذا لطخ عليه، وخاصة في الشمس، وما ينبت بعد ذلك يكون ضعيفًا، وإذا كرّر على الموضع لم ينبت البتة، ويجعل مع الزيت ليكسر عادِيَته. وإذا نُقط على السنّ المتآكلة فتتها وأسقطها، ويقلع البواسير، ويسهل البلغم والأخلاط الغليظة. وإذا قطر منه على التين قطرتان أسهل إسهالاً كافيًا، وكذلك في الخُبز وفي السويق. وإن نقع في شراب عتيق يومًا وليلة وصُفِّي وشرب، أسهل بغير أذى. وقيل إن بدله في إسهال البلغم والمائية: مثل نصفه: سَكْيبنَج. وكلّ اليَتُوعات إذا استعملت على غير الوجه الصحيح، والتدبير المستقيم، والحذر الشديد، كانت قتالة. «ف» كلّ نبات حادّ فيه سَمِّية هو اليَتُوع. وأجودها الشُّبْرُم والمازَرْيُون. وهو حارّ يابس في الرابعة، يسهل البلغم والمِرّة، وكذلك ورقه. والشربة منه إلى دانِق. واليَتُوع سبعة، وهي: العُشَر، والشُّبْرُم، واللاعية، والعَرْطَنِيثا، والمَاهودَانَهْ والمَازَرْيُون ونِيطافلُون وكلها قتالة، وأكثر الغرض منها في لبنها. وأصولها بالخلّ تحلّ الصلابة التي تكون حول النواصير، وتجلو القُوَباء، وتصلح القُروح المتعفنة، والسنّ المتآكلة، إذا وقع في القيروطيّ، وقد تقدم شرح لبنها وورقها وأصولها، وما قاله عبد الله وسواه فيها.
* يَرَاع: «ع» هو القَصَب الفارسيّ. وقد تقدم ذكره.
* يُرَامِع: «ع» هو الهِلْيَوْن. وقد تقدم ذكره.
* يَرْنأ: «ع» هو الحِنَّاء. وقد ذكر.
* يَرْبوع: «ع» لحم اليربوع يغذو غذاء كثيرًا، ويلين البطن.(2/184)
* يَشْف: «ع» ويقال: يَشْب. زعم قوم أنه جنس من الزَّبَرْجد. منه ما لونه شبيه بلون الزبرجد، ومنه ما لونه شبيه بلون الدُّخان، كأنه شيء مدخِّن. ومنه ما لونه فيه عروق بيض صقيلة. ويقال له الكوكبيّ. ومنه ما لونه شبيه بلون الحبة الخضراء، وقد يظن أن هذه الأصناف كلها تصلح أن تعلَّق على الرقبة أو على العَضُد للتعويذ، وفي الفخذ لعُسْر الولادة. وقد شهد قوم بأن في الحجارة خاصيتين مثل هذه الخاصية التي في حجر اليَشْب الأخضر: أنه ينفع المَرِيء وفم المعدة إذا علق في الرقبة، ولا يكاد أن يبلغ فم المعدة، وزعم قوم أن اليَشْب هو حجر الدَّهْنَج. وزعم قوم أنه ياقوت حَبَشِيّ ملوّن، ويسمونه بالمشرق أبو قَلَمُون، وقوم يُصَحِّفونه ويقولون: حجر البُسَّذ، وهو خطأ.
* يَعْضِيد: «ع» قيل إنه النبات المسمي باليونانية: خُنْدَرِيليّ. وهو نوع من الهِندَبا، وقد ذكره في حرف الخاء المعجمة. وقال: اليَعْضيد: بقلة ورقها ما بين ورق الخسّ البريّ وورق النِّسْرين البريّ. وسوقه قصار، وارتفاعها على الأرض نحو الشبر. ومنه ورق يشبه الهِندَبا البُسْتانيّ إلا أنه أصغر وأصلب، وحروف الورق مُشَرَّفَة مشوِّكة لينة، والزهر شديد الصفرة، وطعمه مرّ بيسير قَبض. وقد تقدم ذكر أصناف الهِندبَا البريّ والبستانيّ.
* يَقْطِين: «ع، ج» هو القَرْع عند عامة الناس. واليقطين: يقع على كلّ شجرة لا تقوم على ساق، مثل اللَّبلاب وما أشبه.
* يَلَنْجُوج: «ع،ج» هو العود الهنديّ الذي يُتَبخر به. وقد مضى ذكره في حرف العين.
* يَمام: طائر معروف. وهو الشُّفْنين. قد ذكر في الشين المعجمة.(2/185)
* يَنْبُوت: «ع،ج» هو خَرْنوب المِعزَى. وقيل إنه الخُرْنوب النَّبَطيّ. ومن الينبوت نوع شجرته عظيمة، كشجرة التفاح الكبير، وورقها أصغر من ورق التفاح، ولها ثمرة أصغر من الزُّعرور، سوداء شديدة الحلاوة والسواد، ولها عَجَمة. وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة، وقيل إن يبسه في الثانية، وقيل إنه حارّ، وفيه قوّة مقيئة بغير لذع. وهو يمنع الخِلْفة، وطبيخه يقتل البراغيث إذا رُشّ في البيوت. وقد اختلف فيه، والصحيح أنه الخُرنوب النَّبَطيّ، وهو يمنع الخِلْفة إذا شرب ماؤه، ويمنع إفراط نفث الدم إذا أكثر من أكله. وقشر أصل الينبوت يفتت الأسنان العفِنة، ويمنع من وجعها، ويقلعها بلا حديد. «ف» هو الخُرْنوب النبطيّ، ويبسه أشدّ من الثاني. وأجوده الحديث الطريّ. وهو معتدل في الحر والبرد، ويمنع الخِلْفة، وينفع من تقرّح الأمعاء والسَّحْج. والشربة منه: درهم. وإذا طلي به على المَقعدة بالعسل نفع من النواصير والبواسير، وإذا نتف الشعر وطلي به على أثره ودلك به، لم ينبت فيه شعر. وهو يزيد في شهوة الباءة والإنعاظ. «ز» واليَنْبوت يبدل بعفص غير مثقوب، وقيل بالخرنوب عن بعضهم.
* يَنْتُون: «ع» هو الثافِسْيا. وقد ذكر الثافسيا في حرف الثاء، وغلط من قال إن الثافسيا هو صمغ السَّذاب الجَبَليّ والبريّ. «ج» هو الثافسيا. وهو صمغ السَّذاب الجبليّ. وهو حارّ يابس، يسهل البلغم. وقد تقدم ذكر الثافسيا في موضعه من هذا الكتاب، والله سبحانه أعلم بالصواب.
وهنا انتهى الغرض المقصود من كتاب « المعتمد » المختصر من كتاب « الجامع لقوى الأغذية والأدوية » وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهرس لتفسير بعض أسماء الأدوية والألفاظ، بما هو أجلى منها بلغة اليمن مرتب على حروف المعجم :
حرف الألف(2/186)
آبُنُوس: هو شجرة الظُّبَة في اليمن.
آذانُ الفيل: هو القُلقاس.
آذَرْيُون: هو نوع من الأُقْحُوان.
آسٌ بَرِّيّ: هو قِفْ وانظُرْ.
أَبَار: هو الأُسْرُبّ.
إبْرة الراعي: هو الشُّكاعَي، وهو السَّنْف، ويسمى إبْرة الراهب.
أَبْرُوج: هُو الْعَرْصَم.
إبْرَيْسَم: هو الحرير.
الأبْغَث: هو الطائر المعروف بالبَلَشُون.
أبَهَل: هو العَرْعَر الذكر.
إحْرِيض: هو العُصْفُر.
أذُن الجَدْي: هو لسان الحَمَل الكَبير.
أرَاقُوَا: نَبْت يشبه شجرة العَدَس، يَنْبُت معه.
أرَاك: هو شجر السِّواك.
أَرْز: هو ذَكر الصَّنَوبر، وهو موجود باليمن في بلاد اللحب، وَحجَّة وبُرَع.
الأرنب البحْريّ: هو حجر من جنس الصَّدَف.
أسَد الأرض: هو المازَرْيُون. وهو الخامالاء، وهو الغَرِيرا.
أسَرْدَد: هو السُّلَحْفاة.
أُسُطُوخوذُوس: موجود في اليمن، ليس له اسم غير هذا.
أَسْفالْيوس [أسبلاتوس]: هو الدارشيشعان.
إسفاناج: معروف.
أسفند: هو الحَرْمل العربيّ.
أَسْفيُوس: هو بزر القَطونا.
أَسْقُولُوفَنْدَرُيون: هو الحشيشة الدُّودية.
أسَل: هو سَمَار الحُصُر.
أسْودُ سالِخ: هو الحَيَّة السوداء.
أشْراس: هو أصل الخنثى، وهو نوعان: أبيض وأحمر؛ والموجود باليمن الأبيض منه.
أُشَّق: هو الوُشَّق، ويقال له: كَلَخ.
أشقِيل: هو بصل العُنْصُل؛ ويسميه أهل الجبال بصل الفأر، وذُرَة الحَبَش.
أُشْنان القَصَّارين: هو الغَسُول.
أُشْنَة: هي شيبة العجوز. موجود باليمن، ينبت قريبًا من البحر، على وجه الأرض، يعرف بالبحرين. قالوا: وهي أقلّ نفعًا من الشامية، التي تنبت في أصل الصَّنوبر.
أصابع صُفْر: يُعرف بكف عائشة، وبكفّ مريم. هو بقدر كفّ الطفل الرضيع، وفي شكله. ذو خمس أصابع أو سِتّ.
أصابع العَذْراء: نوع من العنب مستطيل.
أصابع الفَتَيات: نوع من الريحان، هو الفَرَنجمشك.
أصْطُرَك: هو لُبْنَى الرُّهْبان وهي المايعة.
أضراس الكلب: هي الحَسَك الشامي.(2/187)
أَطْماط: هو البُنْدق الهنديّ، وهو الفُوْفَل.
أفْراس: هو الحجاب الحاجز بين آلات النَّفَس وآلات الغذاء.
أُفَرْبِيُون: هُو لَبَن القَصَاص، يستخرجونه حُذاق الأطباء.
أَفيْون: يُسْتخرج من لَبَن الخشخاش.
أَقاقيا: هي رُبُّ القَرَظ.
أُقْحُوان: هو النَّبيت.
أقراص الكوكب: هو أقراص الطَّلْق.
إقْليمياء: خَبَث كل مَعْدِن ذي جَسَد ذائب.
أكْشُوث: موجود بشُعَبات تعِزّ.
أكَوْهِك: هو الأنزروت الأبيض، ويسمى كحل فارس.
الألَنْجوج: هو العود الرَّطْب.
أمْبِرباريس (أميرباريس): هو الغَرْم.
أُمْ غَيلان: هي الشَّوْكة المصرية.
الأَنْجُذان: هو صمغ الحِلتْيت.
الأنْجَرَة: هو القُرَّيْص والخَرْبق.
أْنجُرَك: هو المَرّزَنْجُوش.
إنطوبيا: هو الهِنْدَبا.
إنْفَحَة: هي التي يُجَمَّد بها اللبن ليصير جُبْنا.
أنْقَرْذيا: هو البلاذُر.
أُورُومالي: هو شراب العسل.
إيرساء: هو السَّوْسن الأَسْمانجونيّ.
أيْهُقان: هو الجِرْجِير.
حرف الباء
باباري: هو الفلفل الأسود.
بابُونَج: هو في لغة التهائم: المُؤْنِس. وفي لغة أهل الجبل: الخَوْعَة.
باذاوَرْد: هو الشوكة البيضاء، ويسمى في تَعِزّ وسائر الجبال: السَّنْف. يُعلف به البقر، ويُسمَّى الشُّكَاعي.
باذَرُوج: هو حَبَق القَرَنْفُل، وهو رَيحان معروف يقال له الحَوْك.
يسمى باليمن شجرة الرُّعَاف، وأهل صَنْعاء يسمونه نبت الزانية.
بَارَنْج: هو النَّارَجِيل.
بارْزَد: هي القِنَّة.
بارُوق: هو الإسفيذاج. وهو بُخار الرّصاص.
بارِياء: هو حُصُر مَعْمولة من القَصَب.
باقِلَّى: هو الفُول.
بِتْع: نبيذ من التَّمْر، وهو الفَضِيخ.
بُجْم: ثمر الأثْل.
بَرْد وسلام: هو لسان الحَمَل.
بَرْدِيّ: يعمل منه القراطيس بمصر.
بَرْشياوْشان: هي شَعرة الغُول. وهي الكُزْبرة، كزبرة البئر؛ ويسميها أهل الجبال: شاف الغراب.
بَرَنْجاشَف: هُو الغبيراء ويعرف باليمن بالعَبَيْثَرَان، وبالعربية: القَيْصُوم.
بُرَيق: هو القطن.(2/188)
بِزْر كَتَّان: هو بزْر المُومة.
بِسْباسَة: هو ورق جَوزة الطِّيب.
بُسْر: هو الرُّطَب.
بُسَّذ: هو عُروق المَرْجان.
بِسِلَّة: نوع من الجُلُبَّان، لونه أخضر.
بَسِيلَة: هي التُّرْمُس.
بَشام: هو البَلَسان البَرِّيّ.
بُشْبُش: هو ورق الحنظل.
بَطْباط: هو عَصَا الراعي.
بَطْراساليِنُون: هو الكَرَفْس الصَّخْرِيّ. وهو المَقْدُونِس الرُّوميّ.
بِطْيخ رُوميُّ: هو القُرقُوص ، والأطباء يسمونه البِطِّيخ الهِنديّ.
بَقْلة باردة: هي اللَّبْلاب.
البَقْلة الحمقاء: هي الرِّجْلة، وفي لغة أهل الجبال: القنقلة.
بقلة الخطاطيف: هي الماميران.
البقلة الذَّهبية: هي بقلة الرُّوم. وهي القَطَف.
بَقْلَة عائشة: هي الجرْجير.
بقلة لَيِّنة: هي الرِّجلة، وتسمى البقلة المباركة.
بَقْلَة المَلِك: هو الشاهْتَرَج.
بقلة يهودية: نوع من الهندَبا البَرِّيّ.
بقلة يمانية: هي الصَّدَخ.
بَكا: نوع من البَشام.
بَلاذُر: يسمى حبّ الغُمَيْم.
بنات وَرْدان: هي الشِّصاص.
بَنْج: هو البَنْج.
بُندق هنديّ: هو الفُوْفَل.
بَنْكَنْكُشْت: هو بِزْر شجرِة، تسمَّى بلغة التهائم: شجرة مريم.
بَهَار: الأقحوان الأصفر.
بهرَم وبهرمان: هو العُصْفُر ، وهو الإحريض أيضًا. ويسمى المُزَيِّن.
بُورَق الحَجَر: هو النَّطْرون.
بُودْيُوطُش: هو المَرْقَشيثا.
حرف التاء
تأكُوت: هو اللُّبانة المغربية.
تُراب هنديّ: هو التفص.
تُرْبُد: موجود بجبال كَحْلان.
تَرَنْجَبين: هو عسل النَّدى.
تَرَنْجَبين مَغْرِبيّ: هو سُكَّر العُشَر.
تَشْميزَج: هو الحبة السوداء، والجَشْمَك أيضًا. وهي التَّشْمَة، تجلب من موضع يقال له المَدارَة إلى المَهْجم.
تُفَّاح الأرض: هو البابُونَج.
تَمْر هنديّ: هو الحُمر بلغة أهل اليمن.
تُمْتُم: هو السُّمَّاق.
تَنْبُل، ويقال تانْبُول: معروف باليمن كثير. وأصله هنديّ.
تُوبال الحديد: ما يتساقط عن الطرق من الحديد.
تُوبال النحاس: هو ما يتساقط عن الطرق من النُّحاس.(2/189)
حرف الثاء
ثاقب: هو الكثير الأرجل.
ثامِر: هو اللُّوبِياء.
ثمرة الكَزْمازِك والعَذْبة: هو الكُركم.
ثُوم: هو نوعان: بستانيّ، وهو معروف. وبرّيّ وهو شُقُورديون.
ثِيل: نبات معروف من الحشيش، له خاصية في علف الخيل والدوابّ.
حرف الجيم
جارِكُون: هو البَسْباسَة، وهي قشور الجَوْزبَوَّا.
جِبْسِين: هو الجصّ.
جَرَاد البَحْر: معروف في سواحل اليمن.
جِرْجِير الماء: يُسَمَّى قُرَّة العين؛ وتسميه أهل صنعاء الحَصُواء.
جَزْمازِك: هو ثَمَر الأَتْل.
جَعْدَة: ويسمى فُوليون، وهو نبات يطلُع باليمن؛ تسميه أهل صنعاء: الهلال، وهو ضرب من الشيح، وقال أيضًا: هو العظْلم.
جُلُبَّان: يُعرف باليمن، يسمونه الحَسَب.
جُلْجُلان: هو السِّمْسِم.
جُلّ: هو الورد.
جُلنَّار: هو نُوَّار الرُّمَّان.
جَلَنْجبين: هو الورد المُرَبَّى بالعسل أو بالسكر.
جُمَّار: هو لُبّ النخلة.
جُمْهُورِيّ: ما بقَي نصفه من عصير العنب بعد طبخه. والمثلَّث: ما بقيَ ثلثه. والمَيْبَخْتَج ما بقي ربعه.
جُمَّيْز: هو التَّأْلَق.
جَنْبَذ الرُّمان: هي عُقَد الرُّمَّان في أول طلوعه.
جُنُون البَقَر: هو المالِيخُوليا.
جواذي: لحية التيس، وهو البادي.
جَوزْ جَنْدُم: نبات يسمى خُرْءَ الحمام.
جَوْز القَيءْ: بلغة أهل اليمن: الرُّفْع.
جَوْز الهند: هو النارَجيل.
حرف الحاء
حَبّ الزَّلَم: هو الدُّعْبُب.
حَبّ الشِّيبار: هو حَبّ الصَّبِر، وتفسيره: صاحب الليل؛ لأنه يوجد بالليل.
حَبّ العَجَب: هو حَبُّ النِّيل، وهو القُرْطُم الهنديّ.
حَبُّ الفَنا: هو عنِب الثَّعْلَب.
حَبُّ الكاكَنْج: هو بزر الكاكنج ويسمَّى جوز المَرْج.
حَبُّ الملوك: هو الصَّنَوْبَر الصغار.
حَبَّة العَرُوس: هي الفاغرة.
حَلُوسِيا: هو الكَثيراء.
حَبَق الماء: هو المَرْزَنْجُوش والبَرْدَقُوش.
حَجَر الدّم: هو الشَّاذَنَج والشَّاذَنَةْ.
حجر الرُّوشنايا: هو حجر المَرْقَشِيثا.
حجر الشياطين: هو حجَر الماس.(2/190)
الحجر المُشَطَّب: هو حجر اليهود.
حِدَأة: هي الشُّوحة.
حِرْباء: هي أم قراف.
حُرُض: هو الأُشنان الأسود ، ويُسمَّى الدكول، وشجرة العضل، ومنه يعمل الخُطُم.
الحُرْف: هو الحُلْف ، وفي كتب الطب: حبّ الرشاد.
حَسَك: هو بلغة أهل البادية: القُطْبَة.
حَشِيشة العقرب: هي الغبيراء.
حشيشة الكلب: يسمى: حيا وجزم.
حُضُض: هو الخَولان الهنديّ.
حَفَأ: هو البَرْدِيّ.
حِلْتِيت: هو صمغ الأنْجُذان.
حَلَزُون: هو حيوان بَحْري.
حَلُّوب: شجر باليمن، يسمُّونه أهل تَعِز بذلك. وأهل زَبيد يسمونه « طَرّاح » . وأهل المخْلاف يسمونه شِرَاج. وأهل ظفارٍ يسمونه حزا. نافع للحمى إذا بخر بأصله. وتربط في العَضُد لأيّ حمى كانت، نافع مُجرّب.
حَمَاما: يسمى بصنعاء: مَنّ الإقْليط.
حِمْحم: هو لسان الثور.
حَنْدقوَقي: هو الرَّيْمان.
حَنْظَل: هو العَلْقم.
حَوْجِم: هو الورد الأحمر.
حَوْمَر: هو التمر الهنديّ.
حَيَاة الموتى: هو القَطِران.
حَيْض الجبال: هو المُومِيا الفارسيّ المعدنيّ الخالص.
حرف الخاء
خامالاوِن: هو الدابة المعروفة بالحرباء.
خُبز رُوميّ: هو الكعْك.
خَدَّاعة الرجال: هو شجر المُنْج.
خَرَاطين: هو الدود الطِّوال الموجود في التراب إذا حُفر.
خُرْء الضفادع: هو الطُّحْلَب الأخضَر الذي يعلو على الماء.
خِرْبز: هو البطِّيخ.
خَرْخَشيذ: هو البقل المأكول.
خَرْدل هنديّ: هو البَلسان.
خرْنب: هو القرانيط.
خرَنع: هو العصفر.
خَرْنوب الشَّوك: هو القَرَظ.
خُرنوب نَبَطيّ: هو السِّنُّوت.
خُرْنوب هنديّ: هو خيار شَنْبَر.
خِرْوَع: هو التَبْشع.
خَشْل: هو المْقل نفسه.
خُصَى الثعلب: هو أبو زيدان.
خِطْر: هو الوَسْمَة. وهو ورق النِّيل، ذكره بالمنهاج، وذكره في حرف الكاف أنه الكَتم.
خُطَّاف: معروف.
خَطْمِيّ: هو معروف.
خُفَّاش: هو الوَطواط.
خِلال مأْمُونيّ: هو الإذْخِر.
الخِضْلاف: هو شجر الدّوم.
خُوْص: هو ورق النخل والدوم.
خِيريّ: هو المنثور.(2/191)
خَيسَفوج: هو حَبّ القطن. ويسمى البُرْعُم.
حرف الدال
دادِي: معروف.
دارصينيّ: نوع من القِرفة.
دار فُلْفُل: زهر الفُلْفُل الفِجّ.
دارِكيسَة: هي البَسْباسة.
دارصُوص: هو الدارْصينيّ.
دُبَّاء: هو القَرْع، وهو اليَقْطين.
دُجْر: هو اللُّوبياء.
دُرَاقِن: هو الخَوْخ.
دِفْل: هو المسحب والكبح ويسمى بالفارسية « خَرْزَهْرَج » .
دمُ الأخوين: هو الشَّيَّان. وهو عصارة حمراء يؤتى بها من جزيرة سُقْطرَا حيث يؤتى بالصَّبِر، الأُسْقُطْرِيّ.
دَهْمَسْت: هو حَبّ الغار.
دُهن الحَجر: هو دهن النِّفط.
دُهن السِّرَاج: هو دهن بزْر الكتان.
دَوْفَص: هو البَصَل.
دُوشاب: هو عَسَل التمر.
دُوقُوَا: هو بزْر جزر برّيّ. وهو جَزَرُ الرُعاة.
دَوْم: هو المُقْل.
دياقُوذاساذَج: هو رُبّ الخَشْخاش.
حرف الذال
ذْارَنْج: موجود في الذارعي وملحان ، امتحانه: إذا دلك به الجسد أحرق ويقرّح.
ذَبْل: هو جلد السلَحفاة الهندية.
ذَرارِيح: موجودة باليمن. تشبه الجراد. سود. فيها خطوط حمر ذهبية.
ذُرَة: هي حنطة الجرذان، وتسمى أيضًا: طيسارية.
ذَنب الفأر: هو لسان الحمَل.
حرف الراء
رَاتِينَج: هو صمغ الصنوبَر.
رازِيانَج: هو الشَّمار.
رَاسَن: يعرف بالزنجبيل البستانيّ، وهو عرق الجَناح، ويسمى الزنجبيل الشاميّ.
رَانَج: هو النارَجيل.
رَبْرَق: هو عنب الثعلب.
رَتَّة: هو البُندق الهنديّ.
رماد الحية: هو الطباشير.
رَوسختج: هو الرَّاسخت، وهو نحاس مُحْرَق.
حرف الزاء
زَاج أصفر: هو العُلْفُطان.
زئبَق: هو الزَّاوُوق.
زَبَاد: معروف.
زُخْرف: هو العُنَّاب.
زَرْد: تفسيره: شجرة الذهب، ويسمى أيضًا: شجرة الإحريض.
زَرْدَج: هو العُصْفُر.
زُرُنْباد: حشيشة تشبه السُّعُد، لكنها أعظم وأقلّ عطرية.
زَعْتَر: هو الصَّعتر، ويسمى الحاشا والكاشِم.
زَعْفران: من أسمائه الجلديّ، والجِساد والرَّيْهُقان.
زَقُّوم: يشبه الصَّبارة أو الخُنْثى ، زهره ياسَمينيّ الشكل.(2/192)
الزيت الركابيّ: هو الذي يؤتى على ظهور الإبل. والركاب عند العرب: هو ركوب الإبل.
زيتون الماء: هو الذي لا يخرج منه زيت.
حرف السين
ساطرْيون: هو خُصَى الثعلب.
سانقة: هي كزبرة البئر.
سِبِسْتان: هو الإسْحِل.
سِرَاج الظَّلام: هو شجرة الكُنْدُس.
سِرْس: هو الهِندبَا.
سَرِيس: هو الهندبا.
سَرْو: معروف.
سُعْد: معروف.
سَفاسيخون - سمفاسيخون، سميسخون: هو الأرَاب.
سَقَمونِيا: هي المحمودة.
سُلاخة: هي أبوال التيوس الجبلية ، وهي الأوعال تبول أيام هيجانها على حجر يسمي السُّلاخ، فتسود الصخرة، وتصير كالقار الدسم الرقيق. يستعمل في الأدوية المشروبة النافعة من الجُذام.
سَلُور: هي الجرِّيّ.
سماقِيل: يسمى بالفارسي: السُّمَّاق.
سُمْسُق: هو المَرْزَنْجُوش، ويسميه بعض العرب: العنْقَز.
السَّمكة المخدِّرة الرَّعّادة: حوت في بحر النيل.
سُمَّاق برّي: هو الرِّيباس.
سَنًا: هو العِشْرق.
سَنَامَكِّي: كثير الوجود باليمن. ويسمي حُلْبة الحبَش.
سَنْباذَج: هو السُّنْباذ.
سَنْدَرُوس: هي الفارعة.
سِوارُ الهند: هو الوَدَع.
سَوْسَن: هو الزُّرُنْباد.
سَيْكَران: هو البَنْج.
حرف الشين
شاذَنَه: هو حجر الدم.
شاهِسْفَرَم: هو الريحان الكرمانيّ، والريحان السعديّ.
شَبّ: معروف.
شجرة البَقّ: هو الدردار.
شجرة الصندل الأحمر: ويسمى الزّنجي، وهو في جبل مَلْحان، ويسمونه بلغتهم، ويوقدونه. ورأينا له عَرف المقاصِريّ، إلا أن لونه أحمر، ويميل إلى الصفرة المتوسطة. وشجره مثل الرمَّان، وورقه كورق الأراك، سواء في كل حالاته.
شجرة القُرْس: هي عروق السُّوس.
الشجرة المبشِّرة: هي الخطمية.
شجرة المَرْسِين: هو الآس.
شَحْم الأرض: هو القَطْرَسُوس، وهو شجر القَطِران.
شَطور: في جبل الطور، وهو شاوران.
شَذاب: هو الفَيْجَن.
شغارير: هو صغار القِثَّاء.
شفدا: هو فِراخ الحَجَل.
شَفَلَّح: هو اللَّصَفُ والأصف.
شَقاقُل: هو جنس من المُرَّانة.(2/193)
شُقُرْدِيُون: هو الثُّوم البريّ.
شَكُوهَج: هو الحَسَك.
شِمْشِير: هو القاقلة الصغيرة.
شَهْدانَج: هو حبّ السُّمْنَة. وهو القِنَّب.
شهدانَق: هي الحشيشة.
شَهْلُوك: نوع من الخَوخ.
شُوَشمير: هو الهِيل بَوّا.
شُوْع: هو شجر البان.
شَوْكة مِصرية: هي المعروفة بأمّ غَيْلان.
شَيَّان: هو دم الأخَوين، من سُقُطْرا.
شِيح: هو الفَراسيون. وهو المسمى أبو الركب.
شِيرْخُشْك: هو طل يقع على شجرة الخِلاف بَهراة.
شِيريّ: هو شجر الحنظل.
شَيْلَم: هو الزُّؤان.
شِينيز: هو شُونيز.
حرف الصاد
صامِريُوما: هو الغُبَيْراء، أو حشيشة العقرب.
صَبِر: معروف.
صَدْخ: هو البَقْلة اليمانية.
صَعْتَر: معروف.
صَفْصاف: هو الخلاف.
صَمغ الأذناب: الزُّوفا الرَّطْب.
صَمْغ الأنجُذان: هو الحِلتيت.
صَمْغ الصَّنوبر: هو الرَّاتينَج.
صمغ الطُّرْثُوت: هو الأُشَّق.
صَندبول: اسم للصَّنْدل. فارسيّ.
صَنَوْبَر: هو الفَرْوَش.
حرف الضاد
ضغابيس: نبت كالهِلْيَوْن.
حرف الطاء
الطائر المُسْهَر: هو طير لا ينام البتة، منصرف نهارَه في طلَب المعاش، وليله يصيح ويطرب على نفسه.
طالِقُون: نوع من النُّحاس مُدَنَّر.
طاليسَفَر: هو ورق الزيتون الهنديّ.
طبَاشير: هو شيء يكون في جوف القنا الهنديّ، وقيل رماد أصول القنا الهنديّ. وإنما يؤخذ هذا منه فيما احترق من ذاته عند احتكاك بعضه ببعض، بريح شديدة تهبّ عليه. وقيل إنه عظام الفِيل المُحْرَقَة. وقد يغشّ بعظام رؤوس الضأن المحْرَقة. وأجوده أشدّ بياضًا.
طَبَّاق: هي شجرة البراغيث.
طَثْرَج: هو صغار النمل.
طُحْلُب: هو العَلْقَى. وقيل هو البُلَيسان.
طراثيث: هو لحية التيس.
طَرَخْشقوق: هو الهندَبا الهنديّ.
طَرْخُون: قيل إن عاقر قرحا هو أصل الطرخون الجبليّ.
طَرْفاء: نوع من الأثل.
طَمْرا: هو الخِرْوَع.
طَرْطرة: هو التُّوتِياء. وهو العدمية.
طيب العرب: هو الإذخِر.
طِين جُودِيّ: هو الطين السِّيرافي.(2/194)
طين قَيْمُوليا: هو الطين الحرّ.
طَيْهوج: هو نوع من الطير صغير، أصغر من الحَجَل.
حرف الظاء
ظَلِيم: هو ذَكَر النعام.
ظَيَّان: هو الياسَمِين.
حرف العين
عاقِر قرحا: عِرق أخضر، يشبه ورقه ورق السَّلَع.
عُبَب: هو ثمر الكاكَنْج.
عبهر: هو النَّرجِس.
عَدَس: هو البُلْسُن.
عَدَس الماء: هو الطُّحْلُب.
عَذْبَة: هي ثمرة الأثْل.
عَرْطَنِيثا: هو أصل بَخُور مريم.
عَرْعَر: هو السَّرْوُ الجَبَليّ.
عُروق حُمْر: هي الفُوَّة.
عُصْفُر بَرّي: هو الباذاورد ، تفسيره: ريح الورد. وهو الشوكة البيضاء.
عِظْلِم: عُصارة النيل الغض.
عِلْيَط: هو الكُشْط.
عَلْقم: هو قِثَّاء الحِمار.
عِنَب الثعلب: هو الفَنَا.
عِنَب الحَيَّة: هو الحَنْظل.
عَنْدَم: هو البَقَّم.
عُنْصُل: يسمى وقيد الحَبَش.
حرف الغين
غافت: هو العَرْفَج.
غُبَيْراء: هي صامِرْيوما. وهي حشيشة العقرب.
غَرْز: الصغير من عَصا الراعي. وهو معروف بالأنثى.
غَرْقَد: هو العَوْسَج.
غَيم: هو إسفِنج البحر.
حرف الفاء
فادزَهْر: هو اسم كل دواء مخلِّص من السموم، وحافظ على الروح قوّته.
فاشِرَا: هو الكرم الأبيض.
فاغية: هي نُوَّار الحِناء المعروف بالحَنُّون.
فاوانيا: هو عود الصَّليب.
فَرْبِيُون: هو صمغ العَمْق واللُّبانة المغربية.
فَرَاسِيون: بلغة أهل الجبال: كسر عيونه.
فِرْكِس: هو الخَوخ الأدْرع.
فِصْفِصَة: وتسمى البَرسيم. يُزرع على الماء، لا يجفّ صيفًا ولا شتاء، ويسمى الرَّطْبَة. وهي القَتْ: (القَضْب).
فُقَّاح الخِلاف: هو زهر الصَّفصاف.
فُلّ: معروف.
فوذنج بَرّيّ: هو اللَّبلابة.
فُوْلِيون: هو الجَعدة.
فُوه وفُوفَل: معروفان.
حرف القاف
قاتِلِ الحِيتان: هو اللاعية.
قار: هو الزِّفت اليابس.
قَبَج: هو الحَجَل.
قَتّ: هو الرَّطبة والفِصْفِصة.
قَتيل الرَّغْد: هو الطائر المعروف عند عامة المغرِب بالسَّلْوَى. سُمِّي بذلك لأنه إذا سمع الرعد مات.(2/195)
قِثَّاء هندي: هو الخيار شَنْبر، ويقال له الخروب الأسود.
قَراسالِيون: هو بِزْر الكَرَفس. الجبَليّ.
قَرْدَامَن: هو الحُرْف.
قَرْدَمانا: هو الكَرَاوْيا الهنديّ.
قَرِيبة الماء: هو الفوَذَنْج النَّهْريّ.
قَرَّيْص: هو الأنجُرة.
قَضْب: هو الرَّطْبة والفِصْفِصَة.
قُفْلُوط: هو الكُرّاث الشاميّ.
قَلَسْطِنون (بالرومية): هو الجُلَّنار.
قُلْقاس: معروف.
قِلْقِطار: هو الزاج الرُّوميّ.
قَنَا: هو المعروف عند عامة المغرب بالكَلَخ، وباليُونانية تريفس.
قِنَّب: هو الحشيشة.
قِنة: هو البارزذ، وهو صَمْغ.
قَيْد البحر: هو الكَهْرَبا.
قِير: هو الزِّفت الرَّطْب.
حرف الكاف
كادي: هو معروف.
كاكَنج: هو العُبَب.
كبَا: هو العِلْك الروميّ، وهو المصطكى.
كبَابَة: هو حبة العروس.
كَبَاث: هي ثمر الأراك.
كَبر: تسميه أهل اليمن اللَّصَف، ويسمى القَبار.
كَتم: هو الوُسَيمة.
كَزْمازِك: هو ثمرة الأثْل.
كَثْنج: الكُزْبرة.
كُثْنى: هي الكَرْسَنَّة.
كَثِيراء: هو صمغ القتاد.
الكَدَر: هو الكاذي، وهو الذي يعمل منه شراب.
كرساني: هو الغِرار.
كُرْكم: هو الهُرْد.
كُزْبَرة البئر: هي البَرْشِياوشان.
كَزْمازِك: هو حبّ الأثْل.
كُسْفرة: هي الكُزْبرة.
كُعْثوب: هو الدُّعبْبُ.
كِلْس: هو النُّورة.
كَلْكون: يتخذ من اللُّكّ وإسفيذاج الرصاص يدقّ ناعمًا ويخلط ن وهو يحمر الوجه طِلاء.
كُنْدُر: اللُّبان الأبيض.
كِنَّة: هو المَصْطَكى.
كَهْرَبا: أي جاذب التبن. وهو صمغ الجوز الروميّ، ويقال له: قَهْرَبا، وكهربا، ويعرف بمصباح الروم.
كَوْكب الأرض: هو الطَّلْق.
كَوْكر: هو المُقْل الأزْرَق.
حرف اللام
لاعية: موجودة أيضًا؛ لها نفع عظيم في لَسْع ذوات السموم.
اللُّبان الفارسيّ: معروف باليمن، كبار الحب.
لُبَان هنديّ: يعرفه حُذاق الأطباء باليمن.
لُبْنى: هي المائعة.
لِحْية التَّيْس: تسمى أذناب الخيل.
لِسان الحَمَل: هي اللاذَنة الكبيرَة.(2/196)
لِسان الكَلْب: هو لسان الحَمَل.
لَصَف: هو القَبَار.
لِفْت: يسمى السَّلْجَم. ويسمى بالبَلْجَم.
لُوبِياء: هي الدُّجْر.
لُوبِياء السُّودان: هو الكشند.
لُوفَا: هي حيّ العالم.
حرف الميم
ماء الجُمَّة: معروف.
مازَرْيون: هو السُّبيعة.
ماسِت: هو الرائب.
ماش: هو الإقْطِن.
المالِك: هو الطائر المعروف بأبي مالك.
ما هِي زَهْرَهْ: الطَّفْل الذي يُصاد به السمك من الماء العذب.
مَحْلَب: هو اللُّبان.
المَرْجان: ينبت في البحر المالح.
مَرْد: هو ثمر الأرَاك الفِجّ.
مَرْداسَنج: هو المَرْتكة.
مَرْدَاسَخْتَج: هو آبُنُوس مُحْرَق.
مُرّار: هو الخسُّ البرِّيّ.
مُرْقِد: هو الأفيون.
مَرْهَم الباذَروش: هو دواء مركب من ستة أدوية.
مُسْتَعجَلة: يعرف بالبوزيدان.
مِسْعاطِين: هو لبن العُشَر.
مِسْواك القُرود: هي الأُشْنَة.
مُشَكطرامشير: هو قشر الرمان البَرّيّ، وهو المظْ.
مُفْرِح المحزون: هو الباذَرَنجويه.
مَقْلِياثا: هو الحُرْف. وهو الحُلْف.
مُلُوخيَّة: هي الوَيْكة.
مُلُوكِية: هي المُلُوخية.
مُولِّد السُّرُور: هو الشجر المعروف بالماسكة.
مُومِيا: حجارة معروفة. وشجر موجود معروف.
مَيوِيزَج: هو زبيب الجبل. وهو حبّ الراسَن.
حرف النون
نارِدِين: هو السُّنْبُل الروميّ.
ناركيف: هو الخَشْخاش الأسود.
نَبْع: هو الشَّوْحط.
نَبِق: هو ثمَر السِّدْر.
نَرْجِس: هو الَعْبهَر.
نِسْرِين: الورد الصينيّ. وهو زهر الحَوجم.
نَشاسْتَج: هو النَّشا.
نَمَّام: هو المَرْزَنْجُوش.
نياسَمْت: هو صمغ البُطْم.
نِيلَج: هو النِّيل.
حرف الهاء
هِطِنداس: هو الدادي الروميّ. ويسمى لحية التيس.
هِلْيَوْن: يختص بالجَنَد. ويعظمُ بها.
هليون أيضًا: يسمى أقلام الذئب.
هِندِبا بَرّيّ: وهو المرارة.
هَيْزارَما: هو النُّعْنُع.
هِيلْ بَوَّا: هو هيل قاقُلَّى. ويعرف بالقاقُلَّة.
حرف الواو
الوَجّ: هو الأَنْجُرَك.
الوُشَّج: هو لِزَاق الذَّهَب.(2/197)
وَخْشِيزَق: هو شيح خراسانيّ.
ورد الحمار: هو الخِطْميّ.
وَرْد الليل: هو الأسود.
وَرْد النهار: هو الأصفر.
وَرْس: موجود باليمن مَعْروف.
وَقَريوذِن: هو البَلاذُر.
وَرَل: هو التَّمساح البرّيّ.
وَرَشَان: صنف من اليمام.
حرف الياء
ياسَمين: هو الزَّنيق.
يَبْروُح: على صفة ابن آدم، ويسمى باليمن اليَقْطَم.
يَتُوع: هو الشُّبْرُم.
يَتُوعات: هو اللُّبان الشِّحْرِيّ.
يَرَاع: هو القَصَب.
يَرامِيع: هو الإسفيذاج.
يَرْبُوز: هو الجَرْبُوز، وهي البرية.
يَرْنأ: هو الحِنَّاء.
يَقْطِين: هو الدُّبَّاء.
يُورَش: هو قشر الرمان.
******(2/198)