الْجَبْر إِلَّا بصعوبة ومدّ شَدِيد وأحوال عَظِيمَة وَمَعَ هَذَا فَإِذا حدثت مَعَ الْجراحَة أوجاع وأورام فِيهَا خطر فَلِأَن يعوج الْعُضْو خير من أَن يحدث خطر عَظِيم فَيجب أَن لَا يُبَالغ فِي أمرجبر مثل هَذَا الْكسر. وَإِن كَانَ مَعَ الْكسر رض كَانَ من ذَلِك مخاطرة فِي تآكل الْعُضْو فَيجب أَن يشرط الْموضع ليخرج الدَّم فَإِن فِيهِ خطراَ وَهُوَ أَن يَمُوت الْعُضْو وَإِن كَانَ نزف فَيجب أَن يحبس وَكَثِيرًا مَا يحوج لُحُوق الورم وَآفَة الْجراحَة إِلَى أَن يفعل غير الْوَاجِب من علاج الْعُضْو فيفصد ويسهل ويلطف الْغذَاء وَقد تحدث من الشد حكة فَيحْتَاج أَن يحل أَو أَن ينطل الْعُضْو بِمَاء حَار حَتَّى يحلل الرطوبات اللذاعة وبقراط يَأْمر لمن يجْبر أَن يمص شيئأ من الخربق فِي ذَلِك الْوَقْت وغرضه أَن يجذب الْموَاد إِلَى دَاخل وجالينوس يجبن عَن ذَلِك بل يَأْمر بِشرب الغاريقون وَإِن كَانَ لَا بُد فشيء من السكنجبين الَّذِي فِيهِ قُوَّة حريفة وَيَقُول أَن ذَلِك كَانَ فِي زمَان بقراط وفصله بَين الزمانين عَجِيب. وَإِذا رددت الْجَبْر ثمَّ أوجع وأقلق فَالصَّوَاب أَن يتْرك ذَلِك وَيخرج مَا رددت فَرُبمَا أرحت العليل بذلك من أوجاع. وَأما لكسر بالطول فَيَكْفِي فِيهِ أَن يلْزم الْعُضْو يشد شَدِيد أَشد مِمَّا فِي غَيره ويبالغ فِي غمره إِلَى دَاخل. وَأما الْكسر الَّذِي فِي الْعرض فَيجب أَن يقوم العظمان على الاسْتقَامَة فِي غَايَة مَا يُمكن ويراعى ذَلِك من جِهَة وضع الْأَجْزَاء السليمة وَينظر هَل هِيَ من هَذَا الْعظم محادثة لتنظيرها من الْعظم الآخر ثمَّ يجْبر ويراعي فِيمَا بَين ذَلِك أَشْيَاء مِنْهَا الشظايا والزوائد والثلم. فَأَما الشظايا فَإِنَّهَا إِذا لم تتهندم حَالَتْ بَين الْعِظَام وَبَين الانجبار وَإِذا انْكَسَرت أَيْضا وقفت بَين شفتي الْعظم فَلم تدع أَن يلْتَزم أَحدهمَا الآخر أَو زَالَت فَتركت قُرْحَته يجْتَمع فِيهَا دائماَ صديد فَيعرض من ذَلِك أَنَّهَا نَفسهَا تعفن وتعفن الْعُضْو ثمَّ لَا يكون الِالْتِزَام وثيقاً فَإِن الوثاقة إِنَّمَا تحصل إِذا تهندمت الشظايا والزوائد فِي مجاريها الَّتِي تقَابلهَا فَلَا بُد إِذن من تمديد شَدِيد جدا بأَيد أَو بحبال أَو بآلات أُخْرَى تمدداً أبعد مَا يكون فَتُصْبِح الْمُحَاذَاة بَين العظمين وَبَين فَإِذا مددت وحاذيت فَمن الصَّوَاب إِذا وجدت الْمُحَاذَاة الصَّحِيحَة أَن يُرْخِي الْمَدّ يَسِيرا يَسِيرا وتراعي الْمُحَاذَاة كي لَا تميل فَإِذا تهندم عدت وراعيت بِيَدِك حَال مَا تهندم فان وجدت نتوءاً أَو غير ذَلِك أصلحته بِالْيَدِ ثمَّ لَا بُد من رِبَاط يحفظ الْعُضْو على سكونه لَا صلب فيوجع جدا وَلَا لين فَينزل عَن الْحِفْظ وَخير الْأُمُور أوساطها. وَيجب أَن يكون الرِّبَاط على الْموضع الَّذِي إِلَيْهِ الْميل أَشد وَإِن كَانَ الْكسر تَاما فَيجب أَن يسوى شده من كل جِهَة فَإِن كَانَ الْكسر فِي جِهَة أَكثر وَجب أَن يكون الشد هُنَاكَ أَكثر فَإِذا كَانَ مَعَ الْكسر شَيْء من الشظايا وَالْعِظَام الصغار. فَإِن كَانَت مؤلمة موجعة فتعرض لَهَا بالإصلاح وَإِن لم تكن مؤلمة فَلَا تبادئها وَلَا تتعرض وَإِن كَانَ مثلا يسمع خشخشتها فَإِنَّهُ يُرْجَى أَن يجْرِي عَلَيْهَا دشبذ وَإِذا أيس ذَلِك فَحِينَئِذٍ لَا يجب أَن يهمل أمرهَا وَإِذا حدث من الشظايا خرق اللَّحْم فَلَيْسَ من الصَّوَاب أَن تشتغل بتوسيع الْخرق عمل الْجُهَّال وَلَكِن الْوَاجِب أَن يمد العظمان إِلَى الْجَانِبَيْنِ على غَايَة من الاسْتقَامَة لَا عوج فِيهَا فَفِي التعويج حِينَئِذٍ فَسَاد عَظِيم. فَإِذا مدّ فاعمد إِلَى الشظية فردّها وشدّها فَإِن لم ترتد فَلَا توسع الْخرق بل احضر لبداً بِقدر مَا يحْتَاج. إِلَيْهِ وأثقب فِيهِ قدر مَا تدخله الشظية وَركب عَلَيْهِ قِطْعَة جلد لين بِقَدرِهِ وَعَلِيهِ ثقب كثقبه وأنفد الشظية فِيهِ واغمر على الْجلد واللبد(3/259)
غمراً يسفلهما ويبرز الْعظم فِي الثقب إبرازاً إِلَى أَصله ثمَّ انشره بمنشار الْعَمَل وَهُوَ منشار رَقِيق حاد كمنشار المشاطين وَرُبمَا ثقب أصل مَا يحْتَاج أَن تبينه بالمثقب ثقباً مُتَوَالِيَة تَأْخُذ الْموضع الَّذِي يُرَاد مِنْهُ الْكسر وَلَيْسَ ذَلِك عادماً للخطر حَيْثُ يكون وَرَاء الْعظم جسم كريم على أَنه رُبمَا كَانَ أسلم من الالات الهزازة بتحريكها ولقطها وقطعها. وَقد يحتال فِي أَن يَجْعَل المثقب على عارضة من جَوْهَر لَا تدع المثقب أَن ينفذ إِلَّا على قدر معِين فَيكون أقل آفَة حِينَئِذٍ من الْآلَات الهزازة وَلِهَذَا يجب أَن يكون عِنْد المجبرين من هَذِه المثاقب أَصْنَاف كَثِيرَة معدة. وَرُبمَا لم تظهر الشظيّة الكنه لَا بدّ من صديد يسيل فاستدل بذلك على الشظية وعالج ذَلِك الصديد بِمَا يجففه ويحبسه ثمَّ افْعَل مَا يَنْبَغِي وَإِن كَانَت الشظية أَو الْقطعَة من الْعِظَام متمايزة تنخس العضل وتوجع فَلَا بدّ من شقّ وتدبير لآخراج مَا يخرج وَنشر مَا يجب نشره وَإِذا كَانَ المنكسر المتفتت كثيرا وَكَانَ تكسّر وتفتّته كثيرا فَلَا بُد من أَن يخرج الْجَمِيع. وَأما إِن كَانَ الْكسر لَيْسَ بمفتت وَكَانَ الِانْقِطَاع مِنْهُ والانصداع يَأْخُذ مَكَانا كَبِيرا فاقطع أمرض مَوضِع ودع الْبَاقِي فَإِنَّهُ لَا مضرَّة فِيهِ بل الْمضرَّة فِي قطع الْجَمِيع عَظِيمَة. فصل فِي وَصَايَا الْمُجبر يجب على المجبّر أَن يتَأَمَّل ميل الْعظم المكسور فَإِنَّهُ يجد عِنْد الْجِهَة المميل إِلَيْهَا حدبة وَعند الْجِهَة المميل عَنْهَا تقعيراً وَأكْثر مايتفطن لذَلِك باللمس وَأَيْضًا فَإِن الوجع يشْتَد فِي الْجِهَة الَّتِي إِلَيْهَا الْميل والخشخشة أَيْضا تدل على ذَلِك فيبني أمره ذَلِك وَيجب على الْمُجبر أَن يمر يَده على مَوضِع الْكسر فِي كل حَال أمراراً إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل بالرفق واللطف حَتَّى إِن رأى زوالاً أَو نتوعاً أَو شظية عرفه لِئَلَّا يرْبط كرة آخرى على غير وَاجِب فَيحدث فسخ أَو وجع وَلَا يجب أَن يغتز بالاستواء المحسوس بالبصر قبل تَمام الْعَافِيَة فَإِن الورم قد يخفى كثيرا من السمج والاعوجاج. وَإِذا تَأمل المجبّر الْكسر فَوَجَدَهُ إِن لم يستقص فِيهِ سمج الْعُضْو وان استقصى فِيهِ تأدى إِلَى تشنّج وَحمى صعبة فَالْأولى بِهِ أَن يتْركهُ وَلَا يتَعَرَّض لَهُ وَإِذا تعرض لجبر فعصي الْعظم وَلم ينْقد فَيجب أَن لَا يعنف ويدخله بالقسر على كل حَال فَيدْخل على العليل مَا هُوَ أعظم من بَقَاء الْعظم غير مستو وَإِن أوجع الرَّد والإصلاح جدا وَأمكن الطَّبِيب أَن يردهُ إِلَى حَال الْكسر فَهُوَ ترفيه للعليل وإراحة عَظِيمَة. وَيجب أَن يُبَادر الْمُجبر إِلَى جبر مَا انْكَسَرَ ويجبره فِي يَوْمه فَإِنَّهُ كلما طَال كَانَ إِدْخَاله أعْسر والآفات فِيهِ أَكثر وخصوصاً فِي الْعِظَام الَّتِي يطِيف بهَا عضل وَعصب كَثِيرَة مثل الْفَخْذ وَيجب أَن يعان على تَعْجِيل الانجبار بِأَسْبَاب هِيَ أضداد أَسبَاب بطئه الْمَذْكُور وأولاها تغزير الدَّم اللزج. فصل فِي نصبة المجبور كل عُضْو جبرته فَيجب أَن تكون لَهُ نصبة مُوَافقَة تمنع الوجع وَأولى. النصب بذلك مَا. لَهُ بالطبع مثل أَن يكون فِي الْيَد إِلَى الرَّقَبَة وَالرجل إِلَى المدفع تَأمل لعادة العليل فِي ذَلِك وكما أَن الْعُضْو الَّذِي يجب أَن يعلق يجب أَن يعلق على الاسْتوَاء كَذَلِك الْعُضْو الَّذِي يَقْتَضِي حَاله أَن لَا يعلق وَيجب أَن يكون متكأه وموضعه على شَيْء مستو(3/260)
وطيء كي لَا يتَعَلَّق بعضه ويستند بعضه وَالتَّعْلِيق رَدِيء لكل مجبور كَمَا أَن الرّفْع إِلَى فَوق مُوَافق لَهُ مَا لم يمْنَع مَانع وَإِذا جعلت نصبة الْعُضْو بِحَيْثُ يكون أرفع مِمَّا يجب أَو أَخفض لوي الْعُضْو وعوجه بِحَسب إمالة العلاقة والنصبة. فصل فِي كَيْفيَّة الرباطات والرفائد يجب أَن تكون خرق الرِّبَاط نظيفة فَإِن الْوَسخ صلب يوجع وَتَكون رقيقَة لينفذ شَيْء إِذا طلي عَلَيْهَا وخفيفة لِئَلَّا يثقل على الْعُضْو الْأَلَم وَيجب أَن يَأْخُذ الرِّبَاط من الْوَضع الصَّحِيح شَيْئا لَهُ قدر فَإِن ذَلِك أضبط للمجبور من أَن يَزُول وَأَشد وثَاقه وَإِن كَانَ يجب أَن لَا يفرط فِي ذَلِك أَيْضا فَيجْعَل الْعُضْو ضيق المسام غير قَابل للغذاء وَأَيْضًا فَإِن مَا أوصينا بِهِ من الشدّ أعصر للرطوبة المنصبة إِلَى الْعُضْو العليل إِلَى مَا هُوَ أبعد مِنْهُ دفعا وَأَمْنَع لما ينجلب إِلَيْهِ والرباط العريض لذَلِك أَجود وَهُوَ ألزم وَأكْثر اتساعاً وَلَكِن بِحَسب مَا يُمكن فِي كل عُضْو فَلَيْسَ مَا يُمكن من ذَلِك فِي الصَّدْر مثل مَا يُمكن فِي الْيَد وَمَا لَيْسَ من الْأَعْضَاء عريضاً فَإِن ذَلِك لَا يُمكن فِيهِ بل إِذا عرض الْعِصَابَة لم يحس انتظامه على مثل ذَلِك الْعُضْو فَلذَلِك يجب أَن يقْتَصر فِي أمثالاها على مَا سمعته ثَلَاثَة أَصَابِع إِلَى أَربع وَذَلِكَ مثل الزند والترقوة وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهَا لَا يُمكن فِيهَا ذَلِك بل إِن لم ترْبط بالرقيق لم يُمكن. فَإِن الترقوة. لَا ينساق فِيهَا العريض وَفِي مثل ذَلِك يحْتَاج إِلَى تَكْثِير اللفائف لتقوم مقَام العريض والعصابة الَّتِي تلف يَكْفِي أَن يكون عرضهَا ثَلَاث أَصَابِع اْو أَربع أَصَابِع وطولها ثَلَاثَة أَذْرع. والرفائد قد يسترفد بهَا فِي مَعُونَة الرباطات على اللُّزُوم بل الرفائد صنفان أحدمهما الْغَرَض فِيهِ تَسْوِيَة تقع للعضو وتجتهد أَن لَا يَقع بَين طاقاته فُرَج وَأَن لَا يتراكم تراكماً مُخْتَلفا وليلم بهَا الْفرج وَالْآخر الْغَرَض فِيهِ أبئ يغطى بِهِ الرِّبَاط ويسوى تَسْوِيَة ثَانِيَة ليدور الرِّبَاط وَيلْزم على الاسْتوَاء فَلَا يكون أشدّ فِي مَوضِع وأرخى فِي مَوضِع فيلزمها الجبائر لُزُوما جيدا فَالْأول مِنْهُمَا للرباطات والعصائب وَالثَّانِي للجبائر والرباط الْأَسْفَل يمْنَع الْموَاد وَالثَّانِي يمْنَع الالتواء. وَيجب أَن تكون طاقات الرفائد حَيْثُ يكون الرِّبَاط أقوى وَأَن تركب كَمَا يستدير الْعُضْو حَيْثُ يُمكن وَبِذَلِك الْقدر يجب أَن يكون عدد الرفائد. وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى اسْتِعْمَال رفائد صغَار تغشيها رفادة تستوي عَلَيْهَا فِي طول الرِّبَاط الْوَاقِع على الْموضع والرباط الَّذِي يُسمى ذَا وَجْهَيْن وَذَا رَأْسَيْنِ هُوَ الَّذِي يسْتَعْمل هَكَذَا يوضع وسط الْخِرْقَة الَّتِي يحفظ بهَا تَسْوِيَة مَوضِع الْعلَّة على موضعهَا وَيكون ذَلِك فِي منتصف الْخِرْقَة ثمَّ يُؤْخَذ بِكُل وَاحِد من النصفين إِلَى الْجِهَة الْمُخَالفَة وَيعْمل فِي لفها باليدين جَمِيعًا على مَا هُوَ مَشْهُور وَلَا يحْتَاج إِلَى تَفْسِير. فصل فِي كَيْفيَّة الرَّبْط بالتفسير وَالتَّفْصِيل يجب أَن يبتدأ بالربط من الْموضع المكسور وَمِنْه حَيْثُ يمِيل إِلَى الْعظم وَهُنَاكَ يكون أَشد مَا يكون شدًا وَحَيْثُ الْكسر أَشد يجب أَن يكون الرَّبْط أقوى وَبِالْجُمْلَةِ مَوضِع الْكسر. والموضع الَّذِي يحْتَاج أَن يدْفع عَنهُ الْموَاد وَأَن يحفظ عَلَيْهِ الْوَضع وَبِذَلِك يُؤمن من التورم بل(3/261)
رُبمَا حلل التورم وبالأمان من التورّم يُؤمن من تعفن الْعظم أَيْضا على أَن ذَلِك لَا ينفع من صديد إِن تولد فِي نفس الْعظم إِلَى المخ فافسد المخ والعظم واحتيج إِلَى الْكَشْف والتبيين عَنهُ والتطريق للقيح ليخرج وَيكون أولى الْمَوَاضِع بحماية مَا يردّ من قبيله مَا هُوَ فَوق على أَن الْعُضْو السافل قد يدْفع إِلَى العالي فَضله إِذا كَانَ العالي ضَعِيفا وَلَا يَنْبَغِي أَن يبلغ بشدّ الرباطات والجبائر مبلغا يمْنَع وُصُول الْغذَاء وَالدَّم فَذَلِك مِمَّا يمْنَع الانجبار. وبقراط يعين الرباطات فِيمَا يرومه من دفع الورم بالقيروطيات الوادعة مَعَ زَيْت الْإِنْفَاق والشمع. وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى تبريد الرباطات بِالْفِعْلِ بهواء أَو مَاء ليمنع الورم وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى تسكين ورم بِمثل دهن البابونج وبمثل الشَّرَاب الْقَابِض فَإِنَّهُ يحلل الورم وَيُقَوِّي الْعُضْو وَلَا يقرب القيروطي حَيْثُ تكون قرحَة وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى مَا فِيهِ تَقْوِيَة وَتَحْلِيل مثل الزَّيْت بالمصطكي والأشق وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الرِّبَاط إِذا اسْتعْمل وَالْكَسْر حَدِيث لم يرم فَيَنْبَغِي أَن يكون من كتَّان ومبرداً رادعاً وَرُبمَا كفى أَن يلطخ بِمَاء وخلّ وَرُبمَا استعملَ قيروطي وَنَحْوه مِمَّا ذكرنَا. وَإِن اسْتعْمل بعد الورم فَالْأولى أَن يكون من صوف قد غمس فِي دهن مُحَلل للورم ملين لَهُ وعَلى كل حَال فَإِن الرِّبَاط الَّذِي يَجْعَل عَلَيْهِ القيروطي هُوَ الْأَسْفَل وَفِيه أَمَان من هيجان الوجع وخصوصاً إِذا كَانَ الطَّبِيب لَا يلازم فيتدارك إِذا حدث وجع بحلّ وربط. وَلَا يجب أَن يسْتَعْمل القيروطي وخصوصاً إِذا كَانَ هُنَاكَ قرحَة فَرُبمَا جلب إِلَى الْعُضْو العفونة وَيجْعَل بدله الشَّرَاب الْأسود وإكثر الْكسر الْمُخْتَلف يَصْحَبهُ قرحَة فَلذَلِك يجب أَن يبعد القيروطي ويقتصر على الشَّرَاب الْقَابِض يبلّ بِهِ رفادته الطَّوِيلَة وَنحن نجْعَل لأطلية الْكسر بَابا وَإِذا بدأت بالرباط من الْموضع الْوَاجِب فلفه لفات تزيدها بِقدر زِيَادَة عظم الْكسر وتنقصها بِحَسب نقصانه أَو بِحَسب ورم إِن كَانَ ظَاهرا ثمَّ ردّه إِلَى ذَلِك الْموضع ثمَّ اسْتمرّ إِلَى مَوضِع الصِّحَّة فَهَذَا هُوَ الرِّبَاط الأول ثمَّ أحضر الرِّبَاط الثَّانِي ولفه على الكُسر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ أنزلهُ إِلَى أَسْفَل مراخياً مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ أحضر الرِّبَاط الثَّالِث وَافْعل كَذَلِك إِلَى فَوق فيتظاهر الرباطان على دفع الفضول عَن الْعُضْو وعَلى تقويمه وعَلى الْغَرَض فِي هَيْئَة هَذَا الرِّبَاط وَلَا تفرط أَيْضا فِي تبعيد الشد فِي الْجَانِبَيْنِ فَيصير الْعُضْو منسدّ الْعُرُوق غير قَابل للغذاء وَرُبمَا أزمن وَقد لَا يفعل كَذَلِك بل يبْدَأ برباط صاعد ثمَّ يتبع برباط نَازل ثمَّ برباط يبتدىء من أَسْفَل الرِّبَاط السافل إِلَى أَعلَى الرِّبَاط الصاعد كَأَنَّهُ حَافظ للرباطين وَيجْعَل أشدّ شده عِنْد الْكسر. وَالْغَرَض فِي اْحد الرباطين ضد الْغَرَض فِي الرِّبَاط الَّذِي يُرَاد بِهِ جذب الْمَادَّة إِلَى الْعُضْو فيشد تَحت الْعُضْو بالبعد مِنْهُ وَلَا يزَال يُرْخِي إِلَيْهِ وَهُوَ الرِّبَاط الْمُخَالف فَهَذِهِ هِيَ الرباطات الَّتِي تَحت الجبائر وَهَهُنَا رباطات فَوق الجبائر. وَأما الرِّبَاط الْأَعْلَى فَيجب أَن يكون بِحَيْثُ يَجْعَل الْعُضْو كقطعة وَاحِدَة لَا حَرَكَة لَهُ وَيمْنَع الالتواء وَإِذا كَانَ الْكسر فِي الْعرض تَاما وَجب أَن يكون الرباطَ متساوي الْإِحَاطَة والشدّ. وَإِن كَانَ أَكثر الْكسر إِلَى جِهَة وَهُوَ من كسر الوهون وَجب أَن يكون اعْتِمَاد الشدّ على الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الشد أَكثر وَلَا يجب أَن تبدل عَلَيْهِ أشكال الرَّبْط شكلاً بعد شكل فَإِن ذَلِك يفْسد مَا يقوّمه الْجَبْر وَيُورث الوجع للالتواء الَّذِي رُبمَا عرض من(3/262)
ذَلِك وَشر الرَّبْط المشنج فَإِنَّهُ إِن شدّ أوجع وَإِن أرخي عوج وبقراط يستصوب أَن يحل الرِّبَاط يَوْمًا وَيَوْما لَا فَإِن ذَلِك أولى بِأَن لَا يضجر العليل وَلَا يغريه بالعبث بِهِ وحكه لما لَا بُد أَن يتَأَدَّى إِلَى الْعُضْو من رُطُوبَة رقيقَة مؤذية رُبمَا استحالت صديداً. وأجود الْأَوْقَات لمراعاة جودة الرَّبْط والمحافظة على الشَّرَائِط الْمَذْكُورَة هُوَ بعد الْعشْر ونواحي الْعشْرين فَإِن ذَلِك وَقت ابْتِدَاء الدشبذ اللاحم ثمَّ إِذْ لزم الْعظم فَلَا يشد جيدا وَنَفس مَوضِع الشدّ مِنْهُ لِئَلَّا يضغط فَيمْنَع الدشبذ أَو يمْنَع تكونه بِمِقْدَار كَاف فَلَا يحدث إِلَّا رَقِيقا ضَعِيفا اللَّهُمَّ إِلَّا إِذا كَانَ قد حدث الدشبذ وَأخذ يزْدَاد عظما لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويمعن فِي الإفراط فَإِن من أحد موانعه الشدّ الشَّديد وَأَيْضًا اسْتِعْمَال القوابض الْمَانِعَة فَإِنَّهَا تمنع الْغذَاء وتشدّ الدشبذ فَلَا ينفذ فِيهِ الْغذَاء أَيْضا وَلَا يَنْبَغِي أَيْضا أَن تريح وتعفى عَن الرَّبْط فِي غير وقته. فصل فِي كَيْفيَّة الجبائر يجب أَن يكون الْجَوْهَر الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ الجبائر يجمع إِلَى صلابته لدونة وليناً مثل القنى وخشب الدفلى وخشب الرُّمَّان وَنَحْوه وَيجب أَن يكون أغْلظ مَا فِيهِ الْموضع الَّذِي يلقى الْكسر من الْجَانِبَيْنِ فَإِنَّهُ يجب أَن يكون أغْلظ الجبائر أَولهَا الَّذِي يَلِي جَانب الْكسر أَو أَشد الْكسر وَتَكون جوانبها أرق وَأَن تكون مملسة الْأَطْرَاف لَا تصادف عسراً بل وطامن الرَّبْط. وَإِن وضعت الجبائر من الجوانب الْأَرْبَع فَهُوَ أحوط وَلَا بَأْس لَو كَانَ لَهَا فضل طول فَإِنَّهُ لَا مضرَّة فِي ذَلِك وَلَا خسران فِي أَن يَأْخُذ من قرب الْمفصل إِلَى الْمفصل من غير أَن يغشى الْمفصل نَفسه وأطول جانبيه الْجَانِب الَّذِي يَلِي حَرَكَة ميل الْعُضْو مَعَ أَن لَا يكون بِحَيْثُ يثقل وَلَا يغمر شَدِيدا وَلَا ينضغط وَلَا تنقص عَنْهَا الرباطات نُقْصَانا كثيراَ فَتَصِير الجبائر مرحمة غمازة وَإِذا رَأَيْت شَيْئا من ذَلِك فمل إِلَى النُّقْصَان حَتَّى تصيب الِاعْتِدَال وَلَا يجب أَن تلاقي الجبائر موضعا معرقاً لَا لحم عَلَيْهِ بل هُوَ عصباني عظمي. فصل فِي كَيْفيَّة اسْتِعْمَال الجبائر بالتغيّر وَالتَّفْصِيل الْوَقْت الَّذِي يجب أَن تُوضَع الجبائر هُوَ: بعد خَمْسَة أَيَّام فَمَا فَوْقهَا إِلَى أَن تؤمن الْآفَات. وَكلما عظم الْعُضْو وَجب أَن تبطىء بِوَضْع الجبائر وَكَثِيرًا مَا يجلب الاستعجال فِي ذَلِك آفَات من الأورام والحكة ونفاطات. لَكِن إِذا أخرت الجبائر فَيجب أَن يكون هُنَاكَ مَا يقوم مقَامهَا من جودة الرَّبْط بالعصائب وَمن جودة النصب فَإِن لم يُمكن ذَلِك فَلَا بُد من الجبائر وَلَو فِي أول الْأَمر وَيجب أَن تلْزم الجبائر الرباطات والرفائد إلزاماً ضابطاً مستوياً منطبقاً مهندماً يكون أغلظه عِنْد الْكسر وَلَا تغمر بِهِ شَدِيدا بل تزيد فِي الشدّ يَسِيرا يَسِيرا مَعَ تجربة العليل لحَال نَفسه. وَإِن كَانَ الرباطات والرفائذ تجافي بهَا فَلَا يكثر مِنْهَا وَمن لفاتها فَإِنَّهَا إِذا تجافت كَانَ الرَّبْط رخواً وَيجب أَن لَا ترْبط الرباطات الْعليا على الجبائر ربطاً يلويها ويزيلها عَن هندام وَضعهَا وَيجب أَن تحل الرباطات ضَرُورَة لَا اخيتاراً فِي كل يَوْمَيْنِ فِي أول الْأَمر وخصوصاً إِذا حدثت حكة وَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن تفعل مَا أمرنَا بِهِ. وَإِذا جَاوز السَّابِع من الشدّ حللت فِي مُدَّة أَبْطَأَ وَفِي كل أَرْبَعَة وَخَمْسَة فَإِن فِي هَذَا الْوَقْت يكون أَمَان من الحكة والورم وهنالك(3/263)
أَيْضا يُرْخِي قليلاَ من الرِّبَاط لِئَلَّا يمْنَع نُفُوذ الْغذَاء وَلَو أمكنك أَن تمسك الجبائر وَلَا تحلها وَلَو إِلَى عشْرين وَلم تكن مضرَّة لم تحلها وَلَكِن قد تحل فِي بعض الْأَوْقَات لَا لسَبَب ظَاهر وَلَكِن لاحتياط وتطلع إِلَى مَا حدث وَنظر إِلَى المكشوف من اللَّحْم إِن كَانَ هَل تغير لَونه وحاله. وَقد علمت أَنه يجب أَن لَا يبلغ بالشد مبلغا يمْنَع وُصُول الْغذَاء إِلَى الْكسر فَإِنَّهُ لن ينجبر إِلَّا بِالدَّمِ والغذاء الْقوي الَّذِي يصل إِلَيْهِ وَلَا تستعجلن فِي رفع الجبائر وطرحها وَإِن كَانَت التصاقاً فَرُبمَا عرض من ذَلِك أَن يكون الدشبذ لم يستحكم بعد فيعوجّ الْعُضْو وَلِأَن تبقى الجبائر على فصل فِي الْكسر مَعَ الْجراحَة وَإِذا احْتِيجَ كسر وجراحة فليرفق الْمُجبر بالجبر رفقا شَدِيدا وليبعد الجبائر عَن مَوضِع الْجراحَة وليضع على الْجراحَة مَا يَنْبَغِي من المراهم وخصوصاً الزفتي. وَقوم يأمرون بِأَن يُبتدأ بالشد من جَانِبي الْجرْح وَيتْرك الْجرْح مكشوفاً وَهَذَا يحسن إِذا كَانَ الْجرْح لَيْسَ على الْكسر نَفسه ثمَّ يجب أَن يكون عَلَيْهَا ستر آخر يغطيه عَن الْهَوَاء. وان كَانَ على الْكسر فَيجب أَن يحتال فِي تشكيل الشد بحيلة حَتَّى يَقع وينقى من كل جَانب ويخلى يَسِيرا عَن الْجرْح نَفسه بهيئة مُوَافقَة لذَلِك وتبل الرفائد بشراب أسود عفص وَهَذِه الْحِيلَة هِيَ أَن يوضع طرف الرِّبَاط على شفة الْجرْح ثمَّ يورب إِلَى خلف وَيُؤْتى برباط آخر وَيُوضَع على الشّفة الْأُخْرَى السافلة ثمَّ يتمم سَائِر الرَّبْط على مَا يَنْبَغِي ثمَّ يورب حَتَّى يبْقى الْجرْح نَفسه مَفْتُوحًا وَمَا عداهُ يكون مستوثقاً مِنْهُ قد علا رِبَاط وَنزل رِبَاط وَوَقع على مَوضِع الْكسر شدّ شَدِيد وَبَقِي الْجرْح مَفْتُوحًا لَك أَن تكشفه مَتى شِئْت وَلَك أَن تجْعَل على الجبائر ثقباً بحذاء ذَلِك ليصل دَوَاء الْجراحَة إِلَيْهَا وَيُمكن إِخْرَاج الصديد عَنْهَا وَيكون ذَلِك بِحَيْثُ يُمكن التغطية عَلَيْهِمَا جَمِيعًا بعد ذَلِك فَإِن ترك الْجرْح مكشوفاً رَدِيء وخصوصاً فِي الْبرد بل يجب أَن يكون غير مضغوط فَقَط وَأَن يتم اللَّيْل وَإِذا صَحَّ الْجرْح اسْتعْملت الجبائر إِن كَانَت قد أخرت ومكنت الجبارة من ذَلِك الْموضع إِن كَانَ ذَلِك الْموضع معفى مِنْهَا وَيكون مَتى أُرِيد حلّ مَا يُغطي الْجرْح غموة وَعَشِيَّة لعلاجه الْخَاص أمكن وَلم يكن فِيهِ تعرض لرباط الْجَبْر للكسر الْبَتَّةَ. قَالَ أبقراط: يَنْبَغِي أَن يرْبط الْجرْح من وسط الرِّبَاط إِن كَانَ طرياً وَإِن تقادم وتفتح من بعد النضج فليربط من فَوْقه إِلَى أَن يبلغ وَسطه وَمن الْجيد أَن يَجْعَل مَا يَلِي الْجرْح من الرباطات وخصوصاً الفوقانية أَشد ليتَمَكَّن من التسييل وَلَكِن شدّة بِحَسب الِاحْتِمَال وَكلما بوعد عَن الْجرْح جعل أَلين وَإِذا كَانَ للقرحة غور شَدِيد شدد على مَكَان الْغَوْر ربط الرِّبَاط فَإِن وَافق أشذ الرَّبْط مَوضِع الْجَبْر فقد حصل الْغَرَض وَإِلَّا عومل الْجرْح بِمَا قُلْنَا. وَإِذا انْتهى إِلَى مَوضِع الْكسر أَيْضا جعل الرِّبَاط أَشد وَيجب فق يَجْعَل نَصبه للعضو حَيْثُ يسهل إسالة قيح إِن اجْتمع فِي الْجراحَة وَيجب فِي الصَّيف أَن يبرد الرباطات المحيطة بالجراحة أَيْضا ليَكُون عوناً على منع الورم وَلَا يجب أَن يقرب الْموضع القيروطي وخصوصاً فِي الصَّيف فَرُبمَا عفن الْعُضْو بل إِن احْتِيجَ إِلَى رادع فالشراب الْقَابِض على مَا سلف منا بَيَانه وَإِذا كَانَ مَعَ الْكسر(3/264)
رضّ فخيف موت الْعُضْو فاشرط. وَاعْلَم بِالْجُمْلَةِ أَن الْجرْح إِذا مَا ربط على الاحكام نفع الرَّبْط النَّوَازِل وَإِن أَخطَأ فِي الرَّبْط ورم خُصُوصا إِذا أرخي مَوضِع الْجراحَة وشدّ على مَا وَرَاءه وَإِن لم يكن لَهُ مكشف لم يسل عَنهُ الصديد وَلَا وصل إِلَيْهِ الدَّوَاء وَإِن ترك مكشوفاً تعفّن وَبرد وَعرض موت الْعُضْو ويتأدّى إِلَى أوجاع وحمّيات فَيحْتَاج الطَّبِيب أَن يفعل شَيْئا بَين هَذَا وَهَذَا وَينظر مَا يحدث فيتلافاه قبل استحكامه. فصل فِي كسر العثم رُبمَا كَانَ الْكسر قد جبر لَا على واجبه فَيحْتَاج أَن يُعَاد كَسره فَيجب أَن يكون المجبّر يتعرّف حَال الدشبذ الَّذِي لجبر العثم وَإِن كَانَ عَظِيما قَوِيا لم يتَعَرَّض لكسره ثَانِيًا فَرُبمَا لم يُمكن أَن يكسر من مَوضِع الْكسر الأول لشدَّة الدشبذ فبكسر غَيره من الْموضع فَإِن لم يجد بتاً فَيجب أَن يتَقَدَّم فيلين حَتَّى يسترخي الدشبذ ومليّناته هِيَ الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة فِي بَاب الصلابات هَهُنَا مثل: جلد الألية وَمثل الألية وَالتَّمْر وَمثل أَصْنَاف عكر الأدهان والاهالات والمخاخ ولبوب حب الْقطن وَنَحْوه ثمَّ يكسر وَيجب أَن يدام مَعَ ذَلِك التنطيل بِالْمَاءِ الْحَار وَدخُول أبزنة فِي الْيَوْم مرَارًا فَإِن لم ينفع ذَلِك وَكَانَت التجربة والتحريك يدل على وثاقة شَدِيدَة فَيجب أَن يشْرَح اللَّحْم بِحَيْثُ يتَمَكَّن من حك الدشبذ من جَانب وإدهانه ثمَّ يكسر وَيجْبر ويعالج بعلاجه وَكَثِيرًا مَا يُمكن أَن يعالج كسر العثم من غير كسر بِأَن يلين الدشبذ بِمَا علم ثمَّ يسوّى بِالدفع والجبائر فيتهندم الْكسر وَيَسْتَوِي عَلَيْهِ الدشبذ أَيْضا وَيَكْفِي الْكسر وخصوصاً فِي الْأَبدَان اللينة. فصل فِي أطلية الْكسر وَمَا يجْرِي مجْراهَا الأطلية مِنْهَا لمنع الورم وَإِصْلَاح الحكة مِنْهَا لتصليب الدشبذ وتقويته وَمِنْهَا لتعديل الدشبذ الْعَظِيم وَمِنْهَا لإِزَالَة صلابة المفاصل الَّتِي تحدث بعد الْجَبْر وَمِنْهَا لإِزَالَة استرخاء إِن وَقع فِي المفاصل. فصل فِي الأطلية الْمَانِعَة وَمَا يجْرِي مجْراهَا والمصلحة للحكة قد ذكرنَا فِي بَاب الرَّبْط إشارات إِلَى مَا يجب أَن تعلم فِي هَذَا الْبَاب وَذكرنَا قيروطيات ونطولات بِالشرابِ العفص وَنَحْو ذَلِك ونعاود الْآن فَنَقُول يجب أَن يكون مَا تستعمله من القيروطي أَو غَيره لَا خشونة فِيهِ بِوَجْه بل يكون أساس مَا يكون وألينه وَلَا يجب أَن يسْتَعْمل القيروطيات حَيْثُ يخَاف العفن وَلَا حَيْثُ تكْثر أَجزَاء الْكسر فَإِن مثل هَذَا مُهَيَّأ لقبُول العفن لِأَن أَكْثَره مَعَ قُرُوح. فَأَما الْمِيَاه الحارة وصبّها فقد تكلمنا عَلَيْهَا وعرفنا أَن الفاترة فِيهَا تَحْلِيل الْموَاد الَّتِي تورث الحكة وجذب الْمَادَّة الغذائية وَقد يحْتَاج إِلَيْهَا أَيْضا إِذا كَانَ الْعُضْو قد أقحله الشدّ وجففه والمبلغ مَعْلُوم. فصل فِي الأطلية لتصليب الدشبذ الْأَشْيَاء النافعة فِي ذَلِك هِيَ النطولات القابضة اللطيفة والأضمدة الَّتِي تشبهها(3/265)
مثل طبيخ الآس ودهنه إِن احْتِيجَ إِلَى دهن ودهن الْحِنَّاء والطلاء بِمَاء ورق الآس وحبه وطبيخ شَجَرَة الْقرظ وطبيخ أصل الدردار وطبيخ ورقه فَإِنَّهُ ملحم مصلب والضماد المخذ من الماش خُصُوصا إِذا جعل مَعَه زعفران وَمر وعجن بشراب ريحاني جيد وقشور الطّلع جَيِّدَة أَيْضا. فصل فِي تَدْبِير تَعْدِيل الدشبذ أما فِي الأول وَمَا دَامَ طَربا فالقوابض الْمَذْكُورَة فَإِنَّهَا تجمعه وتشده وتصغر حجمه وَأما بعد ذَلِك إِذا أفرط وخصوصاً بِالْقربِ من الْمفصل فَلَا بُد من شقّ عَنهُ وحك حَتَّى يعتدل وَجَمِيع هَذَا مِمَّا قد قيل فِيهِ. فصل فِي التَّرْتِيب الْجيد والأدوية الملينة لصلابة الْمفصل يجب أَن يبْدَأ فينطل بِمَاء حَار ثمَّ يسْتَعْمل عَلَيْهِ الأضمدة والمروخات الملينة المتخذة من الألعبة والصموغ والشحوم والأدهان وَإِن جعل فِيهَا خل حاذق كَانَ أغوص. وَمِمَّا يقرب اسْتِعْمَاله التَّمْر والألية والشيرج فَإِنَّهُ ضماد جيد خَفِيف وَأَيْضًا طحين حبّ الخروع ويخلط بِمثل نصفه سمناً وَمثل ريعه عسلاً وَرُبمَا كفى قيروطي من دهن السوسن وَحده وَقد يستعان بِجَمِيعِ الملينات الْمَذْكُورَة فِي بَاب سقيروس. وَإِذا أحسست باستحالة مراج إِلَى الْبرد فزد فِيهَا مثل الجندبيدستر والسكبينج والجاوشير. دَوَاء جيد: يُؤْخَذ دردي دهن الْكَتَّان ودردي الشيرج وحلبة مطبوخة فِي اللَّبن وإهال الألية وَيسْتَعْمل. دَوَاء جيد: تُؤْخَذ أصُول الخطمي وأصول قثاء الْحمار ومقل وأشق وجاوشير يحل بالخلّ الثقيف ويطلى والمرهم العاجي جيد. دَوَاء جيد: تُؤْخَذ لعابات الحلبة وبزر الْكَتَّان ولعاب قثاء الْحمار وأشق ولاذن وزوفا رطب ودهن سوسن وشحم بط ومقل لين وبارزد خَالص ومخ الْعجل يحلّ فِي الدّهن ويتخذ مرهم. آخر قوي: يُؤْخَذ زَيْت عَتيق رطلين دهن السوسن نصف رَطْل ميعة سَائِلَة ربع رَطْل شمع أصفر نصف رَطْل علك البطم أوقيتين فربيون أوقيتين مخ عِظَام الأيل أَربع أَوَاقٍ يتَّخذ مرهم. صفة مرهم: جيد لصلابة المفاصل الَّتِي أورثها الْجَبْر يُؤْخَذ أشق جُزْء مقل الْيَهُود نصف جُزْء ولاذن نصف جُزْء دهن الحنا شَحم البط من كل وَاحِد ربع جُزْء تذاب الصموغ وَيجمع الْجَمِيع. مرهم جيد: يُؤْخَذ أشق سِتَّة وَثَلَاثِينَ مِثْقَالا وَمثله شمع أصفر صمغ البطم مقل قنة من كل وَاحِد ثَمَان أَوَاقٍ دهن الْحِنَّاء أَربع أَوَاقٍ تسحق الصموغ مدوفة فِي الْخلّ ثمَّ تجمع فِي هاون مَمْسُوح بدهن السوسن وَكَذَلِكَ دستجة والتعقد الَّذِي يعرض كالغدة حَيْثُ كَانَ وَقد ذكرنَا فِي بَابه تسْتَعْمل المراهم الَّتِي ذَكرنَاهَا الْآن وَإِلَّا اسْتعْمل الجندييدستر والقسط وخرء الْحمام والخردل ضماداً فَهُوَ غَايَة. ملين جيد: يُؤْخَذ عكر دهن السوسن أُوقِيَّة وَمن عكر البزر أُوقِيَّة وَمن الميعة السائلة والقنة والجاوشير والأشق من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة مقل لين أُوقِيَّة شَحم الدب أَو البط أَو الدَّجَاج أَو الْخِنْزِير(3/266)
فصل فِي المقويات للاسترخاء الِاعْتِمَاد فِي معالجته على القوابض اللطيفة مثل الأبهل والسرو وَنَحْوه أَو على القوابض الكثيفة وَقد خلط بهَا مثل الزَّعْفَرَان والمر والدارصيني والراسن جيد جدا وخصوصاً إِذا طبخ مَعَه الوج ورماد الْكَرم مَعَ شَحم عَتيق وقشور الطّلع وَجَمِيع مَا قيل فِي تصليب الدشبذ. فصل فِي اسْتِعْمَال المَاء الْحَار والدهن اعْلَم أَن المَاء الْحَار والدهن لَا يصلحان عِنْد الْجَبْر لِأَنَّهُمَا يمنعان الْجَبْر لَكِن يصلحان قبله فَإِنَّهُمَا معدان للانجبار ويصلحان بعده لِأَنَّهُمَا يحللان مَا يبْقى من الورم والَصلابة والدشبذ واليبس الَّذِي تورثه الرباطات فِي الأعصاب فَتكون الْحَرَكَة مَعهَا غير سهلة لماذا اسْتعْملت المَاء الْحَار والأدهان والشحوم والمخاخ تداركت تِلْكَ الْآفَات وَأما مَا بَين ذَلِك فَإِن المَاء والدهن مَانع جدا عَن الالتحام وَرُبمَا استعملا فِي الْأَطْفَال وَمن يقرب مِنْهُم لَا غير إِذا كَانَت الضمّادات قد جَفتْ عَلَيْهِم وأوجعتهم فَيحْتَاج حِينَئِذٍ أَن يدهن الْموضع الَّذِي وجع ثمَّ يرفد وَيجْبر وَأما عِنْد سُكُون الوجع فَلَا رخصَة فِي ذَلِك والأطباء رُبمَا استعملوا نطولاً من المَاء الْحَار عِنْد حلهم الرَّبْط الأول يَلْتَمِسُونَ مَنْفَعَة وَهُوَ أَن يجذبوا إِلَيْهِ الْمَادَّة وَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك المَاء بِحَيْثُ يَقع عِنْد العليل أَنه معتدل فَإِن الْحَار جدا رُبمَا حلل من الْبدن النقي فَوق مَا يجذب وخصوصاً إِذا طَال زمَان صبّه وجذب من الْبدن الممتلىء فَوق مَا يجب وخصوصاً إِن قصر زَمَانه بل يجب أَن يكون المَاء مَعَ حرارته إِلَى اعْتِدَال وَيكون زمَان صبه على مقادر مَا يري من ربو الْعُضْو وانتفاخه وَلَا يصب حِين مَا يَأْخُذ فِي الضمور وَقد ذكرنَا من أَحْكَام التنطيل فِي بَاب الْخلْع مَا يجب أَن يتَأَمَّل أَيْضا هَهُنَا والأحب إِلَيّ إِذا لم يكن هُنَاكَ وجع أَن لَا تقرب للعضو دهناً وَلَا مَاء حاراً الْبَتَّةَ إِلَّا مَا تقدّمه فِي أول الْأَمر للِاحْتِيَاط وَمِمَّا يَجْعَل على المفاصل الَّتِي صلبت بعد الْجَبْر على الوثي والرض التَّمْر والألية ضماداً. فصل فِي تغذية. المجبور وسقيه يجب أَن يكون غذاؤه مِمَّا يُولد دَمًا ثخيناً وَلَيْسَ ثخيناً يَابسا بل ثخيناً لزجاَ ليتولد مِنْهُ دشبذ لدن قوي لَيْسَ بيابس ضَعِيف فينكسر وَذَلِكَ مثل الأكارع والهريسة والبطون والرؤوس وَجلد الجداء وَالْحمل الْمَطْبُوخ وَنَحْو ذَلِك وَالشرَاب الغليظ الْقَابِض وَمن البقل الشاهبلوط وَكَذَلِكَ اللبوب الَّتِي لَا حِدة فِيهَا ويجتنب كل مَا يرقق الدَّم ويسخنه ويبعده عَن الِانْعِقَاد مثل الشَّرَاب الرَّقِيق والأشياء المتوبلة جدا وَبِالْجُمْلَةِ تَدْبيره التَّغْلِيظ للدم إِلَّا أَن يكون هُنَاكَ مَانع عَن جِرَاحَة تَقْتَضِي تلطيف الْغذَاء حسب مَا يكون عَلَيْهِ من عظمه أَو صغره وَعند خوف الْأَلَم وَأما إِذا أَمن ذَلِك فليتوسع فِي الْغذَاء وَفِي الشَّرَاب وَمن أحبّ الِاحْتِيَاط بَدَأَ بِالتَّدْبِيرِ الملطف كالفراريج والدجاج ليأمن غائلة الورم وَذَلِكَ كَمَا أَنه قد يحْتَاج أَيْضا إِلَى أَن يفصد ويسهل ثمَّ بعد أَيَّام قَلَائِل يَسْتَعْمِلهُ وعَلى أَنه قد يحْتَاج أَيْضا أَن يتْرك هَذَا التَّدْبِير إِذا أفرط الدشبذ فِي الْعظم واحتيج إِلَى مَنعه.(3/267)
فصل فِي صفة لون مُوَافق لَهُ تستعمله وَقت الِانْعِقَاد يُؤْخَذ خبز سميد ودقيق أرز وشحم الْبَقر السمين وَلبن فيتخذ هريسة يجود ضربهَا. وَأما دواؤه الَّذِي يتَنَاوَلهُ للجبر فالمومياء عَجِيب فِي الْإِشَارَة الْإِشَارَة إِلَى الْأُمُور الَّتِي تتبع الْكسر والجبر وَلَا بُد من تداركها وَقد يعرض من الْكسر انهتاك لحم لَا يتلصق وَإِن لم يقطع تعفن وعفن مَا يَلِيهِ من الْعظم فَيحْتَاج أَن يقطع ويكوى وَقد يعرض النزف فَيحْتَاج أَن يمْنَع وَقد يعرض فسخ ورض قوي للحم إِن لم يعالج بِشَرْط أَو بالأدوية الْمَانِعَة للعفن صَار إِلَى الآكلة فَيجب أَن يُرَاعى ذَلِك وَقد يعرض ورم حَار فِيهِ مخاطرة فَيجب أَن تدبر تَدْبيره وَقد تعرض جراحات تحْتَاج أَن تعالج أَيْضا بِمَا مرّ ذكره وَقد يعرض دشبذ مفرط فِي الْكسر لَا حَاجَة إِلَى قدره فَيجب أَن تقلل الْغذَاء وتمنع تولده بِمَنْع الْغذَاء والشد عَلَيْهِ وبسائر مَا قيل وَقد يعرض استرخاء للفاصل من المدّ وَقد يعرض أَن يسيل صديد إِلَى المخ متولد فِي الْعظم فَيحْتَاج أَن يخرج الْعظم ويكشف الطَّرِيق للصديد. كسر عُضْو عُضْو فصل فِي كسر القِحف كثيرا مَا يعرض أَن ينكسر القحف وَلَا ينشقّ الْجلد بل يتورّم فَإِذا اشْتغل بعلاج الورم وَلم يتَعَرَّض للشجة فَرُبمَا عرض أَن يفْسد الْعظم من تَحت وَتعرض قبل الْبُرْء أَو بعده أمراض رَدِيئَة من الحمّيات والرعشة وَذَهَاب الْعقل وَغير ذَلِك فَيحْتَاج إِلَى أَن يشق وكثيراَ مَا يدل على مَوْضِعه من العليل بعبثه بِهِ ومسه إِيَّاه كل وَقت وَحِينَئِذٍ فَلَا يكون بُد من رد الْجراحَة إِلَى حَالهَا ليعالج الْكسر يجب أَن يشق عَن الْجلد بِقدر مَا لَا يحتبس فِيهِ الصديد فِي هَذَا وَفِي غَيره كَيفَ كَانَ فَإِنَّهُ يِجب أَن لَا يكون محتبس الصديد اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون أمنت ازدياد الورم وَوجدت الورم ينقص. وَإِن كَانَ الشق فِي الْجلد قَلِيلا إِنَّمَا يُحَاذِي كسراَ وَاحِدًا من عدهَ كسور أَو كَانَ الورم انفجر وَأظْهر كسراً وَاحِدًا فقد يعرض من ذَلِك الْغَلَط الْكثير فَإِنَّهُ يظنّ أَن لَا كسر إِلَّا ذَلِك وَلِهَذَا مَا يجب أَن تتأمل حَال الْكسر تأملاً جيدا وَمِمَّا يمال بالحدس فِيهِ إِلَى الصَّوَاب أَن يتَأَمَّل سَبَب الْكسر ومبلغ قُوَّة الكاسر فِي ثقله أَو فِي عظمه أَو فِي قوته فتعلم بذلك مبلغ مَا يجب أَن يكون وَكَذَلِكَ الْأَعْرَاض قد تدل على ذَلِك مثل السكتة والسدر وَبطلَان الصَّوْت وَمَا أشبه ذَلِك وَقد يدل انْشِقَاق الْجلد فِي كثرته واختلافه أَو فِي وُقُوعه على سمت وَاحِد على حَال الْكسر أَيْضا على أَن هَذَا لَيْسَ بِدَلِيل يدل من كل جِهَة فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ الْكسر الْبَاطِن كثيراَ وعظيماً وَلم يكن على الْجلد شقّ أَو كَانَ شقّ فَيحْتَاج حِينَئِذٍ ضَرُورَة إِلَى أَن يتعرّف الْحَال بِالدّلَالَةِ الَّتِي تفتش بهَا عَن الْكسر بتمكين الْبَصَر إِن أمكن وَفِي مثل هَذِه الْأَحْوَال يحْتَاج إِلَى أَن نشرّح الْجلد صليبياً ويكشط حَتَّى يظهو الْعظم المهشم كُله وَإِن عرض نزف حشوت الكشط بخرق(3/268)
يابسة ثمَّ رفدت برفائد مغموسة فِي شراب وتتركه إِلَى الْغَد. وَأما الشجاج إِلَى حدّ الْمُوَضّحَة فعلاجها مَا قد ذكر فِي بَاب القروح وَقَبله. وَأما الهاشمة والمنقلة وَنَحْوهَا فَمَا نذكرهُ هُنَا. وأقلّ أَحْوَال كسر الْعِظَام فِي الرَّأْس أَن يحدث فِيهَا صدع قشري غير نَافِذ إِلَى الْجَانِب الآخر بل يقف عِنْد بعض التجاريب وَمثل هَذَا يكون كالخفي عَن الْحس وَكَأَنَّهُ شَعْرَة وَمثل هَذَا فالأصوب أَيْضا أَن يحكه إِلَى أَن لَا يبْقى من الصدع شَيْء وَإِن احتلت أَن تستظهر تصبّ رُطُوبَة سوداوية حَتَّى يشْتَد ظُهُور الصدع بهَا فعلت وحككت حَتَّى لَا يبْقى الْأَثر وَيكون عنْدك محَال مُخْتَلفَة الأقدار فتستعمل أَولا أعرضها ثمَّ مَا يَلِيهِ وَإِذا حككت اسْتعْملت الدَّوَاء الرأسي وَقد كَفاك والأدوية الرأسية هِيَ: مثل الإيرسا ودقيق الكرسنة ودقاق الكندر والزراوند وقشور أصل الجاوشير والمرّ والأنرزوت وَدم الْأَخَوَيْنِ وكل مجفف بِلَا لذع يعالج بعلاج القروح. فَأَما إِن حدست أَن الصدع نَافِذ إِلَى الْجَانِب الآخر فَإِن الحك لَا يفنيه إِلَّا بالتنقية فإياك والإمعان فِي الحك بل قف حَيْثُ انْتَهَيْت وتعرف حَال الْحجاب هَل هُوَ حَافظ لوضعه من الْعظم فَتكون الآفة أقل والأمن أظهر وَتَكون عرُوض الورم أقل وَأسلم وأصغر وَظُهُور الْقَيْح النضيج أسْرع وأكمل أَو قد أبانته الصدمة عَن الْعظم فَذَلِك مِمَّا فِيهِ الْخطر كثر والأوجاع والحمّيات وَمَا يتلوها أَكثر وَقبُول الْعظم لتغير اللَّوْن أسْرع وسيلان الْقَيْح الصديدي الرَّقِيق فِيهِ أَكثر وَمِمَّا يعرض من الأرجاع والحميات والتمدد والعُشي وَذَهَاب الْعقل بِسَبَب الإهمال للعلاج فِيهِ أَكثر. وَفِي مثل هَذِه الْحَال بل فِي كل حَال يجب أَن يتوقى الْبرد توقية شَدِيدَة وَلَو فِي الصَّيف فَإِن فِيهِ خطراً عَظِيما. وَأما الصادعة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا إِلَّا صدع وَلكنه كَبِير يظْهر مَعَه السمحاق فكثيراً مَا يَكْفِي الشدّ والرباط وَكَذَلِكَ الضمّادات بالمبرّدات وَلَكِن الأصوب أَن يبْدَأ وَيصب على الشق دهن الْورْد مفتراً ثمَّ يجمع بَين طرفِي الْجراحَة ويخيطهما إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ ويذرّ عَلَيْهِ الذرور الرَّاسِبِي وَيجْعَل فَوْقهَا خرقَة كتَّان مبلولة ببياض الْبيض وفوقها رفائد مشرّبة شرابًا قَابِضا مَضْرُوبا بِزَيْت ثمَّ سَائِر الرباطات وليسكن الْعِلَل وليرفه ولينوّم وليفصد إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ وَلَا تطلب فِي كل صدع وَكسر أَن تَأْخُذ الْعظم كُله فَإِن هَذَا لَا يُمكن فِي كل مَوضِع وَلَكِن تذكر مَا أوصينا بِهِ فِي الْبَاب الْكُلِّي من الْكسر والجبر على أَن كثيرا من النَّاس أَخذ الْعظم من رؤوسهم قطعا وعَلى وَجه آخر وَنبت اللَّحْم وَالْجَلد على الشَّجَّة فعاشوا. وَأما الهاشمة وَمَا بعْدهَا فَاعْلَم أَن عِظَام الرَّأْس تخَالف عظاماً أُخْرَى إِذا انْكَسَرت فَإِنَّهَا إِذا انْكَسَرت لم تجر الطبيعة عَلَيْهَا دشبذاً قَوِيا كَمَا تجريه وتثبته على سَائِر الْعِظَام بل شَيْئا ضَعِيفا فَلذَلِك ولكي لَا ينصبّ الْقَيْح إِلَى بَاطِن يجب أَن تخرج إِن كَانَت الشَّجَّة تَامَّة أَو تقطع إِن لم تكن تَامَّة وَلَا يشْتَغل بجبرها وَيجب أَن لَا يدافع بذلك فِي الصَّيف فَوق سَبْعَة أَيَّام وَفِي الشتَاء فَوق عشرَة أَيَّام وَكلما كَانَ أسْرع فَهُوَ أَجود وَأبْعد من أَن تعرض الْآفَات الْعَظِيمَة وَمِمَّا يَسْتَدْعِي إِلَى ذَلِك ويوجبه أَن الْعِظَام الْأُخَر غير عظم الرَّأْس قد يصرف عَنْهَا الرَّبْط الْموَاد وَهَذَا الرَّبْط لَا يُمكن على الرَّأْس فَكَذَلِك لَا بُد(3/269)
من أَخذ الْعظم فِي الْكسر الَّذِي لَهُ قدر حَتَّى يخرج الصديد كَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأَيْضًا لَو عرض صديد فِي دَاخل عظم مجبور مربوط بالربط العاصر الدَّافِع للمادة وَقد كَانَ تولّد ذَلِك الصديد من نفس الْموضع وَنفذ إِلَى المخ احتجنا إِلَى الْكَشْف والتنقية فَكيف فِي مثل هَذَا الْعُضْو فَلَا بُد إِذن من هَذَا اللقط أَو الْقطع وَمن كشف الْموضع وَمنع التحامه إِلَى أَن يَأْمَن وَلَوْلَا خوف سيلان الصديد إِلَى دَاخل مَا قَطعنَا الْعظم وَيجب أَن يكون الْقطع من الْموضع الأوفق والأوفق هُوَ الْجَامِع للمحاذاة الَّتِي يحدس إِن الصديد يسيل مِنْهُ أَجود وبسهولة الْقطع وَقلة الْحَاجة إِلَى الهز والتعنية وَالَّذِي هُوَ مَعَ ذَلِك أبعد مَوضِع بَين العصب مثل اليافوخ فَإِن وَسطه لَا يلاقي منبت الأعصاب. واجتهد أَن لَا يُصِيب الْحجاب برد فَإِنَّهُ رَدِيء وخطر ولطف التَّدْبِير وأدمن صب الدّهن المفتر. وَإِن ظهر على الْحجاب سَواد فَرُبمَا كَانَ فِي ظَاهره وَلم يكن ضاراً وَرُبمَا كَانَ سَببه الْأَدْوِيَة فيعالج بِعَسَل مضرب بِثَلَاثَة أَمْثَاله دهن الْورْد حَتَّى يذهب السوَاد وذرّ عَلَيْهِ الدَّوَاء الرَّاسِبِي وَإِن كَانَ السوَاد مُتَمَكنًا فاهرب فَإِذا صحت الْحَاجة إِلَى قشر شَيْء وقطعه وإخراجه فلتبادر وَلَا تنْتَظر استكمال تولد الْقَيْح فِي الْموضع فَإِن هَذَا إِنَّمَا يتَحَمَّل حَيْثُ لَا يكون الغشاء الْمُسَمّى بِالْأُمِّ مضغوطاً أَو منخوساً فَإِن النخس يُوجب فِي الْحَال ورماً وتشنجاً وَرُبمَا أدّى إِلَى السكتة فَيجب أَن يخرج ذَلِك الْعظم فِي الْحَال فَيَعُود الْحس إِن كَانَت سكتة فِي الْحَال. وَأما إِن كَانَ ثقب فَالْأَمْر أشذ استعجالاً وَإِذا انْكَسَرَ القحف وبرز الْحجاب وورم سمي ذَلِك فطْرَة فَعَلَيْك فِيمَا ذَكرْنَاهُ بِمثل هَذَا الاستعجال وَإِن كَانَ لَا بدّ من انْتِظَار فَإلَى يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَفِي أَكثر الْأَمر يجب أَن يعالج فِي الثَّانِي وَالْقطع قد يكون بِالْمِنْشَارِ اللطَيف الْمَذْكُور وَقد يكون بِأَن يثقب ثقب صغَار متتالية بِحَيْثُ يجب أَن يسْقط مِنْهُ على أَن فِيهِ خطراَ فَإِنَّهُ رُبمَا نفذ دفْعَة إِلَى الغشاء اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون احتيل بالحيلة الَّتِي ذكرنَا فَيكون أسلم. وَأما كَيْفيَّة هُنَا العلاج فلنذكر فِي ذَلِك مَا قَالَه الْأَولونَ قَالُوا: يَنْبَغِي أَن يحلق أَولا رَأس المشجوج وَيصير فِيهِ شقين متقاطعين على زَوَايَا قَائِمَة وَيقطع أَحدهمَا الآخر بشكل صَلِيب وَيَنْبَغِي أَن يكون أحد الشقين الشق الأول الَّذِي كَانَ من الضَّرْبَة ثمَّ يَنْبَغِي أَن يسلخ مَا تَحت الزوايا الْأَرْبَع لينكشف الْعظم كُله النيى تُرِيدُ تقويره فَإِن عرض من ذَلِك نزف دم فَيَنْبَغِي أَن تحشوها بِخرقَة مغموسة فِي مَاء وخل وَإِلَّا فاحشها بخرق يابسة ثمَّ صير عَلَيْهَا رفادة مغموسة فِي شراب وزيت وَيسْتَعْمل الرِّبَاط الَّذِي يصلح ذَلِك حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد إِن لم يحدث شَيْء من الْأَعْرَاض الرَّديئَة فَيَنْبَغِي أَن تَأْخُذ فِي تقوير الْعظم المكسور وَذَلِكَ أَنه يَنْبَغِي أَن يجلس العليل أَو تَأمره أَن يستلقي على الشكل الَّذِي يصلح للكسر. ثمَّ يسذ أُذُنَيْهِ بصوف أَو بِقطن لِئَلَّا يتأذّى من صَوت الضَّرْب يحل رِبَاط الْجراح وَينْزع جَمِيع الْخرق مِنْهُ ويمسحه ثمَّ يَأْمر خادمين أَن يضبطا بخرق رقيقَة أَربع زَوَايَا! الْجلد الَّذِي قد شقّ ويمددها إِلَى فَوق أَعنِي الْجلد الَّذِي يكون على الْعظم المكسور. وَإِن كَانَ الْعظم ضَعِيفا من طبعه أَو من الْكسر الَّذِي عرض لَهُ فَيَنْبَغِي أَن يَنْزعهُ بمقاطع بعض بحذاء بعض ويبتدىء من أعرض مَا يكون مِنْهَا ثمَّ يسْتَبْدل مِنْهَا المقاطع الرقيقة ثمَّ يصير إِلَى الشعرية وَيسْتَعْمل الرِّفْق فِي النقر وَالضَّرْب لِئَلَّا يُؤْذِي الرَّأْس(3/270)
ويقلعه وَإِن كَانَ الْعظم قَوِيا يَنْبَغِي أَولا أَن يثقب بالمثاقب الَّتِي تسمى غير غَائِبَة وَهِي مثاقب يكون لَهَا نتوء قَلِيل دَاخِلا من الْمَوَاضِع الحادة مِنْهَا ليمنعا ذَلِك النتوء من أَن يغوص فيصل إِلَى الصفاق حَتَّى يقوّر بهَا الْعظم المصدوع فيقلعه لَا بِمرَّة بل قَلِيلا قَلِيلا فَإِن أمكنه أَن يقلعه بالأصابع فَذَاك وَإِلَّا فبمنقاش أَو كلبتين أَو نَحْو ذَلِك. وَيَنْبَغِي أَن يكون بَين الثقب فروج قدر مِرْوَد حَتَّى يصير قَرِيبا من سطح الْعظم الدَّاخِل وَيَنْبَغِي أَن يَتَّقِي أَن يمسّ المثقب شَيْئا من الصفاق وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن يكون المثقب قدر ثخن الْعظم وَأَن يسْتَعْمل فِي ذَلِك مثاقب كَثِيرَة فَإِن كَانَ الْكسر إِنَّمَا هُوَ فِي مَوضِع انثناء الْعِظَام فَقَط فَيَنْبَغِي أَن يصير الْتِفَات إِلَى ذلد الانثناء فَقَط حَتَّى إِذا قورنا الْعظم فَيَنْبَغِي أَن يسوى خشونة عظم الرَّأْس الَّذِي يكون من الْقطع والتقوير أما بمِجْرَد وَأما بِشَيْء من المقاطع الَّتِي تشبه الشَّفْرَة بعد أَن يضع من تَحت الْآلَة الَّتِي تستر الصفاق وَتَحفظه. وَإِن بَقِي شَيْء من الْعِظَام الصغار أَو الشظايا فَيَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ بِرِفْق ثمَّ يصير إِلَى العلاج وَقَالَ قي جالينوس: إِذا أَنْت كشفت جُزْءا من عظم الرَّأْس فصيّر تَحْتَهُ مقطعاً يكون الْجُزْء الَّذِي يشبه العدسة فِي آخِره ثَابتا كالأملس وَيكون الحاد فِي الطول حَتَّى يكون الْعرض العدسي مستديراً على الصفاق وَيَنْبَغِي أَن يضْرب من أَعْلَاهُ بالمطرقه الصَّغِيرَة وَيقطع عظم الرَّأْس فَإنَّا إِذا فعلنَا ذَلِك كَانَ مِنْهُ جَمِيع مَا نحتاج إِلَيْهِ وَذَلِكَ أَن الصفاق لَا يخرج حِينَئِذٍ وَلَا إِن كَانَ المعالج ناعسماً لِأَن الصفاق يسْتَقْبل الْجَانِب العريض من الْآلَة العدسية وَإِن صَارَت هَذِه الْآلَة إِلَى عظم الرَّأْس فانها تقلعه من غير أَذَى وَذَلِكَ أَن أَجزَاء الشكل العدسي المستدير يهدي المقطع من خلف فَيقطع عظم الرَّأْس وَلَيْسَ يُمكن أَن يُوجد نوع آخر لقلع هَذَا الْعظم أسهل وَلَا أسْرع فعلا من هَذَا. النَّوْع. وَأما العلاج الَّذِي يكون بالمناشير والآلات الَّتِي تسمى جويتعدس فَإِن الْحَدث قد ذمره لرداءته فَهَذَا قَوْلنَا فِي علاج عظم الرَّأْس إِذا عرض لَهُ شقّ وَيصْلح هَذَا العلاج بعينة فِي سَائِر أَنْوَاع الْكسر الَّذِي يعرض لعظم الرَّأْس وَإِن كُنَّا إِنَّمَا ذكرنَا علاج الشق فصيرناه مثلا لغيره. قَالَ فولس الاحتياطي وجالينوس أَيْضا يعلمنَا كمية الْعظم الَّذِي يَنْبَغِي أَن يقطع وَهَذَا قَوْله أما مَا يَنْبَغِي أَن يقطع من الْعظم العليل فَإِن مَا كَانَ مِنْهُ قد تفتّت تفتتاً شَدِيدا فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن ينْزع كُله وَأما مَا كَانَ ممتداً مِنْهُ شقوق امتداداً كثيرا فَإِن ذَلِك رُبمَا عرض فَلَا يَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تتبع الشقوق إِلَى آخرهَا وَأَن تعلم أَنه لَا يحدث بِهَذَا السَّبَب شَيْء ضار إِذا كَانَت سَائِر الْأَفْعَال الَّتِي يَنْبَغِي أَن تفعل على مَا يَنْبَغِي ثمَّ يَنْبَغِي بعد العلاج بالحديد أَن يُؤْخَذ خرقَة كتَّان مبسوطة قدر عظم الْجرْح وتغمس فِي دهن الْورْد ويغطى بهَا فَم الْجرْح ثمَّ تَأْخُذ خرقَة مثنية أَو مُثَلّثَة ونغمسها فِي الشَّرَاب ودهن الْورْد ويلطخ الْجرْح كُله بدهن الْورْد ثمَّ تُوضَع الْخِرْقَة عَلَيْهِ بأخف مايكون لِئَلَّا يثقل الصفاق ثمَّ يسْتَعْمل من فَوق رِبَاطًا عريضاً. وَلَا تشدّه إِلَّا بِقدر مَا تمسك الْخرق فَقَط ثمَّ تسْتَعْمل التَّدْبِير الَّذِي يسكّن الالتهاب وَيذْهب الْحمى ويرطّب الْحجاب من فَوق بدهن الْورْد فِي كل حِين وتحلّه فِي الْيَوْم الثَّالِث وتمسحه وتعالجه بالعلاج الَّذِي ينْبت اللَّحْم ويسكن(3/271)
الالتهاب ويدز على الصفاق ذرورا جمن الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة الَّتِي تسمى أدوية الرَّأْس حَتَّى ينْبت اللَّحْم فِي بعض الْأَوْقَات على الْعظم إِن احتجنا إِلَى ذَلِك إِذا كَانَت عظاماً نابتة أَو لينبت اللَّحْم سَرِيعا ويعالجهم بِسَائِر الْأَدْوِيَة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي علاج الْجِرَاحَات. وَقَالَ بولس إِنَّه كثيرا مَا يعرض لصفاق الرَّأْس بعد العلاج بالحديد ورم حَار حَتَّى إِنَّه يَعْلُو ثخن عظم الرَّأْس وثخن الْجلد أَيْضا وَيكون مَعَ ذَلِك جساوة تمنع حَرَكَة الطبيعة وَكَثِيرًا مَا يعرض لهَؤُلَاء امتداد وأعراض أُخْرَى رَدِيئَة وَيتبع هَذِه الْأَشْيَاء الْمَوْت. وَإِنَّمَا يعرض الورم الْحَار للصفاق: إِمَّا لعظم ناتىء ينخسه وَإِمَّا لثقل الفتائل وَإِمَّا لبرد أَو كَثْرَة طَعَام أَو كَثْرَة شراب أَو لعِلَّة أُخْرَى خُفْيَة. فَإِن كَانَ الورم الْحَار من عِلّة بَيِّنَة فَيَنْبَغِي أَن تحسم تِلْكَ الْعلَّة سَرِيعا وَإِن كَانَ من عِلّة خُفْيَة فاجتهد فِي إِزَالَتهَا. وَاسْتعْمل فصد الْعرق إِن لم يكن شَيْء يمْنَع من ذَلِك وَإِلَّا فالإقلال من الطَّعَام أَو التَّدْبِير الَّذِي يصلح للأورام الحارة مثل: التنطيل بدهن الْورْد الْحَار أَو بِمَاء قد أغلي فِيهِ خطمي وحلبة وبزر كتَّان وبابونج وَاسْتعْمل الضمّاد الْمُتَّخذ بدقيق الشّعير وَالْمَاء الْحَار والدهن وبزر الْكَتَّان وَاسْتعْمل شَحم الدَّجَاج فِي صوفة وَرطب بهَا الرَّأْس والعنق والفقار وقطر فِي الْأُذُنَيْنِ شَيْئا من الأدهان الَّتِي تسكن الْحَرَارَة وأجلس العليل فِي مَاء حَار فِي بَيت وامرخه فَإِذا داوم الورم الْحَار وَلم يكن شَيْء مَانع من أَخذ دَوَاء مسهّل مره بِفعل ذَلِك فَإِن أبقراط أَمر بِهِ قَالَ بولس فَإِن اسود الصفاق وَكَانَ السوَاد فِي سطحه وَكَانَ ذَلِك أَيْضا من دَوَاء عولج بِهِ فَإِن الدَّوَاء الْأسود رُبمَا فعل ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ من الْعَسَل جُزْء وَمن دهن الْورْد ثَلَاثَة أَجزَاء ويخلط ويلطخ بهَا خرقَة وتوضع على الصفاق فَإِن حدث فِي الصفاق السوَاد من ذَاته وَكَانَ واصلاً إِلَى العمق سِيمَا إِن كَانَ ذَلِك مَعَ عَلَامَات أُخْرَى رَدِيئَة فَيَنْبَغِي أَن تيأس من سَلامَة هَذَا العليل لِأَنَّهُ دَلِيل على فنَاء الْحَرَارَة الغريزية وذهابها. وَقد رَأَيْت من أَصَابَهُ كسر فِي رَأسه فقوّر عظم رَأسه بعد سنة فصح وَذَلِكَ أَن الْكسر كَانَ فِي اليافوخ وَكَانَ من رمية سهم وَكَانَ لَهُ مسيل وَلِهَذَا لم يصب الصفاق شَيْء بل سلم من الْفساد. قَالَ جالينوس: عرض عَليّ إِنْسَان قد انْكَسَرَ يَافُوخه أَيْضا عظم الصَّاع كسراً ممتداً فَتركت الْكسر عَلَيْهِ بِحَالهِ إِلَّا شَيْئا من عظم اليافوخ وقطعته للغرض الْمَعْلُوم وَكَانَ ذَلِك كَافِيا وَقد عوفي الرجل فصل فِي كسر اللحي قَالَ الْعَالم إِن انقصع إِلَى دَاخل وَلم يتقصّف بإثنتين فَأدْخل إِن انْكَسَرَ اللحي الْأَيْمن السبابَة وَالْوُسْطَى من الْيَد الْيُسْرَى فِي فَم العليل وَإِن انْكَسَرَ اللحي الْأَيْسَر فَمن الْيَد الْيُمْنَى وارفع بهما حدبة الْكسر إِلَى خَارج من دَاخل واستقبلها بِالْيَدِ الْأُخْرَى من خَارج ولسوف تعرف استواءه من مُسَاوَاة الْأَسْنَان الَّتِي فِيهِ. وَأما إِن تقصّف اللحي بِاثْنَتَيْنِ فأمدده من الْجَانِبَيْنِ على الْمُقَابلَة بخادم يمدّه وخادم يمسك ثمَّ يعبر الطَّبِيب إِلَى تسويته علئ ماكرنا. واربط الْأَسْنَان الَّتِي تعوّجت وزالت بَعْضهَا بِبَعْض فَإِن كَانَ عرض مَعَ الْكسر جرح أَو شظية عظم ينخس فشق عَنهُ أَو أوسعه وانزع الشظية وَاسْتعْمل فِيهِ الْخياطَة والرفائد والأدوية الملحمة(3/272)
بعد الردّ والتسوية قَالَ: رباطه يكون على هَذِه الْجِهَة بِجعْل وسط الْعِصَابَة على نقرة الْقَفَا وَيذْهب بالطرفين من الْجَانِبَيْنِ على الْأُذُنَيْنِ إِلَى طرف اللحي ثمَّ يذهب بِهِ أَيْضا إِلَى النقرة ثمَّ إِلَى تَحت اللحي على الْخَدين إِلَى اليافوخ ثمَّ تمرّ مِنْهُ أَيْضا إِلَى تَحت النقرة وليوضع رِبَاط آخر على الْجَبْهَة وَخلف الرَّأْس ليشدّ جَمِيع اللف الَّذِي يلفّ وَيجْعَل عَلَيْهِ جبيرَة خَفِيفَة وَإِن انْفَصل اللحيان جميحاً من طرفها فليمد بكلتا الْيَدَيْنِ قَلِيلا ثمَّ يقابلان ويؤلفان وَينظر إِلَى تألف الْأَسْنَان وتربط الثنايا بخيط ذهب لِئَلَّا يَزُول التَّقْوِيم وَيُوضَع وسط الرِّبَاط على الْقَفَا ويجاء بِرَأْسِهِ إِلَى طرف اللحي وَيُؤمر العليل بِالسُّكُونِ والهدوء وَترك الْكَلَام وَيجْعَل غذاؤه الأحساء وَإِن تغيّر شَيْء من الشكل فَحل الرِّبَاط إِلَّا أَن يعرض ورم حَار فَإِن عرض فَلَا تغفل عَن النطول والأضمدة الَّتِي تصلح لذَلِك مِمَّا يسكن ويحلل باعتدال وَعظم الفك يشْتَد كثيرا قبل الثَّلَاثَة الأسابيع لِأَنَّهُ ليّن وَفِيه مخ كثير يملؤه فصل فِي كسر الْأنف الْأنف أَعْلَاهُ عظم وأسفله غضروف وَلَا يعرض لذَلِك الغضروف الْكسر بل الرضّ والتفرطح المفطس والزوال إِلَى جَانب. وَأما أَعْلَاهُ العظمي فقد يعرض لَهُ كسر. لمإذا انْكَسَرَ الْأنف وَلم يعالج أدّى إِلَى الخشم وَأَيْضًا قد يصلب وَيبقى على عوجه فَلَا يقبل التَّسْوِيَة فَيجب أَن يباثر فِي الْيَوْم الأول وَلَا يُجَاوز الْعَاشِر. وَاعْلَم أَن كسر الْأنف إِذا بلغ الْمَوَاضِع الْعَالِيَة مِنْهَا وَوَقع فِيهَا فَأصْلح التَّدْبِير فِيهِ أَن يُؤْخَذ ميل مهندم أملس وَيدخل بالرفق فِي الْأنف إِلَى أقْصَى الخياشم ويمسك بيد وَيُسَوِّي الْأنف بِالْيَدِ الْأُخْرَى حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ يتلطف فِي إِدْخَال الفتيلة الحافظة لشكل التَّسْوِيَة وَالْأولَى أَن تكون من الْكَتَّان وَالِاحْتِيَاط أَن تدخل فِي المنخرين جَمِيعًا وَإِن لم تكن الافة إِلَّا فِي جَانب وَاحِد. وَرُبمَا جعل فِي دَاخل الفتيلة أصل ريشة ليَكُون أصلح لَهَا ثمَّ أضمده وألصق عَلَيْهِ خرقَة الضماد وَلَا تخرج الفتيلة إِلَى أَن يبلغ مبلغه من الاستحكام والانجبار وَلَا تركب على الْأنف رباطاَ فَإِنَّهُ يفطسه اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون هُنَاكَ قنى عَظِيم ونتوء يحسبه التطامن. وَأما إِذا عرض فِي الْأَجْزَاء السُّفْلى فَيمكن أَن يسوى بإصبعين من يدين كسبابتين أَو خنصرين وَإِذا عرض فِي هَذِه الْحَال ورم فمرهم الدياخيلون جيد جدا فَإِنَّهُ يسكّن الررم ويحفظ أَيْضا شكل التَّسْوِيَة ويقوّيه وَكَذَلِكَ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل وَالزَّيْت والسميد ودقاق الكندر يذر عَلَيْهِ رماد ويضمد بِهِ. وَإِذا كَانَ الْكسر رضَا مفتتاً فَلَا يُمكن أَن يعود الْأنف مَعَه إِلَى الصّلاح إِلَّا بعد أَن يشقّ وَيخرج هشيم الْعِظَام ويخيّط ويذر عَلَيْهِ الذرورات وَإِذا عرض ميل وَزَوَال للغضروف فسوه قهرا ئم اربطه ربطاً يحفظه على ذَلِك وَهُوَ أَن يَجْعَل الرَّبْط مشدود من صفحة الْعُنُق الَّتِي عَنْهَا الْميل وَمِمَّا يسفل بِهِ هَذَا الرَّبْط ويجوزأن تَأْخُذ حَاشِيَة ثوب قَوِيَّة أَو سيراً لَهُ عرض إِصْبَع وتلطخ أحد طَرفَيْهِ بغراء السّمك أَو غراء جُلُود الْبَقر والصمغ أَو بِسَائِر اللزوقات ويلصقه على طرف الْأنف من الْجَانِب الَّذِي عَنهُ الْميل حَتَّى يجِف عَلَيْهِ وَترد الْأنف إِلَى وَضعه بالقهر ثمَّ تمدد ذَلِك السّير أَو الْخِرْقَة حَتَّى تسويه بِهِ وتميله إِلَى الْجَانِب الْمُخَالف للميل الأول وتجيزه على الرَّقَبَة وتربط ربطاَ ماسكاً للأنف على تِلْكَ الْهَيْئَة وتضمد بالضماد الَّذِي يجب.(3/273)
فصل فِي كسر الترقوة الترقوة تنكسر إِمَّا لثقل مَحْمُول وَإِمَّا لسقطة عَظِيمَة وَإِمَّا لضربة شَدِيدَة ثمَّ أَن للترقوة يصعب جبرها وتحتاج إِلَى لطف قَالُوا فِي جبرها إِن اندقت بِالْقربِ من القص كَانَ نزُول رَأس الْعَضُد إِلَى أَسْفَل أقل قَالَ وَإِذا اندقت الترقوة بنصفين فأجلس العليل على كرْسِي ويضبط خَادِم الْعَضُد الَّذِي فِيهِ الترقوة الْمَكْسُورَة ويمده إِلَى خَارج وَإِلَى فَوق أَيْضا ويمد خَادِم آخر الْعُنُق والمنكب الْمُقَابل بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَيُسَوِّي الطَّبِيب بأصابعه مَا كَانَ ناتئاً يَدْفَعهُ وَمَا كَانَ منقعراً يجبهُ ويجره. فَإِن احْتَاجَ فِي ذَلِك إِلَى مد أَكثر وضع تَحت الْإِبِط كرة عَظِيمَة من خرق وَرفع الْمرْفق حَتَّى يقربهُ من الأضلاع فَإِنَّهُ يَمْتَد على مَا يُرِيد وَإِن انْقَطع طرف الترقوة إِلَى دَاخل كثيرا وَلم يُجِب بجذب الطَّبِيب وَلم يعلُ لِأَنَّهُ صَار إِلَى عمق كَبِير فألق العليل على قَفاهُ وضع تَحت مَنْكِبه مخدة محدودبة واكبس مَنْكِبه إِلَى أَسْفَل حَتَّى يرفع عظم الترقوة ثمَّ سوه وَأَصْلحهُ بأصابعك وَشد فَإِن وجد العليل نخساً من إمرار الْيَد عَلَيْهِ فَإِن شظية تنخسه تَحت الْموضع فشق وانزاع الشظية وَليكن ذَلِك مِنْك بِرِفْق خَاصَّة إِن كَانَت الشظية تَحت لِئَلَّا يخرق صفاق الصَّدْر وَأدْخل الالة الحافظة للصفاق تَحت الْعظم ثمَّ اكبس الْعظم فَإِن لم يعرض ورم حَار فَخط الشق والحمه وَإِن عرض ورم حَار فَبل الرفائد بالدهن وَإِن نزل رَأس الْعَضُد عِنْد الْكسر مَعَ قطعه الترقوة إِلَى أَسْفَل فَيَنْبَغِي أَن يعلق الْعَضُد برباط عريض ويشال إِلَى نَاحيَة الْعُنُق وَإِن كَانَ قطعه الترقوة يمِيل إِلَى فَوق وقلما يكون ذَلِك فَلَا تعلق الْعَضُد وليستلق صَاحب الترقوة الْمَكْسُورَة على ظَهره ويلطف تَدْبيره وتشتد الترقوة فِي شهر وأقلّ. وَأما رباطات الترقوة فقد قَالُوا أَن الترقوة لَا تنفك من الْجَانِب الدَّاخِل لِأَنَّهَا مُتَّصِلَة بالصدر غير مُنْفَصِلَة مِنْهُ وَلِهَذَا لَا تتحرك من هَذَا الْجَانِب وَإِن ضربت من خَارج ضَرْبَة شَدِيدَة ونبرت فَإِنَّهَا تسوّى وتعالج بالعلاج الَّذِي يعالج بِهِ إِذا انْكَسَرت وَأما طرفها الَّذِي يَلِي الْمنْكب وتنفصل مِنْهُ فَلَيْسَ ينخلع كثيرا لِأَن العضلة الَّتِي لَهَا رأسان يمْنَعهَا من ذَلِك ويمنعه أَيْضا رَأس الْكَتف وَلَيْسَ تتحرّك أَيْضا الترقوة حَرَكَة شَدِيدَة لِأَنَّهَا إِنَّمَا صيرت لتفرّق الصَّدْر فَقَط وتبسطه وَلِهَذَا صَارَت الترقوة للْإنْسَان وَحده من بَين سَائِر الْحَيَوَان. وَإِن عرض لَهَا الْخلْع من صدأع أَو من شَيْء آخر مثل هَذَا فَإِنَّهَا تسوّى وَتدْخل إِلَى موضعهَا بِالْيَدِ وبالرفائد الْكَثِيرَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا مَعَ الرِّبَاط الَّذِي يَنْبَغِي وَيصْلح هَذَا العلاج لطرف الْمنْكب أَيْضا إِذا زَالَ ويؤديه إِلَى مَوْضِعه وَالَّذِي يرْبط بِهِ الترقوة بالمنكب وَهُوَ عظم غضروفي وَهُوَ يغلط بِهِ فِي المهازيل. وَإِذا زَالَ ظن الَّذِي لَيست لَهُ تجربة أَن رَأس الْعَضُد قد انفكّ وَخرج عَن مَوْضِعه فَإِن رَأس الْكَتف يرى حِينَئِذٍ وَاحِدًا وَيرى الْموضع الَّذِي انْتقل مِنْهُ مقعراً لَكِن يَنْبَغِي أَن تميّز بالدلائل الَّتِي تجريها من بعد. فصل فِي كسر الْكَتف أما الْكَتف فقلما ينكسر الْموضع العريض مِنْهَا وَأكْثر مَا يعرض من الْكسر لَهَا فَإِنَّمَا يعرض للحروف والجوانب والشظايا وَإِذا عرض فباللمس يعرف وَبِمَا يتبعهُ من النخس لَكِن(3/274)
قد يعرض لَهَا كثيرا شقّ تدل عَلَيْهِ خشونة تعرف باللمس والوجع المكاني والنخس إِن كَانَ وَأَن لَا تكون سَائِر العلامات وَرُبمَا عرض لَهَا انكسار إِلَى دَاخل فيدلّ عَلَيْهِ التقصع الْحَادِث وخشخشة خَفِيفَة ينالها السمم إِذا مست مسّ الاستبانة وخدر يحدث بِالْيَدِ الَّتِي تليه ووجع وعلاجه أَيْضا تلطيف الْيَد وَحسن التأني للدَّفْع من قُدَّام والتسوية. وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى المحاجم فِيمَا أَظن حَتَّى يجذبه إِلَى خلف ويسوّي مَعَ احْتِرَاز من مضرته فِي جمع الْمَادَّة وَأما شظايا الْكَتف إِذا انْكَسَرت فَإِنَّهَا إِن كَانَت قلقة ناخسة مؤذية فَلَا بُد من إخْرَاجهَا وَإِن كَانَت سَاكِنة سويت وربطت رباطات تشبه رباطات الترقوة وَيجب أَن ينَام صَاحب كسر الْكَتف على الْجَانِب الصَّحِيح لَا غير. فصل فِي كسر القص قد يعرض للقصّ انفلاق مُفْرد وَقد يعرض انكسار إِلَى دَاخل وَالْأول تعرفه بالفرقعة المحسوسة باللمس والتسمع وَبِمَا يحدّه من تبَاين جزأين مِنْهُ وبامتداد الوجع. وَأما الثَّانِي فقد تتبعه أَعْرَاض رَدِيئَة من ضيق النَّفس والسعال الْيَابِس وَرُبمَا نفث صَاحبه الدَّم وَرُبمَا تولّد مِنْهُ تعفن الْحجاب وعلاج هَؤُلَاءِ علاج من بِهِ ذَلِك فِي الْمنْكب وَإِن مَال إِلَى أَسْفَل والعلاج الذى ِ رسم فِي إزعاج الترقوة المتطامنة بِالْكَسْرِ وَإِن دخلت الأضلاع اسْتعْملت عَلَيْهَا الرِّبَاط الْمُتَّخذ من الصُّوف بالاستدارة بعد رباطات تُوضَع عَلَيْهَا من أَسْفَل بالاستقامة ثمَّ تجمع طرفا الرباطين ويربط بعضهما بِبَعْض فَإِنَّهَا تمنع الرباطات المستديرة من أَن تنْحَل. فصل فِي كسر الأضلاع الأضلاع الصادقة السَّبع يعرض لَهَا كسر من الْجَانِبَيْنِ وَأما الكاذبة فَيعرض لَهَا كسر من جَانب الْقلب وَلِأَن أطرافها الْأُخْرَى غضاريف الشراسيف على مَا علمت فَلَا يعرض لَهَا إِلَّا الرض وَأما تعرف كسر الأضلاع فَهُوَ سهل لَا يخفى على اللَّمْس لما يحس من الخشونة وَمن الْحَرَكَة فِي غير موضعهَا وَرُبمَا سمع إِن تسمع خشخشة خَفِيفَة فَإِن كَانَ الْميل من الضلع إِلَى دَاخل وتدل عَلَيْهِ أَعْرَاض ذَات الْجنب وَرُبمَا كَانَ مَعَه نفث دم فَلَا يقدمن المجبرون على علاجه بالمدّ إِلَى خَارج لعوز الْحِيلَة فَإِن ذَلِك عسر بِغَيْر محاجم وَلِأَن المحاجم قد يخَاف مِنْهَا أَن تجمع مَادَّة كَثِيرَة إِلَى ذَلِك الْمَكَان وَفِيه مَا فِيهِ من الْفساد فَإِن رفقت بهَا وَلم تطل إِِمْسَاكهَا لم يكن بَأْس وَلكنه رُبمَا أطعموا العليل أغذية نفّاخة جدا لتنتفخ أَجْوَافهم فيزاحم النفخ الْكسر ويدفعه إِلَى خَارج وَهَذَا أَيْضا وَإِن كَانَ لَا يُوجد عَنهُ فِي بعض الْأَوْقَات بدّ فَهُوَ سَبَب عَظِيم فِي إِحْدَاث الورم قَالَ بعض الْعلمَاء من أهل الْجَبْر يَنْبَغِي أَن تغطي الْمَوَاضِع بصوف قد غمس فِي زَيْت حَار وَتصير رفائد فِيمَا بَين الأضلاع حَتَّى تمتلىء ليَكُون الرِّبَاط مستوياً إِذا لفّ على الاستدارة كَمَا وَصفنَا فِي الصَّدْر ثمَّ يصير كَمَا يصير فِي أَصْحَاب الشوصة على قدريلائم الْعظم. وَإِن أَرْهَقَنا أَمر شَدِيد وَكَانَ الْعظم ينخس الْحجاب نخساً مُؤْذِيًا فَيَنْبَغِي أَن يشق الْجلد ويكشف الْكسر من الضلع(3/275)
ثمَّ تصير تَحْتَهُ الْآلَة الَّتِي تحفظ الصفاق لِئَلَّا يخرج الصفاق وَيقطع بِرِفْق الْعِظَام الَّتِي تتخس وَتخرج ثمَّ إِن لم يعرض ورم حَار يجمع الشقوق ويعالج بالمرهم وَإِن عرض لَهَا ورم حَار غطي برفائد مغموسة فِي دهن ويغذى العليل ويعالج بِمَا يسكّن الورم الْحَار ويستلقي على الْجَانِب الَّذِي يخفّ عَلَيْهِ.
(فصل فِيمَا يعرض للخرزات من الْكسر)
قَالَ بولس الاحتياطي: إِن استدارات الخرز رُبمَا يعرض لَهَا الرضّ وَأما الْكسر فقلما يعرض لَهَا وَحِينَئِذٍ تنعصر صفاقات النخاع أَو النخاع بِعَيْنِه فيشاركهما العصب فِي الْأَلَم ويتبعهما الْمَوْت سِيمَا إِن عرض ذَلِك لخرز الْعُنُق وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن نقدّم القَوْل ونخبر بالعطب الْكَائِن وَإِن أمكن أَن يخاطر وَينْزع الْعظم المؤذي بالشقّ فَذَلِك وَإِلَّا يَنْبغ أَن تدبرهم بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي يسكن الأورام الحارة وإنبقي شَيْء من الْأَجْزَاء الثَّابِتَة من الخرز الَّتِي تكون مِنْهَا الَّتِي تسمى شوكية فَإِن ذَلِك يسْقط سَرِيعا تَحت الأضلاع إِذا أردنَا تفتيشه لِأَن الَّذِي تفتت يَتَحَرَّك فيزول عَن مَوْضِعه فَيَنْبَغِي أَن ينْزع لَك بشق الْجلد من خَارج ثمَّ يجمع بالخياطة وَيسْتَعْمل فِيهِ علاج يلحم فَإِن انْكَسَرَ عظم الْكَاهِل أَسْفَل الْقطن والعصعص فَلْيدْخلْ أصْبع السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى فِي المقعدة ويُسَوِّ الْعظم المكسورباليد الْأُخْرَى على مَا يُمكن وَإِن أحسسنا بِعظم مكسور قد تَبرأ فَيَنْبَغِي أَن ينتزع أَيْضا بالشق كَمَا قُلْنَا ثمَّ يسْتَعْمل الرِّبَاط الَّذِي يَلِيق بالمقعدة والعلاج الْمُوَافق لَهَا. عظم الْعَضُد إِذا انْكَسَرَ كَانَ فِي الْأَكْثَر إِنَّمَا يمِيل إِلَى خَارج فَيجب أَن تفعل مَا يجب أَن يفعل فِي رد الْكسر إِلَى وَضعه على مَا علمت وتمسّه بِيَدِك وتسوّيه التَّسْوِيَة الْبَالِغَة واربطه بالرباط المتصاعد وَلَو إِلَى الْمنْكب تشده بِهِ إِن كَانَ قَرِيبا مِنْهُ ثمَّ الرِّبَاط المتنازل على مَا علمت وَلَو إِلَى تَحت الْمرْفق إِن كَانَ الْكسر قَرِيبا من الْمرْفق ثمَّ اربطه برباط ثَالِث يصعد من أَسْفَل إِلَى فَوق وعلق الْيَد مروّى لَا يكون مُعَلّقا مدلى فَإِنَّهُ رَدِيء. والأجود أَن يسْتَند الْعُضْو إِلَى الصَّدْر على التزوية فِي الْمرْفق لِئَلَّا يَتَحَرَّك وخصوصاً إِذا كَانَ انْكَسَرَ بِقرب الْمرْفق وَاجعَل على الرِّبَاط إِمَّا مَاء وخلاً أَو مَاء وَحده إِن كَانَ الْكسر بعد لم يَرِمّ واجعله من كتَّان وَعرضه أَربع أَصَابِع لَا غير وَإِن كَانَ قد أَتَى عَلَيْهِ مُدَّة وورم فاجعله فِي صوف واغمسه فِي دهن وان أمكنك وَلَا يكونن مَانع فَلَا تحلن إِلَى السَّابِع فَمَا بعده إِلَى الْعَاشِر ثمَّ حِينَئِذٍ تحلّ وتربط بالجبائر. وَإِن دعَاك الِاحْتِيَاط إِلَى غير ذَلِك فحلّ فِي الثَّالِث وَهُوَ الَّذِي يمِيل إِلَيْهِ أبقراط فَإِنَّهُ يدْفع آفَات وَإِن أضرّ بالانجبار. وَأما كَيْفيَّة وضع الجبائر فَيجب أَن يَكْفِيك مَا بَينا لَك فِي بَابهَا وَلَا تفارقنه الشدّ إِلَى أقل من أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِذا احْتِيجَ بِحسن الْإِعَادَة إِلَى مد شَدِيد وَلم يواتك وَلم تعن مَعُونَة من يعينك فاجلس العليل على كرْسِي مشرف وَيكون إِلَى الْقَائِم أَكثر مِنْهُ إِلَى الْقَاعِد وليتكين بإبطه على دَرَجَة من السّلم أَو مَا يشبهها مِمَّا علمت فِي بَاب الْخلْع وَقد وطىء ذَلِك الْموضع ومهّد وليّن ثمَّ لتَعلق من مرفقه شَيْئا ثقيلاً تمدّه(3/276)
إِلَى أَسْفَل فَإِذا امْتَدَّ الامتداد الْمَطْلُوب سوّي وَإِن أَغْنَاك ربط عصائب قَوِيَّة تَحت الْكسر وفوقه وإنامة العليل مُسْتَلْقِيا وَمد مَا عصبت بأقوياء من الرِّجَال إِلَى تَحت وَإِلَى فَوق فَفِي ذَلِك كِفَايَة إِذا كَانَ الْكسر فِي وسط الْعَضُد جعلت الرَّبْط ببعد وَاحِد من طرفِي الْمفصل وَإِن كَانَ أقرب إِلَى جَانب جعلت الرَّبْط شَدِيد الْقرب من طرف بَعيدا من الآخر وَإِن كَانَ صدع فَقَط فعالجه علاج الصدع وشدّ عَلَيْهِ الرَّبْط. فصل فِي كسر الساعد قد يتَّفق أَن تنكسر الزندان مَعًا وَقد يتَّفق أَن ينكسر أَحدهمَا وانكسار الزند الْأَسْفَل شَرّ وأقبح من انكسار الزند الْأَعْلَى إِذا انْفَرد الْكسر بأحدها وَذَلِكَ لِأَن الزند الْأَسْفَل وَهُوَ الساعد هُوَ الْحَامِل فانكساره شَرّ وَلِأَنَّهُ معرى من اللَّحْم فانكساره أقبح وَأَيْضًا فَإِن قبُول الْأَعْلَى للعلاج سهل يَكْفِيهِ مدّ يسير وَلَا كَذَلِك الْأَسْفَل وخصوصاً إِن انكسرا مَعًا وَيجب أَن يتَوَكَّأ عِنْد مد الْعُضْو على الْكُوع وَهُوَ أصل الكفّ ويتعرف مبلغ شدّ الرِّبَاط فَإِنَّهُ إِن أحدث مِنْهُ فِي الْأَصَابِع ورماً يَسِيرا ووجعاَ يَسِيرا فَإِن الرِّبَاط معتدل وَإِن لم يكن الْبَتَّةَ فَهُوَ رخو وَإِن كَانَ كثيرا مفرطاً فَهُوَ شَدِيد يجب أَن يرخّى وَأما وضع الجبائر فَلَيْسَ مِمَّا يخفي عَلَيْك وَلكنهَا يجب أَن لَا يبلغ بِطُولِهَا الكفّ وأصول الْأَصَابِع بل أقصر من ذَلِك بِقَلِيل إِلَّا أَن المحوج إِلَيْهِ قرب الْكسر من الْمفصل الرسغي وَلَكِن حِينَئِذٍ أَيْضا يجب أَن لَا يمسّ البراجم من الْأَصَابِع وَإِذا جبر وربط فَيجب أَن يعلق من الْعُنُق على شكل مروّى وَيجب أَن يكون تَعْلِيقه خَاصَّة إِن كَسره إِلَى أَسْفَل بِخرقَة عريضة تَأْخُذ طول الساعد كُله فَإِنَّهُ إِن كَانَ ملاقاة العلاقة من قرب الْكسر فَقَط وسائره مبرأ عَن الْمُسْتَند عرض التواء لَا محَالة وَمَال على مَا يُوجِبهُ ميل الكفّ بل يجب أَن يكون الْكَفّ وَأكْثر الساعد فِي العلاقة وَأما إِن كَانَ الْكسر إِلَى فَوق فَيجب أَن يكون التَّعْلِيق بِحَيْثُ يبرىء الْكسر ويقل الطَّرفَيْنِ من جَانب الْكَفّ وَمن جَانب الْمرْفق فَإِن تَبرأ مَا بَين ذَلِك يكون عوناً لَهُ على اسْتِوَاء الشكل وَتَكون العلاقة خرقَة لينَة وَيكون التَّعْلِيق بِحَيْثُ لَا تكبه الْبَتَّةَ وَلَا تبسطه بسطاً عنيفاً وَرُبمَا عرض للساعد أَن يتجبر بِسُرْعَة إِلَى قرب ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا. فصل فِي كسر الرسغ هَذِه الْعِظَام قَلما يعرض لَهَا الْكسر فَإِنَّهَا صلبة جدا وَإِذا أَصَابَهَا سَبَب أزالها عَن موَاضعهَا وَلم يكسرها فَتكون غَايَة العلاج فِيهَا نَحْو مَا قُلْنَاهُ فِي الْخلْع. فصل فِي كسر عِظَام الْأَصَابِع هَذِه أَيْضا قلّما يعرض لَهَا الْكسر بل يعرض لَهَا زَوَال وَقَالُوا إِن عرض لَهَا كسر فَيَنْبَغِي أَن يجلس العليل على كرْسِي مُرْتَفع وَيُؤمر أَن يضع كَفه طى كرْسِي مستوِ ويمدّ الْعِظَام الْمَكْسُورَة خَادِم ويسوّيها الطَّبِيب بالإبهام والسبابة. وَإِن كَانَت الابهام مائلة إِلَى أَسْفَل فَيَنْبَغِي اسْتِعْمَال الرِّبَاط من فَوق فَرُبمَا عرض ورم حَار ولمكان إسترخاء هَذِه الْعِظَام تَجْتَمِع إِلَيْهَا فضلَة كَثِيرَة وتجمد سَرِيعا فيشتدّ وَإِن عرض الْكسر لسلامى أَو لأصبغ إِن كَانَ(3/277)
الْإِبْهَام فَيَنْبَغِي أَن يرْبط الرِّبَاط الْخَاص لَهُ وَأَن يرْبط أَيْضا مَعَ الْكَفّ لتثبت وَلَا تتحرّك وَإِن عرض الْكسر لشَيْء من سَائِر الْأَصَابِع إِن كَانَت السبابَة أَو الْخِنْصر فلتربط مَعَ الَّتِي تقرب مِنْهَا وَإِن كَانَ من الْأَصَابِع الوسطي فلتربط مَعَ الَّتِي من جانبيها أَو ترْبط كلهَا على الْوَلَاء بَعْضهَا مَعَ بعض فَإِنَّهُ أَجود وَذَلِكَ أَنَّهَا تثبت وَلَا تتحزك وَتَكون حِينَئِذٍ كَأَنَّهَا قد ربطت مَعَ جبائر أَعنِي الْعِظَام الْمَكْسُورَة. فصل فِي كسر الْعظم العريض والورك عظم الورك قد ينكسر فِي الندرة بِحَال قوته وَقد يعرض ذَلِك بِهِ على سَبِيل تفتت الْأَطْرَاف وَقد ينشق فِي الطول وَقد ينْدَفع دَاخله إِلَى بَاطِن وَقد يعرض بعد هَذِه الْأَحْوَال أَيْضا من الوجع والنخس وخدر السَّاق والفخذ قَرِيبا مِمَّا يعرض للعضد من انكسار الْمنْكب وَإِذا انْكَسَرَ الْعظم العريض الَّذِي فَوق العصعص أَو تشظت عضلة صَعب الْأَمر فِي إِصْلَاحه وَصَارَ أحد الْوَرِكَيْنِ إِلَى النُّقْصَان وعلاجه أَن يبطح العليل وَيتَعَاطَى رجلَانِ قويان مد فَخذيهِ كل يمدّ مِنْهُ فخذاً وَقد تشبّث وَاحِد بيدَيْهِ لِئَلَّا يتسارعا إِلَى مدافعة مِمَّن يُمَدّ فَخذيهِ ويتولّى مجبر إِن غمر وركيه بِشدَّة وَقُوَّة حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ يهيأ عَلَيْهِ الضماد ثمَّ يستلقي على مثل كبة من خرقَة أَو نَحْوهَا مِمَّا لَهُ صلابة وَهَذَا قريب مِمَّا يعالج بِهِ الْكَتف أَيْضا. وَإِذا انْكَسَرَ من جَانب الورك فعلاجه علاج انكسار الْمنْكب وَيجب أَن يسْتَعْمل ا! لترطيب على الرَّبْط ويسوّي الرفائد كَمَا يَنْبَغِي وَيجب أَن تكون مستندة على مَوضِع وطيء جيدا. فصل فِي كسر الْفَخْذ إِذا انْكَسَرَ الْفَخْذ احْتِيجَ إِلَى مد قوي شَدِيد ثمَّ يسوى على الْهَيْئَة الطبيعية الَّتِي لَهُ وَهِي تحديب فِي وحشيه وتقعير يسير فِي أنسية على اسْتِمْرَار الْهَيْئَة الَّتِي لَهُ فِي الصِّحَّة وتراعى من حَال انكسار وَسطه وطرفه الْأَعْلَى والأسفل أَحْوَال ذكرت فِي بَاب الْعَضُد وَيكون الشد إِلَى فَوق ليحفظ وَيحبس. قَالُوا إِذا انْكَسَرت الْفَخْذ انقلبت إِلَى الْمَوَاضِع القدّام وَإِلَى خَارج وَذَلِكَ أَنَّهَا عريضة من هَذِه النَّاحِيَة بالطبع وتسوى بِالْأَيْدِي والرباطات وأنواع الْمَدّ الَّتِي تكون على الْمُسَاوَاة وَيصير أحد الرباطين فَوق الْكسر وَالْآخر تَحت الْكسر إِذا كَانَ الْكسر فِي الْوسط وَأما إِذا كَانَ الْكسر مائلاً عَن الْوسط وَكَانَ قَرِيبا من رَأس الْفَخْذ فليؤخذ قماط ويلف فِي وَسطه صوف لِئَلَّا يقطع فِي اللَّحْم وَيصير وَسطه على الْعَانَة ويصعد أَطْرَافه إِلَى نَاحيَة الرَّأْس وَيدْفَع إِلَى خَادِم يمْسِكهَا إِلَى أَسْفَل وَإِن كَانَ الْكسر فِيمَا يَلِي الرّكْبَة فَإنَّا نصير الرِّبَاط من فَوق الْكسر وندفع أَطْرَافه إِلَى من يمدّها إِلَى فَوق ونضبط الرّكْبَة أَيْضا برباط نلفة عَلَيْهِ ونسوي هَذَا الْعُضْو والعليل مستلق على وَجهه وَسَاقه ممدودة وَإِن كَانَ عِظَام تنخس فَيَنْبَغِي أَن تسوى كَمَا قُلْنَا مرَارًا كَثِيرَة وَمَا ارْتَفع مِنْهَا فليؤخذ وَأما سَائِر التَّدْبِير فَلْيَكُن على مَا ذكرنَا فِي بَاب علاج الْعَضُد وَعظم الْفَخْذ يشتدّ فِي خمسين لَيْلَة وسنخبر كَيفَ يَنْبَغِي أَن يكون وَضعه بعد أَن يجمع علاج السَّاق وَيجب أَن يوضع بَين الفخذين حِينَئِذٍ كسرة من خشب أَو نَحوه حافظة للهيئة الَّتِي تسوى عَلَيْهِ وتجبر الْجَبْر الْمَعْرُوف على تعاهد لما سيحدث(3/278)
من ورم وحكة. وَإِذا عرض ورم على الْفَخْذ فَإِنَّهُ يكون ورماً قَوِيا وَهُوَ مِمَّا يتسارع إِلَى الْفَخْذ فَحِينَئِذٍ يجب أَن تباثر إِلَى الْحل ليتنفس ويتبدد الورم وَقد عرفت النطولات الْخَاصَّة بِهِ وَأما القوالب والبرابخ وَهِي أَلْوَاح عِظَام فيَها قَلِيل تقعير لتتهندم على اللفائف. وَتَأْخُذ طول الرجل فَإِنَّهَا إِن قصرت وَلم تجبر على السَّاق وَقطع دون ذَلِك كَانَ ذَلِك مِمَّا لَا فَائِدَة فِيهِ الْفَائِدَة الْمَطْلُوبَة فِيهِ. وَإِن طولت كَانَ الْمَرِيض مِنْهَا فِي تَعب على أَنَّهَا إِن قصرت لم يخل من أتعاب وَفَائِدَة تطويلها أَن يمْنَع أَيْضا الطَّائِفَة الصَّحِيحَة من الرجل أَن تتحرك إِذا كَانَت حَرَكَة ذَلِك الْقدر ضارة بِالْكَسْرِ وخصوصاً فِي حَال الْغَفْلَة وَالنَّوْم وَكَانَ الْحَاجة إِلَى هَذِه الْآلَات إِنَّمَا تكون فِي الْكسر الْعَظِيم جدا وَلَا يُمكن مَعَ ذَلِك اسْتِعْمَالهَا إِلَّا قبل أَن ترم فَإِن الورم لَا يحْتَمل أَمْثَالهَا وَبِالْجُمْلَةِ هُوَ ثقل وبلاء وتعب وَلَا يجب أَن يرغب فِيهَا مَا دَامَ عَنْهَا اسْتغْنَاء بحيل أُخْرَى وَأما نصبة مجبور الْفَخْذ فَيَنْبَغِي أَن يكون على مَا اعتاده فِي الصِّحَّة من دوَام الْقَبْض والبسط وَالَّذِي هُوَ الْأَغْلَب فَهُوَ الْبسط وَاعْلَم أَن منكسر الْفَخْذ والورك قَلما يعرى من عوج إِذا انجبر وَإِن انْقَطَعت شظايا عضلها استرسلت أَولا ثمَّ تقلصت ثَانِيًا. فصل فِي كسر الفلكة الفلكة قَلما تنكسر وَفِي الْأَكْثَر تندق ويعرض مَا يعرض لَهَا باللمس وخشونته وبالفرقعة الَّتِي يفْطن لَهَا باللمس وَيسمع بالأذن وَيجب فِي علاجها أَن يمدّ السَّاق ثمَّ يلقم الفلكة موضعهَا وَإِن كَانَت تَفَرَّقت تجمع أَولا ثمَّ تدس. فصل فِي كسر السَّاق إِذا نكسر الْعظم الصَّغِير من السَّاق فَهُوَ أسلم من أَن ينكسر الْعظم الْكَبِير وَإِذا انْكَسَرت القصبة الصُّغْرَى الْعليا كَانَ الْميل إِلَى خَارج وقدّام وَكَانَ الْمَشْي مَعَ ذَلِك مُمكنا وَإِن انْكَسَرت القصبة الْكُبْرَى السُّفْلى مَال السَّاق إِلَى خلف وَإِلَى خَارج وَإِذا انْكَسَرت القصبتان جَمِيعًا فَهُوَ أردأ وَحِينَئِذٍ قد يعرض للساق أَن يمِيل إِلَى جَمِيع الْجِهَات. وَاعْلَم أَن علاج كسر السَّاق على قِيَاس علاج الساعد وَفِي مثله وَلَيْسَ حَال السَّاق فِي انحراف يعرض لشكله الطبيعي كَحال الْعَضُد بل هُوَ مُسْتَقِيم. فَيجب أَن تكون مُدَّة على أَن يرد إِلَى الاسْتقَامَة فَقَط. فصل فِي الكعب الكعب مصون عَن الانكسار لصلابته وبإحاطة الوقايات بِهِ وَأكْثر مَا يعرض لَهُ إِنَّمَا هُوَ الْخلْع وَقد قيل فِي ذَلِك كَلَام مُسْتَوْفِي. فصل فِي الْعقب إنكسار الْعقب صَعب وعلاجه عسر وَأكْثر مَا ينكسر إِذا سقط الْإِنْسَان من مَوضِع فاتكأ على رجلَيْهِ وَرُبمَا عرض مَعَه رض عَظِيم مَعَ سيلان دم إِلَى بطُون(3/279)
العضل يجمد فِيهَا وَقد يُؤَدِّي إِلَى أَعْرَاض عَظِيمَة من حمّى واختلاط عقل وارتعاش وتشنّج من الرجل وَإِذا عرض فِيهِ ورم جامد لَيْسَ يستبين وَلَا يخرج وَقد أحدث كمودة لم تكن فَهُوَ عَلامَة رَدِيئَة يدل على أَنه فِي طَرِيق التعفّن وَإِن كَانَ ورمه ظَاهرا مدافعاً فَهُوَ أَجود وَرُبمَا تيَسّر انجباره وَإِذا انجبر الْعقب فصل فِي أَصَابِع الرجل علاجها فِي الْخلْع وَالْكَسْر علاج أَصَابِع الْيَد وَرُبمَا سوّاها الْمُجبر بقدمه يَطَؤُهَا بِهِ وَعَلَيْك أَن تحتاط فِي جمع ذَلِك.(3/280)
(الْفَنّ السَّادِس السمُوم)
يشْتَمل على خمس مقالات الْمقَالة الأولى أَحْوَال السمُوم المشروبة وتفصيل القَوْل فِي معالجات السمُوم الَّتِي لَيست بحيوانية وَغير ذَلِك فصل كَلَام كلي فِي التَّحَرُّز عَن السمُوم المشروبة وعلاجها من خَافَ أَن يسقى سما فَيجب أَن يحْتَرز عَن الأغذية الْغَالِبَة الطعوم فِي حموضة أَو ملوحة أَو حرافة أَو حلاوة والغالبة الروائح فَإِنَّهُم يكسرون بذلك طعم مَا يحسّونه ورائحته وَيجب أَن لَا يحضروا مَكَانا مِنْهُمَا على جوع شَدِيد أَو عَطش شَدِيد فَإِن كل وَاحِد مِنْهُمَا يخفي مَا يجب أَن يتفطن لَهُ لشدَّة النهم وعَلى أَن الممتلىء من الطَّعَام وَالشرَاب إِذا سقِِي السم عرض للسم عرضان: أَحدهمَا أَن. يندفن فِي خلال مَا امْتَلَأَ مِنْهُ. وَالثَّانِي أَن الْعُرُوق تكون مَمْلُوءَة فَلَا يجد السمّ فِيهَا منفذاً وَرُبمَا كَانَ فِيهَا طعم شَيْء يضاد السم هَذَا وَيجب عَلَيْهِ أَيْضا أَن يكون متناولاً على سَبِيل الِاعْتِبَار الْأَدْوِيَة الدافعة الْمضرَّة السمُوم كالمتروديطوس فقد جرّب منفعَته وَمثل معجون الطين الأرمني وَكَذَلِكَ التِّين مَعَ ورق السذاب والجوز وَالْملح الجريش. وَأما الأوزان فَإِن يَأْخُذ من السذاب الْيَابِس عشْرين جُزْءا وَمن الْجَوْز جزأين وَمن الْملح خَمْسَة أَجزَاء وَمن التِّين الْيَابِس خَمْسَة أَجزَاء. والجدوار عَجِيب فِي دفع مضرّة السمُوم كلهَا وبوحا أَيْضا وَلست أحقق هَل هما دواءواحد وَأَيْضًا من بزر السلجم الصغار وزن دِرْهَم وَنصف وَيشْرب بالمطبوخ والسذاب وَالْملح أَيْضا كَذَلِك وَيجب على المتحرّز أَن لَا يكون كل تحرزه من إطْعَام غَيره أَو سقيه فَرُبمَا عرض لَهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب بل قد يتَّفق أَن يسْقط شَيْء خَبِيث مثل العظاية والرتيلاء وَالْعَقْرَب فِيمَا يطْبخ أَو فِي الْأَوَانِي الَّتِي فِيهَا شراب فَإِن كثيرا من الْهَوَام يحب رَائِحَة الشَّرَاب ويبادر إِلَيْهِ وَقد يَمُوت فِي الدنان وَقد يشرب مِنْهُ ويتقيأ فِيهِ وَلِهَذَا يجب أَن يتوقى المسقفات وَمَا تَحت الشّجر الْعِظَام والمعاشب وَالله أعلم.(3/281)
فصل كلي فِي السمُوم المشروبة أَصْنَاف السمُوم صنفان: فَاعل بكيفية فِيهِ وفاعل بصورته وَجُمْلَة جوهره. وَالْأول إِمَّا أكال معفن مثل الأرنب البحري وَإِمَّا ملهب مسخن مثل الأوفربيون وَإِمَّا مبرّد مخدر مثل الأفيون وَإِمَّا مسدّد لمسالك النَّفس فِي الْبدن مثل المرداسنج وَأما الْفَاعِل بجملة جوهره فَمثل البيش وَمثل الهلْهَل الَّذِي يَدعِي أَنه صمغ إِمَّا للبيش وَإِمَّا لقرون السنبل وَإِمَّا لشَيْء آخر وَمثل قُرُون السنبل وَمثل مرَارَة النمر وَمَا أشبه ذَلِك وَهَذَا شَرّ السمُوم. وَأَيْضًا فَإِن من السمُوم مَا يحمل على عُضْو وَاحِد بِعَيْنِه مثل الذراريح على المثانة والأرنب البحري على الرئة وَمِنْه مَا يحمل على جملَة الْبدن مثل الأفيون وَكلما قيل بتبديل المراج أَو بالتعفين أَو بالجمل على عُضْو فقد يجوز أَن يكون فعله بعد حِين على أَن المتعفن كلما بَقِي فِي الْبدن كَانَ فعله أردأ والسلامة مِنْهُ بتحليل يعرض لَهُ وَلما يعقبه بالعرق وَنَحْوه أَو بالعلاج الْمُقَابل لَهُ. وَاعْلَم أَن مضرَّة المخمدرات بالأمرجة الحارة من جِهَة أَضْعَف وَمن جِهَة أقوى وَأي الْجِهَتَيْنِ غلب كَانَ الحكم لَهُ فَمن حَيْثُ أَن المراج الْحَار فِي الْقلب يقاومها ففعلها أَضْعَف وَمن حَيْثُ أَنَّهَا تَجِد من الْبدن الْحَار تلطيفاً لجوهرها الْبَارِد الثقيل واجتذاباَ بِقُوَّة حَرَكَة الشريانات وجذبها عِنْد الانقباض فَتكون نكايتها فِي الْأَبدَان الحارة أشدّ لَا سِيمَا وَهِي مضادهّ لمراجها. وَيُشبه أَن يكون القَوْل فِي السمُوم الحارة هَذَا القَوْل أَيْضا فَإِن المراج الْحَار يقاومها بِالدفع عَن الْقلب وَتَحْلِيل الْقُوَّة لكنّ الشرايين من المراج الْحَار يجذبها فَيعرض مثل ذَلِك وَلذَلِك قَالَ جالينوس: أَن القونيون وَأَظنهُ البيش أَو سما قَاتلا إِنَّمَا يقتل الْإِنْسَان وَلَا يقتل الزرازير لِأَنَّهُ لَا يصل فِي الزرازير إِلَى الْقلب إِلَّا بعد مُدَّة قد انفعل فِيهَا عَن الْبدن الانفعال الَّذِي مَا بَقِي بعده إِلَّا إنفعال الاستحالة غذَاء وَفِي الْإِنْسَان يستعجل قبل ذَلِك لسعة مجاريه وَشدَّة حرارته وَقُوَّة حركات شرايينه الجاذبة. وَأَقُول هَذَا وَجه مَا لَكِن المناسبات أَيْضا بَين القوى الفاعلة والمنفعلة مِمَّا يجب أَن يُرَاعى وَمن أَيْن علم أَن القونيون سمّ بِالْقِيَاسِ إِلَى المراج العريض الذيِ للحيوان مُطلقًا إِذا تمكن حَتَّى يكون قَاتلا إِذا تمكن من مثل الْإِنْسَان غير قَاتل إِذا لم يتمكّن من مثل الزرزور فَعَسَى أَن القونيون لَيْسَ بسمّ بِالْقِيَاسِ إِلَى مراج الزرزور وَلَو لم يسْتَحل غذَاء وَوصل إِلَى قلبه وُصُوله إِلَى قلب الْإِنْسَان بسهولة لم يقتل. قَالَ: وَقد كَانَت بعض الْعَجَائِز تناولت فِي أول الْأَمر من البيش شَيْئا قَلِيلا جدا ثمَّ لم تزل تلازمه حَتَّى ألفته الطبيعة وتجرأت عَلَيْهِ وَمَا ضرّها شَيْئا وَقد حدث روفس أَنه قد يغذي الْجَارِيَة بالسمّ ليقْتل بهَا الْمُلُوك. الَّذين يباشرونها وَأَنه يبلغ مراجها مبلغا عَظِيما حَتَّى يقتل لُعَابهَا الْحَيَوَان وَلَا يقرب لُعَابهَا الدَّجَاج. قد يسْتَدلّ عَلَيْهَا بِمَا يحدث فِي الْبدن من الأوصاب فَإِن حدث شبه لذع وتقطّع ومغص وأكال عرف أَن السم من قبيل الْأَدْوِيَة الحارة الحادة الحريفة مثل: الزرنيخ والسكّ والزئبق الْمَقْتُول. وَإِن حدث التهاب شَدِيد ودرور الْعرق(3/282)
وَحُمرَة الْعين وكرب وعطش دلّ على أَنه سم بحرارته فَقَط مثل: الفربيون وَإِن حدث سُبات وخمر وَبرد دلّ على أَن السم من قبيل المخدرات وَإِن لم يظْهر إِلَّا سُقُوط قُوَّة وعرق بَارِد وَغشيَ فَهُوَ من السمُوم الَّتِي تضَاد الْإِنْسَان بجملة الْجَوْهَر وَهُوَ أردؤها وَقد يستدلّ عَلَيْهَا بالروائح إِمَّا رَائِحَة الْبدن كُله فَمثل سطوع رَائِحَة الأفيون من شَاربه وَإِمَّا رَائِحَة عُضْو مِنْهُ كرائحة الْفَم عِنْد شرب السمُوم المعفنة مثل أرنب الْبَحْر وأقونيطن والذراريح وَقد يستدلّ عَلَيْهِ بالتقيئة فَإِنَّهُ إِذا قيىء المسموم لم يبعد أَن يَقع الْبَصَر على جَوْهَر مَا سقِِي مِنْهُ أَو يعرف بالرائحة أَو بالطعم مثل: مَا يَقع الْبَصَر على المرداسنج والجبسين وعَلى الدَّم الجامد وَاللَّبن المنعقد وَكَذَلِكَ الأفيون يعرف بالرائحة والأرنب البحري والضفدع بالسهولة. فصل فِي العلامات الرَّديئَة إِذا أَخذ السمُوم يغشى عَلَيْهِ وتتقلب حدقتاه فيغيب سوادها فَلَا يُرْجَى وَكَذَلِكَ إِذا احْمَرَّتْ عينه ودلع لِسَانه وَسُقُوط النبض والعرق الْبَارِد دَلِيل سوء فِي مثل هَذَا الْحَال قلمايعيش. يجب أَن لَا يدافع بل يباثر كَمَا يحس بِهِ قبل أَن تَفْشُو قوته فِي الْبدن وَيشْرب مَاء فاتراً ودهن الشيرج وَالزَّيْت ويتقيأ ويبالغ فِي ذَلِك مَا أمكن والأجود أَن يكون فِيهِ قُوَّة من شبت وبورق وَقد يخلط بالزيت الحضض وشحم الأوز وَيسْتَحب أَن يكون الَّذِي يشربه للقيء من ذَلِك وَمن غَيره مَاء كثيرا وأغذية كَثِيرَة فَإِنَّهَا وَإِن لم تقيىء فقد تكسر السم وتغلبه وَإِذا تقيأ مَا أمكنه ثمَّ شرب اللَّبن الْكثير فَإِنَّهُ يكسر عَادِية السمّ وَلَا بَأْس لَو انقذف عَنهُ وَأَيْضًا إِن شرب طبيخ بزر الأنجرة مَعَ السّمن دفع السم قيأً وإسهالاً ثمَّ يشرب اللَّبن والزبد أَجود من اللَّبن وَأَيْضًا طبيخ بزر الْكَتَّان وَكَذَلِكَ الشَّرَاب الحلو بشحم الأوز الْمُذَاب وَكَذَلِكَ مَاء رماد حطب الْكَرم وَيجب أَن يتبع الْقَيْء بالحقنة حْصوصاً إِذا أحس بنزول الْأَذَى إِلَى أَسْفَل فَإِن كَانَ الِاضْطِرَاب فَوق ذَلِك اسْتعْمل مَا يقيىء ويسهل وَلَا يغْفل أَن يشرب اللَّبن. وَإِن احتجت أَن تسقيه مثل ترياق الطين الْمَخْتُوم فافعل فَإِنَّهُ نعم العون على دفع السمّ وخصوصاً إِذا سقِِي فِي أول الْأَمر فَإِنَّهُ يقذف السم كَمَا هُوَ ونسخته: يُؤْخَذ حب الْغَار مثقالين طين مختوم مثقالين إيرسا مثقالين يعجن بِزَيْت والشربة بندقة. وَأَيْضًا يُؤْخَذ حبّ الْغَار مثقالين طين مختوم مثقالين إيرسا مثقالين يعجن بِزَيْت والشربة بندقة. وَأَيْضًا يُؤْخَذ حبّ البلسان زوفا يَابِس بزر اللفت الْبري فلفل أَبيض وأسود وَدَار فلفل وجّ أنيسون فطراساليون أسارون كمّون كرماني بزر البنج من كل وَاحِد أَربع درخميات. سنبل فقاح الأذخر من كل وَاحِد خمس درخميات سليخة ثَمَانِيَة عشر درخماً حَماما زعفران من كلى وَاحِد ستّ درخميات يعجن بِعَسَل ويسقى بشراب مثل الباقلاءة الرومية ويسقى الطين الْمَخْتُوم كَمَا هُوَ نَفسه بِالشرابِ يفعل ذَلِك. وَقد زعم قوم أَن خرء الديك إِذا سقِِي فِي الْحَال قذف السم وَمِمَّا يسقى أَيْضا عصارة الفراسيون وورق الْقصب والناردين وبزر الجزر والجندبيدستر والبندق والتين الْيَابِس والسذاب. وَمِمَّا(3/283)
هُوَ مَحْمُود فِي هَذَا الْبَاب أَن يسقى من القنة المنتنة وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن المرّ وزن دِرْهَم بشراب حُلْو وَإِذا عرض بعد الْقَيْء التهاب شَدِيد فاسقه مَاء الثَّلج ودهن الْورْد مبرد أَو قيئه بِهِ مَعَ ذَلِك وَيجب أَن لَا ينَام الْبَتَّةَ وَلَا يتْرك نَفسه بِحَيْثُ ينَام بل يجب أَن ينبّه ويقعقع حوله فَإِذا انشرحت لَهُ الصُّورَة وَعرف السمّ عالج كل سم بِمَا يُقَال فِي بَابه وَهَذَا الإنشراح يكون على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن تعرف أَن السم من أَي جنس هُوَ وَالثَّانِي: أَن تعلم أَنه من أَي نوع هُوَ مِثَال الأول. أَن تعلم أَنه من المقطّعات الحادة فتعالجه بِمثل اللَّبن الحليب الزّبد والفالوذج السيال الْمُتَّخذ بدهن اللوز وَالسمن وكل مَا يكسر الحدة أَو تعلم أَنه من الملهبات فيبرّد بالكافور وَمَاء الْورْد وَمَاء الكزبرة وَمَا يشبه ذَلِك كل ذَلِك مبرداً بالثلج وتضمد أعضاؤه الرئيسة بِمثل الطحلب وَغَيره يجدد عَلَيْهِ التبريد كل وَقت وَمِمَّا ينفع من مثله جدا مخيض الْبَقر مبرداً وَإِن احْتِيجَ إِلَى الفصد فصد. أَو تعلم أَنه من المخدرات فيستعمل مثل الترياق ودواء الحلتيت فِي الشَّرَاب الصّرْف وَكَذَلِكَ الثوم أَو تعلم أَنه مضاد بالجوهر فيعالج المثروديطوس والترياق ودواء الْمسك والبادزهر وَيسْتَعْمل مَاء اللَّحْم وَالشرَاب ويطيب العليل وَيروح الْموضع الَّذِي يأوي إِلَيْهِ ويلبس المطيبات ويعطس ويدلك فَم معدته وينفخ فِي فَمه وينتف شعره. وَأما إِذا عرف نوع السم عولج بِمَا يَخُصُّهُ وَمِمَّا نذكرهُ وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب بِسَبَب السمُوم إِمَّا أَن يُرَاد بهَا كسر حِدة السم وإحالة جوهره مثل اللَّبن والفادزهر وَإِمَّا أَن يُرَاد بهَا إِخْرَاج جوهره مثل الطين الْمَخْتُوم وَإِمَّا أَن يُرَاد بهَا مُقَابلَة كيفيته مثل سقِِي الثوم فِي الشَّرَاب لمن لسعه الْعَقْرَب. فصل فِي أدوية مُشْتَركَة للسموم هَذِه الْأَدْوِيَة هِيَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تعَارض السم فَلَا تَدعه أَن يصل إِلَى الْقلب وَهِي: مثل الترياق والمثروديطوس والفاذزهرات مَا كَانَ مجرباً والطين الْمَخْتُوم والترياق الْمُتَّخذ مِنْهُ وترياق الْأَرْبَعَة. وَقَالُوا أَن زهرَة الدفلى وورقه يخلصان عَن السم وَيُقَال أَن حب العرعر عَجِيب فِي هَذَا الشَّأْن لَا نَظِير لَهُ ونسخته: يُؤْخَذ من الانجدان وأصوله بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَم وَمن الشيح الأرمني دِرْهَمَانِ يعجن بِعَسَل ويسقى فِي مَاء التفاح والدواء الْمُتَّخذ مِنْهُ غَايَة وأصول بخور مَرْيَم إِذا شرب بِالشرابِ والفوتنج أَيْضا وبزر السلجم وَأَيْضًا الغاريقون دِرْهَمَيْنِ بشراب والبرشاوشان والخبازي وبزره وورقه ومرقه وَأَيْضًا الدارصيني ومخ الأرنب بخل خمر أوقيتين أَو جندبيدستر مِثْقَال مَعَ أوقيتين من زَيْت والقيصوم وَأَيْضًا يُؤْخَذ مَاء الحسك المعصور ويسقى وبزر الجزر خُصُوصا الأقليطي والحلتيث وطبيخ الجعدة وطبيخ الساليوس ويزر شَجَرَة السكبينج الْبري عَجِيب جدا. مركب: يُؤْخَذ من السكبينج الْبري وجندبيدستر وورق الْقصب من كل وَاحِد جُزْء شَحم الحنظل ثَلَاثَة أَمْثَال الْجَمِيع يسقى مِنْهُ بندقة كَبِيرَة وَأَشْيَاء تنْسب أفعالها إِلَى الْخَواص فِيهَا مثل مَا ذكرُوا أَن قديد ابْن عرس الْبري المنظف المسلوخ من أقوى الأدويه لدفع السمُوم.(3/284)
فصل فِي جملَة السمُوم الجمادية من المعدنية وَغَيرهَا الْحجر الأرمني من ذَلِك الْحجر الْأَحْمَر: قد حُكيَ بعض النَّاس أَن فِي الْأَحْجَار حجرا سمياً يشبه البُسذ وَأَن وزن دانق مِنْهُ قتال وعده فِي السمُوم الْحَقِيقِيَّة الَّتِي تفعل بجملة الْجَوْهَر كالبيش وَقَالَ فصل فِي الزئبق أما الزئبق الْحَيّ فَإِن أَكثر من يشربه لَا يتضزر بِهِ فَإِنَّهُ يخرج بِحَالهِ من الْأَسْفَل بل من يصب فِي أُذُنه الزئبق الْحَيّ فَإِنَّهُ يعرض لَهُ ألم شَدِيد واختلاط عقل وَرُبمَا تأدى إِلَى التشنج ويحس بثقل شَدِيد من ذَلِك الْجَانِب وَرُبمَا تأدى إِلَى صرع وسكتة لتأذي جَوْهَر الدِّمَاغ بِبرْدِهِ ورجرجته وَثقله. وَأما الْمَيِّت والمصعد فَإِنَّهُ رَدِيء ضار مقطع تعرض مِنْهُ أَعْرَاض شَبيهَة بأعراض من يشرب المرتك: من مغص والتواء أمعاء ومشي الدَّم وَثقل اللِّسَان وثقلَ الْمعدة ويرم جِسْمه ويحتبس بَوْله. فصل فِي العلاج من جيد العلاج لَهُ بعد التقيئة وَمَا يجْرِي مجْراهَا أَن يُسقى من الْأَدْوِيَة مثل المر وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي شراب أَو يسقى مَاء الْعَسَل مرّة بعد مرّة وَأَيْضًا فليحقن بِهِ مَعَ البورق ثمَّ يتبع ذَلِك بعلاج السحج وحقنه مَعَ تَقْوِيَة الْقلب أَيْضا بالأدوية الْمُشْتَركَة وَأما إِذا كَانَ صُب فِي أُذُنه فَيجب أَن يقوم على فَرد رجل ويحجل على ذَلِك الشق وَقد ميل رَأسه أَكثر مَا يُمكنهُ من التمييل وخصوصاً إِذا تعلق بِالْيَدِ الَّتِي فِي الْجَانِب الآخر شَيْء وَكَذَلِكَ إِذا ترجح على ذَلِك الشق وَالَّذِي يُرِيد أَن يلقطه بميل من رصاص يدْخل فِي الْأذن فتجد الزئبق يتَعَلَّق بِهِ فَهُوَ مخطىء لِأَن الزئبق إِذا كَانَ فِي ذَلِك الْموضع وبالقرب مِنْهُ لم يحْتَج إِلَّا إِلَى ترجح وحجل فَقَط وَإِن كَانَ أغوص من ذَلِك لم ينْتَفع بذلك الْميل وَلم يصل إِلَيْهِ. فصل فِي المرتك وبرادة الرصاص يعرض لمن يشرب المرداسنج أَن يرم بدنه ويثقل لِسَانه ويحتبس مِنْهُ الْبَوْل وَالْغَائِط وَرُبمَا لم يحتبس الْغَائِط بل أفرط انطلاقه ويجد ثقلاً فِي معدته وإمعائه حَتَّى رُبمَا خرج السرم وَيُؤَدِّي إِلَى سحج وَتَكون فِي أعاليه نفخة وَيخرج فِي بَطْنه كَغُدَّة متحجرة وَيصير لَونه رصاصياً ويضيق نَفسه وَرُبمَا خنق وَرُبمَا عرض مَعَه أَعْرَاض إيلاوس وَيصير لون الْبدن كلون الأسرب وَكَذَلِكَ برادة الرصاص. فصل فِي علاجه يجب أَن يُبَادر وَيبدأ بالعلاج الْمُشْتَرك من التقيئة وَليكن بِشَيْء فِيهِ تفتيح كطبيخ بزر الكرفس والتين والشبث والبورق وَيجب أَن يسقى من الْمَدّ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي شراب ويسقى السنبل الرُّومِي مَعَ زبل الْحمام الراعية بشراب فَإِنَّهُ علاج بليغ أَو يسقى الأفسنتين. والزوفا أَو بزر الكرفس أَو الفلفل خَاصَّة كل ذَلِك بشراب أَو وزن دِرْهَم مر بِوَزْن(3/285)
نصف دِرْهَم فلفل حَتَّى يعرق. ويسقى سِتَّة قراريط سقمونيا فِي مَاء الْعَسَل وغذاؤه الَّذِي يجب أَن يَدُوم عَلَيْهِ الاسفيدباجات المتخذة من لحم الخروف وعلامة برئه أَن تَنْطَلِق الطبيعة ويدر الْبَوْل وَبِالْجُمْلَةِ يحْتَاج إِلَى المفتحات المعرقة والمدرة والمسهلة. فصل فِي الاسفيداج يعرض لشاربه أَن يبيض لِسَانه وَتَسْتَرْخِي أعضاؤه ويشد سعاله وفواقه ويختلط عقلة ويبرد بدنه ودماغه ويجف ويغشى عَلَيْهِ وَرُبمَا أحس فِي حلقه بعفوصة وَوجد فِي لهاته وَلسَانه خشونة ويبساً وَفِي بَطْنه مغصاَ وَفِي معدته لذعاً وَفِي فُؤَاده وجعاً وَفِي شراسيفه تمدداً وَفِي نَفسه ضيقا وَرُبمَا انْتهى إِلَى خناق ويبيضق لون بدنه وَرُبمَا بَال أسوداً ودموياً.(3/286)
فصل فِي علاجه مثل علاج المرتك ويسقى سقمونيا فِي مَاء الْعَسَل ومدرات الْبَوْل ويحقن وَلَا يتْرك ينَام وَمِمَّا يدْخل فِي تقيئه دهن الأقحوان ودهن السوسن ودهن النرجس وَيَقَع فِي أدويته صمغ الأجّاص ودواء الدردار وَأَيْضًا مِمَّا يَنْفَعهُ أَن يَأْكُل السمسم يقمحه ويمضغه وَيشْرب عَلَيْهِ الطلي. فصل فِي الجبسين يعرض مِنْهُ مثل مَا يعرض من الإسفيداج وَلَكِن يعظم خناقه فَيجب أَن يعالج بعلاج الاسفيداج وبعلاج الْفطر ثمَّ يسقى اللعابات اللزجة لتزول خشونة الْحلق بعد التليين الْمَذْكُور والأحساء اللينة وَيحْتَاج إِلَى إسهال بالسقمونيا وَنَحْوه ويعاود الإسهال مرَارًا وإنّ أسحج عولج السحج وَمِمَّا هُوَ مَذْكُور للجبسين رماد أَطْرَاف الْكَرم مَعَ الحاشا. فصل فِي الزنجفر والسكٌ تعرض مِنْهُمَا أَعْرَاض تشبه أَعْرَاض الزئبق الْمَقْتُول لَكِن السك رُبمَا عرض مِنْهُ إسهال كثير وَهَذَا أولى علامته بِهِ. العلاج ذَلِك العلاج بِعَيْنِه ثمَّ يسْتَعْمل الأحساء الدسمة والشحوم اللينة. فصل فِي الزنجار يعرض مِنْهُ مغص شَدِيد ولذع قوي فِي الْحلق وتقطيع فِي الأحشاء وقيء وقروح علاجه مثل علاج الزرنيخ الَّذِي نذكرهُ. فصل فِي براده الْحَدِيد وخبثه يعرض من ذَلِك وجع شَدِيد فِي الْبَطن ويبس فِي الْفَم ولهيب ويغلب الصداع. فصل فِي علاجه يسقى اللَّبن مَعَ بعض مَا يسهل بِقُوَّة ثمَّ يسقى السّمن والزبد حَتَّى تسكن تِلْكَ الْأَحْوَال ويدام صب دهن الْورْد ودهن البنفسج ودهن الْخلاف مضررباً بالخل على رؤوسهم وَرُبمَا سقِِي ضاربه شَيْئا من مغناطيس حَتَّى يجمع المنفرق إِلَى نَفسه ثمَّ يتبع المسهلات الْمَذْكُورَة وَرُبمَا سقِِي عَنهُ كل يَوْم وزن دِرْهَم ثمَّ حسوه بعده المرقة الدسمة المرلقة مَعَ سمن الْبَقر ليسهل إِن كَانَ نزل أَو قيؤه بهَا إِن كَانَ بعد فِي الْمعدة. فصل فِي النورة والزرنيخ من سقِِي مِنْهُمَا مجتمعاً حدث بِهِ مغص وقرح فِي الأمعاء وَمن سقِِي الزرنيخ المصعد عرض مِنْهُ قريب مِمَّا يعرض من السك وَقد يعرض سعال مؤذ وَمن سقِِي النورة وجدهَا عرض لَهُ يبس الْفَم ووجع الْمعدة وَأسر الْبَوْل واستطلاق الْبَطن بِالدَّمِ وَتخرج النورة فِي بَوْله وَرُبمَا عرض مِنْهُ برد الْأَطْرَاف وَعرض الغشي وَرُبمَا جف اللِّسَان وَعرض الخناق. فصل فِي العلاج يبْدَأ بِمَا يجب ثمَّ يسقى المَاء الْحَار بالجلآب ليتقيأ أَو بالدهن ثمَّ يُؤْخَذ طبيخ بزر الْكَتَّان وطبيخ الْأرز وطبيخ الجرجير أَو مجموعهما وعصارة الملوكية بالعسل ولايزال يسقى اللَّبن راللعابات واللزوجات والحسومات والمرق الشحمية وخصوصاً بالخبازي ويعالج السعال إِن حدث بِهِ بالملينات وعلاج النورة أَيْضا التقيئة والحقن والتدسيم والتليين وعلاجه قريب من علاج الذراريح وَمِمَّا قيل فِي ذَلِك يُؤْخَذ بَوْل الْحمار ومرارة الغزال ويسقى قدر دانقين فِي مَاء حَار. قريب الْحَال من النورة والزرنيخ وعلاجه علاجه. فصل فِي الزاج والشب يهيج من شربهما سعال شَدِيد يُؤَدِّي إِلَى السل العلاج شرب لبن الأتان وَشرب الزّبد وَالسكر والأشربة الزوفانية وَنَحْوهَا. فصل فِي شرب المَاء الْبَارِد على الرِّيق من شرب ذَلِك على الرِّيق أَو على حمام أَو جماع خيف مِنْهُ فَسَاد المراج وَالِاسْتِسْقَاء العلاج دَوَاء اللك ودواء الكركم وَنَحْوه وَرُبمَا كفى الشَّرَاب الصّرْف بشربه عَلَيْهِ. فصل من جملَة السمُوم النباتية البيش هُوَ من شز السمُوم ويعرض لشاربه أَن ترم شفتاه وَلسَانه وتجحظ عَيناهُ ويتواتر عَلَيْهِ(3/287)
الدوار والغشي وَلَا تعْمل ساقاه وَهُوَ رَدِيء وَمن تخلص مِنْهُ فقلما يتَخَلَّص إِلَّا وَاقعا فِي الدق أَو السل وَرُبمَا صرع رِيحه ويسقى عصيره الشَّاب فَيقْتل من يُصِيبهُ فِي الْحَال. فصل فِي العلاج يجب أَن يُبَادر إِلَى تقيئة شَاربه بطبيخ بزر السلجم ويسقى الطلي وَسمن الْبَقر سقيا على سقِِي وَكَذَلِكَ طبيخ قشور البلوط بالخمير ثمَّ علاجه الْأَصْلَح الفادزهر ودواء الْمسك والجدوار والبوجا والترياق الْكَبِير وَقد ينفع مِنْهُ إِلَى حِدة وَمن أَجود الْأَشْيَاء لَهُ أَن يسقِّى الْمسك فِي حكاكة الفادزهر أَو مِقْدَار دِرْهَم دَوَاء الْمسك مَعَ قِيرَاط مسك. وَزعم قوم أَن أصُول الْكبر بادزهر البيش وَجَمِيع الفادزهرات جَيِّدَة لَهُ خُصُوصا الَّذِي تشبه الشب وَله خيوط كخيوط المرتك وَالْحَيَوَان الَّذِي يسمّى بيش موش هُوَ فارة تضَاد البيش وَتبطل فعله إِذا كل مِنْهَا. فصل فِي قُرُون السنبل من سقِِي مِنْهُ ظَهرت بِهِ عَلَامَات السرسام وأسود اللِّسَان وقطر الدَّم من إحليله قَطْرَة قَطْرَة.(3/288)
فصل فِي العلاج يجب بعد العلاج الْمُشْتَرك من التقيئة بِمَاء الشّعير بدهن الْورْد المفتر وَنَحْو ذَلِك أَن يسقى من الكافور مِثْقَالا وَاحِدًا فِي أُوقِيَّة من مَاء الْورْد ويضمد كبده وَقَلبه بالأضمدة الشَّدِيدَة التبريد المكوفرة والمصندلة ويسقي مثل سويق التفاح الحامض وَسَوِيق الشّعير بِمَاء الثَّلج فِي جلاب ويسقي عصارة الرُّمَّان الحامض وعصارة ة الْخَبَّازِي والبطيخ الرقي وَمَاء الشّعير وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويسقى الرائب الحامض. فصل فِي القونيون هَذَا دَوَاء لست أعرفهُ وأظن من بعض وُجُوه الظَّن أَنه شَبيه بالبيش والعلامات الَّتِي تخص هَذَا الدَّوَاء يَقُولُونَ: إِنَّه يعرض لمن شربه لذع فِي الْبَطن وفواق وَغشيَ وصفرة فِي الْوَجْه كُله وخصوصاً فِي الشّفة وتبرد نَفسه وتنتن ويبتل بدنه ويخدر ويختلط بِهِ الْعقل بعد ثقل فِي الرَّأْس ويصغر النبض وَيَنْقَطِع ويعرق عرقاً بَارِدًا ويحمر وَيَمُوت علاجه: علاج البيش عدَّة أدوية سميَّة حارة. فصل فِي الفربيون يعرض مِنْهُ كرب شَدِيد ولهيب وَيحدث لذع فِي الْبَطن وفواق وَرُبمَا اسْتطْلقَ الْبَطن مِنْهُ بإفراط. فصل فِي العلاج يجب أَن يقيأ ثمَّ يبرد ثمَّ يسقى السّمن والزبد بِقُوَّة ثمَّ يعالج بعلاج قُرُون السنبل وليقم على مَاء الرُّمَّان المر وَمَاء التفاح المر وَمَاء الرائب. فصل فِي ألبان اليتوعات وَهِي السَّبْعَة المعدودة فِي الْأَدْوِيَة المفردة وخصوصاً لبن الشبرم وَلبن الْعشْر وَلبن اللاعية ويعرض مِنْهَا من اللذع والإسهال المسرف مَا يعرض من الفربيون فَيجب أَن تكسر قوتها بالدوغ وَالسمن والزبد ويعالج الْعَارِض الْحَادِث مِنْهَا من إسهال دم أَو بَوْله بِمَا علم فِي بَابه وَقيل أَن لبن الشبرم يقتل مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ وعلاجه: الاستحمام بِمَاء الثَّلج وَلبن الْعشْر يقتل مِنْهُ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي يَوْمَيْنِ ويفتّت الكبد وعلاجه أَيْضا مثل ذَلِك. فصل فِي السقمونيا الشربة القاتلة مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ وَهُوَ قريب الْأَحْوَال مِمَّا ذكرنَا وَيجب أَن تكسر عاديته بالدوغ وسهويق التفاح وَرب السفرجل وَرب الريباس والسماق. فصل فِي المازريون وخامالاون الشربة القاتلة مِنْهُ دِرْهَمَانِ يعرض مِنْهُ قيء وإسهال مفرط وَالْأسود الْمُسَمّى مِنْهُ خامالاون قتال أَكثر ويعرض مِنْهُ لذع شَدِيد فِي الحشا ووجع فِي الْبدن كُله ودغدغة وفواق ثمَّ قيء بلغمي وزبدي ثمَّ يؤدتي إِلَى كزاز وَيذْهب الصَّوْت. فصل فِي العلاج لَا بُد من سقِِي لبن حليب وَسمن على التَّوَاتُر والجلاّب أَيْضا ليكسرذلك شزه وَإِذا عظم الْخطب فَلَا بُد من سقِِي الترياق والمتروديطوس أَو دَوَاء الطين الْمَخْتُوم وَإِذا سكن سقِِي بعده السكنجبين والهندبا أياماَ ليزول سوء المراج. فصل فِي الدِفْلى إِن الدفلى كثيرها يقتل النَّاس وَالدَّوَاب وقليلها يُورث كرباً شَدِيدا وانتفاخ بطن ولهيباً عَظِيما وَهُوَ حَار يَابِس لذاع مقطع وَالْمَاء الَّذِي تنْبت الدفلى فِيهِ رَدِيء وَإِذا لم يكن مِنْهُ بُد فَيجب أَن يقطر أَو يمرج بالحلاوات. فصل فِي الجلاج يجب أَن يوجر طبيخ الحلبة وَالتَّمْر الشهربز فَإِنَّهُ عَجِيب وبزر الفنجنكشت والفنجنكشت نَفسه وطبيخها ترياقه والتين بالعسل وَالسكر والجلاّب والحلاوات كلهَا وَرب الْعِنَب جيد وَمَعَ ذَلِك فَلَا بُد من الدسومان واللزوجات الَّتِي علمتها مرَارًا وَمن إتباعها بالحقن.(3/289)
فصل فِي البَلاذر يعرض مِنْهُ تقطيع فِي الْحلق والجوف والتهاب وأمراض حادة وَرُبمَا عطّل بعض الْأَعْضَاء وَإِذا سلم مِنْهَا أحدث الوسواس بإحراقه السَّوْدَاء وَالْقَاتِل مِنْهُ مثقالان وَرُبمَا لم يضر بعض النَّاس بالخاصية وخصوصاً إِذا أكلوه بالجوز وَقد رَأَيْت من كَانَ يقضم مِنْهُ بالجوز قضماً لَا يتَأَذَّى مِنْهُ. فصل فِي العلاج يسقى دهن اللوز والشيرج والزبد وَالسمن وَاللَّبن الحليب والحسرمات والأمراق وَمَا يجْرِي هَذَا المجرى ليسكن اللذع والمضض ثمَّ يسقى رائب الْبَقر الْمبرد بالثلح ودهن البنفسج الْمبرد وَمَاء الشّعير الْمبرد ومياه الْفَوَاكِه المبردة وَيجْلس فِي مَاء الثَّلج ويعالج بعلاج السرسام وَمن الْأَشْيَاء الَّتِي يعالج بهَا حب الصنوبر والجوزبادزهره. فصل فِي الكبيكج هُوَ أَيْضا مِمَّا يقتل بحدته. علاجه مثل علافي البَلاذُر والدهانات من أَنْفَع الْأَشْيَاء لمضرته. فصل فِي الميويزج أعراضه وعلاجه كأعراض الذراريح وعلاجها وَنحن سنذكر ذَلِك. فصل فِي السذاب الْبري يعرض لمن يشرب مِنْهُ جحوظ الْعين وحرقة والتهاب شَدِيد. علاجه يجب أَن يقيأ بِالْمَاءِ الْحَار وَالزَّيْت ثمَّ يعالج بعلاج الدفلى وَنَحْوه. فصل فِي الثافسيا هَذَا هُوَ صمغ السذاب الْجبلي وَقد يُوجد طعمه كطعم الباذروح وَهُوَ حاد ويعرض من شربه احتباس كل مَا يسيل من السَّبِيلَيْنِ ويرم اللِّسَان وَيحدث قرقرة ونفخاً وحرقة فِي الْحلق والمعدة وجحوظ عين وَحُمرَة وَجه وَرُبمَا شرى الْبدن من حدّته وَكَثِيرًا مَا يقْضِي إِلَى غشي وَصغر فصل فِي العلاج هُوَ أَن يبالدر فيقيأ ويسقي بعد ذَلِك اللَّبن وَالسمن والزبد وَمَاء الشّعير ويتغرغر بدهن الْورْد وَاللَّبن الحليب ويسقي بالسكنجبين ونقيع الأفسنتين وَمِمَّا هُوَ مَعْرُوف عِنْدهم كالبادزهر لَهُ بزره وعلك البطم وأصل المحروث وطبيخ الصعتر. وَيُقَال أَيْضا الجندبادستر مَعَ الخلّ المسخّن أَو مَعَ الْعَسَل. وَهَذَا عَسى أَن يكون على سَبِيل الخاصية أَو على سَبِيل دَفعه عَن الْبدن بالتحليل واما على ظَاهر الْوَاجِب فالتبريد أولى.(3/290)
فصل فِي الجَبَلْهَنْك أعراضه وعلاجه أَعْرَاض الكندس والخربق الْأسود وعلاجهما. فصل فِي الدند الصيني يعرض مِنْهُ إسهال عَظِيم جدا. العلاج يجب أَن يقيأ إِن أمكن وتكسر قوته بسقي اللَّبن الحليب والزبد سقيا بعد سقِِي أَو يسْقِي الدوغ ويشتغل بِمَنْع الإسهال وَرُبمَا أغاث من مضرته وَمنع إسهاله الترياق. فصل فِي الكنْدس والخربق الْأَبْيَض والعرطنيثا وعصارة قثاء الْحمار وَضرب من الشونيز رَدِيء والغاريقون الْأسود الكندس يغثّي تغثية عَظِيمَة وَرُبمَا خنق بهَا وَكَذَلِكَ العرطنيثا والخربق الْأَبْيَض أَيْضا فَإِنَّهُ يغي ويقيىء وَرُبمَا جمع مَا لَا ينْدَفع بل يخنق وَرُبمَا حرك الإسهال والجميع يتَأَدَّى بالإنسان إِلَى الغشي وَسُقُوط الْقُوَّة والعرق الْبَارِد والتشنج وخصوصاً الخربق الْأَبْيَض والغاريقون الْأسود وهما متشابها التَّأْثِير جدا. قَالَ جالينوس إِن نبض شَارِب الخربق الْأَبْيَض فِي أَوله عريض متفاوت ضَعِيف جدا بطيء جدا لاختناق الْحَرَارَة الغريزية تَحت الْمَادَّة الْكَثِيرَة الَّتِي لحقها قُوَّة الدَّوَاء دفْعَة وَلَا تستقل بدفها لطبيعة واذا أَخذ يقيء ظهر اخْتِلَاف لَا نظام لَهُ لِأَن الْقُوَّة الْبَاطِنَة مضغوطة فَإِذا أَخذ يَنْتَظِم وَيَسْتَوِي جدا فقد أَخذ العليل يحسن حَاله فَإِن لم يكن وَجهه إِلَى الصّلاح بل وَإِلَى الفواق والتشنّج ضعف النبض وَاخْتلف وتواتر جدا فَإِذا اختنق تفَاوت بِلَا نظام وَأَبْطَأ وَلِأَن الْحَار يطفّي وَرُبمَا ظَهرت فِيهِ موجية للرطوبة والخربق مِمَّا يقتل الْكلاب. فصل فِي العلاج يجب أَن تبادر إِلَى قذفه بِمَا تعلم أَو استنزال مدد ضَرَره بالحقنة القوية بِمثل شَحم الحنظل ثمَّ معالجة خنقه بِمَا قيل فِي بَاب الْفطر وَإِن قل الْقَيْء إِن كَانَ فِي الِابْتِدَاء بَقِي وَلَا يكون شَيْئا كثيرا فَيجب أَن يمْلَأ بَطْنه بِالْمَاءِ الفاتر ثمَّ يقيأ ثمَّ يعاود. وَإِذا عرض التشنّج سقِِي اللَّبن وَالسمن الْكثير فصل فِي الخِرْبَق الْأسود يحدث مِنْهُ إسهال كثير شَدِيد وخنق وَإِذا سقِِي مِنْهُ دِرْهَمَانِ وشنج وَقتل ويتقدم ذَلِك خفقان وحرقة لِسَان وعض عَلَيْهِ وجشاء كثير وَنفخ ثمَّ يتشنّج شَاربه ويرتعش وَيَمُوت فصل فِي العلاج تكسر قوته أَيْضا بِمثل مَا علمت وَبِأَن يسْقِي الأفسنتين بِالشرابِ أَو يُؤْخَذ من الكمّون(3/291)
والأنيسون والجندبادستر والسنبل أَجزَاء سَوَاء يسْقِي مِنْهُ قريب دِرْهَمَيْنِ بشراب وَيُوضَع على النفخ خرق مسخنة وكمادات مفشِّشة مِمَّا علمت ثمَّ يطعم الْجُبْن الرطب بالعسل وبالسمن الطري والأمراق الدسمة وَالشرَاب الحلو وَالشرَاب الْكثير المراج وَإِن حدث مِنْهُ تشنج فعل مَا قيل فِي بَاب الخربق الْأَبْيَض وَإِذا أفرط إسهاله جلس فِي مَاء بَارِد وَشرب الربوب والأدوية الحابسة. فصل فِي الجِرْمَدَانق يعرض من شرب دِرْهَمَيْنِ مِنْهُ حكة وورم وَيقتل علاجه: علاج الفربيون. فصل فِي الدادي إِذا أَكثر مِنْهُ قتل علاجه: مَا يقيء ويسهل والألبان والدسومات على نَحْو مَا علمت. فصل فِي كُسْب الخروع والسمسم فصل فِي الجندبادستر إِنَّه إِذا زنخ عرض مِنْهُ أَعْرَاض البرسام الْحَار مَعَ الذبْحَة وَقتل ذَلِك فِي يَوْم وخصوصاً الْأسود والمنتن مِنْهُ والأغبر الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد. فصل فِي العلاج يجب أَن يقيأ مِنْهُ بِمَاء الشبث والفوتنج والسبستان بالعسل والطلاء ثمَّ يسقى الحموضات مثل: حمّاض الأترج وربوب الْفَوَاكِه الحامضة والخلّ الخمري وَحده ورائب الْبَقر وعصارة التفاح وَلبن الأتن غَايَة. فصل فِي العنصل الْبري قد يعرض من تنَاوله وَمن الْإِكْثَار من جيده أَيْضا تقرح الإمعاء وجداول الكبد ويتقدمه غص وتقطيع. فصل فِي العلاج إِذا عرض ذَلِك فَيجب أَن تبادر إِلَى سقِِي اللَّبن الْمَطْبُوخ بِقطع الْحَدِيد المحماة وبصفرة الْبيض مسلوقة فِي الْخلّ وبسفوف البزور وبالمقلياثا وَنَحْوه. فصل فِي خانق الذِّئْب وخانق النمر يعرض لمن تنَاول مِنْهُمَا عفوصة فِي الحنك واللهاة والمريء وقصبة الرئة ويبس مَعَ ورم يتصاعد من فَمه بخار رثيء دخاني ويتأذى الْأَمر إِلَى انعقال لِسَانه واختلاج صدغيه ثمَّ إِلَى رعشة وتشنج وكمودة لون واختناق وَيكون مَعَ ذَلِك قراقر فِي الْبَطن ورياح(3/292)
كَثِيرَة ويعرض لشارب خانق النمر سدر وظلمة عين كلما أَرَادَ أَن ينْهض مَعَ رُطُوبَة فِي الْعَينَيْنِ ويثقل صَدره وخانق النمر منبته فِي أَرض هرقلة ومواضع أُخْرَى وَهُوَ مر الطّعْم كريه الرَّائِحَة. فصل فِي العلاج تبادر إِلَى تقيئته بِمَاء تودري ثمَّ حقنه ثمَّ يسقى مثل الصعتر الْجبلي والفراسيون والسذاب والأفسنتين والشيح الأرمني بِالشرابِ وكمافيطوس فِي الشَّرَاب أَو يسقى دهن البلسان قدر دِرْهَم وَنصف فِي الشَّرَاب وَخير الشَّرَاب مَا طفىء فِيهِ الْحَدِيد أَو الْفضة أَو الذَّهَب وخبث الْحَدِيد نَفسه جيد والأنافح خصوصاَ أنفحة الأيل والغزال والجدي ثمَّ الأمراق الدسمة. فصل فِي الأزاذرخت ورقه يقتل الْبَهَائِم وخشبه رُبمَا قتل علاجه: العلاج الْمُشْتَرك وَقَرِيب من علاج الدفلى. فصل فِي قشر الْأرز من سقِِي قشر الْأرز على مَا قَالَه بعض الْأَوَائِل الْأَوَّلين اعتراه فِي الْوَقْت وجع فِي الْفَم وَاللِّسَان فصل فِي العلاج يعالج بعلاج الذراريح وَيجب أَن يكون زيته الَّذِي يسقاه مطبوخاً فِيهِ السفرجل. فصل فِي بزر الأنجرة يعرض مِنْهُ مَا يعرض من العضل وَأَيْضًا فقد يعرض مِنْهُ سعال قوي وعلاجه: علاج العنصل إِلَّا أَن سعاله يعالج بالملينات مثل: شراب البنفسج بِمَاء الشّعير وَغير ذَلِك من أدوية السعال. فصل فِي التربد الرَّدِيء الْأَصْفَر وَالْأسود يعرض مِنْهُ كأعراض الخربق الْأسود والغاريقون الْأسود وعلاجه: ذَلِك العلاج ويخصه بجرع دهن اللوز الْكثير. فصل فِي سوردبيون لست أعرف طبع هَذَا الدَّوَاء وَلَا علاجه إِلَّا الْمُشْتَرك وَأَظنهُ من الحادة وَلَا يبعد أَن يكون من غير الحادة وَقَالُوا هُوَ دَوَاء يعرض مِنْهُ اخْتِلَاط الْعقل والتمدد حَتَّى يعرض للشفة من الامتداد حَالَة شَبيهَة بالضحك وَلذَلِك تتمثل اليونانيين بِأَنَّهُ يضْحك ضحك سارونيا(3/293)
فصل فِي العلاج علاجه العلاج الْمُشْتَرك وَقَالَ بعضَهم يجب أَن يتقيأ شَاربه وَيشْرب بعده مَاء الْعَسَل وينفعه شرب اللَّبن وتدهين الْبدن بالمسخنات وَاسْتِعْمَال الأبزن الْحَار والتدلك والأدوية الدافعة للتشنج الْخَبيث. فصل فِي طوبيون هَذَا أَيْضا لست أعرف طبعه وَلَا علاجه وَأَظنهُ من الحادة وَلَا يبعد أَن يكون من غير الحادة وَقيل إِنَّه يحدث فلغمونيا فِي الشّفة وَاللِّسَان وَالْجُنُون والوسواس وَسُقُوط النبض. فصل فِي اللبوب الزنخة أحوالها وعلاجها قريب مِمَّا قيل فِي العنصل والأنجرة وخصوصاً بربوب الْفَوَاكِه مثل: رب الحصرم والريباس والتفاح ويعرض مِنْهَا غثيان وَغشيَ وكرب وَهَذِه اللبوب مثل الْجَوْز وَنوى المشمش والنارجيل واللوز. فصل فِي الشَّرَاب الصّرْف على الرِّيق كثيرا مَا يحدث ذَلِك خنقاً وأوجاعاً والتهاباً وخصوصاَ بعد الرياضة والتعب وخصوصاً إِذا كَانَ الشَراب غليظاً وحلواً. فصل فِي العلاج علاجه الاستفراغ بالفصد والاسهال إِن وَجب والقيء نعم الدَّوَاء إِن تيَسّر ثمَّ تبريد المراج بِالْمَاءِ الْبَارِد والفقاع الْبَارِد وَمَاء الرائب المحمض وَمَاء الْفَوَاكِه وأقراص الكافور وَنَحْوهَا. فصل فِي الْعَسَل الرَّدِيء أَكْثَره يجلب من بِلَاد أرقليا وَهَذَا عسل حاد يعطس من شمّه وَتعرض مِنْهُ اْعراض رَدِيئَة شَبيهَة بِمَا يعرض من العنصل والأنجرة وَنَحْو ذَلِك ويسرع إِلَى من شمّه الغشي والعرق الْبَارِد وَمن الْعَسَل صنف آخر رَدِيء حكمه فِي أعراضه وعلاجه كَحكم الشَوْكران. فصل فِي العلاج علاجه: أكل السذاب والسمك الْمليح وَالشرَاب الْمُسَمّى أنومالي وَلَا يزَال يَأْكُل ويتقيأ مَا أمكنه. فصل فِي الدبق من شرب الدبق عرض لَهُ قرقرة فِي الْبَطن ومغص من غير اخْتِلَاف ودوار.(3/294)
فصل فِي العلاج يجب أَن يسقى المَاء وَالْعَسَل ويتقيأ بِهِ ويحقن بحقنه لينَة وينفعه سقِِي الأفسنتين مَعَ الخمير الْكثير والسكنجبين وَمِمَّا يختصّ بِهِ طبيخ الجرجير وَأَيْضًا السنبل مَعَ الجندبادستر والفلفل ويكمّد بِمَاء حَار وخل. الأفيون يعرض لمن شرب الأفيون خدر الْأَطْرَاف وبردها وحكة تفوح مِنْهَا رَائِحَة الأفيون ودوار وفواق وظلمة الْعين وضيق خلق وَنَفس وصفرة وكمودة أَطْرَاف وصفرة شفة وَوجه وصعوبة تجشؤ وسبات واعتقال اللِّسَان وغؤور الْعين ثمَّ يعود إِلَى كزاز خانق وعرق بَارِد وَنَفس بَارِد وَمَوْت. وَمن أَسبَاب قَتله تغليظه للدم فَلَا يجْرِي وتبريده الرّوح وتشنيجه لآلات التنفّس. الشربة القاتلة مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ تقتل فِي يَوْمَيْنِ وخصوصاً إِذا سقِِي بِالشرابِ فَهُوَ أعمل لَهُ إلاّ أَن يبلغ الشَّرَاب مبلغا يقاومه وَفِي الْأَبدَان الحارة لِأَنَّهُ اشد مضادة لَهَا وأسرع نفوذاً فِيهَا على مَا قُلْنَاهُ فِي القانون. فصل فِي العلاج يسْتَعْمل فِيهِ القوانين المستفرغة الْمُشْتَركَة من التقيئة بالدهن وَالْمَاء وَالْملح والبورق ثنم بالسكنجبين ويسقى المَاء وَالْعَسَل ثمَّ يحقن بحقنة قَوِيَّة. وَمن أدويته السكنجبين بالأفسنتين وَأَيْضًا الأفسنتين بِالشرابِ والحلتيت ترياقه وَكَذَلِكَ الدارصيني خَاصَّة وَمَعَ الْخلّ والسكبينج أَيْضا وَكَذَلِكَ الجندبادستر خَاصَّة والفلفل بشراب أَو بسكنجبين والصعتر والسذاب وَالْملح وَكَذَلِكَ دهن الْورْد مَعَ الْخلّ أَو مَعَ الْعَسَل والثوم والجرز جيد مِنْهُ وَقد يسقى شَاربه ترياقاَ خَاصّا لَهُ. ونسخته: يُؤْخَذ من الحلتيت والأبهل والجندبادستر والفلفل أَجزَاء سَوَاء يعجن بِعَسَل والشربة من النبقة إِلَى الجوزة. وَكَثِيرًا مَا خلص مِنْهُ سقِِي مِثْقَال من الحلتيت فِي وزن خَمْسَة وَعشْرين درهما شرابًا ريحانياً وَالشرَاب الْعَتِيق الْكثير الْمِقْدَار عَجِيب لَهُ وخصوصاً إِذا كَانَ رَقِيقا ريحانياً كثير الِاحْتِمَال للْمَاء وَكَانَ مَعَ الدارصيني وَلَا كالترياق والشجرينا والمثروديطوس بِالشرابِ وَيجب أَن يزعزع دماغه بالتعطيس بالكندس وَنَحْوه فإنّه علاج جيّد لدفع أَسبَابه وَيجب أَن ينتف شعره وَلَا يتْرك أَن ينَام وَأَن يمرخ بدنه بالأدهان الحارة مثل دهن الْقسْط ودهن السوسن ويشمم مثل الجندبادستر وَمثل السك وَيجب أَن يجلس فِي إبزن حَار لِئَلَّا يتشنج وَلَا تشتدّ بِهِ الحكة ويتحسى الأمراق الدسمة والمخاخ خَاصَّة والشحوم. فصل فِي جوز ماثل يعرض مِنْهُ دوار وَحُمرَة الْعَينَيْنِ وغشاوة وسكر وسُبات وَقد يقتل مِنْهُ مِثْقَال فِي الْيَوْم وخصوصاً الْهِنْدِيّ وَقبل أَن يقتل يعرض مِنْهُ عرق وَنَفس باردان وأمّا مَا هُوَ دون نصف دِرْهَم فيسبت ويسكر وَلَا يقتل إِلَّا الضِّعَاف من النَّاس.(3/295)
فصل فِي العلاج أعظم علاجه التقيئة بالنطرون وَالْمَاء والدهن وَالسمن ترياقه ويسقى مَعَه الشَّرَاب الْكثير بالفلفل والعاقرقرحا وَحب الْغَار والدارصيني والجندبادستر وينفع مِنْهُ وضع الْأَطْرَاف فِي المَاء الْحَار وتسخين البمن بالخرق وتدهينه بدهن البان والقسط وَأَن يحضر مَا أمكنه ويرتاض ويغتذي بعد ذَلِك بالأغذية الدسمة وَالشرَاب الحلو وَيسْتَعْمل جَمِيع علاج الأفيون. فصل فِي اليبروح أعراضه أَعْرَاض مائل وأحواله كالشارغوس وحكاك وكزاز وصمم وَشر مَا فِيهِ قشوره وحبه قريب من ذَلِك وجرمه أَيْضا قد يفعل شيئاَ من ذَلِك. فصل فِي العلاج علاجه: قريب من علاج جوز ماثل والأفيون وَيجب أَن يسقى الأفسنتين فِي الشَّرَاب وَأَيْضًا فلفل وجندبادستر وسذاب وخردل والخل نَافِع لَهُم وَلِجَمِيعِ المخدرين ويعطس أَيْضا بأمثال هَذِه الْأَدْوِيَة ويشم الزفت ودخان الفتل المطفأة وَمَا يجب أَن يَجْعَل على رؤوسهم خلّ خمر ودهن ورد وَلَا يتركون ينامون بل ينبهون بنتف الشّعْر والتعطيس وغمر أصل الْإِبْهَام. فصل فِي دروقنيون هُوَ دَوَاء من جملَة المخدرات وَفِي طبيغة البنج ويسكر ويعرض مِنْهُ أَولا غثيان شَدِيد وفواق ومغص وحاله كإيلاوس وَرُبمَا قيأ الدَّم وأسهله وَيُؤَدِّي إِلَى الغشي ويسبت وَيُمِيت من بَين الرَّابِع إِلَى السَّابِع بعد خدر الْبدن كُله. وعلاجه: العلاج الْمُشْتَرك.
(فصل فِي البنج)
يعرض لشاربه أَن تسترخي أعضاؤه ويرم لِسَانه وَيخرج الزّبد من فَمه وتحمّر عَيناهُ وَيحدث بِهِ دوار وغشاوة عين وضيق نفس وصمم وحكاك بدن ولثة وسكر واختلاط عقل وَرُبمَا صرع وَرُبمَا حكوا أصواتاً مُخْتَلفَة وَرُبمَا نهقوا وَرُبمَا صهلوا وَرُبمَا شجعوا وَرُبمَا نعقوا. فصل فِي العلاج يجب أَن يسْقِي فِي العاجل مَاء وَعَسَلًا وَلبن الْبَقر الماعز وَلبن الْغنم أَيْضا بِعَسَل وَغير عسل وَالسمن وَحب الصنوبر مطبوخاَ بالزيت ولوز الصنوبر أَيْضا وطبيخ التِّين وَأَيْضًا الشَّرَاب الحلو الْكثير وَأَيْضًا البصل المشوي ويسقي بزر الفجل والخردل والحرف وبزر الأنجرة وكل حريف مقطع ويسقي من البصل والثوم والفجل وبزورها وَلَاء كالمثروديطوس والترياق والشجرينا وَنَحْوه وترياق الأفيون وعلاجه التقيئة.(3/296)
فصل فِي الشوكران يعرض مِنْهُ خنق وَبرد أَطْرَاف وتمدد شَدِيد خانق وغشاوة حَتَّى لَا يكَاد يبصر شَيْئا وَيبْطل التخيل ويبرد الْأَطْرَاف ثمَّ يتشنج ويخنق وَيقتل. فصل فِي العلاج تسْتَعْمل أَولا الحقن والتقيئة والأسهال على مَا علمت يبْدَأ بالحقن ثمَّ يسقى الشَّرَاب الصّرْف شَيْئا بعد شَيْء سَاعَة بعد سَاعَة فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع ثمَّ يسْقِي لبن الْبَقر وأفسنتين ويسقي الفلفل وَالشرَاب وَكَذَلِكَ يسْقِي الجندبادستر والسذاب والنعنع والحلتيت وورق الْغَار وحبه وَرب الْعِنَب أَيْضا وترياق الأفيون نَافِع لَهُم وَمِمَّا يَنْفَعهُمْ بزر الأنجرة والأنجدان والقردمانا والميعة كل ذَلِك بِالشرابِ وَكَذَلِكَ طبيخ قشور التوت ودهن البلسان مَعَ لبن وَيجب أَن تضمد الْبَطن مِنْهُ والمعدة بدقيق حِنْطَة مَعَ خمر. فصل فِي عِنَب الثَّعْلَب المخدر الردي تعرض مِنْهُ كمودة لون وجفاف لِسَان وفواق وقيء دم كثير ونفثه وَاخْتِلَاف سجحي مخاطي ويعرض مِنْهُ فِي المذاق كطعم اللَّبن. فصل فِي العلاج! علاجهم على القانون الْعَام يفعل ذَلِك ويسقوا لبن الأتن مَعَ مَاء الْعَسَل وَلبن الْمعز أَيْضا الحليب فصل فِي الكزبرة الرّطبَة إِذا استكثر من الكزبرة الرّطبَة وَأكل قَرِيبا من نصف رَطْل أَو شربت عصارتها دفْعَة وَمَا يقرب من ذَلِك إِلَى أَربع أَوَاقٍ حدث من ذَلِك دوار وَسدر واختلاط عقل وَغلظ صَوت وسبات وَحَال كالسكر من إفحاش كَلَام سكري وَغير ذَلِك ويشم مِنْهُ رَائِحَة الكزبرة. فصل فِي العلاج يجب أَن يقيؤا وخصوصاً بدهن السوسن أَو بالزيت وخصوصاً بطبيخ الشبث وَفِيه بورق ويطعموا صفرَة الْبيض النيمرشت بالملح والفلفل ومرق الدَّجَاج السمين بملح كثير وفلفل وَكَذَلِكَ مرق الأز وَالشرَاب الْقوي الصّرْف يسقونه قَلِيلا قَلِيلا وَيكون مَا يَأْكُلُونَهُ بفلفل كثير وملح وينفعهم الأفسنتين أَو الدَّار الصيني أَو الفلفل فِي الشَّرَاب وينفعهم المَاء المالح والميبختج غَايَة لَهُم. فصل فِي بزر قطونا قد يعرض من شرب بزر قطونا الْكثير سُقُوط القوّة والنّبض وَبرد جَمِيع الْأَبدَان والغمّ وضيق(3/297)
النَّفس والتمدد والقلق والخدر مَعَ ضعف ثمَّ الغشي العلاج: علاجه كعلاج الكزبرة. فصل فِي الْفطر والكماة الرَّديئَة مضرَّة الْفطر إِمَّا بِجِنْسِهِ فَإِن مِنْهُ مَا هُوَ قتّال بِجِنْسِهِ وإمّا بالإستكثار مِنْهُ والردي فِي جنسه هُوَ الَّذِي لايكون نَبَاته فِي مَوضِع مَعْرُوف بسلامة مَا ينْبت فِيهِ بل يكون نَبَاته فِي مَوضِع رَدِيء وَعند حجرَة الْهَوَام وَعند أَشجَار قَوِيَّة الكيفيّات وَالْأسود مِنْهُ والأخضر والطاووسي كُله رَدِيء ويعرض مِنْهُ ذبحة وضيق نفس ونفخة الْبَطن والمعدة وفواق ومغص وصفار اللَّوْن وَصغر النبض واقشعرار وَغشيَ وعرق بَارِد وَيقتل. فصل فِي العلاج يقيؤون بِمَاء تودري وخصوصاً بعصير الفجل مَعَ البورق ثمَّ يسقون رماد الْكَرم فِي السكنجبين والكمثري ترياقه وخصوصاً ورق شجر الْبري مِنْهُ والمري أَيْضا ترياقه وَيجب بعد التقيئة أَن يسقى من المري النبطي شَيْئا بعد شَيْء وَمن البورق وَالْعَسَل وذورق الدَّجَاج عَظِيم النَّفْع مِنْهُ إِذا سقِِي فِي السكنجبين والبورق أَيْضا وَالْملح الْهِنْدِيّ وعصير الفوتنج مَعَ السكنجبين والبورق والمعاجين الحارة من الفلافلي والكموني وَالشرَاب الْعَتِيق الْقوي والزراوند وأصل الجاوشير ودردري الشَّرَاب والخردل والحرف وَأَيْضًا الأفسنتين والصعتر الْجبلي وطبيخهما وطبيخ التِّين وَيجب أَن يكمد مَا تَحت الشراسيف مِنْهُ دَائِما. فصل فِي السِّهَام الأرمينيّة وَمِمَّا يَلِيق بِهَذَا الْبَاب تَدْبِير علاج من حرقته السِّهَام الأرمينية قَالَ أَنه يجب أَن يشرب على الْمَكَان القنة فَهُوَ علاج ذَلِك قَالُوا ويملح مسلوخ ابْن عرس الْبري المنزوع الأحشاء ويقدد وَيشْرب مِنْهُ مثقالان بشراب وَقد بَلغنِي أَن شرب زبل النَّاس ترياق لذَلِك. الْمقَالة الثَّانِيَة السمُوم المشروبة الحيوانية هَذِه السمُوم المشروبة الحيوانية مِنْهَا مَا هِيَ لحم ذَلِك الْحَيَوَان وَجُمْلَة بدنه كَيفَ كَانَ وَمِنْهَا مَا هِيَ عُضْو خَاص من حَيَوَان وَمِنْهَا مَا هِيَ رُطُوبَة مِنْهُ وكلى قسم على قسمَيْنِ فَمن ذَلِك مَا يكون لجوهره مثل لحم الضفادع الآجامية وَمِنْهَا مَا يكون لعَارض يعرض لَهُ مثل السّمك الْبَارِد والشواء المغموم وَاللَّبن الجامد فِي الْمعدة. فصل فِي الْحَيَوَانَات الَّتِي تقتل جملَة أجسادها أَو تفْسد أمّا الْقسم الأوّل من قسميه: فكالوزغة والذراريح والضفادع والأرنب البحري والحرذون. وأمّا الْقسم الثَّانِي: فالسمك الْبَارِد والشواء المغموم.(3/298)
فصل فِي الذراريخ الذراريح حادة حريفة قتّالة تحدث مغصاً ووجعاً فِي الأحشاء وَبِالْجُمْلَةِ رجعا ممتداً من الْفَم إِلَى الْعَانَة وَأَيْضًا عِنْد الورك والكليتين والشراسيف وتقرح المثانة تقريحاً موجعاً مورماً ويورم الْقَضِيب والعانة ونواحيها بالتهاب شَدِيد وَيُقِيم إِلَى الْبَوْل فَإِذا أَرَادَ صَاحبه أَن يَبُول فإمّا أَن لَا يَسْتَطِيع وإمّا أَن يَبُول دَمًا وَقطع لحم بوجع شَدِيد وَقد يعرض مَعَ ذَلِك إسهال سحجي وغثي واختلاط عقل وَسُقُوط عِنْد الْقيام وَغشيَ وَثقل وَأكْثر نكايته بالمثانة ويجد صَاحبه فِي فِيهِ طعم القطران والزفت وأضر مَا تكون هَذِه الْحَيَوَانَات فِيمَا يَلِي طُلُوع الشعرى قبل وَبعد فِي الخريف. فضل فِي العلاج يجب أَن يقيّأ ويحقن بِمَاء تودري وَيجب أَن يَقع فِيمَا يتقيأ بِهِ ويحقن النطرون وطبيخ التِّين أَيْضا وَتَكون التقيئة متداركة وَإِن رأى أَن يفصد حفظاَ للمثانة فعل ثمَّ يسقى اللَّبن سقيا متداركاً ولعاب بزر قطونا وَمَاء الرجلة والزبد الْكثير ثمَّ يحقن فِي هُنَا الْوَقْت بِمَاء الشّعير والخطمي وَبَيَاض الْبيض ولعاب بزر الْكَتَّان أَو بِمَاء الشّعير. وَمَاء الْأرز أَو طبيخ الحلبة أَو طبيخ الخندروس والأمراق الدسمة ودهن اللوز ومخيض الْبَقر جيد لَهُ وينقيه بِمَاء الْعَسَل وَحب الصنوبر الْكِبَار وَالصغَار والمبيبختج بشحم الأوز وشراب الْعَسَل والمطبوخ بالحبوب المدرة مثل: حب الْبِطِّيخ والقثاء وطبيخ التِّين وشراب البنفسج وَقيل إِن سقِِي دهن السفرجل ترياق لَهُ ودهن السوسن وَكَذَلِكَ طين شاموس وينفعهم الإسهال بشراب إدرُومالي وَيجب أَن يقطر فِي إحليل شاربها دهن الْورْد بالزراقة بل بقمع لطيف أَلين مَا يكون وَيسْتَعْمل الابزن الفاتر. فصل فِي الأرنب البحري يعرض لمن سقِِي عَنهُ ضيق نفس وعسره وَحُمرَة عين وسعال يَابِس وَنَفث دم وعسر الْبَوْل وَبَوْل الدَّم أَو بَوْل بنفسجي ووجع فِي الْمعدة وَفِي مفرط الصَّفْرَاء وَدم ويرقان وكرب ووجع كُلية وبرازه يكون بنفسجياً وربّما كَانَ مخاطياً ويعرق منتناً يعاف الطَّعَام وَإِذا رأى السّمك اشمأز مِنْهُ فَإِذا صَار لَا يشمئز مِنْهُ فقد عوفي ويجد طعم السّمك المنتن فِي فِيهِ وَفِي جشائه مَعَ ملوحة أَيْضا وَأكْثر من يعافى مِنْهُ يَقع فى السل. فصل فِي العلاج ينفع مِنْهُ شرب لبن الماعز مَنْفَعَة بَالِغَة وَلبن الأتن أَيْضا وَلبن النِّسَاء من الثدي وقضبان الخبّازي أَو الخطمي الرطب مسلوقاً ومرقة السرطان النَّهْرِي خَاصَّة فَإِنَّهُ يقدر أَن يَأْكُلهُ دون سَائِر المائيات والقنفذ الطري المشوي أَو دَمه والحرذون البحري لَا يعافه وَيَأْكُل مِنْهُ. وَأما من الْأَدْوِيَة القوية فالفودنج النَّهْرِي طرياً وَدم الأوز حاراً طرياً أَيْضا وَبَوْل(3/299)
الانسان الْمُعْتق وأصول بخور مَرْيَم ثَمَان أوبولوسات بشراب أَو قطران يشرب ذَلِك الْقدر بشراب أَو فِي طلاء والخربق الْقَلِيل فِي شراب. وَإِذا جَاءَ الْيَوْم الثَّانِي من هيجان الْأَعْرَاض وسكنت اتّخذ لَهُ حبّ من الخربق الْأسود والسقمونيا والغاريقون وَرب السوس والكثيراء أَجزَاء سَوَاء والشربة دِرْهَم فَمَا فَوْقه قَلِيلا بجلاّب وعلامة برئه أَن يرى السّمك فَلَا يشمئز مِنْهُ بل يَأْكُلهُ وَإِذا وَقع فِي السل عولج السل. فصل فِي الوزغة والحرباء لحم الوزغة قَاتل وَرُبمَا سَقَطت فِي الشَّرَاب وَمَاتَتْ فِيهِ وتفسَّخت فَصَارَ ذَلِك الشَّرَاب كالسم يعرض من شربه الْقَيْء ووجع الْفُؤَاد الشَّديد. والحرباء أَيْضا قتال قريب من هَذَا وبيضه كَمَا يُقَال سمّ سَاعَة وسنذكره وَقد قَالَ قوم: إِن هَذِه الدَّابَّة إِذا طبخت ورُش طبيخها فِي مَاء الْحمام اخضر كل من يستحم مِنْهُ مُدَّة ثمَّ يرجع إِلَى حَاله قَلِيلا قَلِيلا وَهَذَا قَول لَا أحقه. العلاج: هُوَ العلاج الْمُشْتَرك وَمثل علاج الذراريح. فصل فِي الحرذون إِن ضربا من الحراذين هُوَ سالامندرا أَو فِيهِ تشابه من طباعه وَمَا يشبهها قتال يعرض لمن شرب لَحْمه ورم اللِّسَان وحكة وصداع وحرقة وغشاوة عين. يُؤْخَذ السمسم والخرنوب النبطي وَالسكر بِالسَّوِيَّةِ ويسقى بِسمن الْبَقر وَيجب أَن يسقى اللَّبن الحليب ويمرخ بالدهن ويستحم. فصل فِي شرب سالامندرا هَذِه ضرب من العظايا نصفهَا فِي بَاب العضّ ويعرض من ضربهَا أوجاع شَدِيدَة فِي الْمعدة وورم كالاستسقاء فِي الْبَطن وكزاز واحتباس بَوْل وَقَالَ غير هَذَا الْقَائِل وَهُوَ آطيوس الْآمِدِيّ وَغَيره أَنه يعرض من شربه تورم اللِّسَان وَذَهَاب الْعقل واسترخاء وزمانة واسوداد مَوَاضِع من الْبدن وعفونة أَجزَاء من الْبدن تسْقط إِذا عولج الْإِنْسَان فصح. فصل فِي علاجها علاجها الْمُشْتَرك علاج الأفيون وَسقي الترياقات الْكَثِيرَة مثل الْفَارُوق والمثروديطوس وَنَحْوه وَأما أطيوس الْآمِدِيّ فقد ذكر أَن علاجه علاج من أَخذ الذراريح وَمِمَّا يَخُصُّهُ أَن يُؤْخَذ الراتينج وعلك البطم وَاحِد مِنْهُمَا أَو كِلَاهُمَا مَعَ الميعة أَو مَعَ الجنطيانا وينفعهم مَاء طبيخ الكمافيطوس مطبوخاً فِيهِ حب الصنوبر الصغار وورق السرو وبزر الأنجرة وَيشْرب مَعَ زَيْت وَكَذَلِكَ ينفع مِنْهُ مص السلحفاة البحرية والضفادع المطبوخة بفودنج. فصل فِي الضفادع الآجامية الْخضر والبحرية الْحمر يعرض لمن شربهَا كمودة اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة ويورم الْبدن على سَبِيل الترهل وحرقة فِي(3/300)
الْحلق والفم وعسر نفس وظلمة عين ودوار ونتن فَم وَرُبمَا تشنجوا أَو امتدوا وَأَحْيَانا يعرض لَهُم إسهال دوسنطاريا وغثي وقيء واختلاط عقل وَغشيَ وَرُبمَا قذفوا الْمَنِيّ والفضول بِغَيْر إِرَادَة وَمن تخلص مِنْهَا لم يكد تسلم أَسْنَانه بل تسْقط. فصل فِي العلاج يقيأ بالزيت وَالْمَاء الْحَار أَو بشراب كثير وَيكثر الرياضة والتعرق فِي الْحمام والأبزن الْحَار والتمريخ بالأدهان الحارة وينفعه دَوَاء الكركم واللك وكل مَا ينفع من الاسْتِسْقَاء وينفعهم شراب كثير مَعَ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم أصُول الْقصب وَكَذَلِكَ السعد وقصب الذريرة فِي الشَّرَاب. فصل فِي الضفادع الصفر تَنْقَطِع مِنْهَا الشَّهْوَة للطعام ويحمض الجشاء وَيفْسد اللَّوْن وَيَقَع غثى وقيء ووجع فؤاد ويرم الْبَطن والساقان. فصل فِي العلاج العلاج قريب من علاج الضفادع الأول الآجامية والبحرية. الْقسم الآخر من هَذَا الْقسم السّمك الْبَارِد السّمك الْبَارِد وخصوصاً الْمَوْضُوع فِي مَكَان ندي فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ أَعْرَاض الْفطر وَرُبمَا لم يظْهر شَيْء إِلَى يَوْم أَو يَوْمَيْنِ. العلاج: علاجه التقيئة وَسَائِر علاج الْفطر. فصل فِي الشواء المغموم وَاللَّحم الْفَاسِد يجب إِذا شوي لحم أَي لحم كَانَ أَن لَا يغم بل يتْرك مكشوفاً حَتَّى يتنقس فَإِنَّهُ إِن غُم صَار سما تعرض مِنْهُ عَلَامَات الهيضة من الكرب وانطلاق الْبَطن وَرُبمَا فقد طاعمه عقله يَوْمًا ويومين وَرُبمَا سبت وَقد يقتل. فصل فِي العلاج يقيأ ويسقي الميبة والميسوسن وَالشرَاب الريحاني مَعَ عصارة السفرجل والتفاح والطين الْمَخْتُوم جيد لَهُ بعد الْقَيْء وتعالج هيضته بعلاج الهيضة. فصل فِي الْجِنْس الثَّانِي من الحيوانية وَهُوَ مثل المرارات القاتلة وطرف ذَنْب الأيل. فصل فِي مرَارَة الأفعى هَذِه من السمُوم الَّتِي إِذا سقيت على النَّحْر الَّذِي بِهِ يقتل تَوَاتر الغشي وقلما نفع الدَّوَاء.(3/301)
فصل فِي العلاج إِن نفع شَيْء فالتقيئة بالسمن حَالا بعد حَال والمبادرة إِلَيْهِ بعد الْقَيْء بالترياق والمثروديطوس والبادزهر أجلّ شَيْء لَهُ والمسك ودواؤه وَإِذا تَوَاتر الغشيّ أوجر الشَّرَاب وَمَاء لحم الفراريج مَعَ شَيْء من الْمسك أَو من دَوَاء الْمسك. فصل فِي مرَارَة النمر يعرض لمن يشرب مِنْهُ أَن يتقيأ مرّة خضراء وصفراء ويجد ريح الصَّبْر فِي أَنفه وطعمه فِي فِيهِ ويعرض مِنْهُ فِي الْعين يرقان وَهُوَ قتّال فَإِن جَاوز ثَلَاث سَاعَات رُجي. فصل فِي العلاج يقيأ كَمَا تَدْرِي ويسقي الترياق الْخَاص بِهِ وَهُوَ أَن يُؤْخَذ من الطين الْمَخْتُوم وَحب الْغَار جُزْء جُزْء وَمن أنفحة الغزال أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن بزر السذاب والمر من كل وَاحِد نصف جُزْء يعجن بِعَسَل والشربة مثل الجوزة وَمَعَ ذَلِك يقيأ أَيْضا وَيجب أَن يكون قد اتخذ لَهُ أبزن من مَاء الرياحين. فصل فِي مرَارَة كلب المَاء قَالَ بعضم: إِن أكل إِنْسَان مرَارَة كلب المَاء قدر عدسة قتل بعد أُسْبُوع. العلاج: يسْقِي سمن الْبَقر مَعَ الجنطيانا الرُّومِي والدارصيني وَأَيْضًا أنفحة الأرنب ويتمرخ فصل فِي طرف ذَنْب الأيل يعرض لمن شربه كرب شَدِيد وَغشيَ وَهُوَ سم قَاتل. العلاج: يقيّأ شَاربه كَمَا تَدْرِي وأجوده بالسمن والشيرج ثمَّ يسْقِي البندق والفستق وفيلزهرج معجونة مَعًا كل مرّة بندقة كَبِيرَة ويسقى ذَلِك فِي الْيَوْم أَربع مَرَّات. الْجِنْس الثَّالِث من الحيوانية الثور الطري: يعرض لمن شرب الطري مِنْهُ عسر نفس ووجع اللوزتين والمريء وَحُمرَة لِسَان وَقطع دم جامد فِي الْأَسْنَان واللثة وغثيان شَدِيد وكرب واضطراب وَرُبمَا ظهر تَأْكُل فِي الْأَسْنَان ثمَّ يُؤَدِّي إِلَى خنق وكزاز. فصل فِي العلاج يجب أَن يُبَادر هَؤُلَاءِ إِلَى الحقنة والإسهال فَإِن تقيأه خطر فَرُبمَا انْدفع مَا لَا يُطَاق دَفعه فخنق وَيجب أَن يسقى الْأَدْوِيَة الناقعة فِي جمود الدَّم مثل: التِّين الْفَج المملوء لبناَ وبزر الكرنب وأصول الأنجذان والحلتيت والبورق ورماد حطب التِّين فِي الْخلّ والفلفل فِي الْخلّ وعصارة ورق العليق فِي الخلّ والأنافح فِي الْخلّ. فَإِذا قطعت الْأَدْوِيَة الدَّم الجامد فِي بطونهم أسهلوا حِينَئِذٍ وتضمّد بطونهم بدقيق الشّعير مَعَ مَالِي قراطون.(3/302)
فصل: فِي عرق الدَّوَابّ. يخضر مِنْهُ الْوَجْه ويتورم ويسيل من الْبدن عرق منتن وَمن الإبطين. العلاج: يقيأ بِمَاء فاتر ويسقى الطلاء مَعَ دهن ورد وزن نصف دِرْهَم زراوند وَنصف دِرْهَم ملح أندراني وينفع مِنْهُ ترياق الطين الْمَخْتُوم. فصل فِي بيض الحرباء زعم بَعضهم أَن من شرب من بيض الحرباء قتل فِي الْحَال وَإِن لم يتدارك لم ينفع شَيْء. علاجه: يسقى زرق الْبَازِي فِي الطلاء ثمَّ يقيأ قيأً تَاما ويمرخ جسده بالسمن البقري ويكمد رَأسه بالملح وَيطْعم النتن الْيَابِس والرند والجنطيانا. فصل فِي اللَّبن الْفَاسِد هُوَ الَّذِي يَسْتَحِيل فِي طَرِيق الحموضة إِلَى عفونة أُخْرَى ويتولد عَنهُ دوار وغثي ومغص فِي فَم الْمعدة وَرُبمَا عرضت مِنْهُ هيضة قتالة. فصل فِي العلاج الْقَيْء بِمَاء الْعَسَل ثمَّ شرب الشَّرَاب الصّرْف مَعَ الفلافلي ويكمد معدته بدهن الناردين. فصل فِي الدَّم الجامد إِن الدَّم إِذا جمد فِي الْبَطن كَانَ لَا محَالة سما من هَذَا الْجِنْس وَإِن كَانَ إِنَّمَا اسْتَفَادَ السمية لَا من خَارج الْبدن لِأَنَّهُ حَيْثُ يجمد فِيهِ من أفضية الْبَطن من الصَّدْر والمعدة والأمعاء والمثانة تعرض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة فَإِنَّهُ إِذا جمد فِي الصَّدْر ذهب اللَّوْن وَصغر النبض وَضعف وَأدّى أَولا إِلَى تَوَاتر واسترخاء الْمَرِيض وَأدّى إِلَى الغشي. وَإِذا جمد فِي الْمعدة برد الْبدن وَعرض اختناق وَصغر نبض وَغشيَ مترادف. وَإِذا جمد فِي المثانة عرض أَعْرَاض قريبَة مِمَّا ذكر وَكَذَلِكَ فِي الأمعاء. فصل فِي الْأَدْوِيَة الْعَامَّة لذَلِك هِيَ الأقحوان الْأَبْيَض خَاصَّة والأحمر أَيْضا الْمقل والحاشا والأنافح ثَلَاث أوبولوسات وخصوصاً أنفح الأرنب وَلبن التِّين والخل الحريف والحلتيت وَمَاء رماد خشب التِّين المكرر وَمِمَّا أورد وَهُوَ عَجِيب لبن الماعز قَالُوا أَنه يذيب اللَّبن الجامد فِي الْجوف أجمع أَو يُؤْخَذ الانجذان والكرنب أَجزَاء سَوَاء يسقى فِي الْخلّ وَهُوَ دَوَاء عَجِيب. فصل فِي علاج جمود الدَّم فِي الْمعدة والمثانة هَذَا كُنَّا قد ذكرنَا فِي الْكتاب الثَّالِث مرّة فليقابل البابان فَنَقُول أَن صَاحبه يجب أَن يقيأ إِن أمكن بالعسل وعصارة الكرفس وينفع من ذَلِك ترياق الطين الْمَخْتُوم وطحين القرطم إِذا ذوب فِي المَاء الْحَار كَانَ نَافِعًا جدا وَهَذَا الدَّوَاء الَّذِي نَحن نصفه. ونسخته: يُؤْخَذ من الطين الْمَخْتُوم ثَمَانِيَة دَرَاهِم أنفحة الأرنب سِتَّة وَثَلَاثُونَ درهما أنفحة الغزلان إثنان(3/303)
وَثَلَاثُونَ درهما جنطيانا أَرْبَعَة دَرَاهِم زراوند مدحرج أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر السذاب الْبري أَرْبَعَة دَرَاهِم مرّ أَرْبَعَة دَرَاهِم حلتيت أَرْبَعَة دَرَاهِم يعجن بِعَسَل والشربة مِنْهُ كالجوزة فِي مَاء حَار أَو فِي سكنجبين. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ رماد التِّين وزن دِرْهَمَيْنِ مَعَ مخ الأرنب مِقْدَار مِثْقَال وَأَظنهُ أنفحة الأرنب يدافان فِي خل خمر وَيشْرب وَالْملح الأندراني مَعَ أنفحة. الجدي. أَيْضا: أَو مِثْقَال من خرء الْكَلْب ويخصّ مَا ينْعَقد مِنْهُ فِي المثانة أَن يُعْطي العليل عصارة ورق زرين درخت فَإِن لَهُ خاصية عَجِيبَة فِي ذَلِك ويدام شرب السكنجبين والترياق والمثروديطوس والمدرات القوية وورق البرنجاسف والحلتيت وعصارة الكرفس وبزر الفجل كل ذَلِك فِي السكنجبين وَفِي الْخلّ أَيْضا فَإِن الْخلّ دَوَاء جيد لهَذَا الشَّأْن وَكَذَلِكَ مِثْقَال من القردمانا بِمَاء حَار أَو نصف مِثْقَال من حلتيت أَو شربة من غاريقون أَو سانيوس أَو شَيْء من الأنافح أَو دِرْهَمَيْنِ من حب البلسان أَو دِرْهَمَيْنِ من أظفار الطّيب أَو دِرْهَمَيْنِ من عود الفاوانيا وتستعمل الْأَدْوِيَة المفتّتة للعصا مشروبة ومحقونة وطلاء ويزرق فِي مثانته وزن نواة من ملح مسحوق محلول فِي مَاء أَو يسْتَعْمل مَاء رماد الْكَرم فَإِن لم ينجع هَذَا لم يكن بُد من الشق عَن الدَّم الجامد واستخراجه كَمَا تستخرج الْحَصَاة. قد يجمد اللَّبن فِي المعمة بِسَبَب من الْأَسْبَاب الموافية المجمدة أَو لاستعداد قوي فِي اللَّبن أَو لأنفحة شربت فِي اللَّبن ويعرض مِنْهُ عرق بَارِد وَغشيَ وَحمى نافض وَإِن كَانَ جموده مَعَ أنفحة فَهُوَ أردأ وأسرع إِلَى الخنق وجمود اللَّبن فِي الْمعدة من جنس جمود الدَّم وَتعرض مِنْهُ الْأَحْوَال الرَّديئَة مثل مَا يعرض من ذَلِك وَمن السمُوم فَإِنَّهُ يعرض أَيْضا لجموده فِي الْمعدة برد الْبدن وَصغر النبض واختناق مضيق للنَّفس وَغشيَ وَرُبمَا انتفخ بطن صَاحبه. فصل فِي العلاج يجب أَن يجنب من تجبّن اللَّبن فِي معدته الملوحات فانها تزيده تجبناً وَلَكِن يجب أَن تسقيه الخلّ وَحده أَو ممروجاٌ بِمَاء واسقه من الفودنج الْيَابِس وزن خَمْسَة دَرَاهِم فَإِنَّهُ عَجِيب يحلّله من سَاعَته ولقوته فِي ذَلِك يمْنَع اللَّبن الحليب عَن الجمود ويرققه واسقه من الأنافح شَيْئا إِلَى مِثْقَال فَإِنَّهَا تحلّله وتخرجه بقيء أَو إسهال واسقه أَيْضا الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة لجمود الدَّم فِي الْمعدة وخصوصاً مَا يتَّخذ من الطين الْمَخْتُوم مِمَّا ذكرته ودواء الأنجذان والكبريت أَو يسقيان بِالسَّوِيَّةِ فِي الخلّ وَمَاء رماد خشب التِّين أَيْضا إِذا كرر اسْتِعْمَال الرماد فِيهِ.(3/304)
الْمقَالة الثَّالِثَة فِي تَدْبِير النهش الْكُلِّي وَفِي طرد الحشرات وَفِي عَلَامَات لدغ الْحَيَّات وأصنافها فصل فِي كَلَام كلّي من قوانين المعالجة اعْلَم أَن القانون الْأَكْبَر فِي علاج النهش تَقْوِيَة الْحَار الغريزي وتهييجه إِلَى المدافعة كَمَا يَفْعَله الترياق واللعبة البربرية وتدبير بالتقوية التحرق السم وتدفعه إِلَى خَارج ومراعاة تَقْوِيَة الأحشاء ثمَّ دفع السم وَإِبْطَال فعله بالمشروبات والأطلية الَّتِي لَهَا ذَلِك بخاصية أَو بطبيعة مَعْرُوفَة على مَا نذْكر وَرُبمَا دخل فِي هَذِه الْأَعْرَاض شَيْء آخر وَهُوَ التَّدْبِير المقلل لرطوبات الْبدن فَإِن نُفُوذ السمّ فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة أعْسر وأصعب عَلَيْهِ من نُفُوذه فِي الرطوبات إِذا وجدهَا وامتطاها وَيدخل فِي هَذَا الْبَاب الفصد والإسهال وَنَحْوه وَأولى الْأَوْقَات بالفصد حِين مَا تعلم أَن السم قد انْتَشَر فِي الْبدن وَلَيْسَ مِمَّا ينجذب وخصوصاً لمن كَانَ ممتلئاً وَقد يدْخل فِي هَذَا الْبَاب شَيْء آخر وَهُوَ تصيير الأخلاط متحركة إِلَى جِهَة أُخْرَى غير جِهَة الأعضِاء الرئيسة. والمشروبات على السمُوم: إِمَّا ترياقات وبادزهرات كُلية أَو خَاصَّة بذلك السم وَإِمَّا أدوية مضادة للسم بالمراج كالحلتيت المضاد لسم الْعَقْرَب بالخاصة. وَإِمَّا مموجة للسم إِلَى خَارج بتحريك الأخلاط إِلَى خَارج كالأدوية المعرقة. وَإِمَّا أدوية منحية للأخلاط عَن وَجه السم فَلَا تَجِد علئ مَا ذكرنَا مركبا مثل الْأَدْوِيَة المسهّلة والمقيئة فِي اللسوع وَكَذَلِكَ المدرات. وَإِمَّا أدوية محركة للمواد إِلَى الْبعد عَن الرئيسة فيتدافع مَا يَتَحَرَّك إِلَيْهَا كهذه الْأَدْوِيَة المسهلة والمقيئة والمدرة. والأدوية الَّتِي تسْتَعْمل على العضوض أطلية فِيهَا أَعْرَاض أَحدهَا أَن تمنع نُفُوذ السمّ فِي الْبدن وَذَلِكَ إِمَّا برباطات وسدّ طرق وَمنع نوم لتحرك الْحَار الغريزي إِلَى خَارج فيدافع وَمن هَذَا الْبَاب قطع الْعُضْو الملسوع بأدوية تكوى وَأَسْبَاب جواذب وَلذَلِك القوابض ضارة لَهَا لِأَنَّهُ لَا أَنْفَع من الدَّوَاء الَّذِي يجذب السم إِلَى خَارج ويمنعه عَن النّفُوذ إِلَى دَاخل وخصوصاً إِذا كَانَ السم بعد لم ينتشر وَمن هَذَا الْقَبِيل المحاجم. وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى شَرط إِن كَانَ قد تعمق وَنفذ وَإِن كَانَ يُمكن فإرسال العلق حِينَئِذٍ يُغني عَن ذَلِك وَعَن المص مَا دَامَ فِي الْجلد فَإِن المص رُبمَا كفى وَيجب أَن يكون الماص غير صَائِم بل قد أكل وَغسل فَاه وَيكون غير متآكل الْأَسْنَان وَقد تمضمض بشراب ريجانيِ وَشرب مِنْهُ شَيْئا وَأمْسك فِي فَمه دهن الْورْد أَو دهن البنفسج وَإِذا كَانَ فِي فَمه آفَة أخر ودفعَ وكل مَا يمصه هَذَا الماص فَيجب أَن يبصقه. وَأما الْأَدْوِيَة فَمثل الْأَدْوِيَة المعرقة شرباً والمحمرة والجاذبة طلاء وَيَقُول جالينوس أَن الْأَدْوِيَة الجاذبة للسم إِمَّا أَن تكون جاذبة بِالْقُوَّةِ المسخنة أَو بِسَبَب المشاكلة لتجذب لتجب مَا تشاكله مثل مَا يفعل شَحم التمساح لعضة التمساح وَلحم الأفعى بعد قطع طَرفَيْهِ فِي جذب سمه حَتَّى تكون بعض الْأَدْوِيَة النافعة من السمُوم سموماً أَيْضا(3/305)
لَكِنَّهَا أَضْعَف وَكَأَنَّهَا فِيمَا يين مراج الْبدن ومراج السم وَهَذَا القَوْل مِمَّا يجب أَن ينظر فِيهِ الطبيعي من الْحُكَمَاء ليعرف أَنه غير متقن. وَأما الطَّبِيب فَلَيْسَ يضزه {أَن لَا يعرف هَذَا. وَكثير من النطولات الجاذبة تقرح وتنفط فَيجب أَن يسيل مَا فِيهِ فَهَذَا من شَرَائِط الْمطِي وَمن شَرَائِطه أَن يكون الدَّوَاء محيلاً لطبيعة السم إِحْدَى الإحالات. أما الإجماد كَفعل أصل اليبروح. وَأما الإحراق كَفعل الكي بالنَّار أَو بالزيت والزفت خَاصَّة الزفت المغلي وَهُوَ عمل أهل مصر. وَإِمَّا لخاصية مضادة وَإِمَّا لكيفية فِي الْحر وَالْبرد مضادة. وَإِذا اصتعمل مَا يجذب فِي الِابْتِدَاء أَو يفعل شَيْئا مِمَّا ذكرنَا وَلم ينفع وَكَانَ الْأَمر عَظِيما قطع مَا حوالي اللسعة وَأخذ لَحْمه كُله إِلَى الْعظم وَإِن كَانَ الْخَوْف أعظم من ذَلِك قطع الْعُضْو ثمَّ كوي. وَمِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي جَمِيع أدوية السمُوم وخصوصاً فِي أطليتها أَن تكون مسكنة للوجع ومتداركة لأعراض خُفْيَة تتبع اللسوع مثل القلقطار يَقع فِي أطلية اللسوع ليحبس الدَّم إِذا أمعن فِي سيلانه عَن النهشة وَمن الْوَصَايَا الَّتِي يجب أَن تحفظ فِي السمُوم والعضوض أَن تمنع اندمال الْجرْح إِلَى فصل فِي المشروبات عَليّ اللسوع وَمن الْأَدْوِيَة الجيدة أَن يسقى بزر الجندقوقي فِي مَاء أَو شراب وطبيخ أَنْوَاع الفوفنج الثَّلَاثَة والجندبيدستر عَجِيب. وَأما لبن اللاعية وَأَظنهُ الترياق الْمَعْرُوف بالبوشنجي والفراوي فشديد النَّفْع من لسع جَمِيع الْهَوَام خُصُوصا الأفاعي والجدوار والبوحا وبيش موش والآذريون وبزر الباذاورد والحرف وَأَيْضًا الكمون الَّذِي يشبه الشونيز والكاشم والثوم وقشور ورق العرعر مَعَ الفلفل والفلفل نَفسه. قَالَ جالينوس: الشَّرَاب الَّذِي تقع فِيهِ الأفعى نَافِع من لدع الْهَوَام فَكيف الترياق وبزر الأترج يضاد السم أجمع والشربة مثقالان. وأصل الأنجدان نَافِع من جَمِيع السمُوم وَثَمَرَة الفنجنكشت ودهن البلسان وحبّه والفنجنكشت والجوز مَعَ التِّين والبندق والجنطيانا والجاوشير مَعَ زراوند وزهر الدفلى وورقه وَثَمَرَة الدلب الطرية عَجِيب فِي ذَلِك والدارصيني الصيني وبعر الماعز محرقاً ضماداً وسقياً والكمادريوس والكاشم وَأَيْضًا السرطان النَّهْرِي مَعَ لبن والنانخواه والسكبينج والفستق مَعَ شراب والفودنج وطبيخه شرباً وضماداً والراسن والقيسوم والقردمانا والغاريقون وأصل الْخُنْثَى ثَلَاثَة دَرَاهِم وَكَذَلِكَ بطُون ابْن عرس إِلَى معدته إِذا حشي بالكزبرة وجفف وَأخذ مِنْهُ عِنْد الْحَاجة وطبيخ الْخَبَّازِي البستاني وبزر الخطمي ودماخ الدَّجَاج خُصُوصا مَعَ أنفحة ومرق ابْن عرس الْحَيّ ومرقة الْجَرَاد الْحَيّ إِذا شرب بشراب وَالرّق المملح وطبيخ السرطانات النهرية وَدم السلحفاة والقنة عَجِيبَة والجنطيانا عَجِيب وبزر الجزر الْبري نَافِع. وَمِمَّا ينفع فِي ذَلِك من الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة أصل اليبررح ضماداً بالعسل والهندباء الْبري عَجِيب فِي هَذَا الشَّأْن والبرشياوشان. وَمِمَّا ركب غاريقون زراوند طَوِيل. وَأَيْضًا ترياق عَجِيب بِهَذِهِ الصّفة ونسخته: يُؤْخَذ أفيون ومرّ دِرْهَم دِرْهَم فلفل دِرْهَم وَنصف أصل الزراوند الطَّوِيل والمدحرج} ثَلَاثَة دَرَاهِم حرمل وكمون هندى من كل وَاحِد دِرْهَم شونيز خَمْسَة دَرَاهِم جنطيانا ثَلَاثَة دَرَاهِم سذاب دِرْهَمَيْنِ يعجن بِعَسَل وَمَاء الجرجير الشربة مِثْقَال(3/306)
بمطبوخ جيد. وَأَيْضًا: دَوَاء الطين الْمَخْتُوم بِهَذِهِ الصّفة ونسخته: وَهُوَ أَن يُؤْخَذ حب الْغَار مثقالان طين مختوم مثقالان وأوثولوسين يشرب بِزَيْت والشربة بندقة فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الْعَسَل. وَأَيْضًا: ترياق عَام للسوع والمشروبات بِهَذِهِ الصّفة ونسخته: يُؤْخَذ فلفل وزن عشرَة دَرَاهِم سنبل دِرْهَمَيْنِ زراوند وأصل الحزاء من كل وَاحِد دِرْهَم يعجن بعصير الخرنوب وَيُوضَع فِي الشَّمْس أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُحَرك كل يَوْم مرّة وَكلما جف ينديه ويسقى بِمَاء حَار وَقوم يدّعون أَنه ينفع أَيْضا كحلاً وطبيخ السرطانات النهرية وَدم السلحفاة وَالرّق المملح. دَوَاء نَافِع كل نهشة: يُؤْخَذ شونيز بزر الحرمل كمون من كل وَاحِد درخميان جنطيانا زراوند مدحرج من كل وَاحِد درخمي فلفل أَبيض مر من كل وَاحِد نصف درخمي يعجن بِعَسَل والشربة باقلاة رُومِية فِي الشَّرَاب. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ جنطيانا دِرْهَمَيْنِ فلفل سذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ يعجن بِعَسَل وَهُوَ شربة وَاحِدَة تسقى فِي الشَّرَاب. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ حَماما حبّ البلسان من كل وَاحِد ثَلَاث درخميات بزر الجرجير مر وزعفران من كل وَاحِد درخمي طين الْبحيرَة أَربع درخميات يعجن بِعَسَل منزوع والشربة مثل الباقلاة. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ حب البلسان زوفا يَابِس بزر اللفت الْبري فلفل أَبيض وأسود دَار فلفل وَج أنيسون فطراساليون أسارون كمون كرماني بزر البنج من كل وَاحِد أَرْبَعَة سنبل فقاح الأذخر من كل وَاحِد سِتَّة يعجن بِعَسَل والشربة باقلاة رُومِية. فصل فِي الأطلية على اللسوع مِمَّا يطلي عَلَيْهَا يُؤْخَذ نفط أَبيض أَو أَزْرَق أَو الثوم كَمَا هُوَ أَو مسلوقاً بالسمن أَو الجندبيدستر بالزيت أَو عصير الكراث الَّذِي لم يمسهُ مَاء والفوذنج النَّهْرِي نعم الجذاب للسم والكبريت بالبول والدجاج والديك بشقان أَحيَاء ويضمد بهما اللسعة وتبدل كل سَاعَة وتستعمل ضماداً وَقَالَ قوم أَن الدَّجَاج شَدِيد الْحَرَارَة وَلذَلِك يذيب ابنحاس المبلوع والرمل والحصي وَيُشبه أَن يكون ذَلِك فِي حوصلته وكرشه لَا غير. وَمِمَّا يضمّد بِهِ الْملح أَو الْخلّ أَو مرَارَة الثور أَو النمام وورق الْخُنْثَى والرماد والخل وخصوصاً رماد حطب التِّين وَالْكَرم وخصوصاً فِي الِابْتِدَاء والزفت وَالْملح مطبوخين قَالُوا أَن الضماد بالثوم وَالْملح وبعر الماعز نَافِع من كل لسع إِلَّا لدغ الأصلة الصم والضمّاد بالنورة وَالْعَسَل وَالزَّيْت نَافِع حَتَّى للأصلَة. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ خَرْدَل وخل ونورة ويطلى عَلَيْهِ بِمَاء الصابون أَو القطران أَو يطْبخ الزفت بالملح ويطلى وَالزَّيْت المغلى جيد فِي صبّه على اللسعة حَتَّى لسعة الإفاعي وَهُوَ من معالجات أهل مصر وَهُوَ كي جيد والبصل مَعَ السويق والمرهم الْمَعْمُول بالملح ومرهم النطرون وَمن النطولات الجيدة مَاء الْبَحْر حاراً مُفردا وَمَعَ الْخَرْدَل وطبيخ الجرد الْحَيّ وَابْن عرس. فصل فِي أطلية إِذا طلي بهَا على الْأَبدَان لَا تَقربهَا الْهَوَام مِمَّا ذكر لهَذَا الشَّأْن دماغ الأرنب مَعَ الخلّ وَالزَّيْت والميعة إِذا حلت فِي الزَّيْت(3/307)
وَالزَّيْت المنقوع فِيهِ ورق الصنوبر الطري المدقوق أَو فقاح السرو أَو حب العرعر وَكَذَلِكَ ورق الفنجنكشت فِي الزَّيْت والقيسوم وأصل الأنجذان وَالْخُنْثَى والدوقو وَحب البلسان وأصل الْحَرْف كل ذَلِك بالزيت ومركبات مِنْهَا مثل أَن يُؤْخَذ أصل الأنجذان الْأسود وفقاح الساذج الطري وَحب العرعِر من كل وَاحِد جزأين. أصل اليبروح نصف جُزْء حب البلسان وقردمانا من كل وَاحِد ثلائة أَجزَاء يرض ويطبخ بِزَيْت طبخاً جيدا حَتَّى يصير لَهُ قوام ومخ الْحمام ويدهن بِهِ. أَيْضا:! يُؤْخَذ خُنْثَى دِرْهَمَيْنِ حب البلسان وبزرالبنج من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يخلط بخل وزيت ويطلى بِهِ أَيْضا: فقاح الصنوبر جُزْء أصل اليبروح جزأين بزر البنج ثَلَاثَة أَجزَاء يخلط الْجَمِيع بالزيت ويطلى وَهَذَا أَيْضا يصلح بخوراَ. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ حب العرعر جزأين ميعة جُزْء وَاحِد يخلط الْجَمِيع بدهن ويطلى بِهِ والطلي بدهن الفجل يهرب البق. فصل فِي طرد الْهَوَام عَليّ الْكُلية يجب أَن يرش الْبَيْت بِمَا سَنذكرُهُ ويفرش بِهِ وتطلى الْحُجْرَة والكوَى بِمَا ينطل بِهِ مِمَّا نذكرهُ فِي البخورات وَغَيرهَا لِئَلَّا تَقربهَا الْهَوَام. وَأما البخورات فَمثل دُخان خشب الرُّمَّان فَإِنَّهُ يطرد الْهَوَام وَكَذَلِكَ أصُول السوسن وقضبان الرُّمَّان عَجِيبَة فِي ذَلِك وَكَذَلِكَ القنة والقرون والأظلاف والحوافر وَالشعر والمقل والسكبينج والحلتيت وورق الْغَار وحبة والفوتنج والشيح والافتراش بالقطران والجعدة والتبخير بالفنجنكشت والافتراش بِهِ وَكَذَلِكَ الْحَرْف وَكَذَلِكَ رماد خشب وَإِن اتَّخذت دخنة من أفيون وشونيز وقنة وَقرن الأيل والكبريت وأظلاف الْمعز طردت الْحَيَّات والهوام. وَأَيْضًا يُؤْخَذ ميعة وَقرن الْإِبِل وشونيز وقفر جُزْء جُزْء شعر الماعز وأظلافها من كل وَاحِد نصف جُزْء يقْرض ويبخر بِهِ الْفراش. أُخْرَى: يُؤْخَذ قردمانا وأصل الانجذان الْأسود وميعة من كل وَاحِد أُوقِيَّة قشور بيض النعام شونيز بزر الحرمل من كل وَاحِد أوقيتين. وَأَيْضًا: ورق السرو أَو الصنوبر وشونيز وبزر البنج من كل وَاحِد درخمي قشور أصل اليبروح درخمي شعر الماعز ثَلَاث درخميات فودنج درخميين قفر أَربع درخميات ويخلط ويبخر بِهِ على جمر الْكَرم وَفِي بخوره أَمَان. وَمِمَّا إِذا فرش نفر أَكثر الْهَوَام دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة. ونسخته: هُوَ السيسنبر والحبق والفنجنكشت حرز عَجِيب من الهرام إِذا فرش حول المرقد وَالشَّيْخ أَيْضا والحلتيت والغار عَجِيب فِي هَذَا وَكَذَلِكَ إِذا جعل حول الْمجْلس منْدَل من رمإد خشب الصنوبر وَمِمَّا يستظهر بِهِ فِي إبعادها أَن تُوضَع المصابيح والسرج فِي الْمُرْضع الْبعيد من المرقد فتميل إِلَيْهِ. وَمِمَّا يستظهر بِهِ فِي دفع الحشرات والهوام إمْسَاك مثل اللقلق والطاوس والبيضانيات والأيايل والقنافذ وَبَنَات عرس وَمَا يجْرِي مجْرَاه فَإِن الْهَوَام تفزع مِنْهَا فَإِذا ظَهرت قتلتها قَالُوا من اتخذ سفرة من جلد التامور لم تقربه حَيَّة وَكَذَلِكَ إِذا اتخذ مِنْهَا لباساً حَكَاهُ من لَا يوثق بقوله. قَالُوا الخربق يقتل الْكلاب والذئاب وخانق النمر يقتل النمر وخانق الذِّئْب يقتل الذِّئْب(3/308)
وَالْكَلب وَابْن آوى واللوز المر يقتل الثعالب والدفلى وورق الأزاثرخت يقتل الْبَهَائِم وَأكْثر هَذَا مَعْرُوف. فصل فِي طرد الْحَيَّات مِمَّا يطردها بالدخان قرن الأيايل وأظلاف الْمعز وأصل السوسن والعاقرقرحا والكبريت وَمن لطخ بدنه بلوف الْحَيَّة وعصارته أَو طبيخة لم تنهشه الأفعى ورشّ الْموضع بِمَا حل فِيهِ النوشادر مِمَّا يهربها عَنهُ والخردل يَقْتُلهَا وَإِذا وضع على مسالكها تنحت عَنهُ وَمِمَّا يقتل الْحَيَّات تفل الصَّائِم فِي فِيهَا وخصوصاً إِن أَخذ فِي فَمه النوشادر. فصل فِي طرد العقارب وقتلها العقارب يَقْتُلهَا تفل الصَّائِم الْحَار المراج عَلَيْهَا والفجل المشدوخ وعصارته إِذا مَسهَا وورقه وَكَذَلِكَ الباذروج. فصل فِي بخور يخرج العقارب يُؤْخَذ ميعة زرنيخ بعر الْغنم شَحم ثرب الْغنم أَجزَاء سَوَاء يذاب الثرب وتخلط بِهِ الْأَدْوِيَة ويبخر عِنْد حجرَة العقارب وَإِذا وضع الفجل المقطع على حجرَة الْعَقْرَب لم يَجْسُر أَن يخرج مِنْهُ فصل فِي طرد البراغيث إِذا رش الْبَيْت بنقيع الحنظل تماوتت البراغيث وتهاربت وَكَذَلِكَ طبيخ الخرنوب وطبيخ العليق قَالُوا وَإِذا جعل دم التيس فِي حُفْرَة فِي الْبَيْت اجْتمعت البراغيث عِنْده ثمَّ لتّقتل وَكَذَلِكَ تَجْتَمِع على خَشَبَة مطلية بشحم الْقُنْفُذ ويهربن من ريح الكبريت وورق الدفلى وَهَهُنَا حشيشة مَعْرُوفَة بكيكوانة أَي حشيشة البرغوث إِذا جعل فِي الْفراش أسكرها وأخدرها فَلم تعش. فصل فِي طرد البعوض والبق يدخن بنشارة خشب الصنوبر أَو بالقلقديس أَو بالشونيز والأجود أَن يجمع بَينهَا وَكَذَلِكَ التدخين بالآس الْيَابِس وبالكبريت والمقل والشوكة المنتنة الْمُسَمَّاة قونوزا وأخثاء الْبَقر والحرمل مدخناً بِهِ وموضوعاً على الْفراش والمكوى وبورق السرو وَجوزهُ وَإِذا رش الْبَيْت بطبيخ أصل الترمس نفع ذَلِك أَو بطبيخ الشونيز أَو بطبيخ الحرمل أَو بطبيخ الأفسنتين أَو طبيخ السذاب. فصل فِي طرد ابْن عرس قَالُوا يطرده ريح السذاب. فصل فِي طرد الْفَأْرَة وقتلها الْفَأْرَة يَقْتُلهَا المرداسنج والخربق وَأَيْضًا الخربق وبزر البنج وَكَذَلِكَ أصل الكرنب(3/309)
وَكَذَلِكَ يصل الفأر وَالشَّكّ وخبث الْحَدِيد وزعفرانه ويطردها الْفَأْرَة الذّكر إِذا سلخ وَترك فِي الْبَيْت أَو خصي أَو قطع ذَنبه والسلخ أقوى وَقيل أَن ربط الْوَاحِدَة مِنْهَا فِي الْبَيْت مشدودة الرجل من خيط صوف مؤيد يهرب الْبَاقِيَات وَفِيه نظر. فصل فِي طرد النَّمْل إِذا جعل على حجرها قطران هربت مِنْهُ وَكَذَلِكَ من المغناطيس وَمن مرَارَة الثور من الزفت وَمن الحلتيت ويهربن من دُخان النَّمْل نَفسه. فصل فِي طرد الذُّبَاب يَقْتُلهَا الزرنيخ إِذا جعل شَيْء مِنْهُ فِي اللَّبن وَوضع للذباب ويقتلها دخانه وطبيخ الكندر وطبيخ الخربق الْأسود. فصل فِي طرد الزنابير يهربن عَن بخار الكبريت والثوم وَلَا يقربن من تَلَطخ بالخطمي أَو بعصارة البخازي وَالزَّيْت. فصل فِي طرد الخنافس يطردها على مَا قيل دُخان الدلب وخصوصاً دُخان ورقه. لَا تألف الأرضة دَارا فِيهِ هدهد والتقتير والتدخين بأعضاء الهدهد وريشه يقتل الأرضة فِيمَا يُقَال. فصل فِي طرد السوس الأفسنتين يمغ الثِّيَاب عَن التسوس وَكَذَلِكَ الفودنج وَكَذَلِكَ قشور الأترج. فصل فِي أَصْنَاف الْحَيَّات إِن الْعلمَاء بِأَمْر الْحَيَّات وطبائعها قسموها ثَلَاثَة أَقسَام: قسم شَدِيد الحدة لَا يُمْهل من الْحَال إِلَى فَوق ثَلَاث سَاعَات وَلَا علاج للسوعها وَهِي الصم والأصلال وَلَا ينفع فِيهَا إِلَّا قطع الْعُضْو فِي الْحَال أَو الكيّ الْبَالِغ النَّافِذ بالنَّار فَإِنَّهُ يحرق السمّ ويضيق المجاري وَقد ينفع فِي علاجها التقيئة على الامتلاء من سمك مالح ثمَّ بعد ذَلِك يعقب المعالجات الْأُخْرَى وَإِن كَانَت الْحَيَّة أَضْعَف يَسِيرا كفى الرَّبْط الشَّديد ثمَّ سَائِر العلاج الْمُشْتَرك. وَقسم ضَعِيف قَلما يقتل وَقسم متوسط لَا يتَأَخَّر عَن ثَلَاثَة إِلَى سَبْعَة. قَالُوا وَأما التنين البرّي وَنَحْوه من الْحَيَّات الْكِبَار الجثة فَإِنَّمَا يعالج لسعه من حَيْثُ هُوَ قرحَة فَقَط لَا من حَيْثُ هُوَ سم يعتدّ بِهِ.(3/310)
قَالُوا والطبقة الأولى أَجنَاس: فَمِنْهَا مثل الْحَيَّة الْمُسَمَّاة بالملكة وباليونانية باسليقوس وَهِي تقتل بلحظها أَو باستماع صَوتهَا. وَمِنْهَا مثل الْحَيَّة الْمُسَمَّاة بالخطّاف ولونها يشبه لون الخطّاف وطولها قريب من ذِرَاع وَتقتل قبل ساعتين. وَمثل الْحَيَّة المسمّاه أسقلس الْيَابِسَة لشدَّة يبس جلدهَا وَهِي فِي قدرهَا بَين ثلإثة أَذْرع إِلَى خَمْسَة أَذْرع ولونها رمادي أَو إِلَى الصُّفْرَة وعيونها شَدِيدَة الضَّوْء وَتقتل مَا بَين ساعتين إِلَى ثَلَاث سَاعَات. وَمِنْهَا البزّاقة فَإِنَّهَا تقتدر على أَن تمجّ بزاقها وتزرقه بعصر أسنانها بَعْضهَا على بعض فَتقْتل من يَقع عَلَيْهِ بصاقها أَو رَائِحَة بصاقها وطولها إِلَى ذراعين ولونها رمادي إِلَى الصُّفْرَة وَتقتل ملسوعها قبل أَن توجع. وَهَذِه الطَّبَقَة إِنَّمَا تذكر فِي الْكتب لَا لرجاء كثير فِي معالجتها وَلَكِن لتعلم وَيعلم أَنَّهَا لَا ينفع فِيهَا علاج إِلَّا مَا قد ذكر فَلَعَلَّهُ ينفع أَحْيَانًا بِمَا قُلْنَاهُ. وللصم المقصعة أَصْنَاف أُخْرَى تكْثر فِي حُدُود مصر وَرُبمَا كَانَ لبعضها قرنان وألوانها مُخْتَلفَة بيض وشقر وحمر وعسلية ورمد وَقد تكون على خْلق الأفاعي وَقد تكون لبعضها أَسْنَان كالصنانير والثعابين القتّالة فِي الْحَال من هَذَا الْقَبِيل. والطبقة الثَّانِيَة من الأفاعي وَنَحْوهَا أَيْضا مُخْتَلفَة: مِنْهَا الإفاعي الْأَصْلِيَّة وَمِنْهَا الأفاعي البلّوطية وَمِنْهَا المعطشة وَسَائِر مَا نذكرهُ وَقد يعرض للحيات اخْتِلَاف أَيْضا لَا فِي النَّوْع بل بِحَسب الِاتِّفَاق فِي نوع وَاحِد. وَإِذا اخْتلفت بالذكورة وَالْأُنُوثَة فالذكورة أقل أنياباً وأكثرسماً وَأحد على أَن قوما قَالُوا أَن الْإِنَاث أردأ بِكَثْرَة أنيابها وَأَيْضًا من قبل السن فَإِن الْفَتى أردأ من المسن وَمن قبل الجثث فَإِن الْكِبَار أردأ من الصَّغَائِر الْقصار الجثث إِذا كَانَ نوعهما وَاحِد. وَأما من قبل الْمَكَان فان الَّتِي تأوي المعاطش وَالْجِبَال أردأ من الَّتِي تأوي الريوف والأمكنة الْكَثِيرَة الْمِيَاه وَأما من قبل حَالهَا فِي الامتلاء والخلاء فَإِن الجياع مِنْهَا أردأ سما. وَأما الَّتِي من قبل انفعالاتها النفسانية فَإِن المحرجة العضبى أردأ سما. وَأما من قبل الزَّمَان فَإِن سمها فِي الصَّيف أردأ قَالُوا والطوال الْغِلَاظ من جنس وَاحِد أردأ وَقد ظن بعض النَّاس أَن سم الْحَيَّات والأفاعي بَارِد وَهُوَ فِي غلط الَّذِي يعرض من الْبرد لملسوعها فَهُوَ لمَوْت الْحَار الغريزي بمضادة السم والحار الغريزي هُوَ الَّذِي يسخن الْبدن بانتشاره واشتعاله. وَأما إِذا لم يَك حَار غريزي واشتعل الْقلب نَارا حَقِيقَة لم يجب أَن تسخن لَهُ الْأَطْرَاف وَقد ظن قوم أَن سم الأصلة خَاصَّة بَارِد وَيجمع دم الْقلب ويجمّده وَلذَلِك يخدر جدا وَلَيْسَ هُوَ كَذَا بل هُوَ بِمَا يحلل الْحَار الغريزي ويميته وَالَّذِي يحْتَج بِهِ من أَن الْحَيَوَان الْبَارِد المراج يكون فِي الشتَاء مَيتا والحار تزداد حرارته وحدّته كَائِنا من كَانَ هَذَا التَّأْوِيل حجَّته غير صَحِيحَة وَلَا هَذِه الدَّعْوَى تصح فِي الحشرات الصغار وَلَكِن فِي الْحَيَوَانَات الْكِبَار الْأَبدَان وَالدَّلِيل على فَسَاد هَذَا القَوْل أَن الزنبور حَار المراج جدا وَهُوَ مِمَّا يتماوت فِي الشتَاء فَلَا يَتَحَرَّك وَلَا يبعد أَن تكون الْحَيَّة مَعَ حرارة مراجها لَا تتحرك شتاء للمضادة فِي المراج الطبيعي وَلما يعرض لَهَا من أَحْوَال أخر(3/311)
فصل فِي لسع باسليقوس وَهُوَ الأول من الصم وجرمانا وَلست أعلم أَنه هُوَ أَو غَيره. قَالَ قوم أَنَّهَا إِنَّمَا تسمى ملكة لِأَنَّهَا مكللة الرَّأْس طولهَا شبران إِلَى ثَلَاثَة ورأسها حاد جدا وعيناها حمراوان ولونها إِلَى سَواد وصفرة وَتحرق كل مَا تنساب عَلَيْهِ وَلَا ينْبت حول حجرها شَيْء إِذا حَاذَى مَسْكَنهَا طَائِر سقط وَلَا يحسّ بهَا حَيَوَان إِلَّا هرب فَإِن كَانَ أقرب من ذَلِك خدر فَلم يَتَحَرَّك وَتقتل بصفيرها إِلَى غلوة وَمن وَقع عَلَيْهِ بصرها من بعيد مَاتَ وَلَيْسَ كَمَا يُقَال أَن من وَقع عَلَيْهَا بَصَره مَاتَ وَمن نهشته ذاب بدنه وانتفخ وسال صديداً وَمَات فِي الْحَال وَمَات كل مَا يقرب من ذَلِك الْمَيِّت من الْحَيَوَانَات وقلّما يتَخَلَّص من ضَرَر جواره وَلَكِن قد يُمكن فِي بعض الْأَوْقَات أَن تمس بعصا وَفِي الْأَكْثَر من مَسهَا بعصا هلك هُوَ يتوسّط الْعَصَا وَلذَلِك قد مَسهَا فَارس برمحه فَمَاتَ الْفَارِس ودابته ولسعت حجفلة الْفرس فَمَاتَ الْفرس والفارس وَهَذِه الْحَيَّة تكْثر بِبِلَاد التّرْك ولوبية. فصل فِي عَلامَة لسعها هِيَ أَن ترى موتا بَغْتَة من غير وُقُوع سَبَب بادٍ ظَاهر وخصوصاً إِذا كَانَ فِي مَوضِع عرف بِتِلْكَ الْحَيَّة فَلَا علاج لَهُ أصلا. فصل فِي لسع جرمانا قد ذكر جرمانا فِي صِفَات قريبَة من صِفَات الملكة من أَنَّهَا لَا تشوى وَلَيْسَ إِنَّمَا تقتل باللسع فَقَط بل وباللحظ وبإسماع الصفير وَأي حَيَوَان لسعته تهرى وَأهْلك مَا يقرب مِنْهُ من الحيرانات لكِنهمْ وصفوا قدها بِخِلَاف قد الملكة فزعموا أَنَّهَا من ذِرَاع إِلَى ذِرَاع وَنصف قَالُوا وَأَن لَا ينفع ملسوعها شَيْء وَإِن نَفعه شَيْء فبزر الخشخاش إِلَى دِرْهَمَيْنِ والجندبيدستر إِلَى دِرْهَمَيْنِ فقد شهد قوم بذلك. فصل فِي عَلَامَات لسع الْحَيَّة الْمُسَمَّاة بالخطاف وَهِي من الصم يعرض لملسوعها فوَاق وَتغَير لون وخدر وَبرد أَعْضَاء وسبات وانغماض أجفان مَعَ شدَّة خفقان يخْتَص بِهِ وَعظم وجع وعلاجها علاج الصم وَقد ذَكرْنَاهُ. فصل فِي عَلَامَات لسع أسقيوس الْيَابِسَة وَهِي من الصم من لسعته هَذِه عرض لَهُ مَا يعرض من لسع الخطّاف فيتغيّر لَونه ويخدر وَيكثر فواقه وتبرد أعضاؤه وتتغمّض أجفانه وتسبت وعلاجها علاج الصم وَقد ذَكرْنَاهُ. من لسعته يبْقى بِلَا حسّ وَلَا حَرَكَة مسكوتاً مسبوتاً بعد الْأُمُور الْأُخْرَى الْمَذْكُورَة فِي بَاب أسقيوس بعد تثاؤب متتابع وتغميض والتواء رَقَبَة وكزاز ونبض(3/312)
غير مُنْتَظم وَلَا يحس بوجع وَرُبمَا أحس فِي أَوَائِل الْأَمر بوجع مقيء ترَاهُ يدْخل إصبعه حلقه ليتقيأ وَقد ذكر بَعضهم أسقيوس ووصفها بِأَنَّهَا ترفع رَأسهَا وتبصق السم فلست أَدْرِي أَنَّهَا وَالَّتِي ذَكرنَاهَا نوع وَاحِد وَهِي من جنس البصاقات لكنه ذكر من أعراضها أَن مَوضِع لسعها صَغِير بِقدر نخس الإبرة من غير ورم ويسيل مِنْهُ دم قَلِيل أسود وَتعرض لملسوعها غشاوة عين ووجع فِي إلأحشاء والفؤاد أَولا ثمَّ يعرض التغميض والسبات وَلَا يعِيش فَوق ثلث النَّهَار وعلاجها من جنس علاج الصم وَقد ذَكرْنَاهُ. فصل فِي لسع المقرنه هِيَ جنس من الصمّ يكون طولهَا من ذِرَاع إِلَى ذراعين وعَلى رَأسه نتوءان كقرنين ولون بدنهَا لون الرمل وَيكون على بَطنهَا كفلوس يابسة صلبة تكش على الأَرْض بصرير وَأَسْنَانهَا مستوية غير معوجة وأكثرها فِي الْمَوَاضِع الرملية. قَالَ قوم وَمِنْهَا جنس يُسمى القصيرة وَهِي بِسَبَب أَن قرنها أقصر وَقد سقط قرنها وَهِي أَيْضا قصار صغَار وَهِي كَبِيرَة اللحيين وَلذَلِك تسمى اللحيانية. يحس فِي مَوضِع اللسعة كَأَن إبرة أَو مسماراً غرز فِيهِ وركّز ويثقل بدنه ثقلاً عَظِيما ينتفخ جفناه ويعرض لَهُ دوار وظلمة عين وَذَهَاب عقل وعلاجها أَيْضا علاج الصم وَمِمَّا يخْتَص بهَا أَن يسقى بزر الفجل مَعَ شراب وخصوصاً إِذا تقيأوا بِهِ واذا قذفوا نفعهم الكمون الْهِنْدِيّ والسمسم نَافِع أَيْضا من عضه مَعَ شراب والجندبيدستر مَعَ شراب والفودنج الْبري مَعَ شراب وبزر الفجل عَجِيب الْمَنْفَعَة فِيهِ وَيُوضَع على اللسعة ملح مسحوق معجون بقطران أَو بصل مدقوق بخل. فصل فِي حَيَّة تسمى أودريس وكدوسودروس هَذِه الْحَيَّة إِذا كَانَت فِي المَاء سَمَّاهَا اليونانيون أودروس وَإِذا كَانَ مَسْكَنهَا فِي الْبر سميت كدوسودروس وَهِي أَصْغَر من الأصلة الصمّاء وَأعْرض عتقا وأشر وأضر يعرض من - لسعتها أَن تَأْخُذ اللسعة بوجع شَدِيد أَو تلتهب ثمَّ تخضر وتتآَكل ويعرض للملسوع دوار وَقذف مرّة مُنْتِنَة وحركة غير منتظمة وَضعف قُوَّة وَيهْلك فِي الْأَكْثَر فِي السَّاعَة الثَّالِثَة وَلَا تجَاوز الثَّالِث فَإِن أفلت لِأَنَّهَا مائية أَو لِأَن مراج الملسوع قوفي لَزِمته أمراض لَا يكَاد يبرأ مِنْهَا. فصل فِي العلاج علاجه العلاج الْعَام وَمِمَّا يخْتَص بِهِ أَن يشرب من جوز السرو المنقّى مَعَ حب الآس من كل وَاحِد درخمي بِمَاء الْعَسَل أَو بشراب وَكَذَلِكَ الزراوند وزن دِرْهَمَيْنِ بشراب أَو خل ممروج وَكَذَلِكَ عصارة الفراسيون ويضمد بالكلس وَالزَّيْت والفودنج الْجبلي وقشور أصل البلوط وَنَحْو ذَلِك مُفْردَة ومخلوطة وَمِمَّا يخلط بِهِ دَقِيق الشّعير.(3/313)
فصل فِي أذريس إِنَّمَا ذكرت أذريس فِي هَذِه الْجُمْلَة لِأَنِّي غير واثق هَل هُوَ أدريوس وَقد خُولِفَ بالتصريف وَالْكِتَابَة كَمَا يَقع فِي كِتَابَة كَلِمَات اليونانيين أَو حَيَّة أُخْرَى لَكِن الْموضع الَّذِي نقلت مِنْهُ هَذَا قد ذكر مُصَنفه للسعتها أعراضاً أخر فَقَالَ أنّ لسعتها تجرح ويستعرض جرحها ويكمد لَونه وَتخرج مِنْهُ رُطُوبَة سَوْدَاء كَثِيرَة مُنْتِنَة جدا وَيطول علاجهم ويعسر فَيجب أَن ينظر غَيْرِي فِي هَذَا وَيعرف حَاله لينتقل إِلَى الطَّبَقَة الثَّانِيَة من الْحَيَّات. فصل فِي قَول كلي فِي لسع الأفاعي وأحكامها شَرّ الإفاعي والتنانين ذكورتها وَأما الْإِنَاث فَإِنَّهَا أسلم ولسع الْأُنْثَى يعرف بِوُجُود مغارز لأكْثر من نابين فِي الْجِهَة الَّتِي عضّ بهَا وَيخرج فِي أول الْأَمر من مَوضِع النابين أَو الأنياب دم ثمَّ صديد غالي وَرُبمَا ابْتَدَأَ مائياً ثمَّ زيتياً ثمَّ زنجارياً قد اسْتَحَالَ إِلَى جَوْهَر السم ولونه ويوجع الْموضع ثمَّ يدبّ وَجَعه ثمَّ يظْهر ورم حَار أَحْمَر ذُو بثور كَثِيرَة ونفّاطات كحرق النَّار وَرُبمَا فَشَا ثمَّ يخصر ذَلِك الورم فِي قرب اللسعة ويجف الْفَم ويعرض فِي الأحشاء التهاب وَفِي الْبدن حمى مَعَ نافض ثمَّ عرق بَارِد وَفَسَاد لون إِلَى خضرَة وتهيج دوار وتواتر نفس وصغره وغثى وفواق وَرُبمَا قاء خلطاً مرياً ويعسر الْبَوْل ويثقل الرَّأْس وَرُبمَا أرعف وَيظْهر ثقل فِي الصلب ثمَّ عرق بَارِد ورعدة شَدِيدَة وَغشيَ وَأكْثر مَا يهْلك يهْلك فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَرُبمَا بَقِي إِلَى السَّابِع. فصل فِي علاج لسع الإفاعي بِمَا هُوَ كالقانون تراعى الْأُصُول الْمُشْتَركَة فِي العلاج ثمَّ أقوى العلاج الْمُبَادرَة إِلَى ترياق الإفاعي وَإِذا تَأَخّر فقد يُمكن أَن ينفع الترياق كثيرا وَقد يُمكن أَن لَا ينفع وَأما مصيره آلَة للسم فَلَيْسَ بِشَيْء لِأَن الطبيعة هِيَ الَّتِي تسْتَعْمل الْآلَات وَأما الشَّيْء الْغَرِيب فَلَيْسَ يُمكنهُ أَن يستعملها اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتَّفق هيجان مِنْهُمَا مَعًا وَإِن أمكنه الإستكثار من الثوم وَالشرَاب فَرُبمَا اسْتغنى عَن كل علاج وَكَذَلِكَ الكراث والبصل مَعَ الشَّرَاب إِن لم يُوجد الثوم وَقد ذكرُوا أَن ذكر الأيل مشوياَ إِذا طعم فِي الْحَال نفع والحرمل من الْأَدْوِيَة المخلصة وَكَذَلِكَ لب حب الأترج وَمن الترياقات الْخَاصَّة بهَا القوية أنيسون اكسوثافون فلفل أَربع درخميات قشر الزراوند المدحرج جندبادستر مر من كل وَاحِد درخمي يعجن بالطلاء والشربة جوزة. أَيْضا: يُؤْخَذ مر جندبادستر فلفل زرنيخ أَحْمَر من كل وَاحِد دِرْهَم بزر الشبث أوقيتين وَأَيْضًا: يُؤْخَذ بزر الحندقوقي وزاراوند مدحرج والسذاب البزي لَيْسَ هُوَ الحرمل على مَا يَظُنّهُ بَعضهم بل هُوَ ضرب من السذاب نَفسه. وَيجب أَن يُعْطي السّمن الْكثير وخصوصاً الْعَتِيق فكثيراً مَا خلص السّمن الْعَتِيق وَحده وَيجْلس فِي أبزن من لبن ويكلف الانتباه وَيَمْشي ويحمم فِي بعض الْأَوْقَات حَماما معرقاً ويسقى الأنافح وَنَحْوهَا عقيب ذَلِك وَخَيرهَا أنفحة الأرنب الطرية فَإِنَّهَا أَيْضا أطيب إِذا سقيت بِأَرْبَع أواقي خمر ممروج باعتدال وأنفحة الأيل(3/314)
أيضاَ جَيِّدَة. قَالَ قوم: إِن أَخذ إِنْسَان البصل البحري ومضغه وبلع مَا يسيل مِنْهُ وضمد بثقله اللسعة ثمَّ يهْلك الْبَتَّةَ. وجرب قوم مرقة الضفادع فَكَانَت نافعة مخلصة إِذا أكلت وَلحم ابْن عرس المخلل المملح والسرطانات البحرية وَدم السلحفاة البحرية وَقَالَ قوم أَن الْحجر الَّذِي يعرف بِحجر الْحَيَّة إِذا علق كَانَ فِيهِ عَافِيَة. فصل فِي سَائِر المشروبات الممدوحة فِي لسع الإفاعي قَالُوا الكرفس الْبري وَهُوَ السمرفيون جيد من ذَلِك وأصل الوجّ وورق الزراوند وَأَصله وأصل المرو وأصل الفاشرا أَو الفاشرستين أَو الغاريقون أَي ذَلِك كَانَ يسقى مِنْهُ فِي شراب حُلْو قدر درخمي وَكَذَلِكَ عصارة أناغلس أَي آذان الفأر وَكَذَلِكَ الكمون لَا سِيمَا الْجبلي وعصارة الكرنب أَو قسط درخميين مَعَ أثولوسين فلفلاً أَو أصل بخور مَرْيَم أَو بزر الكاشم أَو أَصله أَو بزر الحرمل بعصارة الكراث أَو عصارة الحرشف وَأَيْضًا أنفحة الأرنب ودقيق الكرسنة خَاصَّة والزنجبيل فِي لبن النِّسَاء ويسقى أصل الحز أَو الحزنبل الَّذِي هُوَ مَعْرُوف بنواحي التّرْك وَهُوَ شَدِيد الْمَنْفَعَة وقسر الزراوند وأصل الحندقوقي وَقد زَعَمُوا أَن التربذ إِذا سقِِي فِي لبن حليب نفع جدا وَلبن اللاعية وَأَظنهُ الترياق الفراوي والبوشنجي نَافِع أَيْضا فِيمَا ذكر من لسع الأفاعي وَجَمِيع الْهَوَام أَو الجاوشير وزن دِرْهَمَيْنِ مَعَ خلّ. وَأَيْضًا يُؤْخَذ من الْقسْط ثَلَاثَة مَثَاقِيل أَو من الجنطيانا وَأَيْضًا مِمَّا هُوَ جيد بعر الْمعز يفت فِي شراب ويسقى وَجَمِيع المقطعات الحادة خُصُوصا الثوم والبصل والكرّاث والفجل وماؤه وَجَمِيع المملحات خصوصاَ جَوف ابْن عرس وَالْعَقْرَب المشوية ومرارة الديك وَسَائِر الطير. وَمن العصارات الشَّدِيدَة النَّفْع عصارة السذاب وعصارة ورق التفاح وعصارة المرزنجوس والخل نَفسه ويغلى مِنْهُ أَربع أواقي ويسقى وعصارة أَطْرَاف الكرنب النبطي أَو بَوْل الْإِنْسَان فِيمَا يُقَال. فصل فِي الضمادات من خَارج هَذِه الضمّادات الجذابة تسْتَعْمل قبل أَن يتورّم وَهِي تتَّخذ من الأبهل وَحب الْغَار وَمن البابونج والاشقيل المشوي خَاصَّة ودقيق الكرسنة كل ذَلِك أفراداً ومخلوطة بشراب والتضميد بالجبن الْعَتِيق جيد بَالغ والتضميد بالدجاج المشقوق جيد جدا غَايَة وَكَذَلِكَ بِلَحْم الأفاعي فصل فِي الحيّات البازقة للدم من المسام كلّها مثل أموريوس وبسطيس هَذِه الحيّات رَدِيئَة إِذا لسعت انفجرت المسام والمنافذ كلهَا دَمًا منبعثاً نجاجاً حَتَّى من القروح المندملة مَعَ وجع مفصل وقيء دم وَنَفث دم وَقد ذكرت القدماء أَن هَاتين الحيّتين رمليّتا الْأَبدَان وعَلى أبدانهما نقط سود وبيض وأطوالها أطوال المقزنة وَقد قَالَ بَعضهم أَنَّهَا أَصْغَر من الأفعى ورؤوسها وأذنابها دقاق وَهِي رمدة الألوان وَرُبمَا كَانَت سَوْدَاء وحمراء وبيضاء وَتَكون على رؤوسها جدد بيض متقاطعة ولأنسيابها كشيش ليبوسة قشور بطونها كَأَنَّهَا خشخشسة أالقضبان وَهِي ثقال الْحَرَكَة مستوية الْأَسْنَان وَهَذَا يصفها بِصِفَات(3/315)
بعض حيات الطَّبَقَة الأولى وَيَقُول هَذِه حيات رَدِيئَة يفجر لسعها المسام والمجاري الطبيعية دَمًا منبعثاً نجاجاً وَرُبمَا سَالَ مِنْهُ شَيْء قَلِيل مائي حَتَّى من أبدان القروح المندملة حَتَّى من مآقي الْعين وانزعاج قيء دم وَنَفث دم ورعاف مَعَ وجع فِي الْمعدة وقالى بَعضهم أَن الْموضع يرم ويسود ويسيل مِنْهُ شَيْء قَلِيل مائي ويستطلق الْبَطن ويضيق. النَّفس ويعرس الْبَوْل وَيَنْقَطِع الصَّوْت وَتَسْتَرْخِي الْأَعْضَاء ويغلب على الْبدن حَالَة كالنسيان وَيحدث الكزاز وَتسقط الْأَسْنَان وَيَمُوت صَاحبه. فصل فِي العلاج علاجهم قريب من علاج الأصلال والأفاعي من حَيْثُ يسقون شرابًا كثيرا ويقيئون عَلَيْهِ بعد التغذية بِمثل الطرنج والسمك المالح والثوم ويكرر عَلَيْهِم الْقَيْء ثمَّ يَأْكُلُون بعد ذَلِك الْخبز بالسمك المكبب على الْجَمْر ويأكلون الزَّبِيب وبزر الفجل أَيْضا مِمَّا يَنْفَعهُمْ وخصوصاً بشراب وعصارة الخشخاش مَعَ أصل السوسن الاسمانجوني بشراب وَقد يَنْفَعهُمْ بَيَاض الْبيض بشراب وَقد يَنْفَعهُمْ من حَيْثُ نزف الدَّم التضميد ببقلة الحمقا ودقيق الشّعير وورق الْكَرم الْمَطْبُوخ أَو لِسَان الْحمل أَو العفص وَمِمَّا يحبس الدَّم بالكي الكراث والانجرة والسذاب بدقيق الشّعير وَبَيَاض الْبيض. فصل فِي الْحَيَّة المعطشة قَالُوا أَن الْحَيَّة المعطشة طولهَا شبر وَاحِد على بدنهَا آثَار سود كَثِيرَة ورأسها صَغِير وعنقها غليظ ويبتدىء خلقهَا من عنق غليظ إِلَى ذَنْب دَقِيق. وَقَالَ قوم أَن كثر مَا تكون هَذِه فِي بِلَاد لوبية وَالشَّام وَصورتهَا صُورَة الأفعى ولون مؤخرها إِلَى الأذناب إِلَى السوَاد وتنساب مشيلة ذنبها. وَقَالَ قوم أَنَّهَا تكون فِي السواحل قَالُوا ويعرض لملسوعها أَن يَحْتَرِق بَطْنه ويلتهب فَلَا يروي من المَاء بل لَا يزَال يشرب من غير خُرُوج شَيْء ببول أَو عرق حَتَّى ينتفخ بدنه كُله وَيجْرِي المَاء فِي جَمِيع عروقه. تدبيرهم بعد المشتركات من التدابير وإلزامهم شرب الدّهن الْكثير وَالْقَذْف ثمَّ حقنهم بِمَا يخرج الأثقال والرطوبات ويجذب المَاء إِلَى أَسْفَل أَن يُعْطوا المدرّات مثل طبيخ الكرفس والسنبل الْهِنْدِيّ وَالدَّار صيني والأسارون والساليوس وَالْفطر اساليون وَنَحْو ذَلِك ويضمدوا من خَارج بالملح والنورة وَالزَّيْت وبالأضمدة الَّتِي نذكرها لمن عضّه الْكَلْب الكَلِب. فصل فِي القفازة والطفارة هَذِه حيات صغَار قصار دقاق رُبمَا كمنت على الْأَشْجَار راصدة وَتَرْمِي بأنفسها على من يمر بهَا وتثب منزعجة إِلَيْهِ. أَقُول أَن جِنْسا من هَذِه الْحَيَّات رَأَيْتهَا بنواحي دِهِسْتازن هِيَ إِلَى الْحمرَة وَهِي خبيثة جدا وَقَالُوا يعرض من نهشها وجع شَدِيد وورم حَار فِي جَمِيع الْبدن إِن كَانَ من الْجِنْس الَّذِي رَأَيْنَاهُ فَيعرض مِنْهَا الْهَلَاك. قَالُوا وعلاجها: العلاج(3/316)
الْمُشْتَرك وعلاج الأفاعي. وَقد ذكر حَيَّة اسْمهَا أمغيسينا وَذكر أَنَّهَا الطفارة إِلَى الْجِهَتَيْنِ وَلست أحقق أَنَّهَا هِيَ القفّازة أَو غَيرهمَا لكِنهمْ يصفونها بِأَن طرفيها متساويان فِي الغلظ ومساويان للوسط وَمَا أَظن أَن هَذَا هُوَ الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِالْحَقِّ. فصل فِي البلوطية وَهِي درونيوس هَذِه تأوي المبالط ويعرض من لسعها انسلاخ الْجلد لملسوعها وانسلاخ جلد من يخالطه ويعالجه ولهارائحة خبيثة تسدك بِمن يُبَاشر قَتلهَا سَوَاء كَانَت شامة أَو غير شامة وَتعرض مِنْهَا أَعْرَاض لسع الأفاعي. فصل فِي العلاج علاج هَذِه كعلاج الأفاعي وينفعهم خَاصَّة شرب الزراوند الطَّوِيل بِالشرابِ وَكَذَلِكَ الحندقوقي وأصل الْخُنْثَى فِي الشَّرَاب والتضميد بثمرة البلّوط. فصل فِي الجاورسية هَذِه جنس من الْحَيَّات كَأَن ألوانها لصفرتها لون الجاورس وَتعرض لمن لسعته أَعْرَاض رَدِيئَة شَبيهَة بأعراض الأفاعي وعلاجها ذَلِك العلاج. فصل فِي الحيّة المسمّاة بسيسطالي قَالُوا أَنَّهَا تشبه الطفارة إِلَى الْجِهَتَيْنِ لَكِن تِلْكَ شَرّ وأعراضها تِلْكَ الْأَعْرَاض وعلاجها ذَلِك العلاج. فصل فِي الْحَيَّة الرقشاء ذَات الألوان الْمُخْتَلفَة قد ذكر بَعضهم أَنَّهَا خبيثة تقتل فِي الْيَوْم الثَّانِي بتأكيل الكبد وتفتيت الأمعاء ُوعلاجها علاج الأفاعي الصّعبة. قد وصفت هَذِه الْحَيَّة بِأَن أعراضها أَعْرَاض الأفاعي لَكِن مَعَ انتفاخ من مَوضِع اللسعة وصلابة ونفاخات وَيظْهر سيلان رُطُوبَة دمويّة وسوداء من ذَلِك الْموضع ويعرض لَهُ تغيّر عقل وغشاوة بصر وكزاز مهلك وعلاجها علاج الأفاعي وَقد ذكرت أَنا هَذِه الْحَيَّة فِي هَذَا الْموضع تخميناً وَمَا أعرفهَا وَلَا طبيعتها وَلَا جِنْسهَا بالتحقيق وَلَا أعرف هَل هِيَ فِي المكرّر أم لَيْسَ. فصل فِي فنجونيوس قَالُوا لسعها شَبيه بلسع الأفعى لَكِن يعرض للحم الملسوع مِنْهَا فَسَاد واسترخاء كَمَا لمن بِهِ الاسْتِسْقَاء ويعرض سبات ونسيان وإسقام فِي الكبد والصائم والقولون وَقَوْلِي فِي هَذِه الْحَيَّة وَإِنِّي على التخمين أوردتها فِي هَذَا الْموضع قولي فِي الَّتِي(3/317)
قبلهَا وَرُبمَا لم تكن من هَذِه الطَّبَقَة بل من الطَّبَقَة المعفنة وعلاجها علاج الأفاعي. فصل فِي ممرذوطيس ومواعروس قَالُوا أَن هَذِه الْحَيَّات طول كل وَاحِدَة مِنْهَا إِلَى ذِرَاع وألوانها ألوان الرمل وعَلى أبدانها آثَار. قَالُوا ويعرض لمن تلسعه وجع شَدِيد فِي مَوضِع اللسعة وورم عَظِيم ويسيل مِنْهُ صديد دموي ويعرض لَهُ وجع فِي المثانة والكبد والمراق مبرح وَهُوَ مِمَّا يقتل فِي الثَّالِث وَلَا يُمْهل بعد السَّابِع. فصل فِي علاجهما قَالُوا أَن علاج ملمدغهما العلاج الْعَاميّ ويخصّهم سقِِي الجندبيدستر وَالدَّار صيني وأصل القنطوريون من أَيهَا كَانَ دِرْهَمَانِ بشراب وينفعهم أصل الزراوند وخصوصاً الطَّوِيل مَنْفَعَة عَظِيمَة وَكَذَلِكَ أصل الشواصر أَو عصارته خَاصَّة واْصل الجنطيانا وينفعهم من الأضدمة العنصل الْمَطْبُوخ المجفّف المدقوق وقشور الرُّمَّان وَكَذَلِكَ القنطوريون وبزر الْكَتَّان والخسّ وبزر الحرمل واللبلاب والسذاب البرّ وتنفعهما الضمّادات المختصة بالقروح المتعفّنة. فصل فِي الْحَيَّة الْمُسَمَّاة سيسر وَهِي المعفّنة قد زعم قوم أَنَّهَا حيات تكون فِي بِلَاد الشَّام ومصر عريضة الرؤوس دقيقة الأذناب مستديرة الْبُطُون لَيْسَ على رؤوسها خطوط وجدد وَلَكِن على أجسادها خطوط مُخْتَلفَة الألوان وَإِذا انسابت لم تستقم بل تعجرفت ويعرض لمن تلدغه ورم موجع وعفن الْبدن كُله بعد إنرضاضه وتمرّط فِي الشّعْر وَرُبمَا أسْرع العفن فَهَلَك السَّلِيم وَكَأَنَّهَا ضرب من الأفاعي. فصل فِي العلاج يجب أَن يكون علاجها العلاج الْعَام والعلاج الْمُتَوَسّط من علاج الأفاعي ثمَّ علاجما عرض من لسعها من الْأَحْوَال والأعراض. فصل فِي أَصْنَاف الْحَيَّات الآخر الَّتِي تؤذي إِذا عضت بِالْجرْحِ فِي التنين: قَالُوا أَصْغَر أَصْنَاف التنانين على مَا ذكره بَعضهم خَمْسَة أَذْرع وَأما الْكِبَار فَتكون من ثَلَاثِينَ ذِرَاعا إِلَى مَا فَوق ذَلِك. قَالُوا أَو يكون للتنين عينان كبيرتان وَتَحْت الفك الْأَسْفَل نتوء كالذقن وَتَكون لَهُ أَنْيَاب كَبِيرَة. قَالَ قوم أَنَّهَا تكْثر فِي نَاحيَة النّوبَة والهند والهندية أكبر واليونانية الَّتِي تكون فِي بِلَاد آسِيَة تكون إِلَى أَرْبَعَة أَذْرع والهندية هِيَ الْكَبِيرَة جدا. قَالُوا وَتَكون(3/318)
صفتهَا مَا ذكرنَا وَلها وُجُوه صفر وسود وَلها أَفْوَاه شَدِيدَة السعَة وحواجب تغطي عيونها وعَلى أعناقها تفليس وَفِي كل لحي ثَلَاثَة أَنْيَاب أَقُول وَقد رَأينَا من هَذَا الْقَبِيل مَا على رقبته فِي حافتيها شعر غليظ. قَالُوا وَيحدث من نهشها وجع يسير ثمَّ تلتهب وذكورها أَخبث من إناثها. أَقُول قد صَحَّ أَن فِي غير بِلَاد الْهِنْد قد تكون تنانين عَظِيمَة جدا وَقَالُوا علاجها علاج القروح الرَّديئَة فَقَط. فصل فِي أغاذينمون وَالسير يشبه أَنه تكون هَذِه من أَجنَاس التنانين قَالُوا إِن من ينهشه أغاذينمون يعرض لَهُ مَا يعرض لسَائِر منهوشي التنانين. وَأما السّير قَالُوا أَن أنيابه شَدِيدَة وَمن شَأْنه أَن ينثر اللَّحْم وييبسه فيعظم الْخطب فِي قُرْحَته وَيحْتَاج إِلَى علاج الْجِرَاحَات الرَّديئَة جدا. قَالُوا يطلى عضته بالكبريت والخل قَالُوا وينفع مِنْهُ شَحم التمساح ضمّاداً والسمكة الْمُسَمَّاة طريغلا والرصاص إِذا دلك عَلَيْهِ انْتفع بِهِ وأدوية كتبناها فِي بَاب الرتيلاء وخاصة الترياق الأول والباذروج شرباً وضماداً نَافِع مِنْهُ.
(فصل فِي حيوانين بحريين)
ذكرهمَا بعض الْعلمَاء وأظن أَنَّهُمَا من جنس التنانين البحرية أَحدهمَا سموريا زعم ذَلِك الْعَالم أَنه يعرض من نهشه مَا يعرض من نهش الأفاعي وَيُشبه أَن يكون علاجه علاج الأفعى. الآخر طروغورن قَالَ من نهشه طروغورن عرض لَهُ وجع شَدِيد وبرودة كَثِيرَة وخدر وَمَوْت وشيك وَيُشِير إِلَى أَن علاجه علاج الْبَارِدَة السمُوم قَالَ يجب أَن تنطل النهشة بالخلّ المفتر ويضمّد الْموضع بورق الْغَار ويمرّخ بدهن الْقسْط ودهن العاقرقحا وَمَا يشبههما من الأدهان وَمَا فِيهَا قوّة العنصل والأنجرة. وَأما المشروبات لَهُم فسلاقة ورق الْغَار مَعَ خل الأنجذان بسذاب أَو يُؤْخَذ من المرّ والفلفل والسذاب أَجزَاء سَوَاء والشربة درخمي فِي شراب والترياق الأول الْمَذْكُور فِي بَاب الرتيلاء. الْمقَالة الرَّابِعَة وَذَوَات الْأَرْبَع نذْكر فِي هَذِه الْمقَالة آفَات عض الْإِنْسَان وعضّ الْكَلْب وَالذِّئْب وَنَحْوه وعضّ الْكَلْب من الْكلاب وَالسِّبَاع والتمساح وعضّ القرد وعضّ ابْن عرس وعضّ الغلا وَهُوَ موغالي. كَلَام كلي فِي علاج العضّ شَرّ العض مَا كَانَ من جَائِع كَانَ إنْسَانا أَو غير إِنْسَان وَمن أَرَادَ أَن يعالج العضّ فَيجب أَن يضع على العضّة خرقَة مغموسة فِي الزَّيْت أَو يمسح بِنَفس الزَّيْت ثمَّ إِن لم يبلغ بِهِ الْغَرَض(3/319)
ضمد بِمثل الْعَسَل والبصل والباقلا ممنوغانيا كَمَا هُوَ فَذَلِك عَجِيب فِي هَذَا الشَّأْن وَأَيْضًا الطلاء بالمرداسنج والتضميد بدقيق الكرسنة عَجِيب وَإِن رأى فِيهِ فَسَادًا نقى أَولا بفصد أَو محجمة أَو بدواء جاذب وَيتْرك حَتَّى يقيح وَينظر فَإِن رأى فِي قيحه عفونة علم أَن التنقية والجذب للآفة لم تكن قَوِيَّة بَالِغَة فيعالج بالجواذب القوية الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي بَاب اللسوع وَإِن لم يكن فِي الْعُضْو فَسَاد منع التورّم وألحم الْجرْح. وَمن أَجود المراهم للعضّ لمناشب المخالب المرهم الْأسود يسْتَعْمل بعد جذب الغائلة إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ وَبعد غسل بِمَاء وملح. فصل فِي عضى الْإِنْسَان للْإنْسَان يوضع على العضة إِذا وَقعت شَدِيدَة بصل وملح وَعسل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يعالج بالمرهم الْأسود الْمُتَّخذ من الشَّحْم والشمع وَالزَّيْت والبارزد فَإِنَّهُ خير ضمّاد للعضّة وَكَذَلِكَ الرُّمَّان المعجون بالخلّ والبصل وَالْعَسَل وَرُبمَا عرض من عض الْإِنْسَان وخصوصاً الصَّائِم أَو المتناول للحبوب المستعدة للْفَسَاد وخصوصأ العدس حَالَة رَدِيئَة فَيجب أَن تمسح العضة بالزيت وتضمد بِأَصْل الرازيانج مَعَ الْعَسَل أَو دَقِيق الباقلا مَعَ مَاء وخلّ ويبدل الضماد كل مرّة وَأَيْضًا دقاق الكندر بشراب وزيت وَأَيْضًا عِظَام العجاجيل محرقة إِلَى أَن تبيض يعجن بِعَسَل وَأَيْضًا ملح مسحوق بِعَسَل أَو مر وصمغ البطم والجراحه قد تملأ من شبت يَابِس محرق تملأ بِهِ وتشد ويطلى أَيْضا عَلَيْهَا رماد الكرنب. فصل فِي عضّة الْكَلْب الأهلي غير الكَلِب وَكَذَلِكَ عضة الذِّئْب وَنَحْوه يقرب علاج ذَلِك مِمَّا ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاب الْكُلِّي وَمن علاج عض الْإِنْسَان وَرُبمَا كفى أَن يرشّ الْموضع فِي سَاعَته بالخلّ وَيضْرب عَلَيْهِ بالكف مَرَّات ثمَّ يوضع عَلَيْهِ نطرون بخل ويجدد عَلَيْهِ كل ثَلَاثَة أَيَّام وخصوصاً إِذا خيف عَلَيْهِ الكَلَب وَرُبمَا كفى أَن يعالج ببصل وملح وسذاب والباقلا واللوز المرّ مَعَ الْعَسَل ولسان الْحمل مَعَ الْملح وورق القثاء وَالْخيَار والفودنج مدقوقاً بشراب وَأَيْضًا الطلاء عَلَيْهِ بمرداسنج وخصوصاً إِن كَانَ هُنَاكَ ورم وَإِن كَانَ هُنَاكَ لهيب شَدِيد فدقيق الكرسنّة بالعسل وَمِمَّا ينفع مِنْهُ صعتر برّي مَعَ ملح وَعسل والمري المخلل والخل فصل فِي صفة الْكَلْب الكَلِب وَالذِّئْب الكلِب وَابْن آوى الكَلِب الْكَلْب وَغَيره مِمَّا ذكر يعرض لَهُ الْكَلْب وَهُوَ اسْتِحَالَة من مراجه إِلَى سوداوية خبيثة سميَّة وَتعرض لَهُ هَذِه الاستحالة إِمَّا من الْهَوَاء وَإِمَّا من الأغذية والأشربة أما من الْهَوَاء فَإِن يحرق الحرّ الشَّديد أخلاطه فيكلب فِي الخريف أَو يجمد الْبرد الشَّديد دَمه إِلَى السوداوية فيكلب فِي الرّبيع. وَأما من الأغذية والأشربة فَإِن يلغ فِي دِمَاء القصابين وَيَأْكُل من الْجِيَف وَيشْرب من الْمِيَاه العفنة فتميل أخلاطه إِلَى سَوْدَاء عفنة فَيعرض لخلقته أَيْضا أَن تتشوش حِين عرض لمراجه أَن يتَغَيَّر كَمَا يعرض للمجذومين وَرُبمَا ورم بدنه واستحال لَونه إِلَى(3/320)
الرمدة ويزداد تمدياً فِي أَسبَاب فَسَاده فَإِنَّهُ يجوع فَلَا يَأْكُل ويعطش فَلَا يشرب المَاء وَإِذا لَقِي المَاء فزع مِنْهُ وعافه وَرُبمَا ارتعش مِنْهُ وارتعد وَأكْثر الارتعاش يكون فِي جلدَة وَجهه بل رُبمَا مَاتَ مِنْهُ خوفًا وخصوصاً فِي آخر أمره وَتعرض لبصره غشاوة وَيكون دَائِما لاهثاً مَجْنُونا لَا يعرف أَصْحَابه فتراه محمرّ الْعَينَيْنِ شزر النّظر منكره دالع اللِّسَان سَائل الرِّيق زبديه سَائل الْأنف أُذُنه قد طأطأ رَأسه وأرخى أُذُنَيْهِ فَهُوَ يحركهما وَقد حدب ظَهره وَعطف صلبه إِلَى جَانب فتراه قد عوجه إِلَى جَانب! الى فَوق وَقد اسْتَقر ذَنبه يمشي خَائفًا مائلًَ كَأَنَّهُ سَكرَان كئيب مغموم ويتغير كل خطْوَة وَإِذا لَاحَ لَهُ شبح ماثل عدا إِلَيْهِ حَامِلا عَلَيْهِ سَوَاء كَانَ حَائِطا أَو شَجَرَة أَو حَيَوَانا وقلما تقرن حَملته نبيحه إِلَى مَا يحمل عَلَيْهِ على عَادَة الْكلاب بل هُوَ سَاكِت زميت وَإِذا نبح رَأَيْت نباحه أبح وَترى الْكلاب تنحرف عَن سَبيله وتفر عَنهُ وَهُوَ بعيد فان دنا من بَعْضهَا غَفلَة تبصبصت لَهُ وتخاشعت بَين يَدَيْهِ ورامت الْهَرَب مِنْهُ. وَالذِّئْب شرّ من الْكَلْب وَكَذَلِكَ مَا فِي قدره من الضباع وَبَنَات آوى. فصل فِي أَحْوَال من عضه الْكَلْب الكَلِب إِذا عضّ الْكَلْب الكَلِب إنْسَانا لم ير إِلَّا جِرَاحَة ذَات وجع كَسَائِر الْجِرَاحَات ثمَّ يظْهر عَلَيْهِ بعد أَيَّام شَيْء من بَاب الْفِكر الْفَاسِد والأحلام الْفَاسِدَة وَحَالَة كالغضب والوسواس واختلاط الْعقل وَإجَابَة بِغَيْر مَا يسْأَل عَنهُ وتراه يشنج أَصَابِعه وأطرافه يقبضهَا إِلَيْهِ ويهرب من الضَّوْء واختلاج الْحجاب وفواق وعطش ويبس فَم وهرب من الزحمة وحبّ استفراد وَرُبمَا أبْغض الضَّوْء وتحمر أعضاؤه وخصوصاً وَجهه ثمَّ يتقرح وَجهه وَيكثر وَجَعه ويبح صَوته ويبكي ثمَّ فِي آخِره يَأْخُذ فِي الْخَوْف من المَاء وَمن الرطوبات وَكلما قربت مِنْهُ تخيل الْكَلْب فخاف مِنْهُ وَرُبمَا لم يفزع بل استقذره وَرُبمَا أحب التمرغ فِي التُّرَاب وَرُبمَا حدث بِهِ زرق الْمَنِيّ بِلَا شَهْوَة وَيُؤَدِّي لَا محَالة إِلَى تشنج وكزاز وتأد إِلَى عرق بَارِد وَغشيَ وَمَوْت وَرُبمَا مَاتَ قبل هَذِه الْأَحْوَال عطشاً وَرُبمَا اشْتهى المَاء ثمَّ اسْتَغَاثَ مِنْهُ إِذا لقِيه وَرُبمَا تجرع مِنْهُ فغص بِهِ وَمَات وَرُبمَا نبح كالكلاب وَكَانَ أبح وَرُبمَا انْقَطع صَوته فَصَارَ كالمسكوت لَا يَسْتَطِيع أَن يُنَادي وَرُبمَا بَال شَيْئا تظهر فِيهِ أَشْيَاء لحمية عَجِيبَة كَأَنَّهَا حيوانات وَكَأَنَّهَا كلاب صغَار. وَأما فِي أَكثر الْأَحْوَال فبوله رَقِيق وَرُبمَا كَانَ أسود وَقد يحتبس بَوْله فَلَا يقدر أَن يَبُول الْبَتَّةَ وَيكون بَطْنه فِي الْأَكْثَر يَابسا وَمن عجائب أَحْوَاله أَنه يحرص على عض الْإِنْسَان فَإِن عض إنْسَانا بعد هيجانه عرض لذَلِك الْإِنْسَان مَا يعرض لَهُ وَكَذَلِكَ سوء رمائه وفضلة طَعَامه يعملان بِمن يتناولهما ذَلِك. وَمَا فزع مِنْهُم من المَاء أحد فيخلص بعلاج أَو غَيره خُصُوصا إِذا رأى وَجهه فِي الْمرْآة فَلم يعرف نَفسه أَو تخيّل لَهُ فِيهَا كلب إِلَّا رجلَيْنِ فِيمَا زعم الْأَوَائِل عاشا فِي مثل هَذِه الْحَال وَلم يكن الْكَلْب نَفسه عضّهما بل إِنَّمَا كَانَ قد عضهما إِنْسَان عضة كلب كَلِب. وَأما قبل الْفَزع من المَاء فعلاجه قريب وَقد يقتل مَا بَين أُسْبُوع وَنَحْوه إِلَى سِتَّة أشهر وَالْأَجَل الْعدْل أَرْبَعُونَ يَوْمًا وَقد ادّعى قوم لم يصدقُوا أَنه رُبمَا نزع بعد سبع سِنِين قَالَ بَعضهم وَكَأَنَّهُ روفس وَإِنَّمَا يخَاف من المَاء وَيجب التمرغ فِي التُّرَاب لِأَن مراجه قد استحكمت يبوسته فَيكْرَه المضاد للمراج وَيُحب الموَافق وَهَذَا(3/321)
القَوْل مِمَّا لَا أميل إِلَيْهِ فَإِن الْميل إِلَى مَا يُوَافق المراج الْغَرِيب مِمَّا لَا أصل لَهُ وَأسلم من عضه هَذَا الْكَلْب حَالا من يسيل من عضته دم كثير وَكَذَلِكَ فصل فصل فِي الْفرق بَين عضة الْكَلْب الكَلِب وغيرالكَلِب رُبمَا عض بعض كلب فَلم يتأت لَهُ إِثْبَات صورته وَتحقّق أَحْوَاله واحتيج إِلَى معالجته. وعلاجه من حَيْثُ هُوَ جِرَاحَة الإدمال وَمن حَيْثُ هِيَ عضة الْكَلْب الكَلِب التقييح. والتفتيح فانه إِن أدمل كَانَ فِيهِ الْهَلَاك فَيحْتَاج ذَلِك إِلَى عَلامَة يتعرف مِنْهَا حَاله. وَمِمَّا قَالُوا فِي ذَلِك أَنه إِن أَخذ الْجَوْز الملوكي أَو غَيره وَجعل على الْجرْح وَترك عَلَيْهِ سَاعَة ثمَّ أَخذ وَطرح إِلَى الدَّجَاجَة فَإِن عافته فالعضة عضة كلب كَلِب وَإِن أَكلته وَمَاتَتْ فَهُوَ أَيْضا كَلِب أَو يَأْخُذ قِطْعَة خبز وتلطخ بِمَا يسيل من تِلْكَ الْجراحَة أَكَانَ دَمًا أَو غير دم وتطرح للكلاب فَإِن عافته فالعضة عضة كلب كَلِب قَالُوا وَمن علاماته أَنه إِذا صب عَلَيْهِ مَاء بَارِد سخن بدنه عَقِيبه وَأَقُول هَذِه عَلامَة غير خَاصَّة بِهِ. فصل فِي العلاج يجب أَولا أَن لَا تتْرك جراحته تلتئم بل توسع وتفتح إِن لم يكن وَاسِعًا وَيفْعل بِهِ من المص وَوضع المحاجم مَا قيل لَك فِي بَاب اللسوع وَأَقل مَا يجب أَن لَا يدمل فِيهِ الْجرْح للاستظهار أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِن جذبت فِي الأول ثمَّ لم تلحم فعلت فعلا نَافِعًا جدا وَإِن كَانَ قد وَقع الْخَطَأ وألحم فَيجب أَن ينْكث ويبالغ فِيهِ وَيجب أَن تضع عَلَيْهِ من المفتحات إِذا أَدْرَكته فِي أول الْأَيَّام ونسخته: يُؤْخَذ من الخلّ قسط وَيجب أَن يكون حاذقاً وَمن الزفت رَطْل وَمن الجاوشير ثَلَاث أَوَاقٍ ينقع الجاوشير فِي الْخلّ حَتَّى ينحلّ ثمَّ يخلط الْجَمِيع وَرُبمَا جعل مَعهَا سمن وَرُبمَا احتجت إِلَى أَن تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الأكالة مَعَ القلدفيون ثمَّ يتبع السّمن. وَمن الموسعات أَن يُؤْخَذ ملح ثَلَاثَة أَجزَاء نوشادر جزأين قلقديس ثَمَانِيَة أَجزَاء أسقيل مشوي سِتَّة عشر سذاب أَرْبَعَة بُسَّد عشرَة نُحَاس محرق أَرْبَعَة زنجار ثَلَاثَة بزر الفراسيون اثْنَيْنِ يَجْعَل عَلَيْهِ منخولاً بحريرة وَلَا بُد فِي الِابْتِدَاء من تَعْرِيفه بِمَا يُمكن من مشي واستحمام وَلَا يجب أَن تبادر فِي الْأَيَّام الأول إِلَى الاستفراغات بل تشتغل بالجدب إِلَى خَارج فَإِن الاستفراغات رُبمَا أعانت على نُفُوذ السم إِلَى العمق وعاوقت جذبه إِلَى خَارج لِأَنَّهَا تجذب الأخلاط إِلَى دَاخل فينجذب مَعهَا السم فاذا جذبت مَا أمكنك فَبعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فاشتغل باستفراغ مَا عَسى قد نفذ وَإِن لم تكن جذبت ورقعت غَفلَة فالاستفراغ حيئذ أوجب وَأولى أَن يكون أقوى وَإِن رَأَيْت امتلاء دموياً فصدت وَإِلَّا فَلَا وَإِذا فصدت فَلَا تَدعه ينظر إِلَى دَمه وخصوصاً فِي آخر الْأَمر. وَأما الإسهال فَلْيَكُن بِمَا يخرج السَّوْدَاء وَحَتَّى(3/322)
بالخربق وحبّ الخربق وَنَحْوه مِمَّا يدمنه وأيارج روفس عَجِيب وَمِمَّا يجب أَن يسهلوا بِهِ قثاء الْحمار. يُؤْخَذ إهليلج كابلي مثقالين أفتيمون مِثْقَال وَنصف ملح هندي نصف مِثْقَال بسفايج مِثْقَال حجر أرمني مِثْقَال غاريقون مِثْقَال وَنصف خربق أسود مثقالين الشربة من الْجَمِيع محبباً مثقالان وَإِذا أسهلته الإسهالات القوية فَلَا بُد أَيْضا أَن ترعيه فِي كل يَوْم أَو يَوْمَيْنِ بحقنة خَفِيفَة لَا تؤذي المقعدة مثل الزَّيْت وَمَاء السلق أوإسهال بِمثل مَاء الْجُبْن مَعَ الأفتيمون وَيجب أَن يكون غذاؤه بعد الإسهال بِمَا يتَّخذ من الذراريج والفراريج المسمنة وتستعمل بعد ذَلِك المدرّات الملطفة والشِراب الحلو خُصُوصا الْعَتِيق مَعَ حلاوته والطلاء أَيْضا وَاللَّبن وَالشرَاب شَدِيد الْمَنْفَعَة لَهُم وَأوجب الْأُمُور تَعْدِيل غذائه والترطيب فَهُوَ ملاك أمره وَذَلِكَ بِمثل أمراق الطُّيُور الفاضلة وَمثل الْخبز الْحوَاري فِي المَاء الْبَارِد وينفعه من الْمِيَاه مَا طفىء فِيهِ الْحَدِيد مراراَ كَثِيرَة نفعا عَظِيما. لَكِن البصل والثوم من الأغذية الَّتِي تناسب علاج السمُوم وتقطعها وتدرؤها عَن الْبدن فَيجب أَن لَا تنسى اسْتِعْمَالهَا على أَنَّهَا أدوية وَأَن تبادر فتسقيه ترياق الْفَارُوق ودواء السرطان الْخَاص بِهِ. وَيُقَال أَن ترياق الْأَرْبَعَة شَدِيد النَّفْع لَهُم وَكَذَلِكَ ترياق الأنافح الَّذِي سَنذكرُهُ وأطعمه السرطان النَّهْرِي وَقد جرّب أَن يُؤْخَذ من فَحم السرطان النَّهْرِي المحرق على حطب الْكَرم الْأَبْيَض باعتدال على قدر مَا ينسحق وفحم جنطيانا على ذَلِك الْحَطب بِعَيْنِه وَبِذَلِك الْقدر يسقى مِنْهُ بشراب صرف والشربة أَربع ملاعق مِنْهُمَا فِي ذَلِك الشَّرَاب وَيجب أَن يَكُونَا مسحوقين كالكحل وَلِهَذَا أَيْضا نُسْخَة أُخْرَى. وَصفته: يُؤْخَذ من فَحم السرطان النَّهْرِي المصيد والمشمّس فِي الْأسد المشوي فِي تنّور فِي قدر نُحَاس شَيْئا معتدلاً وَقد جعلت فِيهَا حَيَّة خَمْسَة أَجزَاء وَمن الجنطيانا خَمْسَة أَجزَاء وَمن الكندر جُزْء يسحق ويحتفظ بهَا والشربة فِي الْأَيَّام الأول ملعقة فِي مَاء ويسقى بعد أَيَّام تمْضِي ملعقتين وَكَذَلِكَ تزيد فِيهَا إِلَى أَربع ملاعق. وَمن الْأَدْوِيَة الموصوفة بِأَنَّهَا بَالِغَة لَهُم دَوَاء الفراريج وسنذكره عَن قريب ودواء السرطان لَا يسقى فِي الأول إِلَّا أَن أَمن مَعَه حُدُوث الْفَزع من المَاء وَرُبمَا جعل فِي نسخته جنطيانا نصف السرطان المحرق وَإِن ألدركته بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَيجب أَن يكون مَا تسقيه من دَوَاء الرمادين ضعف مَا تسقيه لَو أَدْرَكته فِي الأول وَكَذَلِكَ حَال الْأَدْوِيَة الْأُخْرَى الَّتِي سنذكرها وَإِن كَانَ بعد سَبْعَة أَيَّام فَأكْثر أضعافاً واشرط فِيمَا يَلِي الْجرْح إِن أَدْرَكته فِي مثل هَذِه الْأَيَّام شرطأ عميقاً ومص مصا شَدِيدا وَإِن أَدْرَكته بعد أَيَّام أَتَت عَلَيْهِ كثر من ذَلِك فَلَيْسَ فِي توسيع الْجرْح حِينَئِذٍ بَلَاغ وَلَا يفرط فِيهِ فيؤلم العليل بل كثير فَائِدَة بل اجهد فِي أَن يبْقى مَفْتُوحًا فَإِن التوسيع لَا كَبِير غنى لَهُ حِينَئِذٍ إِذا مَضَت الْأَيَّام الثَّلَاثَة الأولى وَمَا يقرب مِنْهَا لِأَن السم يكون قد انْتَشَر فاقنع حِينَئِذٍ بِبَقَاء الْجراحَة مَفْتُوحَة(3/323)
وأضف إِلَيْهِ من سَائِر التَّدْبِير من سقِِي ترياقاته وَاسْتِعْمَال استفراغاته وَيُشبه أَن يكون السم يفشو إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام إِن كَانَ قَوِيا وَفِي أقل مِنْهُ أَيْضا فقد قتل كثيرا فِي أُسْبُوع وَلَا محَالة أَنه انْتَشَر سريعأ أسْرع مِمَّا ذكرنَا وَلَا شَيْء. فِي الجواذب كالكيّ حَتَّى إِنَّه إِن كَانَت الْمدَّة أطول من ذَلِك وَخفت الْوُقُوع فِي الْفَزع من المَاء وبادرت إِلَى كي عَظِيم بعد الْمدَّة لم يبعد أَن ينجح فَلَيْسَ جذب الكي وإفساده لجوهر السم كجذب غَيره وإفساده فَإِن عَاق عَن ذَلِك عائق اسْتعْملت الْأَدْوِيَة الَّتِي تقوم مقَام الكي مثل مرهم الْملح والأدوية المحمّرة كضمّاد الْخَرْدَل وَنَحْوه وَلَا تدخله فِي مثل هَذَا الْوَقْت الحمّام البتّة حَتَّى يبل وَيظْهر فِيهِ الإقبال فَإنَّك إِن حممته قتلته. وَقد قيل أنّ الابزن مِمَّا ينفع الْجُلُوس فِيهِ وأظن أَن ذَلِك فِي الْأَوَائِل وَالْبرد مِمَّا يجب أَن يتوقاه وَرُبمَا احتجت فِي هَذَا الْوَقْت وَبعد ذَلِك إِلَى فصده ثَانِيًا فافصده وَلَا تمكنه أَيْضا من النّظر إِلَى دَمه وَإِذا رَأَيْته قد توجه إِلَى الْبُرْء قَلِيلا فجشمه رياضة معتدلة وحمّمه باعتدال وصبّ عَلَيْهِ مَاء فاتراً كثيرا وأدلكه ومرّخه بدهن معتدل. وَإِذا آل أمره إِلَى الْفَزع من المَاء فَلَا تجبن أَيْضا مَا لم يصر بِحَيْثُ لَا يعرف وَجهه فِي الْمَرْأَة قَالُوا فَإِنَّهُ رُبمَا لم يعرف وَجه نَفسه وَرُبمَا تخيل مَعَ ذَلِك أَن فِي الْمرْآة كَلْبا فاسقه مَا ذَكرْنَاهُ من المَاء المطفأ فِيهِ الْحَدِيد وبالحيل الَّتِي نذكرها فَهُوَ نعم العلاج واحتل بِكُل حِيلَة فِي سقيه المَاء وَإِن احتجت إِلَى شده وإكراهه فعلت وضمد معدته بالمبردات وَقد جرب الشَّرَاب الممروج مُنَاصَفَة فنفع نفعا عجيباً. وَقد ينفع فِي هَذَا الْوَقْت دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة يُؤْخَذ: أنفحة الأرنب وطين الْبحيرَة المجلوب من اسكندرية وَحب العرعر وجنطيانا من كل وَاحِد أَربع درخميات حب الْغَار وَمر من كل وَاحِد ثَمَان درخميات يعجن بِعَسَل والشربة مثل الباقلاة المصرية. وَأَيْضًا خَوَاتِيم الْبحيرَة وَحب العرعر من كل وَاحِد عشرَة أنفحة الظبي أَرْبَعَة أنفحة الأرنب سِتَّة زراوند مدحرج حب الْغَار مر حَماما بزر السذاب الْبري من كل وَاحِد ثَلَاث درخميات يدبر عجنها بشراب حُلْو ثمَّ يعجن بِعَسَل والشربة باقلاة. وَأَيْضًا الطين ألمختوم ثَمَانِيَة مَثَاقِيل حب الدهمست مثله أنفحة الأرنب سِتَّة عشر أنفحة الظيي اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ درهما أصُول الجنطيانا أَرْبَعَة المر أَرْبَعَة يجمع بِعَسَل ويمسك والشربة مِنْهُ قدر حِصَّة بِمَاء حَار وَقد قَالَ بعض النَّاس من علق على بدنه نَاب الْكَلْب الكَلِب انحرف عَنهُ الْكَلْب الكلِب فَلم يَقْصِدهُ وَكَذَلِكَ سَائِر الْكلاب وَلَيْسَ مِمَّن يوثق بِهِ. فصل فِي الْأَدْوِيَة المشروبة أما البسيطة فالحضض والحلتيت والأفسنتين والجعدة والطين الْمَخْتُوم بشراب. والشونيز عَجِيب فِي هَذَا الْبَاب حَتَّى أَن اسْمه فِي اليونانية مُشْتَقّ من معنى النَّفْع فِي عضة الْكَلْب الكَلِب والمر جيد لَهُ شرباً وضماداً قَالُوا وَلَا دَوَاء لَهُ خير من الجنطيانا والكماذريوس أَيْضا. وَحكى بَعضهم أَن عُيُون السراطين إِذا شربت كَانَت أَنْفَع الْأَشْيَاء من ذَلِك. قَالَ بَعضهم إِن سقِِي أنفحة جرو صَغِير فِي مَاء عوفي وَزعم بَعضهم أَن دم الْكَلْب الْكَلْب نَفسه علاج وَأَنا لَا أقدم عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ قَالُوا أطْعمهُ كبد الْكَلْب الكَلِب مشوياً خُصُوصا الَّذِي عضه. قَالُوا وَبعد الْفَزع من المَاء أطْعمهُ الكبد الْمَذْكُور وَقَلبه أَو جلد(3/324)
الضبعة العرجاء مشوية. قَالُوا وَإِذا سقيته مَا هُوَ دانه مَعَ الجندبيدستر فِي هَذِه الْحَال وَحَمَلته أشيافه مِنْهُ انْتفع بِهِ وَزَالَ الْفَزع. وَمن المركبة دَوَاء جالينوس وترياق كَبِير قريب مِمَّا ذَكرْنَاهُ سالفاً. ونسخته: ايؤخذ من السرطان النَّهْرِي المحرق وجنطيانا من كل وَاحِد خَمْسَة كندر وفودنج ثَلَاثَة ثَلَاثَة طين مختوم إثنان تستفّ مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم على الرِّيق بِمَاء فاتر وَثَلَاثَة أُخْرَى بالغشي يسْتَعْمل ذَلِك أَيَّامًا كَثِيرَة قبل الْأَرْبَعين. نُسْخَة دَوَاء الذراريح النافع لَهُم: يُؤْخَذ من الذراريح السمان الْكِبَار المنتوفة القوائم والرؤوس والأجنحة جُزْء وَمن العدس المقشّر جُزْء وَمن الزَّعْفَرَان والسنبل والقرنفل والفلفل وَالدَّار صيني من كل وَاحِد سدس جُزْء يسحق الْجَمِيع ناعمأ وخصوصاً الذراريح ويعجن بِمَاء ويقرّص أقراصاً كل وَاحِدَة مِنْهَا دانقان يسقى مِنْهُ كل يَوْم قرصة بِمَاء فاتر وَإِن وجد مغصاً فِي المثانة شرب طبيخ العدس المقشّر ودهن لوز أَو زبد أَو سمن وَيدخل الْحمام كل يَوْم بعد شربه وَيجْلس حَتَّى يَبُول فِي إبزن وَيسْتَعْمل غذَاء مرطباً من أسفيذاج بفروج مسفن وَيشْرب نبيذاً ويتوقّى الْبرد. نُسْخَة مختصرة لدواء الذراريح: تُؤْخَذ ذراريح على نَحْو مَا وَصفنَا فتنتقع فِي الرائب يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يصب ذَلِك الرائب عَنْهَا ويبدل رائباً آخر وَيتْرك فِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة يفعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يجفف فِي الظل ويسحق مَعَ مثله عدساً مقشّراً ويقرص والشربة مِنْهُمَا دانقان بشراب أَو مَاء فاتر وَإِذا شربه توصل إِلَى التعرق بِمَا يُمكنهُ من مشي أَو تدثر فَإِن أكربه مَا شربه شرب عَلَيْهِ سكرجة من زَيْت أَو سمن وَاسْتعْمل الابزن وبال فِيهِ فاذا بَال الدَّم فقد أَمن الْفَزع من المَاء. فصل فِي الضمّادات وَنَحْوهَا للجذب والتوسيع الحلتيت ضمّاد جيد وَقيل أَن تضميده بكبد الْكَلْب الكَلِب نَافِع جدا وَشهد بِهِ جمَاعَة. والثوم ضمّاد ومشروب وَلحم السّمك المالح جيد بَالغ وَمِمَّا يجذب السم عَنهُ بِقُوَّة أَن يَجْعَل على العضة بَوْل إِنْسَان معتّقاً وخصوصاً مَعَ نطرون ورماد الْكَرم وَحده وبخل والنعنع مَعَ الْملح والجاوشير عَجِيب جدا وورق القثاء البستاني شَدِيد النَّفْع من ذَلِك وأصل الرازيانج قَالُوا وَقد ينفع مَنْفَعَة عَجِيبَة أَن يطلى الْموضع بغراء السّمك مرَارًا وَأَيْضًا أَن يضمد بالنمل المدقوق وَأَيْضًا زنجار وملح من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم شَحم إلعجاجيل إثنا عشر يعْمل من ذَلِك مرهم. وَأَيْضًا لبلاب ثَلَاثَة بورق اثْنَان زبد الْبَحْر وَاحِد ملح أَرْبَعَة شَحم الأوز عشرَة وثلثين دهن الْحِنَّاء مِقْدَار الْحَاجة. فصل فِي الاحتيال فِي سقيه المَاء قد ذكر فيلغريوس أَنه إِذا فزع من المَاء فسقيته فِي إِنَاء من جلد الضبع شربه وَقَالَ غَيره أَو فِي إِنَاء يُغشى بجلد الضبع وخصوصاً إِن كَانَ إناؤه من خشب أَو جلد كلب كلب وَقَالَ بَعضهم أَو يَجْعَل تَحت الْإِنَاء أَو فَوْقه خرقَة من خرق المتوضأ وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ أَن(3/325)
شَيْئا من ذَلِك لَا يُغني وَقد احتال بَعضهم بليلة طَوِيلَة تدخل حلقه إِلَى بعيد وتصب المَاء فِيهَا مغطاة بِمَا يستر المَاء وَيجْعَل طرفها فِي الْحلق ويصبّ المَاء فِيهَا أَو أنابيب خَاصَّة من ذهب وَمن الْحِيَل فِي سقِِي المَاء أَن تتَّخذ أَشْيَاء مجوفة من عقيد الْعَسَل أَو من الشمع يَجْعَل فِيهَا المَاء فصل فِي عض النمر والفهد والأسد وجراحة مخاليبها هَذِه السبَاع وَمَا يشبهها لَيست كالكلاب السليمة وَالنَّاس بل لَا تَخْلُو أنيابها ومخاليبها من طباع سميَّة فَلذَلِك يجب أَن يعالج أَولا بالجذب ثمَّ بالإلحام وَيَكْفِي فِي جذبه أَمر قَلِيل. فصل فِي عضّى التمساح من عضّه التمساح فليدبر التَّدْبِير الْمَذْكُور فِي بَاب عضّ الْكَلْب غير الكَلِب مَعَ جذب السم الَّذِي لَا يَخْلُو عَنهُ عضه وَإِن كَانَ سليما وَذَلِكَ بِمثل النطرون وَالْعَسَل فَإِذا حدس تنقية ملىء الْجرْح سمناً وشحم الأيل وشحم الأوز وَالْعَسَل ثمَّ يلحم وشحمه أَنْفَع الْأَشْيَاء لعضه قَالَ بَعضهم حَتَّى إنّ من أكل التمساح بعض بدنه كَانَ شِفَاء مثل تِلْكَ الْجراحَة بشحم التمساح. فصل فِي عض القرد من عضّه القرد فَلْيفْعَل بِهِ أَيْضا مَا يجذب السمية إِن كَانَت فِي عضّه وَذَلِكَ بِمثل التضميد بالرماد والخلّ والبصل وَالْعَسَل واللوز المر أَو التِّين وخصوصاً الْفَج أَو بمرداسنج مَعَ ملح أَو أصل الرازيانج مَعَ عسل ويسكن ورمه بالمرداسنج المدوف فِي المَاء وتفتحه بالشونيز وَالْعَسَل أَو الكرسنة وَالْعَسَل. فصل فِي عض السنّور رُبمَا عرض من عض السنور وجع شَدِيد وخضرة فِي الْجِسْم وعلاجهم العلاج الْعَام وينتفعون بضماد البصل وضمّاد الفوتنج البرّي وبأكلهما أَيْضا وبالضمّاد الْمُتَّخذ من الشونيز أَو السمسم بِالْمَاءِ. فصل فِي عض ابْن عرس قَالُوا أَن عضته سريعة فشو الوجع وَيكون لَوْنهَا إِلَى كمودة وعلاجها قريب من علاج مَا ذكر من التضميد بالبصل والثوم وأكلهما وَالشرَاب الصّرْف عَلَيْهِمَا وينفع مِنْهَا التِّين الْفَج مَعَ دَقِيق الكرسنة قيل فِي كتاب الترياق أَن التضميد بِهِ مسلوخاً على عضته وعَلى عضة الْكَلْب الكَلِبِ جيد نَافِع يبرىء فِي الْحَال. فصل فِي عضة موغالي وَهُوَ الغلا قَالَ بَعضهم هَذَا الْحَيَوَان أَصْغَر من ابْن عرس فِي قدّه لَونه أميل إِلَى الرمدة مَعَ لطافة ودقة وَطول فَم فِي الْغَايَة وسعته فِي الْغَايَة قَالَ هَذَا وَأَنه إِذا رأى حَيَوَانا طفر إِلَيْهِ وَتعلق بخصييه وَقَالَ بَعضهم هُوَ فِي صُورَة فأر وَفِي لَوْنهَا لَكِن خطمه محدد وَعَيناهُ صغيرتان ولأسنانه طَبَقَات(3/326)
ثَلَاث بَعْضهَا فَوق بعض معقفة تعقيفاَ يسيراٌ إِلَى فَوق قَالُوا تعرض من عضته أوجاع شَدِيدَة ونخس فِي الْبدن وَظُهُور حمرَة فِي مَوَاضِع بِحَسب أنيابها وتحدث حول العضة نفاخات مَمْلُوءَة رُطُوبَة دموية على قَوَاعِد كمدة يُحِيط بِهِ كمد وَإِذا شقّ عَمَّا تحتهَا خرج لحم أَبيض فِي لون العصب ذُو صفاقات وَرُبمَا ظهر فِيهِ احتراق مَا وَرُبمَا تأكّل وَسقط قَالُوا بل يسيل فِي الأول قيح صديدي ثمَّ يعفن ويتأكل وَيسْقط لَحْمه وَرُبمَا تأدّى الْأَمر إِلَى مغص فِي الأمعاء وعسر بَوْل وعرق بَارِد فَاسد. فصل فِي العلاج قَالُوا يجب أَن يوضع على الْموضع القنة مُفْردَة أَو مَعَ خلّ وينطل بِالْمَاءِ المالح الْحَار وَيفْعل مَا رسم فعله من المعالجات الْعَامَّة أَو يوضع عَلَيْهِ دَقِيق الشّعير بسكنجبين أَو تشق الدَّابَّة بِعَينهَا وتوضع عَلَيْهَا وَيجب أَن يذر على نواحي العضة وإليها عاقرقرحا أَو خبازي أَو ثوم مدقوق أَو خَرْدَل كل ذَلِك إِن لم يكن ورم. وَأما مَعَ الورم فقشور الرُّمَّان الحلو مطبوخاً يضمد بِهِ وَأما مَا يسقى مِنْهُ فالشيح الأرمني مغلي بِالشرابِ أَو الجرجير أَو النمام أَو جوز السرو بشراب أَو العاقرقرحا أَو بزر الجرجير والقرطم. وَمِمَّا هُوَ قوي بخور مَرْيَم بالسكنجبين أَو الجاوشير أَو أصل الجنطيانا وأنفحة الجدي وأنفحة الخروف جيدتان جدا وينفعه اللَّبن مَعَ السكنجبين نفعا بَالغا قَالَ بعض الْعلمَاء أَنْفَع شَيْء مِنْهُ عصارة ورق الْغَار الرطب مَعَ الشَّرَاب أَو طبيخ الجرجير أَو طبيخ القيسوم أَو طبيخ اللبلاب مَعَ الشَّرَاب والميعة أيضأ جَيِّدَة لَهُم إِذا سقيت بشراب وَكَذَلِكَ إِن أكلت الْأَشْيَاء الْمَذْكُورَة بِحَالِهَا فَإِذا سقط اللَّحْم الْفَاسِد عولجت القرحة بعلاجها. الْمقَالة الْخَامِسَة لسوع الحشرات والرتيلاوات وعضوضها نذْكر فِي هَذِه الْمقَالة لسع العقارب والرتيلاوات والزنابير والعظاءات وَمَا يجْرِي مجْراهَا ونبدأ بالبريّات مِنْهَا. فصل فِي أَصْنَاف الْعَقْرَب الْبري قَالَ الْقَوْم إِن الْعَقْرَب الْأُنْثَى أكبر من العقربان فَإِن الذّكر دَقِيق نحيف وَالْأُنْثَى سَمِينَة عَظِيمَة لَكِن إبرة الْأُنْثَى دقيقة وإبرة الذّكر غَلِيظَة وَقد يتَّفق أَن يكون لبَعض العقارب إبرتان فِيمَا زعم بَعضهم تتْرك ثقبتين عِنْد اللسعة وتبرد اللسعة ويسخن جَمِيع الْبدن ويبرد الْعرق أَحْيَانًا. وَأما الْعَقْرَب بالجناح فَهُوَ كَبِير وَكَثِيرًا مَا يمنعهُ الرّيح إِذا طَار عَن أَن يَقع فيسافر بِهِ من بِلَاد إِلَى بِلَاد وَقد تخْتَلف خَرَزَات ذَنْب العقارب: فَمِنْهَا مَا لَهُ سِتّ خَرَزَات تشتدّ سطوتها فِي زمَان طُلُوع الشعري وَيقتل لديغها وَمِنْهَا مَا لَهُ أقل وَزعم قوم أَن العقارب تِسْعَة ألوان: الْبيض والصفر والحمر والرمد والكهب وَالْخضر وَمِنْهَا الذهبية السود الزبانيات(3/327)
وأطراف الأذناب وَمِنْهَا خمريّة يحس من ضربتها نخس إبري ووجع مؤذ وَمِنْهَا الدخانية ويعرض من لدغها قهقهة واختلاط عقل. فصل فِيمَا يعرض من لسعها يعرض من لسعها أَن ترم من ساعتها ورماَ صلباً أَحْمَر ووجع ممتد تَارَة تلتهب وَتارَة تبرد ويتخيل عِنْده بِأَن بدنه يرْجم بكبب الثَّلج وَتعرض أوجاع بَغْتَة ونخس كنخس الإبر وَيتبع ذَلِك عرق واختلاج شفة وبردها وَقذف شَيْء لزج يجمد عَلَيْهَا وقشعريرة وتقبب من الشّعْر وارتعاد وَبرد أَطْرَاف وخصوصاً الَّتِي تلِي الضَّرْبَة واسترخاء جَمِيع الْبدن ونتوء الأربيتين وامتداد الْقَضِيب وَتعرض نفخة فِي الْبَطن وَرُبمَا وَقع. على ملدوغه ضراط وخصوصاً إِن كَانَت اللسعة فِي الأسافل وَتعرض أورام الَآباط وجشاء كثير وخصوصاً إِن كَانَت اللسعة فَوق ويستحيل اللَّوْن. وان كَانَت الْعَقْرَب شَدِيدَة الرداءة كَانَت الْأَعْرَاض رَدِيئَة جدا فأفرطت الْأَحْوَال الْمَذْكُورَة وَكَانَ اللسع كالكي فِي إحراقه وَالْبدن كُله ينتفض بردا وَتَعْلُو الشّفة رُطُوبَة لزجة تجمد عَلَيْهَا وتسيل من الْعين كَذَلِك رُطُوبَة ثمَّ يجمد الرمص فِي المأقين وتنبسط اسْتِحَالَة السحنة وَتخرج المقعدة ويرم الذّكر ويغلظ اللِّسَان وتصطك الْأَسْنَان وتتشنج الْأَعْضَاء الحلقية وَرُبمَا تتركب الْأَسْنَان بَعْضهَا على بعض لَا ينفتح وَهُوَ دَلِيل رَدِيء. قَالَ جالينوس: إِن أَصَابَت بضربتها الشريان أحدثت غشياً أَو العصب أحدثت تشنجاً أَو الأوردة أورثت عفونة. فصل فِي العلاج يعالج بالقوانين الْعَامَّة وبالتكميد بِمثل الْملح والجاورس وَنَحْوه وَأول مَا يجب أَن يعْمل هُوَ المص بِشُرُوطِهِ وَسَائِر مَا قيل فِي الجذب وتستعمل عَلَيْهِ أدوية حادة لَطِيفَة سريعة الإلتهاب مثل: الحلتيت والثوم والعاقرقرحا. وَأما الخرء فَإِنَّهُ من أفضل الْأَدْوِيَة لَهُ وَكَذَلِكَ لبْ الرَتة وَهُوَ البندق الْهِنْدِيّ وكل بندق وحشيشة كَأَن وَرقهَا ورق المرزنجوش منبسطة على الأَرْض على التدوير يكون قطرها شبْرًا وَفِي طعمها لزوجة مذاقها كمذاق النبق العفص يشرب فِي المَاء فيسكن الوجع فِي الْحَال. وَذكروا أَيْضا حشائش وأشجاراً بأسمائها لم نعرفها وَأَيْضًا شَجَرَة يرْتَفع سَاقهَا على الأَرْض قدر أصْبع وَأَيْضًا نباتاً لَهُ أَغْصَان مستوية تعلو قدر ذِرَاع وَيظْهر عَلَيْهَا شَبيه بالبلح طعمه طعم البلح يسكن شربه الوجع فِي الْحَال واللعبة البربرية غَايَة فِي ذَلِك وبصل الإشقيل عَجِيب إِذا أكل وَينْتَفع مِنْهُ الترياق الْفَارُوق والمثروديطوس وترياق عزْرَة وترياق الْأَرْبَعَة والشجرينا ودواء الحلتيت دَوَاء جيد لَهُ والفاشرا والحرمل مِمَّا جرب الْآن والقرطم الْبري بِحَيْثُ يشْهد جالينوس أَن إِمْسَاكه يسكن الوجع وَهُوَ من أَصْنَاف الحراشف الشاكة. قَالَ قوم إِن سقِِي من البيش مثل سمسمة سكن وَجَعه وَدفعه فَلم يقتل لِأَن الْقَاتِل إِلَى نصف دِرْهَم وَمن أدويته الجيدة لَهُ الثوم بشراب يشرب الشَّرَاب عَلَيْهِ بعد هنيَّة وخصوصاً إِذا كَانَ مَعَ مثله جوز ويؤكل(3/328)
مِنْهُمَا قريب أُوقِيَّة وَيجب بعد تنَاول الثوم وَالشرَاب أَن يدثر فِي مَوضِع شَدِيد الدفء وَإِن احتيل لنصبته فَوق بخار مَاء حَار كَانَ نافعاَ وَالْغَرَض فِي ذَلِك أَن يعرق وَالْغَرَض فِي أَن يعرق تَحْرِيك الْموَاد إِلَى خَارج والعرق فِي الْحمام شَدِيد النَّفْع لَهُم وَإِذا خَرجُوا شربوا شرابًا صرفا. صفة ترباق جيد لَهُم: يُؤْخَذ زراوند طَوِيل جنطيانا حب الْغَار قشور أصل الْكبر أصُول الحنظل أفسنتين نبطي عروق صفر فاشرا يجمع بِعَسَل. آخرجيد: يُؤْخَذ بزر السذاب البرّي كمون حبشِي بزر الحندقوقي من كل وَاحِد أكسوثافون خلّ مِقْدَار العجن صمغ مقدارما يلزج الْخلّ فتجمع الْأَدْوِيَة والشربة مِنْهُ درخمي لَا يُزَاد على ذَلِك فَفِيهِ خطر بل إِن احْتِيجَ بعد سَاعَة أُخْرَى إِلَى زِيَادَة سقِِي نصف درخمي آخر. ترياق جيد لَهُ: يُؤْخَذ الثرم والجوز جُزْء جُزْء ورق السذاب الْيَابِس والحلتيت والمرّ مِنْهُ كل وَاحِد نصف جُزْء يعجن بتين قد نقع فَلانَ وتعسل والشربة مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بشراب ترياق جيد لَهُ: يُؤْخَذ جندبيدشر فلفل أَبيض مر أفيون أَجزَاء سَوَاء يقرص والشربة ثَلَاث أبولوسات بِأَرْبَع أَوَاقٍ شراب وينفع أَيْضا من عض الرتيلاء. وَأَيْضًا يُؤْخَذ جاوشير مر قنة جندبيدستر وفلفل أَبيض ويعجن بالميعة وَالْعَسَل بِالسَّوِيَّةِ والدواء العسكري. وَصفته: تُؤْخَذ أصُول الحنظل أصُول الْكبر أفسنتين زراوند مدحرج وطويل وطرخشقوق أَجزَاء سَوَاء الشربة للصَّبِيّ دانقان وللكبير دِرْهَم عَجِيب غَايَة لَا نَظِير لَهُ. وَمن الْأَشْرِبَة الجيدة الحلتيت وَأَيْضًا الفاشرا وَأَيْضًا القردمانا وزن دِرْهَم بشراب والسعد وَحب الآس والباذروج وبزره وبزر الحمّاض البرّي والطرخشقوق والهندبا والسكبينج مشروباً ومطلياً والفوتنج البزي والسرطان النَّهْرِي إِن شرب بِلَبن الاتن وَالْعرب يسقون الملدوغ وزن دِرْهَمَيْنِ من أصل الحنظل مسحوقاً فينفع مِنْهُ نفعا بَينا وَقوم جرّبوا الْملح ملح الْعَجِين إِذا استف مِنْهُ قمحة كفى. وَزعم قوم أَن الاشنان الْأَخْضَر إِذا عجن بِسمن الْبَقر بعد الدق وَالنَّخْل وَأخذ مِنْهُ قَرِيبا من مثقالين كَانَ عَظِيم النَّفْع وَمن كَانَ قد أكل الفجل أَو الباذروج لبم يتَضَرَّر بالعقرب والجرادة الَّتِي لَا جنَاح لَهَا الْعَظِيمَة الْبدن الَّتِي تسمى خركوك إِذا جففت وشربت بشراب نفع قَالَ الثِّقَة أَنه إِن سقِِي لديغها الأفيون وبزر البنج بِالسَّوِيَّةِ معجوناً بالعسل نَفعه. وَزعم بَعضهم أَن المداد الْهِنْدِيّ نَافِع شرباً كَمَا ينفع طلاءً والغاريقون عَجِيب الْمَنْفَعَة(3/329)
وَثَمَرَة الْخُنْثَى وزهرتها وحبّ الْغَار خَاصَّة وبزر الحندقوقي وورق الفجل وكامخ الخراء. وَأَيْضًا يُؤْخَذ زراوند شونيز أصل الجاوشير بزر الحرمل أَجزَاء سَوَاء الشربة لدرخميان بشراب. وَأَيْضًا يُؤْخَذ عاقرقرحا فِي راوند جُزْء جُزْء فلفل نصف جُزْء محروث ربع جُزْء الشربة وَأَيْضًا يُؤْخَذ زراوند طَوِيل عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل والشربة دِرْهَمَانِ بشراب. وأيضأ مرّ جاوشير أفيون أَجزَاء سَوَاء فاشرا أَرْبَعَة أَجزَاء يتَّخذ مِنْهُ أَقْرَاص. وَأَيْضًا يُؤْخَذ قشور أصل الزراوند الطَّوِيل عامرقرحا من كل وَاحِد جُزْء يسقى قدر الْوَاجِب. وَقَالَ قوم يُؤْخَذ من دردي الشَّرَاب سِتَّة وَمن الكبريت الْأَصْفَر ثَمَانِيَة وَمن بزر السذاب ثَلَاثَة وَمن الجندبيدستر وبزر الجرجير من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يجمع بِدَم سلحفاة بحريّة والشربة دِرْهَم بِخمْس أواقي شراب. فصل فِي الأطلية والأضمدة الْعَقْرَب نَفسهَا من الأضمدة الجيدة للعقرب وذنبها أَيْضا وَأَيْضًا النَّبَات الَّذِي يُقَال لَهُ ذَنْب الْعَقْرَب لشبهه بِهِ على أَنه يخدر مَا يضمد بِهِ فِي حَال الصِّحَّة وَيُمِيت الدَّم فِيهِ على مَا زعم بعض الْيَهُود. والفأرة إِذا شقَّتْ وَوضعت على لسع الْعَقْرَب نَفَعت بِإِجْمَاع وَكَذَلِكَ! لضفدع وَقد جرّبنا نَحن أَيْضا المداد الْهِنْدِيّ طلاء فنفع وسكّن الوجع وَكَذَلِكَ لبن التِّين الْفَج والجندبيدستر والبلاذر فِيمَا قَالُوا عَجِيب فِي ذَلِك مسكن للوجع والقلي بخل جيد والكبريت الْحَيّ مَعَ الراتينج أَو علك البطم وَلحم السّمك المالح والثوم الْمَطْبُوخ وَالسمن يوضع حاراً وَأَيْضًا بزر الْكَتَّان أَو بزر الخطمي أَو كِلَاهُمَا مَعَ الْملح وَأَيْضًا دَقِيق الشّعير بعصارة السذاب أَو وَأَيْضًا: نخالة الْحِنْطَة مطبوخة مَعَ خرء الْحمام والباذروج من الأطلية الْجيد المسكنة للوجع فِي الْحَال وَكَذَلِكَ أصُول الحنظل والهندبا والطرحشقوق والحماما مَعَ الباذروج طلاء جيد والمرزجوش الْيَابِس وَأَيْضًا ملح الْبَوْل من الْأَدْوِيَة الَّتِي لَيْسَ وَرَاءَهَا نفع نَافِع. وَمِمَّا ينفع مِنْهُ أَن يمسك اللسعة على بخار خلّ على حجر محمّى وَمن نطولاته طبيخ النخالة وطبيخ الأنجرة وطبيخ البابونج عَجِيب وَمَاء الْبَحْر سخناً وعصارة الحندقوقي وطبيخه عَجِيب والنفط الْأَبْيَض المسخن عَجِيب وزيت طبخ فِيهِ وزغة إِذا قطر على اللسعة حاراً كَانَ عَجِيب النَّفْع. فصل فِي الجرارة هَذِه العقارب أنجذانية الجثث حادة الأذناب وسمومها حادة وتكثر بالخوز وبعسكر مكرم خَاصَّة وَفِي معادن الأنجذان وَإِذا لسعت لم يشْعر بهَا فِي الْحَال بل غَدا أَو بعده ثمَّ يحدث كرب ويتغير اللَّوْن وَرُبمَا عرض يرقان وتورم لِسَان ويتقرح مَوضِع اللسعة ويبول الدَّم وَرُبمَا احْتبست الطبيعة وَرُبمَا آل أمره إِلَى الْهَلَاك وَيبدأ بالخفقان والغشي وَلَا يجب أَن يتهاون بهَا لخفة وجعها فَإِنَّهَا رَدِيئَة السمُوم.(3/330)
فصل فِي علاجها بعد العلاج الْعَام فأفضل المعالجات كيّ الْموضع والمشروبات مَاء الخس المر وَمَاء الطرحشقوق وَمَاء الشّعير وَجَمِيع المطفّئات خُصُوصا إِذا اشْتَدَّ اللهيب وَأفضل علاجاته المجربة سويق التفاح بِالْمَاءِ الْبَارِد وَقَالَ قوم أَن أصل الجعدة إِذا شرب بِالْمَاءِ نفع والرلسن دَوَاء جيد لَهُ فِيمَا يُقَال. والترياق العسكري جيد ونسخته: يُؤْخَذ قشور الْكبر جنطيانا أفسنتين رومي زراوند مدحرج خراء طرحشقوق يَابِس يسحق الْجَمِيع والشربة مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ. ترياق آخر لَهُ: يُؤْخَذ طرخشقوق يَابِس ورق التفاح الحامض كزبرة أَجزَاء سَوَاء يستفّ مِنْهَا ثَلَاث راحات واذا عرض لَهُ التهاب شَدِيد سكّنه بمياه الْفَوَاكِه وعصاراتها مبردة وَإِن عرض الخفقان نفع مِنْهُ شرَاب التفاح الشَّامي وَسَوِيق التفاح والرائب الحامض بأقراص الكافور لماذا اشْتَدَّ الكرب فمياه الْفَوَاكِه مَعَ دهن الْورْد الْمبرد وَإِن احْتبست الطبيعة حقن وَإِن بَال الدَّم فصد وَاسْتعْمل علاج بَوْل الدَّم وَإِن ورم اللِّسَان فصد الْعرق الَّذِي تَحْتَهُ وغرغر بِمَاء الهندبا والسكنجبين وَإِن عرضت فِي اللدغة أكله عولج بالدواء الحاد وَفِي نَوَاحِيهَا بالطين الأرمني والخل طلاء وعولج علاج القروح الخبيثة. فصل فِي أَصْنَاف العناكب والشبثان والرتيلاوات أما الرتيلاوات فقد ذكر أَصْحَاب المراعاة والتجربة لهَذِهِ الْأَشْيَاء أَنَّهَا سِتَّة أَصْنَاف ثمَّ اخْتلفُوا فِي الْعبارَة عَن صفة كل صنف مِنْهَا فَقَالَ بعض المعتمدين من الْأَطِبَّاء: أَن الأول من أصنافها وَالثَّانِي: يُسمى لوقوس وَهُوَ أعرض جسماً من ذَلِك مدور الشكل وَفِي الْأَجْزَاء الَّتِي فِي رقبته حزوز ظَاهِرَة وعَلى فَمه ثَلَاثَة أجسام ناتئة بارزة متخلخلة ملس. وَالثَّالِث: مورميغوس وَهُوَ فِي حجم النملة الْكَبِيرَة الْمُسَمَّاة عجروف ولونه إِلَى الرمدة وتغشى بدنه أجسام ناتئة صغَار حمر وخصوصاً عِنْد ظهرهَا. وَالرَّابِع: وَهُوَ سقيليروفقلون فَإِن جَمِيع بدنه وَرَأسه صلب وَهُوَ ذُو جنَاح كجناح النملة الْكَبِيرَة. وَالْخَامِس: وَهُوَ سقليقون فَإِنَّهُ طَوِيل الْجِسْم دقيقه وعَلى بدنه نقط وخصوصاً عِنْد رَأسه وعنقه. وَالسَّادِس: وَهُوَ قرتوفولقطيس فَإِنَّهُ طَوِيل الْجِسْم أَخْضَر اللَّوْن لَهُ كالإبرة تَحت عنفه. وَهَذَا الطَّبِيب جعل للسع جَمِيع أَصْنَاف الرتيلاوات أعراضاً وَاحِدَة وَزَاد الآخر أغراضاً خَاصَّة وَقَالَ غير هَذَا الرجل أَن الرتيلاء دَابَّة تشبه العنكبوت الَّذِي يُسمى الفهد وَهُوَ صيّاد الذُّبَاب وَأَن أصنافها كَثِيرَة. وعَلى مَا قَالَ جالينوس اثْنَا عشر صنفا وشرّها المصرية فَمِنْهَا حَمْرَاء كَأَنَّهَا العنكبوت مستديرة وَمِنْهَا سَوْدَاء دخانية تشبه العنكبوت أَيْضا(3/331)
وَمِنْهَا رقطاء وَمِنْهَا بَيْضَاء مدوّرة الْبَطن صَغِيرَة الْفَم كوكبية وَهِي محددة الظّهْر بخطوط براقة وَمِنْهَا الصَّفْرَاء الزغباء وَمِنْهَا الغبية الْمَخْصُوصَة بِهَذَا الِاسْم فمها فِي وسط رَأسهَا وأرجلها قصار مائلة إِلَى خلف وَإِذا أَرَادَت اللسع استلقت على رِجْلَيْهَا وَإِذا أَرَادَت أَن تضرب قذفت رُطُوبَة يسيرَة وَهِي ألطف من العنبيّة الأولى وَمِنْهَا نمليّة تشبه النَّمْل حَمْرَاء الْعُنُق سَوْدَاء الرَّأْس بَيْضَاء الظّهْر منقطة بألوان مُخْتَلفَة ومهها ذروحية وَمِنْهَا زنبورية حَمْرَاء تشبه الزنبور. ثمَّ جعل لكل وَاحِدَة مِنْهَا أعراضاً وَمِنْهَا الكرسنية سميت بذلك لصغرها وَكَأَنَّهَا كرسنة مدوّرة صَغِيرَة الْفَم شقراء الْبَطن بَيْضَاء القوائم كَثِيرَة الزغب. وَأما المصرية الَّتِي ذكرت أَولا فَهِيَ خبيثة ذَات بطن كَبِير وَرَأس كَبِير تشبه الذُّبَاب الَّذِي يطير حول السراج. فصل فِيمَا يعرض لمن لسعته الرتيلاء بِالْجُمْلَةِ وَالتَّفْصِيل قَالَ جالينوس: إِن لسعة الرتيلاء لَا تغوص غوص لسعة الْعَقْرَب فَلذَلِك لَا تصادف عرقاً وَلَا تخضر فِي الْأَكْثَر. قَالَ من ذكر أَن أَصْنَاف الرتيلاوات سِتَّة وسمّاها الْأَسَامِي الأول أَن جَمِيعهَا تشترك فِي تورم مَوضِع اللسعة وَيكون مَوضِع اللسعة فِي الْأَقَل من الْأَوْقَات أَحْمَر وَفِي أَكْثَرهَا كمداً أَخْضَر ذَا حكة بِهِ وَبِمَا يَلِيهِ وَرُبمَا امتدت إِلَى السَّاق وَزَاد آخَرُونَ أَنه لَا يكون هُنَاكَ نتوء كَثِيرَة جدا وَلَا التهاب. وَقَالَ الأول تعرض للاعضاء العصبية وَالْعِظَام برودة دَائِما أَي لمثل الرّكْبَة والقطن وَالظّهْر والأكتاف وَرُبمَا برد الْبدن كُله فارتعد وارتعش قَالَ وَيكون هُنَاكَ وجع شَدِيد مبرح وسهر وصفرة لون الْوَجْه ويتخيل فِي الْعَينَيْنِ أَنَّهُمَا أرطب من الْمُعْتَاد ويقطر الدمع قطراً متواتراً ويحسّ فِي أَسْفَل الْبَطن وخصوصاً بِقرب الْعَانَة كالفراغ والخلاء وَتَأْخُذ الطبيعة فِي دفع مَادَّة مائية من فَوق وَمن أَسْفَل وَرُبمَا ظهر فِي تِلْكَ الْمَادَّة مثل نسج العنكبوت ويعرض فِي الأربيتين والأنثيين انتفاخ وللمفاصل تقبض كالتنشج لَا يكَاد يَسْتَوِي منبسطه ويعرض وجع الْفُؤَاد وغثيان ويرشح الْبدن عرقاً بَارِدًا وَرُبمَا تصدع الرَّأْس صداعأ كصداع المبرسمين. وَزَاد الْآخرُونَ أَنه يعرض للْوَجْه صَفار وللبدن ثقل وللبول حرقة رُبمَا صحبها عسر وَرُبمَا خرج مَعَه كالعنكبوت ويعرض للقضيب والركب والعانة تمدّد شَدِيد وَكَذَا فِي الْمعدة ويعرض للسان انسكار وحبسة وتشتد الأوجاع. قَالَ الأول: وَأما الْخَاص بالنوع السَّادِس على مَا حَكَاهُ فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ وجع شَدِيد فِي الْمعدة وانتقاص شَدِيد جدا مَعَ اخْتِلَاج كثير جدا هَكَذَا قَالَ. أما التَّفْصِيل الَّذِي ذكره جالينوس وَغَيره فَهُوَ أَنهم قَالُوا: أما الْحَمْرَاء مِنْهَا فَيعرض من لدغها وجع يسير سريع السّكُون. وَأما السَّوْدَاء والرقطاء فيشتدّ الوجع بلسعتهما مَعَ اقشعرار وَبرد ورعشة وَثقل فِي الفخذين وَأما الْبَيْضَاء المدورة الْبَطن الصَّغِيرَة الْفَم فَيعرض من لسعتها وجع يسير مَعَ حكة ومغص واسترخاء الْبَطن واختلافه. وَأما الكوكبية فيشتد الوجع بلسعتها مَعَ حكة وقشعريرة وخمر وَثقل رَأس واسترخاء بِمن. وَأما العنبية فَيعرض مِنْهَا وجع شَدِيد فِي مَوضِع الضَّرْبَة وَبرد الْبدن كُله واقشعرار وارتعاش وكزاز وعرق سيال بَارِد وَانْقِطَاع الصَّوْت وخدر فِي الْجَسَد كُله(3/332)
وورم الْبَطن وتوتر الْقَضِيب وإنعاظ وَقذف مني من غير إِرَادَة وَبَوْل كدر. وَأما السَّوْدَاء الدخانية فَإِنَّهَا خبيثة يعرض مِنْهَا وجع الْمعدة وتواتر قيء دَائِم وصداع وسعال متتابع وَحصر وَيقتل سَرِيعا. وَأما الصَّفْرَاء الزغباء فيشتد الوجع من لسعتها جدا وتحدث رعشة وعرق بَارِد وانتفاخ بطن وَتقتل - كثيرأ وَزَاد بَعضهم شَيْئا من أَوْصَاف عض العنبية من الإنعاط وتوتّر الْقَضِيب وَانْقِطَاع الصَّوْت وَقذف الْمَنِيّ والكزاز وَلَيْسَ ذَلِك بموثوق فأراعيه. وَأما النملية فلسعها سليم قَلِيل الْأَلَم. وَأما الذروحيّةُ فَيعرض مِنْهَا تنفط الْبدن وَثقل اللِّسَان. وَأما الزنبورية فَيعرض مِنْهَا ورم فِي الْموضع وكزاز وسبات غَالب وَضعف الرُّكْبَتَيْنِ. وَأما الكرسنية فَإِنَّهَا خبيثة وأعراضها من جنس أَعْرَاض العنبية لَكِنَّهَا أصعب من أَعْرَاض العنبيّة. وَأما المصرية فَإِنَّهَا خبيثة تحدث صداعاً شَدِيدا وسباتاً ويعقبها موت وَحي. فصل فِي العلاج علاجهم أَيْضا اسْتِعْمَال القانون الكلّي من الجذب والمصّ ونطل الْموضع بِمَاء ملح حَار وَإِعْطَاء الترياقات الْمَذْكُورَة فِي بَاب العقارب والحمّام والابزن أسْرع شَيْء فِي إسكان وجعهم فَإِنَّهُم إِذا استنقعوا فِي الأبزن سكن وجعهم وَإِن خَرجُوا مِنْهُ عَاد فَيجب أَن يحمموا كل سَاعَة. صفة ترياق جيد للرتيلاء والتنين البحري وأجناس من الحيّات: قَالُوا يسقى فِي لسع مثل سموريا وطروغون دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة ونسخته: يُؤْخَذ فلفل أَبيض زراوند أصل السوسن الاسمانجوني ناردين عاقرقرحا دوقو خربق أسود كمون حبشِي ورق الينبوت أفونيطرون أقماع الرُّمَّان أنفحة الأرنب دارصيني سرطان نهري ميعة عصارة الخشخاش حبّ البلسان من كل وَاحِد أُوقِيَّة يدقّ ويعجن بعصارة الْكبر ويقرص كل قرصة درخمي وَهُوَ شربة تسقى بِالشرابِ وَفِي بعض النّسخ وأصل السوسن الْأَبْيَض وعيدان البلسان وبزر الحندقوقي وَجوز السرو وبزر الكرفس. ترياق لذَلِك مجرب: حب الصنوبر والكمون الحبشي وورق شَجَرَة الدلب وقشوره بزر الحندقوقي والحمص الْأسود وخصوصاً الْبري وَحب الآس جيد جدا وبزر القيسوم وبزر الشبث والرزاوند وبزر الطرفاه وعصارة حَيّ الْعَالم وَلبن الخس الْبري والشربة من أَيهَا كَانَ وزن مثقالين بشراب. وَأَيْضًا: شراب طبخ فِيهِ جوز السرو وخصوصاً بالدارالصيني ومرق السرطانات ومرق الأوز وطبيخ أصل الهليون بشراب وَمن جيّد مَا يسقون بِهِ تركيباً الزراوند والكمون أَجزَاء سَوَاء الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي مَاء حَار. صفة ترياق ذَلِك مجرب: يُؤْخَذ شونيز عشرَة دوقو كمّون من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم أبهل جوز السرو من(3/333)
كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل الطّيب حبّ الْغَار زراوند مدحرج حب البلسان دارصيني جنطيانا بزر الحندقوقي بزر الكرفس من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ يعجن بِعَسَل والشربة قدر جوزة بشراب عَتيق. فصل فِي صفة الأطلية وَنَحْوهَا من جيّدها رمادَ شَجَرَة التِّين معجوناً بشراب وملح والقلقديس والإسفنج مغموساً فِي خل معصوراً والزراوند بدقيق الشّعير معجوناً بخل وورق الحرشف والكرّاث وعصا الرَّاعِي والزراوند مَعَ رماد شَجَرَة التِّين. ضماد جيّد: يُؤْخَذ قشور الرُّمَّان رزراوند وعقيق الشّعير بالخل يسْتَعْمل بعد غسل الْجرْح بِمَاء وملح. وَمن المروخات: دهن الحندقوقي نطولاً مسخناً. وَمن النطولات مَاء الْبَحْر مسخناً وكل مَاء ملح وطبيخ الحرشف وطبيخ جوز السرو. فصل فِي الشبث وعلاجه هَذَا كالعنكبوت الْكَبِير القوائم الطَّوِيلَة قَالُوا يعرض من لسعه وجع الْمعدة وقيء وعسر بَوْل وعسر برَاز وَهِي قاتلة والمصرية أردأ أَقُول: أَنِّي لست أعلم هَل هَذَا الْمصْرِيّ هُوَ الْمَذْكُور فِي بَاب الرتيلاء أَو غَيره وعلاجه علاج الرتيلاء. فصل فِي العنكبوت وعلاجه تعرض من لسعته ريَاح كَثِيرَة فِي الْبَطن وقشعريرة وَبرد أَطْرَاف وينتشر الْقَضِيب وعلاجهم من جنس علاج الرتيلاء وينفعهم سقِِي الشَّرَاب شَيْئا بعد شَيْء جَمِيع النَّهَار والسعد بِالشرابِ والتعريق فِي الْحمام وَمن أدويتهم الشونيز بِالشرابِ والسذاب الْيَابِس بِالشرابِ وَحده وَمَعَ السعد. فصل فِي حيوانين ذكرهمَا بعض أهل الْعلم من الْأَطِبَّاء هما أَيْضا من جنس مَا سلف ذكره إِلَّا أَنِّي لست بعالم بأمرهما وَهل هما داخلان فِيمَا سلف وَأَحَدهمَا عريض لَهُ أرجل بيض وعَلى رَأسه نتوءان أحمدهما ينزل من مقدم الرَّأْس على الإستقامة وَالْآخر يمرّ مقاطعاً لهَذَا عرضا فيخيل ذَلِك أَن لَهُ فمين وَأَرْبَعَة فكوك. وَأما الآخر فَلهُ بدل النتوأين خطان يخيلان ذَلِك التخيل ويعرض من لسعهما مَا يعرض من لدغ العقارب ووجع شَدِيد وَبَيَاض لون اللدغة وَتَربد الْوَجْه وَالرَّأْس وسهر. وعلاج ذَلِك علاج لسع الرتيلاء وأخص أدوية الرتيلاء بِهِ هُوَ الحبق وأصل الجاوشير والحندقوقي والقيسوم.(3/334)
فصل فِي حَيَوَان آخر يُسمى موغرنيتا هَذَا حَيَوَان ذكره هَذَا الْعَالم وَقَالَ يعرض من لسعته وجع شَدِيد حمرَة وعسر بَوْل وَتَنْفَع المبتلي بِهِ ثَمَرَة الطرفاء والكمون الْبري وورق الْجَوْز والثوم وَالشرَاب الحلو. فصل فِي قملة النسْر الْمُسَمَّاة رذه بِالْفَارِسِيَّةِ وصملوكي باليونانية وطغانوس بالهندية وَهِي هَامة كالقملة أَو كأصغر القردان قَالَ جالينوس: هِيَ صَغِيرَة لَا يتوقى مِنْهَا وتكاد لَا تبصر لسعتها وَهِي مِمَّا تفجّر الدَّم بولاً ورعافاً وَمن المقعدة وَمن الْمعدة بالقيء وَمن الصَّدْر والرئة وَمن أصُول الْأَسْنَان وَرُبمَا عظم الْخطب فِيهَا فَلم تقبل الدَّوَاء. فصل فِي علاجها علاجها مثل علاج الجرارة وَمِمَّا يَخُصهَا أَن تطلى اللسعة بالفادزهر وبعصارة الخسّ والصندل الْأَحْمَر ويسقى لسيعها اللَّبن الحليب لبن الماعز والزبد والطين الْمَخْتُوم والجَدوار والفرفح وعصارته وبزرقطونا ولعابه وَسَائِر المطفئات مثل مَاء الهندبا وَمَاء الخس والقرع وَالْخيَار. فصل فِي الطَبوع وخرز الطين وَهِي دَابَّة كَثِيرَة الأرجل حادة السم وَهِي فِي أَحْكَام قملة النسْر. فصل فِي لسع الزنابير هِيَ أشدّ تسخيناً من النَّحْل ويعرض من لسعها وجع حمرَة وورم وَمن الزنابير الْكِبَار جنس أسود الرَّأْس ذُو إبر كَثِيرَة قتال والكبيرة خرزها فِي الْجُمْلَة أقتل فَلذَلِك رُبمَا أدّى إِلَى التشنّج والى ضعف الرُّكْبَتَيْنِ. وَأما الصَّغِيرَة أَيْضا فَرُبمَا عظم الْخطب فِي لسعها فأحدثت نفّاطات وأثقلت اللِّسَان. فصل فِي العلاج يسْتَعْمل عَلَيْهِ من المص مَا تعلم وَإِن عظم الْخطب فَمَا يسقى حِينَئِذٍ وزن دِرْهَم من بزر المرزجوش فيسكن الوجع فِي مَكَانَهُ أَو ثَلَاث راحات كزبرة يابسة ويتناول العصارات المبرّدة الْمَعْرُوفَة والأشربة المبردة الْمَعْرُوفَة. وَقد يحْتَمل الجمد كالشيافة فينفع وَمن أطليته مَاء الْخَبَّازِي وَمَاء الباذروج والخبازي عَجِيب وَأَيْضًا: التِّين والخلى والطين الحرّ وَمَاء الحصرم. وَأَيْضًا إخثاء الْبَقر خُصُوصا بخل وَأَيْضًا ورق النَمام وورق الْغَار الطريّ وَأَيْضًا يُؤْخَذ أفيون وبزر الشوكران وكافور ويُطلى بعصارة بَارِدَة ويُغلى بِخرقَة كتَّان مغموسة فِي مَاء مبرّد ويطلى حواليه بطين وخلّ وَكَذَلِكَ الطحلب بالخل عَجِيب وَكَذَلِكَ الخضرة الَّتِي تحدث على جرار المَاء وَأَيْضًا(3/335)
على مَا زعم بَعضهم يكمّد بِمَاء وملح ويطلى بِلَبن التِّين وَأَيْضًا سورج الْحِيطَان بخل وَقد يتَّخذ من مياه هَذَا وسلاقاته نطولات وَقد جرب أَن الْعُضْو إِذا ترك فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ نقل دفْعَة إِلَى مَاء ملح ممروج بالخل سكن فِي الْحَال وَمن دلوكاتها الذُّبَاب فانه يسكن الوجع. فصل فِي لسع النَّحْل وعلاجها قريب الْأَحْوَال من الزنبور إِلَّا أَنه يتْرك إبرته فِي اللسعة وعلاجها يقرب من علاج الزنابير. فصل فِي النَّمْل الطيّار وَشَيْء آخر يُشبههُ ذَلِك قريب الْحَال من النَّحْل وَأسلم مِنْهُ وَأَقُول من ذَوَات الْحمة والإبرة شَيْء شَبيه بالنمل الطيار إِلَّا أَنه أكبر مِنْهُ جدا وَهُوَ فِي قدر الزنبور الصَّغِير إِلَّا أَنه أطول مِنْهُ كثيرا وَلَيْسَ فِي غلظه وَله أرجل عنكبوتية طوال صفر أطول من أرجل الزنابير - والتحزيز الَّذِي لَهُ أَصْغَر ويفرخ فراخاً كالعناكب إِذا أخرجت من أوكارها مشت مشي العنكبوت كَأَنَّهَا تنسلخ من بعد وَتَطير وَعِنْدِي أَنه فِي حكم الزنابير. فصل فِي سَام أبرص والعظاءة إِذا عضا خلفا فِي مَوضِع العضة أسناناً صغَارًا دقاقاً سُودًا لَا يزَال الْموضع يوجع ويحتك حَتَّى ينتزع بإبريسم أَو قَز يمر عَلَيْهَا ويسقطها فيسكن الوجع وَقد يخرج أسنانها الدّهن والرماد ثمَّ يُمص الْمُرْضع وَيُوضَع فِي مَاء حَار وَقد ذكرُوا أَن أصل الطرحشقوق نَافِع جدا من عضته فَإِن عظم الوجع سقِِي ترياق الرتيلاء. فصل فِي الْأَرْبَعَة وَالْأَرْبَعِينَ هُوَ الْحَيَوَان الْمَعْرُوف بدخال الْأذن وَرُبمَا كَانَ فِي طول شبر وَله فِي كل جَانب إثنان وَعِشْرُونَ قَائِمَة وَقد يمشي قدماً وَقد يَنْكص بِحَالهِ وَله فِيمَا يُقَال سميَّة مَا يحدث مِنْهُ وجع يسير يسكن من سَاعَته وزهرة الْخُنْثَى من ترياقاته وَرُبمَا كفى فِيهِ اسْتِعْمَال الْملح مَعَ الْخلّ. فصل فِي عضّة سالامندرا رغم أَنَّهَا هَامة شَبيهَة بالعظاء فَاتَ أَرْبَعَة أرجل قَصِيرَة الذَّنب يَزْعمُونَ أَنَّهَا لَا تحترق وَإِن طرحت فِي الأتون أطفأت ناره ويعرض لمن عضته وجع شَدِيد والتهاب فِي الْبدن نَارِي وورم حَار فِي اللِّسَان واعتقال اللِّسَان تمتمة ورعدة وخدور كثيرا مَا يعرض مِنْهُ اسوداد عُضْو على شكل مستدير وسقوطه.(3/336)
فصل فِي العلاج قَالَ علاجه علاج الذراريج وأخص مَا يعالجون بِهِ أَن يسقوا الراتينج من أَي صنوبر كَانَ مَعَ الْعَسَل ويسقوا طبيخ كمافيطوس وطبيخ السوسن مَعَ ورق القريص وَالزَّيْت وَمِنْهُم من يعطيهم الضفادع مطبوخة ويسقيهم من مرقها ويضمدهم بِلُحُومِهَا وَقد يأكلها أَيْضا وَكَذَلِكَ بيض السلاحف البرّية والبحرية مطبوخاَ. فصل فِي سقولوفندر الْبَريَّة والبحرية وَلست أَعْرفهُمَا وَلَا لبُد أَن يَكُونَا مِمَّا فَرغْنَا من ذكره قَالُوا أَنه يعرض من عضة الْبَريَّة أَن تكمد العضة وَتصير وردية اللَّوْن قَلما تحمر حمرَة ناصعة بل يَسِيرا جحاً وَيكون وجع شَدِيد وحكّة فِي الْبدن. وَأما البحرية فَتكون عضتها مائية اللَّوْن وَيُشبه أَن يكون علاجها علاج الرتيلاء وَنَحْوهَا قَالَ بَعضهم: لتضمد بملح أَو رماد بشراب أَو رماد معجون بخلّ العنصل أَو بالسمسم المحرق وَالشرَاب وينطل أَولا بِزَيْت كثير بِمَاء حَار ثمَّ يوضع عَلَيْهِ ذَلِك. فصل فِي الْعَقْرَب البحري أَظن أَنه يعرض من لدغة الْعَقْرَب البحريّ انتفاخ الْبَطن وهيئة استسقائية وَرُبمَا عرض مِنْهُ خُرُوج الرّيح بِغَيْر إِرَادَة وَيجب أَن يستقصى فِي تعرف هَذِه وعلاجه علاج التنين البحري والرتيلاء وَقد قَالَ من لَا يوثق بقوله أَن عقرب المَاء حَار السمّ. فصل فِي العنكبوت البحري يشبه أَن تكون أَحْوَاله تقرب من أَحْوَال الْعَقْرَب البحري. فصل فِي عض الضفادع البحرية الْحمر حكى عدَّة من الْعلمَاء أَنَّهَا خبيثة رَدِيئَة متعزضة للحيوانات والأجسام تقفز إِلَيْهَا من الْبعد لتعضها وَإِن لم تتمكن من العض نفخت إِلَيْهِ نفخة ضارة ويعرض من عضّها ورم عَظِيم وهلاك سريع أَقُول: يشبه أَن يكون علاجها بالترياق الْكَبِير وَبِمَا يجانسه. فصل فِي جملَة علاج الْهَوَام البحرية السامة قَالُوا يجب أَن تعالج بالترياقات وَبِمَا تعالج بِهِ السمُوم الْبَارِدَة وبأدوية الرتيلاء وترياقاته وَالْحَمْد لله وَحده.(3/337)
(الْفَنّ السَّابِع الزِّينَة)
يشْتَمل على أَربع مقالات: الْمقَالة الأولى أَحْوَال الشّعْر والحزاز فصل فِي مَاهِيَّة الشّعْر الشّعْر يتَوَلَّد من البخار الدخاني إِذا انْعَقَد فِي المسام وَنبت عَلَيْهَا بِمَا يستمد من المدد وخصوصاَ إِذا كَانَت رُطُوبَة الْبدن لزجة دهنية لَيست بمائية وَلَا طينية كَمَا أَن الْأَشْجَار الدهنية لَا ينتشر وَرقهَا. وَقد قيل فِي الْكتاب الأول فِي سوَاده وشيبه وَسَائِر ألوانه مَا قيل لَكِن الْمُتَعَلّق من الْكَلَام فِيهِ بالزينة تَدْبِير جوهره بالإنبات والتمريط وتدبير عدده بالتكثير والتقليل وتدبير حجمه بالتغليظ والتدقيق والتطويل وتدبير شكله بالتسبيط والتجعيد وتدبير لَونه بالتسويد والتشقير والتبييض وَنحن متكلمون فِي هَذِه الْمقَالة على هَذِه الْمعَانِي. الشّعْر يبطل أَو ينقص إِمَّا بِسَبَب فِي الْمَادَّة أَو بِسَبَب فِي الشَّيْء الَّذِي فِيهِ ينْبت وَالسَّبَب فِي الْمَادَّة أَن تقل أَو تعدم والقلة إِمَّا بِسَبَب مَا يغمره أَو يغيّره أَو بِسَبَب قلَّة أصل الْجَوْهَر مثل قلَّة البخار الدخاني فِي الصَّبِي وَالْمَرْأَة لِكَثْرَة البخار الرطب فَلَا تنْبت لحيته وَأما قلَّة أصل الْجَوْهَر فإمَّا الْعَارِض وَإِمَّا لانْتِهَاء الطبيعة إِلَيْهِ. أما الَّذِي للعارض فَكَمَا يعرض للناقهين إِذا شفتهم الْأَمْرَاض الطَّوِيلَة والسلية والدقية فَلم تبْق لَهُم مَادَّة يعتذي مِنْهَا الشّعْر فَيسْقط وَلَا ينْبت مثل مَا يعرض للنبات المستسقى إِذا لم يسق وكما يعرض للخصيان من تشبههم بِالنسَاء فِي الرُّطُوبَة وَالْبرد بِسَبَب خصائصهم وبسبب أَن مَا كَانَ يتكون منياً يتراكم فيهم ويبرد ويتأدى برده إِلَى الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة فيبردها فَلذَلِك لَا تتحلل رطوباتهم إِلَى الْجَفَاف وَمَا تحلل لَا يبْقى فِي المسام لقلته ورقته بل يخرج وكما يعرض لمن أدام العمائم الثقال على رَأسه. وَأما الَّذِي هُوَ من طَرِيق الطبيعة فكالصلع فَإِن الصلع يحدث لقُصُور مَادَّة الشّعْر عَن الصلعة وَذَلِكَ لقلتهَا أَو لتطامن الدِّمَاغ عَمَّا يماسّه من القحف فَلَا تسقيه سقيه إِيَّاه وَهُوَ ملاق. وَأما الَّذِي يكون لسَبَب فِي الشَّيْء الَّذِي فِيهِ ينْبت فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه إِمَّا أَن لَا تنفذ فِيهِ مَادَّة الشّعْر وَإِمَّا أَن تنفذ فِيهِ فَلَا(3/338)
تحتبس وَإِمَّا أَن تفْسد فِيهِ وتستحيل إِلَى كَيْفيَّة غير ملاءمة لتَكون الشّعْر عَنْهَا وَإِنَّمَا لَا تنفذ فِيهِ لانسداد مسامه وَإِنَّمَا تنسد مسامه لشدَّة تلززه ليبسه كَمَا هُوَ من المعاون على الصلع ويسرع فِي حَار المراج لسرعة جفافه وَلذَلِك يكثر على المستعدين للصلع شعر الْبدن والصدر لحرارة المراج وَهَؤُلَاء فَإِن الْقَلِيل من شعرهم صَعب الانتتاف أَو لتلززه بِسَبَب آثَار قُرُوح سالفة كَمَا هُوَ الْحَال فِي القرع. وَالَّذِي لَا يحتبس فِيهِ فَهُوَ لشدَّة تخلخله واتساع مسامه كَمَا هُوَ إِحْدَى المعاون فِي أَن لَا تنْبت اللِّحْيَة وَيكون الْبَاقِي من شعر هَؤُلَاءِ رَقِيقا سهل الانتتاف وَفِي آخر الْعُمر لما يبس المراج فضاقت المسام مَعَ رُطُوبَة مراج لقلَّة الْحَرَارَة أثر فِي أَن لَا يكون صلع كَمَا للنِّسَاء والخصيان. وَالَّذِي يفْسد فِيهِ فإمَّا لخلط مسكن خَبِيث. كَمَا فِي دَاء الْحَيَّة والثعلب وَإِمَّا لقروح رَدِيئَة أكالة كَمَا يكون فِي بعض أَصْنَاف القرع. والصلع تعسر معالجته وَإِن كَانَ قد يُمكن دَفعه قبل أَن يبتدىء أَو تَأْخِيره وَالَّذِي يَقُول بقراط من أَن الصلع إِذا عرض لَهُم الدوالي نَبتَت شُعُورهمْ نعني بِهِ المتمرطين بداء الثَّعْلَب وَنَحْوه وَشعر الحاجبين والأشفار لَا ينتثر سَرِيعا بِسَبَب أَن منبتها حصيف غضروفي حَافظ وَلذَلِك يتَأَخَّر الصلع فِي الْحَبَشَة والزنج لشدَّة ضبط جُلُودهمْ لشعورهم فَإِن الصلب لَا ينثقب فَلذَلِك يقل مَعَه الشّعْر لكنه يحفظ الشّعْر فَلَا ينتثر سَرِيعا وَلَا يتمرط. واللثغ لَا يصلعون لِكَثْرَة رُطُوبَة فصل فِي الْأَدْوِيَة الحافظة للشعر الْأَدْوِيَة الحافظة للشعر هِيَ الَّتِي فِيهَا حرارة لَطِيفَة جذابة وَقُوَّة قابضة وَالَّتِي فِيهَا خَواص نَفْعل بهَا وَقد ذكرنَا بسائط هَذِه الْأَدْوِيَة فِي الْأَدْوِيَة المفردة وَذكرنَا أَيْضا فِي القراباذين مركبات وَنَذْكُر هَهُنَا من الْأَدْوِيَة مَا هُوَ أليق بِهَذَا الْموضع. والأدوية البسيطة الَّتِي تصلح لحفظ الشّعْر وتدارك أَخذه فِي التساقط على الْجُمْلَة إِلَى أَن تشْتَرط من بعد الشُّرُوط الْوَاجِبَة فِي تدبيرها من أَمْثَال هَذ: الآس وحبه واللاذن والأملج والهليلج الكابلي والمر وَالصَّبْر والبرشياوشان وَقد يَقع فِيهَا العفص لقبضه والفيلزهرج خُصُوصا مَعَ شراب قَابض أَو دهن الآس أَو دهن المصطكي أَو مَاء الآس أَو عصارة ورق الازادرخت وَأَيْضًا حراقة شَجَرَة بزر الْكَتَّان محرقاً مَعَ بزره طلاء بدهن وَأَيْضًا قشور الْجَوْز محرقة إِذا خلط بدهن الآس وَالشرَاب الْقَابِض وَمسح بِهِ وخصوصاً للصبيان. وَمن المركبات: حبّ الآس والعفص والأملج يطْبخ فِي دهن الْورْد أَو دهن الآس على الْوَصْف الْمَعْلُوم وَيسْتَعْمل وَأَيْضًا ورق الآس الرطب واللاذن والعوسج وأطراف السرو وَحب الآس يغلف بهَا الرَّأْس مدقوقة مدوفة بالزيت. وَأَيْضًا: حبّ الاس الْأسود وبزر الكرفس وأطراف الآس وبزر السلق وأطراف العوسج جُزْء جُزْء برشياوشان لاذن نصف جُزْء نصف جُزْء الشَّرَاب الْأسود سِتَّة أَجزَاء تهرى فِيهِ الْأَدْوِيَة طبخاً حَتَّى يبْقى ثلث الشَّرَاب ثمَّ يلقى عَلَيْهِ زَيْت مُطيب بالسعد والسنبل جزأين ويعاد طبخه حَتَّى يغلي ثَلَاث غليات ثمَّ(3/339)
يصفى المَاء والدهن عَن الْأَدْوِيَة بعصر شَدِيد وَيجْعَل فِي برنية ويخضخض وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة فَإِنَّهُ حَافظ مسود. وَأَيْضًا: بزر الكرفس وبزر السلق وبرشياوشان وكندر من كلِّ وَاحِد أوقيتين الْجَوْز خَمْسَة عشر عددا قشور أصل الصنوبر رَطْل يشوي الْجَمِيع لَيْلَة فِي التنّور وَقد جعل فِي قدر مطين وَيتْرك حَتَّى يَحْتَرِق جَمِيعه احتراقاً مسحقاً ويسحق ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من شَحم الدب فَهُوَ أَجود أَو من شَحم الأوز وَيرْفَع وَكلما احْتِيجَ إِلَيْهِ ديف فِي دهن مُطيب وَيسْتَعْمل وينفع أَيْضا من الصلع المبتدىء. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ رَطْل وَنصف شرابًا قَابِضا وَمن اللاذن أُوقِيَّة وَمن قشور الصنوبر محرقة أوقيتين برشياوشان محرقاً مثله شَحم الدب رَطْل عصارة عِنَب الثَّعْلَب أَربع أَوَاقٍ وَنصف يطْبخ اللاذن فِي الطلاء حَتَّى يثخن وتلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة ويخلط وَيرْفَع فَمَتَى أحتيج إِلَيْهِ أَخذ مِنْهُ شَيْء فِي دهن مُطيب وخيره دهن الناردين ويطلى وَقد يطلى بِلَا دهن. وَأَيْضًا مِمَّا هُوَ خَفِيف: أَن يُؤْخَذ المرّ واللاذن ودهن الآس وخصواً مَا اتخذ من دهن الخيري وَمَاء الآس طبخاً وشراب قَابض ويخلط على مَا توجبه الْمُشَاهدَة ويطلى بِهِ. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ ورق شقائق النُّعْمَان مَعَ دهن الآس وَيمْسَح بِهِ الرَّأْس وَيتْرك لَيْلَة ثمَّ يستحم فَإِنَّهُ يحفظ ويسوّد. وَأَيْضًا يُؤْخَذ لاذن وبرشياوشان ورماد قشور الصنوبر وشحم الدبّ وَمن الشَّرَاب العفص مَا يَكْفِي مخلوطاً بِمثل دهن المصطكي أَو الآس وَأَيْضًا يُؤْخَذ الْحِنَّاء اِلمدقوق مثل الهباء نصف رَطْل وَمن العفص الْأَخْضَر المدقوق عشرَة دَرَاهِم مضافاان إِلَى مثلهمَا من الْخلّ الحاذق ويقطر بالقرع والإنبيق فَإِن الْحَاصِل من التقطير يحفظ الشّعْر. وَأَيْضًا يُؤْخَذ برشياوشان ولاذن سَوَاء ودهن الآس مَا يَكْفِي وَأَيْضًا يُؤْخَذ كندر وخرء الضَّب وخرء الْقُنْفُذ البحري من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم سذاب جبلي دِرْهَمَيْنِ يسحق بشراب قَابض ويخلط مَعَ شَحم الدب وَيسْتَعْمل. فصل فِي دَوَاء يحفظ شعر الحواجب يُؤْخَذ ورق شقائق النُّعْمَان أَرْبَعَة رعي الْحمام وأصوله وأطراف التِّين من كل واحدٍ وَاحِد لاذن ثَلَاثَة برشياوشان إثنان يسحق الْجَمِيع وَيسْتَعْمل بدهن المَصطِكَى مثله أَيْضا أصل الفاشرا أَو أصل الأشراس ورماد شَجَرَة الصنوبر الطري من كل وَاحِد جُزْء ورق جزآن يخلط بدهن الآس المطيّب فَهَذَا هُوَ الْكَلَام الأكثري. لكنه إِن كَانَ السَّبَب يبس مراج وَقلة دم رَفه الْبدن وغَذه بِمَا هُوَ جيد الْغذَاء دسمه وَبِه ميل إِلَى حرارة لَطِيفَة واترك كل حامض ومالح وعفص واهجر الباه واهجر من الشَّرَاب مَا كَانَ عتيقاً وأدم الاستحمام بالمياه العذبة وَلَا يقرب من الْبدن نطرون وَلَا أشنان وَلَا صابون بل مثل دَقِيق الباقلا وَحب الْبِطِّيخ وطين وبزرقطرنا وَنَحْوه. وَإِن كَانَ لتقبض المسام جدا احْتِيجَ إِلَى مَا يحلل ويخلخل فَوَجَبَ أَن يَجْعَل فِي الْغذَاء مَا يفتح مثل الْخَرْدَل والثوم والكراث ويطلى الْجلد أَيْضا بِمثل الثافسيا والخردل والفوتنج والسذاب والبصل وَيسْتَعْمل الْحمام بمياه محللة وَيغسل الرَّأْس بالبورق وبزبد الْبَحْر وَيجب أَن يجْتَنب صَاحبه الأدهان. وَالَّذِي للتخلخل تَنْفَع مِنْهُ الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة الَّتِي أَكثر ميلها إِلَى الْقَبْض والأطلية والأدهان القابضة وَدخُول الْحمام وَاسْتِعْمَال الفاتر ثمَّ إردافه بالبارد دفْعَة.(3/340)
فصل فِي مطولات الشّعْر أَكثر مطولات الشّعْر مَا فِي جوهره لزوجة يُمكن أَن يَأْخُذ مِنْهَا الشّعْر وَهُوَ مثل ورق السمسم وورق القرع والأدهان الَّتِي فِيهَا حرارة وَقبض مثل دهن السوسن محرقاً مَعَ شمع أَو كَمَا هُوَ ودهن الْحِنَّاء ودهن الآس خَاصَّة وَقد ينفع فِي ذَلِك غسل الرَّأْس بنقيع الحنظل. وَمِمَّا ينفع فِي ذَلِك أَن يُؤْخَذ اللاذن ويذاب الْجيد مِنْهُ فِي قدح مطين على الْجَمْر اللَّطِيف إذابة فِي زَيْت ويذرّ عَلَيْهِمَا شَيْء من نوى محرق ويمرج الْجَمِيع على الْجَمْر مرجاً لطيفاً وَيسْتَعْمل. ولورق الازادرخت ولماء ورقه خاصية جَيِّدَة فِي ذَلِك ولفحم بزر الْكَتَّان مُسْتَعْملا بدهن الشيرج. مركب: يُؤْخَذ ورق الأزادرخت والبرشياوشان الحَدِيث الرُّومِي والمر والأملج ويغلف بِهِ الرَّأْس فِي بعض الأغسال الْمَعْرُوفَة وَأَيْضًا الْخَرْدَل يَجْعَل فِي طبيخ السلق وَيغسل بِهِ الرَّأْس ويدهن بعده بدهن الآ أَو دهن الأملج. مركب جيد: تُؤْخَذ مرَارَة الثور ومرارة الذِّئْب وإهليلج كابلي وبليلج وأملج وسبادداوران وعفص صِحَاح من كل وَاحِد جُزْء يدق ويربى بعصارة عِنَب الثَّعْلَب سَبْعَة أَيَّام ثمَّ يجفف وَيسْتَعْمل طلاء بِشَيْء من الْبِطِّيخ بعد غسل الرأص واللحية بِمَاء وَعسل وزجاج مدقوق. أَيْضا شعير مقشر ثَلَاثِينَ درهما أملج خَمْسَة يطبخان فِي المَاء طبخاً شَدِيدا حَتَّى يَأْخُذ المَاء قوتهما. ويطبخ فِي ذَلِك المَاء دهن البنفسج مثل نصف المَاء ولاذن وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وورق السمسم وورق الخطمي وورق القرع رطبا أَو يَابسا وزن عشرَة عشرَة لَا يزَال يطْبخ حَتَّى نُسْخَة أُخْرَى: تنْسب إِلَى الْكِنْدِيّ شير أملج عشْرين درهما يطْبخ برطلين من المَاء إِلَى الرّبع وَيصب عَلَيْهِ مثله دهن الناردين وشعير مقشر وَشَيْء من اللاذن ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن. فصل فِي منبتات الشّعْر القوية وفيهَا علاج مَا يُمكن علاجه من الصلع وَمن انتثار الحواجب وَنَحْو ذَلِك جَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي نذكرها فِي بَاب دَاء الثَّعْلَب وَجَمِيع وَجه التَّدْبِير من ذَلِك الرَّأْس وتحميره وَاسْتِعْمَال الشحوم عَلَيْهِ ثمَّ اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة القوية الجذب والتحليل مَعًا الْخَاصَّة بداء الثَّعْلَب فَهِيَ نافعة فِي الصلع وإنبات الشّعْر فِي المرط وَفِي الحواجب وَفِي اللِّحْيَة ولقشور أصُول الغرب بالزيت تَقْوِيَة وَفعل عَجِيب فِي الْحِفْظ مَعَ تسويد. وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي من عزمنا أَن نذكرها هَهُنَا وَإِن كَانَت أَيْضا نافعة فِي دَاء الثَّعْلَب بعد اعْتِبَار مَا ذَكرْنَاهُ فِي آخر بَاب حفظ الشّعْر فَهِيَ هَذِه.(3/341)
ونسخته: تُؤْخَذ الذراريح الطرية مَقْطُوعَة الأرجل والرؤوس مجففة فِي الظل وتسحق فِي دهن البنفسج أَو تطبخ فِيهِ أَو فِي زَيْت حَتَّى تغلظ وتطلى بِهِ حَيْثُ شِئْت فينفط ثمَّ ينْبت الشّعْر وَكَذَلِكَ عسمل البلاذر إِذا جعل على الْمَوَاضِع الَّتِي تمرّط شعرهَا أَو يسحق الكندس فِي دهن الْبيض ويطلى بِهِ حَيْثُ شَاءَ الْإِنْسَان مرَارًا فينبت الشّعْر. أُخْرَى: أَو يُؤْخَذ حافر حمَار محرقاً وقرون محرقة ويطلى بدهن الخلّ فَإِنَّهُ قوي. وَأما بيض النَّمْل مَعَ دهن البان فَهُوَ مِمَّا عدّ فِي المنبتات وَعند عَامَّة النَّاس أَنه مِمَّا يمْنَع النَّبَات وَمِمَّا جرب العظاءة الَّتِي تكون فِي الْبيُوت تَمُوت تجفف وتسحق وتطلى بالدهن. وَأَيْضًا سحيق الزّجاج الفرعوني مَعَ الزئبق. وَمِمَّا هُوَ أخف من ذَلِك أَن يُؤْخَذ فَهُوَ وصلاية من رصاص وَيجْعَل بَينهمَا دهن من الشعرية أَو شَحم مِمَّا عرف ويسحق حَتَّى تنْحَل إِلَيْهِ قُوَّة من الرصاص ويلطخ بِهِ ويضمّد الْموضع بورق التِّين المسلوق جيدا وَإِلَى قُوَّة مَا وَأَيْضًا يُؤْخَذ لبّ عشْرين بندقة ويشوى حَتَّى ينسحق وَيجمع بدهن الفجل أَيْضا أَو يُؤْخَذ أَو من الحشيشة الْمُسَمَّاة خركوش وَمن قضيب الْحمار وطحاله مشويين من كل وَاحِد نصف رَطْل وَمن اللاذن عشرُون وَزنه يخلط الْجَمِيع بعد حلّ اللاذن فِي الشَّرَاب وَيسْتَعْمل. وَأَيْضًا وَمِمَّا ذكر فيغلريوس يُؤْخَذ شَحم الثور مملحاً سِتَّة وَتسْعُونَ درهما الأشنأن والثافسيا من كل وَاحِد ثَمَانِيَة عشر درهما مر ثَمَانِيَة دَرَاهِم لاذن مثله برشياوشان ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ درهما قضيب الْحمار ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ درهما طحال الْحمار سِتَّة وَتسْعُونَ درهما يشوى طحال الْحمار وقضيبه وينحت وَيجمع الْجَمِيع بشراب أسود يحلق الرَّأْس ويطلى بِهِ وَيتْرك خَمْسَة أَيَّام وَيغسل وَيرَاح يَوْمَيْنِ ثمَّ يُعَاد فَإِن تقرح عولج الْموضع بشحم الأوز. وَأَيْضًا لقريطن تُؤْخَذ بطُون سِتَّة من الأرانب وتجفف نَاعِمًا وَتحرق فِي قدر مطين فخار ويلقى عَلَيْهِ من ورق العوسج وَمن ورق الآس مثله وَمن البرشياوشان تسع أوق وَيحرق مرّة أُخْرَى فِي إِنَاء زجاج ثمَّ يسحق ويخلط بِثَلَاثَة أَرْطَال من شَحم الدب وَمثلهَا دهن الفجل وَيرْفَع وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة فِي دهن مُطيب. وَحب الْغَار ودهن الفلفل ودهن الخروع كل ذَلِك مِمَّا يعين على الإنبات. وَأَيْضًا يُؤْخَذ رماد القيسوم إِذا خلط بالزيت الْعَتِيق أنبت اللِّحْيَة البطيئة النَّبَات ورماد الشونيز بِالْمَاءِ وخصوصاً للحواجب وَأَيْضًا للحواجب تحرق جوزتان إِلَى أَن تنسحقا فَقَط وَيجمع إِلَيْهِمَا مِثْقَال من نوى التَّمْر المحرق كَذَلِك بِغَيْر استقصاء وَخَمْسَة عشر فلفية ويطلى بدهن ورد وَأَيْضًا يُؤْخَذ رماد القيسوم وبندق محرق ولاذن وذراريح وكندس يغلي فِي دهن بَان فِي مغرفة حَتَّى يسود ويمرج بِمثلِهِ غَالِيَة ويدلك الْموضع ويطلى بِهِ وَأَيْضًا برشياوشان وَحب الآس وبزر الكرفس يحرق قَلِيلا حَتَّى يسود وَيجمع بشحم دب ودهن فجل. دَوَاء: ينْبت الشّعْر فِي الحواجب يُؤْخَذ كندر أَربع درخميات خرء التمساح وخرء الْقُنْفُذ البحري وسذاب جبلي درخمي درخمي يسحق بشراب قَابض ويخلط بشحم الدبّ وَيسْتَعْمل.(3/342)
آخر: للتمرّط فِي الحواجب الْقَدِيم الصعب من دَاء الثَّعْلَب أَو غَيره ونسخته: يُؤْخَذ من الشيح جُزْء من زبد الْبَحْر ثَمَانِيَة أَجزَاء وَمن الأوفربيون وَحب الْغَار ثَلَاثَة ثَلَاثَة. زفت رطب أَرْبَعَة يداف الزفت فِي دهن السوسن ويذاب فِيهِ الفربيون ثمَّ تخلط بِهِ سَائِر الْأَدْوِيَة. آخرمثله: يُؤْخَذ أصل الْقصب المحرق سَبْعَة رماد الضفادع خَمْسَة بزر الجرجير أَرْبَعَة أصل الأشراس ثَلَاثَة يسحق بدهن الْغَار وَيسْتَعْمل. فصل فيمايحفظ دَاء الثَّعْلَب وداءالحية قد علمت أَن السَّبَب فِي تولد دَاء الثَّعْلَب مَادَّة رَدِيئَة مستكنة فِي الْجلد وَفِي منابت أصُول الشّعْر فتفسد أصُول الشّعْر أكلا لَهَا ومنعاً للغذاء الْجيد إِيَّاهَا وسمّي دَاء الثَّعْلَب لعروضه للثعالب وَالْفرق بَينه وَبَين دَاء الْحَيَّة أَن دَاء الْحَيَّة لَيْسَ إِنَّمَا ينتثر فِيهِ الشّعْر فَقَط بل تنسلخ مَعَه جلدَة رقيقَة كَمَا يعرض للحية وَرُبمَا عرض فِيهَا تشكل ناتىء كشكل الْحَيَّة والمادة الَّتِي تورث دَاء الثَّعْلَب وداء الْحَيَّة قد تكون صفراوية وَقد تكون سوداوية وَقد تكون بلغمية وَقد تكون من دم فَاسد ويستدلّ عَلَيْهِ من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم. وَمن الْأَعْرَاض الَّتِي تصحبه مِمَّا يدلّ على الْخَلْط الْغَالِب مِمَّا عرفت وَقد يستدلُ على سرعَة برئه وبطئه بِمَا يرى من سرعَة احمراره بالدلك وَالْحلق لسرعة انجذاب الدَّم إِلَيْهِ أَو بطئه على أَن الدَّلْك الْكثير يقرح فَيمْنَع نَبَات الشّعْر. فصل فِي العلاج لَا شكّ أَن صَوَاب التَّدْبِير فِي استفراغ ذَلِك الْخَلْط الْفَاعِل أَولا وَإِدْخَال الأغذية الْحَسَنَة الكيموس جدا إِلَى الْبدن مِمَّا تعلمه وَالشرَاب المعتدل الممروج المائل إِلَى أثر من الْحَلَاوَة قَلِيل مَعَ رقة وصفاء فَإِن هَذَا أغذى وَالْحمام يَنْفَعهُ قبل كل دلكة وَبعدهَا ويبتدىء أَولا باستفراغ الْبدن عَن الْخَلْط الْفَاعِل بالأدوية المخرجة لَهُ أَو بالفصد إِن أوجبت الْمَادَّة ذَلِك ثمَّ باستفراغ الرَّأْس عَنهُ بِمَا عَرفته من السعوطات والنشوقات والغراغر مِمَّا هُوَ مَذْكُور فِي بَاب تنقية الرَّأْس بِحَسب فصل فصل ثمَّ الإقبال على الْجلْدَة وتنقيتها عَمَّا استكن فِيهَا بِإِخْرَاجِهِ عَنْهَا وتحليله وتستعجل فِي ذَلِك لِئَلَّا تكتسب الْجلْدَة كَيْفيَّة راسخة رَدِيئَة. وَلَا شكّ فِي أَن الْأَدْوِيَة المستفرغة من الْموضع للمادة الخبيثة يجب أَن تكون مقطعَة ومحلّلة تحليلاً لَا تبلغ التجفيف لشدَّة التسخين فَيُفِيد الْجلد جفافاً يكون فِي الآجل سَببا لسُقُوط الشّعْر وَإِن كَانَ فِي العاجل لَعَلَّه أَن يذهب بداء الثَّعْلَب فَإِن كَانَ حاراً قَوِيا كالثافسيا وَهُوَ أصل فِي الْبَاب الَّذِي لَا بُد مِنْهُ كسرت حرارته بالأدهان المعتدلة تغلب عَلَيْهِ وبالمياه بِرِفْق فِيهَا وأجوده الحَدِيث وَالَّذِي أَتَى عَلَيْهِ سنُون ثَلَاث ضَعِيف وَمن حق الْقوي أَن يقلل قدره وَيكثر مراجه ويسرع أَخذه عَمَّا طلي بِهِ وَمن حقّ الضَّعِيف أَن يفعل بالضد. وَيجب أَن تكون لَطِيفَة والألم تنفذ قوتها فِي غور الْجلد وَيجب أَن تكون فِي(3/343)
تِلْكَ الإدوية تَقْوِيَة وَمنع لِئَلَّا يقبل الرَّأْس مَادَّة خبيثة وَلَا يجب أَن يصحب تِلْكَ الْقُوَّة قبض كثير يمْنَع الْمَادَّة عَن الْوُرُود إِلَى الْموضع ثمَّ النّفُوذ فِي مسامه وَيجب أَن تكون فِيهَا قُوَّة جذب للدم الْجيد وبخاره العلك من الْبدن بعد تَحْلِيله للفاسد الَّذِي فِي الْجلد ليجمع تحليلاً للفاسد الْقَرِيب وجذباً للجيد الْبعيد وَذَلِكَ بعد التنقية. وَإِذا اسْتعْملت هَذِه الْأَدْوِيَة فَيجب أَن تراعي تأثيرها وتبدأ بِهِ مضعفة بالمراج والتقليل وَتنظر فِيمَا كَانَ مِنْهَا فَإِن وجد الْمَرَض مُحْتملا والأثر سليما زيد فِي الْقُوَّة والمقدار وَإِن لتم يحْتَمل وَعظم الْأَثر نقص بالمقدار أَو بالمراج واجتهد حَتَّى لَا يُؤَدِّي إِلَى تقريح وتوريم وخصوصاً فِي الْأَبدَان اللينة المراج أَو السن أَو الْجِنْس. وَإِن أدّى إِلَى توريم وتقريح تدورك ذَلِك بالشحوم وطليها عَلَيْهِ مثل شَحم البط والدجاج وَمثل القيروطي الليّن فَإِذا سكن عوود بِالْقدرِ الَّذِي يحْتَملهُ وَإِذا عظم الْأَثر فتر لَا يزَال يفعل ذَلِك حَتَّى يتَحَلَّل الْفَاسِد وينجذب الْجيد. وعلامة تأثيرالدواء فِيهِ أَن. يحمّر بدلكات أَلين وَأَقل عددا من الدلكات الَّتِي كَانَ يحمر بهَا قبل اسْتِعْمَال الدَّوَاء فان لم يتَغَيَّر الْحَال فَاعْلَم أَنه يحْتَاج إِلَى دَوَاء قوي وَإِذا كَانَ لَا يحمر دُلِك بالخرق الخشنة أَشد دلك حَتَّى يخَاف الانقشار ثمَّ دلّك بِمثل البصل فَإِن لم يحمر لم يكن بُد من شَرط موجع وطلي بِمثل الثوم. وَمِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي تنقية الْجلد عَن مَادَّة دَاء الثَّعْلَب الرَّديئَة العَلَق والمحاجم وغرز الإبر الْكَثِيرَة وَأَيْضًا التنقيط بالأدوية الحادة الَّتِي سنذكرها وتنقية مَا تنقط وتبرئته ليخرج الشّعْر عَنهُ وَمِمَّا يعين فِي تَحْلِيل الْمَادَّة لبس قلنسوة مؤبرة دَائِما لَيْلًا وَنَهَارًا فانه يحلل ويعرِّق وَيجب أَن يحلق فِي كل يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة بِالْمُوسَى وَكلما نبت حلق. وَيجب قبل اسْتِعْمَال الأطلية أَن يحلق الرَّأْس ويُدَلك على مَا قُلْنَا بِخرقَة خشنة أَو بِمثل البصل أَو قشور الفجل حَتَّى يحمر وَيصير قَلِيلا لقؤة الدَّوَاء متفتّح المسام وَرُبمَا نَاب الحمّام عَن الدَّلْك وَإِن لم يحلق رقّق الحواء ليصل إِلَى الأَصْل. فَأَما الاستفراغات فليستفرغ الصفراوي بطبيخ الهليلج مَعَ قُوَّة من خربق وأفتيمون وبحب القوقايا أيارج فيقرى وَأَيْضًا فَإِن أبارج شَحم الحنظل جيد خُصُوصا البلغمي فَإِن كَانَ هُنَاكَ سَوْدَاء خلط بِهِ شَيْء من الخربق الْأسود وَإِن كَانَ هُنَاكَ صفراء خلط بِهِ السقمونيا وأيارج روفس واللوغاذيا جيدان خُصُوصا للسوداوي وَكَثِيرًا مَا يبرأ بالاستفراغ وَحده وأصناف هَذِه الاستفراغات مِمَّا قد أحطت بِهِ علما فِيمَا سلف لَك وَإِن أَرَادَ أخف من ذَلِك سقَاهُ الأيارج المرّ مركبا بشحم الحنظل والتربد فِي الشَّهْر شربات ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وَإِذا لم ينجع استفراغ وَاحِد كرّر بعد إراحات فِيمَا بَين ذَلِك وَإِذا رَأَيْت جلدَة الرَّأْس حَمْرَاء وعروقها حَمْرَاء ممتلئة فصدت بعد الفصد الْكُلِّي إِن أوجبه الرَّأْي عروق الرَّأْس وعروق الْجَبْهَة والصدغين وَإِن لم ترد ذَلِك فَلَا تفعلن شَيْئا من ذَلِك فَإِن الدَّم يحْتَاج إِلَيْهِ هُنَاكَ. وَأما الغراغر والسعوطات وَنَحْوهَا فقد عرفتها فِي بَاب معالجات الرَّأْس. وَأما الْأَدْوِيَة الموضعية فأقواها الفربيون الَّذِي لم يَأْتِ عَلَيْهِ فَوق ثَلَاث سِنِين يدبر على مَا أعطينا من التَّدْبِير فِي القانون وَبعده الثافسيا فانه عَجِيب جدا بَالغ ثمَّ الْحَرْف والخردل ورماد الذراريح(3/344)
معجوناً بالزفت الرطب أَو ميويزج مسحوقاً بدهن الْغَار وَلبن اليتُّوع ينفط بِهِ ويفقأ ليسيل مَا تَحْتَهُ فَإِذا طرح القشر طلع الشّعْر من تَحْتَهُ والكبيكج يوضع على الْعُضْو مُدَّة قَليلَة وَيحْتَاج إِلَيْهِ فِي الْقوي من دَاء الثَّعْلَب وَبعد ذَلِك الكبريت والخربقان وبزر الجرجير ورغوة البورق والصنفان من زبد الْبَحْر وقشور الْقصب وأصوله محرقة وخرء الفار وبعر الْغنم محرقاً وَدَار فلفل والخردل والبندق المحرق وورق التِّين وكندس وعروق ماميران والقطران وَقد يَقع فِيهَا مرَارَة الثور ثمَّ مثل اللوز المر محرقاً بقشره وَمثل الكندر المسحوق أَيَّامًا فِي الْخلّ الْفَائِق. والخرنوب النبطي مَن أدوية هَذِه الْعلَّة. وأفضلَ الأدهان المستعملة فِيهِ دهن الْغَار ودهن الخروع. وَأفضل الْأَدْوِيَة الشمعية القطران ثمَّ الزفت. وَأفضل الشحوم شَحم الدب وخصوصاً مَا عتق لطوخ جيد يلطخ بالخردل والقطران: صفة لطوخ قوي نَافِع: يُؤْخَذ فربيون ثافسيا دهن الْغَار من كل وَاحِد مثقالين كبريت حَيّ وخربق أَيهمَا كَانَ أسود أَو أَبيض من كل وَاحِد مِثْقَال يتَّخذ قيروطي بشمع مِقْدَار الْكِفَايَة. وَأَيْضًا بورق إفريقي جزأين نوشادر جُزْء يحرقان ويسحقان فِي خل ثَقِيف ويطلى بِهِ الْموضع بعد الدَّلْك طلياً رَقِيقا ويعاد بعد ثَلَاثَة سَاعَات وَقد نشف يداوم ذَلِك ثَلَاث أَيَّام فَإِن تنفط فيفعل بِهِ مَا تَدْرِي. وَأَيْضًا ذراريح وخردل يطبخان فِي دهن حَتَّى يصير كالغالِية ثمَّ ينفط بِهِ الْموضع الْقوي وتكسر قوته بالمراج للضعيف. وَمِمَّا هُوَ أقوى من ذَلِك وَهُوَ عَجِيب نَافِع أَن يُؤْخَذ الْخلّ الثقيف مَعَ مثله دهن الْورْد الْجيد ويلخلخان ثمَّ يدلك الْموضع بِخرقَة خشنة ويطلى بِهِ وَأَيْضًا الْمسْح بغالِية فِيهَا شَيْء من ثافسيا. وَاعْلَم أَن الصّبيان تكفيهم الحمية وَالصَّبِيّ الْمُرَاهق يحْتَمل نصف دِرْهَم من حب! لقوقايا وَلابْن عشر سِنِين دانقين. فصل فِيمَا يحلق الشّعْر يُؤْخَذ من النورة جزءان وَمن الزرنيخ جزءان ويطلى بهما مَعَ قَلِيل صَبر مجعول فيهمَا فيحلق فِي الْحَال وَإِن جعل من النورة أَجزَاء أَكثر وَمن الزرنيخ أقل كَانَ أعدل وَإِن زيدت النورة كَانَ أَبْطَأَ عملا إِلَّا أَنه يعْمل وَقد تُؤْخَذ النورة والزرنيخ جزءين وجزء يطبخان فِي المَاء طبخاً حَتَّى تسمط الريشة وَإِن كرّر الْعَمَل فِي ذَلِك المَاء كَانَ أَجود والتشميس أَجود وَيُؤْخَذ ذَلِك المَاء فيطبخ فِيهِ دهن قَلِيل مِنْهُ فِي كثير حَتَّى يَأْخُذ قوته ويطلى بِهِ وَرُبمَا ترك ذَلِك المَاء لينعقد ملحاً وَاسْتعْمل ذَلِك الْملح فِي المَاء. وأكلاس الأصداف تعْمل عمل النورة مَعَ الزرنيخ وَتَكون ألطف وَإِن أَخذ بدل النورة مَاء النورة المكرّر فِيهِ النورة تشميساً أَو طبخاً وَجعل فِي المَاء الزرنيخ المسحوق كَانَ جيدا وَقد يسْتَعْمل أَيْضا العلق الْأَخْضَر الَّتِي تكون تَحت الجرار وَإِن أُرِيد أَن يكون مَا ينْبت رَقِيقا ألقِي فِي النورة رماد الْكَرم أَو البورق وَأكْثر تقليبه ثمَّ غسل بدقيق الشّعير والباقلا وبزر الْبِطِّيخ وَقد تركب النورة والزرنيخ بِمثل مَاء الكشك وَمَاء الْأرز وَقد يَجْعَل فِيهِ المر والمَصْطِكَى وَقد يعان بزبد الْبَحْر.(3/345)
فصل فِي علاج من أحرقته النورة يجب أَن تقلل تقليبها وتسرع غسلهَا وَقد قدم عَلَيْهَا قبلهَا دهن الْورْد فَإِذا غسل بِالْمَاءِ الْحَار جلس بعد ذَلِك فِي المَاء الْبَارِد فَإِن ذَلِك علاج جيد ثمَّ يطلى عَلَيْهِ عدس مقشّر مسحق بِمَا ورد وصندل وخصوصاً إِن أحرق فَإِن أحرق إحراقاً قَوِيا فَلَا بُد من مثل مرهم الإسفيذاج وَمثل الطلاء بالمرداسنج المربى ببياض الْبيض ودهن الْورْد والكافور. فصل فِيمَا يقطع رَائِحَة النورة أَن يطلى بعْدهَا بالطين المربى فِي الطّيب أَو الطين بالخلّ وَمَاء الْورْد ولورق الخوخ خَاصَّة فِي ذَلِك عَجِيبَة ولورق الْكَرم وورق الشاهسرم المسحوق والحناء ولنجير العُصفُر والورد والسعد والشُك والإذخر وَنَحْو ذَلِك فُرَادَى ومجموعة. فصل فِي مانعات نَبَات الشّعْر تَمنعهُ المخدرات المبرَّدة مثل أَن يبْدَأ فينتف. ثمَّ يطلى بالبنج والأفيون والخلّ والشوكران مَعهَا وَوَحدهُ وَأَن يكون مطبوخاً فِي الْخلّ أَجود. وجرم الضفادع الآجامية مجففاً من المانعات إِذا سحق وخلط بلعاب بزرقطونا أَو عصارة البنج أَو الخلّ يُكَرر ذَلِك وَقيل أَن طليه بدهن تفسخت فِيهِ العظاءة طبخاً مِمَّا يمْنَع نَبَاته وَكَذَلِكَ بدهن طبخ فِيهِ الْقُنْفُذ وَرُبمَا ادّعى فِيهِ ضد ذَلِك. وَمِمَّا ذكر فِي ذَلِك أَن يُؤْخَذ القيموليا وإسفيداج الرصاص بِالسَّوِيَّةِ والشبّ نصف جُزْء سحق بِمَاء البنج الرطب. وَقد زعم قوم أَن دم الضفادع الآجامية وَدم السلاحف النهرية قد يمْنَع ذَلِك قَالُوا وَكَذَلِكَ دم الخفاش ودماغه وكبده وَقد ركبُوا دَوَاء من هَذِه قَالُوا تُؤْخَذ الضفادع من آجام الْقصب وتجفف وَيُؤْخَذ من قديده وَمن دم السلحفاة النهرية المجفف وَمن البورق الْأَحْمَر وَمن المرداسنج وَمن صدف اللُّؤْلُؤ والمحرق أَجزَاء سَوَاء يعجن بِالْمَاءِ وَيسْتَعْمل على نتف الشّعْر فِي الْعَانَة والإبط وبزر الأنجرة بدهن هُوَ مِمَّا ينثر الشّعْر بِقُوَّة. فصل فِي المجعدات للشعر هِيَ مثل دَقِيق الحلبة ودهنها والسِدر الْأَبْيَض والمر والعفص والنورة والمرداسنج تخلط أَو يقْتَصر على بَعْضهَا ويغلف بِهِ الرَّأْس وَقد يوضع فِيهَا بزر البنج ودهنه وَقد يسْتَعْمل البنج كَمَا هُوَ وَحده والنورة بِمَاء نشيط وَيحرق يَسِيرا دَاخله فِي هَذِه الْجُمْلَة خُصُوصا إِذا قرن بهَا ثلثاها من مجعّد جيد: يُؤْخَذ من العفص والكزمازك وسحالة الإبر وورق السرو أَو حبه وحبّ السفرجل والمرداسنج والكثيراء والطين الخوزي والأملج من كل وَاحِد جُزْء النورة الَّتِي لم تطفأ نصف جُزْء يعجب بِمَاء السلق وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ مجعد مسَوِّد.(3/346)
فصل فِيمَا يُسبِط الشّعْر علاجه علاج شقَاق الشّعْر الْمَذْكُور وَبِالْجُمْلَةِ إستعمال الأدهان المرخية واللُعابات المرطبة. فصل فِي تشقيق الشّعْر سَببه اليبس والغذاء الْيَابِس وتمنعه الأدهان اللينة المعتدلة واللعابات اللزجة كلعاب الخطمي ولعاب بزر قطونا ولعاب ورق الْخلاف وَجَمِيع مَا فِيهِ ترطيب. فصل فِيمَا يرقق الشّعْر البورق إِذا وَقع فِي أدوية الشّعْر رققه. فصل فِي الشَّبَاب والشيب قد قُلْنَا فِي غير هَذَا الْموضع فِي سَبَب الشَّبَاب والشيب وَالَّذِي نذكرهُ الَآن هُوَ أَن الدَّم مَا دَامَ دسماً ثخيناً لزجاً فَإِن الشّعْر يكون أسود فاذا أَخذ إِلَى المائية مَال الشّعْر إِلَى الشيب. الْأَشْيَاء المبطئة بالشيب مِنْهَا تَدْبِير الْأَسْبَاب الأول وَمِنْهَا تَدْبِير مَا يُوصل إِلَى الشّعْر نَفسه فَأَما الأول فاستفراغ الْخَلْط البلغمي كل وَقت وخصوصاً بالقيء على الطَّعَام وبالحقن أَيْضا وَيرَاح ويعاد ثمَّ تسْتَعْمل المعاجين والأدوية المشيِّبة الَّتِي نذكرها مَعَ اسْتِعْمَال الأغذية الْحَسَنَة الكيموس باعتدال من جنس مَا يتَوَلَّد مِنْهُ دم مَحْمُود متين مثل: القلايا والمطجَّنات والمكببات والمشويات دون المرق والثرائد ونجتهد حَتَّى يكون بِقدر الهضم فَإِنَّهُ أصل وَإِذا فسد الهضم فسد الدَّم. وَيجب إِذا كَانَ المراج رطبا جدأ أَن تسْتَعْمل الأبازير الحارة من الْخَرْدَل والفلفل والتوابل والكوامخ والمُري وخصوصاً على الرِّيق والسلق بالخردل والاقتصار على شراب قَلِيل صرف وَاجْتنَاب الْفَوَاكِه والبقول المرطبة والألبان والسمك والهريسة والعصيدة وَشرب المَاء الْكثير والفصد الْكثير ونتف الشّعْر والسّكْر المفرط وَالْجِمَاع الكئير وإمساس مثل الكافور وَمَاء الْورْد ودهن الياسمين وَمَاء الياسمين للشعر. وَاجْتنَاب كَثْرَة اسْتِعْمَال المَاء العذب استحماماً فَإِن فعل جففه ونشفه بِسُرْعَة على أَن غسل الشّعْر حَافظ لقُوته فَإِن استحم اسْتعْمل مثل شَحم الحنظل والشونيز والبورق ومرارة الثور غسولاً. وَأما المعاجين والعقاقير الَّتِي تقطع مَادَّة البلغم وتبطىء بالشيب فَمثل لوك الهليلج الكابلي كل يَوْم مِنْهُ وَاحِدَة بِالْعدَدِ يَأْتِي عَلَيْهِ لوكاً وبلعاَ فَإِن هَذَا رُبمَا حفظ الشَّبَاب إِلَى آخر الْعُمر وكذاك الأطريفلات المتخذة من الهليلجات الصَّغِير وَالْكَبِير والمعجون بالخبث وَخير مِنْهُ أَن يكون فِيهِ ذهب وَمن هَذَا تَرْتِيب جيد بِهَذِهِ الصّفة. ونسخته: يُؤْخَذ الهليلج الْأسود والأملج من كل وَاحِد جُزْء عسل البلاذر الْمُسْتَخْرج مِنْهُ نصف(3/347)
جُزْء يخلط بالسمن ويعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل وَهَذَا قوي جدا. وَيجب أَن تسْتَعْمل قَلِيلا قليلاَ قدر مَا لَا يُؤثر أثرا رديئاً والأنَقَرْديا قويّ والمثروديطوس قوي والترياق قوي وَلُحُوم الأفاعي حافظة للشباب وَالْقُوَّة إِذا اُعْتِيدَ أكلهَا. صفة معجون معتدل جيد: هليلج أسود وبرنج وَدَار فلفل وأملج وَقد يكون بدل الدارفلفل خبث الْحَدِيد وسكر يتَّخذ مِنْهَا إطريفل. وَمن الْجيد المجرب أَن يُؤْخَذ زنجبيل وإهليلج كابلي ودارفلفل أَجزَاء سَوَاء يعجن وَيسْتَعْمل. وَأَيْضًا لنا أَن يُؤْخَذ من الهليلج الكابلي وزن عشْرين درهما خبث الْحَدِيد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الغاريقون خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الزنجبيل والدارفلفل والقرنفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم يعجن بالعسل وَيسْتَعْمل وَيجب أَن يتَنَاوَل هَذِه المشببات سنة كَامِلَة وَإِذا شرب المحبّ للشباب من أَمْثَال هَذِه المعاجين صَبر عَلَيْهَا إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ أكل الْغذَاء. فصل فِي اللطوخات الْمَانِعَة من الشيب جَمِيع الأدهان الحارة المقوية وَجَمِيع السبالات الَّتِي تشبه ذَلِك فِي الطَّبْع حافظة لمراج الشّعْر على حرارة غريزية لَا يتكرج مَعهَا مَا ينفذ فِيهَا من الْغذَاء وَهَذِه مثل القطران إِذا طلي بِهِ يتْرك أَربع سَاعَات ثمَّ يدْخل الْحمام. وَهَذَا أيضاَ علاج لصَاحب الرَّأْس الْبَارِد المراج وَكَذَلِكَ الزفت الرطب السَّائِل الرَّقِيق وَكَذَلِكَ دهن الْقسْط فَإِنَّهُ قوي جدا ودهن البان ودهن الشونيز أقوى من كل شَيْء والدهن الْمُتَّخذ بشحم الحنظل ودهن الْخَرْدَل والجيد الْقوي هُوَ أَن يتَّخذ من دهن الْخَرْدَل ودهن الشونيز بِأَن يطْبخ فِيهِ الشونيز ثمَّ يطْبخ فِيهِ الحنظل بعده أَو مَعَه. وَالزَّيْت المعتصر من الزَّيْتُون الْبري إِذا أَدِيم التمريخ بِهِ كل يَوْم منع الشيب. دهن جيد يُؤْخَذ زَيْت أنفاق ثَلَاثَة أقساط سنبل أُوقِيَّة وَنصف أظفار الطّيب نصف أُوقِيَّة فقاح الأذخر نصف أُوقِيَّة تطبخ الْأَدْوِيَة إِمَّا فِي الدّهن حَتَّى يبْقى ثلثه وَإِمَّا فِي المَاء حَتَّى يَأْخُذ المَاء قوتها أخذا شديداَ جدا ئم يطْبخ الزَّيْت فِي ذَلِك المَاء حَتَّى يذهب المَاء والأصوب حِينَئِذٍ أَن يقلل قدر الزَّيْت ويقتصر على قسط وَنصف ثمَّ يُؤْخَذ أُوقِيَّة إفاقيا فتداف بشراب دهن جيد: يُؤْخَذ دهن حب الْقطن ودهن الآس ودهن الأملج أَجزَاء سَوَاء يُؤْخَذ من جُمْلَتهَا رَطْل وَيُؤْخَذ من السعد والسليخة والسنبل والشونيز والقرنفل وشحم الحنظل والقسط وَالْعود الخام وفقّاح الأذخر وقصب الذريرة من كل وَاحِد أَجزَاء سَوَاء وَيُؤْخَذ من جُمْلَتهَا وزن مائَة دِرْهَم ويطبخ فِي عصارة الحنظل إِن وجد أَو فِي عصارة قشور الْجَوْز قدر أَرْبَعَة أَرْطَال فَإِذا انتصف المَاء جعل عَلَيْهِ الدّهن وَلَا يزَال طبخ حَتَّى يبْقى الدّهن وَيذْهب المَاء ويُصفّى وَيسْتَعْمل.(3/348)
لطوخ جيد: حَتَّى أَنه يذهب الحَدِيث مِنْهُ يُؤْخَذ أقاقيا وعفص وحلبة وبزر البنج والكزبرة الْيَابِسَة والسنبل واللاذن وعصارة قشور الْجَوْز مجففة وعصارة شقائق النُّعْمَان مجففة وصدأ الْحَدِيد وروسختج وأبرنج والشب الْأسود يتَّخذ أقراصاً دقيقة ويجقف وَيسْتَعْمل فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات طلاء بِمَاء الأملج أَو مَاء الَآس. غلوف جيد: يُؤْخَذ هليلج أسود وأملج وعفص من كل وَاحِد عشرَة لاذن عشْرين ورق الآس وحبه ثَلَاثِينَ ثَلَاثِينَ يَجْعَل فِي ثَلَاثَة أَرْطَال زَيْت وَيتْرك فِيهِ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ حَتَّى يغلظ ويغلف بِهِ. وَمِمَّا جربه من تقدَمَنا وجُرب فِي زَمَاننَا شراب الزاج الْأَحْمَر الْبَلْخِي وزن دِرْهَم فَإِنَّهُ ينثر الشيب وينبت بدله شعر أسود لكنه إِنَّمَا يحْتَملهُ الْقوي الْبدن المرطوب وَيجب أَن يسْتَعْمل بعده مَا ينقي الرئة ويرطبها. فصل فِي ذكر الخضابات إِنَّه قد يُوجد فِي الْكتب أدهان يظنّ أَنَّهَا خضابات والتجربة تخرج أَن قوي العقاقير الْخَاصَّة إِذا علاها الدهانة حَال بَينهَا وَبَين الشُّعُور فَلم تنفذ فِيهَا وَلم تعْمل شَيْئا إِلَّا أَن تكون هُنَاكَ قُوَّة شَدِيدَة أَو خاصية عَظِيمَة فَلَا تتَوَقَّع الْقُوَّة الشَّدِيدَة إِلَّا من أَشْيَاء قَوِيَّة الصَّبْغ مثل صدأ الْحَدِيد وَمثل صدأ الأسْرُب وَمثل مائية قشور الْجَوْز فَلَعَلَّ هَذِه وأمثالها إِذا كررت قواها فِي الأدهان ووسطت قوي الْأَدْوِيَة المبذرقة كالخل وَالْخمر أمكن أَن يكون شَيْء وَهُوَ ذَا أرى وأسمع قوما يشْهدُونَ بِصِحَّة مَا يُقَال من أَن عرقاً من عروق الْجَوْز إِذا قطع فِي أول الرّبيع وألقم قَارُورَة فِيهَا دهن ودفنا مَعًا فِي الأَرْض نشف مَا فِي القارورة رشفاً ومصاً ثمَّ يرسلها فِي الخريف إرْسَالًا فَيَعُود كثير مِنْهَا إِلَى القارورة وَيكون خضاباً. وَأكْثر مَا ينفع من هَذَا الْبَاب ويؤثر فَإِنَّمَا يكون ذَلِك مِنْهُ بالتكرير. ثمَّ أَن أَصْنَاف الصَّبْغ الَّذِي يصْبغ بِهِ الشّعْر ثَلَاثَة مُسَوِّد ومُشَقِّر ومُبيض وَنحن نبدأ بِذكر عدَّة من المُسَودات الجيدة. فصل فِي المُسَودات أما الحِنَاء والوسمة فَهُوَ الأَصْل الَّذِي أجمع عَلَيْهِ النَّاس وَيخْتَلف أثرهما بِحَسب اخْتِلَاف استعدادات الشُّعُور وَالنَّاس يتداوون الْحِنَّاء ثمَّ يردفونه بالوسمة بعد غسل الْحِنَّاء ويصبرون على كل وَاحِد مِنْهُمَا صبرا لَهُ قدر وكلَّ مَا صَبر أَكثر فَهُوَ أَجود. وَمن النَّاس من يجمع بَينهمَا وَمن النَّاس من يقْتَصر على الْحِنَّاء ويرضي بتشقيره وَمِنْهُم من يقْتَصر على الوسمة ويرضى بتطويسها والوسمة الْهِنْدِيَّة الجيدة أسْرع خضاباً لَكِنَّهَا أَشد تطويساً وشقرة والوسمة الكرمانية أقل خضباً وَأَبْطَأ لَكِن صبغها إِلَى سَواد شعري لَا كثير تطويس فِيهِ. وَمن أحب أنْ يردّ صبغ الوسمة إِلَى لون الشّعْر وَيبْطل شقرته ونصوعه اسْتعْمل عَلَيْهَا الْحِنَّاء كرة أُخْرَى وَإِن كَانَ اسْتَعْملهُ قبلهَا فانه يبطل التطويس وَيَردهُ إِلَى لون شعري وَالْأولَى أَن لَا تطيل الباثه بل تبادر إِلَى غسله أَعنِي الْحِنَّاء الَّذِي بعد الخضاب الأول وَمن النَّاس من يجمعهما بِمَاء السماق وبماء الرُّمَّان أَو بِمَاء الرائب أَو يركّب مَعَهُمَا المصل وَمَاء قشور الْجَوْز وَجَمِيع ذَلِك معِين. وَمِنْهُم من(3/349)
يجعهما بِمَاء ربّي فِيهِ المرداسنج والنورة طبخاً أَو تشميساً حَتَّى تسود الصوفة وَهَذَا أَيْضا جيد وَإِذا جعل فِي الخضاب وزن دِرْهَم قرنفل سَود جدا وَمنع غائلته عَن الدِّمَاغ. وَأما الخضاب الآخر الَّذِي يسْتَعْمل كثيرا وَلَكِن دون اسْتِعْمَال الأول فَهُوَ أَن يُؤْخَذ العفص وَيمْسَح بالزيت وَيحرق وأجوده فِي قدر مطين وَغَايَة الإحتراق قدر مَا يسود وينسحق وَلَا يُبَالغ فِيهِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ وزن عشْرين درهما وَمن الروسختج عشرَة وَمن الشب دِرْهَمَانِ وَمن الْملح الدَّارَانِي دِرْهَم يتَّخذ مِنْهُ خضاب فَإِنَّهُ يسوّد الشّعْر تسويدأ ثَابتا. وَقد يسْتَعْمل على هنه النُّسْخَة: وَصفته: يُؤْخَذ رَطْل من العفص وَيمْسَح بِزَيْت ويقلى حَتَّى يتشقق وَيُؤْخَذ من الروسختج وَمن الشبِّ وَمن الكثيراء من كل وَاحِد خَمْسَة عشر وَمن الْملح سَبْعَة دَرَاهِم يجاد سحق الْجَمِيع ويعجن بِمَاء حَار ويختضب بِهِ وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات وَرُبمَا خلطوا بِهِ حناء ووسمة. وَالَّذِي هُوَ مَشْهُور بعد هَذَا فَهُوَ الْمُتَّخذ من النورة والمرداسنج والطين والمأكول أَو الخوزي أَو طين قيموليا أَو أَي طين شِئْت من أَصْنَاف طين الرَّأْس أَجزَاء سَوَاء يعجن بِالْمَاءِ عجن الخضاب وَيسْتَعْمل ويغلى بورق السلق وملاك الْأَمر شدَّة سحق المرداسنج وَإِن كَانَ مَاؤُهُ مَاء الحنّاء والوسمة الْمَأْخُوذَة بتكرير طبخها أَو تشميسها فِيهِ فَهُوَ أَجود وَلَكِن من الْوَاجِب أَن يتْرك قَرِيبا من سِتّ سَاعَات وَتحفظ عَلَيْهِ رطوبته. وَأَيْضًا يُؤْخَذ من الْحِنَّاء وَمن الوسمة وَمن المرداسنج المسحوق كالكحل وَمن النورة وَمن العفص المقلو وَمن الروسختج وَمن الشبّ والطين والكثيراء والقرنفل أَجزَاء سَوَاء يُختضب بِهِ. وَهَهُنَا خضابات مسددة قد ذكرت فِي الْكتب أوردت مِنْهَا مَا هُوَ أقرب إِلَى أَن يقبله الْقلب أَو صفة خضاب جيد: يُؤْخَذ من الْحِنَّاء جُزْء وَمن الوسمة جزءان وَمن الروسختج والشب وَالْملح الدَّارَانِي والعفص المقلو وخبث الْحَدِيد أَجزَاء سَوَاء يسحق بالخلّ وَيتْرك حَتَّى يتخمر وَيسْتَعْمل. وَمِمَّا ذكرمن ذَلِك دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة ونسخته أَن يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد بعد السحق فِي خل خمر يعلوه بِأَرْبَع أَصَابِع سحقاً شَدِيدا ويُطبخ إِلَى النّصْف ثمَّ يتْرك فِيهِ أسبوعين حَتَّى يتزنجر كُله وَيُؤْخَذ مثل الْخبث هليلج أسود ويصبّ عَلَيْهِ ذَلِك الخلّ بعد سحقه ويطبخ حَتَّى ينشف الْخلّ وَيصير كالخلوق ثمَّ يُغمر بالدهن ويطبخ حَتَّى يصير كالغالِيَة وَإِن شِئْت طيّبته وَهَذَا إِن صبغ مَعَ الدهانة فلقوّة صدأ الْحَدِيد. وَأَيْضًا: قَالُوا أَن خبث الْفضة الْمَطْبُوخ فِي الْخلّ طبخاً شَدِيدا يعد فِي جملَة المسوَّدات القوية والأحبّ إِلَيّ أَن يكون بدل الخلّ حمّاض النارنج أَو الاترج وَأَن يكون بدل الطَّبْخ التّرْك للحديد فيهمَا مُدَّة وَقَالُوا أَيْضا إِن ترك فِي قنينة ساف من شقائق النُّعْمَان وساف من شب وقِنة وسُك للرطل من الشقائق أوقيتان مِنْهُمَا وَدفن فِي الزبل إنحلّ خضاباً. قَالُوا: وَكَذَلِكَ إِن دفن نَبَات الشّعير الرطب قبل أَن يسنبل مَعَ نصفه شبا فِي السرقين فِي جَوف قَارُورَة صَار كُله مَاء أسود ولطوخاً مسوِّداً. قَالُوا: وَكَذَلِكَ إِن قُور القرع الرطب وَهُوَ على شجرته وَأخرج مَا فِيهِ وَجعل(3/350)
فِيهِ ملح شَيْء قَلِيل من خبث الْحَدِيد ورُدَّ القشر المقوَّر وطيق فَإِن جَمِيع مَا فِيهِ ينْحل مَاء أسود خضاباً أَو مداداً. قَالُوا: وَإِن سحق ورق الْكبر وطبخ بِلَبن وخصوصاً لبن النِّسَاء حَتَّى يبلغ الثُّلُث وَيتْرك اللَّيْل كُله كَانَ خضاباً جيدا وَالْأولَى عِنْدِي أَن يكون من جملَة الحافظات وَقد شهد جالينوس لهَذَا الخضاب. وَأَيْضًا: قَالَ يُؤْخَذ من الزهرة الَّتِي تكون مثل العناقيد فِي شجر الْجَوْز فتسحق بِزَيْت ويطلى بِهِ مَعَ شَيْء من قفر رطب وَقَالَ بَعضهم إِذا خلط بِهِ بعر الماعز جاد قَالُوا وَكَذَلِكَ قشور أصل الغرب إِذا سحق بالزيت وأدهن بِهِ فَإِنَّهُ يسود وَعِنْدِي أَنه إِن كَانَ صباغاً أَيْضا أَضْعَف فعله الزَّيْت وَلَو كِان بدل الزَّيْت مَاء لَعَلَّه كَانَ أَجود. وَكَذَلِكَ قولي فِيمَا قَالَه فولس من أَن ورق الشقائق إِذا سحق فِي الزَّيْت حَتَّى يصير كالغالية صَار خضاباً فَإِن كَانَ لهَذَا معنى فَلَا بُد من مغوص كالشبّ وَكَذَلِكَ قَوْلهم فِي تربية الدّهن بقشور الْجَوْز وطبخهم إِيَّاه فِي مَائه وَإِدْخَال قَلِيل شبّ فِيهِ كلُّ هَذَا مِمَّا اسْتَضْعَفَهُ وَكَذَلِكَ مَا قيل فِي طبخ الدّهن فِي مَاء الشقائق حَتَّى يفنى وَمثل مَا قَالُوا من أَنه يجب أَن يُؤْخَذ دهن الْخلّ ويلقى عَلَيْهِ ثلثه أملج ويطبخ سَاعَة بالرفق ويُصَفى وَيُؤْخَذ لكلِّ رَطْل ربع رَطْل من صَفَائِح الأسْرُب الرقيقة ثمَّ يغلى بالرفق لثلأ يذوب الأسرُب وَلِئَلَّا يشتعل الدّهن ويحركه دَائِما ثمَّ يتْركهُ أَيَّامًا ثَلَاثَة ثمَّ يَأْخُذهُ أَقُول فِي هَذَا رَجَاء مَا خصرصاَ إِذا كَانَ فِيهِ الشب. قَالُوا وَكَذَلِكَ إِذا جعل دهن البان فِي جَوف النارجيل ثمَّ استوثق من تطيينه وَوضع فِي التنّور وضعا بالإحتياط خرج الدّهن خضاباً وَالْأولَى أَن يعد هَذَا فِي جملَة مَا يمْنَع الشيب. قَالُوا وَإِن نقّى عجم الزَّبِيب وسحق ناعمأ كالكحل وغمر بدهن حل وَدفن شهرا فِي السرقين كَانَ خضاباً وجيداً للنصول وَمِمَّا هُوَ كالمُجْمَع عَلَيْهِ أَن بيض اللقلق خضاب قوي وَكَذَلِكَ بيض الْحُبَارَى وَقد اتُفق فِي زَمَاننَا أَيَّام حَيَاة الْملك شمس الدولة قدس الله روحه أَن سُلخ فَهد من فهودته على طَائِفَة من لحية فُهادِنا ثمَّ بجنبه فخضبها سواداً. فصل فِي غَالِيَة قد مدحوها قَالُوا يُؤْخَذ خَمْسُونَ درهما أملج ورطل وَنصف مَاء الَآس الرطب المعصور وَأَرْبَعَة أَرْطَال مَاء يطْبخ حَتَّى ينقص النّصْف ثمَّ ينزل عَن النَّار وَيُؤْخَذ خَمْسُونَ درهما خطمياً وَخَمْسُونَ درهما حِناء وَخَمْسُونَ وَسْمَة وَعِشْرُونَ عفصاً مقلواً وَعشرَة زاجاً وَخَمْسُونَ صمغاً فَيلقى فِيهِ ويغلظ بالطبخ ويطيب بالسك والمِسْك ويغلف بِهِ مَا يُرَاد خضابه قدر مَا يعلوه قَالُوا وَيُؤْخَذ دهن حبّ الْقطن وزن ثَلَاثِينَ درهما ويلقى فِيهِ من براق الْحَدِيد وبرادة الأسرب والرْوْسَخْتَج من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم ويسحق الْجَمِيع مَعَه وَيتْرك حَتَّى يسود ثمَّ يغلى وَيقوم ويطيب بالمسك وَاعْلَم أَن الشّعير المحرق وقشور الباقلا وقشور الرُّمَّان من جملَة مَا يدْخل فِي الخضاب مدْخل الحِناء وَكَذَلِكَ قشور الْجَوْز. وَقد ذكرنَا أدوية الخضاب فِي الْأَدْوِيَة المفردة وأمهاتها الشيطرج والمر والحُضَض والخردل وَالْملح والخربق والسرمق والأملج والبرشياوشان والشقائق والحناء والوَسْمَة والنحاس المحرق وخبث الْحَدِيد وَمَاء قشور الباقلاء الرطب وقشور الْجَوْز وماؤها والأقياقيا(3/351)
والحلبة وبزر السلق والآس وحبّه واللاذن والمرداسنج والنورة والأخباث كلهَا والبرادات. فصل فِي المشقِّرات وَمَا يجْرِي مجْراهَا قَالُوا أنّ سيالة الْقصب النبطي الطري الْمَأْخُوذ عَنهُ قشره إِذا أوقد عَلَيْهِ من الْجَانِب الآخر نَار يخضب كالذهب وَكَذَلِكَ صدأ الْحَدِيد بِمَاء الزاج يصبر عَلَيْهِ كَمَا يصبر على الحنّاء أَو يُؤْخَذ الحِناء ودرديّ الشَّرَاب والريتيانج سَوَاء وَشَيْء من أذخر ويخضب بِهِ. أَو يُؤْخَذ الحِناء ويختضب بِهِ بعد أَن يعجن بطبيخ الكُنْدس. قَالُوا ويختضب بالشبّ وَا لأسفرك والزعفران أَو بالمرّ والسورج وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة وَرُبمَا تكَرر ذَلِك أَيَّامًا وَإِذا كرّر طليه بترمس معجون بخل حمره وَإِذا أَخذ ترمس مسحوق عشرَة دَرَاهِم مر خَمْسَة دَرَاهِم ملح الدباغين أَي السورج ثَلَاثَة دَرَاهِم دردي الشَّرَاب المجفف المحرق ثَلَاثَة دَرَاهِم مَاء رماد حطب الْكَرم بِقدر الْكِفَايَة. محمر قويّ: يُؤْخَذ من السمّاق أوقيتين وَمن العفص ثَلَاث أواقي وَمن الآذريون الْأَصْفَر أوقيتين وَمن الرشياوشان باقتين وَمن الأفسنتين باقة وَمن الترمس المقشّر الْيَابِس كفّين يدق وينقع فِي عشرَة أَرْطَال من المَاء أَيَّامًا ثمَّ يضمد بِهِ الرَّأْس وَهُوَ فاتر. قَالُوا وطبيخ السَعْد والكندس فِي المَاء جدا مشقَر قوي قَالُوا وَيُؤْخَذ دردي الشَّرَاب محرقاً وَغير محرق يخلط بدهن البان أَو دهن الأذخر. فصل فِي المبيِّضات مِنْهَا خرء الخطاف وَمِنْهَا النسرين وَمِنْهَا الماش وَمِنْهَا رهرة البوصير الْأَبْيَض وَمِنْهَا قشور الفجل ومرارة الثور وبخار الكبريت وفقاح الْكبر وفقاح الزَّيْتُون فُرَادَى ومجموعة وخصوصاً بالخلّ وخصوصاً بعد تبخيره بالكبريت. أَيْضا: يُؤْخَذ بزر الراسن وقشر الفجل الْيَابِس والشب وَيجمع بالدق مَعَ نصف جُزْء صمغ عَرَبِيّ. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ ورق النسرين وقشور الخشخاش واللقاح وَإِن كَانَ بدلهما البنج كَانَ قَوِيا ويخلط خضاباً وَإِن كَانَ فِيهِ كافور وَمَاء الْورْد فَإِنَّهُ أَجود وَقد يبل الشّعْر ثمَّ يلف فِي كبريت ثمَّ يبخر بِهِ يفعل فِي اللَّيْل مرَّتَيْنِ. فصل فِي تدارك أَحْوَال تتبع الخضاب أَكثر أَصْنَاف الخضاب مبزد للدماغ مُفسد لَهُ موقع إِيَّاه فِي الاستعداد للنوازل والسكتة وَنَحْو ذَلِك فيعالج ذَلِك بِمَا يقرن بالخضاب أَو تسْتَعْمل عَقِيبه من الطّيب الْحَار كالمسك والقرنفل وَنَحْوه بِهِ. وَقد يعرض من الخضاب أَن يَمْتَد الشّعْر كَأَنَّهُ وتد وتزول جعودته ويتقيّح وَضعه ويتدارك ذَلِك بِأَن يَجْعَل مَعَ الخضاب مَا يرقق ويجعد خُصُوصا فِي الخشن من الشّعْر الَّذِي فعل ذَلِك وَقد يعرض من الخضاب أَن يتلبد الشّعْر ويحقر اللِّحْيَة(3/352)
ويتكسر الشّعْر ويتدارك ذَلِك بِأَن يتبع بِمثل دهن البنفسج ودهن الخيري. وَقد يعرض من الخضاب أَن يسود الْبشرَة وَالنَّاس يغسلونه بدقيق الباقلا والحمص وَنَحْوه وَلَا أغْسَل لَهُ من دهن حَار. وَقد يعرض بعد الخضاب النصول وأجود مَا يسْتَعْمل فِيهِ أَن يُؤْخَذ من الخضاب مثل الجوزة ويجفف وخصوصاً من خَابَ فِيهِ قُوَّة غوّاصة وَكلما ظهر النصول أَو كَاد يظْهر أخذت خَشَبَة كالسواك وبلت وَأخذ على طرفها من حلالة ذَلِك الخضاب الْمَعْقُود وتتبع بهَا النصول وَقوم يَأْخُذُونَ دُخان دهن طيب كدهن البان واللاذن أَو الشمع ويمسحون بِهِ النصول فَإِذا مسح بَطل. فصل فِي الحزاز وَلِأَن الْكَلَام فِي الحزاز مُنَاسِب للْكَلَام فِي الشّعْر بِوَجْه مَا فلنتكلم فِيهِ والحزاز وَهُوَ الأبريا أَعنِي النخالة الي تتكون فِي الرَّأْس ضرب مَا من التقشّر الْخَفِيف يعرض للرأس لفساد عرض فِي مراجه خَاص التَّأْثِير فِي السَّطْح الْأَعْلَى من الْجلد وأردؤه مَا بلغ إِلَى التقرّح وَإِلَى إِفْسَاد منابت الشّعْر وَيكون عَن مَادَّة حادة بورقية أَو دم سوداويّ وَرُبمَا كَانَ لسوء مراج فِي الرَّأْس يفْسد مَا لصل إِلَيْهِ وَرُبمَا فعله يبس مُجَرّد وَلم يكن سَائِر المراج فِي الْبدن إِلَّا جيدا وَرُبمَا كَانَ بِالشّركَةِ. فصل فِي العلاج من الحزاز خَفِيف يَكْفِيهِ العلاج الْخَفِيف ويبطله طلي الرَّأْس بدهن الْورْد والبنفسج واللعابات وَمِنْه مَا هُوَ أَشد من َذلك وَيحْتَاج إِلَى مَا لَهُ جلاء وَتَحْلِيل قوي ثمَّ يتبع بِمَا يرطب ويعدل وَمِنْه رَدِيء جدا يُؤَدِّي إِلَى التقريح وَالْوَاجِب فِي علاجه أَن يُنقى الْبدن بفصد وإسهال إِن كَانَ إِلَى ذَلِك حَاجَة وَكَانَ السَّبَب فِيمَا يتراقى إِلَى الرَّأْس امتلاء من الْبدن ثمَّ يعالج وَكلما عولج بِمَا فصل فِي أدوية الحزاز اللينة بِغَيْر لذع كثير يَكْفِي الحزاز الْقَرِيب الضَّعِيف الْغسْل بِمَاء السلق وبماء الحلبة وبحبّ الْبِطِّيخ وبدقيق الحمص والترمس والباقلاء وببزر الخطمي مطبوخاً فِي الزَّيْت وبلعاب السفرجل والخطمي وَالْكثير أَو بالطين الخوزي والقيموليا وخصوصاً بعصارة السلق بعد أَن يترِك على الرَّأْس سَاعَة وتعصير ورق الْخلاف الرطب فَإِنَّهُ غَايَة وبالتمر الهنديّ والكِرفس وعصارته وطبيخ الأزادرخت وورق الشهدانج وورق السمسم وَهَذَانِ رُبمَا أبطلا الْقوي مَعَ لطافتهما وَكَذَلِكَ عصارتهما واللوز المقشّر بالخل ودقيق الحلبة بالخلّ أَو يُؤْخَذ دَقِيق الحمّص مَعَ ورق السمسم المسحوق ويسحق بِمَاء السلق وَشَيْء من خلّ الْخمر. أَيْضا: أَو يُؤْخَذ الحمّص المدقوق والخطمي ويعجن بخلّ ويطلى أَو يغسل الرَّأْس بقداح التوت مسحوقة كالغبار مستعملة كالخطمي أَو يربى الخطمي فِي الزَّيْت أَو كندر محلول فِي شراب مخلوط بِزَيْت يُكَرر ذَلِك أسبوعين وَمن اللَّطِيف السهل غسل الرَّأْس(3/353)
بِمَاء ورق الْخلاف الرطب فَإِنَّهُ جيد بَالغ مجرّب سليم وَيجب أَن يغسل بأيّها كَانَ ثمَّ يدهن لَيْلًا بِمثل دهن الْورْد والبنفسج. فصل فِي أدوية الحزاز الَّتِي هِيَ أقوى يخلط بالأغسال البورق أَو الكبريت أَو مرَارَة الثور أَو شَحم الحنظل أَو درديّ الشَّرَاب أَو وَأَيْضًا: يُؤْخَذ القيموليا ويعجن بمرارة الْبَقر وَيسْتَعْمل وَيتْرك ساعتين أَو حب البان ودقيق الباقلا بالسويّة ويطبخ بِمَاء وَيغسل بِهِ الرَّأْس. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ درديّ الشَّرَاب رَطْل وَمن الصابون أُوقِيَّة وَمن البورق أَربع درخميات يجمع الْجَمِيع ويلطخ بِهِ الرَّأْس ثمَّ يغسل بِمَاء السلق ودقيق الحمّص ثمَّ يسْتَعْمل دهن الآس وَقد يطلى الرَّأْس بإخثاء الْبَقر فينفع جدا يراح لَيْلَة ويُطلى لَيْلَة وغسله ببوق الْجمل خُصُوصا الْأَعرَابِي شَدِيد النَّفْع والزجاج المسحوق قوي فِي بَاب الحزاز الرَّدِيء وَكَذَلِكَ مَا نقع فِيهِ القلقند والميويزج أَو يُؤْخَذ رغوة البورق وقلقند بالسويّة ويُطلى بِهِ الرَّأْس بعد الْحلق وَرُبمَا جمعا بالزيت أَو يسحق الميويزج فِي الزَّيْت ويدهن بِهِ. أَيْضا: يُؤْخَذ الكبريت والقلقند والبورق بِالسَّوِيَّةِ وَيجمع بلاذن مذاب فِي دهن المَصْطِكى وَيتْرك على الرَّأْس وَرُبمَا جعل فِيهِ الخِرْبَق. فصل فِي دَوَاء يَدعِيهِ بعض الْمُحدثين وَقد جرّب فَوجدَ جيدا ونسخته: يُؤْخَذ من الزوفا الرطب نصف جُزْء وَمن شَحم البط جُزْء وَمن دهن الخيري جُزْء وَمن الثافسيا ربع جُزْء وَمن اللاذن جزءين يغسل الرَّأْس بِمَاء حَار وصابون ثمَّ يدلك بِخرقَة يابسة حَتَّى يحمر ويطلى بِهِ يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغسل. أَحْوَال الْجلد من جِهَة اللَّوْن فصل فِي الْأَسْبَاب المغيِّرة للّون اللَّوْن يَسْتَحِيل إِلَى السوَاد بِسَبَب شمس أَو برد أَو ريح أَو ثقل وَقلة استحمام أَو أكل الملوحات أَو اسْتِحَالَة الدَّم إِلَى السوداوية ويستحيل إِلَى الصُّفْرَة. فصل فِي الْأَسْبَاب المصفِّرة اللَّوْن هِيَ الْأَمْرَاض والغموم وفقدان الْغذَاء وَكَثْرَة الْجِمَاع والأوجاع وحر الْهَوَاء الشَّديد وَشرب الْمِيَاه الراكدة. وَمن المأكولات: النانخواه وَكَثْرَة شمه حَتَّى النّظر إِلَيْهِ فِيمَا قيل والخلّ وإدمانه مصفر للْوَجْه والكمّون شرباً ولطوخاً بالخل وَطول مقَام فِي بَيت فِيهِ كمّون كثير والاستكثاء من أكل الخلّ وَأكل الطين حَتَّى يُوقع سدداً فِي فوّهات الْعُرُوق فَلَا يخلص إِلَى الْجلد دم قانىء بل شَيْء من بخار الصَّفْرَاء.(3/354)
فصل فِي الْأَشْيَاء المحسِّنة للَّون بالتبريق والتحمير والجلاء اللَّطِيف اعْلَم أَنه كلما تحرّك الدَّم وَالروح إِلَى الْجلد فَإِنَّهُ يكسوه رونقاً ونقاءً وَحُمرَة ويعينه مَا يجلو جلاء خَفِيفا فَيجْعَل الْجلد أرقّ ويكشط عَنهُ مَا مَاتَ على وَجهه كشطاً لطيفاً وخصوصاً إِن كَانَ فِيهِ صبغ. وَيحْتَاج مَعَ هَذَا كُله إِلَى استتار عَن الحرّ وَالْبرد والرياح والأشياء المحرِّكة للدم إِلَى الْجلد يفعل ذَلِك على وُجُوه أَرْبَعَة مِنْهُمَا بتوليد الدَّم وخصوصاً الرَّقِيق فَإِن الدَّم الْجيد إِذا تولد وَكثر وانتشر بلّل كلَّ مَوضِع وَمِنْهَا بتنقية الدَّم وَمِنْهَا بنشر الدَّم وَبسطه بتحريكه إِيَّاه إِلَى خَارج وتفتيح لمجاريه وَمِنْهَا بجذبه إِيَّاه قسراً من دَاخل إِلَى خَارج. والأشياء الَّتِي تحسِّن اللَّوْن بِالطَّرِيقِ الأول فَمثل تنَاول الحمّص وَالْبيض النيمبرشت وَمَاء اللَّحْم وَالشرَاب الريحان وَتَنَاول التِّين فَإِنَّهُ يُولد دَمًا رَقِيقا متدفقاً إِلَى الْجلد وبسبب ذَلِك يقمِّل. وَمن سَمَج لونُه من الناقهين فَأُرِيد أَن يعود إِلَى لَونه الْقَدِيم انْتفع بِالتِّينِ الْيَابِس وبالبسر فَإِنَّهُمَا يزيدان فِي دم لطيف وحرارة غريزية. وَمِمَّا هُوَ مجرّب لذَلِك أَن يشرب أَيَّامًا مُتَوَالِيَة على الرِّيق شرابًا ولبناً والأشاء الَّتِي تفعل ذَلِك بتنقية الدَّم فَهُوَ مثل الإطريفل الصَّغِير والهليلج المربّى إِذا اسْتعْمل على الدَّوَام. والهليلج الكابلي أقوى من الإطريفل. والأشياء الَّتِي تفعل ذَلِك ببسط الدَّم ونشره فَمثل الحلتيت والفلفل والسعد والقرنفل إِذا وَقع فِي الطَّعَام وَمثل الزَّعْفَرَان على أَن الزَّعْفَرَان يصْبغ الدَّم أَيْضا وخصوصاً فِي الميبختج والشربة إِلَى الدِّرْهَم وَمثل الزوفا يُؤْخَذ من الزوفا وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن الزَّعْفَرَان نصف دِرْهَم وَيشْرب بالسكّر والوجّ أَيْضا محسن للون واللعبة البربرية من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ إِذا شربت فِي الأسوقة معلوثة بهَا علثة شَدِيدَة لِئَلَّا يُورث اشتعالاً فَاحِشا وَمن الْبُقُول مثل الفجل والكراث والبصل والكرنب خَاصَّة وإدمان أكله والثوم أيضأ. وَمن الْأَفْعَال والحركات: الِاغْتِبَاط وَالْغَضَب والجدال والرياضة المعتدلة والمصارعة وَأَيْضًا السرُور والطرب ومطالعة مَا يؤنس من الْأَفْعَال والأعمال مثل السماع الطّيب ومجالسة النظاف والظراف وَالنَّظَر إِلَى أَصْنَاف المباراة من الرِّهَان فِي السَّبق والهراش وَغير ذَلِك. والأشياء الَّتِي تفعل من ذَلِك من خَارج بالجذب وبالجلاء أَيْضا فاللطوخات والغسولات المتخذة من دَقِيق الباقلاء المقشر ودقيق الشّعير ودقيق الكرسنة ودقيق الْحِنْطَة والنشاء ودقيق الحمص خَاصَّة ودقيق العدس ودقيق الْأرز وغراء السّمك والايرسا واللاذن والتين والكندر والمصطكى ودهنه وقشور الْبيض وَلحم الصدف والمُقَل والمرتك والاسفيذاج ونشارة العاج وَالْعِظَام النخرة والمحلب وفوة الطّيب قوي أَيْضا فِي ذَلِك واللوز الحلو والمر وبزور الْخِيَار والبطيخ والقطف والقرع ودقيق بزر الفجل وبزر الجرجير وَكَثِيرًا مَا صفى الْوَجْه ونقاه الطلاء بالنشاء والكثيراء بِاللَّبنِ كل يَوْم وعصارة القنابري وزردج العصفر والألبان كَمَا تحلب وطبيخ أظلاف العجاجيل قد هربت فِيهِ وطبيخ لحم الصدف وَبَيَاض الْبيض غسول جيد: يُؤْخَذ باقلا مقشّر كرسنة ترمس بزر الفجل بزر الْبِطِّيخ المقشّر حمص نشَاء(3/355)
يتَّخذ مِنْهُ غسول. غمرة جَيِّدَة: يُؤْخَذ من دَقِيق الباقلا ودقيق الشّعير من كلِّ وَاحِد جُزْء وَمن دَقِيق الحمص جُزْء عدس مقشر كثيراء نشَاء من كل وَاحِد نصف جُزْء حب الْبِطِّيخ جزأين زعفران قدر مَا يصْبغ يطلى لَيْلًا وَيغسل نَهَارا بطبيخ قشور الْبِطِّيخ وطبيخ البنفسج وَنَحْوه. أُخْرَى: يُؤْخَذ اللوز الحلو والكثيراء والصمغ ودقيق الباقلا وإيرسا وغراء السّمك أَجزَاء سَوَاء يذاب الغراء فِي مَاء يَكْفِي الْجَمِيع ثمَّ تجْعَل فِيهِ الْأَدْوِيَة ويتخذ طلاء. أُخْرَى: يُؤْخَذ دَقِيق الباقلا وَالشعِير والحمص والسميد يطلى ببياض الْبيض وَمِمَّا يجلي تجلية قَوِيَّة البلبوس والبصل والبورق والنانخواه مَعَ الْعَسَل والأشق ودهن البابونج والميعة الرّطبَة شَدِيدَة التنقية والكرنب أَيْضا والزرنيخ وخرء الضَّب وأصل النرجس. غمرة قَوِيَّة: يُؤْخَذ زردج العصفر ويطبخ إِلَى أَن يغلظ فَيُؤْخَذ مِنْهُ أُوقِيَّة ويعجن بِهِ عجن الطلاء هَذِه الْأَدْوِيَة ذرق العصافير دَقِيق الترمس دَقِيق الحمص بزر الْبِطِّيخ مقشراً يسحق وَيجمع ويطلى بِهِ. يُؤْخَذ كثيراء وزجاج شَامي مسحوق كالغبار وزعفران وترمس ولب حب الْقطن من كل وَاحِد مِثْقَال يطلى بدهن اللوز وَإِذا طلي الْوَجْه كل لَيْلَة بالخردل الْأَبْيَض والزرنيخ الْأَبْيَض والزرنيخ الْأَحْمَر أَو الْأَصْفَر بِاللَّبنِ وغُسِّل من الْغَد حمر الْوَجْه تحميراَ شَدِيدا وَهَذِه الْأَدْوِيَة القوية الْجلاء تَنْفَع السحنة الَّتِي تكون من ابْتِدَاء الجذام الَّتِي تسمى التنكر والبثور وَالسمن إِذا اسْتعْمل عَلَيْهَا أذهبها. وَمِمَّا يخْتَص بذلك أَيْضا وينقى بِقُوَّة شمع أَبيض بورق كُندر كبريت أصفر بِالسَّوِيَّةِ يقرص بالخلّ ويجفّف وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة بخل وَعسل ورغوة البورق خير فِي ذَلِك من البورق. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ رَطْل صابون وَمثله أشق ويحلاّن بالذوب فِي ثَلَاثَة أَرْطَال مَاء ثمَّ يلقى عَلَيْهِ من الكندر والمصطكى والنطرون أَجزَاء سَوَاء سبع أواقي ويسحق الْجَمِيع فِي زجاجة سحقاً شَدِيدا وَيسْتَعْمل لَيْلًا. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ دَقِيق الكرسنّة ودقيق الحمّص والباقلاء وَالشعِير والترمس والإيرسا وأصل النرجس أَجزَاء سَوَاء وَمن الصمغ واْصل السوس نصف جُزْء نصف جُزْء يقرص. وَاعْلَم أَن كلّ مَا ينفع فِي الكلف والبرش والْآثَار وكمودة الدَّم فَهُوَ ينفع فى هَذَا أقوى نفع وقليله يَكْفِي. فصل فِي حفظ الْجلد عَن الشَّمْس وَالرِّيح وَالْبرد يجب أَن يطلى ببياض الْبيض أَو بِمَاء الصمغ أَو بالموم روغن أَو يُؤْخَذ حلالة السميذ المنقوع فِي المَاء المصفّى وبخلط بِمثلِهِ بَيَاض الْبيض وَيمْسَح بِهِ الْوَجْه.(3/356)
فصل فِي آثَار الضَّرْبَة والْآثَار السود. والَآثار السود يقلعها المرداسنج المبيض إِذا طلي بِشَيْء من الشحوم أَو بلباب الْخبز وَكَذَلِكَ حجر الفلفل الْمَعْرُوف ينفع من ذَلِك نفعا بيَّناً والبقلة الَّتِي يُقَال لَهَا فلفل المَاء وَكَذَلِكَ ورق الكرنب والكندر والفجل والفوتنج الرطب مَعَ الزرنيخ كل ذَلِك بِمثل مَاء الكزبرة والكرفس وَإِذا لطخ الْموضع بنورة وبنطرون أَحْمَر مَعَ خل حاذق زَالَت الْآثَار الْخضر وَكَذَلِكَ بالكندر والنطرون وَالصَّبْر يقْلع الَآثار الباذنجانية والأفسنتين بالعسل وَكَذَلِكَ علك البطم واللاذن أَيْضا يجب أَن يتْرك على الْعُضْو أَيَّامًا ومرهم دياخيلون جيد أَيْضا. طلاء لذَلِك جيد: يُؤْخَذ لوز مر مقشر دِرْهَم صدف محرق خزف أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ ماش مقشر نصف دِرْهَم حمص أَبيض مقشر دِرْهَمَيْنِ كرسنة دِرْهَم ترمس نصف دِرْهَم زبد الْبَحْر دِرْهَم الْعِظَام الشَّدِيدَة البلى والجفاف دِرْهَم أنزروت دِرْهَم يسحق ويعجن بِمَاء الشّعير وَالسكر ويطلى بِمَاء الزردج. وَأَيْضًا حكاكه الخزف تطلى على الْعُضْو وكبيكج بدهن جوز. وَأَيْضًا يُؤْخَذ نطرون أشق مر كبريت أصفر بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ مِنْهُ طلاء مكسوراً بالخل لِئَلَّا يقرح وَكَذَلِكَ قيموليا وزبل الْحمام أَيْضا: يُؤْخَذ قرن أيل محرق جتى يبيض وكندر ودقيق الترمس ودقيق الكرسنة ودقيق الباقلا أَجزَاء سَوَاء أشق نوشادر لوز مر من كل وَاحِد ثلث جُزْء كئيراء وصمغ من كل وَاحِد ربع جُزْء أَيْضا يضمد بالعلك ئم يُؤْخَذ نطرون ونورة ورماد الْكَرم وَيجمع بالعسل ويطلى وَهَذَا صَالح للنمش وآثار القروح وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى شَرط. فصل فِي آثَار القروح والجدري جَمِيع مَا هُوَ قوي مِمَّا ذَكرْنَاهُ ينفع الضَّعِيف من آثَار القروح. وَمن الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة لذَلِك المجربة: شَحم الْحمار أَو عصارة أصُول الْقصب الرطب مَعَ شَيْء من الْعَسَل والحبق مَعَ ملح الْعَجِين معجوناً بِعَسَل النَّحْل وبطبيخ الفاشرا فِي الزَّيْت حَتَّى يغلظ وَهُوَ مجرب وَكَذَلِكَ ضماد بِهَذِهِ الصّفة. ونسخته: يُؤْخَذ الإيرسا والقسط والمرتك المغسول وَقرن الأيل المحرق والبورق والأشق وبعر عَتيق يدقّ وَيسْتَعْمل حَتَّى للنمش والكلف وَأَيْضًا يُؤْخَذ من البعر الْعَتِيق الْبَالِي الْأَبْيَض وَمن الْعِظَام النخرة عشرَة عشرَة وَمن أصُول الْقصب الْيَابِس عشْرين وَمن الخزف الْجَدِيد عشرَة وَمن النشاء عشرَة وَمن الترمس خَمْسَة وَمن بزر الْبِطِّيخ المقشر من الْأرز المقشر عشرَة عشرَة وَمن دَقِيق المحمص عشرَة وَمن حب البان خَمْسَة عشر يعجن بِمَاء الشّعير ويطلى وَإِن جعل فِيهِ قسط ومرّ وزراوند من كل وَاحِد عشرَة فَهُوَ أَجود. وَقد أَشَرنَا إِلَى معالجات هَذِه الَآثار فِي مَوضِع قبل هَذَا الْموضع. فصل فِي الدَّم الْمَيِّت والبرش والنمش والكلف النمش وَالدَّم الْمَيِّت قد يكون كَدم قد انْفَتح عَنهُ فُوهة عرق ليفي أَو انصداع(3/357)
لضربة أَو غَيرهَا فاحتقن تَحت أَعلَى الْجلد احتقاناً فِي مَوضِع يتَأَدَّى لَونه وشكله مِنْهُ فَمَا هُوَ إِلَى الْحمرَة يكون نمشاً وَمَا هُوَ إِلَى السوَاد يكون برشاً واللُطَخِي مِنْهُ يُسمى كلفاً وَقوم يسمون النُقَطِي كافاً وَكَثِيرًا مَا يعرض لصَاحب النمش تشقق الشفتين ليبس مزاجه وَيجب أَن تبادر إِلَى جَمِيع علاج ذَلِك قبل أَن يشْتَد جمود الدَّم ويسود فَإِنَّهُ بعد ذَلِك يعسر علاجه. فَأَما الدَّم الْمَيِّت والبرش فقد يسْتَخْرج بِطرف مبضع ينحي الْجلْدَة الرقيقة تنحية غير مقرحة فَإِن كَانَ هُنَاكَ شَيْء جامد أَخذ بالرفق وَإِن كَانَ غير جامد بعد سيل بالرفق ثمَّ يعالج لتَمام الْجلاء بالأدوية. وَقد عالجنا البرش والنمش بِمثل هَذَا فَزَالَ لَكِن يجب أَن تتبع ذَلِك بضماد فِيهِ قبض لِئَلَّا يسيل من فؤهات الْعُرُوق الدَّم كرة أُخْرَى على أَنه لَا بُد من خلط أعوية قابضة بِمَا يسْتَعْمل من المحللة لِئَلَّا تجذب المحلّلة الْمَادَّة من طَرِيق مَا اتَّسع من الْعُرُوق خُصُوصا فِي المبتدىء من الكلف وَلذَلِك مَا لَا يَنْبَغِي أَن يشْتَد عَلَيْهِ اللذع. والمزمن الْوَاقِف لَا يخَاف ذَلِك بل يجب أَن يسْتَعْمل عَلَيْهِ الْمُحَلّل اللذاع رفعا ووضعاً على التوالي والمزمن الْأسود لَا غير وَقد يُمكن أَن يحلل الدَّم الْمَيِّت فِي أول الْأَمر بتنطيلها بِالْمَاءِ الْحَار الْكثير زَمَانا طَويلا وخصوصاً إِن كَانَ فِي ذَلِك المَاء قُوَّة محللة وَرُبمَا شرطنا أَولا وَقد ينفع شياف المر والشياف الوردي من ذَلِك طلاء يُكَرر ذَلِك وَمَا يجْرِي مجْرَاه فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ بعد أَن يغسل الْموضع بِمثل طبيخ إكليل الْملك وأجود مَا يسْتَعْمل بِهِ هَذَانِ الدواءان وَغَيرهمَا مَاء الحلبة. والشياف الْمُتَّخذ من المرّ يقْلع الْبَوَاقِي من تنقية الْأَدْوِيَة الَّتِي هِيَ أَضْعَف والتين المنقع فِي الْخلّ الحامض رُبمَا حلل الدَّم الْمَيِّت وَكَذَلِكَ النطرون المشوي وَفرق الْحمام والبورق بِالسَّوِيَّةِ يطلى بِعَسَل. وَأَيْضًا: يغسل الْموضع بالنطرون ثمَّ يضمد بصمغ البطم ويشد سِتَّة أَيَّام ثمَّ يغسل وينخس بالإبر ليدمى ثمَّ ينشف الدَّم وَيتْرك سِتَّة أَيَّام ثمَّ يدلك بالملح وَيتْرك نصف سَاعَة ثمَّ يوضع عَلَيْهِ هَذَا الدَّوَاء الَّذِي نذكرهُ خَمْسَة أَيَّام فَيخرج جَمِيع الْبَاقِي من الدَّم. وَهَذَا الدَّوَاء هُوَ: كندر ونطرون ونورة وشمع وَعسل يذاب الشمع مَعَ الْعَسَل ويخلط ويضمد بِهِ وَيسْتَعْمل فِي كل أَيَّام ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة إِلَى خَمْسَة تركا على الْموضع فَيذْهب بأثر الدَّم الْمَيِّت وبالوشم. وَمن الْأَدْوِيَة المفردة الجيدة: الكندس مَعَ لباب الْخبز واللوز المر وبزر الكرنب وبزر الفجل وَلبن التِّين وَمَاء الجرجير مَعَ مرَارَة الْبَقر والكنكرزد وورق اليبروح دلكا على النمش وَغَيره من الْآثَار أسبوعاً والمرزنجوش لطوخ جيد للدم الْمَيِّت وَجَمِيع الْأَدْوِيَة القوية الْجلاء الْمَذْكُورَة فِي الْأَبْوَاب الْمَاضِيَة.(3/358)
وَأَيْضًا: يُؤْخَذ مثل القردمانا والمرّ والثافسيا وبصل الزير بِعَسَل وأصل لوف الْحَيَّة وَقد جرب جالينوس وَغَيره الْجَوْز الحنين ينعم دقه ويشد لَيْلَة عَلَيْهِ ثمَّ يُعَاد. وأيضاَ الفاشرا أَو الفاشراسين ونجير حب البان والياسمين وخصوصاَ الرطب ونشارة العاج والعصفر بالخل والخِرْبقَان والدارصيني وحماض الأترج جيدا أَيْضا والحندقوقي وخرء الْحمام وخرء العصافير وخرء الْبَازِي. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ فلفل جُزْء نورة جزأين زرنيخ أَحْمَر وأصفر من كل وَاحِد جزأين يعجن بالعسل وَيرْفَع فِي فخار وَإِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ غسل الْموضع بالنطرون ثمَّ ضمد بالراتينج خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يحل وينخس الْموضع بالإبرة وينشف ويذر عَلَيْهِ ملح ويعاد عَلَيْهِ الدَّوَاء خَمْسَة أَيَّام أُخْرَى يفعل ذَلِك مراراَ فَيذْهب. بِالدَّمِ الْمَيِّت وبالوشم. أَيْضا: وَيُؤْخَذ بورق وكثيراء بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ أقراصاً ويطلى بالخلّ وَيغسل بالصابون أَو يطلى بقرع يَابِس سحق جدا مَعَ قَلِيل زعفران فَإِنَّهُ وَأَيْضًا: يُؤْخَذ طين قريطي وَحب الْقطن وَيجمع بِمَاء الصابون ويطلى فينقي الكلف والنمش والبثور وَكَذَلِكَ عكر الزَّيْت المحرق ودقيق الكرسنّة ودقيق الترمس أَجزَاء سَوَاء ويطلى. وَمن الْأَدْوِيَة الْخَفِيفَة: الَّتِي تَنْفَع من البرش والنمش وَجَمِيع الْآثَار لعاب حب السفرجل مَعَ الزَّعْفَرَان وَحب القرع مَعَ طبيخ الحلبة. وَمِمَّا يذهب بالكلف بزر الفجل والخردل يعجنان بتين منقوع فِي الخلّ والدواء الْمُتَّخذ من الْخَرْدَل والزرنيخ إِذا كَانَ بِقدر مَا يقشر يَسِيرا وَلَا يقرح وَيذْهب بِهِ. أَيْضا: يُؤْخَذ الْقسْط مَعَ الدارصيني فيعجنان بِمَاء الزردج ويطلى أَيْضا وَيُؤْخَذ تُرَاب الزئبق وبزر الْبِطِّيخ والمحلب واللوز المر وَيسْتَعْمل. أَيْضا: وَيُؤْخَذ الزردج يعجن بِهِ الْمقل وبزر الجرجير. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ الْمقل بالخلّ تسْتَعْمل هَذِه الْأَدْوِيَة وَكلما لذعت أخذت ثمَّ أُعِيدَت. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ بصل الزَّعْفَرَان وبصل النرجس. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ بزر الجرجير ونشا ومرداسنج مبيض من كل وَاحِد جُزْء قَلِيل زعفران وخرء الضَّب وَالْكَلب ودقيق الباقلا ودقيق الشّعير ودقيق الحلبة جزأين جزأين دهن اللوز الحلو ودهن النارجيل مَا يجمع بِهِ. من الزَّيْت الْعَتِيق حَتَّى ينْحل فِيهِ ثمَّ يُؤْخَذ من لعاب الحلبة ولعاب الْخَرْدَل بِالسَّوِيَّةِ أُوقِيَّة وَمن الْمقل والمر من كل وَاحِد قدر خَمْسَة دَرَاهِم يسحق الدواءان ثمَّ تلقى عَلَيْهِم اللعابات وتسحق سحقاً شَدِيدا ثمَّ تجمع مَعَ الزَّيْت ويتخذ مِنْهُ دياخيلون. قرص جيد: يُؤْخَذ مازريون أَرْبَعَة خَرْدَل أَبيض عشرَة دَرَاهِم أشق مقل دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ يحلان فِي مَاء بِقدر مَا يجمع بِهِ الْبَاقِي ويقرص. دَوَاء للساهر جيد: يُؤْخَذ سنكسبوه درهما بورق درهما بزر الفجل وَعظم بَال وَحب البان وَحجر الفلفل وترمس وبزر الْبِطِّيخ وقسط ولوز مر يتَّخذ مِنْهَا أَقْرَاص وَيسْتَعْمل. وَهَذَا دَوَاء جيد غَايَة قَلما يُوجد لَهُ نَظِير ونسخته: يُؤْخَذ من الزئبق الْمَقْتُول(3/359)
وزن دِرْهَمَيْنِ فِي طحين ثَلَاثَة دَرَاهِم مر لوز مر مربى يسحق حَتَّى لَا يرى أَثَره ويسود الطحين ثمَّ يطْرَح مثل الْجَمِيع بزر الْبِطِّيخ مدقوقاَ جدا ويُطلى أسبوعاً كل لَيْلَة وَيغسل من الْغَد. وَأَيْضًا يُؤْخَذ سذاب جبلي وزوفا من كل وَاحِد جُزْء رُخَام الطين الْأَخْضَر ثلث جُزْء كندر جُزْء بورق جزءان صمغ البطم جزءان وَنصف شمع سَبْعَة أَجزَاء يذاب الشمع والصمغ بدهن الورث وَيحل البورق ورخام الطين بِالْمَاءِ الْحَار وَيجمع الْجَمِيع ويخلط بِهِ شَيْء من الْعَسَل وَيسْتَعْمل على حذر من تقريحه قَالُوا وَمِمَّا يذهب بالكلف فصد عرق الأرنبة إِلَّا أَنه يَجْعَل الْوَجْه فِي حمرَة الْوَجْه السعفي. فصل فِي الوشم وعلاجه قد يقْلع الوشم دواءان ذكرناهما فِي بَاب النمش وَرُبمَا كفى أَن يغسل الْموضع بالنطورن وَيُوضَع عَلَيْهِ علك البطم أسبوعاً ويشدّ ثمَّ يحل ويدلك بالملح دلكا جيدا ويعاد عَلَيْهِ علك البطم إِلَى أَن ينقلع وَمَعَهُ سَواد الوشم فَإِن لم تنجع أَمْثَال ذَلِك لم يكن بُد من تتبع مغارز إبر الوشم نقط البلاذر لقرحها ويأكلها. فصل فِي الباذشنام والحمرة المفرطه الباذشناء حمرَة مُنكرَة تشبه حمرَة من يبتدىء بِهِ الجذام يظْهر على الْوَجْه وعَلى الْأَطْرَاف وخصوصا فِي الشتَاء وَالْبرد وَرُبمَا كَانَ مَعهَا قُرُوح وَيكون سَببه حقن الْبرد للبخار الْكثير الدموي وعلاجه الإسهال والفصد والحجامة وإرسال العلق ثمَّ اسْتِعْمَال التَّدْبِير الْمَذْكُور لمن بِهِ التنكر فِي ابْتِدَاء الجذام فِي بَاب قبل هَذَا الْبَاب.
(فصل فِي البهق والوضح والبرص)
الْأَبْيَض وَالْأسود الْفرق بَين البهقين والبرص الْأَبْيَض الْحَقِيقِيّ أَن البهقين فِي الْجلد وَإِن كَانَ غور فقليل جدا والبرص نَافِذ فِي الْجلد وَاللَّحم إِلَى الْعظم. وَالسَّبَب الْعَام للْجَمِيع ضعف فعل الْقُوَّة الْمُغيرَة حِين لم تشبه تَمام التَّشْبِيه لَكِن الْمَادَّة كَانَت فِي البهقين أرقّ وَالْقُوَّة الدافعة أقوى فَدفعت إِلَى السَّطْح والمادة فِي البرص كَانَت غَلِيظَة وَالْقُوَّة الدافعة ضَعِيفَة فارتبكت فِي الْبَاطِن وأفسدت مزاج مَا نفذت فِيهِ فَكَانَ زِيَادَة التصاق وَلم تكن تشبهه وَقد عرفت هَذِه الْمعَانِي فِي بَاب القوى وَإِذا تمكنت هَذِه الْمَادَّة أحالت الْغذَاء الَّذِي يَجِيء إِلَيْهَا إِلَى طبعها وَإِن كَانَ أَجود غذَاء كَمَا أَن المزاج الْجيد يحِيل الْمَادَّة الْفَاسِدَة إِلَى صَلَاح وموافقة. وكما أَن الْأَشْجَار تنقل من مغارس إِلَى مغارس فتستحيل عَن السمّية إِلَى المأكولية وَعَن المأكولية إِلَى السمية كَمَا حكى جالينوس وَغَيره أَن الشَّجَرَة الْمَعْرُوفَة باللبخ كَانَت بِفَارِس سميَّة الثَّمَرَة فَلَمَّا غرست بِمصْر كَانَت ثَمَرَتهَا مِمَّا يُؤْكَل وكما أَن ألوان الْحَيَوَانَات والنبات تستحيل بِحَسب الْبِلَاد كَذَلِك لَا يبعد أَن تستحيل الْموَاد بِحَسب الْأَعْضَاء فَإِنَّهَا لَهَا كالبلاد. وَإِذا صَار الْعُضْو بلغميًّا ولحمه كلحم الأصداف أحَال الدَّم الْجيد إِلَى مزاجه البلغمي ولونه(3/360)
الْأَبْيَض وَالْفرق بَين البهقين هُوَ أَن أَحدهمَا بِسَبَب مَادَّة سوداوية وَالْآخر عَن بلغمية خامة. وَأما الشَّيْء الَّذِي يُسمى البرص الْأسود فَلَيْسَتْ نسبته إِلَى البرص الْأَبْيَض نِسْبَة البهق الْأسود إِلَى البهق الْأَبْيَض بل هُوَ جنس مُخَالف فِي الْمَعْنى للبرص الْأَبْيَض وَذَلِكَ لِأَن البرص الْأسود هُوَ الْمُسَمّى القوباء المتقشر وَهُوَ تخزف يعرض للجلد مَعَ خشونة شَدِيدَة وتفليس كَمَا يكون للسمك مَعَ حكة وَهُوَ لخلط سوداوي يشربه الْجلد مِمَّا يَلِيهِ تشرباً أقوى من أَن يُؤثر فِي اللَّوْن وَحده وَهُوَ من مُقَدمَات الجذام وَهُوَ مَعَ رداءته وَمَعَ أَن المزمن مِنْهُ لَا يبرأ. وَكَذَلِكَ المزمن من البهق فَإِنَّهُ أسلم من البرص الْأَبْيَض وَسبب جَمِيع هَذَا مَعْلُوم. وَاعْلَم أَن البرص قد يتبع المحاجم وَيظْهر على آثارها وَيكثر عَلَيْهَا لما ينجذب من الدَّم من الرُّطُوبَة فَلَا يصحبها عِنْد مص الْحجام وَيبقى فِي الْجلد وَلما يضعف الْجلد الْمَجْرُوح عَن إِكْمَال أَفعاله. فصل فِي العلامات أما البهق الْأسود فَلَا يشكل أمره وَأما الْمُشكل فَهُوَ الْفرق بَين الوضح الَّذِي هُوَ البهق الْأَبْيَض وَبَين البرص الرَّدِيء وَمن الْفرق بَينهمَا أَن الشّعْر ينْبت على الْوَضع بلون الشّعْر أسود أَو أشقر وينبت على البرص أَبيض لَا غير وَيكون الْجلد فِيهِ أنزل وَأَشد تطامناَ من جلد سَائِر الْبدن وَرُبمَا كَانَ ذَلِك للوضح إِلَّا أَنه قَلِيل جدا وأيضأ فَإِن الغرز بالإبر يخرج من الوضح دَمًا وَمن البرص غير دم بل رُطُوبَة مائية وَهَذَا لَا يبرأ. وَأَيْضًا فَإِن مَا يتحمر بالدلك فَهُوَ إِلَى الرَّجَاء وَأولى أَن يكون بهقاً وَمَا لم يتحمر بِهِ فَهُوَ رَدِيء. وَأما الْفرق بَين البهق الْأسود والبرص الْأسود فَهُوَ التقشر والتفلس والتخزّف فَإِنَّهَا لَا تكون فِي البهق الْأسود ثمَّ البرص الْأسود أَيْضا متفاوت فَإِنَّهُ مِنْهُ خشن وَمِنْه أملس وأملس الأبيضين شرّ وأملس الأسودين خير لِأَنَّهُ البهق وَمِنْه شَدِيد الْبعد عَن لون الْبدن وَمِنْه أقرب إِلَيْهِ وَهُوَ أسلم. وَالَّذِي هُوَ غائص لَا يحمر وَلَا يدمي أَو هُوَ شَدِيد الإتساع آخذ مكانآ كثير فَلَا رَجَاء فِيهِ وَكَذَلِكَ الَّذِي هُوَ آخذ كل سَاعَة فِي زِيَادَة لِأَن مزاجه قوي يحِيل مَا يَلِيهِ إِلَى مشابهته فَلذَلِك هورديء جدا. فصل فِي علاج البهق الْأسود يجب أَن يبْدَأ بالفصد إِن كَانَ هُنَاكَ كَثْرَة من الدَّم وباستفراغ الْخَلْط المحترق والسداوي بِمثل: طبيخ الأفتيمون والغاريقون والهليلج الْأسود والبسفايج والإسطوخودوس بالزبيب والتين وَنَحْو ذَلِك. وَالْحجر الأرمني واللازورد إِذا وَقع فِي أدويته كَانَ بَالغا والخِرْبق الْأَبْيَض وأيارج لوغاذيا وأيارج روفس وَغير ذَلِك. وَمن الإستفراغات الرقيقة مَاء الْجُبْن بالأفتيمون يشرب كل يَوْم وزن دِرْهَم أفتيمون فِي قدح من مَاء الْجُبْن فينقي بالرفق وَقد يَنْفَعهُ اسْتِعْمَال الأغذية الْحَسَنَة الكيموس واستعماله الحمامات وَاسْتِعْمَال الإطريفلات الأفتيمونية. سفوّف نَافِع لَهُ وللبرص الْأسود أَيْضا: يُؤْخَذ إهليلج أسود أملج شونيز من كل وَاحِد جُزْء زوفرا جُزْء وَنصف يشرب. مِنْهُ(3/361)
كل يَوْم ثَلَاثَة دَرَاهِم بكرَة وَثَلَاثَة دَرَاهِم عشبة وَإِذا سخن الْبدن ترك أَيَّامًا ثمَّ عوود وَيجب أَن يغنيهم الِاشْتِغَال بإصلاح حَال الطحال إِن كَانَ فَاسِدا وَضعف عَن جذب السَّوْدَاء وَبعد ذَلِك فليستعمل الأطلية القاشرة القوية الْجلاء والجالية للدم الصَّحِيح وَإِذا نفطت أُرِيح أَيَّامًا حَتَّى يسْقط الْجلد ثمَّ يعاود أَن وَقعت إِلَيْهَا حَاجَة. وَرُبمَا لم يتْرك أَن ينفّط بل كلما جدت فِي اللذع أخذت حَتَّى تهدأ ثمَّ أُعِيدَت وَهَذِه الْأَدْوِيَة مثل الثافسيا والفلفل والخردل والحرف وَلبن اليتوع والشيطرج والحرمل وبزر الفجل وقشور أصل الْكبر والطلي بالكبيكيج أَيْضا نَافِع فِي البهق والبرص لشدَّة جذبه للدم وللعظام النخرة والتواء الْعَتِيق النخر الملقوط من الْحِيطَان وَجَمِيع الجلاءات القوية الْمَذْكُورَة فِي بَاب قلع الْآثَار والمياه الَّتِي يطلى بهَا مَاء القنابري وطبيخ الحنظل. صفة طلاء جيد: يُؤْخَذ بزر الفجل ويدق مَعَ كندس ويطلى بِهِ البهق الْأسود فِي الْحمام. وَأَيْضًا يُؤْخَذ بزر الفجل وبزر الْخَرْدَل معجونين بِالتِّينِ الْمَطْبُوخ بالخل. صفة طلاء جيد: يُؤْخَذ شونيز مقلو شيطرج فَارسي من كل وَاحِد عشرَة شب سنا من كل وَاحِد ثَلَاثَة زاج عفص من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر الحرمل المغلو خَمْسَة يطلى بخل ثَقِيف ثمَّ يتدارك أثر إِن عرض بِلَبن النِّسَاء وَجَمِيع الأطلية القوية الْمَذْكُورَة فِي بَاب البرش والنمش وَغَيره نَافِع للبهق الْأسود. فصل فِي علاج الوضح والبرص يجب أَن يجْتَنب الفصد إِن لم يكن يُوجِبهُ أَمر قوي وَالْحمام إِلَّا أَحْيَانًا على الرِّيق وَالشرَاب إِلَّا الصّرْف والتعرق فِي الحمّام يَنْفَعهُ إِن كَانَ نقي الْبدن وَيسْتَعْمل الْقَيْء أَيْضا ثمَّ الْأَدْوِيَة المستفرغة للبلغم إِن لم يكن الْبدن نقياً ثمَّ المحرّات والمسقلات مثل الأيارجات الْكِبَار خُصُوصا أيارج شَحم الحنظل والحبوب الَّتِي تشبهه والأيارجات تسقى فِي طبيخ الهليلج والأفتيمون والبسفايج وَالزَّبِيب وَالْملح ولحب النّيل خاصية عَجِيبَة فِي اسْتِخْرَاج الْخَلْط الشافي للوضح والبرص وَمن المسهلات الْمُوَافقَة لَهُم أيارج فيقرا مركبا بشحم الحنظل أَو على هَذِه النُّسْخَة. وصفتُه: يُؤْخَذ من الدارصيني الصيني والسنبل وعيدان البلسان والمصطكى والأسارون والزعفران والساذج والفودنج النَّهْرِي وشحم الحنظل من كل وَاحِد دِرْهَم الصَّبْر ثَمَانِيَة عشر درهما وَمن المسهًلات الْمُوَافقَة لَهُم أَن يُؤْخَذ من الهليلج والأملج جُزْء جُزْء وَمن التربد ثَلَاثَة أَجزَاء وكل جُزْء أُوقِيَّة وَيحل من الفانيذ نصف رَطْل بِالْمَاءِ الْحَار وَيقوم ويعجن بِهِ والشربة من ثَلَاثَة دَرَاهِم أَو مَثَاقِيل إِلَى خَمْسَة. وَأَنا أستحب أَن يَجْعَل فِيهِ من الزنجبيل جُزْء وَيسْتَعْمل المعاجين الاطريفلية وجوارشناً بِهَذِهِ الصّفة.(3/362)
ونسختها: يُؤْخَذ هليلج أسود كندر أَبيض من كل وَاحِد جُزْء زنجبيل ربع جُزْء يعجن بِعَسَل الزَّبِيب يُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم قدر بندقة. أَيْضا: يُؤْخَذ هليلج أسود أملج شونيز بِالسَّوِيَّةِ زوفرا جُزْء وَنصف يشرب مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاثَة دَرَاهِم ويتركه مَتى حُمي وَأَيْضًا يُؤْخَذ وَج وَدَار فلفل وهليلج كابلي ومصطكى والكُندر والشونيز وَحب الْغَار يعجن بالعسل بالسرية الشربة دِرْهَمَانِ. وَمِمَّا ذكر فِي كتاب الاختصارات دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة أَيْضا يُؤْخَذ سفة سويق الْحِنْطَة الشَّديد القلي وَإِن احْتِيجَ إِلَى إِعَادَة قلي فعل وَيشْرب على أَثَره نصف أُوقِيَّة مري نبطي ويصابر للعطش إِلَى نصف النَّهَار. وللزوفرا ويزره فِي الشَّرَاب خاصية فِي هَذَا الْبَاب عَجِيبَة. وعصارة أَطْرَاف الْكَرم المزة يشرب مِنْهَا كل يَوْم قدح فَإِنَّهُ يقشف البرص وَيمْنَع ازدياده وَشرب الترياق وَأكل لُحُوم الأفاعي نَافِع جدا فِي ذَلِك وأقراص الأفاعي أَيْضا. وَمن المعاجين والأدوية الَّتِي هِيَ من الاطريفلية والمسهلة تَرْتِيب بِهَذِهِ الصّفة. ونسخته: أَن يُؤْخَذ من بزر الزوفرا جزءان وَمن بزر الأنجرة نصف جُزْء من الصَّبْر ربع جُزْء يجمع بِعَسَل والشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم اسْتعْمل ذَلِك دَائِما وَمن النَّاس من يَجْعَل مَعَه الوج والأفتيمون وَأَيْضًا كلكلانج دِرْهَمَانِ إهليلج أسود دِرْهَم أفتيمون دانقان يشرب السّنة بِتَمَامِهَا وَمِمَّا يجْرِي هَذَا المجرى لِأَنَّهُ أقوى وَأظْهر نفعا وَيحْتَاج أَن يشرب سنة دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة. ونسخته: يُؤْخَذ من الوج سِتَّة دَرَاهِم وَمن الهليلج الكابلي والبسفايج من كل وَاحِد عشرَة وَمن الهليلج الْأَصْفَر خَمْسَة عشر وَمن أيارج فيقرا عشرُون درهما وَمن الْملح الْهِنْدِيّ سَبْعَة دَرَاهِم وَمن بزر الزوفرا عشرُون درهما وَمن العاقرقرحا عشرَة دَرَاهِم وَمن التربد خَمْسُونَ درهما وَمن شَحم الحنظل عشرُون درهما وَمن الغاريقون خَمْسَة دَرَاهِم وَمن السقمونيا ثَمَانِيَة دَرَاهِم يعجن بِعَسَل الصعتر والشربة من مِثْقَال إِلَى مثقالين. وَمن هَذَا الْقَبِيل للكندي دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة. يُؤْخَذ بزر الْحَرْف ثمن كيلجة زوفرا وصبر أسقوطري من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم يلقى ذَلِك على رَطْل وَنصف من الْعَسَل وَيقوم والشربة من كل يَوْم قبل الطَّعَام قدر الْحَاجة مَعَ سويق ثمَّ يتجرع بعده ثَلَاث جرع مري ويحفظ الرَّأْس بدهن البنفسج ودهن الْورْد والغذاء بعده إسفيدباج. وَقد يجوز أَن يسْتَعْمل دَائِما اللوغاذيا والتياذريطوس كل يَوْم شربة صَغِيرَة إِلَى نصف دِرْهَم وَأَقل. وَقد انْتفع قوم بِأَن كووا مَوضِع البرص فتخلصوا واستراحوا لَكِن هَذَا يُمكن فِي الْقَلِيل(3/363)
قدرا مِنْهُ وَإِذا كَانَ الْبدن نقياً ومزاج الْبدن معتدلاً فدع الْأَدْوِيَة المشروبة فَإِنَّهَا رُبمَا جلبت آفَة وَأَقل ذَلِك أَن ينزف الدَّم ويقل الرّوح وهما من الْمُحْتَاج إِلَيْهِمَا فِي علاج البرص وَاقْتصر على علاج الْعُضْو بِمَا يخْتَص بِهِ من الأطلية وَنَحْوهَا وليجعل غذاؤه سريع الهضم لَا لزوجة وَلَا دسومة فِيهِ وليجتنب الْبُقُول والهراريس وَمَا يجْرِي مجْراهَا. وَأما الْأَدْوِيَة الوضحية والبرصية الموضعية فَأول درجاتها أَن تكون شَدِيدَة الْجلاء قَوِيَّة الجذب للدم شَدِيدَة تسخين مزاج الْعُضْو وَأما بعد ذَلِك فَأن تكون مقرحة مقشرة. وَفِي الْأَدْوِيَة الوضحية أدوية تسْتَعْمل على أَن تصبغ والأحب أَن تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الموضعية بِعَدَد الدَّلْك والتخمير وَأَن يكون الدَّلْك بِمثل ورق التِّين إِلَى أَن يكَاد أَن يدمى أَو بعد غرز الإبر فِي مَوَاضِع وَمن المعينات على نفع الْأَدْوِيَة أَن يسْتَعْمل لطوخات فِي الشَّمْس وَأفضل الْأَدْوِيَة البرصية مَا تقرح أَو تنفط فتسيل مَادَّة وتبرأ وتعاود وَرُبمَا لم يتْرك أَن ينفّط بل لذعها وأعِد بعد الإراحة الْأَدْوِيَة البرصية بِحَسب الإعتبار الأول هِيَ القوية مِمَّا ذكر: كالخِرْبقَين والنورة والزرنيخ والكندس والميويزج وأصل الفاشرا والجنطيانا والأبهل والراتينج وأصل دم الْأَخَوَيْنِ وأصل الْخُنْثَى وزبد الْبَحْر والحلتيت وقشور أصل الْكبر والخردل والحرمل وبزر الفجل وأصل قثاء الْحمار وبزر الجرجير والفوة والقاقلّة والمازريون والزاج والقلقند والزنجار والكبريت والقطران فِي الْحمام والبلبوس والقسط والزراوند والشقائق وثافسيا وفربيون والكرمدانة شَدِيدَة الْمُوَافقَة والكبريت أَيْضا بالخلّ طلاء بعد طلاء وبصل النرجس. وَمِمَّا جزب النوشادر ودهن الْبيض طلاء جيد وأصل اللوف عَجِيب وأصل النيلوفر وَدم الْأسود السالخ وأصل السقمونيا وورق التِّين الْيَابِس وورق الدفلى والراسن وورقه والأشترغاز. وَأما الْمِيَاه: فالخل وَمَاء الزردج وَمَاء القنابري وَمَاء البلبوس وَمَاء العنصل خَاصَّة وَمَاء المرزنجوش وخصوصاً على برص آثَار المحاجم وعصارة الراسن وشورباج لُحُوم الأفاعي. وَمن الأطلية الجيدة الترياق أَو المثروديطوس أَو اللوغاذيا بِمَاء القنابري. وَأَيْضًا الشيطرج المدقوق والخردل المدقوق فَرُبمَا أَبْرَأ هَذَا مَا كَانَ بَين الجلدين. وَمن الأدهان الجيدة دهن الآس مطبوخاً فِيهِ الشيطرج المحرق مخلوطاً بِهِ بعد ذَلِك زاج وَمن الأطلية لجيدة النراريح تسحق بالخل وتطلى أَو يُؤْخَذ الشاهتزج الرطب أَو الْيَابِس وَيجْعَل فِي جَوف أَفْعَى مذبوحة منقاة الْجوف حَشْوًا وتخيط وتشوى الأفعى حَتَّى تنضج جدا ثمَّ يُؤْخَذ ذَلِك الشاهترّج ويضمد بِهِ البرص فَيبرأ بِسُرْعَة. نُسْخَة مجزبة: يُؤْخَذ ورق الدفلى الطريّ ويغلى مَعَ الزَّيْت حَتَّى يجِف الْوَرق ويصفى الزَّيْت وَيجْعَل عَلَيْهِ الشمع الْمُصَفّى بِقدر ثمَّ يذرّ عَلَيْهِ الكبريت الْأَصْفَر وَيصير كالمرهم ويطلى فِي الشَّمْس.(3/364)
طلاء للهند: يُؤْخَذ قسط وشيطرج هندي وزرنيخ أَحْمَر وفلفل وزنجار ويسحق فِي الخلّ فِي إِنَاء نُحَاس وَيتْرك أسبوعاً ويطلى بِهِ ويقام فِي الشَّمْس فَيبْطل البهق والبرص المبتدىء أَو ينقع القَلِي والنورة فِي أَبْوَال الصّبيان الرضّع ويجدد عَلَيْهِ سَبْعَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ كالعسل وَيسْتَعْمل حَتَّى يتقرّح ثمَّ يُؤْخَذ زفت وموم وقطران وقشور الْجَوْز المحرق وَدم فرخ الْحمام ودهن الحِناء يطْبخ حَتَّى يخْتَلط ثمَّ يوضع على الْموضع حَتَّى يرى لَونه لون الْجَسَد والأجود أَن يُكَرر فِي الشَّمْس الحارة مرَارًا. وَاعْلَم أَن استفراغ صَاحب هَذِه الْعلَّة يجب أَن يكون بالضعيف المستفرغ للرقيق بتدريج وَمَاء الْأُصُول منضج مطرق للدواء وَفِي آخِره يشرب حبّ المنتن ثمَّ يعاود مَاء الْأُصُول أسبوعين ويتولّد دَمه من اللحوم الحارة من الطير والمقلّيات ويهجر الحوامض والمرق إِلَّا الزيرباج أَحْيَانًا وَالْمَاء أضرّ شَيْء بِهِ فَلْيَكُن بشراب عَتيق من غير تليين وَيجب أَن يدلك الْموضع كل وَقت بِخرقَة خشنة ليجذب إِلَيْهِ الدَّم وَدخُول الحمّام يضرّه والغذاء الغليظ والفواكه الطرية واليابسة والكي على البرص رَدِيء رُبمَا انْتَشَر بِهِ البرص وَكثر والبرص الَّذِي يظْهر عقيب كي لسَبَب فَلَيْسَ يعيب وَكَذَلِكَ حول المشارط. صفة طلاء كثيرالأخلاط اتخذ للمعتصم: يُؤْخَذ من دم الْأسود السالخ ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن دم الْغُرَاب الأبقَع والنحام والأنعث وفرخ الورشان والفاختة والسلحفاة الْبَريَّة من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَمن القطران والزفت الرطب والنفط وَالْعَسَل البلاذر من كل وَاحِد أُوقِيَّة تخلط هَذِه وتجفف وَيُؤْخَذ من مَاء الحنظل الرطب جُزْء وَمن الشَّرَاب الْعَتِيق جزءان وَمن مَاء الراسن الرطب جزءان وَمن مَاء السذاب وَمَاء الْخَرْدَل الرطب من كل وَاحِد جُزْء تجمع مِنْهَا بِالْجُمْلَةِ عشرَة أَرْطَال على هَذِه النُّسْخَة وَيجْعَل فِي طنجير ويلقى عَلَيْهِ فلفل أسود وَدَار فلفل وزنجبيل وشونيز وجندبيدستر وعاقر قرحا وكندس وثافسيا وقرنفل وسليخة ومازريون وأصل قثاء الْحمار والخِربق الْأسود والجاوشير من كل وَاحِد أُوقِيَّة يطْبخ مَعَ الْمِيَاه حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى عَن الْأَدْوِيَة وَيجْعَل على الدِّمَاء والأخلاط الْمَذْكُورَة حَتَّى تنشف وتجف ثمَّ يُؤْخَذ مَاء الحنظل الرطب والراسن الرطب والعنصل وَمَاء المرزنجوش وَشَيْء من شراب عَتيق يرش على الْمِيَاه وَيكون الْجَمِيع ثَمَانِيَة أَرْطَال ويلقى عَلَيْهِ من الحلتيت المنتن والمحروق والاشترغاز وَمن الزربنجين والزنجار والكبريت من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف يطْبخ فِي الْمِيَاه إِلَى أَن يبْقى الرّبع ويصفى وَلَا تزَال الدِّمَاء والأخلاط المجففة تشرب مِنْهُ وتسحق حَتَّى تشرب الْجَمِيع وتجف ثمَّ يطلى الْموضع فِي الْحمام أَقُول أَنه قد يُمكن أَن يسْتَعْمل هَذَا الدَّوَاء أخص مُؤنَة وَأقوى تَأْثِيرا مِمَّا تَسوق بِهِ طَبِيب هَذَا الْملك. طلاء جيد للساهر: يُؤْخَذ شونيز خِرْبَق شقائق أصل الكِبَر من كل وَاحِد جُزْء شيطرج حُضَض دودم مر زرنيخ من كل وَاحِد نصف جُزْء يطلى فِي الشَّمْس. طلاء خَفِيف جيد وَاقع وَهُوَ الشقائق والهزارجشان بالخل.(3/365)
وَأَيْضًا: قُوَّة الصَّبْغ زبد الْبَحْر بزر الفجل كُندس بخل خمر. وَأَيْضًا يُؤْخَذ برادة الشّبَه والخربق الْأسود والصفر المحرق والذراريح والزرنيخ الْأَحْمَر من كل وَاحِد دِرْهَم يعجن بقطران مدوف فِي خلّ ويطلى بَعْدَمَا يذر. وَأَيْضًا: الأربياسيس: يُؤْخَذ خربق أَبيض فلفل شونيز زبد الْبَحْر كبريت زرنيخ أَحْمَر فوة الصَّبْغ شيطرج زنجار ذراريح يسحق بخل ويقرص ويجفف وَعند الْحَاجة يسحق بالخل ويطلى بعد ذَلِك بحمرة ويلطخ. وَأَيْضًا من كتاب الزِّينَة القريطن. ونسخته: يُؤْخَذ خِرْبق أسود فاشرا لحاء أصل المازريون كبريت أصفر زاج زنجار برادة الْحَدِيد زبد الْبَحْر ورق التِّين يسحق بالخلّ كالخلوق ويحفظ فِي رصاصية ويطلى فِي الشَّمْس بعد الدَّلْك. آخر لجبريل: يُؤْخَذ كبريت وفربيون وخربق من كل وَاحِد دِرْهَم بلاذر دِرْهَمَيْنِ عاقرقرحا شيطرج مِثْقَالا مِثْقَالا يطلى بالخل. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ بزر الفجل كندس ثافسيا مازريون فوّة الصَّبْغ شيطرج حرف عَاقِر قرحا ميويزج يجمع بِدَم الْأسود السالخ ويقرص وَيسْتَعْمل بِمَاء فوّة الصَّبْغ مطبوخاً شَدِيدا مصفى بعد الْحمام. وَأَيْضًا: تُؤْخَذ فوة شيطرج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم بزر الفجل عشرَة كُندُس ثَمَانِيَة يطلى بالخل بعد الْحمام. صفة دَوَاء ملكي: يُؤْخَذ ورق المازريون وبزره المقشر والخربق الْأسود والفلفل يطْبخ بغمره خلا حَتَّى يتهرى ثمَّ يطْرَح فِيهِ زاج وذراريح وبرادة الْحَدِيد ونطرون وزبد الْبَحْر ويطبخ حَتَّى يغلي ويطلى وَيحْتَمل وَلَا يغسل مَا أمكن وتففأ النفّاطات. طلاء جيد: يُؤْخَذ عسل البلاذر سَبْعَة دَرَاهِم عَاقِر قرحا ثافسيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة فربيون أَرْبَعَة شيطرج فَارسي دِرْهَمَيْنِ يطلى بِهِ معجوناً بِاللَّبنِ. وَفِيمَا جربناه أَن يُؤْخَذ من عسل البلاذر وَمن الكبيكج وَمن ذرق الْحمام وَمن الذراريح وَمن الشيطرج وَمن بزر الفجل وبزر الْخَرْدَل وفوة الصَّبْغ والحناء والوَسْمَة والزاج أَجزَاء سَوَاء ينقط بِهِ ويفقأ ويعالج القروح ويعاود حَتَّى يبرأ. وَالَّذِي يذهب ببرص آثَار المحاجم مَاء القنابري وَمَاء المرزنجوش وفوة الصَّبْغ والشيطرج مطلياً بِمَاء البقم. وَأما الأصباغ الَّتِي تسْتَعْمل على البرص فَلَيْسَ يُمكن أَن ينص فِيهَا على أوزان بِعَينهَا لاخْتِلَاف ألوان الشَّرَاب بل يعْطى فِيهَا قوانين ثمَّ تقدم وتؤخر فَمِنْهَا أَن يُؤْخَذ السورج والمر(3/366)
ودردي الْخمر والمغرة والفوة والشب وَنَحْو ذَلِك ويركب ويُطلى. أَو صبغ جربناه يُؤْخَذ من قشور الْجَوْز وَمثله جِنّاء وَمثل الْحِنَّاء وَسْمَة. وَأَيْضًا يؤخد نورة وزرنيخ وشيطرج من كل وَاحِد جُزْء فوة الصَّبْغ جزءان يجمع ذَلِك بِمَاء البصل وَيسْتَعْمل بِحَسب مَا يُشَاهد. صبغ آخر يُؤْخَذ قرظ شيح نورة عفص زاج حنّاء يعجن بِعَسَل وبخلّ السوَاد وَيسْتَعْمل طلاء. وَأَيْضًا يُؤْخَذ زاج قلقند عفص يسحق ويعجن بخلّ السوَاد ويدلك الْعُضْو فِي الشَّمْس ويطلى بِهِ طليات وَهُوَ صباغ بَاقٍ. وَأَيْضًا يُؤْخَذ شيطرج أسود وخبث الْحَدِيد وزاج الأساكفة وزنجار وفوة الصَّبْغ وقشور الرُّمَّان يسحق بخلّ الْخمر حَتَّى يسود ويطلى عَلَيْهِ مَرَّات. وأغذية صَاحب هَذِه الْعلَّة المشويات والقلايا والمطجّنات والمكبّبات من اللحوم الْخَفِيفَة بالأبازير والإقتصار على الشَّرَاب ويتجنب شرب المَاء أصلا إِن أمكن أَو يقل مِنْهُ وَيسْتَعْمل الْمَطْبُوخ مِنْهُ والممزوج بِالشرابِ. فصل فِي علاج الْبرد الْأسود هُوَ علاج البهق الْأسود وَيحْتَاج إِلَى ترطيب للبدن أَشد واستفراغ أقوى ثمَّ يسْتَعْمل إجلاء أدوية البهق الْأسود وَقد يتَّفق لصَاحبه أَن ينْتَفع بِالْجِمَاعِ وَأما الحمّام فكثير النَّفْع لَهُ فان اشْتَدَّ وَبَالغ عولج بعلاج الجذام. الْمقَالة الثَّالِثَة مَا يعرض للجلد لَا فِي لَونه فصل فِي السعفة والشيربنج والبلحية والبطم السعفة من جملَة البثور القرحية وَقد جرت الْعَادة فِي أَكثر الْكتب أَنَّهَا تذكر فِي أَبْوَاب الزِّينَة. والسعفة تبتدىء بثوراً مستحكمة خَفِيفَة مُتَفَرِّقَة فِي عدَّة مَوَاضِع ثمَّ تتقرح قروحاً خشكريشية وَتَكون إِلَى حمرَة وَرُبمَا سيلت صديداً وَتسَمى شيربنجا وسعفة رطبَة رُبمَا ابتدأت قوبائية يابسة وَكَثِيرًا مَا تثور فِي الشتَاء وتزول بِسُرْعَة. وَسبب السعفة رُطُوبَة رَدِيئَة حادة أكالة تخالط الدَّم وأخلاط غَلِيظَة أَيْضا رَدِيئَة فيحتبس الغليظ ورماً وينش الرَّقِيق وَسبب الْيَابِس مِنْهَا خلط سوداوي كئير تخالطه رُطُوبَة حريفة فيندفع إِلَى الْجلد فَيفْسد ويتأكل. وَأما البلحية فَهِيَ من جنس السعفة الرَّديئَة وَأما البطم فقروح سوداوية تظهر فِي السَّاق من ماق الدوالي بِعَينهَا وَيقرب علاجها من علاجها. فصل فِي العلاج علاجها قريب من علاج القوباء وسنذكره لَكنا نقُول الْآن أَنه ينفع من السعفة الْيَابِسَة إستفراغ الْخَلْط الصفراوي والسوداوي والبلغم المالح بِمثل طبيخ(3/367)
الهليلج بالأفتيمون يَجْعَل فِيهِ. الصَّبْر والسقمونيا وَيسْتَعْمل بعْدهَا مَا ينقي الْبَاقِي مَعَ ترطيب مثل مَاء الْجُبْن بالشاهترّج الرطب يُؤْخَذ من الْجُمْلَة رَطْل وَاحِد ويخلط بِهِ من الهليلج الْأسود والأصفر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الأفتيمون وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن الْملح النفطي دانقان ثمَّ بعد ذَلِك يقْتَصر على مَاء الْجُبْن والأفتيمون كل يَوْم وزن ثَلَاثِينَ درهما من مَاء الْجُبْن وَدِرْهَم وَنصف من الأفتيمون إِن احتملت الطبيعة وَلم يفرط أَو على مَا يحْتَمل. ويجتنب مل مَا لَهُ حلاوة مفرطة خُصُوصا التَّمْر أَو مرَارَة أَو حرافة أَو ملوحة ويقتصر على التفه المولد للخلط السَّالِم الَّذِي لَا لذع فِيهِ ويرطب الْبدن رُطُوبَة معتدلة بالحمام وَغَيره. ويفصد الْعُرُوق من الْيَدَيْنِ إِن كَانَت الْحَاجة إِلَيْهِ ماسة أَو من الْعرق الَّذِي يسقى ذَلِك الْعُضْو مثل عرق الْجَبْهَة فِي السعفة الكائنة على الرَّأْس والعرق الَّذِي فِي جلد الرَّأْس والعرق الَّذِي خلف الْأُذُنَيْنِ وَهِي تكون فِي أَكثر الْأَمر على الرَّأْس والحجامة أَيْضا لما كَانَ فِي الرَّأْس وَإِن كَانَ فِي الْأَعْضَاء السافلة فُصِد الصَّافِن فَإِذا فعلت ذَلِك حككت السعفة حكا قَوِيا حَتَّى تدمى ويجتهد فِي أَن يسيل مِنْهَا دم كثير ثمَّ تعالج بالأدوية الموضعية وخصوصاً إِذا دلك بعد الإدماء بالملح والخلّ. وَقد ينفع الْيَابِس مِنْهَا الْحمام الْمُتَوَاتر من غير إطالة جُلُوس وإكباب الْعُضْو على بخار المَاء الْحَار أَو الفاتر فِي الْيَوْم مرَارًا والأدهان والشحوم وَالتَّدْبِير المرطب بالغذاء والتدهين والسعوطات وَيحْتَاج فِي الإستفراغ لَهَا إِلَى أدوية تجذب السَّوْدَاء جذباً قَوِيا وتسهلها وَيسْتَعْمل بعْدهَا مَاء الْجُبْن على مَا قيل وَلَا بَأْس بإرسال العلق بِالْقربِ ثمَّ لَا بدّ من الحك والإدماء ثمَّ تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الموضعية. وَقد زعم قوم أَن فصد السعفة من الْعرق الْقَرِيب مِنْهَا كعرق خلف الْأُذُنَيْنِ لسعفة الرَّأْس علاج لَهَا يطلى بِهِ ثمَّ تغسل بِمَاء السلق والزاج. فصل فِي الْأَدْوِيَة الموضعية للسعفة الرّطبَة أما الْأَدْوِيَة الَّتِي للمبتدأ مِنْهَا وللتي على الْأَبدَان الرّطبَة وأبدان الْأَطْفَال فَمثل الحِناء وَمثل الوَسْمَة مَعَ العفص المحرق بدهن الألية فَإِنَّهُ مجرّب غَايَة وَمثل الْأَدْوِيَة المتخذة من القوابض المجففة كقشور الرُّمَّان بخلّ خمر ودهن ورد وَرُبمَا جعل فِيهَا المرداسنج وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى اسْتِعْمَال مَا فِيهِ جلاء أَيْضا مثل الزراوند وَكَثِيرًا مَا أَبْرَأ الْمُتَوَسّط مِنْهَا الدَّلْك بالخل وَالْملح والأشنان الْأَخْضَر فيجف وَيسْقط وَمن أدويته الَّتِي فِي هَذِه الْمرتبَة التوتيا والقليميا والقيموليا والقرطاس المحرق بالخل وصمغ الصنوبر بالجلنار وخل ودهن ورد أَو يُؤْخَذ مرتك وخبث الْفضة ولوز مر محرق وعروق الصباغين من كل وَاحِد دِرْهَم بخل ودهن ورد وَكَذَلِكَ أصُول السوسن الاسمانجوني وعود البلسان والكور المحلول وَحب البان المسحوق وَأَيْضًا العدس والمغرة بخل وَأَيْضًا لوز مرّ وعفص أَخْضَر مسحوقان يتَّخذ مِنْهُمَا طلاء بالخل بعد أَن يقوم بالتشميس. قَالُوا وَأَيْضًا يُؤْخَذ السرطان الْحَيّ ويدق مَعَ المرزنجوش ويعتصر ويسمط بِهِ وبرطوبة السرطان وَحده. وَأما المرمن وَالَّذِي على الْأَبدَان الصلبة فَيحْتَاج فِيهِ إِلَى مثل القُلْقُطار والقَلَقَندر والسُوْرِي(3/368)
وزاج الحبر وَالْملح والكبريت وتراب الزئبق وعروق الصباغين ودواء الْقَرَاطِيس بتوبال النّحاس ودخان التَّنور وَالْملح من القوابض المحللة وَأَيْضًا مثل المرداسنج والاسفيذاج. وَأما الْحَرْف الْيَابِس فَهُوَ من المجففات القوية وذرق الْحمام من المحلَلات الشَّدِيدَة الْجلاء والتجفيف وَكَذَلِكَ خِرءُ الضَّب وخرء الزرازير وخصوصاً الآكلة للأرز. ومرهم الْعُرُوق مِمَّا ينفع كل سعفة والمرهم الْأَحْمَر الْمُتَّخذ من الْعُرُوق الصفر والحِناء والزراوند وقشور صفة دَوَاء جيد: يُؤْخَذ قيموليا كبريت أَخْضَر رماد القرع شَحم الحنظل أَجزَاء سَوَاء بخل أَو كزبرة يابسة محرقة وخزف التَّنور وحِناء بخلّ ولح! ن ورد وَأَيْضًا يُؤْخَذ رماد حطب الْكَرم وزراوند مدحرج وجلنار وعفص وراتينج بخل ودهن. صفة دَوَاء جيد جدا: تغسل السعفة بطبيخ الدفلى ثمَّ تطلى بتوبال النّحاس وَمر وزن دِرْهَمَيْنِ وتراب الكندر وشبّ يماني من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم زراوند وقلقطار ورماد الْكَرم وصبر من كل وَاحِد وزن دِرْهَم بخلّ ودهن ورد. فصل فِي الْأَدْوِيَة الموضعية للسعفة الْيَابِسَة فالمزمن الْقوي مِنْهَا يحْتَاج إِلَى دَوَاء حاد يأكلها إِلَى أَن يبلغ اللَّحْم الصَّحِيح ثمَّ يعالج بمرهم القروح مثل مرهم الْعُرُوق بالمرداسنج والخل وَالزَّيْت وَمَا دون ذَلِك فيعالج بِمَا يعالج بِهِ المزمن من الأول الْمَذْكُور. وينفع مِنْهُ ترطيب الْبدن بالأغذية والنشوقات والحقن وَغير ذَلِك. صفة دَوَاء جيد: للسعفة الرّطبَة واليابسة: يُؤْخَذ دهن لوز مرّ دهن الْخَرْدَل من كل وَاحِد نصف سكرجة خل سكرّجة شياف ماميثا وعفص من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل فيلزهرج مِثْقَال عروق صفر بورق من كل وَاحِد نصف مِثْقَال تسحق الْأَدْوِيَة وتخلط بالدهنين والخل خلطاً شَدِيدا بالسحق ثمَّ تسْتَعْمل على كل سعفة وجَرَب وقَمل وقوبا وتمرّط وداء ثَعْلَب وحزاز. والبلحية من جنس السعفة الرَّديئَة وَرُبمَا كَانَ سَببهَا لسعاً مثل البعرض الْخَبيث وعلاجها مثل ذَلِك العلاج. دَوَاء لنا قوي مجرّب نَافِع جدا: يُؤْخَذ من الزراوند والزنجار والأشق والمقل والخردل والزاج أَجزَاء سَوَاء تجمع بدهن الْحِنْطَة وَمثله خلا وَقَلِيل عسل وَيسْتَعْمل. فصل فِي القوباء القوباء لَيست بعيدَة عَن السعفة وَإِنَّمَا تخالفها بِشَيْء خَفِي وخصوصاً السعفة الْيَابِسَة(3/369)
وَيُشبه أَن تكون السعفة الْيَابِسَة قوباء أَخبث وأردأ وآكل وَأبْعد غوراً وَسبب القوباء قريب من سَبَب السعفة فَإِنَّهُ مائية حريفة حادة تخالط أَيْضا مَادَّة غَلِيظَة سوداوية أغْلظ من مَادَّة الجرب. وأسرع القوباء برأَ مَا كَانَ رَقِيقه أغلب وَمن القوباء الرطب دموي يظْهر عِنْد حكه نداوة وَهُوَ أسلم وَمِنْه يَابِس أَكْثَره يكون عَن بلغم مالح اسْتَحَالَ بالإحتراق سَوْدَاء وَمن القوباء متقشر لشدَّة اليبوسة وَكَثْرَة الْغَوْر وَهُوَ كالبرص الْأسود وكالخشكريشة وَمِنْهَا غير متقشر وَمن القوباء ساعٍ خَبِيث وَمِنْهَا وَاقِف وَمن القوباء حَدِيث وَمِنْهَا مرمن رَدِيء هُوَ مرض حريفي. فصل فِي علاج القوباء تحْتَاج القوباء فِي أصل العلاج إِلَى أدوية تجمع تحليلاً وتقطيعاً وإذابة وتلطيفاً مَعَ تسكين وترطيب. وَالْأول مِنْهُمَا بِحَسب الْمَادَّة الغليظة وَالثَّانِي بِحَسب الْمَادَّة الحادة الرقيقة وبحسب غَلَبَة أحد الْأَمريْنِ تحْتَاج إِلَى تَغْلِيب أحد التدبيرين وإرسال العلق من أَجود أدويتها وتحتاج فِي أَمر التنقية واتباعها مَاء الْجُبْن على نَحْو مَا توجب الْمُشَاهدَة والتغذية والترطيب وَالتَّدْبِير المرطب إِلَى مَا تحْتَاج إِلَيْهِ السعفة وَكَذَلِكَ الْحمام من أجل المعالجات لَهَا وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى مُفَارقَة الْهَوَاء الْيَابِس قَالَ قوم: وَمِمَّا ينفع من حُدُوث القوابي ويبرىء من الْحَادِث مِنْهَا أَن يسقى من اللك المغسول غسل الصَّبْر درهما بِثَلَاث أواقي مطبوخ ريحاني فَإِذا انتشرت القوباء وَكَثُرت فعلاجها علاج الجذام. فصل فِي المعالجات الموضعية أما للْحَدِيث والمتوسِّط مِنْهَا فَمن الْأَدْوِيَة المفردة: حمّاض الأترج وللقوي أَيْضا والصمغ الْأَعرَابِي بالخل وصمغ اللوز وصمغ الإجّاص بالخلّ وَعسل اللبني بالخلّ والخردل بالخل غَايَة. وَالْمَاء الكبريتي وَالْمَاء المالح وزبد الْبَحْر وغرّاء الْجُلُود وريق الْإِنْسَان الصَّائِم وطلاوة أَسْنَانه وبزر الْبِطِّيخ وأصل الخُنْثَى وَهُوَ الأشراس ودهن اللوز المر جيد وورق الكِبَر بالخلّ والسنجسبوه ينفع من كل قوباء بالخاصية والأقاقيا والمُغاث ودهن الْحِنْطَة يصلح لما يعرض لكل بدن وللضعيف وَالْقَوِي وَالْعُرُوق الصفر وللمبتدىء أَن يدام صب المَاء الْحَار عَلَيْهِ ثمَّ يدلك بدهن البنفسج بِفعل ذَلِك على الدَّوَام وَمَاء الشّعير طلاء رُبمَا ذهب بِهِ وخصوصاً مَعَ الْجَوْز مازج وينفع من السعفة الرّطبَة أَيْضا ولعاب بزرقطونا وعصارة الرطب مِنْهُ وَمَاء البقلة الحمقاء وصمغ الإجّاص نَافِع لقوباء الصّبيان. دَوَاء جيد: يُؤْخَذ صمغ اللوز وغراء الْجُلُود والميعة أَجزَاء سَوَاء وَيجمع بالخل ويطلى أَو يُؤْخَذ غراء النجارين وكُندر وكبريت وخل يسحق وَيسْتَعْمل. وَأما المرمن الرَّدِيء مِنْهُ فَيحْتَاج إِلَى أدوية أقوى مثل عصارة حمّاض الأترج مقومة بالطبخ وَمثل دهن الحمّص ودهن الْأرز ودهن الْحِنْطَة خَاصَّة ودهن اللوز المر والكبريت وبعر الْمعز محرقاً وزبد الْبَحْر والقطران والزفت عجيبان وَكَذَلِكَ إدامة طلائه بالنفط الْأَبْيَض وخرء الْحَيَوَانَات الْمَذْكُورَة فِي(3/370)
بَاب السعفة والفنجنكشت وَالْكبر والأشق والخِرْبَق وَحب البان والثافسيا خَاصَّة لَا سِيمَا إِذا اتخذ مِنْهُ قيروطي بدهن الْخَرْدَل والسنجسبوه والأشق بالخل والقردمانا والكُنْدس ورماد الْحمام والكندس والخردل والحرف وبزر الجرجير وَعسل البلاذر غَايَة. وَمن المركبات يُؤْخَذ القردمانا ويسحق وَيجمع بدهن الْحِنْطَة ورماد الثوم مَعَ عسل والكبريت بصمغ البطم وتجبر حب البان بالخل قوي جدا وللمقشر أَيْضا أَو يُؤْخَذ الكندر والزاج والكبريت وَالصَّبْر من كل وَاحِد دِرْهَم وَمن الصمغ دِرْهَمَانِ يطلى بالخل يُؤْخَذ بورق أرمني نصف مِثْقَال دهن الْحِنْطَة ثَلَاثَة دَرَاهِم حماض الأترج قفر الْيَهُود دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ بزر الجرجير دِرْهَمَيْنِ شونيز دِرْهَم وَنصف خربق أسود دِرْهَم وَنصف زاج محرق دِرْهَم وَنصف يتَّخذ مِنْهُ طلاء أَو يُؤْخَذ سنجسبوه فيطلى بِهِ بالخلّ أَو يُؤْخَذ زاج وَمر وكُنْدُر وشب وكبريت وصبر يعجن بالطلاء ويطلى. دَوَاء جيد: يُؤْخَذ حب البان عشرَة كبريت أصفر أَرْبَعَة سنجسبويه جُزْء ينعم دقه ويطلى بخل خمر ودهن ورد أَو يُؤْخَذ كبريت أصفر ودقاق الكندر وأشقّ يداف بخل أَو يُؤْخَذ خرء الْكَلْب وأشنان القصارين وكبريت أَبيض وسذاب ودخان التَّنور وقشور الرُّمَّان ورماد الْحمام والزرنيخان والكبريت الْأَصْفَر بِالسَّوِيَّةِ يداف بالخل وَالزَّيْت ويطلى. فصل فِي البثور اللبنية إِنَّه قد تنبثر على الْأنف وَالْوَجْه بثور بيض كَأَنَّهَا نقط لبن بِسَبَب مَادَّة صديدية تنْدَفع إِلَى السَّطْح من بخار الْبدن. وعلاجه: كل مَا فِيهِ تجفيف وَتَحْلِيل مثل الخِرْبَق الْأَبْيَض بِنصفِهِ إيرسا يتَّخذ مِنْهُ لطوخ وبزر الْكَتَّان مَعَ البورق والتين والشونيز مَعَ الْخلّ. فصل فِي الجرب والحكة الْمَادَّة الَّتِي عَنْهَا يتَوَلَّد الجرب إِمَّا مَادَّة دموية تخالط صفراء تكَاد أَن تستحيل سَوْدَاء أَو اسْتَحَالَ شطر مِنْهَا سَوْدَاء وَإِمَّا مَادَّة تخالط بلغماً مالحاً بورقياً فَالْأول جرب يَابِس ومادته يابسة إِلَى الغلظ وَالْآخر جرب رطب ومادته رطبَة إِلَى الرقة وَأكْثر مَا يتَوَلَّد يتَوَلَّد عَن تنَاول الملوحات والحرافات والمرارات والتوابل الحارة وَنَحْوهَا وَمَا يَأْخُذ من الْبدن مَكَانا وَاسِعًا فَهُوَ أَيْضا من جملَة الجرب الرطب وَمَا هُوَ أنشز وأشخص وَأحد رَأْسا من جَمِيع البثور فَهُوَ أحد خلطاً وَمَا هُوَ أعرض وَأَشد إطمئناناً فخلطه أقل حِدة. وَأَسْبَاب تولد مَادَّة الجرب هِيَ أَسبَاب تولد مَادَّة الحكة لَكِنَّهَا أقوى وتقْارب أَسبَاب تولد النملة والسعفة والحزاز والقوباء وتقاربها فِي العلاج وَيُفَارق الجرب الحكة بأنَ الحكة لَا تكون مَعهَا فِي الْأَكْثَر بثور كَمَا تكون فِي الجرب لِأَنَّهَا عَن مَادَّة أرق وَأَقل تميل إِلَى الملوحة وفيهَا سُكُون واستقرار حَبسهَا فِي الْجلد بعد دفع الطبيعة إِيَّاهَا انسداد المسام وَقلة التَّنْظِيف واحتبست لضعف الدافعة مثل مَا يعرض للمشايخ وَفِي آخر الْأَمر خُصُوصا إِذا كَانَت الْمَادَّة كَثِيرَة أَو غَلِيظَة أَو الأغذية رَدِيئَة يتَوَلَّد مِنْهَا كيموس رَدِيء حريف مثل(3/371)
المالح والحريف وَنَحْوهمَا أَو لسوء هضم يعين مَعَه الْغذَاء. والحكة قد تَخْلُو عَن قشور نخالية وَلَا تَأْخُذ من العمق شَيْئا. والحكة الشيخوخية قَليلَة الإذعان للعلاج وَإِنَّمَا تدبر وتدارى. وَاعْلَم أَن الجرب المتقشر والقوابي تكْثر فِي الخريف. وَبِالْجُمْلَةِ فان مَادَّة الحكة تَجْتَمِع بَين الجلدين فَإِن كَانَ فِي الْبدن مِنْهَا شَيْء فَهُوَ جَرَب يَابِس الحلاوات مولدات للحكة والبثور وَإِنَّمَا يجرب مَا بَين الْأَصَابِع كثر لِأَنَّهَا أَضْعَف والجرب الْعَظِيم الْفَاحِش يخلف جِرَاحَة وينتقل إِلَى القوابي والسعفة والأدهان تَضُرهُمْ والسكنجبين يَنْفَعهُمْ إِن لم يخف السحج. فصل فِي العلاج أما علاج الجرب فأوله وأفضله وَالَّذِي كثيرا مَا يكتقى بِهِ هُوَ الإستفراغ بِمَا يخرج الْخَلْط الحاد المحترق والبلغم المالح ثمَّ إصْلَاح الْغذَاء وَالتَّدْبِير المرطب على مَا علمت فِي أَخَوَات هَذَا الْبَاب وَاسْتِعْمَال الْأَشْيَاء المائية التفهة الَّتِي يُؤمن سرعَة تفعنها مثل: الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ والهندباء والخس وَنَحْوهَا من خَارج أيضأ وَيتْرك الْجِمَاع أصلا فَإِن الْجِمَاع يُحَرك الْموَاد إِلَى خَارج ويثير بخاراً حاراً عفناً يَأْتِي نَاحيَة سطح الْجلد فيعفن من هُنَاكَ وَلذَلِك ينتن أَيْضا رَائِحَة الْبدن وَلذَلِك أَمر بالتدلك فِي غسل الْجَنَابَة وَمن الاستفراغات الجيدة لأصناف مواد الجرب طبيخ الأفتيمون بالهليلج الْأَصْفَر والشاهترج والسنا والبسفايج والأفسنتين. وَقد يَجْعَل فِيهِ الْورْد وبزر الهندبا وَنَحْوه وَقد يَجْعَل فِيهِ الماميران بخاصية فِيهِ وَقد يَجْعَل فِيهِ السقمونيا وَأَيْضًا فَإِن حب الصَّبْر والسقمونيا جيد بَالغ. طبيخ جيد: يُؤْخَذ من الهليلج الْأَصْفَر وَالزَّبِيب من كل وَاحِد عشرُون درهما يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى وَيُؤْخَذ من جملَة مَائه ثلثا رَطْل ويمرص فِيهِ من الْخِيَار شنبر عشرَة فَإِذا مرس فِيهِ صفي أَيْضا وَجعل فِيهِ دِرْهَم غاريقون. حب جيد: وَهُوَ حب الشاهترج يوخذ من الهليلج الْأَصْفَر والكابلي وَالْأسود من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الصَّبْر السقطري سَبْعَة دَرَاهِم وَمن السقمونيا خَمْسَة دَرَاهِم لَا يزَال يعجن بِمَاء الشاهتزج وَيتْرك حَتَّى يجِف ويسقى مرّة يعد أُخْرَى وَيتْرك حَتَّى يجِف يعْمل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات كل مرّة مثل الحسو ثمَّ يتْرك حَتَّى يتقوم ويحبب. دَوَاء قوي جيد للمرمن: يُؤْخَذ من الهليلج الْأَصْفَر وَمن البليلج وَمن الأملج وَعَن البرنج الكابلي المقشر من كل وَاحِد دِرْهَم وَمن التِربَد دِرْهَمَانِ يعجن بفانيد ويقرص والشربة مِنْهُ للإسهال التَّام من عشرَة إِلَى خَمْسَة عشر درهما إِلَى عشْرين بِمَاء حَار وَرُبمَا جعل فِيهِ السقمونيا عِنْد شربه وَرُبمَا خلص من الجرب الرَّدِيء المرمن أَن يدام شرب الصَّبْر لَكِن يواتر ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم مِثْقَالا ثمَّ يغب بعده يَوْمًا وَيَوْما لَا ثَلَاثَة أَيَّام يجْرِي على الاغباب أَو يتْرك أَيَّامًا ثَلَاثَة ويعاود المواترة أَو يقرح قرحَة على مَا ترى بِحَسب الْمُشَاهدَة ويعالج السحج إِن حصل بحقنه فَإِن ذَلِك نَافِع مستأصل للجرب والجيد أَن يشربه منقوعاً فِي مَاء الهندبا وَمَعَهُ قَلِيل مَاء الرازيانج إِن لم(3/372)
يكن عَن مَاء الرازيانج مَانع وَقدر مَا يكون فِيهِ من الصَّبْر من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال وَإِذا لم يحْتَمل المداومة ترك. والنقوعات الإجاصية نافعة أَيْضا أَو يُؤْخَذ رب الهليلج الْأَصْفَر الْمُتَّخذ عَن تجفيف مائَة الْمَطْبُوخ هُوَ فِيهِ تجفيفاً فِي الشَّمْس وَيُؤْخَذ مِنْهُ للرطب من خَمْسَة دَرَاهِم إِلَى عشرَة بالسكر وَهَذَا للصفراوي وللرطب وَيُمكن أَن يتَّخذ مثل ذَلِك من جَمِيع المسهلات الحبية ويخلط بَعْضهَا بِبَعْض وَقد يركب بَعْضهَا بِبَعْض ويتخذ مِنْهُ ربوب وحبوب وَمَاء الْجُبْن بالأفتيمون جيد إِذا اسْتعْمل كل يَوْم على مَا ذكر فِي غير هَذَا الْبَاب آنِفا وبالهليلج وعصير الشاهترج أَيَّامًا مُتَوَالِيَة غَايَة وَمِمَّا يجْرِي مجْرى المنقيات بالرفق أَن يتَّخذ حب الصَّبْر بالسقمونيا والزعفران ويتخذ مِنْهُ كل شربة خمس حمصات وَالنُّسْخَة: يُؤْخَذ هليلج أصفر صَبر أسقوطري من كل وَاحِد دِرْهَم كثيراء وَورد من كل وَاحِد دِرْهَم زعفران ثلث دِرْهَم وَأَيْضًا يُؤْخَذ من الدَّوَاء الَّذِي يَقع فِيهِ البرنج وَقد ذَكرْنَاهُ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ من دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة دَرَاهِم وَقَالَ قوم أَنه إِذا كثرت الإستفراغات وَلم تَجِد منجعاً فَالْأولى أَو تخفف وتقتصر على ساقي صَاحب الْعلَّة كل يَوْم بكرَة وَعَشِيَّة سويق الْحِنْطَة بالسكر وَالْمَاء الْكثير. قَالُوا وَمِمَّا ينفع صَاحب الجرب الْيَابِس والحكة القشفية أَن يشرب ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم من الشيرج مائَة وَثَلَاثِينَ درهما مَعَ نصفه من السكنجبين وَنَحْوه وَمن النَّاس من يخلط بِهِ مَاء الْعنَّاب وَقد جربنَا هَذَا فَكَانَ علاجاً بَالغا إِلَّا أَنه مضعف للمعدة. وَمن المركبات الْمُنَاسبَة لهَذِهِ الْأَدْوِيَة خبث الْفضة ومرداسنج ومقل وعروق تعجن بخل ودهن ورد ويطلى وَهَذَا للقوي أَيْضا. وأخف مِنْهُ نُسْخَة جَيِّدَة: يُؤْخَذ طين أرمني وكافور وزعفران من كل وَاحِد نصف دِرْهَم بخل وَمَاء العنصل ودهن الْورْد عَام للخفيف. وَلما هُوَ أقوى قَلِيلا بزر الرازيانج يسحق بالخل ودهن الْورْد وَيسْتَعْمل فِي الْحمام وَأَيْضًا يُؤْخَذ مَاء الرماد الحامض ودهن الْورْد وبورق وأجود مَاء الرُّمَّان مَا فِيهِ قُوَّة شحمه وَكَذَلِكَ دَقِيق العدس ومَغْرَة وخل يخلط وَيُوضَع فِي الشَّمْس حَتَّى يحمى ثمَّ يطلى. وَأما المعاجين الَّتِي تحْتَاج أَن تستعملها فَهِيَ مثل المعاجين الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن يشْربهَا أَصْحَاب القوباء والسعفة والبهق أَعنِي مَا لَان من ذَلِك مثل الإطريفل الصَّغِير بالقشمش وَأَيْضًا مثل هَذَا المعجون يُؤْخَذ من السنا والشاهترّج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَمن الهليلج الْأَصْفَر وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن القشمش المعسل ضعف الْجَمِيع. وَأما الْأَدْوِيَة الموضعية للجرب فَهِيَ جَمِيع مَا فِيهِ جلاء وَرُبمَا كفى مَا كَانَ جلاؤه مَعَ تَقْوِيَة للجلد وَإِصْلَاح مراج مثل مَاء الملوكية والحماضية والسلق وَالرُّمَّان وَمثل نخالة السميد ودقيق العدس المقشر. وَأَيْضًا: الأقاقيا بالخل وَحب الْبِطِّيخ وجوف الْبِطِّيخ كَمَا هُوَ ونشاستج العصفر وعصارة الكرفس وطبيخ الحلبة وَمَاء قشور الموز وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى مَا فِيهِ تَحْلِيل قوي مثل شَحم الحنظل وعلك الأنباط بِمَاء النعناع والريتيانج بالخل والزاج المشوي وخصوصاً الْأَصْفَر بالخل ودهن الْورْد وَكَذَلِكَ القلقند وأخواته والدفلى قوي جدا. وَرُبمَا كفى خلّه الَّذِي نقع فِيهِ ثمَّ طبخ مَعَ شيرج وَقد يخلط بالحادّة(3/373)
مثل دهن الْورْد ليمنع الإفراط وَمثل قشور الرُّمَّان لمثل ذَلِك. وَمِمَّا جرب: بزر الجرجير يُؤْخَذ دهنه وَيحك الجرب ويتمرخ بِهِ فِي الشِمس الحارة أَو بِقرب دواءجيد: يُؤْخَذ مرداسنج وزاج الحبر بِالسَّوِيَّةِ فيسحق بخلّ خمر وَيجْعَل فِي كوز خزف ويدفن فِي النداوة شهرا وَيسْتَعْمل بعد ذَلِك طلاء فَهُوَ بَالغ مَعَ قلَّة لذع. والكندس والزئبق الْمَقْتُول وخبث الْحَدِيد والزراوند والكبريت والقنبيل والدفلى والنحاس المحرق والمغاث والنوشادر والعدس والمرّ وبزر الحرمل والأشقّ والزنجار وأشنان القصّارين وزبل الْكَلْب والأزبال الْمَذْكُورَة فِي أَبْوَاب أُخْرَى وقثّاء الْحمار. وأبضاً: قشور حطب الْكَرم المحرقة تنثر على مَوضِع الجرب ممسوحاً بالزبد ويشد بعد ذَلِك يجدد إِلَى أَن يبطل وَقد تنقع القردمانا بالخل وعلك الأنباط بِهِ. وَمن المركبات الجيدة أَن يُؤْخَذ من الزئبق الْمَقْتُول وَمن ورق الدفلى وَمن إقليميا الْفضة وَمن المرداسنج طلاء بالخل ودهن الْورْد ينَام عَلَيْهِ لَيْلًا وَيغسل الْبدن من الْغَد فِي الْحمام بخلّ وأشنان أَخْضَر بِمَاء حَار أَولا ثمَّ بِمَاء بَارِد ثمَّ يمرّخ بالدهن. دَوَاء سهل: يُؤْخَذ مرداسنج وزاج أصفر بِالسَّوِيَّةِ يسحق بالخل أسبوعاً فِي الشَّمْس ويطلى بِهِ عِنْد الْحَاجة. وَأَيْضًا: زئبق مقتول وميعة سَائِلَة وبزر البنفسج والقسط أَجزَاء سَوَاء وَأَيْضًا كندس جُزْء غرَّة ثَلَاثَة أَجزَاء يطلى بخل. وَإِذا اسْتعْملت القوية المحللة أَو الْيَابِسَة المقشفة فاتبعها بالأدهان المغرية مثل دهن السعد وَالْخلاف والنيلوفر رالبنفسج وَنَحْوه وخصوصاً فِي الْيَابِس والقليل الرُّطُوبَة وليستعمل فِي الرطب مَا هُوَ أَشد تجفيفاَ وَفِي الْيَابِس مَا هُوَ أقل تجفيفاً وَمَا يَقع فِيهِ الزئبق الْمَقْتُول فبعده مَا قدرت عَلَيْهِ من نواحي الْمعدة والأعضاء الْكَرِيمَة. وَأما علاج الحكة الْيَابِسَة بعد الاستفراغ إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ فبمَا تعلم وبمثل سقِِي رائب الْبَقر الحامض مثل الإستحمام بِالْمَاءِ الفاتر وَاسْتِعْمَال المروّخات الدهنية من الأدهان الْبَارِدَة وخصوصاً إِذا جعل فِيهَا عصارة الكرفس. وعلاج الجرب الْيَابِس والحكة الْيَابِسَة متقاربان. وَمن الْأَدْوِيَة اللينة فِي ذَلِك الخشخاش المسحوق بالخل وَأَيْضًا ورق السوسن. وَأَيْضًا: الصَّبْر بِمَاء الهندبا والنشا أَيْضا مِمَّا يَقع فِي أدويته وَمَاء الكرفس بالخل وَمَاء الْورْد جيد. وَمن الْأَدْوِيَة القوية قيروطي فِيهِ أفيون يمسح بِهِ الْبدن فيسكن الحكة وَمن الْأَدْوِيَة القوية أَن تركّب من الْأَدْوِيَة الأولى تركيباً وَيجْعَل فِيهِ النوشادر ويطلى بالخل وخصوصاً على الْخصي. وَأَيْضًا: الشبّ المقلو والقطران وَهَذَا أَيْضا ينفع الحكاك المستبطن فِي الفرجين(3/374)
على خرقَة والمشايخ يَنْتَفِعُونَ فِي علاج الحكة الَّتِي تعرض لَهُم أَن يطلوا بَدْرِي الشَّرَاب مَعَ شَيْء من الشبّ الرطب. وَأما الاستحمامات للحكة والجرب فبمثل مَاء الْبَحْر مسخناً أَو بِحَالهِ أَو طبيخ قثاء الْحمار. وَأما الْغذَاء لأَصْحَاب الجرب والحكة فَمَا يرطب ويولّد دَمًا مَحْمُودًا من الأغذية المائلة إِلَى الْبُرُودَة والرطوبة واللحوم المعتدلة. وَأَصْحَاب الحكة القشفية لَا بُد لَهُم من اسْتِعْمَال الأدهان اللينة فِي المتناولات مثل دهن اللوز والشيرج وَنَحْوه وَاعْلَم أَن حجامة السَّاقَيْن تَنْفَع من الجرب الْفَاحِش. فصل فِي الحصف قد يتبثّر الْبدن أَو الْعُضْو الْكثير الْعرق جدا الْقَلِيل الِاغْتِسَال أَو قَلِيل التدلك عِنْد الِاغْتِسَال وخصوصاً فِي الْبِلَاد الحارة بثوراً شوكية كَأَنَّهَا عَن مواد تكسل لثقلها عَن لُحُوق الْعرق السَّرِيع التفصي لرقة مادته فيحتبس فِي سطح الْجلد وَكَأَنَّهَا أثفال الْعرق المستعصية على الرشح وَرُبمَا لم تبثر بثوراً ظَاهِرَة بل أحدثت خشونة. فصل فِي علاجه تقطع مادته إِن كثرت فِي الْبدن بالفصد والإسهال وَلذَلِك يجب أَن يستظهر الْمُعْتَاد لَهَا كل وَقت بالاستفراغ للأخلاط الحادة. وَمِمَّا يمْنَع مِنْهُ ويزيله الاستحمام والتنظيف ثمَّ المَاء الْبَارِد استحماماً فِيهِ وَيصْلح لَهُم التدلّك فِي الْحمام بِلَحْم الْبِطِّيخ مَعَ دَقِيق العدس بعد التعرق ثمَّ بالشاهسفرم بعده. وَأَيْضًا لحم الْبِطِّيخ مَعَ دَقِيق العدس والباقلا أما الصندل فيمنعه مَعَ حكة يحدثها فَإِذا كَانَ مَعَ كافور لم يفعل ذَلِك والحِناء أَيْضا إِن لم يكره صبغه ينفع مِنْهُ وَتَنَاول مَا يشبه مَاء الرُّمَّان والحماض والعدس والإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ. وَاسْتعْمل كل مَا يمْنَع الْعرق من مثل: طبيخ الآس والورد وَمَاء الكزبرة قيل رينفع مِنْهُ المَاء المسخن بالشمس وَقد يمْنَع مِنْهُ جَمِيع الْمِيَاه الَّتِي طبخ فِيهَا القوابض وَترك الْحَرَكَة وَاجْتنَاب الْمَوَاضِع الحارة المعرقة وَطلب الْأَمْكِنَة الريحية والترويح بالمرارح الْكَثِيرَة مَعًا والاغتسال بِالْمَاءِ الْبَارِد وَأَيْضًا المسوحات من مثل دهن الآس ودهن الْورْد وللزبد خاصية عَجِيبَة عَظِيمَة فِيهِ خُصُوصا مَعَ كثيراء وصمغ وَأَيْضًا المسوخات الَّتِي فِيهَا قُوَّة المرداسنج والخبث والتوتيا خَاصَّة ورماد ورق الآس وذريرة ورق الآس وورق الْغَار الطريّ والسذاب ودقاق الكندر وَقد ينفع من الحصف طلاء غراء الْمسك مدافاً فِي المَاء وَرُبمَا احْتِيجَ فِي الْقوي إِلَى الميويزج والكندر والكبريت. وَأما مَا قد تقرح مِنْهُ فيعالج بِمثل الْعُرُوق والعفص والطين الأرمني والاسفيذاج بالخل ومرهم الإسفيذاج جيد لذَلِك وَرُبمَا بلغت هَذِه القروح مبلغا عَظِيما من الْفساد فَيكون علاجها علاج حرق النَّار وَإِن هِيَ استحكمت فعلاج السعفة.(3/375)
فصل: فِي بَنَات اللَّيْل. من بلي بحصافة الْجلد وانسداد المسام وجودة الهضم فقد يعرض لَهُ فِي الْبرد وَفِي اللَّيْل حكة وخشونة وبثر صغَار تسمى بَنَات اللَّيْل وَالسَّبَب احتباس مَا يجب أَن يتَحَلَّل لضيق مسام فِي الأَصْل وَزَاد فِيهِ تحصيف الْبدن وخاصة فِي وَقت يكثر فِيهِ الهضم وَيتبع كثرته كَثْرَة البخار وَهُوَ اللَّيْل وبسبب ذَلِك تسمى بَنَات اللَّيْل إِذْ أَكثر عروضها يكون فِي اللَّيْل. وَمن أَحْوَال هَذِه الْعلَّة أَن الحكّة تشتد فِيهَا وتستلذ بدءاً ثمَّ تُؤدِّي إِلَى وجع تثيره فِي مَوَاضِع الحكة شَدِيد. فصل فِي العلاج يجب أَن تدبر فِي توسيع المسام بالحمامات والتمريخات الْمَعْرُوفَة لذَلِك وبتخلية الْعُرُوق عَن الْمَادَّة الْكَثِيرَة وَذَلِكَ بالفصد والإستفراغ على مَا قيل فِي بَاب الحكّة إِن كَانَ إِلَى ذَلِك حَاجَة وَكَانَ لَا يكْتَفى بالأدوية الموضعية. وَأما الْأَدْوِيَة الموضعية: فالصبر والمر من أَجود الْأَدْوِيَة لَهَا وخصوصاً مَعَ الْعَسَل وَكَذَلِكَ الصَّبْر مَعَ دَقِيق العدس بِقَلِيل خلّ وَعسل وَمَاء الكرفس من السيالات الْمُنَاسبَة لَهُ وَمن الْأَدْوِيَة النافعة لَهُ دردي الخلّ وَحده والبورق والحِنّاء والزعفران. فصل فِي الثآليل والمسمارية مِنْهَا والعقق القرنية وَمَا يجْرِي مجْراهَا السَّبَب الْفَاعِل لَهَا الأول دفع الطبيعة والمادي خلط غليظ سوداوي رُبمَا اسْتَحَالَ سَوْدَاء عَن بلغم يبس جداٌ إِذا كثر فِي الدَّم وَرُبمَا يعرض لنَفس الدَّم لاحتقانه وكثرته وَعدم أَسبَاب التعفن أَن يَسْتَحِيل إِلَى يبس وَبرد وخصوصاً فِي الْعُرُوق الصغار الَّتِي لَا يعفن الدَّم فِي أَمْثَالهَا لقلّتِه وقربه من الْأَسْبَاب الْخَارِجَة الَّتِي هِيَ إِلَى أَن تجفف أسْرع مِنْهَا إِلى أَن تعفّن لَا سِيمَا إِذا لم يكن الدَّم حاراً فِي جوهره جدا وَرُبمَا نبت مِنْهُ وَاحِد كَبِير فَصَارَ سَببا لِاسْتِحَالَة مراج مَا يَأْتِي الْعُضْو المجاور من الْغذَاء إِلَى مراج مادته فييبس ذَلِك ويبرد فتكثر الثآليل فَإِذا نتف أَو أبطل بِأَيّ تَدْبِير كَانَ سَقَطت الآخر وَتسَمى الْكِبَار الْعَظِيمَة الرؤوس كرؤوس المسامير المستدقّة الْأُصُول مسامير والطوال العقق قروناً وَمن الثآليل جنس يُسمى طرسوس ويعدّ فِيهَا وَإِن كَانَ يجب أَن يُمَيّز عَنْهَا ويشق إِذا شقَّتْ عَن مُدَّة تحتهَا. فصل فِي العلاج أما المبادة إِلَى تقليل الدَّم بالفصد وَإِلَى استفراغ السَّوْدَاء فَأمر لَا بُد مِنْهُ إِذا كثرت الْعلَّة وجاوزت الفصد وَكَذَلِكَ التَّدْبِير المولد للكيموس الْجيد وَغير(3/376)
ذَلِك مِمَّا سلف ذكره مرَارًا. وَأما العلاج الموضعي فبالأدوية الَّتِي لَهَا مرَارَة وَقبض فالخفيف مِنْهَا للخفيف مثل: تمريخ الثآليل بدهن الفستق دَائِما وبطبيخ الْحِنْطَة الْمُصَفّى الْمَتْرُوك بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَمَاء الكراث النبطي مَعَ سماق ودهن البان وَأَيْضًا بورق الْكبر وَجوز السرو وَالزَّيْتُون الْفَج والجوز مازج جيد أيضاٌ وورق الآس الرطب للخفيف وللقوي وقشور الْجَوْز الرطب والتين الْيَابِس والخرنوب مَعَ قلَّة أَذَاهُ صَالح للعظيمٍ مِنْهَا وَالْقَوِي وقشور لحاء أصل الغرب ورماده بخل الْخمر وَمِمَّا هُوَ جيد بَالغ أَيْضا أَن يُؤْخَذ الحرمل والجِناء يُدق ويُنخل ويُطلى بِمَاء بَارِد. وَأما الْقوي مِنْهُ للقوي فَمثل: الطلاء الْمُتَّخذ من النورة والزرنيخ والقلي وخصوصاً مَعَ الزئبق الْمَقْتُول لَا سِيمَا برماد البلّوط والزبت وَالْملح بِمَاء البصل والبُلْبوس وبعر الْمعز. وأيضاَ الذراريح مَعَ الزرنيخ. وَأَيْضًا عسمل البلاذري قوي فِي نثره وَلبن اليتُّوع إِذا كرّر عَلَيْهِ مرَارًا أسْقطه ودمعة الْكَرم والكبيكج أَيْضا عَظِيم الْإِسْقَاط لَهَا والشونيز معجوناً بالبول إِذا ضمّد بِهِ كَانَ عجيباً ومرارة التيس أَيْضا والحلتيت والمرهم الحاد والمفجر للدبيلات وَهُوَ مرهم البلاذر. تركيب معتدل: يُؤْخَذ قشور الْجَوْز الرطب وزجاج ونورة حَيَّة من كل وَاحِد جُزْء يدق وينخل وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ زنجار وَقِرْطَاس محرق من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم شَحم الحنظل سِتَّة دَرَاهِم بورق سِتَّة دَرَاهِم نوشادر أَرْبَعَة دَرَاهِم قلي وزرنيخ أصفر من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم مرَارَة الْبَقر سِتَّة دَرَاهِم أشنان فَارسي سَبْعَة دَرَاهِم يدق وينخل ويطلى عَلَيْهِ بِمَاء الصابون. وَمن معالجات الثآليل: قلعهَا وَقد يكون ذَلِك بأنابيب ريشية أَو فضية أَو حديدية تجويفها بِقدر مَا يلتقم الثؤلول بعسر مَا وحرفها حاد قطاع فيلقم فِيهِ الثؤلول التقاماً فِيهِ عسر مَا ويلف عَلَيْهِ ويغمر يَسِيرا عِنْد أَصله فيستأصله أَو يمدد بالصنانير حَتَّى تتمدد أُصُولهَا ثمَّ يُؤْخَذ بالة حادة حارة تغوص إِلَى الأَصْل وَيجْعَل عَلَيْهَا السّمن بعد الْقطع. وأيضاَ كلما مَسهَا الدَّوَاء الحاد فأقلق أَخذ الدَّوَاء الحاد وَجعل عَلَيْهِ السّمن وَترك قَلِيلا ثمَّ عوود إِلَى أَن يتم سُقُوطه وَقد يقْلع بِأَن يبان عَمَّا يَليهَا بحديدة لَطِيفَة مُقَوَّرَة ثمَّ يُسَلط عَلَيْهَا دَوَاء حاد وَقد جزبنا قطعهَا بِالْمُوسَى أعمق مَا يُمكن مَعَ مُرَاعَاة سطح الْجلد ثمَّ ذَلِك الْموضع بالصابون والسعد والورد حَتَّى يسيل مَا سَالَ من الدَّم ويحتبس فَيسْقط بعد ذَلِك مَا بَقِي. فصل فِي الْقُرُون هِيَ زَوَائِد ليفية مخلية تنْبت على مفاصل الْأَطْرَاف لشدَّة الْعَمَل وعلاجها الْقطع للمخلى مِنْهَا الَّذِي لَا يوجع ثمَّ يسْتَعْمل على الْبَاقِي الْأَدْوِيَة الشَّدِيدَة الحدّة من أدوية الثآليل حَتَّى تسْقط ثمَّ تتبع بالسمن. فصل فِي الشقوق الَّتِي تظهر عَليّ الْجلد والشفة والأطراف وَجلد الْبدن فِي كل مَوضِع سَبَب جَمِيع الشقوق اليبس فِي الْجلْدَة حَتَّى تتشقق وَذَلِكَ اليبس إِمَّا لمراج مُفْرد(3/377)
أَو رداءة أخلاط ترسل مَادَّة حادة مجففة وَإِمَّا لحر مجفف أَو ريح منشفة للنداوة أَو برد مجفف مكثف كَمَا يعرض للْأَرْض الجافة والمجففة بِالرِّيحِ أَو الْحر أَو المصرودة جدا من أَن تتشقق وَقد يَقع بِسَبَب الْمِيَاه القابضة وَالَّتِي فِيهَا قُوَّة الشب وَنَحْوهَا إِذا وَقع بهَا الِاغْتِسَال وتضادها الْمِيَاه الكبريتية والقفرية وَقد جربنَا الْفرق بَين مَاء همذان وَمَا يَليهَا وَمَاء السابورخواست فِي هَذَا الْبَاب تجربة قَوِيَّة. فصلى فِي علاج الشقوف عَامَّة يجب أَن يستقرغ إِن كَانَ خلط رَدِيء ويبدل إِن كَانَ مراج يَابِس وَيشْرب الأدهان خُصُوصا دهن السمسم المقشر إِلَى أُوقِيَّة وَنصف كل يَوْم فِي عصير الْعِنَب أَو نَقِيع الزَّبِيب. لحلو أَيَّامًا وَلَاء وَكَذَلِكَ طبيخ السرطانات النهرية بِالْمَاءِ وَالسكر ويدام التدهين إِن كَانَ من برد فينفع مِنْهُ الأقاقيا وَأَيْضًا طبيخ السلجم والسلجم وورق السلق وطبيخه وخصوصاً قيروطيات مِنْهَا وَمن الشحوم الْمَعْرُوفَة والأمخاخ والزفت الرطب والقطران. وَإِن كَانَ من حز فبالقيروطيات الْبَارِدَة الرّطبَة مَضْرُوبَة بالعصارات الْبَارِدَة الرّطبَة وَإِصْلَاح الْغذَاء وَاسْتِعْمَال الْحمام بِالْمَاءِ الفاتر. فصل فِي علاج شقوق الشّفة السَّبَب فِي شقوق الشّفة اليبس إِمَّا لريح كززت الْجلد ويبسته ونشفت نداوته أَو لبرد أَو لحر أَو لمراج يَابِس كَمَا علمت. أما مَنعه فبأن يطلى قبل التَّعَرُّض لسببه بالقيروطيات الشحوم والمخاخ ودهن الْورْد مَعَ الزوفا الرطب وَهَذِه أَيْضا قد تزيل الْوَاقِع أَو إلصاق السماحيق عَلَيْهِ مثل غرقىء الْبيض والقصب وقشر الثوم والبصل. وَأما إِزَالَة الْحَادِث مِنْهُ فَمن الْجيد لَهُ أَن يُؤْخَذ دردي مسوَّى وعلك البطم ويخلط بشحم مثل شَحم الدَّجَاج والأوز وَالْعَسَل أَو يُؤْخَذ سحيق العفص الْفَج كالغبار معجوناً بصمغ البطم مدافاً على النَّار وَقد قيل أَن تدهين السُّرَّة عِنْد النّوم أَو إِيدَاع قطنة مغموسة فِي الدّهن صماغ السُّرَّة نَافِع جدا. فصل فِي شقوق الرجل شقوق الرجل قد تقع لأبخرة رَدِيئَة وَقد تقع لليبس والقشف وَبِالْجُمْلَةِ قد يَقع بهَا انْتِفَاع لما يتَحَلَّل مِنْهَا. فصل فِي العلاج إِن أمكن أَن يزَال بإدامة وضع(3/378)
الرجل فِي المَاء الْحَار وتمريخها بالأدهان والشحوم وخصوصاً شَحم الماعز وَالْبَقر والنخاع مقومة يَسِيرا بالشمع وَأَيْضًا خُصُوصا دهن الخروع ودهن الأكارع والدهن الصيني فَإِنَّهُ غَايَة جدا والدهن المتصبب من الألية المعرّض للنار فَإِنَّهُ جيد جدا والحِناء جيد جدا وخصوصأ معجوناً بطبيخ الحرمل وشيرج الْعِنَب جيد عولج بذلك فان لم ينجع واحتيج إِلَى لقم مغرية تنفذ فِيهَا كَمَا يعالجونه بعد الاستحمام وَوضع الرجل فِي مَاء حَار يجب أَن يَجْعَل فِيهَا الكثيراء المهيأ بالدقّ والسحق فَإِنَّهُ عَجِيب. وَأَيْضًا يُؤْخَذ شمع ودهن حل وعلك البطم وميعة سَائِلَة يجمع ويلقم فَإِنَّهُ عَجِيب. وَأَيْضًا القطران مَعَ طحين السمسم عَجِيب جدا والكندر المسحوق بالأدهان والشحوم نَافِع جدا. وَأَيْضًا الطلاء بالسرطان المحرق مسحوقاً بدهن الزَّيْت وَهُوَ فِي شقَاق الْيَدَيْنِ أنجع وأسرع أَو يُؤْخَذ الدَّاخِل من بصل العنصل فيغلى فِي الزَّيْت ويداف فِيهِ علك البطم وَيجْعَل فِي الشقوق وعلك البطم فِي الزَّيْت وَحده أَيْضا غَايَة. وَأَيْضًا عجين يتَّخذ من دَقِيق الخروع المطحون مَعَ قَلِيل مَاء وَيلْزم العشب وَكسب الخروع نَفسه جيد للمرمن المتقرح أَو يُؤْخَذ مرداسنج وشمع وزيت وَعسل بِالسَّوِيَّةِ ويتخذ مِنْهُ شَيْء مقوم أَو يطْبخ السرطان النَّهْرِي بالشيرج. وَأَيْضًا يُؤْخَذ درديّ الزَّيْت وشحم البط وعلك البطم. علاج جيد لنا: يُؤْخَذ الكثيراء ويسحق كالغبار وأصول البسفايج نصفه وزنا والكهرباء والكندر المسحوقين من كل وَاحِد ثَلَاثَة وعلك البطم مثلا الكثيراء يجمع الْجَمِيع بدهن الخروع وَيسْتَعْمل ونقول من اسْتعْمل تدهين الْعقب كل لَيْلَة لَا يغب أَمِنَ ذَلِك. فصل فِي شقوق الْيَد يعالج بعلاج شقوق الرجل الْخَفِيف. فصل فِي شقوق مَا بَين الْأَصَابِع يعالج بِمثل ذَلِك ويخصّها أَن تضمد بأصول البسفايج مسحوقاً كالغبار. فصل فِي تقرح القطاة قد يعرض للقطاة أَن تحمر أَولا وتتشقّق أَو تتقرّح بِسَبَب كَثْرَة الإستلقاء وخصوصاً للمري فَيجب إِذا بَدَأَ يحمرّ أَن يتْرك الاستلقاء وَيسْتَعْمل عَلَيْهِ الروادع. وَأما فِي الْمَرَض فيستعمل فرش من مثل ورق الْخلاف منزوعاً عَن القضبان وبمثل الجاورس وبمثل الريش كل ذَلِك حَشْو كرباس لين أَو مَا يشبه الكرباس فَإِن تقرح فمرهم الإسفيذاج. فصل فِي الرَّائِحَة الْمُنكرَة فِي الْجلد والمغابن وَالْبَوْل وَالْغَائِط الرَّائِحَة تفْسد لعفونة خلط أَو عرق وَقد تعين عَلَيْهِ الحركات المشوشة للأخلاط وَترك الْغسْل من الْجَنَابَة وَالْحيض وتأخيره وَتَنَاول مثل الحلبة وَمَا من خاصته أَن يُحَرك الْموَاد الحريفة إِلَى ظَاهر فصل فِي علاج فَسَاد الرَّائِحَة للجلد عَاما تصلح الْخَلْط بالإستفراغ والمراج بالتبديل ويتناول مَا يجود هضمه بكيفيته وكميته وينتظف فِي الْحمام وَغَيره ويتناول على الرِّيق مَا لَهُ تعطير الْعرق مثل السليخة والفلنجة وَأَيْضًا الكِرَفْس والحرشف والهليون وكل مدر للبول منق للدم عَن العفن لَكِن بعضه(3/379)
مثل الهليون ينتن الْبَوْل. وَمِمَّا ينفع من ذَلِك أَن يشرب نَقِيع المشمش الطّيب الرّيح والمشمش نَفسه ويطلى على الْبدن مثل مَاء الآس وَمَاء ديف فِيهِ الشبّ الْيَمَانِيّ والميسوسن وطبيخ النمام والنعنع والفودنج والمرزنجوش وورق التفاح وورق الْخلاف وَكَذَلِكَ يتمرخ بالآس المسحوق. وَأَيْضًا الصندل خَاصَّة والسعد وفُقاح الْإِذْخر وقصب الذريرة والسرو والورد خَاصَّة والمرزنجوش والشاهسفرم والأشنة وورق الأترج وقشره وورق التفاح وورق السوسن نَافِع فِي هَذَا الْبَاب جدا. وَأَيْضًا أَقْرَاص الْورْد بالسكّ وَأَيْضًا مِمَّا يسد المنافس وَيمْنَع الْعرق المرداسنج والتوتيا ورماد ورق السوسن والشب وَنَحْوه والمر وَالصَّبْر ودهن الآس ودهن الْورْد. فصل. فِي الصنان وعلاجه زعم قوم أَن الصنان من بقايا آثَار الْمَنِيّ المتخلق عَنهُ الْإِنْسَان وَقد وَقعت إِلَى نواحي الْإِبِط ونفذت فِي مسام الْجلد وَهَذَا لَيْسَ مِمَّا يجب أَن يعْتَمد وَلِأَن ينْسب إِلَى بخار الْمَادَّة الَّتِي تستحيل منياً فِي الْإِنْسَان وَإِلَى تحركه فِيهِ أولى. وَأما علاجه فَيجب أَن يعالج بعد التنقية إِن احْتِيجَ إِلَيْهَا بالتوتا وبالمرداسنج المربى وبالقليميات وبرماد الآس وبماء حل فِيهِ الشب وَقد تصندل هَذِه وتخلط بالكافور. قرص جيد: يُؤْخَذ من الصَنْدل والسليخة والسكّ والسنبل والشبّ والمر والساذج والورد من كل وَاحِد جُزْء وَمن التوتيا والمرداسنج المبيض من كل وَاحِد ثَلَاثَة أَجزَاء وَمن الكافور نصف جُزْء يتَّخذ مِنْهُ قرص بِمَاء الْورْد وَيسْتَعْمل بعد التجفيف. أَيْضا: يُؤْخَذ من الْورْد الْأَحْمَر وَمن السكّ والسنبل والسعد والمرّ والشبّ من كل وَاحِد عشرَة يقزص بِمَاء ورد وَيسْتَعْمل لطوخاً. فصل فِي صفة ذرور يطيّب رَائِحَة الْبدن وينفع أَصْحَاب الأمرجة الحارة يُؤْخَذ سعد وساذج وفقاح الأذخر والميعة الشامية وَهِي لبنى رمان من كل وَاحِد عشر درخميات ورد يَابِس وأطراف الآس من كل وَاحِد عشْرين درخمياً يبلّ السَعْد وفقّاح الْإِذْخر والساذج بشراب ريحاني ويجفف ويسحق ثمَّ يطْرَح عَلَيْهَا الْورْد وأطراف الآس مسحوقين وأدِف الزَّعْفَرَان بِمَاء الْورْد واخلطه بالأدوية الْبَاقِيَة وجففه فِي الظلّ ثمَّ اسحقه وانثره على الْبدن بعد الاستحمام بِأَن ينشّف الْعرق من الْبدن أَولا تنشيفاً بَالغا ثمَّ تنثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة. آخر يقطع رَائِحَة الْعرق المنتن وَيصْلح لأَصْحَاب الأمرجة الْبَارِدَة ونسخته: يُؤْخَذ سنبل الطّيب وقرنفل وحماما وعيدان البلسان وسليخة من كل وَاحِد ثَلَاث درخميات قسط وأظفار الطّيب وسنبل هندي وَدَار صيني من كل وَاحِد درخمين أَطْرَاف المرزنجوش وسنبل من سورية من كل وَاحِد أَربع درخميات لُبنى رمان حُل هَذِه بشراب واسحق الْبَاقِيَة بِمَاء النمام وَاسْتَعْملهُ على ذَلِك الْمِثَال. آخر يقطع رَائِحَة الْعرق يُؤْخَذ دَار صيني وسنبل هندي(3/380)
وأظفار الطّيب وقسط من كل وَاحِد أوقيتين طين الْبحيرَة وخبث الأسرب وأسفيذاج مغسول من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة شيح وسنبل رومي من كل وَاحِد أُوقِيَّة وزعفران وَورد يَابِس من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ تسحق الْيَابِسَة بِمَاء الآس والزعفران يُحَل بشراب ريحاني عَتيق وَيسْتَعْمل. فصل فِي شدَّة نَتن البرَاز وَالرِّيح وعلاجه يكون ذَلِك بِسَبَب عفونة الأخلاط وبسبب تنَاول أَشْيَاء من خاصيتها ذَلِك مثل: الاشترغاز والثوم والجرجير والكراث والأنجذان والحلتيت وَأَيْضًا الْبيض لكنه يذهب نَتنه جودة الهضم وَتَنَاول مَا يمِيل العفن إِلَى الْجلد وَالْبَوْل كالحلبة فَإِنَّهُ ينتن الْعرق وَالْبَوْل وَيذْهب نَتن الرجيع وَالشرَاب الطّيب يزِيل شدَّة نَتن الرجيع.
(فصل فِي نَتن الْبَوْل)
أَسبَاب نَتن الْبَوْل هِيَ أَسبَاب نَتن البرَاز وَأَيْضًا المدرات كالهليون وَنَحْوه فَإِنَّهَا تطيب رَائِحَة الْبدن وتنتن رَائِحَة الْبَوْل وَأَيْضًا قُرُوح المثانة وعلاجه سهل مِمَّا علمت. فصل فِي الْقمل والصيبان الْمَادَّة الرّطبَة الَّتِي فِيهَا حرارة مَا أَو مَعهَا حرارة مَا إِذا اندفعت إِلَى الْجلد فَرُبمَا كَانَت من الرقة واللطف بِحَيْثُ تتحلّل وَلَا تحسّ بهَا ويليها مَا يتَحَلَّل عرقاً ويليها مَا يتَحَلَّل فَينْعَقد وسخاً ويليها مَا يحتبس فِي أَعلَى طَبَقَات الْجلد ويتولد مِنْهَا مثل الحزاز والحصف وَنَحْوهمَا ويليهما مَا يحتبس أغور من ذَلِك. فَإِن كَانَت رَدِيئَة جدا فعلت مثل دَاء الثَّعْلَب وَنَحْوه والقوباء والسعفة وَإِن كَانَت أقل رداءة وَلم تكن فِيهَا قُوَّة صديدية وَلَا أسرعت إِلَيْهَا العفونة المستعجلة الْبَالِغَة وصلحت لِأَن تكون مَادَّة تقبل الْحَيَاة فاض عَلَيْهَا الْحَيَاة من واهبها فَحدث الْقمل وتحرك وَخرج وَرُبمَا حدث مِنْهُ الْكَبِير دفْعَة. وَقد يعيين على تولّد الْقمل أغذية جَيِّدَة الكيموس رقيقته متحركة إِلَى الظَّاهِر كالتين ويعين عَلَيْهِ حركات محركة لذَلِك وَلَا سِيمَا إِذا صَحبه بخار من الْمَنِيّ الْمُتَوَلد مثل الْجِمَاع وَقد يعين عَلَيْهِ ترك الاستنظاف وَالْغسْل وَاسْتِعْمَال مَا يفتح مسام الْجلد ويحرك الْموَاد المحتبسة فِيهِ إِلَى التَّحَلُّل أَو يدْخل إِلَيْهَا النسيم الْمَانِع إِيَّاهَا عَن الاستحالات العفنية والشبيهة بالعفنية وَقد يغلب الْقمل حَتَّى ينزف صَاحبه ويصفر لَونه وَتسقط شَهْوَته وينحف بدنه وتنحلّ قوته فصل فِي العلاج الْقمل الْكثير المتولّد غير الْمُنْقَطع النَّسْل يحْتَاج فِي علاجه أَولا إِلَى تنقية الْبدن وخصوصاً بالفصد وَإِصْلَاح التَّدْبِير وَترك مَا يُحَرك الْموَاد إِلَى خَارج مِمَّا ذَكرْنَاهُ ثمَّ تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الموضعية وتنفعه إدامة الاستحمام والاستنظاف وَأَن يديم الاستحمام بِالْمَاءِ المالح ثمَّ بِالْمَاءِ العذب فَهُوَ أَجود. وَيجب أَن يديم تَبْدِيل الثِّيَاب وَلبس الْحَرِير(3/381)
والكتان وَقد يشرب أدوية فَتقْتل الْقمل مثل الثوم بطبيخ الفودنج الْجبلي. وَأما الْأَدْوِيَة الموضعية فتحتاج إِلَى أَن تكون مجففة محللة جذابة إِلَى الْخَارِج فَإِن كَانَ الْأَمر أعظم احْتِيجَ إِلَى أَن يخلط بهَا قوى سمّية. وَمن الْأَدْوِيَة الموضعية: السمّاق مَعَ الزَّيْت والحماض أَيْضا وورقه وَأَصله أَو الشبّ مَعَ الزَّيْت أَو ورق الرُّمَّان أَو ورق الحنظل أَو ورق الآس أَو ورق السرو أَو ورق بزر الْكَتَّان أَو قصب الذريرة وَالدَّار صيني ودهن القرطم نَافِع مَانع ودهن الفجل عَجِيب وقشور السليخة والزراوند والعاقرقرحا وأصل الخطمي والنمام والجعدة والأنيسون مشكطرا مشيع وبزر الأنجرة والبرنجاسف والقردمانا. تَرْتِيب جيّد: تُؤْخَذ أشياف ماميثا ثَلَاث دَرَاهِم قسط نصف دِرْهَم بورق دِرْهَم نشَاء مثل الْجَمِيع يتنوّر ويطلى بِهِ. وَمن الغسولات: طبيخ الترمس فَإِنَّهُ جيد قويّ وطبيخ السماق وطبيخ الطرفاء وطبيخ الفودنج الْجبلي وطبيخ ورق السرو وورق الصنوبر والمدرّات إِذا وَقعت فِي الغسولات كَانَت جَيِّدَة. وَمن البخورات: التبخير بالكندس والميويزج وبالزرنيخ وبالسكّ خَاصَّة وبالكبريت. وَمن الْأَدْوِيَة القوية: أَن يُؤْخَذ الميويزج والزرنيخ الْأَحْمَر والبورق يسحق الْجَمِيع بخل وزيت ويطلى بِهِ الرَّأْس أَو الخِرْبَق الْأَبْيَض والبورق أَو ورق الدفلى بالزيت أَو ورق الحنظل أَو يُؤْخَذ الْخَرْدَل والكندس مسحوقين ويصبّ عَلَيْهِمَا قَلِيل خلّ وَتقتل بعد ذَلِك فيهمَا الزئبق سحقاً وَهُوَ وَأَيْضًا: يُؤْخَذ الكندس والزرنيخِ الْأَحْمَر والزراوند الطَّوِيل والقطران ومرارة الْبَقر قدر مَا تعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وَهُوَ طلاء جيد. وَأَيْضًا: القطران والجنطيانا والزرنيخ ودهن السوسن. وَأَيْضًا الممويزج وورق الدفلى والشمب الْيَمَانِيّ وَأَيْضًا يطلى فِي الْحمام بشياف ماميثا جُزْء بورق نصف جُزْء قسط جُزْء نشَاء مثل الْجَمِيع يطلى بِهِ بعد التَّنور معجوناً بالخل وَاسْتِعْمَال هَذِه الْأَدْوِيَة بعد التبخير بِمثل الكندس والميويزج أَجود وخصوصاً إِذا ابتدىء بغسولات من جنس مَا ذكر. الْمقَالة الرَّابِعَة أَحْوَال تتعلّق بِالْبدنِ والأطراف وَهِي تَمام كتاب الزِّينَة فصل فِي إِزَالَة الهزال الهزال يكون إِمَّا لعدم مَادَّة السّمن من الْغذَاء أَو لِكَثْرَة اسْتِعْمَال الْغذَاء الملطّف فَلَا يتَوَلَّد فِي الْبدن دم كثيرا وَالتَّدْبِير الْمَقْصُور على مَا غذاؤه لَا يتَوَلَّد مِنْهُ دم زكي وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة المتصرفة فِي الْغذَاء إِمَّا الهاضمة وَإِمَّا الجاذبة إِلَى الْأَعْضَاء لفساد مراج وَأَكْثَره بَارِد. أَو بِسَبَب سُكُون كثير تنام مَعَه قُوَّة الجذب خُصُوصا إِذا كَانَ بعد رياضات اعتادت الطبيعة أَن تجذب بمعونتها الْغذَاء فَإِذا هجرت لم تجذب وَلَا الْغذَاء المعتدل أَيْضا. أَو بِسَبَب أَن الدَّم يفِيض إِلَى الطَّبْع والمراري أبْغض إِلَى الجاذبة من الرطب المائي وَإِمَّا لمراحمة الطحال للكبد إِذا عظم فجذب إِلَيْهِ أَكثر الدَّم وأوهى قُوَّة الكبد بالمضادة بَينهمَا وَإِمَّا لمراحمة الديدان للبدن وَإِمَّا لضيق المسام لانسدادها عَن(3/382)
أخلاط وانطباقها عَن اكتناز فعله برد أَو حرّ أَو مُجَرّد يبس تعرف كلا مِنْهَا بعلامة أَو رِبَاط دَامَ عَلَيْهَا فسدد المسام والمجاري فَلَا ينجذب فِيهَا الْغذَاء وخصوصاً عَن الطين الْمَأْكُول. وَإِمَّا لِكَثْرَة التَّحَلُّل فَلَا يثبت مَا ينجذب من الْغذَاء إِلَى الْأَعْضَاء بل يتفرّق كَمَا يعرض فِي الرياضات السريعة والهموم والغموم والأمراض المحللة. والأبدان الَّتِي تهزل فِي زمَان قصير فَيحْتَمل أَن يُعَاد إِلَيْهَا الخصب فِي زمَان قصير وَالَّتِي هزلت فِي زمَان طَوِيل فَلَا تحْتَمل إِلَّا الْمدَار لضعف الْقُوَّة عَن أَن تسْتَعْمل غذَاء كثيرا. وَأَقْبل الْأَبدَان للتسمين أرخاها جِلداً وأقبلها للتمديد وَمِمَّا يحوج الْإِنْسَان إِلَى الْهَرَب عَن الهزال الضعْف وشدّة الإنفعال عَن الْحر وَالْبرد وَعَن المصادمات والمصاكات وَعَن الانفعالات النفسانية وَالنّصب والتعب والأرق وَعَن الاستفراغ وَالْجِمَاع ويحتبس غذاؤه فِي عروقه فَلَا ينفذ وَالسمن لَهُ مضار أَيْضا نذكرها فَلَا كالمعتدل فَمَا دَامَ السّمن لَا يحدث ضَرَرا فَلَا تكرههُ فَإِن الْحَيَاة فِي الرُّطُوبَة لكنك يجب أَن تحتاط أَيْضا وَتكره طَرِيق الإفراط وَإِن لم تظهر آفَة لِأَن آفته تصيب مغافصة وبغتة على مَا يُقَال فِي مَوْضِعه وَإِذا يَبِسَتْ الْأَبدَان والأهوية كَانَ هزال. فصل فِي العلاج يجب أَن تنظر مَا السَّبَب فِي هزاله من أَسبَاب الهزال الَّتِي نذكرها فيعالج ويزال مثلا إِن كَانَ الْغذَاء غير مولّد لدم غليظ قوي جعل مَا يولده وَلم يقْتَصر على مَا يولّد دَمًا مَحْمُودًا فَقَط فَرُبمَا ولد رَقِيقا متحللاَ. وَإِن كَانَت الْقُوَّة الجاذبة فِي الْأَعْضَاء كسلى حركت وقويت وَنظر إِلَى سوء مراج إِن كَانَ فبدل والدلك مَعَ الانتباه من النّوم مِمَّا يُنَبه الْقُوَّة الجاذبة. وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى منع الْغذَاء عَن الْجَانِب الآخر وجذبه إِلَى الْجَانِب المهزول إِذا اخْتلف الجانبان مثل أَن تكون إِحْدَى الْيَدَيْنِ مَهْزُولَة وَالْأُخْرَى سَمِينَة فَيحْتَاج أَن تعصب السمينة مبتدئاً من أَسْفَل عصباً غير شَدِيد الإيلام بل بِقدر مَا يضيق فَقَط وَيمْنَع الْغذَاء عَن النّفُوذ فَيرجع إِلَى مَوضِع الْقِسْمَة ويجذب إِلَى الْجَانِب الآخر وتنبيه الجاذبة بالدلك وخصوصاً بدهن مثل الزَّيْت بِقَلِيل شمع مسخناً دلكا غير محجف وَكلما التهب الْعُضْو ترك ثمَّ عوود كَمَا يسكن. وَإِن كَانَت المنافذ منسدة فتحت وَإِن كَانَ الْبدن شَدِيد الاكتناز وَلذَلِك انسدت المسام أرخي بالترطيب والإسخان بالمسخنات من المتناولات والحركات الْبَدَنِيَّة والنفسانية إِن كَانَ الْبرد حصفه والتبريد والترطيب إِن كَانَ الْحر كزّزه ولزّزه. وأجود مَا يسخن بِهِ الْعُضْو الَّذِي لَا يقبل التسمين لبرده أَن يدلك ثمَّ يوضع عَلَيْهِ محمر. وَإِن كَانَ السَّبَب فِي الهزال الطحال عولج الطحال وَإِن كَانَ الهزال للديدان قتلت وأخرجت كل بِمَا ذكر فِي بَابه ورفه وَنعم وأوطىء اللين وأسكن الظل ونشط وعطر وَسقي الْبَارِد فَإِن هَذِه تقَوِّي الْقُوَّة الطبيعية جدا فتحسن تصرفها فِي التغذية وَدفع الفضول وَذَلِكَ مبدأ أَسبَاب السّمن. وَمن المسمنات تنَاول الشَّرَاب الغليظ وَالطَّعَام الْجيد الكيموس القوية المتينة إِذا انهضم مثل الهرائس والجوذابات والأرز بِاللَّبنِ والمشويّ من اللحوم لما يحتبس فِيهِ من قُوَّة اللَّحْم فيولد لَحْمًا صلباً وَأما الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ يُولد لَحْمًا رهلاً منفشاً غير ثَابت وَلحم البط مسمن(3/383)
وَلحم الدَّجَاج كَذَلِك وَلحم القبج بليغ فِيهِ وَكَذَلِكَ اللبوب بالسكر وَالْحمام بعد الطَّعَام شدبد الجذب للغذاء إِلَى الْبدن مسمّن لَكِن صَاحبه عرضة لسدد تحدث فِي كبده خُصُوصا إِذا كَانَ طَعَامه طَعَام أَصْحَاب الاستسمان وَلذَلِك يكثر الْحَصَى فِي كل من يَبْغِي هَذَا وَأولى من تكْثر بهم هَذِه السدد والحصى من كَانَ ضيق الْعُرُوق خلقَة وَلَيْسَ كل ذَلِك وَهَؤُلَاء إِذا أحسوا بثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن سقوا المفتحات لسدد الكبد الْمَعْرُوفَة وَسقوا قبل طعامهم الْكبر بالخل وَالْعَسَل والسكنجبين الْبزورِي حَتَّى يَزُول الثّقل وأجود الْحمام مَا كَانَ على الهضم الأول وَقد انحدر الطَّعَام وعَلى أَن كل الطَّعَام عقيب الْخُرُوج من الْحمام بِلَا فصل من أَسبَاب السّمن. ونِعمَ المسمن الحتام لأكْثر النَّاس وخصوصاً الَّذين هم فِي حَال كالذبول وَيجب أَن يكون الاستحمام على أول الهضم أَعنِي إِذا انحدر الْغذَاء عَن الْمعدة إِلَّا فِي أَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا. وللمحرورين الدوغ الْمُتَّخذ من رائب لم يحمض وَمن حِيَل التسمين حبس الدَّم على الْعُضْو بعصب الْعُضْو الَّذِي يوازيه فِي الْجَانِب الآخر كَمَا ذَكرْنَاهُ من قبل ويعصب مَا تَحت الْعُضْو مِمَّا يتعداه الْغذَاء إِلَيْهِ إِذا كَانَ سميناً أَو غير مَطْلُوب سمنه مثل السإعد إِذا كَانَ مهزولاً والكف سليم فيعصب عِنْد الرسغ أَو الْعَضُد إِذا كَانَ مهزولاً والكف والساعد سَالم فيعصب عِنْد الْمرْفق من أعالي الساعد. وَمن المسمنات مَا يتَعَلَّق بالرياضة وَهُوَ كلّ رياضة لينَة بطيئة وكل ذَلِك معتدل بعد ذَلِك سريع خشن قَلِيل معتدل فِي الصلابة واللين وخصوصاً الدَّلْك كَمَا نبيّنه إِلَى أَن يحمر الْجلد وَبعد ذَلِك يرتاض باعتدال ويستحم استحماماً قَصِيرا ثمَّ يمسح بدنه ويدلك الدَّلْك الْيَابِس ثمَّ يسْتَعْمل اللطوخات المسمنة وتبديل المَاء والهواء من أحد مَا يجب أَن يُرَاعى فَرُبمَا وَمن المسمّنات: لطوخات تسْتَعْمل بعد تحريكات الْأَعْضَاء وتحميراتها مثل الزفت وَحده إِن كَانَ شَدِيد السيلان أَو مذاباً فِي دهن بِقدر مَا يسيله للطخ وَقد يسْتَعْمل وَحده على جلدَة تدنى من النَّار حَتَّى يذوب ثمَّ يلصق وَيرْفَع إِذا جمد فَإِنَّهُ يجذب الْغذَاء إِلَى الْعُضْو ويحبسه فِيهِ وينبّه الْقُوَّة الجاذبة ويزيل بردا إِن كَانَ بِسَبَب ضعف قوّة أَو انسداد مسام فِي الْجلد وَيُعْطِيه لزوجة وثخونة ويسدّ عَلَيْهِ المسام فَيبقى ريثما يَسْتَحِيل جُزْء من الْعُضْو وَلَا يتَحَلَّل وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي الصَّيف مرّة فِي الْيَوْم الَّذِي يسْتَعْمل فِيهِ وَفِي الشتَاء مرَّتَيْنِ وَينظر فِي أَخذه عَن الْعُضْو وَتَركه عَلَيْهِ سرعَة تحمره وتنقحه لَهُ أَو بطء ذَلِك فإنّه إِذا أسْرع فِي ذَلِك فَلَا تبالغ فِي تَركه عَلَيْهِ بل اقلعه سَرِيعا بل رُبمَا كفى أَن تقلعه إِذا أَلْصَقته حاراً فبرد. وَقد ينفع أَن تقدّم على الزفت دلك سريع خشن صلب ثمَّ يطلى أَو ضرب بقضيب خيزراني مستو غير أعجر وخصوصاً مدهوناً ضربات حَتَّى يحمرّ وينتفخ ثمَّ يمسك فَإِن الزِّيَادَة فِي الدَّلْك وَالضَّرْب تحلل ثمَّ ألصق الزفت مسخناً باعتدال عِنْد النَّار فَإِذا جمد وَبرد أَخذ مِنْهُ اختلاساً دفْعَة. والأجود أَن يصب عَلَيْهِ قبل الزفت مَاء إِلَى حرارة ولذع مَا ثمَّ يزفت والمياه الكبريتية والقفرية جذابة أَيْضا للغذاء إِلَى الظَّاهِر قَالَ جالينوس: قد رَأَيْت نخاسا سمن بِهَذَا التَّدْبِير غُلَاما أزل وَمن كره الزفت اسْتعْمل بدله دهناً من الأدهان المسدَّدة مَعَ حرارة مَا وَإِن اسْتعْمل(3/384)
المَاء الْبَارِد واحتمله على الْبدن كُله أَو على الْعُضْو فعل وأجود الْأَوْقَات لذَلِك وَقت عمل اللطوخ فِي المجذوب فتكاد القوّة تحيله دَمًا وَلَا يجب أَن يهرب من العلاج إِذا أطيل فَلم ينجح بل يجب أَن يواظب على ذَلِك بالخرق وصبّ المَاء الْحَار ثمَّ بالدلك بِالْيَدِ ثمَّ الزفت وربّما احْتِيجَ أَن يجذب الدَّم بِغَيْر الدَّلْك بل بالأدوية المحمرة مثل العاقرقرحا والكبريت وَمثل الثافسيا وَمن الْأَعْضَاء أَعْضَاء تحْتَاج فِي تسمينها إِلَى غذَاء كثر من الْمُعْتَاد لِأَنَّهُ قد يتَحَلَّل مِنْهَا أَكثر من الْمُعْتَاد وَيحْتَاج للسمن إِلَى فضل باقٍ لَا سِيمَا والدلك قد يحلل. ولنورد الْآن الْأَدْوِيَة المتناولة والحقن. أما المتناولة فالغرض فِيهَا من قوى الأدوبة الهضم وَحبس الْغذَاء فِي الْمعدة وَفِي الأمعاء قَلِيلا بِقُوَّة ماسكة وتنفيذه فِي الْعُرُوق إِلَى جِهَات الكبد وتفعله المدرات المعتدلة وخصوصاً إِذا شربت فِي الطَّعَام وَبعده بمدّة يسيرَة ثمَّ تحْتَاج إِلَى إجماده فِي الْعُضْو وتفعله المبردة والمخدرة كالبنج وَنَحْوه والخاصية وَهِي أجل القِوى من ذَلِك للمعتدلين. تَرْتِيب جيّد: يُؤْخَذ اللوز والبندق المقشَر وحبّة الخضراء والفستق ؤالشهدانج وحبّ الصنوبر الْكِبَار ويعجن بِعَسَل وببندق بَنَادِق جوزدة وَيُؤْخَذ مِنْهَا كل يَوْم خمس جوزات إِلَى أَيْضا دَوَاء جيد يسمن ويحسّن اللَّوْن: يُؤْخَذ مكوك دَقِيق سميذ وَخمْس أواقي عنزروت يلتان بِسمن الْبَقر لتّاً روياً ويتخذ مِنْهُ أَقْرَاص وتؤكل بِالْغَدَاةِ والعشي أَو يُؤْخَذ لوز وبندق مقشّر وحبة الخضراء وسمسم وخشخاش بِالسَّوِيَّةِ كسيلا نصف جُزْء فانيذ مثل الْجَمِيع يستفّ كل غدْوَة وَعند النّوم إِلَى وزن عشْرين درهما. تَرْتِيب للكندي: يُؤْخَذ ربع كيلجة بالملجم من الخروع المقشّر فينعم سحقه وَيصب عَلَيْهِ رطلان من اللَّبن الحليب ويعجن جيّداً بدقيق الْبر مَا يحْتَملهُ ويقرَص مِنْهُ أَقْرَاص برازدحية كل قرص أُوقِيَّة وَنصف ويخبز ويجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم قرصان مدقوقان. تَدْبِير جيد مِنْهُ: للهزال الْكَائِن بِسَبَب الطين وسدد نواحي الكبد والصفار أَيْضا: يُؤْخَذ الزَّبِيب الجيّد ويصبّ عَلَيْهِ أَرْبَعَة أوزانه مَاء ويطبخ إِلَى النّصْف ويطرح على كل قفيز من الزَّبِيب وزن رطلين من خبث الْحَدِيد وكفّ من النانخواه وكف من السكر وكف عَن الصعتر فَإِذا نش وعَلى يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة صفي وَشرب مِنْهُ على الرِّيق مِقْدَار رَطْل وَبعد ثَلَاث سَاعَات يَأْكُل خبْزًا بكامخ كبر وكراث وَيشْرب عَلَيْهِ النَّبِيذ الْقوي قدر رَطْل ثمَّ إِذا مَضَت سبع سَاعَات أكل اللَّحْم السمين وَشرب عَلَيْهِ النَّبِيذ الْقوي إِلَى ثَلَاثَة أَرْطَال فَإِن هَذَا يفعل فِي أقوياء المراج مِنْهُم فعلا عجيباً وَيحسن اللَّوْن. أَو يُؤْخَذ الكثيراء وبزر الخشخاش والكوزكندم والبهمن والكِبَر والكهرباء والزرنباد والمغاث من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف يُدَقّ ويقلى فِي السّمن ويُلقى على وزن منوين من سويق الْحِنْطَة وَيُؤْخَذ كل يَوْم من الْجَمِيع إِلَى ثَلَاثِينَ درهماَ ويطبخ مِنْهُ حسو بِلَبن وَسمن وسكر يتحسّى ويستحم بعده استحماماً خَفِيفا.(3/385)
أَو يُؤْخَذ من المغاث خَمْسُونَ درهما وَمن الخربق عشرُون درهما وَمن الكثيراء أَرْبَعُونَ درهما وَمن الزرنباد ثَلَاثُونَ درهما ينخل وَيُؤْخَذ مثل ثلث الْجَمِيع خبز السميذ وَمثل ثلثه أَيْضا لوز مقشَّر وَمثل ثلثه أَيْضا سكر سليماني يُؤْخَذ مِنْهُ فِي كل يَوْم وزن عشْرين درهما فِي لبن النعاج وعصير الْعِنَب من كل وَاحِد رَطْل يتَّخذ مِنْهُ حسواَ ويتحساه وتفاريق المسمنات المعتدلة هِيَ اللبوب والأدقة والكوزكندم والكسيلا خُصُوصا مَعَ سويق فَإِنَّهُ مَعَ ذَلِك يكسر نفخ السويق وَحب السمنة لكنه بطيء فِي الْمعدة والمغاث والزرنباد والبهمنان وَجَمِيع مَا يحرِّك الْمَنِيّ من مثل البلبوس والكرسنة واللوبياء وَمِمَّا يجْرِي مجْرى الْخَواص أَن يُؤْخَذ دود النَّحْل وييبس ويدق ويخلط مِنْهُ شَيْء بالسويق ويسقى مِنْهُ. وَمن ذَلِك للمحرورين: وَمن التَّدْبِير الجيّد للمحرورين أَن يُؤْخَذ دوغ الرائب الحلو الَّذِي لم يشتذ جموده وَلَا حمض بل أَخذ وَنزع دسمه ليَكُون أنفذ وأخف فيسقاه المهزول قدر نصف رَطْل وَيمْكث عَلَيْهِ ثَلَاث سَاعَات حَتَّى يستمريه ثمَّ يسقى مثله كرة أُخْرَى ويدافع بِالطَّعَامِ إِلَى الْعشي وَيكون غذاؤه الفراريج المسمنة وَإِن احْتمل أَن يشرب الشَّرَاب الرَّقِيق الْأَبْيَض فعل وَإِن استحم قبل الْعشَاء على ذَلِك وَقد شرب قدحاً نبيذاً رَقِيقا صافياً ثمَّ خرج وتعشى كَانَ أَجود. أُخْرَى: يُؤْخَذ حمص وينقع فِي لبن الْبَقر يَوْمًا وَلَيْلَة وَإِن جدد عَلَيْهِ اللَّبن وربي فِيهِ أَكثر من ذَلِك جَازَ وَيُؤْخَذ من الْأرز المغسول الْأَبْيَض وَمن بزر الخشخاش المدقوق وَمن الْحِنْطَة وَالشعِير مهروسين من كل وَاحِد وزن ثَلَاثِينَ درهما وَمن خبز السميذ المجفف وَالسكر الْأَبْيَض من كل وَاحِد وزن ثَلَاثِينَ درهما وَمن اللوز المقشَر وزن خمسين درهما يجمع الْجَمِيع ويطبخ مِنْهُ كل يَوْم وزن ثَلَاثِينَ درهما بِلَبن حليب أَو ثمن وَسمن ويشربه ويستحم بعده فِي الابزن قمر مَا يتَحَلَّل. أَيْضا: أَو يُؤْخَذ رَطْل لَبَنًا حليباً ورطل مَاء يغلى بالرفق حَتَّى يذهب المَاء ويلقى عَلَيْهِ أُوقِيَّة فانيذ وأوقية سمن الْبَقر ودهن الْحل ويغلى غلية ويتحسى. أَيْضا: أَو يُؤْخَذ دَقِيق الحمص والباقلاء وَالشعِير والأرز أَجزَاء سَوَاء عدس مقشًر خشخاش أَبيض ماش مقشر من كل وَاحِد نصف جُزْء حِنْطَة مرضوضة سمسم مقشر نصف جُزْء سكر جزأين يتَّخذ حساء بِلَبن النعاج ويتحسى غدْوَة. أَيْضا: أَو يُؤْخَذ البنج ويطبخ فِي المَاء طبخاً جيدا ويصفى عَنهُ المَاء بِقُوَّة ثمَّ يجفف فِي الظلّ وَيجْعَل فِي وسط عجين ويخبز فِي التَّنور على آجرة فَإِذا احمر الْعَجِين كَأَنَّهُ بسرة أخرج وسحق وَأُلْقِي مثقالان فِي رَطْل من الفتيت المتّخذ بالسمسم والخشخاش ويتناول مِنْهُ غدْوَة وَعَشِيَّة ثَلَاثَة كفوف. دَوَاء عَجِيب: يُؤْخَذ البنج وَيغسل بِالْمَاءِ بعد أَن ينقع فِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة ويجفف ويلت بِسمن لتاْ روياً ويقلى قدر مَا ينسحق ويلقى عَلَيْهِ أَرْبَعَة أَمْثَاله لوزاً مقشراً أَو مثله جوزاً وَمثله سكراَ وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم وزن خَمْسَة دَرَاهِم وَهَؤُلَاء يسمنهم الكاكنج وعنب الثَّعْلَب والخس والتوت وَلحم القبج والمبالغون فِي الهزال مفتقرون إِلَى معالجة مرطبة ذَكرنَاهَا فِي بَاب الدق(3/386)
وَفِي بَاب يبس الْمعدة فَارْجِع إِلَيْهَا وَهَؤُلَاء أَيْضا يَنْبَغِي أَن يطلوا بالزفت كل أَرْبَعَة أَيَّام أَو ثَلَاثَة على النَّحْو الْمَعْلُوم. وَمن ذَلِك للمبرودين: قمحة للمبرودين: يُؤْخَذ خربق أَبيض تودريحان بزر الخشخاش الْأَبْيَض من كلّ وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ بورق حبّ الصنوبر من كلّ وَاحِد ثَلَاثَة ثَلَاثَة حبّ السمنة أَرْبَعَة سورنجان بزر البنج عاقرقرحا خولنجان بهمن أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَم كسيلا خَمْسَة دَرَاهِم الْحِنْطَة الْبَيْضَاء مكوك وَاحِد تنقع الْحِنْطَة فِي اللَّبن حَتَّى تربو ثمَّ تجفف فِي الظل وتقلى وتسوق ويخلط الْجَمِيع ويلقى عَلَيْهِ من سمن الْبَقر عشر مغارف ويسقى مِنْهُ كل بكرَة عشرَة وكل عَشِيَّة عشرَة وَيشْرب عَلَيْهِ اللَّبن آخر مَعْرُوف: يوخذ حرف أَبيض ودقيق الحمص ودقيق الباقلا والنانخواه من كل وَاحِد جُزْء كسيلا جزأين كمون كرماني وفلفل من كل وَاحِد نصف جُزْء يسحق ويعجن ويخبز فِي التنورويجفف ويخلط بِمثلِهِ خبْزًا سميذاَ مجففاً ويتّخذ مِنْهُ كل يَوْم حساء بِلَبن أَو يَجْعَل فِي مرقة فروج سمين ويتحسى قبل الطَّعَام. شراب لَهُم: يُؤْخَذ من الكسيلا خَمْسَة دَرَاهِم وَيتْرك على رطلين من الشَّرَاب الطّيب الَّذِي لَا حموضة لَهُ الْبَتَّةَ وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة أقداح غدواً وعشياَ وَعند النّوم فِي كل حَال قدح وينفع أَن يتبع بالسويق واللعبة البربريه فِي السويق شَدِيدَة النَّفْع لَهُم تسخنهم وترطبهم لَكِنَّهَا شَدِيدَة الْحَرَارَة. وَمن ذَلِك لأَصْحَاب اليبس يعالجون بعلاجهم من المرطبات الْمَعْلُومَة وتدبير المدقوقين ثمَّ تدبر الَّذِي جلب الْحر يبسه بتدبير المحرورين وَالَّذِي صحب يبسه برد تَدْبِير أَصْحَاب الدِق الهرمى. وَأما الحقن فَكل حقنة مسمنة للكلى كلبن النعجة وَنَحْوه وخصوصاً إِذا حل فِيهَا من البارزد شَيْء وَمِنْهَا مركبة قد ذكرت فِي أَبْوَاب الباه وَنَذْكُر مِنْهَا وَاحِدَة. ونسختها: يُؤْخَذ رَأس شَاة سَمِينَة فتنظف ثمَّ تدق جيدا وَيجمع إِلَيْهِ نصف رَطْل ألية ورطلان لَبَنًا وَيُؤْخَذ من الْحِنْطَة والأرز والحمص المهروسة من كل وَاحِد ربع رَطْل بعد أَن يكون قد جمع ذَلِك كُله وهرى إِلَى المَاء وصفي وَيصب هُوَ وماؤه أَيْضا على الأخلاط الْأُخَر ويعاد الْجَمِيع إِلَى الطَّبْخ فِي التَّنور حَتَّى يتهرى الرَّأْس أَيْضا ويصفى الْجَمِيع وَيُؤْخَذ من المرق ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن الدسم أوقيتين وَمن دَقِيق اللوز والجوز من كل وَاحِد أُوقِيَّة ويحتقن بِهِ وينام عَلَيْهِ. فصل فِي تسمين عُضْو كَالْيَدِ أَو الرجل أَو الشّفة أَو الْأنف أَو القلفة أَو الْقَضِيب الْمُمكن فِي ذَلِك مَا يخْتَص بذلك الْعُضْو وَلَيْسَ ذَلِك من جِهَة الْمَأْكُول والمشروب فَإِن ذَلِك عَام للبدن بل من جِهَة جذب الْغذَاء إِلَيْهِ وحبسه عَلَيْهِ وتحويله إِلَى طبعه وَذَلِكَ كَمَا علمت بالدلك المحمر بالخشونة وبالأدوية المحمرة ثمَّ بالدلك الَّذِي هُوَ أقوى وَيصب المَاء الفاتر ثمَّ يطلى الزفت وَقوم يجْعَلُونَ العلق الْبَريَّة وَهِي الدُّود الْحمر فِي قُوَّة الزفت(3/387)
وَقد علمت فِي أول الْأَبْوَاب كَيفَ يسْتَعْمل الزفت ويعينك على ذَلِك تَوْجِيه الْمَادَّة إِلَيْهِ بسد الطَّرِيق عَنهُ إِلَى غَيره أَو عَن مقسم الْغذَاء إِلَى غَيره وَقد عرفت جَمِيع ذَلِك وَبَعض الْأَعْضَاء تخْتَص بِهِ أَعمال من أَعمال الْحَدِيد مثل: الشّفة وَالْأنف وَالْأُذن. وَقد قيل فِي غير هَذَا الْبَاب إِذا كَانَت الشّفة وَالْأنف ناقصين فَيجب أَن يبط الْوسط ويكشط فصل فِي عُيُوب السّمن المفرط إنّ السّمن المفرط قيد للبمن عَن الْحَرَكَة والنهوض وَالتَّصَرُّف ضاغط للعروق ضغطاً مضيقاً لَهَا فينسد على الرّوح مجاله فيطغى كثيرا وكنلك لَا يصل إِلَيْهِم نسيم الْهَوَاء فَيفْسد بذلك مراج روحهم وَيَكُونُونَ على حذر من أَن ينْدَفع الدَّم مِنْهُم أَيْضا إِلَى مضيق فَرُبمَا انصدع عرق بَغْتَة انصداعاً قَاتلا. وَفِي مثل هَذِه الْحَال وَالْحَال الَّتِي قبلهَا يحدث بهم ضيق نفس وخفقان فليتدارك حِينَئِذٍ حَالهم بالفصد وَهَؤُلَاء بِالْجُمْلَةِ معرضون للْمَوْت فَجْأَة. وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الْمَوْت إِلَى الْعِيَال الْبَالِغين فِيهِ أسْرع وخصوصاً الَّذين عيلوا فِي أول السن فهم دقاق الْعُرُوق مضغوطوها وهم معرضون للسكتة والفالج والخفقان والذرب لرطوبتهم ولسوء النَّفس والغشي والحميات الرَّديئَة وَلَا يصبرون على جوع وَلَا على عَطش بِسَبَب ضيق منافذ للروح وَشدَّة برد المزاج وَقْفَة الدَّم وَكَثْرَة البلغم وَلنْ يبلغ الْإِنْسَان الْمبلغ الْعَظِيم من العبالة إلاّ وَهُوَ بَارِد المزاج وَلذَلِك هم غير مولّدين وَلَا منجبين ومنيهم قَلِيل. وَكَذَلِكَ العبلات من النِّسَاء لَا يعلقن وَإِن علقن أسقطن وشهوتهن أَيْضا ضَعِيفَة هَؤُلَاءِ جَمِيعهم إِذا عولجوا بالأدوية لم تكد الْأَدْوِيَة تنفذ فِي عروقهم إِلَى أعضائهم الآلمة وَإِذا مرضوا لم يحسوا بِهِ بِسُرْعَة لِأَن حسهم ضَعِيف وفصدهم صَعب وَفِي إسهالهم خطر فَرُبمَا حرك أخلاطهم فَلم يُمكنهَا أَن تنفذ فِي العررق رَاجِعَة لانضغاطها فَرُبمَا أتلف ذَلِك فَإِن عمِلُوا شَيْئا أوهنهم لِأَن حارهم الغريزي ضَعِيف لِأَن مَكَانَهُ ضيق وَقد ذكرنَا أَن الْفَاصِل هُوَ المعتدل وخصوصاً فِي الشبيبة والعبالة المتوسطان وَإِن كدت وأضعفت عَن الْحَرَكَة فَإِنَّهَا بِمَا يصحبها من الدَّلَائِل على الرُّطُوبَة مبشّرة بطول الْعُمر. فصل فِي التهزيل تَدْبِير الهزال هُوَ ضد تَدْبِير التسْمين وَهُوَ تقليل الْغذَاء وتعقيبه الحمّام والرياضة الشَّدِيدَة مَعَ تبعيد وَجعله من جنس مَا لَا يغذو أَو من جنس مَا غذاؤه يَابِس أَو حريف أَو مالح مثل العدس والكوامخ والمخللات. وَليكن خبزهم الخشكار وخبز الشّعير ولتكثر التوابل الحارة فِي طبيخهم وَمِمَّا يعين على تقليل غذائهم أَن يَجْعَل غذاؤهِم الْمَذْكُور مَعَ مَا وصف دسماً جدا ليشبع بِسُرْعَة خَاصَّة إيَّاهُم فَإِن شهواتهم ضَعِيفَة. وَليكن طعامهم وجبة وليعن بتحليل مَادَّة إِن اجْتمعت مِنْهُ وَتعين عَلَيْهَا شدَّة خلخلة الْبدن مِنْهُم بالرياضات العنيفة(3/388)
وتخشين الملبس والمضجع وتبديل المَاء الْبَارِد إِلَى الْحَار والهواء الْبَارِد إِلَى الْحَار والتكشف دَائِما للبرد لتنقبض المسام وتنسدّ ويتحصف الْبدن للقشعريرة فَلَا يقبل الْغذَاء وَيمْنَع التَّحَلُّل المعتدل الَّذِي هُوَ مقممة الانجذاب لما وَرَاءه فَإِن كَانَ صيفاً كشف للْحرّ حَتَّى يكثر تحلله فيتحلل فَوق مَا ينجذب إِلَى الْعُضْو والاستفراغات والقيء إِذا كَانَت غير معتدلة. فَإِن الْقَيْء إِذا كَانَ معتدلاً قبل الطَّعَام وَبعده أسمن لَكِن الْكثير يهزل وإحالة المزاج إِلَى ضد المزاج الْفَاعِل للسمن إِن كَانَ بردا فبتسخين وَإِن كَانَ حرارة معتدلة فبإمالة إِلَى الْبرد أَو الحرّ المفرط. وَفِي أَكثر الْأَمر فَإِن من أَنْفَع الْأَشْيَاء لأكْثر من يفرط فِي السّمن وَيكون مثل ذَلِك عَن الْبرد هُوَ اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الملطفة وَهَذَا أَيْضا للحار نَافِع وَيجب أَن يحمل عَلَيْهِم بالرياضات العنيفة وبالاستفراغات فَإِنَّهَا تفعل فِي الأخلاط ثَلَاثَة أَفعَال كل فعل مِنْهَا يعين على التهزيل من ذَلِك ترقيق الْخَلْط فيهم وإبعاده عَن الِانْعِقَاد وتعريضه للتحلل وَمن ذَلِك أَنَّهَا تدرّ وتحرّك الأخلاط إِلَى غير جِهَة الْعُرُوق وَمِنْهَا أَنَّهَا تفِيد الدَّم كَيْفيَّة حادة غير حَبِيبَة إِلَى الْقُوَّة الجاذبة. والأدوية الملطفة فِي أَكثر الْأَمر هِيَ الْأَدْوِيَة المستعملة فِي أوجاع المفاصل وَهِي القوية جدا فِي إدرار الْبَوْل لَيست المعتدلة الَّتِي إِذا خالطت تَوَجَّهت بالغذاء إِلَى الْعُرُوق وَلم تقدر على تَوْجِيه الْموَاد إِلَى رواضع الْعُرُوق وَلَا إِلَى نَاحيَة الْبَوْل أخذا عَن جِهَة الْعُرُوق اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يسقى وَقد وَقع الهضم الثَّانِي فَترد على الكبد وَهُنَاكَ يبتدىء أول فعلهَا بل الْقوي الَّذِي يبْقى مُمَيّزا جذاباً للأخلاط إِلَى غير جِهَة الْعُرُوق فيجوع الْعُرُوق وَيفْعل سَائِر الْأَفْعَال وَهَذِه الْأَدْوِيَة أَيْضا تحرّ الطمث بِقُوَّة فَتعين عَن التهزيل فِي النِّسَاء وَهَذِه الْأَدْوِيَة مثل: الجنطيانا وبزر السذاب والزراوند المحرج والفطراص اليون والجعدة وللسندروس قُوَّة مهزلة جدا ضد قُوَّة الكهرباء واللك لَهُ فِي ذَلِك خاصية قَوِيَّة أَيْضا. وَكَذَلِكَ بزر الكرفس والزاج مهزل قوي لكنه خطر والمرزجوش كَذَلِك. صفة دَوَاء مركب: يُؤْخَذ زراوند مدحرج وزن دِرْهَم قنطوريون دَقِيق ثُلثي دِرْهَم جنطيانا رومي وجعدة وفطراساليون وملح الأفاعي من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَهُوَ شربة. دَوَاء قوي: يُؤْخَذ أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمي وأصل الجاوشير ويستف من الْجُمْلَة وزن دِرْهَم. وَأَيْضًا يُؤْخَذ من بزر النانخواه وبزر السذاب والكمون بِالسَّوِيَّةِ وَمن المرزجوش الْيَابِس والبورق من كل وَاحِد ربع جُزْء وَمن اللك جُزْء الشربة كل يَوْم مِثْقَال وَمن الْأَدْوِيَة الملطفة الْخلّ والمري وخصوصاً على الرِّيق إِلَّا أَن من كَانَ بِهِ ضعف عصب وَمن بهَا آفَة فِي الرَّحِم فليجتنب الْخلّ وَشرب الشَّرَاب كل الرِّيق قد يهزل أَيْضا بِمَا يحلل وَبِمَا يمْلَأ الْعُرُوق بخاراً إِذا كَانَ مَا شرب كثيراَ فَلَا تقبل الْعُرُوق دَاخِلا آخر عَلَيْهَا من الطَّعَام. وَكَذَلِكَ الْأَدْوِيَة الملينة للطبيعة فَإِنَّهَا تصرف الْغذَاء عَن الْعُرُوق وَإِذا اسْتعْمل كثيرا صَارَت الْقُوَّة الجاذبة كسلى واعتادت الْعُرُوق التَّخْلِيَة عَمَّا يتَوَجَّه إِلَيْهَا عِنْد أدنى حَرَكَة من الأخلاط إِلَى الأمعاء وَإِذا تظاهرت الْأَدْوِيَة الملينة للطبيعة والملطفة المدرّة لم يتَوَجَّه إِلَى الْعُرُوق كثير شَيْء. وَمن الْأَدْوِيَة المنحفة الترياق واستعماله وملح الأفاعي ودواء الكركم والكموني والفلافلي والشجرينا والانقرديا ودواء اللك(3/389)
والأتاناسيا والأمروسيا والاطريفل الصَّغِير. وَأما أطليتهم فَيجب أَن تكون إِمَّا من جنس مَا يبرّد ويخدر الْقُوَّة الجاذبة وَيكون فِيهِ سميَّة كالشوكران والبنج وَإِمَّا من جنس مَا يحلّل تحليلاً شَدِيدا مثل الأدهان والمروخات القوية التَّحْلِيل وَيجب أَن يكون استحمامهم على الرِّيق وَيكون هوائياَ معرقاً لَا مائياً مرطباً وَإِن كَانَ مائياَ فمحللاً يَدُوم فِيهِ لِئَلَّا ينْتج مِنْهُ الجذب الْمُفْرد دون التَّحْلِيل ثمَّ لَا يُبَادر إِلَى الْأكل عَلَيْهِ بل يصبر وينام عَلَيْهِ أَو يَتَحَرَّك ويرتاض ثمَّ يستفرغ ثمَّ يَأْكُل شَيْئا طفيفاً وَكَذَلِكَ يجب أَن يكون دلكه دلكا محلّلاً متوالياً. فصل فِي تهزيل أَعْضَاء جزئية مثل الثدي والخصية وَالْيَد وَالرجل وَنَحْو ذَلِك نرْجِع فِي هَذَا التَّدْبِير أَيْضا إِلَى الْأَحْوَال والشروط الَّتِي قيلت فِي التهزيل الْمُطلق ويعان بمعينات تختصّ بهَا تعين على ذَلِك مثل تسكينها وتبريدها وَعصب مسالك الْغذَاء إِلَيْهَا وَشد الرباطات وإدامتها على تِلْكَ المسالك دونهَا وجذب الْغذَاء إِلَى مقابلها. وَمن الأطلية الَّتِي تمنع الْخصي عَن الْكبر والاثداء عَن الْعظم دَوَاء بِهَذِهِ الصّفة ونسخته: أَن يُؤْخَذ فيموليا وإسفيذاج الرصاص ويخلط بعصير البنج ودهن الآس وَيسْتَعْمل مروخاً أَو يدام طليها بحكاكة حجر المسن بعضه على بعض بخل أَو بعصارة البنج وَكَذَلِكَ كَثْرَة الطلاء بالشب كل يَوْم أَيْضا أَو أَن يِؤخذ طين جُزْء وعفص أَخْضَر فيسحقان ويطليان بالعسل يَوْمًا ثمَّ يغسل بِالْمَاءِ الْبَارِد يفعل ذَلِك فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات ويخصّ الثدي أَن يِشد عَلَيْهِ كموناً مسحوقاً معجوناً بالخل يضمّد بِهِ الثدي وَيتْرك عَلَيْهِ خرقاً مبلولة بالخل ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يحل وَيتبع ببصل السوسن الْأَبْيَض ويشدّ وَلَا يحل ثَلَاثَة أَيَّام آخر يفعل ذَلِك فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات ولنتكلم الْآن فِي علل الْأَظْفَار. فصل فِي الداحس الداحس ورم حَار خراجي يعرض فِي جَانب الظفر وَهُوَ صَعب شَدِيد الإيلام وَقد يتقرح وَيُؤَدِّي إِلَى التأكل وَرُبمَا سَالَ من متقرّحه مُدَّة رقيقَة مُنْتِنَة وَيكون فِي ذَلِك خطر للأصبع وَكَثِيرًا مَا تحدث الحمّى. فصل فِي العلاج إِن احْتِيجَ إِلَى فصد وإسهال فعل وَلَا بُد من تلطيف الْغذَاء وتبريده وَيجب أَن يجْرِي فِي العلاج مجْرى سَائِر الأورام أَعنِي فِي مُرَاعَاة حَال الِابْتِدَاء والتزيّد والانتهاء والانحطاط على مَا علمت وَأما الْأَدْوِيَة الموضعية لَهُ فَفِي الِابْتِدَاء يجب أَن يغمس فِي الْخلّ الْحَار فقد وصف جالينوس أَنه شَدِيد الْمَنْفَعَة للداحس وَلَا شكّ أَنه فِي الأول أَنْفَع وخصوصاً مَعَ نخالة أَو سويق شعير والمرهم الكافوري الْمُتَّخذ بالكافور. وَإِذا عجن الأفيون بلعاب بزرقطونا الْمُسْتَخْرج بالخلّ نفع جدا والتضميد بالعفص. المدقوق المسحوق رُبمَا ردعه وَكَذَلِكَ وسخ الْأذن مَعَ الحض رُبمَا مَنعه أَن يجمع والحضض أَيْضا نَافِع جيد(3/390)
وَكَذَلِكَ السماق وبرادة العاج والأقاقيا يسْتَعْمل أَيهَا كَانَ بالسكنجبين ضماداً. وَكَذَلِكَ العفص المعجون بِعَسَل فانه مِمَّا يمْنَع استحكامه ويغمس دَائِما فِي المَاء الْبَارِد ويسكّن وَجَعه بالأفيون فَإِنَّهُ عَجِيب ولعاب بزرقطونا حِينَئِذٍ نَافِع أَو يُؤْخَذ عفص وقشور الرُّمَّان الحامض وتوبال النّحاس وتين يَابِس بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل أَو بِرَبّ الْعِنَب أَو بالجلاب ويشد عَلَيْهِ وَلَا يقرب دهناً وَلَا رُطُوبَة إِذا خفت تقرّحاً وأصل السوس والكندر المسحوق وَحده وَمَعَ غَيره وحبّ الآس مطبوخاً بِرَبّ الْعِنَب رُبمَا ردعه. دَوَاء مبرىء للداحس: يُؤْخَذ الصَّبْر والجلنار والكَندر والعفص وَيجمع بِعَسَل وَيسْتَعْمل وَلَا يجب أَن يُقَام على المبردات فَإِنَّهَا إِذا جَاوَزت الْوَقْت أول الِابْتِدَاء كثفت الْجلد وحصرت الْمَادَّة وَاشْتَدَّ الوجع وَلَا تلْتَفت حِينَئِذٍ إِلَى مَا يحس من الْحَرَارَة وَإِن كَانَت كالنار بل حلل وجفف وَرُبمَا نجح الغمس فِي دهن مسخن وَالصَّبْر عَلَيْهِ وَفِي الْوسط يسحق الكندر وَيُوضَع عَلَيْهِ أوزنجار الْحَدِيد والشونيز أَيْضا مسحوقاً وأياً اللعابات الملينة والشحوم وَكَذَلِكَ أَقْرَاص أنذرون وموساس ووسخ الْأذن جيد لَهُ قبل الْجمع وَإِذا أَخذ فِي النضج فضع عَلَيْهِ بزر المرو وبزر القطونا بِاللَّبنِ وَفِي قرب الِانْتِهَاء وَالْجمع يجب أَن يحرق الْملح ويعجن بالزيت وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسكّن وَجَعه فَإِذا تمّ الْجمع فليبط بطأ لطيفاً صَغِيرا ليخرج مَا فِيهِ وليضمد عِنْد آخراج مَا فِيهِ بالقوابض مثل: العدس والجلنار والورد وَمثل سويق النبق وَسَوِيق التفاح وَسَوِيق الزعرور وَبعد ذَلِك دَقِيق الترمس بِعَسَل. وَإِذا تقرح فِي ن الصَّبْر من أفضل علاجاته وَكَذَلِكَ الكنمر بالزرنيخ ومرهم الزنجار مخلوطاً بمرهم الاسفيذاج والأنزروت يغشى ذَلِك بِخرقَة مشربَة شرابًا وَيجب حِينَئِذٍ أَن يبرى اللَّحْم من الظفر من كل نَاحيَة وَيقطع مَا ينخس اللَّحْم من الظفر. مرهم جيد ذكره فولس: يُؤْخَذ زاج محرق وكندر جُزْءا جُزْءا زنجار نصف جُزْء يسحق بالعسل وَيسْتَعْمل. وَأَيْضًا مرهم بِهَذِهِ الصّفة يُؤْخَذ: قشور الرُّمَّان الحامض العفص وتوبال النّحاس وزنجاره يخلط بالعسل ويلطخ ويشدّ وَلَا يمسّ الْموضع مَاء وَلَا دهن مرهم جيد: يُؤْخَذ الزاج المحرق والكندر من كل وَاحِد جُزْء زنجار نصف جُزْء يجمع بالعسل وَيُوضَع عَلَيْهِ وَرُبمَا احْتِيجَ عِنْد خوف التأكل إِلَى اسْتِعْمَال فلدفيون من زرنيخ وزاج وزنجار ونورة فَإِنَّهُ يجففه وَلَا أفضل مِنْهُ وَإِذا جعل يسيل من الداحس المتقرح مُدَّة فأكوِ أَو إقطع لِئَلَّا تَفْشُو غائلتها فِي الْأصْبع كلهَا وكأنا قد كُنَّا تكلمنا فِي الداحس مرّة. فصل فِي آذان الفار وتشقّق الْأَظْفَار وتقشّرها وجربها قد تعرض هَذِه الْأَعْرَاض بِسَبَب يبس ومزاج سوداوي وَمَا كَانَ من تشقّق الْأَظْفَار إِلَى أَجزَاء حادة فَيتَعَلَّق بِاللَّحْمِ وينخس ويؤذي فَيُقَال لَهُ آذان الفار. وَأما علاجه فَلَا بُد فِيهِ من تنقية الْبدن بالاستفراغ للخلط السوداوي إِذا كَانَ غَالِبا والأدوية الموضعية أَن يطلى بالأشراس مَعَ ملح الْعَجِين ودردي الْخمر أَو يضمد ببصل الفار المشوي وخصوصاً مَعَ دهن الخلّ أَو بزر الْكَتَّان والحرف ضمّاداً يشدّ عَلَيْهَا بالعسل والحرف وَالْملح مدقوقين ينفع من ذَلِك ويقلع(3/391)
الشظايا أَو يطلى بالأشراس والخلّ أَو يطلى بالأشراس وَالْملح ودرديّ الْخمر وَهَذِه تَنْفَع من الجرب والتقشّر وَكَذَلِكَ المصطكى مذاباً مَعَ ملح جريش وأهال شَحم الضَّأْن ينفع من جرب الْأَظْفَار. فصل فِي التشنّج والتعقّف والتجذّم الَّذِي يعرض للظفر هَذِه الْعلَّة تعرض أَيْضا للأظفار فِي الاكثر من السَّوْدَاء فتقلبها وتشنجها وتعقّفها وتجذمها وَكَثِيرًا مَا يكون سَببهَا قالعاً من القوالع معرّض للظفر فَلَمَّا أَرَادَ أَن يثبت ثباتاً جيدا لم يرفق بِهِ ومسّ كثيرا وَأَوْلَمَ فَخرج مَا خرج على هَيْئَة رَدِيئَة وَاسْتمرّ فِي التولّد على تِلْكَ الْجُمْلَة إِذْ كَانَ مَا يَأْتِيهِ من الْغذَاء يَأْتِيهِ فَلَا يجد فِيهِ نفوذاً وَمِنْه تحللاً على الْوَجْهَيْنِ الطبيعيين فيتراكم فِي أصل الظفر ترإكماً يصير لَهُ المدد كالأصل وَكَثِيرًا مَا يعالج المتقوس والمتعقف بشحم سَبْعَة أَيَّام ثمَّ يحكّ بزجاجة ثمَّ يعاود حَتَّى يَسْتَوِي وَكَثِيرًا مَا يتقلع الظفر لسقطة فيشتدّ الوجع وَيُورث الحمّى. فصل فِي العلاج الَّذِي سَببه السَّوْدَاء فَلَا بُد من استفراغها إِن كَانَت عَامَّة للبدن وَكَانَت الْأَظْفَار كلهَا قد صَارَت كَذَلِك وَإِصْلَاح الْغذَاء من أوفق الْأَشْيَاء لذَلِك وَمن شرب الشيرج وأدمنه اسْتَوَت أَظْفَاره. وَإِن كَانَت السَّوْدَاء تخْتَص بظفر وَاحِد فَيجب أَن يعالج بالمعالجات الموضعية والمعالجات الموضعية لذَلِك مِنْهَا مَا يليّن الظفر ويهيئه للقشر والتسوية مثل اسْتِعْمَال نورة والزرنيخ عَلَيْهِ فَيصير بِحَيْثُ يتجرّد بالسكين إِلَى أَي قدر شِئْت وَكَذَلِكَ كَثْرَة تضميده بثفل الفقاع فَإِنَّهُ يسهّله للتسوية وَكَذَلِكَ إِن احتملت الْيَد سخنته بالشمع وسويته وصمغ السرو ضمّاد جيد لتليينه وبزر الْكَتَّان أَيْضا جيد للتشنج وإهال شَحم الضَّأْن إِذا مدّ عَلَيْهِ أَيَّامًا وَترك يلينه فَإِن لم يكن أُعِيد عَلَيْهِ مرَارًا إِلَى أَن يلين ويتهتأ للتسوية. فصل فِي حيل قلع الظفر الرَّدِيء فِي هَيئته وَفِي لَونه وَسَائِر عيوبه لينبت بدله ظفر جيد يُؤْخَذ صمغ السرو ويضمّد بِهِ الظفر الْخَبيث الموجع أَيَّامًا ليلين ثمَّ يغرز أَصله بإبرة ويسيل مِنْهُ دم كثير ثمَّ يشدّ عَلَيْهِ ثوم مدقوق يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجدد عَلَيْهِ الثوم فِي الْيَوْم اللَّيْلَة مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ يسْقط وإدامة تضميده أيضاَ بالزبيب رُبمَا هيأه للسقوط بِأَدْنَى تَدْبِير وخصوصاً إِذْ خلط بِهِ الجاوشير أَو كبريت مسحوق بشحم. وَمن الْأَدْوِيَة القوية لقلع الظفر الكبيكج وَأَيْضًا دبق البلوط والثافسيا والزرنيخ والفراريح يجمع بالخلّ ويدام تضميدها بِهِ وَيحل فِي كل عدَّة أَيَّام وَأَيْضًا الزرنيخان والكبريت الْأَصْفَر وعلك البطم يتَّخذ مِنْهُ ضمّاد بالخل يحلّ فِي أُسْبُوع. فصل فِي مُرَاعَاة مَا ينْبت يجب أَن يحتال حَتَّى يكن ويوقى عَن الْمس بِالْيَدِ والهواء وَغير ذَلِك وينسى وأوفق مَا(3/392)
أعرف لذَلِك أَن يتَّخذ شَيْء يشدّ على الْأُنْمُلَة كالقلنسوة من فضَّة وفيهَا تشبّك وخرق لِئَلَّا يمْنَع الْهَوَاء أصلا فَإِن وَجب منع الْهَوَاء عَنهُ لحرّ أَو برد أَو غَيره ستر بِشَيْء آخر وَيجب أَن يكون شكل هَذِه القلنسوة الشكل الَّذِي يتجافى عَن ملاقاة الْأصْبع من جِهَة الظفر إِذا شدت عَلَيْهِ ويلاقى من جِهَات أُخْرَى وينسى على الْأصْبع مُدَّة أشهر فَإِنَّهُ ينْبت حِينَئِذٍ ظفر أَجود مَا يكون. فصل فِي البرص الَّذِي يكون على الْأَظْفَار يُؤْخَذ جوز السرو ويدقّ ويخلط بخلّ ودقيق وخصوصاً دَقِيق الترمس ويضمّد بِهِ فيقلع البرص وَكَذَلِكَ بزر الْكَتَّان بالحرف وَكَذَلِكَ الدردي المحرق مخلوطاً بالزرنيخ الْأَحْمَر والراتينج والزفت الرطب عَجِيب فِي ذَلِك خُصُوصا مَعَ الزرنيخ الْأَحْمَر أَو مَعَ جوز السرو وغراء السّمك عَجِيب بَالغ وأصل الحماض أَيْضا طلاء بالخل. فصل فِي الصُّفْرَة الَّتِي تعرض للأظفار فصل فِي رضّ الْأَظْفَار يضمد أَولا بورق الآس أَو ورق الرُّمَّان اللين ثمَّ الملينات فَإِن كَانَ حدث لرؤوس عصبها المنتهية إِلَيْهَا انتشار اسْتعْمل عَلَيْهَا الشحوم الْمَعْرُوفَة والقيروطيات الملينة. فصل فِي موت الدَّم تَحت الظفر عَن رضة وَقعت يعالج بدقيق مخلوط بزفت يضمّد بِهِ وَإِن لم يغن بل احْتِيجَ إِلَى عمل الْيَد يجب أَن يشق الظفر بالرفق شقا متورباً بِآلَة حادة حَتَّى يخرج الدَّم تَحْتَهُ فَإِن عرض من ذَلِك أَن انقلع الظفر أسلت وَإِن كَانَ هُنَاكَ صديد أزعجت الظفر أَو شققته بِرِفْق ورددت وشددت وَلَا تسر اللَّحْم فيهيج وجع عَظِيم أعظم من الداحس بل غطّه بِهِ وانطل على الظفر المَاء والدهن الفاتر وضع عَلَيْهِ من بعد وبآخرة مرهم الباسليقون.(3/393)
(فارغة)(3/394)
الْكتاب الْخَامِس الْأَدْوِيَة المركبة والأقراباذين الْمقَالة العلمية(3/395)
سقط: الصفحة كَامِلَة)(3/396)
فِي الْحَاجة إِلَى الْأَدْوِيَة المركبة إِنَّه قد لَا نجد فِي كل علّة خُصُوصا المركبة دَوَاء مُقَابلا لَهَا من الْمُفْردَات وَلَو وجدنَا لما آثرنا عَلَيْهِ بل رُبمَا لم نجد مركّباً نقابل بِهِ مركّباً أَو نجده إِلَّا أَنا نحتاج إِلَى قُوَّة زَائِدَة فِي أحد بسيطيه فنحتاج إِلَى أَن نضيف إِلَيْهِ بسيطاً يُقَوي قوته كالبابونج فَإِن فِيهِ قوّة تَحْلِيل أَكثر وَقُوَّة قبض أقل فتشتد قُوَّة الْقَبْض بدواء بسيط قَابض تضيفه إِلَيْهِ وَرُبمَا وجدنَا دَوَاء مُفردا مسخناً وَلَكِن حاجتنا ماسة إِلَى سخونة أقل مِنْهَا فنحتاج أَن نضيف إِلَيْهِ مبرداً أَو أَكثر مِنْهَا فنحتاج أَن نضيف إِلَيْهِ مسخناً آخر وَرُبمَا نحتاج إِلَى دَوَاء يسخّن أَرْبَعَة أَجزَاء وَلم نجد إِلَّا مَا يسخن ثَلَاثَة أَجزَاء وَآخر يسخّن خَمْسَة أَجزَاء فنجمع بَينهمَا راجين أَن يحصل من الْجُمْلَة مسخّن لأربعة أَجزَاء. وَرُبمَا كَانَ الدَّوَاء الَّذِي نريده بَالغا فِيمَا نريده لكنه ضار فِي أَمر آخر فنحتاج إِلَى أَن نخلط بِهِ مَا يكسر مضرته وَرُبمَا كَانَ بشعاً كريهاً عِنْد الطَّبْع تعافه الْمعدة فتقذفه فتضيف إِلَيْهِ مَا يطيبه وَرُبمَا كَانَ الْغَرَض فِيهِ أَن يفعل فِي مَوضِع بعيد فنخاف أَن تكسر قوته الهضم الأول والهضم الثَّانِي فنقرنه بحافظ غير منفعل يصرف عَنهُ عَادِية الهضمين حَتَّى يبلغ الْعُضْو الْمَقْصُود سالما كَمَا يُوقع الأفيون فِي أدوية الترياق. وَرُبمَا كَانَ الْغَرَض فِيهِ البذرقة كَمَا يلقى الزَّعْفَرَان فِي أَقْرَاص الكافور حَتَّى يبلغهَا الْقلب لَكِنَّهَا إِذا بلغت الْقلب عَمَدت الْقُوَّة الدميزة بتفريق قوى التَّحْلِيل والقبصْ كَانَ الدَّوَاء طبيعيأً أَو مَعْمُولا فيسرح الْمُحَلّل إِلَى نفس الْعُضْو الْأَلَم فيحلل الْمَادَّة والرادع إِلَى مجاري الْمَادَّة فَيمْنَع الْمَادَّة وَرُبمَا أردنَا دَوَاء يلبث فِي مَمَره قَلِيلا حَتَّى يعْمل هنْاك عملا فائقاً كثيرا ثمَّ يكون ذَلِك الدَّوَاء سريع النّفُوذ فنركبه بمثبط مثل كثير من الْأَدْوِيَة المفتحة فَإِنَّهَا سريعة النّفُوذ عَن الكبد. وَرُبمَا كَانَت الْحَاجة ماسة إِلَى لبث مِنْهَا فِي الكبد فنخلط بهَا أدوية جاذبة إِلَى ضد جِهَة الكبد كبزر الفجل الجاذب إِلَى فَم الْمعدة فَيتَخَيَّر الدَّوَاء قدر مَا تصل منفعَته إِلَى الكبد ثمَّ ينفذ. وَرُبمَا كَانَ الدَّوَاء الَّذِي نجده مُشْتَركا لطريقين وغرضنا فِي طَرِيق وَاحِد فنقرن بِهِ مَا يحملهُ إِلَى ذَلِك كَمَا نجْعَل الذراريح فِي الْأَدْوِيَة المدرة المفتّحة ليصرفها عَن جِهَة الْعُرُوق إِلَى جِهَة الْكل وَاعْلَم أَن الْكثير من الْأَدْوِيَة معملاَ وموقعاً وَرُبمَا قصد بِهِ معمل أبعد من موقعه فنحتاج إِلَى مطرق وَرُبمَا قصد بِهِ معمل أقرب من موقعه فَيحْتَاج إِلَى مثبط. وَاعْلَم أَن المجرب خير من غير المجرّب والقليل الْأَدْوِيَة خير من كثيرها فِي غَرَض وَاحِد.(3/397)
أما السَّبَب فِي أَن الْقَلِيل الْأَدْوِيَة خير من كثيرها فقد شرح فِي صدر الْكتاب الثَّانِي وَأما السَّبَب فِي أَن المجرّب خير فَهُوَ أَن كل دَوَاء مركب فَلهُ حكم من بسائطه وَحكم من جملَة صورته وَغير المجرّب إِنَّمَا يُفِيد من اعْتِبَار بسائطه فَقَط وَلَا نَدْرِي مَا يُوجِبهُ مزاجه الْكَائِن عَنْهَا هَل هُوَ زَائِد فِي مَعْنَاهَا أَو غير زَائِد وَهُوَ مُنَاقض والمجزب يكون قد تدقق مِنْهُ الْأَمْرَانِ ولربما كَانَت العائدة فِي صورته المزاجية أَكثر من المتوقّع من بسائطه. فصل فِي كَيْفيَّة التَّرْكِيب اعْلَم أَنه إِذا عرض لَك أَربع حوائج وَلم تَجِد لَهَا دَوَاء فِي الطَّبْع إِلَّا الْمَصْنُوع مثل أَن تحْتَاج إِلَى استفراغ السقمونيا وشحم الحنظل وَالصَّبْر والتربد فتريد أَن تجمع هَذِه ليَكُون ذَلِك دَوَاء جَامعا فَانْظُر فَإِن كَانَت الْحَاجة إِلَيْهَا وَإِلَى أَعمالهَا بِالسَّوِيَّةِ وَهِي أَرْبَعَة أدوية فَخذ من كل وَاحِد ربع شربة وَركب وَإِن لم تكن الْحَاجة إِلَيْهَا بِالسَّوِيَّةِ بل إِلَى بَعْضهَا أَكثر وَإِلَى بَعْضهَا أقل فاحدس الحدس الصناعي وَقدر مبلغ الْحَاجة وَاجعَل نِسْبَة الْحَاجة إِلَى الْحَاجة قانوناً فزد على تِلْكَ وَاعْلَم أَن الدَّوَاء المركّب المنجح كالترياق لَهُ بِحَسب بسائطه آثَار وقوى وبحسب صورته الَّتِي إِنَّمَا حمر مُدَّة لينجذب المزاج إِلَيْهَا آثَار وقوى وَرُبمَا كَانَت أفضل من البسائط فَلَا تلْتَفت إِلَى مَا تَقوله الْأَطِبَّاء أَن الترياق ينفع من كَذَا لأجل السنبل وينفع من كَذَا لأجل مر بل ينفع لذَلِك وَلَكِن الْعُمْدَة صورته وَقد جَاءَت بالِاتِّفَاقِ جليلة نافعة وَلَا يمكننا أَن نشِير إِلَيْهَا وَإِلَى مناسبتها لأفعالها إِشَارَة جليّة. وَاعْلَم أَن فِي المركبات أدوية هِيَ عَمُود وأصل إِذا حذفت بطلت الْقَاعِدَة مثل لحم الأفاعي فِي الترياق وَالصَّبْر فِي أيارج فيقرا والخِرْبَق فِي أيارج لوغاذيا وأدوية تصلح أَن تسْقط وَأَن تبدل وَأَن يُزَاد فِيهَا أَو ينقص وأدوية لَو زيدت لأضرت فَإِنَّهُ لَو وَقع فِي الترياق البلاذر لأفسد الْأَدْوِيَة وخصوصاً لحم الأفاعي وأدوية لَو زيدت لم تضر كَمَا أَنَّك لَو زِدْت فِي الترياق جوزبوا لم تكن أتيت بجريمة عَظِيمَة. وَاعْلَم أَن كثيرا من التَّرْكِيب يُؤَدِّي إِلَى الْمَفَاسِد وكثيرأ من التَّرْكِيب يُؤَدِّي إِلَى مزية أثر وَفعل وَأَن كثيرا من التَّرْكِيب يكون عَن مُفْرَدَات ومركبة كالترياق عَن أَفْرَاده وَعَن الأقراص الثَّلَاثَة فَإِن لكلِّ قرص بِسَبَب المزاج خاصية لَا تُوجد فِي الْمُفْردَات وَرُبمَا كَانَ الدَّوَاء مركبا من مركبات.(3/398)
الْجُمْلَة الأولى فِي المركبات الرَّاتِبَة فِي القراباذينات يشْتَمل على إثني عشر مقَالَة: الْمقَالة الأولى الترياقات والمعاجين الْكِبَار الترياق الْفَارُوق وَبَيَان تركيبه هَذَا الترياق أجلّ الْأَدْوِيَة المركبة وأفضلها لِكَثْرَة مَنَافِعه وخصوصاً للسموم من النواهش كالحيات والعقارب وَالْكَلب الكَلِب والسموم المشروبة القتّالة وَمن الْأَمْرَاض البلغمية والسوداوية وحمياتها والرياح الخبيثة وَمن الفالج والسكتة والصرع واللقوة والرعشة والوسواس وَالْجُنُون وَمن الجذام خَاصَّة وَمن البرص ويشجّع الْقلب ويذكي الْحَواس ويحرِّك الشَّهَوَات وَيُقَوِّي الْمعدة ويسهَّل النَّفس ويُذْهِب الخفقان وَيحبس نفث الدَّم وينفع من أَكثر أوجاع الْكل والمثانة وَمن الإدرار مِنْهُمَا ويفتَّت الْحَصَاة وينفع من قُرُوح الأمعاء والصلابات الْبَاطِنَة فِي الكبد وَالطحَال وَغَيرهمَا. وَإِنَّمَا تفعل هَذِه الْأَفْعَال بخاصية صورته التابعة لمزاج بسائطه بِأَن يُقَوي الرّوح والحار الغريزي وتستعين الطبيعة بذلك على المضادات الْبَارِدَة والحارة وَخير النّسخ لهَذَا الدَّوَاء هِيَ النُّسْخَة الْأَصْلِيَّة لأندروماخس. وَقد حاول كثير من الْأَطِبَّاء مثل جالينوس وَغَيره أَن يزِيدُوا وينقصوا فِيهِ لَا لضَرُورَة أوجبت ذَلِك عَلَيْهِم وَلَا لداع قوي دعاهم إِلَيْهِ وَلَكِن التماساً للذّكر وليبقى عَنْهُم أثر فِيهِ كَمَا بَقِي لأندروماخس وَكَانَ الرَّأْي أَن لَا يحرّكوا شَيْئا آخرجته التجربة منجحاً فَلَعَلَّ ذَلِك المزاج بذلك الْوَزْن هُوَ اقْتِضَاء مَا آخرجت التجربة من الْخَاصَّة وَأَنه إِذا حرك عَن وَزنه لم يستتبع تِلْكَ الخاصية. وَإِذا ادّعى مدّع مِنْهُم أَنه عَارِف بِسَبَب إِيجَاب تِلْكَ الأوزان تِلْكَ الخاصية فقد ادّعى مُكَذبا فِيهِ مردوداً عَلَيْهِ كَمَا لَو ادّعى مُدع معرفَة أوزان العناصر فِي الْفرس وَالْإِنْسَان وَغير ذَلِك وللترياق طفولة وترعرع وشباب وشيخوخة وَمَوْت وَيصير طفْلا بعد سِتَّة أشهر أَو بعد سنة ثمَّ يَأْخُذ فِي الترعرع والتزيد إِلَى أَن يقف بعد عشر سِنِين فِي الْبلدَانِ الحارة وَعشْرين سنة فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة ثمَّ يقف إِمَّا عشر سِنِين واما عشْرين سنة ثمَّ ينحط إِمَّا بعد عشْرين سنة أَو بعد أَرْبَعِينَ ثمَّ تنسلخ عَنهُ الترياقية إِمَّا بعد ثَلَاثِينَ سنة أَو بعد سِتِّينَ سنة فَيصير كَأحد المعجونات وَيجب أَن يُسقى الملسوع من طريه وقويه وَسَائِر من يُسقى غَيره مِمَّا هُوَ أَضْعَف وَرُبمَا احْتِيجَ أَن يسقى الملسوع من طريه من نصف مِثْقَال إِلَى مِثْقَال.(3/399)
وَمِمَّا يفرق بِهِ بَين طريه وقويه وَبَين عتيقه وضعيفه ورديئه من الامتحانات أَن يسقى إِنْسَان مسهلاً وينتظر بِهِ فَإِن أسهله سقِِي الترياق فَإِن حَبسه فَهُوَ طري جيد وَإِلَّا فَهُوَ رديىء. وَمن الامتحانات مَا ذكر جالينوس أَنه يجب أَن يصاد ديك بري فَإِنَّهُ أيبس مزاجاَ مِمَّا يربى فِي الْبيُوت وَأَظنهُ التُدرج الذّكر وَيُرْسل عَلَيْهِ هَامة ثمَّ يسقى الترياق فَإِن عَاشَ فالترياق جيد وَأَيْضًا يمْتَحن على من سقِِي أفيوناً وشوكراناً وَغَيره. وَأما البيش فمنفعة الترياق مِنْهُ قَليلَة وقدرها أَن يدافع بِالْمَوْتِ مهلة وَلَعَلَّ دَوَاء الْمسك كَمَا زعم بَعضهم أَنْفَع من الْجَمِيع فِيهِ. وَأما مقادير مَا يسقى من الترياق فِي عِلّة عِلّة: أما فِي السعال الْعَتِيق ووجع الصَّدْر وَالْجنب فيسقى ترمسة فِي مَاء الْعَسَل أَو جلاب إِن كَانَت حمى. وَأما للنافض الدائر وَالْبرد والقيء فِي ابْتِدَاء الأدوار فيسقى ترمسة بِمَاء أَو شراب لَا أقل من ثَلَاث أَوَاقٍ وَلَا كثر من أَربع أَوَاقٍ وَنصف ويسقى من بِهِ قولنج وَنفخ فِي الْمعدة ومغص مِقْدَار ترمسة بِمَاء عسل أَو جلاب كَمَا نَدْرِي وَصَاحب سُقُوط الشَّهْوَة كَذَلِك فِي مَاء أَو شراب كَمَا تَدْرِي وَمن اليرقان ترمسة فِي طبيخ الأسارون ويسقى فِي الاسْتِسْقَاء. إِمَّا قبل الطَّعَام ترمسة ويسقى صَاحب نفث الدَّم إِن كَانَ عَهده بِالْعِلَّةِ قَرِيبا إِلَى مِثْقَال فِي خل ممزوج وَإِن كَانَ الْعَهْد قَدِيما سقِِي الْمبلغ فِي طبيخ سومفوطون غَدَاة وعشياً. وَأما من كَانَ بِهِ انْقِطَاع صَوت فيسقى مِنْهُ باقلاة فِي مَاء الْعَسَل أَو رب الْعِنَب أَو يمسِكهُ تَحت لِسَانه ويسقى لقروح الأمعاء وإاسهال الدَّم فِي مَاء السماق وَمن ضيق النَّفس بسكنجبين العنصل أقل من أُوقِيَّة ويتغرغر بِهِ للصرع ثمَّ يسقى مِقْدَار ربع مِثْقَال إِلَى نصف مِثْقَال فِي المَاء أَو سكنجبين العنصل وَكَذَلِكَ فِي الصداع والشقيقة ثمَّ أَنه ليفتت الْحَصَاة فِي المثانة وَالْكل إِذا شرب فِي طبيخ الكرفس وَيمْنَع الهيضة وَيحبس الطبيعة وَمن اسْتَعْملهُ فِي وَقت الصِّحَّة لم تضره السمُوم وَلم تنكأ فِيهِ الْآفَات وَأمن أمراض الوباء. صفته: تَأْخُذ من أَقْرَاص الأشقيل ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين مِثْقَالا وَمن أَقْرَاص الأفاعي أَرْبَعَة وَعشْرين مِثْقَالا وَمن أَقْرَاص الأندروخورون وَمن الفلفل الْأسود والأفيون من كل وَاحِد مثل ذَلِك وَمن الدارصيني فِي رِوَايَة إثني عشر مِثْقَالا وَفِي رِوَايَة أَرْبَعَة وَعشْرين مِثْقَالا وَمن الْورْد إثني عشر مِثْقَالا وَمن بزر السلجم الْبري والاسقورديون وأصل السوسن والغاريقون وَرب السوس ودهن البلسان من كل وَاحِد مثل هَذَا الْوَزْن. وَمن المر والزعفران والزنجبيل والراوند والفنطافلن والفوتنج الْجبلي والفراسيون والفطراس اليون والاسطوخودوس والقسط المر والفلفل الْأَبْيَض وَالدَّار فلفل والدريقطامامن والكندر وفقاح الأذخر وصمغ البطم وسليخة سَوْدَاء والسنبل الْهِنْدِيّ والجعدة من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل. وَمن الميعة السائلة وبزر الكرفس وسيساليوس وبزر السافسليس ونانخواه وكماذريوس وكمافيطوس وعصارة(3/400)
هيوفاقسطيداس وسنبل إقليطي وساذج وَمر وجنطيانا وبزر الرازيانج وطين مختوم وقلقطار محرق وحماما وَوَج وَحب البلسان وأوفاريقون وفو وصمغ وقردمانا وأنيسون وأقاقيا من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل. دوقوا وبارزد وقفر الْيَهُود وجاوشير وقنطوريون دَقِيق وزراوند طَوِيل من كل وَاحِد مثقالين وَفِي رِوَايَة زراوند مدحرج بدل الطَّوِيل. وَأما جندبادستر فَفِي رِوَايَة مثقالين وَفِي رِوَايَة أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَكَذَلِكَ الْكَلَام فِي السكبينج وَمن الْعَسَل عشرَة أَرْطَال وَمن الشَّرَاب الْعَتِيق الريحاني الْحَار قسطين يذاب مَا يذاب مِنْهَا وينقع مَا ينقع وتدق الْيَابِسَة وتنحل وتعجن بالعسل وتوضع فِي إِنَاء غضار أَو رصاص أَو فضَّة وَلَا يمْلَأ الْإِنَاء بل يكون فِيهِ فضاء لتنقس الواء وَجُمْلَة الْأَدْوِيَة سوى الْعَسَل وَالشرَاب أَرْبَعَة وَسِتُّونَ دَوَاء. نُسْخَة أُخْرَى: تَأْخُذ من أقرصة الاشقيل ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين مثقالأ وَمن أقرصة الأفاعي وَمن أقرصة الأندروخورون والفلفل الْأسود والأفيون الْجيد من كل وَاحِد أَرْبَعَة وَعشْرين مِثْقَالا وَمن الثوم الْبري والورد الْأَحْمَر الْيَابِس وبزر السلجم الْبري والايرسا والغاريقون وعصير السوسن ودهن البلسان والدارصيني من كل وَاحِد إثني عشر مِثْقَالا. وَمن المر والفراسيون والزعفران والدارفلفل والزنجبيل والحبق الْجبلي والفطراس اليون والفنطافلون وَهُوَ ذُو الْخَمْسَة الأوراق البرّي والراوند الصيني والقسط المرّ الْأَبْيَض والاسطوخودوس والفلفل الْأَبْيَض والمشكطرامشيع وفقاح الأذخر وعلك الأنباط واللبان والسليخة والسنبل من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل. وَمن الجنطيانا والثالافسيس وَهُوَ الْحَرْف الْأَبْيَض من اللبنى والسيساليوس والسنبل الاقليطي وَهُوَ الناردين وبزر النانخواه وكمافيطوس وكماذريوس وهيوفاقسطيداس والساذج والأنيسون والفو والمو وبزر الكرفس وبزر الرازيانج وطين الْبحيرَة والقلقطار المشوي وحماما وهوفاريقون وَوَج وحبّ البلسان وأقاقيا والصمغ الْعَرَبِيّ والقردمانا من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل. وَمن الزوفرا والقنة والجاوشير والكسبينج والقفر الْيَهُودِيّ والقنطوريون والزراوند المدحرج والجندبيدستر من كل وَاحِد وزن مثقالين. وَقد زيد فِي هَذِه النُّسْخَة هَذِه الْأَدْوِيَة وَهِي مثبتة فِي النّسخ الأعجمية وَهِي الحبق النَّهْرِي وَهُوَ المصطكى والكثيرا وعود فاوانيا والزراوند الطري وبزر بنج من كل وَاحِد مثقالين. فَذَلِك سَبْعُونَ خلطاَ سوى الْعَسَل وَهُوَ ضعف الدَّوَاء يصير جملَة مَا فِي الترياق ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَأَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ مِثْقَالا يسحق الزَّعْفَرَان على حِدة ويدقّ المر والأفيون واللبان على حِدة وينقع ذَلِك فِي الطلاء الْمَطْبُوخ لَيْلَة ويذاب العلك والقنة بدهن البلسان ويدق القلقطار وَحده ثمَّ تدق سَائِر الْأَدْوِيَة وتنخل وتعجن جَمِيعًا بِعَسَل منزوع الرغوة وتدق عِنْد العجن فِي الهاون دقا جيدأ حَتَّى تختلط ثمَّ ترفع فِي إِنَاء قَوَارِير أَو غضار وَيسْتَعْمل بعد أَربع سِنِين والشربة الْكَامِلَة مِنْهُ وزن دِرْهَم بِمَاء فاتر على الرِّيق. نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ من أقرصة الاشقيل ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا وَمن أقرصة الأفاعي أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا دَار فلفل أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا أَقْرَاص الأندروخورون أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ(3/401)
مِثْقَالا ورد أَحْمَر يَابِس منزوع الأقماع إثنا عشر مِثْقَالا أصُول السوسن الاسمانجوني إثنا عشر مِثْقَالا أصل السوس إثنا عشر مِثْقَالا بزر السلجم الْبري إثنا عشر مِثْقَالا أسقورديون إثنا عشر مِثْقَالا عيدَان البلسان عشرَة مَثَاقِيل دارصيني إثنا عشر مِثْقَالا أفيرن اثْنَا عشر مِثْقَالا غاريقون إثنا عشر مِثْقَالا دهن البلسان عشرَة مَثَاقِيل فلفل أَبيض سِتَّة مَثَاقِيل راوند صيني سِتَّة مَثَاقِيل بزر الكرفس أَرْبَعَة مَثَاقِيل مُرّ صافي سِتَّة مَثَاقِيل قسط مرّ سِتَّة مَثَاقِيل زعفران سِتَّة مَثَاقِيل سليخة سِتَّة مَثَاقِيل سنبل هندي سِتَّة مَثَاقِيل فلفل أسود أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا ديقطامامن وَهُوَ مشكطرامشيع سِتَّة مَثَاقِيل فراسيون وفقاح الأذخر وفودنج جبلي وكندر ذكر وجعدة من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل فراسيون وفقاح الأذخر وفودنج جبلي وكندر ذكر وجعدة من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل أسطوخوذوس سِتَّة مَثَاقِيل فطراساليون وَهُوَ بزر الكرفس الْجبلي الماقديوني سِتَّة مَثَاقِيل مصطكى وصمغ البطم وزنجبيل وَذُو الْخَمْسَة الأوراق من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل كمافيطوس أَرْبَعَة مَثَاقِيل ميعة سَائِلَة أَرْبَعَة مَثَاقِيل مو أَرْبَعَة مَثَاقِيل حَماما أَرْبَعَة مَثَاقِيل ناردين وَهُوَ السنبل الرُّومِي أَرْبَعَة مَثَاقِيل طين مختوم أَرْبَعَة مَثَاقِيل فووكمادريوس من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل ورق الساذج الْهِنْدِيّ أَرْبَعَة مَثَاقِيل طين مختوم أَرْبَعَة مَثَاقِيل فووكمادريوس من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل ورق الساذج الْهِنْدِيّ أَرْبَعَة مَثَاقِيل. قلقطار محرق جنطيانا رومي أنيسون عصارة الأوفاقيسطيداس حب البلسان صمغ عَرَبِيّ بزر الرازيانج قردمانا ساليوس وأقاقيا حرف أَبيض هيوفاريقون نانخواه سكبينج جندبيدستر من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل. زراوند طَوِيل دوقوا قفر الْيَهُود جاوشير قنطوريون دَقِيق بارزد وَهُوَ القنة من كل وَاحِد مثقالان يعْمل بِهِ مَا ذكرنَا من الدقّ وَالنَّخْل والعجن بِعَسَل. أَقْرَاص الأفاعي: تصاد الأفاعي عِنْد انْقِرَاض الرّبيع وإقبال الصَّيف وَإِن كَانَ الرّبيع شتائياً دوفع بِهِ إِلَى أَن يلْحق الصَّيف والأفاعي هِيَ الْحَيَّات المفرطحة الرؤوس المستعرضتها خُصُوصا عِنْد قرب الرَّقَبَة الدقاق رقابها جدا البتر أذنابها الفحاحة الكشّاشة وَلَيْسَ يصلح لهَذِهِ الأقراص كل الأفاعي بل الشقر وَمن الشقر الْإِنَاث وعلامتها أَن للذكران فِي كل شدق نَاب وَاحِد وللإناث أَكثر من نَاب وَاحِد وَيجب أَن تجتنب المقرّنة والرقم والرقش الضاربة إِلَى الْبيَاض وَلَا تصاد من السباخ وشطوط الأودية والأنهار والبحار وَلَا المشجرة فَإِن فِيهَا البلوطية الخبيثة والمعطِّشة بل تصاد من مَوضِع بعيد عَن الندى وَلَا تصاد الضعيفة الْحَرَكَة بل تخْتَار السريعة الْحَرَكَة المنتصبة الرَّأْس وَيجب أَن لَا تهمل كَمَا تصاد إِن أمكن ويحذف من جَانب رَأسهَا أَربع أَصَابِع وَكَذَلِكَ من جَانب ذنبها ودبرها فَإِن سَالَ مِنْهَا دم كثير وَكَانَت حركتها فِي تِلْكَ الْحَال كَثِيرَة وموتها بطيئاَ فَهِيَ المختارة وَإِن كَانَت قَليلَة الدَّم قَليلَة الْحَرَكَة سريعة الْمَوْت فَهِيَ رَدِيئَة. وَمن علاماتها أَيْضا أَن تكون حركتها سريعة ونظرها نظر جرْأَة وإقدام وَيكون مخرج الثفل من آخر الذَّنب فَإِذا مَاتَت آخرجت أحشاؤها وخصوصاً مرارتها وغسلت بِالْمَاءِ وَالْملح غسلا بالإستقصاء ثمَّ تطبخ فِي المَاء وَالْملح وَإِن كَانَ فِيهِ شبث فَلَا بَأْس بِهِ طبخاً مهرياً يسهل مَعَه لقط لَحمهَا عَن عظمها فينظف اللَّحْم عَن الْعظم ويطرح فِي هاون ويدق دقاً نَاعِمًا ويوصون من يحاول ذَلِك باستنشاق دهن البلسان ومسحه على البنان فَإِن اندق خلط بِهِ الكعك على النّسخ الْمُخْتَلفَة وَلَا يُؤثر على نُسْخَة أندروماخس ثمَّ عملت مِنْهُ(3/402)
إقراص رقاق لطاف وجففت فِي الظلّ وخرنت فِي المخازن وَيجب أَن لَا تقع عَلَيْهَا أناث الشَّمْس الْبَتَّةَ لَا قبل الْجَفَاف وَلَا بعده فَإِن الشَّمْس تبتزها الْقُوَّة المختصة بلحوم الأفاعي الْمُقَابلَة للسموم النهشية والمشروبات. أَقْرَاص الإشقيل: يجب أَن تخْتَار من الإشقيل الرطب مَا كَانَ رزيناً وَلم يكن بعظيم وَلَا تطليه بالطين بل تطليه بالخمير وتشويه فِي الْقدر حَتَّى ينضج أَو فِي تنّور قد سُجِرَ وآخراج رماده أَو فِي المقالي الَّتِي ينضج عَلَيْهَا الْخبز فَإِذا آخرج من هُنَاكَ فليؤخذ جَوْفه الليّن ويدق نَاعِمًا ويخلط مَعَه دَقِيق الكرسنة الحَدِيث. أما أندروماخس: فَكَانَ يخلط مَعَ جُزْء من الأشقيل جزءين من الدَّقِيق وَغَيره كَانَ يخلط بِالسَّوِيَّةِ فَإِذا خلطت الإشقيل بدقيق الكرسنة فاعمل مِنْهَا أقراصاً رقاقاً وامسح يدك عِنْد تقريصها بدهن الْورْد وجقفها واحفظها كَمَا تحفظ أَقْرَاص الأفاعي. أَقْرَاص الأندروخورون: يُؤْخَذ من قشور أصُول الدارشيشعان سِتَّة مَثَاقِيل. قصب الذريرة وقسط وعَيدان البلسان وأسارون ومو وحماما ومصطكى وأماراقن وَهُوَ الأقحوان الْأَبْيَض وفو من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل. فقاح الأذخر عشرؤن مِثْقَالا راوند سليخة ودارصيني من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا مر أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا سنبل هندي سِتَّة عشر مِثْقَالا ساذج مثله زعفران إثنا عشر مِثْقَالا يدق كل وينخل على حِدته ويعجن بشراب ريحاني عَتيق يضْرب إِلَى الْحَلَاوَة ويقرص ويجفّف فِي الظل ويحفظ كَمَا تحفظ أَقْرَاص الأفاعي. نُسْخَة أُخْرَى لهَذَا القرص: يُؤْخَذ من عود الدارشيشعان وقصب الذريرة وقسط وأسارون وعود بِلِسَان وحماما ومو وَهُوَ المصطكى وفو وأقحوان من كل وَاحِد ثَمَانِيَة عشر مِثْقَالا. وَمن الزَّعْفَرَان والسنبل الْهِنْدِيّ والساذج من كل وَاحِد إثنا عشر مِثْقَالا وَمن المر أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا فَيدق الكلّ ويقرّص كَمَا ذكرنَا فِي النُّسْخَة الَّتِي قبل هَذِه. نُسْخَة أُخْرَى لهَذَا القرص: يُؤْخَذ أصفلاتوس وَهُوَ دارشيشعان سِتَّة مَثَاقِيل فقاح الأذخر إثني عشر مِثْقَالا قصب الذريرة سِتَّة مَثَاقِيل فو سِتَّة مَثَاقِيل أسارون سِتَّة مَثَاقِيل عيدَان البلسان سِتَّة مَثَاقِيل دارصيني أَرْبَعَة وَعشْرين مِثْقَالا حَماما أَرْبَعَة وَعشْرين مِثْقَالا سليخة سِتَّة مَثَاقِيل أماراقن وَهُوَ الأقحوان الْأَبْيَض عشرُون مِثْقَالا سنبل! هندي سِتَّة عشر مِثْقَالا جعدة سِتَّة مَثَاقِيل مر أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا مصطكى سِتَّة مَثَاقِيل زعفران إثني عشر مِثْقَالا تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بشراب صَاف وتقرص كَمَا ذكرنَا وَتحفظ. هُوَ معجون صنعه مثروديطوس الْجَلِيل وَسمي باسمه وألَّفه من أدوية مجربة على السمُوم وخصوصا على أمراض آخر ليَكُون جَامعا لمَنْفَعَة السمُوم(3/403)
الْمُخْتَلفَة والأمراض الْمُخْتَلفَة فَكَانَ هُوَ الترياق فِي ذَلِك الزَّمَان ثمَّ لما اتّفق لأندروماخس مَا نبهه على مَنْفَعَة لُحُوم الْحَيَّات وَغَيرهَا زَاد فِيهِ أَقْرَاص الأفاعي وَغير يَسِيرا بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَان فَكَانَ الترياق الْكَبِير. والترياق الكيبر أَنْفَع مِنْهُ فِي شَيْء وَاحِد وَهُوَ سم الْحَيَّات. وَأما فِي سَائِر الْأَشْيَاء فَلَا ينقص المثروديطوس عَن الترياق نُقْصَانا يعْتد بِهِ بل هُوَ أَزِيد فِي كثير مِنْهَا نفعا وأرجح فَائِدَة وَلَا تطول الْكَلَام فِي عد تِلْكَ الْمَنَافِع فَإِنَّهَا تِلْكَ الْمَذْكُورَة للترياق وَتَكون الشربة أوفر قَلِيلا. نُسْخَة المثروديطوس لِلْجُمْهُورِ: يُؤْخَذ زعفران ومرّ وغاريقون وزنجبيل ودارصيني وكثيراء من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. سنبل وكندر وثالسفيس وَهُوَ الْحَرْف البابلي وأذخر وعيدان البلسان وأسطوخوثس وسيساليوس وقسط وكمافيطوس وقنة وماست وَهُوَ علك البطم ودارفلفل وعصارة لحية التيس وجندبادستر ومالايثيرن وَهُوَ الساذج الْهِنْدِيّ وميعة وجاوشير من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم. سليخة وفلفل أَبيض وفلفل أسود وسورنجان جعدة وسقورديون ودوقوا وإكليل الْملك وجنطيانا ودهن البلسان وَحب البلسان وأقراص وقوفيون ومقل من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم. سذاب دِرْهَمَيْنِ. أشق وسنبل رومي ومصطكى وصمغ وفطراساليون وقردمانا وبزر الرازيانج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. أنيسون وَوَج ومو وسكبينج وأسارون من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم أفيون وَورد أَحْمَر ودنقطاماين من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم فو وأقاقيا وسرة أسقنقور وبزر الهيوفاريقون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَنصف شراب ريحاني عَتيق وَعسل منزوع الرغوة مِقْدَار الْكِفَايَة ينقع مَا يحْتَاج أَن ينقع بِالشرابِ ويخلط بالعسل ويحفظ وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر الشربة كالبندقة بِمَا يصلح من الْأَشْرِبَة. وَفِي هَذِه النُّسْخَة أدوية لَيست فِي نُسْخَة جالينوس وَهِي ثَلَاثَة عشر: الغاريقون وسورنجان وسذاب يَابِس وأشق ودنقطاماين وأسارون وَكَثِيرًا وأسطوخودوس وكمافيطوس وإكليل الْملك وعيدان البلسان وفلفل أسود ومقل. وَفِي نُسْخَة أجالينوس دواءان ليسَا فِي هَذِه النُّسْخَة وهما أصل السوس وَالْملح وَفِي نُسْخَة أُخْرَى دَوَاء لَيْسَ فِي هَذِه النُّسْخَة وَهُوَ بزر السذاب. قوفيون الْمُسْتَعْمل فِي المثروديطوس: يُؤْخَذ زريب منزوع الْعَجم وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم علك البطم وزن أَرْبَعَة وَعشْرين درهما أذخر وَمر من كل وَاحِد إثني عشر درهما. دارصيني ومقل أَزْرَق وأظفار الطّيب وسنبل رومي وسليخة وإكليل الْملك وَسعد وَحب الْغَار وَمن كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. قصب الذريرة وزن تِسْعَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَم قفر الْيَهُود وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف وَهَذِه النُّسْخَة نُسْخَة سَابُور بن سهل وفيهَا زِيَادَة قفر الْيَهُود وَفِي نُسْخَة ابْن سرابيون زِيَادَة دارشيشعان دِرْهَمَيْنِ وَنصف وَفِي نُسْخَة أُخْرَى زِيَادَة أسارون دِرْهَمَيْنِ وَنصف.(3/404)
ترياق عزْرَة: يُؤْخَذ حَماما وزن إثني عشر مِثْقَالا فقّاح الأذخر ثَمَانِيَة مَثَاقِيل عَاقِر قرحا سِتَّة مَثَاقِيل زعفران سِتَّة وَثَلَاثِينَ مِثْقَالا دارصيني سِتَّة مَثَاقِيل مر إثني عشر مثقالاَ فطراساليون وَهُوَ بزر الكرفس الْجبلي ودوقوا وَهُوَ بزر الجزر الْجبلي الاقليطي من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل كثيرا ثَلَاثِينَ مِثْقَالا عصارة الاوفاقسطيداس ثَمَانِيَة مَثَاقِيل أصُول السوسن الاسمانجوني خَمْسَة عشر مِثْقَالا بزر الرازيانج سِتَّة مَثَاقِيل مقل أَزْرَق ثَمَانِيَة مَثَاقِيل لبان أَبيض ثَمَانِيَة وَعشْرين مِثْقَالا كبريت سِتَّة مَثَاقِيل بزر البنج ثَمَانِيَة وَعشْرين مِثْقَالا سليخة تِسْعَة مَثَاقِيل حب الخشخاش الْأَبْيَض ثَلَاثِينَ مِثْقَالا سنبل هندي إثني عشر مثفالاً بزر السذاب مِثْقَال وَاحِد حب الأترج مقشر أَو سماق شَامي من كل وَاحِد مثقالين بزر الشبث وكبد الْمَالِكِي وأسارون وقردمانا وأوفربيون وأفيون من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل فلفل أسود ثَلَاثِينَ مثقالاَ ورد أَحْمَر يَابِس منزوع الأقماع تِسْعَة مَثَاقِيل ساذج هندي إثنا عشر مِثْقَالا دهن البلسان أَرْبَعَة وَعشْرين مِثْقَالا. ناردين أقليطي وَهُوَ السنبل الرُّومِي وأنابيس وَهُوَ فقّاح الْكَرم من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل. ورق الدفلى سِتَّة مَثَاقِيل لَك منقى إثني عشر مِثْقَالا ماميثا وقرنفل من كل وَاحِد إثني عشر مِثْقَالا فقاح السنبل الرُّومِي ثَلَاثَة مَثَاقِيل ريوند صيني إثني عشر مِثْقَالا فو سِتَّة مَثَاقِيل فقاح المر أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَنصف قيموليا اثْنَي عشر مِثْقَالا عصارة الارطاماسيا وَهُوَ البلنجاسف وَيُقَال لَهُ القيسوم الْبري عشرُون مِثْقَالا أصُول الهندبا عشْرين مِثْقَالا قسط وَمر وجنطيانا رومي من كل وَاحِد إثني عشر مِثْقَالا أَقْرَاص الأندروخورون تِسْعَة مَثَاقِيل أنيسون سِتَّة مَثَاقِيل ورق الأترج ثَلَاثِينَ مِثْقَالا أذخر اثْنَي عشر مِثْقَالا تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة منقوعاً مِنْهَا مَا ينتقع بشراب صَاف جيد الْجَوْهَر وَهُوَ الأَصْل أَو الجمهوري أَو بمثلث أَو نَبِيذ زبيب وَعسل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة بِقدر الْحَاجة إِلَيْهِ وَيرْفَع فِي إِنَاء ويسعمل كاستعمال الترياق الْكَبِير وَمن الْأَطِبَّاء من يَجْعَل فِيهِ شَيْئا من الأشق وَمِنْهُم من لَا يرى ذَلِك لِأَن الأشق يضر بالمعدة. نُسْخَة أُخْرَى من ترياق عزْرَة: يُؤْخَذ حَماما وَمر من كل وَاحِد خمس أَوَاقٍ عَاقِر قرحا أوقيتين وَنصف أذخر أَربع أَوَاقٍ سليخة إثني عشر أُوقِيَّة وَنصف لبنى سِتّ أَوَاقٍ وَنصف دوقوا أوقيتين وَنصف زعفران إثنى عشر أُوقِيَّة فطراساليون أُوقِيَّة ودرهمين إيرسا أوقيتين وَنصف بزر الرازيانج ومقل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَنصف لبان تسع أَوَاقٍ كثيراء عشر أَوَاقٍ عصارة هيوفاقسطيداس ثَلَاث أَوَاقٍ حبٌ الأترج المقشر مِثْقَال بزر الشبث وكبد الْمَالِكِي وعيدان صفر من كل وَاحِد مثقالين. بزر البنج رَطْل بزر الخشخاش رطلين سنبل تسع أَوَاقٍ وَدِرْهَم سذاب يابسأوقية ودرهمين سماق ثَلَاث أَوَاقٍ أنيسون وأسارون وقردمانا من كل وَاحِد أَربع أَوَاقٍ أفيون أوقيتين وَدِرْهَم وَنصف أوفربيون أوقيتين وَنصف فلفل أُوقِيَّة وَنصف ورد أَربع أَوَاقٍ ساذج وَحب البلسان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ بلاذر أوقيتين وَنصف لَك خمس أَوَاقٍ دارصيني أَربع أَوَاقٍ مو أوقيتين سنبل إقليطي سبع أَوَاقٍ كبريت أَربع أَوَاقٍ ماميثا وريوند صيني وقسط مر من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل ورق الأترج خَمْسَة(3/405)
مَثَاقِيل أَقْرَاص الأندروخورون ثَلَاثَة مَثَاقِيل دهن البلسان سَبْعَة مَثَاقِيل عصارة القيسوم وَهُوَ الشوصرا رَطْل خولنجان سبع أَوَاقٍ حضض سِتّ أَوَاقٍ قرنفل خمس أَوَاقٍ عسل قدر الْحَاجة. اقراص الأندروخورون المستعملة فِيهِ: بابونج أَحْمَر وبابونج أَبيض وسماق وَمر وأنيسون وأسارون وأشنة وقصب الذريرة وعيدان البلسان من كل وَاحِد جُزْء تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بشراب صَاف جيد الْجَوْهَر وَهُوَ الأَصْل أَو الجمهوري أَو المثلث أَو نَبِيذ زبيب وَعسل وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة ويحرك فِي كل يَوْم مرّة وَيُزَاد عَلَيْهَا من أحد هَذِه الْأَشْرِبَة إِن احْتِيجَ إِلَى ذَلِك ويقرص أقراصاً من وزن مِثْقَال ويجفف فِي الظل هَذَا ترياق صنعه عزْرَة وَهُوَ كخليفة الترياق الْفَارُوق فِي الْأُمُور كلهَا. ترياق الْأَرْبَعَة: يُؤْخَذ جنطيان رومي وَحب الْغَار وزراوند طَوِيل وَمر أَجزَاء سَوَاء يدق ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة بِقدر الْكِفَايَة والشربة مِثْقَال بِمَاء حَار وَقيل إِن من الْأَطِبَّاء من جعل مَكَان المر قسطاً مرا وَحكى صهاريخت أَنه وجد فِي نُسْخَة زِيَادَة من الزَّعْفَرَان جُزْء هَذَا ترياق الْأَرْبَعَة الْأَدْوِيَة ينفع من لسع العقارب والعناكب وَمن الْأَمْرَاض الْبَارِدَة. سوطيرا وَهُوَ المخلص الْأَكْبَر: هَذَا دَوَاء جَامع النَّفْع ينفع من الصرع والدوار والصداع الْعَتِيق والرعشة وَيمْنَع الْمَادَّة من التحلب إِلَى الْعين وَقد يكتحل بِهِ بعقب الْقدح فَيمْنَع الْعود وَيمْنَع حُدُوث آفَة بِالْعينِ وَانْقِطَاع الصَّوْت والفالج والوسواس ووجع الْأَسْنَان وَالْعين وأوجاع الرئة والصدر وَالْجنب والشراشيف سقيا فِي مَاء الْعَسَل وَمن قذف الدَّم سقيا فِي مَاء لِسَان الْحمل وعصا الرَّاعِي وَمن الرِّيَاح فِي المدمة وأوجاعها واليرقان ويصفي اللَّوْن وَيذْهب الْفِكر ويزيل الجشاء ويشفي قُرُوح المثانة وأمراض الأمعاء ومغصها ويدقن بِهِ وأورامها وَالطحَال ويدر فضول الْكل والمثانة وَيُقَوِّي المذاكير ويطلى عَلَيْهَا فينهض الشَّهْوَة وينفع من أوجاع المفاصل والنقرس والتشنج وينفع من سموم ذَوَات النهش وَمن السمُوم الْمشْربَة. أخلاطه: يُؤْخَذ سليخة وأذخر من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف جندبيدستر وفطراساليون وَهُوَ بزر الكرفس الْجبلي من كل وَاحِد خَمْسَة عشر مِثْقَالا بزر الكرفس أوقيتين سيساليوس مِثْقَالا وَاحِدًا قسط ودارصيني وأقراص أدرومعموا وميعة سَائِلَة وأسارون من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل أنيسون عشرَة مَثَاقِيل فلفل أَبيض إثنا عشر مثقالاَ دَار فلفل أَرْبَعَة مَثَاقِيل سنبل أَرْبَعَة مَثَاقِيل حَماما وزعفران من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون عشرَة مَثَاقِيل تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل عِنْد الْحَاجة بعد سِتَّة أشهر.(3/406)
أَقْرَاص أدرومعموا المستعملة فِي المخلص الْأَكْبَر: يُؤْخَذ حَماما ودارشيشعان وقسط وقصب الذريرة وقرنفل وفلفل ونانخواه من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل دارصيني ومصطكى وزعفران من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل فو مِثْقَال وَاحِد سنبل الطّيب وساذج هندي من كل وَاحِد سَبْعَة مَثَاقِيل مرّ سِتَّة مَثَاقِيل تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بشراب صَاف أَو غَيره وتقرص أقراصاً صغَارًا من وزن مِثْقَال وتجفف فِي الظل وتستعمل. معجون بزرك دارو: هُوَ من أدوية الْفرس الْكَبِيرَة الْمُخْتَار تذْهب مَذْهَب الفلونيا والترياق والشليثا ومنفعته عَظِيمَة فِي القولنج. أخلاطه: يُؤْخَذ من الزَّعْفَرَان وبزر البنج الْأَبْيَض من كل وَاحِد داستارو وَاحِد وَمن الأفيون والأوفربيون من كل وَاحِد عشرُون درهما وزنا وَمن النسبل واللبني من كل وَاحِد إستاران وَمن الساذج الْهِنْدِيّ والقرنفل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الفلفل الْأَبْيَض دِرْهَمَيْنِ وَمن اللُّؤْلُؤ غير المثقوب ونوشادر وبزر السذاب الْبري والمسك والكافور وقاقلة ودارصيني وسليخة من كل وَاحِد وزن دِرْهَم. وَمن الْقسْط ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَمن بزر الحرمل والعاقر قرحا والدارفلفل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَمن السكبينج والجندبيدستر والجاوشير من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن الزرنباد والدرونج ودهن البلسان من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَفِي النُّسْخَة السريانية والأعجمية من المرّ أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الكافور أَرْبَعَة دَرَاهِم تدق الْيَابِسَة وتنخل وتنقع الْبَقِيَّة فِي الطلاء الْمَطْبُوخ ثمَّ تجمع جَمِيعًا وتعجن بِعَسَل وَيعتق سِتَّة أشهر والشربة مثل الجوزة بِمَاء فاتر. معجون الفلاسفة وَهُوَ الْمُسَمّى مَادَّة الْحَيَاة: نَافِع من فضول البلغم مقو للنَّفس مفرح هضام مجشّ مشهٍ كالزاد للشباب وَيزِيد فِي الْحِفْظ وَالذكر وذكاء الْعقل وانطلاق اللِّسَان وَيذْهب بالأبردة وَيقطع سَلس الْبَوْل ويسكن الرِّيَاح وَيزِيد فِي الْمَنِيّ ويقوّي الذّكر ويضمّر العمور ويشدّ الْأَسْنَان وَيذْهب أوجاع الظّهْر والمفاصل والخاصرة والحالبين. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل وَدَار فلفل وزنجبيل ودارصيني وأملج وبليلج وشيطرج وزراوند مدور شَامي وعروق وبابونج وجوف حبّ الصنوبر الْكِبَار وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: وَجوز هندي وساطوريون وَهُوَ خصي الثَّعْلَب من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَمن بزر البابونج نصف أُوقِيَّة وَمن نَبَات حب الْعِنَب ثَلَاث أوراق ينْزع عجم الزَّبِيب الْأَحْمَر ثمَّ يدقّ وَيُؤْخَذ مثل جَمِيع الْأَدْوِيَة عسلاً فيعقد ثمَّ تعجن بِهِ العقاقير الَّتِي ذكرنَا ويؤخدْ مِنْهُ على كل حَال مثل الجوزة الصَّغِيرَة.(3/407)
الشيلثا وَمَنَافع ذَلِك: هَذَا دَوَاء تضمن الْأَطِبَّاء عَنهُ كل نفع وَفِي تركيبه كل الْعَجَائِب وَنحن لم نر لَهُ أثرا كَبِيرا إِلَّا فِي وَأما الْأَطِبَّاء فَيَقُولُونَ اْن الشليثا الْكَبِير ينفع من الْجُنُون والأمراض الْبَارِدَة السوداوية والبلغمية والفالج والصرع والسكتة واللقوة والوسواس وَحَدِيث النَّفس والصداع والشقيقة وَالنِّسْيَان ومالنخوليا وَبرد الدِّمَاغ والرعشة والخفقان ويحفظ الْجَنِين وينفع من الاسقاط وينفع من تقطير الْبَوْل وأوجاع الرَّحِم ورياحها واسترخاء اللِّسَان والدوار والقيء. وَمن ضَرَر الْفطر والسموم والألبان الَّتِي تَنْعَقِد فِي الْمعدة وَغَيرهَا وينفع من وجع المفاصل وَمن جَمِيع الأوجاع المزمنة الْبَارِدَة يسقى لكل شَيْء مَا يَلِيق بِهِ فللبرد الشَّديد فِي مَاء الْخِيَار شنبر. وَقيل بل فِي الْخمر أَنْفَع وللسدد الْبَاطِنَة بِمَاء الْأُصُول ولأوجاع الرَّحِم بِمَاء الأنيسون وللأوجاع الْغَالِبَة بِمَاء المرزجوش أَو مَاء أصُول السلق وللصبيان بدهن البنفسج فَهَذَا مَا تَقوله الْأَطِبَّاء. وَالَّذِي عِنْدِي أَنه دَوَاء مشوش غير مرتّب التَّرْكِيب محرق للدم والأخلاط مقصر عَن الأقراص. أخلاطه: يُؤْخَذ مسك وكافور وَعَنْبَر من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ لُؤْلُؤ غير مثقوب وزعفران من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم ذهب مسحوق وَفِضة مسحوقة من كل وَاحِدَة نصف دِرْهَم. حَماما وبزر حرمل وأوفربيون وأشنان نبطي وأشنة وبزر الكرفس وبزر السذاب وأخثاء الْبَقر الْجبلي وكبريت أَحْمَر وأصفر وخربق أبْيض ولبني وَسعد ومارشوبه وَهِي عيدَان الهليون وعروق الاسفند وَهُوَ الحرمل الْأَبْيَض وماميران وحبّ المحلب وعود البلسان وهزارجشان وسنيدان من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ. وَمن فقاح الأذخر والساذج وجوزبوا وجندبيدستر وبزر الجرجير وبزر الجزر من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم وَمن الزرنب والكيا وزاج الأساكفة وشونيز وخرء الثَّعْلَب وأصل الْكبر من كل وَاحِد نصف دِرْهَم وَمن الابريسم الخام وَمن بزر الشبث وأصوله والزرانباد والدرونج والزنجبيل والجنطيانا ولسان العصافير وملح هندي. وعاقر قرحا وبسذ وقفر الْيَهُود وبزر قطونا من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَمن القرنفل والسنبل والأسارون والقسط والقاقلّة وبرشياوشان من كل وَاحِد وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَمن البسباسة والإيرسا من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن اللقَاح الْيَابِس عشْرين عددا وَمن السليخة وعيدان السليخة من كل وَاحِد نصف دِرْهَم وَمن فقاح الأذخر وزن عشرَة دَرَاهِم وَمن بزر الرازيانج وزوفا يَابِس من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم وَمن الصعتر الْفَارِسِي والصعتر الخوزي من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الباذاورد وكعوب التِّين الْبَالِي فِي الْحِيطَان وراوند صيني من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم. وَمن الفلفل الْأَبْيَض وَالْأسود والدارفلفل والأفيون والزراوند الطَّوِيل والمدور وَحب البنْج من كل وَاحِد عشْرين درهما وَمن الْجَوْز الْهِنْدِيّ وزن دِرْهَمَيْنِ وَأَرْبَعَة دوانق وَمن فقِّاح الْخلاف وعروق الهندبا الْيَابِس وهوم الْمَجُوس والجعدة وعصارة الايرسا والدرشيشعان(3/408)
والقيصوم من كل وَاحِد وزن دِرْهَم. وَمن الأنجذان الْأسود أَرْبَعَة دَرَاهِم وَربع وَمن إكليل الْملك وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَأَرْبَعَة دوانق وَمن شعر الغول وأنكشت زرد وكشت بركشت وحلتيت طيب وسكبينج وجاوشير من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ وَمن تُرَاب أَربع طرق مربعة وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَالَّذِي وجد من الْأَدْوِيَة مِمَّا يدْخل فِي الشليثا فِي الْأُصُول الأعجمية زِيَادَة على مَا فِي هَذِه النُّسْخَة الزرنب والإسفند الْأَبْيَض دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ أصُول الخيري الْأَحْمَر أَرْبَعَة دَرَاهِم فقاح الْحِنَّاء دِرْهَمَيْنِ فلنجمشك وَهُوَ القرنفل البستاني أَرْبَعَة دَرَاهِم قردمانا وزن دِرْهَم. ريوندصيني وحبّ البلسان وعيدان البلسان وَحب الآس الْمصْرِيّ ومختوم الْملك وَحجر دَاوُد وحلتيت منتن من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ. خير بوّا ثَلَاثَة دَرَاهِم حب البان المقشر أَرْبَعَة دَرَاهِم طباشير دِرْهَم كشوت وكهربا ومورداسفرم وجفت إفرندوجوز الابهل ومغاث وَمر ومرماخور وبهمنان أَحْمَر وأبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ أنيسون ثَلَاثَة دَرَاهِم شيح ثَلَاثَة دَرَاهِم. ملح طبرزد وملح الْخبز وهر ملح الْعَجِين ودوقوا وفطراساليون وعصارة السوسن وعصارة الغافت من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. قشور الأترج الْيَابِس وعيدان الفاوانيا من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم كوردان خَمْسَة دَرَاهِم مغناطيس سِتَّة دَرَاهِم قلقيال وَهُوَ الحبق الْجبلي ولوز مرّ من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم. يدق اِليابس وينخل وتنقع الندية بالطلاء الْجيد وتعجن بِعَسَل مثل وزن الْأَدْوِيَة أخلاطه من نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ مسك جيد وزن دِرْهَمَيْنِ لُؤْلُؤ غير مثقوب وزن عشرَة دَرَاهِم ذهب مسحول وَفِضة مسحولة من كل وَاحِد نصف دِرْهَم عنبر وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم زرنب نصف دِرْهَم إبريسم محرق أَو غير محرق أَرْبَعَة دَرَاهِم قرنفل وسنبل الطّيب من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم زعفران وزن عشرَة دَرَاهِم زرنباد ودرونج من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أصل السوسن الاسمانجوني دِرْهَم حَماما دِرْهَمَيْنِ مصكطى وزن نصف دِرْهَم ساذج هندي وزن عشرَة حبّ البلسان نصف دِرْهَم بسباسة دِرْهَم لقاح عشرَة عددا عيدَان السليخة وسليخة من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم فلفل أَبيض وزنجبيل وأصول الشبث من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم قسط مر وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم جوزبوا عشرَة دَرَاهِم جندبيدستر عشرَة دَرَاهِم أوفربيون وزن دِرْهَمَيْنِ فقّاح الأذخر عشرَة دَرَاهِم بزر الشبث وجنطيانا رومي وفقاح لِسَان العصافير من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم قاقلة وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم بزر الحرمل ثَمَانِيَة دَرَاهِم بزر الرازيانج سِتَّة دَرَاهِم عيدَان برشياوشان ثَمَانِيَة دَرَاهِم ملح هندي أَرْبَعَة دَرَاهِم شونيز وَهُوَ الْحبَّة السَّوْدَاء نصف دِرْهَم صعتر فَارسي أَرْبَعَة دَرَاهِم فو وزن سِتَّة دَرَاهِم زاج الأساكفة نصف دِرْهَم أشنان نبطي دِرْهَمَيْنِ بزر الكرفس وبزر السذاب وأشنة وكبريت أصفر من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ إخثاء الْبَقر الجبلية أَو الْمعز الجبلية وزن دِرْهَمَيْنِ بازاورد وزن سَبْعَة دَرَاهِم بزر الجرجير عشرَة دَرَاهِم أبهل أَرْبَعَة دَرَاهِم فلفل أسود وَدَار فلفل وبزر البنج من كل وَاحِد عشْرين درهما عَاقِر قرحا أَرْبَعَة دَرَاهِم أفيون عشْرين درهما تُرَاب المربعات من الطّرق وزن دِرْهَم زراوند طَوِيل(3/409)
عشْرين درهما زراوند مدحرج أَرْبَعَة دَرَاهِم رواند صيني سَبْعَة دَرَاهِم بزر الزوفرا عشرَة دَرَاهِم بندق هندي أَرْبَعَة دَرَاهِم ودانق بزر الانجذان أَرْبَعَة دَرَاهِم إكليل الْملك أَرْبَعَة دَرَاهِم وَنصف بزر قطونا وبسد من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم حب القثاء المقشر أَرْبَعَة دَرَاهِم ودانقين قفر الْيَهُود أَرْبَعَة دَرَاهِم كافور وخربق أَبيض وأسود وَسعد وميعة سَائِلَة وماميران صيني وبزر الهليون من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ بداشغان والأصابع الصفر وَشعر الغول وبزر الهندبا وكشت بركشت من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ عيدَان البلسان دِرْهَمَيْنِ مَاء السوس أَو مَاء الشوك دِرْهَم حب المحلب دِرْهَم. أصُول أسفنداسفيد وَهُوَ خَرْدَل أَبيض دِرْهَمَيْنِ عقد التِّين الَّذِي فِي الْحِيطَان سَبْعَة دَرَاهِم خرء الثَّعْلَب نصف دِرْهَم قشور أصُول الْكبر نصف دِرْهَم هزارجشان وثسسبندان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وينقع مَا انتقع مِنْهَا بِالشرابِ الريحاني ويعجن بِعَسَل وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر الشربة كالحمصة بِمَاء قشور أصل الرازيانج والكرفس يسعط مِنْهُ بِقدر حَبَّة حِنْطَة بِمَاء الشاهدانج أَو بِمَاء المرزجوش. أنوش دارو: وَهُوَ دَوَاء هندي يفرح وَيُقَوِّي الْقلب وَالْبدن وَيحسن اللَّوْن وَيذْهب بالصفار ويطيب النكهة والعرق ونفعه للكبد عَظِيم وَلَيْسَت فِيهِ مضرَّة ظَاهِرَة وَيُؤْخَذ قبل الطَّعَام وَبعده. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد أَحْمَر فَارسي سَبْعَة دَرَاهِم سعد خَمْسَة دَرَاهِم قرنفل ومصطكى وسنبل وأسارون من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم قرفة وزرنب وزعفران وبسباسة وقاقله وهال وجَوْزَبوا من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ تُؤْخَذ هَذِه الْأَدْوِيَة بعد النّخل بالحرير فتخلط خلطاً محكماً بالسحق ثمَّ يُؤْخَذ من الأملج المنقى الْجيد الحَدِيث رَطْل فيطبخ بِتِسْعَة أَرْطَال مَاء عذب حَتَّى يبْقى الثُّلُث ثمَّ يصفى ويعاد ذَلِك المَاء فِي الْقدر ويلقى عَلَيْهِ من الفانيذ الشجري رطلان ثمَّ يغلى بِرِفْق حَتَّى يغلظ وَيصير فِي قوام اللعوق الغليظ ثمَّ يُرفع الْقدر عَن النَّار وَتَذَر فِيهَا الْأَدْوِيَة ذرًا وتحرك بِعُود خلاف حَتَّى يخْتَلط اختلاطاً مستوياً فَإِذا برد جعل فِي إِنَاء أَخْضَر الشربة مِنْهُ مَا بَين مِثْقَال إِلَى مثقالين. معجون آخر هندي: هُوَ قريب من الأول ويصفي اللَّوْن وَيُقَوِّي الْبَصَر وينقي الْمعدة ويلين الطبيعة وينفع من البواسير. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل وَدَار فلفل وهليلج أسود وبليلج وأملج منزوعة النَّوَى وقنطريون من كل وَاحِد أَرْبَعَة أساتير عسل وَسمن الْبَقر قدر مَا يعجنه الشربة مِثْقَال أَو أَكثر لكلِّ إِنْسَان على قدر قوته. معجون يعرف بالجزي: ينفع من الْمَرَّتَيْنِ والمليلة والحكة والأبردة ويقوّي الْمعدة وينفع من القولنج والرياح ويشهي الطَّعَام وَيُقَوِّي على الْجِمَاع. أخلاطه: يُؤْخَذ سَقْمُّونيا ولباب التربدة ودارفلفل من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم عَاقِر قرط(3/410)
وبزر الكرفس ونانخواه وزنجبيل وملح هندي من كل وَاحِد وزن دِرْهَم قرنفل وزرنب من كل وَاحِد نصف دِرْهَم فلنجة مِثْقَال محلب مقشّر دِرْهَمَيْنِ سكر طبرزذ وزعفران من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تُؤْخَذ هَذِه الْأَدْوِيَة بعد النّخل إِلَّا السقَمونيا والزعفران وَالسكر فَإِنَّهَا تدق جَمِيعًا ثمَّ تخلط الْأَدْوِيَة خلطاً محكماً وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَمثل وَزنهَا مرَّتَيْنِ وتصفّى الشربة مَا بَين دِرْهَمَيْنِ وَنصف إِلَى ثَلَاثَة دَرَاهِم. معجون آخر: مجرّب منشط للنَّفس مقوّ لَهَا مفرح مقوللبدن محسن للون مَذْهَب للصفار مُطيب للنكهة والعرق وينفع الْمعدة والكبد وَلَيْسَ فبه مضرّة يتَنَاوَل قبل الطَّعَام وَبعد. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد أَحْمَر سِتَّة أَجزَاء سعد ثَمَانِيَة أَجزَاء قرنفل وصطكى وسنبل وأسارون من كل وَاحِد ثَلَاثَة أَجزَاء قرفة وزرنب وزعفران من كل وَاحِد جزءين بسباسة وقاقلة وهال بوا وجوزبوا من كل وَاحِد جُزْء يدق وينخل وَيُؤْخَذ لكل وزن ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ درهما من جَمِيع الدَّوَاء زنة رَطْل أملج حَدِيث يطْبخ كل رَطْل بسبعة أَرْطَال مَاء حَتَّى تبقى ثَلَاثَة أَرْطَال ثمَّ يصفى ويلقى على ذَلِك المَاء لكل رَطْل أملج رَطْل فانيذ شجري ويطبخ حَتَّى يصير فِي قوام اللعوق الغليظ ثمَّ تذر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وَيحكم خلطه وَيرْفَع فِي جرة خضراء الشربة مِثْقَال وَنصف. معجون ترياقي كَبِير من صنعتنا: مجرب للمنافع الْمَذْكُورَة فِي المعاجين الَّتِي قبله. أخلاطه: يُؤْخَذ من قشور الأترج والجنطيانا والمر وَحب البلسان وورق الباذرنجويه وبزره وبزر الأفرنجمشك والزرنباذ والدرونج من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَمن الْمسك والعنبر من كل وَاحِد مِثْقَال وَمن السقط والدارصيني والوج والزعفران والناردين والأفسنتين من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الْعود الْهِنْدِيّ مثقالان وَمن الكافور نصف مِثْقَال وَمن الفو والمر وفطراساليون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف وَمن بزر الجرجير وبزر اللفت وبزر الكراث ولسان العصافير وحبّ الفلفل من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَمن الأفيون وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم يعجن على الرَّسْم ويخمر سِتَّة أشهر ثمَّ يشرب. معجون ترياقي صَغِير من صنعتنا: يُؤْخَذ حب البلسان قسط مر جنطيانا دارصيني فلفل أَبيض عود هندي فطراسليون من كل وَاحِد جُزْء مسك ثلث جُزْء جندبادستر ربع جُزْء يعجن وَيسْتَعْمل. معجون قَيْصر: النافع من الخفقان والصرع وأوجاع الْمعدة الْبَارِدَة والأمعاء والسدد وعفونة الدَّم الطَّوِيلَة وعسر الهضم وعسر النَّفس والفواق الشَّديد. أخلاطه: يُؤْخَذ جندبادستر رب السوس وسليخة وقسط مر وفلفل أسود ودارفلفل(3/411)
وميعة وأفيون وزعفران وسنبل الطّيب من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. جاوشير وزن دِرْهَم مسك دانق زرنباذ ودرونج ولؤلؤ غير مثقوب من كل وَاحِد نصف دِرْهَم مرّ تِسْعَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وتستعمل عِنْد الْحَاجة قدر حِصَّة. الإطريفل الكببر: النافع من سوء الهضم وَبرد الْمعدة وَبرد الأمعاء خُصُوصا واسترخاء الْمعدة والمثانة وَيزِيد فِي أخلاطه: يُؤْخَذ إهليلج أسود مقشر سِتَّة دَرَاهِم بليلج وأملج وبزر كرفس جبلي وشيطرج هندي ونانخواه وصعتر فَارسي من كل وَاحِد أُوقِيَّة سنبل وحماما وهال وَوَج من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم دارصيني وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم فلفل أَبيض وفلفل أسود ونارمشك وملح هندي من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة خبث الْحَدِيد ثَلَاث أوق خَرْدَل أُوقِيَّة وَنصف نوشادر نصف دِرْهَم يدق وينخل ويلت بدهن اللوز ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة للْوَاحِد ثَلَاثَة وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة. وأخلاطه من نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ هليلج كابلي وبليلج وشير أملج وبزر الكرفس الْجبلي وبوزيدان وبسباسة وشيطرج هندي وشقاقل من كل وَاحِد جُزْء. فوتنج أَحْمَر وفوتنج أَبيض ولسان العصافير وبهمن أَبيض وبهمن أَحْمَر من كل وَاحِد نصف جُزْء تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وبالسمن وتستعمل عِنْد الْحَاجة. زامهران للكبير: هُوَ دَوَاء هندي ينفع من سوء المزاج الْبَارِد وَمن ضعف الْمعدة وَيزِيد فِي الباه وينفع من الوسواس والسوداء وَيصْلح حركات الْبدن ويحفظ الْجَنِين وَيصْلح الْكل والمثانة ويفتت الْحَصَاة. أخلاطه: يُؤْخَذ وَج وقسط ومرّ وزراوند طَوِيل وزراوند مدحرج من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير دَار فلفل وزنجبيل من كل وَاحِد خَمْسَة أساتير. بزر الكرفس ونانخواه وكراويا وبزر الرازيانج وبزر الرّطبَة وبزر البقلة الحمقاء وبزر الجرجير وفوتنج أَحْمَر وفوتنج أَبيض وآذان الفأر وكمون كرماني وبزر الشبث من كل وَاحِد سِتَّة أساتير. قرنفل وأشنة وقصب الذريرة وعيدان البلسان من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير إكليل الْملك وشيح وزرنب وحبّ البلسان وسليخة وبسباسة وقاقلة وقرفة من كل وَاحِد أَرْبَعَة أساتير. إهليلج أصفر وبليلج وشير أملج منزوعة النَّوَى من كل وَاحِد ثَمَانِيَة أساتير. لفاح يَابِس وخربق أَبيض واَس ومرماخور ومرداسفرم وبزر البنج الْبري وبزر البنج البستاني وحسك بستاني وشيطرج هندي وزرشك وحبّ الأترج مقشّر وزعرور وسنبراس هندي وبهمن أَحْمَر وبهمن أَبيض ولسان العصافير من كل وَاحِد أَرْبَعَة عشر مِثْقَالا. جوزبوا ثَلَاثِينَ عددا أصُول القنا الْبري وبزر الفنجنكشت من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير بزر الجزر وحماما من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم أفيون وأوفربيون وجندبادستر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم هليلج أسود منزوع النَّوَى أَرْبَعَة دَرَاهِم ساذج هندي وحلبة ومو وفطراساليون ودوقو وراوند صيني من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة(3/412)
وَيُؤْخَذ فانيد أَبيض بِوَزْن الْأَدْوِيَة الموصوفة كلهَا وَسمن الْبَقر بِوَزْن الْأَدْوِيَة والفانيذ جميعاَ وَعسل منزوع الرغوة بِوَزْن لفانيذ والأدوية وَالسمن جَمِيعًا وتعجن على هَذِه الصّفة يُؤْخَذ الفانيذ وَيقطع ويلقى عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال مَاء يطْبخ حَتَّى يذوب ويغلظ وَيصير كالعسل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ الْعَسَل ويفتر سمن الْبَقر وتلتّ بِهِ الْأَدْوِيَة المسحوقة المنخولة ثمَّ يلقى الفانيذ وَالْعَسَل المطبوخان فِي هاون كَبِير وَتَذَر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الملتوتة بالسمن ويعجن حَتَّى يَسْتَوِي وَيصير فِي ظرف كَانَ فِيهِ عسل زَمَانا طَويلا وَيرْفَع سِتَّة أشهر وَيسْتَعْمل بعد ذَلِك الشربة مِنْهُ كالعفصة فِي أول الشَّهْر وَآخره ثَلَاثَة أَيَّام ثَلَاثَة أَيَّام بِمَاء حَار أَو بِبَعْض الأنبذة. وأخلاطه: من نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ وَج وقسط ومرّ وزراوند طَوِيل ومدحرج من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير دَار فلفل وزنجبيل من كل وَاحِد خَمْسَة أساتير وَفِي نُسْخَة أُخْرَى أستارين بدل خَمْسَة بزر كرفس ونانخواه وكراويا وبزر الرازيانج وبزر الفرفخ وبزر الجرجير وبزر المرزنجوش وتودري أَبيض وأحمر وكمون كرماني وبزر الشبث من كل وَاحِد سِتَّة أساتير قرنفل وأشنة وقصب الذريرة وعيدان البلسان من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير إكليل الْملك وشيح وزرنب وَحب البلسان وسليخة وبسباسة وقاقلة وقرفة من كل وَاحِد ثَمَانِيَة أساتير. لفاح يَابِس وآس يَابِس وخربق أَبيض ومرماخور وبزر البنج البزي وبزر البنج البستاني وحسك وشيطرج هندي وزرشك وَحب الأترج المقشر والزعرور سنبراس وبهمنان أَبيض وأحمر ولسان العصافير من كل وَاحِد أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا جوزبوا ثَلَاثُونَ عمدا أصُول القنا الْبري وبزر الفنجنكشت من كل وَاحِد ثَلَاثَة(3/413)
أساتير وبزر الجزر وحماما من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم أفيون وأوفربيون وجندبادستر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم إهليلج أسود وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم ساذج هندي وحلبة وفطراساليون ودوقو وراوند صيني من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة بعد النّخل وَيجْعَل مَعهَا الفانيذ بِوَزْن الْأَدْوِيَة كلهَا وتلت بالسمن وتعجن بِعَسَل وترفع فِي إِنَاء الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ للقوي والضعيف دون ذَلِك. زامهران الصَّغِير: قريب النَّفْع من الْكَبِير. أخلاطه: يُؤْخَذ من الوج والقسط والزراوند المدحرج والطويل من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير وَمن حبّ الرشاد وبزر الحرمل من كل وَاحِد إستاران وَمن الفلفل والدارفلفل والزنجبيل من كل وَاحِد خَمْسَة أساتير وَمن بزر الكرفس والكراويا والسعد وبزر اللفت وبزر الرطاب وبزر البصل وبزر الجرجير والزعرور وتؤدري أَبيض وأحمر وبزر الكراث وبزر الْكَتَّان وبزر الحندقوقي وبزر الرازيانج ونانخواه وبزر الأترج المقشر وبزر بقلة الحمقاء وفوتنج وناركيو وحلبة وبزر المرزنجوش وكمون كرماني وبزر الشبث وبزر الجزر من كلِّ وَاحِد عشرَة دَرَاهِم قرنفل وهيل وأشنة وساذج هندي وقاقلة وقرفة وراسن وَسعد وجوزبَوا وقصب الذريرة وزرنب وإكليل الْملك ومرماخور وَحب البلسان من كل وَاحِد عشْرين درهما. وَمن السليخة والبسباسة وحبّ الآس وزرشك ولسان العصافير وسنبل من كل وَاحِد أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ درهما. وَمن الْورْد الْيَابِس خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الإهليلج الْأسود الكابلي والبليلج والأملج من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير وَمن بزر البنج الْأَبْيَض وأفيون وأوفربيون من كل واحدٍ ثَلَاثَة دَرَاهِم. جندبادستر إستار. شيطرج هندي وحسك وزرنباذ وبهمن أَحْمَر وأبيض وراوند صيني وبزر بنج وخولنجان وميعة من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير. وَمن الفانيذ بِوَزْن جَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة يخلط ويلتّ بِسمن الْبَقر ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة. للشربة مِثْقَال بِمَاء فاتر. معجون جالينوس: هَذَا المعجون يسخن آلَات الْبَوْل من الْكل والمثانة وَيفتح السدد وَيصْلح الْبدن. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل أَبيض وفلفل أسود وحماما وقسط مرّ وسنبل الطّيب وقصب الذريرة وساذج هندي وزعفران وبزر الكرفس وأنيسون وعا قر قرحا وبزر الأنجرة وبزر السذاب الْجبلي أَجزَاء مُتَسَاوِيَة تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وتستعمل الشربة وزن دِرْهَم بِمَاء قشور أصل الرازيانج وقشور أصل الكرفس. تَرْتِيب معجون آخر لِجَالِينُوسَ: نَافِع من وجع الكبد والسعال وَقذف الدَّم. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران ودارصيني من كل وَاحِد وزن دِرْهَم مقل أَزْرَق أَرْبَعَة دَرَاهِم أسقلانوس أَرْبَعَة دوانيق أذخر ثَلَاثَة دَرَاهِم قصب الدريرة دِرْهَمَيْنِ سليخة وناردين وَمر من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ وَمن صمغ السرو ثَلَاثَة أساتير وَمن الْعَسَل ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن الزَّبِيب المنزوع الْعَجم وزن سِتِّينَ درهما وَمن الطلاء الْجيد مَا يَكْفِي يدق وينخل ويعجن بِعَسَل. معجرن هرمس: النافع من النقرس جدا وَمن أوجاع المفاصل وأوجاع الْكُلية والمعدة والرياح وقروح الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء واليرقان والحوار واختصاصه بالمفاصل والنقرس والشربة مِثْقَال أَو دِرْهَمَانِ. أخلاطه: يُؤْخَذ غاريقون وأسارون وَوَج وقردمانا وبزر السذاب وأوفربيون وفو وزوفا يَابِس من كل وَاحِد أُوقِيَّة. زراوند طَوِيل وأصل العرطنيثا من كل وَاحِد أوقيتين نانخواة وقرنفل من كل وَاحِد أوقيتين جنطيانا رومي سِتّ أَوَاقٍ حاشا وبزر الكرفس من كل وَاحِد أوقيتين قنطريون دَقِيق وَهُوَ الْعَزِيز ثَمَان أَوَاقٍ سليخة وقسط مرّ ومرّ من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ سنبل الطّيب وفوتنج جبلي وفطراساليون من كل وَاحِد أوقيتين جعدة وأنيسون من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ كمافيطوس وكمادريوس وأسقورديون من كل وَاحِد ثَمَان أَوَاقٍ تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء وتشرب فِي أَيَّام الرّبيع. أخلاطه: من نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ غاريقون ووفي وأسارون وقردمانا وبزر السذاب وأوفربيون وفو وزوفا يَابِس من كل وَاحِد أُوقِيَّة نانخواة وقرنفل من كل وَاحِد أوقيتين جنطيانا سِتّ أَوَاقٍ حاشا وبزر الكرفس من كل وَاحِد أوقيتين قنطوريون دَقِيق ثَمَان أَوَاقٍ قسط وسليخة وزراوند طَوِيل من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ مر وسنبل وفوتنج جبلي وفطراساليون من كل وَاحِد أوقيتين فراسيون وجعدة من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ كمادريوس وكمافيطوس وأسقورديون من كل وَاحِد ثَمَان أَوَاقٍ عسل بِقدر الْكِفَايَة الشربة دِرْهَمَانِ أَو مِثْقَال وَاحِد فِي وَقت الرّبيع. معجون أَيْضا لهرمس: ينفع من الزحير إِذا سقِِي مِنْهُ وزن ثُلثي دِرْهَم بِمَاء بَارِد وَمن وجع(3/414)
الكبد بِمَاء الجلنجبين وللحمّى بِمَاء فاتر ولوجع الْمعدة بخل ممزوج ولوجع الْكل بخمرة ممزوجة ولسائر الأوجاع والخناق بِمَاء فاتر وَإِن لم يكن بِهِ حمى فبطلاء ممزوج ولنزف الدَّم بخلّ ممزوج قدر باقلاة ولوجع الخاصرة بِمثلِهِ ولاعتقال الأمعاء والرياح بطلاء عَتيق ممزوج وَيصْلح لوجع الرَّأْس والوسواس وَالْجُنُون إِذا سقِِي بِاللَّيْلِ وَمن السعال الْيَابِس يسقى فِي أول اللَّيْل بشراب ممزوج وَمن لسع الْحَيَّات بِمَاء الترنجبين ويطلى على الْموضع الملسوع وينفع من السمُوم القاتله إِذا سقِِي بِمَاء الجنطيانا ولعضة الْكَلْب الكَلِب إِذا سقِِي مَعَ لبن ديودار وَزعم وَاضعه أَنه مجرّب. أخلاطه: يُؤْخَذ من الفلفل الْأَبْيَض وبزر البنج من كل وَاحِد خَمْسَة أساتير وَمن الزَّعْفَرَان والأفيون عشرَة أساتير وَمن الأوفربيون والأشق والساذج والعاقر قرحا وأصول اللفاح والفيجن والسليخة والسنبل وبزر الكرفس من كل وَاحِد سِتَّة أساتير. وَمن عيدَان البلسان ثَلَاثَة أساتير وَمن الْعَسَل المنزوع الرغوة بِقدر الْكِفَايَة يعجن وَيسْتَعْمل كَمَا وَصفنَا. الكاسكبينج: هُوَ معجون كثير الْمَنَافِع ينفع من أمرإض الْأَطْفَال وَالصبيان وصرعهم ولقوتهم وَفِي وكزازهم وقولنجهم وينفع الْأَرْحَام واختناق الرَّحِم ويعدل زِيَادَة الْحيض ويسكّن ريَاح الرَّحِم. أخلاطه: يُؤْخَذ سليخة وجفت أفريد وأصل اليبروح وبزر الحرمل وبزر الرازيانج وَحب البلسان وزراوند طَوِيل وزراوند مدحرج ومسك وَعَنْبَر من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. هال أَرْبَعَة عشر درهما أفيون وقسط وجوزبوا وإهليلج أصفر من كل وَاحِد إثنا عشر درهما قرنفل أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ درهما قرفة ومعجون الكسرثا وزرنيخ أصفر وبزر السوس من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ وجّ ثَمَانِيَة دَرَاهِم سكبينج ودرونج وَمر ودهن دسترحان من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم ناغبشت وبسباسة وَسعد زعفران من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم مغاث خَمْسَة عشر درهما ميعة سَائِلَة خَمْسَة عشر درهما مرداسفرم أَو ورق الآس وَجوز السرو وبزر الأبهل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم يدقّ وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل. صفة الكسرثا المستعملة فِيهِ: يُؤْخَذ قصب الذريرة وأظفار الطّيب وكندر من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أشنة وقرفة وزعفران من كل وَاحِد وزن دِرْهَم ميعة أَرْبَعَة دَرَاهِم مسك وعود من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يعجن بشراب عَتيق ريحاني وَيتْرك حَتَّى يتخمر وَيسْتَعْمل. مجون الْمسك: وَهُوَ ينفع من الخفقان وَمن جَمِيع أمراض السَّوْدَاء وَمن عسر النَّفس وَهُوَ دَوَاء للنَّفس. أخلاطه: يُؤْخَذ زرنباذ ودرونج ولؤلؤ غير مثقوب وكهرباء وبسذ من كل وَاحِد دِرْهَم إبريسم نيّ دِرْهَم وَنصف بهمن أَحْمَر وأبيض وساذج هندي وسنبل وقاقلة وفرنقل وجندبادستر من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف زنجبيل ودارفلفل من كل وَاحِد دانقين مسكّ تمن دِرْهَم يدق الْجَمِيع ويعجن بِعَسَل الشربة مِنْهُ كالحمصة بشراب ريحاني.(3/415)
معجون مسك آخر: ينفع من وجع الكبد والمعدة وضعفها ويحلل الرِّيَاح ويفتّح النفخ. أخلاطه: يُؤْخَذ مسك وزن دِرْهَمَيْنِ سنبل الطّيب وسليخة وساذج هندي ولكّ منقّى وراوند صيني من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ جنطيانا رومي دِرْهَمَيْنِ زعفران ونانخواه وبزر الكرفس ومصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم دارصيني وزراوند مدحرج من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم عود هندي وقرنفل وَمر من كل وَاحِد وزن دِرْهَم وَنصف تعجن هَذِه الْأَدْوِيَة دَوَاء الْمسك بأفسنتين: وَهُوَ نَافِع من الخفقان والوسواس وأورام الحنجرة ويجفّف بلة الْمعدة. أخلاطه: يُؤْخَذ أفسنتين وصبر من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم راوندصيني ثَمَانِيَة دَرَاهِم نانخواة زعفران وبزر الكفرس من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم مسك وناردين وساذج وَمر من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ وجندبادستر دِرْهَم وَنصف يخلط ويعجن بِعَسَل. دَوَاء مسك آخر: ينفع من السَّوْدَاء الصفراوية. أخلاطه: يُؤْخَذ مصطكى وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف فقّاح الأفسنتين وباذرنجوية وأفتيمون من كل وَاحِد وزن دِرْهَم عود وسك من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف مسك نصف دِرْهَم زرنباذ ودورنج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ لُؤْلُؤ وكهرباء وبسذ وإبريسم من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم صَبر أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ درهما عسل بِقدر الْكِفَايَة الشربة التَّامَّة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر. دَوَاء الْمسك الحلو: النافع من الخفقان وأمراض السَّوْدَاء وعسر النَّفس وَمن الصرع والفالج واللقوة وَالرِّيح. أخلاطه: يُؤْخَذ زرنباذ ودرونج من كل وَاحِد وزن دِرْهَم لُؤْلُؤ وكهرباء وبسذ وحرير خام محرق من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف بهمن أَحْمَر وأبيض وساذج هندي وسنبل وقاقلة وقرنفل وجندبادستر وأشنة من كل وَاحِد نصف دِرْهَم زنجبيل ودارفلفل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دوانيق مسك دانق وَنصف تدق الْأَدْوِيَة وتنخل وتعجن بِعَسَل شهد خام لم تصبه النَّار للْوَاحِد ثَلَاثَة من عسل وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل بعد شَهْرَيْن. دَوَاء حسك آخر: ينفع تِلْكَ الْمَنَافِع. أخلاطه: تَأْخُذ من الزرنباد والدرونج واللؤلؤ الصغار والكهرباء والبسذ من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الابريسم الخام دِرْهَمَيْنِ وَمن البهمن الْأَبْيَض والأحمر والسنبل والساذج والقاقلّة والقرنفل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَأَرْبَعَة دوانيق وَمن الأشنة والدارفلفل والزنجبيل من كل وَاحِد وزن دِرْهَم ودانقين وَمن جندبادستر دانقين وَمن الْمسك الْجيد وزن مِثْقَال يقْرض الابريسم(3/416)
قرضا مُصَغرًا حَتَّى يصير مثل الْغُبَار ثمَّ يجمع فِي الهاون مَعَ اللُّؤْلُؤ والبسذ والكهرباء ويسحق سحقاً ناعماَ وتدقّ سَائِر الْأَدْوِيَة وتعجن بالشهد الشربة مِنْهُ وزن نصف مِثْقَال بِمَاء فاتر. دَوَاء مسك آخر: ينفع تِلْكَ الْمَنَافِع. أخلاطه: يُؤْخَذ من الأفسنتين وَالصَّبْر من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم سنبل ومسك وساذج ومرصاف من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ راوندصيني سِتَّة دَرَاهِم نانخواة وبزر الكرفس وزعفران من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم جندبادستر وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف يدق ويعجن بِعَسَل الشربة التَّامَّة مِثْقَال. الشجرينا الْكَبِير: هَذَا الدَّوَاء مجرّب نَافِع من جَمِيع الْأَمْرَاض الْبَارِدَة والرياح الغليظة ووجع الْأَسْنَان وتأكلها وَمن برد الْمعدة وبطء الإستمراء والقولنج وعسر الْبَوْل من الْبرد والبلغم ومخاطيّة الْبَوْل. أخلاطه: يُؤْخَذ جندبادستر وأفيون ودارصيني وفو ومو ودوقو من كل وَاحِد دِرْهَم فلفل وَدَار فلفل وقنة وقسط من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم زعفران نصف دِرْهَم يذاب مَا يذوب بِمَاء الْعَسَل وتدق الْيَابِسَة وَتحل القنة مَعَ الْعَسَل وتعجن وتستعمل بعد سِتَّة أشهر. أخلاطه: من نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ جندبادستر وفلفل أسود وزعفران ومو وفو ودوقو وأسارون وأفيون وفلفل أَبيض وبارزذ من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ قسط وزن دِرْهَم دارصيني وزن دِرْهَمَيْنِ يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة. الشجرينا الصَّغِير: وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ. أخلاطه: تَأْخُذ من الجندبادستر والأفيون من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم وَمن الدارصيني والمو والفو والدوقو والأسارون من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم وَمن الفلفل ودارفلفل والقنة والمر والقسط من كل وَاحِد سِتِّينَ درهما وَمن الزَّعْفَرَان ربع أُوقِيَّة. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: من الزنجبيل أُوقِيَّة وَمن الميعة السائلة ثَلَاث أَوَاقٍ. وقِي نُسْخَة أُخْرَى: جندبادستر وفلفل أسود وزعفران ومو وفو ودوقو وأسارون وأفيون ودارصيني وفلفل أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَم. قسط وزن دِرْهَم تدق الْأَدْوِيَة وتعجن بِعَسَل وتعتق سِتَّة أشهر الشربة نصف مِثْقَال بِمَاء فاترعلى الرِّيق. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: الشربة مَا بَين دانق إِلَى مثقالين. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: الشربة مثل فلفلة وَقيل أَنه يسحق قِيرَاط ويطلى للسموم والرياح فِي الْأَرْحَام وَقلة الْوَلَد وَالْحيض يذاب مِنْهُ مثل الفولة بدهن السوسن وَيحْتَمل بصوفة ويذاب مِنْهُ بدهن زئبق وتشم مِنْهُ الْمَرْأَة ويدخن بِهِ أَيْضا ولوجع الصَّدْر والسعال والكليتين وَمن تعسر الْبَوْل من الأبردة يشرب مِنْهُ مثل الحمصة بطلاء صرف وللتخمة مِثْقَال بطلاء صرف.(3/417)
أمروسيا وَمَنَافع ذَلِك: وَهُوَ النافع من ضعف الكبد وَالطحَال وصلاتهما وَيفتح السدد ويدر الْبَوْل ويفتت الْحَصَاة فِي الْكل ومنفعته فِي ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء عَظِيمَة. أخلاطه: يُؤْخَذ دوقو وَهُوَ بزر الجزر البرّي وكمون كرماني وعيدان البلسان وسليخة وقردمانا وفقاح الأذخر وبزر الكرفس من كل وَاحِد وزن دِرْهَم. دارفلفل وقسط من كل وَاحِد نصف دِرْهَم فلفل أَبيض نصف دِرْهَم مر وزن ثلائة دَرَاهِم حب الْغَار عشرَة عددا وَج وزعفران من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِنْهُ بِقدر البندقة بِمَاء حَار. أنقرديا وَهُوَ البلاذري: وَهُوَ نَافِع من الزمانة. أخلاطه: يُؤْخَذ أهليلج أسود وبليلج وأملج من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ درهما شونيز أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ درهما طباشير وزن سِتَّة دَرَاهِم هال وزن سَبْعَة دَرَاهِم سعد سِتَّة دَرَاهِم بلافر سِتَّة دَرَاهِم فلفل وَدَار فلفل وزنجبيل وفلفلموية وأنيسون من كل وَاحِد إثنا عشر درهما يدق وينخل ويخلط مَعَه فانيذ وزن سِتّمائَة دِرْهَم محلولاً بِالْمَاءِ الْحَار بِقدر مَا يَكْتَفِي وتعجن الْأَدْوِيَة ويدفن الْإِنَاء الَّذِي فِيهِ الدَّوَاء فِي الشّعير سِتَّة أشهر ثمَّ يسْتَعْمل. معجون بلاذري: ينفع من جَمِيع أوجاع الْمعدة وَمن الصداع الْعَتِيق واللدوار المعدي وَالْجُنُون والهذيان ووجع الصَّدْر والكبد وَالطحَال وَالْكل والمزاج الْبَارِد وأوجاع الْأَرْحَام والنقرس والجذام وأمراض السَّوْدَاء. أخلاطه: يُؤْخَذ سنبل ومو وزعفران وسليخة وساذج وأفتيمون وأذخر وَحب البلسان وراوند وقرنفل وَحب البان وزنجبيل وصبر ومقل وَمر ودهن البلسان من كل وَاحِد أُوقِيَّة مصطكى وَعسل البلافر وغاريقون من كل وَاحِد ثَمَانِيَة غرامات أصل السوسن الاسمانجوني أوقيتين قشور أصل الرازيانج ثَلَاثَة أَرْطَال خل ثَلَاثَة أقساط تنقع قشور أصُول الرازيانج بالخل ثَلَاثَة أَيَّام ويلقى فِي الْقدر ويغلى عَلَيْهِ ثَلَاث غليات خَفِيفَة ويصفى وتعصر الْأُصُول ويضاف إِلَى ذَلِك الْخلّ رَطْل وَنصف عسلاً ويغلى بِنَار لينَة على فَحم حَتَّى يغلظ قَلِيلا وتخلط مَعَه الْأَدْوِيَة والشربة وزن دِرْهَم بِمَا يُوَافق من الْأَشْرِبَة. معجون آخر بلاذري: ينفع من الفالج وَنَحْوه وَمن اللقوة والاسترخاء ويجلو الدِّمَاغ ويذكيه. أخلاطه: يُؤْخَذ سنبل وسليخة وساذج هندي ومو وزعفران وشيح أرمني وأفتيمون وفقاح الأذخر وراوند صيني وحبّ البلسان. وقرنفل من كلّ وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ. وحبٌ البان المقشر وزنجبيل من كَل وَاحِد أُوقِيَّة. وَمن الكيا وصعسل البلافر وفوفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم غاريقون وزن دِرْهَمَيْنِ وَفِي نُسْخَة سَابُور ثَمَانِيَة دَرَاهِم وصبر سقوطري أُوقِيَّة إيرسا أوقيتين قشور عروق الرازيانج ثَلَاثَة أَرْطَال خل ثَقِيف تِسْعَة أَرْطَال تنقع القشور فِي الْخلّ ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة وتطرح حِينَئِذٍ فِي الْقدر وتغلى ثَلَاث غليات بِنَار وسط ثمَّ يصفّى وتطرح القشور ويعاد الْخلّ فِي الْقدر ويصبّ يه من الْعَسَل عشرَة أَرْطَال وَنصف(3/418)
ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ وتذرّ عَلَيْهِ حِينَئِذٍ الْأَدْوِيَة المدقوقة المرضوضة ويخلط وَيسْتَعْمل هَذَا المعجون بعد سِتَّة أشهر الشربة التَّامَّة وزن دِرْهَم بِمَاء فاتر. أرسطون الْكَبِير وتأويله الْفَاضِل: النافع من برد الْجِسْم وَمن السل ووجع الْبَطن والحمى المختلطة وَمن الرّبع والقولنج ووجع الرَّحِم. أخلاطه: تَأْخُذ من الأوفربيون والزعفران والسليخة والحماما والأفيون والقاقيا والقسط والمر والسنبل والصمغ الْعَرَبِيّ وبزر الخروع وبزر الحندقوقي وبزر الجرجير وَحب الأنجرة والمقل والكندر والدبق والسمّاق والكبريت الْأَصْفَر والميعة السائلة والفلفل الْأَبْيَض من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. عَاقِر قرحا وبزر العرطنيثا وَهُوَ آذريون والورد الْيَابِس وبزر الفيجن وبزر الكرفس وبزر الأترج ونانخواة وبزر الطرخشقوق من كل حد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وبزر الحوك عشرَة دَرَاهِم بزر البنج عشرَة دَرَاهِم قرطم وزنجبيل من وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ وَمِنْهُم من لَا يطْرَح فِيهِ الفلفل وتدق الْيَابِسَة وتنقع النديّة بِخَمْر ريحاني ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى ينْحل وَيصير مَعَ الْعَسَل وَحِينَئِذٍ يصب عَلَيْهِ من دهن البلسان الْفَائِق أُوقِيَّة وَينصب على النَّار فِي قدر حِجَارَة ويوقد تَحْتَهُ حَتَّى يغلي غليتين ثمَّ ينزل عَن النَّار وَيعتق سِتَّة أشهر الشربة الْكَامِلَة وزن مِثْقَال وكل مَا عتق كَانَ أَجود. أخلاطه: يُؤْخَذ من الأفيون وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم أقاقيا وفلفل من كل وَاحِد أُوقِيَّة عَاقِر قرحا وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم حَماما خَمْسَة دَرَاهِم سليخة أَرْبَعَة دَرَاهِم زعفران ثَلَاثَة دَرَاهِم كبريت أصفر أُوقِيَّة أوفربيون ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل أُوقِيَّة يدق وينخلى ويعجن بِعَسَل. دحمرثا: وَهُوَ النافع من سدد الكبد وَالطحَال وَبرد الْأَرْحَام والسعال الرطب وَالرّبع وضيق النَّفس واليرقان السّديّ والاسترخاء. أخلاطه: يُؤْخَذ من بزر حرمل منُّا وَنصف ولبان عشرَة دَرَاهِم زراوند طَوِيل وراوند صيني من كل وَاحِد عشرُون درهما زرنباذ ودرونج من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم مصطكى وَحب البلسان وزعفران وإكليل الْملك وسنبل الطّيب من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم أفيون وزنجبيل وقسط وسليخة من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير سعد عشرَة أساتير صَبر أسقوطري أَرْبَعَة عشر درهما قرنفل وزن سِتَّة دَرَاهِم خربق أَبيض وَورد أَحْمَر يَابِس وشونيز من كل وَاحِد سِتَّة أساتير فلفل وزن عشرَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وتستعمل. صَنْعَة باذمهرج: مَنَافِعه كمنافع الدحمرثا. أخلاطه: يُؤْخَذ زرنباذ ودرونج وأفيون وجندبادستر وعاقر قرحا وفلفل وَدَار فلفل وسليخة وهرم الْمَجُوس وبزر البنج وقسط ولبنى وجاوشير وزعفران من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم حلبة ثَمَانِيَة دَرَاهِم لُؤْلُؤ وزن دِرْهَمَيْنِ قنة ومرّ من كل وَاحِد إثنا عشر درهما يدق وينخل ويعجن بِعَسَل.(3/419)
صَنْعَة معجون الغياثي: ينفع من وجع الرَّأْس الْعَتِيق ويسقى بشراب ممزوج مَعَ الْعَسَل وَالْمَاء الفاتر وينفع الَّذين يصرعون إِذا شربوا مِنْهُ وَهُوَ نَافِع من الهذيان وَمن الورم الصلب وَيقطع الفضول الَّتِي تتحلب إِلَى الْعين. أخلاطه: يُؤْخَذ مر وسليخة وَدَار فلفل ودارصيني وسيساليوس وحماما من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم. سنبل وفقاح الأذخر من كل وَاحِد إثنا عشر درهما وَمن الزَّعْفَرَان وزن خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الأفيون خَمْسَة عشر درهما وَمن بزر الكرفس الْجبلي خَمْسَة وَثَلَاثُونَ درهما أنيسون وبزر كرفس بستاني من كل وَاحِد عشرُون درهما وَمن الفلفل ثَمَانِيَة وَثَلَاثُونَ درهما وَمن اللبنى والقسط والفوة والأسارون من كل وَاحِد دِرْهَم تدقّ وتنخل الْيَابِسَة وتنقع الندية بطلاء ريحاني ثمَّ يعجن الْكل بِعَسَل الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَم بِمَاء فاترعلى الرِّيق. صَنْعَة معجون أصفر سليم: ينفع من أمراض الْمرة السَّوْدَاء والرياح والخفقان وأوجاع الصّبيان وأوجاع الْأَرْحَام. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل أَبيض وزنجبيل وملح هندي من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. أفيون وأوفربيون وجندبادستر وقرنفل وزعفران ومصطكى وعاقر قرحا من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. قسط سِتَّة دَرَاهِم فاشرا وفاشرستين وَسعد وزرنباذ ودرونج وزراوند طَوِيل من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. دهن البلسان وَمَاء الكافور من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم تدق الْيَابِسَة وتنقع الصموغ بِالشرابِ وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة لكل إِنْسَان بِحَسب مزاجه. صَنْعَة معجون أسود سليم: ينفع من الْمس والفالج والولهية والمرة السَّوْدَاء وَجَمِيع الْعِلَل الْبَارِدَة. أخلاطه: يُؤْخَذ من بزر الحرمل مائَة وَعِشْرُونَ درهما جاوشير ثَمَانُون درهما شونيز وبارزد وقنابري من كل وَاحِد وزن سِتِّينَ درهما وَج وسكبينج وأشق وزراوند طَوِيل ومدحرج وخردل ومقل أَزْرَق وخربق وأصل الهندبا وجندبادستر وأصل الحنظل وكبريت أصفر وبزر جرجير وفنجنكشت وسذاب من كل وَاحِد أَرْبَعُونَ درهما. أفيون وأوفربيون وبنج وفلفل أَبيض وكندس وملح هندي أَحْمَر وملح نبطي أسود وأصل السابيزج وَهُوَ أصل سابشك وَهُوَ اللفاح وأصل البنج وعاقر قرحا ومرّ وصبر ولبان وشيطرج من كل وَاحِد عشرُون درهما. سنبل ومصطكى وزرنباد ودرونج من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم زعفران ثَلَاثَة دَرَاهِم تدقّ الْيَابِسَة وتنقع الصموغ فِي قطران شَامي قدر مَا يكفيها ثمَّ تدق وتخلط بالأدوية كلهَا ثمَّ تدفن فِي الرماد شَهْرَيْن ثمَّ تسْتَعْمل بعد ذَلِك الشربة ثَلَاثَة مَثَاقِيل للقوي وللوسط مثقالان وللضعيف مِثْقَال وللمرضى مثل الفلفلة. صَنْعَة معجون أبي مُسلم وَهُوَ الْمُسَمّى الغياثي: وَهُوَ من المخدرة المسكنة للأوجاع من كل ريح وَمن كل دُعَاء غَالب وَمن الوسواس وَهُوَ من كل وجع نَافِع مسكن. أخلاطه: يُؤْخَذ أفيون وبنج أَبيض من كل وَاحِد عشرَة مَثَاقِيل أوفربيون وزعفران وسنبل وعاقر قرحا وسورنجان وقاقلة ودارفلفل من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة والشربة نصف مِثْقَال للقوي وَالْكَبِير واللصغير وزن دانق.(3/420)
صَنْعَة معجون الثوم: ينفع من البهق والأبردة والخام والبلغم وَيزِيد فِي الْقُوَّة ويصفّي اللَّوْن وَيصير صَاحبه كَهَيئَةِ الشَّبَاب وَهُوَ نَافِع من كل دَاء وَيشْرب فِي الشتَاء فيدفىء الْجَسَد ويجفف الدبر وَيُقِيم الطبيعة. أخلاطه: يُؤْخَذ قفير من حمّص شَامي وينقع لَيْلَة فِي مَاء عذب ثمَّ يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يسود مَاؤُهُ ويتفتّت الحمص ثمَّ يصفنى مَاؤُهُ ثمَّ يُؤْخَذ الثوم فينقّى حَبَّة حَبَّة ثمَّ اطبخه بِهِ حَتَّى ينضج الثوم وَيصير مثل الدِّمَاغ ثمَّ صبّ عَلَيْهِ لبن بقر حليب قدر مَا يغمره بِقدر أَربع أَصَابِع ثمَّ اطبخه بِنَار لينَة مثل السراج حَتَّى ينشف اللَّبن أَو يكَاد ثمَّ يصب عَلَيْهِ سمن حَدِيث بقري بِقدر ثمَّ يطْبخ بِنَار لينَة مثل السراج حَتَّى ينشفه ثمَّ اعجنه فِي قدر نُحَاس حَتَّى يصير مثل الْعَجِين ثمَّ صب عَلَيْهِ غمره بِقدر أَرْبَعَة أَصَابِع عسلاً أَبيض صافياً فاطبخه كَذَلِك حَتَّى ينْعَقد أَو يكَاد ثمَّ اجْعَل على كل رَطْل من الثوم إثني عشر مِثْقَالا تودري أَبيض وأحمر وَثَلَاثَة مَثَاقِيل فلفلاً وَعشرَة مَثَاقِيل حبقاً وَعشرَة مَثَاقِيل كمّوناً كرمانياً وأصبت فِي الْحَاشِيَة وَعشرَة مَثَاقِيل خولنجان وَمثله دارصيني وَخَمْسَة مَثَاقِيل دارفلفل تدقّ هَذِه الْأَدْوِيَة وتطرح عَلَيْهِ وتخلط وَتجْعَل فِي جرة خضراء وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الجوزة على كل حَال. معجون الأثاناسيا الْكُبْرَى الَّتِي بكبد الذِّئْب: النافع لأوجاع الكبد وَالطحَال والمعدة والرياح والدوسنطاريا والسعال المزمن. وللذين يتقيؤون الدَّم. وَهُوَ مسكّن للأوجاع كمعجون فيلن يَعْنِي الفلونية الرومية وَمن الخدر وَالِاخْتِلَاف والنزف ووجع الكليتين ورياح الكليتين والمثانة والربو والسعال. وينقّي الصَّدْر وينفع كالمرهم على البواسير والشربة من ربع مِثْقَال إِلَى نصف مِثْقَال. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران وَمر وأفيون وجندبادستر وبزر البنج وقسط وقردمانا وخشخاش وسنبل وغافت وكبد الذِّئْب والقرن الْأَيْمن من قَرْني الْمعز محرقاً أَجزَاء سَوَاء. يدق مَا يدق مِنْهَا ويذاب مَا يذاب بِالشرابِ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة بعد سِتَّة أشهر. مَنَافِعه تِلْكَ بِعَينهَا. أخلاطه: يُؤْخَذ ميعة وزعفران وقسط وسنبل وأفيون وسليخة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. عصارة الغافت ثَمَانِيَة دَرَاهِم أصل السوسن إثنا عشر درهماَ عسل بِقدر الْكِفَايَة والشربة كالبندقة بِمَا يُوَافق من الْأَشْرِبَة. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى زِيَادَة دواءين وهما: المر وعيدان البلسان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. صَنْعَة معجون دَوَاء الكركم: ينفع من ضعف الكبد وَالطحَال والمعدة وصلابتها وَمن ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء وَيمْنَع كَونه وَيحسن اللَّوْن جدا وينفع من أَكثر الْأَمْرَاض المزمنة. أخلاطه: يُؤْخَذ سنبل الطّيب ومرّ وسليخة وقسط وفقّاح الأذخر ودارصيني وزعفران من(3/421)
كل وَاحِد جُزْء يدق وينخلج وينقع المر يَوْمًا وَلَيْلَة بمثلث ويخلط الْجَمِيع ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى بدل السنبل ناردين. دَوَاء الكركم من صَنْعَة جالينوس: ينفع من الأوجاع العتيقة الَّتِي تكون فِي الكبد وَالطحَال من الْبرد والغلظ وَيفتح السدد الْعَارِضَة فِي جَمِيع اَلات الْغذَاء ويطرد الرِّيَاح الغليظة عَنْهَا ويدر الْبَوْل وينفع من جَمِيع أوجاع الْكل والمثانة وَالرحم الْعَارِضَة من الْموَاد الغليظة وَمن الصلابة الَّتِي تكون فِيهَا وَمن الاسْتِسْقَاء. أخلاطه: يُؤْخَذ من الزَّعْفَرَان. وزن إثني عشر درهما وَمن الفو والمو من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن السنبل سِتَّة دَرَاهِم أنيسون ودوقو وأسارون وراوند صيني وفطراساليون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الْقسْط والسليخة وفقاح الأذخر وَحب البلسان من كل وَاحِد وزن دِرْهَم وَمن الفوة دِرْهَمَيْنِ وَمن عصير السوس والغافت والجعدة وسقولوقندريون من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن دهن البلسان نصف أُوقِيَّة وَمن المرِّ وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَفِي نُسْخَة أُخْرَى بدل حب البلسان حب البان دِرْهَم كِبَر رومي وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق وينخل ويعجن بِعَسَل بعد أَن يلت بدهن البلسان الشربة وزن دِرْهَم بشراب الْعَسَل. صَنْعَة دَوَاء اللكّ الْأَكْبَر: ينفع مَنَافِع دَوَاء الكركم ويفتّت الْحَصَا. أخلاطه: يُؤْخَذ ثَمَانِيَة دَرَاهِم من لوز مرّ مفشّر دارصيني وساذج وقرنفل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم كمافيطوس ومو وفو ومرّ وزوفا يَابِس من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم سنبل إثنا عشر درهما دوقو وبزر الكرفس وفطراساليون وكمون كرماني وزنجبيل من كل. وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم جنطيانا زراوند مدحرج من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم زعفران ثَلَاثَة دَرَاهِم أسارون سَبْعَة دَرَاهِم فوة خَمْسَة عشر درهما حب البلسان وسليخة ومصطكى وقصب الذريرة ومقل من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم ربّ السوس إثنا عشر درهما وَنصف راوند خَمْسَة عشر درهما جعدة وأذخر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم فلفل وقسط من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم سيساليوس دهن البلسان من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف تدق الْيَابِسَة وتنخل ويذاب مَا يذاب بِالشرابِ الريحاني ويعجن بالعسل بِقدر الْكِفَايَة والشربة كالبندقة بِمَا يصلح من الْأَشْرِبَة. صَنْعَة دَوَاء اللك الْأَصْغَر: ينفع من ضعف الكبد والمعدة وبردهما وصلابتهما وصلابة الطحال ويفتّح السدد. أخلاطه: يُؤْخَذ اللك وقسط وحبّ الْغَار وترمس وحلبة وفلفل وَمن كل وَاحِد دِرْهَمَانِ راوند ثَلَاثَة دَرَاهِم عسل بِقدر الْكِفَايَة الشربة وزن دِرْهَم بِمَاء طبيخ الأفسنتين وَفِي نُسْخَة بدل حب الْغَار فقاح الأذخر.(3/422)
صَنْعَة القوقي: ينفع من السعال وصلابة الكبد والشوصة. أخلاطه: يُؤْخَذ مر وبناست من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم سنبل وزعفران ودارصيني وسليخة من كل وَاحِد وزن دِرْهَم فقاح الأذخر وقصب الذريرة ومقل من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف. وَفِي بعض النّسخ بدل الْمقل أصفالانوس زبيب كبار منزوع الْعَجم والقشر خَمْسَة وَعِشْرُونَ درهما عسل يقدر الْكِفَايَة الشربة وزن دِرْهَم بطبيخ الزوفا ينقع مَا ينتقع من الْأَدْوِيَة مَعَ الزَّبِيب بشراب ريحاني وتدق الْيَابِسَة وتنخل ويحلّ البناست مَعَ الْعَسَل ويخلط الْجَمِيع وَيضْرب. صَنْعَة الفلونيا الرُّومِي الطرسوسي: ينفع من أمراض كَثِيرَة وخاصة من أوجاع القولنج وَهُوَ مسكن للاوجاع هَذَا كَلَام سرانيون. قَالَ جالينوس فِي الميامر حِكَايَة عَن دَوَاء فيلون أَنه قَالَ أَنا من استنباط فيلون الطَّبِيب الطرسوسي ومنفعتي لمن قسم لَهُ الْمَوْت مَنْفَعَة عَظِيمَة وَأصْلح للأوجاع الْحَادِثَة فِي علل كَثِيرَة وَذَلِكَ أَنه إِن حث فِي المعي الْمُسَمّى قولن وَهُوَ وجع القولنج وَسقي صَاحب الوجع مني مرّة وَاحِدَة سكن وَجَعه وَإِن أسقيت لمن بِهِ عسر الْبَوْل أَو بِهِ حَصَاة تؤذيه نفعته وأبرىء الطحال أَيْضا وَنَفس الانتصاب المؤذي والسل والتشنج ووجع الْجَنِين الْمخوف وَإِن سقيت لن ينفت الدَّم أَو يتقيأ الدَّم حلت بَينه وَبَين الْمَوْت وحجزته عَنهُ وأسكن كل وجع يحدث فِي الْأَعْضَاء أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل أَبيض وبزر البنج من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا أفيون عشرَة مَثَاقِيل زعفران خَمْسَة مَثَاقِيل أوفربيون وسنبل وعاقر قرحا من كل وَاحِد مِثْقَال عسل منزوع الرغوة بِقدر الْكِفَايَة الشربة كالحمصة بِمَاء فاتر. صَنْعَة الفلونيا الْفَارِسِي: النافع من نزف الطمث والبواسير وانحلال الطبيعة وانبعاث الدَّم واللاتي تحضن من الحبالى والرياح الْعَارِضَة فِي الْأَرْحَام ويحفظ الأجنة ويشد فَم الرَّحِم. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل أَبيض وبزر البنج من كل وَاحِد عشرُون درهما أفيون وطين مختوم من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم زعفران خَمْسَة دَرَاهِم أوفربيون وسنبل وعاقر قرحا من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ جندبادستر دِرْهَم زرنباذ ودرونج ولؤلؤ غير مثقوب ومسك من كل وَأحد نصف دِرْهَم كافور دانق وَنصف عسل منزوع الرغوة مصفى بِقدر الْكِفَايَة الشربة صزن دِرْهَم بِمَا يُوَافق من الْأَشْرِبَة.(3/423)
معجون الكاكنج: النافع من القروح فِي. المثانة وَالْكل وللذين يَبُولُونَ الدَّم وَهُوَ مجرب. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر البني وبزر الكرفس وبزر الرازيانج من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم حب القثاء خَمْسَة دَرَاهِم وَفِي نُسْخَة أُخْرَى حبّ القثاء دِرْهَمَيْنِ شوكران وبزر الحماض وأفيون وَحب الصنوبر مقلو وزعفران وبندق مشوي ولوز مر مقلو من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم حبّ الكاكنج الْجبلي الْكِبَار خَمْسَة وَعِشْرُونَ عددا كثيراء أَرْبَعَة دَرَاهِم يدق وينخل ويعجن بالميبختج الشربة وزن دِرْهَم بخنديقون أَو بِمَاء الْعَسَل بعد سِتَّة أشهر. صَنْعَة دَوَاء الخطاطيف: النافع من أوجاع الْحلق والخناق وأوجاع مَا فَوق الشراسيف. أخلاطه: يُؤْخَذ أنيسون وبزر الكرفس ونانخواه وفقاح الأذخر وأصل السوسن الاسمانجوني ودارصيني وحماما وزراوند طَوِيل وشب يماني وبزر الحرمل وَمر وأصل السوسن وسليخة وزعفران من كل وَاحِد أُوقِيَّة. معجون قرقومغما وبزر الْورْد والورد الْيَابِس من كل وَاحِد أوقيتان قسط ورماد الخطاطيف الحَدِيث من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ سنبل ونشاستج الْحِنْطَة من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة عفص فج متوسط فِي الْمِقْدَار عشرَة عددا يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مِقْدَار عفصة فيداف بِمَاء الْعَسَل أَو بِمَاء الشّعير أَو بطبيخ الْورْد والعدس وأصل السوسن ويتغرغر بِهِ وَيسْتَعْمل أَيْضا بالطلاء ثَلَاث أَو أَربع مَرَّات فِي الْيَوْم. يُؤْخَذ زعفران ودارصيني من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ ورد يَابِس وحماما وقسط من كل وَاحِد دِرْهَم مرّ أَرْبَعَة دَرَاهِم أصل السوسن وساذج هندي من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف يدق ويعجن بشراب ويقرص أقراصاً ويجفف فِي الظل. صَنْعَة دَوَاء الكبريت: لَعَلَّ هَذَا الدَّوَاء يعدل الترياق فينفع من الحميات الدائرة الْبَارِدَة وَمن حمى الرّبع وَحمى البلغم والسعال خُصُوصا الْعَتِيق وَنَفث الْمدَّة وضيق النَّفس وينفع من الكزاز وينفع من الاسْتِسْقَاء وَالطحَال ويدرّ الْبَوْل وَيخرج الْحَصَاة ثمَّ ينفع مر لسوع الْحَيَّات والعقارب مَنْفَعَة بيّنة ويخلص من آفَة الْأَدْوِيَة القتالة. أخلاطه: يُؤْخَذ كبريت أصفر وبزر بنج أَبيض وقردمانا وميعة ومرّ من كلواحد ثَمَانِيَة دَرَاهِم سذاب وقسط من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم أفيون وزعفران من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ سليخة إثني عشر درهما فلفل أَبيض إثنين وَعشْرين درهما تدق الْأَدْوِيَة وتعجن بالعسل وتستعمل بعد سنة ويسقى الْمَرِيض مِنْهُ قبل دور الْحمى على قدر سِنِّه وَمن كناش يوحنا من نصف دِرْهَم إِلَى مِثْقَال والشربة المتوسطة دِرْهَم.(3/424)
معجون الحلتيت: ينفع من أدوار الحمّيّات ويزيل حمّى الرّبع عِنْد النضج وَيدْفَع ضَرَر اللسوع خَاصَّة الْعَقْرَب والرتيلاء وَنَحْوهمَا. أخلاطه: يُؤْخَذ حلتيت وفلفل وَمر وورق السذاب أَجزَاء سَوَاء يعجن بِعَسَل الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَم فِي لسع العقارب بِالشرابِ وَفِي الحمّى بالسكنجبين قبل الدّور بساعة. صَنْعَة معجون الْملح الْهِنْدِيّ: ينقي الْمعدة وَيحبس الْقَذْف البلغمي والسوداوي ويشفي الدوار الْكَائِن من البلغم والسود اء. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أسود وبليلج وأملج وهليلج كابلي وأسطوخودس من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم أفتيمون أَرْبَعَة دَرَاهِم ملح هندي دِرْهَمَانِ أيارج فيقرا عشرَة دَرَاهِم غاريقون أَرْبَعَة دَرَاهِم يدق وينخل ويعجن بالسكنجبين الشربة وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ على الرِّيق بِمَاء فاتر. معجون الْقسْط: النافع من أوجاع الكبد والمعدة: أخلاطه: يُؤْخَذ دارصيني وسليخه وقسط من كل وَاحِد وزن ثَلَاثُونَ درهما أنيسون وبزر الكرفس من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم أسارون وزن تِسْعَة وَعشْرين درهما زعفران وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم راوند صيني وَمر من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم فقاح الأذخر أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ درهما ينقع المر بطلاء ويصفى ويلقى على الْأَدْوِيَة ويعجن بِعَسَل النَّحْل المنزوع الرغوة للْوَاحِد ثَلَاثَة وَيسْتَعْمل. صنعه معجون قباذ الْملك: النافع من أوجاع المفاصل والنقرس والمسكن لأوجاعهما وَالْمَانِع لَهما من الْحُدُوث وَمن الْحمى العتيقة ووجع الطحال والرياح الغليظة وعسر النَّفس والسعال وقروح الأمعاء والغشي وأوجاع الْعين وَالْحلق إِذا شرب يَوْمَيْنِ ويحفظ الْبدن من الأوصاب والأمراض. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر السذاب الْبري وفراسيون وأسقورديون وكمافيطوس وجاوشير وجنطيانا رومي واسطوخودس وقردمانا وميعة سَائِلَة من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل. مر وزعفران وقسط مر وفلفل أَبيض وأذخر وسنبل الطّيب وأوفربيون وقشور أصل اللفاج وأشق وفوتنج وبزر الرازيانج وبزر الجزر البزي الإقليطي وَورد أَحْمَر يَابِس منزوع الأقماع وحبّ البلسان من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل. دارصيني ثَمَانِيَة مَثَاقِيل من السليخة أُوقِيَّة وعصارة الغافت وكاشم وبزر الحندقوقي وصمغ اللوز من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون وبزر البنج من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة منقوعاً مِنْهَا مَا انتقع إِمَّا بشراب جيد صَاف وَهُوَ الأَصْل أَو بجمهوري وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء(3/425)
القفطرغان الْأَكْبَر: ينفع من إِسْقَاط الأجنة وأوجاع النِّسَاء وَمن جَمِيع الْأَمْرَاض وَهُوَ دَوَاء هندي. أخلاطه: يُؤْخَذ أفيون وزن أَرْبَعَة أساتير وَأَرْبَعَة دوانيق أوفربيون ثَمَانِيَة دَرَاهِم أقاقيا وزن خَمْسَة أساتير وزن دِرْهَمَيْنِ وثلثي دِرْهَم حَماما وزن ثَلَاثَة أساتير وَأَرْبَعَة دوانيق قسط مر إستارين فلفل إستارين وَأَرْبَعَة دوانيق عَاقِر قرحا وزن سِتَّة دَرَاهِم الفاشرا وَهُوَ الهزارجشان وفاشرستين وَهُوَ ششبندان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم إبريسم نيء وزن إستارين فضَّة محرقة وزن سِتَّة دَرَاهِم ورد أَحْمَر يَابِس منزوع الأقماع وزن سِتَّة دَرَاهِم بزر السذاب أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر الكرفس استارين مسك سِتَّة دَرَاهِم نانخواة أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر البنج الْأَبْيَض تِسْعَة أساتير ودرهمين فقاح الْكَرم وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم قشور أصل الكرفس وزن ثَلَاثَة أساتير ودرهمين بزر البقلة الحمقاء عشرَة أساتير حب الخروع مقشر ثَمَانِيَة أساتير كبريت أصفر خَمْسَة أساتير صمغ وزن ثَلَاثَة أساتير وَوزن دِرْهَمَيْنِ ميعة سَائِلَة وزن ثَلَاثَة أساتير وَوزن دِرْهَمَيْنِ وَأَرْبَعَة دوانيق مقل أَزْرَق إستارين كندر ذكر خَمْسَة أساتير وَوزن دِرْهَمَيْنِ قنة تِسْعَة أساتير ودرهمين وَأَرْبَعَة دوانيق دبق منقى خَمْسَة أساتير وَأَرْبَعَة دوانيق آس إستارين مصطكى ثَلَاثَة أساتير وَأَرْبَعَة دوانيق زراوند مدحرج ثَلَاثَة أساتير وَأَرْبَعَة دوانيق أصل السوسن الاسمانجوني ثَلَاثَة أساتير ودرهمين قردما سِتَّة أساتير أصُول الكاكنج وزن سِتَّة دَرَاهِم ساذج هندي ثَلَاثَة أساتير وَأَرْبَعَة دوانيق حب البلسان وقصب الذريرة وسليخة وزرنباذ ودرونج من كل وَاحِد إستارين لفّاح وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم دارصيني سِتَّة دَرَاهِم أسارون أَرْبَعَة دَرَاهِم قاقلة خَمْسمِائَة حَبَّة صِحَاح قرنفل ذكر خَمْسَة أساتير قرنفل أُنْثَى ثَلَاثَة أساتير أفروذيجان أستارين ودرهمين قرفة إستارين خولنجان أَرْبَعَة دَرَاهِم لُؤْلُؤ غير مثقوب خَمْسَة دَرَاهِم بسذ إستارين وَدِرْهَم زراوند طَوِيل تِسْعَة أساتير زوفرا وزن دِرْهَمَيْنِ وَج أَبيض إستارين ودرهمين شيطرج هندي إستارين زنجبيل وفلفل أَبيض من كل وَاحِد خَمْسَة أساتير أطموط ويوربارد كل وَاحِد إثنا عشر درهما سوربارد إستارين ودرهمين وَأَرْبَعَة دوانيق بهمن أَبيض وأحمر من كل وَاحِد إستارين وَأَرْبَعَة دوانيق مرَارَة الْبَقر وزن دِرْهَمَيْنِ مرَارَة الذِّئْب ومرارة الدب ومرارة الْغُرَاب من كل وَاحِد وزن دِرْهَم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة منقوعاً مِنْهَا مَا انتقع بشراب سَبْعَة أَيَّام وَبعد ذَلِك تلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المسحوقة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة ودهن البلسان ثَلَاثَة أساتير وَيكون قدر الشَّرَاب المنقوع فِيهِ الْأَدْوِيَة قدر مَا يذاب فِيهِ الْأَدْوِيَة وَيصير كاللعوق ويصر فِي قدر حِجَارَة أَو فخّار نظيف ويغلى خمس أَو سِتّ غليات وَينزل عَن النَّار ويبرد وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج وَبعد ذَلِك تُؤْخَذ ضبعة عرجاء أُنْثَى هرمة وتُشَدّ يداها ورجلاها بعضهما إِلَى بعض وَتصير فِي قدر نُحَاس ويلقى عَلَيْهَا ترمس أَبيض وشبث من كل وَاحِد كف ويلقى عَلَيْهَا من المَاء العذب قدر الْحَاجة ويغطى فَم الْقدر وتطبخ بِنَار لينَة حَتَّى تتهرى وَبعد ذَلِك تنزل عَن النَّار ويصفى المرق ويؤخد وينقى جلدهَا وعظامها وشعرها ويعاد المرق إِلَى قدر نظيفة ويلقى عَلَيْهَا دهن(3/426)
البلسان ودهن الناردين قدر أسكرجة من كل وَاحِد ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى مِنْهُ الثُّلُث ثمَّ يلقى عَلَيْهِ عسل قدر المرق ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيصير كقوام الْعَسَل الغليظ ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المعجونة الموصوفة فِي صدر الصّفة ويبرد وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج وَيتْرك سِتَّة أشهر وَيسْتَعْمل بعد ذَلِك وَلَا يسْتَعْمل من قبل فَإِنَّهُ يقتل. القفطرغان الْأَصْغَر: أخلاطه: يُؤْخَذ من حبّ البلسان دِرْهَمَانِ زعفران وزن عشرَة دَرَاهِم مسك وزن دانقين دبق أَبيض أَرْبَعَة دَرَاهِم أفيون خَمْسَة عشر درهما كندس دِرْهَمَانِ فلفل عشرَة دَرَاهِم إبريسم نيء دِرْهَم بزر البنج عشرَة دَرَاهِم. أوفربيون سَبْعَة دَرَاهِم حَماما وقشور أصل اللفاح من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ. أشنة وسليخة وأشق ولبان وأصل السوس وعيدان البلسان وشحم الحنظل وززنجبيل وسكبينج وجاوشير ودارصيني وجندبادستر وهزارجشان وششبندان وشيطرج هندي من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ. بزر الحرمل وقرنفل وساذج هندي وشحم الكركدن ومرارة الْفِيل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم ذهب وَفِضة من كل وَاحِد وزن دانق مسحوقة منخولة زرنباذ ودرونج وكافور من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل الطّيب وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم قسط مر وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم كراويا وزن دِرْهَمَيْنِ زراوند مدحرج وزن دِرْهَم نانخواة وصعتر فَارسي وأصول الزوفرا وحبّ الْكبر من كل وَاحِد وزن دِرْهَم قَاتل أَبِيه وسكر وَحب الْغَار وَدم الْأَخَوَيْنِ من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ ملح هندي وأشنان ذكر من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ كبريت بحري وزن دِرْهَم برنج وفلفل من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ خِيَار شنبر منقى من الْقصب والحبّ وقير وَبَوْل وطاليسفر وأصول الشهدانج وأرز من كل وَاحِد وزن دِرْهَم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة منقعاً مِنْهَا مَا انتقع بشراب وتعجن بِعَسَل منزوغ الرغوة وتستعمل بعد سِتَّة أشهر. الكلكلانج الْأَكْبَر: ينفع من استرخاء الْمعدة وبردها وَمن الحميات المتقادمة والغشي وعسر الْبَوْل والبرص والبهق والسهر ولكسر الْعِظَام والسعال الرطب وللمسلولين إِذا لم تكن حمى وَلمن قد برد بدنه وللبواسير والمطحولين إِذا لم تكن حمى والدبيلة والقولنج وللمستسقين وللمرأة الَّتِي تمرض فِي أخلاطه: يُؤْخَذ إهليلج أسود وبليلج وشير أملج وفلفل ودارفلفل وزنجبي صيني وشيطرج وفلفلمويه وملح هندي وملح أَحْمَر وملح نبطي وملح الْعَجِين وملح أندراني ولسان العصافير وَسعد وهال وقرفة وبرنج وصعتر فَارسي وشونيز وَحب النّيل وكمون هندي وساذج هندي وبزر الكرفس وكسفرة يابسة. وَوجدنَا فِي بعض النّسخ هَذِه الْأَدْوِيَة أَيْضا هشفيقل وَهُوَ حشقيقل وأطموط وَهُوَ كشت بركشت من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم جاوشير ثَمَانِيَة دَرَاهِم تَرَبد رَطْل وَأَرْبَعَة أساتير زبيب منزع الْعَجم مائَة مِثْقَال أملج(3/427)
مِائَتي مِثْقَال فانيذ سِتَّة أَرْطَال وَنصف شيرج ثَلَاثَة أَرْطَال. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى رَطْل وَاحِد تدق الْأَدْوِيَة وتنخل وتعزل ويطبخ الزَّبِيب على حِدته بِالْمَاءِ ويصفى وينقع فِيهِ الخيارشنبر ويدق الأملج دقا جريشاً وينقع بأَرْبعَة وَعشْرين رطلا مَاء يَوْمًا وَلَيْلَة ويطبخ إِلَى أَن تبقى ثَمَانِيَة أَرْطَال ويصفى ويرمى بالأملج وَيرد مَاء الأملج إِلَى الْقدر ثَانِيًا ويمرس فِيهِ الْخِيَار شنبر المنقوع فِي مَاء الزَّبِيب مرساً جيدا ويضاف إِلَى مَاء الأملج الَّذِي فِي الْقدر ويلقى عَلَيْهِ الفانيذ ويطبخ بِنَار لينَة إِلَى أَن ينْحل الفانيذ وَيصير المَاء فِي قوام الْعَسَل وَبعد ذَلِك يلقى عَلَيْهِ الشيرج ويحرّك إِلَى أَن يخْتَلط بِالْمَاءِ وَلَا يدبق بِالْيَدِ وَالثَّوْب وَيرْفَع عَن النَّار وينثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المدقوقة وتستعمل والشربة مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل أَو أَرْبَعَة لكل إِنْسَان على قدر قوته وسنه. نَافِع للمستسقين وأوجاع الكبد وَالطحَال واليرقان والسدد والدبائل وَهُوَ صَحِيح مجرّب. أخلاطه: يُؤْخَذ أهليلج أصفر عشرُون درهما أهليلج أسود وبليلج من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما أملج ثَلَاثَة أَرْطَال تمر هندي خمسين درهما زبيب منزوع الْعَجم رَطْل تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة ويلقى عَلَيْهَا ثَلَاثُونَ رطلا مَاء ويغلى إِلَى أَن يبْقى مِنْهُ ثَمَانِيَة أَرْطَال ويصفّى وَيُؤْخَذ خيارشنبر منقى من قصبه وحبه رطلا مَاء ويغلى إِلَى أَن يبْقى مِنْهُ ثَمَانِيَة أَرْطَال ويصفّى وَيُؤْخَذ خيارشنبر منقى من قصبه وحبّه رطلا وَاحِدًا ويلقى عَلَيْهِ المَاء المصفّى ويغلى غلية وَاحِدَة ويمرس مرساً جيدا ويصفى بمنخل وَتُؤْخَذ أَرْبَعَة أَرْطَال فانيذ ويلقى عَلَيْهِ المَاء ويغلى إِلَى أَن ينحلّالفانيذ وَيصير لَهُ قوام الْعَسَل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ دهن شيرج طرياً رطلا وَنصفا ويخلط بِهِ خليطاً جيدا ويغلى غليتين وَينزل عَن النَّار. وَيُؤْخَذ لكّ مغسول وسنبل وَورد ودوقوا وفطراساليون وفو وراوند صيني وملح هندي وأصل السوسن الاسمانجوني وغاريقون من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. كماذريوس وسيساليوس وزراوند طَوِيل وأسارون ومصطكى وعيدان البلسان وجنطيانا وبرنج مقشّر وسليخة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وعصارة الغافت وعصارة الأفسنتين وَسعد وفقّاح الأذخر من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم بزر الكشوت وبزر السرمق وأصل السوس وَرب السوس وسقمونيا من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم بزر الكرفس وقسط ووجّ وبزر الرازيانج أنيسون من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض مائَة وَخَمْسُونَ درهما كمّون كرماني أسود أَرْبَعَة دَرَاهِم تدقّ وتنخل هَذِه الْأَدْوِيَة وَيُؤْخَذ مازريون عشْرين درهما ويصبّ عَلَيْهِ رَطْل وَاحِد مَاء دهن شيرج ثَلَاث أَوَاقٍ ويغلى حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن ثمَّ تلتّ بِهِ الْأَدْوِيَة ويلقى على الفانيذ الْمَطْبُوخ ويخلط خلطاً جيدا وَيجْعَل فِي إِنَاء نظيف الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بِلَبن اللفاح أَو بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج وَسَنذكر فِي نُسْخَة أُخْرَى فِي الْجُمْلَة الثَّانِيَة. معجون فيروزنوش: ينفع من الرِّيَاح الغليظة والمغص والقولنج وَالنِّسْيَان ويسقى النِّسَاء الْحَوَامِل لما يعرض لَهُنَّ من الْأَمْرَاض الْبَارِدَة.(3/428)
أخلاطه: يُؤْخَذ بزر البنج وأفيون من كل وَاحِد عشْرين درهما أوفربيون وعاقر قرحا وسنبل وزعفران من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم تدقّ وتنخل وتعجن بِعَسَل وتستعمل بعد سِتَّة أشهر. صَنْعَة المعجون الْمَعْرُوف بالكندي: وَهُوَ نَفِيس جدا. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران مثقالين مرّ وأسارون وفو وراوند صيني ودوقو وفطراساليون ومو من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل سنبل هندي وسنبل رومي من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل قسط وسليخة وفقّاح الأذخر من كل وَاحِد مِثْقَال حب البلسان ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَنصف فوّة ثَمَانِيَة مَثَاقِيل رب السوس وأسقولوقندريون وجعدة وعصارة الغافت من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل دهن البلسان سِتَّة مَثَاقِيل أخلاط أندروخورون خَمْسَة مَثَاقِيل عسل بِقدر الْكِفَايَة الشربة مثل البندقة مَعَ جلنجبين الْعَسَل أُوقِيَّة. معجون الفودنج: ينفع من أوجاع الْمعدة والكبد الْبَارِدَة والاقشعرار الشَّديد والحميات ذَوَات الأدوار. أخلاطه: يُؤْخَذ فودنج نهري وجبلي وفطراساليون وسياليوس من كل وَاحِد وزن عشْرين درهما بزر الكرفس والبابونج وحاشا من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم كاشم خَمْسَة عشر درهما فلفل وزن أَرْبَعَة وَأَرْبَعين درهما وَفِي نُسْخَة أُخْرَى وزن أَرْبَعَة وَعشْرين درهما يعجن بالعسل وَيسْتَعْمل. معجون البزور: ينفع من أوجاع الكبد وَالطحَال والمعدة والرياح المتولّدة فِي الْبَطن. أخلاطه: يُؤْخَذ سليخة وحماما وسنبل ونانخواه وبزر الرازيانج وبزر الكرفس وأنيسون وسيساليوس وجندبيدستر وبزر الشبث وزراوند طَوِيل وكِية وأسارون وكراويا أَجزَاء معجون الْيَاقُوت لنا: هَذَا معجون لنا جربناه على الْمُلُوك وأشباههم فَعرفنَا لَهُ مَنْفَعَة عَظِيمَة خَاصَّة فِي علل الوسواس والمتوحش والخفقان وَضعف الْقلب. وَقد أقلع مِنْهَا عللاً مزمنة مَا نجعت فِيهَا العالجات وَوجدنَا لَهُ نفعا كَبِيرا فِي علل الدِّمَاغ والمعدة والكبد وَفِي علل الطحال والقولنج خصوصاَ وَقد نفع فِي أوجاع المفاصل والحميات المزمنة. نسخته: يُؤْخَذ من فتات الْيَاقُوت وخصوصاً الْأَحْمَر الرمّاني وَنَحْوه وزن مِثْقَال وَيجْعَل فِي آلَة دقّ وَيبدأ دقه بِرِفْق رَفِيق ليترضض ثمَّ يُؤْخَذ إِلَى صلابة ويهيأ عَلَيْهَا سحقاً ثمَّ يُؤْخَذ من حجر اليشب وزن دِرْهَم وَمن العقيق وزن دِرْهَم وَمن الذَّهَب الْمُذَاب فِي بوطقة مطلية بالمرداسنج حَتَّى يترتجح الذَّهَب وينسحق وزن دانقين وَمن الْفضة المزججة برائحة القلعي وزن دانق وَيفْعل بِكُل وَاحِد مِنْهَا من الدق والسحق مَا فعل بالياقوت ثمَّ تُؤْخَذ جُمْلَتهَا وتلقى فِي صلابة وتلتّ فِي(3/429)
الشَّرَاب الريحاني ويسحق حَتَّى يجِف ويكرر حَتَّى يصير هباء ثمَّ يُؤْخَذ وَيرْفَع فَتكون الْجُمْلَة جُزْءا وَاحِدًا ثمَّ يُؤْخَذ من الغاريقون والأفتيمون والفلفل والزنجبيل والقرنفل والمرزنجوش من كل وَاحِد نصف جُزْء يؤخذء. الْحجر الأرمني وَحجر اللازورد وَالْملح النفطي والزرنباد والدرونج والبهمن ولسان الثور من كل وَاحِد ثلث جُزْء. ثمَّ يُؤْخَذ من السنبل الاقليطي وَهُوَ الناردين والحماما والوج والساذج والدارصيني الصيني والصعتر وحاشا وزوفا وكمون من كل وَاحِد ربع جُزْء. ثمَّ يُؤْخَذ من المشكطرامشيع وفطراساليون وَالْحجر الْيَهُودِيّ وبزر الكرفس والمر والكندر والزعفران والفلفل الْأَبْيَض من كل وَاحِد سدس جُزْء. وَيُؤْخَذ من عِظَام العاج ثلث جُزْء فتسحق جَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة ويطرح عَلَيْهَا كلس الْأَحْجَار الْمَذْكُورَة ويسحق ويعجن بِعَسَل البليلج ضعفها وزنا ويقرص من مِثْقَال ويسقى. معجون آخر من أدوية غالينوس: ينفع من علل قَصَبَة الرئة وقروح الرئة وَنَفث الْقَيْح وَالدَّم والمادة المتحلبة إِلَى الصَّدْر ولعلو النَّفس. أخلاطه: يُؤْخَذ صمغ البطم أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران أَرْبَعَة مَثَاقِيل كندر أَرْبَعَة مَثَاقِيل مر دارصيني من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل حَماما ثَلَاثَة مَثَاقِيل حب الصنوبر أصُول السوس مقشر من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل سنبل شَامي وزن مثقالين وَنصف سليخة سَوْدَاء وزن! مثقالين كثيراء لحم النمر الشَّامي من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل بارزد صَاف نقي ثَلَاثُونَ مِثْقَالا طين شاموس الَّذِي يُقَال لَهُ الْكَوْكَب وقسط من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَوجدنَا فِي نُسْخَة أُخْرَى: قسط مِثْقَال عسل فائق أَربع قطولاس يطْبخ الْعَسَل وصمغ البطم فِي إِنَاء مضاعف فَإِذا صَار إِلَى حد الثخن فاخلط مَعَه البارزد واطبخه حَتَّى يصير إِلَى حد إِذا قطر مِنْهُ القطرة لم تنبسط ثمَّ برده والق عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الْبَقِيَّة مسحوقة واخلطه وَاسْتَعْملهُ. معجون ينْسب إِلَى أرسطوماخس: عَجِيب للسعال وَنَفث الدَّم وقرحة الرئة ومدتها المجتمعة وورمها وخروق العضل وقيء الطَّعَام والهيضة والخلفة وَعلل المثانة واختناق الرَّحِم والحميات النائبة يسقى قبل الْوَقْت بساعة وللهزال ورداءة المزاج والسموم المشروبة والملسوعة. أخلاطه: يُؤْخَذ دارصيني قسط بارزد جندبيدستر أفيون فلفل أسود دارفلفل ميعة من كل وَاحِد أُوقِيَّة عسل قسط وَاحِد تدقّ الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتنخل. وَأما البارزد فيطبخ مَعَ الْعَسَل حَتَّى يذوب فَإِذا ذاب فليصف وتلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وَيصير فِي إِنَاء زجاج أَو إِنَاء فضَّة ويسقى مِنْهُ مِقْدَار باقلاة مصرية مَعَ مَاء الْعَسَل مِقْدَار قواثوسين وقطر عَلَيْهِ بأصبعك دهن حلّ ثَلَاث قطرات. معجون ينْسب إِلَى سانيطس: يخرج الرمل فِي الْبَوْل وَسَائِر مواد القروح. أخلاطه: يُؤْخَذ أصُول السوس سيساليوس كمادريوس خامدروس هوفاريقون وأولوقون وَهُوَ ورق الخامالاون الْأسود وحرف وَهُوَ بزر اللينابوطيس من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل. حَماما ثَمَانِيَة مَثَاقِيل دارصيني إثنا عشر مِثْقَالا. لينابوطيس جبلي سنبل هندي(3/430)
زعفران قليقي بزر كرفس جبلي جعدة بزر السذاب الْبري مكشطرامشيع قريطي من كل وَاحِد مثل ذَلِك الْوَزْن بِعَيْنِه. أصل السوس حجر شَامي ذكر وَأُنْثَى من كل وَاحِد سِتَّة عشر مِثْقَالا حرف بابلي أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا بزر الفنجنكشت وحزاء من كل وَاحِد أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا قردمانا ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا يعجن بِعَسَل مطبوخ ويسقى مِنْهُ مِقْدَار بندقة بشراب معسّل ممزوج مِقْدَار أَربع قواثو. معون الجنطيانا: النافع من الصلابة والسدد ووجع الكبد والمعدة وَالطحَال والحمّى العتيقة. أخلاطه: يُؤْخَذ جنطيانا وفلفل من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم قسط مرّ وساذج هندي وراوند صيني من كل وَاحِد أُوقِيَّة يدقّ ويسحق ويعجن بالعسل المنزوع الرغوة حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الْعَسَل الخاثر الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَم بِمَاء السذاب الْمَطْبُوخ. دَوَاء يُسمى عَطِيَّة الله: هَذَا الدَّوَاء وجد فِي خزانَة ملك يَقُولُونَ أَنه نَافِع من البواسير وَفَسَاد الْمعدة والأبردة ويشهّي الطَّعَام وَالْجِمَاع ويدرّ ويحفظ الصِّحَّة إِذا شرب فِي زمَان الرّبيع أَو الشتَاء ثَلَاثَة أشهر فِي كل جُمُعَة من كل شهر. أخلاطه: يُؤْخَذ من الهليلج الْأسود والبليلج والأملج والوجّ الزراوند المدوّر والزراوند الطَّوِيل والشقاقل والهال والقاقلة والقرنفل وحبّ البابونج والزنجبيل وسمسم غير منقى من كل وَاحِد وزن سِتّ أَوَاقٍ. وَمن جوزبوا والسنبل والتربد الْأَبْيَض والمو والفو والدوقوا والاسارون وبزر الكرفس الْجبلي والأوفربيون من كل واحط وزن أوقيتين. وَمن السنى وَهُوَ النانخواه ولباب الْقَمْح وبزر الكراث والثودري الْأَبْيَض والخشخاش والزرنباد والدرونج وعروق الزرشك والحماما والعاقر قرحا والطباشير والسيساليوس والحلتيت المنتن والكمّون الْكرْمَانِي من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ. وَمن الشل والفل والبل والدارصيني والشيطرج الْهِنْدِيّ والشيطرج الفارسسي والفلفلموية والأشنة والسعد وأصل النيلوفر والدارفلفل وقرفة الطّيب والجندبيدستر من كل وَاحِد وزن خمس أَوَاقٍ. وَمن الجاوشير والسكبينج من كل وَاحِد وزن أَربع أَوَاقٍ وَمن قشور أصل الكرفس ثَمَان أَوَاقٍ. وَمن خبث الْحَدِيد المنقّى المسحوق المربى ثَلَاثَة أسابيع أسبوعاً بالسكر وأسبوعاً بِالْمَاءِ وَالْعَسَل وأسبوعاً بالخلّ يبْدَأ فينقعه يَوْمًا بالخل ثمَّ يحوله من الْغَد إِلَى السكر ويحوله الْيَوْم الثَّالِث إِلَى المَاء وَالْعَسَل يصنع بِهِ ذَلِك ثَلَاثَة أسابيع على هَذِه الصّفة ثمَّ يجففه فِي الظلّ ويسحقه حَتَّى يصير كالكحل ودق سَائِر الْأَدْوِيَة واسحقها وانخلها ئم زن من الْأَدْوِيَة ثَلَاثَة أَجزَاء وَمن الْخبث جُزْءا ثمَّ لتها بِسمن الْبَقر جيدا واعجنه بِعَسَل جيد وَاجعَل مَعَه من الفانيذبوزن الْخبث ثمَّ أذب الفانيذ وصبه عَلَيْهَا مَعَ الْعَسَل حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الْعَسَل الخاثر ثمَّ ضَعْهُ فِي جرة خضراء جَدِيدَة نظيفة وسُد رَأسهَا وادفنها فِي الشّعير سِتَّة أشهر واسق مِنْهُ مثل العفصة بِالْغَدَاةِ على الرِّيق ثمَّ لَا يَأْكُل شَيْئا حَتَّى تمْضِي ثَلَاث سَاعَات من النَّهَار ثمَّ يَأْكُل وَدبره تدبيراً معتدلاً يَنْفِي عَنهُ التخم وَالنّصب وَسَائِر مَا يخَاف عَلَيْهِ مِنْهُ الضَّرَر وَقد زعم بعض الْأَطِبَّاء الْعلمَاء أَن هَذَا الدَّوَاء يرد شرّ السم الْقَاتِل بِإِذن الله وَيُورث الصِّحَّة.(3/431)
صَنْعَة معجون آخر: ينفع من ضعف الكبد والوثي وَنَفث الدَّم. أخلاطه: يُؤْخَذ جُلنار وَدم الْأَخَوَيْنِ وورق الأصف والشب الْيَمَانِيّ من كل وَاحِد جُزْء دقه واسحقه واعجنه بِعَسَل والشربة مِثْقَال بِمَاء فاتر واطبخه وصف مَاءَهُ واسقه فاتراً فَإِنَّهُ جيد. معجون قيوما الطَّبِيب: ينفع من فَسَاد المزاج وورم الكبد ويقوّي الْمعدة ويصفي اللَّوْن. أخلاطه: يُؤْخَذ إهليلج والكية من كل وَاحِد وزن خَمْسَة وَعشْرين درهما وَمن الزنجبيل والدارصيني من كل وَاحِد وزن عشْرين درهما وَمن الفلفل الْأَبْيَض وزن أَرْبَعَة وَعشْرين درهما وَمن الطاليسفر وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الخولنجان وزن عشرَة دَرَاهِم وَمن النارمشك وزن سِتَّة دَرَاهِم وَمن عصارة الأفسنتين وزن خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الطلاء الْمَطْبُوخ والميسوسن قدر مَا تعجن بِهِ الْأَدْوِيَة دق الْأَدْوِيَة واسحقها واعجنها بالطلي والميسوسن واجعله حبا مثل الفلفل والشربة مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ بِمَاء فاتر. معجون يعرف بالأميري: ينفع من أسر الْبَوْل ووجع الظّهْر وَضعف الْكل وتفتّت الْحَصَاة. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الخشخاش وبزر الكراث وبزر الشبث وبزر الكرفس وبزر السوسن وبزر الخسّ وبزر الهندبا وبزر الفرفخ وبهمنان أَبيض وأحمر ولسان العصافير وبزر الخروع وكسيلا وبزر الشاهسفرم بزر مرزنجوش وبرنج كابلي وفلفل وَتَربد وَحب الرشاد وبزر مر وأشنة وأشق وفقاح الأذخر وبزر اللفت وكثيراء وبزر البنج وصعتر وزرنب وفلنجة وَحب النّيل وقسط وكراويا وبزر قطونا وأبهل وراسن ولبان وبزر فَاضل وسليخة وبزر كتَّان وملح هندي وبزر السذاب وبزر خيري أَبيض وأحمر وكمون كرماني وقرفة وبزر فرنجمشك ومغاث وسني مكّي وسورنجان وأفتيمون وأنيسون بزر سمنة وسرخس وفول من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. بودرنجين أَبيض وأحمر نانخواه وزرنباد وحبّة وبزر الرازيانج ودارصيني وهليلج أصفر وكابلي وبزر حرمل وحبّ الآس وخردل وشهدانج وسمسم مقشر وحلبة وبزر الجزر من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. شقاقل وزنجبيل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم كَيَّة وفلفل أَبيض وقرنفل وسنبل وفقّاح الْحِنَّاء وعاقر قرحا من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف سقمونيا وزن دانقين بزر الْبِطِّيخ الطوَال من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم دهن حل أَرْبَعُونَ درهما عسل وزن رطلين الشربة التَّامَّة وزن دِرْهَمَيْنِ بِمَاء فاتر. معجون وَصفه الضيمري وَذكر أَنه مجرّب: يصلح للفالج واللقوة والاسترخاء وَسَائِر الْعِلَل الَّتِي أَصْلهَا البلغم يُؤْخَذ مِنْهُ على قدر احْتِمَال العليل ويطلى مِنْهُ الْعُضْو للاسترخاء فَإِنَّهُ نَافِع. أخلاطه: يُؤْخَذ أفيون وفربيون وجندبيدستر ودارصيني ودارفلفل وبنج أَبيض وسنبل وزنجبيل وزعفران أَجزَاء سَوَاء. يدقّ وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيجْعَل فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل مِنْهُ عِنْد الْحَاجة.(3/432)
صَنْعَة معجون بِسمن مجرّب لنا: يُؤْخَذ من المغاث وَجوز جندم وبهمن وزرنباد وكثيراء وبزر الخشخاش وكهربا من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. يدق وينخل ويقلى بالسمن قلية خَفِيفَة ويخلط بمنوين بالصغير سويق الْحِنْطَة وَمنا سكر قوالب بالمنّ الصَّغِير ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم وزن عشْرين درهما ويطبخ برطل لبن ويلقى عَلَيْهِ من السّمن قدر الْحَاجة ويتحسى. الْمقَالة الثَّانِيَة الأيارجات فصل فِي مُقَدمَات يحْتَاج إِلَيْهَا أَقُول: الأيارج هُوَ اسْم للمسهل المصلح هَذَا تَأْوِيله وَتَفْسِيره الدَّوَاء الإلهي وَأول مسهّل من المعروفات أيارج روفس وَكَانَ فِي الْقَدِيم إِنَّمَا يُوقع اسْم الأيارج على هَذَا ثمَّ سميّ بهَا غَيره وَإِنَّمَا يُقَال للمسهل دَوَاء إلهي لِأَن عمل المسهل أَمر إلهي مُسلم من قوى طَبِيعَته وَإِنَّمَا كَانَ يّسقى فِي الْقَدِيم الأيارجات لِأَن الْأَطِبَّاء كَانُوا يفزعون من غوائل المسهّلات الصرفة مثل شَحم الحنظل والخربق وَغير ذَلِك. وَكَانُوا إِذا أَرَادوا اسْتِعْمَالهَا خلطوها بمبذرقات ومصلحات وفادزهرات حَتَّى جسروا على اسْتِعْمَالهَا ثمَّ استأنسوا إِلَيْهَا وَأخذُوا سلاقاتها ثمَّ جسروا عَلَيْهَا جسارة حَتَّى أخذوها كَمَا هِيَ واستعملوها حبوباً فَليعلم المُتَطبِّب أَن الأيارجات أسلم من المطبوخات والحبوب وَمَا هجرت لضررها بل للاستغناء عَنْهَا ولعادة السوء وَأَنَّهَا لَا تجذب من بعد كالأيارجات والشربة من الأيارجات إِلَى أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَرُبمَا طرحوا عَلَيْهَا ملح الْعَجِين وأوفق مَا يسقى فِيهِ مَاء الأفتيمون بالزبيب وخصوصاً على نُسْخَة لبَعْضهِم. ونسخته: يُؤْخَذ الأفتيمون أَرْبَعَة دَرَاهِم الزَّبِيب المنقّى عشرَة دَرَاهِم هليلج أسود منقى سَبْعَة دَرَاهِم أسطوخودوس وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم المَاء ثَلَاثَة أَرْطَال والحدّ أَن يبْقى نصف رَطْل يسقى على الرِّيق وَيتبع بزر الخطمي دِرْهَم بزر الْخِيَار نصف دِرْهَم بِقَلِيل دهن اللوز الحلو مَاء فاتر والغذاء ثَلَاثَة أَيَّام زيرباج وَالْمَاء الدمزوج. أيارج فيقرا أَي المر: هَذَا هُوَ أيارج الصَّبْر وَقد قرن بِهِ الدارصيني للطافته ومنفعته للأحشاء والمعدة والمصطكى لذَلِك وليحفظ قوتها. وَكَذَلِكَ السليخة والزعفران للإنضاج وتقوية الْقلب والمعدة وَرُبمَا أورث الزَّعْفَرَان فِيهَا صداعاً فَيحْتَاج أَن يقلل وَزنه أَو يحذف والأسارون لَهُ مَعُونَة على الإسهال وحدر الرطوبات وَرُبمَا جعل بدله الكبابة وَهُوَ لطيف وَحب البلسان وعود البلسان لتقوية الْمعدة والتحليل والفادزهرية. وَمن النَّاس من يَجْعَل فِيهِ فقّاح الأذخر فَيمْنَع السحج المتوقع من الصَّبْر أَو الْورْد لدفع نكاية حرارة الصَّبْر عَن الْمعدة وَالرَّأْس وَقد يكون مخمّراً بالعسل مثلَيْهِ وَقد يكون يَابسا غير مخمر.(3/433)
وَأما أَنا فأقرِّص مسحوقه بِمَاء الْمقل أقراصاً أجففها فِي الظل وأستعملها فأجد ذَلِك أبلغ من غَيره وَلَعَلَّ الْمقل يكون قَرِيبا من جُزْء وَكَانَ القدماء يَخْتَلِفُونَ فى مِقْدَار إصْلَاح الصَّبْر فَمنهمْ من يَجْعَل وزن الْأَدْوِيَة الْمصلحَة إِذا كَانَ الصَّبْر مائَة وعشرينْ مِثْقَالا أما سِتَّة وَثَلَاثِينَ مِثْقَالا إِذا اقتصروا على الدارصيني وعيدان البلسان والأسارون والسنبل والزعفران والمصطكى والقوا من كل وَاحِد مِنْهَا سِتَّة مَثَاقِيل. وَإِمَّا ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين مثقالاَ إِذا لم يقتصروا على تِلْكَ السّنة بل زادوا عَلَيْهَا سليخة وَحب البلسان من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل. وَمِنْه من يَجْعَل الصَّبْر مَعَ أحد وزني المصلحات الْمَذْكُورين ثَمَانِينَ مِثْقَالا وَمِنْه من يَجْعَل وزن الصَّبْر مَعَ وزني المصلحات الْمَذْكُورين مائَة مِثْقَال وَمِنْهُم من يَجْعَل وزن الْأَدْوِيَة ثلث وزن الصَّبْر وَمِنْه من يَجْعَل وزن الْأَدْوِيَة نصف وزن الصَّبْر وَيزِيدُونَ قَلِيلا وينقصون ومعاني جَمِيع مَا ذكره يوحنا فِي الْمقَالة السَّادِسَة من تَدْبِير الأصحاء الجالينوس وَفِي جَوَامِع الاسكندرانيين وصحّح من الفص لفظ جَوَامِع الْمقَالة السَّادِسَة من تَدْبِير الأصحاء فِي ذَلِك وأيارج فيقرا يتَّخذ على ثَلَاثَة ضروب. أَحدهمَا: أَن يلقى على مائَة مِثْقَال من الصَّبْر سِتَّة مَثَاقِيل من كل وَاحِد من سَائِر الْأَدْوِيَة. وَالْآخر: أَن يلقى على تسعين مِثْقَالا من الصَّبْر سِتَّة مَثَاقِيل من كل وَاحِد من سَائِر الْأَدْوِيَة. وَالثَّالِث: أَن يلقى على ثَمَانِينَ مِثْقَالا من الصَّبْر سِتَّة مَثَاقِيل من كل وَاحِد من الْأَدْوِيَة وَيزِيدُونَ وينقصون. وَأَيْضًا فَرُبمَا اتخذوه من المغسول وَهُوَ أَضْعَف إسهالاً وأوفق للمحرورين والمحمومين وَلَا يسقاه كل مَحْمُوم بل مَنْ حُماه لينَة وَمِنْهُم من يتَّخذ من الصَّبْر الْغَيْر المغسول وَهُوَ أقوى إسهالاً وَلكنه أضرّ للمحمومين على أَنه سقِِي مِنْهُ قوم مِنْهُم فَلم ينك فيهم وَلَيْسَ الأيارج المر بمستعجل فِي الإسهال بل إسهاله بِرِفْق وقليلاً قَلِيلا ويبطىء وَرُبمَا فعل فعله فِي الْيَوْم الثَّانِي وَلَيْسَ أَيْضا إسهاله بجذاب من بعيد بل إِنَّمَا يسهل مَا يلاقيه ويختلط بِهِ من الْمعدة والأمعاء وَأبْعد حُدُود جذبه نَاحيَة الكبد دون الْعُرُوق وَأما نسخته الْمَعْرُوفَة للجمهرر فتنفع من الرطوبات المتولدة فِي أخلاطه: يُؤْخَذ مصطكى ودارصيني وأسارون وسنبل وَحب البلسان وزعفران وعيدان البلسان وسليخة من كل وَاحِد وزن دِرْهَم. صَبر مُرْتَفع ضعف الْأَدْوِيَة يدق ويُنخل الشربة التَّامَّة دِرْهَمَانِ مَعَ عسل وَمَاء فاتر. صَنْعَة أيارج لوغافيا: هَذَا أيارج مبارك كثير النَّفْع منق للبمن من أقْصَى أَطْرَافه بإسهال لَا عنف فِيهِ من جَمِيع الأخلاط والفضول وينفع من أمراض الرَّأْس وللصداع والشقيقة والبيضة(3/434)
والدوار والوسواس وَالْجُنُون والصرع والصمم والرعب والفالج والسترخاء بل من السكتة. كل ذَلِك سعوطاً كَمَا قيل فِي الشليثا وَهَذَا خير من ذَلِك بِكَثِير وينفع من أوجاع الْأذن وَالْعين وَيُقَوِّي الْمعدة وَيفتح سدد الكبد ويدر الطمث ويزيل عسر النَّفس وينفع من الرّبع وَجَمِيع الْأَمْرَاض البلغمية الفجة والسوداوية والحميات المتناوبة وينفع من أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا وينفع من دَاء الْحَيَّة وداء الثَّعْلَب والقروح العتيقة فِي الرَّأْس وَغَيره وَمن البرص والبهق والقوابي والتقشُر والجذام وَمن الْخَنَازِير والأورام الْبَارِدَة والسرطانات. أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الحنظل خَمْسَة دَرَاهِم بصل العنصل مشوياً وغاريقون وسقمونيا وخربق أسود وأشق وسقرديون من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَنصف. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف أفتيمون وكمادريوس وَمثل وصبر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. حاشا وهيوفاريقون وساذج هندي وفراسيون وجعدة وسليخة وفلفل أسود وفلفل أَبيض وَدَار فلفل وزعفران ودارصيني وبسفايج وجاوشير وسكبينج وجندبيدستر وَمر وفطراساليون وزراوند طَوِيل وعصارة الأفسنتين وفربيون وسنبل الطّيب وحماما وزنجبيل من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. جنطيانا وأسطوخودوص من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف عسل مِقْدَار الْكِفَايَة الشربة التَّامَّة أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء فاتر وَعسل أَو بطبيخ الأفتيمون وَالزَّبِيب المنزوع الْعَجم. صَنْعَة أيارج لوغاذيا نُسْخَة فيلغريوس: يُؤْخَذ شَحم الحنظل وغاريقون وأشق وقشور الخربق الْأَبْيَض وسقمونيا وهيوفاريقون من كل وَاحِد عشرَة مَثَاقِيل. أفتيمون وبسفايج ومقل وصبر وكمادريوس وفراسبون وسليخة من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل دارفلفل وفلفل أَبيض وفلفل أسود ودارصيني وزعفران وجاوشير وسكبينج وجندبيدستر وفطراساليون وزرارند طَوِيل من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل. يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة التَّامَّة أَرْبَعَة مَثَاقِيل أَو ثَلَاثَة بِحَسب قُوَّة كل إِنْسَان بِمَاء الْعَسَل وَالْملح. صَنْعَة أيارج لوغاذيا نُسْخَة فولس: يُؤْخَذ شَحم الحنظل وزن عشْرين مِثْقَالا. بصل الفار مشوياً وغاريقون وأشق وقشور الخربق الْأسود وسقمونيا وهيوفاريقون من كل وَاحِد عشرَة مَثَاقِيل. بسفايج وأفتيمون ومقل وصبر وكمادريوس وفراسيون وسليخة من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل. مر وجاوشير وسكبينج وفطراساليون وَالثَّلَاثَة الفلافل ودارصيني وزعفران وجندبيدستر وزراوند طَوِيل من كل وَاحِد أريعة مَثَاقِيل المعسل قدر الْكِفَايَة. صَنْعَة أيارج روفس: النافع من الْمرة والسوداء والبلغم وداء الثَّعْلَب.(3/435)
أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الحنظل عشرُون مِثْقَالا كمادريوس عشرَة مَثَاقِيل سكبينج وجاوشير من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل بزر كرفس جبلي خَمْسَة مَثَاقِيل زراوند مدحرج خَمْسَة مَثَاقِيل فلفل أسود وأبيض من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل دارصيني أَرْبَعَة مَثَاقِيل سليخة ثَمَانِيَة مَثَاقِيل اسطوخودوس وزعفران وجعدة ومرّ من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة مَثَاقِيل ينفع المر بطلاء وتدقّ الْأَدْوِيَة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل عِنْد الْحَاجة. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ شَحم الحنظل وزن عشربن درهما صَبر أسقوطري وزن خَمْسَة دَرَاهِم خولنجان عشرَة دَرَاهِم كمادريوس عشرُون درهما سكبينج وجاوشير من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم زراوند مدحرج وفطراساليون وفلفل أَبيض وأسود من كل وَاحِد وزن خَمْسَة دَرَاهِم سنبل الطّيب وسليخة ودارصيني وزعفران وزنجبيل ومرّ وجعدة من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَالَّذِي وَجَدْنَاهُ زِيَادَة فِي نُسْخَة أُخْرَى مَنْسُوبا إِلَى أَنه فِي السريانية من الْأَدْوِيَة. كمافيطوس وأغاريقون وفراسيرن من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم يسحق ويعجن بِعَسَل والشربة مِنْهُ وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم بِمَاء حَار وَعسل وملح على الرِّيق بعد الحمية. صَنْعَة أيارج أركاغانيس نُسْخَة الْجُمْهُور: ينفع من كل مرض يتَوَلَّد من البلغم الْفَج وَعَن النفخ والسوداء. وينفع من الدوار والصداع وينفع من ابْتِدَاء المَاء فِي الْعين والبحوحة الرّطبَة وَمن أوجاع الْحلق وعسر النَّفس والتشنّج والخراجات من مواد غَلِيظَة وينفع من المَاء الْأَصْفَر والجرب وَقد يسقى بِسَبَب أوجاع الْمعدة والبطن وَالرحم بسلاقة السذاب وَرُبمَا جعل فِيهَا قَلِيل جندبيدستر إِلَى ئلاثة قراريط. ولوجع الظهو والمتن والكليتين والأنثيين بطبيخ الكرفس ولعرق النِّسَاء وَنَحْوه بِمَاء القنطوريون وَقد يخلط بِهِ أَيْضا عصارة قثّاء الْحمار أَو الحنظل أَرْبَعَة قراريط فِي مَاء القيصوم وَقد يسقى لعضّة الْكَلْب الكَلِب ويؤمن الْفَزع من المَاء لَا سِيمَا مَعَ وزن دِرْهَم من محرق السرطان النَّهْرِي. أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الحنظل إثنان وَعِشْرُونَ درهماَ فراسيون وأسطوخودرس وخربق أسود وكمادريوس وسقمّونيا وفلفل أَبيض وَدَار فلفل من كل وَاحِد وزن أوقيتين. بصل الفار مشوي وأوفربيون وصبر وزعفران وجنطيانا وفطراساليون وأشق وجاوشير من كل وَاحِد أُوقِيَّة. جعدة ودارصيني وسكبينج وَمر وسنبل وأذخر وفوتنج جبلي وزراوند مدحرج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. عسل بِقدر الْكِفَايَة أشربة أَرْبَعَة مَثَاقِيل بطبيخ الأفتيمون وَالزَّبِيب المنقى. أيارج أركاغانيس نُسْخَة فولس: يُؤْخَذ فراسيون وغاريقون وكمادريوس وشحم الحنظل وأسطوخودوس من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا. جاوشير وسكبينج وفطراساليون وزراوند مدحرج وفلفل أَبيض من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل. دارصيني وجعدة وسنبل وزعفران من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل تدق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وترض الصموغ وتنقع فِي الْعَسَل وتخلط الشربة أَرْبَعَة مَثَاقِيل مَعَ ملح مسحوق وزن دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل.(3/436)
تيادريطوس الْأَكْبَر: ينفع من فَسَاد المزاج الْبَارِد والامتلاء والفضول اللزجة الغليظة وَالنِّسْيَان وظلمة الْبَصَر وعسر النَّفس وَالْخمر وأوجاع الكبد والمعدة وَالطحَال وَالْكل والأرحام وَامْتِنَاع الْحيض والقولنج وَهُوَ مسهّل من غير مشقة الشربة مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بطبيخ الأفتيمون والغاريقون أَو أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر أسقطري خَمْسَة عشر درهما غاريقون أَبيض عشرُون درهما زعفران ودارصيني وَوَج ومصطكى ودهن البلسان من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم راوند صيني دِرْهَم وَنصف. عيدَان البلسان وَحب البلسان وأوفربيون وَدَار فلفل وفلفل أَبيض وأسود وجنطيانا رومي وفقاح الأذخر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ قسط مرّ وكمادريوس وأفتيمون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أسارون وسليخة وسقمونيا من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم سنبل الطّيب ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف وحماما من كل وَاحِد دِرْهَم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مدقوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل بعد سِتَّة أشهر. تيادريطوس آخر: ينفع من جَمِيع الْأَدْوِيَة الهائجة من الْبرد والبلغم. أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر ثَلَاثُونَ درهما غاريقون إثنا عشر درهما وَج زعفران ودارصيني وكية وسورنجان وسليخة من كل وَاحِد ثلائة دَرَاهِم كمادريوس وفلفل أَبيض وأسارون وعيدان البلسان من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ فلفل أسود وجندبادستر من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم راوند صيني ومو وسنبل من كل وَاحِد دِرْهَم عسل قدر الْكِفَايَة الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بِمَاء حَار وَيعتق سِتَّة أشهر. ينفع من تِلْكَ الأدواء. أخلاطه: يُؤْخَذ أقحوان ثَمَانِيَة عشر درهما جوزبوا إثنا عشر درهما صَبر أسقوطري وزن سِتِّينَ درهما غاريقون وزن أَرْبَعَة وَأَرْبَعين درهما راوند صيني ثَلَاثَة دَرَاهِم فلفل أَبيض وجنطيانا من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم زعفران وقرنفل ووجّ وكية ودارصيني من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم أسارون وعيدان البلسان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم سليخة وسقمونيا من كل وَاحِد إثنا عشر درهما سنبل ثَمَانِيَة دَرَاهِم سقرديون تِسْعَة دَرَاهِم حَماما وفوّة وفلفل أسود وَدَار فلفل وأذخر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ إيرسا ثَمَانِيَة دَرَاهِم يسحق وينخل ويعجن بِعَسَل قدر الْكِفَايَة وَيعتق سِتَّة أشهر الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بِمَاء حَار. تيادريطوس بجوزبوا: ينفع من جَمِيع أمراض الرَّأْس العتيقة وَالْجُنُون والوسواس والصداع والدوار والصرع وَمن ضعف الْبَصَر وَمن(3/437)
وجع الكبد وَالطحَال والكلى والقولنج ويدرّ الطمث المحتبس وَمن الجذام والبرص وَمن وجع النقرس والمفاصل والحقوين وَمن الحميات المزمنة المتقادمة وإسهاله بِلَا أَذَى. أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر سِتُّونَ درهما غاريقون أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ درهما سقورديون وعيدان البلسان ودهن البلسان وحبّ البلسان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم قسط ثَلَاثَة دَرَاهِم وَفِي ومصطكي ودارصيني وقرنفل من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم سليخة وجوزبوّا من كل وَاحِد إثنا عشر درهما أفتيمون ثَمَانِيَة عشر درهما سنبل سِتَّة دَرَاهِم كمادريوس ثَمَانِيَة دَرَاهِم مو دِرْهَمَانِ ثَلَاثَة فلافل وأوفربيون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم فقّاح الأذخر دِرْهَمَانِ جنطيانا اْربعة دَرَاهِم حَماما دِرْهَمَانِ سقمونيا ثَمَانِيَة. عشر درهما عسل منزوع رغوة قدر الْكِفَايَة الشربعة أَرْبَعَة دَرَاهِم بطبيخ الأفتيمون. تيادريطوس آخر مسهل: يُؤْخَذ صَبر سِتُّونَ درهما غاريقون أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ درهما مصطكى وزعفران وَوَج ودارصيني وسنبل من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. زراوند وَحب البلسان ودهن البلسان ودهن البابونج وأوفربيون وَثَلَاثَة فلافل وجنطيانا من كل. وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. كمادريوس وقسط من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم سليخة وأفتيمون من كل وَاحِد إثنا عثر درهما مرّ وفقاح الأذخر وحماما من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ سقمونيا عشرُون درهما عسل بِقدر الْكِفَايَة الشربة والاستعمال وَالْمَنَافِع مثل الأول. أيارج جالينوس نُسْخَة الْجُمْهُور: وَمن مَنَافِعه أَنه ألطف وأعمل من تيادريطوس ولوغاذيا ينفع من الفالج واللقوة والتشنج والاسترخاء وينقي عَن الْجَسَد الفضول اللزجة الغليظة والمختلفة ويشد استرخاء المثانة وَخُرُوج الْبَوْل من غير إِرَادَة. أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الحنظل وغاريقون وبصل الفار مشوياً وأشق وسقمونيا وخربق أسود وهيوفاريقون وأوفربيون من كل وَاحِد سِتَّة عشر درهما بسفايج وأفتيمون ومقل أَزْرَق وكمادريوس وفراسيون وسليخة من كل وَاحِد وزن سَبْعَة دَرَاهِم. مر وسكبينج وزراوند طَوِيل وَثَلَاثَة فلافل ودارصيني وجاوشير وجندبادستر وفطراساليون عَن كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَمن النَّاس من يَجْعَل فِيهِ من الزَّعْفَرَان أَرْبَعَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة منقوعاً مِنْهَا مَا انتقع بالمثلث ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة بعد سِتَّة أشهر. أيارج جالينوس نُسْخَة فولس: يُؤْخَذ كمادريوس وفلفل أَبيض وَدَار فلفل وغاريقون وأسطوخودوس وخربق أسود وسقمونيا وسنبلَ وأفتيمون وبصل الفار مشوياً من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل. مرّ وزعفران وأشق وهيوفاريقون من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل عسل بِقدر الْكِفَايَة.(3/438)
أيارج جالينوس نُسْخَة ابْن سرافيون: يُؤْخَذ شَحم الحنظل أَرْبَعَة دَرَاهِم. كمادريوس وبصل الفار مشوياً وغاريقون وسقمّونيا وخربق أسود وأسطوخودوس وأشقّ وهيوفاريقون من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. ودانق أفتيمون وجعدة ومقل وكمافيطوس وفراسيون وصبر وسليخة وبسفايج من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف. وَمن الثَّلَاثَة فلافل وَمر ودارصيني وزعفران وجاوشير وسكبينج وجندبادستر وفطراساليون وزراوند مدحرج وجنطيانا وأوفربيون من كل وَاحِد نصف وَثلث دِرْهَم. عسل بِقدر الْكِفَايَة الشربة مثل اللوغاذيا وَالْمَنَافِع مثل ذَلِك. أيارج أبقراط: ينفع من رُطُوبَة الْمعدة وَمن أوجاع الرَّأْس المتولدة من البخار الْفَاسِد وَمن غم المفزعات. أخلاطه: يُؤْخَذ جنطيانا وسنبل وزراوند مدحرج وسليخة ودارصيني من كل وَاحِد وزن دِرْهَم فطواساليون وكمادريوس وأسطوخوذوس وفلفموية والحبق الْجبلي وكيا من كل وَاحِد وزن دِرْهَم مر أَرْبَعَة دَرَاهِم حب البان وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف صَبر أَحْمَر ثَمَانِيَة عشر درهما وَنصف شَحم الحنظل سِتَّة دَرَاهِم يعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر والشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم. أيارج آخر لبقراط: ينفع من الْجُنُون والوسواس والدوار فِي الرَّأْس والصداع الشَّديد والتشنج وَمن شقَاق الْيَدَيْنِ ووجع المفاصل وَمن اخْتِلَاط الْعقل وَفَسَاد الذِّهْن والانتشار وبدو المَاء فِي الْعين وَمن الجذام والبرص والفالج واللقوة والقوباء. أخلاطه: يُؤْخَذ قثاء الْحمار وَثَلَاثَة فلافل وكماذريوس من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل زعفران ومرّ وسقمونيا من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ أشقّ دِرْهَم عسل مِقْدَار الْكِفَايَة الشربة مِنْهُ نصف أُوقِيَّة بِمَاء حَار. أيارج أندروماخس الطَّبِيب: ينفع من وجع الْمعدة والبطن. أخلاطه: يُؤْخَذ دارصيني وسليخة سَوْدَاء وقصب الذريرة وعيدان البلسان وفقاح الأذخر وَهُوَ قلس من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وَنصف. تدق الْأَدْوِيَة وتطرح فِي قدر فخار جَدِيدَة ويصبّ عَلَيْهَا من مَاء الْمَطَر سِتَّة دوانق تطبخ على النّصْف وتصفى ثمَّ يؤخد من الصَّبْر الْأَحْمَر رَطْل وَيصب عَلَيْهِ من مَاء الْمَطَر قدر الْكِفَايَة ويسحق فِي انتصاف النَّهَار وَيغسل حَتَّى يحلو ويصبّ عَلَيْهِ مَاء الأفاويه ويسحق فِي الشَّمْس حَتَّى يجفّ ثمَّ يسحق ويطرح فِيهِ من الزَّعْفَرَان والمرّ والكيا من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وَفِي النُّسْخَة العتيقة من كل وَاحِد أُوقِيَّة ثمَّ يسحق جَمِيعًا وَيجْعَل فِي إِنَاء زجاج أَو غضار وَيسْتَعْمل. وَهُوَ نَافِع من التشنّج(3/439)
والصدمة والضربة وَالْكَسْر وَمن وجع الْجنب وَنفخ الْمعدة وأوجاعها وَنَفث الدَّم ووجع الخاصرة والشربة الْكَامِلَة مِنْهُ وزن دِرْهَم بِمَاء فاتر وَلكُل إِنْسَان على قدر قوته. وللأورام الصلبة بالسكنجبين ويضمّد بِهِ من ورم الْعين بعصير النعنع أَو عِنَب الثَّعْلَب وَمن أورام المقعدة بدهن الْورْد والشرإب الْجيد وينفع من القروح الَّتِي تحدثفي الْأَظْفَار إِذا ديف بخلّ خمر وَمن احتراق الْفَم بالغرغرة. أيارخ أندروخوس: ينفع من احتباس الطمث وَمن الجذام والفزع. أخلاطه: يُؤْخَذ أسطوخوذوس وكمافيطوس وغاريقون وخربق أسود وفلفل أسود وأبيض وماذريون وسقمونيا وإشقيل مشوي من كل وَاحِد ثَمَانِيَة عشر درهما. زعفران وأوفربيون وأشقّ من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم مرّ أَرْبَعَة دَرَاهِم دَاخل قثاء الحنة ثَلَاثَة دَرَاهِم عسل خَمْسَة أَرْطَال الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ بالعسل وَالْمَاء وَالْملح. أيارج بياغورا: ينفع من المالنخوليا وينقّي حجب الدِّمَاغ وَينزل الكيموسات الغليظة اللزجة الأرضية. أخلاطه: يُؤْخَذ فراسيون وأسطوخِودوس وخربق أسود وكمافيطوس وكمادريوس وفطراساليون وفيوليون وَهُوَ الجعدة وزراوند مدحرج وزعفران وجنطيانا وكيا وكثيراء وساذج وأسارون وحماما وقسط ودارصيني وفو ومو وفلفل وحبّ البلسان وتوم برّي وسليخة وهيوفاريقون وفقّاح الأذخر وسنبل من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ أفتيمون وغاريقون وبسفايج وشحم الحنظل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم صَبر أسقوطري سِتّ أَوَاقٍ يدق ويعجن وَيعتق سِتَّة أشهر الشربة ثلث أُوقِيَّة بِمَاء حَار. أيارج يوسطوس: ينفع الْبَصَر ويقؤيه ويسكن وجع الرَّأْس الدَّائِم وينفع من أوجاع الْمعدة وَالطحَال والكبد وَمن الأوجاع السوداوية والبلغمية والدوار رمن الوجع الَّذِي يُسمى الإكليل. أخلاطه: يُؤْخَذ كمادريوس إثنتا عشرَة أُوقِيَّة غاريقوق سِتّ عشرَة أُوقِيَّة وَفِي نُسْخَة أُخْرَى غاريقون عشر أَوَاقٍ شَحم الحنظل أوقيتان أسطوخودوس وفلفل أسود وأبيض من كل وَاحِد إثنتا عشرَة أُوقِيَّة وَثَلَاث أَوَاقٍ زعفران ثَمَانِي عشرَة أُوقِيَّة خربق أسود وسقمونيا وصبر أسقوطري من كل وَاحِد سِتّ عشرَة أُوقِيَّة أشق ثَمَان أَوَاقٍ وفربيون ثَمَانِي عشرَة أُوقِيَّة إشقيل مشوقي إثنتا عشرَة أوقة يدق ويعجن بِعَسَل الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بعد سِتَّة أشهر. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى من السنبل والسليخة من كل وَاحِد إثنتا عشرَة أُوقِيَّة يشرب بنقيع الأفتيمون بعد الحمية.(3/440)
أيارج طعموا الْأَنْطَاكِي: ينفع من التشنج ووجع الرَّأْس الْعَتِيق وَمن الْفَزع الْحَادِث من السَّوْدَاء وَمن ارتعاد المفاصل. أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الحنظل وزن عشْرين درهما كمادريوس وفراسيون وغاريقون وأسطوخودوس من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم زراوند طَوِيل وفطراساليون وفلفل أَبيض وسكبينج وجاوشير من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم مر وسنبل وجعدة وزعفران ودارصيني من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تحل الرّطبَة بالعسل ثمَّ تطبخ على النَّار قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ تدق الْيَابِسَة وتطرح عَلَيْهَا وتخلط وتستعمل بعد سِتَّة أشهر. أيارج آخر: يزِيد فِي الْبَصَر ويقويه وينفع من الصداع وضربان الرَّأْس وَعلل الْمعدة والكبد وَالطحَال. أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الحنظل عشرَة دَرَاهِم كماذريوس وسليخة وَثَلَاثَة فلافل من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ صَبر وَمر ولبان ذكر وزعفران من كل وَاحِد وزن دِرْهَم سقمونيا وزن سِتَّة دَرَاهِم عصارة الأفسنتين وزن دِرْهَمَيْنِ الْعَسَل قدر الْكِفَايَة الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بِمَاء حَار. أيارج لنا مجرّب: يُؤْخَذ من الخربق وزن دِرْهَم شَحم الحنظل مِثْقَال صَبر خَمْسَة مَثَاقِيل ملح هندي دِرْهَم وَثلث غاريقون مِثْقَال حجر أرمني نصف مِثْقَال ورد دِرْهَم فلفل أَبيض مِثْقَال زنجبيل مثقالان. وَفِي وحماما وأسارون وَحب البلسان وحاشا وصعتر وبزر الكرفس ودوقوا وبزر الجزر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم لِسَان الثور عشرَة دَرَاهِم بزر الشاهسفرم وبزر الفرنجمشك وبزر الباذرنجبويه وبزر الأترج والنعناع الْيَابِس من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أفتيمون دِرْهَم وَنصف يعجن الْجَمِيع بضعفه عسلاً ويخزن سِتَّة أشهر ثمَّ يسْتَعْمل
(الْمقَالة الثَّالِثَة الجوارشنات المسهّلة وَغير المسهّلة)
إِنَّا نُرِيد أَن نذْكر فِي هَذِه الْجُمْلَة من الجوارشنات الْمَشْهُورَة والشبيهة بالكلّية وَأما اللواتي مَنَافِعهَا جزئية فَأولى الْمَوَاضِع بذكرها الْجُمْلَة الثَّانِيَة. المجوارشن الكمّوني: هُوَ نَافِع من أوجاع الأحشاء الَّتِي تولدها الْبُرُودَة وَمن غَلَبَة البلغم للمشايخ ويقوّي الْمعدة ويهضم الطَّعَام ويزيل الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة والجشاء الحامض الشربة مِقْدَار عفصة بِمَاء حَار. وينفع أَيْضا من الحمّيات الْبَارِدَة السوداوية والبلغمية. أخلاطه: يُؤْخَذ كمون كرماني منقوع بخلّ خمر يَوْمًا وَلَيْلَة مجفف مقلي وورق السذاب(3/441)
المجفّف فِي الظلّ وفلفل وزنجبيل من كل وَاحِد خَمْسَة أساتير بورق أرمني وزن عشرَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل. الجوارشن الكمّوني لِجَالِينُوسَ: ينفع من الرِّيَاح الْبَارِدَة والتخم ويحلّل الرِّيَاح وينفع من لَا يهضم الطَّعَام. أخلاطه: يُؤْخَذ بورق نصف جُزْء كمون كرماني منقوع بخلّ مقلي وفلفل أَبيض وأسود وَدَار فلفل من كل وَاحِد جُزْء وَهَذَا يعْمل على نسختين فَرُبمَا عمل من أَجزَاء مُتَسَاوِيَة فِي جَمِيع أخلاطه أَعنِي الكمون والفلفل والسذاب والبورق وَهَذَا الْفَنّ يحل الطبيعة جدا. وَرُبمَا خلط من الْأَصْنَاف الْبَاقِيَة كمية مُتَسَاوِيَة وَمن البورق نصف هَذِه الكمية ويختار من الكمون الْكرْمَانِي وينقع بخل حاذق ثمَّ يقلى وَيكون الفلفل أَبيض وَذَلِكَ أَنه يقوّي الْمعدة أَكثر من الصِّنْفَيْنِ الآخرين أَعنِي الدَّار فلفل والفلفل الْأسود وَهَذِه هِيَ الَّتِي لَيست صغَارًا وَلَا متشنجة وَلَا يكون قشرها غليظاً بل من الَّتِي تدعى ثَقيلَة الْوَزْن ويختار مِنْهَا الْكِبَار والصحاح والبورق فَيكون إِن اتَّخذت ادواء لمن كَانَت طَبِيعَته محتبسة البورق الْمَدْعُو نطرون بهريقون وَهُوَ الْأَحْمَر وَإِذا عملته لمن كَانَ منحل الطبيعة اسْتعْملت البورق الآخر وَيكون مَا يطْرَح مِنْهُ النّصْف من كمية كل وَاحِد من الْأَدْوِيَة الَّتِي ذكرنَا وورق السذاب أَيْضا فَيكون يَابسا بِمِقْدَار وَذَلِكَ أَنه إِن جفف شَدِيدا كَانَ حاراً مرا وَكَانَ إسخانه فَوق الْمِقْدَار وَإِن لم ينشف شَدِيدا بقيت فِيهِ رُطُوبَة مَا فضلية لم تبلغ بِحَقِيقَة الهضم فَمن أجل ذَلِك لَا يذهب نفخها بالواحدة. وَهَذِه الْأَرْبَعَة الْأَصْنَاف رُبمَا خلطت بِعَسَل منزوع الرغوة وَرُبمَا لم تخلط بِشَيْء وحفظت على حدّتها بِغَيْر عسل فاذا احْتِيجَ إِلَيْهَا طرحت فِي مَاء الشّعير أَو فِي غذَاء آخر مُوَافق وَهَذَا دَوَاء يُؤْخَذ مُفردا قبل الْغذَاء وَبعد الْغذَاء وَالَّذِي يخلط بالعسل المنزوع الرغوة فأوفق فِي هَذِه الْحَالة وَذَلِكَ أَنه يذهب بالنفخ أصلا وَيَنْبَغِي أَيْضا أَن يكون الْعَسَل جيدا إِذا احْتِيجَ أَن يكون هَذَا الدَّوَاء قَوِيا فِي حلّ الرِّيَاح ويستفرغ بِقُوَّة. وَيجب أَن تعلم أَيْضا أَنَّك إِذا أردْت أَن يكون استفراغه أَكثر فَيجب أَن يكون دق الْأَدْوِيَة جريشاً وَذَلِكَ أَنِّي عرفت أَن رجلا سحق هَذَا الدَّوَاء سحقاً بليغاً لِأَنَّهُ لم يكن يعرف مَا ذكرت فَلم يحل الطبيعة بتة بل أدر بِقُوَّة وجاءنا وَهُوَ متعجب يبْحَث عَن السَّبَب فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَنه ظن أَن لجسد ذَلِك الرجل خاصية هِيَ السَّبَب فِيمَا عرض فَلَمَّا عَرفْنَاهُ أَن السَّبَب فِي ذَلِك هُوَ حَال تركيبه رَكبه ثَانِيًا كَمَا أَمرته فتم عمله فَيَنْبَغِي أَن يحفظ هَذَا التَّحْدِيد فِي تركيب سَائِر الْأَدْوِيَة. يصلح لبرودة الْمعدة الشَّدِيدَة والجشاء الحامض والشهوة الْكَلْبِيَّة والفواق الَّذِي يكون من امتلاء من الكيموسات الغليظة والبلغمية(3/442)
والحميات العتيقة الَّتِي تكون من قبل برد وَسُوء هضم. أخلاطه: يُؤْخَذ كمون منقوع بخل مجفف خَمْسَة عشر أستاراً فلفل وزنجبيل وسذاب يَابِس وبورق من كل وَاحِد عشرُون درهما يدقّ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل. جوارشن الفوتنج النَّهْرِي نُسْخَة جالينوس: يُؤْخَذ فوتنج نهري وبرّي وفطراساليون من كل وَاحِد إثنا عشر درخمي زنجبيل سِتّ درخميات بزر الكرفس وأقماع الحاشا من كل وَاحِد أَربع درخميات كاشم سِتَّة عشر درخمياً فلفل ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ عرخمياً سيساليوس خمس درخميات يدق ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة. جوارشن الآس: النافع من انحلال الطبيعة وَالْقَذْف من بلغم ورطوبة وَسُوء الهضم الَّذِي من الْمعدة. أخلاطه: يُؤْخَذ حب الآس من الْجيد الْيَابِس منا هليلج أسود وبليلج وأملج وطاليسفر من كل وَاحِد عشرُون درهما فلفل وَدَار فلفل وزنجبيل من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم مصطكى وقردمانا وكراويا وأنيسون وكمّون وسنبل وسليخة وقاقلة وقسط من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم جوزبوا وبزر الكرفس ونانخواه من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم ساذج هندي وحماما من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم يدقّ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة دِرْهَم. جوا رشن كالخوزي: وَهُوَ جيد. أخلاطه: يُؤْخَذ حب الآس كيلجة وَنصف سنبل ثَلَاث أَوَاقٍ جوزبوا مَعَ قشره نصف رَطْل قرنفل وقاقلة وأنيسون مقلي وبزر الكرفس مقلي وأشنة من كل وَاحِد أوقيتان بسباسة أُوقِيَّة وَنصف سليخة أَربع أَوَاقٍ هليلج كابلي وبليلج وأملج من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ تغلى الْأَدْوِيَة بشراب ريحاني غلية وَاحِدَة ثمَّ تنشف وتغلى غلية بِمَاء السفرجل وتنشف وتجفف على مقلى حَار ويدق ويلت بميبة والشربة ثَلَاثَة مَثَاقِيل أَو ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء السفرجل. جوارشن المتَوَكل الْمَنْسُوب إِلَى سلمويه: يُقَوي الْمعدة وينفع من سوء الهضم وَهُوَ الَّذِي كَانَ يسْقِيه إِسْرَائِيل المتَوَكل لِأَنَّهُ جّد مجرّب. أخلاطه: يُؤْخَذ سنبل وقرنفل ودارصيني وجوزبوّا وقاقلّة وسك جيد من كل وَاحِد مِثْقَال فلفل أَبيض وزنجبيل وجندبيدستر من كل وَاحِد درخميان لبان أَبيض ذكر أَربع درخميات سكّر طبرزذ مثل الْأَدْوِيَة تخلط الْأَدْوِيَة بالسكر وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة ثَلَاثَة كموني آخر: نَافِع من أوجاع الْبَطن الهائجة عَن الْبُرُودَة وَمن حمّى الرّبع وَمن(3/443)
الشَّهْوَة الكلبيّة والحميات البلغمية والسوداوية وَمن البلغم الْكثير الَّذِي يعتري الشُّيُوخ وَمن شدَّة الْبرد فِي الْمعدة وَمن الجشاء الحامض والبصاق الَّذِي يكون من كَثْرَة الفضول البلغمية الشربة مثل العفصة بِمَاء حَار. أخلاطه: يُؤْخَذ كمون منقوع فِي الخلّ يَوْمًا وَلَيْلَة مقليّ أَو من السذاب الْيَابِس والزنجبيل والفلفل من كل وَاحِد عشرَة أساتير وَمن البورق الأرمني عشرَة دَرَاهِم يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة. كموني آخر: يُؤْخَذ كمّون كرماني حَدِيث جيد سبع أَوَاقٍ ينقع فِي خلّ خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يخرج ويلقى على سفرة ويقلب فَإِذا جص قليِ قلياً خَفِيفا بِنَار لينَة وَمن الفلفل ثَلَاث أَوَاقٍ زنجبيل صيني أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق أرمني دِرْهَمَانِ يخلط ويعجن بِعَسَل. الجوارشن الفلافلي: النافع من الأبردة والخام ووجع الْمعدة وَسُوء الاستمراء والرياح الغليظة والجشاء الحامض والشهوة الْكَلْبِيَّة. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل أَبيض وأسود وَدَار فلفل من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وَفِي نُسْخَة أُخْرَى أوقيتان وَمن عيدَان البلسان أُوقِيَّة وَمن الحماما والسنبل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الزنجبيل وبزر الكرفس وسيساليون وسليخة وأسارون من كل وَاحِد دِرْهَم. يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ بِمَاء فاتر على الرِّيق. جوارشن الفنداديقون: النافع من أوجاع الْمعدة والكبد الْبَارِدَة الضعيفة المولدة للرياح الغليظة. أخلاطه: يُؤْخَذ زنجبيل وفلفل وسنبل الطّيب من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم مصطكى ونانخواه من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر الكرفس وهيرازما من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم كمون كرماني وسليخة وَحب البلسان وعاقر قرحا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ ساذج هندي دِرْهَم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل عِنْد الْحَاجة. الجوارشن الخوزي: النافع من استطلاق الْبَطن وَسُوء الاستمراء وَضعف الْمعدة وبردها. أخلاطه: يُؤْخَذ قسط وقرفة وسنبل الطّيب وَحب البلسان وسليخة من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم جوزبوّا خَمْسَة عددا قاقلة وقرنفل وأنيسون وإكليل الْملك وشيطرج هندي من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم بسباسة ثَلَاثَة دَرَاهِم برنج ثَلَاثَة دَرَاهِم نارمشك أَرْبَعَة دَرَاهِم راوند صيني وزراوند وأشنة من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ سعد وزنجبيل من كل وَاحِد عشرَة أساتير قصب الذريرة وفلفل وَدَار فلفل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم إهليلج أسود منزوع النَّوَى إستاران بليلج عشرَة(3/444)
عددا منزوع النَّوَى حبّ الآس الْيَابِس نصف قفيز جنديسابوري وَتجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل قصب السكر وترفع فِي إِنَاء وتستعمل بعد شَهْرَيْن. جوارشن الخوزي نُسْخَة أُخْرَى: نَافِع من ضعف الكبد والمعدة وبردهما وَمن استطلاق الْبَطن وَسُوء الاستمراء وينفع الَّذين يخَاف عَلَيْهِم المَاء الْأَصْفَر وَهُوَ جيد للطحال مدر للبول. أخلاطه: يُؤْخَذ قسط وقرفة وسنبل وَحب البلسان وسليخة من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم وَمن جوزبوا خمس جوزات وَمن القاقلّة والقرنفل والأنيسون وإكليل الْملك وشيطرج ونارمشك من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن البسباسة ثَلَاثَة دَرَاهِم وبرنج كابلي ثَمَانِيَة دَرَاهِم راوند صيني وزراوند طَوِيل وأشنة من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ سعد عشرَة أساتير قصب الذريرة وفلفل وَدَار فلفل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم هليلج أسود الكابلي إستارين بليلج عشر بليلجات حب الآس بِوَزْن الْأَدْوِيَة كلهَا تُسْحق كالكحل وتعجن بِعَسَل الطبرزد الشربة مثل العفصة بِمَاء بَارِد وَفِي نُسْخَة أُخْرَى من الزنجبيل عشرَة أساتير. هَذَا الجوارشن كَانَ يَسْتَعْمِلهُ مُلُوك الْعَجم ينفع من أمراض الْبرد وخصوصاً فِي الكليتين وَيزِيد فِي الباه وينفع من الفالج واللقوة والرعشة والخفقان وَيزِيد فِي الْحِفْظ والذهن وينشف رُطُوبَة الْمعدة ويحسّن الهضم وَهُوَ مِمَّا يُوَافق الْمَشَايِخ. أخلاطه: تُؤْخَذ قاقلة كبار وصغار وبسباسة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم زنجبيل وَدَار فلفل من كل وَاحِد إستاران دارصيني أَرْبَعَة دَرَاهِم أشنة دِرْهَمَانِ قرفة دِرْهَم قرنفل وزعفران من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم جوزبوا خَمْسَة دَرَاهِم وَفِي بعض النّسخ خمس جوزات سنبل الطّيب ومصطكى وَعَنْبَر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ مسك دِرْهَم بزر البنج وأفيون من كل وَاحِد دِرْهَم دهن البلسان سِتَّة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وينقع الأفيون بِقدر سكرّجة من شراب جيد ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر ويذاب العنبر بدهن البلسان ويمدّ بالبان بِقدر مَا تلتّ بِهِ الْأَدْوِيَة كلهَا. جوارشن الشهرياران: النافع من برد الكبد والمعدة وَالْمَاء الْأَصْفَر والمرة السَّوْدَاء وَهُوَ يسهّل الْبَطن. أخلاطه: يُؤْخَذ شيطرج هندي وزنجبيل وفلفل وَدَار فلفل وقرفة وقاقلة صغَار وقرنفل وتاغبشست وساذج هندي ونشا الْحِنْطَة ومصطكى وقاقلْة كبار ودارصيني وسنبل الطّيب وسليخة وبزر الكرفس ونانخواه وبزر الرازيانج وأنيسون من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. أفتيمون أقريطي وَتَربد من كل وَاحِد وزن إثني عشر درهما سقمونيا وزن عشرَة دَرَاهِم(3/445)
سكر طبرزذ وزن عشْرين درهما تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وتستعمل عِنْد الْحَاجة. الجوارشن التمري: هُوَ جوارشن خَاص النَّفْع بالقولنج يحله وينفع من الخام والأبردة وَمن عسر الْبَوْل. أخلاطه: يُؤْخَذ بورق أرمني وكمون كرماني وفطراساليون وزنجبيل وفلفل أَبيض من كل وَاحِد إثنا عشر درهما سقمونيا خَمْسَة دَرَاهِم. تمر هيرون منقى من النَّوَى ولوز حُلْو مقشر من القشرين وورق السذاب من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم. تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا مسحوقة منخولة وينقع التَّمْر بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ويدق دقاً نَاعِمًا ويخلط مَعَ الْأَدْوِيَة وتعجن كلهَا بِعَسَل منزوع الرغوة وتستعمل عِنْد الْحَاجة والشربة أَرْبَعَة مَثَاقِيل. نُسْخَة أُخْرَى من جوارشن تمري: يُؤْخَذ من تمر هيرون المنزوع النَّوَى مائَة عددا وينقع بالخل يوماَ وَلَيْلَة ويمرس ويصفى. وَمن السذاب الْيَابِس والزنجبيل من كل وَاحِد ثَلَاثَة عشر درهما وَمن الفلفل الْأَبْيَض ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن البورق الأرمني خَمْسَة دَرَاهِم وَمن اللوز المر المقشر من قشرته مائَة وَخَمْسُونَ لوزة وَمن السقمونيا خَمْسَة عشر درهما وَمن التربد وزن عشْرين درهما يدق وينخل ويخلط بِعَسَل. جوارشن تمري آخر: ينفع من الحميات وَغَيرهَا وَيشْرب فِي الصَّيف والشتاء وَهُوَ يسهل بِغَيْر مشقة. أخلاطه: يُؤْخَذ زنجبيل وفلفل أَبيض من كل وَاحِد أُوقِيَّة وسقمونيا أوقيتان وَنصف. تمر هيرون منقى من النَّوَى أَو صرفان ولوز حُلْو مقشر من قشريه وورق السذاب من كل وَاحِد أَربع أَوَاقٍ. تدق الْأَدْوِيَة على حدتها وينقع التَّمْر بخل خمر ويدق على حِدته ويصفى ويدق اللوز أَيْضا على حِدته ويخلط الْجَمِيع بعد ذَلِك ويعجن بِعَسَل الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ. جوارشن فيروزنوش الدمسّك: النافع من الرِّيَاح والبواسير والخام وَيُقَوِّي الْمعدة ويعين على الباه ويصفي اللَّوْن ويسخّن الكلى وينفع من ريَاح الْأَرْحَام ونزف الدَّم الفيى يكون من البواسير. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج كابلي وهليلج أصفر وشيطرج وبزر الكرفس من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. بليلج وأملج ونانخواه وتودريِ أَحْمَر وأبيض وَدَار فلفل وسمسم مقشر من كل واحط وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَمن القرفة والسنبل وجوزبوا وزنجبيل والفلفلمويه من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم. خيربوا وقسط وسليخة وقرنفل وبسباسة وخولنجان ونارمشك من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. وَمن السعدون عشرَة دَرَاهِم وَمن الْمسك وزن مثقالين وَمن العنبر مِثْقَال وخبث(3/446)
الْحَدِيد المربى بِوَزْن الْأَدْوِيَة كلهَا وَمن السّمن عشرَة أساتير يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ بِلَبن بقر مخيض منزوع الزّبد ونبيذ زبيب جيد أسبوعين. جوارشن الكندر: يُؤْخَذ من الكندر وزن سِتِّينَ درهما فلفل وَدَار فلفل من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم سكر سِتُّونَ درهما زنجبيل وخولنجان من كل وَاحِد إثنا عشر درهما جوزبوا وقرنقل وخيربوا من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم مسك جيد زنة نصف دِرْهَم يسحق كل وَاحِد مِنْهَا على حِدته وينخل ويعجن بِعَسَل. جوارشن الطاليسفر: النافع من برد الْمعدة والرياح الغليظة فِي الْمعدة والكبد. أخلاطه: يُؤْخَذ طاليسفر وزنَ خَمْسَة دَرَاهِم زنجبيل وزن عشْرين درهما فلفل وزن إثني عشر درهما هال وقرفة من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم سكّر طبرزذ خَمْسَة أَرْطَال تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل. يُؤْخَذ سقمونيا أنطاكي وَتَربد مجوف أَبيض من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل فلفل وقاقلة من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل زنجبيل ودارصيني وأملج وقرنفل وبسباسة ونشاستج وجوزبوا من كل وَاحِدَة مثقالان وَنصف وَفِي نُسْخَة أُخْرَى سقمونيا وَتَربد من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل يدق وينخل ويطرح عَلَيْهِ رَطْل سكر مسحوقاٌ ويعجن بِعَسَل الشربة التَّامَّة أَرْبَعَة مَثَاقِيل. أطريفل الْخبث الْأَكْبَر: النافع من أوجاع البواسير واسترخاء المثانة والمعدة وَيزِيد فِي الباه ويسخن الْمعدة. أخلاطه: يُؤْخَذ إهبيلج أسود وبليلج وشيراملج منزوع النَّوَى وشيطرج هندي وبزر الكرفس ونانخواه وصعتر فَارسي من كل وَاحِد أُوقِيَّة. سنبل الطّيب وحماما وهال وَوَج من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم دارصيني وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم فلفل وَدَار فلفل وناغيشت وملح هندي من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة خَرْدَل أُوقِيَّة وَنصف نوشادر وزن نصف دِرْهَم خبث الْحَدِيد وزن ثلَاثه دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَسمن الْبَقر بِقدر الْحَاجة وترفع وتستعمل. الاطريفل الصَّغِير: النافع من استرخاء الْمعدة ورطوبتها وأرياح البواسير وَيحسن اللَّوْن. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج كابلي وبليلج وشير أملج منزوعة النَّوَى أَجزَاء سَوَاء يلت بِسمن الْبَقر ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة.(3/447)
جوارشن البلاذر: يصلح لوجع الْمعدة المتقادم وَالْبرد وَالنِّسْيَان وَيحسن اللَّوْن ويلطف الْفِكر والذهن وَهُوَ جوارشن الْحُكَمَاء وَيُقَال إِنَّه لِسُلَيْمَان. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل وَدَار فلفل وهليلج أسود وبليلج وأملج وجندبيدستر من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم قسط وبلاذر وبرنج وسكر طبرزذ وَحب الْغَار من كل وَاحِد إثنا عشر درهما سعد ثَمَانِيَة دَرَاهِم يدق البلاذر وَحده جيدا وتدق الْأَدْوِيَة وتنخل ويغلى سمن الْبَقر وَعسل بِالسَّوِيَّةِ ويلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة ويعقد وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ بِمَاء طبيخ الكرفس والرازيانج ويحفظ مستعمِله نَفسه من التَّعَب وَالْغَم والحرد وَالشرَاب الْكثير وَالْجِمَاع وَيَأْكُل مرقة أسفيدباجة لَطِيفَة. جوارشن الفنجيوش وَهُوَ المعجون: النافع من استرخاء الْمعدة ورياح البواسير وَفَسَاد المزاج وسماجة اللَّوْن وَيزِيد فِي الباه. أخلاطه: يُؤْخَذ بليلج وهليلج وشيرأملج منزوعة النَّوَى وفلفل وَدَار فلفل وزنججبيل وَسعد وشيطرج هندي وسنبل من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم. بزر الشبث وبزر الكراث من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. خبث الْحَدِيد مسحوقاً منقوعاً بخلّ خمر أَرْبَعَة عشر يَوْمًا مجففاً مقلواً وزن مائَة دِرْهَم. تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَسمن الْبَقر بِقدر الْحَاجة وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ وَيصير فِيهِ أَيْضا من الْمسك وزن دِرْهَمَيْنِ. فنجيوش آخر بالمسك: يُقَوي الْمعدة ويسخنها وينفع من البواسير وَيزِيد فِي الباه وَهُوَ مجرب. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج كابلي وبليلج وأملج وفلفل وَدَار فلفل وزنجبيل وكمّون وبزر الشبث وبزر الكرفس وبزر الكراث وبزر الجرجير وبزر اللفت وبزر الجزر وإفلنجة وَورد أَحْمَر وسليخة وَسعد ودارصيني وقرنفل وجوزبوا من كل وَاحِد دِرْهَم بسباسة وهال وقاقلة وسك وعود نيء ومسك من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. حب الرشاد الْأَبْيَض ثَلَاث أَوَاقٍ خبث الْحَدِيد مثل الْأَدْوِيَة يدق ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة. فنحِيوش آخرمثله: يُؤْخَذ شيطرج هندي وزرنب وطاليسفر وهال وهليلج أسود وبليلج وأملج وهليلج أصفر وسليخة وقرنفل وَحب البلسان وَحب المحلب من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل. نعناع وفلنجة وزرنباد ودرونج وَدَار فلفل من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل. دارصيني وقرفة وسنبل وجوزبوا وقسط وزنجبيل وفلفلمويه من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل. سعد عشرَة مَثَاقِيل سكر سِتَّة عشر مِثْقَالا خبث الْحَدِيد منا مسك نصف دِرْهَم يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة.(3/448)
الْخبث الْمَطْبُوخ: النافع من الأبردة ووجع الظّهْر وَفَسَاد الطمث والبواسير ويصفي اللَّوْن ويشهي الطَّعَام وَيذْهب بالخام وبالأبردة وَيُقَوِّي الْمعدة والأرحام والمثانة. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الكرفس وبزر الرازيانج والأنيسون والفطراس اليون والدوقوا وبزر الجزر وبزر الكراث وبزر البصل وبزر اللفت وبزر الفجل وبزر الرطاب والنانخواه وبزر الأنجرة والحبة الخضراء وأنجدان وبزر الشبث وفلفل بزر كتَّان وكمون وكزبرة من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَمن الزرنباد والدرونج والبهمنين الْأَبْيَض والأحمر والتودريين الْأَبْيَض والأحمر وجوزبوا وبسباسة ودارصيني وخولنجان وزنجبيل وَسعد وسنبل وسيسنبر من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. هليلج وبليلج وأملج وجفت البلوط وقشور أصل الْكبر. من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم. وَمن الشيطرج والأشنة والأسارون وأظفار الطّيب وقصب الذريرة ولسان العصافير ونارمشك وصعتر فَارسي وراسن وقاقلة وخيربوا وصندل وقرفة وهرنوة من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. وَمن الْجَوْز كندم وحرف وكيا وَورد يَابِس ومرماخور وقشور الكندر ونعنع وفوتنج من كل وَاحِد وزن سَبْعَة دَرَاهِم. وَمن الْخبث الْبَصْرِيّ المسخن المطفّأ فِي النَّبِيذ الريحاني مَرَّات كَثِيرَة بِوَزْن الْأَدْوِيَة كلهَا يطْبخ بِالشرابِ العفص حَتَّى يغلظ وَينزل عَن النَّار ويصفى ويسقى مِنْهُ قدر أُوقِيَّة على الرِّيق وَهُوَ فاتر وَيَأْكُل نصف النَّهَار أسفيدباجة بِلَحْم عنز وَيشْرب النَّبِيذ الصّرْف مُدَّة أُسْبُوع أَو أسبوعين. نُسْخَة أُخْرَى لخبث الْحَدِيد: يصلح لبرد الْمعدة والبواسير. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج كابلي وبليلج وأملج وأصول السوسن وزنجبيل وعود نيء وجوزبوا وسكّ ووردوسنبل. وأذخر ومصطكى من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. مسك دِرْهَم برادة الإبر منقوعة بشراب ريحَان سَبْعَة أَيَّام يُؤْخَذ ويسحق ويقلى على مقلى حَدِيد ويخلط مَعَ الْأَدْوِيَة ويلتّ بدهن اللوز الحلو ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة والشربة وزن مثقالين بشراب ريحاني أَو ثَمَانِيَة. نُسْخَة أُخْرَى لخبث الْحَدِيد: أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج كابلي وبليلج وأملج وأصول السوسن وَورد وأذخر من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. خبث الْحَدِيد مثل جَمِيع الْأَدْوِيَة ينقع الْخبث سَبْعَة أَيَّام بخل ويصفى ويقلى على المقلى ويعجن بِعَسَل الطبرزذ الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ بشراب التفاح. نُسْخَة من خبث الْحَدِيد الْمَطْبُوخ: يصلح لضعف الْمعدة وحرارة المزاج. أخلاطه: يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد الْبَصْرِيّ وهليلج أصفر وأسود وبليلج وأملج وَورد وجلنار وأذخر بِالسَّوِيَّةِ يغلى بِالشرابِ ويسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ.(3/449)
جوارشن السفرجل الدمسّك: حَابِس للطبيعة من الاستطلاق وَضعف الْمعدة والقيء وَسُوء الاستمراء ويحسِّن اللَّوْن. أخلاطه: يُؤْخَذ سفرجل مقشر منقى الْجوف وَعسل منزوع الرغوة من كل وَاحِد رطلان فلفل وَدَار فلفل وزنجبيل من كل وَاحِد وزن خَمْسَة دَرَاهِم هيل وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم قاقلة وقرنفل وسنبل الطّيب ودارصيني وزعفران من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وَيُؤْخَذ السفرجل ويطبخ بخل خمر طبخاً جيدا وَمن الْأَطِبَّاء من يطبخه بشراب وَهُوَ الأَصْل ثمَّ ينزل عَن النَّار ويصفى وَيتْرك سَاعَة حَتَّى يسيل عَنهُ مَا فِيهِ من الرُّطُوبَة ويدق دقا نَاعِمًا وَيُؤْخَذ الْعَسَل ويطبخ بِنَار لينَة ويحرك قَلِيلا حَتَّى يكَاد أَن ينْعَقد ثمَّ يلقى عَلَيْهِ السفرجل ويحرك حَتَّى يَسْتَوِي وَتذهب مائية السفرجل عَنهُ ثمَّ ينزل عَن النَّار وَتَذَر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وَيضْرب حَتَّى يَسْتَوِي ويلقى على صفيحة من رُخَام أَو خوان مستوٍ مَمْسُوح بدهن ورد أَو بدهن شيرج ويبسط عَلَيْهِ بسطاً وَيتْرك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى يجِف ويصلب وَيقطع بالسكين قطعا مربعة الْقطعَة وزن أَرْبَعَة مَثَاقِيل ويدرج فِي ورق الأترج ويشد وَيرْفَع وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة وَمن الْأَطِبَّاء من يَجْعَل مَعَه من الْمسك وزن دِرْهَمَيْنِ. جوارشن السفرجل الْمُطلق للبطن: ينفع من القولنج ويجفف فضول الْبدن. أخلاطه: يُؤْخَذ سفرجل مقشر منقى الْجوف رَطْل عسل منزوع الرغوة رطلان زنجبيل وَدَار فلفل من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم دارصيني وزن دِرْهَمَيْنِ هيل وقاقلة وزعفران من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم مصطكى وزن خَمْسَة دَرَاهِم سقمونيا وزن عشرَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض جيد وزن ثَلَاثِينَ درهما تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة ويطبخ السفرجل بشراب وَيفْعل بِهِ كَمَا يفعل بالسفرجلي الحابس ويهيأ كَهَيْئَته وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل الشربة مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء حَار. يُؤْخَذ سفرجل طيب الرَّائِحَة يلبس عَلَيْهِ من خَارج خمير ويُشوى وَيُؤْخَذ من لَحْمه أَرْبَعَة دَرَاهِم فلفل وزنجبيل من كل وَاحِد وزن دانقين وَمن السقمونيا وزن دِرْهَم يُدق ويُعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة وزن دِرْهَم بشراب. جوارشن السفرجل الْمَعْمُول بعصارة السفرجل: ينفع من بطلَان الشَّهْوَة وَلمن لَا ينهضم طَعَامه نَافِع لمن كَانَت كبده ضَعِيفَة ويشد الْمعدة. أخلاطه: يُؤْخَذ سفرجل كبار عفص ينقى من دَاخل وخارج ويُدق ويُعصر وَيُؤْخَذ من مَائه قسطان بالرومي ويخلط مَعَه عسل منزوع الرغوة مثله وخل خمر قسط وَنصف ويطبخ(3/450)
على نَار لينَة وتنزع رغوته وَيُؤْخَذ زنجبيل ثَلَاث أَوَاقٍ فلفل أَبيض أوقيتان يدق ويلقى عَلَيْهِ ويعقد كَمَا يعْقد اللعوق وَيَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ على الاكثر قبل الْغذَاء بساعتين أَو ثَلَاث لَيْسَ بضائر لَو أَخذ بعد الطَّعَام فَإِن كنت تصلح هَذَا الدَّوَاء لمن فِي معدته حرارة أَو فِي معدته مرّة كَيفَ كَانَ فَيجب أَن يطْرَح عَنهُ الفلفل والزنجبيل وَيسْتَعْمل بِمَاء السفرجل وَالْعَسَل والخلّ فَقَط على مِقْدَار الْكَيْل الَّذِي ذكرنَا وَإِن عملته للَّذين مزاج معدهم متوسط حَتَّى أَنه لَا يجْتَمع فِيهَا فضل مرّة وَلَا فضل بلغم طرحت فِيهِ نصف الْمِقْدَار الَّذِي ذكرنَا من الزنجبيل كَأَنَّك تطرح فِيهِ من الفلفل أُوقِيَّة وَمن الزنجبيل أُوقِيَّة وَنصفا وَإِن عملته للَّذين يجْتَمع فِي معدهم البلغم طرحت فِيهِ ضعف جوارشن سفرجلي: يشهي الطَّعَام وَيُقَوِّي الْمعدة. أخلاطه: تُؤْخَذ عصارة السفرجل وَعسل من كل وَاحِد ثَلَاثَة أَرْطَال خل ثَقِيف رطلان يطْبخ على نَار جمر وتنزع رغوته وَيُؤْخَذ زنجبيل خَمْسَة دَرَاهِم فلفل أَبيض وأسود وَدَار فلفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم دارصيني دِرْهَمَانِ عود نيء ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق وينخل ويخلط مَعَ الْعَسَل وَمَاء السفرجل والخل ويعقد الشربة ملعقة قبل الطَّعَام ويصبر عَلَيْهِ ساعتين. جوارشن هندي: نَافِع من القولنج ووجع المفاصل والنقرس ووجع الظّهْر. أخلاطه: يُؤْخَذ سقمونيا عشرَة مَثَاقِيل جوزبوا وقاقلة وزنجبيل ودارصيني وقرفة ونارمشك وقرنفل وفلفل من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل وَمن التربد مائَة مِثْقَال وَمن السكر مائَة مِثْقَال تُدق هَذِه الْأَدْوِيَة جَمِيعًا وتُنخل وتُعجن بِعَسَل. جوارشن الْمُلُوك وَهُوَ دَوَاء السّنة: يُؤْخَذ سنة تَامَّة كل يَوْم فيصلح أَخذه عمره بِإِذن الله تَعَالَى وَمن داوم عَلَيْهِ لم يبْق فِي جِسْمه دَاء إِلَّا أَبرَأَهُ وَلَا يشمط إِلَّا مَا شمط قبل أَخذه وَهُوَ دَوَاء الْمُلُوك الَّذين كَانُوا فِيمَا حُكيَ يتداوون بِهِ نَافِع من الناصور الْأسود والأبيض والأحمر والسيلان والصفرة والأبردة وضربان المفاصل ويجلو الْبَصَر واللون وَيكثر الْجِمَاع وَلَيْسَت لَهُ غائلة وَلَا يحتمي عَلَيْهِ صَاحبه. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أسود وبليلج وأملج من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا شونيز أَرْبَعَة وعشرونٍ مِثْقَالا فلفل وأشق ودارفلفل وزنجبيل وفلفلمِوية من كل وَاحِد إثنان وَعِشْرُونَ مِثْقَالا نارمشك وقاقلة وَسعد من كل وَاحِد مثقالان كبابة وبلاذر من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل يدق كل وَاحِد على حِدته وينخل حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وَيخرج على قسمته وَمَا وَصفنَا من الأوزان ويخلط ثمَّ يُؤْخَذ سِتّمائَة مِثْقَال فانيذ سجزي وَيجْعَل فِي طنجير أَو قدر نظيفة ويوقد تَحْتَهُ وقوداً لينًا ويرش عَلَيْهِ شَيْء من المَاء حَتَّى يذوب الفانيذ فَإِذا أذاب وغلا فالق عَلَيْهِ هَذِه الأخلاط(3/451)
وحركه حَتَّى يخلط نَاعِمًا وارفعه واقره حَتَّى يفتر ثمَّ اجْعَلْهُ بَنَادِق كل بندقة مثقالان وَربع وامسح يدك بِزَيْت أَو بِسمن بقر ثمَّ اشرب كل يَوْم مِنْهُ بندقة بِمَاء بَارِد وَهُوَ سيد الْأَدْوِيَة. جوارشن مسحقونيا مسهل: ينفع من النقرص ووجع الظّهْر وَجَمِيع الْأَمْرَاض الْبَارِدَة. أخلاطه: يُؤْخَذ سقمونيا وَدَار صيني وشيطرج وزنجبيل من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم فلفل أسود سِتَّة دَرَاهِم تَرَبد عشرَة دَرَاهِم دَار فلفل سِتَّة دَرَاهِم قاقلة وقرنفل وبزر الكرفس ونانخواه من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم نوشادر وملح هندي من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ فانيذ وسكر من كل وَاحِد عشرُون درهما حلتيت دِرْهَمَانِ وَنصف مسحقونيا ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَمَانِ أَو أَرْبَعَة دَرَاهِم بِمَاء فاتر. جوارشن السمسم: يُؤْخَذ سمسم مقشر وكمون كرماني وزنجبيل من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم فلفل وَدَار فلقل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم دَار صيني وزن دِرْهَمَيْنِ قاقلة وهيل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم سكر طبرزذ ذوفانيذ من كل وَاحِد سِتُّونَ درهما تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل. جوارشن الْحبَّة الخضراء: ينفع من البواسير وَبرد الْمعدة وَسُوء الاستمراء والاستطلاق. أخلاطه: تُؤْخَذ الْحبَّة الخضراء وَعسل البلاذر وسمسم مقشّر من كل وَاحِد سِتَّة أساتير سكر طبرزذ أَرْبَعَة وَعشْرين إستاراً. هليلج كابلي وبليلج وأملج منزوعة النَّوَى وزنجبيل وَدَار فلفل وبرنج وساذج هندي وشيطرج من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. فلفل ومرزنجوش وبسباسة من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ. تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وبسمن الْبَقر وتستعمل بعد سِتَّة أشهر الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ بمخيض الْبَقر وَليكن الطَّعَام فِيهِ أرز مطبوخ بِلَبن مَا دَامَ يَأْخُذهُ. جوارشن الأنجذان: النافع من نفخ الْبَطن والمعدة والقرقرة والرياح الغليظة. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل وبزر الكرفس من كل وَاحِد وزن اثْنَي عشر درهما أنجذان أسود أَرْبَعَة عشر درهما فطارساليون وماميران وفوتنج وحاشا وسيساليون من كل وَاحِد وزق ثَمَانِيَة دَرَاهِم كاشم وزن ثَلَاثَة عشر درهمأ تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل عِنْد الْحَاجة. نُسْخَة أُخْرَى للأنجذان: ينفغ من جساوة الكبد وبردها وَالْمَاء الْأَصْفَر وَبرد الْمعدة والكلى.(3/452)
أخلاطه: يُؤْخَذ الأنجذان الْأسود وزن عشرَة دَرَاهِم بزر الجرجير وبزر الكراث من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم زنجبيل وبليلج وأملج منزوعة النَّوَى من كل وَاحِد وزن سَبْعَة دَرَاهِم. نانخواه وبزر الكرفس وأنيسون وقاقلة صغَار وكمون كرماني ودارصيني من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. هليلج أسود منزوع النَّوَى وزن سَبْعَة دَرَاهِم قرفة وزن سَبْعَة دَرَاهِم فلفل وَدَار فلفل من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم سنبل الطّيب وزن دِرْهَمَيْنِ قرنفل وزن دِرْهَم فانيذ أَبيض وزن عشْرين درهما تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وترفع فِي إِنَاء وتستعمل عِنْد الْحَاجة الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الأنيسون والمصطكى والسنبل. جوارشن الكافور: نَافِع من ضعف الْمعدة والكبد ويطرد الرِّيَاح الغليظة ويعين على الهضم. أخلاطه: يُؤْخَذ كافور وزعفران وعود وقاقلة وخيربوا وكبابة وكاشم وقرفة وقرنفل وأشنة وسنبل وبسباسة وصندل أَبيض وفلفل وَدَار فلفل ودارصيني وشيطرج ونارمشك وشقاقل وخولنجان وجوزبوا وزنجبيل وَسعد وفلفلمويه أَجزَاء سَوَاء سكر بِوَزْن الْأَدْوِيَة كلهَا. جوارشن الكافور نُسْخَة أُخْرَى: ينفع من سوء الهضم وَضعف الْمعدة والبلغم الغليظ. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل وجوزبوا وزنجبيل وقرنفل وبسباسة ودارصيني وقرفة وناغيشت وقلقمون ونار قَيْصر وقرنفل بستاني وكافور وزعفران من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ. تجمع جوارشن كافوري أقوى من الأول: أخلاطه: يُؤْخَذ زنجبيل وفلفل وَدَار فلفل ودارصيني وقرفة وساذج هندي وسنبل الطّيب وشيطرج هندي وجوزبوا وصندل أصفر وَحب البلسان وقاقلة وبسباسة وقرنفل وناغيشت وطاليسفر وَسعد وطباشير وعود هندي صرف من كل وَاحِد وزن نصف أُوقِيَّة. كافور ومسك من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف. سكر طبرزذ عشر أَوَاقٍ وَنصف يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة يرفع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة. جوارشن الْعود: يقوّي الْمعدة ويسخّنها بِغَيْر إفراط ويهضم الطَّعَام وينشّف البلغم. أخلاطه: يُؤْخَذ سنبل الطّيب وسنبل رومي وبزر الكرفس وأنيسون ومصطكى من كل وَاحِد وزن دِرْهَم. عود ثَلَاثَة دَرَاهِم. قرنفل وزن دِرْهَمَيْنِ بسباسة وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف قرفة وسك من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ هليلج كابلي ينتقع فِي شراب مقلو وفرنجمشك من كل وَاحِد(3/453)
وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف. جوزبوا دِرْهَم وَنصف مرماخور وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. ورد وقصب الذريرة من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ. يعجن بميبة الشربة وزن مثقالين. صَنْعَة جوارشن الدارصيني: أخلاطه: يُؤْخَذ دارصيني وعود وراسن من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. قرنفل وفلفل أسود وَدَار فلفل وسنبل وأسارون من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. زنجبيل أُوقِيَّة نعناع ثَمَانِيَة دَرَاهِم خيربوا وقرفة من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ كيا وأنيسون وبزر الرازيانج وسليخة من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل. جوارشن هندي: نَافِع من القولنج وَبرد الْمعدة ووجع المفاصل والنقرس. أخلاطه: يُؤْخَذ شيطرج وساذج هندي من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم جوزبوا ونانخواه من كل وَاحِد إستاران فلفل وَدَار فلفل من كل وَاحِد خَمْسَة أساتير زنجبيل خَمْسَة أساتير هليلج أسود ثَلَاثُونَ إستاراً نارمشك إستاران قرنفل خَمْسَة دَرَاهِم جوزبوا إستاران بسباسة أَرْبَعَة دَرَاهِم فانيذ عشرَة أساتير يُستف مِنْهُ عِنْد الْحَاجة وزن دِرْهَمَيْنِ بنبيذ عَتيق. جرارشن الزنجبيل: نَافِع من ضعف الْمعدة والأمعاء ويهضم الطَّعَام ويطرد الرِّيَاح وينفع من الهيضة وَيحبس الْبَطن. أخلاطه: يُؤْخَذ زنجبيل عشرُون درهما صمغ عَرَبِيّ وخيربوا من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم قرنفل ودارصيني من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم جوزبوا جوزة وَاحِدَة زعفران دِرْهَم صَنْعَة جوارشن الْمسك: النافع من ضعف الْمعدة ونفخها ورياح البواسير وخفقان الْفُؤَاد. أخلاطه: يُؤْخَذ مسك نصف مِثْقَال وخيربوا وقاقلّة وقرنفل وزنجبيل وَدَار فلفل من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم دارصيني وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم عود هندي أُوقِيَّة زعفران دِرْهَمَيْنِ سكر بِوَزْن الْأَدْوِيَة كلهَا يدق ثمَّ يعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل. صَنْعَة جوارشن الأترج: يطرد الرِّيَاح ويهضم الطَّعَام ويطيب النكهة. أخلاطه: يُؤْخَذ قشور الأترج الْأَصْفَر الْيَابِس وزن ثَلَاثِينَ درهما قرنفل وجوزبوا وَدَار قلفل وفلفل وخيربوا ودارصيني وخولنجان وزنجبيل من كل وَاحِد وزن دِرْهَم. وَمن الْمسك زنة دانق وَنصف يعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل.(3/454)
صَنْعَة جوارشن قَيْصر: النافع من القولنج والأبردة والخام وَيخرج الْفضل الغليظ اللزج وينفع من النقرس. أخلاطه: دَار فلفل وزنجبيل وهليلج أصفر وسقمونيا وَتَربد من كل وَاحِد إثنا عشر درهما. بزر الكرفس ونانخواه وعاقر قرحا وملح طبرزذ من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. سكر سِتَّة عشر جوارشن السقنقور: يزِيد فِي الباه. أخلاطه: بزر الهليون وبزر البصل وبزر اللفت وبزر الرطاب وبزر الكراث وبزر الجزر وبزر الجرجير وبزر الأنجرة والشاهسفرم والحبة الخضراء ولسان العصافير وسمسم مقشّر وبزر الفجل وتودريان أَبيض وأحمر ولوز الصنوبر وَحب الرشاد من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَمن الزنجبيل والشفاقل والخولنجان وَالدَّار فلفل من كل وَاحِد وزن خَمْسَة دَرَاهِم. وَمن الدارصيني وجوزبوا والبهمنين من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ. وَمن سرّة السقنقور خَمْسَة دَرَاهِم. وَمن الإشقيل المشوي وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَمن الفانيذ وزن هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا يدقّ وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ بمثلث أَو بِلَبن حليب أوبماء الْعَسَل على الرِّيق. صَنْعَة جوارشن آخر: نَافِع من الخفقان ويقوّي الْمعدة ويهضم الطَّعَام وَيُطلق الْبَطن. أخلاطه: هليلج كابلي خَمْسَة عشر درهما طاليسفر خَمْسَة دَرَاهِم وزرنباد ودرونج وسليخة من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. تَرَبد عشرُون درهما سقمونيا ثَلَاثَة دَرَاهِم فانيد وزن عشْرين درهما يعجن بِعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم. أخلاطه: عود ثَلَاثَة دَرَاهِم كافور ربع دِرْهَم مسك ثلث دِرْهَم بسباسة ونارمشك وَسعد وفرنجمشك وزرنب وزرنباد من كل وَاحِد مِثْقَال دارصيني ومصطكى وزنجبيل وفلفل وقرنفل من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ لِسَان الثور خَمْسَة دَرَاهِم بزر الرازيانج وبزر الكرفس ووجّ وسنبل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تجمع بالعسل. صَنْعَة الاطريفل الْكَبِير: ينفع من استرخاء الْمدَّة ورياح البواسير الْبَاطِنَة وَيزِيد فِي الباه. أخلاطه: هليلج أسود وبليلج وأملج وَدَار فلفل وفلفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة أَجزَاء زنجبيل وبوزيدان وشير أملج وشيطرج هندي وشقاقل وَفِي نُسْخَة أُخْرَى بسباسة من كل وَاحِد جُزْء. تودري أَبيض وتودري أَحْمَر ولسان العصافير وبزر الرُّمَّان البريّ وَهُوَ بسذدانج وَهُوَ حب الفلفل(3/455)
وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ نارشعان وسمسم مقشر وسكر طبرزذ من كل وَاحِد جزءان. بهمنان أَبيض وأحمر من كل وَاحِد نصف جُزْء تدق الْيَابِسَة وَحدهَا والسمسم على حِدة ويخلط ويلت بِسمن الْبَقر ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة. صَنْعَة جوارشن الْعود لنا: يُؤْخَذ هيل وزنجبيل ودارصيني وسليخة وزعفران وفلفل وفرنجمشك وزرنباد من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. سعد وزرنب وساذج هندي وقرنفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. عود خام سَبْعَة دَرَاهِم عنبر مِثْقَال لازرود كافور من كل وَاحِد دانقان تَرَبد أَرْبَعَة دَرَاهِم ملح هندي وزن دِرْهَم يسحق الْجَمِيع ويتخذ مِنْهُ جوارن بالعسل أَو السكر.
(الْمقَالة الرَّابِعَة السفوفات والقمايح ووجورات الصّبيان)
إِنَّا إِنَّمَا نورد من السفوفات أَمْثَال مَا أصردنا من الجوارشنات ونؤخر الْبَاقِي إِلَى مَوْضِعه. مقلياثا: نَافِع من الزحير والمغص والإسهال والبواسير. أخلاطه: يُؤْخَذ حبّ الرشاد المقلو رَطْل وَنصف كمون كرماني منقوع فِي الْخلّ يَوْمًا وَلَيْلَة مقلواً وبزر الكرّاث المقلو من كل وَاحِد عشرَة أساتير بزر الْكَتَّان مقلواً أَربع أَوَاقٍ كَيَّة أُوقِيَّة هليلج كابلي مطجّن بِسمن ثَلَاث أَوَاقٍ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم برلب السفرجل وَمَاء بَارِد. سفوف: نَافِع من ريَاح البواسير والإسهال والزحير والمغص. أخلاطه: حب الرشاد المقلو رَطْل بزر الْكَتَّان مقلواً وبزر قطونا من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر الكرفس المقلو وطين أرمني وبزر مر من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف صمغ عَرَبِيّ دِرْهَم. سفوف يُسمى كسيلا: يحبس الإستطلاق. أخلاطه: كسيلا وَحب الآس وجفت البلوط وحرف أَبيض وزرنباد وَجوز جندم وكثيراء ومغاث وحضض وفندق وفستق من كل وَاحِد جُزْء. وَمن اللوز الحلو المقشر من قشرته وزن عشرَة دَرَاهِم. وَمن دَقِيق الْحوَاري عشرُون درهما يخلط وَيسْتَعْمل. سفوف آخر: ينفع الْحَوَامِل ويطرد الرِّيَاح ويقوّي الكبد والمعدة. أخلاطه: لُؤْلُؤ صغَار وعاقر قرحا من كل وَاحِد وزن دِرْهَم زنجبيل وعلك رومي من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم زرنباد ودرونج وبزر كرفس ووجّ وخيربوا وجوزبوا وفلفل ودارصيني من كل وَاحِد مثقالان تودري وبزر الرازيانج من كل وَاحِد مِثْقَال سكّر بِوَزْن الْأَدْوِيَة كلهَا.(3/456)
سفوف عبَادَة: أخلاطه: لكّ عيدَان وَحب الآس وبلوط يَابِس وسكّر طبرزذ ومصطكى وقشور رمان وعفص من كل وَاحِد جُزْء. لبان وزنجبيل من كل وَاحِد ربع جُزْء يخلط بعد النّخل ويستف مِنْهُ بكرَة وَعند النّوم مِثْقَال إِلَى مثقالين أسبوعاً وَلَا يَذُوق اللَّحْم. سفوف آخر جيد: ينفع من الْحر فِي الْجَسَد والحمّى والحمرة والشري والعطاس وانعقال اللِّسَان من البرسام ويدلك بِهِ اللِّسَان. أخلاطه: مسك وزن دانقين سكّ وحضض من كل وَاحِد دِرْهَم كافور دِرْهَم ودانقان زعفران وزن دِرْهَمَيْنِ قاقلة وقرنفل وجوزبوا من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة مَثَاقِيل ورد أَحْمَر وجُلَنار وطباشير من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل سكر طبرزذ أَبيض سِتُّونَ درهما تخلط هَذِه الْأَدْوِيَة بعد النّخل. وَمن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْحَرَارَة أخرج مِمَّا يعالج بِهِ الجوزبوا الشربة مِنْهُ للكبير نصف مِثْقَال وللصغير مَا بَين حبتين إِلَى قِيرَاط. قميحة الْبِطِّيخ الطوَال: يُقَوي الْمعدة الرخوة وَيعْقل الْبَطن مِمَّن علَته استرخاء الْمعدة وَيُقَوِّي النَّفس الضعيفة. أخلاطه: يُؤْخَذ الْبِطِّيخ الطوَال فَيخرج مَا فِي جَوْفه من الْحبّ وَغَيره ثمَّ يحشى سويق نبق وَسَوِيق مقل وطراثيث وغبيراء محمص مدقوق وأرز مقلو أَجزَاء سَوَاء وَيتْرك حَتَّى تنشف رُطُوبَة الْبِطِّيخ ثمَّ يخرج فيجفف ويسحق وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَاحَة عَظِيمَة مِقْدَار مَا يكون أَرْبَعَة دَرَاهِم. سفوف آخر: يعْمل للصبيان الْغَالِب عَلَيْهِم الْحَرَارَة والرطوبة. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أسود وكمون كرماني من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم مصطكى خَمْسَة وَعِشْرُونَ درهما زنجبيلدرهمين يدق كل وَاحِد على حِدته ويُنخل ثمَّ يُخلط ويُلت فِي الصَّيف بشيرج وَفِي الشتَاء بِزَيْت وَيجْعَل سكره فِي الصَّيف طبرزداً وَيخرج مِنْهُ الزنجبيل وَإِنَّمَا يصلح هَذَا لمن غلبت عَلَيْهِ الرُّطُوبَة من الصّبيان. سفوف أرسطاطاليس كتبه للأسكندر: ينفع للذرب وَفَسَاد الْمعدة وصفرة اللَّوْن والبخر والوسواس وَالنِّسْيَان ويهضم ويفرح. أخلاطه: تُؤْخَذ قرفة وساذج هندي وهيل وعود هندي وأسارون وكية وهليلج كابلي منزوع النَّوَى وإكليل الْملك وفرنجمشك ونارمشك ونار قَيْصر وكمون ودارصيني وأشنة وفلفل وَدَار فلفل وزنجبيل وقرنفل وَحب الرُّمَّان وجوزبوا وقاقلة من كل وَاحِد جزءان. مسك وَعَنْبَر وكافور(3/457)
من كل وَاحِد جُزْء. سكر طبرزذ سِتَّة أَمْثَال الدَّوَاء كُله الشربة مِنْهُ مَا بَين وزن دِرْهَم إِلَى وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد على الرِّيق وَبعد الطَّعَام عَظِيم النَّفْع فِيمَا وصف. سفوف الْبَرْمَكِي: وَهُوَ نَافِع من الديدان وَضعف الْمعدة. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج وأملج وبرنج من كل وَاحِد جُزْء وَمن لباب التربد مثل ذَلِك أجمع وَمثل ذَلِك أجمع فانيد الطبرزذ الشربة مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم. سفوف الإشقيل: وَهُوَ وجور الصّبيان مجرب يغشي ويسهل ويقطّع عَنْهُم أَذَى المرار والبلغم. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج وبليلج وأملج وعاقر قرحا وَورد أَحْمَر وجلنار وسماق وكيموردة وعروق وَجوز الْقَيْء وَحب الآس وحبق وعفص وقاقلة وقرنفل أَجزَاء سَوَاء. يدقّ ويُنخل ويُستعمل. وجور للصبيان: ينقي أبدانهم من البلل والمرار. أخلاطه: يُؤْخَذ خمس هليلجات صغر وعذبة وطباشير وَعَنْبَر الصيدناني وماميران وحبق وجلّنار وحضض وسك وزعفران وقاقلة وعفص وسكر طبرزذ من كل وَاحِد بِوَزْن الهليلج. وجور آخر للصبيان: يُؤْخَذ ورد وجلنار وقليميا وعاقر قرحا وسمّاق وَرب السوس وعذبة وهليلج وبليلج وعفص وبسباسة وَحب الآس وطباشير وكسابة وقاقلة وحضض وزعفران وسك وعروق وسليخة وَعَنْبَر الصيدناني وحبق وقشر الْأرز أَجزَاء سَوَاء. يخلط بعد النّخل. وَجوز آخر للصبيان: يُؤْخَذ سكر طبرزذ وَورد أَحْمَر وحضض وزعفران وسماق وطباشير وماميران وحبق وجلنار وقاقلة وعذبة من كل وَاحِد جُزْء الشربة قِيرَاط للصَّغِير وللكبير على قدره. قميحة للسحج والإسهال النريع وَفَسَاد الْمعدة وضعفها. أخلاطه: يُؤْخَذ قرظ وطراثيث من كل وَاحِد خَمْسَة أَجزَاء سك جُزْء يدق كل وَاحِد على حِدته ويخلط وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل غدْوَة وزن دِرْهَمَيْنِ وبالعشي مثل ذَلِك نَافِع. سفوف للطحال ورداءة الهضم واللون:. أخلاطه: يُؤْخَذ حرف أَبيض ربع كيلجة يُصَب عَلَيْهِ غمره شيرج وتوقد تَحْتَهُ نَار لينَة حَتَّى يخثر ثمَّ يلقى عَلَيْهِ المغاث المدقوق وزن وَاحِد وَسبعين درهما كمون كرماني أَرْبَعَة دَرَاهِم نانخواه شامية وزن دِرْهَمَيْنِ يُؤْخَذ مِنْهُ بِالْغَدَاةِ رَاحَة بِمَاء بَارِد ويحتمى عَلَيْهِ من الْخلّ والسمك سفوف آخر يصلح لمن بِهِ يرقان ووجع الكبد وقيء مرار أصفر:(3/458)
أخلاطه: يُؤْخَذ لَك مغسول مِثْقَال طباشير دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم راوندصيني دانق وَنصف. كافور دانق الشربة دِرْهَمَانِ بطبيخ الإجاص وَمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ مِقْدَار نصف رَطْل. سفوف آخر: يصلح لمن بِهِ حمى ووجع الكبد وانحلال من قبل المرار. أخلاطه: يُؤْخَذ دردي الشَّرَاب زراوند وسنبل وَلَك مغسول من كل وَاحِد مِثْقَال خبث الْحَدِيد الْبَصْرِيّ سَبْعَة دَرَاهِم يُدَقُّ والشربة مِثْقَال بِمَاء الكزبرة الْيَابِسَة قدر أُوقِيَّة. سفوف آخر: ينفع من حرارة الكبد واليرقان والسدد وَنَفث الدَّم. أخلاطه: يُؤْخَذ حب السفرجل مقشّراً ونشا وبزر الْخِيَار مقشراً من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم طين أرمني وَلَك مغسول وَورد وسنبل وسرس من كل وَاحِد دِرْهَم طباشير نصف دِرْهَم مصطكى ثلث درهبم الشربة دِرْهَم بِمَاء بَارِد. صَنْعَة ملح: يصلح للمحرورين ولإسهال الْمَرَّتَيْنِ ويشهي الطَّعَام. أخلاطه: يُؤْخَذ ملح داراني فيكسر قطعا صغَارًا ويقلى على مقلى حَدِيد أَو على فرن أَو على فخار ثمَّ يرش عَلَيْهِ خل خمر ثَقِيف مرَارًا كَثِيرَة ثمَّ يدق وينخل ويخلط مَعَه حب رمان مقلو قَلِيلا وسماق منع من حبه مثل ثلث الْملح وكزبرة يابسة مقلة مدقوقة وعصارة الأمبرباريس مثله ويخلط وَيسْتَعْمل. ملح آخر: ينفع الْمعدة والكبد ووجع المفاصل وَمن جَمِيع الأدواء الَّتِي تكون من قبل الفضول. أخلاطه: يُؤْخَذ ملح الطَّعَام وزن رَطْل نوشادر أوقيتان وَمن الفلفل الْأَبْيَض ثَلَاث أَوَاقٍ زنجبيل وفلفل أسود من كل وَاحِد أوقيتان أنيسون وحبّ الجرجير ونانخواه وسنبل من كل وَاحِد أُوقِيَّة حبق أوقيتان حب الكرفس البرّي أُوقِيَّة وَنصف يدقّ ويسحق والشربة مثقالان بِمَاء فاتر. الْمقَالة الْخَامِسَة اللعوقات كلامنا فِي اللعوقات على قِيَاس كلامنا فِي الْأَبْوَاب قبله وَإِنَّمَا اتَّخذت اللعوقات فِي أَكثر الْأَمر لتحبس فِي الْفَم ويصل مِنْهَا شَيْء بعد شَيْء إِلَى الرئة وَلَا تنْدَفع دفْعَة إِلَى الْمعدة فتطول مسافتها من الْمعدة إِلَى الرئة. صفة اللعوق: نَافِع للسعال الْيَابِس.(3/459)
أخلاطه: يُؤْخَذ بزر كتَّان مقلو ويعجن بِعَسَل وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة. لعوق آخر: نَافِع للسعال من حرارة ويبوسة. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الْخِيَار مقشراً خَمْسَة دَرَاهِم لوز حُلْو مقشر سِتَّة دَرَاهِم بزر الخطمي وبزر الْخَبَّازِي من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم صمغ وكثيراء ونشا وَحب السفرجل المقشر من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم عصارة السوس وفانيد أَبيض من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَنصف ويدق وينخل وَيُؤْخَذ أصُول السوس منقاة وسبستان وزبيب حُلْو منقى يطْبخ بِمَاء حَتَّى يغلظ ثمَّ يلقى مَعَه ميبختج وتعقد بِهِ الْأَدْوِيَة ويسقى مَعَ حريرة تعْمل من مَاء نخالة السميذ ودقيق الباقلا وفانيد ودهن لوز حُلْو ويسقى بعده مَاء الشّعير. لعوق آخر: للسعال من حرارة. أخلاطه: يُؤْخَذ سبستان ثَلَاث حفنات عناب كبار خَمْسُونَ عددا أصُول السوس المقشر المرضوض ثَلَاثُونَ درهما زبيب كسمهاني حُلْو ومنقى أَرْبَعُونَ درهما خِيَار شنبر منقى من قصبه عشرُون درهما يطْبخ بسبعة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ثمَّ يصفى ويلقى عَلَيْهِ ميبختج نصف رَطْل. فانيذ ثلث رَطْل يطْبخ حَتَّى يغلظ مثل الْعَسَل ثمَّ يخلط مَعَه دَقِيق الباقلا منخولاً بحريرة مَا يَكْفِي. صفة لعوق الخشخاش: النافع من قذف الدَّم والحمى الحالحة والسعال ووجع الصَّدْر والشوصة. أخلاطه: يؤخد ورد أَحْمَر منزوع الأقماع وصمغ من كل وَاحِد وزن دِرْهَم نشا الْحِنْطَة وكثيراء وحبّ الخشخاش من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ طباشير وزعفران من كل وَاحِد نصف دِرْهَم ربّ السوس وزن دِرْهَمَيْنِ تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولاً مِنْهَا مَا ينخل وتعجن بمثلث وترفع فِي إِنَاء وتستعمل عِنْد الْحَاجة وتشرب مَعَ الترنجبين أَو طبيخ الزوفا. لعوق الطباشير: النافع من السعال ونزف الدَّم والفضول الغليظة ووجع الصَّدْر وقروح الرئة. أخلاطه: يُؤْخَذ قاقلة وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم صمغ وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم نشا الْحِنْطَة وحبّ الخشخاش الْأَبْيَض وزنجبيل من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم طباشير وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم سكر طبرزذ وزن أَرْبَعِينَ درهما حب القثّاء مقشراً ولوز حُلْو مقشر من قشرته ولوز الصنوبر المقشر من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم لوز الصنوبر مقشر من القشرتين وَرب السوس وكثيراء من كل وَاحِد وزن خَمْسَة دَرَاهِم بزر الرازيانج وزن دِرْهَمَيْنِ حبّ الخشخاش الْأسود وزن دِرْهَمَيْنِ تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولاً مِنْهَا مَا ينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَسمن الْبَقر عَجنا لينًا وَتصير فِي إِنَاء وتستعمل عِنْد الْحَاجة.(3/460)
لعوق طباشير آخر: نَافِع من الحمّيات السلّية وقروح الرئة. أخلاطه: يُؤْخَذ صمغ عَرَبِيّ وقاقلة من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم زنجبيل ونشا الْحِنْطَة من كل وَاحِد وزن اثْنَي عشر درهما طباشير وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم سكر وزن سِتِّينَ درهما حب القثّاء مقشراً وَحب الصنوبر مقشراً من كل وَاحِد وزن سَبْعَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولاً مِنْهَا مَا ينخل وتعجن بِسمن وَعسل منزوع الرغوة عَجنا لينًا وترفع فِي إِنَاء زجاج ويلعق مِنْهُ وَيشْرب بِمَاء حَار أَو بِلَبن الأتن. لعوق العنصل: النافع من عسر النَّفس والنفث ووجع الجنبين والصدر. أخلاطه: يُؤْخَذ عصارة العنصل وَعسل منزوع الرغوة ويعقدان جَمِيعًا ويلعق مِنْهُ قبل الطَّعَام وَبعده. لعوق الثوم: النافع من السعال الهائج عَن البلغم ينقي الصَّدْر وينضج الْموَاد الرقيقة. أخلاطه: يُؤْخَذ من الثوم المنقى رَطْل ويطلى برطل سمن حَتَّى يتهرى ويصفى ويدق الثوم دقاً نَاعِمًا وَيصب عَلَيْهِ من الْعَسَل المنزوع الرغوة رطلان ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ وَينزل عَن النَّار. لعوق آخر: يُؤْخَذ من حب السفرجل وبزر قطونا من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم بزر الخشخاش وزن عشرَة دَرَاهِم أصُول السوس وسبستان من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم ينقع بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ وَيصب عَلَيْهِ من الميبختج وزن اثْنَي عشر درهما وَمن الكثيراء والصمغ الْعَرَبِيّ من كل وَاحِد وزن سَبْعَة دَرَاهِم وَمن الفانيذ إستار ويخلط. لعوق البطم: النافع لبحوحة الصَّوْت وقرحة الصُّدُور وَلمن ينفث الْمدَّة وَيفتح السدد. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر كتَّان وزبيب منقى من كل وَاحِد رَطْل لوز الصنوبر ولوز حُلْو ولوز مر منقى من كل وَاحِد سِتّ أَوَاقٍ بندق مقلو وعلك البطم وأصول السوس وصمغ عَرَبِيّ من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ. فلفل أَبيض ودقيق الباقلا والحمّص والزراوند ونشا ونانخواه وحرف وميعة سَائِلَة وأصول السوسن الاسمانجوني من كل وَاحِد أُوقِيَّة مر وزعفران ولبان ذكر من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة يدق وينخل ويلت بِلَبن الأتن وتعجن بِهِ وَيعْمل أقراصاً ويجفف فِي الظل ثمَّ يسحق ويعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ ملعقة بِالْغَدَاةِ وملعقة بالْعَشي ثمَّ يعْمل مِنْهُ أشياف وَحب صغَار وَيجْعَل مِنْهُ بِاللَّيْلِ تَحت اللِّسَان.(3/461)
الْمقَالة السَّادِسَة فِي الْأَشْرِبَة والربوبات إِن إيرادنا للأشربة والربوبات على النَّحْو الَّذِي أَشَرنَا إِلَيْهِ فِيمَا قبل وَالْفرق بَين الْأَشْرِبَة والربوب: أَن الربوب هِيَ عصارات مقومة بِنَفسِهَا والأشربة سلافات أَو عصارات مقومة بحلاوة. أفسومالي: وَهُوَ السكنجبين الَّذِي عمله ورتبه القدماء النافع من عرق النسا ووجع المفاصل والضرع وَأَنه إِذا شرب أسهل كيموساً غليظاً وَقيل أَنه ينفع شربه من نهشة الأفعى وَكَذَلِكَ ينفع من شرب الأفيون وَمن الْأَدْوِيَة القتالة. وصنعته: أَن يُؤْخَذ من الْخلّ خَمْسَة أَرْطَال وَمن ملح نَحْو منوين وَمن الْعَسَل عشرَة أُمَنَاء وَمن المَاء عشرَة قوطولاً ويخلط ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلي عشر غليات ثمَّ ينزل عَن النَّار وَيتْرك حَتَّى يبرد ثمَّ يرفع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة بِقدر مَا يَأْمر الطَّبِيب. السكنجبين الْبزورِي للعامة: يطفىء الحميات ولهيب الْمعدة وَيقطع البلغم ويجلوه ويقمع الصَّفْرَاء وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال ويدر الْبَوْل. أخلاطه: يؤخذخل خمر جيد عَتيق عشرَة أَرْطَال ويلقى عَلَيْهِ من المَاء العذب الصافي عشرُون رطلا أَو أَكثر أَو أقل على قدر حموضة الْخلّ وجودته وَيصير فِيهِ من قشور أصُول الرازيانج وقشور أصُول الكرفس من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ بزر الرازيانج والأنيسون وبزر الكرفس من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة وَبعد ذَلِك يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب مِنْهُ السُّدس ثمَّ ينزل عَن النَّار وَيتْرك حَتَّى يبرد ثمَّ يصفى ويلقى عَلَيْهِ لكل جزءين من هَذَا المَاء والخل المطبوخين مَعَ الْأُصُول والبزور جُزْء من السكر الطبرزذ كَيْلا أَو من الْعَسَل لكل جزءين وَنصف من الْخلّ وَالْمَاء المطبوخين مَعَ الْأُصُول والبزور جُزْء يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى مِنْهُ النّصْف وَينزل عَن النَّار ويبرد ويصفى وَيسْتَعْمل وَقد التقطت رغوته فِي وَقت غليه. وَمن أحب جعل فِيهِ بعد اسْتِخْرَاج رغوته بعد غلية أَو غليتين زعفراناً غير مطحون وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي صرة تعلق فِي الْقدر وتمرس سَاعَة بعد سَاعَة حَتَّى تخرج قوته فِيهِ وَمن النَّاس من يمرس فِيهِ بعد الْفَرَاغ مِنْهُ زعفراناً مطحوناً وزن دِرْهَمَيْنِ وَلَا يطبخه بِهِ. صَنْعَة السكنجببن لِجَالِينُوسَ: يزخذ عسل جيد يَجعله على جمر لين وَتَأْخُذ رغوته وتُلقى عَلَيْهِ الْخلّ وَلَا يكون ظَاهر الحموضة وَلَا ضعيفها فيغلي بالنَّار قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يخْتَلط جيدا. وَلَا يكون الْخلّ فجاً ثمَّ انزله عَن النَّار واحفظه فَإِن أردْت أَن تستعمله فامزجه بِمَاء مثل الشَّرَاب فَإِن كَانَ الَّذِي يشربه يكرههُ من أجل حموضته أَو حلاوته فيستعمله بِمَاء فَإِن أَرَادَ أَن يشربه ظَاهر الحموضة فيزيد فِي خله وَذَلِكَ(3/462)
أَنه لَيْسَ بالمحمود أَن يسْتَعْمل بِمِقْدَار وَاحِد وَأرى أَن هَذَا شَبيه بِمَا يَفْعَله الْإِنْسَان إِذا أَمر جَمِيع من يشرب الْخمر أَن يدرجوه بِالْمَاءِ من غير أَن يعلم أَن فيهم من قد اعْتَادَ أَن يشْربهَا كَثِيرَة المزاج تفهة الطّعْم فَإِذا شربهَا صرفة آلمت رَأسه من سَاعَته وَفِيهِمْ من قد اعْتَادَ شربهَا قَوِيَّة فَإِذا شربهَا كَثِيرَة المزاج غثت نَفسه فَإِذا كَانَ مثل هَذَا يعرض من شرب الْخمر وَمن عَادَة النَّاس أَن يشربوها كثيرا فَكيف لَا يعرض فِي شرب السكنجبين أَكثر وعادتنا أَن نشربه أقل من شرب الْخمر جدا وَهُوَ مِنْهَا أقوى فَيَنْبَغِي إِذا أَن نحكم اعتداله بِحَسب من يشربه لَا بحسبنا وواجب أَن تعلم أَن الأوفق لمن يتَنَاوَلهُ هُوَ الألذ عِنْده وَمن أجل ذَلِك يكون نَفعه لهَ أَكثر وَالَّذِي يتَأَذَّى بِهِ هُوَ الَّذِي تعافه نَفسه واعتدال هَذِه الْأَنْوَاع أَن يعْمل مِمَّا يُوَافق أَكثر النَّاس وَهَكَذَا يجب أَن يعْمل على كل جُزْء من الْخلّ يخلط مَعَه من الْعَسَل المنزوع الرغوة جزءان ويطبخ على نَار لينَة حَتَّى تختلط طعومها وَكَذَلِكَ طعم الْخلّ أَيْضا لَا يبْقى فجاً بل يطْبخ بِالْمَاءِ أَولا فَكَذَلِك يجب أَن يعْمل السكنجبين على كل جُزْء من الْعَسَل أَرْبَعَة أَجزَاء مَاء صافياً ثمَّ يطْبخ بِنَار لينَة باعتدال حَتَّى تصعد رغوة الْعَسَل لِأَن الْعَسَل الرَّدِيء تصعد لَهُ رغوة كَثِيرَة فَلذَلِك يحببس طبخه أَكثر وَالْعَسَل الْجيد أقلّ رغوة فَلذَلِك لَا يحْتَاج إِلَى طبخ كثير كَمَا يحْتَاج الَّذِي قبله وَكثر مَا يبْقى من الأول الَّذِي يدرج إِلَى هَذَا الْمِقْدَار نصفه واعدل طبخه حَتَّى يخْتَلط بهَا جيدا وَلَا يبْقى الْخلّ نيئاً وَيعْمل السكنجبين إِذا خلطت الْأَنْوَاع الثَّلَاثَة من أول شَيْء فتصب من الْخلّ جُزْءا وَمن الْعَسَل جزءين وَمن المَاء أَرْبَعَة أَجزَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى الرّبع وتنزع رغوته فَإِذا أردْت أَن تَجْعَلهُ أقوى جعلت الْخلّ مثل الْعَسَل وَيشْرب كَمَا يشرب الشَّرَاب ممزوجاً وَلَا تشربه دَائِما بل يَوْمًا وَيَوْما لَا لِئَلَّا يضرّ بِفَم الْمعدة فَإِنَّهُ يغوص فِي المفاصل ويحدر الكيموس من الأمعاء السُّفْلى ويحلل الرُّطُوبَة من الْبدن وَمِنْهُم من يشربه بِلَا مَاء يُرِيد بِهِ أَن يجلو الرُّطُوبَة من فَم الْمعدة ويحدرها إِلَى أَسْفَل وَالَّذِي يشربه يصبر عَلَيْهِ إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يسْتَعْمل الْفروج بالزيرباج. صنعه سكنجبيننا: تَأْخُذ السكر الْفَائِق ويسوى ظَهره فِي طنجير وَيصب عَن الْخلّ الثقيف خل الْخمر مَا يظْهر عيونه تَحت السكر وَلَا يغطى السكر وَإِن شِئْنَا أَن لَا يحمض نقصنا من هَذَا الْقدر ثمَّ نضعه على جمر أَو نَار ضَعِيفَة حَتَّى يذوب وننزع رغوته بأصول الطاسات ونأخذها بِخرقَة وَإِنَّمَا ننزعها بِرَفْع وَوضع دون غرف فَإِذا تنقى صببنا عَلَيْهِ المَاء حَتَّى يرق ثمَّ طبخناه وقومناه ثمَّ ينزل وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ نَافِع جدا. صَنْعَة سكنجبين مسهل للصفراء: يُؤْخَذ عسل منزوع الرغوة أَو سكر وخل ثَقِيف كَمَا وَصفته أَولا ويطبخ بِنَار لينَة وَتُؤْخَذ عصارة قثاء الْحمار وسقمونيا بِالسَّوِيَّةِ أُوقِيَّة أَو أَكثر أَو أقل بِمِقْدَار الْحَاجة على قدر مَا تُرِيدُ واسحقه واجعله فِي خرقَة كتَّان وعلقه فِي الْقدر وامرسه كل سَاعَة حَتَّى يذوب وَلَا يبْقى فِي الْخِرْقَة شَيْء. فَإِذا انْعَقَد فارفعه من النَّار وَقوم يطبخون بدل السّقَمُونيا أصل السقمونيا مَعَ(3/463)
صَنْعَة سكنجيين آخر ينقص البلغم: يُؤْخَذ عسل وخل أشقيل مَعَ الْأُصُول الْمَذْكُورَة فيطبخ وَيُؤْخَذ من الدند الصيني ولب القرطم مَا تعلم إِنَّه يصلح لقُوَّة الرجل واسحقه واجعله فِي صرة وعلقه فِي الْقدر مثل الأول وَاسْتَعْملهُ. صَنْعَة سكنجبين آخر ينقص السَّوْدَاء: يُؤْخَذ عسل أَو سكر وخلّ ويطبخ كَمَا يطْبخ الأول ثمَّ خُذ من الأفتيمون مَا تُرِيدُ وبسفايج وخربق أسود واسحقه واجعله فِي صرة وعلقه فِي الْقدر واطبخه مثل الأول. عمل خل الأشقيل: ثأخذ الأشقيل الْأَبْيَض منقّى وتقَطعه بسكين خشب وتشكه بخيط من غير أَن تلتصق الْقطع بَعْضهَا بِبَعْض أَو تثقبه وتجعله فِي خيط وَلَا يكون وَاحِد بِجنب الآخر ويجفف فِي الظل أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ خُذ مِنْهُ منا وألق عَلَيْهِ ثَمَانِيَة عشر رطلا خلا جيدا واجعله فِي الشَّمْس سِتِّينَ يَوْمًا ويغطى الْإِنَاء جيدا ثمَّ أخرج مِنْهُ الاشقيل واعصره وَصفه مِنْهُ بِخرقَة. وَقوم يَأْخُذُونَ لكل منّ من الإشقيل سَبْعَة أَرْطَال وَنصفا خلا وَآخَرُونَ لايجفَّفون الأشقيل لَكِن ينقونه ويطرحونه فِي ذَلِك الْوَزْن بِعَيْنِه ويتركونه سِتَّة أشهر فَيكون مَا يعْمل على هَذِه الصّفة أَكثر إسهالاً وينفع إِذا تمضمض بِهِ الْفَم والعمور وَالدَّم السَّائِل مِنْهَا يقطعهُ لِأَنَّهُ يقبض وينشّف الرُّطُوبَة من العمور والأسنان ويصلب الْأَسْنَان الَّتِي تتحرك ويطيب الْفَم والنكهة وينفع من البخر وَإِن سقِِي مِنْهُ جلا قَصَبَة الرئة وصلّبها ويصفي الصَّوْت ويقوّيه ويَصلح أَيْضا لمن بِهِ وجع الْمعدة وَلمن لَا يهضم الطَّعَام وَلمن يصرع وللسدر وَلمن تغلب عَلَيْهِ الْمرة السَّوْدَاء والمعتوهين والمهوسين وَأَيْضًا لمن بهَا اختناق الرَّحِم وَلمن بِهِ طحال جاس وعرق النسا وَيُقَوِّي الْجَسَد المسترخي الذابل وَيحسن لون الْبدن وَيحد الْبَصَر وينفع من ضيق النَّفس وَإِن اسْتعْمل فِي وجع الْأذن بِأَن يصب فِيهَا سكّنه إِن لم تكن فِي الْأذن قرحَة من دَاخل وَيصْلح لكل مَا قلته إِن سقِِي مِنْهُ كل يومٍ على الرِّيق قَلِيلا قَلِيلا وتدرجه حَتَّى يبلغ إِلَى أُوقِيَّة وَنصف. السكنجبين العنصلي المسهل: النافع من عسر الْبَوْل وَمن وجع الجنبين والمعدة وَسُوء الاستمراء والجشاء الحامض. أخلاطه: يُؤْخَذ جَوف بصل العنصل رطلين زنجبيل أُوقِيَّة فلفل أوقيتان بزر الجزر الْبري نصف أُوقِيَّة بزر الرازيافج وأنيسون من كل وَاحِد أُوقِيَّة بزر الكِرَفس أوقيتين نانخواه نصف أُوقِيَّة كمون كرماني أُوقِيَّة أصُول الانجدان وعاقر قرحا من كل وَاحِد أُوقِيَّة فقاح الزوفا أُوقِيَّة فوتنج ونعنع من كل وَاحِد أُوقِيَّة كاشم نصف أُوقِيَّة قردمانا وزن دِرْهَمَيْنِ سذاب سِتّ أَوَاقٍ سادج هندي نصف أُوقِيَّة يدق دقاً جريشاً وينقع بخل العنصل سِتَّة أقساط وَعسل منزوع(3/464)
الرغوة قسطين ومثلث قسط وَاحِد يصير فِي ظرف نقي سَبْعَة أَيَّام ويصفى وَيصير فِي إِنَاء زجاج وَيسْتَعْمل وَيشْرب مِنْهُ قبل الطَّعَام وَبعد الطَّعَام. صَنْعَة جُلاب: يُؤْخَذ منا من سكر وَيصب عَلَيْهِ أَربع أواقي مَاء ويطبخ بِنَار لينَة وَيصب عَلَيْهِ أوقيتان من مَاء الْورْد وَينزل عَن النَّار ويصفى وَيسْتَعْمل وَمن الْأَطِبَّاء من يضيف إِلَى ذَلِك قبل الطَّبْخ جزءين من الْعَسَل وجزءاً من الطبرزذ وجزءاً من النَّبَات ويطبخ بِنَار لينَة. مَاء الْعَسَل وَالسكر: النافع من الْأَمْرَاض الْبَارِدَة ووجع الكبد والصدر. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ عسل جُزْء وَمَاء جزءان يطْبخ بِنَار لينَة وَتُؤْخَذ رغوته ويغلى حَتَّى يبْقى ثلثه وَينزل عَن النَّار ويُصفى وَكَذَلِكَ مَاء السكر أَيْضا فَإِذا أردنَا أَن نسخنه ونقويه صيّرنا فِيهِ بعد أَخذ الرغوة مصطكى وزعفراناً وَغير ذَلِك من الأفاوية مثل: الدارصيني والخولنجان وَغير ذَلِك. نُسْخَة أُخْرَى لماءالعسل: تَنْفَع من الحمّى واللهيب وَكَثْرَة الْعَطش فِي الْمعدة والسعال من الْحَرَارَة وَتَنْفَع من الشوصة. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد أَحْمَر منقّى أَرْبَعَة أَرْطَال وَيجْعَل فِي إِنَاء زجاج ويلقى عَلَيْهِ مَاء حاراً عشرَة أَرْطَال ويُسَدُّ رَأس الْإِنَاء جيدا واتركه يوماَ وَلَيْلَة ثمَّ أخرجه واعصره جيدا وَصفه وألق عَلَيْهِ سكرا عشرَة أَرْطَال واطبخه بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ ويصفى وَيسْتَعْمل. الجُلاب بِمَاء الْورْد: يُؤْخَذ سكرطبرزذ مسحوقاً ويكال ويلقى على كل كيلة من السكر ثَلَاث. كيلات من مَاء الْورْد الصافي الْجيد الْجَوْهَر ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى مِنْهُ الثُّلُث وتنزع رغوته وَمن أَرَادَ أَن يصير فِيهِ زعفراناً وَهُوَ يطْبخ فَإِذا نزع رغوته فليلق فِيهِ من الزَّعْفَرَان غير المسحوق فِي صرّة ويعصر سَاعَة بعد سَاعَة إِلَى الْفَرَاغ مِنْهُ وَمن أَرَادَ أَن يصير فِيهِ الزَّعْفَرَان بعد الطَّبْخ فَإِذا أنزلهُ عَن النَّار فلْيمْرَس فِيهِ الزَّعْفَرَان المسحوق قبل أَن يبرد وَيرْفَع فِي ظرف زجاخ وَيسْتَعْمل. صفة شراب العنصل: النافع من سوء الهضم وَفَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة وَمن البلغم الغليظ الَّذِي فِي الْمعدة أَو فِي الأمعاء وينفع من فَسَاد المزاج الْمُؤَدِّي إِلَى الاسْتِسْقَاء الْمُسَمّى سوء الْقنية وينفع من الاسْتِسْقَاء وينفع من اليرقان وَمن وجع الطحال وينفع من الفالج الْعَارِض مَعَ الاسترخاء وَمن السدد والنافض وَمن شدخ أَطْرَاف العضل والعنق ويحرّ الْبَوْل والطمث اْما مضزته للعصب فيسيرة وَيَنْبَغِي أَن(3/465)
وصنعة ذَلِك: اْن يُؤْخَذ العنصل وَيقطع كَمَا أَنْت تعلم ذَلِك ويجفف فِي الشَّمْس وَيُؤْخَذ مِنْهُ مِقْدَار منًّا ويدقّ وينخل بمنخل صفيق وَيصير فِي خرقَة جَدِيدَة رقيقَة وَتجْعَل الْخِرْقَة فِي عشْرين قسطاً من شراب جيد فِي أول مَا يعصر وَيتْرك فِيهِ ثَلَاثَة أشهر حَتَّى يتبدد ثمَّ بعد ذَلِك يصفى الشَّرَاب وَيرْفَع فِي إِنَاء بعد أَن يشد رَأسه باستقصاء وَمن النَّاس من يَقُول يُمكن أَن يعْمل هَذَا الْعَمَل والعنصل رطب وَذَلِكَ بِأَن يُؤْخَذ فَيقطع كَمَا يقطع الشلجم وَيُؤْخَذ مِنْهُ ضعف مَا يَأْخُذ من الْيَابِس ويلقى عَلَيْهِ الْعصير وَيُوضَع فِي الشَّمْس أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيعتق وَقد يصنعون صنعا آخر وَذَلِكَ أَن يقطع العنصل وينقّى ويوؤخذ مِنْهُ ثَلَاثَة أُمَنَاء ويلقى على جرة إيطاليا من عصير جيد ويغطى وَيتْرك سِتَّة أشهر ويصفى بعد ذَلِك وَيرْفَع فى إِنَاء وَيسْتَعْمل. صفة الشَّرَاب الَّذِي يعْمل بِمَاء الْبَحْر: النافع من الْحمى وَينْتَفع بِهِ فِي تليين الْبَطن وينفع من كَانَ فِي صَدره قيح مُجْتَمع وَمن كَانَت طَبِيعَته يابسة إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يجتنبه من كَانَت معدته رَدِيئَة وَفِي بَطْنه ومعدته نفخ. وصنعة ذَلِك: على ضروب مُخْتَلفَة وَذَلِكَ أَن مِنْهُ مَا يعْمل أول مَا يعصر الْعِنَب بِأَن يُؤْخَذ مِقْدَار منا من مَاء الْبَحْر ويلقى على العصرِ وَمِنْهُم من يعْمل من عصير قد شمس يخلط بِهِ مَاء الْبَحْر وَمِنْهُم من يعْمل بِأَن يُؤْخَذ الْعِنَب فيزبب وَيُؤْخَذ ذَلِك الزَّبِيب وينقع بِمَاء الْبَحْر فِي خوابٍ ثمَّ يُؤْخَذ ذَلِك الزَّبِيب المنقع فيداس وَتخرج عصارته وَإِن لم يَتَرَتَّب وَلَكِن يتْرك حَتَّى يذبل فجابر أَيْضا وَيكون هَذَا الشَّرَاب من الصِّنْف الْمَعْمُول بِمَاء الْبَحْر حلواً وَمِنْه مَا يكون فِيهِ قبض مَا فَإِن هَذَا ينفع مَا بَينا قبل هَذَا من الْأَمْرَاض المعدودة. صفة شراب السفرجل وَهُوَ الميبة: يقؤي الْمعدة وَيعْقل الطبيعة وينفع وجع الكبد والقيء والغثيان والفواق وأرجاع الأمعا والكليتين وعسر الْبَوْل. وصنعة ذَلِك: تُؤْخَذ عصارة السفرجل الحامض ثَلَاثِينَ رطلا وشراب طيب عَتيق خَمْسَة وَعشْرين رطلا يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب مِنْهُ النّصْف ثمَّ تُؤْخَذ رغوته ويصفى وَيتْرك حَتَّى يصفو وَيرد إِلَى الْقدر ثَانِيَة ويلقى عَلَيْهِ الْعَسَل الصافي المنزوع الرغوة عشرَة أَرْطَال ويغلى بِنَار لينَة ثمَّ يُؤْخَذ زنجبيل ومصطكى من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ قاقلة كبار وصغار ودارصيني وهال من كل وَاحِد أرَبعة دَرَاهِم قرنفل ثَلَاثَة دَرَاهِم زعفران غير مسحوق أَرْبَعَة دَرَاهِم يدق دقاً جريشاً وَيجْعَل فِي خرقَة كتَّان وتلقى فِي الْقدر ويمرس كل سَاعَة ويغلى حَتَّى يثخن ثمَّ أنزلهُ عَن النَّار وَصفه ثمَّ خُذ مسكاً نصف دِرْهَم واجعله فِي شراب عَتيق والقه عَلَيْهِ واخلطه جيدا وارفعه إِلَى وَقت الِاسْتِعْمَال فَإِن أردْت أَن تعمله بِلَا أفاويه فاعمله بعصارة السفرجل صفة أُخْرَى للميبة: ولتأخذ عصارة السفرجل المر واطبخه على النّصْف كَمَا وَصفته وَخذ مِنْهُ رطلين وعصارة التفاح الْجبلي المر الْمَطْبُوخ على النّصْف مصفى رَطْل شراب عَتيق جيد ورطل عسل(3/466)
جيد أَو سكر رَطْل يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ وتنزع رغوته ثمَّ يُؤْخَذ عود نيء دِرْهَمَيْنِ ومصطكى وسك وزعفران شعر من كل وَاحِد دِرْهَم بسباسة دِرْهَم وَنصف سنبل وقرنفل وَجوز بوا أَو هال وقاقلة ودارصيني وزنجبيل من كل وَاحِد نصف دِرْهَم مسك دانقان قرص كلهَا غير الْمسك والسك وتشد فِي خرقَة كتَّان ويلقى فِي الْقدر الَّتِي فِيهَا العصارة ويسحق الْمسك والسك وَحده واخلطه مَعَ الشَّرَاب واخلطه مَعَ الْأَدْوِيَة وَاسْتَعْملهُ. صفة الشَّرَاب الْمُسَمّى أدرومالي: ومنافعه مثل الْمَنَافِع الَّتِي تقدم ذكرهَا وَكَذَلِكَ قوته. وصنعته: أَن يُؤْخَذ من الْعَسَل الَّذِي يَقع فِيهِ السفرجل مِقْدَار جرة ويخلط بجرتين من مَاء ويغلى ثمَّ يصيرفي الشَّمْس فِي ابْتِدَاء مَا يكون الْحر. صفة الشَّرَاب الْمُسَمّى ملومالي وَهُوَ الْعَسَل بالسفرجل: النافع من وجع الْمعدة وبردها وَضعف الكبد والأمعاء ويشهّي وَيُقَوِّي الْمعدة والكبد. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ السفرجل وينقى جَوْفه ويكشط خَارجه ويمرس فِي مَاء الْملح زَمَانا يَسِيرا ثمَّ يرفع ويلقى فِي الْعَسَل وتملأ مِنْهَا الْإِنَاء حَتَّى يضيق عَن حمل شَيْء آخر ويشد فَم الْإِنَاء ويُترك حَتَّى يجود ويطيب بعد سنة وَمن النَّاس من يَجْعَل فِيهِ الزَّعْفَرَان والأفاويه والمسك وَغير ذَلِك. صَنْعَة خنديقون: يصلح لبرد الْمعدة وتقصير الهضم وَضعف الكبد من الْبرد وَالرّبع وللمشايخ المبلغمين. أخلاطه: يُؤْخَذ شراب عَتيق خَمْسَة أَرْطَال عسل صَاف رطلا وَنصفا زنجبيل خَمْسَة دَرَاهِم قاقلة وهال من كل وَاحِد نصف دِرْهَم قرنفل دانق دارصيني دانق وَنصف زعفران دانق فلفل أسود ومسك من كل وَاحِد دانق وَنصف تدقّ الْأَدْوِيَة دقاً جريشاً غير الْمسك والزعفران وَتجْعَل فِي خرقَة كتَّان مَعَ الزَّعْفَرَان وتطبخ حَتَّى تغلظ وَقبل أَن تحطها عَن النَّار ألق فِيهِ الْمسك وحطه عَن النَّار وارفعه فِي إِنَاء وَاسْتَعْملهُ. صَنْعَة خنديقون آخر: يُؤْخَذ سنبل رقرنفل وقاقلّة وعود نيء من كل وَاحِد مثقالان زعفران مِثْقَال دارصيني وزنجبيل وفلفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل سك نصف مِثْقَال مسك ربع مِثْقَال تدق الْأَدْوِيَة دقاً جريشاً وتشد فِي خرقَة كتَّان غير الْمسك والسكّ ويلقى عَلَيْهِ إثنا عشر رطلا شرابًا ريحانياً عتيقاً وَيتْرك يَوْمَيْنِ وليلتين ثمَّ يرد إِلَى الْقدر ويلقى عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال عسلاً صافياً ورطلان من سكر طبرزذ ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَينزل عَن النَّار ويلقى عَلَيْهِ السك والمسك وَيرْفَع.(3/467)
صَنْعَة شراب سلمويه: يُقَوي الْمعدة ويشهي وَيبْطل الخفقان. أخلاطه: يُؤْخَذ رَطْل وَاحِد من قشور الأترج وأوقية مرماحور ومثقالا قرنفل ومثقال عود نيء يُرض ويلقى عَلَيْهَا خَمْسَة أَرْطَال شرابًا ريترك ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها ثمَّ يلقى عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال سكر أَبيض طبرزذ ومثقال مصطكى وَنصف دِرْهَم زعفران ودانقاً سك جيد ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يَسْتَوِي وَصفه وارفعه فِي إِنَاء وَاسْتَعْملهُ مثل الْجلاب. شراب حب الآس: ينفع من ضعف الْمعدة والانحلال المفرط وَيحبس الْحيض ويقؤي الأحشاء وَيقطع سيلان الرطوبات إِلَى الْمعدة والأمعاء وَهُوَ صَالح للقروح الْعَارِضَة فِي بَاطِن الْبدن وسيلان الرطوبات من الرَّحِم. أخلاطه: تُؤْخَذ عصارة حب الآس مطبوخة مصفاة عشرَة دواريق عسل صَاف دورق يخلطان ويطبخان حَتَّى يغلظا وَيسْتَعْمل وَمن النَّاس من يَأْخُذ العصارة ويطبخه حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويلقى عَلَيْهِ الْعَسَل ويطبخ ثَانِيًا حَتَّى يقوم وَمِنْهُم من يَأْخُذ حب الآس ويشمسه ويجففه ثمَّ يدقه ويخلط مِنْهُ مِقْدَار مكيال سونفس بِثَلَاث قوطولات من المَاء وَثَلَاث قوطولات من الشَّرَاب الْعَتِيق ثمَّ يعصر وترفع عصارته وَيجْعَل عَلَيْهِ قدرا من الْعَسَل ويغلى غلية خَفِيفَة. وَأما رب الآس فَإِنَّهُ تطبخ عصارة الآس وَحدهَا حَتَّى تغلظ وتستعمل. صفة شراب ورق الآس: النافع من القروح الرّطبَة الْعَارِضَة فِي الرَّأْس والنخالة فِيهِ والبثور وَمن استرخاء اللثة وورم النغانغ والآذان الَّتِي يحرج مِنْهَا الْقَيْح وَيقطع الْعرق. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ أَطْرَاف ورق الاص الآس الْأسود وورقه مَعَ حبه فَيدق وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة أُمَنَاء ويلقى عَلَيْهِ ثَلَاث قلال من عصير الْعِنَب ويطبخ إِلَى أَن يذهب الثُّلُث وَيبقى الثُّلُثَانِ ويصفى وَيجْعَل عَلَيْهِ قدر من الْعَسَل ويغلى غلية خَفِيفَة ثمَّ يرفع فِي إِنَاء نظيف وَيسْتَعْمل. صفة شراب النعنع: ينفع من الْقَذْف والغثيان والتهوع والفُواق والخلفة. أخلاطه: يدقّ الرُّمَّان الحلو والحامض مَعَ شحمهما ويطبخ حَتَّى يتنصف ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ رطلان وَمن عصارة النعنع رَطْل وَمن الْعَسَل أَو سكر رَطْل ويطبخ حَتَّى يغلظ ويصفى وَيسْتَعْمل. صفة شراب الكمثري: ينفع من الخلفة وَيُقَوِّي الْمعدة.(3/468)
وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ كمثري لم ينضج يطْبخ حَتَّى يتهرى ويصفى وَيرد إِلَى الْقدر ثَانِيًا ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ ينفع مَنْفَعَة كَثِيرَة. صفة شراب أكسومالي: هُوَ مَاء الْبَحْر وَمَاء الْمَطَر وَالْعَسَل ينفض الْبَطن نفضاً قَوِيا وَلِهَذَا قُوَّة تقطع أَشد من قُوَّة المَاء العذب. وصنعة ذَلِك: بِأَن يُؤْخَذ من الْعَسَل وَمَاء الْمَطَر وَمَاء الْبَحْر أَجزَاء سَوَاء ويصفى وَيصير فِي إِنَاء من خزف وَيُوضَع فِي الشَّمْس إِذا طلع النَّجْم الْمُسَمّى الْكَلْب وَمن النَّاس من يطْبخ مَاء الْبَحْر وَيَأْخُذ مِنْهُ جزءين وجزء من عسل ويرفعونه. صفة شراب التفاح: أخلاطه: يُؤْخَذ تفاح جبلي مزّيدق ويعصرويطبخ حَتَّى يتنصف ويصفى وَيتْرك لَيْلَة وَيرد إِلَى الْقدر ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ ويصفى وَيجْعَل فِي إِنَاء زجاج فَإِن كَانَ صيفاً فاجعله فِي الشَّمْس أَيَّامًا حَتَّى تذْهب مائيته ويحفظ وَيسْتَعْمل وَإِن أردْت أَن تحليه فالقِ عَلَيْهِ لكل منا من العصارة رطلا سكرا واطبخه وَاسْتَعْملهُ. صفة شراب الحصرم: ينفع من حرارة الْمعدة وانحلال المرار وأوجاع الْحَرَارَة والسموم وَيقطع الْعَطش وَيُقَوِّي معد الحبالى لِئَلَّا تقتل الأخلاط الرَّديئَة. أخلاطه: تُؤْخَذ عصارة الحصرم فيطبخ حَتَّى يبْقى النّصْف وتصفى وتترك لَيْلَة ثمَّ ترد إِلَى الْقدر ثَانِيًا ويلقى عَلَيْهِ دِرْهَمَانِ قرنفلاً حَتَّى تذْهب مِنْهُ الرَّائِحَة الذفرة ويغلظ ويصفى وَيسْتَعْمل وَإِن أردْت أَن تحليه فالق عَلَيْهِ سكرا بعد الطَّبْخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ على قدر رقة الْعصير وثخنه وَيسْتَعْمل. نُسْخَة أُخْرَى من شراب الحصرم بالعسل: هَذَا الشَّرَاب قَابض مبرد نَافِع من استرخاء الْمعدة والإسهال المزمن وَيسْتَعْمل بعد سنة. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ من الحصرم الَّذِي لم يسود ثمَّ شمسه ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يعصر وَتَأْخُذ من عصيره ثَلَاثَة أَجزَاء ويلقى عَلَيْهَا من الْعَسَل الْجيد الَّذِي قد أَخذ رغوته جُزْءا وَاحِدًا ثمَّ تصير فِي إِنَاء من خزف وتدعه فِي الشَّمْس حَتَّى سنة ثمَّ يسْتَعْمل. صفة شراب الْفَاكِهَة: يُقَوي الْمعدة والأحشاء وَيقطع الْقَيْء والانحلال من المرار الْأَصْفَر وينفع الْحَوَامِل عِنْد الْقَذْف يصيبهن. أخلاطه: يُؤْخَذ مَاء سفرجل وتفاح وكمثري ورمان مر وسماق وزعرور بِالسَّوِيَّةِ ويطبخ(3/469)
بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ فَإِن أردْت أَن تحلّيه فالق عَلَيْهِ من السكر مَا تُرِيدُ واغله وَصفه وَاسْتَعْملهُ. صفة شراب الأترج: لذيذ يقوّي الْمعدة. أخلاطه: يُؤْخَذ من قشور الأترج الْعطر رطلاَ واطبخه بِمَاء قدر قسط وَنصف حَتَّى الثُّلُث وَصفه والقِ عَلَيْهِ الْعَسَل واطبخه بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل كالجلاب. فصل فِي صفة شراب الخشخاش: يجب أَن يُؤْخَذ مائَة خشخاشة وسطة فِي الحجم قبل أَن تَجف على شَجَرهَا فَتكون لَا عصارة لَهَا وَلَيْسَت فِي بكرَة الفجاجة لَا ينعصر عَنْهَا إِلَّا الرَّقِيق وَلَيْسَت ريفية ساحلية العصارة كَثِيرَة الفضول ثمَّ يلقى عَلَيْهِ عشرَة أقساط مَاء مطر إِن وجد لبعده من العفونة أَو مَاء الْعُيُون وينقع فِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة حَتَّى يلين كَإِن لم يلن ترك أَكثر من ذَلِك ثمَّ يطْبخ إِلَى أَن يتهرى بِرِفْق ثمَّ يعصر ثمَّ يقوم بِنصْف كيلة حلاوة فَإِن كَانَ لتنقية مَا فِي الصَّدْر وتلطيفه جعل عسلاً وَرب الْعِنَب أجمع نفعا. نُسْخَة أُخْرَى لشراب الخشخاش: نَافِع لمن تتحدر لَهُم الْموَاد وَيمْنَع الَّذين يتقيؤون الدَّم مَرَّات. أخلاطه: يُؤْخَذ من الخشخاش المنقى مِائَتَيْنِ عددا وَمن مَاء الْمَطَر خَمْسَة عشر رطلا وينقع فِيهِ ثَلَاثَة أَيَّام ويطبخ حَتَّى يذهب مِنْهُ النّصْف ويعصر الخشخاش ويرمى بِهِ ويصفى المَاء جيدا ويكال مِنْهُ أَرْبَعَة أَرْطَال وَنصف وكل الْعَسَل وَمن السلاقة من كل وَاحِد رطلا وَنصفا ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ثمَّ يدق أقاقيا وزعفران ومرّ وجلنار وعصارة لحية التيس من كل وَاحِد دِرْهَم يخلط جيدا وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل.(3/470)
نُسْخَة شراب آخر: نَافِع من السعال والشوصة وَيُقَوِّي الْمعدة. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ مَاء الرُّمَّان الحلو أَرْبَعَة أَرْطَال مَاء التفاح الشَّامي رَطْل مَاء قصب شراب الشهد من قَول جالينوس: وَهُوَ يشرب أَيْضا كَمَا تشرب الْأَشْيَاء المبردة لِأَنَّهُ يذهب بالعطش فِي الصَّيف إِذا مزج بِالْمَاءِ الْبَارِد وينفع أَيْضا من اجْتمعت فِيهِ الأخلاط الفجّة الَّتِي لم تنهضم وخاصة إِذا حمضت وَذَلِكَ أَنه قد تألم من هَذِه من يَنَالهُ بِكَثْرَة أَو قلَّة وَذَلِكَ إِذا عمل بِأَيّ مَاء حضر وَلم يعْمل بِمَاء الْمَطَر كَمَا يعْمل شراب الْعَسَل. وَهَذِه صفته: يسْتَخْرج الْعَسَل الْجيد من الشهد ثمَّ يصب فِي طنجير فِيهِ مَاء الْعُيُون الصافي العذب ويطبخ بِهِ حتّى تذْهب سَائِر المائية عَنهُ ثمَّ يرفع ويحفظ وَيسْتَعْمل. نُسْخَة شراب شهد آخر لَهُ: يطْرَح على جُزْء من الْعَسَل جزءان من مَاء الْمَطَر الْعَتِيق وَيجْعَل فِي الشَّمْس وَقوم يصبّون عَلَيْهِ مَاء الْعُيُون ويطبخونه حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويحفظونه. صفة شراب الأفسنتين: ينفع من سُقُوط الشَّهْوَة وَضعف الْمعدة. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ شراب عَتيق أَرْبَعَة أقساط عسل منزوع الرغوة قسطين ويلقى عَلَيْهِ مصطكى أَرْبَعَة دَرَاهِم أذخر ساذج هندي وسنبل وَورد أَحْمَر يَابِس وصبر أسقوطري من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ قسط أَرْبَعَة دَرَاهِم حشيش الأفسنتين الرُّومِي سَبْعَة دَرَاهِم غاريقون دِرْهَمَيْنِ زعفران دِرْهَم تدق الْأَدْوِيَة جريشاً وتشدّ فِي خرقَة كتَّان وتنقع بِالشرابِ سَبْعَة أَيَّام فِي الشَّمْس فِي الصَّيف وتمرس الْخِرْقَة فى ِ كل يَوْم مرَارًا ثمَّ تسْتَعْمل والشربة أُوقِيَّة على الرِّيق وَهَذَا الشَّرَاب ينفع الاسْتِسْقَاء وَقد جربناه نَحن. نُسْخَة أُخْرَى من شراب الأفسنتين: يقوّي الْمعدة ويدرّ الْبَوْل وينفع من إعلال الكبد والكلى واليرقان وَمن إبطاء انهضام الطَّعَام وَمن ضعف شَهْوَته وَمن فِي معدته وجع وَمن بِهِ تمدد مزمن تَحت الشراسيف والنفخ والحيات فِي الْبَطن وينفع احتباس الطمث وينفع من شرب الشرالب الْمُسَمّى أكسيا إِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار كثير ثمَّ يتقيأ. وصنعة ذَلِك: يعْمل على أنحاء كَثِيرَة وَذَلِكَ أَن من النَّاس من يلقِي على ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين قسطاً من الْعصير رطلا من الأفسنتين ويطبخونه حَتَّى يرجع إِلَى الثُّلُث ثمَّ يلقون عَلَيْهِ من الْعصير تسعين قسطاً وَمن الأفسنتين نصف رَطْل ويخلطون نعما ثمَّ ينقلونه إِلَى الْأَوَانِي وَإِذا صفيت رغوته ثمَّ جربوه وَمن النَّاس من يلقِي على ذَلِك الْمِقْدَار من الْعصير منا من الأفسنتين ويدعه فِيهِ ثَلَاثَة أشهر وَمن النَّاس من يَأْخُذ من الأفسنتين منًّا فيدقه ويصيره فِي خرقَة خَفِيفَة ثمَّ يلقيه فِي ذَلِك وَمن النَّاس من يَأْخُذ من الأفسنتين ثلائة أَوَاقٍ أَو أَرْبَعَة وَمن السنبل والدارصيني وقصيب الذريرة وفقّاح الأذخر وَالْكبر من كل وَاحِد أُوقِيَّة أُوقِيَّة فتدقّ هَذِه الْأَدْوِيَة دقا جريشاً ثمَّ يلقيها فِي بَاطِن مكيال من الْعصير ويستوثق من رَأس الْإِنَاء ويدعونه شَهْرَيْن ثمَّ يروقونه وينقلونه إِلَى الْأَوَانِي وَمن النَّاس من يَأْخُذ من الْعصير مكيالاً وَمن الغاطيقا أَرْبَعَة عشر مِثْقَالا وَمن الأفسنتين أَرْبَعِينَ مِثْقَالا ويشدّونه فِي خرقَة كتَّان ويلقونه فِيهِ ويروقونه بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا ويلقونه إِلَى أواني آخر وَمن النَّاس من يلقون فِي عشْرين قسطاً من الْعصير رطلا من الأفسنتين وَمن علك الأنباط وَهُوَ صمغ الصنوبر الْيَابِس أوقيتين ويصفونه بعد أَرْبَعَة وعشريق يَوْمًا ويرفعونه. وَمن الْأَطِبَّاء من يزِيد وَينْقص بِحَسب الْمُشَاهدَة.(3/471)
صفة شراب الأفسنتين من تركيبنا: وجربناه فنفع أَكثر من نفع ذَلِك. أخلاطه: يُؤْخَذ من الأفسنتين الرُّومِي وزن مائَة دِرْهَم ويطبخ فِي ثَلَاثَة أُمَنَاء بالصغير حَتَّى يبْقى الرّبع وَذَلِكَ بِنَار لينَة جدا ويمرس ويصفّى وَيُؤْخَذ السفرجل ويُشوى فِي الخمير كَمَا تعلم ويعتصر وَيُؤْخَذ من عصارته ثلث ذَلِك المَاء وَمن الْعَسَل ربعه وَمن الشَّرَاب نصفه ويطبخ الْجَمِيع وَيقوم. مطفىء نَافِع من الْعَطش. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ مَاء الرُّمَّان الحامض رَطْل وَمَاء حماض الأترج نصف رَطْل وَمَاء الأجاص رَطْل وَمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ رَطْل يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ ويسقى مِنْهُ بِمَاء الثَّلج أَو بِمَاء بَارِد. صفة نُسْخَة أُخْرَى من شراب الْفَوَاكِه: النافع من الْقَيْء الَّذِي يحدث من الْمرة الصَّفْرَاء ويشفي المحرورين الطَّعَام وَيُقَوِّي الْمعدة. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ من السفرجل والتفاح وحماض الأترج والكمثري ورمان وحصرم ويعصر مَاؤُهَا كلهَا وينقع فِيهِ شَيْء من السماق والزعرور والنبق وَحب الآس والأمبر باريس وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ويعصر ويصفى ويطرح عَلَيْهِ الْعَسَل ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيسْتَعْمل. صفة شراب الأجاص: النافع من الْعَطش وَيحل الطبيعة ويسهل الْخَلْط الصفراوي والدموي. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ من الأجاص الحلو مِقْدَار الْحَاجة فَيخرج نَوَاه ويطرح فِي قدر حجر نظيف وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَتَّى يغمره ويطبخ حَتَّى ينْحل ثمَّ يصفى وَيرد إِلَى النَّار ثَانِيًا وَيجْعَل عَلَيْهِ سكر طبرزذ بِقدر الْحَاجة ويطبخ حَتَّى يثخن وَيصير فِي قوام الْعَسَل. اَلذي حفظه من الْأَمْرَاض كلهَا أَيَّام حَيَاته وَهُوَ نَافِع من ضعف الْمعدة وَالطحَال فَسَاد المزاج. وصنعة ذَلِك: تَأْخُذ من الإيرسا وبزر الرازيانج وفلفل أَبيض من كل وَاحِد وزن دِرْهَم وَمن السليخة أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن المر وبزر الأفسنتين من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ ق ويطرح فِي إِنَاء زجاج ويصبّ عَلَيْهِ من الْخمر الْأَبْيَض مِقْدَار مَا يغمره بِزِيَادَة أَرْبَعَة أَصَابِع ويستوثق من رَأسه وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر وَفِي بعض النّسخ يُضَاف إِلَيْهِ من سل دورق وَاحِد. صفة شراب الْعِنَب: ينفع من وجع الْحلق والورم الَّذِي يكون فِيهِ وَمن القروح الكائنة فِي الْمعدة.(3/472)
وصنعة ذَلِك: تُؤْخَذ سلاقة الْعِنَب العفص الْقَابِض سِتَّة أَرْطَال ويطبخ على الثُّلُث وَيصب عَلَيْهِ من الْعَسَل رَطْل. وَمن السماق وأصل السوس والعفص والجلّنار وفقاح الأذخر وفقاح الْورْد من كل وَاحِد إستار. وَمن الزَّعْفَرَان وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن المر والشبّ الْيَمَانِيّ من كل وَاحِد وزن دِرْهَم يطْبخ ويصفى وَيشْرب. صفة رساطون: يُؤْخَذ مِنْهُ فِي الشتَاء للمشيخة. أخلاطه: يُؤْخَذ من عصير الْعِنَب الْجيد الْجَوْهَر عشرَة دواريق. والدورق أَرْبَعَة أَرْطَال وَنصف. يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى تُؤْخَذ رغوته ثمَّ يلقى عَلَيْهِ من الْعَسَل الْجيد المتين لكل أَرْبَعَة أَرْطَال رَطْل ويغلى بِنَار لينَة حَتَّى تُؤْخَذ رغوته أَيْضا وَيذْهب مِنْهُ النّصْف ثمَّ يُؤْخَذ من الهال والقاقلة والقرفة والقرنفل والدارفلفل من كل وَاحِد دِرْهَم فيسحق سحقاً لطيفاً وَيصير فِي خرقَة كتَّان رقيقَة ويلقى مَعَه فِي الطَّبْخ بعد أَخذ الرغوة فَإِذا تمّ طبخه وَأمكن إِدْخَال الْيَد فِيهِ مرست الْخِرْقَة فِيهِ مرساً شَدِيدا ثمَّ أخرجت ثمَّ يَجْعَل فِيهِ من الزَّعْفَرَان وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وَيصير فِي قَوَارِير ويستوثق من رؤوسها وَإِن كَانَ فِيهِ رقة شُمِّس ثمَّ أَخذ مِنْهُ وَكلما عتق كَانَ أَجود لَهُ. صفة شراب الأفسنتين نُسْخَة أُخْرَى: يُقَوي الْمعدة وَيفتح السدد ويسهل الصَّفْرَاء. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد ثَمَانِيَة دَرَاهِم غاريقون أَرْبَعَة دَرَاهِم صَبر دِرْهَمَانِ مصطكى وبزر الكرفس وأذخر وأنيسون من كل وَاحِد دِرْهَم نعنع ثَلَاثَة دَرَاهِم فودنج دِرْهَم وَنصف زعفران دِرْهَمَانِ الأصلان من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أفسنتين وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم أصل السوس ثَلَاثَة دَرَاهِم حاشا مثله سنبل وأسارون وسادج من كل وَاحِد دِرْهَم يطْبخ. ذَلِك بِثمَانِيَة أَرْطَال شراب حَتَّى يبْقى النّصْف ويسفى ويعقد برطل وَنصف عسلاً. هَذِه كلهَا كأشربتها إِلَّا أَن نفس عصارتها تقوّم بالرفق من غير حلاوة. صفة شراب الكدر من تركيبنا: يُؤْخَذ من ربّ الكدر جزءان فَإِن لم يحضر أَخذ الكدر وَنشر وَأخذت نشارته أَو دق وَأخذ مدقوقه وأديف مَعَ نصفه صندلاً فِي الخلّ المقطّر أَو فِي مَاء الحصرم الصّرْف أَيَّامًا ثمَّ طبخ فِيهِ طبخاً بالرفق مَعَ طول حَتَّى يتهرى ثمَّ يعصر وَيُؤْخَذ من العصارة وَكلما كَانَ الخلّ أَكثر أَو مَاء الحصرم كَانَ أَجود ثمَّ يُؤْخَذ مَاء الدوغ المخيض المنزوع من جبنه الدوغ إِمَّا بترويق بَالغ أَو يطْبخ كطبخ مَاء الْجُبْن حَتَّى تنعزل المائية ثمَّ يُؤْخَذ دَقِيق الشّعير ويتخذ مِنْهُ وَمن مَاء الرائب فقّاع ويحمض ذَلِك الفقاع ثمَّ يروّق ثمَّ يجدد اتِّخَاذ الفقاع مِنْهُ وَمن دَقِيق الشّعير ويحمّض. وَكلما كُرِّر كَانَ أَجود فَيُؤْخَذ مِنْهُ خَمْسَة أَجزَاء وَيُؤْخَذ مَاء الكمثري الصيني وَمَاء السفرجل الحامض الْكثير المَاء وَمَاء الرُّمَّان الحامض وَمَاء التفاح الحامض الْكثير المَاء وَمَاء الزعرور وَمَاء الليمون وَمَاء الإجاص الحامض وَمَاء الطّلع المعصور وَمَاء الكندس الطَّبَرِيّ وَمَاء(3/473)
التوت الشَّامي الَّذِي لم ينضج تَمام النضج وَمَاء المشمش الفجّ الحامض وعصارة الحصرم وعصارة الريباس وعصارة عساليج الْكَرم وعصارة الْورْد الْفَارِسِي وعصارة النيلوفر وعصارة البنفسج من كل وَاحِد ثلث جُزْء. وَمن عصارة حمّاض الأترج وَمن عصارة حمّاض النارنج من كل وَاحِد ثلثا جُزْء. وَمن عصارة الكزبرة والخس وورق الخشخاش الرطب والهندباء والبقلة الحمقاء من كل وَاحِد ربع جُزْء. وَمن عصارة ورق الْخلاف وورق التفاح وورق الكمّثري وورق الزعرور وورق الْورْد وورق عَصا الرَّاعِي من كل وَاحِد ربع جُزْء. وَمن عصارة لحية التيس وَمن الْورْد الْيَابِس وَمن النيلوفر الْيَابِس وَمن عصارة الامبر باريس الْيَابِسَة وَمن بزر الهندبا وبزر الخس والجلنار من كل وَاحِد نصف عشر جُزْء. وَمن عصارة النعنع الرطب سدس جُزْء وَمن عصارة الأمبر باريس الرطب نصف جُزْء. تجمع الْأَدْوِيَة والعصارات وتركب على النَّار ويلقى فِيهِ من العدس أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن الشّعير المقشر جزءان وَمن السماق ثَلَاثَة أَجزَاء وَمن حب الرُّمَّان ثَلَاثَة أَجزَاء. يطْبخ الْجَمِيع على النَّار حَتَّى يبْقى النّصْف ثمَّ يتْرك حَتَّى يبرد ويمرس بِقُوَّة ويصفى وَيُؤْخَذ من الكافور لكل وزن ثَلَاثمِائَة دِرْهَم وزن مِثْقَال فيسحق الكافور ويذرّ على أصل قرعَة أَو قنينة ويصبّ عَلَيْهِ الدَّوَاء بالرفق ثمَّ يصم رَأسه بِشَيْء شَدِيد الْقُوَّة ثمَّ يوضع على الْجَمْر حَتَّى يعلم أَنه يكَاد يغلي ثمَّ يُؤْخَذ ويخضخض ويودع بستوقة ويسدّ رَأسه لِئَلَّا يضيع الكافور ويطير الشربة مِنْهُ إِلَى عشرَة دَرَاهِم. وَمن النَّاس من يَجْعَل فِيهِ من السنبل والزنجبيل والزعفران وبزر الرازيانج والأنيسون والفلفل والسعد أَجزَاء بِقدر مَا يرى الطَّبِيب بِحَسب الْمُشَاهدَة من الْأَزْمَان والأسنان. نَافِع وَيزِيد فِي الباه. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ فلفل وزنجبيل وسنبل وجوزبوا من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. خبث الْحَدِيد مسحوقاً عشرَة دَرَاهِم بزر الكرّاث خَمْسَة عشر درهما بزر الجرجير وبزر اللفت وبزر الأنجرة والخردل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم ولسان العصافير حب الفلفل حب الزلم ولب حَبَّة الخضراء من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق وَيجْعَل فِي صرة كَمَا تعلم ثمَّ يَجْعَل هَذَا فِي الدوغ ده يازده ويحرّك فِيهِ ويخلط ذَلِك الدوغ بفقاع الْخبز مُنَاصَفَة ويتخذ فقاعاً. شراب الأفسنتين لنا: أفسنتين مائَة وزنة شراب ثَلَاثمِائَة عصارة السفرجل ثَلَاثمِائَة ينقع فِيهِ ثَلَاثَة أَيَّام ويطرح عَلَيْهِ مائَة عسلاً ويقوّم على النَّار. شراب الحصرم نُسْخَة أُخْرَى: قُوَّة هَذَا الشَّرَاب قابضة وَهُوَ مقو للمعدة نَافِع لمن يعسر عَلَيْهِ هضم الطَّعَام وينفع للمعدة المسترخية وللمرأة الوحمى وَلمن بِهِ القولنج الْمُسَمّى إيلاوس الَّذِي تَأْوِيله رب ارْحَمْ لشدَّة صعوبة ذَلِك وَيُقَال أَنه نَافِع من الْأَمْرَاض الوبائية وَهَذَا الشَّرَاب يحْتَاج أَن يعْتق سِنِين كَثِيرَة فَإِنَّهُ إِن لم يفعل ذَلِك لم يكن مشروباً.(3/474)
وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ الْعِنَب قبل أَن يستحكم نضجه وَهُوَ حامض فَتتْرك عناقيده ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة حَتَّى يذبل ثمَّ يعصر ويلقى فِي الدنان ويشمّس ثمَّ يسْتَعْمل كَمَا مر. فِي الأشربئ العتيقة وَمَنَافع ذَلِك: أَعنِي بِهَذَا الشَّرَاب القهوة هَذَا وإان كَانَ فِي ظَاهر الحسّ بسيطاً وَلكنه فِي الْحَقِيقَة غلاق ذَلِك فَلهَذَا أوردناه فِي القراباذين وَقدر الشّرْب مُخْتَلف بِحَسب سنّ الشَّارِب وبحسب أزمان السّنة وَمن حَال الْعَادة وَمن مزاج الشَّرَاب وَقواهُ وَيَنْبَغِي أَن لَا يَقع شرب الشَّرَاب على عَطش وَلَا يشرب مَعَ الطَّعَام بل يتَقَدَّم الطَّعَام بِزَمَان وَيصير زمَان ساعتين ثمَّ يشرب لِأَن من يشرب الشَّرَاب على الطَّعَام أَو يَأْكُل الطَّعَام على الشَّرَاب فَإِنَّهُ من أضرّ الْأَشْيَاء وَيُورث أمراضاً رَدِيئَة أخفّها الجرب. وَأما السكر فِي جَمِيع الْأَحْوَال فضار وَلَا سِيمَا إِذا أدمن لِأَنَّهُ مُحَلل للعصب وَلذَلِك إِذا أدمن ضعف واسترخى وَيكون أَيْضا سَببا لأمراض حادة وَسبب موت الْفجأَة. وَمن أَجود الْأَشْيَاء أَن يَأْخُذ الْإِنْسَان من الشَّرَاب بِقدر معتدل وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد الشَّرَاب مَاء بَارِدًا أَو مَاء الزَّمَان هَذَا إِذا كَانَ الشَّارِب شَابًّا لِأَنَّهُ يسكن صولة الشَّرَاب وَيكسر من غائلته سِيمَا فِي زمَان الصَّيف. وَأما للشيوخ فَلَا فَإِنَّهَا تضرّ بالأعصاب والحواس اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون لذيذة الطّعْم ويجتنب ذَلِك من كَانَت أعضاؤه الدَّاخِلَة مَرِيضَة ضَعِيفَة وَالْأولَى أَن يشرب مِنْهُ قَلِيلا ممزوجاً من كَانَ صَحِيح الْبدن. وَأما الشَّرَاب الحَدِيث فَإِنَّهُ نَافِع لعسر الانهضام ويدرّ الْبَوْل ويري أحلاماً رَدِيئَة. وَأما الشَّرَاب الْمُتَوَسّط بَين الحَدِيث والعتيق فَهُوَ مَا بَين ذَلِك وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يخْتَار شربه فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض. وَأما الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق فسَهْل الانهضام سريع النّفُوذ فِي الْجِسْم نَافِع للمعدة. وَأما الشَّرَاب الْأسود فغليظ عسر الانهضام. وَبِالْجُمْلَةِ الْمُتَوَسّط بَينهمَا متوسط الْحَال وَالشرَاب الحلو أعْسر انهضاماً وَأَيْضًا فَإِن الشَّرَاب الْأَبْيَض مُخْتَلف المزاج والخلو مِنْهُ ينْفخ الْمعدة ويسدّ على الْبَطن والأمعاء مثل الْمَطْبُوخ وَالشرَاب الريحاني يهضم الطَّعَام وينفع المثانة والكليتين ويدرّ الْبَوْل والطمث ويسكن وَيعْقل الْبَطن وَيقطع البلة. والين من الشَّرَاب أقلّ مضرَّة للعصب ويدر الْبَوْل ويلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً. وَأما الشَّرَاب الَّذِي يَقع فِيهِ الجبسين فَإِنَّهُ يضرّ بالعصب والمثانة ويصدع ويعرض للتلف وهورديء لمن بِهِ نفث الدَّم. وَأما الشَّرَاب الني يَقع فِيهِ الزفت والريتيانج فَإِنَّهُ مسخن يهضم الطَّعَام غير مُوَافق لمن بِهِ نفث الدَّم.(3/475)
وَأما الشَّرَاب الَّذِي تقع فِيهِ الأشنة فَهُوَ مسكن جدا فِي سَاعَته وَكَذَلِكَ إِذا ديف وسخ الْأذن فِي الشَّرَاب فَإِنَّهُ يسكر من ذَلِك. وَأما الشَّرَاب الَّذِي خلط فِيهِ ربّ السفرجل فَإِنَّهُ أقلّ غائلة وَالشرَاب كُله إِذا كَانَ صرفا لم يخلط بِشَيْء وَكَانَ فِيهِ قبض مَا فَإِنَّهُ يسخن ويسرع الذّهاب فِي الْبدن ويقوّي الْمعدة وَيُقَوِّي شَهْوَة الطَّعَام وَيكثر النّوم ويقوّي الْجَسَد وَيحسن اللَّوْن وَإِذا شرب بِمِقْدَار صَالح نفع من شرب الفربيون وَكَذَلِكَ ينفع من شرب الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة القتالة مثل: الشوكران والأفيون وَالْفطر وَغير ذَلِك. وَالشرَاب المعتدل ينفع من نهش الْهَوَام الَّتِي تقتل سمومها الْبَارِدَة وينفع أَيْضا من اللذع تَحت الشراسيف واسترخا الْمعدة وضعفها وينفع الرطوبات الَّتِي تسيل إِلَى الأمعاء والبطن وَلمن يبطىء بِهِ الْعرق وَلَا سِيمَا مَا كَانَ مِنْهُ عتيقاً طيب الرَّائِحَة وَالشرَاب الْعَتِيق الحلو نَافِع من علل المثانة والكلى وينفع الْخراج والأورام إِذا غمرت فِيهِ صوفة غير مغسولة وَوضع عَلَيْهَا وَالشرَاب الْمُتَّخذ من كرم الْعِنَب البرّي الْأسود قَابض ينفع من تسيل إِلَى معدته وأمعائه فضول وَيدخل فِي الشَّرَاب العسلي: ينفع من الحمّى المزمنة ويليّن الْبَطن ويدرّ الْبَوْل وينفع الْمعدة من كَانَ بِهِ وجع المفاصل ووجع الكلى وَإِن كَانَ رَأسه ضَعِيفا وَمن الإستسقاء الَّذِي يكون بِالنسَاء وَهُوَ يغذو ويشهّي الطَّعَام وينفع الْمَشَايِخ جدا. وَصفته: يُؤْخَذ من عصير شراب فِيهِ قبض خمس كيزان ويلقى عَلَيْهِ من الْعَسَل كوز وَاحِد وَمن الْملح مِقْدَار قوانوس وَيجْعَل فِي إِنَاء وَاسع حَتَّى يكون لَهُ مَوضِع للاضطراب والغليان ويلقى فِيهِ الْملح قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا سكن غليانه جعل فِي الخوابي أَو جرار فخّار. نُسْخَة أُخْرَى من شراب الْعَسَل: أَجود مَا عمل من شراب عَتيق صلب قَابض وَعسل جيد فائق وَهُوَ أقل نفخاً من غَيره وأسرع انحداراً. وَإِذا عتق كَانَ أَكثر غذَاء وَإِذا كَانَ بَين ذَلِك لين الْبَطن وأدرّ الْبَوْل ويضر شربه على الطَّعَام وعَلى الرِّيق وَإِذا شرب قطع شَهْوَة الطَّعَام أَولا ثمَّ يهيجها من بعد. صفة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ من الشَّرَاب مِقْدَار جرتين ويخلط بِهِ جُزْء من عسل وَمِنْهُم من يطْبخ الشَّرَاب مَعَ الْعَسَل ليدرك سَرِيعا وَيَرْفَعهُ وَمِنْهُم من يغلي سِتَّة أقساط من الْعصير ويخلط بِهِ قسطاً من عسل يَدعه يبرد وَيبقى حلواً. قوته قُوَّة الْعَسَل ويعالج بِهِ إِذا لم يكن مطبوخاً من يُرِيد استطلاق بَطْنه ويتقيأ ويشفى مِنْهُ(3/476)
بالدهن من شرب دَوَاء قَاتلا ليقيئه. وَأما الْمَطْبُوخ مِنْهُ فَإِنَّهُ يسقى لتحليل الْقُوَّة وَضعف الْبدن والسعال وورم الرئة وَالَّذِي يطْبخ وَيمْكث حينا طَويلا يُسَمِّيه بعض النَّاس أدرومالي أَي شراب الْعَسَل وَإِذا كَانَ متوسطاً بَين الْعَتِيق والْحَدِيث كَانَت قوته مثل قُوَّة الشَّرَاب الضَّعِيف فِي تَقْوِيَة الْجِسْم وَكَذَلِكَ ينفع من الأورام وينفع من بِهِ وجع الْمعدة وينفع من بِهِ انحلال الْقُوَّة نفعا بَينا. أخلاطه: يُؤْخَذ من الْعَسَل جُزْء وَمن مَاء الْمَطَر الْمُعْتق جزءان فيخلطان وَيُوضَع فِي الشَّمْس. وَمن النَّاس من يَأْخُذ من مَاء الْعُيُون فيخلط بالعسل ويطبخ حَتَّى يبْقى ثُلُثَاهُ ثمَّ يرفعهُ. وَمن النَّاس من يعمله من الشهد وَالْمَاء وَيَرْفَعهُ وَيَنْبَغِي أَن يدرج بِالْمَاءِ مزجا يَسِيرا. شراب الخرنوب والزعرور: هَذِه الْأَشْرِبَة كلهَا قابضة مبردة للمعدة قَاطِعَة لسيلان الْموَاد إِلَى الْمعدة والأمعاء وصنعة ذَلِك مثل مَا يعْمل شراب الكمثريَ. شراب زهر الْكَرم البرّي: ينفع من ضعف الْمعدة وَقلة شَهْوَة الطَّعَام والإسهال المزمن وقرحة الأمعاء. أخلاطه: يُؤْخَذ من زهر الْكَرم الْبري الَّذِي جفّف منوين ويلقى عَلَيْهِ جُزْء من عصير الْعِنَب شراب الرُّمَّان: ينفع من سيلان الفضول إِلَى الْمعدة والأمعاء والحمّيات المتطاولة وينفع الْمعدة الحارة وَيعْقل الْبَطن ويدر الْبَوْل. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ من الرُّمَّان الَّذِي يكون حبه أَحْمَر نضيجاً ضَعِيف الْعَجم ويدق حبه ويعصر ويطبخ إِلَى أَن يرجع إِلَى الثُّلُث ويضاف إِلَيْهِ قدر من السكر وَيرْفَع. شراب الْورْد: ينفع من الْحمى ووجع الْمعدة ويهضم الطَّعَام وَإِن شرب بعد الطَّعَام نفع من استطلاق الْبَطن وَمن أوجاع الأمعاء. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ من الْورْد الْيَابِس الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ سنة مدقوقاً وزن منا ويشد فِي خرقَة كتَّان ويلقى فِي إِنَاء فِيهِ عصير الْعِنَب وَالشرَاب الحَدِيث عشرُون قسطاً ثمَّ يغطى ويشد رَأسه ثَلَاثَة أشهر ثمَّ يصفى ويفرغ فِي إِنَاء آخر وَيرْفَع. وَقد يعْمل على غير هَذَا الْوَجْه وَذَلِكَ أَن يُؤْخَذ عصارة الْورْد ويخلط بِعَسَل وَيُسمى هَذَا أَيْضا أدرومالي وَهَذَا يُوَافق خشونة الْحلق. وَقد يعْمل على غير هَذَا الْوَجْه وَذَلِكَ: أَن يُؤْخَذ من الْورْد الطري المنظف من الأقماع قدر نصف منا ويطبخ فِي ثَلَاثَة أَمْثَاله وَخَمْسَة أَمْثَاله من المَاء سَاعَة ثمَّ يصفى وَيجْعَل فِيهِ مرّة ثَانِيَة من الْورْد الطري مثله وَيعْمل كَذَلِك فِي الطَّبْخ والتصفية وَيجْعَل فِيهِ ثَالِثا ويطبخ ثمَّ يصفى ويضاف إِلَى ذَلِك قدر من الترنجبين أَو الْعَسَل ثمَّ يقوم والشربة من(3/477)
هَذَا عشرَة دَرَاهِم إِلَى عشْرين وَهُوَ يسهل إسهالاً كثيرا ويسهّل الرطوبات وينظف الْمعدة وَكلما كرر الطَّبْخ وَإِضَافَة الْورْد فَإِنَّهُ يزِيد فِي الإسهال. شراب الآس: نَافِع للمعدة وَيقطع سيلان الرطوبات إِلَى الْمعدة والأمعاء وَهُوَ صَالح للقروح الْعَارِضَة فِي بَاطِن الْبدن وسيلان الرطوبات من الرَّحِم. شراب الريتاينج: هَذَا الشَّرَاب إِذا عتق كَانَ أَزِيد الطّعْم إِلَّا أَنه يصرع ويعرض مِنْهُ السدر ويهضم الطَّعَام ويدر الْبَوْل ويوافق من بِهِ نزلة أَو سعال ويوافق من بِهِ إسهال مزمن وَمن بِهِ قرحَة الأمعاء وَمن بِهِ الاسْتِسْقَاء وَمن بِهِ سيلان الرُّطُوبَة من الْأَرْحَام دَائِما وَيصْلح أَن يدقن بِهِ لقرحة الأمعاء وَالْأسود مِنْهُ أشدّ قبضا من الْأَبْيَض. وصنعة ذَلِك: يدقّ الريتيانج مَعَ قشور شَجَره الَّذِي يُوجد عَلَيْهِ ويلقى فِي الْخَمْسَة مِنْهُ نصف قوطولي. وَمن النَّاس من يَدعه فِي الشَّرَاب إِلَى أَن يسكن غليانه ثمَّ تَأْخُذهُ من الشَّرَاب وَتَرْمِي شراب القطران: هَذَا ينفع من السعال الْعَتِيق إِذا لم يكن مَعَه حمى وَهُوَ يسخن ويلطّف وينفع من وجع الصُّدُور والأضلاع والمغص وقروح الْجوف ووجع الأمعاء والحس ووجع الرئة والأرحام وينفض الْحَيَّات والدود من الْبَطن وَيذْهب بالنافض ويبرىء وجع الْأُذُنَيْنِ إِذا قطّر فيهمَا. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ القطران فَيغسل بِمَاء عذب. ثمَّ يلقى فِي كل أُوقِيَّة مِنْهُ رَطْل عصير. ثمَّ يغلى حَتَّى يقصر. شراب الزفت: هَذَا يسخّن ويهضم ويجلو وينقّي وينفع من الأوجاع الَّتِي تكون فِي الصَّدْر والبطن والكبد وَالطحَال وَالرحم من غير حمّى وَمن الإسهال وَالِاخْتِلَاف المزمن والقروح الَّتِي تكون فِي الْجوف والسعال وإبطاء الانهضام والتفتّح والربو. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ من الزفت الرطب وسلافة الْعصير وَيَنْبَغِي أَن يغسل الزفت أَولا بِمَاء الْبَحْر أَو بِمَاء الْملح مرَارًا حَتَّى يفِيض المَاء ويصفو ثمَّ يصب عَلَيْهِ بعد ذَلِك مَاء عذب ويلقى على كل ثَمَانِيَة كيزان قوانوس من الْعصير بأوقيتين من الزفت فَإِذا أدْرك وَسكن غليانه نقل إِلَى الْأَوَانِي.(3/478)
شراب الزوفا: نَافِع من الْعِلَل الَّتِي تكون فِي الصَّدْر والجنبين والرئة وَمن السعال الْعَتِيق والربو وَهُوَ يدرّ الْبَوْل وينفع من المغص وَمن النافض ويدر الطمث جدا. وصنعة ذَلِك: أَن يعْمل كَمَا يعْمل شراب الأفسنتين وَيَنْبَغِي أَن يلقى على كل جرولة من سلافة الْعصير رَطْل من ورق الزوفا مدقوقاً مشدوداً فِي خرقَة كتَّان رقيقَة ويشد بهَا حجر ليرسب إِلَى أَسْفَل الْإِنَاء وَتخرج قُوَّة الزوفا إِلَى الْعصير ثمَّ يذاق بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيرْفَع فِي الْأَوَانِي. شراب الكمادريوس: وصنعته مثل صَنْعَة شراب الزوفا وَهُوَ مسخن مُحَلل ينفع من التشنج وَمن اليرقان وَمن النفخة فِي الرَّحِم وَمن إبطاء الهضم وَمن الاسْتِسْقَاء. وَكلما عتق كَانَ أَجود. شراب الحاشا: النافع من سوء الهضم وَقلة الشَّهْوَة وينفع العصب إِذا اضْطَرَبَتْ حركته وَمن الأوجاع الَّتِي تكون تَحت الشراسيف وَمن الاقشعرار الَّذِي يعرض فِي الشتَاء وينفع من السمُوم والهوام الَّتِي تبرد الْبدن وتجمّده. وصنعة ذَلِك: يدق الحاشا وينخل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مَائه مِثْقَال وَيصير فِي خرقَة ويلقى فِي جرة من عصير. ينفع من وجع الصَّدْر والجنبين والرئة وَمن الْحصْر والنافض والطمث وَتَنْفَع الْمُسَافِرين فِي الثَّلج وَالْبرد وَمن بِهِ كيموس غليظ ويصفي اللَّوْن ويجلب النّوم ويسكن الأوجاع ويبرىء وجع المثانة والكليتين. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ من قصب الذريرة سِتَّة مَثَاقِيل وَمن السليخة ثَمَانِيَة مَثَاقِيل وَمن الأسارون أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَفِي نُسْخَة أُخْرَى من السنبل سِتَّة مَثَاقِيل وَمن الْعود سَبْعَة مَثَاقِيل تدق كلهَا وتشدّ فِي خرقَة كتَّان وتلقى فِي مكيال سلافة عصير فَإِذا أَخذ رَائِحَة الْأَدْوِيَة وَسكن غليانه يصفّى إِلَى إِنَاء آخر. شراب الراسن: ينفع الصَّدْر والرئة ويدر الْبَوْل. وصنعة ذَلِك: يُؤْخَذ من أصل الراسن الْيَابِس خَمْسُونَ مِثْقَالا فَيصير فِي خرقَة ويلقى فِي سِتَّة مكاييل من الْعصير ويصفى بعد ثَلَاثَة أشهر وَيسْتَعْمل.(3/479)
شراب الأسارون: يدر الْبَوْل وينفع من الاسْتِسْقَاء واليرقان وَعلة الكبد ووجع الورك ووجع الرئة والمعدة جدا. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ من الأساون(3/480)
مثقالان ويلقى على إثني عشر قوطولي من عصير وَيعْمل شراب السنبل البرّي: النافع من علل الكبد وعسر الْبَوْل وَعلل الْمعدة والنفخ. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ أصل السنبل الحَدِيث فيسحق وينخل ويلقى مِنْهُ ثَمَانِيَة مَثَاقِيل فِي مِقْدَار كوز من الْعصير وَيتْرك شَهْرَيْن ويصفى وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل. شراب الدوقو: ينفع من وجع الصَّدْر والجنبين وَالرحم ويدر الطمث وَالْبَوْل ويهيج الجشاء ويبرىء السعال وضيق الأمعاء. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ من أصل الدوقو سِتُّونَ مِثْقَالا ويدقّ دقا جريشاً ويلقى فِي جُزْء من عصير وَيتْرك مثل مَا يتْرك الشَّرَاب الَّذِي قبله ثمَّ يدق ويفرغ فِي إِنَاء آخر وَيسْتَعْمل. شراب الجاوشير: النافع من الفتق والشقّ فِي الأمعاء ورضّ العضل وعسر النَّفس ويدرّ الْبَوْل ويحلل غلظ كيموس الطحال وينفع من مغص الأمعاء ووجع المفاصل والتخم ويهيّج الطمث وَيخرج الْوَلَد وينفع من الحبن وَمن عض الدَّوَابّ الخبيثة. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ من أصل الجاوشير عشرَة مَثَاقِيل ويلقى على مكيال عَن الْعصير وَيتْرك شراب الكرفس: وَهُوَ يفتق الشَّهْوَة للطعام وينفع الْمعدة وَمن بِهِ عسر الْبَوْل ويحلل فضول الْبدن كلهَا. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ من بزر الكرفس الخالع الحَدِيث المسحوق والمنخول سَبْعُونَ مِثْقَالا وَيصير فِي خرقَة كتَّان ويلقى فِي قلَّة عصير وَيتْرك مثل الَّذِي قبله وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل. شراب الملزريون: وَهُوَ ينفع من بِهِ استسقاء ووجع الكبد وينفع النِّسَاء اللَّاتِي قد تقيء من الْمَخَاض. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ حِين يطلع فتقطع قضبانه بورقها فتجفف ويدق مِنْهُ إثنا عشر مِثْقَالا ويلقى فِي مكيال من الْعصير وَيتْرك شَهْرَيْن ثمَّ يصفى وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل. شرب السقمونيا: وَهُوَ يشفي الْبَطن والوجع ويسهل الْمرة الصَّفْرَاء والبلغم أَيْضا بطرِيق الْعرض. وصنعة ذَلِك: أَن يُؤْخَذ من أصل السقمونيا المقلوع أَيَّام الْحَصاد خَمْسَة عشر مِثْقَالا ويسحق وَيصير فِي خرقَة كتَّان ويلقى فِي تسعين كاساً عصير وَيتْرك إِلَى ثامن يَوْم ثمَّ يرفع وَيسْتَعْمل. الْمقَالة السَّابِعَة صفة الجلنجبين النافع من الْحمى ووجع الْمعدة. وَهُوَ أَن يُؤْخَذ ورد أَحْمَر منزوع الأقماع مقطع منقى من عرقه الْأَبْيَض الصلب ويبسط على ثوب نظيف حَتَّى تَجف رطوبته ويلقى فِي إجانة ويدلك حَتَّى تمرس ويلقى عَلَيْهِ عسل منزوع الرغوة بِقدر مَا ينعجن بِهِ عجيناً ليناَ وَيصير فِي ظرف زجاج أَو غضار وَيصير فِي الشَّمْس أَرْبَعِينَ يوماَ ويحرّك بِالْغَدَاةِ والعشي وَإِن احْتَاجَ إِلَى عسل زيد فِيهِ وَيرْفَع وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر وَكَذَلِكَ يفعل بالبنفسج فَإِن اتخذ بالسكر الجلنجبين والبنفسج فيذاب السكر مَعَ شَيْء من مَاء عذب حَتَّى يصير كالعسل ويصنع كَمَا يصنع بالجلنجبين. الأترج المربى: يصلح لضعف الْمعدة ويهضم الطَّعَام وَهُوَ أَن يُؤْخَذ الأترج الطري وَيقطع طولا أَرْبَعَة أَجزَاء كل أترجة وينقى دَاخله الحامض ويلقى فِي إجانة خزف وينقع بِمَاء عذب صَاف مَعَ ملح جريش سَبْعَة أَيَّام حَتَّى يشْتَد ثمَّ سَبْعَة أَيَّام أخر بِلَا ملح بل بِمَاء حَتَّى يتَغَيَّر لَونه وَيكون أَبيض الْخَارِج كالداخل ويذاق المَاء حَتَّى لَا يكون فِيهِ ملوحة وَيُؤْخَذ عسل جيد جُزْء وَمَاء جزءين على قدر مَا يغمر الأترج ويلقى فِي قدر ويطبخ بِنَار لينَة ساعتين ثمَّ يُؤْخَذ عَن المَاء وَالْعَسَل وَمن غَد يُؤْخَذ عسل ويغلى وَتُؤْخَذ رغوته ويلقى فِي الأترج ويغلى كُلية وَاحِدَة وَيُؤْخَذ وَيرد الأترج فِي إجانة وتنثر عَلَيْهِ هَذِه الْأَدْوِيَة لكل منوين من الأترج ويغلى غلية وَاحِدَة وَيُؤْخَذ وَيرد الأترج فِي إجانة وتنثر عَلَيْهِ هَذِه الْأَدْوِيَة لكل منوين من الأترج زعفران وهال وقاقلة من كل وَاحِد مِثْقَال قرنفل ودارصيني من كل وَاحِد نصف مِثْقَال مسك دانق وَنصف تدق هَذِه الْأَدْوِيَة وتز على الأترج من جانبيه وتلقى فِي إِنَاء ويلقى عليهاعسل وَيسْتَعْمل. نُسْخَة أُخْرَى مِنْهُ: يُؤْخَذ من الأترج الْوسط الْمدْرك المستوي السَّطْح المستطيل ويشق طولاَ وَتجْعَل كل(3/481)
أترجة أَربع قطاع وينقع فِي إجانة خزفية جَدِيدَة وَذَلِكَ فِي كانون الأول عِنْد دُخُول الشَّمْس الجَدي وَخير مَا يتَّخذ مِنْهُ فِي سنة شديده الْبرد لِأَنَّهُ كلما جمد عَلَيْهِ المَاء كَانَ أَصْلَب لَهُ وَأبقى ثمَّ يغسل فِي كل يَوْم مرَّتَيْنِ بعد أَن يدلك بملح جريش وينظف ويعاد إِلَى المَاء الْبَارِد إِلَى أَن تمْضِي عَلَيْهِ ثَلَاثَة أسابيع ثمَّ يخرج من المَاء ويصفى وَيصب على طبق سَاعَة ثمَّ ينظف بسكين إِن كَانَ قد تعفن مِنْهُ شَيْء ويعاد إِلَى المَاء العذب وَيغسل فِي طرفِي النَّهَار بالرفق حَتَّى يمْضِي عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ثمَّ يخرج عَن المَاء وَيغسل من جَمِيع مَا ناله من العفن والتآكل وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة حَتَّى تذْهب عَنهُ البلّة ثمَّ يَجْعَل من غَد فِي قدر مبسوطة الرَّأْس أَو طنجير نظيف وَيصب عَلَيْهِ من المَاء غمره ويذرّ عَلَيْهِ من السكر المدقوق مِقْدَار ثلث وزن الأترج ويطبخ بِنَار لينَة ويساط بمسوط ثمَّ يخرج عَنهُ وَيمْسَح وينظف وَينصب على طبق وَيتْرك يَوْمَيْنِ متواليين ثمَّ يُعَاد إِلَى الطنجير ويطرح عَلَيْهِ من السكر مِقْدَار نصف وزن الأترج وَمن المَاء غمره وَفضل أَربع أَصَابِع مَضْمُومَة ويطبخ بِنَار لينَة مثل الطبخة الأولى ويحذر فِي ذَلِك أَن لَا ينفسد فِي النَّار لِأَنَّهُ أصعب مَا يكون من المربيات عملا وَيكون ذهنك وفهمك جَمِيعًا إِلَيْهِ إِذا أوقدت النَّار تَحْتَهُ أَن تكون النَّار لينَة سَاكِنة ثمَّ يخرج ويبسط على طبق وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة ولياليها وَمن الْيَوْم الرَّابِع ينظف وينقى بِرَأْس السكين ويعاد إِلَى الْقدر وينصبّ عَلَيْهِ من الْعَسَل الْمُصَفّى مِقْدَار غمره وفضك أَربع أَصَابِع ويطبخ بِنَار لينَة سَاعَات خمْسا أَو سِتا حَتَّى يرى الْعَسَل يخرج على ظهر الأترج كأشباه اللُّؤْلُؤ ويغلظ الْعَسَل بعض الغلظ ثمَّ ينزل عَن النَّار ويبرد وَيُؤْخَذ من السنبل والقرنفل والدارصيني والزنجبيل والقاقلة والدارفلفل وخيربوا من كل وَاحِد جُزْء وَليكن وزن الْجَمِيع مِقْدَار نصف عشر وزن الأترج وَهُوَ أَن يكون إستارين لكل منا من الأترج ويدق جريشاً وَيجْعَل فِي إِنَاء أَخْضَر ويذز فِيهِ شَيْء من الدَّوَاء يسير ويضاف عَلَيْهِ من الأترج مِقْدَار ساف ثمَّ تذز عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة يعْمل بِهِ هَكَذَا حَتَّى ينفدا جَمِيعًا ثمَّ يصحب عَلَيْهِ مَاء فِي الطنجير من بَقِيَّة الْعَسَل حَتَّى يكون غمره وَفضل أَربع أَصَابِع ويستوثق من رَأس الْإِنَاء وَيُوضَع فِي مَوضِع لَا السفرجل المربى: يصلح لتقوية الْمعدة وَيعْقل الطبيعة ولسوء الهضم وَالْقَذْف الْعَارِض بِسَبَب فَم الْمعدة. وَصفته: أَن يُؤْخَذ سفرجل جيد كبار وينقى من دَاخل ويقشّر وَيقطع أَربع قطع ويطبخ بِالْمَاءِ وَالْعَسَل وَيكون المَاء جزءين وَالْعَسَل جُزْء وَقوم يطبخونه بِالشرابِ وَالْعَسَل وَهُوَ أَجود الْعَمَل ويبرد وَفِي الْيَوْم الثَّانِي يطْبخ بالعسل وَحده ثمَّ يبسط فِي إجانة وتنثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة فِي الأترج ويصبّ عَلَيْهِ الْعَسَل ويحفظ. نُسْخَة أُخْرَى للسفرجل المربّى: تَنْفَع من ضعف الْعُمْدَة والإسهال وَصفته أَن يُؤْخَذ من السفرجل الْمدْرك وَيقطع أَربع قطع وينقى مَا فِي جَوْفه وَيمْسَح خَارجه بمنديل كتَّان وَيصب(3/482)
عَلَيْهِ من الْعَسَل جُزْء وَمن المَاء أَرْبَعَة أَجزَاء مِقْدَار مَا يغمر السفرجل ويغلى غليتين اْو ثَلَاثَة ثمَّ يصفى ويعاد إِلَى الْقدر وَيصب عَلَيْهِ من الْعَسَل المنزوع الرغوة جُزْء وَمن المَاء جُزْء ويغلى غليتين أَو ثَلَاثًا ثمَّ يصفى ويبسط على طبق وَيتْرك حَتَّى يجِف مَا فِيهِ من النداوة ثمَّ يمسح ويعاد إِلَى الْقدر وَيصب عَلَيْهِ من الْعَسَل مِقْدَار مَا يغمره وَزِيَادَة أَربع أَصَابِع مَضْمُومَة ويغلى غلية وَاحِدَة وَتَذَر عَلَيْهِ الأفاويه الَّتِي ذكرنَا فِي عمل الأترج وَيجْعَل فِي بستوقة خضراء ويستوثق من رَأسهَا وَبَعض الْأَطِبَّاء لَا يطْرَح الجزر المربى: ينفع من الأبردة وَضعف الْكل ووجع الصلب ويعين على الباه. وَصفته: يُؤْخَذ من الجزر الصلب الصافي اللَّوْن النقي وَيقطع طرفاه ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ من الفانيذ أَو السكر وَزنه وَيصب عَلَيْهِ من المَاء غمره ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يلين وَينزل عَن النَّار ويبسط على طبق حَتَّى يجص وَيمْسَح مِنْهُ مَا يعلوه من الكرج ويعاد إِلَى الْقدر وَيصب عَلَيْهِ من الْعَسَل المنزوع الرغوة مِقْدَار غمره وَزِيَادَة أَربع أَصَابِع ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يرى الْعَسَل ينفذ من جَمِيع أَجْزَائِهِ وَينزل عَن النَّار وينضد ساف مِنْهُ فِي البستوقة وتذز عَلَيْهِ الأفاويه وَيعْمل مِنْهُ هَكَذَا إِلَى آخِره. الهليلج المربى: إِن الهليلج المربى يعْمل بقرية بالصين والهند وَمَا يحمل من هُنَاكَ فَهُوَ جيد جدا وَيعْمل عندنَا هَهُنَا على هَذِه الصّفة وَهُوَ أَن يُؤْخَذ هليلج كابلي فائق ويحفر فِي الأَرْض حفيرة فِي مَوضِع ندي رملي عذب لَا مالح وَيجْعَل من الهليلج ساف وفوقه رمل رطب ساف وَتَحْته رمل رطب ساف ويرش عَلَيْهِ مَاء وَبعد يَوْمَيْنِ يُؤْخَذ الأهليلج ويلقى عَلَيْهِ رمل آخر طري غير الأول وَيتْرك يَوْمَيْنِ حَتَّى يرطب تفعل ذَلِك عشرَة أَيَّام حَتَّى يَرْبُو الأهليلج ويترطّب وينتفخ واغسله بِمَاء عذب ثَلَاث مرَارًا أَو أَرْبعا وَيُؤْخَذ تمر وَسعد ويطبخان بِمَاء كثير وألقِ الأهليلج فِي ذَلِك المَاء الْمَطْبُوخ واطبخه قَلِيلا قَلِيلا على نَار لينَة فَمَاذَا انطبخ فاغسله غسلا نظيفاً ثمَّ خُذ عسلاً واغسله وَخذ رغوته واطبخه بِهِ وَخذ الأفاويه الَّتِي ذكرتها فِي بَاب الأترج المربى وَاجْعَلْهَا فِي خرقَة كتَّان نظيفة رقيقَة وعلقها فِي الْقدر وكل سَاعَة امرسها حَتَّى تخرج قُوَّة الأفاويه مَعَ الاهليلج فَإِذا انطبخ فالقه فِي إجانة غضار واتركه يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى يَأْخُذ الاهليلج قُوَّة الأفاويه وألقه فِي إِنَاء زجاج والق فِيهِ عسلاً منزوع الرغوة والق فَوْقه مسكاً وزعفراناً وَقَلِيل عنبر قدر مَا تُرِيدُ وسدّ فَم الْإِنَاء وَاسْتَعْملهُ وَكلما عتق كلما كَانَ أَجود. نُسْخَة أُخْرَى للهليلج المربى: يُؤْخَذ من الهليلج الْكِبَار الكابلي مائَة وينقع فِي المَاء وَيصير فِي الشَّمْس خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يخرج من المَاء وَيجْعَل فِي السرقين الرطب خَمْسَة أَيَّام وَيصب عَلَيْهِ المَاء فِي كل يَوْم ثمَّ يخرج وَيغسل غسلا نظيفاً ويردّ إِلَى الزبل الرطب وتدفنه فِيهِ كَذَلِك تفعل ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يخرج وَيغسل غسلا نظيفاً ويطبخ مَعَ أرز وكشك وتمر ثَلَاثِينَ درهما بِمَاء مِقْدَار غمره بِنَار لينَة(3/483)
حَتَّى يذهب المَاء وَيخرج وَيمْسَح بِخرقَة كتَّان ويغرز بالإبر وَيصب عَلَيْهِ من عسل الْقصب مِقْدَار غمره وَزِيَادَة أَرْبَعَة أَصَابِع ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل. نوع آخر مِنْهُ: يُؤْخَذ من الهليلج الكابلي الْجيد مائَة هليلجة وَيغسل غسلا نظيفاً وَيتْرك لَيْلَة حَتَّى يجِف قَلِيلا وَيصب عَلَيْهِ المَاء أَو مَاء كشك الشّعير مِقْدَار مَا يغمره وَزِيَادَة أَرْبَعَة أَصَابِع ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب المَاء وَيُوضَع فِي التَّنور وَمن غده يخرج ويبسط على طبق وَيمْسَح بِخرقَة ويغرز بالإبر ثمَّ يصب عَلَيْهِ من الميبختج ويطبخ حَتَّى يلين وَينزل عَن النَّار وتذز عَلَيْهِ الأفاويه وَيرْفَع وَيسْتَعْمل. الشقاقل المربى: إِن الشقاقل عروق كالزنجبيل يجلب من الْهِنْد وَيعْمل مِنْهُ بطراءته مربى فِي مَوْضِعه وَهُوَ فَاتق جدا. وَأما عندنَا فَهُوَ يعْمل على هنه الصّفة: يبلّ أَولا بِمَاء حمَار حش يسترخي قشره الْخَارِج ثمَّ يقشر بالسكين ثمَّ ينقع بِمَاء بَارِد سَبْعَة أَيَّام وكل يَوْم يُغير المَاء يفعل بِهِ ذَلِك كَذَلِك حَتَّى يرطب دَاخله وخارجه ويلين ثمَّ يطْبخ بِالْمَاءِ وَالْعَسَل بَعْدَمَا يترطب من المَاء جزءان وَمن الْعَسَل جُزْء ثمَّ يغسل وَحده ويغلى غلية وَاحِدَة ويلقى فِي إِنَاء زجاج فَإِذا رقّ الْعَسَل من رُطُوبَة الشقاقل أخرج عَن ذَلِك الْعَسَل وَجعل فِي عسل آخر منزوع الرغوة مَعَ الأفاويه الَّتِي ذكرنَا. زنجبيل مربّى: الزنجبيل عروق من جَوف الأَرْض كعروق الصباغين وَيعْمل مِنْهُ مربى فائق بالصين بطراءته وَأما عندنَا فَإِنَّهُ يحمل إِلَيْنَا مربى بالعسل أَو مَاء الْأرز وَيعْمل عندنَا بالعسل والأفاويه بيبوسته بعد أَن ينقع شهرا وَاحِدًا بِغَيْر ملح وَقوم آخَرُونَ يدفنونه فِي الرمل كالهليلج ثمَّ يطْبخ وَيعْمل على الصّفة الَّتِي ذكرنَا فِي بَاب الهليلج. إجاص مربّى: إِن كَانَ رطبا فيطبخ بَعْدَمَا يُؤْخَذ عجمه بِعَسَل وَمَاء ثمَّ بِعَسَل وَحده وتلقى عَلَيْهِ الأفاويه كَمَا ذكرنَا قبل شرب كَانَ يَابسا فينقع بِالْمَاءِ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ. اللفت المربى: يُؤْخَذ اللفت الْجيد وَيقطع مَا بَين أَرْبَعَة أَجزَاء إِلَى سِتَّة على قدر صغره وَكبره ويقشر من قشره الْخَارِج وينقع بِالْمَاءِ وَالْملح أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ ثَلَاثَة أَيَّام بِمَاء حَار ويطبخ بِمَاء وَعسل ثمَّ يعسل ويطتب. اللوز المربى: يخْتَار مِنْهُ الحلو بطراءته وقشوره ويطبخ من غير أَن ينقع وَلَا يثقب وَيجْعَل فِي الأفاويه الطّيبَة الرَّائِحَة. وَيعْمل من عيدَان البلسان الرطب انبج إِذا طبخت مرَّتَيْنِ وَأُلْقِي عَلَيْهَا أفاويه كَمَا ذكرنَا.(3/484)
أملج مربى: يخْتَار من الأملج الْفَائِق مَا لم يكن مكسوراً وينقع سَبْعَة أَيَّام بِمَاء بَارِد حَتَّى يلين وينتفخ ويترطب ثمَّ يطْبخ مرَّتَيْنِ على مَا ذكرنَا وتطرح عَلَيْهِ الأفاويه ثمَّ يغلى غليتين ويلقى عَلَيْهِ عسل منزوع الرغوة ويلقى عَلَيْهِ الأفاويه وَيسْتَعْمل. تفاح مربى يصلح للقذف: يطْبخ التفاح الحلو الشَّامي بجزأين مَاء وجزء عسلاً ثمَّ يطْبخ ثَانِيَة بِعَسَل وَحده وَيجْعَل فِي إِنَاء زجاج ويلقى عَلَيْهِ عسل منزوع الرغوة وتلقى عَلَيْهِ الأفاويه الْمَذْكُورَة فِي عمل الأترج. الْمقَالة الثَّامِنَة الأقراص كلامنا فِيهَا فِي هَذِه الْجُمْلَة كَالْكَلَامِ السالف أَقْرَاص الْكَوْكَب: قد بلغ من تَعْظِيم قدماء الْأَطِبَّاء أَن سقوه أَقْرَاص كوكبا لامزدخيانا أَي أَقْرَاص الْكَوْكَب الَّتِي لَا تخلى الْحَيَاة أَن تغلب وَهَذِه الأقراص تصلح للمعدة الضعيفة الْقَابِلَة للفضول دفعاَ من سَائِر الْأَعْضَاء وتزيل الجشاء الحامض وتطلى على الْجَبْهَة فتسكن الصداع وَتَنْفَع من النَّوَازِل ووجع الْأَسْنَان وَتجْعَل مَعَ القنة فِي المتأكل مِنْهَا وَتَنْفَع من وجع الْأذن وَتَنْفَع من نفث الدَّم وسيلانه من كل عُضْو وَمن السعال المزمن وينفع من الحمّيات الدائرة سقيا فِي مَاء المرزجوش وَمن السمُوم المدوغة والمشروبة فِي مَاء السذاب وَيَقَع فِيهِ كَوْكَب الأَرْض وَيَقُول أَكْثَرهم هُوَ الطلق وَبَعْضهمْ هُوَ طين شاموس وَلَعَلَّ الطلق يلطخ خمل الْمعدة ويركبها فَلَا ينفعل من الْحَار الغريزي حَتَّى يفعل هُوَ فِي غَيره. وَنحن نذْكر أخلاطه كَمَا ذكرُوا. أخلاطه: يُؤْخَذ مر وجندبيدستر وسنبل وسليخة وطين مختوم وقشور اليبروح من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أفيون وزعفران وقسط وكوكب الأَرْض وَهُوَ الطلق من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم خشخاش أَبيض سِتَّة دَرَاهِم. دوقوا وأنيسون وسيساليوس وبزر البنج وميعة سَائِلَة وبزر الكرفس من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم تُبَل الصموخ بشراب ريحاني وتدق الْأَدْوِيَة وتعجن بِهِ وتقرص من وزن نصف دِرْهَم وتجفف فِي الظل وتستعمل. أَقْرَاص الْورْد لِلْجُمْهُورِ: تَنْفَع من وجع الْمعدة وتجلو الرطوبات من الْمعدة وتزيل الحميات البلغمية والمزمنة. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد أَحْمَر منزوع الأقماع وزن عشْرين درهما سنبل الطّيب وأصول السوس من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم وَبَعض الْأَطِبَّاء يَجْعَل مَكَان أصُول السوسن رب السوس تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بمثلث وتقرّص وتجفف فِي الظل وتستعمل.(3/485)
نُسْخَة أَقْرَاص الْورْد لاسقليبيادس: يطفىء وينفع من وجع الْمعدة ويقويها وَمن الربو والحرارة والتلهب والرطوبة وانقلاب الْمعدة واللهث والإحتراق. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد طريّ سِتَّة مَثَاقِيل أصل السوس أَرْبَعَة مَثَاقِيل سنبل هندي مثقالان تعجن بميبختج وتقرص من وزن دِرْهَم وتجفف فِي الظل وتستعمل. أَقْرَاص ورد سقمونيا: ينفع من الحميات والحصر. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد أَحْمَر منزوع الأقماع وزن إثني عشر درهما سنبل الطّيب وأصول السوس من كل وَاحِد وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم سقمونيا وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن وتقرّص وتجفف فِي الظل وتشرب بِمَاء بَارِد وبجلاب وسكنجبين. أَقْرَاص الْورْد بطباشير: أخلاطه: يُؤْخَذ ورد أَحْمَر منزوع الأقماع وزن خَمْسَة دَرَاهِم سنبل الطّيب وزن دِرْهَمَيْنِ طباشير وزن دِرْهَم عصارة الغافت وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتقرص وتجفف وتستعمل عِنْد الْحَاجة. أَقْرَاص الْورْد تسمى دنيذوردا: نَافِع من سدد الكبد وَالطحَال والحميات السوداوية والبلغمية. أخلاطه: يُؤْخَذ من الْورْد عشرَة دَرَاهِم وَمن عصارة السوس خَمْسَة دَرَاهِم وَمن السنبل والسليخة وفقّاح الأذخر والمرّ والزعفران والمصطكى من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدقّ وينخل وينقع المرّ والزعفران بالخلّ ويعجن بِهِ وَيجْعَل أقراصاً وَإِن شِئْت عجنته بِعَسَل. أَقْرَاص الْورْد نُسْخَة أُخْرَى: النافعة من حمّى الغبّ. يُؤْخَذ ورد أَحْمَر خَمْسَة أَجزَاء سنبل وزعفران ومصطكى وأنيسون ولكّ عيدَان من كل وَاحِد عشرَة أَجزَاء عصارة الغافت والأفسنتين من كل وَاحِد جزءان فقّاح الأذخر وهليلج أصفر من كل وَاحِد جُزْء وَفِي نُسْخَة أُخْرَى ورد مثل السنبل والمصطكى يدق ويعجن بِمَاء الكرفس ويقرص كل قرص نصف مِثْقَال. أَقْرَاص الْورْد بالسنبل: النافع من وجع الكبد يُؤْخَذ سنبل ولكّ مغسول وأصول السوسن من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أفسنتين وكيا وزعفران وعصارة الغافت وراوند صيني من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم ورد سَبْعَة دَرَاهِم يدقّ وينخل ويعجن بِالْمَاءِ ويتخذ أقراصاً.(3/486)
أَقْرَاص الكافور: هُوَ مطفىء للهيب مسكن لالتهاب الحميات نَافِع فِي الدقّ والسل يذهب الْعَطش وَالْكرب وقيء الدَّم. أخلاطه: يُؤْخَذ طباشير أَرْبَعَة دَرَاهِم ورد سَبْعَة دَرَاهِم. بزر الْخِيَار وبزر الحمقاء وبزر القرع الحلو وكثيراء وناردين وصمغ وربّ السوس وعود نيء وقاقلة من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. زعفران دِرْهَمَانِ سكر طبرزذ وترنجبين من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم كافور دِرْهَم وَنصف يدق ويعجن بلعاب بزر قطونا ويقرّص. نُسْخَة أُخْرَى من أَقْرَاص الكافور: تَنْفَع من تلهب الْمعدة والكبد وَقذف الدَّم والعطش والحمّيات الحادة. أخلاطه: يُؤْخَذ. طباشير وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم ورد أَحْمَر منزوع الأقماع وزن عشرَة دَرَاهِم عود صرف جيد وقاقلة وَرب السوس من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم سكر طبرزذ وترنجبين وَحب القثاء مقشراً من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ زعفران وكافور من كل وَاحِد وزن دِرْهَم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن بلعاب بزر قطونا وتقرص أقراصاً وزن دِرْهَم وتجفف فِي الظلّ وتستعمل. أَقْرَاص الكافور ونسخة أُخْرَى: تَنْفَع من الحميات الحادة وتفتّح سدد الكبد الشَّدِيدَة. أخلاطه: يُؤْخَذ من البنفسج الْيَابِس والنيلوفر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن بزر القثاء والقثد والطباشير والزعفران من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. وَمن الْورْد خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الراوند الصيني واللك من كل وَاحِد وزن دِرْهَم وَمن الكثيراء والصمغ الْعَرَبِيّ وعصارة السوس من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ كافور مِثْقَال وَفِي نُسْخَة أُخْرَى كافور نصف مِثْقَال ترنجبين وسكر من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم يسحق ويقرّص. نُسْخَة أُخْرَى من أَقْرَاص الكافور: يُؤْخَذ كافور وعود نيء من كل وَاحِد نصف دِرْهَم زعفران وطباشير من كل وَاحِد مثقالان بزر القثاء وبزر القثد وكثيراء وَلَك وعصارة السوس وقاقلة من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَمن الْورْد سَبْعَة دَرَاهِم وَمن السكر والترنجبين من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم يسحق ويعجن ويقرص. يُؤْخَذ بزر الهندبا والخس والبقلة الحمقاء من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَمن حب القرع المقشر وَحب الْخِيَار المقشر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَثلث وَمن بزر الكدر إِن وجد وَإِلَّا فالصندل المقاصيري ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن السرطان المحرق والزعفران وَرب السوس والكافور من كل وَاحِد دِرْهَم وَمن الْورْد أَرْبَعَة دَرَاهِم ويقرّص.(3/487)
أَقْرَاص الطباشير بالترنجبين: ينفع من الحمّى الحادة ويطفىء. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد سِتَّة دَرَاهِم ترنجبين أَرْبَعَة دَرَاهِم نشا ثَلَاثَة دَرَاهِم صمغ وكثيراء وطباشير وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يعجن بِمَاء الترنجبين ولعاب بزرقطونا وَقوم يزِيدُونَ فِيهَا بزر الْخِيَار وبزر القثاء وبزر البقلة الحمقاء وبزر القرع الحلو من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يسحق ويعجن ويقرص. أَقْرَاص الطباشير ببزر الحامض: نَافِع من الحمّيات الصفراوية والغبّ وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ هُنَاكَ انحلال طبع. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد ثَمَانِيَة دَرَاهِم صمغ وبزر الحمّاض مقشّراً ونشا مقلو قَلِيلا مز كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم طباشير ثَلَاثَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَمَانِ يدق ويعجن بِمَاء الرُّمَّان الحامض أَو بِمَاء الحصرم ويقرص ويسقى بِرَبّ الحصرم الساذج أَو بشراب الريباس وَقوم يزِيدُونَ طيناً أرمنياً وعصارة أمبر باريس من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ شاهبلوط مقلو ثَلَاثَة دَرَاهِم. أَقْرَاص أمبر باريس: النافع للحمّى الحادة والأورام فِي الكبد والعطش الشَّديد. أخلاطه: تُؤْخَذ عصارة أمبر باريس أَو أَمِير باريس اْربعة دَرَاهِم بزر خِيَار ومصطكى وطباشير من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ لَك ورواند صيني من كل وَاحِد دِرْهَم ورد إثنا عشر درهما زعفران دِرْهَم سنبل وعصارة الغافت وأصل السوس وترنجبين من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يقرص من وزن دِرْهَم ويسقى بِمَا يصلح من الْأَشْرِبَة وَقوم يزِيدُونَ فِيهِ عصارة الأفسنتين دِرْهَمَانِ أسارون وبزر الكرفس وبزر الرازيانج من كل وَاحِد دِرْهَم فوة الصباغين دِرْهَمَانِ وَنصف.(3/488)
أَقْرَاص الْأَمِير باريس نُسْخَة أُخْرَى: ينفع من الحمّيات الملتهبة وأورام الكبد وأورام الْمعدة. أخلاطه: يُؤْخَذ أَمِير باريس وربّ السوس وَورد وبزر قثاء وبزر بطيخ مقشرة مدقوقة منخولة من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. مصطكى وسنبل الطّيب وعصارة الغافت من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ فوة الصباغين ورواند صيني وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَم بزر الكشوت وبزر الهندبا من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم طباشير وزن دِرْهَم وَنصف ترنجبين سِتَّة دَرَاهِم يدق ويعجن بِمَاء الترنجبين ويقرص كل قرص مِثْقَال. أَقْرَاص الْأَمِير باريس نُسْخَة أُخْرَى: يصلح لأوجاع الكبد مَعَ حمى وعطش ويرقان. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد طري سَبْعَة دَرَاهِم. عصارة أَمِير باريس وترنجبين من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم كشوث يَابِس أَو بزره دِرْهَم وَنصف عصارة الغافت دِرْهَم بزر الْخِيَار دِرْهَمَانِ وَنصف ناردين وطباشير من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف زعفران وَلَك وراوند من كل وَاحِد دِرْهَم عصارة السوس دِرْهَمَانِ وَنصف يدق ويعجن بِمَاء الترنجبين أَو بِمَاء الهندبا. أَقْرَاص الْأَمِير باريس أُخْرَى: تصلح للحمّيات الملتهبة والعطش وَالْكرب وتطفىء جدا. أخلاطه: يُؤْخَذ أَمِير باريس أَو عصارته وعصارة السوس وطباشير من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل دِرْهَم بزر الْخِيَار وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف ورد سِتَّة دَرَاهِم وَنصف بزر البقلة والزعفران والنشا والكثيراء من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ كافور نصف دِرْهَم يعجن بِمَاء أَقْرَاص أَمِير باريس نُسْخَة أُخْرَى: نَافِع من الْحمى والسعال ووجع الكبد ويسكّن الْعَطش. أخلاطه: يُؤْخَذ من الْأَمِير باريس وزن إثني عشر درهماٌ وَمن بزر القثاء والقثد المصطكى والطباشير من كل وَاحِد وزن سِتَّة دَرَاهِم وَمن اللكٌ والراوند الصيني من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الْورْد سِتُّونَ درهما زعفران وسنبل وعصارة غافت وعصاره السوس وترنجبين من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم يدقّ ويقرّص. أَقْرَاص أَمِير باريس نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ أَمِير باريس وبزر فرفخ وسنبل وعصارة السوس وكثيراء وصمغ عَرَبِيّ نشاستج من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف. طباشير وكافور وزعفران من كل وَاحِد وزن دِرْهَم يدق ويعجن بِالْمَاءِ ويقرص. نُسْخَة أَقْرَاص أَمِير باريس لنا: يُؤْخَذ رب الْأَمِير باريس خَمْسَة دَرَاهِم عصارة الغافت وطباشير من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ لَك مغسول وزعفران وكندر وسنبل وعصارة الأفسنتين وراوند ولسان الثور من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف بزر الهندبا وبزر الكشوث من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر البقلة الحمقاء دِرْهَم أَقْرَاص الأفسنتين: هُوَ قرص نَافِع من الحميات المتقادمة مفتّح جدا مُدر مُشَه. أخلاطه: يُؤْخَذ أنيسون وأفسنتين وأسارون وبزر الكرفس ولوز مر مقشر أَجزَاء سَوَاء يعجن بِمَاء بَارِد ويقرص ويسقى. أَقْرَاص أفسنتين نُسْخَة أُخْرَى: نَافِع للكبد وَالطحَال والمعدة وَحمى الغب والمثلّثة. ونسخة ذَلِك: يُؤْخَذ أنيسون مثقالان أسارون وأفسنتين رومي وبزر الكرفس ولوز مر مقشر من قشريه ومصطكى وسنبل من كل وَاحِد مِثْقَال صَبر أسقوطري وساذج هندي من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف عصارة الغافت مِثْقَال يدقّ ويعجن ويقرّص.(3/489)
أَقْرَاص الغافت: ينفع من الحمّيات الملتهبة العتيقة وَمن الْعَطش والسدد وأورام الكبد وَالطحَال واليرقان. أخلاطه: يُؤْخَذ عصارة الغافت سِتَّة أساتير ورد أَحْمَر منزوع الأِقماع وسنبل الطّيب من كل وَاحِد إستاران ترنجبين منقى سِتَّة أساتير طباشير وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتعجن وتقرّص. ينفع من أوجاع الطحال. ونسخة ذَلِك: يُؤْخَذ من قشور أصل الْكبر أَرْبَعَة أساتير أشقّ أَرْبَعَة أساتير راوند إستاران بزر الفنجنكشت وفلفل أسود من كل وَاحِد سِتَّة أساتير تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة وينقع الأشق بخل خمر وَتجمع بِهِ الْأَدْوِيَة وتقرص. أَقْرَاص اللك: يُؤْخَذ لَك عيدَان وفوة وأنيسون وبزر الكرفس وأفسنتين وأسارون ولوز مر مقشر وقسط ودارصيني وزراوند طَوِيل وعصارة الغافت من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. يدق ويعجن ويقرص. أَقْرَاص الكاكنج: هِيَ نافعة من أوجاع الكلى والمثانة وَبَوْل الدَّم وَالْمدّ وَتَنْفَع من جرب المثانة. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر بطيخ سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا أفيون سَبْعَة مَثَاقِيل بزر البنج الْأَبْيَض وبزر الكرفس وبزر الحماض من كل وَاحِد تِسْعَة مَثَاقِيل بزر الشوكران وبزر الكزبرة من كل وَاحِد ثَمَانِيَة عشر مِثْقَالا بزر الرازيانج وَحب الصنوبر المقلو وزعفران ولوز مرّ من كل وَاحِد تِسْعَة مَثَاقِيل وَمن حب الكاكنج الْجبلي خمس وَسَبْعُونَ حَبَّة يدق ويعجن بعقيد الْعِنَب ويقرص أَقْرَاص الكاكنج نُسْخَة أُخْرَى: تَنْفَع من قُرُوح الكلى والمثانة وَمن تقطير الْبَوْل: أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الكرفس وبزر البنج وشهدانج من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. بزر الرازيانج دِرْهَمَانِ. زعفران وبزر الحمّاض البزي ولوز الصنوبر والأفيون واللوز المر المقشر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَمن حب الكاكنج الْكِبَار خَمْسَة وَعِشْرُونَ عددا وَمن بزر القثاء اثْنَا عشر درهما يدق ويعجن ويقرص. صَنْعَة أَقْرَاص الراوند: النافعة من الْأَمْرَاض العتيقة وصلابة الكبد وجسوها وأورامها وأوجاع الطحال والضربة الْوَاقِعَة فِي الْبدن. أخلاطه: يُؤْخَذ راوند صيني وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم فوّة عيدَان وَلَك منقى من كل وَاحِد وزن(3/490)
أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر الكرفسى وغافت وأنيسون من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة وتقرص على الرَّسْم. قرص ركّبه أَبُو موليس: ينفع من الْحَرَارَة والإسهال ووجع الكبد. من كل وَاحِد مِثْقَال. صمغ ثَلَاثَة مَثَاقِيل ورد خَمْسَة مَثَاقِيل تجمع بِمَاء الْورْد وتقرص. آخر: يُؤْخَذ أنيسون وبزر الكرفس من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أسارون ولوز مر ومصطكى وسنبل وساذج هندي من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم عصارة الغافت وَالصَّبْر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يعجن ويقرص. آخر: يُؤْخَذ لوز مر وأنيسون وأفسنتين من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ أسارون وزندرهم وَاحِد يدق ويُعجن ويقرص. أَقْرَاص ميون: يُؤْخَذ زعفران وأفيون ومرّ وبزر بنج وقشور أصل اللقَاح أَجزَاء سَوَاء يعجن بعصارة الخس ويقرص وَعند الْحَاجة يدق ويداف بِمَاء ويُطلى على الصدغين. قرص آخر: يُؤْخَذ قصب الذريرة وإكليل الْملك من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ قاقلة أُوقِيَّة وَنصف ورق النسرين نصف أُوقِيَّة ورد أَحْمَر نصف أُوقِيَّة مسك مِثْقَال يُدق ويُنخل ويتخذ أقراصاً. أَقْرَاص نافعة من قُرُوح المعي وَقذف الدَّم من أَيْن كَانَ. ونسخة ذَلِك: يُؤْخَذ فقّاح الْورْد وأفيون وأقانيا وصمغ من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَمن العفص نصف أَقْرَاص أندروماخس: نافعة من قذف الدَّم. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر بنج وأفيون وبسذ من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم لبان ثَمَانِيَة دَرَاهِم كَوْكَب الأَرْض ونشاستج وطين أرمني من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر الخشخاش دِرْهَمَانِ جلنار نصف دِرْهَم يدق ويُعجن ويقرص. أقرص أندروماخس نُسْخَة أُخْرَى: نَافِع من وجع الْمعدة والخصر والأسر أخلاطه: يُؤْخَذ بزر كرفس سِتَّة دَرَاهِم أنيسون ثَلَاثَة دَرَاهِم. راوند صيني وفلفل أَبيض وفقاح اوذخر وجندبيدستر وسنبل ودارصيني وأفيون من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف. أفستتين ثَلَاثَة دَرَاهِم الصَّبْر الاسقوطري والمصطكى والزعفران من كل وَاحِد وزن دِرْهَم يدق وينخل ويعجن ويقرص.(3/491)
أقرص الْكِنْدِيّ: تَنْفَع الكبد الَّتِي ضعفت عَن توليد الدَّم حَتَّى ضعفت شَهْوَة الْغذَاء وشهوة الْجِمَاع. أخلاطه: يُؤْخَذ لَك عيدَان خَمْسَة أَجزَاء أَمِير باريس ثَلَاثَة أَجزَاء راوند صيني وَورد أَحْمَر وعود هندي من كل وَاحِد جُزْء أسطوخودوس وعروق السوسن الْأَزْرَق من كل وَاحِد نصف جُزْء زعفران وأنيسون وبزر كرفس وكاشم روير وفطراساليون من كل وَاحِد ربع جُزْء يُدق وينخل وَيعْمل أقراصاً. أقرص الْبَرْمَكِي: جلاء نَافِع للخام والصفراء قوي جدا. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج وبليلج وأملج وشهطرجُ من كل وَاحِد جُزْء بعد الدق وَالنَّخْل وَمن لباب التربد الْأَبْيَض مثل ذَلِك أجمع وَمن الفانيذ مثل الْجَمِيع يَجْعَل الفانيذ فِي طنجير وَيصب عَلَيْهِ شَيْء من مَاء فَإِذا غلا أنزل ونثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة بعد الْخَلْط وخلط خلطاً محكماً ثمَّ يُصير أقراصاً كل قرص وزن عشرَة دَرَاهِم الشربة قرصة بِمَاء قد أنقعت فِيهِ كزبرة يابسة من اللَّيْل ثمَّ صفي وَقت شرب الدَّوَاء غدْوَة فَإِنَّهُ يُقيم مَا بَين عشرَة إِلَى عشْرين وَيكون طَعَامه عَلَيْهِ عِنْد الْعَصْر ثريدة بِمَاء حمص بِزَيْت مغسول فَإِن احْتِيجَ إِلَى أَن يخرج البلغم الزجاجي اللزج زيد فِيهِ مثل ربع جُزْء الهليلج شَحم الحنظل. أَقْرَاص المازريون: النافع من الغثيان والفواق والزحير. أخلاطه: يُؤْخَذ من الأنيسون وبزر الكرفس والفودنج البستاني والنعنع وفطراساليون ونانخواه من كل وَاحِد وزن سِتَّة دَرَاهِم. وَمن الأفيون وجندبيدستر وفلفل أَبيض وَدَار فلفل ونمام وَمر وأفسنتين من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَمن قشور السليخة إثنا عشر درهما يعجن بِعَسَل ويقرص. أَقْرَاص مازريون آخر: يُؤْخَذ بزر الكرفس وأنيسون ودارصيني من كل وَاحِد وزن سِتَّة دَرَاهِم أفسنتين وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم مر وأفيون وفلفل وجندبيدستر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة وتقرص بالمثلث وتستعمل لضعف الْمعدة وَالِاخْتِلَاف والقيء. أَقْرَاص الروذونون: النافع من الحميات الملتهبة وأورام الكبد والحميات المركبة من الصَّفْرَاء والبلغم وَالدَّم والرطوبة. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد أَحْمَر منزوع الأقماع وزن سِتَّة دَرَاهِم سنبل الطّيب وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ رب السوس وأصل السوس وَحب القثاء مقشّراً وترنجبين منقى من كل وَاحِد(3/492)
وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم صمغ وكثيراء من كل وَاحِد وزن دِرْهَم. تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مسحوقة وتعجن بِمَاء عذب وتقرص. يُؤْخَذ الْبِطِّيخ وَحب القثاء وَحب الْخِيَار وَحب القرع الحلو مقشراً من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم. رب السوسن سِتَّة دَرَاهِم كثيراء وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر الرازيانج وَورد من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ زعفران وزن دِرْهَم يدق ويعجن بِمَاء بزرقطونا ويقرص. أَقْرَاص مارويش: النافعة من إشراف العليل على إيلاوس الدافعة للنفخة والمانعة للقيء. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر كرفس وأنيسون من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم أفسنتين رومي وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم مصطكى وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم فلفل وزن دِرْهَمَيْنِ مر وزن دِرْهَمَيْنِ دارصيني سِتَّة دَرَاهِم أفيون دِرْهَمَانِ جندبيدستر وزن دِرْهَمَيْنِ يُدق ويُنخل ويُعجن ويقرص. أَقْرَاص الخشخاش: النافعة من نزف الدَّم والسعال والحمى ووجع الصَّدْر. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد وصمغ عَرَبِيّ من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم نشَاء وكثيراء من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ خشخاش أَبيض وأسود من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم طباشير وزن دِرْهَم رب السوس وزن دِرْهَمَيْنِ زعفران وزن دانقين يدق وَيجمع ويقرص. أَقْرَاص الجلنار: أخلاطه: يُؤْخَذ جلّنار وقرط وسماق وبلوط مقلو وَسَوِيق النبق وَحب الآس من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم عفص مقلو مُطفأ بخل كمون منقوعاً بخل مقلواً من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِمَاء ورد أَو بعصارة لِسَان الْحمل أَو بعصارة التفاح ويقرّص من دِرْهَم. أَقْرَاص سبوليدوس: النافعة من قُرُوح الكلى والمثانة وَبَوْل الدَّم وعسر الْبَوْل. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الكرفس وبزر البنج وشهمانج من كل وَاحِد وزن سِتَّة دَرَاهِم بزر الرازيانجج وزن دِرْهَمَيْنِ زعفران وَحب الصنوبر وبزر الحماض وأفيون ولوز مرّ مقشّر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دراهيم حب الكاكنج الْجبلي خَمْسَة وَعِشْرُونَ عددا بزر القثاء مقشراً وزن إثني عشر درهماَ يدق ويعجن ويقرص. أقرلص أندرون نُسْخَة سقليبياس: تُؤْخَذ أقماع الرُّمَّان عشرَة دَرَاهِم شب يماني أَرْبَعَة دَرَاهِم قلقديس إثنا عشر درهما كثيراء إثنا عشر درهما من أَرْبَعَة دَرَاهِم لبان ثَمَانِيَة دَرَاهِم راوند اثْنَا عشر درهما يعجن بِمَاء الْعَسَل ويقرص.(3/493)
نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ راوند عفص أَخْضَر من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَبَاقِي الْأَدْوِيَة على مَا قرص آخر: ينفع من قُرُوح الأمعاء وَنَفث الدَّم من الصَّدْر ويحفظ الْجَنِين. أخلاطه: يُؤْخَذ كحل وساذج وَدم الْأَخَوَيْنِ من كل وَاحِد ثَلَاثَة أساتير سياه داروان إستار وَاحِد لاذن وسك وزعفران من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم جلنار وعفص من كل وَاحِد عشرُون درهما حُضَيض وَقرن أيل محرق وأقاقيا من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم يعجَن بِمَاء لِسَان الْحمل أَو بِمَاء عَصا الرَّاعِي وَيسْتَعْمل على ثَلَاثَة أوجه الْوَجْه الأول لسيلان الدَّم من أَسْفَل بالحقن وَالْوَجْه الثَّانِي يحْتَمل بصوفة فِي الْقبل وَالْوَجْه الثَّالِث يسْقِي بعصارة الأترج وَمَاء عَصا الرَّاعِي لنفث الدَّم من الصَّدْر بِمَاء بقلة الحمقاء وللدوسنطاريا بربّ السفرجل الساذج. قرص الأنيسون: مفتّح للسدد مصلح للكبد ملين للطبيعة مزيل للحميات العتيقة. أخلاطه: يُؤْخَذ أنيسون ثَلَاثَة دَرَاهِم أفسنتين وأسارون وبزر الكرفس ولوز مرّ مقشر وسنبل الطّيب ومصطكى وساذج وبزر الشبث من كل وَاحِد دِرْهَم. غافت ثَلَاثَة دَرَاهِم صَبر أَرْبَعَة دَرَاهِم وَنصف يعجن بِمَاء الأفسنتين ويقرص من وزن دِرْهَم ويسقى بالسكنجبين. قرص ملين للطبيعة: أخلاطه: يُؤْخَذ تَرَبد خَمْسَة دَرَاهِم بنفسج يَابِس عشرَة دَرَاهِم رب السوس دِرْهَمَانِ وَنصف يعجن بِمَاء ويقرص ثَلَاثَة دَرَاهِم أَو أَرْبَعَة دَرَاهِم وَيشْرب مَعَ عشرَة دَرَاهِم سكرا. أَقْرَاص البزور: تَنْفَع من انحلال الطبيعة والقروح الَّتِي فِي الأمعاء وَمن لَا يهضم الأغذية والمغص الشَّديد والزحير ونزف النِّسَاء الْمُتَوَاتر. أخلاطه: يُؤْخَذ حب الآس دِرْهَمَانِ بزر الرازياج أنيسون نانخواه بزر الكرفس بزر البنج دوقو من كل وَاحِد أُوقِيَّة أفيون سِتَّة دَرَاهِم يدق ويعجن بشراب ويقرص من وزن نصف دِرْهَم وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر. قرص للقدماء: نَافِع لابتداء المَاء وصلابة الكبد. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد أَرْبَعَة دَرَاهِم أَمِير باريس دِرْهَمَيْنِ. سنبل مثله مصطكى رعصارة غافت وأفسنتين وأذخر وأسارون وأنيسون وبزر الكرفس وبزر الرازيانج وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون وأصل الْكبر من كل وَاحِد دِرْهَم راوند وَلَك وَرب السوس من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف زعفران نصف دِرْهَم يقرص.(3/494)
قرص ورد: ينفع من وجع الْمعدة والحمّى البلغمية. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد يَابِس أوقيتان سنبل وأصل السوس من كل وَاحِد أُوقِيَّة كهرباء ومصطكى من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم عيدَان البلسان خَمْسَة دَرَاهِم يدق ويعجن بميبختج ويقرّص. أَقْرَاص ورد ملينة: تسقى فِي الصَّيف. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد عشرَة دَرَاهِم سنبل وأصول السوس من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم سقمونيا ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِمَاء ورد ويقرص. أَقْرَاص ورد غا فت: تصلح للحمّيات العتيقة ووجع الكبد واليرقان. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد خَمْسَة دَرَاهِم سنبل دِرْهَمَيْنِ طباشير درهما عصارة الغافت ثَمَانِيَة دَرَاهِم يُدق ويُعجن بِمَاء الترنجبين ويقرص ويُسقى بِبَعْض الْأَشْرِبَة. أَقْرَاص اللكّ: تصلح لسدد الكبد وَالطحَال والحمى الدائمة وتدر الْبَوْل. أخلاطه: يُؤْخَذ لكّ وفوّة وأنيسون وبزر الكرفس وأفسنتين رومي وأسارون ولوز مرّ مقشر وقسط وزراوند طَوِيل وراوند وعصارة الغافت وعصارة السوس وعصارة أَمِير باريس من كل وَاحِد جُزْء. يقرص من دِرْهَم ويسقى بِمَا يصلح من الْأَشْرِبَة. أَقْرَاص الفوّة: تصلح لجساء الطحال ووجع الكبد والحمى المزمنة. أخلاطه: يُؤْخَذ فوة إثنا عشر درهما قشور أصل الْكبر وزراوند طَوِيل وأصل السوسن من كل وَاحِد دِرْهَم يعجن بسكنجبين ويقرص من وزن دِرْهَمَيْنِ الشربة قرص بطبيخ الأفسنتين. قرص الكشوث: يصلح للحمّيات المزمنة ويطفىء. أخلاطه: بزر الْخِيَار وبزر الحمقاء وبزر الشاهسفرم من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم شكاعى وباذاورد وشاهترج من كل أَرْبَعَة دَرَاهِم كثيراء ونشا وصمغ من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف طباشير وَتَربد وكشوث من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم ترنجبين ثَلَاثُونَ درهما سكر الْعشْر ثَلَاثُونَ درهما زعفران ثَلَاثَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء وَيسْتَعْمل. (سقط: إِلَى آخر الصفحة)(3/495)
(سقط: من بداية الصفحة) الأدهان وَفِي المراهم وَقبل ذَلِك نورد نسخا من السلاقات والحبوب رَأينَا ذكرهَا قبل الْجُمْلَة الثَّانِيَة. مطبوخ ماءالأصول: النافع من السدد وعسر الْبَوْل ووجع الكبد والمعدة وَيسْتَعْمل مَعَ الأدهان وَغَيرهَا: صفته: يُؤْخَذ قشور أصل الْكبر وأصول الرازيانج وقشور أصُول الكرفس وأصول الأذخر وبزر الكرفس وأنيسون وسنبل الطّيب وبرشياوشان وسنبل ومصطكى وزبيب منزوع الْعَجم من كل وَاحِد بِقدر الْحَاجة يطْبخ ويسقى. مطبوخ مَاء الْأُصُول: النافع لرجع الكبد للكندي. أخلاطه: يُؤْخَذ قشر أصُول الرازيانج والكرفس من كل وإحد وزن دِرْهَم بزر الرازيانج وبزر الكرفس من كل وَاحِد نصف دِرْهَم ورد أَحْمَر محطون وفودنج وأذخر من كل وَاحِد نصف دِرْهَم وَمن الزَّبِيب المنزوع الْعَجم وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن الأسارون وزن دانقين وَمن السنبل وزن دانقين يصب عَلَيْهِ المَاء ثُلثي رَطْل ويطبخ حَتَّى يبْقى أوقيتان أَو كثر قَلِيلا ثمَّ يصفى وَيصب عَلَيْهِ من دهن اللوز الحلو وزن دِرْهَم ثمَّ يشرب. النافع من وجع الكبد والمعدة والحميات الْمُخْتَلفَة الْبَارِدَة البلغمية والسوداوية.(3/496)
أخلاطه: يوخذ أنيسون وبزر الكرفس والأفسنتين الرُّومِي وأسارون وبزر الرازيانج وأصول الأذخر من كل وَاحِد بِقدر الْحَاجة يطْبخ ويستخرج مَاؤُهُ. ويسقى. طبيخ الغافت: يصلح لمن بِهِ حمى رَبع وَحمى بلغمية والحمى الْمُخْتَلفَة ويبس الطبيعة. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أسود وزببب منقى وشاهترج وباذاورد وغافت وشكاعى بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ ويصفى. فصل فِي الْحُبُوب: حب يصلح لمن بِهِ ريَاح غَلِيظَة وَنفخ وتشنج العصب ونفخة الْأُنْثَيَيْنِ. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الكرفس وبزر الحرمل وأنسيون ومصطكى وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَم هليلج أسود وبليلج وإملج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ سكببنج! ومُقَل من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف فوذنج وفطراساليون وفقاح الأذخر وأسارون وقسط وزرنباد وعود الوج من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يحبب. بَيَان حب المنتن الْأَكْبَر: وَهُوَ ينفض الأخلاط الغليظة وَيفتح السدد وينفع من وجع المفاصل والخاصرة والبرص والبهق والجذام وداء الْفِيل وَهُوَ الْحبّ الْمَعْرُوف بالماهاني. أخلاطه: يُؤْخَذ أشق وسكبينج وجاوشير وَمثل وصبر وحرمل وهليلج وشحم الحنظل من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم. وَمن الشبرم والأفتيمون والأفربيون والشيطرج والسورنجان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَمن التربد عشرَة دَرَاهِم. وَمن الجندبادستر وزن دِرْهَمَيْنِ. وَمن السقمونيا ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَمن الغاريقون دِرْهَمَانِ وَمن الزَّعْفَرَان والسنبل والقاقلة وأصل الخطمي والأبيض والكية والدارصيني والخولنجان من كل وَاحِد وزن دِرْهَم. يدق ويحبّب على الرَّسْم. حب المنتن الْأَكْبَر: النافع من وجع القولنج والنقرس والصلب والركب وَيحل الْخَلْط الغليظ اللزج من الْبدن. أخلاطه: يُؤْخَذ مقل سكبينج شج جاوشير بزر الحرمل شَحم الحنظل صَبر أفتيمون من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم سقموفيا سِتَّة دَرَاهِم دارصيني سنبل زعفران جندبادستر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ اوفربيون دِرْهَم تنقع الصموغ بِمَاء الكراث وتحبب الشربة دِرْهَمَانِ. حب المنتن الْأَصْفَر(3/497)
أخلاطه: يُؤْخَذ سكبينج أصفهاني وأشج وجاوشير ومقل وَمر من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم تَرَبد عشرُون درهما شَحم الحنظل إثنا عشر درهما تنقع الصموغ وتعجن بهَا الْأَدْوِيَة. الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر. حب المنتن الْكِنْدِيّ: ينفع لوجع المفاصل والنقرس وكل وجع من الخام والضفراء والسوداء والفالج. أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر وإهليلج أصفر منزوع النَّوَى وحرمل وأفتيمون إقريطي ولباب التربد وأشج وجاوشير وسكبينج ومقل الْيَهُود من كل وَاحِد أَرْبَعَة أَجزَاء. شَحم الحنظل ثَلَاثَة أجزء. سقمونيا جزءان. أوفربيون وجندبادستر ودارصيني وزعفران من كل وَاحِد جُزْء. تنقع الصموغ بِمَاء الكراث أَو بِمَاء الكرنب يوماَ وَلَيْلَة ثمَّ تدق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتدق. الصموغ حَتَّى تصير مثل المرهم ثمَّ تذز عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وتدق حَتَّى تختلط وتحبب أَمْثَال الفلفل وتجفف فِي الظل الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ أول اللَّيْل بِمَاء فاتر وَيكون الطَّعَام عَلَيْهِ فروج زيرباج وَشَرَابه نَبِيذ عسل وزبيب أَو دوشاب. بَيَان حب الشيطرج الْأَكْبَر: النافع من أوجاع الْمَنْكِبَيْنِ والحقوين وعرق النسا ويسهل الْخَلْط الغليظ اللزج. أخلاطه: يُؤْخَذ من سكبينج وأشق ومقل وأوفربيون وجاوشير من كل وَاحِد دِرْهَم صَبر وأفتيمون وغاريقون من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف زراوند مدحرج وقنطريون وجندبادستر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. دَار فلفل وزنجبيل وكمون ونانخواه وبزر الكرفس وأنيسون ومرّ وزعفران من كل وَاحِد أَرْبَعَة دوانيق. هليلج أصفر وسورنجان وأصل الماهيزهرة من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف. خَرْدَل وشيطرج وشحم الحنظل وعود الوج وملح هندي من كل وَاحِد أَرْبَعَة دوانيق. يعجن بِمَاء الكاكنج ويحبب والشربة دِرْهَمَانِ. حب الشيطرج الْأَصْغَر: النافع من استرخاء الشق والفالج ووجع الحقوين والركب والمفاصل والنقرس الْبَارِد ويسهل الْخَلْط الْفَج الغليظ. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم صَبر عشرُون درهماَ زنجبيل دِرْهَمَانِ فلفل وَدَار فلفل من كل وَاحِد دِرْهَم خَرْدَل ثَلَاثَة دَرَاهِم شيطرج هندي وملح هندي وشحم الحنظل من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ فانيد أَرْبَعَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء الكرنب ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر. حب الشيطرج نُسْخَة أُخْرَى: يُؤْخَذ صَبر وَتَربد وسورنجان من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. شيطرج وَوَج وملح نفطي وشحم الحنظل وغاريقون وَحب الحرمل ومقل وسكبينج من كل وَاحِد درهمّان. . زنجبيل وَدَار(3/498)
فلفل ومصطكى وخردل وأنيسون وقسط ونانخواه من كل وَاحِد دِرْهَم أفتيمون وهليلج أسود من كل وَاحِد وزن خَمْسَة دَرَاهِم - يعجن بِمَاء الكرنب والكاكنج الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ أوثلاثة بِمَاء فاتر. حب الغافت: النافع من وجع الكبد واليرقان وَمن الحمّيات. أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر وعصارة الغافت وإهليلج أصفر بِالسَّوِيَّةِ يدق وينخل ويعجن بِمَاء الكرفس ويحبب. الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ. حب النجاح: النافع من الفالج واللقوة ووجع الرّكْبَة وأوجاع المفاصل من البلغم. أخلاطه: يُؤْخَذ أبرد هيارق وَهُوَ دَوَاء هندي وشاطل واسترنجبين وَهُوَ دَوَاء آخر هندي وَتَربد وَحب نيل هندي وحشيش الغافت من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا يطْبخ بِخَمْسِينَ رطلا مَاء حَتَّى يبْقى النّصْف ثمَّ يصفى ويعاد مَاؤُهُ إِلَى النَّار ويغلى حَتَّى ينْعَقد ويلقى عَلَيْهِ من الدند الصيني المنقى من قشره الْخَارِج ولبه وَهُوَ مثل لِسَان العصافير الْمَوْضُوع فِي وَسطه وَيُؤْخَذ جَوْفه وغاريقون ومصطكى وصبر أسقوطري وبرنج مقشر وعصارة السوس من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا. يدق وينخل بحريرة غير الدند ثمَّ يدق الدند وَحده ويخلط مَعَ الْأَدْوِيَة لِأَنَّهُ لَا ينْحل بِسَبَب دهنيته ثمَّ يلقى ذَلِك على المَاء الْمَطْبُوخ المنعقد وَيصير لَهُ قوام الْعَسَل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وتحبّب وَيُؤْخَذ مِنْهُ وزن دانقين إِلَى نصف دِرْهَم فَإِذا أكثرت فَأَرْبَعَة دوانيق بِمَاء حَار بِاللَّيْلِ. بَيَان حب الجاثليق: وَهُوَ حب جال للمعدة من البلغم والسوداء يخرجهما وَيكسر ريَاح ضعف الهضم ويُسقى شتاء وصيفاً. أخلاطه: يُؤْخَذ دارصيني وزعفران وقسط وسنبل وحماما وكماذريوس وحبّ البان ومحلب وقرفة وغاريقون من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ. وَمن المر والقرنفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَمن الصَّبْر سِتَّة عشر درهما. يحبب فِي الصَّيف بعصير الْورْد وَفِي الشتَاء بعصير الكرنب. الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَم بطلاء قبل الطَّعَام ويغتذى من سَاعَته بِمَاء الحمص. بَيَان حب الدوري من كتاب الفهلمان: يطيب النكهة والفم ويجلو الْبَصَر وَيذْهب البلغم ويشهّي الطَّعَام ويقوّي الْأَسْنَان الماضغة. أخلاطه: تُؤْخَذ قرفة وقرنفل وفوة وكزبرة وهيل بوا وفنديد وفوفل وكيربوس من كل وَاحِد دِرْهَم. وقيراط مسك يُدق وينخل ويعجن بِمَاء الصمغ المحلول.(3/499)
بَيَان حب آخر: ينفع من الرِّيَاح والأبردة وَضعف الْمعدة وَمن البواسير. أخلاطه: يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد مائَة مِثْقَال تنقع بِمَاء الكراث سَبْعَة أَيَّام مُتَوَالِيَة ويجدد المَاء فِيهِ كل يَوْم مرّة وَاحِدَة حب الرشاد مائَة دِرْهَم. بزر الكراث وبزر الجرجير وبزر الفلفل وبزر الكرفس وبزر الجزر وبزر الفجل والحلبة وبزر البصل من كل وَاحِد وزن خَمْسَة وَعشْرين درهما. يدق ويعجن بِمَاء الكراث ويحبب وَيسْتَعْمل. بَيَان حب الدند: النافع من اللقوة والقولنج وأوجاع الظّهْر وَالركبَة وكل وجع سَببه بلغم غليظ لزج وكل ريح غَلِيظَة. أخلاطه: يُؤْخَذ دند صيني مقشر من قشره الْأَعْلَى وتطرح مِنْهُ الألسن الْمَوْجُودَة بَين القطعتين وَيُؤْخَذ اللبّ وَحب الدبق وَرب السوس والغاريقون الْأَبْيَض والكية وحشيش الغافت والأفسنتين وَالصَّبْر أَجزَاء سَوَاء يدق ويعجن بِمَاء الكرفس ويحبب حبا صغَارًا والمحبب لَهُ يدهن بدنه بَيَان حبّ مملح مسهل: نَافِع من اللقوة ويجلو الْبَصَر ويحدّ السّمع وَمن أوجاع الطحال وَمن النقرس وأوجاع المفاصل واسترخاء العضل وآفات الْبرد والرطوبة. أخلاطه: يُؤْخَذ ملح داراني سِتّ أَوَاقٍ فلفل إثنا عشر درهما. زنجبيل بزر الكرفس وزوفا وأنجدان وفطراساليون وبزر أنرازيانج وأنيسون وساذج هندي وغاريقون وسقمونيا وحرف وقرنفل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. يجمع بعد النّخل وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل. بَيَان حبّ الأصطمحيقون للكندي: يُقَوي الْمعدة ويشهي الطَّعَام وَهُوَ نَافِع للمعدة والكبد وَالطحَال وينقي الْحَواس والأمعاء وَيخرج الفضول من جَمِيع الْبدن أَعنِي المرُّتين والبلغم. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج كابلي سِتَّة أَجزَاء ملح هندي وأفسنتين رومي وغاريقون هش وسقمونيا أَزْرَق من كل وَاحِد ثَلَاثَة أَجزَاء أسارون وأنيسون وبزر الكرفس من كل وَاحِد جزءان لباب التربد الْأَبْيَض سَبْعَة عشر جُزْءا أفتيمون إقريطي أَحْمَر نقي حَدِيث خَمْسَة أَجزَاء أيارج فيقرا سَبْعَة أَجزَاء قرنفل جُزْء تخلط هَذِه الْأَدْوِيَة بعد النّخل ثمَّ تنضح عَلَيْهَا قَلِيلا قَلِيلا وَهِي تدق مَاء قد بلّ فِيهِ أَرْبَعَة أَجزَاء فانيد سجزي حَتَّى يصير فِي قوام الدوشاب ثمَّ بَيَان حبّ الْبَرْمَكِي: ينقي الرَّأْس والأطراف وينفع من الأورام وَيشْرب وينام عَلَيْهِ فيستقصي فِي الجذب.(3/500)
أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر أسقوطري وشحم الحنظل من كل وَاحِد سَبْعَة مَثَاقِيل زعفران وسنبل ودارصيني وَحب البلسان وأسارون ومصطكى وأفسنتين رومي وسقمونيا وَتَربد من كل وَاحِد مِثْقَال. سليخة نصف مِثْقَال يدق دقاً نَاعِمًا وينخل ويعجن بِمَاء فاتر ويحبب وَيمْسَح يَده بدهن اللوز الحلو وَيُؤْخَذ مِنْهُ بِقدر لين الطبيعة ويبسها أَقَله ثَلَاث حبات وكثره إِحْدَى عشرَة حَبَّة الشربة التَّامَّة وزن دِرْهَمَيْنِ حِين يأوي إِلَى فرَاشه. بَيَان حب ابْن الْحَارِث: جزب على البهق الْفَاحِش فأزاله فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَهُوَ ينفع من الْحمى والرياح وأوجاع المفاصل وكل دَاء بلغمي وسوداوي. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أصفر وأسود صَبر أسقوطري وأنزروت ومقل أَحْمَر وسكبينج أصفهاني وشحم الحنظل من كل وَاحِد خَمْسَة اْجزاء. حرف أَبيض وصعتر فَارسي وشونيز وكمون كرماني وملح داراني وعلك رومي من كل وَاحِد جُزْء. تُؤْخَذ هَذِه الْأَدْوِيَة بعد السحق وَالنَّخْل فتخلط خلطاً تَاما وتنقع الصموغ فِي مَاء الكرات فِي إِنَاء أصفر قدر مَا تعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وتصبر فِي الشَّمْس حَتَّى تنخل الصموغ ثمَّ تلقى الْأَدْوِيَة المنخولة عَلَيْهِ وتعجن عَجنا جيدا شَدِيدا بالدق حَتَّى يُمكن اْن تحبّب أَمْثَال الفلفل ثمَّ تجفف فِي الظل الشربة مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء فاتر وتحتمى قبله بيومين من جَمِيع الْأَشْيَاء إِلَّا الْخبز والزيرباج. بَيَان حب ابْن هُبَيْرَة: الْمجمع عَلَيْهِ الظَّاهِر النَّفْع فِي الرِّيَاح والصفراء ورياح البواسير والخام والبهق والحكة وَيشْرب فِي كل يَوْم وَلَيْلَة شتاءً وصيفاً. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أصفر وأسود وبليلج منزوع النَّوَى من كل وَاحِد إثنا عشر مِثْقَالا أملج سِتَّة مئاقيل شيطرج هندي وَدَار فلفل من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل جوزبوا وملح د اراني من كل وَاحِد مِثْقَال تَرَبد أَبيض وصبر من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويدقّ وينخل جَمِيعًا ويصنع كشنج بدهن بنفسج ويجفف فِي الظل الشربة مِنْهُ سِتَّة مَثَاقِيل عِنْد نصف اللَّيْل بِمَاء حَار أَنَّك ترى الْعجب من الْمَنْفَعَة. بَيَان الْحبّ الْجَامِع لِابْنِ الجهم: ينفع من الفضلة فِي الْبدن من البلغم والمرة الصَّفْرَاء والمرة السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ ينفع الرَّأْس إِذا كَانَت فِيهِ فضلَة من هَذِه الأخلاط أَو من أَحدهَا ويحلّ الصمم الْعَارِض من ذَلِك وينفع الْمعدة وينقيها وينفع الكبد ويقوّيها وينفع من المليلة وَمن كل حمى عتيقة ويسكن الأخلاط كلهَا ويسكن الدَّم ويشفي من أَنْوَاع القروح والحكة. وَمن كَانَ بِهِ بواسير فَاحْتَاجَ إِلَى شربه فيلمس سبابته وإبهامه شَيْئا من دهن لوز حُلْو ثمَّ يمس ذَلِك الْحبّ بإصبعه قدر مَا يبرقه بالدهن ثمَّ يشربه فَإِنَّهُ لَا يضرّهُ إِذا فعل ذَلِك بِهِ.(3/501)
أخلاطه: يُؤْخَذ أيارج فيقرا أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ درهما إهليلج أسود وأصفر من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم مصطكى وفراسيون وعصارة الغافت وعصارة الأفسنتين من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ ورد أَحْمَر أَرْبَعَة دَرَاهِم يدق وينخل ويعجن بِمَاء ويحبب مثل الفلفل والشربة وزن دِرْهَم إِلَى دِرْهَم وَنصف وَيشْرب بعد ساعتين من أول اللَّيْل قبل أَن ينَام صَاحبه ثمَّ ينَام ويسهل مَا بَين مجلسين إِلَى أَرْبَعَة مجَالِس وَيكون عمله بِالنَّهَارِ. بَيَان حب يتَّخذ الأوفريبون: نَافِع من المَاء الْأَصْفَر ووجع الظّهْر والورك والنقرس واسترخاء الْأَعْضَاء. أخلاطه: يُؤْخَذ من الأوفربيون والمصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم سقمونيا وغاريقون من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم شَحم الحنظل وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم صَبر وأفتيمون من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم عصارة الأفسنتين وزن خَمْسَة دَرَاهِم ملح هندي وزن دِرْهَم وَنصف وَدَار فلفل دِرْهَمَانِ أنيسون وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم سنبل وزن عشرَة دَرَاهِم تدق الْأَدْوِيَة وتنخل وتعجن بِمَاء الكرنب وتحبب حبا كالفلفل الشربة من هَذَا الدَّوَاء إِحْدَى عشر حَبَّة إِلَى قدر نصف دِرْهَم قبل الطَّعَام وَبعده وَيشْرب عَلَيْهِ مَاء حَار. حب آخر: نَافِع للحمى المزمنة وَضعف الكبد وَالطحَال وَابْتِدَاء المَاء. خلاطه: يُؤْخَذ كمافيطوس وكمافريوس وأصل السوس وزعفران ولكّ وأفسنتين من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. بزر كرفس وأنيسون وبزر رازيانج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. عصارة الغافت وَورد صيني من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم. بزر كشوث خَمْسَة عشر درهما جعدة وزوفا من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم وَإِن كَانَ بِهِ سعال زِدْت فِيهِ رب السوس خَمْسَة عشر درهما وَإِن كَانَ بِهِ طحال زِدْت فِيهِ سقولوفندريون عشرَة دَرَاهِم وأصل الْكبر وكزمازك من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم. حب آخر: نَافِع للحمى المزمنة من كيموسات مختلطة ووجع الكبد ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء. أخلاطه: يوخذ أفسنتين وعصارة غافت وهليلج أصفر ومصطكى ورواند وَلَك وأنيسون بَيَان حب آخر: نَافِع من الْحمى المزمنة الْحَادِثَة عَن الأخلاط الْمُخْتَلفَة لوجع الكبد وَابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء. أخلاطه: يُؤْخَذ أفسنتين أَو عصارته وعصارة الغافت وإهليلج أصفر وصبر ومصطكى وزعفران وراوند صيني ولكّ مغسول وأنيسون وشاهترج يَابِس وأيارج فيقرا من كل وَاحِد جُزْء يدق ويعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويحبب. الشربة وزن مِثْقَال بِمَاء فاتر بِاللَّيْلِ فَإِن كَانَ سعال(3/502)
خلط مَعَ الْأَدْوِيَة من رب السوس مثل نصف وزن الْجَمِيع من الْأَدْوِيَة. بَيَان حب آخر: يفتح السدد ويلطف الأخلاط الغليظة ويجذب الأخلاط والرطوبات اللزجة اللعابية. أخلاطه: يُؤْخَذ ساذج هندي ومو وفقاح الأذخر وفقاح الأفسنتين الرُّومِي ومصطكى وزعفران من كل وَاحِد نصف دِرْهَم. بزر كرفس وأنيسون وسكبينج من كل وَاحِد دِرْهَم. صَبر سَبْعَة دَرَاهِم تَرَبد وغاريقون من كلَ وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف يحبّب وَيسْتَعْمل. بَيَان حب السكبينج: يصلح لوجع الركب والحقوين والجنبين. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر كرفس وبزر حرمل من كل وَاحِد دِرْهَم سكبينج ومقل من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أيارج فيقرا دِرْهَمَانِ شَحم حنظل وغاريقون من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد سِتَّة دَرَاهِم يحبب الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر. بَيَان حب الجاوشير لسلموية: يصلح لوجع الركب وَالظّهْر والفالج واللقوة. أخلاطه: يُؤْخَذ زنجبيل وفلفل وَدَار فلفل وشيطرج هندي وهليلج أصفر وبليلج وأملج وَمر وَتَربد وسقمونيا وزعفران وجندبادستر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. جاوشير وسورنجان وسكبينج ومقل وأشج وشحم حنظل من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. صَبر عشرُون درهما ينقع الصموغ بِمَاء الكرنب وتعجن الْأَدْوِيَة ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ. بَيَان حب الأوفربيون: النافع من الفالج والاسترخاء والأخلاط الفجة المنحدرة إِلَى الأعصاب. أخلاطه: يُؤْخَذ غاريقون وشحم حنظل وأوفربيون وسكبينج ومقل من كل وَاحِد دِرْهَم. صَبر دِرْهَمَانِ يدق ويعجن بِمَاء الكرنب ويحبّب. بياق حب هندي يعْمل بالمسك: نَافِع لوجع الْمعدة وَيذْهب البخر وذفارة شرب الشَّرَاب وينشف الرُّطُوبَة مِنْهَا. أخلاطه: يُؤْخَذ رامك وَكبر من كل وَاحِد رَطْل يرض وَيغسل بِالْمَاءِ ويلقى فِي الْقدر وَيصب عَلَيْهِ من المَاء أَرْبَعُونَ رطلا ويطبخ حَتَّى تبقى خَمْسَة أَرْطَال ويصفى ثمَّ يرد إِلَى الْقدر النَّظِيف ويطبخ المَاء ثَانِيَة وَحده حَتَّى ينْعَقد وَأَنت تحركه بالملعقة حَتَّى لَا يلتصق ويحترق ثمَّ يلقى فِي إجانة خضراء ويجفف مثل مَا يجفف الصَّبْر المغسول فَإِذا أردْت أَن تعْمل مِنْهُ حبًّا فَخذ مِنْهُ عشْرين مِثْقَالا واسحقه وانخله ثمَّ خُذ هالاً وقرنفلاً وجوزبوا وبسباسة وعودا هندبا وساذجاً وخيربوا وصندلاً أَبيض وهرنوة وكبابة من كل وَاحِد مِثْقَال مسك خَمْسَة مَثَاقِيل كافور عشرَة(3/503)
مَثَاقِيل يدق كل وَاحِد على حِدة وينخل ثمَّ يخلط ثمَّ خُذ رامك ثَانِيًا خَمْسَة مَثَاقِيل والق عَلَيْهِ سِتّ أَوَاقٍ مَاء واطبخه حَتَّى تبقى أوقيتان وَصفه واعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وحبّبه مثل الحمص وجففه وَاسْتَعْملهُ عِنْد الْحَاجة. الْمقَالة الْعَاشِرَة الأدهان كلامنا فِي الأدهان فِي هَذِه الْجُمْلَة على شرطنا. عمل دهن الناردين: مَنَافِعه كَثِيرَة وَهُوَ من أشرف الأدهان نَافِع من كل واجع يكون من الْبُرُودَة فِي الْبَاطِن ورياح الْبَاطِن ويسكن أوجاع الْأذن الْبَارِدَة ويزيلها ويزيل الصداع والشقيقة سعوطاً وَيحسن اللَّوْن ويزيل القولنج والمغص الريحيين وينفع من أوجاعهما ويسكن أوجاع الكبد والبطن ويسخن الرَّحِم ويزرق فِي الاحليل فينفع الْكُلية والمثانة واسترخاء المثانة. الطبخة الأولى: يُؤْخَذ قصب الذريرة وَسعد وورق الْغَار وعيمان البلسان وساذج هندي وراسن وأذخر وأبهل وآس وقردمانا ومرزنجوش من كل وَاحِد أوقيتان يدق دق جريشاً ويلقى فِي قدر ويلقى عَلَيْهِ شراب وَمَاء وينقع ويلقى عَلَيْهِ دهن خل خَمْسَة أقساط ويطبخ بِنَار لينَة فِي إِنَاء مضاعف سِتّ سَاعَات ويحرك كل سَاعَة ثمَّ ينزل عَن النَّار وَيتْرك حَتَّى يبرد ويصفى الدّهن. الطبخة الثَّانِيَة: يُؤْخَذ ورد أَحْمَر وسليخة وعصارة الآس من الرطب وَمر من كل وَاحِد أوقيتان يدق جريشاً ويلقى عَلَيْهِ مَاء أَو شراب حَتَّى يبتل والدهن الْمَطْبُوخ ويطبخ بِنَار لينَة ثَلَاث سَاعَات ويبرد ويصفى. الطبخة الثَّالِثَة: يُؤْخَذ سنبل وقرنفل وميعة من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ جوزبوا خمس أَوَاقٍ دهن البلسان سِتّ أَوَاقٍ تدق الْأَدْوِيَة جريشاً ويلقى عَلَيْهَا مَاء فَإِذا سخن ألقيت عَلَيْهِ الدّهن الَّذِي طبخ ودهن البلسان والميعة السائلة وَيدْرك حَتَّى يخْتَلط ويغلى حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن. عمل دهن الميعة: يصلح للمفاصل لتي تنصب إِلَيْهَا مَادَّة ويسخن العضل والأورام الْبَارِدَة وَالرحم الْبَارِد ويسحى الكلى والمثانة. أخلاطه: يُؤْخَذ دهن حل قسط ميعة يابسة ثَلَاث أَوَاقٍ يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يَأْخُذ الدّهن قُوَّة الميعة وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل. عمل دهن البابونج: يُؤْخَذ دهن حل قسط حلبة فقاح البابونج مغسولاً منشفاً فِي الظل من كل وَاحِد أوقيتان وينقع فِي إِنَاء زجاج وَيجْعَل فى الشَّمْس أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيسْتَعْمل.(3/504)
عمل دهن المصطكى: يصلح لضعف الْمعدة وأورامها ويلين الصلابة. أخلاطه: يُؤْخَذ دهن حل قسطان مصطكى سِتّ أَوَاقٍ تدق المصطكى وتلقى على الدّهن فِي إِنَاء مضاعف. يسخن وَيُقَوِّي الْأَعْضَاء الْبَارِدَة. أخلاطه: يُؤْخَذ دهن حل دورق ألقه فِي إِنَاء زجاج وَمن الأفسنتين أوقيتان يَجْعَل فِي الشَّمْس أَرْبَعِينَ يَوْمًا. عمل دهن الشبث: يُؤْخَذ دهن حل قسط بزر الشبث مجففاً فِي الظل أُوقِيَّة يلقى فِي إِنَاء زجاج وَيجْعَل فِي الشَّمْس عشْرين يَوْمًا وَيسْتَعْمل. عمل دهن السوسن: ينفع من برد الرَّحِم واختناقه وَمن القولنج ويسخن الكلى والمثانة. أخلاطه: يُؤْخَذ سليخة وقسط وَحب البلسان ومصطكى من كل وَاحِد أُوقِيَّة قرنفل وقرفة من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة زعفران أُوقِيَّة يدق ويلقى فِي إِنَاء زجاج مَعَ رَطْل وَنصف من شيرج وَثَلَاثِينَ سوسنة عددا بعد أَن يرْمى مَا فِيهَا من الصُّفْرَة وأصول وَرقهَا وَيجْعَل فِي الظل فِي مَوضِع معتدل إِلَى أَن يَأْخُذ الدّهن قوته ويصفّى وَيسْتَعْمل. عمل دهن السوسن الساذج: يُؤْخَذ سوسن أَبيض منقى دِرْهَمَانِ حل قسط يَجْعَل فِي إِنَاء زجاج حَتَّى يَأْخُذ الدّهن قوته عمل دهن الحسك: ينفع من عسر الْبَوْل. أخلاطه: يُؤْخَذ دهن حل أُوقِيَّة مَاء رطلا وربعاً زنجبيل أَرْبَعَة دَرَاهِم حسك عشرَة دَرَاهِم تدق الْأَدْوِيَة جريشاً وتلقى فِي قدر مَعَ مَاء وشيرج ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن ويقطّر مِنْهُ فِي الإحليل. عمل دهن حسك آخر: يصلح للمفاصل وَيحسن اللَّوْن وَيزِيد فِي الباه ويحث على الْجِمَاع وَيصْلح للكلى والمثانة وَالظّهْر إِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار أُوقِيَّة كل يَوْم بميبختج أَو بنبيذ وَيسْتَعْمل أيضاَ فِي الحقن. أخلاطه: يُؤْخَذ دهن حل وَلبن الْبَقر الحلو وعصارة الحسك الرطب من كل وَاحِد عشرَة أَرْطَال فانيذ أَبيض خَمْسَة أَرْطَال زنجبيل رطلان وَنصف يدق الفانيذ وينخل ويلقى الْجَمِيع فِي قدر فخار ويوقد تَحْتَهُ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب مَاء الحسك وَاللَّبن وَيبقى الدّهن وَحده وَيرْفَع من النَّار وَيشْرب مِنْهُ كَمَا ذكرنَا فَإِنَّهُ نَافِع من ضعف الكلى وَيزِيد فِي الباه والمني.(3/505)
عمل دهن الحسك نُسْخَة أُخْرَى: نَافِع من الْحصْر ووجع الخاصرة والكلى. أخلاطه: يُؤْخَذ مَاء عذب خَمْسَة عثر سكرجة زنجبيل مرضوض وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم حسك مرضوض وزن عشرَة دَرَاهِم دهن حل اسكرجة يطْبخ فِي قدر نظيفة بِنَار لينَة حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن وَينزل عَن النَّار وَيتْرك حَتَّى يبرد ويصفى ويحتقن بِهِ من خلف وَمن قُدَّام بالصب فِي الإحليل. عمل دهن الْحَيَّات: النافع من القوابي واسترخاء المقعدة. أخلاطه: يُؤْخَذ دهن حل ثَلَاثَة أقساط وَيصير فِي قدر فخار وَيصير فِيهِ من الْحَيَّات السَّوْدَاء أَحيَاء مَا بَين الْخمس حيات إِلَى الْعشْر ويسد رَأس الفخار ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يتهرّى وَينزل عَن النَّار وَيتْرك حَتَّى تبرد وَيفتح رَأسهَا ويحذر من بخارها وَيتْرك حَتَّى يبرد ويتنفس وَيذْهب عَنهُ البخار وَيصير فرع إِنَاء زجاج وَيسْتَعْمل فِي الطلاء إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فَقَط بريشة عمل دهن رامش داذ: هُوَ نَافِع من الفالج واللقوة والنقرس والرعشة وَمن أوجاع المفاصل وَالظّهْر وَمن الناصور والباسور وَمن القولنج وداء الْفِيل. أخلاطه: يُؤْخَذ مقل عشرَة دَرَاهِم. أشق وسكبينج وجاوشير وَحب البلسان وأفيون وبسفايج وخربق أَبيض وزرنب وفلنجة وشيطرج ولوز مر مقشر من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. وقرنفل وجوزبوا وزنجبيل وخولنجان ودارصيني ولاذن وجندبادستر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. كسيلا وبزر بنج وسيساليوس ولبان وشونيز وبزر الجرجير وبزر الكراث ونانخواه وقسط من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. سعد وَحب الحرمل وآس وحبة الخضراء وَحب الخروع ومرزنجوش من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. ورق الغافت وأشنة من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. تدق هَذِه الْأَدْوِيَة جريشاً وتلقى فِي قدر وَيصب عَلَيْهَا سِتَّة أَرْطَال من عصير الكرنب ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يرجع إِلَى رطلين وَينزل ويصفى ويعصر حَتَّى لَا يبْقى فِيهِ شَيْء من قوى هَذِه الْأَدْوِيَة ويعاد إِلَى الْقدر وَيصب عَلَيْهِ من دهن الزَّيْت سِتَّة أَرْطَال. وَمن سمن الْبَقر ودهن الرازقي ودهن الخروع ودهن الدهمست الْمَطْبُوخ مَعَ الأفاويه ويجلب هَذَا الدّهن من مصر من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. وَمن دَقِيق اللوز المر دِرْهَم حب الْغَار والصنوبر من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم دهن السوسن ودهن الجرجير من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم دهن حَبَّة الخضراء وزن عشرَة دَرَاهِم دهن حل أَو الرازقي الْمَطْبُوخ فِيهِ السذاب ثَلَاثَة دَرَاهِم أشنة ثَلَاثَة دَرَاهِم دهن الْحِنَّاء خَمْسَة دَرَاهِم عسل البلافر ثَلَاثَة دَرَاهِم تصبّ الأدهان فِي الْقدر ويداف بِالْقَلِيلِ من ذَلِك المَاء من الشجرينا وزن عشرَة دَرَاهِم ويطبخ بنارلينة على الرِّفْق حَتَّى يبْقى من المَاء قدر اسكرجة وَينزل عَن النَّار ويصفى بمنديل صفيق ويعاد إِلَى الْقدر ويطرح عَلَيْهِ من القنة سِتَّة(3/506)
دَرَاهِم وَمن الْعَسَل عشرَة دَرَاهِم وَيُوضَع على الْجَمْر حَتَّى يذوب وَينزل عَن النَّار ويخلط. وَمن اللبنى السائلة والنفط الْأَبْيَض ودهن البلسان من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم وَيجْعَل فِي قَارُورَة ويستوثق من رَأسهَا الشربة مِنْهُ مَا بَين ربع دِرْهَم إِلَى مِثْقَال بِمَاء الحمص. عمل دهن الْقسْط: يسقى فينفع من برد الْأَعْضَاء وخصوصاً الكبد والمعدة مفتّح سدد العصب مقوّلة محسن اللَّوْن حَافظ لسواد الشّعْر. أخلاطه: يُؤْخَذ قسط مر عشرَة دَرَاهِم سليخة سِتَّة دَرَاهِم ورق المرماحوز عشرَة أساتير يدق جريشاً وينقع بشراب لَيْلَة ويلقى عَلَيْهِ دهن حلّ قدر رَطْل وَنصف ويطبخ فِي إِنَاء مضاعف حَتَّى يذهب الشَّرَاب وَيبقى الدّهن. عمل دهن قسط آخر: نَافِع لوجع الكبد والمعدة ووجع المفاصل من برودة واسترخاء الشقّ. أخلاطه: يُؤْخَذ قرنفل أُوقِيَّة قصب الذريرة وسنبل وساذج هندي وميعة وأصول السوسن الأسمانجوني وقرفة وأشنة وقسط من كل وَاحِد أوقيتان راسن وسليخة أُوقِيَّة أُوقِيَّة مرّ تدق الْأَدْوِيَة جريشاً وتنقع فِي الخلّ لَيْلَة وَيصب عَلَيْهِ من الدّهن وَالْمَاء من كل وَاحِد خَمْسَة أَرْطَال ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن ويصفى ويخلط مَعَ الأول. عمل دهن باريكر: وَهُوَ دَوَاء هندي نَافِع من الرِّيَاح الغليظة وَمن وجع الرَّحِم. أخلاطه: يُؤْخَذ سكبينج وقنّة وَسعد وخردل أَبيض من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما وَمن علك الأنباط ثَمَانِيَة دَرَاهِم جاوشير أَرْبَعَة دَرَاهِم قرفة وقسط وزراوند طَوِيل أَو مدحرج من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَانِ وجّ وأشق وسنبله وفل وعاقر قرحا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف. زرنباد ودرونج وجندبادستر وسذاب وحسك وقيصوم وأصول السوسن وسذاب جبلي ومو وأردشيران وكرنب ومرزنجوش وسيسنبروقرنفل بستاني من كل وَاحِد نصف دِرْهَم. مر وحلتيت الطّيب والمنتن وانجذان من كل وَاحِد سَبْعَة أَرْطَال. وَمن المَاء ثَمَانِيَة عشر رطلا. يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن الشربة مِنْهُ مَا بَين نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الشبث. عمل دهن سندي يُسمى أَبُو سماد: ينفع من السعال والرياح الغليظة ويجذب الأخلاط الغليظة وينفع من البواسير. أخلاطه: يُؤْخَذ أبهل وفلفل وَدَار فلفل وكاشم وزنجبيل وشيطرج هندي وملح أَحْمَر(3/507)
وكمون من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. سويق النبق قفيز ينقع من حب الرُّمَّان قدر قفيز بِالْمَاءِ ويصفى على الْأَدْوِيَة. عمل دهن الخروع الْكَبِير: وَهُوَ نَافِع من الاسترخاء والفالج واللقوة وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال وينفع فِي حقن القولنج. أخلاطه: يُؤْخَذ نانخواه وصعتر وفوذنج جبلي وَمر ومرماحوز وبزر كرفس وبزر رازيانج وأنيسون وبزر الحندقوقي والمصطكى والأسارون والحلبة من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم. وَمن الشل والبل والفل والوج والشيطرج الْهِنْدِيّ والمقل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. وَمن السكبينج والأشق والجاوشير من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَمن أصُول الكرفس وقشور أصُول الرازيانج والأذخر وأصول السوسن وراسن يَابِس وحسك من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. هزارجشيان وششبندان من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. زنجبيل ودارصيني وقرنفل وقاقلة وخيربوا وبابة وَدَار فلفل وفلفْل وجوزبوا وبسباسة وشونيز وقسط وكراويا من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. زرنباد ودرونج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم تدق الْأَدْوِيَة جريشاً ويصبّ عَلَيْهَا من المَاء مَاء يغمرها ويطبخ حَتَّى يتهرى ويصفى ويصبّ عَلَيْهِ دهن الخروع الْعصير سَبْعَة أَرْطَال ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة وزن مثقالين أَو ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْأُصُول. اسْتِخْرَاج الدّهن: وَمن النَّاس من يَأْخُذ حبّ الخروع والمستحكم قدر مَا يُرِيد ويشمسه إِلَى أَن يتشقق ويتقشّر ثمَّ يجمع لبابه ويصيره فِي هاون ويدقه دقاً نَاعِمًا ثمَّ يطرحه فِي قدر مرصصة بقلعي وَيصب عَلَيْهِ مَاء ويغليه فَإِذا خرج دهنه كُله أنزل الْقدر عَن النَّار وَيَأْخُذ الدّهن الطافي فَوق المَاء وَيجْعَل فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل. وَأما أهل مصر فَإِنَّهُم يَحْتَاجُونَ مِنْهُ إِلَى شَيْء كثير ويعملونه بطراءته عملا آخر وَذَلِكَ أَنهم بعد أَن يتقور حب الخروع يطبخونه طبخاً نَاعِمًا ثمَّ يجعلونه فِي خلاء من حَوْض ويعصرونه بلولب أَو تبك وَأما عَلامَة استحكام الخروع فتساقطه من قشرة الْخَارِج. دهن الخروع الساذج: يطْبخ بِالْمَاءِ وَحده ويقل حرارته إِذا طبخ وَحده وَهُوَ بِمَنْزِلَة الزَّيْت الركابي إِذا غسل بِالْمَاءِ وَحده. وَهُوَ نَافِع لكل حرارة وَحده فِي جَمِيع الْبدن إِن كَانَ فِي عُضْو ظَاهر مسح بِهِ وَإِن كَانَ فِي مثانة أَو كُلية مسح بِهِ وَسقي مِنْهُ واصطبغ بِهِ وَإِن كَانَت حرارة فِي الْبدن شرب مِنْهُ واصطبغ بِهِ وَإِن كَانَت فِي الرَّأْس مسح بِهِ وسعط مِنْهُ وَإِن كَانَت فِي الأمعاء حِدة مرار سقِِي مِنْهُ فَإِنَّهُ نَافِع(3/508)
وَصفته: يُؤْخَذ القرع الْكِبَار التَّام فيقشّر ويدق ويعتصر وَيُؤْخَذ من مَائه أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن الشيرج الطري جُزْء فيطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب المءا وَيبقى الدّهن ثمَّ يصفى فِي زجاج وَيسْتَعْمل. عمل دهن الشاهسفرم: ينفع من الرّيح فِي الرّكْبَة والمفاصل وَجَمِيع الْبدن. صفته: يُؤْخَذ من مَاء الشاهسفرم جُزْء وَمن الشيرج جُزْء طبخ حَتَّى يذهب المَاء أجمع وَيبقى الدّهن فيصفى وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج ويستوثق من رَأسه الشربة مِنْهُ مَا بَين مِثْقَال إِلَى نصف أُوقِيَّة لما ذكرنَا يشرب على قدر أوقيتين مَاء حمص وَقد طبخ مَعَ الحمص شَيْء من الكمون وَالطَّعَام عَلَيْهِ زبرباج وَإِن مسح بِهِ الْأَعْضَاء نفع. عمل دهن للأذان: يُؤْخَذ دهن حل رطلان صعتر خَمْسَة عشر درهما فوة أوقيتان جاوشير وسكبينج وَمر ومقل وأشج وصبر ولبان من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدق ويلقى فِي طنجير ويلقى عَلَيْهِ مَاء قَلِيل ويمرس ياليد جيدا ويلقى عَلَيْهِ الدّهن ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يثخن وَيسْتَعْمل. عمل دهن آخر للأذان: يُؤْخَذ نيلنج أوقيتان يرض وزيت رَطْل مَاء المرزجوش نصف رَطْل يطْبخ الْجَمِيع بِنَار لينَة فِي مغرفة حَدِيد ويصفى ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن. عمل دهن الفلفلاذ: يصلح لوجع المفاصل والتشنج واسترخاء الْأَعْضَاء: أخلاطه: يُؤْخَذ شل وفل وبل وَوَج وشيطرج هندي وراسن وَدَار فلفل وَجوز الْقَيْء وأصول السوسن وبزر الرازيانج وقسط وَمر وديندار وزرنباد ودرونج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم. يدق جريشاً ويلقى فِي الْقدر ويلقى عَلَيْهَا دهن حل وَلبن وَمَاء من كل وَاحِد منوان يطْبخ فِي إِنَاء مضاعف حَتَّى يذهب المَاء وَاللَّبن وَيبقى الدّهن ويصفى وَيسْتَعْمل. نُسْخَة أُخْرَى: تَنْفَع من أوجاع المثانة وَالرحم الْبَارِدَة وَمن عرق النسا وَبرد الكليتين واسترخاء الْأَعْضَاء والقولنج واللقوة والفالج وَمن الرِّيَاح الْبَارِدَة الغليظة الَّتِي تعرض فِي العصب ووجع الظّهْر وكل وجع يكون من الْبرد والغلظ وَهُوَ دهن هندي. أخلاطه: يُؤْخَذ شل وبل وفل وَوَج شيطرج هندي وأصول السوسن الآسمانجوني وراسن وَدَار فلفل وَجوز الْقَيْء وَجوز السرو والصنوبر وقسط وبزر الرازيانج والزرنباد وديودار ودرونج من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم. تدق كلهَا جريشاً وَيُؤْخَذ من اللَّبن الحليب وَالْمَاء من كل وَاحِد عشرَة أَرْطَال وَمن دهن الْخلّ خَمْسَة أَرْطَال تطبخ فِي قدر مضاعفة حَتَّى يذهب المَاء وَاللَّبن وَيبقى الدّهن.(3/509)
عمل دهن الْبيض: يتَّخذ إِمَّا بتطحين الصُّفْرَة المسلوقة أَو بالتقطير بالقارورة المكبة أَو بالتقطير التصعيدي. عمل دهن الكلكلانج: هُوَ صَالح للسكتة والفالج والاسترخاء والبرودة والتشنج وَضعف الْمعدة وعرق النسا وأوجاع المفاصل وألظهر وينفع من القولنج ويدرُ الطمث ويسخن الرَّحِم ويذيب الْحَصَاة ويسكن وجع المقعدة وَيفتح سدد الْبدن. أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج كابلي وهليلج أسود وبليلج وأملج من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم أصل الكرفس وأصل الرازيانج من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم دَار فلفل وفلفل وزنجببل من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم جاوشير وبنج وسكبينج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم تَرَبد أَرْبَعَة أساتير كرنب طري وسذاب طري وحسك رطب من كل وَاحِد قَبْضَة تدق الْيَابِسَة جريشاً وتقطع الْبُقُول وتلقى فِي الْقدر ويلقى عَلَيْهَا مَاء أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ رطلا ويطبخ حَتَّى يبْقى النّصْف ويصفى ويلقى عَلَيْهِ دهن خروع أَرْبَعَة أُمَنَاء ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن وَقوم يزِيدُونَ فِيهِ أصل السومسن إستّاران شيطرج أَرْبَعَة دَرَاهِم أنيسون وأدنيس وإسفند وفركهان من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. عمل دهن الزَّعْفَرَان: يلين العصب ويزيل التشنج وينفع من صلابة الرَّحِم وَيحسن اللَّوْن. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران سِتَّة دَرَاهِم قصب الذريرة خَمْسَة دَرَاهِم مر نصف دِرْهَم قردمانا سِتَّة دَرَاهِم تنقع الْأَدْوِيَة على حِدة والمر على حِدة بالخل مَا خلا القردمانا وَيتْرك خَمْسَة أَيَّام وَفِي الْيَوْم السَّادِس تنقع القردمانا بالخل وتترك يَوْمًا وَاحِدًا وَيصب عَلَيْهَا فِي الْيَوْم السَّابِع من الدّهن خَمْسَة أساتير وتطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب الْخلّ وَيبقى الدّهن. عمل دهن الأشنة: تُؤْخَذ أشنة خَمْسَة أساتير قسط عشرَة دَرَاهِم سليخة وقصب الذريرة من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم مرماحوز وزن دِرْهَمَيْنِ ميعة خَمْسَة دَرَاهِم دهن الآس رَطْل وَنصف تدق الْأَدْوِيَة وتنقع بالخل وتترك ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة وتصفى وتطبخ مَعَ الدّهن حَتَّى يذهب الْخلّ وَيبقى الدّهن. نَافِع من الأوجاع الْبَارِدَة وخصوصاً فِي العصب وَمن عرق النسا ووجع الظّهْر وَالرجل. صفته: يُؤْخَذ من الْقسْط المر وزن عشرَة. دَرَاهِم وَمن الجندبادستر وزن خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الفوذنج اليابسى وزن إثني عشر درهما وَمن العاقر قرحا وزن سَبْعَة دَرَاهِم وَمن الكندس(3/510)
وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الميويزج وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق الْجَمِيع ويطبخ فِي وزن أَرْبَعمِائَة دِرْهَم شرإب ريحاني بعد أَن ينقع فِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة إِلَى أَن يصير إِلَى أقل من الثُّلُث ثمَّ يبرد ويمرس مرساً شَدِيدا ويصفى وَيصب عَلَيْهِ نصف وَزنه شيرجاً أَو دهن الزنبق أَو دهن الخيري ويطبخ إِلَى أَن يذهب الشَّرَاب وَيبقى الدّهن ثمَّ يُؤْخَذ لكل عشر وزنات ودهن وزن دِرْهَمَيْنِ من الأوفربيون الْأَبْيَض الحَدِيث ويسحق كالغبار ويخلط بالدهن وَيُوضَع على النَّار حَتَّى يغلى غلية وَيرْفَع. عمل دهن يُقَال لَهُ بالرومية دامامون وَتَفْسِيره ذُو عشرَة أخلاط: أخلاطه: ينفع من برد الْمعدة والعصب وَهُوَ مقوّ للأعضاء رادع للفضول ملين للعصب. يُؤْخَذ من الميعة أَرْبَعَة أَوَاقٍ وَمن المصطكى إثنتا عشرَة أُوقِيَّة وَمن الساذج الْهِنْدِيّ والسنبل من كل وَاحِد أَربع أَوَاقٍ وَمن الأوفربيون ثَلَاث أَوَاقٍ دارصيني سِتّ أَوَاقٍ شمع أَبيض وزن إثنتي عشرَة أُوقِيَّة دهن البان ثَمَان وَأَرْبَعُونَ أُوقِيَّة دهن البلسان إثنتا عشرَة أُوقِيَّة فلفل أُوقِيَّة يدق الْيَابِس ويُذاب مَا سوى ذَلِك ويُرفع. يسخن الْمعدة الْبَارِدَة ويحلل النفخ والتورّم إِذا خلط مَعَ شَحم أوز أَو دَجَاج. أخلاطه: يُؤْخَذ من الزَّيْت الْفَائِق رَطْل وَمن ورد شقائق النُّعْمَان أوقيتان يصير فِي إِنَاء وَيجْعَل فِي الشَّمْس عشرَة أَيَّام وَيرْفَع وَهُوَ جيد إِلَّا أَنه لَيْسَ لدهنه رَائِحَة. عمل الأدهان الساذجة: من السوسن والسفرجل والتفاح والخردل وقثاء الْحمار تعْمل بِأَن يكون دهن الْحل جُزْءا وَالْمَاء ثَلَاثَة أَجزَاء ويشمّس أَرْبَعِينَ يَوْمًا. عمل دهن اللوز المر: وَهَذَا الدّهن يصلح لأوجاع الْأَرْحَام واختناقها وانقلابها وأورامها وَمن وجع الرَّأْس وَالْأُذن ودويها وطنينها وينفع من بِهِ وجع الكلى وَمن بِهِ عسر الْبَوْل وَإِذا خلط بِعَسَل وأصل السوسن بدهن الْحِنَّاء أَو بدهن الْورْد نفع من بِهِ حصا أَو ربو أَو ورم الطحال ويقلع الأثار الَّتِي تكون فِي الْوَجْه من فضول الْبدن وينفع الكلف ويبسط تشنج الْوَجْه وينفع من كدر الْبَصَر وكلاله وَإِذا خلط بِخمْس نفع القروح الرّطبَة الَّتِي تكون فِي الرَّأْس والحزاز الَّذِي فِيهِ والنخالة. تَرْتِيب ذَلِك: يُؤْخَذ من اللوز المر وزن عشرَة أَرْطَال ونقة وجفّفه ودقّه دقاً نَاعِمًا خَفِيفا حَتَّى يصير شَيْئا وَاحِدًا فِي منجار من خشب وَيصب عَلَيْهِ من المَاء المسخن ثَلَاث أَوَاقٍ ثمَّ دَعه نصف سَاعَة حَتَّى يمصّ ذَلِك المَاء ثمَّ تدقه وتعصره بِيَدِك عصراً شَدِيدا وَخذ مَا يخرج من بَين أصابعك فِي إِنَاء ثمَّ يصب على الَّذِي عصرته أُوقِيَّة وَنصفا مَاء ودعه سَاعَة حَتَّى يتشربه(3/511)
وَافْعل بهَا كَمَا فعلت أَولا إِلَى أَن يخرج من الْعشْرَة أَرْطَال لوز تسع أَوَاقٍ من الدّهن وَيسْتَعْمل. عمل دهن البلوط: وَعمل ذَلِك بِعَيْنِه كَمَا علم وَله قُوَّة تجلو مَا يظْهر فِي الْوَجْه من الْآثَار الْعَارِضَة من فضول الْبدن والرطوبة اللبنية والثاليل والْآثَار السود من اندمال القروح ويسهل الْبَطن وَهُوَ رَدِيء للمعدة ويوافق وجع الْأذن ودويها وطنينها إِذا خلط بشحم البط وقطر فِيهَا. عمل دهن البنج: هَذَا يصلح لوجع الْأذن وَيَقَع فِي أخلاط بعض الفرزجات ليلينّه بتّة. تَرْتِيب ذَلِك: يُؤْخَذ من ثَمَرَة البنج مَا كَانَ أَبيض يَابسا حَدِيثا ودقة واعجنه بِمَاء حَار ثمَّ شمسه وَمَا جف اخلطه بِالْبَاقِي فَلَا تزَال تفعل ذَلِك حَتَّى يسودّ وينتن ثمَّ اعصره فِي جلال الخوص واخزنه. عمل دهن الأنجرة: وقوته تَنْفَع إسهال الْبَطن إِذا شرب. تَرْتِيب ذَلِك: يعْمل كَمَا عمل بدهن البنج كَذَلِك عمل دهن القرطم وقوته شَبيهَة بِقُوَّة بزر الأنجرة غير أَنَّهَا أَضْعَف وَكَذَلِكَ يعْمل دهن الفجل وقوته مُوَافقَة لمن عرض لَهُ قمل كثير فِي رَأسه وَجَسَده من مرض ويجلو الخشونة الَّتِي فِي الْوَجْه وَأهل مصر يستعملونه فِي الطَّعَام وَكَذَلِكَ عمل دهن الشونيز وقوته مثل قُوَّة دهن الفجل. عمل دهن الْغَار: وَله قُوَّة مسخنة مليّنة مفتحة لأفواه الْعُرُوق محللة للإعياء وتوافق لكل وجع من اوجاع الأعصاب والاقشعرار وأوجاع الْأذن والنزلات والصداع وَإِذا شرب غثي شَاربه وتعطر. تَرْتِيب ذَلِك: يُؤْخَذ حب الْغَار إِذا أدْرك ويطبخ بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يظْهر حِينَئِذٍ على قشرة دسم وَيمْسَح بِالْأَيْدِي وَيجمع فِي صدفة. وَمن النَّاس من يعفص أَولا زَيْت الأنفاق بالسعد والأذخر وقصب الذريرة ثمَّ يلقون فِيهِ ورق الْغَار الطري ويطبخونه وَمن النَّاس من يطْرَح مَعَ ورق الْغَار حَبَّة وَكلهمْ يطبخونه حَتَّى تعبق بِهِ رَائِحَته جدا. وَأصْلح الْغَار الَّذِي يعْمل مِنْهُ الدّهن مَا كَانَ جبلياً عريض الْوَرق وأجود مَا يكون من من دهن الْغَار مَا كَانَ حَدِيثا أَخْضَر شَدِيد المرارة حريفاً وَله قُوَّة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه الْعُرُوق. عمل دهن الأذخر: تَرْتِيب ذَلِك: يُؤْخَذ من ثمره إِذا نضج كَمَا يعْمل من ثَمَرَة الْغَار بَعْدَمَا يضْرب.(3/512)
عمل لدهن الْورْد: وَله قُوَّة قابضة مبردة وَيصْلح للإدهان بِهِ ويخلط بالضمادات ويسهل الْبَطن إِذا شرب ويطفىء التهاب الْمعدة وينبت اللَّحْم فِي القروح العميقة ويسكن رداءة القروح الرَّديئَة ويدهن بِهِ القروح الرّطبَة الَّتِي فِي الرَّأْس وللشيربنج ويدهن بِهِ الرَّأْس مَعَ اللخلخة فِي ابْتِدَائه ويتضمد بِهِ لوجع الْأَسْنَان وَيصْلح للجفون الَّتِي فِيهَا غلظ إِذا اكتحل بِهِ وَإِذا احتقن بِهِ من حرقة الأمعاء وَالرحم نفع مَنْفَعَة بَيِّنَة. تَرْتِيب ذَلِك: يُؤْخَذ من الأذخر خَمْسَة أَجزَاء وَمن الزَّيْت عشرُون جُزْءا ثمَّ يدق الأذخر ويبلّ بِالْمَاءِ واطبخه بالزيت وحركه فِي طبخك إِيَّاه ثمَّ صفه واطرح عَلَيْهِ ألف وردة جافة ملقى مِنْهَا أقماعها لم يصبهَا مَاء والطخ يدك بِعَسَل طيب الرَّائِحَة وَقَلبه مرَارًا كَثِيرَة بِيَدِك واعصر عصراً رَقِيقا ودعه ليستنشفه لَيْلَة ثمَّ اعصره ثمَّ صفه فِي إنجانة ملطوخة بِعَسَل ثمَّ صير تفل الْورْد فِي إِنَاء وصب عَلَيْهِ من الزَّيْت المعفص بالأذخر جزأين ثمَّ اعصره مثل الأول بحبك جيدا ثانياَ وَكَذَلِكَ فافعل ثَالِثا ورابعاً. وَمن النَّاس من يدق الْورْد وينقعه فِي الزَّيْت ويبدّله فِي كل سَبْعَة أَيَّام وَيفْعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يخرنه وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ نَافِع. وَقُوَّة دهن الإيرسا مسخنة ملينة وتنقّي الخشكريشات والعفونات والأوساخ وتوافق أوجاع الرَّحِم وأورامه الحارة وانضمام فَمه وَتخرج الْجَنِين وتفتح أَفْوَاه البواسير وتوافق دوِي الآذان إِذا اسْتعْمل بالخل والسذاب واللوز المر وتوافق النزلات المزمنة ونتن الْأنف إِذا دهن المنخران إِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار أُوقِيَّة وَنصف أسهل الْبَطن وَيصْلح لمن عرض لَهُ القولنج الْمُسَمّى إيلاوس ويدر الْبَوْل ويسلس الْقَيْء على من يعسر عَلَيْهِ إِذا دهنت بِهِ الْأَصَابِع أَو الريش الَّتِي يتقيأ بِهِ وَيصْلح لمن بِهِ خناق أَو خشونة فِي قَصَبَة الرئة إِذا تحنّك بِهِ وتغرغر بِهِ وَقد يسقى مِنْهُ من شرب الْفطر والبنج والكزبرة. تَرْتِيب ذَلِك: يُؤْخَذ من قشر الكفرى سِتَّة أَجزَاء وَمن الزَّيْت سَبْعَة أَجزَاء ثمَّ دق القشر دقاً نَاعِمًا وبلّه بِتِسْعَة أَجزَاء مَاء صيره فِي قدر نُحَاس مَعَ الزَّيْت واطبخه حَتَّى يعبق فِي الزَّيْت رَائِحَته ثمَّ صفّه فِي إنجانة ملطخة بالعسل والدهن الْفَائِق يعْمل مَعَ أدهان إيرسا من هَذَا الزَّيْت المعفّص يُؤْخَذ من هَذَا الزَّيْت أَرْبَعَة عشر جُزْءا وألق عَلَيْهِ من الإيرسا مدقوقاً ودعه يَوْمَيْنِ وليلتين ثمَّ تعصره عصراً شَدِيدا فَإِن أَحْبَبْت أَن تزيد فِي قُوَّة الدّهن فجدد فِيهِ من الإيرسا بِوَزْن الأول مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة واعصره. عمل دهن الأقحوان: ملهب مسخن جدا ملين مفتح لأفواه الْعُرُوق ومدرّ للبول نَافِع إِذا وَقع فِي الْأَدْوِيَة المعفنة من النواصير بعد أَن يشق وينفع الخشكريشات والقروح الخبيثة ويوافق عسر الْبَوْل وأورام المقعدة وَفتح البواسير إِذا دهنت المقعدة بِهِ ويدر الطمث إِذا احْتمل فِي الرَّحِم ويحلل الصلابة الَّتِي فِي الرَّحِم(3/513)
وأورامه البلغمية وَهُوَ مُوَافق للجراحات اللواتي فِي العضل واللواتي فِي الأعصاب إِذا بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهَا. تَرْتِيب ذَلِك: يعْمل من زَيْت أنفاق ودهن بلوط إِذا عفصا بِعُود البلسان وأذخر وقصب الذريرة وقسط وحماما وناردين وسليخة وَحب البلسان وتلطخ الْآنِية بِالشرابِ وَالْعَسَل وتعجن الأفاوية المدقوقة ويخلط بهَا الاقحوان وَيعْمل مثل مَا قيل فِي غَيره. عمل دهن الشيح: قوته حادة تَنْفَع من انسداد الْأَرْحَام وصلابتها ويدر الطمث وَيخرج المشيمة. تَرْتِيب ذَلِك: يُؤْخَذ من ورق الشيح ثَمَانِيَة أَجزَاء فتنقعه. بالدهن الطّيب الَّذِي يعْمل مِنْهُ دهن الْحِنَّاء يَوْمًا وَلَيْلَة وتعصره وتنقعه وَإِن أردْت أَن تشد رِيحه وتطيّبه فأعد على الدّهن الَّذِي عصرته ورق الشيح مرّة أُخْرَى ثمَّ اعصره. عمل دهن الحلبة: لَهُ قُوَّة ملتنة للدبيلة منضجة ويوافق جدا للصلابة الْعَارِضَة فِي الرَّحِم وَيعْمل مِنْهُ حقنة لرحم الْمَرْأَة الَّتِي يعسر ولادها إِذا خفّ خُرُوج الرطوبات مِنْهُ وَقد يحتقن مِنْهُ للمغص ويجلو نخالة الرَّأْس وقروحه الرّطبَة وينفع إِذا خلط بالشمع من الحرق والشقاق الْعَارِض من الْبرد وَقد يخلط فِي أدوية الكلف بالثمر وَالْمُخْتَار مِنْهُ مَا كَانَ حديثأ تظهر مِنْهُ رَائِحَة الحلبة. تَرْتِيب ذَلِك: يُؤْخَذ من الحلبة تِسْعَة أَجزَاء وَمن دهن الزَّيْت خَمْسَة أَجزَاء وَمن قصب الذريرة جُزْء من السعد جزءان وأنقعها فِي الزَّيْت سَبْعَة أَيَّام وحركه فِي كل يَوْم ثَلَاث مَرَّات ثمَّ اعصره واخزنه. وَمن النَّاس من يسْتَعْمل بدل قصب الذريرة قردمانا وَبدل السعد عود البلسان. وَمن النَّاس من يعفص الزَّيْت بِهَذِهِ الأفاوية الْمَذْكُورَة ثمَّ من بعد ذَلِك تنقع فِيهِ الحلبة وتعصره وَالْمُخْتَار مِنْهُ مَا كَانَ إِذا مسحت بِهِ يدك وشمسته وجدته حُلْو الرّيح مر الطّعْم. عمل دهن المرزجوش: يُؤْخَذ المرزجوش ويدق وَيجْعَل فِي قدر نظيفة ويلقى عَلَيْهِ شراب ريحاني قدر يغمره وَزِيَادَة أَربع أَصَابِع ثمَّ يوضع على نَار لينَة حَتَّى يذهب النّصْف ويمرس ويصفى ثمَّ يُعَاد إِلَى الْقدر ويلقى عَلَيْهِ من الدّهن مثل نصف الشَّرَاب ويطبخ حَتَّى يذهب الشَّرَاب وَيبقى الدّهن وَهُوَ دهن قوي مسخن ملطف مهيج للحرارة شرباً ومسوحاً وحره ويبسه فِي الدرجَة الثَّالِثَة وينفع وجع(3/514)
الْمقَالة الْحَادِيَة عشرَة المراهم والضمادات مرهم الاسفيذاج: ينفع من حرق النَّار والسلوخ. أخلاطه: يُؤْخَذ مرداسنج دِرْهَم إسفيذاج خَمْسَة دَرَاهِم شمع أَبيض سَبْعَة دَرَاهِم دهن ورد أوقيتان يذاب الشمع والدهن ويلقى على الاسفيذاج والمرداسنج فِي هاون ويخلط جَمِيعًا من قبل أَن يبرد ويخلط مَعَه بَيَاض بَيْضَة وَاحِدَة وَيسْتَعْمل. آخر: يُؤْخَذ أسفيذاج خَمْسَة دَرَاهِم مرداسنج دِرْهَمَانِ خبث الْفضة مِثْقَال كثيراء دِرْهَم يدق وينخل بحريرة وَيُؤْخَذ شمع أَبيض أُوقِيَّة يذوب مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ دهن ورد وتلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة فِي هاون ويسحق. مرهم باسليقون كَبِير: نَافِع للقروح ويملأها وَيصْلح للمواضع العصبانية والجراحات الَّتِي لَا حرارة فِيهَا. أخلاطه: يُؤْخَذ شمع رَطْل زفت ثَمَان أَوَاقٍ مر وراتينج من كل وَاحِد أَربع أَوَاقٍ علك الأنباط أَربع أَوَاقٍ زَيْت خَمْسَة أَرْطَال يذوب الشمع والزفت فِي الزَّيْت ويسحق المر والراتينج ويضاف إِلَيْهِمَا فِي الهاون وَيعْمل مرهماً. مرهم الباسليقون الصَّغِير: يُؤْخَذ راتينج وزيت وشمع بِالسَّوِيَّةِ وَيسْتَعْمل بدهن زَيْت. مرهم الاسفيفاج بالخل: يُؤْخَذ الاسفيذاج منا مسحوقاً منخولاً ورطلان زيتاً فَيضْرب الاسفيذاج بالزيت وَيُؤْخَذ عشرَة أَرْطَال خلا وَيصب عَلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا وَيضْرب حَتَّى ينْعَقد وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة. مرهم المرداسنج بالخل: تَأْخُذ مرداسنج مَا شِئْت وينخل ويلقى فِي طست ويلقى عَلَيْهِ خل وزيت ويخلط جيدا بِالْيَدِ وَيسْتَعْمل. مرهم الزنجار: ينفع للقروح العتيقة وتأكل اللَّحْم الزَّائِد. وصنعته: يُؤْخَذ زنجار دِرْهَمَانِ شمع وراتينج وعلك الصنوبر من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم يسحق الزنجار ويذاب بَاقِي الْأَدْوِيَة بالزيت قدر الْحَاجة ويلقى عَلَيْهِ الزنجار وَيضْرب حَتَّى يَسْتَوِي وَيسْتَعْمل. مرهم الفلقديس: الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس فوينفي ينفع من الطَّاعُون ويدمل القروح الْعسرَة الِانْدِمَال والدموية وينفع الْحصْر وَالْكَسْر والرض وَجَمِيع الأورام.(3/515)
أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الثرب الْعَتِيق رطلان زَيْت عَتيق ثَلَاثَة أَرْطَال مرداسنج ثَلَاثَة أَرْطَال قلقديس أَربع أَوَاقٍ يذاب الشَّحْم ويسحق الفلقديس ويخلط بِالثَّلَاثَةِ الأرطال الزَّيْت وتسحق الثَّلَاثَة أَرْطَال المرداسنج ويخلط مَعهَا وَمَعَ الشَّحْم فِي هاون ثمَّ تجْعَل فِي طنجير وتسوطها بسعفة وَهِي مَقْطُوعَة من النَّخْلَة حَتَّى تستوي وتستعمل. مرهم أسود: يُؤْخَذ مرداسنج أُوقِيَّة خل ثَقِيف ثَلَاث أَوَاقٍ زَيْت أوقيتان يطْبخ جَمِيعًا بعناية حَتَّى لَا يَحْتَرِق ويحرك حَتَّى ينْعَقد. مرهم دياخيلون: النافع من السّلع والخنازير والأورام الصلبة. أخلاطه: يُؤْخَذ حلبة وبزر كتَّان وخطمي أَبيض من كل وَاحِد. كيلجة تنقع كل وَاحِدَة مِنْهَا على حدتها يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يُؤْخَذ من لعاب كل وَاحِد مِنْهَا رَطْل وَربع وَمن المرداسنج رَطْل وَنصف وَمن الزَّيْت رطلان تغلى اللعابات غلية ثمَّ تنزل عَن النَّار ثمَّ يغلى الزَّيْت مَعَ المرداسنج المسحوق حَتَّى ينْعَقد ويتغيّر لَونه ثمَّ تلقى عَلَيْهِ اللعابات أَولا فأولاً ويعقد بِنَار لينَة. مرهم أَحْمَر:. يُؤْخَذ مرداسنج مدقوق منخول منا ورطلان زيتاً وَعشرَة أَرْطَال خلا وَيضْرب حَتَّى ينْعَقد وَيجْعَل عَلَيْهِ بعد أَن ينْعَقد رَطْل من عروق الصباغين مسحوقاً منخولاً. مرهم الرُّسُل: وَهُوَ دشليحا أَي مرهم الحواريين وَيعرف بمرهم الزهرة وبمرهم منديا وَهُوَ مرهم يصلح بالرفق النواصير الصعبة والخنازير الصعبة لَيْسَ شَيْء مثله وينقي الْجِرَاحَات من اللَّحْم الْمَيِّت والقيح ويدمل يُقَال أَنه إثنا عشر دَوَاء لاثني عشر حوارياً. أخلاطه: يُؤْخَذ شمع أَبيض وراتينج من كل وَاحِد ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ درهما جاوشير وزنجار من كل وَاحِد أَرْبَعه دَرَاهِم أشق وزن أَرْبَعَة عشر درهما زراوند طَوِيل وكندر ذكر من كل وَاحِد وزن سِتَّة دَرَاهِم مر وقنة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم مقل وزن سِتَّة دَرَاهِم مرداسنج وزن تِسْعَة دَرَاهِم ينقع الْمقل بخل خمر ويطبخ فِي الصَّيف برطلين زيتاً وَفِي الشتَاء بِثَلَاثَة أَرْطَال. مرهم الزنجفر: النافع من الْخَنَازِير والسرطان وورم الخصيتين. أخلاطه: يُؤْخَذ مرداسنج وقنة من كل وَاحِد وزن خَمْسَة دَرَاهِم لبان وأشق من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم علك الأنباط سِتَّة دَرَاهِم ينقع عشرَة أساتير فِي زنجفر ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَمن الزَّيْت بِقدر الْكِفَايَة. مرهم مرقون القرمز: النافع من وجع المقعدة وَالنَّار الْفَارِسِي.(3/516)
أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الحنظل وكندس وأشنان وكبريت من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم مرتك وأشياف ماميثا من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم حرمل ومرقون القرمز وَهُوَ دود القرمز من كل وَاحِد إثنا عشر درهما زئبق دِرْهَمَانِ زفت عشرَة دَرَاهِم يداف المرقون بالدهن وَيسْتَعْمل. مرهم الكي: يُؤْخَذ قلقطار مشوي وزن عشرَة دَرَاهِم نورة لم تطفأ ولبني من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ. يُؤْخَذ ماميران وعروق صفر وقنة وأشق وأنزروت وصمغ وَدم الْأَخَوَيْنِ من كل وَاحِد جُزْء. وَمن المرتك بِوَزْن الْأَدْوِيَة كلهَا وَمن دهن خل ودهن زَيْت مَعَ كل وَاحِد مثل وزن الْأَدْوِيَة بأجمعها شمع بِقدر الْحَاجة يذاب الشمع بالدهن فِي قدر خزف جَدِيد وَتَذَر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة ويخلط وَيسْتَعْمل. ذكر الأضمدة ولنبدأ أَولا بضماد لأندروماخسر: ينفع المطحول والمستسقي وَمن بِهِ تمدد الجنبين ووجع المفاصل وعرق النسا والعلل المزمنة. أخلاطه: يُؤْخَذ شمع وزفت من كل وَاحِد رَطْل صمغ الصنوبر رَطْل زَيْت ثَمَانِيَة قواتور زرنيخ أَحْمَر ذهبي شب يماني نورة لم يصبهَا المَاء من كل وَاحِد أوقيتان ويهيأ على مَا وصف. ضمّاد عَجِيب ينْسب إِلَى أندروماخس: يصلح حَيْثُ يُرَاد أَن يمص مِنْهُ شَيْئا فيفجره ويجذب الْعِظَام الْفَاسِدَة والسلاء والحسك وينفع من عرق النسا وَنَفث الْمدَّة وصلابة الحشا والتواء عُضْو على عُضْو وَختم الجروح. أخلاطه: تَأْخُذ من الْحبّ الفي يُؤْخَذ من ثَمَرَة النَّبَات الَّذِي يُقَال لَهُ يومالا وَمن البورق الْأَحْمَر والنوشادر وَمن الرواند الإقريطي وَمن أصل قثاء الْحمار وَمن صمغ البطم من كل وَاحِد وزن عشْرين مِثْقَالا. وَمن الفلفل والدارفلفل والأشق والحماما وعيدان البلسان من كل وَاحِد عشرَة مَثَاقِيل. وَمن الكندر الذّكر والمر والراتينج الْيَابِس والدبق الْمَعْمُول من كل وَاحِد عشرَة مَثَاقِيل. لبن شَجَرَة التوت عشرَة مَثَاقِيل. وَمن الشمع ثَلَاثِينَ مِثْقَالا. وَمن شَحم الماعز خَمْسَة عشر مِثْقَالا. وَمن ثفل دهن الوسن مِقْدَار مَا يَكْتَفِي بِهِ لعجن الدَّوَاء تدق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتنخل ويدعك كل وَاحِد من الْأَدْوِيَة الذائبة على حِدته دعكاً محكماً ثمَّ يخلط الْجَمِيع ويدعك أَيْضا وَيمْسَح من يدعكه يَده بثفل دهن السوسن حَتَّى إِذا اخْتَلَط الْجَمِيع جيدا رفع واحتفظ بِهِ وَإِذا احتجت إِلَى اسْتِعْمَاله فِي إذهاب الإعياء فَخذ مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن شَحم البط ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن دهن الْحِنَّاء ثَلَاث أَوَاقٍ واخلط بِهِ وَاسْتَعْملهُ. ضماد آخر: نَافِع لوجع المفاصل والنقرس وَهُوَ دَوَاء ملحج.(3/517)
أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الشوكران قسط أغاريقون حلبة بورق أُوقِيَّة أُوقِيَّة صمغ رَطْل راتينج مطبوخ رَطْل زَيْت عَتيق رَطْل مخ عِظَام الأيل أَربع أَوَاقٍ أصل السوسن أَربع أَوَاقٍ تدق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتنخل وتذاب الذائبة وتترك حَتَّى تبرد وتلقى على الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتخلط وترفع وتستعمل. النافع لوجع الْمعدة والكبد وأوجاع الْأَرْحَام والأورام إِذا طلي من خَارج وَيسْتَعْمل فِي صوفة لكيما يطلى بِهِ الرَّحِم. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران دِرْهَمَانِ. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى إثنا عشر درهما مقل ومصطكى وأشج وصبر وميعة رطبَة من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم شمع ثَلَاثَة أساتير شَحم الأوز إثنا عشر درهما زوفا يَابِس أَو رطب ثَلَاثُونَ درهما دهن الناردين مَا يَكْتَفِي بِهِ. مرهم آخر: ينفع من شدَّة ضعف الكبد والمعدة ويلين الصلابة وَيحبس الْقيام الكبدي. أخلاطه: تَأْخُذ من الكعك الشَّامي وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الكيا والأفسنتين واللبان من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن المر وَالصَّبْر والذريرة وَالْعود والأقاقية من كل وَاحِد وزن دِرْهَم وَمن اللاذن وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن السفرجل المقشر المنزوع حبه الْمَطْبُوخ وزن سِتَّة دَرَاهِم وَمن تمر الْقصب خمسين تَمْرَة عددا وَمن الموم وَمن دهن الناردين ودهن ورد قدر مَا يصير بِهِ مرهماً وأنقع التَّمْر والكعك فِي الطلاء وَخذ السفرجل فنقه من حبه وقشره ثمَّ اطبخه بالطلاء حَتَّى إِذا نضج فدقه دقًا جيحاً واخلطه مَعَ القسب والكعك ثمَّ اسحقه حَتَّى يخْتَلط وأذب الموم بالدهن ودق سَائِر الْأَدْوِيَة وانخلها وذرها على الموم الْمُذَاب بالدهن ثمَّ اجمعها جَمِيعًا فِي مرهم يعْمل بشحم الحنظل: ينفع مِمَّا ذكر فِي آخر نُسْخَة. وَهَذِه أخلاطه: يُؤْخَذ شَحم الحنظل وزن أَرْبَعَة عشر درهما تَرَبد وسقمونيا وأوفربيون من كل وَاحِد وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم. بزر الشبث وملح وَمر وصبر ومرارة الْبَقر وملح هندي وشونيز وميويزج جبلي فلفل وزنجبيل وهليلج أصفر ومازريون وبليلج من كل وَاحِد وزن إثني عشر درهما. وَمن الكور والأشق والجاوشير والسكبينج من كل وَاحِد وزن سَبْعَة دَرَاهِم. وَمن البورج والكبريت الْأَصْفَر من كل وَاحِد سِتَّة عشر درهما وَمن الحلبة والبابونج وبزر الْكَتَّان من كل وَاحِد وزن عشرَة دَرَاهِم. وَمن اللبني والشمع من كل وَاحِد عشرَة أساتير. أذب مَا كَانَ من هَذِه الْأَدْوِيَة يذاب بِسمن الْبَقر وأنقع مِنْهَا مَا كَانَ ينقع بطلاء ودق مَا كَانَ مِنْهَا يَابسا وانخله ثمَّ اسحق المنقع واخلطها جَمِيعهَا حَتَّى تصير مرهماً ثمَّ اطل بهَا الْمعدة(3/518)
والكبد فَإِنَّهُ ينزل المَاء الْأَصْفَر وَمن احْتَاجَ إِلَى الْمَشْي وَلم يسْتَطع أَن يشرب الدَّوَاء فاطله على معدته فَإِنَّهُ يمْشِيه. مرهم يعْمل بالقردمانا: ينفع من الأوجاع العتيقة الَّتِي تكون فِي الْمعدة والكبد وَالطحَال والصلابة تعرض فِيهَا وَالْبرد. أخلاطه: تَأْخُذ من القردمانا والسنبل والحماما والفلفل وَالدَّار فلفل والقسط والسليخة المنقاة واللبان والعاقر قرحا والكور والأشق والكيا والمر واللبنى وَحب البلسان والزراوند الطَّوِيل والمدور والسعد وإكليل الْملك واللاذن والقرنفل من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَمن الزَّعْفَرَان وزن دِرْهَمَيْنِ. وَمن الأيرسا والقنة ودهن البلسان وشحم الْبَقر والبط من كل وَاحِد وزن خَمْسَة دَرَاهِم. وَمن صمغ اللوز المر خَمْسَة دَرَاهِم فأذب الشمع بدهن الناردين واعمله كَمَا وَصفنَا. الْمقَالة الثَّانِيَة عشرَة ذكر المعاجين والجوارشنات وَغَيرهَا من الْأَدْوِيَة المركبة الَّتِي تصلح للأمراض فِي عُضْو عُضْو برد الرَّأْس: ينفع من السليثا والأنقرديا والكموني سعوط لَهُ. ثقل الرَّأْس: تَنْفَعهُ نقّوع الأيارج. فِيمَا ينقي الرَّأْس: الْحبّ الْبَرْمَكِي. سوطيرا شليثا فِيمَا يُقَال أيارج أبقراطس أيارج فيقرا أيارج أركاغانيس تيادريطوس أيارج طغموا أَقْرَاص الْكَوْكَب طلاء على الْجَبْهَة وللبيضة أَيْضا الناردين. الشَّقِيقَة: أَقْرَاص الْكَوْكَب طلاء على الْجَبْهَة دهن الناردين سفوف نقوع الأيارج معجون هرمس سعوطاً. الدوار: سوطيرا المخلص الْأَكْبَر معجون هرمس أنقرديا أيارج أركيغانس تيادريطوس جوارشن العنبر. النسْيَان وَالْحِفْظ الدّهن. الأنقرديا جوارشن البلاذر الشليثا فِيمَا يُقَال سعوط أرسطاطاليس سفوف جوارشن العنبر فيرزنوش أيارج فيقرا.(3/519)
الوسواس وَالْجُنُون: الترياق المثروديطوس ترياق عزْرَة الشليثا فِيمَا يُقَال ترياق يحيى زمهران أيارج طغمو دَوَاء الْمسك خُصُوصا النُّسْخَة العمولة للسوداء الصفراوية أنقرديا إِذا اعتدل فِي أَخذه معجون الْيَاقُوت لنا. الترياق المثروديطوس حبّ الأطمحيقون للكندي. الصرع: الترياق المثروديطوس ترياق عزْرَة ترياق الْأَرْبَعَة سوطيرا شليثا فِيمَا يُقَال ترياقنا معجون قَيْصر الكاسكبينج خُصُوصا للصبيان تيادريطوس أيارج فيلغريوس أيارجنا دَوَاء الْمسك الحلو والمر أيارج فيقرا خل العنصل وسكنجبينه. السكتة: الترياق والمثرديطوس ترياق عزْرَة دهن الكلكلانج. الفالج واسترخاء الْأَعْضَاء: الترياق المثروديطوس ترياق عزْرَة ترياق الْأَرْبَعَة دَوَاء الْمسك المرّ والحلو أنقرديا لحمرثا باذمهرج أيارجنا جوارشن العنبر حب النجاح دهن الرشاد أيارج جالينوس الأسقفي حب الأوفربيون معجون الصميري سعوط الْعَبَّاس أيارج فيقرا حقنة اللقو شليثا دَوَاء الْمسك الحلو والمر أنقرديا جوارشن العنبر حب النجاح حب الدند ملح. الرعشة: الترياق مثروديطوس ترياق عزْرَة سوطيرا جوارشن لنا أيارج طغمو. سوطيرا دهن الكلاكلانج حب دهن الزَّعْفَرَان أيارج جالينوس أيارج طغمو. وجع الْعين: سوطيرا أيارج فيقرا دَوَاء قباذ الْملك للغشاء. المَاء النَّازِل فِي الْعين: يَنْفَعهُ أيارج أركاغانيس فِي الِابْتِدَاء. فِي وجع الْأذن: أَقْرَاص الْكَوْكَب دهن الناردين للباردة خل العنصل وسكنجبيه لما لَيْسَ فِيهِ قرحَة. وجع الْأَسْنَان: سوطيرا شجرينا معجون الْخبث أَقْرَاص الْكَوْكَب. التأكل: معجون الفلاسفة سكنججينَ العنصل خله يحبس الدَّم يضمر العمور.(3/520)
إصْلَاح تتعتع اللِّسَان واسترخائه: الشلينا مُخْتَار فِي ذَلِك معجون الفلاسفة أيارج فيقرا. أورام الْحلق وأوجاعه: معجون الْمسك دَوَاء قباذ الْملك دَوَاء لِجَالِينُوسَ ينقع من علل القصبة. الترياق مثروديطوس ترياق عزْرَة ترياق الْأَرْبَعَة بزرك دارو نوش داروا معجون عَن الْكِنْدِيّ ترياقنا معجون الْيَاقُوت لنا معجون جالينوس جوارشن العنبر جوارشن آخر. الخفقان: الترياق مثروديطوس شليثا ترياقنا معجون قَيْصر الميبة شراب التفاح الْحَار معجون الْمسك دَوَاء الْمسك الحلو والمر. الغشي: دَوَاء الْمسك المثروديطوس كلكلانج. فِيمَا ينقي قَصَبَة الرئة والصدر: دَوَاء لِجَالِينُوسَ حبّ فِي الميامر وأدوية لعوق الثوم أَقْرَاص أرسطوخودس عَجِيب شراب زوفا. بحوحة الصَّوْت وانقطاعه: لعوق الْبِطِّيخ خلّ العنصل وسكنجبينه حبّ فِي الميامر لانْقِطَاع الصَّوْت الترياق مثروديطوس. عسرالنفس: معجون قَيْصر أدوية الْمسك حتب فِي الميامر دحمرثا دَوَاء الكركم دَوَاء الكبريت فلونيا الربو وَنَفس الانتصاب: لعوق العنصل خلّ العنصل وسكنجبينه وللعسر وللضيق أَقْرَاص الخشخاش. أوجاع الصَّدْر والرئة والسراسيف: سوطيرا قوفي ترياق مثروديطوس ترياق عزْرَة. السعال الْعَتِيق: الترياقات مثروديطوس شليثا فِيمَا يُقَال دَوَاء الكبريت الدّهن السندي ولحاده لعوق الخشخاش قرص الخشخاش. نزف الدَّم ونفثه وقذفه ونزف الْمدَّة: أَقْرَاص جالينوس خُصُوصا للمدة أَقْرَاص أرسطوماخس عَجِيبَة لعوق الخشخاش دَوَاء لاهرور لعوق الْبِطِّيخ لعوق الطباشير.(3/521)
برد الكبد: جوارشن الخوزي دهن الشبث شهرياران دهن الحسك حب فِي الميامر. وجع الكبد: معجون البزور دَوَاء الجنطيافا مرهم قردمانا للعتيق أَقْرَاص الغافت الْأُصُول أَقْرَاص الْعشْرَة معجون الْمسك مَعَ مَاء الفوذنج آثاناسيا معجون هرمس بِمَاء الجلنجبين دَوَاء الكركم دَوَاء الْقسْط فلونيا كلكلانج سفوف الوج الحاد أَقْرَاص حب الغافت تيادريطوس ملح خل العنصل. ضعف للكبد وَمَا يقويه: دَوَاء اللك حب الأصطمحيقوق للكندي مرهم بشحم الحنظل ملح مرهم دَوَاء اللامذون دَوَاء الكركم الدَّوَاء. ألذ نسبه الْكِنْدِيّ وَغَيره إِلَى جالينوس الخوزي معجون الْخبث جوارشن جالينوس جوارشن الدارصيني سفوف عبَادَة لهزال الكبد نوش دارو مقوّ جدا ترياقنا معجون عَن الْكِنْدِيّ معجون الْمسك شجرينا انقرديا جَمِيع مَا ينفع من وجعها. ورم الكبد: دَوَاء قيوما الطَّبِيب أَقْرَاص أَمِير باريس أَقْرَاص راوند أَقْرَاص أرودنيون. صلابة الكبد: أَقْرَاص الريوند جوارشن الأنجدان. صلابة الكبد وَالطحَال: الترياق مثروديطوس ترياق عزْرَة دَوَاء الكركم دَوَاء اللك. الترياق المثروديطوس معجون هرمس دَوَاء قيوما أيارج أركاغانيس. سوء المزاج: دهن الأوفربيون حب سفوف كلكلانج بختيشوع دَوَاء الكبريت. ابتداءسوء المزاج: أميروسيا دَوَاء الكركم دَوَاء الْملك أَقْرَاص أَمِير باريس دَوَاء قيوما مَاء الْأُصُول حب الكلكلانج وللقوي أَيْضا الخوزي شهرياران فنجيوش وَيصْلح للدم جوارشن آخر. ضعف الْمعدة: دَوَاء قيوما مرهم لضعف الكبد والمعدة جوارشن الْعود ويسخّن باعتدال ملح سفوف عَطِيَّة الله لِضعْفِهَا أَو فَسَادهَا جوارشن الخوزي جوارشن قميحة يصلح فَسَادهَا.(3/522)
فَسَادهَا واسترخاؤها: دهن أَبُو شماد معجون هرمس دَوَاء الكركم دهن آخر مَاء الْأُصُول الترياق المثروديطوس الجزي وترياقنا جوارشن العنبر أَقْرَاص الْكَوْكَب يدْفع عَنْهَا الفضول حب الكلكلانج أيارج فيقرا الكموني ومعجون عَن الْكِنْدِيّ نقوع الأيارج ينقيها سفوف الْبَرْمَكِي خل العنصل وسكنجبينه ميبة شراب التفاح الْحَار وَكَذَلِكَ شراب الكمثري والأترج المربى والسفرجل فيماينفعها: جوارشن جالينوس حبوب الأصطمحيقون جَمِيعًا أطريفل الْخبث وَغَيره. استرخاؤها: الأطريفل الْكَبِير أطريفل الْخبث سفوف لعبادة دهن الْحَيَّات نَافِع جدا. حرارة الْمعدة: ينفع مِنْهَا شراب الحصرم. برد الْمعدة: جوارشن الْعود معدل دهن دامامون دهن الْقسْط دهن الشقائق حب جوارشن الانجدان جوارشن الفنجيوش فيداديقون الخوزي شهرياران أطريفل الْخبث جوارشن طاليسفر ينفع مَنْفَعَة بَيِّنَة. بلة الْمعدة: أيارج فيقرا حب هندي أيارج هيوفقراطيس الاطريفل سفوف لعبادة. وجع الْمعدة: معجون البزور التمري دَوَاء الجنطيانا مَاء الْأُصُول أيارج أندروماخس الجوارشن الفلافلي شهرياران مرهم القردمانا حب الْهِنْدِيّ دهن الْورْد دَوَاء الْقسْط جوارشن جالينوس معجون هرمس حب جيد لوجع الْجوف ضماد فليغريوس معجون أرسطون دَوَاء الكركم فلونيا معجون الفوذنج. ريَاح الْمعدة: سوطيرا بزرك دارو الخوزي الاطريفل الْكَبِير دهن الناردين. ورم الْمعدة: أَقْرَاص الْأَمِير باريس أَقْرَاص الغافت دهن المصطكى. صلابة الْمعدة: دهن المصطكى. الشَّهْوَة: الجوارشنات الكلكلانج يُقَوي الشَّهْوَة.(3/523)
الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة: من علاجها الكموني. سوءالهضم: الترياق المثروديطوس معجون الفلاسفة معجون قَيْصر الخوزي السفرجلي خُصُوصا الممسك الاطريفل الْكَبِير معجون الْمسك شجرينا كموني جوارشن العنبر سفوف أرسطاطليس جوارشن حَبَّة الخضراء معجون الْيَاقُوت لنا جوارشن آخر الاترج المربى جوارشن آخر جوارشن الفواق معجون قَيْصر جيد مِنْهُ جدا. الميبة شراب النعناع أَقْرَاص المازريون. الْقَيْء والغثيان: أَقْرَاص أرسطوماخس معجون الْملح الْهِنْدِيّ خُصُوصا للبلغمي والسوداوي شراب الْفَاكِهَة وخصوصاً للصفراوي أَقْرَاص الميعة بشراب النعناع شراب التفاع شراب الإجاص. فِيمَا ينفع الغثي العطشي: شراب الحصرم أَقْرَاص الكافور لنا أَقْرَاص الطباشير وَإِن كَانَ مَعَ انحلال الطبيعة. للجشاء الحامض: الكموني أَقْرَاص الْكَوْكَب الفلافلي. الطحال: سوطيرا أميروسيا كلكلانج معجون البزور أنقرديا الخوزي دحمرثا. فيمايفتح سدده: باذمهرج دَوَاء الكركم دَوَاء الكبريت دهن أَبُو سماد معجون الْيَاقُوت لنا تيادريطوس أيارجنا ملح مرهم الفردمانا سفوف أَقْرَاص الْعشْرَة. برد الأمعاء: علاجه حب مَا ينقي الأمعاء حب الأصطمحيقون للكندي حب الْبَرْمَكِي. القولنج ويبس الطبيعة: أرسطون كلكلانج دهن الرشاد دهن خروع فيروزنوش شهرياران التمري. وجع القولنج: دهن الخروع فلونيا الأسقفي السفرجلي المسهل جوارشن هندي جوارشن قَيْصر. فِيمَا يلين الطبيعة: أيارج فيقرا المعجون الْهِنْدِيّ شراب الإجاص الْقَلِيل من مثل حب الشيطرج أَقْرَاص معجون الثوم.(3/524)
المسهلات الغليظة: حب الأصطمحيقون للكندي حب آخر للسوداء حب الشيطرج أيارج جالينوس حب الأوفربيون يجذب من بعد وَمن الأعصاب أيارج فيلغريوس جوارشن قَيْصر شهرياران حب حبس الإسهال: الترياق مثروديطوس السفرجلي الممسك مرهم للكندي شراب الحصرم للصفراويين سفوف ملح للصفراويين قميحة نُسْخَة من الفنجيوش سفوف لأرسطاطاليس ميبة شراب التفاح شراب النعناع شراب الكمثري السفرجل المربى أَقْرَاص الجلنار أَقْرَاص الطباشير أَقْرَاص البزور أَقْرَاص ديامقرماطون للعسر. إسهال الدَّم والمدة: أَقْرَاص ديامقراماطون أَقْرَاص الجلّنار. قُرُوح الأمعاء والسحج: الترياق مثروديطوس ترياق عزْرَة معجون هرمس أَقْرَاص لنا أَقْرَاص آخر أثانامبيا دَوَاء قباذ الْملك أَقْرَاص الجلنار أَقْرَاص ديامقراماطون أَقْرَاص البزور. المغص: أَقْرَاص البزور مقلياثا فيروزنوش ثمن الناردين سفوف الزحير معجون هرمس أَقْرَاص المازريون. أَقْرَاص الجلنار سفوف الهيضة الترياق جوارشن أبي سَلمَة جوارشن حب الخضراء. دهن الكلكلانج. البواسير: جوارشن الْملك المعجون الْهِنْدِيّ حب ابْن هُبَيْرَة سفوف عَطِيَّة الله سفوف مقلياثا دهن السندي. أوجاع الكلى والمثانة. الترياق مثروديطوس ترياق عزْرَة ترياقنا أيارجنا معجون الكلكلانج جوارشن الأنجذان. فِيمَا ينفع الكلى والمثانة من جِهَة بردهما: جَمِيع مَا يقويهما مِنْهَا أَقْرَاص الكاكنج دهن الخروع حب ليبرد الْكُلية جوارشن. فيماينفع من وجعهما: معجون هرمس دَوَاء الكركم معجون الكاكنج الْجَوْز المربى دهن الميعة يسخنهما. فِيمَا ينقي الْكُلية والمثانة: تيادريطوس مثروديطوس أنقرديا أيارجنا جوارشن العنبر ينفع مَنْفَعَة بَيِّنَة.(3/525)
استرخاء المثانة: بَوْل الدَّم والقيح: معجون الكاكنج أَقْرَاص الكاكنج. سَلس الْبَوْل وتقطيره: معجون الفلاسفة شليثا فِيمَا يُقَال أيارج جالينوس نَافِع. الْحَصَاة: ترياق مثروديطوس ترياق عزْرَة أميروسيا دَوَاء اللك دَوَاء الكبريت حب فِي الميامر يخرج الرمل فِي الْبَوْل أَقْرَاص أرسطوماخس. برد الرَّحِم: دهن الميعة دهن الناردين دهن الكلكلانج دحمرثا. ريَاح الرَّحِم: الكاسكبينج: أوجاع الرَّحِم: شليثا فِيمَا يُقَال أنقرديا دحمرثا بافمهرج أفلونيا خُصُوصا من الْحَوَامِل فيروزنوش أيارج أركاغانيس حب ضماد فيلغريوس دَوَاء الكركم فرزجة. كلكلانج خل العنصل وشكنجبينه. صلابة الرَّحِم: حب دراء الرمكي دَوَاء الكركم دهنن الزَّعْفَرَان. فَسَاد الطمث: يصلحه تيادريطوس كلكلانج أَقْرَاص البزور معجون الْخبث. سفوف الترياق مثروديطوس شليثا فِيمَا يُقَال القفطارغان فيروزنرش أَقْرَاص. فِيمَا ينفع أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا: سوطيرا شليثا فَمَا يُقَال معجون الفلاسفة معجون هرمس أنقرديا معجون البزور أيارج أركاغانيس تيادريطوس جوارشن السقمونيا ضماد جوارشن هندي جوارشن قَيْصر خُصُوصا من النقرس دهن الميعة يسخن المفاصل وَيدْفَع عَنْهَا الفضول حقنة. فِيمَا ينفع عرق النسا: جوارشن للعلل البلغمية دَوَاء قباذ الْملك أيارج فيقرا دهن رامشاد دهن(3/526)
الفنفلاد دهن الكلكلانج خُصُوصا لعرق النسا كلكلانج وخصوصاً لرياح المفاصل أيارج طغمو وخصوصاَ لارتعادها حب الشيطرج ملح. أيارج أركاغانيس حب النجاحِ حبّ الدند دهن رامشاذ دهن الكلكلانج دهن الأوفربيون حب الشيطرج حب آخر كلكلانج ة جوارشن هندي معجون الْخبث الْجَوْز المربى. فِيمَا ينفع وجع الصلب: حقنة تَنْفَع ذَلِك. فِيمَا ينفع وجع الحقوين: حب الشيطرج نُسْخَة لنا دهن الأوفربيون معجون هرمس.
(الْجُمْلَة الثَّانِيَة الأقراباذين فِي الْأَدْوِيَة المجرّبة فِي مرض مرض)
هَذِه الْجُمْلَة نورد فِيهَا من الأدويهَ المركبة مَا هُوَ أخص بِمَرَض مرض بعد إِن نعيد ذكر مَا قيل فِي الْجُمْلَة الأولى ليَكُون لمن يقْرَأ هَذَا الْكتاب إحاطة جَمِيع المعالجات أَو بالكثير مِنْهَا جدا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ مثلا إِذا أَرَادَ حصر معالجات الجرب عمد إِلَى الْكتاب الثَّانِي وَهُوَ كتاب الْأَدْوِيَة المفردة فَيعرف فِي سَاعَة وَاحِدَة حصر جَمِيع الْأَدْوِيَة الْجُزْئِيَّة فِي الجداول ثمَّ إِذا انْتقل إِلَى أَبْوَاب الْكتاب الثَّالِث وَالرَّابِع طلب بَاب الجرب فحصر المعالجات الْمَذْكُورَة ثمَّ إِذا انْتقل إِلَى الأقراباذين حصر بَاقِي المعالجات المركبة فَيكون لَهُ سَبِيل إِلَى حصر المعالجات الْجُزْئِيَّة كلهَا أَو جلّها وَقَسمنَا هَذِه الْجُمْلَة ثَمَان مقالات. الْمقَالة الأولى أَحْوَال الرَّأْس وَمَا فِيهِ الصداع أخلاطه: يُؤْخَذ لبن الغافاذانون سِتَّة عشر مِثْقَالا لبن الخشخاش وَهُوَ الأفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران أَرْبَعَة مَثَاقِيل أنيسون أَرْبَعَة مَثَاقِيل بزر البنج أَرْبَعَة مَثَاقِيل مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل سقمونيا أَرْبَعَة مَثَاقِيل يعن الْجَمِيع بخل ثمَّ يعْمل مِنْهُ أقرصة ويجفف فِي الظل. إِذا احْتِيجَ إِلَيْهَا ديفت بخلّ وطليت على الْجِهَة من حد الصدغ إِلَى الصدغ الآخر فَإِن كَانَ العليل يحم فدفها بِالْمَاءِ واطلها. قرصة كَانَ يَسْتَعْمِلهُ أنطونوس: أخلاطه: يُؤْخَذ حب الْغَار أَرْبَعَة مَثَاقِيل سقمونيا وأفيون وَمر وعصارة مَاء الحصرم من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل بزر الكرفس وزعفران ونمام من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل يعجن ذَلِك من الْخلّ بِمِقْدَار مَا يَكْفِيهِ وَيعْمل مِنْهُ أقرصة وَيسْتَعْمل طلاء.(3/527)
سعوط: ينقي الرَّأْس وينفع من يَبْتَلِي بالرمد الطَّوِيل وَمن يُصِيبهُ الصرع ويحدر من الرَّأْس رُطُوبَة كَثِيرَة. أخلاطه: يُؤْخَذ شونيز مثقالان نوشادر مِثْقَال عصارة قثاء الْحمار مِثْقَال يسحق ذَلِك سحقاً نَاعِمًا ويعجن بِزَيْت من الزَّيْت الَّذِي يُقَال لَهُ سقراونيون أَو بدهن السوسن بدهن الْحِنَّاء حَتَّى يصير فِي ثخن الشمع الْمُذَاب بالدهن إذابة رطبَة وَيصير فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل بِأَن يطلى مِنْهُ فِي جَوف سعوط آخر: ينقي بِلَا أَذَى ويسكن الوجع والصداع من سَاعَته. أخلاكه: يُؤْخَذ بخور مَرْيَم ثَمَانِيَة مَثَاقِيل أصُول السوسن مثقالان بورق أَحْمَر مِثْقَال يخلط وَيسْتَعْمل. سعوط آخر: يُؤْخَذ بخور مَرْيَم ثَلَاث أواقي عصارة ورق اللبلاب أُوقِيَّة وَنصف الفافاذانون سدس مِثْقَال عصارة قثاء الْحمار سدس مِثْقَال يخلط ويحتفظ بِهِ فِي إِنَاء من زجاج فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فَخذ مِنْهُ شَيْئا ودقه بِلَبن امْرَأَة واستعط بِهِ. صفة سعوط: ينفع من الفالج واللقوة واسترخاء الْأَعْضَاء والإرتعاش وَمن جَمِيع الأوجاع الْبَارِدَة الرّطبَة والسدد الَّتِي تعرض من الْبرد والرطوبة فِي العضل والعصب. أخلاطه: تَأْخُذ من عصير أصُول الحنظل الرطب وَمن عصير أصُول السلق وَمن عصير أصُول الرّطبَة من كل وَاحِد ملعقة. وَمن الشونيز وَحب الحرمل من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ. يُدق الشونيز وَحب الحرمل ويسحقان سحقاً جيدا ثمَّ اجمعهما بِهَذَا الْعصير حَتَّى يخْتَلط ثمَّ ارفعه فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فَخذ مِنْهُ زنة دانق ودفه بمسعط من لبن أم جَارِيَة واسعط مِنْهُ الْمَرِيض فَإِنَّهُ يفتح السدد ويسخن وينقي الدِّمَاغ وَالرَّأْس مِمَّا فِيهِ من الفضول. سعوط آخر: نَافِع من أوجاع الرَّأْس المتقادمة. أخلاطه: يُؤْخَذ من المومياي والجوزبوا والعنبر والكافور والمسك من كل وَاحِد دِرْهَم يسحق كل وَاحِد مِنْهَا على حِدته ثمَّ يخلط ويعجن بدهن زنبق وَشَيْء من دهن بِلِسَان وَيُؤْخَذ مِنْهُ وزن سِتّ حبات ويداف مَعَ بعض الْمِيَاه ويسعط بِهِ. صفة أيارج: مجرّب ينقي الرَّأْس وينفض مَا فِيهِ من الفضول والعلل الرَّديئَة. أخلاطه: يُؤْخَذ من شَحم الحنظل المنقى من حبه وقشره عشرَة مَثَاقِيل وَمن الكندر وَمن(3/528)
الفلفل الْأَبْيَض وَالْأسود والدارفلفل من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَمن الزَّعْفَرَان مِثْقَال. وَمن المرّ وَالصَّبْر والكندر والأشنق والحاشا من كل وَاحِد مِثْقَال وَمن السقمونيا المشوي سَبْعَة مَثَاقِيل وَمن عصارة الأفسنتين مثقالان يدق ويُنخل ويُعجن بِمَاء والشربة مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل. صفة أيارج آخر ينْسب إِلَى يوسطوس: أخلاطه: يُؤْخَذ من الكندر المنقى والغاريقون من كل وَاحِد سِتَّة عشر مِثْقَالا وَمن شَحم الحنظل المنقى من قشره وحبه مثقالان وَمن الاسطوخودس وَمن الفلفل الْأَبْيَض وَالْأسود من كل وَاحِد سِتَّة عشر مِثْقَالا وَمن المر ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَمن الزَّعْفَرَان سِتَّة مَثَاقِيل. وَمن قشور الخربق الْأسود وَالصَّبْر والسقمونيا والاشقيل المشوي والسنبل والسليخة من كل وَاحِد سِتَّة عشر مِثْقَالا. وَمن السندروس والأوفربيون من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل. تسحق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتنقع الصموغ وتخلط وتعجن الشربة مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل. صفة أيارج آخر بِنسَب إِلَى دريوس: يُؤْخَذ من شَحم الحنظل المنقى من قشره وحبه وَمن الكندر من كل وَاحِد عشرُون درهما وَمن الزراوفد المدحرج وبزر الكرفس الْجبلي والفلفل الْأَبْيَض من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم وَمن السكبينج والجاوشير من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَمن سنبل الطّيب العصافيرى والددارصيني والسليخة والزعفران والزنجبيل والجعدة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. تدق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتنقع الصموخ وتخلط. صفة حب سليم: ينقي الرَّأْس تنقية بَيِّنَة. أخلاطه: يُؤْخَذ تِربَذ وصبر من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم شَحم حنظل وسقمونيا من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم أنيسون وملح من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ الشربة القوية مِنْهُ دِرْهَمَانِ والضعيفة مِثْقَال. صفة حب آخر: أخلاطه: يُؤْخَذ أفتيمون وغاريقون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم بسفايج ثَلَاثَة دَرَاهِم أيارج سَبْعَة دَرَاهِم ملح دِرْهَمَيْنِ وَنصف هليلج أسود خَمْسَة دَرَاهِم حجر اللازورد دِرْهَمَيْنِ الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف. طبيخ مَاء الْأُصُول: يسقى بدهن الخروع للصداع من بلغم ودوار وصرع. أخلاطه: يُؤْخَذ قشور أصل الكرفس وقشور أصل الرازيانج من كل وَاحِد عشرد دَرَاهِم. أصُول الأذخر وفودنج جبلي وسنبل الطّيب وزراوند مدحرج من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم.(3/529)
شاهترج سَبْعَة دَرَاهِم. هليلج أصفر وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم. أفتيمون أَرْبَعَة دَرَاهِم مصطكى ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف جعدة أَرْبَعَة دَرَاهِم يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وينقع فِيهِ أيارج فيقرا أَرْبَعَة دَرَاهِم وَيُؤْخَذ مِنْهُ فِي كل يَوْم ثَلَاث أواقي وَوزن دِرْهَم دهن الخروع. صفة مطبوخ: أخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أسود وأصفر وكابلي من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم إجاص ثَلَاثِينَ عددا تمر هندي خَمْسَة عشر درهما شاهترج سَبْعَة دَرَاهِم أفسنتين ثَلَاثَة دَرَاهِم يطْبخ ثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَنصف وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثلثا رَطْل ويمرس فِيهِ دِرْهَم تَرَبد وصبر أَرْبَعَة دوانيق غاريقون دانقين وَيشْرب وَإِن أَرَادَهُ ضَعِيف لم يلق فِيهِ ذَلِك النثار وَلَكِن يمرس فِيهِ الْخِيَار شنبر منزوع الْحبّ عشرَة دَرَاهِم وَيشْرب. فِي الشَّقِيقَة: قرصة تَنْفَع وتعمل أعمالاً إِذا طلي بهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا من الصدغ إِلَى الصدغ. أخلاطه: تَأْخُذ من الزَّعْفَرَان خَمْسَة عشر مِثْقَالا وَمن القلقند عشرَة مَثَاقِيل. وَمن المرّ والشب والأفيون وععصارة الحصرم الْيَابِسَة وَمن القلقطار من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل. وَمن الصمغ خَمْسَة عشر مِثْقَالا. يسحق ذَلِك ويصبّ عَلَيْهِ شراب قَابض مِقْدَار مَا يَكْفِي ويسحق كَمَا يسحق الشياف وَيعْمل مِنْهُ أقرصة فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فادفه بخل ممزوج وَاسْتَعْملهُ. نُسْخَة دَوَاء للشقيقة العتيقة: يُؤْخَذ فلفل أَبيض مثقالين خلط الزَّعْفَرَان مثقالين أوفربيون نصف مِثْقَال خرء الْحمام نصف مِثْقَال خبز الوراقين نصف مِثْقَال تسحق هَذِه الْأَدْوِيَة وتخلط وتعجن بخلّ ويطلى بِهِ عضلة الْمقَالة الثَّانِيَة الْعين وَمَا يتَعَلَّق بذلك من الْأَمْرَاض فِي الرمد وتحلب الْموَاد إِلَى الْعين: يَنْفَعهُ شياف ألّفه رجل كَحال من أهل باقلوس. نسخته: يُؤْخَذ شياف ماميثا ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا أنزروت أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا شادنج إثنا عشر مِثْقَالا أفيون إثنا عشر مِثْقَالا عصارة اليبروح ثَمَانِيَة مَثَاقِيل صمغ سِتَّة عشرمثقالاً كثيراء إثنا عشرمثقالاً يعجن بِمَاء وَيسْتَعْمل. شياف يُسمى جالب النّوم: ينفع من الوجع الشَّديد وَمن كل ورم وَمن تحلّب الْموَاد القوية التحلب. ونسخته: يُؤْخَذ ماميثا أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا أنزروت ثَمَانِيَة مَثَاقِيل زعفران وَمر وأفيون(3/530)
وزاج محرق من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل صمغ إثنا عشر مِثْقَالا يعجن بِمَاء الْمَطَر وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض. وَهُوَ ينفع من الجرب والرمد الْعَتِيق وينفع الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا قيح والقروح الَّتِي يعسر اندمالها والآكلة الَّتِي تقع فِي الْفَم. أخلاطه: يُؤْخَذ نُحَاس محرق مثقالين مر مِثْقَال زاج محرق مِثْقَال فلفل ثلث مِثْقَال زعفران نصف مِثْقَال شراب تسع أواقي عقيد الْعِنَب أَربع أواقي وَنصف تسحق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة ويرضّ عَلَيْهَا فِي السحق الشَّرَاب فَإِذا جف ألقِي عَلَيْهَا عقيد الْعِنَب ويسحق بِهِ ويصيّر فِي إِنَاء ويطبخ بِنَار لينَة ويحفظ فِي إِنَاء نُحَاس. صفة طلاء ألفة فيلوكسانس: ينفع من الْمَادَّة الْكَثِيرَة والوجع الشَّديد. نسخته: يُؤْخَذ ورد طري مثقالان بزر البنج ثَمَانِيَة مَثَاقِيل كندر سِتَّة مَثَاقِيل سويق الشّعير ثَمَانِيَة عشر درهما مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل صفرَة بَيْضَة وَاحِدَة مشوية عصارة اليبروح أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالين أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل يعجن بشراب قَابض مِقْدَار الكفايهّ وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص ثمَّ يسْتَعْمل. نُسْخَة دَوَاء آخر يُقَال لَهُ اللهبي: يُؤْخَذ نُحَاس محرق ومغسول إثنا عشر مِثْقَالا زعفران سِتَّة مَثَاقِيل فلفل أَبيض أَرْبَعَة مَثَاقِيل صفة شياف يسْتَعْمل قبل الحمّام: ينفع من سيلان الْموَاد الْكَثِيرَة وخاصة مَتى كَانَت الْعين عسرة الترَطّب وَكَانَ ورمها مائلاً إِلَى الْبيَاض فِي لَونه حَتَّى تكون فِيهِ آثَار عَن آثَار الرمد الشَّديد الَّذِي يَعْلُو فِيهِ بَيَاض الْعين على سوادها وَإِنَّمَا يَنْبَغِي لنا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِي وَقت نأمر فِيهِ العليل بِدُخُول الْحمام وَفِي عقبه. أخلاطه: تَأْخُذ من الْحِجَارَة الَّتِي يُقَال لَهَا شجطوس ثَمَانِيَة مَثَاقِيل كندر سَبْعَة مَثَاقِيل نُحَاس محرق مغسول وأفيون وصمغ من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل يعجن بشراب مِقْدَار الْكِفَايَة وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض رَقِيقا بِأَن يقطر فِي الْعين مِنْهُ مرَارًا كَثِيرَة. شياف آخر: يسْتَعْمل قبل الْحمام ألّفه أرمياس الكحال. ينفع من الأوجاع الشَّدِيدَة ويسكّنها من يَوْمه تسكيناً كَبِيرا وينفع من الرمد الْعَتِيق أَيْضا. أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر ثَمَانِيَة مَثَاقِيل نُحَاس محرق مغسول وأفيون وصمغ من كل وَاحِد(3/531)
سِتَّة عشر مِثْقَالا مر إثنا عشر مِثْقَالا زعفران ثَمَانِيَة مَثَاقِيل قليميا أَرْبَعَة مَثَاقِيل كندر ثَلَاثَة مَثَاقِيل يعجن بشراب يُقَال لَهُ قنديسيون وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض ويداف رَقِيقا وَيَنْبَغِي أَن يكحل الْعين مِنْهُ فِي أَوْقَات مُتَفَرِّقَة فِيمَا بَين كل ثَلَاث سَاعَات أَو أَربع ثمَّ يدع الْعين تهدأ وتستريح وَيَأْمُر صفة شياف منجح: يسكن الوجع من يَوْمه يُقَال لَهُ الملكية يحل الورم ويفشه من سَاعَته. أخلاطه: يُؤْخَذ إثمد وأقاقيا من كل وَاحِد أَرْبَعُونَ مِثْقَالا أقليميا سِتَّة مَثَاقِيل نُحَاس محرق مغسول أَرْبَعَة عشر مِثْقَالا أسفيذاج الرصاص ثَمَانِيَة مَثَاقِيل سنبل وحضَض من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل جندبيدستر وصبر وأفيون وقلقطار محرق من كل وَاحِد مثقالين صمغ أَرْبَعِينَ مِثْقَالا يعجن بِمَاء قد طبخ فِيهِ ورد وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض ويداف إِلَى الثخن مَا هُوَ. صفة شياف أَلفه جالينوس يعرف بالمؤلف الساذج: ينفع من الأوجاع الشَّدِيدَة والعلل عِنْد انحطاطها. أخلاطه: يُؤْخَذ قليميا مغسول سِتَّة عشر مِثْقَالا أقاقيا أَرْبَعِينَ مِثْقَالا نُحَاس محرق مغسول أَرْبَعَة عشر مِثْقَالا أفيون وحُضض وساذج وسنبل الطّيب وزعفران وصبر وجندبيدستر من كل وَاحِد مثقالين مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل أسفيذاج الرصاص وإثمد مغسول من كل وإحد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل صمغ عَرَبِيّ أَرْبَعُونَ مِثْقَالا يعجن بِمَاء وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض وَيسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء الْعلَّة أَيْضا. شياف: أخلاطه: يُؤْخَذ قليميا سِتَّة عشر مِثْقَالا اسفيذاج مغسول أَرْبَعِينَ مِثْقَالا نشا وكثيراء وأقاقيا وأفيون من كل وَاحِد مثقالين صمغ إثنا عشر مِثْقَالا يعجن بِمَاء الْمَطَر فَإِذا حَان الْوَقْت الَّذِي يحْتَاج أَن يتَّخذ مِنْهُ شياف فالق عَلَيْهِ بَيَاض أَربع بيضات طرية. شياف يلقب بالصيفي: يُؤْخَذ قليميا محرق مغسول وطين شاموس واسفيذاج الرصاص من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا. قشور النّحاس مغسول وأقاقيا وقشار كندر من كل وَاحِد مثقالين. كثيراء خَمْسَة مَثَاقِيل صمغ خَمْسَة عشرمثقالاً. يعجن بِمَاء وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض. شياف يُقَال لَهُ الْكَوْكَب الَّذِي لَا يغلب: ينفع من الأوجاع الشَّدِيدَة والبثور والموسرج والقروح الوسخة والقروح المتأكلة والعلل العتيقة ويجلو وَيذْهب الْآثَار. أخلاطه: يُؤْخَذ قليميا محرق مغسول إسفيذاج الرصاص مغسول من كل وَاحِد سِتَّة عشر مِثْقَالا نشا كحل من كل وَاحِد إثنا عشر مِثْقَالا. رماد الْبيُوت الَّتِي تخلص فِيهَا النّحاس(3/532)
وأسرب محرق مغسول وطين شاموس من كل وَاحِد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل. مر مثقالين أفيون مثقالين كثيراء ثَمَانِيَة مَثَاقِيل يعجن بِمَاء الْمَطَر. وَهُوَ شياف منجح. أخلاطه: يُؤْخَذ قليميا وزعفران من كل وَاحِد إثنا عشر مِثْقَالا أفيون وقشور النّحاس من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل قشور شابورقان منقى أَو أبار محرق مغسول من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل مر ثَلَاثَة مَثَاقِيل سنبل الطّيب مثقالين أقاقيا مثقالين عصارة الْورْد وصمغ من كل وَاحِد إثنا عشر مِثْقَالا يعجن بِمَاء الْقطر وَيسْتَعْمل. شياف يلقب بالوردي أَلفه ببلس. ينفع من الوجع الشَّديد وَمن تحلب الْموَاد اللطيفة والكثيرة والبثر والموسرج. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد طري منزوع الأقماع أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون سدس مِثْقَال سنبل الطّيب سدس مِثْقَال صمغ ثَلَاثَة مَثَاقِيل يعجن بِمَاء الْمَطَر وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض. شياف آخر وردي يلقب بالْحسنِ: ينفع من هَذِه الْعِلَل الْمَذْكُورَة. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد طري منقى أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران إثنا عشر مِثْقَالا نشا سِتَّة مَثَاقِيل جلنار أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل كثيرا ثَمَانِيَة مَثَاقِيل يعجن بعصارة ورق شياف وردي أَلفه طارانطينوس: أخلاطه: يُؤْخَذ ورد طري إثنا عشر مِثْقَالا رماد الْبيُوت الَّتِي يخلص فِيهَا النّحاس وسنبل زعفران وأفيون وصمغ عَن كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل يعجن بِمَاء الْمَطَر. شياف آخر وردي أَلفه دياغوراس وَيُسمى الأشياف الْأَكْبَر: ينفع من الوجع الشَّديد ومواضع البثر والقروح الغائرة الهائجة الْحَادِثَة فِي الطَّبَقَة القرنية والموسرج والمادق الَّتِي تتحلب دهراً طَويلا والمرد الْعَتِيق الَّذِي يعسر بُرْؤُهُ. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد طري منزوع الأقماع إثنان وَسَبْعُونَ مِثْقَالا قليميا محرق مغسول أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران سِتَّة مَثَاقِيل أفيون ثَلَاثَة مَثَاقِيل إثمد ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَبَعْضهمْ يلقِي مِنْهُ سِتَّة مَثَاقِيل قشور النّحاس مثقالين سنبل الطّيب مثقالين مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَبَعض النَّاس يلقِي مِنْهُ سِتَّة مَثَاقِيل زنجار مثقالين وَقوم يلقون مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل صمغ أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا يعجن بِمَاء الْمَطَر وَيسْتَعْمل بِاللَّبنِ. شياف منجح: يتَّخذ بالياسمين ينفع من تحلّب الْموَاد.(3/533)
أخلاطه: يُؤْخَذ أقاقيا وعصارة الياسمين من كل وَاحِد ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا رماد الْبيُوت الَّتِي يخلص فِيهَا النّحاس وزعفران من كل وَأحد أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى سِتَّة مَثَاقِيل مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل عصارة البنج أَرْبَعَة مَثَاقِيل نُحَاس محرق مغسول أَرْبَعَة مَثَاقِيل صمغ أَرْبَعِينَ مِثْقَالا يعجن بشراب. شياف يُقَال لَهُ التفاحي: يصلح من لَا تحْتَمل عينه مسّ الْأَدْوِيَة وينفع من البثر والقروح الغائرة والوسخة الْحَادِثَة فِي الطَّبَقَة القرنية وَمن الموسرج وللمادة الْكَبِيرَة وللعلل الْقَرِيبَة الْعَهْد. أخلاطه: يُؤْخَذ إقليميا محرق مطفأ بِلَبن سِتَّة عشر مِثْقَالا أسفيذاج الرصاص مغسول ثَمَانِيَة مَثَاقِيل زعفران أَرْبَعَة مَثَاقِيل كثيراء مثقالين يعجن بِمَاء الْقطر وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض. شياف آخر: يلقب باسم مُشْتَقّ من إسم الَّذِي ألّفه سورياس وَهُوَ شياف منجح. ينفع من الأوجاع العتيقة وَمن ذهَاب اللَّحْم الَّذِي فِي المأق الْأَكْبَر من مأقي الْعين وَهِي الْعلَّة الَّتِي يُقَال لَهَا الدمعة وَمن الْخراج الَّذِي يخرج فِي هَذَا الماق وَهُوَ الناصور. أخلاطه: يُؤْخَذ أقليميا مغسول وشادنج محرق مغسول من كل وَاحِد ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا رماد الْبيُوت الَّتِي يخلص فِيهَا النّحاس أَرْبَعَة وعشررن مِثْقَالا مر ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا زعفران أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون سِتَّة مَثَاقِيل فلفل أَبيض ثَلَاثِينَ حَبَّة عددا صمغ سِتّ مَثَاقِيل يعجن بشراب وَيسْتَعْمل ببياض الْبيض فِي الْمَوَاضِع الْقَرِيبَة الْعَهْد وَيكون رَقِيقا وَبَعض النَّاس يلقِي فِيهِ من الزَّعْفَرَان اثْنَي عشر مِثْقَالا. شياف هوائي يلقب بالهندي: من شَأْنه أَن يمْنَع كَون كل نوع من الرمد وينفع من الْفساد والحكّة وَيَأْكُل مأق العينه وَيذْهب الْآثَار ويحفظ الَّتِي تكحل بِهِ حفظ لَا تتكدر مَعَه وَبعده. أخلاطه: يُؤْخَذ أسفيداج الرصاص ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا قليميا قبرسي أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا مداد هندي خَمْسَة مَثَاقِيل أرمانيون والخلط الَّذِي يُقَال لَهُ فسوريقون وَتَفْسِيره: الجربي وَمن عصارة الحصرم الْيَابِسَة وأفيون من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل. فلفل أَبيض سِتَّة مَثَاقِيل دهن لِسَان ثَمَانِيَة مَثَاقِيل وَفِي نُسْخَة أُخْرَى يلقى مِنْهُ سِتَّة مَثَاقِيل صمغ سِتَّة عشر مِثْقَالا دارصيني مثقالين يدق ويعجن بِمَاء الْقطر وَيسْتَعْمل. صفة دَوَاء: ينفع من الورم الشَّديد وورم الْعين الَّذِي يهيج من غَلَبَة الْحَرَارَة. أخلاطه: يُؤْخَذ أفيون وكثيراء وفيلزهرج وإسفيداج من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم صمغ عَرَبِيّ(3/534)
إثنا عشر درهماَ دقه جَمِيعًا واسحقه ثمَّ خُذ شاهسفرم حَدِيثا فاطبخه برطلين من مَاء الْمَطَر حَتَّى يصير على الئلث ثمَّ صفه واعجن بمائه الدَّاء ثمَّ اصنعه شيافاً مثل الحمص وجففه فِي الظل فَإِذا أَردت أَن تكحل الْعين فحكّه بِمَاء بَارِد أَو بِلَبن امْرَأَة أَو ببياض الْبيض أَو بِمَاء الحلبة المطبوخة على قِطْعَة صدف أَو مسن ثمَّ اكحل بِهِ الْعين بِالْغَدَاةِ أحد عشر ميلًا أَو سَبْعَة وبالعشي مثل ذَلِك فَإِنَّهُ يكسر الْحَرَارَة وَيقطع البلة الَّتِي تتحلب إِلَيْهَا ويقوّي الْعين وَيذْهب الورم. دَوَاء: ينفع من الرمد الشَّديد ويسكن الورم وَيذْهب البلة ويسكن الْحَرَارَة. أخلاطه: تَأْخُذ وزن ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين درهما شياف ماميثا وَمن الزَّعْفَرَان وزن أَرْبَعَة وَعشْرين درهما وَمن الأفيون وزن إثني عشر درهما وَمن فيلزهرج وَمن قرص عصير البنج الْأَبْيَض الجاف من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم وَمن ورق الْورْد الرطب الَّذِي قد قطع أصُول ورقه الْأَبْيَض وزن أَرْبَعِينَ درهما وَمن الصمغ الْعَرَبِيّ وزن ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين درهما دق الْكل واسحقه بِمَاء الْمَطَر وَمَاء إكليل الْملك إِن كَانَ رطبا فاعصره وَإِن كَانَ يَابسا فاطبخه ثمَّ صف مَاءَهُ واسحق الْأَدْوِيَة واعجنها بمائه ثمَّ اصْنَع مِنْهُ حبا كالحمص وجففة ثمَّ حكه على مسن أَو صدف بِمَاء دَوَاء يُسمى الأكسرين الْأَحْمَر: ينفع من القروح الَّتِي تكون فِي الْعين وَمن الْحَرَارَة الشَّدِيدَة وينقي الْعين من البلة الَّتِي تتحلّب فِيهَا من كَثْرَة الرُّطُوبَة والفضول وَيُقَوِّي لِبَاس الْعين. أخلاطه: يُؤْخَذ أفيون وشادنج وصفر محرق ولباب الْقَمْح من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم صمغ عَرَبِيّ وزن ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين درهما إسفيذاج وزن أَرْبَعَة وَسِتِّينَ درهماَ قليمياً ثَمَانِيَة وَعشْرين درهما اسحق الشادنج والصفر المحرق على حِدة بِالْمَاءِ سحقاً جيدا ثمَّ اخلط الْجَمِيع واسحقه وَهُوَ جَاف ثمَّ كحل بِهِ الْعين كَمَا تكحل بالإثمد. مرهم يوضع على الْعين: ينفع من شدَّة الْحر يهيج فِي الْعين وَيقطع عَنْهَا الرُّطُوبَة الَّتِي تتحلب فِيهَا وَيُقَوِّي الْعين ويسكن الوجع. أخلاطه: تَأْخُذ من ورق الْورْد الْيَابِس وقشر الرُّمَّان الحلو رطبا وَمن العدس من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم وصب عَلَيْهِ رطلا من مَاء واطبخه طبخاً جيدا وَصفه من المَاء ودقه دقاً جيدا واعجنه بِشَيْء من مَاء ودهن الْورْد ثمَّ ضَعْهُ على الْعين.(3/535)
دَوَاء آخر: ينفع من أوجاع الْعين الحارة. أخلاطه: تَأْخُذ من الزَّعْفَرَان واللبان وَالصَّبْر والمر والأفيون والأنزروت من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم فدقه واسحقه واطل على الْعين فِي بَدْء الوجع مَعَ الْخلّ وَمَاء الهندبا أَو مَاء الفرفين أَو مَاء البنج أَو مَاء الكزبرة الرّطبَة. فَإِذا تَمَادى الوجع فاطل مِنْهُ على الْعين والجبهة والجبين بالطلاء وسخنه بعض التسخين أَو خُذ من سويق الشّعير وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن العصفر الْبري وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن الأفيون وزن دِرْهَم فاسحقه جيدا واعجنه بدهن الْورْد وَضعه على الْعين الرمدة والورم الْحَار. كحل يُسمى أسطاطيقون: ينفع من تعكر الْعين واحمرارها إِذا ظهر وَإِذا اكتحل مِنْهُ لابتداء النزلات وَإِذا خلط مَعَه الْكحل الوردي. أخلاطه: يُؤْخَذ من القذميا والنحاس المحرق وَالصَّبْر من كل وَاحِد جُزْء والسنبل والمر من كل وَاحِد خمس جُزْء وَمن الزَّعْفَرَان والأفيون من كل وَاحِد نصف جُزْء من الأقاقيا الصافي أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن الحُضَض خمس جُزْء وَمن الصمغالعربي أَرْبَعَة أَجزَاء يسحق القذميا والنحاس وَالصَّبْر والأقاقيا بِمَاء عذب أَرْبَعَة أشهر ثمَّ يسحق الحضض والزعفران والأفيون فِي صلابة أُخْرَى خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يخلط مَعهَا وينقع الصمغ فِي المَاء حَتَّى يذوب وَيصب على الْأَدْوِيَة ويخلط بِهِ كحل: نَافِع لجَمِيع أوجاع الْعين الْحَادِثَة عَن النزلات. أخلاطه: يُؤْخَذ من ورق العليق ويعصر مَاؤُهُ ويصفى ويسحق فِي صلابة حَتَّى يغلظ ويثخن قَلِيلا ثمَّ يُؤْخَذ مثله صمغ عَرَبِيّ فينقع بِمَاء يسير حَتَّى يذوب وَيصير كالعسل ثمَّ يخلط بِمَاء العليق ويعجن بِهِ أَيَّامًا حَتَّى يجِف وَيُمكن أَن يحبب ويجفف فِي الظل ويكتحل بِهِ. قُرُوح الْعين وبثورها والقيح فِيهَا: إعلم أَن شياف الْكَوْكَب الْمَذْكُور شَدِيد النَّفْع مِنْهَا وَكَذَلِكَ الشياف المنجح والشياف التفاحي غَايَة. شياف ينمسب إِلَى ماحور: ينفع من الْعِلَل العتيقة والقيح الَّذِي يكون فِي الْعين. أخلاطه: يُؤْخَذ توتيا إثنان وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا نُحَاس محرق إثنان وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران سِتَّة عشر مِثْقَالا مرّ سِتَّة عشر مِثْقَالا شادنة عشرَة مَثَاقِيل فلفل أَبيض أَرْبَعُونَ مِثْقَالا عددا صمغ أَرْبَعُونَ مِثْقَالا يعجن بشراب. وَفِي نُسْخَة يلقى فِيهِ من الأفيون عشرَة مَثَاقِيل.(3/536)
خروق القرنية: ذرور ديملا حفر القرنية: يُؤْخَذ صدف كبار محرق وشادنج من كل وَاحِد دِرْهَم يدق ويذرّ بِهِ الْعين. فِي الغرب: الشياف الَّذِي أَلفه سورياس نَافِع من الغرب وَالْبَيَاض وآثار القروح. وَقد ينفع من الْبيَاض الدَّوَاء القبطي الْمصْرِيّ والشياف الْهِنْدِيّ والاكتحال بخرء سَام أبرص نَافِع. شياف أصفر يعرف بِخِلَاف المكدر: ينفع من الغشاوة وظلمة الْبَصَر وَمن الْعِلَل العتيقة وَيذْهب الْآثَار والصلابات. أخلاطه: يُؤْخَذ قليميا أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا عصارة الحصرم الْيَابِس اثْنَا عشر مِثْقَالا نوشادر مثله أفيون ثَمَانِيَة مَثَاقِيل صمغ عَرَبِيّ أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا إسفيداج الرصاص مثله زعفران سِتَّة عشر مِثْقَالا فلفل أَبيض أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا يعجن بِمَاء الْمَطَر. كحل عَجِيب قد جرب فَحَمدَ فِي الْبيَاض والدمعة: الْمَسِيح ويجلو الغشاوة وكل غلظ يكون فِي الْجُنُون وَيحد الْبَصَر جدا. أخلاطه: يُؤْخَذ توتيا هندي وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف إثمد أصفهاني وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم مارقشيتا دِرْهَمَيْنِ وَنصف نُحَاس محرق وزن دِرْهَمَيْنِ وثلثاي أقليميا الْفضة وأقليميا الذَّهَب من كل وَاحِد دِرْهَم سادنج وزن دِرْهَم بسد ولؤلؤ صغَار وقشور النّحاس من كل وَاحِد وزن دانقين شيح محرق وزن دِرْهَمَيْنِ وثلثاي مَاء قطر الزّجاج وزن نصف دِرْهَم وَمن الزّجاج الفرعوني وزن نصف دِرْهَم تسحق هَذِه الْأَدْوِيَة بِمَاء الْمَطَر فَإِن انسحق وَلم يبْق علية سحق ألقِي عَلَيْهِ كافور مسحوق وزن دانق مسك وزن قِيرَاط ويخلط بالسحق ويحبب ويجفف فِي الظل وَيحك فِي صدفة بِمَاء ويكتحل بِهِ. دَوَاء آخر نَافِع من الْبيَاض مجرب عَجِيب. أخلاطه: يُؤْخَذ من براعة الأبر وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن الزئبق وزن دِرْهَم يسحقان جَمِيعًا ويصيران فِي أنبوب قصب ويسد فَم الأنبوب بعجين وتغشى القصبة كلهَا بعجين وتغشّى بطين قد عجن بِشعر ديف عَلَيْهِ السلوك ويغشى بعد ذَلِك بطين آخر ثمَّ يطْبخ بِخَمْر حَتَّى يتحجر وَيصير كالخزف ثمَّ يخرج وَينْزع ذَلِك الدَّوَاء فتجده قد اندرج وَصَارَ كالشياف أَو يعمد إِلَى أقليميا أَبيض مسحوقاً وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم ويُخلط مَعَ هَذَا الدَّوَاء وَيرد إِلَى أنبوب آخر ثمَّ يعْمل بِهِ كَمَا عمل بِالْأولِ فَإِذا تحجر فَليخْرجْ ويعمد إِلَى وَرَقَات كتَّان قد لقطن قبل أَن يُصِيبهُ مطر فيجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ وزن دِرْهَم ولؤلؤ غير مثقوب وزن نصف دِرْهَم يسحقان سحقاً نَاعِمًا مَعَ سَائِر الْأَدْوِيَة وتسحق جَمِيعًا سحقاً بليغاً حَتَّى يصير(3/537)
كالغبار فَإِذا أدَّت العلاج بِهِ فاكحل العليل بعصارة أصل السوسن ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة ثمَّ اكحله بعد بِهَذَا الدَّوَاء وتكحل بعد ذَلِك يَوْمًا من هَذَا الدَّوَاء وَيَوْما من عصارة السوسن. صفة ذرور للبياض: أخلاطه: يُؤْخَذ زنجار وأشق وسرطان بحري محرقاً من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم شَحم الحنظل دِرْهَمَيْنِ وَنصف مرَارَة الثور وبورق أرمني من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ ملح داراني ثَلَاثَة دَرَاهِم فلفل أَبيض عشرُون درهما زبد الْبَحْر أَرْبَعَة دَرَاهِم قشور الْبيض الَّتِي تخرج من تَحت الفراريج ثَلَاثَة دَرَاهِم برادة مسن خَمْسَة دَرَاهِم بعر الضَّب عشرَة دَرَاهِم لُؤْلُؤ غير مثقوب أَرْبَعَة دَرَاهِم. السبل: كحل نَافِع من ريح السبل مِمَّا قد جرب فَحَمدَ. أخلاطه: يُؤْخَذ قشور الْبيض سَاعَة يفقس تَحت الدَّجَاجَة فيغلى ذَلِك بخل ثَقِيف عشرَة أَيَّام مُتَوَالِيَة ثمَّ يُصفى وَيُوضَع فِي قَارُورَة أَو إِنَاء خزف وَيُوضَع الْإِنَاء فِي مَوضِع كنين فِي الشَّمْس حَتَّى يجِف مَا فِيهِ ئم يُؤْخَذ ويسحق ويكتحل بِهِ. الدمعة: الشياف المنجح الَّذِي أَلفه سورياس نَافِع من الدمعة وشياف أنطوسامون الَّذِي نذكرهُ والشياف الَّذِي ذكره مسيح للبياض الْمُتَّخذ من التوتيا. غلظ الأجفان وجساوتها: ينفع مِنْهُ الْكحل الْمَعْرُوف بنوسامدروس ونذكره فِي بَاب الجرب وينفع دَوَاء أرسطراطس الْمَذْكُور والشياف التوتيائي الَّذِي ذكره مسيح للبياض. شيات قبْطِي مصري: ينفع من الصلابات وَالْبَيَاض وَيقطع القشرة الصلبة من سَاعَته. أخلاطه: يُؤْخَذ زنجار وأشق من كل وَاحِد مِنْهُمَا سِتَّة مَثَاقِيل ملح محتفر ثَلَاثَة مَثَاقِيل شَحم الحنظل ثَلَاث مَثَاقِيل وَثلثا مِثْقَال مرَارَة الْبَقر مثقالين بورق أسود مِثْقَال وَنصف فلفل أَرْبَعُونَ حَبَّة عددا عسل فائق قوانوس تكون الْجُمْلَة تسع أَوَاقٍ يخلط وَيصير فِي آنِية وَيرْفَع إِلَى وَقت الْحَاجة. شياف آخر يُقَال لَهُ أرطوسامون: ينفع من تحلب الْموَاد المزمنة وَمن ثقل الأجفان وخشونتها وَمن ذوبان مَا فِي الْعين وتنقصها وتأكلها وَمن الرُّطُوبَة الْكَثِيرَة الَّتِي تكون فِي الْعين وَمن نتوء الأغشية وَيذْهب الْآثَار والصلابات. أخلاطه: يُؤْخَذ إثمد أَرْبَعَة مَثَاقِيل نُحَاس محرق وأسفيداج الرصاص من كل وَاحِد مثقالين زعفران وَمر وقشار الكدر وزنجار وعدس أَخْضَر من كل وَاحِد مِثْقَال فلفل أَبيض نصف مِثْقَال صمغ عَرَبِيّ مثقالين يعجن بشراب وَيسْتَعْمل مدافاً بِمَاء.(3/538)
شيات أصفر يُقَال لَهُ فانحريطس: وَهُوَ شياف منجح ينفع من الجرب والتأكل فِي المأقين والحكة الشَّدِيدَة وَثقل الأجفان. أخلاطه: يُؤْخَذ قليميا ثَمَانُون مِثْقَالا فلقطار أَبيض أَرْبَعُونَ مِثْقَالا يعجن بِمَاء الْقطر. جرب الْعين وحكتها: الشياف الْهِنْدِيّ ينفع من الحكة كحل لَا يخطىء أَلفه قريطن الكحال ينفع من الحكة وَغلظ الأجفان. أخلاطه: يُؤْخَذ قليميا قبرسي أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا شادنة سِتَّة مَثَاقِيل. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى سِتَّة عشر مِثْقَالا يدق حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة السويق ويعجن بِعَسَل وَيحرق وَيصب عَلَيْهِ شراب يطفئه ويجفف ويسحق ويكتحل بِهِ. كحل فاقيطون: أخلاطه: يُؤْخَذ قليميا يكسر قطعا صغَارًا ويعجن بِعَسَل وَيصير فِي كوز فخار ويسدّ فَمه ويطين ويثقب فِي وسط الغطاء ثقباً ليَكُون للدخان المتصاعد من احتراق الدَّوَاء منفذ يخرج مِنْهُ ثمَّ يصير الْكوز منتصباً فِي وسط فَحم مشتعل فَإِذا أَخذ الاقليميا فِي الاحتراق فَانْظُر إِلَى الدُّخان المتصاعد فَإِن رَأَيْته مائلاً بعد إِلَى السوَاد فدع ادواء يَحْتَرِق حَتَّى إِذا رَأَيْت ذَلِك الدُّخان صَار أَبيض فَاعْلَم أَن الدَّوَاء قد استحكم احتراقه فَأنْزل حِينَئِذٍ الْكوز عَن النَّار وَأخرج القليميا وصب عَلَيْهِ من الشَّرَاب قدر مَا يبرد بِهِ ثمَّ صيّره فِي هاون واسحقه وجففه واحتفظ بِهِ حَتَّى تخلطه فِي الْكحل الَّذِي يخلط بِهِ. وَهَذِه نُسْخَة الْكحل: تَأْخُذ من هَذَا القليميا ثَمَانِيَة مَثَاقِيل وَمن النّحاس المحرق ثَمَانِيَة مَثَاقِيل وَمن الاثمد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل يسحق الْجَمِيع ويحتفظ بِهِ ويمرّ مِنْهُ على الأجفان غدْوَة وَعَشِيَّة. شياف أَبُو لوينوس: ينفع من الجرب وتساقط الأشفار والعلل العتيقة. أخلاطه: يُؤْخَذ شادنج محرق مغسول إثنان وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا نُحَاس محرق مغسول سِتَّة عشر مِثْقَالا حجر سجيسطوس محرق مغسول إثنان وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا زنجار محلول سِتَّة عشر مِثْقَالا أفيون ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَفِي نُسْخَة أُخْرَى سِتَّة مَثَاقِيل قليميا أَرْبَعَة مَثَاقِيل قلقطار محرق أَرْبَعَة المَاء وَالشعر فِي الْعين: دَوَاء أَلفه فاسنوس للْمَاء الَّذِي ينزل فِي الْعين. أخلاطه: تَأْخُذ مرَارَة ثَوْر فتفرغها فِي إِنَاء نُحَاس وتدعها عشرَة أَيَّام ئم تَأْخُذ مرا(3/539)
إثنا عشر مِثْقَالا وزعفران ودهن البلسان وجاوشير من كل وَاحِد مثقالين فلفل إثنا عشر حَبَّة عددا عسل فائق ضعف مِقْدَار المرارة يخلط الْجَمِيع ويطبخ فِي إِنَاء نُحَاس ويحتفظ بِهِ ثمَّ تصبه فِي حق من نُحَاس ويحتفظ بِهِ. دَوَاء آخر أَلفه بولوسيوس: أخلاطه: تَأْخُذ زبد الْبَحْر فتحرقه على خزفة وتسحق رماده وتعجنه بِدَم الْحلم وَيصير فِي إِنَاء من فرن فَإِذا نتفت الشّعْر فاطل على مَوْضِعه من هَذَا ادواء. صفة طلاء أَلفه فيلوكانس: ينفع من الْمَادَّة الْكَثِيرَة والوجع الشَّديد. أخلاطه: يُؤْخَذ ورد طري مثقالان بزر البنج ثَمَانِيَة مَثَاقِيل كدر سِتَّة مَثَاقِيل مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل سويق الشّعير ثَمَانِيَة عشر مِثْقَالا صفرَة بَيْضَة وَاحِدَة مشوية عصارة اليبروح أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالين أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل ويعجن بشراب قَابض مِقْدَار مَا يَكْفِي وَيعْمل مِنْهُ صفة شياف يلقب بالهندي والملكي: ينفع من ابْتِدَاء نزُول المَاء وَمن كل غشاوة رطبَة تكون فِي الْعين وَيذْهب آثَار القروح فِي الْعين. أخلاطه: يُؤْخَذ أقليميا محرق مغسول سِتَّة عشر أرقية مداد هندي سِتّ أَوَاقٍ إسفيذاج الرصاص أَربع أَوَاقٍ فلفل أَبيض سِتّ أَوَاقٍ مرَارَة ضبع وَاحِد ومرارات شقارق وَزَعَمُوا أَنه شبوط سبع مرارات مرارات القبّج أَربع مرارات لبن الخشخاش أُوقِيَّة دهن البلسان أوقيتين جاوير وسكبينج من كل وَاحِد أوقيتين صمغ إثني عشر أُوقِيَّة يعجن بعصارة الرازيانج أَو بعصارة النَّبَات الَّذِي يُقَال لَهُ إيرافليوس. كحل آخر: ينفع من الظلمَة وبدو المَاء فِي الْعين. أخلاطه: تُؤْخَذ مرَارَة الدب أَرْبَعَة دَرَاهِم جاوشير وفلفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم دهن الزَّيْت الْعَتِيق ودهن البلسان وعصير الرازيانج الرطب من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ وزن دِرْهَم عسل أُوقِيَّة تدقه وتخلطه وَيجْعَل فِي قَارُورَة نظيفة وَيتْرك فِي الشَّمْس سَبْعَة أَيَّام ثمَّ تكحل بِهِ الْعين بِطرف ميل غدْوَة وَعَشِيَّة. دَوَاء آخر: ينفع من الظلمَة وَالْعشَاء الَّذِي يبصر الشَّيْء من بعيد وَلَا يبصره من قريب وَمن اجْتِمَاع المَاء فِي الْعين. أخلاطه: تُؤْخَذ مرَارَة غراب أسود ومرارة الحجل ومرارة الكركي ومرارة الضبع ومرارة الماعز من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ. وَمن الْعَسَل الْمُصَفّى وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن دهن البلسان دِرْهَم وَنصف. اسحقه جَمِيعًا واخلطه ثمَّ اكحل بِهِ الْعين بِالْغَدَاةِ والعشي.(3/540)
بطلَان الْبَصَر: الشياف الْأَصْفَر نَافِع من الضعْف المفرط فِي الْبَصَر والشياف التوتيائي الَّذِي ذكره مسيح فِي الْبيَاض. شياف كَانَ يَسْتَعْمِلهُ فولس: أخلاطه: يُؤْخَذ أقاقيا وَورد يَابِس وإكليل الْملك من كل وَاحِد ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ مثقَالاً رماد الْبيُوت الَّتِي يخلص فِيهَا النّحاس أَرْبَعَة وَعشْرين مِثْقَالا لفاح إثني عشر مِثْقَالا بزر البنج ثَمَانِيَة عشر درهما أفيون سِتَّة مَثَاقِيل صمغ أَرْبَعِينَ مِثْقَالا شراب تسع أَوَاقٍ مَاء الْمَطَر تسع أَوَاقٍ يخلط المَاء بِالشرابِ ويلقى عَلَيْهِ الْورْد وإكليل الْملك والبنج واللفّاح أَو قشور اليبروح ودعه حَتَّى يستنقع ثَلَاثَة أَيَّام أَو خَمْسَة ثمَّ اعصره وَخذ عصارته واعجن بهَا الدَّوَاء واعمل مِنْهُ شيافاً دَوَاء باسليقون أَي الملكي: وَهُوَ جلاّء للعين يكتحل بِهِ فِي حَال الصِّحَّة فِي كل يَوْم مرّة أوكل يَوْمَيْنِ مرّة فيجلو الْبَصَر ويحفظ الْبَصَر الصَّحِيح على حَاله. أخلاطه: يُؤْخَذ أقليميا وزبد الْبَحْر من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم صفر محرق خمس دَرَاهِم إسفيداج وملح دراني من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم نوشادر وَدَار فلفل من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ قرنفل وأشنة من كل وَاحِد دِرْهَم فلفل أَرْبَعَة دَرَاهِم كافور نصف دِرْهَم يدق ويسحق وتكحل بِهِ الْعين. باسليقون آخر: ينفع من جَمِيع مَا ذكر. أخلاطه: يُؤْخَذ أقليميا سَبْعَة دَرَاهِم شادنج وَدَار فلفل من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ نوشادر دِرْهَمَيْنِ صفر محرق وفلفل واسفيذاج وملح دراني من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم زبد الْبَحْر أَرْبَعَة دَرَاهِم ملح هندي وقرنفل وهيل وأشنة وسنبل من كل وَاحِد دِرْهَم دقه واسحقه وكحل مِنْهُ الْعين. دَوَاء آخر: أخلاطه: يُؤْخَذ من الاثمد فينقع إِحْدَى وَعشْرين لَيْلَة فِي مَاء الْمَطَر أَو المَاء الَّذِي يقطّر من الْحبّ ثمَّ خُذ مِنْهُ إثني عشر درهما وَمن المارقشيثا ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَمن التوتيا والقليميا من كل وَاحِد إثني عشر درهما وَمن اللُّؤْلُؤ الصغار غير المثقوب دِرْهَمَيْنِ وَمن الْمسك دانقين وَمن الكافور دانق وَمن الزَّعْفَرَان والساذج من كل وَاحِد دِرْهَم يدق كل وَاحِد على حِدته ثمَّ يجمع الأثمد والمارقشيثا والقليميا والتوتيا واللؤلؤ فيسحق جيدا كل يَوْم بِالْمَاءِ مرَارًا حَتَّى ينشف مَاؤُهُ ثمَّ خُذ الساذج والزعفران فانقهما مَعهَا فِي الهاون واسحقه جيدا ثمَّ اسحق مَعَه الْمسك والكافور ثمَّ ارفعه فِي زجاجة واكحل مِنْهُ غدوا وعشياً فِي حالات الصِّحَّة فَإِنَّهُ يقوّي الْبَصَر الضَّعِيف ويحفظه.(3/541)
برود: مضاض جلاء مقو. أخلاطه: يُؤْخَذ شادنج مغسول ونحاس محرق من كل وَاحِد وزن خَمْسَة دَرَاهِم صَبر اسقوطري وبورق أرمني من كل وَاحِد دِرْهَم زنجار وفلفل أَبيض وَدَار فلفل وشحم الحنظل وزعفران ونانخواه من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يدق ويسحق وَيسْتَعْمل. الْأذن وَمَا يتَعَلَّق بذلك من الْأَمْرَاض وجع الْأذن وورمها وقيحها وثقلها: دَوَاء أرسطراطس الْمَذْكُور فِي بَاب الْعين نَافِع من الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا قيح. دَوَاء آخر: نَافِع من جَمِيع أوجاع الْأذن وَجَمِيع القروح الْحَادِثَة فِيهَا. أخلاطه: يُؤْخَذ مر مِثْقَال كدر ثَلَاثَة مَثَاقِيل نطرون ثَلَاثَة مَثَاقِيل زعفران أَرْبَعَة مَثَاقِيل عصارة الخشخاش مثقالين بارزد مثقالين لوز مقشّر عشْرين عددا يسحق ذَلِك كُله ويعجن بخل وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص فَإِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ ديف إِن كَانَ فِي الْأذن وجع شَدِيد مَعَ دهن وقطر فِي الْأذن وَإِن كَانَ فِيهَا ثقل فِي السّمع ديف بخل وقطر. دَوَاء وَصفه غالينوس. أخلاطه: يُؤْخَذ مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل صَبر أَرْبَعَة مَثَاقِيل كندر ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَفِي نُسْخَة أُخْرَى مِثْقَال زعفران ثَلَاثَة مَثَاقِيل نطرون ثَلَاثَة مَثَاقِيل عصارة الخشخاش ثَلَاثَة مَثَاقِيل لوز مر ثَلَاثِينَ دَوَاء للأذن من أدوية غالينوس: ينفع من الأورام والأوجاع الشَّدِيدَة المبرحة. أخلاطه: يُؤْخَذ قنة وَهُوَ البارزد وزن مثقالين دارصيني وزن مثقالين مرّ ثَمَانِيَة مَثَاقِيل زعفران ثَمَانِيَة مَثَاقِيل نطرون ثَلَاثَة مَثَاقِيل كندر أَرْبَعَة مَثَاقِيل خلّ مِقْدَار مَا يكْتَفى بِهِ حَتَّى يصيرفي ثخن الْعَسَل. دَوَاء آخر: نَافِع لأورام الْأذن والمدّة والقيح يَجِيء من الْأذن ولأوجاع الْأذن العتيقة. أخلاطه: يُؤْخَذ جَوف الباقلى الْمصْرِيّ الَّذِي هُوَ مر الطّعْم وشب يماني وفلفل إبيض نطرون وزعفران وأفيون وقشور الرُّمَّان وَمر وكندر وسنبل من كل وَاحِد مثقالين. جندبيدستر مِثْقَال خل وَعسل مِقْدَار مَا يعجن بِهِ الدَّوَاء وَبَعض النَّاس يلقِي فِيهِ من الْعَسَل سِتَّة مَثَاقِيل.(3/542)
دَوَاء آخر من أدوية بروطانس. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران وَمر وسنبل من كل وَاحِد نصف مِثْقَال نُحَاس محرق نصف. وَثلث مِثْقَال أفيون نصف مِثْقَال جندبيدستر ثلث مِثْقَال شب يماني مِثْقَال شب مدور مِثْقَال إِن كَانَ فِي الْأذن صديد فعالجها بِهَذَا الدَّوَاء مَعَ مطبوخ مثلث وَإِن كَانَ فِي الْأذن وجع شَدِيد فعالجها بدهن ورد وَإِن تولّد فِيهَا دود فاخلط بِهَذَا الدَّوَاء خربقاً أسود مثقالين. أخلاطه: تُؤْخَذ أقماع الرُّمَّان وقشور الرُّمَّان وزراوند وقلقطار وزاج قبرسي وعفص وتوبال النّحاس من كل وَاحِد مِثْقَال. مر وكندر قلقند مشوي وشب يماني من كل وَاحِد نصف مِثْقَال يسحق بخل وَيعْمل أقرصة وَيسْتَعْمل. دَوَاء أنطيقاطوس: نَافِع للوجع الصعب الشَّديد. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران أوقيتين وَبَعض النَّاس يلقى فِيهِ مرّ ونوشادر من كل وَاحِد أُوقِيَّة شمب يماني وأشق من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة ثفل دهن السوسن أَو ثفل الزَّيْت البستاني أوقيتين يسحق بشراب معسل أَو بشراب حُلْو مِقْدَار مَا يصير فِي ثخن الْعَسَل وَيسْتَعْمل. دواءآخر: نَافِع لثقل السّمع والدوي والطنين. أخلاطه: يُؤْخَذ خربق أَبيض مِثْقَال نطرون ربع مِثْقَال جندبيدستر نصف مِثْقَال يخلط وَيسْتَعْمل بالخلّ وليثق بِهِ مستعمله فَإِنَّهُ دَوَاء منجح. دَوَاء آخر يُقَال لَهُ الجلهروني: نَافِع للعلل العتيقة من علل الْأذن. أخلاطه: يُؤْخَذ خربق أَبيض وَمر وكندر وزعفران وجندبيدستر وأفيون من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل قلقنت سِتَّة مَثَاقِيل فلفل مثقاليق ينقع المر والأفيون والجندبيدستر والكندر بخل قد طبخ فِيهِ قشور الرُّمَّان حَتَّى يتهرى ثمَّ يلقى عَلَيْهِ الخربق والزعفران والفلفل والقلقنت مسحوقة ويسحق الْجَمِيع سحقاً نَاعِمًا فَإِذا التأم ألقِي عَلَيْهِ من الشَّرَاب المعسل مِقْدَار مَا يصير فِي ثخن الْعَسَل الرَّقِيق فَإِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فليفتر وليقطر فِي الْأذن وَهُوَ دَوَاء عَجِيب. دَوَاء آخر: ينفع جَمِيع أوجاع الْأذن وَجَمِيع القروح الْحَادِثَة فِيهَا. أخلاطه: يُؤْخَذ مر مِثْقَال كندر ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَبَعض النَّاس يلقِي مِنْهُ سَبْعَة مَثَاقِيل نطرون ثَلَاثَة مَثَاقِيل زعفران أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَبَعض النَّاس يلقِي فِيهِ مِثْقَالا وَاحِدًا عصارة الخشخاش مثقالين بارزد مثقالين لوز مقشر عشْرين عددا يسحق ذَلِك كُله ويعجن بخل وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص فَإِذا احْتِيجَ إِلَيْهَا ديف إِن كَانَ فِي الْأذن وجع شَدِيد بدهن ورد ويقطر فِي الْأذن وَإِن كَانَ فِيهَا ثقل فِي السّمع ديف بخل وقطر فانه ينفع مَنْفَعَة بَيِّنَة.(3/543)
دَوَاء خبث الْحَدِيد: وهودواء قوي. أخلاطه: يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد فيرض وَيغسل بخل ويلقى على طابق ويجفف ثمَّ يلقى ثَانِيَة وثالثة يفعل بِهِ ذَلِك سبع مَرَّات ثمَّ يطْبخ بخل ثَقِيف طبخاً شَدِيدا حَتَّى يصير كالعسل وَيرْفَع ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ. دَوَاء قُرُوح الْأنف الْمُسَمّى سقرموسوس: وَهُوَ دَاء يقطع كل زَائِدَة تنْبت فِي الْبدن. أخلاطه: يُؤْخَذ زاج محرق وقلقطار محرق وقلقنت محرق وزاج أَحْمَر وتوبال النّحاس أَجزَاء سَوَاء فيسحقها ويعالج بهَا يابسة وَيجب أَن يدلك الزِّيَادَة قبل أَن يعالجها هَذَا الدَّوَاء بثوم ثمَّ يعالجها بِهِ من غَد بعد أَن يَأْكُل صَاحب الْعلَّة طَعَامه وَإِذا عَالَجت بِهِ باسور الْأنف فاطل قبل العلاج دَاخل الْأنف قفراً أَو زفتاً رطبا أَو دسم المر. الْمقَالة الرَّابِعَة أَحْوَال الْأَسْنَان وَمَا يتَعَلَّق بذلك وجع الْأَسْنَان: دَوَاء يسكن الأوجاع الصعبة الشَّدِيدَة وَيصْلح لتأكل الْأَسْنَان وينفع أَيْضا من السعال. أخلاطه: يُؤْخَذ أفيون مثقالين مر مثله عسل مثله فلفل أَبيض مِثْقَال بارزد مثله بعقيد الْعِنَب مِقْدَار مَا يَكْتَفِي بِهِ ويدق مَعًا ويتخذ مِنْهُ شياف ويُطلى مِنْهُ على الْأَسْنَان وَيُوضَع مِنْهُ على الْموضع الْمَأْكُول. دَوَاء وَضعه أندروماخس: نَافِع لجَمِيع وجع الْأَسْنَان وَلِجَمِيعِ الْعِلَل الْحَادِثَة فِيهَا وللضرس. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل وعار قرحا وَلبن اليتوع وبارزد من كل وَاحِد جُزْء يسحق ويعجن بميعة وَيُوضَع على الْموضع الْمَأْكُول. دَوَاء آخر: نَافِع من ضَرْبَان الْأَسْنَان. أخلاطه: يُؤْخَذ من شَحم الحنظل جُزْء وَمن الصَّبْر جُزْء فيغلى فِي برمة حجر أَو مغرفة حَدِيد غلياً شَدِيدا بِزَيْت وخل خمر ثمَّ ينزل ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن الَّتِي تلِي الضرس الوجع قَطْرَة بعد قَطْرَة. كي الضرس: تعمد إِلَى الضرس الَّذِي لَا ينجع فِيهِ دَوَاء الشَّديد الضربان فتأخذ لَهُ زيتاً مِقْدَار أُوقِيَّة وَمَاء المرزجوش أَو مرزجوش يَابِس وحرمل من كل(3/544)
وَاحِد دِرْهَم وَنصف يدق دقاً نَاعِمًا ثمَّ يلقى فِي الزَّيْت وتغليه ثمَّ تعمد إِلَى مسلتين فتجمعهما مَوضِع الثقب مِنْهُمَا ثمَّ تفتح فَم العليل وَتنظر إِلَى الضرس الَّذِي تُرِيدُ كيه فَإِن كَانَ فِيهِ شَيْء نقيته وأطبقت عَلَيْهِ أنبوب حَدِيد أَو شبه أَو فضَّة وغمست إِحْدَى المسلتين فِي ذَلِك الزَّيْت ثمَّ أدخلتها فِي الأنبوب ووضعتها على الضرس وَإِذا بردت تِلْكَ أخذت أُخْرَى تفعل ذَلِك سِتّ مَرَّات عددا فَإِن وَجَعه يسكن وَيخرج من الضرس مَاء. أخلاطه: تَأْخُذ قرن أيل قد أحرق أَربع مَرَّات سِتّ عشرَة أُوقِيَّة ملح أوقيتين أشق جَاف لَيْسَ بمر الطّعْم قطعا كبارًا رَطْل مصطكى ثلث رَطْل قسط ثلث رَطْل أَو أَكثر قَلِيلا أذخر أَبيض مثله فلفل أَبيض أُوقِيَّة ساذج أوقيتين يدق الْجَمِيع وينخل وَيسْتَعْمل سنوناً. دَوَاء يُسمى سورنيتجان: ينفع من ورم اللثة واسترخائها وينقي الْأَسْنَان. أخلاطه: يُؤْخَذ من قشور الرُّمَّان وزن أوقيتين وَمن الْعُرُوق والجلنار والسماق من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَمن الشب والعفص أُوقِيَّة أُوقِيَّة دقه واسحقه ثمَّ احْمِلْ مِنْهُ باصبعك وادلك بِهِ الْموضع الوجع ثمَّ خد مِنْهُ بِخرقَة كتَّان فضعه عَلَيْهِ. سنُون: ينقي الْأَسْنَان ويشد اللثة ويطيب النكهة. أخلاطه: يُؤْخَذ ملح دراني ويدق ويعجن بِعَسَل ويشدّ فِي قرطاس ويلقى فِي لجمر حَتَّى يصير كالجمر ثمَّ ينزل عَن النَّار ويطفأ بقطران أَو نضوح طيب أَو ميسوسن وَيتْرك حَتَّى يبرد ويدق وَيُؤْخَذ مِنْهُ جُزْء وَيصير مَعَ ذَلِك من الدارصيني جُزْء وَمن المرّ جُزْء وَمن رماد الشيح والسعد جُزْء جُزْء وَمن فقاح الأذخر سدس جُزْء وَمن فتات الْعود نصف جُزْء وَمن السكر ثَلَاثَة أَجزَاء وَمن الكافور عشر أَجزَاء يدق ذَلِك ويخلط ويتخذ سنوناً فِي كل غدْوَة. دَوَاء آخر: يُقَوي الْأَسْنَان والأضراس إِذا كَانَ فِيهَا ضعف. أخلاطه: يُؤْخَذ شمع وَعسل من كل وَاحِد جزأين يذاب فِي الشَّمْس بِمَاء حَار ويخلط مَعَه من الزفت جُزْء وَيجْعَل فِي حد المرهم وَيدْفَع إِلَى صَاحب الْعلَّة ليمضغه فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء يَابسا فاخلط مَعَه شَيْئا من زَيْت والمصطكى أَيْضا إِذا مضغ عمل فِي ذَلِك غَايَة الْعَمَل. دَوَاء آخر: يُقَوي الْأَسْنَان واللثة. أخلاطه: يُؤْخَذ قرن أيل محرق وزن عشرَة دَرَاهِم وَمن ورق السرو المحرق وزن خَمْسَة دَرَاهِم وَمن جوز السرو خَمْسَة دَرَاهِم وَمن أصل الفنطافلن وزن عشرَة دَرَاهِم وَمن البرشياوشان المحرق وزن خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الْورْد المنزوع الأقماع وسنبل الطّيب من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق وينخل بحريرة وَيسْتَعْمل.(3/545)
الْمقَالة الْخَامِسَة الْفَم وَالْحلق والجوف الْأَعْلَى الذّبْح والخوانيق: قَالَ جالينوس إِن قوما يَزْعمُونَ أَن فراخ الخطاطيف طرية كَانَت أَو مقددة مملوحة تسكّن الخوانيق فِي الْحَال وتخلط للصبيان والمشايخ بِأَصْل السوسن. اللهاة واللوزتان: دَوَاء يَابِس يصلح للهاة المسترخية الوارمة. أخلاطه: يُؤْخَذ فلفل أَبيض مِثْقَال مرّ مِثْقَال شبّ يماني مثقالين عفص أَخْضَر مثقالين يسحق وَيسْتَعْمل. الْجوف الْأَعْلَى: دَوَاء نَافِع من رُطُوبَة الصَّدْر. أخلاطه: يُؤْخَذ من القنّة والميعة السائلة من كل وَاحِد أوقيتين أصل السوسن الْيَابِس أوقيتين أفيون ربع أُوقِيَّة يسحق مَا انسحق مِنْهَا ويخلط مَعَ الميعة والقنة وَشَيْء من عسل منزوع الرغوة ويلعق مِنْهُ. دَوَاء حلقومي: ذكر إجالينوس أَنه كَانَ يعالج بِهِ. أخلاطه: يُؤْخَذ كندر مِثْقَال وَفِي نُسْخَة أُخْرَى أَرْبَعَة مَثَاقِيل مرّ مِثْقَال وَفِي نُسْخَة أُخْرَى أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مِثْقَال. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى أَرْبَعَة مَثَاقِيل عنصل مثقالين شراب حُلْو ثَلَاثَة أقساط يطْبخ العنصل بشراب حَتَّى يثخن الشَّرَاب ثمَّ يرْمى بالعنصل وتلقى سَائِر الْأَدْوِيَة على الشَّرَاب. دَوَاء حلقومي ينْسب إِلَى بالاوسطس: ذكر جالينوس أَنه كَانَ يعالج لَهُ من كَانَت بِهِ قرحَة فِي الرئة وَهُوَ دَوَاء نَافِع جدا. أخلاطه: يُؤْخَذ سنبل اقليطي أَرْبَعَة مَثَاقِيل حَماما ثَمَانِيَة مَثَاقِيل ساذج هندي أَرْبَعَة مَثَاقِيل سنبل هندي ثَلَاثَة مَثَاقِيل أذخر مثقالين سليخة ثَمَانِيَة مَثَاقِيل دارصيني عشرَة مَثَاقِيل كندر ثَلَاثَة مَثَاقِيل مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل قسط أَرْبَعَة مَثَاقِيل خلط الساذج أَرْبَعَة مَثَاقِيل رب السوس ثَلَاثَة مَثَاقِيل عصارة اليبروح خَمْسَة مَثَاقِيل زعفران سِتَّة مَثَاقِيل. تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة ثمَّ يُؤْخَذ تمر فيطبخ بِمَاء الْعَسَل أَو بشراب حُلْو وَيُؤْخَذ شيرج ويلقى فِيهِ من حب الصنوبر الْكِبَار مسحوقة عشْرين حَبَّة ويخلط مَعَه من الدَّوَاء مِقْدَار بندقة ويسقى مِنْهُ أَيَّامًا ثمَّ يسقى بعده من الدَّوَاء يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة أَيَّام من غير أَن يخلط مَعَه شَيْء من غَيره ثمَّ يسقى بعده من الأيارج الْمُتَّخذ بِالصبرِ مِقْدَار ملعقة فِي يَوْم وَاحِد بِمَاء وعالج بِهَذَا الدَّوَاء من كَانَت بِهِ عِلّة فِي قَصَبَة الرئة بِلَبن أتان وَيُؤمر العليل بتغرغره ثمَّ دَعه أَيَّامًا وعالجه بِهَذَا الدَّوَاء مَعَ دَوَاء من الْأَدْوِيَة الَّتِي تسكن الوجع فَإِن كَانَ سيلان الْموَاد قَوِيا فاخلط هَذَا الدَّوَاء المعجون بأفيون وجندبيدستر. دَوَاء آخر من أدوية جالينوس:(3/546)
ينفع من علل قَصَبَة الرئة وقروح الرئة وَنَفث الْقَيْح وَالدَّم والمادة المتحلبة إِلَى الصَّدْر وَلما يعسر نفثه وَهُوَ دَوَاء قوي جدا. أخلاطه: يُؤْخَذ صمغ البطم أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران كندر مر دارصيني من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل حَماما ثَلَاثَة مَثَاقِيل حب الصنوبر الْكِبَار أَرْبَعَة مَثَاقِيل أصُول السوسن مقشر مثله سنبل شَامي مثقالين وَنصف سليخة سَوْدَاء مثقالين كثيراء ثَلَاثَة مَثَاقِيل لحم التَّمْر الشَّامي ثَلَاثَة مَثَاقِيل طين شاموس الَّذِي يُقَال لَهُ الْكَوْكَب أَرْبَعَة مَثَاقِيل بارزد صافي نقي ثُلثي مِثْقَال قسظ أَرْبَعَة مَثَاقِيل. ووجدناه فِي نُسْخَة أُخْرَى مِثْقَال عسل فائق أَربع قوطولات يطْبخ الْعَسَل وصمغ البطم فِي إِنَاء مضاعف فَإِذا صَار إِلَى حد الثخن فاخلط مَعَه البارزد واطبخه حَتَّى يصير فِي حد إِذا قطر مِنْهُ القطرة لَا ينبسط ثمَّ برده وألق عَلَيْهِ بَاقِي الْأَدْوِيَة مسحوقة وَاسْتَعْملهُ إِذا امتصّ من مَاء الكرنب الطري مضغاً وَرمى الثفل وابتلعت العصارة نفع ذَلِك جدا. حب نَافِع: يوضع تَحت اللِّسَان ينفع من خشونة قَصَبَة الرئة وَانْقِطَاع الصَّوْت وَسَائِر علل القصبة. أخلاطه: يُؤْخَذ كثيرا وصمغ من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل مر وكندر من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف زعفران مِثْقَال عصارة السوس نصف مِثْقَال لحم ثَلَاث تمرات شراب حُلْو مِقْدَار الْكِفَايَة يعجن بِهِ ويرضع تَحت اللِّسَان من هَذَا الدَّوَاء مِقْدَار باقلاة ويتقدم إِلَى العليل فِي ابتلاع مَا يذوب مِنْهُ. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر كتَّان مقلو مدقوق وزبيب لحيم منزوع الْعَجم من كل وَاحِد قسط حب الصنوبر الْكِبَار مقلو وبندق مقشرين من كل وَاحِد قسط فلفل أَبيض أوقيتين زعفران أُوقِيَّة عسل فائق أَرْبَعَة أَرْطَال يدق ويسحق ويطبخ بزر الْكَتَّان وَالْعَسَل حَتَّى يثخن ثمَّ تلقى عَلَيْهِ سَائِر الْأَدْوِيَة واخلطها واعجنها وأعطه مِنْهُ مِقْدَار الْكِفَايَة. دَوَاء الكاهن: ينفع من السعال وَهُوَ دَوَاء نَفِيس ذكر جالينوس أَنه كَانَ يعالج بِهِ. أخلاطه: يُؤْخَذ أفيون عشرَة مَثَاقِيل بزر الخس عشرُون مِثْقَالا جندبيدستر ثَمَانِيَة عشر مِثْقَالا سذاب بستاني يَابِس أَرْبَعَة عشر مِثْقَالا بزر الْكَتَّان سِتَّة عشر مِثْقَالا أصُول الجاوشير سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا مر أَرْبَعَة عشر مِثْقَالا زعفراق سَبْعَة مَثَاقِيل يعجن بِعَسَل ويسقى مِنْهُ مِقْدَار باقلاة وَيَنْبَغِي أَن يسقى مِنْهُ من كَانَت بِهِ حمى مَعَ مَاء وَمن لم تكن بِهِ حمى فَمَعَ شراب وَذَلِكَ بالْعَشي.(3/547)
حب آخر للسعال: أخلاطه: يُؤْخَذ مر وميعة وأفيون من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل دهن بِلِسَان وزعفران من كل وَاحِد مثقالين يسحق مَعًا ويعجن وَيسْتَعْمل. ينفع من كل سعال وَمن كل مَادَّة تسيل وَمن الدبيلات الْبَاطِنَة وَضعه أبولوقيوس. أخلاطه: يُؤْخَذ سكبينج جنطياني مر جاوشير فلفل أَبيض من كل وَاحِد مثقالين حب الْغَار منقى أَرْبَعَة مَثَاقِيل يسحق ويعجن بِمَاء. دَوَاء آخر: ينفع النفث الدَّم وَضعه أندروماخس. أخلاطه: يُؤْخَذ أقاقيا أَرْبَعَة مَثَاقِيل ورد يَابِس ثَمَانِيَة مَثَاقِيل ثَمَر الرُّمَّان الْبري ثَمَانِيَة مَثَاقِيل مر مثقالين كثيراء مِثْقَال يعجن بِمَاء وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص وزن كل قرص مِثْقَال يسقى بماءالمطر. دَوَاء آخر للسعال: ينفع من صنوف السعال وَانْقِطَاع الصَّوْت. أخلاطه: يُؤْخَذ من رمان الخشخاش وَهِي الخشخاشة بقشرها مائَة وَخَمْسُونَ عددا وَمن الكرفس الْجبلي المسحوق ثَلَاثَة أَرْطَال وَمن التسفقن المنقى والريوند الصيني والورد الْيَابِس وأصول السوسن والجلّنار من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن الدارصيني وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن السنبل وزن دِرْهَم وَنصف. ترض هَذِه الْأَدْوِيَة وتنقع فِي مَاء مطر خَمْسَة أقساط وتترك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ تطبخ على نَار لينَة حَتَّى يبْقى من المَاء ثلثه ثمَّ يعصر ويصفى ويلقى ثفله ثمَّ يسحق من الصمغ الْعَرَبِيّ والكثيراء من كل وَاحِد وزن دِرْهَم يسحق جَمِيع ذَلِك سحقاً بليغاً ويسقى من ذَلِك المَاء رويداً رويداً حَتَّى يَسْتَوْفِيه كُله ثمَّ تصب عَلَيْهِ أَرْبَعَة وَعشْرين رطلا ميفختجاً ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى ينْعَقد وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج ويعالج بِهِ كل صنف من السعال. لعوق الصنوبر: الَّذِي ينفع الَّذين يشْتَد عَلَيْهِم السعال إِذا هاج بهم فيقذفون الْقَيْح والفضول.(3/548)
أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الْكَتَّان المقلو واللوز الحلو المنقّى. وَحب الصنوبر والصمغ الْعَرَبِيّ والكثيراء من كل وَاحِد زنة أَربع أواقي. وَمن تمر هيرون عشرَة عدد. تدق الْأَدْوِيَة وَالتَّمْر وَيصب عَلَيْهَا من الْعَسَل وَالسمن مَا يَكْفِيهِ ويسحق حَتَّى يصير كالعسل الخاثر الشربة مِنْهُ مثل العفصة بِالْغَدَاةِ والعشي. لعوق آخر يصنع بعلك الأنباط: ينفع من خشونة الْحلق وَانْقِطَاع الصَّوْت وَنَفث الدَّم والقيح والبلغم وتفتح السدد. أخلاطه: تَأْخُذ من بزر الْكَتَّان المقلو وَمن الزَّبِيب المنزوع الْحبّ من كل وَاحِد رَطْل وَمن حب الصنوبر واللوز الحلو واللوز المر من كل وَاحِد سِتّ أَوَاقٍ وَمن الإيرسا المشوي وعلك الانباط وعروق السوس والصمغ الْعَرَبِيّ من كل وَاحِد أَربع أَوَاقٍ وَمن الحلبة المطبوخة والكثيراء من كل وَاحِد أَربع أَوَاقٍ وَمن الفلفل الْأَبْيَض والجرجير المطحون والحمص المطحون والزرارند ولباب الْقَمْح والنانخواه والحرف واللبى من كل وَاحِد أُوقِيَّة. وَمن المر والزعفران واللبان من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة فدقه جَمِيعًا وأسحقه جيدا واعجنه بالعسل أَو بالطلاء الْمَطْبُوخ والعقه بِالْغَدَاةِ والعشي مثل العفصة وليضعه تَحت لِسَانه إِذا نَام دواءآخر: ينفع من السعال وَشدَّة يبس الصَّدْر. أخلاطه: تَأْخُذ من اللوز الحلو واللوز المر وبزر الْكَتَّان المقلو وَحب الصنوبر من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ وَمن الأنيسون والكثيراء والصمغ الْعَرَبِيّ من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ وَمن عصير السوس أَو عروقه وزن دِرْهَم وَمن السكر والفانيذ من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ فدقه واسحقه واعجنه بِمَاء الرازيانج الرطب واجعله حبا وليضع وَقت يُرِيد النّوم تَحت لِسَانه وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ. لعوق آخر: نَافِع للسعال إِذا كَانَ من كيموس بَارِد لزج. أخلاطه: يُؤْخَذ دارصيني وبزر الرازيانج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم ميعة سَائِلَة عشرَة دَرَاهِم فستق ولوز مر من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم كندر وصمغ اللوز وعلك من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم قشمش عشْرين درهما أغاريقون خَمْسَة دَرَاهِم تدق الميعة بِعَسَل وينقع الكندر والصمغ والقشمش بميفختج ويدق الْبَاقِي ويعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَم وَاحِد. نفث الدَّم: أَقْرَاص ألفها طَبِيب من أهل نابولس تَنْفَع أَصْحَاب نفث الدَّم وَأَصْحَاب قرحَة الرئة وَأَصْحَاب الْمدَّة المجتمعة فِي الصَّدْر وَأَصْحَاب الْعِلَل الَّتِي من جنس الْموَاد المتحلبة. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر البنج الْأَبْيَض وقشور اليبروح من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل كندر ذكر واْفيون وميعة وأنفحة أيل من كل وَاحِد عشرَة مَثَاقِيل مصطكى عشْرين مِثْقَالا كهرباء وأصول السوسن وزعفران من كل وَاحِد ثَلَاثِينَ مِثْقَالا بزر قطونا خَمْسَة وَأَرْبَعين مِثْقَالا مَاء عذب ثَلَاثَة أقساط يخلط ويقرص وَيسْتَعْمل. أَقْرَاص أخر تسمى الفلفلي: تَنْفَع أَصْحَاب نفث الدَّم وَأَصْحَاب الخلفة والقروح فِي الأمعاء وَمن كَانَ تتحلب إِلَى معدته مَادَّة. أخلاطه: يُؤْخَذ عقيد الرُّمَّان وَشَوْك مصري ورمان بري وعصارة لحية التيس وعصارة الأقاقيا من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل. حضض وريوند وأفيون من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل. مر مثقالين يدق نَاعِمًا ويعجن بِمَاء قد طبخ فِيهِ حب الآس أَو بِمَاء بَارِد وَيسْتَعْمل. معجون نَافِع ينْسب إِلَى أرسطوماخس: وَهُوَ دَوَاء عَجِيب ينفع أَصْحَاب نفث الدَّم وَأَصْحَاب السعال وَمن بِهِ قرحَة فِي رئته وَمن فِي صَدره مُدَّة مجتمعة والخروق الْحَادِثَة فِي العضل(3/549)
وَقذف الْمعدة للطعام والهيضة والخلفة والقروح فِي الأمعاء وَعلل المثانة واختناق الْأَرْحَام والحميات الَّتِي تنوب إِذا سقِِي مِنْهُ قبل وَقت الدّور بساعة وينفع من رداءة المزاج والهزال والأدوية القتالة ولسع الْهَوَام ذَوَات السم. أخلاطه: يُؤْخَذ دارصيني وقسط وبارزد وجندبيدستر وأفيون وفلفل أسود وَدَار فلفل وميعة من كل وَاحِد أُوقِيَّة. عسل قسط تدق الْأَدْوِيَة وتنخل ويطبخ البارزد مَعَ الْعَسَل حَتَّى يذوب ثمَّ يصفى وتلقى عَلَيْهِ سَائِر الْأَدْوِيَة وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج أَو فضَّة ويسقى مِنْهُ مِقْدَار باقلاة مَعَ مَاء الْعَسَل ويقطر عَلَيْهِ من دهن الْخلّ ثَلَاث قطرات. شراب نَافِع ينْسب إِلَى خاريقلانس: ينفع من عسر النَّفس وهودواء منجح. أخلاطه: يُؤْخَذ زبيب منزوع الْعَجم اكسوثافن وَاحِد وَهُوَ جُزْء حلبة مغسولة مثله مَاء الْمَطَر قسط وَاحِد يطْبخ حَتَّى يتهرى ويصفى مَاؤُهُ ويحتفظ بِهِ ويسقى مِنْهُ مرَارًا مُتَوَالِيَة بعد أَن يسخن. دَوَاء آخر: ينفع من نفث الدَّم والقيح والفضول الَّتِي تتحلب إِلَى الصَّدْر. أخلاطه: تَأْخُذ من حب البنج الْأَبْيَض وَمن قشور أصُول اليبروح وَمن الطلاء الْجيد واللبان الْأَبْيَض واللبنى والأفيون وحبّ الصنوبر والسرو من كل وَاحِد عشرَة دِرْهَم وَمن المصطكى والكهرباء والأسفيوش من كل وَاحِد ثَلَاثِينَ درهما ينقع الأسفيوش بِمَاء حَار لَيْلَة ثمَّ يعصر وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ وتسحق سَائِر الْأَدْوِيَة سحقاً جيدا ويخلط بَعْضهَا بِبَعْض وتقرص كل قرصة دَوَاء آخر: ينفع من نفث الدَّم. أخلاطه: يُؤْخَذ من الأفيون وزن دِرْهَم وَمن الدارصيني مثله وَكَذَلِكَ من الجندبيدستر والفلفل وَالدَّار فلفل والمر من كل وَاحِد دِرْهَم وَمن الزَّعْفَرَان وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف وَمن الكهربا وزن نصف دِرْهَم وَمن الجلنار والصمغ والأنيسون من كل وَاحِد دِرْهَم يسحق ويعجن بعصارة أذن الجدي ويقرص أفراصاً كل قرصة نصف دِرْهَم ويجفف فِي الظل وَيشْرب مِنْهُ قرص بِمَاء فاتر. قرص آخر: أخلاطه: يُؤْخَذ كهربا وبُسَد من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. أقاقيا وعصارة لحية التيس من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ. جلنار دِرْهَمَيْنِ بزر البقلة الحمقاء سَبْعَة دَرَاهِم خشخاش أَبيض وأسود وَورد وطباشير من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ قرن أيل محرق دِرْهَمَيْنِ وَنصف زراوند دِرْهَم وَنصف ودع محرق دِرْهَمَيْنِ طين أَرْبَعَة دَرَاهِم يقرص من مِثْقَال وَيسْتَعْمل.(3/550)
قرص آخر: نَافِع لنفث الدَّم إِذا كَانَ من رُطُوبَة واسترخاء الْعُرُوق. أخلاطه: يُؤْخَذ قشور الكندر وكندر من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم أصل الأذخر سَبْعَة دَرَاهِم راوند ومصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم كمّون مقلو ودارشيشعان وفودنج جبلي من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم مرّ وزعفران من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم قلقديس وسنبل وجندبيدستر وعصارة لحية التيس وأقاقيا وَورد من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم يدق ويعجن بمطبوخ عفص ويقرص من مِثْقَال. جمود الدَّم فِي الصَّدْر: دَوَاء نَافِع لجمود الدَّم فِي الصَّدْر. أخلاطه: يُؤْخَذ حلبة مطحونة وزن دِرْهَمَيْنِ راوند وزن دِرْهَم مر وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم أنيسون وَورد من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ عروق السوس وفلفل وملح من كل وَاحِد دِرْهَم يدق ويسحق ويعجن بِمَاء بَارِد ويقرص كل قرصة دِرْهَم ويجفف فِي الظل ويسقى مِنْهُ قرص بِمَاء أصل الرازيانج وأصل الكرفس مطبوخين قدر سكرجة ويسحق القرص ويداف فِيهِ ويسقاه وَهُوَ دَوَاء جيد يذيب الدَّم الجامد ويخرجه وينقي مَوْضِعه. السل وقروح الرئة: دَوَاء ينفع من القروح فِي الصَّدْر والرئة ويلحمها ويبريها. أخلاطه: تَأْخُذ من الجلنار والورد الْيَابِس من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم دم الْأَخَوَيْنِ ولباب الْقَمْح ولبان من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ صمغ عَرَبِيّ وكثيراء ومصطكى من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم أقاقيا وزعفران من كل وَاحِد نصف دِرْهَم كهربا وَمر من كل وَاحِد دِرْهَم ناركيو خَمْسَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِرَبّ السفرجل أَو بِرَبّ الآس ويقرص كل قرصة مِثْقَال ويجفف فِي الظل ويسقى. أَحْوَال الْقلب: الْأَدْوِيَة القلبية معجون يَقع فِيهِ الحرمل نَافِع. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الحرمل والشونيز والكافور والجندبيدستر وبزر البنج والزراوند والسعد والفاشرا وفاشرستين وعاقر قرحا وفلفل وصعتر وحنظل وسنبل وبزر الكرفس وبزر السذاب والكراويا والأفيون والزعفران وجوزبوا والسليخة والقسط من كل وَاحِد نصف دِرْهَم. وَمن السكبينج والجاوشير من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن السكر وزن دِرْهَم وَمن الْعَسَل قدر الْحَاجة الشربة مِنْهُ للأقوياء دِرْهَم وللضعاف نصف دِرْهَم. دَوَاء آخر: نَافِع من الخفقان والتفزع والصرع. أخلاطه: يُؤْخَذ سنبل ودارصيني وزرنباد ودرونج من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ بزر الشبث دِرْهَم وَنصف تدق الْأَدْوِيَة وتخلط ويسقى مِنْهَا وزن دِرْهَم بأوقية شراب قد نقع فِيهِ لِسَان الثور وَيشْرب من ذَلِك فِي كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة.(3/551)
الْمقَالة السَّادِسَة فِي أَحْوَال الْجوف الْأَسْفَل ضعف الْمعدة: دهن نَافِع عَن استرخاء الْمعدة وضعفها. أخلاطه: يُؤْخَذ مصطكى وصبر وعصارة الأفسنتين وأفيون ودهن الناردين أَو دهن السفرجل مِقْدَار الْكِفَايَة يخلط وتدهن بِهِ الْمعدة بصوفة لينَة فَإِن أردْت أَن تزيد هَذَا الدَّاء حرا فزد فِيهِ من اللاذن جُزْءا وَمن الميعة جزأين وَإِن أردْت أَن تَجْعَلهُ قباضاَ مقوياً فزد على ذَلِك من عصارة الحصرم أَو من عصارة الهيوفاقسطيداس. دَوَاء نَافِع: لضعف الْمعدة وَسُوء الهضم. أخلاطه: يُؤْخَذ إهليلج كابلي يغلى بِمَاء السفرجل ويقلى أَرْبَعَة دَرَاهِم أبليلج وأملج وكمون ينقع فِي خل ويقلى وَسعد ومصطكى من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ أنيسون وبزر الكرفس منقعين فِي خل من كل وَاحِد دِرْهَم عود ومسك من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف نعناع ثَلَاثَة دَرَاهِم مقدونس دِرْهَم وَنصف ورد أَرْبَعَة دَرَاهِم حب الرُّمَّان ثَمَانِيَة دَرَاهِم سماق أَرْبَعَة دَرَاهِم قرفة لخلخة تقَوِّي الْمعدة: أخلاطه: يُؤْخَذ مَاء الصَّبْر وَمَاء الْورْد وَمَاء التفاح وَمَاء السفرجل وَمَاء الْخلاف من كل وَاحِد جُزْء. صندل أَبيض وأحمر وَورد وزعفران وكافور ولادن وجلنار ورامك وعود وسك من كل وَاحِد نصف جُزْء. ضماد لورم الْمعدة الصلب: أخلاطه: يُؤْخَذ أفسنتين وسنبل وسليخة من كل وَاحِد ثمانة دَرَاهِم. صَبر وميعة من. كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَمَيْنِ وعود البلسان وحبة ومرّ دِرْهَم دِرْهَم مصطكى دِرْهَمَيْنِ دهن الناردين بِقدر الْحجَّة. أيارج: ينْسب إِلَى أنطيافطروس ينفع المعمودين. أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر أَرْبَعَة مَثَاقِيل مصطكى مثقالين أسارون نصف أُوقِيَّة ورد يَابِس وفقاح الأذخر وفو وسليخة من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة اسْتَعْملهُ جافاً كَمَا تسْتَعْمل الأيارج. أَقْرَاص: يُقَال لَهَا أَقْرَاص أمازويش تَنْفَع من تقلب الْمعدة الْقَرِيب من إيلاوس وَمن نفخة وَمن الالتهاب أخلاطه: يُؤْخَذ كل بزر الكرفس سِتَّة مَثَاقِيل أنيسون سِتَّة مَثَاقِيل أفسنتين أَرْبَعَة مَثَاقِيل(3/552)
وَوجدنَا فِي نُسْخَة أُخْرَى مصطكى أَيْضا أَرْبَعَة مَثَاقِيل فلفل مثقالين مر مثمالين دارصيني سِتَّة مَثَاقِيل أفيون مثقالين جندبيدستر مثله يعجن بِمَاء وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص ويسقى الشربة المعتدلة مِنْهُ مِثْقَال للممعودين بشراب ممزوج. أيارج: ينْسب إِلَى ثاميسون ينفع من تقلب الْمعدة وَمن يجد التهاباً وَيذْهب كل نفخة وينفع من إبطاء الاستمراء وَمن علل الْأَرْحَام وَهُوَ أَيْضا يدر الْبَوْل وَهُوَ دَوَاء عَجِيب للمكبودين وَلمن بِهِ وجع الكليتين ويحدر الطمث. أخلاطه: يُؤْخَذ صَبر مائَة مِثْقَال مصطكى وسنبل وزعفران ودارصيني وأسارون وَحب البلسان من كل وَاحِد أُوقِيَّة يدق وينخل ويحتفظ بِهِ يَابسا وَيسْتَعْمل بِأَن يسقى مِنْهُ من كَانَ استمراؤه يبطىء وزن مِثْقَال بِمَاء بَارِد وَمن يتقيأ مرّة أَو كَانَ تنصب إِلَى معدته مَادَّة فيسقى مِنْهُ نصف مِثْقَال وَمن كَانَ بِهِ ورم فِي بعض أَعْضَائِهِ الْبَاطِنَة فينفعه إِذا سقِِي مِنْهُ بِمَاء الْعَسَل وَمن يحْتَاج أَن يدر بَوْله أَو يحدث الطمث فيسقى بِمَاء الرازيانج مدقوقاَ مغلياً مصفّى. ضماد بولوراخيس: أخلاطه: يُؤْخَذ سعد قردمانا دقاق الكندر وشمع من كل وَاحِد منا صمغ البطم منا وَنصف دهن الْحِنَّاء مِقْدَار الْكِفَايَة وَقد يُزَاد فِيهِ من الْمقل الْيَهُودِيّ منا. دَوَاء يُقَال لَهُ دبيدايرسا: ينفع من فَسَاد مزاج الْمعدة واجتماع المَاء ويلين الْبَطن. أخلاطه: يُؤْخَذ ايرسا وزن أَرْبَعَة وَعشْرين درهما فلفل وزن عشْرين درهما زنجبيل وأنجدان من كل وَاحِد إثني عشر درهما أنيسون ومصطكى وَحب الرازيانج من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم نانخواه وبزر الكرفس من كل وَاحِد ثَمَانِيَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِعَسَل الشربة مِنْهُ مثل الحمصة بِمَاء. جوارشن الكراويا: ينفع من وجع الْمعدة والسدة تكون فِيهَا وَفِي الكبد وَقلة الانهضام. أخلاطه: يُؤْخَذ كراويا ونانخواه وبزر الكرفس وزنجبيل وزبيب منزوع الْعَجم وسياليوس وبزر الجزر من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم. لوز مر منقى من قشره وزن عشرَة دَرَاهِم ويدق ويعجن بِعَسَل الشربة مِنْهُ مثل النبقة بِمَاء فاتر. جوارشن الخولنجان:(3/553)
أخلاطه: يُؤْخَذ خولنجان وقرفة وفلفل أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ هال ودارصيني ونارمشك من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم دَار فلفل سِتَّة دَرَاهِم زنجبيل ثَمَانِيَة دَرَاهِم بزر الكرفس والأنيسون والكمون الْكرْمَانِي والكراويا والطاليسفر من كل وَاحِد دِرْهَم فانيذ وسكر أَضْعَاف الْأَدْوِيَة. تدق وتخلط فى الشربة مِنْهُ دِرْهَمَانِ. شَهْوَة الطين: معجون يقطع شَهْوَة الطين. أخلاطه: يُؤْخَذ أيارج سِتَّة دَرَاهِم إهليلج أسود وبليلج وأملج من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم جوز جندم خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِعَسَل منزوع الرغرة ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء قد طبخ فِيهِ مصطكى وأنيسون ونعنع وخبث منقوع. الْقَيْء والغثيان: شراب يقطع قيء البلغم ويسكن الغثيان. أخلاطه: يُؤْخَذ كمون كرماني أَرْبَعَة دَرَاهِم مصطكى ثَلَاثَة دَرَاهِم حب الرُّمَّان عشْرين درهما نعنع ونمام من كل وَاحِد خمس طاقات يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال مَاء يبْقى رَطْل ويصفى ويلقى عَلَيْهِ مسك دِرْهَم ويسقى مِنْهُ بِالْغَدَاةِ والعشي. دَوَاء ينفع الفواق وَهُوَ قوي عَجِيب جدا. أخلاطه: يُؤْخَذ نَبِيذ طيب ريحاني ثَمَانِيَة أَرْطَال يطْبخ ذَلِك حَتَّى يغلي وَيذْهب السُّدس ثمَّ ينزل عَن النَّار ويلقى فِيهِ قسط ومصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أفسنتين وزن سَبْعَة دَرَاهِم أذخر وسنبل وساذج وَورد وصبر وأغاريقون وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ أسارون وعود هندي وسليخة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم يسحق والشربة ملعقة. أورام الكبد: ينفع مرهم مورد اسفرم من الورم الَّذِي يحدث من وثي وَغَيره. أخلاطه: نَأْخُذ من المورداسفرم وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الْورْد والزعفران وَحب الْغَار والدريرة والمر والكيا من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الشمع وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم فدقه واسحقه واجمعه واذب الشمع بِقدر الْكِفَايَة وَمن دهن السوسن ودهن الرازقي وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم. صلابة الكبد: معجون يتَّخذ بكبد الذِّئْب نَافِع لأوجاع الكبد وَالطحَال والمعدة والأيارج والدوسنطريا والسعال المزمن وللذين يتقيئون الدَّم. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران وَمر وأفيون وجندبيدستر وبزر البنج وقسط وقردمانا وخشخاش وسنبل وغافت وكبد الذِّئْب والقرن الْأَيْمن من قرن الْمعز محرقاً من كل وَاحِد بِالسَّوِيَّةِ يدق مَا يندق مِنْهَا ويذاب مَا يذوب بِالشرابِ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر الشربة كالحمصة بِمَا يُوَافق من الْأَشْرِبَة.(3/554)
سوء مزاج الكبد: يَنْفَعهُ دهن المازريون. أخلاطه: يُؤْخَذ من المازريون عشرَة دَرَاهِم. ينقع برطل مَاء يَوْمًا وَلَيْلَة وَيصير فِي قدر ويُغلى بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى من المَاء نصف رَطْل وَينزل ويصفى وَيرد إِلَى الْقدر وَيصب عَلَيْهِ دهن اللوز الحلو ربع رَطْل ويغلى حَتَّى يذهب المَاء وَيبقى الدّهن وتلت الْأَدْوِيَة المدقوقة المنخولة بِهَذَا الدّهن. وأخلاطه: يُؤْخَذ هليلج أصفر وبليلج وأملج من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم تمر هندي ثَلَاثِينَ درهما إجاص ثَلَاثِينَ عدد عناب مثله خِيَار شنبر رَطْل زَيْت نصف رَطْل تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة خلا الْخِيَار شنبر وَتجْعَل فِي قدر برام وتصب عَلَيْهَا عشرَة أَرْطَال مَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى على الْخِيَار شنبر ويمرس ويصفى وَيرد إِلَى الْقدر ويلقى عَلَيْهِ فانيذ منا ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام الْعَسَل وَيصب عَلَيْهِ دهن اللوز نصف رَطْل وَتَذَر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المنخولة الملتوتة ويغلى حَتَّى ينْعَقد وَينزل عَن النَّار وَيصير فِي إِنَاء زجاج والشربة مِنْهُ سِتَّة دَرَاهِم. سفوف نَافِع لابتداء المَاء: يتَّخذ بِلَبن اللقَاح أر بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْبُقُول. أخلاطه: تُؤْخَذ عصارة غافت دِرْهَم وَنصف لكّ دِرْهَمَيْنِ ريوند دِرْهَم وَنصف فقاح الأذخر دِرْهَم زعفران دِرْهَم وَنصف بزر الكشوث دِرْهَمَيْنِ بزر قثاء وحمقاء من كل وَاحِد دِرْهَم سقمونيا دِرْهَم الشربة مِثْقَال. اليرقان: الْأَدْوِيَة الطحالية: دَوَاء منجح يعرف بالدواء الدبقي. أخلاطه: يُؤْخَذ دبق البلوط رطلين نورة رَطْل يصير الدَبق فِي إِنَاء فخار وَيُوضَع على بجمر حَتَّى يذوب فَإِذا ذاب فانثر عَلَيْهِ النورة واخلطهما جيدا واطل مِنْهُ مَا دَامَ حَار على جلد ذِئْب وَضعه وَيَنْبَغِي إِذا اسْتعْمل هَذَا الدَّوَاء أَن يدْخل الْمَرِيض الْمُسْتَعْمل لَهُ إِلَى الْحمام ويدع الضماد علية لَا يَنْزعهُ حَتى يَقع من قبل نَفسه وَيَنْبَغِي أَن يعْنى بِقطع مَا يتبرأ مِنْهُ من الْبدن آخر: يتَبَيَّن أثر منفعَته للمطحولين من يَوْمه وَيَنْبَغِي قبل أَن يضمد بِهِ أَن يدبر العليل بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي يجب قبل ثَلَاثَة أَيَّام. أخلاطه: يُؤْخَذ مر ثَلَاث أَوَاقٍ دقاق الكندر ثَلَاث أَوَاقٍ خَرْدَل اسكندراني قردمانا من كل وَاحِد أوقيتين خل الغنصل مِقْدَار مَا يَكْتَفِي بِهِ يدق الْخَرْدَل والقردمانا وينخلان. وَأما دقاق الكندر المر فيسحقان ويلقى عَلَيْهِمَا الدَّوَاء الْيَابِس ويعجن وَيصير شَبِيها بالمرهم وَيُوضَع من وَقت ساعتين إِلَى وَقت تسع سَاعَات ثمَّ ادخل الْمَرِيض الْحمام والضمّاد(3/555)
عَلَيْهِ فَإِذا استرخى فَادْخُلْهُ الابزن ويقدّم إِلَيْهِ أَن يُطِيل الْمكْث فِي الأبزن وَيخرج مَا فِيهِ من المَاء وَكيلا يُصِيبهُ غشي فادن من أَنفه خلا وفوذنجاَ برياً يشقه وَحل الْخرق الَّتِي الضماد بهَا مربوطاً قليلاَ قَلِيلا فَإِذا خرج من الْحمام فاطعمه سمكًا مالحاً بِلَا خبز واسقه فِي الْيَوْم الأول وَفِي الثَّالِث ومره بِأَن يرتاض قبل ذَلِك رياضة يُمكن فِيهَا أَن يَجْعَل النَّفس متواتراً متوالياً. دَوَاء آخر: مضّاض قوي وَهُوَ دَوَاء منجح وينفع المجنونين والمطحولين وَأَصْحَاب الْعِلَل المتقادمة. أخلاطه: يُؤْخَذ راتينج مطبوخ أَرْبَعَة أَرْطَال شمع رطلين كبريت لم تصبه النَّار رَطْل دقاق الكندر رَطْل زفت رطلين شب رطب رَطْل بورق أَحْمَر رَطْل زراوند ثَلَاث أَوَاقٍ صَبر سِتّ أَوَاقٍ عَاقِر قرحا سِتّ أَوَاقٍ لبن التوت ثَلَاث أَوَاقٍ خل قسط وَنصف شراب انطاكي نصف قسط وَنحن نلقي مَكَان الْخلّ زيتاً ثَلَاث قوطولات يهيأ على ذَلِك الْمِثَال. دَوَاء آخر: مضاض قوي يفعل فعلا بَالغا. أخلاطه: تَأْخُذ سرطاناً نهرياً فتقطع أرجله وزنابيته وتجففه وتسحقه وَتَأْخُذ مِنْهُ وزن مِثْقَال وتخلط مَعَه من الأفيون سدس مِثْقَال وتديفه بِمَاء من مَاء ذَلِك النَّهر الَّذِي أَخذ مِنْهُ ذَلِك السرطان وتسقيه صَاحب الْعلَّة وَاجعَل فِي بعض الْأَوْقَات مَكَان الأفيون دهن بِلِسَان بوزنه بِحَسب الْعلَّة. صلابة الطحال: مرهم ينفع من الصلابة تتكون فِي الطحال فتعتق. أخلاطه: تَأْخُذ من القردمانا والخردل والعاقر قرحا والحلبة المطبوخة من كل وَاحِد جُزْء فتدقه دقا جيدا وتسحقه مَعَ الْخلّ ثمَّ تصب عَلَيْهِ الزَّيْت ثمَّ يطلى بِهِ الطحال بِأَن يغْتَسل صَاحبه فِي الْحمام ثمَّ يوضع عَلَيْهِ المرهم. تَنْفَع من القروح فِي الْبَطن الَّتِي يمشي صَاحبهَا مِنْهَا الدَّم نُسَمِّيه الدوسنطيرا. أخلاطه: تَأْخُذ من شَحم كُلية مَاعِز عبيط فتطبخه مَعَ الكشك ثمَّ تَأْخُذ من مَاء الكشك ودسم الشَّحْم اسكرجتين وَتَأْخُذ من مَاء الْأرز الْمَطْبُوخ ودهن الْورْد من كل وَاحِد اسكرجة وَمن الأقاقيا المسحوق وزن نصف دِرْهَم وَمن الصمغ الْعَرَبِيّ المسحوق والاسفيذاج المسحوق من كل وَاحِد وزن دِرْهَم ومح بَيْضَة مشوية فتخلطه جَمِيعًا حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة المرهم واحقنه بِهِ أَو تَأْخُذ اسكرجة من مَاء النيشبان دارو الرطب وَنصف اسكرجة دهن ورد واحقنه بِهِ وَاجعَل طَعَامه من مرقة الحماض بدهن اللوز وَحب الرُّمَّان وطيبها جهدك وأطعمه من الْفَاكِهَة السفرجل.(3/556)
استطلاق الْبَطن: سفوف نَافِع من الخلفة المزمنة. أخلاطه: يُؤْخَذ جلّنار وبلوط منقع فِي خل مقلو وسماق وَحب الآس وقسط وطراثيث من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ كمون وعفص مقلوين بعد إنقاعهما فِي خل وأقماع الرُّمَّان الحلو وثمر الطرفاء ورامك من كل وَاحِد دِرْهَم عود مسك ومصطكى وسنبل من كل وَاحِد دِرْهَم زر حمّاض وصمغ وطين وعصارة لحية التيس وَحب الزَّبِيب مقلو وخرنوب وجفت من كل وَاحِد دِرْهَم جوارشن: ينفع لقطع الخلفة الكائنة عَن برود فِي ريَاح. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الكرفس وقصب الذريرة وَسعد ونانخواه وعيدان البلسان ولاذن وبسباسة من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم قاقلة وسك من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم. ورد عشرَة دَرَاهِم أشنة خَمْسَة دَرَاهِم أنيسون ثَلَاثَة دَرَاهِم فلفل أَبيض دِرْهَمَيْنِ قرفة ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف زعفران سَبْعَة دَرَاهِم كافور ثَلَاثَة دَرَاهِم أظفار الطّيب ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف أصُول الأذخر أَرْبَعَة دَرَاهِم قردمانا دِرْهَمَيْنِ صندل أَبيض أَرْبَعَة دَرَاهِم دوقو ثَلَاثَة دَرَاهِم دارصيني ثَلَاثَة دَرَاهِم زنجبيل ثَلَاثَة دَرَاهِم حب الآس سَبْعَة دَرَاهِم يعجن بِرَبّ التفاح. شراب الْفَاكِهَة: يقطع الإسهال ويقمع الصَّفْرَاء. أخلاطه: يُؤْخَذ حماض الأترج وأمير باريس وريباس كل وَاحِد رَطْل زعرور وَحب الرُّمَّان وسماق من كل وَاحِد ثَلَاثَة أَرْطَال سفرجل مر وتفاح ورمان وكمثري من كل وَاحِد أَرْبَعَة أَرْطَال مَاء مثله ينقع يَوْمَيْنِ ويطبخ حَتَّى ينضج ويصفى ويطبخ ثَانِيَة وَيجْعَل عَلَيْهِ سكر. السحج والقروح فِي الأمعاء: أخلاطه: يُؤْخَذ أقاقيا خَمْسَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا قشور الرُّمَّان خَمْسَة وَسَبْعُونَ مِثْقَالا عفص خَمْسَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا أفيون مثله بزر البنج سِتَّة وَخَمْسُونَ مِثْقَالا جالاوس مدقوق مائَة وَسِتُّونَ مِثْقَالا سماق شَامي سَبْعُونَ مِثْقَالا عصارة السماق الشَّامي مثقالان وَنصف كندر خَمْسَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا يسحق وَيجمع ويخلط بشراب أسود الشربة التَّامَّة مِنْهُ مِثْقَال. دَوَاء ينْسب إِلَى لوقيوس الطرسوسي: وَهُوَ دَوَاء ينفع من كل مَادَّة تتحلّب وَمن كل نفخة. أخلاطه: يُؤْخَذ أنيسون وبزر الكرفس من كل وَاحِد مثقالان بزر الرازيانج وبزر الجزر الْبري وبزر الطرذيلون وَهُوَ نوع من السيساليوس من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون وبزر البنج من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف يعجن بِمَاء وَيسْتَعْمل.(3/557)
حقنة كَانَ جالينوس يستعملها: وَهِي حقنة أنتناوس وَهِي مُوَافقَة لنسخ كَثِيرَة للْمُتَقَدِّمين. وصفتها: يُؤْخَذ عصارة الحصرم الْيَابِسَة مَثَاقِيل شب يماني مثله ثورة لم يصبهَا المَاء قشور النّحاس من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل زرنيخ أَحْمَر ثَلَاثَة مَثَاقِيل زرنيخ أصفر ثَمَانِيَة مَثَاقِيل قرطاس محرق خَمْسَة عشر مِثْقَالا يعجن بشراب حب الآس وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص وزن القرص ثَلَاثَة مَثَاقِيل أَو أَرْبَعَة مَثَاقِيل ويدقن بهَا مَعَ شراب ممزوج بِمَاء مِقْدَار قوانوسين وَفِي بعض الْأَوْقَات يحقن بهَا بِمَاء الْمَطَر. أَقْرَاص الأفاويه: تَنْفَع من الخلفة وَمن قُرُوح الأمعاء وَتسَمى أَقْرَاص بيوطيوس وَهِي من الْأَدْوِيَة المنجحة وتقطع الإسهال من ساعتها. نسختها: يُؤْخَذ زعفران أَرْبَعَة مَثَاقِيل سنبل هندي أنيسون من كل وَاحِد اربعة مَثَاقِيل مر صَبر هندي عصارة لحية التيس حضض هندي عصارة الأقاقيا أفيون عفص غض كثيراء فلفل أَبيض من كل وَاحِد مثقالين يعجن بشراب وَعمل مِنْهُ أَقْرَاص وزن القرص مِنْهُ مِثْقَال. سفوف: نَافِع للسحج من بلغم مالح. أخلاطه: يُؤْخَذ حرف مقلو عشرَة دَرَاهِم بزر الشاهسفرم سَبْعَة دَرَاهِم مصطكى خَمْسَة دَرَاهِم بزر مر عشرَة دَرَاهِم بزر كرّاث خَمْسَة دَرَاهِم نشَاء مقلو مثله صمغ مقلو سَبْعَة دَرَاهِم طين أرمني عشرَة دَرَاهِم الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم. حقنة: حقنة: لابتداء الْخراج والصفراء وَدفع الْمَادَّة. أخلاطه: يُؤْخَذ عدس عشرَة دَرَاهِم حب الآس وقشور الرُّمَّان وزعرور من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم سفرجل منقى من حبه وكمثري من كل وَاحِد خَمْسَة عشر دِرْهَم عفص خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء أَو أَربع أَوَاقٍ مَاء الرُّمَّان المر وَمَاء حصرم حَتَّى يبْقى رَطْل يصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ الثُّلُث يخلط مَعَه طين أرمني مقَال صمغ مثله قرطاس محرق وأقاقيا واسفيذاج من كل وَاحِد دِرْهَم. دَوَاء آخر للقولنج عجبب: كَانَ جالينوس يَسْتَعْمِلهُ فِيمَن تصيبه الْعلَّة الَّتِي يُقَال لَهَا إيلاوس فِيمَن يتقيأ رجيعه واسق مِنْهُ إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا مِقْدَار باقلاة مَعَ مِقْدَار ثَلَاث أَو أَربع قوانوسات مَاء بَارِد. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر البنج فلفل أَبيض من كل وَاحِد أَرْبَعُونَ مِثْقَالا أفيون عشرُون(3/558)
مِثْقَالا زعفران عشرَة مَثَاقِيل سنبل الطّيب أوفربيون عَاقِر قرحا من كل وَاحِد مثقالان يعجن بِعَسَل مطبوخ. دَوَاء آخر للقولنج: على مَا وجده جالينوس فِي كتاب بنقوسقراطيس وَيُسمى أسومانويس ينفع الممعودين وَأَصْحَاب الرمد إِذا اشْتَدَّ بهم الوجع وَمن وجع الْأَرْحَام إِذا شرب بِمَاء عسل قد طبخ فِيهِ سذاب. أخلاطه: يُؤْخَذ زعفران مِثْقَال وَنصف سنبل مر قسط فلفل أَبيض دَار فلفل بارزد من كل وَاحِد مثقالين دهن البلسان أَرْبَعَة مَثَاقِيل. دارصيني قشور أصل اليبروح وَوجد فِي نُسْخَة عصارة اليبروح جندبيدستر من كل وَاحِد مثقالين. بزر الدوقو أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَنصف سكبينج ثَلَاثَة مَثَاقِيل سليخة أَرْبَعَة مَثَاقِيل يعجن بِعَسَل. استرخاء المقعدة وخروجها: دَوَاء الجالينوس ينتفعبه من خُرُوج المقعد. أخلاطه: يُؤْخَذ ثَمَر النَّبَات الَّذِي يُقَال لَهُ أربعي عفص اسفيذاج الرصاص اقليميا عصارة لحية التيس قشور الصنوبر الَّذِي يُقَال لَهُ قيطس كندر وَمر من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل ينثر يَابسا بعد أَن تغسل المقعدة بشراب عفص. حَصَاة الْكُلية: أَقُول كل مَا يفتت حَصَاة المثانة فَلَا شكّ فِي أَنه يفتت حَصَاة الْكُلية وَلَا ينعكس. معجون: أخلاطه: يُؤْخَذ سليخة مثقالين بزر كرفس ثَلَاثَة مَثَاقِيل مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل فلفل أَبيض مثقالين كندر ثَلَاثَة مَثَاقِيل حجر شَامي ذكر مِثْقَال بزر الجزر أنيسون من كل وَاحِد مثقالين ميعة ثَلَاثَة مَثَاقِيل أصُول السوسن الأرتقي ثَلَاثَة مَثَاقِيل بزر الخشخاش الْأَبْيَض مثقالين سنبل مثله لوز مرّ مقشر أسارون من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل بزر السوسن سعد من كل وَاحِد مثقّالين عسل فائق مِقْدَار الْكِفَايَة يسقى مِنْهُ كل يَوْم. دَوَاء آخر: قَالَ جالينوس:: أعرف كثيرا مِمَّن كَانَت كلاهم عليلة فتعالجوا بِهِ وبرئوا من علتهم وَيَنْبَغِي أَن يدمن اسْتِعْمَال هَذَا الدَّوَاء أَيَّامًا كَثِيرَة وَهُوَ دَاء يُشفى بِهِ من بِهِ حَصَاة وَمن بِهِ عِلّة القولنج ويبرىء أَيْضا علل المثانة وَهَذِه صفة صَنعته. أخلاطه: يُؤْخَذ بندق مقشر لوز مقشّر بزر قثاء بستاني مقشر بزر الكراويا منقى من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل. بزر الشوكران زعفران بزر الْخِيَار أفيون من كل وَاحِد سِتَّة مَثَاقِيل بزر بنج أَبيض بزر كرفس من كل وَاحِد إثنا عشر مِثْقَالا. يعجن بِعَسَل وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص ويسقى(3/559)
مِنْهَا وزن نصف مِثْقَال بِمَاء عسل مفتر مصفى مِقْدَار ثَلَاث قوانوسات وَوجد فِي نُسْخَة أُخْرَى أَنه يَقع فِيهِ حرمل سِتَّة مَثَاقِيل. دَوَاء آخر: مفتّت للحجارة الَّتِي تتولد فِي الكليتين وَيسلم من يَسْتَعْمِلهُ من تولد الْحَصَاة فِي كليته وَهَذَا الدَّوَاء يفعل فعله بخاصية لَا بمزاج. أخلاطه: يُؤْخَذ من العقارب الْأَحْيَاء عشرَة عددا فَتلقى فِي قدر حَدِيد نظيفة وتظين الْقدر يعجن الْحِنْطَة ثمَّ يعمد إِلَى فرن فيسجر بحطب الْكَرم حَتَّى يحمر ثمَّ يوضع الْقدر فِي ذَلِك الفرن وَيتْرك فِيهِ لَيْلَة ثمَّ يخرج بعد ذَلِك فَيُؤْخَذ مَا يُوجد فِي الْقدر من رماد العقارب بعد أَن يكون قد برد وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيسْتَعْمل مِنْهُ عِنْد وَقت العلاج من أوجاع الكليتين وزن قيراطين بالراب الَّذِي يُقَال لَهُ خنديقون فَإِنَّهُ يفتت الْحِجَارَة ويحدرها فِي الْبَوْل شظية شظية وَذَلِكَ أَن الْعَقْرَب فِي طبعها ضد للحجارة المتولدة فِي الكى والمثانة كَمَا أَن لُحُوم الأفاعي ضد سموم الْحَيَّات وَسَائِر الْهَوَام السمية. حَصَاة المثانة: مِمَّا قيل فِي هَذَا الْبَاب وَشهد لَهُ أَن الأرنب إِذا أحرق باللطف كَمَا نَدْرِي وحفظت حراقته وَسقي مِنْهَا أَيَّامًا وزن دِرْهَمَيْنِ بِمَاء فاتر فتت الْحَصَاة. دوراء من تركيبنا: يصلح لقرحة المثانة وقرحة مجْرى الْقَضِيب بزرق فِي الاحليل. أخلاطه: يُؤْخَذ أسرب محرق ولب بزر الْبِطِّيخ من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم طباشير دِرْهَمَانِ صمغ عَرَبِيّ وبزر الخشخاش وَقرن أيل محرق من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم أفيون نصف دِرْهَم بنج دانقين مر دِرْهَم. يسحق الْجَمِيع سحقاً جيدا ويُتخذ مِنْهُ شياف بِمَاء الهندبا مثل شيافات الْعين وتستعمل بمعناطير مخلوط فِي لبن أَو فِي دهن حب الْبِطِّيخ فَإِنَّهُ نَافِع جدا. أَقْرَاص: تفتت الْحَصَاة المتولدة فِي المثانة والكليتين. أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الجزر الْبري وبزر القثاء البرتقي وإنيسون وَمر وبزر الكرفس الْجبلي وبزر الكرفس البستاني وسليخة ودارصيني وسنبل من كل وَاحِد جُزْء. تدق هَذِه الْأَدْوِيَة وتنخل وتعجن بِمَاء وتقرص أقراصاً فِي كل قرصة وزن دِرْهَم أَو مِثْقَال أَو تحبب حبا كأمثال الحمص ويسقى مِنْهُ عشر حبات على الرِّيق بِمَاء حَار. معجون يفئت الْحَصَاة. أخلاطه: يُؤْخَذ سنبل هندي ثَلَاث درخميات زنجبيل أَربع درخميات دَار فلفل مثله سليخة إثنا عشر قيراطاً دارصيني أَربع درخميات جعدة مثله أسارون دِرْهَم دوقو مثله زعفران درخمان جندبادستر أَربع درخميات فقاح الأذخر مثله سقورديون مثله قسط درخميان فلفل أَبيض مثله فطراساليون مثله حبّ البلسان أَربع درخميات وَفِي درخميان يعجن بِعَسَل. تقطير الْبَوْل: قرصة تَنْفَع من الْقطر والذرب.(3/560)
أخلاطه: يُؤْخَذ جندبادستر وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن المرزجوش والسذاب وبزر البنج والأنيسون من كل وَاحِد وزن دِرْهَم وَمن حب الرُّمَّان خمس عشرَة حَبَّة فدقه واجعله أقرصة والشربة وزن دِرْهَم أَو إسقه وزن دِرْهَم من حب القثاء المنقى ببياض الْبيض الرَّقِيق. ضعف الانتشار والشهوة: ينفع من ذَلِك هَذَا الدَّوَاء. أخلاطه: تَأْخُذ من بزر البصل وزن دِرْهَمَيْنِ وَمن حب الجرجير وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن بزر الشهدانج والبوزندان أسدارون والاشقيل المشوي من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم. وَمن الشقاقل وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن السمسم المقلو وزن خَمْسَة دَرَاهِم وَمن حب الأنجرة وأناركيوا أَبيض من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الفانيذ وزن سِتَّة دَرَاهِم فتدقه وتخلطه الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ بطلاء ممزوج وينفع من ذَلِك هَذَا ادواء. أخلاطه: يُؤْخَذ من عروق الفارسويج وَهُوَ الهليون وَلبن الْبَقر وَسمن الْبَقر من كل وَاحِد ثَلَاثَة أرطالى وَمن بزر الجرجير وبزر الجزر وبزر السلجم من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ تدق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتخلط مَعَ اللَّبن وَالسمن الشربة مِنْهُ وزن خَمْسَة أساتير أَو عشرَة أساتير بعد أَن تطبخه حَتَّى يذهب اللَّبن وَيبقى السّمن وتصفيه. جوارشن هندي: زَائِد فِي الباه مهيج لشَهْوَة الْجِمَاع غَايَة. أخلاطه: يُؤْخَذ من الزنجبيل والفلفل وَالدَّار فلفل والدارصيني والقرفة والساذج والسنبل وشيطرج هندي وجوزبوا وصندل أَحْمَر وقاقلة وَحب البلسان وبسباسة وناغيشت وطاليسفرم وقرنفل وَسعد وطباشير وَجوز هندي من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ مسك وكافور من كل وَاحِد عشرَة مَثَاقِيل سكر طبرزد مثل الْأَدْوِيَة كلهَا تدق وتنخل وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة والشربة وزن دِرْهَمَيْنِ. دَوَاء آخر: زَائِد فِي الباه يصلح للملوك. أخلاطه: يُؤْخَذ ذَنْب السقنقور أُوقِيَّة وَنصف بزر السلجم وبزر الجزر وبزر اللفت وبزر البصل الْأَبْيَض الحلو وبزر الأنجرة وبزر الجرجير من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَمن الفلفل الْأسود والفلفل الْأَبْيَض وَالدَّار فلفل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم وَمن بصل الفار المشوي وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الصنوبر المقشر أوقيتين وَنصف وَمن العاقر قرحا وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن لِسَان العصافير سِتَّة دَرَاهِم وَمن أدمغة العصافير الذُّكُور الَّتِي تعشش فِي الْحِيطَان وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن خصي الديوك أُوقِيَّة تدق هَذِه الْأَدْوِيَة وتعجن بِسمن الْبَقر وَعسل ثلث من سمن وَثُلُثَانِ من عسل وَيرْفَع فِي إِنَاء الشربة من ذَلِك نصف دِرْهَم بشراب حُلْو بعد الْغَدَاء. دهن: تمرخ بِهِ الْعَانَة والقضيب وَمَا حَاذَى الكليتين فَيفْتق شَهْوَة الباه وَيزِيد فِيهَا. أخلاطه: يُؤْخَذ من الأوفربيون والقنّة من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ بسباسة وزن دِرْهَم دَار فلفل دِرْهَم وَنصف عَاقِر قرحا وزن دِرْهَمَيْنِ وَنصف وَمن بزر الجرجير وجندبادستر من كل(3/561)
وَاحِد نصف دِرْهَم دهن النرجس أُوقِيَّة وَنصف وَمن الشمع نصف دِرْهَم تدق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة ويذوب الشمع مَعَ الدّهن وتلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وتخلط خلطاً جيدا ويمرخ بذلك. برد الرَّحِم: فرزجة للرحم الْبَارِدَة. أخلاطه: يُؤْخَذ مرهم دياخيلون أُوقِيَّة. مرهم باسيلقون وشحم ثَوْر وصمغ اللوز وشحم الدَّجَاج وشحم بط ومخ سَاق الأيل وزبد الْغنم ولبنى ورمان ودهن ناردين من كل وَاحِد أُوقِيَّة. مر صافي نصف أُوقِيَّة. زعفران دِرْهَمَيْنِ. تذوب الشحوم بدهن وَتجمع جَمِيعًا وَيصير مِنْهَا على فرزجة من صوف وتستعمل. صلابة الرَّحِم: هَذِه الفرزجة الْمَذْكُورَة لبرد الرَّحِم نافعة أَيْضا للورم الصلب فِي الرَّحِم. الْمقَالة السَّابِعَة أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا ضمّاد لوجع المفاصل والنقرس: أخلاطه: يُؤْخَذ بزر الشوكران قسط غاريقون قسط حلبة قسط بورق أُوقِيَّة شمع رَطْل راتينج مطبوخ رَطْل أشق رَطْل زَيْت عَتيق رَطْل مخّ عِظَام الأيل أَربع أَوَاقٍ أصُول السوسن الاورتقي أَربع أَوَاقٍ تدق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتنخل بمنخل وتذاب الْأَدْوِيَة الذائبة وتترك حَتَّى تبرد وتلقى على الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة وتخلط وترفع وتستعمل وَكَذَلِكَ ينفع من ذَلِك هَذَا الدَّوَاء. أخلاطه: يُؤْخَذ سورنجان وزن اثْنَي عشر درهما وَمن الحبق النَّهْرِي وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الفلفل والكمون من كل وَاحِد وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم يدق ويسحق الشربة مِنْهُ وزن دِرْهَم بِمَاء وَعسل. مرهم: ينفع من الضعْف يعرض فِي الرجلَيْن. أخلاطه: تَأْخُذ من الأسارون وَالصَّبْر وشياف ماميثا والشيطرج والكست والأنزروت والمز من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الجندبادستر وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم فتدقّه وتسحقه وتعجنه بطلاء طيب الرّيح ثمَّ تطليه عَلَيْهِ. حبّ نَافِع يعْمل بالفاشرا: وَهُوَ الدَّوَاء الْمَعْرُوف بهزارجشان وَهُوَ نَافِع من النقرس ووجع الْوَرِكَيْنِ ووجع المفاصل. أخلاطه: يُؤْخَذ من الدَّوَاء الَّذِي يُقَال لَهُ الهزارجشان وزن دِرْهَم وَمن السورنجان وزن عشْرين درهما كمون كرماني وزن دِرْهَم دارصيني وصعتر فَارسي وزراوند مدحرج وزنجبيل وورق الْكبر ورماد الخطاطيف من كل وَاحِد دِرْهَم تدق هَذِه الْأَدْوِيَة(3/562)
تسحق وتعجن بشراب وتحبب حبا صغَارًا وتجفف فِي الظل الشربة من ذَلِك وزن نصف دِرْهَم بِمَاء طبخ فِيهِ الشبث أَو يستف مِنْهُ وزن نصف دِرْهَم بِمَاء عسل حَار قد طبخ يه الشبث ملعقتين وزيت ملعقة. حبّ آخر: يعْمل بِالْحِنَّاءِ مِمَّا جزب للنقرس فَحَمدَ. أخلاطه: يُؤْخَذ من الهليلج الْأسود المنزوع النَّوَى وزن عشرَة دَرَاهِم بليلج وأملج شيطرج وزنجبيل وَدَار فلفل وملح هندي من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم صَبر وزن ثَلَاثِينَ درهما صعتر فَارسي وأصل الْكبر ومقل وحناء من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ سورنجان مثل الْأَدْوِيَة كلهَا تدق الْأَدْوِيَة وتنخل وينقع الْمقل فِي شراب ويخلط ويعجن ويحبب حبا صغَارًا الشربة وزن دِرْهَمَيْنِ. عرق النسا: دَوَاء نَافِع لعرق النسا سكنه تسكيناً بليغاً. أخلاطه: يُؤْخَذ زفت جزأين كبريت لم تصبه النَّار جُزْء يسحقان جَمِيعًا ويخلطان وَيَنْثُرَانِ على الْموضع العليل من بعد أَن يدْخل صَاحبه الحمّام كَيْمَا يلتصق بِهِ الدَّوَاء ويلصق من فَوْقه النقرس: دَوَاء نَافِع للنقرس. أخلاطه: يُؤْخَذ الشوكران الْمَذْكُور فِي بَاب أوجاع المفاصل غَايَة لَهُ. الْمقَالة الثَّامِنَة دَاء الثَّعْلَب لطوخ لداءالثعلب أخلاطه: يُؤْخَذ من الأوفربيون والثافسيا ودهن الْغَار من كل وَاحِد مثقالان. وَمن الكبريت الَّذِي لم تصبه النَّار والخربق الْأَبْيَض وَالْأسود أَيهمَا كَانَ مَوْجُودا من كل وَاحِد وزن مِثْقَال. تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة مدقوقة منخولة وتخلط بِوَزْن تِسْعَة دَرَاهِم من موم مذاب بدهن الْغَار أَو دهن الخروع أَو بالزيت الْعَتِيق. وَيسْتَعْمل هَذَا الدَّوَاء على أَنه قوي جدا فِي محلاج دَاء الثَّعْلَب إِذا طَال وعسر علاجه. قَالَ جالينوس: إِنِّي كنت أخلط مَعَه فِي بعض الْأَوْقَات من الْحَرْف وزن مِثْقَال وَمن زبد الْبَحْر المحرق وزن مثقالين. الخضاب المسود: زعم جالينوس أَنه إِن أَخذ بَوْل كلب وعفن خَمْسَة أَيَّام أَو سِتَّة أَيَّام ثمَّ غسل بِهِ فعل ذَلِك الْمقَالة التَّاسِعَة صفة الأكيال والأوزان من كناش الساهر قَالَ: الْقسْط من الزَّيْت ثَمَانِي عشرَة أُوقِيَّة وَمن الشَّرَاب ثَمَانُون رطلا وَمن الْعَسَل مائَة(3/563)
وَثَمَانِية أَرْطَال حنوس من الزَّيْت ثَمَانِيَة أَرْطَال وَمن الشَّرَاب عشرَة أَرْطَال وَمن الْعَسَل ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ رطلا وَنصف قوثوس من الزَّيْت تسع أَوَاقٍ وَمن الشَّرَاب عشر اْواق وَمن الْعَسَل ثَلَاث عشرَة أُوقِيَّة وَنصف مسطرون كَبِير من الزَّيْت ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن الشَّرَاب ثَلَاث أَوَاقٍ وثمان غرامي وَمن الْعَسَل أَربع أَوَاقٍ وَنصف أكسوثافن من الزَّيْت سِتَّة عشر درخمي وَمن الشَّرَاب أوقيتان وَربع درخمي وَمن الْعَسَل ثَلَاث أَوَاقٍ وَربع وَثمن قوثوس من الزَّيْت إثنا عشر درخمي وَمن الشرإب أُوقِيَّة وَنصف درخمي وَثلث وَمن الْعَسَل أوقيتان وَربع مسطرون صَغِير من الزَّيْت سِتّ درخميات وَمن الشَّرَاب عشرُون غرامي وَمن الْعَسَل سبع درخميات.
(الْمقَالة الْعَاشِرَة ذكر الأوزان والمكاييل)
قَالَ: قد يسْتَغْنى عَن هَذَا الْبَاب فِي هَذَا الْمَجْمُوع لِأَنِّي إِنَّمَا ذكرت كل كيل وَوزن وأردفته بِمَا هُوَ مَعْرُوف بِهِ عِنْد أَصْحَاب اللُّغَة الْعَرَبيَّة فِي أبوابه إِلَّا أَن قوماَ مِمَّن اْشرفوا على نقلي سَأَلُونِي نَقله لينْتَفع بِهِ فِي غير هَذَا الْكتاب. الْقسْط عِنْد الشعوب الَّتِي تتخاطب بِاللِّسَانِ اليوناني معررف فَأَما الْكَيْل فَلَيْسَ جَمِيعهم متفقين عَلَيْهِ وَذَلِكَ أَن بَعضهم يسْتَعْمل غير الَّذِي اسْتَعْملهُ صَاحبه والقسط عِنْد الرّوم يسع رطلا وَنصفا وسمساً فَيكون عشْرين أُوقِيَّة والقسط الأنطاليقي رَطْل وَنصف الرطل إثنتا عشر أُوقِيَّة. والمن الرُّومِي عشرُون أُوقِيَّة والمن الأنطاليقي والمصري سِتّ عشرَة أُوقِيَّة والمن يكون أَرْبَعِينَ إستاراً. والرطل عشرُون إستاراً. والاستار سِتَّة دَرَاهِم ودانقان وَهُوَ أَرْبَعَة مَثَاقِيل. الدرخمي مِثْقَال الدورق الانطاليقي يكون ثَمَانِيَة جواهين والجوهين سِتَّة أقساط رُومِية. القوطولي سبع أَوَاقٍ مسطرون الْكَبِير ثَلَاث أَوَاقٍ مسطرون الصَّغِير سِتّ درخميات. إكسو ثافن ثَمَانِيَة عشر درخمي. قواثوس أُوقِيَّة وَنصف. غراما مَا بَين ربع دِرْهَم إِلَى الدانقين أَو دونه. أونقوش أُوقِيَّة واحلة وكل وَاحِد مِنْهَا سَبْعَة مَثَاقِيل أون أُوقِيَّة أَيَّانَ الْعَسَل رطلان وَنصف أَيَّانَ الدّهن منا وَنصف الدورق ثَلَاثَة أَرْطَال قسط الْعَسَل رطلان وَنصف الهامين خَمْسَة أساتير وَعِشْرُونَ درهماَ وَأَرْبَعَة أوثولو. الباقلاة الْوَاحِدَة المصرية أَربع شامونات أوثولو دانق وَنصف كماوجس الاسكندراني ثَلَاثَة أوثولو. البندقة الْوَاحِدَة درخمية وَاحِدَة.(3/564)
الجوزة أَرْبَعَة عشر شاموناً. الصدفة الصَّغِيرَة سبع شامونات الصدفة الْكَبِيرَة أَربع عشرَة شامونة. الباقلاة اليونانية شامونيان وأوتولوين. السكرجة سِتَّة أساتير وَربع. ملعقة الْعَسَل أَرْبَعَة مَثَاقِيل ملعقة الْأَدْوِيَة مِثْقَال وَاحِد وَدِرْهَم. النيطل الْوَاحِد إستاران. الدرخمي سِتّ أثولات كل أوثولو ثَلَاثَة قراريط. كل قِيرَاط أَربع شعيرات الثَّلَاث أوثولات تِسْعَة قراريط القواثوس أُوقِيَّة وَنصف مَالِي هُوَ أقومالي هُوَ مِمَّا يمرس فِيهِ الشهد ويحتفظ بِهِ غير مطبوخ. أودرومالي هُوَ عسل وَمَاء الْمَطَر الْمُعْتق مُنَاصَفَة يشمس الشَّرَاب المعشسل هُوَ متخذ من عصير الْعِنَب الَّذِي فِيهِ قبض خَمْسَة أَجزَاء وَمن الْعَسَل جُزْء وَاحِد يلقى ذَلِك فِي إِنَاء وَاسع مِمَّا يمْلَأ بِهِ ليتسع لغليانهما ويلقى عَلَيْهِمَا ملح قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تنقذف الرغوة فَإِذا سكن الغليان رفع فِي الخوابي. شراب الْعَسَل: شراب عَتيق قَابض جزءان عسل جيد جُزْء وَاحِد يخزن فِي إِنَاء وَيتْرك حَتَّى يدْرك. الطلاء يتَّخذ بِأَن يتْرك الْعِنَب فِي كرمه بعد أَن ينضج زَمَانا يَسِيرا أَو يقطع الْعِنَب النضيج فيشمس ثمَّ يعصر ويطبخ. أكسومالي هُوَ السكجبين الْمُتَّخذ من الْخلّ وَالْعَسَل وَالْمَاء وَقد يضيف إِلَيْهِ قوم مَاء البحرأو ملحه وَمن جملَة نسخ ذَلِك خل خمس قوطولي. والقوطولي سبع أَوَاقٍ وَمن ملح الْبَحْر منوين وَمن الْعَسَل عشرَة أُمَنَاء وَمن المَاء عشر قوطولات يغلى عشر غليات وَيرْفَع أوكسالي خلّ يخلط بِمَاء الْملح روذومالي شراب يتَّخذ بعصارة الْورْد مَعَ عسل.(3/565)