"""""" صفحة رقم 467 """"""
والبحوحة وتحدر الطمث إذا شربت ، وإذا احتملت من أسفل ودخانها إذا أحرق يكون شبيهاً بدخان الكندر . ديسقوريدوس : وقوة الأصطرك مسخنة ملينة منضجة وتصلح للسعال والزكام والنزلات وبحوحة الصوت وانقطاعه ، وإذا شرب واحتمل وافق انضمام فم الرحم والصلابة العارضة فيها ويدر الطمث وإن ابتلع منه شيء يسير مع صمغ البطم لين البطن تلييناً خفيفاً ، وقد يخلط ببعض المراهم المحللة للأعياء وقد يستعمل مقلياً ومشوياً ومحرقاً ويجمع دخانه كما يجمع دخان الكندر ودخانه المجتمع منه يوافق كل ما يوافقه دخان الكندر والدخان الذي يعمل بسوريا يسخن ويلين جداً وهو مصدع يثقل الرأس ويسبت .
حبيش بن الحسن : الميعة حارة في أول الثالثة ويبسها أقل من حرارتها وتنفع السائلة من وجع الصدر والرئة وتنشف البلة وتمسك الطبيعة عن الإسهال وتطيب المعدة وتقوي أعصابها وتنفع من الرياح الغليظة وتشبك الأعضاء إذا شربت أو طليت من خارج البدن ، وتنفع من قروح ظاهر البدن وتمسك الجرب والبثور رطبة ويابسة إذا طلي عليها ببعض الأدهان ويابسها ينزل البلة من الرأس إذا تبخر به وكثيراً ما يخلط السائلة منها بالأدوية . غيره : إذا شرب من السائلة مثقالان بثلاث أواق ماء حار أسهلت البلغم بلا أذى واليابسة تمسك الطبيعة . التجربيين : رائحة بخورها تقطع رائحة العفونة كيف كانت وتنفع من الوباء .
ميوديون : وتأويله ذنب الإيل قاله ابن حسان . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت في مواضع مظللة وصخرية وله ورق شبيه بورق الهندباء وساق طولها نحو من ثلاثة أذرع وزهره كثير مستدير لونه شبيه بلون الفرفير وله بزر صغار شبيه بحب القرطم وأصل طوله نحو شبر في غلظ العصا قابض . جالينوس في السابعة : وأصلها مخالف لثمرتها في المزاج وذلك لأن أصلها يقبض ويقطع النزف العارض للنساء وجميع ما يجري ويسيل من المواد الأخر ، وبزره من البعد عن أن يفعل هذا في حد هو معه محدر للطمث لأن قوته لطيفة قطاعة . ديسقوريدوس : إذا جفف ودق ناعماً وخلط بالعسل ولعق بالغداة أياماً قطع نزف الدم من الرحم وبزره إذا شرب بالشراب أدر الطمث .
ميشيار : ويقال ميشهار وهو إسم فارسي للنبات المسمى باليونانية طيلاقيون وقد ذكرته في الطاء المهملة .
ميسم : صاحب المنهاج : هي حبة تشبه البطم مثلث تقطيعها إلى الصفرة طيبة الرائحة من شجرتها بستاني وبري ومصري ويتخذ من بزره خبز ويشبه أن يكون الحربة والبستاني معتدل والبري في الثانية في الحر واليبس والبستاني ثلاثة ورقات وقوته مجففة قليلاً والبري(4/467)
"""""" صفحة رقم 468 """"""
أقوى . لي : هذه ترجمة كان الأولى أن تسقط من أصل الكتاب لأنه لا فائدة فيها لما اشتملت عليه من كثرة تخبيط وعظم تشويش وعدم تحقيق كما سأبينه وذلك لأنه قال في أولها ميسم ، وهو تصحيف وصوابه ميس بحذف الميم وقد ذكرته فيما تقدم إلا أنه وصفه بصفة غير صفة حب الميس ، ثم ذكر أنه من أنواع الحندقوقا وهو قوله إن منه بستانياً وبرياً ومصرياً يتخذ من بزره خبز ثم قال : ويشبه أن يكون الحربة فخلط في قوى هذا الدواء الذي هو ميسم في ترجمته خمسة أدوية وهو حب الميس وميسم الذي لا يفهم ما أراد به ثم نوعا الحندقوقا وأحد نوعي الحربة ، أما حب الميس فلأن ديسقوريدوس سماه في كتابه لوطوس كما قدمناه ولوطوس أيضاً إسم لنوعي الحندقوقا فاختلط عليه لإشتباه الإسم ثم قال : منه مصري يتخذ من بزره خبز فوهم الوهم الذي وهمه ووهمته فيه الجماعة حسب ما بيناه عنهم في حرف الحاء في ذكر الحندقوقا بسبب إشتراك الإسم في اليونانية مع البشنين وقوله : ويشبه أن تكون الحربة فأشكل عليه الأمر فيه من طريق نعت الثمرة لأن ديسقوريدوس قال في وصف ثمره أحد نوعي الحربة أنه مثلث شبيه بزج الحربة وقال صاحب المنهاج في الميسم : أنها حب يشبه القرطم مثلث التقطيع فأشكل عليه الأمر من جهة التثليث في الثمر فاعلم ذلك ، وبالجملة فإن جميع ما اشتملت عليه هذه الترجمة من الوهم والتخليط وفيما نبهت عليه كفاية ، وقد ذكرت الحربة في الحاء المهملة وذكرت ما فيما قاله صاحب المنهاج فيها من الخلل والوهم أيضاً فتأمله هناك .
ميبختج : تأويله بالفارسية مطبوخ العنب وهو الرب . إسحاق بن سليمان : ما كان من الشراب شبيهاً بالعقيد المعروف بالميبختج فغليظ بطيء الإنهضام .
ميويزج : تأويله بالفارسية زبيب الجبل وقد ذكرته في الزاي وهو حب الرأس أيضاً فاعرفه .(4/468)
"""""" صفحة رقم 469 """"""
حرف النون
نانخواة : ويقال ناتخة بلغة أهل الأندلس ونانوخية ونانخاة . أمين الدولة : إسم فارسي معناه طالب الخبز كأنه يشهي الطعام إذا ألقي على الأرغفة قبل اختبازها . ديسقوريدوس في الثالثة : أآمي ومنهم من يسميه قومسون آنيونيقون وهو الكمون الكرماني والكمون الملوكي ، وهو الحبشي ومنهم من سماه بأسليقون وهو كومنيون ومعناه الكمون الملوكي ، ومنهم من زعم أن الكمون الكرماني طبيعته غير طبيعة النانخواة وبزره معروف عند الناس وهو أصفر من الكمون بكثير وفي طعمه شيء من طعم أريعاس ويختار منه ما كان نقياً ولم يكن فيه شيء شبيه بالنخالة . جالينوس في السادسة : أكثر ما يستعمل منه بزره وقوّته مسخنة مجففة لطيفة وفي طعمه مرارة يسيرة وحرافة ، وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يدر البول ويحلل وليوضع من الإسخان والتجفيف في الدرجة الثالثة من كل واحد منهما . ديسقوريدوس : وقوّته مسخنة ملهبة للبدن مجففة تصلح إذا شربت بشراب للمغص وعسر البول ونهش الهوام وقد يدر الطمث ويخلط بالأدوية المدرة التي تقع في أخلاطها الذراريح لتضاد عسر البول ، وإذا خلط بالعسل وتضمد به قلع كمية الدم العارض تحت العين ، وإذا شرب أو تلطخ به أحال لون البدن إلى الصفرة ، وإذا تدخن به مع الزفت والراتينج نقى الرحم . أبو جريج : طبيخه يحلل النفخ البتة وحبه مذهب للبلة والحميات العتيقة وطبيخه يصب على لسع العقارب فيسكن وجعها على المكان . الفارسي : يقطع القيح الذي في الصدر والمعدة ويسكن الرياح ويهضم الطعام جيداً ويسكن وجع الفؤاد والغثيان وتقلب النفس ومن لا يجد للطعام طعماً . بولس : مسخن للمعدة والكبد شرباً . ابن ماسويه : النانخواة يقوي الكلى والمثانة . الطبري : ينقي الكلى والمثانة ويذهب الحصاة ويخرج الدود وحب القرع . غيره : يفعل ذلك إذا أكل بعسل . التجربتين : إذا سحقت وعجنت بعسل وطلي بها الوجع أو أيّ ورم كان حللته وإن خلطت بالفلفل كانت في ذلك أبلغ وإن حقنت بها الرحم جففت رطوبتها العفنة ونفتها وحسنت ريحها ، وإذا خلطت في الأدوية المسهلة نفعت الذين يعتريهم بها أمغاص . غيره : إذا طلي بها الوجه أذهبت البثور اللبنية(4/469)
"""""" صفحة رقم 470 """"""
عنه وإن دقت مع الجوز المحرق وأكلت نفعت من الزحير ابن عمران : إذا خلطت بالأدوية النافعة من البهق والبرص قوت منافعها وزادت في تأثيرها .
نارجيل : ويسمى الرانج وهو جوز الهند . أبو حنيفة : هي نخلة طويلة تميل ثمرتها حتى تدنيها من الأرض ليناً ولها أقثاء يكون في القنو الكريم منها ثلاثون نارجيلة ولها لبن يسمى الأطواق ، وإذا أراد أحد أخذ لبنها ارتقى إلى ذروتها ومعه كيزان فينظر إلى الطلعة من طلعها قبل أن تنشق فيبضع طرفها مع قبض الوليع ثم يلقمها كوزاً من الكيزان ويعلق الكوز بالعرجون ويفعل ذلك بالطلعة الأخرى ، ثم ينزل فلا يزال لبنها يقطر في الكيزان قطر الشمعة حتى إذا كان بالعشي صعد إلى الكيزان فأنزلها ، وقد تحصل منه أَرطال ثم يشرب ذلك اللبن من ساعته وهو حلو طيب غليظ القوام كلبن الضأن ، وإن شرب بالشراب أسكر معتدلاً ما لم يبرز شاربه للريح فإن برز فأصابه الريح أسكره جداً وإن أدامه من ليس من أهله فسد عقله وألبس فهمه وإن بقي منه شيء إلى الغد صار خلاً ثقيفاً يطبخ به لحوم الجواميس فيهريها ويسمى الأطواق ساعة يحلب ، وليف الشجرة أجود الليف كله ويسمى الصبار وأجوده الأسود الذي يؤتى به من الصين . البصري : حار في الثالثة رطب في الأولى وليس برديء الكيموس وأجوده الحديث الطري الأبيض الذي فيه ماء حلو وخاصية الزنخ منه إسهال الديدان وحب القرع . مسيح : بطيء في المعدة وخلطه غليظ وأجوده الحديث فإنه يزيد في الباه والمني ويسخن الكلى ونواحيها . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : يسخن الكلى وينفع من تقطير البول وبرد المثانة ووجع الظهر العتيق ويزيد في المني ولجرمه بطء انحدار يصلحه الفانيذ والسكر الطبرزذ ولا يحتاج المشايخ والمبرودون إِلى إصلاحه فأما الشبان والمحرورون وأصحاب الأمزاج الحارة فليأخذوا عليه ما ذكرنا من المطفئات ويطفؤه بأن يأكلوا عليه البطيخ والبوارد والحامضة .
نارنج : الفلاحة : شجرة معروفة ورقها أملس لين شديد الخضرة يحمل حملاً مدوراً أملس في جوفه حماض كالأترج وهي شبيهة بشجر الأترج جداً ووردها أبيض في نهاية طيب الرائحة ويتخذ منه دهن مسخن يطرد الرياح ويقوي العصب والمفاصل وقشر ثمرته حار ورائحته تقوي القلب وينفع من الغشي . الشريف : هو مركب من قوى مختلفة فقشره الخارج حار لطيف وحماضه بارد يابس في الثالثة وبزره وعروقه حارة يابسة إذا جفف قشر ثمرته وسحق وشرب بماء حار حلل أمغاص البطن وحيا وإن أدمن شربها بالزيت أخرجت أجناس الدود الطوال وإذا نفعت قشور ثمرته وهي رطبة في دهن وشمست ثلاثة أسابيع(4/470)
"""""" صفحة رقم 471 """"""
نفعت من كل ما ينفع منه دهن الناردين ، وإذا شرب منه مثقالان نفع من لدغة العقرب وسائر نهش الهوام الباردة السموم ، وحبه إذا شرب نفع من السموم العارضة عن لذع الهوام وأكل حماضه على الريق يضعف الكبد ويوهن المعدة الباردة المزاج وهو ينفع من التهاب المعدة الحارة ويقلع الطبوع والآثار السود من الثياب البيض ويزيلها وإذا أنقعت فيه الحجارة حللها وإذا جمعت عروقه الدقاق وجففت وسحقت وشربت بشراب كانت من أنفع الأدوية لسموم الهوام القاتلة الباردة السبب .
نارمشك : إسحاق بن عمران : تأويله بالفارسية مشك الرمان وهو رمانة صغيرة مفتحة كأنها وردة لونها يميل إلى البياض والحمرة والصفرة وفي وسطها نوار لونه كذلك وطعمه عفص ورائحته طيبة يؤتى به من خراسان وهو حار في الأولى يابس في الثانية . الرازي في الحاوي : هو فقاح شجرة يقال لها نارماسيس وخاصيته الترقيق والتلطيف سواء . ابن ماسويه : قوته كقوّة الناردين . ابن سينا : لطيف محلل جيد للمعدة والكبد الباردتين وبدله ربع وزنه زنجبيلاً ونصف وزنه قشر الفستق وسدس وزنه سنبلاً . ابن عمران : وبدله وزنه كموناً كرمانياً وثلث وزنه قسطاً بحرياً .
ناغيشت : ابن رضوان : هو عقار شبيه بقرون الغزلان محبب الداخل خفيف الوزن شبيه بطعم القرنفل حار يابس نافع من أوجاع الكبد والمعدة الباردة مدر للطمث والبول مجفف للرطوبة والشربة منه من نصف درهم إلى مثقال . الغافقي : أظنه الذي يسمى بالبربرية حسومي ويسمونه أغرومي وبعض الناس يسميه فلفل السودان وطعمه قريب من طعم الفلفل إلا أنه أقل حرارة وفيه قبض ورائحته كرائحة القرنفل ، وهو معروف عند البربر .
ناردين : باليونانية إذا قيل مطلقا يراد به السنبل الهندي ويقال بكسر الدال المهملة وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ويخطئ من يفتح الدال ولا يحرك الياء على لفظ التثنية ، وإذا قيل ناردين قليطي يراد به السنبل الإقليطي وهو الرومي وناردين أورى وهو السنبل الجبلي وناردين أعربا معناه سنبلى بري ويقال على السنبل الجبلي وعلى الفرو وعلى الأسارون لأن هذه كلها تدعى سنبلاً برياً .(4/471)
"""""" صفحة رقم 472 """"""
نافوخ : إسم ببغداد لأصل النوع من السوسن الأحمر المسمى باليونانية كسيفيون وهو الدليوث وقد ذكرته في حرف الدال المهملة .
ناركيو : يقال على رمان السعالى بالفارسية وهو صنف من الخشخاش ، وقيل : أن الناركيو هو الخشخاش كله وقيل هو الأسود خاصة وفي مفردات الشريف هو نبات أغفل ذكره ديسقوريدوس ، وذكر ابن وحشية في الأدوية الطبية المنتخبة من الفلاحة البنطية أنه نبات ينبت في شطوط الأنهار ومواضع مجتمع المياه والمواضع الندية الظليلة ينبت بنفسه ويرتفع عن الأرض كقامة له ورق كورق الزيتون لكنه أصغر منه وهو ناعم لين كالحرير إذا لمسه لامس ، وأغصانه صلبة جداً وله زهر يظهر في الربيع كأنه ورد الخيري يخلفه ثمر كالبندق في جوفها حب أسود كالفلفل أدكن اللون سهل الدق حار يابس في الأولى يسخن ويجفف ويلطف ، وقشره إذا نزع عن أغصانه وجفف وسحق وذر على القروح الجاسية الغليظة حللها لا سيما إذا دهنت بالزيت وذر عليها بعده ، وإذا بخر بأغصانها وورقها وصنع من رمادها نورة وخلط مع زرنيخ وطلي به الشعر النابت في البدن حلقه وحيا وأبطأ نباته كثيراً ، وإذا طلي به على الكلف والنمش أذهبه وقد يعمل الرماد وحده ذلك من غير زرنيخ . ابن سمحون : قال حبيش : حار يابس فيه حدة وينفع حبه مطبوخاً بالماء كما ينفع بزر الحندقوقا وورقه إن طبخ وسقي أصحاب البلغم والريح الغليظة أخرج ذلك من المعا والمعدة وبزره أقوى من ورقه وهو من أدوية الكبار ، وإن شرب حبه مدقوقاً معجوناً بالعسل ذهب بالمليلة ونفع أصحاب الحمى التي تكون من المرة السوداء والبلغم المحترق .
نار : الشريف الإدريسي : هي جوهر منفرد فاعل في الأجسام نافع من الأمراض المزمنة وهي دواء لا يعدله شيء في ذلك وهي حارة يابسة في آخر الرابعة والكي بها ينفع من كل مزاج يكون من مادة أو من غير مادة إلا ما كان من ذلك حاراً من غير مادّة ويابساً من غير مادة ، والكي بالنار أفضل من الكي بالدواء المحرق لأن النار لا يتعدى فعلها العضو الذي يتصل بها ولا يضر ما اتصل به من الأعضاء إلا ضرراً لا يؤبه له ، والكي بالدواء المحرق ربما أضر بالعضو وربما أضر بما اتصل به من الأعضاء وأحدث أمراضاً مميتة والنار لا تفعل ذلك لشرف عنصرها وكرم جوهرها ما لم يفرط بها ، وإذا كوي الرأس بها نفعت من البرودة والرطوبة المزمنة والشقيقة المزمنة وغير المزمنة ، وإذا نقط بها حول الأذن من خارج نفع من بردها وينفع من اللقوّة والسكتة المزمنة والنسيان البلغمي والفالج والصرع والماليخوليا وينفع الكي بها من الماء النازل في العين والدموع المزمنة ووجع الأنف واسترخاء الجفن(4/472)
"""""" صفحة رقم 473 """"""
وناصورها وينفع من شقاق الشقة وناصور الفم والأضراس واللثات المسترخية ومن الخنازير وضيق النفس وبحوحة الصوت والسعال الرطب وينفع الكي بها من خلع رأس العضد ومن برد المعدة ورطوبتها وبرد الكبد ورطوبتها وورمها وورم الطحال والكلى والإستسقاء الزقي والساقين والقدمين والإسهال المزمن البارد وبواسير المقعدة والثآليل وخلع الورك وعرق النسا ووجع الظهر والفتوق وأرياح الحدبة ، وينفع من الوثي والجذام والدبيلة والبرص والأكلة والبواسير المعكوسة والنزف العارض بغتة عن الشريان وغيره .
نبيذ : الرازي في مقالته : في الشراب أن الأشربة المسكرة هو الشراب المطلق نفسه المتخذ من عصير العنب والمطبوخ والزبيبي ونبيذ العسل والتمر والدوشاب ونبيذ السكر والفانيذ ونبيذ البر والشعير والجاورس وعصارات الفواكه الحلوة . وبلغنا وتأدى إلينا أن ما سال من عروق النارجيل إذا شرب بشراب أسكر وأن لبن الرماك أيضاً شراب مسكر والمطبوخ من الشراب أشد إسخاناً من غيره للبدن وأشد تجفيفاً ولذلك هو موافق للأبدان التي تحتاج إلى إسخان من الشراب ، وأما المشمس فإنه أشد إسخاناً وتجفيفاً وهو ضار بأصحاب الأبدان الملتهبة يسرع إلقاءهم في الحميات ويجعل الدم يسرع إلى العفونة ولذلك يلهب الحمى سريعاً ويصدع لما فيه من الريح والنشوة لكنه أكثر الأشربة رياحاً ونفخاً وقراقر ويبلغ بالسخونة إلى الأعضاء البعيدة وله فضل لطف وغوص ويطيب ريح العرق والبول ولا يضر النكهة كما يضرها الشراب المطلق ، وأما نبيذ الزبيب المجرد فإنه أجود لتقوية المعدة وأعقل للبطن من الشراب وهو أكثر غذاء والدم المتولد منه أغلظ وأمتن من الدم المتولد من الشراب الرقيق وأقرب إلى الإستحالة والتعكر والذي يستحيل منه من الدم سوداء ، ولذلك ينبغي أن يجتنبه من به سوداء ويخاف عليه من الأمراض السوداوية كابتداء السرطان والماليخوليا وعظم الطحال ونحو ذلك ، ويجب أن يستعمله أصحاب الذرب لضعف المعدة ومن يلهب من شرب الشراب المطبوخ سريعاً ويشتد ذلك به ، ونبيذ الزبيب المعسل يزيده العسل إسخاناً وقوّة وسورة في الصعود إلى الرأس والنفوذ في سطوح البدن وينقص من قبضه فيكون حينئذ أقل تقوية للمعدة وأعقل للبطن لكنه يكون أدر للبول وأكسر للرياح ويسخن الكلى والمثانة حينئذ ويخرج عنهما فضولهما وحجارتهما وهو أصلح للصدر والرئة وما فيها من الأخلاط ، وأما نبيذ العسل نفسه فقوي الإسخان سريع الإستحالة إلى المرار الأصفر ضار بأصحاب الأمزاج الحارة يصلح للمشايخ والمبلغمين وهو أوفق الأنبذة للذين بهم ضعف العصب وأمراض باردة وأضرها بأصحاب الأكباد الحارة ، وأما الشراب الذي يطبخ فيه اللوز المر فيزيده فضل إسخان ولطافة ونفوذاً حتى أنه جيد لمن يعتريه القولنج والحصا في كلاه(4/473)
"""""" صفحة رقم 474 """"""
والسدد في كبده والغلظ في طحاله غير أنه سريع الإستحالة إلى المرارة مصدع مورث للرمد والغشي من بعد يوم شربه ولا سيما لمن كان منتظراً مستعداً لذلك ، ونبيذ الدادي فإنه مصدع وليس بجيد للمشايخ وهو صالح لأصحاب البواسير وأما المطبوخ فيه الأفاويه فإنه يزيد شاربه تصديعاً وإسخاناً لكنها تزيد تقوية للمعدة وتجفيفاً لها سيما ما كان منها قوي القبض كالمسك والسعد أقوى للتجفيف كالسنبل والعود والمصطكي ، وأما نبيذ الزعفران فمصدع ومغث إلا أنه أكبر بسطاً للنفس وتفريحاً حتى يكسب شرابه شاربه حالاً شبيهة بالزعوفة لمن أكثر منه ، ونبيذ التمر والدوشاب والناطف فكلها وخمة ثقيلة بالإضافة إلى الشراب حتى إنه ربما كانت أكثر توليداً للنفخ والقراقر والأضرار بالمعدة والأمعاء من الماء إلا أن أصلحها على كل حار نبيد التمر لا سيما العتيق الصيفي وبالضد أردأها الطري والشتوي وما اتخذ من الدوشاب أوفق للصدر والرئة من نبيذ التمر ونبيذ التمر أوفق للمعدة من الدوشاب والناطف على أنه ليس منها واحد موافقاً للمعدة ولا جارياً في مجاري الشراب بالإضافة إليه وإلى نبيذ الزبيب بل هي أجمع دونهما في هذه الخلال التي يحتاج إليها من الشراب بكثير ، اللهم إلا في إخصاب البدن وأسمانه فإنها تزيد في ذلك على الشراب بحسب غلظتها ومتانتها وكثرة إغذائها وحلاوتها ، وأما نبيذ السكر والفانيذ فأرق من نبيذ الدوشاب وأنفذ وهي جيدة للكلى والمثانة وحرقة البول وعسره غير أن نبيذ السكر سريع التصديع ونبيذ الفانيذ جيد للصدر والرئة والأوجاع الكائنة من أخلاط نيئة وهو يسهل الطبيعة ويمنع من القولنج ونبيذ التين جيد للصدر والرئة والكلى والمثانة مسمن للبدن لكنه لكثرة دفعه الفضول يولد حكة وجرباً ويقمل ، وبالجملة كل هذه الأنبذة مقصرة دون الشراب ، ونبيذ الزبيب في الخلال التي تحتاج إليها يقوم دون مقامه قليلاً فيما يفعله وهو أيضاً أقربها إليه ويقرب نبيذ العسل من نبيذ التمر والمتخذة من البر والشعير وشبههما بعيدة عن الشراب وعلى أنها تسكر بعض الإسكار وتطيب النفس ، لكن لا ينبغي أن يطمع منها في حل نفخ ولا في دفع غذاء بل يحل الطبع وتدر البول وتنفع بعض النفع ، ونبيذ الرمان الحلو وما أشبهه كعصارة الفواكه الحلوة كالكمثري الحلو والتفاح إذا تركت حتى تسكر فإنها تجري في السكر مجرى بعض الشراب غير أنها سريعة الإنفاذ ولا قوّة لها ، وأما شراب النارجيل فقد أخبرني جماعة أنه يسكر إسكاراً صالحاً فأوجب القياس أن يكون مسخناً مليناً نافعاً لوجع الظهر والكلى الحادث عن الأخلاط الباردة . الإسرائيلي : ومن نبيذ العسل ما يتخذ نقيعاً بالبرية المعروفة بخوزحندم وهو نافع للرياح والنفخ ولذلك صار ينعش(4/474)
"""""" صفحة رقم 475 """"""
اللحم ويربيه ويزيد فيه وبهذه القوة صار أهل الأندلس يستعملونه لأنه أكثر ما يتخذونه فيستعمله أرقاؤهم وجواريهم دائماً لأنه ينفع أبدانهم ويحسن ألوانهم .
نبق : مذكور مع السدر في السين المهملة .
نجب : هو قشر السليخة وهو إسم لكل قشرة وخص بهذا القشر أعني سليخة الطيب .
نجم : هو الثيل وقد ذكر في الثاء وكل ما ليس له ساق فهو نجم .
نجيل : هو النجم المقدم ذكره وأهل المغرب يسمونه النجبير بالراء المهملة .
نحاس : الغافقي : هو أنواع ثلاثة ، فمنه أحمر إلى الصفرة ومعادنه بقبرس وهو أفضله ومنه أحمر ناصع وأحمر إلى السواد ، فأما ما تدخله الصنعة فالأصفر وهو أنواع فمنه الطالقون والنحاس ، وإذا أحرق كان منه الروسختج وحذر الحكماء من الأكل في آنية النحاس والشرب فيها ، وخاصة ما كان فيه حلاوة أو حموضة أو دسومة ، وقد يعرض عن الشرب في آنية النحاس ومن إدمان ذلك داء الفيل والسرطان والناخس ووجع الكبد والطحال وفساد المزاج وقد تسحق الأكحال النافعة في صلاية من نحاس بفهر منه فتكون موافقة لغلظ الأجفان والجرب وتقوي العين وتجفف رطوبتها وتحد البصر .
نحاس محرق : هو الروسختج . ديسقوريدوس في الخامسة : الجيد منه الأحمر الشبيه في سحقه بلون الجوهر المعدني الذي يقال له فنياري ، والمحرق الذي لونه أسود فإنه قد أحرق أكثر مما ينبغي ، وقد يتخذ المحرق من المسامير التي تخرج من بعض السفن وهو أن يؤخذ من الكبريت جزء ومثله من الملح ويذر في قدر من طين ويوضع عليه ساف من المسامير ويذر عليه الكبريت والملح أيضاً ويجعل عليه ساف من المسامير ولا يزال يفعل ذلك إلى أن يكتفي به ويلزق على القدر وعليها غطاء من طين فخار ويصير في أتون الفخار وينزل حتى ينضج القدر ، ومن الناس من يذر في القدر الشب مكان الكبريت ومنهم من يحرق النحاس من غير ذلك ويدعه في الأتون أياماً كثيرة ، ومن الناس من يستعمل الكبريت وحده إلا أنه يكون أسود ، ومنهم من يلطخ المسامير بالكبريت والشب والخل ويحرقها في قدر من طين ، ومنهم من يصير المسامير في قدر من نحاس ويرش على المسامير خلاً ويحرقها وبعد حرقها مرة يرش عليها الخلّ ثانية ، ثم تحرق أيضاً ويفعل به ذلك فإذا كان ذلك رفع ، وأجود ما يكون من النحاس المحرق ما كان من المدينة التي يقال لها صف وبعده القبرسي وهو يقبض ويجفف ويلطف ويشد ويجذب وينقي القروح ويدملها(4/475)
"""""" صفحة رقم 476 """"""
ويجلو العين وينقص غشاوتها وينفع القروح الخبيثة ويمنعها من الإنتشار ، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له أدرومالي ولعق بالعسل أو تحنك به هيج القيء وقد يغسل ، كالقليميا بأن يبدل ماؤه أربع مرات إلى أن لا يطفو عليه شيء من الوسخ .
نحام : هو من طيور الماء . ابن ماسويه : لحمه من أكرم لحوم الطير وأفضلها وهو حار دسم ويشد العظام ويقوي اللحم وينشط للطعام ويزيد في الماء ويصلح الجسم كله .
نخالة : جالينوس : هي أقل حرارة وأكثر يبساً عند إضافتها إلى لباب الحنطة ، وقال في كتاب طيماوس قوّتها كقوة الكرسنة وكجلائه . ديسقوريدوس في الثانية : إذا طبخت نخالة الحنطة بخل ثقيف وضمد بها مسخنة قلعت الجرب المتقرح وهي ضماد نافع من الأورام الحارة في ابتدائها والمطبوخة بالشراب تسكن أورام الثدي ضماداً وكذا المعقد فيها اللبن وتوافق لسعة الأفعى والمغص . عيسى بن ماسه : تجلو جلاء كثيراً وتسخن إسخاناً يسيراً وماؤها يجلو الصدر جلاء معتدلاً ويلين الطبع . التجربيين : ماء النخالة المطبوخ حسواً ينفع من خشونة الصدر ومن السعال في جميع أوقاته ويسهل النفث وإذا طبخت الأحساء المسمنة بماء النخالة قوي فعلها والنخالة نفسها إذا طبخ فيها ورق الفجل وضمد بها لسعة العقرب سكن وجعها وكذا بالماء وحدها . غيره : والنخالة إذا نقعت بالخل ووضعت على الجمر واستنشق دخانها نفع من الزكام .
ندغ : صعتر البر وقد ذكر في الصاد .
نرجس : ديسقوريدوس في الرابعة : بركسوس وباللطيني الريبقس وهو نبات له ورق شبيه بورق الكراث إلا أنه أدق منه وأصغر بكثير وله ساق جوفاء ليس لها ورق طولها أكثر من شبر عليها زهر أبيض في وسطه شيء لونه أصفر ومنه ما لونه إلى الفرفيرية وله أصل أبيض مستدير شبيه بالبلبوس وثمرته سوداء كأنها في غشاء مستطيلة وقد ينبت أجود مما يكون منه في مواضع جبلية وهو أجودها وهو طيب الرائحة جداً وباقية شبيه برائحة العقاقير . جالينوس في التاسعة : أصله قوته قوة مجففة حتى أنه يلحم الجراحات العظيمة ويبلغ من قوته أن يلحم القطع الحادث في الوثرات ، وفيه مع هذا شيء يجلو ويجذب ويجفف . ديسقوريدوس :(4/476)
"""""" صفحة رقم 477 """"""
وإذا أكل أصله مسلوقاً أو شرب هيج القيء وإذا استعمل مع العسل مسحوقاً وهو مسلوق وافق حرق النار ، وإذا تضمد به ألزق الجراحات العارضة للأعصاب ، وإذا خلط بالعسل مسحوقاً وتضمد به نفع من انفتال أوتار العقبين وأوجاع المفاصل المزمنة ، وإذا خلط بالبزر الذي يقال له سديوس والخل نقى الكلف والبهق ، وإذا خلط بالكرسنة والعسل نقى أوساخ القروح وفجر الدبيلات العسرة النضج ، وإذا تضمد به مع دقيق الشيلم أخرج السلاء وشبهه فقط . البصري : حار في الدرجة الثالثة يابس في الثانية ، وإذا شم نفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والمرة السوداء ويفتح سدد الرأس . ابن عمران : شمه ينفع الزكام البارد وفيه تحليل قوي . غيره : بصله يجفف وينقي وينضح ويسيل القيح من القروح وينقيها ويجففها ، وإذا شرب منه مثقالان بعسل قيأ ويقتل حيات البطن وزهره معتدل لطيف محلل مصدّع لرؤوس المحرورين إذا شموه . ابن سينا : أصله نافع من داء الثعلب طلاء بخل وإذا شرب منه أربعة دراهم بماء العسل أسقط الأجنة الأحياء والموتى ، الشريف : إذا أنقعت ثلاثة من أصوله في اللبن الحليب يوماً وليلة ثم أخرجت وسحقت وطلي بها ذكر العنين دون الرأس ضماداً به أقامه وقوى فعله عجيباً وإذا دلك القضيب بأصله ساذجاً زاد في غلظه كثيراً جداً ، وبزره إذا سحق وخلط بخل وطلي به الكلف أذهبه وكذا النمش والبهق .
نسرين : إسحاق بن عمران : هو نور أبيض وردي يشبه شجره شجر الورد ونواره كنواره ، وسماه بعض الناس وردصيني وأكثر ما يوجد مع الورد الأبيض وهو قريب القوة من الياسمين نافع لأصحاب البلغم وبارد المزاج وإذا سحق منه شيء وذر على الثياب والبدن طيبها . بولس : وأما نباته كله فإن له قوّة منقية لطيفة الأجزاء وهذه القوة في زهره أكثر سيما إذا كان يابساً حتى أنه يدر الطمث ويقتل الأجنة ويخرجها ، وإن خلط به ماء حتى يكسر قوّته صلح أيضاً في الأورام الحارة سيما أورام الرحم ، ولأصوله أيضاً قوّة قريبة من هذه إلا أنها أغلظ أجزاء وأكبر أرضية وهو يحلل الأورام الجاسية إذا صير عليها مع الخل . الرازي : ورأيت بخراسان قوماً يسقون منه من الدرهم إلى ثلاثة فيسهل إسهالاً ذريعاً . الغافقي : وإذا دق وطلي به على الآثار والكلف التي في الوجه قلعها ، وإذا جفف وشرب منه نصف مثقال أياماً متوالية منع إسراع الشيب . ابن سينا : حار يابس في الثانية ينفع من البرد في العصب ويقتل ديدان الأذن وينفع وجع الظهر والوثي والدوي ومن وجع الآذان والأسنان واللثة ويلطخ بمسحوق البري منه الجبهة فيسكن الصداع وكله يفتح سدد المنخرين وينفع(4/477)
"""""" صفحة رقم 478 """"""
من أورام الحلق واللوزتين ، وإذا شرب منه أربع درخميات سكن القيء والفواق وخصوصاً البري . التميمي : نافع لأصحاب المرة السوداء الكائنة عن عفن البلغم وقد يسخن الدماغ ويقويه ويقوّي القلب إذا أديم شمه ويحلل الرياح الكائنة في الرأس والصدر ويخرجها بالعطاس ، وإذا تدلك به في الحمام مسحوقاً طيب رائحة العرق والبشرة .
نسر : الشريف : هو طائر معروف كبير الجسم جليل المقدار يقتل الطير وهو من أقدر الطير على العلو إذا استعلا طيراناً وربما طار من المشرق إلى المغرب ثم انصرف من يومه ويوصف بأعاجيب بأنه يقصد المقتلة من المكان البعيد فيأكل منها وينصرف إلى فراخه فيزقها ليلاً ، ولحمه حار يابس إذا أكل نفع من التشنج . التميمي في المرشد : لحمه أغلظ اللحوم وأزفرها وأزهمها وهي بطيئة النزول فيها شيء من حرارة والكيموس المتولد منه رديء جداً يولد مرة سوداء يقارب في الشبه لحوم الكراكي ويجانسها وفيه مع هذا الحر شيء من رطوبة غيره : وإذا اكتحل بمرارته سبع مرات بماء بارد وطلي به حول العين نفع من نزول الماء فيها ، وإذا خلط بمثله عصارة الندفة وعسل واكتحل نفعت من ظلمة البصر وأذهبت غلظ الجفن وجربه ، وإذا أذيب شحمه وقطر في الأذن حاراً نفع من الصمم لا سيما إذا توولي على ذلك .
نشا : ديسقوريدوس في الثانية : آمولن أجوده ما عمل من الصنف من الحنطة الذي يقال له سطانيونلن وعمله أن تؤخذ الحنطة وتنقى وتنقع في ماء عذب وتغسل به ويراق الماء الذي غسلت به ويصب عليها غيره ويفعل بها ذلك خمس مرات بالنهار وإن أمكن فليفعل ذلك بالليل فإذا لانت فينبغي أن يصب ماؤها صباً رفيقاٌ ولا تحرك لئلا يخرج لبنها ويصب مع الماء ، فإذا فعل ذلك دوست بالأرجل ويصب عليها ماء وما طفا على الماء من نخالة تؤخذ بمصفاة ثم تصفى وتصير على قراميد جدد في شمس حارة فإنه إن بقي عليه شيء من النداوة حمض ، وقد يصلح النشاستج لسيلان المواد إلى العين والقروح العارضة لها التي يقال لها فلقطس ، وإذا شرب قطع نفث الدم ويلين خشونة الحلق وقد يخلط باللبن وببعض الأطعمة ، وقد يستعمل النشاستج أيضاً من راء بأن ينقع بعد الغسل يوماً أو يومين ويمرس بالأيدي كما يفعل بالعجين في شمس حارة وهذا الصنف من النشا لا ينتفع به في الطب لكن في غيره . جالينوس في الثانية : يبرد ويجفف أكثر من الحنطة . ماسرحويه : إذا(4/478)
"""""" صفحة رقم 479 """"""
خلط بالزعفران وطلي به الوجه أذهب كلفه . غيره : يجفف الدمعة وقروح العين وإذا قلي حبس البطن وأجوده ما كان نقياً . التجربتين : العذب المذاق منه الحلو إذا أخذ كما هو في لبن النساء أو رقيق البيض سكن حرقة العين ولين خشونة الجفون ، وإذا صنع منه حسو مبالغ في طبخه مع شحم ماعز نفع من السحج والإنطلاق وإفراط الدواء المسهل وإذا احتقن به مقلواً كما هو نفع من السحج . الرازي في دفع مضار الأغذية ، يولد السدد وينبغي لمن أكل الأشياء المتخذة منه أن يأكل ما يفتح السدد ويدر البول وهو صالح للصدر والرئة ويلين خشونتهما ويمنع نوازل الزكام .
نشارة الخشب : جالينوس في السادسة : من شأنها أن تنقي القروح الخبيثة الرطبة وتجلوها وخاصة ما كان من خشب له قبض وجلاء كبعض أجناس الشوك . ديسقوريدوس في الأولى : تأكل الخشب العتيق وهو شبيه بالدقيق إذا تضمد به نقى القروح الرطبة وجلاها وأدملها ، وإذا خلط بمقدار مساو له من الأنيسون وعجنا بخل وصيرا في خرقة كتان وأحرقا وسحقا وذرا على القروح النملية منعها أن تسعى في البدن . الشريف : ونشارة خشب الأرز حارة يابسة إذا خلطت بالحناء وتدلك بها نفعت الجرب الرطب وقد تقع في اللخالخ ، وإذا دخن به طرد الهوام ويقتل البق .
نضار : أبو عبيد البكري : ما كان من الأثل نباته بالجبال فهو النضار وما كان في السهل فهو الأثل وقد ذكرته في الألف .
نطرون : مذكور مع البورق في حرف الباء .
نعنع : جالينوس في السادسة : واليونانيون يسمون هذا النبات مثنى لأنه طيب الرائحة وههنا نبات يسمونه مثنى وهو غير طيب الرائحة وهو الذي يسمونه فالامني وهو فوذنج نهري ، وهذان نباتان كلاهما حارا المذاق وقوتهما حارة في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة إلا أن النعنع أضعف من الفوذنج البري وأقل إسخاناً منه ، وبالجملة فإن النعنع أضعف من الفوذنج البري وأقل إسخاناً منه والفوذنج البستاني مثل النهري من قبل أنه يزرع في البساتين ويشرب الماء فقد صار فيه بهذا رطوبة فهو لذلك يحرك الجماع تحريكاً يسيراً وهو شيء عام مشترك لجميع الأشياء التي فيها فضل رطوبة لم ينضج نضجاً(4/479)
"""""" صفحة رقم 480 """"""
تاماً ولهذا المزاج من النعنع صار بعض الناس تدقه وتضعه مع دقيق الشعير على الجراحات والدبيلات فنيفعها وهذا شيء لا يقدر الفوذنج النهري أن يفعله لأنه يسخن ويجفف أكثر مما يحتاج إليه ثمره وفيه مع هذا شيء من المرارة وشيء من العفوصة فهو بمرارته يقتل الديدان وبعفوصته يقطع نفث الدم ما دام لم يعتق إذا شرب بالخل الممزوج وجوهره من اللطافة أكثر من كل النبات . ديسقوريدوس في الثالثة : له قوّة قابضة مسخنة مجففة ولذلك إذا شربت عصارته مع الخل نفعت نفث الدم ويقتل الدود الطوال ويحرك شهوة الجماع ، وإذا شرب طاقتان أو ثلاث بماء الرمان الحامض سكن الفواق والغثي والهيضة ، وإذا تضمد به مع السويق حلل الأورام التي يقال لها أقيوسطيما وهي الدبيلات ، وإذا وضع على الجبهة سكن الصداع وكذا الثدي الوارمة من تعقد اللبن فيها سكن ورمها ، وإذا تضمد به مع الملح على عضة الكلب نفعها ، وإذا خلطت عصارته بماء القراطن سكن وجع الآذان ، وإذا احتملته المرأة قبل وقت الجماع منع الحبل ، وإذا دلك به اللسان الخشن لين خشونته ، وإذا دلكت منه طاقتان أو ثلاثة في اللبن حفظه من التجبن وهو طيب الطعم جيد للمعدة يدخل في التوابل وقد يكون نعنع غير بستاني على ورقه زغب وهو أكبر من البستاني وفي رائحته شيء من الزهومة والكراهية وهو أقل إصلاحاً في وقت الإستعمال والصحة من الآخر . الشريف : إذا مضغ نفع من وجع الأضراس وحيا وإذا وضع على لدغة العقرب نفع من وجعها ونفعها نفعاً عجيباً وسكن ألمها في الحال ، وإذا استعط منه صاحب الخنازير الظاهرة في العنق ثلاث مرات بوزن دانق من عصارته مع دهن نفع منه نفعاً بليغاً وينفع أصحاب البواسير ضماداً بورقه وهو أنجح دواء في ذلك . التجربتين : إذا درس مع لحم الزبيب ووضع على نفخ الأنثيين أضمرهما وسكن وجعهما ، وإذا ضرب مع الخل نفع من إضراره بالعصب وبفم المعدة لإضعافه لعصبها ويحل نفخ المعدة ويسخنها وهو بالجملة دواء موافق للمعدة والأمعاء ويقوّيها ويسكن أوجاعها ويبعث بشهوتها مأكولاً وضماداً ويسكن الفواق إذا كان من ريح غليظة أو من أخلاط مؤذية لفم المعدة ، وإذا خالط الخل كان أنفع في ذلك ويقطع القيء البلغمي الحادث عن ضعف المعدة ، وإذا مضغ مع مصطكي أو عود نفع من الفواق ومن الخفقان وهو من الأدوية المقوية للقلب ، وإذا وضع في أدوية الصدر نفع من أوجاعه وأوجاع الجنبين وسهل النفث ، وإذا عجنت بمائه الأضمدة الماسكة(4/480)
"""""" صفحة رقم 481 """"""
للطبيعة قوى فعلها جيداً ، وإذا درست أوراقه الغضة مع اللبن نفع من ضرره . غيره : عصارته مع ميبختج ينفع من عسر الولادة ، وإن دق ورقه مع ملح أندراني وخلط بزيت ووضع على كل دمل يخرج في البدن من خلط غليظ أبرأه وهو مخصوص بالنفع من عضة الكلب الكلب وهو مقو للكبد الباردة وللمعدة مطيب لها يعين على قوة الهضم ويحرك الجشاء . ابن سينا في الأدوية القلبية : فيه عطرية لطيفة وحرافة وحلاوة مع مرارة وعفوصة مخلوطة اختلاطاً لذيذاً وفيه قبض صالح وكل هذه المعاني ذكرنا مراراً أنها معينة جداً بخاصية في التقريح ، وأما مزاجه فيشبه أن تكون حرارته في آخر الأولى ويشبه أن تكون في أول الثانية .
نعام : جالينوس في كتاب أغذيته : وأما البط والنعام فغليظة جداً كثيرة الفضول عسرة الهضم وأجنحتها صلبة ليفية عضلية . الرازي في دفع مضار الأغذية : لحوم النعام غليظة جداً فينبغي أن تصلح إصلاح لحم البط . ابن رضوان في حانوت الطب : شحمه قد جرب الثقات أنه إذا أخذ منه في أول الصيف وآخر الربيع وجعل في موضع هربت منه الحيات والأفاعي ، وإذا شمته غشي عليها مجرب . التجربتين : شحمه يحلل الأورام الجاسية البلغمية تحليلاً قوياً ويضمرها وكذا إذا طلي به الحبن أضمره وكذا يهيج الأطراف فهو ينفع من لسعة العقرب شرباً وضماداً معاً وينفع من الأوجاع الباردة كلها .
نفط : ديسقوريدوس : هو صفوة القير البابلي ولونه أبيض وقد يوجد منه أيضاً ما هو أسود وله قوة تستلب بها النار فإنه يستوقد من النار وإن لم يماسها وهو نافع من بياض العين ومائها . مسيح : هو حار في الدرجة الرابعة يدر الطمث والبول وينفع من السعال العتيق والبهر واللهيث ووجع الوركين ولسع الهوام طلاء . الطبري : هو لونان أسود وأبيض وكلاهما حار والأبيض أقوى فعلاً وهو صالح للتنقية من الديدان الكائنة في الشرج إذا استعمل من فرزجة والأسود أضعف ، وقال في موضع آخر : هما محللان نافعان من برد المثانة والأعضاء ورياحها . ابن سينا : هو لطيف وخصوصاً الأبيض محلل مذيب مفتح للسدد نافع من أوجاع المفاصل ويسكن المغص ويكسر من برد الرحم وريحها ، والأزرق ينفع من وجع الرحم والأذن الباردة قطوراً . غيره : يخرج المشيمة والأجنة الميتة ويدخن به لإختناق الرحم الرازي : وبدلهما ثلثا وزنهما دهن بلسان وثلثا وزنهما من حب الصنوبر ووزنه من صمغ الجاوشير .
نفل : أحمد بن داود : هو من إحرار البقل ومن سطاحه ولها حسك ترعاه القطاة وهي(4/481)
"""""" صفحة رقم 482 """"""
مثل اللفت ولها نوارة صفراء طيبة الرائحة وهو القت البري الذي تأكله الخيل وتسمن عليه ومنابته الغلظ وثمرته صلبة مطوية بعضها فوق بعض إذا اجتذبت امتدت وإذا تركت عادت وفيها حب .
الرازي في الحاوي : هو دواء عربي وبزره يشبه الجزر حار يدل البول وينفع من الطحال .
نلك : هو شجر الزعرور ويقال شجرة الدلب عن أبي حنيفة ، وقد ذكرتهما في بابيهما .
نمام : ديسقوريدوس في الثالثة : أرفلس منه بستاني في رائحته شيء من رائحة المرزنجوش وتستعمله الناس في الأكلة ويسمى أرفلس من أرفسي وهو الدبيب لأنه يدب وأي شيء ماس الأرض منه ضرب فيها عروقاً ، وله ورق وأغصان شبيهة بورق أوريعانس وأغصانه إلا أنه أشد بياضاً وما ينبت منه في السباخ كان أكبر بما يناله . جالينوس في السادسة : وقوته حارة يبلغ من إسخانها أنها تدر الطمث والبول وطعمه أيضاً شديد الحدة . ديسقوريدوس : ومنه غير بستاني ويقال له أوريعانس وليس يدب في نباته بل هو قائم وله أغصان دقاق رقاق في مقدار ما يصلح لفتل القناديل ، وأغصانه مملوءة ورقاً شبيهة بورق السذاب إلا أنه إلى الدقة ما هو وأطول وأصلب من ورق السذاب وزهره حريف مر المذاق ورائحته طيبة وله عرق لا ينتفع به وينبت بين الصخور وهو أقوى وأسخن من البستاني وأصلح في أعمال الطب لأنه يدر الطمث إذا شرب ويدر البول وينفع من المغص ورض العضل وأطرافها وأورام الكبد الحارة ويوافق ضرر الهوام إذا شرب ، أو تضمد به ، وإذا طبخ بالخل وصير معه دهن ورد وصب على الرأس سكن الصداع ، وإذا شرب رافق المرض الذي يقال له قرانيطس وليبرعس أيضاً وإذا شرب منه وزن أربعة درخميات بخل سكن قيء الدم . ابن سينا : حار في الثالثة يابس فيها يقاوم العفونات ويقتل القمل وينفع من الأورام الباردة ومن القلغموني الشديد الصلابة وينفع من الديدان وحب القرع ويخرج الجنين الميت وكذا بزرهما وخصوصاً البري منه . وقال في الأدوية القلبية : إذا عدل حره ويبسه بدهن البنفسج وبقيت عطريته ونفوذه كان نافعاً في تعديل مزاج الروح التي في الدماغ وإذا كان ذلك بلغمي المزاج لا يحتاج أن يعمل ، ولم أسمع له في الروح التي في القلب كبير فعل ويشبه أن يكون له فعل لما ذكرنا من أوصافه . غيره : يطيب رائحة الشعر إذا دلك به الرأس والذقن بعد الخروج من الحمام وينفع من السدد المتولدة من الكيموسات الغليظة(4/482)
"""""" صفحة رقم 483 """"""
التي في الدماغ وسدد المنخرين أيضاً وخاصة النفع من لسع الزنبور إذا شرب منه درهمان أو مثقال بسكنجبين .
نمارق : التميمي في المرشد : زهره يكون بأرض فارس والعراق وهو شبيه بالياسمين الأبيض على شكله إلا أنه أقوى حرارة منه وهو حار في الثانية يابس في آخر الأولى شمه مضر بالمحرورين نافع للمبرودين .
نمل : الشريف : زعم بنادوق أن نمل المقابر الكبير منه إذا سحق بخل ولطخ به البرص بعد الإنقاء أزاله وحيا ، وإن أخذ من الكبار الأسود مائه فتغرق في نصف أوقية من دهن الرازقي وتترك فيه ثلاثة أسابيع ثم يدهن به الإحليل فإنه يسرع الإنعاظ ويوتر القضيب ويصلبه ويقوي عصبه ، وإذا سحق بالماء وطلي به الآباط بعد نتفها أبطأ نبات الشعر فيها .
نمر : الشريف : هو حيوان فيه شبه من الأسد إلا أنه أصغر منه منقط الجلد بسواد ، ذكره أرسطوطاليس في كتاب خواص الحيوان ، ولحمه إذا لطخ به الكلف وترك حتى يجف أبرأه وإن احتيج إلى عوده أعيد عليه ، ويقال أن مخه إذا ديف بدهن زنبق واحتمل نفع من أوجاع الأرحام ، وشحمه حار يابس إذا تدهن به الفالج كان أنفع شيء في علاجه لا يعدله في ذلك دواء ، وذكر الجاحظ في كتاب الحيوان أن النمر يحب شرب الخمر فإن وضع في مكان وضربه حتى يسكر لا يمنع عن نفسه من قصده ، ويقال أنه متى لطخ إنسان جسمه وجوارحه بشحم ضبعة عرجاء ودخل على النمر في مكانه قعد أمامه ولم يقدر على النهوض عليه ولا على الحركة أصلاً ، وقيل في كتاب السمائم أن مرارته لا تحب أن تقرب لفرط رداءتها ، وقد قدر لذلك قدر فالأولى أن لا تذكر وكذا مرارة الببر وهو سبع عظيم .
نمكسود وقديد : جالينوس في أغذيته : والإختلاف بين اللحمان من طريق أنها تملح وتقدد أيضاً اختلاف ليس بيسير لأنها تختلف من هذا الوجه إختلافاً كثيراً جداً حتى أن لحم الحيوان الذي مزاجه رطب جداً إذا هو ملح صار يجفف تجفيفاً كثيراً جداً أكثر من تجفيف لحم الحيوان الذي مزاجه يابس جداً إذا هو لم يملح ولم يقدد أيضاً ، وكذا اللحم المشوي أيبس من المطبوخ بالماء . وقال مرة أخرى : إذا هو لم يملح ولم يقدد كذلك كان أقل خلطاً لأن النمكسود يولد خلطاً غليظاً مائلاً إلى السواد ولا ينبغي أن يكثر إستعماله وخاصة من الغالب على بدنه السوداء ، ودمه غليظ رديء لأنه يزيد الدم غلظاً ورداءة . الرازي في دفع مضار الأغذية : القديد والنمكسود يناسب اللحم الطري الذي يعمل منه إلا أن التمليح يزيده فضل يبس وحرارة وبطء انهضام والقديد يزيده مع ذلك كيفية أخرى بحسب الأبازير التي(4/483)
"""""" صفحة رقم 484 """"""
طرحت عليه فيكون المقدد منه بالصعتر والنانخواه والفلفل أزيد حراً والمتخذ بالكزبرة أقل حراً ، وإن نقع منه في الخل قبل ذلك كان أقل حرارة وأسرع هضماً وألطف ، وبالجملة فهو قليل الغذاء بالإضافة إلى اللحم الطري يصلح لمن يريد تجفيف بدنه ويضر بالجملة لمن يعتريه القولنج ويورث إدمانه الحكة والجرب ويجعل الدم سوداوياً غليظاً ولا سيما إذا كان من لحم له أن يفعل ذلك كلحوم الصيد ونحوها وهو صالح للمستسقين إذا لم يكن كثير الملح وكان قد نقع في الخل قبل تقديده فطرحت عليه البزور المدرة للبول وخشن الصدر والرئة ومما يدفع به ضرره أن يطال في الماء إنقاعه ويطبخ في البقول اللزجة كالإسفاناخ والسرمق ويطرح فيها من الشحوم الطرية والأدهان التفهة كدهن اللوز والسمسم والزبد والسمن فإن ذلك يعدلها ويميل بها إلى الصلاح ويشرب عليه من الطلاء الحلو من كان يعتاده يبس الطبع ومن النبيذ الكثير المزاج فأما من كان يقصد تجفيف بدنه كالمستسقين والمترهلين ونحوهم فلا يحتاجون فيه إلى ذلك بل ينبغي أن يطيلوا إنقاعه في الخل ليعدموا تعطيشه وإسخانه ، ويبقى لهم تجفيفه ويأكلوه بالخل أيضاً فإنه موافق لتجفيف البدن الرهل الرطب ، ويصلح لأن يدفع بالقديد وخامة الأطعمة الدسمة وكظة النبيذ ويسكن ثائرة الجوع إذا كان العزم على تأخير الطعام فيدفع القليل منه مع الكعك والمري الجوع الكاذب الذي يعرض للسكارى ، ولا ينبغي أن يكثر منه ولا في هذين الوقتين فإن أكثر منه حتى يتبين مرة بعد مرة ترك حتى تنزل الطبيعة فإن لم تنزل بذلك أخذ شيء من الملينة للإسهال مما ذكرنا وإن لم يؤكل منه دون أن تنزل فإنه بذلك يؤمن حدوث القولنج ومن هاج به عن أكل قديد حرارة أو عطش من غير سخونة فليشرب عليه السكنجبين المبرد ، ومن أصابه عليه يبس في الحلق والفم وعطش من غير سخونة فليشرب عليه الجلاب ويتحسى مرقة دسمة ويأخذ من اللورينج أو يتجرع دهن اللوز الحلو أو يأكل من لب الخيار ولا سيما إن كانت به حرارة .
نهما : الشريف : قال ابن وحشية : هي شجرة قديمة حسنة طيبة الرائحة ورقها مدور غليظ في خلقته على قضبانها وفي زغب يسير . مسيح : لونه أصفر وله زهر أحمر يشبه نوار الخطمي إلا أنه شبيه بالكأس عميق مفتوح وأكثر ما تنبت هذه الشجرة بأرض بابل وليست تطول كثيراً بل كقامة الإنسان ، والنوع الآخر يشبه الأول نباتاً وقدراً إلا أن ورقه أدق من الأول وورده كالأول سواء في عظمه ولون وردها أبيض والشجرتان طيبتا الريح وخاصة زهرهما فإنه طيب الرائحة وحملها يكون في أول آذار وليس تخلف مكان الزهر ثمراً ولا بزراً وزهرهما حار يابس له رائحة طيبة وبخورهما ينفع الزكام ، وإذا ضمدت له الأورام الباردة حللها .(4/484)
"""""" صفحة رقم 485 """"""
نهق : وهو جرجير البر وقد ذكرته في الجيم .
نهشل : هو الجزر البري من الحاوي وقد ذكر في الجيم أيضاً .
نوشادر : ابن التلميذ : هو نوعان طبيعي وصناعي فالطبيعي ينبع من عيون حمئة في جبال بخراسان يقال أن مياهها تغلي غلياناً شديداً وأجوده الطبيعي الخراساني وهو الصافي كالبلور . الغافقي : هو صنف من الملح محتفر يخرج من معدنه حصا صلباً ومنه شديد الملوحة يحذي اللسان حذواً شديداً ومنه ما يكون من دخان الحمامات التي يحرق فيها الزبل خاصة ، وأصنافه كثيرة فمنه المنكت بسواد وبياض ومنه الأغبر ومنه الأبيض الصافي التنكاري ومنه الذي يعرف من شبه المهمي وهو أجودها ، والنوشادر حار يابس في آخر الدرجة الثالثة ملطف مذيب ينفع من بياض العين ويشد اللهاة الساقطة إذا نفخ في الحلق وينفع من الخوانيق ويلطف الحواس وخاصيته الجذب من عمق البدن إلى ظاهره فهو لذلك يجلو ظاهر البدن ولا يغسله ، وإذا حل بماء ورش في بيت لم تقربه حية ولا عقرب وإن صب في كواتها ماتت ، وإذا سحق بماء السذاب وتجرع منه قتل العلق . الشريف الإدريسي : وإذا ربب بدهن ولطخ به على الجرب السوداوي في الحمام جلاه وأذهبه وإذا مضغ النوشادر وتفل في وجه الأفاعي والحيات قتلها وحيا ، وإذا خلط بدهن البيض ودهن به البرص بعد الإنقاء أذهبه وأبرأه ونفع نفعاً بيناً ولا سيما إذا أدمن عليه . الرازي : وبدله وزنه شب ووزنه بورق ووزنه ملح أندراني .
نوى التمر : فيه قبض وتغرية يسيرة ينفع بهما من القروح الخبيئة محرقاً فإن غسل بعد إحراقه وسحق وأمر بالميل على شفر العين أنبت الهدب ، وإذا اكتحل به نفع من قروح العين وهو يذهب مذهب التوتيا ، وإن خلط بالسنبل الهندي وهو سنبل الطيب كان أبلغ في نبات الهدب . المنهاج : ينفع شرب ماء طبيخه من الحصا .
نوارس : الغافقي : هو الصنف الكبير من القتاد ويسميه بعض الناس شجرة العرس وبعضهم يسميه سواك عباس والسواك العباسي وتسميه الروم سواك المسيح بلسانهم . الرازي في الحاوي : يسمى شجرة القصب . ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات قريب من الشجرة في عظمه ويسمى باليونانية بطريون والقليل من اليونانيين الذين يسمون أبورس يسمونه بوارس ، وله أغصان دقاق شبيهة بأغصان شوكة الكثيراء وورق صغار مستديرة وعلى هذا النبات كله زغب صوفي وهو مشوك وله زهر صغير أصفر طيب الرائحة فإذا ذيق كان حريفاً ولا ينتفع به ، ينبت في آجام صلبة وله أصول طولها ذراعان أو ثلاثة شبيهة بالأعصاب(4/485)
"""""" صفحة رقم 486 """"""
إذا شق منها عند وجه الأرض خرجت منه دمعة شبيهة بالصمغ . جالينوس في السابعة : قوة هذا قوة تجفف بلا لذع حتى أنه قد وثق الناس منه بأنه يلحم العصب إذا انقطع وأصوله خاصة أكثر فعلاً وكذا ماؤه الذي طبخ فيه يسقى منه لمن به علة في عصبه . ديسقوريدوس : وإذا دقت صمغته وتضمد بها ألزقت الجراحات والأعصاب وطبيخها إذا شرب وافق أوجاع الأعصاب .
نورة : وهو الكلس وقد ذكر في الكاف .
نيلوفر : أمين الدولة بن التلميذ : هو إسم فارسي معناه النيلي الأجنحة أو النيلي الأرياش وربما سمي بالسريانية ما معناه كرنب الماء . ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات ينبت في الآجام والمياه القائمة وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قينوريون وتأويله العروس إلا أنه أصغر منه وأطول بشيء يسير وقد يظهر على الماء ومنه ما يكون داخل الماء ورق كثير مخرجه من أصل واحد وزهر أبيض شبيه بالسوسن وسطه زعفراني اللون إذا طرح زهره كان مستديراً شبيهاً بالتفاحة في الشكل أو الخشخاشة وفيه بزر أسود عريض مر وله ساق ملساء ليست بغليظة سوداء شبيهة بساق النبات الذي يقال له قينورين وأصل أسود حسن شبيه بساق النبات الذي يقال له قينورين أو بالجزر يقلع في الخريف ومتى قلع وشرب الأصل بالشراب نفع من الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء ، وحلل ورم الطحال وقد يتضمد به لوجع المعدة والمثانة ، وإذا خلط بالماء الصافي وصير على البهق أذهبه ، وإذا خلط بالزفت وصير على داء الثعلب أبرأه ، وإذا أدمن شربه أياماً أضعف ذكره وقد يشرب للإحتلام فيسكنه وبزره أيضاً يفعل ما يفعله الأصل في هذه الأشياء جميعاً ويوجد هذا النبات كثيراً في المواضع التي تسمى الموطس ، وقد يكون من هذا النبات صنف آخر له ورق شبيه بالذي وصفنا وأصل أبيض خشن وزهر أصفر مشرق اللون مساو لورق الورد وأصله وبزره إذا شربا بالشراب الأسود نفعا من سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم وينبت كثيراً في بلاد إيطاليا في النهر الذي يقال له قسوس .
جالينوس في الثامنة : أصل هذا النبات وبزره فيهما قوة تجفف بلا لذع فهو لذلك يحبس البطن ويقطع سيلان المني ودروره الكائن بلا احتلام بإفراط وينفع من قروح الأمعاء ، وما كان منه أبيض الأصل فهو أقوى من الأسود حتى أنه يقطع النزف العارض للنساء وقد يشرب منه ما هو أبيض وما هو أسود الأصل لهذه العلة بالشراب القابض ، وفيهما أيضاً جميعاً قوة تجلو لذلك يشفيان البهق وداء الثعلب شفاء عجيباً ولعلاج البهق يعجنا بالماء ولداء الثعلب بالزفت الرطب والأنفع في هاتين العلتين النوع(4/486)
"""""" صفحة رقم 487 """"""
الذي أصله أسود كما أن الأبيض نافع لتلك العلل الأخر . ابن سينا : زهره ينوم ويسكن الصداع إلا أنه يضعف وبزره نافع لوجع المثانة وكذا أصله وشرابه شديد التطفئة نافع من الحميات الحادة . وقال في كتاب الأدوية القلبية : يقرب في أحكامه من الكافور إلا أنه يرطب لقوته وكثرة برودته فيحدث في جوهر روح الدماغ كلالاً وفتوراً إلا أن يكون محتاجاً إلى ترطيب وتبريد لتعديل ، وأما الروح التي في القلب فيشبه أن لا تنفعل عن المعنى الضار الذي فيه انفعال الروح الذي في الدماغ حتى تقويه منفعته بل خاصيته التي في عطريته تقوي الروح التي في القلب ويكون دفع ضرر برده ورطوبته به إلى حد ما يعدل بالزعفران والدارصيني . عيسى بن ماسه : هو بارد في الدرجة الثالثة رطب في الثانية لطيف الأجزاء غواص ويذهب بالسهر الكائن من الحرارة ويكون ببلاد مرو ضرب من النيلوفر فيه حدة وحرارة ولطافة ، وأما إذا أردنا إسخاناً في أوجاع باردة فاستعملناه فوجدناه صالحاً وشربه صالح للسعال وأوجاع الجنب والرئة والصدر ويلين الطبيعة ويبرد . التجربتين : هو أكثر ترطيباً من البنفسج ولا يضر بالمعدة إضراره .
نيلج : الغافقي : هو النيل وهو العظلم والذي تستعمله الصباغون عندنا هو العظلم وليس هو الذي ذكره ديسقوريدوس ، والذي ذكره ديسقوريدوس يسمى عندنا بالأندلس السماني وقلما يستعمل ببلاد الروم وقد يستعمل أيضاً بغربي بلاد الأندلس وإنما تصبغ الثياب بالذي ذكره ديسقوريدوس بتعفين ثمره . ديسقوريدوس في الثانية : أساطيس الذي تستعمله الصباغون ، له ورق شبيه بورق لسان الحمل إلا أنه ألزج وأشد سواداً منه وله ساق أطول من ذراع وورقه إذا ضمدت به الخنازير والجراحات والأورام في ابتدائها نفعها ويلزق الجراحات بحرارتها ويقطع سيلان الدم ويبرئ القروح الخبيثة والنملة والحمرة والأكلة وأما أساطيس البري وهو نبات يشبه الأول الذي تستعمله الصباغون ورقه أكبر من ورقه ويشبه ورق الخس ، وله قضبان طوال كثيرة الشعب لونها إلى الحمرة وفي أطراف القضبان غلف كثيرة شبيهة بالألسن في شكلها مفلقة فيها بزر وله زهر أصفر دقيق ، وهذا النبات ينفع مما ينفع منه الأول وينفع أيضاً المطحولين إذا شرب بشراب وتضمد به . جالينوس في السادسة : وأما النيل البستاني الذي تستعمله الصباغون فقوته تجفف تجفيفاَ قوياً من غير لذع لأنه مر قابض فهو لذلك يحمل الجراحات الحادثة في الأبدان الصلبة ولو كانت في رؤوس العضل وينفع أيضاً انفجار الدم ويحلل ويضمر الأورام الرخوة إضماراً كثيراً ويقاوم مقاومة شديدة للأورام الرديئة عفنة كانت أو متأكلة فإن وجد في بعض الأوقات صلباً عند جوهر صاحب العلة فينبغي أن يخلط مع ورقه إذا سحق خبز أو دقيق شعير أو دقيق حنطة أو(4/487)
"""""" صفحة رقم 488 """"""
سويق شعير بحسب العلة ، فأما النيل البري ففيه قوة حادة بينة في مذاقته وفعله فهو بهذا السبب أكثر تجفيفاً من النيل البستاني ولذلك صار أقوى في علاج الرطوبة العفنة الحادثة في الجراحات وفي القروح ، فأما في علاج القروح التي ذكرناها فهو أقل نفعاً لأنه قوي وتجفيفه مع لذع وجميع ما كان كذلك فهو يهيج الأورام ويؤذيها وهذا النوع البري ينفع الطحال بسبب شدة قوته ، فأما ذلك البستاني فليس يمكنه هذا . الغافقي : وأما النيلج المعروف عند الصباغين فهو نبات له ساق وفيه صلابة وله شعب دقاق عليها ورق صغار مرصعة من جانبين يشبه ورق الكبر إلا أنه أكثر استدارة منه ولونه إلى الغبرة والزرقة وساقه مملوءة من خراريب فيها بزر يشبه خراريب الكرسنة إلا أنها أصغر ولونها إلى الحمرة ، وهذا النبات هو العظلم ويتخذ منه النيلج بأن يغسل ورقه بالماء الحار فيجلو ما عليه من الزرقة وهو يشبه الغبار على ظاهر الورق ويبقى الورق أخضر ويترك ذلك الماء الحار ويرسب النيلج في أسفله كالطين فيصب عنه الماء ويجفف ويرفع ، ولأن الأطباء الذين ذكروا النيلج في الكتب لم يعلموا أن النيل الذي ذكره ديسقوريدوس وجالينوس غير هذا ولذلك خلطوا القول فيه ووصفوا فيه وصفاً فأضافوا إليه ما ليس فيه ولذلك كان كلامهم فيه كذب وخطأ أكثره ، وقوة هذا النيل الثاني مبردة لا محالة وهو يمنع من جميع الأورام في ابتدائها ويقال : أنه إذا شرب شيء منه يسير قدر أربع شعيرات محلولات بماء سكن هيجان الأورام والدم وأذهب العشق قبل تمكنه . وزعم قوم أنه نافع لسعال الصبيان الشديد الذي يقيئهم وأظنه الذي يكون من مادة لطيفة حادة لأنه قوي التبريد ، وزعم قوم أيضاً أنه ينفع لقروح الرئة والشوصة السوداوية ويقطع دم الطمث وبجلو الكلف والبهق وينفع من داء الثعلب وحرق النار . الشريف : إذا شرب من النيل الهندي والكرماني درهمان في أوقية ورد مربى نفع من الوحشة والإغتمام وأذهب الخفقان وخاصة إذا خلط بمثل نصف وزنه مرداسنج وقليل دهن ورد وشمع وفلفل وطلي به على الكلف والأكلة نفع منهما ، وينبغي أن يتقدم في غسلها بماء لسان الحمل وعسل مجرب . التجربتين : ينفع من قروح الرأس إذا حل بخل ولطخ به وإذا تمادى على التضميد به صاحب الخنازير المتفجرة حلل باقي صلابتها وأدملها . إسحاق بن عمران : وبدله إذا عدم وزنه من دقيق الشعير وثلثه من ماميثا .
نيمقا : هو النيلوفر أيضاً ومعنى هذا في اليوناني العروس المنجلية وقد ذكرت النيلوفر قبل .(4/488)
"""""" صفحة رقم 489 """"""
حرف الواو
وج : ديسقوريدوس في الأولى : أبوريون ورقه يشبه ورق الآس غير أنه أدق منه وأطول وأصوله ليست ببعيدة الشبه من أصوله غير أنها مشتبكة بعضها ببعض ليست بمستقيمة ولكنها معوجة وفي ظاهرها عقد لونها إلى البياض ما هي حريفة ليست بكريهة ومنها حمر كحمرة قصب الذريرة ليست بكريهة الرائحة وأجوده ما كان أبيض كثيفاً غير متآكل ولا متخلخل ممتلئاً طيب الرائحة ، والذي من البلاد التي يقال لها جلقيش وهو على هذه الصفة والذي من عالاطيا كذا أيضاً . جالينوس في السادسة : إنما يستعمل من هذا أصله فقط وهو حار حريف في طعمه مرارة يسيرة ليست رائحته بكريهة وكذا فعله وقد يعلم أن قوّته حادة حريفة وجوهره لطيف ويدل عليه أنه يدر البول وينفع صلابة الأرحام والطحال ويجلو ويلطف ما يحدث من الغلظ في الطبقة القرنية من طبقات العين ، وأنفع ما يكون منه لهذا عصارة أصله ومن البين أنه يجفف لا محالة فليوضع أيضاً في الدرجة الثالثة من الأمرين جميعاً أعني من الإسخان والتجفيف . ديسقوريدوس : وقوة أصله حارة وإذا سلق وشرب ماؤه أدر البول ونفع من أوجاع الجنب والصدر والكبد والمغص وشدخ العضل ويحلل ورم الطحال وينفع من تقطير البول ومن نهش الهوام ويجلس في مائه مثل ما يجلس في ماء الإيرسا لأوجاع الأرحام وعصارة أصله تجلو ظلمة البصر وأصله ينتفع به في أخلاط الأدوية المعجونة . مسيح : نافع من وجع الأسنان والسحج الكائنين من البرودة شرباً . غيره : يجفف المفاصل الرطبة ويصفي اللون ويزيد في الباه . سندهشار : جيد لثقل اللسان جداً . ماسرحويه : يحلل اللذع الذي تحت الطحال .
ابن سينا : ينفع من البهق والبرص ومن التشنج نطولا ومشروباً ومن بياض العين وخاصة عصارته وينفع من الفتق ووجع المعي . التجربتين : يسخن المعدة الباردة ويحلل ما يتولد فيها من البلغم ويسخن الدم البلغمي وينفع المبرودين وإذا تمودي عليه سخن العصب وينفع المفلوجين والمخدورين وإذا أمسك في الفم نفع من لثغة اللسان المتولدة من البلغم ، بديغورس : خاصيته طرد الرياح وتنقية المعدة وتقوية الكبد وبدله وزنه من الكمون الكرماني وثلث وزنه من الراوند الصيني .
ابن عمران : بدله ربع وزنه من أعواد القرنفل .(4/489)
"""""" صفحة رقم 490 """"""
وخشيزق : الغافقي : قيل هو نبات يشبه الأفسنتين الرومي أصفر اللون سهك الرائحة يؤتى به من خراسان ويعرف بالحشيشة الخراسانية ويخرج الدود وحب القرع وهو قوي في ذلك الفعل . المجوسي : أجودها ما كان أخضر اللون مر الطعم ورائحتها ساطعة وهي حارة يابسة تخرج الدود وحب القرع بحرارتها . غيره : هو شيح خراساني وبدله إذا عدم شيح أرمني وشربته مثقال .
ودع : الخليل بن أحمد : واحده ودعة وهي مناقف صغار تخرج من البحر يزين بها الأكاليل وهي بيضاء في بطونها مشق كمشق النواة وهي جوفاء يكون في داخلها دودة كلحمة بعض الأطباء : هو صنف من المحار يشبه الحلزون الكبير إلا أنه أكبر وخزفه أصلب وكلاهما يدخل في علاج الطب محرقاً وغير محرق وبعضهم يسمي هذا سوار الهند . مسيح : الودع والحلزون إذا أحرقا جففا البلة ونفعا من قروح العين وقطعا الدم . البصري : لحمه صلب عسر الإنهضام فإذا انهضم غذى غذاء جيداً ولين الطبيعة وإذا أحرق الودع تتولد فيه حرارة ويبوسة وجلاء البهق والقوابي وجلاء البياض من العين وجلاء البصر وإذا دق لحمه ناعماً واستعمل نشف الرطوبات الحادثة في الأعضاء المترهلة وهو صالح لأصحاب الحبن ولزيادة تجفيف كثير وتسخين يسير ، فإذا شرب بشراب أبيض نقى القروح الكائنة في الأمعاء قبل أن تحدث فيها عفونة . قال المؤلف : والشنج أيضاً من جملة الودع وقد ذكرته في الشين المعجمة .
ودح : معمر بن المثنى : هو ما يتعلق بالأصواف من الأبعار فيجف عليها . جالينوس في الميامن : الودح هو الودك الذي من جنس الوسخ يكون في الصوف ويسمى الزوفا الرطب . لي : وقد ذكرت الزوفا الرطب في الزاي .
ورد : أبو حنيفة الدينوري : هو نور كل شجرة وزهر كل نبتة ثم خص بهذا المعروف فقيل لأحمره الحوحم ولأبيضه الوثير وللواحدة وثيرة وهو كله الجل والواحد جلة وأصله فارسي وقد جرى في كلام العرب والجبلي منه يقال له القتال وثمره الوليل ولا أحسبه عربياً ومن الورد اشتقت الوردة من الألوان وهي حمرة غير مشبعة وهو بأرض العرب كثير ريفية وبرية وجبلية .
إسحاق بن عمران : هو صنفان أحمر وأبيض . دويس بن تميم : وقد يكون منه أصفر وبلغني أنه يكون بالعراق ورد أسود أيضاً وأجوده الفارسي ويقال أنه لا يتفتح(4/490)
"""""" صفحة رقم 491 """"""
والمختار من الورد القوي الرائحة الشديد الحمرة المندمج أوراق الزهرة جالينوس في الثامنة : هو مركب من جوهر مائي حار مع طعمين آخرين أعني القابض وهو أرضي غليظ بارد والمر وهو لطيف حار ديسقوريدوس في الأولى : رودا وهذا الورد وهو بارد واليابس منه أشد قبضاً من الطري ، وينبغي أن يؤخذ الطري وتقرض أطرافه البيض بمقراض ويدق الباقي ويعصر ويسحق مع عصارته في الظل على صلاية إلى أن يثخن ويخزن لتلطخ به العين ، وقد يجفف الورد في الظل ويحرك كثيراً لئلا يتكرج وعصارة الورد اليابس إذا طبخ بشراب كان صالحاً لوجع الرأس والعين والأذن واللثة إذا تمضمض بها والمقعدة إذا لطخ عليها بريشة وللرحم والمعي المستقيم ، وإن طبخ ورق الورد ولم يعصر وتضمد به نفع من الأورام الحارة العارضة في المرافق ومن بلة المعدة ومن الحمرة وقد يقع اليابس في أخلاط القمح والذرائر وأدوية الجرب والجراحات والمعجونات ، وقد يحرق ويستعمل في الأكحال لتحسين هدب العين ، وأما البزر الذي في وسطه فإنه إذا ذر وهو يابس على اللثة التي تنصب إليها الفضول أصلحها وأقماعه إذا شربت قطعت نفث الدم والإسهال . مسيح : قوّته باردة في الدرجة الأولى يابسة في الدرجة الثانية في آخرها ، عيسى بن ماسه : يقوّي الأعضاء هو وماؤه ودهنه ويبرد أنواع اللهب الكائن في الرأس ولا سيما الأحمر منه والأبيض دونه في الفعل وإن كان ألطف رائحة . إسحاق بن عمران : جيد للمعدة والكبد مفتح للسدد الكائنة في الكبد من الحرارة جيد للحلق إذا طبخ مع العسل وتغرغر به . يحيى بن ماسويه : يهيج العطاس لمن كان حارّ الدماغ والمعدة . الرازي : يسكن الخمار ويهيج الزكام والنوم عليه يقطع الباه ويسهل إسهالاً كثيراً . ابن سينا : مفتح جداً ويسكن حركة الصفراء . وقال قوم : أنه يقطع الثآليل كلها إذا استعمل مسحوقاً وينفع من القروح السحجة بين الأفخاذ والمغابن وينبت اللحم في القروح العميقة وادعى قوم أنه يخرج الشوك والسلاء مسحوقاً ضماداً وإن طبخ يابسه صلح لغلظ الجفون . وقال في الأدوية القلبية : امتزاج جوهره غير مستحكم كما في الآس ففيه جوهر مزاجه البرد في الثانية وجوهر مزاجه حار في الأولى وفيه جوهر ملين وجوهر مكثف يابس وهو بعطريته ملائم لجوهر الروح وخصوصاً إذا سخن مزاجه فينفعه بقبضه وبرده وتمتينه فلذلك هو نافع جداً من الخفقان والغشي الحارين إذا تجرع ماؤه يسيراً يسيراً وهو نافع للأحشاء كلها . غيره : وينفع من القلاع والبثر في الفم .
مسيح : وإذا ربب الورد بالعسل جلا ما في المعدة من البلغم وأذهب العفونات من المعدة(4/491)
"""""" صفحة رقم 492 """"""
والأحشاء ، وإذا ربب بالسكر فعل دون ذلك . الرازي : الخلنجبين صالح للمعدة التي فيها رطوبة إذا أخذ على الريق وأجيد مضغه وشرب عليه الماء الحار ولا ينبغي أن يأخذه من به حرارة والتهاب وخاصة في الصيف فإنه يقوي العطش ويسخن إلا إذا كان سكرياً .
ديسقوريدوس : وأما صنعة شراب الورد خذ من الورد الأحمر اليابس من سنته مدقوقاً مناً ويشد في خرقة كتان ويلقى في عشرين قسطاً من عصير العنب ويسد رأس الإناء الذي هو فيه ويترك فيه ستة أشهر ويصفى ويفرغ في إناء آخر ويرفع ، وإذا استعمله من ليست به حمى وكانت معدته وجعة نفعه وإن كان لا يهضم الطعام وشربه بعد الطعام فإنه ينفعه وينفع من الإسهال وقرحة الأمعاء وقد يهيأ شراب الورد على صفة أخرى وهو أن يؤخذ من عصارة الورد فيخلط بعسل ويقال لهذا الشراب أدرومالي ويوافق خشونة الحلق وأما الأقراص التي يقال لها دوويدس فإنما تعمل هكذا : خذ من الورد الطري ما لم يصبه ماء وقد ضمر وزن أربعين مثقالاً ومن الناردين الهندي خمسة مثاقيل ومن المر ستة مثاقيل تدق وتهيأ منه أقراص وزن كل قرص ثلاثة أوثولوسات ويجفف في الظل ويخزن في إناء فخار ليس بمقير ويسدّ رأسه ، ومن الناس من يزيد في نسخة هذه الأقراص من القسط وزن درخميين ومن السوسن الذي يقال له إيرسا التي من البلاد التي يقال لها الورس مثله ويخلطون الكل بعسل أو شراب من البلد الذي يقال له أخيزس وتستعمل هذه الأقراص للنساء إذا أردن قطع نتن العرق ويعملن منها مخانق عطرة ويعلقنها على رقابهن وقد يسحقن أيضاً الأقراص ويستعملنها بعد الحمام فتذر على البدن وفيما يتمسح به ، وإذا جف اغتسلن بماء بارد . التجربتين : وإذا ضمدت العين بورقه الطري نفع من انصباب المواد إليها ، وإذا طبخ طرياً كان أو يابساً وضمدت به العين نفع من الرمد وسكن وجعه وخاصة إن جعل معه شيء من الحلبة ، وإذا سحق الورد اليابس جداً وذر على فراش المجدورين والمحصوبين نفعهم وجفف قروحهم السائلة يصنع ذلك عند استطلاق مواد قروحهم ونضجها وشراب الورد المكرر مراراً يطلق الطبع أخلاطاً صفراوية وينفع من الحميات الصفراوية المختلطة ويجب عند صنعته أن يكرر الورد في الماء مراراً حتى تطهر مرارته جداً وشراب الورد كيف كان إذا تمودي عليه قوى الأعضاء الباطنة كلها إذا شرب بالماء عند العطش . أحمد بن خالد : إذا اتخذ الجلاب بماء الورد والسكر الطبرزذ كان نافعاً لأصحاب الحمى الحادة والعطش والتهاب المعدة .(4/492)
"""""" صفحة رقم 493 """"""
ورد الحمار : الرازي في جداول الحاوي : هو البهار . ابن ماسويه : ويسمى أيضاً ورد الفجار وهو ورد أحمر الداخل أصفر الخارج مزاجه يابس . دياس بن رضوان : يقوي الأعضاء ويسكن اللهيب العارض في الرأس من الأبخرة الحارة وماؤه نافع من الصداع الحادث من الحرارة .
ورد منتن : الرازي : ويسمى أيضاً أيفون وهو حار يابس وأصله يحرق مثل عاقر قرحا .
ورد الحمير : عامة بلاد الأندلس تسمي بهذا الإسم النوع الذكر من الفلوانيا وقد ذكر في الفاء .
ورد الزينة : هو ورد شجرة الخطمي وأهل المغرب يقولون ورد الزواني وقد ذكرت الخطمي في الخاء المعجمة .
ورد دفرا : هو شقائق النعمان وقد ذكرته في الشين المعجمة .
ورد الحب : هو الكسلح من الحاوي وقد ذكر في الكاف .
ورد السياج : هو عليق وقد ذكر في العين المهملة .
ورد صيني : هو النسرين عند ابن ماسويه وقد ذكر في النون .
ورس : أبو حنيفة : يزرع باليمن زرعاً لا يكون منه شيء بري ولست أعرفه بغير المغرب ولا من أرض العراق بغير اليمن . قال الأصمعي : ثلاثة لا تكون إلا باليمن الورس واللبان والعصب وهي الأبراد وقال : نباته كنبات السمسم ، فإذا جف عند إدراكه تفتتت سنفته فينتقض منه الورس ويزرع فيحتبس في الأرض عشر سنين ينبت كل سنة ويثمر وأجوده حديثه وتسمى البادرة وهي الثمرة التي لم تعتق شجرتها والعتيقة منه ما كان تقادم شجرها ومنه صنف يسمى الحبشي لسواد فيه وهو أحره وقال : ويخرج صبغه أصفر خالص الصفرة والباردة في صبغتها حمرة . وقال : وللعرعر ورس لا يكون إلا في عرعرة جففت من ذاتها فيؤخذ لحاؤها والصمم ورس إذا فرك انفرك ولا خير فيه لكنه يغش به الورس وللمرمث ورس وذلك في آخر الصيف إذا انتهى منتهاه اصفر صفرة شديدة حتى يصفر منه ما لامسه .(4/493)
"""""" صفحة رقم 494 """"""
إسحاق بن عمران : هو صنفان حبشي وهندي فالحبشي أسود وهو مرذول والهندي أحمر قان ويقال أن الكركم عروقه يؤتى بها من الصين ومن بلاد اليمن وله حب كالماش وأجوده الأحمر الجيد القليل الحب اللين في اليد القليل النخالة وما كان على لون البنفسج الجيد الخارج عن الحمرة القليل سمه والسم شيء دقيق ليس يتعلق باليد إذا أدخلت في وعائه . مسيح بن الحكم : هو حار يابس في أول الثانية قابض قوته صابغة وصبغه أحمر بصفرة يجلو وينفع الكلف إذا طلي به والبهق الأبيض إذا شرب منه . ابن ماسه البصري : الورس شيء أحمر قان شبيه بالزعفران المسحوق يجلب من اليمن إذا لطخ به على الكلف والبهق والحكة والبثور السعفة والقوباء نفع منها . غيره : من لبس ثوباً مصبوغاً بالورس قواه على الباه . أبو العباس النباتي : هو معروف بالحجاز ويؤتى به من اليمن وهو ثمر دقيق كأنه نشارة خشب رؤوس البابونج لونه لون زهر العصفر ، وأخبرني الثقة ممن سكن ببلاد الحبشة أنه ينزل على نوع من الشجر لم يعرفه ويجمعونه في أوانه لقطاً وليس بنبات مزدرع كما زعم من زعم والورس عندهم تأتي به الحبشة إلى مكة ولا يعرفون الورس في بلاد المغرب البتة والذي يسمى الورس ببلاد الأندلس وما والاها فليس منه في شيء وإنما هو شيء يتكون في مرارة البقر وهي رطوبة لدنة تجمد وتخرج من المرارة وهي لزجة لدنة كلدونة مح البيض المطبوخ ثم تجفف وتصلب حتى تصير في قوام النورة المكلسة تتهيأ عندما تفرك بالأصابع ، وقد يكون من هذه الرطوبات ما إذا جف كان فيه بعض صلابة يشبه بذلك بعض الحجارة السريعة التفتت ، ولهذا سماه بعض المترجمين بحجر البقر وله في الطب منافع جليلة . قال المؤلف : وقد ذكرته في الحاء المهملة في رسم حجر البقر .
ورشان : الرازي في دفع مضار الأغذية : لحومها تشبه ما عظم جسمه كلحوم الحمام الراعية إلا أنها أخف من الحمام والحمام أخف من الفراخ وأقل إلهاباً ويصلحها جميعها الخل في حالة والطبخ بالماء والملح والحمص في أخرى وذلك للمحرورين وهذا للمبرودين وعندما يراد سرعة خروجه من البطن .
ورل : ابن سينا : هو العظيم من أشكال الوزع وسام أبرص والطويل الذنب الصغير الرأس وهو غير الضب لحمه حار جداً ويسمن بقوّته وشحمه ولحمه وخصوصاً قضيفات النساء وله قوة جذب للسلاء والشوك وزبله مجرب لبياض العين وكذا زبل الضب . غيره : ينبت الشعر في داء الثعلب . بولس : زبل البري منه قوته حارة تجلو الكلف والوضح والقوباء . الشريف : وإذا ذبح وألقي في قدر كما هو بدمه في دهن حتى يتهرى وعولجت به(4/494)
"""""" صفحة رقم 495 """"""
الفرطسة في رؤوس الصبيان نفعهم من ذلك منفعة بالغة عظيمة لا يعدله في ذلك دواء آخر . الرازي : وشحمه إذا دلك به الذكر فإنه يعظم ويكون دلكه شديداً قال : وبدل شحمه شحم السقنقور .
وراجالوز : إسم بربري للكرمة البيضاء المعروفة بالفاشرا بأفريقية وأعمالها .
ورطوري : هو النبات المسمى باليونانية سطاخينس وقد ذكرته في السين المهملة .
وسخ : جالينوس في العاشرة : الوسخ يكون في ظاهر الجلد وباطنه وفي الأذنين غير أَن القدماء قد تركوا ذكر وسخ الآذان لنزارته وقلته وزعموا أنه يشفي الأورام التي تقرب من الأظفار ووسخ جميع الجسد يمكن جمعه من الحمام ومواضع المصارعة وهو ينفع لما ينفع منه العرق والذي يدل على طبيعته أنه إذا كان مخرجه من المجاري الضيقة فلا يخرج منه إلا ما لطف وأرق ما يكون ويبقى غليظه وكدره وقوته يابسة بغير شك وفيه شيء من حرارة .
ديسقوريدوس في الأولى : الوسخ المجتمع على أبدان المصارعين وقد خالطه التراب ينتفع به من العقد العارضة في الرحم إذا وضع عليها وينفع من عرق النسا إذا وضع وهو مسخن على الموضع بدل مرهم أو كماد . جالينوس في الثامنة : وأما الوسخ الذي يؤخذ من التماثيل الموضوعة في مواضع الرياضة وهي التي يحترق فيها زيت كثير فهو ملين ، وأما الوسخ الذي يجتمع في مواضع الرياضة على أبدان الناس الذين يمزحون هناك فبحسب ما فيه من الغبار المرتفع من تلك المواضع فشبيه بوسخ التماثيل والأول من هذين محلل للجراحات التي لم تنضج والثاني هو دواء نافع للأورام الحارة الحادثة في الثديين وذلك أنه يطفئ لهبها ويمنع ما ينصب إليها من الإنحدار ويحلل ما قد انحدر وفرغ لأنه مركب من غبار وزيت ، ووسخ بدن الإنسان وعرقه دواءان محللان وأما الوسخ الذي يؤخذ من التماثيل فإنه لما كان ليس فيه غبار وكان فيه أيضاً زنجار موجود من قبل النحاس الذي منه التماثيل معمولة فحق له أن يكون أحدّ من تلك الأوساخ الأخر . ديسقوريدوس في الأولى : هذا الوسخ الموجود في تماثيل النحاس من الزيت يسخن ويحلل الجراحات العسرة التحلل ويوافق السحوج والقروح العارضة للشيوخ . الرازي : وسخ الأذن ينفع من الداحس إذا لم يكن فيه قيح وإذا طلي على الشفة المشققة في ابتداء الشقاق نفعها وينفع من نهش الأفاعي نفعاً بيناً إن شق ووضع عليه مراراً كثيرة . ديسقوريدوس في الأولى : الوسخ المجتمع على الأبدان في الحمامات يسخن ويحلل ويلين ويبني اللحم ويوافق شقاق المقعدة والبواسير(4/495)
"""""" صفحة رقم 496 """"""
إذا لطخ مواضعها به . جالينوس في السادسة : وسخ الحمام يلين تلييناً معتدلاً . ابن سينا : هو صالح للسقطة .
وسخ الكواير : ابن واقد : هو الوسخ الموجود على الأبواب وحيطان الكواير للنحل . الغافقي : الكواير هي الخلايا وهي أخباب النحل . وزعم ابن سمحون : وجماعة من المتطببين وهم أكثرهم أن وسخ الكور هو العكبر وهو خطأ والعكبر شيء آخر شبيه بالزفت وهو أول شيء يضعه النحل في الكور ثم يبني عليه مثل الشمع والعسل . ديسقوريدوس في الثانية : قولوين ينبغي أن يختار منه ما كان لونه إلى الحمرة ما هو وكان علكاً طيب الرائحة وكان شبيهاً بالصنف من الميعة السائلة التي يسميها أهل الشام الأصطرك وكان ليناً ليس بمفرط اللين يمتد كالمصطكي .
جالينوس في 2 : قوّته تجلو جلاء ليس بالكثير لكنها تجذب جذباً بليغاً لأن جوهره جوهر لطيف وهو يسخن في آخر الثانية أو في ابتداء الثالثة . ديسقوريدوس : وقوّة وسخ الكوائر مسخنة جاذبة جداً يجذب السلاء من باطن اللحم ، وإذا تبخر به نفع من السعال المزمن وإذا وضع على القوابي جلاها ويشبه الموم في الطبع .
وسيح : الشريف : نبات ينبت في قمم الجبال وصدوع الصخر ورقه يشبه الكزبرة بل هو أشبه شيء بورق ونجهك وقضبانه دقيقة وله أصول متعقدة فيها شيء شبيه بالسعد يظهر في طعمها عفوصة قوّتها باردة يابسة إذا جففت هذه الأصول وسحقت وشرب منها زنة نصف مثقال في بيض نيمبرشت على الريق جبر الصدر ونفع من الفسوخ والوهن والوثي الكائن من السقطات والضربات ويتصرف في كثير ما تتصرف فيه الرقعة الطليبرية ، وإذا طبخت هذه الأصول في ماء مع قليل مع الأذخر وجلس النساء فيه نفعهن من سيلان الرطوبات .
وسمة : هي ورق النيل . الرازي : هي حارة قابضة تصبغ الشعر . المجوسي : تسود الشعر وفيها قوّة محللة وهي معتدلة إلا أنها إلى الحرارة أميل . وقال الغافقي : ومنها الوسمة المخصوصة بهذا الإسم وهي المعروفة عندنا بالأندلس بالحناء المجنون وهي صنفان صنف ورقه كورق الحماض إلا أنه أصغر في قدر ورق الأترج يكون ثلاث ورقات أكثر ذلك وأربعاً يفترش على الأرض ويلصق بها ، ولون ظاهر الورق أخضر إلى السواد أدهم وباطنه أبيض إلى الغبرة أزغب وله ساق أغبر أجوف مدور يعلو نحواً من ذراع عليها ورق مشرف وتطلع في آخر الربيع ولها رأس صنوبري الشكل عليه قشور هفاف تتقعقع لونها بين البياض والصفرة وله زهر لطيف فرفيري وتنفتح رؤوسه عند انتهائها عن شيء شبيه بالصوف كالذي يخرج من رؤوس الحرشف وله بزر مزوّي كالقرطم وأصل في غلظ إصبع مستطيل ومنابته(4/496)
"""""" صفحة رقم 497 """"""
الجبال والصنف الثاني منه ورقه أعرض وأقصر من ورق الأول وهي مشرفة فيها شوك دقيق ورأسه في قدر زيتونة إلى الطول قليلاً مشوك عليه زهر يشبه الشعر لونه فرفيري يستعمل ورقه في صبغ الشعر مع الحناء وهو أحسن من الأول وأقوى صبغاً ، وإذا فرك ورقة باليد سودها كقشور الجوز الأخضر .
وشج : هو الأشق وقد ذكر في الألف .
وشق : فروه حار يابس يسخن إسخاناً قوياً وفيه قوة معينة على الباه محركة للجماع صالحة للكلى والمتن والظهر وإذا لبسه المحرورون أسخن أجسادهم بقوة وأضربهم . غيره : إدمان لبسه أمان من البواسير .
وطم : الغافقي : أصله بالبربرية أواطمو وهو نبات يشبه الأذخر يعلو ذراعاً وله أصل أسود داخله أبيض يقوي على الجماع جداً وخاصة إذا شرب أصله باللبن الحليب ، وإذا رعته الغنم كثر نتاجها وهو معروف مشهور ببلاد البربر كثيراً .
وغد : هو الباذنجان وقد ذكرته في الباء .
وقل : هو ثمر المقل ويقال على شجره وهو الدوم . أبو حنيفة : وقد ذكرت المقل المكي في الميم .
ولب : هو أحد اليتوعات . وزعم قوم أنه النوع المسمى باليونانية باباص وقد ذكر في الباء وزعم قوم أنه النوع المعروف بالعرفج البري المسمى باليونانية نقليس وأبقراط يسميه نيليون وهو الحلتيثا في بعض التراجم وقد ذكر في الحاء المهملة . الرازي : أخبرني غير واحد عن الولب أنهم إن قطعوه إلى أسفل مشاهم وإن قطعوه إلى الأعلى قيأهم . لي : هكذا رأيت البربر بأفريقية يصنعون بالدواء اليتوعي المسمى بعوث بلسانهم كما ذكره الرازي سواء .
ونجهك : لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس . الشريف : هي حشيشة تسمى بالبربرية عشبة فيرى وهي حارة يابسة إذا طبخت مع الزبيب وشرب من مائها سبعة أيام متوالية في كل يوم مقدار نصف رطل لين البطن ونفع من الماليخوليا وأذهب الغم وفرح النفس وتحسن الأخلاق فيما زعموا .(4/497)
"""""" صفحة رقم 498 """"""
حرف الهاء
هاسيمونيا : الشريف : قال صاحب الفلاحة النبطية : هو نبات لا ورق له يمتد ويعلو رأسه وعلى قضبانه لزوجة كثيرة على زغب يظهر على قضبانه ولهذه القضبان أصول مثل البطيخ لطاف شديدة التدوير كأنها مخروطة وتحتها عرق يمتد على الأرض كثير وهو مما يلي الأرض غليظ ثم يدق فيكون في آخره كالشعر وليس لأصله عرق غير هذا الواحد والعرق أسود من حد الأصل إلى آخره ، والأصل عليه قشر أغبر إلى السواد خشن فإذا قشر كان داخله أبيض يؤكل أصله وفروعه مطبوخة مطيبة بالزيت والخل والمري وقد تضاف أصوله إلى قضبانه ويسلق بالماء والملح مرة وبالماء وحده مرة ثانية ثم يجفف ويطحن ويخلط مع شيء من دقيق شعير ويتخذ منه خبز على الطابق وينبت كثيراً ببلاد نينوى وهو أرطب وألين وهو يعين على الجماع وأهل الجزيرة التي تسمى السمويا يحكون أن من خواصه أنه متى أكل الإنسان خبزه مع شحم وجامع زوجته ولدت له ولداً ذكراً وهو مشهور عندهم بذلك صحيح مجرب ويقولون أيضاً : أن الولد يكون صبيح الوجه جميل الجسم كامل الهيئة بإذن الله ، وأكل خبزه سبعة أيام متوالية يقوي الظهر والقلب وبحفظ قوة البدن حفظاً بليغاً وينفع من السعال أكله نيئاً ومطبوخاً ، وإذا طبخ في ماء وجلس فيه الصبيان الذين لا يمشون أنهضهم وقوى أعضاءهم .
هال : هو القاقلة الصغيرة وقد ذكر في القاف .
هالوك : هو عند أهل مصر وإفريقية أيضاً إسم للنوع من الطراثيث وهو الجعفيل وباليونانية أرونفحي ومعناه أسد العدس وقد ذكرته في الألف وهو بالعراق التراب الهالك وهو سم الفار وأهل المغرب تسميه رهج الفار وهو الشك وقد ذكر في الشين المعجمة .
هبيد : هو حب الحنظل عن أبي حنيفة وقد ذكر معه .
هدبة : هو حمار قبان وعير قبان وحمار البيت . ديسقوريدوس في الثانية : أبقرطاش أبررش آس وهو حمار الأرض وهي دويبة توجد تحت الجرار كثيرة الأرجل تستدير إذا لمست إذا شربت بشراب نفعت من عسر البول واليرقان ، وإذا تحنك بها بعسل وطليت(4/498)
"""""" صفحة رقم 499 """"""
بريشة نفعت من الخناق وسقوط الحلق ، وإذا سحقت وصيرت في قشر مائه مع دهن ورد وسخن وقطر في الأذن سكن وجعها . جالينوس في العاشرة : هو حيوان يجمع نفسه ويستدير ولونه إلى الخضرة والدكنة وأنت تجد منه في القرى مقداراً كثيراً يتولد تحت الجرار التي يملؤها أهل القرى بالماء من الغدران ويضعونها عند المستوقد ، ويستعمل قوم من معالجي أهل القرى الزيت الذي يطبخ فيه هذه في مداواة وجع الأذن من غير أن يعلموا سبب الوجع فحق لهم لذلك أن يكونوا ربما أضروا وربما أبرؤوا . غيره : إذا أحرق في كوز فخار وخلط رماده بعسل وأخذ منه كل يوم ملعقة نفع عسر النف لمبهور التنفس ، وإن لف في خرقة وعلقت على من به حمى مثلثة قلعها .
هدهد : الغافقي : لحمه إذا طبخ بماء وشبث وسقي من مائه وأطعم من لحمه صاحب القولنج نفعه .
خواصه : إن علق عينه على صاحب النسيان ذكر ما نسيه ومن علق على من يخاف عليه الوقوع في داء الجذام أمن ما خاف منه ما دام معلقاً عليه وإن كان قد بدأ به أوقفه ، وإن بخر بريشه بيت طرد الهوام ، وإذا حمله إنسان معه إن خاصم إنساناً قهر خصمه وقضيت حوائجه ، وظفر بما يريد . ودمه إذا قطر على بياض العين أذهبه وإن بخر بمخه برج حمام لم يقربه شيء يؤذيه وإن علق هدهد بجلته مذبوحاً على باب بيت أمن كل من فيه من السحر وعين كل عائن وإن أطعم المصاب من لحمه واستعط من دماغه بدهن الخل أبرأه وإن يبس معاه وسحق مع السوسن وخلط بدهن الخل ساعة يعصر ودهن به الشعر سوده وجعده من علق عليه لحيه الأسفل وحمله معه أحبه الناس كثيراً ، وإن بخر بجناحه قرية النمل ذهب بهن وإن بخر المجنون بعرفه نفعه ، ولحمه إذا بخر به مسحور نفعه أو معقود عن النساء أبرأه .
هذيلية : بضم الهاء وفتح الذال المعجمة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم لام مكسورة بعدها ياء أخرى مفتوحة مشددة ثم هاء إسم لنبات يعرفه شجارو الأندلس خاصة ولم أره بأرض الشام وإنما أكثر ما رأيته بالأندلس بمدينة غرناطة على النهر الذي يشق المدينة في مسيله وأصوله طعمها كطعم العاقر قرحا سواء في الحرافة والحدة . الغافقي : هو نبات ينبت في مواضع رطبة وله ورق نحو من ورق الكرفس وله عروق مخدرة تشبه عروق البسفايج لينة فيها حرافة شديدة المرارة تقرب من طعم الميويزج يستعمل لوجع الأسنان ويزيد في الباه وهو شديد الحرافة وينبغي أن تحذر قوّتها لأنها شديدة ويقال إن ورقه إذا دلكت به ظهور البقر قواها على الطرد . غيره : وبدله ميويزج وعاقر قرحا .(4/499)
"""""" صفحة رقم 500 """"""
هرنوه : ويقال قرنوه ويقال لها ثمرة شجر العود ويقال أنها شجرة تشبه العود . البصري : هي حبة صغيرة أصغر من الفلفل تعلوها صفرة قليلاً وتشم منها رائحة العود . إسحاق بن عمران : هي الفليفلة وهي في صورة الفلفل الصغير إلا أن لونها إلى الصهوبة ، وفيها قوّتان متضادتان من الحرارة والبرودة وهي جيدة لوجع الصدر والحلق وتلين الصدر والبطن . البصري : هي حارة رطبة وفيها يسير جلاء . بعض الأطباء : وبدلها إذا عدمت وزنها من القاقلة الصغيرة .
هرد : هو الكركم وقد ذكرته في الكاف .
هرقلوس : من الناس من يسميه البقلة اليهودية ويسميه بعضهم أيضاً خس الحمار وهو نوع من الهندباء البري وليس هو من أنواع الشنجار كما زعم كثير من المصنفين وغلطوا في ذلك ويسمونه باليونانية صفحيتش وبالبربرية تفاف وقد ذكرته في التاء المنقوطة باثنتين من فوقها .
هرطمان : صنف من الحبوب وهو أيضاً القرطمان وهو الخرطان وقد ذكرته في الخاء المعجمة والهرطمان عند أهل العراق أيضاً الجلبان وهو غير القرطمان .
هزارجشان : ابن حسان : معناه بالفارسية ألف ذراع وهو الفاشرا بالسريانية وقد ذكرته في الفاء .
هشت دهان : الرازي هو عود هندي معروف حار يابس في الثالثة خاصيته النفع من النقرس وبدله إذا عدم وزنه من القنطريون الدقيق .
هفت يهلو : معناه بالفارسية ذو السبعة أضلاع . الرازي : هي حشيشة معروفة . ماسرحويه : بارد يابس في الثالثة يحبس البطن .
هليون : هو الإسفزاج عند أهل الأندلس والمغرب أيضاً ومنه بستاني يتخذ في البساتين بالديار المصرية ورقه كورق الشبث ولا شوك له البتة وله بزر مدور أخضر ثم يسود ويحمر وفي جوفه ثلاث حبات كأنها حب النيل صلبة ومنه ما يكون كثير الشوك وهو الذي يسمى بعجمية الأندلس أسرعين . جالينوس في 6 : وقوتها تجلو وليس لها إسخان بين ولا تبريد ظاهر إن وضعت من خارج ولذلك صارت تفتح السدد من الكبد والكلى وخاصة(4/500)
"""""" صفحة رقم 501 """"""
أصلها وبزرها وتشفي أيضاً من وجع الأسنان لأنها تجفف من غير أن تسخن وهذا هو أكبر شيء تحتاج الأسنان إليه خاصة . ديسقوريدوس في الثانية : إذا سلق سلقة خفيفة وأكل لين البطن وأدر البول وإذا طبخت أصوله وشرب طبيخها نفع من به عسر البول أو يرقان ومن به عرق النسا أو وجع المعي ، وإذا طبخت بالشراب نفع طبيخها مشروباً من نهش الهوام والرتيلا ، وإذا تمضمض بطبيخها على موضع السن الآلمة نفع ألمها ، وبزره إذا شرب فعل ما يفعله الأصل . وقيل : أن الكلاب إذا شربت طبيخه قتلها ومن الناس من يزعم أنه إذا أخذت قرون الكباش وقطعت وطمرت في التراب نبت فيه الهليون . ابن ماسويه : هو حار رطب في آخر الدرجة الأولى وأول الثانية ، مغير لرائحة البول كفعل الأنجدان يزيد في الباه مفتح للسدد التي تعرض في الكبد والكلى نافع من وجع الظهر العارض من الريح والبلغم وينفع من وجع القولنج وإن أكثر منه غثى . الرازي في دفع مضار الأغذية : يسخن البدن سخونة معتدلة وينفع ويزيد في الباه ويسخن الكلى والمثانة وينفع من تقطير البول الذي من برودة وللمشايخ والمبرودين ولوجع الظهر والورك العتيق صالح للصدر والرئة ليس بجيد للمعدة بل ربما غثي ولا سيما إذا لم يسلق وليس يحتاج من هو مبرود إلى إصلاحه فأما المحرورون فليأكلوه بعد سلقه وتمقيره بالخل والمري ومن كان محروراً فليطرح منه في المضيرة ونحوها ، وأما المطجن والعجة منه فينبغي أن يشرب عليه المحرورون السكنجبين فأما المبرودون فلا بأس عليهم منه . غيره : وإذا أكل بعد الطعام غذى أكثر منه قبل الطعام . ابن عمران : حسن التغذية حميد التنمية يهضم سريعاً ويلطف الغذاء . الإسرائيلي : أما البستاني فهو أعدلها رطوبة وأكثرها غذاء لأنه إذا انهضم واستحكم نضجه كان غذاؤه أكثر من غذاء سائر البقول ولذلك يزيد في المني ، والبري أكثر يبساً وجفافاً من البستاني فأما الصحراوي فهو أقلها رطوبة ولذلك صار أقواها جلاء من غير إسخان بين ولا تبريد ظاهر . مسيح : يدر الطمث وماؤه وبزره يفتت الحصا الذي في المثانة والكليتين إذا شرب مع عسل وشيء من دهن البلسان . الفلاحة : أكله يحد البصر وينفع من ابتداء نزول الماء في العين وإدمان أكله يهيج الأوجاع كلها وإذا سحق أصله ووضع في أصل الضرس الوجع فإن كان فاسد أقلعه وإن كان متماسكاً سكن وجعه . الطبري : إن علق أصل الهليون يابساً على الضرس الوجع سكنه . التجربتين : أصله ينفع طبيخه من وجع الظهر المتولد عن البلغم إذا أدمن عليه منفرداً أو مع العسل والسكر ومع بزر البطيخ وحينئذ يرى فعله ويوصل قوّة الأدوية(4/501)
"""""" صفحة رقم 502 """"""
النافعة من علل المثانة توصيلاً بليغاً وينفع من وجع الخاصرة إذا كان من سدد الكلى أو في مجاري البول . مجهول : طبيخ أصله يزيد في الباه ويهيج إدمانه وجع المفاصل وينفع بالخل لوجع الأسنان وبزره يدر الطمث حمولاً ويفتح سدد الطحال شرباً وإذا أكل الهليون نيئاً على الريق فتت الحصا ونفع من علل المثانة والكلى كلها .
هليلج : البصري : هو أربعة أصناف أصفر وأسود هندي صغار وأسود كابلي كبار وحشف دقاق يعرف بالصيني . ابن ماسويه : المختار من الأصفر ما اصفرّ لونه وقرب من الحمرة وكان رزيناً ممتلئاً ليس بنخر ولا ممتص . الرازي : الأصفر منه يسهل المرة الصفراء والأسود الهندي يسهل السوداء والذي فيه عفوصة لا يصلح للإسهال بل يدبغ المعدة ولا ينبغي أن يتخذ للإسهال لكن ماؤه مع السكر . قسطا بن لوقا : إسهال الأصفر بصمغته الموجودة فيه وما لم تظهر فيه هذه الصمغة إذا كسر كان ضعيفاً في فعله ويدل عليه أنك إذا نفعته في الماء كان إسهاله أقوى ، وإذا شرب مطبوخاً قل إسهاله لإذهاب النار قوته الخاصية في جوهره . مسيح : الأصفر بارد في الأولى يابس في الثالثة يدبغ المعدة ويقويها وينفع من استرخائها . ماسرحويه : الأصفر يسهل المرة الحمراء برفق مع ما فيه من القوّة القابضة والأسود يقبض ويدبغ المعدة ويقويها وفيه شيء من برد مع شيء من حدة ولطافة . حبيش : الأصفر أقل برداً من الكابلي ويسهل الصفراء والبلغم . ابن ماسويه : الشربة من جرمه ما بين ثلاثين إلى عشرين درهماً .
حبيش : إصلاحه إذا شرب هو مدقوقاً بالماء الحار أن يخلط بالسكر أو بالترنجبين ليمنع شدة قبضه ، وإذا طبخ مع الإجاص والعناب والبستان وشرب كان أصلح لأن لهذه الأدوية لزوجات مغرية تكسر من قبضه ويكسر هو من لزوجتها فيعتدل قبضه فيكون دواء نافعاً ومقدار ما يشرب منه مدقوقاً مخلوطاً مع السكر ملتوتاً بدهن اللوز الحلو من خمسة دراهم إلى سبعة دراهم ومحلولاً بالماء من عشرة دراهم إلى خمسة عشر درهماً . أبو جريج : قد تبيع الصيادلة صنفاً أسود من الهليلج الأصفر وذلك إذا ما تناهى نضجه على شجره على أنه الهليلج الأسود وليس كذلك وإنما سواده على قدر نضجه في شجره والأصفر غير نضيج . حبيش : وقد يغالط الصيادلة من يبيعون منه أو يكون ذلك من غلط منهم بأن يبيعوا ما اسودّ من الهليلج الأصفر على أنه الهليلج الأسود والأسود على الحقيقة هو الهندي كما سماه قوم ، وإذا جني الأصفر وفيه بعد فجاجة كان أصفر والأسود منه أسمن وأكثر لحماً من الأصفر لأنه بلغ في شجره ونضج وكذا أيضاً قد يصاب في الهليلج الكابلي أصفر وأسود اللون وإنما سواد هذا على قدر ما نضج على شجره . الرازي : أجود الهليلج ما رسب في الماء . مسيح : الأسود بارد يابس في الأولى دابغ للمعدة والمقعدة مقو(4/502)
"""""" صفحة رقم 503 """"""
لها حابس للطبيعة بقبضه يقبض وينفع البواسير . ابن عمران : خاصيته إسهال المرة الصفراء والسوداء المتولدة عن احتراق الصفراء ويسهل المرتين والشربة منه ما بين درهمين إلى خمسة دراهم ومن نقيعه أو طبيخه ما بين خمسة دراهم إلى أحد عشر درهماً وقال الكابلي يؤتى به من كابل وهو أفضل الهليلج وهو أسود دسم أطيب طعماً من غيره . ابن ماسويه : المختار منه ما قرب لونه إلى الحمرة وكان رزيناً ممتلئاً ليس بنخر . مسيح : بارد يابس في الأولى صالح للمعدة نافع بطبعه من المرة السوداء مخرج للأخلاط الرديئة منها . ابن سمحون : ليس نفع الهليلج الكابلي من المرة السوداء بطبعه كما قال مسيح فيه لأن مزاجهما من البرودة واليبوسة واحد بل نفعه منها بخاصية فيه تدق عن العبارة كما ينفع منها الهليلج الهندي والحجر الأرمني ومزاجهما مثل مزاجها . البصري : يسهل إسهالاً وقد يخرج السوداء وهو نافع من ريح البرودة والبواسير . حبيش : يقرب من البرودة مع حرارة يسيرة ممتزجة وإنما صارت البرودة زائدة فيه للحموضة الغالبة فيه ، فإنك إذا ذقته كان فيه شيء من حموضة خفية ، وله خاصية في إسهال المرة السوداء وينشف ما يتولد من احتراقها في المعدة وهو ينشف البلغم أيضاً ويفعل في إخراج الصفراء وليس كفعله في السوداء وأما الهندي فيقرب من مذهبه إلا أنه ليس له قوة الكابلي ومقدار الشربة منه من جرمه مدقوقاً من مثقال إلى مثقالين ومن طبيخه من خمسة دراهم إلى عشرة . ابن سرانيون : يسهل السوداء بقوة ويقوي المعدة والبطن جداً وينفع من البواسير لأنها من السوداء وينفع من الأعضاء العصبية والشربة منه إن أخذ منقعاً أو مطبوخاً من خمسة دراهم إلى سبعة وإن أخذ مسحوقاً من درهم إلى خمسة ولا يلت بالدهن فإنه لا يقبض كالأصفر . ابن ماسويه : الهليلج الأسود المربى يقوي المعدة وينقيها ويدبغها ويعصر عنها فضول الرطوبات الباقية من الغذاء المتولدة فيها وإذا أدمن حسن اللون ومنع الشيب أن يسرع . الرازي في الحاوي : الهليلج الصيني صنف من الهليلجات حشف دقيق أسود يعلو لونه صفرة ويشبه الزيتون في شكله ومنفعته أقل من منفعة سائر أصنافه وإذا ربي قوى المعدة تقوية ضعيفة . وقال : الهليلج يخرج الثفل من البطن وينشف ويزيد في الحفظ والذهن ويقوي الحواس وينفع من الجذام والقولنج وعزوب الذهن والمليلة العتيقة والصداع والإستسقاء والطحال ويجلب الغثي والقيء . اليهودي : خاصيته النفع من خفقان القلب وتصفية اللون . ابن سينا : كلها تطفئ المرة وتنفع منها وتنفع آلات الغذاء كلها .
غيره : الأصفر منه نافع للعين المسترخية ويدفع المواد السائلة إليها كحلاً ، والكابلي والهندي مقلوين بالزيت يعقلان الطبع والكابلي في طبعه القبض يدل عليه عفوصته وإنما يسهل بخاصية فيه يعينها العصر وإسهاله السوداء(4/503)
"""""" صفحة رقم 504 """"""
والهندي أشد إسهالاً من الكابلي ويشتركان في تنقية دم القلب مع تمتين وتقوية ولذلك يفرحان ويشبه أن يكون بخاصية أيضاً . الغافقي : إذا شرب الهليلج مسحوقاً فإنه يعقب بعد الإسهال يبساً في الطبع والأسود إذا طبخ ضعفت قوته ومن أخذ كل يوم من الإهليلج الكابلي واحدة منزوعة النوى فلاكها في فيه حتى تذوب وابتلعها وأدمن ذلك لم يشب وهو مع ذلك يشد اللثة ويقوي الأسنان جداً ويقوي الدماغ ويزيل ضرر كثرة الماء البارد وهو من أكبر أدويته جداً .
همقان : أبو حنيفة : هو حب يشبه حب القطن يكون في جماعه كالخشخاش إلا أنها صلبة ذات شعب تقلى وتؤكل للجماع وتكون في جبال بلغار .
هندبا : ديسقوريدوس في الثانية : هو صنفان منه بري وبستاني فالبري يقال له بقولس وفنجوريون وهو أعرض ورقاً من البستاني وأجود للمعدة منه والبستاني منه صنفان أحدهما قريب الشبه من الخس عريض الورق والآخر أدق ورقاً منه وفي طعمه مرارة . حامد بن سمحون : البستاني منه صنفان أحدهما طويل الورق إسمانجوي الزهر كريه الطعم مر وخاصة في آخر الصيف إذا خشن ، ومن هذا الصنف بري شبيه به في صورته وزهرته إلا أنه أقوى مرارة وأشد كراهة ويسمى عندنا الأميرون ، والصنف الثاني من البستاني عريض الورق أبيض الزهر تفه الطعم عديم المرارة وخاصة في أول الربيع ويسمى بالرومية أنطونيا وتعرف بالهندبا الشامي والهاشمي ، وبريه قريب منه في شكل ورقه وقلة مرارته بعيد منه في شكل زهره وكثرة زغبه وهو السرالية بالعجمية وزعم أنه الطرخشقوق . الغافقي : الطرخشقوق هو الصنف الأول من البري الذي زهره سماوي صغير والسرالية زهره أصفر كثير الزهر ومن البري صنفان آخران وهو اليعضيد ويسمى باليونانية خندريلي وقد ذكر في الخاء . جالينوس في الثامنة : هذا نوع من البقول يميل إلى المرارة خاصة ولذلك يسميه قوم الهندبا البري وهو بارد يابس وهو منهما في الدرجة الأولى وتبريد البستاني أكثر من تبريد البري ولكنه بسبب ما قد خالطه من الرطوبة الغريبة الكثيرة قد ذهب عنه اليبس والنوعان كلاهما من الهندبا البري والبستاني طعمهما قابض وكذا طعم النوع الثالث من أنواعه المسمى باليونانية خندريلي .
ديسقوريدوس : وكل هذه الأصناف قابضة مبردة جيدة للمعدة وإذا طبخت وأكلت عقلت البطن شديداً وخاصة البري منها فإنه أشد عقلاً وأجودها للمعدة وإذا أكلت نفعت من ضعف المعدة والقلب ، وإذا تضمد بها وحدها أو مع السويق سكنت التهاب المعدة وقد يستعمل منها ضماد للخفقان وقد تنفع من النقرس ومن أورام العين الحارة إذا خلطت مع السويق والخل ، وإذا تضمد بها مع أصولها نفعت من لسعة العقرب ،(4/504)
"""""" صفحة رقم 505 """"""
وإذا خلطت مع السويق نفعت من الجمرة جداً وماؤها إذا خلط بإسفيذاج الرصاص وخل كان منه لطوخ لمن احتاج إلى التبريد شديد . مسيح : وقوّة الهندبا في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى تقوي المعدة وتفتح جميع سدد الكبد والطحال وتطفئ حرارة الدم والصفراء وتجلو ما في المعدة . الرازي في دفع مضار الأغذية : الهندبا هو صالح للكبد والمعدة الملتهبتين وليس معه من التطفئة والترطيب وتسكين العطش ما مع الخس نافع لأوجاع الكبد حارها وباردها وليس بموافق لأصحاب السعال ولا للمبرودين وما أقل ما يوافق جداً المبرودين من البقول لأن أكثرها مبرد نافخ وما كان منها مربى كثرت فيه الرطوبة كثيراً والنفخ وكان في هذا المعنى أردأ ، والبرية منها الضامرة الجسم القليلة الإصابة من الماء أقل نفخاً وأشد لطافة وحرافة وإن كانت من البقول اللطيفة الحريفة ، والهندبا صالح للمعدة ونافع إذا استعمل بالخل بعد الفصد والحجامة يفتح سدد الكبد وينقي مجاري البول . الإسرائيلي : إعلم أنه إذا عصر ماؤه وأغلي ونزعت رغوته وشرب بسكنجبين فتح السدد ونقى الرطوبات العفنة ونفع من الحميات المتطاولة . البصري : جيد الكيموس يقوي المعدة وأصله ينفع من لسعة العقرب وإن قال قائل أن فيه حرارة لموضع حرارته في الصيف لم يبعد في القول . حبيش : الهندبا يستحيل مع الهواء وأنه يكون خشناً عند سخونته ، وإذا خشن زادت مرارته وهو حلو قليل الحرارة قريب من الإعتدال ، وإذا عصر ماؤه وغلي وصفي نفع من الأورام وقوى المعدة وفتح السدد وإن جعل مع غيره من البقول الملائمة له كالرازيانج والكشوث كان فعله في الأدواء التي ذكرت أبين ، وإن طلي على الأورام من خارج البدن نفعها وبردها . البصري : الهندبا الشامي المسمى أنطونيا بارد رطب في الدرجة الأولى . مسيح : هو بين الخس والهندبا . الإسرائيلي : هو أعدل من الهندبا وأجود كيموساً . الطبري : ألطف من الخس وأقل غذاء وإذا دق ورقه ووضع على الأورام الحارة حللها أو بردها وعصيره مع ماء الرازيانج الرطب ينفع من اليرقان . ابن سينا : الهندبا إذا حل فيه الخيار شنبر وتغرغر به نفع من أورام الحلق ، والهندبا تسكن الغثي وهيجان الصفراء وهو أفضل دواء للمعدة التي بها مزاج حار ، وقيل أنه موافق لمزاج الكبد كيف كان وللحار شديد الموافقة وليس بضر البارد ضرر أصناف البقول الباردة وينفع من الربع والحميات الباردة . الطبري : الهندبا البري هو الطرخشقوق ويسمى بالفارسية وتلخ . إسحاق بن عمران : ويشبه ورق صغير الهندبا البستاني وله عساليج رقاق مقدار شبرين وأقل وفيها نوار صغير لونه إسمانجوني ويسعط به ويخلف حباً دقيقاً . جالينوس في الميامن : الغالب على مزاجه البرد اليسير وفيها مرارة ، وبهذين جميعاً يقبض قبضاً معتدلاً ولذلك صار من خيار الأدوية لفساد(4/505)
"""""" صفحة رقم 506 """"""
مزاج الكبد الحار . حنين في اختياراته : البري يشرب فينفع لسع العقارب والحيات والزنابير وحمى الربع . ماسرحويه : وأما الطرخشقوق فإنه بارد في أول الثانية واليبس عليه أغلب . الطبري : الهندبا البري شبيه بالهندبا البستاني غير أن البري أحد من البستاني وأقل برداً وحبه أيضاً نحو حبه في القوة ويكتحل بماء ورقه فينفع من العشاء ويدخل ورقه في الترياقات وينفع أيضاً إذا سحق من الحميات ولا سيما الذي يقل شربة للماء . ابن ماسه : البلخشكوك مقو للمعدة دابغ لها وما ينبت منه في البساتين والمواضع الكثيرة المياه كان برده أكثر ويبسه أقل وخاصيته النفع من لسع الهوام ، إذا أكل أو شرب ماؤه ويدخل في كل ما يدخل فيه الهندبا من الأدوية . الطبري : الطرخشقوق هو أقوى من الهندبا في جميع أفعاله . إسحاق بن عمران : ينفع من نفث الدم ويقطع العطش وهو منبه للأكل مفتح لطيف ينفع من حمى الربع ومن الإستسقاء ويقوي القلب إذا شرب أو تضمد به ، وينفع من لذعة العقرب والحرارات ويقاوم أكثر السموم وخاصة ماؤه المعتصر إذا صب عليه الزيت وتحسى فإنه يخلص من الأدوية القتالة كلها ، ويعقب صلاحاً تاماً ولينه يجلو بياض العين كحلاً . التجربتين : ينفع الإستسقاء متى كان عن ورم حار في الكبد ويكسر رهج الدم وينفع من الحمى المطبقة وشرابه المتخذ منه يقوي ويضعف بقدر ما فيه منه وبزره قريب الفعل من مائه المعتصر إلا أنه أضعف .
هوم المجوس : هو المرانبا وقد ذكر في الميم من قبل .
هيوفاريقون : ديسقوريدوس في الثالثة : أوفاريقون ومن الناس من سماه أنروسا ومنهم من سماه قوريون ومنهم من يسميه حامانيطس لمشاكلة رائحة بزره لرائحة الراتينج الذي هو صمغ الصنوبر ونيطس هو الصنوبر ، وهو تمنش يستعمل في وقود النار وله ورق كالسذاب وطوله نحو من شبر وغصن أحمر وحمرته إلى الدم وله زهر أبيض شبيه بالخيري الأبيض وبزره في شكله مستطيل مدور وعظمه كحبة الشعير ولون البزر أسود ورائحته كالراتينج وينبت في أماكن حسنة وأماكن وعرة . جالينوس في الثامنة : هذا يسخن ويجفف وجوهره جوهر لطيف حتى أنه يدر الطمث والبول ، وينبغي لنا إذا أردنا أن نسقي منه من يحتاج إلى هذا أن نسقي من ثمرته كما هي ولا يقتصر على بزره وحده مع أنه إذا اتخذ من ورقه ضماد وضمدت به مواضع حرق النار والقروح ألحمها وأدملها فإن جفف ودق ونثر شفى القروح المترهلة والمتعفنة ، وقد يشفي به قوم قروح الورك وقد يشفى به قوم وجع الورك . ديسقوريدوس : إذا احتمل أدر الطمث والبول وإذا شرب بزره بالشراب أذهب حمى الربع(4/506)
"""""" صفحة رقم 507 """"""
وأبرأها ، وإذا شرب أربعين يوماً متوالية أبرأ عرق النسا وإذا تضمد بورقه وبزره أبرأ حرق النار . مسيح : هو حار يابس في الثالثة . بديغورس : خاصيته الإذابة والتحليل وتفتيح السدد . الرازي : شرب ماء ورقه ينفع من النقرس نفعاً بيناً . ديسقوريدوس : وأما أسفندرن ومن الناس من يسميه أسفوريداس وهو صنف من أوفاريقون يخالف الأول في العظم وذلك أن هذا أعظم من الأول وأكبر أغصاناً وهو أصلح منه لوقود النار ولونه أحمر قان وزهره أصفر وبزره شبيه ببزر أوفاريقون ورائحته شبيهة بالراتينج ، وإذا فرك كان كأنه يدمي الأصابع ، وإذا شرب من بزره بقوطولس من الشراب الذي يقال له أدرومالي نفع من عرق النسا وأسهل البطن وأخرج المرة ، وينبغي أن يدمن أخذه من كان به عرق النسا إلى أن يخرج من علته ، وإذا تضمد بهذا النبات كان صالحاً لحرق النار ، وأما أندروسا ومن الناس من يسميه دوثوسياس وأيضاً يسمونه أسفرون وبين أسفرون وأوفاريقون فرق وهو تمنش يستعمل في وقود النار وله بزر دقيق وأغصان حمر وحمرتها قانية وورقه يكون قريب ثلاثة أضعاف ورق السذاب في العظم إذا فرك هذا الورق خرجت منه رطوبة شبيهة بالشراب وله شعب كثيرة مستقيمة الأطراف عليها زهر أصفر صغار وبزره في غلف شبيهة بغلف الخشخاش الأسود وعليه خطوط ، وإذا فرك هذا النبات فاحت منه رائحة الراتينج ، وبزره إذا سحق وشرب منه مقدار درهمين سهل الطبع وأخرج المرارة ويبرئ خاصة عرق النسا وينبغي لمن أسهله هذا الدواء أن يتجرع بعد إسهاله جرعاً من ماء ، وإذا تضمد به أبرأ حرق النار . جالينوس في 6 : ثمرة النوعين جميعاً تسهل البطن وأما ورقها فقوته قوة تجفف ويخلو قليلاً ولذلك قد وثق الناس منه بأنه يبرئ حرق النار ، وإذا طبخ بشراب قابض صار لذلك الشراب قوة تأمل الجراحات العظيمة . ديسقوريدوس : وأما فورس ويسميه بعض الناس أوفاريقون فله ورق شبيه بورق الشجرة التي يقال لها أريقي إلا أنه أصغر منه وفيه شيء من رطوبة تدبق باليد ولونه أحمر كالدم وطوله شبر وهو طيب الطعم والرائحة ، وإذا شرب البزر أدر البول والطمث وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الرتيلا ، وإذا شرب مع الفلفل نفع من الكزاز وقد يهيأ منه ومن الزيت مسوح نافع من الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف وعرق النسا . لي : زعم إسحاق بن عمران أن الهيوفاريقون هو الفاشرا وهذا من أعظم الخطأ وقد ذكرت الفاشرا في الفاء وتابعه على ذلك جماعة منهم ابن الجزار في كتاب الإعتماد وغيره . بديغورس : بدله إذا عدم وزنه من أصول الأذخر ونصف وزنه من عروق الكبر .(4/507)
"""""" صفحة رقم 508 """"""
هيوفسطيذاس : منهم من زعم أنه لحية التيس أو عصارته ، وقد غلط وأخطأ وإنما هو نوع من طرابيث صغير يعرف بأبي سهلان ينبت في أصول شجرة لحية التيس وهو مذكور معه في اللام .
هيضمان : وهو الفجل البري وقد ذكرته في الفاء .
هيدبوا : هو الهال وقد ذكرته من قبل .
هيشر : هو الكنكير البري وقد ذكر في الكاف وفي كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي الهيشر هو إسم عربي لنبات شوكي ورأيته بين المدينة والبقيع وسألت عنه بعض الأعراب فسماه وعرفه وهو نبات طوله أصبع له ورق مشرف الجوانب مشوك حاد الشوك وساقه نحو من ذراع معقدة مشوكة وهو في رأس حرشفي الشكل لونه بين البياض والزرقة وطعمه طعم الحرشف سواء .(4/508)
"""""" صفحة رقم 509 """"""
حرف الياء
ياسمين : لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس . سليم بن حسان : هو نبات له عصي طوال مخرجها من أصل واحد ثم تتفرع إلى فروع ولها ساق فيها ورق شبيه بورق الخيزران إلا أن هذا ألين وأشد خضرة وله نور أبيض ذو أربع شرفات طيب الرائحة ويكون منه أصفر ورغم قوم أنه يكون منه أزرق . عيسى بن ماسه : هو صنفان أبيض وأصفر والأبيض أطيبها رائحة وأقواها حرارة ويبوسة . مسيح بن الحكم : وقوته في الحرارة واليبوسة من أحر الدرجة الثانية أو من أول الثالثة . البصري : نافع للمشايخ ولمن كان مزاجه بارداً صالح لوجع الرأس الحادث من البلغم والمرة السوداء الحادثة عن عفونة . الرازي : جيد لوجع الرأس الذي يكون عن برد أو رياح غليظة مقوّ للدماغ . إسحاق بن عمران : محلل للرطوبات البلغمية وهو نافع من اللقوة والشقيقة وإذا دق رطباً كان أو يابساً ووضع على الكلف أذهبه والأصفر منه محلل مسخن لكل عضو بارد ونافع للمزكومين ومصدع للمحرورين ويصلح استعمال دهنه في الشتاء . الشريف : إذا أخذ زهره وسحق وشرب من مائه ثلاثة أيام كل يوم أوقية قطع نزف الأرحام مجرب ، وإذا سحق يابساً وذر على القروح نفعها وعلى الشعر سوده .
ياقوت : لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس . أرسطوطاليس : وهو ثلاثة أجناس أصفر وأحمر وكحلي فأشرفها وأنفسها الأحمر وهو حجر إذا نفخ عليه بالنار ازداد حسناً وحمرة فإن كانت فيه نكتة شديدة الحمرة وأدخل النار انبسطت فيه فسقته من تلك الحمرة وحسنته وإن كانت فيه نكتة سوداء نقص سوادها والأصفر أقل صبراً على النار من الأحمر والكحلي لا صبر له على النار البتة وجميع أنواع الياقوت لا تعمل فيه المبارد الفولاذ . البصري : هو أجناس والأحمر أقرب إلى الحر من الأزرق لنقصانها والأبيض أبرد من الأزرق . أرسطو : من تقلد بحجر منه أو خاتماً كان فصه منه وكان في بلد فيه طاعون أمن من ذلك . البصري : ذكر بعض الأطباء أن الياقوت ينفع من نزف الدم . الرازي في كتاب خواصه قال ابن ماسويه : يمنع جمود الدم إذا علق على من به ذلك . الشيخ الرئيس في(4/509)
"""""" صفحة رقم 510 """"""
كتابه في الأدوية القلبية : أما طبعه فيشبه أن يكون معتدلاً وأما خاصيته في التفريح وتقوية القلب ومقاومة السموم فأمر عظيم ويشبه أن تكون هذه الخاصية قوة غير مقتصرة على جزء فيه بل فائضة منها كفيضانها من المغناطيس ولذلك يجذب الحديد من بعيد ومما يقنع في هذا الباب من أمر الياقوت أنه يبعد أن نقول أن حرارتنا الغريزية تفعل في الياقوت المشروب إحالة وتحليلاً وتمزيجاً لجوهره بجوهر البحار الروحي كما نقول في الزعفران وغيره ، وبالجملة فالياقوت يفعل في صورته عن الحار الغريزي ثم يحدث فيه فعله فإن جوهره كما يظهر جوهر بعيد عن الإنفعال فيشبه أن يكون فعل الحرارة الغريزية غير مؤثر في جوهره ولا في أعراضه اللازمة لجوهره ولكن في آنيته ومكانه العرضيين أما في آنيته فإن ينفذه مع الدم إلى ناحية القلب فيصير أقرب من المتفعل فيفعل فعله أقوى ، وأما في كيفيته فيما يسخنه ومن شأن السخونة أن تبرز الخواص وتنبه القوى فتصير مثل الكهرباء فإنه إذا قصر في جذب التبن حك حتى يسخن ، ثم قوبل به التبن حتى يجذبه فيشبه أن يكون غاية تأثير طبيعتنا في الياقوت أن يكون فعلها زيادة إفاضة لما تفيض منها طبعاً وزيادة تقريب وما شهد به الأولون من تقريح الياقوت وإمساكه وخصوصاً في الفم دليل على أنه ليس يحتاج في تفريحه إلى استحالة في جوهره وأعراضه اللازمة ولا إلى مماسة المنفعل عنه بل قوته المقرحة فائضة عنه إلا أنا نقوي فعلها بالتسخين والتقريب كما في سائر الخواص ويشبه أن يكون يعين فعل هذه الخاصية ما فيه من التنوير بشفه وتعديله للمزاج .
يبروح : ديسقوريدوس في الرابعة : هو صنفان أحدهما يعرف بالأنثى ولونه إلى السواد ويقال له ريوقس أي الخسي لأن في ورقه مشاكلة لورق الخس إلا أنه أدق من ورقه وأصغر وهو زهم ثقيل الرائحة ينبسط على وجه الأرض وعند الورق ثمر شبيه بالغبيرا وهو اللفاح أصفر طيب الرائحة فيه حب شبيه بحب الكمثري ، وله أصول صالحة العظم إثنان أو ثلاثة يتصل بعضها ببعض ظاهرها أسود وباطنها أبيض وعليها قشر غليظ وهذا الصنف ليس له ساق ، والآخر يعرف بالذكر وهو أبيض يقال له موريون وله ورق بيض ملس كبار عراض شبيهة بورق السلق ولونه ولفاحه ضعف لفاح الصنف الأول ولونه كالزعفران طيب الرائحة مع ثقل وتأكله الرعاة فيعرض لهم يسير سبات وله أصل شبيه بالأول إلا أنه أكبر منه وأشد بياضاً ، وهذا الصنف ليس له ساق وقد تستخرج عصارة هذا الصنف وهو طري بأن يدق القشر ويصير تحت شيء ثقيل وينبغي أن تسحق العصارة وتخزن بعد أن تثخن وترفع في إناء من(4/510)
"""""" صفحة رقم 511 """"""
حزف وقد تستخرج عصارة لفاح هذا الصنف كما تستخرج عصارة قشر الأصل وعصارة اللفاح أضعف وقد يؤخذ قشر الأصل ويشد بخيط كتان ويعلق ويرفع . جالينوس في السابعة : قوّته البرودة وهي كثيرة فيه حتى أنه في الدرجة الثالثة منها وفيه مع هذا حرارة يسيرة فأما لفاحه ففيه رطوبة فهو لذلك يحدث السبات ، وأما قشرة أصله فقوية جداً وليست هي مبردة فقط بل ومجففة وأما نفس الأصل المستبطن العشرة فهو ضعيف . ديسقوريدوس : ومن الناس من يأخذ الأصول ويطبخها بشراب إلى أن يذهب الثلث ويصفيه ويرفعه ويأخذ منه مقدار قوانوس ويستعمله للسهر وتسكين الأوجاع ، وإذا أحببت أن تبطل حس من احتاج إلى أن يقطع منه عضواً واحتاج إلى الكي فيشرب من هذا الدواء مقدار أويولوسين بالشراب الذي يقال له ماء القراطن فيقيء بلغماً ومرة صفراء كما يفعل الخربق وإن أخذ منها مقدار كثير قتل وقد تقع في أدوية العين والأدوية المسكنة للأوجاع والفرزجات الملينة ، وإن أخذ منها مقدار نصف أويولوس واحتمل أدر الطمث وأخرج الجنين ، وإذا جعلت في المقعدة منه فتيلة أنامت ، وقد يقال أن الأصل إذا طبخ مع العاج مقدار ست ساعات لينه وصيره سلس القياد لأي شكل أحب أن يتشكل به وورقه إذا كان طرياً وتضمد به مع السويق وافق الأورام الحارة العارضة في العين والأورام الجاسية والدبيلات والخنازير والخراجات ، وإذا دلك به البرص وما أشبهه دلكاً شديداً خمسة أيام أو ستة ذهب به بلا أن يتقرح الموضع وقد يجفف الورق ويستعمل أيضاً لما يستعمل فيه وهو رطب ، وإذا دق الأصل ناعماً وخلط بخل أبرأ القروح من الحمرة ، وإذا خلط بالعسل أو بالزيت كان صالحاً للسع الهوام ، وإذا خلط بالماء حلل الخنازير والخراجات ، وإذا خلط بالسويق سكن وجع المفاصل وقد يهيأ منه شراب يقشر الأصل بلا أن يطبخ ، وينبغي أنه إذا أحب أحد عمل هذا الشراب أن يأخذ من الشراب الحلو مقدار قنطريطس وهو في اليوناني إثنان وسبعون قسطاً ويطرح عليه من قشر الأصل ثلاثة أمناء ويسقى منه ثلاثة قوالوسات من به حاجة إلى أن يقطع منه عضواً وإن يكوى فإنه إذا شربه لم يحس بالألم للسبات العارض له ولفاح هذا الأصل إذا أكل واستنشقت رائحته عرض لآكله ولمستنشقه سبات ، وكذا يعرض أيضاً من عصارته إذا أكثر منه السكتة وبزر اللفاح إذا شرب نقى الرحم ، وإذا خلط بكرنب لم تمسه النار واحتمل قطع نزف الدم من الرحم وقد تستخرج الدمعة بأن يقور في الأرض قوّرات مستديرة وأن يجمع ما يسيل إليها من الرطوبة والعصارة أقوى من الدمعة وليس في كل حال وكل مكان يكون للأصول دمعة ويدل على ذلك التجربة وقد زعم بعض الناس في صنف آخر من المرنوس أنه ينبت في أماكن ظليلة ومغائر وله ورق شبيه باليبروح بيض إلا أن(4/511)
"""""" صفحة رقم 512 """"""
ورقه أصغر من ورقه وطول الورق نحو شبر ولونه أبيض وهو حوالي الأصل والأصل ليس أبيض طوله أكبر من شبر بقليل وهو في غلظ الإبهام ، وقد يقال أن هذا الأصل إذا شرب منه مقدار درخمي وأكل بالسويق أو بالخل أو في بعض الطبيخ فإن الإنسان على ما زعموا إذا أكله أو شربه أسبت ويبقى في سباته على الحال التي كان عليها قبل أن يأكله نحو ثلاث ساعات أو أربع ساعات حتى لا يحس بشيء أصلاً وقد يمتد نصف نهار ، وقد يستعمل الأطباء هذا الأصل إذا أرادوا أن يقطعوا عضواً أو يكووه ، ويقال أن هذا الأصل إذا شرب مع عنب الثعلب المعروف بالمجنن كان بادزهر له . بولس : ليس لهذا النوع من اليبروح ثمرة أصلاً .
مسيح : اللقاح بارد فيه رطوبة فضلية نافع من السهر صالح لأصحاب المرة الصفراء محمود في شمه لا في أكله وقال مرة أخرى : اللفاح بارد إلا أن فيه فتورة يسيرة وفي لقاحه أيضاً رطوبة يسيرة وهو يسدر وينوّم . الرازي : اللفاح بارد غير أنه يثقل الرأس ويسبت وإن أكل غثى وأسبت وربما قتل وقال في كتاب الحاوي : أخبرني بعض مشايخ الأطباء ببغداد أن جارية أكلت خمس لفاحات خرت مغشياً عليها واحمرّت وأن رجلاً صب على رأسها ماء الثلج حتى أفاقت ، ورأيت من النساء من يشرب أصله للسمنة فيصرن كمن خرج من الحمام أو شرب شراباً كثيراً من حمرة الوجه والبدن وانتفاخهما . ابن ماسويه : اللقاح مسكن للصداع المتولد من الدم الحار والمرة مخدر إن أكل أو شم . ماسرجويه : إن أكثر من أكله عرض منه الإختناق وحمرة الوجه وذهاب العقل ، وينفع هؤلاء إن يسقوا سمناً وعسلاً ودهناً ويتقيئوا .
أهرن القس : السابيرج هو اللفاح يهيج النعاس إذا شرب منه مقدار كثير أو أكل وإن أكثر منه قتل ، وعلاجه التقيؤ بماء الإفسنتين المطبوخ بالماء والعسل وأكل الفلفل وشرب الجندبادستر والسذاب والخردل . الرازي في كتاب إبدال الأدوية : وبدل السابيرخ إذا عدم وزنه من بزر البنج .
يبروح صنمي : مذكور في السين في رسم سراج القطرب .
يتوع : الرازي : اليتوع كل ما كان له لبن جار يقرح البدن كالسقمونيا والشبر مر واللاعية .
ديسقوريدوس في الرابعة : طيومالص هو نبات يقال أنه سبعة أصناف منه صنف معروف بالذكر ويقال له حاراقياس ومنهم من سماه قرميطس وقد يسمونه مغاليطس وسموه أيضاً قوبيوص ، ومنه صنف آخر معروف بالأنثى ويقال له قرسيطس ومعناه الشبيه بالآس وقد .
يسمى أيضاً فارويطس ، ومنه صنف آخر يسمى ماراليوص ومعناه القريب من البحر ومن(4/512)
"""""" صفحة رقم 513 """"""
الناس من يسميه طينوسلس ومنهم من يسميه متقن ، ومنه صنف آخر يقال له أتلموسفرنيون ومعناه الناظر إلى الشمس ، ومنه صنف آخر يقال له قوباريساس ومعناه البروي ، ومنه صنف آخر يعرف بريدردس ، ومنه صنف آخر يعرف ملاطماموقا والصنف من اليتوع الأول له قضبان طولها أكبر من ذراع وفي لونها حمرة مملوءة من لبن حاد وورق على القضبان يشبه ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وأصل غليظ خشبي وعلى أطراف القضبان جمة من قضبان دقاق شبيهة بقضبان الأذخر على أطرافها رؤوس إلى التجويف شبيهة بالصنف الذي يقال له نواليس ، وفي هذه الرؤوس ثمرة هذا النبات وينبت في أماكن خشنة ومواضع جبلية ولبنه إذا شرب منه أوثولوسين بخل ممزوج بالماء أسهل بلغماً ومرة ، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل وهيج القيء ، وقد يستخرج هذا اللبن في أوان القطاف بأن تجمع القضبان وتقطع وينبغي أن يميل رأس القضبان إذا قطعت في إناء ليسيل فيه اللبن ومنهم من يقطر منه على التين ثلاث قطرات على كل تينة ويجففه فما جف رفعه ، ومنهم من يأخذ دقيق الكرسنة فيعجنه به ويحببه حباً كأمثال الكرسنة وقد يؤخذ اللبن وحده ويسحق على صلاية ويجمع ويرفع ولا ينبغي أن يستخرج في وقت هبوب الرياح ولا ينبغي أن يقدم المستخرج يده إلى عينيه ، ويمسح بدنه قبله بشحم مذاب أو زيت مع شراب وخاصة الوجه والأنثيين والرقبة ، وإذا شرب خشن الحلق فلذلك ينبغي أن يجفف ويطلى الحب بموم أو بعسل منزوع الرغوة ثم يشرب ، وأما إن أخذ من التين الذي يقطر عليه اللبن اثنتين أو ثلاثاً فشربت فإنها تكفي لما يحتاج إليه من الإسهال ، وهذا اللبن إذا أخذ طرياً وخلط بالزيت ويلطخ به في الشمس حلق الشعر وصير النابت بعده أشقر خفيفاً ثم بأخرة يسقط كله وقد يصير في ثقب الأضراس المتآكلة فيسكن وجعها ، وينبغي أن يسد فم الثقب بموم لئلا يسيل فيضر باللسان ، وإذا لطخ على الثآليل التي يقال لها أفروحوذونس والذي يعرض معها شبيه بدبيب النمل وعلى الثآليل المسماة بومس وعلى اللحم الناتئ الذي يقال له قومس وعلى القوابي أذهبها ويوافق الظفرة والجدري والأكلة والورم الخبيث الذي يقال له عبقرانا والنواصير ، وقد يجمع ثمر هذا في الخريف ويجفف في الشمس ويدق دقاً خفيفاً وينشف وينظف ويرفع هو والورق ، وإذا أخذ من الثمر والورق نصف أكسوثافن وشربا فعلا كما يفعل اللبن ومن الناس من يتخذ ورقه مع الشطرح باللبن والجبن الرطب ، وأصل هذا النبات إذا أخذ منه مسحوقاً درخمي وطرح على شيء من الشراب الذي يقال له أدرومالي وشرب أسهل ، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان ، وأما الصنف المعروف بالأنثى وهو الذي يسميه بعض الناس موسوطس ومارسطس فطبيعته شبيهة بطبيعة النبات الذي يقال(4/513)
"""""" صفحة رقم 514 """"""
له دقيوانداس وله ورق شبيه بورق الآس إلا أنه أكبر وورقه متين حاد الأطراف مشوكها وله عيدان مخرجها من الأصل طولها نحو شبر وله ثمر يأتي به في كل سنة شبيه بالجوز يلذع اللسان لذعاً يسيراً وبنبت في أماكن خشنة ، وقوة لبن هذا الصنف وورقه وأصله وثمره شبيهة بقوة الصنف الذي قبله والحال في خزن كل واحد منها كالذي قبله إلا أن ذاك أشدّ تهييجاً للقيء ، وأما الثالث فينبت في بعض السواحل البحرية ، وله قضبان خمسة أو ستة طولها نحو شبر قائمة لونها إلى الحمرة ومخرجها من الأصل وعليها ورق صغار متراصف إلى الدقة مستطيل شبيه بورق الكتان وعلى أطراف القضبان رؤوس كثيفة متلززة مستديرة فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة مختلف اللون وله زهر أبيض ، وهذا النبات كما هو مع أصله ملآن من لبن واستعمال هذا الصنف وخزنه كحال الصنفين قبله ، والرابع له ورق شبيه بالبقلة الحمقاء إلا أنه أدق منها وأشد استدارة وله قضبان أربعة أو خمسة مخرجها من أصل واحد طولها شبر دقاق حمر مملوءة من لبن كثير وله رأس شبيه برأس الشبث وثمر كأنه موضوع في رؤوس وجمة هذا النبات تنتفل مع الشمس وأكثره ينبت في المدن والخرابات ولبنه وثمره يجمعان كما تقدم مثل ما يجمع لبن وثمر الأصناف التي ذكرنا وقوّتهما مثل قوتها إلا أنها ليست بقوية مثل قوّة لبن وثمر الأصناف الأخر ، والخامس له ساق طولها شبر أو أكثر لونه إلى الحمرة وورق مخرجه منه يشبه ورق شجرة الصنوبر التي تحمل قضم قريش إلا أنه أرخص منه وأطول وأدق وبالجملة أن ورقه يشبه ورق الصنف المذكور من الصنوبر في ابتداء نباته وهذا النبات أيضاً ملآن من لبن وقوته شبيهة بقوّة الأصناف من اليتوع التي ذكرنا ، وأما الصنف النابت منه في الصخور وهو الذي يقال له ديدورودس فإنه كثير الأغصان كثير الورق ملآن من لبن ولون أغصانه إلى الحمرة ما هو وعلى أغصانه ورق شبيه بورق الآس دقيق وله ثمر شبيه بثمر الصنف من اليتوع الذي يقال له حاراقياس وفعل هذا الصنف والحال في خزنه مثل الفعل والحال في خزن أصناف اليتوع التي ذكرنا ، وأما الصنف الذي يقال له بلاطيقا فإن ورقه شبيه بورق قلومس وأصله وورقه ولبنه تسهل كيموساً مائياً ، وإذا دق وطرح في الماء قتل السمك وكذا أصناف اليتوع التي ذكرناها قبل هذا الصنف تفعل ذلك أيضاً . جالينوس في الثامنة : جميع أصناف اليتوع قوّتها الكثيرة حادة وفيها مع هذا مرارة وأقوى شيء فيها لبنها وبعده بزرها وورقها وفي أصولها أيضاً شيء من هذه القوى التي ذكرنا وليس ذلك في الجميع مساوياً فأصول اليتوع إذا طبخت بالخل أذهبت وجع الأسنان وشفته لا سيما الوجع الحادث في الأسنان المتآكلة ، فأما لبن اليتوع إذا طبخ بالخل فيذهب وجعها ولما كانت قوّته أشد وأظهر صار الناس يضعونه في جوف السن المأكول وأما سائر الفم فإن قرب منه موضع(4/514)
"""""" صفحة رقم 515 """"""
أحرقه على المكان وأحدث فيه قرحة ، ومن أجل ذلك قد ينبغي لنا إذا أدرنا أن نقطره في الموضع المأكول من السن أن نسده بشمع لأن لبن اليتوع في الدرجة الرابعة من الأشياء التي تسخن وتحرق ولذلك صار إذا طلي على مواضع الشعر حلقه ولكنه لشدة قوته يحتاج أن يخلط معه زيت فإن فعل ذلك مراراً كثيرة بطلت أصول الشعر ولم ينبت لأنها تحترق ويصير ذلك الموضع عديم الشعر وبهذه القوّة صارت تقلع الثآليل المتعلقة والمنكوسة والخيلان والتوت واللحم الزائد في الأظافير وتجلو القوابي والجرب لأن فيه قوّة تجلو لمكان مرارته وبسبب شدة إسخانه قد يمكن أن يشفي القروح المتآكلة والمتعفنة والحمرة متى استعمله إنسان في وقت ينتفع به فيه وبالمقادير النافعة منه ، وبهذه القوة بعينها صار هذا اللبن يقلع الصلابة التي تكون حول النواصير وجميع هذه الأفعال التي يفعلها أيضاً كمثل ما يفعلها ورقه وبزره إلا أنها أضعف من فعل اللبن وهذا الورق والبزر يستعملها الناس في صيد السمك لأنه يجتمع عليهما فإن أكلهما خر سكران فيطفو فوق الماء وأنواع اليتوع سبعة وأقوى أنواعه الأول المسمى حاراقياس وهو الذي يسميه قوم يتوع ذكر وبعده المسمى يتوع أنثى وهو الذي يسمى باليونانية قوسليطس ، ومعنى ذلك الشبيه بالآس والنوع الذي يكون بين الصخور هو أنواع الشحر ، ومن بعد هذه الأنواع في القوة النوع المسمى بوصير وفوريا أيضاً ويساتو وتفسيره السروسي وبعده المسمى أيلتوسفرنيوس وقوة رماد أنواع اليتوع وماء رمادها كما ذكرنا . بولس : اليتوع يخلف المرة قريباً مما تخلفها عصارة قثاء الحمار والسقمونيا والذي يعطي من لبنه فوق أربع قطرات أو خمس فينبغي أن يعجن ذلك بالسويق حتى يبلغ سريعاً وذلك أنه إن طال إمساكه في الفم جرح الفم واللسان وما حوله . حبيش بن الحسن : لبن اليتوع حاد حريف يقرب في الشبه من السقمونيا ومقدار الشربة منه إذا صلح من دانق إلى أربعة دوانيق ، وإذا طال مكثه نقص فعله وقل نفعه فإذا أصلح فقوم يأخذونه من شجره ويخلطونه بدقيق الشعير ، فإن أصبته على هذه الصفة وأردت إصلاحه فأخلطه بالنشاستج ولته بدهن الورد أو اللوز أو البنفسج وإن أصبته على وجهه فأخلطه بالنشاستج ولته بدهن الورد وأصلح ما يخلط به ويمزج من الأدوية الورد المطحون ورب السوس والصبر والتربد والهليلج والأفسنتين والعافث أو عصارتهما والملح الهندي والزعفران والنشاستج فإذا مزج بهذه الأدوية أو بعضها أصلح المزاج ونفع من حميات الربع وأسهل الماء الأصفر إسهالاً نافعاً ، وإذا سقي على وجهه من غير إصلاح أفسد المزاج وهيج الوجه وأعقب وجع الكبد وفساد المعدة وقلة الإستمراء للطعام . إسحاق بن عمران : ومن اليتوع صنف له ورق كالخطمي مزغب وقضبان دقاق معقدة شهب وغبر تشبه قضبان شجر القطن(4/515)
"""""" صفحة رقم 516 """"""
تعلو على الأرض نحو ذراعين ولها نوار قليل الحمرة مدوّر يشبه نوار اللبلاب وأصل غليظ خشبي وعلى أطراف النبات جمة . الرازي : ومن أنواعه الكبوة وهذا أحد أنواع اليتوع ولا تخلو منها المزارع وهي حمراء الساق مدورة الورق تخرج لبناً كثيراً ويقرب فعلها من السقمونيا . الغافقي : هذا أحد أنواع اليتوع فعلاً وكثير من الناس عندنا يسمونه المحمودة ورقة كورق البقلة الحمقاء وكورق الصنف المسمى ناظر الشمس إلا أن على ورقه زغباً يسير الدنا وهي متكاثفة على قضبان مدورة خارجه من أصل واحد ونباته بقرب الأنهار ومنه نوع آخر يسمى عندنا القلبوص وله قضبان خمسة أو ستة في غلظ الخنصر تعلو نحواً من ذراع لا ورق عليها إلا شيء رقيق جداً حادّ الأطراف مرصف بعضه على بعض فكانت جملة قضبانه شبيهة بالقبائل الموجودة على شجر الصنوبر الكبيرة ولونها أخضر مائل إلى الفرفيرية قليلاً يشبه الحيات الصغار وله أصل دقيق ذو شعب ولونه أحمر غائر في الأرض وأكثر نباته بالرمل وبقرب البحر له لبن غزير وقوته كالسقمونيا وإسهاله كإسهاله وقد يسمى أيضاً البصوص ، ومنه صنف آخر يشبه النبات المسمى بصريمة الجدي إلا أنه أصغر وألين وقضبانه بيض وله ثمر في أطرافه صلب يلتصق على الورق عسر القلع لونه إلى السواد في قدر حب الحنطة وكشكله ، ومن أنواعه أيضاً القشر والماهودانة والحلتيتا والدلب والشبرم وغيرهما مما قد ذكرنا في سائر الحروف .
يحينذ : هو الأمصوح من مفردات الشريف وقد ذكرته في الألف أول الإسم مفتوحة بعدها حاء مهملة بعدها ياء ساكنة باثنين من تحتها ثم نون ثم ذال معجمة .
يخصص : إسم بربري عند عامة أفريقية للنوع العظيم من الكرفس المشرقي وهو الذي يستعمل أطباء عصرنا هذا بزره مكان النظراشاليون وليس به أوّل الإسم ياء مفتوحة ثم خاء معجمة ساكنة بعدها صادان مهملتان وقد ذكرناه مع أنواعه في الكاف .
يذره : هي بالذال المعجمة وهو إسم أندلسي للنبات المسمى باليونانية قسوس وقد ذكرته في القاف .
يذقه : أوله ياء مفتوحة بعدها ذال معجمة ساكنة ثم قاف مضمومة ثم هاء إسم لطيني للنوع الصغير من الخمان وقد ذكرته في الخاء المعجمة وهو المسمى باليونانية خياما أقطي .
يربوز : وهو المسمى الجربوز وهي البقلة اليمانية وقد ذكرت في الباء بواحدة .
يراع : هو القصب في اللغة وقد ذكرته من قبل في القاف .(4/516)
"""""" صفحة رقم 517 """"""
يرامع : هو الهليون وقد ذكر في الهاء وهو الإسفيراج عند عامة المغرب والأندلس وقد صحفه قوم بالإسفيذاج وهو خطأ وصوابه بالراء .
يرنأ : هي الحناء في اللغة .
يربطورة : إسم لطيني وهي عجمية وباليونانية قوفادابن . ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات له ساق رقيق يشبه النبات الذي يقال له حارانقون وهو الرازيانج وله جمة وافرة متكاثفة عند الأصل وزهر لونه أصفر وأصل أسود ثقيل الرائحة غليظ مملوء رطوبة وينبت في جبال مظللة بالشجر وقد يشرط الأصل بسكين وهو طري وتستخرج الرطوبة التي فيه وتوضع في ظل لأن قوتها تضعف في الشمس وفي وقت ما تطلع الرطوبة يعرض لمن يستولي ذلك صداع وظلمة البصر إلا أن يتقدم فيلطخ منخريه بدهن ورد ويضع على رأسه أيضاً منه ، وإذا استخرجت الرطوبة من الأصل لم ينتفع به حينئذ وقد تستخرج أيضاً رطوبة من الساق كما تستخرج عصارة أصل اليبروح إلا أن فعل العصارة أضعف من فعل الرطوبة المستخرجة بالشرط ، وفعلها في الأسنان إذا استعملها أسرع تحليلاً وربما أصيبت صمغة لاصقة بالأرض والأصل والأغصان شبيهه بالكندر ، وأجود ما يكون من دمعة هذا النبات ما أتي به من البلاد التي يقال لها سردانيا ومن بلاد يقال لها سامورا وهي ثقيلة الرائحة في لونها حمرة تلذع اللسان في الذوق . جالينوس في الثامنة : أكثر ما يستعمل من هذا النبات أصله خاصة وقد يستعمل أيضاً لبنه وعصارته وجميع هذه نوع واحد بعينه إلا أن لبنه أكثر قوة من الجميع وذلك أنه يسخن إسخاناً شديداً جداً ويحلل ولهذا صار الناس يثقون منه بأنه ينفع من علل العصب وهو دواء نافع أيضاً من العلل الحادثة في الصدر والرئة من قبل أخلاط لزجة إذا ورد داخل البدن بالشراب وإذا بخر به العليل واستنشق رائحة بخاره قطع ولطف ، وإذا وضع في المتآكل من الأسنان سكن وجعها من ساعته لتلطيفه وتسخينه وهي أيضاً تشفي الطحال الصلب لأنه يقطع الأخلاط الغليظة ويحللها ويلطفها ، وأما أصله فيمكن أن يستعمل في هذه الوجوه كلها ، وإذا وضع على عظم تريد أن تسقط قشرته برأها منه وأسقطها سريعاً لأنه يجفف تجفيفاً قوياً شديداً إلا أن هذا الأصل أقل إسخاناً من لبنه وهو نافع أيضاً للقروح الخبيثة الرديئة إذا جفف وسحق وذر عليها لأنه ينقيها ويملؤها ويدملها وهو يسخن في منتهى الدرجة الثالثة ويجفف في ابتدائها . ديسقوريدوس : دمعته إذا طلي بها الرأس بالخل ودهن الورد وافقت المرض الذي يقال له ليبرعس والذي يقال له قرانيطش والسدد والصرع المزمن والفالج العارض ببطلان بعض الأعضاء وحركتها وعرق النسا ومن كان به أسقسيموس ،(4/517)
"""""" صفحة رقم 518 """"""
وبالجملة إذا تمسح به بالخل والزيت وافق الأعصاب وقد يستنشق رائحتها للإختناق العارض من وجع الأرحام واللثات ، وإذا تدخن به طرد الهوام وإن خلط بدهن ورد وقطر في الأذن سكن أوجاعها ، وإذا جعلت في التآكل العارض للضرس نفعت من وجعه وإذا استعملت بالبيض كانت صالحة للسعال وتوافق عسر النفس والمغص وتلين الطبع تلييناً رفيعاً وتحلل أورام الطحال وتنفع من عسر الولادة منفعة عظيمة ، وإذا شربت نفعت من وجع مثانة والكلى والتمدد العارض فيها وقد تفتح فم الرحم وينتفع بالأصل في كل ما ينتفع فيه بالرطوبة إذا شرب طبيخه إلا أنه أضعف فعلاً من الرطوبة ، وإذا دق الأصل وسحق ناعماً وعولجت به القروح نقى وسخها وأخرج قشور العظام الخارجة منها وأعمل القروح العتيقة وقد يخلط بالقيروطات المسخنة والمراهم وينبغي أن يختار منه ما كان حديثاً ليس بمتآكل صلباً ساطع الرائحة وقد تحلل رطوبته بلوز مر أو سذاب أو خبز حار ويستعمل في ماء يشرب . التجربتين : أصله يذهب كل رائحة منتنة من أي موضع كانت ولذلك ينفع من الوباء الحادث من الملاحم وينفع من ضروب الوباء كلها والروائح الصاعدة من أجسام الموتى ويسهل الطلق تبخيراً به الأنف وفي رائحته أكراب لنفوس أصحاب الأمزجة الضعيفة الحارة فيجب أن يجتنب تبخيرهم به أو يقرن به ما يدفع ذلك ، وإذا أحرق وخلط بالزفت سمن وطليت به القروح في الرأس الرطبة واليابسة جففها ، وإذا قطرت سمتها المستخرجة بالنار في الآذان فتحت سددها أو فتحت سمعها وثقلها ، وإذا أحرق وعجن بخل نفع من السعفة ، وإذا استنشق دخانه نفع من النزلات منفعة بالغة وفتح سدد الخياشيم وجفف رطوبة الدماغ وينفع من جميع أنواع الوباء منفعة بالغة بإصلاحه الهواء ، وإذا سحق أصله على الجراحات العسرة الإندمال من سوء مزاج حار رطب أدملها .
يربه شانه : ومعناه بعجمية الأندلس العشبة الصحيحة . الغافقي : هو نبات له ورق كذراع أو أكبر وغصنه دون الشبر وهو مشقق مشرف جعد أملس أخضر إلى السواد وله بريق وهو كبير نابت من الأصل وأطرافه منحنية مائلة إلى الأرض وله ساق خارجة بين الورق في قدر الإبهام طويلة جوفاء مدورة عليها ورق صغار من نصفها إلى أعلاها إلى الطول ما هي تشويك وفيما بينها غلف كثيرة بعضها فوق بعض في شكل مناقير البط عليها زهر فريري إلى البياض وداخله ثمر كالبلوط مملوء رطوبة لزجة وله أصل طويل معقد رخو يشبه أصل الخطمي مملوء رطوبة إلى الحلاوة والمرارة القوية وقوة حرارته كقوة البهمن الأبيض في الباه ويرد الرحم إذا نتأ ويبرئ من فسخ العضل ويخصب البدن ويدر البول وينفع(4/518)
"""""" صفحة رقم 519 """"""
من أوجاع الخاصرة والمثانة وبعضهم يسميه عشبة النجار ونباته بالرطب من الجبال والخنادق وقد يتخذه بعض الناس في البساتين والمنازل وقد يبيع شجارو الأندلس أصل هذا على أنه أبهمن الأبيض ويظنون أن قوته كقوته .
يربوع : الإسرائيلي : يغذ لحمه غذاء كثيراً ويلين البطن .
يشف : ويقال يشب ديسقوريدوس في الخامسة : أما يبس زعم قوم أنه جنس من الزبرجد لونه شبيه بالدخان كأنه شيء مدخن ومنه ما لونه فيه عروق بيض صقيلة ويقال له أسطريوس ومعناه الكوكبي ومنه ما يقال له طرمينون ومعناه الشبيه في لونه بالحبة الخضراء وهو شبيه في لونه بالذي يقال له قالاس . جالينوس في السابعة : قد شهد قوم بأن في الحجارة خاصيات كهذه الخاصية في هذا الحجر الأخضر منه وهي أنه ينفع المريء وفم المعدة إذا علق على الرقبة أو العضد فيكون فيه بالغاً ، وقوم ينقشون عليه ذلك النقش الذي له شعاع على ما وصف ثاجاماسيوس وقد امتحنت أنا أياماً كثيرة هذا الحجر وجربته واختبرته اختباراً بالغاً وجعلت له طولاً معتدلاً لا يبلغ إلى فم المعدة فوجدته ينفع نفعاً بليغاً ليس دون ما إذا كان منقوشاً عليه كما وصف ثاجاماسيوس . الغافقي : زعم قوم أن هذا الحجر هو الدهنج ، وزعم قوم أنه ياقوت حبشي ملون ويسمونه بالمشرق أبو قلمون وقوم يصحفونه فيقولون حجر البشذ وهو خطأ .
يعقوب : قيل هو ذكر الحجل عن الخليل بن أحمد والجمع يعاقيب وقد ذكرت الحل في الحاء .
يعضيد : قيل هو النبات المسمى باليونانية خندريلي وهو نوع من الهندبا وقد ذكرته في الخاء المعجمة .
قال شيخنا أبو العباس النباتي : هو معروف عند العرب وصفته كأنواع البقلة التي تسمى عندنا بالأندلس بالسرالية إلا أنها مائلة إلى البياض قليلاً وورقها فيما بين ورق الخس البري وورق السريس البري وسوقه قصار وارتفاعها كثير ومنه ما يشبه ورقه ورق الهندبا البستاني إلا أنه أصغر وأصلب وفيه بريق وحروف الورق مشرفة مشوكة لينة والزهر شديد الصفرة وطعمه مر بيسير قبض .
يغميصا : هو الريباس بالسريانية وقد ذكر في الراء .
يقطين : هو عند العامة القرع ومن اللغة يقال على كل شجرة لا تقوم على ساق كاللبلاب ونحوه .(4/519)
"""""" صفحة رقم 520 """"""
يلنجوج : هو العود الهندي الذي يتبخر به وقد ذكر في العين المهملة .
يمام : هو طائر معروف وهو الشقنين وقد ذكر في الشين المعجمة .
ينبوت : هو خرنوب المعزى عند أهل الشام . أبو حنيفة : هو ضربان أحدهما هذا الشوك الصغار المسمى الخرنوب النبطي له ثمرة كأنها تفاحة فيها حب أحمر وهو عقول للبطن يتداوى به ، والآخر شجرة عظيمة كالتفاح ورقها أصغر من ورقه ولها ثمرة أصغر من الزعرور شديدة السواد يتداوى بها وهي شديدة الحلاوة ولها عجمة في الموازين وهي تشبه الينبوتة في كل شيء إلا أنها أصغر ثمرة وهي عالية كبيرة ، والأولى تنفرش على الأرض ولها شوك وقد يستوقدونه إذا لم يجدوا غيره . وقال في موضع آخر : هي الخرنوب النبطي وهذا الشوك الذي يستوقدونه يرتفع ذراعاً وهو ذو أفنان وحمله أحمر خفيف كأنه تفاح وهو بشع لا يؤكل إلا في الجهد ويسمى القس وفيه حب صلب كحب الخرنوب الشامي إلا أنه أصغر منه . الرازي : هو بارد يابس يمنع الخلفة إذا شرب ماؤه . عيسى بن ماسه : الخرنوب النبطي ينبغي أن يكثر من أكله إذا أفرط الطمث . مجهول : قشر أصله يفتت الأسنان العتيقة ويسكن وجعها ويقلعها بلا حديد . لي : قد كثر اختلافهم فيه فمنهم من زعم أنه شوك القتاد وليس صحيح لأن ذاك شجرة الكثيرا . الرازي في الحاوي : هو شجرة الحاج ولم يصب في ذلك لأن تلك هي العاقول وقد ذكرته في العين . وقال في الكافي : هو العوسج . وقال في موضع آخر : قيل هو الفوتيرا وهي الطباق بالعربية وقد ذكرته في الطاء ولذلك قال ديسقوريدوس وجالينوس : هو الفوتيرا والأصح قول أبي حنيفة وحده ولا يلتفت إلى قول غيره فيه .
ينتون : هو الثافسيا وقد قلت إنه الدواء المسمى بالبربرية أدرياس وقد ذكر في الثاء في رسم ثافسيا وغلط من قال إن الثافسيا هو صمغ السذاب الجبلي والبري .
ينق : هو الأنفحة بلغة أهل الأندلس وقد ذكرته في الألف .
ينشتاله : إسم لطيني بكسر الياء والنون بعدها أيضاً والشين المعجمة الساكنة بعدها منقوطة باثنتين من فوقها مفتوحة بعدها ألف ساكنة بعدها لام مفتوحة مشددة ثم هاء وهو الأمصوح بالعربية وقد ذكرته في الألف .
يثمه : أبو العباس النباتي : هي معروفة بالقيروان وهي عندهم مختبرة في الجراحات وهي نبتة بيضاء ورقها أزغب ولها ورق فيما بين ورق لسان الحمل البري وورق أذن الغزالة(4/520)
"""""" صفحة رقم 521 """"""
إلا أنه أصفر يخرج من ورقها في الوسط ساق طولها شبر وأقل وأكبر في غلط المغزل . والله أعلم .
تم الكتاب بعون الملك الوهاب ، والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وكل ناسج على منواله آمين .(4/521)