بسم الله الرحمن الرحيم
الحجامة
لاتنسونا صاحب الجهد من الدعاء
وقف لوجه الله تعالى
دراسة علميه حديثه تثبت فوائد الحجامه
يقال إن الحجامة تخرج الدم الفاسد من الجسم
http://www.afkaaar.com/html/modules.php?name=News&new_topic=6
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- وجدت دراسة علمية حديثة حول تكاثر الميكروبات في الجسم البشري أن العلاج الشعبي القديم والمعروف بـ"الحجامة" ربما كان دواءً فاعلاً لبعض الحالات المرضية. ووجد الباحثون في علم الأحياء المجهري بجامعة شيكاغو أن لدى ميكروب "ستاف" (staph germ) المسبب الرئيسي لعدد من الالتهابات على رأسها لالتهاب الرئوي، قدرات فريدة، ظلت مجهولة لفترة طويلة من الوقت، على تزويد نفسه بمادة الحديد. والمعروف أن البكتيريا تحتاج إلى الحديد للتسبب في الالتهابات، غير أن ميكانيكية الدفاعات في الجسم البشرية، تصعب من عملية امتصاص الميكروبات لتلك المادة من الدم أو الأنسجة البشرية الأخرى أو ما يطلق عليها عملية "محاصرة الحديد" iron blockade، والتي تمتلك بعض الميكروبات القاتلة قدرة الالتفاف عليها.
وسيساعد فهم الباحثين لميكانيكية عملية الالتفاف تلك على إيجاد علاج أفضل للكثير من الالتهابات الخطرة، وفق وكالة الأسوشيتد برس.
وكشف الباحثون الجينات التي تحكم الالتهابات التي يتسبب بها "ستاف" حيث يقوم الميكروب بنسف خلايا الدم الحمراء لامتصاص حاجته من الجزئيات الحاملة للأوكسجين والحديد والمعروفة باسم "هيم" heme .
وتكمن خطوة العلماء القادمة في السعي لإنتاج عقار قادر على الحد من إمكانيات "ستاف" في الحصول على مادة الحديد من الدم، بعد أن نجحوا في إضعاف ذلك الجين.
ويرجح الكشف الجديد أن العلاج الشعبي القديم المتبع منذ حوالي 2500 عام، " الحجامة" ربما لعب دوراً في حرمان ميكروب "ستاف" من حاجته للحديد، وفق ما أشارت الباحثة تريسي روولات من معاهد الصحة.(1/1)
ولا يوصي الطب الحديث اليوم بالحجامة، التي ينظر إليها البعض كتقليد بربري، خاصة وأن عملية فصد جسم المريض في أماكن محددة لإخراج "الدم الفاسد" كما يعتقد، قد أوقف العمل بها منذ منتصف القرن العشرين وبعد اختراع المضادات الحيوية.
وأثار الأمر الكثير من التساؤلات بشأن كيفية أن تكون الحجامة أسلوب عقيم وقد انتهجت كأسلوب علاجي لفترة تزيد عن 2500 سنة.
وشددت الباحثة تريسي على أن الحجامة قد استخدمت للعديد من الأسباب، الكثير منها "دون إدراك"، وبإجراء العديد من البحوث في كتب الطب القديم، وجدت أن الأطباء في فرنسا في القرن الثامن عشر، أوصوا بها فقط عند بدء معاناة المريض من ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
كما عثرت في كتب الطب الإنجليزي القديم على أن الحجامة قد مورست على مرضى الالتهابات الرئوية.
القاعدة الكلية في ما يتعلق بالعلاج بالطب النبوي :(1/2)
وقبل الدخول في تفاصيل عملية الحجامة أود تأصيل هذه القاعدة الكلية ، وهي كمال ديننا في جميع المجالات ومنها مجال الوقاية والتداوي من جميع الأمراض التي ظهرت من قبل أو التي لم تظهر وظهرت الآن أو التي ستظهر في المستقبل فإن في ديننا الكامل أدوية لها تبريها بإذن الله تعالى , وإننا لن نَضِلًّ في علاج أي مرض ما دمنا متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والتقريرية، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)إن الطب الذي أرشدنا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو الطب الصحيح الكامل المنزه عن الخطأ لأنه وحي يوحى قال تعالى :{ وَمَا يَنْطِق عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) ..... وما عداه من الطب فناقص وذلك لاعتماد البشر في طبهم على التجربة المحضة وعقولهم القاصرة في فهم ما ينفع ويداوي الإنسان ، إن الله تعالى الذي خلق الإنسان هو وحده القادر أن يبرأه من المرض بالطريقة الصحيحة الخالية من الأضرار قال تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)ـ
أقوال أهل العلم في ذلك:(1/3)
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: وليس طبِّه صلى الله عليه وسلم كطبِّ الأطباء ، فان طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي،صادر عن الوحي،ومشكاة النبوة،وكمال العقل. وطبُّ غيره أكثره حَدْس وظنون، وتجارب، ولا يُنكرُ عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة،فإنه إنما ينتفعُ به من تلقّاه بالقبول،واعتقاد الشفاء به،وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان،فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور – لإن لم يتلق هذا التلقي– لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها ، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسا إلى رجسهم،ومرضا إلى مرضهم،وأين يقع طب الأبدان منه فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة،كما أن شفاء القرآن لا يُناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية،فاعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع،وليس ذلك لقصور في الدواء،ولكن لخبث الطبيعة،وفساد المحل، وعدم قبوله.ـ
فوائد تتعلق بالحجامة
... منها : أنه يستحب لمن أراد الحجامة أن لا يقرب النساء قبل ذلك بيوم وليلة وبعده كذلك , ومثل الحجامة في ذلك
الفصادة ومنها : أنه إذا أراد الحجامة في الغد يستحب له أن يتعشى في ذلك اليوم عند العصر , وإذا كان به مرة بكسر الميم فليذق شيئا قبل حجامته خيفة أن يغلب على عقله , ولا ينبغي له دخول الحمام في يومه ذلك .
ومنها : أنه ينبغي أن لا يأكل مالحا
إثر الحجامة فإنه يخاف منه القروح والجرب , نعم يستحب له إثرها الحلو ليسكن ما به ثم يحسو شيئا من المرقة ويتناول شيئا من الحلو إن قدر , وينبغي له ترك اللبن بسائر أصنافه ولو رائبا , ويقلل شرب الماء في يومه .
ومنها : اجتناب الحجامة في نقرة القفا(1/4)
لما قيل من أنها تورث النسيان , والنافعة في وسط الرأس لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : { إنها في هذا المحل نافعة من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجذام والجنون } ولا تنبغي المداومة عليها لأنها تضر .
ومنها : أنه يستحب ترك الحجامة في زمن شدة الحر في الصيف , ومثله شدة البرد في الشتاء , وأحسن زمانها الربيع
, وخير أوقاتها من الشهر عند أخذه في النقصان قبل انتهاء آخره . ا. هـ
كتاب الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في باب حكم التعالج
أهمية تكرار الدواء إذا لم يحصل الشفاء:
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه- أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه ، فقال اسقه عسلا ، فسقاه ، ثم أتاه الثانية ، فقال: اسقه عسلا ، ثم أتاه الثالثة ، فقال: اسقه عسلا ، فقال: قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا ، فقال صدق الله ، وكذب بطن أخيك ، اسقه عسلا ، فسقاه فبرأ.
قال الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: (وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع ، وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار ، وكمية بحسب حال الداء ، إن قصر عنه ، لم يزله بالكلية ، وإن جاوزه . أوهى القوى ، فأحدث ضرراً آخر ، فلما أمره أن يسقيه العسل ، سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ، ولا يبلغ الغرض ، فلما أخبره ، علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة ، فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء ، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء ، برأ ، بإذن الله ، واعتبار مقادير الأدوية ، وكيفياتها ، ومقدار قوة المرض من أكبر قواعد الطب .(1/5)
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله وكذب بطن أخيك " ، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء ، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ، ولكن لكذب البطن ، و كثرة المادة الفاسدة فيه ، فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة. (زاد المعاد(4/35))
موانع الحجامة:
لا يوجد مانع أو مرض يمنع من عمل الحجامة ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : (إن في الحجم شفاء) (متفق عليه) حتى مرضى الناعور ومرضى السكر لايمنعون من الحجامة ، إذ أن الحجامة لهما شفاء.
مستحبات الحجامة:
عن ابن عمر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحجامة على الريق أمثل.... ) يدل هذا الحديث الشريف على استحباب عمل الحجامة على معدة خالية ولا يشترط أن تكون في الصباح لأن المقصود بالريق هنا حالة المعدة وليس الوقت.
مواضع الحجامة
في الجسم أربعة عشر موضعا أحدها :
الفقرة وهو مؤخر الرأس والكاهل وهو وسط القفاء ، الأخدعين وهما صفحتا العنق من الجانبين جميعا ، الزمن وهو تحت الفك الأسفل من الفم ، الكتفين ، العصعص على عجب الذنب، الزندين وهما وسط الذراعين ، الساقين ، العرقوبين
ثم شرح الأمراض المختلفة التي تعالجها الحجامة وأنها مرتبطة بمواقع الحجامة فمثلا يقول عن حجامة الأخدعين انها تنفع من الأوجاع الحادثة في الرأس والرمد والشقيقة والخناق ووجع أصول الأسنان وعن حجامة العصعص يقول انها
تنفع من بواسير المقعدة وقروح الأسفل .
كيفية الحجامة :(1/6)
توضع كاسة الحجامة اولا فارغة وتمص مصا معتدلا ولا يطال وضعها( من دقيقتين إلى أربع دقائق ) ، وإنما توضع سريعا وتنزع سريعا لتقبل الأخلاط إلى الموضع إقبالا مستويا ويكرر ذلك ويوالي حتى يرى الموضع وقد احمر وانتفخ وظهرت حمرة الدم فحينئذ يشرط ويعاود المص رويدا رويدا ثم ينظر في حال الأبدان فمن كان من الناس رخص اللحم متخلخل المسام فيشرط شرطة واحدة لا غير لئلا يتقرح الموضع ويوسع الشرط ويعمق قليلا ويعاد المص في رفق وتحريك لطيف فان كان في الدم غلظ فيشرط مرتين في المرة الأول لفتح طريق لطيف الدم ومائيته وأما الثانية فلاستقصاء إخراج الدم الخليط وان كان الدم الغليظ عكراً جدا فيكرر الشرط مرة ثالثة لتبلغ الغاية، ويصف الحد المعتدل في الشرط
العميق بأنه عمق الجلد فقط
"كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف "ابوالقاسم خلف الزهراوي المتوفي سنة 404هـ
تكرار الحجامة :
لتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً ، وابن ثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة ، وكذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم كل أربعين يوماً مرة وما زاد فبحسب ذلك .أ.هـ. ، ولعل الصواب والله أعلم أنه يمكن تكرار الحجامة كل أسبوع عند الحاجة إليها كما ذكر الدكتور علي رمضان . لأن بعض الأمراض تزول من أول حجامة وأخرى تزول بعد عدة مرات . " الرسالة الذهبية للدكتور محمد علي البار "
خطوات إجراء عملية الحجامة(1/7)
ربما يعتقد الكثير ان الحجامة وقائية فقط بل والبعض يرى أنها طريقة قديمة غير مفيدة فهذا فهم خاطئ الحجامةمفيدة وقائية كانت أو علاجية فهي عالجت العديد من الامراض التي يشكي منها الكثير من الناس مثل الصداع المزمن وخدر اليد والاكتاف وآلام الظهر والبواسير وغيرها الكثير بل عالجت وتحسن بعض ممن اصيبوا بالشلل النصفي والدليل على اهمية الحجامة اتجت الكليات والمعاهد لإدخال مادة الحجامة في مناهجها لما رأوا فيها من الفوائد الجمة واصبحت تدرس مع مواد الطب البديل بل ومن اهمها ويتخوف الكثير من عمل الحجامة فلا يوجد مجال للخوف اذا اجريت بطريقة سليمة نظيفة فبإمكان الشخص يقرأ في كتاب اوجريدة وهو يحتجم لدرجة انه لا يشعر بعمل الحجامة الا الشيء اليسير الذي لا يكاد يذكر خصوصاً بوسائل الحجامة الحديثة حتى لو افترضنا ان الانسان لم يستفد من الحجامة لمرض به فهو تفيد من ناحية تنقية دمة من الاخلاط وكريات الدم الهرمة التي تعيق تدفق الدم لخلايا الاعضاء وتعتبر ايضا وقائية له ومن الاشياء المهمة في هذا المجال ان الحجامة ليس لها اثار جانبية على الاطلاق .
الحجامة
الحجامة : تعريف الحجامة : هي حرفة وفعل الحَجَام ، والحَجْمُ : المَصّ. يقال:حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه. والحَجَّامُ: المَصَّاص . قال الأَزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة ؛ قال ابن الأَثير: المِحْجَم ُ، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ ومنه الحديث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَم ٍ." انظر لسان العرب "(1/8)
والحجامة معروفة منذ القدم ، عرفها الصينيون والبابليون والفراعنة ، ودلت آثارهم وصورهم المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج بعض الأمراض ، وكانوا في السابق يستخدمون الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذ الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص ومن ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانو يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس .
للعلاج بالحجامة مبادئ في التشخيص و العلاج تتلخص فيما يلي :
1 - تنشيط خلايا الأعضاء الضعيفة لكي تثابر على القيام بوظائفها
2 - إيجاد أسباب المرض الفيزيائية و النفسية و علاجهما معاً
3 - علاج أسباب المرض وليس الأعراض الظاهرية
4 - علاج أسباب المرض بهدي نبوي بكلام من لا ينطق عن الهوى .
حول أيام الحجامة وإزالة بعض الشبه(1/9)
لعل شخصاً يقول: إنني قرأت بعض الأحاديث التي تنهى عن الحجامة في أيام السبت والأحد والأربعاء والجمعة والثلاثاء والخميس.. ووجدت تضارباً فيما بينها، فبعضها يقول بأنه تستحب الحجامة فيها وبعضها ينهى.. فما الصحيح في ذلك؟. فالحق واحد لا يتعدد. وللإجابة عن هذا التساؤل نقول: إن جميع الأحاديث التي قالها حقاً رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة وقوية ولا يوجد فيها ضعيف أبداً.. وكيف يتسلل الضعف إليها وقد شهد بها الله عز وجل بوصفه له بسورة النجم بآية: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى}.. أما إذا وجد التناقض بين الأحاديث والقرآن أو بين الأحاديث نفسها فهذا يدل على أن هناك شك في مصداقيتها، بل إن بطلانها واضح أشد الوضوح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منها. وهناك الكثير من الأحاديث التي حُوِّرت ودُسَّ فيها وكل ذلك لكي يتخبط الناس في التناقضات ويتحولوا عن الحقيقة ويقعوا في المتاهات، ولكن لا يتحوَّل عن الحق والحقيقة إلاَّ من أهمل تفكيره وما أعطى البحث حقّه من التمحيص والمقارنة وفق كتاب الله والمنطق والحق. أما من أعمل فكره في آيات الكون وفيما يؤول إليه مصيره بعد هذه الحياة وآمن بالله عزَّ وجل الإيمان الحق، الإيمان الذي يغدو به صاحبه عالماً بعد أن تفتَّحت بصيرته وزال الوقر من أذنيه والغشاوة عن عينيه وطهرت سريرته وكمل من بعد أن أحب أهل الكمال وعشقهم وعلى رأسهم سيد الكاملين رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبح بهذه العروة الإلهية الوثقى التي لا انفصام لها يقيم الحجة على نفسه وعلى غيره بما عرفه وفهمه من كتاب الله والذي هو متنه وسنده وميزانه (ومن تمسَّك به تطبيقاً عملياً نجا، ومن تركه إلى غيره هلك). إذاً فبالإيمان الصحيح وحده يتم تمييز الحديث الصحيح من الموضوع، أما إذا كان القول متناقضاً ومختلفاً فهذا يعني أنه من وضع الناس.(1/10)
قال تعالى: {إِنَكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ، يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} سورة الذاريات (8-9).. أما الكلام الحق الذي سنده كتاب الله فتراه مترابطاً أشد الترابط يعتليه المنطق الحق والحجة الدامغة وتجد فيه صلاح الإنسانية وكمالها.. والرسول صلى الله عليه وسلم بإقباله على الله تعالى إقبالاً فاق به العالمين قاطبة، فاقهم جميعاً أيضاً في فهم كتاب الله عز وجل. قال تعالى في سورة الرعد (43): {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَينَكُم وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ}: أي قل لهم: من عنده علم الكتاب مثلي، ومن فهمه مثل فهمي. هكذا أجاب صلى الله عليه وسلم المنكرين لرسالاته ونبوته والمشككين بدلالته. كذلك الذين اتبعوه أيضاً على بصيرة لا ينخدعون بزخرف القول وغروره، ولا يكون أحد منهم بالخب ولا الخب يخدعه {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي...} سورة يوسف (108). أما ما روي من أحاديث تندب الحجامة في أيام الإثنين والثلاثاء والخميس وتنهى عنها أيام الأربعاء والسبت والأحد فقد ضعَّفها الحافظ ابن حجر في الفتح (12/256). وأبرز تناقضها الإمام المجلسي رحمه الله، وسنورد لك على سبيل المثال لا الحصر نموذجاً لنترك لك أخي القارئ الحكم: الحديث الأول: «عن ابن عمر رضي الله عنه قال: احتجموا يوم الخميس...» ابن ماجه /3487/. الحديث الثاني: «لا تحتجموا يوم الخميس، فمن احتجم يوم الخميس وناله مكروه...» كنز العمال /هندي/ (28158).
وهناك الكثير من الأحاديث المتضاربة التي تقول لك احتجم يوم الثلاثاء مثلاً وأحاديث أخرى تقول لا تحتجم في هذا اليوم.(1/11)
وهذا التناقض إن دلَّ على شيء فهو يدل على زيفها وعدم مصداقيتها ويُقصد منها البلبلة وتمييع أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الحجامة وهي دسوس مغرضة. أما الصحيح الذي يقبله المنطق الواضح من خلال الواقع العملي والذي تجده موافقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلمفهو الذي لا يحدد الأيام سبت أم أحد أم إثنين أم ثلاثاء...الخ، وإنما هو تحديد التاريخ الذي يلي منتصف الشهر القمري من خلال قوله صلى الله عليه وسلم: «الحجامة تُكره في أول الهلال ولا يُرجى نفعها حتى ينقص الهلال» أخرجه الهندي في كنز العمال (28113)، والعجلوني في كشف الخفاء (1/415) وابن الجوزي في تذكرة الموضوعات /207/.
ويدعمها حديث آخر من قوله صلى الله عليه وسلم: «إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين» سنن ابن ماجة، الطب، رقم /3469/.. وهذا الحديث الشريف يدل على عدم صحة الأحاديث التي تنهى عن معظم أيام الأسبوع: السبت، الأحد، الأربعاء، الخميس، الجمعة، الثلاثاء.. وذلك لسبب واضح بسيط تستطيع اكتشافه بنفسك.
فلو أننا افترضنا أن يوم سبعة عشر من الشهر القمري أتى يوم الجمعة.. هذا يعني أن يوم تسعة عشر سيكون حتماً يوم أحد ويوم إحدى وعشرين سيكون يوم ثلاثاء.
الحجامة تعمل على خطوط الطاقة(1/12)
كالإبر الصينية, ولكنها تأتي بنتائج أفضل منها بعشرة أضعاف لأنها تعمل على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال ولكل عضو أعصاب خاصة بتلك الردود، فالمعدة مثلاً لها مكانان في الظهر وعندما تمرض يتم إجراء الحجامة من هذين المكانين. • تعمل الحجامة أيضًا على الغدد الليمفاوية وتقوم بتنشيطها مما يقوي المناعة ويزيد من قدرتها على مقاومة الأمراض. • تعمل الحجامة على الأوعية الدموية وعلى تنشيط مراكز المخ. • تنشيط العمليات الحيوية في طبقات الأنسجة تحت الجلد وبين العضلات. • تقلل حالات الورم الناتج عن ضعف نشاط الدورة الدموية خصوصًا إجهاد الساقين والتمزق العضلي والكدمات الشديدة. • تساعد الحجامة في إزالة التهابات الألياف العضلية والأنسجة العصبية وتقليل الشعور بالألم. فوائد الحجامة يقول الدكتور علي رمضان في مقال له في مجلة صحتك العدد الحادي والعشرون ، أن الحجامة تنفع كثيرا بإذن الله تعالى في الحالات الآتية : 1. حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى . 2. حالات آلالام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين. 3. بعض حالات تيبس أو تورم المفاصل المختلفة . 4. الآلام والحرقان الموجود في الأطراف خاصة مرضى السكر . 5. الضغط المرتفع . 6. بعض الحالات النفسية وحالات الشلل . 7. وقد وجد بعض المعالجين بالقرآن الكريم أن قراءة القرآن أثناء الحجامة تساعد الكثير من المرضى . 8. آلام الظهر والمفاصل والنقرس وأمراض البطن " إمساك ، عسر هضم ، عدم شهية ". 9. الأرق ومشاكل الحيض ... الخ . أ.هـ تقول العرب 'ليس من رأى كمن سمع' في إشارة إلى تقديم شاهد العيان على الراوي، وفي سعينا لتمحيص الحقيقة حول فعالية العلاج بالحجامة آثرنا أن يكون دليلنا 'ليس من عاش كمن سمع أو رأى' لذلك سألنا أصحاب تجارب في العلاج بالحجامة، عاشوا معاناة طويلة مع المرض ثم كان شفاؤهم ـ بإذن الله ـ باستخدام الحجامة. ـ يقول محمد.(1/13)
ع [24 سنة]: ظللت أعاني من مرض النقرس لمدة 10 سنوات كاملة طفت خلالها على عشرات الأطباء وتناولت مختلف الأدوية، لكن المرض ظل يلازمني، أخذت بنصيحة أحد الأصدقاء، وأجريت الحجامة فلاحظت تحسنًا في حالتي دفعني إلى تكرارها، ذهبت إلى أحد الأطباء الذين كنت أتردد عليهم وعرضت عليه نتائج التحليلات التي أجريتها ففغر فاه من المفاجأة، لقد شفيت تمامًا،لم يكن يعرف السبب، وعندما أخبرته أنني أجريت حجامة زادت دهشته'. ـ أما حسن. ن الذي كان يعاني التهاب الكبد الوبائي C وبعض آلام الروماتيزم فقد نصحه طبيبة المعالج بالحجامة بعد أن جرب معه كل أنواع العلاج، وكانت نصيحته في محلها، إذ تم ضبط أنزيمات الكبد واختفت آلام الروماتيزم، صحيح أن فيروس الكبد لم يختف لكن السيطرة عليه ومحاصرة آثاره أفضل من السابق، وهذا ما جعل حسنًا يحرص على الحجامة كل شهر. ـ سلطان. ن '38 سنة' موظف بالمطار كان يعاني كسلاً في الكبد والتهابًا في القولون، ولأن علمه يتطلب العمل بنظام الورديات فيعمل يومًا في النهار وآخر في الليل، كان كثيرًا ما يصاب بنزلات البرد الحادة، ذهب لأكثر من طبيب فكان إذا عالج مرضًا يستفحل الآخر، لم يجد بدًا من اللجوء إلى الحجامة رغم أنه كان يعارضها ولا يعتقد في فعاليتها الطبية، ولكن يأسه من عدم فعالية ما يتناوله من أدوية عديدة جعله يوافق على تجربة الحجامة، على الفور اختفت نزلات البرد المتكررة التي كانت تهاجمه بسبب تقوية جهازه المناعي بعد الحجامة، أما كسل الكبد والتهاب القولون فقد تحققت نتائج جيدة في علاجهما مع تكرار الحجامة التي أصبح لا يستطيع الاستغناء عنها بعدما استغنى بها عن كل العلاجات الأخرى. ـ فكري راشد '23 سنة' كان مصابًا بارتفاع في ضغط العين لمدة خمس سنوات، وجرب كل وسائل العلاج، ونصحه خاله بالحجامة، ومنذ أجرى الحجامة مجانًا شفي تمامًا.(1/14)
ـ محمود النادي '42 سنة' كان مصابًا بشلل نصفي، وأخبره الأطباء أنه لا علاج له، وذهب به أحد أصدقائه إلى إحدى قرى صعيد مصر، ولما رآه أحد الحجامين استبشر به وطمأنه، وأجرى له الحجامة بعدها بأيام قليلة عاد إلى حالته الطبيعية كأنه لم يكن يشكو من شيء! ـ موسى الشيخ '39 سنة' .. كان يشكو من الروماتيزم سنوات عديدة ـ كما يقول ـ، وبعدما أجرى عملية الحجامة شفي بإذن الله، وعادت إليه صحته، ورجع إلى وظيفته بعد توقف ثلاث سنوات.
وللحجامة أثر كبير في صحة الجهاز الهضمي ذلك أن ركود أوردة المعدة والأمعاء يخرب وظائفهما في الإفراز والامتصاص, مما يؤدي إلى نزف في أوعية المعدة والأمعاء والمستقيم وخثرات في الأرجل والبواسير، ويؤدي ترسب الكريات الحمراء العاطلة في الوريد الواصل إلى الأمعاء إلى عرقلة جريان الدم الوارد من الأمعاء والمحمل بالمواد الغذائية فيرتفع توتر ذلك الوريد مما يدفع جزءًا من الدم إلى الدوران حول الكبد فيحتقن الكبد ويتضخم.
وتؤدي الحجامة دورًا مهمًا في حماية الجهاز العصبي والدماغ ذلك أن الأمراض التي تصيب هذين العضوين المهمين تعود إلى نقص التروية '80% من الأسباب' والنزيف '20% من الأسباب'.
وإذا استمر نقص التروية أدى إلى الشلل النصفي، وقد أثبتت الأبحاث أن الحجامة تساهم في تنظيم ورود الدم إلى الدماغ ولذلك فهي تساعد ليس فقط في الإبقاء على وظائف الدماغ بل وفي علاج ضعف الذاكرة ونقص التركيز وضبط المشاعر والعواطف.(1/15)
أما دور الحجامة في الوقاية من السرطان أو علاجه فهو خلاصة لدورها في جميع أعضاء الجسم، فتراكم الشوائب الدموية ينعكس سلبًا على جريان الدم فتنقص تروية الأنسجة والأعضاء فيضطر القلب لبذل مجهود مضاعف لتأمين متطلباتها، أما الكبد فتشغله تلك الشوائب عن وظيفته المهمة في إزالة المواد السامة وكذلك يتراجع دور الطحال في إنتاج المضادات وتخليص الدم من العناصر الغريبة، وهكذا يتراجع عمل الأجهزة شيئًا فشيئًا، وبدل أن يتصدى الجسم لهذه المتغيرات يصبح ضحية لما تنتجه من خلل فيه، ليس ذلك فحسب بل تقوده بعض خلاياه إلى التكاثر بشكل جنوني، وكأن هذه الخلايا قد ثارت على الجسم فيحدث السرطان، وينتهي الأمر إلى أن يعجز الجهاز المناعي الذي أضعفته قلة التروية في التصدي لخلل التوازن الهرموني 'السرطان' الذي أصاب الجسم.
في البداية يتعرف جهاز المناعة على الخلايا السرطانية ويعتبرها غريبة ويشكل المضادات تجاهها ويعمل على منع انتشارها, ولكن عندما يميل التوازن لصالح الخلايا السرطانية يظهر الورم السرطاني حينما تتغلب خلاياه على جهاز المناعة الذي يرتبط ببقية أعضاء الجسم ويشكل معها وحدة متكاملة.
لقد دلت الدراسات أن خلايا الورم في الدورة الدموية لا تتعدى نسبتها واحدة من كل عشرة آلاف خلية من مجموع خلايا الورم, لأن فعل المناعة في الوسط الدموي قوي, لذلك يبادر الأطباء إلى استعمال مانعات التجلط للحد من انتشار الخلايا السرطانية، ومن المعروف أن الحجامة ترفع قدرة جهاز المناعة وتخلص الدورة الدموية من الشوائب والكريات العاطلة فتقلل بذلك فعل التجلط الدموي وتخفض لزوجة الدم فترفع سيولته بشكل طبيعي وتحرض نخاع العظام على توليد مزيد من الخلايا المناعية
مع أصحاب التجارب(1/16)
تقول العرب 'ليس من رأى كمن سمع' في إشارة إلى تقديم شاهد العيان على الراوي، وفي سعينا لتمحيص الحقيقة حول فعالية العلاج بالحجامة آثرنا أن يكون دليلنا 'ليس من عاش كمن سمع أو رأى' لذلك سألنا أصحاب تجارب في العلاج بالحجامة، عاشوا معاناة طويلة مع المرض ثم كان شفاؤهم ـ بإذن الله ـ باستخدام الحجامة. ـ يقول محمد.ع [24 سنة]: ظللت أعاني من مرض النقرس لمدة 10 سنوات كاملة طفت خلالها على عشرات الأطباء وتناولت مختلف الأدوية، لكن المرض ظل يلازمني، أخذت بنصيحة أحد الأصدقاء، وأجريت الحجامة فلاحظت تحسنًا في حالتي دفعني إلى تكرارها، ذهبت إلى أحد الأطباء الذين كنت أتردد عليهم وعرضت عليه نتائج التحليلات التي أجريتها ففغر فاه من المفاجأة، لقد شفيت تمامًا،لم يكن يعرف السبب، وعندما أخبرته أنني أجريت حجامة زادت دهشته'. ـ أما حسن. ن الذي كان يعاني التهاب الكبد الوبائي C وبعض آلام الروماتيزم فقد نصحه طبيبة المعالج بالحجامة بعد أن جرب معه كل أنواع العلاج، وكانت نصيحته في محلها، إذ تم ضبط أنزيمات الكبد واختفت آلام الروماتيزم، صحيح أن فيروس الكبد لم يختف لكن السيطرة عليه ومحاصرة آثاره أفضل من السابق، وهذا ما جعل حسنًا يحرص على الحجامة كل شهر. ـ سلطان.(1/17)
ن '38 سنة' موظف بالمطار كان يعاني كسلاً في الكبد والتهابًا في القولون، ولأن علمه يتطلب العمل بنظام الورديات فيعمل يومًا في النهار وآخر في الليل، كان كثيرًا ما يصاب بنزلات البرد الحادة، ذهب لأكثر من طبيب فكان إذا عالج مرضًا يستفحل الآخر، لم يجد بدًا من اللجوء إلى الحجامة رغم أنه كان يعارضها ولا يعتقد في فعاليتها الطبية، ولكن يأسه من عدم فعالية ما يتناوله من أدوية عديدة جعله يوافق على تجربة الحجامة، على الفور اختفت نزلات البرد المتكررة التي كانت تهاجمه بسبب تقوية جهازه المناعي بعد الحجامة، أما كسل الكبد والتهاب القولون فقد تحققت نتائج جيدة في علاجهما مع تكرار الحجامة التي أصبح لا يستطيع الاستغناء عنها بعدما استغنى بها عن كل العلاجات الأخرى. ـ فكري راشد '23 سنة' كان مصابًا بارتفاع في ضغط العين لمدة خمس سنوات، وجرب كل وسائل العلاج، ونصحه خاله بالحجامة، ومنذ أجرى الحجامة مجانًا شفي تمامًا. ـ محمود النادي '42 سنة' كان مصابًا بشلل نصفي، وأخبره الأطباء أنه لا علاج له، وذهب به أحد أصدقائه إلى إحدى قرى صعيد مصر، ولما رآه أحد الحجامين استبشر به وطمأنه، وأجرى له الحجامة بعدها بأيام قليلة عاد إلى حالته الطبيعية كأنه لم يكن يشكو من شيء! ـ موسى الشيخ '39 سنة' .. كان يشكو من الروماتيزم سنوات عديدة ـ كما يقول ـ، وبعدما أجرى عملية الحجامة شفي بإذن الله، وعادت إليه صحته، ورجع إلى وظيفته بعد توقف ثلاث سنوات.(1/18)
ـ الشيخ أحمد الغزي احتجم أكثر من مرة ولمس الفوائد الصحية للحجامة وله أصدقاء يداومون على الحجامة لما وجدوا من آثارهما الإيجابية مثل زيادة النشاط وذهاب الخمول وزيادة التركيز وتقوية الذاكرة وتحسين الجوانب النفسية للفرد، يقول الغزي: 'كان أحد القضاة زميلاً لنا في المدرسة وكنا نلمس نشاطه وهمته وتفاعله، فالطلاب يأتون متأخرين يداعب عيونهم النوم بينما يأتي هو مبكرًا يقظًا نشيطًا وعندما سألنا عن السبب قال: إنه يحتجم'، وينصح الشيخ الغزي من يداوم على الحجامة بأنه يحتفظ لنفسه بأدوات حجامة خاصة لاستخدامه الشخصي فقط، وهناك بعض الجهات التي تبيع حقيبة أدوات الحجامة بما لا يتجاوز 200 ريال فذلك أدعى لتحقيق شروط الاستخدام الصحي لأدوات الحجامة، كما يدعو من يقبل على الحجامة بأن يسترخي تمامًا لأن توتره يجعله يشعر بالدوخة بمجرد بدء عمل الحجام ومن ثم لا يخرج الدم، بعض الناس يعتقد خاطئًا أن مرد تلك الدوخة هو الحجامة نفسها والصحيح أنه التوتر العصبي الذي ينتاب المحتجم. ـ أم خالد كانت تعاني من آلام روماتيزمية مزمنة وطرقت أبواب المستشفيات دون جدوى، وصف لها الأطباء بعض المهدئات والمسكنات الوقتية وكان يعاودها الألم بعد انقطاع الدواء خصوصًا أنها تسكن في منطقة باردة، تقول: استمرت معاناتي مع الروماتيزم حتى نصحتني إحدى الأخوات ممن جربن الحجامة ووجدت منافعها أن أحذو حذوها، عملت بنصيحتها وأجريت الحجامة في مواضع الألم على الركبتين والأقدام، والحمد لله تحسنت حالتي وخفت الآلام وترجع كثرة المواضع التي تعمل عليها الحجامة على تعدد تأثيراتها:
بعض أحاديث الحجامة(1/19)
روى البخاري في صحيحه عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ ، وفي رواية عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ وَقَالَ إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ. وفي رواية عن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ . وعند أحمدعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ بِقَرْنٍ وَيُشْرَطُ بِطَرْفِ سِكِّينٍ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ شَمْخَ فَقَالَ لَهُ لِمَ تُمَكِّنُ ظَهْرَكَ أَوْ عُنُقَكَ مِنْ هَذَا يَفْعَلُ بِهَا مَا أَرَى فَقَالَ هَذَا الْحَجْمُ وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ ُ.و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي، إلا قالوا عليك بالحجامة" وفي لفظ مر أمتك بالحجامة.
مواضع الحجامة وزمانها(1/20)
توقف النمو في جسم الإنسان بعد سن العشرين ينعكس سلبًا على كريات الدم الهرمة في أهدأ منطقة في الظهر، فإذا ما ازدادت الكريات الهرمة سببت عرقلة لسريان الدم في الجسم وأدى ذلك إلى ما يشبه الشلل في عمل الكريات، مما يجعل الجسم فريسة للأمراض، فإذا احتجم المرء أعاد الدم إلى نصابه وأزال الفاسد منه وبقي الدم النقي بكرياته الفتية يغذي الخلايا والأعضاء بالجسم ويزيل عنها الرواسب الضارة فينشط الجسم ويزيل عنه الأمراض. ولتحقيق ذلك تم التوصل إلى تحديد 98 موضعًا للحجامة أهمها الكاهل [أعلى وسط الظهر] فهي منطقة خالية من المفاصل وهي أركد منطقة في الجسم، والشبكة الشعرية الدموية أشد ما تكون تشعبًا وغزارة فيها، مما يجعل سرعة تيار الدم تقل وبالتالي تحط رسوبات الدم رحالها فيها وتقل كريات الدم البيضاء فيها. • وتجري الحجامة على كل ذكر بلغ من العمر 22 عامًا وكل أنثى تخطت سن اليأس [باعتبار أن الحيض يغني المرأة عن الحجامة فهو يتولى إخراج الدم الفاسد بصفة دورية], وأفضل توقيت لها عندما يميل الجو للدفء, فارتفاع الحرارة في الصيف يجعل الدم أكثر ميوعة وبالتالي سريع الحركة في الأوعية الدموية مما يعرقل تجمع الكريات الهرمة والشوائب في منطقة الكاهل. الشيخ عادل الضلع له تجربة طويلة في ممارسة الحجامة يصفها بقوله: كنا في مجلس عند الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله, ودخل علينا أحد الأخوة الحجامين يعرض في حماس بالغ علينا أن يجري لنا حجامة ويعلمنا إجراءها، وبالفعل أجرى لبعضنا حجامة وأعطى بعضنا الآخر أدوات حجامة بعد أن علمها لنا، وكنت واحدًا من هؤلاء، فبدأت أجري الحجامة للآخرين على فترات متقطعة, وبدأت أتعمق في التأصيل الشرعي للحجامة, فجمعت فيها 79 حديثًا نبويًا صحيحًا, وعثرت على أبحاث عربية وأجنبية عنها, وعرفت أن المصريين القدماء والإغريق استخدموا الحجامة والآن أصبحت أجري الحجامة بخبرة أكثر وبمعدات أحدث.(1/21)
سألناه عن أفضل وقت لإجراء الحجامة فأجاب: في الربع الثالث من الشهر العربي بداية من يوم 15، 17، 19، 21 منه وقد اكتشف العلم الحديث السر في ذلك وأرجعوه إلى علاقة بين جسم الإنسان وظاهرة المد والجزر في البحر، حيث يوجد في جسم الإنسان 26 دائرة رئيسية لخطوط الطول والعرض بها 360 نقطة تستخدم للتوازن في جسم الإنسان. يوسف رشاد ـ من أقدم وأبرز الحجامين بمصر إذ يمارس هذه المهنة منذ أكثر من ثلاثين عامًا ـ يؤكد أن الحجامة من أهم العلاجات لكثير من الأمراض والعلل والأوبئة، فقد حققنا بهذا العلاج نجاحات كثيرة، واستشفى بها مرضى مرضى كثيرون بعدما يئسوا من العلاج الكيماوي، وتقلبوا بين المستشفيات، وآخر من عالجتهم بالحجامة استشاري أطفال طلب مني أن أجري له عملية الحجامة في رأسه بناءً على وصية أستاذه الذي أشرف على رسالته للدكتوراه في إنجلترا منذ عامين، ونصحه بهذا العلاج للتخلص من الصداع المزمن الذي صاحبه منذ أكثر من عشر سنوات. ومن جانبه يقول الحجام محمد أبو قمر: أشجع الناس على الحجامة مما أدى إلى انتشارها في منطقتنا في السنوات الأخيرة، وقد نصحت بها الناس من فوق المنبر وفي كثير من الدروس الدينية في المساجد، خاصة أنني أمارسها دون أن أتقاضى درهمًا أو دينارًا من أحد، إنما أبتغي بها مرضاة الله تعالى. ويضيف أبو قمر: صدق نبينا صلى الله عليه وسلم القائل: 'خير ما تداويتم به لعقة عسل أو شرطة محجم' .. وعسل النحل قد عرفناه واكتشفت فوائده التي تفوق الحصر. أما الحجامة فقد عرفها من عرفها وجهلها من جهلها من الناس، ومارستها أجيال وأجيال، وفي وقت ـ ربما ـ لم يكن لديهم معرفة بسواها من الأدوية، وعالجوا بها كثيرًا من الأمراض، عاشوا حياتهم معافين أصحاء بأحسن مما عليه نحن الآن.(1/22)
وعن فوائد الحجامة ومتى، وكيف يتم إجرائها يقول الشيخ محمد فايد عثمان ـ حجام معروف في القاهرة: ـ أفضل أوقات الحجامة في الصباح وعلى الريق، لكن لا يمنع أن تجرى للمريض في أي وقت شعر فيه بالألم أو هاج عليه الدم، وإن كان بعض الحجامين يرون أن يوم الثلاثاء فيه بركة كبيرة لأن الله عافى فيه أيوب عليه السلام. ويجب تجنب إجراء الحجامة في الشتاء القارس، أو إذا كان الإنسان الذي ستجرى له مصاب بنزلة برد أو رشح شديد 'أنفلونزا', كذلك الإنسان الذي يجري غسيل الكلى أو يتعالج من مرض عضال مثل داء الكلب أو غيرها من العمليات الجراحية .. كما أننا نوصي النساء الحوامل بعدم إجراء الحجامة.
ـ الشيخ أحمد الغزي احتجم أكثر من مرة ولمس الفوائد الصحية للحجامة وله أصدقاء يداومون على الحجامة لما وجدوا من آثارهما الإيجابية مثل زيادة النشاط وذهاب الخمول وزيادة التركيز وتقوية الذاكرة وتحسين الجوانب النفسية للفرد، يقول الغزي: 'كان أحد القضاة زميلاً لنا في المدرسة وكنا نلمس نشاطه وهمته وتفاعله، فالطلاب يأتون متأخرين يداعب عيونهم النوم بينما يأتي هو مبكرًا يقظًا نشيطًا وعندما سألنا عن السبب قال: إنه يحتجم'، وينصح الشيخ الغزي من يداوم على الحجامة بأنه يحتفظ لنفسه بأدوات حجامة خاصة لاستخدامه الشخصي فقط، وهناك بعض الجهات التي تبيع حقيبة أدوات الحجامة بما لا يتجاوز 200 ريال فذلك أدعى لتحقيق شروط الاستخدام الصحي لأدوات الحجامة، كما يدعو من يقبل على الحجامة بأن يسترخي تمامًا لأن توتره يجعله يشعر بالدوخة بمجرد بدء عمل الحجام ومن ثم لا يخرج الدم، بعض الناس يعتقد خاطئًا أن مرد تلك الدوخة هو الحجامة نفسها والصحيح أنه التوتر العصبي الذي ينتاب المحتجم.(1/23)
ـ أم خالد كانت تعاني من آلام روماتيزمية مزمنة وطرقت أبواب المستشفيات دون جدوى، وصف لها الأطباء بعض المهدئات والمسكنات الوقتية وكان يعاودها الألم بعد انقطاع الدواء خصوصًا أنها تسكن في منطقة باردة، تقول: استمرت معاناتي مع الروماتيزم حتى نصحتني إحدى الأخوات ممن جربن الحجامة ووجدت منافعها أن أحذو حذوها، عملت بنصيحتها وأجريت الحجامة في مواضع الألم على الركبتين والأقدام، والحمد لله تحسنت حالتي وخفت الآلام
أثبتت الأبحاث العلمية أن الحجامة تؤدي دورًا مهمًا في تفعيل وظائف مختلف أعضاء الجسم وتقيها من الأمراض, فالحجامة تخرج التالف والهرم من الكريات والشوائب فتزيد التروية الدموية لكل الأنسجة والأعضاء مما يخفف عن الكبد عبئًا كبيرًا فينشط لتأدية وظائفه الأخرى بوتيرة عالية, فيخزن السكر الزائد في الدم، ويستقلب الكوليسترول والشحوم الثلاثية الزائدة ويخلص الجسم من السموم، فينعكس ذلك إيجابيًا على جميع المراكز الحسية والحركية وترتفع عمليات تجديد الأنسجة التالفة في الجسم لأن الكبد هو المسئول عن إنتاج البروتين اللازم لاستمرار الحياة، في هولندا أجري بحث على نسبة خمائر الكبد المرتفعة في كل الحالات المرضية وتبين أنها تعود إلى حالتها الطبيعية بعد الحجامة.
أما أثر الحجامة على جهاز المناعة فيتضح من حقيقة أن الأنترفيرون يعد أسرع خط دفاعي يتم تكوينه وإفرازه بعد تعرض الجسم لأي فيروس، ومن المعروف أن كريات الدم البيضاء تنتج الأنترفيرون بمعدل يزيد على عشرة أضعاف ما تنتجه خلايا الجسم, وقد ثبت علميًا أن الحجامة تحافظ على الكريات البيض ـ تدل تحاليل دم الحجامة على وجود نسبة لا تذكر من تلك الكريات ـ بل وتنشط إنتاجها مما يساعد على إنتاج مزيد من الأنترفيرون لمواجهة الفيروس الكبدي أو الخلايا السرطانية.(1/24)
أما أثر الحجامة على القلب والأوعية الدموية، فقد أثبتت الأبحاث أنها تخفف تجلط الأوعية الدماغية بإزالة الدم المحتقن الزائد وتقلل من حدوث النزف الدماغي بتخفيفها للضغط الشرياني.
ومن المعروف أن الجلطات هي السبب الأبرز لحالات الشلل والموت المفاجئ وهي تحدث بتجمع الكريات الحمر والبيض والألياف عند تفرعات الشرايين لتشكل بوغة أو كيس يسد سريان الدم في الشرايين عند ارتفاع الضغط، ودور الحجامة في التخلص من الشوائب التي تسد الشرايين معروف ومؤكد كما أثبتته الأبحاث الطبية.
نظرية الارتواء الدموي
تعتمد هذه النظرية على مبدأ الدم المحجوم000 فعندما حلّل هذا الدم, وجد به الكثير من الشوارد الضارة (الأخلاط ) . وكذلك وجد أن جميع خلايا الدم الحمراء التي كانت في الدم المحجوم هرمة وغير طبيعية الشكل , ونسبة الهيموجلوبين كانت أقل من الدم الوريدي بنسبة الثلث إلي العشر وعلية فان دم الجسم قد تخلص من جزء كبير من هذه السموم التي كانت عالقة به ليصبح أداؤه في حمل الأوكسجين أكبر وكذلك توزيع الغذاء فيه أكفأ . فعملية إزالة الدم المحتقن من موضع الحجامة أو ما يسما بالفاسد مجازا ( علما انه لا يوجد دم فاسد داخل الجسم بصورة فعلية ) ,يعطي الجسم المقدرة على تقوية الأعضاء الداخلية المعتلة بمدها بالغذاء وأسباب الحياة , وبذلك يعود نشاط هذه الأعضاء إلى طبيعتها وتصبح أقدر على مقاومة المرض .(1/25)
فالدم كالنهر الجاري إذا نظف ماؤه وأزيل ما فيه من شوائب دبت فيه الحياة وعاد إلي نقائه من جديد . والأمر أقرب إلي تفسير الأطباء الأولين لقضية الأخلاط ,التي تفور في الدم في الجزء الأول في الشهر الهجري حسب حركة القمر ( يرتفع معدل الجريمة عالميا في 13-14-15 من الشهر القمري ) ثم تعود هذه الأخلاط أو الشوارد للترسب ثانيتا في الأيام التي تلي اكتمال البدر , وفي جسم الإنسان أكثر هذه الأماكن جذبا لهذه الترسبات هو الكاهل وهو أعلى نقطة على الظهر لبطؤ حركة الدم في هذا الموضع ,وكثرة الشعيرات الدموية أضافه لعدم وجود مفاصل متحركة ,تزيد من حركه الدم0 لذلك كانت هذه المنطقة مثالية لترسب الأخلاط والخلايا الهرمة.
وهيجان الدم أو تبيغ الدم :
أي إذا ظهرت حمرة في البدن ,وشعور بالصداع والخمول, أو الدوار والانفعال الزائد ,أو حدوث اضطرابات بصرية أو زيادة في الألم ككل . فبعض ذلك أو كل هذه الأعراض تستدعي إجراء الحجامة .
نظرية رد الفعل الانعكاسي
وتقوم هذه النظرية على الربط ما بين موضع الحجامة على الجلد ,والعضو المراد حثه على الشفاء , وهذه النظرية تعزى إلي تطور الجنين من طبقاته المختلفة حيث نجد الربط بين خلق الجلد من طبقة ,والعضو المراد علاجه من نفس هذه الطبقة , بعملية رد فعل تسمى (رد الفعل الانعكاسي) .(1/26)
وبتفسير آخر لهذه النظرية أن المنطقة المحجومة لها تأثير غير مباشر على الأعضاء التي يغذيها نفس العصب الذي يعطي الإحساس لتلك المنطقة من الجلد ,أو المشترك بنفس الجملة العصبيه ,و مثال ذلك الحجامة على الكاهل تشفي ألم المعدة والمرارة والحجامة على أسفل الظهر للشفاء من عرق النسا , ونورد قولا للأستاذ الدكتور محمد كمال عبد العزيز أستاذ بكلية الطب ـ جامعة الأزهر ـ القاهرة (أن الأحشاء الداخلية تشترك مع أجزاء معينة من جلد الإنسان في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع الشوكي أو النخاع المستطيل أو في المخ المتوسط. وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد.
والحجامة وسيلة من وسائل علاج الألم القائمة على القاعدة التي يطبِّقها كلٌّ منها تلقائياً عندما يشعر بألم (حكة) في أي جزء من جلده، فإنه يقوم بتدليك (هرش) المكان فلا يشعر بالألم بعد ذلك.
وتعليل ذلك يقوم على النظرية العلمية للعالم الفيزيولوجي (بافلوف) والتي تسمى (التثبيط الواقعي للجهاز العصبي)..
فعندما يصل التنبيه إلى المخ عن طريق الأعصاب فإن المخ يترجم هذا التنبيه حسب مصدره ونوعه، أي يحدد نوع التنبيه، ألماً كان أو لمساً، حرارة أو برودة، ولكن إذا وصل عدد التنبيهات التي تصل إلى المخ في وقت واحد إلى عدد كبير، فإن المخ لا يستطيع التمييز بينهم، وعندئذ يتوقف عن العمل. فيلغي الشعور من المنطقة التي زاد فيها عدد التنبيهات. وفي حالة الحجامة ,تخرج التنبيهات من نهاية الأعصاب في المنطقة المحتجمة بأعداد كبيرة فيقوم المخ بإلغاء الشعور من المنطقة ويزول الألم.)
وهذه النظرية مطبقه على كثير من أجهزة العلاج الطبيعي وان أول من نشرها وجرى البحوث عليها العالم( ملزاك) مع أن التسمية تختلف إذ يثبت ملزاك أن ذلك يتم على مستوى النخاع الشوكي فيما يعرف بنظرية (بوابة الألم)(1/27)
وأفضل وقت لسحب الدم هو وقت ترسب هذه الأخلاط أو الشوارد وهذا الوقت يتسنى بعد النوم وفي ساعات الصباح الأولى..
لذلك قيل ( الحجامة على الريق دواء ) . ومن السنه النبوية الشريفة أن تجرى الحجامة في الأيام الفردية دون الزوجية حيث ثبت أن الدم المسحوب في هذه الأيام الفردية له خصائص دم الحجامة أما ذلك المسحوب في الأيام الزوجية فليس له خصائص معينة بل هو دم وريدي عادي كما اثبت ذلك الفحوص المخبريه , وما زالت هذه المفارقة بحاجة إلي دراسة وفهم لإثباتها من ناحية ,وكشف سرها من ناحية أخرى .
وأكثر من بحث في هذا المجال لهذه النظرية هو العالم الياباني (kukrecia) استدل على حقيقة واحدة ,استنتجها, بعد أن ركز أبحاثه على الحجامة وهي أن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة .
وحديثا قام فريق طبي سوري مكون من حوالي عشرين طبيباً واختصاصياً بعمل دراسة مخبرية وسريرية في عام 2000م على 330شخصاً وكذلك في عام 2001م على 300حالة فتلخصت معظم النتائج فيما يلي:
*اعتدال الضغط والنبض إذ اصبح طبيعياً بعد الحجامة بكل الحالات ففي حالات ارتفاع الضغط انخفض الضغط إلى الحدود الطبيعية وفي حالة انخفاض الضغط ارتفع إلى الحدود الطبيعية.
* ارتفاع عدد الكريات البيض في 60% من الحالات وضمن الحدود الطبيعية.
* انخفضت نسبة السكر بالدم عند 83.75% من الحالات وباقي الحالات بقيت ضمن الحدود الطبيعية.
*انخفضت نسبة السكر بالدم عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في 92.5% من الحالات.
* انخفضت كمية الكرياتينين في الدم 66.66% من الحالات.
* ارتفاع كمية الكرياتينين في دم الحجامة بكل الحالات.أي أن الدم المحجوم كان به الكثير من الشوارد0
* انخفضت كمية الكرياتينين بالدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 78.57% من الحالات.
* انخفضت كمية حمض البول بالدم في 66.66% من الحالات.(1/28)
*انخفضت كمية حمض البول بالدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 73.68% من الحالات.
* انخفضت نسبة الكوليسترول بالدم في 81.9% من الحالات.
* انخفضت نسبة الشحوم الثلاثية عند المصابين بارتفاعها بنسبة 75% من الحالات.
* كان تعداد الكريات البيض في دم الحجامة أقل من عشر كميته في الدم الوريدي، وهذا يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر المناعة في الجسم.
* كانت أشكال الكريات الحمر في دم الحجامة من منطقة الكاهل كلها شاذة وغير طبيعية.
*ارتفاع مستوى الحديد وضمن الحدود الطبيعية في 66% من الحالات بعد عملية الحجامة.
*السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً إذ تراوحت ما بين 422- 1057بينما هي في الدم الوريدي ما بين 250- 400، وهذا يدل على أن هنالك آلية تمنع خروج الحديد من شقوق الحجامة وتبقيه داخل الجسم ليساهم في بناء خلايا جديدة.(17)
نظرية الطب الصيني
هذه النظرية تعتمد على التوازن ما بين السالب والموجب, ( الين واليانج ) وهي مماثلة لنظرية الأمزجة القديمة , ولتبسيط نظرية الطب الصيني نقول أن جسم الإنسان مكون من أعضاء ,وهذه الأعضاء يتحكم بها ين ويانج إذا بغى أحدهما على الآخر, أو ضعف أحدهما, يحدث الاضطراب في عمل العضو ويحدث عندها المرض .
فإذا أردنا شفاء المرض, وجب علينا أعادت التوازن ما بين الين واليانج ,ويتأت ذلك عن طريق التحكم في مسارات الطاقة التي على الجلد ,فالحجامة بمواضعها المختلفة هي في الواقع نقط الوخز بالإبر الصينية والتي تنقسم إلى ثلاث مسميات هي :-
النقاط النظامية وهي المناطق التي تقع على خطوط الطاقة الأربعة عشر المعروفة .
النقاط الغير نظاميه وهي مناطق لا تتبع خطوط الطاقة ولكنها قد تتقاطع معها .
نقاط رد الفعل الانعكاسي وقد تكون هذه نقاط نظاميه أو غير نظاميه لكنها تشترك في كونها مؤلمه عند الضغط عليها أو أنها تنبض ذاتيا بالألم.(1/29)
وبما أننا نقوم بعمل شفط للدم من هذه النقاط فإننا في الواقع نقوم بإعادة التوازن إلى السالب والموجب في الجسم , لذلك تعتبر الحجامة أقوى من الوخز بالإبر الصينية, وأبلغ في التأثير في مسارات الطاقة
فالشفاء في الطب الصيني يعتمد على مقدار ما نقوم به من أثاره لمواضع الحجامة فإذا كان المرض حادا وغير مزمن ,وجب أن تثار النقاط بعنف أما إذا كان المرض مزمن ,فيجب إثارة هذه النقاط بلطف وعلى فتره طويلة وهذا ما يحدث أثناء عملية الحجامة حيث تستثار مناطق الحجامة بعنف أثناء عملية التشريط وخروج الدم ... . فيشفى في هذا الوقت المرض الحاد وتختفي الأعراض المرضية بسرعة (مثل الألم والحمى) ... أما تجمع الدم واحتقان وتلون الجلد بالون القرمزي هي بحد ذاتها الإثارة اللطيفة التي قد تستمر لثلاثة أسابيع ... ... وهذا ما نراه عند كثير من المرضى حيث يفيد انه استفاد من الحجامة لمدة أسبوعين أو اكثر لكن الألم عاوده من جديد ولكنه (الألم) اقل حده ... ... . لذلك كان نصحنا للمرضى متابعة العلاج حتى تحيق الشفاء الذي نرجوه من الله.
ملاحظات :
نحن وان أخذنا من الطب الصيني التوازن ما بين والين واليانج فلم نأخذ منه عقيدة الطاو ,التي ملخصها أن كل شئ في الكون مرده إلى الطاقة الكونية التي يزعمون وجودها ,وهي فكرة فلسفية بديلة لعقيدة الألوهية,فهذه الفكرة تعتمد على تصور خاص للكون والحياة وعلاقة الإنسان بالكون ومرد ذلك إلى ما يدعى عندهم بالطاو , وهذا اعتقاد كفري بإجماع الأئمة .(19)
الدم في الطب الصيني, هو المادة الحيوية الذي يتكون ويخلّق أساسا من روح الطعام, الذي ينهضم بوساطة المعدة ويوزع بوساطة الطحال. أما القلب فهو الحاكم(المحافظ) للدم والعروق . والكبد يضمن الانسياب الحر للدم ويخزنه ويحافظ على حجمه .(1/30)
مواضع الحجامة تعرف في الطب الصيني :بأنها مواضع خاصه على الجلد يتم من خلالها نقل الطاقة الحيوية من الأعضاء الداخلية المختلفة إلى الجلد وبالعكس . ومعناها الحرفي في اللغة الصينية هو النقل من البئر .
عملية الشفط أثناء الحجامة , تحث الطاقة الحيوية على الصعود إلى سطح الجلد وهنا يتم التعادل والتوازن ما بين الين واليانج الذي ينعكس بصوره مباشره على عمل العضو المعتل .
تعتبر الحجامة في الطب الصيني, من افضل الطرق لإحداث الاسترخاء في العضلات العميقة , حيث أثبتت الدراسات الحديثة ذلك ,وأصبحت تفضل علي الطرق التقليدية للمساح الذي يستخدم الضغط والفرك الشديد للوصول لهذه العضلات
مكان تطبيق الحجامة
تعمل الحجامة على إحداث نوع من الاحتقان الدموي في منطقة الكاهل من الجسم باستعمال كؤوس خاصة مصنوعة من الزجاج تعرف بإسم (كاسات الهواء) ذات بطن منتفخ ثم عنق متطاول قليلاً بقطر أصغر من البطن ينتهي بفتحة مستديرة منتظمة. وتطبق على منطقة الكاهل وهي أعلى مقدم الظهر تحت لوحي الكتفين وعلى جانبي العمود الفقري كونها أركد منطقة في الجسم وخالية من المفاصل المتحركة والشبكة الشعرية الدموية أشد ما تكون تشعباً وغزارة فيها مما يجعل سرعة تيار الدم تقل وبالتالي تحط رسوبيات الدم رحالها فيها.
الحجامة على منطقة الكاهل تقل فيها الكريات البيض، وعند إجراء الحجامة في مواضع الساق والأخدعين وعلى الظهر بالقرب من الحوض كان دم الحجامة في هذه المناطق يماثل الدم الوريدي ...
ضرورة وجود حجّام في كل أسرة:(1/31)
لا بد أنه ولكلٍّ منَّا (جدَّة، أُم، أخت، عمَّة، خالة، زوجة..) فإمَّا تبلغ إحداهن سن اليأس بانقطاع الدورة الشهرية (الحيض) وتفادياً لتغيُّر حالتها النفسية للأسوأ.. كذا تفادياً لها من الأمراض التي ستهاجمها مع الزمن بانقطاع الدورة الشهرية، على الإنسان أن يقوم بحجامتها مطبِّقاً وصية رسل الله الكرام ويكسب بها أجراً وثواباً عند الله، وهذا من الأسباب المهمة والداعية لضرورة وجود حجَّام في كل منزل، والخلْق كلُّهم عيال الله وأحبُّهم إلى الله أنفعهم لعياله. وكذا يستطيع حجَّام البيت أن يحجم إخوته الذكور ممَّن تجاوز منهم سن العشرين.. يحجم (والده، جدَّه، عمَّه، صديقه.. أقاربه..). وعمل الحجامة ليس بالصعب أبداً، فإن مارسه الشخص تجريبياً (تعليق الكاسات على الجسم بعد معرفة موضع التعليق) قبل أن يحجم أحداً يكتسب خفة وسرعة ودقة ومهارة وهذا يساعده كثيراً على إنجاز حجامة ناجحة للمحتجمين عنده. والحجَّام (المتعلِّم للحجامة) ما أن يحجم : «نِعْمَ(شخصين، ثلاثة، أربعة.. حتى يصبح حجَّاماً ماهراً دقيقاً. قال رسول الله العبد الحجَّام يذهب بالدم(1) ويُخفُّ الصَّلبَ وتجلو عن البصر»(2) : وكلمة (تجلو) وردت بالتأنيث لأنها عائدة على الحجامة.
أثر الناحية النفسية على عملية الحجامة:(1/32)
الحجامة من مشكاة الأنبياء.. والحقيقة كل الحقيقة أنَّ النفس بتطبيقها هذا الفن العلاجي الشمولي الراقي والذي أوصت بتطبيقه الرسل الكرام أمثال ساداتنا موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ومن تبعهم بإحسان من العظماء كالعلاَّمة محمد أمين شيخو، تتجه نفس المحجوم إلى هؤلاء الأطباء الكبار أطباء القلوب، وباتجاه نفس المحجوم إليهم وهم شاخصون ببصائرهم إلى الله تعالى الشافي، ولا شافي سواه، تُشفى نفس المحجوم بالنور الإلهي المتوارد عليهم وبالتالي عليه. نعم.. تُشفى من علل نفسية وصفات منحطة وتُبدل بصفات كمال، وبسبب الصفات الذميمة قبل قيام المحجوم بالحجامة كان يستحق أمراضاً لمعالجة قلبه ليلتجئ لربِّه بغية شفائه وبما أنه طبَّق تعاليم الإله على لسان رسوله الكريم واتجهت نفسه باللاشعور لبارئها وتحسنت نفسه وصغا قلبه، فلم يعد بعدُ بحاجةٍ لمرضٍ يقيه شرور نفسه وسيئات أعماله، حيث إنه قد صلح قلبه، فإذا صلُح القلب صلَح الجسد كله. وهذه الفائدة النفسية لها أثرها العظيم في الشفاء وعلى حسب التوجه، فإن كان قوياً بَرِئَ من كافة الأمراض، أو أحجمت عنه كافة الأمراض وقايةً، وإن كان التوجه ضعيفاً كان التحسُّن نسبياً ولا بدَّ على كافة الأحوال من النفع. الحجامة نفع كلها، أما الضرر فلا ضرر من تطبيقها إطلاقاً. وكفى بتجارب الحجامة على مدى قرن أنه لم يتضرر من تطبيقها بقوانينها الدقيقة أحد أبداً. والتجارب السابقة أقوى البراهين المؤدية لليقين.
الكبد(1/33)
هو المسؤول عن إنتاج البروتين اللازم لاستمرار الحياة والنمو مما يؤدي إلى التغلب على الالتهابات الكبدية التي أصابته وصد كل الأمراض التي قد تصيبه ذلك غير ارتفاع توتر وريد الباب وما ينشأ عنه من مشاكل كثيرة وخطيرة. يقول الأستاذ الدكتور أحمد غياث جبقجي الأخصائي بالجراحة العصبية المجهرية من هولندا: "إن تطبيق الحجامة كما أوصي بها هو مدخل صريح وواضح إلى الصحة والعافية التامة.. يمد الإنسان بقدرة وطاقة عظمى عن طريق فتح أو تنظيف الأوعية الدموية الدقيقة التي يركد داخلها الدم ويشكل ترسبات على جدرانها، وهذا من الأسباب المؤدية لأمراض الشقيقة والقلب والكبد وغيرها من أمراض هذا العصر". وإذا أخذنا خمائر الكبد كمقياس ففي كل الحالات المرضية التي تكون فيها نسبتها عالية تعود بعد الحجامة إلى حدودها الطبيعية. ـ أثر عملية (الحجامة) على المناعة؟. عملية الحجامة تزيد من قوة جهاز المناعة لزيادة نشاط الجملة الشبكية البطانية، كما أن التروية الدموية الجيدة للنسج والأعضاء من شأنه رفع مناعة الجسم بسبب كثرة تعرض العامل الممرض لعناصر جهاز المناعة. إن الأنتروفيرون أسرع خط دفاعي يتم تكوينه وإفرازه بعد تعرض الجسم لأي فيروس، يقول البروفيسور (كانتيل): إن الكريات البيض تستطيع إنتاج الأنتروفيرون بمعدل يزيد على عشرة أضعاف مما تنتجه خلايا الجسم". وقد دلَّت أفلام دم الحجامة على وجود نسبة لا تذكر من الكريات البيض فيه، إضافة إلى أثرها الكبير في تحريض نقي العظام على توليد كريات جديدة وخاصة إذا كان الجسم في حالة تستدعي إنتاج خلايا مناعية دفاعية كالملتقمات في حال وجود أي عامل ممرض، إذ إن تمايز خلايا الدم البدئية يسير باتجاه تشكيل كريات بيض، هنا نستطيع القول: إن الحجامة تحافظ على الكريات البيض وتنشط إنتاجها مما يساعد على تحرير الأنتروفيرون بكميات كافية لمواجهة الفيروس الكبدي أو الخلايا السرطانية..(1/34)
وهذا ما لمسناه من خلال الاختبارات التي أجراها الفريق المخبري. كما أن عملية الحجامة تحسِّن الرؤية الناتجة عن نقص التروية وتخفِّف تجلط الأوعية الدماغية بإزالة الدم المحتقن الزائد، وبالتالي تقلل حدوث الجلطات الدماغية، كما أنها بتخفيضها للضغط الشرياني تقلل من حدوث النزف الدماغي، كذلك تقويتها للمناعة تقلل من حدوث الآفات العصبية المناعية، ولا شك أن العلم سيكتشف فوائد أخرى للحجامة مع تقدم الزمن ليُظهر أنها وسيلة مفيدة ممتازة في علاج كثير من الأمراض. ـ أثر عملية (الحجامة) على القلب والخثرات الدموية؟. إننا وفي هذا العصر وفي كل يوم نسمع عن الموت الفجائي والشلل وهذا يُعزى إلى حدوث الجلطات، والتي هي عبارة عن تجمع من الكريات الحمر والبيض والألياف ترتص عند تفرعات الشرايين لتشكل بوغة أو كيس Spor.. وسبب حدوثها الرئيسي وهو ارتفاع الضغط. ولعملية الحجامة دور كبير في الوقاية منها، فالحجامة كما ورد في بعض الأحاديث تقي من تبيغ الدم ومعنى (تبيغ الدم) في قاموس لسان العرب، أي: التهيج والزيادة، وهذا الوصف ينطبق أيضاً على ارتفاع التوتر الشرياني وفرط الكريات الحمر الحقيقي. وإن اضطراب النظام القلبي أحد أهم الأسباب المؤدية له هو نقص التروية، أو نقص الأكسجة، كما أن احتشاء العضلة القلبية سببه نقص التروية الناجم عن تضيق الشرايين الأكليلية
نسمع عن حجامة تُجرى على الرأس والأخدعين(1/35)
الذين هما وريدان خفيان جانبي العنق، فهل الفائدة تتم عليهما أيضاً؟. وفي الجواب عن هذا نقول: من الممكن أثناء الحجامة على الأخدعين أن تقع شرطة (الشفرة) على أحدهما فيحدث نزف قد يصعب إيقافه ويودي بحياة الشخص. ومن ناحية أخرى الحجامة في هذا الموضع لاتفي بالغرض الذي بيّناه من نزع الهرم والشاذ من الكريات الحمر والشوائب الدموية.. كذلك بالنسبة للرأس فهي أخطر وأكثر حساسية، وجروحه تبقى أمداً طويلاً حتى تندمل لأنه أكثر عرضة للتلوث وبالتالي للالتهابات فضلاً عن صعوبة تثبيت كأس الحجامة عليه، بل يكاد يكون مستحيلاً بسبب وجود الشعر والتصاق جلد الرأس بعظام الجمجمة مباشرة لخلوّه من العضلات بخلاف الكاهل تماماً. ورسول الله ما خيّر بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما فالأنفع والأكثر أمناً هو الحجامة على الكاهل ولا فائدة بتمامها إلاَّ بالكاهل حصراً. يقول الطبيب ابن سينا في كتابه الطبي (القانون في الطب): لكن الحجامة على النقرة تورث النسيان. كما أن الساق ليست منطقة ركودة دموية حتى تكون مستنقعاً تترسب فيه الشوائب والكريات المسنة وأشباحها، بل على العكس هي أكثر ما تكون حركة ونشاطاً. دراسة مخبرية: أجرى الفريق الطبي حجامات عديدة في مواضع مختلفة كالأخدعين والساق وعلى الظهر قرب الحوض "أسفل منطقة الكاهل بـ (35) سم"، وقام الفريق المخبري بأخذ عينات من الدم الخارج من شقوق الحجامة في هذه المواضع، وبعد إخضاع هذا الدم للدراسات المخبرية الدقيقة تبيَّن أنه مشابهاً للدم الوريدي من حيث التعداد والصيغة واللطاخة، مما يدل أن الحجامة في هذه المواضع غير مجدية أبداً. السن المناسبة للحجامة: 1ـ بالنسبة للرجال: إنها تتوجب على كل شخص ذكر بلغ من العمر الثانية والعشرين وكل أنثى تخطّت سن اليأس وذلك ابتداءً من اليوم (17) من الشهر القمري الذي يصادف فصل الربيع في كل عام حتى (27) من الشهر القمري.(1/36)
فمرحلة الطفولة والبلوغ تتطلَّب كميات كبيرة من الحديد كون الجسم في طور النمو وهذه الكميات لا يؤمِّنها الغذاء كاملةً لهذا الجسم النامي، إنما يجري سدُّ النقص عن طريق هضم الكريات الهرمة والتالفة في الكبد والطحال وبلعميات عامة الجسم مشكِّلةً الحديد الاحتياطي المخزون الموضوع لحاجة الجسم، فالجسم عامة ونقي عظامه يستفيد من هذه الكريات بعد تحويلها التحويلات المناسبة إضافة لبناء كرياته الحمراء بسلسلة من العمليات. أما بعد العشرين عاماً فيتوقف الاستهلاك الكبير للكريات الحمر التالفة لتوقف عجلة النمو ويصبح الفائض منها كبيراً "يجب التخلُّص منه". 2ـ بالنسبة للمرأة: للمرأة مصرفاً طبيعياً تستطيع من خلاله أن تتخلَّص من الدم العاطل، فبالمحيض تبقى دورتها الدموية في قمة نشاطها. وعندما تبلغ المرأة سن اليأس (الضهي) يتوقف المحيض فتصبح خاضعةً لنفس ظروف الرجل الذي وصل إلى سن العشرين وتدخل بمرحلةٌ فيزيولوجيةٌ جديدةٌ تقود إلى تغيرات نفسية وجسدية تمهِّد لنشوء أمراضٍ عديدة كارتفاع الضغط ونقص التروية والسكري وغيرها، هنا تصبح الحجامة أمراً لا بديل عنه أبداً يعيد للمرأة استقرارها النفسي والجسدي، فإن ترفعت عن إجراء عملية الحجامة البسيطة غدا الجسم مرتعاً ومعرضاً للأمراض ...
أيام الحجامة
لعلَّ شخصاً يقول: إنني قرأت بعض الأحاديث التي تنهى عن الحجامة في أيام السبت والأحد والأربعاء والجمعة والثلاثاء والخميس...فحجام يقول بأنه تستحب الحجامة فيها وآخر ينهى بل ويقول بخطورة الحجامة فيها . فما الصحيح في ذلك؟
.(1/37)
الحق واحد لا يتعدد وللإجابة عن هذا التساؤل أقول مستعينا بالله تعالى : إن جميع الأحاديث التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم وثبتت صحتها بالتواتر وغيره حقاً وصدقا وقد شهد لصحة ذلك الله عزَّ وجل بوصفه لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة النجم قال تعالى : {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى . وهناك الكثير من الأحاديث التي دُسَّت وكل ذلك لكي يتخبط الناس في التناقضات ويتحولوا عن الحقيقة ويقعوا في المتاهات، ولكن لا يتحوَّل عن الحق والحقيقة إلاَّ من أهمل تفكيره وما أعطى البحث حقَّه من التمحيص والمقارنة وفق كتاب الله والمنطق والحق.
أما من أعمل فكره في آيات الكون وفيما يؤول إليه مصيره بعد هذه الحياة وآمن بالله عزَّ وجل الإيمان الحق، الإيمان الذي يغدو به صاحبه عالماً بعد أن تفتَّحت بصيرته وزال الوقر من أذنيه والغشاوة عن عينيه وطهرت سريرته
فأصبح بهذه العروة الإلهية الوثقى التي لا انفصام لها يقيم الحجة على نفسه وعلى غيره بما عرفه وفهمه من كتاب الله والذي هو متنه وسنده وميزانه (ومن تمسَّك به تطبيقاً عملياً نجا، ومن تركه إلى غيره هلك).
إذاً فبالإيمان الصحيح وحده يتم تمييز الحديث الصحيح من الموضوع، أما إذا كان القول متناقضاً ومختلفاً فهذا يعني أنه من وضع الناس. قال تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ، يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ}(1/38)
أما الكلام الحق الذي سنده كتاب الله فتراه مترابطاً أشد الترابط يعتليه المنطق الحق والحجة الدامغة وتجد فيه صلاح الإنسانية وكمالها.. لذا فالرسول صلى الله عليه وسلم بإقباله على الله تعالى إقبالاً فاق به العالمين قاطبة، فاقهم جميعاً أيضاً في فهم كتاب الله عز وجل. قال تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَينَكُم وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ}. أي قل لهم: من عنده علم الكتاب مثلي، ومن فهمه مثل فهمي. هكذا أجاب المنكرين لرسالاته ونبوته والمشككين بدلالته. كذلك الذين اتبعوه أيضاً على بصيرة لا ينخدعون بزخرف القول وغروره، ولا يكون أحد منهم بالخب ولا الخب يخدعه {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي..}
أما ما روي من أحاديث تندب الحجامة في أيام الإثنين والثلاثاء والخميس وتنهى عنها أيام الأربعاء والسبت والأحد فقد ضعَّفها الحافظ ابن حجر في الفتح (12/256). وأبرز تناقضها الإمام المجلسي (رحمه الله).
وسنورد لك على سبيل المثال لا الحصر نموذجاً لنترك لك أخي القارئ الحكم: الحديث الأول: «عن ابن عمر قال: احتجموا يوم الخميس..»
الحديث الثاني: «لا تحتجموا يوم الخميس، فمن احتجم يوم الخميس وناله مكروه..»(1/39)
وهناك الكثير من الأحاديث المتضاربة التي تقول لك احتجم يوم الثلاثاء مثلاً وأحاديث أخرى تقول لا تحتجم في هذا اليوم. وهذا التناقض إن دلَّ على شيء فهو يدل على زيفها وعدم مصداقيتها ويُقصد منها البلبلة وتمييع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحجامة وهي دسوس مغرضة. أما الصحيح الذي يقبله المنطق الواضح من خلال الواقع العملي والذي تجده موافقاً لحديث رسول الله فهو الذي لا يحدد الأيام سبت أم أحد أم إثنين أم ثلاثاء...الخ، وإنما هو تحديد التاريخ الذي يلي منتصف الشهر القمري من خلال قوله : «الحجامة تُكره في أول الهلال ولا يُرجى نفعها حتى ينقص الهلال»(
ـ ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه عملية (الحجامة) بالنسبة لأمراض الطحال؟.
إن تضخمات الطحال تعود أسبابها بمعظم الحالات إلى زيادة الحاجة للعمل الطحالي، فالأسباب الانتانية الالتهابية يُعتقد بأنها تنتج عن زيادة الفعالية الدفاعية، أو زيادة الحاجة لتصفية مركبات معينة من الدم. وأما الأسباب الاحتقانية الناتجة عن زيادة الضغط في الجملة البابية أو الدوران العام، وقد يكون التضخم بسبب فرط تصنيع الخلايا الشبكية البطانية ليتمكن الطحال من سحب الخلايا الشاذة من الدم، أو بسبب الحؤول النقياني، أو يكون التضخم نتيجة لحالة احمرار الدم، أو بسبب آفة ارتشاحية فتمتلئ البالعات الطحالية بالمواد الشاذة التي تتراكم على أثر تلك الأمراض. هنا نرى أن عملية الحجامة تفرض نفسها حلاًّ جذرياً لمثل هذه الحالات، وليس ذلك فقط، بل تحفزها على أداء دورها المناعي الهام ضد الجراثيم والطفيليات والفطور والأوالي.
ـ أثر عملية (الحجامة) على الكبد؟.(1/40)
إذا ما اقتنصت الحجامة التالف والهرم من الكريات والشوائب فستزيد التروية الدموية لكلِّ الأنسجة والأعضاء وينزل عن كتف الكبد عبء كبير فينشط لتأدية وظائفه الأخرى بوتيرة عالية، فيستقلب الكوليسترول والشحوم الثلاثية الزائدة ويخزن السكر الزائد في الدم بالتعاون مع المعثكلة فتنخفض نسبته لدى السكريين ويتفرغ الكبد لتخليص الجسم من السموم فيصح وتنشط جميع أجهزته بما فيها الدماغ، فينعكس ذلك بشكل إيجابي على جميع المراكز الحسية والحركية وترتفع أيضاً عمليات تجديد النسج التالفة في الجسم
تنبيهات هامة
قبل الحجامة
يجب مراعاة الاتي
ان لايكون في حالة شبع اي على الاقل ان يكون امتنع عن الاكل لمدة ثلاث ساعات ولا جوع وان لا يكون خائفا
وان لا يكون مريض بالقلب يستعمل جهاز لتنظيم ضربات القلب
ان لايكون مريضا بالفشل الكلوي يقوم بعملية الغسيل
ان لا تكون حرارته مرتفه أو ان يكون يشعر بالبرودة
ان يدلي بالمعلومات الكاملة عن حالته الصحية بكل دقة فلكل مريض معاملة خاصة تناسب حالته
بعد الحجامة
يجب ان يدفى نفسه جيدا
ان لا يبذل اي مجهود ويرتاح على الاقل مدة اربع وعشرين ساعة
ان لا يستحم لمدة يوم وليلة الا عند الضرورة في جو دافىء
يجب ان يمتنع عن أكل مشتقات الحليب والاكلات الدسمة لمدة اربع وعشرين ساعة ...
الحجامة على الريق أمثل ، و فيه شفاء و بركة ، و تزيد في العقل ، و في الحفظ ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، و اجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء ، و الجمعة ، و السبت ، و يوم الأحد ، تحريا ، و احتجموا يوم الاثنين و الثلاثاء ، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء ، و ضربه بالبلاء يوم الأربعاء ، فإنه لا يبدو جذام و لا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء
...(1/41)
لا تأكل مالحا إثر الحجامة فإنه يخاف منه القروح والجرب , يستحب له إثرها الحلو ليسكن ما به ثم يحسو شيئا من المرقة ويتناول شيئا من الحلو إن قدر , وينبغي له ترك اللبن بسائر أصنافه ولو رائبا , ويقلل شرب الماء في يومه .
أوقات الحجامة بالنسبة لأيام الأسبوع وأيام الشهر
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ. رواه ابن ماجة في سننه ، وفي رواية عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ يَا نَافِعُ قَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ فَالْتَمِسْ لِي حَجَّامًا وَاجْعَلْهُ رَفِيقًا إِنِ اسْتَطَعْتَ وَلا تَجْعَلْهُ شَيْخًا كَبِيرًا وَلا صَبِيًّا صَغِيرًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الأَحَدِ تَحَرِّيًا وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالثُّلاثَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلاءِ وَضَرَبَهُ بِالْبَلاءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَإِنَّهُ لا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ. رواه ابن ماجة
يقول موفق الدين البغدادي في الطب النبوي : هذا النهي كله إذا احتجم حال الصحة أما وقت المرض ، وعند الضرورة ، فعندها سواء كان سبع عشرة أو عشرين ، وكان أحمد بن حنبل يحتجم في أي وقت هاج عليه الدم ، وأي ساعة كان أ.هـ.(1/42)
والمقصود بهيجان الدم هو التبيغ يقول صلى الله عليه وسلم <لا يَتَبَيَّغْ بأحَدكُم الدَّمُ فيقتُلَه> أي غَلَبة الدَّم على الإنسان
مقارنات مخبرية بين (الدم الوريدي) و(دم الحجامة) أساسيات في علم الحجامة الدراسة العلمية الطبية أدهش الأطباء السر العام لآلية الشفاء التي تقوم بها عملية الحجامة في تخليص الجسم من الدم الفاسد والهرم والذي يعرقل على الجسم قيامه بمهامه ووظائفه على أكمل وجه مما يجعله فريسةً سهلة للأمراض والعلل. ولكشف مدلول هذه العبارة (تخليص الجسم من الدم الفاسد) حرص الفريق المخبري على دراسة الدم الخارج من منطقة الحجامة (الكاهل) دراسة مخبرية دموية ومقارنتها مع الدم الوريدي الطبيعي لعددٍ كبير من الأشخاص الذين أجريت لهم الحجامة وفق أصولها الصحيحة. ونتيجة الفحص المخبري الدموي لدم الحجامة تبين مايلي: لقراءة التقرير المخبري اضغط هنا لقراءة التقرير المخبري اضغط هنا ـ إن دم الحجامة يحوي عشر كمية الكريات البيض الموجودة في الدم الطبيعي وذلك في جميع الحالات المدروسة دون استثناء، وهو الأمر الذي أثار دهشة الأطباء!!.. إذ كيف يخرج الدم بغير كرياته البيض!!. مما يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر الجهاز المناعي وتقويه. ـ أما على صعيد الكريات الحمر فقد كانت الكريات الحمر كلها ذات أشكال شاذة، أي إنها غير قادرة على أداء عملها فضلاً عن عرقلتها لعمل بقية الكريات الفتية العاملة.(1/43)
لاحظ الفرق في أشكال الكريات الحمراء الطبيعية في الدم الوريدي وبين أشكال الكريات الهرمة في دم الحجامة وهذا يوجِّه نحو الإيمان من أن عملية الحجامة تذهب بالكريات الحمراء والدم غير المرغوب فيه، وتُبقي للبدن كرياته البيضاء، في حين أن الفصادة الوريدية تؤدي إلى فقد مكونات الدم المفيدة مع كرياته الحمراء المطلوب الخلاص منها، مما يجعلنا نوصي بالحجامة الوقائية والعلاجية لكلِّ إنسان مع مراعاة شروطها وأوقاتها وكلِّ ما يتعلَّق بحسن الوصول معها إلى أفضل النتائج وخير العلاج من الراحة بالنوم والتعقيم الجيد. ـ لقد كانت السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً (550-1100) مما يدل على أن الحجامة تبقي الحديد داخل الجسم دون أن يخرج مع الدم المسحوب بهذه الحجامة، تمهيداً لاستخدامه في بناء كريات فتية جديدة. كما أن الكرياتينين في دم الحجامة كان مرتفعاً وهذا يدل على أن الحجامة تقتنص كل الشوائب والفضلات والرواسب الدموية مما يؤدي إلى نشاط كل الأجهزة والأعضاء.(1/44)
حول أيام الحجامة وإزالة بعض الشبه لعل شخصاً يقول: إنني قرأت بعض الأحاديث التي تنهى عن الحجامة في أيام السبت والأحد والأربعاء والجمعة والثلاثاء والخميس.. ووجدت تضارباً فيما بينها، فبعضها يقول بأنه تستحب الحجامة فيها وبعضها ينهى.. فما الصحيح في ذلك؟. فالحق واحد لا يتعدد. وللإجابة عن هذا التساؤل نقول: إن جميع الأحاديث التي قالها حقاً رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة وقوية ولا يوجد فيها ضعيف أبداً.. وكيف يتسلل الضعف إليها وقد شهد بها الله عز وجل بوصفه له بسورة النجم بآية: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى}.. أما إذا وجد التناقض بين الأحاديث والقرآن أو بين الأحاديث نفسها فهذا يدل على أن هناك شك في مصداقيتها، بل إن بطلانها واضح أشد الوضوح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منها. وهناك الكثير من الأحاديث التي حُوِّرت ودُسَّ فيها وكل ذلك لكي يتخبط الناس في التناقضات ويتحولوا عن الحقيقة ويقعوا في المتاهات، ولكن لا يتحوَّل عن الحق والحقيقة إلاَّ من أهمل تفكيره وما أعطى البحث حقّه من التمحيص والمقارنة وفق كتاب الله والمنطق والحق. أما من أعمل فكره في آيات الكون وفيما يؤول إليه مصيره بعد هذه الحياة وآمن بالله عزَّ وجل الإيمان الحق، الإيمان الذي يغدو به صاحبه عالماً بعد أن تفتَّحت بصيرته وزال الوقر من أذنيه والغشاوة عن عينيه وطهرت سريرته وكمل من بعد أن أحب أهل الكمال وعشقهم وعلى رأسهم سيد الكاملين رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبح بهذه العروة الإلهية الوثقى التي لا انفصام لها يقيم الحجة على نفسه وعلى غيره بما عرفه وفهمه من كتاب الله والذي هو متنه وسنده وميزانه (ومن تمسَّك به تطبيقاً عملياً نجا، ومن تركه إلى غيره هلك). إذاً فبالإيمان الصحيح وحده يتم تمييز الحديث الصحيح من الموضوع، أما إذا كان القول متناقضاً ومختلفاً فهذا يعني أنه من وضع الناس.(1/45)
قال تعالى: {إِنَكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ، يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} سورة الذاريات (8-9).. أما الكلام الحق الذي سنده كتاب الله فتراه مترابطاً أشد الترابط يعتليه المنطق الحق والحجة الدامغة وتجد فيه صلاح الإنسانية وكمالها.. والرسول صلى الله عليه وسلم بإقباله على الله تعالى إقبالاً فاق به العالمين قاطبة، فاقهم جميعاً أيضاً في فهم كتاب الله عز وجل. قال تعالى في سورة الرعد (43): {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَينَكُم وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ}: أي قل لهم: من عنده علم الكتاب مثلي، ومن فهمه مثل فهمي. هكذا أجاب صلى الله عليه وسلم المنكرين لرسالاته ونبوته والمشككين بدلالته. كذلك الذين اتبعوه أيضاً على بصيرة لا ينخدعون بزخرف القول وغروره، ولا يكون أحد منهم بالخب ولا الخب يخدعه {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي...} سورة يوسف (108). أما ما روي من أحاديث تندب الحجامة في أيام الإثنين والثلاثاء والخميس وتنهى عنها أيام الأربعاء والسبت والأحد فقد ضعَّفها الحافظ ابن حجر في الفتح (12/256). وأبرز تناقضها الإمام المجلسي رحمه الله، وسنورد لك على سبيل المثال لا الحصر نموذجاً لنترك لك أخي القارئ الحكم: الحديث الأول: «عن ابن عمر رضي الله عنه قال: احتجموا يوم الخميس...» ابن ماجه /3487/. الحديث الثاني: «لا تحتجموا يوم الخميس، فمن احتجم يوم الخميس وناله مكروه...» كنز العمال /هندي/ (28158). وهناك الكثير من الأحاديث المتضاربة التي تقول لك احتجم يوم الثلاثاء مثلاً وأحاديث أخرى تقول لا تحتجم في هذا اليوم. وهذا التناقض إن دلَّ على شيء فهو يدل على زيفها وعدم مصداقيتها ويُقصد منها البلبلة وتمييع أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الحجامة وهي دسوس مغرضة.(1/46)
أما الصحيح الذي يقبله المنطق الواضح من خلال الواقع العملي والذي تجده موافقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلمفهو الذي لا يحدد الأيام سبت أم أحد أم إثنين أم ثلاثاء...الخ، وإنما هو تحديد التاريخ الذي يلي منتصف الشهر القمري من خلال قوله صلى الله عليه وسلم: «الحجامة تُكره في أول الهلال ولا يُرجى نفعها حتى ينقص الهلال» أخرجه الهندي في كنز العمال (28113)، والعجلوني في كشف الخفاء (1/415) وابن الجوزي في تذكرة الموضوعات /207/. ويدعمها حديث آخر من قوله صلى الله عليه وسلم: «إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين» سنن ابن ماجة، الطب، رقم /3469/.. وهذا الحديث الشريف يدل على عدم صحة الأحاديث التي تنهى عن معظم أيام الأسبوع: السبت، الأحد، الأربعاء، الخميس، الجمعة، الثلاثاء.. وذلك لسبب واضح بسيط تستطيع اكتشافه بنفسك. ... أترك المجال لك لتكتشفه بنفسك(1/47)
وفي الحقيقة هناك أكثر من نظرية تفسر كيف يتم التخلص من الألم بالحجامة أهمها : أ . نظرية الإندورفين ( نظرية برومرز ) : بعض نقاط الدلالة تعرف باسم " النقاط ذات المفعول المسكن " وهي نقاط عند التعامل معها تصدر الغدة النخامية أوامرها إلى خلايا الجسم لإنتاج مادة " الإندورفن " المخدرة والتي تعتبر (مورفين الجسم ), فهي مادة كيميائية ذات تأثير يشبه مادة المورفين الذي يعمل كمادة مسكنة عن طريق زيادة المقدرة على تحمل الألم , إذ تنتج تأثيرا مسكنا يكاد يفوق استعمال بعض المسكنات الكيميائية إلا أنها بخلاف المورفين لا تسبب الإدمان لأنها من إنتاج الجسم نفسه , وقد وجد أن نقل السائل السحائي من أرنب تم تنشيط نقاط معينة في جسمه إلى أرنب يتألم يؤدي إلى زيادة مقدرته على تحمل الألم وبالتالي يحدث تسكينا للألم . ويذكر د. هاني الغزاوي في كتابه عن الحجامة أنه " يوجد أكثر من مائة موصل عصبي تحت الدراسة حتى الآن يعتقد أن لها علاقة بما يحدث من تسكين الألم في حالة الحجامة مثل المورفينات الداخلية أو الإندورفينات وهو الاسم الذي يطلق على الكثير من هذه المواد , والتي تفرز على شكل جزء طويل من البتاليبوبروتين يتكون من 91 حمض أميني يسمى بيتا إندورفين الذي يقوم بالدور الرئيسي في تسكين الألم , وعند حقنه في الوريد يكون له مفعول مسكن سريع , ويوجد نوع آخر من الإندورفينات يسمى ألفا إندورفين ولكن مفعوله المسكن أقل إذا قورن بالبيتا إندورفين .(1/48)
وتعرف الإندورفينات التي تفرز من الغدة النخامية بالإنكافالين وطبقا لنظرية " برومرز " فإن الإنكافلين المفرز يقوم بالالتحام مع مستقبلات الألم في النهايات العصبية مما يؤدي إلى تقليل الجهد الممارس على النهاية العصبية وتقليل التوصيل , وبذلك تسافر الإشارات العصبية المؤلمة بشكل بطئ جدا وقليل أيضا , كما تستقبل الخلايا العصبية المستقبلة للإشارات موجات أقل وإحساسا أقل وتكون النتيجة النهائية انحسار موجة الألم وتراجع الإحساس به ." ب .(1/49)
نظرية بوابة التحكم في الآلام ( نظرية "ملزاك " و " وول " ) : كانت هذه النظرية حتى وقت قريب الأقرب إلى تفسير الدور المسكن للحجامة , وتعتمد هذه النظرية على إثارة وتنبيه مناطق الألم , إذ أن الإحساس بالألم وأيضا الإحساس بالحرارة أو البرودة ينتقل على شكل موجات عبر بوابات متعددة على مسار الجهاز العصبي المركزي وخلال نهايات الألياف العصبية الدقيقة , ومنها إلى الحبل الشوكي بالعمود الفقري وعبر البوابة التي تسمى (Substantia Belatinosa ) ينتقل هذا الإحساس إلى الدماغ , وفي الظروف العادية تكون هذه البوابات مفتوحة بشكل جيد يسمح لإشارات الألم أن تعبر خلالها بسهولة , ولكن عند التأثير على المنطقة باستخدام الحجامة فإننا نرسل موجات هائلة من الإشارات غير المؤلمة والتي تسافر عبر نهايات الألياف العصبية الغليظة إلى بوابة الحبل الشوكي , ويؤدي ازدحام الإشارات إلى إغلاق هذه البوابة تماما وبالتالي عدم انتقال الإحساس الناتج عن تطبيق الحجامة وأي إحساس آخر قادم من أية منطقة في الجسم بما في ذلك الإحساس بالألم إلى الدماغ , تماما كما يحدث عندما يتدافع عدد كبير من الأشخاص للدخول من بوابة واحدة , مما يجبر البواب على إغلاق البوابة ومنع الجميع من الدخول عبرها , لكنه يسمح بعد ذلك بمرور الإشارات الآتية عبر الألياف الغليظة وهي الإشارات غير المؤلمة , وهذا ما يعرف بالتفاعل الاستبدالي, , أي بدلا من وصول الإشارات المؤلمة إلى الجهاز العصبي المركزي فإن إشارات غير مؤلمة تصل إليه وبذلك يحدث المفعول المسكن , ويعتقد أن الجهاز السمبثاوي يلعب دورا في هذه الخاصية التوصيلية , وهذه النظرية تفسر أيضا تأثير الوخز بالإبر الصينية في السيطرة على الألم . , ...(1/50)
منذ أن خلق الله تعالى البشرية على سطح هذا الكوكب والإنسان يحاول أن يتخلص من آلام جسده, ويعمل دائمًا على أن يطور ويبتكر طرقًا جديدة للعلاج, تعينه على قهر المرض وتمهد له السبيل ليتمتع بحياة لا يعكر صفوها آهات المتعبين و أنّات المعذبين. وعلى الرغم مما نشهده الآن من فتوحات علمية طبية عظيمة ليس لها مثيل إلا أن العديد من الأمراض وقف الطب الحديث أمامها عاجزاً...! إضافة إلى وجود الكثير من الآثار الجانبية للأدوية المصنعة والتكاليف الباهظة المتصاعدة للعلاج.. ومما زاد الطين بلة أن عالمنا العربي والإسلامي نتيجة لسياسات خاطئة أصبح مستودعاً لنفايات العالم وحقل تجارب لكل من هب ودب؛ فإذا به يجد نفسه بين ظلمات ثلاث: الفقر، والمرض، والجهل!!. هذا وغيره كان دافعاً للبحث فيما لدينا من تراث طبيّ قديم لعلنا نجد فيه دواءً ناجعًا لما ألمّ بنا من أمراض معاصرة أقعدتنا في وسط الطريق نستدر الناس عطفاً...؛ فإذا بنا نجد فيما لدينا من ميراث النبوة وصايا طبية نبوية كانت دواءً ناجعًا لكثير من الأمراض التي ألمت بنا.
الألبان و الزبادي و الأجبان:
عندما نتكلم عن فيتامين أ A و البروتين .. فلا بد لنا أن نذكر الحليب .. الحليب الطبيعي الذي لا تتناول بقرته الهرمونات و المبستر الخال من البكتريا الضارة و خاصة بكتريا القولون .. الحليب الأفضل هو حليب الماعز و الجبن الأفضل هو جبن الماعز .. و الزبادي الطبيعي العضوي هو أفضل طارد للبكتريا المعوية الضارة لإحتوائه على بكتريا اسيدوفليس النافعة . و يقول الدكتور احمد القاضي أنه يجب أن نقلل نسبة البروتين التي نتاولها إلى 10% اسبوعيا ..
ابتعد عن مثبطات المناعة:
? المياه الغازية التي تحتوي على السكر الأبيض أو الإسبارتام فهي قاتلة للفيتامين باء تسبب هشاشة العظام مؤذية للمعدة و الأمعاء ..(1/51)
? المياه المعالجة بالكلور و يمكن مواجهة هذه المشكلة بوضع ماء الصنبور في إناء مفتوح مدة عشر دقائق ثم صبه في قناني زجاجية و يمكن وضع الالقليل من بذور الينسون في القناني .
? السكر الأبيض و المحليات الصناعية و سكر النبات و ما صنع به .. الكيك .. البسكويت .. استبدله دائما بالعسل أو السكر البني .. المعجنات و الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض المنخول ..و قد ورد في الحديث ما تناول الرسول عليه الصلاة و السلام خبزا منخولا منذ أن ابتعثه الله .
? الدقيق الأسمر ربما فيه بعض الفائدة لأنه يحتوي على النخالة .. لكن هو عبارة عن دقيق أبيض أضيفت إليه النخالة و لا يحتوي على جنين القمح لذا ابحث دائما عن دقيق القمح الكامل .
? الدخان و الكحوليات ...
? الزيوت المكررة و الصافية (المصفاة) و النقية و السمن النباتي و المارجرين
? المعلبات و اللحوم المحفوظة و الخضروات المحفوظة و الجبن المصنوع من زيوت مهدرجة أو مهدرجة جزئيا
? الألبان المجففة و البطاطس المجففة و شوربات الدجاج السريعة
? نصحني أحدهم يوما ما قائلا كل ما كان يؤكل من مائتي سنة فتناوله و أنت مطمئن .. و هذا ملخص غذاء من أجل مناعة أفضل و من أجل صحة افضل
هل نترك كل شئ ؟
لا ... هل نترك الأجبان المحفوظة بالفورمالين أو غير ذلك ... لا ... سنأكل ما نحب ... مع الحب لهذا الطعام .. و مضغه جيدا ... سنأكل من الذي يضر كمية لا تضر( إلا إذا كنت تعاني من مرض ما فيجب عليك الإلتزام التام بترك كل ممنوع .
يوميا مع حبة القمح و الأرز البني الكامل ...
هل تريد التغلب على ما ييصيب جسدك من أخطار التلوث و الإشعاعات فقط تناول حفنة القمح الكامل يومياً
( البليلة) ضعها مع الأرز البني لتأكلها مالحة .. أو كلها بليلة بقليل بعسل النحل و الماء أو تلبينة الشعير ... أو حليب الصويا أو حليب الماعز إن توافر لديك ...(1/52)
هل تريد التغلب على ما تتعاطاه من الأدوية أو أغبرة الكماويات الملوثة الضارة ... فقط تصبح بسبع تمرات عجوة من أي نوع تريده و أفضل التمر تمر المدينة .
أثر الحجامة على الأنسجة المريضة والآلام العضلية المفصلية
: لما كانت عملية الحجامة تحرِّض الدوران الدموي فتزيد التروية الدموية لهذه النسج المريضة وذلك ما يساعد على تأمين مقدار زائد من الأوكسجين والغذاء اللازم إضافة للهرمونات كـ (هرمون النمو البشري والتستوسترون والأستروجين) والأنزيمات اللازمة كأنزيم (5 ـ ألفا ريديوكتاز) مما يسمح بتجديد وإعادة بناء سريع لخلايا النسيج المريض وخصوصاً أن الكبد المُنشَّط يدعم العملية بالبروتين اللازم. وإن زيادة التروية الدموية في العضلات يؤدي لتجريف المواد المتراكمة فيها نتيجة الإجهاد العضلي ونقص التروية الدموية كأمثال (حمض اللبن) المسبِّب للآلام. ثم إن دعم العضلات والمفاصل بما ورد ذكره من أوكسجين وهرمونات وأنزيمات داعٍ لتوليد طاقة كهربائية حيوية (bioenergy) Bioelectric energy تعمل على تغذية الأعصاب الموضعية والخلايا وينتج هرمون DHT الذي يحافظ على دفء واسترخاء الأنسجة فيزيد لدانة ومرونة العضلات والمفاصل وبذلك نتقي التشنجات والتقلصات والانثناءات المؤلمة في المفاصل والعضلات. ونتيجة ما سبق يتضح لنا نفع هذه السنة الشريفة في الخلاص من آلام العضلات والمفاصل وآلام الظهر وتخلِّصنا من حالات الوهن العضلي والتشنجات. ولقد تبيَّن للفريق الطبي أنه أثناء إجراء عملية الحجامة لكلِّ من يعاني من آلام عضلية بشكل عام وخصوصاً في منطقة الظهر (الوتَّاب) أنها تزول مباشرة. كما أن تلك التغذية العصبية التي تتأمَّن من الطاقة الحيوية الناتجة تعتبر طاقة علاجية بشحن الجملة العصبية وزيادة النقل العصبي فتعتبر معالجة لمعظم الآلام العصبية والإعاقات العضوية الناشئة عن منشأ عصبي..(1/53)
ولذا كانت الحجامة تحقِّق أطواراً متقدمة في الشفاء من أنواعٍ من الشلل واضطرابات الحركات الإرادية وتحسين الحواس (بصر، سمع..). ـ السيد (ح.ع).. كان يعاني من الشلل العصبي نتيجة الانضغاط الرقبي. بعد إجراء عملية الحجامة له تحسَّنت الناقلية العصبية من حيث سرعة النقل وزمن النقل. ـ السيد (م.ي).. كان يعاني من فتوق لبية في الفقرات الرقبية والقطنية والعجزية. بعد إجراء عملية الحجامة له عادت الناقلية العصبية إلى الحدود الطبيعية. ـ السيدة (ر.ش).. أصيبت باعتلال عضلي وبرغم المعالجات الدوائية والفيزيائية استمر التدهور. وبعد إجراء عملية الحجامة لها بدأت تستعيد قواها العضلية.
كيف نتناول الزيوت
الزيوت لا تصلح للقلي بأي حال و القلي ليس صحيا على الإطلاق .. و يمكن لربة المنزل الإستغناء عن القلي بالشوي أو الماء .. و إن كانت لا بد فاعلة فالزبدة أفضل المعطيات في عملية القلي أو الزيت المعصور على البارد أحادي عدم التشبع ( زيت دوار الشمس ) و هو غير موجود في مصر ... أفضل طريقة لتناول الزيوت هي وضعه على الطعام بعد الإنتهاء من الطهي .. أو مع السلاطة الخضراء .
مع العلم أن بعض رواد أسلوب الماكروبيوتك لا يرون خطورة في القلي بزيت معصور على البارد و هذا ما نخالفهم فيه الرأي.
المكسرات و الفواكه المجففة
شرط أن تكون طبيعية لم تتعرض لثاني أكسيد الكبريت كمادة حافظة للون المكسرات تحتوي علة أحماض دهنية أساسية أفيدها عين الجمل ( الجوز ) و اللوز .. و ننصح بالابتعاد عن الفول السوداني و الكاجو .. قبل تناول الفواكه المجففة اغلي قليلا من الماء و ضع في الفاكهة المجففة لمدة دقيقة و احدة حتى تتخلص من الطفيليات العالقة .. و بعض المواد الكيميائية .
السكر الأبيض و تثبيط جهاز المناعة(1/54)
نتكلم عن سكر كان يحتوي على عناصر و فيتامينات هامة لكن قررنا تكريره .. ثم تبييضه إن أفضل أنواع السكر بالنسبة للمناعة و يأتي في المقدمة عسل النحل ... ينبغي أن تحلي به أطعمتك .. ثم قطر شجر القيقب (شجرة كندية ) Maple Syrup و هي غير متواجدة في مصر .. تنتج الشجرة الواحدة سنويا ثماني زجاجات و اتخذت ورقتها لتكون على العلم الكندي .. إذا وجدت هذا العسل القيقب احرص على ان يكون طبيعيا و لم تضاف إليه أي اضافات إلا الماء .. المرتبة الثالثة يحتلها السكر البني ... السكر الأسمر الطبيعي .. هذه السكريات الثلاثة أعطاها الله الكمال حيث زودها بالكروم الرافع لكفاءة الأنسولين و أعطاعا الفيتامينات و المعادن مثل الزنك الرافع لكفاءة جهاز المناعة
إن أي شئ غير طبيعي في جسد الإنسان لا تستطيع المعدة و من ثم الجهاز الهضمي التعامل معه فيتم تخزينه في الجسم على صورة سموم .. أو دهون .. و هذا الشبه أجده مقاربا جدا للسكر الأبيض .
البقوليات ... حبة غنية بالفوائد
البقوليات .. حبة الفول .. الفاصوليا .. البازلاء.. الحمص .. اللوبيا ...فول الصويا ... ثم الأهم ( العدس البني ) أو العدس بجبة
احرص على تناول البقوليات مع الحبوب الكاملة يوميا ...
الأفلا توكسين و البقوليات ... حذرت منظمة الصحة العالمية من نوعين من البقوليات
الفول المدمس المصري حيث يحتوي على الأفلا توكسين بنسبة 16% و هي نسبة لا تعتبر قليلة
الفول السوداني الأمريكي ..
إذا أردت ان تطهي الفول المصري فيجب نقعه في ماء مع ليمون و ملح .. ثم شطفه بعد 12 ساعة و وضعه مرة أخرى في ماء مع قطعة صغيرة من الكومبو ( يفضل ) ثم قم بطهيه مع الكثير من فصوص الثوم ..
الأفلا توكسين أقل ما يسبه اضطرابات الجهاز الهضمي و أسوأ الإصابات به يكون في الكبد .. يؤدي إلى السرطان بداية من سرطان ابنكرياس إلى سرطان الكبد .. الثوم قاتل لسموم الأفلا توكسين(1/55)
الأفلا توكسين (نوع من السموم ) هو نتيجة افرازات فطريات .
و نصيحتي أن تستخدم الثوم مع طهي البقوليات لأنه قاتل لتلك السموم .
فول الصويا و قضايا مثارة
? فول الصويا حبة غنية كغيرها من البقوليات لكنها تمتاز بالبروتين العالي .. يمكنك طهيه و تناوله مع الأرز البني لتحصل على بروتين أعلى من بروتين اللحمة و أقل ضررا
? فول الصويا يعالج الخلل الهرموني الإستروجيني لإحتواءه على الجنستين و هو استروجين (نباتي ) و قد وجد أن النساء اليابانيات أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من الأمريكيات بسب تناول فول الصويا كما و النساء اليبانيات أيضا أقل عرضة لمرض هشاشة العظام لأن فول الصويا يقلل نسبة خروج الكالسيوم في البول .. بينما اللحوم تزيد من خروج الكالسيوم في البول .
? فول الصويا مفيد للكبد لإحتواءه على الليسثين الطبيعي.
? فول الصويا قاتل للخلايا السرطانية لإحتواءه على الجنستين الذي يقتل الشعيرات الدموية اللازمة لتغذية الخلايا السرطانية.
? فول الصويا و اللوبيا و الفول و العدس يوجد يها Saponins صابونينات وهذه المادة الكيميائية النباتية تمنع الخلايا السرطانية من الإنقسام.
قامت العديد من الأبحاث حول فول الصويا و قد جربه الصينيون القدماء في التداوي و تناولوه مطهيا و أفضل صورة له هي شوربة الميسو اليابانية ( أو الصينية الأصل ) ...
كما يوجد له صور أخرى جيدة .. مثل التوفو ( خثارة الصويا) ، و جبنة الصويا ، حليب الصويا .
أثر الحجامة على أمراض الدم:(1/56)
أولاً: أمراض تكاثر النقي(1): إن أمراض تكاثر النقي هي مجموعة من الاضطرابات تتميز بزيادة إنتاج كريات الدم، وتبدأ من شذوذات في مستوى الخلية الجذعية المكونة للدم. الابيضاض النقوي الحاد (CML): في اضطراب خلية نقوية يتميز بزيادة واضحة في تكون النقي؛ فيزيد معظم عدد الكريات البيض [شكل (50)].. ويتضخم الطحال وتترافق مع فقر الدم أو فرط استقلاب مع فقدان وزن وتعب وحمى وارتفاع مستوى حمض البول بالدم. المعالجة الوحيدة الممكنة هي زراعة النقي المتوافق صبغياً، ولكن إن استطعنا التحديد والعثور على متبرعين متوافقين نسيجياً وإلاَّ تعرضنا لخطر المُراضة والوفيات لزراعة النقي. وإن الهدف العام من معالجة مرضى الابيضاض (CML) هو إنقاص مكونات النقي وضبط المرض وأعراضه، وهناك العديد من الأدوية الكيماوية تحقق ذلك ولكنها غير نوعية وغير قادرة على تأخير تطور النوب الأرومية. أما بالنسبة لعملية الحجامة فقد قام الفريق الطبي بإجرائها للعديد من مرضى الابيضاض النقوي وكانت النتائج رائعة. نموذج: ـ السيد (أ.س).. كان تعداد الكريات البيض لديه (95000) انخفضت بعد الحجامة الأولى في نيسان 1999 إلى (45000)، وفي العام التالي بعد الحجامة الأولى في نيسان انخفضت إلى (28500) وبعد الحجامة الثانية في أيار إلى (15200) كرية. وزالت كل الأعراض المرافقة فزاد وزنه وأحس بنشاط نوعي كبير وانخفض مستوى حمض البول لديه إلى الحدود الطبيعية وذهبت آلام المفاصل منه، وغادره القلق الليلي المتكرر.. وهو الآن بصحة جيدة ويمارس حياته الطبيعية بسعادة. احمرار الدم (Polycythemia): هو ازدياد بجميع العناصر المكونة للدم في الـ (مم3) منه عن الحدود الطبيعية بالنسبة إلى سن وجنس المريض، وينتج خاصة عن ازدياد في الكريات الحمر بشكل رئيسي (فرط الكريات الحمراء) Erythremia.(1/57)
نقول إن كثرة الكريات الحمر الحقيقية Poly Cythemia Vera وهي أحد اضطرابات تكاثر النقي تترافق مع سيطرة فرط إنتاج الكريات الحمر وتمدد واتساع العناصر الأخرى وكثرة الحمر الحقيقية. تبدأ بشكل متدرج وتترقى بشكل بطيء. وقد عُرِّف هذا المرض بصورته السريرية أنه مرض الكهولة والشيخوخة، حيث تصادف أكثر إصاباته في العقد الخامس من العمر مما يؤدي لحدوث خثرات واختلاطات وعواقب النزوف، وهناك سيطرة في إصابة الذكور نسبةً للإناث. وإن سبب هذا المرض غير معروف ويترافق هذا المرض مع صداع ودوار وطنين وتشوش بالرؤيا، سهولة الإصابة بالكدمات، الرعاف، نزوف الأنبوب الهضمي، فقدان الوزن، التعرُّق، ألم الأقدام، الحكة الشديدة.
قاعدة طبية(1/58)
تقول: (إن أكسجة النسج تعمل كمنظِّم أساسي لإنتاج كريات الدم الحمراء).. وعلى هذا يتم تنظيم كتلة خلايا الدم الحمراء في جهاز الدوران ضمن حدود ضيقة بحيث يتواجد منها دائماً العدد المناسب القادر على توفير أكسجة كافية للأنسجة من دون زيادة تركيزها للحد المعيق لجريان الدم.. فمثلاً حالة فشل القلب تؤدي لتوليد أعداد كبيرة من الكريات الحمراء، وكذا حالة كثرة الكريات الحمر الفيزيولوجية، الحادثة عند سكان المناطق التي تتراوح ارتفاعاتها بين (4000-5000) متر، حيث يصل عدد كرياتهم الحمراء في الميلمتر المكعب (6-7) مليون كرية(2) . أما مرض احمرار الدم Erythremia والذي يصيب الكهول، فأصحاب هذا المرض يملكون عدداً من الكريات الحمراء يتراوح بين (7-8 مليون كرية/مم3) وما هذا الإنتاج الزائد (الخلل في الإنتاج) في العناصر الدموية وخصوصاً في الكريات الحمراء إلاَّ حالة ناجمة عن عدم كفاية هذه العناصر لأداء الوظيفة المخصَّصة لها فرغم أنها بعددها المناسب لكنها لا تؤدي متطلبات الجسم منها بالشكل الأمثل (وذلك قبل حلول هذا المرض). وعندما كَبُرَ هذا الإنسان في السن وتجاوز الأربعين عاماً وازداد المتراكم من الشوائب الدموية من كريات حمراء هرمة..(1/59)
ومن أشباح هذه الكريات(1) the red cell ghosts التي تملك شكل الكرية تماماً دون أداء الوظيفة لفقدانها خضابها، أصبحت هذه الشوائب بشكل عام معيقة وكابحة لعمل ووظيفة العناصر الدموية السليمة النشيطة معيقة للتروية الدموية بشكل عام، فيتطلَّب الجسم زيادة العناصر الدموية كمنعكس طبيعي ظناً منه أن العلة في العدد ليتلافى هذا النقص والقصور في إرواء الخلايا بالأوكسجين وتبادل الغذاء والفضلات، فرغم توفُّر العدد المثالي من الكريات الحمراء ولكنها لا تؤدي وظيفتها للإعاقات الموجودة وقصور التروية ووجود نسبة من هذه الكريات عاطلة غير فعَّالة (هرمة ـ أشباح) وكرد فعل منعكس جراء هذه الحالة يزداد عدد الكريات الدموية وتصبح المشكلة أكبر، حيث تنتهي أحياناً بالموت. وتعالج هذه الحالات من احمرار الدم بشكل رئيسي بالفصد وهو أخذ الدم من الوريد وإعطاء بعض الأدوية المثبطة لإنتاج هذه العناصر الدموية.. إن الفصادة تستطب في كلِّ المرضى لتخفيف الهيماتوكريت ولكن مع استمرارها هناك إمكانية لتطور عوز الحديد مما قد يسبب تأثيرات جانبية غير مرغوبة، ولا بد من الإشارة إلى وجود خطر حدوث اختلاطات خثارية. فالفصد (وهو أخذ الدم الوريدي).. يُجرى على مراحل ولعدة أيام ريثما ينخفض الخضاب للحدود الطبيعية.. صحيح أن هذه العملية تنفع، لكن نفعها آني وعليه تكرار العملية كل ثلاثة أشهر أو أقل مع تناول الأدوية.. لكن بالفصد لا نتخلَّص من السبب الذي أدى لهذا المرض ولا نجتث أسباب هذا المرض لأنه قاصر عن ذلك، أما الحجامة ففيها علاج لهذا المرض مع اجتثاث أسبابه لأنها تخلِّصنا من تلك الكريات العاطلة والمعرقلة لعمل غيرها وللتروية الدموية بشكل عام(1)، ومما يؤكد على ذلك أن الإناث لا تصاب بهذا المرض إلاَّ نادراً وذلك بسبب الحيض (الدورة الشهرية). يقول : «خير ما تداويتم به الحجامة»(2) .(1/60)
فالحجامة تعمل تماماً كمصفاة تصفي الدم(الرسول من الشوائب التي تسبب الأمراض، وبها نكون قد تخلصنا بشكل عام من زيادة هذه الكريات الحمر وبشكل رئيسي من المسبب لهذه الزيادة، فلو أن هؤلاء الكهول والمسنين قد اتبعوا هذه النصيحة منذ بداية دخولهم في سن (21) وما فوق لما حصل معهم احمرار دم مطلقاً، ولما كانوا عرضة للجلطات (الخثرات الدموية) وغيرها من مضاعفات هذا المرض. وقد قام الفريق الطبي بإجراء عملية الحجامة للعديد من الحالات فزالت الأعراض تماماً وعاد تعداد الكريات الحمر إلى الطبيعي.
مواعيد إجراء الحجامة السنوية والفصلية والشهرية :
: «(1/61)
نعم العادة(أولاً: الموعد السنوي: قال الحجامة»(1) أي: العادة السنوية. إذاً فهي من السنة إلى السنة عادة لكلٍّ من الصحيح والمريض، لأنها للصحيح وقاية، وللمريض علاج : «هي من العام إلى العام شفاء»، «من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان(فوقاية. قال : «استعينوا على شدة الحرِّ(دواء الداء سنة»(2) . ثانياً: الموعد الفصلي: قال بالحجامة»(1)، لأن الحر يكون في فصل الصيف، فالحجامة حتماً تكون قبله، أي في فصل الربيع. تجرى الحجامة في فصل الربيع شهري (نيسان/أبريل) و (أيار/مايو)(2) من كل عام. ولكن قبل أن نبدأ بالتأويل العلمي (الفيزيولوجي) لهذا الموعد.. نقدِّم لمحة بسيطة عن وظيفة الدم في تنظيم(3) حرارة الجسم. كما هو معلوم فالماء يشكِّل النسبة العظمى في الدم (90%) من بلازما الدم، ولما كانت للماء خصائص أساسية تميِّزه بصفة خاصة عن غيره من السوائل المعروفة في الطبيعة يجعله خير سائل مساعد على تنظيم حرارة الجسم في الكائن الحي.. وتشمل هذه الخصائص: قدرة عالية على تخزين الحرارة تعلو قدرة أي سائل آخر أو مادة صلبة.. وبالتالي يختزن الماء الحرارة التي يكتسبها أثناء مروره في الأنسجة النشطة الأكثر دفئاً ويحملها معه إلى الأنسجة الأخرى الأقل دفئاً أثناء حركته بين أجزاء الجسم المختلفة. إذاً فللدم (نسبةً للماء الداخل في تركيبه ولجولانه في أنسجة الجسم) قدرة عالية على توصيل الحرارة تعلو على قدرة غيره من الأنسجة المختلفة في الجسم. وعلى هذا فالدم هو المتلقي الأول والمتأثِّر الرئيسي الأول بالحرارة الخارجية (من بين كل أنسجة الجسم) المؤثرة على الجسم، فهو يمتص الحرارة من جزيئات الجسم المحيطة به لينقلها للأقل دفئاً والعكس. ونظراً لدورة الدم المستمرة في الجسم فهو يعمل على تنظيم حرارة الجسم وتدفئة الأجزاء الباردة وتبريد الأجزاء الدافئة حتى تظل حرارة الجسم ثابتة باستمرار.(1/62)
وفرصة الحجامة هذه تتحقَّق مرتين في العام وذلك في شهري (نيسان/أبريل) و(أيار/مايو)، ولربما ثلاث أو أربع، أي في نهاية شهر (آذار/مارس) وذلك إن صادف دفء بنهاية هذا الشهر مع نقص الهلال فقط، أو في بداية شهر (حزيران/يونيو) في حال انخفاض حرارة الطقس إذا تصادف مع نقص الشهر القمري. ففي هذا الوقت من الربيع نتابع الشهر القمري، فعندما يصبح اليوم السابع عشر القمري يمكن للإنسان أن يحتجم في أحد هذه الأيام (من السابع عشر إلى السابع والعشرين ضمناً)، وإن فاتته في الشهر الأول ففي حلول (17) من الشهر القمري التالي (المباحة به الحجامة) يستطيع أن يتدارك الفرصة أيضاً. وطبعاً هناك سنوات شاذَّة، فلربما كان شهر (نيسان/أبريل) أيضاً شديد البرودة فعلينا الإنتظار لشهر (أيار/مايو)، ولربما أيضاً حلَّ (17) الشهر القمري الداخل في شهر (نيسان/أبريل) وكان لا يزال الجو بارداً فننتظر ريثما يعتدل الجو ويصبح دافئاً. وعلى سبيل المثال اعتدل ودَفُؤ في (22) لنفس الشهر القمري، عندها نبدأ بالحجامة. إذاً فالأمر يحدُّه قانون عام لا يمكن لنا تجاوزه وهو فصل الربيع (نيسان/أبريل)، (أيار/مايو)، لربما نهاية (آذار/مارس) إن حصل دفء بالطقس، وبداية (حزيران/يونيو) في حال انخفاض حرارة الطقس بهذا الشهر إذا تصادفا مع نقص الشهر القمري، في اليوم السابع عشر إلى السابع والعشرين من الشهر القمري فقط. وبذا نكون قد استفدنا من ثلث السنة لإجراء عملية الحجامة.
فريق أوروبي يزور جامعة دمشق بعد دراسة على 300 شخص
"الحجامة" تشفي 4 حالات سرطانية و4 حالات شلل و99 % من مرضى الصداع النصفي
باحث بحريني : الحجامة خيار أول لمرضى الضعف الجنسي
دمشق, أبها: الوطن(1/63)
يزور فريق علمي أوروبي العاصمة السورية دمشق من أجل الالتقاء بالفريق الطبي المكون من15 طبيبا من كلية الطب في جامعة دمشق والذي أجرى عملية " الحجامة " لأكثر من 300 شخص اعتمد فيها على أخذ عينات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة . ومن المقرر أن يطلع الفريق الطبي على نتائج التجربة التي تقيدت بشروط علمية دقيقة نتج عنها اعتدال في ضغط الدم ، والنبض وانخفاض في كمية السكر في الدم ، وارتفاع عدد الكريات الحمر بشكل طبيعي ، وارتفاع في عدد الكريات البيض وزيادة عدد الصفيحات الدموية ، كما لوحظ اعتدال شوارد الحديد بالدم، وانخفاض كمية الشحوم الثلاثية في الدم وانخفاض الكولسترول عند الأشخاص المصابين بارتفاعه. وقد فوجئ الفريق الطبي بالنتائج التي حققتها الدراسة ومن بين الحالات التي شفيت تماماً بالحجامة أربع حالات سرطانية وأربع حالات شلل وحالتان لمرض الناعور المستعصي وحالتا عقم وحالتان للأمراض التناسلية والأكزيما وحالات للأمراض الكبدية وحالات للأمراض الدموية وحالة لمرض ضعف المناعة. وأشارت نتائج التجربة إلى أن إصابات القلب بلغت نسبة تعافيها 72 % , كما كانت نسبة الشفاء في المصابين بمرض الشقيقة 99%، وهناك حالات ربو وروماتيزم عديدة شفيت كلياً ، بينما تحسنت القدرة البصرية لدى آخرين.ويقول رائد أحمد خنجي باحث في علم الحجامة الشرعية ومعالج بالحجامة ومدير عام مؤسسة رائد الطبية لبيع وتصدير أدوات الحجامة الحديثة في اتصال هاتفي مع " الوطن" من مملكة البحرين إن الحجامة تشفي جميع الأمراض, وإن أول فائدة يستفيدها المحتجم هي نشاط جسماني كبير وخفة وحيوية بالجسم، أما تحسن النشاط الجنسي فإنه يتبع بإذن الله تعالى تحسن النشاط الجسماني العام. حتى وإن كان سبب الضعف الجنسي مرض السكر مثلا، فإن الحجامة له شفاء بإذن الله تعالى.(1/64)
وأكد خنجي أن الدراسة التي أثبتها أطباء جامعة دمشق جاءت بعد العديد من الدراسات التي قامت بها مراكز البحث العلمي في أوروبا وأمريكا إلى درجة قيام شركات طبية بتصنيع أدوات عملية الحجامة بشكل علمي وتجاري يمكن من خلالها أن يقوم الشخص بحجامة لنفسه أو من خلال مساعدة زوجته . ويضيف إلى نتائج تجربة جامعة دمشق أن الحجامة أثناء الحمل للمرأة تنفعها من التقلبات النفسية والتقيء وسلس البول وتثبت لها الجنين وتعالجه إن اعترض، حتى الولادة لها تكون سهلة وخفيفة ولا تحتاج حينها لعملية قيصرية أو حتى أي جراحة لتسهيل الولادة.أما الحجامة للعقيم والعقيمة فهي لهم شفاء.
الانتروفيرون والحجامة:(1/65)
قبل أن نتابع وفي وقفتنا هذه مع الحجامة والمناعة وقفنا أيضاً مع الحجامة والانتروفيرون الذي تتضمنه مناعة الجسم (أحد جنود المناعة في جسم هذا الإنسان). ولنطرح في هذه الوقفة تساؤلاً قد يدور في أذهان البعض حول الشفاء من التهاب الكبد الفيروسي وقد وقف الطب عاجزاً أمام الكثير من حالات هذا اللعين بأنواعه المختلفة. وللإجابة على هذا التساؤل نقول: لقد علمنا ما للحجامة من أثر نفسي قوي في تقوية وشحذ إرادة الإنسان ودفعه بعد أن يُغدق على للسير قدماً في أطوار الشفاء.. وعلمنا ما للحجامة من أثر(قلبه بأنوار رسول الله في تنشيط ورفع سوية كافة أجهزة الجسم بما فيها وعلى الأخص جهاز المناعة فتجعل الجسم يتأقلم مع وضعه الجديد محاولاً الرد على كل الظروف السيئة والعوامل الممرضة. لقد استخدم الطب (الانتروفيرون) في علاج الكثير من حالات التهاب الكبد الفيروسي، وقد أكَّد العلم(1) وأكَّدت التجربة أن الشخص المتفائل الذي كان بعيداً عن الصدمات النفسية لقاء مرضه، قوي القلب تجاه حالته مؤمناً أن الذي وضع المرض يرفعه، هذا يفرز جسمه كميات كبيرة من الانتروفيرون بحدود كافية غير سامة ليتغلَّب على مرضه ويدحره.. ولقد تبيَّن لنا من هذه الناحية ما للحجامة من أثر عظيم في بعث السرور بالنفس وفكِّ رسول(العقد والصدمات وكشف الظلمات وتقويتها في مواجهة أمور الحياة، كل ذلك بنوره الإنسانية مبلِّغ هذه الوصية عن الله تعالى.. ذلك كله يدفع الجسم لإفراز الانتروفيرون للتغلُّب على المرض ودحره.. حتى ولو كان مرض السرطان، ولقد ثبت شفاء السرطان بالحجامة منذ عام 1977م بالتحاليل الطبية المخبرية والتشريحية والصورة الشعاعية الموجودة لدينا. ولكن قبل أن نتابع إيضاح هذه النقطة لا بد لنا من أن نبيِّن ما هو الانتروفيرون؟.(1/66)
الانتروفيرون:(1) أحد نواتج الجسم وأحد خطوط دفاعه الأولى في مواجهة الفيروسات والسرطان، ويقال إن الحالات التي تتطور إلى أمراض كبدية مزمنة يكون سببها نقصاً في إفراز هذه المادة في جسم المريض. وقد استخدم لعلاج التهاب الكبد الفيروسي (س)، وكذا لعلاج التهاب الكبد الفيروسي المزمن الناتج عن الفيروس (ب) لوحده أو مصحوباً بوجود فيروس أو عامل (د). أما طبيعته فكيماوية تفرزه خلايا الجسم الحي بكميات ضئيلة بعد التعرض لأي مكروب فيروسي يدخل الجسم ويكون الانتروفيرون أسرع خط دفاعي يتم تكوينه وإفرازه بعد إصابة الجسم بأي فيروس.. وله ثلاثة أنواع رئيسية يفرزها الجسم الإنساني: (ألفا ـ بيتا ـ غاما). ولما كانت (ألفا ـ بيتا) يتم إفرازها من كريات الدم البيضاء والخلايا اللمفاوية الأم على التوالي، وكذا (غاما) تفرز عن طريق الخلايا اللمفاوية T. وقد أوضح العالم (كانتيل) أن الكريات البيض قادرة على إنتاجه بمعدل يبلغ عشرة أضعاف في خلايا الجسم. ومن هذا يتبيَّن لنا ما للحجامة من أثر عظيم في تنشيط هذا الخط الدفاعي المهم الأسرع، إذ أن الحجامة تحافظ على الكريات البيض ولا تستهلكها بدم الحجامة.. فلقد بيَّنت تحاليل دم الحجامة أن نسبة مهملة لا تُذكر من الكريات البيض موجودة ضمن دم الحجامة. ولما كانت الحجامة تملك الأثر العظيم في زيادة عدد الخلايا المناعية الناشئة من نقي العظام لأنها تحرِّض النقي وتنشط عمله المولد وذلك بسحبها لعدد كبير من الكريات الحمراء الشاذة والهرمة وأشلائها من الدم، وهذا ما يدفع لتنبيه نقي العظام لتعويض المسحوب من الدم [شكل (54)]. ولكن التعويض هنا ليس محصوراً بالكريات الحمراء، إنما ولما كان الجسم بوضع يستدعي خلايا مناعية دفاعية كالملتقمات على سبيل المثال.. ليهاجم الجسم الغريب (كالفيروس الكبدي، الخلايا السرطانية.. عوامل ممرضة أخرى..(1/67)
) فإن تمايز خلايا الدم البدئية (الجذعية) يسير باتجاه تشكيل كريات بيض ليقوم بسد المطلوب لمجابهة العامل الممرض أياً كان.. إذاً وبالنتيجة فالحفاظ على الكريات البيض وزيادة عددها عن طريق الحجامة كل ذلك يساعد على تحرير الانتروفيرون بكميات كافية لمواجهة الفيروس الكبدي والخلايا السرطانية (لاحقاً سنتعرض لبحث السرطان والحجامة).. كذلك هناك العامل النفسي (الذي تسببه الحجامة) المحرِّض على إنتاج كميات كافية من الانتروفيرون لدحر المرض.
التعليل العلمي لوجوب تطبيق عملية الحجامة في فصل الربيع:(1/68)
أما عن فصل الربيع فقد ذكر الأقدمون عنه قولهم: وأول هذا الفصل بإجماع إذا حلت الشمس بأول دقيقة من برج الحمل (الكبش).. قال بطليموس: يكون ذلك في (15) آذار. وهذا الفصل حار رطب على طبع الدم فيه يستوي الليل والنهار (الاستواء الربيعي) ويتعدَّى الزمان وينبت العشب والأزهار وتورق الأشجار... وتخلق الحيوانات وتمتد الأنهار ويكثر الدم وتتحرك الأخلاط وتقوى القوى الغازية والمنمية وسائر القوى الحيوانية فينبغي على المرء أن ينحو بتدبيره منحىً بما (يولِّد دماً نقياً معتدلاً) ويُغذى غذاءً صالحاً. أما العالم ابن سينا فقد أضاف أيضاً ملاحظاته عن الربيع بأنه موسم تهيج فيه الأمراض، حيث بيَّن أن للشتاء دور سلبي أيضاً في التهييء للأمراض فإذا ما صادف الدم تحليله في فصلي الربيع والصيف كثرت المشكلات المتأصلة علاقاتها بالدم، فقد ورد في كتاب (القانون في الطب) في المجلد الأول الفصل السادس في فعل كيفيات الطب بخصوص فصل الربيع وتأثيراته على فيزيولوجية الجسم تحت عنوان (الأهوية ومقتضيات الفصول): والربيع إذا كان مزاجه فهو أفضل فصل، وهو مناسب لمزاج الروح والدم وهو مع اعتداله الذي ذكرناه يميل عن قرب إلى حرارة لطيفة سمائية ورطوبة طبيعية وهو يحمر اللون لأنه يجذب الدم باعتدال ولم يبلغ أن يحلله تحليل الصيف الصائف والربيع تهيج فيه ماليخوليا(1) أصحاب الماليخوليا ومن كَثُرت أخلاطه في الشتاء لنهمه وقلة رياضته استعدَّ في الربيع للأمراض التي تهيج من تلك المواد بتحليل الربيع لها وإذا طال الربيع واعتداله قلَّت الأمراض الصيفية وأمراض الربيع واختلاف الدم والرعاف وسائر الخراجات. ويكثر فيه انصداع العروق ونفث الدم والسعال وخصوصاً في الشتوي منه الذي يشبه الشتاء، ويسوء أحوال من بهم هذه الأمراض وخصوصاً مرض (الساد Cataract).(1/69)
ولتحريه في المبلغمين مواد البلغم تحدث فيه السكتة والفالج وأوجاع المفاصل وما يوقع فيها حركة من الحركات البدنية والنفسانية مفرطة وتناول المسخنات أيضاً فإنها تعين طبيعة الهواء ولا يخلِّص من أمراض الربيع شيء كالفصد والاستفراغ والتقليل من الطعام... ذكر ابن سينا وسيلة الشفاء والوقاية (فصد ـ استفراغ..): والحقيقة أن الحجامة شاملة وكليَّة ويعتبر الفصد نوعاً من الحجامة المصغَّرة وفائدته موضعية(1) .
التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الصيف والشتاء :(1/70)
إن أثر فصل الصيف على الدم جليٌّ من خلال ملاحظة ظاهرة الرعاف عند الكثيرين، فنجد أن ميوعة الدم تزداد مما تؤدي إلى اختلاط الدم بعد أن تقل لزوجته، حيث أن لزوجة السوائل تتناسب عكساً مع درجة الحرارة فكلما ازدادت درجة الحرارة كلما قلَّت اللزوجة (ازدادت الميوعة)، فيتحرك بسهولة وسرعة في الشرايين والأوردة والشعريات وهذا ما يُقلل تجمُّع الكريات الكهلة والعاجزة والشوائب الدموية عامة في منطقة الكاهل، بل تنتشر في كل أنحاء الجسم ممارسة فعلها السلبي على التروية الدموية ورفع الضغط.. فإذا ما أجرينا الحجامة في هذا الفصل (فصل الصيف) فَقَدَ الجسم من دمه الجيد العامل بدلاً من العاطل الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمراء الهرمة والمقبلة على الهرم وهذا يورث الضعف في الجسم، فهو بذلك يشبه عملية التبرع بالدم، الدم الذي به حياة الإنسان. التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الخريف: أما إجراء الحجامة في فصل الخريف وهو المماثل من حيث الطقس لفصل الربيع فإن هذا محظور (إلاَّ في الحالات المرضية الشديدة فقط للذين يكونون في خطر الموت بحال انتظارهم لفصل الربيع، تباحُ حجامة مقتصرة على كأسين فقط للضرورة الإجبارية وتُؤجل بقية حجامته الطبيعية لفصل الربيع)، حيث أنه يتلوه فصل الشتاء البارد فينشغل الجسم بوظيفة أخرى إضافة لمقاومته لدرجة حرارة الطقس المنخفضة وذلك بزيادة الاحتراقات وهي بناء(1) عناصر دموية عاملة بدلاً من كمية الدم الفاسد(2) المسحوبة بواسطة الحجامة، فبدل أن يسخِّر الأغذية بحرقها لتوليد الطاقة التي تحافظ على حرارة الجسم يتوجب عليه تسخيرها أيضاً في بناء عناصر دموية جديدة وقد ينشأ الضعف بالجسم..(1/71)
ونحن بغنى عن هذا، فضلاً عن أن المرء (لا سمح الله) إن أهمل الحجامة في الربيع فإن زيادة الميوعة في الدم بفصل الصيف تخفي وراء الأكمة ما وراءها من ارتفاعات الضغط والرعاف وإحداث أمراض الأوعية الدموية كالتصلب العصيدي وتشكل الخثرات نتيجة ارتفاع الضغط وما ينشأ عن ارتفاع الضغط من مشاكل عامة في القلب والدماغ مما يؤدي إلى أزمات متعددة للقلب أو الشلل أو ما شابه ذلك. التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الشتاء: أما عن الشتاء فإنه يزيد لزوجة الدم ويقلِّل ميوعته فيكون له دور مهيِّء مساعد في ترسيب الشوائب الدموية في منطقة الكاهل (في حال المثابرة على الحجامة) فهو يهيء للربيع تماماً كما تهيَّأُ الأرض بالفلاحة استعداداً لزراعتها، وكذا موضوع توليد وتحرير العناصر الدموية وتدفئة الجسم والتكيف مع برودة الشتاء يعود ليطرح نفسه.
اختبارات الشروط المخالفة لقوانين الحجامة ـ اختبارات على الشبع(1/72)
ملاحظات هامة: يُفضَّل عدم القيام بالاستحمام قبل الحجامة: الاستحمام التدليكي المجهد للجسم، لأنه يؤدي إلى تنشيط بسيط للدورة الدموية وهذا ما لا يخفى أثره في تحريك بعض الراكد من الشوائب في منطقة الكاهل الواجب امتصاصها بالحجامة. أما الاستحمام لغسل العرق دون مجهود فلا مانع. ولا شك أنه بتطبيق الحجامة، هذه الوصية الإلهية على لسان رسل الله عليهم السلام قد يكون فيها من الإعجاز ما لا يخطّه أو يحيط به البيان في قرطاس، لكن من المؤكد أن فعلها بالنسبة للجميع وقاية وأنها تقتطع من الأمراض ما لا يستهان بها. هناك قول: (درهم وقاية خير من قنطار علاج). إذا كان درهم الوقاية خير من قنطار علاج، فكيف بالوقاية كل الوقاية!. فالحجامة قبل أن تكون علاجاً هي الوقاية بحد ذاتها، فهي تقوي الجسم : «من هراق هذه(تجاه الأمراض وتجعله يتغلَّب على أي عامل ممْرض يتعرض له. قال الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيءٍ لشيء»(1): أي أنَّ المرض سَيُحْجم عنه ولن الدم الخارج بالحجامة. فيجب المثابرة على(يتسلَّل إليه.. قاصداً بها (هذه الدماء) الحجامة سنوياً لمفعولها المؤكد في الوقاية، أما المتأخرون عنها المثبطون فيخشى من تحوُّل تلك الشوائب الدموية لخثرات أو متراكمات مرتصَّة مع المواد الدهنية والكربوهيدراتية المعقدة مما يؤدي إلى تضيُّق الأوعية الدموية فتصبح إمكانية الخطورة عظيمة لا يمكن إزالتها هذا إن أمكن إلاَّ بالعمليات الجراحية (كحالات تصلب الشرايين الأكليلية).
زيادة المناعة بتناول الحبوب الكاملة
نعني بالحبوب الكاملة هي تلك الحبوب كما كان يتناولها الناس فالبعد عن تناول الحبوب الكاملة أدى إلى نقص الفايتامينات في الجسم بل و نقص الألياف المهمة لعملية الهضم و من ثم الإمتصاص .. و التخلص الكامل من السموم ...(1/73)
الحبوب الكاملة مثل الشعير و الشوفان الكامل و القمح الكامل بأنواعه و الأرز الكامل و الذرة .. ثبت علميا أن هذه الحبوب تساعد في إذابة الدهون و التخلص منها كما أن لنخالتها أثر بالغ في نظافة القولون و الأمعاء .. خاصة دقيق الشعير الكامل .. و قمح الجاودار ( الروجن ) RYE الذي ينصح به لمرضى القولون بديل عن القمح العادي لأن نخالته لا تسبب حساسية لمرضى القولون كما أنها تذوب في الماء كنخالة الشعير .. و عكس نخالة القمح العادي .
نظرة إلى حبة القمح
حبة القمح تحتوي على ما يسمى بجنين القمح ( أتكلم عن الحبة الكاملة ) جنين القمح خلقه الله داخل الحبة .. اكتشف العلماء أن جنين القمح يحتوي على فيتامبن E (هـ ) و هو مضاد فعال لأكسدة الخلايا في الجسم و بالتالي هو مضاد رائع للسرطان .. جنين القمح يفسد بعد خروجه عن حبة القمح بحوالي ساعتين في الجو العادي .. و لا بد من تغليفه فورا قبل الساعتين و تغليفه بسحب الهواء ثم وضعه في درجة حرارة منخفضة .. ثم يباع جنين القمح أو زيت جنين القمح بمبالغ باهظة حيث يصل سعر الكيلو ما يقرب من مائتي جنيه مصري .. و الغريب أنه موجود داخل حبة القمح الكاملة و دقيق القمح الكامل الذي لا يتعدى سعرهما بضعة جنيهات.
حفظ الله جنين القمح داخل حبة القمح و لا يحتاج إلى مواد حافظة وهو بداخلها.. حبة القمح الكاملة تحتوي على ألياف و فيتامين باء B و فيتامين هـ E غير أن للقمح الكامل له تأثير مناعي قوي ضد الإشعاعات سواء كانت آشعة التلفزيون او آشعة الحاسوب أو الآشعة النووية .. فقط ضع مجموعة سنابل بجانب التليفزيون أو الحاسوب و تناول كل يوم قليل من القمح الكامل لتزيد مناعتك ضد مؤثرات الحياة الضارة .
المعكرونة المصنوعة من دقيق القمح الكامل ننصح بها و يمكن سلقها ثم و ضع الإضافات عليها من زيت و ثوم و غير ذلك بعد الإنتهاء من تسويتها و لا يوضع الزيت مع التسخين .
نظرة إلى حبة الأرز(1/74)
فيتامين باء B و ألياف ضرورية لعملية الهضم .. حبة الأرز الكاملة تعني الكثير عند من يعانون نقص في فيتامين B فيتامين باء نقصه يعني الإصابة بالإكتئاب .. قلة التركيز .. اضطرابات في الجهاز الهضمي ..
و غير ذلك مما لا نعلم .. فقط الله يعلم لأنه خلقها كاملة .. غير أن الأرز الأبيض لا فائدة فيه غير النشويات و مع الإعتبار أيضا ... أنه يتم تبييض الأرز الأبيض بمواد كيميائية مثل الجير ذلك مما لا نعلم تأثيره على الجسم تماماً.
زيادة المناعة بتناول الزيوت
عندما أذكر الزيوت فأعني بها تلك الزيوت التي عني ببذرتها و تربتها قبل الزراعة فالبذرة لم تتعرض قط لهندسة وراثية مثل زيت الكانولا ( زيت بذر اللفت المهندس وراثيا) أو تلك الزيوت التي توجد بالسوق النجاري
المكتوب عليها صافي مكرر نقي .. و الغريب أن هذه مذمة و سبة في حق الزيت لأن عمليات التكرير و التصفية و التنقية يصاحبها عمليات اشباع و تحويل للدهون .. الذي يضحك أن الزيت ربما تجد عليه عبارة ( خالي من الكوليسترول ) .. و هل الكوليسترول يوجد في النبات ام الحيوان ؟ لا يوجد نبات يحتوي على كوليسترول لأنه يوجد في المنتجات الحيوانية فقط ( أسماك ، ألبان ، بيض ، لحم .... إلخ ) .
الزيوت التي أعني مكتوب عليها معصور على البارد و كلمة أخرى أعتقدها مهمة ( Organic ) حيوي أو عضوي .. أي لم تتعرض لأي مواد كيماوية خلا ل الزراعة ..و كذلك لم تتعرض بذرتها لهندسة وراثية.
عوامل أخر غير الغذاء لزيادة المناعة
الرياضة :
إذا كنت تجاوزت الخمس و الثلاثين عاما فننصحك بالسباحة و الرياضة الخفيفة في البداية إذا كنت لم تمارس الرياضة قط .. الرياضة تساعد في اخراج السموم عن طريق العرق و حرق الدهون التي تتجمع فيها السموم .
تنظيف القولون بالصيام(1/75)
الأخلاط الرديئة .. المخاط .. البكتريا .. كل ذلك يوجد في القولون و هو مركز لسموم في داخل الجسم قليلا من الإمساك يعاد فيها امتصاص السموم التي في القولون إلى الجسم .. بل أن أي مرض في رأي الغالبية من المعالجين بالتغذية تبدأ بتنظيف القولون سواء بالصيام او بالحقن الشرجية .. و كلا الحالتين لا بد من نظام غذائي خاص بعد عملية التنظيف و هذا الصيام لا يقصد به الصيام التعبدي .
الحجامة Blood Cop أو Fask
الحجامة تساعد الجسم في القيام بعملية ×خراج السموم الموجودة تحت الجلد و غالبا لكل وضع من أوضاع الكؤوس علاج لحالة مرضية معينة و قد وصى الرسول صلى الله عليه و سلم بها قائلا : إن كان في شيء من أدويتكم خير ففى شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار توافق داء و ما أحب أن أكتوي .( تخريج السيوطي تحقيق الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1431 في صحيح الجامع.
هناك العديد من النصائح التي نقدمها من أجل الحد من حموضة المعدة وعلاجها وهي:
أولاً: يجب الحد من تناول كميات كبيرة من الغذاء خلال الوجبة والذي سوف يؤدي إلى حدوث تمدد في المعدة لأن تناول الطعام الكثير خلال الوجبة سوف يؤدي إلى كبر فيها، ولذلك فإن زيادة حجم المعدة سوف يزيد من ضغطها وبالتالي قد يؤدي إلى دفع الغذاء خارج المعدة.
ثانياً: يجب الاسترخاء عند تناول الطعام في الوجبة حيث لا بد من تناول الطعام بطريقة بطيئة وكذلك يجب تكسير الطعام ومضغه جيداً. ولذلك فإن عملية مضغ الطعام بشكل بطيء سوف يحد من إدخال كميات كبيرة من الهواء إلى المعدة والذي سوف يساهم في زيادة حجم المعدة وكبرها.
ثالثاً: يجب تجنب الأغذية التي تضعف صمام المعدة الذي يلتقي مع المرئ مثل الدهون والأغذية الدهنية. وكذلك المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكافين مثل القهوة سواء القهوة منزوعة الكافيين أو عادية.(1/76)
رابعاً: الحرص على انقاص الوزن. لوحظ أن زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة حجم المعدة وبالتالي يؤدي إلى زيادة الضغط.
خامسا: الحذر من الاستلقاء أو الانحناء إلى الخلف أو لبس ملابس تضغط على البطن أو ربط الحزام بشكل ضيق لأن ذلك سوف يؤدي إلى زيادة الضغط.
سادساً: عند النوم يجب الحرص على رفع الرأس عن طريق وضع مخدات عالية لأن ذلك سوف يحد من هذه المشكلة ويقلل من حدوثها.
سابعاً: إذا كنت مدخناً يجب الحرص على الاقلاع عن التدخين لأن ذلك يزيد المشكلة.
ثامناً: عندما تكون هناك أعراض ارتفاع الحموضة أو ضعف في الصمام يجب الحرص على تجنب الأغذية والمشروبات التي تؤدي إلى إثارة والتأثير على المرئ مثل الموالح وعصائرها، أو أي أغذية أو مشروبات حارة أو باردة.
مما سبق يتضح أن مشاكل الحموضة أو عودة الغذاء أو جزء منه من المعدة إلى المرئ من المشاكل التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع ومما لا شك فيه أن هذه المشكلة ترتبط ارتباطاً كبيراً بالغذاء والشراب وبعض العادات الخاطئة، لذلك يجب معرفة السبب والتأكد من الابتعاد عنه والمحافظة على الأغذية المتناولة بشكل سليم والحرص على قلة المتناول في الوجبة الواحدة وعموماً في حالة استمرار الوضع يجب عرض الشخص المصاب على متخصص في الجهاز الهضمي أو استشاري الباطنية وعدم الاجتهاد في تناول المسكنات والمضادات للحموضة، لأن الطبيب هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحدد المشكلة وأسبابها ومراحلها، ثم يطلب من اخصائي التغذية عمل البرنامج اللازم والمناسب للحالة.
عفوا...... هل تريد أن تكون بائساً؟..
إذن عليك بالنمط الغربي.. قلده في كل شيء،
واجر وراءه، وعظم أولياءه، وادع إليه..
حينها وأثناءها وبعدها، وربما قبلها بقليل:
سترى البؤس بأم عينيك..
سترى الضيق والقلق، والكبت والضجر.. سيكون صدرك ضيقا
حرجا كأنما يصّعد في السماء.. ستختلط أخلاقك(1/77)
وقيمك، وستتبخر أوصافك الحميدة، وستفقد صحتك الجميلة، وتشيخ قبل
أوانك، وتموت قبل أن تقضي آمالك...
طبعا إن كنت عاقلا فأنت لا تريد أن تكون
كذلك.. وليس ثمة عاقل متيقظ يريد أن يكون كذلك...
لكن كثيرا يركضون نحو البؤس،
وهم يشعرون، وهؤلاء ليسوا بعقلاء..
أو لا يشعرون، وهؤلاء في غفلة ...
قطعا
ستقول: أين دليلك على ما تقول؟..
سأقول لك: ليس دليلي قولي، بل قولهم.. سآتيك
باعترافهم.. هم..
وإذا جاءتك الشهادة من أهلها، فلن تكون مزورة ولا
كاذبة..
أليس كذلك؟..
إذن، تابع معي هذا الكتاب:
-------------
"الإنسان
ذلك المجهول"...
كتاب كتبه الطبيب الدكتور الفرنسي ألكسيس كارل الذي
عاش في الفترة ما بين 1873م ـ 1944م،
عمل في معهد روكفلر للأبحاث العلمية بنيويورك، ومنح جائزة
نوبل لأبحاثه الطبية الفذة.
وكتابه " الإنسان ذلك المجهول" أشهر كتبه، وقد
استقبل بحماسة بالغة عندما نشر لأول مرة، وأعيد طبعه عدة مرات،
لأنه يشتمل على كثير من تجاربه عن الإنسان والحياة من وجهة
نظر علمية بحتة..
هذا الكتاب يحكي تعاسة
الإنسان الغربي الناشيء في أحضان الحضارة الصناعية المادية، ويقر
بعجزه عن تحقيق:
السعادة الدائمة.. والبقاء بلا ذبول وضعف.. والحياة
الأبدية..
كما يبين فيه
عنصرية الكاتب، وتفضيله للرجل الأبيض الغربي على سائر البشر في
الأرض.
هذا
الكتاب وثيقة هامة كتبها رجل خبير بجسم الإنسان وما فيه من عمليات، خبير بحياة
الغرب وما فيها من تعقيدات خطيرة انعكست آثارها على خلق ونفسية
الإنسان الغربي..
لقد لمس مكمن الداء في حياة الغرب، وشهد بأن أمة
الغرب تدمر نفسها بنفسها بما تنتجه من
وسائل ظاهرها الراحة والمتعة والأمن، لكن باطنها المرض والكد والتعب
والذبول والخوف..
ويكمن أهمية هذا الكتاب مع عرض ما فيه، أن تلك
الوسائل المادية المخترعة في الغرب
والتي كانت سببا لشقاء الإنسان الغربي وصلت إلينا بقضها(1/78)
وقضيضها وتغلغلت فينا، فبدأت حياتنا تنقلب وتصبح كحياة الغرب، ومعنى هذا أننا بدأنا
وصرنا نسير في نفس الطريق الذي سار فيه الغرب..
فهل سنرث شقاءهم؟..
كثير من
فقهاء الإسلام وأهل العلم حذروا منذ القديم من المبالغة في اتخاذ وسائل المتعة الزائدة، بل في القرآن والسنة التحذير من المبالغة الكبيرة في الاهتمام بأمور وشئون الدنيا، كقوله تعالى: " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
الدنيا ملعونة معلون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالم ومتعلم
وقد كان من الدعاء النبوي المشهور:
" اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا "
وهو كلام متين محكم.. لكن كثيرا من المسلمين لم يفقهوه حقا كما ينبغي، وأقبلوا على الدنيا إقبال الظمآن على الماء، وغرهم وفتنهم ما في الغرب من حضارة مادية، ظانين أنها تخلصهم من عناء الدنيا..وقد نجد أنفسنا مضطرين لذكر تجارب
واعترافات ألمع رجال الغرب وتقييمهم للحضارة المادية، ردا على من فتن بها من إخوتنا وأخواتنا..
... في السابق ولما سمعت عن الحجامة ولأول مرة عرض علي أحد الأخوة أن يجريها لي ترددت كثيرا .
وما رأيت أحد أجرى الحجامة لأول مرة إلا تردد وخاف أتدرون لماذا هذا الخوف ؟ وكيف نعالج هذا الخوف ؟ وهل هذا الخوف طبيعي ؟
علاج الهموم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين ، أشهد أن لا إله إلا هو رب الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرضين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على هديه واقتفى أثره إلى يوم الدين، وبعد..(1/79)
فإن من طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار اللأواء والشدة والضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم ولا غم " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين" ، وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاماً " وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد ". فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل ، مغموم في الحال.
والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم.
والقلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان فهي على قلبين : قلب هو عرش الرحمن ، ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم والهم . من فوائد ابن القيم.
والناس يتفاوتون في الهموم بتفاوت بواعثهم وأحوالهم وما يحمله كل واحد منهم من المسئوليات.
فمن الهموم هموم سامية ، ذات دلالات طيبة ، كهموم العالم في حلّ المعضلات التي يحتاج المسلمون فيها إلى جواب وخصوصا إذا استعصت المسألة واستغلقت ، وكذلك همّ إمام المسلمين بمشكلات رعيته وهذا مما أقلق العمرين وغيرهما فكان الأول يجهّز الجيش في الصلاة وهو معذور في ذلك ويحمل همّ الدواب أن تعثر بأرض العراق ، والثاني كان يعبّر عما يعانيه بقوله : إني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله قد فني عليه الكبير وكبر عليه الصغير وفصح عليه الأعجمي وهاجر عليه الأعرابي حتى حسبوه دينا لا يرون الحقّ غيره.سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص : 37(1/80)
وكلما كان القرار أكثر تعلقاً بمصير المسلمين كان الهمّ أعظم ولذلك لما أوكل إلى عبد الرحمن بن عوف اختيار خليفة المسلمين بعد عمر لم يكتحل بنوم ليشاور المسلمين حتى العجائز البخاري الفتح 7207.
ومن الهموم الشريفة همّ الداعية في نشر الدين وحمل الرسالة والأخذ بيد المدعو إلى طريق الهداية، وهموم العابد في تصحيح عبادته في القصد والأداء، وهم المسلم بما يصيب إخوانه في أقطار الأرض..
الحجامة في تايلاند:
الدكتور جبر الواقدي ـ أخصائي أمراض الروماتيزم ـ حصل على الماجستير في تخصصه من الهند، وقادة البحث في الروماتيزم إلى تايلاند حيث درس علاج الروماتيزم بالحجامة لمدة عامين، بعدها بدأ يعالج الروماتيزم بالحجامة، وحقق أسلوبه هذا نجاحًا كبيرًا، يقول الواقدي عن الحجامة: 'هي عملية تنظيف وتطهير للجسم من السموم والدماء الزائدة التي تعتبر من فضلات الدماء بداخل الجسم يسعى للتخلص منها، والحجامة تقوم بتنبيه مراكز الإحساس وتحريك الدورة الدموية وتنبيه جهاز المناعة وتنشيط خلايا الكبد وتثبيت وظائفه, وهي علاج مهم لأمراض القلب والسرطان والضعف الجنسي، وقد نقلت هيئة الإذاعة البريطانية B B C أن عددًا من أفراد العائلة المالكة البريطانية ممن يعانون من 'الهيموفيليا' أي الناعور تم علاجهم بالحجامة، وقد عالجت أكثر من سبعين حالة من مرضى السكر والعقم والعمى والسرطان وتساقط الشعر باستخدام الحجامة وكانت النتائج مبهرة'.
...
الامراض وأماكن علاجها
1 - الروماتيزم/ موضع 1-55 بالإضافة إلى حجامات على جميع مواضع الألم
2- أملاح القدم مواضع 1-55 11-12-13
3- عرق النسا 11-12-26-51 ومواضع الألم لليمين و 11-13-27-52 لليسار
4- آلام الظهر 1-55- حجامات على جانبي العمود الفقري ومواضع الألم
5-آلام الرقبة والآكتاف مواضع 1-55-40-20-21 ومواضع الألم
6- ضعف المناعة مواضع 120-49
7- البواسير مواضع 1-55-6-11-121 وحجامات جافة على مواضع 137-138-139(1/81)
8- الكحة المزمنة وأمراض الرئة مواضع 1-55-4-5-120-49-115-116-9-10-117-118-135-136 وحجامات اسفل الركبتين
9- المعدة والقرحة مواضع 1-55- 7-8-50-41-42- وجافة 137-138-139-140
10- التبول اللاإرادي ( بعد خمس سنوات ) حجامات جافة 137-138-13- 140
11- التهاب فم المعدة مواضع 1-55-121
12- حساسية الطعام حجامة جافة واحدة على السرة مباشرة
13- قرح الساقين والفخذين والحكة بالالية مواضع 1-55-129-120
14- الصداع مواضع 1-55-2-3 وبسبب معروف تضاف مواقع أخرى حسب السبب
15- عدم النطق 1-55-36-33-107- 114 ويحتاج لتكرار وصبر من المريض
امراض النساء
1- انقطاع الدورة الشهرية 1-55- 129-131 - 135-136
2- لتنشيط المبايض 1-55-11- جافة ( 125-126 )
بالنسبة لأرقام الامراض هي مواقع عمل الحجامة
هذه بعض الأمراض التي تعالج بالحجامة وليست كلها
مخطط جسم الانسان للتعرف على أماكن الحجامة
هذه الاماكن حددت بناءً على اماكن تنشيط افرازات بعض الغدد واماكن اخرى مواضع حددت بواسطة الأبر الصينية وماكن اخرى حسب الطب النبوي واماكن تجمع الدم الفاسد وتنشيط الخلايا للدفاع عن الجسم من بعض الأمراض
ادوات الحجامة
ادوات الحجامة الحديثة
المشارط وهي تأتي بأحجام مختصلة بمايقارب خمسة عشر نوعاً حسب سن المحتجم وهي تأتي معقمة تستعمل لمرة واحدة لكل شخص وهناك حجامين يستعملون امواس الحلاقة بدل المشارط ولكنها غير معقمة وغير مخصصة لقطع الجلد فننصح بإستعمال المشارط الطبية افضل وهي متوفرة في معظم محلات بيع الاجهزة والادوات الطبية
ادوات التعقيم للجرح - وهي المعرفة طبيا مثل الديتول والمسحات الطبية والقطن الطبي وبخاخ الجروح
بالاضافة للزيت الطبيعي الذي يطري الجروح وشاش وبولستر طبي
كاسات الحجامة(1/82)
هي كاسات شخصية اي لكل شخص تتكون من علبة تحوي ستة كاسات بأحجامة مختلفة مع المكبس الخاص بها وتستمعل لكل شخص كاسات خاصة به ويتم التخلص منها فوراً بعد الانتهاء من الحجامة وبهذه الطريقة الحديثة لا يوجد مجال بإذن الله للخوف أو مجرد التفكير في انتقال الامراض التي هي هاجس كل شخص يعمل الحجامة وبذلك يطمأن الحاجم والمحجوم ويتم عمل الحجامة براحة تامة
انواع الحجامة
الحجامة ثلاثة أنواع
... ...
أولا : الحجامة الجافة
وهي عملية تكوين احتفان دموي في الموضع المطلوب بواسطة كأس الهواء بدون تشريط وتكون عادة لبعض امراض النساء وللاطفال وكبارالسن
ثانيا: الحجامة التدليكية أو المتزحلقة
وهي عبارة عن دهن الموضع بزيت الزيتون او زيت النعناع ثم الشفط البسيط وتحريك الكأس على وحول المكان المطلوب لجذب الدم وتجميعه في طبقة الجلد وهي تسبق في الكثير من الحالات الحجامة الرطبة وخصوصا الامراض المستعصية مثل الشلل والصرع وغيرهوهي تشبه الحجامة الجافة ولكنها متحركة
ثالثا: الحجامة الرطبة
وهي بعد تكوين احتفان دموي نقوم بعملية التشريط البسيط للسماح للدم بالجروج ثم نضع الكأس لسحب الدم, ويتم تحديد نوع الحجامة حسب المرض وحالة المريض وسنه يحدد طريقة التعامل معه فمريض السكر والضغط المرتفع والطفل وكبير السن كل له معاملة خاصة
الحجامة بالصور
الحجامة بين القديم و الحديث
الحجامة لغويا
الحجم لغة: المصُّ،و سمي به فعل الحاجم لما فيه من المص للدم في موضع الشرط.
والحجامة: هي فعل الحاجم وحرفته
والمحجم الآلة التي يحجم بها أي يمص بها الدم وهي أيضاً مشرط الحجام
الحجامة عمليا
الحجامة هي عملية سحب أو مص الدم من سطح الجلد باستخدام كؤوس الهواء بدون إحداث أو بعد إحداث خدوش سطحية بمشرط معقم على سطح الجلد في مواضع معينة لكل مرض
تاريخ الحجامة(1/83)
منذ أن أوجد الله تعالى البشرية على سطح الأرض والإنسان يحاول أن يتخلص من آلام جسده , ويعمل دائما على أن يطور ويبتكر طرقا جديدة للعلاج , تعينه على قهر المرض
الحجامة عند قدماء المصريين : رسوم تدل عليها في مقبرة الملك توت عنخ آمون و نقوش معبد كوم امبو الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر صورة لكأس يستخدم لسحب الدم من الجلد الحجامة في الصين : ورد ذكر العلاج بكاسات الهواء في كتاب الإمبراطور الأصفر للأمراض الداخلية الصيني قبل حوالي أربعة آلاف سنة .
الحجامة في الهند:
يقطعون أطراف القرون المجوفة لبعض الحيوانات ثم يضعون الجزء الواسع منها على الجلد وبعدها يمصون بالفم بقوة من الطرف الضيق إلى أن يتم تفريغ الهواء داخل القرن ثم يغلقون هذا الطرف بالابهام معالضغط بشدة على القرن ثم استبدلت قرون الحيوانات بكاسات من الفخار والبامبو أوالزجاج
الحجامة عند الاغريق :
يقومون بتسريب كمية من دم المريض ( الحجامة ) بغرض مغادرة الارواح الشريرة مع الدم لجسم المريض !!
الحجامة عند الرومان : نقلوا إلى بلادهم إبان عودتهم إليها بدودة العلقة (هيلينا )
الحجامة عند العرب والمسلمين :
عرف العرب الطب قبل الميلاد بزمن طويل, وكان طبهم مقتصرا على الحجامة والكي ووصف بعض الحشائش والنباتات
وظلت هذه الأعمال الجراحية شاثعة، وقد تأثر العرب بهذه العملية وانتشرت بينهم وجاء النبي ليقر ذلك العلاج، ويعمل به ويوصي به أمته فمن الثابت أنه صلى الله عليه وسلم كان يتدواى بالحجامة لصداع كان يصيبه.
الحجامة إلى أوروبا أدخلت عبر بلاد الأندلس عندما كان الأطباء المسلمون ومدوناتهم العلمية المرجع الأول في علوم الطب
الحجامة في العصر الحديث : وعلى امتداد القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت الحجامة تترك الساحة الطبية تدريجيا للوسائل الطبية الاحدث التي جذبت الاطباء الجدد ولكن بمرور الوقت تسببت الآثار والنتائج السلبية(1/84)
لتعاطي العقاقير في ميلاد مشاكل صحية جديدة كما إن عجز الطب الغربي عن معالجة العديد من الآلام دفع بالعديد من الأطباء إلى إعادة التفكير في جدوى الطرق العلاجية التقليدية وأهم ممارساته الحجامة
بعض أحاديث االحجامة
== فقد ورد عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما رواه الإمام البخاري عن أنس بن مالك قوله : إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ
== روى البخاري في صحيحه عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ ،
== وفي رواية عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ
==وأخرج أحمد و والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي، إلا قالوا عليك بالحجامة" وفي لفظ مر أمتك بالحجامة
أدوات الحجامة
انتشرت في العديد من الدول بعد الاقبال المتزايد على هذه الوسيلة العلاجية العريقة ..
ـ كؤوس الحجامة
- قديما
- من أطراف القرون المجوفة لبعض الحيوانات
-- من البامبو (لا تصلح لتكرار الحجامة لانها غير قابلة للتنظيف الجيد والتطهير)
- الاكواب المصنوعة من الفخار او الخزف التي كانت سهلة الكسر
حديثا
أ - كؤوس عادية, اسات زجاج سميك يصعب كسره
ب - كؤوس بشفاط:(1/85)
- كاسات زجاجبة, ا و كاسات بلاستيك, او كاسات بلاستيك بها مغناطيس مجهزة بمضخات يدوية مع وجود صمام يتم غلقه, كاسات مزودة بمضخات كهربية لتفريغ الهواء , او قنديل أو شمعة. ـ أقماع ورقية سهلة الاشتعال( فى حالة الكؤوس العادية الزجاجية أو الفخارية.)
ج- معقمات طبية للجروح السطحية.
د- قفازات طبية معقمة.
ـه- شفرات طبية معقمة تماماً.
أو مشارط متنوعة منها مشرط فيدال ذي ثلاث شفرات أو ذي ثماني شفرات مخفية تظهر عند الضغط على زر جانبي محدثة ثمانية شرطات بآن واحد لتسهيل العمل.
ـ علبة من القطن والشاش الطبي المعقم.
أنواع الحجامة و طرق عملها
1_ الحجامة الجافة أو حجامة بلا شرط، (العلاج بكؤوس الهواء) Cuppingتفيد في نقل الدم من مواضع الألم الى سطح الجلد وبذلك يختفي جزء كبير من الألم
طريقة الحجامة الجافة :
عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .
ربما تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .
ضع كأس المحجمة ( كأس زجاجية ضيقة الفم واسعة البطن حجمها نحو الرمانة الصغيرة تعرف بالمحجمة) على الموضع المراد حجامته .فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة
أ - جهاز السحب- يتم شفط الهواء من خلال الخرطوم حتى يتم تفريغ الهواء، (ويتم الشفط إما عن طريق الفم أو باستخدام شفاط أو سرنجةأو جهاز السحب).
ب - أو تؤخذ كأس زجاجية , ثم تحرق قطعة من الورق أو قليل من القطن داخله، ثم وضع الكأس بسرعة على جلد المريض وباحتراق الأوكسجين داخل الكأس يحدث ضغط سلبي يؤدي إلى تجمع الدم تحت سطح الجلد حيث يراد استخراج الدم(1/86)
ت - أو أن يوضع على الجلد قطعة من كرتون, تركز عليها قطعة صغيرة من شمعة مشتعلة أو كتلة من قطن كذلك, وتوضع المحجمة فوقها فتتفرغ من الهواء بالحرارة وتلتصق بالجلد التصاقا محكما فينجذب الدم وغيره من المواد المصلية بقوة الجذب وينتفخ الجلد و ينسحب الجلد الى داخل الكأس ويتقبب ويحمر وتبقى المحجمة لاصقة به مدة كافية لمنع اشتراك هذه الكمية من الدم في الدورة.
بعد خمسة دقائق الى عشرة دقائق انزع الكأس برفق وذلك بالضغط علىالجلد عند حافة الكأس
2-4 دقيقة لا تزيد على 10 دقائق لمرة واحدة أو 3 مرات لمدة للمرة في حالة حجامة الوجه لا تزيد المدة عن نصف دقيقة .
حبس الدم مدة تحت الجلد بحيث ينقطع عن الدورة فيخفف بذلك لالتهاب المذكور أو الألم الحاصل
2 - الحجامة الرطبة أو الحجامة بالشرط (كؤوس الهواء مع الإدماء ):
Cupping Ventose أوCupping Ietting
وتختلف عن الحجامة الجافة " بتشريط الجلد تشريطا خفيفا " ووضع المحجمة على مكان التشريط وتفريغها من الهواء عن طريق المص فيندفع الدم من الشعيرات والأوردة الصغيرة الى سطح الجلد بسبب التفريغ الذي أحدثه المص
طريقة الحجامة الرطبة:
تأكد من نظافة وتعقيم آلات الحجامة ، واستخدم مشرط جديد ومعقم .
عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .
ربما تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .
ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب .
سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .(1/87)
يكتفي المحتجم للمرة الأولى بأربع كؤوس من هذا الدم الفاسد (كأسين من الموضع اليميني وآخريْن من الموضع اليساري) إلاَّ إذا كان يُعاني من أمراض قوية (عدا فقر الدم وهبوط الضغط) فنأخذ منه كأسين آخرين ويصب المجموع 6 كؤوس على طرفي الكاهل.ولمن سبق له أن نفَّذ الحجامة في سنواتٍ سابقة فلا مانع أن يأخذ 6 كاسات بشكل عام أو ثمانية كحدٍّ أقصى بعد دقيقتين أو نحوها انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس .
شَرط موضع الحجامة بالمشرط (محجم ) تشريطا خفيفاً سطحياً ويمكنك استخدام إبرة فحص فصيلة الدم في حالة مرض السكر وسيولة الدم .
يجب أن يكون التشريط على امتداد العروق وليس بالعرض أي بالطول من ناحية الرأس الى ناحية القدم. – البعد عن أى عرق بارز فى المكان تشريط الطبقة الخارجية من الجلد بعمق قليل جدًّا حوالي 0.1 مم
( يشبه الخدش) وبطول حوالي 4 مم وبعدد 1 شرطة أو أكثر موزعة على 3 صفوف وبمسافة 5و. سم-1سم بين الجرح والاخر هناك مشارط متنوعة منها مشرط فيدال ذي ثلاث شفرات أو ذي ثماني شفرات مخفية تظهر عن الضغط على زر جانبي محدثة ثمانية شرطات بآن واحد لتسهيل العمل ضع الكأس على نفس الموضع المراد حجامته مرة أخرى .
فرغ كأس المحجمة من الهواء ، ومن أجل تخفيف ألم الحجامة التدرج بنفريغ المحجمة من الهواء " المص " فالأولى تكون أخف من الثانية والثانية تكون أخف من الثالثة .
سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس ويخرج الدم من خلال الجروح التي أحدثها المشرط. فرغ الكأس إذا امتلأ بالدم وكرر نفس العملية مرة أخرى ونستطيع التكرار خمس مرات حتى نلاحظ عدم خروج الدم
. نظف موضع الحجامة بالمطهرات الطبية ويغطى بشاش طبي
ثم يوضع لاصق طبي"بلاستر" على موضع الجروح ويوضع مكانه رباط ضاغط
اذا لم يخرج الدم امسح جوانب موضع الحجامة بمنشفة مبلولة بماء دافئ . وبذلك تكون انتهيت من العملية .(1/88)
مثل هذه العمليات لا تؤدي الى اي تشويه على الجلد بل انما تزول الخدوش السطحية خلال اسبوعين من بعد اجراء عملية الحجامة ولذا لا يوجد اية تخوفات من قبل النساء لاجرائها
نظريات تشرح التأثير العلاجي للحجامة
أولا : الحجامة لتسكين الألم ( الدور المسكن للحجامة ) :
أ . نظرية الإندورفين بعض نقاط الدلالة تعرف باسم " النقاط ذات المفعول المسكن " وهي نقاط عند التعامل معها تصدر الغدة النخامية أوامرها إلى خلايا الجسم لإنتاج مادة " الإندورفن " المخدرة والتي تعتبر (مورفين الجسم ), فهي مادة كيميائية ذات تأثير يشبه مادة المورفين الذي يعمل كمادة مسكنة عن طريق زيادة المقدرة على تحمل.
ب . نظرية بوابة التحكم في الآلام إذ أن الإحساس بالألم وأيضا الإحساس بالحرارة أو البرودة ينتقل على شكل موجات عبر بوابات متعددة على مسار الجهاز العصبي المركزي وخلال نهايات الألياف العصبية الدقيقة , ومنها إلى الحبل الشوكي بالعمود الفقري ينتقل هذا الإحساس إلى الدماغ , وفي الظروف العادية تكون هذه البوابات مفتوحة بشكل جيد يسمح لإشارات الألم أن تعبر خلالها بسهولة , ولكن عند التأثير على المنطقة باستخدام الحجامة فإننا نرسل موجات هائلة من الإشارات غير المؤلمة والتي تسافر عبر نهايات الألياف العصبية الغليظة إلى بوابة الحبل الشوكي , ويؤدي ازدحام الإشارات إلى إغلاق هذه البوابة تماما وبالتالي عدم انتقال الإحساس الناتج عن تطبيق الحجامة وأي إحساس آخر قادم من أية منطقة في الجسم بما في ذلك الإحساس بالألم إلى
ج . نظرية الانعكاس اللاإرادي العصبي تنبيه المناطق العصبية التي لها اتصال بالجلد أي الوصلات العصبية المشتركة مع الجلد في مراكز واحدة
ثانيا : تخليص الجسم من المواد السامة والخلايا الهرمة :
وجد فريق من الأطباء أن عملية الحجامة تنقي الدم وتخلصه من الشوائب والخلايا
ثالثا : تنظيم وتصحيح مسارات القوى الكهرومغناطيسية :(1/89)
تطبق الحجامة على نقاط عمل الإبر الصينية في العلاج وتعرف هذه النقاط ب"نقاط الدلالة" وهي نقاط موجودة على جسم الإنسان بدرجات متفاوتة من العمق , ومرتبطة بمسارات للطاقة وتتميز هذه النقاط بكونها تؤلم إذا ضغطنا عليها , مقارنة بالمناطق الأخرى من جسم الإنسان التي لا يوجد فيها نقاط للوخز بالإبر , كما أنها تشتد ألما إذا مرض العضو الذي تقع النقطة على مساره النقطة .
وقد أمكن تحديد مواقع تلك النقاط بواسطة الكاشف الكهربائي الأنكوبنكتوسكوب) ووجد أنها ذات كهربية منخفضة , إذا ما قورنت بما حولها من سطح الجسم , كما أمكن تصوير هذه النقاط بواسطة " طريقة كيرلبان في التصوير " , ويبلغ تعداد هذه النقاط حوالي الألف نقطة , إلا أ، الأبحاث الأخيرة التي أجريت في الصين أوصت بكفاية 214 نقطة فقط للوفاء بالأهداف العلاجية المطلوبة .
وترتكز هذه النظرية على اعتقاد أن الجسم به 12 قناة أساسية وأربعة قنوات فرعية , وهذه القنوات يجري فيها طاقة مغناطيسية ومادامت هذه الطاقة تجري في سلاسة ويسر دون أي عوائق فإن الجسم يبقى سليما معافى , وعندما
يحدث أي اضطراب في مجرى هذه الطاقة تبدأ الأعراض المرضية رابعا المحافظة على توازن وانتظام وظائف الأعضاء ( المفعول التوازني للحجامة :
1. تنظيم وتصحيح مسارات القوى الكهرومغناطيسية (توازن الطاقة ) :
2. تنظيم عمل الجهاز العصبي اللاإرادي :
يؤدي التعامل مع النقاط التوازنية إلى إحداث نوع من التوازن والانتظام في عمل الجهاز السمبثاوي واللاسمبثاوي( الجهاز العصبي اللاإرادي ) , فإذا كان في أحدهما أو كلاهما اضطراب ما فإن التوازن الناتج عن التعامل مع نقاط القوى المغناطيسية يعيد للجسم حالته الطبيعية
3. تنظيم إفرازات الغدد الصماء ( التوازن الهرموني ) :(1/90)
يؤدي التعامل مع بعض النقاط التوازنية إلى إحداث نوعا من التوازن لمعدل الهرمونات المضطرب لدى الرجال والسيدات على السواء , وذلك عن طريق تنظيم عمل الغدد الصماء التي تفرز الهرمونات في الدم , وهذا ما أسهم في تفسير دور الحجامة في تخفيض ضغط الدم المرتفع وتوازن ضغط الدم المنخفض
4. توازن الأحماض والقلويات في الدم :
تعد عملية التخلص من الأحماض الزائدة وتقليل حامضية الدم الوريدي , عملية حاسمة وضرورية للغاية
خامسا : تنشيط نقاط المقاومة المناعية ( المفعول المناعي للحجامة) :
يؤدي التأثير على بعض النقاط إلى زيادة وقوة النظام الدفاعي للجسم , فقد وجد أن بعض النقاط لها خاصية زيادة الكريات الدموية البيضاء في الدورة الدموية وكذلك الجاما جلوبيولين والأجسام المناعية المختلفة ربما بمقدار مرتين أو ثلاث أو أربع أضعاف معدلها قبل التجربة كما لوحظ انخفاض مستوى السائل المفصلي التفاعلي في أمراض الروماتيزم بعد التعامل مع النقاط ذات التأثير المناعي , وهو سائل ينتج عن التهاب المفاصل ويصاحبه تقلص في العضلات , وهذا يعني تحسن الدورة الدموية و ارتفاع المقاومة المناعية للجسم مما ساعد الجسم على امتصاص السائل المفصلي الذي يسبب الألم .
سادسا : تهدئة الأعصاب ( الدور المهدئ للحجامة ) :
يمكن معالجة الأمراض التي تنتج عن تفاعلات نفسية عن طريق التعامل مع بعض النقاط المهدئة في الجسم بهدف الوصول إلى تهدئة الجسم
** سابعا : تنشيط وتجديد الدورة الدموية :
1. تنشيط الدورة الشريانية :
ويؤدي ذلك إلى تحسين تغذية وتروية الأجزاء المصابة .
2. تنشيط الدورة الوريدية :
مما يساعد على التخلص من العوادم الدقيقة .
3. تنشيط الدورة الليمفاوية :
تؤدي الحجامة إلى زيادة الدم الوارد إلى المنطقة المصابة مما يؤدي إلى زيادة عوامل المناعة , وبذلك تحدث تنقية لسوائل الجسم بشكل سريع , كما يتم التخلص من العوادم الكبيرة(1/91)
** ثامنا : تنشيط مراكز الحركة في الجسم :
** تاسعا : تنشيط الموصلات العصبية :
يؤدي التأثير على نقاط معينة إلى زيادة إفراز مادة " الدوبامين " وهي مادة كيميائية تعمل كموصل عصبي ويتسبب نقص معدلها في الدم في الإصابة بالأمراض العصبية مثل الشلل الرعاش .
بعض مواضع الحجامة مع الشرح
(1) ـ الكاهل عند الفقرة السابعة من الفقرات العنقية ، عند العظمة البارزة أسفل القفا. مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق ، وهو الثلث الأعلى من الظهر فيه ست فقرات.
فوائدها :هذا الموضع من أهم مواضع الحجامة في جسم الإنسان وهي نافعه لمعظم الأمراض .
(2، 3)- جانبي نقرة القفا أسفل الجمجمة من الخلف.
فوائدها : نافعة للصداع وضغط الدم والنسيان وبعض مشاكل النظر، ومعظم أعراض الرأس .
ويمكن الاستعاضة عن هذين الموضعين بحجامة الأخدعين جانبي الرقبة (43، 44) .
( 4 ، 5 ) باب الهواء بين اللوحين الى أعلى عند تفريع القصبة الهوائية وبداية الرئتين .
(7، 8 ) ـ مقابل المعدة وسط الظهر على جانبي العمود الفقري . نافعة لأمراض المعدة .
(9 ، 10)- تحت(7 ، 8 ) نافعة لأمراض الكلى .
(11) - بداية الفقرات القطنية عند العظمة البارزة في اسفل الظهر وحجامتها نافعة لمعظم أمراض النصف السفلي للجسم .
(12 ، 13)- حوالي خمسة سنتيمتر على جانبي الموضع 11 للأعلى ، نافعة للبروستات ومشاكل البول .
(17، 14،15،16 ) على زوايا القولون من الخلف .
(19 )- مقابل القلب من الخلف وهي نافعة لأمراض القلب .
(20 ، 21) ـ على الكتف جانبي الرقية : تفيد في آلام الرقبة والكتف وتنميل الذراعين .
(24 ، 25) - في بداية أسفل الظهر ، نافعة لمرض السكري .
(32) - في موضع الهامةالمنقذة ، تنفع لعلاج الكهرباء الزائدة ( التشنجات ) في المخ ، وضمور الخلايا ، ولعلاج التخلف العقلي
( 36 ) عند العظمة البارزة في مؤخرة الرأس .
( 37 ، 38 ) فوق الأذنين بحوالي 3 سم .
( 40 ) وسط الرقبة على القفا .
((1/92)
41 ، 42 ) على القفا يمين ويسار .
(43 ، 44 ) - على جانبي الرقبة " الأخدعان " نفس فوائد (2، 3 ) ولذلك هي من المواضع الجيدة لحجامة النساء بدل حلق الشعر في موضع (2 ، 3).
(55) أسفل من الكاهل بحوالي 3 سم : تحجم مع الكاهل في معظم الحالات وبالأخص للخفقان .
(104 ، 105) – على جانب الحاجبين " الصدغين " .
(115 ، 116) - تحت طرفي عظمتي الترقوة ، تنفع للكحة وأمراض الرئتين .
(117 ، 118) - تحت وسط عظم الترقوة بعرض أربع أصابع المريض نفسه . تنفع من أمراض القلب .
(120 ) - عند عظمة القص ، تنفع لأمراض الصدر وتقوية المناعة .
( 121 ) فم المعدة وهي أسفل عظمة الصدر مباشرة على التجويف .
( 122 ، 123 ، 124 ) فوق الكبد جهة اليمين من البطن .
( 125 ، 126 ) بين البطن والفخذ بجوار العانة .
( 127 ، 128 ) على باطن الفخذين من الداخل .
( 129 ) على ظهر القدم .
( 130 ) على الكعب من الداخل والخارج " لأملاح القدم ".
( 131 ) فوق عظمة الكعب من الخارج بحوالي 5 سم .
( 135 ، 136 ) على بعد 5 سم من حلمة الثدي من الداخل " للرئتين " .
مواضع الحجامة على حسب المرض, المواضع حسب أهميتها
1 - ضمور خلايا المخ 1/55/101/36/32/34/35/11، ثم حجامة على المفاصل والعضلات والرقبة 43/44 من الأمام والخلف مع العسل وغذاء ملكات النحل ومساج يومي.
2 - كهرباء زائدة بالمخ (التشنجات) 1/55/101/36/32/ (107 على الجهتين) /114/11 12/13
3 - تنشيط مركز التركيز 1/55/2/3/32
4 - مركز الذاكرة 39/ (بلا داعٍ ضارة بالذاكرة وتكرارها يورث النسيان)
5 – الصداع 1/55/2/3 ويمكن استبدال 43/44 بدل 2/3. ويضاف ما يلي إذا كان السبب:
(1) إجهاد العين 104/105/36
(2) الجيوب الأنفية 102/103/114
(3) الضغط العالي 11/101/32
(4) الإمساك 28/29/30/31
(5) نزلات البرد 120/4/5
(6) المعدة 7/8
(7) الكُلَى 9/10
(8) الدورة الشهرية للنساء 11/12/13
(9) المرارة والكبد 6/48
((1/93)
10) العمود الفقري وحجامات على العمود الفقري
(11) التوتر 6/11/32.
(12) الأنيميا 120/ 49 وخلطة من كيلو عسل أسمر و 4/1 كيلو حلبة مطحونة و4/1 كيلو حبة البركة مطحونة يخلط ويؤخذ كل يوم ملعقة.
(13) أورام المخ حجامات على الرأس على أماكن الألم.
6 - الصداع النصفي 1/55/ 2/3/106 + أماكن الألم.
7 - كثرة النوم 1/55/36 مع الخل المخفف وقليل من السكر.
8 - الاكتئاب والانطواء والأرق والتوتر العصبي 1/55/ 6/11/32، تحت الركبتين.
9 - القولون العصبي 1/55/6/48/7/8/14/15/16/17/18/45/46 وجافة 137
10 - التبول اللاإرادي بعد أعمار خمس سنوات حجامات جافة 137/138/139/140/142/143/125/126
11 - التهاب العصب الخامس والسابع 1/55/110/111/112/113 على الجهة المصابة وموضع 114.
12 - عرق النسا يمين: 1/55/11/12/26/51 ومواضع الألم بالساق وخاصة بداية ونهاية العضلة. الرجل اليسرى: 1/55/11/13/27/52 ومواضع الألم بالساق.
13 - الشلل النصفي 1/55/11/12/13/34 أو 35 وجميع مفاصل الجانب المصاب ومساج يومي.
14 - الشلل الكلي 1/55/11/12/13/34/35/36 وجميع مفاصل الجسم ومساج يومي
15 - تنميل الأذرع 1/55/40/20/21 ومفاصل وعضلات الذراع المصابة.
16 - تنميل الأرجل 1/55/11/12/13/26/27 ومفاصل وعضلات الرجل المصابة.
17 - جميع أمراض العين 1/55/36/101/104/105/9/10/34/35 وفوق الحاجبين وعلى دائرة الشعر.
18 - اللوزتان والحنجرة واللثة والأسنان والأذن الوسطى 1/55/20/21/41/42/120/49/114/43/44
19 - الجيوب الأنفية 1/55/102/103/108/109/36/14 ودائرة الشعر
20 - ضعف السمع والتهاب أعصاب السمع ووش الأذن 1/55/20/21/37/38 وخلف الأذن
21 - عدم النطق 1/55/36/33/107/114
22 - السعال المزمن وأمراض الرئة 1/55/4/5/120/49/115/116/9/10/117/118/135/136 وحجامتان أسفل الركبتين.
23 - المساعدة على الإقلاع عن التدخين 1/55/106/11/32
24 - أمراض القلب 1/55/19/119/7/8/46/47/133/134(1/94)
25 - ضيق الأوعية وتصلب الشرايين 1/55/11 وحجامات على مواضع الألم ولملعقة خل مخفف وقليل من السكر يوم بعد يوم وخاصة خل التفاح.
26 - ارتفاع ضغط الدم 1/55/2/3/11/12/13/101/32/6/48/9/10/7/8 ويمكن استبدال 43 و 44 بدلاً من 2 و 3
27 - داء الفيل ملاحظة: يتم الراحة قبلها يومين ورفع القدم المصابة لأعلى، ثم وضعها في ماء دافئ لمدة ساعتين قبل الحجامة.
1/55/11/12/13/120/49/121 وحول الرجل المصابة من أعلى لأسفل بالإضافة إلى 125/126/53/54
28 – دوالي الساقين 1/55/28/29/30/31/132 ومواضع الإصابة بعيداً عن الأماكن البارزة.
29 – تنشيط الدورة الدموية 1/55/11 وعشر حجامات على جانبي العمود الفقري من أعلى إلى أسفل بالإضافة إلى ملعقة خل وقليل من السكر يوم بعد يوم.
30 – أمراض الكلى 1/55/9/10/41/42/ وجافة 137/140
31 – الكبد والمرارة 1/55/48/41/42/46/51/122/123/124 و5 حجامات على الساق اليمنى من الخارج.
32 – التهاب فم المعدة 1/55/121
33 – المعدة والقرحة 1/55/7/8/50/41/42/جافة 137/138/139/14
34 – الإسهال حجامات جافة 137/138/139/140
35 – الإمساك المزمن 1/55/11/12/13/28/29/30/31
36 – البواسير 1/55/121/11/6 وحجامات جافة 137/138/129
37 – الناسور 1/55/6/11/12/13 وحول فتحة الشرج وفوق فتحة الناسور.
38 – حساسية الطعام حجامة واحدة جافة على السرة مباشرة.
39 – السمنة 1/55/9/10/120/49 والمواضع المترهلة.
40 – النحافة 1/55/121
41 – الروماتيزم 1/55 وجميع مواضع الألم.
42 – الروماتويد 1/55/120/49/36 وجميع مفاصل الجسم الكبيرة والصغيرة.
43 – خشونة الركبة 1/55/11/12/13 وحول الركبة ويمكن إضافة 53/54.
44 – أملاح القدم 1/55/13 ويمين ويسار الكعب ويمكن إضافة 9/10
45 – النقرس 1/55/28/29/30/31/121 ومواضع الألم
46 – الشد العضلي عدة حجامات جافة حول العضلة المصابة
47 – آلام الرقبة والأكتاف 1/55/40/20/21 ومواضع الألم(1/95)
48 – آلام الظهر 1/55 وعلى جانبي العمود الفقري ومواضع الألم
49 – آلام البطن 1/55/7/8 وجافة على 137/138/139/140 وعلى الظهر مقابل مكان الألم.
50 – الأمراض الجلدية 1/55/120/49/129/131/7/8/21 وعلى أماكن الإصابة
51 – قرح ودمامل الساقين والفخذين وحكة بالإلية 1/55/129/120
52 – الغدة الدرقية 1/55/41/42
53 – السكر 1/55/6/7/8/22/23/24/25/120/49 ويدهن مكان الحجامة بكريم فيوسيدين لمدة ثلاثة أيام.
54 – ضعف المناعة 1/55/120/49
55 – العقم 1/55/6/11/12/13/120/49/125/126/ 143/41/42
56 – البروستاتا والضعف الجنسي 1/55/6/11/12/13 ويضاف للضعف الجنسي: 125/126/131 على الرجلين وجافة 140/143
57 – دوالي الخصية 1/55/6/11/12/13/28/29/30/31/125/126
أمراض النساء:
58 – نزيف الرحم 1/55 وثلاث حجامات جافة تحت كل ثدي كل يوم حتى يرتفع الدم.
59 – انقطاع الدورة الشهرية 1/55/129 و 131 من الخارج /135/136
60 – إفرازات مهبلية بنية اللون ثلاث حجامات جافة تحت كل ثدي كل يوم حتى ترتفع الإفرازات
و1/55/120/49/11/12/13/143
وإذا كانت بدون رائحة ولا لون ولا هرش:
1/55/9/10/41/42/11/12/13/143
61 – مشاكل الحيض للفتيات 1/55 وجافة 125/126/137/138/139/140/141/142/143
62 – لتنشيط المبيض 1/55/11 وجافة 125/126
63 – الأم ما بعد عملية الرحم ومغص الدورة ومشاكل بعد عملية الربط للمبايض ووجود لبن في الثدي بدون حمل وأمراض سن اليأس (الاكتئاب – التوتر العصبي- التهابات الرحم - الحالات النفسية) 1/55/6/48/11/12/13/120/49 وجافة 125/ 126 ولتنظيم مواعيد الدورة يفضل ثاني يوم الدورة.
تحليلات الدم الطبية
دراسات طبية مخبرية هامة أجريت في عام 2001م بالإضافة للحالات المرضية المعقدة التي شفيت بعملية الحجامة كالسرطان والشلل والهيوفيليا وأمراض القلب والصداع النصفى(1/96)
دراسات مخبرية دموية على (300) شخص أجريت لهم الحجامة ضمن شروطه، وذلك بأخذ دم الوريدي لكل شخص قبل إجراء الحجامة له وأخذ عينة من دم الحجامة، ثم بعد فترة أخذ عينة من الدم الوريدي بعد الحجامة، وجدت
النتائج التالية:
1 اعتدال الضغط والنبض، إذ أصبح طبيعيا بعد الحجامة بكل الحالات وهذا يخفض الأعباء الكبيرة المجهدة للقلب.
2 انخفاض كمية السكر في الدم عند السكريين بعد الحجامة بنسبة وصلت إلى (39%)،
3 ارتفع عدد الكريات الحمر بشكل طبيعي في (33%) من الحالات وبقيت الأخرى ضمن المجال الطبيعي مما يؤكد على مسألة تنشيط النقي.
4 كانت أشكال الكريات الحمر في دم الحجامة في كل الحالات غير طبيعية دائماً، مع ملاحظة أن عينات دم الحجامة كانت تؤخذ من الشطوب مباشرة قبل وضع الكؤوس لئلا يؤثر ضغط الدم على الكريات.
5 ارتفع عدد الكريات البيض في (60%) من الحالات وهذا يدل على أن الحجامة تحرض نقي العظام على توليد كريات جديدة.
6 انخفاض كبير جداً في عدد الكريات البيض بدم الحجامة، وذلك في جميع حالات الدراسة، إذ تراوح عددها بين (525 950) كرية/مم 3فقط!!!..
7 انخفاض نسبة العدلات في دم الحجامة.
8 ارتفاع نسبة اللمفاويات في دم الحجامة في كل الحالات بنسبة
(52% 88%) وهي في الحالة الطبيعية يجب ألا تتعدى (35%).
9 زيادة عدد الصفيحات الدموية في الدم الوريدي بعد الحجامة.
10 اعتدال SGOT-SGPT وشوارد (K-Ca) في الدم بعد الحجامة.
11 السعة الرابطة في دم الحجامة مرتفعة جداً إذ تراوحت بين (1057 422) بينما في الدم الطبيعي يجب أن تكون (250 400)
وهذا يثير العديد من التساؤلات!!.
12 اعتدال السعة الرابطة بعد الحجامة بحيث أصبحت كل الحالات في الحدود الطبيعية.
13 انخفضت كمية الشحوم الثلاثية بالدم في (83%) من الحالات وعادت في الباقي إلى الحدود الطبيعية.(1/97)
14 انخفاض الكولسترول بالدم عند الأشخاص المصابين بارتفاعه في (70%) من الحالات وهذا يدل على نشاط الخلايا الكبدية.
15 انخفاض نسبة حمض البول إلى الحدود الدنيا في دم الحجامة ثم عودتها إلى النسبة الطبيعية في الدم الوريدي بعد الحجامة.
وقد لاحظ الأطباء أن أية مخالفة بسيطة لقوانين الحجامة السابقة الذكر يبطل مفعوليتها وفائدتها المرجوة، وكانت النتائج تؤكد بأن دم الحجامة المأخوذ في هذه الشروط قريب جداً من الدم الوريدي من حيث التعداد والصيغة والشكل الطبيعي للكريات الحمر
إحتياطات وتنبيهات
لا تحجم المريض وهو واقفاً أو على كرسي ليس له جوانب تمنع المريض من السقوط على الأرض ، لأنه قد يغمى عليه وقت الحجامة .
لا تحجم الجلد الذي يحتوي على دمامل وأمراض جلديه معدية أو التهاب جلدي شديد .
لا تحجم في مواضع لا يكون فيها عضلات مرنه .
لا تحجم المواضع التي تكثر فيها الأوردة والشرايين البارزة مثل ظهر اليدين والقدمين مع الأشخاص ضعيفي البنية .
لا تحجم المرأة الحامل في أسفل البطن وعلى الثديين ومنطقة الصدر خصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى .
ينبغي أن تكون الحجامة دائما مزدوجة ، مثال : كلا اليدين وكلا القدمين وعلا جانبي العمود الفقري ومن الأمام والخلف في بعض الحالات .
تجنب الحجامة في الأيام الشديدة البرودة .
تجنب الحجامة للإنسان المصاب بالرشح أو البرد ودرجة حرارته عالية
تجنب الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة .
تجنب الحجامة على الركبة المصابة بالماء ولتكن الحجامة بجوارها وكذلك الدوالي .
تجنب الحجامة بعد الأكل مباشرة ولكن على الأقل بعد ساعتين .
تجنب الحجامة بأكثر من كأس في وقت واحد لمن يعاني من الأنيميا " فقر الدم
"أو يعاني من انخفاض في ضغط الدم وعدم حجامته على الفقرات القطنية لأنها تتسبب في انخفاض ضغط الدم بسرعة ، وينصح بأن يشرب المصاب شيء من السكريات أو طعام يزوده بسعرات حرارية قبل الحجامة .(1/98)
تجنب الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي .
تجنب الحجامة لمن تبرع بالدم إلا بعد يومين أو ثلاثة .
تجنب الحجامة لكبار السن والأطفال دون سن البلوغ إلا أن يكون الشفط قليلا.
في حالة الإغماء وقت الحجامة أو على إثرها ، يستلقي المصاب على ظهره وترفع قدماه للأعلى بوسادة أو غيرها ، وكذلك يشرب المصاب شيء من السكريات أو العصيرات الطازجه .
وقتها
ورد في كتب الطب القديمة، والسنة أن وقتها هو السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرون أو في الربع الثالث من كل شهر عربي في الصباح والظهر أفضل من الليل على بطن فارغة أفضل وهي مستحبة في أيام الإثنين والثلاثاء والخميس
اما الاحاديث التي وردت في توقيت عمل الحجامة في ايام 17 ـ 19 ـ 21من الشهر العربي،
والاحاديث التي نهت عن اجرائها في ايام معينة كيوم السبت والاربعاء والخميس، فكلها احاديث ضعَّفها العلماء فلا ينبني عليها اعتقاد معين او سلوك يمكن ان يكون عائقا من استفادة المريض من هذه الوسيلة العلاجية وقت الحاجة اليها، اما اذا ثبت –بالبحث العلمي- ان فائدتها افضل وان لها اضرارا في ايام معينة فيمكن ان يكون هذا مرتكزا للعمل بها كسنة ثابتة عن النبي لذا ندعو الى مزيد من الابحاث العلمية في هذا الموضوع.
لون ا لدم
عدم خروج الدم: قد يستدل به على سلامة العضو من العلل .
دم أحمر سائل : قد يستدل به على سلامة ذلك الموضع من العلل .
دم اسود سائل : يستدل به على وجود أخلاط ضاره في ذلك العضو.
دم اسود متخثر: يستدل به على وجود أخلاط كثيرة ضارة في ذلك العضو .
توقف خروج الدم أو خروج البلازما المادة الصفراء يستفاد منه على نهاية الحجامة .
ملاحظة قد يواصل الدم بالخروج بسبب عمق التشريط فينبغي التوقف بعد استفراغ كمية الدم المناسبة من ذلك العضو والتي هي في الغالب أقل من 200 مل وحسب موضع الحجامة
بعد الحجامة
ينصح بما يلي :(1/99)
يمتنع من يريد أن يحتجم عن الجماع قبل الحجامة مدة 12 ساعة وبعد الحجامة لمدة 24 ساعة .
يمتنع عن شرب السوائل شديدة البرودة لمدة 24 ساعة .
يغطي المحتجم موضع الحجامة ولا يعرضه للهواء البارد .
يجب ان لا يأكل المحتجم طعاما مالحا أو فيه بهارات " حوار "بعد الرقية ، بل ينتظر مدة ثلاث ساعات أو نحوها .
يجب أن يرتاح المريض ولا يجهد نفسه ولا يغضب بعد الحجامة لمدة يوم أو يومين
وعدم أخذ الراحة الكافية سبب في عودة الألم مرة ثانية .
بعض الناس يشعر بارتفاع في درجة حرارة في الجسم وذلك ثاني يوم من الحجامة ، هذا أمر طبيعي ويزول بسرعة .
بعض الناس يشعر بغثيان أو يحصل له إسهال عندما يحتجم في ظهره ، هذا أيضا أمر طبيعي
بين الحجامة كعمل ومهنة مكتسبة او متوارثةوالحجامة كعمل طبي علمي..هل هناك فرق؟
بالتأكيد هناك فرق، و لاأقلل من شأن من اكتسب مهنة الحجامة بالطريقة التقليدية ولكن أستطيع أن أقول إن الحجامة كأسلوب علمي وبطريقة طبية تفرق كثيراًجداً من حيث الاستخدامات والادوات والأساليب وكذا المعاينة والتحليل المخبري وتحديد المكان الذي ينبغي حجامته، حيث وكل مرض له موضع حجامة، ثم ان الطريقة التي نستخدمها في الحجامة ليست معقدة ولكنها دقيقة وقد اثبتت نجاحات مبهرة ونتمنى للجميع الشفاء .
الحجامة الحديثة
ويتم تشخيص المرض أولا بناء على شكوى المريض والفحوصات الطبية ووضعت ضوابط وأسس لتحديد زمن تطبيق كأس الحجامة كما وضعت قواعد لضبط قوة الضغط علي الموضع والتي تختلف من مكان لآخر حسب حالة المريض . هو تحديد مناطق العمل بشكل علمي طبقا للتطبيق لمنظمة الصحة العالمية المعلن في سنة 1979 م .
و بهذا أصبحت الحجامة علما طبيا لة قواعده و تطبيقاته المعترف بها دوليا حيث تحددت مواضع مخصصة لكل مرض تطبق الحجامة عليها علاقة بين العلاج بالحجامة والعلاج بالإبر الصينية؟.(1/100)
يمكن القول أن المعالج بالحجامة يمكن أن يستخدم نفس خريطة مراكز الإحساس في الجسم التي يستخدمها المعالج بالإبر الصينية لعلاج نفس الأمراض. نقاط عمل الإبر الصينية في العلاج وتعرف هذه النقاط ب"نقاط الدلالة" وهي نقاط موجودة على جسم الإنسان بدرجات متفاوتة من العمق , ومرتبطة بمسارات للطاقة وتتميز هذه النقاط بكونها تؤلم إذا ضغطنا عليها , مقارنة بالمناطق الأخرى من جسم الإنسان التي لا يوجد فيها نقاط للوخز بالإبر , كما أنها تشتد ألما إذا مرض العضو الذي تقع النقطة على مساره النقطة .
وقد أمكن تحديد مواقع تلك النقاط بواسطة الكاشف الكهربائي الأنكوبنكتوسكوب) ووجد أنها ذات كهربية منخفضة , إذا ما قورنت بما حولها من سطح الجسم , كما أمكن تصوير هذه النقاط بواسطة " طريقة كيرلبان في التصوير " , ويبلغ تعداد هذه النقاط حوالي الألف نقطة , إلا أ، الأبحاث الأخيرة التي أجريت في الصين أوصت بكفاية 214 نقطة فقط للوفاء بالأهداف العلاجية المطلوبة .
وترتكز هذه النظرية على اعتقاد أن الجسم به 12 قناة أساسية وأربعة قنوات فرعية , وهذه القنوات يجري فيها طاقة مغناطيسية ومادامت هذه الطاقة تجري في سلاسة ويسر دون أي عوائق فإن الجسم يبقى سليما معافى , وعندما
يحدث أي اضطراب في مجرى هذه الطاقة تبدأ الأعراض المرضية لكن في الإبر الصينية يتم تنبيه مراكز الإحساس فقط أما في الحجامة فيتم تنبيه مراكز الإحساس بالإضافة إلى تحريك الدورة الدموية وتنبيه جهاز المناعة.(1/101)
الحجامة
( 77 حديثاً نبويا شريفا )
أول مبحث شرعي متكامل عن الحجامة
تأليف
حسن بن عبيد باحبيشي
1428هـ
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي أنزل الداء والدواء ، والصلاة والسلام على خير ولد آدم أجمعين سيد الأطباء ، وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين وعلى من تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد : فهذه رسالة فريدة عن الحجامة ، هذا الموضوع الذي بلغ من أهميته كثرة عدد أحاديثه حتى فاقت أكثر من مجتمع عدد الأحاديث التي وردت في فضل أحاديث الرقى وماء زمزم والعسل والحبة السوداء . ولقد جمعت فيها تقريبا سبعة وسبعين حديثاُ نبوياً شريفاً ، أربعة وأربعون منها صحيحة ، وثلاثة وثلاثون منها ضعيفة ، راعيت فيها ما يلي :
1- الاستكثار من الأحاديث ، فخير الدواء سيكون مما جاء به طبيب القلوب والأبدان صلى الله عليه وآله وسلم . 2- الاستكثار من الأحاديث فيه تلذذ بذكره صلى الله عليه وآله وسلم . 3- لعل الله سبحانه وتعالى ينضر ويجمل وجوهنا بسبب قراءة أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم 4- بعض الأحاديث متقاربة الألفاظ والمعاني ، ولكنها تحوي زيادة فوائد . 5- انتقيت من الأحاديث ما يوافق رأي الجمهور من حيث عدم إفطار الحجامة , وعدم إيجابها الوضوء ، وعدم كراهية مزاولتها وأجرها . 6- أوردت الأحاديث الضعيفة لأن فيها إكثارا من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأنه يوجد فيها زيادة فوائد ، ولأنها تؤكد بعض ما جاء في الأحاديث الصحيحة وتشرحه . 7- انتقيت من الأحاديث الضعيفة مالا يتعارض مع الأحاديث الصحيحة . 8- بالنسبة للأحاديث الضعيفة فقد أوردتها لأن جمهور السلف والخلف على العمل بها بشروطها ،إضافة إلى وجود فوائد وتفصيلات علمية فيها ليست موجودة في الأحاديث الصحيحة ولا تتعارض معها .
أسأل الله عز وجل أن يتقبل ، وأن ينفع بها ، وأن يكتب العفو والعافية لكل مسلم .
حسن بن عبيد باحبيشي
جدة
الفهرس(2/1)
م ... الموضوع ... الصفحة
1 ... الحجامة
( 77 حديثاً نبويا شريفا )
2 ... أولاً : فضل الحجامة وأهميتها :
20 عشرون حديثا
3 ... ثانياً : أيام الحجامة : حديث واحد
4 ... ثالثاً : أوقات الحجامة : 6 أحاديث
5 ... رابعاً : أزمنة الحجامة :
بالتاريخ الهجري الإسلامي وليس بالميلادي 4 أحاديث
6 ... خامسا : إكرامه صلى الله عليه وآله وسلم للحجام : 4 أحاديث
7 ... سادساً : أماكن الحجامة :
11 حديثا
8 ... سابعاً : خلاصة الأحاديث
9 ... ثامنا : الفوائد السبعة عشر
10 ... 33 حديثاً ضعيفاً عن الحجامة
11 ... ختام المسك
12 ... فوائد الحجامة
13 ... أقسام الحجامة
14 ... الحجامة والهجوم عليها
15 ... ضوابط الحجامة
16 ... الفرق بين الحجامة والتبرع بالدم والإبر الصينية ؟
أربعة و أربعون حديثاٌ صحيحاٌ عن الحجامة
أولاً : فضل الحجامة وأهميتها
( 20 عشرون حديثا )
1 - قال - صلى الله عليه وسلم - : ( أخبرني جبريل أن الحجْم أنفع ما تداوى به الناس ) .
2 - قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن كان في شيءٍ مما تداوون به خير فالحجامة ) .
3- قال - صلى الله عليه وسلم - : في الحجم شفاء .
4 - قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري فلا تعذبوا صبيانكم بالغمز ) . الغمز: هو دلك اللهاة المريضة في حلق الطفل بالإصبع . القسط بضم القاف : هو عود خشبي هندي يستخدم للعلاج والبخور .
5 - قال - صلى الله عليه وسلم - : ( أمثل ما تداويتم به الحجامة ، والقُسطُ البحري ) .
6 – قال - صلى الله عليه وسلم - : خير الدواء الحجامة .
7 - قال - صلى الله عليه وسلم - : ( الشفاء في ثلاثة : شرطة محجم أو شربة عسل أو كية نار وأنهى أمتي عن الكي ) .
8- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( الحجم خير دواء يتداوى به الناس ) .
9 - قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن في الحجم شفاء )(2/2)
10 - قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من اهْراقَ من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء ) . اهراق : أي صب وسكب .
11- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( فيها شفاء وبركة ، وتزيد في الحفظ وفي العقل ) .
12- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما مررت ليلة أسري بي بملإ من الملائكة إلا كلهم يقول لي : عليك يا محمد بالحجامة ) .
13 - قال - صلى الله عليه وسلم - : ( خير ما تداويتم به الحجامة )
14- كان - صلى الله عليه وسلم - يحتجم . كلمة كان : تستخدم للاستمرار .
15- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن يكن في شيء شفاء ، ففي مصة الحجام ومصة العسل ) .
16– قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما مررت ليلة أسري بي بملإ من الملائكة إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة ) .
17- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم ، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله ) . تبيغ معناها : هاج .
18- قال - صلى الله عليه وسلم - : (إن كان في شيء من أدويتكم خير ، ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء ، وما أحب أن أكتوي .
19- قال - صلى الله عليه وسلم - : لا يفطر من قاء ، ولا من احتلم ، ولا من احتجم .
20- كان- صلى الله عليه وسلم - يحتجم ، إذا وجد من أثر سم شاة المرأة اليهودية . الأثر : أي إذا أحس بألم .
ثانياً : أيام الحجامة : ( حديث واحد )
الأيام المشروعة : قال - صلى الله عليه وسلم - : ( احتجموا على بركة الله يوم الخميس ، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء ، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء ، ) .
الأيام المنهي عنها : قال - صلى الله عليه وسلم - : ( واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء ، فإنه اليوم الذي ابتُليَ فيه أيوب ، وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء) .
ثالثاً : أوقات الحجامة : ( 6 أحاديث )(2/3)
1- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( الحجامة على الريق أمثل ) .
2- ( احتجم - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم ) .
3 - ( احتجم - صلى الله عليه وسلم -وهو محرم ) .
4 - احتجم أبو موسى الاشعري رضي الله عنه ليلا . 5- كان - صلى الله عليه وسلم - يحتجم ، ( يشمل كل وقت من النهار والليل ) .
6- احتجم - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع .
رابعاً : أزمنة الحجامة :
(بالتاريخ الهجري الإسلامي وليس بالميلادي) ( 4 أحاديث )
1 – قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ، وتسع عشرة ، ويوم إحدى وعشرين ) .
2 – كان - صلى الله عليه وسلم - ( يحتجم لسبع عشرة ، وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين ) .
3- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من احتجم لسبع عشرة من الشهر، وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين ، كان له شفاءً من كل داء) .
4- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر وتسعة عشر وإحدى وعشرين ) .
خامسا : إكرامه صلى الله عليه وآله وسلم للحجام : ( 4 أحاديث )
1- احتجم - صلى الله عليه وسلم - ، حجمه أبو طيبة ، وأعطاه - صلى الله عليه وسلم - صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه ( من خراجه ) ، وفي رواية : ( من ضريبته ) .
2- قال - صلى الله عليه وسلم - : يابني بياضة أنكحوا أبا هند ، وانكحوا إليه . 3- إن أم سلمة استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحجامة فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا طيبة أن يحجمها ، قال : حسبت أنه قال : كان أخاها من الرضاعة ، أو غلاما لم يحتلم .
4- احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطى الحجام أجره ، ولو كان سحتا لم يعطه النبي - صلى الله عليه وسلم - .
سادساً : أماكن الحجامة : ( 11 حديثا )
1 – كان - صلى الله عليه وسلم - ( إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، وإذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء ) .(2/4)
2 – احتجم - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم من شقيقة كانت به ، وفي رواية : لصداع كان به - صلى الله عليه وسلم -. الشقيقة : هي وجع في الرأس .
3 – كان - صلى الله عليه وسلم - ( يحتجم في رأسه ، ويسميها أم مغيث ) ، لشدة فائدتها .
4 – احتجم - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم على ظهر القدم من وَثْءٍ كان به . الوثء : هو الوجع .
5 – كان - صلى الله عليه وسلم - ( يحتجم في الأخدعين والكاهل ). الأخدعان: عرقان في الرقبة . الكاهل : أعلى الظهر بين الكتفين .
6– كان - صلى الله عليه وسلم -( يحتجم على هامته وبين كتفيه) . الهامة : هي أعلى الرأس أو مقدمته .
7- احتجم - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً في الأخدعين والكاهل .
8- احتجم - صلى الله عليه وسلم - على وركه من وَثْءٍ كان به. الورك هو: أعلى الفخذ .
9 – احتجم - صلى الله عليه وسلم - بطريق مكة وهو محرم وسط رأسه .
10- إن أبا هند حجم النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليافوخ . ( الرأس) .
11- سقط النبي عن فرسه على جذع فانفكت قدمه ، فاحتجم عليها من وثء .
سابعاً : خلاصة الأحاديث :
1 – أوصافه صلى الله عليه وآله وسلم للحجامة بأنها :
أ) أنفع دواء . ب) أمثل دواء . ج) خير دواء . د) أفضل دواء . هـ ) شفاء .
2 – فوائد الحجامة كما ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
أ) دواء . ب) شفاء . ج) عدم تبيغ الدم . د) بركة . هـ) تزيد في الحفظ . و) تزيد في العقل .
3 – مراتب أيام وأزمنة الحجامة التي أرشد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحجامة فيها :
أ) المرتبة الأولى : أي يوم خميس ، ثم أي يوم ثلاثاء ، ثم أي يوم اثنين ، إذا وافق أي يوم منها ، يوم سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين من الشهر ، على الريق أولا ، ثم في أي وقت ليلا أو نهارا.(2/5)
ب) المرتبة الثانية : أي يوم خميس ، ثم أي ثلاثاء ، ثم أي اثنين ، في الشهر ، حتى إذا لم يوافق أي منها تلك الأيام الثلاثة المذكورة من الشهر ، على الريق أولا ، ثم في أي وقت ليلا أو نهارا .
4 – أيام الحجامة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
أ – يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد . ب – يوم الأربعاء فيه نهي شديد .
5 - أوقات الحجامة :
أ– على الريق أفضل . ب– يجوز في أي وقت آخر ليلا أو نهارا . ج- أثناء الصوم ، ولا يبطله . د – أثناء الإحرام . ( تجوز عند الجمهور وعليه دم إذا حلق شعرا ) .
6 – المواضع التي صح أن النبي احتجم فيها صلى الله عليه وآله وسلم :
أ – الرأس . ب – الأخدعان . ج – الكاهل . د- القدم . هـ- الورك .
7 – إكرامه صلى الله عليه وآله وسلم للحجام :
1- احتجم- صلى الله عليه وسلم - عنده ، وكفى بهذا إكراما له ، وكذلك احتجمت زوجته- صلى الله عليه وسلم - عند الحجام . 2- إعطاؤه - صلى الله عليه وسلم - له مالا وزيادته . 3- شفاعته - صلى الله عليه وسلم - له للتخفيف عن خراجه . 4- أمره - صلى الله عليه وسلم - بتزويجه . 5- أمره - صلى الله عليه وسلم - بالزواج منه .
ثامنا : الفوائد السبعة عشر :(2/6)
1- أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - بينت الفضل العظيم والأهمية البالغة للحجامة والإعجاز النبوي فيها ، وعدد الأحاديث هنا تقريبي 2 – على المسلم أن ينوي عند الحجامة التعبد لله واتباع سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ثم الشفاء 3 – على المسلم أن يقضي وقته أثناء الحجامة في ذكر الله سبحانه وتعالى 4 – الاستعانة بالله تعالى ، وهدوء الأعصاب ، واسترخاء الجسم 5– لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تحديد مدة معينة لإعادة وتكرار الحجامة ، و نرجع في معرفة أمور الحجامة إلى أهل التخصص في هذا العلم 6- يرى جمهور العلماء أن الحجامة لا تفطر الصائم ولا تفسد الإحرام ولا توجب الوضوء أو الغسل ويجوز أخذ الأجرة عليها 7- احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخمسة مواضع المذكورة سابقا ، ولكن لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهي عن الحجامة في أي مكان في الجسم 8- الأمر بالحجامة عام يشمل الرجال والنساء والصبيان 9- تجوز الحجامة في الليل وفي النهار، ولكن البداية لأي يوم في الحجامة تكون من وقت المغرب الذي قبله ، وليس من الفجر ، وتنتهي في مغرب اليوم الذي يليه ، ومع الأهمية البالغة للحجامة إلا أنها سهلة وبسيطة ولا تحتاج إلى كثير تخصص 10- يرى بعض العلماء أن اجتناب الحجامة في أيام الكراهة هي للوقاية ولحفظ الصحة ، أما للضرورة والعلاج فتجوز الحجامة في أي يوم ، حيث صحح بعض العلماء أحاديث كراهة الحجامة في بعض الأيام ، وضعفها بعضهم 11- الأفضل أن نحتجم في نفس الأماكن التي احتجم فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كانت الحجامة للوقاية والاحتياط ولحفظ الصحة أو كان سبب الحجامة مشابها ، أما إذا اختلف المرض فنحتجم حسب المرض ، وحتى لو احتجم في أي موضع في الجسم غير مكان المرض فهو على خير ، وهو مستفيد بإذن الله تعالى 12- قرن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث بين نبات القسط وبين الحجامة لفوائدهما، فعلى(2/7)
المسلم أن يحرص عليهما 13- أكرم النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجام ورفع منزلته بأمور عظيمة : (الاحتجام عنده ، وبالثناء ، والنكاح ، والمال ) وقد سبقت الأحاديث الصحيحة عن هذا ، وفي روايتين ضعيفتين : ( نعم العبد الحجام ، نعم العيد الحجامة ) العيد معناها : العادة 14- مجموع الأحاديث الصحيحة وحدها عن الحجامة ، أكثر من مجموع أحاديث الحبة السوداء والعسل وماء زمزم والرقية 15- أحيانا أجزئ الحديث الواحد بحسب الموضوع مثل طريقة الإمام البخاري رحمة الله عليه 16- بعض الأحاديث النبوية ذكرت سبب حجامته صلى الله عليه وسلم وبعضها لم يذكر سبب حجامته ، لذلك نحتجم تعبدا واتباعا ثم استشفاء 17- احتجم صلى الله عليه وآله وسلم عدة مرات وفي عدة مواضع من جسده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم .
( 33 حديثاً ضعيفاً عن الحجامة )
هذه ثلاثة وثلاثون حديثا ضعيفا عن الحجامة ، وقد سبقها أربعة وأربعون حديثا صحيحا عن الحجامة . وقد عمل جمهور السلف والخلف بالأحاديث الضعيفة بشروطها ، إضافة إلى وجود فوائد وتفصيلات علمية فيها ليست موجودة في الأحاديث الصحيحة ولا تتعارض معها ، مع ما في ذلك من الاستكثار من ذكره صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد سبق تفصيل ذلك في المقدمة :
1- عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : دعا النبي صلى الله عليه وسلم حجاماً فحجمه بقرن ، وشرط بشفرة ، فرآه رجل من بني فزارة فقال : يا رسول الله ، علام تدع هذا يقطع لحمك ؟ فقال : أتدري ما هذا ؟ هذا الحجم ، وهو خير ما تداويتم .
2- عن الزهري رحمه الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من احتجم يوم الاربعاء ويوم السبت فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه .
3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احتجموا لخمس عشرة أو سبع عشرة أو تسع عشرة أو احدى عشرة ، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله .(2/8)
4- عن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة فإنها دواء من اثنين وسبعين داء ، وخمسة أدواء من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس ، وفي رواية ، فإنها تشفي من خمسة أدواء .
5- عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الحجامة في الرأس شفاء من سبع : الجنون والجذام والبرص والصداع والنعاس وظلمة العين ووجع الضرس أو الأضراس .
وكان لابن عباس رضي الله عنهما ثلاثة غلمان حجامون ، فكان اثنان منهما يغلان ( أي يمارسان الحجامة للناس بالأجر بينهما وبينه ) ، وكان الثالث لحجمه وأهل بيته .
6- روى مالك رحمه الله في الموطأ من بلاغاته ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن كان دواء يبلغ الداء فإن الحجامة تبلغه .
7- عن أبي قتادة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن كان في شيء مما تعالجون شفاء ، فشربة عسل أو شرطة محجم .
8- عن الحسن البصري رحمه الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم لابد لكم أن تداووا ، وخير ما تداويتم به الحجامة .
9- عن أبي أمامة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه احتجم من ألم وجده برأسه وهو محرم ، وضعه على الذؤابة بين القرنين .
10- قال صلى الله عليه وسلم : الحجامة في الرأس شفاء من كل داء إلا السام .
11 – عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في يوم الجمعة ساعة ، لا يحتجم فيها أحد إلا مات .
12- عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل كل ليلة ، ويحتجم كل شهر ، ويشرب الدواء كل سنة .
13- عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم يوم الثلاثاء .(2/9)
14- وعنه رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : خير ما تدوايتم به ، اللدود والسعوط والحجامة والمشي . اللدود : هو إدخال الدواء للمريض عن طريق جانب فمه . والسعوط : عن طريق الأنف . والمشي : دواء لإسهال البطن .
15- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في يوم الجمعة ساعة لايحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا شفاء له.
16- عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من احتجم يوم الاربعاء ويوم السبت فأصابه برص ، فلا يلومن إلا نفسه .
17- عن بكر الأشج قال : بلغني أن الأقرع بن حابس دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم في القمحدوة فقال : لم احتجمت في وسط رأسك ؟ قال : إن فيها شفاء من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجنون .
17- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : نعم العبد الحجام ، يذهب الدم ويخفف الصلب ويجلو البصر .
18- وعنه رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في الأخدعين وبين الكعبين . الكعبان : هما عظمتان بارزتان في مؤخرة جانبي القدم .
19- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم العيد الحجامة ، تجلو البصر وتذهب بالداء. ( العيد : العادة ) .
20- عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الحجامة في الرأس من الصداع والدوار ووجع الضرس ...
21– عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء سنة .
22- عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ آية الكرسي عند الحجامة كانت منفعة حجامته .
23- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : الحجامة تنفع من كل داء فاحتجموا .(2/10)
24- عن أنس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : لقد أوصاني جبريل بالحجم حتى ظننت أنه لابد منه .
25- قال صلى الله عليه وسلم : من قرأ فاتحة الكتاب وآية الكرسي عند شرط الحجامة كان شفاء من علته .
26- عن جابر رضي الله عنه ، أن النبي الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم عن رهصة أخذته . رهصة : أي ألم .
27- وعن علي رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : خير الدواء الحجامة والفصد .
28- عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء .
29- وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحجامة في الرأس هي المغيثة ، أمرني بها جبريل حين أكلت لحم اليهودية .
30- عن انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالحجامة يوم الخميس فإنها تزيد في الأرب . قيل وما الأرب يا رسول الله ؟ قال العقل .
31- عن سلمى رضي الله عنها مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كنت عند رسول الله يوما جالسة إذ أتى إليه رجل فشكى وجعا يجده في رأسه ، فأمره بالحجامة وسط رأسه ، وشكى إليه ضربانا يجده في قدميه فأمره أن يخضبها بالحناء ويلقي في الحناء شيئا من ملح . وفي رواية : شيئا من حرمل .
32- ذكر ابن أبي ليلى رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على رأسه بقرن حين طب . طب : المقصود به السحر .
33- وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتجم في المسجد .
فوائد الحجامة
1- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق في مجموعة أحاديث صحيحة أن الحجامة : شفاء ، وبركة ، وهي أنفع وخير وأفضل وأمثل دواء يتداوى به الناس . وكفى بهذا القول من سيد أطباء القلوب والعقول والأجساد .(2/11)
2- أكدت أبحاث الأطباء في عدة دول حدوث تحسن واضح بسبب الحجامة في وظائف الكبد ومرض السكر إضافة إلى بعض أمراض الأنف والأذن والحنجرة وكذلك في علاج الأطفال الذين يعانون من شلل مخي وشلل نصفي وعلاج البدانة والأمراض المتعلقة بضعف المناعة في الجسم وحب الشباب والروماتزم والعمى والسرطان والناعور وتساقط الشعر .
وفي جامعة دمشق أجريت أكبر دراسة علمية منهجية عنها ، اشترك فيها 15 استاذا جامعيا في مختلف التخصصات الطبية ، أظهرت هذه الدراسة فوائد الحجامة في علاج الكثير من الأمراض المستعصية كالضغط والسكر والكبد والدم ...
وقد نشرت الكتب الطبية الكثير من المعلومات التفصيلية حول الأمراض التي تعالجها الحجامة. كما قام بعض الأطباء بتقسيم الأمراض والأماكن بالنسبة للحجامة إلى خمسة مجموعات تحوي حوالي سبعين مرضا ، وذلك اعتمادا على خريطة صور وأرقام مواضع الجسد .
أقسام الحجامة
تنقسم الحجامة إلى قسمين : 1- حجامة رطبة ( دامية ) ، وهي المقصودة عند الكلام على الحجامة ، وفيها يتم إخراج الأخلاط الفاسدة خارج الجسم بواسطة التشريط بالموسى.
2- حجامة جافة ( بدون تشريط ) ، وفيها يتم فقط تحريك الأخلاط من مكانها أو في نفس مكانها ، وهي أشبه بالتدليك . وكل أنواع الحجامة تجري بكأس الحجامة .
الحجامة والهجوم عليها :
لشديد الأسف كان هناك من هاجمها لأنها تراث قديم بعيد عن التطور، وهناك من هاجمها لبعض الممارسات الخاطئة ممن زاولها ، كما أن هناك من هاجمها انتقاصا من الإسلام .
وإن كثيرا من الأطباء المسلمين والمسؤولين عن الطب ، لم يعرفوا الحجامة ولم يعيروها اهتماما وهم في بلادهم الإسلامية مع معرفتهم بها ، ولكن عندما ذهبوا لدراسة الطب في بلاد الغرب ورأوا أن الحجامة أصبحت علاجا طبيا يتم تدريسه في المناهج الغربية في أوربا وأمريكا واستراليا والصين وغيرها ، أيقنوا عندها فقط بأهميتها ، وأنها علاج نافع للعديد من الأمراض الخطيرة .(2/12)
والواقع أنه لا عذر لأحد في انتقاصها كتراث ، فكثير من الأمم تعتز بتراثها القديم ، بل إنها تجاهر بالتلويح به والإعلان عنه كاليابان والصين وتقوم بتطويره ، ولكن المسلمين عندما ابتعدوا عن سبب عزتهم وقوتهم ، أصابهم الضعف والذل وأصبحوا كقطعان الماشية تبعا لكل ناعق ، وتنكروا لإسلامهم وتاريخهم ، وقبل الكثير منهم الحجامة الآن عندما أتت من الغرب .
ضوابط الحجامة
ونظرا لأهمية الحجامة من الناحية الشرعية والطبية ، لذا فإنه لابد من وضع ضوابط وأنظمة لممارسة هذه المهنة من حيث الشخص الممارس والأدوات والمكان ...
وألا تترك دون اهتمام ومتابعة ورقابة ، وإلا انعكس ذلك عليها أولا كونها حث عليها الشارع الحكيم حثا بالغا ، ولوجد أعداء الإسلام فرصة سانحة في الهجوم عليها بسبب بعض الممارسات الخاطئة من بعض أدعيائها.
ومن المعلوم أن كل مهنة يمارسها بعض الأدعياء طمعا في الكسب ، واستغلالا لعدم الرقابة ، وجهل الناس .
الفرق بين الحجامة والتبرع بالدم والإبر الصينية ؟
1- الحجامة هي ضغوط صناعية من خلال إحداثنا لخدوش في أماكن معينة من الجلد ، مما يؤدي إلى حدوث استنفار لجهاز المناعة ، فيزداد إفراز كريات الدم البيضاء فتزداد المناعة .
2- في الحجامة يتم تنبيه مراكز الإحساس ، بالإضافة إلى تحريك الدورة الدموية وتنبيه جهاز المناعة ، وتنشيط خلايا الكبد وتثبيت وظائفه ، وهي علاج مهم لأمراض القلب والسرطان والضعف الجنسي ، أما في الإبر الصينية فيتم تنبيه مراكز الإحساس فقط .(2/13)
3- كما أن في الحجامة من الممكن استخدام نفس خريطة الإحساس في الجسم المستخدمة في العلاج بالإبر لنفس الأمراض ، بل أن من الممكن أن تكون الحجامة في أي مكان في الجسم ، حيث أن الأحاديث النبوية لم تقصر الحجامة في أماكن في الجسم دون أماكن ، كما أن الأحاديث ذكرت سبب احتجامه في بعض الأماكن ، أما بعض الأحاديث فقد وردت عامة . كما أن الأحاديث الكثيرة قد حثت حثا شديدا على الحجامة ، فيحتجم المسلم بالدرجة الأولى تعبدا واتباعا للسنة ، ثم استشفاءا .
4- والحجامة أيضا نوع من أنواع تنظيف وتطهير وإخراج السموم والدماء الهرمة والتالفة وفضلاتها والتخلص منها وهي التي غالبا ما تسبب الجلطات ، أما التبرع بالدم فليس تخلصا من الدم الفاسد ، بل هو إخراج للدم الصالح .
5- كما أن الحجامة لها ميزة مهمة ألا وهي أنها علاج ليس له أعراض جانبية .
6- ولقد بدأ العالم الآن يرجع إلى الطبيعة والطب البديل ، الذي هو أصلا الطب الأصيل ، فكيف إذا كان هذا الطب مصدره الشارع الحكيم ، وما آتانا من خيرات وبركات الدين وخيرات الطبيعة .
أما الطب الغربي فهو ليس طب أصيل ولا بديل ، بل هو مسكنات ومهدئات صناعية .
وعلى من أراد العلاج بالحجامة أو الإبر أو غيرها أن يرجع في ذلك إلى المتخصصين حيث أن هنالك بعض الأشخاص الذين تستدعي حالاتهم الرجوع إلى المختصين .
ختام المسك
( هذه النبذة . . الفوائد . . وهذه الرسالة . . (11 نقطة . . 17 فائدة . . 77 حديثا )(2/14)
1- عظيمة الفائدة ، صغيرة الحجم قليلة الكلمات ، ليسهل حفظها وقراءتها . 2- بطريقة مبتكرة لتساعد على الفهم . 3- سلسة العبارة والمعاني وبالفصحى المبسطة .4- أوضحت ما فيها من مصطلحات وكلمات صعبة في الأحاديث . 5- أحاديث الموضوع مقسمة إلى أبواب . 6- تم عمل ترقيم تسلسلي لكل حديث وكذلك للأبواب . 7- عنوانها لطيف وله رقم جذاب . 8- الأحاديث في هذه الرسالة أحاديث صحيحة ، ما عدا حديث الأيام المكروهة ، فمختلف فيه ، و جمهور العلماء عملوا بالأحاديث الضعيفة بشروطها ، وقد جمعت بين الرأيين والحمد لله . 9- هي أول رسالة جمعت هذا العدد الكبير من الأحاديث الصحيحة والضعيفة ، و مع أن عدد الأحاديث أكثر من 77 حديثا لكنني تصرفت في طريقة إيرادها مثل طريقة الإمام البخاري رحمه الله تعالى بالتجزئة حسب الموضوع . واعتمدت في تصحيح أكثرها على كتاب صحيح الجامع . 10- تحتوي على ستة أبواب مهمة .11- تحتوي على باب فيه خلاصة المعلومات ، وعلى باب فيه فوائد عظيمة أرجوه عز وجل أن ينفع بها .
حسن بن عبيد باحبيشي
أمين جمعية القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة
مشرف تربية إسلامية - تعليم جدة
خريج كلية الشريعة الإسلامية بمكة المكرمة 1397هـ
عضو في جمعية القرآن الكريم بجدة منذ1398هـ
جميع الحقوق محفوظة ، إلا لمن أراد توزيعها لوجه الله تعالى(2/15)
الحجامة والقسط البحري
تأليف
العلامة الدكتور الطبيب
محمد نزار الدقر
اختصاصي بالأمراض الجلدية والتناسلية والعلاج التجميلي
دكتور " فلسفة " في العلوم الطبية كاتب متخصص في الطب الإسلامي
إخوتي الشباب ساهموا معنا في ترجمة الكتاب إلى اللغات العالمية
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
الكتاب فقط للقراءة يمنع نسخ الكتاب أو الاقتباس لأغراض تجارية كما يمنع نشر الكتاب على موقع آخر
يسمح فقط نسخ الكتاب على ورق وتداوله لغرض العلم والتعليم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على معلم الناس الخير سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد، فلقد أصدرت " روائع الطب الإسلامي " في أربعة أجزاء تناولت فيها مجموعة الأوامر والنواهي الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هي في الحقيقية التشريع الإسلامي الذي أقامه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في دولة الإسلام في المدينة المنورة لتنظيم أمورها الصحية سواء في طعام الرعية أو شرابهم أو نومهم أو ما تضمنته عباداتهم من أمور تساعد على حفظ الصحة كالطهارة والصلاة والصيام وغيرها ،علاوة على بعض الإرشادات التي وجه النبي بها أمته إلى تعاطي عدد من الأدوية أو الطرق العلاجية أو صحح بها بعض الطرق الخاطئة السائدة في عصره .
لاقت " روائع الطب الإسلامي " رواجاً مقبولاً، واتصل بي الكثيرون مستوضحين عن بعض التفاصيل عن الأدوية النبوية ، ثم هل يصطدم تطبيقها مع تطبيق ما جاء به الطب الحديث بعد التقدم الكبير الذي حصل في هذا العلم المبارك " الطب" .(3/1)
صحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث هادياً ولم يبعث طبيباً، لكن بعث لبناء دولة الإسلام، وإن حفظ النفس هي من مقاصد كل الشرائع السماوية، وما جاء فيها من أوامر ونواه، والتي تدخل في المصطلح الحديث بالطب الوقائي هي أمور شرعية ملزمة لا يختلف في هذا عالمان .إلا أن الخلاف والنقاش يدور حول القسم العلاجي من الطب النبوي، هل هو دين ملزمون باتباعه، أم هو من أمور الدنيا التي قد يقع فيها الخطأ وليست ديناً يتعبد به؟ ثم إنهم يقولون: هل بعد أن تقدم الطب بهذه الخطا الكبيرة والاكتشافات المثيرة نعود لنبش الماضي ولنتعالج بهذه الطرق التراثية؟
عجيب أمر بعض أطبائنا المسلمين الذي يفجرون جام غضبهم عندما تطرح المعالجة بالطب النبوي دون أن يكون في حسبانهم اتباع الطريقة العلمية الصحيحة من أجل رفض أو قبول هذه الطريقة العلاجية .
بادئ ذي بدء أقول ليس هناك تناقض بين الطب النبوي والطب الحديث . ورسول الله- صلى الله عليه وسلم - الذي أرشدنا إلى بعض العلاجات النافعة – رحمة بنا في حالات ألهمها من رب رحيم. فالنبي - صلى الله عليه وسلم - تداوى وأتى إليه الأطباء يصفون له العلاج الذي يناسب حالته وهو " عليه الصلاة والسلام " أمر بالتداوي وحث على البحث للوصول إلى الدواء الصحيح حيث يقول :" تداووا عباد الله ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء ،علمه من علمه، وجهله من جهله، فإذا أصاب دواء الداء شفي بإذن الله".
ودعوته - صلى الله عليه وسلم - هذه أدت إلى تطور كبير في علم الطب حتى وصل في عهد الخلافة العباسية إلى القمة في طب ذلك العصر وكانت كتب الأطباء المسلمين المصدر الأول لتطور الطب الغربي حيث بقي كتاب القانون لابن سينا يدرس في كليات الطب الأوربية لأكثر من خمسة قرون .(3/2)
إن النصوص النبوية التي صحت نسبة سندها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما تزال حية تنبض بالشفاء، إلا أن ما فسرت به منذ مئات السنين، وبما يتوافق مع طب ذلك العصر لم يعد مقبولاً اليوم ، لا لخطأ في تلك النصوص ، بل لعدم فهم حقيقتها بعد التطور الواسع في العلوم الطبية. فمع تقدم الطب وتحسن وسائل التشخيص تغير مفهوم كثير من الأمراض ، كما تغير مضمون كثير من المسميات ، فكان لا بد لأطبائنا وعلمائنا من حث همهم لإجراء البحوث السريرية للكشف عن خواص العلاجات النبوية وتحديد استطباباتها في ضوء الطب الحديث ، وتحديد المقادير العلاجية لتلك الأدوية والطريقة التي يجب أن تطبق بها حتى يتحقق الشفاء بها والتي جاءت دعوة مقتضبة للإرشاد إليها من غير تفصيل في النص النبوي .
يقول العلامة ابن قيم الجوزية :" الطب النبوي والعلاج المحمدي هو أجود الطب وأنفعه ولقد استفاد منه المسلمون كثيراً واستغنوا به عن غيره في كثير من الحادثات المرضية ، كيف لا وقد استمده صلوات الله عليه من وحي السماء وتلقاه عمن أوجد الداء والدواء ! ... ثم إن طب النبي متيقن قطعي إلهي صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل ، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب ولا ينكر عدم انتفاع البعض بطب النبوة فإنه ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء به وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان " ..
الباحث الكبير الدكتور محمد علي البار في كتابه " هل هناك طب نبوي ؟ " يؤكد " أن ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمور الطب هو حق لامرية فيه ، وإن بدا في بعض هذه الأحاديث تناقض ظاهري مرده إلى عدم معرفة الأسرار الكامنة وراء هذه الأحاديث والتي جاء الطب الحديث يوضح شيئاً كثيراً من هذه الأسرار ".(3/3)
نحن متفقون على أن الطب قد تطور في كثير من ميادينه وقدم الكثير من الأدوية والطرق العلاجية الحديثة لكن علينا أن لا تعمينا نشوة الظفر والتقدم عن محاذير الأدوية الكيماوية الحديثة . فكم من علاج استعملناه لسنوات كالتتراسيكلين مثلاً فظهرت لنا بعد سنوات آثاره المشوهة لأسنان الأطفال وكالتاليدوميد التي ظهرت آثاره الماسخة للجنين بعد سنوات من استعماله. نعم : يطول بنا الحديث إذا أردنا أن نعدد آلام كثير من المرضى التي نجمت عن تطبيق بعض الأدوية الحديثة والمضاعفات الكثيرة التي آلت إليها حالتهم المرضية . من هنا نجد الدعوات الكثيرة والأصوات العالية التي ترتفع اليوم للحد من استعمال الدواء الكيماوي والاستغناء عنه بطرق بسيطة معروف سلامتها طالما كان ذلك ممكناً .(3/4)
نعم : إننا نسمع اليوم دعوات منظمة الصحة العالمية للعودة إلى نبش طب الشعوب والاستفادة من خبرات أجيالهم المتعاقبة فيما يستعملونه من أعشاب أو طرق علاجية كالحجامة وسواها والقيام بدراسة سريرية وتحليلية لمركباتها ليتم تطبيقها تحت قواعد علمية صارمة ، وضمن استطابات طبية سليمة . فهذه أمة الصين لم تتخل عن طبها التقليدي ورغم أنها ساهمت إلى حد كبير في تطوير الطب العصري لكنها خصصت معاهد ومشافي طورت بها أيضاً طبها " الصيني " كالوخز بالإبر ووضعت له قواعده ومبادئه العلمية فصار طباً متميزاً يناهض الطب المعاصر وينافسه في استقبال مريديه من المرضى ، وممن عجز الطب الحديث عن تخليصهم من آلامهم وهمومهم الصحية ونحن أمة الإسلام نملك في طب النبوة تراثاً خالداً من المعارف الطبية والوصفات العلاجية التي أثبت بعضها جدارته في خضم هذا الصراع ، ولا ينقص البعض الآخر إلا أن نبذل همنا بدراسته وفق نظم التطور الطبي المعاصر وحتى نتحقق من استطباباته فهي والله أحق بالتصديق والتطبيق فقد نطق به من لا ينطق عن الهوى ، "والنجم إذا هوى ، ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ، علمه شديد القوى " .
وإني في موسوعة الطب النبوي هذه – والتي أرجو الله أن يوفقني لإنجازها سأخصص لكل مادة أو مادتين من مواد الطب النبوي كتاباً مستقلاً يشمل تحقيقاً لصحة الأحاديث المنسوبة إليه صلى الله عليه وسلم ، ثم أنقل عن بعض خبرات علمائنا القدامى في مجال تلك المواد وتطبيقاتها ثم ننتهي بجمع الأبحاث العلمية المتطورة لهذه المواد. والتي سنرى من خلالها الإعجاز الطبي الرائع والسبق النبوي في وصف هذه المواد والله المستعان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المبحث الأول
الحجامة
هذا الكتاب ....(3/5)
الحمد لله الخالق البارئ المصور، خالق هذا الجسد وهو نفسه جل جلاله، وضع له منهج حياة يتضمن أوامر ونواهٍ، وهو سبحانه أعرف بما يصلح له، ومن البدهي الذي لا مراء فيه، أن تطبيق هذا المنهج باتباع أوامره واجتناب نواهيه سيؤدي حتماً إلى صلاح هذا الجسد. والحجامة من أوامر الله عز وجلّ التي أوحى بها إلى نبيه فهي بلا شك تصلح من فساد البدن. فقد حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه ليلة أسري به، ما مر على ملأ من الملائكة إلا أمروه :أن مر أمتك بالحجامة / أخرجه الترمذي بسند حسن.
الصلاة والسلام عليك يا نبي الله، معلم الناس الخير. ألم يرو عنك إمام المحدثين – البخاري – رحمه الله في صحيحه قولك يا سيدي " إن أمثل ما تداويتم به الحجامة "
في مقابلة على الانترنيت مع الأستاذ الدكتور أمير محمد صالح الحائز على البورد الأمريكي في الطب البديل والأستاذ الزائر في جامعة شيكاغو سُئل عن الحجامة فرد بقوله :" الحجامة، هذا العلاج النبوي الرائع، أصبح علاجاً متداولاً في كثير من عواصم العالم، لقد درست الحجامة بعمق وطبقتها في الغرب قبل أن أعرف أنها علاج نبوي، فهي طريقة علاجية تثمنها عالياً عدد من جامعات العالم وتدخل ضمن طرق العلاج بالطب البديل إذ يسمونهاCupping Therapy وعندما سئل ماذا نقول للذين يهاجمون الحجامة أجاب بقوله: أقول لهم افتحوا على الانترنت واقرؤوا واطلعوا فليس الأمر منا تعصباً للسنة النبوية بل هي مسألة علمية بحتة، فلم هذا التشكيك والغرب كله اليوم يلهث وراء هذا الطريقة البسيطة والمفيدة " .(3/6)
وفي قطرنا العربي السوري ومنذ أكثر من عامين روج للحجامة بشكل غير مسبوق وأعلن في ضجة مشبوهة عن فوائد غير واقعية كمعالجة السرطان وسواه بالحجامة مما قد يسيء لهذه السنة النبوية الطاهرة بتوجيه أصابع الاتهام إليها من بعض الأطباء، وقد دعت نقابة أطباء سورية إلى عقد ندوتين في دمشق حول الحجامة نوقشت فيهما واقع الحجامة في القطر (1). وأشار الدكتور رمضان رمضان نقيب الأطباء في سورية في مستهل الندوة إلى ما ادعي من دراسة علمية نشرت حول الحجامة في الإعلام وفي بعض الكتب المتفرقة (2) فهي تفتقد بالكلية لمنهجية البحث العلمي .. وبما أنه لا توجد معايير أو استطبابات للحجامة بالمفهوم الطبي الحديث وبالتالي فإن انتشار الحجامة بالشكل الحالي يشكل خطراً على الصحة العامة، وإذا ما كان هناك بعض الاستطبابات الطبية فيجب أن تحدد حسب دراسات علمية تقوم بها جهات علمية مسؤولة /إهـ
وفي نفس الندوة تكلم العلامة الدكتور سعيد رمضان البوطي عن هذا الموضوع فأكد أن الحجامة وسيلة استطبابية قديمة، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحدث عن هذا الذي عرفه الناس من قبل فقال كلمة فيها قدر كبير من الإقرار وقدر أكبر من التحفظ في حديث صحيح متفق عليه " إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شرطه محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار "
__________
(1) - المجلة الطبية العربية:دمشق تصدر عن نقابة الأطباء في سورية العدد 154 شباط 2003
(2) ذلك في إشارة إلى كتاب صدر حديثاً بعنوان " الدواء العجيب " والذي جمعه " عبد القادر الديراني " ونسبه إلى أمين شيخو .(3/7)
الحديث موجود منذ 14 قرناً، ولكن الشيء الذي أذهلني أن هياجاً غير متوقع وضجيجاً غير مرتقب قام في السنتين الماضيتين أحدث إشكالات غريبة وعجيبة جداً. تساءلت في نفسي ألم يكن الناس قد سمعوا بكلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا الذي تناقلته الأجيال إلى يومنا هذا، فما الذي جعل الناس ينتقلون من النقيض إلى النقيض فيهتاجوا ويقوم ضجيج كبير بهذا الموضوع .
قلت في نفسي لعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن قد حظي بعد بشهادة التزكية من هؤلاء الذين أعلنوا عن جدوى الحجامة وعن أهميتها، فلما حظي المصطفى بهذا التزكية منهم التفت الناس إلى هذا الأمر وأقبلوا عليه، لكني نظرت فوجدت أن النبي- صلى الله عليه وسلم - لم يبق له موقع بين هذا الضجيح واتجهت أجهزة الإعلام وأضواء الدعاية إلى أشخاص آخرين، ورسول الله آخر من ترتبط العلاقة بينه وبين هذا الحديث وتساءلت في نفسي لماذا يقوم الصخب وهذا الضجيج العجيب بالنسبة لمسألة واحدة تلتقط من الطب النبوي كله مع الإعراض التام على الأمور الأخرى ( العجوة، الحبة السوداء .....) هذا السؤال لم أجد عليه جواباً في ذاكرتي إلا أنني أظن أن هنالك من يتصيد من هذه المسألة دعاية ومن ثم هناك من أراد أن يقطف ثمار هذه الدعاية" .(3/8)
ويتابع الأستاذ البوطي فيقول: " وإذا لاحظنا كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأدوية التي أقرها ولفت النظر إليها نجد أنه يستعمل أداة الإطلاق ولا يستعمل أداة التعميم مثل: إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شرطة محجم .... الخ. إذاً وليس فيها تعميم. فما الفرق بين الإطلاق والتعميم ؟ الإطلاق يعني أن هذا فيه دواء إذا صح أن تكون الحجامة دواء في مرة من المرات، لمرض من الإمراض فقد صدق هذا الكلام وليس في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يعني أن الحجامة دواء لكل داء. ندرك من هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما يلفت نظرنا إلى الحجامة وأن فيها دواء من مرض ما فإن تنفيذ ذلك مرده إلى الطب، متى وكيف وبأي نظام وبأي طريق نستعمل. وأشد ما نخشاه من ردود الفعل التي تتولد من المبالغة والتي لا تزال تخلف الإفراط والتفريط /إهـ
وأكد الدكتور عبد الغني عرفة أن الحجامة تطبيق للنظرية العلمية القائلة بوجود جهاز مناعي ذاتي في الجسم وأن هذا الجهاز يصيبه الكسل أحياناً فهو بحاجة إلى إعادة تنشيطه، وقد أكدت التجارب الكثيرة أن الحجامة كفيلة بذلك. أما استطباباتها العلاجية فهي تطبق في الحالات التي يكون فيها الجهاز المناعي متراخياً، ولا أقول معطلاً، كما في حالات الشقيقة والآلام العصبية المختلفة وفي أمراض اضطرابات التغذية كالسكري وفي ارتفاع الضغط الدموي، لكني أقول أن هنالك مبالغة في إمكانية الشفاء إذ لا يوجد دواء عجائبي يمكنه أن يشفي كل ما خلق الله من الأمراض، وإن منظمة الصحة العالمية تدعو إلى نبش التراث العالمي للشعوب وتقول بأننا قد نجد في بعضه ما يفيد في علاج بعض ما استعصى على العلم الحديث من أمراض .(3/9)
وبين الدكتور عبد المالك الشالاتي أن الحجامة تفيد بدون شك في بعض الأمراض وليس في كل الأمراض، وهي شائعة في كل أنحاء العالم، وهي نوع من الطب البديل الذي له جمعياته المنتشرة هنا وهناك إلا أنني أؤكد أن عملية الحجامة يجب أن تضبط من قبل جهات مسؤولة وأن يكون من يقوم بها مرخصاً له من قبل السلطات الصحية .
وتساءل الدكتور أحمد ديب دشاش: لماذا الحجامة الآن ، وهل عجز الطب عن مداواة بعض الأمراض ونريد تجربة الحجامة ، وهل تفضل الحجامة مثلاً لأنها أكثر فعالية ؟ ثم هل يتم تطبيقها في أماكن أو بأيد ووسائل عقيمة نظيفة تضمن سلامة المريض من انتقال العدوى بمرض خطير كالإيدز مثلاً ؟ إذن لابد من إجراء دراسة تقيم فعالية الحجامة حسب المنهج العلمي .
وأحب أن أؤكد للقارئ الكريم أني لم أكتب هذا الكتاب رداً على أحد فقد بدأت بجمع مواده منذ سنوات، لكن الضجة الإعلامية الحالية حول الحجامة ومبالغة أصحابها في الفوائد المنسوبة إليها، ومن ثم ردود الفعل من هنا وهناك وخاصة ما تكلم به العديد من الأطباء في ندوة نقابتهم جعلتني أسرع في إنجاز هذا الكتاب مع الإحاطة ما أمكن بما تقدمه لنا شبكة الإنترنت من أحدث المعلومات ليجد فيها كل من الفريقين- إن كان منصفاً – حقائق علمية وطبية مثبتة يمكن أن تكون جواباً لتساؤلاته وتمكنه بعد ذلك من الحكم الصحيح .(3/10)
وقد طورت بعض المراكز الطبية في العالم الحجامة بإضافة عناصر أخرى إليها وأطلقوا عليها اسم "الحجامة الحديثة". وتصف الدكتورة هيلينا عبد الله(1) هذا المصطلح فتقول :" تعتبر الحجامة الحديثة وسيلة لاستخلاص العوادم السمية والعناصر المدمّرة الزائدة من أجسامنا عبر سطح الجلد، ومن ثم تجنيب الكليتين والكبد تبعات العمل الشاق، وهي عملية مأمونة للغاية، غير ضارة، وغير مؤلمة، وخالية من الآثار الجانبية، لكنها رغم ذلك شديدة الفعالية لدى استخدامها العلاجي بهدف تخفيف الآلام أو تنشيط الوظائف الحيوية للجسم، وكذا في الوقاية من بعض الأمراض كآفات القلب والفشل الكلوي وغيرها . والحجامة تحتل مكانة هامة في مجمعنا المعاصر ، ولقد شاهدت على امتداد سنوات، نتائج بالغة الأهمية وتحسناً كبيراً لدى كثير من مرضاي وحتى الحالات العديدة من الإعاقات الجسمية الطويلة الأمد .
لمحة تاريخية
الحجامة علاج عرفته كثير من الشعوب القديمة كالصينيين والبابليين واليونان والفراعنة إذ أن أقدم الوثائق عن الحجامة وجدت منذ 1500 ق.م عند قدامى المصريين تمثلت في نقوش تظهر أدوات طبية استخدموها لهذه العملية (2)
__________
(1) الحجامة الحديثة : للدكتورة هيلينا عبد الله – ترجمة محمد فكري أنور – مكتبة مدبولي –القاهرة :2002
(2) Bruce Bentley:“ Health Traditions , Australia , htm. Thai massage and cupping – 2002(3/11)
ويرى أبقراط (1) أن الفراعنة قسموا الطب العلاجي إلى نوعين: طب الصوم وطب الإخراج ويعنون به الحجامة عن طريق شرطات يحدثونها في الجلد . وإن ما كتبه أبقراط ( حوالي 400ق.م ) هو أقدم النصوص المكتوبة حيث كان وأتباعه يطبقون الحجامة لمعالجة المصابين بالتهاب اللوزيتن وعسرة الطمث، وكان يشترط في المحاجم أن تكون صغيرة القطر، مخروطية الشكل وخفيفة الوزن وخاصة عندما يكون المرض المعالج متركزاً في الأعماق .
وتؤكد بروس بينتلي(2) أن أبقراط عرف الحجامة بشكليها الجافة والرطبة . وأن الحجامة بقيت معروفة في الممارسة الطبية في كل أنحاء أوربا وطبقها العالم اليوناني غالن (150ق.م) وبراسيلوس(1500م) وأمبروس بار(1590م).
لقد تطورت الحجامة عبر الزمن واستخدمها بعض الأقوام لسحب السموم من لسعات الحيات وغيرها من الإصابات الجلدية باستخدامهم لقرون الحيوانات المجوفة بعد تفريغها من الهواء بمصه عن طريق الفم ثم تطورت باستخدام كؤوس من خشب الخيرزان صنعت من الزجاج(3)
كؤوس الحجامة
ومع تطور الكؤوس تطورت أيضاً التطبيقات السريرية للحجامة وكذا مع تنوع الثقافات التي هيات الحجامة لتكون آلية ممتازة لحفظ الصحة. ويبدو أن الصينيين هم الذين وسعوا الانتفاع بالحجامة. وترى أنيتا شانون أن أول تقرير طبي علمي كتب عام 28 م فيه مقولة صينية مفادها أن المعالجة بوخز الإبر مع الحجامة تشفيان أكثر من نصف أمراض البشر، وتوضح معطيات الطب الصيني أن الحجامة تبدد الركودة الدموية، والتي بسببها تعمل مؤثرات خارجية تدخل العضوية في حالات مرضية مختلفة .
__________
(1) الأستاذ أمير محمد صالح / موقع انترنت www. Photo al malki new 23 htm
(2) Bruce Bentley: ‘Health traditions . Australia –20021
(3) Anita Shanon , Lmbt “ Massage Cupping in health care “ www. Massage cupping com(3/12)
جي هونغ ( عام 340م )أول من وصف في كتابه " وصفات الطوارئ " الحجامة وقررها كعلاج إسعافي واستعمل لها القرون الحيوانية .
وفي كتاب Tang Dynasty وصفت الحجامة لمعالجة السل الرئوي والأمراض المشابهة. بعد ذلك تحدث Zhao Xuemin عن أهمية الحجامة باستعمال محاجم مسخنة بحرق قطعة من الصوف فيها تصنع من الخشب أو الخزف ويصفها لمعالجة الصداع الناجم عن البرد، والدوار، والآلام البطنية وأوجاع المفاصل(1) .
وهناك نصوص من طب الفراعنة تؤكد استعمالهم للحجامة في معالجة حالات مرضية متعددة كالحمى والآلام والدوار واضطراب الطمث وضعف الشهية من أجل تعجيل شفائهم. ومن عند المصريين انطلقت الحجامة إلى اليونانيين ومنهم انتقلت إلى الشعوب الأوربية وحتى إلى الأمريكيين(1)
كما أثبتت المصادر التاريخية معرفة العرب في جاهليتهم للحجامة (2) وقد أقر النبي - صلى الله عليه وسلم - قومه على الانتفاع بهذه الطريقة العلاجية، بل واستخدمها النبي - صلى الله عليه وسلم - للوقاية من العديد من الأمراض كتبيغ الدم ولمعالجة بعضها الآخر كما سنجد ذلك مفصلاً في فصول قادمة من هذا الكتاب .
ومنذ مطلع القرن التاسع عشر (3)ظهرت أوراق بحث تفيد تطبيق الأطباء الأوربيين والأمريكيين للحجامة في الممارسة العملية. كما أثمرت جهود التعاون بين الأطباء السوفيت والصينين عن نتائج طيبة في التطبيقات السريرية للحجامة وأصبحت من المعالجات الأساسية هناك حيث تجدها مطبقة في معظم مشافي الصين. كما أن حجامة الثديين أصبحت تمارس لمعالجة الأثداء الملتهبة( الشكل 2) وفي اضطرابات الرضاعة حيث طبقت ممصات الثدي العائلية Breast Pumb .
__________
(1) huti ,internet / www,it monline org/arts/cuppind htm (1)
(2) روائع الطب الإسلامي الجزء الأول للدكتور محمد نزار الدقر:دار المعاجم – دمشق
(3) ta Shanon, Lmbt “Massage Cupping in health care“ www. Massage cupping Com (1)(3/13)
وفي أواخر القرن العشرين (1)دخلت تطورات مهمة على تقنية الحجامة إذ ظهرت نوعيات من الكؤوس مجهزة بمضخات يدوية عوضاً عن استعمال النار في تفريغ الهواء حيث يوجد لها مدك وصمام يتم غلقه أثناء سحب المدكّ ثم يعاد فتحه بعد الانتهاء من عمل الحجامة فيتسلل الهواء إلى داخل الكأس ويمكن بذلك رفعه بسهولة ثم ظهرت بعد ذلك محاجم مزودة بمضخات كهربائية لتفريغ الهواء .
وفي تحقيقه لكتاب " الطب من الكتاب والسنة (2) " كتب د. عبد المعطي قلعجي مؤكداً أنه حتى عام 1960 لم تكن تصدر مجلة طبية أو كتاب في علم وظائف الأعضاء أو العلاج إلا وللحجامة فيه ذكر وفوائد وآلات. و ذكر أن بعض الشركات المختصة بإنتاج الأجهزة الطبية أنتجت حقيبة خاصة لأدوات الحجامة. وفي عام 1973 وقع بيدي كتاب عن علاج الروماتيزم والتهاب المفاصل لمؤلفه د.فورستر لنغ فوجدته يشير إلى الحجامة كمخفف للآلام الرثوية الشديدة .
و في عام 1975 ذكرها الأستاذ زكي سويدان في آخر طبعة من كتابه "التمريض و الإسعاف" القاهرة, حيث ذكر مواضع الحجامة و أنها وسيلة ناجحة لعلاج حالات هبوط القلب المترافق مع ارتشاح في الرئتين و ببعض أمراض القلب و آلام المفاصل.
و في عام 1978 ذكر الحجامة د.عبد العظيم رفعت أستاذ الجراحة في جامعة القاهرة في كتابه Surgery كطريقة لمعالجة عسر التبول الناتجة عن التهاب الكليتين و تطبق الحجامة هنا على الخاصرة.
يدل هذا على أن الطب إن أغفل الحجامة في مطلع القرن العشرين إلا أنه عاد و اعتمدها كعلاج من العلاجات النافعة يتعاضد معها للوصول إلى الشفاء و من ناحية أخرى ترى بعض الأبحاث أن الحجامة تنفرد في معالجات تنفع فيها و تخفف الآلام و ليس لها أي مضاعفات جانبية .
__________
(1) - د. أيمن الحسيني:" معجزة الشفاء بالحجامة وكاسات الهواء – مكتبة القرآن – القاهرة –2003م.
(2) الطب من الكتاب والسنة:موفق الدين البغدادي 629هـ، دار المعرفة –بيروت 1988 .(3/14)
يقول د.أيمن الحسيني(1) في مقدمة كتابه عن الحجامة و الذي صدر عام 2003:
"الحجامة وسيلة علاجية قديمة جدا عادت للظهور و الانتشار من جديد و أصبح تعليمها و القيام بها يستهوي كثيرا من الأطباء بعدما أثبتت دراسات علمية في دول مختلفة من العالم فعالية هذه الوسيلة العلاجية القديمة في مداواة و تخفيف كثير من متاعبنا الصحية" .
الحجامة
في السنة النبوية المطهرة
1-روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" الشفاء في ثلاثة: شربة عسل وشرطة محجم وكية بنار وأنهى أمتي عن الكي ".
2-وروى البخاري ومسلم في الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي ".
3 -عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي " رواه الترمذي وحسنه .
4-عن مالك بن أنس بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "إن كان دواء يبلغ الداء فإن الحجامة تبلغه " أخرجه مالك في الموطأ وقال الأرناؤوط :إسناده معضل .
5 -عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم العبد الحجام يذهب الدم ويجفف الصلب ويجلو عن البصر " وقال : "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث عرج به، ما مر على ملأ من الملائكة إلا قالوا:عليك بالحجامة"رواه الترمذي وحسنه وهو كما قال ( الأرناؤوط ).
6 -عن عاصم بن عمر بن قتادة، أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عاد المقنع بن سنان فقال:لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :"إن فيه شفاء " رواه البخاري .
__________
(1) د. أيمن الحسيني:" معجزة الشفاء بالحجامة وكاسات الهواء – مكتبة القرآن – القاهرة –2003م.(3/15)
7-وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به " رواه البخاري.
8- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن أم سلمة استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحجامة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا طيبة أن يحجمها. قال حسبت أنه قال :" كان أخاها من الرضاع، أو غلاماً لم يحتلم " رواه الإمام مسلم .
9-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ليلة أسري به ما مر على ملأ من الملائكة إلا أمروه:أن مر أمتك بالحجامة. أخرجه الترمذي وحسنه.
10-وعن سلمى – خادم رسول الله – رضي الله عنها قالت: ما كان أحد يشتكي وجعاً في رأسه إلا قال:احتجم، ولا وجعاً في رجليه إلا قال:اخضبهما " أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن.
11-عن سمرة بن جندب قال :"رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحتجم بقرن ويشرط بطرف سكين فدخل رجل من شمخ فقال له:لم تمكن ظهرك أو عنقك من هذا يفعل بها ما أرى:فقال - صلى الله عليه وسلم - : هذا الحجم وهو من خير ما تداويتم به " رواه الإمام أحمد .
12-عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم " رواه مسلم
وعن ابن بحينة رضي الله عنه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم بطريق مكة وهو محرم وسط رأسه " رواه الإمام مسلم .
13-عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط " رواه البخاري .
14-عن عكرمة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال " احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم " رواه البخاري .(3/16)
15-وعن انس رضي الله عنه قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخفف عنه وقال: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " رواه البخاري .
16-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "أخبرني أبو القاسم أن جبريل أخبره أن الحجم أنفع ما تداوي به الناس" أخرجه البخاري في تاريخه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .
أوردنا هذه الأحاديث النبوية التي هي في مرتبة الصحيح أو الحسن وأكثرها مما رواه واتفق عليه الشيخان:البخاري ومسلم ويوجد غيرها أيضاً أثبتناه في مواضع أخرى من فصول الكتاب وكلها تدل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تداوى بالحجامة، بل وفعلها من غير سبب واضح أحياناً وهذا ما يفترضه علم الطب من قبيل الطب الوقائي ، كما أمر أصحابه بالحجم وأنه عليه الصلاة والسلام قد أُمِرَ به من الملأ الأعلى. ومع هذا كله فقد اختلفت آراء العلماء من أمتنا المسلمة من حيث تقييم الحجامة وهل أنها سنة نبوية يثاب عليها من فعلها اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أنها من الأعمال الدنيوية المباحة حيث لا ثواب ولا عقاب؟
هذا وسننقل أقوال العلماء والمذاهب الإسلامية حول حكم الحجامة في مبحث الأحكام الفقهية للحجامة .
أوقات الحجامة
في الهدى النبوي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرون " أخرجه الترمذي وحسنه .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين " أخرجه الترمذي وحسنه .
( وهو كما قال:الأرناؤوط)(1).
__________
(1) الأستاذ عبد القادر الأرناؤوط في حاشيته على كتاب "الطب النبوي لابن القيم(3/17)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء " أخرجه أبو داود وإسناده حسن.
عن أبي بكرة قال:أخبرتني عمتي كيَسة بنت أبي بكرة أن أباها كان ينهى عن الحجامة يوم الثلاثاء ويزعم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ" أخرجه أبو داود وإسناده ضعيف لضعف راويه أبي بكرة بكار بن عبد العزيز و لحالة عمته كيسة إذ لا يعرف حالها ( الحافظ ابن حجر في التقريب )
وأما ما يروى عن أبي هريرة يرفعه " من احتجم يوم الأربعاء أو يومَ السبت فأصابه وضح أو بياض فلا يلومن إلا نفسه " أخرجه الحاكم والبيهقي وفي سنده سليمان بن أرقم وهو متروك، فهو حديث ضعيف جداً / لا يصح (1)وكذا ما يروى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :"فاحتجموا على اسم الله ولا تحتجموا الخميس والجمعة والسبت والأحد، واحتجموا الأثنين، وما كان من جذام ولا برص إلا نزل يوم الأربعاء " رواه ابن ماجه من طريقين ضعفهما ابن ماجه نفسه .
قال ابن القيم في الطب النبوي:الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره، وإذا استعملت عند الحاجة إليها نفعت أي وقت من أول الشهر وآخره "... ويرى ابن القيم أن " اختيار هذه الأوقات فيما إذا كان على سبيل
__________
(1) كما أخرجه ابن عدي في ( الكامل في الضعفاء ) وفيه عبد الله بن زياد القرشي وهو متروك أيضاً ومتهم بالكذب، وأخرجه ابن أبي حاتم في " العلل" وفي سنده حسين بن حمزة وهو متروك أيضاً. وأخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " عن مكحول الدمشقي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث متقطع سقط منه الصحابي فضلاً عن أن مكحولاً لا يصح سماعة من جميع الصحابة(3/18)
الاحتياط و التحرز من الأذى، وأما في مداواة الأمراض فحيثما وجدت الحاجة إليها وجب استعمالها ".
ويقول ابن القيم: وكل الأحاديث التي ذكرت فيها الأيام ضعيفة، ولقد قال الفيروزبادي في سفر السعادة: وباب الحجامة واختيارها في بعض الأيام و كراهتها في بعضها ما ثبت منه شيء، أي في السنة .
قال الإمام ابن حجر(1)وورد في الأوقات اللائقة بالحجامة أحاديث ليس فيها شيء( أي من الصحة ) على شرطه، فكأنه أشار إلى أنها تصنع عند الاحتياج ولا تتقيد بوقت دون وقت. وينقل ابن حجر عن أطباء زمانه أن أنفع الحجامة ما يقع في الساعة الثانية أو الثالثة وألا يقع عقب استفراغ أو جماع أو حمام ولا عقب جوع ولا شبع.
وأما الندب للحجامة لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين فقد قال ابن حجر: ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيء فقد قال حنبل بن اسحق أن أحمد ( ابن حنبل) رحمه الله كان يحتجم في أي وقت هاج به الدم وأي ساعة كانت ...
قال ابن القيم (2) وتستحب الحجامة في وسط الشهر لأن الدم في أول الشهر لم يكن قد هاج وتبيغ وفي آخره يكون قد سكن أما في وسطه فيكون في نهاية التزايد ".
__________
(1) ابن حجر العسقلاني عن كتابه " فتح الباري على صحيح البخاري ".
(2) الطب النبوي " ابن قيم الجوزيه –75إهـ"(3/19)
ويقول الدكتور محمد علي البار (1) في هذا المعنى: ظهرت في الآونة الأخيرة أبحاث مفادها أن القمر عندما يكون بدراً يزداد التهيج العصبي والتوتر النفسي إلى درجة بالغة. ويؤكد الدكتور ليبر ( عالم النفس الأمريكي في ميامي) أن هناك علاقة قوية بين العدوان البشري والدورة القمرية وخاصة بين مدمني الكحول والميالين إلى الحوادث وذوي النزاعات الإجرامية ثم إنه يشرح نظريته قائلاً:" إن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من 80% من الماء والباقي هو من المواد الصلبة، ومن ثم فهو يعتقد أن قوة الجاذبية القمرية التي تسبب المد والجزر في البحر والمحيطات تسبب هذا المد أيضاُ في أجسامنا عندما يبلغ القمر أوج اكتماله، وهو ما عبر عنه القدماء بتهيج الأخلاط وتبيغ الدم، وكما يحدث المدُ في البحر عند اكتمال البدر يحدث هياج الدم وتبيغه في الجسم عند اكتمال القمر ..."
وفي هذا المعنى نقل عن ابن سينا (2) قوله:ويؤمر باستعمال الحجامة، لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت أو هاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت، بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر ".
__________
(1) في حواشيه على الرسالة الذهبية للإمام علي الرضا – طبعة دار المناهل – بيروت 1992
(2) عن كتابه " القانون في الطب "(3/20)
ويرى الدكتور محمود ناظم النسيمي (1) أن الحجامة الجافة ليس لها وقت معين لإجرائها وإنما تنفذ لدى وجود استطباب لها، أما الحجامة الدامية ( المبزغة ) فلها أوقات مفضلة في الطب النبوي إذا استعملت بشكل وقائي، أما في حالات الاستطباب العلاجي فإنها تجرى كذلك في أي وقت. فلقد مر معنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم بعدما سُمَّ واحتجم في وركه من وثء كان به واحتجم وهو محرم على ظهر قدمه من وجع كان به، وفي رأسه من شقيقة ألمت به. ولم يرد عنه عليه الصلاة والسلام أنه انتظر في تلك الأحوال يوماً معيناً أو ساعة معينة من اليوم ولذا تحمل أحاديث تفضيل أيام معينة من الشهر لإجراء الحجامة الدامية على إجرائها لأغراض وقائية كما في الدمويين عند اشتداد الحر والله تعالى أعلم.
وخلاصة القول في توقيت الحجامة أنه لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث يأمر أو ينهى عن الحجامة في يوم أو وقت معين، إلا ما كان من استحباب لعملها أيام السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من الشهر القمري حيث بلغت أحاديثها درجة الحسن ( أي دون مرتبة الصحيح )، فالمسلم الذي يرغب في الحجامة لمجرد الوقاية أو تطبيق ما ورد في السنة المطهرة يمكن أن يتحرى هذه الأيام وأما من أراد الحجامة علاجاً لمرض حاضر فليس له أن ينتظر وإنما يجريها زمن الحاجة إليها. وهذا ما اتفق عليه الجمهور من علماء الأمة ،كما يوافق الرأي الطبي السديد.
مواضع الحجامة
في الهدى النبوي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم في الأخدعين والكاهل" أخرجه الترمذي وأبو داود وإسناده صحيح(2) .
__________
(1) الطب النبوي والعلم الحديث:د. محمود ناظم النسيمي:مؤسسة الرسالة بيروت 1991.
(2) جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بن الأثير الجزري(3/21)
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين " أخرجه الترمذي وحسنه .
وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم على هامته وبين كتفيه وهو يقول:من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء " أخرجه أبو داود بإسناد حسن .
وعن أنس رضي الله عنه :" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يحتجم ثلاثاً:واحدة على كاهله واثنتين في الأخدعين " أخرجه أحمد وأصحاب السنن وإسناده صحيح .
وعن أنس أيضاً " أنه - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به" رواه البخاري في صحيحه .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركه من وثء كان به " أخرجه أبو داود والنسائي وإسناده حسن، والوثء شبيه بالخلع وليس به.
وعن عبد الله بن بحينة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم بلحي جبل عن طريق مكة وهو محرم وسط رأسه " رواه البخاري، ولحي جمل بقعة معروفة في الحجاز وهي عقبة الجحفة على سبعة أميال من السقيا( ابن حجر في فتح الباري ) .
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم في رأسه " رواه البخاري ".
وعن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وثء كان به " أخرجه النسائي في سننه .
والأخدعان العرقان المكتنفان للعنق في جانبيه والكاهل ما بين الكتفين وهو مقدم الظهر والهامة الرأس وجمعها هام[ الشكل –3] .(3/22)
قال ابن القيم:الحجامة على الكاهل تنفع من وجع المنكب والحلق، والحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس وأجزائه كالوجه والأسنان والأذن والعين والأنف والحلق إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم أو فساده أو عنهما جميعاً .... والحجامة تحت الذقن تنفع في وجع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والكتف ... والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن وتنفع من قروح الفخذين والساق وانقطاع الطمث والحكة العارضة في الأنثيين والحجامة أسفل الصدر نافعة في دماميل الفخذ وفي النقرس والبواسير والفيل وحكة الظهر ...../هـ.
يقول د. محمود ناظم النسيمي (1): يسمى الأخدع في المصطلح الطبي الحديث الوريد الوداجي الخارجي الخلفي وهو يصُبُ في الوريد الوداجي الظاهر، وعلى هذا فإن الحجامة في الأخدعين تحتاج إلى دقة متناهية وبأن تكون الشرطة سطحية غير عميقة وتقوم مقامها الحجامة في الكاهل وهذه أبعد علىالعروق الكبيرة وأسلم ... وقد احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم -في الأخدعين والكاهل، واستمر تطبيق الحجامة فيهما في عهد النهضة العربية وذكرها مع استطباباتها الرئيس ابن سينا
ومن دراستنا للأحاديث النبوية التي نقلت المواضع التي طبقها النبي - صلى الله عليه وسلم - حين احتجامه يبدو أنها تتعلق بالمرض المعالج، بمعنى أنها ليست أموراً تعبدية وإنما هي أمور يتدخل الطب في تحديدها، فهي بدون شك أمر اجتهادي يعلمها الناس بالخبرة .
__________
(1) الطب النبوي والعلم الحديث:محمود ناظم النسيمي.(3/23)
ويرى الأستاذ د. أحمد لطفي (1) أن الحجامة تعمل على خطوط الطاقة وهي نفسها التي تستخدما طريقة المعالجة بالإبر الصينية. ويرى أن الحجامة تأتي بنتائج أفضل عشرة أضعاف من الإبر الصينية، فهي تعمل على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال، كما تعمل على الغدد اللمفاوية حيث تقوم على تنشيطها، كما تعمل أيضاً على الأوعية الدموية وعلى الأعصاب أيضاً .
ويرى البروفسور أمير محمد صالح (2) أن الأسس التي يتم من خلالها تحديد منطقة الحجامة فهي ثلاثة أسس:
1- التطبيق على مناطق الألم المتصلة مباشرة بالجلد .
2- تنبيه مناطق الوصل العصبية المشتركة مع الجلد في مراكز واحدة مثل تنبيه مناطق معينة من الكتف لمعالجة آفات القلب، وتنبيه أماكن عند أسفل الظهر لمعالجة آفات البروستات ( الموثة ) حيث يكون الجلد مشتركا مع هذه الأعضاء بردود حسية عصبية واحدة .
3-تنبيه مناطق معينة من الجلد يحدث رد فعلها إفرازات في غدد معينة – وهذه الأمور الثلاثة تحتاج من الطبيب المعالج الذي يجرى الحجامة معرفة دقيقة مفصلة لهذه الأمور التشريحية .
الأحكام الفقهية
للحجامة
أوردنا عدداً كبيراً مما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحاديث حول دعوة أمته للحجامة، وقاية وعلاجاً ، تجاوز الثلاثين حديثاً أغلبها عند البخاري ومسلم وأصحاب السنن. فماذا استنبط علماء الأمة وفقهاء مذاهبها من أحكام حول الحجامة . وما هو الحكم الفقهي للحجامة ، وهل يثاب فاعلها أم لا ، ثم هل تجوز الحجامة للمحرم، وللصائم، ثم هل يجوز للحجام أخذ أجرة على عمله؟ هذا ما نجيب عليه في مباحث هذا الفصل .
حكم الحجامة:
__________
(1) د.أحمد لطفي – القاهرة – حارة الزيتون :من محاضرة له وجدت على الانترنت .
(2) أمير محمد صالح:لقاء مع الانترنيت WWW. Photo almalki /news 23 htm(3/24)
في الندوة التي دعت إليها نقابة الأطباء في دمشق(1) تحدث الأستاذ د.وهبة الزحيلي حول ما يراه الحكم الشرعي للحجامة فقال :
" في الوقت الحاضر وردت بعض الكتابات والمقولات التي تشيد بالحجامة، ولكن مع الأسف لم يكن المتحدثون أمناء في نقل الصورة الصحيحة عن الحجامة فاعتمدوا على ثمانية أحاديث كلها إما ضعيفة أو موضوعة.. هناك ثلاثة أحاديث صحيحة فقط، تدل على أن الحجامة سنة فعلية ثابتة وعلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره، لكن هذه الأحاديث التي تدل على الحجامة ليس على المستوى الذي يتداوله الناس الآن، وأن المشروعية ترقى إلى مستوى السنة النبوية ، ليست الحجامة من السنة أصلاً بمعنى أنها ليست قربى من القرب التي يتقرب بها من الله عز وجل ، إنما هي من قبيل الأفعال الطبيعية والتي نسميها في علم أصول الفقه:الجبلية كالقيام والقعود والأكل والشرب، والعلاجات هذه كلها في الواقع ليست سنناً وإنما الذي ورد فيها يدل على أنها مباحة، فالحجامة بالتعبير الفقهي الشرعي الدقيق مجرد عمل مباح، وفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - دل على مشروعيتها ولكن لا ترقى إلى أن تكون عبادة أو قربى أو سنة من السنن" /إهـ.
__________
(1) عن المجلة الطبية العربية:ندوة نقابة أطباء دمشق.(3/25)
أما الأستاذ د.سعيد رمضان البوطي(1) فيقول في ختام حديثه عن الحجامة والذي ذكرنا مقتطفات منه في مقدمة كتابنا :" أما ما هي الأدواء التي يمكن للحجامة أن تكون علاجاً لها والطريقة التي ينبغي أن تسلك لذلك فهي تخضع للقوانين الطبية التي يتناولها التطور والتقدم وهذا يعني أن الحجامة ليست سنة مثل ركعتي الضحى وغيرها من السنن فهي ليست قربى بشكل من الأشكال. هذا الأمر بديهي والذي يقول أنها سنة وقربى يتقرب بها الإنسان إلى الله يخالف البديهات في الواقع … أنا لا أنكر فائدة الحجامة وإلا لما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق هذا الكلام بحديث صحيح متفق عليه، لكني أقول أن الحجامة تخضع للشروط والأنظمة الطبية، هذا شيء يقيني، والذي يمارسها إن لم يكن طبيباً وحصل محذور للمريض (المحجوم) فهو ضامن له/إهـ.
ومحاولة منا للوصول إلى الحقيقة طرحنا الموضوع على عدد من علماء دمشق الأجلاء . وسؤالنا كان صريحاً: ما هو حكم الحجامة في الشريعة الإسلامية ؟
ثم هل يثاب المسلم إذا فعلها بنية الاقتداء بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟
كتب إلينا الأستاذ الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي يقول :
تعقيباً على ما جرى بيننا من حديث حول الحجامة وما يشيع من الحديث حول تحميلها في شرع الله مالا تحمله إلى درجة أن جعلها البعض شعيرة من شعائر الدين، شافية من كل داء بلا استثناء إلى غير ذلك من المبالغات المشينة التي يصلح أن يقال لأصحابها، أتريدون أن يكذب الله ورسوله …ثم نسمع عن آخرين جردوا الحجامة من كل صفة شرعية فلا استجابة في فعلها لشرع الله ولا أجر ولا ثواب لفاعلها … ما تباعدت فيه الأنظار واختلفت فيه الأحكام .
__________
(1) المصدر السابق نفسه.(3/26)
وسأنقل هنا أقوال بعض العلماء التي تزيد في ثراء هذا البحث. فالموضوع ما يزال مطروحاً للنظر والتمحيص ومحاولة معرفة الأحكام الشرعية للوقوف على مراد الله تعالى من عباده وما يرتبه سبحانه من الثواب والعقاب على أفعالهم وتصرفاتهم .
الإمام الرازي يقول في كتابه " المحصول" : قال الأصوليون، صيغة ( إفعل)مستعملة في خمسة عشر وجهاً …." ثم قال :
الثاني :الندب كقوله تعالى:" فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً "، ويقرب منه التأديب كقوله- صلى الله عليه وسلم -"كل مما يليك" فإن الأدب مندوب إليه.ثم قال :
الثالث:الإرشاد كقوله تعالى "واستشهدوا شهيدين من رجالكم " وقوله " إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه "والفرق بين الندب والإرشاد أن الندب لثواب الآخرة والإرشاد لمنافع الدنيا، فإنه لا ينقص الثواب بترك الاستشهاد في المداينات ولا يزيد بفعله".(3/27)
وتكلم الإمام الإسنوي بما يشبه كلام " المحصول" كما أني رأيت في كلام الإمام السبكي في كتابه " الإبهاج " الذي شرح به منهاج البيضاوي في علم الأصول ، تدقيقاً مفيداً ينبغي الوقوف عليه لما فيه من تحرير لهذه المسألة التي نحن بصددها. يقول رحمه الله في الجزء الثاني من كتابه :"….الثالث الإرشاد كقوله تعالى " واستشهدوا شهيدين من رجالكم" والفرق بين الندب والإرشاد أن المندوب مطلوب لثواب الآخرة والإرشاد لمنافع الدنيا ولا يتعلق به ثواب البتة لأنه فعل متعلق بغرض الفاعل ومصلحة نفسه. وقد يقال إنه يثاب عليه لكونه ممتثلاً، لكن ثوابه أنقص من ثواب الندب لأن امتثاله مشوب بحظ نفسه. ويكون الفارق إذن بين الندب والإرشاد إنما هو مجرد أن أحدهما مطلوب لثواب الآخرة والآخر لمنافع الدنيا والتحقيق أن الذي فعل ما أمر به إرشاداً، إن فعله لمجرد غرضه (أي الدينوي ) فلا ثواب له، وإن أتى به لمجرد الامتثال، غير ناظر إلى مصلحته ولا قاض سوى مجرد الانقياد لأمر ربه يثاب، وإن قصد الأمرين أثيب على أحدهما دون الآخر ولكن ثوابه أنقض من ثواب من لم يقصد غير مجرد الامتثال /إهـ.كلام التاج السبكي رضي الله عنه.
وأنت ترى – أخي الكريم – هذا التحقيق الرائع فيما ينطبق على ما نحن بصدده من الحديث عن الحجامة والتي كانت زمنه - صلى الله عليه وسلم - هي الدواء المتاح للناس لمعالجة بعض الأمراض لا جميعها فهي من منافع الدنيا ومصالح الناس فيها ويصدق عليها أنها من خطاب الإرشاد لا من خطاب الندب والذي لا يثاب عليه صاحبه إلا أن يقصد الاستجابة لأمر الشرع كما مر في تحقيق الإمام السبكي ولا مزيد على كلامه/إهـ.(3/28)
أما الأستاذ الدكتور محمد هشام البرهاني فقد كتب إلينا جوابه حول الحكم الشرعي للحجامة يقول: الحجامة سنة نبوية، وكيف لا تكون سنة وقد فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - مراراً وندب إليها وفعلها أصحابه رضوان الله عليهم والسلف الصالح اقتداء به صلى الله عليه وسلم.
أما تعاطيه - صلى الله عليه وسلم - الحجامة فما جاء في الصحيحين: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يحتجم ثلاثاً واحدة على كاهله واثنتين على الأخدعين" وأخرج الترمذي في الشمائل والنسائي وابن خزيمة وابن حيان في صحيحيهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به " وفي رواية " احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وجع " وفي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره" وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه " أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من الطعام وكلم مواليه فخفضوا عنه ضريبته وقال :" خير ما تداويتم به الحجامة".وهذا يدل على استحبابهما والندب إليها. ففي صحيح البخاري عن النبي- صلى الله عليه وسلم - : " الشفاء في ثلاثة ......الخ الحديث. وأما فعل الصحابة : ففي الترمذي عن عباد بن منصور قال:سمعت عكرمة يقول:كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون فكان اثنان يغلان عليه يعملان للناس بالغلة أي بالأجرة – وعلى أهله وواحد لحجمه وحجم أهله "
ولا يزال الناس يمارسون الحجامة من عصر الصحابة إلى يومنا هذا جيلاً بعد جيل دون نكير.(3/29)
ويتابع الدكتور البرهاني قوله " وما دام الإنسان يفعلها – أي الحجامة – تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -واقتداء به وبأصحابه فإنه يثاب على فعلها كما يثاب على أي عمل يقوم به متأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومقتدياً بالسلف الصالح يقصد الثواب والقرب من الله تعالى، كيف لا وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتحرون أفعال النبي- صلى الله عليه وسلم - في بيته وخارجه وفي حله وترحاله في عبادته ومعاملته، في نومه وطعامه وشرابه ولباسه، وخير مثال على ذلك ابن عمر رضي الله عنهما فقد كان يتحرى التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى في الأمور التي لا تبدو فيها أية حكمة إلا لمجرد المحاكاة الظاهرة، فكيف لا يثاب من يجتحم مقتدياً بالأسوة العظمى سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - . وقد ورد استحباب الحجامة وطلبها في تراثنا العظيم على اختلاف مشاربه ومذاهبه وفي مصادر عديدة نكتفي منها بما جاء في الموسوعة الفقهية الصادرة في الكويت تحت لفظ الحجامة " التداوي بالحجامة مندوب إليه".
أما الأستاذ المحدث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط فقد كتب إلينا يقول :
إن الأحاديث النبوية التي جاءت ترغب بالحجامة كثيرة (ونقل العديد من الأحاديث والتي ذكرناها سابقاً ) ثم قال :
يفيد قول الإمام ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (4/53) قال: في ضمن هذه الأحاديث يعني التي ساقها حول الحجامة: استحباب التداوي، واستحباب الحجامة وفيها دليل على جواز التكسب بصناعة الحجامة .
أقول :
( وفعله صلى الله عليه وسلم الحجامة والاقتداء به في فعلها يثاب عليها فاعلها وهي سنة عملية لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلها فالاقتداء به فيها يستحب/إهـ .
وأما الشيخ العلامة محمد سكر فقد كتب إلينا يقول في حكم الحجامة :
- ذكر ملاعلي القاري (وهو حنفي): والأمر للندب وقد تجب الحجامة في بعض المواضع (مرقاة المفاتيح ،شرح المشكاة 4/505)(3/30)
- وذكر ابن القيم (وهو حنبلي): أنه مستحب: واستحباب الحجامة... انظر زاد المعاد3/82
- وفي الموسوعة الفقهية 17/14التداوي بالحجامة مندوب إليها ،انتهى.
- وذكر علماء الأصول في كتب السنة النبوية المطهرة أن السنة التي لم يثبت بها الأمر أو كونها مخصوصة به صلى الله عليه وآله وسلم وكانت جبلية حياتية ،اختلف رأي العلماء فيها بين السنية والاستحباب .
- وقال العلامة ابن أبي جمرة (وهو مالكي) في بهجة التقوى شرح مختصر البخاري4/127هل الشفاء في الحجامة على العموم في المؤمن والكافر أم لا : ظاهر محتمل لكن قد جاء من طريق " شفاء أمتي.... " فيكون خاصاً بأمته صلى الله عليه وآله وسلم.
وهل يكون ذلك شفاء من كل داء أو هو من أدواء مخصوصة ، فاللفظ محتمل لكن الأظهر العموم لأنه من الرحمة والمنن وما هو من هذا الباب ، فالعموم أظهر فيه .
-وقد تكلم بعض الباحثين في هذه الأحاديث وعللوا الفائدة فيها بأن جعلوها بنظرهم راجعة إلى التجربة وما يقول فيها أهل الطب وأهل الاختصاص ، فإذا اعتمدنا قولهم، معنى هذا أنه لم يبق لقول الصادق صلى الله عليه وآله وسلم فائدة أصلاً، وهذا قول فاسد وغلط فالله عز وجل يقول: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، وقال تعالى : " وما ينطق عن الهوى " فإذا صدقنا قول أهل التجربة وأهل الطب وكلا القولين تقدير وتخمين وظن غالب ، فيجب من باب أولى تصديق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي يخبر عن جاعل وخالق الأشياء واخترعها بقدرته وحكمته ، فالتوفيق لا ينال إلا من طريق النعم علينا ... وأما قولنا هل يحتاج إلى نية عند استعماله فكل ما هو من طريق النبوة فالنية أصل فيه، وأما الذي يأخذه على طريق التجربة والشك فلا يزيد بذلك إلا شدَّة ..إلى آخر ما قاله رحمه الله/ إ هـ.(3/31)
وخير ما أختم به هذا البحث الملاحظات حول الحجامة التي كتبها الأستاذ إياد نقشبندي مدير أوقاف دير الزور في مجلة نهج الإسلام(1) :
" يقبل المسلمون هذه الأيام وبشكل واسع على تطبيق سنة نبوية طيبة ألا وهي (سنة الحجامة)التي ورد ذكرها في الكثير من الأحاديث الصحيحة متناً وسنداً والتي تشير إلى فوائدها الجلية سواء للأصحاء من الناس وقاية لهم من الأمراض أو المرضى منهم علاجاً لما يعانونه من أمراض شتى ، إلا أن ذلك يجب أن يتم من قبل أهل الخبرة والاختصاص وأن يراعوا فيه القواعد الصحية السليمة والآمنة أثناء عملهم . فالحجامة بمثابة عمل جراحي يجب أن تطبق على الأدوات المستعملة فيه كل الشروط التي تطبق على الأدوات الجراحية حين تحضيرها للاستعمال .
فالحجامة سنة نبوية يطبقها الإنسان المؤمن طاعة لله ولرسوله وتيمناً ببركة هذه السنة آملاً أن يحقق الله عز وجل عندها الفائدة المرجوة إن شاء ، أو يؤجل ذلك إلى وقت آخر ، ولا رادّ لمشيئته عز وجل لذا لا يجوز التآلي على الله مسبقاً وإعطاء الناس الوعود القاطعة بأنهم إن طبقوا الحجامة فسيشفون من أمراضهم لأن ذلك مرتبط بمشيئة الله عز وجل إن شاء شفى وإن شاء أخر ذلك إلى أمد هو يعلمه وحسبنا عندئذ أن ما نناله من الأجر والمثوبة بتطبيق هذه السنة النبوية المباركة (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا –الحشر 6)( من يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء 78 وهذه الحقيقة هي مسألة هامة في عقيدة المؤمن قد لا يدركها الكثير من العامة، لذا عندما لا يتحقق الشفاء بعد الحجامة مباشرة يتأثر إيمانهم وتحدث شبهات وربما فتن والعياذ بالله .
__________
(1) مجلة نهج الإسلام العدد 92 السنة 24 آب 2003(3/32)
والحجامة سنة نبوية يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها. وإن شأنها شأن كل أمر يهرع إليه المؤمن وقت الشدة أن يسبقها إقرانها بالتوبة النصوح إلى الله عز وجل والعود الصادق إليه والتزام أوامره واجتناب نواهيه ثم بعد ذلك قد نكون مؤهلين لنيل المنفعة التي يهبها الباري عز وجل للصادقين معه.
الصوم والحجامة:
عن عكرمة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :" احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم " رواه البخاري
ويلخص د. وهبة الزحيلي (1) آراء المذاهب الإسلامية بقوله: تكره الحجامة للصائم عند الشافعية والمالكية والحنفية لكنها لا تفطره، بينما يفطر بها عند الحنابلة ويلزمه القضاء فقط .
قال ابن حجر (2):وأما قوله " واحتجم أبو موسى ليلاً " وفيه امتناعه عن الحجامة نهاراً كان بسبب الصيام لئلا يدخله خلل وإلى هذا ذهب مالك فكره الحجامة للصائم لئلا يغرر بصومه لا لكون الحجامة تفطر الصائم .....
وعن ثابت البناني، سئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف " رواه البخاري وأبو داود .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " أنه كان يحتجم وهو صائم ثم ترك ذلك بعد فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر ".
وأما ما رواه رافع بن خديج رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" أفطر الحاجم والمحجوم " رواه الترمذي وأبو داود (عن شداد بن أوس) وابن ماجه والدارمي. فقد قال الأستاذ الأرناؤوط (3) إسناده صحيح ولكنه منسوخ فقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص في الحجامة للصائم .
__________
(1) د. وهبة الزحيلي:الفقه الإسلامي وأدلته – دار الفكر – دمشق 1984.
(2) ابن حجر العسقلاني:فتح الباري:صحيح البخاري .
(3) حاشية جامع الأصول في أحاديث الرسول .(3/33)
قال الإمام مجد الدين بن الأثير الجزري(1) في شرح هذا الحديث [ أفطر الحاجم والمحجوم ] من ذهب إلى أن الحجامة تفطر فهو ظاهر ومن قال إنها لا تفطر فمعناه: أنهما تعرضا للإفطار، أما المحجوم فللضعف الذي يلحقه من ذلك فربما أعجزه عن الصوم. وأما الحاجم فلا يأمن أن يصل إلى حلقه شيء من دم المحجوم فيبلعه وهذا كما يقال: أهلك فلان نفسه إذا كان يتعرض للمهالك ....
أما من الوجهة الطبية فنحن مع د. أحمد كنعان (2) إذ يقول: فبما أن الحجامة لا تعد علاجاً إسعافياً ولا تصل الحاجة لها إلى حد الضرورة، فإننا نرى خروجاً من الخلاف إرجاءها إلى الليل، أي إلى ما بعد الفطر حيث يكون المريض أقوى على تحمل الحجامة .
الحجامة والطهارة
ذهب المالكية والشافعية إلى أن الحجامة لا تنقض الوضوء، وذهب الحنفية إلى انتقاض الوضوء بالحجامة لأن الوضوء عندهم واجب بخروج النجس، أما الحنابلة فقد ذهبوا إلى أن ما خرج من الدم إن كان فاحشاً فإنه ينقض الوضوء (3) ويندب الغسل من الحجامة عند الحنفية خروجاً من خلاف من ألزمه – وتكره الحجامة في المسجد عند المالكية، هذا إذا أمن تلوثه وإلا حرمت(4) .
الحجامة للمحرم
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : "احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية للبخاري قال : " احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل" .
وعن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول: "لا يحتجم المحرم إلا أن يضطر إليه مما لابد منه " أخرجه مالك في الموطأ وإسناده صحيح .
__________
(1) جامع الأصول في أحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم - لأبن الأثير الجزري.
(2) الموسوعة الطبية الفقهية د. أحمد كنعان – دار النقائس. بيروت:2000
(3) الموسوعة الطبية الفقهية د. أحمد كنعان – دار النقائس. بيروت:2000
(4) الزحيلي:الفقه الإسلامي وأدلته .(3/34)
قال الإمام النووي في شرحه صحيح مسلم وفي هذا الحديث دليل على جواز الحجامة للمحرم. وقد أجمع العلماء على جوازها في رأسه وغيره إذا كان له عذر في ذلك وإن قطع الشعر حينئذ، لكن عليه الفدية لقطع الشعر، فإن لم يقطع فلا فدية عليه. وهذا الحديث محمول على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له عذر في الحجامة في وسط الرأس لأنه لا ينفك عن قطع الشعر. أما إذا أراد المحرم الحجامة لغير حاجة، فإن تضمنت قلع شعر فهي حرام كتحريم قطع الشعر، وإن لم تتضمن ذلك بأن كانت في موضع لا شعر فيه، فهي جائزة عندنا ( الشافعية) وعند الجمهور ولا فدية فيها، وعن ابن عمر ومالك كراهتها ".
قال الحافظ في الفتح:وعن الحسن فيها الفدية وإن لم يقطع شعراً، وإن كان لضرورة جاز قطع الشعر وتجب الفدية.
جواز أخذ الحجام أجره
عن أنس رضي الله أنه سئل عن أجر الحجام فقال : " احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه وقال :" إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " رواه البخاري ومسلم .
قال أبو عيسى: حديث أنس حسن صحيح وقد رخص بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم في كسب الحجام وهو قول الإمام الشافعي .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتجم ولم يكن يظلم أحداً أجره " رواه البخاري ومسلم .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره" أخرجه البخاري ومسلم، وعند أبي داود بعد قوله أجره " ولو علمه خبيثاً لم يعطه ".
وعن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: شر الكسب مهر البغي وثمن الكلب وكسب الحجام " رواه الترمذي والإمام مسلم .(3/35)
وعن رافع أيضاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ثمن الكلب خبيث ومهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث " رواه البخاري ومسلم .
قال ابن الأثير في شرح الغريب:[ خبيث ] الخبيث الحرام وهو يطلق على المكروه وهو الذي عنى به في كسب الحجام، وأما قوله في ثمن الكلب ومهر البغي " فيريد به الحرام ". قال الخطابي: وقد يجمع الكلام بين القرائن واللفظ ويفرق بينهما في المعنى ويعرف ذلك من الأغراض والمقاصد ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسب الحجام وعن ثمن الكلب وكسب الفحل " رواه النسائي وأبو داود بسند صحيح ( الأرناؤوط ).
عن ابن محيصة عن أبيه أنه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أجرة الحجام فنهاه عنها وكان له مولى حجاماً فلم يزل يسأله ويستأذنه حتى قال له آخراً " اعلفه ناضحك وأطعمه رقيقك " أخرجه الترمذي وقال حديث حسن .
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم:" وقد اختلف العلماء في كسب الحجام فقال الأكثرون من السلف والخلف لا يحرم كسب الحجام ولا يحرم أكله لا على الحر ولا على العبد وهو المشهور من مذهب أحمد. وقال في رواية عنه قال بها فقهاء المحدثين يحرم على الحر دون العبد، واعتمدوا هذه الأحاديث وشبهها .
واحتج الجمهور بحديث ابن عباس رضي الله عنهما "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره ولو كان حراماً لم يعطه"، وحملوا هذه الأحاديث التي في النهى على التنزيه والارتفاع عن دنيء الأكساب والحث على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور، ولو كان حراماً لم يفرق فيه بين الحر والعبد فإنه لا يجوز للرجل أن يطعم عبده مالا يحل".(3/36)
وقال الحافظ ابن حجر (1):واختلف العلماء في هذه المسألة فذهب الجمهور إلى أنه حلال واحتجوا بحديث " احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطى الحجام أجره " وقالوا هو كسب فيه دناءة وليس بمحرم، فحملوا الزجر على التنزيه،ومنهم من ادّعى النسخ وأنه كان حراماً ثم أبيح وجنح إلى ذلك الطحاوي، والنسخ لا يثبت بالاحتمال وذهب أحمد وجماعة إلى التفريق بين الحر والعبد فكرهوا للحر الاحتراف بالحجامة، ويحرم عليه الإنفاق على نفسه منها ويجوز له الإنفاق على الرقيق والدواب منها وأباحوها للعبد مطلقاً، وعمدتهم حديث محيصة أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -عن كسب الحجام فنهاه، فذكر له الحاجة فقال:" اعلفه نواضحك " (2) وذكر ابن الجوزي أن أجر الحجام إنما كره لأنه من الأشياء التي تجب للمسلم على المسلم إعانة له عند الاحتياج فما كان له أن يأخذ على ذلك أجراً /إهـ.
__________
(1) ابن حجر العسقلاني في كتابه " فتح الباري شرح صحيح البخاري ".
(2) أخرجه الإمام مالك وأحمد وأصحاب السنن ورجاله ثقات .(3/37)
وقال ابن قيم الجوزية (1): وأما إعطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجام أجره فلا يعارض قوله "كسب الحجام خبيث " فإنه لم يقل: إن إعطاءه خبيث بل إعطاؤه إما واجب وإما مستحب وإما جائز، ولكن هو خبيث بالنسبة للآخذ وخبثه بالنسبة إلى آكله فهو خبيث الكسب ولم يكن من ذلك تحريمه، فقد سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - الثوم والبصل خبيثين مع إباحة أكلهما. ولا يلزم من إعطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجام أجره حل أكله فضلاً عن كون أكله طيباً فإنه - صلى الله عليه وسلم - قال :" إني لأعطي الرجل العطية يخرج بها يتأبطه ناراً " والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد كان يعطي المؤلفة قلوبهم من مال الزكاة والفيء مع غناهم وعدم حاجتهم إليه ليبتلوا من الإسلام والطاعة ما يجب عليهم بذله بدون إعطاء، ولا يحل لهم توقف بذله على الأخذ بل يجب عليهم المبادرة إلى بذله بلا عوض. وهذا أصل معروف من أصول الشرع، إن العقد والبذل قد يكون جائزاً، أو مستحباً أو واجباً من أحد الطرفين، مكروهاً أو محرماً من الطرف الآخر ".
وبالجملة فخبث أجر الحجام من جنس خبث أكل الثوم والبصل، ولكن هذا خبيث الرائحة، وهذا خبيث لكسبه وهذا هو الذي قرره أهل العلم /إهـ كلام ابن القيم.
ويرى الإمام الطحاوي(2) أن النهي عن كسب الحجام ووصفه له - صلى الله عليه وسلم -: كسب الحجام خبيث منسوخ بإعطائه - صلى الله عليه وسلم - له أجره. وهذا الذي عليه جمهور الفقهاء من علماء المسلمين.
دفن دم الحجامة:
__________
(1) ابن قيم الجوزية عن كتابه " زاد المعاد في هدى خير العباد ". مطبعة البابي الحلبي – بمصر –1950 .
(2) عن ابن قيم الجوزية عن كتابه " زاد المعاد في هدى خير العباد " مطبعة البابي الحلبي – بمصر 1950(3/38)
ويستحب أن يدفن دم الحجامة فقد ورد عن أم سعد رضي الله عنها (1) أنها قالت: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بدفن الدم إذا احتجم". وعن عبد الله بن الزيير رضي الله عنهما قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعطاني دمه وقال: اذهب فواره لا يبحث عنه سبع أو كلب أو إنسان، فتنحيت فشربته ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ما صنعت ؟ قلت: صنعت الذي أمرتني به، قال: ما أراك إلا قد شربته، قلت نعم. قال: ماذا تلقى أمتى منك. قال أبو سلمة: فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال الإمام النووي (2) قال أصحابنا[أي الشافعية]:" والدفن لا يختص بعضو من علم موته، بل كل ما ينفصل من الحي من عضو وشعر وظفر وغيرها من الأجزاء يستحب دفنه وكذلك توارى العلقة والمضعة تلقيها المرأة، وكذا يوارى دم الفصد والحجامة /إهـ .
وفي حاشية الشرواني عن التحفة (للشافعية) قولهم: ويسن دفن ما يزيله من شعر وظفر ودم(مغني المحتاج:حاشية الشرواني 2/476).
وعند الحنفية،ذكر ابن عابدين في حاشيته 5/26:" يستحب دفن الشعر والظفر والدم والمضغة والعلقة اللتين تلقيهما المرأة ".
وعند الحنابلة، ورد في كتاب (المغني1/64)"ويستحب دفن ما قلم من أظفاره أو أزال من شعره ، وكان يعجبه دفن الدم".
الحجامة
في التراث العربي الإسلامي
الحجامة عند ابن قيم الجوزية في كتابه الطب النبوي:
__________
(1) حديث أم سعد أخرجه الطبراني في الأوسط وإسناده ضعيف جداً فيه عبد الرحمن بن عنبسة ومحمد بن زاذان المدنيان وهما متروكان وفيه هياج بن بسطام وهو ضعيف .
(2) المجموع شرح المهذب للإمام النووي. دار النفائس – الرياض 1995.(3/39)
..... وأما منافع الحجامة فإنها تنقي سطح البدن أكثر من الفصد، والفصد لأعماق البدن أفضل، والحجامة تستخرج الدم من نواحي البدن. والتحقيق في أمرها وأمر الفصادة أنهما يختلفان باختلاف الزمان والمكان والأسنان والأمزجة. وقد نص الأطباء على أن البلاد الحارة، الحجامة فيها أنفع وأفضل من الفصد، وتستحب وسط الشهر وبعد وسطه وفي الجملة في الربع الثالث من أرباع الشهر، لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وتبيغ وفي آخره يكون قد سكن، وأما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية التزايد.....
وبعد أن يورد ابن القيم ما ورد من أحاديث نبوية في الحجامة يخلص إلى القول :
..... ومن ضمن هذه الأحاديث استحباب التداوي، واستحباب الحجامة وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال، وجواز احتجام المحرم وإن آل إلى قطع شيء من الشعر فإن ذلك جائز وفي وجوب الفدية عليه نظر ولا يقوى الوجوب. وجواز احتجام الصائم، لكن هل يفطر بذلك أم لا ؟ مسألة أخرى والصواب الفطر بالحجامة لصحته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير معارض. وفيها دليل على جواز استئجار الطبيب وغيره من غير عقد إجارة بل يعطيه أجرة المثل أو ما يرضيه وفيها دليل على جواز التكسب بصناعة الحجامة فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى الحجام أجره ولم يمنعه من أكله .../إهـ
الفصد والحجامة عند البغدادي[المتوفى عام 29هـ](1) .
__________
(1) موفق الدين بن عبد اللطيف البغدادي عن كتابه " الطب من الكتاب والسنة " تحقيق عبد المعطي قلعجي – دار المعرفة – لبنان .(3/40)
قال: وهما من حوائط الصحة. بوب عليه البخاري "باب الحجامة من الداء " فقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجامة. وفي كراهة فصد العروق روايتان أظهرهما عدم الكراهة وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بن كعب طبيباً فكواه وفصد العرق. فالحجامة تنقي سطح البدن والفصد لأعماقه والحجامة تستعمل في البلاد الحارة والفصد في البلاد الباردة وينبغي أن يجتنب الحجامة بعد الحمام إلا لمن غلظ دمه، ويكره على الشبع ..../ .
الحجامة عند ابن القف (1)
" إن الحجامة عند الجراحين تعني بالمادة الدموية المستولية على ظاهر البدن لإخراجها إما بشرط(الحجامة الرطبة) أو بلا شرط (الحجامة الجافة). والتي بغير شرط إما بنار أو بغير نار(بالمص)...
والطبيب خادم الطبيعة يحذو حذو أفعالها وإذا دعت الحركة الطبيعية المادة إلى جهة من الجهات، أو مالت بنفسها إلى تلك الجهة فمن الواجب أن تُعان على إخراجها وتخفيف مقدارها وذلك بفتح مجاريها أو بشرط الجلد ثم وضع ما يعين على بروزها بالمحاجم .
والحجامة تلزم حين الحاجة لا سيما في الأبدان العليلة مع مراعاة مقدار الشرط (طوله وعمقه بحسب مقدار مادة الخلط وقواها )، و يمرخ العضو قبل الشرط تمريخاً قوياً ويعلق عليه المحاجم مرة أخرى بغير شرط لتنجذب المواد المراد إخراجها .
أما المواضع المناسبة للحجامة فمنها النقرة التي فوق القف بأربع أصابع وتنفع من الرمد وثقل الرأس، والقمحدوة والأخدعين في جانبي العنق، والذقن والكاهل(بين الكتفين) والمنكب مقابل الترقوة من الخلف والناغض خلف اليد .
والمحاجم بغير النار تمص مصاً بالغاً وتريح العضو لتسكين الوجع، والمحاجم بالنار، فيوضع قطن داخل المحجمة أو في قدح مناسب وتوقد فيه نار ثم نلقمه العضو فإنه يجذبه ويمصه مصاً قوياً .
كتاب " الفواكه الدوائي على رسالة ابن أبي زيد القيرواني ".
__________
(1) عن كتابه في " الجراحة " ( ابن القف 630-685هـ).(3/41)
فوائد تتعلق بالحجامة ، منها :
يستحب لمن أراد الحجامة ألا يقرب النساء قبل ذلك بيوم وليلة وبعده كذلك.ومثل الحجامة في ذلك الفصادة. ومنها: أنه إذا أراد الحجامة في الغد أن يتعشى في ذلك اليوم عند العصر ، ولا ينبغي له دخول الحمام في يومه ذلك.
ومنها أنه ينبغي أن لا يأكل مالحاً إثر الحجامة فإنه يخاف منه القروح والجرب، نعم يستحب له إثرها الحلو ليسكن ما به، ثم يحسو شيئاً من المرقة ويتناول شيئاً من الحلو إن قدر، وينبغي له ترك اللبن بسائر أصنافه ولو رائباً، ويقلل شرب الماء في يومه.
ومنها اجتناب الحجامة في نقرة القفا لما قيل من أنها تورث النسيان، والنافعة في وسط الرأس لما روي عنه عليه الصلاة والسلام " إنها في هذا المحل نافعة من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجذام والجنون".
ومنها أنه يستحب ترك الحجامة في زمن شدة الحر في الصيف، ومثله شدة البرد في الشتاء، وأحسن زمانها الربيع، وخير أوقاتها في الشهر عند أخذه في النقصان قبل انتهاء آخره /إهـ.
مقالة في الفصد لأمين الدولة بن التلميذ ( المتوفى 560هـ)
الفصد هو تفرق اتصال إرادي، يتبعه استفراغ كلي من العروق خاصة ويتوسطها من جميع الجسم، وقولنا من العروق خاصة لنفصله عن الحجامة لأن الحجامة هي تفرق اتصال لكن أكثر استفراغها من نواحي الجلد والفضل لا من العروق خاصة .
الأغراض المقصودة في الفصد ثلاثة وهي إما نقص الكمية وإما إصلاح الكيفية وإما هما معاً .
[ثم ذكر أبواباً يفصل فيها في كيفية الفصد لسنا هنا في معرض إيرادها حتى وصل إلى الباب السادس في ذكر العلل التي يفصد لها كل واحد من هذه العروق]:(3/42)
تفصد عروق الهامة لقروح الرأس والسعفة والصداع ويفصد عرق الجبهة للسدد، وثقل الرأس وغلظ الجفون، وعرق المآقين للسبل والأرماد العنيفة. وعرق الأرنبة للبثور في باطن الأنف وبخر الأنف ونتن ريحه ونتن رائحة الفم، ويفصد شريانا الصدغين للشقيقة الصعبة والنوازل الدموية إلى العينين. والعرق التي خلف الأذنين لقروح مؤخر الرأس، وأما عرق الذقن فيقال أن فصده ينفع في البخر.
والودجان يفصدان للجذام والأمراض السوداوية وخشونة الصوت والبحة المزمنة. والعرق الذي على الكبد يفصد للمستسقين الذين يحتاجون إلى إخراج الدم. والباسليقان ينفعان من أمراض التنفس وأمراض الأحشاء الامتلائية.والشريان الذي بين الإبهام والسبابة وهو الذي أمر جالينوس بفصده من اليمنى من امرأة لوجع كان في كبدها . وهو شديد النفع من الأمراض المزمنة في الكبد والحجاب .
وأما عرق النسا فيفصد من ألم مفصل الورك الممتد إلى القدم والمسمى وجع عرق النسا، والصافن يفصد لإدرار الطمث ولأصحاب الشقيقة.
الباب السابع في العلل التي ينفع بها الفصد : ينفع من أصناف سوء المزاج الحار مع مادة كالحميات الحارة والحميات الحادثة من عفونة الأخلاط كما ينفع في الأورام الحارة كالسرسام والرمد الحار وذات الرئة وذات الكبد وسائر أورام الأحشاء. وينفع في الخفقان الحار والصداع الحار والتشنج الامتلائي ويفصد من يخاف عليه حدوث ورم بعد ضربة، ويفصد من يعتريه نفث الدم من انصداع عرق في الرية لأن الدم إذا كثر في أوردتها صدع ذلك العرق فعلاً بغته الدم، فيفصد ليؤمن الانصداع .
وأما الأصحاء، فإن أصحاب الكباد الحارة وهم الذين عروقهم واسعة وألوانهم حمر جيدة ذات رونق يكون الأقدام إلى فصدهم أكثر ./إهـ(1).
الحجامة
تعريفها ..وأنواعها .
__________
(1) من منشورات معهد التراث العلمي العربي.جامعة حلب /مقالة في الفصد لأمين الدولة ( المتوفى 560 هجرية) حققها الدكتور صبحي محمود الحمامي طبعت عام 1997.(3/43)
الحجم لغة: المصُ، يقال: حجم الصبي ثدي أمه إذا مصه، سمي به فعل الحاجم لما فيه من المص للدم في موضع الشرط، والفعل منه(حجم) بفتح الجيم ويحجم(بالكسر والضم)، واحتجم: طلب الحجامة، يقال: احتجم من الدم، والحجام [ المصّاص]. قال الأزهري: يقال للحاجم [حجّام ] لامتصاصه فم المحجمة. والحجامة هي فعل الحاجم وحرفته، والمحجم: الآلة التي يحجم بها، أي يمُصُ بها الدم، وهي أيضاً مشرط الحجام، وكذلك الآلة التي يجمع بها الدم[أي قارورته](1) .
فإذا استعمل المحجم للمصّ دون شرط الجلد سميت(الحجامة الجافة) كما يدعوها العوام " كؤوس الهواء" حيث تشعل ورقة أو قطعة قطن داخل الكأس لتفريغ الهواء ثم توضع مباشرة على جلد المريض، وآلية ذلك أن الهواء يسخن داخل الكأس فيتمدد بالحرارة وعند ملامسته للجلد يبرد الهواء فينكمش ويقل حجمه فيحدث فراغاً داخل الكأس مما يجذب الجلد إلى جهته، ويؤولها آخرون أن الاحتراق نفسه يستهلك الأوكسجين ضمن الكأس، ويحدث فراغاً يجذب إليه الجلد ويحدث تبيغ الدم في موضعها، حيث يتغير لون الجلد فيصبح بنفسجياً لعدة ساعات نتيجة لاحتقان الدم فيه وتمر عليه أيام قبل أن يعود إلى الجلد لونه الطبيعي (2) .
__________
(1) القاموس المحيط للفيروزبادي ولسان العرب لابن منظور .
(2) الطب النبوي والعلم الحديث للدكتور النسيمي ج3. والطب النبوي في ضوء العلم الحديث د. غياث الأحمد .(3/44)
أما إذا جرى تشطيب أو شرط للجلد قبل تطبيق المحاجم عليه فهي الحجامة الدامية أو الرطبة والتي تهدف إلى استخراج كمية من الدم من الدورة الدموية للمريض وطرحها خارجاً لغاية علاجية أو وقائية.وذلك لأن المحجم أو الكأس إذا طبق على المكان المبزغ بالمشرط فإنه يسرع في خروج الدم ويعمل بذلك على منع تجمده على فوهة الجرح وتوقف سيلانه وهكذا فإن كؤوس الحجامة تمص الدم من المكان المبزغ(1)حتى تمتلئ بالدم فيرفع الكأس ويوضع مكانه رباط ضاغط، وليعلم أن مكان الشرط قد يترك ندباً دائمة لا تزول وخاصة عندما يكون الشرط عميقاً .
والفصادة مثل الحجامة تهدف إلى استخراج كمية من دم المريض على أن يتم ذلك ببزل الوريد بإبرة عريضة – وقد تتم ببزل الشريان .
يقول الدكتور النسيمي(2):" إن المصادر اللغوية وكتب الحديث تدل على أن الحجامة الشائعة عند العرب وخاصة في العهد النبوي هي الحجامة المبزغة لقوله - صلى الله عليه وسلم - عنها [شرطة محجم] ولم أعثر على نصوص تفيد صراحة وجود الحجامة الجافة في ذينك العهدين، غير أن المص الذي يفيده معنى الحجم يمكن أن يتصور من دون شرط، فقد ورد عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - حجاماً فحجمه بقرن وشرط بشفرة، فرآه رجل من بني فزاره فقال: يا رسول الله علام تدع هذا يقطع لحمك ؟ فقال أتدري ما هذا ؟ هذا الحجم وهو خير ما تداويتم به(3).
__________
(1) د. محمود ناظم النسيمي عن كتابه " الطب النبوي والعلم الحديث "
(2) د. محمود ناظم النسيمي عن كتابه " الطب النبوي والعلم الحديث "
(3) رواه الطبراني والهيثمي في مجمع الزوائد وقال : رجاله رجال الصحيح خلا حصين بن أبي الحر وهو ثقة .(3/45)
وكان المحجم يتخذمن أي آلة مجوفة ذات فوهتين، وأول ما اتخذ من قرون الحيوانات كقرن الثور، حيث توضع الفوهة الواسعة على المكان المختار للحجم من الجلد ثم يسحب الهواء من المحجم من الفوهة الثانية بمصه بواسطة الفم، فبالمص يخلخل الهواء في المحجم المطبق ويحدث هجوم دموي إلى الجلد بسبب ازدياد الضغط الداخلي عن الخارجي، ويخرج الدم من العروق الدقاق محدثاً ما يشبه الكدمة. وبذلك يخف أو يزول احتقان المناطق من البدن الواقعة تحت موضع الحجامة، علاوة إلى حدوث أفعال انعكاسية أخرى ذات تأثير بين في تسكين الآلام وزوال الاحتقان(1)(1).
يقول البروفسور سيرنيك عمر Sir Nik Omar من كولومبو (2) :"منذ العصور الغابرة استعمل الصينيون الحجامة بقرون الحيوانات Horn Method . وأول ما طبقت لاستخراج الصديد من مكامنه في الآفات الجلدية الالتهابية. ولقد تطورت الحجامة حديثاً وتطورت أدواتها إلى حد كبير كما توسعت استطباباتها كثيراً لبساطتها ولعظم فوائدها العلاجية ولفتت الأنظار لتطبيقها في العديد من المراكز الطبية العالمية ".
__________
(1) د. محمود ناظم النسيمي عن كتابه " الطب النبوي والعلم الحديث "
(2) Cupping: Sir Nik Omar and N. F. Hakin (Colombo)(3/46)
ويقول د. ستيفن ميكر Stephen Meeker (1) هناك اليوم أنواع مختلفة من المحاجم: مطاطية Rubber وخشبية ( تصنع من خشب البامبو أي الخيرزان ) وبلاستيكية وأفضلها بدون شك المحاجم الزجاجية " الشكل رقم 3" لأن أداءها جيد وتستمسك بالجلد بشكل أفضل. والمحاجم على نوعين من حيث الأداء، فالتقليدية تحتاج إلى حرق شيء داخلها بالنار لإحداث الفراغ المطلوب، والحديثة مجهزة بمكبس(مدك) يمكن عند سحبه إحداث تخلية للهواء من دون إحداث نار، وهذه المحاجم(ذات المكبس) يمكن التحكم بها بشكل أفضل، كما أن للمحاجم(الكؤوس)حجوماً مختلفة نختار منها ما يناسب المكان المراد للحجم فيه فالصغيرة للرقبة مثلاً والكبيرة للظهر وهكذا، كما أن من حسنات الكؤوس الصغيرة أنها أكثر مصاً للدم.
أشكال من المحاجم
وقد استحدث الأطباء أنواعاً من المشارط الخاصة لإجرائها بشكل مبسط وتظهر الصورة رقم (2) أشكالاً لمشارط منوعة، منها مشرط فيدال ذي الثلاث، أو الثمانية شفرات، مخفية تظهر عند الضغط على زر جانبي فتحدث ثلاث، أو ثمانية شرطات بآن واحد لتسهيل العمل (2).
الحجامة بدودة العلق Blood Sucking Leech .
العلق دود يعيش في أماكن معينة كالمستنقعات حيث يلتقط من هناك ويحفظ ضمن قوارير زجاجية تملأ بالماء ويستفاد من خاصة التصاقه بالجلد وامتصاصه لمقادير معينة من الدم وإن كان البعض يتهم استعمال العلق بإمكانية إحداثه للتلوث والأغلب أنهم يفعلون ذلك بسبب التقزز منه (3).
__________
(1) Stephen Meeker , Holly Wood Clinic ,2003 .
(2) روائع الطب الإسلامي ج1 د. محمد نزار الدقر .
(3) د. ظافر العطار !! شفاء الصداع النصفي بالحجامة " مجلة عالم الطب والصيدلة العدد 2 – 1996(3/47)
يقول العلامة ابن منظور (1): العلق دويدة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لامتصاصها الدم الغالب على الإنسان، والمعلوق من الدواب والناس: الذي أخذ العلق بحلقه عند الشرب، وقد يشرط موضع المحاجم من الإنسان ويرسل عليه العلق حتى يمص دمه، والإعلاق إرسال العلق على الموضع ليمص الدم.
وفي الحديث عن عامر رفعه: " خير الدواء العلق والحجامة، وفيه أيضاً: "خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق " ذكرها السيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى ضعفها .
ويقول ابن القف في كتابه " الجراحة ": والعلق جذبه للمواد الدموية أبلغ من جذب الحجامة ولو أنه أقل من الفصد، ومن العلق ما طبعه السمية
ومنه ما هو خال من السمية وهو المستعمل في المداواة الطبية، وتصاد أو يوم واحد ثم تكب على رؤوسها حتى يخرج جميع ما في أجوافها حتى يشتد جوعها وتلتقم الجلد. حتى إذا امتلأت أجوافها تسقط ويعلق غيرها إذا لزم الأمر، وتعلق المحاجم حيث تمص مصاً قوياً لجذب الدم المتبقي" /إ هـ.
وفي القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر بلغ استعمال العلق الطبي لاستنزاف الدم أوجه من الناحية الطبية. ومنذ أوائل هذا القرن تراجع تطبيق هذه الطريقة المنفرة – كما يقولون – حتى بدا وكأنه تم التوقف عن استعمالها مطلقاً في الوسط الطبي .
__________
(1) لسان العرب(3/48)
يقول تشارلز لينيت (1) الذي يعمل في قسم البيولوجيا التابع لجامعة يوتا – في مدينة لوغان الأمريكية: "في الوقت الذي خلنا فيه أن هذه الدودة لم تعد الرفيقة الملازمة للطبيب، بدأت تظهر معالجات جديدة تستخدم العلق، فقد أخذ أطباء الجراحة الرأبية يلجؤون إلى العلق الطبي لإخراج الدم من الانسدادات التي تعقب العمليات، وهذا إجراء يزيد من نجاح زرع الأنسجة، ورأب الثدي، وإعادة وصل الأطراف والأصابع المبتورة بإنقاص تواتر التموت Necrosis الموضعي للأنسجة. ويجري البحث اليوم في المواد الكيميائية الهامة لتلك العملية والمطروحة في لعاب العلق، ولكونها عوامل علاجية ضد عدد من الأمراض من بينها التصلب العصيدي والخثار Thrcombosis والسرطان" .
وفي عام 1987 كتب كل من مات كلارك Matt Clark ودونا فوت (2) من لندن على أن العلق قد عاد في السنوات الأخيرة فاتخذ طريقه مجدداً إلى الممارسة الطبية، فالعلق تستخدمه اليوم مؤسسات طبية أمريكية وبريطانية وفرنسية بعد الجراحة المجهرية لإعادة وصل أجزاء من الجسم كالأصابع والأنوف، فلقد تبين للجراحين بأنهم عندما يعيدون وصل الأعضاء يمنى عملهم بالفشل خلال مدة قصيرة بسبب احتقان الأوعية الشعرية، فإذا وضعت علقة على ذلك الجزء من الجسم فهي تفتح الأوعية الصغيرة. فبعد أن تمص ما مقداره 28 غ أو نحوه من الدم وتسقط، نلاحظ عودة جريان الدم عند المريض بعد عدة أيام إلى صورته الطبيعية داخل النهاية التي أعيد زرعها.
__________
(1) Charles lent عن مجلة الطبيعة Nature المجلد 323 العدد الصادر في 9/10/1986
(2) Matt Clark and Donna Foot مجلة نيوز ويك الأمريكية" "News Weekعدد شباط –1987 .(3/49)
ويرى صوير Sawyer الذي يدير مختبراً بيولوجياً في ويلز، هو في الواقع مزرعة للعلق، أن ما سيكون أشد إثارة في المستقبل هو الإمكانات الصيدلانية التي يوفرها لعاب العلق، و " الهيرودين Hirudin " تلك المادة الموجودة في اللعاب والتي تمنع تخثر الدم، كما يحتوي اللعاب على مادة الهيمنتين Hementin المشابهة والتي عزلها "صوير " من نوع من أنواع علق الأمازون والتي تميع الخثرات فور تشكلها .
ويبدو أن هناك مادة مخدرة في اللعاب يفترض بأنها تحول دون شعور مستخدم العلقة بالألم عند امتصاصها لدمه وعندما يبعدها عن جلده. وأخيراً فاللعاب يحتوي على مادة الأورغيليز Orgelease وهي خميرة تساعد على زيادة تدفق الدم في منطقة النسيج الذي تتغذى(تمص)العلقة فوقه. ويعتقد صوير أن المادتين المضادتين للتخثر علاوة على هذه الخميرة يمكن أن يبرهن على فائدتها في معالجة الذين يتعرضون للأزمات القلبيةHeart Attack لأنها تنشط جريان الدم في المناطق المؤوفة من العضلة القلبية .
وقد ذكرت مجلة نيوزويك العربية (1)أن العلق اليوم يستعان به في مشفى العيون المركزي في موسكو لإزالة ظلمة العين عند المصابين بالساد Cataract عند وضعه على صدغ المريض. كما يطبق في مستشفى هامر سميث الشهير في لندن، حيث يجد أطباء المشفى المذكور أن مداواة تلوث العلق – إن كان ملوثاً كما يدعى البعض – أهون بكثير من مداواة ما يشفيه العلق وإن كان ملوثاً .
أشكال مقترحة للحجامة ؟
__________
(1) شفاء الصداع النصفي بالحجامة – مقالة د. ظافر العطار(3/50)
يتساءل د. فاخوري (1) عن إمكانية قلع سن من فم مريض بالشقيقة ليس له حاجة به – كرحى ثالثة مثلاً فقدت مقابلتها وتطاولت – وتركها تنزف لمدة محدودة، أي باختصار القيام بعملية حجامة فموية على أسنان تحتاج للقلع ولا يقوم المريض بقلعها بسبب الخوف أو غيره، فيشجعه طبيب الأسنان على قلعها كحجامة فموية للمصاب بالشقيقة .
ويرى كثير من أطباء الأسنان أن النزف بعد القلع يخفف الألم حتى إن إحدى طرق معالجة التهاب السنخ الجاف هي تخريش مكان القلع حتى ينزف فتتحسن الحالة .
فهل نستطيع تفسير شفاء الشقيقة بالحجامة أن النزف يقلل أو يوقف الألم، وهل صحيحة تلك المقولة: أن النزف والألم لا يلتقيان ؟
الحجامة الحديثة: ما هي ؟
تقول د. هيلينا عبد الله من ماليزيا(2) أن الحجامة الحديثة طريقة معاصرة هدفها تنظيف الدم من خلال الجلد. فمن خلال هذه الطريقة يتسنى للجسم التخلص من فضلاته السمية الموجودة في الدم، دون استنزاف ثروة الدم المتنقلة في أجسادنا. وهذه الطريقة خالية من المحاذير أو المفاجآت غير السارة. ويمكن أن تلبي احتياجات المجتمع المعاصر. وتعتبر الحجامة الحديثة طريقة مأمونة جداً وغير مؤلمة وغير ضارة، وتستعيد وظائف الجسم وتحقق الوقاية جنباً إلى جنب مع العلاج لكثير من الأمراض. ويؤدي استخدامها المتكرر إلى التخلص من الفضلات السمية الموجودة في الدم ومن الفضلات الموجودة تحت الجلد.
وترى د. هيلينا أن المؤشرات العامة إلى استخدام الحجامة الحديثة هي:
1- عندما يكون الدم زائداً جداً لدرجة أن مرضاً ما يوشك أن يظهر نتيجة لذلك.
2- عندما يكون المرض موجوداً بالفعل .
3- الآلام التي يعاني منها الجسم ابتداء من الضجر والخفقان وحتى الآلام الحادة .
__________
(1) مجلة نيوزويك العربية – العدد المخصص للطب البديل الصادر في 3-12-2002
(2) الدكتورة هيلينا عبد الله في كتابها " الحجامة الحديثة " – القاهرة - 2002(3/51)
4- الأضرار الناتجة عن السقوط أو الصدمات أو الحوادث .
5- الضعف العام والإعياء .
6- مشكلات التنفس كاللهاث أو صعوبة التنفس أو التنفس بألم .
7- المالنخوليا أو الإحباط الشديد .
8- الالتهابات .
وتتكون الحجامة- كما تقول د. هيلينا – من أربع عمليات للعلاج. وهكذا لا يتركز العلاج على تقليل الفضلات السمية في الدم فحسب ولكنها تركز على تقوية حيوية الجسم ومقاومته للأمراض إلى جانب التخلص من الفضلات الراكدة.
أما العمليات الأربع فهي:
1- الوخز بالإبر:
تتحرك عملية الوخز بالإبر خلال إجراء الحجامة حيث تستخدم كاسات بلاستيكية وذراع امتصاص لإحداث عملية الامتصاص على نقاط الوخز مما يعطي الجسم إحساساً بالتوازن في ضغطه. وبالإمكان التحكم في الضغط الناتج بواسطة اليد حسب تحمل المريض، كما يجب أن تكون تلك العملية مريحة للمريض.وحيث يخفف الضغط إذا بدا للمريض أي ازعاج .
2- فصد الدم :
يتم وخز البقعة المشكلة بواسطة إبرة معقمة ثم يتم الضغط على نفس البقعة من الجلد باستخدام كأس بلاستيكية والذي يحدث بواسطة المضخة اليدوية المتصلة بالكأس بواسطة الضخ وهكذا ينشأ عنه تفريغ شديد يؤدي إلى إجبار الفضلات السمية الراكدة في الدم على التدفق خلال الجلد الموخوز .
3- تنشيط نقاط الوخز:
يحدث تنشيط نقاط الوخز عندما يتم وخز الجلد بالإبر وتتركز جميع الوخزات حول نقطة وخز معينة وعند معالجة الأمراض المزمنة كالصرع والسعال المزمن والبلغم، ويتم اختيار نقاط بعينها للوخز وإبراً للعلاج وذلك حسب علم الكونيات وأنشطة العناصر الخمسة للطبيب الصيني ين يانج.
4- المعالجة المثلية:
تحدث أثناء إجراء الحجامة الحديثة حيث يتم اختيار المعدات المستخدمة بطريقة تبدو وكأن حارساً ما يحمي إبرة الوخز .(3/52)
ويبدو مما تشرحه د.هيلينا أن الحجامة الحديثة طريقة تخلط أعمال الحجامة التقليدية مع طريقة الوخز بالإبر المعروفة عند الصينيين.وأرى أنها تتعدى مفهوم الحجامة النبوية و موضوع كتابنا هذا وينبغي لمن أراد أن يدرسها أو يطبقها أن يراجع المراجع الخاصة بها .
شروط السلامة
لمن أراد الحجامة .
كتب السيد علاء الدين محمد السيد في جريدة الرياض السعودية يقول(1):
لقد بدأت الحجامة تأخذ دوراً في المعالجات الطبية فأنشئت معاهد متخصصة في هذا الشأن في ألمانيا وفرنسا والصين وأمريكا وماليزيا والدانمارك. فها هو الغرب قد سبقنا بتطبيق سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، يزحف وراء العلاج بالحجامة، وهي نوع من الطب البديل له عياداته المتخصصة في أنحاء العالم، أخذ روادها يتزايدون يوماً بعد يوم لتطبيقها بدل الأدوية الكيميائية والتي أضرت بكثير من الناس، كيف لا والحجامة أمر بها من لا ينطق عن الهوى.
وهناك آداب وشروط عامة لابد في توفرها فيمن يريد أن يمارس الحجامة كتقوى الله والحياء منه سبحانه وتعالى، لكن أهم شروطها :
أولاً : العلم بالطب لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:" من تطبب ولم يعلم منه الطب فهو ضامن" فالطبيب باستطاعته تشخيص المرض ليطبق الحجامة في الموضع الصحيح .
ثانياً : أن يمتنع عن إجرائها عند وجود أحد محظوراتها التالية :
ارتفاع الحرارة عند المصاب، والمرضى المصابين بآفة كبدية وخاصة التهاب الكبد الفيروسي، والمصابين بميوعة الدم، وكذا الأطفال الصغار وكبار السن، و المصابين بالرشح أو البرد، ولمن بدأ بالغسل الكلوي .
ثالثاً: أن تطبق مع اتخاذ إجراءات التعقيم الجراحية الخاصة كاستخدام الأدوات الطبية المعقمة من قفازات ومشرط وكؤوس .
__________
(1) من مستوصف سنمار الطبي، المقالة في العدد 12565 من جريدة الرياض الصادرة الجمعة 15 نوفمبر 2002 ميلادي(3/53)
رابعاً : يجب أن يكون الحجام أو من يساعده سليماً من الأمراض المعدية وخاصة آفات الكبد الفيروسية والسل الرئوي وغيرها .
خامساً : يجب أن يخضع الحجام لدورة خبرة معتمدة وتحت إشراف خبراء اختصاصيين لضمان شروط السلامة .
وفي كتاب الجراحة يفضل (1) عند إجراء الحجامة أن يستلقي المحجوم على جنبه المقابل للطرف الذي ستطبق عليه المحاجم، كما يمكن اجراؤها والمريض جالس علىكرسيّ أن يميل إلى الإمام. ولا تجوز الحجامة والمريض واقف، أو كان على كرسي ليس له جوانب تمنع المريض من السقوط على الأرض، لأنه قد يغمى عليه وقت الحجامة.
وتمنع الحجامة على جلد مصاب بقوباء أو أمراض جلدية معدية ، كما لا يجوز إجراؤها في المواضع التي لا يكون فيها نسيج عضلي مرن، ولا في الأماكن التي تكثر فيها الأوردة البارزة كظهر اليدين والقدمين عند الأشخاص ضعيفي البنية. كما لا تحجم المرأة الحامل في أسفل البطن ولا على الثديين ومنطقة الصدر خاصة في أشهر الحمل الثلاثة الأولى. ويزيد آخرون بعض الملاحظات كتجنب الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة وفي الأيام شديدة البرودة، وعلى الركبة المصابة بالماء(المفاصل المتورمة) ولكن بجوارها .
ويوصي بعضهم بتجنب الحجامة بأكثر من كأس لمن يعاني من فقر دم أو يعاني من انخفاض الضغط، ولمن حجامته على الفقرات القطنية لأنها تسبب في انخفاض ضغط الدم بسرعة، وينصح بأن يشرب المصاب شراباً حلواً أو طعاماً يزوده بسعرات حرارية قبل الحجامة .
ويضيف د. النسيمي كمضاد لاستطباب الحجامة: الداء السكري بعدما ذكر الإنتانات الجلدية وعندما يخشى الطبيب من استمرار النزف مكان التشريط بسبب وجود اضطراب في أزمنة النزف والتخثر والبروترومبين وفي قصورات الكبد.
الحجامة الجافة
__________
(1) كتاب " الجراحة الصغرى " د. وليد نحاس – دمشق 1986 [ كتاب جامعي ].(3/54)
وقد عرفناها بأنها تطبيق المحاجم على الجلد الطبيعي دون إجراء تبزيغ أو تشطيب مسبق له . ولإجراء الحجامة تحضر الكؤوس(المحاجم)المعقمة جانباً، ثم يعقم الموضع المراد حجامته بالمطهرات الطبية .
قد نضطر لدهن حواف الكأس بقليل من الزيت أو الفازلين أو كريم كامفوفينيك أو أي مادة مزلقة حتى يحكم لصق المحجم على الجلد، كما يرى كثيرون(1) ضرورة طلي المنطقة كلها بتلك المادة المزلقة لإجراء
حركات(تمسيد) دائرية بكأس الحجامة أثناء تطبيقه .
ثم إن كانت المحاجم تقليدية (الحجامة بالنار): نضع قطعة قطن مبللة بقليل من الكحول أو قطعة ورق، ثم تشعل ويوضع الكأس على المكان المراد من الجلد ( الشكل رقم –7). أما المحاجم ذات المكبس فتطبق على المكان المراد ثم نلجأ إلى سحب المدكَ لإجراء تفريغ الهواء من المحجم .. وإذا حدث ألم ما فيمكن إنقاص حجم الهواء المخلى كما أن هذه الطريقة تسمح بتحريك المحاجم بشكل أسهل .
وهكذا سوف ينسحب الجلد على شكل نصف كرة داخل الكأس ويمكن نزعه بعد 5-10 دقائق بلطف بالضغط على الجلد عند حافة الكأس، وفي حالة حجامة الوجه يجب أن لا تزيد المدة عن ثلاثين ثانية – وينصح البعض بزلق الكأس كل 5 دقائق من مكان إلى آخر لتأخذ المعالجة سطحاً أوسع، وهي ما يدعوها البعض بالحجامة المتزحلقة(2).
__________
(1) ستيفن ميكر من هوليود كلينيك. Stephen Mecker , Holly Wood Clinic – 2003 .
(2) التداوي بالحجامة : تأليف د. أحمد حفني : المركز العربي للعلاج الطبيعي : القاهرة 12- شارع السعادة /هـ024536212(3/55)
تنتهي الحجامة بتشكيل بقعة قرمزية غامقة، وأحياناً يظهر مجرد احمرار خفيف وأحياناً يسود الجلد وقد يكسو سطحه نقط صغيرة من المصل. وبعد رفع المحاجم لا تدهن المنطقة بأي مستحضر، بل بالعكس امسح بلطف المادة المزلقة التي دهنت به. تبدو البقع وكأنها مؤلمة، لكنها ليست كذلك ويتراجع اللون غالباً خلال24ساعة إلا إذا اسود الجلد فإنه يتأخر بالتراجع. أما الأعراض التي طبقت من أجلها الحجامة من ألم وسواه فهي تزول خلال بضعة أيام .
فالحجامة الجافة (1) تفيد في تخفيف أو إزالة الاحتقان من المناطق في البدن الواقعة حولها، علاوة على حدوث تأثيرات انعكاسية أخرى ذات تأثير بين في تسكين الألم وتخفيف الاحتقان. ومن أهم استطباباتها آفات الرئة الحادة واحتقانات الصدر الناتجة عن الإصابات القلبية والرئوية، احتقانات الكبد، التهابات الكلية، التهاب التامور وفي العصابات القطنية الوربية .
ويمكن أن تقوم الحجامة الجافة مقام الاستدماء الذاتي لدى الأطفال أو لدى من يتعذر العثور على أوردتهم من الكهول. والاستدماء الذاتي يكون بنقل الدم من وريد المريض وحقنه في عضله الإليوي، وهي طريقة عامة لإزالة التحسس وتقوية الدفاع الذاتي للمريض .
وتحت عنوان " الحجامة المدلكة من أجل حفظ الصحة " كتبت اختصاصية العلاج الفيزيائي الأمريكية (2) أنيتا شانون Anita Shanon تقول :
الحجامة المدلكة هي تطوير حديث لعلاج قديم وتعتبرإضافة فعالة لعملية حفظ الصحة ومتممة لعلاج عدد من الأمراض الشائعة. ولقد اعتمدت التطبيقات العلاجية للحجامة من خلال إحداث تبيغ في الجلد المحجوم من أجل :
1- تصريف السوائل الفائضة والسموم .
2- حل التصاقات وتنشيط الأنسجة الضامة .
__________
(1) الدكتور النسيمي : الطب النبوي والعلم الحديث .
(2) Anita. J. Shanon مجازة في المعالجة الفيزيائية والتجميل، لها خبرات واسعة في تطبيقات الطب الصيني والطب التقليدي .(3/56)
3- تنشيط الدوران الدموي في الجلد والعضلات القريبة .
4- تنشيط الجهاز العصبي المحيطي .
وتتابع الدكتورة شانون بحثها فتقول : التطبيق المفضل للمحاجم هو السطح الواسع للظهر ونتائجها لا تصدق خاصة كمعالجة مضافة للتدليك، وهي مسكنة بشكل فعال للجهاز العصبي كما تساعد على دخول العضوية في حالة من الاسترخاء، وليس نادراً أن تؤدي إلى غطيط عميق. وهي مفيدة جداً لمعالجة ارتفاع الضغط الدموي، والقلق والتعب، والصداع المزمن، والآلام العصبية، والتقفع العضلي، إذ أن العضلات المتقلصة والمحتقنة تتلين وتسترخي بسرعة بعد دقائق من الحجامة التالية للتدليك .
وترى د. شانون أن تخلية الهواء من الكؤوس يحاكي فعلها فعل الضغط الدائري للمساج العميق دون إحداث أي انزعاج. وحركة الكؤوس يمكن أن تكون دائرية أو خطية وهي مناسبة لحل العقد الجاسئة أو المعندة من الجلد المؤوف . واحمرار الجلد مكان التطبيق يدل على حضور جيد للدوران الدموي في سطح الجلد الذي يمكنه عند تطبيق المروخات والحلالات النباتية المائية المسكنة فوراً بعد الحجامة أن تمتص عميقاً في الأنسجة وتؤدي إلى فاعلية سريعة .
تقول د. شانون : إن زيادة الورود الدموي الهائل إلى المنطقة تحضر إليها التغذية الكافية وتؤدي إلى سحب السموم خارج المنطقة عن طريق العود الوريدي. وفي الحقيقة شعور المرضى لا يمكن وصفه (يكاد لا يصدق) والمرضى كثيراً ما يصفون شعورهم بدفء عميق ودغدغة لطيفة تستمر في المنطقة لما بعد انتهاء الحجامة، وخلاصة القول ترى [ شانون ] أن الحجامة ليست مؤذية للبدن ولا للجلد، تطرد الالتهاب وهي عملية ممتازة خاصة عند تطبيقها كعلاج مغاير أي حين تتبع بتطبيق مروخات علاجية أو كمادات باردة.(3/57)
ومن مستشفى هوليود (1)كتب ستيفن ميكر معللاً الآلية الإمراضية الفاعلة للحجامة يقول:" عندما تشعر بالألم فإن ذلك يعود إلى نقص الأوكسجين في الخلايا بصرف النظر عن سبب أو نوع الألم، وعندما تكون الدورة الدموية أو اللمفاوية في حالة ركود في منطقة ما، أو أن الدم لايستطيع الانتشار نحو الخلايا بشكل صحيح فإنه يفسد بما تتراكم فيه من فضلات استقلابية ومن ثم يبدأ بإعاقة عمل الأجهزة .
المخطط النوعي للحجامة ... مرحلة وضع كؤوس الحجامة ... منطقة الجلد المحتقن
في منطقة أعلى الظهر ... التي تؤدي لاحتقان الدم ... نتيجة تطبيق كأس حجامة
وضع كؤوس الحجامة مكان
الاحتقان لتشطيبها بعد ذلك
تطبيق جروح سطحية سحب الدم المحتقن الشيخي مظهر الجروح السطحية
بشفرة المشرط ليخرج الدم بواسطة كؤوس الحجامة (التشطيب) بعد الانتهاء من الحجامة
المحتقن الشيخي ( التشطيب)
مراحل إجراء الحجامة المبزغة
والصينيون يسمون هذه الحالة بالسم الدموي أو باختصار SA ويشخصونها عند وجود ألم في المنطقة، ومن انخفاض نسبي في القدرة على الحركة مع وجود علامة ابيضاض الجلد عند ضغطه. وعندما يشخص الطبيب الصيني هذا التناذر SA فإن الحجامة هي العلاج المفضل عندهم ".
الحجامة الرطبة [ المبزغة أو الدامية ]
وهي الحجامة التي يسبقها شرط للجلد وهي التي تشير إليها الأحاديث النبوية الداعية للحجامة والتي يؤكدها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " وشرطة محجم ".
ولإجراء الحجامة الرطبة، ننظف الجلد المراد حجامته، وتعقم أدوات الحجامة من كؤوس ومشارط، ويستحسن استخدام مشرط جديد معقم لكل مريض. ثم يعقم الموضع المراد بالمطهرات اللازمة وربما نحتاج وضع قليل من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم التصاقه بالجلد .
__________
(1) Stephen Meeker : Hollywood Clinic and van Goph Insditute 2003.(3/58)
يفرغ الكأس من الهواء بحرق قطعة من القطن داخله إذا كان من النوع التقليدي ثم يوضع على الجلد، أما إن كان من النوع الحديث الذي يستعمل المكبس، فيوضع الكأس أولاً على الجلد ثم يخلى من الهواء بسحب المدك .
بعد خمس دقائق بنزع الكأس بالضغط برفق على الجلد عند حافة الكأس ثم يجرى شرط أو تشطيب موضع الحجامة بالمشرط تشريطاً سطحياً خفيفاً، بحيث يتوجب كون التشريط على امتداد العروق أي طولياً من ناحية الرأس إلى القدم وليس عرضياً يتقاطع مع العروق .
توضع الكؤوس(المحاجم) مرة أخرى على المكان المشرط، وينسحب الجلد إلى داخل الكأس ويخرج الدم من خلال الجروح التي أحدثها المشرط . ينزع الكأس عند امتلائه بالدم ويفرغ، ويمكن أن تكرر العملية في نفس المكان حتى تخرج الكمية اللازمة من الدم .
ينظف الموضع عند الانتهاء بالمطهرات المعروفة ويغطى بلاصق طبي وتمسح جوانبه بمنشفة مبللة بماء دافئ .
ويرى الدكتور محمود النسيمي (1) استطبابات هامة للحجامة الرطبة منها :
1- الاحتقانات كاحتقانات الرئة والكبد ووذمة الرئة الحادة وهذه تتطلب السرعة لإسعاف المريض بالحجامة .
2-التهبات التامور والتهاب الكلية الحاد .
3-الآلام العصبية القطنية والوربية والألم الناخس. فالحجامة مسكنة للألم سواء منها الجافة أو الرطبة بحيث توضع المحاجم عند الإصابة بالآلام العصبية القطنية جانبي العمود الفقري وليس على العجز أما في الآلام الوربية فتوضع على الظهر .
4-لأخذ الدم من أجل إجراء الفحوص المخبرية حينما لا يتمكن المخبري من بزل الوريد لأخذ الدم خصوصاً عند الأطفال .
5-الحجامة يمكن أن تقوم مقام الفصد العام أيضاً عندما لا يتمكن الطبيب من بزل الوريد بإبرة غليظة. وقد يوصي الطبيب بالحجامة الدامية إذا ظهرت لدى المريض بعض الأعراض الخطرة من زلة وزرقة بسبب إصابة قلبية أو ارتفاع توتر شرياني شديد .
__________
(1) د. النسيمي عن كتابه : الطب النبوي والعلم الحديث(3/59)
ويعترف الطب الغربي، وخصوصاً الفرنسي بفوائد الحجامة في الأمراض الجلدية وخاصة الذئبة السلية والذئبة الحمامية والأكالات الحادة والاكزيمة (1).
وفي مستشفى (2) Tianjin أجرىالبروفسورZang z دراسة على تأثير الحجامة المبزغة لمعالجة 45 مريضاً مصابين بالتهاب حاد في العصب مثلث التوائم مع مقارنتها بالطرق العلاجية المألوفة. لم يجد الباحث أي علاقة مميزة للحجامة في التأثيرات المسكنة المؤقتة عن العلاجات المعروفة، لكن وجد امتيازات واضحة في النتائج النهائية العلاجية للحجامة عن مجموعة الشاهد التي عولجت بالطرق الدوائية، وهذا يشير إلى أن الحجامة المبزغة طريقة علاجية فعالة للمصابين بهذه الآفة .
وتفيد الحجامة (3) لمعالجة المصابين بالتهاب الكبد – ث[Hepatitis-c ] ويعلل الدكتور أحمد عبد السميع رئيس قسم الكبد بمستشفى هيئة مصر للطيران استجابة هؤلاء المرضى للعلاج بالحجامة بقوله :" إن الحديد يوجد في جسم الإنسان على هيئات مختلفة، منها تلك الجزئيات الحرة وهي التي تسبب أكسدة الخلايا فتقلل من مقاومتها للفيروس ومناعتها ضده، وإن المرضى الذين ترتفع نسبة الحديد لديهم تكون استجابتهم للعلاج أقل من غيرهم. وقد أثبتت الأبحاث السريرية أن تخليص الجسم على فترات من كمية من الدم تساعد في رفع نسبة الاستجابة للعلاج والإسراع في شفاء هؤلاء المرضى، وليست الحجامة إلا شكلاً من استخراج الدم للتخلص منه. وإني أطلب من الذين يهاجمون الحجامة عمل دراسة طبية منهجية ضمن المعايير العلمية السليمة لإثبات كفاءة العلاج من عدمها .
__________
(1) عن رسالة جامعية بعنوان " الطب والشريعة " د. محمد خالد سلطان. دمشق 1983 .
(2) Zang z : “ Observation On therapeutic effect of blood lefting puncture with cupping in Acute trigeminal Neurologia “ J. Tradit. chin. Med. Dec. 17(4) – 1997.
(3) من نص مقابلة على الانترنيت مع د. أمير محمد صالح .(3/60)
ومن فنلندا كتب كل من Vaskilampi T, Hanninen O. (1) معتبرين الحجامة الرطبة شكلاً من الطب التقليدي الفلندي حيث عولج 15 مريضاً بهذه الطريقة العلاجية، ويحدث هؤلاء المرضى أن الحجامة كانت نافعة جداً من آلام الأسنان المستمرة والنوبية، ولعلاج آلام الرأس والرقبة والكتفين والظهر، كما أفادت في معالجة ارتفاع الضغط الدموي وعدد من الجلادات المزمنة، ويستحسن إجراؤها بعد مساج للمنطقة أو بعد حمام ساونا ساخن .
- ويقول د. أمير محمد صالح(2):" لقد درست الحجامة بعمق وعالجت بها عدداً كبيراً من الأمراض وكانت فائدتها ملحوظة عند المصابين بآفات في الكبد حيث تؤدي إلى تحسن وظائفه. كما حققت نتائج جيدة عند الأطفال المصابين بشلل نصفي، كما نجحت في علاج البدانة والأمراض المتعلقة بضعف المناعة في البدن وفي علاج حب الشباب المعقد /إهـ.
__________
(1) Pub –med Nat. Library of Medicin : Cupping as a part of living Finnish Trad. healing : Aremedy against pain 1982
(2) د. أمير محمد صالح : عن موقعه من الانترنيت(3/61)
وينقل الدكتور أيمن الحسيني(1) عن عدد من الباحثين خلاصة دراستهم العميقة للارتكاسات الايجابية الجيدة التي تحصل نتيجة الحجامة. فقد قام فريق طبي بدراسة مخبرية لدم الحجامة، ومن الطريف أن أغلب الكريات الحمراء هرمة وشاذة [الشكل8] وكانت نسبة الكريات البيض محدودة نسبياً، وكأن الحجامة تحفظ بذلك خلايا الدم السويّة بينما تخلص البدن من الخلايا الشاذّة. وينقل عن الطبيب الفرنسي كانتيل توصله لحقيقة مفادها أن الأشخاص الذين أجريت لهم الحجامة تزيد عندهم قدرة الكريات البيض على إنتاج الإنترفون بمعدل عشرة أضعاف قدرتها بعد عمل الحجامة مقارنة لها بقدرتها على إنتاجه عند الأشخاص غير المحجومين. ومادة الأنترفيون هذه هي مادة بروتينة تصنعها الكريات البيض، لها مفعول قوي ضد الفيروسات التي يمكن أن تغزو الجسم، وبالتالي فإن زيادة الأنترفيرون تعني زيادة مناعة الجسم ضد العدوى والمرض .
كما يؤكد الدكتور كانتيل أن عدد الكريات البيض في الدم ترتفع بعد الحجامة ويفسر ذلك بحدوث تنشيط لنخاع العظم المنتج للكريات البيض بعد الحجامة وكأنه قد أفاق وتخلص من تعبه بعد تخليص الدم من الشوائب والأخلاط الغريبة.
وعن خلاصة لدراسة أمريكية يكتب د. الحسيني: أن التهاب الكبد الفيروسي في حالاته الشديدة يزيد من القابلية للإصابة بسرطان الكبد، وتضيف الدراسة أن حدوث هذا السرطان عند الرجال حوالي 74% بينما تنخفض عند النساء إلى حوالي 6%، واعتبرت الدراسة أن أهم أسباب هذا الفارق الكبير في نسبة الإصابة بسرطان الكبد بين الجنسين تميز النساء بالمحيض، معتبرين أن خروج دم الحيض ينقي الجسم ويريح الأعضاء وكأنه حجامة طبيعية ربانية!...
__________
(1) د.أيمن حسيني عن كتابه " معجزات الشفاء بالحجامة وكاسات الهوا " مكتبة القرآن –40-شارع رشدى عابدين-القاهرة – فاكس 3937326(3/62)
وأثبتت العديد من الدراسات أن مختلف أعضاء البدن تتمتع بحالة من الانتعاش والكفاءة العالية بعد عمل الحجامة، فالكبد تصبح أكثر قدرة على تمثيل الكولسترول والدهون الثلاثية وتخزين السكر الزائد في الدم، كما تتحسن وظيفته في إبطال عمل السموم Detoxification، كما ترتفع كفاءته على تجديد أنسجته الذاتية، ويصبح أكثر قدرة على مقاومة العدوى الفيروسية .أما العيون، فإن آفاتها الناتجة عن نقص التروية تتحسن بشكل جيد بعد الحجامة كما تحسن الحجامة من وظائف الكلية وتقي صاحبها من الفشل الكلوي.
الاستطبابات الحديثة
للحجامة
كتب Subhuti Dharmanda مدير معهد الطب التقليدي (1) في بورتلاند عن آلية تأثير الحجامة يقول:
تعود الحجامة لممارسات صينية قديمة وهي طريقة علاجية لها صلة بتقنيات تدليكية خاصة مثل الوخز والقرص السريع.ومن تلك الممارسات التي يسمونها بالتونيا:
" الجلد الذي يقرص أو يوخز في نقاط معينة حتى يحمر". فالحجامة تطبق في مناطق تطابق نقاط الوخز بالابر,أو مناطق من الجسم متأثرة بالألم. و حيث أن الألم بالحقيقة أعمق من النسج التي يمكن أن تجس, فقوارير الحجامة حين تتحرك على مناطق من سطح الجلد , فالمعالجة تذكرنا حينئذ بالغواشا Guasha أو ما يسمى في الأدب الطبي Sand scraping و هي علاج شعبي في جنوب شرق آسيا يجرى بتشطيب الجلد بواسطة مسامير أو ما يشبهها , لكن حركة المحاجم ألطف و أسلم.
كما أن القوارير المستخدمة في الحجامة /بالنار/ لها شبه بالمعالجة بالكي, وإن الهواء الساخن داخل الكأس له تأثير حاث أو منبه جيد. و يعمل التشطيب (بتزيغ الجلد) قبل وضع المحاجم على تنشيط الدوران الدموي وإزالة الركود منه , فهو يزيل الاحتقان و الوذمات(التورم) ويسكن الألم .
ثم إن Subhuti يؤكد فوائد الحجامة في معالجة الأمراض التالية:
__________
(1) Subhuti Dharmanada , Ph . D. Port land , Origon –Mars – 1999 .(3/63)
في أمراض الجهاز التنفسي تفيد في معالجة التهاب القصبات المزمن – الربو، التهاب القصبات الحاد والمزمن عند الأطفال.
وفي أمراض الجهاز الهضمي تفيد لمعالجة الزحار، الاسهال الصباحي المبكر
Early Morning Diarrhea والتهاب المعدة المزمن. وتقترح الحجامة حول السرة وفي أسفل البطن ومنطقة المعدة. كما يعالج بها الأطفال المصابون بعسرة الهضم.
وفي تناذر الألم تفيد في معالجة الصداع المزمن والشقيقة، وألم العصب مثلث التوائم، آلام الأسنان و أذيات النسج الرخوة.
وفي اضطرابات الجهاز التناسلي عند المرأة تفيد الحجامة في معالجة بعض حالات العقم واضطرابات الطمث والضائعات البيض وتجري تحت الفقرة القطنية الثالثة، كما تفيد في المعص الرحمي Uterine Cramps .
و تفيد الحجامة أيضاً لمعالجة المصابين بالأرق وفي شلل العصب الوجهي.أما في الأمراض الجلدية فقد ذكر Chen Decheng (1) فائدتها في معالجة العد الشائع كما
ذكر(2) Wang Huaiping فائدتها في معالجة الشرى المزمن حيث ذكرها مع وجوب التشطيب المسبق للجلد [ الحجامة المبزغة ] .
الإعجاز الطبي
في الوصفات النبوية للحجامة
لقد ثبتت في الأحاديث الصحيحة احتجام النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد اصابته بعدة أمراض، أو أن أمره بالحجامة ووصفه لها قد ثبتت لعدد من الحالات المرضية. وفي هذا الفصل سنعدد الاستطيايات النبوية للحجامة، ومن ثم نستعرض نتائج بحوث طبية علمية حول هذه الاستطبابات تثبت السبق النبوي في تعينها.
الحجامة من الشقيقة والصداع
__________
(1) Chen Decheng et al “ 47 Cases of acne Treated by Pick Blood Leeting plus cupping “ J . of Trad . Chinease Mdieine 1993
(2) Wang Huaiping “ Treatment of Urticaria with Cupping “ J. of Traid Chinease Med , 1996 – 13.2(3/64)
عن سلمى خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت : " ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله وجعاً في رأسه إلا قال احتجم ولا وجعاً في رجليه إلا قال : اختضبهما ".أخرجه أبو داود وهو حديث حسن ( الأرناؤوط ).
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل " رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم من شقيقة كانت به " رواه البخاري في صحيحه .
للصداع (1)أسباب كثيرة كظاهرة وحيدة وأكثرها حدوثاً الصداع المرافق لفرط التوتر الشرياني [ ارتفاع الضغط الدموي ] والصداع الوعائي المسبب للشقيقة . ولعل الحديث الأول التي روته سلمى – خادم رسول الله – يمكن أن يحمل على الشقيقة أو على أي صداع بسبب آخر .
فأما صداع فرط التوتر الشرياني فهو صداع غالباً ما يأتي في الصباح الباكر ويتوضع في مؤخرة الرأس ويتحسن عادة بمعالجة ارتفاع الضغط عند المريض .
والشقيقة (2)عبارة عن نوبات متكررة من الصداع الذي يكون وحيد الجانب في بدايته غالب الأمر، وقد تترافق بحس غثيان وقمه وأقياء، وتسبق بعض النوبات، أو ترافقها اضطرابات حسية حركية أو اضطرابات في المزاج وغالباً ما تكون مرضاً عائلياً . وأثبتت الدراسات الحديثة أن الشقيقة تحدث بنسبة أكبر عند مرضى فرط التوتر الشرياني وسبب ذلك مجهولاً .
__________
(1) عن كتاب الطب النبوي والعلم الحديث للنسيمي
(2) المعجم السريري لاضطرابات فرط التوتر " ترجمة د. جندي وآخرون – دار المعاجم دمشق 1992 .(3/65)
وتدعى الشقيقة بالإنكليزية والفرنسية Migraine (1)وهو اسم مشتق من اليونانية لأنها تصيب بآلامها شق من شقي الرأس . وهذا التعبير اليوناني ينطبق على التعبير عندنا بالعربية لأن الشقيقة هي مؤنث شقيق والذي هو بدوره تصغير لشق كما تدعى أحياناً بالصداع النصفي ، وتصيب الشقيقة من 10-20% من البشر كما تصيب النساء منها ضعف الرجال . وقد صدر حول الشقيقة في الولايات المتحدة كتب متخصصة وأفردت لها المجلات صفحاتها ، كما أن البريطانيين ساهموا بالبحث والتأليف وإنشاء الجمعيات المهتمة بأخبارها ، ونظموا المؤتمرات العلمية الخاصة بمناقشة أعراض هذا المرض المزعج وتطوراته ومعالجته ، منها مؤتمراً حضره أكثر من 220 طبيباً من شتى أرجاء العالم(2) .
يقول د. ظافر العطار متابعاً : " كل هذا الاهتمام لم يؤد إلى علاجها جذرياً وإن كان تخفيف حدتها وارداً حسب رأى الجراح برنارد في كتابه " الهيمنة على الشقيقة "(3) فهو يمنع مرضاه من التدخين ويحرم عليهم الخمرة بمختلف أشكالها ويوصيهم بالابتعاد عن أكل الجبن. وأما الحل الجذري لعلاج الشقيقة فيذكره الإمام البخاري في كتاب الطب من صحيحه " احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شقيقة أصابته".
__________
(1) عن مقالة للدكتور ظافر العطار " شفاء الصداع النصفي بالحجامة " عالم الطب والصيدلة – 1996-2 .
(2) عن كتاب Mastering Your Migraine لمؤلفه بيتر إيفانس ، نشرته دار Granada في لندن عام 1978
(3) Control of Migraine(3/66)
ويورد د. العطار حالة السيدة أ . م . في الـ 45 من عمرها ، مصابة بالشقيقة منذ 20عاماً وازدادت حدة المرض في السنين الأخيرة حتى أنها أخذت إلى المشفى مرة بحالة إسعاف ، احتجمت منذ 15 يوماً وشعرت بزوال الأعراض منذ إجراء الحجامة واستغنت عن كل المسكنات التي كانت تأخذها ، الجبن يسبب لها نوبة ولكنها لا تحب الجبن بشكل طبيعي ، الشوكولا والدخان لا يؤثران عليها . كمية الدم التي استخرجها الحجام تعادل كأس ماء من طرفي نقرتها بالقرب من كل أذن . جدُ المريض كان مصاباً بالشقيقة …. وقد أكدت المريضة أن الخمسة عشر يوماً التي قضتها بدون ألم بعد الحجامة تستحق أكثر من عملية الحجامة بكثير حتى ولو عادت رأساً الآن …
ويرى د. محمود النسيمي (1) أن فائدة الحجامة وسط الرأس ، أي بعيدة عن العروق الكبيرة ، في تسكين صداع الشقيقة يعلل بحدوث انعكاسات على الأوعية الدموية في الدماغ والتي يؤدي انقباضها في الأصل إلى حدوث ذلك الصداع .
وهكذا يتبدى لنا الإعجاز النبوي الطبي في وصفة النبي- صلى الله عليه وسلم - في معالجة هذا المرض المحير والذي لم يجد له الأطباء العلاج الشافي حتى اليوم.
الحجامة لتبيغ الدم
وردت كلمة " تبيغ الدم " في أحاديث صحت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منها ما ورد عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة ، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله " رواه الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعم العبد الحجام، يذهب الدم ويخف الصلب ويجلو عن البصر " رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب .
ا لتبيغ في اللغة "الزيادة" من قولهم: بغى فلان على فلانة أي زاد عليه ، وقال أبو عبيد عن الكسائي:
__________
(1) محمود ناظم النسيمي عن كتابه: الطب النبوي والعلم الحديث .(3/67)
التبيغ التهيج . وفي لسان العرب تبيغ به الدم : هاج به ، وذلك حينما تظهر حمرته في البدن، وقد استعمل القاموس الطبي الموحد كلمة التبيغ ترجمة عن كلمة Hyperemia.
وأكثر ما يحدث التبيغ(1) في ارتفاع الضغط الشرياني حيث يحدث ما يسمى بالتبيغ الأحمر ، أي المترافق باحتقان الوجه والملتحمة والشفة واليدين والقدمين ، كما يحدث التبيغ في فرط الكريات الحمر الحقيقي،الذي منه ما يكون أساسياً وهو نادر ، ومنه الثانوي الذي ينجم عن العلل القلبية الخلقية مع الزرقة ، وارتفاق التامور ، والتضيقات الرئوية التي تعيق التهوية وتصلب الشريان الرئوي ، والآفات الرئوية من منشأ إفرنجي ، وفرط الكريات الحمر في المرتفعات ، وفرط الكريات الحمر السمّي وسل الطحال وكيسته المائية ، وكلها أمراض لم تشخص قديماً ولم تفرق عن بعضها وإنما اكتفي بذكر العلامة المشتركة بينها وهي تبيغ الدم .
ومن الأعراض المشاهدة في فرط التوتر الشرياني وفي الأمراض التي يحدث فيها فرط كريات حمر حقيقي يذكر الصداع والدوار وسرعة الانفعال ، وقد تحدث اضطرابات بصرية . وتعتبر الحجامة المبزغة اليوم أوالفصادة دواءً ناجعاً لها .
وفي تعليقه على أحاديث الحجامة والتبيغ يقول الدكتور محمد علي البار(1) :
التبيغ هو غلبة الدم من الإنسان فإذا هاج الدم وارتفع الضغط فإنه قد يسبب انفجار أحد شرايين الدماغ فيقتل المصاب أو يصاب بالفالج [ الشلل النصفي ] كما أن ارتفاع الضغط الدموي قد يؤدي إلى هبوط القلب وحدوث ما يسمى بالجلطة [ احتشاء العضلة القلبية ] وإما إلى الفشل الكلوي وكلاهما قاتل لصاحبه .
__________
(1) د. محمد علي البار في تحقيقه على كتاب "الطب النبوي" لعبد الملك بن حبيب الأندلسي ، طبعته دار القلم بدمشق - 1993(3/68)
فارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة التي قد تقتل صاحبها إذا أهمل علاجها . وارتفاع الضغط يسبب إصابة الكلى ثم فشلها وكلما أصيبت الكلى ارتفع الضغط فيدخل المريض في حلقة مفرغة ، كما أن ارتفاع الضغط يسبب تضخم العضلة القلبية ثم هبوطها وخاصة في الجانب الأيسر مؤدية إلى ضيق نفس شديد ( زلة تنفسية ) تزداد عند الاستلقاء أو النوم أو بعد الجهد ، وارتفاع الضغط يزيد في إصابة الشرايين بالتصلب وإذا أصيبت الشرايين القلبية بالتصلب يمكن أن تحدث الجلطة القلبية .
ويتابع د .البار قوله: ويعالج ضغط الدم بإقلال تناول الملح ، وإعطاء خافضات الضغط وقد كانت الحجامة أو الفصادة أحد أركان العلاج في هذه الأمراض ، والغريب حقاً أن الأبحاث الحديثة ذكرت لأدوية علاج الضغط أضراراً قد تفوق فوائدها ، وأوضحت هذه الدراسات أن الذين تلقوا علاجاً بمدرات البول لخفض الضغط المرتفع زادت حوادث جلطات القلب لديهم نسبة لأولئك الذين لم يتلقوا أي علاج . كما أن هناك أبحاثاً تتهم بعض العقاقير المضادة لارتفاع الضغط مثل حاصرات بيتا بتسبب زيادة الكولسترول الدموي، وبالتالي إيجاد عامل خطر جديد لإحداث جلطات القلب . وأن الفائدة المرجوة عن خفض ضغط الدم قد تقلل منه الأضرار الجانبية لهذه العقاقير.
ويقول د . محمد علي البار متابعاً : وما يمكن أن نستنتجه هو أن ضغط الدم المرتفع ارتفاعاً بسيطاً أو معتدلاً قد لا يستفيد المصاب به بمعالجته بالعقاقير المستخدمة وأن اللجوء إلى المعالجات البديلة البسيطة بخفض الملح في الطعام ، وتناول الثوم ، والحجامة تمثل وسيلة فعالة لمعالجة مثل هذه الحالات وتجنب أضرار العقاقير .
ويربط ابن سينا (1)بين تبيغ الدم والدورة القمرية فيقول :
__________
(1) القانون في الطب للشيخ الرئيس ابن سينا .(3/69)
" ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت ، بل في وسط الشهر حيث تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر ، وتزيد الدماء في الأقحاف ، والمياه في الأنهار ذوات المد والجزر " .
وهذا المعنى يتوافق مع ما رواه أنس رضي الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله " رواه ابن ماجه بسند ضعيف لكن أبو داود رواه بسند حسن [ الأرناؤوط ] .
وهكذا نرى من الأبحاث التي ساقها الدكتور البار وغيرها أن الحجامة المبزغة تعتبر العلاج الأمثل لتبيغ الدم ومن ثم لمعالجة ارتفاع الضغط المسبب له، وهنا تتجلى المعجزة النبوية في هذه الوصفة الرائعة التي نطق بها من لا ينطق عن الهوى.
الحجامة في معالجة الوثي
الوثي هو التواء المفصل العنيف منذ تمطط الربط حتى انقطاعها .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -احتجم على وركه من وثء كان به " رواه أبو داود وهو حديث حسن(1) ( الأرناؤوط في جامع الأصول ) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم من وجع كان به" رواه أبو داود وفي رواية النسائي " من وثء كان به " الحديث إسناده صحيح
( الأرناؤوط ) .
ولقد ذكر ابن سينا في قانونه استعمال الحجامة بلا شرط على الورك لعرق النسا وخوف الخلع .
__________
(1) ابن الأثير الجزري في كتابه :" جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، حققه الأستاذ عبد القادر الأرناؤوط.(3/70)
وتؤكد المصادر الطبية الحديثة صدق دعوة النبي- صلى الله عليه وسلم - للاستشفاء بالحجامة عقب الإصابة بالرض أو الوثي نتيجة حادث ما. فالدكتورة هيلينا عبد الله(1) ترى تحسناً سريعاً للآلام ونقص للوذمة عند معالجة المصابين بالرضوض والوثي وغيرها بالحجامة . وكذلك أكدت أبحاث Subhuti (2) فائدة الحجامة المبزغة في شفاء تناذر الألم وخاصة في أذيات النسيج الرخوة الناجمة عن الرضوض .
معالجة الخراج بالحجامة
يقول د.النسيمي : وذلك بشرط الخراج أي شقه ليخرج منه الصديد ثم وضع المحجم لمص كافة محتوياته .
عن عاصم بن عمر بن قتادة رحمه الله قال : جاءنا جابر بن عبد الله في أهلنا ورجل يشتكي خراجا به – أو جراحاً – فقال : ما تشتكي ؟ قال خراج بي قد شق علي . فقال يا غلام ائتني بحجام فقال له : ما تصنع بالحجام يا أبا عبد الله ؟ قال أريد أن أعلق فيه محجماً . فقال والله إن الذباب ليصيبني أو يصيب الثوب فيؤذيني ويشق علي فلما رأى تبرمه من ذلك قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار وما أحب أن اكتوي . قال : فجاء بحجام فشرطه فذهب عنه ما يجد " رواه مسلم .
يقول البروفسور(3) Sir Nik Omar من كولومبو :" استخدم الصينيون الحجامة بقرون الحيوانات منذ العصور الغابرة وأول ما طبقت الحجامة لاستخراج الصديد من مكامنه في الآفات الجلدية الالتهابية..."
الحجامة بعد التسمم
__________
(1) د. هيلينا عبد الله عن كتابها " الحجامة الحديثة " – القاهرة.
(2) د.سوبهوتي دار ماندا من بورنلاند – 1999-
(3) Sir Nik omar(3/71)
يقر الطب الحديث بفائدة الفصادة في معالجة بعض التسممات وقد يوصي بإجراء نقل الدم بعدها ومن البدهي أنه عندما لا يتمكن الطبيب من بزل الوريد بإبرة غليظة فإن الحجامة، التي تعتبر شكلاً من الفصادة الموضعية هي ملجؤه الوحيد./النسيمي/(1)
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم بعدما سُمَ ".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات ولم يرد نص صحيح في تعيين الموضع المختار للحجامة من تبيغ الدم أو الصداع أو السم ولعله في الأخدعين والكاهل وهما المكانان المعتبران لمعظم استطبابات الحجامة وخاصة الكاهل حيث احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي أن النبي (ص) احتجم تحت كتفه الأيسر من الشاة التي أكل يوم خبير "(2).
ذكرعبد الرزاق في مصنفه (3) عن عبد الرحمن بن كعب أن امرأة يهودية أهدت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شاة مصلية بخبير فقال ما هذا ؟ قالت هدية . فأكل منها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكل الصحابة ، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - : أمسكوا ، ثم قال للمرأة : هل سممت هذه الشاة ؟ قالت من أخبرك بهذا ؟ قال هذا العظم – لساقها وهو في يده – قالت نعم ، قال : لم ؟ قالت : أردت إن كنت كاذباًَ أن يستريح منك الناس وإن كنت نبياً لم يضرك ، قال : فاحتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة على الكاهل وأمر الصحابة أن يحتجموا ، فمات بعضهم ".
__________
(1) د. النسيمي عن كتابه : الطب النبوي والعلم الحديث .
(2) أخرجه الحارث بن أبي كما في بغية الباحث وفي إسناده محمد بن عمر الواقدي وهو متروك
(3) أخرجه عبد الزراق في مصنفه عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب وهو إسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل لأن ابن كعب تابعي وليس صحابياً(3/72)
قال ابن القيم : معالجة السم تكون بالاستفراغات وبالأدوية التي تعارض فعل السم وتبطله ، إما بكيفياتها وإما بخواصها ، فمن عدم الدواء فليبادر إلى الاستفراغ الكلي وأنفعه الحجامة . فإن القوة السمية تسري إلى الدم فتنبعث في العروق حتى تصل إلى القلب فيكون الهلاك . فالدم هو المنفذ الموصل السم إلى الأعضاء فإذا بادر المسموم وأخرج الدم خرجت معه تلك الكيفية السمية التي خالطته ...
الفصادة
Phlebotomy – Venisection
الفصادة(1) أو الفصد هي شق أو قطع العرق أو الوريد لاستخراج الدم، وهي بذلك تختلف عن الحجامة التي تجري بتشريط الجلد وليس شق العرق. عن جابر بن عبد الله:" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أبي بن كعب طبيباً فقطع له عرقاً و كواه عليه " أخرجه مسلم.
لمحة تاريخية (2) :
الفصد مذهب في العلاج عريق في القدم ورد ذكره في أوراق البردي الفرعونية كما خصص له كل من أبو قراط وجالينوس مقالة مفردة . والحقيقة فإنه منذ نشوء الطب وحتى بداية القرن العشرين، خضع الطب لمذاهب شتى وجدت كلها في الفصد وسيلة لعلاج الإنسان ولوقايته من كثير من الأمراض. وأول نظرية متكاملة عللت مقاصد الفصد وضعها أرسطو طاليس في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم إن جالينوس وإن كان قد انتقد أرسطو طاليس في تفسيره لمنافع الفصد ، لكنه أقر بفوائده الجمة وأنه يهدف إلى تعديل الأخلاط في الجسم – أو تحريكها، إذْ كان يُرجع أسباب المرض إلى خلل في هذه الأخلاط .
__________
(1) الموسوعة الطبية الفقهية للدكتور أحمد محمد كنعان – دار النفائس .
(2) بتصرف عن الدكتور صبحي محمود الحمامي : في تقديمه لكتاب :" مقالة في الفصد لأمين الدولة ابن التلميذ المتوفي عام 560هـ(3/73)
والأطباء المسلمون في عصر نهضتهم طبقوا الفصد مؤكدين أثره الوقائي وهذا ما يؤكده الرئيس ابن سينا(1) إذ قال :" يجب أن تعلم أن هذه الأمراض مادامت مخوفة ولم يوقع فيها فإن إباحة الفصد فيها أوسع، فإن وقع فيها فليترك الفصد أصلاً". ويرى أبو القاسم الزهراوي أن الفصد إما أن يستعمل لحفظ الصحة وإما أن يستعمل في علاج الأمراض .
وقد كان الفصد الوقائي شائعاً في أوربا حتى ظهور الطباعة عام 1462. أما الفصد العلاجي فقد شملت استطباباته جميع الأمراض تقريباً وتفاوتت سعة وضيقاً من زمن لآخر ولم تكن يوماً محددة بوضوح . وفي القرن السابع عشر كان الفصد واسع الانتشار في ايطاليا ، يدلنا على ذلك تلك الآنية الجميلة التي خصصت لجمع دم المفصود. ورغم ظهور معارضين للفصد أمثال هارفي ومالبيغي ، فقد استمر الأطباء في القرن الثامن عشر في الفصد على اختلاف مذاهبهم الطبية .
وفي أمريكا وفي عام 1800 نجد أن بنيامين روش اعتمد في معالجاته على إحداث نزف غزير لمعالجة الحمى الصفراء حيث يعطي المرضى الملينات ويعالجهم بالفصادة.
وعرف الفصد أوج تطبيقه في بداية القرن التاسع عشر حيث كان 75% من نزلاء المشافي يفصدون في أوربا حتى أن المجلة الشهيرة Lancet أخذت اسمها من أداة الفصد ، وكان الجراح الفرنسي بروسي Broussais من أهم الدعاة إليه وكان يعالج به مرضى الالتهاب الرئوي الحبني ، واضعاً قواعد للفصد تعتمد على النبض والحالة العامة ، كما دعا بروسي بتطبيق العلق وكانت ممرضته تسأل الوافد الجديد عن مكان ألمه ثم تعلق له من 10-30علقة وفق إجابته .
__________
(1) القانون في الطب(3/74)
وفي عام 1840 كتب Boulland عن الحمى الرثوية وأثبت أنها غالباً ما تفضي إلى التهاب القلب وكان يرى أن الفصد يقي المريض من هذا الاختلاط الخطير . وفي عام 1892 كتب Osler بأن الفصد علاج جيد للالتهابات وأنه قد ينقذ حياة المريض في التهاب الرئة . ويرى أن الأطباء قد أسرفوا في الماضي باللجوء إلى الفصد كعلاج ثم هم اليوم يسرفون في الإعراض عنه، وظل يذكر الفصد في طبعات كتابه المتتالية حتى عام 1947ثم حذفه نهائياً . ولم ينتصف القرن العشرين حتى غدا الفصد منسياً أغفلته كتب الطب وغدا مذهباً مندثراً من مذاهب العلاج بعد أن تداوى الإنسان به خلال 25قرناً خاصة لمعالجة ارتفاع الضغط وفي تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض .
ولعل أفضل ما أقدمه للقارئ العربي تحت هذا العنوان ، ما جاء في الموسوعة الطبية السوفياتية الكبرى حيث كتب البروفسور ب. كونيايف وآخرون يقولون (1) :
الفصادة هي طرح لكمية من الدم من الدورة الدموية لغاية علاجية بحتة بطريقة البزل للوريد بإبرة أو جرح الوريد أو تشطيبه وأحياناً ببزل الشريان . وهي طريقة معروفة منذ القديم، ولقد تغيرت النظرة نحو فوائدها من زمن لآخر . ففي القرن الثامن عشر كانت النظرة عن الفصادة أنها طرح لمواد سمية من البدن يؤذيه بقاؤها فيه ، وتغلبت النظرة الناقدة للحجامة في القرن التاسع عشر معتبرين إياها طريقة تقوم على الدجل وأن الأساس الذي تقوم عليه ضعيف، إلا أن الاهتمام بهذه الطريقة العلاجية عاد في أوائل القرن العشرين حيث درس تأثيرها على نطاق واسع في المجال السريري وأصبح لها استطباباتها التي تقوم على أساس علمي .
__________
(1) -الموسوعة الطبية السوفياتية الكبرى، صدرت في موسكو باللغة الروسية- عام 1980 -المجلد(12)الطبعة 3 بحث " الفصادة " للأساتذة ب كونايف وف ساليشيف.(3/75)
وللفصادة على العضوية تأثيرات كثيرة . وإن الطرح المقصود لكمية كبيرة من الدم في وقت قصير تعادل تأثيرات النزف الدموي الحاد . فهي تنقص الدم الجائل وينخفض معها إلى حد ما الضغط الدموي الشرياني ، وخاصة الوريدي مما يملك تأثيرات إيجابية حالة وجود فرط توتر وريدي ناجم عن قصور البطين الأيمن ، وإن عودة الدم الجائل إلى حجمه الطبيعي يتم بسرعة عقب الفصادة بسبب موه الدم Hydremia إذ تزيد نسبة الماء فيه أكثر من 15% من الحدود السوية ، وموه الدم هذا مرتبط بآلية عصبية – خلطية ناظمة لحجم الدم الجائل .
والفصادة العلاجية تعتبر مثيرة لارتكاسات العضوية الدماغية ، كما أن ما تستدعيه الفصادة من إعادة توزيع بعض العناصر في العضوية كالماء والشوارد والعناصر المكونة للدم تترافق مع زيادة نشاط آلية التنظيم العام والموضعي لدينمية الدم Hemodynamies يؤهب لتراجع الاضطرابات في الدوران الدموي . وهذا ما يوضح ما نراه بعد الفصادة من تحسن الحالة العامة للمرضى وزوال الآلام في الرأس وخلف القص .
وتلخص الموسوعة الطبية هذه استطبابات الفصادة في الحالات التالية :
1-قصور البطين الأيمن المترافق مع ارتفاع الضغط الوريدي .
2-القصور الحاد في البطين الأيسر المترافق مع وذمة الرئة .
3-حالات الارتعاج Eclampsia المرافقة لالتهاب الكلي أو الحمل .
4-الانسمامات المزمنة التي طال فيها وجود السم في الدم .
5-فرط الكريات الحمراء في الدم .
وتمنع الفصادة مطلقاً عند وجود هبوط مرضي في الضغط الدموي أو وجود نقص في حجم الدم ، كما أن من مضادات استطباباتها النسبية التصلب العصيدي الدماغي وفقر الدم من أي منشأ خاصة إذا ترافق مع ميل لتشكل الخثرات .(3/76)
وهناك بعض الاختلاطات التي قد تنجم عن الفصادة غير المراقبة بسبب هبوط الضغط أو نقص الخضاب وعدد الكريات الحمر في الدم الجائل كحصول فقر دم موضعي دماغي عند المصابين بالتصلب العصيدي يعالج بإعادة حجم الدم بحقن المصورة أو نقل كمية من الدم . كما قد يحصل غشيان عند الأشخاص الضعفاء عند السحب السريع للدم حيث توقف العملية فوراً وينشق المريض الغول النشادري .
وقد أكد اختصاصي القلب " جيروم سوليفان(1) في المركز الطبي في شارلستون بولاية كارولينا الجنوبية أن فقدان الدم بانتظام قد يؤدي إلى حماية الإنسان من النوبات القلبية، فعندما يفقد الجسم كمية من الدم ، فإنه يفقد أيضاً عنصر الحديد الذي يخزنه الجسم في صورة مركب الفريتين . ويقول : إن الناس الذين يحتوي دمهم على نسبة قليلة من الحديد هم الأقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية ويضيف : إن أبحاثي تؤكد أن الحديد المختزن عامل شديد الخطورة ، وتأكدت هذه النظرة بعد سلسلة من الأبحاث أجراها عدد من الأطباء الفنلنديين ، الذين تابعوا مجموعة من الرجال من متوسطي العمر لمدة خمس سنوات حيث وجدوا أن الرجال الذين أصيبوا بنوبات قلبية هم الذين تزداد نسبة الحديد في دمائهم . وعلاج هذه الحالة " فقدان الدم بشكل منتظم " وهي مشكلة محلولة عند النساء بسبب الدورة الشهرية عندهن . أما عند الرجال فأفضل طريقة هي تبرعهم بالدم بشكل منتظم وبحد أدنى 3 مرات في السنة .
__________
(1) عن مجلة " العربي " العدد 434- يناير 1995 .(3/77)
وقد قام البروفسور سالونين Salonen(1) وثلاثة من زملائه من جامعة كيوبيو Kuopio بفنلندا بدراسة على 2682 شخصاً ولمدة ست سنوات عن فائدة الفصادة [ عن طريق التبرع بالدم ] في أمراض القلب والأوعية فتبين أن 83% من أمراض القلب والأوعية قد اختفت بفضل التبرع بالدم أي أن معظم المتبرعين بالدم قد تخلصوا من آفات القلب والأوعية التي تصيب غيرهم من غير المتبرعين ، ولا شك أن الحجامة تشترك مع الفصادة في إدراك هذه الفوائد ، كيف لا وقد وصفها نبي الرحمة (ص) بأنها أمثل ما نتداوى به كما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه .
وقد سئل البروفسور أمير محمد صالح(2) هل تغني عملية التبرع بالدم عن الحجامة ؟
قال : التبرع بالدم ينتمي إلى الفصادة وليس إلى الحجامة ، والفصادة كما نعرفها تخلص من كمية من الدم بواسطة بزل الوريد . أما الحجامة فهي بالإضافة إلى كونها تخلص من كمية من الدم عن طريق الجلد فلها فوائد أخرى في تنبيه أماكن معينة من الجلد مستنفرة بذلك كامل الجهاز المناعي في البدن . فالحجامة تحدث تخريشاً موضعياً يستدعي تدفق الكريات البيض إلى الموضع المحجوم وتزيد في إفرازاتها المناعية مما يرفع في طاقة الجسم المناعية . ففعل الحجامة يمكن أن تشبه بتأثير الإبر الصينية بتنبيه مناطق معينة من الجلد ، لكن الحجامة تفضلها، ذلك لأن في المعالجة بالإبر الصينية يتم تنبيه مراكز الإحساس الجلدية أما في الحجامة فإنه يتم تنبيه هذه المراكز علاوة على تحريك الدورة الدموية في المنطقة وتنبيه جهاز المناعة العام في البدن/إهـ.
نصائح
بعد الحجامة
__________
(1) Salonen :”British Medical Journal” Mart:1996(2)
(2) أمير محمد صالح Internet : www . photo lal malki / new 23 htm(3/78)
يحذر ستيفن ميكر (1) Meeker مرضاه الذين أجريت لهم الحجامة من ممارسة الجنس قبل يوم وليلة من إجرائها وكذلك بعد إجرائها مثل ذلك . كما يوصيهم بالامتناع المطلق من تعاطي المشروبات الكحولية لأربع وعشرين ساعة بعد الاحتجام ، كما أن عليهم أن يمتنعوا من تناول المثلجات والمشروبات الباردة في تلك الفترة أيضاً ، أما متعاطي الماريجوانا فيمنعهم من تناولها لمدة 48 ساعة . وينقل عن الأطباء الصينين قولهم أن داخل المريض يعتبر مفتوحاً إلى الخارج بعد الحجامة ليوم كامل ويمكن أن يلتقط البرد أو الانفلونزا سريعاً إذا تعرض للبرد لذا فهو يوصي مرضاه بحفظ المنطقة مدفأة ومغطاة خلال ذلك اليوم .
وينصح بعض المؤلفين المحجوم ألا يأكل بعد الحجامة طعاماً مالحاً أو فيه بهارات بل ينتظر لمدة ثلاث ساعات . وبشكل عام لابد أن يرتاح المحجوم ليوم أو يومين لا يجهد نفسه خلالها وأن لا ينفعل أو يغضب فالتوتر الشديد وعدم أخذ الراحة الكافية بعد الحجامة قد تكون سبباً لعودة الآلام إليه ثانية .
ويشير البعض إلى أن حرارة المريض قد ترتفع قليلاً خلال يوم من الحجامة فهذا أمر طبيعي ويزول بسرعة ، كما أن هناك بعض العوارض قد تظهر عند المحتجم كالغثيان والدوار ، وقد يحصل إسهال عند الاحتجام في الظهر فهذه عوارض طبيعية تزول خلال ساعات .
وينبغي أن يدفن الدم بعد الحجامة ، فقد قال الإمام النووي(2) :قال أصحابنا ،أي الشافعية "والدفن لا يختص بعضو من علم موته، بل كل ما ينفصل من الحي من عضو وشعر وظفر وغيرها من الأجزاء ، يستحب دفنه ، وكذلك توارى العلقة والمضغة تلقيها المرأة ،كذا يوارى دم الفصد والحجامة /إهـ.
__________
(1) Stephen Meeter : Holley wood clinic 2003 .
(2) الإمام النووي في كتابه" المجموع – شرح المهذب " طبعته دار النفائس –الرياض –1995.(3/79)
وقد ورد الأمر بدفن الدم بعد الحجامة في عدد من الأحاديث ، كلها ضعيفة، منها ما أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أم سعد رضي الله عنها أنها قالت :كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بدفن الدم إذا احتجم .
وقد فصلنا في رأى المذاهب الأربعة عن دفن الدم في مبحث سابق(1)
المبحث الثاني
القُسْط البحري
عليكم بالقسط
التعريف: جاء في القاموس المحيط أن القُسْط بضم القاف عود هندي وعربي ، مدر نافع جداً للكبد والمغص والدود وحمى الربيع شرباً وللزكام والنزلات والوباء بخوراً، وللبهاق أو برص العوام والكلف والحلأ أو زوال الشعر طلاء. وأما في لسان العرب فقد ورد أن القسط عود يتبخر به وهو عقار أو علاج من عقاقير البحر يؤتى به من الهند ويجعل في البخور والدواء وهو ضرب أو نوع من الطب وهو طيب الرائحة تتبخر به النساء .
القسط في الهدي النبوي :
عن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط ) رواه البخاري . وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قُسطاً فتحكه بماء ثم تسعطه إياه) رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن . وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره ، واستعط ) رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس أيضاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن خير ما تداويتم به السعوط ) رواه الترمذي .
__________
(1) راجع مبحث الأحكام الفقهية في الحجامة ،ص من هذا الكتاب .(3/80)
وقد روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على عائشة ( رضي الله عنها ) وعندها صبي يسيل منخريه فقال : ما هذا ؟ فقالت : إنه العذرة .فقال : ويلكن لا تقتلن أولادكن أيما امرأة أصاب ولدها العذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فلتحكه ثم يسعط به ) فأمرت عائشة فصنعت به فبرئ. وقد روى البخاري أن أم قيس بنت محصن الأسدية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة فقال النبي:(علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق ؟ عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) يريد الكست ...
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويُلَد به من ذات الجنب".
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية : يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب ).
قال ابن حجر(1): والسعوط ما يجعل في الأنف مما يتداوى به ، وقوله ( استعط ) أي استعمل السعوط ، وهو أن يستلقي على ظهره وجعل ما بين كتفيه يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه ماء أو دهناً فيه دواء (ينطبق القول على أي قطرة ) ليتمكن بذلك من الوصول إلى دماغه ( المقصود بلعومه الخلفي ) لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس . والعذرة ( بضم العين ) وجع في الحلق يهيج من الدم، وتسميها العامة ببنات الأذن. وهذا التفسير يوافق في الطب أمراض الحلق التي تترافق باحتقان دموي سواء أكان التهاب لوزات أو التهاب لهاة أم التهاب بلعوم. وكان نساء المدينة وما يزال نساؤنا حتى اليوم يلجأن إلى معالجة العذرة بالأصبع أو غمز الحلق بها. والإعلاق في اللغة أيضاً الدغر وتعني غمز العذرة بالأصبع .
__________
(1) في شرحه لصحيح الإمام البخاري : فتح الباري.(3/81)
وقد يلجأن إلى إدخال فتيل من خرقة في أنف المريض فيطعن به البلعوم الأنفي فينفجر منه دم . ويقال عذرت المرأة الصبي إذا غمزت أو أعلقت أو دغرت حلقه من العذرة.
ومن توجيهات النبي الكريم (1) في هذا المجال أن نبه إلى وجوب تجنب الخطأ في بعض المعالجات الشعبية والتي لا تستند إلى أساس علمي فنهى النساء عن مثل هذه المعالجة القاسية والمؤذية أحياناً مقدماً لهن العلاج الأمثل في هذه الحالة وهو القسط . قوله ( ويلد به من ذات الجنب ) يعني يسقاه في أحد شقي فمه وهو تنبيه إلى طريقة لسقي المريض دواء عندما لا يتمكن من الجلوس أو من تناوله بيده أو عندما يثير ذلك ألماً شديداً لديه ، واللدود ما يسقى الإنسان في أحد شقي الفم، أخذ من لديدي الوادي وهما جانباه، واللدود (بضم اللام ) الفعل. فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي) رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب .
وروى زيد بن أرقم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
ولقد ذكر ابن سينا في معالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وزر الورد، وسقوط اللهاة هو ضخامتها المتأتية عن التهابها .
وقال الموفق البغدادي (2) ( وذات الجنب قسمان: حقيقي وهو ورم حاد يعرض في الغشاء المستبطن للأعضاء، وغير حقيقي وهو ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود وفي الحقيقي ناخس).
__________
(1) عن كتاب الطب النبوي والعلم الحديث للدكتور النسيمي.
(2) عن كتابه : الطب من الكتاب والسنة(3/82)
وقال الدكتور القلعجي (1) معلقاً : تنطبق هذه العلامات على التهاب الغشاء المبطن للرئة Pleurisy الذي يترافق بألم حاد شديد يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال بالإضافة إلى سعال جاف وارتفاع حرارة وإنهاك القوى العامة وقد يتجمع في الغشاء سوائل في بعض الحالات . ويرى الدكتور النسيمي أن ذات الجنب الواردة في الأحاديث هي الألم الجنبي الناتج غالباً عن البرد أو الرثية ( الروماتيزم ).
وذكر الكحال ابن طرخان(2) طريقة المعالجة بالقسط للألم الجنبي فقال : يدق القسط ناعماً ويخلط بالزيت المسخن دون غلي أو قلي ويدلك به مكان الألم ، ويلعق .
أما ابن القيم (3) فقد أكد هذا المعنى بقوله :( والعلاج الموجود في الحديث عن آفة في الصدر تنجم عن ريح غليظة فإن القسط البحري إذا دق ناعماً وخلط بالزيت المسخن ودلك به مكان الريح المذكور أو لعق كان دواء موافقاً لذلك نافعاً له محللاً لمادته مذهباً لها، مقوياً للأعضاء الباطنة ).
قوله - صلى الله عليه وسلم - ( فإن فيه سبعة أشفية ):قال البخاري : قال الراوي: فسمعت الزهري يقول : بين لنا اثنتين ولم يبين لنا خمسة . وقال ابن حجر: كذا وقع الاختصار في الحديث عن السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما. وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء .
__________
(1) عن تحقيقه لكتاب البغدادي : المصدر السابق
(2) عن كتابه : الأحكام النبوية في الصناعة الطبية .
(3) عن كتابه : الطب النبوي .(3/83)
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما. قال الموفق البغدادي ( وفي جمعه - صلى الله عليه وسلم - بين الحجامة والقسط سر لطيف وهو أنه إذا طلي به شرط الحجامة لم يتخلف في الجلد أثر المشاريط وهذا من غرائب الطب فإن هذه الآثار إذا نبتت في الجلد قد يتوهم من رآها أنها بهق أو برق والطباع تنفر من هذه الآثار. فحيث علم ذلك مع الحجامة ما يؤمن من ذلك. والقسط قد جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - أمثل ما يتداوى به لكثرة منافعه، ينفع الفالج ويحرك الباه وهو ترياق لسم الأفاعي، واشتمامه على الزكام يذهبه، ودهنه ينفع وجع الظهر).
قال ابن حجر: ويحتمل أن تكون السبعة أصول التداوي بها لأنها إما طلاءٌ أو شربٌ أو تكميد أو تقطير أو تبخير أو سعوط أو لدود. فالطلاء يدخل في المراهم ويحل بالزيت ويلطخ، وكذا التكميد. والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء وغيرها. وكذا التقطير والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف والدهن والتبخير واضح. وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم .
وخلاصة ما كتبه شراح الحديث (1) أن نبات القسط، الموصوف في السنة، نبات يعيش في الهند وخاصة كشمير وفي الصين، وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء، وكان التجار العرب يجلبونها إلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت القسط البحري. كما كان يسمى بالقسط الهندي. وقد يدعى الأبيض بالقسط البحري والأسود بالهندي كما ورد في السنة باسم العود الهندي كمترادفات، إلا أنه من غير شك غير العود الهندي الذي يتخذ في البخور وله نفس الاسم مع أنهما نباتان مختلفان. وقال البخاري تحت باب السعوط بالقسط الهندي والبحري، وهو الكست ( بالقاف والكاف) مثل كافور وقافور وكشت وقشطت.
__________
(1) عن الدكتور النسيمي في كتابه : الطب النبوي والعلم الحديث .(3/84)
قال ابن القيم : القسط نوعان: أبيض يقال له البحري وأسود هو الهندي وهو أشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعاً من ضعف الكبد والمعدة وقطعاً وجع الجنب ونفعاً من السموم وإذا طلي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف .
ويرى الدكتور النسيمي أن القسط الأبيض المر الذي يكون بلون البقس والذي يكثر في بلاد الشام والمسمى لذلك بالقسط الشامي والذي يعرف أيضاً بـ(الرندة)ليس هو القسط الذي وصفه النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، وليس له فائدة القسط الهندي أو البحري .
أما قسط أظفار فهو نوع من الطيب غير القسط الذي نتداوى به، وقد ورد ذكره في صحيح البخاري عن حفصة عن أم عطية قالت: (كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرً ولا نكتحل ولا نتطيب ولا نلبس ثوباً مصنوعاً إلا ثوب عصب وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من محيضها في نبذة من كست أظفار ).
وذكر ابن حجر في تعليقه على حديث ( القسط البحري....) : هو محمول على أنه وصف لكل ما يلائمه فحيث وصف الهندي كانت الحاجة إلى معالجة أشد حرارة، وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة .
أما الدكتور أحمد الرشيدي (1) فقد ذكر أن للقسط Costus نحواً من 15 صنفاً وأن الأصلي منه هو القسط الجميل C.Speciosus ومأواه الهند، ومن أنواعه القسط العربي C.Arabicus. وذكر أن ابن سينا نقل عن ديسقوريدس بأن للقسط ثلاثة أنواع: صنف أبيض خفيف عطري هو القسط العربي أو البحري، وصنف أسود خفيف غليظ قليل العطرية هو الهندي، وصنف ثالث ثقيل يشبه خشب البقس، رائحته ساطعة هو القسط الشامي .
__________
(1) عن كتابه ( عمدة المحتاج في علمي الأدوية والعلاج).(3/85)
وينقل عن الدكتور ميره قوله أننا إذا جرينا على كلام المؤلفين نسبنا الجذر الذي يسمى عندنا الآن بالقسط العربي للقسط الجميل وهو أبيض فطري مائي عذب الطعم يقرب قليلاً لرائحة الزنجبيل، وهذا يوافق أيضاً ما يسمى بالقسط الحلو C.Duleis.
مكانة القسط Costus في الطب الحديث:
ذكرت مجلة التايم (1) في صفحتها العلمية (1999) أن القسط نبات ينمو بشكل عشوائي بدون زراعة في منطقة الهيمالايا الحاوية على قمة أفرست الأعلى ارتفاعاً في العالم . ويعتبر القسط أهم ركائز الطب التيبتي التقليدي. وقد كان الكنهة هناك لا يكشفون عن طبهم هذا إلا لأمثالهم ليبقى سراً بينهم إلى أن جاء زعيمهم الأخير دالاي لاما فأسس كلية للطب التيبتي لتعليم أي كان وذلك في منطقة Dharamsala ( ضر مسلاً ) على الحدود الهندية للتيبت ليحافظ على ذلك الطب من الاندثار. وبدأ الكهنة في التيبت يسوقون وصفاتهم الطبية على شكل خلطات مرقمة لشركة بادما Padma السويسرية ومنها الخلطة رقم 28 لإذابة جلطة أوعية الساق وفيها خلاصات من نبات القسط، إذْ ليس في جعبة الطب الحديث دواء ناجع لها سوى الطلب إلى المريض عدم تحريك ساقه لأسابيع حتى تذوب تلك السدادة ببطء وحتى لا تنطلق إلى الدوران الدموي فتحدث خثرة في مكان آخر.
ويذكر معجم أسماء النبات (2)أن القسط على شكلين:
قسط العود الهندي والقسط المر البحري من عائلة الزنجبيليات. وله أنواع كثيرة عدد منها كتاب المرجع المفهرس لأصل السلالات النباتية:
القسط العربي:
ويستعمل في أوربا لأمراض الكبد.
والقسط المهدب:
المنتشر في فنزويلا لمعالجة مرض الزهري، والقسط الأسطواني في أمريكا
__________
(1) مجلة التايم Timeالعدد 6 كانون أول لندن ،1999.
(2) معجم أسماء النبات للدكتور أحمد عيسى 1981.(3/86)
الوسطى المستعمل أيضاً لمعالجة بعض الأمراض التناسلية كما هو مطهر للدم. وقسط الزهاد في الباراغوري من أجل الإخصاب، والقسط الحريري في جزر كارولين في المحيط الهادي لمعالجة الدمامل والقشعريرات، والقسط النوعي في أوربا وجزر هاواي والهند وجاوة والملايو من أجل علاج الثعلبة والإمساك المزمن والربو والتهاب القصبات وسرطان الفم والكوليرا والسعال والاستسقاء والزحار والحميات والرمال والجذام والتهاب العين وعضة الأفعى وغيرها. والقسط الشوكي في الدومينيكان بأريكالدنسو طارد للريح ومدر للبول ولمعالجة الاحتقان و الروماتيزم .. والقسط اللولبي في البرازيل للأورام.
وقد ذكر المرشد إلى المصادر العالمية للنباتات النافعة (1)أن للقسط أنواعاً كثيرة، وأكد على المنافع الطبية لثلاثة أنواع:
القسط الجميل Costus Speciosus:
وهو المسمى أيضاً بالقسط العربي C.Arabicus وهو ينتشر تلقائياً في جنوب شرقي آسيا من جبال هيميالايا وحتى سيلان وفي الهند الصينية والفيليبين وتايوان. ويزرع في الهند وأندونوسيا وتؤكل سوقه الحاوية على 24% من تركيبها على النشاء. ويستعمل علاجياً في آفات الصدر والسعال والربو.
القسط الأفريقيC.Afrri
ويسميه الانكليز Ginger lily وهو منتشر في أفريقيا الاستوائية، تستخدم جذوره لتحضير عجينة لصنع الورق. أم طبياً فيستعمل مسحوق سوقه لمعالجة السعال. أما الصبغة المحضرة من جذوره فتدخل في عداد تركيبة دوائية لمعالجة داء النوم. وتطبق أوراقه المسلوقة موضعياً لمعالجة الرثية، أما الجذور المسلوقة فتفيد موضعياً لشفاء التقرحات الجلدية .
القسط الموبر C.Villiosissimus
ومن أسمائه C.Spicatus,C.Spetimus وينتشر في كولومبيا وأمريكا الاستوائية وخاصة في البيرو وغويانا ويستعمل طبياً لعلاج النزلات الشعبية وخاصة المعوية منها وفي حمى التيفوس .
__________
(1) صدر بالروسية في موسكو – ألفه العالمان فول ومالييفا –1952.(3/87)
وفي كتاب النباتات النافعة في غرب أفريقيا أشار J.Dalziel فقط إلى القسط الأفريقي وأكد فائدته كدواء للسعال حيث يؤخذ مغلي سوقه أو مدقوق ثمرته أو تعلك سوقه طازجة وقد يستعمل مغلي جذوره لنفس الغرض. كما تطبق أوراقه المسلوقة كمادة محمرة لمعالجة الآلام الرثوية. ويشير إلى ما يعتقده سكان سيراليون وساحل الذهب وغيرها حول القدسية لهذه المادة العلاجية عندهم .
ويذكر قاموس وبستر (1) Webster زيت القس Costus Oil وأن هذا الزيت أصفر فاتح اللون يستخرج من الجذر العطري للقسط وهو عشب ينمو في كشمير( القريبة من التيبيت ) ويستعمل في حماية الفراء وصناعة العطور .
ويقسم كتاب أزهار العالم (2) القسطيات إلى 4 فروع و200 نوع وهي نباتات إستوائية وحيدة الفلقة تشابه عائلة الزنجبيليات ولكن ينقص أوراقها الرائحة العطرية لتلك العائلة.
والقسط هو الفرع الأكبر من القسطيات ويحوي مائة وخمسون نوعاً. أشهر أنواعه القسط الناري البرازيلي ذي الأزهار الصفراء البرتقالية على جذوع ورقية، وهذه الأوراق مستطيلة ومستدفة ومرتبة بشكل لولبي، وتحتاج زراعتها لمناخ حار وتربة غنية وسقاية جيدة وحماية من التعرض المباشر لأشعة الشمس، والقسط العجيب موجود من شرق أفريقيا إلى غربها حيث يشكل أحزمة من الورود ملتصقة بالتربة وبأوراق ثخينة تجلس في وسطها أزهار صفراء أو برتقالية لا ساق لها .
__________
(1) القاموس الدولي لـWebster- ط 3 – 1981.
(2) لمؤلفه فرنسيس بري Perri- انظر المراجع.(3/88)
أما كتاب الأزهار البرية للعالم (1) فقد أورد أن للقسط 150 نوعاً في كل المناطق الاستوائية من العالم، وتتتميز عن بقية الزنجيليات بضخامة حوافها وبروز السدى. وأهم أنواعها القسط العجيب وهو نبات الأماكن الصخرية الرعوية المغطاة بالأشجار المتناثرة ويمتد انتشاره من السنغال وعلى طول ساحل إفريقية الغربي إلى شرق إفريقيا الاستوائية وأنغولا ويتألف من حزام وردي بأربعة – 6 أوراق مستديرة وممتلة شيئاً ما. غالباً ما تتلون بالأحمر الأرجواني، حوافها مشعرة وممتدة باسترخاء على التربة. وتظهر الأزهار بدون ساق بلون برتقالي ناصع من تاج الحزام الوردي وبزمن واحد مع الأوراق ثم يتبع ذلك ظهور الثمار ذات المحفظة الغشائية، إلا أن أحزمة الورد في القسط العجيب تختلف عن بقية الأنواع.
ويرى الدكتور ظافر العطار أن القسط الجميل والقسط النوعي شيء واحد لأن الاسم اللاتيني لهما واحد Costus Specious .
وختاماً، وحيث لم نجد أبحاثاً حديثة تكشف أسرار هذه المادة العلاجية النبوية التي دعانا إلى التداوي بها من لا ينطق عن الهوى وأنها من أمثل الأدوية وتحدثنا عن جواهر فعالة مدروسة فيها فإننا نحث هم الباحثين من علمائنا وأطبائنا لدراسة هذه النبتة ومعرفة خواصها الدوائبة واستطباباتها السريرية في مختلف الأمراض .
مراجع الكتاب
آ- المراجع العربية
1-ابن الأثير الجزري (606هـ): جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، تحقيق عبد القادر أرناؤوط – دمشق 1969.
2- ابن حجر العسقلاني (852هـ): فتح الباري بشرح صحيح البخاري – دار المعرفة بيروت .
3- ابن سينا: القانون في الطب.
4- ابن القف (685هـ): وكتابه عن الجراحة .
6- ابن قيم الجوزية (751هـ): الطب النبوي، تحقيق عبد القادر أرناؤوط.
7-ابن قيم الجوزية: زاد المعادمن هدي خير العباد – مطبعة البابي الحلبي – القاهرة-1950.
__________
(1) لمؤلفه مورلي ورسوم افررد 1983(3/89)
8- أحمد حفني: التداوي بالحجامة – المركز العربي للعلاج الطبيعي – القاهرة – شارع السعادة – هـ: 2436412
9-أحمد الرشيدي: عمدة المحتاج في علمي الأدوية والعلاج.
10- أحمد عيسى: معجم أسماء النبات – دار الرائد العربي- بيروت 1981.
11-أحمد كنعان: الموسوعة الطبية الفقهية – دار النقاش – بيروت 2000.
12- أحمد يوسف التيفاشي (651هـ): الشفا في الطب- تحقيق عبد المعطي قلعجي دار المعرفة بيروت –1988.
13-الإمام علي رضا: " الرسالة الذهبية في الطب النبوي" تحقيق د. محمد علي البار دار المناهل – بيروت 1992.
14-الإمام النووي: شرح صحيح مسلم – مكتبة الغزالي - دمشق.
15- الإمام النووي: المجموع شرح المهذب – دار النفائس – الرياض: 1995 .
16-أمين الدولة ابن التلميذ (المتوفى 560هـ): مقالة في القصد. حققها د. صبحي محمود الحمامى. من منشورات معهد التراث العلمي العربي جامعة حلب – 1997.
17-د. أيمن الحسيني: "معجزة الشفاء بالحجامة وكاسات الهواء"– مكتبة القرآن – القاهرة – 2003م .
18-إياد نقشبندي: " ملاحظات حول الحجامة" – منهج الإسلام العدد /92/ دمشق /آب 2003.
19-جيروم سوليفان: عن مقالة له مترجمة في مجلة "العربي" العدد 434 كانون الثاني 1995.
20- د. صبحي محمود الحمامى: في تقديمه لكتاب " مقالة في الفصد لأمين الدولة ابن التلميذ " . نشرها معهد التراث العربي في جامعة حلب –1997.
21- د. ظافر العطار: مقالة "شفاء الصداع النصفي بالحجامة " – مجلة عالم الطب والصيدلة – العدد 2 – 1996.
22- علاء الدين محمد السيد: "مقالة عن الحجامة" من مستوصف سنمار – جريدة الرياض – العدد 12565نوفمبر 2002 .
23-علاء الدين الكحال بن طرخان: " الأحكام النبوية في الصناعة الطبية".
24- د. غياث الأحمد: الطب النبوي في ضوء العلم الحديث. الجزء – دار المعاجم – دمشق.
25- الفواكه الدوالي على رسالة ابن أبي زيد القيرواني .(3/90)
26- الفيروزبادي "القاموس المحيط": دار إحياء التراث العربي – بيروت 1991.
27-المجلة الطبية العربية: تصدر عن نقابة الأطباء في سورية – دمشق العدد 154شباط : 2003.
28-مجلة نهج الإسلام : تصدر عن وزارة الأوقاف – سورية – دمشق العدد 92 – السنة 24 آب 2003.
29- محمد خالد سلطان: الطب والشريعة، رسالة جامعية صدرت عن جامعة دمشق –1983.
30- محمد نزار الدقر: روائع الطب الإسلامي – دار المعاجم – دمشق.
31- د. محمد علي البار: في تحقيقه لكتاب "الطب النبوي" لعبد الملك الأندلسي دار القلم – دمشق – 1993.
32-محمود ناظم النسيجي: "الطب النبوي والعلم الحديث" مؤسسة الرسالة- بيروت- 1991.
33-المعجم السريري: لاضطرابات فرط "التوتر" ترجمة د. الجندي وآخرون. دار المعاجم – دمشق – 1992 .
34- موفق الدين البغدادي: (المتوفى 629هـ) الطب من الكتاب والسنة: تحقيق عبد المعطي قلعجي دار المعرفة – بيروت 1988.
35- د. هيلينا عبد الله: عن كتابها "الحجامة الحديثة" ترجمة: محمد فكري نور مكتبة مدبولي – القاهرة – 2002
36- د. وليد النحاس: "الجراحة الصغرى" كتاب جامعي – دمشق – 1986
37- د.وهبة الزحيلي: الفقه الإسلامي وأدلته – دار الفكر – دمشق 1984
*********
المراجع الأجنبية
- Bruce Bentley :”Health Traditions .Australia htm ,Thai massage and Cupping –2002
- Charles Lent :Nature ,Tom 323.9/10/1986.
- Matt Clark ,Doma foot ,News Week ,USA ,February 1987.
- News Week ,USA.(العدد المخصص عن الطب البديل ) ,3-12-2002
- Zang Z:” Observation On therapeatic effect of blood letting Puncture w .Cupping in acute Trigeminal Neurologia “J.Tradit .chin .Med .Dec .17(4)1997.
-Chen Decheng et al “47 Cases of acne Treated by pick Blood Leeting Plus Cupping .”J.of Trad Chineese Mes-1993.(3/91)
-Wang Huaipong :” Treatment of Urticaria with Cupping .”J.of Chineese Med .1996-13.2
- Pieter Evanc :” Mastening Your Migraine”Granda – London 1978.
- Bernarde :Control of Migraine
- الموسوعة الطبية السوفياتية الكبرى – موسكو (باللغة الروسية)صدرت عام 1980المجلد (12) الطبعة (3) بحث الفصادة (كونايف وساليشيف)
- Salunin “British Med .Journal “Mart ,1996.
- مجلة الـTime – العدد 6 – كانون الأول 1999- لندن .
- أزهار العالم : فرنيس بري، Bonanza- 1972.
- الأزهار البرية في العالم: Morley& Everard – منشورات Exeter 1983 .
- Dalziel J.: “ Useful plants of west Topical Afzica :1937.
- القاموس الدولي لوبستر Webster – Th-d ed- 1981.
- فول وما لييفا عن كتابهما: المرشد إلى المصادر العالمية للنباتات النافعة صدر بالروسية- موسكو 1952.
مواقع الانترنيت
1- WWW.Photo al malki new 23 htm أمير محمد صالح
2- Anita Shanon ,Lmbt “Massage Cupping in health care “ WWW.Massage cupping . com .
3- Subhuti . Darmand ,Ph.D.Portland Orig on –Mars ,1999 internet .WWW.It monline org /arts/.Cupping htm .
4- الدكتور – أحمد لطفي – القاهرة حارة الزيتون:
WWW.Photo al malki new 23 htm .
5-Stephen Mecker , Holly Wood Clinic – 2003 WWW.earadoc .Com /Cupping .htm .
6- Pub med . Nat .Library Of Medicin :”Cupping as a Part of living finish Trad .healing :Aremedy A gainst Pain-1982.(3/92)
الحجامة في ضوء الحديث النبوي
والممارسة الطبية
الدكتور
يحيى بن ناصر خواجي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
أصبحت الحجامة مطلباً من مطالب الطب البديل، ليس فقط بين المجتمعات الإسلامية لكونها من التراث النبوي وحثت عليها السنة النبوية المطهرة فحسب، بل أصبحت أيضا مطلبا من مطالب الطب البديل بين المجتمعات الغربية المتقدمة مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا والدول الشرقية كالصين واليابان وكوريا وغيرها، وذلك لما حققت من نتائج جيدة في معالجة بعض الأمراض التي لم يستطع الطب الحديث من علاجها مما دفع التسابق بين المجتمعات العربية والإسلامية إلى بحث. ودراسة هذا النوع من الطب لا لكونه حقق فوائد صحية جمة، بل لكونه إحياء للسنة النبوية الطاهرة، مستندين في ذلك إلى ما ورد من أحاديث ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تحث على الحجامة مثل:
1- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:" إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار، ولا أحب أن أكتوي(1)".
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري(2)".
3- وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشفاء في ثلاث:شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي.(3)"
__________
(1) أخرجه البخاري 10/130 في كتاب الطب: " باب من اكتوى أو كوى غيره " ,10/6583, 5702, ومسلم 4/2205 باب: " لكل داء دواء ".
(2) رواه البخاري، والطبراني بسند حسن، وكما رواه ابن جرير في تهذيب الآثار 1/495.
(3) أخرجه البخاري 10/116 في كاب الطب: " باب الشفاء من ثلاث".(4/1)
من سياق هذه الأحاديث نستنتج أن الحجامة لها فوائد كثيرة سواء استطاعت الأبحاث والدراسات اكتشافها أو لا، ففوائدها محققة فهو - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى، عَلِمه مَنْ علمه، وجهله من جهله.
ومما لا شك فيه أن أوجه الإعجاز العلمي والطبي في بعض من الدراسات واضحة وبينة إلا أنه في البعض الآخر يحتاج إلى تمحيص وتدقيق حتى لا يكون في الأمر مبالغة.ولكون تطبيق الحجامة في المجتمعات العربية والإسلامية تشوبها بعض الأخطاء الطبية، ولا تخضع إلى تقنية صحية آمنة؛ لذا فان فريقنا الطبي الاستشاري أعد ضوابط صحية ووقائية في آخر البحث تمنع انتشار العدوى بين الحجام والمحجوم، مثل الالتهاب الفيروسي الكبدي والإيدز والسل....وغيرها. وهذه الضوابط ضرورية لكل من يرغب في ممارسة الحجامة سواء كان طبيباً أو ممرضاً أو ممارساً شعبيا.
الحجامة
تعريف الحجامة :
الحجامة: هي ما يفعله الحجام ويحترفه عند ممارسته للحجامة.
الحجَّام: هو المصاص وسمي بذلك لأنه يمص الدم الفاسد من المحجوم عن طريق المِحْجمة.
الحجم: لغة المص والمحجمة هي الآلة التي يمص بها الدم ويحجم بها المريض.
المحجم: يطلق على مشرط الحجام.
تاريخ الحجامة
(أ) الحجامة عند المصريين:
* يعد المصريون القدامى (الفراعنة) هم أول من استخدم العلاج بالحجامة منذ آلاف السنين وقد استخدموا الحجامة بنوعيها الجافة والرطبة.
* ففي عام 1550 قبل الميلاد قام ابرس باروس بكتابة كتاب (وهو أقدم كتاب طبي في مصر) وصف فيه العلاج بالإدماء عن طريق الحجامة لإزالة المواد الضارة الغريبة من الجسم.(4/2)
* وفي عام 413 قبل الميلاد قام الطبيب هرودوتس جريسي بكتابة أول كتاب عن الحجامة في مصر، موضحا فيه كيفية استخدامات الحجامة فقال: " إن الفصد والحجامة هي القوة التي تفرغ الآلام من الرأس، وتقلل الالتهابات، وتفتح الشهية، وتزيل الدوخة، وتعالج الميل للإغماء، وتمنع النزف، وتنظم الدورة الشهرية، وتقلل العفن الذي يؤدي إلى السخونة، وتحسن قوة المعدة.
(ب) الحجامة عند الصينيين:
*ورد في كتاب شن بن للدكتور هي شونج في كتابه "الاتصالات الشخصية "1995م" أن العلاج بالحجامة قد بدأ قديما في الصين".
*وفي سنة 28 بعد موت المسيح: ذكر في كتاب للطبيب الشعبي الصيني زهو فانج والذي أورد فيه أنه استخدم الحجامة في علاج بعض المرضى.
*وفي سنة 281م – 341م : استخدم جن هونج، في مقاطعة جن دانستي، الحجامة بالقرون في شفط الخراجات.
*وفي سنة 755م: سجل في كتاب وايت آنواي أن الحجامة استخدمت لعلاج السل.
*وفي سنة 1055م: كتب سوسن لانج فانج: " أن الحجامة هي العلاج المثالي للسعال المزمن والدواء الناجع ضد سم الحية ".
*وفي سنة 1500م: استخدم الجراح الصيني الشهير الدكتور وي كي زن زونج، الحجامة في ممارسة الجراحة.
*وفي سنة 1800م : ذكر الدكتور الصيني زهوكسو منج في كتابه (بن كاو جانج ميوشي يا):" أن العلاج بالإبر الصينية والحجامة تعالج أكثر من نصف الأمراض " كما وصف تفصيلياً تاريخ الحجامة وأشكالها وأصلها وأنواعها، وظيفة وتطبيقا.
*وفي القرن السادس عشر الميلادي كتب الطبيب برسبرالبنيس الذي أقام في مصر وعمل كطبيب (أن الحجامة تعتبر علاجاً لمعظم أنواع الأمراض إلى جانب المحافظة على الصحة.
*وفي 1644م – 1911م: في مقاطعة كونج دانستي أوصى الطبيب زهو زومينج في كتابه (ملخص الصيدلة العشبية):"باستخدام الحجامة في العلاج".(4/3)
*وفي 1973م اكتشف أقدم سجل للحجامة في " بوشو " وهو كتاب أثري مكتوب بالحرير، في معبد أثري في هان دانيستي، وذكرفيه" أنه استبدلت بقرون الحجامة كؤوس الفخار ثم السراميك ثم كأس الزجاج".
*وفي القرن التاسع عشر في الخمسينات1950م أثبت الباحثون في الصين وإخصائي العلاج بالابر الصينية من الاتحاد السوفيتي أن الحجامة هي العلاج الفعال والممارس في جميع المستشفيات في أنحاء الصين وعلى أثره عملت الأبحاث المستمرة لتطويرالحجامة.
(ج) الحجامة عند الأوروبيين والأمريكان:
* انتقلت الحجامة من المصريين إلى الإغريقيين قديما بواسطة الطبيب الإغريقي " سكروبس" عام 2448 قبل الميلاد والذي هاجر مع رفاقه من مصر واستقر في مستعمرة إغريقية، وبنى مدينة أثينا.(عاصمة اليونان حالياً).
*وفي عام 462 – 361 قبل الميلاد: استخدم أبيقراط (وهو أشهر الأطباء الإغريقيين القدامى) كؤوس كبيرة في الحجامة.
*وفي عام 360 قبل الميلاد:كتب الطبيب الأوروبي "أوباسيس"عن الفصد والحجامة.
*وفي عام 129-200 الميلادي: ذكر جالين : "المرض هو حالة غير طبيعية للجسم تؤدي إلى خلل في وظائفه. والصحة هي الحالة الطبيعية للجسم. ثم تابع قوله:"إن الحجامة تعمل على طرد المواد الضارة المسببة للأمراض، أو تنقل الدم من جزء إلى آخر، وفائدة الحجامة عن غيرها من طرق العلاج بالإدماء أن الطبيب له القدرة على التحكم بمجرى الدم".
*وفي القرن التاسع الميلادي انتشر الفصد والحجامة في أسبانيا بعد فتح الأندلس على أيدي المسلمين العرب.
*وقد استخدم الطبيب العربي الرازي "الفصد والحجامة " بنجاح لعلاج الملك همت الذي تعرض لنزيف بالدماغ.
*أما بالنسبة لإيطاليا فقد انتفلت الحجامة من العرب إليهم في القرن الخامس عشر ميلادي، وفي عام 1638م قام الطبيب الايطالي "بيليني" بالعلاج بالحجامة الجافة.(4/4)
*وفي عام 1796م – 1867م: ذكر الجراح البريطاني وليم مارستون "أنه استخدم الحجامة في مستشفى الحربية الملكية وفي مستشفى مارستون الملكية في لندن.
*وفي عام 1823م كتب الحجام " سمول بايفيلد: أن الحجامة فن".
*وفي عام 1826م كتب الجراح شارلس كندي: "فن الحجامة معروفة وفائدتها تظهر من الممارسة لها" والمصريون هم الذين علموا الإغريقيين الفصد والحجامة.
*و في عام 1827م: استنتج الدكتور مارتن باري، من ادنبيرج والمقيم في باريس، من أبحاثه أن الحجامة تنفع في طرد السموم من الجسم عند وضع كأس الحجامة على الجلد في مكان الجروح التي يوجد بها السم وبذلك ينقذ من الموت، مع أن العمليات الجراحية لا تستطيع استخراج هذا السم.
*وفي عام 1813م – 1830م: قام الحجام تومس مالبسون بوضع قائمة للأمراض التي تعالج بالحجامة وهي:-
الذبحة الصدرية، المياه البيضاء في العين، التشنجات، شد العضل، أمراض المفاصل والحوض والركبة، الصمم، الصرع، الدوخة، الدوران، النقرس، السعال الديكي، استسقاء الرأس، حب الشباب، التهاب الرئة، التسمم، التعب العام، آلام الظهر، التنميل في الأطراف، الانسدادات، أمراض العين، التهاب الغشاء البلوري، الشلل، اختلالات التنفس، الروماتزم، استرجاع الراحة، عرق النساء، صعوبة التنفس، آلام الحلق، الآلام الجانبية للصدر.
*وفي عام 1832م - أكمل الجراح " جيم دافس لين اسكيو " أبحاثه القديمة حجاماً في المعهد الذي كان يعمل به.
*وفي عام 1834م: " استخدم الطبيب الأمريكي من فرجينيا الدكتور جلسبي " الذي عدَّ الحجامة بالقرون هي الطريقة المثلى للحجامة من الكؤوس الزجاجية لسهولة كسرها وكتب ذلك في مجلة الطب والجراحة في بوستن في عام1834م.
*وفي عام 1860م: استخدم الأطباء الأوروبيون والأمريكيون العلاج بالحجامة الرطبة عن طريق الفصد والحجامة ولكن بعد ذلك قل اهتمامهم بالحجامة الرطبة وأصبحوا يفضلون العلاج الدوائي والحجامة الجافة.(4/5)
*وفي عام 1869م: وصف الطبيب الانجليزي دايس دوك استخدام العلاج بالحجامة الجافة.
*وفي بداية القرن العشرين بدأت ممارسة الحجامة تقل في أمريكا وأوروبا تدريجيا. وقد كان آخر استخدام للحجامة في أمريكا وأوروبا عام 1915م. كما كتب في ذلك أحد الأطباء الجراحين الأمريكيين " هاينرش ستيرن".
أما بالنسبة لحجامة الثدي:
فقد اكتشف الأطباء الامريكان في القرن التاسع عشر مضخة الثدي التي استخدمت للأمهات اللواتي يعانون من صغر أثديتهن أو التهاب الثدي.
وقد قام الجراح الأمريكي سامول جروس باستخدام قارورة لها عنق طويل تستخدم مضخة للثدي بطريقة ميكانيكية عام 1920م وبعدها استخدمت المضخة بالطريقة الكهربائية.
*وفي نهاية القرن العشرين عادت أوروبا وأمريكا لاستخدام الحجامة بالطرق الحديثة الصحية المقننة والآمنة وأدرجت تحت العلاج بالطب البديل.
(د) الحجامة عند المسلمين:
عرفت الحجامة كحرفة عند العرب منذ زمن بعيد قبل الإسلام، ولم يكن لها شأن كبير، حيث إنها لم تدون، ولم يثبت تدوينها في أي من الكتب القديمة. ومع بزوغ الدين الإسلامي أصبح لها شأن عظيم لأنها وردت في أحاديث كثيرة حث عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما لها من فوائد جمة لحفظ صحة الإنسان كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث صحيحة كثيرة ومنها:
عن جابر بن عبدالله سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار وما أحب أن أكتوي(1)".
__________
(1) أخرجه البخاري 10/130 في " كتاب الطب ": " باب من اكتوى أو كوى غيره " 10/6583، 5072، 4/2205: " باب لكل داء دواء "ومسلم.(4/6)
وفي "الصحيحين ":من حديث "طاوس"، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -"احتجم وأعطى الحجام أجره(1)".
وفي "الصحيحين": عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طيبة، فأمر له بصاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه من ضريبته وقال:" خير ماتداويتم به الحجامة." (2)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما:" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجم في الأخدعين والكاهل"(3).
عن ابن عباس رضي الله عنهما:عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن يكن في شيء شفاء، ففي مصَّة الحجام، ومصة العسل"(4).
عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي - صلى الله عليه وسلم -" يحتجم في الأخدعين وبين الكتفين ". وفي رواية للطبراني: "كان يحتجم ثلاثا: في الأخدعين وبين الكتفين"(5).
__________
(1) أخرجه البخاري 10/124 في " كتاب الطب: " باب السعوط " ومسلم 1202 في السلام: " باب لكل داء دواء " وزاد في آخره: " واستعط ".
(2) أخرجه البخاري10/126, 127 في "كتاب الطب": "باب الحجامة من الدواء"، 2277في" كتاب الإجارة: " باب ضريبة العبد "، ومسلم في " كتاب المساقاة: " باب حل أجرة الحجامة "، وأبو داود 3424، والترمذي 1278، وابن ماجه 2164.
(3) أخرجه الترمذي في سننه 2052، وفي " الشمائل " 2/223، وأبو داود 3860، وابن ماجه 3483، وأحمد 3/119، 192 وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
(4) رواه البزار في مسنده، ورواه البخاري في صحيحه 10/116 والحديث له شاهد من حديث ابن عمر عند ابن جرير في تهذيبه.
(5) رواه أحمد في المسند برقم 2155، و2981، و3078، وإسناده صحيح.(4/7)
عن سلمى مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت:"ما كان أحد يشتكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجع برأسه إلا قال احتجم، ولا في رجليه إلا قال أخضبهما".وفي رواية:"فأمره بالحجامة في وسط رأسه"(1).
وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"الشفاء في ثلاث:شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي." (2).
عن جابر، " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سقط عن فرسه على جذع فانفكت قدمه فاحتجم على ظهر قدمه"(3).
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه:"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركه من وَثْي كان به"، وفي رواية: "احتجم وهو محرم من ألم كان بظهره أو بوركه"(4).
ومن هذه الأحاديث نستنتج أن الحجامة مطلب من مطالب الصحة والوقاية من أمراض عديدة. وقد حث عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ووقَّت لها أوقاتاً معينة، واحتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الكاهل، والأخدعين، وعلى ظهر القدم وعلى وركه.
وقد استخدمت الحجامة على هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عهده وعهد الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين، فكانت علاجا لكثير من الأمراض.
وعلى عهد ابن سينا كان للحجامة شأن لابأس به:
__________
(1) رواه أحمد في المسند 6/462، وأبو داود 3858، وابن جرير في تهذيب الآثار، وروى "زيادة الخضاب" الترمذي 4/392، ابن ماجه 3502، والبخاري في التاريخ الكبير 1/4111, والحديث لا بأس به بالشواهد والمتابعات وصححه الحاكم في المستدرك 4/206.
(2) أخرجه البخاري 10/116 في " كتاب الطب ": " باب الشفاء من ثلاث ".
(3) رواه أبو داود في سننه 3863، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه 3485 وإسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة 1615، ورواه أحمد 3/300.
(4) رواه أبو داود في سننه (2863)، وأحمد 3/305، والنسائي 5/193، والبيهقي 9/340، وسنده حسن.(4/8)
فقد ذكر ابن قيم الجوزية (691 – 751هـ ) في كتابه "زاد المعادفي هدي خير العباد"(1): أن ابن سينا كتب في"القانون في الطب" عن نوعي الحجامة:الجافة والرطبة والأدوات التي تستخدم فيها الحجامة وطريقة تطبيقها فقال: « إن الحجامة تنقيتها لنواحي الجلد أكثر من استخراجها للدم الغليظ ومنفعتها في الأبدان الغليظة الدم قليلة لأنها لا تبرز دماءها، ولا تخرجها كما ينبغي بل الرقيق جدا منها، وتحدث الحجامة في العضو المحجوم ضعفاً »
وكذلك فقد ذكر في قانونه عن أماكن الحجامة وفائدتها فقال: "على الكاهل خليفة الباسليق تنفع من وجع المنكب والحلق. وعلى الأخدعين خليفة القيفال تنفع من ارتعاش الرأس وتنفع الأعضاء التي في الرأس مثل الوجه والأسنان والضرس والأذنين والعينين والحلق والأنف، لكن الحجامة على النقرة تورِّث النسيان حقا كما قيل، فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ وتضعفه الحجامة، وعلى الكاهل تضعف فم المعدة."
وقد كتب في قانونه أيضا "الحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والفكين."
وقد ذكر في قانونه الأوقات التي يفضل بها الحجامة فقال:"يؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت أو هاجت، ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجه تابعة في تزايدها لزيادة النور في جرم القمر، واعلم أن أفضل أوقاتها في النهار الساعة الثانية والثالثة".
__________
(1) الجزء الرابع "الطب النبوي" [1، 2 ].(4/9)
ثم بدأت الحجامة تتقهقر؛ بسبب جهل الناس بفائدتها، ولعدم استخدامها على نهجه - صلى الله عليه وسلم - وكادت تنقرض، ولكن بفضل الله على هذه الأمة الإسلامية ثم بفضل المهتمين بالحديث النبوي عاد استخدام الحجامة والاهتمام بها وممارستها، كما جاء في هديه - صلى الله عليه وسلم - وبذلك ظهرت فائدتها واضحة وجلية ليس فقط عند المسلمين، بل عند غير المسلمين من الشرق والغرب تحت مفهوم "الطب البديل"
ونحن نشجع الاهتمام بالحجامة على النهج الصحيح الذي ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، على أن تكون الممارسة لها بالطريقة الصحية والوقائية الآمنة مع اتخاذ الضوابط اللازمة لذلك؛ لمنع انتشار العدوى بين الحجام والمحجوم.
أنواع الحجامة :
أولاً: الحجامة الجافة المتحركة ( المتزحلقة، وهي المساج بالحجامة )
الطريقة:
وضع قليل من زيت النعناع (أبو فأس) مع زيت الزيتون الجيد على مكان الألم.
وضع كأس الحجامة على مكان الألم وسحب الهواء سحبا متوسطا ثم تحريك الكأس حركة دائرية على أماكن الروماتزم والألم مدة خمس دقائق يوميا.
ثانياً: الحجامة الجافة الثابتة (كؤوس الهواء)
الطريقة:
وضع كأس الحجامة على موضع الألم مع الشفط الجيد مدة خمس دقائق يوميا وبدون تشريط، وعادة تكون بعد الحجامة المتحركة مدة أسبوع أو أسبوعين.
ثالثاً: الحجامة الرطبة (المبزغة) ويجب أن يقوم بها أطباء أو متخصصون في الحجامة:
الطريقة:
اختيار النقاط والمكان المناسب بعد تشخيص المرض.
تطهير المكان بالمطهرات الطبية.
وضع المحجم على النقطة الموضحة وعمل حجامة جافة لمدة ثلاث دقائق لتجميع الأخلاط الرديئة.
ينزع المحجم ويتم عمل خدوش بسيطة جدا بمشرط معقم.
* في حالة مرضى سيولة الدم والسكر يتم وخز المكان بسن المشرط.
* يجب أن تكون الخدوش بطول الجسم (ممنوع التشريط بالعرض).
* يجب إبعاد التشريط عن الأوردة البارزة وخاصة في القدم واليد.(4/10)
* الخدوش البسيطة تضمن لنا سحب الأخلاط من السائل البيني وفي حالة التشريط العميق تخرج الدماء من الأوردة المتوسطة وهذا غير مرغوب فيه.
يوضع المحجم على الموضع نفسه ويتم سحب الهواء فتخرج كمية من الدماء. ويكرر رفع المحجم ووضعه وسحب الهواء حتى يتم التخلص من التجمع الدموي.
يطهر المكان بالمطهرات الطبية وينصح المريض بالراحة.
ملاحظات:
يفضل استخدام أدوات لمرة واحدة (دسبوسبول).
أو أدوات شخصية قابلة للتعقيم أو تعقيم أدوات الحجامة المتعارف عليها تعقيما طبياً جيداً.
الأحاديث النبوية الواردة في الحجامة:
أولاً: ما ورد في فضل الحجامة:
1- عن جابر بن عبدالله، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن كان في شيء من أدويتكم خير، ففي شرطة محجم، أو شربة من عسل أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي"(1).
2- وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"خير ما تداويتم به الحجامة والفصد". وفي حديث آخر:"خير الدواء الحجامة والفصد". وفي لفظ من حديث أنس:"إن أمثل ما تداويتم به الحجامة"(2).
3- من حديث طاوس، عن ابن عباس:" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره"(3).
__________
(1) أخرجه البخاري 10/130 في " كتاب الطب ": " باب من اكتوى أو كوى غيره " 10/6583، 5072، 4/2205: " باب لكل داء دواء ". ومسلم
(2) أخرجه دون قوله: " والفصد "، البخاري 10/126، 127 من حديث أنس بلفظ: " إن أمثل ما تداويتم به الحجامة "، وأخرجه مسلم 1577 بلفظ: " إن أفضل ما تداويتم به الحجامة " أو " هو من أمثل دوائكم "، وأخرجه أحمد 3/107 بلفظ " خير ما تداويتم به الحجامة ".
(3) أخرجه البخاري 10/124 في " كتاب الطب ": " باب السعوط "، ومسلم 1202 في السلام: " باب لكل داء دواء "، وزاد في آخره: " واستعط "(4/11)
4- عن ابن مسعود، قال:" حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن ليلة أسري به أنه لم يمر على ملأ من الملائكة، إلا أمروه أن مُرْ أمتك بالحجامة"(1).
5- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما عرج بي إلى السماء لم أمر بملأ من الملائكة، إلا قالوا: عليك يا محمد بالحجامة"(2).
6- عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:"إن يكن في شيء شفاء ففي مصة الحجام ومصة العسل"(3).
7- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري"(4).
8- وعن أبي هريرة قال:" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة"(5).
9- عن سمرة بن جندب، قال:" كنت قاعدا، عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فدعى الحجام فعلق عليه محاجم قرون، ثم شرطه بشفرة، فدخل عليه أعرابي من بني فزارة، فقال يا رسول الله : ما هذا يقطع جلدك. قال: هذا الحجم. قال وما الحجم ؟ قال من خير دواء يتداوى به الناس" وفي رواية "خير ما تداويتم به الحجامة"(6).
__________
(1) رواه الترمذي في سننه 2052, وقال: " هذا حسن غريب " والحديث حسن بشواهده من حديث علي.
(2) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في اتحاف السادة المهرة 2/161 وهو حديث حسن بمتابعاته وشواهد.
(3) رواه البزار في مسنده، ورواه البخاري في صحيحه تعليقا 10/116 والحديث عند ابن جرير في تهذيبه من حديث ابن عمر.
(4) رواه ابن جرير في تهذيب الآثار 1/491, والطبراني بسند حسن.
(5) أخرجه أبو داود في سننه 3857 وابن ماجه 3476 وسنده حسن.
(6) رواه الطبراني في الكبير 7/6787 والبيهقي 9/239، وأحمد 5/9، ورواه النسائي في الكبرى 4/79 كما في تحفة الأشراف والحاكم 4/208 وهو حديث صحيح.(4/12)
10- عن أبي كبشة الأنماري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ويقول:" من أهراق منه هذه الدماء فلا يضره أن يتداوى بشيء لشيء"(1).
11- عن سلمى مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت:" ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعا في رأسه إلا قال: احتجم، ولا رجليه إلا قال اخضبهما"، وفي رواية "فأمره بالحجامة في وسط رأسه"(2).
12- جاء عيينة بن حصن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يحتجم، فقال:" ما هذا؟"، قال:" هذا ؟ خير ما تداوى به العرب"(3).
13- عن مويلح بن عبدالله الخطى، عن أبيه قال:" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" خمس من سنن المرسلين، الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطر"(4).
14- روى مالك في الموطأ، من بلاغاته، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن كان دواء يبلغ الداء، فإن الحجامة تبلغه"(5).
15- عن أبي قتادة، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن كان شيء مما تعالجون به، يصيب الداء أو يطلب الداء ففي الحجامة"(6).
__________
(1) رواه ابن ماجه 3484 وله شاهد من حديث عبدالرحمن بن خالد بن الوليد: ابن سعد 1/446، والطبراني وابن جرير في تهذيب الآثار وهو حديث حسن.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 1/4111، ورواه أحمد في المسند 6/462، وأبو داود 3858, وابن جرير في تهذيب الآثار, وروى زيادة " الخضاب "، الترمذي 4/392، وابن ماجه 3502 وصححه الحاكم في المستدرك 4/206.
(3) رواه ابن جرير في تهذيب الآثار ورجاله ثقات.
(4) رواه الطبراني وابن جرير في تهذيب الآثار، في 4/2/10 وله شاهد من حديث ابن عباس وهو حديث حسن.
(5) الموطأ 2/974.
(6) رواه ابن جرير في تهذيب الآثار ورجاله ثقات.(4/13)
16- عن الحسن قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنكم لا بد أن تداووا، وخير ما تداويتم به الحجامة"(1).
17- وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشفاء في ثلاث:شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، أنا أنهى أمتي عن الكي." (2).
18- عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن كان في شيء شفاء ففي ثلاث : شربة عسل، أو شرطة محجم، أو كية بنار تصيب ألما وأنا أكره الكي، ولا أحبه"(3).
ثانياً: ما ورد في موضع الحجامة:
19- عن عكرمة عن ابن عباس قال:" احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به"(4).
20- عن ابن عباس، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجم في الأخدعين وبين الكتفين. وفي رواية للطبراني، كان يحتجم ثلاثا في الأخدعين وبين الكتفين(5).
21- عن جابر، " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سقط عن فرسه على جذع فانفكت قدمه فاحتجم على ظهر قدمه"(6).
__________
(1) هذا حديث مرسل وقد رواه ابن جرير في تهذيب الآثار والمتن له شواهد متعددة، ورواه البيهقي 9/340.
(2) أخرجه البخاري 10/116 في " كتاب الطب ": " باب الشفاء في ثلاث ".
(3) رواه أحمد في المسند 4/146، وابن جرير في تهذيب الآثار، وقال الهيثمي في " المجمع " 91، 92 رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا عبدالله بن الوليد بن قيس وهو ثقة.
(4) رواه البخاري 10/5700، و4/1835، 1938، وانظر الفتح 10/153.
(5) رواه أحمد في المسند 2155، و2981، و3078 وهو صحيح.
(6) رواه أبو داود في سننه 3863، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه 3485 واسناده صحيح وصححه ابن خزيمة 1615، ورواه أحمد 3/300.(4/14)
22- عن أنس بن مالك قال:"احتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الأخدعين والكاهل"(1).
23- وعنه:" أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم على ظهر القدم، من وجع كان به"(2).
24- عن عبدالله بن جعفر قال:" احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على طرفه بعدما سم"(3).
25- عن عبدالله بن بحينة يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، احتجم بلحى جمل من طريق مكة وهو محرم في وسط رأسه(4).
26- عن صهيب الرومي قال:" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بالحجامة في جوزة القمحدورة فإنها شفاء من اثنين وسبعين داء"(5).
27- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه:"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركه من وَثْي كان به "، وفي رواية:"احتجم وهو محرم من ألم كان بظهره أو بوركه"(6).
__________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 2052 وفي " الشمائل " 2/223، وأبو داود 3860، وابن ماجه3483، وأحمد 3/119، 192، والحاكم 4/210 واسناده صحيح وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(2) رواه أبو داود 1837 والترمذي والنسائي 5/194، والحاكم في المستدرك 1/453، وابن حبان 1400 وهو حديث صحيح.
(3) رواه أبو يعلى وأبو نعيم في الطب، وابن جرير في تهذيب الآثار 1/525 وأبو داود الطيالسي وقال الهيثمي في " المجمع " 5/92 رواه الطبراني بإسنادين ورجاله ثقات وعند ابن سعد 2/200, 201، وأحمد في المسند 1/305، 1/374 وسنده حسن.
(4) رواه البخاري في صحيحه 10/5698، ومسلم 2/1203.
(5) ذكره الهيثمي في " المجمع " 5/94 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(6) رواه أبو داود 2863، وأحمد 3/305، والنسائي 5/193، والبيهقي 9/340 وسنده حسن.(4/15)
28- وفي سنن "أبي داود" من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:"احتجم على وركه من وَثْي كان به"(1).
ثالثاً: ما ورد في وقت الحجامة:
29- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:"أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم"(2).
30- عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" من أراد الحجامة، فليتحرَّ سبع عشرة، أو تسع عشرة، أو إحدى وعشرين، ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله"(3).
31- عن أبي هريرة، قال:" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من احتجم لسبع عشرة، ولتسع عشرة، ولإحدى وعشرين، كان شفاء من كل داء"(4).
التفسير العلمي المحتمل لتأثير الحجامة
النظريات القديمة لتأثير الحجامة:
وهي (نظرية القنوات الكهرومغناطيسية) وهي أن الجسم يحتوي على قنوات تجري فيها الطاقة المغناطيسية وهي تحدد صحة الإنسان وعافيته فكلما كانت تسير هذه الطاقة وبدون عوائق، يكون الإنسان صحيحاً. وإلا فإنه يصبح عرضة للأمراض فالحجامة تعمل على تصحيح مسار الطاقة وتقويتها في قنوات الطاقة.
__________
(1) أخرجه أبو داود 3864 ورجاله ثقات، وأخرجه النسائي 5/194 في الحج " باب حجامة المحرم على ظهر القدم " بلفظ: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وثءٍ كان به ".
(2) رواه البخاري 4/1938.
(3) أخرجه ابن ماجه 3486 وفي سنده النهاس بن قهم وهو ضعيف لكن يشهد له حديث أبي هريرة وهو عند أبي داود 3861 وم طريقه البيهقي 9/340 وسنده حسن، وعند الحاكم في المستدرك 4/212 وله شاهد حديث ابن عباس.
(4) أخرجه أبو داود 3861 وسنده حسن، ورواه البيهقي 9/310، والطبراني في الأوسط 680.(4/16)
إن هذه النظرية هي نظرية فرعونية. دل على ذلك وجود رسوم وخرائط للقنوات الحيوية على مقابر القدماء ومعابدهم ويبنون آراءهم على ذلك ثم انتقلت هذه النظرية من مصر إلى آسيا عن طريق القبائل الآسيوية مثل الهكسوس الذين عاشوا فترة من الزمن في مصر فنقلوا إلى آسيا العلم والطب إلى بلادهم. وكانت فكرة العمل تنشيط الموجات الكهرومغناطيسية للجسم، فقد استخدم القدماء هذا العلاج بطرق متقدمة مثل الحجامة والفصد والكي وغيرها.
النظريات الحديثة لطرق تأثير الحجامة:
1- النظرية الشرقية.
2- النظرية الغربية.
3- النظرية الإسلامية.
ورغم اختلاف النظرية الشرقية والنظرية الغربية على التعليل العلمي للحجامة إلا أنهما اتفقتا على مواضع الحجامة وأماكنها.
(1) النظرية الشرقية:
اختلف العلماء الصينيون للتعليل العلمي للحجامة، فهناك عدة نظريات أهمها:
أولاً: نظرية الطاقة الكهرومغناطيسية:
إن هذه النظرية لعمل النقاط للحجامة لا تختلف كثيراً عن نقاط عمل النظرية الصينية القديمة في العلاج بالوخز ولكن النظرية الصينية الحديثة تقول: (إن الجسم فيه اثنتا عشرة قناة أساسية وأربع قنوات فرعية، وهذه القنوات تجري فيها طاقة كهرومغنطيسية وتحدد هذه الطاقة صحة الإنسان وعافيته. فإذا كانت هذه الطاقة تسير في هذه القنوات في يسر وبدون أي عوائق فإن الإنسان يكون في صحته وعافيته أما إذا حدث أي خلل في مسير هذه الطاقة فإنه يؤثر في صحة الإنسان فعلى نقاط هذه المسارات الكهرومغنطيسية توجد نقاط. وتعطي إشارات لأجهزة خاصة تشير إلى حدوث ضعف للمقاومة في هذه المنطقة فكل عضو له نقطة لها دلالتها الخاصة التي تدل على وجود مشكلة صحية في مكان ما في الجسم وأيضا هي نقاط تقوية، فعند التعامل مع هذه النقاط (نقاط الدلالة) على مسارات القوى الكهرومغنطيسية فإنه يعود للجسم صحته وعافيته.(4/17)
كما أن الصينيين يقولون: إن الجلد والقنوات التي تجري في ثناياه هي وسيلة تشخيص وعلاج المرض أيضا. فالجلد هو الأكثر تعرضا بين داخل الجسم وخارجه وهو يعكس صحة الجسم وعافيته فجلد وبشرة نضرة تدل على صحة وعافية أعضاء الجسم الأخرى، وكما هو معروف، فالجلد هو أكبر عضو في الجسم، ويحتوي على سوائل ودم وأوعية دموية وأنسجة ضامة وعضلات، كما يحتوي على أكبر شبكة عصبية وتبعا للنظرية الشرقية فإنه يحتوي على أكبر شبكة كهرومغنطيسية في الجسم ولذا فإنه مركز التأثير العلاجي في النظرية الشرقية، كما يحتوي على أكبر شبكة من الأوعية الدموية واللمفاوية. لذا فإن الجلد هو شبكة الاتصال بين المعالج والمريض في النظرية الشرقية.
ثانياً: الطاقة الحيوية "تشي"
تعد النظرية الشرقية أن الطاقة الحيوية أو" تشي" هي سائل الحياة الذي يجري في القنوات وهو ينقسم إلى عدة أنواع تتعلق بالمناعة والمقاومة ودورات الحياة الأخرى وهذه الطاقة هي التي تتحكم في أجزاء الجسم المختلفة.
(2) النظرية الغربية:
بالرغم من أن نقاط العلاج بالضغط التي يتبعها الأوربيون لا تختلف كثيراً عن النقاط التي يعمل بها الحجامة، فقد وضعت نظريات مختلفة عند الغرب للتعليل العلمي للعلاج بالحجامة وأهم هذه النظريات هي:
أولاً: نظرية بوابة التحكم في الآلام:(4/18)
وهي أقدم نظرية عند الغرب للإحساس بالألم وقد وضعها العالمان "ملزاك" و" دل " في سنة 1965م. وتنص هذه النظرية على: " أن إحساسنا بالألم يستقبل خلال بوابات متعددة على مسار الجهاز العصبي المركزي، وخلال الألياف الدقيقة وفي الظروف العادية هذه البوابات تكون مفتوحة بشكل جيد، يسمح لإشارات الألم أن تعبر خلالها بسهولة، ولكن عندما يتم التأثير في مناطق التأثير الحجامي فإن موجة أخرى من الإشارات تؤدي إلى إغلاق المنافذ غير المؤلمة عبر الألياف الغليظة إلى الجهاز العصبي المركزي فإنها تصل إليه، وبذلك يحدث المفعول التسكيني، ويعتقد أن الجهاز السمبتاوي له دور في هذه التوصيلة.
ثانياً: نظرية بومرز:
يعتقد العالم "بومرز" أن مواد كيميائية وبيولوجية لها أثر في تسكين الألم وهذه المواد هي الأندورفين المفززة بالجسم هي التي تؤدي إلى هذا المفعول. فهناك أكثر من مائة موصل عصبي تحت الدراسة حتى الآن لتسكين الألم في حالة الحجامة بنظرية " برومرز " تقول: " إن الغدة النخامية تفرز مادة تسمى " الانكفالين " وهي الأندورفينات التي تلعب الدور التسكيني عن طريق الالتحام مع مستقبلات الألم في الالتهابات العصبية مما يؤدي تقليل الجهد المعمول على النهاية العصبية وتقليل التوصيل، كما أن الخلايا العصبية المستقبلة للإشارات تستقبل موجات أقل وإحساسا أقل مما يؤدي إلى انحسار في الإحساس بالألم بطرق مختلفة.
ثالثاً: نظرية رد الفعل المنعكس:
إن " نظرية ملزاك " شرحت تفسير موضع علاج الألم، ولكن لم تفسر العلاجات الأخرى كالالتهاب والأمراض السرطانية وغيرها، ولهذا وضعت نظرية معدلة لنظرية ملزاك وهي " رد الفعل المنعكس Reflex " وتقول هذه النظرية: " إنه بالتأثير في نقطة معينة في الجسم فإن هذا التأثير يذهب إلى الجهاز العصبي المركزي الذي يؤدي بدوره إلى تفاعلات أجهزة الجسم الأخرى للتعامل مع عنصر الخلل الذي حدث.(4/19)
مثال ذلك: التهاب المفاصل فالتأثير في النقاط لهذا المفصل يؤدي إلى إرسال إشارات عصبية إلى الجهاز العصبي المركزي، ومنه إلى الأعصاب الداخلية المسؤولة عن إفرازات المواد المناعية ومضادات الألم ومضادات الالتهابات التي تعمل على مقاومة هذه المسببات، وتحسن الخلل الوظيفي الحادث.
أساس عمل النظرية:
1 - كل نقطة على مجرى الطاقة متصلة عصبياً بالحبل الشوكي، وهو متصل في دورة أخرى عصبية بالأعضاء الداخلية للجسم.
2 - النقاط القريبة من الأعضاء الداخلية متصلة بهذه الأعضاء شبه مباشرة Spinous Mechanism.
3 - النقاط البعيدة من المناطق الداخلية تؤثر في الأعضاء الداخلية من خلال اتصالها بالمخ Supra spinous Mechanism.
4 - يوجد بالمخ أربعة مناطق تعمل بمنزلة مراكز لقنوات الطاقة وتتحكم فيها ولها دور في تحديد كهربية النقاط الموجودة على الجلد.
5 - في هذه المراكز خلايا عصبية لها خصيصة استقبال المعلومات من نقاط المجال المغنطيسي فعند حدوث مشكلة صحية يتم التأثير في نقاط المجال فيقود الجسم بتصحيح نفسه.
6 - صيوان الأذن له خاصية معينة جلدية أو مغنطيسية حيث إن فيها نقاطاً معينة. تتفاعل هذه النقاط عند حدوث مشكلة ما يؤدي إلى حدوث احمرار أو الألم الموضعي وانخفاض المقاومة الكهربية في الأذن ومن المعتقد أن العصب الحائر (العاشر) يقوم بتوصيل إشارات الأعضاء الداخلية من الجسم إلى صيوان الأذن.
تفسير العلاقة بين نقاط التأثير "الحجامة" في مواقع القوى الكهرومغنطيسية للجسم والأعضاء الداخلية للجسم:
تفسر هذه العلاقة من علم تطور الأجنة، فأساس الإنسان هو بويضة مخصبة واحدة ثم تنقسم إلى عدة انقسامات ثم تتطور إلى ثلاثة أجزاء رئيسية.(4/20)
من هنا نرى أن جسم الإنسان كان نقطة واحدة ثم أصبح نقاطاً كثيرة ولكنها يرتبط بعضها ببعض كذلك فإن أجزاء الجسم البعيدة والقريبة مرتبطة كل مع الآخر ارتباطا وثيقا بشكل مباشر أو غير مباشر؛ ولذا فإن أي خلل في عضو ما داخل الجسم يترتب عليه تغيير في مقاومات الجسم السطحية.
رابعاً: مفعول مقاوم:
* وجد العالم " ليسو " أن التعامل مع نقاط المقاومات الطبيعية في الجسم يؤدي إلى زيادة في عدد كريات الدم البيضاء وجاما جلوبيولين الذي تنتجه الخلايا الليمفاوية البائية عبر التعامل مع النقاط مباشرة يحدث بعد ثلاث ساعات من التفاعل ويعود إلى شكله العادي بعد (24) ساعة. أما جاما جلوبيولين يزيد بعد ثلاثة أيام ويعود إلى شكله العادي بعد أسبوع من التعامل، وكذلك الأجسام المناعية الأخرى بمقدار ضعفين أو ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف.
* كما وجد " شن " ورفقاؤه أن التأثير في النقاط له دور تأثيري مقاوم في فئران التجارب، حيث إنه وجد أن السائل التفاعلي من التهاب المفاصل تقل عند التعامل مع هذه النقاط كما وجد زيادة في كريات الدم البيضاء في الدورة الدموية.
* وجد أن مادة الإنتروفيرون تزيد في الدم بعد التعامل مع بعض هذه النقاط، إذ لها مفعول مضاد للالتهابات الفيروسية وبعض الأورام السرطانية.
خامساً: المفعول الهرموني :
أثبتت " أوميرة " أن التعامل مع النقاط الهرمونية ينتج عنه زيادة في الهرمون المنشط لكورتيزون الجسم الطبيعي المفرز من الغدة النخامية عند التعامل مع نقطة زوسان لي الصينية (المعدة 36) الدولي (نفس الترقيم الحجامي الدولي للطريقة ).
سادساً: نظرية القوى الحيوية، تشي عند الغرب:
تعد الموجات الكهرومغنطيسية هي التي تجري في قنوات الجسم.
سابعاً: تنشيط مراكز الحركة في الجسم:(4/21)
وجد أن تنشيط هذه النقاط يساعد على استعادة نشاط الخلايا العصبية الساكنة والتالفة وذلك خلال دورة عصبية يشترك فيها. يسمى خلايا " كاجال " و" تشو " لذا يحدث التحسن في حالات الضمور والشلل بعد سنوات من حدوثه.
ثامناً: تنشيط الموصلات العصبية:
مثل مادة الدوبامين التي تعمل على تنشيط الموصلات العصبية التي يؤدي نقصها إلى أعراض عصبية مثل الشلل الرعاشي.
خلاصة النظريات الحديثة والقديمة:
النظريات الجديدة لتفسير أثر الحجامة في شفاء كثير من الأمراض:
يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 - سرعة الوصول إلى الهدف بعد تنشيط النقاط المتفاعل معها.
2 - تحقيق النجاح عند التعامل مع هذه النقاط سواء عن طريق تحسين الأعراض والفحوصات المعملية بالمتابعة المستمرة لآثار نجاحه.
3 - إمكان تأثير النقاط بطرق مختلفة سواء كان التعامل مع نفس النقطة بالحجامة أو بالوخز أو الكي.. وغيرها.
4 - مع التطور الفسيولوجي والباثولوجي تبين أن للحجامة دوراً فعالاً في علاج كثير من الأمراض.
ميكانيكية عمل الحجامة:
يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 - تنشيط النقاط الواقعة على المسارات المغنطيسية للجسم بهدف ما: مثل مفعول مسكن، أو رفع المقاومة المناعية للجسم، أو معالجة الأخطاء المناعية في الجسم.
2 - تنشيط الدورة الليمفاوية للجسم الذي يؤدي إلى سرعة تنقية سوائل الجسم.
3 - تنشيط الدورة الدموية للجسم فيتغلب على ضعف التروية الدموية في أجزاء الجسم المختلفة التي تنتج عنها مشاكل في بعض أجزاء الجسم.
(3) النظرية الإسلامية:(4/22)
كتب ابن سينا في كتابه " القانون في الطب " عن التعليل العلمي للحجامة، وكما جاء في كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن قيم الجوزية في الطب النبوي في فصل هديه في العلاج بشرب العسل والحجامة والكي أن الحجامة تستعمل لكثرة الدم أو فساده أو لتسكين الوجع والآلم وذكر صاحب "زاد المعاد" أن الحجامة تنفع في تنقية دم سطح البدن أكثر من الفصد، والفصد لأعماق البدن أفضل، والحجامة تستخرج الدم من نواحي الجلد.
ويرى ابن سينا أن دم الحجامة هو دم فاسد يحتوي على أخلاط ولا يحتاج الجسم إليه بل وجوده يسبب أضراراً للجسم.كما وضح ابن سينا عن أفضل وقت للحجامة فقال:" إن استعمال الحجامة ليس في أول الشهر، لأن هذه الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر" لذا يستحب الحجامة في الربع الثالث من أرباع الشهر لأن الأخلاط تكون في نهاية التزايد كما فسر صاحب " القانون " : أوقاتها في النهار: من الساعة الثانية أو الثالثة (7-9صباحا) ويجب توقيتها بعد الحمام إلا فيمن كان دمه غليظ فيجب أن يستحم ثم يستجم ساعة ثم يحتجم.
وتفضل الحجامة على الريق، لأن الحجامة على الشبع ربما أورثت سدداً وأمراضاً رديئة، ولاسيما إذا كان الغذاء رديئاً غليظاً. وفي الأثر: "الحجامة على الريق دواء، وعلى الشبع داء، وفي سبعة عشر من الشهر شفاء". واختيار هذه الأوقات للحجامة في حالة إذا عملت الحجامة وقاية من الأمراض وعلى سبيل الاحتياط والتحرز من الأذى حفظا للصحة، وأما في مداواة الأمراض فحيثما وجد الاحتياج إليها وجب استعمالها، فإنها تنفع في أي وقت كان من أول الشهر أو آخره.(4/23)
وفي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " دلالة على ذلك، ولكن يجب الحرص عندما تعمل في الوقت الذي يكون الدم هائجا حتى لا يؤثر في حياة الشخص. وكان الإمام أحمد بن حنبل يحتجم أي وقت هاج به الدم، وأي ساعة كانت.
أما اختيار أيام الأسبوع للحجامة فقال الخلال في "جامعه": أخبرنا حرب بن إسماعيل قال: قلت: لأحمد: تكره الحجامة في شيء من الأيام؟ قال: قد جاء في الأربعاء والسبت. ولكن الأحاديث التي ورد فيها كراهية الاحتجام في يوم السبت والأحد والثلاثاء والأربعاء والجمعة، وأنها تسبب الإصابة بالجذام والبرص فهي أحاديث ضعيفة.
التعليل العلمي للحجامة عند المسلمين حديثاً:
لم يختلف التعليل العلمي للحجامة عند المسلمين قديما وحديثا بل إن الطب الحديث أثبت مخبريا وعمليا وتجريبيا صحة التعليل القديم حيث أثبت فحص دم الحجامة مخبريا على أنه دم فاسد ويحتوي على أخلاط كما ذكر ابن سينا في كتابة " القانون في الطب ".
ولكن ما تفسير الدم الفاسد علميا ومخبريا حديثا؟ وما الأخلاط؟ وما صفتها؟.
لقد أثبت الطب الحديث أن الأمراض تحدث بسبب وجود شوائب في الدم (وهي ما تسمى بالأخلاط) فما هذه الشوائب وما علاقتها بفساد الدم؟.(4/24)
إن الدم الفاسد هو الدم الذي يحتوي على شوائب من خلايا الدم الحمراء العاجزة والهرمة والتالفة وجزئيات كبيرة ذات وزن جزيئي مرتفع حيث إن هذه الخلايا الحمراء الهرمة تفقد مرونتها وقدرتها على أن تنثني على نفسها لتمر في الشعيرات الدموية الصغيرة، فتتجمع مع البلايين من مثيلاتها إلى جدران الأوعية الدموية تتدافعها الخلايا الحمراء الفتية معرقلة جريان الدم مما يؤدي إلى اختلالات في الجهاز الدوري مع ضعف في سيره إلى أعضاء الجسم المختلفة مما يؤثر في وظيفة ونشاط هذه الأعضاء ناتجا عن نقص في التروية الدموية الناتجة عن إعاقات بسبب ترسب الخلايا الحمراء الهرمة؛ لذا فإنها تظهر واضحة مع تقدم السن لعجز أجهزتهم من التغلب على هذه المشكلة التي تكون مصاحبا لها تشكل الخثرات الدموية وبسبب لزوجة سطوح هذه الخلايا الدموية الحمراء وكثافتها العالية بجانب لزوجة بروتينات بلازما الدم مما يؤدي إلى التصاق عشوائي لهذه الخلايا الهرمة والميتة التي فقدت خاصية المرونة خصيصة التي باستطاعة الخلايا الفتية أثناء تدافعها خلال دورة الدم من التغلب على الالتصاق العشوائي والمنتظم بعضها ببعض بشكل تراكبي، ولكن هذه الخلايا الهرمة والميتة لا تستطيع الانفصال، عن بعضها وبوجود الألياف والصفيحات الدموية تتشكل الخثرات الدموية التي بدورها تعيق حركة الدم، ولهذين السببين: (الترسبات على جدران الأوعية الدموية وعرقلة سير الدم) يرتفع ضغط الدم وتتصلب الشرايين.(4/25)
وأما أثر الحجامة في حل هذه المشكلة فهو أثر عظيم، حيث إنها تعيد الدم إلى طبيعته ونقائه وتؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية بعد إزالة ما زاد من الدم الفاسد المحتوي على نسبة كبيرة من خلايا حمراء هرمة وأشباهها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى الذي يعجز الجسم عن التخلص منه والذي يؤدي وجودها إلى عرقلة سريان الدم في الجسم مما يقلل من عمل الخلايا الحمراء الفتية فيؤدي إلى إصابة الجسم بضعف، ويصبح فريسة للأمراض. فإذا احتجم الشخص أعاد الدم إلى طبيعته، وأزال الفاسد منه وزال الضغط عن الجسم، فاندفع الدم النقي الذي يحتوي على الخلايا الحمراء الفتية ليغذي خلايا الجسم وأعضاءه ويزيل عنه الرواسب الضارة من فضلات وثاني أكسيد الكربون والبولينا وحمض اللبن(حمض اللاكتيك) وغير ذلك فينشط الجسم ويعود إلى حالته الطبيعية.
لذا فإن الحجامة وقاية قبل حدوث المرض بسبب تجمع هذه الشوائب وهي علاج بعد حدوث المرض الذي أحدثته هذه الشوائب والتي عند إزالتها تتحسن وظيفة العضو المترسب عليه هذه الشوائب.
التعليل العلمي لإجراء عملية الحجامة في منطقة الكاهل:
اختيرت منطقة الكاهل وهي المنطقة المنصوص عليها في الحديث الذي أخرجه أبو داود عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم في الكاهل. والتعليل عند المسلمين للحجامة في منطقة الكاهل تتلخص فيما يلي:
1 - تجمع الكرات الدموية الحمراء الهرمة والتالفة في هذه المنطقة ولاسيما عند النوم.
2 - منطقة ليس فيها شرايين ولا أوردة كبيرة؛ لذا فإن النزف الدموي في هذه المنطقة ضعيف.
3 - التئام الجروح في هذه المنطقة سريع.(4/26)
تأوي الكريات الدموية الحمراء والهرمة والتالفة والعاجزة والشوائب الدموية والجزيئات الكبيرة ذات الوزن الجزيئي المرتفع وتترسب هذه الشوائب في منطقة الكاهل لأنها منطقة أقل نشاطا وحركة، وبخاصة أثناء النوم كما أنها تعد أركد منطقة في جسم الإنسان؛ لأنها خالية من المفاصل المتحركة والعضلات الموجودة فيها هي عضلات شد وتثبيت للعظام، ومنطقة الكاهل تكثر فيها الشعيرات الدموية وتكون أشد تشعبا وغزارة لذا تنخفض سرعة الدم في الأوعية السطحية في الجلد وفي الأوعية الدموية العميقة منها (طبقات الجلد العميقة والعضلات) فتترسب على جدار هذه الأوعية الدموية الكريات الدموية الحمراء الهرمة والتالفة والعاجزة والشوائب مما يخفض سرعة الدم أكثر؛ ومما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الجسم بجانب أن الكريات الدموية الحمراء الهرمة من الصعب عليها اجتياز الأوعية الدقيقة وهذه تظهر على شكل آلام في الظهر، بسبب تراكم الشوائب الدموية والسموم والمواد الضارة المسببة للألم (مثل حمض اللبن).
وقد استنتج الطبيب الياباني كواكورواوا من أبحاثه في الحجامة بأن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة.
كما أن الحجامة لها أثر هام في تخليص الجسم من لزوجة الدم الزائدة بحيث لا يؤثر ذلك في وظائفه بل يزيل كل العوائق التي تقلل من سرعة جريان الدم وبذلك يتحرك الدم بسهولة وحرية تحت ضغط دم طبيعي منتظم؛ مما يعيد للدورة الدموية نشاطها دون معاناة من ارتفاع ضغط الدم، ويؤدي إلى تنشيط وظائف أعضاء الجسم.(4/27)
ولكن قد يتساءل بعضهم: أما للكبد والطحال دور في ابتلاع هذه الكريات وتحطيمها، والحد من تأثيراتها السلبية في الدورة الدموية؟ إن الحجامة مساعدة للكبد والطحال في أداء وظيفتيهما الفسيولوجية على أتم وجه لأن عدد هذه الكريات الدموية الهرمة والمقبلة على الهرم والأشباه منها والعاجزة والشوائب كميات كبيرة؛ لذا فإنها تأوي إلى الأماكن الهادئة للدوران الدموي في الجسم وتترسب على جدران الأوعية الدموية الموجودة في الجلد والأنسجة والشبكات الدموية لأعضاء هذا الجسم مهما تخلص الكبد والطحال من هذه الكريات فإن عدداً كبيراً يظل في الدورة الدموية مما يعيق الدورة الدموية فيؤثر في وظائف أعضاء الجسم.
كما يتقاعد ويبطئ حركته فلا يصل إليهما. وهنا يبرز دور الحجامة في اجتثاث المتبقي من الكريات الهرمة والشوائب الأخرى من الدم فيمنح مجالا أفضل للكبد والطحال والبالعات في البدن من أجل إتمام وظائفها وعند التحليل المخبري لدم الحجامة من منطقة الكاهل وجد أنه دم فاسد يحتوي على خلايا الدم الحمراء الهرمة والعاجزة والميتة والشاذة وأشباهها وغير ذلك.
الحجامة على الأخدعين:(4/28)
قال أنس رضي الله عنه:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجم على الأخدعين والكاهل"(1) فالأخدعان هما جمع الأخدع وهو " الوريد الودجي الظاهر الخلفي " كما سمي في الطب الحديث وهما على جانبي العنق من الخلف وهو ينقل الدم من الرأس إلى القلب وتتشعب بعض الأوعية الدموية الدقيقة التي تصبُّ في هذا الوريد في الجلد لهذه المنطقة. وقد يكون الدم راكدا أثناء فترة النوم كمنطقة الكاهل، وتترسب به الشوائب والمواد الضارة المسببة للألم كحمض اللبن. كما أنه تترسب به الكريات الدموية الحمراء الهرمة والميتة والخثرات، ولكن الحجامة على الأخدعين وأجزاء التشطيبات في هذه المنطقة خطر جدا، وتحتاج إلى انتباه ودقة بالغة لأنها تصيب الوريد الودجي الظاهر عندما يقع التشريط عليه مما يؤدي إلى إحداث نزيف قد يصعب إيقافه، وهو أقل ترسب لخلايا الكريات الدموية الحمراء والميتة والشوائب عن منطقة الكاهل فالأنفع والأكثر أمنا هي الحجامة على الكاهل.
التعليل العلمي لحجامة الرأس:
__________
(1) رواه أبو داود " كتاب الطب ": " باب في موضع الحجامة " رقم 3860، والترمذي " كتاب الطب ": " باب ما جاء في الحجامة " رقم 2052 وابن ماجه 3483 وقد صححه الأرنؤوط في تحقيقه لزاد المعاد.(4/29)
جاء في الصحيحين: أن أنس بن مالك رضي الله عنهما "أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به". وفي رواية من شقيقة كانت به"(1). فحجامة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الرأس كما هو في هديه - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية: "احتجم في وسط رأسه"(2) كانت كعلاج لذا فينصح بها علاجاً لمرض الشقيقة والصداع وليس كوقاية التي يفضل استخدامها في منطقة الكاهل ؛ وذلك لأن الحجامة في وسط الرأس بعيدة عن الأوعية الدموية الكبيرة تسكن ألم الصداع الشقيقي بحدوث انعكاسات على الأوعية الدموية الدماغية التي يؤدي انقباضها إلى حدوث ذلك الصداع.
حجامة ظهر القدم:
عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: " احتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ظهر القدم من وجع كان به "(3). فاحتجام الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ظهر القدم لتسكين الألم علاجٌ من هذا الوجع الذي كان يعاني منه.
أما حجامة الورك والظهر:
فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركه من وثي كان به"(4). وفي رواية "من وثاء كان به". وفي رواية "احتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْرم من ألم كان بظهره أو بوركه"(5).
__________
(1) رواه البخاري 10/5700، و4/1835، 1938، وانظر الفتح 10/153.
(2) رواه البخاري في صحيحه 10/5698، ومسلم 2/1203.
(3) رواه أبو داود 1837 والترمذي والنسائي 5/194، والحاكم في المستدرك 1/453، وابن حبان 1400 وهو حديث صحيح.
(4) رواه أبو داود 2863، وأحمد 3/305، والنسائي 5/193، والبيهقي 9/340 وسنده حسن.
(5) أخرجه أبو داود 3864 ورجاله ثقات، وأخرجه النسائي 5/194 في الحج " باب حجامة المحرم على ظهر القدم " بلفظ: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وثءٍ كان به ".(4/30)
فالوثي هو التواء المفصل الشديد المسبب تمطط الأربطة وانقطاعها، فاحتجامه - صلى الله عليه وسلم - من ألم الورك والظهر إنما لتسكين الألم وذلك لأن الحجامة في هذه المناطق تعمل على استخراج الدم الفاسد الذي يحتوي (كما سبق) على الخلايا الدموية الحمراء التالفة والهرمة والعاجزة وكذلك المواد الضارة والمسببة للالم " كحمض اللبن " الذي يؤثر في الأعصاب ويهيجها مسببا الألم في العضلات، فالحجامة تزيل هذه المواد، فيخفف ذلك من الإحساس بالألم وتشفي منه بإذن الله.
الحجامة للتسمم:
عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم على قرنه بعدما سم"(1). فقد احتجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من السم حتى يزيل ما يسببه هذا السم من تأثير في الخلايا الدموية الحمراء وإتلافها وكذلك المواد الضارة الأخرى التي تنتج من هذا السم. وقد أثبت الطب الحديث أن الحجامة والفصد تنفع في تخليص الجسم من بعض السموم. وتدل هذه الأحاديث أن استخدام الرسول - صلى الله عليه وسلم - الحجامة، كان علاجاً لتسكين الألم عن طريق التخلص من الدم الفاسد، كما تدل على امكان إجراء عملية الحجامة في أي منطقة يشتكي صاحبها من آلام أو ورم أو أي مرض آخر يؤثر في صحة الشخص.
الموعد السنوي:
حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الحجامة ولو مرة بالسنة لما فيها من فوائد جمة.
الموعد الفصلي :
تفضل الحجامة في فصل الربيع ولا تفضل في باقي الفصول بل لها خطورتها.
التعليل العلمي لوجوب تطبيق عملية الحجامة في فصل الربيع:
__________
(1) رواه أبو يعلى وأبو نعيم في الطب, وابن جرير في تهذيب الآثار 1/525 وأبو داود الطيالسي وقال الهيثمي في " المجمع " 5/92 رواه الطبراني بإسنادين ورجاله ثقات وعند ابن سعد 2/200، 201، وأحمد في المسند 1/305، 1/374 وسنده حسن.(4/31)
هذا الفصل يكون حاراً رطباً على طبع الدم، أورد العالم ابن سينا في كتابه (القانون في الطب) أن فصل الربيع موسم تهيج فيه الأمراض وتكثر المشاكل الصحية المتعلقة بالدم.
فالربيع أفضل فصل للحجامة لأنه مناسب لمزاج الروح والدم وهو مع اعتداله يميل إلى حرارة معتدلة ورطوبة طبيعية، وفي الربيع تهيج الأخلاط التي تجمعت في الشتاء لنهمه وقلة الرياضة يستعد في الربيع للأمراض التي تهيج تلك المواد بتحليل الربيع لها. وإذا طال الربيع واعتداله قلت الأمراض الصيفية وأمراض الربيع واختلاف الدم وخاصة الشتوي فيه الذي يسيئه الشتاء ويسوء ولا يخلص من أمراض الربيع شيء مثل الفصد والاستفراغ والتقليل من الطعام.
وقد أثبتت التحاليل المخبرية بمقارنة دم الحجامة التي أجريت في فصل الربيع بأن دم الحجامة في هذا الفصل هو دم فاسد يحتوي على الشوائب وخلايا دم حمراء تالفة وهرمة وميتة ومواد أخرى ضارة في الجسم تعيق تفضل صحة الإنسان.
باختصار: تفضل الحجامة في فصل الربيع لأنه مناسب لمزاج الروح والدم؛ فيكون حاراً ورطباً على طبع الدم، ولأنه يهيج الأخلاط في الجسم التي تتجمع في الشتاء لكثرة الطعام وقلة الرياضة فالربيع يحلل هذه المواد التي تسبب هذه الأمراض.
التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الصيف :(4/32)
تجد أن ميوعة الدم تزداد في فصل الصيف مما يؤدي إلى اختلاط الدم مع لزوجة الدم؛ لأنه مع زيادة درجة الحرارة تقل اللزوجة (ازدادت الميوعة)، فيتحرك الدم بسهولة وسرعة في الشرايين الدموية عامة في منطقة الكاهل مما يقلل تجمع الكريات الحمراء الهرمة والعاجزة والشوائب الدموية الموجودة فيها، وتنتشر في أنحاء الجسم مما يؤثر في دوران الدم ورفع ضغط الدم. فإذا ما أجريت الحجامة في هذا الفصل فإن الجسم يفقد دمه الجيد بدلا من الدم الفاسد المحتوي على كريات دموية حمراء هرمة مما يؤدي إلى ضعف الجسم. وقد بينت التحاليل المخبرية أن دم الحجامة في هذا الفصل يشابه الدم الوريدي.
التعليل لعدم تطبيق الحجامة في فصل الخريف :
فصل الشتاء البارد ينشغل الجسم فيه بإنتاج حرارة لمقاومة درجة الطقس البارد لذا يحتاج الجسم الأغذية لحرقها وتوليد الطاقة التي تحافظ على حرارة الجسم عوضا عن بناء عناصر دموية جديدة بدلا من الدم الفاسد المفقود من الحجامة أي التي أجريت في فصل الخريف مما يؤدي إلى ضعف الجسم، حيث إن كريات الدم الحمراء تحتاج لتكوينها شهرين. وقد أثبتت التحاليل والفحوصات المخبرية والعلمية أن دم الحجامة التي أجريت في فصل الخريف يشابه دم الوريد.
التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الشتاء :(4/33)
فصل الشتاء يزيد لزوجة الدم وتقليل ميوعته، فيساعد على ترسيب الشوائب الدموية في منطقة الكاهل ليهيأ الحجامة في فصل الربيع، وكما أسلفنا فإن الحجامة لا تطبق في فصل الشتاء؛ لأن الجسم يستفيد من الغذاء لإنتاج الطاقة التي تحافظ على حرارة الجسم وتحرير العناصر الدموية وتدفئة الجسم والتكيف مع برودة الشتاء. أما الحجامة في هذا الفصل فإن الدم الفاسد المفقود عن طريقها يحتاج إلى تعويض من الغذاء الذي تناوله الجسم فيسخره لتكوين كريات دموية حمراء عوضا عن الاستفادة منه في توليد الطاقة التي تحافظ على درجة حرارة الجسم. وأوضحت الفحوصات المخبرية أن دم الحجامة في فصل الشتاء هو دم وريدي.
الموعد الشهري :
تفضل الحجامة في اليوم السابع عشر حتى اليوم السابع والعشرين من آخر الشهر القمري وذلك لأن الجسم يحتوي على ماء من دم وسائل ليمفاوي وسوائل أخرى وهذه تتأثر كغيرها بالماء الموجود على سطح الأرض، مثل مياه البحر، حيث هناك علاقة بين القمر وظاهرة المد والجزر التي تحدث أيضا في ماء الجسم؛ لذا كان توقيت الحجامة في آخر الشهر العربي من اليوم (17) إلى اليوم (27) لأن القمر يبلغ ذروة تأثيره في مرحلة البدر فيؤثر في ضغط الدم رافعا إياه مهيجا الدم مما يثير الشهوة ففي الأيام الأول وحتى الخامس عشر من الشهر القمري يهيج الدم ويبلغ حده الأعظم، وبالتالي يحرك كل الكريات الحمراء الهرمة والشوائب المترسبة على جدران الأوعية الدموية العميقة والسطحية وعند التفرعات وفي أنسجة الجسم سواء الداخلية والخارجية فلا يكون قد أدى فعله بعد في حمل الرواسب والشوائب الدموية من الداخل إلى الخارج للتجمع في الكاهل فيتهيأ للحجامة.(4/34)
ثم يبدأ تأثير القمر بالانحسار من (17-27) فيبقى للقمر تأثير مد، ولكن أضعف بكثير مما كان عليه. فإذا أجريت الحجامة صباحا بعد النوم والراحة للجسم والدورة الدموية ويكون القمر أثناءها ما يزال مشرقا لدى ظهور الشمس صباحا فيكون له تأثير مد خفيف يبقى أثناء إجراء الحجامة، حيث يكون له تأثير جاذب للدم من الداخل إلى الخارج مما يساعد على إنجاز الحجامة من حيث تخليص الجسم من كل شوائب دمه. أما لو أجريت الحجامة في أيام القمر الوسطى (12-13-14-15) فإن القمر القوي في تهيج الدم فإذا عملت الحجامة يفقد الدم الكثير من كرياته الفتية.
الموعد اليومي :
(أ) في الصباح الباكر:
أفضل الحجامة هو عملها في الساعات الأولى من النهار بعد شروق الشمس وتنتهي عند اشتداد حرارتها.لأن بقاء الإنسان الذي يريد الاحتجام إلى ساعات متأخرة قد يتعب ويشعر بالدوار لتأخره في الإفطار؛ لأنها تفضل على الريق بين الساعة 7-10 صباحا، كما أن تأخير الحجامة للظهيرة فإن الإنسان يتحرك ويعمل مما يحرك الدم في منطقة الكاهل المحتوي على كريات دموية حمراء هرمة وشوائب إلى دورة الدم العادية، فيقلل من الدم الفاسد في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى التقليل من الفائدة المرجوة من الحجامة. أثبتت التحاليل المخبرية والفحوصات المعملية أن الحجامة في الوقت الباكر يكون الدم فاسداً، ويحتوي على الشوائب والمواد الضارة لصحة الفرد. أما بعد الظهيرة فإن الدم يكون وريديا نقيا لا يحتوي على هذه الشوائب.
(ب) الحجامة على الريق:(4/35)
يحذر المرء المحتجم من تناول أية لقمة صباح يوم حجامته ويبقى صائما عن الطعام ويسمح له بكأس من الشاي والقهوة قليلة السكر حيث لا يحتاج إلى عمليات الهضم المعقدة مما يؤدي إلى تحرك الدم، مما يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وتنظيم في ضغط الدم وضربات القلب بجانب أنها تحتوي على منبه عصبي بسيط يجعل المحجوم يتقبل الحجامة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة"(1).
فقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن تناول الطعام قبل الحجامة حيث إنها تنشط جهاز الهضم في عمله وتنشط الجهاز الدوري حتى تتوافق مع عملية الهضم فتزداد ضربات القلب وينشط جريان الدم ويزيد ضغط الدم؛ مما يؤدي إلى تحرك الراكد والمتقاعد من الرواسب الدموية في الأوعية الدموية السطحية والعميقة كذلك أثناء توزيع الغذاء الناتج من الهضم ينشط الدم لينقل الغذاء إلى خلايا الجسم فالوضع لا يناسب الحجامة، ولو عملت الحجامة تحت هذا الظرف فإن الدم يكون دماً غير فاسد فلا يحصل على الفائدة المرجوة من الحجامة.
كما أثبتت الفحوصات المعملية والتحاليل المخبرية أن دم الحجامة على الريق هو دم فاسد يحتوي على شوائب ومواد ضارة للصحة، بينما دم الحجامة على الشبع فهو دم وريدي نقي.
أوقات الحجامة :
يفضل إجراء الحجامة في الأيام التي رغب فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي أيام 17، 19، 21 من الشهر العربي.
يفضل أن تكون الحجامة صباحا بعد الاستيقاظ (على الريق).
وقت الظهر أفضل للحجامة من الليل.
__________
(1) أخرجه ابن ماجه في السنن (3487) و(3488), والحاكم في مستدركه (4/209)و(211) والتبريزي في مشكاة المصابيح(4573), والذهبي في الطب النبوي, والمنذري في الترغيب والترهيب(4/315), والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/39), والعجلوني في كشف الخفاء (1/415و416), وحسنه الألباني (صحيح سنن ابن ماجه رقم 2826، والصحيحة رقم 766).(4/36)
يفضل الحجامة في البلاد الحارة عنها في البلاد الباردة.
يمكن عمل أكثر من كأس للفرد الواحد في نفس اليوم ثم يلزم الراحة.
قد يحتاج الفرد أحيانا إلى الحجامة كل شهر مرة أو كل سنة مرة حسب استجابته للحجامة بذهاب الألم.
لا يفضل الحجامة بعد الأكل مباشرة، ولكن على الأقل بعد ساعتين بعد الطعام.
مواضع الحجامة
مواضع الحجامة التي ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -احتجم بها وهي:
1- الكاهل.……2- الأخدعان.
3- وسط الرأس.……4- ظهر القدم.
5- على الورك.
فوائد الحجامة :
امتصاص الأخلاط والسموم التي توجد تجمعات دموية بين الجلد والعضلات(منطقة الفاشية).
تنشيط الدورة الدموية موضعيا.
تقوية المناعة العامة في الجسم وذلك بإثارة غدد المناعة.
تنظيم الهرمونات.
تسليك العقد والأوردة الليمفاوية المنتشرة في كل أجزاء الجسم، فيمكنها تخليصه أولا بأول من الأخلاط ورواسب السموم.
تنشيط أماكن ردود الفعل بالجسم.
تسليك مسارات الطاقة (اللين واليانج وتشي)[وهي الطاقة الحيوية] التي تقوم على زيادة حيوية الجسم (اكتشفها الصينيون القدماء).
العمل على موائمة الناحية النفسية.
تنشيط الغدد الصماء خاصة الغدة النخامية.
تنشيط مراكز المخ، الحركة، السمع، الإدراك، الذاكرة.
رفع الضغط عن الأعصاب.
الحجامة تمص الأحماض الزائدة في الجسم.
تحسين وتنشيط وظائف الجسم كما أثبتت البحوث العلمية عن الحجامة وهي:
أ) زيادة نسبة الكورتيزون في الدم.
ب) تحفيز وإثارة المواد المضادة للسموم.
ج) تقلل نسبة الكولسترول في الدم.
د) تقلل نسبة البولينا في الدم.
هـ) زيادة نسبة المورفين الطبيعي في الدم.
الحالات المرضية التي عولجت بالحجامة:(4/37)
جاء في كتاب "الدواء العجيب "لمحمد أمين شيخو، وكتاب"الطب الصيني التقليدي" أن هناك أبحاثاً أجريت لبعض المرضى المصابين بأمراض مختلفة، وقد تحسنت حالاتهم السريرية والمخبرية، إلا أن عدد هذه الحالات التي أجريت ليست كافية للحكم على مدى تأثير الحجامة في علاج هذه الأمراض لإقناع غير المسلمين بوجه الإعجاز في التداوي بالحجامة. ومن هذه الأمراض:
أمراض الدم: سرطان الدم - الثلاسيميا – الرعاف- الناعور – خلل عوامل التخثر – احمرار الدم – فقر الدم – جلطات دموية.
الجهاز الدوري: نقص تروية قلبية – احتشاء العضلة القلبية – ارتفاع ضغط الدم وهبوطه – الدوالي – آلام الصدر – تصلب الشرايين – ارتفاع توتر شرياني مزمن.
الجهاز التنفسي: الربو – التهاب رئوي – ارتشاح رئوي – السعال المزمن.
الجهاز البولي: التهاب مجرى البول – قصور كلوي – التبول غير الإرادي – تضخم البروستاتا – هبوط المثانة.
الأمراض السرطانية: سرطان الدم – سرطان الثدي – سرطان الرحم – سرطان البروستاتا – هودجكن – سرطان القناة الكبدية الجامعة – كتل سرطانية تحت الجلد.
الجهاز الهضمي: الإمساك – آلام البطن.
أمراض الكبد: تليف الكبد – التهاب الكبد الأنتاني – اليرقان.
أمراض الطحال: تضخم الطحال.
الأمراض المعدية: الخرجات الجلدية - الحمى المالطية – تقرحات معدية – الإيدز – الزكام – الرشح – النكاف.
أمراض المناعية: مرض متلازمة بهجت – تحسس الجلد.
العقم عند الرجال نتيجة نقص عدد أو زيادة عدد الحيوانات المنوية.
أمراض العظام: الروماتزم – تضيق القناة الشوكية – فتوق نواة لبية في فقرات العمود الفقري – الانزلاق الغضروفي – آلام الظهر - تمزق أربطة المفاصل.
سكر الدم وارتفاعه.
زيادة الشحوم الثلاثية والكلسترول.
الجهاز العصبي: الشلل – احتشاء دماغي نازف – صرع – ضمور الدماغ – الشقيقة – الصداع – ضعف الرؤية – عرق النسا – شلل العصب الوجهي.(4/38)
وهن عام – اعتلال عضلي – الأرق – تدمع العين بسبب عيب خلقي أو خلل عصبي.
عسر الحيض وهبوط الرحم.
وتأكيدا لما سبق فإن هناك بعض الحالات المرضية التي عولجت بالحجامة وتحسنت حالتها وهي كما يلي:
هيثم عثمان:- مصاب بسرطان في البلعوم، واختفت الأورام تماماً بعد الحجامة كما زاد عدد الكريات الدموية البيضاء من (2200) إلى (5700) بعد الحجامة.
خلود قادري:- أصيبت بالتهاب السحايا أدى إلى فقدانها النطق وارتخاء في المفاصل وعدم الحركة، وبعد الحجامة أصبحت قادرة على النطق وأصبحت تمشي من جديد.
سليم مندور:- يعاني من تليف كبدي وبعد الحجامة تحسنت وظائف الكبد وعادت الكبد إلى عملها الفسيولوجي من جديد.
محاسن ضبعان:- تشتكي من كتل ليفية في الثدي وفتقين في الفقرات العظمية مع انزلاق غضروفي في فقرات العامود الفقري، وبعد الحجامة زالت الكتل الليفية مع زوال الألم نهائياً وزوال ألم الظهر تماماً وألم المفاصل، وألم الأعصاب كل ذلك مصحوب بنشاط عام.
د. أحمد ماهر بركات:- يعاني من الشقيقة وآلامها المستمرة بعد الحجامة زال الصداع وأحس بنشاط عام كبير.
د. محمد جمال مرتضى:- ضعف مناعة أدى إلى التهابات مزمنة في اللوزتين مع ضعف عام، وبعد الحجامة تحسنت مناعته وأصبح التهاب اللوزتين نادراً.
حميد الجارح:- يعاني من حساسية مفرطة في الرئتين، وبعد الحجامة تحسن من هذه الحساسية تماماً وشعر بنشاط عام وراحة الصدر.
بديعة علال:- تعاني من ارتفاع في الضغط وربو تحسسي، وبعد الحجامة انخفض الضغط وذهب الربو ولم تعد تستعمل الأدوية.
من كتاب "الدواء العجيب":(4/39)
السيد درويش حاج درويش:- تبين أن لديه احتشاء دماغياً في جسم النواة المذنبة اليسرى مما أدى إلى قلة النطق يشبه الحبسة الكلامية منذ (8) أشهر وضعف في النواة العضلية في الطرف الأيمن بمقدار 4/5 بالذراع والساق الأيمن مرافق ضعف بالذاكرة (ضمور دماغي) وبعد إجراء الحجامة تحسن تحسناًً ملحوظاً شديداً في حركة الذراع والساق واستطاع النطق بشكل طبيعي.
السيد جمعة كاج بن بشير:- تبين أن لديه احتشاء عضلة قلبية سفلى، ويتعرض لنوب خناق صدر متكررة وتالية للاحتشاء القلبي ويستخدم حبوب النيتروجليسرين تحت اللسان للسيطرة على النوب المتناهية وبعد إجراء الحجامة له شعر المريض بتحسن للأمراض السريرية وزالت نوبة خناق الصدر ولم يعد يضطر إلى استخدام حبوب النيتروجليسرين تحت اللسان، كما تحسن التخطيط الكهربائي للقلب بتحسن زحول قطعة S T بالمساري السفلية.
محظورات الحجامة :
تجنب الحجامة للإنسان المصاب بالبرد أو الحرارة العالية أو الرشح إلا بعد شفائه.
يجب ألا توضع الكأس فوق الرباط الممزق للمصابين بتمزق في الأربطة.
المصاب بالماء في الركبة لا يوضع الكأس فوق المنطقة المصابة وإنما بجوارها.
الدوالي بالساقين تكون الحجامة بجوار الدوالي وبحذر.
المرضى المصابون بأمراض الكبد يحتاجون لاحتياطات شديدة.
المرضى المصابون بسيولة بالدم أو السكر لا يتم لهم التشريط بل وخز بسيط..
المصاب بانخفاض في ضغط الدم:
أ) …يتجنب الفقرات القطنية له.
ب) وكذلك تتم له الحجامة واحدة ثم واحدة.
ج) لا يوضع له أكثر من محجم أو محجمين للحجامة في
وقت واحد.
د) …إذا حدث إغماء يتم نزع الكؤوس ويعطى شرابا سكريا.
مرضى الأنيميا:
أ) تعمل له الحجامة واحدة ثم يتلوها واحدة أخرى حسب استعداد جسمه وتحمله.
ب) تجرى له الحجامة وهو مستلقٍ على جنبه.
ج) إذا حدث له إغماء تنزع الكؤوس ويعطى شراباً سكرياً.(4/40)
أهمية التهيئة النفسية للفرد الجديد على الحجامة عن طريق إعطائه فكرة عن فوائدها وفضلها كما يفضل أن يرى إنساناً يحتجم أمامه.
الأدوات المستخدمة للحجامة كالمشرط والقفاز يجب أن تكون لمرة واحدة.
أهمية سؤال المريض عن بعض الأمراض التي قد يكون
مصابا بها:.
أ) سيولة الدم.…… ب) تكسير الدم.
ج) أمراض القلب.…… د) أمراض الكبد.
هـ) الإصابة بالسرطان. و) تمزق الأربطة.
ز) الماء على الركبة.
لا تعمل الحجامة للمصابين بالمس والسحر والحسد وما شابه ذلك إلا بواسطة إنسان يستطيع أن يتعامل مع مثل هذه الحالات (مثل أحد الشيوخ).
بالنسبة لحجامة النساء يفضل أن تتم بواسطة النساء اللاتي لهن ممارسة جيدة في الحجامة.
يحذر استعمال الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي.
لا يتم عمل الحجامة:
أ ) لمن تبرع بالدم إلا بعد يومين أو ثلاثة أيام حسب صحته.
ب) اللديغ حتى يفيق ويرتاح.
ج) لمن يتعاطى المنبهات حتى يتركها.
د)…الخائف حتى يطمئن.
هـ) من ركب جهازاً لتنظيم ضربات القلب.
و) لا تتم الحجامة الرطبة فوق الشد العضلي، بل توضع كاسات هواء فقط بدون تشريط.
ز) لمن يأخذ دواء لسيولة الدم إلا مع حذر.
ح) للمجهد والتعبان حتى يستريح.
ط) يحذر عمل الحجامة على الشبع الشديد أو الجوع الشديد.
لا تتم الحجامة في حالة الجلطة الوريدية إلا تحت إشراف طبيب.
الضوابط اللازم اتخاذها لممارسة الحجامة بالطرق الآمنة:
لنتحدث عن هذه الضوابط يجب أن نجيب أولاً عن هذه الأسئلة:
1) ماذا تعني الحجامة للجراح؟ هي جروح سطحية على الجلد.
2) لماذا هذا الاهتمام بها؟
أ) مصدر للعدوى بالجراثيم للحجام.
ب) مدخل للجراثيم لجسم المحجوم.
3) ما هي الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم والجروح؟
أ) الأمراض البكتيرية:
*الكزاز. ……*التعفن الغازي(الغرغرينا).
*الجمرة الخبيثة. …*السل.
* التهاب خلوي. …*التهاب صديدي.
ب) الأمراض الفيروسية:
*التهاب كبدي فيروسي (ب)، (جـ).
*نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).(4/41)
*الفيروسات المضخمة للخلايا.
*فيروسات أبشتاين-بار.
هذه الأمراض قد تنتقل من وإلى الحجام والمحجوم إذا كان أي منهما يحمل هذه الميكروبات.
أي جروح في الجلد الناتجة من التشريط للحجامة قد تسبب مشاكل صحية خطيرة إذا لم تراع الضوابط اللازمة ولم يتبع الاحتياطات الضرورية عند الحجامة.
لعدم حدوث أي مضاعفات أو مشاكل عند إجراء الحجامة، يلزم أن تؤخذ الاحتياطات بأن يتم إجراؤها:
* للشخص المناسب.
* بواسطة الشخص المناسب.
* في المكان المناسب.
* بالأدوات المناسبة.
4) ما الضوابط والشروط اللازم اتباعها لممارسة الحجامة؟
أولا: من يقوم بالحجامة؟
أن يكون الممارس طبيبا أو ممرضا أو ممارسا شعبيا من الذين شهد لهم بمهارتهم في الحجامة.
أن يكون مسلماً، متعلماً.
أن يكون هدفه اتباع السنة.
أن يكون مقتنعاً بجدوى الحجامة.
أن يكون عارفاً بمناطق الحجامة معرفة جيدة.
أن يكون ماهراً في عملية الحجامة.
أن يكون ملماً بالمضاعفات التي قد تحدث أثناء الحجامة أو بعدها وكيفية الوقاية منها وكيفية علاجها.
أن يكون ملماً بطرق التعقيم المعمول بها في المجال الصحي.
أن يكون متعرفاً للأدوات الحديثة المستخدمة في عملية الحجامة.
أن يكون لائقاً صحياً للعمل بالمجال الصحي وذلك بأن لا يكون مصابا بأي من الأمراض المعدية كالتهاب الكبدي الوبائي والسل أو الإيدز... وغيرها.
أن يأخذ التطعيمات للأمراض التي قد تنتقل عن طريق الدم كالتهاب الكبدي الوبائي أو السل والكزاز وغيرها.
ثانيا: أين تجرى عملية الحجامة؟
عيادة الحجامة: في المستشفى أو المركز الصحي - عيادة الحجامة خارج المستشفى.
أ) شروط المكان:
يشترط في المكان أن يكون في أحد الموقعين التاليين:
في العمليات الصغرى Minor- Surgery
في عيادات بعيدة ومنفصلة عن العيادات الخارجية.
ب) مواصفات العيادة:
أن تكون مساحة المكان مناسبة.(4/42)
أن يكون المكان نظيفاً متبعاً فيه الاحتياطات اللازمة للتعقيم والتطهير كتطهير الأرض بالمطهرات الكيميائية كما يفضل وجود Ultera-Vilot-Ray على الجدار لتقليل إمكان إصابة المحجوم بالعدوى.
أن يكون خارج العيادة مغسلة لتعقيم الأيدي قبل وبعد العملية.
أن يكون المكان مناسباً واسعاً جيد التهوية.
ج) محتويات العيادة:
سرير مريح كأسرة المستشفيات المستخدمة في أثناء فحص المريض.
أن تكون مغطاة بشرشف أبيض نظيف أو بالورق المنزوع تدريجيا.
تواز مكتب وكرسي.
دولاب نظيف يوضع به أدوات الحجامة ويجب أن تكون معقمة ومرصوصة بشكل جيد يسهل استخدامها إلى جانب الأدوات الأخرى المهمة في أي عملية صغرى كالشاش والمطهر والجفت والقفازات المعقمة.
تواز Surgical Trolly لتجهيز الأدوات عليها.
أن يوجد جهاز لقياس ضغط الدم وترمومتر لقياس درجة الحرارة، بعض الأدوية التي يحتاج إليها الحجام لمعالجة المضاعفات التي قد تحدث كالمحاليل الوريدية... وغيرها.
جهاز التعقيم.
د) وجود غرفة قريبة من العيادة حتى يغير المريض ملابسه ويلبس ملابس العمليات التي يلبسها المرضى الذين يعمل لهم عمليات أخرى.
عيادة الحجامة ... المغاسل ... غرفة تغيير الملابس
هـ) أما إذا كانت الحجامة تعمل في العلميات الصغرى فيعمل بجميع الاحتياطات المعمول بها في هذه العيادات وهي أسلم وأفضل.
و) وضع لوحات إعلامية إرشادية على جدران العيادة عن الحجامة سواء من الناحية الدينية مثل الأحاديث الشريفة عن التداوي أو الناحية العملية كصور للحجامة وصور لمناطق الحجامة وغيرها حتى تعطي فكرة للمريض.
الهيئة الفنية التي تمارس الحجامة:
يجب أن يكون الطبيب أو الممرض أو الممارس الشعبي مدربا على الحجامة تدريباً جيداً.
يجب وجود ممرض أو ممرضة للمساعدة أثناء الحجامة.
يجب أن يكون لدى الممارس الشعبي إلمام بالمضاعفات التي يمكن أن تحدث للمحجوم وطرق التغلب عليها (حضور دورة تدريبية للحجامين).
شروط الإجراءات:(4/43)
الاحتياطات والإجراءات التي يجب اتباعها قبل الحجامة:
1- يجب تعقيم الأدوات جميعها إما بالغليان أو بالاوتوكلاف وهي الأفضل سواء الأدوات المستخدمة في الحجامة أو الأدوات الأخرى كالقفازات المستخدمة لمرة واحدة (Disposable).
2- تجهيز التروللي الجراحي Surgical Trolly وتكون أدوات الحجامة مرصوصة بطريقة مناسبة ومريحة أثناء العملية وتحتوي على:
أ) أجهزة الحجامة: المحاجم سواء الزجاجية أو البلاستيكية وتكون معقمة إما بالغليان أو بالأوتوكلاف وملفوفة إما بالأكياس المستخدمة في التعقيم بالأوتوكلاف أو محاطة بمناشف معقمة، كما يجب أن يكون مشرط الحجامة معقماً بالغليان أو بالأوتوكلاف.
ب) قفازات معقمة تستخدم لمرة واحدة.
ج) أداة مناولة معقم.
د) جاون معقم للحجام ومساعده.
هـ) شاش 4 × 4 وقطن معقم وبكمية مناسبة.
و) مشرط معقم يستخدم مرة واحدة.
3- يجب أن تتبع الإجراءات الآتية للمريض قبل الحجامة:
أ) يوقع المريض أو ولي أمره على الموافقة بالحجامة (Consent).
ب) أن يكون المريض لائقا صحيا للحجامة وذلك بفحص طبي يبين أنه ليس هناك أي مانع طبي لعمل الحجامة.
ج) أن يعمل الفحوصات التالية قبل الحجامة: CBC، HBV للالتهاب الكبدي الوبائي، HIV لمرض الإيدز، تحليل سكر FBS + P.P.BS بالدم، عمل وظائف الكبد للتأكد من سلامته.
عمل اختبار للتجلط: Bleeding Time
Clotting Time
PT، PTT.
أما بالنسبة للمرأة عمل تحليل حمل للتأكد من خلوها من الحمل.
4- يجب تهدئة المريض نفسيا وإعطاؤه فكرة مبسطة عن الحجامة وخطواتها حتى يقل قلقه وخوفه وذلك من قبل الممرض أو تنفيذها لمريض آخر أمامه ليطمئن.
5- قياس ضغط دم المريض والنبض والحرارة.
6- يقوم المريض بلبس الثوب الخاص بالعمليات.
7- يوضع المريض على السرير إما جالسا أو مستلقيا(وهو الأفضل).
الاحتياطات التي يجب اتباعها أثناء عملية الحجامة:(4/44)
تحضير الأدوات المعقمة المستخدمة الموجودة على التروللي الجراحي Surgical Trolly أو طاولة نظيفة:
1 - قفاز معقم Disposable يستخدم للمرة الواحدة.
2 - مشرط طبي معقم يستخدم للمرة الواحدة.
3 - محاجم للحجامة معقمة.
4 - شفاط لشفط الهواء (يدوي أو كهربائي) معقم.
5 - مطهر لتعقيم جلد المريض.
6 - شاش 4 × 4 معقم.
7 - جفت مناولة.
8 - جاون وفوط معقمة.
الطريقة:
1 - إعطاء الجاون الخاص بمرضى العمليات.
2 - وضع المريض على سرير إما جالسا أو مستلقيا (وهو الأفضل).
3 - أن يتبع الحجام طرق التعقيم المتبعة كغسل اليدين ولبس قفاز معقم وكذلك مساعده.
4 - تعقيم المكان المراد استخدامه للحجامة من قبل الممرض أو مساعد الحجام.
5- يكشف المريض الجزء المراد استخدامه للحجامة.
6 - وضع فوط معقمة حول مكان الحجامة ويرش المكان بالمخدر الموضعي.
7 - يوضع الكأس بإحكام على مكان الألم، ويتم شفط الهواء الذي بداخل المحجم حتى يتم تفريغ أكبر جزء من الهواء فيتم شفط جزء من جلد المريض والنسيج الذي تحته داخل المحجم، فيتم مص الدم والأخلاط إلى سطح الجلد على صورة منطقة دائرية حمراء مكان فوهة الكأس نتيجة لحدوث تجمع دموي في المكان.
8 - يترك الكأس في هذا المكان من 3 – 5 دقائق، ثم ينزع الكأس ويسمى هذا المحجم ويفيد هذا في نقل الأخلاط من الأماكن المهمة مثل المفاصل إلى الأماكن الأقل أهمية مثل سطح الجلد، وبذلك يختفي جزء كبير من الألم.
9 - يتم تطهير مكان الحجامة مرة أخرى قبل التشريط.
10 - يتم عمل تشريط أو خدوش بسيطة في الطبقة الخارجية من الجلد بعمق قليل جدا أو 0.1 مم أي خدوش بسيطة جدا لا تصل لوريد أو شريان وبطول حوالي 4مم بـ 15 شرطة وذلك بالمشرط الطبي المعقم، ويجب أن يكون اتجاه التشريط بطول الجسم من ناحية الرأس إلى ناحية البلعوم (يمنع التشريط بالعرض) ويكون التشريط بعيدا عن بعضه (بـ 3 مم).(4/45)
11- يتم نفخ الهواء داخل الكأس ويترك فرصة لشفط الدم والهواء داخل الكأس.
12- يوضع الكأس فوق نفس المكان بإحكام ويتم الشفط بشدة فيخرج بعض الدم عن طريق هذه الخدوش البسيطة من الجلد ويترك المحجم مدة دقيقتين إلى خمس دقائق حتى يتجلط الدم الذي تم شفطه من المكان.
13- يتم نزع الكأس بحذر حتى لا يسيل الدم على جسم المريض مع وجود الفوط المعقمة الموضوعة سابقا، ويسيطر على الكأس باليد اليسرى ويغلق فوهة الكأس بشاش وتقلب الكأس للخارج مع مسح آثار الدم بالشاش في اليد اليسرى.
14- يتم التخلص من الدم ثم معاودة الخطوات السابقة لإخراج الدم حتى يتم التخلص من التجمع الدموي الذي كان في المكان، بحيث يتوقف خروج الدم من الجسم في الكأس وأحيانا يخرج قطرات من سائل أصفر وبذلك تتم عملية الحجامة.
15- ينظف ويعقم مكان التشريط ويغطى بشاش معقم.
الإجراءات اللازم اتباعها بعد عملية الحجامة:
1 - تجميع الأدوات المستخدمة من قبل الممرض أو الممرضة أو مساعد الحجام لإعادة تعقيمها.
2 - الأدوات ذات الاستخدام الواحد توضع في سلة خاصة، حيث تجمع، ثم يجب إعدامها بالطرق المتبعة في ذلك.
3 - طريقة التخلص من الدم: يقلب المحجم فوق سلة المهملات ثم ينفخ في المحجم فيسقط الدم في السلة ويتم تغيير المحجم وإعادة وضع المحجم مرة ثانية وذلك بشفط الهواء من المحجم.
4 - يجب التخلص من المحجم والمشرط وعدم استخدامهما لمريض آخر ولكن يمكن استخدامها للمريض نفسه في مكان آخر من جسده.
5 - بالنسبة للمحاجم تنظف بالماء والصابون أولا ثم تنقع بمادة مطهرة حتى حين تعقيمها بطرق التعقيم أو الغليان أو الأشعة فوق البنفسجية.
6 - يجب استخدام المحجم لشخص واحد فقط يكتب عليه اسمه ولا يستخدم لشخص آخر.
7 - بالنسبة للمرضى المصابين بالالتهاب الكبدي (ب) أو (ج) يجب أن تتوافر أدوات مخصصة لهم ولا تستخدم للمرضى الآخرين.
8 - ينصح المريض بعد الحجامة:(4/46)
أ - بالراحة لمدة يوم أو يومين بعد الحجامة.
ب- بتجنب الجماع يومين أو ثلاثة بعد الحجامة.
ج- الاهتمام بنظافة مكان الحجامة.
د - قد ترتفع درجة الحرارة بعد24ساعة من الحجامة وهذا يزول بسرعة وفي حالة استمرارها يجب معرفة السبب ومعالجة ذلك.
الضوابط اللازم اتخاذها لممارسة
الحجامة بالطرق الآمنة
1- يجب اتباع النصائح الموجهة من الحجام حتى يزول الألم بسرعة.
2- بعض الناس يشعر بالشفاء بسرعة والراحة من أول حجامة وبعضهم الآخر يحتاج لأكثر من مرة، وعليه أن يتحرى الأيام الموصى بها من الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الشهر العربي وبعضهم يحتاج إلى الحجامة كل سنة.
3- الدواعي التي يفضل أن يكون وضع المريض مستلقياً على السرير على جنبه:
أ) لمن يشعر بالخوف عند إجراء الحجامة.
ب) لمن له مشاكل بالدورة الدموية.
ج) المصابين بالأنيميا.
د) المرضى ذوو الضغط الدموي المنخفض.
4- لا يترك المحجم أكثر من خمس دقائق لأن ذلك يؤدي إلى خروج السائل اللمفاوي إلى الجلد مما يؤدي إلى ظهور فقاعات كالحروق وهو أمر غير مرغوب فيه حيث تكون محتوية على السائل اللمفاوي. وإذا حدث فيتم وخزها لإخراج السائل ولكن لا يفضل ذلك، بل تطهر ثم يوضع عليها مراهم مطهرة ومسكن وتعامل في تعقيمها، مثل الجروح والحروق البسيطة.
5 - المرضى ذوو الضغط المنخفض:
أ - التقليل من عدد الحجامات.
ب- مراقبة درجة وعيه أثناء الحجامة حتى لا يحدث إغماء.
ج- تجنب عمل الحجامة على الفقرات القطنية لأنها تسبب انخفاض ضغط الدم.
6 - في حالة حدوث إغماء للمريض أثناء الحجامة يعمل الآتي:
أ) يستلقي المريض على جنبه مع رفع الرجلين وخفض الرأس ويقاس ضغطه.
ب) نزع المحجم فورا ويعطى شيئاً سكرياً يشربه.
ج) تهدئة المريض وطمأنته إذا كان خائفا.
د) وضع محاليل وريدية للمريض إذا كان في المستشفى أو المركز الصحي.
التعقيم والتطهير:(4/47)
تعريف التعقيم: هو قتل الكائنات الحية المتحوصلة وغير المتحوصلة وإبادتها إبادة كاملة من الوسط المراد تعقيمه سواء كان هذا الوسط صلبا أو سائلا أو غازا.
تعريف التطهير: هو قتل الميكروبات غير المتحوصلة أو منع نموها، أو إيقاف نشاطها من الوسط المراد تطهيره.
أهداف التعقيم:
1- منع انتقال وانتشار الأمراض.
2- منع التلوث.
العوامل التي تؤثر في كفاءة التعقيم:
1- كمية البكتيريا الملوثة.
2- طبيعة البكتيريا الملوثة.
3- العوامل البيئية المؤثرة.
4- الوقت الذي يستغرقه التعقيم.
5- طبيعة الجسم المراد تعقيمه.
احتمالات آلية قتل الميكروبات:
تدمير الجدار الخلوي.
تغيير نفاذية الغشاء السيتوبلازمي.
تغيير في طبيعة البروتوبلازما الغروية.
تدمير النشاط الأنزيمي والبروتيني للخلية المكروبية.
التدخل والتأثير في العمليات الحيوية.
طرق التعقيم:
أولاً: الطرق الطبيعية
1- الحرارة.
(أ) الحرارة الجافة:
1) الفرن الهوائي الساخن.
2) التلهيب لدرجة الاحتراق.
3) التلهيب الكحولي.
(ب) الحرارة الرطبة:
1) الغليان.
2) الأوتوكلاف.
2 - الأشعة:
(أ) الأشعة فوق البنفسجية:
* الطول الموجي 260-270ملليميكرون.
* تعقيم بشكل سطحي.
* تستخدم لتعقيم المكان المخصص لعيادة الحجامة.
(ب) الأشعة السينية وأشعة جاما:
* الطول الموجي005، 0-1ملليميكرون.
* تعقيم بشكل عميق.
3- الطرق الميكانيكية:
تعريفها: إزالة الميكروبات المتعلقة بالجلد وبالآلات عن طريق غسلها عدة مرات بالماء والصابون المطهرات.
4- الترشيح:
تعريفه: إزالة الميكروبات من المحاليل والسوائل بواسطة حجزها بطرق ميكانيكية من خلال تمريرها على مادة مرشحة تعمل على حجز الميكروبات.
تستخدم هذه الطريقة قي تعقيم المحاليل والسوائل الحساسة للحرارة مثل المضادات الحيوية، المصال، اللقاحات، والأنزيمات.
ثانياً: الطرق الكيميائية:(4/48)
للمواد الكيميائية دور هام في قتل الجراثيم (وهو ما يسمى بالتطهير) ولكن ليس ثمة مادة كيميائية واحدة تعد من أفضل المواد القاتلة للميكروبات أو أنها تنفع لجميع الأهداف. وهذه المواد الكيميائية تسمى بالمطهرات.
صفات المطهرات:
أن تكون سامة للجراثيم.
الثبات.
أن تكون غير سامة أو مهيجة للإنسان أو الحيوان.
لها القدرة على الاختراق.
هـ) أن تكون متوافرة بالأسواق.
تتم الطرق الكيميائية باستخدام المطهرات:
أ)… الغازية (الأوزون، الفورمالدهيد).
السائلة (الديتول، الكحول، الفينول، سايدكس، الكلور، إلخ..).
تعقيم أدوات الحجامة:
يراعى في استخدام عملية التعقيم لأدوات الحجامة ما يلي:
أ) …نوعية المادة المصنوع منها أدوات الحجامة.
ب) مدى مقاومتها للحرارة.
ج)…مقاومتها للكسر أو التلف.
الطرق المثلى للتعقيم:
1 - الأوتوكلاف.… 2 - الأفران الهوائية الساخنة.
3 - الغليان.……4 - المطهرات الكيميائية.
الأوتوكلاف: هي أفضل طريقة لتعقيم الأدوات والآلات الجراحية.
فكرة عمله:
زيادة الضغط داخل وعاء محكم الإغلاق يسبب تكثيف البخار مما يزيد من درجة الحرارة فيقلل من الزمن المطلوب في التعقيم. فزيادة الضغط يؤدي إلى حدوث تكثيف البخار عند ملامسته للأشياء الأقل برودة بداخله فيتولد عن هذا التكثيف طاقة التبخر الحرارية التي تقتل جميع الميكروبات في الأشياء المراد تعقيمها سواء كانت المتحوصلة أو غير المتحوصلة.
مميزات هذه الطريقة:
1 - قتل جميع الميكروبات المتحوصلة وغيرالمتحوصلة.
2 - القدرة على الوصول إلى داخل الأشياء والتغلغل فيها.
3 - تعقيم صحيح مضمون.
4 - تقليل الزمن المستخدم للتعقيم بالطرق الأخرى.
الاحتياطات الواجب اتباعها عند التعقيم بالأوتوكلاف:
التأكد من سلامة كفاءة الجهاز وصلاحيته.
تنظيف الأشياء المراد تعقيمها قبل وضعها في الجهاز وتجفيفها.
تأكد من نظافة المكان الذي تحفظ فيه الآلات وغَطّه بفرش نظيف.(4/49)
اتباع أسس التعقيم أثناء عملية التعقيم مثل تعقيم اليدين وغطاء الرأس ولبس الجاون المعقم.
يجب فحص الأدوات والتأكد من نظافتها وسلامتها قبل تعقيمها.
توضع الآلات داخل قطع مربوطة من الشاش مع كتابة اسم الآلة عليها، وتوضع في أسطوانة التعقيم داخل الأوتوكلاف.
بالنسبة للعلب يجب تنظيفها وتجفيفها ووضعها مفتوحة داخل الجهاز.
توزع الأدوات داخل الأوتوكلاف وترتيبها متباعدة ومتفرقة حتى يتخللها البخار بسهولة.
التأكد من المواد وعددها قبل وضعها في الجهاز، ويكتب تاريخ التعقيم ومحتويات الجهاز في تذكرة معلقة على العلبة، تحفظ الآلات بعد تعقيمها في مكان أو دولاب نظيف آمن.
الأدوات المستخدمة لتعقيمها بالأوتوكلاف:
1 - مناشف العمليات – الملايات – الشاش – القطن – الأربطة اللنت (قماش من الكتان للأغراض الطبية)
2 - الجوانتيات والقساطر الكوتشوك والدرانق وأنابيب المعدة.
3 - الآلات المعدنية غير الحادة.
4 - الأدوات الجراحية المعدنية – الحقن المعدنية – الأطباق المعدنية.
5 - الأدوات الزجاجية والحقن الزجاجية.
6 - الخيوط الجراحية التي لا تفسد بالحرارة.
الأفران الهوائية: (التعقيم بالحرارة الجافة)
الطريقة:
هو وضع الأدوات المراد تنظيفها وتجفيفها ويجب ترتيبها متباعدة متفرقة في الفرن الكهربائي. ويجب وضع الجفتات والمقصات مفتوحة حتى يمكن للهواء الساخن الوصول إليها. ثم يعقم الأدوات عند درجة 160درجة م لمدة1-3ساعات إلى180درجة م نصف ساعة - ساعة.
المواد الممكن تعقيمها بهذه الطريقة:
1- الشاشات.
2- الأدوات الزجاجية.
3- الأدوات المعدنية الحادة الجراحية.
الغليان: (الحرارة الرطبة) وهذه الطريقة تستخدم في عيادة الحجامة.
الاحتياطات الواجب اتباعها عند استعمال الغلايات:
1- تنظيف الغلايات من الداخل يوميا بالماء والصابون لإزالة الرواسب.
2- تنظيف المصفاة التي داخل الغلاية جيدا وإعادتها وملء الغلاية بالماء النظيف استعدادا للتشغيل.(4/50)
3- غسيل الآلات والأدوات المراد تعقيمها بالماء النظيف وشطفها بالماء الجاري قبل وضعها بالغلاية أو بالمطهرات الكيميائية ثم شطفها بالماء.
4- يجب أن تغمر الماء الآلات والأدوات الموضوعة في المصفاة في الغلاية.
5- تفصل المكونات الزجاجية وتلف بقطعة فوط أو شاش لئلا تكسر.
طريقة استخدام الغلاية:
1- توضع الأدوات المراد تعقيمها داخل الغلاية
2- تغمر الأدوات بالماء مع إضافة بيكربونات الصوديوم بنسبة
2 % على الماء لمنع الأشياء المعدنية كما يساعد في قتل الميكروبات المتحوصلة.
3- ترفع درجة حرارة الماء إلى أن تصل إلى درجة الغليان وتحسب بعده مدة نصف ساعة غليان مستمر للآلات الخاصة بالغيارات، أما الآلات التي تستخدم للعمليات الجراحية فتغلى لساعة كاملة.
4- تترك المواد داخل الغلاية حتى تنخفض درجة الحرارة ثم تستخرج المواد المعقمة من الغلاية بواسطة المصفاة أو جفت المناولة حتى لا تنكسر الأدوات الزجاجية أو يتكثف الهواء على سطحها الساخن فتتلوث مرة أخرى.
5- توضع الأدوات على فوط معقمة أو في مطهر للمحافظة على تعقيمها.
الأدوات المستخدمة بهذه الطريقة (الغليان):.
1- الآلات المعدنية غير الحادة مثل الجفت بأنواعها ولا تعقم الأدوات الحادة مثل أسطحة المشارط أو المقصات لئلا تزول حدتها.
2- الأدوات الزجاجية.
3- القفاز والقسطرة فولي وأنابيب رايل والدرانق.
الأدوات التي لا تعقم بهذه الطريقة:
1- الأدوات الحادة.
2- الأدوات المصنوعة من الكاوتشوك.
3- الأدوات التي تتلف من التعقيم بالحرارة مثل الخيوط... وغيرها.
كيفية غسل الأيدي :
الأدوات اللازمة:
1 - حوض الغسيل.
2 - صابون مطهر سائل أو صابون من النوع المعتاد.
3 - فوط أو ورق تجفيف.
الطريقة:
1 - قص الأظافر التي قد تحمل الميكروبات بجانب أنها قد تؤذي المريض.
2 - خلع الخواتم والساعة من اليد.
3 - إذا وُجد جروح يوضع عليها غيار أو جوانتي لمنع التلوث.(4/51)
4 - أثناء تعقيم الأيدي ينصح بالوقوف مستقيما أمام حوض الغسيل مع عدم الانحناء كما يراعي عدم تبلل الملابس وفي حالة انخفاض حوض الغسيل تثنى الركب.
5 - عند فتح صنبور الماء يستخدم الورق أو الكوع.
6 - يضبط صنبور الماء لجعل الماء دافئا.
7 - يبلل اليدين مع الذراعين بالماء الجاري مع جعل الكوع أسفل الرسغ فينحدر الماء إلى الرسغ.
8 - يوضع الصابون على راحة اليد أو باستخدام الفرشاة الجاهزة مع جهاز الايوداين، المستخدم في تعقيم الأيدي بالعمليات، أو باستخدام الصابونة العادية.
9 - يدلك راحة اليد جيدا ثم ظهرها ثم بين الأصابع بطريقة التشابك العكسي ثم أصابع كل يد على حدة بطريقة دائرية وبشدة بادئا بالإبهام ولمدة 15 ثانية تقريبا لكل إصبع.
10- اشطف يديك ثم ذراعك ابتداء من الرسغ إلى المرفق بحيث يصبح مستوى الرسغ أعلى من المرفق.
11- تكرر العملية.
12- يغلق الصنبور بالكوع أو باستخدام أوراق جافة بعكس طريقة الفتح.
13- يجفف اليدين بفوط معقمة.
أوجه الإعجاز العلمي والطبي في بعض أبحاث الحجامة:(4/52)
بعد الاطلاع على الأبحاث التي تناولت الحجامة كما ورد في كتاب الدواء العجيب لمحمد أمين شيخو، والذي جمعه وحققه عبدالقادر يحيى، الشهير بالديراني، والذي أضاف إلى عنوان الكتاب معجزة القرن العشرين الذي شفي منه مرضى القلب القاتل، ومرضى الشلل والناعور، والشقيقة، والعقم، والسرطان، والذي قام على أبحاث هذا الكتاب فريق طبي سريري مكون من ثمانية أساتذة في الطب السريري، وسبعة أساتذة في الطب المخبري ينتمون لجامعة دمشق بسوريا. وقامت وكالات الأنباء العالمية والمحلية والسورية والفضائية والإذاعات الدولية وبعض صحف العالم بالاهتمام البالغ بنشر هذا الفتح الطبي الوقائي والشافي من الأمراض التي عجز عن شفائها الطب الحديث في هذا العصر الحاضر؛ مما دفعني لدراسة هذا الكتاب الذي يحوي خمسمائة صفحة مليئة بالبحوث السريرية والمخبرية وعرضه على فئة من المتخصصين في مجال الطب السريري والمخبري لمناقشة بعض الحالات وبعض التحاليل الذي ظهر فيها الإعجاز العلمي والطبي كشفاء لبعض الأمراض المستعصية على الطب الحديث مثل الشلل النصفي أو مرض الناعور والسرطان وغيرها من الأمراض المزمنة التي في مفهوم الطب الحديث ليس لها علاج.
وهنا يتجلى الإعجاز العلمي والطبي في الحجامة التي حث عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومن سياق هذه الأحاديث نجزم بأن الحجامة لها فوائد كثيرة سواء استطاعت الأبحاث والدراسات اكتشافها أم لا ففوائدها محتمة فهو - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى، علمه من علمه، وجهله من جهله. ومما لا شك فيه أن أوجه الإعجاز العلمي والطبي في بعض الدراسات واضحة بينة إلا أنه في بعض الأحيان تخفى علينا فلا يجب أن نبالغ ونُقحم السنة في متاهات؛ لكي نثبت للناس وجه الإعجاز.(4/53)
ومن الاستدلال على ذلك ما قيل في هذا البحث: إن النساء لا يحتجمن إلا بعد سن اليأس، لأن الدورة الشهرية عند النساء بمنزلة الحجامة عند الرجال وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم شهريا وهذا ليس فيه منطق والقياس على ذلك خاطئ فالدورة عند النساء ليست بمنزلة الحجامة ودم الحيض ليس يشابه دم الحجامة والنساء يمرضن كما يمرض الرجال قبل سن اليأس وبعد سن اليأس فلو كانت امرأة تعاني من سرطان في سن مبكرة، وقد ثبت أن الحجامة تشفي من السرطان، فهل تعمل لها الحجامة أو تنتظر حتى تبلغ سن اليأس؟ وفي هذه الحالة يكون السرطان قد قضى عليها.
كما أن أبحاث الكتاب تناولت حالات مرضية عديدة ومتنوعة مثل ارتفاع السكر وارتفاع الضغط، الالتهاب الكبدي، مرض الإيدز والاحتشاء الدماغي الحاد، الفشل الكلوي وسرطان الدم، ومرض هدجكن، وغيرها كثير ولقد أجريت لهؤلاء المصابين بهذه الأمراض حجامة، وبفضل من الله اختفت هذه الأمراض، وأكدت النتائج بالفحوصات المخبرية والإشعاعية.
ونظراً لأن هذه الدراسات تناولت حالة أو حالتين لكل مرض وهذه النتائج لا تكفي ولا تفي بالغرض بتعميمها لنشرها بين المجتمعات لتصبح قاعدة أو منهج جديد في الطب، وكان بالأحرى أن تكون هذه الأبحاث والدراسات مبنية على منهج بحثي متكامل غير قابل للنقد.
هذه الدراسة يجب أن نشجعها ولا نقلل من قيمتها وحتى لو كانت بسيطة إلا أنها تعد خطوة جيدة لفتح الباب أمام الأطباء والباحثين لمواصلة المسيرة البحثية في مجال التداوي بالحجامة.
الخاتمة(4/54)
يعلم بعض المسلمين أن الطب النبوي حافل بالعلوم الدوائية والعلاجية لكثير من الأمراض المستعصية والتي ظهرت في عصر الطب الحديث الذي وقف حائرا أمامها، وهاهي الحجامة عنصر من عناصر الطب النبوي التي لم يعط لها بال، تفتح لنا اليوم بابا جديدا في علاج بعض الأمراض التي لم يتمكن الطب الحديث من علاجها (كما ورد في كتاب الدواء العجيب) وتفتح بابا آخرا أمام الأطباء والباحثين لجعلها أحد دعائم الطب البديل للمساهمة في تخفيف المعاناة المرضية في المجتمعات الإسلامية وغيرها.
ولا يخفى على المسلمين بأن الكتاب والسنة مليئان بالكنوز العلمية التي يجب أن نؤمن بها بلا تأويل ولا تحريف ولا تعليل لتوافق عقولنا كما حدث في قصة قميص يوسف الذي ألقاه البشير على وجه أبيه، فارتد بصيراً وقد أولها بعض المجتهدين بأن يعقوب عليه السلام من المحتمل أنه شم عرق يوسف، أو وضع عرق يوسف على عينيه فشفي وبدأ الباحثون في تحليل العرق واستخدامه كقطرات للعين لعلاج مثل الحالة التي كان عليها نبي الله يعقوب عليه السلام.
أما القصة الأخرى ما ورد في كتاب الدواء العجيب، الذي علل فيه بأن الحجامة تصلح للرجال البالغين ولا تصلح للنساء إلا بعد سن اليأس؛ لأن الدورة الشهرية عند النساء هي بمنزلة حجامة شهرية واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم شهريا.
وعلى أثر ما تقدم فإني أحذر نفسي وزملائي المجتهدين من هذه التأويلات التي من الممكن أن تقودنا والله أعلم إلى الزلل.
المراجع
- "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" للإمام الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، (773- 852هـ) عن الطبعة الأولى – حققها – الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – الجزء العاشر – "باب الشفاء في ثلاث- ص(168-190).(4/55)
- "زاد المعاد في هدى خير العباد" لابن القيم الجوزية- (691 – 751هـ) – الجزء الرابع، (الطب النبوي) – حقق نصوصه وخرَّج أحاديثه وعلق عليها: "شعيب الأرنؤوط وعبدالقادر الأرنؤوط) الطبعة السابعة والعشرين – "باب هديه في العلاج بشربة العسل والحجامة والكي" ص: (50-63) مؤسسة الرسالة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان – 1414هـ.
- "الحجامة: أحكامها وفوائدها، كما جاءت في الأحاديث والآثار الصحيحة". تأليف: إبراهيم بن عبدالله الحازمي- الطبعة الثالثة/1423هـ - دار الشريف للنشر والتوزيع – الرياض – المملكة العربية السعودية.
- "التداوي بالحجامة بين الطب والشرع" تأليف: علي بن عبدالعزيز موسى – الطبعة الأولى دار طويق للنشر والتوزيع – الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى – 1423هـ.
- "الحجامة نت" المؤلف: د. هاني علي الفزاوي.
- معجزة القرن العشرين: الدواء العجيب – لفضيلة الشيخ العلامة "محمد أمين شيخو" جمعه وحققه: عبدالقادر يحيى الشهير بالديراني" – دار نور البشير – دمشق – سوريا 22/4/1999م.
- Cui Jin, Zhang Guangi,. A hand book of prescriptions for emergencies. Journal of Traditional Chinese Medicine.
- Brain P. Galen on blood letting. Cambridge University Press, Cambridge.
- Bay field S A treatise on Pratical cupping E. Cox and Sopn, London,P.P.
- Kennedy C An essay on cuppings. Jackson, London.
- Mapleson T. Treatise on the art of cupping. John Wilson, London.
- Duck worth D on the employment of dry cupping the Practitioner.
- Sandwith F. Surgeon Compassionate: The Story of Dr. William Marsden MD, MRCS Peter Davis, Great Britain.
- Royal Free Hospital Archives, London.(4/56)
- Traditional Chinese Medicine, Cupping Therapy IIkay Zihni Ehirali, Forward by Julian Scott. Churchill Living stone, Edinburgh, London, NewYork, Philladelphia, Sydney, Toronto,. Chapter – P..
- Chen Bin, Dr. Hechong, Personal Communications, .
- "Manual of clinical Microbiology" th Ed. Washington, DC: American Society For Microbiology,.
- Disinfection,Preservation and Sterilization" nd Ed. London; Black well Scientific,.
- "Sherris Medical Microbiology" rd Ed. Kenneth J. Ryan –.
- Evans As, ed. "Viral Infections of Humans: Epidemiology and Control" rd Ed. New York: Plenum Press;.
- "Fundamentals of Nursing; concepts, Process and Pratice" fourth edition, Potter and Perry –– Mosby.
- "Foundation of Nursing" third edition, Christensen, Kockrow –– Mosby.
فهرس المحتويات
المقدمة…1
الحجامة…3
تعريف الحجامة :…3
تاريخ الحجامة…3
(أ) الحجامة عند المصريين:…3
(ب) الحجامة عند الصينيين:…4
(ج) الحجامة عند الأوروبيين والأمريكان:…5
(د) الحجامة عند المسلمين:…8
أنواع الحجامة :…13
أولاً: الحجامة الجافة المتحركة ( المتزحلقة، وهي المساج بالحجامة )…13
ثانياً: الحجامة الجافة الثابتة (كؤوس الهواء)…13
ثالثاً: الحجامة الرطبة (المبزغة) ويجب أن يقوم بها أطباء أو متخصصون في الحجامة:…13
الأحاديث النبوية الواردة في الحجامة:…15
أولاً: ما ورد في فضل الحجامة:…15
ثانياً: ما ورد في موضع الحجامة:…18
ثالثاً: ما ورد في وقت الحجامة:…20
التفسير العلمي المحتمل لتأثير الحجامة…21
النظريات القديمة لتأثير الحجامة:…21
النظريات الحديثة لطرق تأثير الحجامة:…22
(1) النظرية الشرقية:…22
ثانياً: الطاقة الحيوية "تشي"…23
(2) النظرية الغربية:…23
خلاصة النظريات الحديثة والقديمة:…28
التعليل العلمي للحجامة عند المسلمين حديثاً:…30(4/57)
التعليل العلمي لإجراء عملية الحجامة في منطقة الكاهل:…32
الحجامة على الأخدعين:…34
التعليل العلمي لحجامة الرأس:…35
حجامة ظهر القدم:…36
أما حجامة الورك والظهر:…36
أوقات الحجامة…42
مواضع الحجامة…43
فوائد الحجامة :…43
الحالات المرضية التي عولجت بالحجامة:…44
محظورات الحجامة :…48
الضوابط اللازم اتخاذها لممارسة الحجامة بالطرق الآمنة:…50
الضوابط اللازم اتخاذها لممارسة الحجامة بالطرق الآمنة…60
التعقيم والتطهير:…61
أوجه الإعجاز العلمي والطبي في بعض أبحاث الحجامة:…71
الخاتمة…73
المراجع…74
فهرس المحتويات…77
…(4/58)
التداوى بالحجامة
تأليف
أحمد حفنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحجامة
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين ..
- هذة مقدمة بسيطة عن التداوى بالحجامة و طريقة عملها و مواضعها :
الهدف و النية إرضاء الله سبحانه و تعالى و الحصول على الأجر و الدعاء .
و ذلك بإحياء هدى النبى صلى الله عليه و سلم فى التداوى بخير طرق التداوى ( الحجامة) . قال صلى الله عليه و سلم (خير ما تداويتم به الحجامة ) رواه الشيخان .
كما ثبت أن النبى ص أحتجم و أمر بالحجامة و رغب فيها قال صلى الله عليه و سلم : ( نعم الدواء الحجامة ، تذهب الدم و تجلو البصر و تجف الصلب ) كما وردت أحاديث كثيرة فى الترغيب فى الحجامة .
و عمل الحجامة بسيط عبارة عن عمل خدوش بسيطة جداً على سطح الجلد و فى أماكن مدروسة و إخراج التجمعات الدموية بطريقة حديثة و معقمة و مطهرة و سهلة و آمنة ، و من الأهداف :
1- علاج الناس بطريقة آمنة ليس لها أعراض جانبية و غير مكلفة .
2- مساعدة الطب التقليدى و الغربى فى التخلص من آثار الأدوية و التجمعات الدموية و الأخلاط الرديئة و السموم و البروتينات الضارة من الجسم بطريقة آمنة فتختصر مدة العلاج و كمية الدواء .
3- مساعدة الدواء للوصول بسهولة للعضو المصاب و ذلك بتسليك الشرايين و الأوردة الدقيقة .
4- تجهيز و توفير و تطوير أدوات الحجامة المعقمة التى تحول بين أنتقال الفيروسات و الميكروبات و الأمراض من مريض لمريض آخر أو لمن يقوم بالحجامة و المحافظة على المحتجم من التلوث (أدوات تستخدم لمرة واحدة ).
كمانناشد الحجامين و المحتجمين و من يعاونوهم بأستخدام أدوات تستخدم لمرة واحدة فقط .
5- عمل دورات تدريب للأطباء و غيرهم على الطرق و الأدوات الحديثة لعمل الحجامة .(5/1)
6- توفير المراجع العربية و الأجنبية و من الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) التى توضح و تحدد أماكن الحجامة على جسم الإنسان لكل مرض و التى قام بها كثير من الأطباء و أخرجوا فيها الأبحاث و تأتى بالشفاء بإذن الله .
7- التعاون مع الجامعات و المستشفيات و مراكز الأبحاث الطبية فى دراسة علاقة الحجامة بالدم و الجهاز العصبى و المناعة و الهرمونات و النفسية و أجهزة المخ و غيرة ..
8- توضيح تاريخ الحجامة و أنها معروفه من أكثر من 5000 سنة و لم يظهر لها و الحمد لله آثار جانبية .
9- أن الحجامة لها مكانة عالية فى الإسلام و من يحيها له أجر عظيم .
أنواع الحجامة :
1- رطبة 2- جافة 3- متزحلقة
1- الرطبة : هى عمل خدوش بسيطة و أستخراج الدم عن طريقها .
2- الجافة : هى ما تسمى بكؤوس الهواء و ليس فيها إخراج دم .
3- المتزحلقة : مساج بأستخدام كأس الحجامة مع زيت الزيتون و زيت النعناع .
و من بعض فوائد الحجامة :
1- تسليك الشرايين و الأوردة الدقيقة و الكبيرة و تنشيط الدورة الدموية ( حوالى 70% من الأمراض سببها عدم وصول الدم الكافى بأنتظام للعضو ) .
2- تسليك العقد الليمفاوية و الأوردة الليمفاوية (الأوعية الليمفاوية) و خاصة فى القدم و هى منتشرة فى كل أجزاء الجسم فيمكنها تخليص الجسم أولاً بأول من الأخلاط و رواسب الدواء .
3- تنشيط و إثارة أماكن ردود الفعل بالجسم (ريفلكس زون ) للأجهزة الداخلية للجسم فيزيد أنتباه المخ للعضو المصاب و يعطى أوامره المناسبة لأجهزة الجسم بأتخاذ اللازم .
4- تسليك مسارات الطاقة ( الين واليانج )- الكى –(وهى الحيوية ) التى تقوم بأذن الله على زيادة حيوية الجسم و(وقد أكتشفها الصينيون و اليابانيون و غيرهم من أكثر من 5000 سنة) .(5/2)
5- أمتصاص الأخلاط و السموم و آثار الأدوية من الجسم و التى توجد فى تجمعات دموية بين الجلد و العضلات و التى تسمى منطقة (الفاشية) ، و أماكن أخرى بالجسم ، مثل مرض النقرص الذى يتم إخراج بلورات حمض البوليك من بين المفاصل مع تجمع دموى بسيط عن طريق الخربشة الخفيفة على الجلد .
6- عمل تجمعات دموية فى بعض الأماكن التى تحتاج لدم زيادة أو بها قصور فى الدورة الدموية (تنشيط الدورة الدموية موضعياً ) .
7- تقوية المناعة العامة فى الجسم ، و ذلك بإثارة غدد المناعة خاصة فى عظمة القص (غدة السايموس ) و لها مركز فى الظهر على الفقرة الرابعة الصدرية .
8- تنظيم الهرمونات و خاصة فى الفقرة السابعة من الفقرات العنقية .
9- العمل على موائمة الناحية النفسية و ذلك فى الفقرة السابعة من الفقرات العنقية و الفقرة الخامسة من الفقرات القطنية و عقدة المرارة على طرف اللوح اليمين و التى تنظم جهاز السمبساوى و الباراسمبساوى و هو المسؤول عن النرفزة و الغضب و الحزن و الإكتئاب و الإنفعالات و القسوة و الهدوء و البرود ( اللامبالاة ) فتتحسن حالة المريض نفسياً فتساعد فى تأثير الأدوية و إستجابة الجسم للعقاقير الطبية فيسهل على الطبيب علاج المريض و شفائة بإذن الله .
10- تنشيط أجهزة المخ ، الحركة و الكلام و السمع و الإدراك و الذاكرة .
11- تنشيط الغدد و خاصة الغدة النخامية .
12- رفع الضغط عن الأعصاب و الذى يأتى أحياناً بسبب أحتقان و تضخم الأوعية الدموية فيضغط على الأعصاب و خاصة فى الرأس فيسبب الصداع .
13- إزالة بعض التجمعات و الأخلاط و أسباب الألم الغير معروف مصدرها ، و التى إحتار فيها الطب الحديث ( و بسببها تم إنشاء مستشفيات Pain Clinic و خاصة فى فرنسا و الآن فى مصر يوجد دورات تدريبية فى ال Pain Clinic (عيادة الألم) .(5/3)
14- عملية أمتصاص التجمعات الدموية لخارج الجسم تقوم بأخراج مادة البروستاجلاندين و التى تخرج من الخلية المصابة عند أنفجارها و تشعر الجسم بالألم و هذا هو السر فى إختفاء الكثير من الآلام بعد عملية الحجامة مباشرة .
15- و تتميز الحجامة عن الكورتيزون( حيث أن من أسرار الكورتيزون القدرة على إخفاء الآلام و السيطرة على الخلية فلا تنفجر و لا يخرج منها البروستاجلاندين فيختفى الألم مباشرة لذلك يسمونة بالساحر الطبى) ، ولكن عدم أنفجار الخلايا المصابة مخالف لطبيعة الجسم فيأتى بأضرار جانبية كثيرة ، أما الحجامة تخلص الجسم من النفيات بدون أضرار التى فى حالة عدم التخلص منها يسبب أمراض خطيرة .
16- الحجامة تمتص الأحماض الزائدة فى الجسم ( وهذا بحث ألمانى ) و التى تسبب فى تضخم كريات الدم الحمراء و بالتالى تزيد كثافة الدم فيؤدى إلى قصور فى الدورة الدموية فلا يصل الدم بأنتظام إلى الخلايا .
17- و من أبحاث الدكتورة ماجدة عامر بمصر :
أ- الحجامة تزيد من نسبة الكورتيزون الطبيعى فى الدم .
ب- الحجامة تثير و تحفز المواد المضادة للأكسدة .
ج- الحجامة تقلل نسبة الكولسترول الضار (LDL) فى الدم و ترفع نسبة الكولسترول النافع (HDL) فى الدم .
د- الحجامة تقلل نسبة البولينا فى الدم .
هـ- الحجامة ترفع نسبة المورفين الطبيعى ( Endorbhins) فى الجسم
و هناك فوائد كثيرة للحجامة لا نستطيع أن نحصرها الأن ، و على كل من يجد فائدة أو بحثاً يفيد الناس عن الحجامة أن يدلى بدلوه كما قال تعالى ( وتعاونوا على البر و التقوى ) .
و توجد أبحاث و كتب من ألمانيا و أنجلترا و الصين و اليابان و أستراليا و كثير من البلاد و كتب من بلاد عربية كثيرة ، و فى الطب القديم ، و الطب الإسلامى . و الذى يصادق على هذا أحاديث من أرسلة الذى خلق الداء و الدواء .
الطريقة الحديثة لعمل كاسات الهواء و الحجامة
لتجنب أنتقال الميكروبات و الفيروسات من مريض لآخر(5/4)
الأدوات :
1- جوانتى (قفاز ) يستخدم لمرة واحدة .
2- بالونة مطاط أو إصبع طبى كبير أو واقى ذكرى (توبس ) .
3- مشرط طبى يستخد لمرة واحدة أو شفرة حلاقة (موس) معقم أو إبرة معقمة ( المستخدمة فى معرفة فصيلة الدم ) .
4- كأس حجامة بخرطوم و محبس .
5- شفاط لشفط الهواء إن أمكن (يدوى أو كهربائى ).
الطريقة :
1- توضع البالونة أو الواقى الذكرى على فوهه الكأس .
2- يوضع الكأس بإحكام على مكان الألم و يتم شفط الهواء الذى بداخل الكأس حتى يتم تفريغ أكبر جزءمن الهواء فيتم شفط قطعة من جلد المريض و النسيج الذى تحته داخل الكأس على شكل نصف كرة ، و يتم مص الدم و الأخلاط إلى سطح الجلد فيها فيظهر على شكل منطقة دائرية حمراء مكان فوهه الكأس نتيجة لحدوث تجمع دموى فى المكان .
3- يترك الكاس فى هذا الوضع من 3 إلى 5 دقائق ثم ينزع الكأس و تسمى هذة العملية بالحجامة الجافة أو (كأس الهواء ) و هذة العملية تفيد فى نقل الأخلاط الضارة من الأماكن المهمة مثل المفاصل إلى الأماكن الأقل أهمية مثل سطح الجلد و بذلك يختفى جزء كبير من الألم ، و يلاحظ فى حجامة الوجه لا تزيد المدة عن نصف دقيقة .
4- يتم تطهير المكان بأى مطهر طبى (بيتادين) ثم يتم عمل خربشة (تشريط بسيط) فى الطبقة الخارجية من الجلد بعمق قليل جداً حوالى 0.1 مم أى خدوش بسيطة جداً تكاد لا تذكر ، لا تصل بأى حال من الأحوال إلى وريد أو شريان ، و بطول 4 مم حوالى 15 شرطة ، أكثر أو أقل حسب قطر الكاس بمشرط طبى أو موس حلاقة معقم .
ملاحظات :
أ- فى حالة سيولة الدم أو السكر يستخدم الوخذ بدلاً من التشريط و ذلك بواسطة إبرة فصيلة الدم أو الوخذ بالموس 30 مرة .
ب- يجب أن يكون أتجاة التشريط بطول الجسم من ناحية الرأس إلى ناحية القدم (ممنوع التشريط بالعرض).
ج- يجب أن يبعد التشريط عن الأوردة و الشرايين الظاهرة (على ظهر اليد أو القدم مثلاً ) .(5/5)
د- التشريط يكون بعيداً عن بعضة (حوالى 3مم) .
5- يتم نفخ الهواء داخل الكأس حتى يصل العازل أو البالون إلى فوهه الكأس و يترك فرصة لشفط الدم و الهواء داخل الكأس و من المستحسن وضع قطعة قطن داخل العازل .
يوضع الكأس على نفس المكان بإحكام و يتم الشفط بشدة و يحبس بالمحبس فيخرج بعض الدم عن طريق هذة الخدوش البسيطة من الجلد و يدخل داخل البالون أو العازل و لا يلامس الكأس و يترك الكأس مدة من دقيقتين إلى خمس دقائق حتى يتجلط الدم الذى تم شفطة من المكان و المحمل بالأخلاط التى كانت سبب من أسباب الألم .
ملاحظات :
- يفضل أستخدام أدوات شخصية لكل مريض .
- يفضل التمهيد للمريض ، و ذلك بتزويدة بمعلومات عن الحجامة أو تنفيذها لمريض آخر أمامه ليطمأن (وذلك لكى يذهب الخوف عن المريض الذى يجرى الحجامة لأول مرة ) .
- يفضل إجراء الحجامة فى الأيام التى رغب فيها الرسول صلى الله عليه و سلم و هى أيام 17 و 19 و 21 من الشهر العربى و يمكن قبل هذا بأربعة أيام أو بعدها بأربعة أيام مع تجنب أول الشهر العربى و نهايته ، و كذلك يفضل أيام الخميس و الأثنين و الثلاثاء من أيام الأسبوع .
- و تكون الحجامة أفضل صباحاً بعد الإستيقاظ (على الريق) و كذلك وقت الظهر أفضل من الليل و الصيف أفضل من الشتاء و البلاد الحارة أفضل من الباردة
- يجب الأحتياط عند التشريط لأول مرة حتى يتم التعرف على طبيعة جلد المريض و درجة سيولة دمه و أحوالة ثم بعد ذلك يمكن التشريط العادى لأكثر من كأس فى نفس الوقت .(5/6)
6- بعد حوالى من 3 إلى 5 دقائق و بعد ملاحظة أن الدم تجلط فى الكأس مباشرة يتم نزع الكأس بحذر و حتى لا يسيل الدم على جسم المريض نضع منديل تحت الكأس باليد اليسرى و نسيطر على الكأس باليد اليسرى أيضاً ثم نفتح المحبس بحذر و نترك الهواء يدخل داخل الكأس و بمنديل آخر فى اليد اليمنى نغلق فوهه الكأس به و نقلب الكأس للخارج مع مسح آثار الدم بالمنديل الذى فى اليد اليسرى إلى أعلى فيتجمع الدم داخل البالونة و ينظف مكان التشريط .
7- طريقة التخلص من الدم : يقلب الكأس فوق سلة مهملات ثم ينفخ فى الكأس فيخرج العازل أو البالون للخارج و يسقط الدم فى سلة المهملات و يتم تنظيف العازل بالمناديل ثم يتم أدخالة للكأس مرة أخرى مع ملاحظة شفط الهواء و الكأس مقلوب لمنع التلوث .
8- نكرر نفس الخطوات السابقة أى لأخراج الدم مرة ثانية و ثالثة حتى يتم التخلص من التجمع الدموى الذى كان فى المكان و لا نجد دم يخرج من الجسم فى الكأس ، ( فى بعض الأحيان تخرج قطرات من سوائل صفراء ) و بذلك تكون تمت عملية الحجامة فى هذا الموضع من الجسد .
9- يجب تطهير المكان الذى تم فية التشريط بأى مطهر مناسب و يفضل عسل النحل أو زيت حبة البركة لما فيهم من فائدة عظيمة و يتم تغطية المكان ببلاستر و خاصة الأماكن المكشوفة مثل القدم و مرضى السكر .
10-بعد الحجامة يجب التخلص من العازل و الشفرة و القفازات و عدم أستخدامها لمريض آخر و لكن يمكن أستخدامها لنفس المريض لعمل موضع آخر فى نفس الوقت ، كذلك يتم تنظيف الكاسات المستخدمة بمادة مطهرة (سافلون أو ديتول ) .
11-فى حالة مرضى الكبد يجب أن يزداد الأحتياطات من أنتقال العدوى للحجام و ذلك عن طريق أستخدام قفازات من النوع السميك أو قفازين من النوع الخفيف ، كذلك يتم التخلص من الكاسات الخاصة بالمريض بعد إتمام عملية الشفاء .(5/7)
12-يمكن عمل أكثر من كأس للفرد الواحد فى نفس اليوم و كذلك يجب أن يرتاح المريض بعد الحجامة يوم أو يومين و ذلك على حسب عدد مواضع الحجامة التى تمت له ، و عدم الراحة بعد الحجامة يكون سبب فى عودة الألم مرة ثانية ( و ينصح بتجنب الجماع يومين أو ثلاثة بعد الحجامة )
ملاحظات :
- بعض المرضى يشعرون براحة سريعة بعد الحجامة خاصة فى حجامة الظهر و الركبة فيدفعه ذلك إلى عدم الراحة مما قد يتسبب فى عودة الألم .
- بعض الأشخاص يشعر بأرتفاع فى درجة الحرارة ثانى يوم من عمل الحجامة و هذا أمر طبيعى يزول بسرعة .
- بعض المرضى يشعر بالتحسن من أول حجامة و البعض الآخر قد يحتاج لأكثر من مرة على فترات (كل شهر مثلاً) و علية أن يتحرى الأيام التى أوصى الرسول صلى الله عليه و سلم بها من الشهر العربى ، و بعض الناس يحتاج الحجامة كل سنة على حسب أحتياج الجسد و أستعداده ، و الشفاء من عند الله .
- بالنسبة لوضع المريض كلما كان مستلقى على الأرض على جنبه يكون أفضل و خاصة لمن يشعر بالخوف عند إجراء الحجامة و لمن له مشاكل فى الدورة الدموية و المصابين بالأنيميا و تتم الحجامة عادة فى وضع الجلوس .
- يجب ملاحظة أنه فى حالة ترك الكأس على الجلد مدة طويلة ( 10 دقائق أو أكثر ) تظهر على الجلد فقاعات مثل فقاعات الحروق – و هو أمر غير مرغوب – و هذة الفقاعات أذا تم وخذها يخرج منها السائل الليمفاوى و لا يفضل ذلك و لكن يفضل وضع مرهم مطهر و مسكن و تعامل معاملة الحروق البسيطة .
- بالنسبة لمريض الضغط المنخفض تجرى له عملية الحجامة و لكن بحذر حتى لا يصاب بدوخه أو إغماء لذلك يجب سؤال المريض كل فترة عن حالته و يجب مراعاه تناوله لشراب سكرى عصير أو عسل نحل مذاب فى ماء و كذلك يجب مراعاه عدم إجراء حجامة فى الفقرات القطنية لأنها تسبب إنخفاض سريع فى ضغط الدم .
- فى حالة الإغماء تنزع الكاسات و ينام المريض على الأرض و يرفع قدمه على شئ مرتفع .(5/8)
محظورات الحجامة
1- نتجنب الحجامة للشخص المصاب بالبرد و درجة الحرارة المرتفعة أو المصاب بالرشح و غيرة ، إلا بعد شفائه من البرد .
2- يجب ألا يوضع الكأس فوق الرباط الممزق للمصابين بتمزق فى الأربطة .
3- المصابين بالماء على الركبة لا يوضع الكأس فوق المنطقة المصابة و إنما بجوارها .
4- بالنسبة لدوالى الساقين تكون الحجامة بجانب الدوالى و بحذر .
5- أمراض الكبد تحتاج لأحتياطات شديدة و يفضل للمبتدئين فى الحجامة عدم أجرائها .
6- لا تتم الحجامة بعد الأكل مباشرة و لكن على الأقل ساعتين بعد الأكل .
7- مرض سيولة الدم و السكرى لا يتم التشريط و لكن وخذ بسيط .
8- المصاب بأنخفاض فى ضغط الدم يتجنب الفقرات القطنية له و تتم الحجامة له واحدة واحدة ولا يوضع له كأسين فى وقت واحد .
9- مرضى الأنيميا يجرى لهم الحجامة واحد تلو الأخرى حسب أستعداد الجسم و تحمله و إذا حدث إغماء يتم نزع الكاسات و يعطى شراب سكرى .
10-لا تتم الحجامة للفرد الجديد إلا بعد التهيئة النفسية له و أفضلها أن يرى إنسان يحتجم أمامه و كذلك يسمع فضائل الحجامة و فوائدها .
11-لا يستعمل الموس أو المشرط أو العازل أو الجوانتى إلا لمريض واحد .
12-لا تتم الحجامة إلا بعد سؤال المريض عن السيولة فى الدم و السكر و أمراض القلب و و الكبد و السراطان و تمزق الأربطة و الماء على الركبة .
13-التحذير من عمل الحجامة للمصابين بالمس و السحر و الحسد و ما شابه ذلك إلا بواسطة شخص يستطيع التعامل مع هذة الحالات .
14-بالنسبة لحجامة النساء لابد أن تكون من النساء أو المحارم و خاصة أن الله يسر لكثير من النساء تعلم الحجامة .
15-يحذر من عمل الحجامة لمن بدأ فى الغسيل الكلوى .
16-لا يتم عمل الحجامة لمن تبرع بدمه إلا بعد فترة زمنية كافية و كذلك لمن تعرض للدوخة أو الإغماء حتى يفيق و يشعر بتحسن .
17-يتجنب عمل الحجامة لمن يتعاطى المنبهات حتى يتركها و كذلك للخائف حتى يطمئن .(5/9)
18-يتجنب عمل الحجامة على القلب لمن ركب جهاز لتنظيم ضربات القلب
19-لا يتم عمل حجامة رطبة على الشد العضلى بل حجامة جافة فقط .
20-بالنسبة لكبار السن و الأطفال يكون الشفط بسيط .
21-لا يتم عمل حجامة لمن يأخذ دواء لسيولة الدم و للمجهد حتى يرتاح .
22-يحذر من عمل الحجامة على الجوع الشديد أو الشبع الشديد .
23-يفضل أخذ حمام دافئ بعد الجامة و عمل مساج .
24-الحجامة فى حالة جلطة الوريد لا تتم إلا تحت إشراف طبيب .
الأمراض و مواضع عمل الحجامة لها
تم تقسيم الأمراض و ترتيبها حسب بساطتها و سهولتها على الحجام فعلية أن يتدرج فى العلاج بترتيب هذة الأمراض على قدر الأمكان حتى يتدرب و يحصل على المهارة فى العلاج و نعلم أن الشافى هو الله و أن تقوى الحجام تفيد المحجوم بإذن الله ، وأعلم أن أجر الحجامة خبيث ، و عمل الحجامة و تعليمها مجاناً علم ينتفع به و صدقة جاريه .
ملحوظة هامة : تم ترتيب المواضع لكل مرض حسب أهمية المواضع و يمكن عمل كل المواضع أو يكتفى ببعضها حسب حالة المريض .
المجموعة ( أ )
1- الروماتيزم ( مواضع 1-55 بالإضافة إلى حجامات جميع مواضع الألم ) .
2- خشونة الركبة ( مواضع 1-55-11-12-13-و حجامات حول الركبة و يمكن أضافة 53-54 )
3- أملاح القدم ( مواضع 1-55-130 و يمين و يسار الكعب و يمكن إضافة 9-10 )
4- عرق النسا (يمين) ( مواضع 1-55-11-12-26-51- و مواضع الألم بالساق و خاصة بداية و نهاية العضلة ) و للرجل اليسرى ( مواضع 1-55-11-13-27-52- و مواضع الألم بالساق )
5- آلام الظهر ( مواضع 1-55-و حجامات على جانبى العمود الفقرى و على مواضع الألم ).
6- آلام الرقبة و الأكتاف ( مواضع 1-55- 40-20-21- ومواضع الألم) .
7- النقرس ( مواضع 1-55-28-29-30-31-121- و مواضع الألم )
8- الروماتيد ( مواضع 1-55-120-49-36- و جميع مفاصل الجسم الكبيرة و الصغيرة ) .(5/10)
9- الشلل النصفى ( مواضع 1-55-11-12-13-34-أو 35 و جميع مفاصل الجانب المصاب و مساج يومى )
10-الشلل الكلى ( مواضع 1-55-11-12-13-34-35-36-و جميع مفاصل الجسم و مساج يومى )
11-ضعف المناعة ( مواضع 1-55- 120-49)
12-الشد العضلى عدة حجامات جافة حول العضلة المصابة .
13-تنشيط الدورة الدموية ( مواضع 1-55-11- و عشرة حجامات على جانبى العمود الفقرى من أعلى إلى أسفل بالأضافة إلى ملعقة خل مخفف و قليل من السكر يوم بعد يوم ) .
14-تنميل الأذرع ( مواضع 1-55- 40-20-21-و مفاصل و عضلات الذراع المصابة ) .
15-تنميل الأرجل ( مواضع 1-55- 11-12-13-26-27-و مفاصل و عضلات الرجل المصابة ) .
16-آلام البطن ( مواضع 1-55- 7-8-و حجامات جافة أماكن 137-138-139-140 و كذلك حجامة جافة على الظهر مقابل أماكن الألم )
مجموعة ( ب )
1- البواسير ( مواضع 1-55-121-11-6- و حجامات جافة على مواضع 137-138-139-140 )
2- الناسور ( مواضع 1-55-6-11-12-13-و حجامات حول فتحة الشرج و فوق الناسور )
3- البروستاتا و الضعف الجنسى ( مواضع 1-55- 6-11-12-13) ويضاف للضعف الجنسى (125-126-131 – و على الرجلين و حجامة جافة على مواضع 140-143 )
4- الكحة المزمنة و أمراض الرئة ( مواضع 1-55- 4-5-120-49-115-116-9-10-117-118-135-136-و حجامتين أسفل الركبة )
5- أرتفاع ضغط الدم ( مواضع 1-55-2-3-11-12-13-101-32-6-48-9-10-7-8- ويمكن أستبدال 43-44 بدلاً من 2-3- ) و يفضل عدم تكرار 101 إلا كل شهرين أو ثلاثة .
6- المعدة و القرحة ( مواضع 1-55- 7-8-50-41-42-و جافة 137-138-139-140 )
7- أمراض الكلى ( مواضع 1-55-9-10-41-42-و جافة 137-140 )
8- القولون العصبى ( مواضع 1-55-6-48-7-8-14-15-16-17-18-45-46-و جافة 137 )
9- الأمساك المزمن ( مواضع 1-55-11-12-13-28-29-30-31 )
10-الإسهال ( مواضع 137-138-139-140-يومياً أو كل يومين و يمكن التشريط مرة كل شهر )(5/11)
11-التبول اللاإرادى بعد عمر خمس سنوات ( حجامات جافة 137-138-139-140-142-143-125-127-127-28 )
12-الإكتئاب و الإنطواء و الأرق و الحالات النفسية و النرفزا ( مواضع 1-55-6-11-32-تحت الركبتين )
13-ضيق الأوعية و تصلب الشرايين ( مواضع 1-55-11- وحجامات على مواضع الألم و ملعقة خل مخفف يوم بعد يوم و خاصة خل التفاح )
14-إلتهاب فم المعدة ( مواضع 1-55-121 )
15-كثرة النوم ( مواضع 1-55-36 ) مع الخل المخفف و قليل من السكر .
16-حساسية الطعام ( حجامة واحدة جافة على السرة مباشرةً )
17-قرح و دمامل الساقين و الفخذين و الحكة بالإلية ( مواضع 1-55-129-120 )
مجموعة ( ج )
1- أمراض القلب ( مواضع 1-55-19-119-7-8-46-47-133-134 )
2- السكر ( مواضع 1-55-6-7-8-22-23-24-25-120-49 ) يجب دهن مكان الحجامة بكريم فيوسيدين يوميا لمدة 3 أيام .
3- الكبد و المرارة ( مواضع 1-55-6-48-41-42-46-51-122-123-124+ خمس حجامات على الساق اليمنى من الخارج )
4- دوالى الساقين ( مواضع 1-55-28-29-30-31-132-و مواضع الإصابة بعيداً عن الأماكن البارزة )
5- دوالى الخصية ( مواضع 1-55-6-11-12-13-28-29-30-31-125-126 )
6- داء الفيل ( يتم الراحة قبلها يومين و رفع القدم المصابة لأعلى ثم وضعها فى ماء دافى لمدة ساعتين قبل الحجامة ( مواضع 1-55-11-12-13-120-49-121+ حول الرجل المصابة من أعلى لأسفل بالأضافة إلى 125-126-53-54 )
7- الأمراض الجلدية ( مواضع 1-55- 120-49-129-6-7-8-11-حجامات على أماكن الإصابة)
8- السمنة ( مواضع 1-55-9-10-120-49+المواضع المترهله )
9- النحافة ( مواضع 1-55-121 )
10-العقم ( مواضع 1-55-6-11-12-13-120-49-125-126-143-41-42 )
11-الغدة الدرقية ( مواضع 1-55-41-42 )
مجموعة ( د )
1- الصداع ( مواضع 1-55-2-3 ) و يمكن أستبدال 43-44 ب 2-3(5/12)
و بسبب أجهاد العين يضاف 104-105-36- و بسبب الجيوب الأنفية يضاف 102-103-114- و بسبب الضغط العالى يضاف 11-101-32- و بسبب الأمساك يضاف 28-29-30-31- و بسبب نزلات البرد يضاف 120-4-5- و بسبب المعدة يضاف 7-8- و بسبب الكلى يضاف 9-10- و بسبب الدورة الشهرية للنساء يضاف 11-12-13- و بسبب المرارة و الكبد يضاف 6-48- و بسبب العمود الفقرى يعمل حجامة على العمود الفقرى ، و بسبب التوتر يضاف 6-11-32- و بسبب الأنيميا يضاف 120-49- وخلطة من كيلو عسل أسود و ربع كيلو حلبة مطحونة و ربع كيلو حبة البركة مطحونة يخلط و يأخذ كل يوم ملعقة ، و الصداع بسبب أورام المخ حجامات على المخ على أماكن الألم .
2- الصداع النصفى ( مواضع 1-55-2-3-6-10+ أماكن الألم . )
3- أمراض العين ( الشبكية – ضعف النظر- الغشاوة على العين-ضمور فى أعصاب العين- الجلوكوما ( المياة الزرقاء ) و المياة البيضاء و ضغط العين و إلتهاب العين و الدموع المستمرة مع أفرازات العين و حساسية العين ( مواضع 1-55-36-101-104-105-9-10-34-35-و فوق الحاجبين و على دائرة الشعر )
4- اللوز و الحنجرة و اللثة و الأسنان و الأذن الوسطى ( مواضع 1-55-20-21-41-42-120-49-114-43-44 )
5- ضعف السمع و إلتهاب أعصاب السمع و وش الأذن ( مواضع 1-55- 20-21-37-38-و خلف الأذن)
6- الجيوب الأنفية ( مواضع 1-55-102-103-108-109-36-14-و دائرة الشعر )
7- إلتهاب العصب الخامس و السابع ( مواضع 1-55- 110-111-112-113-و على الجهه المصابة و موضع 114)
8- لتنشيط مركز التركيز ( مواضع 1-55-2-3-32 )
9- مركز الذاكرة ( موضعها رقم 39 نقرة القفا و عملها بدون داعى ضرورى ضار و تكرارها يورث النسيان ) ( مواضع 1-55- )
10- عدم النطق ( مواضع 1-55- 36-33-107-114)
11-للمساعدة على الإقلاع عن التدخين ( مواضع 1-55-106-11-32- بالأضافة إلى حجامتين بجوار فتحتى الأنف )(5/13)
12- الكهرباء الذائدة بالمخ (التشنجات) ( مواضع 1-55-101-36-32-114-11-12-13-107 على الجهتين )
13- لعلاج التخلف العقلى ( مواضع 1-55- 101 مرة واحدة – 36-32-2-3-120-49-11-12-13)
14- ضمور خلايا المخ ( نقص الأكسجين ) ( مواضع 1-55- 101-36-32-34-35-11-ثم بعد ذلك على المفاصل و العضلات و للرقبة 43-44-من الأمام و الخلف مع العسل و غذاء ملكات النحل مع المساج يومياً)
مجموعة ( هـ )
تحذير هام : لا يتم عمل حجامة للحامل فى الشهور الثلاثة الأولى على منطقة الرحم و لا على القدمين من بعد الشهر الثالث .
1- نزيف الرحم ( مواضع 1-55-3 حجامات جافة تحت كل ثدى كل يوم حتى يرتفع الدم )
2- إنقطاع الدورة الشهرية ( مواضع 1-55-129-131 من الخارج – 135-136 )
3- إفرازات بنية اللون 3 حجامات جافة تحت كل ثدى كل يوم حتى ترتفع الإفرازات و حجامات( 1-55-120-49-11-12-13-143 ) و إذا كانت بدون رائحة و لا لون و لا هرش ( 1-55-9-10-41-42-11-12-13-143 )
4- مشاكل الحيض للفتيات ( مواضع 1-55-و جافة 12-126-137-138-139-140-141-142-143 )
5- لتنشيط المبايض ( مواضع 1-55-11 و جافة 125-126 )
6- آلام ما بعد عملية الرحم –مغص الدورة – مشاكل ما بعد عملية ربط المبايض و وجود لبن فى الثدى بدون حمل – أمراض سن اليأس- ( الإكتئاب – النرفزة - الحالات النفسية – إلتهابات الرحم ) (1-55-6-48-11-12-13-120-49) (جافة 125-126 ) و لتنظيم مواعيد الدورة يفضل ثانى يوم الدورة .
هذة بعض الأمراض و بعض مواضع الحجامة لها و الله أعلم و هو الشافى .
توصيف لأماكن الحجامة على الظهر
1- الكاهل و هو الفقرة السابعة من الفقرات العنقية .
2-3- الأخدعين و هى خلف الأذنين على جانبى الرقبة .
4-5- باب الهواء هى بين اللوحين إلى أعلى عند تفريغ القصبة الهوائية و بداية الرئتين .
6- عقدة المرارة و هى على طرف اللوح اليمين من جهة العمود الفقرى .(5/14)
7-8- مكان المعدة و هى فى وسط الظهر مقابل المعدة على جانبى العمود الفقرى .
9-10- مركز الكلى و هى تحت 7و8 فى وسط الظهر .
11- الفقرة القطنية و هى فقرة بارزة فى نهاية العمود الفقرى .
12-13- على جانبى رقم 11 للأعلى قليلاً و على بعد 5 سم من العمود الفقرى .
14-15-16-17- خاصة بالقولون و هى تقريباً فى أركان القولون من الظهر و رقم 18 فى وسطهم على العمود الفقرى .
19- خاصة بالقلب و هى فى مقابل القلب من الخلف و تقريباً على جانب اللوح الأيسر .
20-21- مثلث اللوز فى المنطقة ما بين الرقبة و الكتف و تميل لجهة الظهر قليلاً .
22-23- فوق غدة البنكرياس تحت حرف اللوح .
24-25- فى بداية النصف السفلى من الظهر .
26-27- على جانب الجسم من الخارج على عظمتى الحوض .
28-29-30-31- على الجزء العلوى من الإليتين (مكان الحقنة ) .
32- فى وسط الرأس مكان بريمة الشعر أو مكان دوران الشعر .
33- يمين دائرة الشعر بحوالى 2 سم و قبل القرن اليمين .
34-35- الفص اليمين و اليسار من المخ و هى جهة اليمين و اليسار للخلف فى المنطقة التى تشبه القرن .
36- المخيخ و هى العظمة البارزة فى مؤخرة الرأس .
37-38- فوق الأذنين بحوالى 3 سم .
39- نقرة القفا و هى المنطقة العميقة فى مؤخرة الرأس و هناك نهى عن الحجامة فيها إلا للضرورة .
40- وسط الرقبة على القفا .
41-42- على القفا يمين و يسار .
43-44- بديل الأخدعين ( جانبى العنق ) .
45-46- فوق باب الهواء (4-5) بحوالى 3 سم .
47- على الكتف الشمالى و هى إضافية للقلب .
48- على اللوح اليمين من أعلى و هى مكملة لعقدة المرارة .
49- منطقة المناعة من الخلف بين اللوحين على العمود الفقرى .
50- فوق رقم 8 ب 6 سم إلى اليسار قليلاً و هى لقرحة المعدة .
51-52- عظمتين الفخذين من الجانبين .
53-54- باطن الركبة من الخلف .
55- أسفل الكاهل بحوالى 3 سم .
توصيف لأماكن الحجامة على الوجه و البطن(5/15)
101- الهامه مكان السجود و يفضل عدم تكرارها كثيرا .
102-103- فوق الحاجبين من الداخل للجيوب الأنفية .
104-105- على جانبى الحاجبين و إلى أعلى قليلاً للصداع و النظر .
106- فوق الأذن اليسرى بحوالى 6 سم للمساعدة على الإقلاع عن التدخين .
107- فوق السوالف اليسرى بحوالى 4 سم و هى تساعد فى النطق .
108-109- على جانبى الأنف للجيوب الأنفية .
110- أسفل الأذن يمين و يسار .
111-112-113- بجوار العين و الخد و بجوار الشفه و لعلاج العصب الخامس و السابع .
114- أسفل الذقن و لها فوائد كثيرة .
115-116- تحت طرفى عظمة الترقوه من الخارج و على الكتفين .
117-118- تحت الترقوه من الداخل على الصدر .
119- خاصه بالقلب تحت وسط الترقوة اليسرى بأربع أصابع للمريض نفسه .
120- عظمة القص و هى وسط الصدر ( المناعة ) .
121- فم المعدة و هى أسفل عظمة الصدر مباشرة على التجويف .
122-123-124- فوق الكبد جهة اليمين من البطن .
125-126- بين البطن و الفخذ بجوار العانه و هى للتبول اللاإرادى و العقم و غيرة .
127-128- على باطن الفخذين من الداخل .
129- على ظهر القدم يمين .
130- على جانبى الكعب من الداخل و الخارج لأملاح القدم .
131- فوق عظمة الكعب من الخارج بحوالى 5 سم ( فوق بز الرجل )
132- عرق الصافن خلف بز الرجل من الخارج ( للدوالى ) .
133- فوق فم المعدة بحوالى 2 سم و قبل نهاية عظم الصدر .
134- أسفل الثدى اليسار .
135-136- على بعد 5 سم من حلمة الثدى من الداخل ( للرئتين ) .
137-138-139-140- فوق و يمين و يسار و تحت السرة .
141-142- يمين و يسار 140 .
143- فوق المثانة .
مخطط مواضع الحجامة فى الجسم
جهاز حجامة حديث
صورة توضيحية لوضع الكاسات فى أماكن الكاهل و الأخدعين و (55 )
صورة توضيحية لأستخدام جهاز الحجامة(5/16)