إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد
ابن الأكفاني (محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري) 749
تحقيق وتعليق: عبد المنعم محمد عمر، مراجعة: أحمد حلمي عبد الرحمن
دار الفكر العربي - القاهرة(1/1)
91
وبعد، فإن بنا حاجةً إلى تكميل نفوسنا البشرية في قواها النظرية والعملية، إذ كان ذلك هو الوسيلة إلى السعادة الأبدية.(1/2)
95
من تعلم علما للاحتراف لم يأت عالما، وإنما جاء شبيها بالعلماء، ولقد كوشف علماء ما وراء النهر بهذا الأمر، وفظعوا به لما بلغهم بناء المدارس ببغداد، فأقاموا للعلم مأتما، وقالوا كان يشتغل به أرباب الهمم العالية والأنفس الزكية الذين يقصدون العلم لشرفه والكمال به فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأخساء وأرباب الكسل فيكون ذلك سببا لارتفاعه.
(1/3)
96
وما أحسن قول أفلاطون: إن الفضيلة تستحيل في النفس الردية رذيلة كما يستحيل الغذاء الصالح في البدن السقيم إلى الفساد
(1/4)
97
كل تعليم وتعلم ذهني فإنما يكون بعلم سابق في معلوم ما من عالمٍ لِمَن ليس بعالم، لما ليس بمعلوم، وقد يكون بالطبع وتفيده وقائع الزمان بتردد الأذهان في موجودات الأعيان وأحوالها، والحاصل عنه يسمى علما تجريبيا، وقد يكون بالإرادة ويفيده الطلب والبحث وإعمال الفكر، والحاصل يسمى علما قياسيا.(1/5)
99
أن يقصد العلم الذي تقبله نفسه وتميل إليه طباعه، ولا يتكلف غيره، فليس كل الناس يصلحون لتعلم العلم، ولا كل من يصلح لتعلم العلم يصلح لسائر العلوم، بل كل ميسر لما خلق له.(1/6)
101
وأضبط التواريخ في زماننا الذي جمعه ابن الأثير الجزري(1/7)
102
نتائج الأفكار لآلئ لا تقف عند كل حد، بل لكل عالم ومتعلم منها حظ
......
الشرط السادس: أن يقرأ على شيخ مرشد أمين ناصح، ولا يستبد طالب العلم بنفسه اتكالا على ذهنه، فالعلم في الصدور لا في السطور، وهذا الرئيس / أبو علي بن سينا، مع جلالة قدره ومكانته من الذكاء والحذق لما اتكل على نفسه وثوقا بذهنه، وسلم من سوء الفهم لم يسلم من التصحيف.(1/8)
104
الشرط العاشر: أن يعلم أن لكل علم حدا لا يتعداه، فلا يتجاوز ذلك الحد، كما يقصد إقامة البراهين على علم النحو، ولا يقصر أيضا بنفسه عن حده، فلا يقنع بالجدل في علم الهيئة.
الشرط الحادي عشر: أن لا يدخل علما في علم، لا في تعليم ولا في مناظرة، فإن ذلك مشوش، وكثيرا ما غلط فاضل الأطباء جالينوس بهذا السبيل.
.......
واعلم أن على كل خير مانعا، فعلى العلم موانع، وعن الاشتغال به عوائق، منها الوثوق بالزمان المستقبل، وانفساح الأمل في ذلك، ولا يعلم الإنسان أنه إذا انتهز الفرصة وإلا فاتته وليس لفواتها قضاء، فإن أسباب الدنيا تكاد تتزايد على اللحظات من ضروريات وغيرها، وكلها شواغل، والأمور التي يتم بمجموعها التحصيل إنما تقع على سبيل البحث وإذا تولت فهيهات عود مثلها.
/ ومنها الوثوق بالذكاء وأنه سيحصل الكثير من العلم في القليل من الزمان متى شاء، فتخترمه الشواغل والموانع، وكثير من الأذكياء فاته العلم بهذا السبب.
ومنها الانتقال من علم إلى آخر قبل أن يحصل منه قدرا يعتد به، ومن كتاب قبل ختمه وذلك هدم لما بنى ويعز مثله.
ومنها طلب المال والجاه أو الركون إلى اللذات البهيمية فالعلم أعز أن ينال مع غيره أو على سبيل التبعية، بل إذا أعطيت العلم كلك أعطاك العلم بعضه.
........
واعلم أن للعلم عرفا ينم على صاحبه، ونورا يرشد إليه، وضياء يشرق عليه، فحامل المسك لا يخفى روائحه، معظم في النفوس الخيّرة محبب إلى العقلاء وجيه الوجه تتلقى القلوب أقواله وأفعاله بالقبول، ومن لم تظهر عليه أمارات علمه فهو ذو بطانة لا صاحب إخلاص.(1/9)
108
والتصديقات منها واجبة القبول كالأوليات والاستبصاريات وتسمى أوضاعا، ومنها غير واجبة القبول لكنها تتسلم في الوقت ويبرهن عليها فيما بعد أو في علم آخر وتسمى مصادرات.(1/10)
109
واعلم أن هذه العلوم في العربية لم تؤخذ عن العرب قاطبة بل عن الفصحاء البلغاء منهم، وهم الذين لم يخالطوا غيرهم كهذيل وكنانة وبعض تميم وقيس عيلان، ومن يضاهيهم من عرب الحجاز وأوساط نجد.
/ فأما الذين صاقبوا العجم في الأطراف فلم تعتبر لغاتهم وأحوالها في أصول هذه العلوم، وهؤلاء كحمير وهمذان وخولان والأزد لمقاربتهم الحبشة، والزنج وطي وغسان لمخالطتهم الروم بالشام، وعبد القيس لمجاورتهم أهل الجزيرة وفارس.(1/11)
112
ولا أجمع وأنفع من المحكم لابن سيده(1/12)
113
[التصريف] ومنفعته ظاهرة من هذا التفصيل، ويتقدم على علمي المعاني والبيان تقدما ضروريا ويحتاج إليه في اللغة والقوافي.
ولم يزل هذا العلم مندرجا في علم النحو حتى ميزه وأفرده أبو عثمان المازني وصنف فيه أبو الفتح ابن جني مختصرا لطيفا سماه التصريف الملوكي(1/13)
120
فالسريع يرد إلى البسيط والمنسرح إلى الرجز والمقتضب إلى الهزج والمجتث إلى الخفيف، إلا أن الكتب المصنفة في العروض بأسرها على مذهب الخليل بزيادة الأخفش مع بيان ما ذكره الجوهري ووضوحه، وقد كثرت فيه التصانيف من غير زيادة على ما ذكر الخليل والأخفش.(1/14)
123
وتسهيل الفوائد لابن مالك، [لا] يكاد أن يخل بمسئلة من الفن.
[التحقيق سيء، مع أن أصحابه رتب عالية!](1/15)
125
واعلم أن بهذين العلمين ظهرت خاصة النوع الإنساني من القوة إلى العقل [كذا والصواب الفعل](1/16)
128
وهو [المنطق] مفتاح العلوم العقلية وسلمها، وميزان المعاني لأن نسبته إلى المعاني نسبة النحو إلى اللفظ، والعروض إلى القريض، وبه يتبين حال كل علم في وثاقته وضعفه، وحال كل عالم وباحث ......... ويستغني عنه المؤيد من الله تعالى ومن علمه ضروري، ويحتاج إليه من عداهما وهم الأكثر.(1/17)
133
وكتاب فصل المقال فيما بين الشريعة والطبيعة [كذا والصواب الفلسفة!] من الاتصال لابن رشد(1/18)
134
ولا أنفع ولا أجمع من كتاب الفتوحات المكية للشيخ محيي الدين بن العربي الطائي، وكتبه كلها لا تخلو عن فوائد ضمن إشارات لطيفة، وهذه الكتب جلها رمز، فمن قدح في ظاهرها فهو بمعزل عنها.(1/19)
135
ويشاركهم [أي الثنوية] في القول بإلهين المانوية والكيومرتية والمزدكية والزروانية والمرقونية والزرادشتية والبيصانية، ومقالتهم متقاربة(1/20)
140
وهؤلاء الثلاثة الطوائف من الشيعة أعني الإمامية والإسماعيلية والزيدية وهم رءوس فرقهم ولهم كلام وكتب في الأصول والفروع وقام بمقالاتهم رجال وأما بقية طوائفهم فلا(1/21)
143
نجدة بن عامر الحنفي يكفر بالإصرار على الصغائر دون فعل الكبائر من غير إصرار
........
العجاردة أصحاب عبد الكريم بن عجرد، ينكر سورة يوسف عليه السلام، يزعم أنها قصة، ولا يرى المال فيئا حتى يقتل صاحبه.(1/22)
144
[ميمون بن خالد] ويجوز نكاح بنات البنات، وبنات أولاد الإخوة والأخوات
.......
ومن الفرق: الأطرافية؛ لقبوا بذلك لأنهم عذروا أهل الأطراف في ترك ما لم يعرفوه من الشريعة إذا عرفوا ما يلزم بالعقل وأثبتوا واجبات عقلية.(1/23)
145
ومن الفرق الشيبانية أصحاب شيبان بن سلمة، وكان جبريا وخارجيا ويقول: إن الله تعالى إنما علم بعد أن خلق له علما، وإنه إنما يعلم الأشياء عند حدوثها.(1/24)
155
وزهر الخمائل لابن سيد الناس [ذكره المؤلف في كتب رواية الحديث! ومع ذلك قال المحقق: كتاب زهر الخمائل على الشمائل وهو تعليق على الشمائل الترمذية تأليف الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي](1/25)
156
ومن الكتب المشتملة على متون الأحاديث المجردة من هذه الكتب (الإلمام لابن دقيق العيد) فيما يتعلق بالأحكام
[قال المحقق: هو .... المعروف بابن دقيق العيد ... وكتابه تحفة اللبيب في شرح كتاب التقريب!!!](1/26)
158
واعلم أن أكثر المفسرين اقتصر على الفن الذي يغلب، فالثعلبي يغلب عليه القصص، وابن عطية يغلب عليه العربية، وابن فرس [كذا] أحكام الفقه، والزجاج المعاني ونحو ذلك.
.........
كل من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح، وإنما احتيج إلى الشرح لأمور ثلاثة:
أحدها: كمال فضيلة المصنف فإنه بجودة ذهنه وحسن عبارته يتكلم على معان دقيقة بكلام وجيز يراه كافيا في الدلالة على المطلوب، وغيره ليس في مرتبته فربما عسر عليه فهم بعضها أو تعذر فيحتاج إلى زيادة بسط في العبارة لتظهر تلك المعاني الخفية، ومن ههنا شرح بعض العلماء تصنيفه.
وثانيها: حذف مقدمات الأقيسة اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر وكذلك إهمال ترتيب بعض الأقيسة وإغفال علل بعض القضايا فيحتاج الشارح إلى أن يذكر المقدمات المهملات ويبين ما يمكن بيانه في ذلك العلم، وينبع على الغنية عن البيان ويرشد إلى أماكن ما يليق بذلك الموضع من المقدمات ويرتب القياسات ويعلل علل ما لم يعط المصنف علله.
وثالثها: احتمال اللفظ لمعان تأويلية كما هو الغالب على كثير من اللغات أو لطافة المعنى عن أن يعبر عنه بلفظ يوضحه أو للألفاظ المجازية واستعمال الدلالة / الالتزامية فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه، وقد يقع في بعض التصانيف ما لا يخلو البشر عنه من السهو والغلط والحذف لبعض المهمات وتكرار الشيء بعينه بغير ضرورة إلى غير ذلك مما يقع في الكتب المصنفة فيحتاج الشارح أن ينبه على ذلك(1/27)
160
والكتب المنسوبة إلى هذا العلم [الحديث] كتقريب التيسير للنواوي أو أصله كعلوم الحديث للحاكم [قال المحقق: علوم الحديث تأليف العلامة تقي الدين الشهرزوري المعروف بابن الصلاح](1/28)
162
ومن الكتب المختصرة فيه [أصول الفقه] القواعد لابن الساعاتي، ومختصر ابن الحاجب والمصباح للبيضاوي [كذا والصواب المنهاج] ومختصر الروضة لابن قدامة [قال المحقق: الروضة للإمام النووي واختصارها لابن قدامة!!!!](1/29)
165
ومن المبسوطة الذخيرة وابن يونس والبيان والتحصيل
[قال المحقق: ابن يونس: انظر طبقات المالكية!!!](1/30)
166
ومن الكتب المتوسطة المقنع والكافي
ومن المبسوطة المغني لابن قدامة
[قال المحقق: مختصر المقنع - تأليف أبي نجا شرف الدين ... الحجاوي!!!(1/31)
قلت: الحجاوي توفي سنة 968!!](1/32)
(1/33)
167
ومن الكتب المشتملة على رءوس مهمات المسائل ومذاهب السلف فيها الإشراق لابن منذر [كذا والصواب منها الإشراف] والمحلى لأبي محمد بن حزم الظاهري، ينفرد بمباحث ظاهرة [كذا].
[قال المحقق: ابن المنذر أحد علماء التفسير وهو من طبقة ابن جرير الطبري!!](1/34)
168
العلم الطبيعي ...... ورتبه أرسطوطاليس على ثمانية أجزاء:
... السماع الطبيعي
... السماء والعالم
... الكون والفساد
... الآثار العلوية
... المعادن
... النبات
/ ...... الحيوان
... الحس والمحسوس(1/35)
169
والاطلاع على أسرارها ........ كجذب حجر المغناطيس للحديد ونحوه، وحال الشجرة المعروفة بالعاشقة والمعروفة بالغيرانة ونحوهما، وحال الطائر الفرد المسمى فقنس ونحوه، [وغرائب المزاجات النامية، كلبن العذراء ونحوه]
..... و [منفعته] بالنسبة إلى العلم الإلهي، فإنه يمهد الذهن بمباحثه ولذلك قدم عليه في التعليم
...... وأما العلوم التي تتفرع عليه وتنشأ منه فهي عشرة:
علم الطب وعلم البيطرة وعلم البيزرة وعلم الفراسة وعلم تعبير الرؤيا وعلم أحكام النجوم وعلم السحر وعلم الطلسمات وعلم السيميا وعلم الكيميا / وعلم الفلاحة(1/36)
171
وقد كان [الطب] قبل أن يتهذب تقتصر فرقة من أمره على التجارب وفرقة على القياس، والمحققون جمعوا بين التجربة والقياس، ومبادئه بعضها اتفاقيات تجريبية وبعضها إلهامات إلهية.(1/37)
172
وأما القانون للشيخ الرئيس أبي علي بن سينا فهو الذي أخرج الطب من التلفيق إلى التهذيب والترتيب وهو أجمع الكتب وأبلغها لفظا وأحسنها تصنيفا وبالجملة فيحتوي على خلاصة كتب الأقدمين، وينفرد بالمباحث العملية والفوائد الحكمية، وبعضُ من لا تعمقَ له في النظر توهم أن تسميته غير مناسبة، وأن الشيخ لو عكس التسمية بينه وبين الشفا لكان أنسب وأصوب، وهذا لجهل هذا القائل بمعنى لفظ القانون وذلك أن القانون في كل علم أقاويل جامعة ينحصر في القليل منها الكثير من العلم إما ليحاط بها ما هو من ذلك العلم فلا يدخل فيه غيره، ولا يشذ عنه ما هو منه، وإما ليمتحن بها ما لا يؤمن الغلط فيه وإما ليسهل بها تعلم ما يحتوي عليه ذلك العلم، وكذلك القوانين في الصناعات العملية إنما هي آلات كلية تعمل لامتحان ما لا يؤمن الغلط فيه كالشاقول والبركار والمسطرة والموازين. والقدماء يسمون جوامع الحساب وجداول النجوم قوانين، إذ كانت أشياء قليلة تحصر أشياء كثيرة، وإذا علم هذا فما أجدر هذا الكتاب باسم القانون لمجموع هذه الأمور فيه.
[ذكر ذلك الصفدي في الوافي بالوفيات، وأظنه نقله عن غيره لأنه متأخر عن ابن الأكفاني، مع أنه صدره بقوله قلت!](1/38)
174
[من منفعة الطب] وأيضا إن الطبيب يستفيد بنظره في التشريح ومنافع الأعضاء ما يوضح له أن الذي أحسن كل شيء خلقه خلق الإنسان في أحسن تقويم، ثم إذا اطلع على ما يقبله كل عضو من داء وما أعد له من دواء، وسر ضرورة الموت بعد ذلك اتضح له أن الذي يرده أسفل سافلين هو أحكم الحاكمين.(1/39)
175
وفي كتاب الفلاحة لابن العوام من البيطرة والبيزرة جملة كافية(1/40)
176
ولفيلمون [كذا] كتاب في الفراسة يختص بالنسوان(1/41)
178
علم أحكام النجوم
علم يتعرف منه الاستدلال بالتشكيلات الفلكية على الحوادث السفلية(1/42)
179
ومنفعته على قاعدة إجراء العادة بوجود أشياء مصاحبة لأشياء غالبا، وفي الأكثر معرفة مقتضيات النصيات الفلكية من أحوال الملك والممالك والأشخاص البشرية والمسائل الجزئية واختيارات ابتداءات الأعمال(1/43)
180
السحر .......... ومنفعته أن يعلم ليحذر لا ليعمل به ولا نزاع في تحريم عمله أما مجرد علمه فظاهر الإباحة بل قد ذهب بعض النظار إلى أنه فرض كفاية لجواز ظهور ساحر يدعي النبوة فيكون في الأمة من يكشفه ويقطعه وأيضا يعلم منه ما يقتُل فيُقتل فاعله قصاصا.
والسحر منه حقيقي ومنه غير حقيقي، ويقال له الأخذ بالعيون وسحرة فرعون أتوا بمجموع الأمرين وقدموا غير الحقيقي ليستعد الحاضرون للانفعال عن الحقيقي وإليه الإشارة بقوله تعالى {سحروا أعين الناس} ثم أردفوه بالحقيقي وإليه الإشارة بقوله تعالى: {واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم}(1/44)
181
ويحصرون الطرق الموصلة إلى تسخير الروحانية في ثلاثة
[قال المحقق: ثلاثة في الأصول والصحيح ثلاث لأن الطريق مؤنثة!!!
قلت: الطريق يذكر ويؤنث يا باشا {طريقا في البحر يبسا} {يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم}، ثم إن حذف التمييز يُجوِّز التغيير يا باشا، ويحتمل أن يكون التمييز غير مراد أصلا!! فالخلاصة أنه لا وجه للتخطئة على الإطلاق!!](1/45)
182
ويقرب من السحر إظهار غرائب خواص الامتزاجات ونحوها وكأنه من جملة مقدماته عند النبط واليونانيون يجعلونه علما برأسه ويعبرون عنه بالنَّيرِنْجيات وفي كتاب غاية الحكيم للمجريطي كثير من أمثلته وفي كتابي أسرار الشمس وأسرار القمر نقل ابن وجشية عند النبط غرائب هذا الأمر وعجائبه ولفظ نيرِنْج فارسي معرب أصله نورنك ومعناه لون جديد(1/46)
183
ويقال إن معنى طلسم عقد لا ينحل، وقيل هو مقلوب اسمه أعني مسلط(1/47)
184
ولفظ سيميا عبراني معرب أصله شيم يه ومعناه اسم الله(1/48)
185
ويصبغ الياقوت الأبيض أحمرا
[كذا ولم يعلق عليه المحقق!!](1/49)
186
ولفظ كيميا عبراني معرب أصله كِيمَ يه ومعناه أنه من الله(1/50)
189
يتبين فيه حال الخطوط المنحنية التي تسمى الزائد والناقص والمكاني [كذا والصواب المكافئ](1/51)
190
وأما العلوم المتفرعة عليه [الهندسة] فهي عشرة: علم عقود الأبنية وعلم المناظر وعلم المرايا المحرقة وعلم مراكز الأثقال وعلم المساحة وعلم إنباط المياه وعلم جر الأثقال وعلم البنكمات وعلم الآلات الحربية وعلم الآلات الروحانية(1/52)
203
ولم تزل القدماء تقتصر من هيئة الأفلاك على دوائر مجردة حتى صرح أبو علي بن الهيثم بجسميتها وذكر لوازمها وأحوالها وتبعه في ذلك المتأخرون
..... وكتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق فيه مخالفة لتسمية الأقاليم فإن مؤلفه وإن كان عارفا بالمسالك والممالك لجوبه الآفاق فإنه عري من علم الهيئة والأفلاك.(1/53)
204
وقد فصل العلماء النظر في علم النجوم إلى واجب ومندوب ومباح ومكروه ومحظور، فالواجب النظر للاستدلال على أوقات العبادة والمندوب النظر للاستدلال على وجود الصانع وعلمه وكمال قدرته، والمباح النظر من حيث إنها مؤثرة بإجراء العادة لا بالطبع، والمكروه اعتقاد أنها مؤثرة بالطبع، والمحظور اعتقاد أنها مدبرات على سبيل الاستقلال مستحقة للعبادة وهذا كفر صريح نهوذ بالله منه.(1/54)
205
وأهل مصر في زماننا هذا إنما يسيرون ويقيمون دفتر السنة من زيج لفقوه من عدة زيجات ولقبوه بالمصطلح(1/55)
210
ومنفعته [الأرتماطيقي] ارتياض الذهن بالنظر في المجردات عن المادة ولواحقها، ولذلك كانت القدماء تقدمه في التعليم على سائر العلوم، ولأنه مثال العالم في صدوره عن واجب مجرد خارج عنه، كما أن الأعداد تنشأ عن الواحد وليس بعدد، وهذا سر هذا العلم الجليل.(1/56)
224
وربما يُخص إدراك الكليات بالعلم وإدراك الجزئيات بالمعرفة
....
الكليات الخمس: منها ثلاث ذاتية وهي النوع والجنس والفصل، واثنتان عرضيتان وهما الخاصة والعرض العام(1/57)
226
الجوهر يرسم بأنه الموجود لا في موضوع، ومعنى هذا الرسم أنه الحقيقة التي إذا وجدت كان وجودها لا في موضوع، والمراد بالموضوع هنا المحل المتقوم بذاته المقوم لما يحل فيه، وأقسامه خمسة: الجسم والهيولى والصورة والعقل والنفس.
وقد يطلق الجوهر ويراد به ذات الشيء وحقيقته، ويقال الجوهر لكل موجود لا تحتاج ذاته في الوجود إلى ذات أخرى تقارنها حتى يتم وجودها بالفعل، وهذا معنى قولهم الجوهر قائم بنفسه، ويقال جوهر لما كان بهذه الصفة
...... والمراد بالعقل الجوهر المجرد عن المادة وعلائقها(1/58)
227
والمراد بالنفس جوهر غير جسيم، وهو كمال الجسم محرك له بالاختيار عن مبدأ عقلي
.......
الكيف: هيئة قارة في الجسم لا يوجب اعتبار وجودها في الجسم قسمة ولا نسبة، وأقسامه أربعة: أحدها المختص بذوات الكم كالتربيع والاستقامة والزوجية والفردية وثانيها الانفعالات كالألوان والطعوم والأراييح والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وتوابعها، وثالثها: القوة واللاقوة ورابعها: الحال والملكة.
قرئ كاملا بحمد الله
أبو مالك العوضي(1/59)