الشفاء
في الرقى الشرعية
والصحيح الوارد من
أذكار وأدعية الصلاة
والنوم والصباح والمساء
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الشيخ/ أحمد فريد
الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه، أن رحمته سبقت غضبه، دعا عبادَه إلى دار السلام، فعمهم بالدعوة حجةً منه عليهم وعدلاً، وخص بالهداية والتوفيق مَنْ شاء نعمةً ومنةً وفضلاً، فهذا عدلُه وحكمتُه وهو العزيز الحكيم، وذلك فضله يؤتيه مَنْ يشاءُ والله ذو الفضل العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةَ عبده وابن عبده وابن أمَتِه، ومَنْ لا غنى به طرفة عين عن فضله ورحمته، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، وصفيُه وخليله أرسله رحمةً للعالمين، وقدوةً للعاملين، وحجةً للسالكين،وحجةً على العباد أجمعين، وقد ترك أمتَه على الواضحة الغراء والمحجة البيضاء، وسلك أصحابُه وأتباعُه على أثره إلى جنات النعيم، وعدل الراغبون عن هديه إلى صراط الجحيم،ليهلك من هلك عن بينة، ويحيي مَنْ حيي عن بينة، وإن الله لسميع عليم.
ثم أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعدُ أيضاً:
فإن الذكر هو باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين
قال الحسن البصري: تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي تلاوة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.
فالذكر هو الباب المفتوح بين العبد وربه، ما لم يغلقه العبدُ بغفلته.
وقال مالك بن دينار: ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله - عز وجل -
ولما كان الذكر من نعيم المؤمن في الدنيا، لم يحرم الله - عز وجل - أهل الجنة من هذا النعيم(1/1)
{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين َ }
وأهل الجنة يُلهمون التسبيح والتحميد، كما نُلْهَمُ النفس، ولا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا.
ولما كان الذكر بهذه الأهمية كثرت فيه المصنفات من المتقدمين والمتأخرين، وهو جدير بالاهتمام والتصنيف، وقد اطلعت على مصنف أخي الشيخ/ خالد البحر فوجدته رائقاً من الضعيف والموضوع، وقد اهتم أخونا/ خالد البحر بشرح ما يحتاج إلى شرح، فأتى كتابُه محصلاً للمقصود، مقرباً للقلوب إلى علام الغيوب وغفار الذنوب، فأسأل الله تعالى أن يتقبل كتابه بقبول حسن، وأن يفتح له القلوب والأسماع، وأن ينفع به مَنْ انتهى إليه، والله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين.
كتبه
أحمد فريد
مقدمة الشيخ/ وحيد بن بالي
الحمد لله الذي جعل الذاكرين في معيته، ورتب على الذكر قناطير من الثواب والأجر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُ الله ورسولُه، وبعد:
- فمن أراد أن يحي قلبه فليذكر الله: ففي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت)
- ومن أراد أن يثقل ميزانه يوم القيامة فليذكر الله: ففي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم)
- ومن أراد أن يسبق غيرَه إلى الله فعليه بذكر الله: ففي صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات) وبعد:
فقد وقفتُ على رسالة الشيخ/ خالد البحر، فوجدتُها رسالةً نافعةً مفيدةً في الأذكارِ النبويةِ، معينةً لقارئها في الوصول إلى الله تعالى.(1/2)
فأسأل الله أن ينفع بها، وأن يجزي مؤلفها خيرَ الجزاء.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه الفقير إلى الله/ وحيد بن بالي
2/5/1428هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله، نحمدُه و نستعينُ به و نستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا، وسيئات أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فلا مضل له، ومن يُضْلِل فلا هادي له، و أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسُوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون } (1)
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )(2)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } (3)
أما بَعْدُ:
فالحمدُ لله العزيز الغفار، مُكور الليل على النهار، تذكرةً لأولي القلوب والأبصار، وتبصرةً لذوي الألباب والاعتبار، والصلاةُ والسلامُ على النبي المختار، وعلى آل بيته الطيبين الأطهار، وصحابته الميامين الأبرار، والتابعين لهم بإحسان في جميع العصور والأمصار، ما جن ليلٌ وسطع نهار.
ثم أما بعد:
فقد قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )(4)
وقال - عز وجل - : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } (5)(1/3)
وقال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } (6) وقال جل وعلا: { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ } (7)
وقال سبحانه: { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } (8)
وقال - صلى الله عليه وسلم - : { مَثلُ الذي يَذكرُ ربه والذي لا يذكُره، مثل الحي والميت } (9)
وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: { الدعاء هو العبادة } (10)
وقال صلواتُ ربي وسلامُه عليه: { سَبَقَ المُفرِّدون، قالوا: وما المُفرِّدون يا رسول الله؟
قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات } (11)
وقال - صلى الله عليه وسلم - : { ما عَمِلَ آدميُّ عملاً، أنجى له من عذاب الله منْ ذكر الله } (12)
وقال - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : { فو الله لأن يَهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمُر النِعَم } (13)
(1) الآية رقم 102 من سورة آل عمران (2) الآية رقم 1 من سورة النساء (3) الآياتان رقم 70-71 من سورة الأحزاب
(4) الآيتان رقم 41-42 من سورة الأحزاب (5) الآية رقم 39 من سورة ق (6) الآية رقم 152 من سورة البقرة
(7) الآية رقم 103 من سورة النساء (8) الآية رقم 35 من سورة الأحزاب (9) متفق عليه من حديث أبي موسي الأشعري - رضي الله عنه - .
(10) صحيح أخرجه أحمد وأصحاب السنن من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - ، انظر صحيح الجامع 1/641 حديث رقم 3407 ، أما حديث " الدعاء مخ العبادة " فقد أخرجه الترمذي من حديث أنس - رضي الله عنه - وسنده ضعيف انظر ضعيف الجامع 3/158 حديث رقم 3003
(11) أخرجه مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - . (12) صحيح أخرجه أحمد من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - انظر صحيح الجامع 2/986 حديث رقم 5644 وجاء من حديث جابر - رضي الله عنه - رفعه بإسناد حسن لغيره انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/97(1/4)
سُئل الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح- رحمه الله - عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحاً ومساءً في الأوقات والأحوال المختلفة ليلاً ونهاراً، وهي مبينة في كتاب عمل اليوم والليلة، كان من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات. وقال عطاء: مَنْ صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قول الله تعالى:( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات ) (1)0
وقال الإمامُ أبو الحسن الواحدي: قال ابن عباس:[ المراد يذكرون الله في أدبار الصلوات، وغدواً وعشياً، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله، ذكر الله تعالى ]اهـ(2)0
فاستعنتُ بالله تعالى في إخراج كُتيب يحوي الأحاديث الصحيحة الصريحة الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، سائلاً المولى - جل جلاله - بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يتقبله قبولاً حسناً، وأنْ يجعله لوجهه الكريم خالصاً، وأَنْ يَنْفَعَ به كَاتبَه وقارئه ومن ساهم في نشره نفعاً عاماً، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، وسميته: { الشفاء في الرقية الشرعية والصحيح الوارد من أذكار وأدعية الصلاة والنوم والصباح والمساء } 0
وإتماماً للفائدة المرجوة سأذكر لك أخي القارئ في نهاية الكتيب بَعْضَ الأحاديث المشتهرة في الكتب المصَنفة المُتدَاوَلة وهي ضعيفة الإسناد، كما قال أَهْلُ العِلمِ من المُحَدِثين المتخصصين النقاد، وستراه واضحاً جلياً فيما أَنْقُلُه من كتبهم المطبوعة نقلاً حرفياً، وذلك قياماً بواجب بيان العلم، ونجاةً من إِثْم كتمانه، وتحذيراً للناس منها(3) ليكونوا على بينةٍ من أَمْرِها فلا يقعوا في عزو ما لم يصح نسبته إليه - صلى الله عليه وسلم - من الحديث.
وقبل تقليب الصفحات، وتدفق الكلمات، ومطالعة المحتويات، ينبغي للقارئ أَنْ يتأمل هذه المعلومات، ويعلم معاني ما في الكتيب من رموز ومصطلحات:(1/5)
1. هذه أَذْكَارٌ وأَدْعِيةٌ واردةٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ينبغي للمسلم أَنْ يَحْفَظَها ويَقُولها كما كان النبي صلواتُ ربي وسلامُه عليه يَقُولها، فمن وُفِق للعمل بكل هذه الأذْكَار فهي نِعْمَةٌ وفَضْلٌ من الله المنان وطوبى له، ومن عجز عن ذلك فَلْيََقْتَصِر منها على ما شاء ولو كان ذكراً واحداً.
2. كُلُّ ذِكْرٍ لم يُذْكَر بجواره أيُ عددٍ، فإنه يُقَالُ مرةً واحدةً فقط.
3. كل حديث أوردته سأذكر أولاً درجته ثم من أخرجه من الأئمة حسب الطاقة، إلا ما كان في الصحيحين أو أحدهما لأنهما امتازا على غيرهما من كتب السنة بتفردهما بجمع أصح الأحاديث الصحيحة.
الرموز المستعملة المثبتة عقب الأحاديث بيانها كالتالي:
(خ ) صحيح الإمام البخاري ( م ) صحيح الإمام مسلم (د ) سنن أبي داود
(ت) سنن الترمذي (ن ) سنن النسائي (هـ) سنن ابن ماجه
(حم) مسند أحمد بن حنبل (ط) موطأ مالك بن أنس (ك) مستدرك الحاكم
(حب) صحيح ابن حبان (طب) معجم الطبراني (ص) سنن سعيد بن منصور
(ش) مصنف ابن أبي شيبة (خز) ابن خزيمة (قط) سنن الدارقطني
(هب) شعب الإيمان للبيهقي
(1) الآية رقم 35 من سورة الأحزاب (2) انظر كتاب الأذكار للإمام النووي ص 9-10
(3) وخاصة أولئك الذين يقومون بتعليمهم وإرشادهم ووعظهم من خلال الدروس والخطب وغيرها.
وهذا أوان الشروع في الموضوع، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبي بعده، محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
أما بعد:(1/6)
فهذه أذكارٌ وأدْعيةٌ ثبتت عنه - صلى الله عليه وسلم - أثناء الصلاة وبعدها، وأُمور أخرى تتعلق بالصلاة وما يجدرُ بالمسلم أنْ يأخذ بها متابعةً لهديه واستناناً بسنته - صلى الله عليه وسلم - وتركاً للتقليد الأعمى الذي أودى بأمتنا أو كاد، وهَاكُم هذه الأمور:
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
فعن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { إذا صلى أحدُكم فَلْيبدأُ بتحميد الله - عز وجل - والثناء عليه، ثم ليُصَلِّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ليدع بَعْدُ ما شاء } (1)
وفي رواية أبي داود: أنه سمع رجلاً يدعو في صلاته، لم يُمَجِّدِ الله، ولم يُصَلِّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : عَجِلَ هذا، ثم دعاه، فقال له- أو لغيره-: ... وذكر الحديث.
وفي رواية النسائي مثل رواية أبي داود، وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :[عجل هذا المصلي]، ثم عَلَّمَهُم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم سمع رجلاً يُصَلِّي، فمجَّد اللهَ وحَمِدَه، وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : { ادعُ تُجَبْ، سَلْ تُعْطَ }
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنتُ أُصَلي والنبيُ - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ وعمرُ معه، فلما جلستُ بدأتُ بالثَّناء على الله، ثم الصلاةِ على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم دعوتُ لنفسي، فقال النبيُ - صلى الله عليه وسلم - : { سَلْ تُعْطَهُ، سَلْ تُعْطَهُ } (2)
الاسْتِعَاذَةُ بالله من أَرْبَعٍ بَعْدَ التشهد الأخير وقبل الدعاء
**************
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(1/7)
{ إذا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بالله مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ومِنْ عَذَابِ القَبْرِ ومن فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَات ومن فِتْنَةِ المسيح الدَّجَّال } (3)
وفي رواية لمسلم { إذا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ }
[ وكان - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُو به في تَشَّهُدِه ] (4)
[ وكان يُعَلّمُه الصحابةَ كما يُعَلِّمُهُمْ السُّورةَ من القرآن ] (5)
(1) صحيح أخرجه (حم ت د ن) انظر صحيح الجامع 1/172 حديث رقم 648، جامع الأصول 4/154 حديث رقم 2120
(2) حسن أخرجه (ت) انظر جامع الأصول 4/156 حديث رقم 2122
(3) متفق عليه
(4) صحيح أخرجه (حم د) انظر صفة الصلاة للشيخ الألباني- رحمه الله- ص 145
(5) م ط ت د ن
الدُّعَاءُ قَبْلَ السَلامِ وأنْوَاعُه
*******
كان - صلى الله عليه وسلم - يدعو في صلاته بأدعية متنوعة، تارةً(أحياناً) بهذا، وتارةً بهذا، وأقرَّ عليه الصلاةُ والسلامُ أدعيةًُ أخرى ( وأمر المصلي أن يتخير منها ما شاء )(1)
وهاك هذه الأدعية:
ــــــــــ
1. اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَبْرِ، وأََعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدجال، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بِكَ من المَأْثَمِِ والمَغْرَمِ.(2)
2. اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من شرِّ ما عَملتُ ومِن شرِّ ما لم أعملْ (بعد)(3)
3. اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَاباً يَسيراً.(4)(1/8)
4. اللَّهُمَّ بعِلْمِكَ الغَيبَ، وقُدْرتكَ على الخلقِ أحيني ما علمتَ الحياةَ خيراً لي، وتوفني إذا علمتَ الوفاةَ خيراً لي، اللهُمَّ وأَسْأَلُكَ خَشْيتَكَ في الغيب والشهادةِ، وأَسْألُكَ كَلِمة الحق (الإخلاص) في الرضا والغضبِ، وأسألك القصدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يَنْفدُ، وأسألك قُرة عينٍ لا تنقطعُ،وأسألك الرضا بعد القضاءِ (بالقضاء)، وأسألك بَرْدَ العَيشِ بَعْدَ الموتِ، وأسألك لذَّةَ النظرِ إلى وَجهِكَ، والشَّوْقَ إلى لِقَائِكَ، في غَيْرِ ضَرَّاء مُضَِّرةٍ، ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللهمَّ زَينَا بزينةِ الإيمان، واجْعَلْنَا هُداةً مُهتدين.(5)
5. وعَلَّم - صلى الله عليه وسلم - أبا بَكْرٍ الصِدِّيق رضي الله عنه أَنْ يَقُول: اللَّهُمَّ إني ظَلَمْتُ نَفْسي ظُلْماً كَثِيراً ولا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنْت،َ فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وارْحَمْنِي، إنَّكَ أَنْتَ الغَفُور الرَّحِيمُ.(6)
6. وأمر(7) عائشة رضي الله عنها أن تقول: اللَّهُمَّ إني أسْألُكَ من الخيرِ كُلهِ عاجلهِ وآجله ما عَلِمْتُ منه وما لمأعْلَمْ، وأعُوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الجنةَ وما قرب إليها من قولٍ أو عمل، وأَعُوذُ بِكَ مِنَ النار وما قرب إليها مِنْ قولٍ أو عمل، اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ من الخير ما سألك عَبْدُكَ ورسُولُكَ مُحمدٌ، وأَعُوذُ بك مِنْ شر ما استعَاذَك منه عَبْدُكَ ورسُولُكَ مُحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - ، وأسألُكَ ما قَضيتَ لي مِنْ أمرٍ أنْ تجعل عاقِبَتَه لي رُشْداً.(8)
7- وسمع رجُلاً يقول في دعائه: اللَّهُمَّ إني أسأَلُكَ بأنَّ لك الحَمْدَ، لا إله إلا أنتَ [ وحدك لا شريك
لك ]، المَنَّانُ، [ يا ] بديعَُ السَّماوات والأرض، ذو[ يا ذا ] الْجَلالِ والإكْرَامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ،(1/9)
[إني] أسألُكَ [الجنة، وأعوذ بك من النار ] فقال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِه: تدرون بما دعا ؟ قالوا:
اللهُ ورسُولُه أَعْلَمُ. قال:والذي نَفْسي بيده؛ لقد دعا اللهَ باسمه العظيم [ الأعظم] الذي إذا دُعِيَ
به أَجَابَ، وإذا سُئِلَ به أَعْطَى.(9)
(1) خ م (2) متفق عليه
(3) م د ن وابن أبي عاصم والزيادة له.
(4) صحيح أخرجه (حم ك وصححه) ووافقه الذهبي، انظر صفة الصلاة ص 146
(5) صحيح أخرجه (ن ك وصححه) انظر صحيح الجامع 1/279 حديث رقم 1301 وصفة الصلاة ص 147
(6) متفق عليه (7) الأمر هنا ليس للوجوب، ولكن للإرشاد والاستحباب.
(8) صحيح أخرجه (حم هـ ك وصححه وأبو داود الطيالسي) انظر السلسلة الصحيحة 4/56 حديث رقم 1542
، صفة الصلاة ص 147
(9) صحيح أخرجه (حم ت د ن هـ ك حب طب) انظر صفة الصلاة ص 148
8- وسمع آخر يقول: اللَّهُمَّ إني أسألُكَ يا اللهُ [وفي رواية:باللهِ] بِأَنَّكَ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ له كُفُواً أَحَدٌ !أَنْ تَغْفِرَ لي ذُنُوبي، إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ؛ فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : قَدْ غُفِرَ له" ثلاثاً "(1)
9- وقال لِرَجُلٍ: كيف تَقُولُ في الصلاةِ ؟ قال: أَتَشَهَّدُ، وأقولُ: اللَّهُمَّ إني أَسْألُكَ الجنَّةَ، وأعُوذُ بك من النار، أما إني لا أُحْسِنُ دَنْدَنَتكَ ولا دندنة(*) مُعَاذٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : حولها نُدَنْدِن(2)(1/10)
10- وعن عُمَير بن سعيد قال: كان عَبْدُ الله (3) يُعَلمُنا التَشَّهُدَ في الصلاة ثم يقول:ُ إذا فَرغَ أحدُكم من التَشَّهُد فَلْيَقُل: اللَّهُمَّ إني أسألُكَ من الخَير كُله ما عَلِمْتُ منه وما لَمْ أعْلَم، وأعُوذُ بك من الشرِّ كُله ما عَلِمتُ منه لَمْ أعْلم، اللَّهُمَّ إني أسألُكَ مِنْ خَيْرِ ما سَألَكَ عنه عِبَادُك الصالحون، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ماعَاذَ منه عِبَادُكَ الصَالِحُون، رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنةً وقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَاإنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وكفِّرْعنَّا سَيّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ، وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ ولا تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعَادَ.(4)
مِنْ آخِر ما يقولُ بين التَّشَهُدِ والتَّسْليِم
------------------------------
اللَّهُمَّ اغْفِر لي ما قَدَّمتُ وما أَخَّرتُ، وما أسْرَرتُ وما أعْلَنْتُ، وما أسْرَفتُ، وما أنتَ أعلمُ به مني، أنت المُقَدِّمُ، وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إله إلا أنتَ.(5)
(1) صحيح أخرجه (حم د ن (واللفظ له) خز ك وصححه ووافقه الذهبي )انظر صفة الصلاة ص 148
(*) الدندنة: هي أن يتكلم الإنسان بكلام تُسْمَعُ نغمته ولا يُفْهمُ لخفائه.
(2) صحيح أخرجه (حم د هـ انظر صفة الصلاة ص 147
(3) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -
(4) صحيح أخرجه (ش[واللفظ له] ص) انظر تمام المنة في التعليق على فقه السنة للشيخ الألباني رحمه الله ص
226- 227 (5) م ن
أذْكار ما بعد السلام
====================(1/11)
مع مراعاة أنها كانت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُجْهَرُ بها وبِرَفْعِ صَوْتٍ، كما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي { أن رفع الصوت بالذكر- حين ينصرف الناسُ من المكْتُوبة- كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - }
وفي رواية: { كُنْتُ أعرف انقضاء صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير } (1)وهذا هَدْيُه - صلى الله عليه وسلم - وهدىُ أصحابه - رضي الله عنهم - ، الثابت عنهم ولا يُعْرَف خِلافُه،كل فردٍ من الأفراد يذكر ربه جل وعلا على انفراد، وليس ذِكْراً جماعياً،على وتيرة واحدة وفى نسق واحد، فإن هذا غير مشروع، فتمسك به أخي المسلم تفز، وعض عليه بالنواجذ تفلح وتسعد.
أ - استغفرُ الله (ثلاثاً) (2)
ب- اللَّهُمَّ أَنْتَ السلامُ ومِنْكَ السلامُ تَبارَكْتَ يا ذا الجَلالِ والإكْرَامِ (3)
ج- اللَّهُمَّ أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عِبادَتِكَ.(4)
د ــ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد[يُحْيي ويُمِيتُ، وهو حيٌ لا يَمُوتُ بيده الخيرُ]، وهو على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ[ثلاث مرات]، اللَّهُمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعْطِيَ لما مَنعتَ ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ.(5)
هـ- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلكُ وله الحَمدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قدير(و) لا حول ولا قوة إلا بالله(العلي العظيم)، لا إله إلا الله ولا نَعْبُدُ إلا إياهُ له النعمةُ وله الفَضْلُ وله الثناءُ الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون(6)
وهذا لفظ مسلم، عدا ما بين الأقواس(و) قبل[ لا حول]، (العلي العظيم) وسندها جيد.
1- استدل بعض أهل العلم بهذا الحديث على أن المصلي يقول عقب التسليم من الصلاة [ الله أكبر ] مرة أو ثلاث مرات ، انظر الرد عليه في "نصائح وتنبيهات مهمة" الفقرة الرابعة.
2- م حم ت د ن هـ 3- م ت د ن هـ(1/12)
4- صحيح أخرجه (حم د ن حب ك) انظر صحيح الجامع 2/1320 حديث رقم 7969
5- خ م حم د ن طب [ للإطلاع على الزيادات الني بين الأقواس ]انظر السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني
-رحمة الله عليه- 1/332-333 حديث رقم 196
6- م د ن
و- سبحان الله - الحمد لله - الله أكبر. (ثلاثاً وثلاثين) مفرقة أو مجتمعة، فيكن منها تسع وتسعون تسبيحة وتحميدة وتكبيرة، ويقول تمام المائة: { لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير } (1)
ولا بأس أن يبدأ بأيها[التسبيح، التحميد، التكبير]، لكن الأولى بالترتيب* ثم يختم بالتهليل(2)
أو يقول التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والتحميد ثلاثاً وثلاثين، والتكبير أربعاً وثلاثين.(3)
أو يقول التسبيح عشراً، ويحمد مثلها، ويكبر مثلها.(4)
أو يقول التسبيح خمساً وعشرين، ويحمد مثلها، ويكبر مثلها، ويهلل مثلها.(5)
ز- قراءة آية الكرسي (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(6)
ح- قراءة سور الإخلاص والمعوذتين( المعوذات) (7)
بعد صلاتي الفجر والمغرب، يقول الجميع [الإخلاص والمعوذتين] (ثلاثاً)(8)
1- خ م ن
" قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى - الأولى البداءة بالتسبيح لأنه يتضمن نفي النقائص عن الباري سبحانه وتعالى، ثم التحميد لأنه يتضمن إثبات الكمال له، إذ لا يلزم من نفي النقائص إثبات الكمال، ثم التكبير إذ لا يلزم من نفي النقائص وإثبات الكمال أن لا يكون هناك كبير آخر، ثم يختم بالتهليل الدال على انفراده سبحانه وتعالى بجميع ذلك. انظر فتح الباري 2/382
2- التهليل معناه قول:[ لا إله إلا الله ]
3- م ت ن
4- خ
5- صحيح أخرجه (ن خز حب ك) انظر السلسلة الصحيحة 1/161 - 162، جامع الأصول
4/383 حديث رقم 2436
6- صحيح أخرجه (ن حب طب) انظر صحيح الجامع 2/1103 حديث رقم 6464
7- صحيح أخرجه (حم ت د ن حب ك) انظر السلسلة الصحيحة 4/19 حديث رقم 1514، صحيح الجامع(1/13)
1/256 حديث رقم 1159، جامع الأصول 4/228 حديث رقم 2204
8- صحيح أخرجه (ت د ن) انظر صحيح الترمذي 2/8
ط- يقول عشر مرات(بعد الفجر والمغرب): لا إله إلا الله وحده لا شَريكَ له، له الملكُ
وله الحَمْدُ، يُحْيي ويُمِيتُ، وهو على كُلِّ شيءٍ قدير(1)
ى- يدعو بما شاء وبخاصة:
اللَّهُمَّ إني أَعوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُردُ إلى أَرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِنْ فِتْنَةِ الدنيا، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ(2)
رَبِّ قِني عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ- أَوْ تَجْمَعُ عِبَادَكَ (3)
اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ والفَقْرِ وعَذَابِ القَبْرِ(4)
اللَّهُمَّ اغْفِر لي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ، وما أسْرَرتُ وما أعْلَنْتُ، وما أسْرَفتُ، وما أَنْتَ أَعْلَمُ به مني، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤخِّرُ، لا إله إلا أَنْتَ(5)
نصائح وتنبيهات مهمة
1- إذا فرغ مما تقدم انصرف إنْ شاء من المسجد، إن لم يكن هناك راتبةٌ بعديةٌ " الفجر والعصر " أو صلى الراتبةَ(6) البعدية [ الظهر ركعتان أو أربع ركعات (7) المغرب ركعتان، العشاء ركعتان ] ، والأفضل في صلاة الراتبة أن تكون في البيت، كما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين، ومن حديث جابر - رضي الله عنه - عند مسلم، ولعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - { أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة } (8)
أي يُحْسنُ به، وأفْضلُ له، وأعْظمُ في أَجْرِه، أنْ يصلي في بيته باقي النوافلَ وخاصةً الوتر، وكذلك يصلي ركعتي الفجر " سنة- رغيبة- الفجر " في بيته، لفعله - صلى الله عليه وسلم - .
1- حسن أخرجه(حم ت ن حب) انظر جامع الأصول 4/230 حديث رقم 2208، السلسلة الصحيحة 1/179-181 حديث رقم 113 ،114، تمام المنة ص 228-229 2
2- خ ت 3- م(1/14)
4- حسن أخرجه (حم ت ن ك) انظر جامع الأصول 4/229-230 حديث رقم 2207، تمام المنة ص 232-233
5- صحيح أخرجه (ت د) انظر جامع الأصول 4/224 حديث رقم 2202
6- السنن الرواتب هي المذكورة في قوله - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ ثَابر على اثنتي عشرة ركعة مِنْ السُنة بنى الله له بيتاً في
الجنة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل
الفجر } أخرجه (ت ن هـ) بإسناد صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها، انظر صحيح الجامع 2/1064
حديث رقم 6183، جامع الأصول 6/5 حديث رقم 4065
7- لقوله - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها حُرِّم على النار } أخرجه (أصحاب السنن)
بإسناد صحيح من حديث أم حبيبة رضي الله عنها، انظر صحيح الجامع 2/1065 حديث رقم 6195
8- أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه - .
2-لايَمْسَح وجهَه بيديه بعد الدعاء " الذي بعد الصلاة " ولا يرفع يديه في ذلك الدعاء أصلاً، لأنه لم يرد عنه - صلى الله عليه وسلم - . وها هو - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي مع الصحابة المُكْرَمِين رضي الله عنهم أجمعين في اليوم والليلة خمس صلوات، وفي الشهر مائة وخمسين صلاة، وفي السنة الف وثمانمائة صلاة، وهو - صلى الله عليه وسلم - في المدينة عشر سنوات ولَمْ يُنْقَل ذلك عنه، وهو القائل - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: { مَنْ أحْدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }
وفي روايةٍ بلفظ: { مَنْ عَمِل عملاً ليس عليه أَمْرُنا فهو رد } أي مَرْدُودٌ عليه، فَمِنْ أين أتى به الذين يفعلونه؟ ومَنْ يتبعون في ذلك؟ ومَنْ أَذِن لهم في إتباعه؟؟؟
وقد سُئِل سماحةُ الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - هل ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يرفع يديه بالدعاء بعد صلاة الفريضة ؟(1/15)
فأجاب: لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يرفع يديه بعد صلاة الفريضة ولم يصح ذلك أيضاً عن أصحابه - رضي الله عنهم - فيما نعلم، وما يفعله بعضُ الناس مِنْ رفع أيديهم بعد صلاة الفريضة بِدْعَةٌ لا أصل لها، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ عَمِل عملاً ليس عليه أَمْرُنَا فهو رد } أخرجه مسلم في صحيحه(1)
وقال عليه الصلاة والسلام: { مَنْ أحدث في أَمْرِنَا هذا ما ليس منه فهو رد } متفق عليه اهـ(2)
3-اعتاد بعض المصلين أن يقول عقب التسليم لمن بجواره[ حرماً، أو تقبل الله ] وغير ذلك من ألفاظ، وهذا من البدع المُحْدَثة، فإن ذلك لم يكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه رضي الله عنهم ولا السلف الصالح ولا قال به أحد من الأئمة المعتبرين رحمهم الله تعالى أجمعين، وهؤلاء قدوتنا إلى الله تعالى، وإن لم نقتد بهم فبمن نقتدي؟
فإن قيل: هذا دعاء، والدعاء إلى الله تعالى مطلوب دائماً، أليس كذلك؟
فنقول:بلى الدعاء إلى الله تعالى مطلوب في كل وقت ومكان، والدعاء من أفضل العبادات،ولكن العبادات مبناها على السنة والإتباع، لا على الهوى والابتداع، وهذا إحداث دعاء في الصلاة في غير محله، والواجب أن نتقرب إلى الله تعالى بما شرع، ولا نتقرب إليه بالبدع.
فما أكثر التباس الباطل بالحق على كثير من الناس، اللَّهمَّ أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.(1/16)
4- استدل بعض أهل العلم بلفظ روايةٍ من حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما [ كنت أعرف انقضاء صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير ] فنقل الحافظُ ابنُ حجر العسقلاني عن الإمام الطبري قولَه: فيه الإبانةُ عن صحة ما كان يفعله بعضُ الأمراءِ من التكبير عقب الصلاة، وتعقبه ابنُ بطال بأنه لم يقف على ذلك عن أحدٍ من السلف، إلا ما حكاه ابنُ حبيب في[ الواضحة ] أنهم كانوا يستحبون التكبير في العساكر عقب الصبح والعشاء تكبيراً عالياً ثلاثاً، قال: وهو قديم من شأن الناس.
1- قلت: وأخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم، انظر فتح الباري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب إذا اجتهد العامل: 13/329 2-انظر كتاب [ فتاوى وتنبيهات ونصائح ] لسماحته ص 311
قال ابن بطال*: وفي " العتبية " عن مالك أن ذلك مُحْدَث.اهـ (1)
قلت: وقال الحافظ في موضع آخر: ويحتمل أن تكون هذه مفسرة لذلك فكان المراد أن رفع الصوت بالذكر أي بالتكبير، وكأنهم كانوا يبدءون بالتكبير بعد الصلاة قبل التسبيح والتحميد.(2)
قلت: ومن هذا الذي تقدم يتبين لنا بوضوح عدم وجود دليل على سنية التكبير عقب التسليم، وأن الراجح بل الصواب هو البدء بالاستغفار ويدل عليه ما يلي:
أولاً: ما أخرجه الإمامُ مسلم في صحيحه وأصحاب السنن من حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال { كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال اللهم أنت السلام.... الحديث، ومن حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ { كان إذا سلَّم لم يقعد إلا بمقدار ما يقول " اللَّهمَّ أنت السلام....." الحديث.
وهذان الحديثان كما هو واضح وجلي يتبين منهما صفة فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد السلام.
ثانياً: القاعدة الأصولية:[ أن الدليلَ إذا طرقه الاحتمالُ سقط به الاستدلالُ](1/17)
ثالثاً: الاختلاف الواقع من حيث الاستدلال، فنجد أن المتقدمين يقيدونه عقب الصبح والعشاء فقط، والمعاصرين يطلقونه بلا قيد، فكيف هذا؟؟؟ وبهذا يعود الأمر فيه إلى ما قاله الإمام مالك رحمه الله تعالى أن ذلك مُحْدَث.
5-لا يجوز استخدام " المسبحة" بديلاً عن الأصابع، وللشيخ ناصر الدين الألباني- رحمة الله تعالى عليه- بحث ماتع نفيس في هذا الباب، رد فيه على القائلين بجوازها مستدلين بحديث { نعم المذكر السبحة } ، وقولهم : قد جاء في بعض الأحاديث التسبيحُ بالحصى، فقال عن الحديث بعد التحقيق [ حديث موضوع ] ولمن أراد مزيدَ بيانٍ فليراجعه في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/ 110 - 117 حديث رقم 83
وقال سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز - رحمة الله تعالى عليه - " تركها أولى، وقد كرهها بعض أهل العلم، والأفضل التسبيح بالأصابع كما كان يفعل ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر بعقد التسبيح والتهليل بالأنامل وقال: إنهن مسؤولات مستنطقات" خرجه أبو داود (3)
6- هل التسبيح يكون باليدين أم باليد اليمنى فقط؟
الجواب: مَنْ سبح باليدين فلا حرج، لإطلاق غالب الأحاديث، أما الاقتصار في التسبيح على اليد اليمني فقط، كما يقول بعضُ العلماءِ احتجاجاً بروايةٍ أخرجها الإمامُ أبو داود والبيهقي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بلفظ: { رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه } فقد حقق القولَ فيه الشيخُ العَلامةُ/ بكر بن عبد الله أبو زيد- حفظه الله تعالى- بعد أنْ جمع كل طرق الحديث وألفاظ الرواة، حيث تبين منه تفرد " محمد بن قدامة بن أعين المصيصي" بلفظة: [ بيمينه] عن جميع الرواة، وهو وإنْ كان ثقةً، إلا أن الحديثَ يكون شاذاً، كما قال صاحب البيقونية:
وما يخالف ثقةٌ فيه الملا فالشاذُ والمقلوبُ قسمان تلا(1/18)
* هو أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال القرطبي، له شرح على صحيح البخاري، توفي سنة 449هـ رحمه الله تعالى، انظر ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد 3/283، الأعلام للزركلي 4/285
(1) انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري 2/379
(2) المصدر السابق 2/380 (3)انظر كتاب [ فتاوى وتنبيهات ونصائح ] لسماحته ص 313
وبعد أنْ سرد جميع طرق الحديث، قال حفظه الله: فهذه الوجوه الإسنادية والمتنية، جلية كافية في دلالة السنة على عقد التسبيح، وأنه باليد، وأَن المراد بها جنس اليد،فيشمل اليدين وعقد التسبيح بأَصابعهما، وأن لفظ : " بيمينه " :شاذ غير محفوظ، وهذا من أنواع الحديث الضعيف فَلا يُعْمَلُ به.
وقال في موضع آخر: ولهذا - والله أعلم- تنكب العلماءُ القولَ بموجبِ هذه اللفظة- بعد النظر والتتبع، ولم أر إلاَّ قول ابن الجزري كما في "شرح ابن علان للأَذكار" (1/251): ( وقال أهل العلم: ينبغي أن يكون عدد التسبيح باليمين) انتهى.
وَلَمْ أَرَه على التفصيل. ومن كان عنده فضل علم فليرشد إليه، مع أن الحجة هي السنة.
إلى أنْ ختم البحث بقوله: ومع جميع ما تقدم فإن ظاهر عد النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لأيام الشهر بأصابع يديه الشريفتين وأشار بها.. الحديث،يفيد صفة العدد بأصابع اليدين على المألوف، فكذلك ليكن عقد التسبيح بأصابع اليدين كلتيهما. (1)
ما يقال عند النوم
يقول الله تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ ِّلأُوْلِي الألْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (2)(1/19)
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين- رحمة الله تعالى عليه - " مِنْ نعمة الله سبحانه وتعالى علينا أَنْ شَرَعَ لنا أَذْكاراً عند النوم والاستيقاظ والأكل والشرب، ابتداءً وانتهاءً، بَلْ حتى عند دخولِ الخلاء وعند اللباس، كُلُ هذا مِنْ أَجْلِ أنْ تكون أوقَاتُنا مَعْمُورةً بذكر الله عز وجل، ولولا أنَّ الله شَرعَ لنا ذلك لكان بِدْعةً، ولكن الله شرع لنا هذا مِنْ أَجْلِ أنْ تزداد نِعْمَتُه علينا بفعل هذه الطاعات" (3)اهـ
1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { مَنْ قعد مَقْعَداً لم يذكر الله فيه، كانت عليه من الله تِرَةٌ(4)، ومَنْ اضطَجَع مَضْجَعاً لا يَذْكُر الله فيه، كانت عليه من الله تِرَةٌ } (5)
(1) انظر رسالة [ لا جديد في أحكام الصلاة ] لفضيلته، المسألة السابعة من ص 52 إلى ص 64
(2) الآية 190-191 من سورة آل عمران (3) انظر شرح رياض الصالحين 3/416
(4) الترة: بكسر التاء المثناة من فوق، معناها: النقص، وقيل: التبعة.
(5) صحيح أخرجه (د) انظر صحيح الجامع 2/1104 حديث رقم 6477، السلسلة الصحيحة 1/117 حديث رقم 78
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين- رحمة الله تعالى عليه- تعليقاً على هذا الحديث: وفيه دليل على أنه ينبغي للإنسان أنْ يكثر من ذكر الله قائماً وقاعداً وعلى جنبه، وكذلك إذا اضطجعت مضطجعاً لم تذكر اسم الله فيه فإنه يكون عليك من الله تِرة أي خسارة.(1/20)
فأكثر من ذكر الله دائماً وأبداً، كن كمن قال الله تعالى فيهم(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأوْلِي الألْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) لتكون ممتثلاً لقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) أعاننا الله على ذكره وشكره وحسن عبادته.اهـ انظر المصدر السابق2/517
2- عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { يا فلان، إذا أَوْيتَ إلى فِرَاشِكَ، فقل: { اللَّهمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إليك، ووجَّهْتُ وجهي إليكَ، وفَوَّضْتُ أَمْرِي إليك، وأَلْجَأتُ ظهري إليك، رَغْبَةً ورَهْبةً إليك، لا مَلْجَأ ولا مَنْجَا منكَ إلا إليكَ، آمَنْتُ بكتابك الذي أنزلتَ، وبنبِّيكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنكَ إنْ مُتَّ في ليلتك مُتَّ على الفِطْرَةِ، وإنْ أصْبَحتَ أصَبْتَ خيراً } (1)
وفي رواية قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { إذا أتَيْتَ مَضْجَعكَ فتوضَّأ وضُوءكَ للصلاة، ثم اضْطَجِعْ على شِقِّكَ الأيْمَنِ وقل - وذكره نحوه - وفيه: واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تقول، فقلتُ: أسْتَذْكِرُهُنَّ: وبرسولك الذي أرْسَلْتَ، فقال: لا، وبِنَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ } (2)
3- عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: { إذا اضْطجع أحدُكم على جنبه الأيمن، ثم قال: اللَّهمَّ أسلمتُ نفْسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضْتُ أمري إليك، لا ملْجَأ ولا منجا منك إلا إليك، أومِنُ بكتابك وبرسولك، فإن مات من ليلته دخل الجنة } (3)(1/21)
4-عن أبي الأزهر الأ نماري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أخذ مَضْجَعَهُ من الليل: { بسم الله، وضَعْتُ جَنْبي لله، اللهم اغْفِر لي ذنبي، وأخسئْ شَيْطاني، وفُكَّ رِهَاني، وثَقِّلْ مِيزاني، واجعَلْني في النَّديِّ الأعلى } (4)
5- عن حذيفة بن اليمان، والبراء بن عازب - رضي الله عنهم - : أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أَنْ ينام وضع يَدَه تحت رأسه، ثُمَّ قال: { اللَّهمَّ قِنِي عذابك يوم تجْمَعُ عِبَادَكَ أَوْ تَبْعَثُ عِبَادَكَ }
وفي حديث البراء - رضي الله عنه - :[ كان يتوسَّدُ يمينه ] (5)
ورواه أبو داود من حديث حفصة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها، بلفظ: كان إذا أراد أَنْ يَرْقُدَ وضع يده اليُمنى تَحْتَ خدِّه ثُمَّ يقول: ....... "وفيه أنه كان" يقوله ثلاث مرات.(6)
(1) متفق عليه (2)قال الشيخ العلامة ابن عثيمين- رحمة الله تعالى عليه - فينبغي عليكم أنْ تحفظوا هذا الذكر، وأن تقولوه إذا اضطجعتم على فُرشكم، وأنْ تجعلوه آخر ما تقولون امتثالاً لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وإتباعاً لسنته وهديه. هذا من آداب النوم.
ومن حكمة الله - عز وجل - ورحمته أنك لا تكاد تجد فعلاً للإنسان إلا وجدته مقروناً بذكرٍ، اللباس له ذكر، الأكل له ذكر، الشرب له ذكر، النوم له ذكر، حتى جماع الرجل لامرأته له ذكر، كل شئ له ذكر، وذلك من أجل ألا يغفل الإنسان عن ذكر الله، يكون ذكر الله على قلبه دائماً، على لسانه دائماً، وهذه من نعمة الله التي نسأل الله تعالى أنْ يرزقنا شكرها، وأنْ يعيننا عليها.اهـ انظر المصدر السابق 2/514
(3) حسن أخرجه (ت) انظر جامع الأصول 4/265-266 حديث رقم 2255
(4) صحيح أخرجه (د ك) انظر صحيح الجامع 2/851 حديث رقم 4649، جامع الأصول 4/270 حديث رقم 2261
(1) حسن أخرجه (ت) انظر جامع الأصول 4/263 حديث رقم 2251(1/22)
(2) صحيح انظر صحيح الجامع 2/852 حديث رقم 4656
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين- رحمة الله تعالى عليه - : ينبغي أن يضع الإنسان يده تحت خده، ومعلوم أنها اليد اليمنى تكون تحت الخد الأيمن، وهذا ليس على سبيل الوجوب، ولكن على سبيل الأفضلية، فإن تيسر لك هذا وإلا فالأمر واسع، والحمد لله. اهـ
المصدر السابق 2/515
وقال أيضاً- رحمة الله عليه -: بعضُ الناس اعتاد أن ينام على الجنب الأيسر، ولو نام على الأيمن ربما لا يأتيه النوم، لكن عليه أَنْ يُعود نفسه، لأن المسألة ليست بالأمر الهين، ثبتت من فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأمره، فأنت إذا نمت على الجنب الأيمن تشعر بأنك متبع للرسول عليه الصلاة والسلام حيث كان ينام على جنبه الأيمن، وممتثل لأمره حيث أمر به عليه الصلاة والسلام، فعود نفسك وجاهدها على ذلك يوماً أو يومين أو أسبوعاً حتى تستطيع النوم وأنت ممتثل لسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - .اهـ المصدر السابق 2/513
6- وعن حذيفة - رضي الله عنه - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فِرَاشِه، قال: { باسْمِكَ أَمُوتُ وأَحْيا، وإذا قام قال: الحمدُ لله الذي أَحْيانا بعد ما أماتنا وإليه الُّشُور } (1)
وفي رواية بلفظ: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مَضْجَعَه من الليل قال: { اللَّهمَّ باسْمِكَ أمُوتُ وأحْيا، فإذا استَيقَظ قال: الحمدُ لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشُور } (2)
7- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { إذا أوى أحدكم إلى فراشه فَلْيَنفُض فِرَاشه بدَاخِلَة إزاره، فإنه لا يَدْري ما خَلفَه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وَضَعْتُ جنبي، وبك أرْفَعُه، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصالحِين } (3)(1/23)
وفي روايةٍ نحوه، وفيه[ فإذا أراد أنْ يَضْطجع فَلْيَضْطجعْ على شِقِّه الأيْمَنِ، وليقل: سُبْحَانك ربي، لك وَضَعْتُ جنبي، وبك أرْفَعُه.......وذكر نحوه.
8- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: { الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم مِمَّنْ لا كافي له ولا مُؤوي } (4)
9- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أخذ مَضْجَعه: { الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منَّ عليَّ فأَفضَلَ، والذي أعطاني فأجزلَ، والحمد لله على كل حال، اللَّهمَّ ربَّ كلِّ شئٍ ومليكه، أعوذ بالله من النار } (5)
(1) خ ت د
(2)قال الشيخ العلامة ابن عثيمين- رحمة الله تعالى عليه - : إذا أوى: يعني إذا ذهب إلى فراشه وأراد أن ينام قال: باسمك اللهم أحيا وأموت.
لأن الله سبحانه وتعالى هو المحيي المميت، فهو المحيي: يحيي من شاء، وهو المميت: يميت من يشاء، فتقول باسمك اللهم أحيا وأموت.(1/24)
أي: أموتُ على اسمك وأحيا على اسمك، ومناسبة هذا الذكر عند النوم هو أن النوم موت، لكنه موت أصغر كما قال تعالى:( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ) وقال تعالى:( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل قال:" الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور " فتحمد الله الذي أحياك بعد الموت، وتذكر أنَّ النشور - يعني من القبور والإخراج من القبور- يكون إلى الله - عز وجل - ، فتتذكر ببعثك من موتتك الصغرى بعثك عن موتتك الكبرى، وتقول:" الحمد لله الذي أحيانا بعد إذ أماتنا وإليه النشور " وفي هذا دليل على الحكمة العظيمة في هذا النوم الذي جعله الله راحة للبدن عما سبق، وتنشيطاً للبدن فيما يستقبل، وأنه يُذكرُ أيضاً بالحياة الأخرى، تذكر بذلك إذا قمت مِنْ قبرك بعد موتك حياً إلى الله عز وجل.
وهذا يزيدك إيماناً بالبعث، والإيمان بالبعث أمر مهم، لولا أن الإنسان يؤمن بأنه سوف يبعث ويُجازى على عمله ما عمل، ولهذا نجد كثيراً أنَّ الله يَقْرِنُ الإيمان باليوم الآخر بالإيمان به - عز وجل - ، كما قال تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) وآيات كثيرة في هذا، فالمهم أنه ينبغي لك إذا أويت إلى فراشك أن تقول:" باسمك اللَّهمَّ أحيا وأموت " وإذا استيقظت تقول: " الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشُور "والله الموفق. اهـ انظر شرح رياض الصالحين 3/416
(3) متفق عليه (4) م ت د
(5) صحيح أخرجه (د) انظر جامع الأصول 4/257-258 حديث رقم 2242
10- عن عائشة- زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها: { أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أَخذَ مَضجَعه نفث(1)في يديه، وقرأ بالمُعَوِّذات، ومسح بهما جسده } (2)(1/25)
وفي روايةٍ لهما: { أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثُمَّ نفثَ فيهما فقرأ فيهما( قُل هو الله أحد) و( قُل أعوذُ بربِّ الفلق) و( قُل أعوذُ بربِّ الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات }
11- عن سهيل بن أبي صالح رحمه الله قال:" كان أبو صالح يأمُرُنا إذا أراد أحدُنا أنْ ينام: أنْ يَضْطَجِع على شِقِّهِ الأيمن ثُمَّ يقولُ: اللَّهمَّ ربَّ السماواتِ وربَّ الأرضِ، وربَّ العرشِ العظيم، رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شَئٍ، فَالقَ الحَبِّ والنَّوى، ومُنْزِلَ التَّوْرَاةِ والإنْجِيل والقرآن، أعُوذ بك من شرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتها، اللَّهمَّ أنتَ الأولُ فليس قبلك شئٌ، وأنتَ الآخرُ فليس بعْدَكَ شئٌ، وأنتَ الظَّاهِرُ فليس فوْقَكَ شئٌ، وأنتَ الباطِنُ فليس دُونَكَ شئٌ، اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقر".
قال سهيلُ: وكان أبو صالح* يروي ذلك عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وفي روايةٍ قال: { أتت فاطمةُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تسألُه خادماً(3)، فقال لها: قُولي: اللَّهمَّ ربَّ السماوات السبعِ.......وذكر الحديث.(4)
12-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه أمر رجلاً، قال: إذا أخذتَ مَضْجَعكَ، قُلْ: اللَّهمَّ أنت خلقت نفسي، وأنت تتوفَّاها، لك مماتُها ومَحْياها، إنْ أحْييتَها فاحفَظها، وإنْ أَمتَّها فاغْفِر لها، اللَّهمَّ إني أسألك العفو والعافية، فقيل له: سمعتَ هذا مِنْ عمر؟ قال: سمعتُه مِنْ خيرٍ من عمر، من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (5)(1/26)
13- عن علي - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له ولفاطمة رضي الله عنها: { إذا أويتُما إلى فِرَاشِكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين }
وفي رواية: [التسبيح أربعاً وثلاثين ] وفي رواية: [ التكبير أربعاً وثلاثين ](6)
قال علي - رضي الله عنه - :" فما تركتهُنَّ منذ سمعتهنَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ليلة صِفِّين، فإني ذَكَرْتُها من آخر الليل، فقلتُها".
(1) النَفْثُ: بفتح النون وسكون الفاء، بعدها مثلثة، هو النفخ مع ريق خفيف.فينبغي للإنسان إذا أخذ مضجعه أنْ يفْعل ذلك، يَقْرأُ في يديه مجموعتين " سور الإخلاص والمعوذتين"(ثلاث مرات)ثُمَّ يَنْفُخُ فيهما ويمسح رأسه ووجهه وصدره وبطنه وفخذيه وساقيه وكل ما يستطيع من جسده، تطبيقاً لسنة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - .
في هذا الحديث وما جاء في معناه من الأحاديث التي سبقت، ثلاث سنن عند النوم:
إحداها: النوم على طهارة. الثانية: النوم على الشق الأيمن الثالثة: ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله.
(2) متفق عليه (3) الخادم: يقع على الغلام والجارية.
* أبو صالح هو: ذكوان السمان، أبو صالح الزيات، كان يجلب الزيت إلى الكوفة، ثقة ثبت.
(4) م ت د (5) م (6) متفق عليه
14- عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينامُ حتى يقرأ(بني إسرائيل)(1)و(الزُّمَرَ)(2)
15- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينامُ حتى يقرأ(آلم، تنزيلٌ) السجدة، و(تبارك الذي بيده المُلك)(3)
16- عن فروة بن نوفل عن أبيه - رضي الله عنه - ، أنه أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: يارسول الله، عَلّمني شيئاً أقوله إذا أويتُ إلى فراشي؟ فقال له: { اقرأ:( قُل يا أيُّها الكافرون ) عند منامك، فإنها بَراءةٌ من الشرك } (4)
الرقية الشرعية(1/27)
*******
معناها:
الرُقْيَةُ: بسكون القاف، هي التعويذ أو القراءة، يفعلها الشخص على نفسه أو على غيره طلباً للمنفعة، أو دفعاً للمضرة.
حكمها:
الأحكام على قسمين: رخصة، وعزيمة.
فالشئ المستثنى من الممنوع بدليل شرعي صحيح يُسَمى رخصة.
مثل: الأكل من المَيْتة عند الضرورة، والإفطار في نهار رمضان بعذر وهكذا، فكل هذه رخص، أباحها الشارع الحكيم من أشياء كانت في الأصل ممنوعة، وذلك من أجل الرحمة بالخلق. وكذلك الرقية من القرآن والسنة النبوية استثنيت من الرقى الممنوعة بقوله - صلى الله عليه وسلم - { اعرضوا عليَّ رقاكم... } (5) فالرقية من باب التداوي، والتداوي في الأصل مشروع، وقد أباح الله سبحانه وتعالى لعباده التداوي، وجاءت النصوص الصحيحة الصريحة في بيان مشروعيته.
(1) سورة بني إسرائيل: هي سورة الإسراء
(2) صحيح أخرجه (حم ت ك) انظر صحيح الجامع 2/879 حديث رقم 4874، جامع الأصول 4/265 حديث رقم 2254
(3) صحيح أخرجه ( حم ت ن ك) انظر صحيح الجامع 2/879 حديث رقم 4873
(4) صحيح أخرجه (حم ت د حب ك) انظر صحيح الجامع 1/257 حديث رقم 1161، جامع الأصول 4/264 حديث رقم 2252
(5) انظر تخريجه في الحديث رقم 14
دليل مشروعيتها :
عموم قوله - صلى الله عليه وسلم - { مَنْ استطاع منكم أن ينفعَ أخاه فَليفعَلْ } (1)
قال الخطابي- رحمة الله عليه- : وكان عليه السلام قَدْ رَقَى ورُقِي، وأمر بها وأجازها، فإذا كانت بالقرآن أو بإسماء الله تعالى، فهي مباحة أو مأمور بها(2)
(1) فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فقال: نَعَمْ، قال: بِاسْمِ الله أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَئٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ.(3)(1/28)
(2) وعنه أيضا - رضي الله عنه - قال: [ كنا في مسيرٍ لنا، فنزلنا منزلاً، فجاءت جارية، فقالت: إن سَيِّدَ الحيِّ سَليمٌ، وإن نفرنا غَيب، فهل منكم راقٍ، فقام معها رجلٌ ما كنا نأبِنُهُ برقية، فرقاه فبرأ، فأمر بثلاثين شاةً، وسقانا لبناً، فلما رجع قلنا له: أكنتَ تُحْسِنُ رُقية؟ أو: كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلاَّ بأُمِّ الكتاب، قلنا: لا تُحْدِثوا شيئاً حتى نأتيَ _ أو نسألَ _ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: وما كان يُدريه أنها رُقية، اقْسِموا، واضْريوا لي بسهم } (4)
(3) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء } (5)
(4) عن جابر - رضي الله عنه - رفعه { إنَّ لكلِّ داءٍ دواءٌ، فإذا أصيب دواءٌ الداء برأ بإذن الله تعالى } (6)
(5) عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - رفعه { إن الله أنزل الدَّاءَ والدَّواءَ، وجعل لكلِّ داءٍ دواءً فتداووا، ولا تداووا بحرام } (7)
يستفاد من هذه الأحاديث وغيرها مما جاء في معناها وجوب التقييد بالحلال المشروع، فلا يجوز التداوي بالحرام الممنوع.
شروطها :
أجمع العلماء- رحمهم الله تعالى جميعاً - على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:
أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
أن تكون باللسان العربي، أو بما يُعْرَفُ مَعْنَاه من غَيْرِه.
أَنْ يُعْتقد أَنَّ الرُقية لا تُؤثِرُ بِذَاتِها، بَلْ بتقدير الله تعالى(8)
(1) أخرجه مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه - . (2) انظر تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص 165
(3) م ت (4) خ م د ت
(6) خ (6) م حم
(7) حسن بشواهده، أخرجه (د) انظر جامع الأصول 7/512 حديث رقم 5626
(8) 1انظر فتح الباري 10/206، تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص 167
شروط الانتفاع بالرقية:
=============(1/29)
قال ابن التين- رحمة الله عليه- الرُقَى بالمُعَوذاتِ وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الرباني، فإذا كان على لسان الأبرار من الخلق، حصل الشفاءُ بإذن الله تعالى(1)
(1) أن لا تكون على سبيل التجربة، لأن التجارب لا تسري على ذكر الله تعالى، ومَنْ لم يَعْتَقْد الشفاء فيه بإذن الله تبارك وتعالى فإنه لا ينتفع بذلك.
(2) الاعتقاد الجازم الذي لا يتطرق إليه شك أو ريب، أن الشفاء لا يكون إلا بمشيئة الله - عز وجل - وحده، وأن الراقي والرقية ما هي إلا سبب من الأسباب، والأفضل أن يرقي الإنسانُ نَفْسَه، لأنه لا أحد يحس باضطراره وحاجته بمثل ما يحس هو بنفسه، والله - عز وجل - وعد المضطرين بالإجابة.
(3) صدق الالتجاء إلى الله تعالى، والتوبة النصوح والاستغفار، وكثرة الدعاء مع حضور القلب، والبدء فيه بالثناء على المولى جل وعلا بما هو أهله، والصلاة على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، والتماسه (الدعاء)في أوقات الإجابة وبخاصةٍ في الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبة، وآخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة، وهكذا.
(4) أن لا يستبطئ الشفاء، لأن الرقية دعاء، وإذا استعجل الداعي الإجابة فإنه قد لا يستجاب له، قال - صلى الله عليه وسلم - : { يُسْتجَابُ لأحدكم ما لمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دعوتُ فلمْ يُسْتجَبْ لي } (2)
كيفيتها:
الرقية الشرعية لها طرق:
(1) قراءة الرقية الشرعية مع النفث. (2) القراءة يدونها.
(3) خلط الريق بالتراب. (4) قراء الرقية مع مسح موضع الألم.
(1) انظر فتح الباري 10/207، تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص 166
(2) متفق عليه
الآيات القرآنية الواردة في الرقية الشرعية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ(1/30)
{ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ - إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ - اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } [الفاتحة:1-7]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
{ الم - ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ - الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ - والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ - أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ البقرة: 1- 5 ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ - وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }
[ البقرة: 102- 103 ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(1/31)
{ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة: 255 ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ - لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [ البقرة: 284- 286 ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(1/32)
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ - فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ - فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ - وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ - قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ - رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } [ الأعراف: 117- 122 ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ - فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ - فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ - وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } [ يونس: 79- 82 ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } [ طه: 69 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا - فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا - فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا - إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ - رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ - إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ - وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ - لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ - دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ - إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [ الصافات: 1- 10 ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(1/33)
{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ - فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ - يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ - فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
[ الرحمن: 33- 36 ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ - هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ - هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ - هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ الحشر: 21- 24 ]
بسم الله الرحمن الرحيم(1/34)
{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا - يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا - وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا - وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا - وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا - وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا - وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا - وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا - وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا } [ الجن: 1- 9 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًاأَحَدٌ } [ الإخلاص: 1- 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ - مِن شَرِّ مَا خَلَقَ - وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ - وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ - وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [ الفلق: 1- 5 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ - مَلِكِ النَّاسِ - إِلَهِ النَّاسِ - مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ - الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ - مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ } [ الناس: 1- 6 ]
الأحاديث الواردة في الرقية(1/35)
1- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُعَوِّذ بَعْضَ أهله، يَمْسَحُ بيده اليمنى، ويقول: { اللهُمَّ ربَّ الناس، أَذهب الباسَ، اشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقَماً } (1)
وفي روايةٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَرْقي، يقول: { امْسح الباس ربَّ الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت }
2- وعنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشْتكى الإنسانُ [الشيءَ منه]، أو كانت به قَََرْحَةٌ أو جُرْحٌ، قال بإصبعه هكذا- ووضع سفيان سبَّابته بالأرض ثم رفعها- وقال: { بسم الله، ترْبَةُ أَرْضِنا، بريقةبَعْضِنا،يُشْفَى [به] سَقِيمُنا، بإذن ربِّنا } (2)
وفي رواية أبي داود قالت: { كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول للإنسان- إذا اشْتَكى- يقول بريقه، ثم قال به في التراب: ترْبَة أرضنا....... } وذكر الحديث
3-وعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعاً يَجِدُه في جسده مُنْذُ أَسْلَمَ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { ضَعْ يَدَكَ على الذي تَألَّمَ مِنْ جسدك، وقل: باسم الله ثلاثاً، وقُلْ سَبْعَ مَراتٍ: أَعُوذُ بالله وقُدْرَتِه مِنْ شَرِّ ما أَجِدُ وأُحَاذِرُ } (3)
وعند الموطأ { بِعزَّة الله وقُدْرَته مِنْ شرِّ ما أجد } قال: فقلتُ ذلك، فأذهب الله ما كان بي، فلم أَزَلْ آمُرُ بها أهلي وغيرهم.
4-وعن محمد بن سالم الربعي البصري قال: قال لي ثابت البُناني: يا محمد، إذا اشتكيت فَضعْ يدك حيث تشتكي، ثم قلْ: باسم الله، أعُوذ بعزة الله وقدرته من شرِّ ما أجد من وجعي هذا، ثم ارفع يدك، ثم أعِدْ ذلك وتراً، فإنَّ أنس بن مالك حدَّثني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّثه بذلك.(4)(1/36)
5- وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن جِبْرِيلَ- عليه السلام- أَتَى النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فقال: نَعَمْ، قال: بِاسْمِ الله أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَئٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ الله يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ.(5)
وفي روايةٍ: { مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْس، أو عَين حاسدٍ، اللهُ يَشْفِيك، باسم الله أرقيك }
إلا أن الترمذي قال: [ عينٍ حاسِدَةٍ ]
6- وعن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها - قالت: كان إذا اشتكى رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رقاه جِبْرِيلُ قال:[ باسم الله يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذا حَسَدَ، وشَرِّ كُلِّ ذي عَيْنٍ](6)
(1) متفق عليه (2) خ م د (3) م ط ت د
(4) حسن أخرجه (ت ك) انظر جامع الأصول 7/565 حديث رقم 5719 (5) م ت (6) م
7- وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : { مَنْ عاد مَرِيضاً لَمْ يَحْضُرْ أَجلُه، فقال عنده سبع مرار: أَسْألُ اللهَ العظيم، ربَّ العرشِ العظيم أَنْ يَشْفيكَ، إلا عافاه اللهُ عز وجل مِنْ ذلك المرض } (1)
8- وعنه رضي الله عنهما أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُعَوِّذ الحسنَ والحُسَين ويقولُ: إنَّ أباكُما كان يُعَوِّذ بهما إسماعيلَ وإسحاقَ: { أعُوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ } (2)
9- وعن أبي سعيدٍ الخُدْري - رضي الله عنه - قال: { كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذ من الجانِّ وعين الإنسان حتى نزلت المُعَوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وتَرَكَ ما سواهما } (3)
10- وعن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجارية في بيتها رأى في وجهها سَفعة- يعني: صُفْرة- فقال: بها نظرةٌ، اسْترقوا لها.(4)(1/37)
11- وعن عبيد بن رفاعة الزرقي - رضي الله عنه - ، أن أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله، إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال: نعم، فإنه لو كان شيءٌ سابق القدَر لسبقته العين (5)
12- وعن أبي خزامة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: { قلتُ: يا رسول الله أرأيت رُقىً نَسْتَرقي بها، ودواءً نتداوى به، وتقاةً نتَّقيها: هل تردُّ من قدر الله شيئاً؟ قال: هو من قدر الله } (6)
13- وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص لأهل بيتٍ من الأنصار في الرقية من كلِّ ذي حُمةٍ.
وفي روايةٍ قال: { سألتُ عائشةَ عن الرقية من الحُمة؟ فقالت: رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرقية من كلِّ ذي حُمة } (7)
14- وعن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال: { كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ قال: اعْرِضُوا عليَّ رُقاكم، ثم قال: لا بأس بما ليس فيه شرك } (8)
15- وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر أنْ نسترقي من العين.
وفي روايةٍ: "أمرني"(9)
(1) صحيح أخرجه (ت د ك) انظر صحيح الجامع 2/1005 حديث رقم 5766، 2/1092 حديث رقم 6388
جامع الأصول 7/570 حديث رقم 5723 (2) خ ت د
(3) صحيح أخرجه ( ت ن هـ) انظر صحيح الجامع 2/882 حديث رقم 4902، جامع الأصول 4/365 حديث رقم 2407، 7/563 حديث رقم 5714 (4) خ م
(5) صحيح أخرجه (ت) انظر صحيح الجامع 2/936 حديث رقم 5286، جامع الأصول 7/554 حديث رقم 5696
(6)حسن أخرجه(ت) انظر جامع الأصول 7/554 حديث رقم 5696
(7)خ م (8) م د (9) خ م
أدعية الرقية الشرعية من السنة النبويَّة
- { لا إلهَ إلاَّ اللهُ العَظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلاّ اللهُ ربُّ العرْشِ العظيمُ، لا إلهَ إلاّ اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرْضِ، لا إله إلا الله ربُّ العرْشِ الكريم } (1)(1/38)
- { بِسَّمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ في الأرْضِ ولا في السَّماءِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيم } (ثلاثا)(2)
- { أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أُجَدْ وأُحَاذِر } (سبعاً)(3)
- { أعوذُ بكلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ مِنْ شرِّ مَا خَلقَ } (4)
- { أعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التّامة مِنْ غَضَبِهِ وَعِذابِهِ وشَرّ عِبَادِهِ، ومِنْ هَمَزَاتِ الشّيَاطِينِ وأَنْ يَحْضُرُونِ } (5)
- { أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامّةِ , من كلِّ شيطانٍ وهامّةِ , ومن كلِّ عينٍ لامّة } (6)
- { أعوذُ بِكلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، مِنْ شرِّ ما خَلقَ وبَرَأَ وذرَأَ ومِنْ شَرِّ ما
يَنزِلُ مِنْ السَّماءِ ، ومِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا ، ومِنْ شَرِّ ما ذَرأَ في الأرَضِ ومِنْ شَرِّ ما يَخْرُجُ مِنْهَا ،
ومِنْ شرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ ، ومِنْ شرِّ كلِّ طَارقٍ إلاّ طَارقاً يَطرُقُ بِخَيْرٍ يا رَحْمَن } (7)
- { حَسْبِيَ اللهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَليْهِ تَوكلْتُ وهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ } (سبعاً)(8)
- { اللهُمَّ إنَّي أَسْألُكَ العَافِيَة في الدُّنْيَا والآخِرةِ، اللهُمَّ إنَّي أَسْألُكَ العَفْوَ والعَافِيَة في دِيْنِي ودُنْيَاي وأَهْلِي ومَالِي، اللهُمَّ استُرْ عَوْرَاتِي وآمنْ رَوْعاَتِي، اللهُمَّ احفَظنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ومن خَلْفِي وعن يميني وعن شمالي، ومِنْ فوْقِي، وأَعُوذُ بِعَظمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي } (9)(1/39)
- { اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وابْنُ عَبْدكَ وابْنُ أَمَتِكَ، وفي قبضَتِك، نَاصِيَتي بِيَدِك،َ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْوبي وَنُورَ صُدُورِي وَجِلاءَ حُزْني وذهابَ هَمْي } (10)
أدعية عامة
************
- { بِسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ ، ومِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد ، وشَرِّ كُلِّ ذِيْ عَيْن } (11)
- { بِسْمِ اللهِ أُرْقِيكَ ، مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُؤذِيكَ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يُشفِيكَ ، بِسْمِ اللهِ أُرْقِيكَ } (12)
- { اللهُمَّ ربَّ الناس أَذْهِبِ البَأس، اشفِه وأنت الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلاَّ شِفاؤُك شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمَاً } (13)
- { أسألُ اللهَ العَظِيمَ ربَّ العَرْشِ العَظيمِ أنْ يَشْفِيَكَ } ( سبعاً )(14)
- { بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةِ أَرْضِنَا، بِرِيْقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بَإذْنِ رَبِّنَا } (15)
- { اللَّهمَّ رَحْمَتكَ أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عَينٍ، وأصلح لي شأني كُلَّه، لا إله إلا أنت } (16)
(1) خ م ت (2) سبق تخريجه (3) سبق تخريجه (4) سبق تخريجه
(5) حسن أخرجه(ت د) انظر جامع الأصول 4/273-274 حديث رقم 2266، صحيح الجامع 1/181 حديث رقم 701
(6) خ ت د (7)صحيح أخرجه(حم وابن السني) انظر شرح العقيدة الطحاوية، بتحقيق الشيخ/ ناصر الألباني-رحمه الله تعالى- ص 178 الحاشية رقم 148 (8) سبق تخريجه (9) سبق تخريجه
(10) صحيح أخرجه(حم ك حب) انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/171 حديث رقم 1822، السلسلة الصحيحة 1/383 حديث رقم 199 (11) م (12) م (13) خ م(1/40)
(14) خ ت د (15) سبق تخريجه (16) حسن أخرجه (د حب) انظر جامع الأصول 4/297- 298 حديث رقم 2299
أذكار الصباح
1- لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير(مائة مرة)(1)
2- الاستغفار (مائة مرة)(2)
3- سبحان الله وبحمده (مائة مرة)(3) أو سبحان الله العظيم وبحمده (4)
4- سبحان الله (مائة مرة) الحمد لله (مائة مرة) الله أكبر (مائة مرة)(5)
5- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، يحيي ويميتُ، وهو على كل شئ قدير( عشر مرات)(6)
6- اللَّهُمَّ صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللَّهُمَّ بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد (عشر مرات)(7)
7- حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (سبع مرات)(8)
8- سورة الإخلاص(ثلاث مرات)، سورة الفلق( ثلاث مرات)، سورة الناس( ثلاث مرات)(9)
9- بسم الله الذي لا يَضرُ مع اسمه شئٌ في الأرض ولا في السماء وهو السَميعُ العَليمُ ( ثلاث مرات)(10)
10- سبحان الله وبحمده عددَ خلقه، ورضا نفسه، وزنةَ عرشه، ومدادَ كلماته.(11)
وفي روايةٍ عند مسلم بلفظ: سبحان الله عددَ خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنةَ عرشه،
سبحان الله مدادَ كلماته ( ثلاث مرات)
11- رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبياً ( ثلاث مرات)(12)
12- آية الكرسي ((اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)) الآية رقم 255 من سورة البقرة(13)
13- اللَّهُمَّ إني أسألُك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً.(14)
(1) خ م (2) صحيح أخرجه (طب) انظر صحيح الجامع 2/971 حديث رقم 5534
(3) م حم ت د (4) خ م حم د
(5) حسن أخرجه (ت ن) انظر صحيح الترغيب والترهيب 1/160 حديث رقم 658
(6) صحيح أخرجه (حم) انظر السلسلة الصحيحة 1/180 حديث رقم 114(1/41)
(7) حسن أخرجه (طب) انظر صحيح الجامع 2/1088 حديث رقم 6357
فائدة: الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - تصح بأي صيغة واردة في الأحاديث الصحيحة، والتي جمعها الشيخ العلامة/ الألباني
- رحمة الله عليه- في كتابه الفريد " صفة الصلاة "، ويستحب عدم الاقتصار على صيغة واحدة فقط منها.
(8) صحيح أخرجه (ابن السني) في عمل اليوم والليلة برقم 72
(9) صحيح أخرجه (ت د ن) انظر صحيح الجامع 2/812 حديث رقم 4406، جامع الأصول 4/248 حديث رقم 2232 (10) صحيح أخرجه( ت د هـ حب ك) انظر صحيح الجامع 2/1097 حديث رقم 6426، جامع الأصول 4/243 حديث
رقم 2224 (11) م ت د ن
(12) حسن أخرجه ( حم ت د ن هـ ك) انظر جامع الأصول 4/243-244 حديث رقم 2225-2226
(13) صحيح أخرجه (ن طب حب) انظر صحيح الترغيب والترهيب 1/161 حديث رقم 662، 2/89 حديث رقم 1470
(14) صحيح أخرجه (حم هـ طب واللفظ له ) انظر مشكاة المصابيح 2/770 حديث رقم 2498
14- أصبحنا على فطرةِ الإسلام، وكلمةِ الإخلاص، وعلى دين نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً
مسلماً وما كان من المشركين.(1)
15- اللَّهُمَّ بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نَمُوتُ، وإليك النُشورُ.(2)
16- أصبحنا وأصبح الملكُ لله، والحمدُ لله، لا إله إلا اللهُ وحده لا شَرِيك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كل
شيء قدير، ربِ أسألُكَ خيرَ ما في هذا اليوم وخيرَ ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما
بعده، ربِ أعوذُ بك من الكسَلِ وسُوء الكِبر، ربِ أعوذُ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر.(3)
17- أَصْبَحْنَا وأَصْبحَ المُلكُ للهِ ربِ العالمين، اللَّهُمَّ إني أسألُك خيرَ هذا اليوم فَتْحَه ونَصْرَه ونُورَهَ وبَرَكتَه وهداه،
وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما قَبْلَه وشر ما بعده.(4)(1/42)
18- اللَّهُمَّ عافِني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللَّهُمَّ عَافِني في بَصري، لا إله إلا أَنتَ، اللَّهُمَّ إني
أعوذُ بك من الكفر والفقر، اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك من عذاب القبر، لا إلهَ إلا أنت (ثلاث مرات)(5)
19- يا حيُ يا قيومُ برَحْمتكَ أستغيثُ، أصْلِحْ لي شأني كُلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَة عينٍ.(6)
20- اللَّهُمَّ إني أَسْألُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللَّهُمَّ إني أَسألُك العَفْوَ والعَافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي،
اللَّهُمَّ استر عوراتي وآمن روعاتي، اللَّهُمَّ احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي،
ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أنْ أُغْتَالَ من تحتي.(7)
21- اللَّهُمَّ فاطرَ السماوات الأرض، عَالمَ الغَيبِ والشهادةِ لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكَه، أعوذ بك من
شر الشيطان وشِرْكه(8)، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم.(9)
22- اللَّهُمَّ أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شر
ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتك علي أبوءُ بذنبي فاغفر لي فإنه لا يَغْفِرُ الذنوبَ إلا أنت.(10)
23- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير.(11)
(1) صحيح أخرجه (حم طب والدارمي وابن السني) انظر صحيح الجامع 2/854 حديث رقم 4674، جامع الأصول4/252
حديث رقم 2239
(2) صحيح أخرجه (ت د هـ حب وابن السني) انظر السلسلة الصحيحة 1/469-470 حديث رقم 263
(3) م ت د
(4) حسن أخرجه (د) انظر صحيح الجامع 1/125 حديث رقم 352، جامع الأصول 4/249-250 حديث رقم 2234
(5) حسن أخرجه (حم د وابن السني) انظر جامع الأصول 4/297-298 حديث رقم 2299، تمام المنة ص 232-233
(6) حسن أخرجه (ن ك، البزار) انظر صحيح الجامع 2/1013حديث رقم 5820، صحيح الترغيب والترهيب 1/160 حديث رقم
661(1/43)
(7) صحيح أخرجه (د هـ حب ك) انظر جامع الأصول 4/246 حديث رقم 2229، وأخرجه البزار ( مع اختلاف يسير) من
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، انظر صحيح الجامع 1/273-274 حديث رقم 1274
(8) هذا اللفظ روي من وجهين، أظهرهما: بكسر الشين وسكون الراء: ومعناه ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله
تعالى، والآخر: بفتح الشين والراء: أي ما يفتن به الناس من حبائله ومصايده، (ما يَصِيدَ به).
(9) صحيح أخرجه (حم د ن حب ك) انظر جامع الأصول 4/238-239 حديث رقم 2218
(10) خ حم د ن هـ حب ك (11) صحيح أخرجه (حم د هـ) انظر صحيح الجامع 2/1095-1096 حديث رقم 6418
24- اللَّهُمَّ ما حَلَفْتُ من حِلْفٍ، أو نَذَرْتُ من نَذْرٍ، أو قُلْتُ من قَولٍ، فَمَشِيئَتُك بينَ يدي ذلك كُلِّه، ما شِئْتَ كان،
وما لم تَشأ لم يكُن، اللَّهُمَّ اغفر لي، وتجاوز لي عنه، اللَّهُمَّ مَنْ صَلَّيتَ عليه فعليه صَلاتي، ومَنْ لَعَنْتَه
فعليه لَعْنتي.(1)
دعاءُ خَتْمِ المجلس
25- سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، أَشْهدُ أنْ لا إله إلا أنت، أستغفِرُك وأتوبُ إليك.(2)
أذكار المساء*
1- لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير (مائة مرة)
2- سبحان الله وبحمده (مائة مرة)
أو سبحان الله العظيم وبحمده
3- سبحان الله (مائة مرة) الحمد لله (مائة مرة) الله أكبر (مائة مرة)
4-لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، يحيي ويميتُ، وهو على كل شئ قدير ( عشر مرات)
5- اللَّهُمَّ صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللَّهُمَّ بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد (عشر مرات)
6- حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (سبع مرات)
7- سورة الإخلاص (ثلاث مرات)
سورة الفلق ( ثلاث مرات)
سورة الناس( ثلاث مرات)(1/44)
8- بسم الله الذي لا يَضرُ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميعُ العليمُ ( ثلاث مرات )
9- أعوذُ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ( ثلاث مرات )(3)
10- رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبياً ( ثلاث مرات)
11- آية الكرسي ((اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)) الآية رقم 255 من سورة البقرة
12- أمسينا على فطرةِ الإسلام، وعلى كلمةِ الإخلاص، وعلى دين نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين.
13- اللَّهُمَّ بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا وبك نَمُوتُ، وإليك المصير.
(1) حسن أخرجه (د) انظر جامع الأصول 4/251 حديث رقم 2237
(2) صحيح أخرجه (د ش ك) انظر جامع الأصول 4/278 حديث رقم 2273
* جميع الأذكار الواردة هنا ( سوى حديث واحد فقط) سبق تخريجها في أذكار الصباح، فليراجعها هناك من أراد.
(3) م حم ت هـ
14- أمسينا وأمسي الملكُ لله، والحمدُ لله، لا إله إلا اللهُ وحده لا شَرِيك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كل
شيء قدير، ربِ أسألُكَ خيرَ ما في هذه الليلة وخيرَ ما بعدها، وأعوذُ بك من شرما في هذه الليلة وشر ما
بعدها، ربِ أعوذُ بك من الكسَلِ وسُوء الكِبر، ربِ أعوذُ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر.
15- أمسينا وأمسي المُلكُ للهِ ربِ العالمين، اللَّهُمَّ إني أسألُك خيرَ هذه الليلة فَتْحَها ونَصْرَها ونُورَهَا وبَرَكتَها
وهداها، وأعوذُ بك من شر ما فيها وشر ما قَبْلَها وشر ما بعدها.
16- اللَّهُمَّ عافِني في بدني، اللَّهُمَّ عافني في سمعي، اللَّهُمَّ عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللَّهُمَّ إني أعوذ بك
من الكفر والفقر، اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت (ثلاث مرات)
17- يا حيُ يا قيومُ برَحْمتكَ أستغيثُ، أصْلِحْ لي شأني كُلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَة عينٍ أبداً.(1/45)
18- اللَّهُمَّ إني أَسْألُكَ العافية في الدنيا والآخرة، اللَّهُمَّ إني أسألُك العفو والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي،
اللَّهُمَّ استر عوراتي وآمن روعاتي، اللَّهُمَّ احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن
فوقي وأعوذ بعظمتك أنْ أُغْتَالَ من تحتي.
19- اللَّهُمَّ فاطرَ السماوات الأرض، عالمَ الغيبِ والشهادةِ لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكَه، أعوذ بك
من شر الشيطان وشِرْكه، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم.
20- اللَّهُمَّ أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر
ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يَغْفِر الذنوبَ إلا أنت.
21- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
دعاء ختم المجلس
***************
22- سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، أَشْهدُ أنْ لا إله إلا أنت، أستغفِرُك وأتوبُ إليك.
ملحق الأحاديث الضعيفة
1- إذا صليتَ الصُّبْحَ فَقٌلْ قَبلَ أَنْ تُكلمَ أحداً من الناس: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النّار، سبعَ مراتٍ، فَإنكَ إنْ مُتَّ مِنْ يَومِكَ ذلك كتبَ اللهُ لك جِواراً مِنَ النار، وإذا صَليتَ المَغْربَ فَقلْ قَبلَ أَنْ تُكَلمَ أحداً مِنَ الناس: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النّار، سبعَ مراتٍ، فإنك إنْ مُتَّ مِنْ لَيلَتكَ كتب اللهُ لكَ جِواراً مِنَ النار.
أخرجه أحمد، أبو داود، النسائي، وابن حبان من حديث الحارث التيمي - رضي الله عنه - .
انظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته 1/200 حديث رقم 671 سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4/127 حديث رقم 1624(1/46)
2- لبيك اللَّهُمَّ لبيك، لبيك وسعديك، والخيرُ في يديك، ومنك وبك واليك. اللَّهُمَّ ما قلتُ من قولٍ [ أو نذرتُ من نذر أو حلفتُ من حلف، فمشيئتُك بين يديه، ما شئتَ كان، وما لمْ تشأْ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بك، إنك على كل شيء قدير. اللَّهُمَّ وما صليتُ من صلاةٍ فعلى من صليتَ، وما لعنتُ من لعنةٍ فعلى من لعنتَ ] إنك أنت ولي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين. أسألُك اللَّهُمَّ الرضا بالقضاء، وبَرْدَ العيشِ بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، أعوذ بك اللَّهُمَّ أن أَظْلِم أو أُظْلَم، أو أعتدي أو يُعْتدى علي، أو أكتسب خطيئةً مخطئة أو ذنباً لا يُغْفر.اللَّهُمَّ فاطرَ السماوات والأرض، عالمَ الغيبِ والشهادة، ذا الجلال والإكرام، فإني أَعهدُ إليك في هذه الحياة الدنيا وأُشْهِدُكَ وكفى بك شهيداً، إني أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملكُ ولك الحمدُ وأنت على كل شيء قدير، وأَشْهَدُ أنَّ محمداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ، وأَشْهَدُ أنَّ وعْدَك حقٌ، ولقَاءك حقٌ، والجنةَ حقٌ، والساعةَ آتيةٌ لا ريب فيها، وأنك تبعث مَنْ في القبور، وأشهدُ أنك إنْ تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعةٍ وعورةٍ وذنبٍ وخطيئةٍ، وإني لا أَثِقُ إلا برحمتك، فاغفر لي ذنبي كله إنه لا يَغْفِرُ الذنوب إلا أنت، وتب علي إنك أنت التوابُ الرحيمُ.
أخرجه أحمد (واللفظ له) [وما بين القوسين] عند أبي داود بنحوه،* والطبراني، من حديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه هذا الدعاء وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم حين يصبح.
انظر ضعيف الترغيب والترهيب 1/100 حديث رقم 397
قلت: لكن صح الجزء الذي أخرجه أبو داود من الحديث المذكور، وقد أثبتُ روايته الصحيحة الواردة من حديث أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - تحت رقم 24 من أذكار الصباح، فليراجعها من شاء.(1/47)
3- مَنْ قال حين يُصْبح أو يُمْسي: اللَّهُمَّ إني أصبحتُ أُشْهِدُكَ وأُشْهِدُ حَملةَ عَرشِك وملائِكَتَك وجميعَ خلقِكَ، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأنَّ محمداً عبدُكَ ورسُولُكَ، أَعْتَقَ اللهُ رُبعَه من النار، فمن قالها مرتين أَعْتَقَ اللهُ نصفَه، ومن قالها ثلاثاً أَعْتَقَ اللهُ ثلاثَةَ أرباعِه، فإن قالها أربعاً أعتقه اللهُ من النار. أخرجه أبو داود عن أنس - رضي الله عنه - .
انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ المحدث/ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ 3/143 حديث رقم 1041 وضعيف الجامع الصغير وزيادته 5/266 حديث رقم 5743
قلت: لكن وردت رواية أخرى صحيحة غير مقيدة بالصباح والمساء بلفظ { مَنْ قال: اللَّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ، وأُشْهِد ملائكَتك، وحملة عرشك، وأُشْهِدُ مَنْ في السَّماوات ومَنْ في الأرض أنك أنت الله، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبْدُك ورسُولك، مَنْ قالها مَرةً أعتق الله ثُلُثَه من النار، ومَنْ قالها مرتين أعتق الله ثُلُثَيه من النار، ومَنْ قالها ثلاثاً أعتق اللهُ كُلَّه من النار } أخرجها الحاكم من حديث سلمان - رضي الله عنه - .
انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ المحدث/ ناصر الدين الألباني 1/476 حديث رقم 267
4- من قال حين يُصبح: فسبحان (سبحان) الله حين تُمسون وحين تُصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشياً وحين تُظهرون، إلى... وكذلك تُخرجون، أدركَ ما فاته في يومه ذلك، ومن قالها حين يُمسي أدرك ما فاته في ليلته. أخرجه أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهم انظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته 5/227 حديث رقم 5745 جامع الأصول للحافظ ابن الأثير ـ تحقيق وتعليق الشيخ المحدث/ عبد القادر الأرناؤوط ـ رحمه الله ـ 4/247 حديث رقم 2230(1/48)
5- من قال حين يُصبح: اللَّهُمَّ ما أصبح بي من نعمة، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر على ذلك، فقد أدى شُكْرَ يومه، ومن قال مثل ذلك حين يُمسي، فقد أدى شكر ليلته.
أخرجه أبو داود، وابن حبان، وابن السني عن عبد الله بن غنام - رضي الله عنه - .
انظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته 5/226 حديث رقم 5742 النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة ـ للشيخ/ أبي إسحاق الحويني ـ حفظه الله تعالى، حديث رقم 79
6- قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً. فإنه مَنْ قالهن حين يُصْبِح حُفِظَ حتى يُمسي، ومَنْ قالهن حين يُمسي حُفِظَ حتى يُصْبِح.
أخرجه أبو داود عن أم عبد الحميد ـ مولى بني هاشم
انظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته 4/127 حديث رقم 4125، جامع الأصول 4/242 حديث رقم 2223
7- اللَّهُمَّ عند استقبال ليلك وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك وحضور صلواتك، أسألك أنْ تغْفر لي.
أخرجه الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها 0
وعند أبي داود بلفظ : اللَّهُمَّ هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، فاغفر لي
انظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته 4/127 حديث رقم 4127 جامع الأصول 4/250 حديث رقم 2236
8-إذا أويت إلى فراشك فقل: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّموات السَّبع وما أظلَّتْ، وربَّ الأرضينَ وما أقلَّتْ، وربَّ
الشياطينِ وما أضلَّتْ، كُنْ لي جاراً منْ شَرِّ خلقكَ كلِّهِمْ جميعاً، أنْ يَفْرُطَ عليَّ أحدٌ منهم، أو أنْ
يبغيَ، عَزَّ جارُكَ، وجلَّ ثناؤكَ، ولا إله غيرُكَ، ولا إله إلا أنتَ.
أخرجه الترمذي عن بريدة - رضي الله عنه - انظر ضعيف الجامع 1/158 حديث رقم 507(1/49)
وهذا آخر ما تيسر لي جمعه، وأرجو الله تبارك وتعالى أَنْ يجعله خالصاً لوجه الكريم، وهادياً إلى سنةِ نبيهِ عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُ التسليمِ، وأن يضع له القبولَ بين المسلمين، وأن يدخر لي ثوابه إلى يوم الدين،( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
وقد بذلتُ في جَمْعِه وترتيبه الوسع، واستعنتُ بتوفيق الله تعالى ومعونته في تأليفه وتهذيبه، فأنا أرجو أن يُوافق ذلك صحةً وصواباً من الفعل، وصدقاً وسداداً من القول، ولسْتُ أدَّعِي في جميع ما نقلتُه وأثبتُه العصمةَ من الغلط والبراءةَ من السهو، فإن المهذب قليل، والكامل عزيز، بل عديم، وأنا معترف بالقصور والتقصير، مقر بالتخلف عن هذا المقام الكبير.
وأنا اسألُ كلَّ مَنْ آتاه الله علماً واطلع عليه، ورأى فيه خللاً، أو لمح فيه زللاً أَنْ يُصْلحه، حائزاً به جزيل الأجر وجميل الشكر.
وإِنّي لَعَلى يَقِينٍ بانْفِطاريَ ساهِياً والسَّهْوُ مَولودٌ مَعَ الإِنْسانِ
فَانْشُرْ مَحَاسِنَها وكُنْ لي نَاصحاً فالنُّصْحُ مَنْهَجُ عُصْبَةِ الإِيْمانِ
اللَّهُمَّ إنا نسألك لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً، وعملاً صالحاً متقبلاً، اللَّهُمَّ اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك، وتوفنا وأنت راضٍ عنا على الإسلام والسنة، واحشرنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين، واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
جمع وترتيب
راجي عفو ربه الغفور
أبو محمد
خالد بن محمد البحر جاسور
الإسكندرية في يوم الاثنين غرة ربيع أول 1428 هـ الموافق: 20/3/2007(1/50)